Professional Documents
Culture Documents
أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه الطور الثالث في العلوم االقتصادية
تخصص :علوم مالية ومصرفية
بعنوان:
الحمد هلل الذي وفقني إلتمام هذا العمل المتواضع ،فما كان لشيء أن يجري في ملكه إال
بمشيئته جل وعال ،وال يسعني في هذا المقام إال أن أتقدم بشكري وتقديري وعرفاني إلى األستاذ
المشرف الدكتور عبدات عبد الوهاب ،الذي لم يبخل علي بإرشاداته ونصائحه وتوجيهاته
السديدة التي كان لها بليغ األثر في إنجاز هذا العمل ،وكذا صبره وسعة صدره وحرصه الدائم
إلتمام هذا العمل في أحسن الظروف ،كما أحيى فيه روح التواضع والمعاملة الجيدة ،فجزاه هللا
كما أتقدم بجزيل الشكر واالمتنان إلى أعضاء لجنة المناقشة الذين وافقوا على مناقشة
واثراء هذا العمل المتواضع ،كما ال يفوتني أن أتقدم بالشكر والعرفان إلى كل من ساعدني
سفيان
I
اإلهداء
إلى من داعباني صبيا وربياني صغي ار وأرشداني كبيرا ،والديا الكريمين أطـال هللا في عمرهما
إلى كل من يشهد أال إله إال هللا محمد رسول هللا (ﷺ).
سفيان
II
الملخص.
تهدف هذه الدراسة إلى توضيح عملية تحول المصارف التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر ،حيث
يعتمد تحول المصارف التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية على مبادئ ومداخل مختلفة تضمن المرور السهل
من نظام مصرفي ربوي إلى نظام مصرفي إسالمي ،ويمكن أن يكون التحول جزئيا أو كليا.
من خالل هذه الدراسة سيتم اإلشارة إلى تجربة الجزائر في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية ،بدأ بتبني
المصارف اإلسالمية في المنظومة المصرفية الجزائرية على غرار بنك البركة الجزائري وكذلك مصرف
السالم ،إلى غاية فتح النوافذ اإلسالمية على مستوى المصارف التقليدية مثل البنك الوطني الجزائري وغيره
من المصارف التقليدية العمومية والخاصة.
كما تجدر اإلشارة إلى أن جهود الدولة الجزائرية في هذا المجال قد خطت خطوات مهمة بداية من تبني
المصارف اإلسالمية بدأ من إصالحات قانون النقد والقرض 10-90إلى غاية صدور النظام 02-20
والذي يحدد العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات
المالية الذي يوضح عملية فتح النوافذ اإلسالمية على مستوى المصارف التقليدية.
الكلمات المفتاحية :الصيرفة اإلسالمية ،المصارف اإلسالمية ،النوافذ اإلسالمية ،التحول إلى الصيرفة
اإلسالمية ،العمل المصرفي اإلسالمي ،التحول الكلي ،التحول الجزئي.
III
Abstract.
This study aims to clarify the process of converting the conventional banks to Islamic banking
in Alegria, where conventional banks transformation to Islamic banks depends on different
principles and Entrances, It ensures easy passage from a conventional banking system to an
Islamic banking system, this converting can be partially or completely.
This study will will be mentioned the experience of Algeria of conversion to Islamic banking,
began with the adoption of Islamic banks in the Algerian banking system As Al Baraka Bank
of Algeria and Al Salam Bank, until the opening of Islamic windows in conventional banks,
like Algerian National Bank, and others conventional public and private banks.
It must mentioned the Algerian government efforts about adopting Islamic banks began with
the reforms of monetary and loan law 10-90 until the law 20-02 issue which determines the
banking operations related to Islamic banking and the rules for its practice by banks and
financial institutions, explains the process of opening Islamic windows in the conventional
banks.
keyword : Islamic banking; Islamic banks; Islamic windows; converting to islamic banking;
Islamic banking activity ; partial converting ; completely converting.
IV
فهرس المحتويات
فهرس المحتويات
الصفحة المحتـــوى
- آية قرآنية
I كلمة شكر
II اإلهداء
IV-III الملخص
IX-VI فهرس المحتويات
XI قائمة الجداول
XIII-XII قائمة األشكال
XV قائمة المالحق
XVI المقدمة العامة
أ أوال .تمــهيد
أ ثانيا .إشكالية الدراسة
ب ثالثا .فرضيات الدراسة
ج رابعا .أهمية الدراسة
ج خامسا .أهداف الدراسة
د سادسا .أسباب اختيار الموضوع
د سابعا .منهج الدراسة
ه ثامنا .حدود الدراسة
و تاسعا .الدراسات السابقة
ك عاش ار .ص ــعوبات الدراسة
ل إحدى عشر .هيكل الدراسة
52-2 الفصل األول :مدخل إلى المصارف اإلسالمية
2 تمـــهيد الفصل األول
3 المبحث األول :ماهية المصارف اإلسالمية
3 المطلب األول :تعريف ونشأة المصارف اإلسالمية
6 المطلب الثاني :خصائص وأهداف المصارف اإلسالمية
VI
فهرس المحتويات
VII
فهرس المحتويات
VIII
فهرس المحتويات
238-231 الخاتمة
232 أوال :اختبار الفرضيات
234 ثانيا :نتائج الدراسة
236 ثالثا :توصيات الدراسة
238 رابعا :آفاق الدراسة
261-240 قائمة المراجع
273-263 المالحق
IX
فهرس الجداول واألشكال
فهرس الجداول واألشكال
أوال :الجداول
()2017 2012
115 إجمالي الودائع في المصارف اإلسالمية والخاصة خالل الفترة ()20172012 02-10
117 إجمالي تمويالت المصارف اإلسالمية والخاصة خالل الفترة ()20172012 02 11
156 أهم بيانات البنك الوطني الجزائري 03 01
167 نسب توزيع األرباح الناجمة عن حساب االستثمار اإلسالمي الغير مقيد 03 02
168 نسب توزيع األرباح الناجمة عن حساب التوفير اإلسالمي بأرباح 03 03
190 القوائم المالية لمصرف اإلمارات اإلسالمي بعد التحول ()20082004 0401
192 نسبة السيولة العامة لمصرف اإلمارات اإلسالمي بعد التحول ()20082004 0402
193 أثر التحول حول ربحية مصرف اإلمارات اإلسالمي 0403
195 أثر التحول على توظيف الموارد المتاحة لدى مصرف اإلمارات اإلسالمي 0404
198 القوائم المالية لمصرف األهلي المتحد بعد التحول ()20142010 0405
200 نسبة السيولة العامة لمصرف األهلي المتحد بعد التحول ()2014-2010 0406
201 أثر التحول حول ربحية مصرف األهلي المتحد 0407
202 أثر التحول على توظيف الموارد المتاحة لدى مصرف األهلي المتحد 0408
224 أهم بيانات بنك المشرق اإلماراتي 0409
XI
فهرس الجداول واألشكال
ثانيا :األشكال
115 حصة المصارف العمومية والمصارف الخاصة من القروض خالل سنة 2017 02 14
116 حصة المصارف اإلسالمية من الودائع مقارنة بإجمالي الودائع بالمصارف الخاصة 02- 15
117 نسبة الودائع في المصارف اإلسالمية مقارنة بالمصارف العمومية والخاصة لسنة 2017 02 16
118 حصة تمويالت المصارف االسالمية من مجموع تمويالت المصارف الخاصة األخرى 02- 17
لسنة 2017
158 الهيكل التنظيمي لمديرية المالية اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري 03-01
XII
فهرس الجداول واألشكال
159 الهيكل التنظيمي لمديرية االستغالل المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني 03-02
159 الهيكل التنظيمي لمديرية المالية ومراقبة تسيير المخاطر المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية 03-03
XIII
فهرس المالحق
فهرس المالحق
XV
المقدمة العامة
المقدمة العامة
أوال :تمهيد.
شهد نشاط المالية اإلسالمية في العالم توسعا كبي ار خالل السنوات األخيرة ،مما جعلها أحد أهم مكونات النظام
المالي العالمي ،حيث استطاعت أن تفرض نفسها في الساحة المالية العالمية لتصبح من بين أهم القطاعات
المالية ديناميكية ونموا ،وهذا راجع لخصائصها التي تميزها عن باقي األنظمة المالية العالمية القائمة كونها
ترتكز على مبدأ التعامل بأحكام الشريعة اإلسالمية التي تحرم الربا أخذا وعطاءا.
عقب األزمة المالية العالمية 2008عرفت المصارف اإلسالمية انتشا ار وتطو ار ملحوظا نظ ار لمساهمتها في
استقرار النظام المالي العالمي بحكم أنها ال تتعامل بالربا الذي اتفق الخبراء أنه السبب الرئيسي الذي أدى إلى
حدوث هذه األزمة ،وعليه فقد سارعت المصارف التقليدية عبر العالم إلى تبني عملية التحول إلى العمل
المصرفي اإلسالمي من خالل تسويق منتجات المالية اإلسالمية ،وعلى غرار الجزائر التي سعت إلى تطوير
منظومتها المصرفية بفتح مجال النشاط أمام المصارف اإلسالمية سنة 1991ضمن إصالحات قانون النقد
والقرض ،90/10وفي إطار اإلصالحات المستمرة للنظام المصرفي الجزائري تم اصدار النظام 18-02
المؤرخ في 4نوفمبر 2018الذي رخص بفتح نوافذ إسالمية على مستوى المصارف التقليدية ،ليعزز بعدها
بالنظام 20-02الذي حدد العمليات المصرفية الخاصة بالصيرفة اإلسالمية وكذا شروطها وقواعد ممارستها
من طرف المصارف والمؤسسات المالية سعيا نحو تلبية احتياجات ومتطلبات الزبائن في السوق المصرفي.
أمام التوجه المتزايد نحو الصيرفة اإلسالمية والنتائج اإليجابية المحققة من طرف المصارف التقليدية بعد تحولها
إلى الصيرفة اإلسالمية في الكثير من الدول من جهة ،وتميز البيئة المصرفية الجزائرية بمحدودية العمل
المصرفي المتوافق مع أحكام الشريعة االسالمية ،وكذلك نظامها المصرفي المغلق على ذاته عجز على
استقطاب الفوائض المالية الموجودة خارج المنظومة المصرفية في مجتمع يضع الجانب العقائدي ضمن أولوياته
في المعامالت المالية من جهة أخرى ،أصبح لزاما على المصارف التقليدية التوجه نحو العمل المصرفي
اإلسالمي وتقديم منتجات وخدمات توافق رغبات عمالئها كإجراء منها الستقطاب الفوائض المالية من شريحة
العمالء التي ترفض التعامل بالربا أخذا وعطاءا.
ضمن هذا السياق والتصور جاء موضوع هذا البحث لإلجابة على التساؤل الرئيسي التالي:
أ
المقدمة العامة
.2ما المقصود بتحول المصارف التقليدية إلى مصارف إسالمية ودوافعه؟ وماهي أهم المداخل المنتهجة في
ذلك؟
.3ما هي متطلبات تحول المصارف التقليدية الجزائرية إلى العمل المصرفي اإلسالمي؟
.4ما هي المعوقات التي تواجهها المصارف التقليدية في عملية التحول إلى العمل المصرفي الموافق ألحكام
الشريعة اإلسالمية في الجزائر؟
.6ما مدى نجاح التجارب العالمية في التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي بمختلف مداخله؟
.1إن تحول المصارف التقليدية الجزائرية إلى الصيرفة اإلسالمية يمكن أن يكون بدافع االلتزام بمبادئ الشريعة
اإلسالمية واالبتعاد عن الربا.
.2يعتبر الطلب المتزايد على منتجات وخدمات الصيرفة اإلسالمية محف از ودافعا أساسيا للمصارف التقليدية
للتحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي.
.3تواجه عملية تحول المصارف نحو الصيرفة اإلسالمية العديد من العقبات القانونية والشرعية واإلدارية تحول
دون نجاحها مما يؤثر سلبا على وضعية المصرف.
.4يقتضي تحول المصارف التقليدية في الجزائر إلى الصيرفة اإلسالمية توفر متطلبات قانونية ،شرعية،
ومحاسبية.
.5تعتبر تجارب تحول المصارف التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية باختالف مداخلها والنتائج المرضية التي
تحققها محف از قويا للمصارف التقليدية لخوض تجربة التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي.
ب
المقدمة العامة
تبرز أهمية الدراسة في القيمة البحثية واإلضافة العلمية ،حيث يكتسي موضوع الدراسة أهمية علمية وأكاديمية
بالغة نذكرها فيما يلي:
.1يعتبر تحول المصارف التقليدية إلى العمل المصرفي الموافق ألحكام الشريعة اإلسالمية خطوة هامة وسعيا
منها نحو التخلص من المعامالت المصرفية الربوية.
.2تعرف دراسة المصارف اإلسالمية في النظام المصرفي الجزائري بالمحدودية وبحداثة األخذ بها من طرف
المصارف التقليدية الجزائرية مما يتطلب توضيح الكثير من التفاصيل واقتراح بعض اإلجراءات التي تمكن هذه
األخيرة في الخوض في هذه التجربة ،خاصة بعد اإلصالحات المصرفية األخيرة التي ترخص للمصارف
التقليدية بتسويق المنتجات الخاصة بالصيرفة اإلسالمية.
.3اعتبار الصيرفة اإلسالمية من بين الحلول المثلى لألزمات المالية وهي البديل للنظام المالي الحالي وهذا
بعد خروجها من األزمة المالية العالمية بأقل الخسائر مقارنة بالمصارف والمؤسسات المالية الربوية.
.2إبراز أهم العقبات التي تواجه عملية تحول المصارف التقليدية إلى العمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية.
.3معرفة مدى قدرة المصارف التقليدية الجزائرية من االستفادة من التجارب العملية للعديد من المصارف
التقليدية التي تحولت فعال للعمل المصرفي اإلسالمي.
.5تحديد أهم العوامل والمتطلبات التي تؤثر في نجاح عملية التحول إلى المصرفية اإلسالمية في الجزائر.
.6استعراض واقع الصيرفة اإلسالمية في الجزائر مع عرض تجربة البنك الوطني الجزائري الذي أتم عملية
التحول من خالل فتحه لنوافذ إسالمية لتسويق المنتجات اإلسالمية الموافقة لمبادئ الشريعة اإلسالمية.
ج
المقدمة العامة
.7الرغبة في التعرف على تجارب بعض الدول في مجال التحول الكلي أو الجزئي للمصارف التقليدية إلى
الصيرفة اإلسالمية وابراز مدى االستفادة من هذا التحول.
من األسباب التي دفعتنا إلى اختيار هذا الموضوع نذكرها كما:
.1االهتمام والميول الشخصي لكل الدراسات ذات الصلة بالمالية واالقتصاد اإلسالمي.
.2الموضوع يندرج ضمن تخصص العلوم المالية والمصرفية وهو مجال تخصصنا.
.3تكملة بعض النقائص في الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع كونه حديث في المجال المصرفي.
.4محاولة تزويد المكتبة الجامعية التي تعرف ندرة بالنسبة لهذا الموضوع بسبب حداثته.
.5تقديم دراسات يعتمد عليها من طرف المصارف التقليدية عند رغبتها في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية.
.6الرغبة في دراسة إمكانية زيادة المعامالت المصرفية اإلسالمية في البيئة المصرفية الجزائرية ،عن طريق
نشر الوعي لدى المجتمع الجزائري بمدى أهمية الصيرفة اإلسالمية بما يتوافق ومعتقداته الدينية.
.7معرفة مدى نجاح تجارب البلدان السباقة إلى التحول للعمل المصرفي اإلسالمي لتصبح نموذجا لكل
المصارف التقليدية التي تريد خوض تجربة التحول إلى الصيرفة اإلسالمية.
نظ ار لطبيعة الموضوع وبغية اإلحاطة بمختلف جوانبه ولإلجابة على التساؤالت المطروحة واختبار صحة
الفرضيات تم االعتماد على المنهج الوصفي والتحليلي ،وهذا لمعالجة الجانب النظري للدراسة من خالل سرد
المفاهيم النظرية لظاهرة تحول المصارف التقليدية إلى الصرفية اإلسالمية ،كما اعتمدنا أيضا على منهج دراسة
حالة لواقع الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وتقييمه خاصة بعد صدور النظام 02-20الذي يسمح للمصارف
التقليدية بالتحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي ،وكذلك تحليل مختلف التجارب العالمية للتحول إلى الصيرفة
اإلسالمية بمختلف مداخلها وأنواعها لالستفادة منها من طرف المصارف التقليدية الجزائرية التي ترغب في
التحول إلى العمل المصرفي الموافق ألحكام الشريعة اإلسالمية.
د
المقدمة العامة
من أجل اإلجابة على اإلشكالية الرئيسية واألسئلة الفرعية ،تم تحديد حدود الدراسة على الشكل التالي:
.1الحدود المكانية :تفاوتت الحدود المكانية للدراسة من فصل آلخر ،حيث تم التطرق إلى حالة الجزائر وجهازها
المصرفي وواقع الصيرفة اإلسالمية بصفة عامة ،وبالتركيز على حالة تحول البنك الوطني الجزائري بصفة
خاصة باعتباره أول المصارف التقليدية الذي خاض تجربة التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي ،كما تطرقنا
في الفصل الرابع إلى عدة تجارب عالمية للتحول إلى الصرفية اإلسالمية بمختلف مداخله إما من خالل التحول
الكلي أو فتح فروع أو نوافذ على مستوى المصارف التقليدية ولقد اخترنا لدراسة التجارب العالمية كل من:
مصرف اإلمارات اإلسالمي ،مصرف األهلي المتحد ،مصرف األهلي التجاري ،المصرفي السعودي-الفرنسي،
مصرف المشرق ،مصرف بوميبت ار الماليزي.
.2الحدود الزمانية :يحوي موضوع الدراسة حدودا زمنية مختلفة ،وهذا الختالف فصول البحث في تناول
الموضوع من دراسة حالة الجزائر ،ودراسة البنك الوطني الجزائري ،وكذا دراسة بعض التجارب الدولية في
مجال التحول إلى الصيرفة اإلسالمية ،فيمكن تبيان الحدود الزمنية للدراسة كما يلي كما يلي:
أ -.بالنسبة لدراسة حالة الجزائر :فقد تم التطرق إلى وضعية الجهاز المصرفي الجزائري خالل الحدود الزمنية
الممتدة من فترة ما بعد االستقالل ( ) 1962التي عرفت بداية إصالحات مصرفية إلى غاية سنة ،2003
ثم إلى غاية سنة 2021حيث ميز هذه الفترة صدور تعليمات و أنظمة خاصة بتنظيم الجهاز المصرفي عامة
والصيرفة اإلسالمية خاصة ،وبعدها تم دراسة واقع المصارف اإلسالمية العاملة في الجزائر على غرار بنك
البركة الجزائري ومصرف السالم خالل الفترة ( ،) 2019 – 2012وفي األخير تم التعرض لحالة البنك
الوطني الجزائري بعد تحوله للعمل المصرفي اإلسالمي من سنة 2020إلى غاية .2021
ب .بالنسبــة للتجارب الدوليــة :تم دراسة ستة ( )06تجارب مصرفية دولية تتباين حدودها الزمنية كما يلي:
ه
المقدمة العامة
حيث اعتمدنا خالل الدراسة على التقارير السنوية للمصارف محل الدراسة وكذا مواقعها الرسمية ،إلى جانب
مختلف والمواقع اإللكترونية التي تعرض هذه التجارب.
يوجد العديد من الدراسات التي تطرقت إلى عدة جوانب من هذا الموضوع ،لكننا قمنا بختيار أهم هذه الدراسات
التي لها عالقة مباشرة بموضوع الدراسة ،نذكرها كما يلي:
.1دراسة (سعود محمد عبد هللا الربيعة )1989 ،بعنوان :تحول المصرف الربوي إلى مصرف إسالمي
ومقتضياته ،رسالة ماجيستير في االقتصاد اإلسالمي بجامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية ،حيث تناولت
الدراسة األسس العقـديـة والشرعية واالقتصـاديـة التي انبثقت منها فكرة تحويل المصرف الربـوي إلى مصـرف
إسالمي في ظل اقتصاد ربـوي ،ثم مقتضيات هـذا التحول في جـوانبه االقتصادية واإلدارية والمحاسبية والشرعية،
ثم كيفيـة إتمام عملية التحـول وآثـارهــا المتوقع ـة ،ومن أهم ما خلصت إليه الدراسة:
-أن حاجة تعامل المصرف اإلسالمي المتحول مع المصارف الربوية تنحصر في تمويل االعتمادات
المستندية ،تمويل الحسابات الجارية ألغراض التحويل ،دون أن يضطر لدفع الفوائد.
-أن ممارسة البنك المركزي وظيفة الملجأ األخير للمصارف التجارية على أساس القرض بفائدة يخالف أحكام
الشريعة ،وأن المصرف المركزي يمكن أن يمارس هذه الوظيفة على أساس المضاربة.
-أن قيام البنك المركزي بتسعير خدمات المصرف المتحول يخالف أحكام الشرع اإلسالمي الحنيف.
-أن طبيعة نشاط المصرف المتحول تتطلب السماح له بتملك األصول الثابتة والمنقولة.
-إن استحداث وظيفة هيئة الرقابة الشرعية في الهيكل التنظيمي للمصـرف المتحول أمر في غاية األهمية
لضمان سالمة أعماله المصرفية من المحاذير الشرعية ،وكسب ثقة الجمهور.
-أن صياغة خطة التحول في جداول زمنية يكفل تنفيذ إجراءات التحول بدقة ودون تأخر ويقلل األخطاء.
و
المقدمة العامة
-أن تنفيذ برامج إعادة التدريب والتأهيل على مستوى المصرف المتحول ضروري جدا لنجاح عملية التحول.
-أن أسلوب التحول المرحلي هو أفضل أسلوب لتحول المصرف الربوي إلى مصرف إسالمي.
.2دراسة (مصطفى ابراهيم محمد مصطفى )2006 ،بعنوان :تقييم ظاهرة تحول البنوك التقليدية للمصرفية
اإلسالمية-دراسة تطبيقية عن تجربة بعض البنوك السعودية ،رسالة ماجستير في االقتصاد
اإلسالمي ،الجامعة األمريكية المفتوحة بمصر ،ولقد تناولت الدراسة أهم مبادئ التحول وأنواعه ،وأهم المداخل
التي اعتمدتها المصارف التقليدية في تحولهـا نحـو المصرفية اإلسالمية ،وكذلك دراسة وتقييم ظاهرة تحول البنوك
التقليدية للمصرفية اإلسالمية العالمية عامة والسعودية خاصة ،وكذا مختلف العقبات التي تواجه البنوك التقليدية
عند تحولها للمصرفية اإلسالمية مع اقتراح الحلول المالئمة للحد من هذه العقبات مع استعراض بعض آراء
الخبراء االقتصاديين والعلماء الشرعيين حول ظاهرة التحول بين مؤيد ومعارض ،وحكم التعامل مع البنوك
التقليدية التي تقدم المنتجات المصرفية اإلسالمية ،ولقد خلصت الدراسة إلى ما يلي:
-أنـه يجب على البنك الذي يرغب في هذا التحول أن تتوفر لديه النية واإلرادة الصادقة من قبل المسئولين
عن عملية التحول ،ووضع خطة استراتيجية محددة المراحل ومعلنة منذ البداية للعاملين والعمالء والمجتمع،
وأن يتوفر لها الدعم الكافي من اإلدارة العليا بالبنك ،والتأييد والدعم من السـلطات الرقابية.
-تتباين مبررات التحول في المصارف السعودية ،منها دوافع عقدية ومنها دوافع ربحية.
-مدخل التحول الكامل إلى الصيرفة اإلسالمية ليس محل إجماع لكل المصارف السعودية.
.3دراسة (مريم سعد رستم ،)2014 ،بعنوان :تقييم مداخل تحول المصارف التقليدية إلى مصارف إسالمية
– نموذج مقترح للتطبيق على المصارف السورية ،-أطروحة دكتوراه في العلوم المالية والمصرفية بجامعة
حلب بسوريا ،حيث تناولت الدراسة بيان مفهوم التحول ومداخله ومتطلباته والعقبات التي تواجه تطبيقه ،وكذا
مقارنة أداء المصارف محل الدراسة وذلك قبل وبعد التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي بهدف التعرف على
أثر التحول بمختلف مداخله على أداء المصارف التقليدية ،إلى جانب مقارنة أداء المصارف محل الدراسة
وذلك بعد التحول للتوصل إلى المدخل األمثل للتحول ،وفي األخير اقترحت الباحثة نموذج عملي لتحول
المصارف التقليدية للمصرفية اإلسالمية يالئم طبيعة المصارف التقليدية في سوريا.
ولقد توصلت الباحثة إلى عدة نتائج نذكر أهمها فيما يلي:
ز
المقدمة العامة
-تحسن عدة مؤشرات على مستوى المصارف المتحولة ( مؤشر السيولة ،الربحية ،العائد )...
.4دراسة (يزن خلف سالم العطيات )2007 ،بعنوان :تحول المصارف التقليدية للعمل وفق أحكام الشريعة
اإلسالمية-دراسة لبيان مدى إمكانية التطبيق في األردن ،-أطروحة دكتوراه تخصص مصارف إسالمية،
باألكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية ،حيث تناولت هذه الدراسة مفهــوم التحول ،ودوافعـه ،ومصادره،
وأنواعـه ،وأهـم المتطلبات والعقبـات التي تواجه تنفيذه ،باإلضـافة إلــى الحكم الشرعي للتحول ،وأهــم المسائل
الفقهية الناجمة عنه ،وكذا التعرف على أبـرز العوامـل والمتغيرات التـي قـد تـؤثر فـي إمكانية تحول المصارف
التقليدية في األردن للعمل المصرفي اإلسالمي ،مع القيام بدراسة ميدانية من خالل اعداد استبيان تم توزيعه
على العديد من اإلدارات العامة للمصارف التقليدية األردنية ،ولقد توصل الباحث إلى النتائج التالية:
-ال يشترط على المصرف التخلص مـن األمـوال الربوية المقبوضـة الناتجـة عـن أعمالـه قبل التحول.
-أثبت الواقع العملي نجاح تجربة أغلب المصارف التقليدية التي تحولت كليا للعمل المصرفي اإلسالمي.
-تـؤثر معظـم المتغيرات التـي احتوتهـا فرضيات الد ارسـة فـي إمكانية تحـول المـصارف التقليدية في األردن،
مثل نجاح المصارف اإلسالمية العاملة في مجال الصيرفة اإلسالمية.
