Professional Documents
Culture Documents
1
مقدمة في غاية األهمية:
ترتكز السياسات المالية للمؤسسة على ثالثة ركائز أساسية تتمثل في:
سياسة االستثمار (اختيار و تقييم المشاريع االستثمارية)
سياسة التمويل (الهيكلة المالية)
سياسة توزيع أرباح السهم
كل هذه السياسات تؤثر مباشرة على القيمة السوقية.
بالنسبة إلى سياسة االستثمار فإنه على المؤسسة تقييم و اختيار المشاريع االستثمارية بدقة ،و هذا حسب
الظروف إما في حالة التأكد أو عدم التأكد و المخاطرة ،باعتبار أن صافي القيمة الحالية لمشروع ما تساوي الفرق
في القيمة السوقية للمؤسسة و هذا ما يعطي أهمية بالغة لهذه السياسة.
نفس األهمية بالنسبة للركيزة الثانية وهي سياسة التمويل (الهيكلة المالية) فأمام المؤسسة عدة مصادر تمويلية
منها ما هو ذاتي (التمويل الذاتي) و منها ما هو خارجي ،و لكل مصدر من هذه المصادر تكلفة خاصة ،و تكلفة
مصادر التمويل التي تستعملها المؤسسة تسمى بتكلفة رأس المال وهي ذات أهمية بالغة في المؤسسة ألنها ذات
عالقة عكسية بالقيمة السوقية للمؤسسة لذا فعليها اختيار مصادر تمويلية مناسبة حتى تنخفض تكلفة رأس المال إلي
أدنى مستوى و بالتالي ارتفاع القيمة السوقية للمؤسسة إلى أعلى قيمة.
أما الركيزة الثالثة فهي سياسة توزيع أرباح السهم ،فالمؤسسة مجبرة على اختيار سياسة مثلى لتوزيع
األرباح ،حيث تتمثل هذه السياسة بين التوزيع الكلي لألرباح على المساهمين أو احتجازها إلعادة استثمارها ،و بين
األولى و الثانية يمكن للمؤسسة احتجاز جزء قليل أو كبير من أرباحها و توزيع الباقي.
تهدف المؤسسة من خالل هذه السياسة الى تحديد نسبة التوزيع المثلى التي تؤدي إلى ارتفاع الطلب على
أسهمها ،فإذا زاد الطلب على السهم ارتفعت قيمته و بالتالي ارتفاع القيمة السوقية للمؤسسة.
2
-0-1التعريف المالي :االستثمار هو التخلي عن جزء من أموال المؤسسة قصد تحقيق ربح مستقبلي ،بعبارة
أخرى هو التزام بإنفاق مالي طويل المدى غير قابل للتراجع ،فهو استخدام طويل المدى معبر عنه بتسديد آني
لألموال بهدف الحصول على ايرادات مستقبلية تفوق قيمة االنفاق األولي.
* يقترن االستثمار بالمفاهيم التالية:
-المدة :اإليرادات المنتظرة تمتد في الزمن إلى أكثر من سنة.
-المردودية :قبول استبدال مبلغ حاضر بسلسلة من اإليرادات يفترض أن مجموعها يفوق المبلغ األولي المنفق.
-الخطر :هذه اإليرادات ومبلغ الزيادة ما هي إال أمل و ليست أمرا مؤكدا ،فهناك خطر عدم تحقق هذه اإليرادات أو
الزيادات ،بل خطر عدم تغطية اإليرادات المنتظرة للمبلغ المنفق ابتدائيا .علما انه إذا زادت المخاطرة زاد معدل
الربح.
-0خصائص المفهوم االستثماري:
هناك مجموعة من الخصائص يتميز بها أي مشروع استثماري ،و يمكن حصر هذه الخصائص فيما يلي:
رأس مال مستثمر : I0وهي نفقة أو القيمة المالية المستعملة في انجاز مشروع استثماري ،ويتضمن رأس -
المال المستثمر :سعر الشراء ،مصاريف الشراء ،تكلفة اإلنجاز....الخ.
مدة المشروع االستثماري :تتمثل في مدة حياة المشروع و التي تقدر عادة بمدة اإلهتالك. -
التدفقات النقدية المتولدة عن المشروع :تتمثل في اإليرادات النقدية الناتجة عن الفرق بين التحصيالت -
المستلمة و النفقات المسددة ،حيث يعرف التدفق النقدي Cash-Flowعلى أنه االيرادات النقدية السائلة للمشروع
االستثماري ويحسب كما يلي:
التدفق النقدي = نتيجة الصافية +االهتالكات +المؤونات
-3التصنيف االستثماري:
تصنف االستثمارات حسب الموضوع ،األهداف ،درجة الخطر ،وطبيعة التدفقات المرتبطة بها أو حسب طبيعة
العالقة بينها.
-1-3التصنيف حسب الموضوع:
-االستثمارات المادية :هي الصناعية والتجارية ،وتأخذ شكل األصول المادية.
-االستثمارات الغير المادية (معنوية) ( :برمجيات المعلومات ،شهرة المحل ،حقوق االختراع )...سواء كانت مقيدة
في حسابات الصنف 2أو ال ،ومختلف النفقات المقيدة في حسابات الصنف 6نحو (مخطط التكوين ،حمالت إشهارية،
دراسات وأبحاث .)...
-االستثمارات المالية :بدأ هذا النوع من االستثمارات يتزايد حاليا ،وأضحى ميدانا للبحث في العلوم المالية ،ويأخذ
شكل قروض طويلة األجل ،أسهم وسندات مالية ،و أحيانا قروض قصيرة األجل عندما ترتبط بالمساهمات .وسيتم
التطرق اليها الحقا في المحور الثاني.
