You are on page 1of 99

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫المركزالجامعي عبد الحفيظ بوالصوف ميلة‬


‫معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫قسم العلوم االقتصادية والتجارية‬

‫المرجع ‪2222/........... :‬‬ ‫الميدان‪ :‬العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫الفرع‪ :‬علوم اقتصادية‬
‫التخصص‪ :‬اقتصاد نقدي وبنكي‬

‫مذكرة بعنوان‪:‬‬
‫واقع وآفاق الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء‬
‫القانون ‪20/02‬‬
‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية‬
‫تخصص " اقتصاد نقدي وبنكي "‬
‫إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫إع ـ ـ ــداد الطلبة‪:‬‬
‫د‪ .‬ياسمينة إبراهيم سالم‬ ‫‪ -‬شهينازحرات‬
‫‪ -‬سامية بوزنورة‬

‫لجنة المناقشة‬
‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫اسم ولقب األستاذ(ة)‬
‫رئيسا‬ ‫المركـزالجامعـي عبد الحفيظ بوالصوف ميلـة‬ ‫د‪ .‬رياض لمزاودة‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫المركـزالجامعـي عبد الحفيظ بوالصوف ميلـة‬ ‫د‪ .‬ياسمينة إبراهيم سالم‬
‫مناقشا‬ ‫المركـزالجامعـي عبد الحفيظ بوالصوف ميلـة‬ ‫د‪ .‬حليمة بوسيكي‬

‫السنة الجامعية ‪0200/0202‬‬


‫بسم الله والصالة والسالم على الحبيب المصطفى أما بعد‪:‬‬
‫نشكر الله عز وجل الذي مكننا سبحانه وتعالى ووهب لنا نعمة اإلرادة والعزيمة إلتمام‬
‫عملنا هذا المتواضع وإخراجه في أحسن شكل ممكن‬
‫وال يسعنا ونحن في هذا المقام إال أن نتقدم بشكرنا وتقديرنا إلى األستاذة المشرفة‬
‫ياسمينة إبراهيم سالم‬
‫التي أفادتنا كثيرا بنصائحها وإرشاداتها وتوجيهاتها طيلة مدة إشرافها علينا‪ ،‬ونحييها‬
‫على كل ما بذل منها من روح تواضع ومعاملة جيدة‬
‫ونشكر لجنة المناقشة على التكرم بقبول إثراء هذا البحث وتقييمه‬
‫وكذا نتقدم بالشكر إلى كل من ساعدنا في إنجاز هذه المذكرة سواء كان قريبا أو بعيدا‬
‫ولم يتسنى لنا‪ I‬ذكر أسمائهم‬
‫بسم الله والصالة والسالم على رسول الله‬
‫أهدي ثمرة جهدي المتواضع إلى‪:‬‬
‫أمي وأبي الكريمين قرة عيني حفظهما الله وأطال عمرهما‬
‫إلى إخوتي وكل أفراد أسرتي‬
‫إلى زوجي وعائلته‬
‫إلى أستاذتي جزاها الله كل خير‬
‫إلى كل أصدقائي وإلى كل شخص وقف بجانبي طيلة فترة دراستي‬
‫إلى زميلتي التي شاركتني عملي هذا‬
‫وأخيرا إلى نفسي‬
‫بسم الله والصالة والسالم على حبيب الله محمد‬
‫من علي بنعمته والذي وفقني في إنجاز هذا العمل المتواضع‬ ‫الحمد لله الذي ّ‬
‫والذي أنار دربي بالعمل والمعرفة‪ ،‬فإلهي ال يطيب الليل إال بشكرك وال النهار‬
‫إال بطاعتك‪ ،‬ال تطيب اللحظات إال بذكرك وال اآلخرة إال بعفوك‪.‬‬
‫أهدي ثمرة جهدي إلى التي حملتني وحمتني ومنحتني الحياة‪،‬‬
‫وأحاطتني بحنانها‪ ،‬أمي الغالية التي حرصت على تعليمي بصبرها‬
‫وتضحيتها في سبيل نجاحي‪ ،‬إلى من كلله الله بالهيبة والوقار إلى من علمني‬
‫العطاء بدون انتظار إلى من أحمل اسمه بكل افتخار إلى أبي العزيز‬
‫أطال الله عمره‪ ،‬وإلى من أعتز وأفتخر بهم إخوتي وأخواتي‬
‫والذين كانوا الدعم والسند لي‬
‫وإلى براعمهم‪ ،‬كما أهديها إلى كل العائلة‬
‫وكل صديقاتي العزيزات اللواتي وقفن معي وشجعني على إتمام عملي‬
‫كما أهديه إلى زميلتي التي شاركتني إنجاز هذا التقرير‬
‫وفي األخير أهدي عملي هذا إلى نفسي‪.‬‬
‫مقدمـــة‬
‫مقدمة‬

‫تعتبر المصارف عصب االقتصاد ومحركها الرئيسي ألنها تحفظ األموال وتنميها وتسهل تداولها‬
‫واستثمارها‪ ،‬وال يمكن إنكار الدور اإليجابي الذي يلعبه النشاط المصرفي في الخدمات والتمويل واالستثمار‬
‫في مختلف النشاطات المالية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫تعتمد المصارف التقليدية على التعامل بالفوائد‪ ،‬لذا فكر عدد من علماء االقتصاد والشريعة المسلمين‬
‫أال يكون هناك حرمان من التنمية واالستثمار بسبب حرمة الفوائد (الربا) فظهرت فكرة المصارف اإلسالمية‬
‫التي تقوم بدور الوسيط المالي دون اللجوء إلى الفوائد أخذا وعطاء‪ ،‬وذلك انطالقا من اآلية الكريمة (الذين‬
‫يأكلون الربا ال يقومون إال كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا‬
‫وأ حل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك‬
‫البقرة ‪.572‬‬ ‫أصحاب النار هم فيها خالدون)‬

‫في الجزائر قامت البنوك التقليدية بفتح نوافذ إسالمية بها بعد أن كانت هذه الخدمات تقدم من طرف‬
‫بنكين فقط (بنك البركة وبنك السالم)‪ ،‬سعيا في تنويع مصادرها لتمويل االقتصاد الوطني في إطار تراجع‬
‫أسعار المحروقات‪ ،‬ونزوال عند رغبة شريحة واسعة من المجتمع الجزائري التي تفضل المعامالت المصرفية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وتنفر من التعامالت التقليدية الربوية مما يساهم ذلك في تطوير الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬واستقطاب‬
‫عمالء جدد‪.‬‬

‫‪ /1‬إشكالية البحث‬

‫يتلقى البنك اإلسالمي الودائع المصرفية دون االلتزام أو التعهد بإعطاء فوائد للمودعين‪ ،‬حيث أن‬
‫الجزائر سمحت بإنشاء فروع للبنوك اإلسالمية بإقليم الجزائر كبنك البركة وبنك السالم‪ ،‬وذلك تحت ترخيص‬
‫من البنك المركزي ويأتي تشريع جديد وهو نظام (‪ )25/52‬الصادر في ‪ 52‬مارس ‪ 5252‬والذي يحدد‬
‫العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية في‬
‫إطار "شباك الصيرفة اإلسالمية" المستقل ماليا عن الهياكل األخرى للبنك‪ ،‬وتمارس العمليات المصرفية‬
‫المتمثلة في المنتجات التالية‪ :‬المرابحة‪ ،‬المضاربة‪ ،‬المشاركة‪ ،‬اإلجارة‪ ،‬السلم‪ ،‬االستصناع‪ ،...‬من خالل ما‬
‫سبق‪ ،‬نهدف إلى اإللمام واإلحاطة أكثر بمختلف الجوانب التي تمس الموضوع من خالل اإلجابة على‬
‫اإلشكال التالي‪:‬‬

‫ما واقع وآفاق الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪20 /02‬؟‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫يندرج تحت هذا التساؤل الرئيسي األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ o‬ما الذي يميز المصارف اإلسالمية عن المصارف التقليدية؟‬


‫‪ o‬ما الغاية وراء فتح النوافذ اإلسالمية في المصارف التقليدية؟‬
‫‪ o‬ما هي التغيرات التي أحدثها النظام ‪ 25/52‬على الصيرفة اإلسالمية؟‬

‫‪ /0‬فرضيات البحث‬

‫من أجل اإلجابة عن اإلشكالية الرئيسية للدراسة والتساؤالت سابقة الذكر قمنا بصياغة الفرضيات‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تعد الفائدة الفرق األساسي والوحيد بين المصارف اإلسالمية والمصارف التقليدية؛‬
‫‪ ‬تتمثل الغاية وراء فتح النوافذ اإلسالمية في المصارف التقليدية في جذب عدد كبير من المتعاملين‬
‫للصيرفة اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬أحدث النظام ‪ 25/52‬تغيرات جذرية تمثلت في وضع صيغ جديدة وإنشاء هيئة تشريعية في‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫‪ /3‬أهمية البحث‬

‫تكمن أهمية البحث في إظهار دور البنوك اإلسالمية في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫وإظهار أهمية التعامل مع البنوك اإلسالمية في بيئة تسيطر عليها البنوك التقليدية‪ ،‬والتعرف على األسس‬
‫والضوابط التي تحكم مختلف معامالت البنوك اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ /4‬أهداف البحث‬

‫‪ ‬الهدف الرئيسي من الموضوع هو اإلجابة على األسئلة المطروحة في اإلشكالية؛‬


‫‪ ‬التحقق من الفرضيات وما مدى صحتها؛‬
‫‪ ‬اكتساب معارف جديدة تفيدنا وتفيد المطلع على بحثنا؛‬
‫‪ ‬إبراز مدى أهمية المصارف اإلسالمية في الجزائر‪.‬‬

‫ج‬
‫مقدمة‬

‫‪ /5‬أسباب اختيار البحث‬

‫من األسباب التي أدت إلى اختيارنا لهذا الموضوع هي‪:‬‬

‫‪ ‬أسباب ذاتية‪ :‬تتمثل في الميول الشخصي لألبحاث الرامية لتطبيق تعاليم الدين اإلسالمي وبحكم‬
‫مجال تخصصنا اقتصاد نقدي وبنكي؛‬

‫‪ ‬أسباب موضوعية‪ :‬وهي تزايد انتشار البنوك اإلسالمية وقيامها في وسط ربوي وهو ما استوجب‬

‫على الباحثين دراستها والتوصل للنتائج التي تقيمها في عملها وكذا التعرف بمثل هذا النوع من‬
‫المواضيع‪.‬‬

‫‪ /6‬منهجية البحث‬

‫إن طبيعة البحث تستوجب علينا استخدام المنهج الوصفي والمنهج التحليلي المناسب لعرض‬
‫المعلومات وتحليلها وذكر التفاصيل المتعلقة بجوانب البحث األساسية‪.‬‬

‫‪ /7‬الدراسات السابقة‬

‫هناك بعض الدراسات التي تتطرق لمختلف الجوانب المتعلقة بواقع وأفاق الصيرفة اإلسالمية في‬
‫الجزائر على ضوء النظام ‪ ،25/52‬ويمكن االقتصار على ذكر الدراسات ذات العالقة المباشرة بالبحث‬
‫وهي‪:‬‬

‫دراسة بلقاسمي سليم بعنوان‪ :‬عمليات الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء نظام بنك‬ ‫‪‬‬
‫الجزائر رقم ‪ ،20/02‬مجلة نور للدراسات االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،20‬عدد ‪ ،25‬جامعة الجزائر‬
‫بن خذة بن يوسف‪ :5252 ،‬هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على النظام الجزائري حيث أفرد‬
‫قواعد خاصة لعمليات الصيرفة اإلسالمية منصوص عليها في نظام بنك الجزائر تحت رقم‬
‫‪ ،25/52‬المؤرخ في ‪ 52‬مارس ‪ ،5252‬والذي يحدد العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬كما حددت هذه الدراسة العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬وشكل تنظيما‬
‫قانونيا للعمليات المالية اإلسالمية‪ ،‬وقد أوصت الدراسة بضرورة منح منتجات ال يترتب عنها‬
‫تحصيل أو تسديد فوائد مراعاة ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وللوقوف على عمليات الصيرفة‬

‫د‬
‫مقدمة‬

‫اإلسالمية في الجزائر تأتي هذه الدراسة لبيان مفهومها وشروط ممارستها من خالل تنظيمها‬
‫القانوني‪ ،‬ولرصد أهم عمليات الصيرفة اإلسالمية السيما‪ :‬المرابحة والمشاركة‪ ،‬المضاربة‪...‬‬
‫دراسة العرابي مصطفى وطروبيا ندير‪ ،‬توطين الصيرفة اإلسالمية في البنوك الجزائرية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تحديات التطبيق ومتطلبات النجاح في ضوء النظام ‪ ،20/02‬مجلة البشائر االقتصادية‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،20‬العدد ‪ ،25‬جامعة طاهري محمد بشار‪ ،‬الجزائر وجامعة أحمد دراية أدرار‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ :5252‬في هذه الدراسة اتجهت الجزائر نحو توطين الصيرفة اإلسالمية في البنوك الجزائرية‪،‬‬
‫من خالل السماح بفتح شبابيك ونوافذ إسالمية والتي أقرها نظام بنك الجزائر ‪ ،25/52‬المحدد‬
‫لعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد ممارستها‪.‬‬
‫تحاول هذه الدراسة تسليط الضوء على التوجه نحو الصيرفة اإلسالمية من خالل الوقوف على‬
‫مبررات وتحديات ومتطلبات نجاحه‪ ،‬وقد خلصت هذه الدراسة إال أنه يمكن للصيرفة اإلسالمية‬
‫أن تلعب دو ار كبي ار في استقطاب السيولة وتغذية االدخار المحلي من أجل تمويل االستثمار‪،‬‬
‫شرط العمل على إزالة كل العقبات التي تعيق هذا التحول وخاصة عقبة قانون النقد والقرض‬
‫الذي وضع على مقاس البنوك التقليدية ولم يراعي خصوصية العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ /7‬خطة البحث‬

‫قمنا بتقسيم هذا البحث إلى ثالثة فصول‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬يتضمن مدخال للصيرفة اإلسالمية‪ ،‬وينقسم إلى مبحثين‪ :‬عرضنا في المبحث األول‬
‫صورة واضحة وشاملة للصيرفة اإلسالمية وذكر أهم ما يميزها باإلضافة إلى أهم األهداف التي تسعى إلى‬
‫تحقيقها؛ كما تطرقنا في المبحث الثاني إلى أهم مصادر األموال التي تستخدمها الصيرفة اإلسالمية وفيم‬
‫يتم توظيفها واألسس والضوابط التي تقوم عليها الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬مدخل للصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬به مبحثين‪ :‬األول تضمن كال من بنك البركة‬
‫وبنك السالم الجزائري بصفة عامة من نشأتهما وتعريفهما إلى أهم الصيغ التي يعمل بها المصرفين أما‬
‫المبحث الثاني‪ :‬جاء فيه التعريف بالنوافذ اإلسالمية والدوافع التي أدت بالجزائر إلى فتح هذه النوافذ‬
‫وشروطها‪ ،‬ثم المعيقات التي واجهت هذه النوافذ‪.‬‬

‫ه‬
‫مقدمة‬

‫الفصل الثالث‪ :‬يتعلق بدراسة وتحليل النظام ‪ 25/52‬الخاص بالصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪،‬‬
‫ينقسم إلى مبحثين‪ :‬أوال مضمون النظام ‪ 25/52‬الذي تضمن مفهوم النظام وأهم أهدافه‪ ،‬العمليات التي‬
‫ضمها هذا النظام وشروط ممارستها‪ ،‬والمبحث الثاني خص شروط الشبابيك والودائع في النظام ‪25/52‬‬
‫وتحليله‪ ،‬وفي األخير تم التطرق إلى إيجابيات وسلبيات النظام ‪ 25/52‬وصوال إلى طرح أهم األفكار حول‬
‫آفاق الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ /5‬صعوبات البحث‬

‫واجهتنا بعض الصعوبات أثناء إنجازنا لهذا البحث والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ ‬قلة المراجع والمعلومات خاصة حول بنك السالم؛‬


‫‪ ‬عدم توافر فروع البنوك اإلسالمية المدروسة بالوالية؛‬
‫‪ ‬ضيق مدة الوقت الممنوحة للطالب؛‬
‫قلة الدراسات السابقة خاصة حول النظام ‪.25 /52‬‬ ‫‪‬‬

‫و‬
‫الفصــل األول‪:‬‬

‫اإلسالمية‬
‫ّ‬ ‫للصيرفة‬ ‫ي‬‫اإلطار النظر‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫مقدمة الفصل األول‬

‫ظَهرت َالصيرفة َاإلسالميةَفي َالربع َاألخير َمن َالقرن َالعشرين‪َّ َ ،‬‬


‫إل َنن َذاا َالصصلح َاتششر َفيَ‬
‫َعدة َسَعَت َإلى َفش َتوافا َلحصَعامالتَ‬
‫نن َبنوك َتقحيدية َّ‬
‫اآلوتة َاألخيرة َواََتّسع َاَسشخدامه َوفرض َتفسه؛ َحشى َ َّ‬
‫َإسالمية‪َ ،‬واَسشثصر َبعضهم َاآلخر َفي َإتشاء َبنوكَ‬
‫َّ‬ ‫اإلسالمية َبل َوتحويل َبعضها َبالكامل َإلى َمصارف‬
‫لحجالياتَاإلسالميةَفيَالغرب‪َ،‬وتَعدَالصصارفَاإلسالميةَاآلنَرااز َمنَلحنظامَالقشصاديَفيَعدةَبحدان‪َ،‬‬
‫َّ‬
‫منَخاللَخدماتهاَالشيَتقدمهاَلح بازن‪َ َ،‬وتحقيقَالشنصيةَفيَالقشصادَالوطني‪َ .‬‬

‫منَخاللَذااَالفصلَسوفَتَعليَفكرةَعامةَحولَالصيرفةَاإلسالمية؛ َحيثَقصناَبشقسيمَالفصلَ‬
‫إلى‪َ :‬‬

‫المبحث األول‪َ:‬ماهيةَالصيرفةَاإلسالمية؛ َ‬

‫المبحث الثاني‪َ:‬آلياتَعصلَالصيرفةَاإلسالمية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية الصيرفة اإلسالمية‬


‫تششارَواسعاَفيَالعالمَاإلسالميَوالغربي‪َ،‬وتَعدَنحدَنذمَمكوتاتَالجهازَ‬
‫شهدتَالبنوكَاإلسالميةَاَ َا‬
‫الصصرفيَالشيَتقدمَخدماتَمصرفيةَوفقَنحكامَالشريعةَاإلسالمية‪َ،‬وتَعشبرَالبنوكَاإلسالميةَحدثَاَمشصيَاَ‬
‫َمرت َبعدةَمراحل َخالل َتشأتها‪َ،‬وتعصل َالبنوكَاإلسالمية َمنَنجلَ‬
‫وجديدَاَعحىَالعالم َبصفةَعامة‪َ ،‬حيث ّ‬
‫تحقيقَعدةَنذداف‪َ َ.‬‬

‫فيَذااَالصبحثَسنشعرفَعحىَمراحلَتشأةَالبنوكَوخصازصهاَونذدافهاَمنَخاللَالصلالبَالشالية‪َ َ:‬‬

‫الصلحبَاألول‪َ:‬تشأةَالصيرفةَاإلسالميةَوتعريفها؛ َ‬

‫الصلحبَالثاتي‪َ:‬خصازصَونذدافَالصيرفةَاإلسالمية‪َ .‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة الصيرفة اإلسالمية وتعريفها‬

‫منَخاللَذااَالصلحبَسنقومَباَسشعراضَتشأةَالبنوكَاإلسالميةَوإعلاءَتعريفَشاملَلها‪َ َ.‬‬

‫أوال‪ :‬نشأة الصيرفة اإلسالمية‬

‫الصصارفَ‬
‫َ‬ ‫َالصصارف َالشقحيدية َفي َإيلاليا َعام َ‪َ ،5511‬وإلى َيومنا َذاا َت ايد َدور َ‬
‫َ‬ ‫مَنا َنن َتشأت‬
‫إلَنتهَفيَالقرن َالعشرينَبدنَالشفكيرَفيَإتشاءَاياتاتَماليةَتقومَ‬
‫َواَتفردتَباألسواقَالصاليةَوالقشصادية؛ َ َّ‬
‫الربوية)َ‬
‫عحىَمبادئَالشريعةَاإلسالمية‪َ ،‬ومنَذناَبدن َالعصلَلشكوينَذاهَالكياتاتَبديال َلحصصارفَالشقحيديةَ( َ‬
‫وتقوم َتحك َالكياتات َبشقديم َخدماتها َلعصالزها‪َ ،‬وبالشكل َالاي َندى َإلى َزيادة َقاعدة َالصشعامحين َمع َذاهَ‬
‫الكياتات‪َ ،‬كاتت َالشجربة َاألولى َفي َباكسشان َفي َخصسينيات َالقرن َالعشرين َعندما َظهرت َمؤسسة َتقومَ‬
‫باَسشقبالَاألموالَالصودعةَمنَنشخاصَذويَفازضَمالي‪َ،‬لشقومَذاهَالصؤسسةَبإقراضَذاهَاألموالَإلىَفقراءَ‬
‫الص ارعين َبدون َفوازد َ(بل َمقابل َرسم َرم ي َيغلي َالصصاريف َاإلدارية َفقط)‪َ ،‬ولكن َبهاه َالفكرة َلم َتسشصرَ‬
‫َتظراَلتعدامَالخدمةَلدىَالقازصينَعحيها‪َ،‬وقحةَعددَالصودعين‪َ .1‬‬
‫طويال َ‬

‫بةَتصوذجيةَلصصرفَ‬
‫َّ‬ ‫ظمَونشرفَعحىَتلبيقَتجر‬
‫كاتتَالشجربةَالثاتيةَلحداشورَنحصدَالنجارَالاي َت َّ‬
‫إسالميَعحىَنرضَمصرَبإقحيمَالدقهحيةَبدلشاَالنيلَتحتَاسمَبنوكَالدخارَالصححية َ(وإنَااتتَلمَتسشصرَ‬
‫وتشحخصَالشجربةَ‬
‫سوىَبضعَسنوات‪َ ،‬فحقدَبدنتَالشجربةَعامَ‪َ ،5691‬ثمَما َلبثتَننَاَتشهتَعامَ‪َّ َ ،)5691‬‬
‫فيَجصعَاألموالَمنَالص ارعينَالصصريينَواَسشثصارذاَفيَبناءَالسدودَواَسشصالحَاألراضي‪َ،‬نماَتوزيعَالعوازدَ‬

‫‪َ1‬تعيمَتصرَداوود‪َ،‬البنوك اإلسالمية نحو اقتصاد إسالمي‪َ،‬طبعة‪ ،5‬دارَالبدايةَتاشرونَوموزعون‪َ،‬عصان‪-‬األردن‪َ،2152َ،‬صَ‪َ .15‬‬

‫‪3‬‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫عحىَالصساذصين َفكان َيقوم َعحىَنساسَالصشاراةَفيَالرب َوالخسارة‪َ ،‬ولقد َعرفت َالشجربة َتجاحَاَابي ار َفيَ‬
‫مصر‪َ ،‬حيث َبحغ َسنة َ‪5691‬عدد َالعصالء َمحيوتا َمن َمخشحف َالفئات َوالقلاعات‪َ ،‬وبحغ َعدد َفروعها َتسعةَ‬
‫فروعَابيرةَوماَي يدَعحىَعشرينَفرعاَصغي ارَ‪َ .1‬‬

‫تجربة َبنك َتاصر َالجشصاعي َ‪5615‬؛ َحيث َصدر َالقاتون َرقم َ‪َ 99‬لسنة َ‪َ 5615‬في َمصر َالايَ‬
‫يقضيَبإتشاءَالهيئةَالعامةَلبنكَتاصرَالجشصاعيَواانَالهدفَمنهَتحقيقَالشكافلَالجشصاعيَفيَالصجشصعَ‬
‫الصصريَ‪َ ،‬وااتت َمصادر َإيرادات َذاا َالبنك َمن َالعشصادات َالواردة َفي َالحكومة َالصصرية َومن َالبنوكَ‬
‫القوميةَومنَالحكوماتَاإلسالميةَوالعربيةَومنَزااةَالصالَالصحصحةَمنَالصسحصين‪َ ،‬ساذمَالبنكَبدورَابيرَ‬
‫فيَمجالَالشنصيةَالجشصاعية‪َ ،‬ولكنَماَيَؤخا َعحىَذااَالبنكَنتهَيَغالي َفيَمصاريفَالقروضَحشىَاادتَ‬
‫اصاَنتهَيلبقَالصنهجَالشجاريَالايَتنشهجهَالبنوكَالربويةَفيَبعضَنتشلشها‪َ َ.2‬‬
‫َّ‬ ‫تقشربَمنَسعرَالفازدة‪َ،‬‬

‫برز َالَذشصام َالحقيقي َبإتشاء َمصارف َإسالمية َتعصل َطبقا َألحكام َالشريعة َاإلسالمية َضصنَ‬
‫توصياتَمؤتصرَوزراءَخارجيةَالدولَاإلسالميةَبصدينةَجدةَبالصصحكةَالعربيةَالسعوديةَعامَ‪5612‬؛َحيثَوردَ‬
‫النصَعحىَضرورةَإتشاءَبنك َإسالميَدوليَلحدولَاإلسالمية‪َ َ ،‬وتشيجةَلالكَتمَإعدادَاتفاقيةَتأسيسَالبنكَ‬
‫اإلسالميَالدوليَلحشنصيةَوبدنَتشاطهَعامَ‪َ 5611‬بصدينةَجدةَبالصصحكةَالعربيةَالسعودية‪َ ،‬ويشصي َذااَالبنكَ‬
‫بـأتهَبنكَحكوماتَلَيشعاملَمعَاألفرادَفيَالنواحيَالصصرفية‪َ .‬‬

‫تمَإتشاءَنولَمصرفَإسالميَمشكاملَليشعاملَطبقاَألحكامَالشريعةَاإلسالميةَعامَ‪َ5611‬وذوَبنكَ‬
‫َّ‬
‫لبنكَجصيعَالخدماتَالصصرفيةَوالَسشثصاريةَلألفرادَطبقاَألحكامَالشريعةَاإلسالمي‪َ .3‬‬
‫َ‬ ‫ليقدمَا‬
‫دبيَاإلسالمي‪َّ َ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف الصيرفة اإلسالمية‬

‫عرفَالكفراويَ َالصيرفةَاإلسالميةَبأتهاَ"مؤسسةَماليةَتقومَبالصعامالتَالصصرفيةَوغيرذاَفيَضوءَ‬
‫َّ‬
‫نحكام َالشريعة َاإلسالمية َبهدف َالصحافظة َعحى َالقيم َواألخالق َاإلسالمية َوتحقيق َنقصى َعازد َاقشصاديَ‬
‫واجشصاعيَلشحقيقَالحياةَالليبةَالكريصةَلألمةَاإلسالمية‪َ 4".‬‬

‫َ‬

‫‪1‬بنَإبراهيمَالغالي‪َ،‬أبعاد القرار التمويلي واالستثماري في البنوك اإلسالمية‪َ،‬طبعة‪َ،5‬دارَالنفازسَلحنشرَوالشوزيع‪َ،‬عصان‪-‬األردن‪َ،2152َ،‬صَ‪َ .25‬‬


‫‪2‬تجاحَعبدَالعحيمََوعبدَالوذابَنبوَالفشوح‪َ،‬أصول المصرفية واألسواق المالية اإلسالمية‪َ،‬طبعة‪َ،5‬عالمَالكشبَالحديث‪َ،‬اربد‪َ،2152َ،‬صَ‪َ .19‬‬
‫‪3‬حسينَسصحان‪َ،‬أسس العمليات المصرفية اإلسالمية‪َ،‬طبعة‪َ،5‬دارَالصسيرةَالعحصيةَلحنشر‪َ،‬عصان‪-‬األردن‪َ،2151َ،‬صَ‪َ .22‬‬
‫‪4‬راتيةَزيدانَشحادةَالعالوتة‪ ،‬إدارة المخاطر في المصارف اإلسالمية‪َ،‬طبعة‪ ،5‬عصادَالدينَلحنشرَوالشوزيع‪َ،‬عصان‪-‬األردن‪َ،2159َ،‬صَ‪.11‬‬

‫‪4‬‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫عََّرفتَنيضاَبأتهاَ"البنوكَوالصؤسساتَالصاليةَالشيَينصَقاتون َإتشازهاَوتظامهاَاألساسيَصراحةَ‬
‫عحىَاللش امَبصبادئَالشريعةَاإلسالمية‪َ،‬وعحىَعدمَالشعاملَبالفازدةَنخااَوعلاءَ‪َ َ"1.‬‬

‫كصاَتمَتعريفهاَ"البنكَاإلسالميَيساذمَفيَالقيامَبشلبيقَتظامَبنكيَجديدَيخشحفَعنَغيرهَمنَالنَظمَ‬
‫َّ‬
‫البنكيةَالقازصةَفيَنتهَيحش مَبالضوابطَالشيَوردتَفيَالشريعةَفيَمجالَالصالَوالصعامالت‪َ ،‬ونتهَيضع َفيَ‬
‫َاعشبارهَتجسيدَالصبادئَاإلسالميةَفيَالواقعَالعحصي‪َ 2".‬‬

‫عََّرفت َنيضا َبأتها َ"مؤسسة َمالية َتقدية َتقوم َباألعصال َوالخدمات َالصالية َوالصصرفية َوجاب َالصواردَ‬
‫النقدية َوتوظيفها َتوظيفا َفعال َيكفل َتصوذا َوتحقيق َنقصى َعازد َمنها َوبصا َيحقق َالشنصية َالقشصاديةَ‬
‫والجشصاعيةَفيَإطارَنحكامَالشريعةَاإلسالميةَالسصحة‪َ 3".‬‬

‫عرفتَنيضاَ"ذيَمؤسساتَماليةَتقدمَالخدماتَالصصرفيةَبكافةَنتواعها‪َ،‬األساسَغيرَالربوي‪َ،‬ووفقَ‬
‫نحكامَالشريعةَاإلسالمية‪َ 4".‬‬

‫كصا َعرفت َالصيرفة َاإلسالمية َبأتها َ"خدمات َمالية َتقدمها َالصؤسسات َالصالية َاإلسالمية َبناء َعحىَ‬
‫قواعدَومشلحباتَالشريعة‪َ،‬وذيَمصصصةَلشحبيةَاحشياجاتَعصالءَالصسحصينَفيَاألعصالَوالشجارة‪َ َََََََ5".‬‬

‫مصاَسبقَتسشليعَالقولَننَ«الصصارفَاإلسالميةَذيَمصارفَتحش مَبأحكامَالشريعةَاإلسالميةَفيَ‬
‫َّ‬
‫قيامهاَبوظازفهاَوننَاللش امَالعقازديَيجعحهاَتخشحفَعنَسازرَالصصارفَفيَقواعدَالعصلَونذدافهَوآلياته»‪َ .‬‬

‫‪1‬فحي َحسنَخحف‪َ،‬النقود والبنوك‪َ،‬طبعة‪َ،5‬عالمَالكشبَالحديث‪َ،‬نربد‪َ،2119َ،‬صَ‪َ .152‬‬


‫‪2‬شهابَنحصدَسعيدَالع ع ي‪َ،‬إدارة البنوك اإلسالمية‪َ،‬طبعة‪َ،5‬دارَالنفازسَلحنشرَوالشوزيع‪َ،‬عصان‪-‬األردن‪َ،2152َ،‬صَ‪َ َ.55‬‬
‫‪3‬محصد َمحصود َالعجحوتي‪َ ،‬البنوك اإلسالمية أحكامها ومبادئها وتطبيقاتها المصرفية‪ ،‬طبعة‪َ ،5‬دار َالصسيرة َلحنشر َوالشوزيع َواللباعة‪َ ،‬عصان‪-‬األردن‪َ،‬‬
‫‪َ،2115‬صَ‪َ .551‬‬
‫‪4‬إيادَعبدَالفشاحَالنسور‪َ،‬تسويق المنتجات المصرفية‪ ،‬طبعة‪َ،5‬دارَصفاءَلحنشرَوالشوزيع‪َ،‬عصان‪َ،2151َ،‬صَ‪َ َ.11‬‬
‫‪5‬‬
‫‪AhCene lahsasna, Q & A in Islamic finance, second edition, cert centre for research and training2010, P 285.‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص وأهداف الصيرفة اإلسالمية‬

‫َالبنوكَاإلسالميةَبعدةَخصازصَوتعصلَعحىَتحقيقَعدةَنذدافَسنقومَبدراسشها‪َ .‬‬
‫َّ‬ ‫تشصي‬

