Professional Documents
Culture Documents
القسم 10:
التخصص :مالية و بنوك
تقريـــــــــر تربـــــــــــص
لنيل شهادة الليسانس LMD
تحت عنوان
السنة الجامعية1101/1100
تشكرات
الصلوات
السالم و أطهر َّ
الحمد هلل الذي بفضله تتم الصالحات ،وعلى رسوله أزكى َّ
"ولِيُ َّ
تم نِ ْع َمتَهُ َعلَْي ُكم لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْش ُك ُرو َن" َ
فنحمده تعالى و نشكره على توفيقه لنا في إتمام هذا العمل ،راجين منه أن يُ َكلَّل باالستحسان و الثناء،
األمة جمعاء.
وأن يعود بالنَّفع و الخير على َّ
السنين و توالت األعوام ،و ها نحن أمام أحد أعظم األيّام ،يوم حلمنا به منذ نعومة األظفار،
مضت ّ
تأملناه و نحن كبار ،فال سعادة اليوم تفوق سعادتنا إالّ سعادة من بذ لوا العمر في خدمتنا،
و لطالما َّ
علي من خير و فضل كبير ،فواهلل لو وظَّفت ماليين األلفاظ والتعابير ،ما وفَّيتك
فلًكي أُ َّماه كل الشكر والحب و التقدير لما لكي َّ
من حقك إالَّ الجزء اليسير ،و والدي الذي لم يتوانى يوماً في سعيه وراء توفير كل الرغبات و تحطيم كل مصاعب الحياة،
فلطالما كنت لي أبتي خير قدوة ،منذ ساعدتني في خط أولى الخطوات.
نسأل اهلل أن يرعاهما و يرزقهما طول العمر و حسن العمل.
و نتوجه بشكر خاص لألستاذ عليواش أمين الذي كان لنا خير مشرف ،حيث لم يبخل علينا بالتوجيه
و الم ساعدة و تصحيح األخطاء ،فقد كان له دور كبير في إنجاز هذا العمل و إتمامه على أكمل وجه.
ونشكر أيضاً كل القائمين على جامعة العقيد آكلي محند أولحاج بالبويرة ،وباألخص معهد العلوم االقتصادية،
وال ننسى ذكر كل الزمالء و الزميالت راجين لهم النجاح و التألّق في مشوارهم ال ّدراسي
أو المهني .ونشكر كل موظفي المديرية الوالئية للضرائب
الذين ساعدونا على إنجاز الجانب التطبيقي
من هذا العمل.
و في األخير ال يسعنا إال شكر كل من قاسمنا جهد مشوارنا الدراسي،
شجعنا و لو بكلمة ،وكل من تمنى لنا النجاح يوماً، وكل من ًّ
حفزنا و ًّ
وكل من نسينا ذكرهم سهواً.
الفهرس
مقدمة
المطلب الرابع :المقارنة بين مساهمة كل من الجباية العادية والجباية البترولية00 .........
المطلب الثاني :دراسة ملف المشروع قبل الحصول على االعانات الجبائية01 ............
المطلب الثالث :دراسة ملف المشروع بعد الحصول على اإلعانات الجبائية01 ............
00 البيانات الجبائية للمشروع قبل الحصول على اإلعانات الجبائية 40
01 تطور المشروع (الحاصل على الدعم الجبائي) من 0440إلى 0404 40
قائمة المالحق
العنوان الملحق
مقدمة:
شهدت نهاية القرن العشرين أحد أهم التحوالت االقتصادية متمثلتا في انهيار هرم النظام الشيوعي الذي
امتدت تبعاته لتؤثر سلبا على النظام االشتراكي ،مما أدى إلى تقلص رقعته جغرافيا وكذا دوره اقتصاديا في
ساحة األحداث االقتصادية العالمية ،األمر الذي أرغم دول المعسكر االشتراكي على تبني إصالحات هيكلية
جذرية أمالها تفرد النظام الرأسمالى – الليبرالي -واعتباره كقوة وحيدة على المستوى االقتصادي العالمي
حينها ،حاليا أدت التطورات والتحوالت العميقة الحاصلة في المحيط االقتصادي الدولي التي واكبها تنامي
دور التجارة و المعامالت المالية الحديثة إلى انتهاج نظام اقتصادي جديد يعرف باقتصاد السوق.
التحوالت االقتصادية السابقة لم تكن لتمر دون االلقاء بظاللها على مختلف دول العالم بشكل عام ،و الدول
العالم الثالث بشكل خاص ،حيث توصف هذه األخير بصاحبة االقتصادية التابعة ،وتأتي على رأسها
الجزائر ،التي تبنت غداة استقاللها نظام التسيير الذاتي المرت كز أساسا على االحتكار والسيطرة الدولة على
وسائل االنتاج العمومية ،وارتبطت هذه السياسة بقوانين وتشريعات استمدت من نشاط القطاع التجاري
فترجمت هذه الوضعية بتهميش كبير لدور للنظام الجبائي في تغذية الخزينة العمومية.
في العشرية األخيرة عرفت الجزائر كباقي الدول االشتراكية تغيرات واصالحات هيكلية عديدة ،باتباعها
لسياسة الخوصصة ومحاولة اندماجها ضمن ما يعرف باقتصاد السوق بغية البحث عن أنجع الطرق وأحسنها
لتحقيق التنمية االقتصادية واعادة االعتبار للقطاع الجبائي بوصفه موردا هاما للخزينة العمومية ،فاتخذت
األطراف االقتصاد ية الجزائرية عدة تدابير لتنمية هذا القطاع لوعيها بقدرته على امتصاص االختالالت التي
تولدت عن السياسات االقتصادية السابقة ومساهمته الفعالة في الحياة االقتصادية ،االجتماعية ،التجارية
وحتى السياسية.
وباعتبار أن الجباية هي الممول الرئيسي للخزينة العمومية خاصة الجباية البترولية ،1حيث تمثل في الوقت
الحاضر الدعامة األساسية للدخل التجاري والمالي للخزينة العمومية -على اعتبار أن دور الجباية العادية ال
يزال ثانويا نظ ار للنقائص الموجودة فيه وكذا استفحال ظاهرة التهرب الضريبي وثقل األعباء الضريبية على
المكلفين بدفعها ،-ومع انتهاج نظام اقتصاد السوق كما أسلفنا ومحاولة مواكبة المتغيرات االقتصادية
العالمية ،كان لزاما على الجزائر العمل على الموازنة بين الجباية البترولية وغيرها من الجباية
ب
مقدمة
وتفعيل دور هذه األخيرة خاصة مع زيادة المكلفين بدفعها كالتجارة وأصحاب الشركات وأصحاب المداخيل
الكبرى ،وذلك بتبني سياسة جبائية تتماشى مع متطلبات السوق وتلعب دو ار فعاال في فتح باب االستثمار
الداخلي والخارجي لجلب العملة الصعبة من خالل فرض سياسة جبائية مرنة على المستثمرين والمتعاملين
االقتصاديين لتنويع مصادر تمويل الخزينة العمومية من جهة ،وتبني سياسة اإلصالح دائمة ومستمرة تسعى
من وراءها إلى أحداث تغيرات عميقة وجذرية ايجابية على القطاع الجبائي وتنمية دوره في تمويل الخزينة
العمومية من جهة أخرى ،على هذا األساس ،وبناء على ما تم سرده نطرح السؤال التالي:
لإلجابة على السؤال الرئيسي أعاله ،ارتأينا تجزئته إلى أسئلة فرعية تخدم نفس السياق وتساعد على توضيح
مختلف الرؤى وصوال إلى بلورة تصور شامل حول موضوع الدراسة ،فكانت هذه األسئلة كالتالي:
فرضيات الدراسة:
.النظام الجبائي هو مجموعة ضرائب التي يلتزم بدفعها في زمن محدد لصالح الدولة؛
.تقتسم الضرائب حسب سعرها ووعائها و يقصد به المادة الخاضعة للضريبة؛
.الخزينة هي مكان إيداع األموال العمومية إلستعمالها عند الحاجة في المشاريع اإلستثمارية و النفقات؛
.عادة ما تعتمد الدولة على إيرادات ممتلكاتها الخاصة باإلضافة إلى عائدات الضرائب و في حاالت
إستثنائية تلجأ إلى قروض تحصل لدى الخزينة مختلف بنوعيها المباشرة و الغير مباشرة باإلضافة إلى
الجباية و الرسوم الجمركية التي تفوض على السلع المستوردة والمصدرة.
ت
مقدمة
الهدف من الدراسة:
الهدف من اختيارنا لهذا الموضوع " دور الجباية في تمويل الخزينة العمومية " راجع للدور االيجابي والمهم
الذي يؤديه القطاع الجبائي في االقتصاد الوطني ،بمساهمته الفعالة في التنمية االقتصادية من خالل تمويله
للخزينة العمومية وكون اإلدارة الجبائية جهاز حساس يتأثر بالمستجدات والتغيرات الحاصلة على مستوى
االقتصاد على الصعيدين الوطني والدولي.
أهمية الدراسة:
باإلضافة إلى الدور الواضح الذي تلعبه الجباية في بناء مختلف السياسات االقتصادية ،حيث أضحت اللبنة
األولى التي توضع على أساسها السياسة المالية للبالد ،فإننا سعينا إلى توضيح فكرة مفادها يجب تنويع
مصادر تمويل الخزينة العمومية وعدم االعتماد على مورد واغفال آخر ،ألن ذلك سيؤدي حتما إلى اختالالت
عميقة وجوهرية في المستقبل المنظور.
منهج الدراسة:
بالنظر إلى طبيعة الموضوع محل البحث ،ومن أجل االجابة على االشكالية المطروحة ،واثبات أو نفي
الفرضيات المتبناة ،قمنا باستعمال المنهج الوصف ي و المنهج التحليلي العتبارهما المالئمان لهذا النوع من
الدراسات.
صعوبات الدراسة:
واجهتنا ،عند إعدادنا لهذه الدراسة ،بعض الصعوبات يأتي على رأسها نقص المراجع المكتوبة باللغة العربية،
وكذا صعوبة تحصيل المعلومة المالية من مصدرها االداري األول وذلك لبعض العقليات البيروقراطية التي
نأمل و أن تزول مع الوقت.
ث
الفصل األول :دراسة تحليلية للجباية
بما أن للدولة عدة وظائف و مهام يتوجب القيام بها ،فهي تحتاج إلى موارد و إيرادات لتغطية النفقات العامة
الالزمة ألداء تلك الوظائف على أكمل وجه ،هذه اإليرادات تتمثل في الجباية العادية و الجباية البترولية.
ال
ومن أجل إظهار األهمية البالغة التي تكتسيها الجباية في تمويل الميزانية سوف نتناول في هذا الفصل تحلي ً
عامًا للجباية ،فنسلط الضوء على أبرز مكوناتها و هي الضريبة مع دراسة مقوماتها ،وذلك دون نسيان
االقتطاعات اإلجبارية األخرى المكون ة للجباية ،كما سنتناول المبادئ األساسية للجباية وتقسيماتها العامة و
االقتصادية.
4
الفصل األول :دراسة تحليلية للجباية
1
يونس أمحد البطريق ،مقدمة يف النظم الضريبية ،املكتب املصري احلديث للطباعة والنشر اإلسكندرية ،0791 ،ص .12
2منسي أسعد عبد املالك ،اقتصاديات املالية العامة ،مطبعة خميم ،0791 ،ص .041
3عبد الكرمي صادق بركات "النظم الضريبية" الدار اجلامعية ،بريوت ،0792 ،ص .09
5
الفصل األول :دراسة تحليلية للجباية
يعتبر فرض الضريبة وجبايتها عمال من أعمهال السهلطة العامهة ،ومعنهى ذلهك أن فهرض الضهريبة وجبايتهها
يسهتند إلهى الجبهر ويترتههب علهى ذلهك تفهرد الدولههة بوضهع النظهام القهانوني للضهريبة ،فههي التهي تتحهدد دون اتفههاق
مع المكلهف وعهاء الضهريبة وسهعرها والمكلهف بأدائهها وكيفيهة تحصهيلها ،فالضهريبة ال تفهرض نتيجهة االتفهاق بهين
الدولة والمكلف بها.
ويقضههي مبههدأ الجب ههر بتههدخل الدول ههة عنههد امتنههاع المم ههول عههن دف ههع الض هريبة ولجوئههها إل ههى وسههائل التنفي ههذ
الجبري لتحصيلها ،وواضهح أن عنصهر الجبهر الهذي تسهتند إليهه الضهريبة ههو الهذي يميزهها عمها يدفعهه الفهرد مهن
ثم ههن مقاب ههل شه هراء الخ ههدمات الت ههي تق ههوم المش ههروعات العام ههة ببيعه هها ،كم هها أن ههه ه ههو ال ههذي يميزه هها ع ههن الق ههروض
االختيارية التي يقدمها األشخاص اآلخرون للدولة بإرادتهم.
كانههت الض هريبة فههي العصههور القيمههة وفههي العصههور الوسههطى تفههرض وتجبههى عينهها ،وذلههك فههي شههكل الت هزام
األفراد بتقديم عمل معهين ووههو مها يعهرف السهخرة أو تسهليم أشهياء أو جهزء مهن المحصهول ،كمها كهان الشهأن فهي
ظل اإلمبراطورية الرومانية).