-0-3التصنيف حسب الهدف:
إن اتخاذ قرار االستثمار يعني تسخير الوسائل من اجل بلوغ األهداف المسطرة ،واألهداف التي ترمي لضمان
مستقبل المؤسسة ،نذكر منها ما يلي :
-الحفاظ على القدرة اإلنتاجية للمؤسسة :بإستبدال و إحالل تجهيزاتها بأخرى جديدة (اإلحالل والصيانة).
-الرفع من القدرة اإلنتاجية :و ذلك بحيازة وسائل إضافية (التوسع و القدرة).
-تحسين اإلنتاجية والمردودية :بتطوير التجهيزات أو التقنيات أو بتحسين فعالية العنصر البشري (استثمارات
إنتاجية أو استثمارات التطوير).
-تنويع النشاط :بدراسة و اعتماد منتوجات جديدة أو البحث عن أسواق جديدة (استثمارات التنويع والتجديد).
3
-بالسعي للتجاوب مع التشريعات :يكون هذا في ميدان الوقاية و األمن و محاربة التلوث (استثمارات إجبارية).
-تحسين المناخ االجتماعي :يكون ذلك بوضع وسائل تسمح بتحسين ظروف العمل (استثمارات إستراتيجية).
مالحظة :مردودية االستثمارات اإلجبارية واالستراتيجية غير مباشرة ولكنها ضمنية ،بها تتحقق االستثمارات
اإلنتاجية.
-3-3التصنيف حسب درجة الخطر:
خطر يتزايد
8
يلجأ المساهم ون والمقرضون الى المطالبة بزيادة في عوائدهم عند شعورهم بالخطر المالي الذي يمكن أن تقع فيه
المؤسسة.
9
حيث بيّنا أن الهيكل المالي للمؤسسة مستقل عن قيمتها ،بمعنى أنه ال يوجد هيكل مالي أمثل كما دلت عليه النظرية
السابقة "نظرية صافي ربح العمليات".
هذه النظرية لسنة 1558قامت باستبعاد أثر الضرائب أي عدم وجود الضرائب ،حيث أثبتت النظرية أنه في
ظل غياب الضرائب قيمة المؤسسة وتكلفة رأس المال مستقالن تماما عن الهيكل المالي ،لذلك أكد على عدم وجود
هيكل مالي أمثل.
قامت هذه النظرية على مجموعة من الفرضيات أهمها ما يلي:
-ال وجود لتكاليف اإلفالس وال لتكاليف الوساطة في تنفيذ المعامالت المالية.
-للمستثمرين في السوق المالي سلوك عقالني.
-امكانية تقسيم المؤسسات الى مجموعات متجانسة إذا كانت أرباحها المتوقعة لها نفس خصائص المخاطرة.
-امكانية قيام االفراد (المستثمرين) باإلقراض واإلقتراض (االستدانة) بنفس أسعار الفائدة،وبنفس الشروط
التي تحصل فيها المؤسسة على القروض.
-عدم وجود ضرائب على االرباح.
-تتضمن سياسة توزيع االرباح لدى المؤسسة توزيع كافة االرباح ،أي ال وجود ألرباح محتجزة.
يرتكز تحليل موديقلياني وميلر على فكرة أساسية جوهرها أن قيمة المؤسسة تتمثل في قيمة استثماراتها (أصولها
االقتصادية) ،وأن قيمة هذه األصول تتوقف على العائد المتوقع من ورائها ،كما تتوقف على المخاطر التي قد
يتعرض لها هذا العائد ،بعبارة أخرى مهما كان الخليط الذي يتكون منه الهيكل المالي فإن قيمة المؤسسة ال ينبغي أن
تقل أو تزيد عن قيمة استثماراتها.
وخالصة القول بالنسبة لهذه النظرية لموديقلياني وميلر ل 1558وفي ظل غياب الضريبة على االرباح فإن
قيمة المؤسسة وتكلفة رأس المال مستقالن تماما عن الهيكل المالي ،وبالتالي عدم وجود هيكل مالي أمثل يؤدي الى
تعظيم قيمة المؤسسة وتدنية تكلفة رأس المال وهي نفس النتيجة التي خلصت لها نظرية صافي ربح العمليات.
لقد وجهت العديد من االنتقادات لهذه النظرية مرتبطة أساسا بالفرضيات التي أسس عليها هذا النموذج ولعل
أهمها:
-يعاتب على موديقلياني وميلر أنهما بني نظريتهما على افتراضات السوق التام وهي افتراضات أغلبها غير
واقعية ،خاصة افتراض عدم وجود تكلفة للمعامالت وهو شرط أساسي لنجاح العملية.
-عدم واقعية افتراض تماثل معدل الفائدة على القروض الذي يحصل عليه كل من المستثمر والمؤسسة وهو
افتراض يصعب تحقيقه الى حد كبير ،فالمؤسسة عادة ما تكون في مرتكز تفاوضي أفضل.
-يضاف الى ما سبق اهمال النظرية ألثر الضرائب ولتكاليف االفالس.
دفعت االنتقادات الموجهة لنظرية موديقلياني وميلر ل 1558خاصة في ما يتعلق بأثر الضريبة على الهيكل
المالي للمؤسسة بالباحثين الى اعادة تعديل النظرية سنة 1563مع األخذ بعين االعتبار عامل الضرائب (مع وجود
الضرائب).
