You are on page 1of 93

‫الجمهـورية الجـزائرية الديـمقراطية الشعبيـة‬

‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬

‫‪Ministère de l’Enseignement Supérieur‬‬


‫‪et de la Recherche Scientifique‬‬ ‫وزارة التـعليـم العـالي و البـحث العـلمـي‬
‫‪Centre Universitaire‬‬ ‫المــركـز الجــامــعي‬
‫‪Colonel Akli Mohand Oulhadj‬‬ ‫العقيد أكلي محند اولحاج‬
‫‪Bouira‬‬
‫البويـرة‬

‫معهد العلوم االقتصادية ‪ ,‬التجارية وعلوم التسيير‬

‫القسم ‪10:‬‬
‫التخصص‪ :‬مالية و بنوك‬
‫تقريـــــــــر تربـــــــــــص‬
‫لنيل شهادة الليسانس ‪LMD‬‬

‫تحت عنوان‬

‫دور اجلباية يف متويل اخلزينة‬


‫العمومية‬
‫(دراسة حاةل مديرية الرضائب لوالية البويرة)‬

‫تحت إشراف األستاذ ‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫عليواش أمين عبد القادر‬ ‫‪ ‬أبوطير محمود‬
‫‪ ‬بودالي حمزة‬
‫‪ ‬رافد فارس‬

‫السنة الجامعية‪1101/1100‬‬
‫تشكرات‬

‫الصلوات‬
‫السالم و أطهر َّ‬
‫الحمد هلل الذي بفضله تتم الصالحات‪ ،‬وعلى رسوله أزكى َّ‬

‫"ولِيُ َّ‬
‫تم نِ ْع َمتَهُ َعلَْي ُكم لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْش ُك ُرو َن"‬ ‫َ‬
‫فنحمده تعالى و نشكره على توفيقه لنا في إتمام هذا العمل‪ ،‬راجين منه أن يُ َكلَّل باالستحسان و الثناء‪،‬‬
‫األمة جمعاء‪.‬‬
‫وأن يعود بالنَّفع و الخير على َّ‬

‫السنين و توالت األعوام‪ ،‬و ها نحن أمام أحد أعظم األيّام‪ ،‬يوم حلمنا به منذ نعومة األظفار‪،‬‬
‫مضت ّ‬
‫تأملناه و نحن كبار‪ ،‬فال سعادة اليوم تفوق سعادتنا إالّ سعادة من بذ لوا العمر في خدمتنا‪،‬‬
‫و لطالما َّ‬
‫علي من خير و فضل كبير‪ ،‬فواهلل لو وظَّفت ماليين األلفاظ والتعابير‪ ،‬ما وفَّيتك‬
‫فلًكي أُ َّماه كل الشكر والحب و التقدير لما لكي َّ‬
‫من حقك إالَّ الجزء اليسير‪ ،‬و والدي الذي لم يتوانى يوماً في سعيه وراء توفير كل الرغبات و تحطيم كل مصاعب الحياة‪،‬‬
‫فلطالما كنت لي أبتي خير قدوة‪ ،‬منذ ساعدتني في خط أولى الخطوات‪.‬‬
‫نسأل اهلل أن يرعاهما و يرزقهما طول العمر و حسن العمل‪.‬‬

‫و نتوجه بشكر خاص لألستاذ عليواش أمين الذي كان لنا خير مشرف‪ ،‬حيث لم يبخل علينا بالتوجيه‬
‫و الم ساعدة و تصحيح األخطاء‪ ،‬فقد كان له دور كبير في إنجاز هذا العمل و إتمامه على أكمل وجه‪.‬‬

‫ونشكر أيضاً كل القائمين على جامعة العقيد آكلي محند أولحاج بالبويرة‪ ،‬وباألخص معهد العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫وال ننسى ذكر كل الزمالء و الزميالت راجين لهم النجاح و التألّق في مشوارهم ال ّدراسي‬
‫أو المهني‪ .‬ونشكر كل موظفي المديرية الوالئية للضرائب‬
‫الذين ساعدونا على إنجاز الجانب التطبيقي‬
‫من هذا العمل‪.‬‬
‫و في األخير ال يسعنا إال شكر كل من قاسمنا جهد مشوارنا الدراسي‪،‬‬
‫شجعنا و لو بكلمة‪ ،‬وكل من تمنى لنا النجاح يوماً‪،‬‬ ‫وكل من ًّ‬
‫حفزنا و ًّ‬
‫وكل من نسينا ذكرهم سهواً‪.‬‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫مقدمة الفصل األول ‪40 .............................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية الجباية و مبادؤها ‪40 ...............................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الضريبة و مقوماتها ‪40 ..................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الضريبة ‪40 ........................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مقومات الضريبة ‪40 .......................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االقتطاعات اإلجبارية األخرى غير الضريبية ‪40 .............................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المبادئ األساسية للجباية ‪04 ...................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تقسيمات الجباية ‪01 .......................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التقسيمات العامة للجباية ‪01 .......................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة‪01 ..........................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الضرائب النسبية التصاعدية‪00 ............................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الضرائب العينية والضرائب الشخصية‪00 ................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التقسيم االقتصادي للجباية‪00 ......................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الضرائب على الدخل‪01 ....................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الضرائب على رأس المال‪01 ..............................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الضرائب على اإلنفاق‪01 ..................................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الضرائب الجمركية‪04 .....................................................‬‬

‫خاتمة الفصل األول‪00 ..............................................................................‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫مقدمة الفصل الثاني‪00 ...............................................................................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية الخزينة العمومية ‪01 ................................................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الخزينة العمومية‪01 .....................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص الخزينة وحساباتها‪01 ...................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬وظائف و عمليات الخزينة العمومية‪00 ...........................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬وظائف الخزينة العمومية‪00 ...............................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عمليات الخزينة‪00 ..........................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مهام الخزينة‪00 .............................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الميزانية العامة‪01 .........................................................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الميزانية العامة‪ ،‬خصائصها وعناصرها ‪01 ..........................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الميزانية العامة‪01 ................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الميزانية العامة‪14 ..............................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬عناصر الميزانية العامة‪14 ................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية‪ ،‬مبادئ و قوانين الميزانية ‪10 .............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أهمية الميزانية‪10 ..........................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبادئ الميزانية‪11 .........................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬قواعد الميزانية‪10 .........................................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬قوانين الميزانية العامة في التشريع الجزائري‪11 .......................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تعريف النفقات العمومية‪ ،‬عناصرها وتقسيماتها ‪10 ..........................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف النفقات العمومية‪10 ...............................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تقسيمات النفقات العامة‪00 ................................................‬‬

‫خاتمة الفصل الثاني‪00 .............................................................................‬‬


‫الفصل الثالث‪:‬دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية‬

‫مقدمة الفصل الثالث‪00 ............................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬إيرادات الخزينة العمومية وتطورها‪00 ..................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإليرادات العادية‪00 ..............................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الدومين ( ممتلكات الدولة )‪00 ............................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الرسوم‪00 ..................................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الضرائب‪00 ................................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اإليرادات غير العادية‪00 ........................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تطور اإليرادات العامة للدولة‪01 ................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور الجباية العامة في تمويل الخزينة العمومية‪00 ....................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مساهمة الجباية البترولية في اإليرادات العامة للدولة‪00 .......................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مساهمة الجباية العادية في اإليرادات العامة للدولة‪01 .........................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مساهمة الجباية العامة‪01 .................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬آلية تحصيل الجباية العادية‪01 ...........................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور الجباية العادية في التنمية اإلقتصادية ‪01 ...............................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دور الجباية العادية في معالجة التقلبات اإلقتصادية‪01 ................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور الضريبة في تنمية الجماعات المحلية‪00 ..........................‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬المقارنة بين مساهمة كل من الجباية العادية والجباية البترولية‪00 .........‬‬

‫خاتمة الفصل الثالث‪01 ..........................................................................‬‬

‫الفصل الرابع‪:‬دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة‬

‫مقدمة الفصل الرابع‪00 ..........................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تقديم المديرية الوالئية للضرائب‪01 ...................................................‬‬

‫المطلب االول‪ :‬نشأة المديرية الوالئية للضرائب‪01 ...........................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المصالح القاعدية للمديرية الوالئية للضرائب‪00 .............................‬‬


‫المطلب الثالث‪ :‬مهام المديرية الوالئية للضرائب‪00 ..........................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة حالة ملف دعم جبائي‪01 ......................................................‬‬

‫المطلب األول ‪:‬الدعم الجبائي‪01 ...............................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دراسة ملف المشروع قبل الحصول على االعانات الجبائية‪01 ............‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دراسة ملف المشروع بعد الحصول على اإلعانات الجبائية‪01 ............‬‬

‫خاتمة الفصل الرابع‪14 .........................................................................‬‬


‫قائمة الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الجدول‬

‫‪01‬‬ ‫تطور اإليرادات العامة من سنة ‪ 0100‬إلى سنة ‪0101‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪00‬‬ ‫مساهمة الجباية البترولية في اإليرادات العامة للدولة( ‪)0101-0111‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪01‬‬ ‫مساهمة الجباية العادية في اإليرادات العامة‬ ‫‪41‬‬

‫‪00‬‬ ‫البيانات الجبائية للمشروع قبل الحصول على اإلعانات الجبائية‬ ‫‪40‬‬

‫‪01‬‬ ‫تطور المشروع (الحاصل على الدعم الجبائي) من ‪ 0440‬إلى ‪0404‬‬ ‫‪40‬‬
‫قائمة المالحق‬

‫العنوان‬ ‫الملحق‬

‫تصريح يقوم مقام حافظة إشعار بالتسديد )‪(G50 A‬‬ ‫‪I‬‬

‫تصريح يقوم مقام حافظة إشعار بالتسديد)‪(G50‬‬ ‫‪II‬‬

‫تصريح بالوجود‬ ‫‪III‬‬


‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫شهدت نهاية القرن العشرين أحد أهم التحوالت االقتصادية متمثلتا في انهيار هرم النظام الشيوعي الذي‬
‫امتدت تبعاته لتؤثر سلبا على النظام االشتراكي‪ ،‬مما أدى إلى تقلص رقعته جغرافيا وكذا دوره اقتصاديا في‬
‫ساحة األحداث االقتصادية العالمية‪ ،‬األمر الذي أرغم دول المعسكر االشتراكي على تبني إصالحات هيكلية‬
‫جذرية أمالها تفرد النظام الرأسمالى – الليبرالي ‪ -‬واعتباره كقوة وحيدة على المستوى االقتصادي العالمي‬
‫حينها‪ ،‬حاليا أدت التطورات والتحوالت العميقة الحاصلة في المحيط االقتصادي الدولي التي واكبها تنامي‬
‫دور التجارة و المعامالت المالية الحديثة إلى انتهاج نظام اقتصادي جديد يعرف باقتصاد السوق‪.‬‬

‫التحوالت االقتصادية السابقة لم تكن لتمر دون االلقاء بظاللها على مختلف دول العالم بشكل عام‪ ،‬و الدول‬
‫العالم الثالث بشكل خاص‪ ،‬حيث توصف هذه األخير بصاحبة االقتصادية التابعة‪ ،‬وتأتي على رأسها‬
‫الجزائر‪ ،‬التي تبنت غداة استقاللها نظام التسيير الذاتي المرت كز أساسا على االحتكار والسيطرة الدولة على‬
‫وسائل االنتاج العمومية‪ ،‬وارتبطت هذه السياسة بقوانين وتشريعات استمدت من نشاط القطاع التجاري‬
‫فترجمت هذه الوضعية بتهميش كبير لدور للنظام الجبائي في تغذية الخزينة العمومية‪.‬‬

‫في العشرية األخيرة عرفت الجزائر كباقي الدول االشتراكية تغيرات واصالحات هيكلية عديدة‪ ،‬باتباعها‬
‫لسياسة الخوصصة ومحاولة اندماجها ضمن ما يعرف باقتصاد السوق بغية البحث عن أنجع الطرق وأحسنها‬
‫لتحقيق التنمية االقتصادية واعادة االعتبار للقطاع الجبائي بوصفه موردا هاما للخزينة العمومية‪ ،‬فاتخذت‬
‫األطراف االقتصاد ية الجزائرية عدة تدابير لتنمية هذا القطاع لوعيها بقدرته على امتصاص االختالالت التي‬
‫تولدت عن السياسات االقتصادية السابقة ومساهمته الفعالة في الحياة االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬التجارية‬
‫وحتى السياسية‪.‬‬

‫وباعتبار أن الجباية هي الممول الرئيسي للخزينة العمومية خاصة الجباية البترولية‪ ،1‬حيث تمثل في الوقت‬
‫الحاضر الدعامة األساسية للدخل التجاري والمالي للخزينة العمومية ‪ -‬على اعتبار أن دور الجباية العادية ال‬
‫يزال ثانويا نظ ار للنقائص الموجودة فيه وكذا استفحال ظاهرة التهرب الضريبي وثقل األعباء الضريبية على‬
‫المكلفين بدفعها‪ ،-‬ومع انتهاج نظام اقتصاد السوق كما أسلفنا ومحاولة مواكبة المتغيرات االقتصادية‬
‫العالمية‪ ،‬كان لزاما على الجزائر العمل على الموازنة بين الجباية البترولية وغيرها من الجباية‬

‫‪ - 1‬قطاع المحروقات قطاع يتماشى مع التغيرات الدولية و متطلبات األسواق العالمية‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫وتفعيل دور هذه األخيرة خاصة مع زيادة المكلفين بدفعها كالتجارة وأصحاب الشركات وأصحاب المداخيل‬
‫الكبرى‪ ،‬وذلك بتبني سياسة جبائية تتماشى مع متطلبات السوق وتلعب دو ار فعاال في فتح باب االستثمار‬
‫الداخلي والخارجي لجلب العملة الصعبة من خالل فرض سياسة جبائية مرنة على المستثمرين والمتعاملين‬
‫االقتصاديين لتنويع مصادر تمويل الخزينة العمومية من جهة‪ ،‬وتبني سياسة اإلصالح دائمة ومستمرة تسعى‬
‫من وراءها إلى أحداث تغيرات عميقة وجذرية ايجابية على القطاع الجبائي وتنمية دوره في تمويل الخزينة‬
‫العمومية من جهة أخرى‪ ،‬على هذا األساس‪ ،‬وبناء على ما تم سرده نطرح السؤال التالي‪:‬‬

‫ما هو الدور الذي تلعبه الجباية في تمويل الخزينة العمومية؟‬

‫لإلجابة على السؤال الرئيسي أعاله‪ ،‬ارتأينا تجزئته إلى أسئلة فرعية تخدم نفس السياق وتساعد على توضيح‬
‫مختلف الرؤى وصوال إلى بلورة تصور شامل حول موضوع الدراسة‪ ،‬فكانت هذه األسئلة كالتالي‪:‬‬

‫ـ ‪ 1‬ـ ماذا نعني بالجباية ؟ وما هو المقصود بالنظام الضريبي ؟‬


‫ـ ‪ 3‬ـ ما هي مختلف المفاهيم المتعلقة بالخزينة العمومية ؟‬
‫ـ ‪ 4‬ـ فيما تتمثل اإليرادات التي تستفيد منها الخزينة العمومية ؟‬
‫ـ ‪ 5‬ـ ما هي مختلف الضرائب المحصلة لدى الخزينة العمومية ؟‬

‫فرضيات الدراسة‪:‬‬

‫‪ .‬النظام الجبائي هو مجموعة ضرائب التي يلتزم بدفعها في زمن محدد لصالح الدولة؛‬
‫‪ .‬تقتسم الضرائب حسب سعرها ووعائها و يقصد به المادة الخاضعة للضريبة؛‬
‫‪ .‬الخزينة هي مكان إيداع األموال العمومية إلستعمالها عند الحاجة في المشاريع اإلستثمارية و النفقات؛‬
‫‪ .‬عادة ما تعتمد الدولة على إيرادات ممتلكاتها الخاصة باإلضافة إلى عائدات الضرائب و في حاالت‬
‫إستثنائية تلجأ إلى قروض تحصل لدى الخزينة مختلف بنوعيها المباشرة و الغير مباشرة باإلضافة إلى‬
‫الجباية و الرسوم الجمركية التي تفوض على السلع المستوردة والمصدرة‪.‬‬

‫ت‬
‫مقدمة‬

‫الهدف من الدراسة‪:‬‬

‫الهدف من اختيارنا لهذا الموضوع " دور الجباية في تمويل الخزينة العمومية " راجع للدور االيجابي والمهم‬
‫الذي يؤديه القطاع الجبائي في االقتصاد الوطني‪ ،‬بمساهمته الفعالة في التنمية االقتصادية من خالل تمويله‬
‫للخزينة العمومية وكون اإلدارة الجبائية جهاز حساس يتأثر بالمستجدات والتغيرات الحاصلة على مستوى‬
‫االقتصاد على الصعيدين الوطني والدولي‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫باإلضافة إلى الدور الواضح الذي تلعبه الجباية في بناء مختلف السياسات االقتصادية‪ ،‬حيث أضحت اللبنة‬
‫األولى التي توضع على أساسها السياسة المالية للبالد‪ ،‬فإننا سعينا إلى توضيح فكرة مفادها يجب تنويع‬
‫مصادر تمويل الخزينة العمومية وعدم االعتماد على مورد واغفال آخر‪ ،‬ألن ذلك سيؤدي حتما إلى اختالالت‬
‫عميقة وجوهرية في المستقبل المنظور‪.‬‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬

‫بالنظر إلى طبيعة الموضوع محل البحث‪ ،‬ومن أجل االجابة على االشكالية المطروحة‪ ،‬واثبات أو نفي‬
‫الفرضيات المتبناة‪ ،‬قمنا باستعمال المنهج الوصف ي و المنهج التحليلي العتبارهما المالئمان لهذا النوع من‬
‫الدراسات‪.‬‬

‫صعوبات الدراسة‪:‬‬

‫واجهتنا‪ ،‬عند إعدادنا لهذه الدراسة‪ ،‬بعض الصعوبات يأتي على رأسها نقص المراجع المكتوبة باللغة العربية‪،‬‬
‫وكذا صعوبة تحصيل المعلومة المالية من مصدرها االداري األول وذلك لبعض العقليات البيروقراطية التي‬
‫نأمل و أن تزول مع الوقت‪.‬‬

‫ث‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫مقدمة الفصل األول‪:‬‬

‫بما أن للدولة عدة وظائف و مهام يتوجب القيام بها‪ ،‬فهي تحتاج إلى موارد و إيرادات لتغطية النفقات العامة‬
‫الالزمة ألداء تلك الوظائف على أكمل وجه‪ ،‬هذه اإليرادات تتمثل في الجباية العادية و الجباية البترولية‪.‬‬
‫ال‬
‫ومن أجل إظهار األهمية البالغة التي تكتسيها الجباية في تمويل الميزانية سوف نتناول في هذا الفصل تحلي ً‬
‫عامًا للجباية‪ ،‬فنسلط الضوء على أبرز مكوناتها و هي الضريبة مع دراسة مقوماتها ‪ ،‬وذلك دون نسيان‬
‫االقتطاعات اإلجبارية األخرى المكون ة للجباية‪ ،‬كما سنتناول المبادئ األساسية للجباية وتقسيماتها العامة و‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية الجباية و مبادؤها‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الضريبة و مقوماتها‬


‫الفرع األول‪ :‬تعريف الضريبة‬
‫واج ههه المهتم ههين بموض ههوع الضه هريبة ف ههي س ههبيل تحدي ههد مفهومه هها الكثي ههر م ههن الص ههعوبات نتيج ههة لتطورهه هها‬
‫باس ههتمرار م ههن وق ههت آلخ ههر‪ ،‬فالتعريف ههات الت ههي أطلق ههت عليه هها اختلف ههت فيم هها بينه هها نظه ه ار لتغي ههر طبيع ههة ومب ههررات‬
‫الهذي‬ ‫الضريبة مع تغير النظم السياسية والظروف االقتصادية السائدة فهي كهل مجتمهع‪ ،‬فنجهد األسهتاذ تروتـاب‬
‫اقتصر في تعريفهها علهى الجانهب القهانوني بوصهفها‪ ":‬وسهيلة لتوزيهع األعبهاء بهين األفهراد توزيعها قانونيها ودسهتوريا‬
‫طبقا لقدراتهم التكلفية"‪.1‬‬
‫ويرى األسهتاذ جاسـتون جيـز والهذي اعتبرهها " أداء نقهدي تفرضهه السهلطة علهى األفهراد بطريقهة نهائيهة وبهال‬
‫مقابل بقصد تغطية األعباء العامة"‪.‬‬
‫وقههد لحههق بالض هريبة تاريخيهها تطههور كبيههر س هواء بالنسههبة لطبيعتههها أو األسههس التههي تسههتند عليههها أو بالنسههبة‬
‫ألهههدافها‪ ،‬فمههن مسههاعدة اختياريههة للحك هام كلمهها تعرض هوا للغههزو والههى فريضههة إجباريههة تلجههأ إليههها الدولههة لضههمان‬
‫استمرارها‪ ،‬إلى أن أصبحت تتصف بالدوام واإللزام في المجتمعات المنظمهة وههذا لفهرض الحمايهة‪ ،‬تطهورت بعهد‬
‫ذلك هذه الفكرة باكتسابها ههدفا مواليها بحتها‪ ،‬وصهارت بهذلك‪ ،‬واضهافة إلهى عنصهر الحمايهة‪ ،‬وسهيلة لتوزيهع أعبهاء‬
‫الخدمات العامة على األفراد توزيعا عادالً‪.2‬‬
‫مهن خهالل التعريهف األول و اقتباسها مهن تعريهف الهذي أعطهى لنها مهن طهرف ‪PIERRE BELTRAME‬‬
‫للضريبة يمكن اعتبارها‪ " :‬مقدار مالي محصهل مهن المكلفهين مهن خهالل صهفتهم اإلسههامية‪ ،‬تقهبض عهن طريهق‬
‫السلطة بتحويل ذمة مالية نهائيا بدون مقابل محدد‪ ،‬من أجهل تحقيهق أههداف ثابتهة عهن طريهق السهلطة العامهة"‪،‬‬
‫وكذا يمكن اعتبارها‪ " :‬الضريبة اقتطاع نقدي جبري نهائي يحتمله الممهول ويقهوم بدفعهه بهال مقابهل وفقها لمقدرتهه‬
‫التكليفية مساهمة في األعباء العامة وبتدخل السلطة لتحقيق أهداف معينة "‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫يونس أمحد البطريق‪ ،‬مقدمة يف النظم الضريبية‪ ،‬املكتب املصري احلديث للطباعة والنشر اإلسكندرية‪ ،0791 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 2‬منسي أسعد عبد املالك‪ ،‬اقتصاديات املالية العامة‪ ،‬مطبعة خميم‪ ،0791 ،‬ص ‪.041‬‬
‫‪ 3‬عبد الكرمي صادق بركات "النظم الضريبية" الدار اجلامعية‪ ،‬بريوت‪ ،0792 ،‬ص ‪.09‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مقومات الضريبة‬


‫يمكننا من خالل التعاريف السابقة الذكر حصر مقومات الضريبة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬الضريبة إجبارية وبصفة نهائية‪:‬‬

‫يعتبر فرض الضريبة وجبايتها عمال من أعمهال السهلطة العامهة‪ ،‬ومعنهى ذلهك أن فهرض الضهريبة وجبايتهها‬
‫يسهتند إلهى الجبهر ويترتههب علهى ذلهك تفهرد الدولههة بوضهع النظهام القهانوني للضهريبة‪ ،‬فههي التهي تتحهدد دون اتفههاق‬
‫مع المكلهف وعهاء الضهريبة وسهعرها والمكلهف بأدائهها وكيفيهة تحصهيلها‪ ،‬فالضهريبة ال تفهرض نتيجهة االتفهاق بهين‬
‫الدولة والمكلف بها‪.‬‬
‫ويقضههي مبههدأ الجب ههر بتههدخل الدول ههة عنههد امتنههاع المم ههول عههن دف ههع الض هريبة ولجوئههها إل ههى وسههائل التنفي ههذ‬
‫الجبري لتحصيلها‪ ،‬وواضهح أن عنصهر الجبهر الهذي تسهتند إليهه الضهريبة ههو الهذي يميزهها عمها يدفعهه الفهرد مهن‬
‫ثم ههن مقاب ههل شه هراء الخ ههدمات الت ههي تق ههوم المش ههروعات العام ههة ببيعه هها‪ ،‬كم هها أن ههه ه ههو ال ههذي يميزه هها ع ههن الق ههروض‬
‫االختيارية التي يقدمها األشخاص اآلخرون للدولة بإرادتهم‪.‬‬

‫‪ .2‬الضريبة فريضة نقدية‪:‬‬

‫كانههت الض هريبة فههي العصههور القيمههة وفههي العصههور الوسههطى تفههرض وتجبههى عينهها‪ ،‬وذلههك فههي شههكل الت هزام‬
‫األفراد بتقديم عمل معهين ووههو مها يعهرف السهخرة أو تسهليم أشهياء أو جهزء مهن المحصهول‪ ،‬كمها كهان الشهأن فهي‬
‫ظل اإلمبراطورية الرومانية)‪.‬‬
‫فمههن الواضههح أن نظههام الض هرائب العينيههة يالئههم االقتصههاديات العينيههة‪ ،‬وهههي تلههك التههي تقههوم علههى المبادلههة‬
‫العينيههة‪ ،‬وال تعههرف النقههود إال فههي حههدود ضههيقة‪ ،‬أمهها فههي المجتمعههات المعاص هرة التههي تقههوم علههى االقتصههاديات‬
‫النقدية‪ ،‬فالضريبة العينية ال تطبق‪ ،‬ونجد أن الضرائب النقدية تشهكل القاعهدة العامهة للضهريبة‪ ،‬ذلهك أنهها الشهكل‬
‫األكثر مالئمة لالقتصاد النقدي وللنظهام المهالي المعاصهر‪ ،‬وههذا علهى العكهس مهن الضهرائب العينيهة التهي تالئهم‬
‫‪1‬‬
‫هذا النوع من االقتصاد وال هذا النوع من النظم المالية وذلك لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ 1‬رفعت حمجوب " املالية العامة" دار النهضة العربية ‪ ،‬بريوت ‪ ،0797‬ص ‪.114‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫‪ ‬ال تتفق الضريبة العينية مع العدالة فهي توزيهع األعبهاء الماليهة ألنهها تفهرض علهى كهل ممهول تقهديم كميهة‬
‫معينهة مههن المحصهول‪ ،‬أو عههدد معههين مهن سههاعات العمههل وتسهقط مههن حسههابها اخهتالف تكههاليف اإلنتههاج‬
‫من منتج إلى آخر واختالف قدرة األفراد على تحمل العمل؛‬

