You are on page 1of 9

‫خطـــة البحث ‪.

‬‬

‫‪ ‬مقدمــة ‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬النظرية النقدية الكالسيكية ( تعريفها ‪ ،‬نشأتها و أسسها )‬
‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬تعريف النظرية النقدية الكالسيكية و نشأتها ‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬الفروض األساسية للنظرية ‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬صيغ النظرية الكالسيكية ‪:‬‬


‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬صيغة فيشر ( معادلة التباعدل ) ‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬نظرية األرصدة النقدية ( مدرسة كامبردج )‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثالث ‪ :‬مقارنة بين الصيغتين ‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث الثالث ‪ :‬تقييم النظرية النقدية الكالسيكية ‪.‬‬


‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬إيجابيات النظرية ‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬سلبيات النظرية ‪.‬‬

‫‪ ‬خــاتمة و حوصلة البحث ‪.‬‬


‫‪ ‬استنتاج ‪.‬‬
‫‪ ‬قـــائمة المراجع ‪.‬‬
‫‪ ‬مـــــقدمـــــــــة ‪:‬‬

‫‪ -‬تمهيد ‪:‬‬
‫يعتبر الطلب على النقود متغير اقتصادي على درجة عالية من األهمية ‪ ،‬بحكم تأثره و تأثيره على‬
‫كامل المتغيرات االقتصادية االخرى ‪ ،‬و هو بمثل الرغبة في الحصول على السيولة ألسباب‬
‫معينة ‪ ،‬ويختلف االقتصاديون و بالتالي المدارس االقتصادية في تحديد هذه األسباب ‪ ،‬و كذالك‬
‫النتائج المترتبة على إتجاه رغبات االفراد و المؤسسات في طلبهم على النقود ‪ ،‬و بالتحديد اإلجابة‬
‫على السؤال المهم هل تؤثر النقود على المتغيرات االقتصادية او أنها متغير حيادي أو سلبي ؟ هذا‬
‫السؤال دفع باحثي االقتصاد الى تبني اتجاهين ‪ ،‬أن النقود تساهم في دفع عجلة النمو االقتصادي‬
‫كاتجاه اول و االتجاه الثاني ان النقود لن تسبب إال ضغوط تضخيمية ‪ ،‬و هو ما أدى الى تبنى‬
‫النظريات النقدية ‪.‬‬
‫‪ -‬إشكالية البحث ‪:‬‬
‫النظريات النقدية هي فرع من فروع علم االقتصاد وتؤلف جزءا ً من التحليل االقتصادي الكلي ‪ ،‬وتبحث‬
‫في كشف وتفسير العالقة بين النقود والنشاط االقتصادي ‪ ،‬فهي تأخذ باالعتبار أثر التغير في العامل‬
‫النقدي بجانبيه ( عرض النقد والطلب عليه ) على المتغيرات االقتصادية كاإلنتاج الحقيقي ‪ ،‬الدخل ‪،‬‬
‫االستخدام ‪ ،‬االستهالك ‪ ،‬الفائدة ‪ ،‬النمو االقتصادي ‪ ،‬مستوى االسعار‪ ،‬توزيع الدخل والثروة أيضا تعتبر‬
‫النظرية النقدية من اهم النظريات االقتصادية التي ركزت االهتمام على دراسة االثر الذي يحدثه التغير‬
‫في كمية النقود على المستوى العام لألسعار ‪ ,‬و قد تبنى هذا االتجاه االقتصاديون الكالسيك الذين ركزوا‬
‫على تفسير العوامل التي لها عالقة بتحديد قيمة النقود و اهملوا العوامل التي تتحكم في مستوى االنتاج و‬
‫التشغيل الكامل‬
‫و قد صاغ االقتصاديون الكالسيك افكارهم هذه على شكل نظرية اطلقوا عليها نظرية كمية النقود و التي‬
‫عرفت أيضا بإسم النظرية الكالسيكية ‪ ،‬و نحن من خالل هذه الدراسة الموجزة سنسلط الضوء على هذه‬
‫النظرية و نخوض في تحليلها من خالل اإلجابة على التساؤالت التالية ‪ :‬ما هي األسس و المبادئ‬
‫األساسية التي بنى عليها االقتصاديون الكالسيكيون نظرية كمية النقود ؟ و كيف ومتى ظهرت هذه‬
‫النظرية من األساس ؟ وهل يمكن اعتبار هذه النظرية كنظرية مثالية في التحليل اإلقتصادي؟‬
‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬النظرية النقدية الكالسيكية ( تعريفها ‪،‬نشأتها و أسسها ) ‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب األول ‪ :‬تعريف و نشأة النظرية النقدية الكالسيكية ‪:‬‬