فمههن الواضههح أن نظههام الض هرائب العينيههة يالئههم االقتصههاديات العينيههة ،وهههي تلههك التههي تقههوم علههى المبادلههة
العينيههة ،وال تعههرف النقههود إال فههي حههدود ضههيقة ،أمهها فههي المجتمعههات المعاص هرة التههي تقههوم علههى االقتصههاديات
النقدية ،فالضريبة العينية ال تطبق ،ونجد أن الضرائب النقدية تشهكل القاعهدة العامهة للضهريبة ،ذلهك أنهها الشهكل
األكثر مالئمة لالقتصاد النقدي وللنظهام المهالي المعاصهر ،وههذا علهى العكهس مهن الضهرائب العينيهة التهي تالئهم
1
هذا النوع من االقتصاد وال هذا النوع من النظم المالية وذلك لألسباب التالية:
1رفعت حمجوب " املالية العامة" دار النهضة العربية ،بريوت ،0797ص .114
6
الفصل األول :دراسة تحليلية للجباية
ال تتفق الضريبة العينية مع العدالة فهي توزيهع األعبهاء الماليهة ألنهها تفهرض علهى كهل ممهول تقهديم كميهة
معينهة مههن المحصهول ،أو عههدد معههين مهن سههاعات العمههل وتسهقط مههن حسههابها اخهتالف تكههاليف اإلنتههاج
من منتج إلى آخر واختالف قدرة األفراد على تحمل العمل؛
تسههتلزم الض هريبة العيني ههة قيههام الدول ههة بتكههاليف مرتفع ههة عههن تلههك الت ههي تتطلبههها الضه هريبة النقديههة ،وذل ههك
بسبب ما تتحمله الدولة من نفقات جمع المحاصهيل ونقلهها وتخزينهها ،ههذا باإلضهافة إلهى مها تتعهرض لهه
هذه المحاصيل من تلف؛
ال تعتبههر الض هريبة العينيههة مالئمههة للفقههه المههالي الحههديث ،خاصههة لنظههام النفقههات النقديههة ،فالدولههة تقههوم
بنفقاتهها فههي شههكل نقههدي ،وهههو مها يسههتلزم بداهههة أن تكههون اإليهرادات فهي شههكل نقههدي أيضهها حتههى يمكنههها
أن تقابل النفقات النقدية.
المقصود هنا أن الممول يقوم بدفع الضهريبة دون أن يحصهل مقابلهها علهى نفهع خهاص بهه ،ولهيس المعنهى
أن دافههع الض هريبة ال يسههتفيد منههها ،بههل علههى العكههس مههن ذلههك ،فإنههه يسههتفيد بصههفته واحههد مههن الجماعههة أي مههن
إنفاق حصيلة الضريبة على المرافق العامة.
إن المم ههول ال ههذي ي ههدفع الضه هريبة ال يس ههتفيد م ههن الخ ههدمات العام ههة بطريق ههة فردي ههة ،وان مق ههدارها ال يتح ههدد
بمقدار هذا النفع الخاص ،بل يتوقف تحديده على مقدرته التكلفية ،وهذا ما يميهز الضهريبة عهن الرسهم الهذي ههو
مبلغ مالي تقتصه الدولة جب ار من بعض األشخاص مقابل نفع خاص لهم ومثال ذلك رسوم البريد.
رأينا سابقا أن الدولة ال تفهرض الضهريبة مقابهل نفهع خهاص تقدمهه للمكلهف بأدائهها إضهافة فهإن الغهرض مهن
الض هريبة هههو تحقيههق منفعههة عامههة وقههد درجههت الدسههاتير والق هوانين خههالل الق هران الثههامن عشههر علههى تأكيههد هههذا
المعنى ،منعا الستخدام حصيلة الضرائب في إشباع الحاجهات الخاصهة بهالملوك واألمهراء ،لكهن قهام خهالف بهين
االقتصاديين حول تحديد المقصود بالمنفعة العامة.
7
الفصل األول :دراسة تحليلية للجباية
فق ههد قص ههر التقلي ههديون مض ههمون المنفع ههة العام ههة ف ههي مج ههال ف ههرض الضه هريبة عل ههى تغطي ههة النفق ههات العام ههة
التقليدي ههة ،أي أنه ههم قص ههروا الضه هريبة عل ههى الغ ههرض الم ههالي وح ههده وق ههد أرادوا ب ههذلك أن يجعله هوا منه هها أداة مالي ههة
محضه ههة ،بحيه ههث ال يكه ههون لهه هها أي تغيه ههر فه ههي األوضه ههاع االقتصه ههادية أو العالقه ههات االجتماعيه ههة أو العالقه ههات
االجتماعيههة القائمههة ،ومعنههى ذلههك أنهههم يتصههورون أن قصههر الض هريبة علههى الغههرض المههالي يكفههي لجعلههها أداة
محايدة.
المؤكد أن هذا المعنى الضيق لفكرة حياد الضريبة ال يضمن هذا الحياد وذلك لسببين:
أولهمـا :أن الضهريبة ههي تحويههل لمبلهغ نقههدي ،وعلهى ذلههك فإنهها ال يمكههن أن تكهون محايههدة إال إذا كانهت النقههود
محايدة وهو ما ينكره التحليل الحديث.
ثانيهما :أن حياد الضريبة يتطلهب دقهة فهي التنظهيم الضهريبي ،وههو مها يصهعب عملهه ،وبالتهالي نخلهص إلهى أن
الضريبة البد أن تؤثر في البنيان االقتصادي وفي البنيان االجتماعي.
االقتص ههاديون الح ههديثون ال يتص ههورون ولألس ههباب الس ههابقة ال ههذكر حي ههاد الضه هريبة ،ويس ههلمون بتأثيره هها ف ههي
البني ههان االقتص ههادي واالجتم ههاعي ،ب ههل إنه ههم باإلض ههافة إل ههى ذل ههك يس ههتخدمونها بص ههفتها أداة للت ههأثير ف ههي البني ههان
االقتص ههادي واالجتم ههاعي ،أي لتحقيهههق أغه هراض مالي ههة ،فالض ه هريبة أداة هام ههة م ههن أدوات إعهههادة توزي ههع اله ههدخل
الوطني ،أي أنها تشكل أداة هامة من أدوات السياسة االقتصادية والسياسة االجتماعية.
تشه ههكل الض ه هريبة اقتطه ههاع جبهههائي إجبه ههاري ،إذ أنهههه توجه ههد اقتطاعهههات إجباريه ههة أخهههرى غيه ههر جبائيه ههة ،وهه ههي
اق تطاعات الجباية المستقلة التي تتكون من اقتطاعات تدفع لحساب أشخاص معنويهة ،ههذه االقتطاعهات تتكهون
من رسوم الجباية المستقلة ،االشتراكات االجتماعية واإلتاوات المحصلة مقابل خدمات مقدمة.
8
الفصل األول :دراسة تحليلية للجباية
تعهرف رسههوم الجبايهة المسههتقلة علهى أنههها "تقهبض ألجههل منفعهة اقتصههادية أو اجتماعيهة لحسههاب األشههخاص
المعنوية العامة أو الخاصة ،الذين تتجرد منهم صفة الدولة ،الجماعات المحلية ومنشآتهم العامة أو اإلدارية".
على ضوء ذلك نجد أن الرسوم والضهريبة يختلفهان فهي الخصهائص إذ أن ههذه الرسهوم تقتطهع ألجهل منفعهة
اقتصههادية أو اجتماع يههة ،بينمهها الض هريبة يكههون لههها أهههداف عامههة مشههتركة ،بالتههدخل كههأداة اقتصههادية ومههن حيههث
المسههتفيد مههن هههذه الرسههوم ،يكههون شههخص معنههوي خههاص أو عههام تتجههرد منههه صههفة الدولههة كالواليههة أو البلديههة،
بينمها الضهريبة تههدفع للدولههة بههدون مقابههل آنههي ومحههدد ،وال يكههون للشههخص المعنههوي الحههق فههي أن يكههون مسههتفيدا
من اقتطاعات الضريبة.
.2االشتراكات االجتماعية:
تشههكل هههذه االقتطاعههات اإلجباريههة عائههدات األشههخاص الههذين يكههون لهههم مقابههل هههذه العائههدات المقبوضههة
على شكل اشتراكات ،خدمات اجتماعية.
ههذه االشههتراكات تعتبهر أداة إلعههادة توزيهع الههدخل بمهنح خههدمات ماليهة ،إذ تعتبههر عنصه ار هامهها فهي مههداخيل
األسههر ،بههل أنههها أحيانهها تشههكل المصههدر األساسههي لعههدد معتبههر مههن األفهراد فالخههدمات االجتماعيههة تسههمح بإعههادة
التوزيع بين الفئات االجتماعية.1
إن الخدم ههة االجتماعي ههة المقدم ههة لألش ههخاص ال ههذين س ههاهموا ف ههي ه ههذه االش ههتراكات لتحقي ههق منفع ههة فردي ههة،
تختلف عهن الضهريبة كونهها اقتطهاع بهدون مقابهل والخدمهة المقدمهة علهى شهكل تهأمين ضهد األخطهار التهي تحهيط
باألشخاص المساهمة في االشتراكات االجتماعية تعتبر مقابل.
إن النظه ههام القه ههانوني له ه ههذه االشه ههتراكات االجتماعيه ههة يفرض ه ههه القه ههانون بصه ههفة عام ه ههة حيه ههث أن مؤسس ه ههات
االشتراكات االجتماعية تحدد المبادئ المتعلقة بالوعاء وطرق التحصيل.2
1صورية بن عياد ،اجلباية و التنمية اإلقتصادية ،مذكرة لنيل شهادة الليسانس،اجللفة ،1112/1114،ص.9
2امني يعقوب ،اجلباية والتنمية االقتصادية ،مذكرة خترج ،INFالقليعة ،0772 ،ص .02
9
الفصل األول :دراسة تحليلية للجباية
تعتب ههر الضه هريبة عنصه ه ار أساس ههيا ف ههي تموي ههل النفق ههات العام ههة إذ ال تض ههع عائق هها أم ههام مس ههتعملي بع ههض الم ارف ههق
العامة ،في تحملهم لجزء من األعباء مقابل ما قدم لهم من خدمة ،المبهالغ الماليهة التهي تقهدم علهى شهكل إتهاوات
تكون لها عالقة مباشرة مع قيمة الخدمة المقدمة من طرف المؤسسة العامة أو الخاصة.
من بين هذه اإلتاوات نجد اإلتاوات المتعلقة بالطيران والتهي تقهبض مهن طهرف المنشهأة الوطنيهة للمالحهة الجويهة
والمؤسس ههات الت ههي ت ههنظم خ ههدمات المط ههارات ،اإلت ههاوات المقدم ههة مقاب ههل اسه هتعمال الطرق ههات ،1وتش ههبه الضه هرائب
اإلتهاوات فهي عنصهر الجبههر واإللهزام لكنهمها يختلفهان فههي أسهاس فرضههما ،فاإلتهاوة يههدفعها المسهتفيد علهى أسههاس
مقهدار المنفعهة الخاصههة والتهي ل قابلههة للتقهدير والتحديهد ،أمهها أسهاس فههرض الضهريبة ههو المسههاهمة فهي األعبههاء
العامة وان لم يحصل الممول على منفعة خاصة من خالل الضريبة.
يقصد آدم سميث بقاعدة العدالة أن يسهم كل أعضاء الجماعة في تحمل أعباء الدولة تبعا لمقدرتهم
النسبية ،وتعود فكرة المقدرة النسبية كأساس للضريبة إلى بودان الذي اعتمد في تحديدها على معايير ثالثة
وهي الثروة ،الدخل والدخل الصافي.2
10
الفصل األول :دراسة تحليلية للجباية
وقههد حههددت هههذه القههدرة النسههبية الممههولين بمهها يتمتعههون بههه مههن دخههل فههي ظههل حمايههة الدولههة ،حيههث تكههون
مساهمة أعضاء الجماعة في األعباء العامة بالتناسب مهع دخهولهم ،وانطالقها مهن فكهرة آدم سهميث ،رأى الكثيهر
مهن كتاهاب القهرنين الثهامن عشههر والتاسهع عشههر سهواء فهي انجلته ار أو فرنسها ضهرورة تناسهب الضهريبة مهع الههدخل،
وذلههك ألن الخدم ههة التههي يحص ههل عليههها المم ههول ت ههزداد مههع ازدي ههاد الههدخل ،كم هها رأى الكتاههاب أيض هها أ ،الضه هريبة
النسههبية هههي وحههدها التههي تحقههق العدالههة الض هريبية إضههافة إلههى أن الفكههر المههالي الحههديث قههد انصههرف إلههى أن
الض هريبة التص ههاعدية تحق ههق العدال ههة ألنه هها ه ههي الت ههي تسههمح ب ههأن يس ههاهم الممول ههون ف ههي األعب ههاء العام ههة حس ههب
مقدرتهم التكلفية.
وبالتالي المقصود بفكرة العدالة الضريبية لم يكن موضهع اتفهاق بهين كتاهاب الماليهة ،وقهد رأى بعهض الكتاهاب
أن هذه العدالة تتحقق بالضريبة النسبية ،وهي ما تعرف بالمساواة في التضحية.