‫‪ ‬تسههتلزم الض هريبة العيني ههة قيههام الدول ههة بتكههاليف مرتفع ههة عههن تلههك الت ههي تتطلبههها الضه هريبة النقديههة‪ ،‬وذل ههك‬
‫بسبب ما تتحمله الدولة من نفقات جمع المحاصهيل ونقلهها وتخزينهها‪ ،‬ههذا باإلضهافة إلهى مها تتعهرض لهه‬
‫هذه المحاصيل من تلف؛‬

‫‪ ‬ال تعتبههر الض هريبة العينيههة مالئمههة للفقههه المههالي الحههديث‪ ،‬خاصههة لنظههام النفقههات النقديههة‪ ،‬فالدولههة تقههوم‬
‫بنفقاتهها فههي شههكل نقههدي‪ ،‬وهههو مها يسههتلزم بداهههة أن تكههون اإليهرادات فهي شههكل نقههدي أيضهها حتههى يمكنههها‬
‫أن تقابل النفقات النقدية‪.‬‬

‫‪ .3‬الضريبة بدون مقابل‪:‬‬

‫المقصود هنا أن الممول يقوم بدفع الضهريبة دون أن يحصهل مقابلهها علهى نفهع خهاص بهه‪ ،‬ولهيس المعنهى‬
‫أن دافههع الض هريبة ال يسههتفيد منههها‪ ،‬بههل علههى العكههس مههن ذلههك‪ ،‬فإنههه يسههتفيد بصههفته واحههد مههن الجماعههة أي مههن‬
‫إنفاق حصيلة الضريبة على المرافق العامة‪.‬‬
‫إن المم ههول ال ههذي ي ههدفع الضه هريبة ال يس ههتفيد م ههن الخ ههدمات العام ههة بطريق ههة فردي ههة‪ ،‬وان مق ههدارها ال يتح ههدد‬
‫بمقدار هذا النفع الخاص‪ ،‬بل يتوقف تحديده على مقدرته التكلفية‪ ،‬وهذا ما يميهز الضهريبة عهن الرسهم الهذي ههو‬
‫مبلغ مالي تقتصه الدولة جب ار من بعض األشخاص مقابل نفع خاص لهم ومثال ذلك رسوم البريد‪.‬‬

‫‪ .4‬تحقيق النفع العام‪:‬‬

‫رأينا سابقا أن الدولة ال تفهرض الضهريبة مقابهل نفهع خهاص تقدمهه للمكلهف بأدائهها إضهافة فهإن الغهرض مهن‬
‫الض هريبة هههو تحقيههق منفعههة عامههة وقههد درجههت الدسههاتير والق هوانين خههالل الق هران الثههامن عشههر علههى تأكيههد هههذا‬
‫المعنى‪ ،‬منعا الستخدام حصيلة الضرائب في إشباع الحاجهات الخاصهة بهالملوك واألمهراء‪ ،‬لكهن قهام خهالف بهين‬
‫االقتصاديين حول تحديد المقصود بالمنفعة العامة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫فق ههد قص ههر التقلي ههديون مض ههمون المنفع ههة العام ههة ف ههي مج ههال ف ههرض الضه هريبة عل ههى تغطي ههة النفق ههات العام ههة‬
‫التقليدي ههة‪ ،‬أي أنه ههم قص ههروا الضه هريبة عل ههى الغ ههرض الم ههالي وح ههده وق ههد أرادوا ب ههذلك أن يجعله هوا منه هها أداة مالي ههة‬
‫محضه ههة‪ ،‬بحيه ههث ال يكه ههون لهه هها أي تغيه ههر فه ههي األوضه ههاع االقتصه ههادية أو العالقه ههات االجتماعيه ههة أو العالقه ههات‬
‫االجتماعيههة القائمههة‪ ،‬ومعنههى ذلههك أنهههم يتصههورون أن قصههر الض هريبة علههى الغههرض المههالي يكفههي لجعلههها أداة‬
‫محايدة‪.‬‬
‫المؤكد أن هذا المعنى الضيق لفكرة حياد الضريبة ال يضمن هذا الحياد وذلك لسببين‪:‬‬
‫أولهمـا‪ :‬أن الضهريبة ههي تحويههل لمبلهغ نقههدي‪ ،‬وعلهى ذلههك فإنهها ال يمكههن أن تكهون محايههدة إال إذا كانهت النقههود‬
‫محايدة وهو ما ينكره التحليل الحديث‪.‬‬

‫ثانيهما‪ :‬أن حياد الضريبة يتطلهب دقهة فهي التنظهيم الضهريبي‪ ،‬وههو مها يصهعب عملهه‪ ،‬وبالتهالي نخلهص إلهى أن‬
‫الضريبة البد أن تؤثر في البنيان االقتصادي وفي البنيان االجتماعي‪.‬‬

‫االقتص ههاديون الح ههديثون ال يتص ههورون ولألس ههباب الس ههابقة ال ههذكر حي ههاد الضه هريبة‪ ،‬ويس ههلمون بتأثيره هها ف ههي‬
‫البني ههان االقتص ههادي واالجتم ههاعي‪ ،‬ب ههل إنه ههم باإلض ههافة إل ههى ذل ههك يس ههتخدمونها بص ههفتها أداة للت ههأثير ف ههي البني ههان‬
‫االقتص ههادي واالجتم ههاعي‪ ،‬أي لتحقيهههق أغه هراض مالي ههة‪ ،‬فالض ه هريبة أداة هام ههة م ههن أدوات إعهههادة توزي ههع اله ههدخل‬
‫الوطني‪ ،‬أي أنها تشكل أداة هامة من أدوات السياسة االقتصادية والسياسة االجتماعية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االقتطاعات اإلجبارية األخرى غير الضريبية‬

‫تشه ههكل الض ه هريبة اقتطه ههاع جبهههائي إجبه ههاري‪ ،‬إذ أنهههه توجه ههد اقتطاعهههات إجباريه ههة أخهههرى غيه ههر جبائيه ههة‪ ،‬وهه ههي‬
‫اق تطاعات الجباية المستقلة التي تتكون من اقتطاعات تدفع لحساب أشخاص معنويهة‪ ،‬ههذه االقتطاعهات تتكهون‬
‫من رسوم الجباية المستقلة‪ ،‬االشتراكات االجتماعية واإلتاوات المحصلة مقابل خدمات مقدمة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫‪ .1‬رسوم الجباية المستقلة‪:‬‬

‫تعهرف رسههوم الجبايهة المسههتقلة علهى أنههها "تقهبض ألجههل منفعهة اقتصههادية أو اجتماعيهة لحسههاب األشههخاص‬
‫المعنوية العامة أو الخاصة‪ ،‬الذين تتجرد منهم صفة الدولة‪ ،‬الجماعات المحلية ومنشآتهم العامة أو اإلدارية"‪.‬‬
‫على ضوء ذلك نجد أن الرسوم والضهريبة يختلفهان فهي الخصهائص إذ أن ههذه الرسهوم تقتطهع ألجهل منفعهة‬
‫اقتصههادية أو اجتماع يههة‪ ،‬بينمهها الض هريبة يكههون لههها أهههداف عامههة مشههتركة‪ ،‬بالتههدخل كههأداة اقتصههادية ومههن حيههث‬
‫المسههتفيد مههن هههذه الرسههوم‪ ،‬يكههون شههخص معنههوي خههاص أو عههام تتجههرد منههه صههفة الدولههة كالواليههة أو البلديههة‪،‬‬
‫بينمها الضهريبة تههدفع للدولههة بههدون مقابههل آنههي ومحههدد‪ ،‬وال يكههون للشههخص المعنههوي الحههق فههي أن يكههون مسههتفيدا‬
‫من اقتطاعات الضريبة‪.‬‬

‫‪ .2‬االشتراكات االجتماعية‪:‬‬

‫تشههكل هههذه االقتطاعههات اإلجباريههة عائههدات األشههخاص الههذين يكههون لهههم مقابههل هههذه العائههدات المقبوضههة‬
‫على شكل اشتراكات‪ ،‬خدمات اجتماعية‪.‬‬
‫ههذه االشههتراكات تعتبهر أداة إلعههادة توزيهع الههدخل بمهنح خههدمات ماليهة‪ ،‬إذ تعتبههر عنصه ار هامهها فهي مههداخيل‬
‫األسههر‪ ،‬بههل أنههها أحيانهها تشههكل المصههدر األساسههي لعههدد معتبههر مههن األفهراد فالخههدمات االجتماعيههة تسههمح بإعههادة‬
‫التوزيع بين الفئات االجتماعية‪.1‬‬
‫إن الخدم ههة االجتماعي ههة المقدم ههة لألش ههخاص ال ههذين س ههاهموا ف ههي ه ههذه االش ههتراكات لتحقي ههق منفع ههة فردي ههة‪،‬‬
‫تختلف عهن الضهريبة كونهها اقتطهاع بهدون مقابهل والخدمهة المقدمهة علهى شهكل تهأمين ضهد األخطهار التهي تحهيط‬
‫باألشخاص المساهمة في االشتراكات االجتماعية تعتبر مقابل‪.‬‬
‫إن النظه ههام القه ههانوني له ه ههذه االشه ههتراكات االجتماعيه ههة يفرض ه ههه القه ههانون بصه ههفة عام ه ههة حيه ههث أن مؤسس ه ههات‬
‫االشتراكات االجتماعية تحدد المبادئ المتعلقة بالوعاء وطرق التحصيل‪.2‬‬

‫‪ 1‬صورية بن عياد‪ ،‬اجلباية و التنمية اإلقتصادية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الليسانس‪،‬اجللفة‪ ،1112/1114،‬ص‪.9‬‬
‫‪ 2‬امني يعقوب‪ ،‬اجلباية والتنمية االقتصادية‪ ،‬مذكرة خترج ‪ ،INF‬القليعة‪ ،0772 ،‬ص ‪.02‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫‪ .3‬اإلتاوات المحصلة مقابل الخدمات المقدمة‪:‬‬

‫تعتب ههر الضه هريبة عنصه ه ار أساس ههيا ف ههي تموي ههل النفق ههات العام ههة إذ ال تض ههع عائق هها أم ههام مس ههتعملي بع ههض الم ارف ههق‬
‫العامة‪ ،‬في تحملهم لجزء من األعباء مقابل ما قدم لهم من خدمة‪ ،‬المبهالغ الماليهة التهي تقهدم علهى شهكل إتهاوات‬
‫تكون لها عالقة مباشرة مع قيمة الخدمة المقدمة من طرف المؤسسة العامة أو الخاصة‪.‬‬
‫من بين هذه اإلتاوات نجد اإلتاوات المتعلقة بالطيران والتهي تقهبض مهن طهرف المنشهأة الوطنيهة للمالحهة الجويهة‬
‫والمؤسس ههات الت ههي ت ههنظم خ ههدمات المط ههارات‪ ،‬اإلت ههاوات المقدم ههة مقاب ههل اسه هتعمال الطرق ههات‪ ،1‬وتش ههبه الضه هرائب‬
‫اإلتهاوات فهي عنصهر الجبههر واإللهزام لكنهمها يختلفهان فههي أسهاس فرضههما‪ ،‬فاإلتهاوة يههدفعها المسهتفيد علهى أسههاس‬
‫مقهدار المنفعهة الخاصههة والتهي ل قابلههة للتقهدير والتحديهد‪ ،‬أمهها أسهاس فههرض الضهريبة ههو المسههاهمة فهي األعبههاء‬
‫العامة وان لم يحصل الممول على منفعة خاصة من خالل الضريبة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المبادئ األساسية للجباية‬


‫الضريبة تشكل في الظروف المالية الحالية أهم مورد من الموارد الماليهة‪ ،‬كمها تشهكل فهي الوقهت نفسهه أههم‬
‫األعباء المالية على الممولين‪ ،‬وبالتالي فمن الضهروري أن ي ارعهي التنظهيم الفنهي للضهريبة للتوفيهق بهين مصهلحة‬
‫الخزينههة العموميههة ومصههلحة المم ههولين أي بههين الحصههيلة والعدالههة‪ ،‬وله ههذا وضههع آدم ســـميث أربههع قواعههد يل ههزم‬
‫إتباعها في التنظيم الفني للضريبة بغرض التوفيق بين مصلحتي الخزينة والممهولين‪ ،‬وقهد أصهبحت ههذه القواعهد‬
‫األربع تشكل األسس التقليدية للضريبة وهي على التوالي‪:‬‬

‫‪ .1‬قاعدة المساواة أو العدالة‪:‬‬

‫يقصد آدم سميث بقاعدة العدالة أن يسهم كل أعضاء الجماعة في تحمل أعباء الدولة تبعا لمقدرتهم‬
‫النسبية‪ ،‬وتعود فكرة المقدرة النسبية كأساس للضريبة إلى بودان الذي اعتمد في تحديدها على معايير ثالثة‬
‫وهي الثروة‪ ،‬الدخل والدخل الصافي‪.2‬‬

‫‪ 1‬امني يعقوب ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.02‬‬


‫‪ 2‬رفعت حمجوب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.101‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫وقههد حههددت هههذه القههدرة النسههبية الممههولين بمهها يتمتعههون بههه مههن دخههل فههي ظههل حمايههة الدولههة‪ ،‬حيههث تكههون‬
‫مساهمة أعضاء الجماعة في األعباء العامة بالتناسب مهع دخهولهم‪ ،‬وانطالقها مهن فكهرة آدم سهميث‪ ،‬رأى الكثيهر‬
‫مهن كتاهاب القهرنين الثهامن عشههر والتاسهع عشههر سهواء فهي انجلته ار أو فرنسها ضهرورة تناسهب الضهريبة مهع الههدخل‪،‬‬
‫وذلههك ألن الخدم ههة التههي يحص ههل عليههها المم ههول ت ههزداد مههع ازدي ههاد الههدخل‪ ،‬كم هها رأى الكتاههاب أيض هها أ‪ ،‬الضه هريبة‬
‫النسههبية هههي وحههدها التههي تحقههق العدالههة الض هريبية إضههافة إلههى أن الفكههر المههالي الحههديث قههد انصههرف إلههى أن‬
‫الض هريبة التص ههاعدية تحق ههق العدال ههة ألنه هها ه ههي الت ههي تسههمح ب ههأن يس ههاهم الممول ههون ف ههي األعب ههاء العام ههة حس ههب‬
‫مقدرتهم التكلفية‪.‬‬
‫وبالتالي المقصود بفكرة العدالة الضريبية لم يكن موضهع اتفهاق بهين كتاهاب الماليهة‪ ،‬وقهد رأى بعهض الكتاهاب‬
‫أن هذه العدالة تتحقق بالضريبة النسبية‪ ،‬وهي ما تعرف بالمساواة في التضحية‪.‬‬
‫ويج ههدر بنههها التنبيهههه إله ههى أن فكه هرة العدالهههة فه ههي الفكهههر المهههالي الح ههديث ال تقتصهههر عله ههى األخه ههذ بالض ه هريبة‬
‫التص ههاعدية فحس ههب‪ ،‬بهههل إنه هها تتطلهههب أيض هها إعفهههاءات مالي ههة لمقابلهههة االعتب ههارات الشخصه ههية‪ ،‬وتقري ههر بعه ههض‬
‫الخصومات بالديون والتكاليف الالزمة للحصول على الدخل‪.‬‬

‫‪ .2‬مبدأ اليقين‪:‬‬

‫تقتضي هذه القا عدة أن يكون المكلف بدفع الضريبة على علم ودراية كاملهة بميعهاد الهدفع وطريقتهه والمبلهغ‬
‫المطلوب حتى يتمكن من معرفة حقوقه وواجباته‪ ،‬وفي ههذا الصهدد وجهب علهى الدولهة إعهالم جميهع الخاضهعين‬
‫للض هريبة بالمعلومههات الكافيههة‪ ،‬وأن تههوفر شههروط الد اريههة وأن تعمههل علههى تثبيههت وات هزان الق هوانين الض هريبية قههدر‬
‫اإلمكان‪ ،‬ألن كثرة التعهديالت واالضهطرابات تثقهل عهبء الممهول وتفقهده الثقهة فهي اإلدارة‪ ،‬ههذه الثقهة التهي تلعهب‬
‫دو ار هامهها فههي كههل األنظمههة الضهريبية وانعههدامها غالبهها مهها يههدفع الممههول إلههى الغههش والتهههرب الض هريبيين‪ ،‬إال أن‬
‫تطبيقات مبدأ اليقين تبقى نسبية في الدول النامية إذا ما قورنت بأنظمة الدول المتقدمة‪.‬‬

‫‪ .3‬مبدأ المعاملة في الدفع‪:‬‬

‫ينصههرف هههذا المبههدأ إلههى ضههرورة أن تكههون مواعيههد تحصههيل الضهريبة واجهراءات التحصههيل مالئمههة للممههول‬
‫تفاديا لثقل عبئها عليه‪ ،‬ويعتبر الوقت الذي يحصل فيه الممول على دخله أكثر األوقات مالئمة لدفع‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫الضرائب المفروضة على كسب العمهل أو علهى إيهراد القهيم المنقولهة‪ ،‬كمها تقتضهي تقسهيط الضهريبة علهى دفعهات‬
‫متباعدة حتى يسهل عليه دفعها بأقل تضحية ممكنة‪.‬‬
‫إذ أن مفهههوم المالئمههة نسههبي فههي الضهرائب غيههر المباشهرة إذ قههد يتحمههل المسههتهلك قههدر مههن عههدم المالئمههة‬
‫لكن ذلك يرجع إلى حريته في شراء سلع خاضعة لهذه الضريبة‪.‬‬

‫‪ .4‬مبدأ االقتصاد في الجباية‪:‬‬

‫تقتضي هذه القاعدة كما حددها آدم سميث إلهى ضهرورة االقتصهاد فهي نفقهات الجبايهة أي ضهرورة أن تهنظم‬
‫كل ضريبة بحيث ال يزيد ما تأخذه من المستحقة عليهم عما يحصل للخزينة العمومية إال بأقل مبلغ ممكن‪.1‬‬
‫فعادة ما تؤخذ الضريبة من المستحقة عليهم بمبلغ يزيد كثيه ار عمها يحصهل للخزينهة العموميهة إذا مها احتهاج‬
‫تحصههيلها إلههى عههدد كبيههر مههن المههوظفين‪ ،‬تسههتهلك أجههورهم جههزءا كبيه ار مههن حصههيلتها‪ ،‬وهههو مهها يعنههي أن تشههغيل‬
‫هؤالء الموظفين يشكل ضريبة إضافية على األشخاص الخاضعين للضريبة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫منسي أسعد عبد املالك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.072‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تقسيمات الجباية‬

‫المطلب األول‪ :‬التقسيمات العامة للجباية‬


‫الفرع األول‪ :‬الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة‬
‫تفههرض الض هرائب علههى الث ههروة فههي الههنظم المالي ههة المعاص هرة باختيههار ط هريقتين لتتب ههع الثههروة وهمهها الطريق ههة‬
‫المباشرة والطريقة غير المباشهرة‪ ،‬وههو يعنهي الخيهار بهين الضهريبة المباشهرة والضهريبة غيهر المباشهرة‪ ،‬وههذا يعنهي‬
‫في الوقت نفسه الخيار بين نوعين من الموضوعات التي تفرض عليها الضريبة‪.‬‬
‫يمكن أن نعمد إلى تحديد عناصر ثهروة الخاضهع عنهد منبعهها‪ ،‬ونفهرض عليهها الضهريبة المباشهرة وفهي ههذه‬
‫الحالة نكون قد فرضنا الضريبة على ذات وجود الثروة تحت يد الخاضع‪.‬‬

‫كمها يمكههن أيضهها وبههدال مهن تتبههع الثههروة وهههي تحهت يههد الخاضههع‪ ،‬أن نتبعههها فهي تههداولها أو فههي اسههتعمالها‪،‬‬
‫وذلههك بفههرض الض هريبة علههى التصههرفات وعلههى المعههامالت إذ تههزداد عههددا وقيمههة بازديههاد الثههروة‪ ،‬ويشههكل فههرض‬
‫الضريبة على تداول الثروة وعلهى اسهتعمالها الطريقهة غيهر المباشهرة لتتبهع الثهروة ويمكهن تسهجيل عهدة مالحظهات‬
‫على هاتين الطريقتين أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬تهدفان على تتبع الثهروة‪ ،‬أي فهي حالهة وجودهها أو تحركهها‪ ،‬ففيمها يخهص الطريقهة غيهر المباشهرة نالحهظ أن‬
‫الفن المالي يتخذ من تداول الثروة ومن استعمالها موضوعا للضريبة بصفتها مظه ار خارجيا لوجود الثروة‪.‬‬

‫‪ ‬أن الخيههار بههين الطريقههة المباش هرة وغيههر المباشهرة لتتبههع الثههروة يعنههي فههي الوقههت نفسههه خيهها ار بههين نههوعين مههن‬
‫الموضوعات التي تفرض عليها الضريبة وهما وجود الثروة وتداولها‪.‬‬

‫‪ ‬أن كههل طريقههة مههن هههاتين الط هريقتين فههي تتبههع الثههروة تقتضههي باإلضههافة إلههى اخههتالف المههادة التههي تتخههذها‬
‫موضههوعا للض هريبة عههن تلههك التههي تتخههذها الطريقههة األخههرى‪ ،‬إج هراءات فنيههة خاصههة تختلههف عههن تلههك التههي‬
‫تقتضيها الطريقة األخرى‪.‬‬

‫لقد اعتمد الفكر المالي على التفرقة بين الضريبة المباشرة والضريبة غير المباشرة على ثالثة معايير‪:‬‬

‫‪ .1‬المعيار اإلداري‪:‬‬

‫يت خ ههذ بع ههض علم ههاء المالي ههة أس ههلوب التحص ههيل كمعي ههار للتفرق ههة ب ههين ه ههذين الن ههوعين م ههن الضه هرائب‪ ،‬في ههرون أن‬
‫الض هريبة مباش هرة إذا كانههت عههن طري ههق جههداول اسههمية تنههدرج فيههها أس ههماء الخاضههعين للض هريبة ومقههدار الم ههادة‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫الخاضعة والمبلهغ الواجهب تحصهيله وتهاريس االسهتحقاق إذ تعتبهر غيهر مباشهرة إذا لهم تحصهل بههذه الطريقهة وانمها‬
‫بحدوث وقائع أو تصرفات معينة‪ ،‬ومثهال ذلهك عبهور سهلع معينهة مسهتوردة علهى إدارة الجمهارك إذ تفهرض عليهها‬
‫ه ههذه الس ههلع ضه هرائب جمركي ههة‪ ،‬ويع ههاب عل ههى ه ههذا المعي ههار ف ههي التفرق ههة أن ههه غي ههر علم ههي‪ ،‬وك ههذلك نج ههد أن ههه م ههن‬
‫المفروض أن يراعي اختالف في طبيعة الضرائب ال في أساليب تحصيلها ألن ههذه األسهاليب معرضهة للتغييهر‬
‫إذا اقتضهت الظهروف ذلههك "ولهيس مهن المعقههول أن تعتبهر ضهريبة مها مهن الضهرائب المباشهرة فهي وقههت معهين ثههم‬
‫تصبح من الضرائب غير المباشرة لمجرد تغيير طريقة جبايتها"‪.1‬‬

‫‪ .2‬معيار راجعية الضريبة‪:‬‬

‫تعنههي راجعيههة الض هريبة تحديههد الشههخص الههذي يتحمههل عههبء الض هريبة بصههفة نهائيههة وهههو مهها أسههماه آدم سههميث‬
‫بظاهرة استقرار الضريبة‪.2‬‬
‫إذ انه ليس من الضروري أن الذي يتحمل العبء في النهاية هو نفسهه الملتهزم قانونيها بأدائهها وعلهى ضهوء‬
‫هذا المدلول تفرق اإلدارة بين شخصين‪:‬‬
‫أ‪ -‬المكلف القانوني‪ :‬وهو شهخص وسهط تفهرض عليهه الضهريبة ثهم ينقلهها إلهى شهخص آخهر وذلهك بهدمج ثمنهها‬
‫في السلعة ويسمى هذا بدفع العبء إلى األمام‪.‬‬

‫ب‪ -‬المكلــف الحقيقــي‪ :‬يعتبههر هههذا الشههخص الههذي ال يتعامههل مههع اإلدارة الجبائيههة‪ ،‬مكلفهها حقيقيهها ولكنههه يتحمههل‬
‫عبء الضريبة بصهفة نهائيهة‪ ،‬وعلهى ههذا األسهاس تكهون الضهريبة مباشهرة إذا كهان الهذي يتحملهها نهائيها ههو‬
‫الههذي يههدفعها للخزينههة‪ ،‬وتكههون غيههر مباشهرة إذا كههان الشههخص الههذي يههدفعها يسههتردها عههن طريههق عبئههها إلههى‬
‫المكلهف الحقيقههي أي المسههتهلك النههائي‪ ،‬وهكههذا تكههون الضهريبة علههى الههدخل مهثال ضهريبة مباشهرة والضهريبة‬
‫على رأس المال ضريبة غير مباشرة‪.‬‬

‫يؤخههذ بهههذا المعيههار إلههى حههد مهها‪ ،‬لكنهه يعههاب عليههه أن نقههل العههبء الضهريبي يتههأثر باعتبههارات اقتصههادية‪ ،‬فقههد‬
‫يحههدث وان يبقههى ثمههن السههلعة كمهها كههان فههرض الض هريبة وعنههد المسههتورد) إذا كههان الطلههب الههداخلي علههى هههذه‬
‫الس ههلعة كثي ههر المرون ههة‪ ،‬فيض ههطر إل ههى تحم ههل الع ههبء الضه هريبي للحف ههاظ عل ههى العم ههالء وذل ههك بتخف ههيض ال ههثمن‬
‫ويصبح مكلفا حقيقيا كونه يتحمل الضريبة بصفة نهائية‪.‬‬