‫أوًال‪ :‬خصائص الصيرفة اإلسالمية‬

‫نذمَخصازصَالصيرفةَاإلسالميةَماَيحي‪َ َ:1‬‬
‫َّ‬

‫‪ ‬الَبشعاد َعن َالشعامل َبالفازدة‪َ :‬يَعشبر َالشعامل َبالفازدة َنخاا َوعلاء َالصي ة َاألساسية َالشي َيقوم َعحيهاَ‬
‫عصلَالصصارفَالشقحيدية‪َ،‬حيثَنتهاَتعليَنصحابَالودازعَفوازدَمقابلَإبداعاذمَوتأخاَعوازدَعحىَاألموالَ‬
‫الشي َتقرضهاَلحصسشثصرين‪َ ،‬محققة َبالك َنرباحا‪َ،‬في َحينَننَالصصارف َاإلسالمية َتسهر َعحىَالبشعاد َعنَ‬
‫َتظر َلصاله َمن َآثارَ‬
‫الشعامل َبالفازدة‪َ ،‬ذلك َألتها َتعشبر َمن َقبيل َالربا َالاي َنجصع َالعحصاء َعحى َتحريصه َا‬
‫اقشصاديةَواَجشصاعيةَوخيصة؛‬
‫‪ ‬يقومَعحىَنساسَاَسشثصاري‪َ:‬فهو َ يقومَعحىَالسشثصارَبديالَعنَالفازدةَالربويةَالشيَيقومَعحيهاَالبنكَ‬
‫الشقحيدي‪َ ،‬مخشا ار َلالك َنفضل َمجالت َالسشثصار َونرشدذا‪َ ،‬وذاا َيعني َنن َخاصيشها َاألولى َذي َعدمَ‬
‫اَسشخدامَالفازدة َفيَالَنعصالها َول َيكفيها َذلكَإتصا َاللش ام َبقاعدة َالحاللَوالحرام‪َ ،‬فعحيها َنل َتسشثصرَ‬
‫نموالها‪َ،‬ول تشاركَإلَفيَالشوظيفاتَالشيَيححهاَاإلسالم؛ َ‬
‫‪ ‬اَسشخدامَنموالَالصصرفَوالودازعَالسشثصاريةَفيَتصويلَمشاريعَاَسشثصاريةَوفقَصيغَاَسشثصارَمشروعة‪َ،‬‬
‫وتكونَبديالَعنَالشصويلَالربويَويجبَالشأكيدَذناَعحىَضرورةَننَتكونَجصيعَمراحلَالعصحيةَاإلتشاجيةَ‬
‫مقبولةَشرعاَوواقعةَفيَدازرةَالحالل؛ َ‬
‫‪ ‬تجصيع َالصدخرات َوتوجيهها َلشصويل َمشاريع َذات َجدوى َاقشصادية َواجشصاعية َتساذم َفي َتحقيق َالشنصيةَ‬
‫القشصادية؛ َ‬
‫‪ ‬إعلاءَال َالجهودَلحصشروعاتَالنافعةَ(السشثصارَوالصشاراةَفي َنعصالَيححهاَاإلسالم َمنَنجل َتنصيةَ‬
‫ال راعةَوالشجارةَوالصناعةَمنَنجلَالصال َالعام)؛ َ‬
‫‪ ‬تيسيرَوتنشيطَحراةَالشبادلَالشجاريَبينَالدولَاإلسالمية؛ َ‬

‫‪1‬بالعشصادَعحى‪َ:‬بوحسونَعبدَالرحصان‪ َ،‬واقع الصيرفة اإلسالمية في ظل التمويل التقليدي للبنوك الصناعة المالية اإلسالمية في الجزائر نموذجا‪،‬‬
‫مجحةَحولياتَجامعةَالج ازر‪َ،5‬الصجحدَ‪َ،11‬العددَ‪َ،12‬جامعةَنحصدَزباتة‪َ،‬الج ازر‪َ،2125َ،‬ص َ‪92‬؛َعادلَعبدَالفضيلَعيد‪َ،‬الربح والخسارة في‬
‫معامالت المصارف اإلسالمية دراسة مقارنة‪ ،‬دارَالفكرَالجامعي‪َ،‬اإلسكندرية‪َ،2111َ،‬ص َ‪166‬؛َسعيدَعحيَالعبيدي‪َ،‬االقتصاد اإلسالمي‪َ ،‬طبعة‪َ،5‬‬
‫دار َدجحة َلحنشر‪َ ،‬عصان‪-‬األردن‪َ ،2155َ ،‬ص َ‪261‬؛ َخالد َنمين َعبد َالحه َوحسين َسعيد َسعيفان‪َ ،‬العمليات المصرفية اإلسالمية الطرق المحاسبية‬
‫الحديثة‪ ،‬دارَوازلَلحنشرَوالشوزيع‪َ،‬طبعة‪َ،2‬عصان‪-‬األردن‪َ،2155َ،‬صَ‪َ .11‬‬
‫َ‬
‫َ‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬إحياءَتظامَال ااةَمنَخاللَإقامةَصندوق َخاصَلجصعَال ااةَتشولىَذيَإدارتهَوإيصالَذاهَاألموالَ‬


‫إلىَمصارفهاَالشرعية؛ َ‬
‫‪ ‬الصساذصةَفيَاَسشقرارَوثباتَالقيصةَالشرازيةَلحنقودَوالصساذصةَفيَالحدَمنَظاذرةَالشضخمَوخاصةَفيَ‬
‫ظلَتظامَمصرفيَإسالميَيعصلَفيَتظامَاقشصاديَإسالميَمشكامل؛ َ‬
‫‪ ‬البنوك َاإلسالمية َتؤذي َجصيع َالوظازف َالشي َتقوم َبها َالبنوك َالشجارية َمن َتصويل َوتسيير َالصبادلتَ‬
‫وجابَلحودازعَوتحويلَاألموالَوصرفَوتحصيلَالَالعصحياتَالبنكية‪َ ،‬الشيَلمَيعدَالصجشصعَقاد ارَعحىَ‬
‫السشغناءَعنها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهداف الصيرفة اإلسالمية‬

‫لدى َالصيرفة َاإلسالمية َنذداف َتعصل َإلى َتحقيقيها َتشصثل َفي‪َ :‬األذداف َالسشثصارية‪َ ،‬األذدافَ‬
‫الشنصوية‪َ،‬األذدافَالجشصاعية‪َ .‬‬

‫‪-1‬األهداف االستثمارية َ‬

‫تعصل َالصصارف َاإلسالمية َعحى َتشر َوتنصية َالوعي َالدخاري َبين َاألفراد َوترشيد َسحوك َاإلتفاقَ‬
‫لحقاعدةَالعريضةَمنَالشعوبَبهدفَتعبئةَالصواردَالقشصاديةَالفازضةَورؤوسَاألموالَالعاطحةَوتوظيفها‪َ،‬‬
‫فيَقاعدةَاَقشصاديةَسحيصةَومسشقرةَومشوافقةَمعَالصيغةَاإلسالميةَواَبشكارَصيغَجديدةَتشوافقَمعَالشريعةَ‬
‫اإلسالميةَوتشناسبَمعَالشغيراتَالشيَتلرنَفيَالسوقَالصصرفيةَالعالصية‪َ،‬وتشحددَمعالمَاألذدافَالسشثصاريةَ‬
‫لحصصارفَاإلسالميةَفي‪َ :1‬‬

‫‪ ‬تحقيقَمسشوىَتوظيفيَمرتفعَلعواملَاإلتشاجَالصشوفرةَفيَالصجشصعَوالقضاءَعحىَالبلالة؛ َ‬
‫‪ ‬ترويج َالصشروعات َسواء َلحساب َالغير َنو َلحساب َالصصرف َاإلسالمي َذاته َنو َبالصشاراة َمعَ‬
‫نصحابَالخبرةَوالقدرةَالفنية؛ َ‬
‫‪ ‬توفيرَخدماتَالسششاراتَالقشصاديةَوالفنيةَالصاليةَواإلداريةَالصخشحفة؛ َ‬
‫‪ ‬تحسينَاألداءَالقشصاديَلحصؤسساتَالصخشحفة؛ َ‬
‫‪ ‬تحقيقَالعدالةَفيَتوزيعَالناتجَالششغيحيَلالسشثصارَبصاَيسهمَفيَعدالةَتوزيعَالدخولَبينَنصحابَ‬
‫عواملَاإلتشاجَالصشاراةَفيَالعصحيةَاإلتشاجية‪َ .‬‬

‫‪1‬حيدرَيوتسَالصوسوي‪َ،‬المصارف اإلسالمية وأداءها المالي وآثارها في سوق األوراق المالية‪َ ،‬طبعة‪َ،5‬دار َاليازوريَلحنشرَوالشوزيع‪َ،‬عصان‪-‬األردن‪َ،‬‬
‫‪َ،2155‬صَ‪َ .11َ،26‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-2‬األهداف التنموية‬

‫يشعي نَعحىَالصصرفيةَاإلسالميةَننَتساذمَمساذصةَحقيقيةَفيَعصحيةَالشنصيةَالقشصاديةَلحصجشصعاتَ‬
‫َّ‬
‫اإلسالمية َالشي َتنشأ َفيها‪َ ،‬ويؤاد َالكََشّاب َالصسحصون َعحى َنن َاألذداف َالشنصوية َاإلسالمية َتشصثل َفي َسعيهاَ‬
‫إن َالهدفَالشنصويَ‬
‫لشحقيقَرفاهيةَاقشصاديةَواسعةَالتششار‪َ ،‬وعصالةَاامحة‪َ ،‬ومعدلَنمثلَلحنصوَالقشصادي‪َّ َ .‬‬
‫لحصصرفية َاإلسالمية َيشلحب َمنها َنن َتكون َنكثر َمن َمجرد َوسيط َمالي‪َ ،‬فرغم َنذصية َالوسلاء َالصاليين‪َ،‬‬
‫كالبنوك َالشجارية َمثال‪َ ،‬في َعصحية َالشنصية َالقشصادية َألتهم َيجصعون َاألموال َمن َالصدخرين َويوجهوتهاَ‬
‫لحصسشثصرين‪ َ ،‬إلَننَالصصرفَاإلسالميَلَيشوقفَدورهَفيَالشنصيةَالقشصاديةَعحىَالدورَغيرَالصباشرَمنَ‬
‫خالل َالوساطة َالصالية َفقط‪ََ ،‬وَّإتصا َيجب َنن َيشعداهَإلى َالشصدي َالصباشر َلقضايا َالشنصية‪َ ،‬ني َنن َالصصرفَ‬
‫اإلسالميَذوَمصرفَاسشثصارَتنصويَوليسَبنكاَتجارياَألتهَلَيسشهدفَمنَاَسشثصاراتهَالصباشرةَتحقيقَنرباحَ‬
‫فقطََوإتصاَتحقيقَتنصيةَالصجشصع‪َ َ.1‬‬

‫‪-3‬األهداف االجتماعية‬

‫تسعى َالصصارف َاإلسالمية َإلى َالصوازتة َبين َتحقيق َاألرباح َالقشصادية َمن َجهة َوتحقيق َاألرباحَ‬
‫الجشصاعية َمن َجهة َنخرى َفضال َعن َالشوزيع َالعادل َلحدخل َوالثروة َفي َالصجشصعَاإلسالمي‪َ .‬إنَالصصرفَ‬
‫اإلسالميَوعنَطريقَصناديقَال ااةَالشيَلديهَيقومَبرعايةَنبناءَالصسحصينََوالعج ةَ َوتوفيرَالبيئةَالصالزصةَ‬
‫لرعايشهم ََوإقامة َالصرافق َاإلسالمية َالعامة َ َوتوفير َسبل َالشعحيم َوالشدريب َلحصسحصين َوتقديم َالصن َالدراسية‪َ،‬‬
‫َويعصل َالصصرف َاإلسالمي َعحى َإحياء َفريضة َال ااة َوإتعاش َروح َالشكافل َالجشصاعي َبين َنفراد َاألمةَ‬
‫اإلسالميةَمسشخدماَفيَذااَالصجالَوسازلَعدةَنذصها‪:2‬‬

‫‪ ‬العصلَعحىَإتشاءَدورَالعحمَالشيَتقدمَخدماتهاَمجاتاَلحصسحصين؛ َ‬
‫‪ ‬إتشاءَالصسششفياتَوالصعاذدَالعحصيةَوالصحية؛ َ‬
‫‪ ‬العصلَعحىَتنصيةَثقةَاألفرادَوالصجشصعَبالنظامَالقشصاديَاإلسالميَبوصفهَاللريقَاألمثلَإلىَرفاهيةَ‬
‫األمةَوصالحها؛ َ‬
‫‪ ‬زيادةَالشكاليفَوالشكافلَبينَنفرادَاألمةَعنَطريقَال ااة؛ َ‬

‫‪1‬توريَعبدَالرسولَالخاقاتي‪َ،‬المصرفية اإلسالمية األسس النظرية وإشكالية التطبيق‪ ،‬اللبعةَالعربية‪َ،‬دارَاليازوريَلحنشرَوالشوزيع‪َ،‬عصان‪-‬األردن‪َ،‬‬


‫‪َ،2155‬صَ‪َ َََ.515‬‬
‫‪2‬حيدرَيوتسَالصوسوي‪َ،‬مرجعَسابق‪َ،‬صَ‪َ .12‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫اَرتباطَاألبعادَالجشصاعيةَلحصصارفَاإلسالميةَباألبعادَالقشصاديةَالشنصويةَلهاهَالصصارف؛َ‬ ‫‪‬‬
‫وذكاا َتجد َنن َاألساس َالجشصاعي َاإليجابي َفي َالصصارف َاإلسالمية َيسعى َإلى َتأكيد َالشوجيهاتَ‬
‫الروحية َفي َإقرار َدور َالعصل َويضع َرنس َالصال َفي َموضعه َالصحي َحيث َينبغي َنن َيكون َخادماَ‬
‫َووسيحةَيسشليعَننَيجدذاَالَقادرَعحىَالسشثصارَواإلفادةَمنه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آليات عمل الصيرفة اإلسالمية‬


‫الهدفَ َمن َالبنوك َاإلسالمية َتقديم َمنشجات َوخدمات َلألفراد َتكون َمبنية َعحى َنحكام َالشريعةَ‬
‫اإلسالمية؛َحيثَتعصلَعحىَمراعاةَقواعدَوقيمَالدينَاإلسالميَفيَالخدماتَالشيَتقدمهاَمنَخاللَاألسسَ‬
‫والضوابطَالشيَتعصلَبهاَومصادرَاألموالَالشيَتشحصلَعحيهاَوايفيةَاَسشخدامَذاهَاألموال؛ َمنَخاللَذااَ‬
‫الصبحثَسنشلرقَإلى‪َ :‬‬

‫الصلحبَاألول‪َ:‬نسسَوضوابطَالصيرفةَاإلسالمية؛ َ‬

‫الصلحبَالثاتي‪َ:‬مصادرَنموالَووظازفَالصيرفةَاإلسالمية‪َ .‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أسس وضوابط الصيرفة اإلسالمية‬

‫يرتك َالعصل َالصصرفي َاإلسالمي َعحى َنسس َوضوابط َاَقشصادية َمسشصدة َمن َنحكام َالشريعةَ‬
‫اإلسالمية‪َ،‬وذااَيعنيَننَنسسَومبادئَالعصلَالصصرفيَاإلسالميَتخشحفَعنَتحكَاألسسَالايَيق َومَعحيهاَ‬
‫النظامَالصصرفيَالشقحيدي‪َ.‬يقومَالعصلَالصصرفيَاإلسالميَعحىَاألسسَوالضوابطَالشالية‪َ َ:‬‬

‫أوال‪ :‬أسس الصيرفة اإلسالمية‬

‫َتشفرعَاألسسَالشيَتعصلَبهاَالبنوكَاإلسالميةَعنَقاعدةَنساسيةَعامةَوتشصثلَذاهَاألسسَفي‪َ :1‬‬ ‫ََ‬

‫‪-1‬االلتزام بقاعدة الحالل والحرام‬

‫إنَاألصلَفيصاَخحقَالحهَمنَنشياءَومنافعَذوَالحلَواإلباحة‪َ،‬ولَحرامَإلَماَحرمهَتصَصري َمنَ‬
‫قبلَالشارع‪َ ،‬بناء َعحىَذااَفاألصلَفيَالعقودَالجوازَواإلباحة‪َ ،‬فحريةَالشعاقدَمضصوتةَلحناسَماَلمَتشصلَ‬
‫عحى َنمر َتهى َعنه َالشارع‪َ ،‬وحرمه َبنص َنو َقياس َنو َبصقشضى َالقواعد َالصقررة‪َ ،‬والعقود َمن َباب َاألفعالَ‬

‫اس ُم اللا ِه َعلَْي ِه َوقَ ْد فَ ا‬


‫ص َل‬ ‫ِ ِ‬
‫العادية‪َ ،‬واألصلَفيهاَعدمَالشحريمَلقولهَتعالى‪َ ﴿َ :‬وَما لَ ُك ْم أَاَّل تَأْ ُكلُوا م اما ذُكَر ْ‬

‫‪1‬عبدَالناصرَبراتيَنبوَشهد‪َ،‬إدارة المخاطر في المصارف اإلسالمية‪َ،‬طبعة‪َ،5‬دارَالنفازسَلحنشرَوالشوزيع‪َ،‬عصان‪-‬األردن‪َ،2151َ،‬صَ‪َ .559َ،551‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫ضلُّو َن بِأ َْه َوائِ ِه ْم بِغَْي ِر ِع ْل ٍم إِ ان َربا َ‬


‫ك ُه َو أ َْعلَ ُم‬ ‫اضطُِررتُم إِلَي ِه وإِ ان َكثِيرا لَي ِ‬
‫ً ُ‬
‫ِ‬
‫لَ ُك ْم َما َحارَم َعلَْي ُك ْم إاَّل َما ْ ْ ْ ْ َ‬
‫ين﴾ََََََََ«األتعامَ‪َ .»556‬‬ ‫ِ ِ‬
‫بالْ ُم ْعتَد َ‬
‫ين يَأْ ُكلُو َن ِ‬
‫الربَا‬ ‫اِ‬
‫ووجهَالسشدللَنتهَليسَفيَالشارعَماَيدلَعحىَتحريمَجنسَالعقودَإلَبنص‪﴿َ:‬الذ َ‬
‫اه ْم قَالُوا إِن َاما الْبَ ْي ُُ ِمثْل ِ‬ ‫ََّل ي ُقومو َن إِاَّل َكما ي ُقوم الا ِذي ي تخباطُه الشايطَا ُن ِمن الْم ِ ِ‬
‫َح ال‬
‫الربَا َوأ َ‬ ‫ُ‬ ‫ك بِأَن ُ‬
‫س َذل َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ ُ ْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ك‬ ‫ف َوأ َْم ُرهُ إِلَى اللا ِه َوَم ْن َع َاد فَأُولَئِ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الربَا فَ َم ْن َجاءَهُ َم ْوعظَةٌ م ْن َربِه فَانْتَ َهى فَلَهُ َما َسلَ َ‬
‫اللاهُ الْبَ ْي َُ َو َحارَم ِ‬
‫خالِ ُدو َن﴾َ«البقرةَ‪َ .»211‬‬ ‫ِ‬
‫اب الناا ِر ُه ْم ف َيها َ‬
‫َص َح ُ‬ ‫أْ‬
‫العقود َما َيشصل َطرق َالكسب َوال َعقود َالبيع َواإلجازة َوالشراة َوتحوذا‪َ ،‬من َالعقود َالشي َوضعهاَ‬
‫اإلسالم َإلتفاق َالصال َواَكشسابه َبشرط َاللش ام َبالليبات َوالبشعاد َعن َالخبازث َوالصحرمات‪َ ،‬لقوله َتعالى‪َ:‬‬
‫اْلنْ ِج ِيل يأْمرهم بِالْمعر ِ‬
‫وف‬ ‫ول النابِ اي ْاْل ُِم اي الا ِذي يَ ِج ُدونَهُ َمكْتُوبًا ِعْن َد ُه ْم فِي الت ْاوراةِ و ِْ‬
‫ين يَتابِعُو َن الار ُس َ‬ ‫اِ‬
‫َ ُُُ ْ َ ُْ‬ ‫َ َ‬ ‫﴿الذ َ‬
‫صَرُه ْم َو ْاْلَ ْغ ََل َل الاتِي‬ ‫وي ْن هاهم ع ِن الْمْن َك ِر وي ِح ُّل لَهم الطايِب ِ‬
‫ات َويُ َح ِرُم َعلَْي ِه ُم الْ َخبَائِ َ‬
‫ض ُُ َعْن ُه ْم إِ ْ‬
‫ث َويَ َ‬ ‫ُُ َ‬ ‫ََ َ ُ ْ َ ُ َُ‬
‫ِ‬ ‫َكانَت علَي ِهم فَالا ِذين آَمنوا بِِه وعازروه ونَصروه واتاب عوا الن ِ‬
‫حو َن﴾َ‬ ‫ك ُه ُم الْ ُم ْفل ُ‬ ‫ُّور الاذي أُنْ ِزَل َم َعهُ أُولَئِ َ‬‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َُ ُ َ َ ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ْ َْ ْ‬
‫«األعرافَ‪َ .»511‬‬

‫من َذاه َالخبازث َالسشثصار َفي َالخصور َوالصخدرات‪َ ،‬ولحوم َالخنازير َوالشصاثيل ََوالرقص‪...‬وغيرذا َ‪َ،‬‬
‫وقد َيبدوَعقدَنو َمشروع َماَضصنَالصشاريع َالصشاحة َمباحا َفي َظاذره َ(ني َمن َالليبات)َفيأخا َبالدراسة‪َ،‬‬
‫فإنَالبنكَ‬
‫خاصةَإذاَاانَعازدهَالصاليَمغرياَإلَننَإتجازَالصشروعَقدَيؤديَإلىَاَتعكاساتَمحرمة‪َ َ،‬ومنَثمَ َّ‬
‫قدَنوقعَغيرهَفيَالحرام‪َ،‬مثالَاَسشيرادََبعضَالصوادَالوسيلةَالصَباحةَمرابحةَلحغيرَقدَيورطَالبنكَفيَالحرام‪َ،‬‬
‫إذاَعحمَننَالعصحيةَيريدَننَيسشعصحهاَفيَصناعةَالحرام‪ََ،‬وعحيهَلَيشوقفَاكشسابَالصالَالحرامَعحىَإتشاجَنوَ‬
‫بيعَالصحرمات‪َ ،‬بلَيشصلَالَماَيعينَعحىَمعصية‪َ ،‬مثلَبيعَنوَتصويلَشراءَالعنبَلصنَيريدَتحويحهَإلىَ‬
‫خصر‪َ .‬‬

‫‪-2‬استبعاد التعامل بالفائدة‬

‫َيشكل َالصعحم َالرزيسي َلحصصرف َاإلسالمي َويفرقه َعن َالصصرف َالربويَ‪َ ،‬ألنَ‬
‫ذاا َاألساس َالاي َّ‬
‫اإلسالمَيحرمَالشعاملَبالربا‪َ ،‬بلَيقومَالصصرفَاإلسالميَعحىَمبدنَالصشاراةَبالغنمَوالغرمَبدلَ َمنَالغنمَ‬
‫الصضصونَالصشصثلَفيَسعرَالفازدةَالثابشة‪َ،‬وننَماَحرمهَاإلسالمَفيَالقرآنَوالسنةَواإلجصاعَلَيصكنَنبداَننَ‬
‫يكونَفيهَصالحَلحفردَنوَالصجشصعَبلَمسشحيلَقلعا‪َ .‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫فالصسحمَمنقادَألوامرَالحهَوتواهيهَعرفَالعحةَنمَلمَيعرف‪َ ،‬فالقرآنَالكريمَصرحَبشحريمَالرباََونتارَ‬
‫وذددَبالوعيدَالشديدَوننَمنَيشعاملَبهَمحاربَلحهَولرسولهَألنَذااَاألمرَيؤديَإلىَتحليمَاألمةَوضياعهاَ‬
‫وششاتها‪َ .‬‬

‫أَثِي ٍم﴾َ«البقرةَ‪َ .»219‬‬ ‫ب ُك ال َكفاا ٍر‬ ‫ص َدقَ ِ‬


‫ات َواللاهُ ََّل يُ ِح ُّ‬ ‫الربَا َويُْربِي ال ا‬
‫قالَتعالى‪﴿َ:‬يَ ْم َح ُق اللاهُ ِ‬

‫نسسَالشعاملَفيَالصصرفَاإلسالميَتقومَعحىَماَيحي‪َ :1‬‬

‫‪ ‬لَينبغيَننَيقومَالصصرفَاإلسالميَبدورَالوسيطَالصاليَاصاَذوَالحالَفيَالبنكَالشجاريَبلَيقومَ‬
‫الصصرفَاإلسالميَعحىَقاعدةَالصشاراةَبالغنمَوالغرمَوالصكسبَوالخسارةَوتقسيمَاألرباحَبينَاألطرافَ‬
‫بالنسبَالشيَيشفقَعحيهاَفيَصافيَاألرباح؛ َ‬
‫‪ ‬الضصانَفيَالصصرفَاإلسالميَلحعازدَالصودعَلالسشثصار؛ َ‬
‫‪ ‬وظازف َالصصرف َاإلسالمي َمشعددة َوليست َمادية َفقط‪َ ،‬ويجب َنن َتنظر َإلى َاَحشياجات َالصجشصعَ‬
‫ومصححةَالجصاعةَقبلَالنظرَإلىَالعازدَوالرب َالايَيعودَعحىَالفرد‪.‬‬

‫‪-3‬االلتزام بقاعدة الغنم بالغرم‬

‫نيَإذاَدخلَعنصرَمنَعناصرَاإلتشاجَفيَالعصحيةَاإلتشاجيةَعحىَنساسَالصشاراةَفيَالرب َالناتجَ‬
‫لَعحىَنساسَاألجرَالثابتَفعحيهَننَيقبلَالصخاطر‪َ ،‬نيَننَتضصنَماَقدَيحدثَمنَتشازجَسحبيةَويشحصحهاَ‬
‫مقابل َاسشحقاقه َلنصيب َمن َالرب َإذا َتحقق‪َ ،‬وذاا َمعنى َالغنم َبالغرم‪َ ،‬وذاه َالقاعدة َلها َنذصية َابيرة َفيَ‬
‫الشصويلَاإلسالمي‪َ ،‬إذاَيقومَفيَالحقيقةَعحىَالصخاطرةَففيَالوقتَالايَتقومَفيهَالعقودَالصاليةَبفازدةَعحىَ‬
‫فصل َالحق َفي َالعازد َعن َمسؤولية َتحصل َالخسارة َمن َخالل َضصان َنصل َقيصة َالقرض َوالعازد َالصقلوعَ‬
‫عحيه‪َ ،‬ومنَذناَفإنَالعقودَتقومَبشحويلَمخاطرَالقرض َمنَالصقشرضَبينصاَيبقىَالصقرضَمحشفظاَبصحكيةَ‬
‫الصبالغَالصقشرضة‪َ ،‬والشصويلَاإلسالميَنوَالصوقفَاإلسالميَيصنعَفصلَالحقَفيَالعازدَعنَالصسؤوليةَالشيَ‬
‫تشبعَالصحكية‪َ،‬وبهاهَاللريقةَفإنَالشصويلَاإلسالميَاصاَتشعاملَبهَالبنوكَاإلسالميةَيحولَدونَتحويلَاتشقالَ‬
‫الصخاطرَللرفَواحدَفيَالعقدَويحثَعحىَالصشاراةَفيهاَ‪َ.2‬‬

‫‪1‬حسينَسصحانَوإسصاعيلَيوتسَيامن‪َ،‬اقتصاديات النقود والمصارف‪ ،‬طبعة‪َ،5‬دارَالصفاءَلحنشرَوالشوزيع‪َ،‬عصان‪-‬األردن‪َ،2155َ،‬صَ‪َ َ.595َ،591‬‬


‫‪2‬عبدَالناصرَبراتيَنبوَشهد‪َ،‬مرجعَسابق‪َ،‬صَ‪َ .522َ،525‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬ضوابط الصيرفة اإلسالمية‬


‫من أهم ضوابط الصيرفة اإلسالمية ما يلي‪:1‬‬
‫‪/1‬الضوابط الشرعية‬

‫لشكَننَال لش امَالصلحقَبشلبيقَالقواعدَالشرعيةَاانَولَزالَمنَالصبادئَاألساسيةَالشيَتمَإقرارذاَ‬
‫َ َ َّ‬
‫ويشمَالعصلَبهاَفيَالصصارسةَالعحصيةَاليوميةَفيَاإلدارةَاإلسالميةَوفروعها‪َ ،‬حيثَيشمَالشثبتَمنَننَجصيعَ‬
‫العصحياتَالشيَتمَتقديصهاَتنفاَوفقاَألحكامَالشريعةَاإلسالميةَوضوابلها‪َ،‬ولقدَاانَمنَضرورياتَتلبيقَذداَ‬
‫الصبدنَاتخاذَاإلجراءاتَالعحصيةَالشالية‪َ :‬‬

‫ن‪َ/‬تشكيلَذيئةَلحرقابةَالشرعيةَمنَابارَالصشايخَوالعحصاءَالصوثوق َفيَعصحهمَوخبراتهمَفيَمجالَالعصلَ‬
‫الصصرفيَاإلسالميَلشقومَعحىَالشثبتَمنَشرعيةَالسياساتَواإلجراءاتَالصعصولَبها؛ َ‬

‫ب‪َ/‬إتشاءَفروعَإسالميةَمسشقحةَتقومَفقطَعحىَتقديمَالخدماتَالصصرفيةَاإلسالميةَمعَإعلاء َالعصالءَ‬
‫فرصة َالخشيار َلالسشصرار َفي َالشعامل َمع َذاه َالفروع َإسالميا َنو َالشحول َإلى َفرع َآخر َمن َفروع َالبنكَ‬
‫اَضروريَاَفيَالصرححةَاألولىَ‬
‫َ‬ ‫القريبة‪َ ،‬حيثَذااَالشخصصَفيَتقديمَالخدماتَالصصرفيةَاإلسالمية َيعد َشرطَ‬
‫لضصانَسالمةَالشلبيقَشرعياَ َومنَثمَضصانَالصصداقية؛ َ‬

‫ج‪َ /‬إعداد َالبرامج َالشدريبية َالالزمة َلجصيع َموظفي َاإلدارة َوالفروع َعحى َنساسيات َالعصل َالصصرفيَ‬
‫اإلسالمي‪َ،‬باإلضافةَإلىَالبرامجَالصشخصصةَفيَمجالتَالشصويلَوالسشثصارَاإلسالمي؛ َ‬

‫د‪َ /‬صياغة َالعقود َصياغةَشرعية َتوافق َعحيها َذيئة َالرقابة َالشرعية َفي َالبنك َوإعداد َندلة َالعصل َالشيَ‬
‫تشفقَمعَتنفياَذاهَالعقودَبالشعاونَمعَالصرا َالوطنيَلالسشثصاراتَالوطنية؛ َ‬

‫ه‪َ/‬تلويرَوحدةَداخحيةَلحرقابةَالشرعيةَ(داخلَإدارةَالخدماتَالصصرفيةَاإلسالمية)َلصشابعةَمدىَالش امَ‬
‫ةَوفروعهاَباإلجراءاتَالشرعيةَعندَتنفياذاَلعصحياتها‪َ .‬‬
‫الوحداتَاألخرىَفيَاإلدار َ‬

‫‪ /2‬الضوابط اإلداريةَ َ‬

‫لقدَاانَمنَنذمَالضوابطَاإلداريةَالشيَاسشح مشهاَتجربةَالبنكَاألذحيَفيَالعصلَالصصرفيَاإلسالميَ‬
‫الضوابطَالثالثةَالشالية‪َ :2‬‬

‫‪1‬سعيد َبن َسعد َالصلران‪َ ،‬ضوابط تقديم الخدمات المصرفية اإلسالمية في البنوك التقليدية‪-‬تجربة البنك األهلي التجاري السعودي‪ ،‬كشاب َمنشدىَ‬
‫القشصادَاإلسالميَاألول‪َ،‬الحجنةَالقشصادية‪َ21َ،‬مايو‪َ،5666‬صَ‪َ .25‬‬
‫‪2‬سعيدَبنَسعدَالصلران‪َ،‬مرجعَسابق‪َ،‬صَ‪َ َ.11‬‬
‫َ‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪َ -‬إتشاء َإدارة َمسشقحة َلحعصل َاإلسالمي َتؤمن َبه َوتقوم َعحى َتلويره َوتوفير َاحشياجاته َالفنية َوالبشرية‪َ،‬‬
‫والرتفاعَبصسشوىَافاءتهَالششغيحية؛ َ‬

‫‪َ-‬الخشيارَالجيدَلحعامحينَفيَالواجهةَمعَالعصالء‪َ ،‬وخاصةَالعامحينَفيَالفروع‪َ،‬ولقدَاانَحسنَاخشيارَ‬
‫ذؤلءَالعامحينَوحسنَتدريبهمَمنَنذمَالضوابطَفيَذااَالخصوص؛ َ‬

‫‪َ-‬اسشقالليةَالصوازتةَالشقديريةَلإلدارةَوفروعهاَبصاَيضصنَالفصلَالصاليَوالصحاسبي‪َ .‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مصادر أموال ووظائف الصيرفة اإلسالمية‬