ويج ههدر بنههها التنبيهههه إله ههى أن فكه هرة العدالهههة فه ههي الفكهههر المهههالي الح ههديث ال تقتصهههر عله ههى األخه ههذ بالض ه هريبة
التص ههاعدية فحس ههب ،بهههل إنه هها تتطلهههب أيض هها إعفهههاءات مالي ههة لمقابلهههة االعتب ههارات الشخصه ههية ،وتقري ههر بعه ههض
الخصومات بالديون والتكاليف الالزمة للحصول على الدخل.
.2مبدأ اليقين:
تقتضي هذه القا عدة أن يكون المكلف بدفع الضريبة على علم ودراية كاملهة بميعهاد الهدفع وطريقتهه والمبلهغ
المطلوب حتى يتمكن من معرفة حقوقه وواجباته ،وفي ههذا الصهدد وجهب علهى الدولهة إعهالم جميهع الخاضهعين
للض هريبة بالمعلومههات الكافيههة ،وأن تههوفر شههروط الد اريههة وأن تعمههل علههى تثبيههت وات هزان الق هوانين الض هريبية قههدر
اإلمكان ،ألن كثرة التعهديالت واالضهطرابات تثقهل عهبء الممهول وتفقهده الثقهة فهي اإلدارة ،ههذه الثقهة التهي تلعهب
دو ار هامهها فههي كههل األنظمههة الضهريبية وانعههدامها غالبهها مهها يههدفع الممههول إلههى الغههش والتهههرب الض هريبيين ،إال أن
تطبيقات مبدأ اليقين تبقى نسبية في الدول النامية إذا ما قورنت بأنظمة الدول المتقدمة.
ينصههرف هههذا المبههدأ إلههى ضههرورة أن تكههون مواعيههد تحصههيل الضهريبة واجهراءات التحصههيل مالئمههة للممههول
تفاديا لثقل عبئها عليه ،ويعتبر الوقت الذي يحصل فيه الممول على دخله أكثر األوقات مالئمة لدفع
11
الفصل األول :دراسة تحليلية للجباية
الضرائب المفروضة على كسب العمهل أو علهى إيهراد القهيم المنقولهة ،كمها تقتضهي تقسهيط الضهريبة علهى دفعهات
متباعدة حتى يسهل عليه دفعها بأقل تضحية ممكنة.
إذ أن مفهههوم المالئمههة نسههبي فههي الضهرائب غيههر المباشهرة إذ قههد يتحمههل المسههتهلك قههدر مههن عههدم المالئمههة
لكن ذلك يرجع إلى حريته في شراء سلع خاضعة لهذه الضريبة.
تقتضي هذه القاعدة كما حددها آدم سميث إلهى ضهرورة االقتصهاد فهي نفقهات الجبايهة أي ضهرورة أن تهنظم
كل ضريبة بحيث ال يزيد ما تأخذه من المستحقة عليهم عما يحصل للخزينة العمومية إال بأقل مبلغ ممكن.1
فعادة ما تؤخذ الضريبة من المستحقة عليهم بمبلغ يزيد كثيه ار عمها يحصهل للخزينهة العموميهة إذا مها احتهاج
تحصههيلها إلههى عههدد كبيههر مههن المههوظفين ،تسههتهلك أجههورهم جههزءا كبيه ار مههن حصههيلتها ،وهههو مهها يعنههي أن تشههغيل
هؤالء الموظفين يشكل ضريبة إضافية على األشخاص الخاضعين للضريبة.
1
منسي أسعد عبد املالك ،مرجع سبق ذكره ،ص .072
12
الفصل األول :دراسة تحليلية للجباية
كمها يمكههن أيضهها وبههدال مهن تتبههع الثههروة وهههي تحهت يههد الخاضههع ،أن نتبعههها فهي تههداولها أو فههي اسههتعمالها،
وذلههك بفههرض الض هريبة علههى التصههرفات وعلههى المعههامالت إذ تههزداد عههددا وقيمههة بازديههاد الثههروة ،ويشههكل فههرض
الضريبة على تداول الثروة وعلهى اسهتعمالها الطريقهة غيهر المباشهرة لتتبهع الثهروة ويمكهن تسهجيل عهدة مالحظهات
على هاتين الطريقتين أهمها:
تهدفان على تتبع الثهروة ،أي فهي حالهة وجودهها أو تحركهها ،ففيمها يخهص الطريقهة غيهر المباشهرة نالحهظ أن
الفن المالي يتخذ من تداول الثروة ومن استعمالها موضوعا للضريبة بصفتها مظه ار خارجيا لوجود الثروة.
أن الخيههار بههين الطريقههة المباش هرة وغيههر المباشهرة لتتبههع الثههروة يعنههي فههي الوقههت نفسههه خيهها ار بههين نههوعين مههن
الموضوعات التي تفرض عليها الضريبة وهما وجود الثروة وتداولها.
أن كههل طريقههة مههن هههاتين الط هريقتين فههي تتبههع الثههروة تقتضههي باإلضههافة إلههى اخههتالف المههادة التههي تتخههذها
موضههوعا للض هريبة عههن تلههك التههي تتخههذها الطريقههة األخههرى ،إج هراءات فنيههة خاصههة تختلههف عههن تلههك التههي
تقتضيها الطريقة األخرى.
لقد اعتمد الفكر المالي على التفرقة بين الضريبة المباشرة والضريبة غير المباشرة على ثالثة معايير:
.1المعيار اإلداري:
يت خ ههذ بع ههض علم ههاء المالي ههة أس ههلوب التحص ههيل كمعي ههار للتفرق ههة ب ههين ه ههذين الن ههوعين م ههن الضه هرائب ،في ههرون أن
الض هريبة مباش هرة إذا كانههت عههن طري ههق جههداول اسههمية تنههدرج فيههها أس ههماء الخاضههعين للض هريبة ومقههدار الم ههادة
13
الفصل األول :دراسة تحليلية للجباية
الخاضعة والمبلهغ الواجهب تحصهيله وتهاريس االسهتحقاق إذ تعتبهر غيهر مباشهرة إذا لهم تحصهل بههذه الطريقهة وانمها
بحدوث وقائع أو تصرفات معينة ،ومثهال ذلهك عبهور سهلع معينهة مسهتوردة علهى إدارة الجمهارك إذ تفهرض عليهها
ه ههذه الس ههلع ضه هرائب جمركي ههة ،ويع ههاب عل ههى ه ههذا المعي ههار ف ههي التفرق ههة أن ههه غي ههر علم ههي ،وك ههذلك نج ههد أن ههه م ههن
المفروض أن يراعي اختالف في طبيعة الضرائب ال في أساليب تحصيلها ألن ههذه األسهاليب معرضهة للتغييهر
إذا اقتضهت الظهروف ذلههك "ولهيس مهن المعقههول أن تعتبهر ضهريبة مها مهن الضهرائب المباشهرة فهي وقههت معهين ثههم
تصبح من الضرائب غير المباشرة لمجرد تغيير طريقة جبايتها".1
تعنههي راجعيههة الض هريبة تحديههد الشههخص الههذي يتحمههل عههبء الض هريبة بصههفة نهائيههة وهههو مهها أسههماه آدم سههميث
بظاهرة استقرار الضريبة.2
إذ انه ليس من الضروري أن الذي يتحمل العبء في النهاية هو نفسهه الملتهزم قانونيها بأدائهها وعلهى ضهوء
هذا المدلول تفرق اإلدارة بين شخصين:
أ -المكلف القانوني :وهو شهخص وسهط تفهرض عليهه الضهريبة ثهم ينقلهها إلهى شهخص آخهر وذلهك بهدمج ثمنهها
في السلعة ويسمى هذا بدفع العبء إلى األمام.
ب -المكلــف الحقيقــي :يعتبههر هههذا الشههخص الههذي ال يتعامههل مههع اإلدارة الجبائيههة ،مكلفهها حقيقيهها ولكنههه يتحمههل
عبء الضريبة بصهفة نهائيهة ،وعلهى ههذا األسهاس تكهون الضهريبة مباشهرة إذا كهان الهذي يتحملهها نهائيها ههو
الههذي يههدفعها للخزينههة ،وتكههون غيههر مباشهرة إذا كههان الشههخص الههذي يههدفعها يسههتردها عههن طريههق عبئههها إلههى
المكلهف الحقيقههي أي المسههتهلك النههائي ،وهكههذا تكههون الضهريبة علههى الههدخل مهثال ضهريبة مباشهرة والضهريبة
على رأس المال ضريبة غير مباشرة.
يؤخههذ بهههذا المعيههار إلههى حههد مهها ،لكنهه يعههاب عليههه أن نقههل العههبء الضهريبي يتههأثر باعتبههارات اقتصههادية ،فقههد
يحههدث وان يبقههى ثمههن السههلعة كمهها كههان فههرض الض هريبة وعنههد المسههتورد) إذا كههان الطلههب الههداخلي علههى هههذه
الس ههلعة كثي ههر المرون ههة ،فيض ههطر إل ههى تحم ههل الع ههبء الضه هريبي للحف ههاظ عل ههى العم ههالء وذل ههك بتخف ههيض ال ههثمن
ويصبح مكلفا حقيقيا كونه يتحمل الضريبة بصفة نهائية.
14
الفصل األول :دراسة تحليلية للجباية
يتفههق معظ ههم االقتص ههاديون علههى ه ههذا المعي ههار وبمقتض ههاه تكههون الضه هريبة مباشه هرة إذا فرضههت عل ههى م ههادة تتس ههم
بالثبههات أو االسههتقرار النسههبيين كالض هريبة العقاريههة المفروضههة علههى الملكيههة والض هريبة العامههة المفروضههة علههى
اإلي هرادات والمفروضههة علههى الههدخل ،وتعتبههر الض هريبة غيههر مباش هرة إذا كانههت مفروضههة علههى وقههائع وتصههرفات
عرضية غير متوقعة كإجراءات نقل الملكية التي تفترض عليها الضريبة عند توثيق العقد الناقل لها.
فعلههى ال ههرغم مههن وض ههوح هههذا المعي ههار إال أن بعههض الكت ههاب يثيههرون التس ههاؤل عههن حقيق ههة الض هريبة عل ههى
التركههات ،إذ تعتب ههر ه ههذه األخيه هرة ضه هريبة غيههر مباشه هرة إذا م هها فرض ههت بس ههعر مرتفههع ألنه هها تك ههون ف ههي الحقيق ههة
مفروضههة علههى الثههروة ذاتههها ال علههى واقعههة انتقالههها ،وأيهها كههان األمههر فههي شههأن دقههة المعههايير المقترحههة وعههدم
كفايتهها فههإن التقسههيم ذاتههه مفيههد ومرغهوب فيههه ،وهههذه الفوائههد تقههاس مهن وجهههة النظههر االقتصههادية والماليههة بمههدى
إسهههامها فههي التعههرف علههى طبيعههة الض هرائب وأثرههها فههي الحيههاة االقتصههادية فالض هرائب المباش هرة هههي التههي تقبههل
بطبيعتهها أن تكههون محهال لم ارعههاة الظهروف الشخصههية للمكلهف أمهها الضهرائب غيههر المباشهرة فهههي التهي ال يمكههن
معها إعمال فكرة شخصية للضريبة أو مراعاة هذه الظروف .
15
الفصل األول :دراسة تحليلية للجباية
من مزايا هذه الضريبة تحقيق مبدأ العدالة الضريبية بقدر أكبهر مهن الضهريبة النسهبية ألن كهل مكلهف يهدفع
القدر المالئم لدخله على العكس في الضريبة النسبية ،كمها أنهها ت ارعهي االعتبهارات االقتصهادية واالجتماعيهة ،
أي أن في تطبيق مبدأ تصاعد الضريبة سيقل من حدة الطبقات الموجودة في المجتمهع ويعهاب عليهها أنهها تقلهل
من درجة تكوين رأس مال المكلف بالقدر الموجود في الضريبة النسبية.
16
الفصل األول :دراسة تحليلية للجباية
.1تعريف الدخل:
لقد اختلف علم االقتصاد وعلم المالية العامة علهى تعريهف الهدخل فيعرفهه FISHERبأنهه عبهارة عهن تيهار
م ههن االش ههباعات يت ههدفق خ ههالل فته هرة زمني ههة معين ههة كم هها يعرف ههه HICKSبأن ههه"عبارة ع ههن القيم ههة النقدي ههة للس ههلع
والخههدمات الت ههي يحصههل عليه هها الفههرد م ههن مص هدر مع ههين خ ههالل فت هرة زمني ههة معينههة 1أم هها الماليههة العام ههة فيرج ههع
تعريفها إلى نظريتين:
نظريههة المصههدر والتههي تعرفههه علههى أنههه قههوة ش هرائية نقديههة تتههدفق بصههفة دوريههة خههالل فت هرة زمنيههة معينههة أمهها
نظرية اإلثراء فتعرفه بأنه القيمة النقدية للزيادة الصافية لمقدرة الشخص االقتصادية بهين تهاريخين أو خهالل مهدة
زمنيههة معينههة 2وعلههى العمههوم فههيمكن أن نعههرف الههدخل علههى انههه تلههك الزيههادة فههي ذمههة الممههول خههالل فت هرة زمنيههة
معينة ,هذه الزيادة تقدر بالنقود وعند استهالكها ال تمس الثروة األصلية .