‫‪ 1‬مسين أسعد عبد املالك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.072‬‬


‫‪ 2‬مسين أسعد عبد املالك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.072‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫‪ .3‬معيار الثبات أو عرضية المادة الخاضعة للضريبة‪:‬‬

‫يتفههق معظ ههم االقتص ههاديون علههى ه ههذا المعي ههار وبمقتض ههاه تكههون الضه هريبة مباشه هرة إذا فرضههت عل ههى م ههادة تتس ههم‬
‫بالثبههات أو االسههتقرار النسههبيين كالض هريبة العقاريههة المفروضههة علههى الملكيههة والض هريبة العامههة المفروضههة علههى‬
‫اإلي هرادات والمفروضههة علههى الههدخل ‪ ،‬وتعتبههر الض هريبة غيههر مباش هرة إذا كانههت مفروضههة علههى وقههائع وتصههرفات‬
‫عرضية غير متوقعة كإجراءات نقل الملكية التي تفترض عليها الضريبة عند توثيق العقد الناقل لها‪.‬‬

‫فعلههى ال ههرغم مههن وض ههوح هههذا المعي ههار إال أن بعههض الكت ههاب يثيههرون التس ههاؤل عههن حقيق ههة الض هريبة عل ههى‬
‫التركههات ‪ ،‬إذ تعتب ههر ه ههذه األخيه هرة ضه هريبة غيههر مباشه هرة إذا م هها فرض ههت بس ههعر مرتفههع ألنه هها تك ههون ف ههي الحقيق ههة‬
‫مفروضههة علههى الثههروة ذاتههها ال علههى واقعههة انتقالههها ‪ ،‬وأيهها كههان األمههر فههي شههأن دقههة المعههايير المقترحههة وعههدم‬
‫كفايتهها فههإن التقسههيم ذاتههه مفيههد ومرغهوب فيههه ‪ ،‬وهههذه الفوائههد تقههاس مهن وجهههة النظههر االقتصههادية والماليههة بمههدى‬
‫إسهههامها فههي التعههرف علههى طبيعههة الض هرائب وأثرههها فههي الحيههاة االقتصههادية فالض هرائب المباش هرة هههي التههي تقبههل‬
‫بطبيعتهها أن تكههون محهال لم ارعههاة الظهروف الشخصههية للمكلهف أمهها الضهرائب غيههر المباشهرة فهههي التهي ال يمكههن‬
‫معها إعمال فكرة شخصية للضريبة أو مراعاة هذه الظروف ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الضرائب النسبية التصاعدية‬


‫يقصههد بالض هرائب النسههبية تلههك الضهرائب التههي تفههرض علههى الههدخل أو الثههورة بنسههبة معينههة أو بسههعر محههدد‬
‫ويكههون هههذا السههعر ثابتهها ال يتغيههر بتغيههر قيمههة مهها تفههرض عليههه ‪ ،‬ويعرفههها الههدكتور عههاطف صههدقي "الض هرائب‬
‫النسبية هي التي يكون سعرها ثابتا رغم تغير المادة الخاضعة لها"‪. 1‬‬
‫إذ تتميز هذه الضريبة بالسهولة وعدم التعقد في تطبيقهها ‪ ،‬لكنهها تبقهى بعيهدة عهن مبهدأ العدالهة خاصهة فهي‬
‫الدول النامية التهي تتميهز بالتفهاوت الكبيهر بهين دخهول أفرادهها فأصهحاب الهدخول الضهعيفة ههم أكثهر المتضهررين‬
‫مههن هههذه الض هريبة ‪ ،‬إذ أن العههبء النسههبي للض هريبة يكههون أكبههر بالنسههبة للمكلههف ذي الههدخل األقههل ويكههون أقههل‬
‫بالنسبة للمكلف ذي الدخل األكبر ‪.‬‬
‫أمهها الض هرائب التصههاعدية فيعرفههها أيضهها الههدكتور عههاطف صههدقي فههي كتابههه "مبههادئ الماليههة العامههة" أنههها‪:‬‬
‫ه ي الضريبة التي يتغير سعرها بتغير قيمة وعائها إي يزداد سعرها بازدياد المادة الخاضعة لها ‪.‬‬

‫‪ 1‬صورية بن عياد‪ ،‬مرجع سبق ذكرة‪ ،‬ص‪.01‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫من مزايا هذه الضريبة تحقيق مبدأ العدالة الضريبية بقدر أكبهر مهن الضهريبة النسهبية ألن كهل مكلهف يهدفع‬
‫القدر المالئم لدخله على العكس في الضريبة النسبية ‪ ،‬كمها أنهها ت ارعهي االعتبهارات االقتصهادية واالجتماعيهة ‪،‬‬
‫أي أن في تطبيق مبدأ تصاعد الضريبة سيقل من حدة الطبقات الموجودة في المجتمهع ويعهاب عليهها أنهها تقلهل‬
‫من درجة تكوين رأس مال المكلف بالقدر الموجود في الضريبة النسبية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الضرائب العينية والضرائب الشخصية‬


‫نجههد أنههه مههن اللفههظ المسههماة بههه الض هرائب العينيههة أنههه يخههص بالههذكر األشههياء الماديههة كالمههال والض هرائب‬
‫العينيههة أو الحقيقيههة تنصههب علههى المههال كوعههاء لههها ودون اعتبههار لشخصههية مالكههه وهههي ذات عنصههر اقتصههادي‬
‫بدون ما تأخذ بعين االعتبار وضعية األفراد الخاضعين لها ‪ ،‬فالضهريبة العقاريهة وحقهوق التسهجيل ههي ضهرائب‬
‫حقيقيهة ‪ ،‬يمكهن لعهدة أشهخاص مكلفهين أن يهدفعوا نفههس الضهريبة المطبقهة علهى نفهس الوعهاء الضهريبي‪ ، 1‬وعلههى‬
‫هذا األساس فهي تعتدل بالمهال الخاضهع لهها دون الشهخص ويتسهم ههذا النهوع بسههولة تطبيقهها وغه ازرة حصهيلتها‬
‫ألنههه يقتصههر علههى المههال فقههط ‪ ،‬مثههل ض هريبة االسههتهالك حههين تف هرض علههى بعههض السههلع دون م ارعههاة المركههز‬
‫المالي للمستهلك إضافة إلى الضرائب الجمركية ‪.‬‬
‫يعاب عليها بأنها تأخذ بنظام نسبي واحد فهي قد ال تتحقق ومبدأ العدالة الضريبية إذ أنها غير مرنة ‪.‬‬
‫أمهها الض هرائب الشخصههية فهههي تنصههب علههى المههال أيضهها كوعههاء للض هريبة لكههن مههع األخههذ بعههين االعتبههار‬
‫ظروف الممول الشخصية واالجتماعية واالقتصادية‪. 2‬‬
‫وتعههد الض هرائب الشخصههية أكثههر م ارعههاة لقواعههد العدال ههة الض هريبية وذلههك ألخههذها بعههين االعتبههار ظ ههروف‬
‫الممول الشخصية ‪ ،‬كما أنها تحد من التفاوت بين الدخول والثروات وتخفف بالتالي من الصراع الطبقي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التقسيم االقتصادي للجباية‬


‫إن الصههعوبة التههي لمسههناها فههي التمييههز بههين الض هرائب المباشهرة والضهرائب الغيههر المباشهرة ‪ ،‬جعلههت علمههاء‬
‫المههال يفضههلون التميههز بههين الض هرائب باالسههتناد إلههى مطههارح الض هريبة ‪ ،‬هههذه المطههارح ال تعههدوا أن تكههون رأس‬
‫مال‪ ،‬أو دخل أو نفقة‪.‬‬

‫أمني يعقوب ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪1‬‬

‫صورية بن عياد‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.04‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫الفرع األول‪ :‬الضرائب على الدخل‬


‫إن مههع التطههور والتوسههع التجههاري وانتشههار الصههناعة ظهههرت أن هواع جديههدة مههن دخههول الثههروة المنقولههة لههم تكههن‬
‫تتناولها الضرائب قديما ‪ ،‬وقد رأت بأن من الضهروري تحصهل ههذه اإليهرادات الغزيهرة للخزينهة العامهة للدولهة كمها‬
‫يعد الدخل أفضل مقياس لقدرة األفراد على دفع الضرائب‪.‬‬

‫‪.1‬تعريف الدخل‪:‬‬
‫لقد اختلف علم االقتصاد وعلم المالية العامة علهى تعريهف الهدخل فيعرفهه ‪ FISHER‬بأنهه عبهارة عهن تيهار‬
‫م ههن االش ههباعات يت ههدفق خ ههالل فته هرة زمني ههة معين ههة كم هها يعرف ههه ‪ HICKS‬بأن ههه"عبارة ع ههن القيم ههة النقدي ههة للس ههلع‬
‫والخههدمات الت ههي يحصههل عليه هها الفههرد م ههن مص هدر مع ههين خ ههالل فت هرة زمني ههة معينههة‪ 1‬أم هها الماليههة العام ههة فيرج ههع‬
‫تعريفها إلى نظريتين‪:‬‬
‫نظريههة المصههدر والتههي تعرفههه علههى أنههه قههوة ش هرائية نقديههة تتههدفق بصههفة دوريههة خههالل فت هرة زمنيههة معينههة أمهها‬
‫نظرية اإلثراء فتعرفه بأنه القيمة النقدية للزيادة الصافية لمقدرة الشخص االقتصادية بهين تهاريخين أو خهالل مهدة‬
‫زمنيههة معينههة‪ 2‬وعلههى العمههوم فههيمكن أن نعههرف الههدخل علههى انههه تلههك الزيههادة فههي ذمههة الممههول خههالل فت هرة زمنيههة‬
‫معينة‪ ,‬هذه الزيادة تقدر بالنقود وعند استهالكها ال تمس الثروة األصلية ‪.‬‬
‫‪ .2‬الضريبة على الدخل‪:‬‬
‫تقه ههدر الض ه هريبة عله ههى أسه ههاس مه هها يحققه ههه المكله ههف منهه هها خه ههالل فت ه هرة زمنيه ههة معينه ههة س ه هواء كانه ههت جه ه ه ار أم‬
‫سرا‪,‬ونسههتطيع أن نميههز مههن خههالل التعريههف السههابق للههدخل نههوعين مههن الض هريبة علههى الههدخل‪ :‬ض هرائب نوعيههة‬
‫وضرائب عامة‪ .‬الضريبة النوعية أو الضريبة على فروع الهدخل‪ 3‬وتمهس كهل نشهاط يمارسهه المكلهف علهى حهدى‬
‫مثههل الض هريبة علههى األجههور والمرتبههات ‪ ،‬والض هرائب علههى األربههاح المهههن الح هرة ‪ ،‬أمهها الض هرائب العامههة فتنههاول‬
‫جميع عناصر دخل المكلف على اختالف أنواعها مثال الضريبة على الدخل اإلجمالي و‪. )IRG‬‬

‫المال‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الضرائب على رأ‬


‫نعههرف رأس المههال بأنههه جملههة األم هوال العقاريههة أو المنقولههة ‪ ،‬والممتلكههات مههن طههرف شههخص فههي لحظههة‬
‫معينة مهما كانت ‪ ،‬أي سواء كانت لدخل نقدي أو عيني أم لخدمات أم عاطلة على اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد املنعم فوزي "املالية العامة والسياسة املالية" دار النهضة ‪ 0791‬ص ‪012‬‬
‫عبد املنعم فوزي‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪ ,‬ص ‪.011‬‬ ‫‪2‬‬

‫رفعت حمجوب ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ‪119‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫نفس الضريبة علهى رأس المهال التهي تمهس جميهع عناصهر الثهورة المكونهة للذمهة الماليهة للمكلهف ونفهرق فهي‬
‫مجههال الض هريبة علههى رأس المههال بههين نههوعين وهمهها‪ :‬الض هريبة علههى رأس المههال والض هريبة علههى الثههروة ونقصههد‬
‫بالضريبة على رأس المال تلك التي تفرض على رأس مال المنتج ‪ ،‬أي المستخدم في العملية اإلنتاجية بينما‬
‫نقصههد بالض هريبة علههى الثههروة تلههك التههي تفههرض علههى كههل مهها يمتلكههه الممههول مههن األم هوال العقاريههة أو المنقولههة‬
‫نتطرق في دراستنا هذه إلى أهم الضرائب التي تفرض على رأس المال وهي ثالثة أنواع‪:‬‬

‫المال‪:‬‬ ‫‪ .1‬الضريبة على تملك أر‬

‫هي ضريبة استثنائية أي غير دورية ‪ ،‬تفهوض فهي الظهروف االسهتثنائية ‪ ،‬ومثهل ذلهك أوقهات الحهرب‬
‫وعادة ما تكون هذه الضريبة بسعر مرتفع وبالتالي يؤدي الوفهاء بهها إلهى اقتطهاع جهزء رأس المهال لهذلك‬
‫يؤخذ على هذه الضريبة أنها‪:‬‬

‫‪ ‬تؤدي إلى اإلنقاص من المقدرة اإلنتاجية ‪.‬‬

‫‪ ‬أنهها تضههعف مههن ميههل األفهراد لالدخههار ومههن مههيلهم لالسههتثمار ‪ ،‬وههذا ألنههها تصههيب رأس المههال أي تصههيب‬
‫مصدر االدخار ‪.‬‬

‫ففههي سههبيل تبريههر هههذه الض هريبة االسههتثنائية علههى رأس المههال يمكههن القههول أنههه تعتبههر الزمههة لتصههفية بعههض‬
‫الطبقات االجتماعية أو للحد من التفاوت بين الطبقات ‪.‬‬

‫المال‪:‬‬ ‫‪ .2‬الضريبة على الزيادة في قيمة أر‬

‫إذا تحدث في قيمهة رأس المهال ‪ ،‬سهواء كهان فهي شهكل أمهوال عقاريهة أم فهي شهكل أمهوال منقولهة وان كانهت‬
‫غالبهها مهها تفههاوض علههى الزيههادة فههي قيمههة العقههار ‪ ،‬وشههرط فههرض هههذه الضهريبة علههى الزيههادة فههي قيمههة العقههار أال‬
‫تكههون هههذه الزيههادة راجعههة إلههى عمههل صههاحب العقههار بههل إلههى ظههروف المجتمههع ‪ ،‬ومثلههها األعمههال العامههة وزيههادة‬
‫السكان والمضاربة على العقارات والحروب والتنمية االقتصادية ‪.‬‬

‫‪ .3‬الضريبة على التركات‪:‬‬

‫يقص ههد بالضه هريبة عل ههى الترك ههات تل ههك الضه هريبة الت ههي تف ههرض عل ههى انتق ههال رأس الم ههال م ههن الم ههورث إله ههى‬
‫الموص ههى له ههم ‪ ،‬وانطالق هها م ههن ه ههذا المفه ههوم اعتب ههرت ه ههذه الضه هريبة ضه هريبة مباشه هرة عل ههى ذات الث ههروة بمناس ههبة‬
‫انتقالها بالوفاة ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫كمهها يمكههن القههول بههأن الضهريبة علههى التركههات ‪ ،‬والتههي تكههون عههادة بسههعر مرتفههع تضههمن الخزينههة العموميههة‬
‫حصههيلة مال يههة كبيهرة وأن الدولههة قههد تلجههأ إلههى فههرض الضهريبة قبههل توزيههع التركههة ‪ ،‬وأن الهوارث يسهههل عليههه وهههو‬
‫يتلقى التركة دفع الضريبة منها ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الضرائب على اإلنفاق‬


‫هذا النوع من الضرائب يمس الفرد لحظة اسهتعمالها للثهروة مهن أجهل تلبيهة حاجياتهه والحصهول علهى خدمهة‬
‫مع ينة ويتوقف حجم هذه الضريبة على حجم االستهالك فكلما كانت القدرة الشرائية للفهرد أكثهر كانهت المردوديهة‬
‫لهذه الضريبة أحسن وأوفر وتسمى الضريبة على اإلنفاق أحيانها بالضهريبة غيهر المباشهرة كمها أن ههذا النهوع مهن‬
‫الضرائب على اإلنفاق يشمل عدة أشكال نذكر منها‪:‬‬

‫‪.1‬الضريبة المتدرجة‪:‬‬
‫تقوم بإخضاع جميع المراحل التي يمر بها اإلنتاج دون تمييهز وذلهك مهن مرحلهة إعهداد السهلعة لالسهتهالك‬
‫النهائي إلى مرحلة تجارة التجزئة‪.1‬‬

‫‪.2‬الضريبة الوحيدة‪:‬‬
‫وتقوم بإخضاع مرحلة واحدة من مراحل اإلنتاج دون غيرها من المراحل كاسهتعمال الضهريبة علهى اإلنتهاج‬
‫أو الضريبة على االستهالك‪.‬‬

‫‪.3‬الضريبة على القيمة المضافة‪:‬‬


‫وتعد أكثر الضرائب غ ازرة في التحصيل ويقصد بالضريبة علهى القيمهة المضهافة تلهك التهي ال تفهرض علهى‬
‫‪2‬‬
‫القيمة الكلية لسلعة أو الخدمة بل على اإلضافات المتتالية في قيمتها‬
‫فهذه الضريبة تسير على شكل الضريبة المتدرجة أي فهي كهل مرحلهة مهن م ارحهل اإلنتهاج لفهرض ضهريبة ‪،‬‬
‫غيهر أن ههذه الضهريبة ال تمهس إال القيمهة المضهافة والتهي ههي الزيهادة فهي قيمهة اإلنتهاج التهي يحصهل عليهها فههي‬
‫كههل مرحلههة بحيههث أن البههائع يقههوم بحسههاب الض هريبة فههي كههل مرحلههة مههن م ارحههل اإلنتههاج علههى مجمههوع سههعر بيههع‬

‫‪ 1‬يونس أمحد البطريق ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪. 011‬‬


‫صورية بن عياد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪. 09‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫إنتاجه ليؤدي ها طبعا بعد خصم مبلغ الضريبة التي سبق وأن تهم توريهدها للخزينهة فهي الم ارحهل السهابقة مهع تقهديم‬
‫الوثائق التي تثبت ذلك ‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الضرائب الجمركية‬


‫يطلههق علههى الض هرائب الجمركيههة تجههاو از اسههم "الرسههوم الجمركيههة" وهههي أهههم أن هواع الض هرائب غيههر المباش هرة‬
‫علههى االسههتهالك ‪ ،‬وتفههرض علههى السههلع التههي تجتههاز حههدود الدولههة بمناسههبة اسههتيرادها أو تصههديرها وقههد تفههرض‬
‫الضرائب الجمركية لغايات مالية ‪ ،‬أي للحصول على إيرادات للخزينة أو تفهرض فهي كثيهر مهن األحيهان لغايهات‬
‫اقتصادية بهدف حماية االقتصاد الوطني من المنافسة األجنبية‪.‬‬
‫حيث تفرض هذه الضريبة إما على قيمة السهلعة بنسهبة مئويهة معنيهة وتكهون عندئهذ قيميهة‪ ،‬وامها أن تفهرض‬
‫بصورة مبلغ معين على الوحدة من السلعة وتكون عندئذ نوعية ‪.‬‬
‫فلكل من هذين النوعين مزايا وعيوبه فالضريبة القيميهة تمتهاز بالمرونهة أيهن تهزداد حصهيلتها بازديهاد أسهعار‬
‫السلع المفروضة عليها هذه الضريبة ‪ ،‬ويؤخذ عليها أنها معقدة وقد تحتاج إلى نفقهات جبائيهة مرتفعهة لمها يمكهن‬
‫أن تتطلبه من خبراء لتقدير قيم السلع المختلفة‪.‬‬
‫أمهها الض هرائب النوعيههة‪ ،‬فتمتههاز بسهههولة جبايتههها‪ ،‬ويؤخههذ عليههها أنههها قههد تتعههرض مههع العدالههة فههي الض هريبة‪،‬‬
‫ألنههها تكههون أكثههر ارتفاعهها بالنسههبة للسههلع الرخيصههة منههها للسههلع المرتفعههة السههعر مههن النههوع نفسههه ولههذلك تعههالج‬
‫اإلدارة هههذا الوضههع بتقسههيم كههل سههلعة إلههى عههدة أصههناف‪ ،‬يفههرض علههى كههل صههنف منههها ض هريبة مختلفههة‪ ،‬كههأن‬
‫تقسههم المنسههوجات الصههوفية إلههى أصههناف علههى أسههاس الههوزن‪ ،‬المتههر مههثال‪،‬إال أن ذلههك يسههتوجب عندئههذ عمليههات‬
‫فنية معقدة تستلزم تكاليف عديدة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دراسة تحليلية للجباية‬

‫خاتمة الفصل األول‪:‬‬

‫حسب ما تم التعرض إليه من خالل الفصل األول فإن الجباية تتكون من اقتطاعات ضريبية و اخرى غير‬
‫ضريبية‪ ،‬تمثل فيها الضريبة الجزء الهام ‪.‬‬
‫الضريبة هي عبارة عن فريضة جبرية نقدية دفعها يكون بال مقابل مباشر و نهائي ‪ ،‬تخضع لمبادئ و قواعد‬
‫منها اليقين و المالئمة في الدفع و االقتصاد في النفقات‪ ،‬و الغرض من هذه القواعد هو التوفيق بين مصلحة‬
‫الدولة و مصلحة المكلفين‪.‬‬
‫كما تستخلص أيضا ان الضريبة ليست حيادية إذ ان الدولة تستخدمها لتحقيق أهدافها و كذا تحافظ بها علي‬
‫االستقرار االقتصادي مثل عالج التضخم و االنكماش االقتصاديين‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫مقدمة الفصل الثاني‪:‬‬

‫نتعرض في الفصل الثاني من دراستنا إلى الخزينة العمومية باعتبارها أهم المنشآت المالية المكلفة بتسيير‬
‫مالية الدولة‪ ،‬فيقع على عاتقها عبء تسجيل العمليات المالية و ذلك عن طريق تحصيل الموارد المالية‬
‫إلنفاقها في مختلف الميادين اإلقتصادية واإلجتماعية‪.‬‬

‫ومن بين المداخيل التي تدعم الخزينة العمومية نجد الجباية العادية التي تتضمن أنواعًا مختلفة منها‬
‫الضرائب المباشرة وغير المباشرة‪ ،‬والتي ال يزال ‪ -‬ولحد كتابة هذه األسطر ‪ -‬االعتماد عليها ثانويا إذا ما‬
‫قورنت بالجباية البترولية التي تعد الممول الرئيسي للخزينة‪ ،‬والتي تبنى على ضوئها السياسة المالية‬
‫والنقدية للبالد‪ ،‬وتحدد على أساسها الميزانية العامة واإلستراتجيات اإلقتصادية المتبناة من طرف الدولة‬
‫وتوجهها االقتصادي‪ ،‬لذلك فإن الخزينة العمومية عموما و الميزانية العامة خصوصا أضحتا من أهم‬
‫الموضوعات التي تعنى بها المالية العامة فهي تتطلب دقة وعناية كبيرتين عند تحضيرها فعليها يتوقف‬
‫نجاح نشاط الدولة اإلقتصادي‪ ،‬ومن ثم تستطيع الخزينة القيام بمختلف المهام المنوطة بها من اجل سير‬
‫أجهزة الدولة وأنشطتها المالية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية الخزينة العمومية‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الخزينة العمومية‬


‫تعرف الخزينة العمومية على أنها‪ " :‬هي مصلحة الدولة التي تضمن وتمكن من حفظ أكبر التوازنات‬
‫النقدية والمالية من خالل القيام بمختلف العمليات التي سمح بها القانون طبقا للمادة "‪ "6‬من قانون المالية‬
‫لسنة ‪: 1996‬‬
‫‪ .1‬العمليات ذات الطابع النهائي والمدرجة في الميزانية العامة والميزانيات الملحقة والحسابات‬
‫الخاصة؛‬
‫‪ .2‬العمليات ذات الطابع المؤقت والمدرجة في الحسابات الخاصة؛‬
‫‪ .3‬العمليات المنفذة برأسمال والخاصة بالدين العمومي علي المدى المتوسط والطويل؛‬
‫‪ .4‬عمليات الخزانة وتحتوي من جهة على إصدار و إستهالك القروض ذات المدى القصير و من‬
‫جهة أخرى على ودائع المتعاملين مع الخزينة‪.‬‬
‫ويعرفها االقتصادي ‪ Jean Marchal‬بأنها‪ " :‬تعطي التصريحات الضرورية التي تبين مداخيل الدولة‬
‫وتبين إلتزامات اإلنفاق العام‪ ،‬باإلضافة ا لي تحصيلها للموارد الضريبية كما تعمل علي تأمين دفع النفقات‬
‫المحددة في قوانين المالية "‪.‬‬
‫من خالل هذه التعاريف يجدر بنا القول أن الخزينة تقوم بتحصيل مختلف الموارد‪ ،‬منها الضريبة وهي‬
‫تحرص على تأمين دفع النفقات المحددة في قانون المالية و هذا األخير بدوره يحدد من طرف أو عن‬
‫طريق الميزانية العامة للدولة والميزانيات التكميلية كما تتعامل الخزينة مع مراسليها من اإلدارات العمومية‬
‫والجماعات المحلية والمؤسسات المصرفية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص الخزينة وحساباتها‬


‫أوال‪ :‬خصائص الخزينة‬
‫من ضمن العمليات التي تقوم بها الخزينة‪ ،‬العمليات ذات الطابع المؤقت والمدرجة في الحسابات‬
‫الخاصة خارج الميزانية‪ ،‬هذه الحسابات تملكها الخزينة العامة وتسجل فيها دخول وخروج أموال من والى‬
‫الخزينة‪ ،‬فأحيانا تخرج من الخزينة مبالغ ال تعد إنفاقا بالمعنى الصحيح‪ ،‬و بالعكس تدخل إلى الخزينة‬

