You are on page 1of 14

‫األزمة المالية العالمية‬

‫األسباب واآلثار و التحوطات الوطنية‬

‫يقف العالم بأسره مشدوهاً أمام ما يسمي باألزمة المالية العالمية فأكبر اقتصاد في العالم‬
‫مهدد باالنزالق إلي الكساد واإلفالس فلقد ضبط االقتصاد األمريكي يدير أكبر كازينو للقمار وال‬
‫مفر من العقاب ‪ ،‬ولماذا تسمي بأزمة مالية وليس أزمة اقتصادية مثل االقتصادية المسماة بالكساد‬
‫الكبير في سنة ‪ 1929‬مسيحي أنها فعالً أزمة مالية كونها نشئت بسبب القطاع المالي وهو الذي‬
‫يدفع الفاتورة أوالً ولكنها سوف تجر ورائها االقتصاد األمريكي والعالمي ورائها ‪ ،‬إننا في حاجة‬
‫التعرف على ماهية هذه األزمة بشكل واضح قبل الخوض في التفاصيل‪.‬‬
‫ولكي نفهم األزمة فإنه يجب التفرقة أوالً بين االقتصاد العيني والحقيقي واالقتصاد‬
‫المالي‪.‬‬
‫فاالقتصاد العيني هو ما يتعلق باألصول العينية وهو يتناول كل الموارد الحقيقية التي‬
‫تشبع الحاجات بطريقة مباشرة مثل السلع االستهالكية أو بطريقة غير مباشرة مثل السلع‬
‫االستثمارية وإ ذا كان االقتصاد العيني هو األساس في حياة البشر وسبيل تقدمها منذ اكتشفت‬
‫البشرية من وقت مبكر ‪ ،‬إن هذا االقتصاد العيني وحده ال يكفي بل البد أن يزود بأدوات مالية‬
‫تشمل عمليات التبادل وللحصول على قيمة عادلة األصول ‪.‬‬
‫وظهرت سندات الملكية الستخدامها في البيع والشراء بالمقايضة ثم ظهرت النقود‬
‫كوسيلة مثلي للتبادل وتحولت حقوق الملكية إلي أسهم وأوراق مالية يتم تبادلها باألسواق‬
‫والبورصات المالية وساعد ذلك على انتشار وتوسيع الشركات وتداول ملكيتها وقدرتها على‬
‫االستدامة والتوسع‪.‬‬
‫وقد أدى التطور الهائل الذي شهده القطاع المالي وخصوصاً الجهاز المصرفي بتقديم‬
‫القروض وتقوم بتحويلها إلي مديونات عامة تتمتع بثقة كبيرة لدى الجمهور من خالل إصدار‬
‫لسندات ووثائق السترجاع قيمة الديون التي منحتها لعمالئها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وبالتالي يقبل عليها المستثمرون ألنهم يثقون في هذه البنوك وأيضاً يضعون ودائعهم‬
‫لديها‪.‬‬
‫ومن هنا بدأت األزمة بين االقتصاد العيني واالقتصاد المالي فالتوسع المالي بإصدار‬
‫أنواع متعددة من األصول المالية المتنوعة بشكل مستقل تماماً عن االقتصاد العيني أو الحقيقي‬
‫ويظهر ذلك جلياً في إيجاد أدوات مالية متطورة جداً باألسواق المالية تسمي المستقبليات أو‬
‫المشتقات وزيادة عدد المدنيين وبالتالي زاد من مخاطر عدم السداد وبالتالي فقدان األدوات المالية‬
‫المتداولة تأسيساً على هذه القروض لقيمتها‪.‬‬
‫بناء على أصل واحد‬
‫وهذه المشتقات أدت إلي توليد موجات متتالية من األصول المالية ً‬
‫بنية على قيمة التداول في هذه األصول المالية الغير حقيقية‪.‬‬
‫أزمة الرهون العقارية ‪ .‬ماذا حدث بالتحديد ؟‬
‫ولدت األزمة األخيرة نتيجة ما أطلق عليه أزمة الرهون العقارية فالعقارات في أمريكا‬
‫هي أكبر مصدر لإلقراض واالقتراض ‪ ،‬فالحلم األمريكي لكل مواطن هو أن يملك بيته ‪ ،‬ولذلك‬
‫فهو يشتري عقاره بالدين من البنك مقابل رهن هذا العقار واألزمة بدأت فيما عرف بالرهون‬
‫العقارية األقل جودة ‪ subprime‬فماذا حدث ؟‬
‫يشتري المواطن بيته بالدين مقابل رهن هذا العقار ثم ترتفع قيمة العقار بالسوق فيحاول‬
‫صاحب العقار الحصول على قرض جديد نتيجة ارتفاع سعر العقار وذلك مقابل رهن جديد من‬
‫الدرجة الثانية ومن هنا التسمية بأنها الرهون األقل جودة ألنها رهون من الدرجة الثانية وبالتالي‬
‫فإنها معرضة أكثر للمخاطر إذا انخفضت قيمة العقارات ولكن البنوك لم تكتفي بالتوسع في هذه‬
‫القروض األقل جودة بل استخدمت المشتقات المالية لتوليد مصادر جديدة للتمويل وبالتالي التوسع‬
‫في منح القروض ضعيف الجودة ‪ ،‬ويتجمع لدى البنك محفظة كبيرة من الرهونات العقارية فإنه‬
‫يلجأ إلي إصدار أوراق مالية جديدة يقترض بها من المؤسسات المالية األخرى بضمان هذه‬
‫المحفظة وهو ما يطلق عليه التوريق( تحويل القروض المرهونة إلي أورق مالية واسترجاع‬
‫القروض وتحويلها إلي طرف أخر بالسوق وهكذا تدور)‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫فكأن البنك لم يكتفي باإلقراض األولي بضمان هذه العقارات بل أصدر موجة أخرى ثانية‬
‫من األصول المالية بضمان هذه الرهون العقارية فالبنك يقدم محفظته من الرهون العقارية‬
‫كضمان لالقتراض بسندات أو أوراق المالية مضمونة بالمحفظة العقارية‪.‬‬
‫وهكذا فإن العقار الواحد يعطي مالكين الحق في اإلقراض من البنك ولكن البنك يعيد‬
‫استخدام نفس العقار ضمن محفظة أكبر لإلقراض بموجبها من جديد من المؤسسات المالية‬
‫األخرى وتسمي العملية موجة بعد موجة بحيث يولد العقار طبقات متتابعة من اإلقراض بأسماء‬
‫المؤسسات المالية واحدة بعد األخرى سواء كانت في أمريكا أو خارجها‪.‬‬
‫ببساطة استغلت البنوك المقرضة أدوات مالية غير مضمونة فالقروض العقارية بفوائد‬