-أن توفر سوق مالي يقـدم األدوات الماليـة اإلسالمية يـؤثر على عملية التح ــول ف ــي األردن.
.5دراسة (سياخن مريم )2019 ،بعنوان :امكانية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء
تجارب عالمية ،أطروحة دكتوراه تخصص مالية وبنوك جامعة البليدة 2بالجزائر ،حيث تطرقت الدراسة إلى
اإلطار الفكري والمفاهيمي للمصارف اإلسالمية وكذلك إلى ماهية التحول ومبادئه وضوابطه الشرعية ،ومختلف
مداخله إلى جانب متطلبات وعقبات التحول ،وكذا عرض مختلف التجارب الرائدة في مجال التحول إلى
الصيرفة اإلسالمية حسب المدخل المعتمد من كل مصرف ،وختمت البارحة دراستها بعرض واقع تحول
المصارف اإلسالمية الجزائرية إلى الصيرفة اإلسالمية على غرار مصرف السالم والبركة الجزائري وبعض
المصارف التقليدية التي فتحت نوافذ إسالمية ،وتوصلت الباحثة في األخير إلى النتائج التالية:
-التحول للصيرفة اإلسالمية له عدة أشكال ،تختلف باختالف الطريقة المنتهجة من كل مصرف تقليدي.
-تحتاج عملية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية لخطة واضحة المعالم ،تقترح من الخبراء في هذا المجال.
ح
المقدمة العامة
-ضرورة استعانة المصرف التقليدي الراغب في التحول بالهيئة الشرعية التي تساعده على توضيح مختلف
الضوابط الشرعية التي تتطلبها عملية التحول ،تفاديا للوقوع في المحظور الشرعي.
-تحتاج عملية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية إلى العنصر البشري المؤهل العمل المصرفي اإلسالمي.
-تبنت العديد من المصارف التقليدية الدولية أحد مداخل التحول المعروفة (كلي أو جزئي).
-يمكن تطبيق التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في المصارف التقليدية الجزائرية عبر مراحل.
6ـ دراسة (معارفي فريدة )2015 ،بعنوان :استراتيجية تحول البنوك التقليدية إلى بنوك إسالمية-دراسة
إستشرافية للعمل المصرفي في الجزائر ،-أطروحة دكتوراه تخصص نقود وتمويل بجامعة بسكرة ،الجزائر،
والتي تناولت اإلطار العام لظاهرة تحول البنوك التقليدية إلى بنوك إسالمية مع توضيح الخطة اإلستراتيجية
التي يتبناها مدراء البنوك التقليدية وصانعي القرار عند التحول إلى ممارسة أعمال المصارف اإلسالمية من
حيث آليات التحول ،ومتطلباته ،والمعوقات التي تواجهه ،وكذا عرض تجارب بنوك تقليدية عربية وعالمية في
تحولها نحو الصيرفة اإلسالمية تبعا للمداخل الثالث ،وبعدها تشخيص واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى
انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي مع تقديم رؤية استشرافية لمدى إمكانية تحول البنوك التجارية الجزائرية
إلى العمل وفق شأنه التوجه المستقبلي ،ولقد خلصت الدراسة إلى ما يلي:
-تنطلق فكرة التحول المصرفي في البالد اإلسالمية من دوافع عقائدية ،وبدوافع ربحية في الدول الغربية.
-تختلف أشكال تحول البنوك التقليدية لممارسة أعمال الصيرفة اإلسالمية بين التحول الكلي أو الجزئي.
-يقتضي نجاح التحول إلى الصيرفة اإلسالمية توفير المتطلبات القانونية ،واإلدارية ،والمحاسبية ،والشرعية
من جهة ،ورغبة السلطة السياسة والنقدية وخلفية المجتمع الدينية من جهة أخرى.
-يقتضي التحول المصرفي تصميم خطة استراتيجية واضحة تستند لما يالئم المصرف المتحول.
-يتطلب نجاح فتح نوافذ للمعامالت اإلسالمية في المصارف التقليدية الجزائرية وجود هيئة رقابة شرعية.
-يتطلب تأسيس فروع إسالمية مستقلة عن المصارف التقليدية الجزائرية إعادة تصميم هيكل تنظيمي يتالءم
والوضع المتحول إليه ،واعداد جداول زمنية تكفل تنفيذ إجراءات التأسيس بدقة ودون تأخر.
ط
المقدمة العامة
.7دراسة ( بوطبة صرينة )2017 ،بعنوان :مساهمة الهندسة المالية اإلسالمية في تحول البنوك الربوية
إلى بنوك إسالمية -دراسة تجارب بعض الدول ،-أطروحة دكتوراه تخصص اقتصاديات الوساطة المالية
بجامعة بسكرة الجزائر ،ولقد تطرقت الباحثة خالل هذه الدراسة لعرض اإلطار العام لعملية تحول البنوك الربوية
الى بنوك إسالمية ،وكذا الدور الذي تلعبه الهندسة المالية اإلسالمية في عملية التحول ،فضال عن قدرتها
على تخفيض المخاطر ،ثم عرض واقع الصيرفة اإلسالمية في كل من الكويت والمملكة العربية السعودية
باإلضافة إلى عرض تجارب البنوك تقليدية التي أتمت عملية التحول في كل من الدولتين مع تقييم هذه
التجارب ،ومن نتائج هذه الدراسة نذكر ما يلي:
-ضرورة ابتكار األدوات المالية اإلسالمية من طرف المصارف اإلسالمية لتزايد الطلب عليها.
-تتطلب عملية تحول البنوك التقليدية نحو الصيرفة اإلسالمية تظافر جهود كل من العاملين فيها ،التسهيالت
المقدمة من البنك المركزي ودوره الرقابي واإلشرافي ،الهيئة الشرعية إليجاد الحلول المختلفة.
-يقع على عاتق إدارة الفروع والنوافذ اإلسالمية بذل المزيد من الجهود لتطوير المنتجات المالية اإلسالمية
-أن تسابق المصارف التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية اعتراف منها بنجاح الصيرفة اإلسالمية.
-يمكن استخدام الفروع والنوافذ اإلسالمية كوسيلة للتحول التدريجي للبنوك التقليدية للصيرفة اإلسالمية.
.8دراسة (أبو جاهد دراسو أتموجو األندونيسي )2013 ،بعنوان :تحول المصرف التقليدي إلى مصرف
إسالمي في الفقه اإلسالمي وتطبيقاته في إندونيسيا :دراسة مقارنة ،أطروحة دكتوراه بكلية الشريعة بأم درمان
جامعة السودان ،ولقد تطرق الباحث إلى خصائص ومميزات تحول المصارف التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية،
ومدى مطابقـة وسائل االستثمار المطبقـة عند التحـول لمبادئ الشريعة اإلسالمية ،مع إفادة المصارف اإلسالمية
بإندونيسيا مما حققته المصارف اإلسالمية بالسـودان مـن إنجـازات في مجـال تـحـول المصـرف التقليـدي إلـى
مـصـرف إسالمي ،وخلصت الدراسة إلى النتائج التالية:
-ما يميز النظام المصرفي اإلسالمي من النظام التقليدي هي آليات توظيف أموال المصارف اإلسالمية.
-تطبيق النظام المصرفي السالمي في اندونيسيا ليس باألمر السهل بل يحتاج إلى تلقين الشريعة اإلسالمية
الصحيحة لكل المسلم في إندونيسيا واقناعهم بضرورة التخلي عن الربا المحرم شرعا.
-ضرورة تطبيـق المـنهج المصارف اإلسالمي في اندونيسيا لتحقيق العدالة والرفاهية في المجتمع.
ي
المقدمة العامة
-ضرورة استفادة المصارف االندونيسية من التجارب السودانية في مجال التحول المصرفي اإلسالمي.
-االهتمام بالبحوث وادارة زكاة العمالء يساهم كثي ار في تنمية الكوادر البشرية في مجال الصيرفة اإلسالمية.
بناءا على ما تقدمت به الدراسات السابقة تتمثل اإلضافة العلمية لبحثنا المقدم تتمثل في النقاط التالية:
-محاولة إجراء دراسة تقييمية على تجارب بعض المصارف التقليدية التي خاضت تجربة التحول بهدف
التعرف على مدى نجاح هذه التجارب ،وكذلك محاولة الوصول إلى المدخل األمثل للتحول.
-عرض واقع الجهاز المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي مع عرض تجربة كل
من مصرف السالم وبنك البركة الجزائري ومدى مساهمته في تطوير الجهاز المصرفي الجزائري.
-وضع نموذج عملي للتحول من الصيرفة التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية والمتمثلة في البنك الوطني الجزائري
مع وضع الخطوات التفصيلية للتحول إلى الصيرفة اإلسالمية حسب النظام رقم .02-20
من المعلوم أنه ال يخلوا أي بحث أكاديمي من صعوبات يواجهها الباحث أثناء عملية البحث ،والتي نذكر أهمها
على سبيل الذكر ال الحصر:
.1قلة المراجع التي تناولت الموضوع خاصة في الجزائر كون الموضوع حديث في المجال المصرفي.
.2الصعوبات المتعلقة بالجانب الشرعي وهذا من ناحية فهم اآلراء والمصطلحات الفقهية كون الباحث
متخصص في الجانب االقتصادي.
.3صعوبة الحصول على بعض المعلومات واالحصائيات خاصة القوائم المالية لبعض المصارف الدولية التي
كانت محل تجارب للتحول إلى الصيرفة اإلسالمية ،وهذا لعدم عرضها على مواقعها الرسمية.
.4رفض المصارف التقليدية المحلية التي شرعت في عملية التحول للصيرفة اإلسالمية منح المعلومات الالزمة
الستخدامها في البحث خاصة المتعلقة بالجانب المالي (القوائم المالية) ،وكذا الخطوات التي اعتمدتها المصارف
التقليدية الجزائرية في سبيل تحولها إلى العمل المصرفي اإلسالمي وهذا بداعي سرية المعلومات.
.5صعوبة التنقل إلى مختلف المكتبات الجامعية وكذلك المصارف للحصول على المعلومات الضرورية وهذا
بسبب جائحة كورونا ( .) COVID19
ك
المقدمة العامة
بهدف اإلحاطة بجوانب الموضوع تم تقسيم البحث إلى أربعة فصول وهي:
الفصل األول" :مدخل إلى المصارف اإلسالمية" :ويتضمن ثالثة مباحث ،يتناول المبحث األول ماهية المصارف
اإلسالمية ،أما المبحث الثاني فتناول مصادر األموال في المصارف اإلسالمية ،والمبحث الثالث تطرقنا فيه
إلى استخدامات األموال في المصارف اإلسالمية.
الفصل الثاني" :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي" ويتضمن ثالثة
مباحث ،فتم التطرق في المبحث األول إلى النظام المصرفي الجزائري قبل صدور قانون النقد والقرض
( ،)90/10وفي المبحث الثاني إلى النظام المصرفي الجزائري بعد صدور قانون النقد والقرض ( ،)90/10أما
في المبحث الثالث فتناولنا فيه مساهمة المصارف اإلسالمية في ترقية النظام المصرفي الجزائري.
الفصل الثالث " :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه " :ويتضمن ثالثة مباحث ،حيث
يتناول المبحث األول مفهوم التحول إلى الصيرفة اإلسالمية ،أما المبحث الثاني فتناولنا فيه مداخل التحول إلى
الصيرفة اإلسالمية وآفاقها في الجزائر ،والمبحث الثالث تطرقنا فيه إلى مبررات ،متطلبات ،وعقبات التحول
إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر.
الفصل الرابع " :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية" ويتضمن ثالثة مباحث ،حيث تم
التطرق في المبحث األول إلى بعض التجارب العالمية في التحول الكامل إلى الصيرفة اإلسالمية ،وفي المبحث
الثاني تعرضنا لبعض التجارب العالمية في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية عن طريق فتح فروع إسالمية ،أما
في المبحث الثالث فتناولنا فيه بعض التجارب العالمية في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية عن طريق فتح نوافذ
إسالمية.
وخاتمة تضمنت الخالصة ،اختبار الفرضيات ،نتائج الدراسة ،وآفاق الدراسة.
ل
الفصل األول:
مدخل إلى المصارف
اإلسالمية
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
بعد هيمنة المصارف التقليدية لفترة طويلة على مختلف الجوانب االقتصادية والمالية للدول ،ظهر إلى
فكر اقتصاديا ذا طبيعة خاصة ومختلف تماما على المبادئ التي يقوم
الوجود نوع جديد من المصارف تتبنى ا
عليها كل من الفكر االقتصادي الشيوعي والرأسمالي ،هذه المصارف تسمى بالمصارف اإلسالمية تعتمد
أساسا في عملها على قواعد وأحكام الشريعة اإلسالمية التي تمنع التعامل بالربا الذي كان أساس معامالت
المصارف التقليدية ،حيث تعمل هذه المصارف اإلسالمية على غرس القيم واألخالق اإلسالمية من أجل
تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية لألمم.
في فصلنا هذا نحاول تسليط الضوء على المصارف اإلسالمية من حيث تعريفها ،ونشأتها ،وأهم
خصائصها واألهداف التي تسعى لتحقيقها ،إلى جانب أهم الخدمات التي تقدمها وكذا مختلف مصادر
األموال فيها ،وفي األخير نبين أهم الصيغ التمويلية في هذه المصارف وكذا أهم التحديات التي تواجه عملها
مع اقتراح بعض الحلول لمواجهة هذه التحديات.
2
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
نتناول في هذا المبحث تعريف ونشأة المصارف اإلسالمية ،وكذا خصائص وأهداف المصارف اإلسالمية،
باإلضافة إلى الفروقات األساسية بين المصارف التقليدية واإلسالمية.
قبل إعطاء تعريف للمصارف اإلسالمية ،نحاول تبيان كل من المعنى اللغوي واالصطالحي لكلمة مصرف.
1
.1المعنى اللغوي« :إسم مكان مشتق من الصرف»
.2المعنى االصطالحي :عرفه أحدهم أنه «منشأة تنصب عملياتها الرئيسية على تجميع النقود الفائضة عن
حاجة الجمهور ،أو منشآت األعمال أو الدولة لغرض إقراضها لآلخرين وفق أسس معينة ،أو استثمارها في
2
أوراق مالية محددة».
بعد إعطاء التعريف اللغوي واالصطالحي للمصرف ،نحاول تبيان ووصف معنى المصارف اإلسالمية:
أ .يعرفها الدكتور محسن أحمد الخضيري «البنك اإلسالمي مؤسسة نقدية مالية تعمل على جذب الموارد
النقدية من أفراد المجتمع وتوظيفها توظيفا فعاال يكفل تعظيمها ونموها في إطار القواعد المستقرة للشريعة
اإلسالمية وبما يخدم شعوب األمة ويعمل على تنمية اقتصادياتها»3؛
ب .يعرف الدكتور عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي المصارف اإلسالمية بقوله «المصرف اإلسالمي هو مؤسسة
4
مالية مصرفية تزاول أعمالها وفق أحكام الشريعة اإلسالمية»؛
عبد الزاق رحيم جدي الهيتي ،المصارف اإلسالمية بين النظرية والتطبيق ،الطبعة األولى ،دار أسامة ،األردن ،1998 ،ص.26 1
خليل الشماع ،إدارة المصارف ،الطبعة الثانية ،مطبعة الزهراء ،بغداد ،1975 ،ص.11 2
محسن أحمد الخضيري ،البنوك اإلسالمية ،إيتراك للنشر والتوزيع ،القاهرة ،بدون سنة نشر ،ص.17 3
عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ،مرجع سبق ذكره ،ص.174 4
3
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
جـ .عرفها الدكتور أحمد النجار كما يلي «يقصد بالمصارف أو بيوت التمويل اإلسالمية ،تلك المؤسسات التي
تباشر األعمال المصرفية ،مع التزامها باجتناب التعامل بالفوائد الربوية ،أخذا وعطاء بوصفه تعامال محرما
1
شرعا باجتناب أي عمل مخالف ألحكام الشريعة اإلسالمية»؛
د .عرفها الدكتور أبوبكر هاشم أبو بكر «مؤسسة مالية اقتصادية تلتزم بأحكام ومقاصد الشريعة اإلسالمية
في تعبئة الموارد وتوظيفها وفقا لصيغ تمويلية واستثمارها تتوافق والضوابط الشرعية بما يخدم أهداف التنمية
2
االقتصادية واالجتماعية في المجتمع اإلسالمي»؛
من خالل التعاريف السابقة الذكر نستنتج أن المصارف اإلسالمية :هي تلك المؤسسات النقدية المالية التي
تقوم بمختلف المعامالت المالية ،التجارية واالستثمارية وفقا لمبادئ الشريعة اإلسالمية والقائمة أساسا
على مبدأ عدم التعامل بالربا لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية للمجتمعات.
ال شك أن مختلف المعامالت المالية التي كانت سائدة في الدول اإلسالمية عبر العصور كانت قائمة على
أحكام وتعاليم الشريعة اإلسالمية ،حيث يعتبر بيت مال المسلمين أول مؤسسة مالية ترعى شؤون واحتياجات
المسلمين في ذلك الوقت ،إال أن االستعمار الذي أطال معظم البلدان اإلسالمية وكذا الغزو الفكري
واالقت صادي لها أدى إلى الركود والتأخر في تطور المعامالت اإلسالمية فيها ،وفي المقابل ظهرت أنظمة
ربوية بديلة توغلت في المجتمعات اإلسالمية وعملت على التأثير على الحكومات اإلسالمية بدعوى تحرير
التجارة وتشجيع االستثمارات إلصدار القوانين المقننة للفوائد الربوية.
ومنذ مطلع النصف الثاني من القرن العشرين تبلورت فكرة ضرورة استبعاد الربا من المعامالت المالية،
فكانت أول محاولة إلنشاء مصرف إسالمي في إحدى المناطق الريفية «بباكستان» في الخمسينيات من القرن
العشرين حيث ظهرت مؤسسة تقوم باستقبال الودائع من مالكي األراضي وتقديمها كقروض للمزارعين لتحسين
مستواهم المعيشي وتحسين نشاطهم الزراعي ،دون أن يتلقى أصحاب الودائع أي عائد على ودائعهم ،كما أن
رشيد درغال ،دور المصارف في تعبئة الموارد المالية للتنمية :دراسة مقارنة بين المصارف التقليدية والمصارف االسالمية ،رسالة 1
4
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
القروض الممنوحة لهؤالء المزارعين كانت أيضا بدون عائد بالنسبة للمؤسسة المقرضة ،وانما كانت تأخذ
مقابل ذلك أجور رمزية لتغطية تكاليفها اإلدارية فقط.
لكن سرعان ما توقفت المؤسسة عن نشاطها في بداية الستينيات بسبب عدم تجدد اإلقبال على اإليداع من
1
طرف أصحاب األراضي إلى جانب عدم توفر المؤهالت بالنسبة للعاملين في المؤسسة.
وفي بداية الستينيات وبالتحديد سنة 1963م ظهر رسميا أول مصرف إسالمي في مصر بمدينة (ميت
غمر) وقد تمثلت التجربة في إنشاء (بنك اإلدخار المحلي) الذي يعمل على مبدأ إنشاء فروع مصرفية في كل
منطقة ريفية لتعبئة المدخرات ثم إعادة توظيفها محليا لتخدم احتياجات تلك المناطق ،حيث كان اإلقبال كبير
من طرف المودعين بسبب عدم وجود أي فوائد تدفع على الودائع في تلك البنوك وبالنسبة للقروض التي
كانوا يتحصلون عليها الستخدامها في اإلسكان والزراعة وكذلك شراء المعدات واآلالت الالزمة.
فقد استطاعت هذه الفروع من جذب أكثر من مليون عميل وخدمة ما يقارب بـ 53قرية 2وحوالي ( 59ألف)
مودع خالل أكثر من ثالث سنوات من عملها ،لكن سرعان ما تم إيقاف العمل بها سنة 1967م ألسباب
عدة كعدم رسوخ اإلطار النظري لألعمال المصرفية اإلسالمية التي تقوم بها ،وعدم توفر المؤهالت ألداء
3
العمل المصرفي اإلسالمي ،إلى جانب عدم تلقيها العناية الالزمة من طرف الحكومة.
وفي سنة 1971م تأسس (بنك ناصر االجتماعي) بالقاهرة الذي بدأ ممارسة نشاطاته عمليا سنة 1972م
حيث قام بتقديم الخدمات والمساعدات االجتماعية بعيدا عن التعامل بالربا ،وقد كان إنشاء هذا المصرف
باعثا لضرورة إنشاء العديد من المصارف في العديد من الدول العربية واإلسالمية.
وبعد ذلك توالت عمليات إنشاء البنوك اإلسالمية على الصعيدين العربي والدولي نذكر أهمها كما:
.1في سنة 1975م تم إنشاء مصرفين إسالميين معا ،هما (البنك اإلسالمي للتنمية) بجدة ،و(بنك دبي
اإلسالمي) في دولة اإلمارات العربية المتحدة للقيام بعملية التمويل وتنمية التجارة الخارجية حيث شاركت
في رأسماله دول منظمة المؤتمر اإلسالمي لدعم المشاريع التنموية لهده البلدان؛
عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ،مرجع سبق ذكره ،ص.174 1
مسدور فارس ،التمويل اإلسالمي من الفقه إلى التطبيق المعاصر لدى البنوك اإلسالمية ،دار هومة للطباعة والنشر 3
5
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
.2عرفت سنة 1977م إنشاء ثالثة مصارف إسالمية وهي بنك فيصل المصري ،بنك فيصل السوداني،
وبيت التمويل الكويتي ،كما ظهر في نفس السنة اإلتحاد الدولي للبنوك اإلسالمية بمكة المكرمة لدعم الروابط
بين المصارف اإلسالمية والتعاون والتنسيق فيما بينها؛
.4تأسيس بنك البحرين اإلسالمي في سنة 1979م ،حيث ينص النظام فيها على التزام المصرف بتطبيق
أحكام الشريعة اإلسالمية في كل ما يتصل بنشاطها ومعامالتها وبوجوب إلغاء جميع صور الربا سواء كان
1
صريحا أو خفيا أو مشتبها؛
بعد اإلنتشار السريع الذي عرفته المصارف اإلسالمية في الدول العربية انتقلت إلى الكثير من الدول
اإلسالمية على غرار كل من «إيران» و «باكستان» سنة 1980م ،وانتشرت حاليا في أكثر من 60دولة من
دول العالم اإلسالمي والدول الغربية ،حيث يوجد أزيد من 300مصرفا ومؤسسة مالية إسالمية تبلغ أصولها
2
المالية حوالي 400مليار دوالر أمريكي وينمو القطاع المصرفي بمعدالت كبيرة تفوق %20سنويا.
للمصارف اإلسالمية مميزات وخصائص تميزها عن المصارف والمؤسسات المالية األخرى ،ومن أهم السمات
التي تتميز بها المصارف اإلسالمية ما يلي:
تعتبر هذه الخاصية من المبادئ األساسية والرئيسية التي يقوم عليها المصرف اإلسالمي وبدونها يكون هذا
المصرف كأي مصرف ربوي آخر ،وعليه فالبعد عن المعامالت الربوية هو أساس المعامالت المالية
المتوافقة مع الضوابط الشرعية ذلك ألن اإلسالم قد حرم الربا بكل أنواعه وشدد العقوبة عليه ،كما ورد ذلك
صراحة في النصوص الشرعية من الكتاب والسنة واإلجماع التي سنذكرها بإيجاز:
حربي محمد عريقات ،سعيد جمعة عقل ،إدارة المصارف اإلسالمية مدخل حديث ،الطبعة األولى ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان، 2
6
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
أ .من الكتاب :كما ورد ذلك في سورة البقرة اآلية (:)280278
َّللاِ
ين َفِإ ْن َل ْم تَْف َعُلوا َف ْأ َذُنوا ِب َح ْر ٍب ِم َن َّ ِ َّللاَ وَذ ُروا ما َب ِقي ِم َن ِ «يا أَي َّ ِ
الرَبا ِإ ْن ُكنتُ ْم ُم ْؤ ِمن َ َ َ
َّ
آمُنوا اتُقوا َّ َ ين َ ُّها الذ َ
َ َ
ِ ظلِ ُمو َن َوال تُ ْ
وس أ َْم َوالِ ُك ْم ال تَ ْ ِ
ان ُذو ُع ْس َ ٍرة َف َنظ َرةٌ ِإَلى َم ْي َس َ ٍرة َوأ ْ
َن ظَل ُمو َن َواِ ْن َك َ َوَرُسولِه َوِا ْن تُْبتُ ْم َفَل ُك ْم ُرُء ُ
صَّدُقوا َخ ْيٌر َل ُك ْم ِإ ْن ُكنتُ ْم تَ ْعَل ُمو َن»؛
تَ َ
ب .من السنة :وردت أدلة كثيرة في السنة النبوية تحرم الربا منها الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي هللا
الن ِ
فس وقتل َّ ِ عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال « ِ
السحرُ ،
الشرك باهلل ،و ُ
ُ الموبقات: السبع
َ اجتنبوا
ِ
المؤمنات ِ
المحصنات وقذف الز ِ
حف، مال اليتيمِ ،والتولِي يوم َّ
الربا ،وأكل ِ
أكل ِ ِ
ُ َ ُ بالحق ،و ُ حرم هللا إال
التي َّ
الت» 1؛الغاف ِ
ِ
جـ .اإلجماع :حيث اجتمعت األمة على أصل تحريم الربا واختلفوا في تفصيل مسائله وتبيين أحكامه وتفسير
شرائطه ،حيث تختلف العالقة بين المصارف اإلسالمية وزبائنها المستثمرين عن العالقة بين المصارف
التقليدية ،وزبائنها المقترضين فاألولى تعمل بمبدأ المشاركة في االستثمار أما الثانية تقوم بمنح االئتمان
بالفائدة كأساس لتلك العالقة؛
بحكم أن المصارف اإلسالمية تستمد مشروعيتها من تجسيدها للفكر اإلسالمي فإنها تلتزم التزاما كامال
بتطبيق قاعدة الحالل والحرام في كل معامالتها ،والتقيد بأخالقيات اإلسالم وآدابه في معامالتها في طابعها
2
الشمولي الذي يمتد إلى كافة مجاالت النشاط اإلنساني التي تتعامل معها؛
وعليه فإن المصارف اإلسالمية تقوم باالستثمار وتمويل المشاريع التي تحقق الخير للمجتمع مع مراعاة قاعدة
الحالل والحرام ،فال يمكن للمصرف اإلسالمي توجيه خدماته إلى أنشطة تدخل في دائرة الحرام لما فيها من
أضرار خطيرة على المجتمع مثل أنشطة الخمور ،المخدرات ،وبيع لحم الخنزير ،وقاعات القمار...إلخ؛
صحيح البخاري ،كتاب الوصايا ،حديث رقم ،2766الطبعة األولى ،دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان2002 ، 1
ص.674
محسن أحمد الخضيري ،مرجع سبق ذكره ،ص.19 2
7
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
إن المصارف اإلسالمية تعمل على الجمع والربط بين الجانب المادي والروحي لإلنسان ،وال تنفصل في
المجتمع اإلسالمي الناحية االجتماعية عن الناحية االقتصادية ،اذ أن المصرف اإلسالمي ال يربط بين
التنمية االقتصادية والتنمية االجتماعية فقط ،بل يعتبر التنمية االجتماعية أساسا ال تؤتي التنمية االقتصادية
ثمارها إال بمراعاته ،وهو بذلك يراعي الجانبين ،فالمصرف اإلسالمي يقوم بجمع الزكاة ويعمل على توزيعها
وايصالها لمستحقيها من األصناف الثمانية التي ذكرت في القرآن الكريم ،إلى جانب أنه يحاول تحسين ورفع
المستوى المعيشي للمجتمع انطالقا من سياسته االستثمارية وبفتح أبوابه أمام الجميع من خالل المشاريع
1
والمؤسسات االقتصادية التابعة له؛
تعتبر الزكاة األداة الرئيسية في النظام المالي اإلسالمي ،إذ تعمل على تحقيق الكثير من أهداف المجتمع
2
اإلسالمي من حيث تحقيق العدالة االجتماعية في توزيع المداخيل والتقليل من التفاوت بين طبقات المجتمع.