‫‪23‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫أموال ال تعد إيرادا بالمعنى الصحيح‪ 1‬ووجودها كإيرادات في الميزانية الموحدة يعتبر تضخيما لإليرادات‬
‫والنفقات دون مبرر ومن ثم استوجب فصلها عن اإليرادات والنفقات الحقيقية وادراجها في بيان مستقل‬
‫يتمثل في حسابات خاصة بكل نوع‪ ،‬يطلق عليها حسابات الخزينة‪.‬‬
‫احتراما لمبدأ وحدة الميزانية ‪ -‬سنتكلم عنه الحقا في مبادئ الميزانية ‪ -‬إن مبالغ الضمانات‬
‫والتأمينات وقت قبضها من طرف الدولة ال يجب اعتبارها كإيرادات ألنها سترد الحقا و نفس الشيء وقت‬
‫إرجاعها فال تعد إنفاقا‪ ،‬كما أ ن فتح أو إقفال هذه الحسابات ال يكون بموجب قانون المالية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مثال عن كيفية فتح حساب الخزينة‬
‫يفتح في كتابات الخزينة حساب التخصيص الخاص رقمه ‪ 3372-780‬الذي عنوانه " الصندوق الوطني‬
‫لدعم تشغيل الشباب " و يقيد في هذا الحساب‪:‬‬
‫* في باب اإليرادات‪:‬‬
‫‪... ....‬و بدون تغيير ) ‪........‬‬
‫* في باب النفقات‪:‬‬
‫منح القروض بدون فائدة لصالح الشباب ذوي المشاريع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حسابات الخزينة‬


‫‪ -1‬الحسابات التجارية‪:‬‬

‫يدرج في هذه الحسابات مبالغ اإليرادات والنفقات المخصصة لتنفيذ العمليات ذات الطابع الصناعي أو‬
‫التجاري التي تقوم بها المرافق العمومية للدولة‪ ،‬وهذا بصنف استثنائي‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Paul Marie Gaudmet, Politique financière budget et trésor, Edition Monte Christine, P 88.‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 44‬من قانون المالية رقم ‪ 09-44‬الصادر في ‪ 09‬جويلية ‪ 0744‬المتضمن قوانين المالية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 24‬من قانون ‪ 09-44‬قانون المالية لسنة ‪ 1111‬الفصل الثالث الحسابات الخاصة بالخزينة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫‪ -2‬حسابات التخصيص‪:‬‬

‫إن الهدف من فتح هذا الحساب كما ورد في المادة ‪ 66‬من قانون ‪ 10-84‬هوتخصيص بعض اإليرادات‬
‫ا‬
‫لتغطية بعض النفقات تعارضا مع مبدأ عدم التخصيص‪.‬‬
‫‪ -3‬حسابات التسببيقات‪:‬‬

‫كلنا نعلم أن هناك ضرائب محلية تستفيد منها الخزينة العامة مشاركة مع الجماعات المحلية مثل البلديات‬
‫وذلك لتغطية نفقا ت هذه األخيرة‪ ،‬غير أنها غالبا ما تعتمد على اإلعانات التي تمنحها لها الدولة عندما ال‬
‫تستطيع أن تستوفي إيراداتها نفقاتها‪ ،‬و هذا في شكل تسبيقات لمتابعة نشاطها ولقد جاء هذا في نص‬
‫المادة ‪ 68‬من قانون ‪.10-84‬‬
‫‪ -4‬حسابات القروض ‪:‬‬

‫كما رأينا فإن الخزينة تستطيع منح قروض استثمارية للمؤسسات اإلنتاجية تدعيما لها‪ ،‬كما أنها تقوم بتمويل‬
‫التسبيقات إلى قروض في حدود االعتمادات الموجهة لهذا الغرض مع استفادتها من الفوائد المطبقة عليها‪،‬‬
‫والتي غالبا ما تكون اقل من تلك المقررة في المؤسسات المالية و المصرفية‪.1‬‬
‫‪ -5‬حسابات التسوية مع الحكومات األجنبية‪:‬‬

‫يقرر سنويا المبلغ اإلجمالي المخصص لعمليات التسوية مع الحكومات األجنبية وذلك عن طريق قوانين‬
‫المالية تسهيال إلجراء التسويات الالزمة مع الحكومات األجنبية‪.2‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬وظائف و عمليات الخزينة العمومية‬


‫الفرع األول‪ :‬وظائف الخزينة العمومية‬
‫نحاول االحاطة بوظائف الخزينة في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أمين صندوق الدولة ‪:‬‬
‫تحقق الخزينة عمليات ترصيد اإليرادات و دفع نفقات الدولة ويكون ذلك من طرف المدراء والمسيرين وهم‪:‬‬
‫اآلمر بالصرف ونائب اآل مر بالصرف لإلدارة العمومية نسبة للقانون العام والسيما المحاسبة العمومية‪ ،‬هذه‬
‫العمليات هي مجمل القواعد القانونية والمحاسبية التي تسير المالية العامة‪ ،‬و تتمثل هذه العمليات في‬

‫‪1‬حسين الصغير‪ ،‬دروس في المالية و المحاسبة العمومية ‪ ،‬الدار المحمدية ت الجزائر ‪ ،0777 ،‬ص ص ‪.020 – 021‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 120‬من قانون رقم ‪09-44‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫استرجاع ما يخص اإليرادات و الدفع فيما يخص النفقات‪ ،‬و تنبثق من الخزينة عمليات أخرى تتمثل في‬
‫حركات مالية تقوم بها في أي وقت وعبر التراب الوطني‪ ،‬يمكن تلخيصها أساسا في تسيير األموال الجاهزة‬
‫حتى يمكنها تلبية حاجيات السيولة لدفع النفقات والتخلص من فائض األموال في حالة فائض سيولة لدى‬
‫المحاسبين العموميين‪.1‬‬

‫لكن في فترة تنفيذ قانون المالية للسنة ولتغطية مصاريف الدولة‪ ،‬الترصيد ال يتم في نفس الوقت مع دفع‬
‫النفقات فيت م الدفع في األشهر األولى أو األخيرة للسنة‪ ،‬هذا الفارق يفسر من خالل إرادة اإلدارة في‬
‫استهالك القروض غير المؤجلة من سنة ألخرى خالل األشهر الثالثة األولى من العام الجديد حين ذلك‬
‫النفقات المؤجلة ستعجل بشكل محسوس تنفيذ نفقات بداية السنة‪ ،‬مع اختالف مواعيد تفصيل إيرادات‬
‫الدولة المتواصلة عن تنفيذ النفقات ‪.‬‬

‫من جهة أخرى على الدولة أ ن تحظى بدائرة مالية خاصة تمكنها من العمل بمبدأ العالج المؤقت لمشاكل‬
‫الخزينة وممارسة عندئذ وظيفة أمين صندوق الدولة‪.‬‬

‫‪ -2‬مصرفي الدولة‪:‬‬
‫تعد الخزينة مؤسسة مالية للدولة‪ ،‬تحقق نشاط بنكي بأتم معنى الكلمة وتتمتع بمحفظة مكونة من إيداعات‬
‫العديد من الممولين‪ ،‬هؤالء الممولين يتمثلون في هيئات مصالح وخواص عليهم بإيداع أموالهم بموجب‬
‫القانون عند المحاسبين العموميين للخزينة ‪.‬‬

‫‪ -3‬وظيفة الوصايا التقنية‪:‬‬


‫تقوم الخزينة بنوع من الوصاية التقنية على المؤسسات المالية أي‪ :‬البنوك‪ ،‬شركات التأمين‪ ،‬صناديق‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،...‬وتعمل كذلك على الوصاية على المشاريع العمومية االقتصادية الموجودة منذ زمن‬
‫أو حديثة النشأة التي جاءت نتيجة اإلصالحات االقتصادية الجديدة‪ ،‬في حين تتميز أيضا بوظيفة الحراسة‬

‫‪1‬‬
‫‪Drradji Lalmi, mémoire de fin de stage : le rôle du trésor, école supérieure des banques 2001, p32.‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫والمراقبة‪ ،‬في هذا الصدد‪ ،‬الخزينة تقوم باإلشراف والتنظيم واجراء عمليات تقييميه وتحليلية كما تقترح‬
‫التصحيحات والتعديالت الضرورية لمشاريعها ومؤسساتها‪.‬‬

‫‪ -4‬معالجة االختالالت المؤقتة‪:‬‬


‫في حالة ما إذا وقع عجز في الخزينة أو عدم توازن بين اإليرادات والنفقات الموجودة في الميزانية تتكلف‬
‫الخزينة بتغطية هذا العجز باللجوء إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬األموال المودعة في الخزينة‪ :‬تتلقى الخزينة األموال السائلة أي النقود من مرافق البريد‬
‫والمواصالت ومن الهيئات ذات الميزانيات‪ ،‬والجماعات المحلية بصفة عامة المكتتب بها في‬
‫الحساب الجاري البريدي ‪ CCP‬وهذا بحسب قانون المحاسبة العمومية لسنة ‪ 1093‬الذي ألزم كل‬
‫الهيئات العمومية بوضع رصيدها في الخزينة العمومية؛‬

‫ب‪ -‬أذونات الخزينة‪ :‬هي قروض قصيرة األجل‪ ،‬ويصلح إيداع هذه السندات لحصول الخزينة على‬
‫السيولة النقدية حيث أن هذه االذونات ال تودع إال على المدى القصير على خالف الدين‪ ،‬وتعرف‬
‫بالدين العائم ‪ la dette flottante‬المتجمد الذي تودع سنداته على المدى الطويل‪ ،‬و ال توجد‬
‫في الجزائر سوى سندات الخزينة التي تصدر تحت حسابات جارية؛‬

‫ج‪ -‬سلف بنك اإليداع‪ :1‬بنك اإليداع هو بنك الجزائر أي البنك المركزي السابق وهو بنك ينفرد بمهمة طبع‬
‫النقود بتفويض الدولة‪ ،‬وتتم ثل عملية منح سلف إلى الخزينة في أن بنك الجزائر يقوم بطبع نقود جديدة‬
‫لصالح الخزينة‪.‬‬

‫ننوه إلى أن هذه العملية ال تلجأ إليها الدولة إال في حالة ما إذا لم تجد العمليات السابقة نفعا‪،‬‬
‫ويجدر بنا أن ا‬
‫باعتبار أن طبع النقود بدون زيادة في الدخل القومي يؤدي إلى تضخم نقدي‪ ،‬وهذا األخير إذا لم يتحكم فيه‬
‫يؤدي حتما إلي أزمة اقتصادية‪.‬‬

‫‪ 1‬حسين الصغير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.027‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عمليات الخزينة‬


‫تقسم العمليات المسموح بها في الخزينة العمومية والتي تنحصر في أربع مجموعات وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬العمليات ذات الطابع النهائي والتي تأتي في الميزانية العامة والميزانيات الملحقة والحسابات‬
‫الخاصة؛‬

‫‪ -2‬العمليات ذات الطابع المؤقت والمدرجة في الميزانية العامة و الميزانيات الملحقة والحسابات‬
‫الخاصة؛‬

‫‪ -3‬العمليات المنفذة برأسمال والخاصة بالدين العمومي على المدي الطويل والمتوسط؛‬

‫‪ -4‬عمليات الخزانة وتحتوي من جهة على إصدار واستهالك القروض ذات المدى القصير ومن جهة‬
‫أخرى تحتوي على ودائع المتعاملين مع الخزينة‪.‬‬

‫مما سبق يتضح لنا أن الخزينة تقوم بالعمليات الخاصة بالميزانية العامة وعمليان أخرى متعلقة بالخزينة‬
‫بصفتها مؤسسة مالية مصرفية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مهام الخزينة‬
‫تعنى الخزينة بوظيفتين رئيسيتين وهما‪ :‬تحصيل اإلي اردات وتنفيذ المصروفات‪ ،‬وتجابه عند قيامها بمهامها‬
‫عدم التوافق الزمني بين اإليرادات والنفقات‪ ،‬وتتولى حينئذ سد هذا العجز المؤقت بطرق مختلفة‪ ،‬كما تقوم‬
‫ببعض الوظائف المصرفية التي تضمن لها موارد مؤقتة تضاف إلى الموارد المحددة لتحقيق التوازن بين‬
‫اإليرادات والنفقات‪.‬‬
‫إن دور الخزينة هو تنفيذ عمليات الميزانية المتعلقة بقوانين المالية باإلضافة إلى عمليات الحسابات‬
‫الخاصة‪ ،‬وكذا إبرام القروض مع الجمهور‪ ،‬كما تتكفل بإقرار التوازن الحسابي المستمر في الخزانة‬
‫المركزية‪ ،‬والخزانات الوالئية و ألن الخزينة تملك إيرادات ونفقات مؤقتة ) وذلك ألن اإليرادات المتوقعة في‬
‫الميزانية التتطابق مع النفقات في الزمان بمعنى أنه بالرغم من أن مجموع اإليرادات يساوي أو يفوق مجموع‬
‫النفقات في نهاية السنة فإن اإليرادات ال تكون بالضرورة متساوية مع النفقات في أي يوم من السنة وخاصة‬
‫في األشهر األولى منها‪ ،‬وا لذي يحدث في بعض األحيان أنه قد يؤمر بصرف نفقة أكبر من اإليرادات التي‬
‫دخلت فعال ولهذا تلتزم الخزينة بإقرار هذا التوازن من مواردها الخاصة‪.‬‬

‫إن إيرادات الخزينة المؤقتة هي أصال إيرادات الميزانية العامة وذلك حسب المادة من ‪ 11‬قانون ‪10-84‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫هذه اإليرادات متمثلة في ‪:‬‬


‫‪ ‬إيرادات ذات الطابع الجبائي؛‬

‫‪ ‬تعويضات الخدمات؛‬

‫‪ ‬التعويضات برأس المال لألثمان والتسبيقات؛‬

‫‪ ‬مختلف حواصل الميزانية؛‬

‫‪ ‬إيرادات الشركات المالية للدولة‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الميزانية العامة‬


‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الميزانية العامة‪ ،‬خصائصها وعناصرها‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الميزانية العامة‬
‫التعريف ‪ :1‬الميزانية هي تعبير مالي لبرنامج العمل المعتمد الذي تعتزم الحكومة تنفيذه في السنة القادمة‬
‫مدة زمنية معينة وتعتبر‬
‫تحقيقا ألهداف المجتمع وبإيجاز شديد فإنها تتضمن خطة عمل الحكومة خالل ا‬
‫الميزانية بمثابة اإلطار الوحيد الذي يتيح ألعوان التنفيذ بالتعريف به أثناء أداء مهامه ذلك أن أي إيراد أو‬
‫نفقة خارج إطار ميزانية عامة ما يعتبر مخالفة يعاقب عليها القانون‪.‬‬
‫التعريف ‪ :2‬الميزانية حسب مفهوم القانون رقم ‪ 221-97‬هي الوثيقة التي تقدر خالل سنة مدنية مجموع‬
‫اإليرادات والنفقات الخاصة بالتسيير واإلستثمار و منها نفقات التجهيز العمومي والنفقات بالرأسمال و‬
‫ترخص بها‪.‬‬
‫‪ Delbe Louis‬بأنها ‪ " :‬وثيقة محاسبية قانونية ومالية تعبر عن فكرة‬ ‫التعريف ‪ :3‬يعرفها االقتصادي‬
‫التوقع واالعتماد للنفقات واإليرادات لفترة مقبلة والتي تعبر في صورة أرقام عن النشاط االقتصادي واإلداري‬
‫واالجتماعي للدولة "‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حسين الصغير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.027‬‬
‫‪ 2‬حسين الصغير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.012‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الميزانية العامة‬


‫فيما يلي عرض لمختلف خصائص الميزانية العامة‪:‬‬
‫‪ ‬أنها وثيقة محاسبية ‪ :‬أي أن لها صبغة تقنية محاسبية حيث أنها تقسم الميزانية الي جانبين‪ :‬جانب‬
‫االيرادات وجانب النفقات؛‬

‫‪ ‬أنها وثيقة تقديرية‪ :‬أي ا أن الميزانية مجرد أرقام تقديرية تستوجب التمثيل للتأكد من دقتها فهي‬
‫تبقى متميزة بعدم التاأكد؛‬

‫‪ ‬أنها قاعدة لمراقبة االداء‪ :‬أي تؤخذ كمرجع أساسي لقياس حجم ونسبة ما يتم إنجاز من برنامج‬
‫مسطر خالل الفترة المحددة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬عناصر الميزانية العامة‬


‫من خالل التعريفات السابقة وخاصة التعريف الشامل سنحاول إبراز أهم العناصر والركائز التي يقوم عليها‬
‫مفهوم الميزانية العامة للدولة‪.‬‬
‫‪ -1‬الميزانية العامة تقدير وتنبؤ‪:‬‬

‫تعتبر الميزانية بمثابة توقعات وتقديرات لنشاط السلطة التنفيذية في المجال المالي لما ستنفقه‬
‫أو ستحصل علي ه في المستقبل فهي ليست ترجمة عن حدث فعلي قائم‪ ،‬ولكنها تقدير لما ينتظر وقوعه من‬
‫أحداث مستقبلية عن اإلنفاق و الجباية‪.‬‬
‫وبالتالي فهي جدول مالي تقديري إليرادات ونفقات السنة المقبلة حيث يعتمد في عملية التقدير على‬
‫البيانات الخاصة بالسنوات السابقة‪ ،‬وبذلك من الناحية اإلقتصادية تعتبر بمثابة خطة لآلداء المالي بما‬
‫تتضمنه من تقديرات لحجم النفقات واإليرادات العامة خالل فترة زمنية مقبلة ومنه تجد السلطة التنفيذية‬
‫نفسها في المفاضلة بين االختبارات االقتصادية‪ ،‬كما أن عملية التوقع يجب أن تأخذ في الحساب بعض‬
‫األمور منها‪:‬‬
‫‪ ‬ي جب أن تتميز عملية التقدير هذه بأقصى درجات الموضوعية والدقة و التفصيل؛‬

‫‪ ‬ترتيب أولويات االستخدامات واالحتياجات بما يتماشى والمصلحة العامة للمجتمع؛‬

‫‪ ‬يجب مراعاة توازن جانبي اإليرادات والنفقات في الميزانية؛‬

‫‪ ‬يجب أن تتميز عدد التوقعات لمرونة كافية و ما يتماشى و حاالت الطوارئ و التقلبات التي يمكن‬
‫أن تحدث ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫‪ -2‬العنصر االداري‪:‬‬

‫تتضمن الميزانية مجموعة من اإلجراءات المالية و اإلدارية التي تستخدمها السلطة التنفيذية‪ ،‬فهي التي‬
‫تتولى إعداد الميزانية من الناحية اإلدارية والتنظيمية وبذلك تعد بمثابة عمل بمقتضاه توزع المسؤوليات‬
‫الم تعلقة بالق اررات التي يتطلبها تنفيذ الميزانية علي مختلف األجهزة اإلدارية والتنفيذية على وضع يضمن‬
‫سالمة هذا التنفيذ تحت إشراف السلطة التشريعية ‪.‬‬
‫إن الهيئة المخول لها تقرير هذه البيانات هي السلطة التنفيذية كونها أكثر كفاءة في هذا الميدان لوجود‬
‫اإلدارة تحت تص رفها‪ ،‬وألنها مصدر البيانات والمعلومات التي تسمح بعملية التوقع و بالتالي هي على دراية‬
‫بجميع أمور الدولة و إقتصادية‪ ،‬إجتماعية أو سياسية )‪ ،‬زد على ذلك أنها هي المكلفة بتنفيذها في حالة‬
‫المصادقة عليها من طرف المجلس الشعبي‪.‬‬
‫فالميزانية تعتبر رغم موافقته السلطة التشريعية عليها عمال إداريا‪ ،‬ليس من جهة الموضوع فحسب وانما من‬
‫جهة الشكل أيضا‪ ،‬إذ أنها خطة تعدها السلطة التنفيذية لتنظيم اإليراد واإلنفاق للدولة وهذا اختصاص من‬
‫إختصاصاتها‪ ،‬والسلطة التنفيذية تمارس اختصاصاتها في شكل ق اررات إدارية‪.‬‬

‫‪ -3‬العنصر القانوني‪:‬‬

‫يكمن هذا الع نصر في وجوب اعتماد وموافقة السلطة التشريعية لهذه التوقعات ويكون ذلك بإصدار قانون‬
‫يعرف بقانون ربط الميزانية‪ ،‬وقانون ربط الميزانية يعد تشريعا من جهة الشكل فقط ألنه صادر عن السلطة‬
‫التشريعية في الشكل الذي تصدر فيه القوانين‪ ،‬ألن أغلب أعمال السلطة التشريعية تصدر في صورة‬
‫قوانين لذلك فالميزانية وهي تصدر عن السلطة تصدر في شكل قانوني‪ ،‬فالميزانية تتألف من قانون الميزانية‬
‫ومن جداول إجمالية وتفصيلية ملحقة به‪.‬‬

‫إن هذه التقديرات والتوقعات ال تكون نهائية‪ ،‬أي غير قابلة للتنفيذ‪ ،‬بل تكون في حكم مشروع وبعد‬
‫ا‬
‫المصادقة عليها من طرف السلطة التشريعية المختصة تصبح في حكم القانون ومن ذلك يتم تنفيذها بحكم‬
‫القانون‪ .‬واضفاء صفة القانون على الميزانية العامة له نتيجة هامة تتبعها مباشرة وهي صفة اإللزام بالتطبيق‬
‫فتصبح الحكومة ملزمة بإتباعه بل ومراقبتها من طرف السلطة التشريعية في تنفيذه‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫‪ -4‬العنصر السياسي ‪:‬‬

‫إن عملية عرض الميزانية على المجلس الشعبي لمناقشتها والتصديق عليها هي بمثابة إعطاء صفة القانون‬
‫ا‬
‫على الميزانية‪ ،‬ولكنها في نفس الوقت تعبر عن تفوق السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية‪ ،‬ويظهر هذا‬
‫أن المشروع‬
‫أن المجلس أمامه ثالث خيارات‪ :‬إما قبولها أو رفضها أو تعديلها‪ ،‬والتفوق الثاني يكمن في ا‬
‫ا‬
‫أعطى هذا المجلس مراقبة تنفيذ الميزانية كذلك‪ ،‬وهذا ما يبين درجة التفوق السياسي للجهاز التشريعي على‬
‫الجهاز التنفيذي وان كانت هذه العالقة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية قد تغيرت عما كانت عليه‬
‫في القرن الم اضي وأصبحت تكاملية‪ ،‬إال أنه تبقى قوة البرلمان في هذا المجال أكبر من قوة الحكومة ألنه‬
‫قد يسحب منها الثقة‪.‬‬
‫ومنه فالميزانية تساهم في تحقيق أحد مبادئ الدولة الحديثة وهو الفصل بين السلطات بحيث تخول‬
‫للسلطة التشريعية مراقبة الحكومة والمصادقةعلى الميزانية التي تحضرها‪.‬‬
‫وهذه المصادقة التي تعرف باإلجازة هي من اختصاص البرلمان في الدول الديمقراطية التي تعنى بالموافقة‬
‫على توقيعات الحكومة من إيرادات عامة ونفقات عامة‪.‬‬
‫فالحكومة هي التي تقوم بإجراء التقديرات ولكن من شأن سلطة البرلمان الموافقة على هذه التوقيعات‬
‫واجازتها‪ ،‬قبل أن يعود للحكومة تنفيذها‪ ،‬هذه اإلجازة تصدر عن المجالس النيابية ألسباب سياسية‬
‫ودستورية وهذه األسبقية هي ما تعرف بقاعدة أسبقية االعتماد على التنفيذ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية‪ ،‬مبادئ و قوانين الميزانية‬


‫الفرع األول‪ :‬أهمية الميزانية‬
‫تعد الميزانية شيئا ضروريا اأيا كان شكل الحكم في الدولة‪ ،‬إذ بدونها ال يمكن تسيير المصالح العامة تسيي ار‬
‫تبين فيها اإليرادات والنفقات المحتملة مستقبال‪.‬‬
‫منظما‪ ،‬وهي بذلك تعتبر الوثيقة اإلدارية التي ا‬
‫فهي بالنسبة بذلك للنظام البرلماني كعمل إجازة إلى جانب كونها عمل تقديري‪ ،‬فيجاز للحكومة بمقتضاها‬
‫إنفاق النفقات وتحصيل اإليرادات الواردة في الميزانية‪ ،‬وقد أصبح اعتماد المجلس الشعبي الوطني مبدأ من‬
‫مبادئ القانون العام في أغلب دول العالم وللميزانية أهمية بالغة من ناحية السياسية‪ ،‬ألن التزام السلطة‬
‫التنفيذية بالتقدير إلى السلطة التشريعية لخطتها المالية ومشروع قانون المالية) لكي يجيزها أو ترفضها‬
‫أو تعدل جزء منها بعد موافقة الحكومة بمعنى إخضاعها للرقابة الدائمة للمجلس‪ ،‬كما أن لها أيضا أهمية‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫كبرى من الناحية االقتصادية واالجتماعية ال تقل أهميتها من الناحية السياسية إذ تستطيع الدولة بواسطتها‬
‫أن تعد ل في توزيع الدخل القومي على طبقات المجتمع المختلفة عن طريق الضرائب والنفقات العامة‪ ،‬كما‬
‫أصبح لها دور في تحقيق العمالة الكاملة وتعبئة القوى اإلقتصادية والمساهمة في زيادة الدخل القومي‬
‫وكذلك في رفع مستوى المعيشة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبادئ الميزانية‬