‫متدنية أوجدت سوقاً ناشطة للعقارات وزادت في طلبها مما رفع قيمة المنازل وحولها إلي أمول‬
‫مرهونة قابلة إلضافة ديون أخري بهدف تحقيق رفاهية األسر الساكنة للمنازل ومع توسع‬
‫اإلقراض العقاري بجانب اإلقراض لشراء السيارات الفارهة والقيام بنزهات وترميم المنازل‬
‫واألثاث الفخم لجأت البنوك إلي إصدار سندات في مقابل رهونها العقارية وبيعها إلي مستثمرين‬
‫عالميين مقابل فوائد وقام هوالء المستثمرين ببيع هذه السندات مرة أخري أو رهنها لدى صناديق‬
‫استثمار أو تحولت لشراء مزيد من السندات ذاتها ناتجة أيضاً من قروض عقارية أو للسلع‬
‫الكمالية المعمرة مثل السيارات وتراكمت األخطاء ‪ ،‬الخطأ األول نتج من التوسع في اإلقراض‬
‫لقاء فوائد ترتبط بالمستويات التي يقرها البنك المركزي األمريكي وهذه ارتفعت من ‪ %1‬لدي‬
‫عقد القرض العقاري إلي ‪ %4.5‬بداية األزمة العام الماضي‪.‬‬
‫أي أن السوق العقارية كانت هي السبب الرئيسي وراء كل ذلك ‪ ،‬أضف إلي ذلك‬
‫اإلغراءات التي قدمتها البنوك إلي المقترضين من تسهيالت مصرفية محاطة بالكثير من الثقوب‬
‫وذلك يعنى أن القروض العقارية الممنوحة تنحصر في عملية السداد في السنوات الثالث األولي‬
‫على تسديد الفوائد على القروض ومع ارتفاع الفائدة المتحركة عجز غالبية المقترضين عن سداد‬
‫أقساط أصل القرض والغرامات المالية العالية المترتبة على عدم السداد مما فاقم من حدوث‬
‫المشكلة وجاء بعد ذلك االلتباس في األصول الضامنة للقروض أو للسندات وهو بمثابة الخطأ‬
‫الثالث‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫فالبنوك اعتبرت إلي حد بعيد منيعة على االنهيار علماً بان األمور كلها كانت رهناً بحال‬
‫المقترض األساسي ومدى مالءته المالية للوفاء بالتزاماته وعندما عجز عن السداد زاد ثقل الدين‬
‫عليه وتحولت السندات إلي عبء وصارت سندات رديئة تسببت بانهيار المصارف المقرضة‬
‫لحاجتها إلي سيولة وأصابت صناديق التحوط والمستثمرين بخسائر امتدت لتضرب شركات‬
‫التأمين على السندات العقارية ‪.‬‬
‫أهم األحداث منذ بداية األزمة‪.‬‬
‫البنك األمريكي ليمان براذرز وضع بتاريخ ‪ / 15‬الفاتح تحت حماية قانون اإلفالس قبل‬ ‫‪-‬‬
‫تصفيته واشتري البنك البريطاني باركليز األنشطة األمريكية في حين اشتري البنك الياباني‬
‫نومورا هولدينغ األنشطة في أوروبا وأسيا والشرق األوسط‪.‬‬
‫‪ -‬وضعت وزارة الخزانة األمريكية فان ماك وذيدي ماك وهما هيئتان إلعادة تمويل التسليفات‬
‫العقارية تحت وصاية الدولة بتاريخ ‪ / 7‬الفاتح‪.‬‬
‫‪ -‬بنك أوف أمريكا أشتري بنك األعمال األمريكي ميريل لينش بتاريخ ‪ / 15‬الفاتح‪.‬‬
‫‪ -‬تأميم المجموعة األمريكية العمالقة في مجال التأمين ( إى أى جي ) بتاريخ ‪ / 16‬الفاتح لتفادي‬
‫االفالس‪.‬‬
‫‪ -‬أشتري بنك لويد تي إ سبي منافسة البريطاني أتش بي أو إس رابع بنك في بريطانيا من حيث‬
‫رأسماله بتاريخ ‪ / 15‬الفاتح‪.‬‬
‫‪ -‬بنكا األعمال المستقالن ‪ -‬قولد مان ساكس ومورغان ستاني أخطر بتاريخ ‪ / 21‬الفاتح إلي‬
‫التحول إلي مجموعتين مصرفيتين قابضتين ويحصل فولد مان ساكس على تمويل بقيمة ‪5‬‬
‫مليار دوالر من المليار دير ( وارن بوفيتا ) ومورغان ستانلي يفتح رأسماله أمام البنك‬
‫الياباني ميتسوبيشي يو إ ف جي ‪.‬‬
‫‪ -‬المجموعة األمريكية واشطن ميوتشوال سادس بنك أمريكي من حيث األصول أعلنت إفالسها في‬
‫‪ / 25‬الفاتح ‪ ،‬وقد أغلقتها السلطات األمريكية ونظمت التحويل الفوري لودائعها إلي منافسها‬
‫جي بي مورغان تشيز مقابل ‪ 9.1‬مليار دوالر‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬انهارت المجموعة المصرفية والتأمينية البلجيكية و الهولندية فوتيس بتاريخ ‪ / 28‬الفاتح لكن‬
‫السلطات في بلجيكا ولوكسبوغ وهولندا قررت ضخ ما مجموعة ‪ 11.2‬مليار يورو لتمويل‬
‫فوتيس مقابل حصص في رأس مال المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬تم تأميم البنك البريطاني براد فورد بينغلي وتصفيته بتاريخ ‪ / 29‬الفاتح وهو المؤسسة المالية‬
‫البريطانية الرابعة التي تفقد استقالليتها منذ بداية األزمة‪.‬‬
‫‪/ 29‬‬ ‫‪ -‬اشتري سيتي غروب مصرف أوكفيا رابع بنك أمريكي من حيث األصول بتاريخ‬
‫الفاتح بإشراف الحكومة‪.‬‬
‫‪ -‬اسيلندا أعلنت الحكومة بتاريخ ‪ / 29‬الفاتح شراء ‪ %75‬من رأس مال غليتنر ثالث بنك في البالد‬
‫الذي يعاني نقص في السيولة مبلغ قدره ‪ 600‬مليون يورو‪.‬‬
‫‪ -‬أفلت البنك األلماني الخاص هيبوريل أستيت المتخصص في الشأن العقاري من اإلفالس في‬
‫‪ / 29‬الفاتح بفضل خطة إئتمان بقيمة ‪ 35‬مليار يورو بكفالة الدولة األلمانية ‪.‬‬
‫خطة اإلنقاذ األمريكية‬
‫أجاز مجلس الشيوخ األمريكي خطة بتكلفة ‪700‬مليار دوالر إلنقاذ المؤسسات المالية األمريكية‬
‫وقد تضمنت الخطة اآلتي ‪-:‬‬
‫‪ .1‬تمنح الخطة وزير الخزانة سلطات واسعة لتحديد أساليب شراء األصول‪.‬‬
‫‪ .2‬الموافقة على ‪ 250‬مليار في البداية‪.‬‬