-4-5نظرية موديقلياني وميلر Modigliani & Millerل :1563
قام الباحثين بطرح نظرية جديدة تهتم بالهيكلة المالية للمؤسسة ،وتعتمد على الفرضيات التي اعتمد عليها في
تحليلهما سنة ،1558إال أنهما أسقط فرضية عدم وجود الضرائب وتكاليف االفالس (أي مع وجود الضرائب
وتكاليف االفالس).
أكد الباحثين سنة 1563بأن للديون أثر ايجابيا على قيمة المؤسسة مهما كانت نسبتها ومستواها في الهيكلة
المالية لها ،وذلك بسبب ما تحققه الديون من اقتصاد ضريبي (وفرات ضريبية) ،والذي ينشأ بسبب اعتماد المؤسسة
على االستدانة (الديون) في التمويل ،حيث إن زيادة التمويل بالديون في الهيكلة المالية للمؤسسة يترتب عليها
انخفاضا مستمرا في تكلفة رأس المال ،مما يؤدي الى ارتفاع القيمة السوقية للمؤسسة ،وينشأ هذا التأثير نظرا
إلعتبار فائدة الديون كمصاريف مالية تتحملها المؤسسة قبل أن تخضع للضريبة ،ولذلك فإن القيمة السوقية لمؤسسة
10
مقترضة (مستدينة) تكون أعلى من القيمة السوقية لمؤسسة غير مقترضة (غير مستدينة) بمقدار االقتصاد
الضريبي.
ولتوضيح أثر الضرائب نأخذ المثال التالي :مؤسسة Aتعتمد فقط على األموال الخاصة في التمويل،
والمؤسسة Bتعتمد على األموال الخاصة وديون قيمتها 8.111و.ن بمعدل فائدة %5وكالهما تحققان نفس نتيجة
االستغالل ب 3.111و.ن مع معدل الضرائب على األرباح يقدر ب .%25
المؤسسة B المؤسسة A
3.111 3.111 نتيجة االستغالل
411 1 المصاريف المالية
2.611 3.111 النتيجة العادية قبل الضرائب
651 751 الضرائب على االرباح
1.551 2.251 النتيجة المالية الصافية
وفي المقابل كلما زادت الديون كلما زادت تكلفة االفالس ،وعليه يحصل ارتفاع تكلفة رأس المال األمر الذي
يؤدي الى انخفاض القيمة السوقية للمؤسسة ،حيث أكد موديقلياني وميلر انطالقا من العالقة العكسية بين تكلفة رأس
المال والقيمو السوقية للمؤسسة ،بأن القيمة السوقية للمؤسسة المقترضة سوف تنخفض بمقدار القيمة الحالية لتكلفة
االفالس .وعليه كلما زادت الديون كلما زادت تكلفة االفالس ويسبب ذلك استمرار االنخفاض في القيمة السوقية
للمؤسسة.
وعليه فإن حسب هذه النظرية وبادخال االقتصاد الضريبي وتكلفة االفالس ،فإن القيمة السوقية للمؤسسة
المقترضة ( ) تساوي القيمة السوقية للمؤسسة غير المقترضة ( ) مضاف اليها االقتصاد الضريبي ( )
ناقص القيمة الحالية المتوقعة لتكلفة االفالس (.La Valeur Actuelle Attendu du Cout de Faillite )F
11
-يترتب على ما سبق ،ضرورة توافر قدرة من الالمركزية للوكيل ،حيث يمكنه من اتخاذ بعض القرارات
للموكل.
والقيام ببعض التصرفات دون الرجوع ّ
إذن تقوم نظرية الوكالة على افتراضات مفادها أن جميع أطراف الوكالة (المساهمين ،الدائنين والمسيرين)
يعملون على تعظيم منفعتهم الخاصة ،حيث يعمل المساهمون على تعظيم ثروتهم ،في يعمل المسيرون على تعظيم
أرباحهم الخاصة ،حيث من المحتمل أن ال يقوم المتعاقدون دائما بإتخاذ قرارات في صالح المساهمين الذين و ّكلوهم،
ومن أجل الحد من تصرفات المسيّر فإن المساهم يمكن أن يتحمل تكاليف من أجل مراقبة المسيّر ( تسمى تكاليف
المراقبة) وينشأ نظام حوافز للمسيّر .ومن جانبه المسيّر يمكن أن يقون بتكاليف التبرير من أجل اقناع المساهمين
بمطابقة تصرفاته لمصلحتهم الخاصة ،لكن يمكن الوصول بأن تفوق تكاليف المراقبة الخسارة المحتملة الناتجة عن
تصرف غير مالئم للمسيّر ،وبالتالي تكون هناك ما يسمى بتكلفة البديلة أو ما يعرف بالتكاليف المتبقية.
كل هذه األصناف الثالثة من التكاليف (تكاليف المراقبة؛ تكاليف التبرير؛ تكاليف المتبقية) تشكل في مجملها
تكاليف الوكالة ،والتي يجب على المؤسسة أن تسيطر عليها وتأخذها بعين االعتبار في تحديد هيكلها المالي.
إذن يمكن صياغة فإن القيمة السوقية لمؤسسة مقترضة ( ) مقارنة بالقيمة السوقية لمؤسسة غير مقترضة
( ) بإدخال كل من االقتصاد الضريبي ( ) والقيمة الحالية المتوقعة لتكلفة االفالس ( )Fوتكلفة الوكالة Aكما
يلي:
12
ومن تم خلص Rossالى وجود عالقة ارتباطي ة ايجابية بين كل من القيمة السوقية المؤسسة ونسبة االستدانة
في الهيكل المالي ،وكذلك وجود عالقة ارتباطية ايجابية بين كل من القيمة السوقية للمؤسسة ومستوى الديون
واحتمال تعرض المؤسسة لإلفالس وأن أهمية تكاليف االفالس من شأنها تخفيض مستوى الديون.