‫تعشصدَالصصارفَاإلسالمية؛َمثلَالصصارفَاألخرى‪َ،‬عحىَمصادرَمعينةَلححصولَعحىَاألموال؛َمعَ‬
‫مراعاةَنحكامَ الشريعةَاإلسالمية‪َ،‬تقومَالصصارفَبشوظيفَنموالهاَفيَعدةَخدماتَوالشيَتشناسبَمعَنحكامَ‬
‫الشريعةَاإلسالمية‪َ،‬الشيَسنشلرقَإليهاَفيَذااَالصلحب‪َ َ.‬‬

‫أوال‪ :‬مصادر أموال المصارف اإلسالمية‬

‫تشكونَمصادرَنموالَالصصارفَاإلسالميةَمنَتوعين‪َ:‬مصادرَداخحيةَ َومصادرَخارجية‪.‬‬

‫أ‪-‬المصادر الداخلية‬

‫تنقسمَالصصادرَالداخحيةَإلىَفروعَمشصثحةَفي‪َ :‬‬

‫‪-1‬رأس المال المدفوع‬

‫عد َ رنسَالصالَالصدفوعَمنَنذمَالصواردَالداخحيةَنوَالااتيةَلحصصرفَاإلسالميَويشكلَجاتباَنساسياَ‬
‫يَ َّ‬
‫فيَجصحةَموارده‪َ ،‬ويصثلَرنسَالصالَالصدفوعَاألموالَالشيَتجصعَمنَمؤسسيَالصصرفَعندَبدءَتكوينه‪َ ،‬ونيَ‬
‫إضافاتَنوَتخفيضاتَفيَالصسشقبل‪َ .‬‬

‫مصا َتجدرَاإلشارةَإليهَننَالصساذصينَفيَالصصارفَاإلسالميةَلَيششراون َفيَاإلدارةَولَيضصنونَ‬


‫نيَالش امَإلَبقدرَنسهصهم‪َ،‬واألموالَالشيَدفعوذاَنصبحتَمحكاَلحشراةَالشيَلهاَذمةَماليةَمسشقحةَعنَذمصهمَ‬
‫ولالكَلَيجوزَالشصاي َباألسهم‪َ ،‬ويحعبَرنسَالصالَالصدفوعَدوراَتأسيسياَفيَإتشاءَالصصرفَنعصالهَاالكَ‬
‫يقومَبدورَتصويحي َفي َالسوق َالصصرفية َلشغلية َالحشياجات َالشصويحية َلعصالء َالصصرف َسواء َااتت َقصيرةَ‬
‫األجلَوحشىَطويحةَاألجل‪َ .1‬‬

‫‪1‬حيدرَيوتسَالصوسوي‪َ،‬مرجعَسابق‪َ،‬صَ‪َ .11‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-2‬االحتياطات واألرباح المرحلة‬

‫تصَّثل َالَحشياطات َاألموال َالصشراكصة َلدى َالصؤسسة‪َ ،‬من َخالل َما َحققشه َمن َنرباح‪َ ،‬وذي َج ء َمنَ‬
‫الفازضَالنقديَالصحشفظَبهَمنَطرفَالصؤسسة‪َ،‬وليسَلهاَنيَطابعَاسشحقاق‪.‬‬

‫تنقسمَالحشياطاتَإلى‪َ :1‬‬

‫أ‪-‬االحتياطي القانوني‬

‫ذوَعبارةَعنَتسبةَمعينةَمنَاألرباحَيفرضهاَالقاتون َلشبقىَداخلَالصؤسسةَولَتوزعَبأيَشكلَمنَ‬
‫األشكال‪َ ،‬وتبعا َلقاتون َالد َولة َالشي َيوجد َبها َالبنك َاإلسالمي َفإن َج اء َمن َاألرباح َيحول َإلى َحسابَ‬
‫الحشياطيَالقاتوتي‪.‬‬

‫ب‪-‬االحتياطي االختياري‬

‫ذااَالنوعَمنَالحشياطاتَلَيكون َقاتوتياَولَتعاقدياَبلَيقشرحَمنَقبلَمجحسَاإلدارةَعحىَالجصعيةَ‬
‫العامةَلحصساذصينَعندماَتكون َذناكَنرباحَاافيةَتسص َبالك‪َ ،‬ويسشعصلَفيَاألغراضَالصقشرحةَمنَطرفَ‬
‫الصجحسَويحقَتوزيعهَاحياَنوَج زياَعحىَالصساذصينَإذَلمَتسشعصلَفيَتحكَاألغراض‪َ .‬‬

‫ج‪-‬احتياطات أخرى‬

‫تصثل َالصبالغَالصشجصعةَفيَذااَالحسابَماَتمَتحويحهَمنَاألرباحَالسنويةَلصواجهةَنيةَالش اماتَقدَ‬


‫تلرنَعحىَالبنك‪َ،‬والصالحظَننَالبنوكَبدنتَتسشعصلَمثلَذااَالحسابَلصواجهةَالصسشقبلَالصجهول‪َ .‬‬

‫‪-3‬المخصصات‬

‫ذيَعبارةَعنَمبحغَيشمَاَحشجازهَلصقابحةَتقصَفيَقيصةَنصول َنوَلصقابحةَالش اماتَمعينة‪َ ،‬وذناَيجبَ‬


‫َ‬
‫ّ‬
‫الشفريقَبينَمخصصاتَاسشهالكَاألصول‪َ ،‬ومخصصاتَالنقصَفيَقيصةَاألصولَمثلَمخصصَالديونَ‬
‫الصشكوكَفيَتحصيحها‪َ ،‬نوَمخصصَذبوطَقيصةَاألوراقَالصالية‪َ ،‬وتعشبرَالصخصصاتَواحدةَمنَمصادرَ‬
‫الشصويلَالااتيَلحصصارفَاإلسالميةَوذلكَخاللَالفشرةَمنَتكوينَالصخصص‪َ ،‬حشىَالفشرةَالشيَيسشخدمَفيهاَ‬
‫في َالغرض َالاي َنتشئ َمن َنجحه‪َ ،‬وخاصة َالصخصصات َذات َالصفة َالشصويحية َمثل‪َ :‬مخصص َاسشهالكَ‬
‫األصولَالثابشة‪َ َ،‬ويؤخاَفيَالعشبارَاسشثصارَتحكَالصخصصاتَفيَاسشثصاراتَمشوسلةَوطويحةَاألجلَ‪َ َ.2‬‬

‫‪1‬بنَإبراهيمَالغالي‪َ،‬مرجعَسابق‪َ،‬صَ‪َ .15َ،11‬‬
‫‪َ2‬تعيمَتصرَداوود‪َ،‬مرجعَسابق‪َ،‬صَ‪َ .592‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫ب‪-‬المصادر الخارجية‬

‫تششصلَالصصارفَالخارجيةَلألموالَفيَالصصارفَاإلسالميةَعحىَالودازعَالصخشحفةَالصشصثحةَفي‪:1‬‬
‫َ‬

‫أ‪-‬الودائع تحت الطلب (الحسابات الجارية)‬

‫عرف َالوديعة َتحت َاللحب َبأتها َالنقود َالشي َيعهد َبها َاألفراد َنو َالهيئات َإلى َالصصرف َعحى َننَ‬
‫تَ َ‬
‫يشعهد َاألخير َبردذا َنو َبرد َمبحغ َمساوي َلها َإليهم َعند َاللحب؛ َ‬
‫َوالحسابات َالجارية َبهاه َالسصة َل َيصكنَ‬
‫العشصادَعحيهاَفيَتوظيفاتَطويحةَاألجل‪َ ،‬نماَاسشخدامها َفيَاألجلَالقصيرَفيشمَفيَحرصَشديدَوحارَ‬
‫بالغ‪َ ،‬ويشم َذلك َبعدَنن َتقومَإدارةَالصصارف َبشقديرَمعدلتَالسحب َاليومية‪َ ،‬ودراسة َالعوامل َالصؤثرة َفيهاَ‬
‫بدقة‪َ،‬معَاألخاَبالحسبانَتسبةَالسيولةَلدىَالبنوكَالصرا يةَومؤسساتَالنقد؛َتَعدَاألرباحَالصحققةَعنَطريقَ‬
‫تشغيلَذاهَاألموالَمنَحقَالصساذصين‪َ،‬وليسَمنَحقَنصحابَالودازعَتظراَألنَالصصرفَضامنَلردَذاهَ‬
‫الودازعَولَيشحصلَالصشعاملَنيَمخاطرَتشيجةَلششغيلَواسشثصارَتحكَاألموالَوذلكَتلبيقاَلحقاعدةَالشرعيةَ‬
‫قدَوردَفيَتوصياتَمؤتصرَالصصرفَاإلسالميَالصنعقدَبدبيَفيَ‪َ5616‬ماَيحي‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫(الخراجَبالضصان)؛َ َو‬

‫‪ ‬عدمَاسشحقاقَالحسابَالجاريَنيَتصيبَفيَنرباحَالسشثصار‪َ .‬‬
‫‪ ‬تشصثلَالحساباتَالجاريةَمصدراَمنَمصادرَتحقيقَاألرباحَفيَالصصارفَاإلسالميةَفيَحالةَماَإذاَ‬
‫كاتت َتصثل َتسبة َابيرة َمن َإجصالي َالودازع َتظ ار َألتها َودازع َغير َمكحفة َوتشفاوت َتسبة َالحساباتَ‬
‫الجاريةَمنَمصرفَآلخر‪َ،‬واحصاَزادتَقدرةَالصصرفَعحىَجابَالودازعَغيرَالصكحفةَاحصاَندىَإلىَ‬
‫زيادةَالصواردَالصاليةَلحصصرفَغيرَالصكحفة‪َ،‬مصاَيؤديَإلىَزيادةَالعازدَالناتجَمنَتشغيلَذاهَالصوارد‪.‬‬

‫ب‪-‬الحسابات االستثمارية‬

‫ذي َالحسابات َ(الودازع) َالشي َيفشحها َالبنك َاإلسالمي َلعصالزه َعحى َسبيل َالصضاربة‪َ ،‬حيث َيهدفَ‬
‫نصحاب َذاه َالحسابات َإلى َاسشثصار َنموالهم َفيقومون َبشوقيع َعقد َمع َالبنك َمفاده َنتهم َيفوضون َالبنكَ‬
‫اإلسالميَبالعصلَبأموالهمَضصنَالشروطَالشرعية‪َ ،‬عحىَننَيشمَتوزيعَنرباحَاسشثصارَذااَالصالَبينهمَوبينَ‬
‫البنكَاإلسالميَبنسبَمشفقَعحيها‪َ ،‬نماَالخسارةَفيشحصحهاَنصحاب َاألموالَ(نصحابَالحساباتَالسشثصارية)َ‬
‫ماَلمَيقصرَالبنكَنوَيشعدىَعحىَالصال‪َ ،‬وذااَذوَمقشضىَعقدَالصضاربة‪َ ،‬وتقومَالبنوكَاإلسالميةَبخحطَ‬
‫نموالَجصيعَالصودعينَفيَحساباتَالسشثصارَالصششركَوحساباتَالسشثصارَالصخصص‪َ .2‬‬

‫‪1‬محصودَحسينَالواديَوآخرون‪َ،‬النقود والمصارف‪َ،‬طبعة‪َ،5‬دارَالصسيرةَلحنشرَوالشوزيعَواللباعة‪َ،‬عصان‪-‬األردن‪َ،2151َ،‬صَ‪.569‬‬
‫‪2‬محصودَحسينَالواديَوآخرون‪َ،‬االقتصاد اإلسالمي‪َ،‬طبعةَ‪َ،5‬دارَالصسيرةَلحنشرَوالشوزيعَواللباعة‪َ،‬عصان‪-‬األردن‪َ،2151َ،‬صَ‪.219‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-1‬الحساب االستثماري المشترك‬

‫إنَذااَالحسابَيصثلَودازعَالعصالءَالراغبينَفيَمشاراةَالصصرفَاإلسالميَفيَعصحياتَالشصويلَ‬
‫والسشثصارَالشيَيقومَبها‪َ ،‬إنَالصبالغَالصودعةَفيَحساباتَالسشثصارَتودعَمعَمعرفةَالصودعَالكامحةَبأتهاَ‬
‫سوفَتسشصرَفيَمشروعاتَتنلويَعحىَمخاطرة َ‬

‫حساباتَالسشثصارَالصششركَتشصلَثالثةَنتواعَذي‪:‬‬

‫‪ ‬حسابات التوفير واالدخار‬

‫إن َاألموالَالشيَتودعَفيَحسابَالدخارَإتصاَتسشهدفَالحصولَعحىَدخلَمنَجهة‪َ ،‬والحشياطَ‬


‫َّ‬
‫لصواجهةَتفقاتَطارزةَفيَالصسشقبلَمنَجهةَنخرىَ‪َ ،‬نيَننَحسابَالدخارَيحققَاالَمنَوظيفشيَحسابَ‬
‫السشثصارَوالحسابَالجاريَفيَآنَمعا‪َ ،‬حيثَننَالصبالغَالصودعةَفيَحسابَالدخارَسوفَتسشثصرَعحىَ‬
‫نساسَالصشاراةَفيَالرب َوالخسارةَمثلَالودازعَالثاتيةَفهيَلالكَتعشبرَج ءاَمنَحساباتَالسشثصار‪َ .1‬‬

‫‪ ‬حسابات بإشعار‬

‫ذيَ ودازعَيخضعَالسحبَمنهاَلشروطَمحددةَحيثَلَيجوزَالسحبَمنهاَإلَبعدَإشعارَالبنكَبالكَ‬
‫وقبلَمدةَمعينةَمنَتاريخَالسحبَتسصىَمدةَاإلشعارَوتكون َفيَالبنكَاإلسالميَثالثةَنشهرَعحىَاألقلَ‬
‫وتكونَمشاراشهاَفيَاألرباحَبصاَيساويَ‪َ%11‬منَالحدَاألدتىَلحرصيدَالسنويَ‪َ 2.‬‬

‫‪ ‬حسابات ألجل‬

‫ذي َحساباتَلَيجوزَالسحبَمنهاَإلَبعدَمرورَمدةَمعينةَتسصىَمدةَالربطَنيَنتهاَمربوطةَولَ‬
‫يحقَلهاَالصشاراةَفيَنرباحَالسشثصاراتَإلَإذاَااتتَمدةَالربطَلَتقلَعنَسنةَونلَيقلَحدذاَاألدتىَعنَ‬
‫‪111‬دينارَولَيحقَالسحبَمنهاَإلَبعدَاتقضاءَاألجل‪َ،‬وإذاَتمَسحبَنيَجَءَمنهاَفإنَذااَالج ءَيفقدَحقهَ‬
‫فيَنرباحَالسشثصاراتَوذلكَمنَبدايةَالسنةَالشيَتمَفيهاَالسحبَوتشاركَفيَاألرباحَبصاَيساويَ‪َ %61‬منَ‬
‫قيصةَالوديعةَوفقَندتىَرصيدَلها‪َ 3.‬‬

‫َ‬

‫َ‬

‫‪1‬توريَعبدَالرسولَالخاقاتي‪َ،‬مرجعَسابق‪َ،‬صَ‪.259َ،251‬‬
‫‪َ2‬فازقَشقيرَوآخرون‪َ،‬محاسبة البنوك‪ ،‬طبعة‪َ،2‬دارَالصسيرةَلحنشرَوالشوزيع‪َ،‬عصان‪-‬األردن‪َ،2112َ،‬صَ‪َ .116‬‬
‫‪3‬فازقَشقيرَوآخرونَ‪َ،‬مرجعَسابق‪َ،‬صَ‪.191‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-2‬حسابات االستثمار المخصص‬

‫َالتّفاق َمع َنصحابها َعحى َاسشثصارذا َفي َمشاريع َمحددة‪َ ،‬حيث َتشارك َذاهَ‬
‫ذي َحسابات َيشم َ‬
‫الحساباتَفيَتشازجَذاهَالصشاريعَولَيجوزَالسحبَمنهاَعادةَإلَبعدَتصفيةَالصشروعَومعرفةَتشازجَنعصاله‪َ .‬‬

‫ذاهَالحساباتَلَتخحطَمعَحساباتَالسشثصارَالصششركَ(حساباتَالشوفير‪َ،‬اإلشعار‪َ،‬األجل)َومنَثمَ‬
‫َ‬
‫فالَعالقةَألصحابَذاهَالحساباتَبأرباحَوخسازرَحساباتَالسشثصارَالصششركَوبهااَالصفهومَتكونَحساباتَ‬
‫السشثصارَالصخصصَعبارةَعنَمضاربةَمقيدة‪َ .1‬‬

‫فيصاَيحيَمخلطَتوضيحيَيعبرَعنَتقسيصاتَمصادرَنموالَالصصارفَاإلسالمي َ‬

‫الشكل رقم (‪ :)11‬مصادر أموال المصارف اإلسالمية‬

‫مصادر أموال الصيرفة اإلسالمية‬

‫مصادر خارجية‬ ‫مصادر داخلية‬

‫اإلحتياطات‬
‫الحسابات‬ ‫الحسابات‬ ‫رأس المال‬
‫المخصصات‬ ‫واألرباح‬
‫الجارية‬ ‫اإلستثمارية‬ ‫المدفوع‬
‫المرجلة‬

‫حسابات‬ ‫الحساب‬ ‫إحتياطات‬ ‫اإلحتياطي‬ ‫اإلحتياطي‬


‫االستثمار‬ ‫االستثماري‬ ‫أخرى‬ ‫القانوني‬ ‫القانوني‬
‫المخصص‬ ‫المشترك‬

‫حسابات التوفير‬
‫حسابات ألجل‬ ‫حسابات بإشعار‬
‫واالدخار‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين من المعلومات السابقة‬

‫‪1‬حسينَمحصدَسصحانَ َوموسىَعصرَمبارك‪ َ،‬محاسبة المصارف اإلسالمية في ضوء المعايير الصادرة عن الهيئة المحاسبة والمراجعة والضوابط‬
‫المؤسسات المالية اإلسالمية‪َ،‬طبعة‪َ،5‬دارَالصسيرة‪َ،‬عصان‪-‬األردن‪َ،2116َ،‬صَ‪َ .29‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬وظائف الصيرفة اإلسالمية‬

‫تشصثلَوظازفَالصيرفةَاإلسالميةَفيَثالثَوظازفَذي‪َ :‬‬

‫‪-1‬استثمار األموال‬

‫عنَطريقَذاهَاآلليةَيقومَالصصرفَاإلسالميَبشوظيفَاألموالَالصشاحةَلهَعنَمصادرَذاتيةَمعَ‬
‫حسابات َالسشثصار َالشي َتحقاذا َبصفشه َمضاربا َباسشخدام َعقود َمخشحفة؛ َ َنوعن َطريق َتأسيس َمنشآت َتابعةَ‬
‫لحقيامَبأوجهَتشاطَمخشحفة‪َ ،‬نوَعنَطريقَاإلسهامَفيَمنشآتَقازصةَوعندَتحقيقَنرباحَنوَخسارةَتشيجةَذاهَ‬
‫السشثصاراتَفعندذاَيقومَالصصرفَبشوزيعَذلكَعحىَمصادرَاألموالَالصسشثصرةَبعدَاقشلاعَالنسبةَالصخصصةَ‬
‫لهَمنَالرب َفيَحالةَتحققهَوذلكَبصفشهَمضارباَوحسبَالتفاقَمعَنصحابَحساباتَالسشثصار‪.1‬‬

‫‪-2‬الخدمات المصرفية‬

‫َحيثَتصكنَالبنكَاإلسالميَننَيقدمَخدماتَمصرفيةَمخشحفةَمقابلَعصولةَنوَسصسرةَمثل‪َ :2‬‬

‫‪ ‬قبولَالودازعَعحىَاخشالفَنتواعهاَمعَالشفويضَبالسشثصارَحسبَطحبَالعصيل؛ َ‬
‫‪ ‬تحصيلَالشيكاتَلحسابَالعصالءَمقابلَعصولةَواالكَتحصيلَالكصبيالتَمقابلَعصولة؛ َ‬
‫‪ ‬تحويلَاألموالَمنَبنكَآلخرَفيَتفسَالدولةَنوَفيَدولةَنخرىَبصوجبَشيكاتَنوَحوالتَنوَنوامرَ‬
‫دفعَلحصرسحينَبالخارجَمقابلَعصولةَمعينة؛ َ‬
‫‪ ‬تقديمَخلاباتَالضصانَوقبولَرذنَذاهَالعصحية؛ َ‬
‫‪ ‬فش ََاعشصاداتَسواءَلشنفياَالصشاراةَنوَمرابحةَنوَخدماتَخاصةَبالعصالءَمقابلَعصولة؛ َ‬
‫‪ ‬حفظَالصعادنَالثصينة‪َ َ.‬‬

‫‪-3‬الخدمات االجتماعية‬

‫عد َ ذاه َاألتشلة َنحد َنذمَالصعالم َالصصي ة َلحصصارف َاإلسالمية َعنَغيرذا َمن َالصصارف َالشقحيديةَ‬
‫تَ َّ‬
‫وتشعددَذاهَاألتشلةَوتشنوعَوتاارَمنهاَعحىَسبيلَالصثال‪:3‬‬

‫‪1‬صادقَراشدَالشصري‪َ،‬الصناعة المصرفية اإلسالمية مداخل تطبيقات‪ ،‬اللبعةَالعربية‪َ،‬دارَاليازوريَلحنشرَوالشوزيع‪َ،‬عصان‪-‬األردن‪َ،2152َ،‬صَ‪َ،22‬‬


‫‪َ َ.21‬‬
‫‪2‬فازقَشقير‪َ،‬مرجعَسابق‪َ،‬صَ‪َ .121َ،122‬‬
‫‪3‬تجاحَعبدَالعحيمَوعبدَالوذابَنبوَالفشوح‪َ،‬مرجعَسابق‪َ،‬صَ‪.161َ،169‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬تشجيع َنصحاب َالدخول َالصحدودة َعحى َالدخار َوإتاحة َاألوعية َالدخارية َالصناسبة َلظروف َصغارَ‬
‫الصدخرين؛ َ‬
‫‪ ‬إتاحةَوتيسيرَالشصويلَلححرفينَونصحابَالصشروعاتَالصغيرة‪ََ ،‬وإمدادذمَبالصعحوماتَالقشصاديةَوالفنيةَ‬
‫ةَوالرني؛ َ‬
‫الالزمةَلصشروعاتهم‪َ،‬ومعاوتشهمَبالصشور َ‬
‫‪ ‬توجيهَالسشثصاراتَلحلَمشاكلَالصجشصعَالايَتعصلَفيهَذاهَالصصارفَحشىَوإنَاقشضىَذلكَالشضحيةَ‬
‫بصعدلتَنعحىَمنَالربحيةَيصكنَتحقيقهاَمنَالشوظيفاتَفيَبدازلَمشاحة؛ َ‬
‫‪ ‬إخراجَال ااةَالصسشحقةَفيَنموالَالصصارفَوتحقيَال ااة‪َ،‬وعصومَالصدقاتَوالهبات‪َ،‬منَالراغبين‪ََ،‬وإدارةَ‬
‫ذاه َاألموال َواسشثصارذا َفي َإطار َضوابلها َالفقهية َإلى َحين َإخراجها َإلى َمسشحقيها َومن َالقروضَ‬
‫َوالصساكين َوالصحشاجين َمن َالقادرين َ َويقشرح َبعض َالكشاب َاسشخدامَ‬
‫الحسنة َمع َتيسير َسدادذا َلحفقراء َ‬
‫نموالَالحساباتَالجاريةَوالدخاريةَفيَتصويلَمشروعاتَذاتَطابعَاجشصاعيَمحددَمثلَالصسششفياتَ‬
‫والصدارس َومراك َرعاية َاألمومة َواللفولة‪َ ،‬عحى َنساس َمن َقروض َطويحة َاألجل َبدون َنعباء َغيرَ‬
‫الصصاريفَاإلدارية‪َ .‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬ ‫الفصل األول‬

‫خاتمة الفصل األول‬


‫َدور َذامَا َفي َالشنصية َالقشصاديةَ‬
‫َنذم َالصؤسسات َالصالية‪َ ،‬الشي َتحعب َا‬
‫الصصارف َاإلسالمية َمن َّ‬
‫والجشصاعيةَوتخشحف َعن َالصؤسسات َاألخرى َمن َتاحية َاألسس َوالضوابط َحيث َتقومَعحى َنحكام َالشريعةَ‬
‫اإلسالمية‪َ .‬‬

‫َعدة َعناصر َنذصهاَ‬


‫َعصوميات َحول َالصيرفة َاإلسالمية‪َ ،‬حيث َتلرقنا َإلى َّ‬
‫َّ‬ ‫تناول َذاا َالفصل‬
‫خصازص َونذداف َالصيرفة َاإلسالمية َالشي َتعصل َعحى َتحقيق َالشنصية َالجشصاعية َواقشصادية‪َ ،‬اصا َتنوعتَ‬
‫مصادرَنموالهاَوايفيةَتوظيفَذاهَاألموالَوالشيَراعتَفيهاَالقيمَالشرعيةَوالشقييدَبأحكامَالشريعة‪َ .‬‬

‫اَإلَنتهاَمازالتَنمامَالعديدَمنَالشحدياتَمنَ‬
‫اتششاراَواسعَ َّ‬
‫رغمَننَالصيرفةَاإلسالميةَشهدتَتلورَو َ‬
‫نجلَمجابهةَالصصارفَالشقحيديةَوالعصلَعحىَالقيامَباقشصاديَإسالميَصحب‪َ.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصــل الثاني‪:‬‬

‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬


‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مقدمة الفصل الثاني‬

‫ظهرت المصارف اإلسالمية نتيجة لتلبية احتياجات المجتمع اإلسالمي الذي ال يتعامل بأسعار‬
‫الفائدة‪ ،‬وتستمد أسسها ومبادئها من العقيدة اإلسالمية‪ ،‬وهذا ما جعلها تصنف من أهم المؤسسات التي‬
‫ظهرت في الدول اإلسالمية‪.‬‬

‫تبنت الجزائر المصارف اإلسالمية كونها دولة إسالمية‪ ،‬فسمحت بإنشاء فروع لها بإقليم الجزائر كبنك‬
‫البركة (‪ )1991‬وبنك السالم ‪-‬الجزائر‪ )8002( -‬وذلك تحت ترخيص من البنك المركزي أو ما يسمى ببنك‬
‫الجزائر‪ ،‬كما تمارس هذه البنوك العمليات المصرفية المتمثلة في المنتجات التالية‪ :‬المرابحة‪ ،‬المشاركة‪،‬‬
‫المضاربة‪ ،‬السلم‪ ،‬االستصناع‪ ،...‬ولتشجيع الصيرفة اإلسالمية في الجزائر تم فتح نوافذ إسالمية في البنوك‬
‫التقليدية كخطوة إيجابية لتعزيز العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬بعد أن كانت هذه الخدمات تقدم فقط من طرف‬
‫بنكين هما بنك البركة وبنك السالم بغية تنويع مصادر تمويل االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫إن الهدف من هذ ا الفصل يتمثل في محاولة إعطاء فكرة عامة حول هذه البنوك‪ ،‬وتبيان الدور الذي‬
‫تلعبه في محاولتها تخليص العالم اإلسالمي من الربا‪ ،‬وهذا يستلزم المرور بمبحثين هما‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية الصيرفة اإلسالمية في الجزائر؛‬

‫المبحث الثاني‪ :‬النوافذ اإلسالمية في البنوك الجزائرية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬

‫أصبحت المصارف اإلسالمية في ظل متطلبات العصر ضرورة اقتصادية لكل مجتمع إسالمي‬
‫يرفض التعامل بالربا ويرغب في تطبيق الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مما أدى بالجزائر إلى فتح مصارف إسالمية بها‬
‫ومن خالل هذا المبحث سنتطرق إلى أهم المصارف اإلسالمية فيها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة وتطور الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬

‫سنتطرق في هذا المطلب إلى نشأة وتطور بنك البركة الجزائري وبنك السالم الجزائري‪.‬‬

‫أوال‪ :‬بنك البركة الجزائري‬

‫بنك البركة الجزائري أول مصرف إسالمي يفتح أبوابه في الجزائر ليتيح فرصة العمل المصرفي‬
‫اإلسالمي للمتعاملين الذين يسعون إلى التعامل على أساس مبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪/1‬تعريف بنك البركة الجزائري‬

‫عرف الشيخ صالح عبد الله كامل بنك البركة على أنه‪ :‬مصرف إسالمي ال يتعامل بالفائدة أخذا‬
‫وعطاء‪ ،‬ويهدف إلى تنمية المجتمع الجزائري المسلم‪ ،‬وإلى خلق توليفة عملية مناسبة بين متطلبات العمل‬
‫المصرفي الحديث وضوابط الشريعة اإلسالمية‪.1‬‬

‫‪/2‬مراحل نشأة وتطور بنك البركة الجزائري‬

‫إن فكرة إنشاء بنك البركة الجزائري تعود إلى سنة ‪ 1921‬من خالل االتصال الذي تم بين الجزائر‬
‫ممثلة ب بنك التنمية الريفية‪ ،‬وشركة دالة البركة القابضة الدولية‪ ،‬حيث تم تقديم قرض من طرف شركة دالة‬
‫القابضة للحكومة الجزائرية بلغت قيمته ‪ 00‬مليون دوالر خصص لتدعيم التجارة الخارجية؛ حيث كان هذا‬
‫القرض بمثابة قرض لخلق جو من الثقة بين الجزائر والمجموعة‪.2‬‬

‫‪1‬م ارزقة صبرينة ودرويش سهام‪ ،‬دراسة تحليلية ألثر المعايير االحترازية على ربحية البنوك الخاصة في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم العلوم التجارية‪ ،‬تخصص اقتصاد نقدي وبنكي‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحيى– جيجل‪ ،‬السنة الجامعية ‪،8080/8019‬‬
‫ص ‪.29‬‬
‫‪2‬عيشوش عبدو‪ ،‬تسويق الخدمات البنكية في البنوك اإلسالمية‪-‬دراسة حالة‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم العلوم‬
‫التجارية‪ ،‬تخصص تسويق‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪-‬باتنة‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،8009/8002 :‬ص ‪.89 ،82‬‬

‫‪23‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تم إنشاء بنك البركة الجزائري سنة ‪ ،1990‬وهذا بعد صدور قانون ‪ 90/10‬المتعلق بالنقد والقرض‬
‫بتاريخ ‪ 11‬أفريل ‪ ،1990‬الذي سمح بإنشاء فروع ومكاتب أجنبية وفروع خاصة‪ ،‬فهو نتيجة االجتماع الرابع‬
‫عشر للمصرف اإلسالمي للتنمية بالجزائر في ‪ 1‬مارس ‪.11990‬‬

‫في ‪ 80‬ماي‪ 1991‬تأسس رسميا‪ ،‬وأصبح مؤسسة مؤهلة رسميا للقيام بكل العمليات المصرفية‬
‫والتمويلية واالستثمارية المطابقة لمبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ولقد بلغ رأس مال المصرف آنذاك ‪ 800‬مليون‬
‫دينار جزائري إلى ‪ 800000‬سهم‪ ،‬قيمة كل سهم ‪ 1000‬دينار جزائري‪ ،2‬موزعة بالتساوي بين كل من‬
‫مجموعة البركة وبنك الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬وقد تم رفع رأس المال االجتماعي في سنة ‪ 8002‬إلى ‪8.8‬‬
‫مليار دينار جزائري‪ ،‬وتم رفعه للمرة الثانية سنة ‪ 8009‬إلى ‪ 10‬ماليير دينار جزائري‪.3‬‬

‫تمثلت المراحل التي مر بها بنك البركة الجزائري في‪:4‬‬

‫‪ :1991‬تأسيس بنك البركة الجزائري؛‬

‫‪ :1991‬االستقرار والتوازن المالي للمصرف؛‬

‫‪ :8000‬المرتبة األولى بين المصارف ذات الرأسمال الخاص؛‬

‫‪ :8008‬إعادة االنتشار في قطاعات جديدة في السوق بالخصوص المهنيين واألفراد؛‬

‫‪ :8002‬زيادة رأسمال المصرف إلى ‪ 8.8‬مليار دينار جزائري؛‬

‫‪ :8009‬زيادة ثانية لرأسمال المصرف إلى ‪ 10‬مليار دينار جزائري؛‬

‫‪ :8018‬تفعيل منظومة مصرفية شاملة ومركزية مطابقة لمبادئ الشريعة اإلسالمية؛‬

‫‪1‬‬
‫كردود أسماء ‪ ،‬المنتجات البنكية اإلسالمية ودورها في تحسين تنافسية البنوك‪-‬دراسة حالة بنك البركة‪-‬مذكرة ماستر أكاديمي‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬تخصص مالية تأمينات تسيير المخاطر‪ ،‬جامعة العربي بن مهدي‪ ،‬أم لبواقي‪ ،‬السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪ ،8012/8018‬ص ‪.99‬‬
‫‪2‬‬
‫الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪ ،https://www.researchgate.net/publication/331135765_alyat_wmttlbat_ttwyr_almsrfyt_alaslamyt_fy_aljzayr‬تاريخ‬
‫االطالع‪.8080/00/00 :‬‬
‫‪3‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 4‬الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪https://www.albaraka-bank.com/wp-content/uploads/2018/12/SAAFI-2018-Etat-des-lieux-de-la-banque-‬‬
‫‪ ،islamique-en-Alg%C3%A9rie-AL-BARAKA-BANK.pdf‬تاريخ االطالع‪.8383/30/82 :‬‬