‫‪ 100 .3‬مليار تستلزم طلب رئاسياً‬


‫‪ 350 .4‬مليار تستلزم موافقة أخري من الكونجرس‪.‬‬
‫‪ .5‬السداد سوف يتم تملك الحكومة حصة في الشركات التي تستفيد من أكثر من ‪ 100‬مليار‬
‫دوالر من المساعدات االتحادية على أمل تقاسم األرباح لدي تحسن أوضاع تلك‬
‫الشركات‪.‬‬
‫‪ .6‬الجهات الرقابية سيكون لدي لجنة جديدة من الكونغرس سلطة اإلشراف وسيصدر وزير‬
‫الخزانة تقارير بشكل منتظم ويتطلب ذلك فحص معايير المحاسبة التي ألقي عليها باللوم‬
‫في تدني تقييم األصول‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ .7‬الضمانات ‪ :‬إذا ما تكبدت الحكومة خسائر بعد خمس سنوات فتضع خطة لغرض‬
‫ضرائب شركات لتعويض خسائر دافعي الضرائب‪.‬‬
‫إذا فشلت شركة تلقت مساعدات فستكون الحكومة أخر من يتحمل الخسائر‪.‬‬
‫‪ .8‬قيود على كبار المديرين بفرض قيود على التعويضات المقدمة ألكبر خمس مديرين في‬
‫كل شركة‪.‬‬
‫‪ .9‬زيادة ‪ :‬تأمين البنك المركزي األمريكي للودائع المصرفية من ‪ 100‬ألف إلي ‪ 250‬ألف‬
‫دوالر‪.‬‬
‫خطط اإلنقاذ العالمية‬
‫أعلنت بريطانيا خطة إنقاذ بـ ‪ 200‬مليار جنيه استرليني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االتحاد األوروبي يعلن عن خطة إلنقاذ المؤسسة المالية األوروبية وضمان الودائع‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫األزمة المالية دمرت عقيدة السوق الحر‬