.2الضريبة على الدخل:
تقه ههدر الض ه هريبة عله ههى أسه ههاس مه هها يحققه ههه المكله ههف منهه هها خه ههالل فت ه هرة زمنيه ههة معينه ههة س ه هواء كانه ههت جه ه ه ار أم
سرا,ونسههتطيع أن نميههز مههن خههالل التعريههف السههابق للههدخل نههوعين مههن الض هريبة علههى الههدخل :ض هرائب نوعيههة
وضرائب عامة .الضريبة النوعية أو الضريبة على فروع الهدخل 3وتمهس كهل نشهاط يمارسهه المكلهف علهى حهدى
مثههل الض هريبة علههى األجههور والمرتبههات ،والض هرائب علههى األربههاح المهههن الح هرة ،أمهها الض هرائب العامههة فتنههاول
جميع عناصر دخل المكلف على اختالف أنواعها مثال الضريبة على الدخل اإلجمالي و. )IRG
1عبد املنعم فوزي "املالية العامة والسياسة املالية" دار النهضة 0791ص 012
عبد املنعم فوزي ,مرجع سبق ذكره ,ص .011 2
17
الفصل األول :دراسة تحليلية للجباية
نفس الضريبة علهى رأس المهال التهي تمهس جميهع عناصهر الثهورة المكونهة للذمهة الماليهة للمكلهف ونفهرق فهي
مجههال الض هريبة علههى رأس المههال بههين نههوعين وهمهها :الض هريبة علههى رأس المههال والض هريبة علههى الثههروة ونقصههد
بالضريبة على رأس المال تلك التي تفرض على رأس مال المنتج ،أي المستخدم في العملية اإلنتاجية بينما
نقصههد بالض هريبة علههى الثههروة تلههك التههي تفههرض علههى كههل مهها يمتلكههه الممههول مههن األم هوال العقاريههة أو المنقولههة
نتطرق في دراستنا هذه إلى أهم الضرائب التي تفرض على رأس المال وهي ثالثة أنواع:
هي ضريبة استثنائية أي غير دورية ،تفهوض فهي الظهروف االسهتثنائية ،ومثهل ذلهك أوقهات الحهرب
وعادة ما تكون هذه الضريبة بسعر مرتفع وبالتالي يؤدي الوفهاء بهها إلهى اقتطهاع جهزء رأس المهال لهذلك
يؤخذ على هذه الضريبة أنها:
أنهها تضههعف مههن ميههل األفهراد لالدخههار ومههن مههيلهم لالسههتثمار ،وههذا ألنههها تصههيب رأس المههال أي تصههيب
مصدر االدخار .
ففههي سههبيل تبريههر هههذه الض هريبة االسههتثنائية علههى رأس المههال يمكههن القههول أنههه تعتبههر الزمههة لتصههفية بعههض
الطبقات االجتماعية أو للحد من التفاوت بين الطبقات .
إذا تحدث في قيمهة رأس المهال ،سهواء كهان فهي شهكل أمهوال عقاريهة أم فهي شهكل أمهوال منقولهة وان كانهت
غالبهها مهها تفههاوض علههى الزيههادة فههي قيمههة العقههار ،وشههرط فههرض هههذه الضهريبة علههى الزيههادة فههي قيمههة العقههار أال
تكههون هههذه الزيههادة راجعههة إلههى عمههل صههاحب العقههار بههل إلههى ظههروف المجتمههع ،ومثلههها األعمههال العامههة وزيههادة
السكان والمضاربة على العقارات والحروب والتنمية االقتصادية .
يقص ههد بالضه هريبة عل ههى الترك ههات تل ههك الضه هريبة الت ههي تف ههرض عل ههى انتق ههال رأس الم ههال م ههن الم ههورث إله ههى
الموص ههى له ههم ،وانطالق هها م ههن ه ههذا المفه ههوم اعتب ههرت ه ههذه الضه هريبة ضه هريبة مباشه هرة عل ههى ذات الث ههروة بمناس ههبة
انتقالها بالوفاة .
18
الفصل األول :دراسة تحليلية للجباية
كمهها يمكههن القههول بههأن الضهريبة علههى التركههات ،والتههي تكههون عههادة بسههعر مرتفههع تضههمن الخزينههة العموميههة
حصههيلة مال يههة كبيهرة وأن الدولههة قههد تلجههأ إلههى فههرض الضهريبة قبههل توزيههع التركههة ،وأن الهوارث يسهههل عليههه وهههو
يتلقى التركة دفع الضريبة منها .
.1الضريبة المتدرجة:
تقوم بإخضاع جميع المراحل التي يمر بها اإلنتاج دون تمييهز وذلهك مهن مرحلهة إعهداد السهلعة لالسهتهالك
النهائي إلى مرحلة تجارة التجزئة.1
.2الضريبة الوحيدة:
وتقوم بإخضاع مرحلة واحدة من مراحل اإلنتاج دون غيرها من المراحل كاسهتعمال الضهريبة علهى اإلنتهاج
أو الضريبة على االستهالك.
19
الفصل األول :دراسة تحليلية للجباية
إنتاجه ليؤدي ها طبعا بعد خصم مبلغ الضريبة التي سبق وأن تهم توريهدها للخزينهة فهي الم ارحهل السهابقة مهع تقهديم
الوثائق التي تثبت ذلك .
20
الفصل األول :دراسة تحليلية للجباية
حسب ما تم التعرض إليه من خالل الفصل األول فإن الجباية تتكون من اقتطاعات ضريبية و اخرى غير
ضريبية ،تمثل فيها الضريبة الجزء الهام .
الضريبة هي عبارة عن فريضة جبرية نقدية دفعها يكون بال مقابل مباشر و نهائي ،تخضع لمبادئ و قواعد
منها اليقين و المالئمة في الدفع و االقتصاد في النفقات ،و الغرض من هذه القواعد هو التوفيق بين مصلحة
الدولة و مصلحة المكلفين.
كما تستخلص أيضا ان الضريبة ليست حيادية إذ ان الدولة تستخدمها لتحقيق أهدافها و كذا تحافظ بها علي
االستقرار االقتصادي مثل عالج التضخم و االنكماش االقتصاديين.
21
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
نتعرض في الفصل الثاني من دراستنا إلى الخزينة العمومية باعتبارها أهم المنشآت المالية المكلفة بتسيير
مالية الدولة ،فيقع على عاتقها عبء تسجيل العمليات المالية و ذلك عن طريق تحصيل الموارد المالية
إلنفاقها في مختلف الميادين اإلقتصادية واإلجتماعية.
ومن بين المداخيل التي تدعم الخزينة العمومية نجد الجباية العادية التي تتضمن أنواعًا مختلفة منها
الضرائب المباشرة وغير المباشرة ،والتي ال يزال -ولحد كتابة هذه األسطر -االعتماد عليها ثانويا إذا ما
قورنت بالجباية البترولية التي تعد الممول الرئيسي للخزينة ،والتي تبنى على ضوئها السياسة المالية
والنقدية للبالد ،وتحدد على أساسها الميزانية العامة واإلستراتجيات اإلقتصادية المتبناة من طرف الدولة
وتوجهها االقتصادي ،لذلك فإن الخزينة العمومية عموما و الميزانية العامة خصوصا أضحتا من أهم
الموضوعات التي تعنى بها المالية العامة فهي تتطلب دقة وعناية كبيرتين عند تحضيرها فعليها يتوقف
نجاح نشاط الدولة اإلقتصادي ،ومن ثم تستطيع الخزينة القيام بمختلف المهام المنوطة بها من اجل سير
أجهزة الدولة وأنشطتها المالية.
22
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
23
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
أموال ال تعد إيرادا بالمعنى الصحيح 1ووجودها كإيرادات في الميزانية الموحدة يعتبر تضخيما لإليرادات
والنفقات دون مبرر ومن ثم استوجب فصلها عن اإليرادات والنفقات الحقيقية وادراجها في بيان مستقل
يتمثل في حسابات خاصة بكل نوع ،يطلق عليها حسابات الخزينة.
احتراما لمبدأ وحدة الميزانية -سنتكلم عنه الحقا في مبادئ الميزانية -إن مبالغ الضمانات
والتأمينات وقت قبضها من طرف الدولة ال يجب اعتبارها كإيرادات ألنها سترد الحقا و نفس الشيء وقت
إرجاعها فال تعد إنفاقا ،كما أ ن فتح أو إقفال هذه الحسابات ال يكون بموجب قانون المالية.
2
مثال عن كيفية فتح حساب الخزينة
يفتح في كتابات الخزينة حساب التخصيص الخاص رقمه 3372-780الذي عنوانه " الصندوق الوطني
لدعم تشغيل الشباب " و يقيد في هذا الحساب:
* في باب اإليرادات:
... ....و بدون تغيير ) ........
* في باب النفقات:
منح القروض بدون فائدة لصالح الشباب ذوي المشاريع.
يدرج في هذه الحسابات مبالغ اإليرادات والنفقات المخصصة لتنفيذ العمليات ذات الطابع الصناعي أو
التجاري التي تقوم بها المرافق العمومية للدولة ،وهذا بصنف استثنائي.3
1
Paul Marie Gaudmet, Politique financière budget et trésor, Edition Monte Christine, P 88.
2المادة 44من قانون المالية رقم 09-44الصادر في 09جويلية 0744المتضمن قوانين المالية.
3
المادة 24من قانون 09-44قانون المالية لسنة 1111الفصل الثالث الحسابات الخاصة بالخزينة.
24
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
-2حسابات التخصيص:
إن الهدف من فتح هذا الحساب كما ورد في المادة 66من قانون 10-84هوتخصيص بعض اإليرادات
ا
لتغطية بعض النفقات تعارضا مع مبدأ عدم التخصيص.
-3حسابات التسببيقات:
كلنا نعلم أن هناك ضرائب محلية تستفيد منها الخزينة العامة مشاركة مع الجماعات المحلية مثل البلديات
وذلك لتغطية نفقا ت هذه األخيرة ،غير أنها غالبا ما تعتمد على اإلعانات التي تمنحها لها الدولة عندما ال
تستطيع أن تستوفي إيراداتها نفقاتها ،و هذا في شكل تسبيقات لمتابعة نشاطها ولقد جاء هذا في نص
المادة 68من قانون .10-84
-4حسابات القروض :
كما رأينا فإن الخزينة تستطيع منح قروض استثمارية للمؤسسات اإلنتاجية تدعيما لها ،كما أنها تقوم بتمويل
التسبيقات إلى قروض في حدود االعتمادات الموجهة لهذا الغرض مع استفادتها من الفوائد المطبقة عليها،
والتي غالبا ما تكون اقل من تلك المقررة في المؤسسات المالية و المصرفية.1
-5حسابات التسوية مع الحكومات األجنبية:
يقرر سنويا المبلغ اإلجمالي المخصص لعمليات التسوية مع الحكومات األجنبية وذلك عن طريق قوانين
المالية تسهيال إلجراء التسويات الالزمة مع الحكومات األجنبية.2
1حسين الصغير ،دروس في المالية و المحاسبة العمومية ،الدار المحمدية ت الجزائر ،0777 ،ص ص .020 – 021
2المادة 120من قانون رقم 09-44
25
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
استرجاع ما يخص اإليرادات و الدفع فيما يخص النفقات ،و تنبثق من الخزينة عمليات أخرى تتمثل في
حركات مالية تقوم بها في أي وقت وعبر التراب الوطني ،يمكن تلخيصها أساسا في تسيير األموال الجاهزة
حتى يمكنها تلبية حاجيات السيولة لدفع النفقات والتخلص من فائض األموال في حالة فائض سيولة لدى
المحاسبين العموميين.1
لكن في فترة تنفيذ قانون المالية للسنة ولتغطية مصاريف الدولة ،الترصيد ال يتم في نفس الوقت مع دفع
النفقات فيت م الدفع في األشهر األولى أو األخيرة للسنة ،هذا الفارق يفسر من خالل إرادة اإلدارة في
استهالك القروض غير المؤجلة من سنة ألخرى خالل األشهر الثالثة األولى من العام الجديد حين ذلك
النفقات المؤجلة ستعجل بشكل محسوس تنفيذ نفقات بداية السنة ،مع اختالف مواعيد تفصيل إيرادات
الدولة المتواصلة عن تنفيذ النفقات .
من جهة أخرى على الدولة أ ن تحظى بدائرة مالية خاصة تمكنها من العمل بمبدأ العالج المؤقت لمشاكل
الخزينة وممارسة عندئذ وظيفة أمين صندوق الدولة.
-2مصرفي الدولة:
تعد الخزينة مؤسسة مالية للدولة ،تحقق نشاط بنكي بأتم معنى الكلمة وتتمتع بمحفظة مكونة من إيداعات
العديد من الممولين ،هؤالء الممولين يتمثلون في هيئات مصالح وخواص عليهم بإيداع أموالهم بموجب
القانون عند المحاسبين العموميين للخزينة .
1
Drradji Lalmi, mémoire de fin de stage : le rôle du trésor, école supérieure des banques 2001, p32.
26
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
والمراقبة ،في هذا الصدد ،الخزينة تقوم باإلشراف والتنظيم واجراء عمليات تقييميه وتحليلية كما تقترح
التصحيحات والتعديالت الضرورية لمشاريعها ومؤسساتها.