حيث أقامت المصارف اإلسالمية صناديق خاصة تتولى إدارتها تقوم من خاللها بتحصيل وتوزيع زكاة
أموالها المستحقة على نشاطها وذلك بخصمها من صافي األرباح قبل التوزيع ،إلى جانب الزكاة المستحقة
على رأسمال المصرف واالحتياطات المحتجزة ،إضافة إلى أموال الزكاة التي يفوض العمالء مصرفهم
بخصمها من حسابهم وكذلك مختلف التبرعات التي تضم إلى صندوق الزكاة ،والعمل على إيصال هذه
األموال إلى مستحقيها بهدف تحقيق التكافل االجتماعي للقضاء على الفقر وفتح فرص العمل للقضاء على
مشكل البطالة 3ومحاولة استثمار الفائض من تلك األموال وتنميتها؛
تعمل المصارف اإلسالمية على تجميع أموال الكثير من المسلمين في العالم اإلسالمي والتي تعد أمواال وغير
نشطة بسبب امتناعهم عن إيداعها واستثمارها في المصارف التقليدية بحكم التزامهم بمبادئ وتعاليم الدين
1حربي محمد عريقات ،سعيد جمعة عقل ،مرجع سبق ذكره ،ص.96
فارس مسدور ،مرجع سبق ذكره ،ص.100 2
ريمون يوسف فرحات ،المصارف اإلسالمية ،الطبعة األولى ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان 2004، ،ص.60 3
8
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
اإلسالمي الذي يحرم التعامل بالربا بمختلف أشكالها وعليه فقد استطاعت المصارف اإلسالمية تحريك
واخراج تلك األموال المكتنزة إلى دائرة النشاط وجعلها أداة فعالة لخدمة االقتصاد الوطني والمشاريع التنموية
ال تي تعود بالنفع على المجتمع ،مما دفع الكثير من أصحاب رؤوس األموال الستثمار أموالهم المجمدة
1
وتنميتها في مختلف المشاريع االستثمارية تجارية كانت ،صناعية أم زراعية؛
تخضع المصارف اإلسالمية إلى رقابة ذات شقين ،الشق األول ذاتي أي من داخل الفرد ومن وحي ضميره
وهذا بتمسكه بتعاليم دينه وخوفه من إغضاب هللا عز وجل في معامالته 2،أما الشق الثاني فهي رقابة
خارجية فإضافة إلى الرقابة المصرفية والمالية هناك أيضا ما يسمى برقابة الهيئة الشرعية على كافة نشاطات
وأعمال البنوك المصرفية وهذا ما يميز المصارف اإلسالمية عن المصارف التقليدية؛
تسعى المصارف اإلسالمية إلى تحقيق عدة أهداف يمكن اختصارها فيما يلي:
باعتبار أن المصرف اإلسالمي مؤسسة تجارية إسالمية تقوم بأداء دور الوساطة المالية بمبدأ المشاركة،
فإنها كباقي المصارف التقليدية تسعى لتحقيق العديد من األهداف االقتصادية والمالية التي تعكس مدى
نجاحها في أداء هذا الدور في ظل أحكام الشريعة اإلسالمية ،وهذه األهداف يمكن حصرها فيما يلي:3
ب .سهولة انتقال رؤوس األموال اإلسالمية بين الدول اإلسالمية دون الحاجة لوساطة العالم الخارجي؛
جـ .توظيف هذه األموال داخل العالم اإلسالمي بما يحقق له التنمية المنشودة؛
عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ،مرجع سبق ذكره ،ص.194 1
طبيبل عبد السالم ،البنوك اإلسالمية في خضم األزمة المالية العالمية الراهنة ،واقع وآفاق-دراسة حالة بنك البركة الجزائري-رسالة 3
9
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
د .بعمليات التمويل طويل األجل لمختلف القطاعات االقتصادية سواء كانت إنتاجية أو خدماتية؛
ت .تحقيق العدالة في توزيع الثروة من خالل تمويل نشاط صغار المنتجين والحرفيين ممن ال مال وال
ضمانات لهم؛
ث .السعي وراء تحقيق التنمية االقتصادية في إطار مبادئ الشريعة اإلسالمية وتحقيق النمو المتوازن
لمختلف القطاعات االقتصادية والمناطق كافة؛
ر .نشر الوعي االدخاري بي ن األفراد من خالل الحث على ترشيد اإلنفاق االستهالكي وتوظيف المدخرات في
المجاالت االقتصادية التي تعظم العائد وتزيد من إنتاجه وفق الصيغ اإلسالمية المختلفة؛
ز .تحقيق التكامل االقتصادي بين الدول اإلسالمية من خالل العمل على إقامة المشاريع االستثمارية التنموية
المشتركة لالستغالل األمثل للموارد المالية للدول اإلسالمية؛
ه .إيجاد المناخ المناسب لجذب رأس المال اإلسالمي ليستثمر في البلدان اإلسالمية ،سواء بتقديم معلومات
جديدة والعمل على إصدار تشريعات مشجعة أو تكوين تجمعات تمويلية أو ترويج فرص استثمارية؛
س .توجيه األموال واستثمارها في المجاالت االستثمارية الهامة التي تعتبر األساس الحقيقي في التنمية
والتطور؛ ش .توسيع قاعدة العاملين في المجتمع والقضاء على البطالة بين أفراده ومن ثم زيادة الناتج
اإلجمالي في الدول اإلسالمية؛
ص .تحقيق مستوى توظيفي تشغيلي مرتفع لعوامل اإلنتاج المتوافرة في المجتمع والقضاء على جميع صور
سوء استخدام هذه العوامل؛
ط .توفير الخدمات االستشارات االقتصادية ،الفنية ،المالية واإلدارية المختلفة بهدف ترشيد الق اررات
االستثمارية للمستثمرين؛
ض .محاربة االحتكار وتحقيق مستوى مناسب لالستقرار السعري في أسعار السلع والخدمات المطروحة
للتداول في األسواق؛
10
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
ك .تحقيق العدالة في توزيع الناتج التشغيلي لالستثمار بما يساهم في عدالة توزيع الدخول بين أصحاب
عوامل اإلنتاج المشاركة في العملية اإلنتاجية؛
ن .جذب الودائع وتنميتها وهذا تطبيقا للقاعدة الشرعية التي تنهى عن تعطيل واكتناز األموال ،ومن ثم القيام
باستثمارها بما يعود باألرباح على أصحابها والمجتمع اإلسالمي ككل؛
ي .تحقيـق األربـاح حـتى يسـتطيع منافسـة المصارف التقليدية واالسـتمرار في النشاط المصـرفي ،وليكـون دلـيال
علـى نجـاح العمل المالي والمصرفي اإلسالمي؛
.2أهداف اجتماعية:
تسعى المصارف اإلسالمية إلى تحقيق التنمية الشاملة في المجتمعات ،وذلك بالموازنة بين تحقيق الربح
االقتصادي وتعظيم العائد االجتماعي بمراعاة مجموعة من األهداف نوجزها فيما يلي:
أ .السعي نحو تحقيق العدالة االجتماعية والتوزيع العادل للدخل والثروة واستخدام الزكاة ومختلف الموارد من
1
أجل تخفيف حدة التفاوت متماشيا مع فكرة التكافل اإلسالمية؛
ب .تساهم المصارف اإلسالمية في تحقيق سعادة اإلنسان من خالل تأمين مطالبه المادية والمعنوية
المشروعة ورفع مستوى معيشته ،فتقوم بتوفير الحاجيات األساسية له من طعام وشراب ولباس ...والمساهمة
2
في ثقافته وتعليمه بأسعار تنافسية معقولة باعتمادها على الصيغ اإلسالمية للتمويل واالستثمار؛
جـ .المساهمة في تحقيق العدالة االجتماعية وذلك من خالل اختيار المشروعات التي تحقق تحسينات في
الدخل أو منح القروض الحسنة أو إنشاء المشروعات االجتماعية التي تحقق التكامل االجتماعي بمختلف
3
صوره؛
1محمد عمر شابرا ،النظام النقدي والمصرفي في االقتصاد اإلسالمي ،مجلة أبحاث االقتصاد اإلسالمي ،المجلد ،1العدد،1984 ،2
ص.6
2صالح حميد العلي ،المصارف اإلسالمية والمعامالت المصرفية ،اليمامة للطباعة والنشر ،بيروت ،لبنان ،2005 ،ص.29
3محمود صالح الحناوي ،عبد الفتاح عبد السالم ،المؤسسات المالية البورصة والبنوك التجارية ،الدار الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع،
اإلسكندرية ،مصر ،2000 ،ص387
11
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
1
د .أن تؤمن لكل مسلم بل لكل إنسان على األرض اإلسالمية حاجته األساسية التي هو بحاجة إليها؛
.3أهداف شرعية:
حيث تسعى المصارف اإلسالمية إلى تطبيق مبادئ وأحكام الشريعة اإلسالمية على مختلف أنشطتها
ومعامالتها المصرفية وعليه فهي تحرص على:
أ .أن تكون صيغ التمويل التي تقوم بها خالية من شبهة الربا نظريا وعمليا؛
ب .أن تكون عملياتها وأنشطتها خالية من شروط اإلذعان واإللتزام والجهالة والغرر والنجش؛
2
جـ .الحرص على إنشاء هيئة رقابية شرعية فعالة؛
.4أهداف أخرى:
تتمثل في:
أ .السعي من أجل ت حقيق الرواج االقتصادي من خالل قنوات التمويل الالربوية ،مما يؤدي إلى تخفيض
أسعار السلع المنتجة ،وبالتالي انخفاض سعرها لدى المستهلكين؛
ب .تنمية االقتصاد الوطني عن طريق الخدمات المالية وأعمال االستثمار في المشاريع الفعلية وتشجيع
االدخار ،وتوفير التمويل للمشاريع اإلسالمية بعائد وربح عادل؛
جـ .السعي نحو تحقيق معدالت نمو :تنشأ المؤسسات بصفة عامة بهدف االستمرار وخصوصا المصارف
والمؤسسات المالية ،حيث ِ
تمثل ركيزة االقتصاد ألي دولة ،وحتى تستمر هذه المصارف والمؤسسات المالية
اإلسالمية في السوق البد أن تسعى لتحقيق معدالت نمو مقبولة؛
1محمد سويلم ،إدارة المصارف التقليدية والمصارف اإلسالمية مدخل مقارن ،مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية ،القاهرة ،مصر،1998،
ص.141
بتصرف. 2
12
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
هناك اختالف كبير بين المصارف اإلسالمية والمصارف التقليدية من حيث المبادئ واألفكار واألسس التي
يقوم عليها كل منهما ،لكن هذا ال يعني عدم وجود نقاط تشابه بينهما ،ومن بين نقاط التشابه نذكرها فيما
1
يلي:
.4تتوافق المصارف اإلسالمية مع المصارف التقليدية في الودائع الجارية المبنية على أساس القرض بدون
فائدة ،اذ يتعهد المصرف بردها دون زيادة أو نقصان مع ما يرافق هذه المنتجات من خدمات كإصدار
2
الشيكات وبطاقات االئتمان؛
.5يلعب كل من المصرف اإلسالمي ،والتقليدي دور الوسيط المالي بين المدخرين والمستثمرين؛
.6تشترك كل من المصارف اإلسالمية والتقليدية في تقديم في تقديم نفس الخدمات المصرفية كتحويل
األموال واإلنابة عن الدائنين في تحصيل ديونهم إلى جانب تأجير الخزائن الحديدية ،إصدار الشيكات وكذا
القيام بعمليات اإلكتتاب باألسهم؛
3
.7تخضع كل من المصارف اإلسالمية والتقليدية للرقابة من طرف البنك المركزي؛
يوسف حسين عاشور ،آفاق النظام المصرفي الفلسطيني ،الطبعة األولى ،مطبعة الرنتيسي ،بيروت ،2003 ،ص.66 1
محمد محمود العلجوني ،البنوك اإلسالمية،أحكامها ومبادئها وتطبيقاتها المصرفية ،الطبعة األولى ،دار المسيرة ،عمان،2008 ،
2ص.122
فارس مسدور ،مرجع سبق ذكره ،ص.16 3
13
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
ال شك أنه يوجد العديد من اإلختالفات بين المصارف اإلسالمية والتقليدية كاختالفات عقائدية واالجتماعية
1
واالقتصادية منها:
.1يقوم المصرف اإلسالمي على مبدأ التقيد بأحكام الشريعة اإلسالمية في عدم التعامل بالربا أخذا وعطاء
باعتباره محرم شرعا ،عكس المصرف التقليدي الذي يقوم على أساس سعر الفائدة بعد جمع األموال من
العمالء ومنحهم فائدة وبعدها تعرض هذه األموال بفائدة أكبر؛
.2اعتماد المصرف اإلسالمي في عمله على مبدأ المغنم والمغرم (الربح والخسارة) ،عكس المصرف
التقليدي الذي يقوم على مبدأ اإلقتراض بالفائدة؛
.3يحتل االستثمار جزءا كبي ار من معامالت المصرف اإلسالمي باستخدام عدة صيغ كالمرابحة والمشاركة
واإلجارة المنتهية بالتمليك ،بينما يمثل اإلقراض الجزء الكبير في المصرف التقليدي؛
.4يخضع المصرف اإلسالمي إلى جانب رقابة البنك المركزي أيضا إلى رقابة شرعية كالتأكد من مدى
إلتزامه بأحكام الشريعة اإلسالمية في كل معامالته ،بينما المصرف التقليدي لرقابة البنك المركزي فقط؛
.5يشترط فاستثمارات المصرف اإلسالمي امتالكه لألصول الثابتة والمنقولة ،عكس المصرف التقليدي الذي
يمنع عليه تملك األصول بسبب التخوف من تجميد أمواله؛
.6المصرف اإلسالمي ال يطلب الضمانات من طرف المستثمرين باعتبار التمويل القائم على المشاركة في
المغنم والمغرم ،بينما تعتبر الضمانات الزمة في المصرف التقليدي لضمان األصول الثابتة والمنقولة من
المستثمرين والمقترضين؛
.7يقوم المصرف اإلسالمي بتمويل مختلف المشاريع التي تعود بالنفع على المجتمع ،بحسب أولويات
الحاجة اإلنسانية ،أما المصرف التقليدي فال يهتم إال بالضمانات والقدرة على تسديد القروض؛
14
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
.8تعتمد المصارف اإلسالمية على مبدأ الرحمة واليسر في حالة عسر المدين وتخلفه عن السداد ،وال يترتب
عليه أي زيادة في التكلفة ،بينما تفرض المصارف التقليدية غرامات ربوية على المتأخر عن السداد ومن ثم
الحجر على األموال والرهونات وبيعها في المزاد العلني؛
.9تعتبر النقود في المصارف اإلسالمية وسيط مبادالت ومقياس للقيم (تجارة بالنقود) ،عكس المصارف
التقليدية التي تعتبرها سلعة يتم المتاجرة بها لتحقيق الربح المتمثل في الفارق بين الفائدة الدائنة والمدينة؛
يفرض علينا عند الحديث عن المصارف اإلسالمية البحث في نقطة أساسية بدونها ال تقوم للمصرف أي
قائمة وهي الجانب المالي ،وعليه نطرح تساؤل ما هي المصادر المالية للمصارف اإلسالمية؟ 1وعليه قمنا
بتخصيص هذا المبحث للتطرق إلى المصادر الداخلية ،المصادر الخارجية األساسية والمصادر الخارجية
األخرى.
ونقصد بها المصادر الذاتية للمصرف اإلسالمي ،حيث تتمثل في حقوق الملكية التي تشمل على ما يلي:
يعتبر رأس المال المصدر الذي تتدفق منه موارد المصرف وبه يتم تأسيسه وايجاد كيانه اإلعتباري 2من
خالل توفير جميع التجهيزات والمباني والكوادر البشرية من أجل البدء في ممارسة نشاطه حيث يمثل قيمة
المساهمات العينية أو المعنوية التي يحصل عليها المصرف من المساهمين فيه ،ويقوم رأس المال بدور
التمويل خالل الفترة األولى من تأسيسه بسبب عدم وجود موارد أخرى (كالودائع) ،كما يعتبر بمثابة تأمين
المتصاص الخسائر المحتملة في المستقبل ،إضافة إلى اعتباره بمثابة األمان والحماية والثقة بالنسبة
3
للمودعين
عائشة الشرقاوي المالقي ،البنوك اإلسالمية التجربة بين الفقه والقانون والتطبيق ،الطبعة األولى ،المركز الثقافي العربي، 1
بيروت ،2000،ص.177
الغريب ناصر ،أصول المصرفية اإلسالمية وقضايا التشغيل ،الطبعة األولى ،دار أبوللو للطباعة والنشر ،القاهرة ،1996 ،ص.62 2
15
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
وتجدر اإلشارة أن رأس المال يشكل نسبة ضئيلة من المصادر المالية للمصارف مقارنة بمجموع األموال التي
يستخدمها المصرف في استثماراته إسالميا كان أم تقليديا ألن الجزء الكبير من األموال يأتي من الودائع
1
بمختلف أشكالها
ويشترط في رأس المال المدفوع في المصارف اإلسالمية أن يكون حاض ار وال يجوز أن يكون دينا في الذمة.
ثانيا :االحتياطات.
«نقصد باالحتياطات تلك التي تتكون من األرباح الغير الموزعة سواء كانت قانونية أم اختيارية لدعم المركز
2
المالي للمصرف ولتفادي االقتطاع من رأس المال في حالة الخسارة».
كما يحق للمصرف تكوين االحتياطات للموازنة في األرباح ،وعليه فإن االحتياطات ليست لضمان قيمة
الودائع وانما وقاية لرأس المال ،وتأكيدا لقوة مركزه المالي واال فإنه يتعارض مع مبادئ المشاركة ،وتنقسم
االحتياطات إلى عدة أنواع أهمها:
.1اإلحتياطي القانوني :وهو النسبة التي يفرضها البنك المركزي على المصارف ،والتي يتم اقتطاعها من
األرباح حيث تبقى داخل المصرف وال يمكن بأي حال من األحوال أن توزع على المساهمين ،كما أن نسبة
هذا اإلحتياطي تحدد تبعا لقانون وسياسة الدولة التي يوجد بها المصرف اإلسالمي.3
.2اإلحتياطي اإلختياري :هذا النوع من االحتياطات ال يعد إجباريا بل يتم اقتراحه من طرف مجلس اإلدارة
على الجمعية العامة للمساهمين عند تحقيق أرباح كافية تسمح بذلك ،حيث يتم استخدام هذا النوع من
اإلحتياطات في األغراض التي يتم اقتراحها من طرف مجلس اإلدارة ،وتجدر اإلشارة أنه يمكن توزيعه كليا أو
4
جزئيا على األعضاء المساهمين إذ لم يتم استعماله في األغراض المقترحة.
عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ،مرجع سبق ذكره ،ص.237 1
ناريمان بن عياد ،دور البنوك اإلسالمية في تمويل المؤسسات المتوسطة والصغيرة ،الطبعة األولى ،مطبعة رويغي ،األغواط الجزائر، 3
،2010ص.73
رايس حدة ،دور البنك المركزي في إعادة تجديد السيولة في البنوك اإلسالمية ،الطبعة األولى ،ايتراك للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة، 4
،2009ص.232
16
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
ويصطلح عليها أيضا باألرباح المرحلة أو المحتجزة ،حيث يتم تحديدها في القانون األساسي للمصرف
1
اإلسالمي ،وفق اقتراح مجلس اإلدارة.
وهي تلك األرباح التي يتم احتجازها داخليا إلعادة استخدامها فيما بعد لدعم المركز المالي للمصرف من
خالل قيامه بتوسيع نشاطاته وتمويل استثمارات جديدة الشيء الذي يعطي للمصرف الميزة التنافسية على
المصارف والمؤسسات المالية التقليدية وكذا التوسع والتوغل أكثر في السوق للحصول على أكبر حصة ،وكل
2
هذا ال يتم إال بتعزيز رأس مال المصرف باألرباح الغير موزعة أو المحتجزة
تتمثل مصادر األموال الخارجية األساسية للمصارف اإلسالمية تلك األموال التي تتلقاها من الخارج ،والتي
تتشكل أساسا من الودائع بمختلف أنواعها ،والتي تعتبر من أهم الموارد المالية للمصارف بصفة عامة
واإلسالمية بصفة خاصة ،لكن هذه األخيرة تقوم بتوظيفها بطريقة مختلفة مقارنة بالمصارف التقليدية وهذا
وفقا لمبدأ المشاركة عكس المصارف التقليدية التي تنحصر توظيفاتها لهذه الودائع في عملية اإلقراض بفائدة،
وأهم هذه الودائع األساسية:
وهي ودائع تحت الطلب حيث يقوم المصرف اإلسالمي بفتح هذه الحسابات بطلب من العمالء لغرض إيداع
أموالهم فيها لحفظها من الضياع والسرقة اليومية والتجارية وعلى المصرف أن يحتفظ بها في صورة سائلة
لتكون تحت تصرف العميل ،وعليه فإن المصرف في هذه الحالة يكون مؤتمنا على هذه األموال كما يمكنه
أن يتصرف في هذه الودائع بطريقتين:
.1توظيف األموال في صورة أقرب إلى السيولة وهذا من خالل شراء األسهم التي يمكن تسييلها بسرعة
لمواجهة طلبات المودعين الغير متوقعة ،حيث يستفيد العمالء في هذه الحالة من عائد يسمى «عائد
تنمية األمانة».
17
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
.2االحتفاظ بهذه الودائع على صورتها السائلة في خزائن المصرف لمواجهة طلبات العمالء بدون أن
1
يتحصلوا على عوائد على األموال المودعة في تلك الحسابات بل يتحملون تكاليف مقابل هذه الخدمة.
ويطلق عليها ودائع االستثمار المشترك إذ يقوم العمالء في هذه الحالة بالمشاركة في العمليات االستثمارية
التي يقوم بها المصرف اإلسالمي لغرض الحصول على العوائد ،كما يتحمل أصحابها نفس المخاطر التي
يتحملها المصرف باعتبارهم كمساهمين في العملية االستثمارية التي قام بها المصرف والمصرف اإلسالمي
في هذه الحالة ال يضمن للعميل ال أصل الوديعة وال العائد ،والقاعدة الفقهية المطبقة في هذا النوع هي قاعدة
المغنم والمغرم.2
3
ونميز بين نوعين من الحسابات االستثمارية:
.1حسابات االستثمار العامة :حيث يقوم المودع بتفويض المصرف اإلسالمي باستثمار أمواله في أي
مشروع من مشاريعه االستثمارية ،ويشارك في نتائج جميع االستثمارات المتعددة التي يقوم بها المصرف،
وتنحصر آجال هذه الودائع من 3أشهر إلى سنة واحدة وقد تكون أكثر من ذلك وتكون قابلة للتمديد ،كما ال
يسمح بسحبها إال في نهاية المدة المحددة؛
.2الحسابات االستثمارية المخصصة :وتتمثل في الحسابات التي يقوم بها العمالء بفتحها لدى المصرف
اإلسالمي وايداع األموال فيها لغرض استثمارها في مشاريع محددة وبناء على رغبتهم الخاصة أو باقتراح من
المصرف بعد قيامه بدراسة الجدوى االقتصادية لتلك المشاريع ،ويمارس المصرف هنا عملية اإلشراف وتنظيم
عملية االستثمار ويتحصل على نسبة من األرباح على أساس تقدير الجهد الذي بذله في عملية االستثمار
وحسب اإلتفاق مع العميل ،كما يتميز هذا النوع من الحسابات بعدم إمكانية العمالء سحب أموالهم إال بعد
نهاية المشروع إال في الحاالت الطارئة جدا؛
شوقي بورقبة ،هاجر زرارقي ،إدارة المخاطر اإلئتمانية في المصارف اإلسالمية دراسة تحليلية ،الطبعة األولى ،دار النفائس للنشر 2
ص.272
18
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
يمكن تعريفها على أنها «حسابات يقوم أصحابها بفتحها لحفظ األموال الزائدة على استهالكهم الحالي ،وذلك
بغرض إدخارها أو توفيرها لمواجهة الظروف المستقبلية ،ويسمح لهم عادة بالسحب منها في أي وقت مع
1
ضمان ردها كاملة» .حيث يمنح المصرف للعميل دفتر توفير يقيد فيه جميع إيداعاته ومسحوباته
.1ودائع ادخارية مع التفويض باالستثمار :حيث يستحق هذا النوع نصيبا من الربح ،ويحسب العائد من
الربح والخسارة على أقل رصيد شهري ،ويحق للمودع السحب واإليداع في أي وقت شاء ،فهي تجمع بين
خصائص الوديعة تحت الطلب وخصائص الوديعة االستثمارية؛
.2ودائع ادخارية دون التفويض باالستثمار :حيث ال يستحق هذا النوع من الودائع االدخارية عائدا حتى
ولو طالت مدة إيداعها ألنها غير قابلة لالستثمار من طرف المصرف اإلسالمي عكس المصارف التقليدية؛
من بين المصادر الخارجية األساسية التي تتلقاها المصارف اإلسالمية نجد أيضا الودائع التي تستقبلها من
2
طرف الهيئات الحكومية أو المصرفية وتتمثل هذه الودائع فيما يلي:
.1الودائع الحكومية :وتتمثل في األموال المودعة لدى المصارف اإلسالمية من طرف الجهات الحكومية
لغرض تنميتها واستثمارها ولتشجيع الصناعة المصرفية اإلسالمية؛
.2القروض من البنوك المركزية :ويقصد بها تلك القروض الحسنة التي يقدمها البنك المركزي للمصارف
اإلسالمية كتمويل لها باعتباره بنك البنوك والملجأ األخير لها ،لكن الواقع العملي يثبت عكس ذلك ،فناد ار ما
نجد البنوك المركزية تقدم تمويالت للمصارف اإلسالمية على شكل قروض حسنة؛
.3الودائع المتبادلة بين المصارف اإلسالمية والمؤسسات المالية اإلسالمية :ويدخل هذا في إطار التعاون
بين المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية فيما بينها ،حيث تقوم بعض المصارف اإلسالمية التي تملك
19
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
فائض من األموال بإيداعها في مصارف إسالمية أخرى ،أو مؤسسات مالية إسالمية التي تعاني عج از في
السيولة ،إما في شكل ودائع استثمارية أو ودائع جارية؛
هي أن يقوم المصرف بتحويل النقود من مكان إلى آخر (من حساب آلخر ،من بلد آلخر ...الخ) كأن
يحول المصرف من مكان معين إلى شخص آخر في بلد آخر ،حيث تتم هذه التحويالت بعدة طرق على أن
يحصل المصرف في هذه الحالة على عمولة أو أجر وهو جائز شرعا وقد تكون عمليات التحويالت النقدية
1
داخلية أو خارجية وتتضمن شراء وبيع العمالت األجنبية.