‫يقصد بالنظرية النقدية الكالسيكية تلك النظرية التي نشأت و تطورت بفضل جهود االقتصاديين في‬
‫المدرسة الكالسيكية و التي تبلورت فيما بعد و أصبحت تعرف باسم نظرية كمية النقود ‪,‬بحيث يعتبر‬
‫جوهر النظرية االساسي هو تفسير التغير في كمية النقود و انعكاس ذلك على المستوى العام لألسعار‬
‫خاصة والمتغيرات االقتصادية األخرى عامة ‪.‬‬

‫بدأت فكرة النظرية منذ القرن السادس عشرمن قبل " جان بودان " عندما حصل ما سمي بثورة االسعار‬
‫إثر تدفق المعادن النفيسة الى اوروبا بكميات كبيرة ‪,‬و ترافق معه ارتفاع شديد في االسعار ‪,‬إال انها لم‬
‫تنتشر و لم تطبق حتى جاء العالم االقتصادي " إرفنج فيشر" بصيغته الرياضية المشهورة عام ‪1917‬م‬
‫‪,‬و الذي اطلق عليها صيغة فيشر نسبة ا لى مكتشفها او معادلة التبادل او صيغة دوران المعامالت ‪,‬التي‬
‫تم تطويرها الحقا على يد مجموعة من االقتصاديين في جامعة كامبردج على رأسهم "الفريد مارشال "‬
‫‪,‬و اطلقوا على معادلتهم اسم ( معادلة كمبردج ) نسبة للجامعة ‪,‬و تسمى من قبل البعض بصيغة االرصدة‬
‫النقدية ‪.1‬‬

‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬الفروض األساسية للنظرية الكالسيكية ‪:‬‬

‫تستند النظرية الكالسيكية او نظرية كمية النقود على مجموعة من الفروض االساسية ‪:‬‬

‫‪ -‬ارتباط التغير في مستوى األسعار بتغيير كمية النقود المعروضة بمعنى (أن أي تغير في كمية النقود‬
‫المعروضة تنعكس وبنفس المقدار على المستوى العام لألسعار فزيادة األول تؤدي إلى زيادة الثاني بنفس‬
‫القدر والعكس صحيح) أي إن هناك عالقة طردية تناسبية بين عرض النقود واألسعار‪.‬‬

‫‪ -‬ثبات حجم المعامالت حيث ترى هذه النظرية أن النقود ال تؤدي سوى وظيفة واحدة وهي أنها وسيط‬
‫للتبادل وقد استندوا على قانون ساي ( كل عرض يخلق الطلب عليه ) ‪ ,‬بمعنى ان المنتجات ال تبادل اال‬
‫بالمنتجات و ان النقود وسيط للمبادلة و ال يمكنها ان تكون مخزنا للقيمة ‪. 2‬‬

‫‪ -‬ثبات سرعة تداول النقود ( و يقصد بها عدد المرات التي يتم فيها تبادل النقود لتسوية المعامالت و‬
‫التبادالت االقتصادية خالل فترة زمنية معينة ) ‪.‬‬

‫و تعتمد سرعة تداول النقود على العوامل التالية ‪:‬‬

‫درجة كثافة السكان‬ ‫‪-‬‬


‫تقدم شبكات المواصالت‬ ‫‪-‬‬
‫تطور العادات في المجتمع كاالستهالك و االدخار‬ ‫‪-‬‬
‫تقدم النظام المصرفي و االسواق المالية‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 1‬محمد ضيف هللا القطاربي ‪ ،‬دور السياسة النقدية في االستقرار و التنمية االقتصادية ‪ ،‬دار غيداء للنشر ‪ ،‬عمان – األردن ‪ ،2011 ،‬ص ‪38‬‬
‫‪ 2‬عادل عامر ‪ ،‬دور الدولة في تحقيق التوازن االقتصادي ‪ ،‬دار حروف منثورة ‪ ،‬مصر ‪ ،2016 ،‬ص ‪100‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬لسرعة الدوران و كمية النقود عالقة ثابتة‬