ب -أذونات الخزينة :هي قروض قصيرة األجل ،ويصلح إيداع هذه السندات لحصول الخزينة على
السيولة النقدية حيث أن هذه االذونات ال تودع إال على المدى القصير على خالف الدين ،وتعرف
بالدين العائم la dette flottanteالمتجمد الذي تودع سنداته على المدى الطويل ،و ال توجد
في الجزائر سوى سندات الخزينة التي تصدر تحت حسابات جارية؛
ج -سلف بنك اإليداع :1بنك اإليداع هو بنك الجزائر أي البنك المركزي السابق وهو بنك ينفرد بمهمة طبع
النقود بتفويض الدولة ،وتتم ثل عملية منح سلف إلى الخزينة في أن بنك الجزائر يقوم بطبع نقود جديدة
لصالح الخزينة.
ننوه إلى أن هذه العملية ال تلجأ إليها الدولة إال في حالة ما إذا لم تجد العمليات السابقة نفعا،
ويجدر بنا أن ا
باعتبار أن طبع النقود بدون زيادة في الدخل القومي يؤدي إلى تضخم نقدي ،وهذا األخير إذا لم يتحكم فيه
يؤدي حتما إلي أزمة اقتصادية.
27
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
-2العمليات ذات الطابع المؤقت والمدرجة في الميزانية العامة و الميزانيات الملحقة والحسابات
الخاصة؛
-3العمليات المنفذة برأسمال والخاصة بالدين العمومي على المدي الطويل والمتوسط؛
-4عمليات الخزانة وتحتوي من جهة على إصدار واستهالك القروض ذات المدى القصير ومن جهة
أخرى تحتوي على ودائع المتعاملين مع الخزينة.
مما سبق يتضح لنا أن الخزينة تقوم بالعمليات الخاصة بالميزانية العامة وعمليان أخرى متعلقة بالخزينة
بصفتها مؤسسة مالية مصرفية.
الفرع الثالث :مهام الخزينة
تعنى الخزينة بوظيفتين رئيسيتين وهما :تحصيل اإلي اردات وتنفيذ المصروفات ،وتجابه عند قيامها بمهامها
عدم التوافق الزمني بين اإليرادات والنفقات ،وتتولى حينئذ سد هذا العجز المؤقت بطرق مختلفة ،كما تقوم
ببعض الوظائف المصرفية التي تضمن لها موارد مؤقتة تضاف إلى الموارد المحددة لتحقيق التوازن بين
اإليرادات والنفقات.
إن دور الخزينة هو تنفيذ عمليات الميزانية المتعلقة بقوانين المالية باإلضافة إلى عمليات الحسابات
الخاصة ،وكذا إبرام القروض مع الجمهور ،كما تتكفل بإقرار التوازن الحسابي المستمر في الخزانة
المركزية ،والخزانات الوالئية و ألن الخزينة تملك إيرادات ونفقات مؤقتة ) وذلك ألن اإليرادات المتوقعة في
الميزانية التتطابق مع النفقات في الزمان بمعنى أنه بالرغم من أن مجموع اإليرادات يساوي أو يفوق مجموع
النفقات في نهاية السنة فإن اإليرادات ال تكون بالضرورة متساوية مع النفقات في أي يوم من السنة وخاصة
في األشهر األولى منها ،وا لذي يحدث في بعض األحيان أنه قد يؤمر بصرف نفقة أكبر من اإليرادات التي
دخلت فعال ولهذا تلتزم الخزينة بإقرار هذا التوازن من مواردها الخاصة.
إن إيرادات الخزينة المؤقتة هي أصال إيرادات الميزانية العامة وذلك حسب المادة من 11قانون 10-84
28
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
تعويضات الخدمات؛
1
حسين الصغير ،مرجع سبق ذكره ،ص .027
2حسين الصغير ،مرجع سبق ذكره ،ص .012
29
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
أنها وثيقة تقديرية :أي ا أن الميزانية مجرد أرقام تقديرية تستوجب التمثيل للتأكد من دقتها فهي
تبقى متميزة بعدم التاأكد؛
أنها قاعدة لمراقبة االداء :أي تؤخذ كمرجع أساسي لقياس حجم ونسبة ما يتم إنجاز من برنامج
مسطر خالل الفترة المحددة.
تعتبر الميزانية بمثابة توقعات وتقديرات لنشاط السلطة التنفيذية في المجال المالي لما ستنفقه
أو ستحصل علي ه في المستقبل فهي ليست ترجمة عن حدث فعلي قائم ،ولكنها تقدير لما ينتظر وقوعه من
أحداث مستقبلية عن اإلنفاق و الجباية.
وبالتالي فهي جدول مالي تقديري إليرادات ونفقات السنة المقبلة حيث يعتمد في عملية التقدير على
البيانات الخاصة بالسنوات السابقة ،وبذلك من الناحية اإلقتصادية تعتبر بمثابة خطة لآلداء المالي بما
تتضمنه من تقديرات لحجم النفقات واإليرادات العامة خالل فترة زمنية مقبلة ومنه تجد السلطة التنفيذية
نفسها في المفاضلة بين االختبارات االقتصادية ،كما أن عملية التوقع يجب أن تأخذ في الحساب بعض
األمور منها:
ي جب أن تتميز عملية التقدير هذه بأقصى درجات الموضوعية والدقة و التفصيل؛
يجب أن تتميز عدد التوقعات لمرونة كافية و ما يتماشى و حاالت الطوارئ و التقلبات التي يمكن
أن تحدث .
30
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
-2العنصر االداري:
تتضمن الميزانية مجموعة من اإلجراءات المالية و اإلدارية التي تستخدمها السلطة التنفيذية ،فهي التي
تتولى إعداد الميزانية من الناحية اإلدارية والتنظيمية وبذلك تعد بمثابة عمل بمقتضاه توزع المسؤوليات
الم تعلقة بالق اررات التي يتطلبها تنفيذ الميزانية علي مختلف األجهزة اإلدارية والتنفيذية على وضع يضمن
سالمة هذا التنفيذ تحت إشراف السلطة التشريعية .
إن الهيئة المخول لها تقرير هذه البيانات هي السلطة التنفيذية كونها أكثر كفاءة في هذا الميدان لوجود
اإلدارة تحت تص رفها ،وألنها مصدر البيانات والمعلومات التي تسمح بعملية التوقع و بالتالي هي على دراية
بجميع أمور الدولة و إقتصادية ،إجتماعية أو سياسية ) ،زد على ذلك أنها هي المكلفة بتنفيذها في حالة
المصادقة عليها من طرف المجلس الشعبي.
فالميزانية تعتبر رغم موافقته السلطة التشريعية عليها عمال إداريا ،ليس من جهة الموضوع فحسب وانما من
جهة الشكل أيضا ،إذ أنها خطة تعدها السلطة التنفيذية لتنظيم اإليراد واإلنفاق للدولة وهذا اختصاص من
إختصاصاتها ،والسلطة التنفيذية تمارس اختصاصاتها في شكل ق اررات إدارية.
-3العنصر القانوني:
يكمن هذا الع نصر في وجوب اعتماد وموافقة السلطة التشريعية لهذه التوقعات ويكون ذلك بإصدار قانون
يعرف بقانون ربط الميزانية ،وقانون ربط الميزانية يعد تشريعا من جهة الشكل فقط ألنه صادر عن السلطة
التشريعية في الشكل الذي تصدر فيه القوانين ،ألن أغلب أعمال السلطة التشريعية تصدر في صورة
قوانين لذلك فالميزانية وهي تصدر عن السلطة تصدر في شكل قانوني ،فالميزانية تتألف من قانون الميزانية
ومن جداول إجمالية وتفصيلية ملحقة به.
إن هذه التقديرات والتوقعات ال تكون نهائية ،أي غير قابلة للتنفيذ ،بل تكون في حكم مشروع وبعد
ا
المصادقة عليها من طرف السلطة التشريعية المختصة تصبح في حكم القانون ومن ذلك يتم تنفيذها بحكم
القانون .واضفاء صفة القانون على الميزانية العامة له نتيجة هامة تتبعها مباشرة وهي صفة اإللزام بالتطبيق
فتصبح الحكومة ملزمة بإتباعه بل ومراقبتها من طرف السلطة التشريعية في تنفيذه.
31
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
إن عملية عرض الميزانية على المجلس الشعبي لمناقشتها والتصديق عليها هي بمثابة إعطاء صفة القانون
ا
على الميزانية ،ولكنها في نفس الوقت تعبر عن تفوق السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية ،ويظهر هذا
أن المشروع
أن المجلس أمامه ثالث خيارات :إما قبولها أو رفضها أو تعديلها ،والتفوق الثاني يكمن في ا
ا
أعطى هذا المجلس مراقبة تنفيذ الميزانية كذلك ،وهذا ما يبين درجة التفوق السياسي للجهاز التشريعي على
الجهاز التنفيذي وان كانت هذه العالقة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية قد تغيرت عما كانت عليه
في القرن الم اضي وأصبحت تكاملية ،إال أنه تبقى قوة البرلمان في هذا المجال أكبر من قوة الحكومة ألنه
قد يسحب منها الثقة.
ومنه فالميزانية تساهم في تحقيق أحد مبادئ الدولة الحديثة وهو الفصل بين السلطات بحيث تخول
للسلطة التشريعية مراقبة الحكومة والمصادقةعلى الميزانية التي تحضرها.
وهذه المصادقة التي تعرف باإلجازة هي من اختصاص البرلمان في الدول الديمقراطية التي تعنى بالموافقة
على توقيعات الحكومة من إيرادات عامة ونفقات عامة.
فالحكومة هي التي تقوم بإجراء التقديرات ولكن من شأن سلطة البرلمان الموافقة على هذه التوقيعات
واجازتها ،قبل أن يعود للحكومة تنفيذها ،هذه اإلجازة تصدر عن المجالس النيابية ألسباب سياسية
ودستورية وهذه األسبقية هي ما تعرف بقاعدة أسبقية االعتماد على التنفيذ.
32
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
كبرى من الناحية االقتصادية واالجتماعية ال تقل أهميتها من الناحية السياسية إذ تستطيع الدولة بواسطتها
أن تعد ل في توزيع الدخل القومي على طبقات المجتمع المختلفة عن طريق الضرائب والنفقات العامة ،كما
أصبح لها دور في تحقيق العمالة الكاملة وتعبئة القوى اإلقتصادية والمساهمة في زيادة الدخل القومي
وكذلك في رفع مستوى المعيشة.
بمعنى أن تكون الميزانية موضوعة لمدة سنة وال يهم بدايتها من /1/1ن إلى غاية /12/31ن واليهم
الترتيب ولكن حددت لمدة سنة بالضبط .
وفترة السنة هي المدة المثلى لتقديم اإليرادات والنفقات العامة ،فإذا أعدت لمدة أطول من سنة فقد ال تحقق
لمدة أكثر من
التوقعات التي بنيت عليها لما في الحياة اإلقتصادية والسياسية من تقلبات يصعب التكهن بها ا
أما إذا قلت عن السنة فإن بعض محتويات الميزانية من نفقات وايرادات ستكون متذبذبة وغير معبرة
سنة ،ا
بمقارنتها بمثيلتها في الميزانيات التي سبقتها أو تليها ذلك أن مختلف اإليرادات والنفقات التي تعتمد عليها
بد أن تأخذ الوقت الالزم
الميزانيات تكون موسمية ،إضافة إلى ذلك فإن المراحل التي تمر بها الميزانية ال ا
لها وهذا يعني بأن إعداد أكثر من ميزانية واحدة في السنة يعني إرهاقا لألجهزة التنفيذية والتشريعية للدولة.
-2مبدأ الشمولية:
أي ال بد أن تكون الميزانية شاملة لكل اإليرادات ولكل النفقات بدون إستثناء وتحديدها ضمن الميزانية
العامة للدولة ،حتى المؤسسات العمومية ذات الطابع غير الربحي التي ال تهتم بالربح أو الخسارة ،بتعبير
أخر هو أن تشمل الميزانية جميع اإليرادات و النفقات دون أي إنقاص أو إقتطاع ،أي أن يذكر فيها كل
اإليرادات أيًا كان مصدرها وكل النفقات أي كل اإلتجاهات أو نوعها أو حجمها ،وهذا التوضيح للعناصر
المكونة لإليرادات والنفقات ييسر مهمة المراقب و الفاحص وال سيما بالنسبة للسلطة التشريعية التي يهمها
الوقوف على حقيقة وطبيعة كل نفقة وكل إيراد.
33
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
-3مبدأ الوحدة:
إن هذا المبدأ يقضى بأن تدرج كافة إيرادات الدولة ونفقاتها في بيان واحد ،وذلك بهدف إظهار عناصر هذه
اإليرادات والنفقات في صورة موجزة و الميزانية العامة للدولة ) تسمح للمجلس الشعبي الوطني بترتيب
أولويات اإلنفاق العام ،ذلك أن وضع اإليرادات العامة لجانب النفقات العامة في إطار الميزانية العامة
للدولة والتي توضع بدورها ضمن مشروع قانون المالية مما يسهل على المجلس الشعبي الوطني حتى
تكون لديه نظرة واضحة للعالقات الموجودة بين عناصر الميزانية ومدى الترابط بينهما من جهة ومدى
التوافق بين المخصصات المالية لكل قطاع في إطار السياسة المتبعة من جهة ثانية.