األوراق التجارية صكوك ثابتة للتداول ،تمثل حقا نقديا ،وتستحق الدفع بمجرد اإلطالع أو بعد أجل قصير،
2
ويجري العرف على قبولها كأداة للوفاء.
.1تحصيل األوراق التجارية :هو أن يحل المصرف محل العميل في جمع األموال الممثلة في األوراق
التجارية من المدينين وقيدها في حساب العميل أو تسليمها له نقدا 3،حيث يتقاضى المصرف اإلسالمي أج ار
مقابل قيامه بعملية تحصيل األوراق التجارية لعمالئه وهذا يدخل في حكم «الوكالة بأجر» وهو جائز شرعا؛
.2خصم األوراق التجارية« :وهو عبارة عن عملية مصرفية يقوم بموجبها حامل الورقة التجارية بنقل ملكيتها
عن طريق التظهير إلى المصرف قبل موعد اإلستحقاق مقابل حصوله على قيمتها مخصوما منها مبلغ
4
معين»؛
1عوف محمود الكفراوي ،المصارف اإلسالمية :النقود والبنوك في النظام اإلسالمي ،الطبعة الثالثة ،مركز اإلسكندرية للكتاب ،مصر،
،1998ص .156
مصطفى كمال إبراهيم ،األوراق التجارية ،الطبعة الثانية ،مطبعة مصر ،بدون تاريخ ،ص.9 2
عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ،مرجع سبق ذكره ،ص.318 4
20
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
لكن ال يمكن للمصرف اإلسالمي أن يقوم بخصم األوراق المالية ودفع قيمتها مخصوما منها سعر الفائدة أو
ما يقابله عن مدة اإلنتظار فذلك من الربا ،1أما إذا كان ما يقتطعه المصرف يمثل عمولة نظير ما يقوم به
من خدمات(ككتابة الدين واثباته في السجالت ونحوها ،مصاريف اإلنتقال ،إرسال اإلخطارات ونحوها)...
2
فهذا جائز.
وهي الخدمات التي تتمثل في استالم األوراق المالية لغرض الحفاظ عليها لحين آجال استحقاقها إلى جانب
تحصيل كوبوناتها ،حيث يقوم المصرف اإلسالمي بهذا النشاط مقابل عمولة يأخذها من عميله ولكن هذا
النشاط مرهون بمشروعية الربح الخاص بهذه األوراق المالية التي يحتفظ بها ويخدمها ،فإن كان ربحا تجاريا
3
جاز له القيام به (كاألرباح التي تأتي من األسهم) ،وان كان ربحا ربويا (كفوائد السندات) فال يجوز له ذلك.
يمكن للمصارف اإلسالمية القيام ببيع العمالت األجنبية أو شراءها من أجل توفير قدر كاف منها لمواجهة
حاجة العمالء ولغرض الحصول على أرباح لقاء هذه العملية شريطة أن تكون أسعار شراء هذه العمالت أقل
من أسعار بيعها ،حيث يتحصل المصرف في هذه الحالة على الفرق بين أسعار الشراء وأسعار البيع ،إذ أن
العميل يدفع العملة المحلية لشراء العملة األجنبية ويكون التقابض في نفس المجلس مما يجنب المصرف
4
الوقوع في المحظور الشرعي أال وهو الربا؛
وتتمثل في الخدمات التي يقدمها المصرف لعمالئه التجار لتسهيل عملية التصدير واإلستيراد ويقصد بعملية
اإلعتمادات المستندية تعهد البنك بدفع لصالح المصدر قيمة البضائع المشحونة مقابل تقديم المستندات التي
تثبت عملية الشحن الفعلي للبضائع؛
21
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
إن لجوء المصرف اإلسالمي إلى فتح اإلعتمادات المستندية مقابل حصوله على أجرة أو عمولة مقابل تعهده
نيابة عن العميل بتسديد قيمة البضاعة بعد تأكده من مستندات الشحن جائز شرعا ،لكن يمكن أن يكون
اإلعتماد غير مغطى إما جزئيا أو كليا فيحصل البنك المراسل على فائدة على المبلغ الغير المغطى من قيمة
البضاعة أو يحصل على فوائد من المبالغ المستحقة طيلة الفترة التي تسبق تحصيلها في الخارج وال شك أن
1
هذا يعتبر فائدة ربوية ال يجوز للمصرف أخذها.
سادسا :الشيكات.
أمر من العميل إلى المصرف ليدفع إلى طرف آخر المبلغ المحرر في الشيك
وهي عبارة عن ورقة تتضمن ا
من حسابه الجاري لدى المصرف2؛
3
والشيك في هذه الصورة تنفيذ لعقد الوديعة بين المصرف وعميله وهذه المعاملة خالية من الربا
يعرف عقد تأجير الخزائن الحديدية بأنه عقد بموجبه يتعهد المصرف بوضع خزانة تحت تصرف المستأجر
4
لالنتفاع بها لمدة محددة مقابل أجر يختلف باختالف حجم الخزانة ومدة انتفاع العميل بها
ويمكن للمصرف اإلسالمي القيام بهذه العملية كونها خالية من شبهة الربا وهي تدخل ضمن الخدمات التي
5
يقدمها المصرف اإلسالمي لجذب العمالء؛
حيث تقوم المصارف اإلسالمية بإصدار األسهم وبيعها بقيمتها السوقية شريطة التأكد من طبيعة نشاط
الشركة صاحبة األسهم وكذا مدى احترامها لمبادئ الشريعة اإلسالمية ،أما فيما يخص السندات فيعتبرها
الكثير من الفقهاء بأنها محرمة شرعا كونها من القروض التي تجر نفعا ،عدا بعض السندات التمويلية
عبد المنعم خفاجي ،اإلقتصاد اإلسالمي ،الطبعة األولى ،بيروت ،1990 ،ص.79 2
عبد الرحمان السيد قرمان ،العقود التجارية وعمليات البنوك ،مكتبة الشقري ،جدة ،الملكة العربية السعودية ،2010 ،ص.309 4
عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ،مرجع سبق ذكره ،ص.366 5
22
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
اإلسالمية التي استحدثها االقتصاديون المسلمون حيث تختلف عن سندات القرض بالفائدة كونها تمثل حصة
1
مشاركة وليس قرضا؛
أ .لغة :قال علماء اللغة أن الكفالة والضمان لهم معنى واحد.
2
* «يقال ضمنته الشيء تضمينا أي غرمته فالتزم بأداء هذا الغرم»
* جاء في مختار الصحاح (والكفيل :الضامن ،وقد كفل به يكفل كفاله ،وكفل عنه المال لغريمه ،وأكفله
المال ،ضمنه إياه ،وكفله إياه بالتخفيف ،والكافل الذي يكفل إنسانا يعوله ،لقوله تعالى {وكفلها زكريا}
ب .اصطالحا :يرى رجال القانون أن هناك فرق بين الكفالة والضمان فيعرفون الكفالة «أنها عقد بموجبه يكفل
3
شخص تنفيذ التزام ،بأن يتعهد الدائن بأن يفي بهذا االلتزام إذ لم يف به المدين نفسه»
أما خطاب الضمان فهو « هو تعهد صريح من أحد المصارف بأنه يقبل دفع مبلغ معين إلى المستفيد الذي
يصدر الخطاب لصالحه ،وذلك بناء على طلب العميل طالب الضمان في حالة عدم قدرته على الوفاء
4
بالتزاماته تجاه المستفيد ،خالل فترة زمنية محددة».
ويمكننا القول أنه رغم التشابه بين الكفالة وخطاب الضمان في أن كل منهما يضيف ذمة مالية إلى ذمة انية
مكلفة بالتزام اتفاقي ،أو قانوني ،إال أنهما يتفرقان في أن التزام المصرف بالدفع في الكفالة المصرفية مرتبطا
عبد هللا حسين الموجان ،عقد الكفالة في الشريعة اإلسالمية ،الطبعة الثانية ،شركة كنوز المعرفة ،جدة ،السعودية ،2001 ،ص.11 2
أنور العمروسي ،التضامن ،والتضامم ،والكفالة في القانون المدني ،الطبعة األولى ،دار العدالة ،القاهرة ،مصر 2007 ،ص.235 3
4حمدي عبد العظيم ،خطاب الضمان في البنوك اإلسالمية ،الطبعة األولى ،المعهد العالي للفكر اإلسالمي ،القاهرة ،مصر،1996 ،
ص17
23
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
وتابعا اللتزام المدين (العميل) تجاه المستفيد .وللمصرف أن يقوم بالتنفيذ عينا وبطريق التعويض في حالة
1
عدم وفاء العميل بالتزامه.
.2أركان خطاب الضمان :من خالل تعريف خطاب الضمان من طرف رجال القانون يتضح لنا أن أركانه
تتضمن العناصر التالية:
2
.3أنواع خطاب الضمان :تنقسم خطابات الضمان إلى عدة أنواع يمكن ذكر أهمها فيما يلي:
أ .خطابات الضمان اإلبتدائية :وتتمثل في الضمانات التي تقدم للجهات الحكومية وذلك في حالة رغبة أي
مؤسسة الدخول في أي مناقصة فإنه يستوجب عليها تقديم خطاب ضمان ابتدائي مع العرض الذي تتقدم به
ويكون مبلغه بنسبة تتراوح ما بين 1إلى %5من قيمة العطاء الكلية وتتراوح مدته مـا بـين 3إلى 6أشهر.
ب .خطابات الضمان النهائية :ويطلق عليها خطابات ضمان نهائية ،ويمنح بعد اختيار الجهة صاحبة
المشروع ألفضل العروض التي قدمها المشاركون في المناقصة وهذا للقيام بتنفيذ المشروع ومبلغ خطاب
الضمان تتراوح نسبته غالبا مـن %5إلى %10من القيمة الكلية للصفقة ،حيث يتم من خالله ضمان مدة
إنجاز المشروع باإلضافة إلى مدة الضمان التي تبدأ مباشرة بعد استالم المشروع مؤقتا.
بلغيث صبرينة ،الطبيعة القانونية لخطاب الضمان البنكي ،مجلة النبراس للدراسات القانونية ،المجلد ،04العدد01ـ جامعة تبسة، 1
24
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
تقوم المصارف اإلسالمية بأنشطة وعمليات مختلفة وذلك من أجل تحقيق التنمية للمجتمعات ويأتي التمويل
في مقدمة هذه العمليات ،ومن أهم ما يميز المصارف اإلسالمية عن المصارف التقليدية كونها تمتلك طرقا
متعددة للتمويل كلها تهدف إلى تحقيق الربح الحالل.لذلك نتناول أهم هده الصيغ المتمثلة في التمويالت
القائمة على الملكية ،التمويالت القائمة على المداينة والتمويالت األخرى.
أوال :المضاربة.
تعد المضاربة شكل من أشكال التمويل التي تقوم به المصارف اإلسالمية ،حيث تقوم على مبدأ التعاقد
الثنائي بين كل من صاحب رأس المال والعامل فيه أفرادا كانوا أو جماعات.1
2
* التعريف اللغوي :المضاربة على وزن مفاعلة وهي كلمة مأخوذة من الضرب في األرض أو طلب الرزق.
* التعريف اإلصطالحي :من أهم المفاهيم المتضمنة في التعاريف المقدمة للمضاربة نذكر:
-التعريف األول« :المضاربة عقد بين طرفين يدفع بمقتضاه الطرف األول (يسمى رب المال) إلى الطرف
اآلخر (المضارب) ماال معلوما ليتجر له فيه ،على تقاسم الربح بينهما حسب االتفاق ،أما عند الخسارة فرب
3
المال يخسر ماله ،أما المضارب يخسر جهده»
عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ،مرجع سبق ذكره ،ص.430 1
حربي محمد عريقات ،سعيد جمعة عقل ،مرجع سبق ذكره ،ص156 2
3
Mabid ali al jarhi, munawar iqbal, Banques Islamiques : réponses a des questions fréquemment
posées, revue périodique institut islamique de recherche et de formation, banque islamique de
développement, N° 04, jeddah, 2001,p14.
25
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
-التعريف الثاني« :ا تعني أن يرفع رب المال إلى المضارب ماال ليتجر فيه ويكون الربح مشتركا بينهما
حسب االتفاق ،على أن تكون الخسارة على رأس المال فقط إال إذا ثبت التعدي أو التقصير من جانب
1
المضارب»
كل التعاريف تتفق على أن المضاربة عقد بين طرفين األول يسمى بصاحب رأس المال والثاني بصاحب
العمل ،يشتركان في الربح فقط وفي حالة الخسارة فإنه يتحمل صاحب رأس المال خسارة ماله والعامل خسارة
جهد عمله.
ب .مشروعية المضاربة :اتفق الفقهاء على جواز المضاربة ومشروعيتها بأدلة من القرآن والسنة واإلجماع
نذكر منها ما يلي:
َّللاِ»
ض ِل َّ ِ ص َالةُ فَانْتَِش ُروا ِفي ْاأل َْر ِ
ض َوابْتَغُوا م ْن َف ْ ض َي ِت ال َّ
وكذلك قوله تعالىَ« :فِإ َذا ُق ِ
* من السنة النبوية :فقد أقر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم المضاربة ولم ينكر على الصحابة إذ كانوا
يتعاملون بها ،وقد نقلت كتب السيرة أن النبي صلى هللا عليه وسلم قد ضارب بمال السيدة خديجة رضي هللا
َج ٍل ِ عنها وقد روي عن صهيب رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم «" ثَ َال ٌ ِ ِ
ث فيه َّن اْلبَ َرَكةُ اْل َب ْي ُع إَلى أ َ
2
ير لِْل َب ْي ِت َال لِْل َب ْي ِع»
الش ِع ِ
ط اْلُب ِر ِب َّ
َخ َال ُ
ض ُة َوأ ْ
َواْل ُمَق َار َ
* من اإلجماع :هذا وقد أجمع الفقهاء على جواز المضاربة ولم يذكر أي خالف في ذلك ،وقد قال ابن
قدامة في هذا الصدد «أجمع أهل العلم على جواز المضاربة في الجملة ألنها مما كان في الجاهلية فأقره
3
اإلسالم»
2الحديث رقم ،2289سنن ابن ماجة ،كتاب التجارات ،باب الشركة والمضاربة ،الموقع https://islamweb.net/ar/libraryتاريخ
اإلطالع.2021/10/24 :
ابن قدامة ،المغني ،ج ،5ص.26 3
26
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
1
أ .أركان المضاربة :تتمثل أركان المضاربة فيما يلي:
* الصيغة :وتكون بلفظ المضاربة والمعاملة أو ما يدل عليها ،مثل قول صاحب المال للمضارب «ضارب
بهذا المال» على أن يكون الربح بيننا مناصفة (أو غير ذلك) ،ويقول المضارب «قبلت» ،ثم يسلم له رأس
المال.
* رأس المال :وهو المال الذي يقدمه صاحب المال للمضارب للعمل به حسب الشروط المتفق عليها.
2
ب .شروط المضاربة :يمكن تقسيم شروط صحة عقد المضاربة إلى ثالثة أقسام رئيسية وهي:
-أن يكون رأس المال نقدا :أي يجب أن يكون رأس المال من النقود ،ألنها هي أصول األثمان وهي ثابتة
القيمة ،أما العروض ففيها اختالف بين الفقهاء؛
-أن يكون رأس المال معلوم المقدار والجنس والصفة عند التعاقد :معنى ذلك أن يكون رأس المال
المضاربة معلوما ،ألن جهالته تؤدي إلى جهالة الربح مما يؤدي إلى النزاع؛
-أن يكون رأس المال عينا ال دينا في ذمة المضارب :أي يجب أن يكون رأس مال المضاربة حاض ار ال
دينا في ذمة المضارب ،فلو قال مثال أحد الطرفين لآلخر «أعمل بالدين الذي بذمتك مضاربة بالنصف» فإن
ذلك يفسد المضاربة ،وقد اختلف أهل العلم في حالة ما إذا أمره بقبض دين له على طرف ثالث ويعمل فيه
مضاربة ،فقد أجازه كل من الحنابلة ،الحنفية ،والشافعية في حين منعه مالك وأصحابه؛
موسى عمر مبارك أبو محيميد ،مخاطر صيغ التمويل اإلسالمي وعالقتها بمعيار كفاية رأس المال للمصارف اإلسالمية من خالل 1
معيار بازل ،2أطروحة دكتوراه في المصارف اإلسالمية ،لألكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية ،عمان ،األردن ،2008 ،ص 90
2عبد الحميد عبد الفتاح المغربي ،اإلدارة اإلستراتيجية في البنوك اإلسالمية ،الطبعة األولى ،البنك اإلسالمي للتنمية والمعهد اإلسالمي
للبحوث والتدريب ،جدة ،المملكة العربية السعودية ، 2004 ،ص.162 ،161 ،160
27
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
-تسليم رأس المال إلى المضارب :يستوجب تسليم رأس المال إلى المضارب وذلك لتمكينه من تحريك المال
والعمل به لتنميته.
-تحديد نصيب كل من صاحب المال والمضارب من الربح :حيث يجب أن يكون مقدار الربح معلوما لكل
من صاحب المال والمضارب ألن الربح هو المعقود عليه.
-أن يكون الربح مشتركا بين صاحب المال والمضارب :فلو اقتصر الربح ألحد الطرفين فقط لفسد العقد،
بل يجب المشاركة في الربح حسب النسبة المتفق عليها في العقد.
-أال يكون نصيب كل من صاحب المال والمضارب مقدا ار محددا من الربح :أي يجب أن يكون نصيب
كل طرف نسبة شائعة من الربح وليس مبلغا محددا ألن الربح غير معلوم عند إبرام العقد ،وهذا يؤدي إلى
قطع الشركة في الربح إذا لم يربح المضارب إال هذا المبلغ المحدد ،ويكون ألحدهما دون اآلخر.
-تكون الخسارة على صاحب المال ما لم يكن هناك تقصير من طرف المضارب :يتحمل صاحب المال
الخسارة ما لم يثبت أن المضارب قد قصر في القيام بواجبه تجاه عملية المضاربة ،أما في حالة تقصير
المضارب فإن الخسارة تكون عليه فيما نقص من رأس المال ،حيث يقاس مقدار التقصير بقدر ما كان
يمكن أن يفعله أمثاله من التجار في نفس الظروف وفي نفس السوق.
-أن يقدم صاحب المال ما اتفق عليه من رأس مال المضاربة للمضارب لتمكينه من العمل :أي أنه على
صاحب المال تقديم رأس المال المتفق عليه وليس العمل ،ويبقى العمل من اختصاص المضارب ،كما ال
يجوز لصاحب المال التدخل في إدارة هذا المال.
-أن يكون العمل مشروعا مما تجوز المضاربة فيه وحسب شروط عقد المضاربة :إذ يجوز أن يعمل
المضارب في التجارة وما ينتج عنها كالرهن ،اإليجار ،االستئجار ،وتأخير الثمن إلى أجل متعارف عليه إال
إذا نص العقد على عدم القيام بأحد األنشطة السابقة ،كما ال يجوز للمضارب أن يقرض مال المضاربة،
28
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
والعتق ،والهبة ،ويجوز لصاحب المال أن يشترط على المضارب العمل في بلد معين ،أو أن يمارس نشاط
معين.
1
.3أنواع المضاربة :نميز بين نوعين من المضاربة هما:
أ .المضاربة المطلقة :والمقصود بها هو دفع المال إلى المضارب دون تعيين المكان والزمان وطبيعة العمل،
أي يكون للمضارب حرية التصرف في المال دون الرجوع إلى صاحب المال إال عند نهاية المضاربة.
ب .المضاربة المقيدة :وهي المضاربة التي يشترط فيها صاحب المال على المضارب بعض الشروط من
أجل ضمان أمواله ،حيث يكون فيه تقييدات فيما يخص زمان ومكان المضاربة وكذا طبيعة وصفة العمل.
يمكن توضيح مراحل سير عملية المضارة على مستوى المصارف اإلسالمية كما يلي:
المصدر :بوقطاية سلمى ،مازري عبد الحفيظ ،تقييم ظاهرة تحول البنوك التقليدية إلى بنوك إسالمية في الجزائر ،مجلة
البشائر االقتصادية ،المجلد ،04العدد ،02جامعة بشار ،الجزائر ،2018 ،ص.284
1بوحجلة محمد ،اإلدارة اإلستراتيجية والسياسات اإلدارية في البنوك اإلسالمية ،أطروحة دكتوراه ،علوم التسيير ،جامعة الجزائر،3
،2014ص.101
29
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
ثانيا :المشاركة.
أ .لغة:
هي مخالطة الشريكين ،يقال :اشتركنا بمعنى تشاركنا ،أي أصبحنا شركاء ،1معناها «االختالط ،أو خلط
2
الشريكين أو خلط الماليين».
ب .اصطالحا:
* هي عقد بين طرفين أو أكثر على االشتراك في رأس المال للقيام بأنشطة استثمارية ،حيث يكون الربح
3
مشتركا بينهم وال يشترط المساواة ،أما الخسارة فتكون حسب المساهمة في رأس المال.
4
* هي اتفاق بين طرفين أو أكثر للقيام بنشاط استثماري على أن يكون رأس المال والربح مشترك بينهم.
.2مشروعيتها :ثبت مشروعية عقد المشاركة بأدلة متضافرة من الكتاب والسنة واإلجماع.
أ .من القرآن :بدليل قوله تعالى « َفهم ُشرَكاء ِفي ُّ
الثُل ِث» [النساء ،اآلية ]12 ُْ َ ُ
الفيومي أحمد بن محمد ،المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ،المكتبة العلمية ،بيروت ،بدون تاريخ النشر ،ص.311 1
2إلياس عبد هللا أبو الهيجاء ،تطورات أليات التمويل بالمشاركات في المصارف اإلسالمية دراسة حالة األردن ،دكتوراه في اإلقتصاد
والمصارف اإلسالمية ،جامعة اليرموك ،أربد ،األردن ،2007 ،ص.39
3كثير عيسى ،تقييم أداء البنوك اإلسالمية في الجزائر وفق ،camelsماجيستير قسم تمويل ومصارف ،كلية إدارة المال واألعمال،
جامعة آل البيت ،األردن ،2018 ،ص.14
4موسى مبارك خالد ،صيغ التمويل اإلسالمي كبديل للتمويل التقليدي في ظل األزمة المالية العالمية ،ماجيستير في التحليل اإلستراتيجي
والمالي ،جامعة سكيكدة ،الجزائر ،2013 ،ص.125
إلياس عبد هللا أبو الهيجاء ،مرجع سبق ذكره ،ص.41 5
30
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
ب .من السنة النبوية :توجد عدة أحادث تدل على مشروعة المشاركة نذكر بعضها فيما يلي:
* الحديث الذي رواه أبو هريرة أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال «إن هللا تعالى يقول أنا ثالث الشريكين ما
لم يخن أحدهما ،فإذا خانه خرجت من بينهم» ،1وهذا الحديث يدل على جواز المشاركة وأن هللا وعد
الشريكين بحفظ أموالهم وجعل البركة في تجارتهما ما لم يخن أحدهما صاحبه؛
* عن أبي المنهال قال :اشتريت أنا وشريك لي شيئا يدا بيد ونسيئة ،فجاءنا البراء ابن عازب فسألناه فقال:
فعلت أنا وشريكي زيد ابن أرقم وسألنا النبي صلى هللا عليه وسلم عن ذلك فقال «ما كان يدا بيد فخذوه ،وما
كان نسيئة فذروه»[ ،رواه ابو داوود] فلو كانت المشاركة غير جائزة ألنكر النبي صلى هللا عليه وسلم عليهم
ذلك وبينه لهم؛
جـ .اإلجماع :لقد أجمعت األمة على مشروعية عقد المشاركة وتوارث العمل بها منذ عهد النبي صلى هللا
عليه وسلم باألدلة السابقة الذكر ،وقد قال ابن «وأجمع المسلمون على جواز الشركة بالجملة وانما اختلفوا في
أنواع منها» [المغني ،الجزء 4ص.]3
2
.3شروط المشاركة :تنقسم الشروط التي تصح بها المشاركة إلى ثالثة أقسام:
أ .المتعاقدين :يشترط في المتعاقدين أهلية التوكيل والتوكل ،ألن عقد المشاركة يقوم على توكيل كل طرف
لآلخر في نصيبه من رأس المال؛
ب .رأس المال :يشترط في رأس المال ،المتمثل في حصص الشركاء أن تكون حاضرة عند التعاقد ،وال تكون
دينا على ذمة أحد الشركاء ،كما يجب أن يكون معلوم القدر والجنس والصفة منعا للنزاع ،وأن يكون نقدا عند
الجمهور ،مع أن المالكية قد أجازوا أن يكون رأس المال عرضا ،وال يشترط لكن بفضل خلط أموال الشركاء
ليكون الضمان مشتركا ،كما ال يشترط التساوي بين حصص الشركاء؛
أبو داوود ،سليمان بن األشعث في كتاب البيوع ،باب الشركة ،رقم الحديث ،3383ج ،3دار الكتب العلمية ،بيروت،1990 ،ص.256 1
31
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
جـ .الربح :يشترط في الربح أن يكون معلوم المقدار ،فجهله من قبل أحد الطرفين يفسد العقد ،كما يشترط أن
يكون نسبة شائعة من جملة الربح وال يكون مبلغا محددا ،أما الخسارة فيتحملها كل شريك بقدر حصته في
رأس المال ،فليس عليه أن يضمن ما أتلف إال حيث قصر أو تجاوز حدود األمانة؛
1
.4أنواع المشاركة :تتميز صيغة المشاركة بتعدد أنواعها وهي:
أ .المشاركة الثابتة المستمرة :وهي دخول المصرف في بعض الشركات كمساهم دائم مادامت الشركة قائمة.