‫ترى "ما مدى الرمزية‪ ،‬عندما يقوم رائد فضاء صيني برحلة في الفضاء‪ ،‬بينما يجثو وزير‬
‫الخزانة األمريكي على رجليه"‪.‬‬
‫يكتب الفيلسوف السياسي "جون قريي" الذي تقاعد مؤخراً من منصبه كأستاذ في "مدرسة لندن‬
‫لالقتصاد" قائالً "هنا تغير جيوسياسي تاريخي حيث يتحول توازن القوى في العالم بشكل نهائي"‪.‬‬
‫ومع اقتراب االنتخابات األمريكية‪ ،‬يكون من المجدي الرجوع إلى هذه القضية بعد عام من اآلن‬
‫ل نرى كيف ص ار الع الم وأين هو الموقع األم ريكي في ه‪ ،‬إذاً لننتظ ر‪ ،‬فعلى المس توى العملي‬
‫اس تنفدت واش نطن قدراتها العسكرية في أفغانس تان والع راق وتس تنفد اآلن ق دراتها المالي ة‪ ،‬وعلى‬
‫المس توى الفلس في س يكون من العس ير عليها أن ت دافع عن أفكارها بخص وص األس واق الح رة إذا‬
‫انهارت أسواقها هي‪.‬‬
‫لقد انتهت حقبة الريادة العالمية األمريكية التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية‪ ،‬لقد دمرت عقيدة‬
‫الس وق الحر األمريكية نفس ها‪ ،‬بينما ظلت الحكوم ات ال تي احتفظت بالس يطرة على كل األس واق‬
‫تدافع عنها\"‪.‬‬
‫تش عر أوربا اآلن أن أمريكا ب اتت عبئ اً على النظ ام الع المي ال رص يد له وليس ه ذا فقط ‪ ،‬وح تى‬
‫الحلف اء المقرب ون ألمريك ا‪ ،‬ب دأوا بالتملم ل‪ ،‬أما مؤش راته ‪ ،‬فيكفي أن نستحضر تص ريحات رئيس‬
‫ال وزراء الكن دي ح تى نعي ما هي ت داعيات األزمة المالية ال تي من الم رجح أن تش كك في وضع‬
‫الواليات المتحدة بوصفها القوة العظمى الوحيدة في العالم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫يصف رئيس ال وزراء الكن دي ما يح دث بأنه ك ارثي‪ ،‬يش ير وان بطريقة غ ير مباش رة‪ ،‬إلى أن‬
‫اإلعصار المالي الذي ضرب الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ال يبتعد في أسبابه عن حروب بوش‬
‫حين يقول‪ :‬لقد أخطأت عندما أيدت الحرب على العراق!‬
‫ي دعو ال رئيس الروسي ديم تري ميدفي ديف إلى إقامة نظ ام اقتص ادي م الي جديد أك ثر ع دال يق وم‬
‫على تع دد األقط اب وس يادة الق انون واألخذ بالمص الح المتبادل ة‪ ،‬معت برا أن ما أس ماه عهد الهيمنة‬
‫االقتص ادية األميركية قد ولّى‪ ،‬أما رئيس ال وزراء الروسي فالديم ير ب وتين فيع برعن موقف‬
‫مماث ل‪ ,‬حين يق ول إن األزمة المالية العالمية ناتجة عما أس ماه "ع دم مس ؤولية " النظ ام الم الي‬
‫األم يركي‪ ،‬بالمقاب ل‪ ،‬يق ول رئيس ال وزراء الفرنس ي‪ ،‬إن الع الم يقف على هاوية بس بب تص رف‬
‫نظ ام غ ير مس ؤول‪ ،‬وأن ما ح دث‪،‬هو فرصة ألوربا إلثب ات ذاته ا‪ ،‬وبالفع ل‪ ،‬تعقد األمم األوربية‬
‫قمة لبحث الب دائل الكفيلة بإنه اء التف رد األم ريكي ونموذجه الع ولمي‪ ،‬فهل ك انت األزمة ال تي‬
‫عص فت بأمريكا ض رورية ح تى يتح رر الع الم من الهيمنة األمريكي ة‪ ،‬ويرفع الرس ميون ال ذين لم‬
‫يصغوا إلى صوت شعوبهم التي رفضت مبكرا السياسة األمريكية أصواتهم ليوجهوا اتهامات لم‬
‫يكون وا ليج رؤا على قولها ضد نظ ام القطب الواح د‪ ،‬وال تي اقلها انه نظ ام غ ير مس ؤول؟‪.‬‬