-5مبدأ التوازن:
ويقصد به أن يكون اجمالي اإليرادات العامة يساوي إجمالي النفقات العامة أي أنه إذا زاد إجمالي
النفقات العامة عن إجمالي اإليرادات العامة فهذا يعبر عن وجود عجز في الميزانية ،أما إذا زاد اجمالي
اإليرادات العامة عن إجمالي النفقات العامة فهذا يعبر عن وجود فائض ،فقد كان هذا المبدأ سائدا في
القرن 19وبداية القرن 27إذ أنه بعد سنة 1929وبعد ازمة الكساد العالمي تغيرت معتقدات أصحاب مبدأ
التوازن إذ كانوا يعتقدون أن دور الدول محدود في نشاطها التقليدي.
34
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
يمكن ترخيص ما كان مخصص لها من اعتمادات إال بموجب ترخيص من البرلمان وادراجها ضمن ميزانية
السنة الجديدة.
35
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
تعرف هذه القاعدة كذلك بمبدأ النشر ،وأساسها يرجع إلى الدولة الديمقراطية والى ذلك الصراع بين السلطة
وأفراد المجتمع ،حيث التكفي أن تعرض الميزانبة على البرلمان و إن كان هو الممثل للشعب بل يجب أن
يكون الرأي العام مطلعًا على مراحل إعدادها وكذلك تنفيذها ،بل وحتى عالنية مناقشتها من طرف
البرلمان.
من مزايا عالنيتها ،نجد أنها تعطى الفرصة لكل المعنيين والمختصين من اإلدالء بآرائهم إضافة إلى أنها
تمكن أعضاء البرلمان من تحضير تدخالتهم في فترة مناقشتها ،زيادة على أنها تسمح للرأي العام من
معرفة برنامج الحكومة للسنة المقبلة خاصة أنه هو المعني بالدرجة األولى بها ألنه هو الخاضع للضريبة،
ضف إلى ذلك فهو المستفيد من اإلنفاق العمومي حيث تزيد العالنية ثقة المواطن بكل من الحكومة
والبرلمان.
إالا أن هذه العالنية ال تعني المساس بمصلحة الدولة ،فهناك بعض البنود التناقش عالنية و طرحها للعامة
ال يكون بالتفصيل مثل ما يتعلق بالشؤون الحربية.
إن درجة عالنية الميزانية تتماشى وما وصل إليه النظام السياسي ،حيث هناك عالقة طردية بين هذا المبدأ
والمستوى الديمقراطي الذي وصل إليه المجتمع للحد من البيانات التي تحتكر من طرف السلطات التنفيذية
و دون سواها ).
36
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
إن هذا المبدأ فقد جل محتواه و تقديم الميزانية في وثيقة واحدة ) حيث نجده في الجزائر في ثالثة أشكال
هي الميزانية الملحقة وحسابات الخزينة باإلضافة إلى الميزانية العامة للدولة ،هذا دون التطرق إلى
37
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
المؤسسات التابعة للدولة والتي تتمتع بالشخصية المعنوية والتي لها ميزانية مستقلة عن ميزانية الدولة التي
ال تعرض في البرلمان ومن بينها نجد ميزانية الجماعات المحلية والوالية حيث أن هذه الهيئات لها كيان
مستقل عن الدولة مزود بتنظيم وسلطات تختلف عن تنظيم الدولة ،إضافة إلى مؤسسات ذات طابع إداري
كالمجلس الشعبي الوطني و مجلس المحاسبة ،...والتي تتمتع كذلك بالشخصية المعنوية.
التعريف :1يقصد بالنفقات العامة و النفقات العمومية ) كل األموال التي تصرفها الدولة من ماليتها إلشباع
الحاجات العامة للمواطن.1
التعريف :2يراها االقتصادي حسين مصطفى في كتابه المالية العامة على أنها " :النفقة العامة هي مبلغ
نقدي يخرج من الذمة المالية لشخص معنوي عام ويقصد إشباع حاجة عامة ".
تقوم الدولة بإنفاق مبالغ نقدية للحصول على السلع والخدمات الالزمة لممارسة نشاطها ،ويعتبر اإلنفاق
النقدي الوسيلة العادية لذلك ولكنه ال يعتبر الطريق الوحيد فقد تنفق الدولة عينا ،قديما كانت تحصل الدولة
38
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
على الخدمات واألموال الالزمة عن طريق القوة اإلستالء أو تقوم بمنح مزايا عينية مقابل الخدمات التي
تحصل عليها ،مثال ذلك السكن المجاني أو منح إمتياز التعليم المجاني أو اإلعفاء من الضرائب لفئة
معينة دون الفئات األخرى.
وقد لجأت الدولة قديما لهذه األ ساليب غير النقدية في سبيل حصولها على السلع والخدمات ،لكن أدى
التطور اإلقتصادي واالجتماعي إلى إستبعاد هذه األساليب وأصبحت محل نقد ،وال تلجأ إليها إال حين
يتعذر عليها الحصول على الخدمات و األموال الالزمة بطريقة االنفاق ،كما في حالة الحرب.
وقد كان لظهور مبادئ الديمقراطية الحديثة أثر في إستبعاد الوسائل العينية ،فاستبعدت وسائل القهر لما في
ذلك من مخالفة لروحها ومبادئها ولما فيها من إعتداء على حرية األفراد وحقوقهم.
كذلك فإن اتباع الحكومة لوسائل اإلنفاق العيني يؤدي إلى تعذر مراقبة إنفاقها و يؤدي إلى التهاون من
ال بمبدأ
جانبها من منح هذه المزايا أكثر من لو كان االنفاق نقديا خاصة وأن هذه المزايا العينية تعتبر إخال ً
المساواة أمام األعباء العامة .
-2تدفق قيمة النفقة من الخزانة المالية:
بد من اإلشارة إلى التفريق بين النفقة
كي تكون النفقة عامة يجب أن تصدر من شخص معنوي عام وال ا
العامة والنفقة الخاصة وذلك وفقا لمعيارين أحدهما قانوني واآلخر وظيفي:
39
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
فمثال قيام السياسي ببناء مدرسة لكي يكسب ثقة الشعب في اإلنتخابات فهذا لصالح خاص لم يعد دور
الدولة مقتص اًر على وظائف محددة بل امتد إلى اإلنتاج والتوزيع ومن ثمة تدخلت في أنشطة األشخاص
الخاصة ،هذا التطور أدى إلى عدم كفاية المعيار القانوني ولذلك نادى كتاب المالية إلى إدراج معيار آخر
هو المعيار الوظيفي أي طبيعة الوظيفة التى تصدر عنها النفقة العامة.
يعتبر هذا الشرط ناتجا من ناح ية عن فكرة أن المصالح العمومية أي أجهزة الدولة لم تنشأ لتحقيق مصالح
الفرد بل لبلوغ غاية أسما وأجل ،ومن ناحية أخرى إلى أن المال المنفق قد تمت جبايته وتحمل عبئه األفراد
جميعا ،فتحويل جزء منه لصالح فئة معينة أو نفع شخص يخل بمبدأ المساوات أمام األعباء العامة ،فكما
أن العبء عام يجب أن يكون النفع عام كذلك ،و فكرة النفع العام ليست فكرة جامدة بل هي في تطور
40
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
مستمر وتختلف من بلد إلى أخر ومن عصر إلى عصر وفي نفس البلد أو السلطات الحاكمة الممتثلة
لرغبات الشعب هي التي تقرر مدى تحقيق النفقة العامة للنفع العام.
من كل هذا يظهر مشكل تقدير المنفعة العامة و بالتالي فإن تقدير النفقة العامة بشكل مباشر بالغ
الصعوبة حتى و إن تم تقيمها و تقويمها نقديا ألن المنفعة صعبة التقييم بالنقود ألنها متغيرة إذ هناك
إختالف في قواعد الحساب الخاص بالنشاط اإلقتصادي الخاص و العام ،مرد ذلك إلى إختالف دوافع
القيام بالنشاط اإلقتصادي ،فالنشاط الخاص دافعه تحقيق أقصى ربح ممكن و بذلك فإنه يحاول الوصول
إلى أدنى تكلفة ممكنة و من ثمة الربح بطريقة مباشرة و إمكانية حسابه بالنقود ،أما النشاط العام فيهدف
إلى تحيق أقصى قدر من المنفعة الجماعية بأفضل نفقة ممكنة في اإلنتاج ،فهدفه غير ربحي و لذلك
يصعب أن نجد مقياس نقيس به المنفعة الجماعية ومن ثمة النفقة الممكنة و الحقيقية.
أمام هذه الصعوبة في تقدير المنفعة العامة فإن كتاب المالية العامة يتركون تقديرها إلى السلطات العامة
شأنها شأن تقدير الحاجياب العامة و هذا التدير يخضع لرقابة تشريعية أو رقابة قضائية.
ال1؛
أ -النفقات العادية :وهي نفقات دورية تتكرر كل سنة في المزانية :مرتبات الموظفين مث ا
ب -النفقات غير العادية :هى تلك النفقات التي ال تدرج في الميزانية إال في ظروف معينة أو خالل
سنوات معينة ،كنفقات الحروب و االستثمارات الكبرى.2
تقسم النفقات من حيث طبيعتها إلى نفقات حقيقية و نفقات ناقلة أو محولة:
أ -النفقات الحقيقية :نعني بها استخدام الدولة لجزء من القوة الشرائية للحصول على السلع والخدمات
المختلفة إلقامة المشاريع التي تشبع حاجات عامة ،وتؤدي النفقات الحقيقية إلى زيادة مباشرة في
41
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
الناتج الوطني كصرف األموال العامة على األجور والرواتب للعاملين ،كذلك شراء السلع والخدمات
الالزمة لسير عمل اإلدارات وأجهزة الدولة.1
ب -النفقات الناقلة أو المحمولة :هي تلك المصاريف التي عندما تقوم بها تكون وكأنها نقلت أو حولت
أمواال من فئة في المجتمع إلى فئة أخرى ،من طبقة األغنياء إلى طبقة الفقراء ،بمعنى أنها تقصد
من وراء هذه النفقات إعادة توزيع الدخل القومي ،ولعل أوضح مثال على هذه النفقات ،هو عندما
تنفق الدولة على مشروع بناء دار خيرية ،أو ملجأ للعجزة أو مستشفى ،أو حتى المشاريع التى
تنتفع منها الدول الفقيرة و الغنية على السواء ألنه حتى فى الحالة األخيرة هذه ،تعتبر النفقة محولة
إذ أن الطبقة الغنية تساهم في الضريبة أكثر من الطبقة الفقيرة.
1
http://forum.univbiskra.net/index.php?topic=12654.0 , le 24/04/2012, à 10h : 30min.
2سوزي عدلي ناشد ،المالية العامة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،1111،ص ص.14-19
3سوزي عدلي ناشد ،مرجع سبق ذكره ،ص14
4سوزي عدلي ناشد ،مرجع سبق ذكره ،ص17
42
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
43
الفصل الثاني :عموميات حول الخزينة العمومية
من خالل دراستنا لهذا الفصل توصلنا إلى أن الميزانية هي أداة تقدير إيرادات الدولة و نفقاتها ،وهي على
ذلك موضوع جدير بالدراسة والتح ليل من طرف الباحثين االقتصاديين ،حتى تستطيع الدولة من خاللها
النهوض باالقتصاد الوطني و توفير األموال الالزمة لتغطية النفقات.
تعني بذلك تعداد الوسائل التمويلية المختلفة التي تدخل في الخزينة ،فهي تحللها أي – الوسائل التمويلية –
بدراسة جدولها و قدرتها على تغطية النفقات الضرورية.
إن الخزينة تلعب دو ار هاما في حفظ التوازنات المالية بين االيرادات والنفقات ،بواسطة الكتلة النقدية التي
تحتفظ بها في حساباتها لدى البنوك المركزية – بنك الجزائر – بإمكانها استغاللها في االستثمارات
للحصول من ورائها على أرباح تضيفها الدول ة إلى رصيدها المالي و بالتالي زيادة مواردها.
44
الفصل الثالث :دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية
تعتمد الجزائر بشكل رئيسي في تمويل ميزانيتها على نوعين من الموارد وهما :الجباية العادية والجباية
البترولية ،والمالحظ لتطور إيرادات الميزانية العامة ،ومساهمة كل إيرادات في تمويلها يكتشف المكانة
الهامة التي تحتلها الجباية البترولية في تمويل ميزانية الدولة ،كون الهياكل الضريبية في الجزائر تتميز
بانخفاض معدل االقتطاع الضريبي ،وارتفاع حصيلة الضرائب غير المباشرة واعتماد الجزائر على الجباية
البترولية والرسوم الجمركية ،مع عدم مرونة النظام الضريبي.