‫‪ -1‬مبدأ السنوية‪:‬‬

‫بمعنى أن تكون الميزانية موضوعة لمدة سنة وال يهم بدايتها من ‪/1/1‬ن إلى غاية ‪/12/31‬ن واليهم‬
‫الترتيب ولكن حددت لمدة سنة بالضبط ‪.‬‬
‫وفترة السنة هي المدة المثلى لتقديم اإليرادات والنفقات العامة‪ ،‬فإذا أعدت لمدة أطول من سنة فقد ال تحقق‬
‫لمدة أكثر من‬
‫التوقعات التي بنيت عليها لما في الحياة اإلقتصادية والسياسية من تقلبات يصعب التكهن بها ا‬
‫أما إذا قلت عن السنة فإن بعض محتويات الميزانية من نفقات وايرادات ستكون متذبذبة وغير معبرة‬
‫سنة‪ ،‬ا‬
‫بمقارنتها بمثيلتها في الميزانيات التي سبقتها أو تليها ذلك أن مختلف اإليرادات والنفقات التي تعتمد عليها‬
‫بد أن تأخذ الوقت الالزم‬
‫الميزانيات تكون موسمية‪ ،‬إضافة إلى ذلك فإن المراحل التي تمر بها الميزانية ال ا‬
‫لها وهذا يعني بأن إعداد أكثر من ميزانية واحدة في السنة يعني إرهاقا لألجهزة التنفيذية والتشريعية للدولة‪.‬‬

‫‪ -2‬مبدأ الشمولية‪:‬‬

‫أي ال بد أن تكون الميزانية شاملة لكل اإليرادات ولكل النفقات بدون إستثناء وتحديدها ضمن الميزانية‬
‫العامة للدولة‪ ،‬حتى المؤسسات العمومية ذات الطابع غير الربحي التي ال تهتم بالربح أو الخسارة‪ ،‬بتعبير‬
‫أخر هو أن تشمل الميزانية جميع اإليرادات و النفقات دون أي إنقاص أو إقتطاع‪ ،‬أي أن يذكر فيها كل‬
‫اإليرادات أيًا كان مصدرها وكل النفقات أي كل اإلتجاهات أو نوعها أو حجمها‪ ،‬وهذا التوضيح للعناصر‬
‫المكونة لإليرادات والنفقات ييسر مهمة المراقب و الفاحص وال سيما بالنسبة للسلطة التشريعية التي يهمها‬
‫الوقوف على حقيقة وطبيعة كل نفقة وكل إيراد‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫‪ -3‬مبدأ الوحدة‪:‬‬
‫إن هذا المبدأ يقضى بأن تدرج كافة إيرادات الدولة ونفقاتها في بيان واحد‪ ،‬وذلك بهدف إظهار عناصر هذه‬
‫اإليرادات والنفقات في صورة موجزة و الميزانية العامة للدولة ) تسمح للمجلس الشعبي الوطني بترتيب‬
‫أولويات اإلنفاق العام‪ ،‬ذلك أن وضع اإليرادات العامة لجانب النفقات العامة في إطار الميزانية العامة‬
‫للدولة والتي توضع بدورها ضمن مشروع قانون المالية مما يسهل على المجلس الشعبي الوطني حتى‬
‫تكون لديه نظرة واضحة للعالقات الموجودة بين عناصر الميزانية ومدى الترابط بينهما من جهة ومدى‬
‫التوافق بين المخصصات المالية لكل قطاع في إطار السياسة المتبعة من جهة ثانية‪.‬‬

‫‪ -4‬مبدأ عدم التخصص‪:‬‬


‫مضمونه أنه ال يسمح بتخصيص إيراد معين لتغطية نفقة معينة كأن تخصص إيرادات حقوق التسجيل‬
‫المحصلة من الطلبة الجامعين لتسديد النفقات الخاصة بالكتب التي يتم إقتناؤها لفائدة مكتبة الجامعة مثال‪،‬‬
‫ويهدف هذا المبدأ لتجنب كل إفراط و إصراف و تبذير ) و هذا حسب نص المادة ‪ 78‬من القانون ‪10-84‬‬

‫‪ -5‬مبدأ التوازن‪:‬‬
‫ويقصد به أن يكون اجمالي اإليرادات العامة يساوي إجمالي النفقات العامة أي أنه إذا زاد إجمالي‬
‫النفقات العامة عن إجمالي اإليرادات العامة فهذا يعبر عن وجود عجز في الميزانية‪ ،‬أما إذا زاد اجمالي‬
‫اإليرادات العامة عن إجمالي النفقات العامة فهذا يعبر عن وجود فائض‪ ،‬فقد كان هذا المبدأ سائدا في‬
‫القرن ‪ 19‬وبداية القرن ‪ 27‬إذ أنه بعد سنة ‪ 1929‬وبعد ازمة الكساد العالمي تغيرت معتقدات أصحاب مبدأ‬
‫التوازن إذ كانوا يعتقدون أن دور الدول محدود في نشاطها التقليدي‪.‬‬

‫‪ -6‬مبدأ اإلذن القانوني لتنفيذ الميزانية‪:‬‬


‫كما ذكرنا سابقا فإن الميزانية هي ترخيص واجازة‪ ،‬ومنه حتى تستطيع تنفيذ ما تتضمنه من بنود يجب‬
‫عليها أن تحصل على إذن من طرف السلطات التشريعية‪ ،‬ذلك النها تكون في حكم مشروع لذا أضاف‬
‫الحقوقيون هذا المبدأ للقواعد األساسية إلعداد الميزانية‪ ،‬حيث يصدر هذا األمر في صيغة قانون مالية‬
‫سنوي نهائي‪ ،‬األ مر الذي يجب أن يتجدد مع كل سنة وال يمكن إستعمال ما تبقى من إيرادات بعد انتهاء‬
‫المدة إال بموجب إذن يرخص ذلك‪ ،‬نفس الشىء بالنسبة للنفقات فإن لم يقع التزام بالدفع خالل السنة ال‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫يمكن ترخيص ما كان مخصص لها من اعتمادات إال بموجب ترخيص من البرلمان وادراجها ضمن ميزانية‬
‫السنة الجديدة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬قواعد الميزانية‬


‫باإلضافة إلى مبادئ األساسية التي تعتبر هامة حسب خصوصيات كل مبدئ‪ ،‬هنا ك قواعد أخرى تهم‬
‫الناحية الشكلية وهي قاعدة وضوح الميزانية‪ ،‬قاعدة الدقة وقاعدة مرونة الميزانية‪ ،‬هذه القواعد واذا كانت‬
‫ثابتة فهي تعمل على تسهيل مهمة المتعاملين مع الميزانية من الحكومة أو برلمان أو مصالح عمومية بل‬
‫حتى األفراد العاديين في المجتمع‪.‬‬

‫‪ -1‬قاعدة وضوح الميزانية‪:‬‬


‫حتى تسهل األمور على كل من البرلمان وكذلك المصالح المعنية بتنفيذها يجب أن تعرض كافة البنود‬
‫المتعلقة باإليرادات أو النفقات وفق أسس وقواعد معروفة ومعلومة مع شرط أن تتسم بالبساطة والوضوح‬
‫وأن ال يتغير هذا األساس من سنة إلى أخرى‪ ،‬بعبارة أخرى يجب أن تكون الميزانية مبوبة بطريقة مفهومة‬
‫وواضحة‪ ،‬وأبعادها متناسقة لتجنب كل ما من شأنه أن يضفي عليها الغموض أو اإلبهام‪ ،‬لذا نجد كافة‬
‫العمليات تعتمد على نظام واحد من سنة ألخرى يتماشى والنظام المحاسبي وال نغيره إال بموجب القانون‪.‬‬
‫كما أن هذا المبدأ من شأنه أن يساعد على قراءة البيانات التي تحتوي عليها الميزانية من جهة ومقارنة‬
‫بيانات السنوات السابقة ألنها مبوبة بنفس الكيفية‪.‬‬

‫‪ -2‬قاعدة دقة الميزانية‪:‬‬


‫إذ أن أي انحراف بين البيانات المتوقعة والبيانات الحقيقية من شأنه أن يؤثر على الدولة في المجال المالي‬
‫واإلقتصادي‪ ،‬ألن الحكومة قد بنت برامجها على توقعات خاطئة‪ ،‬األمر الذي سيجبرها إلى إعادة التقدير‬
‫بناءا على مبدأ اإلذن المسبق ستضطر الحكومة من جديد إلي تقديم هذه‬
‫حتى تقترب إلى الحقيقة‪ ،‬ولكن ً‬
‫التقديرات الجديدة للبرلمان للمصادقة عليها‪ ،‬ألنه كما جاء تعريف الميزانية على أنها "تقدير وترخيص" في‬
‫نفس الوقت ‪.‬‬
‫لذا وحتى تكون للميزانية مدلول يجب أن تراعي الدقة في التقدير كل من اإليرادات و النفقات‪ ،‬وهذه الدقة‬
‫تترجم في بعض األحيان على أنها عالمة صدق على توجيهات السلطة التنفيذية وسياستها‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫‪ -3‬قاعدة مرونة الميزانية العامة‪:‬‬


‫بما أن الميزانية مجرد توقع للبيانات مهما كانت دقيقة فإنها تكون مضبوطة بشكل قاطع وحتى تتكيف مع‬
‫التغيرات التي يمكن أن تحدث فيجب أن تتميز بنوع من المرونة‪ ،‬هذا لتدارك ما لم يكن في الحسبان خاصة‬
‫بناءا على قوانين صدرت في الماضي بينما اإليرادات تتخذ بما سيقع مستقبال‪.‬‬
‫وأن النفقات تتم ً‬
‫كما ي جب توفير نوع من التشريعات المتجددة لإلنفاق حتى ال ترجع الحكومة إلى البرلمان لتصحيح كل‬
‫كبيرة وصغيرة‪ ،‬لذا نجد أن قوانين المالية لبعض الدول تعمل على تحويل ونقل اإلعتمادات داخل الباب‬
‫الواحد‪.‬‬

‫‪ -4‬قاعدة عالنية الميزانية‪:‬‬

‫تعرف هذه القاعدة كذلك بمبدأ النشر‪ ،‬وأساسها يرجع إلى الدولة الديمقراطية والى ذلك الصراع بين السلطة‬
‫وأفراد المجتمع‪ ،‬حيث التكفي أن تعرض الميزانبة على البرلمان و إن كان هو الممثل للشعب بل يجب أن‬
‫يكون الرأي العام مطلعًا على مراحل إعدادها وكذلك تنفيذها‪ ،‬بل وحتى عالنية مناقشتها من طرف‬
‫البرلمان‪.‬‬
‫من مزايا عالنيتها‪ ،‬نجد أنها تعطى الفرصة لكل المعنيين والمختصين من اإلدالء بآرائهم إضافة إلى أنها‬
‫تمكن أعضاء البرلمان من تحضير تدخالتهم في فترة مناقشتها‪ ،‬زيادة على أنها تسمح للرأي العام من‬
‫معرفة برنامج الحكومة للسنة المقبلة خاصة أنه هو المعني بالدرجة األولى بها ألنه هو الخاضع للضريبة‪،‬‬
‫ضف إلى ذلك فهو المستفيد من اإلنفاق العمومي حيث تزيد العالنية ثقة المواطن بكل من الحكومة‬
‫والبرلمان‪.‬‬

‫إالا أن هذه العالنية ال تعني المساس بمصلحة الدولة‪ ،‬فهناك بعض البنود التناقش عالنية و طرحها للعامة‬
‫ال يكون بالتفصيل مثل ما يتعلق بالشؤون الحربية‪.‬‬
‫إن درجة عالنية الميزانية تتماشى وما وصل إليه النظام السياسي‪ ،‬حيث هناك عالقة طردية بين هذا المبدأ‬
‫والمستوى الديمقراطي الذي وصل إليه المجتمع للحد من البيانات التي تحتكر من طرف السلطات التنفيذية‬
‫و دون سواها )‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫الفرع الرابع‪ :‬قوانين الميزانية العامة في التشريع الجزائري‬


‫سابقا أو‬
‫كثير عن األسس التي ذكرت ً‬
‫إن القواعد التي تقوم عليها الميزانية العامة في الجزائر ال تختلف ًا‬
‫عن اإلستثناءات الخاصة بها وهي كما أسلفنا‪:‬‬
‫‪ ‬القاعدة السنوية؛‬
‫‪ ‬قاعدة عدم تخصيص اإليرادات إال في الحاالت المحددة؛‬
‫‪ ‬قاعدة تخصيص النفقات إال في الحاالت المحددة؛‬
‫‪ ‬فكرة وحدة الميزانية‪.‬‬
‫وهذه القواعد نلمسها في قانون المالية األساسي‪ ،‬فإنطال ًقا مما سبق نجد أن جل مبادىء الميزانية مع‬
‫استثناءاتها محترمة مع تكييف البعض منها وفق ما يناسب مالية الدولة في الجزائر كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬تكييف المبدأ السنوية‪:‬‬
‫قبل التطرق لمبدأ السنوية هناك قاعدة تعتبر كمنطلق للقواعد األخرى نلمسها من خالل دراسة قانون المالية‬
‫وهي مبدأ العمومية‪ ،‬حيث نصت عليه المادة الثامنة من قانون ‪ " 10-84‬ال يمكن تخصيص أي ايراد‬
‫لتغطية نفقة خاصة‪ ،‬تستعمل موارد الدولة لتغطية نفقات الميزانية العامة للدولة بال تمييز "‪ ،‬إن السنة‬
‫المالية في الجزائر تصادف الفاتح من جانفي من كل سنة وتنتهي في آخر يوم من شهر ديسمبر‪ ،‬وهذا‬
‫كترجمة لعبارة سنة مدنية والميزانية السنوية يجب إعدادها شاملة في محتواها و مضمونها ألنها يجب أن‬
‫تترجم الجزء السنوي من برنامج التنمية‪ ،‬وبما أنها عبارة عن توقعات‪ ،‬فإن حدثت تطورات لم تكن في‬
‫الحسبان يمكن تصحيح ذلك بما يعرف بقانون المالية التكميلي كما أن التشريع المالي يسمح بإجراء‬
‫ال بمبدأ سنوية الميزانية‪.‬‬
‫تحوالت غير أن ذلك يعد إخال ً‬
‫بداية الفترة تتناسب وتنظيم المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬حيث تقدم هذه الوثيقة في الدورة الخريفية على أن‬
‫يصادق عليها في أواخر شهر ديسمبر حتى تصبح قابلة للتنفيذ في بداية السنة الجديدة‪ ،‬أما بالنسبة للقوانين‬
‫المعدلة و المكملة فهي تتناسب والدورة الربيعية‪ ،‬وان إقتضى األمر فيمكن للمجلس أن يعقد بطلب من‬
‫رئيس الحكومة‪.‬‬
‫‪ -2‬تكييف مبدأ وحدة الميزانية العامة‪:‬‬

‫إن هذا المبدأ فقد جل محتواه و تقديم الميزانية في وثيقة واحدة ) حيث نجده في الجزائر في ثالثة أشكال‬
‫هي الميزانية الملحقة وحسابات الخزينة باإلضافة إلى الميزانية العامة للدولة‪ ،‬هذا دون التطرق إلى‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫المؤسسات التابعة للدولة والتي تتمتع بالشخصية المعنوية والتي لها ميزانية مستقلة عن ميزانية الدولة التي‬
‫ال تعرض في البرلمان ومن بينها نجد ميزانية الجماعات المحلية والوالية حيث أن هذه الهيئات لها كيان‬
‫مستقل عن الدولة مزود بتنظيم وسلطات تختلف عن تنظيم الدولة‪ ،‬إضافة إلى مؤسسات ذات طابع إداري‬
‫كالمجلس الشعبي الوطني و مجلس المحاسبة ‪ ،...‬والتي تتمتع كذلك بالشخصية المعنوية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تعريف النفقات العمومية‪ ،‬عناصرها وتقسيماتها‬


‫الفرع األول‪ :‬تعريف النفقات العمومية‬
‫لقد تعددت تعاريف ال نفقات العامة وهذا ألهميتها السياسية واإلقتصادية واإلجتماعية وكذا تحديد أولويات‬
‫المجتمعات اإلنسانية لذا سنذكر تعريفين هما‪:‬‬

‫التعريف‪ :1‬يقصد بالنفقات العامة و النفقات العمومية ) كل األموال التي تصرفها الدولة من ماليتها إلشباع‬
‫الحاجات العامة للمواطن‪.1‬‬

‫التعريف‪ :2‬يراها االقتصادي حسين مصطفى في كتابه المالية العامة على أنها‪ " :‬النفقة العامة هي مبلغ‬
‫نقدي يخرج من الذمة المالية لشخص معنوي عام ويقصد إشباع حاجة عامة "‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عناصر النفقة العامة‬


‫يتضح من خالل التعريفين أن عناصر النفقة ثالثة و هي‪:‬‬
‫‪ ‬إستعمال مبلغ نقدي؛‬
‫‪ ‬تدفق قيمة النفقة من الخزانة المالية ؛‬
‫‪ ‬إشباع حاجات عامة‪.‬‬
‫ونشرح هذه العناصر بشيء من التفصيل‪:‬‬
‫‪ -1‬إستعمال مبلغ نقدي ‪:‬‬

‫تقوم الدولة بإنفاق مبالغ نقدية للحصول على السلع والخدمات الالزمة لممارسة نشاطها‪ ،‬ويعتبر اإلنفاق‬
‫النقدي الوسيلة العادية لذلك ولكنه ال يعتبر الطريق الوحيد فقد تنفق الدولة عينا‪ ،‬قديما كانت تحصل الدولة‬

‫‪ 1‬حسين الصغير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫على الخدمات واألموال الالزمة عن طريق القوة اإلستالء أو تقوم بمنح مزايا عينية مقابل الخدمات التي‬
‫تحصل عليها‪ ،‬مثال ذلك السكن المجاني أو منح إمتياز التعليم المجاني أو اإلعفاء من الضرائب لفئة‬
‫معينة دون الفئات األخرى‪.‬‬
‫وقد لجأت الدولة قديما لهذه األ ساليب غير النقدية في سبيل حصولها على السلع والخدمات‪ ،‬لكن أدى‬
‫التطور اإلقتصادي واالجتماعي إلى إستبعاد هذه األساليب وأصبحت محل نقد‪ ،‬وال تلجأ إليها إال حين‬
‫يتعذر عليها الحصول على الخدمات و األموال الالزمة بطريقة االنفاق‪ ،‬كما في حالة الحرب‪.‬‬
‫وقد كان لظهور مبادئ الديمقراطية الحديثة أثر في إستبعاد الوسائل العينية‪ ،‬فاستبعدت وسائل القهر لما في‬
‫ذلك من مخالفة لروحها ومبادئها ولما فيها من إعتداء على حرية األفراد وحقوقهم‪.‬‬
‫كذلك فإن اتباع الحكومة لوسائل اإلنفاق العيني يؤدي إلى تعذر مراقبة إنفاقها و يؤدي إلى التهاون من‬
‫ال بمبدأ‬
‫جانبها من منح هذه المزايا أكثر من لو كان االنفاق نقديا خاصة وأن هذه المزايا العينية تعتبر إخال ً‬
‫المساواة أمام األعباء العامة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تدفق قيمة النفقة من الخزانة المالية‪:‬‬
‫بد من اإلشارة إلى التفريق بين النفقة‬
‫كي تكون النفقة عامة يجب أن تصدر من شخص معنوي عام وال ا‬
‫العامة والنفقة الخاصة وذلك وفقا لمعيارين أحدهما قانوني واآلخر وظيفي‪:‬‬

‫أ‪ -‬المعيار القانوني ‪:‬‬


‫يستند هذا المعيار على التفريق بين النفقة العامة والنفقة الخاصة على أساس الطبيعة القانونية للقائم‬
‫بأعمال اإلنفاق‪ ،‬فإذا كان القائم بالنفقة شخص معنوي عام و أشخاص القانون العام ) مثل البلدية‪ ،‬الدائرة‪،‬‬
‫الوالية‪ ،‬أي الدولة الممثلة بإحدى هيئاتها كالجماعات المحلية تعتبر النفقة عامة‪ ،‬أما إذا تمت النفقة من‬
‫طرف أشخاص ليست لهم صفة العمومية ال تعتبر نفقة عامة بل خاصة‪ ،‬فالطبيعة القانونية للطرف الذي‬
‫يقوم باإلنفاق هي التي تحدد طبيعة النفقة‪ ،‬ويعتمد القائمون بهذا المعيار على اختالف طبيعة النشاط‬
‫واألسس المبنية عليه‪ ،‬فشخص عام من خالل قيامه بنشاط ما يهدف إلى تحقيق مصلحة عامة معتمدًا‬
‫على جملة من القوانين والق اررات اإلدارية‪ ،‬بخالف النشاط الخاص الذي يهدف إلى تحقيق مصلحة خاصة‬
‫عن طريق التعاقد والتبادل‪.‬‬
‫إن االختالف بين األنشطة الخاصة و األنشطة العامة يرجع أساساً إلى طبيعة دور الدول و من دولة‬
‫حارسة إلى دولة متدخلة إلى دولة منتجة )‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫فمثال قيام السياسي ببناء مدرسة لكي يكسب ثقة الشعب في اإلنتخابات فهذا لصالح خاص لم يعد دور‬
‫الدولة مقتص اًر على وظائف محددة بل امتد إلى اإلنتاج والتوزيع ومن ثمة تدخلت في أنشطة األشخاص‬
‫الخاصة‪ ،‬هذا التطور أدى إلى عدم كفاية المعيار القانوني ولذلك نادى كتاب المالية إلى إدراج معيار آخر‬
‫هو المعيار الوظيفي أي طبيعة الوظيفة التى تصدر عنها النفقة العامة‪.‬‬

‫ب‪ -‬المعيار الوظيفي ‪:‬‬


‫يعتمد هذا المعيار على التفرقة بين ا لنفقة العامة والنفقة الخاصة على أساس طبيعة الوظيفة التي صدرت‬
‫عنها النفقة وليس على أساس الطبيعة القانونية لمن يقوم باإلنفاق‪ ،‬و عليه ال تعتبر كل النفقات التي تصدر‬
‫من األشخاص العامة نفقات عامة بل تلك النفقات التي تقوم بها الدولة وبصفتها السياسية فقط و سيادة‬
‫الدولة )‪.‬‬
‫وهناك نفقات مختلطة و عامة وخاصة في نفس اآلن ) فرضتها الدولة في بعض صالحياتها‪ ،‬حسب هذا‬
‫المعيار نستنج أنه باإلمكان أن يصبح جزء من النفقات العامة نفقة خاصة‪ ،‬وجزء من النفقات الخاصة نفقة‬
‫عامة نتيج ًة الستخدام السلطة السياسية‪.‬‬
‫ال للنفقة العامة‬
‫كل هذا فرض على كتاب المالية العامة من جديد ضرورة األخذ بعين اإلعتبار تعريفاً شام ً‬
‫حيث يشمل جميع النفقات التي تقوم بها الدولة أو هيئتها الوطنية العامة أو الجماعات المحلية‪.‬‬

‫‪ -3‬إشباع حاجات عامة ‪:‬‬


‫يجب أن تكون غاية النفقة وهدفها تحقيق نفع عام يعود على جميع المواطنين وليس على فرد معين بالذات‬
‫أو فئة معينة على حساب اآلخرين‪ ،‬فإستخدام الطبقة الحاكمة لمبالغ بقصد تحقيق منافع خاصة لبعض‬
‫المقربين أو منافع شخصية ال يمكن اعتباره إنفاقًا عامًا‪ ،‬إنما هو إساءة أو إنحراف عن تحقيق هدف إشباع‬
‫الحاجات العامة‪.‬‬

‫يعتبر هذا الشرط ناتجا من ناح ية عن فكرة أن المصالح العمومية أي أجهزة الدولة لم تنشأ لتحقيق مصالح‬
‫الفرد بل لبلوغ غاية أسما وأجل‪ ،‬ومن ناحية أخرى إلى أن المال المنفق قد تمت جبايته وتحمل عبئه األفراد‬
‫جميعا‪ ،‬فتحويل جزء منه لصالح فئة معينة أو نفع شخص يخل بمبدأ المساوات أمام األعباء العامة‪ ،‬فكما‬
‫أن العبء عام يجب أن يكون النفع عام كذلك‪ ،‬و فكرة النفع العام ليست فكرة جامدة بل هي في تطور‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫مستمر وتختلف من بلد إلى أخر ومن عصر إلى عصر وفي نفس البلد أو السلطات الحاكمة الممتثلة‬
‫لرغبات الشعب هي التي تقرر مدى تحقيق النفقة العامة للنفع العام‪.‬‬

‫من كل هذا يظهر مشكل تقدير المنفعة العامة و بالتالي فإن تقدير النفقة العامة بشكل مباشر بالغ‬
‫الصعوبة حتى و إن تم تقيمها و تقويمها نقديا ألن المنفعة صعبة التقييم بالنقود ألنها متغيرة إذ هناك‬
‫إختالف في قواعد الحساب الخاص بالنشاط اإلقتصادي الخاص و العام‪ ،‬مرد ذلك إلى إختالف دوافع‬
‫القيام بالنشاط اإلقتصادي‪ ،‬فالنشاط الخاص دافعه تحقيق أقصى ربح ممكن و بذلك فإنه يحاول الوصول‬
‫إلى أدنى تكلفة ممكنة و من ثمة الربح بطريقة مباشرة و إمكانية حسابه بالنقود‪ ،‬أما النشاط العام فيهدف‬
‫إلى تحيق أقصى قدر من المنفعة الجماعية بأفضل نفقة ممكنة في اإلنتاج‪ ،‬فهدفه غير ربحي و لذلك‬
‫يصعب أن نجد مقياس نقيس به المنفعة الجماعية ومن ثمة النفقة الممكنة و الحقيقية‪.‬‬
‫أمام هذه الصعوبة في تقدير المنفعة العامة فإن كتاب المالية العامة يتركون تقديرها إلى السلطات العامة‬
‫شأنها شأن تقدير الحاجياب العامة و هذا التدير يخضع لرقابة تشريعية أو رقابة قضائية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تقسيمات النفقات العامة‬


‫هناك عدة تقسيمات للنفقات العامة و يمكن أن ندرجها فيمايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تقسيم النفقات من حيت دوريتها‪:‬‬

‫ال‪1‬؛‬
‫أ‪ -‬النفقات العادية‪ :‬وهي نفقات دورية تتكرر كل سنة في المزانية‪ :‬مرتبات الموظفين مث ا‬