‫‪24‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ :8012‬الريادة في مجال التمويل االستهالكي على مستوى القطر الجزائري؛‬

‫‪ :8019‬زيادة ثالثة لرأسمال المصرف إلى ‪ 18‬مليار دينار جزائري؛‬

‫‪ :8012‬أحسن مصرف إسالمي في الجزائر للسنة السادسة على التوالي؛‬

‫‪ :8012‬من بين أحسن وحدات مجموعة البركة المصرفية من حيث المردودية؛‬

‫‪ :8012‬من أبرز البنوك على مستوى الساحة المصرفية الجزائرية‪.‬‬


‫‪ /3‬الهيكل التنظيمي لبنك البركة الجزائري‬

‫يتكون الهيكل التنظيمي لبنك البركة الجزائري من‪ :‬المدير العام وهو يكون أعلى الهيكل التنظيمي ثم‬
‫يليه المدير العام المساعد (األول والثاني والثالث)‪ ،‬ثم مجموعة من المديريات المتمثلة في‪ :‬المديرية العامة‬
‫المساعدة لالستغالل‪ ،‬المديرية العامة المساعدة لإلدارة والتنمية‪ ،‬المديرية العامة للمساعدة المكلفة بالتمويالت‬
‫والشؤون الدولية‪ ،‬مديرية المراقبة‪.‬‬

‫فيما يلي مخطط بسيط يشرح الهيكل التنظيمي لبنك البركة الجزائري‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫شكل رقم (‪ :)22‬الهيكل التنظيمي العام إلدارة بنك البركة الجزائري‬

‫رئيس مجلس‬
‫اإلدارة‬

‫المدير العام المساعد الثالث‬ ‫المدير العام المساعد األول‬ ‫المدير العام المساعد الثاني‬

‫مديرية‬ ‫المديرية العامة للمساعدة المكلفة بالتمويالت‬ ‫المديرية العامة المساعدة لإلدارة‬ ‫المديرية العامة المساعدة‬
‫المراقبة‬ ‫والشؤون الدولية‬ ‫والتنمية‬ ‫لإلستغالل‬

‫مديرية‬ ‫مديرية‬ ‫مديرية‬


‫المديرية‬ ‫المديرية‬ ‫مديرية‬ ‫مديرية‬ ‫المديرية‬
‫التمويالت‬ ‫الموارد‬ ‫التنظيم‬ ‫المديرية‬ ‫الفرعية‬
‫الفرعية‬ ‫الفرعية‬ ‫الشؤون‬ ‫المحاسبة‬
‫ومراقبة‬ ‫البشرية‬ ‫واإلعالم‬ ‫التجارية‬ ‫للشؤون‬
‫للتفثيش‬ ‫للتدقيق‬ ‫الدولية‬ ‫والخزينة‬ ‫اآللي‬
‫القانونية‬
‫االلتزامات‬ ‫والوسائل‬
‫العامة‬
‫ـ المديرية‬
‫الفرعية‬
‫ـ المديرية الفرعية‬ ‫للدراسات‬
‫لتمويل المؤسسات‬ ‫ـ المديرية‬ ‫ـ المديرية‬ ‫والتنمية‬ ‫ـ المديرية‬ ‫ـ مديرية‬
‫الكبيرة والمتوسطة‬ ‫الفرعية‬ ‫الفرعية‬ ‫الفرعية‬
‫الشؤون‬
‫ـ المديرية‬ ‫القانونية‬
‫للخزينة‬ ‫للموارد‬ ‫للتسويق‬
‫ـ المديرية الفرعية‬ ‫الفرعية‬ ‫والمنازعا‬
‫البشرية‬ ‫ت‬
‫لتمويل المؤسسات‬ ‫ـ المديرية‬ ‫لتنمية‬ ‫ـ المديرية‬ ‫ـ المديرية‬
‫الصغيرة واألفراد‬ ‫الفرعية‬ ‫المديرية‬ ‫اإلعالم‬ ‫الفرعية‬ ‫الفرعية‬
‫للمحاسبة‬ ‫الفرعية‬ ‫اآللي‬ ‫للشبكة‬ ‫للمنازعا‬
‫ـ المديرية الفرعية‬ ‫ت‬
‫للوسائل‬
‫لمراقبة اإللتزامات‬ ‫ـ المديرية‬
‫العامة ـ‬
‫والتحصيل‬ ‫الفرعية‬
‫لمعالجة‬
‫المعلومات‬

‫المصدر‪ :‬صفاء حمادي‪ ،‬تقييم تجربة البنوك الخاصة في الجزائر –دراسة حالة بنك البركة الجزائري وكالة الوادي ‪-‬مذكرة‬
‫ماستر أكاديمي‪ ،‬ميدان العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية التخصص بنوك‪ ،‬جامعة الشهيد‬
‫حمة لخضر بالوادي‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2212/2212 :‬ص ‪.31‬‬

‫‪26‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من مخطط الهيكل التنظيمي لبنك البركة الجزائري نالحظ أن المخطط يتكون من مجموعة من‬
‫المديريات‪ ،‬لكل مديرية مهام تقوم بها‪ ،‬يترأسهم مدراء مساعدين (مدير مساعد أول‪ ،‬مدير مساعد ثاني‪ ،‬مدير‬
‫مساعد ثالث)‪ ،‬وعلى رأسهم رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬وهو يتولى تسيير كل أمور البنك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬بنك السالم الجزائري‬

‫يعتبر بنك السالم الجزائري ثاني مصرف إسالمي يدخل السوق الجزائرية‪.‬‬

‫‪ /1‬تعريف بنك السالم الجزائري‬

‫بنك السالم الجزائري هو بنك شامل يعمل طبقا للقوانين الجزائرية‪ ،‬ووفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية‬
‫في كافة تعامالته‪ ،‬وهو ثمرة للتعاون الجزائري الخليجي‪ ،‬وقد تم اعتماده من قبل بنك الجزائر وذلك في‬
‫سبتمبر ‪.18002‬‬

‫‪ /2‬نشأة وتطور بنك السالم الجزائري‬

‫في إطار عملية تأسيس مجموعة من مصارف السالم في البلدان العربية واإلسالمية بعد النجاح‬
‫الذي حققته الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬اختيرت الجزائر لتحتضن أحد مقراته لما تتمتع به من محيط استثماري‬
‫خصب‪ ،‬وساعد هذا االنفتاح االقتصادي على تعزيز التقارب الجزائري اإلماراتي‪ ،‬كون جل رأس مال السالم‬
‫الجزائري إماراتي‪.2‬‬

‫بدأ بنك السالم الجزائري الخاص ممارسة نشاطه في الجزائر من خالل تقديم مجموعة من الخدمات‬
‫المالية وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ليكون بذلك ثاني مصرف إسالمي يقتحم السوق الجزائرية‪ ،‬ويقدر‬
‫رأس مال بنك السالم الجزائري الذي تم افتتاحه االثنين ‪ 80‬أكتوبر ‪ 8002‬في الجزائر ب ‪ 9.8‬مليار دينار‬
‫جزائري (‪ 100‬مليون دوالر) ليصبح أكبر المصارف الخاصة العاملة في منطقة شمال إفريقيا‪ ،‬ويبلغ عدد‬

‫دير سعاد واكن نجاة‪ ،‬واقع تجربة البنوك اإلسالمية في الجزائر دراسة حالة بنك السالم الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر‪-‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫تخصص قانون شامل‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة ـبجاية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،8080/8019‬ص ‪.89‬‬
‫‪2‬‬
‫الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪https://www.researchgate.net/publication/331135765_alyat_wmttlbat_ttwyr_almsrfyt_alaslamyt_fy_aljzayr‬تاريخ‬
‫االطالع‪.8080/00/82 :‬‬

‫‪27‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المساهمين في بنك السالم ‪ 88‬مساهما معظمهم من اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬بينما ينتمي بقية المساهمين‬
‫إلى دول مجلس التعاون الخليجي واليمن ولبنان‪.1‬‬

‫يقدم بنك السالم خدمات للشركات وأخرى لألفراد‪ ،‬فاألولى تتضمن العمليات المصرفية (الحساب‬
‫الجاري ودفتر شيكات مجاني‪ ،‬خدمة تحويل األموال عن طريق أدوات الدفع اآللي) والتجارة الخارجية (بوالص‬
‫التحصيل‪ ،‬العمليات المستندية‪ ،‬التعهدات وخطابات الضمان المصرفية)‪ ،‬وطرق التمويل عن طريق كل من‬
‫العقود التالية‪( :‬عقد المرابحة ألمر بالشراء‪ ،‬عقد اإليجار‪ ،‬عقد السلم‪ ،‬عقد المضاربة وعقد المشاركة‪)...‬‬
‫والثانية تتضمن العمليات المصرفية التالية‪(:‬الحساب الجاري‪ ،‬دفتر شيكات مجاني وخدمة تحويل األموال عن‬
‫طريق أدوات الدفع اآللي) وحسابات االستثمار (حسابات التوفير وحسابات االستثمار) والخدمات (بطاقة‬
‫الدفع اإللكتروني " آمنة " وخزانات األمانات " أمان ") كما يوفر مجموعة من الخدمات المصرفية األخرى‬
‫التي تتضمن‪ :‬أجهزة الصراف اآللي والدفع اآللي المنتشرة في العديد من المناطق الحيوية‪ ،‬وخدمات مصرفية‬
‫عن بعد‪ ،‬وخدمة االيميل " سويفت " وخدمة الدفع عبر األنترنيت‪.2‬‬

‫‪ /3‬الهيكل التنظيمي إلدارة بنك السالم الجزائري‬

‫يتم فيما يلي شرح مبسط للهيكل التنظيمي إلدارة بنك السالم الجزائري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عدنان محيريق‪ ،‬التحول نحو الصيرفة اإلسالمية مع اإلشارة لحالة الجزائر‪ ،‬مجلة الدراسات االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬عدد ‪ ،08‬جامعة الوادي‪ ،‬ص‬
‫‪.22‬‬
‫عبد الرزاق بوعيطة‪ ،‬تقييم الدور االقتصادي لبنك السالم اإلسالمي (دراسة مقارنة بين بنك السالم السوداني وبنك السالم الجزائري)‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪.992 ،998‬‬

‫‪28‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫شكل رقم (‪ :)23‬الهيكل التنظيمي العام إلدارة بنك السالم الجزائري‬

‫رئيس مجلس‬
‫اإلدارة‬

‫المراقب‬
‫الشرعي‬ ‫المدير العام‬

‫مدير إدارة‬
‫مدير‬
‫التجارة‬ ‫مدير‬ ‫نائب المدير‬
‫مدير التدقيق‬ ‫الخزينة‬ ‫مدير الموارد‬ ‫المكلف‬
‫الرقابة‬
‫الخارجية‬ ‫الداخلي‬ ‫والعمليات‬ ‫البشرية‬ ‫بالمساندة‬
‫المالية‬ ‫والتنظيم‬
‫المالية‬

‫مدير فرع‬ ‫مدير الفرع‬


‫مدير فرع‬ ‫مدير فرع‬ ‫مدير فرع‬ ‫مدير فرع‬
‫الرئيسي دالي‬ ‫مدير فرع‬
‫باب الزوار‬ ‫لبليدة‬ ‫القبة‬ ‫سطيف‬ ‫وهران‬
‫إبراهيم‬ ‫قسنطينة‬

‫المصدر‪ :‬الموقع اإللكتروني‪ https://www.researchgate.net :‬تاريخ االطالع ‪.2222/23/32‬‬

‫من الهيكل التنظيمي إلدارة مصرف السالم الجزائري نالحظ أن رئيس مجلس اإلدارة يكون في قمة‬
‫المخطط يتولى تسيير كل األعمال المتعلقة بالبنك يليه المدير العام‪ ،‬يترأس مجموعة من المديريات‪ ،‬ولكل‬
‫مديرية فروع بها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي في الجزائر‬

‫تعتمد المصارف اإلسالمية في الجزائر على مجموعة من الصيغ سنتطرق إليها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬صيغ التمويل في بنك البركة‬

‫يمارس بنك البركة الجزائري كال من الصيغ التالية‪ :‬المرابحة‪ ،‬اإلجارة‪ ،‬االستصناع‪ ،‬السلم والمشاركة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ /1‬التمويل بالمرابحة‬

‫يعتبر التمويل بالمرابحة أهم عقود التمويل بالبيوع لدى بنك البركة الجزائري‪ ،‬وهذا نظ ار لسهولة تطبيق‬
‫العقد عمليا من جهة وطبيعة العقد من جهة ثانية‪ ،‬وهي مخصصة أساسا للتمويالت قصيرة األجل‪ ،‬وقد‬
‫استحدث المصرف فكرة بيع المرابحة ألمر بالشراء بغرض توفير ما يحتاجه بعض المتعاملين من الحصول‬
‫على األجهزة أو المعدات أو سلع أخرى؛ حيث يتقدم المتعاملون للمصرف طالبين هذه األشياء مع ذكر‬
‫وصفها وكمياتها‪...‬الخ‪ ،‬فيقوم المصرف بشرائها أو استي اردها على أساس الوعد من قبل المتعاملين بشرائها‪،‬‬
‫إذا وردت مطابقة للمواصفات في المكان والزمان المحددين‪ ،‬بسعر تكلفتهما مع زيادة ربح يتفق عليه‬
‫المصرف والعميل ثم يتفق على كيفية السداد‪ ،‬منها جزء مقدم عند طلبه كدليل على الجدية في الشراء والباقي‬
‫يقسط على أقساط شهرية‪ ،‬ويعتمد المصرف على هذه الصيغة في تمويل زبائنه بمختلف المواد االستغاللية‬
‫(منتجات تامة‪ ،‬منتجات وسيطة‪ )...‬لسير استثماراتهم‪.1‬‬

‫‪1‬ـ‪ /1‬أهمية هذه الصيغة‬

‫المرابحة هي صيغة تمويلية تسمح للمصارف اإلسالمية بالتمويل‪ ،‬سواء االحتياجات االستغاللية‬
‫لعمالئها (مخزونات‪ ،‬مواد‪ ،‬المنتجات الوسيطة) أو استثمارهم وفقا لمبادئها‪.2‬‬

‫‪1‬ـ‪ /2‬شروط مطابقتها للشريعة اإلسالمية‬

‫تتمثل هذه الشروط فيما يلي‪:3‬‬

‫أـ يجب أن يكون موضوع عقد المرابحة مطابقا للشريعة اإلسالمية (عدم تمويل المواد المحرمة في اإلسالم)؛‬

‫ب ـ الشراء األولي للسلع من طرف المصرف‪ ،‬حيث أن األساس القاعدي للمرابحة هو أن هامش الربح العائد‬
‫للمصرف ال يفسر بالطابع التجاري وليس المالي للعملية التجارية (يجب أن تكون عملية الشراء وإعادة البيع‬
‫حقيقية وليس وهمية)‪ ،‬وبهذا الصدد كانت عملية المرابحة حسب ما يتم العمل به في المصارف اإلسالمية‬
‫عملية بيع ألجل وما عملية التمويل إلى تبعة للعملية التجارية التي تبرر العمولة التي يتقاضاها المصرف؛‬

‫‪1‬‬
‫صفاء حمادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ج ـ المبلغ العائد وهامش ربح المصرف وآجال التسديد يجب أن تكون معروفة ومتفق عليها بين الطرفين‬
‫مسبقا؛‬

‫د ـ في حالة التأخر في التسديد‪ ،‬يمكن للمصرف أن يطبق على العميل المماطل غرامات التأخير التي توضع‬
‫في حساب خاص "إيرادات قيد التصفية"‪ ،‬ولكن ال يمكن للمصرف إعادة مراجعة هامش ربحه بالزيادة مقابل‬
‫تجاوز آجال التسديد‪ ،‬غير أنه وفي حالة ثبوت النية السيئة للعميل‪ ،‬وإضافة إلى غرامات التأخير يحق‬
‫للمصرف مطالبة تعويض الضرر عن االستحقاقات غير المسددة‪ ،‬والتي من خاللها يقيم الضرر بالمقارنة‬
‫مع المقاييس العملية الخاصة بالمصرف وتجنب كل مرجع لنسب الفائدة؛‬

‫ه ـ بعد إنجاز عقد المرابحة‪ ،‬تصبح ملكية السلع فعلية للمشتري النهائي ويصبح مسؤوال عنها‪ ،‬غير أنه‬
‫يمكن للمصرف أن يأخذ في الحسبان تعسر العميل ومنحه إعادة جدولة للدين الذي على عاتقه وهذا دون أخد‬
‫هامش ربح إضافي على المبلغ‪.‬‬

‫‪ /2‬التمويل باإلجارة أو االعتماد اإليجاري‬

‫االعتماد اإليجاري هو عقد إيجار أصول مقرون بوعد بالبيع لفائدة المستأجر‪ ،‬ويتعلق األمر بتقنية‬
‫تمويل حديثة النشأة نسبيا‪ ،‬حيث يتدخل في هذه العملية ثالث أطراف أساسيين هم‪ :‬المورد (الصانع أو‬
‫البائع) األصل‪ ،‬المؤجر (المصرف أو المؤسسة التي تشتري األصل لغرض تأجيره لعميله)‪ ،‬المستأجر الذي‬
‫يأجر األصل الذي يحتفظ بحق االختيار في الشراء النهائي بموجب عقد التأجير‪ ،‬ومنه نستنتج أن حق ملكية‬
‫األصل يرجع للمصرف خالل طول مدة العقد‪ ،‬غير أن حق االستغالل يعود للمستأجر‪ ،‬عند انتهاء مدة العقد‬
‫يمنح للمستأجر أحد الخيارات الثالثة اآلتية‪:1‬‬

‫‪ ‬العميل ملزم باقتناء األصل (عقد إيجار تمليكي)؛‬


‫‪ ‬العميل له الخيار ما بين إعادة استئجار األصل أو إعادته إلى المصرف (عقد االعتماد اإليجاري)؛‬
‫‪ ‬يستأجر العميل مرة أخرى األصل المؤجر (تجديد عقد االعتماد اإليجاري)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الموقع اإللكتروني‪https://www.albaraka-bank.com/wp-content/uploads/2018/12/SAAFI-2018-Etat-des-lieux-de-:‬‬
‫‪ ،la-banque-islamique-en-Alg%C3%A9rie-AL-BARAKA-BANK.pdf‬تاريخ االطالع‪.8088/01/02 :‬‬

‫‪31‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪2‬ـ‪ / 1‬أهمية هذه الصيغة‬

‫التأجير هو تقنية حديثة نسبيا لتمويل االستثمارات (المنقولة وغير المنقولة) وفي هذا الصدد يمكن أن‬
‫يصنف ضمن صيغ التمويل المتوسطة والطويلة المدى‪ ،‬مطابقة هذه الصيغة لمبادئ الشريعة اإلسالمية‬
‫تجعل المصارف اإلسالمية في استخدام هذه الصيغة المميزة في تمويل استثمارات عمالئه‪ ،‬الميزة الثانية لهذه‬
‫الصيغة تكمن في قوة الضمان التي تقدمه هذه الصيغة للمصرف بوصفه المالك القانوني للعقار المؤجر‪،‬‬
‫بالنسبة للمتعاملين االقتصاديين‪ ،‬مزايا التأجير كثيرة‪ ،‬أوال تتيح لهم تجديد معداتهم القديمة وبالتالي االستفادة‬
‫من آخر التطورات التكنولوجية‪ ،‬من ناحية أخرى يمنح لهم ميزة عدم تجميد أموالهم على المدى المتوسط‬
‫والطويل في حالة اقتناء عن طريق التمويل الذاتي‪ ،‬أو عن طريق تمويل استثماري‪ ،‬حيث تقتصر التكاليف‬
‫السنوية في إطار هذا التمويل على اإليجار فقط خالل هذه الفترة‪ ،‬مما يجعله محبذ لدى الشركات التي لديها‬
‫صعوبة في تحقيق التوازن لوضعهم المالي‪.1‬‬

‫يمكن أن تستفيد الشركات التي تختار هذا النمط من التمويل‪ ،‬على مزايا الجباية تتمثل في الفرق‬
‫اإليجابي بين مبلغ اإليجار السنوي ومبلغ االهتالك الذي كان من الممكن أن يقيد ضمن حقوق الملكية في‬
‫حالة ما إذا كان األصل موضوع اقتناء‪ ،‬وأخي ار ترك مجاال الستخدام حق الخيار النهائي (شراء‪ ،‬إعادة‪ ،‬إيجار‬
‫ثاني) يسمح له اختيار وقت أنسب تبعا للظروف واحتياجات العمل‪.‬‬

‫‪2‬ـ‪ /2‬شروط مطابقتها للشريعة اإلسالمية‬

‫شروط مطابقة اإلجارة مع الشريعة اإلسالمية تتمثل في‪:2‬‬

‫‪ ‬يجب أن تكون عملية معروفة ومقبولة من الطرفين (استعمال األصل المؤجر)؛‬


‫‪ ‬يجب أن تكون عملية التأجير على أصول دائمة؛‬
‫‪ ‬األصل المؤجر بما فيه التوابع الالزمة الستعماله يجب أن يسلم لمستخدمه على الحالة التي أجر من‬
‫أجله؛‬
‫‪ ‬مدة التأجير‪ ،‬آجال التسديد‪ ،‬مبلغ اإليجارات‪ ،‬يجب أن تحدد وتعرف عند التوقيع على عقد التأجير؛‬

‫‪1‬‬
‫الموقع اإللكتروني‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪https://www.albaraka-bank.com/wp-content/uploads/2018/12/SAAFI-2018-Etat-des-lieux-de-la-banque-‬‬
‫‪ ،islamique-en-Alg%C3%A9rie-AL-BARAKA-BANK.pdf‬تاريخ االطالع‪.8088/01/02 :‬‬

‫‪32‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬يمكن تسديد اإليجارات مسبقا‪ ،‬ألجل أو بأجزاء وهذا حسب اتفاق الطرفين؛‬
‫‪ ‬باتفاق الطرفين يمكن مراجعة اإليجارات‪ ،‬مدة التأجير وكذلك البنود األخرى للعقد؛‬
‫‪ ‬إن تحطيم أو انخفاض قيمة األصل المؤجر لسبب خارج عن نطاق المستعمل‪ ،‬فإن هذا ال يقحم‬
‫مسؤولية هذا األخير‪ ،‬إال إذا تحقق أنه لم يأخذ االحتياطات الالزمة للحفا على األصل؛‬
‫‪ ‬ما لم يوجد اتفاق مخالف لذلك‪ ،‬يقع على عاتق المصرف إجراء كل أشغال الصيانة واإلصالح‬
‫الالزمة إلبقاء األصل المؤجر على حالة تأدية الخدمة التي استؤجر من أجلها‪ ،‬كما يتحمل كل‬
‫التكاليف اإلجارة الواردة في عقد التأجير؛‬
‫‪ ‬يضمن المستعمل صيانة األصل المؤجر‪ ،‬مع تحمل كل التكاليف اإلجارة التي تظهر بعد تاريخ‬
‫التأجير؛‬
‫‪ ‬يمكن تأجير األصل إجارة من الباطن‪ ،‬ما لم يوجد اتفاق مخالف لذلك‪.‬‬

‫‪3‬ـ االستصناع‬

‫هو عقد مقاولة الذي من خالله يطلب الطرف األول (المستصنع) من الطرف الثاني يدعى (الصانع)‬
‫بصنع أو بناء مشروع يضاف إليه ربح يدفع إليه مسبقا بصفة مجزأة أو ألجل‪ ،‬ويتعلق األمر بصيغة عقد‬
‫السلم مع الفرق أن موضوع الصفقة هو التسليم وليس شراء سلع على حالها‪ ،‬ولكن مواد مصنعة تم إخضاعها‬
‫لعدة مراحل لتحويلها‪.1‬‬

‫‪1‬ـ‪ /1‬أهمية هذه الصيغة‬

‫االستصناع هو صيغة تسمح للمصرف اإلسالمي للمساهمة في أشغال البناء والتركيب واالنتهاء من‬
‫أعمال الكبرى كما أنه يساعد على تمويل بناء منشآت اإلنتاج والنقل واالستهالك بناء على طلب المستخدمين‬
‫أو البائعين‪ ،‬وفي األخير فإنه يوفر حال بديال يتوافق مع تعاليم اإلسالم إلى تقنية التسبيقات على الصفات‬
‫العمومية بموجب أسلوب االستصناع المزدوج‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪https://www.albaraka-bank.com/wp-content/uploads/2018/12/SAAFI-2018-Etat-des-lieux-de-la-banque-‬‬
‫‪ ،islamique-en-Alg%C3%A9rie-AL-BARAKA-BANK.pdf‬تاريخ االطالع‪.8088/01/02 :‬‬

‫‪33‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬ـ‪ /2‬شروط مطابقتها مع الشريعة اإلسالمية‬

‫تتمثل شروط مطابقة االستصناع مع الشريعة اإلسالمية في‪:1‬‬

‫‪ ‬يبرز هامش ربح المصرف في إطار عملية االستصناع بالتدخل بصفته مقاول مسؤول عن إنجاز‬
‫أشغال متعلقة بإنجاز مشروع موضوع العقد‪ ،‬ويكون هذا التدخل إما مباشرة أو تكليف مقاول آخر؛‬
‫‪ ‬يجب أن يتم االستصناع على عمل تحويل مادة منتوج نصف مصنعة أو مكونات منتوج صافي قابل‬
‫لالستعمال؛‬
‫‪ ‬يجب أن يحدد في العقد نوعية وكمية وطبيعة وخصائص الشيء الواجب صنعه؛‬
‫‪ ‬يجب أن تكون المواد ممولة أو قام بجلبها الصانع (المقاول)؛‬
‫‪ ‬يمكن للصانع أن يكلف شخص آخر إلنجاز كل أو جزء من المشروع؛‬
‫‪ ‬في حال عدم مطابقة المشروع المنجز‪ ،‬يمكن للمستصنع أن يرفض االستسالم ويفسخ العقد على‬
‫حساب الصانع؛‬
‫‪ ‬يصبح المستصنع مالكا للمشروع عند التوقيع على العقد؛‬
‫‪ ‬يحب تحديد مدة ومكان تسليم الشيء المصنوع في عقد االستصناع‪.‬‬

‫‪2‬ـ السلم‬

‫يمكن تعريف السلم بأنه عملية بيع مع التسليم المؤجل للسلع‪ ،‬وخالفا للمرابحة ال يتدخل المصرف‬
‫بصفته بائع ألجل للسلع المشت ارت بطلب من عميله‪ ،‬ولكن بصفته المشتري يسدد نقدا السلع التي تسلم له‬
‫مؤجال‪ ،‬وفي األساس تحظر قواعد الشريعة اإلسالمية كافة العمليات التجارية التي ليس لها موضوع عند إبرام‬
‫المعاملة (البيع المعدوم)‪ ،‬غير أنه بعض التطبيقات التجارية التي ال تستوفي هذا الشرط مسموح بها بسبب‬
‫ضرورتها في حياة الناس‪ ،‬هذا هو الحال بالنسبة للتمويل بالسلم الذي رخص به الرسول عليه الصالة والسالم‬
‫في حديثه‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪https://www.albaraka-bank.com/wp-content/uploads/2018/12/SAAFI-2018-Etat-des-lieux-de-la-banque-‬‬
‫‪ ،islamique-en-Alg%C3%A9rie-AL-BARAKA-BANK.pdf‬تاريخ االطالع‪.8088/01/02 :‬‬

‫‪34‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪2‬ـ‪ /1‬شروط مطابقتها للشريعة اإلسالمية‬

‫تتمثل شروط مطابقة السلم للشريعة اإلسالمية في‪:1‬‬

‫‪ ‬يجب أن تكون السلع موضوع العقد معروفة (بطبيعتها ونوعيتها)‪ ،‬وكمياتها (بالحجم والوزن)‬
‫ومحسوبة (بالنقد أو بما يعادله في حلة المقايضة)؛‬
‫‪ ‬يجب أن يكون أجل تسليم السلع من قبل البائع معروفا في العقد لدى الطرفين‪2‬؛‬
‫‪ ‬يجب أن يكون سعر (أو ما يعادله) السلع محددا في العقد وأن يكون معروفا لدى الطرفين ومسدد‬
‫من قبل المشتري (المصرف) نقدا؛‬
‫‪ ‬يجب أن يكون مكان التسليم محددا ومعروفا لدى الطرفين؛‬
‫‪ ‬يمكن للمشتري أن يطالب البائع بكفالة لضمان تسليم السلع عند االستحقاق أو أية ضمانات‬
‫شخصية أو عينية أخرى؛‬
‫‪ ‬يمكن للمشتري أن يوكل البائع لبيع أو تسليم السلع عند االستحقاق لشخص آخر مع أخد عمولة أو‬
‫بدونها‪ ،‬وعليه يصبح البائع مدينا اتجاه المشتري بتحصيل قيمة المبلغ؛‬
‫‪ ‬ال يمكن للمشتري أن يبيع السلع قبل تسليمها من قبل البائع‪ ،‬غير أنه يسمح بذلك عن طريق عقد‬
‫سلم موازي‪.‬‬

‫‪2‬ـ‪ /2‬أهمية هذه الصيغة‬

‫يتميز السلم بأنه أقل خطورة من الصيغ السابقة لدرجة أن حق البنك (أو ما يعادله) يشكل كما في‬
‫المرابحة دين تجاري ثابت على العميل (البائع)‪ ،‬ولذلك يبدو هذا النوع من التمويل يوفر فرصا أكبر ومرونة‬
‫أكبر في تدخل البنك مع احترام الشريعة اإلسالمية السمحة‪.‬‬

‫بهذا الصدد فإن السلم هو وسيلة مثلى لتمويل بعض النشاطات االقتصادية مثل‪ :‬الفالحة والحرف‬
‫والتصدير واالستيراد والتعاونيات الشبابية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة اإلضافة إلى قطاع التوزيع‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإنه يمكن للسلم أن يكون صيغة بديلة لتطبيقات الخصم التجاري‪ ،‬تأخذ األوراق‬
‫التجارية أو القيم المحتفظ بها من قبل العميل على سبيل ضمان التمويل في شكل السلم الذي سيمنح للعميل‪.‬‬

‫‪ 1‬الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪https://www.albaraka-bank.com/wp-content/uploads/2018/12/SAAFI-2018-Etat-des-lieux-de-la-banque-‬‬
‫‪ ،islamique-en-Alg%C3%A9rie-AL-BARAKA-BANK.pdf‬تاريخ االطالع‪.8388/30/32 :‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تحليل بالمقارنة مع الممارسات المصرفية التقليدية‪ ،‬يمكن للسلم أن يحل محل التمويالت القصيرة‬
‫المدى مثل‪ :‬تسهيالت الصندوق والسحب على المكشوف والقروض الموسمية والتسبيقات على السلع‪.1‬‬

‫‪2‬ـ المشاركة‬

‫المشاركة هي مساهمة بين طرفين أو أكثر في رأسمال المؤسسة‪ ،‬مشروع أو عملية توزيع النتائج‬
‫(خسارة أو ربح) حسب النسب المتفق عليها‪ ،‬تتم هذه المساهمة أساسا على الثقة ومردودية المشروع أو‬
‫المهنية‪.‬‬

‫تطبق المشاركة في المصارف اإلسالمية في أغلب األحيان على شكل تمويل المشاريع أو العمليات‬
‫الظرفية المقترحة من طرف العمالء‪.2‬‬

‫مهما يكن من أمر فإن هذه المساهمة تتم وفق الصيغتين التاليتين‪:‬‬

‫‪ ‬المشاركة النهائية‬

‫يشارك البنك في تمويل مشروع بصفة دائمة ويقبض دوريا حصته من األرباح بصفة مساهم صاحب‬
‫المشروع‪ ،‬ويتعلق األمر هنا بالنسبة للمصرف في استخدام طويل أو متوسط المدى لموارده الدائمة (حقوق‬
‫الملكية‪ ،‬ودائع استثمارية مخصصة وغير مخصصة ‪.)...‬‬

‫يمكن أن تكون حصة المصرف في شكل مساهمة في شركة موجودة‪ ،‬تمويل لرفع رأسمال شركة‬
‫جديدة (شراء أو اكتتاب سندات أو حصص اجتماعية)‪ ،‬يطابق هذا النوع من مشاركة التطبيقات المصرفية‬
‫التقليدية في اإليداعات الدائمة التي تقوم بها البنوك إما لمساعدة تشكيل مؤسسات أو لضمان مراقبة‬
‫المؤسسات الموجودة‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫صفاء حمادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪3‬‬
‫الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪https://www.albaraka-bank.com/wp-content/uploads/2018/12/SAAFI-2018-Etat-des-lieux-de-la-banque-‬‬
‫‪ ،islamique-en-Alg%C3%A9rie-AL-BARAKA-BANK.pdf‬تاريخ االطالع‪.8088/01/02 :‬‬