ب .نموذج Leland & Pyleل :1577اقترح ليالند و بيل Leland & Pyleنموذج لإلشارات يقوم على أساس
عدم المخاطرة ،أي أن التغيرات في نسبة ملكية المسيرين لألسهم العادية للمؤسسة (األموال الخاصة) تعكس
التغيرات في القيمة السوقية للمؤسسة ،وتفسير ذلك أن المستثمرين في السوق المالي يدركون أن المسيرين يعملون
جيدا التدفقات النقدية المسقبلية ،ومن منظور التنويع فإن المسيرين الذين ال يرغبون في تحمل المخاطر يكون مكلفا
لهم االحتفاظ بنسبة عالية من األسهم العادية للمؤسسة ،وبالتالي فإنهم يحتفظون بنسبة كبيرة من األسهم إذا كانوا فقط
يتوقعون تدفقات ن قدية عالية بالنسبة للقيمة السوقية للمؤسسة ،ولذلك فإن المستثمر الرشيد يعتبر ملكية المسيرين
لألسهم كمؤشر على المردودية المستقبلية للمؤسسة.
وعليه حسب هذا النموذج فإن اللجوء الى االستدانة واالحتفاظ بنسبة ملكية عالية من األسهم يكون كدليل على
أن المؤسسة ذات مر دودية عالية ،أي أن هناك عالقة ارتباط ايجابية بين مردودية المؤسسة ومستوى الديون بالهيكل
المالي.
-3-6نظرية التمويل السلميLa Théorie de Financement Hiérarchique :
تعتبر نظرية التمويل السلمي (الترتيب السلمي) أو كما تسمى أيضا بأولوية مصادر التمويل من أهم
النظريات الحديثة تأثيرا في مالية المؤسسة ،وهي كنظرية قامت من أجل المفاضلة بين مصادر التمويل الداخلية و
مصادر التمويل الخارجية.
تقوم هذه النظرية على ترتيب مصادر التمويل للمؤسسة ،فحسب مايز Myersل 1584صاحب هذه النظرية
والذي تأثر باألدبيات المالية السابقة وبما في ذلك كتاب دونالدسون Donaldsonل ،1561وأساس هذه النظرية هو
تمول أوال عن طريق األموال انعدام التناظر في المعلومات Asymétrie de L’Informationوأن االستثمارات ّ
الداخلية وبصفة خاصة عن طريق االرباح المحتجزة ،ثم عن طريق الديون (اصدار سندات جديدة) ،وأخيرا عن
طريق اعادة اصدار لألسهم التي تأتي في آخر السلم.
إذن يمكن ترتيب مصادر التمويل حسب هذه النظرية كما يلي:
-تفضيل التمويل الداخلي على التمويل الخارجي.
-وإن كانت المؤسسة بحاجة الى تمويل خارجي ،فإن المؤسسة تصدر األوراق المالية المضمونة أوال ،ذلك
أنها تبدأ بالديون ثم اصدار األوراق المالية الهجينة مثل السندات القابلة للتحويل ،وأخيرا القيام باصدار
أوراق الملكية الخارجية والمتمثلة باألسهم العادية.
لكل مؤسسة نسبة من االستدانة في هيكلها المالي يعكس احتياجاتها المتراكمة للتمويل الخارجي ،أي أنه ال توجد
نسبة استدانة معروفة بدقة ومحددة كهدف يجب الوصول اليه.
المحور الثالث :سياسة توزيع أرباح األسهم
تمهيد:
تعتبر سياسة توزيع أرباح السهم من أهم السياسات التمويلية في المؤسسة ،نظرا إلرتباطها المباشر مع
المساهمين من جهة ،وتأثير سياسة التوزيعات عل ىسعر سهم المؤسسة من جهة أخرى.
تتعلق سياسة توزيع أرباح السهم بالقرارات الخاصة بتقسيم األرباح الصافية للمؤسسة ما بين أرباح موزعة على
المساهمين ،وأرباح محتجزة .يتأثر سعر السهم في سوق األوراق المالية وفقا لنماذج تسعير السهم بسياسة توزيع
االرباح التي تتبناها المؤسسة .ويتأثر سعر السهم أيضا بمعدل نمو المؤسسة ،والذي يرتبط بشكل مباشر بمقدار
االرباح التي تم احتجازها وإعادة استثمارها في المؤسسة ،يؤدي احتجاز حجم كبير من االرباح (نتيجة توزيع مقدار
13
أقل من العائد) الى زيادة معدل النمو ،وبالتالي رفع سعر السهم ،وتقليل حصة توزيع السهم العادي من توزيعات
االرباح ،بينما يؤدي تخفيض حجم االرباح المحتجزة نتيجة زيادة مقدار االرباح الموزعة الى تخفيض معدل النمو،
مما يؤدي بدوره الى تخفيض سعر السهم وزيادة حصة السهم العادي من االرباح الموزعة.
وعليه ،يتطلب هدف تعظيم ثروة المساهمين الموازنة بين مقدار العائد الذي يتم توزيعه على المساهمين،
وبين معدل النمو في االرباح الذي يسمح للمؤسسة باالستمرار ألجل تعظيم القيمة السوقية للمؤسسة في نهاية
المطاف.