‫كيف ننظر إلى ما حدث؟‬


‫يق ول االقتص ادي األم ريكي جوزيف س تيغلتز‪ ،‬الف ائز بج ائرة نوب ل‪ ،‬إن خطة اإلنق اذ الم الي‬
‫األميركية لن تتمكن من إعادة االستقرار تماما لالقتصاد‪ ،‬مشبها الخطة التي أقرت م ؤخرا من قبل‬
‫المشرعين األمريكيين‪ ،‬بعملية نقل دم إلى شخص يعاني من نزيف داخلي‪.‬‬
‫ربما تمنع الخطة ح االت إفالس جدي دة‪ ،‬وربما تح ول دون ض ياع الرهون ات العقارية ال تي ك انت‬
‫س ببا في األزمة المالي ة‪ ،‬لكنها لن تحقق توازنا ماليا لألس واق‪ ،‬خاصة وأن المرحلة القادمة على‬
‫الص عيد األم ريكي ال داخلي‪ ،‬ستش هد انخفاضا في اإلنف اق وتراجعا في االس تهالك وفي الن اتج‬
‫اإلجمالي المحلي‪.‬‬
‫ي روي د‪ .‬روبين ش اتام م دير دار ش اتام البريطانية لألبح اث‪ ،‬إنه الحظ خالل حض وره ألحد‬
‫الم ؤتمرات م ؤخراً م دى التش كك ال ذي قابل به الحاض رون دع وة أحد المش اركين األمريك يين‬
‫لمواصلة قيادة الواليات المتحدة للعالم‪ ،‬حيث يرى أن هناك عوامل متعددة أدت إلى النظر لمكانة‬
‫الوالي ات المتح دة باعتبارها متراجعة نس بياً‪ ،‬منها ظه ور بعض الق وى الجدي دة وت راكم عائ دات‬
‫النفط ل دى دول أخ رى وانتش ار الق وة االقتص ادية في أنح اء الع الم‪ ،‬لكنه يض يف "يجب أن نفصل‬
‫بين اللحظة الحالية والبناء الكلي‪ ،‬ال شك أن الرئيس بوش خلق جزء من مشكلته فالتمدد العسكري‬
‫واألزمة االقتصادية يمكن أن يلقى فيها باللوم على اإلدارة األمريكية‪ ،‬ولم يكن تخفيضه للضرائب‬
‫‪7‬‬
‫متناس باً مع ض غوط اإلنف اق‪ ،‬والت أثيرات المش تركة للفشل في الع راق والص عوبات في أفغانس تان‬
‫والتدخل ضد روسيا في حربها مع جورجيا كل ذلك أدى إلى إحساس بنهاية هذه الحقبة‪.‬‬
‫وزير المالية األلماني بير شتاينبروك‪ ،‬يعتبر أن الواليات المتحدة تتحمل مسؤولية األزمة المالية‬
‫العالمية الراهنة التي قال إنها ستخلف آثارا عميقة وستحدث تحوالت في النظام المالي العالمي‪،‬‬
‫مشيرا أمام البرلمان "البوندستاغ" "العالم بعد األزمة لن يكون كما كان قبلها" مؤكدا فقدان الواليات‬
‫المتحدة "صفتها كقوة خارقة في النظام المالي العالمي"‪.‬‬

‫تأثيرات األزمة على الداخل األمريكي‬


‫إذا ك ان اإلعص ار الم الي‪ ،‬قد عصف بالوالي ات المتح دة‪ ،‬ودفع الع الم للبحث عن ب ديل للسياسة‬
‫االقتصادية األمريكية‪ ،‬فإن الداخل األمريكي‪ ،‬يستعد النتظار األسوأ‪ ،‬بالرغم من إقرار المشرعين‬
‫األمريك يين الخطة المعدلة لإلنق اذ‪ ،‬فعلى الص عيد المعن وي‪ ،‬تزع زعت ثقة األمريك يين تماما‬
‫بسياس ات حك ومتهم‪ ،‬أما على الص عيد المي داني‪ ،‬ف إن التقرير ال ذي نشر مترافقا مع الج دل بين‬
‫المشرعين األمريكيين حول خطة اإلنقاذ المالي التي قدمها الرئيس جورج بوش‪ ،‬والتي تقضي‬
‫بإنشاء صندوق لشراء الديون المتعثرة بملغ ‪ 700‬مليار دوالر‪ ،‬يكشف اآلثار السريعة التي تركها‬
‫اإلعصار‪ ،‬بل إن التقرير يتحدث عن ما سبق اإلعصار المالي‪ ،‬وترك دون التفكير حتى في إيجاد‬
‫الحلول المبكرة‪ ،‬أو قراءة ما يمكن أن يحدث قبل فوات األوان‪.‬‬
‫لقد أدت األزمة ال تي يش هدها القط اع الم الي إلى قي ام الحكومة األمريكية بالت دخل لش راء أص ول‬
‫"ايه‬ ‫بعض المؤسس ات المالية في الوالي ات المتح دة‪ ،‬وش راء نحو ‪ %80‬من أص ول ش ركة‬
‫اي جي" أكبر شركة تأمين في العالم‪.‬‬
‫ُيظهر التقري ر‪ ،‬أن االقتص اد األم ريكي‪ ،‬خسر ‪ 159‬ألف وظيفة في ش هر الف اتح ‪ 2008‬مس يحي‬
‫حس بما أعلنت وزارة العمل األمريكي ة‪ ،‬وهو أعلى مع دل لخس ارة الوظ ائف خالل ش هر واحد في‬
‫خمس سنوات‪.‬‬
‫كما تظهر بيان ات وزارة العمل األمريكية أن نس بة البطالة حاليا تبلغ ‪ ،%6.1‬وهي أيضا أعلى‬
‫معدل منذ أكثر من ست سنوات‪.‬‬
‫أما البيان ات النهائية للتوظيف خالل ش هر هانيبال‪ ،‬فتكشف تخفيض الوظ ائف بمق دار ‪ 73‬ألف‬
‫وظيف ة‪ ،‬وهو رقم يقل قليال عن رقم ‪ 84‬ألف وظيفة ال ذي تم إعالنه من قب ل‪ ،‬ويعد حجم خس ارة‬
‫الوظ ائف في االقتص اد األم ريكي هو األك بر منذ الربيع ‪ 2003‬مس يحي عن دما ك ان س وق العمل‬
‫الزال يعاني من تبعات الكساد في عام ‪ 2001‬مسيحي‪.‬‬