‫اذن افتراضات النظرية تشير إلى أنه يتم تحديد قيمة المال بمقدار المال المتاح في االقتصاد‪ .‬فعند‬
‫الزيادة في عرض النقود تنخفض قيمة المال مما يؤدي الى ارتفاع التضخم‪.‬‬

‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬صيغ النظرية النقدية الكالسيكية ‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب األول ‪ :‬صيغة فيشر ( معادلة التبادل ) ‪.‬‬

‫تعتبر هذه المعادلة حجر الزاوية في نظرية كمية النقود ‪,‬و قد صاغها " فيشر " في كتابه ( القوة‬
‫‪2‬‬
‫الشرائية للنقود ‪ , ) 1911‬و قد صاغها " فيشر " على الشكل التالي ‪:‬‬
‫‪Mv = pt‬‬
‫حيث ان ‪:‬‬
‫‪ : m‬متوسط كمية النقود في االقتصاد خالل فترة معينة‬
‫‪ : v‬سرعة تداول النقود‬
‫‪ : p‬المستوى العام لالسعار‬
‫‪ : t‬اجمالي المبادالت‬
‫و منها يمكن تحديد المستوى العام لالسعار كالتالي‬
‫‪P =M* V/T‬‬
‫و طبقا لالفتراضات السابقة التي ترى بثبات سرعة الدوران و حجم المبادالت ‪,‬فإن المعادلة تؤكد ان‬
‫تغير كمية النقود يؤدي الى تغير المستوى العام لألسعار بنفس النسبة و في نفس االتجاه‪ ,‬و بالتالي‬
‫فالمعادلة تحدد جميع العوامل التي تتفاعل بطريقة مباشرة في تحديد مستوى األسعار و قد ظهرت معادلة‬
‫أخرى تسمى بمعادلة التبادل االقتصادي لفيشر أيضا‪ ،‬حيث أدخل النقود المصرفية في التبادل‪ ,‬فأصبحت‬
‫‪3‬‬
‫المعادلة ‪:‬‬
‫‪MV + M¢V¢ = PT‬‬
‫‪ :m‬النقود القانونية‬
‫‪ : v‬سرعة تداولها‬
‫‪ : M¢‬النفود المصرفية‬
‫‪ : V¢‬سرعة تداولها‪.‬‬

‫عادل عمر ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 213‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد القطاربي ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪40‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمود عبد العزيز توني ‪ ،‬اقتصاديات النقود و البنوك ‪ ،‬مكتبة الشقري ‪ ،‬الرياض ‪ ، 2016 ،‬ص ‪161‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬نظرية األرصدة النقدية ( مدرسة كامبردج ) ‪.‬‬

‫حاول كل من نظريتي الكمية ‪ ،‬كامبردج والتبادل ‪ ,‬التعبير عن عالقة بين كمية السلع المنتجة ومستوى‬
‫السعر والمبالغ المالية ‪ ,‬وكيفية تحرك المال‪ .‬في حين ان معادلة كامبردج تركز على الطلب على النقود‬
‫ضا في تفسير حركة النقود في النسخة الكالسيكية‬ ‫بدالً من العرض النقدي ‪ ,‬تختلف النظريات أي ً‬
‫المرتبطة بإرفينج فيشر ‪ ,‬يتحرك المال بمعدل ثابت وال يخدم إال كوسيط للتبادل بينما في نهج كامبريدج ‪,‬‬
‫يعمل المال كمخزن للقيمة وحركته تعتمد على الرغبة في االحتفاظ بالنقود‪ .‬ارتبط هذا المفهوم‬
‫باالقتصاديين " ألفريد مارشال " ‪ ،‬و" آرثر بيجو "‪ ,‬بحيث جادلو بأن جز ًءا معينًا من عرض النقود لن‬
‫يستخدم في المعامالت‪ ,‬وبدالً من ذلك سيتم االحتفاظ بها لتوفير الراحة واألمان للحصول على النقد في‬
‫متناول اليد‪.‬‬