44
الفصل الثالث :دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية
ويقصد به ممتلكات الدولة التي هي في خدمة المواطن ،بدون أن تستثمر فيه الدولة أو أن تجني أرباحا،
كالمباني المخصصة لإلدارات العمومية و البلدية مثال ) ،ومن بين خصائص الدومين العام مايلي :أنه
غير قابل للتصرف ، Inalienableأنه غير قابل للتقادم ، Ipresciptibleأنه غير قابل للحجز
. Insaisissable
.2الدومين الخاص:
ويقصد به كل ممتلكات الدولة التي تستثمرها لجني األرباح كاألراضي الزراعية والغابات المخصصة
الستغالل الخشب والفلين ،والبحيرات المستغلة في الصيد ،واألنهار المستغلة في العبور والمؤسسات
االقتصادية القومية المختلفة ،وعادة يقسم الدومين الخاص إلى ما يلي :
دومين عقاري :ويتمثل في كل األراضي القومية المخصصة للبناء والمساكن الحكومية المؤجرة؛
الدومين التجاري :ويتمثل في كل المؤسسات الحكومية ذات الطابع التجاري ،كاألروقة التجارية
واألسواق وغيرها ...؛
45
الفصل الثالث :دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية
منح تأهيالت ألشخاص معينين ،كالحصول على جواز السفر ،أو رخصة حمل السالح
وغيرها...
والمالحظ هنا أن دفع الرسوم يتم في شكل طابع جبائي يلصق على الرخصة أو الوثيقة التي يستفيد منها
الشخص ،كما نالحظ أيضا أن للضريبة والرسم عنصر مشترك وهو عنصر اإلجبار ،بمعنى أن كالهما
يدفعان جب ار من طرف األفراد ،ولكن الفرق بينهما يكمن في أن الضريبة إجبارية منذ البداية،أما الرسم فهو
يبدأ اختياريا وينتهي إجباريا.
الفرع الثالث :الضرائب
وهي تمثل النسبة الكبرى من موارد الدولة ،وسنتطرق إليها بصورة معمقة فيما بعد ،ولكن يكفي أن نعطي
رقما حقيقيا يمثل نسبة موارد الخزينة سنة 1997والتي قدرت به 88777 :مليون دينار من بينها
08777مليون دينار على شكل إيرادات ضريبية.
2
المطلب الثاني :اإليرادات غير العادية
أو وهي عبارة عن ذلك المال الذي تحصل عليه الدولة عن طريق اللجوء إلى الخزينة العمومية
المؤسسات المصرفية مقابل تعهدات بدفع فائدة سنوية محددة عن المبالغ المدفوعة مثالها القروض
العمومية ،وترد قيمة هذه المبالغ دفعة واحدة أو على أقساط حسبما هو منصوص عليه في العقد أي عقد
القرض) ،وأما فيما يخص أهميته فنوجزها فيما يأتي:
46
الفصل الثالث :دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية
أ -قد يكون السبيل الوحيد إلقرار التوازن في الميزانية بمعنى أنه يصلح لتغطية العجز في الميزانية
العامة؛
ب -يصلح لتزويد الدولة بالعملة الصعبة إلقرار التوازن في ميزان مدفوعاتها أو تغطية برامج التنمية
الوطنية؛
ت -يمتص من القدرة الشرائية لألفراد لمعالجة التضخم النقدي؛
ث -ينقص من االكتناز و يدعم االستثمار.
جدول رقم ( : )01تطور اإليرادات العامة من سنة 1895إلى سنة 1898بالمليون دج
من خالل تحليلنا لهذا الجدول نالحظ أن معظم إيرادات الدولة تتمثل في إيرادات جبائية وهذا منذ بداية
سنة 1986إلى غاية نهاية 1989وبالتالي أصبحت موارد الدولة ترتكز أساسا على الموارد الجبائية.
47
الفصل الثالث :دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية
49 51 11 15 شبه الجباية البترولية من إيرادات ضريبية 58
من خالل الجدول يتضح لنا مدى مساهمة الجباية البترولية في اإليرادات العامة لكل السنوات المدونة في
الجدول عدى سنة 1983أين انخفضت فيها نسبة المساهمة إلى 48بسبب تراجع أسعار النفط في
السوق العالمية .
1حيرش الط يب ،مشاري محمد ،السياسة البترولية في الجزائر ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس في العلوم االقتصادية ،جامعة باتنة ،دفعة
، 71-70ص.10
48
الفصل الثالث :دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية
من خالل الجدول نالحظ أن اإليرادات الضريبية تشكل نسبة البأس بها من مجمل اإليرادات العامة للدولة
ونقصد بها تلك الجباية العامة خارج المحروقات والتي تتراوح مابين 30و ، 67ونالحظ أيضا أن
درجة التفاوت في النسب من سنة ألخرى وهي ال تتعدى 6درجات إما باإلرتفاع أو باإلنخفاض وذلك
بسبب القوانين والمراسيم المتغيرة باإلضافة إلى التطورات اإلقتصادية التي تشهدها البالد.
49
الفصل الثالث :دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية
50
الفصل الثالث :دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية
ويبقى المكلف تحت هذا النظام مدة سنتين قابل للتجديد إما بنسبة مرتفعة أو منخفضة.
أما النظام الحقيقي فهو يتعامل مع نسب متغيرة حسب تغير رقم األعمال المحقق ،وهذا النظام يتطلب
عمال ميدانيا أكثر أهمية من النظام الجزافي ،نظ ار ألهمية المبالغ المالية المتغيرة الخاضعة للنظام
الجبائي ،كالمؤسسات الكبيرة التي يكون لها رقم األعمال مرتفع و متغير ،و لكل من النظامين مزايا و
عيوب نلخصها في اآلتي:
51
الفصل الثالث :دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية
-ربح الزبائن؛
-استرجاع مجموع الرسم على القيمة المضافة TVA؛
-إمكانية التعامل مع المؤسسات الكبيرة .
أما عيوبه فهي :
-يفرض على المكلف مسك محاسبة منظمة؛
-الدفع يكون شهريا؛
-صعوبة تحديد رقم األعمال الحقيقي.
النظـام الجزافـي :لهذا النظام مزايا يمكن شملها في النقطة التالية:
-ال يفرض على المكلف مسك محاسبة منظمة و الدفع يكون فصليا .
أما بالنسبة لعيوبه فهي كالتالي:
-رقم األعمال مفتوح إداريا بالتنسيق مع المكلف؛
-في مجمل األحيان ال يطابق رقم األعمال المحقق؛
-مجموع الرسم على القيمة المضافة غير مسترجع .
ثالثا :تحضير اإلشعار بالدفع و تحصيل الضرائب
تقوم المفتشية بتحضير وارسال اإلشعار 1بالدفع للمكلف ثم يقوم بالتوجه إلى قباضة الضرائب بعد حصوله
على هذا اإلشعار:
52
الفصل الثالث :دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية
-نظام جزافي بسيط الصحاب ارقام االعمال اكبر من1444444دج يدفعون %04بدون اشعار
واصحاب المهن الحرة كاالطباء ،المهندسين).....؛
-نظام جزافي حقيقي في هذه الحالة تقوم مصاح الضرائب بحساب قيمة الضائب الواجب دفعها.
1زنايني أنيسة ،الجباية العادية ودورها في تمويل ميزان ية الدولة ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس في قسم علوم التسيير ،تخصص مالية ،
دفعة ، 1114-1111ص011
53
الفصل الثالث :دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية
الدفع الجزافي :هو نسبة تؤخذ من األجور والمرتبات والتعويضات والرواتب والمنافع العينية ، -2
يقع على عاتق األشخاص الطبيعيين والمعنويين والهيئات المقيمة في الجزائر ،حيث 37
منه يذهب للبلدية والباقي للصندوق المشترك للجماعات المحلية 1؛
54
الفصل الثالث :دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية
الرسم على القيمة المضافة :يمس اإلستهالك ،ويشمل عمليات البيع لألشغال العقارية -3
والخمات التي تكتسي طابع صناعي أو تجاري أو حرفي ،و 0منه يوجه للبلدية 1؛
الرسم التطهيري :يكون هذا الرسم مقابل رفع القمامات المنزلية ويكون على الملكيات المبنية، -4
وهو رسم سنوي تذهب حصيلته مباشرة إلى البلدية بنسبة 177؛
الرسم على المذابح :يفرض على األماكن التي يتم فيها ذبح الحيوانات ،تذهب حصيلته -6
مباشرة أيضا إلى البلدية و)177؛
الرسم الوحيد على المهرجانات هو عائد إيجار األماكن التي تقام بها المهرجانات تعود -6
حصيلته 177للبلدية؛
الرسم على النشاط المهني غير التجاري توجه 16.6منه للبلدية 0.6لصالح الوالية 1.4 -9
لصالح الصندوق المشترك للجماعات المحلية؛
16.6للبلدية 0.6 ،للوالية 1.4،لصالح الرسم على النشاط الصناعي والتجاري -17
الصندوق المشترك للجماعات المحلية .
55
الفصل الثالث :دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية
من خالل الجدولين السابقين نالحظ مدى مساهمة كل من الجباية العادية والجباية البترولية في تكوين
إيرادات الدولة حيث تتفاوت نسب المساهمة من واحدة إ لى أخرى ،فوجدنا أنها تتعدى دوما نسبة 67
فيما يخص الجباية البترولية ،بينما الجباية العادية فهي ال تتعدى 47كحد أقصى ،أما الباقي فهو
يتمثل في اإليرادات العادية األخرى كدخل أمالك الدولة واإليرادات النظامية .
إن كل من الجباية العادية و الجباية البترولية تساهم في إيرادات الدولة بنسب متفاوتة حسب ما رأيناه
سابقا ،غير أن إعتماد الدولة على الجباية البترولية بنسبة كبيرة يعتبر سالحا ذو حدين كما يقال فإذا عدنا
إلى الثمانينيات وبالضبط إلى سنة 1986أين حدثت أزمة أسعار البترول حين تقهقر سعر البرميل الواحد
من 47دوالر إلى 12دوالر ،وانعكس ذلك على الجباية البترولية بصورة واضحة وعلى اإلقتصاد
الوطني ككل وظهرت مشاكل عديدة كالتضخم والبطالة ،مما حتم على الدولة القيام بإصالحات شاملة
تخص قطاع المحروقات والسياسة الجبائية المتبعة ألن هذه األخيرة تلعب دو ار هاما في تغطية النفقات
العمومية ،ومع بداية سنة 1980أصبح النظام الجبائي الجزائري يعرف تغيرات في تكوينه ،الشيء
الذي جعله يتماشى والمستجدات اإلقتصادية الجديدة وهذا مع تغيير نمط السياسة المالية للدولة والواقع
اإلقتصادي بصفة عامة ،وتجسدت هذه اإلصالحات في سنة 1992والتي كانت تحمل معها أهداف
عديدة تطمح لتحقيقها .
56
الفصل الثالث :دور النظام الجبائي في تمويل الخزينة العمومية
من خالل ماسبق يتبين لنا أن الضريبة تعد موردا هاما ومقياسا فعاال في تمويل الخزينة العمومية وهذا
من خالل مجموع الحواصل والنواتج المقدمة لفائدة الخزينة والتي من خاللها تدعم الجماعات المحلية
بمختلف اإليرادات ،ألداء مهماتها حسب النمط التسييري .
57
الفصل الرابع :دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة
يعتبر هذا الفصل جزء هام في الدراسة التي قمنا بها اذ نقوم من خالله بتجسيد الجانب النظري بأسلوب
عملي.
سنقوم في البداية بدراسة نظرية للمؤسسة المستقبلة إل عداد الجانب التطبيقي و هي المديرية الوالئية
للضرائب كمرحلة أولى.
أما في المرحلة الثانية سنسلط الضوء على اإلعانات الجبائية.
58
الفصل الرابع :دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة
المصادقة على الجداول التي تمت تصفيتها من الضرائب و الرسوم من طرف مركز االعالم
االلي؛
تحصيل الجداول؛
تسعير المطبوعات و سندات التحصيل االضافية الفردية أو الجماعية للمؤسسة من طرف
المفتشيات و مصالح التحقيقات المحاسبية؛
59
الفصل الرابع :دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة
استالم المعلومات االحصائية الدورية المتعلقة بالوعاء و التحصيل و تقديمها للجهات الجهوية؛
وارسالها إلى المديرية الجهوية للضرائب المختصة قصد جمع الحاالت االحصائية الدورية
تثبيتها؛
ابالغ الجماعات المحلية و الهيئات المعنية بالمعلومات الجبائية الضرورية لسير ميزانيتها؛
أما بالنسبة للواليات التي تضم اكثر من مديرية والئية فإن عملية تبليغ المعلومات الخاصة
بالمديرية تكون من اختصاص المديرية الجهوية وذلك على أساس المعلومات المقدمة من طرف
هذه المديريات.
60
الفصل الرابع :دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة
مراقبة وضعية تحصيل الموارد الجبائية وشبه الجبائية ،الغرامات ،العقوبات المالية ومحاصيل
البلدية؛
متابعة الوضعة الجبائية للمكلفين بالضريبة و وضعية المتأخرين عن دفع مستحقاتهم الجبائية
واتخاذ اإلجراءات الالزمة اتجاههم؛
السهر على التصفية السريعة للتدابير الجبرية والعموالت األجنبية التي تكفلت بها قباضات
الضرائب غير المحصلة على مستوى الوالية؛
اتخاذ اإلجراءات الالزمة لمحافظة على مصالح الخزينة العمومية عند إبرام الصفقات لدى مكاتب
التوثيق والسهر على تنفيذ سريع لإلشعارات؛
التقسيم الدوري لوضعية التحصيل الذي قامت به كل قباضة بالنسبة لكل الضرائب والمحاصيل
الواجب تحصيلها ،ومعالجة النقائص المسجلة عند تصفية حاالت التأخر المسجل في ممارسات
اإلجراءات الجبرية و تحديد أسبابها و اقتراح التدابير الرامية إلى تحديد الوضعية؛
مراقبة حالة تصفية المحاصيل للخزينة والسجل الخاص بترحيل المبالغ.