‫معدالت اإلفالس‬
‫‪8‬‬
‫في الس ياق توضح بيان ات مركز أبح اث اإلفالس األم ريكي أن مع دل إفالس المس تهلكين ارتفع‬
‫بنس بة ‪ %29‬خالل ش هر الف اتح ‪ 2008‬مس يحي مقارنة بنفس الش هر من الع ام الماض ي‪ ،‬إذ يق ول‬
‫م دير مركز أبح اث اإلفالس " ص امويل ج يردانو " إن ارتف اع أس عار الطاق ة‪ ،‬والمش كالت القائمة‬
‫بسوق اإلسكان جعلت الكثير من األسر غير قادرة على االستمرار في منازلها"‪.‬‬
‫وح تى اآلن يح اول المتح دثون عما ج رى خاصة الرس ميين منهم التخفيف ما أمكن من توص يف‬
‫األزمة وح دتها وتأثيراتها المس تقبلية‪ ،‬لكن الواضح أن التوص يف المنطقي‪ ،‬يق ول ب أن سياسة‬
‫اقتص اد الس وق المع ولم قد انتهت‪ ،‬وانتهى معها أيضا مفه وم العولمة العس كرية ومش تقاتها من‬
‫حروب وقائية آو استباقية أو غير ذلك من التسميات‪ ،‬وكذلك فإن فرض هذه السياسات بالقوة كما‬
‫اعت بر الج نرال ج ون أبي زي د‪ ،‬قائد القي ادة المركزية األمريكية في الش رق األوسط والق رن‬
‫اإلفريقي حين قال‪ :‬أن "المهمة األولى للقوات المسلحة األمريكية في القرن الحادي والعشرين هي‬
‫دمج العالم الثالث بالعولمة األمريكية‪ ،‬وبالقوة إذا اقتضى األمر" لم يعد واردا "‬

‫الشعلة تنتقل من الغرب إلي الشرق‪:‬‬


‫قالت صحيفة بريطانية أن شبه انهيار الرأسمالية المالية من جراء األزمة المالية الحالية يؤكد‬
‫وجود ثورة تحت الرماد في السياسة الدولية من جهة ويسرع وتيرة التمويالت الجذرية الجارية‬
‫من جهة أخري وأضافت أن الصدمة عززت التراجع النسبي للواليات المتحدة األمريكية على‬
‫المسرح الدولي وأذنت باالنتقال من نظام أحادى القطب إلي عالم متعدد األقطاب و أن الغرب هو‬
‫الخاسر من جزء أزمة االئتمان العالمية مشيرة إلي أن الديمقراطية ذاتها قد تفقد مصداقيتها في‬
‫حال لم يتوصل إلي حلول‪.‬‬
‫وأن هذه األزمة قد أظهرت أن الدولة هي الجهة القادرة بفضل ما تمكن من موارد على التدخل‬
‫إلنقاذ االقتصاد من االنزالق نحو كساد عميق ومن ثم في الملخص النهائي للنظام الرأسمالي من‬
‫أزماته وعثراته‪.‬‬
‫وإ ذا كان الكساد العظيم لعام ‪ 1929‬مسيحي قد مهد الطريق لنشوب الحرب العالمية الثانية فإن‬
‫األزمة المالية الحالية ستسرع نسبياً أفول نجم الغرب بصفته اليوم ونموذجاً لباقي العلم غداً‪.‬‬
‫ويبدو أن شعلة التاريخ تنتقل من الغرب إلي الشرق وكما قال جاك شيراك أن الشرق موطن النمو‬
‫والغرب مرتع الديون في إشارة إلي النمو السريع الذي حققته بعض االقتصاديات األسيوية مقابل‬
‫االتجاه نحو االستدانة وتنامي النزعة االستهالكية بالدول الغربية وأن الغرب مسكون بالخوف‬

‫‪9‬‬
‫وأن الشرق يحدوه األمل ومن ثم فإن تعامل الطرفين مع األزمة سيكون مختلف و قد أكد تقرير‬
‫صدر عن مجلس الشيوخ الفرنسي أن النظام المصرفي اإلسالمي مريح للجميع ويمكن تطبيقه في‬
‫جميع البالد كونه يلبي رغبات كونية بسبب أنه يعني احترام خمسة مبادئ حددها النظام اإلسالمي‬