-1تعريف توزيع أرباح السهم:
يمكن تعريفها على أنها معدل التدفق النقدي ،و قد يكون غير نقدي ،الذي يتلقاه المساهمون كمردود على
استثماراتهم في أسهم المؤسسة الحاملين لها .تتمثل هذه األرباح بالنسبة للمستثمرين دخال جاريا ينتظره و يتوقعه
العديد من المساهمين ،كما تؤثر سياسة توزيع السهم على السعر السوقي للسهم.
يتم توزيع األرباح من رصيد األرباح المحتجزة أو من الربح المحقق خالل الفترة ،و تأخذ هذه التوزيعات
أشكاال مختلفة ،و تقوم المؤسسة بالمفاضلة بين هذه األشكال تبعا لظروف المؤسسة و األهداف المرجو تحقيقها من
إتباع شكل معين.
-0أشكال سياسة توزيع أرباح السهمFormes de Politique de Dividende :
توجد عدة أشكال لتوزيع أرباح السهم منها ما هو نقدي ومنها ما هو عيني .كما يلي:
-1-0توزيع أرباح السهم النقدي:
في الغالب ،تقوم المؤسسة بتوزيع األرباح على المساهمين على شكل نقد ،وينشأ حق المساهم في أرباح
المؤسسة بعد صدور قرار الهيئة العامة للمساهمين (الجمعية العامة) بتوزيعها في يوم اإلعالن عن التوزيع ،ويكون
الحق في استيفاء الربح تجاه المؤسسة لمالك السهم المسجل في سجالتها في تاريخ اجتماع الهيئة العامة التي تقرر
فيه توزيع االرباح.
يعتبر هذا النوع من التوزيعات هو األكثر تفضيال من قبل المساهمين ،وعادة ما يتم التوزيع سنويا إذا ما
قررت المؤسسة توزيع أرباح على المساهمين ،وتجيز قوانين المؤسسات في بعض الدول بتوزيع االرباح على
المساهمين كل نصف سنة أو ربع سنة بانتظام أو بشكل غير منتظم.
-0-0إعادة شراء األسهم:
يعتبر قرار إعادة شراء السهم من أهم قرارات السياسة المالية في المؤسسة ،مثل قرار توزيع أرباح السهم أو
قرار الهيكلة المالية (سياسة التمويل) أو قرار االستثمار.
يقصد بإعادة شراء األسهم قيام المؤسسة بإعادة شراء أسهمها من السوق ،ويمكن النظر إلى هذه العملية وكأن
المؤسس ة تستثمر في نفسها ،حيث تقوم المؤسسة باستخدام السيولة لشراء أسهمها وكأن المؤسسة تعطي انطباعا بأنها
لم تجد فرصة استثمارية أفضل من االستثمار في أسهمها وإعادة المؤسسة شراء أسهمها سيؤدي الى تخفيض عدد
األسهم المكتتب بها.
من مزايا هذه الطريقة مقارنة بطريقة التوزيع النقدي هو أن حملة األسهم سيضطرون إلى دفع ضرائب دخل
عادية في حال قيام المؤسسة بتوزيع أرباح نقدية ،بالمقابل فإن قيام المؤسسة شراء األسهم سيقود إلى رفع سعر
السهم السوقي ،وبالنتيجة فإن نتائج ذلك القرار ستصب في صالح حملة األسهم دون أن يضطروا إلى دفع ضريبة
الدخل ،إال في حالة بيع األسهم الحقا .بالرغم من ذلك فإن معدل ضريبة الدخل حين بيع السهم عادة ما تكون أقل من
معدل ضريبة الدخل على توزيعات األرباح النقدية.
-3-0توزيع األرباح العيني (غير ملموس أو المادي):
14
في بعض األحيان وعند عدم توفر السيولة النقدية لدى المؤسسة ،قد يقترح مجلس اإلدارة و بمصادقة
الجمعية العامة للمساهمين توزيع األرباح على شكل عيني ،كتوزيع منتوج المؤسسة على المساهمين بدال من
األرباح النقدية ،أي أن المؤسسة توزع األرباح من أصولها ،وقد تأخذ هذه التوزيعات العينية شكل البضائع أو
العقارات أو االستثمارات أو شكل آخر يحدده مجلس اإلدارة.
-4-0تجزئة السهم:
يهدف هذا النوع إلى تخفيض القيمة اإلسمية للسهم مما يضاعف من عدد األسهم التي يتكون منها رأس المال.
تحدث تجزئة السهم عندما تقرر إدارة المؤسسة إعطاء أسهم جديدة ألصحاب األسهم القائمة في المؤسسة،
عادة ما يتم التعبير عن تجزئة السهم بنسبة مثل النصف ،حيث صاحب كل سهم يحصل على حصة إضافية .مثل:
حامل 111سهم قبل التجزئة ،سيتحصل على 111سهم إضافية ،ويصبح المجموع 211سهم بعد االنقسام .فإذا كان
سعر السهم 51وحدة نقدية قبل التجزئة ،فإن سعر السهم بعد التجزئة يصبح 21وحدة نقدية.
تسعى عادة المؤسسات التباع هذه الطريقة عندما تعتقد اإلدارة المالية للمؤسسة أن سعر سهمها السوقي
مسعر لى من قيمته الحقيقية ،وأن تخفيض سعر السهم سوف يشجع المساهمين على تنشيط التبادل بيعا وشراءا في
السوق المالي ،ولهذا السبب تقوم المؤسسات عادة بتجزئة أسهمها قبل أن تقوم ر أسهم جديدة من أجل تنشيط عملية
التسويق ولتحفيز التعامل السوقي على أسهم المؤسسة ،وفي حاالت أخرى ليس مستبعدا أن يسبب قرار تجزئة
األسهم إلى زيادة طفيفة في القيمة السوقية للسهم بسبب المحتوى المعلوماتي الذي ينطوي عليه مثل هذا القرار.