‫‪36‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬المشاركة المتناقصة‬

‫يساهم المصرف في تمويل مشروع أو عملية بنية التنازل تدريجيا من المشروع أو العملية وهذا بعد‬
‫انسحاب صاحب المشروع الذي يسدد للمصرف حصته من األرباح العائدة له كما يمكن تخصيص كل أو‬
‫جزء من حصته لتسديد حصة رأسمال المصرف‪.‬‬

‫بعد أن يسترجع المصرف رأسماله واألرباح العائدة له ينسحب من مشروع العملية‪ ،‬تشبه هذه الصيغة‬
‫المساهمات الظرفية في المصارف التقليدية‪.1‬‬

‫‪2‬ـ‪ /1‬أهمية هذه الصيغة‬

‫يقدم تمويل المشاركة بسبب مرونته وطبيعته التساهمية للعديد من المزايا سواء للبنوك اإلسالمية أو‬
‫المتعاملين االقتصاديين‪ ،‬بالنسبة للبنوك اإلسالمية تمنح هذه الصيغة إمكانية توظيف الموارد على المدى‬
‫المتوسط والطويل‪.2‬‬

‫‪ ‬يمكن أن يكون نوع من مصدر دخل منتظم ومستمر لتمكينها من توفير لمساهميه ومودعين نسبة‬
‫أرباح مثيرة لالهتمام للغاية‪ ،‬باإلضافة إلى التمويل الظرفي للعمليات التجارية قصيرة المدى‬
‫(بالخصوص بيع السلع على حالتها أو التصدير أو االستي ارد) وأخذ المساهمات‪ ،‬يمكن للمشاركة أن‬
‫تأخذ شكل من أشكال التمويل المتوسط والطويل المدى‪ ،‬بهذا الصدد فهي تشكل الطريقة األنسب‬
‫للتمويل ا الحتياجات لدورات إنشاء وتطوير المؤسسات على حد سواء في إنشاء أو رفع رأس المال‬
‫وفي الشراء أو تجديد معدات اإلنتاج أيضا‪ ،‬فإن المشاركة مطلوبة بكثرة من قبل المطورين إلنشاء‬
‫المشاريع الصغيرة والمتوسطة في شكل شركات من مختلف األشكال (شركة مساهمة‪ ،‬شركة ذات‬
‫مسؤولية محدودة‪ ،‬شركة التضامن‪.)...‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للمتعاملين االقتصاديين (الشركاء)‪ ،‬فإن مبدأ تقاسم المخاطر يجعل من المشاركة مصدر‬
‫تمويل جذاب‪ ،‬إن ربح البنك بعيد أن يكون تكلفة مالية ثابتة‪ ،‬بل هو مساهمة متغيرة مرتبطة مباشرة‬
‫بنتيجة االستغالل في حال وقوع الخسارة‪ ،‬فإنه ال يمكن للبنك المطالبة بأي تعويض ولكن المطلوب‬
‫أيضا أن يتحمل نصيبه من الخسارة بصفته شريك‪ ،‬وهذا يدل على أهمية دراسة المخاطر والربحية‬
‫للعمليات والمشاريع المقترحة لهذا النوع من التمويل؛‬

‫‪1‬‬
‫صفاء حمادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬بالنسبة للمشاركة المتناقصة فإنها تسمح للبنوك اإلسالمية منح ألصحاب الصفقات العمومية (أو‬
‫غيرها)‪ ،‬تسبيقات على الصفقات مع تقاسم هامش الناتج على تكلفة اإلنجاز‪ ،‬تتم عملية الدفع على‬
‫أساس وضعيات اإلنجاز مع االستناد إلى كل الوثائق المثبتة‪ ،‬ويتم االقتطاع من التسديدات المجرات‬
‫من قبل صاحب المشروع عن طريق المحاسب المكلف بالدفع‪ ،‬طبقا ألحكام عقد الرهن الحيازي‬
‫للصفقة والواجب تحصيله في مثل هذه العمليات‪ ،‬غير أنه فمن الضروري أن تأخذ في االعتبار‬
‫متطلبات الشريعة اإلسالمية في هذا المجال‪.‬‬

‫‪2‬ـ‪ /1‬شروط مطابقتها للشريعة اإلسالمية‬

‫تتمثل شروط مطابقة المشاركة مع الشريعة المشاركة مع الشريعة السالمية في‪:1‬‬

‫‪ ‬يجب أن تكون حصة لطرفين موجودة عند إنجاز العملية موضوع العقد‪ ،‬غير أن الشريعة اإلسالمية‬
‫تسمح بالمشاركة في العمليات المستفيدة من تأجيالت في التسديد شريطة أن يلتزم أحد الطرفين‬
‫بتقديم جزء من االلتزام للمورد؛‬
‫‪ ‬يجب على الطرفين قبول مبدأ المشاركة في أرباح وخسارة المؤسسة الممولة؛‬
‫‪ ‬يمكن للمصرف مطالبة شريكه بتقديم ضمانات ولكن ال يمكن التنفيذ عليها في حالة ثبوت المخالفات‬
‫المذكورة أعاله؛‬
‫‪ ‬يجب تحديد معيار توزيع األرباح مسبقا عند التوقيع على العقد لتفادي كل نزاع‪ ،‬إذا كانت حصة كل‬
‫طرف في األرباح قابلة للتفاوض الحر‪ ،‬فإن توزيع الخسارة المحتملة تكون بنفس نسب توزيع األرباح‬
‫طبقا لقواعد المشاركة؛‬
‫‪ ‬ال يمكن أن تتم عملية توزيع الناتج إال بعد اإلنجاز الفعلي لألرباح‪ ،‬ويمكن اقتطاع تسبيقات باتفاق‬
‫الطرفين شريطة تسويتها عند اختتام المشاركة أو السنة المالية حسب الحالة؛‬
‫‪ ‬يجب أن تكون الخدمات واألشياء موضوع المشاركة مطابقة لتعاليم اإلسالم (شرعية)‪.‬‬

‫صفاء حمادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪38‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ /6‬توزيع تمويالت بنك البركة حسب صيغ التمويل لسنة ‪2222‬‬

‫باالعتماد على الجدول واألعمدة البيانية التالية سنقوم بتبيان توزيع التمويالت المتعلقة بالبنك حسب‬
‫صيغ التمويل لسنة ‪.18080‬‬

‫فيما يلي جدول يوضح تمويالت البنك حسب صيغ التمويل لسنة ‪.8080‬‬

‫جدول رقم (‪ :)21‬تمويالت بنك البركة حسب صيغ التمويل لسنة ‪2222‬‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫مبلغ التمويل (مليار دج)‬ ‫الصيغ‬


‫‪18.02‬‬ ‫‪80.8‬‬ ‫المرابحة‬
‫‪11.12‬‬ ‫‪29.2‬‬ ‫اإلجارة‬
‫‪0.20‬‬ ‫‪0.92‬‬ ‫االستصناع‬
‫‪11.12‬‬ ‫‪81.89‬‬ ‫السلم‬
‫‪0.80‬‬ ‫‪0.08‬‬ ‫المشاركة‬
‫‪88.02‬‬ ‫‪02.2‬‬ ‫المساومة‬
‫‪100‬‬ ‫‪180‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬سليمان ناصر‪ ،‬تجربة البنوك اإلسالمية في الجزائر‪-‬دراسة تقييمية عامة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ألفا للوثائق للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪.2222 ،‬‬

‫فيما يلي أعمدة بيانية توضح توزيع تمويالت بنك البركة حسب صيغ التمويل لسنة ‪.8080‬‬

‫‪1‬‬
‫سليمان ناصر‪ ،‬تجربة البنوك اإلسالمية في الجزائر‪-‬دراسة تقييمية عامة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ألفا للوثائق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪8088 ،‬‬
‫ص ‪.82‬‬

‫‪39‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫شكل رقم (‪ :)22‬توزيع تمويالت بنك البركة حسب صيغ التمويل لسنة ‪2222‬‬

‫بنك البركة‬
‫‪50‬‬
‫‪45‬‬
‫‪40‬‬
‫‪35‬‬
‫‪30‬‬
‫‪25‬‬
‫‪44,18‬‬
‫‪20‬‬
‫‪15‬‬
‫‪25,36‬‬
‫‪10‬‬
‫‪15,36‬‬ ‫‪14,18‬‬
‫‪5‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0,63‬‬ ‫‪0,23‬‬
‫المرابحة‬ ‫االجازة‬ ‫االستصناع‬ ‫السلم‬ ‫المشاركة‬ ‫المساومة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على بيانات الجدول السابق‬

‫من الجدول واألعمدة البيانية لتمويالت البنك حسب صيغ التمويل لسنة ‪ 8080‬نالحظ أن نسبة‬
‫المرابحة هي نسبة قليلة ‪ %18.02‬مقارنة بالبنوك األخرى فمن الشائع أن المرابحة فيها تكون مرتفعة‪ ،‬كما‬
‫نالحظ أن نسبة المساومة ‪ %88.02‬ونسبة اإلجارة تصل إلى ‪ %11.12‬وهي نسب كبيرة وذلك نسبيا‬
‫للطلب المرتفع عليها‪ ،‬وهناك نسبة معقولة بالنسبة للسلم إذ تصله نسبته إلى ‪ %11.12‬مقابل نسبة ضعيفة‬
‫لكل من االستصناع والمشاركة‪.‬‬

‫رغم أن البنوك اإلسالمية تعمل باالقتصاد الحقيقي والتنمية المالية والصيغ المختلفة إال أنها تميل إلى‬
‫الصيغ البسيطة وغير معقدة ومدرة‪ ،‬وزيادة على ذلك فإن نسب التمويالت وصيغها ترتبط بالطلب على‬
‫مختلف الصيغ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬صيغ التمويل في بنك السالم‬

‫تتمثل صيغ التمويل اإلسالمية في بنك السالم الجزائري في‪ :‬المضاربة‪ ،‬المشاركة‪ ،‬المرابحة ألمر‬
‫بالشراء‪ ،‬السلم‪ ،‬االستصناع‪ ،‬اإلجارة المنتهية بالتمليك‪ ،‬البيع بالتقسيط‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ /1‬المضاربة‬

‫هي عقد بين طرفين في مشروع ينظم التعاون االستثماري بين رأس المال من جهة والعمل من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬بحيث يكون العائد مشتركا بينهم وفق ما تم االتفاق عليه‪ ،‬وهي أنواع فإما أن تكون مطلقة أو مقيدة‪،‬‬
‫حيث تكون مطلقة إذا منحت الحرية للمضارب للتصرف فيها دون قيود من رب المال‪ ،‬فيعمل فيها بسلطات‬
‫تقديرية واسعة وذلك باعتماد على ثقته وأمانته وخبرته‪ ،‬أو تكون مقيدة متى تم وضع شروط معينة عليها‬
‫كتحديد نوع التجارة أو المجال المكاني‪...‬الخ‪ ،‬كما تكون جماعية أو ثنائية حسب تعداد األطراف سواء من‬
‫جهة المضارب أو من جهة رب المال‪.1‬‬

‫‪1‬ـ‪ /2‬خطوات عقد المضاربة‬

‫فيما يلي سنورد أهم خطوات التي يسير عليها عقد المضاربة في بنك السالم بصفته رب مال وليس‬
‫مضارب‪:2‬‬

‫أ ـ تكوين مشروع المضاربة‪ :‬يقدم المصرف رأس المال الالزم للمشروع‪ ،‬في حين يقدم المضارب خبرته‬
‫وجهده الستثمار ذلك المال نظير حصوله على ربح يتم االتفاق عليه بينهما؛‬

‫ب ـ تسديد رأسمال المضارب‪ :‬يستعيد المصرف رأس مال المضاربة الذي قدمه قبل أن يتم تقسيم األرباح‬
‫وذلك وفق مبدأ الربح ينبغي أن يكون وقاية لرأسمال؛‬

‫ج ـ توزيع نتائج المضاربة‪ :‬فإن كانت ربح يتم توزيعه حسب الحصص المحددة في العقد‪ ،‬وإن كانت خسارة‬
‫يتحملها المصرف وحده ما لم تكن بسبب العميل؛‬

‫‪ /2‬المشاركة‬

‫هي عقد بين طرفين أو أكثر‪ ،‬يقدم فيها كل واحد منهم حصته في رأسمال الشركة وذلك من أجل‬
‫المساهمة في مشروع قائم أو بصدد اإلنجاز‪ ،‬ويوزع الربح بينهم حسب االتفاق أما الخسارة تكون حسب‬
‫مشاركة كل واحد منهم في رأس مال الشركة‪ ،‬ومن أنواعها نجد المشاركة المستمرة والمنتهية بالتمليك‪ ،‬فبنسبة‬
‫للنوع األول فيتمثل في عدم تحديد أجل أو طريقة لفض الشركة‪ ،‬فتستمر مادام المشروع قائما يعمل‪ ،‬أما النوع‬

‫‪1‬‬
‫ادير سعاد واكن نجاة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22 ،29‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الثاني والمعروفة بالمشاركة المتناقصة وسميت هكذا ألنها تتناقص تدريجيا‪ ،‬حيث يتنازل المصرف فيها عن‬
‫حصته تدريجيا‪ ،‬ولهذه الصيغة مجموعة من الخطوات العملية يمكن حصرها في النقاط التالية‪:1‬‬

‫أـ تقديم طلب المشاركة‪ :‬يقوم العميل بتقديم طلب للمصرف للمشاركة في مشروع استثماري مشاركة‬
‫متناقصة‪ ،‬مع إرفاقه بكامل الوثائق الالزمة لذلك؛‬

‫ب ـ دراسة الطلب‪ :‬حيث يقوم المصرف بدراسة الملف والتحقق من المرفقات السابقة‪ ،‬من ثمة يقرر الموافقة‬
‫عليه من عدمها‪ ،‬حيث أنه إذ تمت الموافقة عليه يتم تحديد مجموعة من األمور أبرزها‪ :‬تحديد الضمانات‬
‫المطلوبة‪ ،‬كتابة العقد والتوقيع عليه‪ ،‬فتح حساب خاص بالشركة؛‬

‫ج ـ تنازل المصرف عن حصته في المشروع للشريك حسب مقتضيات االتفاق‪.‬‬

‫‪ /3‬المرابحة ألمر بالشراء‬

‫هي عملية شراء المصرف ألصول منقولة أو غير منقولة بمواصفات محددة بناء على طلب ووعد‬
‫المتعامل بشرائها‪ ،‬ثم إعادة بيعها مرابحة بعد تملكها وقبضها بثمن يتضمن التكلفة مضافا إليها هامش ربح‬
‫موعود به من المتعامل‪ ،‬فالعملية مكونة من وعد بالشراء ثم شراء البضاعة وبيعها مرابحة‪ ،‬ومن ثم فهي‬
‫ليست من قبيل بيع اإلنسان ما ليس عنده‪ ،‬ألن المصرف ال يعرض أن يبيع شيئا ولكنه يتلقى أم ار بالشراء‪،‬‬
‫وهو ال يبيع حتى يملك ما هو مطلوب ويعرضه على المشتري اآلمر ليرى إذا كان مطابقا لما وصف أم ال‪.2‬‬

‫‪3‬ـ‪ /2‬خطوات عقد المرابحة ألمر بالشراء‬

‫تتمثل هذه الخطوات فيما يلي‪:3‬‬

‫أ ـ طلب الشراء‪ :‬يتلقى المصرف طلبا من العميل يوضح فيه رغبته في شراء سلعة بمواصفات معينة يشتريها‬
‫منه مرابحة‪ ،‬حيث يحرر العميل نموذج طلب الشراء يحتوي على بعض المستندات المتعلقة بشروط التسليم‬
‫ومكانه وغيرها من المعلومات األخرى‪.‬‬

‫ب ـ دراسة جدوى طلب الشراء‪ :‬وذلك من خالل التحقق من صحة البيانات الواردة عن العميل‬

‫‪1‬‬
‫ادير سعاد واكن نجاة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪2‬‬
‫الموقع اإللكتروني‪ https://www.alsalamalgeria.com/ar/blog/list-26-4.html:‬تاريخ االطالع‪.8088/01/80 :‬‬
‫‪3‬‬
‫ادير سعاد واكن نجاة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91 ،90‬‬

‫‪42‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬دراسة السلعة وسوقها من ناحية المخاطر والقابلية للتسوق؛‬


‫‪ ‬ـدراسة النواحي الشرعية للتجارة في السلعة المرغوب بشرائها‪ ،‬وتكلفة الشراء ونسبة الربح؛‬
‫‪ ‬دراسة البيانات المقدمة من العميل‪ ،‬والدفعة واألقساط‪.‬‬

‫ج ـ تحرير عقد الوعد بالشراء وضمان سداد الجدية‪ :‬في حالة قبول طلب العميل يستدعى من أجل التوقيع‬
‫على وعد الشراء الذي يلزم من خالله المصرف العميل بشراء البضاعة عند ورودها‪ ،‬ويسجل فيه مواصفات‬
‫المبيع المرغوب شراؤه من جديد وبيانات عن الربحية والدفعة المقدمة واألقساط‪ ،‬ويحدد أيضا هامش الجدية‬
‫المطلوب دفعه من قبل العميل‪.‬‬

‫د ـ االتصال بالمورد والتعاقد معه على الشراء‪ :‬بعد التوقيع على عقد الوعد ودفع هامش الجدية يقوم‬
‫المصرف باقتناع السلعة وذلك بعد االتصال بالمورد (البائع األصلي) والتعاقد معه لشرائها تحت اسمه وعلى‬
‫مسؤوليته‪ ،‬وتختلف أساليب التعاقد من سلعة إلى سلعة‪ ،‬ومن دولة إلى أخرى‪ ،‬كما تختلف من حسب مكان‬
‫الشراء إذا كانت مشت ارت محليا أو في الخارج‪.‬‬

‫ه ـ إبرام عقد البيع مع العميل‪ :‬بعد شراء المصرف للسلعة يقوم باستدعاء العميل للتوقيع على عقد المرابحة‬
‫المتضمن بيانات ومعلومات متمثلة في ثمن البيع األصلي وأطراف التعاقد‪ ،‬والمصروفات واألرباح‪ ،‬ضمان‬
‫الجدية‪ ،‬األقساط قيمة وزمنا‪.‬‬

‫و ـ تسليم واستالم البضاعة‪ :‬وهي آخر مرحلة‪ ،‬يقوم من خاللها المصرف بتسليم السلعة للعميل بمعرفة‬
‫مندوبه‪ ،‬وقد صدرت فتوى من مجامع الفقه أنه ال يجوز للمصرف توكيل العميل بتسليم الشيك للمورد واستالم‬
‫البضاعة نيابة عنه إال عند الضرورة القصوى وبموافقة هيئة الرقابة الشرعية‪ ،‬وأن تكون هذه الوكالة مكتوبة‬
‫وموثقة حتى إذا هلكت البضاعة تكون البيعة على البنك وليس على العميل‪.‬‬

‫‪ /2‬عقد السلم‬

‫عقد بيع يتم بين المسلم إليه وهو البائع والمسلم وهو المشتري‪ ،‬بمقتضاه يلتزم المشتري بدفع الثمن‬
‫معجال مقابل استالم المبيع مؤجال على أن يكون المسلم فيه(المبيع)مضبوطا بصفات محددة ويسلم في أجل‬
‫معلوم‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يفيد هذا النوع من التمويل عمالء المصرف الذين هم في حاجة إلى سيولة مالية من أجل تسيير‬
‫نشاطهم التجاري أو اإلنتاجي‪ ،‬كما أن المصرف يستفيد في هذه الحالة من انخفاض ثمن المبيع وذلك عما‬
‫سيكون عليه عند التسليم وتتم عملية السلم‪.1‬‬

‫‪2‬ـ‪ /2‬خطوات بيع السلم في بنك السالم‪:‬‬

‫تتم عملية بيع السلم وفق ثالثة مراحل تتمثل في‪:2‬‬

‫أ ـ عقد بيع السلم‪ :‬حيث يعرض العميل على المصرف بيعه سلعة محددة مواصفاتها غير معينة بداتها بثمن‬
‫حال على أن يتم تسليمها إلى المصرف في أجل محدد‪ ،‬وبناء على موافقة المصرف على الطلب يتم توقيع‬
‫عقد السلم بين الطرفين ترفق به الفاتورة المتعلقة بالسلعة محل البيع‪ ،‬ويستلم العميل ثمن السلعة مقدما عند‬
‫التعاقد‪ ،‬على أن يكون للمصرف حسب الحلة أخذ ضمانات عينية أو شخصية من المتعامل على تنفيد‬
‫التزاماته‪ ،‬والتي تم تحصيلها بعد الموافقة على طلب التمويل وقبل إبرام العقد‪ ،‬وباعتبار ظروف المصرف‬
‫ووضعيته وافتقاره للقدرة على تصريف سلع السلم‪.‬‬

‫ب ـ إبرام عقد وكالة مع العميل‪ :‬بالنظر إلى خبرة العميل في هذا المجال فإن المصرف يبرم عقد مع العميل‬
‫عقد وكالة لتصريف وبيع سلع السلم والذي يكلف من خالله هذه المهمة مع يوكل إليه تخزين السلع التي‬
‫عادة ما تكون في مخازنه على أن يكون العميل بناء على هذا العقد وكيال عن المصرف ال مالكا للسلعة‬
‫وعليه تكون يده عليها يد أمانة ال يضمن ما تحتها إال لتعد أو تقصير فإذا تلفت السلعة أو هلكت أو كدست‬
‫أو نقصت قيمتها السوقية لسبب خارج عن إرادته فال يتحمل مسؤولية ذلك إنما يقع عبئ ذلك كله على‬
‫المصرف باعتباره مالكا لها‪.‬‬

‫ج ـ تسليم سلع السلم في الوقت المحدد لها‪ :‬إذا حل أجل تسليم السلعة بناء على عقد السلم ووفي العميل‬
‫بالتزامه يثبت ذلك في محضر يوقعه العميل ومندوب المصرف الذي يعاين السلعة ويقر وجودها بناء على‬
‫مواصفاتها‪ ،‬ومن تاريخه ينقضي العمل بعقد السلم‪ ،‬ويبدأ العميل بتنفيذ التزاماته بناء على عقد الوكالة حيث‬
‫يبدل العناية الكافية من أجل بيع سلع السلم ويكون عليه تحصيل كافة المبالغ المنجزة عن عملية البيع لفائدة‬
‫المصرف وصبها في حساب مخصص لذلك على مستوى المصرف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد هشام القاسمي الحسني‪ ،‬تجربة مصرف السالم الجزائر في التمويل اإلسالمي‪ ،‬مقترحة لليوم الدراسي ‪ 00‬ديسمبر ‪ ،8010‬نقال عن‬
‫‪ ،iefpedia.com‬يوم ‪ ،8088/01/80‬ص ‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد هشام القاسمي الحسني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.8‬‬

‫‪44‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ /2‬اإلستصناع‪:‬‬

‫هو عقد على بيع عين موصوفة في الذمة مطلوب صنعها‪ ،1‬يقال للمشتري مستصنع وللبائع صانع‬
‫ولشيء مصنوع‪.2‬‬

‫يعتمد هذا النوع من التمويل في كل ما تدخل الصنعة فيه‪ ،‬وربما أكثر ما يستعمل في مجال البناء‪،‬‬
‫سواء تشييد البناء أو استكماله أو إدخال التحسينات عليه‪.3‬‬

‫‪2‬ـ‪ /2‬صيغة اإلستصناع واإلستصناع الموازي‬

‫نميز بين تطبيقين لهذه الصيغة بحسب موضوع االستصناع‪:‬‬

‫أ‪ /‬صيغة اإلستصناع واإلستصناع الموازي في المباني‬

‫هي صيغة يقوم من خاللها المصرف بناء على طلب المتعامل ببناء أو تهيئة عقار حسب‬
‫المواصفات المحددة ضمن الطلب والمخططات المرفقة به‪ ،‬ويعتمد المصرف في تنفيذ هذه العملية على‬
‫عقدي استصناع منفصلين يكون في أحدهما صانع وفي الثاني مستصنعا‪ ،‬حيث ينعقد اإلستصناع األول بينه‬
‫وبين المتعامل المستصنع فيكون صانعا بالنسبة إليه‪ ،‬ثم يعقد المصرف استصناعا موازيا مع مقاول من أجل‬
‫إنجاز المشروع فيكون مستصنعا في هدا العقد‪ ،‬على أن يكون كل من العقدين مستقال عن اآلخر‪.‬‬

‫ب‪ /‬صيغة اإلستصناع واإلستصناع الموازي في غير المباني‬

‫هي صيغة يقوم من خاللها المصرف بناء على طلب المتعامل بتصنيع سلع أو تجهيزات طبقا‬
‫للمواصفات المحددة ضمن طلب عن طريق عقد استصناع مواز لإلستصناع األول‪ ،‬مع صانع يستصنع من‬
‫خالله المصنوعات المطلوبة‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫الموقع اإللكتروني‪ ، https://www.alsalamalgeria.com/ar/blog/list-26-4.html :‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد هاشم القاسمي الحسني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬
‫الموقع اإللكتروني‪ ،https://www.alsalamalgeria.com/ar/blog/list-26-4.htm :‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪45‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪2‬ـ‪ /3‬صيغة االستصناع مع التوكيل بالبيع‬

‫هي صيغة يقوم المصرف من خاللها بشراء سلع أو تجهيزات مصنعة من قبل المتعامل ثم يوكله في‬
‫بيعها بعد تسليمها‪ ،‬وعليه فإن هذه الصيغة تعتمد على عقدين‪ :‬عقد استصناع يكون فيه المصرف مستصنعا‬
‫والمتعامل صانعا‪ ،‬وعقد التوكيل بالبيع يوكل من خالله المصرف المتعامل في بيع المصنوعات‪.1‬‬

‫‪ /6‬اإلجارة المنتهية بالتمليك‬

‫هي تجارة يرتبط بها الوعد بتمليك العين المؤجرة للمستأجر في نهاية مدة اإليجار أو أثنائها‪ ،‬حيث‬
‫يقوم المصرف من خاللها بشراء أصول منقولة أو غير منقولة معينة بناء على طلب المتعامل ثم إيجارها له‬
‫إجارة منتهية بالتمليك‪ ،‬وتتم هذه العملية من خالل عقود منفصلة مستقلة عن بعضها‪ ،‬فتعتمد اإلجارة أوال عن‬
‫طريق عقد مخصوص بها ليتم بيع العين عند طلب المتعامل من خالل بيع عقد مستقال يوقع عند البيع‬
‫وليس قبله‪.‬‬

‫يشمل هدا النوع من التمويل مختلف األعيان سواء كانت عقارات أو آالت وتجهيزات‪ ،‬ويمكن أن‬
‫تستفيد منه مختلف فئات عمالء المصرف كل حسب حاجته‪.2‬‬

‫‪ /7‬البيع بالتقسيط‬

‫هو عبارة عن عقد على مبيع حال‪ ،‬بثمن مؤجل‪ ،‬يؤدي إلى أجزاء معلومة‪ ،‬في أوقات معلومة‪.3‬‬

‫‪7‬ـ‪ /2‬أهمية البيع بالتقسيط‬

‫تكمن الحكمة من بيع التقسيط من أهميته والحاجة إليه فيما يلي‪:4‬‬

‫‪ ‬أن المشتري بإمكانه الحصول على السلع التي يحتاجها ولو لم يتوفر لديه ثمنها كامال‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق شراءها بالتقسيط‪ ،‬األمر الذي يسهل عليه دفع ثمنها بعقد مستمر بدال من االدخار لشرائها؛‬

‫‪1‬‬
‫الموقع اإللكتروني‪ ، https://www.alsalamalgeria.com/ar/blog/list-26-4.htm :‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ادير سعاد وايكن نجاة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اء على قسط واحد أو‬ ‫ق‬


‫‪ ‬أن البائع يستطيع التنويع في طر البيع والتسويق‪ ،‬حيث يبيع نقدا وألجل سو ً‬
‫أقساط متعددة‪ ،‬وبذلك يزيد من أرباحه وأيضا رأس ماله‪ ،‬يزيد من حجم تأثيره االقتصادي في المجتمع‬
‫بشكل عام‪.‬‬

‫‪ /8‬توزيع تمويالت مصرف السالم الجزائر حسب صيغ التمويل لسنة ‪2222‬‬

‫من خالل الجدول واألعمدة البيانية التالية سنتعرف على توزيع تمويالت مصرف السالم الجزائري‬
‫حسب صيغ التمويل لسنة ‪.8080‬‬

‫فيما يلي جدول يوضح توزيع تمويالت مصرف السالم الجزائري حسب صيغ التمويل لسنة ‪.8080‬‬

‫جدول رقم (‪ :)22‬توزيع تمويالت مصرف السالم الجزائري حسب صيغ التمويل لسنة ‪2222‬‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫مبلغ التمويل (مليون دج)‬ ‫الصيغ‬


‫‪0.02‬‬ ‫‪20‬‬ ‫المرابحة‬
‫‪80‬‬ ‫‪80010‬‬ ‫بيع آلجل‬
‫‪18.8‬‬ ‫‪18980‬‬ ‫بيع بالتقسيط‬
‫‪18.8‬‬ ‫‪18988‬‬ ‫إجارة‬
‫‪09.22‬‬ ‫‪10890‬‬ ‫سلم‬
‫‪8.2‬‬ ‫‪8292‬‬ ‫استصناع‬
‫‪8.80‬‬ ‫‪8891‬‬ ‫مضاربة‬
‫‪1.09‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫مشاركة‬
‫‪122‬‬ ‫‪121772‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬سليمان ناصر تجربة البنوك اإلسالمية في الجزائر‪-‬دراسة تقييمية عامة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ألفا للوثائق للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪.2222 ،‬‬

‫فيما يلي شكل بسيط يوضح توزيع تمويالت مصرف السالم الجزائري حسب صيغ التمويل لسنة‬
‫‪.8080‬‬

‫‪47‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫شكل رقم (‪ :)22‬توزيع تمويالت مصرف السالم الجزائري حسب صيغ التمويل لسنة ‪2222‬‬

‫‪45‬‬

‫‪40‬‬

‫‪35‬‬

‫‪30‬‬

‫‪25‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬
‫مرابحة‬ ‫بيع ألجل‬ ‫بيع بالتقسيط‬ ‫إجارة‬ ‫سلم‬ ‫استصناع‬ ‫مضاربة‬ ‫مشاركة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على بيانات الجدول السابق‬

‫نالحظ من خالل الجدول واألعمدة البيانية أعاله أن نسبة السلم هي أعلى نسبة لصيغ التمويل في‬
‫بنك السالم وبنسبته ‪ %09.22‬ثم تليه نسبة البيوع ب ‪ ،%08.8‬إال أن المرابحة فيه قليلة إذ سجلت ب‬
‫‪ %0.02‬أما باقي الصيغ فهي تمثل نسب قليلة‪ ،‬كما نالحظ أن نسبة اإلجارة نسبة مقبولة ‪ ،%18.8‬ومنه‬
‫نالحظ أن البنك هنا يطبق البيع آلجل في التجارة الخارجية والبيع بالتقسيط لتمويل السلع االستهالكية وذلك‬
‫لتغطية نسب المرابحة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬النوافذ اإلسالمية في البنوك الجزائرية‬

‫سنتطرق في هذا المبحث إلى التعرف على النوافذ اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬وما هي شروط ودوافع‬
‫التي أدت إلى فتحها‪ ،‬وسنتعرف على أهم النوافذ التي تم فتحها في الجزائر والتحديات والمعيقات التي‬
‫واجهتها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للنوافذ اإلسالمية في الجزائر‬

‫تعتبر عملية فتح النوافذ اإلسالمية في الجزائر مدخال مناسبا ومقبوال لتفعيل الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم النوافذ اإلسالمية‬

‫تعرف النوافذ اإلسالمية حسب مجلس الخدمات المالية اإلسالمية على أنها جزء من مؤسسة خدمات‬
‫مالية تقليدية‪ ،‬بحيث قد تكون فرعا أو وحدة متخصصة تابعة لتلك المؤسسة توفر خدمات إدارة األموال‬
‫(حسابات االستثمار)‪ ،‬وخدمات التمويل واالستثمار التي تتفق مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪( ،‬مجلس‬
‫الخدمات المالية اإلسالمية‪ ،8018 ،‬ص ‪.1)18 ،11‬‬

‫تعرف النوافذ اإلسالمية بأنها تخصيص جزء أو حيز في المصرف التقليدي لكي يقدم الخدمات‬
‫المصرفية اإلسالمية إلى جانب ما يقدمه هذا البنك من خدمات تقليدية‪ ،‬ويبدو لنا أن هذا التعريف ركز على‬
‫مكان هذه النوافذ والخدمات التي تقدمها‪ ،‬وأهمل بقية عناصر هذه النوافذ من ضرورة وجود هيئة رقابة شرعية‬
‫فضال عن االلتزام بالقوانين النافذة‪.2‬‬