‫ب‪ -‬النفقات غير العادية‪ :‬هى تلك النفقات التي ال تدرج في الميزانية إال في ظروف معينة أو خالل‬
‫سنوات معينة‪ ،‬كنفقات الحروب و االستثمارات الكبرى‪.2‬‬

‫‪ -2‬من حيث طبيعتها ‪:‬‬

‫تقسم النفقات من حيث طبيعتها إلى نفقات حقيقية و نفقات ناقلة أو محولة‪:‬‬
‫أ‪ -‬النفقات الحقيقية ‪ :‬نعني بها استخدام الدولة لجزء من القوة الشرائية للحصول على السلع والخدمات‬
‫المختلفة إلقامة المشاريع التي تشبع حاجات عامة‪ ،‬وتؤدي النفقات الحقيقية إلى زيادة مباشرة في‬

‫‪1‬حسين الصغير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.19-12‬‬

‫‪2‬حسين الصغير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.19‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫الناتج الوطني كصرف األموال العامة على األجور والرواتب للعاملين‪ ،‬كذلك شراء السلع والخدمات‬
‫الالزمة لسير عمل اإلدارات وأجهزة الدولة‪.1‬‬

‫ب‪ -‬النفقات الناقلة أو المحمولة‪ :‬هي تلك المصاريف التي عندما تقوم بها تكون وكأنها نقلت أو حولت‬
‫أمواال من فئة في المجتمع إلى فئة أخرى‪ ،‬من طبقة األغنياء إلى طبقة الفقراء‪ ،‬بمعنى أنها تقصد‬
‫من وراء هذه النفقات إعادة توزيع الدخل القومي‪ ،‬ولعل أوضح مثال على هذه النفقات‪ ،‬هو عندما‬
‫تنفق الدولة على مشروع بناء دار خيرية‪ ،‬أو ملجأ للعجزة أو مستشفى‪ ،‬أو حتى المشاريع التى‬
‫تنتفع منها الدول الفقيرة و الغنية على السواء ألنه حتى فى الحالة األخيرة هذه‪ ،‬تعتبر النفقة محولة‬
‫إذ أن الطبقة الغنية تساهم في الضريبة أكثر من الطبقة الفقيرة‪.‬‬

‫‪ -3‬من حيث أغراضها ‪ :‬تنقسم النفقات من حيث أغراضها إلى‪:‬‬


‫أ ‪ -‬نفقات إدارية ‪ :2‬يقصد بها النفقات التي تتعلق بسير المرافق العامة و الالزمة لقيام الدولة‪ ،‬وتشمتل هذه‬
‫النفقات على نفقات الدفاع و األمن و العدالة و الجهاز السياسي‪ ،‬وهي نفقات تواجه االحتياطات‬
‫العامة في المجاالت التقليدية والضرورية لحماية األفراد داخليا و خارجيا وتوفير العدالة فيما بينهم وكذا‬
‫تنظيم شؤونهم السياسية‪.‬‬
‫ب‪ -‬نفقات إجتماعية ‪ :3‬هي النفقات التي تتعلق باألهداف واألغراض االجتماعية للدولة‪ ،‬تتمثل في‬
‫الحاجات العامة التي تؤدي إلى ا لتنمية االجتماعية لألفراد‪ ،‬وذلك عن طريق تحقيق قدر من الثقافة والتعليم‬
‫والصحة‪ ،‬هدفها تحقيق قدر من التضامن االجتماعي عن طريق مساعدة بعض األفراد أو الفئات التي توجد‬
‫في ظروف تستدعي المساندة و إعانة األسر كبيرة العدد ذات الموارد المحدودة‪ ،‬منح إعانة للعاطلين )‪.‬‬
‫ج – نفقات إقتصادية ‪ :4‬يقصد بها تلك النفقات التي تقوم بها الدولة لتحقيق أغراض اقتصادية بصورة‬
‫أساسية‪ ،‬يسمى هذا النوع من النفقات بالنفقات االستثمارية‪ ،‬حيث تهدف الدولة من ورائها إلى زيادة اإلنتاج‬
‫القومي و خلق رؤوس األموال الجديدة‪.‬‬
‫تشمل هذه النفقات كل ما ينف ق على مشروعات الصناعة‪ ،‬القوى الكهربائية‪ ،‬الري والصرف الصحي‪ ،‬أضف‬
‫إلى ذلك كافة اإلعانات االقتصادية التي تمنحها الدولة للمشروعات العامة و الخاصة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪http://forum.univbiskra.net/index.php?topic=12654.0 , le 24/04/2012, à 10h : 30min.‬‬
‫‪ 2‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،1111،‬ص ص‪.14-19‬‬
‫‪ 3‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪14‬‬
‫‪ 4‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪17‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫‪ -4‬من حيث الهيئة التي تقوم بها‪:1‬‬


‫تنقسم إلى‪:‬‬
‫أ – نفقات قومية‪ :‬أي النفقات التي تنفقها الدولة من ميزانيتها مباشرة؛‬
‫ب– نفقات محلية‪ :‬أي النفقات التي تصرفها الجماعات المحلية كالوالية والبلدية‪.‬‬

‫‪ 1‬حسين الصغير ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عموميات حول الخزينة العمومية‬

‫خاتمة الفصل الثاني‪:‬‬

‫من خالل دراستنا لهذا الفصل توصلنا إلى أن الميزانية هي أداة تقدير إيرادات الدولة و نفقاتها‪ ،‬وهي على‬
‫ذلك موضوع جدير بالدراسة والتح ليل من طرف الباحثين االقتصاديين‪ ،‬حتى تستطيع الدولة من خاللها‬
‫النهوض باالقتصاد الوطني و توفير األموال الالزمة لتغطية النفقات‪.‬‬

‫تعني بذلك تعداد الوسائل التمويلية المختلفة التي تدخل في الخزينة‪ ،‬فهي تحللها أي – الوسائل التمويلية –‬
‫بدراسة جدولها و قدرتها على تغطية النفقات الضرورية‪.‬‬

‫إن الخزينة تلعب دو ار هاما في حفظ التوازنات المالية بين االيرادات والنفقات‪ ،‬بواسطة الكتلة النقدية التي‬
‫تحتفظ بها في حساباتها لدى البنوك المركزية – بنك الجزائر – بإمكانها استغاللها في االستثمارات‬
‫للحصول من ورائها على أرباح تضيفها الدول ة إلى رصيدها المالي و بالتالي زيادة مواردها‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية‬

‫مقدمة الفصل الثالث‪:‬‬

‫تعتمد الجزائر بشكل رئيسي في تمويل ميزانيتها على نوعين من الموارد وهما ‪:‬الجباية العادية والجباية‬
‫البترولية‪ ،‬والمالحظ لتطور إيرادات الميزانية العامة‪ ،‬ومساهمة كل إيرادات في تمويلها يكتشف المكانة‬
‫الهامة التي تحتلها الجباية البترولية في تمويل ميزانية الدولة‪ ،‬كون الهياكل الضريبية في الجزائر تتميز‬
‫بانخفاض معدل االقتطاع الضريبي‪ ،‬وارتفاع حصيلة الضرائب غير المباشرة واعتماد الجزائر على الجباية‬
‫البترولية والرسوم الجمركية‪ ،‬مع عدم مرونة النظام الضريبي‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية‬

‫المبحث األول‪ :‬إيرادات الخزينة العمومية وتطورها‬


‫سنعرض في هذا المبحث أهم إيرادات الخزينة العمومية و مراحل تطورها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإليرادات العادية‬


‫ويقصد بها تلك الموارد التي تغترف الدولة منها األموال كل سنة بانتظام‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الدومين ( ممتلكات الدولة )‬
‫ويقصد بالدومين ممتلكات الدولة أي كل ما تملكه هذه األخيرة من أراضي زراعية ومشاريع اقتصادية‬
‫وغابات ومباني وطرق‪ ...‬وينقسم الدومين إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ .1‬الدومين العام‪:‬‬

‫ويقصد به ممتلكات الدولة التي هي في خدمة المواطن‪ ،‬بدون أن تستثمر فيه الدولة أو أن تجني أرباحا‪،‬‬
‫كالمباني المخصصة لإلدارات العمومية و البلدية مثال )‪ ،‬ومن بين خصائص الدومين العام مايلي‪ :‬أنه‬
‫غير قابل للتصرف ‪ ، Inalienable‬أنه غير قابل للتقادم ‪ ، Ipresciptible‬أنه غير قابل للحجز‬
‫‪. Insaisissable‬‬
‫‪ .2‬الدومين الخاص‪:‬‬

‫ويقصد به كل ممتلكات الدولة التي تستثمرها لجني األرباح كاألراضي الزراعية والغابات المخصصة‬
‫الستغالل الخشب والفلين‪ ،‬والبحيرات المستغلة في الصيد‪ ،‬واألنهار المستغلة في العبور والمؤسسات‬
‫االقتصادية القومية المختلفة‪ ،‬وعادة يقسم الدومين الخاص إلى ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬دومين عقاري ‪ :‬ويتمثل في كل األراضي القومية المخصصة للبناء والمساكن الحكومية المؤجرة؛‬

‫‪ ‬الدومين الزراعي ‪ :‬ويتمثل في كل المزارع المملوكة للدولة؛‬

‫‪ ‬الدومين التجاري ‪ :‬ويتمثل في كل المؤسسات الحكومية ذات الطابع التجاري ‪ ،‬كاألروقة التجارية‬
‫واألسواق وغيرها ‪...‬؛‬

‫‪ ‬الدومين المالي ‪ :‬ويتمثل في كل البنوك والمؤسسات المصرفية المملوكة للدولة‪.‬‬

‫‪ 1‬حسين الصغير ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الرسوم‬


‫الرسم هو عبارة عن فريضة مالية يدفعها الفرد نظير خدمة معينة تؤديها له الدولة‪ ،‬بمعنى أنه ذلك المبلغ‬
‫المالي الذي يدفعه الشخص جب ار كمقابل لخدمة معينة تقدمها له اإلدارة‪ ،‬وتتمثل هذه الخدمة في الصور‬
‫‪1‬‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إ شباع الحاجات العامة للمواطنين كالتعليم وما ينجر عنه من رسوم مدرسية ‪ ،‬أو الرسوم القضائية‬
‫بالنسبة لمرفق القضاء؛‬

‫‪ ‬منح تأهيالت ألشخاص معينين‪ ،‬كالحصول على جواز السفر‪ ،‬أو رخصة حمل السالح‬
‫وغيرها‪...‬‬

‫والمالحظ هنا أن دفع الرسوم يتم في شكل طابع جبائي يلصق على الرخصة أو الوثيقة التي يستفيد منها‬
‫الشخص‪ ،‬كما نالحظ أيضا أن للضريبة والرسم عنصر مشترك وهو عنصر اإلجبار‪ ،‬بمعنى أن كالهما‬
‫يدفعان جب ار من طرف األفراد‪ ،‬ولكن الفرق بينهما يكمن في أن الضريبة إجبارية منذ البداية‪،‬أما الرسم فهو‬
‫يبدأ اختياريا وينتهي إجباريا‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الضرائب‬
‫وهي تمثل النسبة الكبرى من موارد الدولة‪ ،‬وسنتطرق إليها بصورة معمقة فيما بعد‪ ،‬ولكن يكفي أن نعطي‬
‫رقما حقيقيا يمثل نسبة موارد الخزينة سنة ‪ 1997‬والتي قدرت به ‪ 88777 :‬مليون دينار من بينها‬
‫‪ 08777‬مليون دينار على شكل إيرادات ضريبية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اإليرادات غير العادية‬
‫أو‬ ‫وهي عبارة عن ذلك المال الذي تحصل عليه الدولة عن طريق اللجوء إلى الخزينة العمومية‬
‫المؤسسات المصرفية مقابل تعهدات بدفع فائدة سنوية محددة عن المبالغ المدفوعة مثالها القروض‬
‫العمومية‪ ،‬وترد قيمة هذه المبالغ دفعة واحدة أو على أقساط حسبما هو منصوص عليه في العقد ‪‬أي عقد‬
‫القرض)‪ ،‬وأما فيما يخص أهميته فنوجزها فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ 1‬حسين الصغير ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪.49-42‬‬


‫‪ 2‬حسين الصغير ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.92‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية‬

‫أ‪ -‬قد يكون السبيل الوحيد إلقرار التوازن في الميزانية بمعنى أنه يصلح لتغطية العجز في الميزانية‬
‫العامة؛‬
‫ب‪ -‬يصلح لتزويد الدولة بالعملة الصعبة إلقرار التوازن في ميزان مدفوعاتها أو تغطية برامج التنمية‬
‫الوطنية؛‬
‫ت‪ -‬يمتص من القدرة الشرائية لألفراد لمعالجة التضخم النقدي؛‬
‫ث‪ -‬ينقص من االكتناز و يدعم االستثمار‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تطور اإليرادات العامة للدولة‬


‫إن التطور الكبير الذي عرفته البالد بعد اإلستقالل في مختلف المجاالت خاصة اإلقتصادية منها‪ ،‬جعلت‬
‫اإليرادات تتطور بسرعة كبيرة‪ ،‬وهذا ما سنبرزه في الجدول التالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ : )01‬تطور اإليرادات العامة من سنة ‪ 1895‬إلى سنة ‪ 1898‬بالمليون دج‬

‫‪1898‬‬ ‫‪1899‬‬ ‫‪1891‬‬ ‫‪1891‬‬ ‫‪1895‬‬ ‫السنة‬ ‫البيان‬


‫‪44111‬‬ ‫‪94411‬‬ ‫‪94111‬‬ ‫‪20221‬‬ ‫‪07412‬‬ ‫اإليرادات العادية‬
‫‪91211‬‬ ‫‪21111‬‬ ‫‪24111‬‬ ‫‪44211‬‬ ‫‪42211‬‬ ‫اإليرادات الضريبية‬
‫‪12111‬‬ ‫‪07111‬‬ ‫‪04111‬‬ ‫‪02211‬‬ ‫‪7211‬‬ ‫الضرائب المباشرة‬
‫‪4111‬‬ ‫‪4111‬‬ ‫‪4111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪0211‬‬ ‫التسجيل والطابع‬
‫‪12111‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪10211‬‬ ‫‪04111‬‬ ‫‪09211‬‬ ‫ضرائب مختلفة‬
‫‪01111‬‬ ‫‪01211‬‬ ‫‪7111‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫ضرائب غير مباشرة‬
‫‪9211‬‬ ‫‪2211‬‬ ‫‪2211‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪00111‬‬ ‫حقوق الجمارك‬
‫‪04211‬‬ ‫‪02211‬‬ ‫‪02111‬‬ ‫‪01021‬‬ ‫‪04211‬‬ ‫اإليرادات األخرى‬
‫‪12911‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪17111‬‬ ‫‪21111‬‬ ‫إيرادات أمالك الدولة‬
‫المصدر‪ :‬المديرية العامة للضرائب ‪.‬‬

‫من خالل تحليلنا لهذا الجدول نالحظ أن معظم إيرادات الدولة تتمثل في إيرادات جبائية وهذا منذ بداية‬
‫سنة ‪1986‬إلى غاية نهاية ‪ 1989‬وبالتالي أصبحت موارد الدولة ترتكز أساسا على الموارد الجبائية‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور الجباية العامة في تمويل الخزينة العمومية‬


‫سنتطرق في هذا المبحث بعون اهلل تعالى إلى الدور الذي تلعبه الجباية بصفة عامة في تمويل الخزينة‬
‫العمومية ودورها الفعال في تعظيم إيرادات الدولة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مساهمة الجباية البترولية في اإليرادات العامة للدولة‬


‫إن الجزائر تزخر بثروات باطنية مهمة‪ ،‬ولعل مورد النفط يعتبر األهم على اإلطالق من الناحية‬
‫االقتصادية لما له من فوائد ومصادر مالية معتبرة‪ ،‬ومن هذا المنطلق أصبحت الجباية البترولية تأخذ‬
‫النصيب األكبر من هذه اإليرادات حيث يكفي أن نذكر بأن نسبة ‪ 67‬من اإليرادات الضريبية تشكلها‬
‫الجباية البترولية‪ ،‬وهذا في الفترة مابين ‪ 1960‬و ‪ 1983‬ولتوضيح مدى مساهمة الجباية البترولية في‬
‫تشكيل اإليرادات العامة نستعين بالجدول التالي‪:1‬‬
‫جدول رقم (‪ : )02‬مساهمة الجباية البترولية في اإليرادات العامة للدولة( ‪)1893-1898‬‬
‫الوحدة ‪ :‬مليون دج‬

‫‪1893‬‬ ‫‪1891‬‬ ‫‪1891‬‬ ‫‪1891‬‬ ‫‪1818‬‬ ‫السنوات‬ ‫البيان‬

‫‪44204‬‬ ‫‪99291‬‬ ‫‪97144‬‬ ‫‪27144‬‬ ‫‪42417‬‬ ‫إيرادات إجمالية‬

‫‪94201‬‬ ‫‪91994‬‬ ‫‪92904‬‬ ‫‪29991‬‬ ‫‪44444‬‬ ‫إيرادات ضريبية‬

‫‪19900‬‬ ‫‪40424‬‬ ‫‪21724‬‬ ‫‪19221‬‬ ‫‪12202‬‬ ‫الجباية البترولية‬

‫‪49‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪15‬‬ ‫شبه الجباية البترولية من إيرادات ضريبية ‪58‬‬

‫المصدر ‪ :‬المديرية العامة للضرائب‬

‫من خالل الجدول يتضح لنا مدى مساهمة الجباية البترولية في اإليرادات العامة لكل السنوات المدونة في‬
‫الجدول عدى سنة ‪ 1983‬أين انخفضت فيها نسبة المساهمة إلى ‪ 48‬بسبب تراجع أسعار النفط في‬
‫السوق العالمية ‪.‬‬

‫‪ 1‬حيرش الط يب ‪ ،‬مشاري محمد ‪ ،‬السياسة البترولية في الجزائر ‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس في العلوم االقتصادية ‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،‬دفعة‬
‫‪ ، 71-70‬ص‪.10‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مساهمة الجباية العادية في اإليرادات العامة للدولة‬


‫الفرع األول‪ :‬مساهمة الجباية العامة‬
‫إن الطابع المميز لإلقتصاد الوطني هو اعتماده بصفة شبه كلية على الموارد النفطية وما تدره من إيرادات‬
‫هامة لميزانية الدولة‪ ،‬ولكن مع مطلع سنة ‪ 1986‬بدأت أسعار النفط في تراجع مستمر‪ ،‬األمر الذي حتم‬
‫على المسؤولين القائمين على الدولة اإلهتمام أكثر بموارد أخرى‪ ،‬فكانت الجباية العادية المحطة األخرى‬
‫لإليرادات‪.‬‬
‫ومن خالل هذا الجدول يتضح لنا أكثر مدى مساهمة الجباية العادية في إيرادات الدولة ‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ : )03‬مساهمة الجباية العادية في اإليرادات العامة‬
‫الوحدة ‪ :‬مليون دج‬

‫‪2774‬‬ ‫‪2773‬‬ ‫‪2772‬‬ ‫‪2771‬‬ ‫‪2777‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1990‬‬


‫‪0214 0420.42 0429.92 0114.14 0114.14‬‬ ‫‪719.2‬‬ ‫‪710.2‬‬ ‫‪417.4‬‬ ‫إيرادات إجمالية‬
‫‪222.4‬‬ ‫‪202.17‬‬ ‫‪240.21‬‬ ‫‪211.14‬‬ ‫‪214.44‬‬ ‫‪429.0‬‬ ‫‪191.2‬‬ ‫‪194.4‬‬ ‫جباية عادية‬
‫‪41‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪ ‬الجباية العادية من ‪42‬‬
‫مجمل اإليرادات‬
‫‪421111‬‬ ‫‪412121‬‬ ‫‪702411‬‬ ‫‪911111‬‬ ‫‪214111 441111 214111 420111‬‬ ‫إيرادات بترولية‬
‫المصدر‪ :‬المديرية العامة للضرائب‬

‫من خالل الجدول نالحظ أن اإليرادات الضريبية تشكل نسبة البأس بها من مجمل اإليرادات العامة للدولة‬
‫ونقصد بها تلك الجباية العامة خارج المحروقات والتي تتراوح مابين ‪ 30‬و‪ ، 67‬ونالحظ أيضا أن‬
‫درجة التفاوت في النسب من سنة ألخرى وهي ال تتعدى ‪ 6‬درجات إما باإلرتفاع أو باإلنخفاض وذلك‬
‫بسبب القوانين والمراسيم المتغيرة باإلضافة إلى التطورات اإلقتصادية التي تشهدها البالد‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬آلية تحصيل الجباية العادية‬


‫قبل التحدث عن سير آليات التحصيل الضريبي البد أن يكون المكلف على استعداد و قابلية للدفع‪ ،‬و‬
‫لكي يكون كذلك البد أن يصرح بوجود نشاط تجاري يخضعه للضريبة‪ ،‬وذلك بامتثاله للقواعد والقوانين‬
‫تسير مجاالت الضريبة و تتولى هذه المهام مفتشية الضرائب‪.‬‬
‫التي ا‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية‬

‫أوال‪ :‬تكويـن الملــف‬


‫يقوم األشخاص مهما كانت صفتهم طبيعيين أو معنويين بتكوين ملف جبائي يودع لدى مفتشية الضرائب‬
‫التابعة للمنطقة التي سوف يزاولون بها نشاطهم و يتضمن الملف ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬بالنسبة لألشخاص الطبيعيين‪:‬‬

‫‪ -‬شهادة الميالد األصلية؛‬


‫‪ -‬شهادة اإلقامة؛‬
‫‪ -‬نسخة من عقد الكراء أو الملكية؛‬
‫‪ -‬طلب خطي للوضعية الجبائية؛‬
‫‪ -‬تقرير المحضر القضائي‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة لألشخاص المعنويين ( المؤسسات )‪:‬‬

‫‪ -‬شهادة الميالد األصلية للمسير و شركاؤه؛‬


‫‪ -‬هيكل المؤسسة؛‬
‫‪ -‬عقد الكراء أو الملكية؛‬
‫‪ -‬شهادة اإلقامة للمسير و شركاؤه؛‬
‫‪ -‬طلب خطي للوضعية الجبائية؛‬
‫‪ -‬تقرير المحضر القضائي‪.‬‬
‫مالحظـة‪ :‬إذا بدأ المكلف نشاط تجاري دون التصريح بالوجود لمدة شهر‪ ،‬فلمصالح مفتشيات الضرائب‬
‫الحرية المطلقة في تحديد مبلغ الغرامة المالية حتى تحديد سنوات النشاط‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إخضاع المكلف لنظام جبائي معين‬


‫هناك نوعين من األنظمة الجبائية في الجزائر‪ ،‬و هما النظام الحقيقي و النظام الجزافي‪ ،‬يتم اختيار‬
‫النظام المن اسب للمكلف حسب طبيعة النشاطات التي يمارسها‪ ،‬فإن كان المكلف عبارة عن شخص‬
‫معنوي أو مستورد أو بائع جملة فإنه يخضع تلقائيا للنظام الحقيقي‪ ،‬أما بالنسبة للنشاطات األخرى‪ ،‬فيكون‬
‫تحديد نظام اإلخضاع حسب رقم األعمال المحقق الذي يكون وفقا لطبيعة النشاط‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية‬

‫‪ – 1‬النشــاط التجــاري ‪:‬‬


‫إذا تعدى رقم األعمال المحقق ‪ ....‬فإن المكلف سوف يخضع للنظام الحقيقي و في حالة عدم تحقيق ذلك‬
‫الرقم سوف يخضع للنظام الجبائي‪.‬‬
‫‪ – 2‬النشــاط الصنـاعي ‪:‬‬
‫إذا تعدى رقم األعمال المحقق ‪ ....‬سوف يفرض عليه النظام الحقيقي‪ ،‬أما إذا كان أدنى من ذلك‬
‫سيخضع مباشرة للنظام الجزافي‪.‬‬
‫ولكل نظام خصائصه التي تختلف عن اآلخر‪ ،‬وكي يتم تسجيل المكلف في النظام الجزافي تقوم مفتشية‬
‫الضرائب ببعض الخطوات‪ ،‬و تكون على النحو التالي‪:‬‬
‫يقوم المكلف بملئ وثيقة تصدرها مفتشية الضرائب ويعيدها قبل ‪ 72/71‬من السنة المعنية‪ ،‬بعدها تقوم‬
‫المفتشية بإرسال وثيقة سنوية للمكلف تسمى ‪ G 12‬أين تقوم باقتراح رقم األعمال‪ ،‬يلي ذلك إرسال وثيقة‬
‫أخرى تسمى ‪ G 89‬التي تلي تحقيق رقم األعمال‪ ،‬و في حال رفض المكلف لرقم األعمال المقترح يقوم‬
‫بتبرير الرفض في نفس الوثيقة‪ ،‬و بها يمكن للمفتشية أن تقوم بتخفيض رقم األعمال الخاضع‪ ،‬إذا ما‬
‫اقتنعت بالتبريرات المقدمة من طرف المكلف في األخير تقوم المفتشية بإرسال وثيقة جبائية أخرى تسمى‬
‫‪ G 09‬نهائية تبين خضوع المكلف للنظام الجزافي‪ ،‬و تقوم بنسخها في أربعة نسس كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬النسخة األولى يتم إدراجها في الملف‪.‬‬

‫‪ ‬النسخة الثانية إلى قباضة الضرائب؛‬

‫‪ ‬النسخة الثالثة ترسل إلى المكلف؛‬

‫‪ ‬النسخة الرابعة ترسل إلى المديرية العامة للضرائب ‪.‬‬

‫ويبقى المكلف تحت هذا النظام مدة سنتين قابل للتجديد إما بنسبة مرتفعة أو منخفضة‪.‬‬
‫أما النظام الحقيقي فهو يتعامل مع نسب متغيرة حسب تغير رقم األعمال المحقق‪ ،‬وهذا النظام يتطلب‬
‫عمال ميدانيا أكثر أهمية من النظام الجزافي‪ ،‬نظ ار ألهمية المبالغ المالية المتغيرة الخاضعة للنظام‬
‫الجبائي‪ ،‬كالمؤسسات الكبيرة التي يكون لها رقم األعمال مرتفع و متغير‪ ،‬و لكل من النظامين مزايا و‬
‫عيوب نلخصها في اآلتي‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية‬