‫و يمكن تلخيص هذه المعادلة على الشكل التالي ‪:‬‬


‫‪M=KY‬‬

‫‪ : M‬كمية النقود و تشمل النقود بكافة انواعها‬


‫‪ : K‬النسبة من الدخل التي يرغب االفراد باالحتفاظ بها على شكل ارصدة نقدية‬
‫‪ : Y‬الدخل النقدي‬
‫فإذا زادت األرصدة النقدية السائلة أدى ذلك الى انخفاض حجم الناتج وبالتالي زيادة المستوى العام‬
‫‪1‬لألسعار والعكس صحيح ‪.‬‬

‫‪ ‬المطلب الثالث ‪ :‬مقارنة بين الصيغتين ‪:‬‬

‫‪ -‬ركزت نظرية المبادلة على جانب عرض النقود في حين أن نظرية كمبردج ركزت على جانب‬
‫الطلب ‪.‬‬
‫‪ -‬قررت نظرية المبادلة وجود عالقة طردية تناسبية بين كمية النقود المعروضة وبين المستوى العام‬
‫لألسعار ‪.‬‬
‫‪ -‬معادلة التبادل اهتمت فقط بجانب العرض النقدي على ان النقود هي وسيلة للتبادل فقط في حين ان‬
‫معادلة كمبردج اعطت للنقود دورا جديدا كونها مقياس للمدفوعات اآلجلة و مخزن للقيمة ‪. 2‬‬

‫إال أن النظريتان اتفقتا على أن المستوى العام لألسعار هو متغير تابع لكمية النقود سواء بطريقة مباشرة‬
‫كما افترض فيشر أو بطريقة غير مباشرة كما في النظرية األخرى ‪ ,‬مما جعلهما عرضة لالنتقادات ‪.‬‬

‫‪ -‬محمد القطاربي ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪42‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد شاهين ‪ ،‬اسعار صرف العمالت العالمية و أثرها على النمو االقتصادي ‪ ،‬دار حميثر للنشر و الترجمة ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2018 ،‬ص ‪201‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬المبحث الثالث ‪ :‬تقيييم النظرية النقدية الكالسيكية ‪:‬‬

‫‪ ‬المطلب األول ‪ :‬أيجابيات النظرية ‪:‬‬


‫تعد نظرية كمية النقود من اولى النظريات التي حاولت تفسير المستوى العام لألسعار و ما يحدث فيها‬
‫من تقلبات و هي تتمثل في مجموعة من الفروض المتعلقة بأهمية كمية النقود بالنسبة إلى غيرها من‬
‫العوامل في التأثير على قيمتها ‪.‬على الرغم من تعرضها للعديد من االنتقادات إال انها بعض االيجابيات‬
‫التي تمثلت في ‪:‬‬

‫_ ان لنظرية كمية النقود أهمية و دور كبيرين في تفسير ظاهرة التضخم ‪.‬‬

‫_ إن النظرية الكمية للنقود كانت متفقة تماما مع التحليل و الواقع االقتصادي السائد آنذاك ‪.1‬‬

‫‪ ‬المطلب الثاني ‪ :‬سلبيات النظرية ( عيوبها )‪:‬‬


‫تعرض ت نظرية كمية النقود النتقادات شديدة و خاصة بعد االزمة االقتصادية العالمية ( ‪ ,) 1929‬و قد‬
‫جاءت االنتقادات الشديدة على يد االقتصادي االنجليزي "جون ماينرد كينز" إثر نشر كتابه (النظرية‬
‫العامة للعمالة و الفائدة و النقود) ‪ ,‬و ابرز تلك االنتقادات هي ‪: 2‬‬