‫النوافذ اإلسالمية هي فروع تنتمي إلى مصارف تقليدية وتمارس األنشطة والعمليات المصرفية طبقا‬
‫ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وبالتالي يستطيع المصرف التقليدي من خالل تلك الفروع أن يمارس النشاط‬
‫المصرفي اإلسالمي بالتوازي مع ممارسته للنشاط المصرفي التقليدي‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫خضيرة عقبة‪ ،‬النوافذ اإلسالمية في البنوك التقليدية ودورها في تعزيز الشمول المالي‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر بالوادي ـ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪2‬‬
‫بودريوة أمينة ومالكي محمد‪ ،‬تقييم قرار العمل بالنوافذ اإلسالمية في الجزائر وإشكاليات تطبيقه‪ ،‬مجلة دراسات في االقتصاد والتجارة والمالية‬
‫مخبر الصناعات التقليدية لجامعة الجزائر ‪ ،0‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،01‬سنة ‪ ،8019‬ص ‪.882‬‬
‫‪3‬‬
‫خليفي جمال وعبد الرحمان عبد القادر‪ ،‬دراسة تحليلية لواقع تمويل النوافذ اإلسالمية للمؤسسات االقتصادية في الجزائر‪ ،‬مجلة أبحاث اقتصادية‬
‫معاصرة‪ ،‬المجلد ‪ ،08‬العدد ‪ ،8088 ،01‬ص ‪.028‬‬

‫‪49‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من خالل التعاريف السابقة نستنتج أن النوافذ اإلسالمية هي عبارة عن فروع في البنوك‬
‫التقليدية‪ ،‬من خاللها يستطيع البنك التقليدي ممارسة نشاطه المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دوافع وشروط فتح النوافذ اإلسالمية في الجزائر‬

‫سنتعرف على أهم الشروط والدوافع التي أدت إلى فتح نوافذ إسالمية في الجزائر‪:‬‬

‫‪ /1‬دوافع إنشاء النوافذ اإلسالمية في الجزائر‬

‫من أهم أسباب التوجه نحو فتح النوافذ اإلسالمية هو االستفادة من مزايا التمويل اإلسالمي ألن هذا‬
‫التمويل الذي ينحصر فقط في االلتزام بضوابط الشريعة اإلسالمية‪ ،‬بل يتعلق األمر بنشاط مصرفي يحقق‬
‫أرباحا‪ ،‬وسنحاول عرض أهم مزايا فتح هذه النوافذ فيما يلي‪:1‬‬

‫‪ ‬اإلدارة السياسية لدى الحكومة الجزائرية للدخول في الصيرفة اإلسالمية والتي تتجلى في تصريح‬
‫رئيس الحكومة بقوله" إن العمل بالصيرفة اإلسالمية يدخل ضمن توجيهات الحكومة لتطوير‬
‫المنظومة المالية وتنويع منتجاتها وخدماتها‪ ،‬وأكد أن الصيرفة اإلسالمية سيتم العمل بها وتعميمها‬
‫بشكل تدريجي باالعتماد على طرق علمية ودقيقة في إطار مبادئ الشريعة اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬محاولة جذب األموال المكتنزة وكذا المتداولة خارج القطاع المصرفي والمقدر ب ‪ 2000‬مليار دج‬
‫نهاية ‪ 8080‬وهذا حسب تصريح رئيس الحكومة لوكالة األنباء الجزائرية وهذا راجع لحساسية مالكي‬
‫هذه األصول لمبادئ الشريعة اإلسالمية في استثمارها وتوظيفها؛‬
‫‪ ‬رغم البنوك التقليدية في تعظيم أرباحها وجذب المزيد من رؤوس األموال عن طريق هذا النشاط‬
‫بهدف االستحواذ على حصة أكبر في سوق رأس المال؛‬
‫‪ ‬المحافظة على عمالء البنوك التقليدية من التوجه إلى البنوك اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬الحيلولة دون تزايد الحاجة إلنشاء المزيد من المصارف اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬الرغبة في التحول التدريجي نحو العمل بالنظام المصرفي اإلسالمي؛‬
‫‪ ‬ـسهولة اإلجراءات القانونية إلنشاء فرع أو نافذة بدل إنشاء فرع جديد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خليفي جمال وعبد الرحمان عبد القادر‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص ‪.028‬‬

‫‪50‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ /2‬شروط فتح النوافذ اإلسالمية في الجزائر‬

‫لفتح النوافذ اإلسالمية في الجزائر يتطلب الشروط التالية‪:1‬‬

‫‪ ‬طلب ترخيص مسبق موجه للبنك؛‬


‫‪ ‬بطاقة وصفية للمنتوج المراد تقديمه؛‬
‫‪ ‬رأي مسؤول رقابة المطابقة للمصرف أو المؤسسة المالية؛‬
‫‪ ‬اإلجراء الواجب اتخاذه لضمان االستقاللية اإلدارية والمالية لشباك المالية التشاركية عن باقي أنشطة‬
‫المصرف أو المؤسسة المالية؛‬
‫‪ ‬بعد الحصول على ترخيص مسبق من طرف البنك الجزائري‪ ،‬يتعين على المصارف والمؤسسات‬
‫المالية المعتمدة التي ترغب في الحصول على شهادة مطابقة منتجاتها ألحكام الشريعة أن تخضع‬
‫تلك المنتجات إلى تقييم الهيئة الوطنية المؤهلة لذلك؛‬
‫‪ ‬هذا باإلضافة إلى الحيازة على نسب احت ارزية مطابقة للمعايير التنظيمية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬واقع النوافذ اإلسالمية في الجزائر‬

‫سنتحدث في هذا المطلب عن أهم النوافذ التي تم فتحها في المصارف الجزائرية وماهي التحديات‬
‫والمعيقات التي واجهت نشاطها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أهم النوافذ اإلسالمية التي تم فحتها بالمصارف العمومية الجزائرية‬

‫تمثلت النوافذ اإلسالمية التي تم فتحها في المصارف الجزائرية فيما يلي‪:2‬‬

‫‪ ‬بالنسبة للنوافذ اإلسالمية التي تم فتحها في المصارف العمومية الجزائرية‪ ،‬كانت بدايتها بالبنك‬
‫الوطني الجزائري‪ ،‬حيث تم إطالق نشاط الصيرفة اإلسالمية على مستوى هذا البنك‪ ،‬يوم ‪ 01‬أوت‬
‫‪ ،8080‬من خالل تسويق منتجات مطابقة للشريعة اإلسالمية‪ ،‬تحت إشراف الوزير األول عبد‬
‫العزيز جراد‪ ،‬ثم تالها البنكان اآلخران القرض الشعبي الجزائري والصندوق الوطني للتوفير‬
‫واالحتياط‪ ،‬في انتظار تعميمها على البنوك األخرى؛‬

‫‪1‬‬
‫نواري لعالوي وخليل عبد القادر‪ ،‬مساهمة النوافذ اإلسالمية في تعزيز الشمول المالي بالجزائر‪ ،‬مجلة اإلدارة والتنمية للبحوث والدراسات‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،10‬العدد ‪ 08‬ديسمبر ‪ ،8081‬ص ‪.00‬‬
‫‪2‬‬
‫مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.01 ،00‬‬

‫‪51‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬بالنسبة للصندوق الوطني للتوفير واالحتياط فقد أطلق في نوفمبر ‪ ،8080‬خدمات الصيرفة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬على مستوى خمس وكاالت مختلطة (صيرفة إسالمية وصيرفة تقليدية)‪ ،‬بسعيد حمدين‬
‫(الجزائر العاصمة)‪ ،‬عين تموشنت‪ ،‬بسكرة‪ ،‬البويرة وقسنطينة‪ ،‬وفي ديسمبر ‪ 8080‬تم افتتاح وكالة‬
‫مخصصة حصريا للصيرفة اإلسالمية بمدينة سطاوالي بالعاصمة حيث دشنها وزير المالية يوم ‪01‬‬
‫ديسمبر ‪8080‬؛‬
‫‪ ‬تسعى و ازرة المالية لرفع عدد الشبابيك المخصصة للصيرفة اإلسالمية بالمصارف العمومية إلى‬
‫‪ 080‬شباك على المستوى الوطني مع نهاية سنة ‪ ،8081‬في حين بلغت سنة ‪ 100 ،8081‬شباك‪،‬‬
‫حسب وزير المالية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحديات ومعيقات نشاط النوافذ اإلسالمية في الجزائر‬

‫يواجه نشاط البنوك ونوافذ اإلسالمية جملة من التحديات التي يمكن تلخيصها في التالي‪:1‬‬

‫‪ ‬يمثل التحدي القانوني من أهم التحديات التي تواجه عمل النوافذ اإلسالمية والبنوك اإلسالمية‬
‫ويتمثل في أن األمر ‪00‬ـ‪ 11‬أوت ‪ 8000‬ال يمنع المصرفي اإلسالمي من العمل‪ ،‬إال انه ال يراعي‬
‫خصوصية هذا التمويل بل هو موجه بشكل خاص لتنظيم عمل البنوك التقليدية‪ ،‬كما أنه ال القانون‬
‫الجبائي وال القانون التجاري يراعي خصوصية هذا النشاط؛‬
‫‪ ‬من أكبر التحديات التي تواجه هذا النشاط هو تحدي السياسة النقدية‪ ،‬ويتمثل في أن أغلب األدوات‬
‫التي يستخدمها البنك المركزي إلدارة السياسة النقدية وهي أدوات مبنية على أساس سعر الفائدة‬
‫المحرم شرعا‪ ،‬مثل االحتياطي القانوني‪ ،‬سعر إعادة الخصم‪ ،‬والتي تتعارض مع الشريعة اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬نقص كبير في المصرفيين والتنفيذيين والمؤهلين لتسيير النشاط المصرفي اإلسالمي في الجزائر؛‬
‫‪ ‬عدم مال ئمة النظام المحاسبي المعمول به والقائم على أسس تقليدية مع متطلبات العمل المصرفي‬
‫اإلسالمي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خليفي جمال وعبد الرحمان عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.022 ،029‬‬

‫‪52‬‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خاتمة الفصل الثاني‬

‫استطاعت البنوك اإلسالمية الجزائرية تحقيق نجاحا كبي ار حيث تلقت إقباال من طرف المسلمين‬
‫للتعامل معها على حساب البنوك التقليدية‪ ،‬وعلى الرغم من أن البنوك اإلسالمية الجزائرية محدودة وخبرتها‬
‫قليلة ومسايرتها للتغيرات والتطورات التي يشهدها العالم ضئيلة نسبيا‪ ،‬وهذا يشكل بالنسبة لها خطر كبي ار في‬
‫المستقبل‪ ،‬خاصة بعد لجوك البنوك التقليدية إلى فتح نوافذ إسالمية تتمشى مع متطلبات عمالئها‪ ،‬مما قد‬
‫يجعل ميزتها التنافسية المتمثلة في عدم التعامل بالربا تختفي‪ ،‬وبالتالي فال بد للبنوك اإلسالمية إلى السعي‬
‫لتبني استراتيجيات وسياسات لتطوير خدماتها بما يلبي حاجات ومتطلبات ورغبات عمالئها‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصــل الثالث‪:‬‬

‫اإلسالمية في الجزائر على‬


‫ّ‬ ‫الصيرفة‬
‫ضوء النظام ‪20/02‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مﻘﺩمة الفصل الثالث‬


‫عرفت الجزائر الصيرفة اإلسالمية من خالل بعض البنوك الخاصة العاملة فيها‪ ،‬مثل بنك البركة‬
‫ومصرف السالم‪ ،‬لكن دون أن تكون للصيرفة اإلسالمية نصوص تشريعية لها‪ ،‬وفي ظل انتشار البنوك‬
‫اإلسالمية في كثير من دول العالم‪ ،‬ظلت الجزائر من بين الدول المتخلفة ولم تشهد مبادرة في هذا المجال‬
‫حتى عام ‪.8102‬‬
‫وجدت الجزائر نفسها أمام ضرورة مواكبة الصيرفة اإلسالمية بغية تحسين الظروف االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬في إطار تنظيم عمليات الصيرفة اإلسالمية؛ أصدر بنك الجزائر في ‪ 4‬نوفمبر‪8102‬‬
‫التنظيم رقم ‪ 18/02‬المحدد لقواعد ممارسة العمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة التشاركية‪ ،‬إال أن هذا‬
‫النظام لم يكن شامال ألحكام الصيرفة‪ ،‬مما أدى بالمشرع الجزائري إلى وضع نظام جديد برقم ‪18/81‬‬
‫المؤرخ في ‪ 81‬رجب ‪ 0440‬الموافق لـ ـ ‪ 01‬مارس ‪8181‬؛ يقضي بتحديد العمليات البنكية المتعلقة‬
‫بالصيرفة اإلسالمية وشروط ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫من أجل تحليل ودراسة هذا النظام ‪ 18/81‬قمنا بتقسيم الفصل إلى مبحثين‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مضمون النظام ‪18/81‬؛‬


‫المبحث الثاني‪ :‬شروط الشبابيك وودائع الصيرفة اإلسالمية وتقييم النظام ‪.18/81‬‬

‫‪55‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ﺍلمﺒﺤﺙ األول‪ :‬مضمون النظام ‪20/02‬‬


‫جاء النظام ‪ 18/81‬الملغي لنظام ‪ 18/02‬الخاص بالصيرفة التشاركية‪ ،‬ينص هذا النظام على‬
‫تحديد العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات‬
‫المالية‪ ،‬يضم ‪ 82‬مادة؛ تنص المادة (‪ )8 ،0‬على تعريف الصيرفة اإلسالمية والعمليات البنكية وتحديد‬
‫شروطها‪ ،‬والمادة‪ 12‬تضم الجانب التنظيمي للبنوك والمؤسسات التي ترغب في تقديم منتجات الصيرفة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬أما المواد (‪ )08 ،00 ،01 ،9 ،2 ،7 ،6 ،1 ،4‬تخص العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة‬
‫اإلسالمية؛ ومفهوم الصيغ‪ ،‬أما المواد (‪ )06 ،01 ،04 ،02‬تنص على القواعد والشروط التي يجب أن‬
‫تتقيد بها البنوك والمؤسسات التي تريد تقديم منتجات الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫من خالل هذا المبحث سيتم التطرق إلى المطالب التالية‪:‬‬


‫المطلب األول‪ :‬تعريف وأهداف النظام ‪18/81‬؛‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عمليات وشروط ممارسة الصيرفة اإلسالمية على ضوء النظام ‪.18/81‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف وأهداف النظام ‪20/02‬‬


‫ظهر هذا النظام يحمل في مواده العديد من الشروط والقواعد من أجل تحقيق عدة أهداف مرجوة؛‬
‫في هذا المطلب يتم التعرف على هذا النظام وأهم أهدافه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف النظام ‪20/02‬‬


‫نظام رقم ‪ 18/81‬مؤرخ في رجب ‪ 0440‬الموافق لـ ‪ 01‬مارس ‪ 8181‬الصادرة في العدد ‪ 06‬من‬
‫الجريدة الرسمية من طرف بنك الجزائر‪ ،‬المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد‬
‫ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وذلك من أجل تشجيع وخلق بيئة مالئمة لتطوير الصيرفة‬
‫اإلسالمية في الجزائر‪ ،1‬وقد ألغى هذا النظام أحكام النظام ‪81/02‬؛ الذي استخدم مصطلح التشاركية‬
‫بدال من الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬واتبع هذا النظام التعليمة ‪ 12/81‬المؤرخة في ‪ 18‬أفريل ‪ 8181‬المعرفة‬

‫العرابي مصطفى وطروبيا ندير‪ ،‬توطين الصيرفة اإلسالمية في البنوك الجزائرية‪ :‬تحديات التطبيق ومتطلبات النجاح في ضوء النظام(‪،)20/02‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬المجلد السادس‪ ،‬العدد ‪ ،8‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أد ارر‪-‬الجزائر‪ ،8181 ،‬ص ‪.816‬‬

‫‪56‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫للمنتجات المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية والمحددة لإلجراءات والخصائص التقنية لتنفيذها من طرف البنوك‬
‫والمؤسسات المالية‪.1‬‬

‫يمكن القول أن النظام ‪ 18/81‬في مواده األولى صريح وشامل حيث كان استخدام مصطلح‬
‫الصيرفة اإلسالمية أفضل من النظام الملغى ‪ 18/02‬الذي وظف مصطلح الصيرفة التشاركية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهﺩاف النظام ‪20/02‬‬


‫باالعتماد على نص المادة األولى من النظام ‪ 18/81‬فإنه يهدف إلى تحقيق ما يلي‪:2‬‬

‫‪ -‬تحديد العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية؛‬

‫‪ -‬تحديد القواعد المطبقة عليها؛‬

‫‪ -‬تحديد شروط ممارسة العمليات المصرفية اإلسالمية من قبل البنوك والمؤسسات المالية في‬
‫الجزائر؛‬

‫‪ -‬تحديد شروط الترخيص المسبق لها من طرف بنك الجزائر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عمليات ومنتجات الصيرفة اإلسالمية وشروط ممارستها وفق النظام‬
‫‪20/02‬‬
‫هذا النظام نص في مواده على عمليات ومنتجات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬ووضع شروط وقواعد‬
‫يجب على البنوك والمؤسسات المالية التقيد بها‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬عمليات ومنتجات الصيرفة اإلسالمية في النظام ‪20/02‬‬

‫حددت المادة ‪ 14‬من النظام ‪ 18/81‬ثماني عمليات بنكية متعلقة بالصيرفة اإلسالمية وهي‬
‫المرابحة‪ ،‬المشاركة‪ ،‬المضاربة‪ ،‬اإلجارة‪ ،‬السلم‪ ،‬االستصناع‪ ،‬حسابات الودائع‪ ،‬الودائع في حسابات‬
‫االستثمار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ميلود بن حوحو‪ ،‬قراءة أﺤكام النظام ‪ 20/02‬المؤرخ في ‪ 51‬مارس ‪-0202‬المحدد للعمليات البنكية المتعلﻘة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد‬
‫ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪-‬والتعليمة ‪ 20/02‬المؤرخة في ‪ 20‬أفريل ‪ 0202‬المعرفة للمنتجات المتعلﻘة بالصيرفة‬
‫اإلسالمية والمحددة لإلجراءات والخصائص التﻘنية لتنفيذها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬المجلة الجزائرية لقانون األعمال‪ ،‬العدد ‪،0‬‬
‫جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪-‬الجزائر‪ ،8181 ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪2‬‬
‫بوحيضر رقية‪ ،‬دراسة تحليلية للنظام ‪ 20/02‬الخاص بشباﺒيك الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وعوامل تطويرها على ضوء التجربة الماليزية‪،‬‬
‫حوليات جامعة الجزائر‪ ،0‬المجلد ‪ ،21‬العدد ‪ ،14‬كلية العلوم التجارية واالقتصادية‪ ،‬جيجل‪-‬الجزائر‪ ،8180 ،‬ص ‪.402‬‬

‫‪57‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫لقد تم زيادة عملية واحدة عما كان منصوص عليه في المادة ‪ 18‬من النظام ‪ 18/02‬وهي صيغة‬
‫الودائع في حسابات االستثمار؛ باإلضافة إلى أن الصيغ جاءت معرفة في المواد النظام ‪ 18/81‬على‬
‫عكس النظام ‪ 18/02‬الذي لم يقم بتعريفها‪.‬‬

‫يمكن تقسيم عمليات الصيرفة اإلسالمية إلى ثالث مجموعات أساسية‪ ،‬بناء على أهم الخصائص‬
‫المشتركة والمرتبطة بموضوعها؛ تم تقسيمها إلى عمليات الصيرفة اإلسالمية لتمويل االستثمار‪ ،‬وعمليات‬
‫الصيرفة اإلسالمية لتمويل اقتناء األصول‪ ،‬وعمليات الصيرفة اإلسالمية المبرمة مع العميل المودع‪.1‬‬

‫‪ -5‬عمليات الصيرفة اإلسالمية لتمويل االستثمار‬


‫تشمل أربع صيغ إسالمية تتمثل في المشاركة والمضاربة‪ ،‬االستصناع والسلم وهي العمليات‬
‫الواردة على االستثمار أو الصناعة أو العمل‪.‬‬

‫أ) صيغة المشاركة‬


‫عرفها النظام ‪ 18/81‬في المادة ‪ 16‬أنها‪" :‬عقد بين بنك أو مؤسسة مالية وواحد أو عدة أطراف‪،‬‬
‫بهدف المشاركة في رأسمال مؤسسة أو في مشروع أو عمليات تجارية من أجل تحقيق أرباح‪".2‬‬

‫ب) صيغة المضاربة‬


‫عرفت في المادة ‪ 17‬من النظام ‪ 18/81‬على أنها‪" :‬عقد يقدم بموجبه بنك أو مؤسسة مالية‪،‬‬
‫المسمى "مقرض األموال"‪ ،‬رأس المال الالزم للمقاول الذي يقدم عمله في مشروع من أجل تحقيق أرباح‪".3‬‬

‫ج) صيغة السلم‬

‫عرف في المادة ‪ 19‬من النظام ‪ 18/81‬على أنه‪" :‬عقد يقوم من خالله البنك أو المؤسسة المالية‬
‫الذي يقوم بدور المشتري بشراء سلعة‪ ،‬التي تسلم له آجال من طرف زبونه مقابل الدفع الفوري والنقدي‪".1‬‬

‫‪1‬‬
‫بلقاسمي سليم‪ ،‬عمليات الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء نظام ﺒنك الجزائر رقم ‪ ،20/02‬مجلة نور للدراسات االقتصادية‪ ،‬مجلد ‪،16‬‬
‫عدد ‪ ،10‬جامعة الجزائر بن خدة بن يوسف‪ ،8181 ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ ،16‬نظام رقم ‪ 20/02‬مؤرخ في ‪ 02‬رجب ‪ 5445‬الموافق لـ ‪ 51‬مارس ‪-0202‬يحدد العمليات البنكية المتعلﻘة بالصيرفة اإلسالمية‬
‫وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 84 ،06‬مارس ‪ ،8181‬ص ‪.22‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ ،17‬نظام رقم ‪ 20/02‬مؤرخ في ‪ 02‬رجب ‪ 5445‬الموافق لـ ‪ 51‬مارس ‪-0202‬يحدد العمليات البنكية المتعلﻘة بالصيرفة اإلسالمية‬
‫وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 84 ،06‬مارس ‪ ،8181‬ص ‪.22‬‬

‫‪58‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫د) صيغة اإلستصناع‬

‫عرفه النظام ‪ 18/81‬في المادة ‪" :01‬هو عقد يتعهد بمقتضاه البنك أو المؤسسة المالية بتسليم‬
‫سلعة إلى زبونه صاحب األمر‪ ،‬أو بشراء لدى مصنع سلع ستصنع وفقا لخصائص محددة ومتفق عليها‬
‫بين األطراف‪ ،‬بسعر ثابت ووفقا لكيفيات تسديد متفق عليها مسبقا بين الطرفين‪".2‬‬

‫‪ -0‬عمليات الصيرفة اإلسالمية لتمويل اقتناء األصول‬


‫تشمل هذه المجموعة على صيغتين تتمثالن في المرابحة واإلجارة‪.‬‬
‫أ‪ -‬صيغة المرابحة‬
‫حسب المادة ‪ 11‬من النظام ‪ 18/81‬فالمرابحة "عقد يقوم بموجبه البنك أو المؤسسة المالية ببيع‬
‫لزبون سلعة معلومة‪ ،‬سواء كانت منقولة أو غير منقولة‪ ،‬يملكها البنك أو المؤسسة المالية بتكلفة اقتنائها‬
‫مع إضافة هامش ربح متفق عليه مسبقا وفقا لشروط الدفع المتفق عليها بين الطرفين‪".3‬‬

‫ب‪ -‬صيغة اإلجارة‬

‫عرفتها المادة ‪ 12‬من النظام ‪" 18/81‬هي عقد إيجار يضع من خالله البنك أو المؤسسة المالية‪،‬‬
‫المسمى "المؤجر" تحت تصرف الزبون المسمى "المستأجر"‪ ،‬وعلى أساس اإليجار‪ ،‬سلعة منقولة أو غير‬
‫منقولة‪ ،‬يملكها البنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬لفترة محددة مقابل تسديد إيجار يتم تحديده في العقد‪".‬‬

‫‪ -0‬عمليات الصيرفة اإلسالمية المبرمة مع العميل المودع (رب المال)‬


‫هذه المجموعة تخص كال من حسابات الودائع والودائع في حسابات االستثمار‪.‬‬
‫أ‪ -‬صيغة ﺤسابات الودائع‬

‫يمكن بيانها فيما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ ،09‬نظام رقم ‪ 20/02‬مؤرخ في ‪ 02‬رجب ‪ 5445‬الموافق لـ ‪ 51‬مارس ‪-0202‬يحدد العمليات البنكية المتعلﻘة بالصيرفة اإلسالمية‬
‫وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 84 ،06‬مارس ‪ ،8181‬ص ‪.24‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ ،01‬نظام رقم ‪ 20/02‬مؤرخ في ‪ 02‬رجب ‪ 5445‬الموافق لـ ‪ 51‬مارس ‪-0202‬يحدد العمليات البنكية المتعلﻘة بالصيرفة اإلسالمية‬
‫وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 84 ،06‬مارس ‪ ،8181‬ص ‪.24‬‬
‫المادة ‪ ،05‬نظام رقم ‪ 20/02‬مؤرخ في ‪ 02‬رجب ‪ 5445‬الموافق لـ ‪ 51‬مارس ‪-0202‬يحدد العمليات البنكية المتعلﻘة بالصيرفة اإلسالمية‬ ‫‪3‬‬

‫وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 84 ،06‬مارس ‪ ،8181‬ص ‪.22‬‬

‫‪59‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ _5‬تعريف ﺤسابات الودائع‪ :‬حسب النظام ‪ 18/81‬في المادة ‪ 00‬عرفت على أنها "حسابات تحتوي‬
‫على أموال يتم إيداعها في بنك من طرف أفراد وكيانات‪ ،‬مع االلتزام بإعادة هذه األموال أو ما يعادلها إلى‬
‫المودع أو إلى شخص أخر معين‪ ،‬عند الطلب أو حسب شروط متفق عليها مسبقا‪".1‬‬

‫من أنواع حسابات الودائع‪ :‬الحسابات الجارية‪ ،‬وحسابات االدخار أشارت إليهم التعليمة ‪12/81‬‬
‫في المواد ‪ 10‬و‪.18‬‬

‫ب‪ -‬الودائع في ﺤسابات االستثمار‬

‫يمكن اختصارها في‪:‬‬

‫‪ _5‬تعريف الودائع في ﺤسابات االستثمار‪ :‬عرفها النظام ‪ 18/81‬في المادة ‪ 08‬بأنها توظيفات ألجل‪،‬‬
‫تترك تحت تصرف البنك من طرف المودع لغرض استثمارها في تمويالت إسالمية وتحقيق أرباح‪.2‬‬

‫‪ _0‬أنواع الودائع في ﺤسابات االستثمار‬

‫وهي نوعان‪:3‬‬

‫‪ ‬الودائع في ﺤسابات االستثمار المطلﻘة‪ :‬هي الودائع الموضوعة في إطار عقد المضاربة‪ ،‬دون أي‬
‫قيود خاصة على البنك فيما يتعلق باستخدام هذه الودائع؛‬
‫‪ ‬الودائع في ﺤسابات االستثمار المﻘيدة‪ :‬هي الودائع التي يجب‪ ،‬طبقا لالتفاق المبرم بين الطرفين‪،‬‬
‫أن تحترم الشروط التي يطلبها المودع فيما يتعلق باستخدام هذه الودائع‪.‬‬

‫هذه الصيغ جاءت في التعليمة‪ 12/81‬من المادة ‪2‬إلى‪ 61‬وتم تعريفها ووضع شروطها وأنواعها‪.‬‬

‫المادة ‪ ،00‬نظام رقم ‪ 20/02‬مؤرخ في ‪ 02‬رجب ‪ 5445‬الموافق لـ ‪ 51‬مارس ‪-0202‬يحدد العمليات البنكية المتعلﻘة بالصيرفة اإلسالمية‬ ‫‪1‬‬

‫وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 84 ،06‬مارس ‪ ،8181‬ص ‪.24‬‬
‫المادة ‪ ،08‬نظام رقم ‪ 20/02‬مؤرخ في ‪ 02‬رجب ‪ 5445‬الموافق لـ ‪ 51‬مارس ‪-0202‬يحدد العمليات البنكية المتعلﻘة بالصيرفة اإلسالمية‬ ‫‪2‬‬

‫وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 84 ،06‬مارس ‪ ،8181‬ص ‪.24‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ ،11‬التعليمة ‪ 20/02‬المؤرخة في ‪ 20‬أفريل ‪ 0202‬المعرفة للمنتجات المتعلﻘة بالصيرفة اإلسالمية المحددة لإلجراءات والخصائص‬
‫التﻘنية لتنفيذها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬صادرة عن بنك الجزائر‪ ،8181 ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪60‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫لقد جاءت أغلب التعريفات منضبطة وفق أحكام الشريعة باستثناء صيغة المضاربة‪ ،‬فمصطلح‬
‫"مقرض األموال" يتناقض مع مفهوم المضاربة الفقهية‪ ،‬ألن اإلقراض يكون متبوعا بضمان رأس المال‪،‬‬
‫أما المضاربة الفقهية فال يضمن فيها المضارب رأس المال إال بالتعدي والتقصير‪.‬‬

‫حسب رأيي الشخصي فإن النظام ‪ 18/81‬قام بتحديد عمليات ومنتجات الصيرفة اإلسالمية‬
‫وإعطاء مفهوم لها باإلضافة إلى شروطها وأنواعها في التعليمة ‪ ،12/81‬وهو شيء ايجابي للصيرفة‬
‫اإلسالمية حتى تستطيع البنوك اإلسالمية تقديم خدمات جيدة وجذب عمالء أكثر‪ ،‬إال أن حصر الصيغ‬
‫في ثمانية صيغ فقط وعدم وضع جميع الصيغ اإلسالمية مثل المزارعة والمساقاة التي تناسب العمل‬
‫الفالحي في الجزائر‪ ،‬كما أن حصر الصيغ يؤثر سلبا على الصيرفة اإلسالمية‪ .‬وفيما يلي مخطط بسيط‬
‫يوضح منتجات الصيرفة اإلسالمية في النظام ‪ 18/81‬والتعليمة ‪12/81‬‬

‫شكل رقم (‪ :)20‬منتجات الصيرفة اإلسالمية وفق النظام ‪ 20/02‬والتعليمة ‪20/02‬‬

‫المصدر‪ :‬أعداد الطالبتين من المعلومات السابﻘة‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثانيا‪ :‬شروط ممارسة الصيرفة اإلسالمية في ‪20/02‬‬


‫أشارت بعض مواد النظام ‪ 18/81‬عن إمكانية ممارسة الصيرفة اإلسالمية لدى البنوك‬
‫والمؤسسات المالية عن طريق شبابيك تقدم منتجات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬في المواد (‪)01،06 ،04 ،02‬‬
‫نجد قواعد وشروط يتوجب على البنوك والمؤسسات المالية التقيد بها‪ ،‬حيث يجب على المؤسسات تقديم‬
‫طلب ترخيص ويسبق هذا الطلب الحصول على شهادة المطابقة ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ .‬والذي جاء‬
‫عكس النظام ‪18/02‬؛ حيث نص في المادة ‪ 14‬الحصول على الترخيص المسبق ثم يلحقه الحصول‬
‫على شهادة مطابقة المنتجات ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬حسب رأيي الشخصي فإن المشرع كان على‬
‫صواب في تغيير المادة فمن األفضل الحصول على شهادة المطابقة والتأكد من صحة المنتجات وتطابقها‬
‫مع أحكام الشريعة اإلسالمية ثم الحصول على الترخيص‪.‬‬

‫‪ -5‬الحصول على شهادة المطابﻘة ألﺤكام الشريعة اإلسالمية‬


‫ال يمكن للبنك أو المؤسسة المالية الراغبة في طرح منتجات الصيرفة اإلسالمية ضمن عملياتها‬
‫البنكية المقدمة للجمهور‪ ،‬مباشرة نشاطها إال إذا حازت على موافقة الهيئة الشرعية لإلفتاء للصناعة‬
‫المالية اإلسالمية‪.1‬‬

‫هذا ما نصت عليه المادة ‪ 04‬من النظام ‪" 18/81‬قبل تقديم طلب الترخيص لدى بنك الجزائر‬
‫لتسويق منتجات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬يجب على البنك أو المؤسسة المالية أن يحصل على شهادة‬
‫المطابقة ألحكام الشريعة‪ ،‬تسلم له من طرف الهيئة الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية"‪.2‬‬