‫‪ ‬النظـام الحقيقـي‪ :‬يتميز هذا النظام به‬

‫‪ -‬ربح الزبائن؛‬
‫‪ -‬استرجاع مجموع الرسم على القيمة المضافة ‪TVA‬؛‬
‫‪ -‬إمكانية التعامل مع المؤسسات الكبيرة ‪.‬‬
‫أما عيوبه فهي ‪:‬‬
‫‪ -‬يفرض على المكلف مسك محاسبة منظمة؛‬
‫‪ -‬الدفع يكون شهريا؛‬
‫‪ -‬صعوبة تحديد رقم األعمال الحقيقي‪.‬‬
‫‪ ‬النظـام الجزافـي ‪ :‬لهذا النظام مزايا يمكن شملها في النقطة التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ال يفرض على المكلف مسك محاسبة منظمة و الدفع يكون فصليا ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لعيوبه فهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬رقم األعمال مفتوح إداريا بالتنسيق مع المكلف؛‬
‫‪ -‬في مجمل األحيان ال يطابق رقم األعمال المحقق؛‬
‫‪ -‬مجموع الرسم على القيمة المضافة غير مسترجع ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تحضير اإلشعار بالدفع و تحصيل الضرائب‬
‫تقوم المفتشية بتحضير وارسال اإلشعار‪ 1‬بالدفع للمكلف ثم يقوم بالتوجه إلى قباضة الضرائب بعد حصوله‬
‫على هذا اإلشعار‪:‬‬

‫‪ -1‬االشعار بالدفع الخاص بالضريبة على الدخل‬


‫‪ -‬نظام جزافي في كل ‪ 0‬سنة و‪)TVA-IRG-TAB‬؛‬

‫‪ 1‬الضريبة على أرباح الشركات ‪ IBS‬والضريبة على الدخل االجمالي ‪.IRG‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية‬

‫‪ -‬نظام جزافي بسيط الصحاب ارقام االعمال اكبر من‪1444444‬دج يدفعون ‪ %04‬بدون اشعار‬
‫واصحاب المهن الحرة كاالطباء ‪،‬المهندسين‪).....‬؛‬
‫‪ -‬نظام جزافي حقيقي في هذه الحالة تقوم مصاح الضرائب بحساب قيمة الضائب الواجب دفعها‪.‬‬

‫‪ -1‬االشعار بالدفع الخاص بالضريبة على ارباح الشركات‬


‫تقوم المؤسسة بدفع الضريبة في بداية السنة و الخاصة بالسنة الماضية اي بعد حساب رقم اعمالها فهي‬
‫تعلم مقدار الضريبة الواجب دفعه فلذا ال يتم اشعارها اال في حالة تاخرها ‪،‬كما إن المؤسسة تقوم بدفع‬
‫تسبيق في اول السنة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور الجباية العادية في التنمية اإلقتصادية‬


‫أصبح للضريبة دور فعال في تنمية اإلقتصاد الوطني واعتبرت كمقياس هام للظواهر اإلقتصادية كمحاربة‬
‫خطر التضخم والكساد والبطالة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دور الجباية العادية في معالجة التقلبات اإلقتصادية‬


‫أوال‪ :‬معالجة التضخم‬
‫تعتبر الضرائب المباشرة عالجا فعاال في ظاهرة التضخم وذلك عن طريق الزيادة أو التوسع في فرض‬
‫الضرائب المباشرة مما يؤدي إلى تخفيض دخول األفراد بفضل إستعمال تقنية التصاعد ‪ ،‬كما يجب‬
‫تخفيض قيمة الضرائب على أرباح الشركات والمؤسسات اإلنتاجية حتى تتمكن من اإلستثمار وفتح فروع‬
‫جديد‪.‬‬
‫كما تعتبر الضرائب غير المباشرة على االستهالك ذات دور تنظيمي وخير مثال على ذلك الرسم على‬
‫القيمة المضافة ‪ ،‬فإن زيادة هذه المعدالت يؤدي إلى الزيادة في األسعار وبالتالي إحداث التضخم كون‬
‫مبلغ الضريبة يندمج في سعر المنتجات مما ينجم عنه غالء المعيشة لذلك البد من تخفيض نسبتها‪.1‬‬

‫‪ 1‬زنايني أنيسة ‪ ،‬الجباية العادية ودورها في تمويل ميزان ية الدولة ‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس في قسم علوم التسيير ‪ ،‬تخصص مالية ‪،‬‬
‫دفعة ‪، 1114-1111‬ص‪011‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية‬

‫ثانيا‪ :‬معالجة الكساد‬


‫أداة تدخل لخدمة األغراض‬ ‫إن اعتبار الدولة كمتدخل في الشؤون االقتصادية جعل من الضريبة‬
‫االقتصادية ‪ ،‬وأصبحت مقياسا حقيقيا لمختلف الظواهر كزيادة الطلب الكلي ‪ ،‬أو التقليص من عرض‬
‫السلع ألجل الوصول إلى مرح لة التشغيل الكامل لإلقتصاد كما تساهم في تخفيض معدل البطالة عن‬
‫طريق تحصيل الضرائب وزيادة اإلنتاج عن طريق معدالت مناسبة للضرائب‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬معالجة البطالة‬


‫قامت الجزائر من خالل نظامها الجبائي سنة ‪ 1992‬بإدخال طريقة جديدة في مجال النظام الضريبي‬
‫وهي ما تعرف به‪ TVA‬وتخفيض الضرائب على أرباح الشركات كونه عامل مشجع على اإلستثمار ومنه‬
‫خلق مناصب شغل جديدة‪.‬‬
‫كما أن اإلعفاءات الضريبية المقدمة من قبل الدولة للمؤسسات اإلقتصادية سواء خاصة أو عامة من شأنه‬
‫أن يدفع هذه المؤسسات إلى اإلستثمار أكثر ومنه تمكن آالف العمال من دخول مجال التشغيل والعمل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور الضريبة في تنمية الجماعات المحلية‬


‫إن التنمية المحلية مرتبطة باإليردات التي تدخل الخزينة العمومية ‪ ،‬ولذلك فإن اإليرادات الجبائية تساهم‬
‫بقسط وفير في التنمية المحلية وتتمثل في الضرائب والرسوم‪:‬‬
‫الضريبة على األمالك‪ :‬تفرض على الثروة التي قيمتها ‪ 877‬مليون سنتيم فقط لألشخاص‬ ‫‪-1‬‬
‫الطبيعيين الذين مقرهم الجبائي بالجزائر وتوجد أمالكهم بالجزائر أو خارجها وكذا على‬
‫األشخاص الطبيعيين الذين ليس لهم مقر جبائي بالجزائر ولكن أمالكهم متواجدة بالجزائر‪.‬‬
‫حيث ‪ 27‬منها تذهب إلى البلدية ؛‬

‫الدفع الجزافي ‪ :‬هو نسبة تؤخذ من األجور والمرتبات والتعويضات والرواتب والمنافع العينية ‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يقع على عاتق األشخاص الطبيعيين والمعنويين والهيئات المقيمة في الجزائر ‪ ،‬حيث ‪37‬‬
‫منه يذهب للبلدية والباقي للصندوق المشترك للجماعات المحلية ‪1‬؛‬

‫‪ 1‬قانون الضرائب غير المباشرة ‪ ،‬قانون المالية ‪ -0774‬المادة ‪040‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية‬

‫الرسم على القيمة المضافة ‪ :‬يمس اإلستهالك ‪ ،‬ويشمل عمليات البيع لألشغال العقارية‬ ‫‪-3‬‬
‫والخمات التي تكتسي طابع صناعي أو تجاري أو حرفي‪ ،‬و‪ 0‬منه يوجه للبلدية ‪1‬؛‬

‫الرسم التطهيري ‪ :‬يكون هذا الرسم مقابل رفع القمامات المنزلية ويكون على الملكيات المبنية‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وهو رسم سنوي تذهب حصيلته مباشرة إلى البلدية بنسبة ‪177‬؛‬

‫الرسم على المذابح ‪ :‬يفرض على األماكن التي يتم فيها ذبح الحيوانات ‪ ،‬تذهب حصيلته‬ ‫‪-6‬‬
‫مباشرة أيضا إلى البلدية و‪)177‬؛‬

‫الرسم الوحيد على المهرجانات هو عائد إيجار األماكن التي تقام بها المهرجانات تعود‬ ‫‪-6‬‬
‫حصيلته ‪ 177‬للبلدية؛‬

‫الرسم على تخزين النفايات ‪ 17‬منه تذهب إلى البلدية؛‬ ‫‪-0‬‬

‫الرسم على النشاط المهني تخصص ‪6‬منه لصالح البلدية؛‬ ‫‪-8‬‬

‫الرسم على النشاط المهني غير التجاري توجه ‪16.6‬منه للبلدية ‪0.6‬لصالح الوالية ‪1.4‬‬ ‫‪-9‬‬
‫لصالح الصندوق المشترك للجماعات المحلية؛‬

‫‪16.6‬للبلدية‪ 0.6 ،‬للوالية ‪1.4،‬لصالح‬ ‫الرسم على النشاط الصناعي والتجاري‬ ‫‪-17‬‬
‫الصندوق المشترك للجماعات المحلية ‪.‬‬

‫‪ 1‬األمر رقم ‪ 11-74‬المؤرخ في ‪ 0774/01/10‬من قانون المالية ‪ ، 74‬المادة ‪44‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬المقارنة بين مساهمة كل من الجباية العادية والجباية البترولية‬

‫من خالل الجدولين السابقين نالحظ مدى مساهمة كل من الجباية العادية والجباية البترولية في تكوين‬
‫إيرادات الدولة حيث تتفاوت نسب المساهمة من واحدة إ لى أخرى ‪ ،‬فوجدنا أنها تتعدى دوما نسبة ‪67‬‬
‫فيما يخص الجباية البترولية ‪ ،‬بينما الجباية العادية فهي ال تتعدى ‪ 47‬كحد أقصى ‪ ،‬أما الباقي فهو‬
‫يتمثل في اإليرادات العادية األخرى كدخل أمالك الدولة واإليرادات النظامية ‪.‬‬

‫إن كل من الجباية العادية و الجباية البترولية تساهم في إيرادات الدولة بنسب متفاوتة حسب ما رأيناه‬
‫سابقا ‪،‬غير أن إعتماد الدولة على الجباية البترولية بنسبة كبيرة يعتبر سالحا ذو حدين كما يقال فإذا عدنا‬
‫إلى الثمانينيات وبالضبط إلى سنة ‪ 1986‬أين حدثت أزمة أسعار البترول حين تقهقر سعر البرميل الواحد‬
‫من ‪47‬دوالر إلى ‪ 12‬دوالر ‪ ،‬وانعكس ذلك على الجباية البترولية بصورة واضحة وعلى اإلقتصاد‬
‫الوطني ككل وظهرت مشاكل عديدة كالتضخم والبطالة ‪ ،‬مما حتم على الدولة القيام بإصالحات شاملة‬
‫تخص قطاع المحروقات والسياسة الجبائية المتبعة ألن هذه األخيرة تلعب دو ار هاما في تغطية النفقات‬
‫العمومية ‪ ،‬ومع بداية سنة ‪ 1980‬أصبح النظام الجبائي الجزائري يعرف تغيرات في تكوينه ‪ ،‬الشيء‬
‫الذي جعله يتماشى والمستجدات اإلقتصادية الجديدة وهذا مع تغيير نمط السياسة المالية للدولة والواقع‬
‫اإلقتصادي بصفة عامة ‪ ،‬وتجسدت هذه اإلصالحات في سنة ‪ 1992‬والتي كانت تحمل معها أهداف‬
‫عديدة تطمح لتحقيقها ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية‬

‫خاتمة الفصل الثالث‪:‬‬

‫من خالل ماسبق يتبين لنا أن الضريبة تعد موردا هاما ومقياسا فعاال في تمويل الخزينة العمومية وهذا‬
‫من خالل مجموع الحواصل والنواتج المقدمة لفائدة الخزينة والتي من خاللها تدعم الجماعات المحلية‬
‫بمختلف اإليرادات ‪ ،‬ألداء مهماتها حسب النمط التسييري ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة‬

‫مقدمة الفصل الرابع‪:‬‬

‫يعتبر هذا الفصل جزء هام في الدراسة التي قمنا بها اذ نقوم من خالله بتجسيد الجانب النظري بأسلوب‬
‫عملي‪.‬‬
‫سنقوم في البداية بدراسة نظرية للمؤسسة المستقبلة إل عداد الجانب التطبيقي و هي المديرية الوالئية‬
‫للضرائب كمرحلة أولى‪.‬‬
‫أما في المرحلة الثانية سنسلط الضوء على اإلعانات الجبائية‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة‬

‫المبحث األول‪ :‬تقديم المديرية الوالئية للضرائب‬


‫تعتبر هذه المديرية جزء ال يتجزء من الهيكل العام للضرائب ‪،‬اذ تمثل القاعدة االساسية له ففي هذا‬
‫المستوى يتم جمع المعلومات الخاصة بالمكلفين بالضريبة ‪ ،‬و يتم متابعتهم و السهر على تطبيق القوانين‬
‫الجبائية المرسلة من قبل المديرية الجهوية التابعة لها حسب التشريع‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬نشأة المديرية الوالئية للضرائب‬


‫قبل سنة ‪ 0770‬كانت مفتشية تنسيق المصالح الخارجية لو ازرة االقتصاد هي تهتم بالسياسة المالية من‬
‫الناحية الجبائية على مستوى االقليم الجبائي‪ ،‬و لها ‪ 2‬مديريات و هي‪:‬‬
‫‪ ‬مديرية الوعاء الجبائي؛‬
‫‪ ‬مديرية امالك الدولة؛‬
‫‪ ‬مديرية التحصيل؛‬
‫‪ ‬مديرية المسح العقاري؛‬
‫‪ ‬مديرية المنافسة و االسعار‪.‬‬
‫هذا إلى جانب الخزينة الوالئية‪ ،‬و تضمن المرسوم رقم و‪ )20/21‬المعدل والمتمم المؤرخ في‬
‫‪ 0770/11/11‬تنظيم واختصاصات المصالح الخارجية لإلدارة الجبائية وبذلك تأسست المديريات الوالئية‬
‫للضرائب‪ ،‬فالمديرية الوالئية للضرائب بالبويرة تضم خمسة مديريات فرعية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المديرية الفرعية للعمليات الجبائية‬
‫حسب المادة ‪ 41‬من القرار رقم ‪ 444‬المؤرخ في ربيع االول ‪ 0404‬الموافق ل ‪ 0774/2/01‬تضم هذه‬
‫المديرية الفرعية ثالث مكاتب‪:‬‬
‫‪ .1‬مكتب الجداول‪ :‬يقوم بالمهام التالية‪:‬‬

‫‪ ‬المصادقة على الجداول التي تمت تصفيتها من الضرائب و الرسوم من طرف مركز االعالم‬
‫االلي؛‬
‫‪ ‬تحصيل الجداول؛‬
‫‪ ‬تسعير المطبوعات و سندات التحصيل االضافية الفردية أو الجماعية للمؤسسة من طرف‬
‫المفتشيات و مصالح التحقيقات المحاسبية؛‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة‬

‫‪ ‬مراقبة و إعطاء الجداول التلخيصية و دعمها بإشعارات التبليغ المطابقة لها؛‬


‫‪ ‬المحافظة و تحسين دفاتر مسح االراضي؛‬
‫‪ ‬استيالم و ترتيب الجداول العامة؛‬
‫‪ ‬اعداد و تسليم نسس ثانية من االنذارات؛‬
‫‪ ‬تحضير و تبليغ الجماعات المحلية بالعناصر الضرورية للقيام بعملية اعداد الميزانيات األولية‪.‬‬

‫‪ .1‬مكتب االحصائيات‪ :‬يقوم بالمهام التالية‪:‬‬

‫‪ ‬استالم المعلومات االحصائية الدورية المتعلقة بالوعاء و التحصيل و تقديمها للجهات الجهوية؛‬
‫وارسالها إلى المديرية الجهوية للضرائب المختصة قصد‬ ‫‪ ‬جمع الحاالت االحصائية الدورية‬
‫تثبيتها؛‬
‫‪ ‬ابالغ الجماعات المحلية و الهيئات المعنية بالمعلومات الجبائية الضرورية لسير ميزانيتها؛‬
‫‪ ‬أما بالنسبة للواليات التي تضم اكثر من مديرية والئية فإن عملية تبليغ المعلومات الخاصة‬
‫بالمديرية تكون من اختصاص المديرية الجهوية وذلك على أساس المعلومات المقدمة من طرف‬
‫هذه المديريات‪.‬‬

‫‪ .1‬مكتب التنظيم و التنشيط و العالقات العامة‪ :‬يقوم به‪:‬‬


‫‪ ‬توزيع المناشير و التعليمات و المذكرات الواردة عن اإلدارة المركزية و المديرية الجهوية والمتعلقة‬
‫بتطبيق التسريع و االلتزام الجبائي؛‬
‫‪ ‬تنسيق أشغال و إجراءات تحديد أسس الضريبة بالنسبة للمكلفين و الخاضعين للضريبة حسب‬
‫النظام الجزافي‪ ،‬السهر على احترام آجال إصدار وعاء الضريبة من قبل المفتشيات في مجال‬
‫الضرائب و الرسوم التي تتم معالجتها م ن طرف مركز اإلعالم اآللي؛‬
‫‪ ‬متابعة و مراقبة عمل المفتشيات فيما يخص الرقابة المعمقة للملفات الجبائية و اإلحصاء الدوري‬
‫الدقيق للمكلفين بالضريبة؛‬
‫‪ ‬استقبال‪ ،‬إعالم‪ ،‬توجيه الجمهور و اعطائهم المعلومات الخاصة بالتسريع و التنظيم الجبائي‬
‫للمكلفين بالضريبة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المديرية الفرعية للتحصيل‬
‫حسب المادة ‪ 40‬من القرار رقم ‪ 444‬المؤرخ في ربيع االول ‪ 0404‬الموافق ل ‪ ،12/01‬تضم هذه‬
‫المديريات ثالث مكاتب‪:‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة‬

‫‪ .1‬مكتب المراقبة و التحصيل‪ :‬و يقوم هذا المكتب به‪:‬‬

‫‪ ‬مراقبة وضعية تحصيل الموارد الجبائية وشبه الجبائية‪ ،‬الغرامات‪ ،‬العقوبات المالية ومحاصيل‬
‫البلدية؛‬
‫‪ ‬متابعة الوضعة الجبائية للمكلفين بالضريبة و وضعية المتأخرين عن دفع مستحقاتهم الجبائية‬
‫واتخاذ اإلجراءات الالزمة اتجاههم؛‬
‫‪ ‬السهر على التصفية السريعة للتدابير الجبرية والعموالت األجنبية التي تكفلت بها قباضات‬
‫الضرائب غير المحصلة على مستوى الوالية؛‬
‫‪ ‬اتخاذ اإلجراءات الالزمة لمحافظة على مصالح الخزينة العمومية عند إبرام الصفقات لدى مكاتب‬
‫التوثيق والسهر على تنفيذ سريع لإلشعارات؛‬
‫‪ ‬التقسيم الدوري لوضعية التحصيل الذي قامت به كل قباضة بالنسبة لكل الضرائب والمحاصيل‬
‫الواجب تحصيلها‪ ،‬ومعالجة النقائص المسجلة عند تصفية حاالت التأخر المسجل في ممارسات‬
‫اإلجراءات الجبرية و تحديد أسبابها و اقتراح التدابير الرامية إلى تحديد الوضعية؛‬
‫‪ ‬مراقبة حالة تصفية المحاصيل للخزينة والسجل الخاص بترحيل المبالغ‪.‬‬

‫‪ .1‬مكتب التسيير المالي للبلديات و المؤسسات العمومية‪ :‬يقوم به‪:‬‬


‫‪ ‬مراقبة الم يزانيات الوالئية واإلضافية و التراخيص المتعلقة بفتح االعتمادات المخصصة للبلديات‬
‫والمؤسسات العمومية المحلية التي تتكفل بتسييرها ماليا قباضات الضرائب المتواجدة على مستوى‬
‫الوالية؛‬
‫‪ ‬مراقبة تنفيذ اإليرادات المقدرة في ميزانيات البلديات و المؤسسات العمومية؛‬
‫‪ ‬تصفية حسابات التسيير المالي للبلديات والمؤسسات العمومية المقدمة‪ ،‬من طرف محصلي‬
‫الضرائب‪.‬‬

‫‪ .3‬مكتب التصفية يقوم به ‪:‬‬

‫‪ ‬مراقبة عملية التكفل بمستخلصات األحكام القضائية و الق اررات فيما يتعلق بالغرامات و العقوبات‬
‫المالية؛‬
‫‪ ‬مراقبة عملية التكفل بسندات التحصيل أو سندات اإلي اردات المتعلقة بالديون أو المحاصيل غير‬
‫الجبائية و التي يرجع تحصيلها قانونيا لقباضات الضرائب؛‬
‫‪ ‬تلقي النتائج المعدة من طرف قباضات الضرائب و إرسالها إلى اإلدارة المركزية؛‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة‬

‫‪ ‬مراقبة الحالة السنوية للتصفية المتعلقة بالغرامات والعقوبات المالية والنطق باإللغاء و القبول‬
‫خارج مدة التقادم طبقا للتشريع و التنظيم الجبائيين؛‬
‫‪ ‬مراقبة محاضر الجرد المالي المعدة من طرف محصلي الضرائب عند اإلقفال السنوي للحسابات‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المديرية الفرعية للمنازعات‬


‫حسب المادة ‪ 44‬من القرار ‪ 444‬المؤرخ في ربيع األول ‪ 0404‬الموافق ل ‪ 0774/2/01‬فهذه المديرية‬
‫تضم ثالث مكاتب‪:‬‬
‫‪ .0‬مكتب الشكاوى‪ :‬يقوم به‪:‬‬

‫‪ ‬تلقي والبث في الطلبات الرامية إلى اإلعفاء‪ ،‬التخفيض في الضرائب أو عند التحقيق و المحاسبة‬
‫ومراقبة االسعار والتقويمات في مجال التسجيل؛‬
‫‪ ‬تلقي والبث في الطلبات الرامية لإلعفاء التخفيض في الزيادات‪ ،‬العقوبات وتعويضات التأخير‬
‫وكذا البث في الطلبات الرامية إلى استعادة الضرائب‪ ،‬الرسوم أو الحقوق المدفوعة نقدا؛‬
‫‪ ‬اقتراح التدابير التي من شأنها المساهمة في تحسين اإلجراءات الخاصة بالمنازعات‪.‬‬

‫‪ .1‬مكتب المنازعات القضائية ولجان الطعن‪ :‬يقوم به‪:‬‬

‫قررات المدير الوالئي في مجال المنازعات وعرضها على‬


‫‪ ‬تلقي و دراسة الطعون المشكلة ضد ا‬
‫لجنة المنازعات المختصة؛‬
‫‪ ‬تلقي و دراسة طلبات االحتجاج على الزيادة التي مست األسعار أو التهربات المصرح بها في‬
‫مجال التسجيل و عرضها على لجنة المصلحة قصد البث و الحكم فيها؛‬
‫‪ ‬تلقي و دراسة الطلبات المقدمة من طرف محصلي الضرائب والتي قد تكون تصاريح بعدم‬
‫امكانية التحصيل أو الغاء االقساط الضريبية والرسوم الغير ممكن تحصيلها واإلعفاء من‬
‫المسؤولية أو التأجيل في دفع أقساط الضرائب‪ ،‬الرسوم غير المصفات في اآلجال المقدرة قانونيا‪،‬‬
‫و عرضها على لجنة الطعن الوالئية المختصة قصد البث و الفصل فيها؛‬
‫‪ ‬تلقي و دراسة طلبات تخفيض الضرائب المفروضة من طرف المفتشيات‪ ،‬إثر التحقيق في‬
‫المحاسبة أو مراقبة األسعار أو إعادة التقوييم في مادة التسجيل أو إلغاء الزيادة أو غرامات‬
‫التاخير المطبقة و عرضها على لجنة الطعن الوالئية المختصة للبث فيها؛‬

‫‪ ‬الدفاع عن اإلدارة الجبائية أمام الهيئات القضائية المختصة‪ ،‬فيما يتعلق باالحتجاجات الخاصة‬
‫بالضرائب أو اإلجراءات المتعلقة باإلدارة الجبائية؛‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة‬

‫‪ ‬تأسيس الطعون الخاصة باالستئناف أمام الهيئات القضائية المختصة ضد الق اررات واألحكام التي‬
‫ليست في صالح اإلدارة الجبائية و الصادرة عن الغرفة اإلدارية للمحاكمة التي تفصل في المسائل‬
‫الجبائية؛‬
‫‪ ‬اقتراح التدابير التي من شأنها تحسين اإلجراءات المتعلقة بالنزاعات‪.‬‬

‫‪ .1‬مكتب التبليغ و األمر بالتخفيض‪ :‬ويقوم به‪:‬‬

‫‪ ‬تبليغ المكلفين بالضريبة و المصالح المعنية بالق اررات الصادرة عن المدير الوالئي في مجال‬
‫ا لمنازعات و كذا الق اررات الصادرة في مجال الطعون‪ ،‬و كذا بالنسبة للق اررات الصادرة عن لجان‬
‫الطعون؛‬
‫‪ ‬تبليغ المكلفين بالضريبة و المصالح المعنية بق اررات المحكمة التي تبث في المجال الجبائي في‬
‫إطار االجراءات المدرجة أمام الهيئات القضائية؛‬
‫‪ ‬مراقبة و تأشير شهادات االل غاء و التخفيض المسلمة من طرف المفتشيات في مجال الضرائب‬
‫غير المباشرة و حقوق التسجيل الطابع؛‬
‫‪ ‬إعداد جداول التبليغ االحصائيات الدورية المتعلقة بمعالجة قضايا المنازعات إلى المكاتب‬
‫المعنية؛‬
‫‪ ‬اقتراح التدابير التي من شأنها المساهمة في تحسين اإلجراءات الخاصة بالمنازعات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬المديرية الفرعية للرقابة الجبائية‬