-5-0توزيع األرباح على شكل حصص أرباح السهم:
تقوم العديد من المؤسسات بتوزيع أسهم مجانية أو منحها بدال من توزيع أرباح نقدية على المساهمين ،وتقوم
المؤسسات بهذه العملية الى عدة أسباب منها:
-زيادة رأس مال المؤسسة وعدم توسيع قاعدة المساهمين.
-االحتفاظ باالرباح وعدم توزيعها بهدف استثمارها.
-زيادة الطلب على أسهم المؤسسة في السوق وذلك نتيجة لزيادة سيولتها الناتجة عن انخفاض سعر السهم بعد
التوزيع.
-إرضاء رغبات المستثمرين وجعلهم يتمسكون بسهم المؤسسة في حالة عدم توزيع أرباح نقدية ،نتيجة لعدة
أسباب منها عدم توفر السيولة الكافية لتوزيع االرباح النقدية.
ينظر المستثمرون (المساهمون) إلى توزيع األسهم المجانية (على شكل حصص أرباح السهم) على أنه مؤشر
إيجابي ،وأن المؤسسة قامت عملية نتيجة لتوقعها نمو االرباح التي ستتحقق في المستقبل.
مثال عن ذلك :إذا كانت حصص أرباح السهم ،%5فإن حامل 111سهم سيحصل على خمسة 5أسهم
إضافية فيصيح لديه 115سهم .فعوض أن تقوم المؤسسة بتوزيع األرباح في شكلها النقدي ،فإنها تقوم بمنح أسهم
إضافية للمساهمين.
-3أنواع سياسة توزيع أرباح السهمTypes de Politique de Dividende :
توجد عدة أنواع لسياسة توزيع ارباح السهم ،نذكرها في ما يلي:
-1-3سياسة توزيع اجمالي األرباح:
اقترح الباحث روبنار Rubnerسنة 1566توزيع مجمل االرباح ،حيث بين في مقاربته أنه من صالح
المؤسسة توزيع كامل األرباح المحققة ،وتستند مقاربته على فكرة تفضيل المساهمين الحصول على أكبر قدر من
أرباح السهم .عمليا ،ال تعتمد المؤسسات على هذه االستراتيجية ألنها ال تشجع جبائيا من طرف المساهمين ،باعتبار
أنهم سيدفعون ضرائب أكبر على أرباحهم الشخصية من جهة ،وألنها ال توفر تمويال ذاتيا للمؤسسة من جهة أخرى.
-0-3سياسة توزيع الفائض أو الربح المتبقي( :نظرية الفائض)
15
تعطي المؤسسة وفقا لهذه السياسة األولوية للمشاريع االستثمارية التي تحقق األرباح ،وتقضي هذه السياسة
بتوزيع ما تبقى بعد احتجاز ما يلزم لتمويل مشاريع المؤسسة.
يطلق على هذه السياسة بنظرية الفائض ،وهي مبنية على حقيقة أن المساهمين يفضلون األرباح المحتجزة
شرط أن يعاد استثمارها بمعدل عائد يفوق ذلك المعدل الذي يستطيع المساهم نفسه الحصول عليه من خالل
استثمارات بديلة ذات مخاطر مماثلة ،وهذا ممكن ألن توزيع االرباح يتضمن دفع ضرائب على األرباح الموزعة
وكذلك عمولة الوساطة مما يجعل العائد على االرباح المحتجزة أعلى من العائد الذي يستطيع المساهم تحقيقه من
استثمارات بديلة .
تبعا لهذه السياسة ،تكون نسبة األرباح القابلة للتوزيع غير واضحة للمساهمين ،حيث أن أغلبها تقوم بتوزيع
أرباح منخفضة نتيجة حاجتها إلى التمويل الذاتي الستثماراتها ،ويمكن تفسير ذلك على وجود درجة ثقة عالية بين
المؤسسة ومساهميها.
-3-3سياسة توزيع أرباح السهم الثابتة:
تعتبر هذه السياسة من أبسط سياسات التوزيع بمجرد أن تختار المؤسسة نسبة التوزيع .وفق هذا اإلجراء،
فإن اإل دارة المالية تسعى إلى تحديد نسبة نقدية ثابتة يتم توزيعها سنويا من األرباح المتحققة .وكما يالحظ من هذا
االجراء ،فإن الربح الموزع سوف يختلف وفق التغير في مقدار االرباح المحققة ،فإذا كانت نسبة التوزيع المعتمدة
في مؤسسة ما هي %21سنويا ،فهذا يعني أن االدارة سوف توزع 1.21وحدة نقدية للسهم العادي إذا ما بلغ الربح
السنوي 1.11وحدة نقدية للسهم الواحد.
-4-3سياسة توزيع أرباح السهم مع العالوة:
تقوم هذه السياسة على أساس توزيع األرباح العادية التي توزعها المؤسسة عادة باإلضافة إلى توزيع أرباح
إضافية في نهاية العام.
عادة ما تلجأ مؤسسات األعمال إلى هذا اإلجراء عندما تكون أرباحها السنوية متقلبة ،فهي تعطيها مرونة في
إجراءات توزيع أرباح السهم .وفي مثل هذه الحالة ،تقوم المؤسسة بتوزيع أرباح مستقرة لكنها منخفضة ،وباإلمكان
التصريح على عالوة إضافية في نهاية السنة إذا ما تحسنت األرباح .وبذلك فلها المرونة بإلغاء تلك العالوة
واالستمرار باإلجراء المستقر المنخفض ،حيث يضفي مثل هذا االجراء صفة االستمرارية بتوزيع أرباح نقدية مما
ينعكس ايجابيا على سعر السهم في السوق.