‫المالي وهي تحريم الربا وتحريم بيع الغرر و الميسر والتعامل في األمور المحرمة شرعاً‬
‫وتحريم التوريق أى بيع الديون إال بشروط وهو سبب األزمة المالية العالمية الحالية‪.‬‬
‫األزمة في سو ق األموال بين المصارف العالمية‬
‫بسبب عدم الثقة فإن المصارف تعرض عن إقراض المصارف بعضها البعض وبالتالي تخلق‬
‫حالة من عجز بالسيولة أو شح السيولة وتحتاج إلي تدخل من البنوك المركزية لدعمها لتوفير‬
‫السيولة لمواجهة طلبات سحب الودائع‪.‬‬
‫األزمة قد تنتقل إلي النفط والسلع‬
‫إن موجة االنخفاض الحاد في البورصات العالمية واالتجاه الشديد للبيع و التخلي عن االستثمار‬
‫في األوراق المالية قد يوجه والطلب الشديد على السلع الغذائية والنفط والمعادن الثمينة وبالتالي‬
‫المضاربة على هذه السلع ورفع أسعارها بشكل كبير خصوصاً وأن المعروض منها ليس وفير‬
‫على مستوي العالم‪.‬‬
‫تأثير األزمة على المنطقة العربية‬
‫يالحظ الذعر الذي انتاب جميع األسواق العربية و السبب يعود في ذلك غلي أن أغلب المصارف‬
‫العربية و الخليجية خصوصاً تستثمر ودائعها بالسوق األمريكي وبالتالي سوف تتأثر بشكل‬
‫واضح كما أن عمليات إعادة التأمين تتم بالسوق األمريكي مما يعني تأثير ذلك وأيضاً سيتأثر‬

‫نشاط العقارات والسبب أن أغلبها يعتمد على القروض المصرفية األوروبية واألمريكية و أيضاً‬
‫بسبب أن االستثمارات األجنبية بالبورصات العربية تقوم بموجات من البيع بهدف تسوية المراكز‬
‫المالية في البورصات األخرى كما أن التأثير على األسواق العربية يحكمه في الغالب سلوك‬
‫القطيع حيث ان المستثمرين يتبعون العمليات التي يقوم بها األجانب وأيضاً ضعف اإلفصاح و‬
‫الشفافية بهذه األسواق وأيضاً وجود بعض الشركات بالبورصات العربية لديها شهادات إيداع‬
‫دولية بالبورصات العالمية وبالتالي انخفاض أسعارها بالبورصات العالمية سينعكس على موطنها‬
‫األصلي بالبورصات العربية ‪ ،‬كما أن عدم وجود ضوابط واضحة للدخول والخروج السريع‬
‫لالستثمارات األجنبية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫تأثير األزمة على ليبيا‬
‫قد يكون من المفيد جداً لليبيا أن تتعلم من هذه األزمة وأن تستفيد من هذا الدرس خصوصاً وأنها‬
‫تتجه إلي انفتاح الجهاز المصرفي على العالم والسماح باالستثمار األجنبي بالتواجد محلياً وتطوير‬
‫سوق األوراق المالية‪.‬‬
‫فليبيا دولة لديها برنامج لإلصالح االقتصادي والمالي كما أنها من البلدان القليلة التي لديها‬
‫فوائض مالية ضخمة مقارنة بغيرها من الدول النامية بالمنطقة بشكل عام النظام المصرفي الليبي‬
‫غير مرتبط مباشرة بالنظام العالمي المصرفي كما أن المستثمرين األجانب غير متواجدين بسوق‬
‫األوراق المالية الحديث‪.‬‬
‫فإن األزمة المالية الحالية قد تؤثر في شقين ‪-:‬‬
‫أوالً ‪ :‬على احتياطيات الدولة بالخارج واستثماراتها التي قد تجابه بعضها وخصوصاً األوراق‬
‫المالية االنخفاض أو بعض األرصدة والودائع لدي مؤسسات تأثرت باألزمة وهذا أمر مقبول‬
‫بسبب األزمة المالية وتحتاج إلي متابعة ومراقبة وتنسيق اتصال مع الجهات المستثمر فيها‬
‫سواء كانت صناديق استثمارية أو ودائع بنكية أو غيرها للحصول على أفضل الضمانات‬
‫والتنويع بشكل مدروس‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬على أسعار النفط والطلب على النفط ويتوقع زيادة الطلب على النفط بسبب أنه سلعة حية و‬
‫حقيقية مثله مثل الغذاء و المعادن وبالتالي سوف ترتفع أسعاره إذا اتجاه المضاربون إليه‬
‫وهذا يعني زيادة األسعار أما إذا حث ركود اقتصادي فإن األسعار سوف تنهار وبالتالي البد‬
‫من خطة لمجابة ذلك لتأثيره على برنامج التنمية في ليبيا‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬على المؤسسات المالية المحلية ‪:‬‬
‫قد يكون هناك تأثير على المؤسسات المصرفية الوطنية فيما يخص ودائعها بالخارج وبالتالي‬
‫يجب أن يتولي المصرف المركزي متابعة ذلك مع المصارف المحلية ودراسة أوضاع‬
‫البنوك التي لديها الودائع بالخارج والسعي للحصول على ضمانات منها وأيضاً على‬
‫الشركات التأمين متابعة الشركات التأمينية الدولية التي يعاد التأمين لديها وأن تتولي هيئة‬
‫الرقابة على التأمين المحلية ذلك بالتنسيق مع شركات التأمين‪.‬‬
‫مقترحات عامة لمواجهة األزمة‬