‫انها غير كافية تماما كنظرية نقدية ألنها ال تأخذ في االعتبار معدل الفائدة على اإلطالق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫من الصعب قياس سرعة تداول النقود‪ ,‬في الواقع ليس من الممكن قياسها بدقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اعتبرت نظرية " فيشر " غير كاملة ألنها افترضت أن االفراد ينفقون كامل دخلهم و هذا ناتج من‬ ‫‪-‬‬
‫قناعة االقتصاديين الكالسيك بأن النقود هي وسيلة للتبادل فقط و ليس مخزن للقيمة ‪,‬لكن الصحيح‬
‫أن األفراد يحتفظون بجزء من دخلهم النقدي لمواجهة متطلبات المستقبل‪,‬و هذا فرض غير واقعي‬
‫فالنقود تطلب لكونها أصل سائل الى جانب أغراض المعامالت و ليس ألغراض المعامالت فقط‬
‫كما تزعم معادلة االرصدة النقدية‬
‫افتراضها دوما ثبات العوامل المحددة لقيمة النقد ( باستثناء مستوى األسعار) ‪ ،‬إال انه إذا رجعنا‬ ‫‪-‬‬
‫إلى التجارب الواقعية نجد عدم صحة ثبات هذه الفروض‬

‫و جملة االنتقادات السابقة التي وجهت لنظرية كمية النقود مهدت لظهور النظرية الكنزية و الكنزية‬
‫الجديدة ‪ ,‬على يد كينز و اتباعه ‪.‬‬