ب .المشاركة الثابتة المنتهية :وهي المشاركة في تمويل صفقة أو مشروع تنتهي المشاركة بنهايته.
جـ .المشاركة المتناقصة (المنتهية بالتمليك) :أطلق عليها هذا االسم لعدم توفر عنصر االستم اررية فيها،
حيث أن المصرف يساهم في رأس مال شركة معينة مع شريك أو أكثر مع وعد منه بالتنازل عن حصته من
2
المشروع إما دفعة واحدة أو عدة دفعات ،وفق عقد مستقل للطرف الثاني لسيصبح المالك الوحيد للشركة.
.4مراحل سير عملية المشاركة في المصارف اإلسالمية .يمكن تبينها كما يلي:
المصدر :بوقطاية سلمى ،مازري عبد الحفيظ ،مرجع سبق ذكره ،ص.285
1يحياوي حسام ،مبدأ المشاركة في األرباح والخسائر في المصارف اإلسالمية بين النظرية والتطبيق ،ماجيستير في البنوك اإلسالمية،
كلية الشريعة واإلقتصاد ،جامعة األمير عبد القادر ،قسنطينة ،الجزائر ،2013 ،ص.77
2أمال لعمش ،دور الهندسة المالية في تطوير الصناعة المصرفية اإلسالمية ،رسالة ماجيستير في العلوم التجارية ،جامعة فرحات
عباس بسطيف ،الجزائر ،2012 ،ص.47
32
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
ثالثا :المزارعة.
.1تعريف المزارعة:
أ .هي عقد من عقود االستثمار الزراعي يتم من خالله الجمع بين أهم عوامل اإلنتاج الزراعي وهما عنصر
األرض وعنصر العمل ،وبين وسائل اإلنتاج والبذور واألسمدة ،بحيث يقدم مالك األرض والبذور ووسائل
1
اإلنتاج إن أمكن ويقوم المزارع بالعمل الزراعي ،على أن يكون المحصول بنسبة معينة متفق عليها
ب .تعرف المزارعة على أنها «عقد استثمار أرض زراعية بين صاحب األرض وآخر يعمل في استثمارها
2
على أن يكون المحصول مشتركا بالحصص التي يتفقان عليها».
.2مشروعيتها:
اختلف الفقهاء في المزارعة فمنهم من أجازها كاإلمام أحمد ابن حنبل ،واإلمام مالك واستدلوا على رأيهم هذا
بأن الرسول صلى هللا عليه وسلم قد عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج من ثمر أو زرع ،لذا سميت بالمخابرة.
ومن الفقهاء من قال بعدم جواز المزارعة ومنهم الشافعي و أبو حنيفة ،واستدلوا على قولهم بحديث زيد ابن
ثابت رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال " نهانا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن
3
المخابرة المزارعة قال وقلت مالمخابرة يا رسول هللا ،قال «أن تأخذ أرضا بثلث أو نصف أو ربع».
.3شروط المزارعة:
أ .يجب أن تتوفر فيها جميع الشروط التي يجب توفرها في العقد (العاقدان ،الصيغة ...الخ)؛
2محمود حسين الوادي ،حسين محمد سمحان ،المصارف اإلسالمية األسس النظرية والتطبيقات العملية ،الطبعة الرابعة ،دار المسيرة
للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،2012 ،ص.253
محمود حسين الوادي ،حسين محمد سمحان ،مرجع سابق ،ص.253 3
33
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
ه .تحديد المدة ،حيث يجب أن تكون المد كافية لتحقيق حصة كل طرف من المنتوج (المحصول)؛
رابعا :المساقاة.
.1تعريفها:
لها عدة تعاريف لغة واصطالحا:
أ .لغة :المساقاة مفاعلة عن السقي.
ب .اصطالحا :المساقاة هي «أن يدفع الرجل شج ار إلى آخر ليقوم بسقيه وعمل ما يحتاج إليه بجزء معلوم له
1
من ثمره».
.2مشروعيتها:
قال بعض الفقهاء بعدم مشروعيتها كاإلمام أبي حنيفة ،أما الجمهور فيرون جوازها.
ويرى علي ،أبوبكر ،عمر ،وعبد هللا ابن مسعود رضي هللا عنهم ،وكذلك ابن المسيب ،مالك ،الشافعي ،وابن
حنبل بجواز المساقاة ،واستدلوا على ذلك بدفع الرسول صلى هللا عليه وسلم إلى يهود خيبر نخيل خيبر وأرضها
على أن يعملون من أموالهم ولرسول هللا صلى هللا عليه وسلم شطر ثمنها.
34
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
أوال .المرابحة:
المرابحة نوع من أنواع الصيغ التمويلية القائمة على المداينة وليس المشاركة وهي من المعامالت الجائزة شرعا
حسب أقوال الفقهاء ،وقد لجأت إليها المصارف اإلسالمية لتجاوز الصعوبات التي واجهتها في استخدامها
لصيغ المضاربة والمشاركة.
.1تعريفها ومشروعيتها:
أ .تعريفها:
* المرابحة لغة :مشتقة من كلمة «ربح» وتعني النماء والزيادة والربح ،أربحته على سلعته أي أعطيته ربحا ،قد
1
أربحته بضاعة
* المرابحة اصطالحا :تعرف المرابحة بأنها «بيع بمثل الثمن األول مع زيادة ربح ،فهي إذن نقل ما ملكه
2
المشتري في العقد األول بالثمن األول مع زيادة ربح».
3
ب .مشروعيتها :بيع المرابحة مشروع بالكتاب والسنة واإلجماع ونوضحها بشكل مختصر فيما يلي:
* من السنة النبوية :لقوله عليه الصالة والسالم «إذا اختلف الجنسان فبيعوا كيف شئتم» ،وقوله أيضا عندما
سئل عن أفضل الكسب قال« :كل بيع مبرور وعمل الرجل بيده»
* من اإلجماع :وقد أجمعت األمة على جواز هذه البيوع بال إنكار حسب شروط عقد البيع سنبينها في العنصر
الموالي.
2سليم موساوي ،مدى مساهمة صيغ التمويل المصرفي اإلسالمي في تحقيق اإلستقرار النقدي ،دكتوراه تخصص نقود و مالية ،جامعة
الجزائر ،2016 ،3ص.116
3محمد حسين الوادي ،و حسين محمد سمحان ،المصارف االسالمية األسس النظرية والتطبيقات العملية ،دار المسيرة للنشر والتوزيع.
األردن ،عمان ،2006 ،ص.159
35
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
.2شروطها :يشترط في عقد المرابحة ما يشترط في البيوع األخرى ،إضافة إلى الشروط الخاصة ببيع
المرابحة والتي يمكن إجمالها فيما يلي:
أ .الشروط العامة :وتتمثل فيما يلي:1
* المتعاقدين :ويشترط أن يكونا مالكين تامي الملك ،أو وكيلين تامي الوكالة ،بالغين وغير محجور عليهما
أو على أحدهما لسفه أو لغيره.
* المعقود عليه :وهما الثمن والمثمون ،ويشترط فيهما أن ال يكونا من المحرمات كالخمر وغيره ،وسالمتهما
من الغرر والربا.
* الصيغة :وهي اإليجاب والقبول ،ويشترط أن تكون بألفاظ البيع والشراء المتعارف عليها عند الناس.
2
ب .الشروط الخاصة:
* أن يكون الثمن معلوم للمشتري الثاني (العميل) ،ألن المرابحة بين بالثمن األول مع زيادة (ربح) والعلم
بالثمن األول شرط لصحة البيع ،فإذا لم يكن معلوما فهو بيع فاسد؛
* أن يكون عقد البيع األول صحيحا ،فإذا كان فاسدا لم تجر المرابحة ألن المرابحة بيع بالثمن األول مع
زيادة الربح ،والبيع الفاسد يثبت الملك فيه بقيمة أو بمثله ال بالثمن؛
* أال يكون الثمن في العقد األول مقابال بجنسه من أموال الربا ،فإن كان كذلك بأن اشترى المكيل أو
الموزون بجنسه مثال بمثل ال يجوز أن يبيعه مرابحة ألن المرابحة بيع الثمن األول وزيادة ،والزيادة في
أموال الربا تكون ربا ال ربحا؛
* أن يصان عن الخيانة وشبهة الخيانة والتهمة ألنه من بيوع األمانة؛
* أن يكون المبيع مملوكا للبائع ،وحاض ار عند إبرام عقد المرابحة ،وأال يكون للمبيع حق في غير البائع ،وأن
يخلوا البيع من الخيارات (خيار الرؤية ،خيار العيب)...
أبو الوليد محمد بن رشيد القرطبي ،بداية المجتهد ونهاية المقتصد ،الجزء ،3دار الحديث ،مصر ،2004 ،ص.189_187 1
3إبراهيم بن محمد إبراهيم الحلبي ،مجمع األنهر في شرح ملتقى األبحر ،كتاب البيوع ،الجزء ،3دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان،
،1998ص .106
36
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
كما يمكن تعريفها على أنها «عبارة عن بيع سلعة بسعر يشمل تكلفة السلعة على التاجر ،مضافا إليها ربح
1
معلوم».
.2المرابحة المركبة :ويطلق عليها أيضا «بيع المرابحة لآلمر بالشراء» وكذلك المرابحة المصرفية كانت نتاج
اجتهاد فكري خالل السبعينيات من القرن الماضي حتى تتناسب مع العمل المصرفي اإلسالمي وهي تقدم
العميل إلى المصرف طالبا منه شراء سلعة معينة بالمواصفات التي يحددها هو ،على أساس الوعد منه بشرائها
مرابحة بزيادة يتم االتفاق عليها ،حيث يقوم المصرف بدوره بشراء السلعة الموصوفة ،ويمتلكها ثم يبيعها للعميل
3
الذي أمر بشرائها ،2وعليه يكون بيع المرابحة لآلمر بالشراء على ثالث مراحل:
-الوعد بالشراء من طرف العميل؛
أ .يتقدم العميل للمصرف اإلسالمي طالبا تمويل بصيغة المرابحة لسلعة معينة ،محددا نوع ومواصفاتها،
كميتها ،سعرها... ،الخ
ب .كمرحلة ثانيا يقوم المصرف االسالمي بدراسة الجدوى االقتصادية للمشروع ،وبعدها يشعر العميل بنسبة
الربح الذي سيأخذه المصرف وكذلك على سعر التكلفة ثم يقوم الطرفين بالتوقيع على عقد المرابحة بعد موافقة
العميل للشروط المحددة في العقد؛
جـ .يلجأ المصرف إلى المورد لشراء البضاعة المتفق عليها مع العميل؛
1فاطمة الزهراء لسبع ،دور التمويل اإلسالمي في تحقيق مقاصد الشريعة من المال ،أطروحة دكتوراه مالية نقود وبنوك ،جامعة األغواط،
الجزائر ،2018 ،ص .101
2سعيدة حرفوش ،دور األدوات المالية اإلسالمية في تحقيق التنمية اإلقتصادية_دراسة حالة ماليزيا ،السودان ،والجزائر ،أطروحة
دكتوراه في العلوم التجارية ،جامعة الجزائر ،2017 ،3ص.67
سليم موساوي ،مرجع سبق ذكره ،ص.116 3
37
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
هـ .بعد معاينة العميل للبضاعة المتفق عليها بكل مواصفاتها ،يقوم بدفع قيمة البضاعة زائد تكلفتها؛
و .بعد الدفع مباشرة يقوم المصرف بتحويل البضاعة باسم العميل؛
المصدر :بوقطاية سلمى ،مازري عبد الحفيظ ،مرجع سبق ذكره ،ص.286
الفيومي أحمد بن محمد ،المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ،دار المعارف – القاهرة ،الطبعة الثانية ،مصر ،2016 ،ص.286 1
2محمد علي الشوكاني ،الدراري المضية شرح الدرر البهية ،الطبعة األولى ،الجزء االول ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان،1987 ،
ص268
38
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
1
بمعنى تقديم وتسليم المال وتأجيل السلعة المباعة والحاضر هو الثمن الذي يتم دفعه لبائع السلعة.
.2مشروعيته:
عقد السلم مباح شرعا لثبوته بالنصوص من الكتاب والسنة واإلجماع.
ِ
وه» (اآلية 283من سورة نتم ِب َدْي ٍن ِإَل ٰى أ َ
َج ٍل ُّم َس ًّمى َفا ْك ُتُب ُ آمُنوا ِإ َذا َت َد َاي ُ أ .القرآن :لقوله تعالى «َيا أَُّي َها َّالذ َ
ين َ
البقرة).
ب .السنة :قول ابن عباس رضي هللا عنهما قال ،قدم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم المدينة والناس يسلفون
في التمر العام والعامين أو قال عامين أو ثالثة _ شك اسماعيل_ فقال " من سلف في تمر فليسلف في كيل
معلوم ووزن معلوم" 2وحدثنا محمد أخبرنا اسماعيل عن ابن أبي نجيح بهذا في كيل معلوم ووزن معلوم.
.3مكونات السلم.
3
يتكون البيع بالسلم من العناصر التالية:
أ .المسلم أو رب السلم :ويتمثل في مشتري السلعة التي يدفع ثمنها عند انعقاد المجلس ،حيث يمكن أن
يكون هذا المشتري مصرفا في حالة شراءه للسلعة من العميل ،وقد يكون عميال إذا ما قام بشراء السلعة من
المصرف سلما.
ب .المسلم إليه :وهو البائع القابض لثمن السلعة المباعة في الحال والذي يصحبه الوعد بالتسليم آجال.
حتى يكون عقد السلم صحيحا وخال من المحظورات الشرعية البد من توفره على بعض الشروط نوضحها
في الجدول الموالي:
فليح حسن خلف ،البنوك اإلسالمية ،الطبعة األولى ،عالم الكتب الحديث ،األردن ،2006 ،ص.332 1
39
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
شروط العقد شروط متعلقة بالمسلم فيه شروط متعلقة برأس المال
.1يكون معلوم الجنس والنوع .1أن يكون العقد باتا ليس فيه خيار شرط .1بيان الجنس (نقود ،مكيال)...
1
للعاقدين أو ألحدهما. والقدر والصفة. ونوع وصفة رأس المال.
.2يكون معلوم القدر حتى إذا .2أال يكون في البدلين إحدى .2أال يكون العقد ذو أجل معلوم.
تعذر تسليم المسلم فيه أمكن علتي ربا الفضل وهي إما القدر .3يمكن أن يأخذ المسلم(المشتري) رهنا أو
ضمانا من المسلم إليه(البائع). المتفق أو الجنس المحدد. الرجوع إلى قيمة رأس المال.
.3يتم تسليمه في المجلس أي قبل .3أن يكون المسلم فيه مؤجال .4في حالة عجز المسلم إليه عن تسليم
المسلم فيه عند حلول األجل فإن المشتري افتراق العاقدان (كما يمكن تأخيره ومما يتعين بالتعيين.
في يخير بين االنتظار إلى أن يوجد المسلم فيه جنسه موجود ليومين أو ثالثة على أال تكون .4يكون
مدة التأخير مساوية أو زائدة عن األسواق بنوعه وصفته من وقت وبين فسخ العقد وأخذ رأسماله ،وان عجز
العقد إلى وقت حلول آجال فنظرة إلى ميسرة. األجل المحدد للسلم).
(البنوك اإلسالمية ال تطبق شرط جزائي عند .1أال يكون دينا (ألنه بيع دين التسليم.
.5يمكن للمسلم مبادلة المسلم التأخير في التسليم ألنه دين وال يجوز زيادة بدين)
فيه بشيء آخر غير النقد بعد في الديون عند التأخير).
حلول اآلجال ،شرط أن يكون
البديل صالحا ألن يجعل مسلما
فيه برأسمال السلم
1
Benlekhel Nawel, La Gouvernance de la Banque Islamique, mémoire de magistère en finance,
université d’oran, algerie, 2014, p44.
40
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
1
يتخذ عقد أو بيع السلم عدة أشكال نذكرها فيما يلي:
أ .بيع السلم البسيط :هو من البيع يدفع فيه الثمن حاال ويسمى رأس مال السلم ويؤجل فيه المبيع الموصوف
في الذمة ويسمى المسلم فيه.
ب .بيع السلم الموازي :وصورته أن يبيع المسلم إلى طرف ثالث سلعة في الذمة من جنس ما أسلم فيه
وبمواصفاتها ذاتها ودون أن يربط بين العقد األول والعقد الثاني ،فيصبح المشتري بالسلم األول هو البائع
المسلم إليه في السلم الثاني ،وهذا سبب تسميته بالموازي.
جـ .السلم المقسط :وهو أن يسلم في سلعة إلى أجلين أو إلى آجال متفاوتة كان يسلم في السمن أو زيت
على أن يأخذ بعضه في شهر معين وبعضه في شهر آخر فإن فسخ عقد السلم بعد تسليم بعض المسلم فيه
قسم الثمن بينهما للتسوية.
المصدر :بوقطاية سلمى ،مازري عبد الحفيظ ،مرجع سبق ذكره ،ص.286
41
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
ثالثا .اإلستصناع:
االستصناع هو أداة من أدوات استخدام وتوظيف األموال في المصارف اإلسالمية ،والتي يمكن من خاللها
ليس فقط تشغيل أموال المصرف وتحقيق األرباح وانما أيضا المساهمة في التنمية الصناعية وفيما يلي نقوم
بعرض مفهوم االستصناع.
.1تعريفه.
أ .لغة :االستصناع استفعال من صنع ،فاأللف والسين للطلب ،يقال :استغفار لطلب المغفرة ،والصنع يقول
الرازي(" :الصنع( بالضم مصدر قولك صنع إليه معروفا وصنع به صنيعا قبيحا أي :فعل " ،1يقول ابن
منظور " :ويقال اصطنع فالن خاتما إذا سأل رجال أن يصنع له خاتما" 2واستصنع الشيء :دعا إلى صنعه،
3
فاالستصناع لغة :طلب الفعل.
ب .اصطالحا.
* اإلستصناع شراء شيء من الصانع يطلب إليه صنعه ،فهذا الشيء ليس جاه از للبيع بل يصنع حسب
الطلب ،فاإلستصناع إنتاج شيء لزبون معين وليس كصناعة اليوم إنتاجا للسوق لزبائن غير معنيين وهو
4
يصلح في الصناعات اليدوية.
* يمكن تعريف اإلستصناع على أنه عقد بين طرفين المستصنع والصانع في صناعة شيء بمواصفات
5
معينة وفي موعد معلوم وثمن معلوم.
.2مشروعيته:
يعتبر عقد االستصناع من العقود الجائزة شرعا باألدلة التالية:
أ .من القرآن :لقوله تعالى» قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في األرض فهل نجعل لك خرجا
على ان تجعل بيننا وبينهم سدا» (اآلية 94من سورة الكهف).
محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي ،مختار الصحاح ،دائرة المعاجم في مكتبة لبنان ،1986 ،ص.155 1
ابن منظور ،لسان العرب ،دار إحياء التراث العربي ،مؤسسة التاريخ العربي ،الجزء السابع ،الطبعة الثالثة ،بيروت ،1999 ،ص.419 2
محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي ،مرجع سبق ذكره ،ص.371 3
رفيق يونس المصري ،المصارف اإلسالمية ،دار المكتبي ،دمشق ،سوريا2001، ،ص37. 4
5خنوسة عديلة ،دور عقد اإلستصناع في تمويل البنى التحتية :عرض تجارب دولية ،مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا،المجلد،14
العدد ،19جامعة الشلف ،الجزائر ،2018 ،ص.14
42
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
1
حيث نرى أن هدا دليل على جواز اإلستصناع.
اآلية تصور مشهدا من قصة ذي القرنين ،الذي طلب منه أولئك القوم أن يبني لهم سدا يحميهم من يأجوج
ومأجوج مقابل مال يدفعونه له (خرجا) ،والظاهر أنهم طلبوا منه أن يتحمل العملية بالكامل (مواد خام وعمل)
وال يشاركونه في عملية التصنيع ألنهم كانوا يجهلون طريقة تصنيع هذا السد ،لكن ذو القرنين اقترح عليهم
طريقة أخرى أفضل من تلك التي اقترحوها ،وهي أن يقدموا ما لديهم من مواد خام وكذلك يد عاملة وهو يقدم
ِ لهم الخبرة الفنية والمهارة التقنيةَ« 2قال ما م َّكِني ِف ِ
َوَب ْي َن ُه ْم َرْدما()95 َفأَع ُينوِني ِبُق َّوٍة أ ْ
َج َع ْل َب ْي َن ُك ْم يه َربِي َخ ْيٌر َ َ َ
غ َعَل ْي ِه
آتُوِني أُْف ِر ْ ال
ار َق َ ۖ َحتَّ َٰى ِإ َذا َج َعَل ُه َن ا آتُوِني ُزَب َر اْل َحِد ِيد ۖ َحتَّ َٰى ِإ َذا َس َاو َٰى َب ْي َن َّ
الص َدَف ْي ِن َق َ
ال ْانُف ُخوا
طرا(( »)96اآلية 95و 96من سورة الكهف). ِق ْ
وحيث أن القرآن أقر الطريقة التي اقترحوها ولم ينكرها ،فهدا يدل على مشروعيتها.
* وفي قوله تعالى »فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدا ار يريد
أجر «(اآلية 77من سورة الكهف).
أن ينقض فأقامه قال لو شئت لتخذت عليه ا
هذه اآليات تدل داللة قاطعة على مشروعية اإلستصناع مقابل أجر.
ب .من السنة.
* عن نافع أن عبد هللا حدثه «أن النبي صلى هللا عليه وسلم اصطنع خاتما من ذهب وجعل فصه في بطن
كفه إذا لبسه ،فاصطنع الناس خواتيم من ذهب فرقى المنبر ،فحمد هللا وأثنى عليه فقال :إني كنت اصطنعته
3
واني ال ألبسه فنبذه فنبذ الناس.»...
4
*وقوله عليه الصالة والسالم لما بعث إلى أنصارية »مري غالمك النجار يعمل لي أعوادا أجلس عليهن«
محمد سليمان األشقر ،عقد االستصناع ،بحوث فقهية في قضايا اقتصادية معاصرة ،الطبعة األولى ،دار النفائس ،عمان،1998 ، 1
ص.227
2أحمد بلخير ،عقد اإلستصناع وتطبيقاته المعاصرة ،رسالة ماجيستير في االقتصاد اإلسالمي ،كلية العلوم االجتماعية وعلوم الشريعة،
جامعة باتنة ،الجزائر ،2008 ،ص10
3رواه البحاري في كتاب اللباس :باب من جعل فص الخاتم في بطن كفه ،الجزء الرابع ،الحديث رقم ، 5876الجامع الصحيح،
الطبعة ،1المكتبة السلفية ،القاهرة ،1980 ،ص.70
علي محمد شلهوب ،شؤون النقود وأعمال البنوك ،شعاع للنشر والعلوم ،الطبعة األولى ،حلب ،سوريا ،2007 ،ص.421 4
43
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
.3شروط االستصناع:
يمكننا تلخيص أهم شروط صحة االستصناع كما يلي:1
أ .أن يكون المستصنع معلوم الجنس ،ونوعه ،وقدره ،وأوصافه المطلوبة؛
ب .يجوز تأجيل الثمن كله (ألنه ليس سلما) كما يجوز تقسيمه إلى أقساط معلومة حسب اإلتفاق؛
جـ .يجوز أن يتضمن عقد االستصناع شرطا جزائيا فبمقتضى ما اتفق عليه العاقدان ما لم تكن هناك ظروف
قاهرة خارجة عن إرادة المتعاقدين؛
د .أن يكون العين (المواد الخام) والعمل من الصانع واال كان العقد عقد إجارة؛
هـ .أال يكون في العقد أجال محددا ألنه بدلك يصبح العقد سلما وليس استصناعا؛
و .أن يكون االستصناع في األشياء التي يتعامل بها الناس ،أي أن يبرم عقد االستصناع على شيء يدخل
2
في نطاق ومجال تعامل الناس ،وذلك على ضوء العرف والعادات السائدة؛
.4أنواع اإلستصناع:
يمكن التمييز بين نوعين من أنواع اإلستصناع نذكرهما فيما يلي:
أ .اإلستصناع البسيط (العادي) 3:وهو األسلوب الذي تحدثت عنه كتب الفقه قديما وحديثا ،وذكرنا تعريفه
فيما سـبق ،ومن خالله يتم التعاقد بين طرفين المستصنع والصانع.