‫إذا ينبغي الحصول على شهادة المطابقة ألحكام الشريعة اإلسالمية قبل تقديم طلب الترخيص‪،‬‬
‫بحيث تصبح الشهادة جزء من الطلب المقدم وتكون مسلمة من طرف الهيئة الشرعية لإلفتاء للصناعة‬
‫المالية اإلسالمية‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد النور نوي‪ ،‬الصيرفة اإلسالمية وفق أﺤكام النظام ‪ ،20/02‬مجلة طبنة للدراسات العلمية األكاديمية‪ ،‬المجلد ‪ ،14‬العدد ‪ ،10‬جامعة خميس‬
‫مليانة‪ ،‬الجزائر‪ ،8180 ،‬ص ‪.402‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ ،04‬نظام رقم ‪ 20/02‬مؤرخ في ‪ 02‬رجب ‪ 5445‬الموافق لـ ‪ 51‬مارس ‪-0202‬يحدد العمليات البنكية المتعلﻘة بالصيرفة اإلسالمية‬
‫وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 84 ،06‬مارس ‪ ،8181‬ص ‪.24‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد العزيز قادري‪ ،‬عبد الحميد سويدي‪ ،‬النظام الﻘانوني للصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات الحصول على شهادة‬
‫الماستر تخصص قانون أعمال‪ ،‬جامعة العقيد أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪-‬الجزائر‪ ،8180 ،‬ص ‪.09‬‬

‫‪62‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أ‪ -‬إنشاء الهيئة الشرعية لإلفتاء الصناعة المالية اإلسالمية‬


‫تم إنشاء الهيئة بموجب القرار ‪ 10/81‬الصادر من المجلس األعلى حيث تنص المادة ‪ 10‬منه‬
‫"تنشأ على مستوى المجلس الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية ويشار لها في هذا‬
‫المقرر بالهيئة"‪.1‬‬

‫نشأت هذه الهيئة في ‪ 8181/14/10‬من طرف المجلس اإلسالمي ومن أبرز مهام الهيئة حسب‬
‫المادة ‪ 10/18‬من المقرر ‪ 10/81‬ما يلي‪:2‬‬

‫‪ ‬تقويم مدى مطابقة المنتجات التي تعرضها عليها الجهات الرسمية والبنوك والمؤسسات المالية‬
‫المعتمدة ألحكام الشريعة اإلسالمية وإصدار شهادة لذلك؛‬
‫‪ ‬مراجعة عقود وصيغ التمويل ومختلف المعامالت المالية اإلسالمية التي اعتمدتها هيئات الرقابة‬
‫الشرعية للبنوك والمؤسسات المالية بخصوص مدى التزامها باألحكام الشرعية؛‬
‫‪ ‬البحث عن حلول لكل اإلشكاالت العملية التي تطرح بمناسبة تطبيق أية صيغة أو منتج مصرفي أو‬
‫مالي إسالمي‪ ،‬سواء بسبب عدم الوضوح أو التعارض مع صيغ أو منتجات أخرى‪ ،‬أو التعارض مع‬
‫دليل شرعي‪.‬‬

‫للحصول على شهادة المطابقة الشرعية؛ فإن البنك أو المؤسسة المالية التي تعتزم تسويق‬
‫المنتجات المصرفية اإلسالمية تقدم ملفا يتم إيداعه لدى مكتب رئيس الهيئة يتكون من‪:3‬‬
‫‪ ‬طلب رسمي للحصول على شهادة المطابقة الشرعية للمنتج واإلجراءات العملية الخاصة بتسويقه‬
‫والعقود والصيغ المطلوب تقويمها؛‬
‫‪ ‬المستندات التعاقدية المتعلقة بتنفيذ المعاملة؛‬
‫‪ ‬اإلجراءات المالية واإلدارية والتنظيمية والتقنية المكتوبة التي تمكن من التحقق من الفصل بين‬
‫المعامالت المصرفية اإلسالمية والمعامالت المصرفية التقليدية في البنوك والمؤسسات المالية التي‬
‫تعرض هذه المنتجات عبر شبابيك متخصصة وغيرها؛‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ ،10‬من المﻘرر ‪ 25/02‬المؤرخ في ‪ 20‬شعبان ‪ 5445‬الموافق لـ ‪ 25‬أفريل ‪ 0202‬المتضمن إنشاء الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء‬
‫للصناعة المصرفية اإلسالمية‪ ،‬الصادر عن المجلس اإلسالمي األعلى‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ ،18‬من المﻘرر ‪ 25/02‬المؤرخ في ‪ 20‬شعبان ‪ 5445‬الموافق لـ ‪ 25‬أفريل ‪ 0202‬المتضمن إنشاء الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء‬
‫للصناعة المصرفية اإلسالمية‪ ،‬الصادر عن المجلس اإلسالمي األعلى‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫عبد العزيز قادري‪ ،‬عبد الحميد سويدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪63‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬أي معلومات أو وثائق تراها الهيئة ضرورية إلصدار التصريح بالمطابقة الشرعية للمنتج‪.‬‬

‫يوجه طلب الحصول على شهادة المطابقة الشرعية إلى رئيس الهيئة إلبداء الرأي الشرعي فيه‬
‫وإصدار شهادة المطابقة الشرعية‪ ،‬مما يعني أن رئيس المجلس األعلى اإلسالمي هو الذي يترأس الهيئة‪،‬‬
‫وتقوم بدراسة الملف وتقدم تقري ار تقويميا مسببا حول مدى مطابقة المنتجات واإلجراءات العملية والعقود‬
‫ذات الصلة ألحكام الشريعة اإلسالمية واقتراح التعديالت الالزمة عند االقتضاء‪ ،‬وتصدر الهيئة رأيها في‬
‫شكل شهادة المطابقة الشرعية النهائية أو المشروطة أو بعدم المطابقة‪ ،‬في أجل ال يتعدى ثالثة أشهر من‬
‫تاريخ إيداع الملف‪ ،‬ويكون رأيها ملزما لهيئات الرقابة الشرعية التي تنشئها البنوك والمؤسسات المالية‪.1‬‬

‫ب‪ -‬إنشاء هيئة الرقابة الشرعية‬


‫نصت عليها المادة ‪ 01‬من النظام ‪ 18/81‬حيث يتوجب على البنك في إطار ممارسة العمليات‬
‫المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية أن ينشئ ضمن هياكله هيئة متخصصة في الرقابة الشرعية تتكون من ثالثة‬
‫أعضاء على األقل يتم تعيينهم من طرف الجمعية العامة‪.2‬‬

‫‪ -0‬مهام هيئة الرقابة اإلسالمية‬

‫تتمثل مهام هيئة الرقابة اإلسالمية في‪:3‬‬

‫‪ ‬المساهمة في تطوير منتجات جديدة وإعداد نماذج العقود المتعلقة بها‪ ،‬وكذا االطالع على الحمالت‬
‫إشهارية للتأكد من مطابقتها ألحكام الشريعة اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬التعرف على المخاطر الشرعية المحتملة الوقوع بالنسبة لعملياتها وأنشطتها؛‬
‫‪ ‬تدريب وتكوين الكوادر للمؤسسة حول فلسفة عمل البنوك اإلسالمية ومنتجاتها؛‬
‫‪ ‬الجواب على استفسارات عمالء المؤسسة وأعوانها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد النور نوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.401‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ ،01‬نظام رقم ‪ 20/02‬مؤرخ في ‪ 02‬رجب ‪ 5445‬الموافق لـ ‪ 51‬مارس ‪-0202‬يحدد العمليات البنكية المتعلﻘة بالصيرفة اإلسالمية‬
‫وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 84 ،06‬مارس ‪ ،8181‬ص ‪.24‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد لعناني وأسماء حوفاني‪ ،‬مدى التزام نظام الصيرفة اإلسالمية في الجزائر بمبادئ العمل المصرفي اإلسالمي دراسة تحليلية للنظام‬
‫‪ ،20/02‬مجلة التكامل االقتصادي‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،18‬جامعة الشهيد حمة لخضر‪-‬الوادي‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪-‬أدرار‪ ،‬الجزائر‪ ،8181 ،‬ص‬
‫‪.022‬‬

‫‪64‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -0‬طلب الحصول على ترخيص مسبق‬


‫حتى تتمكن البنوك والمؤسسات المالية من تسويق الصيرفة اإلسالمية على مستواها‪ ،‬على ضرورة‬
‫تقديم طلب ترخيص مسبق لتسويق منتجات الصيرفة اإلسالمية يقدم هذا الطلب إلى بنك الجزائر‪1‬؛ ذلك‬
‫حسب ما نصت عليه المادة ‪ 02‬من النظام ‪" 18/81‬تخضع منتجات الصيرفة اإلسالمية المذكورة أعاله‪،‬‬
‫إلى طلب ترخيص مسبق لدى بنك الجزائر"‪ .2‬وأشارت على ضرورة الحصول على ترخيص مسبق بعد‬
‫توفر الشروط والقواعد المنصوص عليها في نص المادة ‪ 06‬من ذات النظام وتمثلت في‪:3‬‬

‫أ) شهادة المطابقة ألحكام الشريعة مسلمة من طرف الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫ب) بطاقة وصفية للمنتج‪ :‬يتوجب على البنك إعداد بطاقة وصفية مفصلة حول الخدمات اإلسالمية‬
‫السالف ذكرها التي يرغب في تقديمها وذلك استنادا لنص المادة ‪ 06‬من النظام ‪ ،18/81‬حيث يجب‬
‫أن تتضمن البطاقة الوصفية شرح دقيق ومفصل بكل ما يتعلق بالخدمة المزعم تقديمها حتى يتمكن‬
‫أعضاء الهيئة الشرعية من تقرير مدى مطابقتها للمعايير المعمول بها في مجال الصناعة المالية‪.‬‬
‫ج) رأي مسؤول رقابة المطابقة للبنك أو المؤسسة المالية‪ :‬مسؤول الرقابة يقصد به مسؤول هيئة الرقابة‬
‫الشرعية التي نصت عليه المادة ‪ ،01‬طبق ألحكام المادة ‪ 81‬من النظام رقم ‪ 12/00‬المؤرخ في ‪2‬‬
‫محرم عام ‪ ،0422‬الموافق لـ‪ 82‬نوفمبر سنة ‪ 8100‬المطابقة مطلوبة عندما تقوم البنوك‬
‫والمؤسسات باعتماد منتجات مصرفية جديد أو تدخل تغييرات هامة على منتجاتها الموجودة‪ ،‬فتقوم‬
‫بتحليل خاص للمخاطر التي تولدها هذه المنتجات السيما خطر عدم المطابقة‪ ،‬وعلى مسؤول‬
‫المطابقة الــتأكد من وضع إجراءات قياس المخاطر الناجمة عن المنتجات الجديدة‪ ،‬واتخاذ جميع‬
‫اإلجراءات الالزمة للتأقلم مع المنتجات الجديدة بما فيها اإلجراءات المحاسبية والمعالجة المعلوماتية‬
‫والمراقبة الدائمة‪.4‬‬

‫عبير مرغيش ومحمد عدنان بن ضيف‪ ،‬النظام الﻘانوني لشباﺒيك الصيرفة اإلسالمية في الﻘطاع المصرفي الجزائري دراسة على ضوء النظام‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،20/02‬مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ،89‬جامعة محمد خيضر‪-‬بسكرة‪ ،‬لجزائر‪ ،8188 ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ ،02‬نظام رقم ‪ 20/02‬مؤرخ في ‪ 02‬رجب ‪ 5445‬الموافق لـ ‪ 51‬مارس ‪-0202‬يحدد العمليات البنكية المتعلﻘة بالصيرفة اإلسالمية‬
‫وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 84 ،06‬مارس ‪ ،8181‬ص ‪.24‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد النور نوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.401 ،404‬‬
‫‪4‬‬
‫بوحيضر رقية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.401‬‬

‫‪65‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫د) اإلجراء الواجب إتباعه لضمان االستقاللية اإلدارية والمالية لـ" شباك الصيرفة اإلسالمية" عن باقي‬
‫أنشطة البنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬طبقا ألحكام المادتين ‪07‬و‪.102‬‬
‫‪ -0‬إعالم الزبائن‬
‫يجب على المؤسسة المالية أو البنك الذي تحصل على ترخيص مسبق لتسويق منتجات الصيرفة‬
‫اإلسالمية أن يعلم زبائنه بجداول التسعيرات والشروط الدنيا والقصوى التي تطبق عليهم‪ ،‬كما يجب على‬
‫البنوك إعالم المودعين أصحاب حسابات االستثمار حول الخصائص ذات الصلة بطبيعة حساباتهم‪ ،‬وهذا‬
‫حسب ما نصت عليه المادة ‪ 09‬من النظام ‪.218/81‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬شروط الشباﺒيك وودائع الصيرفة اإلسالمية وتﻘييم نظام ‪20/02‬‬

‫وأفاق الصيرفة اإلسالمية‬


‫حدد النظام ‪ 18/81‬في مواده األولى عمليات ومنتجات الصيرفة اإلسالمية؛ أما في المواد‬
‫المتبقية (‪ )07،02،09‬فقد نصت على شروط تخص فتح الشبابيك وكيفية العمل‪ ،‬أما المواد (‪)80 ،81‬‬
‫تخص االستثناءات في الودائع‪ ،‬وجاءت المادتان (‪ )82 ،88‬للتأكيد على االلتزام البنوك والمؤسسات‬
‫المالية بقواعد هذا النظام‪ ،‬ليأتي تقييم هذا النظام من سلبيات وايجابيات ونتطرق إلى مطالبين هما‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬شروط خاصة بشباك الصيرفة اإلسالمية والودائع في النظام ‪18/81‬؛‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تقييم النظام ‪.18/81‬‬

‫المطلب األول‪ :‬شروط خاصة بشباﺒيك الصيرفة اإلسالمية والودائع في النظام ‪20/02‬‬
‫تتمثل الشروط الخاصة بشباك الصيرفة اإلسالمية في ضمان استقالليته‪ ،‬أما شروط الودائع تتميز‬
‫باستثناءات تخص الودائع في حساب االستثمار‪.‬‬

‫أوال‪ :‬استﻘاللية شباﺒيك الصيرفة اإلسالمية‬

‫‪1‬‬
‫سمية بوكايس ونصيرة زوطاط‪ ،‬تأسيس البنوك وشباﺒيك الصيرفة اإلسالمية وفق النظام ‪ ،20/02‬مجلة البصائر للدراسات القانونية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،18‬جامعة عين تموشنت‪-‬الجزائر‪ ،8180 ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪2‬‬
‫بلقاسمي سليم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪66‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫حتى يسمح للبنك أو المؤسسة المالية بفتح شباك الصيرفة اإلسالمية على مستواه‪ ،‬اشترط النظام‬
‫‪ 18/81‬في المادتين ‪ 07‬و‪ 02‬منه ضرورة ضمان استقاللية هذا الشباك وال يوجد أي تغير على ما نص‬
‫عليه النظام ‪ ،18/02‬وتتجلى مظاهر استقالله في‪:1‬‬

‫‪ ‬هيكل ضمن البنك أو المؤسسة المالية مكلف حصريا بخدمات ومنتجات الصيرفة اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬االستقاللية المالية لشباك الصيرفة اإلسالمية عن الهياكل األخرى للبنك أو المؤسسة المالية؛‬
‫‪ ‬الفصل الكامل بين المحاسبة الخاصة بشباك الصيرفة اإلسالمية والمحاسبة الخاصة بالهياكل األخرى‬
‫للبنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬بشكل يسمح بإعداد جميع البيانات المالية المخصصة حصرًيا لنشاط‬
‫شباك الصيرفة اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬استقاللية حسابات زبائن شباك الصيرفة اإلسالمية عن باقي الحسابات األخرى للزبائن؛‬
‫‪ ‬كما تضمن استقاللية شباك الصيرفة اإلسالمية من خالل هيكل تنظيمي ومستخدمين مخصصين‬
‫حصريا لذلك‪ ،‬بما في ذلك على مستوى شبكة البنك أو المؤسسة المالية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط الودائع‬


‫جاءت المادتين ‪ 81‬و‪ 80‬من النظام ‪ 18/81‬لتعين شروط خاصة بالودائع‪ ،‬باستثناء الودائع في‬
‫حسابات االستثمار التي تخضع لموافقة مكتوبة من طرف الزبون الذي يجيز لبنكه أن يستثمر ودائعه في‬
‫محفظة مشاريع وفي عمليات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬تخضع ودائع األموال المتلقاة من طرف شباك الصيرفة‬
‫اإلسالمية ألحكام المواد ‪ 66‬إلى ‪ 69‬المذكورة في األمر ‪ 8112/00/12‬يحق لصاحب حساب ودائع‬
‫االستثمار الحصول على حصة من األرباح الناجمة عن شباك الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬ويتحمل حصة من‬
‫الخسائر المحتملة التي يسجلها شباك الصيرفة اإلسالمية في التمويالت التي يقوم بها‪.2‬‬

‫تخضع الودائع والمبالغ األخرى المماثلة للودائع القابلة لالسترداد والمجمعة من طرف شبابيك‬
‫الصيرفة اإلسالمية للبنوك‪ ،‬ألحكام النظام ‪ 18/81‬المؤرخ في ‪81‬رجب ‪ 0440‬الموافق لـ ‪01‬مارس‬
‫‪ 8181‬والمتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫ميلود بن حوحو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91 ،29‬‬
‫‪2‬‬
‫بدروني عيسى وغربي حمزة‪ ،‬الصيرفة اإلسالمية في الجزائر شباك العمليات البنكية اإلسالمية وفق النظام رقم ‪20/02‬نموذجا‪ ،‬مجلة االقتصاد‬
‫اإلسالمي العالمية‪ ،‬العدد ‪ ،92‬جامعة محمد بوضياف‪-‬المسيلة‪ ،‬الجزائر ‪ ،8181‬ص‪.72‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ ،80‬نظام رقم ‪ 20/02‬مؤرخ في ‪ 02‬رجب ‪ 5445‬الموافق لـ ‪ 51‬مارس ‪-0202‬يحدد العمليات البنكية المتعلﻘة بالصيرفة اإلسالمية‬
‫وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 84 ،06‬مارس ‪ ،8181‬ص ‪.24‬‬

‫‪67‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تﻘييم نظام ‪ 20/02‬وأفاق الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬


‫آتى النظام ‪ 18/81‬بعدة مواد تحمل هذه المواد مجموعة من القوانين والشروط التي يجب على‬
‫المؤسسات والبنوك التقييد بها كما جاءت هذه المواد بإيجابيات للصيرفة اإلسالمية إال انها تحمل عدة‬
‫نقائص يجب على المشرع الجزائري إدراكها‪ ،‬باإلضافة إال أن هذا النظام أعطى مجال لمعرفة أفاق‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ايجاﺒيات ونﻘائص نظام ‪20/02‬‬


‫لكل نظام سلبيات وايجابيات وهذا النظام تمثلت ايجابياته وسلبياته في‪:1‬‬
‫‪ .5‬ايجاﺒيات نظام ‪20/02‬‬
‫‪ ‬يعتبر أول نص قانوني يتكلم عن الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وهذا مكسب كبير لهذه الصناعة‬
‫وخطوة هامة في سبيل توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر؛‬
‫‪ ‬عالج هذا النظام قضية شبابيك الصيرفة اإلسالمية من جميع جوانبها‪ ،‬سواء الشرعية أو المنتجات‬
‫المرخص لها تقديمها واآلليات التي يتم بموجبها ضمان االستقاللية المالية واإلدارية لهذه الشبابيك‪ ،‬كما‬
‫حدد معالم ممارسة العمل المصرفي اإلسالمي من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬ورفع الكثير من‬
‫الشبهات والغموض الذي يحوم حول هذه الشبابيك‪ ،‬حيث ساهم في خلق الثقة في نفوس العمالء‬
‫للتعامل معه؛‬
‫‪ ‬إن تأسيس الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء باإلضافة إلى وجود هيئة شرعية في كل بنك إسالمي‪،‬‬
‫يضيفان مزيدا من الثقة والطمأنينة للمدخرين حول مشروعية المنتجات المالية اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬ألح هذا النظام على ضرورة استقاللية الشبابيك اإلسالمية إداريا ومحاسبيا وماليا عن الهياكل األخرى‬
‫للمصرف التقليدي‪ ،‬باعتبار أن االستقاللية أمر ضروري شرعا للتحوط من شبهة اختالط أموال‬
‫الصيرفة اإلسالمية باألموال الربوية للمصرف‪.‬‬
‫‪ .0‬نﻘائص نظام ‪20/02‬‬
‫رغم ايجابياته إال أن هذا النظام يحمل بعض الهفوات ولم يتطرق إلى نقاط أخرى هامة للصيرفة‬
‫اإلسالمية منها‪:1‬‬

‫‪ 1‬باالعتماد على‪ :‬بوحيضر رقية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪407‬؛ العرابي مصطفى وطروبيا ندير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.812‬‬

‫‪68‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬استخدام بعض المصطلحات في صلب النص خاصة بالصيرفة التقليدية‪ ،‬مثل تعريف المضاربة في‬
‫المادة ‪ 17‬حيث سمي رب المال بمقرض األموال؛‬
‫‪ ‬صيغ اقتسام الربح والخسارة وهي المضاربة والمشاركة‪ :‬لم يشر إلى اقتسام الربح والخسارة بل تكلم‬
‫عن اقتسام الربح فقط؛‬
‫‪ ‬لم يشر إلى قضية رأس المال التي تبدأ به البنوك التقليدية نشاطها وطبيعته القانونية أو مصدره‪،‬‬
‫وحتى إذا كان هذا األمر قد ترك بين الهيئة الشرعية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية والبنوك‬
‫المعنية بفتح شبابيك؛‬
‫‪ ‬هذا النظام لم يشر إلى العالقة بين هذه الشبابيك وبنك الجزائر‪ ،‬وهو ما يعني أنها ستخضع لما هو‬
‫معمول به في قانون النقد والقرض في مختلف المجاالت سواء النسب االحت ارزية أو أدوات السياسة‬
‫النقدية كالبنوك اإلسالمية األخرى‪ ،‬وهذا يعني أن شبابيك ستواجه نفس مصاعب البنوك اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬يتكلم هذا النظام عن الصيرفة اإلسالمية كأنها كيان معزول‪ ،‬غير أنها من المفروض أنها خطوة‬
‫تتبعها خطوات أخرى أهم وأكبر‪ ،‬ألن المالية اإلسالمية ليست البنوك اإلسالمية فقط بل توجد‬
‫مجاالت أخرى مكملة كالصكوك واألسهم والتأمين التكافلي‪ ،‬بالشكل الذي يساهم ويوفر البيئة‬
‫المناسبة لنشاط الصيرفة؛‬
‫‪ ‬لم يفصح النظام عن الهيكل التنظيمي للهيئة العليا لإلفتاء في الصناعة المالية اإلسالمية من جوانب‬
‫عدة؛‬
‫‪ ‬تضييق عمل هيئة الرقابة الشرعية‪ ،‬وحصره في مراقبة وضمان تطبيق اآلراء بالمطابقة التي تصدرها‬
‫الهيئة العليا يؤثر سلبا على مستقبل الصناعة المالية اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬أغفل هذا النظام أن ينص على ضرورة تزويد العمالء بكيفية إجراء العمليات واحتساب العموالت‬
‫والتسعيرات‪ ،‬مما يؤثر على شفافية البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آفاق الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬


‫ال شك أن توجه الجزائر لتبني الصيرفة اإلسالمية من خالل تطبيق قوانين الصيرفة اإلسالمية‬
‫ومن بينه النظام ‪ 18/81‬له أهمية كبيرة بنهوض الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬إال أـن الصيرفة اإلسالمية في‬

‫‪1‬‬
‫باالعتماد على‪ :‬بوحيضر رقية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪402 ،407‬؛ محمد لعناني وأسماء حوفاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.026‬‬

‫‪69‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجزائر الزالت تحتاج إلى إجراءات من أجل النهوض بنظام مصرفي إسالمي سليم قوي وتتمثل هذه‬
‫اإلجراءات في‪:1‬‬
‫‪ ‬رغم قيام المجلس األعلى بإنشاء الهيئة الشرعية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية وهذا من أجل‬
‫توحيد االجتهاد وضبط الممارسات وفحص المنتجات وأيضا تقديم االعتماد للمنتجات المطابقة‬
‫لقواعد الشريعة اإلسالمية‪ ،‬حيث اعتمدت الهيئة الشرعية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية إحدى‬
‫عشر بنكا خاصا وعموميا لممارسة عمليات الصيرفة اإلسالمية؛ حتى أن بنك البركة والسالم‬
‫قامتا بطلب االعتماد من أجل االطمئنان على مطابقة منتجاتها للشريعة اإلسالمية‪ ،‬حتى البنوك‬
‫الخاصة التي لها نوافذ إسالمية عملت على تقديم طلبات االعتماد لممارسة عمل المصرفي‬
‫اإلسالمي‪ ،‬كما أن الساحة المصرفية تضم أربعون بنكا يمارس الخدمات المصرفية اإلسالمية‬
‫التي تمثل نسبة ‪ %41‬وهذه النسبة إيجابية للصيرفة اإلسالمية‪ .‬إال أنه يجب على الجزائر تفعيل‬
‫دور الرقابة الشرعية على منتجات وخدمات المصارف اإلسالمية والعمل على استقاللية هذه‬
‫المصارف استقاللية تامة؛‬
‫‪ ‬المصارف اإلسالمية تعمل في فضاء يحتاج إلى مؤسسات داعمة ومؤسسات تعمل بنفس المنطق‬
‫التي تعمل به‪ ،‬ومن أبرز المؤسسات الداعمة في الجزائر نجد مؤسسات التأمين ولهذا تم إصدار‬
‫مرسوم ‪ 20/80‬المحدد لشروط ممارسة الـتأمين التكافلي وإصدار مرسوم ‪ 079/70‬المنشئ‬
‫للديوان الوطني لألوقاف والزكاة‪ ،‬لذا يجب على المصارف اإلسالمية عقد اتفاقيات مع هذه‬
‫المؤسسات التي تساعد على انتشار الصيرفة اإلسالمية في الجزائر؛‬
‫‪ ‬عملت الجزائر على وضع عدة تدابير وإجراءات من بينها القانون المالي التكميلي ‪ 8180‬تضمن‬
‫التدابير الجبائية المتعلقة بمنتجات الصيرفة اإلسالمية وهذا من أجل إرساء ما يعرف بالحياد‬
‫الضريبي بحيث أن المنتجات اإلسالمية تعامل بنفس الطريقة مع منتجات المالية التقليدية‪ ،‬حتى‬
‫ال تتحمل ضرائب أكبر من المنتجات التقليدية‪ ،‬لذلك وجب معاملة مثل هذه المصارف معاملة‬

‫باالعتماد على‪ :‬قدي عبد المجيد‪ ،‬محاضرة افتتاﺤية بعنوان وقفات مع الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬مركز البحث في العلوم‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسالمية والحضارة األغواط‪ ،8180 ،‬يونس صوالحي‪ ،‬المالية اإلسالمية‪-‬صفحة موقع التواصل االجتماعي (صفحة رسمية)‪ ،‬المواقع‬
‫اإللكتروني‪ ، https://www.facebook.com/groups/270321229810480:‬تاريخ االطالع‪ 19 :‬مارس ‪.8188‬‬

‫‪70‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مختلفة بحكم طبيعتها ونشاطاتها الخاصة ذات الطابع االجتماعي‪ ،‬وهذا يستوجب تلقي دعم من‬
‫الدولة لتشجيعها؛‬
‫‪ ‬أهم عنصر في العمل المصرفي اإلسالمي المورد البشري‪ ،‬لذلك يجب على المصارف اإلسالمية‬
‫أن تطور بنيتها التحتية والرقمية مع ضرورة ضمان التكوين والتدريب المستمر للعاملين للرفع من‬
‫مستوى األداء باإلضافة إلى تحفيز الجامعات والمراكز البحثية على تطوير الدراسات والبحوث‬
‫ذات الصلة بالصيرفة اإلسالمية تنظي ار وممارسة‪ ،‬مع ضرورة تعميم ثقافة الصيرفة اإلسالمية من‬
‫خالل المؤتمرات والندوات؛‬
‫‪ ‬في ظل التوجه نحو توسيع المالية اإلسالمية في الجزائر وجب تعزيز الروابط واالتفاقيات بينها وبين‬
‫الهيئات الداعمة للمالية اإلسالمية الدولية لتوفير بيئة مناسبة وظروف مثالية لتطور هذا النهج‪ ،‬ومن‬
‫ضمن المؤسسات الداعمة للمالية اإلسالمية هناك من تصدر معايير وأخرى ال تصدر معايير‪:‬‬
‫جدول رقم(‪ :)20‬الهيئات الداعمة للمالية اإلسالمية الصادرة للمعايير وغير صادرة للمعايير‬
‫هيئات داعمة للمالية اإلسالمية ال تصدر معايير‬ ‫هيئات داعمة للمالية اإلسالمية تصدر معايير‬

‫‪ ‬االتحاد العام للبنوك والمؤسسات المالية‬ ‫‪ ‬هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية؛‬ ‫اإلسالمية؛‬
‫للمصارف‬ ‫المالية‬ ‫السيولة‬ ‫إدارة‬ ‫‪ ‬مركز‬ ‫‪ ‬الوكالة اإلسالمية الدولية للتصنيف؛‬
‫اإلسالمية؛‬ ‫‪ ‬مجلس الخدمات المالية اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬المركز اإلسالمي الدولي للمصالحة والتحكيم‪.‬‬ ‫‪ ‬السوق المالية اإلسالمية الدولية‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬باالعتماد على‪ :‬يونس صوالحي‪ ،‬المالية اإلسالمية‪-‬صفحة موقع التواصل االجتماعي (صفحة رسمية)‪ ،‬المواقع‬
‫اإل لكتروني‪ ،https://www.facebook.com/groups/270321229810480 :‬تاريخ االطالع‪ 20 :‬مارس‬
‫‪.0200‬‬

‫أما بخصوص المعايير التي تصدرها كل هيئة فيمكن بيانها في الجدول‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫جدول رقم (‪ :)24‬المعايير الصادرة للهيئات داعمة للمالية اإلسالمية‬


‫المعايير التي تصدرها‬ ‫هيئات داعمة للمالية اإلسالمية تصدر معايير‬

‫هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية معايير شرعية‪-‬معايير محاسبية‪-‬معايير المراجعة‪-‬‬


‫معايير الحوكمة‪-‬معايير األخالقيات‬ ‫اإلسالمية‬
‫معايير للتصنيف االئتماني والتصنيف الشرعي‬ ‫الوكالة اإلسالمية الدولية للتصنيف‬
‫معايير احت ارزية‪-‬مبادئ إرشادية‪-‬مالحظات فنية‪-‬‬ ‫مجلس الخدمات المالية اإلسالمية‬
‫وكلها تخص كفاية رأس المال وإدارة المخاطر‬
‫عقود نمطية للمتعاملين في األسواق المالية‬ ‫السوق المالية اإلسالمية الدولية‬
‫اإلسالمية‬
‫المصدر‪ :‬باالعتماد على‪ :‬يونس صوالحي‪ ،‬المالية اإلسالمية‪-‬صفحة موقع التواصل االجتماعي (صفحة رسمية)‪،‬‬
‫المواقع اإل لكتروني‪ ،https://www.facebook.com/groups/270321229810480 :‬تاريخ االطالع‪20 :‬‬
‫ماس ‪.0200‬‬

‫الهيئات التي من ضمنها الجزائر هي‪:‬‬


‫‪ ‬هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية تعتبر خطوة هامة في سبيل ترشيد‬
‫وتقويم مسيرة المالية اإلسالمية والصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬خاصة وأن الهيئة‬
‫متخصصة في إصدار معايير المحاسبة والمراجعة وضوابط الحوكمة والمعايير الشرعية‪،‬‬
‫خاصة في حالة التقيد بها من طرف الشبابيك اإلسالمية؛ حيث ستوحد كثي ار من شكل تقديم‬
‫الخدمة أو المنتج المصرفي اإلسالمي مما يسهل من عمل الهيئات الرقابية‪ .‬وعلى المصارف‬
‫اإلسالمية والنوافذ في البنوك التقليدية تبني المعايير الصادرة عن هيئة المحاسبة والمراقبة‬
‫للمؤسسات المالية اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬أهم الهيئات هيئة مجلس الخدمات المالية اإلسالمية التي تقتصر العضوية فيها على البنوك‬
‫المركزية‪ ،‬ونتمنى انضمام بنك الجزائر إليها حتى تستفيد من الخدمات المهمة التي يقدمها هذا‬
‫المجلس للصيرفة اإلسالمية فهو يقدم معايير تفيد عمل البنوك المركزية في البلدان‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ومن أهم المعايير التي تقدمها معدالت حساب كفاية رأس المال للبنوك كما أنها‬
‫تلقت االعتراف من طرف الهيئات المالية الدولية (االتحاد العام للبنوك والمؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية من المؤسسات الداعمة التي انضمت إليها الجزائر وقد خدم الجزائر بشكل كبير)‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الصيرفة اإلساليمية ف الزاارر لى وء الظاا ‪20/02‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خاتمة الفصل الثالث‬