-5-3سياسة عدم دفع التوزيعات على المدى القصير:
يرى الباحثان كالركسان و ايليوت Clarkson & Elliotسنة 1566في أعمالهما أن التوزيعات تعتبر
شيئا كماليا بالنسبة للمؤسسات والمساهمين ،وال داعي إلجراءها بشكل دوري .في الواقع العملي ،من النادر أن تجد
مؤسسات تقوم باالحتفاظ بجميع أرباحها في االحتياطات دون توزيع أرباح.
-4النظريات المفسرة ألثر سياسة توزيع ارباح السهم على القيمة السوقية للمؤسسة:
ينظر المستثمرون (المساهمون) إلى التوزيعات على أنها مصدر للمعلومات عن كفاءة اإلدارة في تسيير
نشاط المؤسسة .ال تتاح لحملة األسهم في الواقع فرصة متابعة النشاط الفعلي للمؤسسة ،ومن ثم ينظرون إلى سياسة
التوزيع على أنها مؤشر للنجاح الذي تحققه ،فزيادة قيمة االرباح الموزعة للسهم من سنة ألخرى يحتمل أن يترك
انطباعا إيجابيا (لدى المستثمرين في سوق رأس المال) عن نجاعة أداء المؤسسة ،األمر الذي يؤدي إلى ارتفاع
القيمة السوقية ألسهمها العادية.
ظهرت العديد من النظريات التي قامت بتفسير سياسة توزيع أرباح السهم ،فمنها من أكدت على تأثير سياسة
توزيع أرباح السهم على القيمة السوقية للمؤسسة.
-1-4نظرية موديقلياني وميلر Modigliani & Millerل :1561
16
من أبرز المؤيدين لنظرية عدم تأثير سياسة توزيع أرباح السهم على القيمة السوقية وعلى تكلفة رأس المال
موديقلياني وميلر . Modigliani & Millerففي مقال لهما نشر سنة ،1561وتحت بعض الفرضيات ،أكدا بأن
ثروة المساهمين لن تتأثر بسياسة توزيع أرباح السهم ،بل ستتأثر بقوة ربحها األساسية ومخاطرة أعمالها فقط.
وبعبارة أخرى ،فقد أكدا موديقلياني وميلر بأن القيمة السوقية للمؤسسة تعتمد على الدخل الناتج من أصولها فقط،
وليس على كيفية تجزئة هذا الدخل بين حصص األرباح أو األرباح المحتجزة.
حسب منطق موديقلياني وميلر ،فإنه كلما زادت فاعلية قرارات االستثمار ،كلما انعكست إيجابيا على القيمة
السوقية للمؤسسة وبالتالي على القيمة السوقية للسهم الواحد.
قامت نظرية موديقلياني وميلر على عدة فرضيات ،وهي:
-سياسة االستثمار للمؤسسة ثابتة ومعروفة لدى المستثمرين.
-ال توجد ضرائب شخصية أو ضرائب على أرباح المؤسسات.
-ال يوجد عدم تماثل المعلومات ،فالمعلومات متوفرة للجميع.
-ال توجد تكاليف الوكالة بين المسيرين والمستثمرين الخارجيين.
-ال وجود لتكاليف اإلفالس وال تكاليف الصفقات.
-تتميز السوق المالية بالمنافسة التامة ويتميز األعوان بالرشادة والعقالنية.
-0-4نظرية عصفور في اليد (تفضيل التوزيعات):
تم التأسيس لنظرية عصفور في اليد من خالل أعمال الباحثين لينتر Lintnerسنة 1562و قوردن
Gordonسنة ،1563حيث يعتبران أن مخاطر السهم تنخفض مع زيادة التوزيعات وأن عائد التوزيعات مؤكد
بينما العائد على شكل عائد رأسمالي للسهم به مخاطر ،بمعنى آخر(عصفور في اليد ذو قيمة أعلى من اثنين على
الشجرة) .عليه ،وباعتبار أن المساهمين يفضلون التوزيعات فهم يقبلون بعائد أقل على حقوق الملكية ،وتكلفة الوكالة
تقود إلى نفس النتيجة ،وذلك ألن التوزيعات العالية ستزيد الحاجة من التمويل الخارجي أكثر من المؤسسات ذات
التوزيعات القليلة ،وبالتالي يكون لدى المسيرين سيولة أقل ،وال ينشغلون بممارسات مهدرة للسيولة ،وبالتالي فإن
التوزيعات العالية تقلل من تكلفة الوكالة ،وبالتالي مخاطر أقل ،ويطلبون معدل عائد على حقوق الملكية أقل.
بنيّت هذه النظرية على جملة من الفرضيات يمكن تلخيصها في النقط التالية:
-ال تخضع مردودية المستثمرين في أسهم المؤسسة للضريبة سواء كانت هذه المردودية متمثلة في المكاسب
الرأسمالية المتحققة من جراء بيع األسهم أو بتوزيعات األرباح.
-معدل العائد على االستثمارات وكذلك معدل العائد المطلوب ويمثل تكلفة التمويل الممتلك أو تكلفة الفرصة
البديلة لحقوق المالك.
-اعتماد إدارة المؤسسة في تمويل استثماراتها على حقوق الملكية أو التمويل الخاص ،أي ال يوجد تمويل عن
طريق االستدانة.