ويكون موضوع العقد صنع شيء معين بأوصاف محددة وكميات مخصوصة متفق عليها مقابل ثمن معلوم
يمكن دفعه عاجال أو آجال ،على أن تكون المواد الخام مـن الـصانع ،فالعالقـة التعاقدية بين طرفي العقد
تكون مباشرة وليس بينهما أي وسيط مالي .وهذا النوع من اإلستصناع شائع في حياة الناس ألنه يلبي
حاجاتهم ويحقـق مـصالح كبيرة لألفراد والمؤسسات في شتى المجاالت أهمها:
* في مجال الحاجات الشخصية :فكثير من الناس يقتنون حاجياتهم من الثياب واألثاث والتحف عن
طريق االستصناع؛
1وداد بوحالسة ،صناديق االستثمار اإلسالمية ودور المصارف اإلسالمية في تفعيلها لتمويل التنمية ،رسالة ماجيستير تخصص بنوك
إسالمية ،كلية الشريعة و االقتصاد بجامعة قسنطينة ،الجزائر ،2014،ص.213
دنيا شوقي ،الجعالة واالستصناع تحليل فقهي واقتصادي ،الطبعة الثالثة ،المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب للبنك اإلسالمي للتنمية، 2
44
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
* في المجال الصناعي :المؤسسات الصناعية الكبيرة تتزود بما تحتاجـه مـن آالت وقطع غيار ومكونات
لمصنوعاتها النهائية -غالبا– عن طريق طلبات استـصناعها لـدى المصانع والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛
* في مجال البناء واإلنشاء :حيث يوجد الكثير من العقود التي تتم في هذا المجال ومن أمثلة ذلك:
طلبات الهيئات الحكومية والخاصة واألفراد إلنجاز المباني والمنشآت المختلفة من طرفا لمقاولين؛
ب .اإلستصناع الموازي :يحتوي هذا النوع على عقدين ،العقد األول يكون بين المصرف اإلسالمي باعتباره
صانعا وطرف آخر وهو الزبون الذي يحتاج إلى سلعة بمواصفات معينة ،على أن يكون الثمن مؤجال إلى حين
تسلي م السلعة ،وبعدها يقوم المصرف بإبرام عقد ثاني منفصل عن العقد األول ،ويأخذ المصرف هنا صفة
المستنصنع للسلعة الموصوفة في العقد األول ويكون الثمن فيه معجال ،على أن يلتزم المصرف بتسليم السلعة
للطرف األول عند استالمها من الصانع وحسب الشروط المتفق عليها في العقد ،وأن يحقق ربحا من العملية.
تمر عملية االستصناع الموازي في المصارف اإلسالمية بعدة مراحل نلخصها فيما النقاط التالية:1
المرحلة األولى :يعبر الزبون عن رغبته لشراء السلعة ،ويتقدم للمصرف اإلسالمي طالبا منه إستصناعه
بسعر معين يتفق على طريقة دفعه مؤجال أو مقسطا ،مع التزام المصرف بتصنيع السلعة وفقا الشروط
المتفق عليها في العقد ومن ثم تسليمها للزبون بعد اإلنتهاء من صنعها.
المرحلة الثانية :يقوم المصرف اإلسالمي بإبرام عقد استصناع ثاني مع الصانع الذي يقوم بدوره بصنع
السلعة ذات مواصفات مطابقة لما طلبه الزبون من المصرف ،حيث يكون المصرف هنا مستصنع ويكون هنا
العقد مستقل عن العقد األول.
المرحلة الثالثة :وهنا المصرف اإلسالمي يتسلم السلعة من الصانع ويمتلكها ،ثم يقوم بتسليمها إلى الزبون
المستصنع في العقد األول ،الذي يكون من حقه التأكد من مطابقة السلعة المصنعة للمواصفات التي طلبها
حسب العقد الذي أبرمه مع المصرف ،ويظل كل طرف مسؤوال تجاه الطرف الذي تعاقد معه.
عبد الكريم أحمد قندوز ،عقود التمويل اإلسالمي دراسات حالة ،معهد التدريب وبناء القدرات لصندوق النقد العربي ،أبو ظبي، 1
45
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
المصدر :بوقطاية سلمى ،مازري عبد الحفيظ ،مرجع سبق ذكره ،ص.287
رابعا .اإلجارة:
.1تعريفها:
1
أ .لغة« :اإلجارة من أجر ،يؤجر ،أي اكتراه منه»
ب .اصطالحا :عبارة عن عقد على منفعة معلومة مباحة من عين معينة ،أو موصوفة في الذمة ،أو على
2
عمل معلوم بعوض معلوم ومدة معلومة ،أو هي نقل الملكية من خدمة مقابل مبلغ محدد مسبقا.
.2مشروعيتها:
اإلجارة مشروعة في القرآن والسنة النبوية المطهرة واجماع الفقهاء وتوضيح ذلك كما يلي:
1حنان عبدلي ،دور الهندسة المالية في تحقيق كفاءة األسواق المالية في ظل التوجه العالمي نحو الصناعة المالية اإلسالمية_دراسة
عينةمن األسواق المالية الناشئة_ أطروحة دكتوراه في التحليل اإلقتصادي ،جامعة الجزائر ،2018 ،3ص.72
فاطمة الزهراء لسبع ،مرجع سبق ذكره ،ص.120 2
46
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
1أحمد بن الحسين البيهقي ،سنن البيهقي الكبرى ،باب ال تجوز اإلجارة حتى تكون معلومة وتكون األجرة معلومة ،دار الكتب العلمية،
الطبعة ،3الجزء ،6بيروت ،لبنان ،2003 ،ص.93
محمد بن ادريس الشافعي ،كتاب األم ،الطبعة الثانية ،الجزء ،4دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت ،1983 ،ص.26 2
47
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
المصدر :بوقطاية سلمى ،مازري عبد الحفيظ ،مرجع سبق ذكره ،ص.287
المصارف اإلسالمية ليست مؤسسات اقتصادية تهدف إلى تعظيم الربح فحسب ،بل إنها أيضا ذات طبيعة
اجتماعية تهدف إلى رقي المجتمع لذلك نجدها ال تهدف إلى جمع األموال والثراء على حساب اآلخرين كما
هو شأن المصارف التقليدية ،حيث تقوم ببعض الخدمات دون أي مقابل ومن أهم هذه الخدمات ما يلي:
يعتبر القرض الحسن من أهم الخدمات االجتماعية التي تقدمها المصارف اإلسالمية إلى بعض العمالء
الذين يخضعون لتقدير اللجان المختصة والتابعة للمصرف قبل حصولهم على هذا النوع من القروض ،وعادة
ما يكون الغرض من هذا القرض هو لتمويل مشروع خيري ولغايات إنسانية كالعالج ،الكوارث الطبيعية،
الوفاة ،الزواج ...الخ ،1ولهذا النوع من القروض مرجعية مستمدة من أحكام الشريعة اإلسالمية،
48
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
ويمكن تعريف القرض الحسن على أنه «دفع مال أو تمليك شيء له قيمة بمحض التفضل ،على أن يرد مثله
1
أو يأخذ عوضا متعلقا بالذمة بدال منه»
ِ
صَّدُقوا َخ ْيٌر َل ُك ْم ِإ ْن ان ذُو عُ ْس ٍَرة َف َنظ َرةٌ ِإَلى َم ْي َس َ ٍرة َوأ ْ
َن تَ َ ومن أدلة مشروعية القرض الحسن قوله تعالى « َوِا ْن َك َ
ُك ْنتُ ْم تَ ْعَل ُمو َن» البقرة اآلية .280
أما اإلجماع فقد أجمعت األمة اإلسالمية على جوازه ،كما قال ابن قدامة المقدسي «وأجمع المسلمون على
3
جواز القرض».
وعليه فإن قيام المصارف اإلسالمي ة بهذا النوع من الخدمات جائز من الناحية الشرعية باألدلة السابقة الذكر
باعتبارها بعيدة كل البعد عن التعامل بالربا ،وأن الهدف منها اجتماعي محض يتمثل في إرساء قواعد التكافل
االجتماعي داخل المجتمع الذي تنشأ فيه ،4كما يمكن للمصرف اإلسالمي عند تقديمه للقرض الحسن أخذ
عمولة مقابل جهده في إبرام عقد القرض وليس فائدة منحه للقرض.
تعتبر هذه الخدمة من الخدمات الحديثة نسبيا لدى المصارف اإلسالمية ،5حيث قامت بإنشاء صندوقا للزكاة
داخلها لتحقيق أهدافها االجتماعية وكذا إرساء مبادئ النظام االقتصادي اإلسالمي ،إذ يستند المصرف بقيامه
ط ِهُرُه ْم َوُت َزِكي ِهم ِب َها َو َص ِل َعَلْي ِه ْم ۖ ِإ َّن َص َال َت َك َس َك ٌن
َم َو ِال ِه ْم َص َد َقة ُت َ ِ
بهذه الخدمة إلى أمر هللا تعالى « ُخ ْذ م ْن أ ْ
عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ،مرجع سبق ذكره ،ص.371 1
عبد الرزاق رحيم جدي الهيتي ،مرجع سبق ذكره ،ص377 5
49
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
ثالثا .تمويل إنشاء مراكز تدريب ومجالت بهدف نحو نشر الوعي الديني:
تعمل المصارف اإلسالمية من خالل ازدياد حجم معامالتها وتنويع خدماتها لنشر الوعي الديني في المجتمع
ولعل تخلي العديد من الشركات واألفراد التعامل مع المصارف التقليدية الربوية وتحولها للتعامل مع
2
المصارف اإلسالمية أكبر دليل على نجاح هذه األخيرة في نشر رسالتها.
حيث قامت العديد من المصارف اإلسالمية بإنشاء مراكز للتدريب والتطوير إلى جانب إصدار النشرات
والمجالت التي تعنى بنشر فكر االقتصاد اإلسالمي عامة والفكر المصرفي اإلسالمي خاصة وكذلك عقد
3
الندوات والمؤتمرات يشارك فيها العديد من العلماء والخبراء والمختصين في الصيرفة اإلسالمية.
50
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
1
رابعا .تمويل الجمعيات الدينية واالجتماعية اإلسالمية:
يسعى المصرف اإلسالمي للتأثير إيجابيا على المجتمع المحيط به وذلك من خالل المساهمة في إنشاء
الجمعيات الدينية واالجتماعية لما لها من أهمية بالغة في مجال الدعوة وجعلها منابر لإليمان وتحقيق رسالة
اإلسالم ونفع المسلمين ،وباعتبار أن المصرف اإلسالمي يمتلك قدرات إدارية وتنظيمية فعالة مما يسمح له
بإنشاء هذه الجمعيات وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها بهدف تحقيق أهدافها في اإلصالح االجتماعي
الختالطها بكافة طبقات المجتمع وفئاته ،ومن أهم الجمعيات التي تساعد المصارف اإلسالمية على إنشائها:
51
الفصل األول :مدخل إلى المصارف االسالمية
من خالل استعراضنا لهذا الفصل الذي خصصناه لمفهوم المصارف اإلسالمية وكـذا عرض مختلف مصادر
واستخدامات األموال فيها ،إلى جانب أهم والتحديات التي تواجهها واعطاء بعض الحلول لمعالجتها ،خلصنا
إلى ما يلي:
.1المصارف اإلسالمية هي مؤسسات مالية نقدية تلتزم في جميع أعمالها ونشاطها بمبادئ الشريعة
اإلسالمية بهدف تحقيق توزيـع عادل للثروة وللوصول إلى تنمية اقتصادية يسودها التكافل االجتماعي بين
مختلف أفراد المجتمع.
.2المصارف اإلسالمية تستمد خصائصها من خالل المفهوم التي يقوم عليه النظام االقتصادي اإلسالمي.
وعليه فإننا نجد أن هـذه المصارف ما هي مصارف قائمة ومبنية على العقيدة اإلسالمية ،تستمد منها كافة
مقومات وعوامل وجودها واستمرارها.
.3تساهم المصارف اإلسالمية وبشكل فعال في دفع عجلة التنمية ،فهي إلى جانب سعيها لتعظيم األرباح،
فإنها تلتزم أيضا بمراعاة ما يعود بالنفع على المجتمع وتجنب كل ما يلحق به الضرر أثناء مزاولتها لمختلف
أنشطتها ،عكس ما هو الحال عليه في المصارف التقليدية التي تسعى فقط لتحقيق األرباح.
.4تظهر األهمية المرجوة من المصارف اإلسالمية من خالل تحقيق وظائفها وأهدافها التي تتطلع إلى
تحقيقها.
.5يعتبر كل من التمويل الذاتي ،االحتياطات واألرباح الغير موزعة من أهم المصادر المالية الداخلية
للمصارف اإلسالمية ،كما تتشكل المصادر الخارجية من مختلف الودائع التي تتلقاها هذه المصارف.
.6تكمن استخدامات األموال في المصارف اإلسالمية في مختلف الصيغ التمويلية التي تمنحها وهي ثالثة
أصناف :منها ما يندرج ضمن تمويالت قائمة على الملكية ،ومنها تمويالت قائمة على المداينة إلى جانب
تمويالت أخرى كالقرض الحسن وكذا تمويل مختلف المراكز والجمعيات والمجالت بهدف نشر الوعي.
52
الفصل الثاني:
واقع النظام المصرفي الجزائري
ومدى انفتاحه على العمل
المصرفي اإلسالمي
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
مر النظام المصرفي الجزائري بعدة مراحل قبل وبعد االستقالل كما شهد عدة تطورات واصالحات التي كانت
تندرج ضمن سياق اإلصالحات االقتصادية ،وانطالقا من الدور الهام الذي يلعبه النظام المصرفي في
اقتصاد أي دولة ،كان لزاما على الجزائر القيام بإصالحات مصرفية تتماشى مع النظام العالمي الجديد ،اذ ال
يمكن مسايرة التطورات االقتصادية العالمية دون وضع نظام مصرفي قوي ومتحرر ويمتلك من اإلمكانيات
التي تسمح له بأداء الدور الجديد المنوط له ،وعليه فقد أعطت الجزائر النظام المصرفي أهمية خاصة بدا من
استرجاع السيادة واالستقالل النقدي من خالل عمليات تأميم النظام المصرفي في محيط مغلق إلى غاية فتح
النظام المصرفي لالستثمار األجنبي وتجسد ذلك في قانون النقد والقرض رقم 10/90الذي أعطى الضوء
األخضر للقطاع الخاص بمفتح مصارف بالجزائر ومن بينها المصارف اإلسالمية فقد ظهر أول مصرف
إسالمي في الجزائر في سنة 1991م ،وتبعه بعد ذلك مصرف السالم الذي تأسس في سنة 2008اللذان
كانا ينشطان في مجال الصيرفة اإلسالمية لكن تحت غياب التغطية القانونية وتشريع خاص ينظم عملها ،بل
اعتبرها قانون النقد والقرض على أنها مؤسسات مالية تقوم بالوساطة المالية كغيرها من المصارف التقليدية،
إلى أن جاء النظام رقم 18-02الذي حدد الشروط المطبقة على العمليات المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية
والذي يعتبر الخطوة األولى نحو بناء نظام مصرفي إسالمي الذي يدرج الصيرفة اإلسالمية في النظام
المصرفي الجزائري ،ثم تبعه النظام رقم 20-02المتعلق بالصيرفة اإلسالمية وقواعد ممارستها والذي أقر
عملية توطين الصيرفة اإلسالمية في الجزائر.
54
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
المبحث األول :النظام المصرفي الجزائري قبل صدور قانون النقد و القرض (.)90/10
مر الجهاز المصرفي الجزائري قبل وبعد االستقالل بعدة مراحل ،بدءا بمرحلة تكوين النظام المصرفي مباشرة
بعد اإلستقالل وصوال إلى االهتمام والعمل على عصرنة النظام المصرفي ليواكب التطورات العالمية ،مما
اقتضى القيام بالعديد من اإلصالحات والتي امتدت من السبعينيات إلى غاية التسعينيات ،وهذا ما سنعرضه
في هذا المبحث إضافة إلى عرض هيكل القطاع المصرفي وواقع المنظومة المصرفية الجزائرية.
ورثت الجزائر غداة االستقالل مؤسسات مالية ومصرفية تابعة لالستعمار الفرنسي ،الشيء الذي لم يمكنها من
مسايرة التنمية االقتصادية المنشودة وقد عملت الدولة الجزائرية على بذل مجهودات كبيرة لبعث التنمية في
جميع الميادين خاصة القطاع المالي والمصرفي ،فقامت بإنشاء بعض المؤسسات الضرورية التي ال يمكن
االستغناء عنها فاقتصاد أي دولة ،وبعدها قامت بإنشاء نظاما مصرفيا جزائريا يتماشى ومتطلبات االقتصاد
الوطني.
ورثت الجزائر غداة االستقالل مؤسسات مالية ومصرفية تابعة لالستعمار الفرنسي ،الشيء الذي لم يمكنها من
مسايرة التنمية االقتصادية المنشودة وقد عملت الدولة الجزائرية على بذل مجهودات كبيرة لبعث التنمية في
جميع الميادين خاصة القطاع المالي والمصرفي ،فقامت بإنشاء بعض المؤسسات الضرورية التي ال يمكن
االستغناء عنها فاقتصاد أي دولة ،وبعدها قامت بإنشاء نظاما مصرفيا جزائريا يتماشى ومتطلبات االقتصاد
الوطني.
عند االحتالل الفرنسي سنة 1830كانت الجزائر كسائر أجزاء اإلمبراطورية العثمانية تتميز بقلة دور النقود
في المبادالت وبنظام المعدنين الذهب والفضة في العملة ،وكانت هناك دار لصك النقود ،أما الفرنك الفرنسي
فلم يتقرر رسميا كعملة للبالد إال بعد 18عاما.
في 1843/07/19تم إنشاء أول مؤسسة مصرفية في الجزائر كفرع من فروع بنك فرنسا وقد بدأ هذا الفرع
بعملية صك العملة الفرنسية في الجزائر في بداية سنة ،1848لكن هذه العملية لم تدم طويال ،وبعدها تم
تأسيس المنصة الوطنية للخصم والتي كانت وظيفتها مقتصرة على االئتمان ،لكنها لم تنجح في مهمتها وهذا
55
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
راجع لقلة الودائع ،ويعتبر بنك الجزائر la banque d’Algérieثالث مؤسسة مصرفية تأسست في 1851
1
برأسمال قدره 8ماليين فرنك فرنسي.
وقد عرف بنك الجزائر آنذاك أزمة مالية خالل السنوات 1880و ،1990نتيجة اإلسراف وعدم العقالنية في
تقديم القروض ،فقامت السلطة االستعمارية بنقل بنك الجزائر إلى فرنسا ،وتغير اسمه إلى بنك الجزائر
و تونس ،أين أسندت له مهمة اإلصدار النقدي ،ولكن مباشرة بعد استقالل تونس عام 1956م فقد حقه في
اإلصدار لدولة تونس سنة ،1958وتم إعادة تسميته ببنك الجزائر الذي أسندت له عدة وظائف أهمها:2
أ .اقتطاع الموارد على األغلبية المسلمة واعادة توزيعها على المعمرين؛
3
حيث كانت المنظومة المصرفية واالئتمانية قبل االستقالل تتكون من المؤسسات التالية:
تأسس بنك الجزائر بتاريخ 04أوت 1851م ،وبدأ بمزاولة نشاطه مباشرة بعد إنشائه ،وكانت وظيفته
األساسية هي إصدار العملة الجزائرية ،وبنك ائتمان كوظيفة ثانوية والتي تقلصت تدريجيا مع مرور الوقت.
في حقيقة األمر كان هذا البنك مجرد فرع لبنك فرنسا و ازرة المالية الفرنسية.
حيث كان يقوم بعملية إصدار العملة لتلبية حاجات االقتصاد للنقود وخاصة المتعلقة بالمعمرين واإلدارة
االستعمارية ،وهذا بتغطية ذهبية معينة إلى غاية سنة 1900م اعتمد مبدأ السقف في اإلصدار ،أي تم وضع
له حد أقصى لإلصدار دون تقييده بغطاء معين من الذهب.
شاكر القزويني ،محاضرات في إقتصاد البنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1992 ،ص .49 48 1
حمديش مجيد ،النظام المصرفي الجزائري في ظل اإلصالحات االقتصادية ،أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية ،جامعة الجزائر،3 2
،2012ص4
زرياحن محمد ،النظام المصرفي الجزائري ودوره في التنمية االقتصادية ،رسالة ماجيستير في العلوم االقتصادية ،جامعة وهران، 3
،2012ص.80
56
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
أ .إصدار عملة الفرنك الجزائري :كما سبق ذكره فإن بنك الجزائر عند تأسسه كان يعتمد على قاعدة الثلث
( من النظام الجزئي الوثيق لإلصدار) في ميدان تغطية النقود المصدرة ،والمتمثلة في االحتياطي من الذهب،
إجمالي األوراق النقدية المتداولة ،والودائع الجارية ،وهذا الى غاية 1900م أين تم اعتماد مبدأ الحد األقصى
لإلصدار.
ب .عمليات الصرف والتحويل :خالل المرحلة االستعمارية كان العالم الخارجي بالنسبة للجزائر ينقسم إلى
قسمين وهما:
وعليه فإن عملية الصرف للعملة تختلف حسب البلد المتعامل معه ،حيث كان الفرنك الجزائري يحول على
أساس سعر التعادل بين الفرنك الجزائري والفرنك الفرنسي وهكذا تكون عملية الصرف معروفة ،بين العملة
الجزائرية ،وأي عملة أجنبية أخرى على أساس قياسها بالفرنك الفرنسي ،فكان بنك الجزائر يقوم بتحويل الفرنك
الجزائري والفرنسي إلى العمالت األجنبية األخرى.
جـ.عمليات إقراض االقتصاد :تعتبر وظيفة تمويل القطاع الزراعي من بين األنشطة التي كان يقوم بها بنك
الجزائر عند تأسيسه ،حيث كان يقوم بتمويل المعمرين ومنحهم قروضا متوسطة وطويلة األجل ،مما خلق له
عدة مشاكل فيما يتعلق بالمحافظة على التوازن المالي وبتسييره.
وبعد اإلصال ح لسنة 1945م أعطيت لبنك الجزائر صبغة البنك المركزي الحقيقية كبنك إصدار ومشرف على
السياسة االقتصادية وهذا راجع للتوسع االقتصادي واالئتماني للمؤسسات المصرفية واالئتمانية األخرى.
تم إنشاؤه في نفس فترة إنشاء بنك الجزائر وذلك من أجل قيامه بعملية اإلشراف والتوجيه ومراقبة السياسة
النقدية للبالد ،بعد أن تبين عدم قدرة بنك الجزائر على وضع سياسة نقدية خاصة بالجزائر ،بسبب عدم
امتالكه وسائل الرقابة النقدية الفعالة من جهة ،ومن جهة أخرى استغناء البنوك العاملة في الجزائر عنه عند
57
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
احتياجها للسيولة ،إذ كانت تلجأ إلى مراكزها الرئيسية بفرنسا ،وكذلك عدم التحكم في حرية انتقال رؤوس
األموال من والى فرنسا بسبب التبعية الكاملة للنظام الفرنسي.
.3البنوك التجارية:
أ.القرض العقارية الجزائرية التونسي :تأسس في الجزائر سنة 1880م ،أسندت له مهمة التمويل العقاري
والزراعي ،ثم توسع نشاطه إلى تونس سنة 1907م ويعتبر أكبر بنك في تلك الفترة ،حيث بلغت عدد فروعه
آنذاك 133فرعا.
ب .الشركة الجزائرية للقرض والمصرف :تأسس هذا البنك 1877م ،ويحتل المرتبة الثانية بـ 133فرعا،
وعملت هذه المؤسسة بصفة بنك ومؤسسة عقارية ،وجميع نشاطاتها موجهة لتمويل القطاعات المبرمجة.
جـ .المنضدة الوطنية للخصم لباريس :تم إنشاء هذا البنك في الجزائر مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية ،له
فرعين في كل الجزائر العاصمة ووهران.
ك .الشركة المرسيلية :حيث بدأت ممارسة نشاطها في الجزائر في سنة 1920م.
و .البنك الوطني للتجارة والصناعة(إفريقيا) :بدأ نشاطه بعد استالئه على مراقبة بنك اتحاد شمال إفريقيا.
ولقد بلغت فروع البنوك التجارية قبل االستقالل مجموع 409 :فرعا ،تم توزيعها جغرافيا كما يلي:
58
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
وتعتبر الجزائر العاصمة في المرتبة األولى من حيث عدد تمركز البنوك التجارية ،حيث بلغ عددها بـ92 :
فرعا.
.4بنوك األعمال:
أ.القرض الجزائري :حيث تأسس هذا البنك في باريس في سنة 1881م ،هدفه تشجيع الملكية العقارية،
وأشغال المرافق األساسية والبنى التحتية.
ب .البنك الصناعي للجزائر وحوض البحر األبيض المتوسط :ولقد تم تأسيس هذا البنك في سنة 1911م.
جـ .بنك باريس واألراضي المنخفضة :حيث تم فتح فرع لهذا المصرف بالجزائر عام 1954م.
حيث نجد على أرس هذه المؤسسات «الشركة الباريسية إلعادة الخصم» ،وهي مؤسسة تتعامل مع المصارف
فقط فيما يتعلق بإعادة خصم األوراق والسندات التجارية ،من أجل إعادة التوازن إلى خزائنها ،هي ال تعامل
مع الجمهور.
.5بنوك التنمية:
حيث تم تأسيس «صندوق التجهيز من أجل تنمية الجزائر" في سنة 1959م ،لغرض تمويل " برنامج منطقة
قسنطينة» ،وكذلك لجمع الموارد واعادة استخدامها في التنمية وكذا تمويل مختلف المشاريع المبرمجة.
وتتمثل في البنوك الشعبية للتجارة والصناعة ،ظهرت في الجزائر العاصمة سنة 1921م ،في عنابة
سنة1922م ،بجاية في 1923م ،وفي قسنطينة سنة 1924م.
59
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
وكان الهدف من تأسيسها هو تعبئة المدخرات من األفراد والمنشآت الصغيرة ،حيث بلغ عدد فروعها سنة
1961م 22فرعا ،منها 9فروع في الجزائر العاصمة.
أ .االئتمان العقاري :تأسس هذا المصرف سنة 1852م ،وهو فرع تابع للبنك الفرنسي «االئتمان العقاري
الفرنسي».
ب .االئتمان الوطني :حيث اقتصر نشاطه بمنح االئتمان الطويل االجل ،حيث لعب دو ار هاما في عملية
بتمويل االستكشافات النفطية في الجزائر.
جـ .صندوق الودائع واألمانات :يقوم هذا الصندوق بإقراض الهيئات والمنشآت المحلية والعامة ،إلى جانب
إشرافه على عملية االدخار واالحتياط والتوفير البريدي.
د .الصندوق الوطني ألسواق الدولة :تم انشاء هذا الفرع في الجزائر سنة 1940م ،وهو مخصص لتمويل
مشتريات الدولة.
هـ .البنك الفرنسي للتجارة الخارجية :وهو مختص في تمويل التجارة الخارجية ،حيث تأسس فرعه في
الجزائر سنة 1954م.
ورثت الجزائر عشية االستقالل نظاما مصرفيا واسعا ،لكنه تابع لالستعمار الفرنسي ،وقائم على مبادئ النظام
االقتصادي الليبيرالي ،مما جعل بالجزائر تواجه أوضاعا اقتصادية صعبة ،بسبب نتائج التي خلفها االستعمار
الفرنسي ،إضافة إلى المغادرة الجماعية من طرف المعمرين األوروبيين الذين كانوا يسيطرون سيطرة تامة
على النشاط االقتصادي في البالد.