‫حسب المادة ‪ 62‬من القرار رقم ‪ 484‬المؤرخ في ربيع األول ‪ 1418‬الموافق له ‪ 12‬جوان ‪ 1998‬تضم‬
‫هذه المديرية ثالثة مكاتب‪:‬‬
‫‪ .1‬مكتب البحث عن المعلومات الجبائية‪ :‬يقوم هذا المكتب به‪:‬‬
‫‪ ‬إعداد بطاقات خاصة بالجماعات المحلية‪ ،‬اإلدارات‪ ،‬األجهزة‪ ،‬المؤسسات واألشخاص الذين‬
‫يحتمل أن تتوفر لديهم معلومات يمكن أن تساعد في تأسيس وعاء الضريبة أو تحصيلها؛‬
‫‪ ‬برمجة التدخالت التي ستجرى على وجه الخصوص من طرف اللجان و الفرق المختصة‪ ،‬قصد‬
‫البحث عن المادة الجبائية والسهر على إجراء التدخالت في اآلجال المحددة و إرسال المعلومات‬
‫المحصل عليها إلى المكتب المكلف بمصلحة التحصيل؛‬
‫‪ ‬تقييم أنشطة المكتب والمفتشيات في هذا المجال‪ ،‬و تقييم االقتراحات التي من شأنها تحسين طرق‬
‫البحث عن المادة الخاضعة للضريبة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة‬

‫‪ .2‬مكتب البطاقات و المقارنة‪ :‬و يقوم به‪:‬‬


‫‪ ‬تسيير البطاقات و مساعدة المفتشيات على تأسيس بطاقاتهم؛‬
‫‪ ‬حفظ رزم العقود الخاضعة إلجراءات التسجيل بجميع أنواعها‪ ،‬و تسليم مستخلصات منها ضمن‬
‫الشروط المنصوص عليها في التشريع و التنظيم الجبائيين الساري الفعول؛‬
‫‪ ‬استقبال المعلومات المحصل عليها من طرف المكتب والمصالح المكلفة بالبحث عن المادة‬
‫ال خضعة للضريبة‪ ،‬و تصنيفها و توزيعها على المفتشيات المعنية بغية استغاللها؛‬
‫‪ ‬تنظيم استغالل جداول الزبائن و سندات التسليم و كذا الوثائق األخرى‪ ،‬بكيفية تعمل على تنشيط‬
‫عملية توزيع المعلومات التي تتضمنها هذه الجداول و السندات‪.‬‬
‫‪ .3‬مكتب التحقيقات الجبائية‪ :‬و يقوم هذا المكتب بما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إحداث و تسيير البطاقات الخاصة بالمؤسسات واألشخاص الطبيعيين الذين من المحتمل أن‬
‫يكونوا محل تحقيق أو مراقبة معمقة لوضعيتهم الجبائية وهذا على أساس المعايير المحددة من‬
‫اإلدارة المركزية؛‬
‫‪ ‬برمجة القضايا التي سيتم التحقيق فيها سنويا ومتابعة إنجاز البرامج في اآلجال المحددة؛‬
‫‪ ‬متابعة و مراقبة عمل فرق التحقيق والسهر على إجراء هذه الفرق لتدخالتها بإبرام التشريع‬
‫والتنظيم الساري العمل بهما‪ ،‬و كذا احترام حقوق المكلفين بالضريبة الذين تم التحقيق معهم مع‬
‫المحافظة على مصالح الخزينة؛‬
‫‪ ‬برمجة عمليات مراقبة األسعار الم صرح بها عند إبرام عقود البيع المتعلقة بالعقارات‪ ،‬الحقوق‬
‫العقارية‪ ،‬المحالت التجارية‪ ،‬األسهم أو حصص الشركة و كذا التقويمات التي تمس كل العقود‬
‫الخاضعة إلجراءات التسجيل‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬المديرية الفرعية للوسائل‬
‫حسب المادة ‪ 66‬من القرار رقم ‪ 484‬المؤرخ في ربيع األول ‪ 1418‬الموافق له ‪ 12‬جوان ‪ 1998‬تضم‬
‫هذه المديرية ثالثة مكاتب‪:‬‬
‫‪ .1‬مكتب الموظفين و التكوين‪ :‬و يقوم هذا المكتب بما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تسيير الموظفين و متابعة مهنهم؛‬
‫‪ ‬تنظيم االجتماعات و تولي أمانة اللجان المتساوية األعضاء الخاصة بالموظفين؛‬
‫‪ ‬المساهمة في إعداد و إنجاز برامج تحسين المستوى و إعادة تأهيل األعوان؛‬
‫‪ ‬المشاركة في تنظيم الشؤون االجتماعية للموظفين؛‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة‬

‫‪ ‬تطبيق اإلجراءات الخاصة بضبط تعداد الموظفين وعقلنة مراكز العمل التي يتم اتخاذها بالتنسيق‬
‫مع الهياكل المعنية بالمديرية‪.‬‬

‫‪ .2‬مكتب عمليات الميزانية‪ :‬و يقوم هذا المكتب بما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬القيام بعمليات اال لتزام‪ ،‬التصفية واألمر بصرف النفقات الخاصة بتجهيز المديرية الوالئية‬
‫للضرائب و هذا في حدود اختصاصه؛‬
‫‪ ‬تقييم احتياجات مصالح المديرية الوالئية للضرائب فيما يخص اعتمادات الميزانية و إعداد تقرير‬
‫شامل حول استهالك هذه االعتمادات‪.‬‬

‫‪ .3‬مكتب الوسائل‪ :‬و يقوم هذا المكتب بما يلي‪:‬‬


‫‪ ‬اقتناء األثاث و المعدات و اللوازم الضرورية للمكاتب‪ ،‬و المواد المتعلقة بالتنظيف والصيانة التي‬
‫تضمن السير الحسن المديرية الوالئية للضرائب‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد و إنجاز أعمال الصيانة‪ ،‬اإلصالح و التهيئة الالزمة للمحافظة على البيانات والتجهيزات‬
‫الخاصة بالمديرية الوالئية للضرائب؛‬
‫‪ ‬المساهمة في عملية ضبط و تحسين المطبوعات؛‬
‫‪ ‬المساهمة في تنفيذ التدابير المتخذة لضمان أمن الموظفين‪ ،‬الهياكل‪ ،‬العتاد والتجهيزات‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في تنفيذ إجراء حفظ األرشيف؛‬
‫‪ ‬القيام بجرد خاص بالعتاد‪ ،‬األثاث والتموينات غير القابلة للتلف و الموضوعة تحت تصرف‬
‫المد يريات الفرعية‪ ،‬مراقبة دفاتر الجرد الموجودة على مستوى مفتشيات و قباضات الضرائب‬
‫الموجودة على مستوى الوالية؛‬
‫‪ ‬المحافظة على التجهيزات و صيانتها‪ ،‬تكوين مستعملي التطبيقات المعلوماتية بالتنسيق مع‬
‫المديرية الجهوية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المصالح القاعدية للمديرية الوالئية للضرائب‬


‫تحتوي المصالح القاعدية لمديرية الضرائب على‪:‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة‬

‫‪ .1‬المفتشيات‪ :‬يتمثل دورها في تسيير ملفات المكلفين بالضريبة و مراقبة تصريحاتهم الجبائية و‬
‫القيام بإعادة تقويم ضريبي‪ ،‬ونجد‪:‬‬

‫‪ ‬أحد عشر مفتشية؛‬


‫‪ ‬عشر مفتشيات خاصة بالضريبة؛‬
‫‪ ‬و واحدة خاصة بالتسجيل و الطابع‪.‬‬

‫‪ .2‬القباضات‪ :‬توجد ثمانية قباضات‪ ،‬مهمها الرئيسية القيام بعمليات تحصيل مختلف الضرائب‬
‫والرسوم المستتحقة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مهام المديرية الوالئية للضرائب‬


‫للمديرية الوالئية للضرائب مهام عديدة نذكر منها‪:‬‬
‫‪ ‬تسيير شؤون الموظفين و متابعة مهامهم‪.‬‬
‫‪ ‬توفير الوسائل الضرورية للعمل و ضمان السير الحسن‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم احتياجات المديرية و خاصة أجور الموظفين‪.‬‬
‫‪ ‬مراقبة نشاط و تسيير المفتشيات‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على التنظيم و التنشيط الجيد و توزيع التعليمات و المناشير الواردة عن اإلدارة المركزية‪.‬‬
‫‪ ‬متابعة الوضعية الجبائية للمكلفين بالضريبة و المهملين منهم‪.‬‬
‫‪ ‬مراقب التسيير المالي و المؤسسات العمومية المحلية‪.‬‬
‫‪ ‬مراقبة عملية التكفل بالنتائج المتعلقة باإلحصائيات المعدة من قبل قباضات الضرائب‪.‬‬
‫‪ ‬البحث عن المعلومات الجبائية و السهر على إجراء تدخالت في اآلجال المحددة و إرسال‬
‫المعلومات المتحصل عليها إلى المكتب المكلف بعملية الحصيل‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة حالة ملف دعم جبائي‬


‫المطلب األول ‪:‬الدعم الجبائي‬
‫في إطار الدعم الجبائي تقدم و ازرة المالية مجموعة من اإلعفاءات الجبائية لتشجيع مختلف المشاريع‬
‫االقتصادية ونذكر أهم اإلعفاءات في‪:‬‬
‫‪ ‬اإلعفاءات الممنوحة لتشجيع االدخار؛‬
‫‪ ‬اإلعفاءات الممنوحة لهيئات التوظيف الجماعي‪ :‬بموجب قانون المالية لسنة ‪ 1996‬تعفى من‬
‫الضريبة على أرباح الشركات‪ ،‬هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة‪.‬‬
‫‪ ‬اإلعفاءات الممنوحة لصندوق دعم االستثمار و الشغل‪ :‬يستفيد صندوق دعم اإلستثمار و الشغل‬
‫من إعفاء من الضريبة على أرباح الشركات كما تست فيد إيرادات أسهمه من إعفاء من الضريبة‬
‫على الدخل اإلجمالي لمدة ‪ 6‬سنوات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دراسة ملف المشروع قبل الحصول على االعانات الجبائية‬
‫المشروع محل الدراسة هو صيدلية‪ ،‬إذ يمكن للمشروع االستفادة من إعانات جبائية و شبه جبائية خالل‬
‫مرحلة تنفيذ المشروع‪:‬‬

‫‪ ‬مرحلة تنفيذ المشروع‪ :‬أهم اإلعفاءات في هذه المرحلة هي‪:‬‬

‫‪ -‬اإلعفاء من الرسم على القيمة المضافة ‪TVA‬؛‬


‫‪ -‬اإلعفاء من حقوق التسجيل؛‬
‫‪ -‬اإلعفاء من الرسم العقاري على البيانات و إضافة البيانات‪.‬‬

‫‪ ‬مرحلة إستغالل المشروع‪:‬‬

‫يمكن لصاحب المشروع في هذه المرحة االستفادة من ‪ 3‬سنوات إعفاءات جبائية إبتداءا من تاريس إنطالق‬
‫المشروع‪ ،‬وتتضمن هذه االعفاءات اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء الكلي من من الضريبة على االرباح ‪IBS‬؛‬
‫‪ -‬اإلعفاء الكلي من الضريبة على الدخل ‪IRG‬؛‬
‫‪ -‬اإلعفاء الكلي من الدفع الجزافي و الرسم على النشاط المهني؛‬
‫‪ -‬اإلستفاد من المعدل المنخفض ‪ %0‬من رقم االعمال الخاضع له ‪TVA‬؛‬

‫‪ -‬اإلعفاء من الرسم العقاري على البيانات و إضافة البيانات؛‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة‬

‫‪ -‬الحصول على عالوة قد تصل إلى ‪ %17‬من تكلفة المشروع نظ ار ألهمية المشروع و محتواه‬
‫التكنلوجي و كذا أثره على االقتصاد المحلي و الوطني‪.‬‬
‫‪ ‬الشروط الجبائية لملف المشروع‪ :‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬تمثيل المشروع أمام المسؤولية الجبائية؛‬
‫‪ -‬إعداد البيانات و اإلجراءلت التقديرية و عرضها على الهيئة الجبائية في الوقت المحدد؛‬
‫‪ -‬تقديم كافة البيانات للجنة المراقبة الجبائية من أجل تطبيق ق ارراتها‪.‬‬

‫‪ ‬البيانات الجبائية للمشروع‪:‬‬

‫يمكن تلخيص البيانات الجبائية الخاصة بالمشروع قبل الحصول على اإلعانات الجيائية في الجدول‬
‫الموالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)84‬البيانات الجبائية للمشروع قبل الحصول على اإلعانات الجيائية‬
‫‪2770‬‬ ‫بداية النشاط ‪2776‬‬ ‫السنة‬ ‫البيانات‬
‫‪681977‬‬ ‫‪146877‬‬ ‫رقم العمال المصرح به‬
‫‪277316‬‬ ‫‪46689.38‬‬ ‫النتيجة الجبائية‬
‫‪698177‬‬ ‫‪168477‬‬ ‫رقم األعمال الخاضع له‪TVA‬‬
‫‪621877‬‬ ‫‪12777‬‬ ‫رقم األعمال الخاضع له ‪TAB‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪2628906‬‬ ‫االستثمارات‬
‫‪1‬‬ ‫‪/‬‬ ‫عدد العمال‬
‫‪15777‬‬ ‫‪/‬‬ ‫أجور العمال‬
‫المصدر‪ :‬وثائق من الملف الجبائي للمشروع لدى المديرية الوالئية للضرائب‬

‫من الجدول السابق يتبين لنا بأن المشروع و قبل الحصول على اإلعانات الجبائية قام بتحقيق زيادة‬
‫طبيعية لرقم األعمال المصرح به مع نتيجة إيجابية للسنة الثانية منذ انطالق المشروع حيث ارتفع به‬
‫‪ 435100‬دج‪ ،‬كما تم تحقيق ‪ %0‬كنسبة لرقم األعمال الخاضع للرسم على القيمة المضافة انطالقا من‬
‫تاريس بداية النشاط‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دراسة ملف المشروع بعد الحصول على اإلعانات الجبائية‬
‫بعد الحصول على اإلعانات الجبائية تم تسجيل ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬زيادة رقم األعمال المصرح به؛‬
‫‪ ‬استمرار ارتفاع النتيجة الجبائية منذ الحصول على اإلعانات؛‬
‫‪ ‬زيادة عدد العمال‪.‬‬
‫و للتوضيح أكثر نعرض الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم و‪ :)76‬تطور المشروع من ‪ 2778‬إلى ‪2717‬‬


‫‪2717‬‬ ‫‪2779‬‬ ‫‪2778‬‬ ‫السنة‬ ‫البيانات‬

‫‪1197377‬‬ ‫‪807677‬‬ ‫‪017877‬‬ ‫رقم األعمال المصرح به‬

‫‪660624.31‬‬ ‫‪346436‬‬ ‫‪283187‬‬ ‫النتيجة الجبائية‬

‫‪1197377‬‬ ‫‪807677‬‬ ‫‪017877‬‬ ‫رقم األعمال الخاضع له‪TVA‬‬

‫‪1197377‬‬ ‫‪807677‬‬ ‫‪017877‬‬ ‫رقم األعمال المعفى من ‪TAP‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫االستثمارات‬

‫‪03‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪02‬‬ ‫عدد العمال‬

‫‪78000‬‬ ‫‪52000‬‬ ‫‪46000‬‬ ‫أجور العمال‬


‫المصدر‪ :‬نفس المرجع السابق‬

‫مقارنة المشروع قبل و بعد الحصول على اإلعانات الجبائية‪:‬‬

‫‪ ‬نالحظ من خالل دراستنا للمشروع أن رقم األعمال ارتفع بقيمة ‪1.743.677‬دج منذ بداية‬
‫المشروع ‪ 2776‬إلى غاية ‪ ،2717‬وهذا راجع إلى اإلعانات المحصل عليها؛‬
‫‪ ‬و كذلك الحال بالنسبة للنتيجة الجبائية حيث ارتفعت به ‪ 611.934,93‬دج في الفترة ما بين‬
‫‪ 2776‬و‪2717‬؛‬
‫‪ ‬نالحظ أن المشروع ساهم في فتح مناصب شغل‪ ،‬حيث بلغ عدد الموظفين في ‪ 2717‬ثالثة‬
‫عمال‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة‬

‫خاتمة الفصل الرابع‪:‬‬

‫من خالل الدراسة التطبيقية التي أجريناها تعرفنا على مختلف الهياكل المكونة للمديرية الوالئية للضرائب‬
‫و مختلف صالحياتها باإلضافة الى مختلف الضرائب المحصلة من طرفها‪ ،‬كما أننا حاولنا تبيان مدى‬
‫مساهمة الجباية في تمويل الخزينة عن طريق تحفيز االستثمارات بواسطة الدعم الجبائي‪ ،‬مما يشجع زيادة‬
‫المشاريع و بالتالي زيادة حجم الموارد الجبائية للخزينة‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‬

‫إ ن مدار دراستنا التي حاولنا التوغل في أعماقها طوال مدة بحثنا هو تبيان مكانة الجباية و قدرتها‬

‫التمويلية‪ ،‬هذه المكانة التي اكتسبتها من أهميتها في مواجهة نفقات الدولة ‪.‬‬

‫و من خالل بحثنا و دراستنا في أساسيات هذا الموضوع حاولنا دراسة قدرة الجباية المطبقة في الجزائر‬

‫على القيام باإلنعاش االقتصادي و التي حاولت في ظل اإلصالحات التي واكبت بدورها اإلصالحات‬

‫االقتصادية و التي حاولت في مجملها إع طاء الضريبة طابع المرونة ‪ ،‬و بذلك تكون قابلة للتعديل و‬

‫المراجعة من قبل المشرع بكيفية تسمح بأداء دورها التمويلي و الوصول الي أهدافها البعيدة‪.‬‬

‫و علي هذا األساس يمكن التحكم في أثارها و ذلك بإعادة النظر في تنظيمها من خالل قاعدتها أي‬

‫وعائها ‪ ،‬معدالتها ‪ ،‬كيفيات تحصيلها ‪ ،‬فكما رأينا فان تعميم تطبيق الضريبة علي الدخل اإلجمالي‬

‫أعطي نتائجه االيجابية من خالل توسيع مجال تطبيقها و بالتالي توفير مبالغ معتبرة للخزينة العامة‪.‬‬

‫ان اإلصالح الجبائي يعطي ثماره من خالل تعديل كل الضرائب و ما يتعلق بها و نقصد بذلك تعديل‬

‫الضريبة بص فة تجعلها متكاملة مع ضريبة أو عدة ضرائب أخرى حتى تكون فاعلة و منسجمة مع بعضها‬

‫البعض‪.‬‬

‫كما أن النظام الجبائي الفعال من شأنه توسيع القاعدة الضريبية علي نحو يتالءم مع نسبتها و معدالتها‬

‫في إطار تقسيم الضرائب سواء حسب وعائها أو معدالتها ‪ ،‬و بالتالي توليد مبالغ إضافية لصالح الخزينة‬

‫العمومية دون إفراز تأثيرات جانبية أو مشاكل في تحصيل مستحقات اإلدارة الجبائية‪ ،‬أو في إلقاء العبء‬

‫الضريبي على المكلف ‪ ،‬و بالتالي تؤدي هذه اإليرادات الجبائية دورها في العمل على استثمارها في‬
‫الخاتمة‬

‫المجاالت االقتصادية و توليد إيرادات أخرى تساهم في إعادة توازن الميزانية‪ ،‬الي جانب الموارد األخرى‬

‫للخزينة العمومية‪.‬‬

‫النظام الضريبي يشمل علي عدة ضرائب خاصة بحكومة معينة و تكون ملزمة و محددة المعالم من حيث‬

‫معدالتها ‪ ،‬أوعيتها ‪ ،‬و طرق تحصيلها ‪.‬‬

‫و تكون الضرائب مقسمة حسب الوعاء الذي يكون كقاعدة لها أو حسب تسعيرتها و كيفية حسابها‪.‬‬

‫ان اإليرادات الناجمة عن دفع الضرائب تحصل جميعها لصالح هيئة مالية مكلفة بحفظها لمواجهة نفقات‬

‫الدولة االستثمارية أو تلك المتعلقة بتسيير أجهزتها ‪ ،‬هذه الهيئة هي الخزينة العمومية‪.‬‬

‫الي جانب اإليرادات الجبائية تستفيد الخزينة العمومية من إي اردات عديدة مثل عائدات يومية ‪ ،‬القروض‬

‫العامة‪ ،‬تعود لصالح الخزينة العمومية حواصل عديدة من مختلف الضرائب المباشرة و غير مباشرة إضافة‬

‫الى الجباية البترولية ‪.‬‬

‫ان دراستنا مكنتنا من أن نكتشف النظرية المدونة بالقلم و صعوبة ممارستها في أرض الواقع رغم اقترابها‬

‫من الص واب فمثال النظام الضريبي المنسق و المرن يسهل أداء الوظائف و الوصول الي األهداف‪ ،‬لكن‬

‫كيف يمكن الوقوف عند نقاطه و اإللزام بالقوانين مما أفقد اإلدارة الجبائية نجاعتها و دورها ‪،‬و علي هذا‬

‫األساس نقترح تدابير ‪:‬‬

‫_ توسيع مجال تطبيق الضريبة في إطار يسمح بتوفير نفس المعاملة الجبائية لمختلف األنشطة و األفراد‬

‫بشرط توفر نفس المعطيات و بالتالي زيادة المردودية الجبائية‪.‬‬

‫_ الحد من الحلول التلقائية و تأخير عمل اإلدارة الضريبية في تلقي مستحقاتها حتى ال تصبح هذه‬

‫المصالح عبئا و عامال في زيادة النفقات‪.‬‬


‫الخاتمة‬

‫_ األخذ بنظام ضريبي ثابت و مستقر و في نفس الوقت مرن حتى تستقر معالمه لدى األفراد و بالتالي‬

‫يسهل تجاوبهم مع الضريبة المكلفين بها‪.‬‬

‫_ فتح مجال االستثمارات لإليرادات المجمدة في حسابات الخزينة العمومية لدى البنوك و من ثم تكون‬

‫لإليرادات جوانب ايجابية أخرى بعيدة من سد النفقات‪.‬‬


‫قائمة المراجع‬

‫الكتب‪:‬‬

‫باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ .1‬حسين الصغير‪ ،‬دروس في المالية و المحاسبة العمومية ‪ ،‬الدار المحمدية ‪،‬الجزائر ‪.1999 ،‬‬
‫‪ .2‬رفعت محجوب‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬بيروت‪.1909 ،‬‬
‫‪ .3‬سوزي عدلي ناشد‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.2773،‬‬
‫‪ .4‬عبد الكريم صادق بركات‪ ،‬النظم الضريبية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت ‪.1906‬‬
‫‪ .6‬عبد المنعم فوزي‪،‬المالية العامة والسياسة المالية‪ ،‬دار النهضة ‪. 1902‬‬
‫‪ .6‬منسي أسعد عبد المالك‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬مطبعة مخيم‪.1907 ،‬‬
‫‪ .0‬يونس أحمد البطريق‪ ،‬مقدمة في النظم الضريبية‪ ،‬المكتب المصري الحديث للطباعة والنشر‬
‫اإلسكندرية‪1902 ،‬‬
‫باللغة الفرنسية‪:‬‬

‫‪1. Paul marie gaudemet, politique financière budget et trésor, édition‬‬

‫‪monte Christine, sans année.‬‬

‫المذكرات‪:‬‬

‫باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ .1‬أمين يعقوب‪ ،‬الجباية والتنمية االقتصادية‪ ،‬مذكرة تخرج ‪ ،INF‬القليعة‪1996/1996 ،‬‬


‫‪ .2‬حيرش الطيب‪ ،‬مشاري محمد‪ ،‬السياسة البترولية في الجزائر‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس‬
‫في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة باتنة‪. 1992/1991 ،‬‬
‫‪ .3‬درش فتيحة‪ ،‬دور ال جباية في التنمية االقتصادية‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس في قسم العلوم‬
‫االقتصادية ‪،‬المركز الجامعي بالبويرة‪2711/2717 ،‬‬
‫‪ .4‬زنايني أنيسة‪ ،‬الجباية العادية ودورها في تمويل ميزانية الدولة ‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس‬
‫في قسم علوم التسيير‪ ،‬تخصص مالية‪.2774/2773 ،‬‬
‫‪ .6‬صورية بن عياد‪ ،‬الجباية و التنمية اإلقتصادية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الليسانس‪،‬الجلفة‪2776/2774،‬‬

‫باللغة الفرنسية‪:‬‬

‫‪1. Drradji lalmi , mémoire de fin de stage : le rôle du trésor , école‬‬


‫‪supérieure de banque, 2001‬‬
‫القوانين و التشريعات‪:‬‬

‫‪ .1‬األمر رقم ‪ 73-94‬المؤرخ في ‪ 1994/12/31‬من قانون المالية ‪ ، 94‬المادة ‪48‬‬


‫‪ .2‬قانون الضرائب غير المباشرة ‪ ،‬قانون المالية ‪ -1994‬المادة ‪181‬‬
‫‪ .3‬المادة ‪ 48‬من قانون المالية رقم ‪ 10-84‬الصادر في ‪ 10‬جويليا ‪ 1984‬المتضمن قوانين‬
‫المالية‪.‬‬
‫‪ .4‬المادة ‪ 64‬من قانون ‪10-84‬‬
‫‪ .6‬المادة ‪ 64‬من قانون ‪ 10-84‬قانون المالية لسنة ‪ 2772‬الفصل الثالث الحسابات الخاصة‬
‫بالخزينة‬
‫‪ .6‬المادة ‪ 61‬من قانون ‪10-84‬‬

‫المواقع اإللكترونية‪:‬‬

‫‪1. http://forum.univbiskra.net/index.php?topic=12654.0 , 24/04/2012,‬‬


‫‪10h : 30min.‬‬

You might also like