مراقبة عملية التكفل بمستخلصات األحكام القضائية و الق اررات فيما يتعلق بالغرامات و العقوبات
المالية؛
مراقبة عملية التكفل بسندات التحصيل أو سندات اإلي اردات المتعلقة بالديون أو المحاصيل غير
الجبائية و التي يرجع تحصيلها قانونيا لقباضات الضرائب؛
تلقي النتائج المعدة من طرف قباضات الضرائب و إرسالها إلى اإلدارة المركزية؛
61
الفصل الرابع :دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة
مراقبة الحالة السنوية للتصفية المتعلقة بالغرامات والعقوبات المالية والنطق باإللغاء و القبول
خارج مدة التقادم طبقا للتشريع و التنظيم الجبائيين؛
مراقبة محاضر الجرد المالي المعدة من طرف محصلي الضرائب عند اإلقفال السنوي للحسابات.
تلقي والبث في الطلبات الرامية إلى اإلعفاء ،التخفيض في الضرائب أو عند التحقيق و المحاسبة
ومراقبة االسعار والتقويمات في مجال التسجيل؛
تلقي والبث في الطلبات الرامية لإلعفاء التخفيض في الزيادات ،العقوبات وتعويضات التأخير
وكذا البث في الطلبات الرامية إلى استعادة الضرائب ،الرسوم أو الحقوق المدفوعة نقدا؛
اقتراح التدابير التي من شأنها المساهمة في تحسين اإلجراءات الخاصة بالمنازعات.
الدفاع عن اإلدارة الجبائية أمام الهيئات القضائية المختصة ،فيما يتعلق باالحتجاجات الخاصة
بالضرائب أو اإلجراءات المتعلقة باإلدارة الجبائية؛
62
الفصل الرابع :دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة
تأسيس الطعون الخاصة باالستئناف أمام الهيئات القضائية المختصة ضد الق اررات واألحكام التي
ليست في صالح اإلدارة الجبائية و الصادرة عن الغرفة اإلدارية للمحاكمة التي تفصل في المسائل
الجبائية؛
اقتراح التدابير التي من شأنها تحسين اإلجراءات المتعلقة بالنزاعات.
تبليغ المكلفين بالضريبة و المصالح المعنية بالق اررات الصادرة عن المدير الوالئي في مجال
ا لمنازعات و كذا الق اررات الصادرة في مجال الطعون ،و كذا بالنسبة للق اررات الصادرة عن لجان
الطعون؛
تبليغ المكلفين بالضريبة و المصالح المعنية بق اررات المحكمة التي تبث في المجال الجبائي في
إطار االجراءات المدرجة أمام الهيئات القضائية؛
مراقبة و تأشير شهادات االل غاء و التخفيض المسلمة من طرف المفتشيات في مجال الضرائب
غير المباشرة و حقوق التسجيل الطابع؛
إعداد جداول التبليغ االحصائيات الدورية المتعلقة بمعالجة قضايا المنازعات إلى المكاتب
المعنية؛
اقتراح التدابير التي من شأنها المساهمة في تحسين اإلجراءات الخاصة بالمنازعات.
63
الفصل الرابع :دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة
64
الفصل الرابع :دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة
تطبيق اإلجراءات الخاصة بضبط تعداد الموظفين وعقلنة مراكز العمل التي يتم اتخاذها بالتنسيق
مع الهياكل المعنية بالمديرية.
65
الفصل الرابع :دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة
.1المفتشيات :يتمثل دورها في تسيير ملفات المكلفين بالضريبة و مراقبة تصريحاتهم الجبائية و
القيام بإعادة تقويم ضريبي ،ونجد:
.2القباضات :توجد ثمانية قباضات ،مهمها الرئيسية القيام بعمليات تحصيل مختلف الضرائب
والرسوم المستتحقة.
66
الفصل الرابع :دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة
المطلب الثاني :دراسة ملف المشروع قبل الحصول على االعانات الجبائية
المشروع محل الدراسة هو صيدلية ،إذ يمكن للمشروع االستفادة من إعانات جبائية و شبه جبائية خالل
مرحلة تنفيذ المشروع:
يمكن لصاحب المشروع في هذه المرحة االستفادة من 3سنوات إعفاءات جبائية إبتداءا من تاريس إنطالق
المشروع ،وتتضمن هذه االعفاءات اآلتي:
-اإلعفاء الكلي من من الضريبة على االرباح IBS؛
-اإلعفاء الكلي من الضريبة على الدخل IRG؛
-اإلعفاء الكلي من الدفع الجزافي و الرسم على النشاط المهني؛
-اإلستفاد من المعدل المنخفض %0من رقم االعمال الخاضع له TVA؛
67
الفصل الرابع :دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة
-الحصول على عالوة قد تصل إلى %17من تكلفة المشروع نظ ار ألهمية المشروع و محتواه
التكنلوجي و كذا أثره على االقتصاد المحلي و الوطني.
الشروط الجبائية لملف المشروع :تتمثل في:
-تمثيل المشروع أمام المسؤولية الجبائية؛
-إعداد البيانات و اإلجراءلت التقديرية و عرضها على الهيئة الجبائية في الوقت المحدد؛
-تقديم كافة البيانات للجنة المراقبة الجبائية من أجل تطبيق ق ارراتها.
يمكن تلخيص البيانات الجبائية الخاصة بالمشروع قبل الحصول على اإلعانات الجيائية في الجدول
الموالي:
الجدول رقم ( :)84البيانات الجبائية للمشروع قبل الحصول على اإلعانات الجيائية
2770 بداية النشاط 2776 السنة البيانات
681977 146877 رقم العمال المصرح به
277316 46689.38 النتيجة الجبائية
698177 168477 رقم األعمال الخاضع لهTVA
621877 12777 رقم األعمال الخاضع له TAB
/ 2628906 االستثمارات
1 / عدد العمال
15777 / أجور العمال
المصدر :وثائق من الملف الجبائي للمشروع لدى المديرية الوالئية للضرائب
من الجدول السابق يتبين لنا بأن المشروع و قبل الحصول على اإلعانات الجبائية قام بتحقيق زيادة
طبيعية لرقم األعمال المصرح به مع نتيجة إيجابية للسنة الثانية منذ انطالق المشروع حيث ارتفع به
435100دج ،كما تم تحقيق %0كنسبة لرقم األعمال الخاضع للرسم على القيمة المضافة انطالقا من
تاريس بداية النشاط.
68
الفصل الرابع :دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة
المطلب الثالث :دراسة ملف المشروع بعد الحصول على اإلعانات الجبائية
بعد الحصول على اإلعانات الجبائية تم تسجيل ما يلي:
زيادة رقم األعمال المصرح به؛
استمرار ارتفاع النتيجة الجبائية منذ الحصول على اإلعانات؛
زيادة عدد العمال.
و للتوضيح أكثر نعرض الجدول التالي:
نالحظ من خالل دراستنا للمشروع أن رقم األعمال ارتفع بقيمة 1.743.677دج منذ بداية
المشروع 2776إلى غاية ،2717وهذا راجع إلى اإلعانات المحصل عليها؛
و كذلك الحال بالنسبة للنتيجة الجبائية حيث ارتفعت به 611.934,93دج في الفترة ما بين
2776و2717؛
نالحظ أن المشروع ساهم في فتح مناصب شغل ،حيث بلغ عدد الموظفين في 2717ثالثة
عمال.
69
الفصل الرابع :دراسة حالة مديرية الضرائب لوالية البويرة
من خالل الدراسة التطبيقية التي أجريناها تعرفنا على مختلف الهياكل المكونة للمديرية الوالئية للضرائب
و مختلف صالحياتها باإلضافة الى مختلف الضرائب المحصلة من طرفها ،كما أننا حاولنا تبيان مدى
مساهمة الجباية في تمويل الخزينة عن طريق تحفيز االستثمارات بواسطة الدعم الجبائي ،مما يشجع زيادة
المشاريع و بالتالي زيادة حجم الموارد الجبائية للخزينة.
70
الخاتمة
الخاتمة
إ ن مدار دراستنا التي حاولنا التوغل في أعماقها طوال مدة بحثنا هو تبيان مكانة الجباية و قدرتها
التمويلية ،هذه المكانة التي اكتسبتها من أهميتها في مواجهة نفقات الدولة .
و من خالل بحثنا و دراستنا في أساسيات هذا الموضوع حاولنا دراسة قدرة الجباية المطبقة في الجزائر
على القيام باإلنعاش االقتصادي و التي حاولت في ظل اإلصالحات التي واكبت بدورها اإلصالحات
االقتصادية و التي حاولت في مجملها إع طاء الضريبة طابع المرونة ،و بذلك تكون قابلة للتعديل و
المراجعة من قبل المشرع بكيفية تسمح بأداء دورها التمويلي و الوصول الي أهدافها البعيدة.
و علي هذا األساس يمكن التحكم في أثارها و ذلك بإعادة النظر في تنظيمها من خالل قاعدتها أي
وعائها ،معدالتها ،كيفيات تحصيلها ،فكما رأينا فان تعميم تطبيق الضريبة علي الدخل اإلجمالي
أعطي نتائجه االيجابية من خالل توسيع مجال تطبيقها و بالتالي توفير مبالغ معتبرة للخزينة العامة.
ان اإلصالح الجبائي يعطي ثماره من خالل تعديل كل الضرائب و ما يتعلق بها و نقصد بذلك تعديل
الضريبة بص فة تجعلها متكاملة مع ضريبة أو عدة ضرائب أخرى حتى تكون فاعلة و منسجمة مع بعضها
البعض.
كما أن النظام الجبائي الفعال من شأنه توسيع القاعدة الضريبية علي نحو يتالءم مع نسبتها و معدالتها
في إطار تقسيم الضرائب سواء حسب وعائها أو معدالتها ،و بالتالي توليد مبالغ إضافية لصالح الخزينة
العمومية دون إفراز تأثيرات جانبية أو مشاكل في تحصيل مستحقات اإلدارة الجبائية ،أو في إلقاء العبء
الضريبي على المكلف ،و بالتالي تؤدي هذه اإليرادات الجبائية دورها في العمل على استثمارها في
الخاتمة
المجاالت االقتصادية و توليد إيرادات أخرى تساهم في إعادة توازن الميزانية ،الي جانب الموارد األخرى
للخزينة العمومية.
النظام الضريبي يشمل علي عدة ضرائب خاصة بحكومة معينة و تكون ملزمة و محددة المعالم من حيث
و تكون الضرائب مقسمة حسب الوعاء الذي يكون كقاعدة لها أو حسب تسعيرتها و كيفية حسابها.
ان اإليرادات الناجمة عن دفع الضرائب تحصل جميعها لصالح هيئة مالية مكلفة بحفظها لمواجهة نفقات
الدولة االستثمارية أو تلك المتعلقة بتسيير أجهزتها ،هذه الهيئة هي الخزينة العمومية.
الي جانب اإليرادات الجبائية تستفيد الخزينة العمومية من إي اردات عديدة مثل عائدات يومية ،القروض
العامة ،تعود لصالح الخزينة العمومية حواصل عديدة من مختلف الضرائب المباشرة و غير مباشرة إضافة
ان دراستنا مكنتنا من أن نكتشف النظرية المدونة بالقلم و صعوبة ممارستها في أرض الواقع رغم اقترابها
من الص واب فمثال النظام الضريبي المنسق و المرن يسهل أداء الوظائف و الوصول الي األهداف ،لكن
كيف يمكن الوقوف عند نقاطه و اإللزام بالقوانين مما أفقد اإلدارة الجبائية نجاعتها و دورها ،و علي هذا
_ توسيع مجال تطبيق الضريبة في إطار يسمح بتوفير نفس المعاملة الجبائية لمختلف األنشطة و األفراد
_ الحد من الحلول التلقائية و تأخير عمل اإلدارة الضريبية في تلقي مستحقاتها حتى ال تصبح هذه
_ األخذ بنظام ضريبي ثابت و مستقر و في نفس الوقت مرن حتى تستقر معالمه لدى األفراد و بالتالي
_ فتح مجال االستثمارات لإليرادات المجمدة في حسابات الخزينة العمومية لدى البنوك و من ثم تكون
الكتب:
باللغة العربية:
.1حسين الصغير ،دروس في المالية و المحاسبة العمومية ،الدار المحمدية ،الجزائر .1999 ،
.2رفعت محجوب ،المالية العامة ،دار النهضة العربية ،بيروت.1909 ،
.3سوزي عدلي ناشد ،المالية العامة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت.2773،
.4عبد الكريم صادق بركات ،النظم الضريبية ،الدار الجامعية ،بيروت .1906
.6عبد المنعم فوزي،المالية العامة والسياسة المالية ،دار النهضة . 1902
.6منسي أسعد عبد المالك ،اقتصاديات المالية العامة ،مطبعة مخيم.1907 ،
.0يونس أحمد البطريق ،مقدمة في النظم الضريبية ،المكتب المصري الحديث للطباعة والنشر
اإلسكندرية1902 ،
باللغة الفرنسية:
المذكرات:
باللغة العربية:
باللغة الفرنسية:
المواقع اإللكترونية: