You are on page 1of 303

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة الجزائر ‪3‬‬


‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬
‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه الطور الثالث في العلوم االقتصادية‬
‫تخصص‪ :‬علوم مالية ومصرفية‬

‫بعنوان‪:‬‬

‫التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬


‫‪ -‬الواقع واآلفاق –‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد الباحث‪:‬‬


‫د‪ .‬عبدات عبد الوهاب‬ ‫أسمع سفيان‬

‫أمام اللجنة المكونة من السادة‪:‬‬


‫الصفة‬ ‫مؤسسة االنتماء‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫االسم واللقب‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة الجزائر‪3‬‬ ‫أستاذ‬ ‫قدي عبد المجيد‬
‫مقر ار‬ ‫جامعة الجزائر‪3‬‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫عبدات عبد الوهاب‬
‫عضوا‬ ‫جامعة الجزائر‪3‬‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫دريسي أسماء‬
‫عضوا‬ ‫جامعة الجزائر‪3‬‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫فلياشي سامية‬
‫عضوا‬ ‫المركز الجامعي تيبازة‬ ‫أستاذ‬ ‫كمال العقريب‬
‫عضوا‬ ‫جامعة التكوين المتواصل‬ ‫أستاذ‬ ‫يحي جعفري‬

‫السنة الجامعية‪2022/2021 :‬‬


‫أَحلََّّاَّللَُّالْبَيْعََّوَحَرمَََّّالرِّبََّا}‬
‫{و َ‬
‫قال هللا تعالى َ‬
‫اآلية‪( 275 :‬سورة البقرة)‬
‫شكر وتقدير‬
‫ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه‪.‬‬

‫الحمد هلل الذي وفقني إلتمام هذا العمل المتواضع‪ ،‬فما كان لشيء أن يجري في ملكه إال‬

‫بمشيئته جل وعال‪ ،‬وال يسعني في هذا المقام إال أن أتقدم بشكري وتقديري وعرفاني إلى األستاذ‬

‫المشرف الدكتور عبدات عبد الوهاب‪ ،‬الذي لم يبخل علي بإرشاداته ونصائحه وتوجيهاته‬

‫السديدة التي كان لها بليغ األثر في إنجاز هذا العمل‪ ،‬وكذا صبره وسعة صدره وحرصه الدائم‬

‫إلتمام هذا العمل في أحسن الظروف‪ ،‬كما أحيى فيه روح التواضع والمعاملة الجيدة‪ ،‬فجزاه هللا‬

‫عني خير الجزاء‪.‬‬

‫كما أتقدم بجزيل الشكر واالمتنان إلى أعضاء لجنة المناقشة الذين وافقوا على مناقشة‬

‫واثراء هذا العمل المتواضع‪ ،‬كما ال يفوتني أن أتقدم بالشكر والعرفان إلى كل من ساعدني‬

‫من قريب أو بعيد في إنجاز هذا العمل‪.‬‬

‫سفيان‬

‫‪I‬‬
‫اإلهداء‬
‫إلى من داعباني صبيا وربياني صغي ار وأرشداني كبيرا‪ ،‬والديا الكريمين أطـال هللا في عمرهما‬

‫وأمدهما بالصحة والعافية‪.‬‬

‫إلى كل إخوتي وأخواتي‪.‬‬

‫إلى جميع األهل‪ ،‬األصدقاء‪ ،‬والزمالء كل باسمه‪.‬‬

‫إلى كل من يشهد أال إله إال هللا محمد رسول هللا (ﷺ)‪.‬‬

‫أهدي ثمرة عملي هذا‪.‬‬

‫سفيان‬

‫‪II‬‬
‫الملخص‪.‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى توضيح عملية تحول المصارف التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬حيث‬
‫يعتمد تحول المصارف التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية على مبادئ ومداخل مختلفة تضمن المرور السهل‬
‫من نظام مصرفي ربوي إلى نظام مصرفي إسالمي‪ ،‬ويمكن أن يكون التحول جزئيا أو كليا‪.‬‬

‫من خالل هذه الدراسة سيتم اإلشارة إلى تجربة الجزائر في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬بدأ بتبني‬
‫المصارف اإلسالمية في المنظومة المصرفية الجزائرية على غرار بنك البركة الجزائري وكذلك مصرف‬
‫السالم‪ ،‬إلى غاية فتح النوافذ اإلسالمية على مستوى المصارف التقليدية مثل البنك الوطني الجزائري وغيره‬
‫من المصارف التقليدية العمومية والخاصة‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة إلى أن جهود الدولة الجزائرية في هذا المجال قد خطت خطوات مهمة بداية من تبني‬
‫المصارف اإلسالمية بدأ من إصالحات قانون النقد والقرض ‪ 10-90‬إلى غاية صدور النظام ‪02-20‬‬
‫والذي يحدد العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات‬
‫المالية الذي يوضح عملية فتح النوافذ اإلسالمية على مستوى المصارف التقليدية‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية ‪:‬الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬المصارف اإلسالمية‪ ،‬النوافذ اإلسالمية‪ ،‬التحول إلى الصيرفة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬التحول الكلي‪ ،‬التحول الجزئي‪.‬‬

‫‪III‬‬
Abstract.
This study aims to clarify the process of converting the conventional banks to Islamic banking
in Alegria, where conventional banks transformation to Islamic banks depends on different
principles and Entrances, It ensures easy passage from a conventional banking system to an
Islamic banking system, this converting can be partially or completely.
This study will will be mentioned the experience of Algeria of conversion to Islamic banking,
began with the adoption of Islamic banks in the Algerian banking system As Al Baraka Bank
of Algeria and Al Salam Bank, until the opening of Islamic windows in conventional banks,
like Algerian National Bank, and others conventional public and private banks.
It must mentioned the Algerian government efforts about adopting Islamic banks began with
the reforms of monetary and loan law 10-90 until the law 20-02 issue which determines the
banking operations related to Islamic banking and the rules for its practice by banks and
financial institutions, explains the process of opening Islamic windows in the conventional
banks.
keyword : Islamic banking; Islamic banks; Islamic windows; converting to islamic banking;
Islamic banking activity ; partial converting ; completely converting.

IV
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫المحتـــوى‬
‫‪-‬‬ ‫آية قرآنية‬
‫‪I‬‬ ‫كلمة شكر‬
‫‪II‬‬ ‫اإلهداء‬
‫‪IV-III‬‬ ‫الملخص‬
‫‪IX-VI‬‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫‪XI‬‬ ‫قائمة الجداول‬
‫‪XIII-XII‬‬ ‫قائمة األشكال‬
‫‪XV‬‬ ‫قائمة المالحق‬
‫‪XVI‬‬ ‫المقدمة العامة‬
‫أ‬ ‫أوال‪ .‬تمــهيد‬
‫أ‬ ‫ثانيا‪ .‬إشكالية الدراسة‬
‫ب‬ ‫ثالثا‪ .‬فرضيات الدراسة‬
‫ج‬ ‫رابعا‪ .‬أهمية الدراسة‬
‫ج‬ ‫خامسا‪ .‬أهداف الدراسة‬
‫د‬ ‫سادسا‪ .‬أسباب اختيار الموضوع‬
‫د‬ ‫سابعا‪ .‬منهج الدراسة‬
‫ه‬ ‫ثامنا‪ .‬حدود الدراسة‬
‫و‬ ‫تاسعا‪ .‬الدراسات السابقة‬
‫ك‬ ‫عاش ار‪ .‬ص ــعوبات الدراسة‬
‫ل‬ ‫إحدى عشر‪ .‬هيكل الدراسة‬
‫‪52-2‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف اإلسالمية‬
‫‪2‬‬ ‫تمـــهيد الفصل األول‬
‫‪3‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية المصارف اإلسالمية‬
‫‪3‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف ونشأة المصارف اإلسالمية‬
‫‪6‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص وأهداف المصارف اإلسالمية‬

‫‪VI‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪13‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الفرق بين المصارف اإلسالمية والتقليدية‬


‫‪15‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مصادر األموال في المصارف اإلسالمية‬
‫‪15‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المصادر الداخلية‬
‫‪17‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المصادر الخارجية األساسية‬
‫‪20‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬المصادر الخارجية األخرى‬
‫‪25‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬استخدامات األموال في المصارف اإلسالمية‬
‫‪25‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التمويالت القائمة على الملكية‬
‫‪35‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التمويالت القائمة على المداينة‬
‫‪48‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬التمويالت األخرى‬
‫‪52‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬
‫‪120-54‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬
‫‪54‬‬ ‫تمـــهيد الفصل الثاني‬
‫‪55‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬النظام المصرفي الجزائري قبل صدور قانون النقد والقرض (‪)90/10‬‬
‫‪55‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نشأة النظام المصرفي الجزائري‬
‫‪67‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مرحلة إصالحات (‪)1985-1971‬‬
‫‪68‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مرحلة إصالحات (‪)1988-1986‬‬
‫‪70‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬النظام المصرفي الجزائري بعد صدور قانون النقد والقرض (‪)90/10‬‬
‫‪70‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬هيكل ونظام عمل النظام المصرفي الجزائري في ظل قانون النقد والقرض‬
‫‪78‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أهم التعديالت التي أدخلت على قانون النقد والقرض‬
‫‪83‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬األنظمة المتعلقة بالصيرفة االسالمية‬
‫‪93‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬مساهمة المصارف اإلسالمية في ترقية النظام المصرفي الجزائري‬
‫‪94‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬دراسة حالة بنك البركة الجزائري‬
‫‪102‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬دراسة حالة مصرف السالم‪-‬الجزائر‬
‫‪110‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم أداء المصارف اإلسالمية الجزائرية مقارنة مع البنوك الناشطة في الجزائر‬
‫‪120‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬
‫‪185-122‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬
‫‪122‬‬ ‫تمـــهيد الفصل الثالث‬
‫‪123‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫‪VII‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪123‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف التحول إلى الصيرفة اإلسالمية ودوافعه‬


‫‪128‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬
‫‪133‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مبادئ التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬
‫‪136‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مداخل التحول إلى الصيرفة اإلسالمية وآفاقها في الجزائر‬
‫‪136‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التحول إلى نظام مصرفي إسالمي كامل‬
‫‪143‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التحول عن طريق فتح فروع إسالمية تابعة للمصرف التقليدي‬
‫‪151‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬التحول عن طريق فتح نوافذ إسالمية تابعة للمصرف التقليدي‬
‫‪170‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬مبررات‪ ،‬متطلبات‪ ،‬وعقبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬
‫‪170‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مبررات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬
‫‪173‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‬
‫‪179‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬عقبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬
‫‪185‬‬ ‫خالصة الفصل الثالث‬
‫‪229-187‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬
‫‪187‬‬ ‫تمهيد الفصل الرابع‬
‫‪188‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬بعض التجارب العالمية في التحول الكامل إلى الصيرفة اإلسالمية‬
‫‪188‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تجربة مصرف اإلمارات اإلسالمي (مصرف الشرق األوسط سابقاً) في التحول إلى‬
‫العمل المصرفي اإلسالمي‬
‫‪195‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تجربة مصرف األهلي المتحد الكويتي (مصرف الكويت والشرق األوسط سابقاً) في‬
‫التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي‬
‫‪203‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬بعض التجارب العالمية في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية عن طريق فتح فروع‬
‫إسالمية‬
‫‪203‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تجربة مصرف األهلي التجاري السعودي‬
‫‪210‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تجربة المصرف السعودي الفرنسي‬
‫‪214‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬بعض التجارب العالمية في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية عن طريق فتح نوافذ‬
‫إسالمية‬
‫‪214‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تجربة مصرف بوميبت ار الماليزي‬
‫‪223‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تجربة مصرف المشرق اإلماراتي‬
‫‪229‬‬ ‫خالصة الفصل الرابع‬

‫‪VIII‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪238-231‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪232‬‬ ‫أوال‪ :‬اختبار الفرضيات‬
‫‪234‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نتائج الدراسة‬
‫‪236‬‬ ‫ثالثا‪ :‬توصيات الدراسة‬
‫‪238‬‬ ‫رابعا‪ :‬آفاق الدراسة‬
‫‪261-240‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪273-263‬‬ ‫المالحق‬

‫‪IX‬‬
‫فهرس الجداول واألشكال‬
‫فهرس الجداول واألشكال‬

‫أوال‪ :‬الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫العنــــوان‬ ‫الرقم‬


‫‪40‬‬ ‫شروط عقد السلم‬ ‫‪01­ 01‬‬
‫‪77‬‬ ‫قطاعات الجهاز المصرفي الجزائري‬ ‫‪02­ 01‬‬
‫‪96‬‬ ‫تطور عدد الموظفين في بنك البركة الجزائري خالل الفترة (‪)2019 – 2012‬‬ ‫‪02­ 02‬‬
‫‪97‬‬ ‫حجم تمويالت بنك البركة الجزائري خالل الفترة (‪)2019­2012‬‬ ‫‪02­ 03‬‬
‫‪100‬‬ ‫تطور حجم الودائع لدى بنك البركة الجزائري خالل الفترة (‪)2019­2012‬‬ ‫‪02­ 04‬‬
‫‪103‬‬ ‫تطور عدد الموظفين في مصرف السالم الجزائر خالل الفترة (‪)2019­2012‬‬ ‫‪02­ 05‬‬
‫‪106‬‬ ‫تطور حجم تمويالت مصرف السالم الجزائر خالل الفترة (‪)2019­2012‬‬ ‫‪02­ 06‬‬
‫‪108‬‬ ‫تطور حجم الودائع لدى مصرف السالم الجزائر خالل الفترة (‪)2019­2012‬‬ ‫‪02-07‬‬
‫‪111‬‬ ‫إجمالي الودائع في المصارف العمومية والخاصة خالل الفترة (‪)2017­2012‬‬ ‫‪02­ 08‬‬
‫‪113‬‬ ‫إجمالي القروض الممنوحة من طرف المصارف العمومية والخاصة خالل الفترة‬ ‫‪02­ 09‬‬

‫(‪)2017­ 2012‬‬
‫‪115‬‬ ‫إجمالي الودائع في المصارف اإلسالمية والخاصة خالل الفترة (‪)2017­2012‬‬ ‫‪02-10‬‬
‫‪117‬‬ ‫إجمالي تمويالت المصارف اإلسالمية والخاصة خالل الفترة (‪)2017­2012‬‬ ‫‪02 ­11‬‬
‫‪156‬‬ ‫أهم بيانات البنك الوطني الجزائري‬ ‫‪03­ 01‬‬
‫‪167‬‬ ‫نسب توزيع األرباح الناجمة عن حساب االستثمار اإلسالمي الغير مقيد‬ ‫‪03 ­02‬‬
‫‪168‬‬ ‫نسب توزيع األرباح الناجمة عن حساب التوفير اإلسالمي بأرباح‬ ‫‪03 ­03‬‬
‫‪190‬‬ ‫القوائم المالية لمصرف اإلمارات اإلسالمي بعد التحول (‪)2008­2004‬‬ ‫‪04­01‬‬
‫‪192‬‬ ‫نسبة السيولة العامة لمصرف اإلمارات اإلسالمي بعد التحول (‪)2008­2004‬‬ ‫‪04­02‬‬
‫‪193‬‬ ‫أثر التحول حول ربحية مصرف اإلمارات اإلسالمي‬ ‫‪04­03‬‬
‫‪195‬‬ ‫أثر التحول على توظيف الموارد المتاحة لدى مصرف اإلمارات اإلسالمي‬ ‫‪04­04‬‬
‫‪198‬‬ ‫القوائم المالية لمصرف األهلي المتحد بعد التحول (‪)2014­2010‬‬ ‫‪04­05‬‬
‫‪200‬‬ ‫نسبة السيولة العامة لمصرف األهلي المتحد بعد التحول (‪)2014-2010‬‬ ‫‪04­06‬‬
‫‪201‬‬ ‫أثر التحول حول ربحية مصرف األهلي المتحد‬ ‫‪04­07‬‬
‫‪202‬‬ ‫أثر التحول على توظيف الموارد المتاحة لدى مصرف األهلي المتحد‬ ‫‪04­08‬‬
‫‪224‬‬ ‫أهم بيانات بنك المشرق اإلماراتي‬ ‫‪04­09‬‬

‫‪XI‬‬
‫فهرس الجداول واألشكال‬

‫ثانيا ‪ :‬األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫العنــــــــــوان‬ ‫الرقم‬


‫‪29‬‬ ‫مراحل سير عملية المضاربة في المصارف اإلسالمية‬ ‫‪01 ­ 01‬‬
‫‪32‬‬ ‫مراحل سير عملية المشاركة في المصارف اإلسالمية‬ ‫‪01 ­ 02‬‬
‫‪38‬‬ ‫مراحل سير عملية المرابحة في المصارف اإلسالمية‬ ‫‪01 ­ 03‬‬
‫‪41‬‬ ‫مراحل سير عقد السلم في المصارف اإلسالمية‬ ‫‪01- 04‬‬
‫‪46‬‬ ‫مراحل سير عقد االستصناع في المصارف اإلسالمية‬ ‫‪01 ­ 05‬‬
‫‪48‬‬ ‫مراحل سير عقد اإلجارة في المصارف اإلسالمية‬ ‫‪01- 06‬‬
‫‪96‬‬ ‫تطور عدد الموظفين في بنك البركة الجزائري خالل الفترة (‪)2019 – 2012‬‬ ‫‪02 ­ 01‬‬
‫‪99‬‬ ‫تطور حجم تمويالت بنك البركة الجزائري خالل الفترة (‪)2019 ­ 2012‬‬ ‫‪02 ­ 02‬‬
‫‪99‬‬ ‫نسبة تغير حجم التمويالت لدى بنك البركة الجزائري خالل الفترة (‪)2019­2012‬‬ ‫‪02- 03‬‬
‫‪101‬‬ ‫تطور حجم الودائع لدى بنك البركة الجزائري خالل الفترة (‪)2019­2012‬‬ ‫‪02 ­ 04‬‬
‫‪102‬‬ ‫نسبة تغير حجم الودائع لدى بنك البركة الجزائري خالل الفترة (‪)2019­2012‬‬ ‫‪02- 05‬‬
‫‪104‬‬ ‫تطور عدد الموظفين في مصرف السالم الجزائر خالل السنوات (‪)2019­2012‬‬ ‫‪02 ­ 06‬‬
‫‪105‬‬ ‫توزيع فئات موظفي مصرف السالم خالل سنة ‪2019‬‬ ‫‪02 ­ 07‬‬
‫‪107‬‬ ‫تطور حجم التمويالت لدى مصرف السالم خالل فترة (‪)2019-2012‬‬ ‫‪02 ­ 08‬‬
‫‪107‬‬ ‫نسبة تغير التمويالت لدي مصرف السالم خالل فترة (‪)2019 –2012‬‬ ‫‪02- 09‬‬
‫‪109‬‬ ‫تطور حجم الودائع لدى مصرف السالم خالل الفترة (‪)2019 – 2012‬‬ ‫‪02- 10‬‬
‫‪110‬‬ ‫نسبة تغير الودائع في مصرف السالم خالل سنوات (‪)2019­2012‬‬ ‫‪02- 11‬‬
‫‪112‬‬ ‫هيكل الودائع في المصارف الجزائرية خالل السنوات (‪)2017 – 2012‬‬ ‫‪02 ­ 12‬‬
‫‪114‬‬ ‫حجم القروض الممنوحة من طرف المصارف الجزائرية خالل السنوات (‪)2017-2012‬‬ ‫‪02 ­ 13‬‬

‫‪115‬‬ ‫حصة المصارف العمومية والمصارف الخاصة من القروض خالل سنة ‪2017‬‬ ‫‪02 ­ 14‬‬
‫‪116‬‬ ‫حصة المصارف اإلسالمية من الودائع مقارنة بإجمالي الودائع بالمصارف الخاصة‬ ‫‪02- 15‬‬
‫‪117‬‬ ‫نسبة الودائع في المصارف اإلسالمية مقارنة بالمصارف العمومية والخاصة لسنة ‪2017‬‬ ‫‪02 ­ 16‬‬
‫‪118‬‬ ‫حصة تمويالت المصارف االسالمية من مجموع تمويالت المصارف الخاصة األخرى‬ ‫‪02- 17‬‬

‫خالل السنوات (‪)2017­2012‬‬


‫‪119‬‬ ‫نسبة التمويالت في المصارف اإلسالمية مقارنة بالمصارف العمومية والمصارف الخاصة‬ ‫‪02-18‬‬

‫لسنة ‪2017‬‬
‫‪158‬‬ ‫الهيكل التنظيمي لمديرية المالية اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري‬ ‫‪03-01‬‬

‫‪XII‬‬
‫فهرس الجداول واألشكال‬

‫‪159‬‬ ‫الهيكل التنظيمي لمديرية االستغالل المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني‬ ‫‪03-02‬‬
‫‪159‬‬ ‫الهيكل التنظيمي لمديرية المالية ومراقبة تسيير المخاطر المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‬ ‫‪03-03‬‬

‫للبنك الوطني الجزائري‬


‫‪160‬‬ ‫الهيكل التنظيمي لمديرية التنشيط التجاري والموارد البشرية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‬ ‫‪03-04‬‬

‫للبنك الوطني الجزائري‬


‫‪206‬‬ ‫الهيكل التنظيمي لبنك األهلي التجاري‬ ‫‪04-01‬‬
‫‪209‬‬ ‫األعمال المصرفية اإلسالمية لبنك األهلي التجاري‬ ‫‪04-02‬‬
‫‪215‬‬ ‫نموذج للهيكل اإلداري لبنك بوميبت ار الماليزي‬ ‫‪04-03‬‬
‫‪215‬‬ ‫الهيكل اإلداري لنافذة المعامالت اإلسالمية في بنك بوميبت ار الماليزي‬ ‫‪04-04‬‬
‫‪219‬‬ ‫حركة األرصدة النقدية في النافذة اإلسالمية لبنك بوميبت ار الماليزي‬ ‫‪04-05‬‬

‫‪XIII‬‬
‫فهرس المالحق‬
‫فهرس المالحق‬

‫الصفحة‬ ‫العنــــوان‬ ‫رقم الملحق‬


‫‪263‬‬ ‫شهادة المطابقة الشرعية للبنك الوطني الجزائري لفتح النافذة اإلسالمية‬ ‫‪01‬‬
‫‪264‬‬ ‫منشور إنشاء وتنظيم مديرية المالية اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري‬ ‫‪02‬‬
‫‪265‬‬ ‫شهادة المطابقة الشرعية للبنك الوطني الجزائري للمنتج المسمى بالمرابحة للتجهيزات‬ ‫‪03‬‬
‫‪266‬‬ ‫شهادة المطابقة الشرعية للبنك الوطني الجزائري لحساب ودائع تحت الطلب‬ ‫‪04‬‬
‫‪267‬‬ ‫شهادة المطابقة الشرعية للبنك الوطني الجزائري للمنتج المسمى المرابحة العقارية‬ ‫‪05‬‬
‫‪268‬‬ ‫شهادة المطابقة الشرعية للبنك الوطني الجزائري للمنتج المسمى بالمرابحة للسيارات‬ ‫‪06‬‬
‫‪269‬‬ ‫شهادة المطابقة الشرعية للبنك الوطني الجزائري لحساب االستثمار اإلسالمي غير مقيد‬ ‫‪07‬‬
‫‪270‬‬ ‫شهادة المطابقة الشرعية للبنك الوطني الجزائري للحساب الجاري اإلسالمي‬ ‫‪08‬‬
‫‪271‬‬ ‫شهادة المطابقة الشرعية للبنك الوطني الجزائري لحساب التوفير اإلسالمي‬ ‫‪09‬‬
‫‪272‬‬ ‫شهادة المطابقة الشرعية للبنك الوطني الجزائري للمنتج المسمى اإلجارة المنتهية بالتمليك‬ ‫‪10‬‬
‫‪273‬‬ ‫شهادة المطابقة الشرعية للبنك الوطني الجزائري لحساب التوفير اإلسالمي للشباب (القصر)‬ ‫‪11‬‬

‫‪XV‬‬
‫المقدمة العامة‬
‫المقدمة العامة‬

‫أوال‪ :‬تمهيد‪.‬‬

‫شهد نشاط المالية اإلسالمية في العالم توسعا كبي ار خالل السنوات األخيرة‪ ،‬مما جعلها أحد أهم مكونات النظام‬
‫المالي العالمي‪ ،‬حيث استطاعت أن تفرض نفسها في الساحة المالية العالمية لتصبح من بين أهم القطاعات‬
‫المالية ديناميكية ونموا‪ ،‬وهذا راجع لخصائصها التي تميزها عن باقي األنظمة المالية العالمية القائمة كونها‬
‫ترتكز على مبدأ التعامل بأحكام الشريعة اإلسالمية التي تحرم الربا أخذا وعطاءا‪.‬‬

‫عقب األزمة المالية العالمية ‪ 2008‬عرفت المصارف اإلسالمية انتشا ار وتطو ار ملحوظا نظ ار لمساهمتها في‬
‫استقرار النظام المالي العالمي بحكم أنها ال تتعامل بالربا الذي اتفق الخبراء أنه السبب الرئيسي الذي أدى إلى‬
‫حدوث هذه األزمة‪ ،‬وعليه فقد سارعت المصارف التقليدية عبر العالم إلى تبني عملية التحول إلى العمل‬
‫المصرفي اإلسالمي من خالل تسويق منتجات المالية اإلسالمية‪ ،‬وعلى غرار الجزائر التي سعت إلى تطوير‬
‫منظومتها المصرفية بفتح مجال النشاط أمام المصارف اإلسالمية سنة ‪ 1991‬ضمن إصالحات قانون النقد‬
‫والقرض ‪ ،90/10‬وفي إطار اإلصالحات المستمرة للنظام المصرفي الجزائري تم اصدار النظام ‪18-02‬‬
‫المؤرخ في ‪ 4‬نوفمبر ‪ 2018‬الذي رخص بفتح نوافذ إسالمية على مستوى المصارف التقليدية‪ ،‬ليعزز بعدها‬
‫بالنظام ‪ 20-02‬الذي حدد العمليات المصرفية الخاصة بالصيرفة اإلسالمية وكذا شروطها وقواعد ممارستها‬
‫من طرف المصارف والمؤسسات المالية سعيا نحو تلبية احتياجات ومتطلبات الزبائن في السوق المصرفي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إشكالية الدراسة‪.‬‬

‫أمام التوجه المتزايد نحو الصيرفة اإلسالمية والنتائج اإليجابية المحققة من طرف المصارف التقليدية بعد تحولها‬
‫إلى الصيرفة اإلسالمية في الكثير من الدول من جهة‪ ،‬وتميز البيئة المصرفية الجزائرية بمحدودية العمل‬
‫المصرفي المتوافق مع أحكام الشريعة االسالمية‪ ،‬وكذلك نظامها المصرفي المغلق على ذاته عجز على‬
‫استقطاب الفوائض المالية الموجودة خارج المنظومة المصرفية في مجتمع يضع الجانب العقائدي ضمن أولوياته‬
‫في المعامالت المالية من جهة أخرى‪ ،‬أصبح لزاما على المصارف التقليدية التوجه نحو العمل المصرفي‬
‫اإلسالمي وتقديم منتجات وخدمات توافق رغبات عمالئها كإجراء منها الستقطاب الفوائض المالية من شريحة‬
‫العمالء التي ترفض التعامل بالربا أخذا وعطاءا‪.‬‬

‫ضمن هذا السياق والتصور جاء موضوع هذا البحث لإلجابة على التساؤل الرئيسي التالي‪:‬‬

‫« ما هو واقع التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي في الجزائر وآفاقه؟ »‬

‫أ‬
‫المقدمة العامة‬

‫ويندرج تحت هذه اإلشكالية عدة تساؤالت فرعية نذكر منها‪:‬‬

‫‪ .1‬ما هو واقع المصارف اإلسالمية في الجزائر؟‬

‫‪ .2‬ما المقصود بتحول المصارف التقليدية إلى مصارف إسالمية ودوافعه؟ وماهي أهم المداخل المنتهجة في‬
‫ذلك؟‬

‫‪ .3‬ما هي متطلبات تحول المصارف التقليدية الجزائرية إلى العمل المصرفي اإلسالمي؟‬

‫‪ .4‬ما هي المعوقات التي تواجهها المصارف التقليدية في عملية التحول إلى العمل المصرفي الموافق ألحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية في الجزائر؟‬

‫‪ .5‬ما هو المدخل األكثر اعتمادا للتحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر؟‬

‫‪ .6‬ما مدى نجاح التجارب العالمية في التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي بمختلف مداخله؟‬

‫ثالثا‪ :‬فرضيات الدراسة‪.‬‬

‫‪ .1‬إن تحول المصارف التقليدية الجزائرية إلى الصيرفة اإلسالمية يمكن أن يكون بدافع االلتزام بمبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية واالبتعاد عن الربا‪.‬‬

‫‪ .2‬يعتبر الطلب المتزايد على منتجات وخدمات الصيرفة اإلسالمية محف از ودافعا أساسيا للمصارف التقليدية‬
‫للتحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ .3‬تواجه عملية تحول المصارف نحو الصيرفة اإلسالمية العديد من العقبات القانونية والشرعية واإلدارية تحول‬
‫دون نجاحها مما يؤثر سلبا على وضعية المصرف‪.‬‬

‫‪ .4‬يقتضي تحول المصارف التقليدية في الجزائر إلى الصيرفة اإلسالمية توفر متطلبات قانونية‪ ،‬شرعية‪،‬‬
‫ومحاسبية‪.‬‬

‫‪ .5‬تعتبر تجارب تحول المصارف التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية باختالف مداخلها والنتائج المرضية التي‬
‫تحققها محف از قويا للمصارف التقليدية لخوض تجربة التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫ب‬
‫المقدمة العامة‬

‫رابعا‪ :‬أهمية الدراسة‪.‬‬

‫تبرز أهمية الدراسة في القيمة البحثية واإلضافة العلمية‪ ،‬حيث يكتسي موضوع الدراسة أهمية علمية وأكاديمية‬
‫بالغة نذكرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬يعتبر تحول المصارف التقليدية إلى العمل المصرفي الموافق ألحكام الشريعة اإلسالمية خطوة هامة وسعيا‬
‫منها نحو التخلص من المعامالت المصرفية الربوية‪.‬‬

‫‪ .2‬تعرف دراسة المصارف اإلسالمية في النظام المصرفي الجزائري بالمحدودية وبحداثة األخذ بها من طرف‬
‫المصارف التقليدية الجزائرية مما يتطلب توضيح الكثير من التفاصيل واقتراح بعض اإلجراءات التي تمكن هذه‬
‫األخيرة في الخوض في هذه التجربة‪ ،‬خاصة بعد اإلصالحات المصرفية األخيرة التي ترخص للمصارف‬
‫التقليدية بتسويق المنتجات الخاصة بالصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .3‬اعتبار الصيرفة اإلسالمية من بين الحلول المثلى لألزمات المالية وهي البديل للنظام المالي الحالي وهذا‬
‫بعد خروجها من األزمة المالية العالمية بأقل الخسائر مقارنة بالمصارف والمؤسسات المالية الربوية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أهداف الدراسة‪.‬‬

‫تهدف الدراسة إلى تحقيق جملة من األهداف نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬التعرف على مفهوم التحول للمصرفية اإلسالمية ودوافعه وأنواعه ومداخله‪.‬‬

‫‪ .2‬إبراز أهم العقبات التي تواجه عملية تحول المصارف التقليدية إلى العمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .3‬معرفة مدى قدرة المصارف التقليدية الجزائرية من االستفادة من التجارب العملية للعديد من المصارف‬
‫التقليدية التي تحولت فعال للعمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ .4‬معرفة مجهودات الجهاز المصرفي الجزائري في سبيل تبني الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .5‬تحديد أهم العوامل والمتطلبات التي تؤثر في نجاح عملية التحول إلى المصرفية اإلسالمية في الجزائر‪.‬‬

‫‪ .6‬استعراض واقع الصيرفة اإلسالمية في الجزائر مع عرض تجربة البنك الوطني الجزائري الذي أتم عملية‬
‫التحول من خالل فتحه لنوافذ إسالمية لتسويق المنتجات اإلسالمية الموافقة لمبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫ج‬
‫المقدمة العامة‬

‫‪ .7‬الرغبة في التعرف على تجارب بعض الدول في مجال التحول الكلي أو الجزئي للمصارف التقليدية إلى‬
‫الصيرفة اإلسالمية وابراز مدى االستفادة من هذا التحول‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬أسباب اختيار الموضوع‪.‬‬

‫من األسباب التي دفعتنا إلى اختيار هذا الموضوع نذكرها كما‪:‬‬

‫‪ .1‬االهتمام والميول الشخصي لكل الدراسات ذات الصلة بالمالية واالقتصاد اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ .2‬الموضوع يندرج ضمن تخصص العلوم المالية والمصرفية وهو مجال تخصصنا‪.‬‬

‫‪ .3‬تكملة بعض النقائص في الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع كونه حديث في المجال المصرفي‪.‬‬

‫‪ .4‬محاولة تزويد المكتبة الجامعية التي تعرف ندرة بالنسبة لهذا الموضوع بسبب حداثته‪.‬‬

‫‪ .5‬تقديم دراسات يعتمد عليها من طرف المصارف التقليدية عند رغبتها في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .6‬الرغبة في دراسة إمكانية زيادة المعامالت المصرفية اإلسالمية في البيئة المصرفية الجزائرية‪ ،‬عن طريق‬
‫نشر الوعي لدى المجتمع الجزائري بمدى أهمية الصيرفة اإلسالمية بما يتوافق ومعتقداته الدينية‪.‬‬

‫‪ .7‬معرفة مدى نجاح تجارب البلدان السباقة إلى التحول للعمل المصرفي اإلسالمي لتصبح نموذجا لكل‬
‫المصارف التقليدية التي تريد خوض تجربة التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬منهج الدراسة‪.‬‬

‫نظ ار لطبيعة الموضوع وبغية اإلحاطة بمختلف جوانبه ولإلجابة على التساؤالت المطروحة واختبار صحة‬
‫الفرضيات تم االعتماد على المنهج الوصفي والتحليلي‪ ،‬وهذا لمعالجة الجانب النظري للدراسة من خالل سرد‬
‫المفاهيم النظرية لظاهرة تحول المصارف التقليدية إلى الصرفية اإلسالمية‪ ،‬كما اعتمدنا أيضا على منهج دراسة‬
‫حالة لواقع الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وتقييمه خاصة بعد صدور النظام ‪ 02-20‬الذي يسمح للمصارف‬
‫التقليدية بالتحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬وكذلك تحليل مختلف التجارب العالمية للتحول إلى الصيرفة‬
‫اإلسالمية بمختلف مداخلها وأنواعها لالستفادة منها من طرف المصارف التقليدية الجزائرية التي ترغب في‬
‫التحول إلى العمل المصرفي الموافق ألحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫د‬
‫المقدمة العامة‬

‫ثامنا‪ :‬حدود الدراسة‪.‬‬

‫من أجل اإلجابة على اإلشكالية الرئيسية واألسئلة الفرعية‪ ،‬تم تحديد حدود الدراسة على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪.1‬الحدود المكانية‪ :‬تفاوتت الحدود المكانية للدراسة من فصل آلخر‪ ،‬حيث تم التطرق إلى حالة الجزائر وجهازها‬
‫المصرفي وواقع الصيرفة اإلسالمية بصفة عامة‪ ،‬وبالتركيز على حالة تحول البنك الوطني الجزائري بصفة‬
‫خاصة باعتباره أول المصارف التقليدية الذي خاض تجربة التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬كما تطرقنا‬
‫في الفصل الرابع إلى عدة تجارب عالمية للتحول إلى الصرفية اإلسالمية بمختلف مداخله إما من خالل التحول‬
‫الكلي أو فتح فروع أو نوافذ على مستوى المصارف التقليدية ولقد اخترنا لدراسة التجارب العالمية كل من‪:‬‬
‫مصرف اإلمارات اإلسالمي‪ ،‬مصرف األهلي المتحد‪ ،‬مصرف األهلي التجاري‪ ،‬المصرفي السعودي‪-‬الفرنسي‪،‬‬
‫مصرف المشرق‪ ،‬مصرف بوميبت ار الماليزي‪.‬‬

‫‪.2‬الحدود الزمانية‪ :‬يحوي موضوع الدراسة حدودا زمنية مختلفة‪ ،‬وهذا الختالف فصول البحث في تناول‬
‫الموضوع من دراسة حالة الجزائر‪ ،‬ودراسة البنك الوطني الجزائري‪ ،‬وكذا دراسة بعض التجارب الدولية في‬
‫مجال التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬فيمكن تبيان الحدود الزمنية للدراسة كما يلي كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -.‬بالنسبة لدراسة حالة الجزائر‪ :‬فقد تم التطرق إلى وضعية الجهاز المصرفي الجزائري خالل الحدود الزمنية‬
‫الممتدة من فترة ما بعد االستقالل ( ‪ ) 1962‬التي عرفت بداية إصالحات مصرفية إلى غاية سنة ‪،2003‬‬
‫ثم إلى غاية سنة ‪ 2021‬حيث ميز هذه الفترة صدور تعليمات و أنظمة خاصة بتنظيم الجهاز المصرفي عامة‬
‫والصيرفة اإلسالمية خاصة‪ ،‬وبعدها تم دراسة واقع المصارف اإلسالمية العاملة في الجزائر على غرار بنك‬
‫البركة الجزائري ومصرف السالم خالل الفترة ( ‪ ،) 2019 – 2012‬وفي األخير تم التعرض لحالة البنك‬
‫الوطني الجزائري بعد تحوله للعمل المصرفي اإلسالمي من سنة ‪ 2020‬إلى غاية ‪.2021‬‬

‫ب‪ .‬بالنسبــة للتجارب الدوليــة‪ :‬تم دراسة ستة (‪ )06‬تجارب مصرفية دولية تتباين حدودها الزمنية كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬مصرف اإلمارات اإلسالمي من الفترة ‪ 2003‬إلى ‪.2008‬‬

‫‪ -‬مصرف األهلي المتحد من الفترة ‪ 2008‬إلى ‪.2014‬‬

‫‪ -‬مصرف اإلمارات اإلسالمي من الفترة ‪ 2003‬إلى ‪.2008‬‬

‫‪ -‬المصرف األهلي التجاري السعودي من الفترة ‪ 1987‬إلى ‪.2020‬‬

‫ه‬
‫المقدمة العامة‬

‫‪ -‬البنك السعودي الفرنسي من الفترة ‪ 2003‬إلى ‪.2015‬‬

‫‪ -‬مصرف بوميبت ار الماليزي من الفترة ‪ 1983‬إلى ‪.2000‬‬

‫‪ -‬مصرف المشرق اإلماراتي من الفترة ‪ 2006‬إلى ‪.2017‬‬

‫حيث اعتمدنا خالل الدراسة على التقارير السنوية للمصارف محل الدراسة وكذا مواقعها الرسمية‪ ،‬إلى جانب‬
‫مختلف والمواقع اإللكترونية التي تعرض هذه التجارب‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬الدراسات السابقة‪.‬‬

‫يوجد العديد من الدراسات التي تطرقت إلى عدة جوانب من هذا الموضوع‪ ،‬لكننا قمنا بختيار أهم هذه الدراسات‬
‫التي لها عالقة مباشرة بموضوع الدراسة‪ ،‬نذكرها كما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬دراسة (سعود محمد عبد هللا الربيعة‪ )1989 ،‬بعنوان‪ :‬تحول المصرف الربوي إلى مصرف إسالمي‬
‫ومقتضياته‪ ،‬رسالة ماجيستير في االقتصاد اإلسالمي بجامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬حيث تناولت‬
‫الدراسة األسس العقـديـة والشرعية واالقتصـاديـة التي انبثقت منها فكرة تحويل المصرف الربـوي إلى مصـرف‬
‫إسالمي في ظل اقتصاد ربـوي‪ ،‬ثم مقتضيات هـذا التحول في جـوانبه االقتصادية واإلدارية والمحاسبية والشرعية‪،‬‬
‫ثم كيفيـة إتمام عملية التحـول وآثـارهــا المتوقع ـة‪ ،‬ومن أهم ما خلصت إليه الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬أن حاجة تعامل المصرف اإلسالمي المتحول مع المصارف الربوية تنحصر في تمويل االعتمادات‬
‫المستندية‪ ،‬تمويل الحسابات الجارية ألغراض التحويل‪ ،‬دون أن يضطر لدفع الفوائد‪.‬‬

‫‪ -‬أن ممارسة البنك المركزي وظيفة الملجأ األخير للمصارف التجارية على أساس القرض بفائدة يخالف أحكام‬
‫الشريعة‪ ،‬وأن المصرف المركزي يمكن أن يمارس هذه الوظيفة على أساس المضاربة‪.‬‬

‫‪-‬أن قيام البنك المركزي بتسعير خدمات المصرف المتحول يخالف أحكام الشرع اإلسالمي الحنيف‪.‬‬

‫‪ -‬أن طبيعة نشاط المصرف المتحول تتطلب السماح له بتملك األصول الثابتة والمنقولة‪.‬‬

‫‪ -‬إن استحداث وظيفة هيئة الرقابة الشرعية في الهيكل التنظيمي للمصـرف المتحول أمر في غاية األهمية‬
‫لضمان سالمة أعماله المصرفية من المحاذير الشرعية‪ ،‬وكسب ثقة الجمهور‪.‬‬

‫‪ -‬أن صياغة خطة التحول في جداول زمنية يكفل تنفيذ إجراءات التحول بدقة ودون تأخر ويقلل األخطاء‪.‬‬

‫و‬
‫المقدمة العامة‬

‫‪ -‬أن تنفيذ برامج إعادة التدريب والتأهيل على مستوى المصرف المتحول ضروري جدا لنجاح عملية التحول‪.‬‬

‫‪ -‬أن أسلوب التحول المرحلي هو أفضل أسلوب لتحول المصرف الربوي إلى مصرف إسالمي‪.‬‬
‫‪ .2‬دراسة (مصطفى ابراهيم محمد مصطفى‪ )2006 ،‬بعنوان‪ :‬تقييم ظاهرة تحول البنوك التقليدية للمصرفية‬
‫اإلسالمية‪-‬دراسة تطبيقية عن تجربة بعض البنوك السعودية‪ ،‬رسالة ماجستير في االقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ ،‬الجامعة األمريكية المفتوحة بمصر‪ ،‬ولقد تناولت الدراسة أهم مبادئ التحول وأنواعه‪ ،‬وأهم المداخل‬
‫التي اعتمدتها المصارف التقليدية في تحولهـا نحـو المصرفية اإلسالمية‪ ،‬وكذلك دراسة وتقييم ظاهرة تحول البنوك‬
‫التقليدية للمصرفية اإلسالمية العالمية عامة والسعودية خاصة‪ ،‬وكذا مختلف العقبات التي تواجه البنوك التقليدية‬
‫عند تحولها للمصرفية اإلسالمية مع اقتراح الحلول المالئمة للحد من هذه العقبات مع استعراض بعض آراء‬
‫الخبراء االقتصاديين والعلماء الشرعيين حول ظاهرة التحول بين مؤيد ومعارض‪ ،‬وحكم التعامل مع البنوك‬
‫التقليدية التي تقدم المنتجات المصرفية اإلسالمية‪ ،‬ولقد خلصت الدراسة إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أنـه يجب على البنك الذي يرغب في هذا التحول أن تتوفر لديه النية واإلرادة الصادقة من قبل المسئولين‬
‫عن عملية التحول‪ ،‬ووضع خطة استراتيجية محددة المراحل ومعلنة منذ البداية للعاملين والعمالء والمجتمع‪،‬‬
‫وأن يتوفر لها الدعم الكافي من اإلدارة العليا بالبنك‪ ،‬والتأييد والدعم من السـلطات الرقابية‪.‬‬

‫‪ -‬تتباين مبررات التحول في المصارف السعودية‪ ،‬منها دوافع عقدية ومنها دوافع ربحية‪.‬‬

‫‪ -‬مدخل التحول الكامل إلى الصيرفة اإلسالمية ليس محل إجماع لكل المصارف السعودية‪.‬‬

‫‪ .3‬دراسة (مريم سعد رستم‪ ،)2014 ،‬بعنوان‪ :‬تقييم مداخل تحول المصارف التقليدية إلى مصارف إسالمية‬
‫– نموذج مقترح للتطبيق على المصارف السورية‪ ،-‬أطروحة دكتوراه في العلوم المالية والمصرفية بجامعة‬
‫حلب بسوريا‪ ،‬حيث تناولت الدراسة بيان مفهوم التحول ومداخله ومتطلباته والعقبات التي تواجه تطبيقه‪ ،‬وكذا‬
‫مقارنة أداء المصارف محل الدراسة وذلك قبل وبعد التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي بهدف التعرف على‬
‫أثر التحول بمختلف مداخله على أداء المصارف التقليدية‪ ،‬إلى جانب مقارنة أداء المصارف محل الدراسة‬
‫وذلك بعد التحول للتوصل إلى المدخل األمثل للتحول‪ ،‬وفي األخير اقترحت الباحثة نموذج عملي لتحول‬
‫المصارف التقليدية للمصرفية اإلسالمية يالئم طبيعة المصارف التقليدية في سوريا‪.‬‬

‫ولقد توصلت الباحثة إلى عدة نتائج نذكر أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫ز‬
‫المقدمة العامة‬

‫‪ -‬أن التحول بمختلف مداخله يساهم في تحسن نشاط المصارف المتحولة‪.‬‬

‫‪ -‬تحسن عدة مؤشرات على مستوى المصارف المتحولة ( مؤشر السيولة‪ ،‬الربحية‪ ،‬العائد ‪)...‬‬

‫‪ .4‬دراسة (يزن خلف سالم العطيات‪ )2007 ،‬بعنوان‪ :‬تحول المصارف التقليدية للعمل وفق أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‪-‬دراسة لبيان مدى إمكانية التطبيق في األردن‪ ،-‬أطروحة دكتوراه تخصص مصارف إسالمية‪،‬‬
‫باألكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية‪ ،‬حيث تناولت هذه الدراسة مفهــوم التحول‪ ،‬ودوافعـه‪ ،‬ومصادره‪،‬‬
‫وأنواعـه‪ ،‬وأهـم المتطلبات والعقبـات التي تواجه تنفيذه‪ ،‬باإلضـافة إلــى الحكم الشرعي للتحول‪ ،‬وأهــم المسائل‬
‫الفقهية الناجمة عنه‪ ،‬وكذا التعرف على أبـرز العوامـل والمتغيرات التـي قـد تـؤثر فـي إمكانية تحول المصارف‬
‫التقليدية في األردن للعمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬مع القيام بدراسة ميدانية من خالل اعداد استبيان تم توزيعه‬
‫على العديد من اإلدارات العامة للمصارف التقليدية األردنية‪ ،‬ولقد توصل الباحث إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ال يشترط على المصرف التخلص مـن األمـوال الربوية المقبوضـة الناتجـة عـن أعمالـه قبل التحول‪.‬‬

‫‪ -‬أثبت الواقع العملي نجاح تجربة أغلب المصارف التقليدية التي تحولت كليا للعمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -‬تـؤثر معظـم المتغيرات التـي احتوتهـا فرضيات الد ارسـة فـي إمكانية تحـول المـصارف التقليدية في األردن‪،‬‬
‫مثل نجاح المصارف اإلسالمية العاملة في مجال الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -‬أن توفر سوق مالي يقـدم األدوات الماليـة اإلسالمية يـؤثر على عملية التح ــول ف ــي األردن‪.‬‬

‫‪ .5‬دراسة (سياخن مريم‪ )2019 ،‬بعنوان‪ :‬امكانية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء‬
‫تجارب عالمية‪ ،‬أطروحة دكتوراه تخصص مالية وبنوك جامعة البليدة‪ 2‬بالجزائر‪ ،‬حيث تطرقت الدراسة إلى‬
‫اإلطار الفكري والمفاهيمي للمصارف اإلسالمية وكذلك إلى ماهية التحول ومبادئه وضوابطه الشرعية‪ ،‬ومختلف‬
‫مداخله إلى جانب متطلبات وعقبات التحول‪ ،‬وكذا عرض مختلف التجارب الرائدة في مجال التحول إلى‬
‫الصيرفة اإلسالمية حسب المدخل المعتمد من كل مصرف‪ ،‬وختمت البارحة دراستها بعرض واقع تحول‬
‫المصارف اإلسالمية الجزائرية إلى الصيرفة اإلسالمية على غرار مصرف السالم والبركة الجزائري وبعض‬
‫المصارف التقليدية التي فتحت نوافذ إسالمية‪ ،‬وتوصلت الباحثة في األخير إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -‬التحول للصيرفة اإلسالمية له عدة أشكال‪ ،‬تختلف باختالف الطريقة المنتهجة من كل مصرف تقليدي‪.‬‬

‫‪ -‬تحتاج عملية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية لخطة واضحة المعالم‪ ،‬تقترح من الخبراء في هذا المجال‪.‬‬

‫ح‬
‫المقدمة العامة‬

‫‪ -‬ضرورة استعانة المصرف التقليدي الراغب في التحول بالهيئة الشرعية التي تساعده على توضيح مختلف‬
‫الضوابط الشرعية التي تتطلبها عملية التحول‪ ،‬تفاديا للوقوع في المحظور الشرعي‪.‬‬

‫‪ -‬تحتاج عملية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية إلى العنصر البشري المؤهل العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -‬تبنت العديد من المصارف التقليدية الدولية أحد مداخل التحول المعروفة (كلي أو جزئي)‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن تطبيق التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في المصارف التقليدية الجزائرية عبر مراحل‪.‬‬

‫‪6‬ـ دراسة (معارفي فريدة‪ )2015 ،‬بعنوان‪ :‬استراتيجية تحول البنوك التقليدية إلى بنوك إسالمية‪-‬دراسة‬
‫إستشرافية للعمل المصرفي في الجزائر‪ ،-‬أطروحة دكتوراه تخصص نقود وتمويل بجامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫والتي تناولت اإلطار العام لظاهرة تحول البنوك التقليدية إلى بنوك إسالمية مع توضيح الخطة اإلستراتيجية‬
‫التي يتبناها مدراء البنوك التقليدية وصانعي القرار عند التحول إلى ممارسة أعمال المصارف اإلسالمية من‬
‫حيث آليات التحول‪ ،‬ومتطلباته‪ ،‬والمعوقات التي تواجهه‪ ،‬وكذا عرض تجارب بنوك تقليدية عربية وعالمية في‬
‫تحولها نحو الصيرفة اإلسالمية تبعا للمداخل الثالث‪ ،‬وبعدها تشخيص واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى‬
‫انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي مع تقديم رؤية استشرافية لمدى إمكانية تحول البنوك التجارية الجزائرية‬
‫إلى العمل وفق شأنه التوجه المستقبلي‪ ،‬ولقد خلصت الدراسة إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تنطلق فكرة التحول المصرفي في البالد اإلسالمية من دوافع عقائدية‪ ،‬وبدوافع ربحية في الدول الغربية‪.‬‬

‫‪ -‬تختلف أشكال تحول البنوك التقليدية لممارسة أعمال الصيرفة اإلسالمية بين التحول الكلي أو الجزئي‪.‬‬

‫‪ -‬يقتضي نجاح التحول إلى الصيرفة اإلسالمية توفير المتطلبات القانونية‪ ،‬واإلدارية‪ ،‬والمحاسبية‪ ،‬والشرعية‬
‫من جهة‪ ،‬ورغبة السلطة السياسة والنقدية وخلفية المجتمع الدينية من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬يقتضي التحول المصرفي تصميم خطة استراتيجية واضحة تستند لما يالئم المصرف المتحول‪.‬‬

‫‪ -‬ضعف الثقافة المصرفية والشرعية للعاملين بالمصارف اإلسالمية في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -‬يتطلب نجاح فتح نوافذ للمعامالت اإلسالمية في المصارف التقليدية الجزائرية وجود هيئة رقابة شرعية‪.‬‬

‫‪ -‬يتطلب تأسيس فروع إسالمية مستقلة عن المصارف التقليدية الجزائرية إعادة تصميم هيكل تنظيمي يتالءم‬
‫والوضع المتحول إليه‪ ،‬واعداد جداول زمنية تكفل تنفيذ إجراءات التأسيس بدقة ودون تأخر‪.‬‬

‫ط‬
‫المقدمة العامة‬

‫‪ .7‬دراسة ( بوطبة صرينة‪ )2017 ،‬بعنوان‪ :‬مساهمة الهندسة المالية اإلسالمية في تحول البنوك الربوية‬
‫إلى بنوك إسالمية‪ -‬دراسة تجارب بعض الدول‪ ،-‬أطروحة دكتوراه تخصص اقتصاديات الوساطة المالية‬
‫بجامعة بسكرة الجزائر‪ ،‬ولقد تطرقت الباحثة خالل هذه الدراسة لعرض اإلطار العام لعملية تحول البنوك الربوية‬
‫الى بنوك إسالمية ‪ ،‬وكذا الدور الذي تلعبه الهندسة المالية اإلسالمية في عملية التحول‪ ،‬فضال عن قدرتها‬
‫على تخفيض المخاطر‪ ،‬ثم عرض واقع الصيرفة اإلسالمية في كل من الكويت والمملكة العربية السعودية‬
‫باإلضافة إلى عرض تجارب البنوك تقليدية التي أتمت عملية التحول في كل من الدولتين مع تقييم هذه‬
‫التجارب‪ ،‬ومن نتائج هذه الدراسة نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة ابتكار األدوات المالية اإلسالمية من طرف المصارف اإلسالمية لتزايد الطلب عليها‪.‬‬

‫‪ -‬تتطلب عملية تحول البنوك التقليدية نحو الصيرفة اإلسالمية تظافر جهود كل من العاملين فيها‪ ،‬التسهيالت‬
‫المقدمة من البنك المركزي ودوره الرقابي واإلشرافي‪ ،‬الهيئة الشرعية إليجاد الحلول المختلفة‪.‬‬

‫‪ -‬يقع على عاتق إدارة الفروع والنوافذ اإلسالمية بذل المزيد من الجهود لتطوير المنتجات المالية اإلسالمية‬

‫‪ -‬أن تسابق المصارف التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية اعتراف منها بنجاح الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن استخدام الفروع والنوافذ اإلسالمية كوسيلة للتحول التدريجي للبنوك التقليدية للصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .8‬دراسة (أبو جاهد دراسو أتموجو األندونيسي‪ )2013 ،‬بعنوان‪ :‬تحول المصرف التقليدي إلى مصرف‬
‫إسالمي في الفقه اإلسالمي وتطبيقاته في إندونيسيا‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة دكتوراه بكلية الشريعة بأم درمان‬
‫جامعة السودان‪ ،‬ولقد تطرق الباحث إلى خصائص ومميزات تحول المصارف التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية‪،‬‬
‫ومدى مطابقـة وسائل االستثمار المطبقـة عند التحـول لمبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مع إفادة المصارف اإلسالمية‬
‫بإندونيسيا مما حققته المصارف اإلسالمية بالسـودان مـن إنجـازات في مجـال تـحـول المصـرف التقليـدي إلـى‬
‫مـصـرف إسالمي‪ ،‬وخلصت الدراسة إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ما يميز النظام المصرفي اإلسالمي من النظام التقليدي هي آليات توظيف أموال المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -‬تطبيق النظام المصرفي السالمي في اندونيسيا ليس باألمر السهل بل يحتاج إلى تلقين الشريعة اإلسالمية‬
‫الصحيحة لكل المسلم في إندونيسيا واقناعهم بضرورة التخلي عن الربا المحرم شرعا‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة تطبيـق المـنهج المصارف اإلسالمي في اندونيسيا لتحقيق العدالة والرفاهية في المجتمع‪.‬‬

‫ي‬
‫المقدمة العامة‬

‫‪ -‬ضرورة استفادة المصارف االندونيسية من التجارب السودانية في مجال التحول المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -‬االهتمام بالبحوث وادارة زكاة العمالء يساهم كثي ار في تنمية الكوادر البشرية في مجال الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫بناءا على ما تقدمت به الدراسات السابقة تتمثل اإلضافة العلمية لبحثنا المقدم تتمثل في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬محاولة إجراء دراسة تقييمية على تجارب بعض المصارف التقليدية التي خاضت تجربة التحول بهدف‬
‫التعرف على مدى نجاح هذه التجارب‪ ،‬وكذلك محاولة الوصول إلى المدخل األمثل للتحول‪.‬‬

‫‪ -‬عرض واقع الجهاز المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي مع عرض تجربة كل‬
‫من مصرف السالم وبنك البركة الجزائري ومدى مساهمته في تطوير الجهاز المصرفي الجزائري‪.‬‬

‫‪ -‬وضع نموذج عملي للتحول من الصيرفة التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية والمتمثلة في البنك الوطني الجزائري‬
‫مع وضع الخطوات التفصيلية للتحول إلى الصيرفة اإلسالمية حسب النظام رقم ‪.02-20‬‬

‫عاشرا‪ :‬صعوبات الدراسة‪.‬‬

‫من المعلوم أنه ال يخلوا أي بحث أكاديمي من صعوبات يواجهها الباحث أثناء عملية البحث‪ ،‬والتي نذكر أهمها‬
‫على سبيل الذكر ال الحصر‪:‬‬

‫‪ .1‬قلة المراجع التي تناولت الموضوع خاصة في الجزائر كون الموضوع حديث في المجال المصرفي‪.‬‬

‫‪ .2‬الصعوبات المتعلقة بالجانب الشرعي وهذا من ناحية فهم اآلراء والمصطلحات الفقهية كون الباحث‬
‫متخصص في الجانب االقتصادي‪.‬‬

‫‪ .3‬صعوبة الحصول على بعض المعلومات واالحصائيات خاصة القوائم المالية لبعض المصارف الدولية التي‬
‫كانت محل تجارب للتحول إلى الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬وهذا لعدم عرضها على مواقعها الرسمية‪.‬‬

‫‪ .4‬رفض المصارف التقليدية المحلية التي شرعت في عملية التحول للصيرفة اإلسالمية منح المعلومات الالزمة‬
‫الستخدامها في البحث خاصة المتعلقة بالجانب المالي (القوائم المالية)‪ ،‬وكذا الخطوات التي اعتمدتها المصارف‬
‫التقليدية الجزائرية في سبيل تحولها إلى العمل المصرفي اإلسالمي وهذا بداعي سرية المعلومات‪.‬‬

‫‪.5‬صعوبة التنقل إلى مختلف المكتبات الجامعية وكذلك المصارف للحصول على المعلومات الضرورية وهذا‬
‫بسبب جائحة كورونا ( ‪.) COVID19‬‬

‫ك‬
‫المقدمة العامة‬

‫إحدى عشر‪ :‬هيكل الدراسة‪.‬‬

‫بهدف اإلحاطة بجوانب الموضوع تم تقسيم البحث إلى أربعة فصول وهي‪:‬‬

‫الفصل األول‪" :‬مدخل إلى المصارف اإلسالمية"‪ :‬ويتضمن ثالثة مباحث‪ ،‬يتناول المبحث األول ماهية المصارف‬
‫اإلسالمية‪ ،‬أما المبحث الثاني فتناول مصادر األموال في المصارف اإلسالمية‪ ،‬والمبحث الثالث تطرقنا فيه‬
‫إلى استخدامات األموال في المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪" :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي" ويتضمن ثالثة‬
‫مباحث‪ ،‬فتم التطرق في المبحث األول إلى النظام المصرفي الجزائري قبل صدور قانون النقد والقرض‬
‫(‪ ،)90/10‬وفي المبحث الثاني إلى النظام المصرفي الجزائري بعد صدور قانون النقد والقرض (‪ ،)90/10‬أما‬
‫في المبحث الثالث فتناولنا فيه مساهمة المصارف اإلسالمية في ترقية النظام المصرفي الجزائري‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ " :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه "‪ :‬ويتضمن ثالثة مباحث‪ ،‬حيث‬
‫يتناول المبحث األول مفهوم التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬أما المبحث الثاني فتناولنا فيه مداخل التحول إلى‬
‫الصيرفة اإلسالمية وآفاقها في الجزائر‪ ،‬والمبحث الثالث تطرقنا فيه إلى مبررات‪ ،‬متطلبات‪ ،‬وعقبات التحول‬
‫إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ " :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية" ويتضمن ثالثة مباحث‪ ،‬حيث تم‬
‫التطرق في المبحث األول إلى بعض التجارب العالمية في التحول الكامل إلى الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬وفي المبحث‬
‫الثاني تعرضنا لبعض التجارب العالمية في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية عن طريق فتح فروع إسالمية‪ ،‬أما‬
‫في المبحث الثالث فتناولنا فيه بعض التجارب العالمية في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية عن طريق فتح نوافذ‬
‫إسالمية‪.‬‬
‫وخاتمة تضمنت الخالصة‪ ،‬اختبار الفرضيات‪ ،‬نتائج الدراسة‪ ،‬وآفاق الدراسة‪.‬‬

‫ل‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫مدخل إلى المصارف‬
‫اإلسالمية‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫تمهيد الفصل األول‪.‬‬

‫بعد هيمنة المصارف التقليدية لفترة طويلة على مختلف الجوانب االقتصادية والمالية للدول‪ ،‬ظهر إلى‬
‫فكر اقتصاديا ذا طبيعة خاصة ومختلف تماما على المبادئ التي يقوم‬
‫الوجود نوع جديد من المصارف تتبنى ا‬
‫عليها كل من الفكر االقتصادي الشيوعي والرأسمالي‪ ،‬هذه المصارف تسمى بالمصارف اإلسالمية تعتمد‬
‫أساسا في عملها على قواعد وأحكام الشريعة اإلسالمية التي تمنع التعامل بالربا الذي كان أساس معامالت‬
‫المصارف التقليدية‪ ،‬حيث تعمل هذه المصارف اإلسالمية على غرس القيم واألخالق اإلسالمية من أجل‬
‫تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية لألمم‪.‬‬

‫في فصلنا هذا نحاول تسليط الضوء على المصارف اإلسالمية من حيث تعريفها‪ ،‬ونشأتها‪ ،‬وأهم‬
‫خصائصها واألهداف التي تسعى لتحقيقها‪ ،‬إلى جانب أهم الخدمات التي تقدمها وكذا مختلف مصادر‬
‫األموال فيها‪ ،‬وفي األخير نبين أهم الصيغ التمويلية في هذه المصارف وكذا أهم التحديات التي تواجه عملها‬
‫مع اقتراح بعض الحلول لمواجهة هذه التحديات‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫نتناول في هذا المبحث تعريف ونشأة المصارف اإلسالمية‪ ،‬وكذا خصائص وأهداف المصارف اإلسالمية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى الفروقات األساسية بين المصارف التقليدية واإلسالمية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف ونشأة المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫قبل إعطاء تعريف للمصارف اإلسالمية‪ ،‬نحاول تبيان كل من المعنى اللغوي واالصطالحي لكلمة مصرف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .1‬المعنى اللغوي‪« :‬إسم مكان مشتق من الصرف»‬

‫‪ .2‬المعنى االصطالحي‪ :‬عرفه أحدهم أنه «منشأة تنصب عملياتها الرئيسية على تجميع النقود الفائضة عن‬
‫حاجة الجمهور‪ ،‬أو منشآت األعمال أو الدولة لغرض إقراضها لآلخرين وفق أسس معينة‪ ،‬أو استثمارها في‬
‫‪2‬‬
‫أوراق مالية محددة»‪.‬‬

‫بعد إعطاء التعريف اللغوي واالصطالحي للمصرف‪ ،‬نحاول تبيان ووصف معنى المصارف اإلسالمية‪:‬‬

‫أ‪ .‬يعرفها الدكتور محسن أحمد الخضيري «البنك اإلسالمي مؤسسة نقدية مالية تعمل على جذب الموارد‬
‫النقدية من أفراد المجتمع وتوظيفها توظيفا فعاال يكفل تعظيمها ونموها في إطار القواعد المستقرة للشريعة‬
‫اإلسالمية وبما يخدم شعوب األمة ويعمل على تنمية اقتصادياتها»‪3‬؛‬

‫ب‪ .‬يعرف الدكتور عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي المصارف اإلسالمية بقوله «المصرف اإلسالمي هو مؤسسة‬
‫‪4‬‬
‫مالية مصرفية تزاول أعمالها وفق أحكام الشريعة اإلسالمية»؛‬

‫عبد الزاق رحيم جدي الهيتي‪ ،‬المصارف اإلسالمية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار أسامة‪ ،‬األردن‪ ،1998 ،‬ص‪.26‬‬ ‫‪1‬‬

‫خليل الشماع‪ ،‬إدارة المصارف‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة الزهراء‪ ،‬بغداد‪ ،1975 ،‬ص‪.11‬‬ ‫‪2‬‬

‫محسن أحمد الخضيري‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪ ،‬إيتراك للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص‪.17‬‬ ‫‪3‬‬

‫عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.174‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫جـ‪ .‬عرفها الدكتور أحمد النجار كما يلي «يقصد بالمصارف أو بيوت التمويل اإلسالمية‪ ،‬تلك المؤسسات التي‬
‫تباشر األعمال المصرفية‪ ،‬مع التزامها باجتناب التعامل بالفوائد الربوية‪ ،‬أخذا وعطاء ­ بوصفه تعامال محرما‬
‫‪1‬‬
‫شرعا ­ باجتناب أي عمل مخالف ألحكام الشريعة اإلسالمية»؛‬

‫د‪ .‬عرفها الدكتور أبوبكر هاشم أبو بكر «مؤسسة مالية اقتصادية تلتزم بأحكام ومقاصد الشريعة اإلسالمية‬
‫في تعبئة الموارد وتوظيفها وفقا لصيغ تمويلية واستثمارها تتوافق والضوابط الشرعية بما يخدم أهداف التنمية‬
‫‪2‬‬
‫االقتصادية واالجتماعية في المجتمع اإلسالمي»؛‬

‫من خالل التعاريف السابقة الذكر نستنتج أن المصارف اإلسالمية‪ :‬هي تلك المؤسسات النقدية المالية التي‬
‫تقوم بمختلف المعامالت المالية‪ ،‬التجارية واالستثمارية وفقا لمبادئ الشريعة اإلسالمية والقائمة أساسا‬
‫على مبدأ عدم التعامل بالربا لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية للمجتمعات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نشأة المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫ال شك أن مختلف المعامالت المالية التي كانت سائدة في الدول اإلسالمية عبر العصور كانت قائمة على‬
‫أحكام وتعاليم الشريعة اإلسالمية‪ ،‬حيث يعتبر بيت مال المسلمين أول مؤسسة مالية ترعى شؤون واحتياجات‬
‫المسلمين في ذلك الوقت‪ ،‬إال أن االستعمار الذي أطال معظم البلدان اإلسالمية وكذا الغزو الفكري‬
‫واالقت صادي لها أدى إلى الركود والتأخر في تطور المعامالت اإلسالمية فيها‪ ،‬وفي المقابل ظهرت أنظمة‬
‫ربوية بديلة توغلت في المجتمعات اإلسالمية وعملت على التأثير على الحكومات اإلسالمية ­ بدعوى تحرير‬
‫التجارة وتشجيع االستثمارات ­ إلصدار القوانين المقننة للفوائد الربوية‪.‬‬

‫ومنذ مطلع النصف الثاني من القرن العشرين تبلورت فكرة ضرورة استبعاد الربا من المعامالت المالية‪،‬‬
‫فكانت أول محاولة إلنشاء مصرف إسالمي في إحدى المناطق الريفية «بباكستان» في الخمسينيات من القرن‬
‫العشرين حيث ظهرت مؤسسة تقوم باستقبال الودائع من مالكي األراضي وتقديمها كقروض للمزارعين لتحسين‬
‫مستواهم المعيشي وتحسين نشاطهم الزراعي‪ ،‬دون أن يتلقى أصحاب الودائع أي عائد على ودائعهم‪ ،‬كما أن‬

‫رشيد درغال‪ ،‬دور المصارف في تعبئة الموارد المالية للتنمية‪ :‬دراسة مقارنة بين المصارف التقليدية والمصارف االسالمية‪ ،‬رسالة‬ ‫‪1‬‬

‫ماجيستير في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪83‬‬


‫أبو بكر هاشم أبو بكر‪ ،‬التمويل بالمشاركة في المصارف اإلسالمية‪ :‬الواقع والتحديات وآليات التطوير‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬مركز الكتاب‬ ‫‪2‬‬

‫للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2012 ،‬ص‪.35‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫القروض الممنوحة لهؤالء المزارعين كانت أيضا بدون عائد بالنسبة للمؤسسة المقرضة‪ ،‬وانما كانت تأخذ‬
‫مقابل ذلك أجور رمزية لتغطية تكاليفها اإلدارية فقط‪.‬‬

‫لكن سرعان ما توقفت المؤسسة عن نشاطها في بداية الستينيات بسبب عدم تجدد اإلقبال على اإليداع من‬
‫‪1‬‬
‫طرف أصحاب األراضي إلى جانب عدم توفر المؤهالت بالنسبة للعاملين في المؤسسة‪.‬‬

‫وفي بداية الستينيات وبالتحديد سنة ‪1963‬م ظهر رسميا أول مصرف إسالمي في مصر بمدينة (ميت‬
‫غمر) وقد تمثلت التجربة في إنشاء (بنك اإلدخار المحلي) الذي يعمل على مبدأ إنشاء فروع مصرفية في كل‬
‫منطقة ريفية لتعبئة المدخرات ثم إعادة توظيفها محليا لتخدم احتياجات تلك المناطق‪ ،‬حيث كان اإلقبال كبير‬
‫من طرف المودعين بسبب عدم وجود أي فوائد تدفع على الودائع في تلك البنوك وبالنسبة للقروض التي‬
‫كانوا يتحصلون عليها الستخدامها في اإلسكان والزراعة وكذلك شراء المعدات واآلالت الالزمة‪.‬‬

‫فقد استطاعت هذه الفروع من جذب أكثر من مليون عميل وخدمة ما يقارب بـ ‪ 53‬قرية‪ 2‬وحوالي (‪ 59‬ألف)‬
‫مودع خالل أكثر من ثالث سنوات من عملها‪ ،‬لكن سرعان ما تم إيقاف العمل بها سنة ‪1967‬م ألسباب‬
‫عدة كعدم رسوخ اإلطار النظري لألعمال المصرفية اإلسالمية التي تقوم بها‪ ،‬وعدم توفر المؤهالت ألداء‬
‫‪3‬‬
‫العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬إلى جانب عدم تلقيها العناية الالزمة من طرف الحكومة‪.‬‬

‫وفي سنة‪ 1971‬م تأسس (بنك ناصر االجتماعي) بالقاهرة الذي بدأ ممارسة نشاطاته عمليا سنة ‪1972‬م‬
‫حيث قام بتقديم الخدمات والمساعدات االجتماعية بعيدا عن التعامل بالربا‪ ،‬وقد كان إنشاء هذا المصرف‬
‫باعثا لضرورة إنشاء العديد من المصارف في العديد من الدول العربية واإلسالمية‪.‬‬

‫وبعد ذلك توالت عمليات إنشاء البنوك اإلسالمية على الصعيدين العربي والدولي نذكر أهمها كما‪:‬‬

‫‪ .1‬في سنة ‪ 1975‬م تم إنشاء مصرفين إسالميين معا‪ ،‬هما (البنك اإلسالمي للتنمية) بجدة‪ ،‬و(بنك دبي‬
‫اإلسالمي) في دولة اإلمارات العربية المتحدة للقيام بعملية التمويل وتنمية التجارة الخارجية حيث شاركت‬
‫في رأسماله دول منظمة المؤتمر اإلسالمي لدعم المشاريع التنموية لهده البلدان؛‬

‫عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.174‬‬ ‫‪1‬‬

‫أبوبكر هاشم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.46‬‬ ‫‪2‬‬

‫مسدور فارس‪ ،‬التمويل اإلسالمي من الفقه إلى التطبيق المعاصر لدى البنوك اإلسالمية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‬ ‫‪3‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2007،‬ص‪.85‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫‪ .2‬عرفت سنة ‪1977‬م إنشاء ثالثة مصارف إسالمية وهي بنك فيصل المصري‪ ،‬بنك فيصل السوداني‪،‬‬
‫وبيت التمويل الكويتي‪ ،‬كما ظهر في نفس السنة اإلتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية بمكة المكرمة لدعم الروابط‬
‫بين المصارف اإلسالمية والتعاون والتنسيق فيما بينها؛‬

‫‪ .3‬ظهور البنك اإلسالمي األردني للتمويل واالستثمار في سنة ‪1978‬م؛‬

‫‪ .4‬تأسيس بنك البحرين اإلسالمي في سنة ‪1979‬م‪ ،‬حيث ينص النظام فيها على التزام المصرف بتطبيق‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية في كل ما يتصل بنشاطها ومعامالتها وبوجوب إلغاء جميع صور الربا سواء كان‬
‫‪1‬‬
‫صريحا أو خفيا أو مشتبها؛‬

‫بعد اإلنتشار السريع الذي عرفته المصارف اإلسالمية في الدول العربية انتقلت إلى الكثير من الدول‬
‫اإلسالمية على غرار كل من «إيران» و «باكستان» سنة ‪1980‬م‪ ،‬وانتشرت حاليا في أكثر من ‪ 60‬دولة من‬
‫دول العالم اإلسالمي والدول الغربية‪ ،‬حيث يوجد أزيد من ‪ 300‬مصرفا ومؤسسة مالية إسالمية تبلغ أصولها‬
‫‪2‬‬
‫المالية حوالي ‪ 400‬مليار دوالر أمريكي وينمو القطاع المصرفي بمعدالت كبيرة تفوق ‪ %20‬سنويا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص وأهداف المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫للمصارف اإلسالمية مميزات وخصائص تميزها عن المصارف والمؤسسات المالية األخرى‪ ،‬ومن أهم السمات‬
‫التي تتميز بها المصارف اإلسالمية ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬عدم التعامل بالفائدة أخذا وعطاء‪:‬‬

‫تعتبر هذه الخاصية من المبادئ األساسية والرئيسية التي يقوم عليها المصرف اإلسالمي وبدونها يكون هذا‬
‫المصرف كأي مصرف ربوي آخر‪ ،‬وعليه فالبعد عن المعامالت الربوية هو أساس المعامالت المالية‬
‫المتوافقة مع الضوابط الشرعية ذلك ألن اإلسالم قد حرم الربا بكل أنواعه وشدد العقوبة عليه‪ ،‬كما ورد ذلك‬
‫صراحة في النصوص الشرعية من الكتاب والسنة واإلجماع التي سنذكرها بإيجاز‪:‬‬

‫فارس مسدور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.86‬‬ ‫‪1‬‬

‫حربي محمد عريقات‪ ،‬سعيد جمعة عقل‪ ،‬إدارة المصارف اإلسالمية مدخل حديث‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫األردن‪ ،2010 ،‬ص‪.81‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫أ‪ .‬من الكتاب‪ :‬كما ورد ذلك في سورة البقرة اآلية (‪:)280­278‬‬

‫َّللاِ‬
‫ين ۝ َفِإ ْن َل ْم تَْف َعُلوا َف ْأ َذُنوا ِب َح ْر ٍب ِم َن َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّللاَ وَذ ُروا ما َب ِقي ِم َن ِ‬ ‫«يا أَي َّ ِ‬
‫الرَبا ِإ ْن ُكنتُ ْم ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫َ َ‬
‫َّ‬
‫آمُنوا اتُقوا َّ َ‬ ‫ين َ‬ ‫ُّها الذ َ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ظلِ ُمو َن َوال تُ ْ‬
‫وس أ َْم َوالِ ُك ْم ال تَ ْ‬ ‫ِ‬
‫ان ُذو ُع ْس َ ٍرة َف َنظ َرةٌ ِإَلى َم ْي َس َ ٍرة َوأ ْ‬
‫َن‬ ‫ظَل ُمو َن ۝ َواِ ْن َك َ‬ ‫َوَرُسولِه َوِا ْن تُْبتُ ْم َفَل ُك ْم ُرُء ُ‬
‫صَّدُقوا َخ ْيٌر َل ُك ْم ِإ ْن ُكنتُ ْم تَ ْعَل ُمو َن»؛‬
‫تَ َ‬

‫ب‪ .‬من السنة‪ :‬وردت أدلة كثيرة في السنة النبوية تحرم الربا منها الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي هللا‬
‫الن ِ‬
‫فس‬ ‫وقتل َّ‬ ‫ِ‬ ‫عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال « ِ‬
‫السحر‪ُ ،‬‬
‫الشرك باهلل‪ ،‬و ُ‬
‫ُ‬ ‫الموبقات‪:‬‬ ‫السبع‬
‫َ‬ ‫اجتنبوا‬
‫ِ‬
‫المؤمنات‬ ‫ِ‬
‫المحصنات‬ ‫وقذف‬ ‫الز ِ‬
‫حف‪،‬‬ ‫مال اليتيمِ‪ ،‬والتولِي يوم َّ‬
‫الربا‪ ،‬وأكل ِ‬
‫أكل ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫بالحق‪ ،‬و ُ‬ ‫حرم هللا إال‬
‫التي َّ‬
‫الت»‪ 1‬؛‬‫الغاف ِ‬
‫ِ‬

‫جـ‪ .‬اإلجماع‪ :‬حيث اجتمعت األمة على أصل تحريم الربا واختلفوا في تفصيل مسائله وتبيين أحكامه وتفسير‬
‫شرائطه‪ ،‬حيث تختلف العالقة بين المصارف اإلسالمية وزبائنها المستثمرين عن العالقة بين المصارف‬
‫التقليدية‪ ،‬وزبائنها المقترضين فاألولى تعمل بمبدأ المشاركة في االستثمار أما الثانية تقوم بمنح االئتمان‬
‫بالفائدة كأساس لتلك العالقة؛‬

‫‪ .2‬اإللتزام بقاعدة اتباع الحالل واإلبتعاد عن الحرام‪:‬‬

‫بحكم أن المصارف اإلسالمية تستمد مشروعيتها من تجسيدها للفكر اإلسالمي فإنها تلتزم التزاما كامال‬
‫بتطبيق قاعدة الحالل والحرام في كل معامالتها‪ ،‬والتقيد بأخالقيات اإلسالم وآدابه في معامالتها في طابعها‬
‫‪2‬‬
‫الشمولي الذي يمتد إلى كافة مجاالت النشاط اإلنساني التي تتعامل معها؛‬

‫وعليه فإن المصارف اإلسالمية تقوم باالستثمار وتمويل المشاريع التي تحقق الخير للمجتمع مع مراعاة قاعدة‬
‫الحالل والحرام‪ ،‬فال يمكن للمصرف اإلسالمي توجيه خدماته إلى أنشطة تدخل في دائرة الحرام لما فيها من‬
‫أضرار خطيرة على المجتمع مثل أنشطة الخمور‪ ،‬المخدرات‪ ،‬وبيع لحم الخنزير‪ ،‬وقاعات القمار‪...‬إلخ؛‬

‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الوصايا‪ ،‬حديث رقم ‪ ،2766‬الطبعة األولى‪ ،‬دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪2002 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.674‬‬
‫محسن أحمد الخضيري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.19‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫‪ .2‬ربط التنمية االقتصادية بالتنمية االجتماعية‪:‬‬

‫إن المصارف اإلسالمية تعمل على الجمع والربط بين الجانب المادي والروحي لإلنسان‪ ،‬وال تنفصل في‬
‫المجتمع اإلسالمي الناحية االجتماعية عن الناحية االقتصادية‪ ،‬اذ أن المصرف اإلسالمي ال يربط بين‬
‫التنمية االقتصادية والتنمية االجتماعية فقط‪ ،‬بل يعتبر التنمية االجتماعية أساسا ال تؤتي التنمية االقتصادية‬
‫ثمارها إال بمراعاته‪ ،‬وهو بذلك يراعي الجانبين‪ ،‬فالمصرف اإلسالمي يقوم بجمع الزكاة ويعمل على توزيعها‬
‫وايصالها لمستحقيها من األصناف الثمانية التي ذكرت في القرآن الكريم‪ ،‬إلى جانب أنه يحاول تحسين ورفع‬
‫المستوى المعيشي للمجتمع انطالقا من سياسته االستثمارية وبفتح أبوابه أمام الجميع من خالل المشاريع‬
‫‪1‬‬
‫والمؤسسات االقتصادية التابعة له؛‬

‫‪ .4‬إحياء نظام الزكاة‪:‬‬

‫تعتبر الزكاة األداة الرئيسية في النظام المالي اإلسالمي‪ ،‬إذ تعمل على تحقيق الكثير من أهداف المجتمع‬
‫‪2‬‬
‫اإلسالمي من حيث تحقيق العدالة االجتماعية في توزيع المداخيل والتقليل من التفاوت بين طبقات المجتمع‪.‬‬

‫حيث أقامت المصارف اإلسالمية صناديق خاصة تتولى إدارتها تقوم من خاللها بتحصيل وتوزيع زكاة‬
‫أموالها المستحقة على نشاطها وذلك بخصمها من صافي األرباح قبل التوزيع‪ ،‬إلى جانب الزكاة المستحقة‬
‫على رأسمال المصرف واالحتياطات المحتجزة‪ ،‬إضافة إلى أموال الزكاة التي يفوض العمالء مصرفهم‬
‫بخصمها من حسابهم وكذلك مختلف التبرعات التي تضم إلى صندوق الزكاة‪ ،‬والعمل على إيصال هذه‬
‫األموال إلى مستحقيها بهدف تحقيق التكافل االجتماعي للقضاء على الفقر وفتح فرص العمل للقضاء على‬
‫مشكل البطالة‪ 3‬ومحاولة استثمار الفائض من تلك األموال وتنميتها؛‬

‫‪ .5‬تجميع األموال المعطلة‪:‬‬

‫تعمل المصارف اإلسالمية على تجميع أموال الكثير من المسلمين في العالم اإلسالمي والتي تعد أمواال وغير‬
‫نشطة بسبب امتناعهم عن إيداعها واستثمارها في المصارف التقليدية بحكم التزامهم بمبادئ وتعاليم الدين‬

‫‪1‬حربي محمد عريقات‪ ،‬سعيد جمعة عقل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫فارس مسدور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.100‬‬ ‫‪2‬‬

‫ريمون يوسف فرحات‪ ،‬المصارف اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ 2004، ،‬ص‪.60‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫اإلسالمي الذي يحرم التعامل بالربا بمختلف أشكالها وعليه فقد استطاعت المصارف اإلسالمية تحريك‬
‫واخراج تلك األموال المكتنزة إلى دائرة النشاط وجعلها أداة فعالة لخدمة االقتصاد الوطني والمشاريع التنموية‬
‫ال تي تعود بالنفع على المجتمع‪ ،‬مما دفع الكثير من أصحاب رؤوس األموال الستثمار أموالهم المجمدة‬
‫‪1‬‬
‫وتنميتها في مختلف المشاريع االستثمارية تجارية كانت‪ ،‬صناعية أم زراعية؛‬

‫‪ .6‬الخضوع إلى الرقابة الشرعية‪:‬‬

‫تخضع المصارف اإلسالمية إلى رقابة ذات شقين‪ ،‬الشق األول ذاتي أي من داخل الفرد ومن وحي ضميره‬
‫وهذا بتمسكه بتعاليم دينه وخوفه من إغضاب هللا عز وجل في معامالته‪ 2،‬أما الشق الثاني فهي رقابة‬
‫خارجية فإضافة إلى الرقابة المصرفية والمالية هناك أيضا ما يسمى برقابة الهيئة الشرعية على كافة نشاطات‬
‫وأعمال البنوك المصرفية وهذا ما يميز المصارف اإلسالمية عن المصارف التقليدية؛‬

‫ثانيا‪ :‬أهداف المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫تسعى المصارف اإلسالمية إلى تحقيق عدة أهداف يمكن اختصارها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬األهداف االقتصادية والمالية‪:‬‬

‫باعتبار أن المصرف اإلسالمي مؤسسة تجارية إسالمية تقوم بأداء دور الوساطة المالية بمبدأ المشاركة‪،‬‬
‫فإنها كباقي المصارف التقليدية تسعى لتحقيق العديد من األهداف االقتصادية والمالية التي تعكس مدى‬
‫نجاحها في أداء هذا الدور في ظل أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وهذه األهداف يمكن حصرها فيما يلي‪:3‬‬

‫أ‪ .‬جمع أموال المسلمين وتوطينها داخل العالم اإلسالمي؛‬

‫ب‪ .‬سهولة انتقال رؤوس األموال اإلسالمية بين الدول اإلسالمية دون الحاجة لوساطة العالم الخارجي؛‬

‫جـ‪ .‬توظيف هذه األموال داخل العالم اإلسالمي بما يحقق له التنمية المنشودة؛‬

‫عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.194‬‬ ‫‪1‬‬

‫محسن أحمد الخضيري‪ ،‬مرجع سبق دكره‪ ،‬ص‪.27‬‬ ‫‪2‬‬

‫طبيبل عبد السالم‪ ،‬البنوك اإلسالمية في خضم األزمة المالية العالمية الراهنة‪ ،‬واقع وآفاق‪-‬دراسة حالة بنك البركة الجزائري‪-‬رسالة‬ ‫‪3‬‬

‫ماجيستير في العلوم التجارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.28،29‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫د‪ .‬بعمليات التمويل طويل األجل لمختلف القطاعات االقتصادية سواء كانت إنتاجية أو خدماتية؛‬

‫ت‪ .‬تحقيق العدالة في توزيع الثروة من خالل تمويل نشاط صغار المنتجين والحرفيين ممن ال مال وال‬
‫ضمانات لهم؛‬

‫ث‪ .‬السعي وراء تحقيق التنمية االقتصادية في إطار مبادئ الشريعة اإلسالمية وتحقيق النمو المتوازن‬
‫لمختلف القطاعات االقتصادية والمناطق كافة؛‬

‫ر‪ .‬نشر الوعي االدخاري بي ن األفراد من خالل الحث على ترشيد اإلنفاق االستهالكي وتوظيف المدخرات في‬
‫المجاالت االقتصادية التي تعظم العائد وتزيد من إنتاجه وفق الصيغ اإلسالمية المختلفة؛‬

‫ز‪ .‬تحقيق التكامل االقتصادي بين الدول اإلسالمية من خالل العمل على إقامة المشاريع االستثمارية التنموية‬
‫المشتركة لالستغالل األمثل للموارد المالية للدول اإلسالمية؛‬

‫ه‪ .‬إيجاد المناخ المناسب لجذب رأس المال اإلسالمي ليستثمر في البلدان اإلسالمية‪ ،‬سواء بتقديم معلومات‬
‫جديدة والعمل على إصدار تشريعات مشجعة أو تكوين تجمعات تمويلية أو ترويج فرص استثمارية؛‬

‫س‪ .‬توجيه األموال واستثمارها في المجاالت االستثمارية الهامة التي تعتبر األساس الحقيقي في التنمية‬
‫والتطور؛ ش‪ .‬توسيع قاعدة العاملين في المجتمع والقضاء على البطالة بين أفراده ومن ثم زيادة الناتج‬
‫اإلجمالي في الدول اإلسالمية؛‬

‫ص‪ .‬تحقيق مستوى توظيفي تشغيلي مرتفع لعوامل اإلنتاج المتوافرة في المجتمع والقضاء على جميع صور‬
‫سوء استخدام هذه العوامل؛‬

‫ط‪ .‬توفير الخدمات االستشارات االقتصادية‪ ،‬الفنية‪ ،‬المالية واإلدارية المختلفة بهدف ترشيد الق اررات‬
‫االستثمارية للمستثمرين؛‬

‫ض‪ .‬محاربة االحتكار وتحقيق مستوى مناسب لالستقرار السعري في أسعار السلع والخدمات المطروحة‬
‫للتداول في األسواق؛‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫ك‪ .‬تحقيق العدالة في توزيع الناتج التشغيلي لالستثمار بما يساهم في عدالة توزيع الدخول بين أصحاب‬
‫عوامل اإلنتاج المشاركة في العملية اإلنتاجية؛‬

‫ن‪ .‬جذب الودائع وتنميتها وهذا تطبيقا للقاعدة الشرعية التي تنهى عن تعطيل واكتناز األموال‪ ،‬ومن ثم القيام‬
‫باستثمارها بما يعود باألرباح على أصحابها والمجتمع اإلسالمي ككل؛‬

‫ي‪ .‬تحقيـق األربـاح حـتى يسـتطيع منافسـة المصارف التقليدية واالسـتمرار في النشاط المصـرفي‪ ،‬وليكـون دلـيال‬
‫علـى نجـاح العمل المالي والمصرفي اإلسالمي؛‬

‫‪ .2‬أهداف اجتماعية‪:‬‬

‫تسعى المصارف اإلسالمية إلى تحقيق التنمية الشاملة في المجتمعات‪ ،‬وذلك بالموازنة بين تحقيق الربح‬
‫االقتصادي وتعظيم العائد االجتماعي بمراعاة مجموعة من األهداف نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬السعي نحو تحقيق العدالة االجتماعية والتوزيع العادل للدخل والثروة واستخدام الزكاة ومختلف الموارد من‬
‫‪1‬‬
‫أجل تخفيف حدة التفاوت متماشيا مع فكرة التكافل اإلسالمية؛‬

‫ب‪ .‬تساهم المصارف اإلسالمية في تحقيق سعادة اإلنسان من خالل تأمين مطالبه المادية والمعنوية‬
‫المشروعة ورفع مستوى معيشته‪ ،‬فتقوم بتوفير الحاجيات األساسية له من طعام وشراب ولباس‪ ...‬والمساهمة‬
‫‪2‬‬
‫في ثقافته وتعليمه بأسعار تنافسية معقولة باعتمادها على الصيغ اإلسالمية للتمويل واالستثمار؛‬

‫جـ‪ .‬المساهمة في تحقيق العدالة االجتماعية وذلك من خالل اختيار المشروعات التي تحقق تحسينات في‬
‫الدخل أو منح القروض الحسنة أو إنشاء المشروعات االجتماعية التي تحقق التكامل االجتماعي بمختلف‬
‫‪3‬‬
‫صوره؛‬

‫‪ 1‬محمد عمر شابرا‪ ،‬النظام النقدي والمصرفي في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مجلة أبحاث االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬المجلد‪ ،1‬العدد‪،1984 ،2‬‬
‫ص‪.6‬‬
‫‪ 2‬صالح حميد العلي‪ ،‬المصارف اإلسالمية والمعامالت المصرفية‪ ،‬اليمامة للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2005 ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ 3‬محمود صالح الحناوي‪ ،‬عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬المؤسسات المالية البورصة والبنوك التجارية‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‪387‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬أن تؤمن لكل مسلم بل لكل إنسان على األرض اإلسالمية حاجته األساسية التي هو بحاجة إليها؛‬

‫‪ .3‬أهداف شرعية‪:‬‬

‫حيث تسعى المصارف اإلسالمية إلى تطبيق مبادئ وأحكام الشريعة اإلسالمية على مختلف أنشطتها‬
‫ومعامالتها المصرفية وعليه فهي تحرص على‪:‬‬

‫أ‪ .‬أن تكون صيغ التمويل التي تقوم بها خالية من شبهة الربا نظريا وعمليا؛‬

‫ب‪ .‬أن تكون عملياتها وأنشطتها خالية من شروط اإلذعان واإللتزام والجهالة والغرر والنجش؛‬

‫‪2‬‬
‫جـ‪ .‬الحرص على إنشاء هيئة رقابية شرعية فعالة؛‬

‫‪ .4‬أهداف أخرى‪:‬‬

‫تتمثل في‪:‬‬

‫أ‪ .‬السعي من أجل ت حقيق الرواج االقتصادي من خالل قنوات التمويل الالربوية‪ ،‬مما يؤدي إلى تخفيض‬
‫أسعار السلع المنتجة‪ ،‬وبالتالي انخفاض سعرها لدى المستهلكين؛‬

‫ب‪ .‬تنمية االقتصاد الوطني عن طريق الخدمات المالية وأعمال االستثمار في المشاريع الفعلية وتشجيع‬
‫االدخار‪ ،‬وتوفير التمويل للمشاريع اإلسالمية بعائد وربح عادل؛‬

‫جـ‪ .‬السعي نحو تحقيق معدالت نمو‪ :‬تنشأ المؤسسات بصفة عامة بهدف االستمرار وخصوصا المصارف‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬حيث ِ‬
‫تمثل ركيزة االقتصاد ألي دولة‪ ،‬وحتى تستمر هذه المصارف والمؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية في السوق البد أن تسعى لتحقيق معدالت نمو مقبولة؛‬

‫‪ 1‬محمد سويلم‪ ،‬إدارة المصارف التقليدية والمصارف اإلسالمية مدخل مقارن‪ ،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،1998،‬‬
‫ص‪.141‬‬
‫بتصرف‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الفرق بين المصارف اإلسالمية والتقليدية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أوجه التشابه‪.‬‬

‫هناك اختالف كبير بين المصارف اإلسالمية والمصارف التقليدية من حيث المبادئ واألفكار واألسس التي‬
‫يقوم عليها كل منهما‪ ،‬لكن هذا ال يعني عدم وجود نقاط تشابه بينهما‪ ،‬ومن بين نقاط التشابه نذكرها فيما‬
‫‪1‬‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬تتفق المصارف اإلسالمية مع التقليدية من حيث االسم فكالهما مصرف؛‬

‫‪ .2‬يقوم كل من المصرف اإلسالمي والمصرف التقليدي بتقديم خدمات؛‬

‫‪ .3‬السعي نحو تحقيق عوائد وأرباح تفوق التكاليف المحتلة؛‬

‫‪ .4‬تتوافق المصارف اإلسالمية مع المصارف التقليدية في الودائع الجارية المبنية على أساس القرض بدون‬
‫فائدة‪ ،‬اذ يتعهد المصرف بردها دون زيادة أو نقصان مع ما يرافق هذه المنتجات من خدمات كإصدار‬
‫‪2‬‬
‫الشيكات وبطاقات االئتمان؛‬

‫‪ .5‬يلعب كل من المصرف اإلسالمي‪ ،‬والتقليدي دور الوسيط المالي بين المدخرين والمستثمرين؛‬

‫‪ .6‬تشترك كل من المصارف اإلسالمية والتقليدية في تقديم في تقديم نفس الخدمات المصرفية كتحويل‬
‫األموال واإلنابة عن الدائنين في تحصيل ديونهم إلى جانب تأجير الخزائن الحديدية‪ ،‬إصدار الشيكات وكذا‬
‫القيام بعمليات اإلكتتاب باألسهم؛‬

‫‪3‬‬
‫‪ .7‬تخضع كل من المصارف اإلسالمية والتقليدية للرقابة من طرف البنك المركزي؛‬

‫يوسف حسين عاشور‪ ،‬آفاق النظام المصرفي الفلسطيني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة الرنتيسي‪ ،‬بيروت‪ ،2003 ،‬ص‪.66‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد محمود العلجوني‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪،‬أحكامها ومبادئها وتطبيقاتها المصرفية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪،2008 ،‬‬
‫‪2‬ص‪.122‬‬
‫فارس مسدور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.16‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫ثانيا‪ :‬أوجه اإلختالف‪.‬‬

‫ال شك أنه يوجد العديد من اإلختالفات بين المصارف اإلسالمية والتقليدية كاختالفات عقائدية واالجتماعية‬
‫‪1‬‬
‫واالقتصادية منها‪:‬‬

‫‪ .1‬يقوم المصرف اإلسالمي على مبدأ التقيد بأحكام الشريعة اإلسالمية في عدم التعامل بالربا أخذا وعطاء‬
‫باعتباره محرم شرعا‪ ،‬عكس المصرف التقليدي الذي يقوم على أساس سعر الفائدة بعد جمع األموال من‬
‫العمالء ومنحهم فائدة وبعدها تعرض هذه األموال بفائدة أكبر؛‬

‫‪ .2‬اعتماد المصرف اإلسالمي في عمله على مبدأ المغنم والمغرم (الربح والخسارة)‪ ،‬عكس المصرف‬
‫التقليدي الذي يقوم على مبدأ اإلقتراض بالفائدة؛‬

‫‪ .3‬يحتل االستثمار جزءا كبي ار من معامالت المصرف اإلسالمي باستخدام عدة صيغ كالمرابحة والمشاركة‬
‫واإلجارة المنتهية بالتمليك‪ ،‬بينما يمثل اإلقراض الجزء الكبير في المصرف التقليدي؛‬

‫‪ .4‬يخضع المصرف اإلسالمي إلى جانب رقابة البنك المركزي أيضا إلى رقابة شرعية كالتأكد من مدى‬
‫إلتزامه بأحكام الشريعة اإلسالمية في كل معامالته‪ ،‬بينما المصرف التقليدي لرقابة البنك المركزي فقط؛‬

‫‪ .5‬يشترط فاستثمارات المصرف اإلسالمي امتالكه لألصول الثابتة والمنقولة‪ ،‬عكس المصرف التقليدي الذي‬
‫يمنع عليه تملك األصول بسبب التخوف من تجميد أمواله؛‬

‫‪ .6‬المصرف اإلسالمي ال يطلب الضمانات من طرف المستثمرين باعتبار التمويل القائم على المشاركة في‬
‫المغنم والمغرم‪ ،‬بينما تعتبر الضمانات الزمة في المصرف التقليدي لضمان األصول الثابتة والمنقولة من‬
‫المستثمرين والمقترضين؛‬

‫‪ .7‬يقوم المصرف اإلسالمي بتمويل مختلف المشاريع التي تعود بالنفع على المجتمع‪ ،‬بحسب أولويات‬
‫الحاجة اإلنسانية‪ ،‬أما المصرف التقليدي فال يهتم إال بالضمانات والقدرة على تسديد القروض؛‬

‫محمد محمود العلجوني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.123‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫‪ .8‬تعتمد المصارف اإلسالمية على مبدأ الرحمة واليسر في حالة عسر المدين وتخلفه عن السداد‪ ،‬وال يترتب‬
‫عليه أي زيادة في التكلفة‪ ،‬بينما تفرض المصارف التقليدية غرامات ربوية على المتأخر عن السداد ومن ثم‬
‫الحجر على األموال والرهونات وبيعها في المزاد العلني؛‬

‫‪ .9‬تعتبر النقود في المصارف اإلسالمية وسيط مبادالت ومقياس للقيم (تجارة بالنقود)‪ ،‬عكس المصارف‬
‫التقليدية التي تعتبرها سلعة يتم المتاجرة بها لتحقيق الربح المتمثل في الفارق بين الفائدة الدائنة والمدينة؛‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مصادر األموال في المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫يفرض علينا عند الحديث عن المصارف اإلسالمية البحث في نقطة أساسية بدونها ال تقوم للمصرف أي‬
‫قائمة وهي الجانب المالي‪ ،‬وعليه نطرح تساؤل ما هي المصادر المالية للمصارف اإلسالمية؟‪ 1‬وعليه قمنا‬
‫بتخصيص هذا المبحث للتطرق إلى المصادر الداخلية‪ ،‬المصادر الخارجية األساسية والمصادر الخارجية‬
‫األخرى‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المصادر الداخلية‪.‬‬

‫ونقصد بها المصادر الذاتية للمصرف اإلسالمي‪ ،‬حيث تتمثل في حقوق الملكية التي تشمل على ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬رأس المال‪.‬‬

‫يعتبر رأس المال المصدر الذي تتدفق منه موارد المصرف وبه يتم تأسيسه وايجاد كيانه اإلعتباري‪ 2‬من‬
‫خالل توفير جميع التجهيزات والمباني والكوادر البشرية من أجل البدء في ممارسة نشاطه حيث يمثل قيمة‬
‫المساهمات العينية أو المعنوية التي يحصل عليها المصرف من المساهمين فيه‪ ،‬ويقوم رأس المال بدور‬
‫التمويل خالل الفترة األولى من تأسيسه بسبب عدم وجود موارد أخرى (كالودائع)‪ ،‬كما يعتبر بمثابة تأمين‬
‫المتصاص الخسائر المحتملة في المستقبل‪ ،‬إضافة إلى اعتباره بمثابة األمان والحماية والثقة بالنسبة‬
‫‪3‬‬
‫للمودعين‬

‫عائشة الشرقاوي المالقي‪ ،‬البنوك اإلسالمية التجربة بين الفقه والقانون والتطبيق‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫بيروت‪ ،2000،‬ص‪.177‬‬
‫الغريب ناصر‪ ،‬أصول المصرفية اإلسالمية وقضايا التشغيل‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار أبوللو للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،1996 ،‬ص‪.62‬‬ ‫‪2‬‬

‫ريمون فرحات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.100‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫وتجدر اإلشارة أن رأس المال يشكل نسبة ضئيلة من المصادر المالية للمصارف مقارنة بمجموع األموال التي‬
‫يستخدمها المصرف في استثماراته ­ إسالميا كان أم تقليديا ­ ألن الجزء الكبير من األموال يأتي من الودائع‬
‫‪1‬‬
‫بمختلف أشكالها‬

‫ويشترط في رأس المال المدفوع في المصارف اإلسالمية أن يكون حاض ار وال يجوز أن يكون دينا في الذمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االحتياطات‪.‬‬

‫«نقصد باالحتياطات تلك التي تتكون من األرباح الغير الموزعة سواء كانت قانونية أم اختيارية لدعم المركز‬
‫‪2‬‬
‫المالي للمصرف ولتفادي االقتطاع من رأس المال في حالة الخسارة»‪.‬‬

‫كما يحق للمصرف تكوين االحتياطات للموازنة في األرباح‪ ،‬وعليه فإن االحتياطات ليست لضمان قيمة‬
‫الودائع وانما وقاية لرأس المال‪ ،‬وتأكيدا لقوة مركزه المالي واال فإنه يتعارض مع مبادئ المشاركة‪ ،‬وتنقسم‬
‫االحتياطات إلى عدة أنواع أهمها‪:‬‬

‫‪ .1‬اإلحتياطي القانوني‪ :‬وهو النسبة التي يفرضها البنك المركزي على المصارف‪ ،‬والتي يتم اقتطاعها من‬
‫األرباح حيث تبقى داخل المصرف وال يمكن بأي حال من األحوال أن توزع على المساهمين‪ ،‬كما أن نسبة‬
‫هذا اإلحتياطي تحدد تبعا لقانون وسياسة الدولة التي يوجد بها المصرف اإلسالمي‪.3‬‬

‫‪ .2‬اإلحتياطي اإلختياري‪ :‬هذا النوع من االحتياطات ال يعد إجباريا بل يتم اقتراحه من طرف مجلس اإلدارة‬
‫على الجمعية العامة للمساهمين عند تحقيق أرباح كافية تسمح بذلك‪ ،‬حيث يتم استخدام هذا النوع من‬
‫اإلحتياطات في األغراض التي يتم اقتراحها من طرف مجلس اإلدارة‪ ،‬وتجدر اإلشارة أنه يمكن توزيعه كليا أو‬
‫‪4‬‬
‫جزئيا على األعضاء المساهمين إذ لم يتم استعماله في األغراض المقترحة‪.‬‬

‫عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.237‬‬ ‫‪1‬‬

‫عائشة الشرقاوي المالقي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.196‬‬ ‫‪2‬‬

‫ناريمان بن عياد‪ ،‬دور البنوك اإلسالمية في تمويل المؤسسات المتوسطة والصغيرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة رويغي‪ ،‬األغواط الجزائر‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،2010‬ص‪.73‬‬
‫رايس حدة‪ ،‬دور البنك المركزي في إعادة تجديد السيولة في البنوك اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ايتراك للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،2009‬ص‪.232‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫ثالثا‪ :‬األرباح غير الموزعة‪.‬‬

‫ويصطلح عليها أيضا باألرباح المرحلة أو المحتجزة‪ ،‬حيث يتم تحديدها في القانون األساسي للمصرف‬
‫‪1‬‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وفق اقتراح مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫وهي تلك األرباح التي يتم احتجازها داخليا إلعادة استخدامها فيما بعد لدعم المركز المالي للمصرف من‬
‫خالل قيامه بتوسيع نشاطاته وتمويل استثمارات جديدة الشيء الذي يعطي للمصرف الميزة التنافسية على‬
‫المصارف والمؤسسات المالية التقليدية وكذا التوسع والتوغل أكثر في السوق للحصول على أكبر حصة‪ ،‬وكل‬
‫‪2‬‬
‫هذا ال يتم إال بتعزيز رأس مال المصرف باألرباح الغير موزعة أو المحتجزة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المصادر الخارجية األساسية‪.‬‬

‫تتمثل مصادر األموال الخارجية األساسية للمصارف اإلسالمية تلك األموال التي تتلقاها من الخارج‪ ،‬والتي‬
‫تتشكل أساسا من الودائع بمختلف أنواعها‪ ،‬والتي تعتبر من أهم الموارد المالية للمصارف بصفة عامة‬
‫واإلسالمية بصفة خاصة‪ ،‬لكن هذه األخيرة تقوم بتوظيفها بطريقة مختلفة مقارنة بالمصارف التقليدية وهذا‬
‫وفقا لمبدأ المشاركة عكس المصارف التقليدية التي تنحصر توظيفاتها لهذه الودائع في عملية اإلقراض بفائدة‪،‬‬
‫وأهم هذه الودائع األساسية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الحسابات الجارية‪.‬‬

‫وهي ودائع تحت الطلب حيث يقوم المصرف اإلسالمي بفتح هذه الحسابات بطلب من العمالء لغرض إيداع‬
‫أموالهم فيها لحفظها من الضياع والسرقة اليومية والتجارية وعلى المصرف أن يحتفظ بها في صورة سائلة‬
‫لتكون تحت تصرف العميل‪ ،‬وعليه فإن المصرف في هذه الحالة يكون مؤتمنا على هذه األموال كما يمكنه‬
‫أن يتصرف في هذه الودائع بطريقتين‪:‬‬

‫‪ .1‬توظيف األموال في صورة أقرب إلى السيولة وهذا من خالل شراء األسهم التي يمكن تسييلها بسرعة‬
‫لمواجهة طلبات المودعين الغير متوقعة‪ ،‬حيث يستفيد العمالء في هذه الحالة من عائد يسمى «عائد‬
‫تنمية األمانة»‪.‬‬

‫رايس حدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.232‬‬ ‫‪1‬‬

‫نريمان بن عياد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.74‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫‪.2‬االحتفاظ بهذه الودائع على صورتها السائلة في خزائن المصرف لمواجهة طلبات العمالء بدون أن‬
‫‪1‬‬
‫يتحصلوا على عوائد على األموال المودعة في تلك الحسابات بل يتحملون تكاليف مقابل هذه الخدمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحسابات االستثمارية‪.‬‬

‫ويطلق عليها ودائع االستثمار المشترك إذ يقوم العمالء في هذه الحالة بالمشاركة في العمليات االستثمارية‬
‫التي يقوم بها المصرف اإلسالمي لغرض الحصول على العوائد‪ ،‬كما يتحمل أصحابها نفس المخاطر التي‬
‫يتحملها المصرف باعتبارهم كمساهمين في العملية االستثمارية التي قام بها المصرف والمصرف اإلسالمي‬
‫في هذه الحالة ال يضمن للعميل ال أصل الوديعة وال العائد‪ ،‬والقاعدة الفقهية المطبقة في هذا النوع هي قاعدة‬
‫المغنم والمغرم‪.2‬‬

‫‪3‬‬
‫ونميز بين نوعين من الحسابات االستثمارية‪:‬‬

‫‪ .1‬حسابات االستثمار العامة‪ :‬حيث يقوم المودع بتفويض المصرف اإلسالمي باستثمار أمواله في أي‬
‫مشروع من مشاريعه االستثمارية‪ ،‬ويشارك في نتائج جميع االستثمارات المتعددة التي يقوم بها المصرف‪،‬‬
‫وتنحصر آجال هذه الودائع من ‪ 3‬أشهر إلى سنة واحدة وقد تكون أكثر من ذلك وتكون قابلة للتمديد‪ ،‬كما ال‬
‫يسمح بسحبها إال في نهاية المدة المحددة؛‬

‫‪ .2‬الحسابات االستثمارية المخصصة‪ :‬وتتمثل في الحسابات التي يقوم بها العمالء بفتحها لدى المصرف‬
‫اإلسالمي وايداع األموال فيها لغرض استثمارها في مشاريع محددة وبناء على رغبتهم الخاصة أو باقتراح من‬
‫المصرف بعد قيامه بدراسة الجدوى االقتصادية لتلك المشاريع‪ ،‬ويمارس المصرف هنا عملية اإلشراف وتنظيم‬
‫عملية االستثمار ويتحصل على نسبة من األرباح على أساس تقدير الجهد الذي بذله في عملية االستثمار‬
‫وحسب اإلتفاق مع العميل‪ ،‬كما يتميز هذا النوع من الحسابات بعدم إمكانية العمالء سحب أموالهم إال بعد‬
‫نهاية المشروع إال في الحاالت الطارئة جدا؛‬

‫محسن الخضيري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.103‬‬ ‫‪1‬‬

‫شوقي بورقبة‪ ،‬هاجر زرارقي‪ ،‬إدارة المخاطر اإلئتمانية في المصارف اإلسالمية دراسة تحليلية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النفائس للنشر‬ ‫‪2‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬األردن ‪ ،2015،‬ص‪.40‬‬


‫عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬مصادر واستخدامات األموال في البنوك اإلسالمية‪ ،‬دار أبي الفداء للنشر والتوزيع الترجمة‪ ،‬سوريا‪، 2013،‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص‪.272‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫ثالثا‪ :‬الودائع اإلدخارية‪.‬‬

‫يمكن تعريفها على أنها «حسابات يقوم أصحابها بفتحها لحفظ األموال الزائدة على استهالكهم الحالي‪ ،‬وذلك‬
‫بغرض إدخارها أو توفيرها لمواجهة الظروف المستقبلية‪ ،‬ويسمح لهم عادة بالسحب منها في أي وقت مع‬
‫‪1‬‬
‫ضمان ردها كاملة»‪ .‬حيث يمنح المصرف للعميل دفتر توفير يقيد فيه جميع إيداعاته ومسحوباته‬

‫ونميز بين نوعين من الودائع اإلدخارية وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬ودائع ادخارية مع التفويض باالستثمار‪ :‬حيث يستحق هذا النوع نصيبا من الربح‪ ،‬ويحسب العائد من‬
‫الربح والخسارة على أقل رصيد شهري‪ ،‬ويحق للمودع السحب واإليداع في أي وقت شاء‪ ،‬فهي تجمع بين‬
‫خصائص الوديعة تحت الطلب وخصائص الوديعة االستثمارية؛‬

‫‪ .2‬ودائع ادخارية دون التفويض باالستثمار‪ :‬حيث ال يستحق هذا النوع من الودائع االدخارية عائدا حتى‬
‫ولو طالت مدة إيداعها ألنها غير قابلة لالستثمار من طرف المصرف اإلسالمي عكس المصارف التقليدية؛‬

‫رابعا‪ :‬ودائع الجهات الحكومية والهيئات المصرفية‪.‬‬

‫من بين المصادر الخارجية األساسية التي تتلقاها المصارف اإلسالمية نجد أيضا الودائع التي تستقبلها من‬
‫‪2‬‬
‫طرف الهيئات الحكومية أو المصرفية وتتمثل هذه الودائع فيما يلي‪:‬‬

‫‪.1‬الودائع الحكومية‪ :‬وتتمثل في األموال المودعة لدى المصارف اإلسالمية من طرف الجهات الحكومية‬
‫لغرض تنميتها واستثمارها ولتشجيع الصناعة المصرفية اإلسالمية؛‬

‫‪.2‬القروض من البنوك المركزية‪ :‬ويقصد بها تلك القروض الحسنة التي يقدمها البنك المركزي للمصارف‬
‫اإلسالمية كتمويل لها باعتباره بنك البنوك والملجأ األخير لها‪ ،‬لكن الواقع العملي يثبت عكس ذلك‪ ،‬فناد ار ما‬
‫نجد البنوك المركزية تقدم تمويالت للمصارف اإلسالمية على شكل قروض حسنة؛‬

‫‪ .3‬الودائع المتبادلة بين المصارف اإلسالمية والمؤسسات المالية اإلسالمية‪ :‬ويدخل هذا في إطار التعاون‬
‫بين المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية فيما بينها‪ ،‬حيث تقوم بعض المصارف اإلسالمية التي تملك‬

‫عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪. 277‬‬ ‫‪1‬‬

‫شوقي بورقبة‪ ،‬هاجر زرارقي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.44‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫فائض من األموال بإيداعها في مصارف إسالمية أخرى‪ ،‬أو مؤسسات مالية إسالمية التي تعاني عج از في‬
‫السيولة‪ ،‬إما في شكل ودائع استثمارية أو ودائع جارية؛‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المصادر الخارجية األخرى‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التحويالت المصرفية‪.‬‬

‫هي أن يقوم المصرف بتحويل النقود من مكان إلى آخر (من حساب آلخر‪ ،‬من بلد آلخر ‪ ...‬الخ) كأن‬
‫يحول المصرف من مكان معين إلى شخص آخر في بلد آخر‪ ،‬حيث تتم هذه التحويالت بعدة طرق على أن‬
‫يحصل المصرف في هذه الحالة على عمولة أو أجر وهو جائز شرعا وقد تكون عمليات التحويالت النقدية‬
‫‪1‬‬
‫داخلية أو خارجية وتتضمن شراء وبيع العمالت األجنبية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحصيل وخضم األوراق التجارية‪.‬‬

‫األوراق التجارية صكوك ثابتة للتداول‪ ،‬تمثل حقا نقديا‪ ،‬وتستحق الدفع بمجرد اإلطالع أو بعد أجل قصير‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ويجري العرف على قبولها كأداة للوفاء‪.‬‬

‫‪ .1‬تحصيل األوراق التجارية‪ :‬هو أن يحل المصرف محل العميل في جمع األموال الممثلة في األوراق‬

‫التجارية من المدينين وقيدها في حساب العميل أو تسليمها له نقدا‪ 3،‬حيث يتقاضى المصرف اإلسالمي أج ار‬
‫مقابل قيامه بعملية تحصيل األوراق التجارية لعمالئه وهذا يدخل في حكم «الوكالة بأجر» وهو جائز شرعا؛‬

‫‪.2‬خصم األوراق التجارية‪« :‬وهو عبارة عن عملية مصرفية يقوم بموجبها حامل الورقة التجارية بنقل ملكيتها‬
‫عن طريق التظهير إلى المصرف قبل موعد اإلستحقاق مقابل حصوله على قيمتها مخصوما منها مبلغ‬
‫‪4‬‬
‫معين»؛‬

‫‪ 1‬عوف محمود الكفراوي‪ ،‬المصارف اإلسالمية‪ :‬النقود والبنوك في النظام اإلسالمي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،1998‬ص ‪.156‬‬
‫مصطفى كمال إبراهيم‪ ،‬األوراق التجارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة مصر‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ص‪.9‬‬ ‫‪2‬‬

‫مصطفى كمال إبراهيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.9‬‬ ‫‪3‬‬

‫عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.318‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫لكن ال يمكن للمصرف اإلسالمي أن يقوم بخصم األوراق المالية ودفع قيمتها مخصوما منها سعر الفائدة أو‬
‫ما يقابله عن مدة اإلنتظار فذلك من الربا‪ ،1‬أما إذا كان ما يقتطعه المصرف يمثل عمولة نظير ما يقوم به‬
‫من خدمات(ككتابة الدين واثباته في السجالت ونحوها‪ ،‬مصاريف اإلنتقال‪ ،‬إرسال اإلخطارات ونحوها‪)...‬‬
‫‪2‬‬
‫فهذا جائز‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عمليات على األوراق المالية‪.‬‬

‫وهي الخدمات التي تتمثل في استالم األوراق المالية لغرض الحفاظ عليها لحين آجال استحقاقها إلى جانب‬
‫تحصيل كوبوناتها‪ ،‬حيث يقوم المصرف اإلسالمي بهذا النشاط مقابل عمولة يأخذها من عميله ولكن هذا‬
‫النشاط مرهون بمشروعية الربح الخاص بهذه األوراق المالية التي يحتفظ بها ويخدمها‪ ،‬فإن كان ربحا تجاريا‬
‫‪3‬‬
‫جاز له القيام به (كاألرباح التي تأتي من األسهم)‪ ،‬وان كان ربحا ربويا (كفوائد السندات) فال يجوز له ذلك‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬بيع وشراء العمالت األجنبية‪.‬‬

‫يمكن للمصارف اإلسالمية القيام ببيع العمالت األجنبية أو شراءها من أجل توفير قدر كاف منها لمواجهة‬
‫حاجة العمالء ولغرض الحصول على أرباح لقاء هذه العملية شريطة أن تكون أسعار شراء هذه العمالت أقل‬
‫من أسعار بيعها‪ ،‬حيث يتحصل المصرف في هذه الحالة على الفرق بين أسعار الشراء وأسعار البيع‪ ،‬إذ أن‬
‫العميل يدفع العملة المحلية لشراء العملة األجنبية ويكون التقابض في نفس المجلس مما يجنب المصرف‬
‫‪4‬‬
‫الوقوع في المحظور الشرعي أال وهو الربا؛‬

‫خامسا‪ :‬االعتمادات المستندية‪.‬‬

‫وتتمثل في الخدمات التي يقدمها المصرف لعمالئه التجار لتسهيل عملية التصدير واإلستيراد ويقصد بعملية‬
‫اإلعتمادات المستندية تعهد البنك بدفع لصالح المصدر قيمة البضائع المشحونة مقابل تقديم المستندات التي‬
‫تثبت عملية الشحن الفعلي للبضائع؛‬

‫عوف محمود الكفراوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.318‬‬ ‫‪1‬‬

‫مسدور فارس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.107‬‬ ‫‪2‬‬

‫نريمان بن عياد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.83_82‬‬ ‫‪3‬‬

‫عوف محمود الكفراوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪74‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫إن لجوء المصرف اإلسالمي إلى فتح اإلعتمادات المستندية مقابل حصوله على أجرة أو عمولة مقابل تعهده‬
‫نيابة عن العميل بتسديد قيمة البضاعة بعد تأكده من مستندات الشحن جائز شرعا‪ ،‬لكن يمكن أن يكون‬
‫اإلعتماد غير مغطى إما جزئيا أو كليا فيحصل البنك المراسل على فائدة على المبلغ الغير المغطى من قيمة‬
‫البضاعة أو يحصل على فوائد من المبالغ المستحقة طيلة الفترة التي تسبق تحصيلها في الخارج وال شك أن‬
‫‪1‬‬
‫هذا يعتبر فائدة ربوية ال يجوز للمصرف أخذها‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬الشيكات‪.‬‬

‫أمر من العميل إلى المصرف ليدفع إلى طرف آخر المبلغ المحرر في الشيك‬
‫وهي عبارة عن ورقة تتضمن ا‬
‫من حسابه الجاري لدى المصرف‪2‬؛‬

‫‪3‬‬
‫والشيك في هذه الصورة تنفيذ لعقد الوديعة بين المصرف وعميله وهذه المعاملة خالية من الربا‬

‫سابعا‪ :‬تأجير الخزائن الحديدية‪.‬‬

‫يعرف عقد تأجير الخزائن الحديدية بأنه عقد بموجبه يتعهد المصرف بوضع خزانة تحت تصرف المستأجر‬
‫‪4‬‬
‫لالنتفاع بها لمدة محددة مقابل أجر يختلف باختالف حجم الخزانة ومدة انتفاع العميل بها‬

‫ويمكن للمصرف اإلسالمي القيام بهذه العملية كونها خالية من شبهة الربا وهي تدخل ضمن الخدمات التي‬
‫‪5‬‬
‫يقدمها المصرف اإلسالمي لجذب العمالء؛‬

‫ثامنا‪ :‬بيع األسهم والسندات‪.‬‬

‫حيث تقوم المصارف اإلسالمية بإصدار األسهم وبيعها بقيمتها السوقية شريطة التأكد من طبيعة نشاط‬
‫الشركة صاحبة األسهم وكذا مدى احترامها لمبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬أما فيما يخص السندات فيعتبرها‬
‫الكثير من الفقهاء بأنها محرمة شرعا كونها من القروض التي تجر نفعا‪ ،‬عدا بعض السندات التمويلية‬

‫عوف محمود الكفراوي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.163_162‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد المنعم خفاجي‪ ،‬اإلقتصاد اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،1990 ،‬ص‪.79‬‬ ‫‪2‬‬

‫نريمان بن عياد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.79‬‬ ‫‪3‬‬

‫عبد الرحمان السيد قرمان‪ ،‬العقود التجارية وعمليات البنوك‪ ،‬مكتبة الشقري‪ ،‬جدة‪ ،‬الملكة العربية السعودية‪ ،2010 ،‬ص‪.309‬‬ ‫‪4‬‬

‫عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.366‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫اإلسالمية التي استحدثها االقتصاديون المسلمون حيث تختلف عن سندات القرض بالفائدة كونها تمثل حصة‬
‫‪1‬‬
‫مشاركة وليس قرضا؛‬

‫تاسعا‪ .‬خطابات الضمان‪:‬‬

‫ونتطرق فيه الى العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ :1‬تعريف خطاب الضمان‪.‬‬

‫أ‪ .‬لغة‪ :‬قال علماء اللغة أن الكفالة والضمان لهم معنى واحد‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫* «يقال ضمنته الشيء تضمينا أي غرمته فالتزم بأداء هذا الغرم»‬

‫* جاء في مختار الصحاح (والكفيل‪ :‬الضامن‪ ،‬وقد كفل به يكفل كفاله‪ ،‬وكفل عنه المال لغريمه‪ ،‬وأكفله‬
‫المال‪ ،‬ضمنه إياه‪ ،‬وكفله إياه بالتخفيف‪ ،‬والكافل الذي يكفل إنسانا يعوله‪ ،‬لقوله تعالى {وكفلها زكريا}‬

‫ب‪ .‬اصطالحا‪ :‬يرى رجال القانون أن هناك فرق بين الكفالة والضمان فيعرفون الكفالة «أنها عقد بموجبه يكفل‬
‫‪3‬‬
‫شخص تنفيذ التزام‪ ،‬بأن يتعهد الدائن بأن يفي بهذا االلتزام إذ لم يف به المدين نفسه»‬

‫أما خطاب الضمان فهو « هو تعهد صريح من أحد المصارف بأنه يقبل دفع مبلغ معين إلى المستفيد الذي‬
‫يصدر الخطاب لصالحه‪ ،‬وذلك بناء على طلب العميل طالب الضمان في حالة عدم قدرته على الوفاء‬
‫‪4‬‬
‫بالتزاماته تجاه المستفيد‪ ،‬خالل فترة زمنية محددة»‪.‬‬

‫ويمكننا القول أنه رغم التشابه بين الكفالة وخطاب الضمان في أن كل منهما يضيف ذمة مالية إلى ذمة انية‬
‫مكلفة بالتزام اتفاقي‪ ،‬أو قانوني‪ ،‬إال أنهما يتفرقان في أن التزام المصرف بالدفع في الكفالة المصرفية مرتبطا‬

‫مسدور فارس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.108‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد هللا حسين الموجان‪ ،‬عقد الكفالة في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬شركة كنوز المعرفة‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪ ،2001 ،‬ص‪.11‬‬ ‫‪2‬‬

‫أنور العمروسي‪ ،‬التضامن‪ ،‬والتضامم‪ ،‬والكفالة في القانون المدني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار العدالة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ 2007 ،‬ص‪.235‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬حمدي عبد العظيم‪ ،‬خطاب الضمان في البنوك اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المعهد العالي للفكر اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،1996 ،‬‬
‫ص‪17‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫وتابعا اللتزام المدين (العميل) تجاه المستفيد‪ .‬وللمصرف أن يقوم بالتنفيذ عينا وبطريق التعويض في حالة‬
‫‪1‬‬
‫عدم وفاء العميل بالتزامه‪.‬‬

‫‪ .2‬أركان خطاب الضمان‪ :‬من خالل تعريف خطاب الضمان من طرف رجال القانون يتضح لنا أن أركانه‬
‫تتضمن العناصر التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬اسم العميل الطالب لخطاب الضمان من مصرفه؛‬

‫ب‪ .‬اسم المستفيد من خطاب الضمان أي الصادر لصالحه هذا الخطاب؛‬

‫جـ‪ .‬العقد المبرم بين العميل والمستفيد من خطاب الضمان؛‬

‫د‪ .‬مدة صالحية العقد؛‬

‫ه‪ .‬شروط أخرى الزمة لتحقيق العقد‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ .3‬أنواع خطاب الضمان‪ :‬تنقسم خطابات الضمان إلى عدة أنواع يمكن ذكر أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬خطابات الضمان اإلبتدائية‪ :‬وتتمثل في الضمانات التي تقدم للجهات الحكومية وذلك في حالة رغبة أي‬
‫مؤسسة الدخول في أي مناقصة فإنه يستوجب عليها تقديم خطاب ضمان ابتدائي مع العرض الذي تتقدم به‬
‫ويكون مبلغه بنسبة تتراوح ما بين‪ 1‬إلى ‪%5‬من قيمة العطاء الكلية وتتراوح مدته مـا بـين ‪ 3‬إلى ‪ 6‬أشهر‪.‬‬

‫ب‪ .‬خطابات الضمان النهائية‪ :‬ويطلق عليها خطابات ضمان نهائية‪ ،‬ويمنح بعد اختيار الجهة صاحبة‬
‫المشروع ألفضل العروض التي قدمها المشاركون في المناقصة وهذا للقيام بتنفيذ المشروع ومبلغ خطاب‬
‫الضمان تتراوح نسبته غالبا مـن ‪ %5‬إلى ‪%10‬من القيمة الكلية للصفقة‪ ،‬حيث يتم من خالله ضمان مدة‬
‫إنجاز المشروع باإلضافة إلى مدة الضمان التي تبدأ مباشرة بعد استالم المشروع مؤقتا‪.‬‬

‫بلغيث صبرينة‪ ،‬الطبيعة القانونية لخطاب الضمان البنكي‪ ،‬مجلة النبراس للدراسات القانونية‪ ،‬المجلد‪ ،04‬العدد‪01‬ـ جامعة تبسة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائر‪ ،2019 ،‬ص‪.28‬‬


‫عبد العزيز أبو راس الغامدي‪ ،‬التكييف الشرعي للخدمات المصرفية في المصارف اإلسالمية‪ ،‬رسالة ماجيستير في الدراسات‬ ‫‪2‬‬

‫اإلسالمية‪ ،‬جامعة الخرطوم‪ ،‬السودان‪ ،2005 ،‬ص‪.66‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬استخدامات األموال في المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫تقوم المصارف اإلسالمية بأنشطة وعمليات مختلفة وذلك من أجل تحقيق التنمية للمجتمعات ويأتي التمويل‬
‫في مقدمة هذه العمليات‪ ،‬ومن أهم ما يميز المصارف اإلسالمية عن المصارف التقليدية كونها تمتلك طرقا‬
‫متعددة للتمويل كلها تهدف إلى تحقيق الربح الحالل‪.‬لذلك نتناول أهم هده الصيغ المتمثلة في التمويالت‬
‫القائمة على الملكية‪ ،‬التمويالت القائمة على المداينة والتمويالت األخرى‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التمويالت القائمة على الملكية‪.‬‬

‫سنحاول تلخيص أهم الصيغ فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المضاربة‪.‬‬

‫تعد المضاربة شكل من أشكال التمويل التي تقوم به المصارف اإلسالمية‪ ،‬حيث تقوم على مبدأ التعاقد‬
‫الثنائي بين كل من صاحب رأس المال والعامل فيه أفرادا كانوا أو جماعات‪.1‬‬

‫‪ .1‬تعريف المضاربة ومشروعيتها‪:‬‬

‫أ‪ .‬تعريف المضاربة‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫* التعريف اللغوي‪ :‬المضاربة على وزن مفاعلة وهي كلمة مأخوذة من الضرب في األرض أو طلب الرزق‪.‬‬

‫* التعريف اإلصطالحي‪ :‬من أهم المفاهيم المتضمنة في التعاريف المقدمة للمضاربة نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬التعريف األول‪« :‬المضاربة عقد بين طرفين يدفع بمقتضاه الطرف األول (يسمى رب المال) إلى الطرف‬
‫اآلخر (المضارب) ماال معلوما ليتجر له فيه‪ ،‬على تقاسم الربح بينهما حسب االتفاق‪ ،‬أما عند الخسارة فرب‬
‫‪3‬‬
‫المال يخسر ماله‪ ،‬أما المضارب يخسر جهده»‬

‫عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.430‬‬ ‫‪1‬‬

‫حربي محمد عريقات‪ ،‬سعيد جمعة عقل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪156‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Mabid ali al jarhi, munawar iqbal, Banques Islamiques : réponses a des questions fréquemment‬‬
‫‪posées, revue périodique institut islamique de recherche et de formation, banque islamique de‬‬
‫‪développement, N° 04, jeddah, 2001,p14.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫‪ -‬التعريف الثاني‪« :‬ا تعني أن يرفع رب المال إلى المضارب ماال ليتجر فيه ويكون الربح مشتركا بينهما‬
‫حسب االتفاق‪ ،‬على أن تكون الخسارة على رأس المال فقط إال إذا ثبت التعدي أو التقصير من جانب‬
‫‪1‬‬
‫المضارب»‬

‫كل التعاريف تتفق على أن المضاربة عقد بين طرفين األول يسمى بصاحب رأس المال والثاني بصاحب‬
‫العمل‪ ،‬يشتركان في الربح فقط وفي حالة الخسارة فإنه يتحمل صاحب رأس المال خسارة ماله والعامل خسارة‬
‫جهد عمله‪.‬‬

‫ب‪ .‬مشروعية المضاربة‪ :‬اتفق الفقهاء على جواز المضاربة ومشروعيتها بأدلة من القرآن والسنة واإلجماع‬
‫نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫َّللاِ» المزمل اآلية ‪،20‬‬


‫ض ِل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِربُو َن ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫ض َي ْبتَ ُغو َن م ْن َف ْ‬ ‫آخ ُرو َن يَ ْ‬
‫* من القرآن‪ :‬قوله تعالى‪َ « :‬و َ‬
‫والمضارب يضرب في األرض يبتغي من فضل هللا‪.‬‬

‫َّللاِ»‬
‫ض ِل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ص َالةُ فَانْتَِش ُروا ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫ض َوابْتَغُوا م ْن َف ْ‬ ‫ض َي ِت ال َّ‬
‫وكذلك قوله تعالى‪َ« :‬فِإ َذا ُق ِ‬

‫* من السنة النبوية‪ :‬فقد أقر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم المضاربة ولم ينكر على الصحابة إذ كانوا‬
‫يتعاملون بها‪ ،‬وقد نقلت كتب السيرة أن النبي صلى هللا عليه وسلم قد ضارب بمال السيدة خديجة رضي هللا‬
‫َج ٍل‬ ‫ِ‬ ‫عنها وقد روي عن صهيب رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم «" ثَ َال ٌ ِ ِ‬
‫ث فيه َّن اْلبَ َرَكةُ اْل َب ْي ُع إَلى أ َ‬
‫‪2‬‬
‫ير لِْل َب ْي ِت َال لِْل َب ْي ِع»‬
‫الش ِع ِ‬
‫ط اْلُب ِر ِب َّ‬
‫َخ َال ُ‬
‫ض ُة َوأ ْ‬
‫َواْل ُمَق َار َ‬

‫* من اإلجماع‪ :‬هذا وقد أجمع الفقهاء على جواز المضاربة ولم يذكر أي خالف في ذلك‪ ،‬وقد قال ابن‬
‫قدامة في هذا الصدد «أجمع أهل العلم على جواز المضاربة في الجملة ألنها مما كان في الجاهلية فأقره‬
‫‪3‬‬
‫اإلسالم»‬

‫حربي محمد عريقات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.112‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬الحديث رقم ‪ ،2289‬سنن ابن ماجة‪ ،‬كتاب التجارات ‪ ،‬باب الشركة والمضاربة‪ ،‬الموقع ‪ https://islamweb.net/ar/library‬تاريخ‬
‫اإلطالع‪.2021/10/24 :‬‬
‫ابن قدامة‪ ،‬المغني‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.26‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫‪ .2‬أركان وشروط المضاربة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أ‪ .‬أركان المضاربة‪ :‬تتمثل أركان المضاربة فيما يلي‪:‬‬

‫* الصيغة‪ :‬وتكون بلفظ المضاربة والمعاملة أو ما يدل عليها‪ ،‬مثل قول صاحب المال للمضارب «ضارب‬
‫بهذا المال» على أن يكون الربح بيننا مناصفة (أو غير ذلك)‪ ،‬ويقول المضارب «قبلت»‪ ،‬ثم يسلم له رأس‬
‫المال‪.‬‬

‫* العاقدان‪ :‬وهما صاحب المال والمضارب‪.‬‬

‫* رأس المال‪ :‬وهو المال الذي يقدمه صاحب المال للمضارب للعمل به حسب الشروط المتفق عليها‪.‬‬

‫* العمل‪ :‬يقصد به عملية المتاجرة بالمال وكذا توابعها‬

‫‪2‬‬
‫ب‪ .‬شروط المضاربة‪ :‬يمكن تقسيم شروط صحة عقد المضاربة إلى ثالثة أقسام رئيسية وهي‪:‬‬

‫* الشروط المتعلقة برأس المال‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون رأس المال نقدا‪ :‬أي يجب أن يكون رأس المال من النقود‪ ،‬ألنها هي أصول األثمان وهي ثابتة‬
‫القيمة‪ ،‬أما العروض ففيها اختالف بين الفقهاء؛‬

‫‪ -‬أن يكون رأس المال معلوم المقدار والجنس والصفة عند التعاقد‪ :‬معنى ذلك أن يكون رأس المال‬
‫المضاربة معلوما‪ ،‬ألن جهالته تؤدي إلى جهالة الربح مما يؤدي إلى النزاع؛‬

‫‪ -‬أن يكون رأس المال عينا ال دينا في ذمة المضارب‪ :‬أي يجب أن يكون رأس مال المضاربة حاض ار ال‬
‫دينا في ذمة المضارب‪ ،‬فلو قال مثال أحد الطرفين لآلخر «أعمل بالدين الذي بذمتك مضاربة بالنصف» فإن‬
‫ذلك يفسد المضاربة‪ ،‬وقد اختلف أهل العلم في حالة ما إذا أمره بقبض دين له على طرف ثالث ويعمل فيه‬
‫مضاربة‪ ،‬فقد أجازه كل من الحنابلة‪ ،‬الحنفية‪ ،‬والشافعية في حين منعه مالك وأصحابه؛‬

‫موسى عمر مبارك أبو محيميد‪ ،‬مخاطر صيغ التمويل اإلسالمي وعالقتها بمعيار كفاية رأس المال للمصارف اإلسالمية من خالل‬ ‫‪1‬‬

‫معيار بازل ‪ ،2‬أطروحة دكتوراه في المصارف اإلسالمية‪ ،‬لألكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص ‪90‬‬
‫‪ 2‬عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ ،‬اإلدارة اإلستراتيجية في البنوك اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬البنك اإلسالمي للتنمية والمعهد اإلسالمي‬
‫للبحوث والتدريب‪ ،‬جدة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ، 2004 ،‬ص‪.162 ،161 ،160‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫‪ -‬تسليم رأس المال إلى المضارب‪ :‬يستوجب تسليم رأس المال إلى المضارب وذلك لتمكينه من تحريك المال‬
‫والعمل به لتنميته‪.‬‬

‫* الشروط المتعلقة بتوزيع األرباح‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد نصيب كل من صاحب المال والمضارب من الربح‪ :‬حيث يجب أن يكون مقدار الربح معلوما لكل‬
‫من صاحب المال والمضارب ألن الربح هو المعقود عليه‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون الربح مشتركا بين صاحب المال والمضارب‪ :‬فلو اقتصر الربح ألحد الطرفين فقط لفسد العقد‪،‬‬
‫بل يجب المشاركة في الربح حسب النسبة المتفق عليها في العقد‪.‬‬

‫‪ -‬أال يكون نصيب كل من صاحب المال والمضارب مقدا ار محددا من الربح‪ :‬أي يجب أن يكون نصيب‬
‫كل طرف نسبة شائعة من الربح وليس مبلغا محددا ألن الربح غير معلوم عند إبرام العقد‪ ،‬وهذا يؤدي إلى‬
‫قطع الشركة في الربح إذا لم يربح المضارب إال هذا المبلغ المحدد‪ ،‬ويكون ألحدهما دون اآلخر‪.‬‬

‫‪ -‬تكون الخسارة على صاحب المال ما لم يكن هناك تقصير من طرف المضارب‪ :‬يتحمل صاحب المال‬
‫الخسارة ما لم يثبت أن المضارب قد قصر في القيام بواجبه تجاه عملية المضاربة‪ ،‬أما في حالة تقصير‬
‫المضارب فإن الخسارة تكون عليه فيما نقص من رأس المال‪ ،‬حيث يقاس مقدار التقصير بقدر ما كان‬
‫يمكن أن يفعله أمثاله من التجار في نفس الظروف وفي نفس السوق‪.‬‬

‫* الشروط المتعلقة بالعمل‪.‬‬

‫‪ -‬أن يقدم صاحب المال ما اتفق عليه من رأس مال المضاربة للمضارب لتمكينه من العمل‪ :‬أي أنه على‬
‫صاحب المال تقديم رأس المال المتفق عليه وليس العمل‪ ،‬ويبقى العمل من اختصاص المضارب‪ ،‬كما ال‬
‫يجوز لصاحب المال التدخل في إدارة هذا المال‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون العمل مشروعا مما تجوز المضاربة فيه وحسب شروط عقد المضاربة‪ :‬إذ يجوز أن يعمل‬
‫المضارب في التجارة وما ينتج عنها كالرهن‪ ،‬اإليجار‪ ،‬االستئجار‪ ،‬وتأخير الثمن إلى أجل متعارف عليه إال‬
‫إذا نص العقد على عدم القيام بأحد األنشطة السابقة‪ ،‬كما ال يجوز للمضارب أن يقرض مال المضاربة‪،‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫والعتق‪ ،‬والهبة‪ ،‬ويجوز لصاحب المال أن يشترط على المضارب العمل في بلد معين‪ ،‬أو أن يمارس نشاط‬
‫معين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .3‬أنواع المضاربة‪ :‬نميز بين نوعين من المضاربة هما‪:‬‬

‫أ‪ .‬المضاربة المطلقة‪ :‬والمقصود بها هو دفع المال إلى المضارب دون تعيين المكان والزمان وطبيعة العمل‪،‬‬
‫أي يكون للمضارب حرية التصرف في المال دون الرجوع إلى صاحب المال إال عند نهاية المضاربة‪.‬‬

‫ب‪ .‬المضاربة المقيدة‪ :‬وهي المضاربة التي يشترط فيها صاحب المال على المضارب بعض الشروط من‬
‫أجل ضمان أمواله‪ ،‬حيث يكون فيه تقييدات فيما يخص زمان ومكان المضاربة وكذا طبيعة وصفة العمل‪.‬‬

‫‪ .4‬مراحل سير عملية المضاربة في المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫يمكن توضيح مراحل سير عملية المضارة على مستوى المصارف اإلسالمية كما يلي‪:‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)01-01‬مراحل سير عملية المضاربة في المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬بوقطاية سلمى‪ ،‬مازري عبد الحفيظ‪ ،‬تقييم ظاهرة تحول البنوك التقليدية إلى بنوك إسالمية في الجزائر‪ ،‬مجلة‬
‫البشائر االقتصادية‪ ،‬المجلد‪ ،04‬العدد‪ ،02‬جامعة بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.284‬‬

‫‪ 1‬بوحجلة محمد‪ ،‬اإلدارة اإلستراتيجية والسياسات اإلدارية في البنوك اإلسالمية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬علوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪،3‬‬
‫‪ ،2014‬ص‪.101‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫ثانيا‪ :‬المشاركة‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريف‪ :‬نتطرق إلى تعريفها لغة واصطالحا‪.‬‬

‫أ‪ .‬لغة‪:‬‬

‫هي مخالطة الشريكين‪ ،‬يقال‪ :‬اشتركنا بمعنى تشاركنا‪ ،‬أي أصبحنا شركاء‪ ،1‬معناها «االختالط‪ ،‬أو خلط‬
‫‪2‬‬
‫الشريكين أو خلط الماليين»‪.‬‬

‫ب‪ .‬اصطالحا‪:‬‬

‫* هي عقد بين طرفين أو أكثر على االشتراك في رأس المال للقيام بأنشطة استثمارية‪ ،‬حيث يكون الربح‬
‫‪3‬‬
‫مشتركا بينهم وال يشترط المساواة‪ ،‬أما الخسارة فتكون حسب المساهمة في رأس المال‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫* هي اتفاق بين طرفين أو أكثر للقيام بنشاط استثماري على أن يكون رأس المال والربح مشترك بينهم‪.‬‬

‫‪ .2‬مشروعيتها‪ :‬ثبت مشروعية عقد المشاركة بأدلة متضافرة من الكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬

‫أ‪ .‬من القرآن‪ :‬بدليل قوله تعالى « َفهم ُشرَكاء ِفي ُّ‬
‫الثُل ِث» [النساء‪ ،‬اآلية ‪]12‬‬ ‫ُْ َ ُ‬

‫ط َعاما َفْل َيأِْت ُك ْم ِب ِرْز ٍق ِم ْن ُه‬


‫ُّها أ َْزَك َٰى َ‬ ‫َح َد ُك ْم ِب َوِرِق ُك ْم ََٰهِذ ِه ِإَلى اْل َمِد َين ِة َفْل َي ْن ُ‬
‫ظ ْر أَي َ‬ ‫أيضا «َف ْاب َعثُوا أ َ‬ ‫وقوله تعالى‬
‫ِ ِ‬
‫وْلي َتَل َّ‬
‫َحدا» [الكهف‪ ،‬اآلية ‪ ]19‬ففي هذه اآلية دليل على صحة أصل الشركة ألن الورق‬ ‫ُي ْشع َرَّن ب ُك ْم أ َ‬
‫ط ْف َوَال‬ ‫ََ‬
‫‪5‬‬
‫كان لجميعهم وخلطهم طعامهم معا‪.‬‬

‫الفيومي أحمد بن محمد‪ ،‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‪ ،‬المكتبة العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون تاريخ النشر‪ ،‬ص‪.311‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬إلياس عبد هللا أبو الهيجاء‪ ،‬تطورات أليات التمويل بالمشاركات في المصارف اإلسالمية دراسة حالة األردن‪ ،‬دكتوراه في اإلقتصاد‬
‫والمصارف اإلسالمية‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬أربد‪ ،‬األردن‪ ،2007 ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ 3‬كثير عيسى‪ ،‬تقييم أداء البنوك اإلسالمية في الجزائر وفق ‪ ،camels‬ماجيستير قسم تمويل ومصارف‪ ،‬كلية إدارة المال واألعمال‪،‬‬
‫جامعة آل البيت‪ ،‬األردن‪ ،2018 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ 4‬موسى مبارك خالد‪ ،‬صيغ التمويل اإلسالمي كبديل للتمويل التقليدي في ظل األزمة المالية العالمية‪ ،‬ماجيستير في التحليل اإلستراتيجي‬
‫والمالي‪ ،‬جامعة سكيكدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.125‬‬
‫إلياس عبد هللا أبو الهيجاء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.41‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫الصالِح ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء َليب ِغي بعضهم عَلى بع ٍ َّ َّ ِ‬


‫ير ِمن اْلخَل َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫آمُنوا َو َعمُلوا َّ َ‬ ‫ض ِإال الذ َ‬
‫ين َ‬ ‫ط َ ْ َ ْ ُ ُ ْ َ َٰ َ ْ‬ ‫وكذلك قوله عز وجل « َواِ َّن َكث ا َ ُ‬
‫يل َما ُه ْم» [ص‪ ،‬اآلية ‪ ]12‬فاآلية الكريمة تدل على أن النبي داوود عليه السالم أقر الشركة بينهم‪ ،‬ولم‬ ‫ِ‬
‫َوَقل ٌ‬
‫ينكرها وانما أنكر الظلم والتعدي بين الشركاء‪.‬‬

‫ب‪ .‬من السنة النبوية‪ :‬توجد عدة أحادث تدل على مشروعة المشاركة نذكر بعضها فيما يلي‪:‬‬

‫* الحديث الذي رواه أبو هريرة أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال «إن هللا تعالى يقول أنا ثالث الشريكين ما‬
‫لم يخن أحدهما‪ ،‬فإذا خانه خرجت من بينهم»‪ ،1‬وهذا الحديث يدل على جواز المشاركة وأن هللا وعد‬
‫الشريكين بحفظ أموالهم وجعل البركة في تجارتهما ما لم يخن أحدهما صاحبه؛‬

‫* عن أبي المنهال قال‪ :‬اشتريت أنا وشريك لي شيئا يدا بيد ونسيئة‪ ،‬فجاءنا البراء ابن عازب فسألناه فقال‪:‬‬
‫فعلت أنا وشريكي زيد ابن أرقم وسألنا النبي صلى هللا عليه وسلم عن ذلك فقال «ما كان يدا بيد فخذوه‪ ،‬وما‬
‫كان نسيئة فذروه»‪[ ،‬رواه ابو داوود] فلو كانت المشاركة غير جائزة ألنكر النبي صلى هللا عليه وسلم عليهم‬
‫ذلك وبينه لهم؛‬

‫جـ‪ .‬اإلجماع‪ :‬لقد أجمعت األمة على مشروعية عقد المشاركة وتوارث العمل بها منذ عهد النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم باألدلة السابقة الذكر‪ ،‬وقد قال ابن «وأجمع المسلمون على جواز الشركة بالجملة وانما اختلفوا في‬
‫أنواع منها» [المغني‪ ،‬الجزء ‪ 4‬ص‪.]3‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ .3‬شروط المشاركة‪ :‬تنقسم الشروط التي تصح بها المشاركة إلى ثالثة أقسام‪:‬‬

‫أ‪ .‬المتعاقدين‪ :‬يشترط في المتعاقدين أهلية التوكيل والتوكل‪ ،‬ألن عقد المشاركة يقوم على توكيل كل طرف‬
‫لآلخر في نصيبه من رأس المال؛‬

‫ب‪ .‬رأس المال‪ :‬يشترط في رأس المال‪ ،‬المتمثل في حصص الشركاء أن تكون حاضرة عند التعاقد‪ ،‬وال تكون‬
‫دينا على ذمة أحد الشركاء‪ ،‬كما يجب أن يكون معلوم القدر والجنس والصفة منعا للنزاع‪ ،‬وأن يكون نقدا عند‬
‫الجمهور‪ ،‬مع أن المالكية قد أجازوا أن يكون رأس المال عرضا‪ ،‬وال يشترط لكن بفضل خلط أموال الشركاء‬
‫ليكون الضمان مشتركا‪ ،‬كما ال يشترط التساوي بين حصص الشركاء؛‬

‫أبو داوود‪ ،‬سليمان بن األشعث في كتاب البيوع‪ ،‬باب الشركة‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،3383‬ج‪ ،3‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،1990 ،‬ص‪.256‬‬ ‫‪1‬‬

‫موسى مبارك خالد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.125‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫جـ‪ .‬الربح‪ :‬يشترط في الربح أن يكون معلوم المقدار‪ ،‬فجهله من قبل أحد الطرفين يفسد العقد‪ ،‬كما يشترط أن‬
‫يكون نسبة شائعة من جملة الربح وال يكون مبلغا محددا‪ ،‬أما الخسارة فيتحملها كل شريك بقدر حصته في‬
‫رأس المال‪ ،‬فليس عليه أن يضمن ما أتلف إال حيث قصر أو تجاوز حدود األمانة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪ .4‬أنواع المشاركة‪ :‬تتميز صيغة المشاركة بتعدد أنواعها وهي‪:‬‬

‫أ‪ .‬المشاركة الثابتة المستمرة‪ :‬وهي دخول المصرف في بعض الشركات كمساهم دائم مادامت الشركة قائمة‪.‬‬

‫ب‪ .‬المشاركة الثابتة المنتهية‪ :‬وهي المشاركة في تمويل صفقة أو مشروع تنتهي المشاركة بنهايته‪.‬‬

‫جـ‪ .‬المشاركة المتناقصة (المنتهية بالتمليك)‪ :‬أطلق عليها هذا االسم لعدم توفر عنصر االستم اررية فيها‪،‬‬
‫حيث أن المصرف يساهم في رأس مال شركة معينة مع شريك أو أكثر مع وعد منه بالتنازل عن حصته من‬
‫‪2‬‬
‫المشروع إما دفعة واحدة أو عدة دفعات‪ ،‬وفق عقد مستقل للطرف الثاني لسيصبح المالك الوحيد للشركة‪.‬‬

‫‪ .4‬مراحل سير عملية المشاركة في المصارف اإلسالمية‪ .‬يمكن تبينها كما يلي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)01-02‬مراحل سير عملية المشاركة في المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬بوقطاية سلمى‪ ،‬مازري عبد الحفيظ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.285‬‬

‫‪ 1‬يحياوي حسام‪ ،‬مبدأ المشاركة في األرباح والخسائر في المصارف اإلسالمية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ماجيستير في البنوك اإلسالمية‪،‬‬
‫كلية الشريعة واإلقتصاد‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.77‬‬
‫‪ 2‬أمال لعمش‪ ،‬دور الهندسة المالية في تطوير الصناعة المصرفية اإلسالمية‪ ،‬رسالة ماجيستير في العلوم التجارية‪ ،‬جامعة فرحات‬
‫عباس بسطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.47‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫ثالثا‪ :‬المزارعة‪.‬‬

‫نتناول تعريفها‪ ،‬مشروعيتها‪ ،‬شروطها‪.‬‬

‫‪.1‬تعريف المزارعة‪:‬‬
‫أ‪ .‬هي عقد من عقود االستثمار الزراعي يتم من خالله الجمع بين أهم عوامل اإلنتاج الزراعي وهما عنصر‬
‫األرض وعنصر العمل‪ ،‬وبين وسائل اإلنتاج والبذور واألسمدة‪ ،‬بحيث يقدم مالك األرض والبذور ووسائل‬
‫‪1‬‬
‫اإلنتاج إن أمكن ويقوم المزارع بالعمل الزراعي‪ ،‬على أن يكون المحصول بنسبة معينة متفق عليها‬
‫ب‪ .‬تعرف المزارعة على أنها «عقد استثمار أرض زراعية بين صاحب األرض وآخر يعمل في استثمارها‬
‫‪2‬‬
‫على أن يكون المحصول مشتركا بالحصص التي يتفقان عليها»‪.‬‬
‫‪ .2‬مشروعيتها‪:‬‬
‫اختلف الفقهاء في المزارعة فمنهم من أجازها كاإلمام أحمد ابن حنبل‪ ،‬واإلمام مالك واستدلوا على رأيهم هذا‬
‫بأن الرسول صلى هللا عليه وسلم قد عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج من ثمر أو زرع‪ ،‬لذا سميت بالمخابرة‪.‬‬
‫ومن الفقهاء من قال بعدم جواز المزارعة ومنهم الشافعي و أبو حنيفة‪ ،‬واستدلوا على قولهم بحديث زيد ابن‬
‫ثابت رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال " نهانا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن‬
‫‪3‬‬
‫المخابرة ­ المزارعة ­ قال وقلت مالمخابرة يا رسول هللا ‪،‬قال «أن تأخذ أرضا بثلث أو نصف أو ربع»‪.‬‬

‫‪ .3‬شروط المزارعة‪:‬‬

‫نذكر أهم الشروط فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬يجب أن تتوفر فيها جميع الشروط التي يجب توفرها في العقد (العاقدان‪ ،‬الصيغة‪ ...‬الخ)؛‬

‫ب‪ .‬صالحية األرض للزراعة؛‬

‫جـ‪ .‬معرفة البذر من حيث الجنس والنوع والصفة؛‬

‫أمال لعمش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.42‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬المصارف اإلسالمية األسس النظرية والتطبيقات العملية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار المسيرة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،2012 ،‬ص‪.253‬‬
‫محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.253‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫د‪ .‬معرفة من عليه البذر (على صاحب األرض أم على العامل)؛‬

‫ه‪ .‬تحديد المدة‪ ،‬حيث يجب أن تكون المد كافية لتحقيق حصة كل طرف من المنتوج (المحصول)؛‬

‫و‪ .‬تحديد حصة كل طرف من المنتوج (المحصول)؛‬

‫رابعا‪ :‬المساقاة‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريفها‪:‬‬
‫لها عدة تعاريف لغة واصطالحا‪:‬‬
‫أ‪ .‬لغة‪ :‬المساقاة مفاعلة عن السقي‪.‬‬
‫ب‪ .‬اصطالحا‪ :‬المساقاة هي «أن يدفع الرجل شج ار إلى آخر ليقوم بسقيه وعمل ما يحتاج إليه بجزء معلوم له‬
‫‪1‬‬
‫من ثمره»‪.‬‬
‫‪ .2‬مشروعيتها‪:‬‬
‫قال بعض الفقهاء بعدم مشروعيتها كاإلمام أبي حنيفة‪ ،‬أما الجمهور فيرون جوازها‪.‬‬

‫ويرى علي‪ ،‬أبوبكر‪ ،‬عمر‪ ،‬وعبد هللا ابن مسعود رضي هللا عنهم‪ ،‬وكذلك ابن المسيب‪ ،‬مالك‪ ،‬الشافعي‪ ،‬وابن‬
‫حنبل بجواز المساقاة‪ ،‬واستدلوا على ذلك بدفع الرسول صلى هللا عليه وسلم إلى يهود خيبر نخيل خيبر وأرضها‬
‫على أن يعملون من أموالهم ولرسول هللا صلى هللا عليه وسلم شطر ثمنها‪.‬‬

‫‪ .3‬شروط المساقاة‪ :‬يمكن نذكرها فيما يلي‪:‬‬


‫أ‪ .‬أن يكون للشجر المدفوع للعامل ثمرة تزيد بالعمل؛‬
‫ب‪ .‬أن يكون الخارج من الثمر للمتعاقدين؛‬
‫جـ‪ .‬تسليم األرض التي عليها الشجر للتعامل فيها؛‬

‫ناصر الغريب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.181‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التمويالت القائمة على المداينة‪.‬‬

‫أوال‪ .‬المرابحة‪:‬‬

‫المرابحة نوع من أنواع الصيغ التمويلية القائمة على المداينة وليس المشاركة وهي من المعامالت الجائزة شرعا‬
‫حسب أقوال الفقهاء‪ ،‬وقد لجأت إليها المصارف اإلسالمية لتجاوز الصعوبات التي واجهتها في استخدامها‬
‫لصيغ المضاربة والمشاركة‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريفها ومشروعيتها‪:‬‬

‫أ‪ .‬تعريفها‪:‬‬

‫* المرابحة لغة‪ :‬مشتقة من كلمة «ربح» وتعني النماء والزيادة والربح‪ ،‬أربحته على سلعته أي أعطيته ربحا‪ ،‬قد‬
‫‪1‬‬
‫أربحته بضاعة‬

‫* المرابحة اصطالحا‪ :‬تعرف المرابحة بأنها «بيع بمثل الثمن األول مع زيادة ربح‪ ،‬فهي إذن نقل ما ملكه‬
‫‪2‬‬
‫المشتري في العقد األول بالثمن األول مع زيادة ربح»‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ب‪ .‬مشروعيتها‪ :‬بيع المرابحة مشروع بالكتاب والسنة واإلجماع ونوضحها بشكل مختصر فيما يلي‪:‬‬

‫َّللاُ اْل َب ْي َع و َح َّرم ِ‬


‫الرَبا» (اآلية ‪ 275‬من سورة البقرة)‪ ،‬وقوله تعالى «َل ْي َس‬ ‫َح َّل َّ‬
‫* من القرآن الكريم‪ :‬لقوله تعالى « َوأ َ‬
‫َ َ‬
‫ضال ِم ْن َربِ ُك ْم» (اآلية ‪ 198‬من سورة البقرة)‪.‬‬ ‫َن تَ ْبتَ ُغوا َف ْ‬
‫اح أ ْ‬
‫َعَل ْي ُك ْم ُج َن ٌ‬

‫* من السنة النبوية‪ :‬لقوله عليه الصالة والسالم «إذا اختلف الجنسان فبيعوا كيف شئتم»‪ ،‬وقوله أيضا عندما‬
‫سئل عن أفضل الكسب قال‪« :‬كل بيع مبرور وعمل الرجل بيده»‬

‫* من اإلجماع‪ :‬وقد أجمعت األمة على جواز هذه البيوع بال إنكار حسب شروط عقد البيع سنبينها في العنصر‬
‫الموالي‪.‬‬

‫الفيروز أبادي‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬ص‪.279‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬سليم موساوي‪ ،‬مدى مساهمة صيغ التمويل المصرفي اإلسالمي في تحقيق اإلستقرار النقدي‪ ،‬دكتوراه تخصص نقود و مالية‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،2016 ،3‬ص‪.116‬‬
‫‪ 3‬محمد حسين الوادي‪ ،‬و حسين محمد سمحان‪ ،‬المصارف االسالمية األسس النظرية والتطبيقات العملية‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫األردن ‪ ،‬عمان ‪ ،2006 ،‬ص‪.159‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫‪ .2‬شروطها‪ :‬يشترط في عقد المرابحة ما يشترط في البيوع األخرى‪ ،‬إضافة إلى الشروط الخاصة ببيع‬
‫المرابحة والتي يمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬الشروط العامة‪ :‬وتتمثل فيما يلي‪:1‬‬
‫* المتعاقدين‪ :‬ويشترط أن يكونا مالكين تامي الملك‪ ،‬أو وكيلين تامي الوكالة‪ ،‬بالغين وغير محجور عليهما‬
‫أو على أحدهما لسفه أو لغيره‪.‬‬
‫* المعقود عليه‪ :‬وهما الثمن والمثمون‪ ،‬ويشترط فيهما أن ال يكونا من المحرمات كالخمر وغيره‪ ،‬وسالمتهما‬
‫من الغرر والربا‪.‬‬
‫* الصيغة‪ :‬وهي اإليجاب والقبول‪ ،‬ويشترط أن تكون بألفاظ البيع والشراء المتعارف عليها عند الناس‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ب‪ .‬الشروط الخاصة‪:‬‬
‫* أن يكون الثمن معلوم للمشتري الثاني (العميل)‪ ،‬ألن المرابحة بين بالثمن األول مع زيادة (ربح) والعلم‬
‫بالثمن األول شرط لصحة البيع‪ ،‬فإذا لم يكن معلوما فهو بيع فاسد؛‬
‫* أن يكون عقد البيع األول صحيحا‪ ،‬فإذا كان فاسدا لم تجر المرابحة ألن المرابحة بيع بالثمن األول مع‬
‫زيادة الربح‪ ،‬والبيع الفاسد يثبت الملك فيه بقيمة أو بمثله ال بالثمن؛‬
‫* أال يكون الثمن في العقد األول مقابال بجنسه من أموال الربا‪ ،‬فإن كان كذلك بأن اشترى المكيل أو‬
‫الموزون بجنسه مثال بمثل ال يجوز أن يبيعه مرابحة ألن المرابحة بيع الثمن األول وزيادة‪ ،‬والزيادة في‬
‫أموال الربا تكون ربا ال ربحا؛‬
‫* أن يصان عن الخيانة وشبهة الخيانة والتهمة ألنه من بيوع األمانة؛‬
‫* أن يكون المبيع مملوكا للبائع‪ ،‬وحاض ار عند إبرام عقد المرابحة‪ ،‬وأال يكون للمبيع حق في غير البائع‪ ،‬وأن‬
‫يخلوا البيع من الخيارات (خيار الرؤية‪ ،‬خيار العيب‪)...‬‬

‫‪ .3‬أنواع المرابحة‪ :‬تنقسم المرابحة إلى قسمين‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫‪ .1‬المرابحة البسيطة‪ :‬يمكن تعريف المرابحة البسيطة على أنها «بيع ما شراه بما شراه به وزيادة»‪.‬‬

‫أبو الوليد محمد بن رشيد القرطبي‪ ،‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد‪ ،‬الجزء ‪ ،3‬دار الحديث‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص‪.189_187‬‬ ‫‪1‬‬

‫سليم الموساوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.117‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬إبراهيم بن محمد إبراهيم الحلبي‪ ،‬مجمع األنهر في شرح ملتقى األبحر‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬الجزء ‪ ،3‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،1998‬ص ‪.106‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫كما يمكن تعريفها على أنها «عبارة عن بيع سلعة بسعر يشمل تكلفة السلعة على التاجر‪ ،‬مضافا إليها ربح‬
‫‪1‬‬
‫معلوم»‪.‬‬
‫‪ .2‬المرابحة المركبة‪ :‬ويطلق عليها أيضا «بيع المرابحة لآلمر بالشراء» وكذلك المرابحة المصرفية كانت نتاج‬
‫اجتهاد فكري خالل السبعينيات من القرن الماضي حتى تتناسب مع العمل المصرفي اإلسالمي وهي تقدم‬
‫العميل إلى المصرف طالبا منه شراء سلعة معينة بالمواصفات التي يحددها هو‪ ،‬على أساس الوعد منه بشرائها‬
‫مرابحة بزيادة يتم االتفاق عليها‪ ،‬حيث يقوم المصرف بدوره بشراء السلعة الموصوفة‪ ،‬ويمتلكها ثم يبيعها للعميل‬
‫‪3‬‬
‫الذي أمر بشرائها‪ ،2‬وعليه يكون بيع المرابحة لآلمر بالشراء على ثالث مراحل‪:‬‬
‫‪ -‬الوعد بالشراء من طرف العميل؛‬

‫‪ -‬شراء السلعة من طرف المصرف من البائع األول؛‬

‫‪ -‬إبرام عقد البيع المصرف والعميل (اآلمر بالشراء)؛‬

‫‪ .4‬مراحل سير عملية المرابحة في المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫تمر عملية المرابحة بالمراحل التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬يتقدم العميل للمصرف اإلسالمي طالبا تمويل بصيغة المرابحة لسلعة معينة‪ ،‬محددا نوع ومواصفاتها‪،‬‬
‫كميتها‪ ،‬سعرها‪... ،‬الخ‬

‫ب‪ .‬كمرحلة ثانيا يقوم المصرف االسالمي بدراسة الجدوى االقتصادية للمشروع‪ ،‬وبعدها يشعر العميل بنسبة‬
‫الربح الذي سيأخذه المصرف وكذلك على سعر التكلفة ثم يقوم الطرفين بالتوقيع على عقد المرابحة بعد موافقة‬
‫العميل للشروط المحددة في العقد؛‬

‫جـ‪ .‬يلجأ المصرف إلى المورد لشراء البضاعة المتفق عليها مع العميل؛‬

‫‪ 1‬فاطمة الزهراء لسبع‪ ،‬دور التمويل اإلسالمي في تحقيق مقاصد الشريعة من المال‪ ،‬أطروحة دكتوراه مالية نقود وبنوك‪ ،‬جامعة األغواط‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2018 ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ 2‬سعيدة حرفوش‪ ،‬دور األدوات المالية اإلسالمية في تحقيق التنمية اإلقتصادية_دراسة حالة ماليزيا‪ ،‬السودان‪ ،‬والجزائر‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه في العلوم التجارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2017 ،3‬ص‪.67‬‬
‫سليم موساوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.116‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫د‪ .‬يحوز المصرف البضاعة لتصبح ملكا له؛‬

‫هـ‪ .‬بعد معاينة العميل للبضاعة المتفق عليها بكل مواصفاتها‪ ،‬يقوم بدفع قيمة البضاعة زائد تكلفتها؛‬

‫و‪ .‬بعد الدفع مباشرة يقوم المصرف بتحويل البضاعة باسم العميل؛‬

‫ويمكن أن نبين خطوات المرابحة المذكورة أعاله في الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)01-03‬مراحل سير عملية المرابحة في المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬بوقطاية سلمى‪ ،‬مازري عبد الحفيظ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.286‬‬

‫ثانيا‪ .‬بيع السلم‪:‬‬


‫يعتبر بيع السلم من البيوع اإلسالمية الغير معروفة إلى حد ما في عالم االستثمار والمال في الوقت الحالي‬
‫بالرغم من أهميته‪ ،‬لذا كان لزاما علينا أن نبين هذا النوع من أنواع الصيغ التمويلية‪.‬‬
‫‪ .1‬تعريفه ومشروعيته‪:‬‬
‫أ‪ .‬تعريفه‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫* لغة‪ :‬السلم لغة هو «السلف»‪ ،‬أسلم بمعنى أسلف أي قدم وسلم‪ ،‬وأسلمت إليه بمعنى أسلفت أيضا‪.‬‬
‫* اصطالحا‪ :‬عرفه اإلمام الشوكاني بأنه «أن يسلم رأس المال في مجلس العقد على أن يعطيه ما يتراضيان‬
‫‪2‬‬
‫عليه معلوما إلى أجل معلوم وال يأخذ إال ما سماه أو رأس ماله وال يتصرف قبل قبضه»‬

‫الفيومي أحمد بن محمد‪ ،‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‪ ،‬دار المعارف – القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مصر‪ ،2016 ،‬ص‪.286‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬محمد علي الشوكاني‪ ،‬الدراري المضية شرح الدرر البهية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،1987 ،‬‬
‫ص‪268‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬
‫‪1‬‬
‫بمعنى تقديم وتسليم المال وتأجيل السلعة المباعة والحاضر هو الثمن الذي يتم دفعه لبائع السلعة‪.‬‬

‫‪ .2‬مشروعيته‪:‬‬
‫عقد السلم مباح شرعا لثبوته بالنصوص من الكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬
‫ِ‬
‫وه» (اآلية ‪ 283‬من سورة‬ ‫نتم ِب َدْي ٍن ِإَل ٰى أ َ‬
‫َج ٍل ُّم َس ًّمى َفا ْك ُتُب ُ‬ ‫آمُنوا ِإ َذا َت َد َاي ُ‬ ‫أ‪ .‬القرآن‪ :‬لقوله تعالى «َيا أَُّي َها َّالذ َ‬
‫ين َ‬
‫البقرة)‪.‬‬
‫ب‪ .‬السنة‪ :‬قول ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ ،‬قدم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم المدينة والناس يسلفون‬
‫في التمر العام والعامين أو قال عامين أو ثالثة _ شك اسماعيل_ فقال " من سلف في تمر فليسلف في كيل‬
‫معلوم ووزن معلوم"‪ 2‬وحدثنا محمد أخبرنا اسماعيل عن ابن أبي نجيح بهذا في كيل معلوم ووزن معلوم‪.‬‬
‫‪ .3‬مكونات السلم‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫يتكون البيع بالسلم من العناصر التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬المسلم أو رب السلم‪ :‬ويتمثل في مشتري السلعة التي يدفع ثمنها عند انعقاد المجلس‪ ،‬حيث يمكن أن‬
‫يكون هذا المشتري مصرفا في حالة شراءه للسلعة من العميل‪ ،‬وقد يكون عميال إذا ما قام بشراء السلعة من‬
‫المصرف سلما‪.‬‬
‫ب‪ .‬المسلم إليه‪ :‬وهو البائع القابض لثمن السلعة المباعة في الحال والذي يصحبه الوعد بالتسليم آجال‪.‬‬

‫جـ‪ .‬رأس مال السلم‪ :‬هو الثمن المدفوع‪.‬‬

‫د‪ .‬دين السلم (المسلم فيه)‪ :‬وهو السلعة أو الشيء المبيع‪.‬‬

‫‪ .4‬شروط بيع السلم‪:‬‬

‫حتى يكون عقد السلم صحيحا وخال من المحظورات الشرعية البد من توفره على بعض الشروط نوضحها‬
‫في الجدول الموالي‪:‬‬

‫فليح حسن خلف‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬األردن‪ ،2006 ،‬ص‪.332‬‬ ‫‪1‬‬

‫رواه البخاري‬ ‫‪2‬‬

‫شوقي بورقبة‪ ،‬هاجر زرارقي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.57‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫الجدول رقم (‪ :)01-01‬شروط عقد السلم‬

‫شروط العقد‬ ‫شروط متعلقة بالمسلم فيه‬ ‫شروط متعلقة برأس المال‬

‫‪.1‬يكون معلوم الجنس والنوع ‪.1‬أن يكون العقد باتا ليس فيه خيار شرط‬ ‫‪.1‬بيان الجنس (نقود‪ ،‬مكيال‪)...‬‬
‫‪1‬‬
‫للعاقدين أو ألحدهما‪.‬‬ ‫والقدر والصفة‪.‬‬ ‫ونوع وصفة رأس المال‪.‬‬
‫‪.2‬يكون معلوم القدر حتى إذا ‪ .2‬أال يكون في البدلين إحدى ‪.2‬أال يكون العقد ذو أجل معلوم‪.‬‬
‫تعذر تسليم المسلم فيه أمكن علتي ربا الفضل وهي إما القدر ‪.3‬يمكن أن يأخذ المسلم(المشتري) رهنا أو‬
‫ضمانا من المسلم إليه(البائع)‪.‬‬ ‫المتفق أو الجنس المحدد‪.‬‬ ‫الرجوع إلى قيمة رأس المال‪.‬‬
‫‪.3‬يتم تسليمه في المجلس أي قبل ‪ .3‬أن يكون المسلم فيه مؤجال ‪.4‬في حالة عجز المسلم إليه عن تسليم‬
‫المسلم فيه عند حلول األجل فإن المشتري‬ ‫افتراق العاقدان (كما يمكن تأخيره ومما يتعين بالتعيين‪.‬‬
‫في يخير بين االنتظار إلى أن يوجد المسلم فيه‬ ‫جنسه موجود‬ ‫ليومين أو ثالثة على أال تكون ‪.4‬يكون‬
‫مدة التأخير مساوية أو زائدة عن األسواق بنوعه وصفته من وقت وبين فسخ العقد وأخذ رأسماله‪ ،‬وان عجز‬
‫العقد إلى وقت حلول آجال فنظرة إلى ميسرة‪.‬‬ ‫األجل المحدد للسلم)‪.‬‬
‫(البنوك اإلسالمية ال تطبق شرط جزائي عند‬ ‫‪ .1‬أال يكون دينا (ألنه بيع دين التسليم‪.‬‬
‫‪.5‬يمكن للمسلم مبادلة المسلم التأخير في التسليم ألنه دين وال يجوز زيادة‬ ‫بدين)‬
‫فيه بشيء آخر غير النقد بعد في الديون عند التأخير)‪.‬‬
‫حلول اآلجال‪ ،‬شرط أن يكون‬
‫البديل صالحا ألن يجعل مسلما‬
‫فيه برأسمال السلم‬

‫المصدر‪ :‬شوقي بورقبة‪ ،‬هاجر ز اررقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.58‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Benlekhel Nawel, La Gouvernance de la Banque Islamique, mémoire de magistère en finance,‬‬
‫‪université d’oran, algerie, 2014, p44.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫‪ .5‬أنواع بيع السلم‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫يتخذ عقد أو بيع السلم عدة أشكال نذكرها فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬بيع السلم البسيط‪ :‬هو من البيع يدفع فيه الثمن حاال ويسمى رأس مال السلم ويؤجل فيه المبيع الموصوف‬
‫في الذمة ويسمى المسلم فيه‪.‬‬

‫ب‪ .‬بيع السلم الموازي‪ :‬وصورته أن يبيع المسلم إلى طرف ثالث سلعة في الذمة من جنس ما أسلم فيه‬
‫وبمواصفاتها ذاتها ودون أن يربط بين العقد األول والعقد الثاني‪ ،‬فيصبح المشتري بالسلم األول هو البائع‬
‫المسلم إليه في السلم الثاني‪ ،‬وهذا سبب تسميته بالموازي‪.‬‬

‫جـ‪ .‬السلم المقسط‪ :‬وهو أن يسلم في سلعة إلى أجلين أو إلى آجال متفاوتة كان يسلم في السمن أو زيت‬
‫على أن يأخذ بعضه في شهر معين وبعضه في شهر آخر فإن فسخ عقد السلم بعد تسليم بعض المسلم فيه‬
‫قسم الثمن بينهما للتسوية‪.‬‬

‫‪ .6‬مراحل سير عملية السلم في المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫يمكن توضيح هذه العملية في الشكل الموالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)01-04‬مراحل سير عقد السلم في المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬بوقطاية سلمى‪ ،‬مازري عبد الحفيظ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.286‬‬

‫سعيد حرفوش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.68‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫ثالثا‪ .‬اإلستصناع‪:‬‬

‫االستصناع هو أداة من أدوات استخدام وتوظيف األموال في المصارف اإلسالمية‪ ،‬والتي يمكن من خاللها‬
‫ليس فقط تشغيل أموال المصرف وتحقيق األرباح وانما أيضا المساهمة في التنمية الصناعية وفيما يلي نقوم‬
‫بعرض مفهوم االستصناع‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريفه‪.‬‬

‫أ‪ .‬لغة ‪:‬االستصناع استفعال من صنع‪ ،‬فاأللف والسين للطلب‪ ،‬يقال‪ :‬استغفار لطلب المغفرة‪ ،‬والصنع يقول‬
‫الرازي‪(" :‬الصنع( بالضم مصدر قولك صنع إليه معروفا وصنع به صنيعا قبيحا أي‪ :‬فعل "‪ ،1‬يقول ابن‬
‫منظور‪ " :‬ويقال اصطنع فالن خاتما إذا سأل رجال أن يصنع له خاتما"‪ 2‬واستصنع الشيء‪ :‬دعا إلى صنعه‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫فاالستصناع لغة‪ :‬طلب الفعل‪.‬‬
‫ب‪ .‬اصطالحا‪.‬‬
‫* اإلستصناع شراء شيء من الصانع يطلب إليه صنعه‪ ،‬فهذا الشيء ليس جاه از للبيع بل يصنع حسب‬
‫الطلب‪ ،‬فاإلستصناع إنتاج شيء لزبون معين وليس كصناعة اليوم إنتاجا للسوق لزبائن غير معنيين وهو‬
‫‪4‬‬
‫يصلح في الصناعات اليدوية‪.‬‬
‫* يمكن تعريف اإلستصناع على أنه عقد بين طرفين المستصنع والصانع في صناعة شيء بمواصفات‬
‫‪5‬‬
‫معينة وفي موعد معلوم وثمن معلوم‪.‬‬
‫‪ .2‬مشروعيته‪:‬‬
‫يعتبر عقد االستصناع من العقود الجائزة شرعا باألدلة التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬من القرآن‪ :‬لقوله تعالى» قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في األرض فهل نجعل لك خرجا‬
‫على ان تجعل بيننا وبينهم سدا» (اآلية ‪ 94‬من سورة الكهف)‪.‬‬

‫محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬دائرة المعاجم في مكتبة لبنان‪ ،1986 ،‬ص‪.155‬‬ ‫‪1‬‬

‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬مؤسسة التاريخ العربي‪ ،‬الجزء السابع‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬بيروت‪ ،1999 ،‬ص‪.419‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.371‬‬ ‫‪3‬‬

‫رفيق يونس المصري‪ ،‬المصارف اإلسالمية‪ ،‬دار المكتبي‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪2001، ،‬ص‪37.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 5‬خنوسة عديلة‪ ،‬دور عقد اإلستصناع في تمويل البنى التحتية ‪ :‬عرض تجارب دولية‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪،‬المجلد‪،14‬‬
‫العدد‪ ،19‬جامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.14‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬
‫‪1‬‬
‫حيث نرى أن هدا دليل على جواز اإلستصناع‪.‬‬

‫اآلية تصور مشهدا من قصة ذي القرنين‪ ،‬الذي طلب منه أولئك القوم أن يبني لهم سدا يحميهم من يأجوج‬
‫ومأجوج مقابل مال يدفعونه له (خرجا)‪ ،‬والظاهر أنهم طلبوا منه أن يتحمل العملية بالكامل (مواد خام وعمل)‬
‫وال يشاركونه في عملية التصنيع ألنهم كانوا يجهلون طريقة تصنيع هذا السد‪ ،‬لكن ذو القرنين اقترح عليهم‬
‫طريقة أخرى أفضل من تلك التي اقترحوها‪ ،‬وهي أن يقدموا ما لديهم من مواد خام وكذلك يد عاملة وهو يقدم‬
‫ِ‬ ‫لهم الخبرة الفنية والمهارة التقنية‪َ« 2‬قال ما م َّكِني ِف ِ‬
‫َوَب ْي َن ُه ْم َرْدما(‪)95‬‬ ‫َفأَع ُينوِني ِبُق َّوٍة أ ْ‬
‫َج َع ْل َب ْي َن ُك ْم‬ ‫يه َربِي َخ ْيٌر‬ ‫َ َ َ‬
‫غ َعَل ْي ِه‬
‫آتُوِني أُْف ِر ْ‬ ‫ال‬
‫ار َق َ‬ ‫ۖ َحتَّ َٰى ِإ َذا َج َعَل ُه َن ا‬ ‫آتُوِني ُزَب َر اْل َحِد ِيد ۖ َحتَّ َٰى ِإ َذا َس َاو َٰى َب ْي َن َّ‬
‫الص َدَف ْي ِن َق َ‬
‫ال ْانُف ُخوا‬
‫طرا(‪( »)96‬اآلية ‪ 95‬و‪ 96‬من سورة الكهف)‪.‬‬ ‫ِق ْ‬
‫وحيث أن القرآن أقر الطريقة التي اقترحوها ولم ينكرها‪ ،‬فهدا يدل على مشروعيتها‪.‬‬
‫* وفي قوله تعالى »فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدا ار يريد‬
‫أجر «(اآلية ‪ 77‬من سورة الكهف)‪.‬‬
‫أن ينقض فأقامه قال لو شئت لتخذت عليه ا‬
‫هذه اآليات تدل داللة قاطعة على مشروعية اإلستصناع مقابل أجر‪.‬‬
‫ب‪ .‬من السنة‪.‬‬
‫* عن نافع أن عبد هللا حدثه «أن النبي صلى هللا عليه وسلم اصطنع خاتما من ذهب وجعل فصه في بطن‬
‫كفه إذا لبسه‪ ،‬فاصطنع الناس خواتيم من ذهب فرقى المنبر‪ ،‬فحمد هللا وأثنى عليه فقال‪ :‬إني كنت اصطنعته‬
‫‪3‬‬
‫واني ال ألبسه فنبذه فنبذ الناس‪.»...‬‬
‫‪4‬‬
‫*وقوله عليه الصالة والسالم لما بعث إلى أنصارية »مري غالمك النجار يعمل لي أعوادا أجلس عليهن«‬

‫محمد سليمان األشقر‪ ،‬عقد االستصناع‪ ،‬بحوث فقهية في قضايا اقتصادية معاصرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬عمان‪،1998 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.227‬‬
‫‪ 2‬أحمد بلخير‪ ،‬عقد اإلستصناع وتطبيقاته المعاصرة‪ ،‬رسالة ماجيستير في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية وعلوم الشريعة‪،‬‬
‫جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪10‬‬
‫‪ 3‬رواه البحاري في كتاب اللباس‪ :‬باب من جعل فص الخاتم في بطن كفه‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬الحديث رقم ‪ ، 5876‬الجامع الصحيح‪،‬‬
‫الطبعة‪ ،1‬المكتبة السلفية‪ ،‬القاهرة‪ ،1980 ،‬ص‪.70‬‬
‫علي محمد شلهوب ‪ ،‬شؤون النقود وأعمال البنوك‪ ،‬شعاع للنشر والعلوم‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬حلب ‪،‬سوريا‪ ،2007 ،‬ص‪.421‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫‪ .3‬شروط االستصناع‪:‬‬
‫يمكننا تلخيص أهم شروط صحة االستصناع كما يلي‪:1‬‬
‫أ‪ .‬أن يكون المستصنع معلوم الجنس‪ ،‬ونوعه‪ ،‬وقدره‪ ،‬وأوصافه المطلوبة؛‬
‫ب‪ .‬يجوز تأجيل الثمن كله (ألنه ليس سلما) كما يجوز تقسيمه إلى أقساط معلومة حسب اإلتفاق؛‬
‫جـ‪ .‬يجوز أن يتضمن عقد االستصناع شرطا جزائيا فبمقتضى ما اتفق عليه العاقدان ما لم تكن هناك ظروف‬
‫قاهرة خارجة عن إرادة المتعاقدين؛‬
‫د‪ .‬أن يكون العين (المواد الخام) والعمل من الصانع واال كان العقد عقد إجارة؛‬
‫هـ‪ .‬أال يكون في العقد أجال محددا ألنه بدلك يصبح العقد سلما وليس استصناعا؛‬
‫و‪ .‬أن يكون االستصناع في األشياء التي يتعامل بها الناس‪ ،‬أي أن يبرم عقد االستصناع على شيء يدخل‬
‫‪2‬‬
‫في نطاق ومجال تعامل الناس‪ ،‬وذلك على ضوء العرف والعادات السائدة؛‬
‫‪ .4‬أنواع اإلستصناع‪:‬‬
‫يمكن التمييز بين نوعين من أنواع اإلستصناع نذكرهما فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬اإلستصناع البسيط (العادي)‪ 3:‬وهو األسلوب الذي تحدثت عنه كتب الفقه قديما وحديثا‪ ،‬وذكرنا تعريفه‬
‫فيما سـبق‪ ،‬ومن خالله يتم التعاقد بين طرفين المستصنع والصانع‪.‬‬
‫ويكون موضوع العقد صنع شيء معين بأوصاف محددة وكميات مخصوصة متفق عليها مقابل ثمن معلوم‬
‫يمكن دفعه عاجال أو آجال‪ ،‬على أن تكون المواد الخام مـن الـصانع‪ ،‬فالعالقـة التعاقدية بين طرفي العقد‬
‫تكون مباشرة وليس بينهما أي وسيط مالي‪ .‬وهذا النوع من اإلستصناع شائع في حياة الناس ألنه يلبي‬
‫حاجاتهم ويحقـق مـصالح كبيرة لألفراد والمؤسسات في شتى المجاالت أهمها‪:‬‬
‫* في مجال الحاجات الشخصية‪ :‬فكثير من الناس يقتنون حاجياتهم من الثياب واألثاث والتحف عن‬

‫طريق االستصناع؛‬

‫‪ 1‬وداد بوحالسة‪ ،‬صناديق االستثمار اإلسالمية ودور المصارف اإلسالمية في تفعيلها لتمويل التنمية‪ ،‬رسالة ماجيستير تخصص بنوك‬
‫إسالمية‪ ،‬كلية الشريعة و االقتصاد بجامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2014،‬ص‪.213‬‬
‫دنيا شوقي‪ ،‬الجعالة واالستصناع تحليل فقهي واقتصادي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب للبنك اإلسالمي للتنمية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫جدة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،2003 ،‬ص‪.32‬‬


‫أحمد بلخير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.20،21‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫* في المجال الصناعي‪ :‬المؤسسات الصناعية الكبيرة تتزود بما تحتاجـه مـن آالت وقطع غيار ومكونات‬
‫لمصنوعاتها النهائية ‪-‬غالبا– عن طريق طلبات استـصناعها لـدى المصانع والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛‬

‫* في مجال البناء واإلنشاء‪ :‬حيث يوجد الكثير من العقود التي تتم في هذا المجال ومن أمثلة ذلك‪:‬‬

‫طلبات الهيئات الحكومية والخاصة واألفراد إلنجاز المباني والمنشآت المختلفة من طرفا لمقاولين؛‬

‫ب‪ .‬اإلستصناع الموازي‪ :‬يحتوي هذا النوع على عقدين‪ ،‬العقد األول يكون بين المصرف اإلسالمي باعتباره‬
‫صانعا وطرف آخر وهو الزبون الذي يحتاج إلى سلعة بمواصفات معينة‪ ،‬على أن يكون الثمن مؤجال إلى حين‬
‫تسلي م السلعة‪ ،‬وبعدها يقوم المصرف بإبرام عقد ثاني منفصل عن العقد األول‪ ،‬ويأخذ المصرف هنا صفة‬
‫المستنصنع للسلعة الموصوفة في العقد األول ويكون الثمن فيه معجال‪ ،‬على أن يلتزم المصرف بتسليم السلعة‬
‫للطرف األول عند استالمها من الصانع وحسب الشروط المتفق عليها في العقد‪ ،‬وأن يحقق ربحا من العملية‪.‬‬

‫تمر عملية االستصناع الموازي في المصارف اإلسالمية بعدة مراحل نلخصها فيما النقاط التالية‪:1‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬يعبر الزبون عن رغبته لشراء السلعة‪ ،‬ويتقدم للمصرف اإلسالمي طالبا منه إستصناعه‬
‫بسعر معين يتفق على طريقة دفعه مؤجال أو مقسطا‪ ،‬مع التزام المصرف بتصنيع السلعة وفقا الشروط‬
‫المتفق عليها في العقد ومن ثم تسليمها للزبون بعد اإلنتهاء من صنعها‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬يقوم المصرف اإلسالمي بإبرام عقد استصناع ثاني مع الصانع الذي يقوم بدوره بصنع‬
‫السلعة ذات مواصفات مطابقة لما طلبه الزبون من المصرف‪ ،‬حيث يكون المصرف هنا مستصنع ويكون هنا‬
‫العقد مستقل عن العقد األول‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬وهنا المصرف اإلسالمي يتسلم السلعة من الصانع ويمتلكها‪ ،‬ثم يقوم بتسليمها إلى الزبون‬
‫المستصنع في العقد األول‪ ،‬الذي يكون من حقه التأكد من مطابقة السلعة المصنعة للمواصفات التي طلبها‬
‫حسب العقد الذي أبرمه مع المصرف‪ ،‬ويظل كل طرف مسؤوال تجاه الطرف الذي تعاقد معه‪.‬‬

‫عبد الكريم أحمد قندوز‪ ،‬عقود التمويل اإلسالمي دراسات حالة‪ ،‬معهد التدريب وبناء القدرات لصندوق النقد العربي‪ ،‬أبو ظبي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫اإلمارات العربية المتحدة‪ ،2019 ،‬ص‪.82‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫‪ .4‬مراحل سير عملية االستصناع في المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫يمكن تلخيص هذه المراحل في الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)01-05‬مراحل سير عقد االستصناع في المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬بوقطاية سلمى‪ ،‬مازري عبد الحفيظ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.287‬‬

‫رابعا‪ .‬اإلجارة‪:‬‬

‫نتطرق إلى تعربفها‪ ،‬مشروعيتها وأنواعها‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريفها‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫أ‪ .‬لغة‪« :‬اإلجارة من أجر‪ ،‬يؤجر‪ ،‬أي اكتراه منه»‬
‫ب‪ .‬اصطالحا‪ :‬عبارة عن عقد على منفعة معلومة مباحة من عين معينة‪ ،‬أو موصوفة في الذمة‪ ،‬أو على‬
‫‪2‬‬
‫عمل معلوم بعوض معلوم ومدة معلومة‪ ،‬أو هي نقل الملكية من خدمة مقابل مبلغ محدد مسبقا‪.‬‬
‫‪ .2‬مشروعيتها‪:‬‬
‫اإلجارة مشروعة في القرآن والسنة النبوية المطهرة واجماع الفقهاء وتوضيح ذلك كما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬حنان عبدلي‪ ،‬دور الهندسة المالية في تحقيق كفاءة األسواق المالية في ظل التوجه العالمي نحو الصناعة المالية اإلسالمية_دراسة‬
‫عينةمن األسواق المالية الناشئة_ أطروحة دكتوراه في التحليل اإلقتصادي‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2018 ،3‬ص‪.72‬‬
‫فاطمة الزهراء لسبع‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.120‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫َجَر َما‬‫وك لَي ْج ِزَي َك أ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫اس ِت ْحَي ٍ‬


‫اء َقاَل ْت ِإ َّن أَِبي ي ْدع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء ْت ُه ِإ ْح َد ُ‬
‫اه َما َت ْمشي َعَلى ْ‬ ‫أ‪ .‬من القرآن ‪ :‬قوله تعالى " َف َج َ‬
‫ص عَلي ِه اْلَقصص َقال َال َت َخ ْف ۖ َنجو َت ِمن اْلَقومِ َّ ِ ِ‬
‫ين )‪َ (25‬قاَل ْت ِإ ْح َد ُ‬
‫اه َما َيا‬ ‫الظالم َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫اء ُه َوَق َّ َ ْ‬
‫َسَقْي َت َلَنا ۚ َفَل َّما َج َ‬
‫ْجره ۖ ِإ َّن َخير م ِن اس َتأْجر َت اْلَقو ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين "(اآلية ‪ 26-25‬من سورة القصص)‪.‬‬ ‫ِي ْاألَم ُ‬ ‫َْ َ ْ َ ْ‬ ‫اس َتأ ِ ْ ُ‬
‫أََبت ْ‬
‫ب‪ .‬من السنة‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم " ال يساوم الرجل على سوم أخيه وال يخطب عل خطبة‬
‫‪1‬‬
‫أخيه وال تناجشوا وال تبايعوا بإلقاء الحجر ومن استأجر أجي ار فليعلمه أجره"‬
‫جـ‪ .‬من اإلجماع‪ :‬فقد أجمعت األمة اإلسالمية على مشروعية اإلجارة منذ عهد النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬كما‬
‫قال اإلمام الشافعي في كتابه األم " فمضت بها السنة وعمل بها غير واحد من أصحاب رسول هللا صلى هللا‬
‫‪2‬‬
‫عليه وسلم وال يختلف أهل العلم ببلدنا علمناه في إجارتها وعوام فقهاء األمصار"‬
‫‪ .3‬أنواعها‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫لإلجارة نوعان نذكرها فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬اإلجارة التشغيلية‪ :‬هي قيام المصرف بشراء أصل من األصول الثابتة (كاألراضي‪ ،‬المعدات‪ ،‬والمباني) وذلك‬
‫بهدف تأجيره إلى الغير حسب عقود إجارة تتضمن بدل اإلجارة ولمدة زمنية محددة في العقد على أن يعود‬
‫األصل بعدها للمصرف ليؤجره مرة أخرى‪.‬‬
‫ب‪ .‬اإلجارة المنتهية بالتمليك‪ :‬هو أن يقوم المصرف بتأجيره لعين (كالسيارة أو اآللة‪...‬الخ) لشخص لمدة معينة‬
‫وبأجرة معلومة على أن يملكه إياه بعد انتهاء المدة ودفع جميع أقساط األجرة‪.‬‬
‫‪ .4‬مراحل سير عملية اإلجارة في المصارف اإلسالمية‪.‬‬
‫تمر عملية اإلجارة على مستوى المصارف اإلسالمية بالمراحل التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬يقوم العميل الذي يريد استئجار العقار‪ ،‬أو اآللة‪...‬الخ بإجراء مفاوضات مع المصرف حول شروط العقد‬
‫(المواصفات‪ ،‬الثمن‪ ،‬مدة العقد‪)...‬؛‬
‫ب‪ .‬يقوم العميل بإبرام عقد اإلجارة مع المصرف اإلسالمي؛‬
‫جـ‪ .‬يقوم المصرف بشراء العقار أو اآللة محل العقد من عند البائع؛‬
‫د‪ .‬يقوم البائع بنقل ملكية العقار أو اآللة مع الوثائق الالزمة للمصرف؛‬

‫‪ 1‬أحمد بن الحسين البيهقي‪ ،‬سنن البيهقي الكبرى‪ ،‬باب ال تجوز اإلجارة حتى تكون معلومة وتكون األجرة معلومة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫الطبعة ‪ ،3‬الجزء ‪ ،6‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2003 ،‬ص‪.93‬‬
‫محمد بن ادريس الشافعي‪ ،‬كتاب األم‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزء ‪ ،4‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،1983 ،‬ص‪.26‬‬ ‫‪2‬‬

‫حنان عبدلي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.73‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫هـ‪ .‬يقوم المصرف بتأجير العقار أو اآللة للعميل؛‬


‫و‪ .‬عند نهاية العقد أمام العميل خيارين‪ ،‬إما شراء العقار أو اآللة أو إنهاء عقد اإلجارة؛‬
‫والشكل التالي يوضح مراحل سير عقد اإلجارة بين المصرف اإلسالمي وعميله‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)01-06‬مراحل سير عقد اإلجارة في المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬بوقطاية سلمى‪ ،‬مازري عبد الحفيظ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.287‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التمويالت األخرى‪.‬‬

‫المصارف اإلسالمية ليست مؤسسات اقتصادية تهدف إلى تعظيم الربح فحسب‪ ،‬بل إنها أيضا ذات طبيعة‬
‫اجتماعية تهدف إلى رقي المجتمع لذلك نجدها ال تهدف إلى جمع األموال والثراء على حساب اآلخرين كما‬
‫هو شأن المصارف التقليدية‪ ،‬حيث تقوم ببعض الخدمات دون أي مقابل ومن أهم هذه الخدمات ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬القرض الحسن‪:‬‬

‫يعتبر القرض الحسن من أهم الخدمات االجتماعية التي تقدمها المصارف اإلسالمية إلى بعض العمالء‬
‫الذين يخضعون لتقدير اللجان المختصة والتابعة للمصرف قبل حصولهم على هذا النوع من القروض‪ ،‬وعادة‬
‫ما يكون الغرض من هذا القرض هو لتمويل مشروع خيري ولغايات إنسانية كالعالج‪ ،‬الكوارث الطبيعية‪،‬‬
‫الوفاة‪ ،‬الزواج ‪...‬الخ‪ ،1‬ولهذا النوع من القروض مرجعية مستمدة من أحكام الشريعة اإلسالمية‪،‬‬

‫ريمون يوسف فرحات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.62‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫ويمكن تعريف القرض الحسن على أنه «دفع مال أو تمليك شيء له قيمة بمحض التفضل‪ ،‬على أن يرد مثله‬
‫‪1‬‬
‫أو يأخذ عوضا متعلقا بالذمة بدال منه»‬

‫ِ‬
‫صَّدُقوا َخ ْيٌر َل ُك ْم ِإ ْن‬ ‫ان ذُو عُ ْس ٍَرة َف َنظ َرةٌ ِإَلى َم ْي َس َ ٍرة َوأ ْ‬
‫َن تَ َ‬ ‫ومن أدلة مشروعية القرض الحسن قوله تعالى « َوِا ْن َك َ‬
‫ُك ْنتُ ْم تَ ْعَل ُمو َن» البقرة اآلية ‪.280‬‬

‫َج ٌر َك ِريمٌ»‬ ‫صِد ِقين واْلم َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫ف لَهُمْ َولَهُمْ أ ْ‬
‫ضاعَ ُ‬
‫َّللاَ َق ْرضا َح َسنا يُ َ‬ ‫صدَقات َوأَْق َر ُ‬
‫ضوا َّ‬ ‫وقال تعالى أيضا‪« :‬إ َّن اْل ُم َّ َ َ ُ‬
‫[الحديد اآلية‪]18 :‬‬

‫القيَامَِة‪َ ،‬فْلُي َن ِف ْس‬


‫أن ينَ ِجيه هللا ِم ْن ُكرِب يو ِم ِ‬
‫َ َْ‬ ‫ومن السنة ما ثبت عنه صلى هللا عليه وسلم أنه قال « َم ْن َس َّرهُ ْ ُ َ ُ ُ‬
‫ِ‬
‫َع ْن ُم ْعس ٍر أ َْو َي َ‬
‫‪2‬‬
‫ض ْع َع ْن ُه»‬

‫أما اإلجماع فقد أجمعت األمة اإلسالمية على جوازه‪ ،‬كما قال ابن قدامة المقدسي «وأجمع المسلمون على‬
‫‪3‬‬
‫جواز القرض»‪.‬‬

‫وعليه فإن قيام المصارف اإلسالمي ة بهذا النوع من الخدمات جائز من الناحية الشرعية باألدلة السابقة الذكر‬
‫باعتبارها بعيدة كل البعد عن التعامل بالربا‪ ،‬وأن الهدف منها اجتماعي محض يتمثل في إرساء قواعد التكافل‬
‫االجتماعي داخل المجتمع الذي تنشأ فيه‪ ،4‬كما يمكن للمصرف اإلسالمي عند تقديمه للقرض الحسن أخذ‬
‫عمولة مقابل جهده في إبرام عقد القرض وليس فائدة منحه للقرض‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬جمع الزكاة وتوزيعها‪:‬‬

‫تعتبر هذه الخدمة من الخدمات الحديثة نسبيا لدى المصارف اإلسالمية‪ ،5‬حيث قامت بإنشاء صندوقا للزكاة‬
‫داخلها لتحقيق أهدافها االجتماعية وكذا إرساء مبادئ النظام االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬إذ يستند المصرف بقيامه‬
‫ط ِهُرُه ْم َوُت َزِكي ِهم ِب َها َو َص ِل َعَلْي ِه ْم ۖ ِإ َّن َص َال َت َك َس َك ٌن‬
‫َم َو ِال ِه ْم َص َد َقة ُت َ‬ ‫ِ‬
‫بهذه الخدمة إلى أمر هللا تعالى « ُخ ْذ م ْن أ ْ‬

‫عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.371‬‬ ‫‪1‬‬

‫رواه مسلم‬ ‫‪2‬‬

‫ابن قدامى‪ ،‬المغني‪) 347 - 4(،‬‬ ‫‪3‬‬

‫مسدور فارس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.111‬‬ ‫‪4‬‬

‫عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪377‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫الصدَق ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َّلهم ۗ و َّ ِ‬


‫َن هللا ُه َو التََّّو ُ‬
‫اب‬ ‫ات َوأ َّ‬ ‫َّللاَ ُه َو َيْق َب ُل التَّ ْوَب َة َع ْن ع َباده َوَيأ ُ‬
‫ْخ ُذ َّ َ‬ ‫يم ‪ 103‬أََل ْم َي ْعَل ُموا أ َّ‬
‫َن َّ‬ ‫يع َعل ٌ‬
‫َّللا َسم ٌ‬
‫ُْ َ ُ‬
‫يم » التوبة اآلية ‪ ، 103،104‬كما يقوم المصرف اإلسالمي بجمع الزكاة من عدة مصادر مختلفة‪،‬‬ ‫َّ ِ‬
‫الرح ُ‬
‫كاألفراد الطبيعيين‪ ،‬الشركات‪ ،‬أرباح المصرف‪ ،‬زكاة المساهمين‪ ،‬حسابات االستثمار الخيرية‪ ،‬ومن ثم توزيعها‬
‫على األصناف الثمانية المذكورة في القرآن الكريم في قوله عز وجل‪:‬‬

‫َّللاِ َو ْاب ِن‬ ‫ين وِفي سِب ِ‬


‫يل َّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫وب ُه ْم َوفي الرَقاب َواْل َغارم َ َ َ‬
‫َّ ِ‬
‫ين َعَل ْي َها َواْل ُم َؤلَفة ُقُل ُ‬
‫ِِ‬ ‫الصدَقات لِْلُفَقرِاء واْلمس ِ‬
‫اك ِ‬
‫ين َواْل َعامل َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫﴿ ِإَّن َما‬
‫ِ‬ ‫َّللاِ و َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫السِب ِ‬
‫يم ﴾ التوبة اآلية‪ ، 60‬كما تجدر اإلشارة أنه يمكن للمصرف اإلسالمي‬ ‫يم َحك ٌ‬ ‫َّللاُ َعل ٌ‬ ‫يضة م َن َّ َ‬ ‫َف ِر َ‬ ‫يل‬ ‫َّ‬
‫أخذ أجرة مقابل عملية جمع الزكاة ألنه يدخل ضمن األصناف الثمانية المذكورة في اآلية الكريمة بقوله‬
‫ين َعَل ْي َها) مع وجود هيئة شرعية تحدد مقدار ما يأخذه المصرف ‪ ،‬وعلى المصرف قبل‬ ‫ِِ‬
‫تعالى‪َ ( :‬واْل َعامل َ‬
‫شروعه في عملية جمع الزكاة التأكد من مصدرها والتأكد من أنها من أطيب األموال وأنها خالية من األموال‬
‫الخبيثة‪ ،‬وبعدها يقوم المصرف بإيصالها إلى أصحابها حسب اإلستحقاق مما يجعلها أداة فعالة لتحويل جزء‬
‫هام من الفقراء إلى قوة منتجة فعالة في المجتمع ومن ثم فإن الزكاة هنا ال تصبح مجرد إحسان لسد الحاجة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫بل أداة تنظيم فعالة ورقي للمجتمع وزيادة عنصر التوظيف فيه‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬تمويل إنشاء مراكز تدريب ومجالت بهدف نحو نشر الوعي الديني‪:‬‬

‫تعمل المصارف اإلسالمية من خالل ازدياد حجم معامالتها وتنويع خدماتها لنشر الوعي الديني في المجتمع‬
‫ولعل تخلي العديد من الشركات واألفراد التعامل مع المصارف التقليدية الربوية وتحولها للتعامل مع‬
‫‪2‬‬
‫المصارف اإلسالمية أكبر دليل على نجاح هذه األخيرة في نشر رسالتها‪.‬‬

‫حيث قامت العديد من المصارف اإلسالمية بإنشاء مراكز للتدريب والتطوير إلى جانب إصدار النشرات‬
‫والمجالت التي تعنى بنشر فكر االقتصاد اإلسالمي عامة والفكر المصرفي اإلسالمي خاصة وكذلك عقد‬
‫‪3‬‬
‫الندوات والمؤتمرات يشارك فيها العديد من العلماء والخبراء والمختصين في الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫محسن أحمد الخضيري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.200‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬محسن أحمد الخضيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.209‬‬


‫ريمون فرحات‪ ،‬مرجع سبق دكره‪ ،‬ص ‪.65_64‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫‪1‬‬
‫رابعا‪ .‬تمويل الجمعيات الدينية واالجتماعية اإلسالمية‪:‬‬

‫يسعى المصرف اإلسالمي للتأثير إيجابيا على المجتمع المحيط به وذلك من خالل المساهمة في إنشاء‬
‫الجمعيات الدينية واالجتماعية لما لها من أهمية بالغة في مجال الدعوة وجعلها منابر لإليمان وتحقيق رسالة‬
‫اإلسالم ونفع المسلمين‪ ،‬وباعتبار أن المصرف اإلسالمي يمتلك قدرات إدارية وتنظيمية فعالة مما يسمح له‬
‫بإنشاء هذه الجمعيات وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها بهدف تحقيق أهدافها في اإلصالح االجتماعي‬
‫الختالطها بكافة طبقات المجتمع وفئاته‪ ،‬ومن أهم الجمعيات التي تساعد المصارف اإلسالمية على إنشائها‪:‬‬

‫‪ .1‬جمعيات بناء المساجد وتحفيظ القرآن؛‬

‫‪ .2‬جمعيات دفن الموتى؛‬


‫‪ .3‬التكفل باليتامى واألرامل؛‬
‫‪ .4‬التكفل بالمرضى وذوي االحتياجات الخاصة؛‬

‫محسن أحمد الخضيري‪ ،‬مرجع سبق دكره‪.208_207 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى المصارف االسالمية‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬

‫من خالل استعراضنا لهذا الفصل الذي خصصناه لمفهوم المصارف اإلسالمية وكـذا عرض مختلف مصادر‬
‫واستخدامات األموال فيها‪ ،‬إلى جانب أهم والتحديات التي تواجهها واعطاء بعض الحلول لمعالجتها‪ ،‬خلصنا‬
‫إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬المصارف اإلسالمية هي مؤسسات مالية نقدية تلتزم في جميع أعمالها ونشاطها بمبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية بهدف تحقيق توزيـع عادل للثروة وللوصول إلى تنمية اقتصادية يسودها التكافل االجتماعي بين‬
‫مختلف أفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪ .2‬المصارف اإلسالمية تستمد خصائصها من خالل المفهوم التي يقوم عليه النظام االقتصادي اإلسالمي‪.‬‬

‫وعليه فإننا نجد أن هـذه المصارف ما هي مصارف قائمة ومبنية على العقيدة اإلسالمية‪ ،‬تستمد منها كافة‬
‫مقومات وعوامل وجودها واستمرارها‪.‬‬

‫‪ .3‬تساهم المصارف اإلسالمية وبشكل فعال في دفع عجلة التنمية‪ ،‬فهي إلى جانب سعيها لتعظيم األرباح‪،‬‬
‫فإنها تلتزم أيضا بمراعاة ما يعود بالنفع على المجتمع وتجنب كل ما يلحق به الضرر أثناء مزاولتها لمختلف‬
‫أنشطتها‪ ،‬عكس ما هو الحال عليه في المصارف التقليدية التي تسعى فقط لتحقيق األرباح‪.‬‬

‫‪ .4‬تظهر األهمية المرجوة من المصارف اإلسالمية من خالل تحقيق وظائفها وأهدافها التي تتطلع إلى‬
‫تحقيقها‪.‬‬

‫‪ .5‬يعتبر كل من التمويل الذاتي‪ ،‬االحتياطات واألرباح الغير موزعة من أهم المصادر المالية الداخلية‬
‫للمصارف اإلسالمية‪ ،‬كما تتشكل المصادر الخارجية من مختلف الودائع التي تتلقاها هذه المصارف‪.‬‬

‫‪ .6‬تكمن استخدامات األموال في المصارف اإلسالمية في مختلف الصيغ التمويلية التي تمنحها وهي ثالثة‬
‫أصناف‪ :‬منها ما يندرج ضمن تمويالت قائمة على الملكية‪ ،‬ومنها تمويالت قائمة على المداينة إلى جانب‬
‫تمويالت أخرى كالقرض الحسن وكذا تمويل مختلف المراكز والجمعيات والمجالت بهدف نشر الوعي‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫واقع النظام المصرفي الجزائري‬
‫ومدى انفتاحه على العمل‬
‫المصرفي اإلسالمي‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫تمهيد الفصل الثاني‪.‬‬

‫مر النظام المصرفي الجزائري بعدة مراحل قبل وبعد االستقالل كما شهد عدة تطورات واصالحات التي كانت‬
‫تندرج ضمن سياق اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬وانطالقا من الدور الهام الذي يلعبه النظام المصرفي في‬
‫اقتصاد أي دولة‪ ،‬كان لزاما على الجزائر القيام بإصالحات مصرفية تتماشى مع النظام العالمي الجديد‪ ،‬اذ ال‬
‫يمكن مسايرة التطورات االقتصادية العالمية دون وضع نظام مصرفي قوي ومتحرر ويمتلك من اإلمكانيات‬
‫التي تسمح له بأداء الدور الجديد المنوط له‪ ،‬وعليه فقد أعطت الجزائر النظام المصرفي أهمية خاصة بدا من‬
‫استرجاع السيادة واالستقالل النقدي من خالل عمليات تأميم النظام المصرفي في محيط مغلق إلى غاية فتح‬
‫النظام المصرفي لالستثمار األجنبي وتجسد ذلك في قانون النقد والقرض رقم ‪ 10/90‬الذي أعطى الضوء‬
‫األخضر للقطاع الخاص بمفتح مصارف بالجزائر ومن بينها المصارف اإلسالمية فقد ظهر أول مصرف‬
‫إسالمي في الجزائر في سنة ‪1991‬م‪ ،‬وتبعه بعد ذلك مصرف السالم الذي تأسس في سنة ‪ 2008‬اللذان‬
‫كانا ينشطان في مجال الصيرفة اإلسالمية لكن تحت غياب التغطية القانونية وتشريع خاص ينظم عملها‪ ،‬بل‬
‫اعتبرها قانون النقد والقرض على أنها مؤسسات مالية تقوم بالوساطة المالية كغيرها من المصارف التقليدية‪،‬‬
‫إلى أن جاء النظام رقم ‪ 18-02‬الذي حدد الشروط المطبقة على العمليات المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‬
‫والذي يعتبر الخطوة األولى نحو بناء نظام مصرفي إسالمي الذي يدرج الصيرفة اإلسالمية في النظام‬
‫المصرفي الجزائري‪ ،‬ثم تبعه النظام رقم ‪ 20-02‬المتعلق بالصيرفة اإلسالمية وقواعد ممارستها والذي أقر‬
‫عملية توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫المبحث األول‪ :‬النظام المصرفي الجزائري قبل صدور قانون النقد و القرض (‪.)90/10‬‬

‫مر الجهاز المصرفي الجزائري قبل وبعد االستقالل بعدة مراحل‪ ،‬بدءا بمرحلة تكوين النظام المصرفي مباشرة‬
‫بعد اإلستقالل وصوال إلى االهتمام والعمل على عصرنة النظام المصرفي ليواكب التطورات العالمية‪ ،‬مما‬
‫اقتضى القيام بالعديد من اإلصالحات والتي امتدت من السبعينيات إلى غاية التسعينيات‪ ،‬وهذا ما سنعرضه‬
‫في هذا المبحث إضافة إلى عرض هيكل القطاع المصرفي وواقع المنظومة المصرفية الجزائرية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة النظام المصرفي الجزائري‪.‬‬

‫ورثت الجزائر غداة االستقالل مؤسسات مالية ومصرفية تابعة لالستعمار الفرنسي‪ ،‬الشيء الذي لم يمكنها من‬
‫مسايرة التنمية االقتصادية المنشودة وقد عملت الدولة الجزائرية على بذل مجهودات كبيرة لبعث التنمية في‬
‫جميع الميادين خاصة القطاع المالي والمصرفي‪ ،‬فقامت بإنشاء بعض المؤسسات الضرورية التي ال يمكن‬
‫االستغناء عنها فاقتصاد أي دولة‪ ،‬وبعدها قامت بإنشاء نظاما مصرفيا جزائريا يتماشى ومتطلبات االقتصاد‬
‫الوطني‪.‬‬

‫أوال‪ .‬قبل االستقالل‪:‬‬

‫ورثت الجزائر غداة االستقالل مؤسسات مالية ومصرفية تابعة لالستعمار الفرنسي‪ ،‬الشيء الذي لم يمكنها من‬
‫مسايرة التنمية االقتصادية المنشودة وقد عملت الدولة الجزائرية على بذل مجهودات كبيرة لبعث التنمية في‬
‫جميع الميادين خاصة القطاع المالي والمصرفي‪ ،‬فقامت بإنشاء بعض المؤسسات الضرورية التي ال يمكن‬
‫االستغناء عنها فاقتصاد أي دولة‪ ،‬وبعدها قامت بإنشاء نظاما مصرفيا جزائريا يتماشى ومتطلبات االقتصاد‬
‫الوطني‪.‬‬

‫عند االحتالل الفرنسي سنة ‪ 1830‬كانت الجزائر كسائر أجزاء اإلمبراطورية العثمانية تتميز بقلة دور النقود‬
‫في المبادالت وبنظام المعدنين الذهب والفضة في العملة‪ ،‬وكانت هناك دار لصك النقود‪ ،‬أما الفرنك الفرنسي‬
‫فلم يتقرر رسميا كعملة للبالد إال بعد ‪18‬عاما‪.‬‬

‫في ‪ 1843/07/19‬تم إنشاء أول مؤسسة مصرفية في الجزائر كفرع من فروع بنك فرنسا وقد بدأ هذا الفرع‬
‫بعملية صك العملة الفرنسية في الجزائر في بداية سنة ‪ ،1848‬لكن هذه العملية لم تدم طويال‪ ،‬وبعدها تم‬
‫تأسيس المنصة الوطنية للخصم والتي كانت وظيفتها مقتصرة على االئتمان‪ ،‬لكنها لم تنجح في مهمتها وهذا‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫راجع لقلة الودائع‪ ،‬ويعتبر بنك الجزائر ‪ la banque d’Algérie‬ثالث مؤسسة مصرفية تأسست في ‪1851‬‬
‫‪1‬‬
‫برأسمال قدره ‪ 8‬ماليين فرنك فرنسي‪.‬‬

‫وقد عرف بنك الجزائر آنذاك أزمة مالية خالل السنوات ‪ 1880‬و‪ ،1990‬نتيجة اإلسراف وعدم العقالنية في‬
‫تقديم القروض‪ ،‬فقامت السلطة االستعمارية بنقل بنك الجزائر إلى فرنسا‪ ،‬وتغير اسمه إلى بنك الجزائر‬

‫و تونس‪ ،‬أين أسندت له مهمة اإلصدار النقدي‪ ،‬ولكن مباشرة بعد استقالل تونس عام ‪1956‬م فقد حقه في‬
‫اإلصدار لدولة تونس سنة ‪ ،1958‬وتم إعادة تسميته ببنك الجزائر الذي أسندت له عدة وظائف أهمها‪:2‬‬

‫أ‪ .‬اقتطاع الموارد على األغلبية المسلمة واعادة توزيعها على المعمرين؛‬

‫ب‪ .‬تمويل الزراعة االستعماري؛‬

‫جـ‪ .‬تمويل النشاطات التجارية‪ ،‬السيما نشاط تصدير الخمور والحمضيات‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫حيث كانت المنظومة المصرفية واالئتمانية قبل االستقالل تتكون من المؤسسات التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬بنك الجزائر )‪:(La Banque d’Algerie‬‬

‫تأسس بنك الجزائر بتاريخ ‪ 04‬أوت ‪1851‬م‪ ،‬وبدأ بمزاولة نشاطه مباشرة بعد إنشائه‪ ،‬وكانت وظيفته‬
‫األساسية هي إصدار العملة الجزائرية‪ ،‬وبنك ائتمان كوظيفة ثانوية والتي تقلصت تدريجيا مع مرور الوقت‪.‬‬

‫في حقيقة األمر كان هذا البنك مجرد فرع لبنك فرنسا و ازرة المالية الفرنسية‪.‬‬

‫حيث كان يقوم بعملية إصدار العملة لتلبية حاجات االقتصاد للنقود وخاصة المتعلقة بالمعمرين واإلدارة‬
‫االستعمارية‪ ،‬وهذا بتغطية ذهبية معينة إلى غاية سنة ‪1900‬م اعتمد مبدأ السقف في اإلصدار‪ ،‬أي تم وضع‬
‫له حد أقصى لإلصدار دون تقييده بغطاء معين من الذهب‪.‬‬

‫شاكر القزويني‪ ،‬محاضرات في إقتصاد البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1992 ،‬ص ‪.49 ­ 48‬‬ ‫‪1‬‬

‫حمديش مجيد‪ ،‬النظام المصرفي الجزائري في ظل اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،3‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2012‬ص‪4‬‬

‫زرياحن محمد‪ ،‬النظام المصرفي الجزائري ودوره في التنمية االقتصادية‪ ،‬رسالة ماجيستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة وهران‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،2012‬ص‪.80‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫ويمكن توضيح أهم نشاطات بنك الجزائر آنذاك فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬إصدار عملة الفرنك الجزائري‪ :‬كما سبق ذكره فإن بنك الجزائر عند تأسسه كان يعتمد على قاعدة الثلث‬
‫( من النظام الجزئي الوثيق لإلصدار) في ميدان تغطية النقود المصدرة‪ ،‬والمتمثلة في االحتياطي من الذهب‪،‬‬
‫إجمالي األوراق النقدية المتداولة‪ ،‬والودائع الجارية‪ ،‬وهذا الى غاية ‪1900‬م أين تم اعتماد مبدأ الحد األقصى‬
‫لإلصدار‪.‬‬

‫ب‪ .‬عمليات الصرف والتحويل‪ :‬خالل المرحلة االستعمارية كان العالم الخارجي بالنسبة للجزائر ينقسم إلى‬
‫قسمين وهما‪:‬‬

‫* فرنسا ودول منطقة الفرنك؛‬

‫* دول العالم األخرى؛‬

‫وعليه فإن عملية الصرف للعملة تختلف حسب البلد المتعامل معه‪ ،‬حيث كان الفرنك الجزائري يحول على‬
‫أساس سعر التعادل بين الفرنك الجزائري والفرنك الفرنسي وهكذا تكون عملية الصرف معروفة‪ ،‬بين العملة‬
‫الجزائرية‪ ،‬وأي عملة أجنبية أخرى على أساس قياسها بالفرنك الفرنسي‪ ،‬فكان بنك الجزائر يقوم بتحويل الفرنك‬
‫الجزائري والفرنسي إلى العمالت األجنبية األخرى‪.‬‬

‫جـ‪.‬عمليات إقراض االقتصاد‪ :‬تعتبر وظيفة تمويل القطاع الزراعي من بين األنشطة التي كان يقوم بها بنك‬
‫الجزائر عند تأسيسه‪ ،‬حيث كان يقوم بتمويل المعمرين ومنحهم قروضا متوسطة وطويلة األجل‪ ،‬مما خلق له‬
‫عدة مشاكل فيما يتعلق بالمحافظة على التوازن المالي وبتسييره‪.‬‬

‫وبعد اإلصال ح لسنة ‪1945‬م أعطيت لبنك الجزائر صبغة البنك المركزي الحقيقية كبنك إصدار ومشرف على‬
‫السياسة االقتصادية وهذا راجع للتوسع االقتصادي واالئتماني للمؤسسات المصرفية واالئتمانية األخرى‪.‬‬

‫‪ .2‬المجلس الجزائري لالئتمان‪.‬‬

‫تم إنشاؤه في نفس فترة إنشاء بنك الجزائر وذلك من أجل قيامه بعملية اإلشراف والتوجيه ومراقبة السياسة‬
‫النقدية للبالد‪ ،‬بعد أن تبين عدم قدرة بنك الجزائر على وضع سياسة نقدية خاصة بالجزائر‪ ،‬بسبب عدم‬
‫امتالكه وسائل الرقابة النقدية الفعالة من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى استغناء البنوك العاملة في الجزائر عنه عند‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫احتياجها للسيولة‪ ،‬إذ كانت تلجأ إلى مراكزها الرئيسية بفرنسا‪ ،‬وكذلك عدم التحكم في حرية انتقال رؤوس‬
‫األموال من والى فرنسا بسبب التبعية الكاملة للنظام الفرنسي‪.‬‬

‫‪ .3‬البنوك التجارية‪:‬‬

‫أ‪.‬القرض العقارية الجزائرية التونسي‪ :‬تأسس في الجزائر سنة ‪1880‬م‪ ،‬أسندت له مهمة التمويل العقاري‬
‫والزراعي‪ ،‬ثم توسع نشاطه إلى تونس سنة ‪1907‬م ويعتبر أكبر بنك في تلك الفترة‪ ،‬حيث بلغت عدد فروعه‬
‫آنذاك ‪ 133‬فرعا‪.‬‬

‫ب‪ .‬الشركة الجزائرية للقرض والمصرف‪ :‬تأسس هذا البنك ‪1877‬م‪ ،‬ويحتل المرتبة الثانية بـ ‪ 133‬فرعا‪،‬‬
‫وعملت هذه المؤسسة بصفة بنك ومؤسسة عقارية‪ ،‬وجميع نشاطاتها موجهة لتمويل القطاعات المبرمجة‪.‬‬

‫جـ‪ .‬المنضدة الوطنية للخصم لباريس‪ :‬تم إنشاء هذا البنك في الجزائر مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬له‬
‫فرعين في كل الجزائر العاصمة ووهران‪.‬‬

‫د‪ .‬قرض الشمال‪ :‬تأسس هذا البنك في كل من الجزائر العاصمة ووهران‪.‬‬

‫ذ‪ .‬القرض الليوني‪ :‬تم إنشاؤه بالجزائر العاصمة سنة ‪1878‬م‪.‬‬

‫ه‪ .‬الشركة العامة‪ :‬تأسست في سنة ‪1913‬م‪.‬‬

‫ك‪ .‬الشركة المرسيلية‪ :‬حيث بدأت ممارسة نشاطها في الجزائر في سنة ‪1920‬م‪.‬‬

‫و‪ .‬البنك الوطني للتجارة والصناعة(إفريقيا)‪ :‬بدأ نشاطه بعد استالئه على مراقبة بنك اتحاد شمال إفريقيا‪.‬‬

‫ر‪ .‬القرض الصناعي والتجاري‪.‬‬

‫ن‪ .‬بنك باركاليز‪.‬‬

‫ي‪ .‬بنك ورمز وشركاءه‪.‬‬

‫ولقد بلغت فروع البنوك التجارية قبل االستقالل مجموع‪ 409 :‬فرعا‪ ،‬تم توزيعها جغرافيا كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬منطقة الجزائر‪ 149 :‬فرعا‪.‬‬

‫ب‪ .‬منطقة وهران‪ 154 :‬فرعا‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫جـ‪ .‬منطقة قسنطينة‪ 83 :‬فرعا‪.‬‬

‫د‪ .‬منطقة الجنوب ( الصحراء )‪ 23 :‬فرعا‪.‬‬

‫وتعتبر الجزائر العاصمة في المرتبة األولى من حيث عدد تمركز البنوك التجارية‪ ،‬حيث بلغ عددها بـ‪92 :‬‬
‫فرعا‪.‬‬

‫‪ .4‬بنوك األعمال‪:‬‬

‫وتتكون بنوك األعمال مما يلي‪:‬‬

‫أ‪.‬القرض الجزائري‪ :‬حيث تأسس هذا البنك في باريس في سنة ‪1881‬م‪ ،‬هدفه تشجيع الملكية العقارية‪،‬‬
‫وأشغال المرافق األساسية والبنى التحتية‪.‬‬

‫ب‪ .‬البنك الصناعي للجزائر وحوض البحر األبيض المتوسط‪ :‬ولقد تم تأسيس هذا البنك في سنة ‪1911‬م‪.‬‬

‫جـ‪ .‬بنك باريس واألراضي المنخفضة‪ :‬حيث تم فتح فرع لهذا المصرف بالجزائر عام ‪1954‬م‪.‬‬

‫د‪ .‬مؤسسات إعادة الخصم‪.‬‬

‫حيث نجد على أرس هذه المؤسسات «الشركة الباريسية إلعادة الخصم»‪ ،‬وهي مؤسسة تتعامل مع المصارف‬
‫فقط فيما يتعلق بإعادة خصم األوراق والسندات التجارية‪ ،‬من أجل إعادة التوازن إلى خزائنها‪ ،‬هي ال تعامل‬
‫مع الجمهور‪.‬‬

‫‪ .5‬بنوك التنمية‪:‬‬

‫حيث تم تأسيس «صندوق التجهيز من أجل تنمية الجزائر" في سنة ‪1959‬م‪ ،‬لغرض تمويل " برنامج منطقة‬
‫قسنطينة»‪ ،‬وكذلك لجمع الموارد واعادة استخدامها في التنمية وكذا تمويل مختلف المشاريع المبرمجة‪.‬‬

‫‪ .6‬مؤسسات القرض واالئتمان الشعبي‪.‬‬

‫وتتمثل في البنوك الشعبية للتجارة والصناعة‪ ،‬ظهرت في الجزائر العاصمة سنة ‪1921‬م‪ ،‬في عنابة‬
‫سنة‪1922‬م‪ ،‬بجاية في ‪1923‬م‪ ،‬وفي قسنطينة سنة ‪1924‬م‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫وكان الهدف من تأسيسها هو تعبئة المدخرات من األفراد والمنشآت الصغيرة‪ ،‬حيث بلغ عدد فروعها سنة‬
‫‪1961‬م ‪ 22‬فرعا‪ ،‬منها ‪ 9‬فروع في الجزائر العاصمة‪.‬‬

‫‪ .7‬المؤسسات العامة وشبه العامة ( الفرنسية )‪:‬‬

‫وتتكون من المؤسسات التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬االئتمان العقاري‪ :‬تأسس هذا المصرف سنة ‪1852‬م‪ ،‬وهو فرع تابع للبنك الفرنسي «االئتمان العقاري‬
‫الفرنسي»‪.‬‬

‫ب‪ .‬االئتمان الوطني‪ :‬حيث اقتصر نشاطه بمنح االئتمان الطويل االجل‪ ،‬حيث لعب دو ار هاما في عملية‬
‫بتمويل االستكشافات النفطية في الجزائر‪.‬‬

‫جـ‪ .‬صندوق الودائع واألمانات‪ :‬يقوم هذا الصندوق بإقراض الهيئات والمنشآت المحلية والعامة‪ ،‬إلى جانب‬
‫إشرافه على عملية االدخار واالحتياط والتوفير البريدي‪.‬‬

‫د‪ .‬الصندوق الوطني ألسواق الدولة‪ :‬تم انشاء هذا الفرع في الجزائر سنة ‪1940‬م‪ ،‬وهو مخصص لتمويل‬
‫مشتريات الدولة‪.‬‬

‫هـ‪ .‬البنك الفرنسي للتجارة الخارجية‪ :‬وهو مختص في تمويل التجارة الخارجية‪ ،‬حيث تأسس فرعه في‬
‫الجزائر سنة ‪1954‬م‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬بعد االستقالل‪:‬‬

‫ورثت الجزائر عشية االستقالل نظاما مصرفيا واسعا‪ ،‬لكنه تابع لالستعمار الفرنسي‪ ،‬وقائم على مبادئ النظام‬
‫االقتصادي الليبيرالي‪ ،‬مما جعل بالجزائر تواجه أوضاعا اقتصادية صعبة‪ ،‬بسبب نتائج التي خلفها االستعمار‬
‫الفرنسي‪ ،‬إضافة إلى المغادرة الجماعية من طرف المعمرين األوروبيين الذين كانوا يسيطرون سيطرة تامة‬
‫على النشاط االقتصادي في البالد‪.‬‬

‫وقد لوحظ وجود نظامين مصرفيين مزدوجين‪ ،‬األول نظام مصرفي ليبيرالي‪ ،‬والثاني نظام مصرفي اشتراكي‬
‫تابع للدولة‪ ،‬مما أدى بعجز البنك المركزي احتواء النظام المصرفي (بنظامين مختلفين) وتسييره وفقا‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫للتوجيهات الجديدة للدولة‪ ،‬ولقد قامت الدولة الجزائرية آنذاك بتأميم الهيئات والمؤسسات المصرفية والمالية‬
‫‪1‬‬
‫الضرورية لتعبئة الموارد المالية الالزمة لتمويل االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫خالل هذه المرحلة كان الجهاز المصرفي والمالي تحت إشراف الدولة الجزائرية المستقلة‪ ،‬والذي كان يتكون‬
‫من الهيئات والمؤسسات المالية والمصرفية التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬الخزينة العمومية‪:‬‬

‫أنشأت الخزينة العمومية في أوت ‪1962‬م‪ ،‬وأخذت على عاتقها األنشطة التقليدية لوظيفة الخزينة‪ ،‬وقد تم‬
‫إعطائها صالحيات هامة فيما يتعلق بمنح قروض لالستثمارات في القطاع االقتصادي‪ ،‬إلى جانب قروض‬
‫التجهيز للقطاع الفالحي المسير ذاتيا والذي لم يتمكن من االستفادة من طرف المؤسسات المصرفية‬
‫المتواجدة‪ ،‬وقامت الوظيفة االستثنائية «القروض لالقتصاد» للخزينة وخاصة عند تطورها في المستقبل بالرغم‬
‫‪2‬‬
‫من تأميم البنوك (‪ )1967­1966‬وارادة الدولة في إدماجها في الدائرة االقتصادية سنة ‪1971‬م‪.‬‬

‫‪ .2‬البنك المركزي‪:‬‬

‫قامت الجزائر بعد استقاللها باسترجاع السلطة النقدية الداخلية والخارجية‪ ،‬حيث تم انشاء البنك المركزي‬
‫الجزائري بموجب القانون رقم ‪ 144­62‬المصادق عليه من قبل المجلس التأسيسي في ‪ 13‬ديسمبر‪1962‬م‪،3‬‬

‫ويعتبر البنك المركزي مؤسسة عمومية ذات شخصية معنوية‪ ،‬كما تتمتع باالستقالل المالي‪ ،‬ورأس ماله ملك‬
‫للدولة‪ ،‬يترأس البنك المركزي محافظ ومدير عام يعينان بمرسوم رئاسي‪ ،‬وباقترا ح من طرف وزير المالية‪،‬‬
‫وتعود إدارته إلى مجلس إدارة يتكون من المحافظ رئيسا للمجلس‪ ،‬المدير العام‪ ،‬وعشرة إلى ثمانية عشر‬
‫عضواً من كبار المسؤولين والمختصين في األمور المالية‪ ،‬حيث يعينون بمرسوم رئاسي لمدة ثالث سنوات‪،‬‬
‫وحسب قانونه األساسي يحق له فتح فروع في البالد حسب الحاجة لذلك‪ ،‬وحاليا له عدة فروع في مختلف‬
‫‪4‬‬
‫الواليات‪.‬‬

‫بلعزوز بن علي‪ ،‬محاضرات في النظريات والسياسات النقدية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.172‬‬ ‫‪1‬‬

‫بورمة هشام‪ ،‬النظام المصرفي الجزائري وامكانية االندماج في العولمة المالية‪ ،‬رسالة ماجيستير في اإلدارة المالية‪ ،‬جامعة سكيكدة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.8-7‬‬


‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد رقم ‪ 10‬الصادر بتاريخ ‪ 28‬ديسمبر ‪1962‬‬ ‫‪3‬‬

‫عادل زقير‪ ،‬أثر تطور الجهاز المصرفي على النمو االقتصادي‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،2015‬ص‪.199‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫ومن مهام المجلس‪ ،‬نذكر‪ :1‬تقرير الخصم وكذا شروطه‪ ،‬تحديد نسبة الفائدة‪ ،‬إصدار وسحب النقود الورقية‪،‬‬
‫كما يعبر المسؤول عن‪ :‬التداول النقدي والسياسة النقدية والغطاء النقدي‪ ،‬ومنح االئتمان وشروطه ومعدل‬
‫االحتياطي القانوني للبنوك‪ ،‬كما أنه يعتبر بمثابة الملجأ األخير إلقراض النظام المصرفي‪ ،‬وهو بنك‬
‫ومستشار الدولة في جميع أمورها المتعلقة بالقروض والضمانات واالستشارات المالية واالقتصادية‪ ،‬كما يعتبر‬
‫الرقيب على التحويل الخارجي للعملة الصعبة ومراقبة ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫كما يوجد على مستوى البنك المركزي مراقبون مهمتهم الرقابة على الحسابات ومراقبة التسيير المالي‬
‫والمحاسبي‪ ،‬حيث يتم تعيينهم بمرسوم رئاسي‪ ،‬وقد تم إصدار الدينار الجزائري في ‪10‬أفريل ‪ 1964‬على‬
‫أساس غطاء ذهبي يعادل ‪0.18‬غرام من الذهب للدينار الواحد‪ ،‬لوضع حد لتهريب رؤوس األموال إلى‬
‫الخارج‪ ،‬وكانت في بادئ األمر عملة غير قابلة للتحويل ومرتبطة بالفرنك الفرنسي‪ ،‬وبعدها بدأت الجزائر‬
‫تدريجيا بقطع عالقاتها بالنظام المصرفي الفرنسي‪ ،‬وهذا ما تجسد فعليا مع نهاية الستيـنيات‪.‬‬

‫‪ .3‬إنشاء الصندوق الجزائري للتنمية‪:‬‬

‫تم إنشاؤه بتاريخ ‪ 07‬ماي ‪1963‬بموجب القانون رقم ‪ 165­ 63‬أعيدت تسميته ليصبح البنك الجزائري‬
‫للتنمية‪ ،‬حيث وضع مباشرة تحت وصاية و ازرة المالية‪ ،‬وتتمثل مهمته في تمويل االستثمارات المنتجة الخاصة‬
‫ببرامج ومخططات االستثمارات‪ ،‬كالصناعة بما فيها قطاع الطاقة والمناجم‪ ،‬وقطاع السياحة‪ ،‬والنقل والتجارة‬
‫والتوزيع‪ ،‬وكذا المناطق الصناعية والدواوين الزراعية‪ ،‬وقطاع الصيد ومؤسسات اإلنجاز‪ ،2‬غير أن هذا البنك‬
‫كان محدود الفعالية فيما يتعلق بتعبئة المدخرات المتوسطة والطويلة األجل‪ ،‬وظلت الموارد التي كان‬
‫‪3‬‬
‫يستخدمها في التمويل تقدم له من طرف الخزينة العمومية‪.‬‬

‫ألحق بهذا الصندوق خمس مؤسسات كانت تتعامل في اإلئتمان المتوسط األجل‪ ،‬ومؤسسة خاصة باإلئتمان‬
‫‪4‬‬
‫الطويل األجل‪ ،‬تتمثل هذه المؤسسات فيما يلي‪:‬‬

‫سليمان ناصر‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في علوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.165‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمود حميدات‪ ،‬مدخل للتحليل النقدي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2000 ،‬ص‪.125‬‬ ‫‪2‬‬

‫الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ :‬دراسة في طرق استخدام النقود من طرف البنوك مع اإلشارة إلى التجرة الجزائرية‪ ،‬ديوان المطبوعات‬ ‫‪3‬‬

‫الجامعية‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.187‬‬


‫مراد رابحي‪ ،‬الجهاز المصرفي الجزائري‪ ،‬رسالة ماجيستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2001 ،‬ص‪.43‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫‪Crédit Foncier‬‬ ‫القرض العقاري‬


‫‪Crédit National‬‬ ‫القرض الوطني‬
‫‪Caisse Des Dépôts et Consignations‬‬ ‫صندوق الودائع واألمانات‬
‫‪Caisse Des Marchés de l’état‬‬ ‫صندوق صفقات الدولة‬
‫‪Caisse D’équipement et de Développement de l’Algérie‬‬ ‫صندوق تجهيز وتنمية الجزائر‬

‫‪ .4‬الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط‪ :‬تأسس في أوت ‪ 1964‬وفق القانون رقم ‪ ،227-64‬للمهام التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬جمع المدخرات الصغيرة لألفراد والعائالت‪.‬‬

‫ب‪ .‬تمويل عمليات البناء والجماعات المحلية وبعض عمليات ذات المنفعة الوطنية‪.‬‬

‫جـ‪ .‬شراء سندات التجهيز التي تصدرها الخزينة العمومية‪.‬‬

‫وابتداء من سنة ‪1971‬وبقرار من طرف و ازرة المالية تم اعتماد الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط كبنك‬
‫للسكن مما أعطاه دفعا قويا بسبب زيادة الموارد المالية الناجمة عن ارتفاع مدخرات العائالت الراغبة في‬
‫الحصول على سكن في إطار برامج الصندوق‪ ،‬وقد تمثلت سياسة هذا الصندوق في منح القروض إما لبناء‬
‫‪1‬‬
‫سكن أو شراء سكن جديد أو تمويل مشاركة الزبون في تعاونية عقارية‪.‬‬

‫وشرع الصندوق في جمع المدخرات خالل الفترة الممتدة ما بين ‪ ،1970­1964‬وبعدها تم خلق نظام‬
‫االدخار المخصص للسكن في ‪ 1971‬حيث كان معدل الفائدة على االدخار آنذاك يقدر ب ‪ % 3.5‬سنويا‪،‬‬
‫كما أسندت له مهمة تمويل السكن االجتماعي باستعمال المبالغ المدخرة والمال العام ‪.‬‬

‫وفي بداية الثمانينات أسندت له مهام جديدة وهي‪:‬‬

‫أ‪ .‬إقراض الخواص للبناء الذاتي أو في إطار جمعيات بالنسبة للمدخرين أو غير المدخرين؛‬

‫‪2‬‬
‫ب‪ .‬تمويل مشاريع الخاصة بالترقية العقارية للمدخرين فقط‪.‬‬

‫‪1‬الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪188‬‬

‫علي بطاهر‪ ،‬إصالحات النظام المصرفي الجزائري وآثارها على تعبئة المدخرات وتمويل التنمية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم‬ ‫‪2‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.34‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫ولقد ساهم نظام تمويل السكن عن طريق هذا الصندوق إلى ارتفاع مدخرات العائالت وبالتالي زيادة موارده‬
‫المالية‪ ،‬كما أتا ح الصندوق عدة امكانيات للتوفير تمثلت في‪:1‬‬
‫أ‪ .‬دفتر لالدخار بالعملة الصعبة؛‬
‫ب‪ .‬دفتر لالدخار الشعبي؛‬
‫ج‪ .‬حسابات لالدخار بالنسبة لألشخاص الطبيعيين؛‬

‫د‪ .‬ودائع آجلة بالنسبة لألشخاص المعنويين‪.‬‬

‫‪ .5‬البنك الوطني الجزائري‪:‬‬

‫أنشئ البنك الوطني الجزائري باألمر رقم ‪178-66‬المؤرخ في ‪13‬جوان ‪ ،21966‬لسد الفراغ المالي الذي‬
‫أحدثته البنوك األجنبية‪ ،‬ليصبح وسيلة للتخطيط المالي ودعامة للقطاع االشتراكي والزراعي ‪3‬وقد اعتبر بمثابة‬
‫نقطة تحول لالقتصاد الوطني من طرف السلطات في إطار إنشاء منظومة مصرفية وطنية وتجسيد االرادة‬
‫السياسية التي بدت واضحة فاسترجاع البالد لسيادتها االقتصادية والمالية‪ ،4‬كما يعتبر أول بنك‬

‫‪5‬‬
‫تجاري حكومي للجزائر بعد االستقالل‪ ،‬ولقد استرجع نشاط مجموعة من البنوك األجنبية نذكرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪Crédit Foncier d’Algérie et de Tunisie‬‬ ‫القرض العقاري الجزائري التونسي‬


‫‪Crédit Industriel et commercial‬‬ ‫القرض الصناعي والتجاري‬
‫‪Banque national pour le commerce et l’industrie‬‬ ‫البنك الوطني للتجارة والصناعة في افريقيا‬
‫‪Afrique‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Banque de paris et des pays bas‬‬ ‫بنك باريس وهولندا‬
‫‪Banque National de paris‬‬ ‫بنك باريس الوطني‬

‫عبدالقادر بلطاس‪ ،‬االقتصاد المالي والمصرفي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2001 ،‬ص‪.33‬‬ ‫‪1‬‬

‫األمر رقم ‪178-66‬المؤرخ في ‪13‬جوان ‪ 1966‬المتضمن انشاء البنك الوطني الجزائري‬ ‫‪2‬‬

‫علي بطاش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.35‬‬ ‫‪3‬‬

‫محفوظ لعشب‪ ،‬القانون المصرفي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2001 ،‬ص‪.15‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 5‬مراد رابحي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.45‬‬


‫‪6‬‬
‫‪Boukhoudmi Fadia, contribution à l’étude de la réforme bancaire en algerie , mémoire de‬‬
‫‪magistère en droit, université d’oran, algerie, 2010, p21.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫ويتمثل دوره أساسا في تعبئة المدخرات الوطنية ومنح القروض للقطاعات االقتصادية العمومية الصناعية‬
‫والزراعية‪ ،‬وكذا العمليات المصرفية التقليدية التي تقوم بها جميع البنوك التجارية ‪.‬‬

‫‪ .6‬القرض الشعبي الجزائري‪:‬‬

‫تأسس القرض الشعبي الجزائري بموجب األمر رقم ‪ 336-66‬بتاريخ ‪ 29‬ديسمبر‪1966‬م‪ ،1‬المعدل والمتمم‬
‫‪2‬‬
‫باألمر رقم ‪ 75-67‬المؤرخ في ‪11‬ماي‪ ، 1967‬ليحل محل العديد من البنوك والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪Crédit populaire commercial et l’industriel d’Alger‬‬ ‫البنك الشعبي التجاري والصناعي للجزائر‬
‫‪Crédit populaire commercial et l’industriel d’Oran‬‬ ‫البنك الشعبي التجاري والصناعي لوهران‬
‫‪Crédit populaire commercial et l’industriel de‬‬ ‫البنك الشعبي التجاري والصناعي لقسنطينة‬
‫‪Constantine‬‬
‫‪Crédit populaire commercial et l’industriel d’Annaba‬‬ ‫البنك الشعبي التجاري والصناعي لعنابة‬
‫‪Banque Régionale pour le crédit populaire d’Alger‬‬ ‫البنك الجهوي للقرض الشعبي للجزائر‬

‫‪3‬‬
‫كما وقد ضم اليه العديد من البنوك نذكرها كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬البنك الجزائري المصري في أول جانفي ‪1968‬م؛‬

‫ب‪ .‬الشركة المارسيلية للقرض في ‪ 30‬جوان‪1968‬م؛‬

‫جـ‪ .‬والشركة الفرنسية للتسليف والبنك في عام ‪ 1971‬م‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ويقوم القرض الشعبي الجزائري بالعديد من المهام الوظائف أهمها‪:‬‬

‫أ‪ .‬منح القروض للحرفيين والفنادق وقطاعات الصيد البحري وتعاونيات اإلنتاج والتوزيع والمتاجرة‪.‬‬
‫ب‪ .‬دور الوسيط في العمليات المالية واإلدارات الحكومية‪.‬‬

‫األمر رقم ‪ 336-66‬المؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر‪ 1966‬والمتضمن إحداث القرض الشعبي الجزائري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫نجيب بوخاتم‪ ،‬دور الجهاز المصرفي الجزائري في عملية التحول االقتصادي واالنتقال إلى اقتصاد السوق‪ ،‬رسالة ماجيستير في العلوم‬ ‫‪2‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2003 ،‬ص‪.32‬‬


‫بورمة هشام‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.10‬‬ ‫‪3‬‬

‫حمديش مجيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪19‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫جــ‪ .‬إقراض قدماء المجاهدين‪.‬‬


‫د‪ .‬تمويل مشايع البناء والري واألشغال العمومية بقروض متوسطة وطويلة األجل‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬البنك الجزائري الخارجي‪.‬‬

‫تأسس بموجب األمر رقم ‪ 204­67‬المؤرخ في ‪ 1‬أكتوبر ‪1967‬م‪ 1،‬ويختلف عن البنك الوطني الجزائري‬
‫والقرض الشعبي الجزائري بأن تأسيسه يمثل الحلقة األخيرة من إجراءات التأميم المصرفي في الجزائر‪.2‬‬

‫‪3‬‬
‫حيث قام هذا البنك بضم باقي البنوك األجنبية التي كانت ال تزال تنشط في الجزائر ذلك الوقت وهي‪:‬‬

‫‪Crédit Lyonnais‬‬ ‫القرض اللييوني‬


‫‪Société Générale‬‬ ‫الشركة العامة‬
‫‪Crédit du Nord‬‬ ‫القرض الشمالي‬
‫‪Banque Industrielle de l’Algérie et Méditerranée‬‬ ‫البنك الصناعي للجزائر والبحر األبيض المتوسط‬

‫‪Barclays Bank‬‬ ‫بنك باركليز اإلنجليزي‬

‫يعود السبب إلى إنشاء البنك الجزائري الخارجي إلى دخول الجزائر في معامالت تجارية مع الخارج فأختص‬
‫هذا البنك في القيام بتنفيذ االتفاقيات المتعلقة بالتجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫كما أوكلت له مهمة التدخل في مختلف العمليات المصرفية المرتبطة مع الخارج منها بـ‪:‬‬

‫أ‪ .‬منح الموافقة لضمان مختلف العمليات التجارية مع الطرف الخارجي ضد المخاطر السياسية واالقتصادية‬
‫التي قد تحدث‪.‬‬

‫األمر رقم ‪ 204-67‬المؤرخ في ‪ 01‬أكتوبر‪ 1967‬والمتضمن إحداث البنك الخارجي الجزائري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫شاكر القزويني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.61‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد اللطيف بلغرسة‪ ،‬تكييف البنوك التجارية الجزائرية مع اقتصاد السوق استراتيجية التسويق البنكي‪ ،‬رسالة ماجيستير في العلوم‬ ‫‪3‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬جامعة عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،1998 ،‬ص‪.122‬‬


‫منصوري صمودي‪ ،‬الجهاز المصرفي الجزائري في ظل اإلصالحات االقتصادية‪ :‬دراسة عالقة التمويل‪ ،‬رسالة ماجيستير في العلوم‬ ‫‪4‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2001 ،‬ص‪.28‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫ب‪ .‬توفير المعلومات التجارية للمستوردين والمصدرين الجزائريين (المعلومات التجارية والمتعلقة بإمكانيات‬
‫التموين)‪.‬‬

‫جـ‪ .‬اقتحام األسواق المالية الدولية لجمع األموال وكذلك الحصول على القروض الخارجية لتغطية‬
‫االستثمارات الممولة بالعملة الصعبة من الخارج‪.‬‬

‫د‪ .‬تمويل القطاع العمومي وكذا الخواص عند ابرام صفقات مع متعاملين األجانب‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مرحلة إصالحات (‪:)1985/1971‬‬

‫اعتبرت سنة ‪1971‬م سنة بداية اعتماد اإلصالحات المصرفية‪ ،‬بسبب النتائج السلبية الناتجة عن مرحلة‬
‫‪ 1970-1962‬م‪ ،‬إلى جانب بعض النقائص التي نتجت عند تطبيق التشريعات والقوانين والتنظيمات‬
‫المصرفية وكذا التعقيدات والمعوقات التي واجهتها المصارف التجارية الجزائرية خالل عملها ونشاطها‬
‫المصرفي ‪ ،‬كل هذا أدى بالحكومة والسلطة النقدية اتخاذ ق اررات جديدة تتناسب مع الظروف السائدة خالل‬
‫تلك المرحلة‪.‬‬

‫وعليه كان لزاما إيجاد نظام التخطيط المالي وهذا بشروط محفزة وذلك اعتمادا على الخيارات االقتصادية‬
‫للبالد وكذا ضرورة الرقابة على النفقات العمومية أدى بالسلطات الجزائرية إلى إعطاء مهمة تسيير ومراقبة‬
‫العمليات المالية للمؤسسات العمومية إلى المصارف التجارية وذلك ابتداءا من ‪1970‬م‪ ،‬وبعدها ظهرت‬
‫حتمية إعادة هيكلة النظام المالي والمصرفي خالل الفترة ‪.1985-1971‬‬

‫أوال‪ :‬اإلصالح المالي والمصرفي ‪: 1973-1971‬‬

‫جاء المخطط الرباعي األول ‪ 1973-1970‬إلزالة االختالالت وتقليل الضغط على الخزينة العمومية المكلفة‬
‫بتمويل لالستثمارات‪ ،‬حيث تم إجبار المؤسسات العمومية العامة على مركزية حساباتها الجارية وهذا ضمن‬
‫قانون المالية آنذاك‪ ،‬الى جانب وكل عملياتها‪ ،‬االستقاللية على مستوى مصرف واحد تقود الدولة بتحديده‬
‫اعتمادا على اختصاص المصرف في قطاع معين‪ ،‬والمالحظ هنا أنا و ازرة المالية قد أعطت المصرف دو ار‬
‫‪1‬‬
‫مهما تمثل في منحه صالحية تسيير ومراقبة حسابات المؤسسة التي تفتح حسابات على مستواه‪.‬‬

‫‪ 1‬لطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.190‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫ثانيا‪ :‬إعادة هيكلة المؤسسات المصرفية‪ :‬تم إعادة هيكلة كل من البنك الوطني الجزائري والقرض الشعبي‬
‫الجزائري باعتبارهما أكبر بنكين في تلك الفترة‪ ،‬وهذا ضمن برنامج إعادة الهيكلة العضوية للمؤسسات الوطنية‬
‫‪1‬‬
‫المصرفية‪ ،‬حيث انبثق عنهما بنكان هما‪:‬‬

‫‪ .1‬بنك الفالحة والتنمية الريفية‪ :‬بعد إعادة هيكلة البنك الوطني الجزائري تأسس هذا البنك بموجب المرسوم‬
‫رقم ‪ 206/82‬وهذا في مارس ‪ ، 21982‬برأسمال يقدر بمليار دينار‪ ،‬أين أوكلت له مهام تمويلية إلى جانب‬
‫قيامه بجميع العمليات المصرفية مايلي‪:‬‬

‫‪ -‬تمويل هياكل وأنشطة اإلنتاج الفالحي وكل األنشطة المتعلقة بهذا القطاع‪.‬‬

‫‪ -‬تمويل هياكل وأنشطة الصناعات الفالحية‪.‬‬

‫‪ -‬تمويل هياكل وأنشطة الصناعات التقليدية والحرفية‪.‬‬

‫‪ .2‬بنك التنمية المحلية‪ :‬بعد إعادة هيكلة القرض الشعبي الجزائري تم انشاء هذا المصرف بموجب المرسوم‬
‫رقم ‪ 85-85‬المؤرخ في ‪ 30‬أفريل ‪ 1985‬ويعتبر بنك إيداع واستثمار‪ ،‬أسندت له مهمة تمويل االستثمارات‬
‫المخططة من قبل الجماعات المحلية‪ ،‬إلى جانب قيامه بمنح القروض بالرهن وكذلك عملية تمويل القطاع‬
‫الخاص‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مرحلة إصالحات (‪)1988/1986‬‬

‫أوال‪ :‬اإلصالح المصرفي من خالل قانون القرض والبنك لسنة ‪:1986‬‬

‫تم إدخال إصال ح جذري على الوظيفة المصرفية وهذا بموجب القانون رقم ‪12-86‬الصادر في ‪19‬أوت‬
‫‪ 1986‬المتعلق بنظام البنوك والقروض‪ ،‬حيث كان دور هذا القانون هو إرساء المبادئ العامة والقواعد‬

‫الكالسيكية للنشاط البنكي‪ ،‬وهو عمليا جاء من أجل توحيد اإلطار القانوني الذي يسير النشاط الخاص بكل‬
‫المؤسسات المالية باختالف طبيعتها القانونية‪،‬‬

‫‪ 1‬جيداني ميمي‪ ،‬انعكاس استقاللية البنك المركزي على أداء السياسة النقدية‪ ،‬رسالة ماجيستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الشلف‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.89­88‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Rapport de CNES, problematique de la reforme du systeme bancaire : elements pour un debat‬‬
‫‪social , 16ème session pénière, algerie , novombre 2000, p22.‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫‪1‬‬
‫حيث تضمن هذا القانون المبادئ التالية‪:‬‬

‫‪ -‬استعادة البنك المركزي دوره كبينك للبنوك‪ ،‬كما استعاد المهام التقليدية التي تمارسها البنوك المركزية بالرغم‬
‫من القيود الجزئية التي كانت تفرض عليه أحيانا‪.‬‬

‫‪ -‬وبموجب هذا القانون تم الفصل بين البنك المركزي كملجأ لإلقراض وبين نشاطات البنوك التجارية‪ ،‬أو‬
‫بمعنى آخر تم وضع نظام بنكي على مستويين‪.‬‬

‫‪ -‬بموجب هذا القانون تم استعادت المؤسسات التمويلية والمصارف التجارية دورها في تعبئة المدخرات وكذا‬
‫منح القروض في إطار المخطط الرباعي للدولة‪.‬‬

‫‪ -‬تم إنشاء هيئات رقابة على النظام المصرفي ومختلف الهيئات االستشارية األخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلصالح المصرفي لسنة ‪ :1988‬لقد جاء القانون ‪ 06-88‬الصادر في ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬المتضمن‬
‫‪2‬‬
‫منح االستقاللية للمصارف ضمن الهيكل الجديد لالقتصاد والمؤسسات‪ ،‬وتتثمل أهم مبادئ هذا القانون في‪:‬‬

‫‪ -‬تم منح الصفة التجارية لمختلف المصارف الناشطة‪ ،‬بمعنى أن هذه المصارف تخضع إلى اساسيات‬
‫التجارة التي تأخذ بعين االعتبار مبدأ الربحية عند ممارستها لنشاطها‪.‬‬

‫‪ -‬في هذا القانون تم منح االستقاللية لالقتصاد والمؤسسات في ظل التنظيم الجديد‪.‬‬

‫‪ -‬حرص هذا القانون على دعم البنك المركزي عند تنفيذه للسياسة النقدية وهذا لتحقيق التوازن في االقتصاد‬
‫الكلي للدولة‪.‬‬

‫‪ -‬السما ح للمؤسسات المالية غير مصرفية بتوظيف نسبة معينة من أصولها المالية في شراء أسهم أو‬
‫سندات صادرة عن مختلف المؤسسات العاملة داخل أو خارج التراب الوطني‪.‬‬

‫‪ 1‬المواد ‪ 02‬و‪ 15‬من القانون‪ (12-86‬المؤرخ في ‪ 1986/08/11‬والمتعلق بنظام البنوك والقرض‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 34‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪.1986/08/19‬‬

‫‪ 2‬المادة ‪ 02‬من القانون (‪ )88­ 06‬المتضمن عالقة النظام المصرفي بالمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم‪02‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪18‬جانفي‪.1988‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬النظام المصرفي الجزائري بعد صدور قانون النقد والقرض (‪)90/10‬‬

‫بعد النتائج الغير مرضية لإلصالحات السابقة‪ ،‬وبعد فشل مختلف المؤسسات في تحسين إنتاجيتها وأداءها‪،‬‬
‫وكذلك فشل المصارف التجارية في دورها كوسيط مالي‪ ،‬وفي خضم تدهور حاد في أسعار المحروقات على‬
‫المستوى الدولي‪ ،‬وكذلك ارتفاع نسب المديونية الخارجية وخدمات الديون مرت الجزائر بظروف صعبة‬
‫للغاية‪ ،‬كان الزما على الدولة إصدار قانون جديد يتماشى مع الظروف التي تعيشها‪ ،‬وهذا ما قتمت به‬
‫الحكومة الجزائرية في بداية التسعينات حيث صدر قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬هيكل ونظام عمل النظام المصرفي الجزائري في ظل قانون النقد والقرض‬

‫أوال‪ :‬تعريف قانون النقد والقرض‪:‬‬

‫في ‪ 14‬أفريل ‪ 1990‬صدر قانون ‪ 10/90‬والمتعلق بالنقد والقرض والذي يعتبر نصا تشريعيا يوضح‬
‫األهمية والمكانة التي يجب أن يكون عليها النظام المصرفي الجزائري‪ ،‬وهو من بين القوانين التشريعية‬
‫األساسية لإلصالحات المصرفية‪ ،‬ولقد جاء هذا القانون بأفكار جديدة في مجال النظام المصرفي وأدائه وهذا‬
‫وباإلضافة إلى أهم االفكار التي جاء بها قانونا ‪ 1986‬و‪ ،1988‬التي تحوي في طياته المبادئ واألسس التي‬
‫سيكون عليها النظام المالي والمصرفي الجزائري مستقبال‪ ،1‬بما يتماشى مع الوضع المالي واالقتصادي‬
‫آنذاك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبادئ قانون النقد والقرض‪ :‬خالل هذا القانون تم تحويل السلطـة النقدية إلى مجلس النقـد و القرض‪،‬‬

‫حيث اعتبره القانون بمثابة مجلس إدارة البنك المركزي‪ ،‬وعند صدور األمر ‪ُ 11/03‬‬
‫المـؤرخ في‬
‫‪ 2003/08/26‬تم خاللها التمييز بين مجلس النقد والقرض ومجلس إدارة البنك‪ ،‬ومن أهم المبادئ نذكر‪:‬‬

‫‪ .1‬الفصل بين الدائرة النقدية والدائرة الحقيقية ويقصد بها ذلك أن الق اررات النقدية تتخذ على أساس‬
‫األهداف النقد ية التي تتخذها السلطة النقدية إعتمادا على الوضع النقدي السائد ولم تعد تتخذ تبعا للق اررات‬
‫المتخذة على أساس كمي من طرف هيئة التخطيط آنذاك‪.2‬‬

‫عبد القادر خليل‪ ،‬محاولة تقييم فعالية اإلصالحات االقتصادية في الجزائر للفترة (‪ ،)2006­1990‬أطروحة دكتوراه في العلوم‬ ‫‪1‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.350­349‬‬


‫‪ 2‬علي بطاهر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.157‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫‪ .2‬الفصل بين الدائرة النقدية والدائرة المالية‪ :‬حيث اعتمد قانون النقد والقرض مبدأ الفصل بين الدائرة‬
‫النقدية ودائرة مي زانية الدولة‪ ،‬بمعنى أن الخزينة العمومية لم تعد حرة في اللجوء إلى القرض من البنك‬
‫المركزي لتمويل عجزها عن طريق اإلصدار النقدي‪ ،‬بل أصبح هذا األمر مقيد بشروط‪ 1،‬ويخضع إلى‬
‫‪2‬‬
‫القواعد التي تنظم العالقة بينها وبين البنك المركزي‬
‫‪ .3‬الفصل بين دائرة الميزانية ودائرة اال ئتمان‪ :‬جاء قانون النقد والقرض ليضع حدا لدور الخزينة منح‬
‫القروض لالقتصاد‪ ،‬حيث الخزينة في النظام السابق تلعب الدور األساسي في تمويل استثمارات‬
‫المؤسسات العمومية دون الجهاز المصرفي التي كانت مهمته تسجيل عبور األموال من دائرة الخزينة إلى‬
‫المؤسسات ليبقى دورها يقتصر على تمويل االستثمارات العمومية المخططة من طرف الدولة‪ ،‬إال أنه من‬
‫خالل هذا القانون أصبح توزيع القروض ال يخضع لقواعد إدارية‪ ،‬وانما يتركز أساسا على مفهوم الجدوى‬
‫االقتصادية للمشروع‪.3‬‬
‫‪ .4‬انشاء سلطة نقدية وحيدة‪ :‬جاء قانون النقد و القرض ليلغي التعدد في مراكز السلطة النقدية‪ ،‬حيث‬
‫قام بوضع هذه السلطة في الدائرة النقدية في هيئة جديدة تسمى " مجلس النقد و القرض"‪ ،‬حيث أنها‬
‫كانت سابقا تتكون من عدة هيئات عمومية تحاول احتكار هذه السلطة‪ ،‬فو ازرة المالية كانت تمارس‬
‫سلطتها باعتبارها السلطة النقدية‪ ،‬والخزينة العمومية كانت تمارس ضغوط على البنك المركزي بما لديها‬
‫من نفوذ لدى أصحاب القرار في الدولة لتمويل عجزها‪ ،‬أما البنك المركزي كان يمثل السلطة النقدية‬
‫‪4‬‬
‫الحتكاره عملية إصدار النقدي‪.‬‬
‫‪ .5‬وضع نظام مصرفي على مستويين‪ :‬جاء قانون النقد والقرض لتكريس مبدأ وضع النظام المصرفي على‬
‫مستويين‪ ،‬حيث نص من خالل مختلف مواده على التفرقة بين نشاط البنك المركزي كسلطة نقدية‬

‫‪ 1‬بوشرمة عبد الحميد‪ ،‬الجهاز المصرفي الجزائري ومتطلبات العولمة المالية‪ ،‬رسالة ماجيستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة أم البواقي‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2010،‬ص‪.110‬‬
‫‪ 2‬تشير المادة ‪ 78‬من قانون النقد والقرض إلى إن الخزينة يمكن أن تستفيد من تسبيقات البنك المركزي خالل سنة معينة في حدود ‪10‬‬
‫‪%‬كحد أقصى من اإليرادات العادية لميزانية الدولة المسجلة في السنة السابقة‪.‬‬
‫‪ 3‬بلعزوز بن علي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.188‬‬
‫‪ 4‬بوشرمة عبد الحميد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪111‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫ونشاط المصارف التجارية كموزعة للقروض المصرفية‪ 1،‬وعليه أصبح البنك المركزي يلعب دوره الرئيسي‬
‫كبنك للبنوك‪ ،‬كما يقوم بمراقبة نشاطها ومختلف عملياتها‪ ،‬كما يمكنه أن يوظف مركزه كملجأ أخير لإلقراض‬
‫من أجل التأثير على السياسات النقدية‪ ،‬حسب الوضع النقدي كذلك فإنه نتيجة ترأس البنك المركزي للنظام‬
‫النقدي وتواجده فوق المصارف التجارية‪ ،‬أنه يستطيع تحديد القواعد العامة للنشاط المصرفي‪ ،‬ومعايير تقييم‬
‫هذا النشاط حسب األهداف النقدية المسطرة ومن أجل التحكم في السياسة النقدية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الهياكل الجديدة التي جاء بها قانون النقد والقرض‪.‬‬
‫قام قانون النقد والقرض بإدخال عدة تعديالت على النظام المصرفي الجزائري منها ما هو متعلق بهيكل البنك‬
‫المركزي ومهامه وكذلك المصارف التجارية‪ ،‬كذلك سمح للمصارف األجنبية وألول مرة بإنشاء بنوك خاصة‬
‫والقيام بأنشطة مصرفية داخل الجزائر الذي يدخل ضمن سياسة الدولة في اإلنفتا ح وتحرير النشاط‬
‫االقتصادي نحو العالم الخارجي وتشجيع االستثمار األجنبي‪ ،‬وكذا الدخول في اقتصاد السوق‪ ،‬كما قام أيضا‬
‫باستحداث أجهزة ورقابية جديدة وتنظيمية لتنظيم وتسيير الجهاز المصرفي نذكر منها‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .1‬مجلس النقد والقرض‪ :‬جاء قانون النقد والقرض بهذه الهيئة ووضعت على رأس المنظومة المصرفية‪،‬‬
‫حيث منحت لها عدة مهام وصالحيات‪ ،‬ولقد أسندت لهذا المجلس وظيفتين أساسيتين وهما وظيفة مجلس‬
‫إدارة بنك الجزائر‪ ،‬وكذلك وظيفة السلطة النقدية في البالد‪ ،‬ويتشكل مجلس النقد والقرض من‪:‬‬
‫‪ -‬المحافظ رئيسا‬
‫‪ -‬نواب المحافظ الثالثة كأعضاء‬
‫‪ -‬ثالثة موظفين ساميين معينين بموجب مرسوم من رئيس الجمهورية‪ ،‬نظ ار لقدراتهم في الشؤون االقتصادية‬
‫والمالية ويتم تعيين ثالث مستخلفين ليحلو محل الموظفين المذكورين عند االقتضاء‪ ،‬ويرأس اجتماعات‬
‫المجلس عند تغيب المحافظ نائب المحافظ الذي يقوم مقامه‪ ،‬حيث يتمتع المجلس بصالحيات واسعة في‬
‫إدارة شؤون البنك المركزي التي نص عليها هذا القانون‪ ،‬كما يجوز للمجلس أن يحدث من بين أعضائه لجانا‬
‫استشارية لصالحياته وتكوينها وقواعدها ويمكنه أن يستشير أية مؤسسة وأي شخص ذو خبرة في المجال‬
‫المالي والمصرفي‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد زميت‪ ،‬النظام المصرفي الجزائري في مواجهة تحديات العولمة المالية‪ ،‬رسالة ماجيستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص‪.122‬‬
‫‪ 2‬مدني بن شهرة‪ ،‬اإلصالح االقتصادي وسياسة التشغيل (التجربة الجزائرية )‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪،2009،‬ص‪.132‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫‪ .2‬هيئات الرقابة‪ :‬أعطى قانون النقد والقرض للسلطة النقدية هيئات وآليات للرقابة حتى يتسنى للنظام‬
‫المـصرفي ممارسة نشاطه في ظل القوانين التي تم وضعها في هذا اإلطار ومن هذه الهيئات نذكرـ‪:‬‬
‫أ‪ .‬لجنة الرقابة المصرفية‪ :‬نص قانون النقد والقرض في مادته ‪ 134‬على أنشائه لهذه اللجنة‪( :‬تنشأ لجنة‬
‫مصرفية مكلفة بمراقبة حسن تطبيق القوانين واألنظمة التي تخضع لها البنوك والمؤسـسات الماليـة وبمعاقبة‬
‫المخالفات المثبتة( ‪.‬‬
‫حيث تم تحديد صالحيات هذه اللجنة ومكانتها في النظام المصرفي وكذا طبيعة عالقتها مع البنك المركزي‬
‫وكذا مختلف الهيئات المصرفية الجزائرية‪ ،‬حيث تتكون إذ هذه اللجنة وهذا حسب المادة ‪ 144‬من قانون النقد‬
‫والقرض من‪ :‬المحافظ ونائبه وأربعة أعضاء يعينون لمدة ‪ 5‬سنوات قابلة للتجديد بموجب مرسوم يصدره‬
‫الوزير األول‪ ،‬وقاضيان منتدبان من المحكمة العليا‪ ،‬وعضوان يتم اختارهما حسب كفاءتهما المصرفية والمالية‬
‫باقترا ح من وزير المالية‪.‬‬
‫كما تقوم اللجنة بممارسة نشاطها الرقابي باالطالع على مختلف الوثائق المستندية للمصارف‪ ،‬وعن طريق‬
‫الزيارات الميدانيـة المفاجئة والدورية إلى المصارف والمؤسسات المالية‪ ،‬كما يمكنها ومن خالص الصالحيات‬
‫المخولة اليها أن تطلب التوضيحات من أي شـخص لـه عالقة بجانب الرقابة دون أن يكون ذلك مبر ار للتحفظ‬

‫من طرف المصرف أو المؤسسة المالية بداعي السر المهـني‪ ،‬ونتيجة ألنشطتها الرقابية يمكن لهذه اللجنة‬
‫‪1‬‬
‫اتخاذ عدة إجراءات وعقوبـات تأديبيـة ومالية‪.‬‬
‫ب‪ .‬مركزية المخاطر‪ :‬هي عبارة لجنة تقوم بتنظيم وتسيير البنك المركزي‪ ،‬ولقد كلفت بجمع المعلومـات‬
‫الخاصـة بكل القروض الممنوحة وهي معلومات متعلقة بأسماء الزبائن الذين تحصلوا على القروض‪ ،‬نوع‬
‫وحجم القروض‪ ،‬نوع الضمانات التي قدمت مقابل الحصول على القروض بعد القيام بتحديد مخاطر القرض‪،‬‬
‫كما نصت عليه المادة ‪160‬من قانون النقـد والقرض‪ ،‬وبالتالي فالمصارف التجارية ال تمنح القروض إال بعد‬
‫حصولها على كل المعلومات الخاصة عن الزبون من طرف مركزية المخاطر ليستطيع إعادة تمويل خزينته‪.2‬‬
‫حيث صدر أيضا قانون آخر يتضمن تنظيم مركز المخاطرة عن البنك المركزي تمثل في الالئحة ‪01-92‬‬
‫الصادرة عن البنك المركزي بتاريخ ‪22‬مارس ‪ 1992‬وذلك من أجل‪:‬‬

‫‪ 1‬صوفان العيد‪ ،‬دور الجهاز المصرفي في تدعيم وتنشيط برنامج الخصخصة ‪ :‬دراسة التجربة الجزائرية‪ ،‬رسالة ماجيستير في علوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪،2011 ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ 2‬صليحة بن طلحة‪ ،‬الجهاز المصرفي الجزائري وتمويل المؤسسات العمومية‪ ،‬رسالة ماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،1997‬ص‪.71‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫‪-‬القيام ب تركيز جميع المعلومات في خلية واحدة تقع على مستوى البنك المركزي‪.‬‬
‫‪ -‬القيام جمع المعلومات الخاصة بالمخاطر الناجمة عن عمليات االئتمان للمصارف والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بنشر هذه المخاطر أو ارسالها للمصارف والمؤسسات المالية مع مراعاة مبدأ السرية‪.‬‬
‫جـ‪ .‬مركزية عوارض الدفع‪ :‬تم انشائها بموجب النظام رقم ‪ 02-92‬المؤرخ في ‪22‬مارس ‪ ،1992‬حيث‬
‫فرض على كل الوسطاء الماليين االنضمام إلى هذه المركزية ومنحها كل المعلومات الضرورية لها‪ ،‬وتتمثل‬
‫مهمتها بتنظيم المعلومات المتعلقة بكل الحوادث والمشاكل الناتجة عن استرجاع القروض أو تلك التي لها‬
‫تملك عالقة باستعمال وسائل الدفع المختلفة وتتلخص مهمتها في‪:1‬‬
‫‪ -‬القيام بإعداد وتنظيم بطاقة مركزية لعوارض الدفع وتسييرها‪ ،‬حيث تحوي هذه البطاقة كـل ما هو متعلق‬
‫بمشاكل الدفع أو تسديد القروض من طرف المستفيدين‪.‬‬

‫‪ -‬تقوم بنشر قائمة لعوارض الدفع وتبعاتها بصفة دورية وتبليغها إلى الوسـطاء الماليين والى أي سلطة‬
‫أخرى معنية بهذه القائمة‬

‫د‪ .‬جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون مؤونة‪ :‬تم تأسيس هذا الجهاز ليدعم ضبط قواعد واجراءات العمل‬
‫بأهم وسائل الدفع الشائعة واألكثر استعماال وهي الشيك‪.‬‬

‫حيث يقوم جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون مؤونة على نظام مركزة المعلومات المتعلقة بعوارض دفع‬
‫الشيكات بسبب عدم وجود أو عدم كفاية المؤونة ثم القيام بتبليغها للوسطاء الماليين بهدف االطالع عليها‬
‫واستغاللها‪ ،‬خاص عند تسليم دفتر الشيكات األول لزبائنهم‪.2‬‬

‫وعلى الوسطاء الماليين الذين حدثت لديهم مشاكل عوارض دفع لعدم كفاية المؤونة (الرصيد) أو في حالة‬
‫عدم وجوده أصال التصريح بذلك مباشرة إلى مركزية عوارض الدفع‪ ،‬حتى يتسنى اعالم وتبليغ الوسطاء‬
‫الماليين اآلخرين‪ ،‬وعليهم أن يقوموا باالطالع على سجل عوارض الدفع قبل قيامهم بتسليم دفتر الشيكات‬
‫للزبائن‪.3‬‬

‫‪ 1‬عبد القادر بريش‪ ،‬التحرير المصرفي ومتطلبات تطوير الخدمات المصرفية وزيادة القدرة التنافسية للبنوك الجزائرية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬في‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.114‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 3‬من النظام رقم ‪ 13 -92‬المؤرخ في ‪22‬مارس ‪ 1992‬المتعلق بالوقاية من اصدار الشيكات بدون مؤونة ومكافحة ذلك‪.‬‬
‫‪ 3‬بوشرمة عبد الحميد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.121‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫‪ )3‬البنك المركزي‪ :‬عرفه قانون النقد والقرض في المادة ‪" 11‬بأنه مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫واالستقالل المالي‪ .‬وقد أصبح منذ صدور القانون يتعامل مع غير باسم "بنك الجزائر"‪.‬‬

‫حيث يخضع إلى قواعد المحاسبة التجارية باعتباره تاج ار في عالقاته مع غيره‪ ،1‬ورأسماله ملك كلية من طرف‬
‫الدولة ويتم تحديده بموجب القانون "المادة "‪ ،14‬كما تم إتاحته القدرة على فتح فروع في أي نقطة من التراب‬
‫‪2‬‬
‫الوطني متى استدعت الضرورة‪.‬‬

‫يقع البنك المركزي في قمة النظام المصرفي باعتباره الملجأ األخير لإلقراض‪ ،‬وكذلك بنك اإلصدار الوحيد‬
‫على مستوى الدولة وهو المشرف األول عن السياسة النقدية في البالد‪ ،‬كما يقوم بتقديم السيولة للمصارف‬
‫والخزينة العمومية‪.‬‬

‫ويتميز نشاط البنك المركزي بأهمية قصوى خاصة فيما يتعلق بتطور حجم السيولة في االقتصاد وارتباط‬
‫الحالة المالية والنقدية لالقتصاد بدرجة سيطرته على مصادر اإلصدار النقدي‪.‬‬

‫‪ .4‬البنوك التجارية والمؤسسات المالية‪ :‬لقد عرفت المنظومة المصرفية توسعا في الفترة األخيرة إلى جانب‬
‫المصارف العمومية القائمة‪ ،‬إلى أن وصل عدد المصارف المعتمدة إلى ‪ 29‬مصرفا ومؤسسة مالية‪ ،‬إلى‬
‫‪3‬‬
‫جانب السما ح بإنشاء مصارف خاصة وكذا السما ح للمصارف األجنبية القيام بأعمال لها في الجزائر‪،‬‬
‫ويتكون الجهاز المصرفي الحالي من‪:‬‬

‫أ‪ .‬المصارف التجارية‪ :‬حيث اعتبر قانون النقد والقرض البنوك التجارية على أنها أشخاص معنوية‪ 4،‬مهمتها‬
‫القيام بالوظائف التالية‪:5‬‬

‫‪ -‬تقوم بجمع الودائع من مدخرات الجمهور‪.‬‬

‫‪ -‬تقوم أيضا بمنح القروض بكل أنواعها مع شرط خضوعها إلى قواعد التجارة ومعايير الربحية والمردودية‪.‬‬

‫‪ -‬السهر على ضمان تسيير وسائل الدفع ‪ ،‬وادارتها ووضعها تحت تصرف العمالء‪.‬‬

‫المادة رقم ‪ 11‬من قانون النقد والقرض‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬المواد رقم ‪ 16‬و ‪ 17‬من قانون النقد والقرض‪.‬‬


‫‪ 3‬بوشرمة عبد الحميد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ 4‬المادة رقم ‪ 114‬من قانون النقد والقرض‪.‬‬
‫‪ 5‬المادة رقم ‪ 110‬من قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫‪-‬قيامه بتسيير القيم المنقولة ومختلف المنتوجات المالية المتعارف عليها‬

‫إضافة إلى هذه األنشطة الرئيسية لكل مصرف والتي يقوم بها بصفة يومية ومستمرة‪ ،‬تقوم المصارف‬
‫بعمليات أخرى ثانوية أو تابعة‪ ،‬ويمكن تلخيصها فيما يلي‪: 1‬‬

‫‪ -‬القيام بعمليات الصرف‬

‫‪ -‬عمليات على الذهب والمعادن الثمينة والقطع المعدنية الثمينة‬

‫‪ -‬تقديم المشورة واإلدارة المالية‪ ،‬والهندسة المالية وكذا جميع الخدمات التي تسهل إنشاء وانماء المؤسسات‪.‬‬

‫‪ -‬عمليات اإليجار العادي لألموال المنقولة وغير المنقولة‬

‫ب‪ .‬المؤسسات المالية‪ :‬اعتبرها قانون النقد والقرض أنها" أشخاص معنوية مهمتها العادية والرئيسية القيام‬
‫باألعمال المصرفية ماعدا تلقي األموال من الجمهور"‪ ،2‬بمعنى أن هذه المؤسسات تقوم بعملية اإلقراض على‬
‫غرار المصارف التجارية ودون اللجوء إلى استخدام أموال الجمهور في شكل ودائع‪ ،‬ويعتبر مصدرها‬
‫األساسي هو رأسمال المؤسسة المالية‪ ،‬أو قرض المساهمات واالدخارات طويلة األجل‪.‬‬

‫نقول أن الجهاز المصرفي الحالي يتكون من ثالثة قطاعات رئيسية تتمثل في المصارف التجارية‪ ،‬المؤسسات‬
‫المالية وكاتب التمثيل كما هو مبين في الجدول اآلتي‪:‬‬

‫‪ 1‬المادة رقم ‪ 116‬من قانون النقد والقرض‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة رقم ‪ 115‬من قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫الجدول رقم(‪ :)02-01‬قطاعات الجهاز المصرفي الجزائري‪.‬‬

‫مكاتب التمثيل‬ ‫المؤسسات المالية‬ ‫البنوك التجارية‬

‫‪ -‬البنك العربي البريطاني للتجارة‬ ‫‪ -‬الصندوق الوطني للتعاون الفالحي‬ ‫‪ -‬البنك الخارجي الجزائري‬
‫‪ -‬اتحاد البنوك العربية الفرنسية‬ ‫‪SOFINANCE -‬‬ ‫‪ -‬البنك الوطني الجزائري‬
‫‪ -‬مؤسسة إعادة التمويل للرهن ‪ -‬القرض الصناعي والتجاري‬ ‫‪ -‬بنك الفالحة والتنمية الريفية‬
‫‪INDOSUEZ -‬‬ ‫العقاري‬ ‫‪-‬بنك التنمية المحلية‬
‫‪ -‬بنك تونس الدولي‬ ‫‪ -‬القرض االيجاري العربي للتعاون‬ ‫‪ -‬القرض الشعبي الجزائري‬
‫‪ -‬الصندوق الوطني للتوفير ‪ -‬القرض االيجاري المغاربي – ‪BANCO SABADEL -‬‬
‫‪MONTE DEI PASCHI‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الجزائر‬ ‫واالحتياط‬
‫‪DI SIENA‬‬ ‫‪ -‬المؤسسة الوطنية لإليجار‬ ‫‪ -‬بنك البركة الجزائري‬
‫‪ CAIXABANK -‬اإلسباني‬ ‫‪ -‬القرض اإليجاري الجزائري‬ ‫‪ -‬بنك العرب للتعاون‪ -‬الجزائر‬
‫( إيجار )‬ ‫‪ -‬ناتكسيس بنك‬
‫‪ -‬الجزائر لإليجار‬ ‫‪ -‬سوسيتي جنرال – الجزائر‬
‫‪ -‬الصندوق الوطني لإلستثمار‬ ‫‪ -‬سيتي بنك‬
‫‪ -‬بنك العرب ‪ – PLC‬الجزائر‬
‫–‬ ‫‪BNP‬‬ ‫‪PARIBAS‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجزائر‬
‫‪ -‬ترست بنك‬
‫‪ -‬بنك الخليج – الجزائر‬
‫‪-‬بنك اإلسكان للتجارة والمالية‬
‫بنك فرنسا‪ -‬الجزائر‬
‫– ‪ - CALYON‬الجزائر‬
‫‪ -‬مصرف السالم – الجزائر‬
‫‪ - HSBC -‬الجزائر‬

‫المصدر‪ :‬الموقع الرسمي لبنك الجزائر (‪. )2020‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهم التعديالت التي أدخلت على قانون النقد والقرض‪:‬‬

‫يمكن إبراز أهم تعديالت التي أدخلت على قانون النقد والقرض (‪ )10-90‬فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعديالت قانون النقد والقرض لسنة ‪:2001‬‬

‫يعتبر األمر الرئاسي رقم (‪ (01-01‬المؤرخ في ‪ 2001/02/27‬أول تعديل لقانون النقد والقرض‪ ،‬حيث مس‬
‫هذا التعديل الجوانب اإلدارية فقط في تسيير البنك المركزي دون أن يمس بصلب القانون ومواده المطبقة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫حيث جاء هذا التعديل لتقسيم مجلس النقد والقرض الى جهازين‪:‬‬

‫‪ .1‬يتكون من مجلس االدارة مهمته االشراف على إدارة وتسيير شؤون البنك المركزي ضمن الحدود‬
‫المنصوص عليها في قانون النقد والقرض‬

‫‪ .2‬يتكون من مجلس النقد والقرض الذي كلف بأداء دور السلطة النقدية مع التخلي عن دوره كمجلس إدارة‬
‫لبنك الجزائر وهذا حسب قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫المادة ‪ 03‬من األمر ‪: 01/01‬‬

‫جاءت هذه المادة لتعديل أحكام المادة ‪ 23‬من قانون النقد والقرض‪ ،‬حيث تعدل أحكام الفقرتين األولى‬
‫والثانية من المادة ‪ 23‬التي تنص على‪:‬‬

‫‪ -‬أنه ال تخضع وظائف المحافظ ونواب المحافظ الى قواعد الوظيف العمومي وتتنافى مع كل نيابة تشريعية‬
‫أو مهمة حكومية أو وظيفة عمومية‪.‬‬

‫‪ -‬وال يمكن للمحافظ أو نوابه أن يمارسوا أي نشاط أو وظيفة أو مهنة مهما تكن أثناء ممارسة وظائفهم ما‬
‫عدا تمثيل الدولة لدى مؤسسات عمومية دولية ذات طابع مالي أو نقدي أو اقتصادي‪.‬‬

‫والمالحظ هنا هو أن تعديل ‪ 2001‬قام بإلغاء الفقرة الثالثة من المادة ‪ 23‬من قانون النقد والقرض‪ ،‬والتي‬
‫كانت تتضمن عدم السما ح للمحافظ ونوابه االقتراض من أية مؤسسة مالية جزائرية كانت أو أجنبية‪ ،‬وأيضا‬
‫عدم قبول التعهدات الصادرة عن البنك المركزي أو أي مصرف عامل داخل التراب الوطني‪ ،‬حيث يعتبر هذا‬
‫االجراء حاج از لعدم استغالل المحافظ ونوابه لوظائفهم في سبيل الحصول على قروض أو تمويالت بتعهدات‬
‫منهم‪ ،‬وبحذف هذا القيد وفق تعديل ‪ 2001‬قد يمكن للمحافظ ونوابه تحصيل قروض وتمويالت سواء من‬

‫‪ 1‬بطاهر علي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪50-49‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫مؤسسات أجنبية أو جزائرية‪ ،‬إلى جانب التعامل في محفظة بنك الجزائر ومحافظ بقية المصارف التي تنشط‬
‫في الجزائر‪.‬‬

‫* المادة ‪ 13‬من األمر رقم ‪: 01/01‬‬

‫‪ -‬جاءت أحكام هذه المادة إللغاء المادة ‪ 22‬من القانون ‪ 10/90‬والتي كانت تنص على "انه يعين المحافظ‬
‫لمدة ستة سنوات ويعين كل من نواب المحافظ لمدة خمس سنوات‪ .‬يمكن تجديد والية المحافظ ونوابه مرة‬
‫واحدة‪".‬‬

‫‪ -‬إقالة المحافظ ونوابه في حالة ثبوت العجز الصحي لهم أو ارتكابهم لخطأ فاد ح‪ ،‬وهذا بموجب مرسوم‬
‫يصدره رئيس الجمهورية ‪.‬‬

‫‪ -‬تنص على عدم خضوع كل من المحافظ ونوابه لقواعد الوظيفة العمومية ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى التغيرات والتعديالت التي عرفها قانون النقد والقرض وفقا لألمر ‪ 01/01‬فإن إلغاء هذه المادة‬
‫له تأثير واضح على درجة استقاللية بنك الجزائر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعديالت قانون النقد والقرض لسنة ‪: 2003‬‬

‫يمكن اعتبار األمر ‪ 11/03‬الصادر في ‪ 26‬أوت ‪ 2003‬عن طريق أمر رئاسي كقانون جديـد يلغـي قانون‬
‫النقد والقرض ‪ 1،10/90‬حيث جاء هذا األمر ضمن التزامات الجزائر في الميدان المالي والمصرفي بإعداد‬
‫منظومة مصرفية تتالئم مع البيئة الدولية والمقاييس الدولية‪ ،‬إضافة إلى التطورات التي تحـدث داخـل الجهاز‬
‫المصرفي الجزائري‪ ،‬خاصة بعد أزمة بنكي الخليفة والبنك التجاري والصناعي‪ ،‬ومن بين أهداف هذا التعـديل‬
‫مـا يلي‪:2‬‬

‫‪ . 1‬تقوية العالقة بين بنك الجزائر والحكومة وذلك إنشاء لجنة مشتركة بين بنك الجزائر وو ازرة المالية لتسيير‬
‫االستخدامات الخارجية والدين العمومي الخارجي‪ ،‬وكذلك إثراء شروط ومحتوى التقارير االقتصادية والماليـة‬
‫وتسيير بنك الجزائر‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة رقم ‪ 142‬من األمر ‪ 11/03‬الصادر في ‪ 26‬أوت ‪ 2003‬المتعلق بالنقد والقرض‬


‫‪ 2‬رشيد دريس‪ ،‬إستراتيجية تكييف المنظومة المصرفية الجزائرية في ظل اقتصاد السوق‪ ،‬رسالة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،2007،‬ص‪.32-31‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫‪ .2‬جاء لدعم بنك الجزائر في ممارسة صالحياته وذلك بالفصل بين صالحيات مجلـس النقـد والقـرض‬
‫وصالحيات مجلس إدارة بنك الجزائر‪ ،‬وذلك بتدعيم استقاللية اللجنة المصرفية وتفعيل دورها في الرقابة على‬
‫أنشطة المصارف‪ ،1‬وكذا إضافة عضويين بواسطة مرسوم رئاسي مع المحافظ ونوابه الثالثة‪ ،‬وثالثة مـوظفين‬
‫‪2‬‬
‫ساميين لهم خبرة ودراية بالشؤون النقدية والمالية‬

‫‪ .3‬توفير حماية الزبائن عن طريق‪:‬‬

‫‪ -‬القيام بتدعيم شروط ومعايير منح اإلعتماد للمصارف ومسيريها‪ ،‬وكذلك إقرار العقوبـات الجزائيـة علـى‬
‫المخالفين لشروط وقواعد العمل المصرفي حسب القانون المعمول به‪.‬‬

‫‪ -‬القيام بإنشاء صندوق التأمين على الودائع يلزم البنوك التأمين على الودائع‪.3‬‬

‫‪-‬العمل على توضيح وتدعيم شروط عمل مركزية المخاطر‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تعديالت قانون النقد والقرض لسنة ‪ :2004‬تم في ‪ 04‬مارس ‪ 2004‬إصدار مجموعة من التعديالت‬
‫وهذا ومن أجل مواصلة الحكومة الجزائرية عملية إصـالحها للنظام المصرفي‪ ،‬وكذا تكثيف الرقابة وتدخل‬
‫‪4‬‬
‫الدولة‪ ،‬كل هذا سعيا نحو استكماال اإلصالحات التي تمت خـالل ‪ ،2003‬ومن أهم هذه التعديالت نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬قام قانون النقد والقرض‪ 10-90‬بتحديد الحد األدنى لرأسمال البنك بـ ‪500‬مليون دينار جزائري‪ ،‬وبـ‬
‫‪10‬مليون دينار جزائري للمؤسسات المالية‪ ،‬إال أنه قام بتعديله في التنظيم رقم‪ 04-01‬الصادر في تاريخ‬
‫‪2004/03/04،‬الخاص بالحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية التي تنشط داخل الجزائر‪ ،‬حيث‬
‫أصبح الحد األدنى لرأسمال المصارف هوـ ‪ 2.5‬مليار دينار وبـ ‪ 500‬مليون دينار للمؤسسات المالية‪،‬‬

‫وأي مؤسس خالفت هذه الشروط ينرع منها االعتماد‪.‬‬

‫‪ -‬التنظيم رقم ‪ 04–02‬الصادر في ‪ 04‬مارس ‪ 2004‬الذي يحدد شروط تكوين االحتياطي اإلجباري لدى‬
‫دفاتر بنك الجزائر‪ ،‬حيث يت ارو ح هذا المعدل بين ‪ %0‬و‪ %15‬كحد أقصى‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة رقم ‪ 106‬من األمر ‪ 11/03‬الصادر في ‪ 26‬أوت ‪ 2003‬المتعلق بالنقد والقرض‬


‫‪ 2‬المواد رقم ‪ 59-58‬من األمر ‪ 11/03‬الصادر في ‪ 26‬أوت ‪ 2003‬المتعلق بالنقد والقرض‬
‫‪ 3‬النظام رقم ‪ 03-04‬المؤرخ في ‪ 04‬مارس ‪ 2004‬المتعلق بإنشاء نظام التأمين على الودائع البنكية‬
‫‪ 4‬زكية محلوس‪ ،‬أثر تحديد الخدمات المصرفية على البنوك الجزائرية‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم التسيير‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪،2009،‬‬
‫ص‪.79‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫‪ -‬التنظيم رقم ‪ 04 – 03‬الصادر في ‪ 04‬مارس ‪ 2004‬المتعلق بنظـام ضـمان الودائـع المصرفية‪ ،‬حيث‬
‫ويهدف هذا النظام إلى تعويض المودعين عند عدم إمكانية حصولهم على ودائعهم من المصارف التي‬
‫أودعوا أموالهم فيها‪ ،‬فيتم إيداع الضمان لدى بنك الجزائر‪ ،‬والمقدر بـ ‪%1‬من المبلغ اإلجمالي للودائع بالعملة‬
‫المحلية التي يتم تسجيلها في ‪ 31‬ديسمبر‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تعديالت قانون النقد والقرض لسنة ‪: 2008‬‬

‫صدر هذا القانون في ‪ 2008/01/08‬ويتعلق بجهاز النوعية لمواجهة عملية إصدار صكوك دون رصيد‬
‫وينص على مايلي‪: 1‬‬

‫‪ -‬القيام بوضع قوانين لمكافحة إصدار الصكوك دون رصيد‪.‬‬

‫‪-‬العمل على التركيز على نظام المركزية للمعلومات والتي تتعلق بسحب الصكوك عن طريق الخطأ أو نقص‬
‫الرصيد‪.‬‬

‫‪ -‬حسب للمادة ‪ 526‬تقوم المصالح المالية بمعاين الملف المركزي عند منح الصكوك لعمالئها‪.‬‬

‫‪-‬صدور قانون‪ 04-08‬في ‪ 2008/02/21‬المتعلق بالحد األدنى لرأسمال المصارف العاملة في الجزائر‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫حيث تم رفع رأسمال المصارف إلى ‪ 10‬ماليير دينار جزائري والمؤسسات المصرفية إلى ‪ 3.5‬مليار دج‪.‬‬

‫تعديالت قانون النقد والقرض لسنة ‪:2009‬‬

‫صدر هذا القانون لتكملة النقائص التي ظهرت في األمر ‪11/03‬المتعلقة بقانون النقد والقرض ‪ ،2003‬حيث‬
‫ظهرت عدة اختالالت في السياسة النقدية المنتهجة وفي طرق مراجعة المصارف والمؤسسات المالية‪ ،‬إضافة‬
‫إلى تغير طريقة التسجيل المحاسبي والرغبة في تحديث الخدمات المصرفية للمصارف لمحاولة التأقلم مع‬
‫‪3‬‬
‫البيئـة الدولية‪.‬‬

‫‪ 1‬موقع بنك الجزائر‪https://www.bank-of-algeria.dz‬‬


‫‪ 2‬زكية محلوس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪ 3‬صوفان العيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.20-19‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫في هذا المجال تنص المادة ‪33‬من األمر ‪03/09‬على أنه‪:‬‬

‫‪ -‬بإمكان المصارف والمؤسسات المالية اقترا ح خدمات مصرفية خاصة على زبائنها‪ ،‬لكنه من األفضل‬
‫محاولة تقـدير المخاطر المتعلقة بالمنتج الجديد‪ ،‬ولضمان االنسجام بين األدوات يجب أن يخضع كل عـرض‬
‫لمنـتج جديـد لترخيص بنك الجزائر الذي يمنحه مسبقا‪.‬‬

‫‪ -‬تستطيع المصارف والمؤسسات المالية تحديد معدالت الفائدة بكل حرية‪ ،‬وكـذلك معـدالت ومستوى‬
‫العمالت المطبقة على العمليات المصرفية‪.‬‬

‫‪ -‬إجبار المصارف والمؤسسات المالية تبليغ عمالئها والجمهور بمختلف الشروط المصرفية المطبقة في‬
‫عملياتها المـصرفية وخاصة معدالت الفائدة على هذه العمليات‪ ،‬وأن كل تأخير قد يحدث في تنفيذ العمليات‬
‫المصرفية من طرف المصرف أو المؤسسة المالية تلتزم بدفع تعويض للعميل‪.‬‬

‫‪ -‬على المصارف والمؤسسات المالية وضع جهاز رقابة داخلي يهدف إلى التحكم في النشاطات واالستغالل‬
‫الفعال للموارد‪.‬‬

‫‪ -‬على كل مستثمر أجنبي أراد تأسيس مصرفا أو مؤسسة مالية في الجزائر يساهم بحصة ال تتعدى ‪%49‬‬
‫ونسبة ‪ %51‬من رأس المال يمنح إلى مساهمين جزائريين‪ ،‬إلى جانب تمتع الدولة بحق الشفعة عند التنازل‬
‫عـن أي مصرف أو مؤسسة مالية أجنبية تنشط في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -‬منح الصالحيات الالزمة والكافية لبنك الجزائر لإلشراف والمراقبة على جميع عمليات المصارف‬
‫األجنبية العاملة في الجزائر‪ ،‬خاصة بعد التطورات واألحداث التي جرت في الساحة المالية منـذ ‪2008‬‬
‫وخـصوصا األزمة المالية العالمية‪ ،‬وكذا المشاركة السلبية للمصارف األجنبية العاملة بالجزائر في مجال‬
‫مـساهمتها في تمويـل االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫‪ -‬يكلف بنك الجزائر بالحرص على فعالية مختلف أنظمة الدفع وتحديد طرق تسيرها‪ ،‬وكذا ضمانه ألمن‬
‫وسائل الـدفع من غير األوراق النقدية‪ ،‬إلى جانب تعزيز أمن ومتانة المنظومة المصرفية من خالل متابعة‬
‫المصارف العمومية والخاصة العاملة في الجزائر‪ ،‬واجبارها على حماية مصالح عمالئها والتزامها بالحفاظ‬
‫على االستقرار النقدي والمالي للبالد‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫المطلب الثالث‪ :‬األنظمة المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬النظام رقم ‪ 02-18‬المتضمن بقواعد ممارسة العمليات المصرفية المتعلقة الصيرفة‬
‫التشاركية‪ 1:‬قام بنك الجزائر من خالل هذا النظام بتحديد قواعد ممارسة العمليات المصرفية المتعلقة بـ "‬
‫الصيرفة االسالمية"‪ ،‬ويهدف هذا النظام إلى تحديد القواعد المطبقة على المنتجات المسماة " التشاركية "‪،‬‬
‫والتي ال يترتب عنها تحصيل أو تسديد فوائد‪.‬‬

‫كذلك تحديد شروط الحصول على الترخيص المسبق من طرف بنك الجزائر للمصارف والمؤسسات المالية‬
‫المعتمدة للقيام بالعمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة التشاركية(اإلسالمية)‪.‬‬

‫تعتبر العمليات المتعلقة بالصيرفة التشاركية " كل العمليات التي تقوم بها المصارف والمؤسسات المالية‬
‫الم تمثلة في عمليات تلقي األموال‪ ،‬وعمليات توظيف األموال وعمليات التمويل واالستثمار التي ال يترتب‬
‫عنها تحصيل أو تسديد الفوائد " والمحددة في إطار المادتين ‪ 66‬و‪ 69‬من األمر رقم ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد‬
‫والقرض‪ ،‬وهذه العمليات تخص المنتجات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬المرابحة‬

‫‪ -‬المشاركة‬

‫‪ -‬اإلجارة‬

‫‪ -‬اإلستصناع‬

‫‪ -‬السلم‬

‫‪ -‬الودائع في حسابات االستثمار‬

‫ويجب على المصرف المعتمد الناشط أو المؤسسة المالية المعتمدة الناشطة الراغبة في تسويق منتجات‬
‫المالية التشاركية تقديم بطاقة وصفية للمنتوج ورأي مسؤول رقابة المطابقة للمصرف أو المؤسسة المالية‪،‬‬
‫والتي تدعم طلب الترخيص المسبق الموجه إلى بنك الجزائر‪ ،‬كذلك يتعين على المصارف والمؤسسات المالية‬

‫‪ 1‬أم الخير قوق‪ ،‬اإلطار القانوني للمصارف اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪،07‬‬
‫العدد ‪ ،01‬جانفي ‪.2020‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫المعتمدة التي ترغب في الحصول على شهادة مطابقة منتجاتها ألحكام الشريعة اإلسالمية أن تخضع إلى‬
‫تقييم الهيئة الوطنية المؤهلة قانونا لذلك‪ ،‬وينبغي اتباع هذه اإلجراءات لضمان االستقاللية اإلدارية والمالية‪.‬‬

‫ويقصد بـ «شباك المالية اإلسالمية «دائرة ضمن مصرف معتمد أو مؤسسة مالية معتمدة تمنع حصريا‬
‫خدمات ومنتجات الصيرفة التشاركية‪ ،‬ويكون هذا الشباك مستقال ماليا عن الدوائر والفروع األخرى‪ ،1‬وفي‬
‫حالة تعدد شباك المالية التشاركية ضمن نفس المصرف أو المؤسسة المالية يجب التعامل مع شبابيك المالية‬
‫التشاركية ككيان واحد‪.‬‬

‫ويجب على المصارف والمؤسسات المالية المرخص لها بتسويق هذه المنتجات أن تعلم عمالئها بجداول‬
‫التسعيرات ومختلف الشروط الدنيا والقصوى التي تطبق عليهم إلى جانب إعالم المودعين‪ ،‬خاصة أصحاب‬
‫حسابات االستثمار حول نوع حساباتهم‪.‬‬

‫وللمودع الحق في الحصول على حصة من األربا ح الناجمة عن " شباك المالية اإلسالمية "‪ ،‬كما يتحمل‬
‫حصة من الخسائر التي يسجلها الشباك في التمويالت التي يقوم بها المصرف‪ ،‬كما تخضع منتجات‬
‫الصيرفة التشاركية لجميع األحكام القانونية المتعلقة بالمصارف والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬النظام رقم ‪ 20-20‬المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد ممارستها في‬
‫البنوك والمؤسسات المالية‪:‬‬

‫جاء هذا النظام ليعدل ويلغي أحكام النظام ‪ 02­18‬المؤرخ في ‪ 04‬نوفمبر ‪ 2018‬والمتعلق بقواعد ممارسة‬
‫العمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة التشاركية‪ ،‬وفيما يلي نقوم باستعراض أهم المواد التي جاء بها هذا‬
‫النظام ثم تحليلها والتأكد من مدى مطابقته ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫المادة ‪ :1‬يهدف هذا النظام إلى تحديد العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬والقواعد المطبقة‬
‫عليها‪ ،‬وشروط ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وكذا شروط الترخيص المسبق لها من طرف‬
‫بنك الجزائر‪.‬‬

‫المادة ‪ 5‬من النظام رقم ‪ 02-18‬المتضمن قواعد ممارسة العمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة التشاركية من طرف المصارف‬ ‫‪1‬‬

‫والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫* تناولت المادة مفهوم النظام ‪ ،02-20‬والذي جاء لتحديد كل العمليات المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد‬
‫وشروط ممارستها في المصارف والمؤسسات المالية بصفة عامة‪ ،‬بفتح المجال لكل المصارف والمؤسسات‬
‫المالية تقليدية كانت أم إسالمية ممارسة عمليات الصيرفة اإلسالمية المرخص بها في هذا النظام‪.‬‬

‫المادة ‪ :2‬في مفهوم هذا النظام‪ ،‬تُعد عملية بنكية متعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬كل عملية بنكية ال يترتب‬
‫عنها تحصيل أو تسديد الفوائد‪ ،‬ويجب على هذه العمليات أن تكون مطابقة لألحكام المشار إليها في المواد‬
‫‪ 66‬إلى ‪ 69‬من األمر رقم ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫* أعطت هذه المادة في فقراتها تعريفا للعمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬والتي وصفها بأنها‬
‫كل عملية ال يترتب عنها تحصيل أو تسديد الفوائد‪ ،‬فبالرغم من أن هذا الضابط الشرعي مهم جدا في العمل‬
‫المصرفي اإلسالمي‪ ،‬لكن يعتبر ناقصا للحكم على العملية المصرفية أنها جائزة شرعا‪ ،‬فلو عرف المشرع‬
‫الجزائري العمل المصرفي اإلسالمي بأنها كل العمليات واألنشطة التي تتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية‬
‫كان أعم وأشمل‪ ،‬بحكم أنه يوجد الكثير من المعامالت المصرفية تستبعد تحصيل وتسديد الفوائد لكنها تحتوي‬
‫على مخالفات شرعية‪.‬‬

‫المادة ‪ :3‬يجب على البنوك والمؤسسات المالية التي ترغب في تقديم منتجات الصيرفة االسالمية أن تحوز‪،‬‬
‫على وجه الخصوص‪ ،‬على نسب احت ارزية مطابقة للمعايير التنظيمية وأن تمتثل بصرامة للشروط المتعلقة‬
‫بإعداد وآجال إرسال التقارير التنظيمية‪.‬‬

‫* جاء في مضمون هذه المادة ضرورة توفر الكفاءة الالزمة والتقييد بالمعايير اإلحت ارزية المفروضة على‬
‫العمل المصرفي اإلسالمي بالنسبة للمصارف والمؤسسات المالية التي ترغب في التعامل بالمنتجات المالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬كما يتوجب عليها أن تكون لها القدرة على االمتثال بإعداد التقارير التنظيمية وارسالها في اآلجال‬
‫المحددة كون المصرفية اإلسالمية لها طبيعة خاصة في الرقابة واألداء‪.‬‬

‫المادة ‪ :4‬تخص العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬المنتجات اآلتية‪:‬‬

‫المرابحة‪ ،‬المشاركة‪ ،‬اإلجارة‪ ،‬اإلستصناع‪ ،‬السلم‪ ،‬الودائع في حسابات االستثمار‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫* ذكرت هذه المادة أهم المنتجات اإلسالمية التقليدية المعروفة في العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬لكن يعتبر‬
‫تقييد للعمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬بمعنى أن هذا الحصر يقيد المصارف أو المؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫ويمنعه من ابتكار وتطوير منتجات مالية إسالمية‪ ،‬مما يؤدي إلى ضرورة انتظار سن قوانين من طرف البنك‬

‫المركزي يسمح بالعمل بتلك المنتجات الجديدة‪ ،‬وكذلك عدم االنسجام بين استقبال الودائع االستثمارية‬
‫والسياسة المنتهجة في عملية االستثمار‪.‬‬

‫المادة ‪ :5‬المرابحة هي عقد يقوم بموجبه البنك أو المؤسسة المالية ببيع لزبون سلعة معلومة‪ ،‬سواء كانت‬
‫منقولة أو غير منقولة‪ ،‬يملكها البنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬بتكلفة اقتنائها مع إضافة هامش ربح متفق عليه‬
‫مسبقا ووفقا لشروط الدفع المتفق عليها بين الطرفين‪.‬‬

‫المادة ‪ :6‬المشاركة هي عقد بين بنك أو مؤسسة مالية واحد أو عدة أطراف‪ ،‬بهدف المشاركة في رأس مال‬
‫مؤسسة أو في مشروع أو في عمليات تجارية من أجل تحقيق أربا ح‪.‬‬

‫المادة ‪ :7‬المضاربة هي عقد يقدم بموجبه بنك أو مؤسسة مالية‪ ،‬المسمى مقرض لألموال‪ ،‬رأس المال الالزم‬
‫للمقاول‪ ،‬الذي يقدم عمله في مشروع من أجل تحقيق أربا ح‪.‬‬

‫المادة ‪ :8‬اإلجارة هي عقد إيجار يضع من خالله البنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬المسمى المؤجر‪ ،‬تحت تصرف‬
‫الزبون المسمى المستأجر‪ ،‬وعلى أساس اإليجار‪ ،‬سلعة منقولة أو غير منقولة‪ ،‬يملكها البنك أو المؤسسة‬
‫المالية‪ ،‬لفترة محددة مقابل تسديد إيجار يتم تحديده في العقد‪.‬‬

‫المادة ‪ :9‬السلم هو عقد يقوم من خالله البنك أو المؤسسة المالية الذي يقوم بدور المشتري بشراء سلعة‪،‬‬
‫التي تُسلم له آجال من طرف زبونه‪ ،‬مقابل الدفع الفوري والنقدي‪.‬‬

‫المادة ‪ :10‬االستصناع هو عقد يتعهد بمقتضاه البنك أو المؤسسة المالية بتسليم سلعة إلى زبونه صاحب‬
‫األمر‪ ،‬أو بشراء لدى مصنعً سلعة ستُصنع وفقاً لخصائص محددة ومتّفق عليها بين األطراف‪ ،‬بسعر ثابت‬
‫ووفقاً لكيفيات تسديد متفق عليها مسبقاً بين الطرفين‪.‬‬

‫المادة ‪ :11‬حسابات الودائع هي حسابات تحتوي على أموال يتم إيداعها في بنك من طرف أفراد أو كيانات‪،‬‬
‫مع االلتزام بإعادة هذه األموال أو ما يعادلها إلى المودع أو إلى شخص آخر معين‪ ،‬عند الطلب أو حسب‬
‫شروط متفق عليها مسبقاً‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫المادة ‪ :12‬الودائع في حسابات االستثمار هي توظيفات ألجل‪ ،‬تترك تحت تصرف البنك من طرف المودع‬
‫لغرض استثمارها في تمويالت إسالمية وتحقيق أربا ح‪.‬‬

‫* التعليق على المواد ‪: 12-11-10-9-8-7-6-5‬‬

‫جاءت هذه المواد بتعريف الصيغ اإلسالمية المذكورة في المادة ‪ 4‬أعاله‪ ،‬و التي رخص المشرع بممارستها‬
‫من طرف المصارف والمؤسسات المالية‪ ،‬فمن المالحظ أن أهم التعاريف جاءت مطابقة ألحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية باستثناء تعريف المضاربة الذي ذكر فيها عبارة – مقرض األموال – فمن المعلوم أن أي قرض‬
‫يترتب عليه تحصيل أو تسديد فوائد وكذلك ضمان لرأس المال‪ ،‬وقد ذكر المشرع في هذا النظام ضرورة‬
‫استبعاد عملية تسديد وتحصيل الفوائد في كل المعامالت المالية اإلسالمية‪ ،‬لكن تبقى إشكالية تقديم‬
‫الضمانات قائمة‪ ،‬وهذا مخالف للمضاربة الفقهية التي ال يضمن فيها المضارب رأس المال‪ ،‬فمن الواضح أن‬
‫المشرع الجزائري من خالل هذا النظام اعتبر يفرق بين المضاربة الفقهية و المضاربة في المصارف‬
‫اإلسالمية التي يلزم فيها العميل المضارب بتقديم ضمانات لتعويض الضرر الذي يقد يلحق برأس المال‬
‫بسبب التقصير والتعدي للمضارب‪ ،‬وقد تكون هذه الضمانات شخصية وصورته أن يقدم المضارب لرب‬
‫المال كفيال يتعهد كتابيا بتعويض أي نقص أو خسارة عند ثبوت تقصير المضارب‪ ،‬وقد تكون عبارة عن‬
‫ضمانات حقيقية والمتمثلة في األصول المالية أو العقارية التي يتعهد كتابيا بتحويلها إلى سيولة لتعويض‬
‫النقص أو الخسارة عند ثبوت تقصيره‪.‬‬

‫والمالحظ هنا أن المضاربة في المصارف اإلسالمية ال تعطي المجال ألصحاب الخبرة واإلبداع لتوظيف‬
‫خبراتهم وأفكارهم ألنهم ال يحوزون على ضمانات لرأس المال في حالة التقصير‪ ،‬وهذا يتنافى مع المقاصد‬

‫الشرعية التي شرعت من أجله المضاربة وهي تنمية المال بدفعه الى أهل الخبرة واإلبداع‪ ،‬الى جانب اعتمادها‬
‫على مبدأ أخالقي مهم وهو الثقة بين الطرفين وعلى أساسه تم عقد المضاربة‪.‬‬

‫وقد حاول بعض الفقهاء المعاصرون معالجة إشكالية الضمان في صيغة المضاربة‪ ،‬فمنهم من اقتر ح انشاء‬
‫المستثمرين لصندوق تأمين إسالمي تعاوني (قائم على أساس التكافل االجتماعي)‪ ،‬حيث يتم اقتطاع جزء من‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫أربا ح المضاربة لمواجهة مخاطر االستثمار‪ ،‬ومنهم من اقتر ح استخدام مصارف الزكاة الموجهة من طرف‬
‫‪1‬‬
‫أصحابها لتعويض الغارمين‬

‫كذلك منتوج اإلجارة لم يشر النظام إلى مآل العين المؤجرة هل هي إجارة تشغيلية تبقى العين المؤجرة في ملك‬
‫البنك أو إجارة منتهية بالتمليك تنتقل ملكيتها للزبون بمجرد تسديد األقساط‪.2‬‬

‫المادة ‪ :13‬تخضع منتجات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬المذكورة أعاله‪ ،‬إلى طلب ترخيص مسبق لدى بنك‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫المادة ‪ :14‬قبل تقديم طلب الترخيص لدى بنك الجزائر لتسويق منتجات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬يجب على‬
‫البنك أو المؤسسة المالية أن يحصل على شهادة المطابقة ألحكام الشريعة‪ ،‬تُسلم له من طرف الهيئة الشرعية‬
‫الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫المادة ‪ :15‬في إطار ممارسة العمليات المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬يتعين على البنك أو المؤسسة المالية‬
‫إنشاء هيئة الرقابة الشرعية‪ ،‬تتكون من ثالثة أعضاء على األقل‪ ،‬يتم تعيينهم من طرف الجمعية العامة‪.‬‬

‫تكمن مهام هيئة الرقابة الشرعية على وجه الخصوص وفي إطار مطابقة المنتجات للشريعة‪ ،‬في رقابة‬
‫نشاطات البنك أو المؤسسة المالية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫المادة ‪ :16‬يتعين على البنك أو المؤسسة المالية تقديم ملف لبنك الجزائر لطلب الترخيص المسبق لتسويق‬
‫منتجات الصيرفة اإلسالمية‪ .‬يتكون هذا الملف على وجه الخصوص‪ ،‬من الوثائق التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬شهادة المطابقة ألحكام الشريعة مسلمة من الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .2‬بطاقة وصفية للمنتوج‪.‬‬

‫‪ .3‬رأي مسؤول رقابة المطابقة للبنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬طبقا ألحكام المادة ‪ 25‬من النظام رقم ‪08-11‬‬
‫المؤرخ في ‪ 3‬محرم عام ‪ 1433‬الموافق لـ ‪ 28‬نوفمبر سنة ‪ 2011‬والمذكور أعاله‪.‬‬

‫محمد عثمان شبير‪ ،‬المعامالت المالية المعاصرة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2007 ،‬ص‪.351‬‬ ‫‪1‬‬

‫موسى عبد الالوي‪ ،‬المؤسسات المالية اإلسالمية بالجزائر من خالل النظام ‪ ،02-20‬مقال في موقع " البصائر"‪ ،‬الموقع‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ www/https://elbassair.org/8786‬تاريخ االطالع ‪.202/10/30 :‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫‪ .4‬اإلجراء الواجب اتباعه لضمان االستقاللية اإلدارية والمالية لــشباك الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬عن باقي أنشطة‬
‫البنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬طبقا ألحكام المواد ‪ 17‬و‪ 18‬أدناه‪.‬‬

‫* التعليق على المواد ‪:16­15­14­13‬‬

‫تنصه هذه المواد في مجملها على التعريف بالهيئة الشرعية العليا للصناعة المالية وكذلك هيئة الرقابة‬
‫الشرعية المتعلقة بالبنك والمؤسسة المالية‪ ،‬وكذا شروط وخطوات الحصول على ترخيص لتسويق المنتجات‬
‫المالية اإلسالمية من طرف المصارف والمؤسسات المالية وقد ذكر من خاللها أن ملف طلب الترخيص‬
‫يجب أن يتكون مما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬شهادة المطابقة ألحكام الشريعة اإلسالمية تسلم من طرف الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة‬
‫المالية اإلسالمية (أنظر المادة ‪ 14‬أعاله)‪.‬‬

‫‪ .2‬بطاقة وصفية للمنتوج‪ ،‬تعطي لبنك الجزائر فكرة أكثر تفصيال عن آلية عمل هذا المنتوج‪ ،‬وكذلك‬
‫األساليب التي يتبعا المصرف‪ ،‬بهدف ضمان االستقاللية المالية واإلدارية لشباك أو النافذة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .3‬رأي مسؤول رقابة المطابقة للمصرف أو المؤسسة المالية‪ ،1‬ومسؤول الرقابة يقصد به مسؤول هيئة الرقابة‬
‫الشرعية (أنظر المادة ‪ 15‬أعاله)‪.‬‬

‫‪ .4‬اإلجراء الواجب اتباعه لضمان االستقاللية اإلدارية والمالية لــشباك الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬عن باقي أنشطة‬
‫البنك أو المؤسسة المالية (أنظر المواد ‪ 18­17‬أدناه)‪.‬‬

‫كما تطرق النظام في مادته ‪ 14‬إلى دراسة طلبات المطابقة ألحكام الشريعة اإلسالمية وهذه المهمة أوكلت‬
‫للهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية وهذا من أجل توحيد الفتاوى وتجنب تعددها‬
‫للقضاء على االختالف والفوضى والذي يؤدي لزعزعة ثقة المتعاملين‪ ،‬شريطة أن يكون أعضاء هذه الهيئة‬

‫من علماء وفقهاء ومختصين في االقتصاد والمالية ذوو العلم والدراية الواسعة في مجاالت تخصصهم‪ ،‬الشيء‬
‫الذي يجعل منهم مرجعا لهيئات الرقابة الشرعية في البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬لكن لوحظ عدم تطرق النظام‬
‫إلى أعضاء هذه الهيئة وتخصصهم‪.‬‬

‫المادة ‪ 25‬من النظام ‪ 8-11‬المؤرخ في ‪ 28‬نوفمبر ‪ 2011‬والمتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‬ ‫‪1‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫كما جاء في المادة ‪ 15‬من هذا النظام ضرورة انشاء المصرف لهيئة رقابة شرعية تتكون من ثالثة (‪)03‬‬
‫أعضاء على األقل يعينون من طرف الجمعية العامة مما يضمن لها نوعا من االستقاللية‪ ،‬حيث تم حصر‬
‫مهمة هذه الهيئة الرقابية في ضمان تطبيق المصارف والمؤسسات المالية عند ممارستها للعمليات المالية‬
‫اإلسالمية لآلراء والتوصيات الصادرة عن الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬لكن في‬
‫‪1‬‬
‫حقيقة األمر تم إهمام العديد من الوظائف التي هي من مهمة هيئة الرقابة الشرعية ومثال ذلك‪:‬‬

‫‪ .1‬التعرف على المخاطر الشرعية الممكن وقوعها مستقبال والمتعلقة بعمليات الصيرفة اإلسالمية وأنشطة‬
‫المصارف والمؤسسات المالية واعداد الئحة لهذه المخاطر والقيام بتصنيفها ومراجعتها باستمرار‪.‬‬

‫‪ .2‬اعتماد دليل مفصل حول المنتجات المالية اإلسالمية التي يوفرها المصرف أو المؤسسة المالية‪.‬‬

‫‪ .3‬الرد عن استفسارات األعوان والعمالء في المصارف والمؤسسات المالية حول العمليات المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .4‬المساهمة في تطوير منتجات مالية إسالمية جديدة وعرضها على مدير النافذة اإلسالمية أو على مجلس‬
‫اإلدارة إذا اقتضى األمر قبل طلب المطابقة من الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .5‬اإلشراف على عملية تدريب وتكوين أعوان المصرف والمؤسسات المالية فيما يتعلق بالمنتجات والعمليات‬
‫المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫ولقد تجاهل هذا النظام أمر مهم جدا فيما يخص الرقابة على عمليات وأنشطة المصارف والمؤسسات المالية‬
‫التي تمارس العمليات المالية اإلسالمية أال وهو إمكانية اللجوء الى الرقابة الشرعية الخارجية التي تعتبر آلية‬
‫رقابة موازية تساهم وبحد كبير من التقليل من المخاطر التي تواجهها المصارف والمؤسسات المالية أثناء‬
‫ممارستها لألنشطة والعمليات المتعلقة بالمالية اإلسالمية‪.‬‬

‫المادة ‪ :17‬قصد ب ـ شباك الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬هيكل ضمن البنك أو المؤسسة مالية مكلف حصريا بخدمات‬
‫ومنتجات الصيرفة اإلسالمية‪ .‬يجب أن يكون شباك الصيرفة اإلسالمية مستقالً مالياً عن الهياكل األخرى‬
‫للبنك أو المؤسسة المالية‪.‬‬

‫منشور والي بنك المغرب رقم ‪ 2016/16‬المؤرخ في ‪ 18‬جويلية ‪ 2016‬والمتعلق بتحديد شروط وكيفيات سير وظيفة التقييد بآراء‬ ‫‪1‬‬

‫المجلس العلمي األعلى‪ ،‬الجريدة الرسمية المغربية‪ ،‬العدد رقم ‪ 6664‬الصادرة بتاريخ ‪ 12‬أفريل ‪.2018‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫يجب الفصل الكامل بين المحاسبة الخاصة بـ شباك الصيرفة اإلسالمية والمحاسبة الخاصة بالهياكل األخرى‬
‫للبنك أو المؤسسة المالية‪ ،‬ويجب أن يسمح هذا الفصل‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬بإعداد جميع البيانات المالية‬
‫المخصصة حصريا لنشاط شباك الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫يجب أن تكون حسابات زبائن شباك الصيرفة اإلسالمية مستقلة عن باقي الحسابات األخرى للزبائن‪.‬‬

‫* التعليق عن المادة ‪:17‬‬

‫يعتبر إنشاء الشبابيك أو النوافذ اإلسالمية من أهم الخطوات التي تدل على مدى رغبة الهيئة المالية العليا‬
‫لدولة ما في إرساء مبادئ وتطبيقات المالية اإلسالمية‪ ،‬ولهذا قام المشرع الجزائري ومن خالل هذا النظام‬
‫باإلعالن عن إمكانية انشاء شبابيك ونوافذ إسالمية على مستوى المصارف والمؤسسات المالية الراغبة في‬

‫ممارسة العمليات واألنشطة المتعلقة بالمالية اإلسالمية شريطة فصلها إداريا ومحاسبيا عن الهياكل األخرى‬
‫للمؤسسة‪ ،‬وهذا تفاديا لخلط أموال المتعاملين في المالية اإلسالمية مع أموال الهياكل األخرى داخل المؤسسة‬
‫المالية‪ ،‬لغرض كسب ثقة العمالء الراغبون في استثمار أموالهم في المنتجات المالية التي توافق أحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫المادة ‪ :18‬تُضمن استقاللية شباك الصيرفة اإلسالمية من خالل هيكل تنظيمي ومستخدمين مخصصين‬
‫حصرياً لذلك‪ ،‬بما في ذلك على مستوى شبكة البنك أو المؤسسة المالية‪.‬‬

‫* جاء مضمون هذه المادة لتدعيم مضمون المادة ‪ 17‬أعاله بضرورة استقاللية النافذة أو الشباك الخاص‬
‫بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬ولقد حرص المشرع في هذا النظام على وجوب رسم هيكل تنظيمي خاص بالنافذة‬
‫اإلسالمية يتكون من موظفين ومختصين في المعامالت المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫المادة ‪ :19‬يجب على البنوك والمؤسسات المالية الذين تحصلوا على الترخيص المسبق لتسويق منتجات‬
‫الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬أن تُعلم زبائنها بجداول التسعيرات والشروط الدنيا والقصوى التي تُطبق عليهم‪ .‬ما يجب‬
‫على البنوك إعالم المودعين‪ ،‬خاصة أصحاب حسابات االستثمار‪ ،‬حول الخصائص ذات الصلة‬

‫بطبيعة حساباتهم‪.‬‬

‫* ألزم المشرع الجزائري من خالل هذه المادة جميع المصارف والمؤسسات المالية التي تحصلت على‬
‫الترخيص لممارسة العمليات المصرفية اإلسالمية بإبالغ عمالئها بجداول التسعيرات والشروط الدنيا والقصوى‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫المطبقة عليهم‪ ،‬وكذلك بضرورة ابالغ المودعين بوضعية حساباتهم خاصة االستثمارية منها‪ ،‬وهذا يندرج‬
‫ضمن مبادئ العمل المصرفي اإلسالمي القائم على الشفافية واالفصا ح المتعلق بكيفية اجراء‬

‫المعامالت المالية وشروطها‪ ،‬اال أنه لوحظ في هذا النظام عدم اإلفصا ح عن كيفية القيام بالمعامالت‪ ،‬مما‬
‫يقلل ثقة العمالء في المصارف والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫المادة ‪ :20‬باستثناء الودائع في حسابات االستثمار‪ ،‬التي تخضع لموافقة مكتوبة من طرف الزبون‪ ،‬الذي‬
‫ُيجيز لبنكه أن يستثمر ودائعه في محفظة مشاريع وفي عمليات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬تخضع ودائع األموال‬
‫المتلقاة من طرف شباك الصيرفة اإلسالمية ألحكام المواد المذكورة أعاله من األمر رقم ‪ 03-11‬الصادر في‬
‫‪ 26‬أوت ‪ 2003‬والمتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫يحق لصاحب حساب ودائع االستثمار الحصول على حصة من األربا ح الناجمة عن شباك الصيرفة‬
‫اإلسالمية ويتحمل حصة من الخسائر التي يسجلها شباك الصيرفة اإلسالمية في التمويالت التي يقوم بها‪.‬‬

‫* تشير هذه المادة إلى أنه ال يحق للمصرف التصرف في الودائع االستثمارية المودعة لديه واستثمارها في‬
‫العمليات المصرفية اإلسالمية إال بالموافقة الكتابية من طرف العميل‪ ،‬وهذا يتوافق تماما مع مبادئ العمل‬
‫المصرفي اإلسالمي الذي يظهر جليا في صيغة المضاربة فالعميل يحدد صيغة المضاربة التي يرغبها (مقيدة‬
‫أو مطلقة)‪ ،‬كما اعتمد المشرع من خالل هذا النظام على قاعدة وركيزة أساسية في المعامالت المالية‬
‫اإلسالمية أال وهي قاعدة " المغنم والمغرم " حيث يتحمل صاحب الوديعة االستثمارية الخسارة عن حدوثها‬
‫ويتحصل على ربح عند تحقيقه من خالل العملية االستثمارية التي قام بها المصرف أو المؤسسة المالية‪.‬‬

‫المادة ‪ :21‬تخضع الودائع والمبالغ األخرى المماثلة للودائع القابلة لالسترداد والمجمعة من طرف شبابيك‬
‫الصيرفة اإلسالمية للبنوك‪ ،‬ألحكام النظام رقم ‪ 03-20‬المؤرخ في ‪ 15‬مارس سنة ‪ 2020‬والمتعلق بنظام‬
‫ضمان الودائع المصرفية‪.‬‬

‫تخضع الودائع في حسابات االستثمار إلى تنظيم خاص‪.‬‬

‫* جاء في مضمون هذه المادة ضرورة ضمان الودائع األخرى (الودائع غير االستثمارية التي تخضع لنظام‬
‫خاص كما أشارت اليه المادة ‪ 21‬في فقرتها األخيرة) وهذا بدفع عالوة تقدر بـ ‪ %1‬إلى صندوق ضمان‬
‫الودائع‪ ،‬حيث يفرق هذا األخير بين الودائع المتأتية من الودائع التقليدية‪ ،‬والمتأتية من النوافذ وشبابيك‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬فتوظف األولى في شراء سندات مضمونة تصدرها الدولة‪ ،‬وتوظف الثانية في شراء‬
‫‪1‬‬
‫صكوك مصدرة من طرف الدولة شرط استجابتها لمبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫مما يضمن تداول أموال المودعين وتوظيفها في معامالت مشروعة‪ ،‬وهو جوهر العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫المادة ‪ :22‬باإلضافة إلى أحكام هذا النظام‪ ،‬وما لم ينص على خالف ذلك‪ ،‬تخضع منتجات الصيرفة‬
‫اإلسالمية لجميع األحكام القانونية والتنظيمية المتعلقة بالبنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫المادة ‪ :23‬يلغي هذا النظام أحكام النظام رقم ‪ 02-18‬المؤرخ في ‪4‬نوفمبر سنة ‪ 2018‬المتضمن لقواعد‬
‫ممارسة العمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة التشاركية من طرف المصارف والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مساهمة المصارف اإلسالمية في ترقية النظام المصرفي الجزائري‪.‬‬

‫اقتصرت الصيرفة اإلسالمية في الجزائر في بادئ األمر فقط على خدمات بنك البركة الجزائري الذي كان‬
‫أول مصرف يعمل وفق مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وبعد قرابة ‪ 17‬سنة تم ميالد مصرف إسالمي جديد وهو‬
‫مصرف السالم الجزائر‪ ،‬الذي كان بدوره يقدم خدمات تتوافق مع مبادئ الشريعة اإلسالمية ليكون بذلك ثاني‬
‫مصرف إسالمي يدخل السوق المصرفية الجزائرية‪.‬‬

‫ولكن ال تزال حصة المصارف اإلسالمية من السوق المصرفي الجزائري ضئيلة جدا مقارنة بنظيراتها من‬
‫البنوك العمومية التي تسيطر على الودائع والتمويالت بنسبة تقدر بحوالي ‪ %86.8‬خالل سنة ‪ ، 2017‬في‬
‫حين تتنافس باقي المصارف الخاصة على نسبة ‪ %13.2‬الباقية‪ ،‬في حين نجد أن حصة بنك البركة‬
‫ومصرف السالم من إجمالي الودائع والتمويالت المتعلقة بالمصارف الخاصة ال تتجاوز ‪ %18.4‬خالل‬
‫سنة ‪ 2017‬نتيجة حداثة هذه المصارف مقارنة بالمصارف التقليدية الخاصة األخرى التي تنتمي إلى‬
‫مجموعات مصرفية عالمية كبيرة ومعروفة على الساحة الدولية‪ ،‬إلى جانب السياسات التمويلية واالئتمانية‬
‫‪2‬‬
‫المعتمدة من طرف هذه المصارف‪.‬‬

‫النظام رقم ‪ ،03­20‬المؤرخ في ‪ 15‬مارس ‪ ،2020‬المتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية ( الموقع الرسمي لبنك الجزائر )‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الرزاق بوعيطة‪ ،‬واقع وآفاق مساهمة الصيرفة اإلسالمية في النظام المصرفي الجزائري‪ ،‬مجلة االقتصاد والتنمية البشرية‪ ،‬المجلد‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،9‬العدد ‪ ،3‬جامعة البليدة‪ ،2‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.249‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫المطلب األول‪ :‬دراسة حالة بنك البركة الجزائري‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف ببنك البركة الجزائري وتطور شبكة فروعه‪.‬‬

‫يعد بنك البركة الجزائري أول مصرف برأس مال مختلط (عام وخاص)‪ ،‬تأسس بتاريخ ‪ 20‬ماي ‪ 1991‬برأس‬
‫مال ‪ 500.000.000‬دج‪ ،‬وبدأ بمزاولة نشاطاته بصفة فعلية خالل شهر سبتمبر‪ 1991‬أما فيما يخص‬
‫المساهمين‪ ،‬فهما بنك الفالحة والتنمية الريفية الجزائري ومجموعة البركة المصرفية لدولة البحرين‪.‬‬
‫في إطار قانون رقم ‪ 11­03‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،2003‬فللبنك الحق في مزاولة جميع العمليات البنكية‬
‫من تمويالت واستثمارات‪ ،‬والتي تتوافق مع مبادئ أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ولقد مر بنك البركة الجزائري بعدة محطات نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1999 .1‬تأسيس بنك البركة الجزائري‪.‬‬

‫‪ 1994 .2‬تحقيق االستقرار والتوازن المالي للبنك‪.‬‬

‫‪ 2000 .3‬احتل لمرتبة األولى بين البنوك ذات الرأس المال الخاص‪.‬‬

‫‪ 2002 .4‬إعادة االنتشار في قطاعات جديدة في السوق بالخصوص المهنيين واألفراد‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫كما استمر البنك في تحقيق العديد من النجاحات والمضي قدما كما يظهر جليا فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 2006 .1‬زيادة رأسمال البنك إلى ‪ 2،5‬مليار دينار جزائري‪.‬‬

‫‪ 2009 .2‬زيادة ثانية لرأسمال البنك إلى ‪ 10‬مليار دينار جزائري‪.‬‬

‫‪ 2012 .3‬تفعيل أول منظومة بنكية شاملة ومركزية متطابقة لمبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Bahri Oum El Khir, La finance islamique compartiment De la finance d’aujourd’hui, Mémoire de‬‬
‫‪Magister en Droit, Université d’Oran, Algerie, 2012, p66.‬‬
‫‪ 2‬موقع بنك البركة الجزائري ‪ https://www.albaraka-bank.com/albaraka-algerie/?lang=fr‬تاريخ اإلطالع ‪:‬‬
‫‪2020/11/15‬م‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫‪ 2012 .4‬الريادة في مجال التمويل اإلستهالكي على مستوى القطر الجزائري‪.‬‬

‫‪ 2017 .5‬زيادة ثالثة لرأسمال البنك إلى ‪ 15‬مليار دينار جزائري؛‬

‫‪ 2018 .6‬أحسن مصرف إسالمي في الجزائر للسنة السادسة على التوالي‪ ،‬حسب مجلة )‪)Global Finance‬‬

‫‪ 2018 .7‬من بين أحسن وحدات مجموعة البركة المصرفية من حيث المرودية‪.‬‬

‫‪ 2019 .8‬من أبرز البنوك على مستوى الساحة المصرفية الجزائرية‪.‬‬

‫وتتكون شبكة بنك البركة الجزائري من ‪ 31‬فرع موزع على مختلف واليات الوطن‪ ،‬إضافة الى فرعين قيد‬
‫‪1‬‬
‫اإلنجاز (فرع حيدرة وفرع ورقلة)‪ ،‬وفيما يلي توزيع فروع بنك البركة الجزائري حسب المنطقة‪:‬‬

‫‪ .1‬فروع الوسط‪ :‬فرع الخطابي‪ ،‬فرع باب الزوار‪ ،‬فرع القبة‪ ،‬فرع بئر خادم‪ ،‬فرع تيزي وزو‪ ،‬فرع سطاوالي‪،‬‬
‫فرع الحراش‪ ،‬فرع البليدة‪ ،‬فرع الرويبة‪ ،‬فرع الشراقة‪.‬‬

‫‪ .2‬فروع الغرب‪ :‬فرع الشلف‪ ،‬فرع وهران‪ ،‬فرع وهران‪ ،2‬فرع مستغانم‪ .‬فرع سيدي بلعباس‪ ،‬فرع تلمسان‪.‬‬

‫‪ .3‬فروع الشرق‪ :‬فرع سطيف‪ ،‬فرع سطيف‪ ،2‬فرع قسنطينة‪ ،‬فرع قسنطينة‪ ،2‬فرع عنابة‪ ،‬فرع المسيلة‪ ،‬فرع‬
‫بجاية‪ ،‬فرع باتنة‪ ،‬فرع سكيكدة‪ ،‬فرع برج بوعريريج‪ ،‬فرع عين مليلة‪.‬‬

‫‪ .4‬فروع الجنوب‪ :‬فرع األغواط‪ ،‬فرع الوادي‪ ،‬فرع بسكرة‪ ،‬فرع غرداية األندلس‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عدد الموظفين في بنك البركة الجزائري‪.‬‬

‫يتضح عدد الموظفين من خالل الجدول رقم (‪.)01‬‬

‫بنك البركة الجزائري‪ ،‬التقرير السنوي لسنة ‪.2018‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫الجدول رقم (‪ :)02-02‬تطور عدد الموظفين في بنك البركة الجزائري خالل الفترة (‪)2019 – 2012‬‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫السنة‬


‫‪981‬‬ ‫‪951‬‬ ‫‪938‬‬ ‫‪925‬‬ ‫‪944‬‬ ‫‪928‬‬ ‫‪908‬‬ ‫‪884‬‬ ‫عدد‬
‫الموظفين‬

‫المصدر‪ :‬وثائق مقدمة من طرف المديرية العامة لبنك البركة الجزائري (ديسمبر ‪.)2020‬‬

‫نالحظ في الجدول أعاله أن عدد الموظفي البنك في تزايد مستمر‪ ،‬وهذا انطالقا من سنة ‪ 2012‬الذي كان‬
‫عدد الموظفين ‪ 884‬موظف موزعين بين اإلدارة العامة ومختلف الفروع والوكاالت التابعة للبنك‪ ،‬إلى غاية‬
‫سنة ‪ 2015‬الذي بلغ عددهم ‪ 944‬موظف وبنسبة زيادة تجاوزت ‪ ،%6.78‬كما عرف البنك انخفاضا في‬
‫عدد الموظفين خالل السنتين ‪ 2016‬و‪ 2019‬وبمعدل انخفاض يقدر بـ ‪ %2-‬مقارنة بسنة ‪ ،2015‬لكن‬
‫سرعان ما استمر عدد الموظفين في االرتفاع خالل السنوات ‪ 2018‬و‪ 2019‬الذي بلغ إجمالي موظفي البنك‬
‫‪ 981‬موظف‪ ،‬وهذا بسبب سياسة البنك الرامية الى التوسع من خالل فتح فروع على مستوى عدة واليات‬
‫الوطن الذي بلغ عددها في نهاية ‪ 2019‬إلى ‪ 31‬فرع بعدما كان عددها ‪ 26‬فرع في سنة ‪ 2012‬بنسبة‬
‫زيادة قدرها ‪ ،%19‬وكذا محاولة منه الى توظيف الكفاءات بهدف الوصول إلى أهداف البنك‪.‬‬

‫ويمكن توضيح تطور عدد الموظفين في بنك البركة من خالل الشكل رقم (‪.)01‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)02-01‬تطور عدد الموظفين في بنك البركة الجزائري خالل الفترة (‪)2019 – 2012‬‬

‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪981 884‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪908‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪951‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪938‬‬ ‫‪928‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪925 944‬‬
‫‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث من خالل الوثائق المقدمة من طرف المديرية العامة لبنك البركة الجزائري (ديسمبر ‪)2020‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫ثالثا‪ :‬تطور تمويالت بنك البركة الجزائري‪.‬‬

‫يمنح بنك البركة الجزائري تمويالت مختلفة تتوافق مع مبادئ الشريعة اإلسالمية باستخدام مختلف موارده‬
‫سواء كانت داخلية ( رأس المال االجتماعي‪ ،‬مخصصات‪ ،‬احتياطات‪ ... ،‬إلخ) أو خارجية والممثلة في‬
‫مختلف الودائع التي يحصل عليها من طرف المودعين‪ ،‬فغالبا ما يمنح البنك توليفـة متنوعـة مـن صـيغ‬
‫التمويـل اإلسـالمي‪ ،‬التـي تختلف بـاختالف طبيعـة النشاط الممـول‪ ،‬فالمالحظ من خالل مختلف تقارير بنك‬
‫البركة الجزائري أنه تغلب صيغتي المرابحة والسلم على تمويـل األنشطة االسـتغاللية‪ ،‬في حين تغلب صـيغتي‬
‫اإلجـارة واالستصناع على تمويل األنشطة االستثمارية‪ ،‬والجدول أدناه يوضح مجموع التمويالت الممنوحة من‬
‫طرف بنك البركة الجزائري خالل السنوات (‪ ،) 2019­2012‬مع تبيان نسبة التغير من سنة ألخرى‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)02-03‬حجم تمويالت بنك البركة الجزائري خالل الفترة (‪)2019­2012‬‬

‫الوحدة‪ :‬بآالف دج‬

‫نسبة التغير‬ ‫حجم التمويالت‬

‫‪-‬‬ ‫‪58 468 582‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪% 8.63‬‬ ‫‪63 519 599‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪% 26.93‬‬ ‫‪80 628 275‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪% 19.62‬‬ ‫‪96 453 704‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪% 14.78‬‬ ‫‪110 711 012‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪% 26.16‬‬ ‫‪139 677 012‬‬ ‫‪2017‬‬

‫‪% 12‬‬ ‫‪156 459 864‬‬ ‫‪2018‬‬

‫‪%-1.18‬‬ ‫‪154 600 763‬‬ ‫‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على التقارير السنوية للبنك‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫نالحظ في الجدول السابق أن حجم التمويالت لبنك البركة الجزائري في ارتفاع مستمر خالل فترة الدراسة من‬
‫سنة ‪ 2012‬إلى سنة ‪ 2019‬بالرغم من تراجع نسبة النمو خالل سنة ‪ 2019‬بنسبة ‪ ،%1.18‬حيث بلغ‬
‫حجم التمويالت في سنة ‪ 2018‬مبلغ ‪ 156.460‬مليون دج‪ ،‬بمعدل نمو بلغ ‪ %12‬مقارنة بسنة ‪2017‬‬
‫التي عرفت بدورها نسبة نمو تجاوزت ‪ %26‬والتي تعتبر أكبر معدل نمو حققه البنك بعد سنة ‪ 2014‬والذي‬
‫قارب ‪ ،%27‬كما عرف تراجعا في معدل النمو خالل السنوات ‪ 2015‬و ‪ 2016‬على التوالي ليعاود اإلرتفاع‬
‫مجددا خالل سنة ‪ ،2017‬وكما هو موضح في الجدول فقد عرف البنك نسبة نمو تجاوزت ‪ %164‬مقارنة‬
‫بسنة ‪ ،2012‬وهذا راجع إلى زيادة فروع البنك عبر مختلف جهات الوطن مما أدى بارتفاع الطلب على‬
‫التمويل بمختلف صيغه خاصة صيغة اإلجارة التي عرفت طلبا كبي ار خالل السنوات األخيرة‪ ،‬فقد بلغت نسبة‬
‫التمويل بصيغة اإلجارة خالل سنوات ‪ 2018-2017-2016‬نسبة ‪%45.79 - %48.67 - %50.64‬‬
‫على التوالي‪ ،1‬وهذا بسبب سياسة الدولة التي انتجهتها خالل السنوات العشر األخيرة في تمويل مختلف‬
‫المشاريع المصغرة بمختلف صيغها (الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬الوكالة الوطنية لتسيير القروض‬
‫الصغيرة)‪ ،‬ورغم امتالك بنك البركة العديد من خيارات التمويلية المتاحة له كبنك إسالمي كالمشاركة‬
‫والمضاربة إال أنه يقوم بالتركيز على صيغ اإلجارة ‪،‬المساومة‪ ،‬والمرابحة بشكل كبير وذلك النخفاض مستوى‬
‫المخاطر المصاحب لهذا النوع من التمويل وكذا ضمان عائده هذا من جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى نجد أن بنك‬
‫الجزائر ال يتصف بالمرونة الكافية و ال يتناسب وطبيعة العمل المصرفي اإلسالمي إذ ال يتيح له التوسع في‬
‫استخدام باقي صيغ التمويل اإلسالمي‪.‬‬

‫وعلى ضوء ما سبق ذكره يمكن تبيان التطورات التي عرفتها التمويالت في بنك البركة الجزائري من خالل‬
‫المنحى البياني التالي‪:‬‬

‫وثائق متحصل عليها من المديرية العامة لبنك البركة الجزائري أفريل ‪2019‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫الشكل رقم (‪ :)02-02‬تطور حجم تمويالت بنك البركة الجزائري خالل الفترة (‪)2019 ­ 2012‬‬

‫‪200 000 000‬‬


‫‪156 459 864‬‬
‫‪150 000 000‬‬ ‫‪139 677 012‬‬ ‫‪154 600 763‬‬
‫‪110 711 012‬‬
‫‪96 453 704‬‬
‫‪100 000 000‬‬ ‫‪80 628 275‬‬
‫‪63 519 599‬‬
‫‪50 000 000‬‬ ‫‪58 468 582‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫والشكل أدناه إلى توضيح نسبة تغير حجم تمويالت بنك البركة الجزائري خالل السنوات(‪.)2019­2012‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)02-03‬نسبة تغير حجم تمويالت بنك البركة الجزائري خالل الفترة (‪)2019 – 2012‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫رابعا‪ :‬تطور حجم الودائع لدى بنك البركة الجزائري‪.‬‬

‫تمثل الودائع أكبر نسبة من موارد بنك البركة الجزائري‪ ،‬حيث تعتبر من الموارد الخارجية غير الذاتية‪،‬‬
‫ولهذا يحرص بنك البركة على تنميتها عن طريق الحرص على زيادة الوعي المصرفي واالدخاري لدى‬
‫الزبائن‪ ،‬من خالل فتح فروع جديدة ومحاولة إيصالها إلى أقصى نقطة عبر الوطن تقربا من الزبائن‪ ،‬إلى‬
‫جانب تسهيل عمليات السحب واإليداع‪ ،‬والجدول أدناه يوضح تطور إجمالي الودائع لبنك البركة الجزائري‬
‫لسنوات (‪.)2019­2012‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)02-04‬تطور حجم الودائع لدى بنك البركة الجزائري خالل الفترة (‪)2019­2012‬‬

‫الوحدة‪ :‬بآالف دج‬

‫نسبة التغير‬ ‫حجم الودائع‬ ‫البيان‬


‫السنوات‬

‫‪-‬‬ ‫‪116 514 411‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪%7.65‬‬ ‫‪125 434 976‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪%4.57‬‬ ‫‪131 176 673‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪%17.82‬‬ ‫‪154 562 127‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪%10.07‬‬ ‫‪170 137 799‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪%22.19‬‬ ‫‪207 892 138‬‬ ‫‪2017‬‬

‫‪%7.69‬‬ ‫‪223 884 006‬‬ ‫‪2018‬‬

‫‪%-4.65‬‬ ‫‪213 468 222‬‬ ‫‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على التقارير السنوية للبنك‬

‫من خالل الجدول أعاله نالحظ ارتفاعا مستم ار في حجم الودائع من سنة ألخرى عدا سنة ‪ 2019‬التي عرفت‬
‫انخفاضا في حجم الودائع وبنسبة قدرت بـ ‪ ،%4.65‬حيث بلغ حجم الودائع ‪ 125.435‬مليون دج سنة‬
‫‪ 2013‬مسجال بذلك ارتفعا بنسبة ‪ %7.65‬مقارنة بسنة ‪ ،2012‬في حين ارتفعت بنسبة ‪ %4.6‬في سنة‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫‪ 2014‬مقارنة بسنة ‪ ،2013‬كما نالحظ استمرار ارتفاع نسبة الودائع ليصل ذروته في سنة ‪ 2017‬محققا‬
‫في ذلك نسبة نمو قاربت ‪ ،%22.2‬ولقد وصل حجم الودائع في سنة ‪ 2018‬الى حدود ‪ 224.000‬مليون‬
‫دج محققا بذلك نسبة نمو تقدر بـ ‪ %92.15‬مقارنة بسنة ‪ ،2012‬ويعود السبب لهذا اإلرتفاع إلى زيادة عدد‬
‫فروع بنك البركة الجزائري مغطيا بذلك عدة مناطق عبر الوطن مما أدى الى زيادة اإلقبال على التعامل مع‬
‫هذا البنك بفتح مختلف الحسابات التي تتالءم مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫كما يمكن توضيح التغيرات الحاصلة على الودائع في بنك البركة الجزائري من خالل األعمدة البيانية التالية‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)02-04‬تطور حجم الودائع لدى بنك البركة الجزائري خالل الفترة (‪)2019­2012‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫والشكل التالي يوضح أكثر نسبة تغير حجم الودائع لدى بنك البركة الجزائري خالل مرحلة الدراسة‪:‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫الشكل رقم (‪ :)02-05‬نسبة تغير حجم الودائع لدى بنك البركة الجزائري خالل الفترة (‪.)2019­2012‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دراسة حالة مصرف السالم_الجزائر‪.‬‬

‫يعد مصرف السالم الجزائري ثاني بنك إسالمي يدخل السوق النقدية في الجزائر بعد بنك البركة الجزائري‪،‬‬
‫حيث يقدم خدمات تتوافق مع مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬حيث استطاع خالل فترة وجيزة استقطاب الكثير من‬
‫الزبائن من خالل تقديم منتجات وتمويالت تتوافق مع رغبات هذه الشريحة من الزبائن التي تسعى الى‬
‫الحصول على تمويالت بعيدة كل البعد عن الربا المحرم شرعا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف بمصرف السالم الجزائر وتطور شبكة فروعه‪.‬‬

‫يعتبر مصرف السالم الجزائر بنك شمولي يعمل طبقا للقوانين الجزائرية‪ ،‬ووفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية في‬
‫كافة تعامالته‪ ،‬وقد تم اإلعالن عن إنشائه بتاريخ ‪2006/06/08‬م‪ ،‬تم اعتماده من قبل بنك الجزائر في‬
‫سبتمبر ‪ 2008‬كمصرف تجاري برأس مال اجتماعي قدره ‪ 7.2‬مليار دينار جزائري‪ ،‬ويعتبر ثان بنك‬
‫إسالمي ينشط في السوق المصرفية الجزائرية بعد بنك البركة الجزائري الذي مارس نشاطه منذ ‪1990،‬وقد‬
‫انطلق نشاط مصرف السالم الجزائر بتاريخ ‪ 20‬أكتوبر ‪ ،2008‬تم رفع رأس ماله سنة ‪ 2009‬إلى ‪10‬مليار‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫دينار جزائري‪ ،‬كما تم رفعه خالل سنة ‪ 2019‬إلى ‪ 15‬مليار دينار جزائري‪ ،‬امتثاال لنظام بنك الجزائر رقم‬
‫‪ 03­18‬المؤرخ في ‪ 04‬نوفمبر ‪ 2018‬المتعلق بالحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية العاملة في‬
‫‪1‬‬
‫الجزائر‪ ،‬وتتكون شبكة مصرف السالم حاليا من ‪ 18‬فرعا موزعة على التراب الوطني على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬فروع الجزائر العاصمة‪ :‬فرع دالي براهيم‪ ،‬فرع باب الزوار‪ ،‬فرع القبة‪ ،‬فرع حسيبة بن بوعلي‪ ،‬فرع سيدي‬
‫يحي‪ ،‬فرع سطاوالي‪.‬‬

‫‪ .2‬فروع الغرب‪ :‬فرع البليدة‪ ،‬فرع وهران‪ ،‬فرع وهران العثمانية‬

‫‪ .3‬فروع الشرق‪ :‬فرع سطيف‪ ،‬فرع عين وسارة (الجلفة)‪ ،‬فرع قسنطينة‪ ،‬فرع باتنة‪ ،‬فرع عنابة‪ ،‬فرع المسيلة‪.‬‬

‫‪ .4‬فروع الجنوب‪ :‬فرع ورقلة‪ ،‬فرع أدرار‪ ،‬فرع بسكرة‪.‬‬

‫كما يتطلع البنك إلى توسيع حصته في السوق بفتح فروع أخرى جديدة على مستوى عدة واليات في الوطن‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عدد الموظفين في مصرف السالم الجزائر‪.‬‬

‫عرف مصرف السالم تطو ار ملحوظا فيما يتعلق بعدد العمال وهذا خالل السنوات(‪ )2019­2012‬كما هو‬
‫مبين في الجدول اآلتي‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)02-05‬تطور عدد الموظفين في مصرف السالم الجزائر خالل الفترة (‪)2019­2012‬‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017 2016 2015 2014 2013 2012‬‬ ‫السنوات‬


‫الفئة المهنية‬

‫‪112‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪28‬‬ ‫التنفيذ‬


‫‪211‬‬ ‫‪244‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪66‬‬ ‫التحكم‬
‫‪243‬‬ ‫‪212‬‬ ‫‪183‬‬ ‫‪157‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪75‬‬ ‫اإلطارات‬
‫‪566‬‬ ‫‪496‬‬ ‫‪325‬‬ ‫‪272‬‬ ‫‪228‬‬ ‫‪218‬‬ ‫‪203‬‬ ‫‪169‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على التقارير السنوية لمصرف السالم‬

‫مصرف السالم الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي لسنة ‪.2019‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫بالرجوع إلى الجدول أعاله نالحظ تزايد مستمر في عدد الموظفين لدى مصرف السالم‪ ،‬فقد بلغ عدد‬
‫الموظفين في نهاية ‪ 2019‬ما يقارب ‪ 566‬موظفا موزعين على اإلدارات المركزية والفروع‪ ،‬حيث بلغ عدد‬
‫الموظفين في الفروع بـ ‪ 304‬موظفا في نهاية سنة ‪ 2019‬مقابل ‪ 232‬موظف في نهاية ‪ ،20181‬مسجال‬
‫بذلك نسبة نمو تقدر بحوالي ‪ ،%31‬ويمثل موظفي الفروع نسبة ‪ %54‬من العدد اإلجمالي للموظفين في‬
‫نهاية ‪ ،2019‬كما نالحظ أن فئة اإلطارات تستحوذ على حصة أكبر مقارنة بكل من فئة التنفيذ والتحكم‬
‫طيلة سنوات فترة الدراسة ‪ ،‬ما عدا سنة ‪ 2018‬التي احتلت فئة التحكم المرتبة األولى بنسبة تفوق ‪ %49‬من‬
‫إجمالي عدد الموظفين لدى المصرف مقابل ‪ %43‬بالنسبة لفئة اإلطارات‪ ،‬وهذا إن دل على شيء فإنما يدل‬
‫على حرص المصرف أن يكون له إطا ارت بشرية على درجة عالية من الكفاءة والمهارة والمؤهلة تأهيال جيدا‬
‫لضمان التسيير الجيد وتقديم خدمات مصرفية ذات جودة عالية سعيا لتحقيق األهداف المرجوة والمسطرة‪.‬‬

‫ويمكن االستدالل بيانياً على تطور عدد الموظفين في مصرف السالم خالل الفترة الزمنية المدروسة‬
‫باالستعانة بالشكل البياني التالي‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)02-06‬تطور عدد الموظفين في مصرف السالم الجزائر خالل السنوات (‪)2019­2012‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫مصرف السالم الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي لسنة ‪2019‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫وتتوزع فئات الموظفين لمصرف السالم على مختلف اإلدارات والفروع خالل سنة ‪ 2019‬كما هو موضح في‬
‫الشكل التالي‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)02-07‬توزيع فئات موظفي مصرف السالم خالل سنة ‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫ثالثا‪ :‬حجم التمويالت الممنوحة من طرف مصرف السالم الجزائر خالل الفترة (‪)2019­2012‬‬

‫يقوم مصرف السالم الجزائر بتمويل المؤسسات واألفراد عن طريق مختلف الصيغ التمويلية المعمول بها على‬
‫مستواه‪ ،‬وسنتطرق في الجدول أدناه وباألرقام لحجم التمويالت الممنوحة من قبل مصرف السالم الجزائر‬
‫لزبائنه مركزين في ذلك على مدى تطورها من سنة إلى أخرى خالل الفترة المحصورة بين (‪،)2019­ 2012‬‬
‫موضحين في ذلك نسبة التغير من سنة ألخرى‪.‬‬

‫وفيما يلي جد ول يوضح حجم التمويالت التي منحها مصرف السالم الجزائر وذلك خالل الفترة الممتدة من‬
‫(‪:)2019-2012‬‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫الجدول رقم (‪ :)02-06‬تطور حجم تمويالت مصرف السالم الجزائر خالل الفترة (‪)2019­2012‬‬

‫الوحدة‪ :‬بآالف دج‬

‫نسبة التغير‬ ‫حجم التمويالت‬ ‫البيان‬


‫السنوات‬

‫‪-‬‬ ‫‪20 268 863‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪%36.12‬‬ ‫‪27 591 224‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪%-18.04‬‬ ‫‪22 612 198‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪%-5.57‬‬ ‫‪21 351 517‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪%38.57‬‬ ‫‪29 587 872‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪%56.5‬‬ ‫‪46 302 694‬‬ ‫‪2017‬‬

‫‪%63.30‬‬ ‫‪75 616 478‬‬ ‫‪2018‬‬

‫‪%27.08‬‬ ‫‪96 098 039‬‬ ‫‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على تقارير مصرف السالم‬

‫من خالل الجدول أعاله نالحظ أن التمويالت في تزايد مستمر خالل معظم فترة الدراسة ما عدا السنوات‬
‫‪ 2014‬و ‪ 2015‬التي عرفتا انخفاضا بنسبة ‪ 18.04%‬و ‪ 5.57%‬على التوالي‪ ،‬حيث سجلت أعلى قيمة‬
‫سنة ‪ 2019‬لتصل إلى مبلغ قدره ‪ 96.098‬مليون دج‪ ،‬وعرف المصرف أعلى نسبة نمو في سنة ‪2018‬‬
‫مقدرة بـ ‪ ،%63.3‬أين شهد تراجع في نسبة النمو سنة ‪ 2019‬والتي بلغت ‪ ،%27‬كما نالحظ تسجيل‬
‫المصرف لنسبة نمو تجاوزت ‪ %374‬مقارنة بسنة ‪ ،2012‬ويمكن تفسير اإلرتفاع المستمر لنسبة التمويالت‬
‫لدى المصرف طوال سنوات الدراسة إلى زيادة فروعه وكذا انتهاج المصرف الستراتيجية تسعى من خاللها‬
‫لتمويل مختلف العمليات اإلنتاجية للمؤسسات واالستهالكية لألفراد التي عرفت اقباال كبي ار خالل السنوات‬
‫األخيرة‪ ،‬وكذلك ارتفاع الطلب على الخدمات والمنتجات التي يعرضها المصرف والتي توافق مبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬والمنحنى أدناه يوضخ تطور حجم التمويالت لمصرف السالم خالل السنوات (‪.)2020­2012‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫الشكل رقم (‪ :)02-08‬تطور حجم التمويالت لدى مصرف السالم خالل فترة (‪)2019-2012‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫والشكل الموالي يوضح نسبة تغير التمويالت الممنوحة من طرف مصرف السالم خالل فترة (‪-2012‬‬
‫‪.)2019‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)02-09‬نسبة تغير التمويالت لدي مصرف السالم خالل فترة (‪)2019 –2012‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫رابعا‪ :‬تطور حجم الودائع لدى مصرف السالم الجزائر‪.‬‬

‫يقوم مصرف السالم بجمع الودائع من المودعين ويستخدمها في مختلف الصيغ التمويلية على أساس‬
‫المشاركة في الربح والخسارة‪ ،‬وتشمل الودائع في مصرف على الودائع الجارية‪ ،‬ودائع إدخارية‪ ،‬والودائع‬
‫االستثمارية‪.‬‬

‫وفيما يلي تطور الودائع في مصرف السالم خالل سنوات (‪.)2019­2012‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)02-07‬تطور حجم الودائع لدى مصرف السالم الجزائر خالل الفترة (‪)2019­2012‬‬

‫الوحدة‪ :‬بآالف دج‬

‫نسبة التغير‬ ‫حجم الودائع‬ ‫البيان‬


‫السنوات‬

‫‪-‬‬ ‫‪19 401 238‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪%23.35‬‬ ‫‪23 931 685‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪%-18.72‬‬ ‫‪19 450 948‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪%21.76‬‬ ‫‪23 685 162‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪%45.71‬‬ ‫‪34 511 853‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪%87.30‬‬ ‫‪64 642 211‬‬ ‫‪2017‬‬

‫‪%32.16‬‬ ‫‪85 431 501‬‬ ‫‪2018‬‬

‫‪%21.5‬‬ ‫‪103 791 827‬‬ ‫‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على التقارير السنوية للمصرف‬

‫نالحظ في الجدول أعاله تطور وزيادة حجم الودائع من سنة ألخرى باستثناء سنة ‪ 2014‬التي شهدت تراجعا‬
‫ملحوظا في نسبة النمو وبنسبة بلغت ‪ ،%18.72‬حيث تجاوزت الودائع لدى مصرف السالم سقف ‪103‬‬
‫مليار دينار جزائري خالل سنة ‪ 2019‬أي بمعدل نمو يقدر بحوالي ‪ %21.5‬مقارنة بسنة ‪ ،2018‬وبمعدل‬
‫نمو قارب ‪ %435‬مقارنة بسنة ‪ ،2012‬وهذا راجع إلى توسع نشاط المصرف وزيادة معامالته وتحسن‬

‫‪108‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫صورته لدى متعامليه وزيادة ثقتهم فيه‪ ،‬وتمثل الودائع نسبة ‪ %79‬من مجموع ميزانية المصرف خالل سنة‬
‫‪ ،2019‬وبنسبة تغير قدرت بـ ‪ %20.5‬مقارنة بسنة ‪ ،2018‬وتضم الودائع لمصرف السالم كل من‬
‫الحسابات الجارية التي تمثل حوالي ‪ ، %27‬الحسابات االدخارية التي تمثل حوالي ‪ ،%14‬وحسابات ألجل‬
‫التي تمثل تقريبا ‪ ،%3‬إضافة إلى التأمينات النقدية التي تمثل حوالي ‪ %56‬من مجموع الودائع خالل سنة‬
‫‪ ، 2019‬ويمكن تفسير النمو الذي عرفته الودائع في مصرف السالم خالل السنوات األخيرة إلى استقطاب‬
‫متعاملين جدد وتوطين عملياتهم الجارية وتوطين رواتب الموظفين وكذا ابرام اتفاقيات مع كبار المتعاملين‬
‫العموميين‪ ،‬إلى جانب عرض خدمات مصرفية جديدة متعلقة بالخدمات االلكترونية‪ ،‬بطاقات الدفع‪ ،‬تمويل‬
‫االستهالك‪ ،‬ومختلف عمليات التجارة الخارجية‪.‬‬

‫والمنحنى الموالي يوضح تطور الودائع لدى مصرف السالم خالل سنوات (‪.)2019­2012‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)02-10‬تطور حجم الودائع لدى مصرف السالم خالل الفترة (‪)2019 – 2012‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫والشكل التالي يوضح لنا نسبة تغير الودائع لدى مصرف السالم الجزائر‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫الشكل رقم(‪ :)02-11‬نسبة تغير الودائع في مصرف السالم خالل سنوات (‪)2019­2012‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم أداء المصارف اإلسالمية الجزائرية مقارنة مع البنوك الناشطة في الجزائر‪.‬‬

‫تعتبر المصارف اإلسالمية من المؤسسات المالية التي لها أهمية كبيرة في االقتصاد الوطني عامة وللجهاز‬
‫المصرفي الجزائري خاصة‪ ،‬باعتبارها أحد مكوناته‪ ،‬ولقد عرفت المصارف اإلسالمية الجزائرية نموا منذ فترة‬
‫التسعينيات (التي عرفت بداية االنفتا ح البنكي) إلى يومنا هذا‪ ،‬حيث عززت هذه المصارف السوق المصرفي‬
‫بخدمات مصرفية جديدة تتوافق مع مبادئ وأحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫ويمكن القول أن المصارف اإلسالمية ساهمت في التنويع المصرفي ودعم الصيرفة الشاملة في الجزائر‪ ،‬إال‬
‫أن النظام المصرفي الجزائري يتميز بهيمنة المصارف العمومية التقليدية على سوق الودائع والقروض بنسبة‬

‫‪ %85.6‬من إجمالي األصول المصرفية‪ ،‬في حيت تبلغ حصة المصارف الخاصة ‪ ،%14.4‬حيث التتجاوز‬
‫حصة المصارف اإلسالمية ‪ %2‬من إجمالي النشاط المصرفي الجزائري‪ ،‬وحوالي ‪ %15‬من النشاط‬
‫‪1‬‬
‫المصرفي الخاص‪.‬‬

‫طارق مخلوفي‪ ،‬دور الصيرفة اإلسالمية في تعزيز االستقرار المالي في الجزائر‪ ،‬مجلة معهد العلوم االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،23‬العدد ‪،1‬‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة الجزائر‪ ،2020 ،3‬ص ‪.891‬‬

‫‪110‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫أوال‪ .‬إجمالي الودائع والقروض الممنوحة من طرف المصارف العمومية والخاصة خالل فترة‬
‫(‪.)2017­2012‬‬

‫لمعرفة أداء المصارف اإلسـالمية الجزائرية ومدى مساهمتها في تطوير النظام المصرفي الجزائري نستعرض‬
‫واقع النشاط المصرفي على مستوى المنظومة المصرفية الجزائرية المكونة من المصارف العمومية والخاصة‪.‬‬

‫‪ .1‬الودائع‪.‬‬

‫من خالل الجدول الموالي يتضح لنا حجم الودائع في المصارف العمومية والخاصة خالل الفترة (‪­ 2012‬‬
‫‪.)2017‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)02-08‬إجمالي الودائع في المصارف العمومية والخاصة خالل الفترة (‪.)2017­2012‬‬

‫الوحدة‪ :‬مليار دج‬

‫حصة المصارف حصة المصارف‬ ‫مجموع‬ ‫الودائع لدى‬ ‫الودائع لدى‬ ‫البيان‬
‫الخاصة‬ ‫العمومية‬ ‫الودائع‬ ‫السنوات المصارف العمومية المصارف الخاصة‬

‫‪% 12.2‬‬ ‫‪% 87.8‬‬ ‫‪6690‬‬ ‫‪813.1‬‬ ‫‪5876.9‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪% 12.6‬‬ ‫‪% 87.4‬‬ ‫‪7229.2‬‬ ‫‪906.6‬‬ ‫‪6322.6‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪% 11.9‬‬ ‫‪% 88.1‬‬ ‫‪8518.5‬‬ ‫‪1012.8‬‬ ‫‪7505.7‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪% 11.6‬‬ ‫‪% 88.4‬‬ ‫‪8335.1‬‬ ‫‪961.6‬‬ ‫‪7373.5‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪% 13.2‬‬ ‫‪% 86.8‬‬ ‫‪8141.5‬‬ ‫‪1070.3‬‬ ‫‪7071.3‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪% 13.2‬‬ ‫‪% 86.8‬‬ ‫‪9207.5‬‬ ‫‪1209‬‬ ‫‪7998.5‬‬ ‫‪2017‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على التقارير السنوية لبنك الجزائر من (‪)2017-2012‬‬

‫يشير الجدول أنه طوال فترة الدراسة لوحظ الهيمنة الكبيرة للمصارف العمومية في الحصول على الودائع‬
‫مقارنة بنظيراتها من المصارف الخاصة‪ ،‬حيث بلغت حصة المصارف العمومية سنة ‪ 2017‬ما يقارب‬
‫‪ 7998.5‬مليار دج أي ما يعادل نسبة ‪ %86.8‬من إجمالي الودائع التي بلغت حدود ‪ 9207.5‬مليار دج‪،‬‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫مقابل ‪ 1209‬مليار دج بالنسبة للمصارف الخاصة‪ ،‬بنسبة تقدر بـ ‪ %13.2‬من إجمالي الودائع‪ ،‬وهذا راجع‬
‫لعدة أسباب أهمها االنتشار الكبير لشبكة فروع المصارف العمومية وتغطيتها لكافة واليات الوطن حيث بلغ‬
‫عددها في نهاية سنة ‪ 2017‬حوالي ‪ 1145‬وكالة‪ ،‬مقابل ‪ 364‬وكالة للبنوك الخاصة‪ ،‬بنسبة ‪ %68‬و‬
‫‪ %32‬على التوالي‪ ،1‬وكذا إيداع المؤسسات العمومية ألموالها على مستوى المصارف العمومية بدل‬
‫المصارف الخاصة‪ ،‬ولقد بلغت نسبة نمو إجمالي الودائع خالل سنة ‪ 2017‬بـ ‪ %13.10‬مقارنة بسنة‬
‫‪ 2016‬وبنسبة ‪ %37.63‬مقارنة بسنة ‪.2012‬‬

‫ويمكن تلخيص هيكل الودائع في المصارف الجزائرية خالل فترة الدراسة المذكورة أعاله في الشكل البياني‬
‫التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)02-12‬هيكل الودائع في المصارف الجزائرية خالل السنوات (‪.)2017 – 2012‬‬

‫هيكل الودائع في البنوك الجزائرية‬


‫‪7998,5‬‬
‫‪8000‬‬ ‫‪7505,7‬‬ ‫‪7373,5‬‬
‫‪7071,3‬‬
‫‪7000‬‬ ‫‪6322,6‬‬
‫‪5876,9‬‬
‫‪6000‬‬
‫‪5000‬‬
‫‪4000‬‬
‫‪3000‬‬
‫‪2000‬‬ ‫‪1012,8‬‬ ‫‪961,6‬‬ ‫‪1070,3‬‬ ‫‪1209‬‬
‫‪813,1‬‬ ‫‪906,6‬‬
‫‪1000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على بيانات الجدول رقم (‪)02-08‬‬

‫التقرير السنوي لبنك الجزائر لسنة ‪ ،2017‬ص‪.69‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫‪ .2‬القروض‪.‬‬

‫يتضح من خالل معطيات الجدول رقم(‪ )07‬إجمالي القروض الممنوحة من طرف المصارف العمومية‬
‫والخاصة خالل الفترة (‪.)2017­2012‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)02-09‬إجمالي القروض الممنوحة من طرف المصارف العمومية والخاصة خالل الفترة‬
‫(‪.)2017­ 2012‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دج‬

‫حصة المصارف‬ ‫حصة المصارف‬ ‫مجموع‬ ‫البيان المصارف العمومية المصارف الخاصة‬
‫الخاصة‬ ‫العمومية‬ ‫القروض‬ ‫السنوات‬
‫‪% 13.3‬‬ ‫‪% 86.7‬‬ ‫‪4285.6‬‬ ‫‪569.5‬‬ ‫‪3716.1‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪% 13.5‬‬ ‫‪% 86.5‬‬ ‫‪5154.5‬‬ ‫‪697‬‬ ‫‪4457.4‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪% 12.2‬‬ ‫‪% 87.8‬‬ ‫‪6502.9‬‬ ‫‪790.8‬‬ ‫‪5712.1‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪% 12.5‬‬ ‫‪% 87.5‬‬ ‫‪7275.6‬‬ ‫‪909‬‬ ‫‪6366.6‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪% 12.4‬‬ ‫‪% 87.6‬‬ ‫‪7907.8‬‬ ‫‪982.5‬‬ ‫‪6925.3‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪% 13.2‬‬ ‫‪% 86.8‬‬ ‫‪8877.9‬‬ ‫‪1173.9‬‬ ‫‪7704‬‬ ‫‪2017‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على التقارير السنوية لبنك الجزائر من (‪)2017­2012‬‬

‫على ضوء المعطيات الواردة في الجدول أعاله‪ ،‬يتضح لنا استحواذ المصارف العمومية الحصة الكبرى من‬
‫إجمالي القروض الممنوحة على مستوى الجهاز المصرفي أي ما قيمته ‪ 7704‬مليار دج وبنسبة تجاوزت‬
‫‪ %86.8‬مقابل حصة مقدرة بـ ‪ 1173.9‬دج بالنسبة للمصارف الخاصة وبنسبة تقدر بحوالي ‪ %13.2‬والتي‬
‫تعتبر نسبة ضئيلة جدا مقارنة بالمصارف العمومية التي سيطرت على تمويل كامل القطاع العمومي‪،‬‬
‫واحتفاظه بحصة معتبرة في تمويل القطاع الخاص بنسبة تقدر بـ‪ %74.5‬خالل سنة‪ ،1 2017‬كما عرفت كل‬
‫من المصارف العمومية والخاصة في سنة ‪ 2017‬نسبة نمو قدرت بحوالي ‪ % 107.3‬و ‪ % 106.13‬على‬
‫التوالي وهذا مقارنة بسنة ‪. 2012‬‬

‫التقرير السنوي لبنك الجزائر لسنة ‪ ،2017‬ص‪.78‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫ولعل السبب في هيمنة المصارف العمومية على تمويل االقتصاد الوطني هو تمويلها للمشاريع الكبرى للدولة‬
‫خاصة المتعلقة منها بقطاعي الطاقة والموارد المائية‪ ،‬عكس المصارف الخاصة التي تهتم بتمويل نشاطات‬
‫االستيراد وفتح االعتمادات المستندية وتقديم بعض التسهيالت االئتمانية‪ ،‬لكن بالرغم من هذا عرفت‬
‫المصارف الخاصة نموا معتب ار وهذا دليل لعودة الثقة نحوها بعدما كان الزبائن ينفرون منها خاصة بعد‬
‫فضيحة بنك الخليفة والبنك الصناعي والتجاري الجزائري‪.‬‬

‫والتمثيل البياني لحجم القروض الممنوحة من طرف المصارف الجزائرية خالل الفترة ما بين‬
‫(‪.)2017­2012‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)02-13‬حجم القروض الممنوحة من طرف المصارف الجزائرية خالل السنوات‬
‫(‪)2017-2012‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على بيانات الجدول رقم (‪)02-09‬‬

‫كما يمكن التعبير بيانيا عن هيمنة المصارف العمومية على النشاط المصرفي مقارنة بالمصارف الخاصة‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫الشكل رقم (‪ :)02-14‬حصة المصارف العمومية والمصارف الخاصة من القروض خالل سنة ‪2017‬‬

‫‪2017‬‬
‫‪13,2%‬‬

‫‪86,8%‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على بيانات الجدول رقم (‪)02-09‬‬

‫ثانيا‪ :‬حصة المصارف اإلسالمية من الودائع والتمويالت مقارنة بنظيراتها من المصارف الخاصة خالل‬
‫السنوات (‪ :)2017­2012‬بعد ما بينا إجمالي الودائع والقروض الممنوحة من طرف المصارف العمومية‬
‫والخاصة وكذا حصة كل منهما‪ ،‬نقوم فيما يلي باستعراض حصة المصارف اإلسالمية الجزائرية (بنك البركة‬
‫ومصرف السالم) مقارنة بالمصارف الخاصة المحلية منها واألجنبية الناشطة في السوق المصرفي الجزائري‪.‬‬

‫‪ .1‬الودائع‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)02-10‬إجمالي الودائع في المصارف اإلسالمية والخاصة خالل الفترة (‪.)2017­2012‬‬

‫الوحدة‪ :‬مليار دج‬

‫حصة المصارف‬ ‫حصة المصارف‬ ‫مجموع‬ ‫المصارف الخاصة‬ ‫المصارف اإلسالمية‬ ‫البيان‬
‫اإلسالمية‬ ‫الخاصة‬ ‫الودائع‬ ‫(البركة ‪ +‬السالم)‬ ‫السنوات‬

‫‪% 14.32‬‬ ‫‪% 85.68‬‬ ‫‪949.02‬‬ ‫‪813.1‬‬ ‫‪135.92‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪% 14.15‬‬ ‫‪% 85.85‬‬ ‫‪1055.98‬‬ ‫‪906.6‬‬ ‫‪149.38‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪% 12.95‬‬ ‫‪% 87.05‬‬ ‫‪1163.45‬‬ ‫‪1012.8‬‬ ‫‪150.64‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪% 15.65‬‬ ‫‪% 84.35‬‬ ‫‪1139.86‬‬ ‫‪961.6‬‬ ‫‪178.26‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪% 16.05‬‬ ‫‪% 83.95‬‬ ‫‪1274.96‬‬ ‫‪1070.3‬‬ ‫‪204.66‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪% 18.4‬‬ ‫‪% 81.6‬‬ ‫‪1481.55‬‬ ‫‪1209‬‬ ‫‪272.55‬‬ ‫‪2017‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على تقارير بنكي البركة والسالم وتقارير بنك الجزائر‬

‫‪115‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫يبين الجدول أعاله التزايد المستمر في نمو ودائع المصارف اإلسالمية في الجزائر حيث بلغت الودائع لديها‬
‫حدود ‪ 272.55‬مليار دج خالل سنة ‪ 2017‬وبمعدل نمو يقدر بـ ‪ % 33.18‬مقارنة بسنة ‪ ،2016‬عكس‬
‫المصارف الخاصة األخرى التي عرفت نموا بطيئا نوعا ما و متذبذبا أحيانا على غرار سنة ‪ 2015‬التي‬
‫عرفت انخفاض الودائع بنسبة قدرت بحوالي ‪ % 5‬مقارنة بسنة ‪ ،2014‬وهذا وان دل على شيء فإنما يدل‬
‫على زيادة ثقة العمالء في المصارف اإلسالمية‪ ،‬وكذلك سياسة هذه المصارف التي تستبعد عنصر الربا في‬
‫كل معامالتها‪ ،‬وهذا ما يظهر جليا من خالل نسبة النمو التي عرفتها المصارف اإلسالمية مقارنة بنظيراتها‬

‫من المصارف الخاصة خالل سنة ‪ 2017‬مقارنة بسنة ‪ ،2012‬حيث تجاوزت نسبة النمو في المصارف‬
‫اإلسالمية ‪ %100‬مقابل‪ % 48.7‬بالنسبة للمصارف الخاصة‪.‬‬

‫والشكل الموالي يوضح حصة المصارف اإلسالمية من الودائع مقارنة بإجمالي الودائع بالمصارف الخاصة‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)02-15‬حصة المصارف اإلسالمية من الودائع مقارنة بإجمالي الودائع بالمصارف الخاصة‬

‫‪1400‬‬
‫‪1200‬‬ ‫‪1209‬‬
‫‪1012,8‬‬ ‫‪1070,3‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪906,6‬‬ ‫‪961,6‬‬
‫‪813,1‬‬
‫‪800‬‬
‫‪600‬‬
‫‪400‬‬
‫‪135,92‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪149,38‬‬ ‫‪150,64‬‬ ‫‪178,26‬‬
‫‪204,66‬‬ ‫‪272,55‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬

‫المصارف الخاصة‬ ‫المصارف اإلسالمية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على بيانات الجدول رقم (‪)02-10‬‬

‫كما يمكن توضيح نسبة الودائع في المصارف اإلسالمية مقارنة بالمصارف العمومية والمصارف الخاصة‬
‫خالل سنة ‪.2017‬‬

‫‪116‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫ق‬ ‫إل‬ ‫د ئع في‬ ‫الشكل رقم (‪:)02-16‬‬


‫‪.2017‬‬

‫‪2017‬‬

‫‪18,4%‬‬

‫‪81,6%‬‬

‫إل‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على الجداول رقم (‪ )02-08‬و (‪)02-10‬‬

‫‪ .2‬التمويالت‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)02-11‬إجمالي تمويالت المصارف اإلسالمية والخاصة خالل الفترة (‪.)2017­2012‬‬

‫الوحدة‪ :‬مليار دج‬

‫حصة المصارف‬ ‫حصة المصارف‬ ‫مجموع القروض‬ ‫المصارف‬ ‫البيان المصارف‬


‫اإلسالمية‬ ‫الخاصة‬ ‫الخاصة‬ ‫اإلسالمية‬ ‫السنوات‬
‫‪% 12.15‬‬ ‫‪% 87.85‬‬ ‫‪648.27‬‬ ‫‪569.5‬‬ ‫‪78.77‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪% 11.6‬‬ ‫‪% 88.4‬‬ ‫‪788.12‬‬ ‫‪697‬‬ ‫‪91.12‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪% 11.55‬‬ ‫‪%88.45‬‬ ‫‪894.05‬‬ ‫‪790.8‬‬ ‫‪103.25‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪% 11.5‬‬ ‫‪% 88.5‬‬ ‫‪1026.86‬‬ ‫‪909‬‬ ‫‪117.86‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪%12.5‬‬ ‫‪% 87.5‬‬ ‫‪1122.82‬‬ ‫‪982.5‬‬ ‫‪140.32‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪% 13.67‬‬ ‫‪% 86.33‬‬ ‫‪1359.89‬‬ ‫‪1173.9‬‬ ‫‪185.99‬‬ ‫‪2017‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على تقارير بنكي البركة والسالم وتقارير بنك الجزائر‬

‫‪117‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫الشكل رقم (‪ :)02-17‬حصة تمويالت المصارف االسالمية من مجموع تمويالت المصارف الخاصة‬
‫األخرى خالل السنوات (‪.)2017­2012‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على تقارير بنك الجزائر وتقارير المصارف اإلسالمية لسنوات (‪)2017­2012‬‬

‫من خالل الجدول أعاله يتضح لنا جليا أن حجم التمويالت المقدمة للزبائن من طرف المصارف اإلسالمية‬
‫في تزايد مستمر خالل فترة الدراسة‪ ،‬حيث بلغ حجم التمويل الممنو ح خالل سنة ‪ 2017‬حوالي ‪185.99‬‬
‫مليار دج وبمعدل نمو يقدر بحوالي ‪ % 32.55‬مقارنة بسنة ‪ ،2016‬مقابل ‪ 1173.9‬مليار دج بالنسبة‬
‫للمصارف الخاصة األخرى بمعدل نمو يقدر بحوالي ‪ % 19.5‬مقارنة بسنة ‪ ،2016‬وبنسبة زيادة تجاوزت‬
‫‪ % 136.12‬بالنسبة للمصارف اإلسالمية وبنسبة ‪ % 106.15‬بالنسبة للمصارف الخاصة األخرى وهذا في‬
‫‪ 2017‬مقارنة بسنة ‪.2012‬‬

‫وبالرغم من تزايد التمويل الممنو ح للزبائن من طرف المصارف اإلسالمية‪ ،‬إال أنه تبقى نسبة مساهمتها في‬
‫إجمالي القروض الممنوحة لالقتصاد ضئيلة جدا حيث قدرت بحوالي ‪ % 2.3‬مقابل ‪ % 97.7‬بالنسبة‬
‫للمصارف العمومية‪ ،‬ويرجع ذلك لهيمنة المصارف العمومية في تمويل المشاريع االستثمارية الكبرى للدولة‬
‫واقتصار المصارف اإلسالمية عادة على تمويل دورات االستغالل أكثر من االستثمارات‪ ،‬كما أن أغلب‬
‫تمويالتها قائمة على صيغ المداينات أكثر منها على المشاركات نظ ار الرتفاع المخاطر في هذه األخيرة‬
‫مقارنة بصيغ المداينات التي يعتبر العائد فيها أكثر ضمانا بالرغم من قلته‪ ،‬كما نالحظ أيضا أن حصة‬

‫‪118‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫التمويالت في المصارف اإلسالمية مقارنة بنظيراتها من المصارف الخاصة األخرى ضئيلة جدا حيث بلغت‬
‫نسبتها حوالي ‪ %13.67‬و‪ 86.133‬على التوالي خالل سنة ‪.2017‬‬

‫والرسم البياني الموالي يبين حصة المصارف اإلسالمية من التمويالت مقارنة بالمصارف العمومية‬
‫والمصارف الخاصة األخرى خالل سنة ‪.2017‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)02-18‬نسبة التمويالت في المصارف اإلسالمية مقارنة بالمصارف العمومية والمصارف‬
‫الخاصة لسنة ‪2017‬‬

‫‪2017‬‬

‫‪13,67%‬‬

‫‪86,33%‬‬

‫إل‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على الجداول رقم (‪ )02-09‬و (‪)02-11‬‬

‫‪119‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي‬

‫خالصة الفصل الثاني‪.‬‬

‫حاولنا في هذا الفصل التطرق إلى حالة الجهاز المصرفي الجزائري قبل وبعد االستقالل‪ ،‬مرو ار بمختلف‬
‫اإلصالحات التي عرفها في سياق تحول الجزائر إلى اقتصاد السوق‪ ،‬وكذلك عرض مختلف المصارف‬
‫والمؤسسات العاملة في السوق المصرفية الجزائرية‪ ،‬وبعدها مدى مساهمة المصارف اإلسالمية في ترقية‬
‫الجهاز المصرفي الجزائري‪.‬‬

‫ولقد خلصنا الى بعض النتائج نذكر أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬يعتبر قانون النقد والقرض (‪ )10/90‬أولى اإلصالحات التي أدخلت على الجهاز المصرفي الجزائري‬
‫للتكيف مع اقتصاد السوق‪.‬‬

‫‪ .2‬جاء األمرين (‪ )01/01‬و (‪ )11/03‬المعدلين والمتممين لقانون القرض والنقد من أجل ترقية الجهاز‬
‫المصرفي الجزائري وكذلك إلرساء دعائم الرقابة واإلشراف على العمل المصرفي في الجزائر‪.‬‬

‫‪ .3‬يعتبر النظامين (‪ )18/02‬و (‪ )20/02‬الركيزة القانونية األولى التي أعطت الضوء األخضر للعمل‬
‫المصرفي اإلسالمي في الج ازئر تحت غطاء قانوني واضح المعالم‪.‬‬

‫‪ .4‬المصارف العمومية التقليدية تسيطر وبشكل كبير على معظم النشاط المصرفي في الجزائر بنسبة تتعدى‬
‫‪ %88‬مقارنة بالمصارف الخاصة‪ ،‬وهذا راجع إلى االنتشار الكبير لفروعها وكذلك هيمنتها على تمويل‬
‫المشاريع االستثمارية الكبرى للدولة‪.‬‬

‫‪ .5‬محدودية حصة المصارف اإلسالمية في السوق المصرفية الجزائرية بنسبة ال تتجاوز ‪ %3‬من إجمالي‬
‫النشاط المصرفي‪ ،‬وبنسبة ‪ %15‬مقارنة مع نظيراتها من المصارف الخاصة األخرى‪.‬‬

‫‪ .6‬اقتصار المصارف الخاصة عموما واإلسالمية خصوصا على تميل أنشطة االستغالل بدل من األنشطة‬
‫االستثمارية أدى بها لعدم النمو والتوسع مقارنة بالمصارف العمومية‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫متطلبات التحول إلى الصيرفة‬
‫اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫تمهيد الفصل الثالث‪.‬‬

‫لم يقتصـر تقـديـم العـمـل الـمصـرفي اإلسالمي على المصـارف اإلسالمية فحسب‪ ،‬بل سارعت العديد من‬
‫المصارف التقليدية إلى تقـديـم األعمال والمنتجـات المصـرفية اإلسالمية بأشكال ومداخل مختلفة حسب رغبة‬
‫كل مصرف‪ ،‬وهذا ما يعرف بظاهرة التحول‪ ،‬ولقـد انتشـرت ظاهرة لتحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي في‬
‫العديد من الدول العربية واإلسالمية بل وحتى في العديد من المصارف الغربية‪ ،‬ونحاول في هذا الفضل تبيان‬
‫مفهوم التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬ومبادئه‪ ،‬وأهم مداخل التحول‪ ،‬إلى جانب المتطلبات واإلجـراءات‬
‫الضـرورية للتحول وعقباته‪ ،‬وبعدها التطرق إلى التحول المصرفي اإلسالمي في الجزائر من خالل تبني‬
‫مدخل إنشـاء نوافـذ إسالمية داخل المصارف التقليدية خاصة بعد صدور النظام رقم ‪ 20­02‬الذي أعطى‬
‫الضوء األخضر للمصارف التقليدية بإنشاء نوافذ إسالمية على مستوى مختلف فروعها‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫التحول هو انتقال المصارف التقليدية من التعامل المنهي عنه شرعاً إلى التعامل الحالل والموافق لمبادئ‬
‫الدين اإلسالمي الحنيف‪ ،‬بحيث يتم إحالل العمل المصرفي المباح و المبني على تعاليم و أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬محل العمل المصرفي المحرم القائم على المعامالت الربوية‪ ،‬مما يجعل جميع أعمال المصرف‬
‫وأنشطته خاضعة ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ولكن هذا التحول يختلف من مصرف إلى آخر وذلك‬
‫حسب الدوافع الكامنة وراء التحول واختالف مصدره‪ ،‬مما يستدعي التعرف على مفهوم التحول لغة‬
‫‪1‬‬
‫واصطالحاً ودوافعه‪ ،‬وأهم أنواعه ومبادئه‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف التحول إلى الصيرفة اإلسالمية ودوافعه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف التحول‪.‬‬

‫‪ .1‬لغة‪:‬‬

‫« تحول عن الشيء‪ :‬زال عنه إلى غيره‪ ،‬حال الرجل يحول مثل تحول من موضع إلى موضع آخر‪ ،‬ويقال‬
‫حال إلى مكان آخر أي تحول‪ ،‬وحال الشيء نفسه يحول حوال بمعنيين‪ :‬يكون تغيرا‪ ،‬ويكون تحوال»‪.1‬‬
‫والتحول هو «اإلنتقال من حال إلى حال»‪.2‬‬

‫قال تعالى «خالدين فيها ال يبغون عنها حوال» (سورة الكهف‪ ،‬اآلية‪ ،)108‬والتحول هنا في هذه اآلية‬

‫‪3‬‬
‫يعني أنهم ال يطيقون التحول عنها إلى غيرها‪ ،‬والحول بمعنى التحول من موضع إلى آخر‪.‬‬

‫‪ .2‬اصطالحا‪ :‬فيما يخص التعريف االصطالحي لعملية تحول المصارف التقليدية فقد تعددت آراء المؤلفين‬
‫والباحثين حول تعريفها‪ ،‬حيث عرفها بعضهم‪:‬‬

‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1968 ،‬ص‪.187‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد رواس قلعجي‪ ،‬حامد صادق قنيبي‪ ،‬معجم لغة الفقهاء‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1988‬ص‪.92‬‬

‫سالم علي سالم صبران البريكي‪ ،‬أثر صيغ التمويل اإلسالمي على األداء المالي للمصارف التقليدية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النفائس‬ ‫‪3‬‬

‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2018 ،‬ص‪.87‬‬

‫‪123‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫أ‪ .‬يعرف التحول إلى الصيرفة اإلسالمية على أنه «انتقال المصارف التقليدية من التعامل المحظور شرعا‬
‫إلى التعامل المباح والموافق ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬بحيث يتم إحالل العمل المصرفي المطابق ألحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية محل العمل المصرفي المخالف لها‪ ،‬حتى تصبح جميع أعمال المصرف وأنشطته خاضعة‬
‫‪1‬‬
‫لقواعد وأسس الشريعة اإلسالمية»‪.‬‬

‫ب‪ .‬ويمكن تعريفها على أنها «الرغبة لدى المصارف التقليدية بتقديم خدمات ومنتجات إسالمية‪ ،‬وذلك بشكل‬
‫كلي من خالل االحالل الكامل للعمليات المصرفية اإلسالمية محل العمليات المصرفية التقليدية أو بشكل‬
‫جزئي من خالل تقديم منتجات وخدمات إسالمية بجانب المنتجات والخدمات التقليدية‪ ،‬وذلك للعديد من‬
‫‪2‬‬
‫األسباب تتفاوت بين أسباب عقائدية واجتماعية وبين أسباب تجارية وربحية»‪.‬‬

‫جـ‪ .‬نقصد بالتحول «االنتقال من وضع فاسد شرعاً إلى وضع صالح شرعاً»‪.‬‬

‫د‪ .‬يقصد بالتحول إلى الصيرفة اإلسالمية «وجود رغبة صادقة لدى المصرف التقليدي في إيقاف التعامالت‬
‫‪3‬‬
‫المصرفية التي بها مخالفات شرعية وابدالها بالتعامالت المصرفية المطابقة ألحكام الشريعة اإلسالمية»‪.‬‬

‫هـ‪ .‬يقصد بتحول المصرف الربوي إلى مصرف إسالمي «هو حدوث تغيير في أسس ومبادئ المصرف وكذا‬
‫هيكله التنظيمي وبنيته اإلدارية‪ ،‬وهو تحول جذري عما كان عليه سابقا شكال ومضمونا‪ ،‬كما يعني التخلي‬
‫عن التعامل بالربا المحرم شرعا ويجعل من أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية مصد ار يستقي منه جميع‬
‫‪4‬‬
‫أحكامه عند ممارسته لكل أنشطته وأعماله المصرفية»‪.‬‬

‫سالم المعطيات يزن خلف‪ ،‬تحول المصارف التقليدية للعمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬أطروحة دكتوراه تخصص مصارف‬ ‫‪1‬‬

‫إسالمية‪ ،‬األكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية‪ ،‬األردن‪ ،2007 ،‬ص‪.46‬‬

‫مريم سعد رستم‪ ،‬تقييم مداخل تحول المصارف التقليدية إلى مصارف إسالمية‪ ،‬نموذج مقترح للتطبيق على المصارف السورية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫أطروحة دكتوراه في العلوم المالية والمصرفية‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة حلب‪ ،‬سوريا‪ ،2014 ،‬ص‪.14‬‬

‫مصفى ابراهيم محمد مصطفى‪ ،‬تقييم ظاهرة تحول البنوك التقليدية للمصرفية اإلسالمية دراسة تطبيقية عن تجرية بعض البنوك‬ ‫‪3‬‬

‫السعودية‪ ،‬رسالة ماجستير في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬الجامـعة األمريكية المفتوحة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص‪.37‬‬

‫عمار أحمد عبد هللا‪ ،‬أثر التحول المصرفي في العقود الربوية‪ ،‬دار كنوز اشبيليا للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة‬ ‫‪4‬‬

‫العربية السعودية‪ ،2009 ،‬ص‪.31‬‬

‫‪124‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫وعليه يمكننا صياغة تعريف للتحول إلى الصيرفة اإلسالمية على أنه‪« :‬االنتقال من الصيرفة التقليدية‬
‫القائمة على التعامل بالربا من خالل سعر الفائدة الذي تطبقه في معامالتها‪ ،‬إلى الصيرفة اإلسالمية‬
‫المبنية أساسا على المشاركة في األرباح و الخسائر وبما يتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬أو بمعنى‬
‫آخر استبدال المصارف التقليدية ألنشطتها ومعامالتها‪ ،‬وكذا هيكلتها المالية والتنظيمية بأساليب وأنشطة‬
‫وبنية تتالءم مع مبادئ وأحكام الدين اإلسالمي الحنيف‪ ،‬وكذا إيقاف كل الخدمات المصرفية الربوية‬
‫واحاللها بخدمات مصرفية تتماشى مع أحكام الشريعة اإلسالمية بعد الموافقة عليها من طرف هيئة شرعية‬
‫مختصة»‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دوافع التحول‪.‬‬

‫تتباين دوافع وأسباب التحول المصرفي من مصرف آلخر وهذا حسب األهداف واالستراتيجيات المسطرة من‬
‫طرف القائمين على المصرف التقليدي‪ ،‬حيث أن أي قرار لتحويل المصرف الذي يعتمد في معامالته على‬
‫الفائدة أخذا وعطاءا‪ ،‬إلى مصرف يتبنى تحريم التعامل بالفائدة باعتبارها ربا محرم شرعا يجب أن يكون‬
‫مصحوبا بدوافع مقنعة ألصحاب القرار وكذا كل من العمالء وهيئات اإلشراف والرقابة وكذا األهمية المرجوة‬
‫من هذا التحول‪ ،‬وبذلك تختلف مبررات التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي التي يمكن ذكرها كما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬الدوافع العقائدية والشرعية‪:‬‬

‫تستمد المصارف اإلسالمية أساسها العقائدي من مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فترك العمل بالربا وااللتزام‬
‫والتقيد بالعمل بأحكام الشريعة اإلسالمية يعتبر من أهم أسباب التي تدفع بالمصرف التقليدي التحول إلى‬
‫مصرف إسالمي‪ ،‬هذا جانب عقائدي ال نجده إال في المصارف اإلسالمية‪ ،‬ولقد شهدت المجتمعات العربية و‬
‫اإلسالمية تنامي الوعي الديني إلى جانب زيادة قناعة أصحاب القرار في المصارف التقليدية بأن نظام الفوائد‬
‫هو نظام فاسد وغير جائز شرعا بمختلف األدلة الشرعية التي تحرم ذلك‪ ،‬وأن االستمرار بالعمل بهذا النظام‬
‫‪1‬‬
‫في مجمل أنشطة المصرف يتضارب مع العقيدة الصحيحة للمسلم‪.‬‬

‫رشام كهينة تحول البنوك التقليدية إلى بنوك إسالمية‪ :‬اآلليات والمعوقات‪ ،‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬الجزائر‪،2016 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.101‬‬

‫‪125‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫‪ .2‬الدوافع االقتصادية‪ :‬هناك العديد من الدوافع االقتصادية التي تدفع بالمصارف التقليدية بالتحول الى‬
‫الصيرفة اإلسالمية وممارسة النشاط اإلسالمي‪ ،‬والتي يمكن ذكرها كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬تعظيم األرباح‪ :‬كل المصارف والمؤسسات المالية تسعى إلى تحقيق هذا الهدف‪ ،‬وباعتبار أن العمل‬
‫مصد ار هاما لتحقيق المكاسب واألرباح‪ ،‬مما جعلها من بين أهم دوافع تحول‬
‫ً‬ ‫المصرفي اإلسالمي يمثل‬
‫المصارف التقليدية للمصرفية اإلسالمية‪ ،‬ويتجلى ذلك من خالل‪:1‬‬

‫* رغبة المصارف التقليدية المحافظة على عمالئها الحاليين وكذا استقطاب عمالء جدد‪ ،‬لذلك تسعى لتلبية‬
‫رغباتهم من خالل العمل على تقديم منتجات وخدمات مصرفية متنوعة توافق مبادئ الشريعة اإلسالمية؛‬

‫* سعي المصارف التقليدية لمنافسة المصارف اإلسالمية في جذب العمالء الذين يرغبون في التعامل في‬
‫المنتجات واألنشطة المصرفية اإلسالمية‪ ،‬ويرفضون التعامل في األعمال والمنتجات الربوية؛‬

‫* االرتفاع في نسب ة العائد على االستثمارات في الصيغ والمنتجات المصرفية اإلسالمية مقارنة بالعوائد في‬
‫المصارف التقليدية القائم أساسا على القروض بمعدالت الفائدة الربوية؛‬

‫* محاولة المصارف التقليدية االستفادة من الخدمات والصيغ التمويلية اإلسالمية التي تعتبر ممنوعة‬
‫التعامل بها في ظل النظام التقليدي الربوي‪ ،‬مما يسمح لها بالتوسع في نشاطاتها المصرفية؛‬

‫* التخوف المتزايد للمصارف التقليدية من خسارة حصتها السوقية المصرفية وعدم قدرتها مواجهة ومنافسة‬
‫المصارف اإلسالمية والمنتجات والخدمات التي تقدمها‪ ،‬الشيء الذي يؤدي بها إلى إنعاش المصرف عن‬
‫طريق اإلعالن عن رغبته في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫ب‪ .‬تحقيق العدالة في توزيع العائد والثروة‪.‬‬

‫ويتجلى ذلك بمشاركة المصرف للمضاربين بنتيجة المشروع من ربح وخسارة‪ ،‬أي تطبيقا للقاعدة الفقهية‬
‫«الغنم بالغرم» وهذا عكس ما هو متعامل به في المصارف الربوية حيث نجد دائما أن المصرف الدائن هو‬
‫الرابح‪ ،‬بينما المدين وحده معرض للربح والخسارة‪ ،‬وال شك أن هذا ظلم في توزيع العائد والثروة‪ ،‬ففي النظام‬

‫سليم موساوي‪ ،‬المصرفية اإلسالمية في الجزائر‪ :‬مبررات التحول‪ ،‬ومتطلبات النجاح‪ ،‬مجلة الشريعة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،13‬المجلد ‪،7‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.206‬‬

‫‪126‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫المصرفي التقليدي عادة ال يوجد احتمال لتحمل الخسارة‪ ،‬الشيء الذي يضمن له الحفاظ على ثرواته‬
‫وتنميتها‪ ،‬عكس المضارب الذي هو دائما معرض للخسارة أو الربح في مشروعه‪ ،‬إضافة الى التزاماته تجاه‬
‫البنك بدفع الفوائد واألقساط‪.‬‬

‫جـ‪ .‬القضاء على مشكلة البطالة‪ :‬ويتجلى ذلك خالل الحد من التوسع في االستثمار من طرف المصارف‬
‫التقليدية‪ ،‬الشيء الذي يقلل من توفير مناصب الشغل والتوظيف‪ ،‬عكس المصارف اإلسالمية التي تسعى إلى‬
‫التوسع في االستثمارات وال تعيقها بل تقوم بتنميتها مما يؤدي حتما إلى توفير مناصب الشغل والحد من‬
‫‪1‬‬
‫مشكل البطالة‪.‬‬

‫د‪ .‬الحد من التضخم‪ :‬المعلوم عن المصارف التقليدية أنها تقوم بزيادة المعروض النقدي من خالل خلق‬
‫االئتمان وعادة يكون غير مرتبط بالسوق الحقيقية أي غير مرتبط بزيادة السلع والخدمات‪ ،‬الشيء الذي يؤدي‬
‫إلى االرتفاع في المستوى العام لألسعار‪ ،‬خالفا للمصارف اإلسالمية التي ال تعمل بنظام زيادة االئتمان‬
‫باعتباره ربا محرم شرعا مما يضمن عدم وجود التضخم وزيادته في االقتصاد‪.‬‬

‫‪.3‬الدوافع القانونية‪ :‬يوجد العديد من األسباب القانونية التي تدفع بالمصارف التقليدية للتحول إلى مصارف‬
‫إسالمية ويمكن ذكر أهم هذه األسباب فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬تشجيع وتحفيز الدولة لعملية التحول‪ ،‬وهذا من خالل إصدار النصوص والتشريعات القانونية التي ترخص‬
‫وتنظم عملية التحول‪ ،‬إضافة إلى مشاركة المؤسسات الحكومية في رأس مال المصارف التقليدية التي تريد‬
‫التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي من أجل مساندتها وتشجيعها في ذلك‪.‬‬

‫ب‪ .‬إلزام المصارف التقليدية بالعمل فقط وفق مبدأ الوساطة المالية كما هو منصوص في مختلف القوانين‬
‫والتشريعات التي تصدرها المصارف المركزية‪ ،‬حيث ترى المصارف التقليدية أنها مقيدة فقط بلعب دور‬
‫الوسيط بين أصحاب الفائض وبين أصحاب العجز المالي وتقديم الخدمات المصرفية بفوائد ربوية وال يمكنها‬
‫القيام بعمليات االستثمار المباشر‪ ،‬عكس المصارف اإلسالمية التي تقوم بعملية االستثمار المباشر في جميع‬

‫قومية سفيان‪ ،‬النوافذ اإلسالمية بالبنوك التقليدية كمدخل للتحول للمصرفية اإلسالمية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائر ‪ ،2019 ،3‬ص‪.27‬‬

‫‪127‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫المجاالت لصالحها أو لصالح زبائنها‪ ،‬مما أدى بالمصارف التقليدية للسعي نحو االستفادة من هذه الميزة‬
‫‪1‬‬
‫التي تعدها قيمة مضافة مهمة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫المقصود بأنواع التحول‪ ،‬الطريقة أو األسلوب الذي يختاره ويتبعه المصرف التقليدي لتنفيذ عملية التحول‬
‫للعمل وفق أحكام الشريعة‪ ،‬حيث قسمنا التحول إلى عدة أنواع نقوم بعرضها كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التحول الكلي‪.‬‬

‫‪ :1‬تعريفه‪.‬‬

‫ويقصد به قيام المصرف التقليدي بإحالل واستبدال األعمال والخدمات المصرفية المخالفة للشريعة‬
‫اإلسالمية باألعمال والخدمات التي توافق مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وبذلك يتحول المصرف التقليدي‬
‫بالكامل إلى العمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ويمتنع عن القيام باألنشطة والمعامالت المخالفة لتعاليم‬
‫الدين اإلسالمي الحنيف‪ ،‬وعلى رأسها المعامالت الربوية‪ ،‬ويعتبر هذا النوع من أكثر أنواع التحول الذي يدل‬
‫على المصداقية والتوبة الصريحة والنية الحسنة لنبذ أي معاملة مخالفة للشرع ‪ ،‬من خالل تبني مبدأ االبتعاد‬
‫الكلي عن ممارسة أي معامالت مخالفة ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،2‬ويكون التحول الكلي غالبا بقرار من‬
‫السلطة السياسية أو النقدية (البنك المركزي) ومن أمثلة ذلك ما حدث في كل من إيران‪ ،‬وباكستان‪ ،‬وكذلك‬
‫السودان‪ ، 3‬كما يمكن أن يكون قرار التحول الكلي صادر عن إدارة المصرف وهذا بعد إعداد خطة معلنة‬
‫ومحددة لعملية التحول‪ ،‬وهذا ما قام به كل من‪ :‬بنك الجزيرة السعودي‪ ،‬مصرف الشارقة‪ ،‬مصرف اإلمارات‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫وبنك الكويت الدولي‪.‬‬

‫رضا الخليفي‪ ،‬ظاهرة أسلمة البنوك الربوية‪ ،‬مجلة المجتمع الكويتية‪ ،‬العدد ‪ ،1637‬الكويت‪ ،2005 ،‬ص‪.45‬‬ ‫‪1‬‬

‫سياخن مريم‪ ،‬متطلبات انتهاج الصيرفة اإلسالمية في المصارف التقليدية الجزائرية‪ ،‬مجلة اإلمتياز لبحوث االقتصاد واإلدارة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫العدد‪ ،02‬المجلد‪ ،03‬جامعة األغواط‪ ،‬الجزائر‪ ،2020 ،‬ص‪.118‬‬

‫رديف مصطفى‪ ،‬إشكالية التحول الجزئي للمصارف التقليدية نحو العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬مجلة اإلبتكار والتسويق‪ ،‬المجلد‪،03‬‬ ‫‪3‬‬

‫العدد ‪ ،01‬جامعة سيدي بلعباس‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص‪.132‬‬

‫شرون عز الدين‪ ،‬آليات تحول البنوك التقليدية إلى إسالمية‪ ،‬مجلة الباحث االقتصادي‪ ،‬العدد ‪ ،07‬المجلد‪ ،05‬بتاريخ ‪ 29‬جوان‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،2017‬ص‪.185‬‬

‫‪128‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫وتجدر اإلشارة أنه تم التطرق إلى التحول الكلي للمصرف التقليدي إلى مصرف إسالمي في المعيار رقم ‪06‬‬
‫الصادر عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬الذي تم اعتماده من طرف الهيئة في‬
‫اجتماعها رقم ‪ 08‬والمنعقد بالمدينة المنورة في الفترة ما بين ‪ 28‬صفر­‪ 4‬ربيع األول ‪1423‬هـ الموافق لـ‬
‫‪1‬‬
‫‪ 16­11‬ماي ‪2002‬م‪.‬‬

‫ولقد جاء في نطاق هذا المعيار ما يلي‪« :‬يتناول هذا المعيار مقومات تحول المصرف التقليدي إلى مصرف‬
‫إسالمي بموجب قرار بالتحول الكلي الفوري في تاريخ محدد يتم إعالنه‪ ،‬سواء كان القرار من داخل البنك‪ ،‬أم‬
‫من خارجه بتملكه من قبل الراغبين في تحوله‪ ،‬والمدى الزمني للتحول‪ ،‬وأثر التحول على طرق تلقي األموال‬
‫وكيفية توظيفها‪ ،‬والمعالجة لكل من التزامات البنك وحقوقه قبل التحول ما قبض أو دفع منها وما لم يقبض‬
‫أو لم يدفع‪ ،‬وكذلك الموجودات غير المشروعة لديه قبل التحول‪ ،‬ووجوه التصرف فيها»‪.2‬‬

‫ومن أمثلة التحول الكامل إلى الصيرفة اإلسالمية نذكر‪ :‬إيران (‪1982‬م)‪ ،‬باكستان (‪1983‬م)‪ ،‬السودان‬
‫(‪1985‬م)‪.‬‬

‫‪ :2‬إيجابياته‪.‬‬

‫يمكن ذكر أهم إيجابيات التحول الكلي إلى الصيرفة اإلسالمية فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬تحول المصرف التقليدي كليا للعمل المصرفي اإلسالمي وعمله بضوابط وقواعد إسالمية خالية تماما من‬
‫ا لربا مما يؤدي إلى استقطاب الزبائن أصحاب الفوائض المالية الرافضين للتعامل بالربا المحرم وزيادة ثقتهم‬
‫في المصرف بسبب تخلصه نهائيا من التعامل بالربا‪.‬‬

‫ب‪ .‬قصر مرحلة التحول‪ ،‬أي أن عملية التحول الكامل تستغرق مدة قصيرة مقارنة باألنواع األخرى من‬
‫التحول‪.‬‬

‫كتاب المعايير الشرعية لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬الموقع الرسمي لهيئة ‪ ، AAOIFI‬المنامة‪ ،‬البحرين‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2017‬ص‪.165‬‬

‫كتاب المعايير الشرعية لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.155‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪129‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫جـ‪ .‬ال تنويع في المنتجات والخدمات المصرفية عن طريق االبتكارات المالية الموافقة للشريعة اإلسالمية من‬
‫طرف الموظفين التابعين للمصرف المتحول (نتيجة لخبرتهم في العمل المصرفي بصفة عامة وخصوصا إذا‬
‫تم تكوينهم في المصرفية اإلسالمية)‪ ،‬مما يزيد من عدد عمالء المصرف‪.‬‬

‫‪ :3‬سلبياته‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫من بين سلبيات التحول الكلي نذكر‪:‬‬

‫أ‪ .‬ارتفاع إمكانية الوقوع في أخطاء العمل بسب السرعة في تنفيذ خطط التحول وبالتالي انخفاض معدل‬
‫التركيز؛‬

‫ب‪ .‬تأثير على مستوى األداء كما وكيفا‪ ،‬وهذا بسبب عدم تلقى أغلب الموظفين للتكوين والتدريب الالزم‬
‫الخاص بالعمل المصرفي اإلسالمي الذي يسمح لهم بممارسة مهامهم الجديدة؛‬

‫جـ‪ .‬ارتفاع تكاليف عملية التحول‪ ،‬بسبب محاولة اكمال جميع مراحل التحول في اآلجال المحددة لها؛‬

‫د‪ .‬ارتفاع حدة اإلشراف‪ ،‬وهذا راجع إلى الضغوطات من طرف إدارة المصرف على المشرفين على عملية‬
‫التحول من أجل اإلسراع في وتيرة التحول مع الحرص على تجنب األخطاء أثناء وبعد عملية التحول الكلي؛‬

‫هـ‪ .‬في حالة فشل عملية التحول ألي مصرف يؤدي ذلك إلى التأثير سلبا على المصارف األخرى التي تريد‬
‫خوض تجربة التحول الكلي؛‬

‫ثانيا‪ :‬التحول الجزئي‪.‬‬

‫‪ :1‬تعريفه‪ :‬يقصد بالتحول الجزئي تحويل أحد الفروع التابعة للمصرف التقليدي لتقديم خدمات والمنتجات‬
‫المصرفية اإلسالمية‪ ،‬وكذا قيامه بمختلف العمليات التمويلية التي توافق مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،2‬وما‬
‫يمكن مالحظته في هذا النوع من أنواع التحول ال توجد نية أو إرادة لدى مجلس إدارة المصرف التقليدي‬

‫يزن خلف سالم العطيات‪ ،‬تحول المصارف التقليدية للمصرفية اإلسالمية‪ :‬أنواعه من حيث الشكل واألسلوب والتدرج وأحكامه‪ ،‬منشور‬ ‫‪1‬‬

‫على موقع دار المنظومة‪ ،‬مجلة الدراسات المالية والمصرفية‪ ،‬العدد ‪ ،3‬األردن‪ ،2010 ،‬ص‪.11‬‬

‫علي صالح أحمد محمد‪ ،‬حاتم عبد الرزاق النعاس‪ ،‬التحديات التي تواجه تحول المصارف التقليدية في ليبيا نحو الصيرفة اإلسالمية‬ ‫‪2‬‬

‫(دراسة تطبيقية على مصرف الجمهورية)‪ ،‬مجلة جامعة الزيتونة‪ ،‬العدد ‪ ،22‬ترهونة‪ ،‬ليبيا‪ ،‬جوان ‪ ،2017‬ص‪.46-45‬‬

‫‪130‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫بالتحول الكامل إلى مصرف إسالمي مستقبال‪ ،‬وانما التحول يقتصر فقط على تحويل فرع أو أكثر من الفروع‬
‫التابعة للمصرف التقليدي أو إنشاء نوافذ إسالمية تقدم منتجات مصرفية إسالمية إلى جانب المنتجات‬
‫المصرفية التقليدية التي يقدمها‪.‬‬

‫حيث تجدر اإلشارة أن الفرع أو النافذة اإلسالمية يجب أن تكون مستقلة استقالال إداريا وماليا عن المصرف‬
‫المركزي حيث يقوم بإنشاء هيئة تشرف على الفروع المحولة أو النوافذ التي تم استحداثها‪ ،‬وهذا بهدف تطوير‬
‫العمل المصرفي اإلسالمي وتقديم الخدمات التي توافق أحكام الشريعة اإلسالمية لتحقيق األهداف التي تم‬
‫تسطيرها من طرف إدارة المصرف‪.‬‬

‫‪ :2‬إيجابياته‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫يمكن أن نوضح أهم إيجابيات التحول الجزئي كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬تمتعه بدرجة عالية من األمان‪ ،‬أي معنى ذلك أنه لو فشلت عملية التحول وتعرض المصرف للخسارة‪،‬‬
‫فإن الضرر يقتصر فقط على الفرع أو النافذة التي تم استحداثها‪ ،‬وبالتالي عدم تأثر المصرف ككل وباقي‬
‫الفروع األخرى التي لم تشملها عملية التحول؛‬
‫ب‪ .‬عملية التحول الجزئي يكسب المصرف التقليدي الخبرة الالزمة في عملية التحول‪ ،‬الشيء الذي يؤدي‬
‫إلى التقليل من األخطاء والمخاطر التي قد يقع فيها المصرف عند رغبته في تحويل فروع أخرى أو إنشاءه‬
‫لنوافذ إسالمية جديدة في المستقبل؛‬
‫‪ :3‬سلبياته‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫نذكرها في النقاط التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬صعوبة ضمان االستقاللية اإلدارية والمالية للفرع أو النافذة اإلسالمية عن المصرف التقليدي‪ ،‬الشيء‬
‫الذي ينتج عنه فشله إقناع المجتمع بجدية عملية التحول ومشروعية المنتجات والخدمات المصرفية‬
‫التي يقدمها‪ ،‬بسبب استم ارره في العمل المصرفي التقليدي المبني على التعامل بالربا أساسا؛‬

‫قمومية سفيان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.30‬‬ ‫‪1‬‬

‫سعود محمد عبد هللا الربيعي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ 467-466‬بقليل من التصرف‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪131‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫ب‪ .‬إن الخسائر التي يتعرض لها كل من الفرع أو النافذة اإلسالمية ستفتح الباب للتراجع عن فكرة خوض‬
‫تجربة التحول والتخاذل عنها‪ ،‬وتنعكس عنه نظرة سلبية عن عملية التحول بجميع أشكاله واصدار األحكام‬
‫المسبقة عن فشل الصيرفة اإلسالمية بصفة عامة‪ ،‬وخير دليل ما حدث في دولة قطر التي خاضت فيها‬
‫المصارف التقليدية تجربة إنشاء فروع ونوافذ إسالمية سنة ‪ 2005‬واستمرت إلى غاية ‪ 2011‬أين أصدر‬
‫مصرف قطر المركزي قرار بوقف عمل تلك الفروع والنوافذ بسبب وجود سلبيات في التطبيق نتيجة وجود‬
‫بعض الخلط بين أنشطة التمويل اإلسالمي والتقليدي‪ ،‬فبالرغم من النتائج اإليجابية التي حققتها خالل ‪6‬‬
‫سنوات من التجربة إال أنها اعتبرت تجربة سيئة من طرف الكثير من االقتصاديين المنتقدين أو باألحرى هم‬
‫ضد فكرة تحول المصارف التقليدية إلى المصرفية اإلسالمية؛‬

‫جـ‪ .‬من أجل إنشاء فرع أو نافذة إسالمية يتطلب ذلك رأس مال معتبر (تكاليف التحول‪ ،‬تكاليف تدريب‬
‫وتكوين الموارد البشرية‪ ،‬رأس مال مستقل عن المصرف التقليدي)‪ ،‬والذي قد يعجز المصرف التقليدي عن‬
‫توفيره إلى جانب عدم استطاعته اللجوء إلى مصادر أخرى كاالقتراض من الصرف المركزي أو المصارف‬
‫التقليدية األخرى بحكم تعاملها بالربا المحرم شرعا؛‬

‫د‪ .‬فترة التحول قد تستغرق مدة أطول من المتوقع؛‬

‫ثالثا‪ :‬التحول التدريجي‪.‬‬

‫ويقصد به قيام المصرف التقليدي بوضع خطة متكاملة وشاملة ومتوازنة لجميع فروعه وأقسامه وتنفيذها‪،‬‬
‫وفقا لبرنامج زمني محدد لكل المراحل المعتمدة في عملية التحول‪ ،‬مراعيا بذلك القواعد الشرعية والقانونية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬مع أخذه بعين االعتبار الوقت الكافي في كل مرحلة من مراحل التعديل والتحول إلى نظام‬
‫‪1‬‬
‫مصرفي إسالمي‪ ،‬الذي يجب أن يكون سليما وخاليا من أي محظور شرعي‪.‬‬

‫ويعد هذا ال نوع من التحول األفضل مقارنة بالنوعين السابقين‪ ،‬ألنه يتجاوز مخاطر وسلبيات التحول الكلي‬
‫الذي يكون دفعة واحدة‪ ،‬كما يتعدى سلبيات التحول الجزئي الذي ال يعبر عن النية الصادقة للقائمين على‬
‫للمصرف بتوبتهم واستعدادهم بالقيام باألعمال المصرفية الموافقة لتعاليم الدين اإلسالمي الحنيف‪ ،‬وانما هدفهم‬

‫رشام كهينة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.104‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪132‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫الوحيد هو جذب تلك الشريحة من الزبائن التي تمتلك فوائض مالية وترفض التعامل مع المصارف الربوية‪،‬‬
‫الشيء الذي يؤدي إلى فقدان الكثير من العمالء الثقة في هذا المصرف‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مبادئ التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫لكي ينجح أي بنك تقليدي يرغب في تحويل فروعه واداراته للعمل المصرفي اإلسالمي يجب عليـه أن يتبـع‬
‫بعـض المبادئ التى تكفل له تحقيق هذا النجاح‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إعداد خطة إستراتيجية للتحول ذات رؤيا واضحة محددة المراحل‪.‬‬

‫حتى تكون عملية التحول ناجحة يتوجب على مجلس اإلدارة واإلدارة العليا اعتماد استراتيجية واضحة للتحول‬
‫وكذا تـوفير المـوارد المالية الالزمة لتحقيق وانجاح عملية التحول‪ ،‬ومن بين أهم النقاط التي تشملها استراتيجية‬
‫‪1‬‬
‫التحول نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬تحضير جدول زمني لعملية التحول والذي يجب أن يكون محدد ومعلن رسمياً يوافق عليه العلماء‬
‫أصحاب الدراية والعلم في العمل المصرفي اإلسالمي للتخلص نهائيا من الربا وكل المحظورات الشرعية‪ ،‬من‬
‫خالل إعتماد طريقة التدرج في تحويل المصرف لفروعه التقليدية إلى فروع إسالمية أو إنشاء فروع جديدة أو‬
‫نوافذ إسالمية تعمل وفق مبادئ وأحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬إلى أن يحين الوقت الذي يعلن فيه المصرف‬
‫بتحوله بالكامل إلى مصرف إسالمي؛‬

‫‪ .2‬الحرص على التقيد بالعمل بالجدول الزمني الذي تم إعداده لعملية التحول‪ ،‬وأن نجاح التحول ومصداقيته‬
‫مرهون بااللتزام الفعلي بهذا الجدول الذي يعتبر كخريطة طريق ال يمكن االستغناء عنها‪ ،‬وحتى ال يفقد‬

‫المتعاملين الثقة في المصرف حول صدق نيته فالتحول‪ ،‬يجب أال تكون مدة التحول المسطرة في الجدول‬
‫طويلة جدا كما يجب أن تكون مستمرة وبدون انقطاع؛‬

‫‪ .3‬على المصرف أن يحرص تمام الحرص على االستقالل المحاسبي والمالي وكذلك أنشطة الفرع اإلسالمي‬
‫بينه وبين أموال وأنشطة المصرف الرئيسي التقليدي‪ ،‬والذي يعتبر معيار مهم جدا في عملية التحول من‬
‫المصرف التقليدي إلى المصرف اإلسالمي؛‬

‫مصطفى إبراهيم محمد مصطفى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.94‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪133‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫‪ .4‬إنشاء إدارة مستقلة خاصة بالفروع اإلسالمية تحرص على تطويرها ويجب أن تتوفر على كفاءات‬
‫ومؤهالت في العمل المصرفي اإلسالمي تستطيع حل المشاكل التي تعترض النشاط المصرفي داخل الفرع‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وكذا تعمل هذه اإلدارة على تكوين الكوادر البشرية وتدريبها تدريبا جيدا لضمان االستم اررية‬
‫والسير الحسن للعمل المصرفي اإلسالمي؛‬

‫‪ .5‬العمل على تطوير المنتجات المصرفية التي يحوزها المصرف التقليدي وتحويلها إلى منتجات إسالمية‬
‫تتوافق مع مبادئ الشريعة االسالمية‪ ،‬وكذا محاولة ابتكار منتجات مصرفية إسالمية تكون بديلة للمنتجات‬
‫المصرفية التقليدية المبنية على الربا المحرم شرعا‪ ،‬حيث يقوم بهذه المهمة مهندسين ماليين مختصين في‬
‫الهندسة المالية اإلسالمية؛‬

‫‪ .6‬على القائمون على عملية التحول استحضار النية الصادقة واحتساب األجر والثواب من هللا تبارك وتعالى‬
‫أثناء مباشرتهم لعملية التحول وكذلك القيام بالنشاط المصرفي اإلسالمي‪ ،‬باعتبار أن هذا العمل يعتبر طاعة‬
‫هلل وامتثاال لنهيه عن التعامل بالربا المحرم شرعا؛‬

‫ثانيا‪ :‬التنسيق بين الوحدات التى تم تحويلها للعمل المصرفى اإلسالمى وباقى الوحدات التقليدية داخل‬
‫المصرف لضمان فعالية التحول‪ :‬من أجل الحرص على التكامل بين مختلف فروع المصرف الرئيسي وتفهـم‬
‫طبيعة هذا العمل‪ ،‬لضمان التعـايش بينهما‪ 1‬بعيدا عن الخالفات مما يسمح بتسهيل عملية تحويل باقي‬
‫الوحدات التقليدية إلى وحدات إسالمية مستقبال‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إعداد خطة تدريب العاملين‪ :‬باعتبار أن العمل المصرفى اإلسالمي يختلف تماما عن العمل المصرفى‬
‫التقليدى كان لزاما على إدارة الفرع اإلسالمي إعداد خطة مناسبة لتدريب العاملين على أساسيات ومبادئ‬
‫العمل المصرفى اإلسالمي وكذا فقه المعامالت‪ ،‬من أجل تنميتهم وتحفيزهم الستكمال معارفهم المصرفية‬
‫وكذلك الشرعية‪ 2‬وهذا باعتماد خطة تقسم عملية التكوين إلى عدة مراحل‪ ،‬على أن تشمل عملية التكوين كل‬
‫العاملين في الفرع اإلسالمي وبمختلف مستوياتهم‪.‬‬

‫رابحي يوعبد هللا ‪ ،‬دراسة تجربة البنك األهلي التجاري السعودي في مجال التحول من الصيرفة التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬مجلة‬ ‫‪1‬‬

‫أبحاث‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪ ،1‬جامعة الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،2021 ،‬ص‪.248‬‬

‫قمومية سفيان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.32‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪134‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫رابعا‪ :‬تعيين هيئة للرقابة الشرعية‪.‬‬

‫من أجل التأكد من شرعية المعامالت والمنتجات وكذا األنشطة المصرفية التي يقوم بها الفرع اإلسالمي‪،‬‬
‫يجب تعيين هيئة رقابة شرعية تتكون مع علماء وخبراء من ذوي الثقة ولهم اإلطالع الواسع على فقه‬
‫المعامالت اإلسالمية وكذا األعمال المصرفية تسهر على الرقابة على كل أنشطة الفرع اإلسالمي وعملياته‬
‫‪1‬‬
‫للتأكد من خلوها من أي محظور شرعي وأنه يتم تنفيذها وفقا لضوابط ألحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬التدرج في تطبيق عملية التحول‪.‬‬

‫منطقيا ال يمكن في أي حال من األحوال القيام بعملية التحول جملة واحدة وفي ظرف زمني قصير جدا‬
‫حتى وان كانت الق اررات الصادرة عن اإلدارة العليا للمصرف تأمر بضرورة التحول الفوري والكلي‪ ،‬وهذا يرجع‬
‫إلى أن طبيعة األعمال المصرفية مترابطة ومتعددة األطراف (األفراد‪ ،‬المؤسسات‪ ،‬داخلية وخارجية وجهات‬
‫رقابية‪...‬الخ)‪ ،‬وعلى هذا األساس فعملية التحول تستغرق وقتا معتب ار بحكم هذا الترابط الذي يحتوي على‬
‫عالقات قانونية مختلفة ال يمكن تسويتها دفعة واحدة‪.‬‬

‫يسمح التدرج في عملية التحول بإعطاء الوقت الكافي لتبليغ الزبائن والمودعين والمستثمرين بعملية التحول‪،‬‬
‫إلى جانب االتصال بالجهات الرقابية ومختلف المؤسسات المالية‪ ،‬وكذا كسب الوقت من أجل التدريب الجيد‬
‫‪2‬‬
‫للعاملين للتحكم في آليات العمل المصرفي‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬االستمرار وعدم التراجع عن قرار التحول‪.‬‬

‫يعتبر قرار التحول نحو العمل المصرفي االسالمى بمثابة التزام وعهد قطعه المسئولون فى المصرف التقليدى‬
‫أمام المجتمع‪ ،‬الشيء الذي يحتم عليهم االستمرار وعدم التراجع عن قرارهم في التحول وهذا باتباع الخطة‬
‫المسطرة لعملية التحول‪ ،‬فحتى لو عرفت عملية التحول تباطئا في التطبيق وهذا شيء طبيعي بحكم العقبات‬
‫التي تواجهها أثناء عملية التحول فهذا مقبول‪ ،‬لكن ماال يمكن للمجتمع تقبله هو عدول وتراجع المصرف عن‬
‫قرار التحول نهائيا‪.‬‬

‫عدنان محيرق‪ ،‬التحول نحو الصيرفة اإلسالمية مع اإلشارة لحالة الجزائر‪ ،‬مجلة الدراسات االقتصادية والمالية‪ ،‬الجزء ‪ ،02‬العدد‪،10‬‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.62‬‬

‫عدنان محيرق‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.62‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪135‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مداخل التحول إلى الصيرفة اإلسالمية وآفاقها في الجزائر‪.‬‬

‫نميز بين العديد من المداخل‪ ‬التي تنبثق عن التحول من العمل المصرفي التقليدي إلى اإلسالمي‪ ،‬وهذا‬
‫حسب األسباب واألهداف التي يسعى المصرف لتحقيقها من خالل عملية التحول بكل أنواعه (التحول الكلي‪،‬‬
‫الجزئي‪ ،‬التدريجي)‪ ،‬وفيما يلي نقوم باستعراض أهم المداخل والخطوات التي يمكن ألي مصرف تقليدي بما‬
‫فيها المصارف الجزائرية االعتماد عليها عند رسم خطة التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التحول إلى نظام مصرفي إسالمي كامل‪.‬‬

‫المقصود بهذا المدخل هو احداث تغيير في بنية وأسس المصرف وكذا تركيبته التنظيمية واإلدارية‪ ،‬من خالل‬
‫القائمين على البنك بالتخلي كليا عن المعامالت الربوية وتعويضها بالنشاطات والعمليات والمنتجات‬ ‫‪‬‬
‫قرار‬
‫القائمة على مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وهذا بعد وضع خطة محكمة لعملية التحول مرفقة بجدول زمني‬
‫يتضمن طريقة التخلي عن النظام الربوي القائم‪.‬‬

‫ويعبر هذا المدخل عن صدق نية أصحابه بنبذهم للربا كليا‪ ،‬عكس بعض المصارف التقليدية التي اختارت‬
‫مدخل إنشاء نوافذ وفروع إسالمية ليس اقتناعا بضرورة انتهاج النظام اإلسالمي وأنه البديل والحل األنسب‬

‫لالقتصاد العالمي الذي يعيش أزمات مالية حادة‪ ،‬بل جريا وراء الربح لما رأت نجاح مختلف التجارب‬
‫المصرفية اإلسالمية‪.‬‬

‫ولقد تطرقت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية (‪ )AAOIFI‬في معيارها الشرعي رقم ‪06‬‬
‫المعنون بـ «تحول البنك التقليدي إلى مصرف إسالمي» إلى أهم الجوانب الواجب مراعاتها عند التحول من‬
‫المصرف التقليدي إلى مصرف إسالمي‪.‬‬

‫يرى الباحث أن المقصود بمدخل التحول هو األسلوب الذي اختاره المصرف التقليدي لممارسة نشاطه حسب مبادئ الشريعة اإلسالمية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫هذا اإلختيار يقوم أساسا على الدوافع واألهداف المرجوة من عملية التحول‪.‬‬

‫يمكن أن نميز بين نوعين من ق اررات التحول الكلي لمصرف تقليدي إلى إسالمي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬القرار الداخلي‪ :‬وهذا القرار يكون من مؤسسي المصرف التقليدي لتحويله إلى مصرف إسالمي‪.‬‬

‫‪ -‬القرار الخارجي‪ :‬ويقصد به قيام المستثمرين بشراء مصرف تقليدي بنية تحويله كليا إلى مصرف إسالمي ‪-‬بتصرف ‪-‬‬

‫‪136‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫وفيما يلي اإلجراءات الالزمة للتحول الكلي كما جاءت في المعيار الشرعي رقم ‪ 06‬الصادر عن هيئة‬
‫المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ( ‪:1) AAOIFI‬‬

‫‪ .1‬يجب لنجاح الحـول اتخاذ اإلجراءات الالزمة له واعداد األدوات وايجاد البدائل للتطبيقات الممنوعة شــرعا‪،‬‬
‫وتأهيل الطاقات الالزمة للتنفيذ الصحيح؛‬

‫‪ .2‬مراعاة اإلج ـراءات النظاميــة‪ ،‬بتعديل الترخيــص إذا كانت الجهات الرقابيــة تتطلب ذلك‪ ،‬وتعديل عقد‬
‫التأســيس والنظام األساســي من خالل القنوات المطلوبة لتعديله بتضمينه أهدافا ووسائل تالئم العمل المصرفي‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وبتنقيته مما يتنافى معه؛‬

‫‪ .3‬إعــادة بناء الهيــكل التنظيمي للبنك مــع تعديل لوائــح ونظم العمل ومحتوى وشروط التوظيف بما يتالءم‬
‫مع الوضع الجديد؛‬

‫‪ .4‬تكوين هيئة رقابة شــرعية‪ ،‬وكذلك رقابة شرعية داخلية وفق ما جاء في معايير الحوكمة الصادرة عن هيئة‬
‫المحاســبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية؛‬

‫‪ .5‬تعديل أو وضع نماذج للعقود والمســتندات متفقة مع أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية؛‬

‫‪ .6‬فتح حســابات لدى المصارف فــي الداخل والخــارج‪ ،‬وتصحيح الحسابات التي لدى البنوك التقليدية‬
‫المحلية؛‬

‫‪ .7‬إعداد برنامــج خاص لتهيئة الطاقات البش ـرية وتأهيلها لتطبيق العمل المصرفي اإلسالمي؛‬
‫‪ .8‬اتخاذ الخطوات الالزمة لتطبيق معايير المحاسبة والمراجعة والحوكمة واألخالقيات الصادرة عن هيئة‬
‫المحاســبة والمراجعة للمؤسســات المالية اإلسالمية؛‬

‫كما تجدر اإلشارة إلى أن مدخل التحول الكامل الى الصيرفة اإلسالمية يتطلب مبدأين أساسيين وهما‪:‬‬

‫هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ( ‪ ،) AAOIFI‬النسخة اإللكترونية للمعايير الشرعية‪ ،‬ساب للخدمات المصرفية‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسالمية‪ ،‬البحرين‪ ،2017 ،‬ص ‪.156‬‬

‫‪137‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫أوال‪ :‬التطبيق التدريجي‪.‬‬

‫يعتبر التدرج في التحول الكلي من العمل المصرفي التقليدي إلى اإلسالمي السبيل األنسب والضروري‬
‫اتباعه من أجل ضمان نجاح عملية التحول‪ ،‬فليس من المعقول القيام بعملية التحول الكلي بين عشية‬
‫وضحاها خاصة وقد ترسخت العمليات المصرفية الربوية في كل المجتمعات بدون استثناء‪ ،‬وعليه فمن‬
‫الصعب التخلي على النشاط المصرفي التقليدي جملة واحدة‪ ،‬وانما يتطلب ذلك وقتا وفق جدول زمني يتم‬
‫إعداده لهذا الغرض‪ ،‬وهناك عدة إجراءات يجب مراعاتها عند التدرج في تطبيق التحول الكلي نبينها في‬
‫‪1‬‬
‫النقاط اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬تجميد األموال المحرمة التي دخلت إلى خزينة المصرف كعوائد العقود الربوية التي تم االستثمار فيها في‬
‫األمور المحرمة شرعا‪ ،‬وعدم صرفها إلى غاية انتهاء عملية التحول الكلي للعمل المصرفي اإلسالمي؛‬

‫‪ .2‬القيام بتبليغ المودعين والمتعاملين مع المصرف والسعي من أجل إقناعهم بضرورة تحويل كل حساباتهم‬
‫في المصرف إلى حسابات إسالمية‪ ،‬وكذا استثمار هذه الحسابات في مختلف صيغ التمويل اإلسالمي التي‬
‫تقوم على مبدأ المشاركة في الربح والخسارة؛‬

‫‪ .3‬الحرص على تدريب العاملين على أسس وأحكام الشريعة اإلسالمية وكذا فقه المعامالت وأساسيات‬
‫التمويل اإلسالمي‪ ،‬وهذا من أجل تحضيرهم واسنادهم مهمة اإلشراف على عملية التحول؛‬

‫‪ .4‬التخلص من مختلف األصول الربوية المشكلة للمحفظة االستثمارية كأسهم المصارف الربوية والشركات‬
‫ذات النشاط المحرم‪ ،‬وكذا أسهم شركات التأمين الغير إسالمية والسندات الربوية بمختلف أنواعها؛‬

‫‪ .5‬العمل على تكييف وتعديل مختلف الخدمات اإللكترونية وبرامج اإلعالم اآللي المستخدمة داخل المصرف‬
‫وجعلها تتالءم مع العمل المصرفي اإلسالمي؛‬

‫‪ .6‬قيام المصرف باعتماد نظام محاسبة مالئم للعمل المصرفي اإلسالمي وهيئة المحاسبة والمراجعة‬
‫للمؤسسات المالية اإلسالمية؛‬

‫قمومية سفيان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.46‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪138‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫‪ .7‬تعديل وتصحيح مختلف الحسابات المصرفية المفتوحة لدى المصارف المحلية واألجنبية وجعلها حسابات‬
‫تتوافق مع مبادئ وأحكام الشريعة اإلسالمية؛‬

‫ولقد أقرت مجموعة دلة البركة عملية التدرج في تطبيق التحول وهذا في ندوته السادسة عشر لالقتصاد‬
‫اإلسالمي المنعقدة ببيروت في ‪ 8‬جوان ‪1999‬م‪ ،‬ونصها كاآلتي‪« :‬ال مانع من التدرج في تنفيذ المتطلبات‬

‫الشرعية للتحول لاللتزام بالشريعة‪ ،‬إذا اقتضته الظروف الواقعية للمؤسسة‪ ،‬لتجنب حاالت التعثر أو خطر‬
‫اإلنهيار‪ ،‬والبد في التدرج للتحول من المحافظة على الصفة الشرعية (من تحريم أو كراهة أو بطالن أو‬

‫فساد) للممارسات التي أرجئ إلغاؤها بسلوك خطة التدرج‪ ،‬ومستند ذلك أنه قد يكون وسيلة متعينة لتحقيق هذا‬
‫المقصد الشرعي‪ ،‬وأن نجاح التحول يتطلب كثي ار من اإلجراءات التي تحتاج إلعداد التنفيذ الصحيح»‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إيجاد البدائل المتوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫والمقصود هنا إحالل المنتجات المحرمة بمنتجات وعمليات توافق أحكام ومبادئ الدين اإلسالمي الحنيف‪،‬‬
‫والتحول هنا يشمل فقط المنتجات واألنشطة المحرمة فقط‪ ،‬أما ما كان حالال ومتوافقا مع العمل المصرفي‬
‫اإلسالمي فهو ليس محال للتحول ألنه في األصل عمل مشروع‪ ،‬ويمكن تصنيف أنشطة المصرف الواجب‬
‫تحويلها إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬تحول الموارد الداخلية والخارجية للمصرف‪ :‬كما هو معلوم أن للمصرف موارد داخلية وخارجية‪ ،‬فالموارد‬
‫الداخلية عادة تتكون من رأس المال وكذلك االحتياطات بمختلف أنواعها‪ ،‬فالمصرف في هذه الحالة ال‬
‫تعترضه أي مشاكل في تحويل كل الموارد الداخلية إلى موارد مشروعة خالية من أي محظور شرعي من‬
‫حيث مصدرها‪ ،‬عكس الموارد الخارجية والمتمثلة في الودائع بكل أنواعها وكذلك القروض المتحصل عليها‬
‫من البنك المركزي وكذا المصارف التجارية‪ ،‬هنا المصرف يمكن أن يجد صعوبات في تحويلها من جهة‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى يستغرق ذلك وقتا معتب ار إلتمام عملية التحويل‪.‬‬

‫ومما هو جدير بالذكر أن الودائع الجارية ليست محال للتحول باعتبارها ودائع غير مربوطة بأجل محدد‬
‫والمودع بإمكانه استرجاعها عند طلبها‪ ،‬كما أن المصرف ال يمنح عليها فائدة‪ ،‬ففي هذه الحالة فعند تحول‬
‫المصرف يمكنه تلقي الودائع بنفس الطريقة السابقة‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫أما الودائع االدخارية واالستثمارية التي يتلقاها المصرف من الزبائن بحيث ال يستطيعون سحبها قبل حلول‬
‫آجال استحقاقها مقابل فائدة‪ ،‬فتعتبر من الربا المحرم التي يجب على المصرف التخلي عنها بعد التحول‪،‬‬

‫ويقترح المصرف في هذه الحالة على المودعين تحويلها إلى ودائع استثمارية في مختلف صيغ التمويلية‬
‫القائمة على المشاركات (المضاربة‪ ،‬المشاركة ‪ ...‬الخ)‪.‬‬

‫‪ .2‬التحول في التعامل مع البنك المركزي والمصارف التجارية األخرى‪ :‬تربط المصرف التقليدي عالقة مع‬
‫البنك المركزي وكذا مختلف المصارف التجارية األخرى‪ ،‬هذه العالقة غالبا ما تكون قائمة على النظام الربوي‬
‫المحرم شرعا‪ ،‬مما يتوجب على المصرف التقليدي المتحول إيجاد بديل شرعي ال يتعارض وأحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫فعندما تكون عالقة إقراض بفائدة في هذه الحالة يمكن للبنك المركزي إما منح القروض على شكل قروض‬
‫حسنة ولمدة محددة وبضمان ما لديها من أوراق مالية‪ ،‬واما منحها على شكل عقود مضاربة تأخذ شكل‬
‫الوديعة االستثمارية القائمة على مبدأ الربح والخسارة‪ ،‬وبنسبة ربح يحددها البنك المركزي‪ ،‬كما يمكن تطبيق‬
‫‪1‬‬
‫هذا البدائل مع المصارف التجارية األخرى‪.‬‬

‫‪ .3‬التحول في الخدمات المصرفية‪ :‬عرف الدكتور عبد الستار أبو غادة الخدمات المصرفية على أنها‬

‫«األعمال التي تقدمها البنوك لعمالئها للحصول على ما يقابلها من أجور دون التعرض لمخاطر التجارة‪ ،‬أو‬
‫مخاطر االئتمان‪ ،‬وقد تؤول بعض الخدمات إلى ائتمان‪ ،‬ولكنه ليس مقصودا‪.«2‬‬

‫‪3‬‬
‫نالحظ من خالل التعريف السابق أن الخدمات المصرفية تنقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬عقود مصرفية ال ينجم عنها أي قروض أو تسهيالت ائتمانية‪ ،‬وعليه فإن هذا النوع من‬
‫الخدمات المصرفية ال تتوفر على أي محظور شرعي ويمكن للمصرف االستمرار في تقديمها واالنتفاع من‬

‫عمار أحمد عبد هللا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.40‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الستار أبو غادة‪ ،‬بحوث في المعامالت واألساليب المصرفية اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬مجموعة دلة البركة‪ ،‬جدة‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2002،‬ص‪.331‬‬

‫قمومية سفيان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.48‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪140‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫عائداتها‪ ،‬مثل (تأجير الخزائن الحديدية‪ ،‬عمليات التحويالت الداخلية والخارجية‪ ،‬شراء وتحصيل الشيكات‪...‬‬
‫الخ)‪ ،‬وبالتالي فمكننا القول أن هذا النوع من الخدمات المصرفية غير معنية بالتحول‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬ويشمل هذا القسم على عقود التسهيالت االئتمانية والقروض بمختلف أنواعها‪ ،‬وهذا مما ال‬
‫شك فيه أنه يدخل ضمن عملية التحول وتكييفه وفق ما يوافق أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫ومن أهم الخدمات المصرفية المقصودة في التحويل في هذا القسم نذكر نوعين‪:‬‬

‫أ‪ .‬االعتماد المستندي‪ :‬حيث يعتبر عصب التجارة الخارجية في الوقت الحالي‪ ،‬وهو االئتمان الذي يقدمه‬
‫المصرف لعميله‪ ،‬حيث يكون هذا االئتمان مضمونا بحيازة المستندات الممثلة لبضاعة في طريق أو معدة‬
‫لإلرسال‪.1‬‬

‫ويمكن التمييز بين ثالثة حاالت للتمويل باالعتماد المستندي‪:‬‬

‫* عندما يكون التمويل كامال من طرف العميل ففي هذه الحالة يمكن للمصرف االستمرار في القيام بهذه‬
‫العملية وليس في ذلك مانع شرعي ألنها تأخذ حكم الوكالة باألجر وصفته «هو أن المصرف يأخذ أجره‬
‫مقابل وقته وجهـده وتفريغـه لنفـسه وتقديمه لخدماته في التوسط ما بين العميل والمستفيد»‪2‬؛‬

‫* عندما يكون التمويل جزئيا‪ ،‬ومعنى ذلك أن العميل يمول جزء من العملية والمصرف يتكفل بالجزء المتبقي‪،‬‬
‫ففي هذه الحالة يدفع العميل فائدة للمصرف مقابل الجزء التي تكفل به المصرف أثناء قيامه بالعملية‪ ،‬وهذا‬
‫مما ال شك فيه أنه باب من أبواب الربا المحرم شرعا‪ ،‬وعليه هذا النوع البد أال يكون له ظهور في المصرف‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ويمكن اقتراح بديل لذلك وهو أن يتم إبرام عقد شراكة بين المصرف والعميل‪ ،‬حيث تكون حصة‬
‫المصرف ممثلة في الجزء الذي قام بتسديده نيابة عن العميل وتكون نسبة الربح والخسارة حسب نسبة‬
‫المشاركة في رأس المال بين العميل والمصرف؛‬

‫* عندما يكون التمويل كليا من طرف المصرف‪ ،‬وهذا بطبيعة الحال مقابل دفع فائدة‪ ،‬وهذا غير جائز شرعا‬
‫ومحرم التعامل بها على اإلطالق‪ ،‬وعليه تأخذ حكم النقطة الثانية السابقة الذكر‪ ،‬ويمكن اقتراح دخول العميل‬

‫محي الدين إسماعيل علم الدين‪ ،‬االعتمادات المستندية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،1996 ،‬ص‪.15‬‬ ‫‪1‬‬

‫مروان محمد أبو فضة‪ ،‬عقد الوكالة وتطبيقاته في المصارف اإلسالمية‪ ،‬مجلة الجامعة اإلسالمية (سلسلة الدراسات اإلنسانية) المجلد‬ ‫‪2‬‬

‫السابع عشر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جامعة القدس‪ ،‬فلسطين‪ ،‬جوان ‪ ،2009‬ص‪.831‬‬

‫‪141‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫مع المصرف في عقد مرابحة‪ 1‬كبديل شرعي لهذه العملية‪ ،‬وصورتها أن يقوم المصرف بشراء واستراد السلعة‬
‫المطلوبة باسم المصرف وبعد تملكها يقوم ببيعها للعميل مرابحة وبالتقسيط؛‬

‫ب‪ .‬خطابات الضمان‪ :‬ويمكن تعريفه على أنه " تعهـد مسـتقل مـن البنـوك بـدفع مبلـغ نقـدي فـو ار مـع أو‬
‫مطالبـة بـذلك مـن قبـل المستفيد بناءا على أمر عميل البنك‪ ،‬حيث ال يكون للبنك التحجج بالدفوع الناشـئة عـن‬
‫عالقة اآلمر بالمستفيد الذي يربطهما العقـد األصـلي‪ ،‬ألن التـزام البنـك يقـوم علـى مبـدأ استقالله عن أي‬
‫‪2‬‬
‫عالقات أخرى‪.‬‬

‫من خالل التعريف أعاله يتبن أن خطاب الضمان هو نيابة المصرف عن العميل دفع التزاماته تجاه المستفيد‬
‫في حالة عجز العميل عن السداد‪ ،‬وبعدها يدفع العميل للمصرف المبلغ الذي دفعه المصرف نيابة عنه‪ ،‬وفي‬
‫حالة تأخر العميل عن الدفع تترتب عنه فوائد على التأخير‪ ،‬وهذا من الربا المحرم شرعا‪.‬‬

‫وهنا يمكن اقتراح أخذ المصرف ألجر الوكالة في حالة ما كان الدفع من أموال العميل‪ ،‬أما في حالة ما إذا‬
‫كان التعويض قام به المصرف من حسابه ففي هذه الحالة ال يجوز للمصرف أخذ أجر على الضمان‪ ،‬ألن‬
‫الضمان عقد تبرع يقصد به اإلرفاق واإلحسان‪ ،‬لكن يجوز للمصرف أخذ المصاريف اإلدارية إلصدار خطاب‬
‫‪3‬‬
‫الضمان‪ ،‬مع مراعاة عدم الزيادة على أجر المثل‬

‫‪ .4‬التحول في أساليب االستثمار‪ :‬عند التمعن في مختلف أنواع االستثمارات في المصارف التقليدية نجد‬
‫أنها قائمة على مبدأ القرض بفائدة‪ ،‬وال شك أن هذا مخالف للشريعة اإلسالمية‪ ،‬وعليه فإن المصرف التقليدي‬
‫المتحول للعمل المصرفي اإلسالمي البد عليه أن يبعد كليا هذا األسلوب عند تعامله مع عمالئه المستثمرين‪،‬‬
‫ومن البدائل التي يمكن اقت ارحها هو قيام المصرف بتلقي الودائع االستثمارية واستثمارها في مختلف المشاريع‬

‫عبد الستار أبو غدة‪ ،‬الضوابط الشرعية والمهام التحضيرية لعملية تحول البنوك التقليدية إلى مصارف إسالمية‪ ،‬المؤتمر الخامس‬ ‫‪1‬‬

‫للهيئات الشرعية للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬المنعقد في ‪ 20-19‬نوفمبر ‪ 2005‬بفندق الرجينسي بالبحرين‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫يوسفي نور الدين‪ ،‬سامي كحلول‪ ،‬النظام القانوني لخطاب الضمان المصرفي‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬العدد ‪ ،03‬المجلد‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،05‬جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬نوفمبر ‪ ،2018‬ص‪.363‬‬

‫القرار رقم ‪ 12/02‬الصادر عن مجلس مجمع الفقه اإلسالمي الدولي في مؤتمره الثاني المنعقد بجدة من ‪ 28 – 22‬ديسمبر ‪،1985‬‬ ‫‪3‬‬

‫مجلة المجمع‪ ،‬العدد‪ ،02‬الجزء‪ ،1986 ،02‬ص‪.1035‬‬

‫‪142‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫التي تدر عائدا ألصحابها وهذا بصفته مضاربا‪ ،‬أي نشوء عالقة بينه وبين المستثمرين والتي تكون مبنية‬
‫‪1‬‬
‫على مبدأ المغنم والمغرم أو المشاركة في الربح والخسارة‪ ،‬حيث يتحصل على نسبة من عوائد االستثمارات‬
‫وتكون متفق عليها مسبقا‪ ،‬وهذا ما يدفع بالمصرف بذل كل طاقاته البشرية والفنية في إيجاد أفضل مجاالت‬
‫االستثمارية واستخدام أفضل األساليب الممكنة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التحول عن طريق فتح فروع إسالمية تابعة للمصرف التقليدي‪.‬‬

‫حيث ترجع فكرة إنشاء الفروع إسالمي ة التابعة للمصارف التقليدية إلى بداية السبعينيات بعدما الموجة الشرسة‬
‫التي تعرضت لها المصارف اإلسالمية من طرف المصارف التقليدية مشككة في مصداقية العمل المصرفي‬
‫اإلسالمي‪ ،‬لكن اإلقبال الواسع واالرتفاع الكبير للطلب على المنتجات والخدمات المصرفية اإلسالمية أدى‬
‫ب المصارف التقليدية في تغيير نظرتها حول الصيرفة اإلسالمية مما دفع بها إلى إنشاء فروع لها خاصة‬
‫‪2‬‬
‫بالعمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫حيث يوجد صورتين للفروع اإلسالمية التابعة للمصرف التقليدي‪ ،‬األولى أن يقوم المصرف التقليدي بإنـشاء‬
‫فرع إسالمي جديد لغرض القيام باألعمال المصرفية اإلسالمية‪ ،‬والثانية تتمثل في قيام المصرف التقليدي‬
‫‪3‬‬
‫بتحويل فرع من فروعه إلى فرع إسالمي كامل يقدم المنتجات والخدمات المصرفية اإلسالمية‪.‬‬

‫وصورته أن يتحول المصرف التقليدي إلى الصيرفة اإلسالمية من خالل إنشائه لفروع إسالمية متخصصة‬
‫في العمل المصرفي اإلسالمي الموافق لمبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬حيث يالحظ أن المصرف التقليدي في‬
‫هذه الحالة يقدم خدمات مصرفية إسالمية إلى جانب الخدمات المصرفية التقليدية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الفروع اإلسالمية‪.‬‬

‫تعددت التعاريف الخاصة بالفروع اإلسالمية لكن غالبها تنصب في مفهوم واحد‪ ،‬فبعضهم يعرفها بأنها‪:‬‬

‫عبد الستار أبو غادة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.337‬‬ ‫‪1‬‬

‫معارفي فريدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.73‬‬ ‫‪2‬‬

‫أحمد شحدة أبو سرحان‪ ،‬الفروع المصرفية اإلسالمية للمصارف الربوية‪ ،‬مجلة مؤتة للبحوث والدراسات‪ ،‬المجلد ‪ ،30‬العدد ‪ ،5‬األردن‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،2015‬ص‪.43‬‬

‫‪143‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫‪ .1‬تعرف الفروع اإلسالمية بأنها «الفروع التي تنتمي إلى مصارف ربوية وتمارس جميع األنشطة المصرفية‬
‫‪1‬‬
‫طبقا ألحكام الشريعة اإلسالمية»‪.‬‬

‫‪ .2‬عرفها الدكتور لطف محمد السرحي على أنها «كيان مالي مملوك لبنك تقليدي‪ ،‬مستقل في نشاطه عن‬
‫نشاطات البنك األم‪ ،‬يقوم بجذب المدخرات واستثمارها وتقديم الخدمات المصرفية طبقاً ألحكام الشريعة‬
‫‪2‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ولديه هيئة رقابة شرعية تفتي وتراقب أعماله»‪.‬‬

‫‪ .3‬كما عرفت بأنها «إدارات مستقلة داخل مؤسسات الصيرفة التقليدية ذات هيئات شرعية تقوم بإجازة‬
‫‪3‬‬
‫منتجاتها ومراقبتها»‪.‬‬

‫ويرى الباحث أنه يمكن صياغة تعريف الفروع اإلسالمية على النحو التالي‪ :‬الفروع اإلسالمية عبارة عن‬
‫وحدات تنظيمية تابعة للمصرف التقليدي تقدم خدمات ونشاطات مصرفية إسالمية وفق القوانين تنظم عملها‪،‬‬
‫وتحت رقابة الهيئات الشرعية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دوافع إنشاء الفروع اإلسالمية‪.‬‬

‫لقد تباينت دوافع إنشاء الفروع اإلسالمية في المصارف التقليدية وهذا من مصرف آلخر‪ ،‬ويمكن ذكر أهم‬
‫‪4‬‬
‫هذه الدوافع فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬رغبة المصارف الربوية في جذب رؤوس األموال اإلسالمية لزيادة حصتها السوقية من أجل تعظيم‬
‫أرباحها؛‬

‫شحاته‪ ،‬حسين حسين‪ ،‬الضوابط الشرعية لفروع المعامالت اإلسالمية بالبنوك التقليدية‪ ،‬مجلة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬بنك دبي اإلسالمي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫اإلمارات العربيـة المتحـدة‪ ،‬المجلـد‪ ، 21‬العدد ‪ ،2001 ،240‬ص‪.33‬‬

‫أحمد شحدة أبو سرحان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.44‬‬ ‫‪2‬‬

‫أحمد خلف حسين الدخيل‪ ،‬النوافذ اإلسالمية في المصارف الحكومية العراقية‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية إسالمية ‪ ،‬البنك اإلسالمي‬ ‫‪3‬‬

‫للتنمية المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‪ ،‬المجلد ‪ 19‬العدد ‪ ،02‬المملكة العربية السعودية‪ ،2013 ،‬ص‪.50‬‬
‫فهد الشريف‪ ،‬الفروع اإلسالمية التابعة للمصارف الربوية دراسة في ضوء االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬ابحاث المؤتمر العالمي الثالث‬ ‫‪4‬‬

‫لالقتصاد اإلسالمي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ 30 ،‬ماي – ‪ 02‬جوان ‪ ،2005/‬ص‪11‬‬

‫‪144‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫‪ .2‬تلبية حاجات المجتمع اإلسالمي الذي أصبحت طلباته تتزايد على الخدمات المصرفية اإلسالمية‪ ،‬ورفع‬
‫الحرج عن الفئة التي تتحرج من التعامل مع المصارف الربوية؛‬

‫‪ .3‬الحيلولة دون تزايد الحاجة إلنشاء مصارف إسالمية جديدة تعمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية في‬
‫معامالتها؛‬

‫‪ .4‬محاولة المـصارف التقليدية االحتفاظ بعمالئها لتفادي توجههم نحو المصارف اإلسالمية طلبا الخدمات‬
‫المصرفية اإلسالمية؛‬

‫‪ .5‬رغبة المصارف التقليدية لمنافسة المصارف اإلسالمية وخوضها تجربة العمل المصرفي اإلسالمي؛‬

‫‪ .6‬سهولة تحكم المصرف التقليدي الرئيسي علـى الفـرع مقارنة بسيطرته على مصرف مستقل‪ ،‬إلى جانب‬
‫سهولة اإلجراءات القانونية الخاصة بإنشاء فرع مقارنة بإنشاء مصرف جديد؛‬

‫‪ .7‬الجانب العقائدي الذي يحرك بعض المصارف التقليدية ودفعها نحو إنشاء الفروع اإلسالمية كخطوة أولية‬
‫للتحول التدريجي نحو العمل بالنظام المصرفي اإلسالمي واالبتعاد عن الربا؛‬

‫‪ .8‬التزايد المستمر والكبير في أعداد المسلمين في الدول الغربية أدى بالمصارف التقليدية في تلك الدول‬
‫بإنشاء فروع تقدم خدمات ومنتجات مالية إسالمية لالستفادة من أموال المسلمين المتواجدة على مستوى هذه‬
‫الدول؛‬

‫ثالثا‪ :‬العالقة بين الفروع اإلسالمية والمصرف التقليدي الرئيسي‪.‬‬

‫يمكن توضيح العالقة بين الفروع المصرفية اإلسالمية بمصارفها التقليدية الرئيسة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬من حيث الجانب القانوني والملكية‪ :‬من الناحية القانونية تعتبر الفـروع المـصرفية اإلسـالمية تابعـة‬
‫للمصارف التقليدية الرئيسية‪ ،‬وعليه فهي ال تتمتع بالشخصية االعتبارية المستقلة‪ ،1‬وهذا ما يتضح جليا عند‬
‫الرجوع إلى الهيكل التنظيمي للمصرف التقليدي الذي يمتلك عدة فروع تمارس مختلف األنشطة والخدمات‬

‫عبد الرحمان روان‪ ،‬واقع الفروع والنوافذ اإلسالمية في البنوك التقليدية بين التحديات والتطلعات‪ ،‬مجلة مفاهيم للدراسات الفلسفية‬ ‫‪1‬‬

‫واإلنسانية المعمقة‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،01‬جامعة الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ 2021 ،‬ص‪.206‬‬

‫‪145‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫المصرفية الربوية وكذلك اإلسالمية‪ ،‬وكذلك في نظر البنك المركزي الذي يتعامل مع المصرف التقليدي‬
‫الرئيسي وليس الفرع اإلسالمي بصفة مستقلة؛‬

‫‪ .2‬من حيث رأس المال‪ :‬حتى يتسنى للفرع اإلسالمي الشروع في مزاولة نشاطه البد للمصرف التقليدي‬
‫‪1‬‬
‫الرئيسي توفير راس المال الالزم للفرع اإلسالمي‪ ،‬والذي يمكن أن يأخذ ثالثة أشكال وهي‪:‬‬

‫أ‪ .‬قيام المصرف التقليدي الرئيسي بوضع رأس المال في الفرع االسالمي على شكل وديعة استثمارية يتم‬
‫استرداده بشكل جزئي أو كلي خالل فترة معينة إلى جانب حصوله على عائد من النتيجة المحققة من طرف‬
‫الفرع اإلسالمي؛‬

‫ب‪ .‬قيام المصرف التقليدي الرئيسي بتمويل كل عمليات وأنشطة الفرع اإلسالمي بتقديمه قرض حسن خالي‬
‫من الفوائد الربوية‪ ،‬على أن يقوم باسترداد المبلغ خالل فترة محددة‪ ،‬وعليه فإن المصرف التقليدي في هذه‬
‫الحالة ال يتحصل على عائد مباشر من خالل قيام الفرع باستثمار المبلغ‪ ،‬وانما يتحصل عليه بطريقة غير‬
‫مباشرة وهي عند تحويل األرباح المحققة من طرف الفرع اإلسالمي في نهاية كل سنة؛‬

‫جـ‪ .‬قيام المصرف التقليدي الرئيسي بتخصيص جزء معين من أمواله تسمى» رأس مال الفروع اإلسالمية«‬

‫المالحظ فيما سبق أن الفرع اإلسالمي ال يمتلك رأس مال خاص به يستخدمه عند انشاء الفرع وكذا البدء في‬
‫نشاطه المصرفي إلى غاية انتعاش الودائع‪ ،‬وانما مصدرها المصرف التقليدي الرئيسي‪ ،‬ولعل السبب في ذلك‬
‫هو غياب الشخصية االعتبارية المستقلة لهذه الفروع والذي يحول دون قدرتها على طرح أسهمها لالكتتاب‬
‫العام وهذا إلنشاء رأس مال خاص بها ومستقل عن المصرف التقليدي الربوي؛‬

‫‪ .3‬من حيث الميزانية‪ :‬تعتبر حسابات األرباح والخسائر والتوزيع قوائم مالية غير رسـمية بالنسبة للفرع‬
‫االسالمي‪ ،‬وبالتالي فإن الهدف منها فقط هو معرفة النتائج التي يتم توزيعها على مستحقيها‪ ،‬وهذه القـوائم‬
‫المالية يتم دمجها في بنود القوائم المالية لحسابات المصرف التقليدي الرئيسي وميزانيته‪ 2،‬وفي حالة تحقيق‬
‫الفرع فائضا وسيولة عالية يقوم بإيداعها لدى المصرف التقليدي مقابل حصوله على عائد يسمى الجائزة أو‬

‫سعيد سعد المرطـان‪ ،‬ضـوابط تقديم الخدمات المصرفية اإلسالمية في البنوك التقليدية‪ ،‬اللجنة االستشارية العليا للعمل على استكمال‬ ‫‪1‬‬

‫تطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬منتدى االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬كتاب المنتدى األول‪ ،‬الكويت‪ 25 ،‬ماي ‪ ،1999‬ص‪.35-34‬‬

‫ناصر الغريب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.351‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪146‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫المكافأة‪ ،‬أو الحصول على بعض االمتيازات منها االعفاء من العموالت المتعلقة بفتح االعتمادات المستندية‬
‫للعمالء؛‬

‫‪ .4‬من حيث اإلدارة‪ :‬باعتبار أن الفرع اإلسالمي تابع للمصرف التقليدي الرئيسي فهذا يعني أنه غير مستقل‬
‫عنه إداريا‪ ،‬حيث يقوم هذا األخير بتعيين مدير الفرع وكذلك الموظفين‪ ،‬وكذلك ابداء الرأي في كل الق اررات‬
‫‪1‬‬
‫التي يتخذها الفرع اإلسالمي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬شروط فتح فروع مصرفية إسالمية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫يشترط على أي مصرف تقليدي أراد فتح فرع متخصص في العمل المصرفي اإلسالمي أن يقوم بما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬الحصول مسبقا على موافقة البنك المركزي للقيام بإنشاء فرع جديد أو تحويل فرع قائم لتقديم خدمات‬
‫ونشاطات تقوم على مبادئ الشريعة اإلسالمية؛‬

‫‪ .2‬القيام بإعداد مق ار للفرع اإلسالمي من طرف المصرف التقليدي الرئيسي لمباشرة نشاطه فيه؛‬

‫‪ .3‬العمل على تجهيز المقر بمختلف األجهزة واآلالت واألدوات واألثاث الالزمة للقيام بالعمل المصرفي؛‬

‫‪ .4‬تعيين الموارد البشرية المؤهلة والمتخصصة التي تباشر العمل في الفرع اإلسالمي‪ ،‬وهذا بدءا بالمدير إلى‬
‫أبسط موظف داخل الفرع؛‬

‫‪ .5‬القيام بتصميم واعداد نظام العمل الواجب اتباعه وكذا الدورات المستندية والنماذج والعقود ثم مراجعتها من‬
‫الناحية الشرعية‪ ،‬القانونية والفنية‪ ،‬وتوفيرها حسب المتطلبات؛‬

‫‪ .6‬تنظيم دورات تكوينية وتدريبية للعاملين بالفرع وهذا قبل الشروع في النشاط في الفرع اإلسالمي؛‬

‫‪ .7‬القيام باإلشهار واإلعالن عن موعد افتتاح الفرع اإلسالمي باالستعانة بمختلف الطرق اإلعالمية؛‬

‫‪ .8‬توفير حد أدنى من السيولة داخل الفرع االسالمي عند بداية النشاط وهذا من أجل مـواجهـة العجز‬
‫المحتمل الذي يكون من الفرق بين إيرادات التشغيل ومصروفات التشغيل لمدة تتراوح بين سنة والسنتين‪ ،‬وكذا‬

‫تسعديث بوسبعين‪ ،‬تحول بنك تقليدي إلى مصرف إسالمي من خالل إنشاء فروع ونوافذ إسالمية‪ ،‬مجلة معارف‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،11‬جامعة البويرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2011،‬ص‪249‬‬

‫ناصر الغريب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.340‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪147‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫تلبية بعض طلبات الزبائن للتمويل في الفترات األولى إلى غاية توفر الودائع الالزمة خاصة االستثمارية‬
‫منها‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬التحفظات المثارة حول الفروع اإلسالمية‪.‬‬

‫تعرضت المصارف التقليدية عند إنشائها للفروع اإلسالمية للعديد من االنتقادات والتحفظات من قبل مجموعة‬
‫من العلماء والخبراء والمختصين في الشريعة اإلسالمية وكذا في مجال العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬حيث‬
‫اعتبر بعضهم أن هذه الفروع اإلسالمية عبارة عن واجهة شكلية فقط تستخدمها المصارف التقليدية للظفر‬
‫بحصة من سوق العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬وأداة لمسايرة متطلبات السوق‪ ،‬وليس رغبة في التوبة والعمل‬
‫بالمنهج اإلسالمي الذي ينبذ الربا بكل اشكاله وصوره‪ ،‬كما اعتبرها البعض اآلخر أن هذه الفروع اإلسالمية‬
‫يوجد فيها الكثير من المحظورات الشرعية وعليه فال يجوز التعامل معها‪.‬‬

‫ومن أهم النقاط التي تم على أساسها انتقاد الفروع اإلسالمية التي أنشأت من طرف المصارف التقليدية‪:‬‬

‫‪ .1‬رأس مال المدفوع للفروع اإلسالمية‪ :‬لقد بينا فيما سبق الصور التي يمكن للمصرف التقليدي تحويل رأس‬
‫المال الى الفروع اإلسالمية التابعة لها (على شكل وديعة استثمارية‪ ،‬قرض حسن‪ ،‬تخصص جزء معين من‬
‫أمواله تسمى رأس مال الفروع)‪ 1‬وكلها مصدرها هو المصرف التقليدي الرئيسي والذي كما هو معلوم أن أغلب‬

‫معامالته قائمة على الربا المحرم شرعا‪ ،‬مما يثير الجدل حول صحة معامالت هذه الفروع اإلسالمية التابعة‬
‫للمصارف التقليدية واستخدامها لرأس مال تشوبه شوائب‪.‬‬

‫ويمكننا توضيح ما سبق على النحو التالي‪:‬‬

‫أ‪ .‬بالنسـبة للتمويــل عـن طريــق القـرض الحســن‪ :‬فـيمكن القـول أنــه يجـوز االقتـراض مــن أهـل المعاصـي ومــن‬
‫غير المسلمين إذا كان القرض حسناً بدون فائدة‪ ،‬كما ورد في األثر عن عائشـة ­ رضـي هللا عنهـا­ أن رسـول‬
‫هللا اشـترى مــن يهــودي طعامــا إلــى أجــل ورهنــه درعــه‪ .2‬ومـن المعلــوم أن معظــم أمـوال اليهــود مــن الربــا؛ وعليــه‬
‫فإنه يمكن للفرع اإلسالمي التابع للمصرف التقليدي الحصول على قرض حسن من المصرف الرئيسي‬

‫عبد الرحمان روان‪ ،‬الفروع والنوافذ اإلسالمية في البنوك التقليدية من منظور االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مجلة حوليات جامعة الجزائر‪،1‬‬ ‫‪1‬‬

‫المجلد ‪ ،35‬العدد ‪ ،02‬جامعة الجزائر‪ ،2021 ،1‬ص‪.168‬‬

‫صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الرهن‪ ،‬الحديث رقم ‪ ،2509‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.608‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪148‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫شـريطة خلــوه مـن الفوائــد الربويـة‪ ،‬إال أنــه ممـا يعــاب هـذه الصــورة أن أربـاح األنشــطة االسـتثمارية التــي قـام بهــا‬
‫الفرع اإلسالمي سيتم تحويلها إلى المصرف التقليدي الرئيسي‪ ،‬وبالتالي فإن التعامل مع الفرع اإلسالمي يعتبر‬
‫‪1‬‬
‫دعما وبطريقة غير مباشرة للمصرف التقليدي الرئيسي الذي يتعامل بالربا المحرم شرعا‪.‬‬

‫ب‪ .‬بالنسبة للتمويل عن طريق الوديعة االستثمارية بتخصيص جزء من رأس مال المصرف الرئيسي لتمويل‬
‫رأس مال الفرع اإلسالمي‪ :‬ففي هذه الحالة يحصل المصرف التقليدي الرئيسـي علـى حصـته مـن العائـد مقابـل‬
‫ذلك‪ ،‬وعليه فإنـه يعتبـر شـريكاً للفـرع اإلسـالمي والمعاملـة تكـون بشـكل معاملـة المـودعين مـن أجـل االسـتثمار‪.‬‬
‫وعلي ــه فالباح ــث ي ــرى بجـ ـواز التعام ــل م ــع الف ــروع اإلس ــالمية التابع ــة للمص ــارف التقليدي ــة إذا ك ــان رأس الم ــال‬
‫المــدفوع تــم عــن طريــق التمويــل بــالقرض الحســن الخــالي كليــة مــن الفوائــد الربويــة وهــذا اســتنادا إلــى الحــديث‬
‫المــذكور أعــاله ال ـوارد عــن عائشــة رضــي هللا عنهــا‪ ،‬وكــذلك فــي حالــة مــا إذا كــان التمويــل عــن طريــق وديعــة‬
‫استثمارية أو بتخصيص المصرف التقليدي الرئيسي لجزء من رأس المال للفرع التقليدي ففي هذه الحالة يمكـن‬
‫التفصيل في المسألة كما يلي‪:‬‬

‫* جـواز التمويـل عــن طريـق الوديعــة االسـتثمارية شـريطة حصـول كــل طـرف علــى حصـته مــن األربـاح حســب‬
‫االتف ــاق‪ ،‬والعالق ــة تك ــون عالق ــة المض ــارب م ــع ص ــاحب الم ــال‪ ،‬وال يـ ـتم تحوي ــل حص ــة الف ــرع اإلس ــالمي إل ــى‬
‫المصرف التقليدي الرئيسي؛‬

‫* جواز تخصيص جزء من رأس المال من طرف المصرف التقليدي الرئيسي إلنشاء الفرع اإلسالمي‪ ،‬شريطة‬
‫أن يكــون مــن المســاهمات األوليــة المدفوعــة مــن طــرف المســاهمين إلنشــاء المصــرف‪ ،‬أي قبــل مزاولــة النشــاط‬
‫وحصوله على فوائد ربوية لقاء عمليات اإلقراض التي قام بها؛‬

‫‪ .2‬اعتبر المنتقدون للفروع اإلسالمية أن هذه الفروع تابعة للمصارف الربوية التي تتعامل بالربا أخذا وعطاءا‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وعليه فإن أعمال وخدمات الفروع اإلسالمية محرمة أيضا‪ ،‬ألن التابع تابع ­ حسب قولهم ­‬

‫لطف محمد السرحي‪ ،‬الفروع اإلسالمية في البنوك التقليدية ضوابط التأسيس وعوامل النجاح‪ ،‬بحث مقدم في مؤتمر المصارف‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسالمية اليمنية الواقع وأفاق المستقبل بتاريخ ‪ 21-20‬مارس ‪ ،2010‬اليمن‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫بوطبة صبرينة‪ ،‬مساهمة الهندسة المالية اإلسالمية في تحول البنوك الربوية إلى بنوك إسالمية ‪ :‬دراسة تجارب بعض الدول‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.130‬‬

‫‪149‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫وهنا نقول أنه حتى وان كانت الفروع اإلسالمية تابعة للمصارف التقليدية إداريا‪ ،‬فليس بالضرورة أن تمارس‬
‫نشاطات محرمة كما يمارسها المصرف التقليدي الرئيسي‪ ،‬فإذا تبين أن الفرع اإلسالمي تحصل على التمويل‬
‫بالطرق المشروعة التي ذكرناها سابقا‪ ،‬ومعامالته ونشاطاته كانت وفقا لمبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وكذا عدم‬
‫تدخل المصرف التقليدي الرئيسي في الق اررات االستثمارية للفرع اإلسالمي ويمتلك نوعا من االستقاللية المالية‬
‫والمحاسبية‪ ،‬ففي هذه الحالة يمكن القول أن التعامل مع هذه الفروع جائز شرعا­ وهللا أعلم­؛‬

‫‪ .3‬يرى المعترضون على إنشاء الفروع اإلسالمية التابعة للمصارف الربوية أن هذا تعارض مع حكم هللا الذي‬
‫َّللاَ وَذ ُروا ما َب ِقي ِم َن ِ‬
‫الرَبا ِإ ْن ُكنتُ ْم‬ ‫َّ‬ ‫يأمر بترك الربا كليا‪ ،‬واستدلوا بقوله تعالى " يا أَي َِّ‬
‫َ َ‬ ‫آمُنوا اتُقوا َّ َ‬
‫ين َ‬
‫ُّها الذ َ‬
‫َ َ‬
‫َّللاِ َوَرُسولِ ِه" (سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪ ،. )279-278‬وعليه فلم يترك للمسلم‬ ‫ين َفِإ ْن َل ْم تَْف َعلُوا َف ْأ َذُنوا ِب َح ْر ٍب ِم َن َّ‬ ‫ِ‬
‫ُم ْؤ ِمن َ‬
‫خيار إال التوبة واإلقالع عن الربا المحرم شرعا‪ ،‬كما أنه يجب عليه أخذ الدين كله وال يجزأه وهذا ما ينطبق‬
‫‪1‬‬
‫على مالكي المصارف التقليدية؛‬

‫‪ .4‬كما ترى الفئة المعارضة إلنشاء الفروع اإلسالمية أن هذه الفروع عبارة عن واجـهـة شكـلـيـة ارادت بهـا‬
‫المصارف التقليدية الفوز بحصة من هذا السوق المصرفي اإلسالمي المتنامي‪ ،‬وعليه فإن الدوافع واألهداف‬
‫من إنشاء هذه الفروع‪ ،‬هو تجميع الودائع فقط‪ ،‬أما التوظيف واالستثمار فيكون بإشراف المصرف التقليدي‬
‫الرئيسي‪ ،2‬والدليل على ذلك استمرار تلك المصارف في التعامالت الربوية بعد أن أثبتت الفروع نجاحها؛‬

‫‪ .5‬كما تم توجيه انتقادات الى الفروع االسالمية أنها تدعم المراكز المالية للمصارف الربوية الرئيسية‪ ،‬وهذا‬
‫يدخل في باب اإلعانة على اإلثم‪ ،‬وقد نهى هللا تعالى عن ذلك في قوله﴿ َوتَ َع َاوُنوا َعَلى اْلِب ِر َوالتَّْق َوى َوَال‬
‫ِ‬
‫اإل ْث ِم واْل ُع ْدو ِ‬
‫ان ﴾؛ (سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪)02‬‬
‫تَ َع َاوُنوا َعَلى ْ َ َ‬

‫‪ .6‬كما يعتبرون أن انتشار الفروع أو النوافذ اإلسالمية يؤدي إلى تأخر إنشاء مصارف إسالمية خالصة‬
‫جديدة‪ 3‬واالكتفاء بهذه الفروع والنوافذ‪ ،‬كما يؤدي أيضا إلى نشوء منافسة غير عادلة بين المصارف التقليدية‬

‫فهد الشريف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.23-22‬‬ ‫‪1‬‬

‫ناصر الغريب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.338‬‬ ‫‪2‬‬

‫بنوجعفر عائشة‪ ،‬الفروع اإلسالمية كمدخل لتحول البنوك التقليدية نحو الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬المجلة المغاربية لالقتصاد والمناجمنت‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫المجلد ‪ ،07‬العدد ‪، ،01‬جامعة معسكر‪ ،‬الجزائر‪ ،2020 ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪150‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫التي تمتلك هذه الفروع والنوافذ وبين المصارف اإلسالمية الخالصة بسبب استحواذ المصارف التقليدية على‬
‫حصص في السوق المصرفي الربوي إلى جانب حصص في السوق المصرفي اإلسالمي؛‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التحول عن طريق فتح نوافذ إسالمية تابعة للمصرف التقليدي‪.‬‬

‫تعتبر النوافذ اإلسالمية من بين الطرق المنتهجة من طرف المصارف التقليدية لتبني الصيرفة اإلسالمية‪،‬‬
‫فسارعت إلى فتح نوافذ إسالمية في غالبية وكاالتها لتقديم خدمات ومنتجات توافق أحكام الشريعة االسالمية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف النوافذ اإلسالمية‪.‬‬

‫تعددت التعاريف المتعلقة بالنوافذ اإلسالمية من باحث إلى آخر ومن هيئة إلى أخرى يمكن تلخيصها في‪:‬‬

‫‪ .1‬النوافذ اإلسالمية "هي عبارة عن قيام البنك التقليدي بتخصيص جزء وحيز في الفرع التقليدي لكي يقدم‬
‫‪1‬‬
‫المنتجات المصرفية اإلسالمية إلى جانب ما يقدمه هذا الفرع من المنتجات التقليدية"‬

‫‪ .2‬النوافذ اإلسالمية «هي تلك الشبابيك المفتوحة على مستوى المصارف التقليدية التي تتم عن باقي‬
‫الوحدات بممارسة النشاط المصرفي اإلسالمي وخضوعها لهيئة رقابة شرعية واطار قانوني يحدد عملياتها‬
‫‪2‬‬
‫وعناصرها»؛‬

‫‪ .3‬تعرف النافذة اإلسالمية حسب مجلس الخدمات المالية اإلسالمية على «أنها جزء من مؤسسة خدمات‬
‫مالية تقليدية‪ ،‬بحيث تكون نافذة أو وحدة متخصصة تابعة لتلك المؤسسة توفر خدمات إدارة األموال وخدمات‬
‫‪3‬‬
‫التمويل واالستثمار التي تتفق مع أحكام الشريعة اإلسالمية»؛‬

‫‪ .4‬عرف المشرع الجزائري النوافذ اإلسالمية (أو شباك الصيرفة اإلسالمية كما سماه المشرع الجزائري) على‬
‫أنه هيكل ضمن البنك أو المؤسسة مالية مكلف حصريا بخدمات ومنتجات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬حيث يجب‬

‫رمضاني لعال‪ ،‬البرود أم الخير‪ ،‬تحديات فتح نوافذ إسالمية في البنوك التقليدية ‪ :‬حالة الجزائر‪ ،‬مجلة االمتياز لبحوث االقتصاد‬ ‫‪1‬‬

‫واإلدارة‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ،02‬جامعة األغواط‪ ،‬الج ازئر‪ ،2017 ،‬ص‪152‬‬

‫بودريوة أمينة‪ ،‬مالكي محمد‪ ،‬تقييم قرار العمل بالنوافذ اإلسالمية في الجزائر واشكاليات تطبيقه‪ ،‬مجلة دراسات في االقتصاد والتجارة‬ ‫‪2‬‬

‫والمالية‪ ،‬المجلد ‪ ،08‬العدد ‪ ،01‬جامعة الجزائر‪ ،2019 ،3‬ص‪.556‬‬

‫منير خطوي‪ ،‬مبارك لسلوس‪ ،‬النوافذ اإلسالمية في البنوك العمومية الجزائرية بين التحديات ومتطلبات النجاح‪ ،‬مجلة الواحات للبحوث‬ ‫‪3‬‬

‫والدراسات‪ ،‬المجلد‪ ،13‬العدد ‪ ،02‬جامعة غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،2020 ،‬ص‪.926‬‬

‫‪151‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫‪1‬‬
‫أن يكون مستقالً مالياً عن الهياكل األخرى للبنك أو المؤسسة المالية؛‬

‫وعليه يمكن إعطاء تعريف للنوافذ اإلسالمية على أنها «وحدات يتم فتحها داخل المصارف التقليدية للممارسة‬
‫أعمال الصيرفة اإلسالمية وتقديم خدمات مالية وفق مبادئ الشريعة اإلسالمية وتحت رقابة هيئة شرعية‬
‫متخصصة في المعامالت المالية االسالمية»؛‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص النوافذ اإلسالمية ودوافع إنشائها‪.‬‬

‫‪ .1‬خصائص النوافذ اإلسالمية‪ :‬تميز النوافذ اإلسالمية في المصارف التقليدية ببعض الخصائص التي‬
‫تميزها عن باقي النوافذ والفروع في تلك المصارف والتي يمكن ذكرها كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬النوافذ اإلسالمية في المصارف التقليدية تكون تحت سلطة المصرف التقليدي أي تابعة له إداريا‪ ،‬كما‬
‫يمكن أن تكون تابعة للفرع التقليدي‪ ،‬حيث أنها ال ترقى لمستوى الفرع أو المصرف المستقل‪ ،‬كما تتميز‬
‫النوافذ اإلسالمية بكونها تمارس نشاطها داخل المصرف التقليدي الرئيسي أو أحد فروعه‪ ،‬وليس لها مقر‬
‫‪2‬‬
‫مستقل وخاص بها مثل الفروع اإلسالمية؛‬

‫ب‪ .‬يقوم المصرف التقليدي الرئيسي بتخصيص مبلغا معينا كرأسمال للنافذة االسالمية لكي تستطيع البدء في‬
‫‪3‬‬
‫تقديم الخدمات المصرفية اإلسالمية‪ ،‬كأن يكون على شكل وديعة استثمارية تقوم على مبدأ الربح والخسارة؛‬

‫جـ‪ .‬قيام النافذة اإلسالمية بجميع أعمال الصيرفة اإلسالمية من تقديم خدمات ومنتجات توافق أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية؛‬

‫المادة ‪ 17‬من النظام رقم ‪ ، 02-20‬المؤرخ في ‪ 15‬مارس ‪ ،2020‬المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد‬ ‫‪1‬‬

‫ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫سياخن مريم‪ ،‬متطلبات إنتهاج الصيرفة اإلسالمية في المصارف التقليدية الجزائرية‪ ،‬مجلة االمتياز لبحوث االقتصاد واإلدارة‪ ،‬المجلد‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،03‬العدد ‪ ،02‬جامعة األغواط‪ ،‬الجزائر‪ ،2020،‬ص‪.118‬‬

‫سليمان بوفاسة‪ ،‬أحمد مناصري‪ ،‬آليات فتح نوافذ إسالمية بالبنوك التقليدية في الجزائر وعوامل نجاحها‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة في الملتقى‬ ‫‪3‬‬

‫العلمي الوطني الخامس حول‪ :‬دور البنوك اإلسالمية في تعبئة المدخرات النقدية في ظل األزمة المالية الحالية بالتركيز على الجزائر‪،‬‬
‫جامعة المدية‪-‬الجزائر‪ ،‬يوم ‪ 01‬ديسمبر ‪ 2016‬ص‪3‬‬

‫‪152‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫د‪ .‬توضع النوافذ اإلسالمية تحت رقابة هيئة شرعية‪ 1‬أو مراقب شرعي مختص في المعامالت المالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وهذا غير وارد في المصارف التقليدية وفروعها؛‬

‫هـ‪ .‬تتمثل أهم صيغ االستثمار في النوافذ اإلسالمية في المضاربة والمشاركة والمرابحة واالجارة‪ ،‬بينما يقتصر‬
‫‪2‬‬
‫األمر في الفروع والبنوك التقليدية على صيغة واحدة وان اختلفت صورها وهي منح القروض الربوية؛‬

‫‪ .2‬دوافع إنشاء النوافذ اإلسالمية‪ :‬تختلف دوافع إنشاء النوافذ اإلسالمية في المصارف التقليدية من بنك إلى‬
‫آخر‪ ،‬إال أنه تشتركون في العديد من األسباب التي أدت بهم إلى إنشاء هذه النوافذ‪ ،‬نذكر أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫أـ السعي وراء المنافسة وحب التقليد وعدم رضا المصارف التقليدية بغيابها عن هذا المجال الجديد من النشاط‬
‫والعمل المصرفي اإلسالمي؛‬

‫ب‪ .‬إن التراجع في عوائد عمليات التمويل التقليدي أدى بالمصارف التقليدية بفتح نوافذ للعمل المصرفي‬
‫اإلسالمي التي شهدت عوائد عمليات التمويل اإلسالمي بها ارتفاعا ملحوظا‪ ،‬وكل هذا سعيا من طرف هذه‬
‫‪3‬‬
‫المصارف التقليدية نحو تحقيق أرباح ومكاسب أفضل مما تكسبه من العمل المصرفي التقليدي الربوي؛‬

‫جـ‪ .‬إمكانية وسهولة سيطرة المصرف التقليدي الرئيسي على النافذة اإلسالمية مقارنة بإمكانية السيطرة على‬
‫مصرف مستقل عنه‪ ،‬إلى جانب سهولة اإلجراءات القانونية الالزمة إلنشاء النوافذ اإلسالمية على مستوى‬
‫‪4‬‬
‫المصارف التقليدية؛‬

‫نجيب خريس‪ ،‬عماد بركاتت‪ ،‬ربيع القرعان‪ ،‬وحازم خصاونة‪ ،‬فتح نوافذ إسالمية في البنوك التجارية التقليدية األردنية من وجهة نظر‬ ‫‪1‬‬

‫العاملين فيها‪ ،‬المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬المجلد ‪ ،14‬العدد ‪ ،04‬األردن‪ ،2018 ،‬ص‪.441‬‬

‫قمومية سفيان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.68‬‬ ‫‪2‬‬

‫جعفر هني محمد‪ ،‬نوافذ التمويل اإلسالمي في البنوك التقليدية كمدخل لتطوير الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات‬ ‫‪3‬‬

‫الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،12‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.94‬‬

‫منير خطوي‪ ،‬مبارك لسلوس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.927‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪153‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫د‪ .‬تلجأ الم صارف التقليدية إلى فتح نوافذ إسالمية لتلبية احتياجات بعض العمالء الراغبين في التعامل‬
‫بالنظام المصرفي اإلسالمي‪ ،‬وهذا حرصا من طرف هذه المصارف التقليدية بإبقاء عمالئها وضمان عدم‬
‫‪1‬‬
‫تحولهم إلى التعامل مع المصارف اإلسالمية؛‬

‫هـ‪ .‬التنامي واالنتشار الواسع للمسلمين عبر دول العالم أدى بالمصارف التقليدية األجنبية في هذه الدول إلى‬
‫‪2‬‬
‫إنشاء نوافذ إسالمية الستقطاب هذه الشريحة المعتبرة من الزبائن؛‬

‫و‪ .‬تتمتع النوافذ اإلسالمية بمرونة في إدارة المخاطر المصرفية‪ ،‬باعتبار أن أساس العمل المصرفي‬
‫‪3‬‬
‫اإلسالمي مبني على المشاركة وليس على مبدأ اإلقراض واالقتراض؛‬

‫ن‪ .‬يعتبر إنشاء النوافذ اإلسالمية على مستوى المصارف التقليدية تمهيدا لتعميم العمل المصرفي اإلسالمي‬
‫في بعض المصارف التقليدية؛‬

‫‪4‬‬
‫ي‪ .‬سعي المصارف التقليدية إلنشاء مصارف إسالمية جديدة التي تعتبر منافسة لها في السوق المصرفي؛‬

‫ثالثا‪ :‬واقع النوافذ اإلسالمية في الجزائر‪.‬‬

‫إلى جانب المصارف اإلسالمية العاملة في الجزائر‪ ،‬عمدت بعض المصارف التقليدية في الجزائر إلى فتح‬
‫نوافذ إسالمية تقدم من خاللها منتجات وعمليات مصرفية تتوافق مع مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وهذا إلى‬
‫جانب المصارف اإلسالمية‪ ،‬ومن المصارف التقليدية الجزائرية التي فتحت لها نوافذ إسالمية نذكر‪ :‬البنك‬

‫فالق علي‪ ،‬سالمي رشيد‪ ،‬النوافذ اإلسالمية و الفروع اإلسالمية في البنوك التقليدية (مع اإلشارة إلى بعض التجارب العربية والغربية(‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬المجلد‪ ،04‬العدد‪ ،02‬جامعة بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.168‬‬

‫بودريوة أمينة‪ ،‬مالكي محمد‪ ،‬تقييم قرار العمل بالنوافذ اإلسالمية في الجزائر واشكاليات تطبيقه‪ ،‬مجلة دراسات في االقتصاد والتجارة‬ ‫‪2‬‬

‫والمالية‪ ،‬المجلد‪ ،08‬العدد‪ ،01‬جامعة الجزائر‪ ،2019 ،3‬ص‪.557‬‬

‫لخديمي عبد الحميد‪ ،‬بخيت حسان‪ ،‬قراءة تاريخية في تطور العمل بالصيرفة اإلسالمية في دول المغرب العربي‪ ،‬ورقة بحثية ضمن‬ ‫‪3‬‬

‫الملتقى الدولي األول حول االقتصاد اإلسالمي الواقع ورهانات المستقبل‪ ،‬المركز الجامعي غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 24-23‬فيفري ‪،2011‬‬
‫ص‪.9‬‬

‫عبد الرحمان روان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.205‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪154‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫الوطني الجزائري‪ ،‬بنك التنمية المحلية‪ ،‬الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط‪ ،‬البنك الجزائري الخارجي‪ ،‬بنك‬
‫الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬القرض الشعبي الجزائري‪ ،‬بنك الخليج‪ ،‬مصرف المؤسسة العربية المصرفية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ومصرف اإلسكان‪ ،‬باإلضافة إلى البنكين اإلسالميين القائمين البركة ومصرف السالم‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أن البنك الوطني الجزائري يعتبر أول بنك تقليدي في الجزائر تحصل على رخصة تسويق‬
‫منتجات الصيرفة اإلسالمية من طرف بنك الجزائر وكذلك شهادة المطابقة من طرف الهيئة الشرعية الوطنية‬
‫‪2‬‬
‫لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬وقد بدأ نشاطه بصفة رسمية بتاريخ ‪ 04‬أوت ‪.2020‬‬

‫أما باقي المصارف التقليدية المذكورة أعاله فمنها من تحصل على شهادة المطابقة فقط من طرف الهيئة‬
‫الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية فانتظار حصولها على ترخيص من بنك الجزائر لبدأ‬
‫نشاطها في تسويق المنتجات المالية اإلسالمية‪ ،‬ومنها من بدأت نشاطها في الثالثي األول من سنة ‪،2021‬‬
‫ولهذا تم تسليط الضوء على النافذة اإلسالمية المفتوحة من طرف البنك الوطني الجزائري باعتبارها األولى‬
‫التي بدأت نشاطها في مجال الصيرفة اإلسالمية لمدة تزيد عن السنة‪.‬‬

‫‪ .1‬تقديم النافذة اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري‪ :‬أنشئ البنك الوطني الجزائري بتاريخ ‪ 13‬جوان ‪،1966‬‬
‫ويعتبر أول بنك تجاري وطني‪ ،‬حيث مارس كافة النشاطات المرخصة للبنوك التجارية‪ ،‬كما تخصص في‬
‫تمويل القطاع الزراعي‪ ،‬في سنة ‪ 1982‬تمت إعادة هيكلة البنك الوطني الجزائري‪ ،‬وذلك بإنشاء بنك جديد‬
‫متخصص «بنك الفالحة و التنمية الريفية»مهمته األولى و األساسية هي التكفل بالتمويل وتطوير المجال‬
‫الفالحي‪ ،‬وفي عام ‪ 1988‬صدر القانون رقم ‪ 01­88‬بتاريخ ‪ 12‬جانفي ‪ ،1988‬المتضمن توجيه‬
‫المؤسسات االقتصادية نحو التسيير الذاتي‪ ،‬كان له تأثيرات على تنظيم ومهام البنك الوطني الجزائري منها‪:‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -‬خروج الخزينة من التداوالت المالية وعدم تمركز توزيع الموارد من قبلها؛‬

‫‪ -‬حرية المؤسسات في التوطين لدى البنوك؛‬

‫سؤال طرحه الباحث على السيد محمد بوجالل عضو الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية‬ ‫‪1‬‬

‫الموقع الرسمي للبنك الوطني الجزائري ‪ /https://www.bna.dz/financeislamique/ar‬تاريخ اإلطالع‪.2021/09/14 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫أحمد سايح صاليحة‪ ،‬زيدان محمد‪ ،‬تقييم أداء البنك الوطني الجزائري باستخدام نموذج ‪ PATROL‬خالل الفترة ‪،2019-2015‬‬ ‫‪3‬‬

‫مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬المجلد‪ ،17‬العدد‪ ،25‬جامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مارس ‪ ،2021‬ص‪.170‬‬

‫‪155‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫‪ -‬رية البنك في أخذ ق اررات تمويل المؤسسات‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)03-01‬أهم بيانات البنك الوطني الجزائري‪.‬‬

‫البنك الوطني الجزائري‬ ‫اسم المصرف‬

‫‪1966‬‬ ‫تاريخ التأسيس‬

‫‪ 214‬فرع‬ ‫الفروع‬

‫‪1‬‬
‫‪ 51‬نافذة إسالمية‬ ‫النوافذ اإلسالمية‬

‫‪17‬‬ ‫عدد المديريات الجهوية‬

‫‪ 150.000‬مليار دج‬ ‫رأس المال المصرح به‬

‫‪ 5000‬موظف‬ ‫عدد الموظفين‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على‪- :‬معلومات مقدمة من طرف مديرية الصيرفة اإلسالمية (أوت ‪.)2021‬‬

‫‪ -‬الموقع الرسمي للبنك الوطني الجزائري ‪ https://www.bna.dz/ar‬تاريخ اإلطالع‪.2021/09/14 :‬‬

‫وسعيا منه نحو تنويع الخدمات المالية وتلبية لرغبات الزبائن في السوق قرر البنك الوطني الجزائري خوض‬
‫تجربة تسويق منتجات الصيرفة اإلسالمية بعد حصوله على الرخصة بتاريخ ‪ 30‬جويلية ‪ ،22020‬حيث تم‬
‫رسميا انطالق نشاط الصيرفة االسالمية بعد الحصول على الرخصة‪ ،‬فبادر البنك بفتح شبابيك للصيرفة‬
‫اإلسالمية على مستوى وكاالتها المنتشرة عبر كل واليات الوطن سعيا منه نحو توسيع نطاق الصيرفة‬
‫االسالمية في الجزائر‪ ،‬حيث قام بإعداد منشور خاص بتحديد مهام وكذلك تنظيم هذه النوافذ أو الشبابيك‬

‫معلومات من مديرية الصيرفة اإلسالمية أوت ‪.2021‬‬ ‫‪1‬‬

‫الموقع الرسمي للبنك الوطني الجزائري ‪ /https://www.bna.dz/financeislamique/ar‬تاريخ اإلطالع‪.2021/09/14 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪156‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫اإلسالمية‪1 ،‬وأطلق البنك الوطني الجزائري صيغا تمويلية اسالمية مختلفة حسب احتياجات تركيبات المجتمع‬
‫الجزائري وهذا بعد موافقة الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية االسالمية على منح شهادة المطابقة‬
‫الشرعية للبنك الوطني الجزائري لفتح النافذة اإلسالمية(أنظر الملحق رقم ‪ ،)01‬وكذلك لتسويق منتجات‬
‫خاصة بالصيرفة اإلسالمية وذلك بتاريخ ‪ 28‬جويلية ‪ ،2020‬ليكون البنك الوطني الجزائري أول مصرف‬
‫يتحصل على شهادة المطابقة الشرعية طبقا للنظام ‪ 20­02‬المؤرخ بتاريخ ‪ 15‬مارس ‪ 2020‬الذي يحدد‬
‫العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .2‬إنشاء مديرية المالية اإلسالمية ‪:‬ضمن االستراتيجية التجارية للبنك الوطني الجزائري وسعيا منه نحو‬
‫تنويع منتجاته وخدماته المصرفية‪ ،‬وكذا موارده‪ ،‬قام البنك الوطني الجزائري مباشرة بعد حصوله على شهادة‬
‫المطابقة وكذا الترخيص من بنك الجزائر لتسويق المنتجات الخاصة الصيرفة اإلسالمية بإنشاء مديرية المالية‬
‫اإلسالمية بموجب المنشور رقم ‪ 2281‬بتاريخ ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بإنشاء وتنظيم مديرية المالية‬
‫اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري (أنظر الملحق رقم ‪ ،)02‬وهذا بغرض الفصل بين نشاط البنك التقليدي‬
‫‪2‬‬
‫والنافذة اإلسالمية للبنك طبقا للنظام ‪ 20­02‬المؤرخ في ‪ 15‬مارس ‪ ،2020‬حيث أوكلت لها المهام التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬تأطير وتسيير النشاط المصرفي اإلسالمي للنافذة اإلسالمية؛‬

‫ب‪ .‬تنفيذ سياسة البنك في مجال تنمية العمل المصرفي اإلسالمي طبقا لألهداف واالستراتيجيات المسطرة؛‬

‫جـ‪ .‬تصميم وتطوير منتجات مصرفية إسالمية جديدة؛‬

‫د‪ .‬توضيح ووضع خطة تجارية لطريقة عمل المنتجات المصرفية اإلسالمية سعيا وراء تحقيق األهداف‬
‫المسطرة من طرف البنك؛‬

‫هـ‪ .‬تطوير عالقة البنك مع الزبائن من خالل توفير احتياجاتهم من المنتجات المصرفية اإلسالمية؛‬

‫أنظر المنشور رقم ‪ 2337‬المؤرخ في ‪ 31‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بتحديد مهام وتنظيم الشبابيك والوكاالت الخاصة بالصيرفة اإلسالمية‬ ‫‪1‬‬

‫للبنك الوطني الجزائري‪ ،‬ص‪.1‬‬

‫المنشور رقم ‪ 2281‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بإنشاء وتنظيم مديرية المالية اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري‪ ،‬ص‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪157‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫و‪ .‬تقديم التقارير الدورية حول نشاط النافذة اإلسالمية ورفعها إلى البنك األم؛‬

‫ويجدر الذكر أن مديرية المالية اإلسالمية تابعة لقسم االستغالل والنشاط التجاري للبنك الوطني الجزائري‪،‬‬
‫وفيما يلي الهيكل التنظيمي لمديرية المالية اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري‪.‬‬

‫الشكل رقم‪ :)03-01( :‬الهيكل التنظيمي لمديرية المالية اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري‬

‫األمانة العامة‬ ‫المديرية‬ ‫مصلحة التسيير اإلداري‬

‫قسم دراسة وتطوير المالية اإلسالمية‬ ‫قسم متابعة وتنشيط المالية اإلسالمية‬

‫خلية تطوير وابتكار المنتجات‬ ‫خلية متابعة نشاط المالية اإلسالمية‬

‫خلية الدراسات واالستغالل‬ ‫خلية العمل التجاري‬

‫المصدر‪ :‬المنشور رقم ‪ 2281‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بإنشاء وتنظيم مديرية المالية اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري ص‪9‬‬

‫وحرصا منه على مدى مطابقة المنتجات ألحكام الشريعة اإلسالمية قام البنك الوطني الجزائري بإنشاء «هيئة‬
‫التدقيق الشرعي»والتي تعتبر مستقلة في وظيفتها وق ارراتها‪ ،1‬كما تم إنشاء قسم المحاسبة والمالية اإلسالمية‬
‫تابعة لمديرية لمحاسبة للبنك الوطني الجزائري تسهر على إعداد التقارير القانونية والتنظيمية الداخلية المتعلقة‬
‫المالية اإلسالمية والتي تكون مطابقة للمعايير المحاسبية السارية المفعول‪ ،2‬باإلضافة إلى ذلك تم استحداث‬
‫مؤخ ار مديرية االستغالل المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬والتي أوكلت لها مهمة المساهمة في تطوير السياسة‬
‫التمويلية للمصرف‪ ،‬وكذلك العمليات المتعلقة بالتجارية الخارجية وكل ما تعلق بالجانب القانوني وتحصيل‬
‫‪3‬‬
‫الديون المتعلقة بالنشاط المصرفي اإلسالمي الذي يقوم به المصرف‪.‬‬

‫المنشور رقم ‪ 2282‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بإنشاء وتنظيم هيئة التدقيق الشرعي للبنك الوطني الجزائري‪ ،‬ص‪.01‬‬ ‫‪1‬‬

‫المنشور رقم ‪ 2283‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بإنشاء قسم المحاسبة والمالية اإلسالمية لدى البنك الوطني الجزائري‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪.02‬‬

‫المنشور رقم ‪ 2334‬المؤرخ في ‪ 31‬أوت ‪ 2021‬المتضمن إنشاء وتنظيم مديرية االستغالل الخاصة بالصيرفة االسالمية للبنك الوطني‬ ‫‪3‬‬

‫الجزائري‪ ،‬ص‪1‬‬

‫‪158‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫الشكل رقم (‪ :)03-02‬الهيكل التنظيمي لمديرية االستغالل المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني‬
‫األمانة العامة‬ ‫المديريةي‬
‫الجزائر‬

‫قسم التمويالت والعمليات الخارجية‬ ‫قسم الشؤون القانونية والتحصيل‬

‫مصلحة التمويالت‬ ‫مصلحة الدراسات القانونية والضمانات‬

‫مصلحة العمليات الخارجية‬ ‫مصلحة التحصيل والمنازعات‬

‫المصدر‪ :‬المنشور رقم ‪ 2334‬المؤرخ في ‪ 31‬أوت ‪ 2021‬المتضمن إنشاء وتنظيم مديرية االستغالل الخاصة بالصيرفة االسالمية للبنك‬
‫الوطني الجزائري‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫من أجل التحكم الجيد والفصل بين محاسبة المصرف التقليدي والنافذة اإلسالمية لدى البنك الوطني الجزائري‬
‫قام بإنشاء المديرية المالية ومراقبة تسيير المخاطر المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬حيث أوكلت لها مهمة مسك‬
‫المحاسبة العامة وكذلك حسابات الزبائن المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬إلى جانب تحديد وتقييم ورصد‬
‫‪1‬‬
‫المخاطر المتعلقة بالعمل المصرفي اإلسالمية‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)03-03‬الهيكل التنظيمي لمديرية المالية ومراقبة تسيير المخاطر المتعلقة بالصيرفة‬
‫اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري‪.‬‬
‫األمانة العامة‬ ‫المديرية‬

‫قسم المحاسبة والخزينة‬ ‫قسم مراقبة وتسيير المخاطر‬

‫مصلحة المحاسبة والتقارير‬ ‫مصلحة المراقبة والمتابعة‬

‫مصلحة تسيير الخزينة والتحليل المالي‬ ‫مصلحة تسيير المخاطر‬

‫المصدر‪ :‬المنشور رقم ‪ 2335‬المؤرخ في ‪ 31‬أوت ‪ 2021‬المتضمن إنشاء وتنظيم المديرية المالية ومراقبة تسيير المخاطر الخاصة‬
‫بالصيرفة االسالمية للبنك الوطني الجزائري‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫المنشور رقم ‪ 2335‬المؤرخ في ‪ 31‬أوت ‪ 2021‬المتضمن إنشاء وتنظيم المديرية المالية ومراقبة تسيير المخاطر الخاصة بالصيرفة‬ ‫‪1‬‬

‫االسالمية للبنك الوطني الجزائري‪،‬ص‪.1‬‬

‫‪159‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫ومن أجل تطبيق سياسته وتحقيق األهداف المسطرة قام البنك الوطني بإنشاء مديرية التنشيط التجاري والموارد‬
‫البشرية الخاصة بالنشاط المصرفي اإلسالمي‪ ،‬وهذا من أجل ضمان التأطير والقيادة المحكمة للنشاط‬
‫التجاري المتعلق بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬وكذا تصميم منتجات مالية إسالمية جديدة‪ ،‬إلى جانب العمل على‬
‫تكوين وتأهيل وتدريب األعوان المكلفون بتسويق المنتجات المصرفية اإلسالمية التي يطرحها المصرف من‬
‫خالل مختلف النوافذ اإلسالمية المنتشرة على مستوى فروع البنك الوطني الجزائري في جميع أنحاء الوطن‬
‫‪1‬‬
‫سعيا نحو تحقيق األهداف التي تم تسطيرها من طرف المصرف‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)03-04‬الهيكل التنظيمي لمديرية التنشيط التجاري والموارد البشرية المتعلقة بالصيرفة‬
‫اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري‪.‬‬

‫األمانة العامة‬ ‫المديرية‬

‫قسم التطوير والتقارير‬ ‫قسم شباك المالية االسالمية‬

‫مصلحة المتابعة والتقارير‬ ‫مصلحة تأطير ودعم الشبايبك والوكاالت‬


‫اإلسالمية‬

‫مصلحة التنشيط التجاري‬ ‫مصلحة الموارد البشرية والوسائل العامة‬

‫المصدر‪ :‬المنشور رقم ‪ 2336‬المؤرخ في ‪ 31‬أوت ‪ 2021‬المتضمن إنشاء وتنظيم مديرية التنشيط التجاري والموارد البشرية‬
‫الخاصة بالصيرفة االسالمية للبنك الوطني الجزائري‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫المنشور رقم ‪ 2336‬المؤرخ في ‪ 31‬أوت ‪ 2021‬المتضمن إنشاء وتنظيم مديرية التنشيط التجاري والموارد البشرية الخاصة بالصيرفة‬ ‫‪1‬‬

‫االسالمية للبنك الوطني الجزائري‪ ،‬ص‪.2‬‬

‫‪160‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫‪ .3‬أهم المنتجات اإلسالمية المقدمة من طرف البنك الوطني الجزائري‪ :‬نصت المادة ‪ 02‬من التعليمة رقم‬
‫‪ 03/20‬الصادرة عن بنك الجزائر‪ ،‬أنه يتوجب على كل مصرف تقليدي جزائري رغب في تسويق منتجات‬
‫الصيرفة اإلسالمية أن يقدم طلبا للحصول على الترخيص من طرف بنك الجزائر وكذلك الحصول على‬
‫شهادة مطابقة للنافذة اإلسالمية وكذا للمنتجات المراد تسويقها من طرف المصارف التقليدية للتأكد من‬
‫مطابقتها لمبادئ وأحكام الشريعة اإلسالمية وهذا من طرف الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية‬
‫االسالمية‪.1‬‬

‫ولقد تحصل البنك الوطني الجزائري على رخصة من بنك الجزائر لتسويق المنتجات المصرفية اإلسالمية‬
‫وهذا ب عد حصوله على شهادة المطابقة للنافذة اإلسالمية وكذلك للمنتجات المصرفية اإلسالمية (أنظر‬
‫المالحق من ‪ 03‬إلى ‪ )11‬بتاريخ ‪ 28‬جويلية ‪.2020‬‬

‫وفيما يلي أهم المنتجات المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية التي اختارها البنك الوطني الجزائري لتسويقها عبر‬
‫النافذة اإلسالمية‪:‬‬

‫أ‪ .‬المرابحة للسيارات‪ :‬هي عقد بيع لسيارات جديدة مركبة أو مصنعة في الجزائر‪ ،‬بسعر التكلفة مع زيادة‬
‫هامش ربح محدد ومتفق عليه بين الزبون والمصرف‪ ،‬حيث يقوم المصرف باقتناء السيارة لدى وكيل البيع ثم‬
‫يقوم بإعادة بيعها للزبون بهامش ربح متفق عليه بين الطرفين‪ ،‬ويكونا على علم مسبق ويؤكدان قبولهما‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫لسعر التكلفة‪ ،‬لهامش الربح للبنك ولكيفيات التسديد‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ولقد تم وضع شروط الحصول على هذا النوع من التمويل وكذلك طريقة عمله وهي كما يلي‪:‬‬

‫التعليمة رقم ‪ 03/20‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪ 2020‬الصادرة عن بنك الجزائر المعرفة للمنتجات المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫المحددة لإلجراءات والخصائص التقنية لتنفيذھا من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬


‫و ّ‬

‫وثائق من مديرية الصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري أوت ‪.2021‬‬ ‫‪2‬‬

‫الموقع الرسمي للصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري ‪ https://www.bna.dz/financeislamique‬تاريخ اإلطالع‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.2021/09/24‬‬

‫‪161‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫لكل األشخاص (األفراد) المقيمين في الجزائر‪ ،‬الذين تقل أعمارهم عن ‪70‬عاما ولهم دخل ثابت ومنتظم‬
‫(أكبر من أو يساوي ‪ 40‬ألف دينار جزائري)‬

‫* طريقة عمل صيغة المرابحة للسيارات‪:‬‬

‫‪ -‬يقوم الزبون باختيار السيارة التي يرغب في شرائها؛‬

‫‪ -‬يقوم المصرف بشراء السيارة من الوكيل ثم يقوم بدوره ببيعها للزبون بهامش ربح متفق عليه مسبقا؛‬

‫‪ -‬يكون سعر البيع موزع على فترة تتراوح بين ‪ 2‬إلى ‪ 5‬سنوات مع أقساط شهرية ثابتة‪ ،‬وفي حالة تأخره‬
‫عن تسديد األقساط المتفق عليها يدفع الزبون غرامة تأخير تقدر بـ ‪ %4‬من مبلغ القسط الغير مدفوع‪ ،1‬يتم‬
‫التبرع بها لحساب األعمال الخيرية للبنك الوطني الجزائري تحت رقابة الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء‬
‫للصناعة المالية اإلسالمية وهذا طبقا للمادة ‪ 06‬من التعليمة رقم ‪ 03/20‬الصادرة عن بنك الجزائر في ‪02‬‬
‫أفريل ‪.2020‬‬

‫ب‪ .‬المرابحة للتجهيزات‪ :‬هي عقد بيع القتناء (تجهيزات‪ ،‬أجهزة كهرو منزلية‪ ،‬أثاث)‪ ،‬بسعر التكلفة مع زيادة‬
‫هامش ربح محدد ومتفق عليه بين الزبون (المقتني) والمصرف (البائع)‪ ،‬حيث يكون المصرف كمشتري تجاه‬
‫(البائع) وكمورد تجاه (الزبون)‪ ،‬فيقوم المصرف باقتناء تجهيزات ثم يقوم بإعادة بيعها للزبون بهامش ربح‬
‫متفق عليه من الطرفين ويكونا على علم مسبق ويؤكدان قبولهما‪ ،‬لسعر التكلفة‪ ،‬لهامش الربح للمصرف‬
‫ولكيفيات التسديد‪.2‬‬

‫‪3‬‬
‫ولقد تم وضع شروط الحصول على هذا النوع من التمويل وكذلك طريقة عمله وهي كما يلي‪:‬‬

‫المنشور رقم ‪ 2301‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2020‬المتعلق بالمرابحة اإلسالمية للسيارات لدى البنك الوطني الجزائري‪،‬ص‪.15‬‬ ‫‪1‬‬

‫المنشور رقم ‪ 2291‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بالمرابحة اإلسالمية للتجهيزات لدى البنك الوطني الجزائري‪،‬ص‪.1‬‬ ‫‪2‬‬

‫الموقع الرسمي للصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري ‪ https://www.bna.dz/financeislamique‬تاريخ اإلطالع‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.2021/09/24‬‬

‫‪162‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫‪ -‬لكل األشخاص (األفراد) المقيمين في الجزائر‪ ،‬الذين تقل أعمارهم عن ‪ 70‬عاما ولهم دخل ثابت ومنتظم‬
‫(أكبر من أو يساوي ‪ 40‬ألف دينار جزائري)؛‬

‫* طريقة عمل صيغة المرابحة للتجهيزات‪:‬‬

‫‪ -‬يقوم الزبون باختيار التجهيزات التي يرغب في شرائها‬

‫‪ -‬يقوم المصرف بشراء التجهيزات من الممون ثم يقوم بدوره ببيعها للزبون بهامش ربح متفق عليه مسبقا‪.‬‬

‫‪ -‬ال يتجاوز التمويل في جميع الحاالت مبلغ ‪ 1.000.000‬دج وال يقل عن ‪ 100.000‬دج‪ ،‬أخذا بعين‬
‫االعتبار قدرة الزبون على السداد؛‬

‫‪ -‬يكون سعر البيع موزع على فترة تتراوح بين ‪ 12‬إلى ‪ 36‬شه ار مع أقساط شهرية ثابتة‪.‬‬

‫‪ -‬هامش الجدية الذي يدفعه الزبون ال يجب أال يقل عن ‪ %10‬من المبلغ اإلجمالي للتجهيزات‪.‬‬

‫‪ -‬األقساط الشهرية الواجب دفعها من طرف الزبون ال يجب أال تتعدى ‪ %30‬من دخله الشهري الصافي؛‬

‫‪ -‬هامش الربح المطبق هو‪ %9 :‬بالنسبة للزبائن المدخرين‪ ،‬و‪ %9.5‬بالنسبة للزبائن الغير مدخرين لدى‬
‫المصرف؛‬

‫‪ -‬وفي حالة تأخره عن تسديد األقساط المتفق عليها يدفع الزبون غرامة تأخير تقدر بـ ‪ %4‬من مبلغ القسط‬
‫الغير مدفوع‪ ،‬يتم التبرع بها لحساب األعمال الخيرية للبنك الوطني الجزائري تحت رقابة الهيئة الشرعية‬
‫الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية وهذا طبقا للمادة ‪ 06‬من التعليمة رقم ‪ 03/20‬الصادرة عن بنك‬
‫الجزائر في ‪ 02‬أفريل ‪2020‬؛‬

‫جـ‪ .‬المرابحة للعقارية‪ :‬هي صيغة تمويل تتيح للزبون اقتناء عقار سكني‪ ،‬وهي عقد بيع بسعر التكلفة يضاف‬
‫إليه هامش ربح معروف ومتفق عليه بين الزبون(المشتري)‪ ،‬المشتري المشترك احتماال (الزوج‪/‬الزوجة)‬

‫‪163‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫والمصرف (البائع‪ ،‬حيث يعد المصرف في هذه الحالة كمشتر تجاه (البائع) وكبائع تجاه (الزبون)‪ ،‬أي يقوم‬
‫المصرف بشراء العقار نقدا من البائع واعادة بيعه للزبون بهامش فائدة معروف ومتفق عليه مع المشتري‪.1‬‬

‫‪2‬‬
‫ولقد تم وضع شروط الحصول على هذا النوع من التمويل وكذلك طريقة عمله وهي كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬لكل األشخاص(األفراد) المقيمين في الجزائر‪ ،‬الذين تقل أعمارهم عن ‪ 75‬عاما ولهم دخل ثابت ومنتظم‬
‫(أكبر من أو يساوي ‪ 40‬ألف دينار جزائري)‬

‫* طريقة عمل صيغة المرابحة للعقار‪:‬‬

‫‪ -‬يقوم الزبون باختيار العقار الذي يرغب في شرائه؛‬

‫‪ -‬يقوم المصرف بشراء العقار من المرقي ثم يقوم بدوره ببيعه للزبون بهامش ربح متفق عليه مسبقا؛‬

‫‪ -‬يكون سعر البيع موزع على فترة تصل إلى ‪ 40‬سنة على شكل أقساط شهرية ثابتة؛‬

‫‪ -‬يمكن أن يصل التمويل إلى حدود ‪ %90‬المبلغ اإلجمالي للعقار‪ ،‬أخذا بعين االعتبار قدرة الزبون على‬
‫السداد؛‬

‫‪ -‬هامش الجدية الذي يدفعه الزبون ال يجب أال يقل عن ‪ %10‬من المبلغ اإلجمالي للعقار؛‬

‫‪ -‬يجب على الزبون دفع مصاريف دراسة الملف والمقدرة بـ ‪ %0.5‬من مبلغ التمويل خارج الرسوم؛‬

‫‪ -‬هامش الربح المطبق هو‪ %6.5 :‬بالنسبة للزبائن المدخرين‪ ،‬و‪ %7‬بالنسبة للزبائن الغير مدخرين لدى‬
‫المصرف؛‬

‫المنشور رقم ‪ 2290‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بالمرابحة اإلسالمية للعقارات لدى البنك الوطني الجزائري‪،‬ص‪.1‬‬ ‫‪1‬‬

‫الموقع الرسمي للصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري ‪ https://www.bna.dz/financeislamique‬تاريخ اإلطالع‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.2021/09/24‬‬

‫‪164‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫‪ -‬وفي حالة تأخره عن تسديد األقساط المتفق عليها يدفع الزبون غرامة تأخير تقدر بـ ‪ %4‬من مبلغ القسط‬
‫الغير مدفوع‪ ،‬يتم التبرع بها لحساب األعمال الخيرية للبنك الوطني الج ازئري تحت رقابة الهيئة الشرعية‬
‫الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية وهذا طبقا للمادة ‪ 06‬من التعليمة رقم ‪ 03/20‬الصادرة عن بنك‬
‫الجزائر في ‪ 02‬أفريل ‪2020‬؛‬

‫د‪ .‬اإلجارة المنتهية بالتمليك‪ :‬عقد إيجار ألمالك منقولة لفائدة المستأجر يتوافق مع مبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬تتعلق بمعدات وتجهيزات منقولة‪ ،‬دائمة غير قابلة للتلف‪ ،‬حيث يقوم المصرف باقتنائها لدى‬
‫الممونين والوكالء المحليين وتأجيرها للزبون‪ ،‬وعند نهاية هذا العقد يرفع الزبون خيار الشراء ويصبح مالكا‬
‫لهذه المعدات‪ ،‬صيغة التمويل هذه موجهة خصيصا إلى ‪(:‬األشخاص الذين يمارسون مهن حرة‪ ،‬التجار‪،‬‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫* طريقة عمل صيغة اإلجارة المنتهية بالتمليك‪:‬‬

‫‪ -‬يقوم الزبون باختيار التجهيزات التي يرغب في استئجارها بتمويل اإلجارة؛‬

‫‪ -‬يقوم المصرف بشراء التجهيزات من الممون ثم يقوم بدوره بتأجيرها للزبون بهامش ربح متفق عليه مسبقا؛‬

‫‪ -‬بعد دفع كل األقساط والمبالغ الواجبة‪ ،‬يمكن للزبون رفع خيار الشراء لتصبح التجهيزات ملكا له؛‬

‫‪ -‬ال يتجاوز التمويل في جميع الحاالت مبلغ ‪ 25.000.000‬دج؛‬

‫‪ -‬هامش الجدية الذي يدفعه الزبون ال يجب أال يقل عن ‪ %10‬من المبلغ اإلجمالي للتجهيزات؛‬

‫‪ -‬يجب على الزبون دفع مصاريف دراسة الملف والمقدرة بـ ‪ %0.5‬من مبلغ التمويل خارج الرسوم‪ ،‬على أال‬
‫تقل مصارف هذه الدراسة عن ‪ 10.000‬دج؛‬

‫‪ -‬المدة المحددة للتمويل تتراوح بين ‪ 2‬إلى ‪ 5‬سنوات‪ ،‬بهامش ربح ثابت تقدر بـ ‪%8.5‬؛‬

‫المنشور رقم ‪ 2289‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق باإلجارة المنتهية بالتمليك لدى البنك الوطني الجزائري‪،‬ص‪.2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪165‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫‪ -‬حددت مدة دفع اإليجار بثالثة أشهر طوال المدة اإلجمالية لإليجار‪ ،‬حيث يتم تحديد المبلغ الواجب دفعه‬
‫حسب مبلغ الشراء والهامش المدفوع؛‬

‫‪ -‬وفي حالة تأخره عن تسديد األقساط المتفق عليها يدفع الزبون غرامة تأخير تقدر بـ ‪ %4‬من مبلغ اإليجار‬
‫الغير مدفوع‪ ،‬يتم التبرع بها لحساب األعمال الخيرية للبنك الوطني الجزائري تحت رقابة الهيئة الشرعية‬
‫الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية وهذا طبقا للمادة ‪ 06‬من التعليمة رقم ‪ 03/20‬الصادرة عن بنك‬
‫الجزائر في ‪ 02‬أفريل ‪2020‬؛‬

‫‪ -‬تظل التجهيزات المؤجرة ملك للمصرف وال يمكن نقلها للمستأجر إال بعد أداء المبلغ األخير لإليجار‪،‬‬
‫وتضاف لثمن نقل التجهيزات كافة المصاريف األخرى‪ ،‬الرسوم والتكاليف المرتبطة بالتجهيزات للمستأجر؛‬

‫‪ -‬في حالة اختيار المستأجر تملك العين المؤجرة له فإن المصرف يقوم بتمليكه إياها بثمن رمزي مقدر ألف‬
‫‪1000‬دج‪ ،‬وهذا بعد تسديده آخر قسط متفق عليه؛‬

‫ه‪ .‬حساب االستثمار اإلسالمي غير المقيد‪ :‬هو حساب إيداع ألجل يخضع للمبدأ اإلسالمي "المضاربة"‬
‫الذي يرتكز على أساس المشاركة في الخسائر واألرباح‪ ،‬حيث يقوم من خالله صاحب الحساب بالسماح‬
‫للمصرف باستثمار المبلغ المودع في المشاريع التمويلية التي يقوم بها هذا األخير‪ ،‬وهذا الحساب موجه‬
‫خصيصا لصالح األشخاص الذين يمارسون مهن حرة‪ ،‬أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذا األفراد‬
‫‪1‬‬
‫من الجنسية الجزائرية‪ ،‬على أن يتم توزيع األرباح المحققة على المستثمرين في نهاية السنة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وتم تحديد شروط وطريقة عمل هذا الحساب في منشور صادر عن البنك الوطني الجزائري كما يلي‪:‬‬

‫* يتم فتح حساب االستثمار اإلسالمي غير المقيد عن طريق إمضاء اتفاقية فتح الحساب؛‬

‫* يجب ايداع مبلغ ال يقل عن (‪ 100.000‬دج) لفتح حساب استثماري إسالمي غير مقيد؛‬

‫* يتمتع المصرف في هذا النوع من الحساب بالحرية المطلقة فاختيار المشاريع وتسيير رأس المال؛‬

‫وثائق من مديرية الصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري أوت ‪.2021‬‬ ‫‪1‬‬

‫المنشور رقم ‪ 2286‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بحساب االستثمار اإلسالمي المقيد لدى البنك الوطني الجزائري‪،‬ص‪.5‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪166‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫* يسلم المصرف للزبـون‪ ،‬عنـد كـل عمليـة إيـداع بحسـاب االستثمار االسالمي الغيـر مقيـد وصل يحدد فيه‬
‫مبلغ األموال المودعة وتاريخ القيمة المقابلة؛‬

‫* تسـري المشـاركة فـي األربـاح في االمـوال المودعـة فـي هذا الحسـاب ابتـداء من اليـوم األول مـن تـاريخ‬
‫اإليداع‪ ،‬كمـا ان األموال المسحوبة ال تمنح حق المشاركة في األرباح ابتداء من يوم السحب؛‬

‫* يتم التفاوض حول مـدة اإليداع وكذا توزيع األرباح في كل ما يتعلـق بهذا الحساب‪.‬‬

‫فيما يلي جدول يوضح نسب توزيع األرباح الناجمة عن حساب االستثمار اإلسالمي الغير مقيد على مستوى‬
‫النافذة اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)03-02‬نسب توزيع األرباح الناجمة عن حساب االستثمار اإلسالمي الغير مقيد‬

‫حصة الزبون‬ ‫حصة البنك الوطني الجزائري‬ ‫طبيعة ومدة اإليداع‬

‫‪%55‬‬ ‫‪%45‬‬ ‫إيداع إسالمي لمدة ‪ 6‬أشهر‬

‫‪%65‬‬ ‫‪%35‬‬ ‫إيداع إسالمي لمدة ‪ 12‬شه ار‬

‫‪%70‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫إيداع إسالمي لمدة ‪ 18‬شه ار‬

‫‪%75‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫إيداع إسالمي لمدة ‪ 24‬شه ار‬

‫‪%80‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫إيداع إسالمي لمدة ‪ 36‬شه ار‬

‫‪%85‬‬ ‫‪%15‬‬ ‫إيداع إسالمي لمدة ‪ 48‬شه ار‬

‫‪%90‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫إيداع إسالمي لمدة ‪ 60‬شه ار‬

‫المصدر‪ :‬المنشور رقم ‪ 2286‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2021‬المتعلق بحساب االستثمار اإلسالمي المقيد لدى البنك الوطني‬
‫الجزائري‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫و‪ .‬حساب التوفير اإلسالمي‪ :‬هو حساب يتوافق مع مبادئ الشريعة‪ ،‬يحتوي أموال أوكلها األفراد إلى‬
‫المصرف الستثمارها في تمويالت إسالمية‪ ،‬حيث لهم االختيار بين حساب التوفير اإلسالمي بأرباح أو بدون‬

‫‪167‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫أرباح‪ ،1‬وهو متاح للجزائريين المقيمين والغير مقيمين‪ ،‬ويتم فتحه بإيداع مبلغ ال يقل عن ‪ 10.000‬دج عند‬
‫‪2‬‬
‫فتح الحساب‪.‬‬

‫* حساب التوفير بدون أرباح‪ :‬قائم على مبدأ القرض الحسن‪.‬‬

‫* حساب التوفير بأرباح‪ :‬قائم على مبدأ " المضاربة "‪ ،‬وتسـري المشاركة في األرباح بخصـوص األموال‬
‫المودعـة فـي هذا الحسـاب ابتـداء مـن اليـوم األول مـن تـاريخ اإليداع‪ ،‬كمـا أن األموال المسحوبة ال تمنح حق‬
‫المشاركة في األرباح‪ ،‬ويتم التفاوض بخصوص مـدة اإليداع وكذا توزيع األرباح فيمـا يتعلـق بكـل اتفاقية‬
‫حساب توفير اسالمي بأرباح‪ ،‬كما يتقاسـم الزبـون مـع المصرف كـل أربـاح عمليـات المضاربة المترتبـة عـن‬
‫‪3‬‬
‫مشـاركته فـي التمويل اإلسالمي وفق نسب توزيع األرباح كما هو مبين في الجدول أدناه‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)03-03‬نسب توزيع األرباح الناجمة عن حساب التوفير اإلسالمي بأرباح‬

‫حصة الزبون‬ ‫حصة البنك الوطني الجزائري‬ ‫طبيعة ومدة اإليداع‬

‫‪%50‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫إيداع إسالمي لمدة ‪ 3‬أشهر‬

‫‪%55‬‬ ‫‪%45‬‬ ‫إيداع إسالمي لمدة ‪ 6‬أشهر‬

‫‪%65‬‬ ‫‪%35‬‬ ‫إيداع إسالمي لمدة ‪ 12‬شه ار‬

‫‪%70‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫إيداع إسالمي لمدة ‪ 18‬شه ار‬

‫‪%75‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫إيداع إسالمي لمدة ‪ 24‬شه ار‬

‫‪%80‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫إيداع إسالمي لمدة ‪ 36‬شه ار‬

‫‪%85‬‬ ‫‪%15‬‬ ‫إيداع إسالمي لمدة ‪ 48‬شه ار‬

‫‪%90‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫إيداع إسالمي لمدة ‪ 60‬شه ار‬

‫المصدر‪ :‬المنشور رقم ‪ 2287‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2021‬المتعلق بحساب التوفير اإلسالمي لدى البنك الوطني الجزائري‪ ،‬ص‪.5‬‬

‫الموقع الرسمي للصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري ‪ https://www.bna.dz/financeislamique‬تاريخ االطالع‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.2021/09/24‬‬

‫وثائق من مديرية الصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني الج ازئري أوت ‪.2021‬‬ ‫‪2‬‬

‫المنشور رقم ‪ 2287‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بحساب التوفير اإلسالمي لدى البنك الوطني الجزائري‪ ،‬ص‪.3‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪168‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫كما أطلق البنك الوطني الجزائري أيضا منتوج إسالمي ضمن حساب التوفير ويسمى «حساب التوفير‬
‫اإلسالمي للشباب» وهو يحمل نفس شروط حساب التوفير اإلسالمي السابق الذكر‪ ،‬إال أن هذا الحساب يتم‬
‫فتحه لفائدة القاصر من طرف أشخاص طبيعيين جزائريين (األولياء) سواء مقيمين أو غير مقيمين متمتعين‬
‫‪1‬‬
‫بكافة الحقوق‪ ،‬حيث يتمتع ولي القاصر بحق والية الحساب إلى غاية بلوغ القاصر سن الرشد‪.‬‬

‫ن ـ الحساب اإلسالمي " ودائع تحت الطلب "‪ :‬هو حساب إيداع تحت الطلب‪ ،‬يتضمن أموال مودعة في‬
‫البنك من طرف الزبائن‪ ،‬مع إلزامية هذا األخير بإرجاعها الى المودع أو شخص آخر معين عند الطلب أو‬
‫حسب الشروط المتفق عليها‪ ،‬وهو موجه لكل شخص يتمتع باألهلية القانونية بمفهوم القوانين والتنظيمات‬
‫السارية المفعول‪.2‬‬

‫ي‪ .‬الحساب اإلسالمي الجاري‪ :‬الحساب االسالمي الجاري يستقطب األموال الموكلة للبنك من قبل األفراد أو‬
‫األشخاص ذوي النشاط التجاري‪ ،‬مع االلتزام بإعادة هذه األموال أو ما يعادلها إلى المودع أو إلى شخص‬
‫آخر معين‪ ،‬بناء على الطلب أو وفقا للشروط المتفق عليها مسبقا عند طلبهم وبدون إشعار سابق وبدون أي‬
‫‪3‬‬
‫زيادات‪ ،‬كما يكون هذا الحساب في وضع دائن‪.‬‬

‫المنشور رقم ‪ 2288‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بحساب التوفير اإلسالمي للشباب لدى البنك الوطني الجزائري‪ ،‬ص‪.2‬‬ ‫‪1‬‬

‫المنشور رقم ‪ 2284‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بالحساب اإلسالمي «ودائع تحت الطلب» لدى البنك الوطني الجزائري‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪.2‬‬

‫المنشور رقم ‪ 2285‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بالحساب اإلسالمي الجاري لدى البنك الوطني الجزائري‪ ،‬ص‪.18‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪169‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مبررات‪ ،‬متطلبات‪ ،‬وعقبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪.‬‬

‫يعتبر قرار التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر من أهم الق اررات االقتصادية التي تبنتها الدولة‬
‫الجزائرية‪ ،‬وال شك أنه يوجد عدة أسباب لتبني في هذ االتجاه‪.‬‬

‫ك ما أن نجاح التحول نحو الصيرفة اإلسالمية في الجزائر سواء تعلق االمر بإقامة نوافذ اسالمية أو تعزيز‬
‫نشاط البنوك اإلسالمية المتواجدة يتطلب تهيئة المناخ المالئم لعملها وذلك من خالل عدة متطلبات‪ ،‬إال أنه‬
‫يوجد العديد من العقبات الزالت تواجه عملية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مبررات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪.‬‬

‫يتزامن موضوع التحول إلى المصرفية اإلسالمية في الجزائر مع الرهانات والتحوالت التي يشهدها االقتصاد‬
‫الجزائري بسبب التقلبات التي يعرفها سوق النفط الذي يمثل أهم موارد الدولة الجزائر من العملة األجنبية‪،‬‬
‫الشيء الذي أثر سلبا على مستوى التجارة الخارجية أين عرفت تقليص فاتورة االستيراد إلى مستويات قياسية‬
‫حيث اقتصرت عمليات االستيراد فقط على السلع األساسية وكذا الغير المنتجة محليا‪ ،‬كما تم تجميد العديد‬
‫من المشاريع االستثمارية في الجزائر‪ ،‬باإلضافة إلى الزيادات المستمرة سنويا لمعدالت التضخم مما اثر سلبا‬
‫على مختلف العمليات االقتصادية‪ ،‬منها ما تعلق بالنظام المصرفي الذي عرف رقابة مشددة على مختلف‬
‫المعامالت المالية على مستوى المؤسسات المصرفية‪.‬‬

‫وعليه فقد قررت الحكومة اللجوء إلى الصيرفة اإلسالمية محاولة في ذلك االستفادة من مختلف خدماتها‬
‫ومنتجاتها اإلسالمية التي تعزز النمو االقتصادي‪ ،‬وتوفر التمويل الالزم لمختلف المؤسسات االقتصادية‬
‫بمختلف الصيغ التمويلية التي توافق مبادئ وأحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ويمكن ذكر أهم مبررات التحول إلى‬
‫الصيرفة اإلسالمية في الجزائر كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اإلرادة السياسية‪.‬‬

‫إن توفر قدر من االرادة السياسية لدى الحكومة الجزائرية أدى إلى محاولة تبني المصرفية اإلسالمية بصفة‬
‫تدريجية في السوق المصرفية‪ ،‬وهذا من أجل تطوير المنظومة المصرفية وتنويع منتجاتها وخدماتها‪ ،‬وتجلى‬

‫‪170‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫‪1‬‬
‫ذلك من خالل تعليمات الحكومة في ضرورة اإلسراع بتجسيد ذلك على أرض الواقع‪.‬‬

‫إال أنه يمكننا القول أن اإلرادة السياسة لوحدها غير كافية لتبني الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬بل يتطلب متابعة تفعيل‬
‫وتجسيد هذه اإلرادة على أرض الواقع والتأكد من أن التعليمات التي قدمتها الحكومة للسلطات النقدية تم‬
‫تنفيذها بدون تباطؤ‪ ،‬وهذا عن طريق سن قوانين وتعليمات وتوفير بيئة قانونية مالئمة للمصارف اإلسالمية‬
‫كوضع قانون خاص ينظم ويضبط العمل المصرفي اإلسالمي مثل إحداث تعديالت على قانون النقد والقرض‬
‫‪ 10/90‬الذي ال يراعي في جل مواده خصوصيات العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬امتصاص األموال المكتنزة خارج القطاع المصرفي‪.‬‬

‫تسعى الحكومة الجزائرية جاهدة إلى استقطاب األموال المتداولة في السوق الموازية عن طريق مختلف‬
‫العمليات والخدمات اإلسالمية‪ ،‬حيث يرى العديد من الخبراء واالقتصاديين أن الكتلة النقدية المتداولة في‬
‫السوق الموازية تعيق نمو االقتصاد الوطني‪ ،‬إلى جانب حاجة االقتصاد لهذه األموال خاصة بعد انهيار‬
‫أسعار النفط وقلة إيرادات الدولة والعجز الذي تعاني منه الخزينة العمومية‪ ،‬ولقد بلغ حجم الكتلة النقدية‬
‫المتداولة خارج السوق الرسمية في سنة ‪ 2021‬حوالي ‪ 6140.7‬مليار دينار وهو ما يعادل نسبة تفوق‬
‫‪ ،% 34.5‬من إجمالي الكتلة النقدية المتداولة‪ 2،‬ويمكن تفسير ارتفاع حجم الكتلة النقدية خارج السوق‬
‫الرسمي إلى أساب عقائدية التي أدت بالعديد من المواطنين تجنب التعامل مع المصارف التقليدية التي يقوم‬
‫عملها أساسا على الربا المحرم شرعا‪ ،‬إضافة إلى فقدان نسبة كبيرة من الجزائريين الثقة في المصارف‬
‫التقليدية‪ ،‬ما يدفعهم باالحتفاظ بها نًقدا واكتنازها في بيوتهم‪ ،‬لذلك أعطت الحكومة الضوء األخضر للمصارف‬
‫التقليدية بطرح منتجات التمويل اإلسالمية بالموازاة مع نشاطها التقليدي‪ ،‬وهذا من خالل إصدار النظامين‬

‫العرابي مصطفى‪ ،‬طروبيا ندير‪ ،‬توطين الصيرفة اإلسالمية في البنوك الجزائرية‪ :‬تحديات التطبيق ومتطلبات النجاح في ضوء النظام‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،02-20‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬المجلد‪ ،06‬العدد‪ ،02‬جامعة بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،2020 ،‬ص‪.254‬‬

‫سليمان ناصر‪ ،‬الدفع االلكتروني الحل العملي الحتواء الكتلة النقدية خارج البنوك‪ ،‬وثيقة إلكترونية متاحة على موقع جريدة الشعب‬ ‫‪2‬‬

‫على الرابط‪ http://www.ech-chaab.com/ar:‬تاريخ التصفح‪.2021/06/10 :‬‬

‫‪171‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫‪ 18-02‬وكذلك النظام ‪ ،20-02‬وكل هذا سعيا وراء تجميع أكبر قدر ممكن من هذه الكتلة المتداولة في‬
‫‪1‬‬
‫السوق الغير الرسمية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الوازع الديني‪.‬‬

‫وهو من بين المبررات التي بسببها تم تبني الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬وهو بمثابة استجابة لمطالب‬
‫الكثير من فئات المجتمع بضرورة اعتماد الصيرفة اإلسالمية في البالد‪ ،‬وهذا حتى يتسنى لهم استثمار‬
‫أموالهم في الطرق المشروعة والبعيدة كل البعد عن الربا أخذا وعطاءا‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬محاولة توسيع حجم السوق المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫من المعلوم أن السوق المصرفية الجزائرية بأكملها تتوفر على بنكين إسالميين فقط من مجموع ‪ 29‬بنك‬
‫عمومي وأجنبي‪ ،‬وال يساهمان إال بنسبة ‪ %3‬فقط في السوق المصرفي‪ ،‬وهي نسبة ضئيلة جدا‪ ،‬مما يستدعي‬
‫ضرورة محاولة توسيع السوق المصرفية اإلسالمية من خالل إنشاء مصارف إسالمية جديدة وكذا فتح النوافذ‬
‫اإلسالمية على مستوى المصارف التقليدية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬وضعية االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫لقد مرت الجزائر وعلى غرار العديد من الدول النفطية بأزمة حادة منذ سنة ‪ 2014‬بسبب تراجع انخفاض‬
‫أسعار النفط في األسواق العالمية‪ ،‬مما تسبب في تراجع إيرادات الجزائر‪ ،‬وكما هو معلوم أن نسبة اإليرادات‬
‫من المحروقات تفوق نسبة ‪ %90‬من إجمالي اإليرادات العامة‪ .‬وكذا أمام االنخفاض المستمر الحتياطات‬
‫الجزائر من العملة الصعبة‪ ،‬حيث بلغت في الثالثي األول من سنة ‪ 2021‬حوالي ‪ 43‬مليار دوالر بعدما‬
‫كانت تبلغ ‪ 60‬مليار دوالر في الربع األول من سنة ‪ ،20202‬مما أدى بالحكومة بضرورة إيجاد مصادر‬
‫تمويلية الزمة للميزانية العامة للدولة‪ ،‬ومن هنا بدأ التفكير بضرورة اللجوء إلى الصيرفة اإلسالمية ضمن‬

‫فرج هللا أحالم‪ ،‬حمادي مراد‪ ،‬دراسة واقع وآفاق تطوير الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وفق اإلصالحات المصرفية ‪،2020-2018‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬المجلد‪ ،07‬العدد‪ ،01‬جامعة بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،2021 ،‬ص‪.267‬‬

‫تصريح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في اللقاء الصحفي في القناة الوطنية يوم اإلثنين ‪ 01‬مارس ‪ ،2021‬الموقع‬ ‫‪2‬‬

‫‪ https://www.aps.dz/ar/economie/102741-42-43:‬تاريخ اإلطالع ‪.2021/06/11 :‬‬

‫‪172‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫حملة إصالحاتها االقتصادية لدعم نمو االقتصاد الوطني‪ ،‬واالستفادة من خدمات ومنتجات الصيرفة‬
‫االسالمية لتعزز النمو والتنمية‪ ،‬وكذلك استقطاب المدخرات المكتنزة ومشاركتها في ترقية االدخار المحلي‬
‫وتوفير التمويل الالزم لمختلف القطاعات المؤسسات الوطنية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬تفعيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫يعد التمويل اإلسالمي بكل صيغه من أهم األساليب مالئمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والذي يستطيع‬
‫مواجهة االحتياجات التمويلية لها‪ ،‬حيث يحقق معيار العدل في المعامالت فال مجال الستفادة طرف على‬
‫حساب آخر كما هو معلوم في التمويل التقليدي القائم على الربا المحرم شرعا‪ ،‬وينقل إلى التمويل الحقيقي‬
‫القائم على أسلوب المشاركة في المغنم والمغرم‪ ،‬حيث ستوفر الصيرفة اإلسالمية لهذه المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة العديد من األساليب والطرق التمويلية التي تتالءم وعمل هذه المؤسسات و التي عادة ما تكون‬
‫صيغ تمويلية متنوعة تتمتع بدرجة عالية من المرونة عكس التمويل التقليدي الذي يكون فقط على شكل‬
‫‪1‬‬
‫قروض ربوية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪.‬‬

‫تقتضي التحول من العمل المصرفي التقليدي إلى العمل المصرفي اإلسالمي توفر مجموعة المتطلبات‬
‫تتعلق بالجوانب الشرعية‪ ،‬القانونية واإلدارية والتي يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المتطلبات القانونية‪.‬‬

‫وهي مجموع اإلجراءات التي يجب على المصرف اتباعها للقيام بعملية التحول وفق األطر القانونية‪ ،‬ويمكن‬
‫تلخيص أهم هذه المتطلبات القانونية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬صـدور قـرار عـن الجمعية العامة للمصرف التقليدي‪ 2:‬حيث يعقد االجتماع في دورة غير عادية يتم من‬
‫خالله الموافقة على تحـول المصـرف التقليـدي إلى العمل المصرفي االسالمي‪ ،‬ويراعى في هذا االجتماع كل‬

‫فرج هللا أحالم‪ ،‬حمادي مراد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.267‬‬ ‫‪1‬‬

‫زرزار العياشي‪ ،‬غياد كريمة‪ ،‬من الصيرفة التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية‪ :‬متطلبات وآليات التحول‪ ،‬مجلة الدراسات اإلسالمية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫المجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،08‬جامعة األغواط‪ ،‬الجزائر‪،2017،‬ص‪.347‬‬

‫‪173‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫الشروط القانونية مثل ضرورة توجيه مجلس اإلدارة دعـوة برسائل مسجلة إلى جميع المساهمين ‪ -‬مهما كان‬
‫حجم حصصهم‪ -‬لحضـور اجتماعـات الجمعية العموميـة بصـفة غير عادية‪ ،‬وضـرورة تحقيق النصـاب‬
‫الـواجـب تـوافـره مـن أعـضـاء الجمعيـة العموميـة لصحة انعقـاد اجتمـاع الجمعيـة العمومية‪ ،‬وغيرها من األمور‬
‫الفنية التي يحددها قانون الشركات التجارية‪ ،‬وهذا من أجل منح القرار الصادر عنها الصفة القانونية‪ ،‬مع‬
‫ضرورة إحداث بعض التعديالت في القانون األساسي مثل‪:‬‬

‫أ‪ .‬أن ينص صراحة على عدم التعامل بالربا بجميع أشكالها‪ ،‬أو بأية معاملة محرمة شرعا في معامالته مع‬
‫الغير‪ ،‬وأن تكون جميع أعمال المصرف موافقة ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية؛‬

‫ب‪ .‬تغيير اسم المصرف أو الفرع في العقد األساسي بما يدل على طبيعة أنشطته المصرفية المعدلة أو‬
‫الجديدة وعلى أهدافه وأسلوب تعامله مع الغير‪.‬‬

‫‪ .2‬الحصول على موافقة الجهات الرسمية‪ :‬وهو الترخيص الذي يتحصل عليه المصرف التقليدي للتحول‬
‫الكامل أو الجزئي (إنشاء فرع أو نافذة إسالمية) من بنك الجزائر‪ ،‬وكذا شهادة المطابقة من طرف الهيئة‬
‫الوطنية الشرعية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬ومعلوم أنه ال يمكن‬
‫ممارسة المصارف التقليدية للعمل المصرفي اإلسالمية إال بعد حصولها على الموافقة من طرف الهيئات‬
‫السالفة الذكر‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية وضع هذه الهيئات شروطا يجب على البنك التقليدي االلتزام بها عند‬
‫تقدمه بطلب للحصول على الموافقة للتحول للعمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ومن هذه الشروط‪:1‬‬

‫أ‪ .‬ضرورة قيام المصرف الراغب في عملية التحول بدراسة جدوى لعملية التحول (دراسة السوق وتوجهات‬
‫العميل‪ ،‬والنتائج المتوقعة خالل السنوات األولى من التحول‪ ،‬وتصور الدراسة كذلك أنواع المخاطر وفرص‬
‫عملية التحول؛‬

‫ب‪ .‬إعداد خطة زمنية للتحول تحتوي على اإلجراءات الواجب إتباعها من أجل عملية التحول؛‬

‫جـ‪ .‬تعيين لجنة تتكون من اإلدارات المعنية لمتابعة اإلجراءات والخطوات المتعلقة بعملية التحول؛‬

‫دريد حنان‪ ،‬إستراتيجية تحول البنوك الجزائرية للمصرفية اإلسالمية للنهوض بالقطاع المصرفي‪ ،‬مجلة االقتصاد والتنمية‪ ،‬المجلد ‪،06‬‬ ‫‪1‬‬

‫العدد ‪ ،02‬جامعة المدية‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪80-79‬‬

‫‪174‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫د‪ .‬القيام باإلشهار والترويج لعملية التحول من خالل حمالت إعالمية واشهارية؛‬

‫ه‪ .‬تعيين هيئة رقابة شرعية تلتزم بأحكام الشريعة اإلسالمية أثناء الرقابة على نشاط المصرف المتحول؛‬

‫و‪ .‬القيام بإجراء تعديل على الهيكل التنظيمي للمصرف‪ ،‬وكذا القيام بتدريب الموظفين على طبيعة العمل‬
‫المصرفي اإلسالمي وتأهيلهم مع ما يتناسب مع طبيعة النشاط الجديد للمصرف؛‬

‫ي‪ .‬تكليف خلية الشؤون القانونية للمصرف التقليدي بدراسة كافة النواحي القانونية المتعلقة بتحول المصرف‬
‫للعمل المصرفي اإلسالمي وكافة اآلثار القانونية المترتبة على عملية التحول (كتسوية جميع حقوق والتزامات‬
‫المصرف‪ ،‬واالستعداد لمواجهة أي اعتراضات قانونية قد تواجه عملية التحول‪ ،‬متابعة تنفيذ أي متطلبات‬
‫أخرى تفرضها الجهات المختصة بخصوص تنفيذ التحول للعمل وفق مبادئ الشريعة اإلسالمية)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المتطلبات الشرعية‪.‬‬

‫ويقصد بها تلك اإلجراءات الشرعية التي يتوجب على المصارف التقليدية الجزائرية القيام بها عند تنفيذ‬
‫‪1‬‬
‫عملية التحول إلى المصرفية اإلسالمية‪ ،‬ونلخص أهم هذه المتطلبات‪:‬‬

‫‪.1‬التوبة الشرعية‪ :‬وهي التوبة عن التعامل بالربا في حال التحول الكلي (أو تدريجاً بالنسبة للفرع والنافذة‬
‫اإلسالمية) والعزم على عدم الرجوع إلى التعامل به‪.‬‬

‫‪ .2‬تعيين هيئة فتوى ورقابة شرعية‪ :‬والتي يجب أن تتكون من علماء جزائريين أو غير جزائريين في حال‬
‫الضرورة يتمتعون بمصداقية عالية في المجتمع‪ ،‬ولهم خبرة طويلة ومتخصصة في مجال المعامالت‬
‫المصرفية وكذا فقه المعامالت المالية‪.‬‬

‫‪ .3‬تعيين مدققين شرعيين داخليين‪ :‬وهذا بتكليفهم من طرف المصرف الذي يريد التحول إلى الصيرفة‬
‫اإلسالمية بعدة مهام قبل وبعد عملية التحول‪.‬‬

‫قمومية سفيان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.227‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪175‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫‪.4‬التخلص نهائيا من المعامالت الربوية واحاللها بالبدائل اإلسالمية‪ :‬ويقصد بذلك إلغاء المصرف المتحول‬
‫(كليا) لجميع المعامالت المخالفة للشريعة اإلسالمية في جميع صورها وأشكالها‪ ،‬وكذا موارد البنك‬
‫واستخداماته‪ ،‬وتعامالته مع البنوك األخرى واحاللها بمنتجات ومعامالت مصرفية إسالميةـ‪ ،‬ويتم ذلك من‬
‫‪1‬‬
‫خالل‪:‬‬

‫أ‪ .‬إلغاء الودائع النقدية التي يدفع المصرف التقليدي ألصحابها فوائد ربوية ما‪ ،‬حيث تشمل هذه الودائع كل‬
‫من الودائع ألجل‪ ،‬والودائع الخاضعة إلشعار‪ ،‬وودائع التوفير‪ ،‬وشهادات االدخار واالستثمار واإليداع‬
‫ونحوها؛‬

‫ب‪ .‬إلغاء القروض التي يتحصل عليها المصرف التقليدي من البنك المركزي أو من المصارف التقليدية‬
‫األخرى وغيرها من المؤسسات المالية والتي يترتب عليها دفع فوائد ربوية‪ ،‬وكذلك مختلف المعامالت‬
‫المصرفية مثل تنفيذ وتمويل المصرف لعمليات االعتماد المستندي على أساس القرض بفائدة‪ ،‬وعمليات‬
‫السحب على المكشوف؛‬

‫جـ‪ .‬إلغاء أو تعديل طرق استخدامات األموال الخبيثة الحتوائها على الربا أو الغرر أو غيرها من المخالفات‬
‫الشرعية‪ ،‬مثل استخدامات القروض القابلة لالستدعاء عند الطلب‪ ،‬وأذونات الخزانة‪ ،‬والقروض والسلف‬
‫بأشكالها‪ ،‬وكذا تمويل المؤسسات التي تنشط المجاالت المحرمة والمخالفة للشرع الحنيف كالتجارة في‬
‫الخمور‪ ،‬أو الترويج للفساد األخالقي‪ ،‬وغيرها؛‬

‫‪ .5‬نشر الوعي الديني في المجتمع‪ :‬ونقصد به ضرورة تنوير المجتمع الجزائري حول مسألة تحول‬
‫المصارف التقليدية في الجزائر إلى الصيرفة اإلسالمية وحثهم في التعامل معها بعد التأكد من خلو معامالتها‬
‫كليا من الربا المحرم شرعا‪ ،‬حيث يمكن االستعانة في ذلك بعقد مختلف الملتقيات والندوات التي يحضر فيها‬
‫الخبراء والعلماء المختصين في المعامالت المالية والفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫يزن خلف سالم المعطيات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪77-76‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪176‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫ثالثا‪ :‬المتطلبات اإلدارية والفنية‪.‬‬

‫وتشمل جميع اإلجراءات المتعلقة بالتنظيم اإلداري في المصرف‪ ،‬حيث يتوجب على المصرف القيام بالعديد‬
‫من اإلجراءات اإلدارية والفنية التي تتطلبها عملية التحول‪ ،‬واالستعداد لمواجهة مختلف العقبات المحتمل‬
‫حدوثها‪ ،‬ويعتبر العنصر البشري أهم ركن في الهيكل التنظيمي للمصرف‪ 1،‬مما يستوجب على المصرف أن‬
‫يقوم بإعادة تأهيله وتكوينه بما يتناسب مع عملية التحول واآلثار المترتبة عنها وذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ .1‬التهيئة المبدئية‪ :‬ويقصد بها جميع الترتيبات التــي يقوم بها المصرف من أجل تعريف الموظفين في‬
‫المصرف‪ ،‬قبيـل وأثناء مرحلة التحول‪ ،‬بكل ما يتعلق بالطبيعة العقيدية المميزة للمصـرف اإلسالمي سواء كان‬
‫ذلك فكريا أو عمليا‪ ،‬إلى جانب عملية تنصيب الموظفين الحاليين أو الجديد في مناصبهم الجديدة‪ ،‬ثم‬
‫تزويدهم بالمعلومات الالزمة عن كل ما يتعلق بأهداف المصرف واستراتيجياته‪ ،‬وكذا ومراحل التحول‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وسياسات األفراد‪.‬‬

‫‪ .2‬تخطيط الموارد البشرية‪ :‬وهـو عبـارة عـن أسلوب متكامل بالجوانب التخطيطية لوظيفة الموارد البشـرية‬
‫لتـوفيـر الكم والـنـوع المالئـم مـن األفـراد للقيـام بالواجبـات واألعمـال المطلوبـة للوصول إلى األهداف المسطرة‬
‫من طرف المصـرف مـن ناحيـة وتحقيـق متطلبـات األفـراد وحاجاتهم من ناحية أخرى‪ .‬ويمكن قياس التخطيط‬
‫الناجح للموارد البشرية بمدى تحقيقه االستخدام األمثـل لـلمـوارد البشرية المتاحـة‪ ،‬فالد ارسـة المتأنيـة الواضحة‬
‫لمتطلبـات التحـول مـن المـوارد البشـرية قبـل الـشـروع في عمليـة التحـول تسهل عمليـة التحـول وتنظمها وتجعلها‬
‫‪3‬‬
‫أكثر فعالية وتقلل األخطاء والعث ارت مما يضمن مسيرة التحول نحو األمام بدون توقف‪.‬‬

‫‪.3‬إعادة النظر في معايير تقويم كفاءة وأداء الموظف‪ :‬يقصد بذلك أنه إذا كان المصرف قبل التحول يهتم‬
‫فقط بكفاءة الموظف من خالل قدرته الفنية وتميزه في مجال عمله‪ ،‬فإن األمر يختلف بالنسبة للمصرف بعد‬

‫‪1‬حميرة مصطفى علي‪ ،‬اسويسي نوري محمد‪ ،‬تحول المصارف التقليدية في ليبيا نحو الصيرفة اإلسالمية‪ :‬دراسة تطبيقية على مصرفي‬
‫الجمهورية والتجارة والتنمية‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة لمؤتمر الخدمات المالية اإلسالمية الثاني بـ ليبيا‪ ،‬بتاريخ‪ 04 :‬ماي ‪ ،2010‬ص‪.14‬‬

‫الربيعة‪ ،‬سعود محمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪341‬‬ ‫‪2‬‬

‫سياخن مريم‪ ،‬متطلبات إنتهاج الصيرفة اإلسالمية في المصارف التقليدية الجزائرية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.121‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪177‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫تحوله إلى العمل المصرفي االسالمي إذ أن الجانب العقائدي للموظف وايمانه ومدى التزامه بأحكام الحالل‬
‫‪1‬‬
‫والحرام باإلضافة إلتقانه وتميزه في مجال عمله المصرفي أمر مهم جدا لنجاح فكرة التحول واستمرارها‪.‬‬

‫وبمعنى آخر القيام بإعداد الشخص المختص الذي يجمع بين األساس الديني العقائدي وبين الجانب الفني‬
‫‪2‬‬
‫والمصرفي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ .4‬التدرب والتثقيف الشرعي للعامليين قبل وبعد عملية التحول‪ :‬وذلك من خالل‪:‬‬

‫أ‪ .‬إنشاء مراكز تدريبية وتعليمية متخصص في العلوم المصرفية اإلسالمية‪ ،‬وذلك إلعداد وتدريب وتخريج‬
‫إطارات مصرفية مؤهلة‪ ،‬مثل إنشاء قسم خاص بالصيرفة اإلسالمية على مستوى المدرسة العليا للبنوك‬
‫بالجزائر العاصمة‪ ،‬وكذلك طلب التكوين في الماستر المهني على مستوى الجامعات الجزائرية؛‬

‫ب‪ .‬االستفادة من جهود بعض الهيئات والمنظمات اإلقليمية والدولية‪ ،‬مثل ‪ IFSB‬و ‪AAOIFI‬وغيرهما‪ ،‬والتي‬
‫تعمل جاهدة وبشكل مستمر على تطوير الصيرفة اإلسالمية على المستوى الدولي‪ ،‬وهي تفتح الباب لمساعدة‬
‫جميع المصارف الراغبة في التحول الى العمل المصرفي اإلسالمي؛‬

‫رابعا‪ :‬المتطلبات المحاسبية‪.‬‬

‫والمقصود بها هو إيجاد الطرق والنظم الفنية المحاسبية التي تتماشى مع العمل المصرفي اإلسالمي الذي‬
‫يستبعد الربا بكل أشكالها وصورها‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ .1‬تبني المعايير الشرعية الصادرة عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ‪،AAOIFI‬‬
‫كذلك المعايير المحاسبية الخاصة بالمؤسسات والمصارف التي وضعتها هيئة المحاسبة والمراقبة الشرعية‬

‫موسى أحمد عبدي عمر‪ ،‬متطلبات تحويل المصارف التقليدية إلى المصارف اإلسالمية في ليبيا ‪ :‬دراسة ميدانية على مصرف‬ ‫‪1‬‬

‫الجمهورية فرع طبرق‪ ،‬رسالة ماجيستير في االقتصاد اإلسالمي ‪ ،‬جامعة مالك إبراهيم اإلسالمية الحكومية بماالنج‪ ،‬أندونيسيا‪،2016 ،‬‬
‫ص‪.101‬‬

‫أحمد عبد العزيز النجار‪ ،‬حركة البنوك اإلسالمية‪ :‬حقائق األصل وأوهام الصورة‪ ،‬شركة سبرينت‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1993‬ص‪.498‬‬

‫العرابي مصطفى‪ ،‬طروبيا ندير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.261‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪178‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫للبحرين‪ ،‬و التي تضع معايير محاسبة متوافقة مع المعايير المحاسبية المطبقة عالميا من جهة‪ ،‬و المتوافقة‬
‫مع أحكام الشريعة اإلسالمية من جهة أخرى‪ ،‬و مجلس الخدمات المالية اإلسالمية بماليزيا‪،‬و الذي يضع‬
‫القواعد االحت ارزية المتوافقة مع المعايير العالمية مثل معايير بازل من جهة‪ ،‬و يراعي خصوصية العمل في‬
‫‪1‬‬
‫المصارف اإلسالمية من جهة أخرى؛‬

‫ب‪ .‬إعداد القيود والنظم المحاسبية المالئمة لنشاط المصرف المتحول‪ ،‬والتي تتماشى مع مختلف الصيغ‬
‫التمويلية اإلسالمية‪ ،‬وكذلك طبيعة العمليات المصرفية اإلسالمية من حيث الموارد واالستخدامات‪ ،‬وتنويع‬
‫‪2‬‬
‫األدوات االستثمارية‪ ،‬إلى جانب أسلوب معالجة اإليرادات والمصروفات وتوزيع األرباح؛‬

‫جـ‪ .‬ضرورة تطوير التقنيات واآلليات المساعدة على تحليل البيانات وقياس األداء داخل المصرف اإلسالمي؛‬

‫د‪ .‬تصميم النماذج والعقود والسجالت التي يتطلبها العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬سواء باقتباس عقود بعض‬
‫المصارف اإلسالمية‪ ،‬أو تعديل عقود المصرف المتحول نفسه‪.3‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عقبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫تعترض المصارف التقليدية الراغبة في التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي وعلى غرار المصارف‬
‫اإلسالمية في الجزائر خصوصا وفي العالم عموما العديد من العراقيل والعقبات وهذا راجع إلى كون غالبيتها‬
‫تنشط في بيئة عمل تقليدية تسيطر عليها القوانين الوضعية الربوية‪ ،‬مما يجعل عملية التحول صعبة التحقيق‪،‬‬
‫ومن أبرز هذه العقبات ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬العقبات القانونية والتشريعية‪.‬‬

‫تتمثل أهم العقبات القانونية والتشريعية التي تواجه التحول إلى الصيرفة اإلسالمية فيما يلي‪:‬‬

‫عبدلي حبيبة‪ ،‬عبدلي وفاء‪ ،‬عبدلي هالة‪ ،‬الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪ :‬واقع وتحديات‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬المجلد ‪،07‬‬ ‫‪1‬‬

‫العدد ‪ ،02‬جامعة خنشلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪ ،2020‬ص‪.78‬‬

‫مخلوفي طارق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.239‬‬ ‫‪2‬‬

‫دريد حنان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.83‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪179‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫‪ .1‬غياب القانون الخاص بعملية التحول الكلي والذي ينص صراحة بإمكانية تحول المصارف التقليدية إلى‬
‫العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬بل اقتصر فقط على صدور نظامين (النظام ‪18­02‬والنظام ‪ )20­02‬يسمحان‬
‫بالمصارف التقليدية بفتح نوافذ إسالمية للتعامل بالمنتجات اإلسالمية بعد الحصول على موافقة بنك الجزائر‬
‫وكذلك الحصول على شهادة المطابقة من طرف الهيئة الوطنية الشرعية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية؛‬

‫‪ .2‬بالرغم من الترخيص الذي منحه بنك الجزائر لفتح النوافذ اإلسالمية لبعض المصارف التقليدية في‬
‫الجزائر إلى جانب المصارف اإلسالمية الناشطة (مصرف السالم وبنك البركة)‪ ،‬إال أنه ال توجد التفرقة بين‬
‫العمل المصرفي اإلسالمي والعمل المصرفي التقليدي‪ 1،‬فبنك الجزائر ال يزال يعتبر المصارف اإلسالمية‬
‫والمصارف التقليدية التي فتحت لها نوافذ إسالمية مثل باقي المصارف التقليدية التي تتعامل بالربا المحرم‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وهذا ما يتضح جليا من خالل أساليب الرقابة الكمية التي يطبقها بنك الجزائر على المصارف بدون استثناء‪:‬‬

‫أ‪ .‬االحتياطي القانوني‪ :‬حيث يلزم البنك المركزي المصارف التجارية باالحتفاظ بنسبة معينة من الودائع في‬
‫شكل رصيد دائم لديه‪ ،‬وهذا ال شك أنه يعطل جزء من المال بدون الحصول على عائد عليه ألنه لم يستثمر‪،‬‬
‫وبالتالي التأثير على مداخيل وأرباح المصرف‪ ،‬ولقد خفض بنك الجزائر معدل االحتياطي اإلجباري من ‪%3‬‬
‫‪3‬‬
‫إلى ‪ %2‬ابتداء من ‪ 15‬فيفري ‪2021‬؛‬

‫ب‪ .‬معدل إعادة الخصم‪ :‬من المعلوم أن البنك المركزي يعتبر الملجأ األخير لإلقراض بالنسبة للمصارف‬
‫التجارية مقابل معدل فائدة محدد‪ ،‬وهذا ال يجوز شرعا أن تتعامل به المصارف اإلسالمية‪ ،‬حيث بلغ معدل‬

‫مريم سعد رستم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.39‬‬ ‫‪1‬‬

‫جعوتي سمير‪ ،‬معوقات التمويل بصيغة المضاربة وسبل معالجتها في المصارف اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬مجلة بيت المشورة‪ ،‬العدد ‪،12‬‬ ‫‪2‬‬

‫قطر‪ ،‬أبريل ‪ ،2020‬ص‪.147‬‬

‫البيان الصحفي الذي عقدته لجنة عمليات السياسة النقدية لبنك الجزائر بتاريخ ‪ 04‬فيفري ‪ 2021‬برئاسة محافظ البنك السيد رستم‬ ‫‪3‬‬

‫فضلي وهو منشور على الموقع الرسمي لبنك الجزائر ‪https://www.bank-of-algeria.dz/html/communique_ar.htm‬‬


‫تاريخ اإلطالع ‪.2021/06/19 :‬‬

‫‪180‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫إعادة الخصم المطبق حاليا من طرف بنك الجزائر نسبة ‪ %3‬بدل من ‪ %3.25‬وهذا ابتداء من ‪ 29‬أفريل‬
‫‪12020‬؛‬

‫جـ‪ .‬تحدي السيولة‪ :‬لما يحتاج المصرف التقليدي للسيولة فإنه عادة يلجأ إلى البنك المركزي باعتباره‬
‫المقرض االخير‪ ،‬غير أن المصرف اإلسالمي ال يمكنه اللجوء إلى البنك المركزي‪ 2،‬لالستفادة من تسهيالت‬
‫القرض الهامشي لمدة ‪ 24‬ساعة مقابل سعر فائدة محدد مسبقا‪ ،‬كما أنه ال يمكنه اللجوء إلى سوق ما بين‬
‫البنوك للحصول على السيولة الالزمة بسبب الفوائد الربوية؛‬

‫‪ .3‬تأخر صدور الموافقة النهائية من طرف الجهات المختصة بتحول المصرف التقليدي‪ ،‬يترتب عنه‬
‫استمرار المصرف التعامل بالمعامالت الربوية‪ ،‬أو التوقف عن النشاط مما قد يعرضه لخسائر مالية‪3‬؛‬

‫‪ .4‬مشكلة التأخر في تعديل العقود الربوية خاصة التي قد يرفض أصحابها القيام بتعديلها بحكم القانون ما‬
‫‪4‬‬
‫يعني استم اررية المصرف في ممارسة المخالفات الشرعية وهو ما يؤدي إلى عرقلة وتأخير عملية التحول؛‬

‫‪ .5‬عدم وجود مواد قانونية واضحة في القانون التجاري الذي يضبط عملية المضاربة وتحدد شروطها وكذلك‬
‫حقوق وواجبات األطراف المتعاقدة‪ ،‬وكذا تحديد مسؤولية األطراف المتعاقدة عند ثبوت تقصير أحدهما؛‬

‫ثانيا‪ :‬العقبات الشرعية‪.‬‬

‫ويمكن ذكر أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫البيان الصحفي الذي عقدته لجنة عمليات السياسة النقدية لبنك الجزائر بتاريخ ‪ 29‬أفريل ‪ 2020‬برئاسة محافظ البنك السيد أيمن عبد‬ ‫‪1‬‬

‫الرحمان وهو منشور على الموقع الرسمي لبنك الجزائر ‪https://www.bank-of-‬‬


‫‪ algeria.dz/pdf/communique29042020_copmar.pdf‬تاريخ اإلطالع ‪.2021/06/19 :‬‬

‫بن زكورة العونية‪ ،‬التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪ :‬آفاق وتطلعات‪ ،‬المجلة المغاربية لالقتصاد والمناجمنت‪ ،‬المجلد‪،07‬‬ ‫‪2‬‬

‫العدد‪ ،02‬جامعة معسكر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2020‬ص‪.252‬‬

‫سياخن مريم‪ ،‬امكانية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء تجارب عالمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.198‬‬ ‫‪3‬‬

‫معارفي فريدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.89‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪181‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫‪ .1‬استحالة التخلص السريع من االستثمارات غير الشرعية المبرمة قبل التحول‪ ،‬أو رفض شريحة من‬
‫العمالء تحويل عقودها إلى عقود إسالمية‪ ،‬مما يؤدي بالمصرف المتحول باالستمرار في تلك العقود الربوية‬
‫‪1‬‬
‫وصرف الفوائد في األمور الخيرية‪.‬‬

‫‪ .2‬صعوبة إيجاد الفقيه المتخصص باألحكام الشرعية المتعلقة بالمعامالت المالية للمصارف والفروع‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وكذا ضعف إلمام المراقبين الشرعيين بالعلوم المالية الحديثة‪ ،‬كل هذا يؤدي إلى عدم استطاعة‬
‫الفقيه إبداء الرأي الشرعي في عدد من المسائل االقتصادية التي تواجهه أثناء عمله في المصرف اإلسالمي‪،‬‬
‫إلى جانب وجود نقص كبير في الموظفين المحترفين في الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬حيث أن أغلبهم لهم خبرات في‬
‫‪2‬‬
‫العمل المصرفي التقليدي‪،‬‬

‫‪ .3‬التحدي الذي تواجهه عمل هيئة الرقابة الشرعية في الفرع أو النافذة اإلسالمية مع إدارة المصرف‬
‫التقليدي‪ ،‬بسبب محاولة إدارة المصرف التقليدي التأثير عليها‪ ،‬وأحياناً محاولة استصدار الفتاوى المناسبة لها‬

‫عن طريق صياغة سؤال بطريقة ناقصة‪ ،‬أو مخالفة للواقع‪ ،‬والخطأ في التصوير يؤدي إلى الخطأ في‬
‫‪3‬‬
‫الفتوى؛‬

‫‪ .4‬ضيق صالحيات هيئات الرقابة الشرعية‪ ،‬فقد يقتصر دورها فقط على الفتوى واإلرشاد‪ ،‬وال تقوم بتقويم‬
‫األخطاء وتصحيحها وطرح البدائل الشرعية المناسبة‪ ،‬مما يجعلها في شكل واجهة شرعية فقط تكمل باقي‬
‫الواجهات إلضفاء الصبغة اإلسالمية على المصرف المتحول‪ ،‬وتحسين صورته أمام جمهور الناس لجذب‬
‫‪4‬‬
‫أكبر عدد ممكن من العمالء؛‬

‫‪ .5‬عدم الجدية في تحري الفتاوى الشرعية الصحيحة ومحاولة تتبع رخص المذاهب واألقوال المرجوحة‬

‫مساعد بن راشد الجمهور‪ ،‬تقييم تحول المصارف التقليدية إلى مصارف إسالمية‪ :‬حالة دولة الكويت‪ ،‬رسالة ماجستير في االقتصاد‬ ‫‪1‬‬

‫والمصارف اإلسالمية‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬األردن‪ ،2015 ،‬ص‪.199‬‬

‫حسن يوسف داود‪ ،‬الرقابة الشرعية في المصارف اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،1996 ،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪.34‬‬

‫فؤاد السرطاوي ‪,‬التمويل اإلسالمي ودور القطاع الخاص ‪،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة ‪ ,‬عمان ‪ ,‬األردن‪ ،1999،‬ص ‪.90‬‬ ‫‪3‬‬

‫داود حسن‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.37 ،36‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪182‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫لبعض العلماء وكذا الحيل الفقهية‪ ،‬وتقليد من ال يجوز تقليده لمخالفته النص أو اإلجماع‪ ،‬أو القياس‬

‫الجلي‪ ،‬وهذا يؤدي إلى اضطراب األحكام الشرعية داخل المصرف‪ ،‬مما يفقد ثقة العمالء في المصرف‬
‫المتحول وهذا قد يجر المصرف المتحول أو النافذة اإلسالمية إلى التوقف عن النشاط والزوال؛‬

‫‪ . 6‬فقدان الثقة في النوافذ اإلسالمية الجزائرية المفتوحة والشكوك التي تتراود حول تعاملها بالربا ومصدر‬
‫أموالها الذي يعتقد أنه خليط بين الحالل والحرام‪ ،‬أي تشكيك العمالء في ربوية النوافذ والفروع اإلسالمية‬
‫واجتنابهم التعامل بها من منطلق عدم االستقاللية التامة عن المصرف التقليدي الرئيسي واعتبارها استقاللية‬
‫‪1‬‬
‫إدارية وهيكلية فقط‪ ،‬وتابعة له ماليا ورقابيا؛‬

‫ثالثا‪ :‬العقبات اإلدارية‪.‬‬

‫يمكن تلخيص مجمل العقبات اإلدارية التي تواجه عملية التحول إلى العمل المصرفي االسالمي ضمن‬

‫النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬نقص القيادات واإلطارات المؤهلة‪:‬‬

‫تعاني كل من المصارف اإلسالمية العاملة في الجزائر وكذلك مختلف النوافذ والفروع اإلسالمية التي تقدم‬
‫خدمات ومنتجات مالية إسالمية من نقص واضح في الموارد البشرية ذات الكفاءة والمؤهالت‪ ،‬وكذلك الندرة‬
‫الواضحة لخريجي الجامعات والمدارس المتخصصة في الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬حيث أن أغلب العاملين بها من‬
‫أصحاب التكوين االقتصادي المالي والقانوني‪ ،‬وال دراية لهم بقواعد االقتصاد اإلسالمي التي تعمل بها‬
‫‪2‬‬
‫المصارف اإلسالمية وال بفقه المعامالت المالية اإلسالمية؛‬

‫‪ .2‬ابتعاد المصارف والنوافذ اإلسالمية عن األساليب التي تعتمد على كفاءة وأمانة العمالء كصيغة‬
‫كالمشاركة والمضاربة بسبب عدم توفر الخلق والسلوك اإلسالمي‪ ،‬على الرغم من أن هذه األساليب تتفق مع‬

‫سياخن مريم‪ ،‬متطلبات إنتهاج الصيرفة اإلسالمية في المصارف التقليدية الجزائرية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.127‬‬ ‫‪1‬‬

‫دهيليس سمير‪ ،‬آليات ومتطلبات تطوير الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الرابع‬ ‫‪2‬‬

‫حول‪ :‬تفعيل دور التمويل اإلسالمي في القطاع المالي الجزائري‪ ،‬المنعقد يومي ‪ 18-17‬أفريل ‪ 2018‬بجامعة البليدة‪ ،2‬ص‪17‬‬

‫‪183‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫طبيعة عمل المصارف اإلسالمية وتعكس بصورة أكبر دورها االقتصادي‪ ،‬فنجد أنها لجأت إلى البيع‬
‫‪1‬‬
‫بالمرابحة حيث بقل فيها االعتماد على العميل وأمانته؛‬

‫‪ .3‬انعدام مراكز البحث المتخصصة في الصناعة المالية االسالمية وتوفير الدعم المادي والبشري لها‪،‬‬
‫إلجراء بعض الدراسات والبحوث التطبيقية‪ ،‬لتطوير منتجات مصرفية إسالمية منافسة للمنتجات التقليدية‬
‫‪2‬‬
‫القائمة في السوق المصرفية؛‬

‫‪ .4‬وجود قيادات مصرفية وموظفين يحتفظون بعقليات العمل المصرفي التقليدي‪ ،‬فيتم التركيز على تطبيق‬
‫العمليات المصرفية المشابهة لها كالمرابحة مثال‪ ،‬فيرتاحون لذلك التعامل ويقل تركيزهم على الصيغ التمويلية‬
‫‪3‬‬
‫االستثمارية المبنية على المشاركات أو المضاربات أو االستصناع وغيرها؛‬

‫أبو بكر علي محمد نريمي‪ ،‬العمل المصرفي اإلسالمي في نيجيريا اإلمكانيات والتحديات‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسالمية‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص‪.57‬‬

‫يونس شعيب‪ ،‬تحرير الخدمات المالية وتحديات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪ ،‬المجلد‪،31‬‬ ‫‪2‬‬

‫العدد‪ ،01‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص‪.68‬‬

‫مساعد بن راشد الجمهور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.209‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪184‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه‬

‫خالصة الفصل الثالث‪:‬‬

‫أدى تعدد األسباب التي دفعت المصارف التقليدية للتحول نحو العمل المصرفي اإلسالمي إلى تعدد‬
‫أشكال ممارستها من طرف المصارف التقليدية‪ ،‬فمنها من اختارت التحول الجزئي من خالل تقديم‬
‫خدمات مصرفية إسالمية موازاتا مع خدماتها و منتجاتها التقليدية‪ ،‬ومنها من قام بإنشاء نوافذ إسالمية‬
‫كوحدات إدارية ضمن الهيكل التنظيمي للمصرف‪ ،‬وهناك من المصارف التقليدية من أنشأت فروعا إسالمية‬
‫مستقلة تقدم خدماتها من خالل خدمات و منتجات مصرفية إسالمية متكاملة‪ ،‬وفي الجانب اآلخر‬
‫فإن بعض المصارف التقليدية قامت بالتحول كليا نحو العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬و قد أدى التنوع‬
‫في مداخل التحول إلى اختالف اآلراء و وجهات النظر بين المختصين في هذا المجال بين مؤيد و معارض‬
‫سواء من حيث التحول أصال نحو الصرفية اإلسالمية‪ ،‬أو طريقة األفضل للتحول من أجل ضمان تحقيق‬
‫األهداف المسطرة للمصارف‪ ،‬ولقد قمنا بدراسة المصارف التقليدية الجزائرية التي اختارت وتبنت مدخل فتح‬
‫النوافذ اإلسالمية لتقديم خدمات ومنتجات مصرفية إسالمية على غرار البنك الوطني الجزائري الذي بدأ‬
‫إلى جانب نشاطه وعمله المصرفي التقليدي‪ ،‬كما تعرضنا ألهم‬ ‫بممارسة العمل المصرفي اإلسالمي‬
‫متطلبات وعقبات التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي في الجزائر‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫تجارب بعض الدول في‬
‫التحول إلى الصيرفة‬
‫اإلسالمية‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫تمهيد الفصل الرابع‪.‬‬

‫أصبحت الصيرفة االسالمية خالل السنوات األخيرة صناعة حديثة تستقطب اهتمام العديد من المصارف‬
‫والمؤسسات المالية الدولية واألطراف الفاعلة في النظام المالي العالمي‪ ،‬ويعود ذلك الى النمو الهائل الذي‬
‫شهدته هذه الظاهرة أثر الطفرة النفطية التي اكتسحت المنطقة اإلسالمية والخليجية خصوصا تزامنا مع‬
‫صعود الصحوة اإلسالمية على صعيد عالمي واسع وتزايد الطلب على المعامالت المالية التي تراعي قيم‬
‫وأحكام الشريعة االسالمية‪.‬‬

‫حيث واكبت المصارف العالمية هذه الموجة المتصاعدة شرقا وغربا وسارعت في تكييف خدماتها المصرفية‬
‫وتنويع نشاطاتها لتلبية حاجيات العمالء من هذه الفئة من الجمهور بهدف استقطاب ما أمكن من رؤوس‬
‫األموال التي تبحث عن خدمات مطابقة لمعتقداتها وتعاليمها الدينية‪.‬‬

‫وأنشأت العديد من المصارف التقليدية عبر مختلف دول العالم فروعا ونوافذ إسالمية تقدم منتجات وخدمات‬
‫مصرفية إسالمية‪ ،‬ومنهم من قام بالتحول كامال إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬وفيما يلي نقوم بعرض‬
‫بعض التجارب العالمية الرائدة في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫المبحث األول‪ :‬بعض التجارب العالمية في التحول الكامل إلى الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫لقد اختارت بعض المصارف مدخل التحول الكامل إلى العمل المصرفي اإلسالمي من خالل التخلي كليا‬
‫عن المعامالت والمنتجات المصرفية الربوية واحاللها بمنتجات ونشاطات مصرفية قائمة على مبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬حيث نقوم بعرض أهم هذه التجارب كما يلي‪:‬‬

‫األوس ساباا) في التحول إلى العمل‬ ‫المطلب األول‪ :‬تجربة مصرف اإلمارات اإلسالمي ممصرف الرر‬
‫المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫أوال‪ .‬لمحة عن المصرف‪.‬‬

‫تأسس مصرف اإلمارات اإلسالمي‪(1‬بنك الشرق األوسط سابقا) بموجب المرسوم األميري الصادر عن‬
‫صاحب السمو حاكم إمارة دبي كبنك تقليدي ذو مسؤولية محدودة في إمارة دبي بتاريخ ‪ 3‬أكتوبر ‪ ،1975‬تم‬
‫إعادة تسجيل المصرف كشركة مساهمة عامة في يوليو ‪ ،1995‬وهو يخضع لرقابة مصرف اإلمارات العربية‬
‫المتحدة المركزي‪ ،‬ويمارس المصرف نشاطه من خالل ‪ 61‬فرعا في اإلمارات العربية المتحدة يقدم المصرف‬
‫خدمات تمويلية ومصرفية ومنتجات متنوعة من خالل أدوات التمويل واالستثمار اإلسالمي‪.‬‬

‫في اجتماع الجمعية العمومية غير العادي المنعقد بتاريخ ‪10‬مارس ‪ 2004‬الموافقة على تحويل أنشطة‬
‫التحول بتاريخ ‪ 9‬أكتوبر ‪،2004‬‬ ‫المصرف لتتوافق مع أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬واكتملت عملية ّ‬
‫بعد أن حصل المصرف على الموافقات المطلوبة من مصرف اإلمارات العربية المتحدة المركزي والدوائر‬
‫الحكومية المختصة بدولة اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬مراحل تحول مصرف اإلمارات اإلسالمي إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫مرت عملية تحول مصرف اإلمارات اإلسالمي إلى العمل المصرفي اإلسالمي عبر ثالثة مراحل مهمة‬
‫نذكرها كما يلي‪:‬‬

‫‪.1‬المرحلة األولى م‪ : 2003‬نتيجة األداء غير مرضي لمصرف الشرق األوسط وعدم استطاعته التميز في‬
‫نشاطه إلى جانب أرباحه الضعيفة مقارنة بالمصارف المنافسة‪ ،‬ارتأت إدارة المصرف على الزامية التحول‬

‫مصرف االمارات اإلسالمي‪ ،‬التارير السنوي لسنة ‪ ،2018‬منشور على الموقع الرسمي للمصرف‬ ‫‪1‬‬

‫‪ /https://www.emiratesislamic.ae/arb/about-us/annual-reports‬تاربخ اإلطالع ‪.2021/06/28 :‬‬

‫‪188‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫إلى العمل في المجال المصرفي اإلسالمي‪ ،‬حيث وقع اختيار إدارة المصرف على مدخل التحول الكلي‬
‫للصيرفة اإلسالمية ( مع التدرج في التحول وفي ظرف قياسي) من أجل ذلك بدأت إدارة المصرف بالقيام‬
‫باإلجراءات القانونية واإلدارية والشرعية الالزمة للتحول للصيرفة اإلسالمية‪.1‬‬

‫‪ .2‬المرحلة الثانية م‪ 10‬مارس ‪ : 2004‬بدأت مسيرة مصرف اإلمارات اإلسالمي حيث اتخذت إدارة‬
‫المصرف ق ار ار بالتحول الكلي للعمل المصرفي اإلسالمي في اجتماع الجمعية العمومية غير العادي‪ ،‬وتمت‬
‫الموافقة على تحويل أنشطة المصرف لتتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪ .‬وبدأت إدارة المصرف بتجديد‬
‫المصرف بما يتناسب مع وضعه الجديد‪ ،‬حيث بدأت بتغير أدلة العمل وصيغ االستثمار وعقود التمويل بما‬
‫يتفق مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وقامت أيضا وضع برامج تدريبية مكثفة حول الصيرفة اإلسالمية وخاصة‬
‫حول الضوابط الشرعية وأدلة إجراءات العمل لصيغ التمويل اإلسالمي كما قامت بإنشاء هيئة رقابة شرعية‬
‫‪2‬‬
‫مهمتها التأكد من امتثال كافة المعامالت ألحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .3‬المرحلة األخيرة م‪ 07‬أكتوبر ‪ 2004‬تم االنتهاء من عملية التحول كليا للعمل المصرفي اإلسالمي‬
‫وذلك بعد حصول المصرف على الموافقات المطلوبة من طرف مصرف اإلمارات المركزي والدوائر الحكومية‬
‫‪3‬‬
‫المختصة بدولة اإلمارات‪ ،‬وبدأ المصرف عمله كمصرف إسالمي تام‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تاييم أداء مصرف االمارات اإلسالمي بعد التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫لدراسة أثر التحول الكلي إلى العمل المصرفي اإلسالمي على أداء مصرف اإلمارات اإلسالمي‪ ،‬وذلك‬
‫مباشرة بعد السنة التي عرف فيه المصرف عملية التحول وبعدها‪ ،‬اعتمدنا على مجموعة من البيانات المالية‬
‫للمصرف وقد اعتبرنا الربع الثالث من عام ‪ 2004‬الحد الفاصل بين فترة ما قبل وما بعد التحول الكلي‪ ،‬وفيما‬
‫يلي عرض أهم البيانات المالية لمصرف اإلمارات اإلسالمي‪:‬‬

‫‪ .1‬الاوائم المالية لمصرف اإلمارات اإلسالمي‪ :‬نقوم باستعراضها كما يلي‪:‬‬

‫مريم سعد رستم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪55‬‬ ‫‪1‬‬

‫سياخن مريم‪ ،‬إمكانية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء تجارب عالمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.268‬‬ ‫‪2‬‬

‫يزن خلف سالم المعطيات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.187‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪189‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫الجدول رقم م‪ : 04-01‬الاوائم المالية لمصرف اإلمارات اإلسالمي بعد التحول م‪2008­2004‬‬

‫الوحدة‪ :‬ألف درهم إماراتي‬

‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫البيان‬

‫الموجودات‬

‫‪2.521ˏ265‬‬ ‫‪1.876ˏ734‬‬ ‫‪1.673ˏ876‬‬ ‫‪1.688ˏ559 1.586ˏ225‬‬ ‫النقدية والحسابات‬


‫الجارية‬
‫‪23.270ˏ522 14.263ˏ792‬‬ ‫‪8.488ˏ128‬‬ ‫استثمارات وسلفيات ‪2.913ˏ998 1.014ˏ806‬‬

‫‪56ˏ619‬‬ ‫‪277ˏ030‬‬ ‫‪64ˏ466‬‬ ‫‪21ˏ955‬‬ ‫‪10ˏ267‬‬ ‫موجودات ثابتة‬

‫‪552ˏ044‬‬ ‫‪536ˏ353‬‬ ‫‪247ˏ280‬‬ ‫‪143ˏ965‬‬ ‫‪73ˏ007‬‬ ‫موجودات أخرى‬

‫‪26.400ˏ450 16.953ˏ909 10.473ˏ750 4.768ˏ477 2.345ˏ644‬‬ ‫مجموع الموجودات‬

‫المطلوبات‬

‫‪21.682ˏ564 14.067ˏ258‬‬ ‫‪9.102ˏ078‬‬ ‫‪3.614ˏ913 1.447ˏ351‬‬ ‫الودائع‬

‫‪3.043ˏ800‬‬ ‫‪1.553ˏ745‬‬ ‫‪405ˏ800‬‬ ‫‪301ˏ199‬‬ ‫‪81ˏ972‬‬ ‫مطلوبات أخرى‬

‫‪1.674ˏ086‬‬ ‫‪1.332ˏ906‬‬ ‫‪965ˏ872‬‬ ‫‪852ˏ365‬‬ ‫‪816ˏ321‬‬ ‫مجموع حقوق‬


‫الملكية‬

‫‪26.400ˏ450 16.953ˏ909 10.473ˏ750 4.768ˏ477 2.345ˏ644‬‬ ‫مجموع المطلوبات‬

‫‪400ˏ583‬‬ ‫‪238ˏ533‬‬ ‫‪117ˏ460‬‬ ‫‪43ˏ080‬‬ ‫‪19ˏ570‬‬ ‫الدخل الصافي‬

‫‪1.499ˏ361‬‬ ‫‪961ˏ480‬‬ ‫‪553ˏ877‬‬ ‫‪189ˏ022‬‬ ‫‪64ˏ943‬‬ ‫مجموع اإليرادات‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على‪:‬‬

‫‪ -‬التقارير المالية السنوية لمصرف اإلمارات اإلسالمي للسنوات (‪.)2008­2004‬‬

‫‪ -‬سياخن مريم‪ ،‬متطلبات إنتهاج الصيرفة اإلسالمية في المصارف التقليدية الجزائرية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.269‬‬

‫‪190‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫يبين الجدول أعاله أهم البيانات المالية لمصرف اإلمارات اإلسالمي مباشرة بعد التحول وتبنيه العمل‬
‫المصرفي اإلسالمي‪ ،‬حيث نالحظ االرتفاع المستمر ألصوله المصرف خالل سنوات الدراسة‬
‫(‪ )2008­2004‬نتيجة حجم التمويالت واالستثمارات المتزايدة من سنة ألخرى‪ ،‬وهذا إن دل فإنما يدل على‬
‫اإلقبال الكبير للزبائن على المنتوجات اإلسالمية المقدمة من طرف المصرف‪ ،‬كما نالحظ االرتفاع القياسي‬
‫للودائع خالل فترة الدراسة حيث انتقلت من ‪ 1.447ˏ351‬ألف درهم إماراتي خالل سنة ‪ 2004‬إلى‬
‫‪ 21.682ˏ564‬ألف درهم إماراتي بنسبة تغير بلغت ‪ %1398‬وهي نسبة جد إيجابية كدليل على الثقة التي‬
‫اكتسبها المصرف من الجمهور خالل فترة وجيزة لم تتعدى الخمس سنوات‪ ،‬وهذا مما انعكس إيجابيا على‬
‫أرباح المصرف الذي عرفت ارتفاعا منذ أول سنة للتحول والتي كانت تقدر بـ ‪ 19ˏ570‬ألف درهم اماراتي‬
‫سنة ‪ 2004‬إلى أن بلغت ‪ 400ˏ583‬ألف درهم اماراتي سنة ‪ 2008‬شاهدة في ذلك ارتفاعا بنسبة تفوق‬
‫‪. %1946ˏ92‬‬

‫‪ .2‬تاييم أداء المصرف بعد التحول‪ .‬لدراسة أثر التحول الكلي إلى العمل المصرفي اإلسالمي على أداء‬
‫مصرف اإلمارات اإلسالمي قمنا بدراسة بعض المؤشرات‪.‬‬

‫أ‪ .‬أثر التحول على سيولة المصرف‪ :‬لدراسة هذا األثر يتم حساب نسبة السيولة السريعة‪ ،‬وهذا لمعرفة مدى‬
‫قدرة المصرف على الوفاء بالتزاماته في الظروف الطارئة‪ ،‬ويتم احتسابها بالمعادلة الرياضية التالية‪:‬‬

‫× ‪%100‬‬ ‫النقد ‪ +‬النقد لدى المصرف المركزي ‪ +‬النقد لدى المصارف األخرى‬

‫إجمالي الودائع‬

‫وتمثل الحدود المثلى لهذه النسبة من ‪ ٪30‬إلى ‪ ٪60‬وتعتبر متدنية إذا قلت عن ذلك‪ ،‬بحيث يتعرض‬
‫المصرف إلى مخاطر السيولة‪ ،‬أما إذا ارتفعت عن ذلك فهذا يشير إلى عدم قدرة المصرف على استخدام‬
‫‪1‬‬
‫أمواله بأساليب أكثر ربحية‪.‬‬

‫سياخن مريم‪ ، ،‬إمكانية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء تجارب عالمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪272‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪191‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫الجدول رقم م‪ : 04-02‬نسبة السيولة العامة لمصرف اإلمارات اإلسالمي بعد التحول م‪2008­2004‬‬

‫الوحدة‪ :‬ألف درهم إماراتي‬

‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫البيان‬

‫‪2.521ˏ265‬‬ ‫‪1.876ˏ734‬‬ ‫‪1.673ˏ876‬‬ ‫‪1.688ˏ559‬‬ ‫‪1.586ˏ225‬‬ ‫النادية‬


‫‪21.682ˏ564‬‬ ‫‪14.067ˏ258‬‬ ‫‪9.102ˏ078‬‬ ‫‪3.614ˏ913‬‬ ‫‪1.447ˏ351‬‬ ‫الودائع‬

‫‪% 11.63‬‬ ‫‪% 13.34‬‬ ‫‪% 18.39‬‬ ‫‪% 46.71‬‬ ‫‪% 109.59‬‬ ‫نسبة‬
‫السيولة‬
‫العامة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على بيانات الجدول رقم (‪)04-01‬‬

‫نالحظ أن نسبة السيولة العامة في مصرف اإلمارات اإلسالمي في أول سنة من التحول كانت مرتفعة حيث‬
‫بلغت‪ %109.59‬باعتبار أن الحدود المثلى لنسبة السيولة تقع بين ‪ %30‬و‪ ،%60‬وهذا يدل على عجز‬
‫المصرف على توظيف موارده‪ ،‬ثم بدأت النسبة في اإلنخفاض المستمر طوال مرحلة الدراسة‪ ،‬ولقد عرفت‬
‫سنة ‪ 2005‬أفضل نسبة للسيولة العامة حين بلغت حدود ‪ ،%46.71‬كدليل على استفادة المصرف من‬
‫عملية التحول بعد قيامه بتوظيف أمواله في حدود المجاالت المثلى واستمر في عملية التوظيف بالرغم من‬
‫تدني نسب السيولة العامة عن المجاالت المثلى حيث وصلت في ‪ 2008‬إلى نسبة تقدر بـ ‪%11.63‬‬
‫متحمال في ذلك خطر السحوبات المفاجئة للمودعين‪.‬‬

‫ب‪ .‬أثر التحول على ربحية المصرف‪ :‬يمكن قياس أثر التحول على ربحية المصرف من خالل ثالثة‬
‫مؤشرات أساسية‪:‬‬

‫* معدل نمو األرباح‪ :‬وياصد به نسبة التغير في األرباح المحققة في السنة الحالية مقارنة بالسنة الماضية‪،‬‬
‫ويتم حسابها بتطبيق المعادلة التالية‪:‬‬

‫صافي األرباح للسنة الحالية – صافي األرباح للسنة الماضية × ‪%100‬‬

‫صافي األرباح للسنة الماضية‬

‫‪192‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫* العائد على حاو الملكية‪ :‬وهو عبارة عن نسبة األرباح على االستثمار التي تعود على المساهمين في‬
‫صافي الربح‬ ‫المصرف‪ ،‬ويتم حسابه بالعالقة التالية‪:‬‬

‫حقوق الملكية‬

‫* هامش الربح‪ :‬حيث يدل على كفاءة المصرف في إدارة ومراقبة التكاليف‪ ،‬فكلما ارتفع هذا المؤشر كلما دل‬
‫على كفاءة وقدرة المصرف على التحكم في التكاليف‪ ،‬كما يقيس هذا المؤشر قدرة المصرف في تحقيق‬
‫‪1‬‬
‫األرباح الصافية وهي النسبة بين النتيجة الصافية واجمالي اإليرادات‬

‫الدخل الصافي‬ ‫ونقوم بحساب هامش الربح باستخدام العالقة التالية‪:‬‬

‫‪%100 x‬‬

‫إجمالي اإلرادات‬

‫وبعد حساب مختلف مؤشرات السابقة الذكر تحصلنا على النتائج التالية‪:‬‬

‫الجدول رقم م‪ : 04-03‬أثر التحول حول ربحية مصرف اإلمارات اإلسالمي‬

‫الوحدة‪ :‬ألف درهم إماراتي‬

‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫البيان‬

‫‪1.674ˏ086‬‬ ‫‪1.332ˏ906‬‬ ‫‪965ˏ872‬‬ ‫‪852ˏ365‬‬ ‫‪816ˏ321‬‬ ‫مجموع حقوق الملكية‬

‫‪400ˏ583‬‬ ‫‪238ˏ533‬‬ ‫‪117ˏ460‬‬ ‫‪43ˏ080‬‬ ‫‪19ˏ570‬‬ ‫الدخل الصافي‬

‫‪1.499ˏ361‬‬ ‫‪961ˏ480‬‬ ‫‪553ˏ877‬‬ ‫‪189ˏ022‬‬ ‫‪64ˏ943‬‬ ‫مجموع اإليرادات‬

‫‪% 67.94‬‬ ‫‪% 103.07‬‬ ‫‪% 172.65‬‬ ‫‪% 120.13‬‬ ‫‪-‬‬ ‫معدل نمو األرباح‬

‫‪% 23.92‬‬ ‫‪% 17.89‬‬ ‫‪% 12.16‬‬ ‫‪% 5.05‬‬ ‫‪% 2.39‬‬ ‫العائد على حقوق الملكية‬

‫‪% 26.72‬‬ ‫‪% 24.81‬‬ ‫‪% 21.21‬‬ ‫‪% 22.79‬‬ ‫‪% 30.13‬‬ ‫هامش الربح‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على البيانات المالية للجدول رقم (‪)04-01‬‬

‫فريد بن ختو‪ ،‬تاييم ربحية البنوك التجارية‪ :‬دراسة ماارنة لبنك البركة وبنك الرركة العامة الجزائريين خالل الفترة ‪،2015-2005‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجلة الدراسات االقتصادية الكمية‪ ،‬المجلد‪ ،06‬العدد‪ ،01‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2020 ،‬ص‪.120‬‬

‫‪193‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫من خالل نتائج الجدول أعاله يتضح لنا جليا تحقيق المصرف لألرباح من سنة إلى أخرى حيث عرفت تزايد‬
‫مستمر خالل سنوات ‪ 2005‬و ‪ 2006‬ثم تراجعت خالل السنوات ‪ 2007‬و ‪ 2008‬لكن في االتجاه الموجب‬
‫وهذا راجع لألزمة المالية العالمية لسنة‪ ،2008‬كما نالحظ االرتفاع المتزايد للعائد على حقوق الملكية وهذا‬
‫مؤشر جيد بالنسبة للمساهمين في المصرف مما يسمح لهم بالحصول على األرباح وهذا يدعم ويؤكد لهم‬
‫قرارهم الصائب في اختيارهم التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬أما فيما يخص هامش الربح فقد شهد‬
‫تذبذبا وعدم االستقرار صعودا ونزوال‪ ،‬فبعدما كان يمثل نسبة ‪ %30.13‬سنة ‪ 2004‬بدأ بالتراجع خالل‬
‫السنوات ‪ 2005‬و ‪ 2006‬على التوالي ويمكن تفسير ذلك بعجز المصرف‬

‫على التحكم في مختلف المصاريف المتعلقة بنشاطه‪ ،‬ثم شهدت السنوات ‪ 2007‬و‪ 2008‬على التوالي‬
‫ارتفاعا في هامش الربح‪.‬‬

‫جـ‪ .‬أثر التحول على توظيف الموارد المتاحة للمصرف‪:‬‬

‫ولمعرفة ذلك نقوم بحساب معدل توظيف الموارد المتاحة لدى المصرف‪ ،‬معنى ذلك أن نقيس مدى كفاءة‬
‫البنك في توظيف األموال المتاحة لديه من أجل تحقيق العوائد عليها‪ ،‬ويتم حسابه حسب المعادلة التالية‪:‬‬

‫مجموع االستثمارات‬

‫× ‪%100‬‬

‫إجمالي الودائع‪ +‬مجموع حقوق الملكية‬

‫ولقد قمنا بحساب معدل توظيف الموارد المتاحة لدى المصرف فتحصلنا على النتائج التالية‪:‬‬

‫‪194‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫الجدول رقم م‪ : 04-04‬أثر التحول على توظيف الموارد المتاحة لدى مصرف اإلمارات اإلسالمي‬

‫الوحدة‪ :‬ألف درهم إماراتي‬

‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫البيان‬

‫‪23.270ˏ522 14.263ˏ792‬‬ ‫‪8.488ˏ128‬‬ ‫‪2.913ˏ998‬‬ ‫‪1.014ˏ806‬‬ ‫مجموع االستثمارات‬

‫‪21.682ˏ564 14.067ˏ258‬‬ ‫‪9.102ˏ078‬‬ ‫‪3.614ˏ913‬‬ ‫‪1.447ˏ351‬‬ ‫إجمالي الودائع‬

‫‪1.674ˏ086‬‬ ‫‪1.332ˏ906‬‬ ‫‪965ˏ872‬‬ ‫‪852ˏ365‬‬ ‫‪816ˏ321‬‬ ‫مجموع حقوق الملكية‬

‫‪% 99.63‬‬ ‫‪% 92.62‬‬ ‫‪% 84.30‬‬ ‫‪% 62.22‬‬ ‫‪% 44.83‬‬ ‫المعدل‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على البيانات المالية للمصرف والمدونة في الجدول (‪)04-01‬‬

‫من خالل النتائج المحصل عليها في الجدول أعاله يمكن القول أن مصرف اإلمارات اإلسالمي قد نجح في‬
‫توظيف موارده المتاحة بأحسن شكل‪ ،‬فقد عرفت نسبة التوظيف تزايدا مستم ار بدءا من ‪ 2004‬والتي كانت‬
‫في حدود ‪ %45‬تقريبا‪ ،‬إلى أن وصلت إلى أعلى مستوياتها بعد ‪ 5‬سنوات من التحول أين بلغت نسبة‬
‫‪.%99.63‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تجربة مصرف األهلي المتحد الكويتي ممصرف الكويت والرر األوس ساباا) في التحول‬
‫إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬لمحة عن المصرف‪.‬‬

‫هو شركة مساهمة عامة كويتية تم تأسيسه في ‪ 27‬جانفي‪ ،1971‬وهو في حقيقة األمر كان ثمرة تحالف‬
‫كل من بنك فارس اإلمبريالي الكويتي والبنك البريطاني للشرق األوسط سنة ‪ ،1941‬حيث حصل هذا األخير‬
‫على حقوق اإلمتياز والترخيص‪ ،‬ومباشرة بعد انقضاء فترة االمتياز أصبح المصرف ملكا لدولة الكويت وهذا‬
‫في سنة ‪ 1971‬وقام بتغيير اسمه إلى "بنك الكويت والشرق األوسط‪ ،"1‬وتتمثل أغراض المصرف األساسية‬

‫الموقع الرسمي لمصرف األهلي المتحد ‪ https://www.ahliunited.com.kw/ar/about/history‬تاريخ اإلطالع ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2021/07/02‬‬

‫‪195‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫التي أنشئ من أجلها بالقيام بكافة األعمال والخدمات المصرفية وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية ويخضع‬
‫لرقابة بنك الكويت المركزي‪.‬‬

‫بدأ المصرف عملياته كمصرف إسالمي اعتبا ار من ‪ 01‬أفريل ‪ 2010‬واعتبا ار من ذلك التاريخ تنفذ كل‬
‫‪1‬‬
‫أنشطتة وفقاً لمبادئ الشريعة اإلسالمية المعتمدة من قبل هيئة الفتوى والرقابة الشرعية لدى المصرف‪.‬‬

‫وفي االجتماع الحادي واألربعين للجمعية العامة العادية التي انعقدت في ‪ 14‬جويلية ‪ 2008‬عبر مساهمو‬
‫مصرف الكويت والشرق األوسط عن رغبتهم وارادتهم في التحويل إلى العمل المصرفي اإلسالمي بقرارهم‬
‫الذي حظي باإلجماع‪ ،‬لينطلق المصرف بعدها بتنفيذ عملية التحول وفق خطته االستراتيجية‪ ،‬وعكف على‬
‫إعداد خطط وأنشطة المصرف وجميع معامالته بما يتفق وأحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مراحل تحول مصرف األهلي المتحد إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مرت عملية تحول مصرف األهلي المتحد إلى العمل المصرفي اإلسالمي عبر المراحل التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬المرحلة األولى مجويلية ‪ : 2008‬تعتبر هذه المرحلة بداية لعملية التحول من العمل المصرفي التقليدي‬
‫الربوي إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬ولقد اختار المصرف مدخل التحول الكلي إلى الصيرفة اإلسالمية‬
‫حيث باشر المصرف إجراءات التحول مباشرة بعد عقد الجمعية العامة العادية للمصرف وبعد تقديم طلب‬
‫التحول إلى بنك الكويت المركزي‪.‬‬

‫‪ .2‬المرحلة الثانية م فيفري ‪ : 2009‬قام بنك الكويت والشرق االوسط بتوقيع اتفاقية مع مجموعة أنظمة‬
‫كمبيوتر متكاملة عالمية تقدم من خاللها مجموعة من الحلول والخدمات التقنية في إطار الخطوات التنفيذية‬
‫التي يقوم بها المصرف في هذه المرحلة من التحول التي يحتاج فيه إلى شركاء ذوي خبرة لإلسهام في عملية‬
‫التحول للنظام االسالمي وفقا للخطة الزمنية المسطرة والتي أقرها مصرف الكويت المركزي‪ ،‬كما استعان‬
‫المصرف بهيئة استشارية شرعية لمساعدة كوادره المصرفية واإلدارية في تنفيذ وانجاح عملية التحول‪ ،‬ذلك أن‬

‫التارير السنوي لمصرف األهلي المتحد لسنة ‪.2020‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪https://www.ahliunited.com.kw/Library/Assets/Gallery/FinancialStatements/AUBK%20FS%2031%‬‬
‫‪ 20Dec%202020%20-%20Arabic.pdf‬تاريخ اإلطالع ‪. 2021/07/02 :‬‬

‫مساعد بن راشد الجمهور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪79-78‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪196‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫هذه العملية تتطلب التعاون مع مجموعة من الشركاء لتلبية احتياجات المصرف وانجاز عملية التحول حسب‬
‫برنامج مصرف الكويت المركزي‪.‬‬

‫‪ .3‬المرحلة الثالثة مديسمبر ‪ : 2009‬حصول المصرف على الموافقة النهائية من طرف بنك الكويت‬
‫المركزي على تحول أنشطته للعمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية وهذا بعد إتمام المصرف لجميع إجراءات‬
‫التحول‪ ،‬وكذلك بعد التعديالت المقترحة على قانونه األساسي منها تعديل اسم المصرف‪.‬‬

‫‪.4‬المرحلة الرابعة مجانفي ‪ : 2010‬وافات الجمعية العامة غير العادية على تعديل عقد التأسيس والنظام‬
‫األساسي للمصرف‪ ،‬وكذلك تغيير اسم المصرف ليصبح المصرف األهلي المتحد‪ ،‬كما تم الموافقة النهائية‬
‫على تحويل نشاط وعمل المصرف من النظام التقليدي إلى العمل المصرفي االسالمي‪ ،‬والموافقة وتحديد‬
‫موعد بدء نشاط المصرف اإلسالمي‪ ،‬ووافق المساهمون أيضاً على تعيين هيئة الفتوى الرقابة الشرعية ومدة‬
‫عضويتهم وتحديد مكافاتهم‪.‬‬

‫‪.5‬المرحلة الخامسة ممارس ‪ : 2010‬في هذه المرحلة تم صدور قرار وزير المالية رقم ‪ 14‬لسنة ‪2010‬‬
‫بشطب مصرف الكويت والشرق األوسط من سجل المصارف التقليدية‪ ،‬وتسجيله في سجل المصارف‬
‫اإلسالمية تحت رقم ‪ 05‬باالسم الجديد‪ :‬المصرف األهلي المتحد‪ ،‬بحيث يبدأ المصرف في مزاولة نشاطه‬
‫وفقاً ألحكا الشريعة اإلسالمية اعتبا اًر من تاريخ نشره بالجريدة الرسمية في ‪ 01‬أفريل ‪.2010‬‬

‫ثالثا‪ :‬تاييم أداء مصرف األهلي المتحد بعد التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫لدراسة أثر التحول الكلي إلى العمل المصرفي اإلسالمي على أداء مصرف األهلي المتحد‪ ،‬وذلك مباشرة‬
‫بعد السنة التي عرف فيه المصرف عملية التحول وبعدها‪ ،‬اعتمدنا على مجموعة من البيانات المالية‬
‫للمصرف وقد اعتبرنا عام ‪ 2010‬الحد الفاصل بين فترة ما قبل وما بعد التحول الكلي‪ ،‬وفيما يلي عرض أهم‬
‫البيانات المالية لمصرف األهلي المتحد‪:‬‬

‫‪ .1‬الاوائم المالية لمصرف األهلي المتحد‪:‬‬

‫نقوم باستعراضها كما يلي‪:‬‬

‫‪197‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫الجدول رقم م‪ : 04-05‬الاوائم المالية لمصرف األهلي المتحد بعد التحول م‪2014­2010‬‬

‫الوحدة‪ :‬ألف دينار كويتي‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫البيان‬

‫الموجودات‬

‫‪855ˏ906‬‬ ‫‪842ˏ261‬‬ ‫‪745ˏ322‬‬ ‫‪877ˏ194‬‬ ‫‪710ˏ387‬‬ ‫النقدية والحسابات‬


‫الجارية‬
‫‪193ˏ628‬‬ ‫‪112ˏ837‬‬ ‫‪90ˏ628‬‬ ‫‪58ˏ086‬‬ ‫‪59ˏ027‬‬ ‫استثمارات‬

‫‪2.480ˏ431‬‬ ‫‪2.140ˏ922‬‬ ‫‪1.728ˏ082‬‬ ‫‪1.617ˏ722‬‬ ‫‪1.609ˏ986‬‬ ‫قروض وسلفيات‬

‫‪38ˏ973‬‬ ‫‪39ˏ214‬‬ ‫‪38ˏ914‬‬ ‫‪42ˏ662‬‬ ‫‪48ˏ062‬‬ ‫موجودات ثابتة‬

‫‪27ˏ990‬‬ ‫‪29ˏ742‬‬ ‫‪29ˏ976‬‬ ‫‪32ˏ175‬‬ ‫‪26ˏ875‬‬ ‫موجودات أخرى‬

‫‪3.596ˏ928‬‬ ‫‪3.164ˏ976‬‬ ‫‪2.632ˏ922‬‬ ‫‪2.627ˏ839‬‬ ‫‪2.454ˏ337‬‬ ‫مجموع الموجودات‬

‫المطلوبات‬

‫‪3.210ˏ494‬‬ ‫‪2.793ˏ414‬‬ ‫‪2.296ˏ911‬‬ ‫‪2.312ˏ084‬‬ ‫‪2.147ˏ242‬‬ ‫إجمالي الودائع‬

‫‪48ˏ114‬‬ ‫‪48ˏ407‬‬ ‫‪40ˏ630‬‬ ‫‪40ˏ724‬‬ ‫‪41ˏ800‬‬ ‫المطلوبات األخرى‬

‫‪339ˏ320‬‬ ‫‪323ˏ155‬‬ ‫‪295ˏ381‬‬ ‫‪275ˏ031‬‬ ‫‪265ˏ295‬‬ ‫حقوق الملكية‬

‫‪3.596ˏ928‬‬ ‫‪3.164ˏ976‬‬ ‫‪2.632ˏ922‬‬ ‫‪2.627ˏ839‬‬ ‫‪2.454ˏ337‬‬ ‫مجموع المطلوبات‬

‫‪48ˏ008‬‬ ‫‪42ˏ459‬‬ ‫‪38ˏ539‬‬ ‫‪31ˏ544‬‬ ‫‪27ˏ444‬‬ ‫الدخل الصافي‬

‫‪101ˏ175‬‬ ‫‪98ˏ713‬‬ ‫‪86ˏ359‬‬ ‫‪77ˏ642‬‬ ‫‪77ˏ394‬‬ ‫مجموع اإليرادات‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على‪:‬‬

‫‪ -‬التقارير المالية السنوية لمصرف األهلي المتحد للسنوات (‪.)2014-2010‬‬

‫‪ -‬بوطبة صبرينة‪ ،‬رايس حدة‪ ،‬تقييم تجربة تحول بنك الكويت والشرق األوسط إلى بنك األهلي المتحد اإلسالمي‪ ،‬مجلة أبحاث‬
‫اقتصادية وادارية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،02‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص‪.92‬‬

‫‪198‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫من خالل بيانات الجدول أعاله والمستخرجة من القوائم المالية للسنوات من ‪ 2010‬إلى ‪ 2014‬لمصرف‬
‫األهلي المتحد نالحظ أن إجمالي الموجودات أخذ منحنى تصاعدي مباشرة بعد تحول المصرف إلى العمل‬
‫المصرفي اإلسالمي‪ ،‬حيث بلغت نسبة التغير في إجمالي الموجودات خالل فترة الدراسة إلى حوالي ‪،%45‬‬
‫كما نالحظ تذبذب في حجم النقدية والحسابات الجارية فبعدما عرفت ارتفاعا ملحوظا خالل سنة ‪2011‬‬
‫والتي تعتبر أعلى نسبة تم تحقيقها مقارنة بسنوات الدراسة‪ ،‬لوحظ تذبذب في القيم المحققة خالل باقي‬
‫السنوات إال أنه تجدر اإلشارة أن نسبة التغير بقيت موجبة مقارنة بسنة ‪ ،2010‬أما بخصوص االستثمارات‬
‫فقد شهدت ارتفاعا مستم ار طوال فترة الدراسة محققة في ذلك نسبة زيادة تقدر بحوالي ‪ %228‬في سنة‬
‫‪ ،2014‬كما لوحظ عدم استقرار منحنى الموجودات الثابتة والموجودات األخرى التي شهدت صعودا ونزوال‬
‫في القيم خالل فترة الدراسة‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بجانب المطلوبات فقد عرفت الودائع طوال فترة الدراسة ارتفاعا عدا سنة ‪ 2012‬التي عرفت‬
‫انخفاضا يقدر بنسبة (­‪ ،)%0.65‬لكن سرعان ما عاودت االرتفاع حيث بلغت نسبة التغير في سنة ‪2014‬‬
‫بحوالي ‪ ،%49.50‬أما حقوق الملكية فنالحظ ارتفاعها المستمر خالل سنوات الدراسة بنسبة تغير قدرت‬
‫بحوالي ‪ %27.90‬سنة ‪ 2014‬وهذا بطبيعة الحال ينعكس على نسبة األرباح التي حققها المساهمين نتيجة‬
‫ارتفاع حجم االستثمارات‪.‬‬

‫‪ .2‬تاييم أداء المصرف بعد التحول‪:‬‬

‫لدراسة أثر التحول الكلي إلى العمل المصرفي اإلسالمي على أداء مصرف األهلي المتحد اعتمدنا على نفس‬
‫المؤشرات المطبقة على مصرف اإلمارات اإلسالمي‪.‬‬

‫أ‪ .‬أثر التحول على سيولة المصرف‪:‬‬

‫بعد حساب نسبة السيولة السريعة لمصرف األهلي المتحد تحصلنا على النتائج التالية‪:‬‬

‫‪199‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫الجدول رقم م‪ : 04-06‬نسبة السيولة العامة لمصرف األهلي المتحد بعد التحول م‪2014-2010‬‬

‫الوحدة‪ :‬ألف دينار كويتي‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫البيان‬

‫‪855ˏ906‬‬ ‫‪842ˏ261‬‬ ‫‪745ˏ322‬‬ ‫‪877ˏ194‬‬ ‫‪710ˏ387‬‬ ‫النادية والحسابات الجارية‬


‫‪3.210ˏ494‬‬ ‫‪2.793ˏ414‬‬ ‫‪2.296ˏ911‬‬ ‫‪2.312ˏ084‬‬ ‫‪2.147ˏ242‬‬ ‫إجمالي الودائع‬

‫‪% 26ˏ65‬‬ ‫‪% 30ˏ15‬‬ ‫‪%32ˏ44‬‬ ‫‪% 37ˏ93‬‬ ‫‪% 33ˏ08‬‬ ‫نسبة السيولة العامة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على بيانات الجدول رقم (‪)04-05‬‬

‫نستنتج من الجدول أعاله أن نسبة السيولة العامة في مصرف األهلي المتحد متحكم فيها منذ في أول سنة‬
‫من التحول إلى غاية ‪ 2013‬وهذا باعتبارها محصورة بين الحدود المثلى لنسبة السيولة (‪ %30‬و‪ )%60‬عدا‬
‫سنة ‪ 2014‬التي عرفت فيه نسبة السيولة العامة انخفاضا دون الحدود المثلى‪ ،‬وهذا يدل نجاح المصرف‬
‫بتوظيف الموارد المتاحة مع إبقاءه لنسبة معتبرة من السيولة لمواجهة السحوبات المفاجئة للمودعين‪ ،‬وعليه‬
‫فإنه يمكن القول أن التحول أثر إيجابيا على نسبة السيولة لدى مصرف األهلي المتحد‪.‬‬

‫ب‪ .‬أثر التحول على ربحية المصرف‪ :‬كما أشرنا في التجربة السابقة فإنه يمكن قياس أثر التحول على ربحية‬
‫المصرف من خالل ثالثة مؤشرات أساسية‪:‬‬

‫* معدل نمو األرباح‬

‫* العائد على حاو الملكية‬

‫* هامش الربح‬

‫وبعد حساب كل المؤشرات المذكورة أعاله خلصنا إلى النتائج الموضحة في الجدول الموالي‪:‬‬

‫‪200‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫الجدول رقم م‪ : 04-07‬أثر التحول حول ربحية مصرف األهلي المتحد‬

‫الوحدة‪ :‬ألف دينار كويتي‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫البيان‬

‫‪339ˏ320‬‬ ‫‪323ˏ155‬‬ ‫‪295ˏ381‬‬ ‫‪275ˏ031‬‬ ‫‪265ˏ295‬‬ ‫حقوق الملكية‬

‫‪48ˏ008‬‬ ‫‪42ˏ459‬‬ ‫‪38ˏ539‬‬ ‫‪31ˏ544‬‬ ‫‪27ˏ444‬‬ ‫الدخل الصافي‬

‫‪101ˏ175‬‬ ‫‪98ˏ713‬‬ ‫‪86ˏ359‬‬ ‫‪77ˏ642‬‬ ‫‪77ˏ394‬‬ ‫مجموع اإليرادات‬

‫‪% 13.06 % 10.17 % 22.17 % 14.93‬‬ ‫‪-‬‬ ‫معدل نمو األرباح‬

‫‪% 14.14 % 13.13 % 13.04 % 11.46 % 10.34‬‬ ‫العائد على حاو الملكية‬

‫‪% 47.45 % 43.01 % 44.62 % 40.62 % 35.46‬‬ ‫هامش الربح‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على بيانات الجدول رقم (‪)04-05‬‬

‫نالحظ من خالل نتائج المتحصل عليها أن المصرف عرف تذبذبا في منحنى األرباح حيث شهدت التراجع‬
‫خالل سنوات ‪ 2011‬و ‪ 2012‬أين حققت نسبة زيادة في األرباح بلغت ‪ ،%48.5‬ثم بدأت في تراجعت‬
‫خالل السنوات ‪ 2013‬و ‪ 2014‬لكن في اتجاهها الموجب‪ ،‬كما نالحظ االرتفاع المستمر للعائد على حقوق‬
‫الملكية وهو في صالح المساهمين في المصرف حيث يسمح لهم بالحصول على األرباح‪ ،‬أما بخصوص‬
‫هامش الربح فبدوره أيضا عرف إرتفاعا متزايدا طوال سنوات الدراسة وهذا دليل على قدرة المصرف على‬
‫التحكم ومراقبة التكاليف‪ ،‬حيث بلغت نسبة التغير في هامش الربح المحقق حوالي ‪ %33.82‬في سنة‬
‫‪.2014‬‬

‫جـ‪ .‬أثر التحول على توظيف الموارد المتاحة للمصرف‪ :‬يتم حسابه لمعرفة مدى كفاءة البنك في توظيف‬
‫األموال المتاحة لديه من أجل تحقيق العوائد عليها‪ ،‬وبعد تطبيق المعادلة المذكورة عند تقييم تحول مصرف‬
‫اإلمارات اإلسالمي توصلنا إلى النتائج المدونة في الجدول أدناه‪:‬‬

‫‪201‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫الجدول رقم م‪ : 04-08‬أثر التحول على توظيف الموارد المتاحة لدى مصرف األهلي المتحد‬

‫الوحدة‪ :‬ألف درهم إماراتي‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫البيان‬

‫‪2.674.059‬‬ ‫‪2.253.759‬‬ ‫‪1.818.710‬‬ ‫‪1.675.808‬‬ ‫‪1.669.013‬‬ ‫استثمارات‬

‫‪3.210ˏ494‬‬ ‫‪2.793ˏ414‬‬ ‫‪2.296ˏ911‬‬ ‫‪2.312ˏ084‬‬ ‫‪2.147ˏ242‬‬ ‫إجمالي الودائع‬

‫‪339ˏ320‬‬ ‫‪323ˏ155‬‬ ‫‪295ˏ381‬‬ ‫‪275ˏ031‬‬ ‫‪265ˏ295‬‬ ‫حقوق الملكية‬

‫‪% 72ˏ31‬‬ ‫‪% 70ˏ15‬‬ ‫‪% 64ˏ77‬‬ ‫‪% 69ˏ18‬‬ ‫‪% 33ˏ08‬‬ ‫النسبة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على البيانات المالية للمصرف والمدونة في الجدول (‪)04-05‬‬

‫نالحظ من خالل نتائج الجدول أن مصرف األهلي المتحد استطاع توظيف الموارد المتاحة بشكل جيد‪ ،‬وهذا‬
‫ما تبين جليا من خالل نسبة توظيف الموارد المتاحة للمصرف التي شهدت ارتفاعا مستم ار خالل مدة الدراسة‬
‫عدا سنة ‪ 2012‬التي عرفت انخفاضا إال أنه يبقى دائما في حالته الموجبة‪ ،‬ثم عاودت النسبة في اإلرتفاع‬
‫خالل السنوات ‪ 2013‬و‪ 2014‬والتي بلغت نسبة ارتفاع في سنة ‪ 2014‬تقدر بـ ‪ ،% 118.60‬وهذا ان دل‬
‫على شيء فإنما يدل على األثر اإليجابي لعملية التحول على توظيف الموارد المتاحة للمصرف بصفة‬
‫خاصة وعلى نشاط المصرف بصفة خاصة‪.‬‬

‫ومن خالل استعراض تجربة مصرف اإلمارات اإلسالمي ومصرف األهلي المتحد للتحول للعمل المصرفي‬
‫اإلسالمي دفعة واحدة (التحول الكلي) يمكن القول أن تحولهما من بنك تقليدي إلى بنك إسالمي عرف نجاحا‬
‫كبيرا‪ ،‬وهذا ما يظهر لنا من خالل تحسن األداء المالي للمصرفين من سنة ألخرى مما يجعلهما نموذجا‬
‫يحتذى به من طرف المصارف الراغبة في التحول على العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬بعض التجارب العالمية في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية عن طريق فتح‬
‫فروع إسالمية‪.‬‬
‫اختار العديد من المصارف التقليدية عبر العالم مدخل التحول إلى الصيرفة اإلسالمية بفتح فروع لها تمارس‬
‫وتختص في تقديم منتجات وعمليات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬وفيما يلي نقوم باستعراض بعض هذه التجارب‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تجربة مصرف األهلي التجاري السعودي‪.‬‬

‫امتداد لبنكين عريقين (البنك األهلي التجاري‬


‫ٌ‬
‫‪1‬‬
‫أوال‪ :‬لمحة عن المصرف‪ .‬يعتبر البنك األهلي السعودي‬
‫ومجموعة سامبا المالية)‪ ،‬والبنك األهلي التجاري من أعرق البنوك السعودية‪ ،‬وهو أول بنك سعودي النشأة‪،‬‬
‫حيث بدأ نشاطه بموجب األمر الملكي السامي في‪ 26‬ديسمبر ‪ ،1953‬كشراكة عامة نتاجاً لدمج أكبر‬
‫مصارف العمالت بالمملكة‪.‬‬

‫وقد أسس البنك هيئته الشرعية عام ‪1996‬م‪ ،‬وتحول وفي سنة ‪1999‬م دخلت الحكومة السعودية ممثلة في‬
‫‪2‬‬
‫صندوق االستثما ارت العامة مساهمة بأغلبية ملكية البنك‪.‬‬

‫وكان عام ‪2014‬م واحداً من أهم المحطات في مسيرة البنك األهلي‪ ،‬إذ شهد حدث مهم في تاريخ البنك‬
‫بطرح ‪ %25‬من أسهمه لالكتتاب العام‪.‬‬
‫ويعكس نموه وتطوره على مدار ثمانية وستين عاماً مواكبته لمسيرة المملكة صوب الحداثة والتقدم‪ ،‬واليوم‬
‫يحتل البنك األهلي السعودي موقعاً ريادياً بين المؤسسات المالية مع تجاوز قاعدة عمالئه ‪7.4‬مليون عميل‪،‬‬
‫يلبي احتياجاتهم من خالل منتجات وخدمات متميزة وحلول مبتكرة تسخر التقنية الحديثة لتصل بتجربة‬
‫ٍ‬
‫آفاق جديد‪ ،‬إضافة إلى تلبية احتياجاتهم من الخدمات والمنتجات المتوافقة مع الشريعة‬ ‫العمالء إلى‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫يأتي البنك األهلي التجاري في المرتبة األولى من حيث مجموع األصول وحقوق الملكية وصافي الدخل في‬
‫‪3‬‬
‫السعودية‪ ،‬ثم يليه شركة الراجحي المصرفية ثم بنك الرياض‪ ،‬ثم مجموعة سامبا المالية‬

‫الموقع الرسمي لمصرف األهلي التجاري السعودي ‪https://www.alahli.com/ar-sa/about-us/Pages/default.aspx‬‬ ‫‪1‬‬

‫تاريخ اإلطالع ‪. 2021/07/09 :‬‬

‫غوال نادية‪ ،‬بلهادف رحمة‪ ،‬مدى التزام المصارف اإلسالمية باواعد الحوكمة‪ :‬البنك األهلي التجاري السعودي نموذجا‪ ،‬مجلة مينا‬ ‫‪2‬‬

‫للدراسات االقتصادية‪ ،‬المجلد‪ ،03‬العدد‪ ،05‬جامعة غيليزان‪ ،‬الجزائر‪ ،2020 ،‬ص‪.78‬‬

‫رديف مصطفى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.135‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪203‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫ثانيا‪ :‬مراحل تحول البنك األهلي التجاري إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬
‫كانت فكرة التحول للعمل المصرفي اإلسالمي في البنك األهلي التجاري محل نظر واهتمام مساهمي البنك‬
‫منذ أكثر من عشرين سنة‪ ،‬إيمانا منهم بمشروعيته وتحقيقا لرغبات عمالء البنك للتوجه نحو العمل المصرفي‬
‫اإلسالمي‪ ،‬حيث قام مالك البنك بتتبع مختلف التجـارب التطبيقيـة للبنـوك اإلسالمية التي اختارت التحول إلى‬
‫الصيرفة اإلسالمية وكذا المشاركة في الندوات والمؤتمرات الخاصة بالمصرفية اإلسالمية عربيا وعالميا‪.‬‬
‫ولقد مرت تجربة تحول البنك األهلي التجاري إلى الصيرفة االسالمية بالمحطات التالية‪:1‬‬
‫‪ .1‬في بداية الثمانينات من القرن الميالدي الماضي تم عمل دراسة لتقديم منتجات مصـرفية إسـالمية في‬
‫مجال جذب وتشغيل األموال‪ ،‬ولم تلق هذه الدراسة صدى عند التطبيق‪.‬‬
‫‪ .2‬في منتصف الثمانينات كانت محاوالت مبكرة إلدخـال العمـل المصرفي اإلسالمي ضمن أنشطة البنك‪،‬‬
‫وتم االستعانة بالخبراء لهذ الغرض‪ ،‬وتم تصميم عدة نماذج وأدلة العمل‪ ،‬ولم تلق المجهودات المقدمة قناعة‬
‫اإلدارة العليا‪ ،‬ولم تدخل حيز التطبيـق‪ ،‬كما تم اقتراح انشاء فرع لبنك إسالمي تساهم فيه كل بنوك المملكة‬
‫كمعمل تجـارب للمصـرفية اإلسالمية لكن لم تلق الفكرة صدا من طرف المصارف‪.‬‬
‫‪ .3‬في عام ‪ 1987‬تم إنشاء صندوق األهلي للمتاجرة العالمية في السلع وهو أول صندوق اسـتثمار إسـالمي‬
‫يعمل وفق صيغة المرابحة في تجارة السلع الدولية‪.‬‬

‫‪ .4‬فــي عــام ‪ 1990‬تــم إنشــاء أول فــرع إســالمي تجريبــي يقــدم الخــدمات المص ـرفية اإلســالمية ‪ 2‬بمدينــة جــده‬
‫بقرض شخصي من مدير عام البنك آنذاك‪ .‬وبسبب النجاح الذي حققه الفـرع زاد ذلـك قناعـة لـدى إدارة البنـك‬
‫بضرورة إنشاء إدارة مستقلة يسند لها تنمية وتطوير العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ .5‬في عام ‪ 1992‬تم إنشاء إدارة الخدمات المصـرفية اإلسـالمية والتـي قامـت بـدورها بإنشـاء وتحويـل الفـروع‬
‫ال ــى العم ــل المصـ ـرفي اإلس ــالمي‪ ،‬وأس ــندت اليه ــا مهم ــة تحوي ــل ‪ 26‬فرع ــا كمرحل ــة أول ــى‪ ،‬ولق ــد أعط ــي له ــا‬
‫االستقالل المالي واإلداري عن بقية إدارات وفروع المصرف‪.‬‬

‫‪ .6‬في ‪ 1996‬تم هيئة للرقابة الشرعية تتكون من ثالثة علماء من فقهاء الشريعة واالقتصاد اإلسالمي‪.‬‬

‫مصطفى إبراهيم محمد مصطفى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.68‬‬ ‫‪1‬‬

‫تارير االستدامة لتميز األعمال لبنك األهلي التجاري لسنة ‪ ،2008‬ص‪.31‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪204‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫‪ .7‬فـي ‪ 1999‬تـم تعيـين م ارقــب شـرعي لإلشـراف علـى مراقبــة أداء ادارة الخـدمات المصـرفية اإلسـالمية وكــذا‬
‫كــل الفــروع التــي تــم تحويلهــا للمص ـرفية اإلســالمية للحــرص علــى مــدى التزامهــا بق ـ اررات الهيئــة الشــرعية‪ ،‬وتــم‬
‫تكــوين وحــدة للرقابــة الشــرعية والتــدقيق الشــرعي لتعمــل تحــت إشـراف الم ارقــب الشــرعي لتســاعد الهيئــة الشــرعية‬
‫على تأدية مهمتها‪ ،‬ورفع التقارير للمراقب الشرعي وهيئة الرقابة الشرعية‪.‬‬

‫‪ .8‬مع نهاية ‪ 2002‬وصل عدد الفروع المحولة الى ‪ 72‬فرعا وذلك بتحويل كل فـروع منـاطق القصـيم ومكـة‬
‫المكرم ــة والمدين ــة المن ــورة للعم ــل المصـ ـرفي اإلس ــالمي‪ ،‬كم ــا ت ــم الس ــماح للف ــروع التقليدي ــة بتق ــديم المنتج ــات‬
‫المصرفية اإلسالمية بعد الحصول على موافقة الهيئة الشرعية على تقديم المنتجات المصـرفية اإلسـالمية بكـل‬
‫فروع البنك كمرحلة تمهيدية لتحويل كل الفروع للعمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ .9‬فــي نهايــة ‪ 2004‬وصــل عــدد الفــروع المحولــة الــى المص ـرفية اإلســالمية ‪ 111‬فرعــا مــن عــدد الفــروع‬
‫اإلجمالية التي وصلت الى ‪ 248‬فرعا وقد تم تشكيل لجنة للعمل المصرفي اإلسالمي من اإلدارة العليا بالبنك‬
‫وتقيم خطط التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬
‫لتشرف وتتابع ّ‬

‫‪ .10‬فــي ‪ 2005‬بعــد التحويــل النــاجح لشــبكة فــروع البنــك الخاصــة بخــدمات األف ـراد إلــى نظــام الصــيرفة‬
‫اإلســالمية‪ ،‬وفــي ســبيل تعزيــز نمــو العمــل المص ـرفي اإلســالمي فــي مختلــف وحــدات األعمــال‪ ،‬أســس البنــك‬
‫مجموعة تطوير الصيرفة اإلسالمية‪ .‬وجاء تأسيس هذه المجموعة على أمل أن تصـبح مـرد مركـ اًز للتميـز لكـل‬
‫إص ــدارات البن ــك م ــن المنتج ــات المصـ ـرفية اإلس ــالمية وتق ــديم ال ــدعم لك ــل وح ــدات األعم ــال ف ــي س ــبيل تنفي ــذ‬
‫اســتراتيجية البنــك فــي الصــيرفة اإلســالمية وضــمان االلت ـزام التــام بالش ـريعة اإلســالمية فــي كــل إصــداراته مــن‬
‫المنتجــات المص ـرفية اإلســالمية‪ ،1.‬وقــد بلــغ عــدد الفــروع المحولــة للمص ـرفية اإلســالمية فــي هــذا التــاريخ ‪161‬‬
‫فرعا بنسبة ‪ %65‬من إجمالي فروع المصرف‪.‬‬

‫ويبلــغ حاليــا عــدد الفــروع اإلســالمية لــدى بنــك األهلــي التجــاري بـ ـ ‪ 434‬فرع ـاً‪ ،‬و‪ 315‬جهــاز خدمــة ذاتيــة‪ ،‬و‬
‫‪2‬‬
‫‪ ,623‬صرافاً آلياً‪.‬‬

‫تارير االستدامة لتميز األعمال لبنك األهلي التجاري لسنة ‪ ،2008‬ص‪.31‬‬ ‫‪1‬‬

‫التارير السنوي لبنك األهلي التجاري لسنة ‪2019‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪205‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫‪ .11‬في ‪ :2006‬أعلن المصرف عن استكمال تحويل كل فروعه إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ .12‬في ‪ :2007‬أنشأ المصرف «مجموعة تطوير العمل المصرفي اإلسالمي» للتأكد من االلتـزام بالضـوابط‬
‫الشــرعية الصــادرة عــن الهيئــة الشــرعية‪ ،‬وتطــوير المنتجــات المصـرفية اإلســالمية‪ ،‬واعــداد البحــوث والد ارســات‬
‫‪1‬‬
‫واقامة المؤتمرات والندوات التي تخدم الهدف األساسي للمصرف‪.‬‬

‫‪ .13‬في ‪ :2009‬أعلنت دائرة المصرف التحول التام إلى العمل المصرفي اإلسالمي في جميع فروعها‪.‬‬

‫وتم إنشاء «مجموعة تطـوير الصـيرفة اإلسـالمية» سـنة ‪ 2008‬والتـي تتـولى إدارة العالقـة بـين الهيئـة الشـرعية‬
‫ووحدات األعمال في المصرف والشركات الفرعية التابعة لها‪ ،2‬وهذا ما يظهر في الشكل التالي‪:‬‬

‫الركل رقمم‪ : 04-01‬الهيكل التنظيمي لبنك األهلي التجاري‬

‫المصدر‪ :‬نشرة إصدار البنك األهلي التجاري الصادرة عن هيئة السوق المالية السعودية بتاريخ ‪ 2014/09/21‬ص‪.44‬‬

‫قمومية سفيان‪ ،‬بلعزوز بن علي‪ ،‬النوافــذ اإلسالميــة بالبنــوك التاليديــة كمدخل للتحـول الكـلي إلى المصرفيــة اإلسالميـة ‪ :‬دراسة تجربة‬ ‫‪1‬‬

‫بنك األهلي التجاري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.352‬‬

‫معارفي فريدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.128‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪206‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫ثالثا‪ :‬المنتجات واألعمال المصرفية اإلسالمية المادمة من طرف البنك األهلي التجاري‪.‬‬

‫يقدم البنك األهلي التجاري إلى جانب الخدمات المصرفية التقليدية منتجات وأعمـال مصـرفية مطابقـة ألحكـام‬
‫الشريعة اإلسالمية تحت رقابة هيئة الفتوى والرقابة الشرعية‪.‬‬

‫‪ .1‬المنتجــات اإلســالمية المادمــة مــن طــرف البنــك األهلــي التجــاري‪ :‬تتمثــل أهــم المنتجــات اإلســالمية التــي‬
‫يقدمها البنك األهلي التجاري فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬منـت تيسـير األهلــي‪ :‬عبـارة عـن أداة إسـالمية يقــدمها المصـرف لعمالئـه الـذين يرغبــون فـي الحصـول علــى‬
‫التمويل النقدي‪ ،‬وهو منتج مبنـي علـى عمليـة التـورق اإلسـالمي ومجـاز شـرعا مـن طـرف هيئـة الفتـوى والرقابـة‬
‫الشـرعية‪ ،‬صــورة هــذا المنــتج هــي قيــام العميــل بشـراء ســلعة معينــة يحوزهــا المصــرف ويعرضــها علــى عمالئــه‪،‬‬
‫ويشــتريها العميــل ألجــل أو بالتقســيط ثــم يعــاود بيعهـا لطــرف ثالــث والــدفع يكــون فــي الحــال حيــث يلجــأ العمــالء‬
‫لهذه التقنية للحصول على النقد‪ ،‬حيث تراقب هيئـة الرقابـة الشـرعية جميـع خطـوات هـذه العمليـة لضـمان التـزام‬
‫‪1‬‬
‫المصرف بمبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫ب‪.‬بطاقة تيسير األهلي‪ 2:‬وهي البطاقة التي تتيح للعميل سداد قيمة مشترياته على شكل أقساط مريحة عن‬
‫طريق صيغة التورق المجازة من طرف هيئة الفتاوى والرقابة الشرعية‪ ،‬ومبدأ عملها يقوم على قيام العميل‬
‫بتوقيع اتفاقية مع البنك األهلي لتنظيم آلية استخدام البطاقة‪ ،‬وااللتزام بكافة الشروط واألحكام العامة لها‪ ،‬بعد‬
‫ذلك يحق للعميل استخدام البطاقة في شراء السلع أو االنتفاع بالخدمات أو السحب النقدي‪ ،‬وعندما يحين‬

‫وقت تسديد المبلغ‪ ،‬الذي تعين في ذمة حامل البطاقة فهو بالخيار‪ ،‬فإما أن يسدده مباشرة‪ ،‬أو أن يسدده من‬
‫خالل التورق المصرفي‪.‬‬

‫معارفي فريدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.129‬‬ ‫‪1‬‬

‫عمر يوسف عبد هللا عبابنه‪ ،‬مداخلة بعنوان « البطاقات اإلئتمانية ودورها في التور المصرفي‪ :‬دراسة حالة‪ ،‬ضمن فعاليات المؤتمر‬ ‫‪2‬‬

‫العلمي األول تحت عنوان «التورق المصرفي والحيل الربوية»‪ ،‬المنعقد بجامعة علجون الوطنية‪ ،‬األردن‪ ،‬يومي ‪ 25-24‬أفريل‬
‫‪،2012‬ص‪.8-6‬‬

‫‪207‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫ففي هذه الحالة يقوم بنك األهلي ببيع العميل سلعة معينة يملكها‪ ،‬ويتحمل البنك ضمان قبضها حكميا‪ ،‬بحيث‬
‫يوازي ثمن السلعة األصلي قيمة المبلغ المستحق على العميل‪ ،‬وال بد أن يكون هذا البيع بثمن مقسط‪ ،‬وبعد‬
‫ذلك يبيع بنك األهلي السلعة نفسها لطرف ثالث‪ ،‬بثمن نقدي حال‪ ،‬ثم يسدد بهذا المبلغ الذي حصل عليه‬
‫مقابل بيعه للسلعة المبلغ المستحق على حامل البطاقة‪.‬‬

‫‪.2‬األعمال المصرفية اإلسالمية المادمة من طرف البنك األهلي التجاري‪ 1:‬هي شكل من أشكال األعمال‬
‫المصرفية الحديثة التي تستند إلى مفاهيم الشرع اإلسالمي وتتوافق مع أحكامه‪ ،‬فيما تشجع التمويل القائم‬
‫على تقاسم المخاطر بدالً من دعم التمويل القائم على العائدات الثابتة المحددة مسبقاً‪.‬‬

‫تدعم األعمال المصرفية من البنك األهلي السعودي الخاصة بالشركات كافة احتياجات الشركات‪ ،‬مع توفير‬
‫حلول مصرفية إسالمية تبدأ من التمويالت المحددة والخدمات التجارية ووصوالً إلى منتجات إدارة النقد ‪.‬‬

‫أ‪ .‬المرابحة ‪:‬وهي بإيجاز عقد بيع بين البنك (باعتباره بائعا للسلعة) وبين العميل (باعتباره المشتري) مع‬
‫بناء على طلب العميل ثم يقوم البنك‬
‫التصريح بتكلفة شراء البنك للسلعة‪ ،‬ويقوم البنك بشراء سلع محددة ً‬
‫ببيعها على العميل بسعر يتم االتفاق عليه من الطرفين‪.‬‬

‫في عقود المرابحة يقوم البنك بما يلي‪:‬‬

‫* شراء األصل؛‬

‫* حيازة وتملك األصل؛‬

‫* بيعه إلى العميل بعد اإلفصاح عن تكلفة الشراء ونسبة األرباح المطلوبة‪.‬‬

‫ب‪ .‬المراركة ‪ :‬والتي تعني حرفياً «الشراكة»‪ ،‬وهي عقد يقوم فيه طرفان أو أكثر بالمشاركة في رأس مال‬
‫مشروع مشترك والمشاركة في األرباح والخسائر لهذا المشروع‪ .‬هذا النوع من التمويل هو مشاركة في التمويل‬
‫بين البنك والعميل حيث يتفق الطرفان على طبيعة الشراكة ويقومان بتحديد دور كل منهما‪.‬‬

‫الموقع الرسمي لبنك األهلي التجاري‪https://www.alahli.com/ar-sa/business-banking/corporate- ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ banking/Pages/Islamic-Banking-Solutions.aspx‬تاريخ اإلطالع‪.17/07/2021 :‬‬

‫‪208‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫جـ‪ .‬اإلجارة­خيارات تأجير ميسرة‪ :‬يادم البنك األهلي السعودي لعمالئه من الشركات إمكانية تأجير المعدات‬
‫أو العقارات‪ .‬وذلك وفق عقد يسمى اإليجار مع الوعد بالتمليك‪ ،‬وينص العقد على خيار شراء السلع في نهاية‬
‫مدة اإلجارة‪.‬‬

‫د‪ .‬التور مرراء وبيع السلع ‪ :‬يقدم البنك األهلي السعودي لعمالئه من الشركات خدمات التمويل المتوافقة‬
‫مع أحكام الشريعة اإلسالمية استناداً إلى مبدأ التورق‪ ،‬وهو شراء العميل السلعة من البنك بسعر مؤجل ثم‬
‫بيعها إلى طرف ثالث بسعر أقل‪ .‬يقوم نظام التورق المطبق في البنوك حالياً على المبدأ ذاته باستخدام آلية‬
‫مختلفة ‪.‬‬

‫الركل رقم م‪ : 04-02‬األعمال المصرفية اإلسالمية لبنك األهلي التجاري‬

‫المصدر‪ :‬غوال نادية‪ ،‬بلهادف رحمة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.79‬‬

‫‪1‬‬
‫رابعا‪ .‬بعض مؤررات العمل المصرفي اإلسالمي لبنك األهلي التجاري خالل سنة ‪.2020‬‬
‫حقق البنك األهلي مستوى عال في االلتزام الشرعي وتحقيق المعايير الشرعية الصادرة عن الهيئة الشرعية‬
‫في مختلف أعمال البنك وأقسامه وادارات وقد اتخذ البنك إجـراءات إضافية لتحقيق مزيد من النمو في‬
‫المصرفية اإلسالمية في البنك كإعطاء األولوية للمنتجات اإلسالمية وبناء ودعم أنظمة بالبنك الخاصة‬

‫التارير السنوي لبنك األهلي التجاري لسنة ‪ ،2020‬ص‪.73‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪209‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫بالمصرفية اإلسالمية ومشاريع التطوير والتنفيذ‪ ،‬وكذلك رفع نسبة الوعي بالمصرفية اإلسالمية عن طريق‬
‫نشر الرسائل التوعوية الشهرية لموظفيه وكذلك عقد الملتقيات والندوات وطرح اإلشكاالت والحلول التي‬
‫تعترض نمو المصرفية اإلسالمية بشكل عام واستحداث منتجاتها وخدماتها بشكل خاص‪.‬‬
‫وفيما يلي أهم مؤشرات التقدم في المصرفية اإلسالمية للسنة المالية ‪ 2020‬لبنك األهلي التجاري‪:‬‬

‫‪ .1‬بلغت أصول البنك خالل العام ‪ 2020‬م ‪ 599‬مليار ريال سعودي منها ‪ %79‬أصول متوافقة مع‬
‫الضوابط الشرعية مقارنة بنسبة ‪ %77‬في سنة ‪2019‬؛‬

‫‪ .2‬بلغت المطلوبات قي البنك األهلي التجاري ‪ 519‬مليار ريال سعودي خالل عام ‪2020‬م منها ‪ %85‬من‬
‫مصادر متوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية مقارنة بنسبة ‪ %77‬في سنة ‪2019‬؛‬

‫‪ .3‬بلغت نسبة التمويالت المتوافقة مع الضوابط الشرعية نسبة ‪ %87‬من إجمالي تمويالت البنك في عام‬
‫‪ 2020‬م مقارنة بنسبة ‪ %85‬سنة ‪ ،2019‬حيث نسبة التمويالت المتوافقة مع الضوابط الشرعية لقطاع‬
‫الشركات في عام ‪2020‬م ‪ %79‬مقارنة بنسبة ‪ %75‬في عام ‪2019‬؛‬

‫‪ .4‬بلغ الدخل التشغيلي الناتج عن المعامالت اإلسالمية خالل عام ‪ 2020‬ما نسبته ‪%77‬؛‬

‫‪ .5‬بلغت الصكوك اإلسالمية التي استثمرت فيها مجموعة الخزينة خالل العام ‪ 2020‬حوالي ‪.%62‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تجربة المصرف السعودي الفرنسي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬لمحة عن المصرف‪.‬‬

‫تأسس البنك السعودي الفرنسي كشركة مساهمة سعودية بموجب المرسوم الملكي رقم م‪ 23/‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 4‬جوان ‪ ،1977‬يمتلك حاليا ‪ 84‬فرعا منتش ار عبر ربوع المملكة‪ ،1‬وبدأ أعماله رسمياً بتاريخ ‪ 1‬محرم‬
‫‪1398‬هـ الموافق ‪ 11‬ديسمبر ‪1977‬م بعد أن انتقلت إليه عمليات بنك األندوشين والسويس فـي المملكة‬
‫العربية‪.2‬‬

‫الموقع الرسمي للمصرف السعودي الفرنسي‪ https://www.alfransi.com.sa/arabic/the-bank/profile ،‬تاريخ اإلطالع ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.2021/07/21‬‬

‫موقع الشرق اقتصاد‪ / https://www.asharqbusiness.com/stocks ،‬تاريخ اإلطالع‪.2021/07/21 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪210‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫تتكون البيانات المالية الموحدة للبنك من البيانات المالية للبنك السعودي الفرنسي والشركات التابعة المملوكة‬
‫بالكامل للبنك‪ ،‬شركة السعودي الفرنسي كابيتال (بنسبة ‪ )%100‬وتقدم نشاطات الوساطة وادارة األصول‬
‫وتمويل الشركات‪ ،‬كما يمتلك البنك وكالة السعودي الفرنسي للتأمين وشركة السعودي الفرنسي للتمويل‬
‫والتأجير وشركة سوفينكو السعودي الفرنسي(بنسبة ‪ ،)%100‬باإلضافة إلى شركة سكن للتمويل العقاري‬
‫(بنسبة‪ ،)%100‬كما قام البنك بتأسيس شركة تابعة وهي شركة أسواق البنك السعودي الفرنسي المحدودة‬
‫‪1‬‬
‫وصكوك السعودي الفرنسي المحدودة المسجلة في جزر الكايمان وذلك بحصة ملكية قدرها (‪.)%100‬‬

‫تتمثل أهداف البنك في تقديم كافة أنواع الخدمات المصرفية بما في ذلك منتجات متوافقة مع الشريعة‬
‫االسالمية ومعتمدة وتحت إشراف هيئة شرعية مستقلة‪ ،‬من خالل فروعه البالغة ‪ 87‬فرعا في المملكة العربية‬
‫السعودية‪ .‬ويبلغ عدد موظفي البنك ‪ 2881‬موظفـا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مراحل تحول البنك السعودي الفرنسي إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫مرت عملية تحول المصرف السعودي الفرنسي إلى الصيرفة اإلسالمية من خالل مدخل التحول عبر فتح‬
‫فروع إسالمية‪ ،‬بالمراحل التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬سنة ‪ :2003‬شرع المصرف السعودي الفرنسي بالتحول للعمل المصرفي اإلسالمي بتقديم المنتجات‬
‫والخدمات اإلسالمية إلى جانب المنتجات والخدمات التقليدية وذلك من خالل قيامه بتمويل عمليات المشاركة‬
‫والمرابحة لعمالئه إلى جانب تقديم منتج التورق اإلسالمي لكافة عمالء المصرف وخاصة قطاع األفراد تحت‬
‫إشراف ورقابة هيئة شرعية‪ ،‬وكذلك قيامه بعقد صفقات تمويل إسالمية متعددة األطراف ومثال على ذلك‬
‫قيامه بإبرام اتفاقية تمويل إسالمي متعدد األطراف بقيمة ‪ 6‬مليارات ريال لشركة اتحاد اتصاالت اإلماراتية‬
‫‪2‬‬
‫وهذا خالل منتصف عام ‪.2004‬‬

‫‪ .2‬سنة ‪ :2005‬بدأ المصـرف السعودي الفرنسي بإعداد خطة استراتيجية لتوسيع نشاطه في مجال الصيرفة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وهذا بعـد الـنـمـو الـذي شهده قطاع الصيرفة االسالمية وكذلك المنافسة الكبيرة بين المصارف‬
‫االسالمية ونظيرتها التقليدية‪ ،‬تمثلت هذه الخطة في تبني المصرف لمدخل الفروع االسالمية فشرع في‬

‫التارير السنوي للبنك السعودي الفرنسي لسنة ‪.2020‬‬ ‫‪1‬‬

‫قمومية سفيان‪ ،‬النوافذ اإلسالمية بالبنوك التاليدية كمدخل للتحول للمصرفية اإلسالمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.143‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪211‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫االجراءات الالزمة لتبني هذا المجال باتخاذه ق ار اًر بتحويل بعض فروعه لتقليدية إلى فروع إسالمية تعمل وفق‬
‫‪1‬‬
‫أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪.3‬سنة ‪ :2006‬قام المصرف السعودي الفرنسي بتحويل فرع مكة من فرع تقليدي إلى فرع إسالمي‬
‫متخصص فقط في تقديم الخدمات والمنتجات المصرفية اإلسالمية كما قام أيضا بافتتاح ثالثة فروع إسالمية‬
‫جديدة وهي فرع الخليج‪ ،‬فرع األندلس وفرع أم الحمام‪ ،‬باإلضافة إلى قيامها بعملية تدريب وتكوين موظفي‬
‫النوافذ والفروع اإلسالمية من طرف المعهد البنكي التابع لمؤسسة النقد العربي السعودي لتعزيز قدراتهم في‬
‫التعامل مع المنتجات والخدمات اإلسالمية‪ ،‬كما قام المصرف بإنشاء هيئة رقابة شرعية لضمان سالمة كافة‬
‫‪2‬‬
‫المعامالت داخل الفروع من االنحرافات التي تتعارض مع مبادئ الدين اإلسالمي الحنيف‪.‬‬

‫‪ .4‬سنة ‪ :2015‬قام المصرف السعودي الفرنسي بإصدار بطاقة «توافق» االئتمانية اإلسالمية والمتوافقة مع‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية حيث تستند على صيغة التـورق المجازة شرعاً‪ ،‬وذلك حرصاً من البنك على تلبية‬
‫احتياجات عمالئه المتزايدة فيما يخص المنتجات المصرفية المتوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬المنتجات واألعمال المصرفية اإلسالمية المادمة من طرف البنك السعودي الفرنسي‪.‬‬

‫يقدم البنك السعودي الفرنسي في مجال المصرفية اإلسالمية سلسلة من المنتجات والخدمات المصرفية‬
‫المتوافقة مع الشريعة اإلسالمية والتي تم اعتمادها من قبل اللجنة الشرعية للبنك عبر شبكة متكاملة من‬
‫‪4‬‬
‫الفروع والتي تنتشر في كافة مناطق المملكة لتلبية احتياجات عمالئه‪ ،‬والتي يمكن ذكرها على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬المرابحة‪ :‬هي عبارة عن اتفاقية يبيع بموجبها البنك إلى العميل سلعة أو أصل تم شراؤه أو االستحواذ‬
‫عليه في األساس من قبل البنك بناء على وعد صادر من العميل بشرائه‪ .‬يتكون سعر البيع من التكلفة‬
‫باإلضافة إلى هامش ربح متفق عليه‪.‬‬

‫مريم سعد رستم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.65‬‬ ‫‪1‬‬

‫سياخن مريم‪ ،‬امكانية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء تجارب عالمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.257‬‬ ‫‪2‬‬

‫نواري خيرة‪ ،‬بوشتة يحي‪ ،‬تاييم استراتيجية التحول من البنوك التاليدية الى المصارف االسالمية من خالل الفروع اإلسالمية‪:‬انموذجا‬ ‫‪3‬‬

‫البنك السعودي الفرنسي ‪ ،‬مجلة الدراسات االقتصادية المعمقة‪ ،‬المجلد‪ ،05‬العدد‪ ،02‬جامعة مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ ،2020 ،‬ص‪.5‬‬

‫تارير الاوائم المالية الموحدة لسنة ‪ 2020‬للبنك الفرنسي السعودي ‪ ،‬ص‪.33‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪212‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫‪ .2‬المضاربة عبارة عن اتفاقية بين البنك والعميل يقوم بموجبها البنك باالستثمار في معاملة محددة‪ُ .‬يسمى‬
‫البنك "رُ ب المال"‪ ،‬بينما تكون اإلدارة والعمل من مسؤولية العميل والذي ُيسمى "مضارب"‪.‬‬

‫ويتم تقاسم الربح طبقاً لشروط االتفاقية‪ ،‬أما الخسارة فيتحملها البنك‪.‬‬

‫‪.3‬االستصناع‪ :‬عبارة عن اتفاقية بين البنك وعميل يبيع بموجبها البنك للعميل أصالً مطو اًر وفًقا للمواصفات‬
‫المتفق عليها نظير سعر متفق عليه‪.‬‬

‫‪.4‬اإلجارة‪ :‬هي عبارة عن اتفاقية يكون بموجبها البنك بمثابة مؤجر ألصل يقوم بشرائه أو إنشائه وفًقا لطلب‬
‫العميل (المستأجر)‪ ،‬وذلك بناً ء على وعد منه باستئجار األصل نظير إيجار متفق عليه لمدة محددة والتي‬
‫يمكن أن تنتهي بنقل ملكية األصل المؤجر إلى المستأجر‪.‬‬

‫‪.5‬المراركة‪ :‬هي عبارة عن اتفاقية بين البنك والعميل للمشاركة في بعض المشاريع االستثمارية أو تملك‬
‫عقار معين تنتهي باستحواذ العميل على الملكية بالكامل‪ .‬يتم تقاسم الربح أو الخسارة وفًقا لشروط االتفاقية‪.‬‬

‫هو شكل من أشكال المرابحة يقوم بموجبه البنك بشراء سلعة ما وبيعها للعميل‪ .‬ويقوم العميل‬ ‫‪ .6‬التور‬
‫بدوره ببيع السلعة المعنية فو اًر‪ ،‬واالستفادة من متحصالت البيع في الوفاء بمتطلبات التمويل الخاصة به ‪.‬‬

‫‪ .7‬بطاقة توافق االئتمانية‪ :‬حيث تم استحداثها لتسهيل مختلف عمليات الشراء اليومية للعمالء‪ ،‬كدفع‬
‫المشتريات من المواد االستهالكية‪ ،‬المطاعم‪ ،‬وكذلك الرحالت واألسفار‪ ،‬ونميز بين العديد من البطاقات على‬
‫‪1‬‬
‫سبيل الذكر ال الحصر‪:‬‬

‫* البطاقات المميزة؛‬

‫* بطاقات النخبة؛‬

‫* بطاقات في از للسفر (الخطوط الجوية الفرنسية والملكية الهولندية)؛‬

‫* بطاقات الفرسان االئتمانية؛‬

‫* بطاقة رواتب العمالة المنزلية‪-‬أجرك‪.‬‬

‫الموقع الرسمي للبنك الفرنسي السعودي‪ https://www.alfransi.com.sa/arabic/personal/cards/credit ،‬تاريخ‬ ‫‪1‬‬

‫اإلطالع‪.2021/07/31 :‬‬

‫‪213‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬بعض التجارب العالمية في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية عن طريق فتح‬
‫نوافذ إسالمية‪.‬‬
‫يعتبر التحول إلى الصيرفة اإلسالمية من خالل فتح النوافذ اإلسالمية مدخل من مداخل التحول الجزئي‬
‫للعمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬ويكون من خالل تقديم المنتجات اإلسالمية إضافة إلى المنتجات التقليدية‪ ،‬أي‬
‫المزاوجة بين النظامين التقليدي واإلسالمي‪ ،‬ولقد سارعت العديد من المصارف التقليدية عبر العالم إلى تبني‬
‫هذا المدخل‪ ،‬مع اختالف دوافع فتح النوافذ اإلسالمية من مصرف آلخر‪ ،‬إما رغبة في تنويع المنتجات‬
‫والخدمات المقدمة للعمالء‪ ،‬واما تلبية لطلبات العمالء ع الخدمات المصرفية اإلسالمية‪ ،‬وفيما يلي نموذجين‬
‫من تحول مصرف تقليدي إلى العمل المصرفي اإلسالمي من خالل مدخل إنشاء فروع إسالمية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تجربة مصرف بوميبت ار الماليزي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬لمحة عن المصرف‪.‬‬

‫يعتبر بنك بوميبت ار من بين أهم المصارف التجارية في دولة ماليزيا‪ ،‬ولقد تأسس في أكتوبر من عام ‪،1965‬‬
‫برأس مال قدر بـ ‪ 20‬مليون رينجيت وباشر أعماله ونشاطه في فيفري ‪ ،1966‬قام بإنشاء نافذة تقدم‬
‫المنتجات واألعمال المصرفية اإلسالمية بتاريخ ‪ 25‬فيفري ‪ ،1993‬ففي الوهلة األولى اقتصرت أعمال‬
‫ونشاطات هذه النافذة على توفير المواد األولية التي تساعد الشركات على بدء نشاطها‪ ،‬ولم يقم المصرف من‬
‫خالل النافذة اإلسالمية بتقديم خدمات وطرح منتجات مصرفية قائمة على مبادئ الشريعة اإلسالمية إال بعد‬
‫‪1‬‬
‫انضمامه إلى النظام المصرفي الالربوي‪ ،‬و الذي كان رسميا بتاريخ ‪.1993/03/04‬‬

‫تعتبر النافذة اإلسالمية لمصرف بوميبت ار الماليزي وحدة من والوحدات التابعة لقسم إدارة شؤون العمالء في‬
‫المصرف‪ ،‬وهي تتمتع باالستقاللية المالية‪ ،‬اإلدارية والمحاسبية‪ ،‬وتقع في الدرجة الرابعة ضمن الهيكل‬
‫التنظيمي اإلداري كما نوضحه في الشكل التالي‪:‬‬

‫زاوية رشيدة‪ ،‬النوافذ اإلسالمية في البنوك التاليدية‪ ،‬تجارب‪ :‬الع ار ‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬مجلة المنارة للدراسات االقتصادية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫العدد‪ ،05‬جامعة تيارت‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2018‬ص‪.45‬‬

‫‪214‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬
‫الركل رقم‪ :‬م‪ : 04-03‬نموذج للهيكل اإلداري لبنك بوميبت ار الماليزي‬

‫الهيئة العليا للبنك‬

‫اللجان‬

‫رعبة رؤون العمالء‬ ‫الرعب‬

‫نافذة المعامالت اإلسالمية‬ ‫األقسام‬

‫المصدر‪ :‬معارفي فريدة‪ ،‬مفتاح صالح‪ ،‬نوافذ المعامالت اإلسالمية في البنوك التقليدية‪ :‬الدوافع والمتطلبات تجربة بنك بـوميبت ار‬
‫التجاري نموذجا‪ ،‬المجلة الدولية للبحوث اإلسالمية واإلنسانية المتقدمة‪ ،‬المجلد‪ ،04‬العدد‪ ،03‬مارس ‪ ،2014‬ص‪.276‬‬

‫كما أن النافذة اإلسالمية في بنك بوميبت ار الماليزي لها هيئـة خاصـة تقـوم باألعمال الرقابية على نشاطاته‬
‫المختلفة من الناحية الشرعية وتسمى باللجنة االستشارية الشرعية‪ ،‬كما تظهر في الهيكل اإلداري التالي‪:‬‬

‫الركل رقم‪ :‬م‪ : 04-04‬الهيكل اإلداري لنافذة المعامالت اإلسالمية في بنك بوميبت ار الماليزي‬

‫اللجنة االسترارية الررعية‬ ‫المدير العام‬


‫السكرتير‬
‫نائب المدير‬

‫قسم التطوير اإلداري والتجاري‬

‫قسم التمويل والخدمات‬ ‫قسم المحاسبة‬ ‫قسم المالية‬


‫المصدر‪ :‬معارفي فريدة‪ ،‬مفتاح صالح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪277‬‬

‫ثانيا‪ :‬مراحل نرأة النظام المصرفي اإلسالمي في ماليزيا‪.‬‬

‫بعد نجاح الصندوق ونشأة المصارف اإلسالمية في البالد العربية مثل بنك دبي اإلسالمي وبنك فيصل‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بدأ السعي الحكومي إلى إنشاء بنك إسالمي‪ ،‬وبالفعل أصدرت الحكومة الماليزية قانون البنك‬
‫اإلسالمي سنة ‪ ،1983‬حيث تم من خالله إنشاء أول بنك إسالمي (بنك إسالم) في نفس السنة‪ ،‬وله شبكة‬
‫تتكون من ‪ 68‬فرعا‪ ،‬وقـد تبنت السلطات برنامجـا يسير بخطى متدرجة لكي تحقق الهدف مـن تطـوير نظام‬

‫‪215‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫العمل المصرفي اإلسالمي‪ 1،‬حيث لوحظ أن مبادرة إنشاء البنك اإلسالمي في ماليزيا جاءت من طرف‬
‫الحكومة‪ ،‬وهذا ما ميز كثي ار التجربة الماليزية حيث يتمتع التمويل اإلسالمي بدعم الكبير من طرف الحكومةـ‬

‫وظل البنك اإلسالمي المصرف الوحيد الذي يتعامل وفقا للشريعة اإلسالمية لمدة ‪ 10‬سنوات‪ ،‬إلى غاية‬
‫صدور قرار من طرف البنك المركزي الماليزي يسمح فيه بفتح النوافذ اإلسالمية على مستوى المصارف‬
‫التقليدية بداية من سنوات التسعينيات‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ولقد مر إنشاء النظام المصرفي اإلسالمي في ماليزيا بعدة مراحل يمكن أن نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬مرحلة بنك إسالم منذ ‪ 1983‬إلى ‪ :1993‬أقر المشرع الماليزي قانوناً خاصاً بالبنوك اإلسالمية تميز‬
‫هذا القانون بأنه قصر أعمال التمويل على البنوك اإلسالمية المرخص لها‪ ،‬حيث ميز هذه المرحلة احتكار‬
‫البنك الماليزي للمعامالت المصرفية لمدة عشر مما سمح له بزيادة حجم شبكته وتقديم خدمات أوسع‪ ،‬وفي‬
‫هذا الوقت لم تكن توجد هيئة شرعية عليا في البالد‪ ،‬بل كانت توجد الهيئة الشرعية لبنك إسالم فقط‪.‬‬

‫‪ .2‬مرحلة النوافذ اإلسالمية وانراء المجلس االستراري الررعي ‪ 1993‬إلى ‪ :2000‬الحظت الحكومة‬
‫الماليزية خالل هذه المرحلة أن إنشاء نظام مالي إسالمي متكامل يستوجب زيادة المصارف والفروع‬
‫اإلسالمية وتنويع أعمالهم‪ ،‬وعليه سمح البنك المركزي الماليزي للمصارف التقليدية بفتح نوافذ لتقديم خدمات‬
‫ومنتجات مالية إسالمية عبر مختلف وحداتها‪ ،‬فاستجابت لذلك ما يقارب ‪ 24‬مصرفا تقليديا من خالل‬
‫فروعها البالغة ‪ 1663‬فرعا‪ 3،‬وسمح كذلك بإنشاء مصارف أخرى إسالمية كاملة‪ ،‬سعيا نحو تشغيل نظامين‬
‫ماليين إسالمي وتقليدي جنبا إلى جنب‪ ،‬ولقد تم فعليا إنشاء نوافذ إسالمية على مستوى أكبر المصارف‬
‫الماليزية مثل ماي بنك )‪ (Maybank‬و)‪ ،(Affinbank‬ثم تالها تأسيس ثاني بنك إسالمي كامل هو ­ بنك‬
‫معامالت ­ ‪.‬‬

‫قانة زكي‪ ،‬التحول للمصرفية اإلسالمية في إطار قوانين وبيئات مختلفة‪ ،‬مجلة مركز صالح كامل لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جامعة األزهر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مصر‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪ ،2018 ،64‬ص‪.607‬‬

‫أحمد محمد المختار‪ ،‬البنوك اإلسالمية بين المعايير الررعية والاوانين المطباة‪ :‬تجربة ماليزيا‪ ،‬المجلة الدولية للدراسات االقتصادية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫المجلد ‪،03‬العدد ‪ ،11‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ ،‬ماي ‪ ،2020‬ص‪.140‬‬

‫ابتسام ساعد‪ ،‬دور آليات التمويل اإلسالمي في رفع الكفاءة التمويلية للنظام المصرفي‪ :‬التجربة الماليزية نموذجا‪ ،‬أطروحة دكتوراه في‬ ‫‪3‬‬

‫العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.193‬‬

‫‪216‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫وخالل هذه الفترة أيضا تم إنشاء سوق النقد اإلسالمية لتعزيز التعامل بين المصارف والنوافذ اإلسالمية‪،‬‬
‫وكذلك بإنشاء المجلس االستشاري الشرعي عام ‪ 1997‬الذي تم إنشاءه نظ ار لزيادة عدد المصارف والنوافذ‬
‫اإلسالمية والذي استوجب توحيد العمل بين مختلف المجالس الشرعية مع إنشاء المجلس االستشاري أصبحت‬
‫جميع المنتجات التي تعرض من طرف المصارف تمر بمرحلتين قبل أن يتم إقرارها والموافقة عليها‪ ،‬مرحلة‬
‫‪1‬‬
‫في الهيئة الشرعية للمصرف المصدر‪ ،‬ومرحلة لدى المجلس االستشاري للبنك المركزي‪.‬‬

‫‪.3‬مرحلة ما بعد ‪ :2000‬منذ عام ‪ 2000‬بلغ نمو قطاع الخدمات المصرفية اإلسالمية في ماليزيا ‪%18‬‬
‫في المتوسط سنويا من حيث األصول ولكن هدف الحكومة الماليزية كان هو تحقيق نمو يفوق ‪ %20‬وهذا‬
‫يعتبر جزء من طموح في المدى الطويل لتحويل ماليزيا الى مركز الخدمات الصرفية اإلسالمية العالمية‬
‫الرائدة‪ ،‬وبالرغم أن القطاع المصرفي اإلسالمية الماليزي أنشئ على مدى ثالثة عقود‪ ،‬إال أن حصتها السوقية‬
‫تزال منخفضة المقارنة بالقطاع المصرفي التقليدي من حيث التمويل واالستحواذ والذي ال يتجاوز ‪ %14‬فقط‬
‫من إجمالي حصة السوق المصرفية الماليزية‪ ،‬حيث تبقى بعيدة عن ما تحققه المصارف التقليدية‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬إجراءات وخطة تأسيس النافذة اإلسالمية في بنك بوميبت ار الماليزي‪ .‬يمكن تلخيص فيما يلي‪:‬‬

‫‪.1‬انتهاج مبدأ التدرج‪ :‬اعتمدت ماليزيا في إطار أسلمة النظام المصرفي المتمثل في تحول المصارف‬
‫التقليدية للتعامل بما يتفق والشريعة اإلسالمية منهج التدرج في إحالل البديل لكل المعامالت القائمة على‬
‫الربا وهذا من خالل االلتزام بمنهجية فكرية تطبيقية رشيدة تستند إل درجة عالية من التخطيط واإلعداد‬
‫والمرحلية للوصول إلى الهدف المنشود‪ ،‬بحيث تبنى البنك المركزي الماليزي سياسة المرونة والتشجيع على‬

‫تأسيس مصارف إسالمية أو فتح المصارف التقليدية نوافذ إسالمية وهذا حسب ما جاء في توصيات اللجنة‬
‫‪3‬‬
‫القيادية الوطنية للبنك اإلسالمي بماليزيا‪.‬‬

‫أحمد محمد المختار‪ ،‬عزنان حسن‪ ،‬البنوك اإلسالمية بين المعايير الررعية والاوانين المطباة‪ :‬تجربة ماليزيا‪ ،‬المجلة الدولية للدراسات‬ ‫‪1‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬المجلد‪ ،03‬العدد‪ ،11‬المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬برلين‪ ،‬ماي ‪،2020‬‬
‫ص‪.140‬‬

‫لشهب صادق‪ ،‬بوريش أحمد‪ ،‬تحليل عوامل نجاح التجربة الماليزية في تطوير الصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬المجلة الجزائرية للدراسات‬ ‫‪2‬‬

‫المحاسبية والمالية‪ ،‬المجلد‪ ،01‬العدد‪ ،01‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص‪.90‬‬

‫معارفي فريدة‪ ،‬صالح مفتاح‪ ،‬الضواب الررعية لنوافذ المعامالت اإلسالمية في البنوك التاليدية‪ :‬دور اللجنة االسترارية الررعية في‬ ‫‪3‬‬

‫بنك بوميبت ار التجاري‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد‪ ،14‬العدد‪ ،02‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مارس ‪ ،2014‬ص‪.159‬‬

‫‪217‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫‪ .2‬فصل رأسمال البنك‪ :‬عند تأسيس النافذة اإلسالمية لبنك بوميبت ار الماليزي قام المصرف باقتطاع مبلغ‬
‫قيمته ‪ 5‬مالين رنجيت ماليزي من أمواله الخاصة لتمويل المعامالت اإلسالمية لهذه النافذة‪ ،‬وعليه يمكن‬
‫القول أن إنشاء هذه النافدة اإلسالمية كان من أموال المصرف ولم يكن من اكتتاب جديد‪ ،‬لكن مع الفصل‬
‫التام بين أرس مال المصرف التقليدي ( البنك األم) والنافذة اإلسالمية‪ ،‬وبالتالي فصل نتائج األعمال‬
‫المصرفية الربوية للمصرف عن األعمال والخدمات المصرفية اإلسالمية للنافذة وهذا لتفادي اختالط المال‬
‫‪1‬‬
‫الحالل مع الحرام للمصرف‪.‬‬

‫‪ .3‬إحالل خدمات مصرفية إسالمية‪ :‬تقدم النافذة اإلسالمية منتجات جديدة تقوم على مبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية معروفة عالميا مثل ودائع المرابحة في السلع‪ ،‬التمويل المنزلي بنظام المشاركة المتناقصة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ومشاركة الصكوك في الصناعة‪ ،‬الذي كان سببا في تسارع وتنامي الصناعة المالية االسالمية في ماليزيا‪.‬‬

‫‪.4‬انراء لجنة استرارية ررعية‪ :‬أنشأ بنك بوميبت ار الماليزي هيئة رقابة شرعية في إطار نافذة المعامالت‬
‫االسالمية تتكون من عضوين مختصين في اللجنة االستشارية الشرعية وهذا تطبيقا لقرارت البنك المركزي‬
‫الماليزي‪ ،‬من أجل التأكد من شرعية النشاطات المصرفية والمعامالت التي تقوم بها النافذة اإلسالمية‪ ،‬وكذا‬
‫‪3‬‬
‫قيامها بالتدقيق ومراجعة المستندات المحاسبية المتعلقة بالنافذة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .5‬أهم األعمال واألنرطة المصرفية المادمة من طرف النافذة اإلسالمية لبنك بوميبت ار الماليزي‪:‬‬

‫تقوم نافذة المعامالت اإلسالمية في بنك بوميبت ار الماليزي بمختلف األعمال المصرفيـه اإلسالمية كجمع‬
‫الموارد وتوظيفها من أجل كسب األرباح‪ ،‬الشيء الذي يساعدها على تعزيز مركزها المالي‪ ،‬والتصدي‬
‫للمنافسة مع طرف المصارف األخرى‪.‬‬

‫حيث تتجمع لدى النافذة االسالمية أرصدة نقدية فـي حسابات المودعين المختلفة مثل حساب الوديعة‬
‫الجـاري‪ ،‬وحسـاب وديعـة التوفير‪ ،‬وحسـاب االستثمار المشـترك‪ ،‬وحسـاب االسـتثمار المخصص‪ ،‬حيث يتم‬
‫توظيف هذه األرصدة في مختلف األعمال و األنشطة التـي تقوم بـهـا النافذة‪ ( ،‬خدميـة‪ ،‬استثمارية‪،‬‬

‫سياخن مريم‪ ،‬امكانية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء تجارب عالمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.229‬‬ ‫‪1‬‬

‫زاوية رشيدة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.45‬‬ ‫‪2‬‬

‫معارفي فريدة‪ ،‬مفتاح صالح‪ ،‬نوافذ المعامالت اإلسالمية في البنوك التاليدية‪ :‬الدوافع والمتطلبات تجربة بنك بـوميبت ار التجاري نموذجا‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.277‬‬

‫‪218‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫اجتماعية)‪ ،‬و تقوم النافذة بتوزيع األرباح بينها وبين المودعيـن (أصحاب األموال) فـي حسـاب االستثمار‬
‫المشترك حيث يقومون بتفويض النافذة في استثمار أموالهـم على أساس صيغة المضاربة‪ ،‬أما أصحاب‬
‫الودائع في حسابي الوديعة الجاري والتوفير‪ ،‬فليس لهم الحق في الحصول على األرباح‪ ،‬لكن النافذة‬
‫اإلسالمية وعلى غرار جل المصارف االسالمية‪ ،‬تمنح لهم مقدا ار معينا شهريا في شكل هبات و جوائز بعد‬
‫االجتماع الذي تعقده النافذة اإلسالمية كل شهر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وفيما يلي أهم األعمال واألنشطة المصرفية التي تقدمها النافذة اإلسالمية لبنك بوميبت ار الماليزي‪:‬‬

‫الركل رقم‪ :‬م‪ : 04-05‬حركة األرصدة النادية في النافذة اإلسالمية لبنك بوميبت ار الماليزي‬

‫الموارد‬
‫حساب الوديعة الجاري‬ ‫‪-‬‬

‫المودعين‬ ‫حساب وديعة التوفير‬ ‫‪-‬‬

‫حساب االستثمار المرترك‬ ‫‪-‬‬

‫حساب االستثمار الخاص‬ ‫‪-‬‬

‫نافذة المعامالت اإلسالمية‬

‫االستخدامات‬
‫رراء رهادات االستثمار الحكومية الماليزية‬ ‫‪-‬‬
‫توزيع األرباح‬
‫رراء وبيع سند الابول المصرفي الالربوي‬ ‫‪-‬‬
‫و الجوائز‬
‫المضاربة في السو المصرفي االسالمي‬ ‫‪-‬‬

‫التمويالت التجارية والعاارية وغيرها‬ ‫‪-‬‬

‫استخدامات أخرى‬ ‫‪-‬‬

‫المصدر‪ :‬محمد صبري بن زكريا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.34‬‬

‫محمد صبري بن زكريا‪ ،‬نافدة المعامالت اإلسالمية في البنوك التجارية‪ ،‬دراسة حالة بنك بوميبت ار الماليزي‪ ،‬رسالة ماجستير في‬ ‫‪1‬‬

‫االقتصاد اإلسالمي جامعة اليرموك‪ ،‬األردن‪ ،1999 ،‬ص‪33-32‬‬

‫‪219‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫أ‪ .‬حساب الوديعة الجاري‪ :‬أشارت النافذة اإلسالمية لبنك بوميبت ار الماليزي على أن األموال التي يقوم العمالء‬
‫بإيداعها في حساب الوديعة الجاري تكون بمبدأ " الوديعة المضمونة "‪ ،‬ويتميز هذا الحساب بالمواصفات‬
‫التالية‪:‬‬

‫* الحد األدنى لإليداع هو ‪ 1000‬رينجيت ماليزي؛‬

‫* يضمن المصرف دفع المبلغ كامال أو جزءا منه عند طلب العميل؛‬

‫* يأذن العميل للمصرف استخدام األموال المودعة في الحساب الجاري في مختلف األعمال التجارية‬
‫واالستثمارية الغير محرمة شرعا؛‬

‫* إمكانية حصول العميل على هبات وجوائز رغم عدم أحقيته في الحصول على األرباح الناتجة عن‬
‫استخدام أمواله في مختلف العمليات المصرفية؛‬

‫* يحصل العميل على دفتر شيكات يسمح له بدفع التزاماته تجاه الغير؛‬

‫* يلتزم العميل بدفع رسوم الخدمة أو العمولة تقدر بـ ‪ 10‬رينجيت ماليزية وهذا كل ستة (‪ )06‬أشهر مقابل‬
‫فتحه للحساب الجاري على مستوى النافذة اإلسالمية؛‬

‫* تمنح للعميل الذي يمتلك حساب جاري لدى النافذة االسالمية تسهيالت السحب على المكشوف بعد موافقة‬
‫إدارة البنك على ذلك؛‬

‫* يستطيع العميل االطالع على كل البيانات المتعلقة بحركة حسابه (سحب أو إيداع) كل شهر‪.‬‬

‫ب‪ .‬حساب وديعة التوفير‪ :‬يتم فتحه بمبلغ (‪ )100‬رينجيت‪ ،‬وبدون دفع رسوم إال إذا سحب المودع أمواله‬
‫قبل (‪ ) 3‬أشهر بموجب دفتر الحساب‪ ،‬وال يعطى للمودع السحب على المكشوف‪ ،‬كما أن الجوائز الممنوحة‬
‫‪1‬‬
‫تكون مرتفعة مقارنة الحساب الجاري وأقل من الحساب الثابت (االستثماري)‪.‬‬

‫محمود عبد الكريم أحمد أرشيد‪ ،‬الرامل في معامالت وعمليات المصارف اإلسالمية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫األردن‪ ،2007 ،‬ص‪.161‬‬

‫‪220‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫جـ‪ .‬حساب االستثمار المرترك ‪ :‬يقوم هذا الحساب على عقد "المضاربة الشرعية" بين المودع والبنك‪ ،‬بحيث‬
‫يتم استثمار األموال المودعة في الفترة المحددة وتوزيع األرباح حسب النسبة المتفق بينهما‪ ،‬ومن مواصفات‬
‫هذا الحساب‪:1‬‬

‫* الحد األدنى لإليداع (‪ )500‬رينجيت لمدة استثمارية تتعدى الشهر الواحد‪ ،‬أما الحد األدنى لالستثمار في‬
‫شهر واحد هو ‪ 5000‬رينجيت ماليزي؛‬

‫* مدة فتح الحساب يمكن أن تكون لـ‪( :‬شهر واحد‪ 3 ،‬أشهر‪ 6 ،‬أشهر‪ 9 ،‬أشهر‪ 12 ،‬شه ار‪ 15 ،‬شهرا‪18 ،‬‬
‫شه ار‪ 21 ،‬شه ار‪ 24 ،‬شه ار‪ 36 ،‬شه ار‪ 48 ،‬شه ار‪ 60 ،‬شه ار)؛‬

‫* تعطى للعميل شهادة اإليداع في حساب االستثمار المشترك‪ ،‬حيث يقوم بالتوقيع عليها ويسلمها للمصرف‬
‫عند ق ارره باالنسحاب؛‬

‫* من بين شروط المصرف أنه في حالة انسحاب العميل قبل نهاية فترة االستثمار المتفق عليها ال يتحصل‬
‫على أية أرباح‪.‬‬

‫د‪.‬حساب االستثمار المخصص‪ :‬في هذا النوع من حسابات االستثمار يخصـص المـودع مجاالت استثمار‬
‫أمواله في مشروع استثماري معين‪ ،‬أو قطاعاً معيناً‪ ،‬صناعياً أو تجارياً أو زراعيـاً او خدمياً أو غير ذلك‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وعليه فإن الوديعة المخصصة ترتبط من حيث مدتها بمدة المشروع‪.‬‬

‫بنفس الشروط التي يتم بها فتح حساب االستثمار المشترك‪ ،‬تسمح النافذة اإلسالمية بفتح حساب االستثمار‬
‫المخصص وقبول ودائع العمالء‪ ،‬إال أن هذا النوع من الحسابات مواصفات وشروط خاصة به يمكن ذكرها‬
‫‪3‬‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫* األموال المودعة في هذا الحساب سوف تستثمر منفصلة عن األموال األخرى لـدى المصرف حيث‬
‫خصصت لها سلة خاصة لمشروع معين؛‬

‫معارفي فريدة‪ ،‬استراتيجية تحول البنوك التاليدية إلى بنوك إسالمية‪ :‬دراسة استررافية للعمل المصرفي في الجزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.144‬‬

‫محمود عبد الكريم أحمد أرشيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.162‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد صبري بن زكريا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.56‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪221‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫* وللعميل حق الخيار والتعيين للمشروعات والقطاعات التي سوف تستثمر أمواله فيها؛‬

‫* األموال المودعة في هذا الحساب تكون تحت إدارة مباشرة من قبل اإلدارة المركزية التابعة لفرع المعامالت‬
‫اإلسالمية؛‬

‫وما جرى عليه العمل‪ ،‬أن هذا الحساب ال يقسـم إلـى مدة معينـة كمـا هو الحال بالنسبة لحسـاب االستثمار‬
‫المشترك‪ ،‬بل حسب االتفاق الذي يكون بين النافذة اإلسالمية والعميـل علـى مـدة المشروع والتي تكون حسب‬
‫عمـر المشروعات التي اختارها العميل‪.‬‬

‫باإلضافة إلى الحسابات التي توفرها النافذة اإلسالمية لبنك بوميبت ار الماليزي لعمالئها‪ ،‬تقدم أيضا بعض‬
‫‪1‬‬
‫النشاطات والخدمات التي يمكن ذكرها كما يلي‪:‬‬

‫البيع بالثمن اآلجل‪ :‬عقد يتمثل في بيع المرابحة الشرعية بالثمن اآلجل إلى مساعدة العمالء‬ ‫‪ -‬برنام‬
‫القتناء السلع والعقارات مع تأخير الدفع آلجال متوسطة أو طويلة على أقساط مقابل ربح‪ ،‬على أن يتنازل‬
‫المصرف عن جزء من ثمن المبيع المؤجل إذا قام العميل بالسداد قبل حلول اآلجال المتفق عليها‪.‬‬

‫معاملة رأس المال العامل‪ :‬هو عبارة عن تسهيل مصرفي يقوم على مبدأ بيع المرابحة‪ ،‬وبيع‬ ‫‪ -‬برنام‬
‫الدين‪ ،‬وهو متعلق بالصفقات التجارية لمساعدة التجار في شراء أو بيع السلع وفق إجراءات متفق عليها‪.‬‬

‫‪ -‬رهادات اإلستثمار الحكومية‪ :‬هي إصدارات حكومية بدون فائدة تقوم على مبدأ القرض الحسن‪ ،‬وتعتبر‬
‫هذه الشهادات بمثابة سندات خزانة يتم إصدارها في فئات (‪ )10.000‬رينجيت ماليزي وبآجال استحقاق‬
‫تتراوح بين (‪5­1‬سنوات)‪ ،‬وتزامن إصدارها وانشاء البنك اإلسالمي الماليزي عام‪ 1983‬وحاجته للسيولة‪ ،‬ومن‬
‫ثم سمح للنوافذ اإلسالمية بشراء تلك الشهادات واستثمارها في السوق المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -‬سندات المضاربة كجاماس‪ : CAGAMAS‬وهي من إصدارات "شركة كجاماس"عام‪ ،1994‬بمبلغ كلي‬


‫للسندات (‪ )30.000.000‬رينجيت تقوم على أساس المضاربة‪ ،‬والهدف من إصدارها تمويل شركة كجاماس‬
‫للقيام بشراء ديون المؤسسات المالية المطروحة فيها أشكال المعامالت اإلسالمية‪.‬‬

‫معارفي فريدة‪ ،‬استراتيجية تحول البنوك التاليدية إلى بنوك إسالمية‪ :‬دراسة استررافية للعمل المصرفي في الجزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.145-144‬‬

‫‪222‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫‪ -‬سند الابول المصرفي الالربوي‪ 1:‬هو الكمبيالة اإلسالمية تم إصدارها عام‪ 1991‬بهدف تشجيع التجارة‬
‫المحلية والخارجية وهو نوعان‪:‬‬

‫‪ -‬سندات الشراء واالستيراد؛‬

‫‪ -‬وسندات البيع والتصدير؛‬

‫‪ -‬صكوك الدين‪ :‬تم طرحها ألول مرة سنة ‪ 1990‬وهي عبارة عن سندات مديونية تثبت لحاملها مبلغ الدين‬
‫المكتوب نتيجة التعامل بالبيع اآلجل بين المتعاملين‪.‬‬

‫أظهرت دراسة تجربة النافذة اإلسالمية لبنك بوميبت ار الماليزي وجود بعض المخالفات الشرعية في بعض‬
‫العمليات والخدمات المصرفية التي تقدمها النافذة اإلسالمية حيث خالفت بعض األحكام الشرعية وكذلك‬
‫الق اررات الصادرة عن المجامع الفقهية اإلسالمية والعلماء‪ ،‬مثل "بيع العينة"‪ ،‬و"بيع الوفاء"‪ ،‬و"بيع الديون"‪،‬‬
‫و"غرامات التأخير"‪ ،‬مما اعتبرها العديد من المسلمين خارج ماليزيا غير مقبولة‪ ،2‬وقد أثيرت عدة تساؤالت‬
‫حول غياب الدور اإلشرافي لهيئة الرقابة الشرعية في التعامل مع مستجدات العقود والمعامالت ومواكبة‬
‫التطورات وفقا لمقاصد الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تجربة مصرف المرر اإلماراتي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬لمحة عن المصرف‪.‬‬

‫تأسس بنك المشـرق ش‪.‬م‪.‬ع (البنك) في إمارة دبي عام ‪ 1967‬بموجب المرسـوم الصادر عن حاكم إمارة‬
‫دبي‪ ،‬ويقدم البنك الخدمات البنكية لألفراد والخدمات البنكية التجارية والخدمات البنكية االستثمارية والخدمات‬
‫البنكية اإلسالمية وأنشطة الوساطة وادارة األصول من خالل فروعه في دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫‪3‬‬
‫والبحرين والكويت ومصر وهونج كونج والهند وقطر والمملكة المتحدة والواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫سياخن مريم‪ ،‬امكانية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء تجارب عالمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.235 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مير أحمد‪ ،‬عرابة رابح‪ ،‬متطلبات فتح نوافذ إسالمية في البنوك التجارية الجزائرية‪ :‬دراسة ماارنة بين بنك بوميبت ار الماليزي ووكالة بنك‬ ‫‪2‬‬

‫التنمية المحلية‪ ،‬األوراق البحثية المقدمة في المؤتمر الدولي الخامس عشر حول‪ :‬التكامل المؤسسي للصناعة المالية والمصرفية اإلسالمية‬
‫المنعقد بجامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 18­17‬ديسمبر ‪ ،2019‬ص‪.1291‬‬

‫المعلومات المالية الموجزة الموحدة لبنك المرر للفترة ما بين ‪ 1‬يناير ‪ 2021‬إلى ‪ 30‬جوان ‪ ،2021‬ص‪.9‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪223‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫كما يمارس المصرف أنشطة التمويل من خالل المنتجات واألدوات اإلسالمية المختلفة بما يتوافق مع مبادئ‬
‫الشريعة اإلسالمية التي تشمل حظر الفوائد كما تحددها لجنة الرقابة الشرعية الداخلية للشركة‪.1‬‬

‫ويمكن تلخيص أهم بيانات مصرف المشرق اإلماراتي في الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم م‪ : 04-09‬أهم بيانات بنك المرر اإلماراتي‬

‫بنك المشرق‬ ‫اسم المصرف‬

‫اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫البلد‬

‫إمارة دبي‬ ‫المقر الرئيسي‬

‫‪1967‬‬ ‫تاريخ التأسيس‬

‫‪( 32‬داخل دولة اإلمارات)‬ ‫الفروع‬

‫‪ 58‬نافذة إسالمية‬ ‫النوافذ اإلسالمية‬

‫‪ 1.775.308‬ألف درهم‬ ‫رأس المال المصرح به‬

‫‪ 177.530.823‬سهم‬ ‫عدد األسهم‬

‫‪ 10‬درهم‬ ‫القيمة اإلسمية للسهم‬

‫‪ 5000‬موظف‬ ‫عدد الموظفين‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث اعتمادا على‪:‬‬

‫‪ -‬التقرير السنوي لبنك المشرق اإلماراتي لسنة ‪.2020‬‬

‫‪ -‬قمومية سفيان‪ ،‬النوافذ اإلسالمية بالبنوك التقليدية كمدخل للتحول للمصرفية اإلسالمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪126‬‬

‫‪ -‬موقع العربية‪ .www.alarabiya.net/aswak :‬تاريخ اإلطالع‪.2021/09/06 :‬‬

‫التارير السنوي لبنك المرر لسنة ‪ ،2020‬ص‪.10‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪224‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫ثانيا‪ :‬أهم محطات بنك المرر اإلماراتي‪.‬‬

‫حقق مصرف المشرق اإلماراتي عدة إنجازات طوال مسيرته‪ ،‬وخصوصا بعد ق ارره بالتحول إلى العمل‬
‫المصرفي اإلسالمي بتبنيه مدخل فتح نوافذ إسالمية‪ ،‬وفيما يلي أهم المحطات واإلنجازات التي حققها‬
‫‪1‬‬
‫المصرف بعد التحول خالل سنة ‪:2010‬‬

‫‪ -‬أفضل نافذة خدمات إسالمية ­المشرق اإلسالمي لسنة ‪ ،2010‬قدمت له من قبل مجموعة جوائز المال‬
‫واألعمال اإلسالمية التي تنظمها مجلة «إسالميك بيزنس آند فاينانس»‪.‬‬

‫‪ -‬أفضل نافذة خدمات إسالمية لسنة ‪ 2011‬من قبل جوائز «بانكر ميدل ايست للقطاع المصرفي»‪.‬‬

‫‪ .1‬أفضل نافذة خدمات إسالمية لسنة ‪ 2013‬قدمت من طرف مجلة «بانكر ميدل إيست»؛‬

‫‪ .2‬أفضل مزود مبتكر للحلول المصرفية اإلسالمية في اإلمارات العربية المتحدة لسنة ‪ 2015‬ضمن جوائز‬
‫«جلوبل بانكينج أند فايننس ريفيو»؛‬

‫‪ .3‬أفضل ابتكار للحلول المصرفية اإلسالمية لسنة ‪ 2016‬من مجموعة جوائز المال واألعمال اإلسالمية؛‬

‫* في سنة ‪ 2017‬حصل على الجوائز التالية‪:‬‬

‫‪ -‬جائزة أفضل ممارسات التدقيق الداخلي في فئة المعلوماتية‬

‫‪ -‬أفضل بنك رقمي في دولة اإلمارات العربية المتحدة مقدمة من طرف محلة "وولد فاينانس العالمية"‪.‬‬

‫‪ -‬جائزة أفضل حلول ومنتجات مصرفية إسالمية من جوائز المال واألعمال الذي تقدمه دار النشر ‪CPI‬‬
‫‪Financial‬‬

‫ثالثا‪ :‬مراحل تحول بنك المرر اإلماراتي إلى العمل المصرفي اإلسالمي من خالل فتح نوافذ إسالمية‪.‬‬

‫مر تحول بنك المشرق اإلماراتي إلى العمل المصرفي اإلسالمي من خالل تبني مدخل فتح نوافذ إسالمية‬
‫بعدة مراحل يمكن إيجازها كاآلتي‪:‬‬

‫قمومية سفيان‪ ،‬النوافذ اإلسالمية بالبنوك التاليدية كمدخل للتحول للمصرفية اإلسالمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪127-126‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪225‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫‪ .1‬في سنة ‪ :2006‬شرع في هذه السنة المصرف بتقديم خدمات ومنتجات متوافقة مع مبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬حيث أنشأ شركة مستقلة تابعة له ب أرس مال أولي قدر بـ ‪ 500‬مليون درهم والتي أطلق عليها اسم‬
‫"بدر اإلسالمي" الحائزة على ترخيص من قبل المصرف المركزي لدولة االمارات العربية المتحدة كشركة‬
‫للتمويل اإلسالمي‪ ،‬إلى جانب إطالق منتجات مصرفية إسالمية تحمل عالمة تجارية تسمى " زالبدرس" من‬
‫خالل نافذة مالية منفصلة ضمن بنك المشرق‪ ،‬وقد أطلقت كلتا المبادرتين خالل نفس السنة‪ .‬ولقد افتتحت‬
‫شركة البدر للتمويل االسالمي فرعها األول في شهر ديسمبر‪ ،1 2006‬حيث أوكلت لها مهمة تمويل‬
‫الشركات وتمويل المشروعات والصكوك ومنتجات أسواق المال بما يتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية ولقد‬
‫كانت تحت رقابة هيئة شرعية تابعة لمصرف المشرق تحرص على التأكد من شرعية العمليات والخدمات‬
‫‪2‬‬
‫التي تقدمها الشركة ( بدر إسالمي )‪.‬‬

‫‪ .2‬في سنة ‪ :2009‬أدى تزايد الطلب على المنتجات المالية المتوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية منذ‬
‫افتتاح شركة إسالمي ‪ 2006‬إلى قيام البنك بمضاعفة قاعدة زبائنه على مستوى قطاع الخدمات المصرفية‬
‫االستهالكية اإلسالمية إلى أكثر من ثالث مرات خالل سنة ‪ 2008‬ويمثل العمالء الجدد نسبة أكثر ‪%70‬‬
‫حيث تم توظيفهم من طرف مجموعة المشرق‪ ،‬وتمثل عائدات الخدمات المصرفية من عمالء المشرق‬
‫الحاليين الذين اختاروا اإلسالمية ما يعادل ‪ ،%15‬وفي سنة ‪ 2009‬قامت شركة بدر للتمويل اإلسالمي‬
‫بإطالق "صندوق اإلسالمي للدخل" وهو أول استثمار إسالمية على الصعيد اإلقليمي‪ ،‬والذي تم ترشيحه‬
‫للحصول على جائزة " أفضل منتج إسالمي لعام ‪ 3،" 2009‬حيث أن كل استثمارات هذا الصندوق تحت‬
‫رقابة وموافقة الهيئة الشرعية لبدر اإلسالمي‪ ،‬ولقد ركز الصندوق بشكل أساسي على االستثمار في الصكوك‬
‫‪4‬‬
‫اإلسالمية في منطقة الشرق األوسط وافريقيا‪.‬‬

‫‪.3‬في سنة ‪ :2010‬استطاع "البدر اإلسالمي" تحقيق نجاحات معتبرة طوال أكثر من ‪ 5‬سنوات من العمل‬
‫المصرفي اإلسالمي‪ ،‬وبزيادة واستمرار طلب العمالء على خدمات الصيرفة اإلسالمية قررت إدارة مصرف‬

‫التارير السنوي لبنك المرر اإلماراتي لسنة ‪ ،2006‬ص‪10‬‬ ‫‪1‬‬

‫قمومية سفيان‪ ،‬بلعزوز بن علي‪ ،‬تجربة بنك "المرر اإلماراتي" في التحول الجزئي إلى مصرف إسالمي من خالل مدخل النوافذ‬ ‫‪2‬‬

‫اإلسالمية‪ ،‬مجلة األكاديمية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،09‬العدد ‪ ،02‬جامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.63‬‬

‫التارير السنوي لبنك المرر اإلماراتي لسنة ‪ ،2009‬ص‪.09‬‬ ‫‪3‬‬

‫مريم سعد رستم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.75‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪226‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫المشرق التحول للعمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬وذلك بتبني مدخل فتح النوافذ اإلسالمية وانشاء قسم أو إدارة‬
‫متخصصة في الصيرفة اإلسالمية عبر‪ 58‬من فروعها التقليدية‪ ،‬والتي كانت تعمل بشكل مستقل عن‬
‫‪1‬‬
‫المصرف الرئيسي‪ ،‬كما تخضع لرقابة هيئة شرعية وذلك تحت اسم "المشرق اإلسالمي"‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أهم المنتجات والخدمات المصرفية المادمة من طرف النافذة اإلسالمية لبنك المرر اإلماراتي‪:‬‬

‫باإلضافة إلى الخدمات المصرفية التقليدية‪ ،‬يقوم بنك المشرق اإلماراتي بتقديم منتجات وخدمات مصرفية‬
‫بعيدة عن الربا أخذا وعطاءا لصالح عمالئه‪ ،‬حيث يتم الموافقة عليها من قبل الهيئة الشرعية‪ ،2‬ومن أهم هذه‬
‫‪3‬‬
‫المنتجات والخدمات التي يقدمها بنك المشرق ما يلي‪:‬‬

‫‪.1‬اإلجارة‪ :‬تعتبر عقود اإلجارة األكثر مالئمة لتمويل المنازل‪ ،‬حيث يقوم البنك (المؤجر) بشراء العقار ويقوم‬
‫العميل (المستأجر) باستخدام العقار ويعطي إيجارات لفترة متفق عليها‪ .‬وفي نهاية فترة اإليجار‪ ،‬ينتقل المنزل‬
‫إلى اسم العميل‪ ،‬كما ينطبق هذا أيضا على تمويل السيارات‪.‬‬

‫‪ .2‬المضاربة‪ :‬تستخدم عقود المضاربة لدى بنك المشرق بشكل رئيسي في حسابات التوفير والودائع الثابتة‬
‫(االستثمارات ألجل) للبنوك اإلسالمية‪ ،‬حيث يقوم العميل (رب المال) بتوفير األموال مع اتفاق مسبق مع‬
‫البنك (المضارب أو مدير المال) على نسبة تقاسم األرباح‪ ،‬ثم يقوم المضارب باستثمار األموال وتقاسم العائد‬
‫مع العميل في نهاية المدة المتفق عليها‪.‬‬

‫‪.3‬المرابحة‪ :‬تستخدم عقود المرابحة على نطاق واسع في توفير التمويل الشخصي وعقود تمويل السيارات‬
‫بصفة عامة من قبل بنك المشرق اإلماراتي‪.‬‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬يقوم المصرف‪ ،‬بناء على توجيهات من العميل‪ ،‬بشراء السيارة ويبيعها مباشرة إلى العميل‬
‫عن طريق تطبيق هامش أرباحه‪ .‬وتنتقل ملكية السيارة إلى اسم العميل أيضاً‪.‬‬
‫في التمويل الشخصي‪ ،‬إذا كان العميل يشير إلى اهتمامه بشراء السلع‪ ،‬يقوم البنك بشراء السلع لصالح العميل‬
‫من البائع ويبيعها إلى العميل عن طريقة تطبيق هامش أرباحه‪.‬‬

‫سياخن مريم‪ ،‬امكانية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء تجارب عالمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.222 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫التارير السنوي لبنك المرر اإلماراتي لسنة ‪ ،2007‬ص‪.40‬‬ ‫‪2‬‬

‫المشرق اإلسالمي‪ ،‬الموقع الرسمي لبنك المرر ‪https://www.mashreqalislami.com/ar/islami/shariah-‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ fatwas.aspx‬تاريخ اإلطالع ‪.2021/09/05 :‬‬

‫‪227‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫‪.4‬عاد الوكالة‪ :‬هو تعويض أو رسم خدمة‪ ،‬أو عقد وكالة يقوم فيه الشخص بتعيين شخص آخر لتنفيذ مهمة‬
‫معينة له أو نيابة عنه‪ ،‬وعادة ما يتم ذلك لقاء أجر معين‪.‬‬
‫وتستخدم عقود الوكالة على نطاق واسع في بطاقات االئتمان اإلسالمية‪ ،‬وصورته أن يمنح للعمالء تسهيل‬
‫استخدام البطاقات الصادرة لهم لتلبية احتياجاتهم الشخصية‪ ،‬ويدفع المصرف للباعة والتجار بالنيابة عن‬
‫العميل‪ ،‬حيث يطبق البنك رسماً شهرياً على العمالء‪.‬‬
‫‪.5‬المراركة‪ :‬اتفاقية بين البنك والعميل للمشاركة في بعض المشاريع االستثمارية أو ملكية بعض العقارات‬
‫وقد تنتهي بتملك العـميل للعقار كامال‪ ،‬على أن يتم تقسيم األرباح والخسائر وفقاً للشروط المنصوص عليها‬
‫‪1‬‬
‫في االتفاقية التي أبرمها الطرفين‪.‬‬
‫‪ .6‬اإلستصناع‪ :‬اتفاقية بين المصرف والعميل حيث يقوم البنك ببيع العميل عقار بعد االنتهاء من عملية‬
‫االنشاء وفقاً لشروط محددة متفق عليها مسبقا‪ ،‬حيث يقوم المصرف بإنشاء وتطوير العقار إما عن طريقه أو‬
‫‪2‬‬
‫عن طريق مقاول ومن ثم تسليمه للعميل في تاريخ محدد وسعر متفق عليه في االتفاقية‪.‬‬

‫‪.7‬الصكوك اإلسالمية‪ :‬هي شهادات مالية شرعية متساوية القيمة‪ ،‬يتشارك مالك الشهادة باألرباح ويتحملون‬
‫‪3‬‬
‫الخسائر بالنسب المبينة في الشهادات المملوكة مـن قبلهم‪.‬‬

‫الذهبي‪ :‬قام المشرق اإلسالمي في بنك المشرق اإلماراتي بإطالق منتج المشرق الذهبي‬ ‫‪.8‬منت المرر‬
‫اإلسالمي‪ ،‬والذي يقوم على مبدأ تمكين العمالء من الحصول على منتجات وحلول مصرفية متوافقة مع‬
‫مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وذلك من خالل مجموعة متكاملة من المنتجات مثل صناديق الدخل‪ ،‬ومجموعة‬
‫من منتجات الدخل الثابت وتمويل األسهم‪ ،‬والسندات القابلة للتحويل‪ ،‬وخدمات الدخل الثابت وخدمات‬
‫الوساطة‪ ،‬كما قام المشرق اإلسالمي بتعيين مدي ار معتمدا لإلدارة واإلشراف على المعامالت التي تجري بين‬
‫‪4‬‬
‫العميل والمصرف‪ ،‬إضافة إلى إدارة الثروات الخاصة بالمتعاملين‪.‬‬

‫التارير السنوي لبنك المرر اإلماراتي لسنة ‪ ،2007‬ص‪.40‬‬ ‫‪1‬‬

‫التارير السنوي لبنك المرر اإلماراتي لسنة ‪ ،2006‬ص‪.35‬‬ ‫‪2‬‬

‫التارير السنوي لرركة المرر اإلسالمي لسنة ‪ ،2017‬ص‪.18‬‬ ‫‪3‬‬

‫سياخن مريم‪ ،‬امكانية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء تجارب عالمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.226 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪228‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬

‫خالصة الفصل الرابع‪.‬‬

‫في هذا الفصل تم الطرق إلى المداخل المختلفة التي تستطيع المصارف التقليدية من خاللها ممارسة العمل‬
‫المصرفي اإلسالمي‪ ،‬حيث قمنا باستعراض تجارب لبعض المصارف في عدة دول التي اختارت عملية‬
‫التحول إلى الصيرفة اإلسالمية كل حسب الطريقة والمنهج الذي رأته مناسبا لتحقيق أهدافها المسطرة‪ ،‬حيث‬
‫اختلفت هذه األهداف من مصرف آلخر فمنها من تهدف لزيادة حصتها السوقية في القطاع المصرفي‬
‫المحلي‪ ،‬وهناك من تسعى لكسب األرباح من خالل ممارسة العمل المصرفي اإلسالمي إلى جانب العمل‬
‫المصرفي التقليدي‪ ،‬باستثناء التحول من العمل المصرفي التقليدي إلى العمل المصرفي اإلسالمي بانتهاج‬
‫المدخل الكلي للتحول الدافع منه هو دافع ديني محض وهدفه هو التوبة واإلبتعاد كل البعد عن الربا أخذا‬
‫وعطاءا‪.‬‬

‫وبالرغم من وجود العديد من العراقيل القانونية واإلداري والتنظيمية التي تثبط من عزيمة المصارف التقليدية‬
‫على مواصلة عملية التحول إال أنه يمكن لهذه المصارف التقليدية االستفادة من مختلف التجارب الرائدة في‬
‫مجال التحول بمداخله المختلفة‪ ،‬وذلك لتجنب كل العراقيل ومختلف اآلثار السلبية‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫الخاتمة العامة‬
‫الخاتمة العامة‬

‫يعتقد الكثير أن الصيرفة اإلسالمية وليدة العصر الحاضر‪ ،‬لكن الحقيقة أن النشاط المصرفي اإلسالمي يرجع‬
‫إلى حقبة زمنية تعود إلى بداية الدولة اإلسالمية‪ ،‬ويمكن القول أن الظروف االقتصادية المعاصرة أدى إلى‬
‫إحياء الصيرفة اإلسالمية وسارع في توسعها وانتشارها‪ ،‬حيث استطاعت أن تثبت قدرتها على التصدي لمختلف‬
‫األزمات‪ ،‬أو باألحرى أنها أقل المتأثرين بانعكاسات األزمة المالية األخيرة‪ ،‬وهذا بسب خصوصيتها في إدارة‬
‫األصول المالية والتوجيه المباشر لمواردها نحو االستثمار الحقيقي‪ ،‬فهي تعمد إلى بناء نظام اقتصادي متكامل‬
‫بعيدا كل البعد عن المعامالت المحرمة شرعا (كالربا والغرر‪ )...‬واحاللها بمعامالت تقوم على مبدأ المغنم‬
‫والمغرم‪ ،‬ولقد اعترضت المصارف اإلسالمية عدة عقبات للحد من تطورها واستمرارها‪ ،‬سواء من الناحية‬
‫العقائدية حيث تعرضت للكثير من المعارضات واالنتقادات عند تطبيقها في المجال االقتصادي واالجتماعي‪،‬‬
‫أو من ناحية عدم إحاطتها بالحماية والدعم من طرف الدولة خاصة في ظل تواجدها في بيئة مصرفية تقليدية‬
‫مسيطرة على السوق المصرفي‪.‬‬

‫ولقد حاولنا من خالل دراستنا إلى تسليط الضوء على تحول المصارف التقليدية نحو العمل المصرفي اإلسالمي‬
‫متخذة عدة أشكال ومداخل‪ ،‬منها التحول الكلي من خالل تحويل كامل للنظام المصرفي التقليدي إلى نظام‬
‫إسالمي عن طريق تحويل المصرف لكل موارده واستخداماته المصرفية لما يوافق مبادئ الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫أو بشكل تدريجي تفادياً لنتائج سلبية‪ ،‬واما بشكل جزئي من خالل فتح المصرف التقليدي لنوافذ أو فروع‬
‫للمعامالت اإلسالمية لتقديم منتجات وخدمات متوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية إلى جانب الخدمات التقليدية‬
‫وهو ما يطلق عليه بـالنظام المزدوج‪.‬‬

‫ولضمان خلو المنتجات والخدمات المقدمة من طرف المصارف التقليدية من المحظورات الشرعية تطلب تعيين‬
‫هيئة رقابية شرعية لتحقيق مصداقية وسالمة المعامالت وفق الشريعة اإلسالمية‪ ،‬إلى جانب التأكد من االلتزام‬
‫باإلجراءات القانونية واإلدارية‪ ،‬والحرص على تكوين وتدريب الموظفين في مجال العمل المصرفي اإلسالمي‬
‫لتحقيق األهداف المسطرة من طرف المصرف وضمان السير الحسن لكافة المعامالت اإلسالمية داخل الفروع‬
‫والنوافذ اإلسالمية التابعة للمصارف التقليدية‪.‬‬

‫وتبنت العديد من الدول مثل ماليزيا‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬الكويت‪ ،‬واإلمارات وغيرها من الدول الصيرفة‬
‫اإلسالمي ة‪ ،‬عن طريق توجه المصارف التقليدية في هذه الدول إلى العمل المصرفي اإلسالمي بعد اختيارها‬
‫للمدخل المناسب لكل منها‪ ،‬وتجدر اإلشارة أن تبني هذه الدول للصيرفة اإلسالمية يعتبر بمثابة اعتراف منها‬
‫بأهمية ما تقدمه المصارف اإلسالمية من خدمات مقارنة بالخدمات الربوية األصلية لهذه المصارف التقليدية‪،‬‬

‫‪231‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫والتي استطاعت من خاللها هذه المصارف تحقيق األهداف المسطرة من قبل اإلدارة العليا للمصارف التقليدية‪،‬‬
‫وأنه لوحظ جذب العديد من العمالء الجدد الراغبين في الحصول على الخدمات والمنتجات المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫ولقد عمدت الجزائر في السنوات الماضية القليلة إلى تبني الصيرفة اإلسالمية وهذا بعد التعديالت التي قامت‬
‫بها السلطة النقدية على قانون النقد والقرض‪ ،‬الذي تمخض عنه صدور نظامين (النظام ‪ 02-18‬والنظام ‪-20‬‬
‫‪ )02‬تم اإلعالن من خاللهما بميالد الصيرفة اإلسالمية بشكل رسمي في الجزائر وهذا بالسماح لمختلف‬
‫المصارف بتسويق مختلف المنتجات المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬ببعد تجربة كل من بنك البركة ومصرف‬
‫السالم‪ ،‬تعزز الجهاز المصرفي الجزائري بالعديد من النوافذ اإلسالمية التي تم إنشاؤها على مستوى المصارف‬
‫التقليدية على غرار البنك الوطني الجزائري الذي كان سباقا إلى فتح نوافذ إسالمية على مستوى فروعه في‬
‫العديد من واليات الوطن‪ ،‬وهذا سعيا نحو تلبية رغبات عمالئها التي تطالب بتوفير المنتجات والخدمات المتوافقة‬
‫مع أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اختبار الفرضيات‪.‬‬

‫انطالقا من النتائج المذكورة أعاله‪ ،‬وكذا اإلحاطة بجوانب الموضوع قمنا باختبار الفرضيات كما يلي‪:‬‬

‫الفرضية األولى‪" :‬إن تحول المصارف التقليدية الجزائرية إلى الصيرفة اإلسالمية يمكن أن يكون بدافع االلتزام‬
‫بمبادئ الشريعة اإلسالمية واالبتعاد عن الربا المحرم شرعا"‪ ،‬وهي فرضية لم يثبت صحتها‪ ،‬بمعنى أن الدراسة‬
‫خلصت إلى أن دافع تحول المصارف التقليدية الجزائرية إلى الصيرفة اإلسالمية هو الدافع ربحي وتسويقي‬
‫محض‪ ،‬وجذب السيولة المتداولة في السوق الموازية التي تمتلكها شريحة من المواطنين الذين يرفضون التعامل‬
‫بالربا المحرم شرعا‪ ،‬وليس دافعا عقائديا‪ ،‬وخير دليل على ذلك اكتفاء المصارف المتحولة بالتحول الجزئي من‬
‫خالل فتح نوافذ إسالمية موازاتا مع العمل المصرفي التقليدي الذي ال تزال تمارسه‪.‬‬

‫الفرضية الثانية‪" :‬يعتبر الطلب المتزايد على منتجات وخدمات الصيرفة اإلسالمية محف از ودافعا أساسيا‬
‫للمصارف التقليدية للتحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي"‪ ،‬حيث خلصت الدراسة بصحة هذه الفرضية‪ ،‬إذ‬
‫أن الطلب المتزايد على المنتجات والخدمات المصرفية اإلسالمية محليا ودوليا أدى بالمصارف التقليدية بتبني‬
‫الصيرفة اإلسالمية والمزاوجة بين العمل المصرفي اإلسالمي والتقليدي‪ ،‬لتحقيق أرباح إضافية‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫الفرضية الثالثة‪ " :‬تواجه عملية تحول المصارف نحو الصيرفة اإلسالمية العديد من العقبات القانونية‬
‫والشرعية واإلدارية تحول دون نجاحها مما يؤثر سلبا على وضعية المصرف "‪ ،‬ولقد تأكد صحة الفرضية‪،‬‬
‫حيث تعترض عملية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية عدة عقبات تؤثر سلبا على أدائها وربحيتها‪ ،‬كالعقبات‬
‫القانونية خاصة عند تعاملها مع البنك المركزي الذي يعامل هذه المصارف المتحولة نفس معاملة المصارف‬
‫التقليدية‪ ،‬وكذلك العقبات الشرعية المتمثلة في تضارب الفتاوى وعدم توحدها مما يثير الشبهات حول منتجاتها‬
‫وخدماتها المصرفية اإلسالمية‪ ،‬إلى جانب عقبات محاسبية وادارية كضعف مستوى الكوادر البشرية حول العمل‬
‫المصرفي اإلسالمي‪ ،‬وكذا صعوبة استحداث نظام محاسبي مستقل عن المصرف الرئيسي‪.‬‬

‫الفرضية الرابعة‪" :‬يقتضي تحول المصارف التقليدية في الجزائر إلى الصيرفة اإلسالمية توفر متطلبات‬
‫قانونية‪ ،‬شرعية‪ ،‬ومحاسبية" حيث خلصت الدراسة إلى صحة هذه الفرضية‪ ،‬أي أنه حتى يتسنى للمصارف‬
‫التقليدية الجزائرية التحول للعمل المصرفي اإلسالمي البد من توفر البيئة القانونية وهو ما تم تجسيده خالل‬
‫السنوات القليلة الماضية بصدور نظامين يقننان العمل المصرفي اإلسالمي في الجزائر‪ ،‬لكن ال تزال عالقة‬
‫المصارف اإلسالمية مع البنك المركزي مثلها مثل المصارف التقليدية دون تمييز أو استثناء في التعامل معها‬
‫حسب خصوصيتها‪ ،‬كذلك يجب توفر القاعدة الشرعية التي ترافق المصرف التقليدي المتحول‪ ،‬قبل وأثناء وبعد‬
‫التحول‪ ،‬لضمان سالمة المعامالت والمنتجات المصرفية المطروحة من أي محظور شرعي‪ ،‬مع استحداث نظام‬
‫محاسبي مستقل تماما عن المصرف األم‪ ،‬لتجنب اختالط أموال الفرع أو النافذة اإلسالمية مع المصرف األم‪.‬‬

‫الفرضية الخامسة‪" :‬تعتبر تجارب تحول المصارف التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية باختالف مداخلها والنتائج‬
‫المرضية التي تحققها محف از قويا للمصارف التقليدية لخوض تجربة التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي"‪،‬‬
‫أثبتت الدراسة صحة هذه الفرضية‪ ،‬أي أن استمرار نجاح تجربة المصارف التقليدية المتحولة سيؤثر إيجابا‬
‫على باقي المصارف التقليدية المترددة في التحول‪ ،‬بمعنى أن تحقيق المصارف التقليدية المتحولة للعوائد خير‬
‫دليل على جدوى العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬وأنه مناسب ليكون بديال عن العمل المصرفي التقليدي‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى زيادة اإلقبال لتبني الصيرفة اإلسالمية بمختلف أشكالها ومداخلها‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫ثانيا‪ :‬نتـائج الدراسـة‪.‬‬

‫خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬عدم التحول الكامل إلى الصيرفة اإلسالمية من طرف المصارف التقليدية واكتفاءها بفتح فروع ونوافذ‬
‫إسالمية دليل على عدم نية أصحابها على التوبة وتطهير األموال من الربا‪ ،‬وهي ال تعتبر مصارف إسالمية‬
‫إال بعد إتمامه للتحول الكلي‪ ،‬وهذا ما جاء في البند الثاني للمعيار رقم (‪ )06‬الصادر عن هيئة المحاسبة‬
‫والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية (‪.)AAOIFI‬‬

‫‪ .2‬يساهم التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في تحسين األداء المالي للمصرف مما يؤدي إلى تشجيع المصارف‬
‫التقليدية األخرى للتحول إلى الصيرفة اإلسالمية سوآءا على الصعيد الدولي أو المحلي‪.‬‬

‫‪ .3‬أن تـوفـر العنصر البشري المؤهل مـن أهـم متطلبات التحـول للمصرفية اإلسالمية‪ ،‬وعلى المصرف المتحول‬
‫القيام بالعديد من اإلجراءات التنظيمية داخل المصرف كالق اررات اإلدارية المتعلقة بهيكل عمله‪.‬‬

‫‪ .4‬من آثار التحول إلى الصيرفة االسالمية إيجاد البدائل في كل ما يتعلق بنشاط وعمل المصرف المتحول‪.‬‬

‫‪ .5‬أن مدخل التحول الكلي إلى العمل المصرفي اإلسالمي من أفضل التحول‪ ،‬خاصة إذا تم االعتماد على‬
‫أسلوب التدرج في التحول‪ ،‬فهو يسمح للمصرف التقليدي بتسوية ارتباطاته والتزاماته التي هي على عاتقه‪.‬‬

‫‪ .6‬أن نجاح التحول إلى الصرفة اإلسالمية يستند لمدى توفر المتطلبات القانونية‪ ،‬اإلدارية‪ ،‬المحاسبية والشرعية‬
‫من جهة‪ ،‬ورغبة إدارة المصرف‪ ،‬السلطة النقدية والمجتمع في التخلي على الربا من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ .7‬تساهم النوافذ االسالمية في التحول التدريجي نحو الصيرفة اإلسالمية في الجزائر بتبني المصارف التقليدية‬
‫تقديم خدمات مصرفية إسالمية موا ازتا مع خدماتها الربوية‪ ،‬وبالتالي تعبئة المزيد من المدخرات‪.‬‬

‫‪ .8‬إن نجاح تحول البنك الوطني الجزائري واستم ارره في تقديم خدمات إسالمية في الجزائر‪ ،‬سيشجع المصارف‬
‫التقليدية األخرى بفتح نوافذ إسالمية إلى جانب خدماتها المصرفية التقليدية‪.‬‬

‫‪ .9‬تواجه عملية تحول المصارف التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر عدة تحديات منها المنافسة من‬
‫طرف المصارف اإلسالمية القائمة (بنك البركة الجزائري‪ ،‬ومصرف السالم)‪ ،‬ومنها تحدي نقص الوعي الخبرة‬
‫والتأهيل بالنسبة للموظفين في مختلف النوافذ والفروع اإلسالمية التابعة للمصرف التقليدي‪ ،‬مما يؤثر سلبا على‬
‫آداءها وربحيتها‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫‪ .10‬قد تحتاج المصارف التقليدية في الجزائر إلى االستعانة بخبراء من دول أخرى في مجال الصيرفة اإلسالمية‬
‫وهذا لتسريع عملية التحول كما أقدم على ذلك البنك الوطني الجزائري‪.‬‬

‫‪ .11‬ملكية الدولة للمصارف العمومية التي تستحوذ على ‪ %85‬من السوق المصرفية يعتبر عائقا أمام مجلس‬
‫اإلدارة فاتخاذ قرار التحول ونوع التحول‪.‬‬

‫‪ .12‬يجب توفر هيئة شرعية متخصصة تقوم بالرقابة واالشراف على شرعية المنتجات والخدمات التي تقدمها‬
‫المصارف التقليدية بعد تحولها للعمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .13‬يمكن تفسير الدوافع التي أدت بالحكومة الجزائرية إلى فتح المجال أمام المصارف التقليدية (خاصة‬
‫العمومية منها) للتحول إلى الصيرفة اإلسالمية إلى دوافع مباشرة وهي منح المواطن الجزائري خيار التعامل‬

‫بمنتجات الصيرفة اإلسالمية الخالية من الربا‪ ،‬ودوافع غير مباشرة والمتمثلة في محاولة استقطاب السيولة‬
‫المتداولة خارج السوق الرسمية والتي يرفض أصحابها إدخالها الى السوق النقدية‪.‬‬

‫‪ .14‬يعتبر عامل توقع أرباح إضافية من الحوافز التي تشجع المصارف التقليدية في التحول‪.‬‬

‫‪ .15‬يعتبر التحول الجزئي للمصارف التقليدية نحو الصيرفة اإلسالمية في الجزائر عرضة للشكوك عن مصدر‬
‫األموال‪ ،‬فالكثير منهم يعتقد أن الفروع والنوافذ اإلسالمية غير مستقلة عن المصرف األم من الناحية المالية‬
‫والمحاسبية‪ ،‬وأن مواردها تتحصل عليها من طرف المصرف األم التي ال شك أنها أموال مختلطة بالحرام‪.‬‬

‫‪ .16‬أن سن القوانين المصرفية التي تسهل وتنظم وتوضح عملية التحول ومتطلباتها‪ ،‬تؤثر عن عملية التحول‪.‬‬

‫‪ .17‬تعتمد أغلب المصارف اإلسالمية في الجزائر على المعامالت اإلسالمية القائمة على المداينة‪ ،‬بينما‬
‫نالحظ نقص أو انعدام الصيغ القائمة على المشاركات خصوصا صيغة المضاربة‪.‬‬

‫‪ .18‬يجب على المصارف التقليدية التي ترغب في التحول إلى العمل المصرفي في الجزائر تقديم طلب‬
‫الحصول على االعتماد من طرف بنك الجزائر‪ ،‬والذي يكون مرفقا بشهادة المطابقة الشرعية للمنتوجات التي‬
‫يريد المصرف تسويقها‪ ،‬هذه الشهادة تمنح من طرف الهيئة الوطنية لإلفتاء في الصناعة المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫ثالثا‪ :‬التوصيات‪.‬‬

‫بناءا على النتائج التي تم التوصل إليها في هذه الدراسة‪ ،‬يمكن المساهمة بتقديم التوصيات اآلتية‪:‬‬

‫‪.1‬يجب على علماء الشريعة اإلسالمية والمختصين في االقتصاد اإلسالمي القيام بتوعية المجتمع عامة ومالكي‬
‫المصارف التقليدية خاصة بحرمة المعامالت المصرفية التقليدية‪ ،‬الستقطاب أكبر عدد ممكن من العمالء‬
‫واقناعهم بفاعلية وضرورة التوجه نحو العمل المصرفي واالقتصادي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ .2‬حث المصارف التقليدية على انتهاج مدخل التحول الكامل إلى الصيرفة اإلسالمية مع التدرج في التطبيق‪،‬‬
‫وعدم المماطلة في عملية التحول والتخلي عن النظام المزدوج في معامالتها المصرفية‪.‬‬

‫‪ .3‬يجب على المسؤولين والموظفين في المصارف اإلسالمية وكذا المصارف التقليدية التي تبنت العمل‬
‫المصرفي اإلسالمي في الجزائر‪ ،‬الحرص على االلتزام بأحكام الشريعة وتفعيل الرقابة الشرعية واالهتمام بخدمة‬
‫المجتمع وأال يكون هدفهم الوحيد هو تحقيق الربح‪ ،‬والتأكد من صحة العقود من الناحية الشرعية والقانونية‪.‬‬

‫‪ .4‬ضرورة االهتمام برأس المال البشري المتخصص في الصيرفة اإلسالمية والقيام بإنشاء مراكز لتدريب‬
‫اإلطارات والعاملين في المصارف اإلسالمية حول الجانب الشرعي‪ ،‬التشريعي‪ ،‬والمالي للمعامالت المالية‪.‬‬

‫‪ .5‬االستفادة من مختلف التجارب الدولية في مجال التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي بمختلف أشكاله‬
‫ومداخله‪ ،‬واختيار األنسب واألكثر مالئمة للمجتمع الجزائري عامة وللمصارف خاصة‪.‬‬

‫‪ .6‬ضرورة االستعانة بمكاتب الدراسات واالستشارات الرائدة في مجال التحول إلى الصيرفة اإلسالمية وهذا‬
‫لضمان عملية تحول دقيقة خالية من النقص والعيوب‪ ،‬وكذا ربحا للوقت‪.‬‬

‫‪ .7‬وضع قانون خاص بالمصارف اإلسالمية بدل األنظمة والتعليمات‪ ،‬وكذا وضع قانون ضرائب بالمصارف‬
‫والمعامالت اإلسالمية‪ ،‬باعتبار أن عمليات الصيرفة اإلسالمية مختلفة تماما على عمليات الصيرفة التقليدية‪.‬‬

‫‪ .8‬ضرورة تفعيل كل من السوق المالية (البورصة) في الجزائر وطرح منتجات الصيرفة اإلسالمية للتداول‬
‫كالصكوك اإلسالمية وغيرها‪ ،‬وكذا تفعيل شركات التأمين اإلسالمية (التأمين التكافلي) لدعم الصيرفة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .9‬استخدام وسائل اإلعالم المختلفة وتكنولوجيات المعلومات واالتصال الحديثة‪ ،‬وعقد المزيد من الملتقيات‬
‫والمؤتمرات حول المالية اإلسالمية عامة والصيرفة اإلسالمية خاصة لنشر الوعي في مجال‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫‪ .10‬ضرورة التعريف بمختلف الصيغ والعقود اإلسالمية التي تحقق أرباحا أكثر مما تقدمه المصارف التقليدية‪،‬‬
‫وتطويرها حسب متطلبات السوق المصرفي باالستعانة بالهندسة المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ .11‬ضرورة استحداث تخصص االقتصاد والمالية اإلسالمية على مستوى مختلف الجامعات والمعاهد الجزائرية‬
‫لتزويد السوق المصرفية بكفاءات بشرية أكاديمية مؤهلة ومتخصصة لتنفيذ متطلبات العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ .12‬يجب على الحكومة الجزائرية والبنك المركزي إعطاء بعض االستثناءات والمزايا للمصارف اإلسالمية التي‬
‫تقتضيها طبيعة نشاط المصرف اإلسالمي خاصة في ظل النظام المصرفي المزدوج‪.‬‬

‫‪ .13‬معالجة قضية التحول إلى الصيرفة االسالمية من وجه النظر اإلسالمية‪ ،‬بإعطـاء النصح اإلسالمي‬
‫المدعم بآيـات مـن الـقـرآن الكـريم واألحاديث النبوية الشريفة‪ ،‬إلقناع المواطن الجزائري بحرمة التعامل بالربا‪.‬‬

‫‪ .14‬ال بد من التأكيد من االستقالل التام للفروع والنوافذ عن المصرف الرئيسي‪ ،‬وهذا من الناحية اإلدارية‪،‬‬
‫المحاسبية‪ ،‬والمالية السيما في مصادر األموال واستخداماتها‪ ،‬والحرص على وجود هيئة رقابة شرعية دائمة‪.‬‬

‫‪ .15‬ضرورة القيام بخرجات علمية وعملية لدراسة تجربة المصارف التي قطعت شوطا في مجال التحول‪.‬‬

‫‪ .16‬ضرورة اعتماد المصارف التقليدية الراغبة في التحول‪ ،‬على محتوى المعيار رقم (‪ )06‬الصادر عن هيئة‬
‫المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية (‪ ،)AAOIFI‬والذي يهدف إلى بيان اإلج ـراءات واآلليــات‬
‫الواجب مراعاتها ليتحول البنك التقليدي إلى مصرف إســالمي يلتزم بأحكام ومبادئ الش ـريعة اإلســالمية‪.‬‬

‫‪ .17‬نجاح الصيرفة اإلسالمية في الجزائر مرهون باإلرادة السياسية‪ ،‬وعليه يجب على الحكومة أن تضاعف‬
‫اهتمامها بالصيرفة اإلسالمية حتى تستطيع التعايش والصمود أمام المنافسة القوية من طرف المصارف التقليدية‪.‬‬

‫‪ .18‬على البنك المركزي تطبيق السياسة النقدية اإلسالمية في معامالتها مع المصارف اإلسالمية بدل السياسة‬
‫النقدية التقليدية القائمة على أساس الربا‪.‬‬

‫‪ .19‬ضرورة تنسيق الجامعات الجزائرية مع المصارف التقليدية‪ ،‬وهذا لتسهيل عملية الحصول على المعلومات‬
‫والبيانات التي تساعد الباحث في عملية الدراسة والتحليل وهذا للوصول إلى نتائج دقيقة وصحيحة حول بحثه‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫رابعا‪ :‬آفاق الدراسة‪.‬‬

‫يعد موضوع التحول إلى الصيرفة اإلسالمية من المواضيع الحديثة والواسعة‪ ،‬كما أن له دور فعال في نجاح‬
‫واستمرار العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬كما تعتبر عملية التحول خطوة هامة ألسلمة النظام المالي وتحويل كل‬
‫المصارف للعمل وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وبالرغم من دراسة واقع وآفاق التحول إلى الصيرفة اإلسالمية‬
‫في الجزائر‪ ،‬إال أنه ال يزاد هناك العديد من الجوانب التي يمكن للباحثين دراستها من عدة زوايا حسب رؤية‬
‫كل باحث‪ ،‬ومن المواضيع التي يمكن اقتراحها لتكون محل دراسة في المستقبل ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬دور البنوك المركزية في دعم عملية تحول المصارف التقليدية إلى العمل المصرفي اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ .2‬تقييم عملية تحول المصارف التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية – دراسة قياسية –‬

‫‪ .3‬نحو أسلمة النظام المصرفي في الجزائر‪ :‬الواقع واآلفاق‪.‬‬

‫‪ .4‬أثر تفعيل السوق المالية اإلسالمية على النمو االقتصادي في الجزائر‪.‬‬

‫‪ .5‬لفروع اإلسالمية للمصارف التقليدية كآلية للتحول نحو الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪.‬‬

‫‪ .6‬دور هيئة الرقابة الشرعية في دعم تحول المصارف التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫قائمـة المراجـع باللغـة العربيــة‬


‫أوال‪ .‬الكتـــب‪.‬‬

‫‪ .1‬إبراهيم بن محمد إبراهيم الحلبي‪ ،‬مجمع األنهر في شرح ملتقى األبحر‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬الجزء ‪ ،3‬دار‬

‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1998 ،‬‬


‫‪ .2‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬مؤسسة التاريخ العربي‪ ،‬الجزء السابع‪ ،‬الطبعة‬

‫الثالثة‪ ،‬بيروت‪.1999 ،‬‬

‫‪ .3‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ط‪ ،3‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1968 ،‬‬
‫‪ .4‬أبو الوليد محمد بن رشيد القرطبي‪ ،‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد‪ ،‬الجزء ‪ ،3‬دار الحديث‪،‬‬

‫مصر‪.2004،‬‬
‫‪ .5‬أبو بكر هاشم أبو بكر‪ ،‬التمويل بالمشاركة في المصارف اإلسالمية‪ :‬الواقع والتحديات وآليات التطوير‪،‬‬

‫الطبعة األولى‪ ،‬مركز الكتاب للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2012 ،‬‬


‫‪ .6‬أبو داوود‪ ،‬سليمان بن األشعث في كتاب البيوع‪ ،‬باب الشركة‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،3383‬ج‪ ،3‬دار الكتب‬

‫العلمية‪ ،‬بيروت‪.1990 ،‬‬


‫‪ .7‬أحمد بن الحسين البيهقي‪ ،‬سنن البيهقي الكبرى‪ ،‬باب ال تجوز اإلجارة حتى تكون معلومة وتكون‬

‫األجرة معلومة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة ‪ ،3‬الجزء ‪ ،6‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2003 ،‬‬

‫‪ .8‬أحمد عبد العزيز النجار‪ ،‬حركة البنوك اإلسالمية‪ :‬حقائق األصل وأوهام الصورة‪ ،‬شركة سبرينت‪،‬‬

‫الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1993 ،‬‬

‫‪ .9‬أنور العمروسي‪ ،‬التضامن‪ ،‬والتضامم‪ ،‬والكفالة في القانون المدني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار العدالة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.2007 ،‬‬
‫‪ .10‬بلعزوز بن علي‪ ،‬محاضرات في النظريات والسياسات النقدية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات‬

‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪240‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫‪ .11‬حربي محمد عريقات‪ ،‬سعيد جمعة عقل‪ ،‬إدارة المصارف اإلسالمية مدخل حديث‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬

‫وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬

‫‪ .12‬حسن يوسف داود‪ ،‬الرقابة الشرعية في المصارف اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المعهد العالمي للفكر‬

‫اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪.1996 ،‬‬

‫‪ .13‬حمدي عبد العظيم‪ ،‬خطاب الضمان في البنوك اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المعهد العالي للفكر‬
‫اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1996 ،‬‬
‫‪ .14‬خليل الشماع‪ ،‬إدارة المصارف‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة الزهراء‪ ،‬بغداد‪.1975 ،‬‬
‫‪ .15‬دنيا شوقي‪ ،‬الجعالة واالستصناع تحليل فقهي واقتصادي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬المعهد اإلسالمي للبحوث‬

‫والتدريب للبنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬جدة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.2003 ،‬‬


‫‪ .16‬رايس حدة‪ ،‬دور البنك المركزي في إعادة تجديد السيولة في البنوك اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ايتراك‬

‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2009 ،‬‬


‫‪ .17‬رفيق يونس المصري‪ ،‬المصارف اإلسالمية‪ ،‬دار المكتبي‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪.2001، ،‬‬
‫‪ .18‬البخاري‪ ،‬كتاب اللباس‪ :‬باب من جعل فص الخاتم في بطن كفه‪ ،‬الجزء‪ ،4‬الحديث رقم ‪،5876‬‬

‫الجامع الصحيح‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المكتبة السلفية‪ ،‬القاهرة‪.1980 ،‬‬


‫‪ .19‬ريمون يوسف فرحات‪ ،‬المصارف اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.2004،‬‬
‫‪ .20‬سالم علي سالم صبران البريكي‪ ،‬أثر صيغ التمويل اإلسالمي على األداء المالي للمصارف التقليدية‪،‬‬

‫دار النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2018 ،‬‬


‫‪ .21‬شاكر القز ويني‪ ،‬محاضرات في اقتصاد البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1992 ،‬‬

‫‪ .22‬شوقي بورقبة‪ ،‬هاجر ز اررقي‪ ،‬إدارة المخاطر اإلئتمانية في المصارف اإلسالمية دراسة تحليلية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن ‪.2015،‬‬
‫‪ .23‬صالح حميد العلي‪ ،‬المصارف اإلسالمية والمعامالت المصرفية‪ ،‬اليمامة للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪.2005 ،‬‬

‫‪241‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫‪ .24‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الوصايا‪ ،‬حديث رقم ‪ ،2766‬ط‪ ،1‬دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪.2002 ،‬‬
‫‪ .25‬الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ .26‬عائشة الشرقاوي المالقي‪ ،‬البنوك اإلسالمية التجربة بين الفقه والقانون والتطبيق‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬

‫المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪.2000،‬‬


‫‪ .27‬عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬مصادر واستخدامات األموال في البنوك اإلسالمية‪ ،‬دار أبي الفداء للنشر‬

‫والتوزيع الترجمة‪ ،‬سوريا‪.2013،‬‬

‫‪ .28‬عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ ،‬اإلدارة اإلستراتيجية في البنوك اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬البنك‬

‫اإلسالمي للتنمية والمعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب‪ ،‬جدة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.2004 ،‬‬
‫‪ .29‬عبد الرحمان السيد قرمان‪ ،‬العقود التجارية وعمليات البنوك‪ ،‬مكتبة الشقري‪ ،‬جدة‪ ،‬الملكة العربية‬

‫السعودية‪.2010 ،‬‬

‫‪ .30‬عبد الزاق رحيم جدي الهيتي‪ ،‬المصارف اإلسالمية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار أسامة‪،‬‬
‫األردن‪.1998 ،‬‬

‫‪ .31‬عبد الستار أبو غادة‪ ،‬بحوث في المعامالت واألساليب المصرفية اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الجزء‬

‫الثالث‪ ،‬مجموعة دلة البركة‪ ،‬جدة ‪.2002،‬‬

‫‪ .32‬عبد هللا حسين الموجان‪ ،‬عقد الكفالة في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬شركة كنوز المعرفة‪،‬‬
‫جدة‪ ،‬السعودية‪.2001 ،‬‬
‫‪ .33‬عبد المنعم خفاجي‪ ،‬اإلقتصاد اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪.1990 ،‬‬
‫‪ .34‬عبدالقادر بلطاس‪ ،‬االقتصاد المالي والمصرفي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2001 ،‬‬
‫‪ .35‬علي محمد شلهوب ‪ ،‬شؤون النقود وأعمال البنوك‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬شعاع للنشر والعلوم‪ ،‬حلب‪،‬‬

‫سوريا‪.2007 ،‬‬

‫‪242‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫‪ .36‬عمار أحمد عبد هللا‪ ،‬أثر التحول المصرفي في العقود الربوية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار كنوز اشبيليا للنشر‬

‫والتوزيع‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.2009 ،‬‬

‫‪ .37‬عوف محمود الكفراوي‪ ،‬المصارف اإلسالمية‪ :‬النقود والبنوك في النظام اإلسالمي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬مصر‪.1998 ،‬‬
‫‪ .38‬الغريب ناصر‪ ،‬أصول المصرفية اإلسالمية وقضايا التشغيل‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار أبوللو للطباعة‬

‫والنشر‪ ،‬القاهرة‪.1996 ،‬‬


‫‪ .39‬فليح حسن خلف‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬األردن‪.2006 ،‬‬
‫‪ .40‬فؤاد السرطاوي‪ ،‬التمويل اإلسالمي ودور القطاع الخاص‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪،‬‬

‫األردن‪.1999،‬‬

‫‪ .41‬الفيومي أحمد بن محمد‪ ،‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‪ ،‬المكتبة العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون‬

‫تاريخ النشر‪.‬‬
‫‪ .42‬الفيومي أحمد بن محمد‪ ،‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار المعارف‬

‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬

‫‪ .43‬كتاب المعايير الشرعية لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬الموقع الرسمي‬

‫لهيئة ‪ ،AAOIFI‬المنامة‪ ،‬البحرين‪.2017 ،‬‬

‫‪ .44‬كثير عيسى‪ ،‬تقييم أداء البنوك اإلسالمية في الجزائر وفق ‪ ،camels‬ماجيستير قسم تمويل‬

‫ومصارف‪ ،‬كلية إدارة المال واألعمال‪ ،‬جامعة آل البيت‪ ،‬األردن‪.2018 ،‬‬


‫‪ .45‬لطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪ .46‬محسن أحمد الخضيري‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪ ،‬إيتراك للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون سنة نشر‪.‬‬

‫‪ .47‬محفوظ لعشب‪ ،‬القانون المصرفي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2001 ،‬‬


‫‪ .48‬محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬دائرة المعاجم في مكتبة لبنان‪.1986 ،‬‬

‫‪243‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫‪ .49‬محمد بن ادريس الشافعي‪ ،‬كتاب األم‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزء ‪ ،4‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬

‫بيروت‪.1983 ،‬‬
‫‪ .50‬محمد حسين الوادي‪ ،‬وحسين محمد سمحان‪ ،‬المصارف االسالمية األسس النظرية والتطبيقات العملية‪،‬‬

‫دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ .‬األردن‪ ،‬عمان‪.2006 ،‬‬

‫‪ .51‬محمد رواس قلعجي‪ ،‬حامد صادق قنيبي‪ ،‬معجم لغة الفقهاء‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار النفائس للطباعة‬

‫والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1988 ،‬‬

‫‪ .52‬محمد سليمان األشقر‪ ،‬عقد االستصناع‪ :‬بحوث فقهية في قضايا اقتصادية معاصرة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬

‫دار النفائس‪ ،‬عمان‪.1998 ،‬‬


‫‪ .53‬محمد سويلم‪ ،‬إدارة المصارف التقليدية والمصارف اإلسالمية مدخل مقارن‪ ،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع‬
‫الفنية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1998،‬‬
‫‪ .54‬محمد عثمان شبير‪ ،‬المعامالت المالية المعاصرة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪،‬‬

‫عمان‪ ،‬األردن‪.2007 ،‬‬


‫‪ .55‬محمد علي الشوكاني‪ ،‬الدراري المضية شرح الدرر البهية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الجزء‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪،‬‬

‫بيروت‪ ،‬لبنان‪.1987 ،‬‬

‫‪ .56‬محمد محمود العلجوني‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪ ،‬أحكامها ومبادئها وتطبيقاتها المصرفية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬

‫دار المسيرة‪ ،‬عمان‪.2008 ،‬‬


‫‪ .57‬محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬المصارف اإلسالمية األسس النظرية والتطبيقات العملية‪،‬‬

‫الطبعة الرابعة‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2012 ،‬‬


‫‪ .58‬محمود حميدات‪ ،‬مدخل للتحليل النقدي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،2000 ،‬‬
‫‪ .59‬محمود صالح الحناوي‪ ،‬عبد الفتاح عبد السالم‪ ،‬المؤسسات المالية البورصة والبنوك التجارية‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬

‫‪244‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫‪ .60‬محمود عبد الكريم أحمد أرشيد‪ ،‬الشامل في معامالت وعمليات المصارف اإلسالمية‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬

‫دار النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2007 ،‬‬

‫‪ .61‬محي الدين إسماعيل علم الدين‪ ،‬االعتمادات المستندية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المعهد العالمي للفكر‬

‫اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1996 ،‬‬

‫‪ .62‬مدني بن شهرة‪ ،‬اإلصالح االقتصادي وسياسة التشغيل (التجربة الجزائرية )‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬

‫الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2009،‬‬


‫‪ .63‬مسدور فارس‪ ،‬التمويل اإلسالمي من الفقه إلى التطبيق المعاصر لدى البنوك اإلسالمية‪ ،‬دار هومة‬

‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬


‫‪ .64‬مصطفى كمال إبراهيم‪ ،‬األوراق التجارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة مصر‪ ،‬بدون سنة النشر‪.‬‬
‫‪ .65‬ناريمان بن عياد‪ ،‬دور البنوك اإلسالمية في تمويل المؤسسات المتوسطة والصغيرة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬

‫مطبعة رويغي‪ ،‬األغواط الجزائر‪.2010 ،‬‬


‫‪ .66‬يوسف حسين عاشور‪ ،‬آفاق النظام المصرفي الفلسطيني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة الرنتيسي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪.2003‬‬

‫ثانيا‪ .‬األطروحات والرسائل الجامعية‪.‬‬

‫‪ .1‬ابتسام ساعد‪ ،‬دور آليات التمويل اإلسالمي في رفع الكفاءة التمويلية للنظام المصرفي‪ :‬التجربة‬

‫الماليزية نموذجا‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬

‫‪ .2‬أبو بكر علي محمد نريمي‪ ،‬العمل المصرفي اإلسالمي في نيجيريا اإلمكانيات والتحديات‪ ،‬رسالة‬

‫ماجستير‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬األردن‪.2008 ،‬‬

‫‪ .3‬أحمد بلخير‪ ،‬عقد اإلستصناع وتطبيقاته المعاصرة‪ ،‬رسالة ماجيستير في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬كلية‬

‫العلوم االجتماعية وعلوم الشريعة‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪245‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫‪ .4‬إلياس عبد هللا أبو الهيجاء‪ ،‬تطورات أليات التمويل بالمشاركات في المصارف اإلسالمية دراسة حالة‬

‫األردن‪ ،‬دكتوراه في االقتصاد والمصارف اإلسالمية‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬أربد‪ ،‬األردن‪.2007 ،‬‬

‫‪ .5‬أمال لعمش‪ ،‬دور الهندسة المالية في تطوير الصناعة المصرفية اإلسالمية‪ ،‬رسالة ماجيستير في‬

‫العلوم التجارية‪ ،‬جامعة فرحات عباس بسطيف‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫‪ .6‬بوحجلة محمد‪ ،‬اإلدارة اإلستراتيجية والسياسات اإلدارية في البنوك اإلسالمية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬علوم‬

‫التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2014 ،3‬‬

‫‪ .7‬بورمة هشام‪ ،‬النظام المصرفي الجزائري وامكانية االندماج في العولمة المالية‪ ،‬رسالة ماجيستير في‬

‫اإلدارة المالية‪ ،‬جامعة سكيكدة‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪ .8‬بوشرمة عبد الحميد‪ ،‬الجهاز المصرفي الجزائري ومتطلبات العولمة المالية‪ ،‬رسالة ماجيستير في العلوم‬

‫االقتصادية‪ ،‬جامعة أم البواقي‪ ،‬الجزائر‪.2010،‬‬

‫‪ .9‬بوطبة صبرينة‪ ،‬مساهمة الهندسة المالية اإلسالمية في تحول البنوك الربوية إلى بنوك إسالمية ‪:‬‬

‫دراسة تجارب بعض الدول‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬

‫‪ .10‬جيداني ميمي‪ ،‬انعكاس استقاللية البنك المركزي على أداء السياسة النقدية‪ ،‬رسالة ماجيستير في‬

‫العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬

‫‪ .11‬حمديش مجيد‪ ،‬النظام المصرفي الجزائري في ظل اإلصالحات االقتصادية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم‬

‫االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2012 ،3‬‬

‫‪ .12‬حنان عبدلي‪ ،‬دور الهندسة المالية في تحقيق كفاءة األسواق المالية في ظل التوجه العالمي نحو‬

‫الصناعة المالية اإلسالمية_دراسة عينة من األسواق المالية الناشئة‪ ،‬أطروحة دكتوراه في التحليل‬
‫اإلقتصادي‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2018 ،3‬‬

‫‪ .13‬رشيد درغال‪ ،‬دور المصارف في تعبئة الموارد المالية للتنمية‪ :‬د ارسة مقارنة بين المصارف التقليدية‬

‫والمصارف االسالمية‪ ،‬رسالة ماجيستير في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫‪246‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫‪ .14‬رشيد دريس‪ ،‬إستراتيجية تكييف المنظومة المصرفية الجزائرية في ظل اقتصاد السوق‪ ،‬رسالة دكتوراه‬

‫في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2007،‬‬

‫‪ .15‬زرياحن محمد‪ ،‬النظام المصرفي الجزائري ودوره في التنمية االقتصادية‪ ،‬رسالة ماجيستير في العلوم‬

‫االقتصادية‪ ،‬جامعة وهران‪.2012 ،‬‬

‫‪ .16‬زكية محلوس‪ ،‬أثر تحديد الخدمات المصرفية على البنوك الجزائرية‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم التسيير‪،‬‬

‫جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.2009،‬‬

‫‪ .17‬سالم المعطيات يزن خلف‪ ،‬تحول المصارف التقليدية للعمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬أطروحة‬

‫دكتوراه تخصص مصارف إسالمية‪ ،‬األكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية‪ ،‬األردن‪.2007 ،‬‬

‫‪ .18‬سعيدة حرفوش‪ ،‬دور األدوات المالية اإلسالمية في تحقيق التنمية اإلقتصادية_دراسة حالة ماليزيا‪،‬‬

‫السودان‪ ،‬والجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم التجارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2017 ،3‬‬

‫‪ .19‬سليم موساوي‪ ،‬مدى مساهمة صيغ التمويل المصرفي اإلسالمي في تحقيق اإلستقرار النقدي‪ ،‬أطروحة‬

‫دكتوراه تخصص نقود و مالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2016 ،3‬‬

‫‪ .20‬سليمان ناصر‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في علوم التسيير‪ ،‬جامعة‬

‫الجزائر‪.2005 ،‬‬

‫‪ .21‬صليحة بن طلحة‪ ،‬الجهاز المصرفي الجزائري وتمويل المؤسسات العمومية‪ ،‬رسالة ماجستير في‬

‫العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.1997 ،‬‬

‫‪ .22‬صوفان العيد‪ ،‬دور الجهاز المصرفي في تدعيم وتنشيط برنامج الخصخصة‪ :‬دراسة التجربة الجزائرية‪،‬‬

‫رسالة ماجيستير في علوم التسيير‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪ .23‬طبيبل عبد السالم‪ ،‬البنوك اإلسالمية في خضم األزمة المالية العالمية الراهنة‪ ،‬واقع وآفاق‪:‬دراسة‬

‫حالة بنك البركة الجزائري‪ ،‬رسالة ماجيستير في العلوم التجارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2010 ،‬‬

‫‪247‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫‪ .24‬عادل زقير‪ ،‬أثر تطور الجهاز المصرفي على النمو االقتصادي‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم‬

‫االقتصادية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬

‫‪ .25‬عبد العزيز أبو راس الغامدي‪ ،‬التكييف الشرعي للخدمات المصرفية في المصارف اإلسالمية‪ ،‬رسالة‬

‫ماجيستير في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة الخرطوم‪ ،‬السودان‪.2005 ،‬‬

‫‪ .26‬عبد القادر بريش‪ ،‬التحرير المصرفي ومتطلبات تطوير الخدمات المصرفية وزيادة القدرة التنافسية‬

‫للبنوك الجزائرية‪ ،‬رسالة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2006 ،‬‬

‫‪ .27‬عبد القادر خليل‪ ،‬محاولة تقييم فعالية اإلصالحات االقتصادية في الجزائر للفترة (‪،)2006­1990‬‬

‫أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪ .28‬عبد اللطيف بلغرسة‪ ،‬تكييف البنوك التجارية الجزائرية مع اقتصاد السوق استراتيجية التسويق‬

‫البنكي‪ ،‬رسالة ماجيستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة عنابة‪ ،‬الجزائر‪1998 ،‬‬

‫‪ .29‬علي بطاهر‪ ،‬إصالحات النظام المصرفي الجزائري وآثارها على تعبئة المدخرات وتمويل التنمية‪،‬‬

‫أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2006 ،‬‬

‫‪ .30‬فاطمة الزهراء لسبع‪ ،‬دور التمويل اإلسالمي في تحقيق مقاصد الشريعة من المال‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬

‫مالية نقود وبنوك‪ ،‬جامعة األغواط‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬

‫‪ .31‬قومية سفيان‪ ،‬النوافذ اإلسالمية بالبنوك التقليدية كمدخل للتحول للمصرفية اإلسالمية‪ ،‬أطروحة‬

‫دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2019 ،3‬‬

‫‪ .32‬محمد زميت‪ ،‬النظام المصرفي الجزائري في مواجهة تحديات العولمة المالية‪ ،‬رسالة ماجيستير في‬

‫العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2006 ،‬‬

‫‪ .33‬محمد صبري بن زكريا‪ ،‬نافدة المعامالت اإلسالمية في البنوك التجارية‪ ،‬دراسة حالة بنك بوميبت ار‬

‫الماليزي‪ ،‬رسالة ماجستير في االقتصاد اإلسالمي جامعة اليرموك‪ ،‬األردن‪.1999 ،‬‬

‫‪248‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫‪ .34‬مراد رابحي‪ ،‬الجهاز المصرفي الجزائري‪ ،‬رسالة ماجيستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬

‫‪.2001‬‬

‫‪ .35‬مريم سعد رستم‪ ،‬تقييم مداخل تحول المصارف التقليدية إلى مصارف إسالمية‪:‬نموذج مقترح للتطبيق‬

‫على المصارف السورية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم المالية والمصرفية‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة حلب‪،‬‬
‫سوريا‪.2014 ،‬‬

‫‪ .36‬مساعد بن راشد الجمهور‪ ،‬تقييم تحول المصارف التقليدية إلى مصارف إسالمية‪ :‬حالة دولة الكويت‪،‬‬

‫رسالة ماجستير في االقتصاد والمصارف اإلسالمية‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬األردن‪.2015 ،‬‬

‫‪ .37‬مصفى ابراهيم محمد مصطفى‪ ،‬تقييم ظاهرة تحول البنوك التقليدية للمصرفية اإلسالمية دراسة‬

‫تطبيقية عن تجرية بعض البنوك السعودية‪ ،‬رسالة ماجستير في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬الجامـعة األمريكية‬
‫المفتوحة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬

‫‪ .38‬منصوري صمودي‪ ،‬الجهاز المصرفي الجزائري في ظل اإلصالحات االقتصادية‪ :‬دراسة عالقة التمويل‪،‬‬

‫رسالة ماجيستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2001 ،‬‬

‫‪ .39‬موسى أحمد عبدي عمر‪ ،‬متطلبات تحويل المصارف التقليدية إلى المصارف اإلسالمية في ليبيا‪:‬‬

‫دراسة ميدانية على مصرف الجمهورية فرع طبرق‪ ،‬رسالة ماجيستير في االقتصاد اإلسالمي جامعة مالك‬
‫إبراهيم اإلسالمية الحكومية بماالنج‪ ،‬أندونيسيا‪.2016 ،‬‬

‫‪ .40‬موسى عمر مبارك أبو محيميد‪ ،‬مخاطر صيغ التمويل اإلسالمي وعالقتها بمعيار كفاية رأس المال‬

‫للمصارف اإلسالمية من خالل معيار بازل ‪ ،2‬أطروحة دكتوراه في المصارف اإلسالمية‪ ،‬لألكاديمية‬
‫العربية للعلوم المالية والمصرفية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫‪ .41‬موسى مبارك خالد‪ ،‬صيغ التمويل اإلسالمي كبديل للتمويل التقليدي في ظل األزمة المالية العالمية‪،‬‬

‫ماجيستير في التحليل اإلستراتيجي والمالي‪ ،‬جامعة سكيكدة‪ ،‬الجزائر‪2013 ،‬‬

‫‪ .42‬نجيب بوخاتم‪ ،‬دور الجهاز المصرفي الجزائري في عملية التحول االقتصادي واالنتقال إلى اقتصاد‬

‫السوق‪ ،‬رسالة ماجيستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2003 ،‬‬

‫‪249‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫‪ .43‬وداد بوحالسة‪ ،‬صناديق االستثمار اإلسالمية ودور المصارف اإلسالمية في تفعيلها لتمويل التنمية‪،‬‬

‫رسالة ماجيستير تخصص بنوك إسالمية‪ ،‬كلية الشريعة واالقتصاد بجامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2014،‬‬

‫‪ .44‬يحياوي حسام‪ ،‬مبدأ المشاركة في األرباح والخسائر في المصارف اإلسالمية بين النظرية والتطبيق‪،‬‬

‫ماجيستير في البنوك اإلسالمية‪ ،‬كلية الشريعة واالقتصاد‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2013‬‬

‫ثالثا‪ .‬المقاالت‪.‬‬

‫‪ .1‬أحمد خلف حسين الدخيل‪ ،‬النوافذ اإلسالمية في المصارف الحكومية العراقية‪ ،‬مجلة دراسات إسالمية‬
‫اقتصادية‪ ،‬البنك اإلسالمي للتنمية المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب‪ ،‬المجلد ‪ 19‬العدد ‪ ،02‬المملكة‬
‫العربية السعودية‪.2013،‬‬
‫‪ .2‬أحمد سايح صليحة‪ ،‬زيدان محمد‪ ،‬تقييم أداء البنك الوطني الجزائري باستخدام نموذج ‪PATROL‬‬

‫خالل الفترة ‪ ،2019-2015‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬المجلد‪ ،17‬العدد‪ ،25‬جامعة الشلف‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬مارس ‪.2021‬‬
‫‪ .3‬أحمد شحدة أبو سرحان‪ ،‬الفروع المصرفية اإلسالمية للمصارف الربوية‪ ،‬مجلة مؤتة للبحوث‬
‫والدراسات‪ ،‬المجلد ‪ ،30‬العدد ‪ ،5‬األردن‪.2015 ،‬‬
‫‪ .4‬أحمد محمد المختار‪ ،‬البنوك اإلسالمية بين المعايير الشرعية والقوانين المطبقة‪ :‬تجربة ماليزيا‪،‬‬

‫المجلة الدولية للدراسات االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ،11‬المركز الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ ،‬ماي‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ .5‬أحمد محمد المختار‪ ،‬عزنان حسن‪ ،‬البنوك اإلسالمية بين المعايير الشرعية والقوانين المطبقة‪ :‬تجربة‬
‫ماليزيا‪ ،‬المجلة الدولية للدراسات االقتصادية‪ ،‬المجلد‪ ،03‬العدد‪ ،11‬المركز الديمقراطي العربي للدراسات‬
‫االستراتيجية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬برلين‪ ،‬ماي ‪.2020‬‬

‫‪ .6‬أم الخير قوق‪ ،‬اإلطار القانوني للمصارف اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪،‬‬

‫جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬العدد ‪ ،01‬جانفي ‪.2020‬‬

‫‪250‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫‪ .7‬بلغيث صبرينة‪ ،‬الطبيعة القانونية لخطاب الضمان البنكي‪ ،‬مجلة النبراس للدراسات القانونية‪،‬‬

‫المجلد‪ ،04‬العدد‪01‬ـ جامعة تبسة‪ ،‬الجزائر‪2019 ،‬‬


‫‪ .8‬بن زكورة العونية‪ ،‬التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪ :‬آفاق وتطلعات‪ ،‬المجلة المغاربية‬

‫لالقتصاد والمناجمنت‪ ،‬المجلد‪ ،07‬العدد‪ ،02‬جامعة معسكر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سبتمبر ‪.2020‬‬


‫‪ .9‬بنوجعفر عائشة‪ ،‬الفروع اإلسالمية كمدخل لتحول البنوك التقليدية نحو الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬المجلة‬
‫المغاربية لالقتصاد والمناجمنت‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬العدد ‪، ،01‬جامعة معسكر‪ ،‬الجزائر‪.2020 ،‬‬
‫‪ .10‬بودريوة أمينة‪ ،‬مالكي محمد‪ ،‬تقييم قرار العمل بالنوافذ اإلسالمية في الجزائر واشكاليات تطبيقه‪ ،‬مجلة‬
‫دراسات في االقتصاد والتجارة والمالية‪ ،‬المجلد ‪ ،08‬العدد ‪ ،01‬جامعة الجزائر‪.2019 ،3‬‬
‫‪ .11‬بودريوة أمينة‪ ،‬مالكي محمد‪ ،‬تقييم قرار العمل بالنوافذ اإلسالمية في الجزائر واشكاليات تطبيقه‪ ،‬مجلة‬

‫دراسات في االقتصاد والتجارة والمالية‪ ،‬المجلد‪ ،08‬العدد‪ ،01‬جامعة الجزائر‪.2019 ،3‬‬


‫‪ .12‬تسعديث بوسبعين‪ ،‬تحول بنك تقليدي إلى مصرف إسالمي من خالل إنشاء فروع ونوافذ إسالمية‪،‬‬

‫مجلة معارف‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪ ،11‬جامعة البويرة‪ ،‬الجزائر‪.2011،‬‬


‫‪ .13‬جعفر هني محمد‪ ،‬نوافذ التمويل اإلسالمي في البنوك التقليدية كمدخل لتطوير الصيرفة اإلسالمية‬

‫في الجزائر‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات الجزائرية‪ ،‬العدد‪ ،12‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬

‫‪ .14‬جعوتي سمير‪ ،‬معوقات التمويل بصيغة المضاربة وسبل معالجتها في المصارف اإلسالمية في‬

‫الجزائر‪ ،‬مجلة بيت المشورة‪ ،‬العدد ‪ ،12‬قطر‪ ،‬أبريل ‪.2020‬‬

‫‪ .15‬حمزة عبد الكريم حماد‪ ،‬الرقابة الشرعية في المصارف اإلسالمية‪ ،‬مجلة اتحاد المصارف العربية‪،‬‬

‫لبنان‪ ،‬العدد ‪.2006 ،310‬‬


‫‪ .16‬خنوسة عديلة‪ ،‬دور عقد اإلستصناع في تمويل البنى التحتية ‪:‬عرض تجارب دولية‪ ،‬مجلة اقتصاديات‬
‫شمال إفريقيا‪،‬المجلد‪ ،14‬العدد‪ ،19‬جامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬
‫‪ .17‬دريد حنان‪ ،‬إستراتيجية تحول البنوك الجزائرية للمصرفية اإلسالمية للنهوض بالقطاع المصرفي‪،‬‬

‫مجلة االقتصاد والتنمية‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪ ،02‬جامعة المدية‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬

‫‪251‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫‪ .18‬رابحي يوعبد هللا‪ ،‬دراسة تجربة البنك األهلي التجاري السعودي في مجال التحول من الصيرفة‬
‫التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬مجلة أبحاث‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪ ،1‬جامعة الجلفة‪ ،‬الجزائر‪.2021 ،‬‬
‫‪ .19‬رديف مصطفى‪ ،‬إشكالية التحول الجزئي للمصارف التقليدية نحو العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬مجلة‬
‫اإلبتكار والتسويق‪ ،‬المجلد‪ ،03‬العدد ‪ ،01‬جامعة سيدي بلعباس‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬
‫‪ .20‬رشام كهينة‪ ،‬تحول البنوك التقليدية إلى بنوك إسالمية‪ :‬اآلليات والمعوقات‪ ،‬مجلة البشائر االقتصادية‪،‬‬
‫العدد الثالث‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬
‫‪ .21‬رضا الخليفي‪ ،‬ظاهرة أسلمة البنوك الربوية‪ ،‬مجلة المجتمع الكويتية‪ ،‬العدد ‪ ،1637‬الكويت‪.2005 ،‬‬
‫‪ .22‬رمضاني لعال‪ ،‬البرود أم الخير‪ ،‬تحديات فتح نوافذ إسالمية في البنوك التقليدية‪ :‬حالة الجزائر‪ ،‬مجلة‬
‫االمتياز لبحوث االقتصاد واإلدارة‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ،02‬جامعة األغواط‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬

‫‪ .23‬زاوية رشيدة‪ ،‬النوافذ اإلسالمية في البنوك التقليدية‪ ،‬تجارب‪ :‬العراق‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬مجلة‬

‫المنارة للدراسات االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،05‬جامعة تيارت‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سبتمبر ‪.2018‬‬


‫‪ .24‬زرزار العياشي‪ ،‬غياد كريمة‪ ،‬من الصيرفة التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية‪ :‬متطلبات وآليات التحول‪،‬‬

‫مجلة الدراسات اإلسالمية‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪ ،08‬جامعة األغواط‪ ،‬الجزائر‪.2017،‬‬


‫‪ .25‬سليم موساوي‪ ،‬المصرفية اإلسالمية في الجزائر‪ :‬مبررات التحول‪ ،‬ومتطلبات النجاح‪ ،‬مجلة الشريعة‬
‫واإلقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،13‬المجلد ‪ ،7‬الجزائر‪.2018 ،‬‬

‫‪ .26‬سياخن مريم‪ ،‬متطلبات انتهاج الصيرفة اإلسالمية في المصارف التقليدية الجزائرية‪ ،‬مجلة اإلمتياز‬

‫لبحوث االقتصاد واإلدارة‪ ،‬العدد‪ ،02‬المجلد‪ ،03‬جامعة األغواط‪ ،‬الجزائر‪.2020 ،‬‬

‫‪ .27‬شحاته‪ ،‬حسين حسين‪ ،‬الضوابط الشرعية لفروع المعامالت اإلسالمية بالبنوك التقليدية‪ ،‬مجلة‬
‫االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬بنك دبي اإلسالمي‪ ،‬اإلمارات العربيـة المتحـدة‪ ،‬المجلـد‪ ، 21‬العدد ‪.2001 ،240‬‬

‫‪ .28‬شرون عز الدين ‪ ،‬آليات تحول البنوك التقليدية إلى إسالمية‪ ،‬مجلة الباحث االقتصادي‪ ،‬العدد ‪،07‬‬

‫المجلد‪ ،05‬بتاريخ ‪ 29‬جوان ‪.2017‬‬

‫‪ .29‬طارق مخلوفي‪ ،‬دور الصيرفة اإلسالمية في تعزيز االستقرار المالي في الجزائر‪ ،‬مجلة معهد العلوم‬

‫االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،23‬العدد ‪ ،1‬جامعة الجزائر‪.2020 ،3‬‬

‫‪252‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫‪ .30‬عبد الرحمان روان‪ ،‬الفروع والنوافذ اإلسالمية في البنوك التقليدية من منظور االقتصاد اإلسالمي‪،‬‬

‫مجلة حوليات جامعة الجزائر‪ ،1‬المجلد ‪ ،35‬العدد ‪ ،02‬جامعة الجزائر‪.2021 ،1‬‬


‫‪ .31‬عبد الرحمان روان‪ ،‬واقع الفروع والنوافذ اإلسالمية في البنوك التقليدية بين التحديات والتطلعات‪،‬‬

‫مجلة مفاهيم للدراسات الفلسفية واإلنسانية المعمقة‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،01‬جامعة الجلفة‪ ،‬الجزائر‪.2021 ،‬‬
‫‪ .32‬عبد الرزاق بوعيطة‪ ،‬واقع وآفاق مساهمة الصيرفة اإلسالمية في النظام المصرفي الجزائري‪ ،‬مجلة‬

‫االقتصاد والتنمية البشرية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،3‬جامعة البليدة‪ ،2‬الجزائر‪.2018 ،‬‬


‫‪ .33‬عبد الكريم أحمد قندوز‪ ،‬عقود التمويل اإلسالمي دراسات حالة‪ ،‬معهد التدريب وبناء القدرات لصندوق‬
‫النقد العربي‪ ،‬أبو ظبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪.2019 ،‬‬

‫‪ .34‬عبدلي حبيبة‪ ،‬عبدلي وفاء‪ ،‬عبدلي هالة‪ ،‬الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪ :‬واقع وتحديات‪ ،‬مجلة الحقوق‬

‫والعلوم السياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،07‬العدد ‪ ،02‬جامعة خنشلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪.2020‬‬

‫‪ .35‬عدنان محيرق‪ ،‬التحول نحو الصيرفة اإلسالمية مع اإلشارة لحالة الجزائر‪ ،‬مجلة الدراسات االقتصادية‬
‫والمالية‪ ،‬الجزء ‪ ،02‬العدد‪ ،10‬جامعة الوادي‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬
‫‪ .36‬العرابي مصطفى‪ ،‬طروبيا ندير‪ ،‬توطين الصيرفة اإلسالمية في البنوك الجزائرية‪ :‬تحديات التطبيق‬

‫ومتطلبات النجاح في ضوء النظام ‪ ،02-20‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬المجلد‪ ،06‬العدد‪ ،02‬جامعة‬
‫بشار‪ ،‬الجزائر‪.2020 ،‬‬
‫‪ .37‬عالء عبد الحسين صالح‪ ،‬عدي صفاء الدين فاضل‪ ،‬تقييم أداء الشركات العراقية باستخدام نموذج‬

‫العائد على حقوق الملكية دراسة تطبيقية على الشركات المدرجة في سوق العراق لألوراق المالية‬
‫للفترة ما بين ‪ ،2010-2008‬مجلة الغري للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،08‬العدد ‪ ،25‬جامعة‬
‫الكوفة‪ ،‬العراق‪.2012 ،‬‬

‫‪ .38‬علي صالح أحمد محمد‪ ،‬حاتم عبد الرزاق النعاس‪ ،‬التحديات التي تواجه تحول المصارف التقليدية‬

‫في ليبيا نحو الصيرفة اإلسالمية (دراسة تطبيقية على مصرف الجمهورية)‪ ،‬مجلة جامعة الزيتونة‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،22‬ترهونة‪ ،‬ليبيا‪ ،‬جوان ‪.2017‬‬

‫‪253‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫‪ .39‬غوال نادية‪ ،‬بلهادف رحمة‪ ،‬مدى التزام المصارف اإلسالمية بقواعد الحوكمة‪ :‬البنك األهلي التجاري‬

‫السعودي نموذجا‪ ،‬مجلة مينا للدراسات االقتصادية‪ ،‬المجلد‪ ،03‬العدد‪ ،05‬جامعة غيليزان‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ .40‬فرج هللا أحالم‪ ،‬حمادي مراد‪ ،‬دراسة واقع وآفاق تطوير الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وفق اإلصالحات‬

‫المصرفية ‪ ،2020-2018‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬المجلد‪ ،07‬العدد‪ ،01‬جامعة بشار‪ ،‬الجزائر‪،‬‬


‫‪.2021‬‬
‫‪ .41‬فريد بن ختو‪ ،‬تقييم ربحية البنوك التجارية‪ :‬دراسة مقارنة لبنك البركة وبنك الشركة العامة الجزائريين‬

‫خالل الفترة ‪ ،2015-2005‬مجلة الدراسات االقتصادية الكمية‪ ،‬المجلد‪ ،06‬العدد‪ ،01‬جامعة ورقلة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2020 ،‬‬
‫‪ .42‬فالق علي‪ ،‬سالمي رشيد‪ ،‬النوافذ اإلسالمية و الفروع اإلسالمية في البنوك التقليدية (مع اإلشارة إلى‬

‫بعض التجارب العربية والغربية(‪ ،‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬المجلد‪ ،04‬العدد‪ ،02‬جامعة بشار‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ .43‬قانة زكي‪ ،‬التحول للمصرفية اإلسالمية في إطار قوانين وبيئات مختلفة‪ ،‬مجلة مركز صالح كامل‬

‫لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬مصر‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد‪.2018 ،64‬‬

‫‪ .44‬القرار رقم ‪ 12/02‬الصادر عن مجلس مجمع الفقه اإلسالمي الدولي في مؤتمره الثاني المنعقد بجدة‬
‫من ‪ 28 – 22‬ديسمبر ‪ ،1985‬مجلة المجمع‪ ،‬العدد‪ ،02‬الجزء‪.1986 ،02‬‬
‫‪ .45‬قمومية سفيان‪ ،‬بلعزوز بن علي‪ ،‬تجربة بنك "المشرق اإلماراتي" في التحول الجزئي إلى مصرف‬

‫إسالمي من خالل مدخل النوافذ اإلسالمية‪ ،‬مجلة األكاديمية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪،09‬‬
‫العدد ‪ ،02‬جامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬

‫‪ .46‬لشهب صادق‪ ،‬بوريش أحمد‪ ،‬تحليل عوامل نجاح التجربة الماليزية في تطوير الصناعة المالية‬

‫اإلسالمية‪ ،‬المجلة الجزائرية للدراسات المحاسبية والمالية‪ ،‬المجلد‪ ،01‬العدد‪ ،01‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪2015‬‬

‫‪254‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫‪ .47‬محمد عمر شابرا‪ ،‬النظام النقدي والمصرفي في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مجلة أبحاث اإلقتصاد اإلسالمي‪،‬‬
‫المجلد‪ ،1‬العدد‪.1984 ،2‬‬
‫‪ .48‬مروان محمد أبو فضة‪ ،‬عقد الوكالة وتطبيقاته في المصارف اإلسالمية‪ ،‬مجلة الجامعة اإلسالمية‬

‫(سلسلة الدراسات اإلنسانية) المجلد السابع عشر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جامعة القدس‪ ،‬فلسطبن‪ ،‬جوان ‪.2009‬‬

‫‪ .49‬معارفي فريدة‪ ،‬صالح مفتاح‪ ،‬الضوابط الشرعية لنوافذ المعامالت اإلسالمية في البنوك التقليدية‪ :‬دور‬

‫اللجنة االستشارية الشرعية في بنك بوميبت ار التجاري‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد‪ ،14‬العدد‪ ،02‬جامعة‬
‫بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مارس ‪.2014‬‬

‫‪ .50‬منير خطوي‪ ،‬مبارك لسلوس‪ ،‬النوافذ اإلسالمية في البنوك العمومية الجزائرية بين التحديات ومتطلبات‬
‫النجاح‪ ،‬مجلة الواحات للبحوث والدراسات‪ ،‬المجلد‪ ،13‬العدد ‪ ،02‬جامعة غرداية‪ ،‬الجزائر‪.2020 ،‬‬
‫‪ .51‬نجيب خريس‪ ،‬عماد بركاتت‪ ،‬ربيع القرعان‪ ،‬وحازم خصاونة‪ ،‬فتح نوافذ إسالمية في البنوك التجارية‬

‫التقليدية األردنية من وجهة نظر العاملين فيها‪ ،‬المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬المجلد ‪،14‬‬
‫العدد ‪ ،04‬األردن‪.2018 ،‬‬

‫‪ .52‬نواري خيرة‪ ،‬بوشتة يحي‪ ،‬تقييم استراتيجية التحول من البنوك التقليدية الى المصارف االسالمية من‬

‫خالل الفروع اإلسالمية‪ :‬انموذجا البنك السعودي الفرنسي‪ ،‬مجلة الدراسات االقتصادية المعمقة‪،‬‬
‫المجلد‪ ،05‬العدد‪ ،02‬جامعة مستغانم‪ ،‬الجزائر‪.2020 ،‬‬

‫‪ .53‬يزن خلف سالم العطيات‪ ،‬تحول المصارف التقليدية للمصرفية اإلسالمية‪ :‬أنواعه من حيث الشكل‬

‫واألسلوب و التدرج و أحكامه‪ ،‬منشور على موقع دار المنظومة‪ ،‬مجلة الدراسات المالية والمصرفية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،3‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ .54‬يوسفي نور الدين‪ ،‬سامي كحلول‪ ،‬النظام القانوني لخطاب الضمان المصرفي‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات‬

‫األكاديمية‪ ،‬العدد ‪ ،03‬المجلد ‪ ،05‬جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬نوفمبر ‪.2018‬‬

‫‪ .55‬يونس شعيب‪ ،‬تحرير الخدمات المالية وتحديات الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬مجلة جامعة األمير عبد القادر‬

‫للعلوم اإلسالمية‪ ،‬المجلد‪ ،31‬العدد‪ ،01‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪.2017‬‬

‫‪255‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫رابعا‪ .‬التقارير‪ ،‬الملتقيات والندوات‬


‫‪ .1‬حميرة مصطفى علي‪ ،‬اسويسي نوري محمد‪ ،‬تحول المصارف التقليدية في ليبيا نحو الصيرفة‬

‫اإلسالمية‪ :‬دراسة تطبيقية على مصرفي الجمهورية والتجارة والتنمية‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة لمؤتمر الخدمات‬
‫المالية اإلسالمية الثاني بـ ليبيا‪ ،‬بتاريخ‪ 04 :‬ماي ‪.2010‬‬
‫‪ .2‬دهيليس سمير‪ ،‬آليات ومتطلبات تطوير الصيرفة اإلسالمية في الجزائر‪ ،‬مداخلة مقدمة ضمن فعاليات‬

‫المؤتمر العلمي الدولي الرابع حول‪ :‬تفعيل دور التمويل اإلسالمي في القطاع المالي الجزائري‪ ،‬المنعقد‬
‫يومي ‪ 18-17‬أفريل ‪ 2018‬بجامعة البليدة‪.2‬‬
‫‪ .3‬سعيد سعد المرطـان‪ ،‬ضـوابط تقديم الخدمات المصرفية اإلسالمية في البنوك التقليدية‪ ،‬اللجنة‬

‫االستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬منتدى االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬كتاب‬
‫المنتدى األول‪ ،‬الكويت‪ 25 ،‬ماي ‪.1999‬‬
‫‪ .4‬سليمان بوفاسة‪ ،‬أحمد مناصري‪ ،‬آليات فتح نوافذ إسالمية بالبنوك التقليدية في الجزائر وعوامل‬

‫نجاحها‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة في الملتقى العلمي الوطني الخامس حول‪ :‬دور البنوك اإلسالمية في تعبئة‬
‫المدخرات النقدية في ظل األزمة المالية الحالية بالتركيز على الجزائر‪ ،‬جامعة المدية‪-‬الجزائر‪ ،‬يوم ‪01‬‬
‫ديسمبر ‪.2016‬‬
‫‪ .5‬عبد الستار أبو غدة‪ ،‬الضوابط الشرعية والمهام التحضيرية لعملية تحول البنوك التقليدية إلى مصارف‬

‫إسالمية‪ ،‬المؤتمر الخامس للهيئات الشرعية للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬المنعقد في ‪ 20-19‬نوفمبر‬
‫‪ 2005‬بفندق الرجينسي بالبحرين‪.‬‬

‫‪ .6‬عمر يوسف عبد هللا عبابنه‪ ،‬مداخلة بعنوان البطاقات اإلئتمانية ودورها في التورق المصرفي‪ :‬دراسة‬

‫حالة‪ ،‬ضمن فعاليات المؤتمر العلمي األول تحت عنوان «التورق المصرفي والحيل الربوية»‪ ،‬المنعقد‬
‫بجامعة علجون الوطنية‪ ،‬األردن‪ ،‬يومي ‪ 25-24‬أفريل ‪.2012‬‬
‫‪ .7‬فهد الشريف‪ ،‬الفروع اإلسالمية التابعة للمصارف الربوية دراسة في ضوء االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬أبحاث‬
‫المؤتمر العالمي الثالث لالقتصاد اإلسالمي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات‬
‫اإلسالمية‪ 30 ،‬ماي – ‪ 02‬جوان ‪.2005‬‬

‫‪256‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫‪ .8‬لخديمي عبد الحميد‪ ،‬بخيت حسان‪ ،‬قراءة تاريخية في تطور العمل بالصيرفة اإلسالمية في دول‬

‫المغرب العربي‪ ،‬ورقة بحثية ضمن الملتقى الدولي األول حول االقتصاد اإلسالمي الواقع ورهانات المستقبل‪،‬‬
‫المركز الجامعي غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 24-23‬فيفري ‪.2011‬‬
‫‪ .9‬لطف محمد السرحي‪ ،‬الفروع اإلسالمية في البنوك التقليدية ضوابط التأسيس وعوامل النجاح‪ ،‬بحث‬

‫مقدم في مؤتمر المصارف اإلسالمية اليمنية الواقع وأفاق المستقبل بتاريخ ‪ 21-20‬مارس ‪.2010‬‬
‫‪ . 10‬مير أحمد‪ ،‬عرابة رابح‪ ،‬متطلبات فتح نوافذ إسالمية في البنوك التجارية الجزائرية‪ :‬دراسة مقارنة‬

‫بين بنك بوميبت ار الماليزي ووكالة بنك التنمية المحلية‪ ،‬األوراق البحثية المقدمة في المؤتمر الدولي الخامس‬
‫عشر حول ‪ :‬التكامل المؤسسي للصناعة المالية والمصرفية اإلسالمية المنعقد بجامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫يومي ‪ 18­17‬ديسمبر ‪.2019‬‬

‫خامسا‪ .‬النصوص القانونية‪.‬‬


‫‪ .1‬القانون رقم ‪ 144­62‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد رقم ‪ 10‬الصادر بتاريخ ‪28‬‬
‫ديسمبر ‪.1962‬‬
‫‪ .2‬القانون) ‪ (12-86‬المؤرخ في ‪ 1986/08/11‬والمتعلق بنظام البنوك والقرض‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬

‫العدد ‪ 34‬الصادرة بتاريخ ‪.1986/08/19‬‬

‫‪ .3‬القانون ‪ 10-90‬المؤرخ في ‪ 14‬أفريل ‪ ،1990‬المتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬


‫‪ .4‬القانون (‪ )88­ 06‬المتضمن عالقة النظام المصرفي بالمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬الجريدة‬

‫الرسمية‪ ،‬العدد رقم‪ 02‬الصادرة بتاريخ ‪18‬جانفي‪.1988‬‬

‫‪ .5‬النظام ‪ 8-11‬المؤرخ في ‪ 28‬نوفمبر ‪ 2011‬والمتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية‬


‫‪ .6‬النظام رقم ‪ 03-04‬المؤرخ في ‪ 04‬مارس ‪ 2004‬المتعلق بإنشاء نظام التأمين على الودائع البنكية‪.‬‬

‫‪ .7‬النظام رقم ‪ 13 -92‬المؤرخ في ‪22‬مارس ‪ 1992‬المتعلق بالوقاية من اصدار الشيكات بدون مؤونة‬

‫ومكافحة ذلك‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫‪ .8‬النظام رقم ‪ ،02-20‬المؤرخ في ‪ 15‬مارس ‪ ،2020‬المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة‬

‫اإلسالمية وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫‪ .9‬النظام رقم ‪ 02-18‬المتضمن قواعد ممارسة العمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة التشاركية من‬
‫طرف المصارف والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫‪ .10‬النظام رقم ‪ ،03­20‬المؤرخ في ‪ 15‬مارس ‪ ،2020‬المتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية‪.‬‬


‫‪ .11‬األمر ‪ 11/03‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ 2003‬المتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬
‫‪ .12‬األمر رقم ‪ 178-66‬المؤرخ في ‪13‬جوان ‪ 1966‬المتضمن انشاء البنك الوطني الجزائري‪.‬‬
‫‪ .13‬األمر رقم ‪ 336-66‬المؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر‪ 1966‬المتضمن إحداث القرض الشعبي الجزائري‪.‬‬
‫‪ .14‬األمر رقم ‪ 204-67‬المؤرخ في ‪ 01‬أكتوبر‪ 1967‬المتضمن إحداث البنك الخارجي الجزائري‪.‬‬

‫المحددة لإلجراءات والخصائص التقنية لتنفيذها من طرف البنوك‬


‫المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬و ّ‬
‫والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫‪ .15‬المنشور رقم ‪ 2282‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بإنشاء وتنظيم هيئة التدقيق الشرعي للبنك‬
‫الوطني الجزائري‪.‬‬
‫‪ .16‬المنشور رقم ‪ 2283‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بإنشاء قسم المحاسبة والمالية اإلسالمية‬

‫لدى البنك الوطني الجزائري‪.‬‬

‫‪ .17‬المنشور رقم ‪ 2281‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بإنشاء وتنظيم مديرية المالية اإلسالمية‬

‫للبنك الوطني الجزائري‪.‬‬

‫‪ .18‬المنشور رقم ‪ 2284‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بالحساب اإلسالمي «ودائع تحت الطلب»‬
‫لدى البنك الوطني الجزائري‪.‬‬
‫‪ .19‬المنشور رقم ‪ 2285‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بالحساب اإلسالمي الجاري لدى البنك‬

‫الوطني الجزائري‪.‬‬

‫‪ .20‬المنشور رقم ‪ 2286‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بحساب االستثمار اإلسالمي المقيد لدى‬

‫البنك الوطني الجزائري‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫‪ .21‬المنشور رقم ‪ 2287‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بحساب التوفير اإلسالمي لدى البنك الوطني‬

‫الجزائري‪.‬‬

‫‪ .22‬المنشور رقم ‪ 2288‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بحساب التوفير اإلسالمي للشباب لدى‬
‫البنك الوطني الجزائري‪.‬‬
‫‪ .23‬المنشور رقم ‪ 2289‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق باإلجارة المنتهية بالتمليك لدى البنك‬

‫الوطني الجزائري‪.‬‬

‫‪ .24‬المنشور رقم ‪ 2290‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بالمرابحة اإلسالمية للعقارات لدى البنك‬

‫الوطني الجزائري‪.‬‬

‫‪ .25‬المنشور رقم ‪ 2291‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بالمرابحة اإلسالمية للتجهيزات لدى البنك‬

‫الوطني الجزائري‪.‬‬

‫‪ .26‬المنشور رقم ‪ 2301‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2020‬المتعلق بالمرابحة اإلسالمية للسيارات لدى البنك‬
‫الوطني الجزائري‪.‬‬
‫‪ .27‬المنشور رقم ‪ 2334‬المؤرخ في ‪ 31‬أوت ‪ 2021‬المتضمن إنشاء وتنظيم مديرية االستغالل الخاصة‬

‫بالصيرفة االسالمية للبنك الوطني الجزائري‪.‬‬

‫‪ .28‬المنشور رقم ‪ 2335‬المؤرخ في ‪ 31‬أوت ‪ 2021‬المتضمن إنشاء وتنظيم المديرية المالية ومراقبة‬

‫تسيير المخاطر الخاصة بالصيرفة االسالمية للبنك الوطني الجزائري‪.‬‬

‫‪ .29‬المنشور رقم ‪ 2336‬المؤرخ في ‪ 31‬أوت ‪ 2021‬المتضمن إنشاء وتنظيم مديرية التنشيط التجاري‬

‫والموارد البشرية الخاصة بالصيرفة االسالمية للبنك الوطني الجزائري‪.‬‬

‫‪ .30‬المنشور رقم ‪ 2337‬المؤرخ في ‪ 31‬أوت ‪ 2020‬المتعلق بتحديد مهام وتنظيم الشبابيك والوكاالت‬

‫الخاصة بالصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري‪.‬‬

‫‪ .31‬منشور والي بنك المغرب رقم ‪ 2016/16‬المؤرخ في ‪ 18‬جويلية ‪ 2016‬والمتعلق بتحديد شروط‬

‫‪259‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

‫وكيفيات سير وظيفة التقييد بآراء المجلس العلمي األعلى‪ ،‬الجريدة الرسمية المغربية‪ ،‬العدد رقم ‪6664‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 12‬أفريل ‪.2018‬‬

‫‪ .32‬التعليمة رقم ‪ 03/20‬المؤرخة في ‪ 02‬أفريل ‪ 2020‬الصادرة عن بنك الجزائر المعرفة للمنتجات المتعلقة‬
‫المحددة لإلجراءات والخصائص التقنية لتنفيذها من طرف البنوك والمؤسسات المالية‬
‫بالصيرفة اإلسالمية‪ ،‬و ّ‬

‫سادسا‪ .‬المواقع اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ .1‬البيان الصحفي الذي عقدته لجنة عمليات السياسة النقدية لبنك الجزائر بتاريخ ‪ 04‬فيفري ‪2021‬‬
‫برئاسة محافظ البنك السيد رستم فضلي وهو منشور على الموقع الرسمي لبنك الجزائر‬
‫‪.https://www.bank-of-algeria.dz/html/communique_ar.htm‬‬
‫‪ .2‬البيان الصحفي الذي عقدته لجنة عمليات السياسة النقدية لبنك الجزائر بتاريخ ‪ 29‬أفريل ‪2020‬‬
‫برئاسة محافظ البنك السيد أيمن عبد الرحمان وهو منشور على الموقع الرسمي لبنك الجزائر‬

‫‪https://www.bank-of-algeria.dz/pdf/communique29042020_copmar.pdf‬‬

‫‪ .3‬تصريح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في اللقاء الصحفي في القناة الوطنية يوم اإلثنين ‪ 01‬مارس‬
‫‪ ،2021‬الموقع ‪https://www.aps.dz/ar/economie/102741-42-43:‬‬

‫‪ .4‬سليمان ناصر‪ ،‬الدفع االلكتروني الحل العملي الحتواء الكتلة النقدية خارج البنوك‪ ،‬وثيقة إلكترونية‬
‫متاحة على موقع جريدة الشعب على الرابط‪http://www.ech-chaab.com/ar:‬‬

‫‪ .5‬المشرق اإلسالمي‪ ،‬الموقع الرسمي لبنك المشرق‬

‫‪https://www.mashreqalislami.com/ar/islami/shariah-fatwas.aspx‬‬

‫‪ .6‬مصرف االمارات اإلسالمي‪ ،‬التقرير السنوي لسنة ‪ ،2018‬منشور على الموقع الرسمي للمصرف‬
‫‪/https://www.emiratesislamic.ae/arb/about-us/annual-reports‬‬

‫‪ .7‬موسى عبد الالوي‪ ،‬المؤسسات المالية اإلسالمية بالجزائر من خالل النظام ‪ ،02-20‬مقال في موق‬

‫" البصائر"‪ ،‬الموقع‪www/https://elbassair.org/8786 :‬‬

‫‪ .8‬الموقع الرسم لمصرف السالم الجزائري ‪https://www.alsalamalgeria.com‬‬

‫‪ .9‬الموقع الرسمي لبنك البركة الجزائري ‪https://www.albaraka-bank.com/albaraka-algerie‬‬

‫‪ .10‬الموقع الرسمي لبنك الجزائر ‪https://www.bank-of-algeria.dz‬‬

‫‪260‬‬
‫قائمة المــراجـع‬

https://www.bna.dz/financeislamique/ar ‫ الموقع الرسمي للبنك الوطني الجزائري‬.11

https://www.alfransi.com.sa/arabic/the- ،‫ الموقع الرسمي للمصرف السعودي الفرنسي‬.12

bank/profile

https://www.alahli.com/ar-sa/about- ‫ الموقع الرسمي لمصرف األهلي التجاري السعودي‬.13

us/Pages/default.aspx

https://www.ahliunited.com.kw/ar/about/history ‫ الموقع الرسمي لمصرف األهلي المتحد‬.14

/https://www.asharqbusiness.com/stocks/security/BSFR:AB ،‫ موقع الشرق اقتصاد‬.15

.www.alarabiya.net/aswak : ‫ موقع العربية‬.16


https://islamweb.net/ar/library ‫ موقع إسالم ويب‬.17

:‫المراجـع باللغـة األجنبيـة‬

A. Thèse et mémoires

1. Bahri Oum El Khir, La finance islamique compartiment De la finance


d’aujourd’hui, Mémoire de Magister en Droit, Université d’Oran, Algerie, 2012.

2. Benlekhel Nawel, La Gouvernance de la Banque Islamique, mémoire de magistère


en finance, université d’oran, algerie, 2014.

3. Boukhoudmi Fadia, contribution à l’étude de la réforme bancaire en algerie ,


mémoire de magistère en droit, université d’oran, algerie, 2010.

B. Articles
1. Mabid ali al jarhi, munawar iqbal, Banques Islamiques : réponses a des
questionsfréquemment posées, revue périodique institut islamique de recherche et de
formation, banque islamique de développement, N° 04, jeddah, 2001

C . RAPPORTS & PERIODIQUES:


1. Rapport de CNES, problematique de la reforme du systeme bancaire : elements pour
un debat social , 16ème session pénière, algerie , novombre 2000.

261
‫قائمة المالحق‬
‫اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ‪01‬‬

‫‪263‬‬
‫اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ‪02‬‬

‫‪264‬‬
‫اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ‪03‬‬

‫‪265‬‬
‫اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ‪04‬‬

‫‪266‬‬
‫اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ‪05‬‬

‫‪267‬‬
‫اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ‪06‬‬

‫‪268‬‬
‫اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ‪07‬‬

‫‪269‬‬
‫اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ‪08‬‬

‫‪270‬‬
‫اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ‪09‬‬

‫‪271‬‬
‫اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ‪10‬‬

‫‪272‬‬
‫اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ‪11‬‬

‫‪273‬‬

You might also like