‫شهدت الجزائر تأخ ار كبي ار في مجال الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬خاصة النصوص التنظيمية حيث ظهر‬
‫أول نص في ‪ 8102‬النظام ‪ ،18/02‬كان خاصا بالصيرفة التشاركية؛ حيث قام بوضع تنظيمات وقواعد‬
‫إال أنها لم تكون شاملة‪ ،‬ثم وضع النظام ‪ 18/81‬المؤرخ في ‪ 01‬مارس ‪ 8181‬المحدد للعمليات البنكية‬
‫للصيرفة اإلسالمية الذي ألغى النظام ‪ 18/02‬حيث جاء أشمل وأعطى للصيرفة اإلسالمية قيمة في‬
‫القانون الجزائري‪.‬‬

‫بعد تحليل مواد هذا النظام‪ ،‬توصلنا بدراستنا إلى أن المشرع الجزائري من خالل هذا النظام قد‬
‫وفق إلى حد ما في وضع نظام للصيرفة اإلسالمية؛ حيث قام بتعريف الصيرفة اإلسالمية ومنتجات‬
‫الصيرفة اإلسالمية وصيغه؛ بإضافة إلى شروط ممارسته وشروط الخاصة بالشبابيك لدى البنوك‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬إال أنه حاز على بعض االختالالت مثل مفهوم المضاربة؛ عدم االستقالل التام‬
‫للصيرفة اإلسالمية عن الصيرفة التقليدية‪.‬‬

‫في األ خير نأمل أن يتم مراجعة النظام وتصحيح الهفوات الموجودة فيه وإعطائه مساحة أكبر؛‬
‫والعمل على استقاللية الصيرفة اإلسالمية استقاللية تامة عن الصيرفة التقليدية‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫خـــاتمــــــة‬
‫خاتمة‬

‫من خالل دراستنا لموضوع واقع وآفاق الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام ‪،20/02‬‬
‫ومعالجة إشكالية البحث التي تدور حول واقع الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬وذلك محاولة لإللمام بأهم‬
‫العناصر الواجب توافرها في المصارف اإلسالمية لتكون ذات كفاءة وفعالية عند تقديم خدماتها المصرفية‪،‬‬
‫من أجل ذلك قمنا بمعالجة الموضوع من خالل دراسة المصارف اإلسالمية بصفة عامة من جهة ودراسة‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر من جهة أخرى (بنك البركة ومصرف السالم الجزائري)‪.‬‬

‫استطاعت الصيرفة اإلسالمية البروز في النظام المصرفي العالمي رغم سيطرة الصيرفة التقليدية‬
‫على هذا النظام والتي تقوم على سعر الفائدة‪ ،‬إذ تختلف الصيرفة اإلسالمية عن التقليدية في األسس‬
‫والضوابط التي تقوم عليها وفق أحكام الشريعة اإلسالمية البعيدة عن التعامل بالربا‪ ،‬بهدف المساهمة في‬
‫غرس القيم واألخالق اإلسالمية في مجاالت المعامالت والمساعدة في تحقيق التنمية االجتماعية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬ومنح فرصة للمستثمرين الذين يرغبون في استثمار أموالهم من خالل تقديمها لعدة خدمات‬
‫ووظائف تقوم على أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫الجزائر كغيرها من الدول اإلسالمية عملت على تطوير الصيرفة اإلسالمية فيها؛ وذلك من خالل‬
‫إنشاء مصارف تمثلت في بنك البركة ومصرف السالم الجزائري؛ وعدد محدود من النوافذ اإلسالمية في‬
‫البنوك التقليدية بهدف جذب متعاملين أكثر إال أن هذه النوافذ واجهتها العديد من التحديات والصعوبات عند‬
‫القيام بعملها خاصة في القوانين التي تحكم عملها‪.‬‬

‫واجهت الجزائر العديد من الصعوبات في تطبيق الصيرفة اإلسالمية لغياب النصوص والقوانين‬
‫التشريعية الخاصة بها؛ حيث تأخرت الجزائر في وضع نص تشريعي وكان أول نص يخص الصيرفة‬
‫اإلسالمية سنة ‪ ،0202‬ليأتي بعدها النظام ‪ 20/02‬سنة ‪ 0202‬الذي حدد العمليات البنكية وإجراءات‬
‫ممارسة الصيرفة اإلسالمية في البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫نتائج الدراسة‬

‫من خالل دراستنا توصلنا إلى عدة نتائج تمثلت في‪:‬‬

‫‪ ‬ما يميز المصارف اإلسالمية عن التقليدية يكمن في أن المصارف اإلسالمية ال تتعامل بالفائدة‪ ،‬كما‬
‫تسعى لتحقيق أهداف اجتماعية وتعمل في كل نشاطاتها وفق أحكام الشريعة اإلسالمية على عكس‬
‫البنوك التقليدية ومنه فإن الفرضية األولى خاطئة؛‬

‫‪75‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ ‬تقدم المصارف اإلسالمية العديد من الخدمات المصرفية واالجتماعية التي تتناسب مع طلب‬
‫المتعاملين لديها؛‬
‫‪ ‬بنك البركة ومصرف السالم الجزائري من أهم المصارف التي تمارس الصيرفة طبقا ألحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية في الجزائر؛‬
‫‪ ‬تعمل المصارف اإلسالمية في الجزائر بعدة صيغ المتمثلة في‪ :‬المشاركة؛ المضاربة؛ المرابحة‪ ،‬السلم‬
‫‪...‬وغيرها؛‬
‫‪ ‬تتمثل الغاية وراء فتح النوافذ اإلسالمية في البنوك التقليدية في جذب عدد كبير من المتعاملين‬
‫للصيرفة اإلسالمية وهذا ما يقودنا الى صحة الفرضية الثانية إضافة إلى المحافظة على المتعاملين‬
‫في البنوك اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬يعتبر النظام ‪ 20/02‬خطوة كبيرة وايجابية في التشريع الجزائري الخاص بالصيرفة اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬جاء النظام ‪ 20/02‬محددا للعمليات البنكية وإجراءات ممارسة الصيرفة اإلسالمية؛‬
‫‪ ‬أحدث النظام ‪ 20/02‬تغيرات جذرية تمثلت في وضع صيغ جديدة وإنشاء هيئة تشريعية في الجزائر‬
‫ووضع شروط ممارسة الصيرفة اإلسالمية والشروط الخاصة بالشبابيك اإلسالمية وهذا ما يقودنا إلى‬
‫عدم صحة الفرضية الثالثة‪.‬‬

‫اقتراحات البحث‬

‫نقترح على ضوء البحث الذي بين أيدينا بـ‪:‬‬

‫‪ ‬ضرورة إنشاء مصارف إسالمية أكثر في الجزائر من أجل النهوض بالنظام المصرفي اإلسالمي؛‬
‫‪ ‬ضرورة إعادة قراءة المشرع الجزائري ألحكام النظام ‪ 20/02‬المتضمن العديد من األخطاء؛‬
‫‪ ‬إعادة دراسة مواد النظام ‪ 20/02‬المتعلقة بصيغ التمويل اإلسالمي والتوسيع فيها ليشمل جميع صيغ‬
‫التمويل اإلسالمي؛‬
‫‪ ‬التوجه نحو فتح بنوك إسالمية بدل الشبابيك مما يشجع الفرد الجزائري أكثر ويزيد من ثقته في‬
‫شرعية المعامالت التي يقوم بها البنك؛‬
‫‪ ‬يجب على المشرع الجزائري وضع قانون يفصل فصال تاما بين العمل في النوافذ اإلسالمية‬
‫والمصارف التقليدية‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫خاتمة‬

‫أفاق البحث‬

‫لقد تناول هذا البحث موضوع الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء ‪ 20/02‬وال يمكن اعتباره قد‬
‫أحاط بكل جوانب الموضوع وهذا ما فتح المجال للقيام بالعديد من الدراسات من بينها‪:‬‬

‫‪ ‬معوقات إنشاء البنوك اإلسالمية في الجزائر؛‬


‫‪ ‬طرق تسويق منتجات الصيرفة اإلسالمية في الجزائر؛‬
‫‪ ‬دور القوانين التشريعية في تسيير النظام المصرفي اإلسالمي الجزائري؛‬
‫‪ ‬معوقات انضمام الجزائر للمؤسسات الداعمة للمالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوال‪ :‬النصوص القانونية‬

‫‪ )1‬نظام رقم ‪ 20/02‬مؤرخ في ‪ 02‬رجب ‪ 1441‬الموافق لـ‪ 11‬مارس ‪ ،0202‬يحدد العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة‬
‫اإلسالمية وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 42 ،61‬مارس‪.4242‬‬

‫‪ )0‬من المقرر ‪ 21/02‬المؤرخ في ‪20‬شعبان ‪1441‬الموافق لـ‪ 21‬أبريل ‪ 0202‬المتضمن إنشاء الهيئة الشرعية الوطنية‬
‫لإلفتاء للصناعة المصرفية اإلسالمية‪ ،‬الصادر عن المجلس اإلسالمي األعلى‪.‬‬

‫‪ )3‬التعليمة ‪ 23/02‬المؤرخة في ‪20‬أفريل ‪ 0202‬المعرفة للمنتجات المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية المحددة لإلجراءات‬
‫والخصائص التقنية لتنفيذها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬صادرة عن بنك الجزائر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الكتب‬

‫‪ )4‬بن إبراهيم الغالي‪ ،‬أبعاد القرار التمويلي واالستثماري في البنوك اإلسالمية‪ ،‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة ‪10‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.2102 ،‬‬

‫‪ )1‬حيدر يونس الموسوي‪ ،‬المصارف اإلسالمية وآثارها في سوق األوراق المالية‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة‬
‫‪ ،10‬عمان األردن‪.2100 ،‬‬

‫‪ )6‬حسين سمحان‪ ،‬أسس العمليات المصرفية اإلسالمية‪ ،‬دار المسيرة العلمية للنشر‪ ،‬طبعة ‪ ،10‬عمان‪ ،‬األردن‪.2102 ،‬‬

‫‪ )0‬حسين سمحان وإسماعيل يونس يامن‪ ،‬اقتصاديات النقود والمصارف‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة ‪ ،10‬عمان‬
‫األردن ‪.2100‬‬

‫‪ )8‬حسين محمد وموسى عمر مبارك‪ ،‬محاسبة المصارف اإلسالمية في ضوء المعايير الصادرة عن الهيئة المحاسبية‬
‫والمراجعة والضوابط والمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬دار المسيرة لنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة ‪ ،10‬عمان‪ ،‬األردن‪.2112 ،‬‬

‫‪ )9‬خالد أمين عبد الله وحسين سعيد سعيفان‪ ،‬العمليات المصرفية الطرق المحاسبية الحديثة‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة‬
‫‪ ،12‬عمان األردن‪.2100 ،‬‬

‫‪ )12‬رانية زيدان شحاذة العالونة‪ ،‬إدارة المخاطر في المصارف اإلسالمية‪ ،‬عماد الدين للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة ‪ ،10‬عمان‬
‫األردن ‪.2102‬‬

‫‪ )11‬رشيد حميران‪ ،‬مبادئ االقتصاد وعوامل التنمية في اإلسالم‪ ،‬دار الشومة‪ ،‬الجزائر‪.2112 ،‬‬

‫‪ )10‬سعيد بن سعد المرطان‪ ،‬كتاب المنتدى األول ضوابط تقديم الخدمات المصرفية اإلسالمية في البنوك التقليدية تجربة البنك‬
‫األهلي التجاري السعودي‪.‬‬

‫‪ )13‬سعيد علي العبيدي‪ ،‬االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دار دجلة للنشر‪ ،‬طبعة ‪ ،10‬عمان‪ ،‬األردن‪.2100 ،‬‬

‫‪79‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ )14‬سليمان ناصر تجربة البنوك اإلسالمية في الجزائردراسة تقييمية عامة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ألفا للوثائق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‬
‫األردن‪.4244 ،‬‬

‫‪ )11‬شهاب أحمد سعيد العزعزي‪ ،‬إدارة البنوك اإلسالمية‪ ،‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة ‪ ،10‬عمان‪ ،‬األردن‪.2102 ،‬‬

‫‪ )16‬صادق راشد الشمري‪ ،‬الصناعة المصرفية اإلسالمية مداخيل تطبيقات‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة العربية‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.2102 ،‬‬

‫‪ )10‬عبد الفتاح النسور‪ ،‬تسويق المنتجات المصرفية‪ ،‬الطبعة‪ ،6‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.4262 ،‬‬

‫‪ )18‬عبد الناصر براني أبو شهد‪ ،‬إدارة المخاطر في المصارف اإلسالمية‪ ،‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة ‪ ،26‬عمان‪،‬‬
‫األردن ‪.4266‬‬

‫‪ )19‬فائق شقير وآخرون‪ ،‬محاسبة البنوك‪ ،‬دار المسير للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة ‪ ،24‬عمان‪ ،‬األردن‪.4224 ،‬‬

‫‪ )02‬فليح حسن خلف‪ ،‬النقود والبنوك ـ عالم الكتب الحديث‪ ،‬الطبعة ‪ ،10‬أريد‪.2112 ،‬‬

‫‪ )01‬محمود حسين الوادي وآخرون‪ ،‬االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬طبعة ‪ ،10‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2101‬‬

‫‪ )00‬محمود حسين الوادي وآخرون‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬دار المسير للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬طبعة ‪ ،10‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2101‬‬

‫‪ )03‬نجاح عبد العليم وعبد الوهاب أبو الفتوح‪ ،‬أصول المصرفية واألسواق المالية اإلسالمية ـ عالم الكتب الحديث‪ ،‬الطبعة‬
‫‪ ،10‬أريد ‪.2102‬‬

‫‪ )24‬نعيم نمر داوود‪ ،‬البنوك اإلسالمية نحو اقتصاد إسالمي‪ ،‬طبعة‪ ،6‬دار البداية ناشرون وموزعون‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.4264 ،‬‬

‫‪ )01‬نوري عبد الرسول الخاقاني‪ ،‬المصرفية اإلسالمية األسس النظرية وإشكالية التطبيق‪ ،‬الطبعة العربية‪ ،‬دار اليازوري‬
‫للنشر والتوزيع‪.4266،‬‬

‫ثالثا‪ :‬المجالت والمقاالت‬

‫‪ )06‬العرابي مصطفى وطروبيا ندير‪ ،‬توطين الصيرفة اإلسالمية في البنوك الجزائرية‪ :‬تحديات التطبيق ومتطلبات النجاح في‬

‫ضوء النظام (‪ ،)20/02‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬المجلد السادس‪ ،‬العدد‪ ،4‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪،‬‬

‫أدرار‪ -‬الجزائر‪.4242 ،‬‬

‫‪80‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ )00‬بدروني عيسى وغربي حمزة‪ ،‬الصيرفة اإلسالمية في الجزائر شباك العمليات البنكية اإلسالمية وفق النظام رقم ‪20/02‬‬
‫نموذجا‪ ،‬مجلة االقتصاد اإلسالمي العالمية‪ ،‬العدد‪ ،89‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ -‬الجزائر ‪.4242‬‬

‫‪ )08‬بودريوة أمينة ومالكي محمد‪ ،‬تقييم قرار العمل بالنوافذ اإلسالمية في الجزائر وإشكاليات تطبيقه‪ ،‬مجلة "دراسات في‬
‫االقتصاد والتجارة والمالية‪ ،‬مخبر الصناعات التقليدية لجامعة الجزائر ‪ ،3‬المجلد ‪ ،29‬العدد ‪ ،26‬سنة ‪.4268‬‬

‫‪ )09‬بلقاسمي سليم‪ ،‬عمليات الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء نظام بنك الجزائر رقم ‪ ،20/02‬مجلة نور للدراسات‬
‫االقتصادية‪ ،‬مجلد‪ ،21‬عدد‪ ،26‬جامعة الجزائر بن خذة بن يوسف‪.4242 ،‬‬

‫‪ )32‬بوحسون عبد الرحمان‪ ،‬واقع الصيرفة اإلسالمية في ظل التمويل التقليدي للبنوك الصناعة المالية اإلسالمية في الجزائر‬
‫نموذجا‪ ،‬مجلة حوليات جامعة الجزائر‪ ،6‬المجلد ‪ ،32‬العدد ‪ ،22‬جامعة أحمد زبانة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ )31‬بوحيضر رقية‪ ،‬دراسة تحليلية للنظام ‪ 20/02‬الخاص بشبابيك الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وعوامل تطويرها على‬
‫ضوء التجربة الماليزية‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر‪ ،6‬المجلد‪ ،32‬العدد‪ ،22‬كلية العلوم التجارية واالقتصادية‪ ،‬جيجل‪-‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.4242‬‬

‫‪ )30‬خضيرة عقبة‪ ،‬النوافذ اإلسالمية في البنوك التقليدية ودورها في تعزيز الشمول المالي‪ ،‬مجلة المنهل االقتصادي‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،22‬عدد ‪ ،24‬جامعة الشهيد حمة لخضر بالوادي ـ الجزائر‪.4246 ،‬‬

‫‪ )33‬خليفي جمال وعبد الرحمان عبد القادر‪ ،‬دراسة تحليلية لواقع تمويل النوافذ اإلسالمية للمؤسسات االقتصادية في‬
‫الجزائر‪ ،‬مجلة أبحاث اقتصاد معاصرة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪.4244 ،26‬‬
‫‪ )34‬سمية بوكايس ونصيرة زوطاط‪ ،‬تأسيس البنوك وشبابيك الصيرفة اإلسالمية وفق النظام ‪ ،20/02‬مجلة البصائر‬
‫للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد‪ ،26‬العدد‪ ،24‬جامعة عين تموشنت‪-‬الجزائر‪.4246 ،‬‬

‫‪ )31‬عبد الرزاق بوعيطة‪ ،‬تقييم الدور االقتصادي لبنك السالم اإلسالمي (دراسة مقارنة بين بنك السالم السوداني وبنك‬
‫السالم الجزائري)‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية والتسيير وعلوم تجارية‪ ،‬المجلد ‪ ،62‬عدد ‪.24‬‬

‫‪ )36‬عبد العزيز قادري‪ ،‬عبد الحميد سويدي‪ ،‬النظام القانوني للصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات‬
‫الحصول على شهادة ماستر تخصص قانون أعمال‪ ،‬جامعة العقيد أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪-‬الجزائر‪.4246 ،‬‬
‫‪ )30‬عبد النور نوي‪ ،‬الصيرفة اإلسالمية وفق أحكام النظام‪ ،20/02‬مجلة طبنة للدراسات العلمية األكاديمية‪ ،‬المجلد‪،22‬‬
‫العدد‪ ،26‬جامعة خميس مليانة‪ ،‬الجزائر‪.4246 ،‬‬
‫‪ )38‬عدنان محريق‪ ،‬التحول نحو الصيرفة اإلسالمية مع اإلشارة لحالة الجزائر‪ ،‬مجلة الدراسات االقتصادية والمالية‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،62‬العدد ‪ ،24‬جامعة حمة الوادي‪.‬‬
‫‪ )39‬عبير مرغيش ومحمد عدنان بن ضيف‪ ،‬النظام القانوني لشبابيك الصيرفة اإلسالمية في القطاع المصرفي الجزائري‬
‫دراسة على ضوء النظام ‪ ،20/02‬مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬المجلد ‪ ،62‬العدد ‪ ،48‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪-‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.4244‬‬

‫‪81‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ )42‬محمد لعناني وأسماء حوفاني‪ ،‬مدى التزام نظام الصيرفة اإلسالمية في الجزائر بمبادئ العمل المصرفي اإلسالمي دراسة‬
‫تحليلية للنظام ‪ ،20/02‬مجلة التكامل االقتصادي‪ ،‬المجلد ‪ ،29‬العدد ‪ ،24‬جامعة الشهيد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬جامعة أحمد‬
‫دراية‪ ،‬أدرار‪-‬الجزائر‪.4242 ،‬‬
‫‪ )41‬محمد هاشم القاسمي الحسني‪ ،‬تجربة مصرف السالم الجزائري في التمويل اإلسالمي‪ ،‬مقترح لليوم الدراسي‬
‫‪ ،4262/64/8‬ص ‪ ،6‬منقول عن ‪ iefpedia.com‬يوم ‪.4244/22/44‬‬
‫‪ )40‬ميلود بن حوحو‪ ،‬قراءة أحكام النظام ‪ 20/02‬المؤرخ في ‪ 11‬مارس ‪ -0202‬المحدد للعمليات البنكية المتعلقة‬
‫بالصيرفة اإلسالمية وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ -‬والتعليمة ‪ 23/02‬المؤرخة في ‪ 20‬أفريل‬
‫‪ 0202‬المعرفة للمنتجات المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية والمحددة لإلجراءات والخصائص التقنية لتنفيذها من طرف البنوك‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬المجلة الجزائرية لقانون األعمال‪ ،‬العدد‪ ،6‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪-‬الجزائر‪.4242 ،‬‬
‫‪ )43‬نواري لعالوي وخليل عبد القادر‪ ،‬مساهمة النوافذ اإلسالمية في تعزيز الشمول المالي بالجزائر‪ ،‬مجلة اإلدارة والتنمية‬
‫للبحوث والدراسات‪ ،‬المجلد ‪ ،62‬العدد ‪ 24‬ديسمبر ‪.4246‬‬
‫رابعا‪ :‬المواقع اإللكترونية‬
‫‪ )44‬الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪https://www.researchgate.net/publication/331135765_alyat_wmttlbat_ttwyr_almsrfyt_alaslamytf‬‬
‫‪ ،y_aljzayr‬تاريخ اإلطالع‪.4244/23/32 :‬‬
‫‪ )41‬موقع البنك‪https://www.albaraka-bank.com/wp-content/uploads/2018/12/SAAFI-2018-Etat- :‬‬
‫اإلطالع‪:‬‬ ‫تاريخ‬ ‫‪،des-lieux-de-la-banque-islamique-en-Alg%C3%A9rie-AL-BARAKA-BANK.pdf‬‬
‫‪.2122/12/22‬‬

‫‪ )46‬موقع البنك‪ ،https://www.alsalamalgeria.com/ar/blog/list-26-4.html :‬تاريخ اإلطالع‪.4244/22/42 :‬‬

‫‪82‬‬
‫فهرس الجداول واألشكال‬
‫فهرس الجداول واألشكال‬

‫فهرس الجداول‬

‫ص‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬

‫‪93‬‬ ‫جدول تمويالت البنك حسب صيغ التمويل لسنة ‪0202‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪74‬‬ ‫جدول توزيع تمويالت مصرف السالم الجزائر حسب صيغ التمويل لسنة‬ ‫‪10‬‬
‫‪0202‬‬
‫‪40‬‬ ‫الهيئات الداعمة للمالية اإلسالمية الصادرة للمعايير وغير صادرة للمعايير‬ ‫‪19‬‬

‫‪40‬‬ ‫المعايير الصادرة للهيئات الداعمة للمالية اإلسالمية‬ ‫‪17‬‬

‫فهرس األشكال‬

‫ص‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬


‫‪04‬‬ ‫مصادر أموال المصارف اإلسالمية‬ ‫‪0‬‬
‫‪02‬‬ ‫الهيكل التنظيمي العام إلدارة بنك البركة الجزائري‬ ‫‪0‬‬
‫‪03‬‬ ‫الهيكل التنظيمي العام إلدارة بنك السالم الجزائر‬ ‫‪9‬‬
‫‪71‬‬ ‫األعمدة البيانية لتوزيع تمويالت بنك البركة حسب صيغ التمويل لسنة ‪0202‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪74‬‬ ‫األعمدة البيانية لتوزيع تمويالت مصرف السالم الجزائري حسب صيغ التمويل لسنة‬ ‫‪5‬‬
‫‪20‬‬ ‫ات الصيرفة اإلسالمية وفق النظام ‪ 20/02‬والتعليمة ‪20/02‬‬ ‫منتج‬
‫‪0202‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪84‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهــرس المحتويات‬

‫فهـرس المحتويات‬

‫إهداء‬
‫شكر وتقدير‬
‫أ‬ ‫‪....................................................................................................................‬‬ ‫مقدمــة‬
‫‪10‬‬ ‫‪...........................................................‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري للصيرفة اإلسالمية‬

‫‪10‬‬ ‫مقدمة الفصل األول ‪................................................................‬‬

‫‪03‬‬ ‫‪................................................................‬‬ ‫المبحـث األول‪ :‬ماهية الصيرفة اإلسالمية‬

‫‪10‬‬ ‫‪......................................................‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نشأة الصيرفة اإلسالمية وتعريفها‬

‫‪30‬‬ ‫‪..........................................................................‬‬ ‫أوال‪ :‬نشأة الصيرفة اإلسالمية‬

‫‪30‬‬ ‫اإلسالمية ‪................................. .....................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تعريف الصيرفة‬

‫‪10‬‬ ‫اإلسالمية ‪............................................‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص وأهداف الصيرفة‬

‫‪30‬‬ ‫اإلسالمية‪...................................................................‬‬ ‫أوال‪ :‬خصائص الصيرفة‬

‫‪30‬‬ ‫اإلسالمية ‪......................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أهداف الصيرفة‬

‫‪10‬‬ ‫اإلسالمية ‪................................................. .......‬‬ ‫المبحـث الثانـي‪ :‬آليات عمل الصيرفة‬

‫‪10‬‬ ‫اإلسالمية ‪..................................................‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أسس وضوابط الصيرفة‬

‫‪30‬‬ ‫اإلسالمية ‪.........................................................................‬‬ ‫أوال‪ :‬أسس الصيرفة‬

‫‪21‬‬ ‫اإلسالمية ‪.....................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ضوابط الصيرفة‬

‫‪00‬‬ ‫اإلسالمية ‪............................... ......‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مصادر أموال ووظائف الصيرفة‬

‫‪20‬‬ ‫اإلسالمية ‪...........................................................‬‬ ‫أوال‪ :‬مصادر أموال المصارف‬

‫‪21‬‬ ‫اإلسالمية ‪............................................... ......................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬وظائف الصيرفة‬

‫‪01‬‬ ‫خاتمة الفصـل األول‪................................................................‬‬

‫‪86‬‬
‫فهــرس المحتويات‬

‫‪00‬‬ ‫الجزائر‪............................................‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬واقع الصيرفة اإلسالمية في‬

‫‪00‬‬ ‫مقدمة الفصل الثاني ‪...............................................................‬‬

‫‪00‬‬ ‫الجزائر ‪.................................................‬‬ ‫المبحـث األول‪ :‬ماهية الصيرفة اإلسالمية في‬

‫‪00‬‬ ‫الجزائر‪.....................................‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نشأة وتطور الصيرفة اإلسالمية في‬

‫‪10‬‬ ‫الجزائري ‪................................................................................‬‬ ‫أوال‪ :‬بنك البركة‬

‫‪10‬‬ ‫الجزائري ‪................................................. .............................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬بنك السالم‬

‫‪00‬‬ ‫الجزائر ‪................................................‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي في‬

‫‪10‬‬ ‫الجزائري‪................................ ..........................‬‬ ‫أوال‪ :‬صيغ تمويل في بنك البركة‬

‫‪03‬‬ ‫الجزائري‪......................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬صيغ التمويل في بنك السالم‬

‫‪90‬‬ ‫الجزائر‪............................................................‬‬ ‫المبحـث الثانـي‪ :‬النوافذ اإلسالمية في‬

‫‪90‬‬ ‫الجزائر‪.................................‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للنوافذ اإلسالمية في‬

‫‪00‬‬ ‫اإلسالمية‪................................................................. ...........‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم النوافذ‬

‫‪03‬‬ ‫الجزائر‪..........................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬دوافع وشروط فتح النوافذ اإلسالمية في‬

‫‪10‬‬ ‫الجزائر‪......................................‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬واقع النوافذ الصيرفة اإلسالمية في‬

‫‪02‬‬ ‫‪..................................................‬‬ ‫أوال‪ :‬أهم النوافذ اإلسالمية في البنوك الجزائرية‬

‫‪01‬‬ ‫‪.........................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تحديات ومعوقات النوافذ اإلسالمية في الجزائر‬

‫‪10‬‬ ‫خاتمة الفصـل الثاني‪................................................................‬‬

‫‪87‬‬
‫فهــرس المحتويات‬

‫‪19‬‬ ‫‪........................10/01‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء النظام‬

‫‪11‬‬ ‫مقدمة الفصل الثالث ‪.....................................................................‬‬

‫‪10‬‬ ‫المبحـث األول‪ :‬مضمون النظام ‪................................................10/01‬‬

‫‪56‬‬ ‫‪.......................................... ............10/01‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف وأهداف النظام‬

‫‪56‬‬ ‫‪............................................................................ 31/13‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف النظام‬

‫‪57‬‬ ‫‪........................................................................... 31/13‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أهداف النظام‬

‫‪57‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬عمليات ومنتجات الصيرفة اإلسالمية وشروط ممارستها وفق النظام ‪10/01‬‬

‫‪57‬‬ ‫‪..........................................31/13‬‬ ‫أوال‪ :‬عمليات الصيرفة اإلسالمية في النظام‬

‫‪62‬‬ ‫‪.............................31/13‬‬ ‫ثانيا‪ :‬شروط ممارسة الصيرفة اإلسالمية في النظام‬

‫‪66‬‬ ‫المبحث الثانـي‪ :‬شروط شبابيك وودائع الصيرفة اإلسالمية وتقييم النظام ‪.........10/01‬‬

‫‪66‬‬ ‫‪.....10/01‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬شروط خاصة شباك الصيرفة اإلسالمية والودائع في نظام‬

‫‪66‬‬ ‫اإلسالمية ‪............................................................‬‬ ‫أوال‪ :‬استقاللية شباك الصيرفة‬

‫‪67‬‬ ‫‪......................................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬شروط الودائع‬

‫‪68‬‬ ‫‪..............................‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تقييم النظام ‪ 10/01‬وأفاق الصيرفة اإلسالمية‬

‫‪68‬‬ ‫‪.............................................................31/13‬‬ ‫أوال‪ :‬ايجابيات ونقائص النظام‬

‫‪69‬‬ ‫اإلسالمية‪............................................................. ............‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أفاق الصيرفة‬

‫‪30‬‬ ‫خاتمة الفصـل الثالث‪................................................................‬‬

‫‪31‬‬ ‫خاتمــة‪....................................................................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫فهرس المصادر والمراجــع‪.................................................................‬‬
‫‪83‬‬ ‫فهرس الجـداول واألشكــال‪.................................................................‬‬
‫‪51‬‬ ‫فهرس المحتويــات‪.........................................................................‬‬

‫‪88‬‬
‫ملخص‬

‫ملخص‬
‫من خالل بحثنا هذا توصلنا إلى أن طبيعة عمل المصارف اإلسالمية تختلف عن المصارف‬
‫ حيث أن المصارف اإلسالمية ال تتعامل بسعر الفائدة (الربا) وال تسعى لتحقيق ربح بل تعمل‬،‫التقليدية‬
‫ على عكس المصارف التقليدية التي تسعى جاهدة لتحقيق أقصى ربح‬،‫حسب أحكام الشريعة اإلسالمية‬
.‫ممكن‬

‫ بنك البركة‬:‫عملت الجزائر على فتح مصارف إسالمية بها وذلك من خالل إنشاء مصرفين‬
‫ كما اتجهت لتوطين الصيرفة اإلسالمية في المصارف الجزائرية من خالل السماح بفتح‬،‫ومصرف السالم‬
‫ المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد ممارستها‬20/02 ‫نوافذ وشبابيك أقرها النظام‬
‫ والتي ال تقوم على الفائدة الربوية بل تقوم على أحكام الشريعة‬،‫من طرف المصارف والمؤسسات المالية‬
.‫اإلسالمية‬

‫تأتي هذه الدراسة لتسليط الضوء على التعرف بالصيرفة اإلسالمية من خالل أهم العمليات التي‬
...‫ السلم‬،‫ االستصناع‬،‫ المضاربة‬،‫ المشاركة‬،‫ المرابحة‬:‫تقوم بها والمتمثلة في‬

.20/02 ‫ النظام‬،‫ النوافذ اإلسالمية‬،‫ بنك السالم‬،‫ بنك البركة‬،‫ الصيرفة اإلسالمية‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract :

Through our research, we concluded that the nature of the work of Islamic
banks activities is different from traditional banks, as Islamic banks do not deal
with the interest rate (usury) and do not seek to make a profit, but rather operate,
according to the law of Islamic sharia, unlike traditional banks that strive to
maximize the profit.

Algeria worked to open Islamic banks through the establishment of two


banks: Al Baraka bank and Al Salam bank. It also tended to localize Islamic
banking in Algerian banks by allowing the opening of counter that approved by
the law number 02/20. That defines banking operations related to Islamic banking
and the rules for its practice by banks and financial institutions, which is not based
on usurious interest, but is based on the provisions of Islamic sharia.

This study comes to shed light on the identification of Islamic banking


through the most important operations carried out by it, like for example:
murabaha mark up, mudaraba speculation, lstisnaa, salam ...

Keywords: Islamic banking, Al Baraka bank, Al Salam bank, Islamic


windows, law 02/20.

89

You might also like