‫‪ 1‬سامي خليل ‪ ،‬اقتصاديات النقود و البنوك ‪ ،‬مركز األصيل للنشر و التوزيع ‪ ،‬لبنان ‪ ،2001 ،‬ص ‪478‬‬
‫‪ 2‬سامي خليل ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪480- 479‬‬
‫‪ ‬خاتمة و خالصة البحث ‪:‬‬
‫وخالصة القول ومن خالل ما تم التطرق اليه عبر مباحث هذه الدراسة الموجزة و التي تمحورت‬
‫حول النظرية النقدية الكالسيكية يمكننا استخالص ما يلي ‪:‬‬
‫النظرية النقدية الكالسيكية أو نظرية كمية النقود هي نظرية اقتصادية نشأت و تطورت‬ ‫‪-‬‬
‫بفضل جهود االقتصاديين في المدرسة الكالسيكية و التي تبلورت فيما بعد و أصبحت تعرف‬
‫باسم نظرية كمية النقود ‪,‬بحيث يعتبر جوهر النظرية االساسي هو تفسير التغير في كمية‬
‫النقود و انعكاس ذلك على المستوى العام لألسعار خاصة والمتغيرات االقتصادية األخرى‬
‫عامة ‪.‬‬
‫ظهرت النظرية النقدية الكالسيكية في القرن الثامن عشر ‪18‬م رغم أن فكرتها بدأت في‬ ‫‪-‬‬
‫القرن ال‪16‬من قبل جان بودان ‪.‬‬
‫تعد نظرية كمية النقود من أولى النظريات التي حاولت تفسير تحديد المستوى العام لألسعار‬ ‫‪-‬‬
‫و ما يحدث فيها من تقلبات وهي تتمثل في مجموعة من الفروض المتعلقة بأهمية كمية النقود‬
‫بالنسبة إلى غيرها من العوامل في التأثير على قيمتها‪.‬‬
‫يرى أنصار النظرية الكالسيكية أن النقود ال تؤدي سوى وظيفة واحدة وهي أنها وسيط‬ ‫‪-‬‬
‫للتبادل وقد استندوا على قانون ساي (أن العرض يخلق الطلب المساوي له) بمعنى ‪ :‬أن‬
‫االقتصاد في حالة توازن دائم وأن أي اختالل فيه سرعان ما يزول بفضل آلية األسعار‪،‬‬
‫وبالتالي فإن للنقود دور حيادي يتمثل في كونها وسيلة لمبادلة السلع فقط ‪.‬‬
‫لقد أسس التحليل الكالسيكي للنقود على فرضيات و أسس تبين فيما بعد أنها غير صحيحة‬ ‫‪-‬‬
‫كفاية أو غير صالحة لكل األوقات كحياد النقود والتشغيل الكامل و هذا أثناء األزمة العالمية‬
‫‪ 1929‬وعجز التحليل الكالسيكي عن تفسير األزمة آنذاك‬
‫وقد بنى الكالسيكيون نظريتهم النقدية الكالسيكية على أساس أن سرعة دوران النقود هي‬ ‫‪-‬‬
‫ثابتة على األقل في المدى القصير ألنها تحدد بعوامل بطيئة التغير ومستقلة عن كمية النقود‬
‫‪.‬‬
‫تؤكد النظرية الكالسيكية بأن مصدر التغير في االسعار ناتج عن مقدار التغير في كمية‬ ‫‪-‬‬
‫النقود فقط ‪.‬‬
‫رغم األسس المتينة التي بنى عليها الكالسيك نظريتهم و صيغتهم في التحليل االقتصادي إال‬ ‫‪-‬‬
‫ان هذا لم يمنع خلو نظريتهم من عيوب إدت الى تعرض النظرية النتقادات شديدة من‬
‫أبرزها ان النظرية انها غير كافية تماما كنظرية نقدية ألنها ال تأخذ في االعتبار معدل الفائدة‬
‫على اإلطالق إضافة الى ذالك افتراضها دوما ثبات العوامل المحددة لقيمة النقد وهو ما‬
‫يتنافى مع الواقع لهذا وصف بعد المنتقدين هذه النظرية بالنظرية الخيالية ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلستنتاج ‪:‬‬
‫نستنتج في األخير أن نظرية كمية النقود هي تجسيد التحليل الكالسيكي للنقود و التي تم بنائها على‬
‫فرضيات و أسس تبين فيما بعد أنها غير صحيحة كفاية أو غير صالحة لكل األوقات كحياد النقود‬
‫والتشغيل الكامل و هذا أثناء األزمة العالمية ‪ 1929‬أين عجل التحليل الكالسيكي عن تفسير‬
‫األزمة آنذاك لكن رغم ذالك تحتل هذه النظرية مكانة هامة في االقتصاد‪.‬حيث انها تزودنا‬
‫بمعلومات حول أسباب التغيرات في أسعار السلع والخدمات في االقتصاد ‪ ،‬كما تشكل النظرية‬
‫الكمية العمود الفقري للتقنيات المصرفية الحديثة لعمليات السوق المفتوحة وسياسة سعر الفائدة‬
‫لهذا ال ي مكن إلغاء دور التحليل الكالسيكي في شق البداية إلى تفسير عدة ظواهر كالتضخم و‬
‫اعتمد كقاعدة للتحليل الحديث للنظرية النقدية عند فريدمان‪.‬‬
‫‪ ‬قــــائمة المراجع ‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد ضيف هللا القطاربي ‪ ،‬دور السياسة النقدية في االستقرار و التنمية االقتصادية ‪،‬‬
‫دار غيداء للنشر ‪ ،‬عمان – األردن ‪. 2011 ،‬‬
‫‪ -2‬محمود عبد العزيز توني ‪ ،‬اقتصاديات النقود و البنوك ‪ ،‬مكتبة الشقري ‪ ،‬الرياض ‪،‬‬
‫‪. 2016‬‬
‫‪ -3‬محمد شاهين ‪ ،‬اسعار صرف العمالت العالمية و أثرها على النمو االقتصادي ‪ ،‬دار‬
‫حميثر للنشر و الترجمة ‪ ،‬القاهرة ‪.2018 ،‬‬
‫‪ -4‬مجموعة من المؤلفين ‪ ،‬الموسوعة العربية العالمية ( النسخة اإللكترونية ) ‪،‬أعمال‬
‫الموسوعة للنشر و التوزيع ‪ ،‬المملكة السعودية ‪. 2004 ،‬‬
‫‪ -5‬سامي خليل ‪ ،‬اقتصاديات النقود و البنوك ‪ ،‬مركز األصيل للنشر و التوزيع ‪ ،‬لبنان ‪،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ -6‬عادل عامر ‪ ،‬دور الدولة في تحقيق التوازن االقتصادي ‪ ،‬دار حروف منثورة ‪ ،‬مصر‬
‫‪.2016 ،‬‬

You might also like