وقد لوحظ وجود نظامين مصرفيين مزدوجين ،األول نظام مصرفي ليبيرالي ،والثاني نظام مصرفي اشتراكي
تابع للدولة ،مما أدى بعجز البنك المركزي احتواء النظام المصرفي (بنظامين مختلفين) وتسييره وفقا
60
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
للتوجيهات الجديدة للدولة ،ولقد قامت الدولة الجزائرية آنذاك بتأميم الهيئات والمؤسسات المصرفية والمالية
1
الضرورية لتعبئة الموارد المالية الالزمة لتمويل االقتصاد الوطني.
خالل هذه المرحلة كان الجهاز المصرفي والمالي تحت إشراف الدولة الجزائرية المستقلة ،والذي كان يتكون
من الهيئات والمؤسسات المالية والمصرفية التالية:
.1الخزينة العمومية:
أنشأت الخزينة العمومية في أوت 1962م ،وأخذت على عاتقها األنشطة التقليدية لوظيفة الخزينة ،وقد تم
إعطائها صالحيات هامة فيما يتعلق بمنح قروض لالستثمارات في القطاع االقتصادي ،إلى جانب قروض
التجهيز للقطاع الفالحي المسير ذاتيا والذي لم يتمكن من االستفادة من طرف المؤسسات المصرفية
المتواجدة ،وقامت الوظيفة االستثنائية «القروض لالقتصاد» للخزينة وخاصة عند تطورها في المستقبل بالرغم
2
من تأميم البنوك ( )19671966وارادة الدولة في إدماجها في الدائرة االقتصادية سنة 1971م.
.2البنك المركزي:
قامت الجزائر بعد استقاللها باسترجاع السلطة النقدية الداخلية والخارجية ،حيث تم انشاء البنك المركزي
الجزائري بموجب القانون رقم 14462المصادق عليه من قبل المجلس التأسيسي في 13ديسمبر1962م،3
ويعتبر البنك المركزي مؤسسة عمومية ذات شخصية معنوية ،كما تتمتع باالستقالل المالي ،ورأس ماله ملك
للدولة ،يترأس البنك المركزي محافظ ومدير عام يعينان بمرسوم رئاسي ،وباقترا ح من طرف وزير المالية،
وتعود إدارته إلى مجلس إدارة يتكون من المحافظ رئيسا للمجلس ،المدير العام ،وعشرة إلى ثمانية عشر
عضواً من كبار المسؤولين والمختصين في األمور المالية ،حيث يعينون بمرسوم رئاسي لمدة ثالث سنوات،
وحسب قانونه األساسي يحق له فتح فروع في البالد حسب الحاجة لذلك ،وحاليا له عدة فروع في مختلف
4
الواليات.
بلعزوز بن علي ،محاضرات في النظريات والسياسات النقدية ،الطبعة الثانية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2008 ،ص.172 1
بورمة هشام ،النظام المصرفي الجزائري وامكانية االندماج في العولمة المالية ،رسالة ماجيستير في اإلدارة المالية ،جامعة سكيكدة، 2
عادل زقير ،أثر تطور الجهاز المصرفي على النمو االقتصادي ،أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية ،جامعة بسكرة ،الجزائر، 4
،2015ص.199
61
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
ومن مهام المجلس ،نذكر :1تقرير الخصم وكذا شروطه ،تحديد نسبة الفائدة ،إصدار وسحب النقود الورقية،
كما يعبر المسؤول عن :التداول النقدي والسياسة النقدية والغطاء النقدي ،ومنح االئتمان وشروطه ومعدل
االحتياطي القانوني للبنوك ،كما أنه يعتبر بمثابة الملجأ األخير إلقراض النظام المصرفي ،وهو بنك
ومستشار الدولة في جميع أمورها المتعلقة بالقروض والضمانات واالستشارات المالية واالقتصادية ،كما يعتبر
الرقيب على التحويل الخارجي للعملة الصعبة ومراقبة ميزان المدفوعات.
كما يوجد على مستوى البنك المركزي مراقبون مهمتهم الرقابة على الحسابات ومراقبة التسيير المالي
والمحاسبي ،حيث يتم تعيينهم بمرسوم رئاسي ،وقد تم إصدار الدينار الجزائري في 10أفريل 1964على
أساس غطاء ذهبي يعادل 0.18غرام من الذهب للدينار الواحد ،لوضع حد لتهريب رؤوس األموال إلى
الخارج ،وكانت في بادئ األمر عملة غير قابلة للتحويل ومرتبطة بالفرنك الفرنسي ،وبعدها بدأت الجزائر
تدريجيا بقطع عالقاتها بالنظام المصرفي الفرنسي ،وهذا ما تجسد فعليا مع نهاية الستيـنيات.
تم إنشاؤه بتاريخ 07ماي 1963بموجب القانون رقم 165 63أعيدت تسميته ليصبح البنك الجزائري
للتنمية ،حيث وضع مباشرة تحت وصاية و ازرة المالية ،وتتمثل مهمته في تمويل االستثمارات المنتجة الخاصة
ببرامج ومخططات االستثمارات ،كالصناعة بما فيها قطاع الطاقة والمناجم ،وقطاع السياحة ،والنقل والتجارة
والتوزيع ،وكذا المناطق الصناعية والدواوين الزراعية ،وقطاع الصيد ومؤسسات اإلنجاز ،2غير أن هذا البنك
كان محدود الفعالية فيما يتعلق بتعبئة المدخرات المتوسطة والطويلة األجل ،وظلت الموارد التي كان
3
يستخدمها في التمويل تقدم له من طرف الخزينة العمومية.
ألحق بهذا الصندوق خمس مؤسسات كانت تتعامل في اإلئتمان المتوسط األجل ،ومؤسسة خاصة باإلئتمان
4
الطويل األجل ،تتمثل هذه المؤسسات فيما يلي:
سليمان ناصر ،عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية ،أطروحة دكتوراه في علوم التسيير ،جامعة الجزائر ،2005 ،ص.165 1
محمود حميدات ،مدخل للتحليل النقدي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2000 ،ص.125 2
الطاهر لطرش ،تقنيات البنوك :دراسة في طرق استخدام النقود من طرف البنوك مع اإلشارة إلى التجرة الجزائرية ،ديوان المطبوعات 3
62
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
.4الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط :تأسس في أوت 1964وفق القانون رقم ،227-64للمهام التالية:
ب .تمويل عمليات البناء والجماعات المحلية وبعض عمليات ذات المنفعة الوطنية.
وابتداء من سنة 1971وبقرار من طرف و ازرة المالية تم اعتماد الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط كبنك
للسكن مما أعطاه دفعا قويا بسبب زيادة الموارد المالية الناجمة عن ارتفاع مدخرات العائالت الراغبة في
الحصول على سكن في إطار برامج الصندوق ،وقد تمثلت سياسة هذا الصندوق في منح القروض إما لبناء
1
سكن أو شراء سكن جديد أو تمويل مشاركة الزبون في تعاونية عقارية.
وشرع الصندوق في جمع المدخرات خالل الفترة الممتدة ما بين ،19701964وبعدها تم خلق نظام
االدخار المخصص للسكن في 1971حيث كان معدل الفائدة على االدخار آنذاك يقدر ب % 3.5سنويا،
كما أسندت له مهمة تمويل السكن االجتماعي باستعمال المبالغ المدخرة والمال العام .
أ .إقراض الخواص للبناء الذاتي أو في إطار جمعيات بالنسبة للمدخرين أو غير المدخرين؛
2
ب .تمويل مشاريع الخاصة بالترقية العقارية للمدخرين فقط.
علي بطاهر ،إصالحات النظام المصرفي الجزائري وآثارها على تعبئة المدخرات وتمويل التنمية ،أطروحة دكتوراه في العلوم 2
63
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
ولقد ساهم نظام تمويل السكن عن طريق هذا الصندوق إلى ارتفاع مدخرات العائالت وبالتالي زيادة موارده
المالية ،كما أتا ح الصندوق عدة امكانيات للتوفير تمثلت في:1
أ .دفتر لالدخار بالعملة الصعبة؛
ب .دفتر لالدخار الشعبي؛
ج .حسابات لالدخار بالنسبة لألشخاص الطبيعيين؛
أنشئ البنك الوطني الجزائري باألمر رقم 178-66المؤرخ في 13جوان ،21966لسد الفراغ المالي الذي
أحدثته البنوك األجنبية ،ليصبح وسيلة للتخطيط المالي ودعامة للقطاع االشتراكي والزراعي 3وقد اعتبر بمثابة
نقطة تحول لالقتصاد الوطني من طرف السلطات في إطار إنشاء منظومة مصرفية وطنية وتجسيد االرادة
السياسية التي بدت واضحة فاسترجاع البالد لسيادتها االقتصادية والمالية ،4كما يعتبر أول بنك
5
تجاري حكومي للجزائر بعد االستقالل ،ولقد استرجع نشاط مجموعة من البنوك األجنبية نذكرها فيما يلي:
عبدالقادر بلطاس ،االقتصاد المالي والمصرفي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2001 ،ص.33 1
األمر رقم 178-66المؤرخ في 13جوان 1966المتضمن انشاء البنك الوطني الجزائري 2
محفوظ لعشب ،القانون المصرفي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2001 ،ص.15 4
64
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
ويتمثل دوره أساسا في تعبئة المدخرات الوطنية ومنح القروض للقطاعات االقتصادية العمومية الصناعية
والزراعية ،وكذا العمليات المصرفية التقليدية التي تقوم بها جميع البنوك التجارية .
تأسس القرض الشعبي الجزائري بموجب األمر رقم 336-66بتاريخ 29ديسمبر1966م ،1المعدل والمتمم
2
باألمر رقم 75-67المؤرخ في 11ماي ، 1967ليحل محل العديد من البنوك والمتمثلة في:
Crédit populaire commercial et l’industriel d’Alger البنك الشعبي التجاري والصناعي للجزائر
Crédit populaire commercial et l’industriel d’Oran البنك الشعبي التجاري والصناعي لوهران
Crédit populaire commercial et l’industriel de البنك الشعبي التجاري والصناعي لقسنطينة
Constantine
Crédit populaire commercial et l’industriel d’Annaba البنك الشعبي التجاري والصناعي لعنابة
Banque Régionale pour le crédit populaire d’Alger البنك الجهوي للقرض الشعبي للجزائر
3
كما وقد ضم اليه العديد من البنوك نذكرها كما يلي:
4
ويقوم القرض الشعبي الجزائري بالعديد من المهام الوظائف أهمها:
أ .منح القروض للحرفيين والفنادق وقطاعات الصيد البحري وتعاونيات اإلنتاج والتوزيع والمتاجرة.
ب .دور الوسيط في العمليات المالية واإلدارات الحكومية.
األمر رقم 336-66المؤرخ في 29ديسمبر 1966والمتضمن إحداث القرض الشعبي الجزائري. 1
نجيب بوخاتم ،دور الجهاز المصرفي الجزائري في عملية التحول االقتصادي واالنتقال إلى اقتصاد السوق ،رسالة ماجيستير في العلوم 2
65
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
تأسس بموجب األمر رقم 20467المؤرخ في 1أكتوبر 1967م 1،ويختلف عن البنك الوطني الجزائري
والقرض الشعبي الجزائري بأن تأسيسه يمثل الحلقة األخيرة من إجراءات التأميم المصرفي في الجزائر.2
3
حيث قام هذا البنك بضم باقي البنوك األجنبية التي كانت ال تزال تنشط في الجزائر ذلك الوقت وهي:
يعود السبب إلى إنشاء البنك الجزائري الخارجي إلى دخول الجزائر في معامالت تجارية مع الخارج فأختص
هذا البنك في القيام بتنفيذ االتفاقيات المتعلقة بالتجارة الخارجية.
4
كما أوكلت له مهمة التدخل في مختلف العمليات المصرفية المرتبطة مع الخارج منها بـ:
أ .منح الموافقة لضمان مختلف العمليات التجارية مع الطرف الخارجي ضد المخاطر السياسية واالقتصادية
التي قد تحدث.
األمر رقم 204-67المؤرخ في 01أكتوبر 1967والمتضمن إحداث البنك الخارجي الجزائري. 1
عبد اللطيف بلغرسة ،تكييف البنوك التجارية الجزائرية مع اقتصاد السوق استراتيجية التسويق البنكي ،رسالة ماجيستير في العلوم 3
66
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
ب .توفير المعلومات التجارية للمستوردين والمصدرين الجزائريين (المعلومات التجارية والمتعلقة بإمكانيات
التموين).
جـ .اقتحام األسواق المالية الدولية لجمع األموال وكذلك الحصول على القروض الخارجية لتغطية
االستثمارات الممولة بالعملة الصعبة من الخارج.
د .تمويل القطاع العمومي وكذا الخواص عند ابرام صفقات مع متعاملين األجانب.
اعتبرت سنة 1971م سنة بداية اعتماد اإلصالحات المصرفية ،بسبب النتائج السلبية الناتجة عن مرحلة
1970-1962م ،إلى جانب بعض النقائص التي نتجت عند تطبيق التشريعات والقوانين والتنظيمات
المصرفية وكذا التعقيدات والمعوقات التي واجهتها المصارف التجارية الجزائرية خالل عملها ونشاطها
المصرفي ،كل هذا أدى بالحكومة والسلطة النقدية اتخاذ ق اررات جديدة تتناسب مع الظروف السائدة خالل
تلك المرحلة.
وعليه كان لزاما إيجاد نظام التخطيط المالي وهذا بشروط محفزة وذلك اعتمادا على الخيارات االقتصادية
للبالد وكذا ضرورة الرقابة على النفقات العمومية أدى بالسلطات الجزائرية إلى إعطاء مهمة تسيير ومراقبة
العمليات المالية للمؤسسات العمومية إلى المصارف التجارية وذلك ابتداءا من 1970م ،وبعدها ظهرت
حتمية إعادة هيكلة النظام المالي والمصرفي خالل الفترة .1985-1971
جاء المخطط الرباعي األول 1973-1970إلزالة االختالالت وتقليل الضغط على الخزينة العمومية المكلفة
بتمويل لالستثمارات ،حيث تم إجبار المؤسسات العمومية العامة على مركزية حساباتها الجارية وهذا ضمن
قانون المالية آنذاك ،الى جانب وكل عملياتها ،االستقاللية على مستوى مصرف واحد تقود الدولة بتحديده
اعتمادا على اختصاص المصرف في قطاع معين ،والمالحظ هنا أنا و ازرة المالية قد أعطت المصرف دو ار
1
مهما تمثل في منحه صالحية تسيير ومراقبة حسابات المؤسسة التي تفتح حسابات على مستواه.
1لطاهر لطرش ،تقنيات البنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الرابعة ،الجزائر ،2005 ،ص.190
67
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
ثانيا :إعادة هيكلة المؤسسات المصرفية :تم إعادة هيكلة كل من البنك الوطني الجزائري والقرض الشعبي
الجزائري باعتبارهما أكبر بنكين في تلك الفترة ،وهذا ضمن برنامج إعادة الهيكلة العضوية للمؤسسات الوطنية
1
المصرفية ،حيث انبثق عنهما بنكان هما:
.1بنك الفالحة والتنمية الريفية :بعد إعادة هيكلة البنك الوطني الجزائري تأسس هذا البنك بموجب المرسوم
رقم 206/82وهذا في مارس ، 21982برأسمال يقدر بمليار دينار ،أين أوكلت له مهام تمويلية إلى جانب
قيامه بجميع العمليات المصرفية مايلي:
-تمويل هياكل وأنشطة اإلنتاج الفالحي وكل األنشطة المتعلقة بهذا القطاع.
.2بنك التنمية المحلية :بعد إعادة هيكلة القرض الشعبي الجزائري تم انشاء هذا المصرف بموجب المرسوم
رقم 85-85المؤرخ في 30أفريل 1985ويعتبر بنك إيداع واستثمار ،أسندت له مهمة تمويل االستثمارات
المخططة من قبل الجماعات المحلية ،إلى جانب قيامه بمنح القروض بالرهن وكذلك عملية تمويل القطاع
الخاص.
تم إدخال إصال ح جذري على الوظيفة المصرفية وهذا بموجب القانون رقم 12-86الصادر في 19أوت
1986المتعلق بنظام البنوك والقروض ،حيث كان دور هذا القانون هو إرساء المبادئ العامة والقواعد
الكالسيكية للنشاط البنكي ،وهو عمليا جاء من أجل توحيد اإلطار القانوني الذي يسير النشاط الخاص بكل
المؤسسات المالية باختالف طبيعتها القانونية،
1جيداني ميمي ،انعكاس استقاللية البنك المركزي على أداء السياسة النقدية ،رسالة ماجيستير في العلوم االقتصادية ،جامعة الشلف،
الجزائر ،2005 ،ص.8988
2
Rapport de CNES, problematique de la reforme du systeme bancaire : elements pour un debat
social , 16ème session pénière, algerie , novombre 2000, p22.
68
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
1
حيث تضمن هذا القانون المبادئ التالية:
-استعادة البنك المركزي دوره كبينك للبنوك ،كما استعاد المهام التقليدية التي تمارسها البنوك المركزية بالرغم
من القيود الجزئية التي كانت تفرض عليه أحيانا.
-وبموجب هذا القانون تم الفصل بين البنك المركزي كملجأ لإلقراض وبين نشاطات البنوك التجارية ،أو
بمعنى آخر تم وضع نظام بنكي على مستويين.
-بموجب هذا القانون تم استعادت المؤسسات التمويلية والمصارف التجارية دورها في تعبئة المدخرات وكذا
منح القروض في إطار المخطط الرباعي للدولة.
-تم إنشاء هيئات رقابة على النظام المصرفي ومختلف الهيئات االستشارية األخرى.
ثانيا :اإلصالح المصرفي لسنة :1988لقد جاء القانون 06-88الصادر في 12جانفي 1988المتضمن
2
منح االستقاللية للمصارف ضمن الهيكل الجديد لالقتصاد والمؤسسات ،وتتثمل أهم مبادئ هذا القانون في:
-تم منح الصفة التجارية لمختلف المصارف الناشطة ،بمعنى أن هذه المصارف تخضع إلى اساسيات
التجارة التي تأخذ بعين االعتبار مبدأ الربحية عند ممارستها لنشاطها.
-حرص هذا القانون على دعم البنك المركزي عند تنفيذه للسياسة النقدية وهذا لتحقيق التوازن في االقتصاد
الكلي للدولة.
-السما ح للمؤسسات المالية غير مصرفية بتوظيف نسبة معينة من أصولها المالية في شراء أسهم أو
سندات صادرة عن مختلف المؤسسات العاملة داخل أو خارج التراب الوطني.
1المواد 02و 15من القانون (12-86المؤرخ في 1986/08/11والمتعلق بنظام البنوك والقرض ،الجريدة الرسمية ،العدد 34الصادرة
بتاريخ .1986/08/19
2المادة 02من القانون ( )88 06المتضمن عالقة النظام المصرفي بالمؤسسات العمومية االقتصادية ،الجريدة الرسمية ،العدد رقم02
الصادرة بتاريخ 18جانفي.1988
69
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
المبحث الثاني :النظام المصرفي الجزائري بعد صدور قانون النقد والقرض ()90/10
بعد النتائج الغير مرضية لإلصالحات السابقة ،وبعد فشل مختلف المؤسسات في تحسين إنتاجيتها وأداءها،
وكذلك فشل المصارف التجارية في دورها كوسيط مالي ،وفي خضم تدهور حاد في أسعار المحروقات على
المستوى الدولي ،وكذلك ارتفاع نسب المديونية الخارجية وخدمات الديون مرت الجزائر بظروف صعبة
للغاية ،كان الزما على الدولة إصدار قانون جديد يتماشى مع الظروف التي تعيشها ،وهذا ما قتمت به
الحكومة الجزائرية في بداية التسعينات حيث صدر قانون النقد والقرض.
المطلب األول :هيكل ونظام عمل النظام المصرفي الجزائري في ظل قانون النقد والقرض
في 14أفريل 1990صدر قانون 10/90والمتعلق بالنقد والقرض والذي يعتبر نصا تشريعيا يوضح
األهمية والمكانة التي يجب أن يكون عليها النظام المصرفي الجزائري ،وهو من بين القوانين التشريعية
األساسية لإلصالحات المصرفية ،ولقد جاء هذا القانون بأفكار جديدة في مجال النظام المصرفي وأدائه وهذا
وباإلضافة إلى أهم االفكار التي جاء بها قانونا 1986و ،1988التي تحوي في طياته المبادئ واألسس التي
سيكون عليها النظام المالي والمصرفي الجزائري مستقبال ،1بما يتماشى مع الوضع المالي واالقتصادي
آنذاك.
ثانيا :مبادئ قانون النقد والقرض :خالل هذا القانون تم تحويل السلطـة النقدية إلى مجلس النقـد و القرض،
حيث اعتبره القانون بمثابة مجلس إدارة البنك المركزي ،وعند صدور األمر ُ 11/03
المـؤرخ في
2003/08/26تم خاللها التمييز بين مجلس النقد والقرض ومجلس إدارة البنك ،ومن أهم المبادئ نذكر:
.1الفصل بين الدائرة النقدية والدائرة الحقيقية ويقصد بها ذلك أن الق اررات النقدية تتخذ على أساس
األهداف النقد ية التي تتخذها السلطة النقدية إعتمادا على الوضع النقدي السائد ولم تعد تتخذ تبعا للق اررات
المتخذة على أساس كمي من طرف هيئة التخطيط آنذاك.2
عبد القادر خليل ،محاولة تقييم فعالية اإلصالحات االقتصادية في الجزائر للفترة ( ،)20061990أطروحة دكتوراه في العلوم 1
70
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
.2الفصل بين الدائرة النقدية والدائرة المالية :حيث اعتمد قانون النقد والقرض مبدأ الفصل بين الدائرة
النقدية ودائرة مي زانية الدولة ،بمعنى أن الخزينة العمومية لم تعد حرة في اللجوء إلى القرض من البنك
المركزي لتمويل عجزها عن طريق اإلصدار النقدي ،بل أصبح هذا األمر مقيد بشروط 1،ويخضع إلى
2
القواعد التي تنظم العالقة بينها وبين البنك المركزي
.3الفصل بين دائرة الميزانية ودائرة اال ئتمان :جاء قانون النقد والقرض ليضع حدا لدور الخزينة منح
القروض لالقتصاد ،حيث الخزينة في النظام السابق تلعب الدور األساسي في تمويل استثمارات
المؤسسات العمومية دون الجهاز المصرفي التي كانت مهمته تسجيل عبور األموال من دائرة الخزينة إلى
المؤسسات ليبقى دورها يقتصر على تمويل االستثمارات العمومية المخططة من طرف الدولة ،إال أنه من
خالل هذا القانون أصبح توزيع القروض ال يخضع لقواعد إدارية ،وانما يتركز أساسا على مفهوم الجدوى
االقتصادية للمشروع.3
.4انشاء سلطة نقدية وحيدة :جاء قانون النقد و القرض ليلغي التعدد في مراكز السلطة النقدية ،حيث
قام بوضع هذه السلطة في الدائرة النقدية في هيئة جديدة تسمى " مجلس النقد و القرض" ،حيث أنها
كانت سابقا تتكون من عدة هيئات عمومية تحاول احتكار هذه السلطة ،فو ازرة المالية كانت تمارس
سلطتها باعتبارها السلطة النقدية ،والخزينة العمومية كانت تمارس ضغوط على البنك المركزي بما لديها
من نفوذ لدى أصحاب القرار في الدولة لتمويل عجزها ،أما البنك المركزي كان يمثل السلطة النقدية
4
الحتكاره عملية إصدار النقدي.
.5وضع نظام مصرفي على مستويين :جاء قانون النقد والقرض لتكريس مبدأ وضع النظام المصرفي على
مستويين ،حيث نص من خالل مختلف مواده على التفرقة بين نشاط البنك المركزي كسلطة نقدية
1بوشرمة عبد الحميد ،الجهاز المصرفي الجزائري ومتطلبات العولمة المالية ،رسالة ماجيستير في العلوم االقتصادية ،جامعة أم البواقي،
الجزائر ،2010،ص.110
2تشير المادة 78من قانون النقد والقرض إلى إن الخزينة يمكن أن تستفيد من تسبيقات البنك المركزي خالل سنة معينة في حدود 10
%كحد أقصى من اإليرادات العادية لميزانية الدولة المسجلة في السنة السابقة.
3بلعزوز بن علي ،مرجع سبق ذكره ،ص.188
4بوشرمة عبد الحميد ،مرجع سبق ذكره ،ص111
71
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
ونشاط المصارف التجارية كموزعة للقروض المصرفية 1،وعليه أصبح البنك المركزي يلعب دوره الرئيسي
كبنك للبنوك ،كما يقوم بمراقبة نشاطها ومختلف عملياتها ،كما يمكنه أن يوظف مركزه كملجأ أخير لإلقراض
من أجل التأثير على السياسات النقدية ،حسب الوضع النقدي كذلك فإنه نتيجة ترأس البنك المركزي للنظام
النقدي وتواجده فوق المصارف التجارية ،أنه يستطيع تحديد القواعد العامة للنشاط المصرفي ،ومعايير تقييم
هذا النشاط حسب األهداف النقدية المسطرة ومن أجل التحكم في السياسة النقدية.
ثالثا :الهياكل الجديدة التي جاء بها قانون النقد والقرض.
قام قانون النقد والقرض بإدخال عدة تعديالت على النظام المصرفي الجزائري منها ما هو متعلق بهيكل البنك
المركزي ومهامه وكذلك المصارف التجارية ،كذلك سمح للمصارف األجنبية وألول مرة بإنشاء بنوك خاصة
والقيام بأنشطة مصرفية داخل الجزائر الذي يدخل ضمن سياسة الدولة في اإلنفتا ح وتحرير النشاط
االقتصادي نحو العالم الخارجي وتشجيع االستثمار األجنبي ،وكذا الدخول في اقتصاد السوق ،كما قام أيضا
باستحداث أجهزة ورقابية جديدة وتنظيمية لتنظيم وتسيير الجهاز المصرفي نذكر منها:
2
.1مجلس النقد والقرض :جاء قانون النقد والقرض بهذه الهيئة ووضعت على رأس المنظومة المصرفية،
حيث منحت لها عدة مهام وصالحيات ،ولقد أسندت لهذا المجلس وظيفتين أساسيتين وهما وظيفة مجلس
إدارة بنك الجزائر ،وكذلك وظيفة السلطة النقدية في البالد ،ويتشكل مجلس النقد والقرض من:
-المحافظ رئيسا
-نواب المحافظ الثالثة كأعضاء
-ثالثة موظفين ساميين معينين بموجب مرسوم من رئيس الجمهورية ،نظ ار لقدراتهم في الشؤون االقتصادية
والمالية ويتم تعيين ثالث مستخلفين ليحلو محل الموظفين المذكورين عند االقتضاء ،ويرأس اجتماعات
المجلس عند تغيب المحافظ نائب المحافظ الذي يقوم مقامه ،حيث يتمتع المجلس بصالحيات واسعة في
إدارة شؤون البنك المركزي التي نص عليها هذا القانون ،كما يجوز للمجلس أن يحدث من بين أعضائه لجانا
استشارية لصالحياته وتكوينها وقواعدها ويمكنه أن يستشير أية مؤسسة وأي شخص ذو خبرة في المجال
المالي والمصرفي.