‫‪11‬‬
‫في ضوء دراسة األزمة العالمية الحالية وما قد يؤثر على االقتصاد الوطني عليه يقترح اآلتي‬
‫‪-:‬‬
‫على المستوي الدولي ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ .1‬عقد اجتماعات تنسيقيه لوزراء المالية والمحافظين البنوك المركزية العربية‬
‫واألفريقية لمواجهة األزمة‪.‬‬
‫‪ .2‬العمل على إنشاء صندوق مالي لمواجهة األزمة بين الدول النفطية العربية كمساهمة‬
‫إلنقاذ االقتصاد العالمي بالتنسيق مع االتحاد األوروبي والواليات المتحدة األمريكية‬
‫وتحقيق مكاسب كبير من وراء ذلك‪.‬‬
‫‪ .3‬دراسة أفضل السبل الستغالل األزمات في شراء مؤسسات مالية وتأمينية وعقارية‬
‫بأسعار مغرية تخدم االقتصاد واالستثمارات الليبية‪.‬‬
‫‪ .4‬العمل على مساعدة الدول األفريقية بإنشاء مركز مالي بليبيا لهم يجذب الودائع‬
‫واألموال األفريقية‪.‬‬
‫على المستوي المحلي ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ .1‬عقد اجتماعات مع المصارف المحلية وشركات التأمين وصناديق االستثمارية‬
‫الوطنية لدراسة األزمة وتأثيرها عليها بشكل واضح وشفاف‪.‬‬
‫دعوة المصرف المركزي وأمانة المالية إلي تولي مهمة المتابعة واقتراح سبل‬
‫المعالجة وتحريك التمويل المحلي بإصدار سندات خزينة تجذب المحلين واألجانب‬
‫إليها لتمويل أغراض التنمية إذا حدث نقص في إيرادات النفط‪.‬‬
‫‪ .2‬دعوة المصارف إلي اإلعالن واإلفصاح عن أوضاعها وعالقتها باألزمة المالية‬
‫وطمئنت المدخرين وأصحاب الودائع والحسابات الجارية بالمصارف المحلية‬
‫خصوصاً وأن بعضها باستثمارات عربية وأوروبية‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلسراع في إصدار قانون سوق األوراق المالية الذي ينظم التعامل في السوق المالي‬
‫ويفرض الضوابط على الشركات المساهمة المدرجة فيما يخص اإلفصاح والشفافية‬
‫والحوكمة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ .4‬العمل على إصدار سندات الخزانة المحلية وذلك لتفعيل االستثمار المحلي وإ يجاد‬
‫وسيلة أمنة لتنويع المحافظ االستثمارية ومساعدة المصارف على استثمار فوائضها‬
‫بشكل أفضل محلياً‪.‬‬
‫‪ .5‬إصدار قانون للتمويل العقاري في ليبيا خصوصاً وأن ليبيا تشهد نهضة عمرانية‬
‫وتحتاج إلي تمويالت ضخمة في هذا المجال وأيضاً لوضع ضوابط لتمويل وحدوده‬
‫وضماناته ‪.‬‬
‫‪ .6‬تنظيم وتطوير قوانين النشاط االقتصادي و المستثمرين في ليبيا‪.‬‬
‫‪ .7‬إصدار قانون التمويل اإليجاري الذي يساعد على إفساح المجال للتمويل األنشطة‬
‫االقتصادية من خالل اإليجار لألصول و الممتلكات‪.‬‬
‫‪ .8‬تفعيل وبناء نظام للحد من المخاطر بالمؤسسات المالية من خالل قوانين وإ جراءات‬
‫واضحة‪.‬‬
‫‪ .9‬العمل على تطوير الجهاز المصرفي و السماح بتطبيق األدوات المصرفية اإلسالمية‬
‫باعتبارها أدوات يقبل عليها الجميع وحققت نتائج كبيرة على المستوي العالمي‪.‬‬
‫‪ .10‬إصدار قانون للشفافية المالية و السالمة المالية و الحوكمة للمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ .11‬استغالل الفرص لبناء الثقة في االقتصاد الوطني من خالل مساعدة األنشطة‬
‫االقتصادية على النمو و التطور ومن خالل سياسة إعفاء ضريبي واضحة ‪.‬‬

‫‪ .12‬تفعيل الرقابة وأدوات الرقابة واستقالليتها وإ صدار قوانين واضحة وأن تكون بكفاءة‬
‫عالية وفقاً للمعايير العالمية في كافة المجاالت المالية‪.‬‬
‫‪ .13‬إنشاء صناديق استثمار جديدة محلية للتنمية االقتصادية في مجاالت الزراعة‬
‫والصناعة والخدمات المختلفة و الطاقة وغيرها من أجل تحقيق تنمية ورفع معدالت‬
‫النمو‪.‬‬
‫ال بديل لليبيا من استمرار نهج التنمية وتطوير االقتصاد واالستفادة من األزمة فالمكاسب الكبيرة‬
‫تكون وقت األزمات الكبيرة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ .1‬سليمان سالم الشحومي‬
‫أمين لجنة إدارة سوق األوراق المالية الليبي‬

‫‪14‬‬

You might also like