-معدل نمو المؤسسة ثابت ويمثل نسبة األرباح المحتجزة من اإليرادات مضروبا في معدل العائد المتوقع
على االستثمار.
-معدل العائد المطلوب على االستثمار يكون أكبر من معدل النمو.
-نسبة األرباح الموزعة على حملة األسهم الثابتة ال تتغير.
-3-4نظرية التفضيل الضريبي:
بنيّت نظرية التفضيل الضريبي على انتقاد الفرضيات التي قامت عليها نظرية Modigliani & Miller
السابقة ،والتي من أهمها عدم وجود ضريبة شخصية وال ضريبة على أرباح المؤسسة ،غير أن هذا االفتراض غير
17
واقعي ،حيث يدفع المستثمرون ضرائبا في الواقع ،كما أن المؤسسات تدفع هي األخرى ضرائب على االرباح التي
تحصل عليها.
وفقا لنظرية التفضيل الضريبي ،يفضل المستثمرون االستثمار في تلك المؤسسات التي نسبة أقل من
األرباح ،بسبب وجود ضرائب بنسبة أعلى على األرباح الموزعة مقارنة باألرباح الرأسمالية ،فحسب أعمال
الباحثين وستون وبريغام Weston & Brighamسنة 1553يفضل المستثمر في حالة وجود الضرائب إعادة
استثمار األرباح بدل الحصول عليها .عليه ،سيفضل المستثمر المؤسسات التي توزع نسبة أقل من األرباح لتخفيض
قيمة الضرائب التي يدفعها ،وتوزيع نسبة أقل من األرباح ،ما يعني إعادة استثمار نسبة كبيرة منها في أنشطة
المؤسسة مما يؤدي إلى زيادة معدل نمو أرباحها.
إذن وبسبب تلك المميزات الضريبية ،فإن المستثمرين قد يفضلون قيام المؤسسات باحتجاز األرباح أو جزء
كبير منها ،كما أن المستثمرين يقومون بدفع سعر أعلى في شراء أسهم المؤسسات التي تقوم بتوزيع نسبة صغيرة
من أرباحها ،مقارنة بالسعر الذي تدفعه في شراء المؤسسات التي تقوم بتوزيع نسبة كبيرة من أرباحها.
-4-4أثر الزبائن:
تفضل مجموعات من الزبائن سياسات مختلفة اتجاه نسب توزيعات أرباح السهم ،وهو ما يطلق عليه أثر
الزبائن Effet des Clientsيعرف أثر الزبائن من جانب المستثمرين على أنه مجموعة من المستثمرين الذين
ينجذبون إلى أسهم المؤسسات التي لديها سياسة توزيع أرباح السهم التي يفضلونها.
أما من جانب المؤسسات ،فيقصد بأثر الزبائن قيام هذه المؤسسات بتبني سياسة توزيع أرباح معينة تجتذب
فئة من الزبائن تتكون من مجموعة من مستثمرين تعجبهم تلك السياسة ،وتتماشى مع تفضيالتهم فيما يتعلق
باالستثمار أو االستهالك.
فاألفراد المتقاعدون وصناديق التقاعد وصناديق منح الجامعات يفضلون الدخل النقدي .لذلك ،فهم يفضلون
أن تدفع المؤسسات نسبة مرتفعة من أرباحها كأرباح السهم .إضافة إلى أنه في العادة تكون الضرائب المفروضة
على هؤالء المستثمرون منخفضة أو صفرية ،فال تهمهم الضرائب .من ناحية أخرى ،يمكن أن يفضل حملة األسهم
إعادة االستثمار في سنوات االزدهار في المؤسسة ،ألن لديهم حاجة أقل لدخل االستثمار الحالي ،ويعيدوا استثمار
حصص أرباح السهم التي يحصلون عليها بعد دفع ضرائب الدخل على حصص األرباح أوال.
-5-4نظرية االشارة وعدم تماثل المعلومات:
تكون المؤسسة التي تبحث عن تمويل مجبرة على التصريح بكفاءتها في عدة أمور ،كالمكانة المالية التي
تتمتع بها والتي تسمح لها بتسديد ما عليها من التزامات في الوقت وبالمبلغ المناسبين .للمؤسسة عدة وسائل للوصول
إلى كسب ثقة الممولين ،وذلك من خالل اإلشارة إلى السوق المالية .ومن بين هذه الوسائل ،توجد سياسة توزيع
األرباح التي تعتبر كإشارة Signalعلى وضعية المؤسسة .وهذه الفكرة مبنية على أساس عدم تماثل المعلومات
L’Asymétrie de L’Informationبين عناصر السوق المالية ،وبالخصوص بين المسيرين والمساهمين.
تؤثر المعلومات المتاحة لدى المستثمرين حول ما يتعلق بسياسة توزيعات أرباح السهم المتوقعة للمؤسسة
على سعر السهم ،فإذا توقع المستثمرون زيادة نسبة توزيعات أرباح السهم بالنسبة لمؤسسة ما ،وبعد فترة قامت
المؤسسة بتوزيع نفس النسبة المتوقعة ،فإن المعلومات في هذه الحالة لن تحدث تغيرا ملموسا في سعر السهم نظرا
لتماثل المعلومات .أما إذا زادت نسبة التوزيعات عن النسبة المتوقعة ،فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع سعر السهم،
والعكس .يرجع السبب في ذلك إلى أن معظم المستثمرين يفضون الحصول على توزيعات أكثر من تحقيق زيادة في
األرباح الرأسمالية.
18