1محمد زميت ،النظام المصرفي الجزائري في مواجهة تحديات العولمة المالية ،رسالة ماجيستير في العلوم االقتصادية ،جامعة الجزائر،
،2006ص.122
2مدني بن شهرة ،اإلصالح االقتصادي وسياسة التشغيل (التجربة الجزائرية ) ،الطبعة األولى ،دار الحامد للنشر والتوزيع،
عمان،2009،ص.132
72
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
.2هيئات الرقابة :أعطى قانون النقد والقرض للسلطة النقدية هيئات وآليات للرقابة حتى يتسنى للنظام
المـصرفي ممارسة نشاطه في ظل القوانين التي تم وضعها في هذا اإلطار ومن هذه الهيئات نذكرـ:
أ .لجنة الرقابة المصرفية :نص قانون النقد والقرض في مادته 134على أنشائه لهذه اللجنة( :تنشأ لجنة
مصرفية مكلفة بمراقبة حسن تطبيق القوانين واألنظمة التي تخضع لها البنوك والمؤسـسات الماليـة وبمعاقبة
المخالفات المثبتة( .
حيث تم تحديد صالحيات هذه اللجنة ومكانتها في النظام المصرفي وكذا طبيعة عالقتها مع البنك المركزي
وكذا مختلف الهيئات المصرفية الجزائرية ،حيث تتكون إذ هذه اللجنة وهذا حسب المادة 144من قانون النقد
والقرض من :المحافظ ونائبه وأربعة أعضاء يعينون لمدة 5سنوات قابلة للتجديد بموجب مرسوم يصدره
الوزير األول ،وقاضيان منتدبان من المحكمة العليا ،وعضوان يتم اختارهما حسب كفاءتهما المصرفية والمالية
باقترا ح من وزير المالية.
كما تقوم اللجنة بممارسة نشاطها الرقابي باالطالع على مختلف الوثائق المستندية للمصارف ،وعن طريق
الزيارات الميدانيـة المفاجئة والدورية إلى المصارف والمؤسسات المالية ،كما يمكنها ومن خالص الصالحيات
المخولة اليها أن تطلب التوضيحات من أي شـخص لـه عالقة بجانب الرقابة دون أن يكون ذلك مبر ار للتحفظ
من طرف المصرف أو المؤسسة المالية بداعي السر المهـني ،ونتيجة ألنشطتها الرقابية يمكن لهذه اللجنة
1
اتخاذ عدة إجراءات وعقوبـات تأديبيـة ومالية.
ب .مركزية المخاطر :هي عبارة لجنة تقوم بتنظيم وتسيير البنك المركزي ،ولقد كلفت بجمع المعلومـات
الخاصـة بكل القروض الممنوحة وهي معلومات متعلقة بأسماء الزبائن الذين تحصلوا على القروض ،نوع
وحجم القروض ،نوع الضمانات التي قدمت مقابل الحصول على القروض بعد القيام بتحديد مخاطر القرض،
كما نصت عليه المادة 160من قانون النقـد والقرض ،وبالتالي فالمصارف التجارية ال تمنح القروض إال بعد
حصولها على كل المعلومات الخاصة عن الزبون من طرف مركزية المخاطر ليستطيع إعادة تمويل خزينته.2
حيث صدر أيضا قانون آخر يتضمن تنظيم مركز المخاطرة عن البنك المركزي تمثل في الالئحة 01-92
الصادرة عن البنك المركزي بتاريخ 22مارس 1992وذلك من أجل:
1صوفان العيد ،دور الجهاز المصرفي في تدعيم وتنشيط برنامج الخصخصة :دراسة التجربة الجزائرية ،رسالة ماجيستير في علوم
التسيير ،جامعة قسنطينة ،الجزائر،2011 ،ص.17
2صليحة بن طلحة ،الجهاز المصرفي الجزائري وتمويل المؤسسات العمومية ،رسالة ماجستير في العلوم االقتصادية ،جامعة الجزائر،
،1997ص.71
73
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
-القيام ب تركيز جميع المعلومات في خلية واحدة تقع على مستوى البنك المركزي.
-القيام جمع المعلومات الخاصة بالمخاطر الناجمة عن عمليات االئتمان للمصارف والمؤسسات المالية.
-القيام بنشر هذه المخاطر أو ارسالها للمصارف والمؤسسات المالية مع مراعاة مبدأ السرية.
جـ .مركزية عوارض الدفع :تم انشائها بموجب النظام رقم 02-92المؤرخ في 22مارس ،1992حيث
فرض على كل الوسطاء الماليين االنضمام إلى هذه المركزية ومنحها كل المعلومات الضرورية لها ،وتتمثل
مهمتها بتنظيم المعلومات المتعلقة بكل الحوادث والمشاكل الناتجة عن استرجاع القروض أو تلك التي لها
تملك عالقة باستعمال وسائل الدفع المختلفة وتتلخص مهمتها في:1
-القيام بإعداد وتنظيم بطاقة مركزية لعوارض الدفع وتسييرها ،حيث تحوي هذه البطاقة كـل ما هو متعلق
بمشاكل الدفع أو تسديد القروض من طرف المستفيدين.
-تقوم بنشر قائمة لعوارض الدفع وتبعاتها بصفة دورية وتبليغها إلى الوسـطاء الماليين والى أي سلطة
أخرى معنية بهذه القائمة
د .جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون مؤونة :تم تأسيس هذا الجهاز ليدعم ضبط قواعد واجراءات العمل
بأهم وسائل الدفع الشائعة واألكثر استعماال وهي الشيك.
حيث يقوم جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون مؤونة على نظام مركزة المعلومات المتعلقة بعوارض دفع
الشيكات بسبب عدم وجود أو عدم كفاية المؤونة ثم القيام بتبليغها للوسطاء الماليين بهدف االطالع عليها
واستغاللها ،خاص عند تسليم دفتر الشيكات األول لزبائنهم.2
وعلى الوسطاء الماليين الذين حدثت لديهم مشاكل عوارض دفع لعدم كفاية المؤونة (الرصيد) أو في حالة
عدم وجوده أصال التصريح بذلك مباشرة إلى مركزية عوارض الدفع ،حتى يتسنى اعالم وتبليغ الوسطاء
الماليين اآلخرين ،وعليهم أن يقوموا باالطالع على سجل عوارض الدفع قبل قيامهم بتسليم دفتر الشيكات
للزبائن.3
1عبد القادر بريش ،التحرير المصرفي ومتطلبات تطوير الخدمات المصرفية وزيادة القدرة التنافسية للبنوك الجزائرية ،رسالة دكتوراه ،في
العلوم االقتصادية ،جامعة الجزائر ،2006 ،ص.114
2المادة 3من النظام رقم 13 -92المؤرخ في 22مارس 1992المتعلق بالوقاية من اصدار الشيكات بدون مؤونة ومكافحة ذلك.
3بوشرمة عبد الحميد ،مرجع سبق ذكره ،ص.121
74
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
)3البنك المركزي :عرفه قانون النقد والقرض في المادة " 11بأنه مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية
واالستقالل المالي .وقد أصبح منذ صدور القانون يتعامل مع غير باسم "بنك الجزائر".
حيث يخضع إلى قواعد المحاسبة التجارية باعتباره تاج ار في عالقاته مع غيره ،1ورأسماله ملك كلية من طرف
الدولة ويتم تحديده بموجب القانون "المادة " ،14كما تم إتاحته القدرة على فتح فروع في أي نقطة من التراب
2
الوطني متى استدعت الضرورة.
يقع البنك المركزي في قمة النظام المصرفي باعتباره الملجأ األخير لإلقراض ،وكذلك بنك اإلصدار الوحيد
على مستوى الدولة وهو المشرف األول عن السياسة النقدية في البالد ،كما يقوم بتقديم السيولة للمصارف
والخزينة العمومية.
ويتميز نشاط البنك المركزي بأهمية قصوى خاصة فيما يتعلق بتطور حجم السيولة في االقتصاد وارتباط
الحالة المالية والنقدية لالقتصاد بدرجة سيطرته على مصادر اإلصدار النقدي.
.4البنوك التجارية والمؤسسات المالية :لقد عرفت المنظومة المصرفية توسعا في الفترة األخيرة إلى جانب
المصارف العمومية القائمة ،إلى أن وصل عدد المصارف المعتمدة إلى 29مصرفا ومؤسسة مالية ،إلى
3
جانب السما ح بإنشاء مصارف خاصة وكذا السما ح للمصارف األجنبية القيام بأعمال لها في الجزائر،
ويتكون الجهاز المصرفي الحالي من:
أ .المصارف التجارية :حيث اعتبر قانون النقد والقرض البنوك التجارية على أنها أشخاص معنوية 4،مهمتها
القيام بالوظائف التالية:5
-تقوم أيضا بمنح القروض بكل أنواعها مع شرط خضوعها إلى قواعد التجارة ومعايير الربحية والمردودية.
-السهر على ضمان تسيير وسائل الدفع ،وادارتها ووضعها تحت تصرف العمالء.
75
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
إضافة إلى هذه األنشطة الرئيسية لكل مصرف والتي يقوم بها بصفة يومية ومستمرة ،تقوم المصارف
بعمليات أخرى ثانوية أو تابعة ،ويمكن تلخيصها فيما يلي: 1
-تقديم المشورة واإلدارة المالية ،والهندسة المالية وكذا جميع الخدمات التي تسهل إنشاء وانماء المؤسسات.
ب .المؤسسات المالية :اعتبرها قانون النقد والقرض أنها" أشخاص معنوية مهمتها العادية والرئيسية القيام
باألعمال المصرفية ماعدا تلقي األموال من الجمهور" ،2بمعنى أن هذه المؤسسات تقوم بعملية اإلقراض على
غرار المصارف التجارية ودون اللجوء إلى استخدام أموال الجمهور في شكل ودائع ،ويعتبر مصدرها
األساسي هو رأسمال المؤسسة المالية ،أو قرض المساهمات واالدخارات طويلة األجل.
نقول أن الجهاز المصرفي الحالي يتكون من ثالثة قطاعات رئيسية تتمثل في المصارف التجارية ،المؤسسات
المالية وكاتب التمثيل كما هو مبين في الجدول اآلتي:
76
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
-البنك العربي البريطاني للتجارة -الصندوق الوطني للتعاون الفالحي -البنك الخارجي الجزائري
-اتحاد البنوك العربية الفرنسية SOFINANCE - -البنك الوطني الجزائري
-مؤسسة إعادة التمويل للرهن -القرض الصناعي والتجاري -بنك الفالحة والتنمية الريفية
INDOSUEZ - العقاري -بنك التنمية المحلية
-بنك تونس الدولي -القرض االيجاري العربي للتعاون -القرض الشعبي الجزائري
-الصندوق الوطني للتوفير -القرض االيجاري المغاربي – BANCO SABADEL -
MONTE DEI PASCHI - الجزائر واالحتياط
DI SIENA -المؤسسة الوطنية لإليجار -بنك البركة الجزائري
CAIXABANK -اإلسباني -القرض اإليجاري الجزائري -بنك العرب للتعاون -الجزائر
( إيجار ) -ناتكسيس بنك
-الجزائر لإليجار -سوسيتي جنرال – الجزائر
-الصندوق الوطني لإلستثمار -سيتي بنك
-بنك العرب – PLCالجزائر
– BNP PARIBAS -
الجزائر
-ترست بنك
-بنك الخليج – الجزائر
-بنك اإلسكان للتجارة والمالية
بنك فرنسا -الجزائر
– - CALYONالجزائر
-مصرف السالم – الجزائر
- HSBC -الجزائر
77
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
المطلب الثاني :أهم التعديالت التي أدخلت على قانون النقد والقرض:
يمكن إبراز أهم تعديالت التي أدخلت على قانون النقد والقرض ( )10-90فيما يلي:
يعتبر األمر الرئاسي رقم ( (01-01المؤرخ في 2001/02/27أول تعديل لقانون النقد والقرض ،حيث مس
هذا التعديل الجوانب اإلدارية فقط في تسيير البنك المركزي دون أن يمس بصلب القانون ومواده المطبقة،
1
حيث جاء هذا التعديل لتقسيم مجلس النقد والقرض الى جهازين:
.1يتكون من مجلس االدارة مهمته االشراف على إدارة وتسيير شؤون البنك المركزي ضمن الحدود
المنصوص عليها في قانون النقد والقرض
.2يتكون من مجلس النقد والقرض الذي كلف بأداء دور السلطة النقدية مع التخلي عن دوره كمجلس إدارة
لبنك الجزائر وهذا حسب قانون النقد والقرض.
جاءت هذه المادة لتعديل أحكام المادة 23من قانون النقد والقرض ،حيث تعدل أحكام الفقرتين األولى
والثانية من المادة 23التي تنص على:
-أنه ال تخضع وظائف المحافظ ونواب المحافظ الى قواعد الوظيف العمومي وتتنافى مع كل نيابة تشريعية
أو مهمة حكومية أو وظيفة عمومية.
-وال يمكن للمحافظ أو نوابه أن يمارسوا أي نشاط أو وظيفة أو مهنة مهما تكن أثناء ممارسة وظائفهم ما
عدا تمثيل الدولة لدى مؤسسات عمومية دولية ذات طابع مالي أو نقدي أو اقتصادي.
والمالحظ هنا هو أن تعديل 2001قام بإلغاء الفقرة الثالثة من المادة 23من قانون النقد والقرض ،والتي
كانت تتضمن عدم السما ح للمحافظ ونوابه االقتراض من أية مؤسسة مالية جزائرية كانت أو أجنبية ،وأيضا
عدم قبول التعهدات الصادرة عن البنك المركزي أو أي مصرف عامل داخل التراب الوطني ،حيث يعتبر هذا
االجراء حاج از لعدم استغالل المحافظ ونوابه لوظائفهم في سبيل الحصول على قروض أو تمويالت بتعهدات
منهم ،وبحذف هذا القيد وفق تعديل 2001قد يمكن للمحافظ ونوابه تحصيل قروض وتمويالت سواء من
78
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
مؤسسات أجنبية أو جزائرية ،إلى جانب التعامل في محفظة بنك الجزائر ومحافظ بقية المصارف التي تنشط
في الجزائر.
-جاءت أحكام هذه المادة إللغاء المادة 22من القانون 10/90والتي كانت تنص على "انه يعين المحافظ
لمدة ستة سنوات ويعين كل من نواب المحافظ لمدة خمس سنوات .يمكن تجديد والية المحافظ ونوابه مرة
واحدة".
-إقالة المحافظ ونوابه في حالة ثبوت العجز الصحي لهم أو ارتكابهم لخطأ فاد ح ،وهذا بموجب مرسوم
يصدره رئيس الجمهورية .
-تنص على عدم خضوع كل من المحافظ ونوابه لقواعد الوظيفة العمومية .
باإلضافة إلى التغيرات والتعديالت التي عرفها قانون النقد والقرض وفقا لألمر 01/01فإن إلغاء هذه المادة
له تأثير واضح على درجة استقاللية بنك الجزائر.
يمكن اعتبار األمر 11/03الصادر في 26أوت 2003عن طريق أمر رئاسي كقانون جديـد يلغـي قانون
النقد والقرض 1،10/90حيث جاء هذا األمر ضمن التزامات الجزائر في الميدان المالي والمصرفي بإعداد
منظومة مصرفية تتالئم مع البيئة الدولية والمقاييس الدولية ،إضافة إلى التطورات التي تحـدث داخـل الجهاز
المصرفي الجزائري ،خاصة بعد أزمة بنكي الخليفة والبنك التجاري والصناعي ،ومن بين أهداف هذا التعـديل
مـا يلي:2
. 1تقوية العالقة بين بنك الجزائر والحكومة وذلك إنشاء لجنة مشتركة بين بنك الجزائر وو ازرة المالية لتسيير
االستخدامات الخارجية والدين العمومي الخارجي ،وكذلك إثراء شروط ومحتوى التقارير االقتصادية والماليـة
وتسيير بنك الجزائر.
79
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
.2جاء لدعم بنك الجزائر في ممارسة صالحياته وذلك بالفصل بين صالحيات مجلـس النقـد والقـرض
وصالحيات مجلس إدارة بنك الجزائر ،وذلك بتدعيم استقاللية اللجنة المصرفية وتفعيل دورها في الرقابة على
أنشطة المصارف ،1وكذا إضافة عضويين بواسطة مرسوم رئاسي مع المحافظ ونوابه الثالثة ،وثالثة مـوظفين
2
ساميين لهم خبرة ودراية بالشؤون النقدية والمالية
-القيام بتدعيم شروط ومعايير منح اإلعتماد للمصارف ومسيريها ،وكذلك إقرار العقوبـات الجزائيـة علـى
المخالفين لشروط وقواعد العمل المصرفي حسب القانون المعمول به.
-القيام بإنشاء صندوق التأمين على الودائع يلزم البنوك التأمين على الودائع.3
ثالثا :تعديالت قانون النقد والقرض لسنة :2004تم في 04مارس 2004إصدار مجموعة من التعديالت
وهذا ومن أجل مواصلة الحكومة الجزائرية عملية إصـالحها للنظام المصرفي ،وكذا تكثيف الرقابة وتدخل
4
الدولة ،كل هذا سعيا نحو استكماال اإلصالحات التي تمت خـالل ،2003ومن أهم هذه التعديالت نذكر:
-قام قانون النقد والقرض 10-90بتحديد الحد األدنى لرأسمال البنك بـ 500مليون دينار جزائري ،وبـ
10مليون دينار جزائري للمؤسسات المالية ،إال أنه قام بتعديله في التنظيم رقم 04-01الصادر في تاريخ
2004/03/04،الخاص بالحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية التي تنشط داخل الجزائر ،حيث
أصبح الحد األدنى لرأسمال المصارف هوـ 2.5مليار دينار وبـ 500مليون دينار للمؤسسات المالية،
-التنظيم رقم 04–02الصادر في 04مارس 2004الذي يحدد شروط تكوين االحتياطي اإلجباري لدى
دفاتر بنك الجزائر ،حيث يت ارو ح هذا المعدل بين %0و %15كحد أقصى.
80
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
-التنظيم رقم 04 – 03الصادر في 04مارس 2004المتعلق بنظـام ضـمان الودائـع المصرفية ،حيث
ويهدف هذا النظام إلى تعويض المودعين عند عدم إمكانية حصولهم على ودائعهم من المصارف التي
أودعوا أموالهم فيها ،فيتم إيداع الضمان لدى بنك الجزائر ،والمقدر بـ %1من المبلغ اإلجمالي للودائع بالعملة
المحلية التي يتم تسجيلها في 31ديسمبر.
صدر هذا القانون في 2008/01/08ويتعلق بجهاز النوعية لمواجهة عملية إصدار صكوك دون رصيد
وينص على مايلي: 1
-العمل على التركيز على نظام المركزية للمعلومات والتي تتعلق بسحب الصكوك عن طريق الخطأ أو نقص
الرصيد.
-حسب للمادة 526تقوم المصالح المالية بمعاين الملف المركزي عند منح الصكوك لعمالئها.
-صدور قانون 04-08في 2008/02/21المتعلق بالحد األدنى لرأسمال المصارف العاملة في الجزائر،
2
حيث تم رفع رأسمال المصارف إلى 10ماليير دينار جزائري والمؤسسات المصرفية إلى 3.5مليار دج.
صدر هذا القانون لتكملة النقائص التي ظهرت في األمر 11/03المتعلقة بقانون النقد والقرض ،2003حيث
ظهرت عدة اختالالت في السياسة النقدية المنتهجة وفي طرق مراجعة المصارف والمؤسسات المالية ،إضافة
إلى تغير طريقة التسجيل المحاسبي والرغبة في تحديث الخدمات المصرفية للمصارف لمحاولة التأقلم مع
3
البيئـة الدولية.
81
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
-بإمكان المصارف والمؤسسات المالية اقترا ح خدمات مصرفية خاصة على زبائنها ،لكنه من األفضل
محاولة تقـدير المخاطر المتعلقة بالمنتج الجديد ،ولضمان االنسجام بين األدوات يجب أن يخضع كل عـرض
لمنـتج جديـد لترخيص بنك الجزائر الذي يمنحه مسبقا.
-تستطيع المصارف والمؤسسات المالية تحديد معدالت الفائدة بكل حرية ،وكـذلك معـدالت ومستوى
العمالت المطبقة على العمليات المصرفية.
-إجبار المصارف والمؤسسات المالية تبليغ عمالئها والجمهور بمختلف الشروط المصرفية المطبقة في
عملياتها المـصرفية وخاصة معدالت الفائدة على هذه العمليات ،وأن كل تأخير قد يحدث في تنفيذ العمليات
المصرفية من طرف المصرف أو المؤسسة المالية تلتزم بدفع تعويض للعميل.
-على المصارف والمؤسسات المالية وضع جهاز رقابة داخلي يهدف إلى التحكم في النشاطات واالستغالل
الفعال للموارد.
-على كل مستثمر أجنبي أراد تأسيس مصرفا أو مؤسسة مالية في الجزائر يساهم بحصة ال تتعدى %49
ونسبة %51من رأس المال يمنح إلى مساهمين جزائريين ،إلى جانب تمتع الدولة بحق الشفعة عند التنازل
عـن أي مصرف أو مؤسسة مالية أجنبية تنشط في الجزائر.
-منح الصالحيات الالزمة والكافية لبنك الجزائر لإلشراف والمراقبة على جميع عمليات المصارف
األجنبية العاملة في الجزائر ،خاصة بعد التطورات واألحداث التي جرت في الساحة المالية منـذ 2008
وخـصوصا األزمة المالية العالمية ،وكذا المشاركة السلبية للمصارف األجنبية العاملة بالجزائر في مجال
مـساهمتها في تمويـل االقتصاد الجزائري.
-يكلف بنك الجزائر بالحرص على فعالية مختلف أنظمة الدفع وتحديد طرق تسيرها ،وكذا ضمانه ألمن
وسائل الـدفع من غير األوراق النقدية ،إلى جانب تعزيز أمن ومتانة المنظومة المصرفية من خالل متابعة
المصارف العمومية والخاصة العاملة في الجزائر ،واجبارها على حماية مصالح عمالئها والتزامها بالحفاظ
على االستقرار النقدي والمالي للبالد.
82
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
الفرع األول :النظام رقم 02-18المتضمن بقواعد ممارسة العمليات المصرفية المتعلقة الصيرفة
التشاركية 1:قام بنك الجزائر من خالل هذا النظام بتحديد قواعد ممارسة العمليات المصرفية المتعلقة بـ "
الصيرفة االسالمية" ،ويهدف هذا النظام إلى تحديد القواعد المطبقة على المنتجات المسماة " التشاركية "،
والتي ال يترتب عنها تحصيل أو تسديد فوائد.
كذلك تحديد شروط الحصول على الترخيص المسبق من طرف بنك الجزائر للمصارف والمؤسسات المالية
المعتمدة للقيام بالعمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة التشاركية(اإلسالمية).
تعتبر العمليات المتعلقة بالصيرفة التشاركية " كل العمليات التي تقوم بها المصارف والمؤسسات المالية
الم تمثلة في عمليات تلقي األموال ،وعمليات توظيف األموال وعمليات التمويل واالستثمار التي ال يترتب
عنها تحصيل أو تسديد الفوائد " والمحددة في إطار المادتين 66و 69من األمر رقم 11-03المتعلق بالنقد
والقرض ،وهذه العمليات تخص المنتجات التالية:
-المرابحة
-المشاركة
-اإلجارة
-اإلستصناع
-السلم
ويجب على المصرف المعتمد الناشط أو المؤسسة المالية المعتمدة الناشطة الراغبة في تسويق منتجات
المالية التشاركية تقديم بطاقة وصفية للمنتوج ورأي مسؤول رقابة المطابقة للمصرف أو المؤسسة المالية،
والتي تدعم طلب الترخيص المسبق الموجه إلى بنك الجزائر ،كذلك يتعين على المصارف والمؤسسات المالية
1أم الخير قوق ،اإلطار القانوني للمصارف اإلسالمية في الجزائر ،مجلة الباحث للدراسات األكاديمية ،جامعة باتنة ،الجزائر ،المجلد ،07
العدد ،01جانفي .2020
83
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
المعتمدة التي ترغب في الحصول على شهادة مطابقة منتجاتها ألحكام الشريعة اإلسالمية أن تخضع إلى
تقييم الهيئة الوطنية المؤهلة قانونا لذلك ،وينبغي اتباع هذه اإلجراءات لضمان االستقاللية اإلدارية والمالية.
ويقصد بـ «شباك المالية اإلسالمية «دائرة ضمن مصرف معتمد أو مؤسسة مالية معتمدة تمنع حصريا
خدمات ومنتجات الصيرفة التشاركية ،ويكون هذا الشباك مستقال ماليا عن الدوائر والفروع األخرى ،1وفي
حالة تعدد شباك المالية التشاركية ضمن نفس المصرف أو المؤسسة المالية يجب التعامل مع شبابيك المالية
التشاركية ككيان واحد.
ويجب على المصارف والمؤسسات المالية المرخص لها بتسويق هذه المنتجات أن تعلم عمالئها بجداول
التسعيرات ومختلف الشروط الدنيا والقصوى التي تطبق عليهم إلى جانب إعالم المودعين ،خاصة أصحاب
حسابات االستثمار حول نوع حساباتهم.
وللمودع الحق في الحصول على حصة من األربا ح الناجمة عن " شباك المالية اإلسالمية " ،كما يتحمل
حصة من الخسائر التي يسجلها الشباك في التمويالت التي يقوم بها المصرف ،كما تخضع منتجات
الصيرفة التشاركية لجميع األحكام القانونية المتعلقة بالمصارف والمؤسسات المالية.
ثانيا .النظام رقم 20-20المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد ممارستها في
البنوك والمؤسسات المالية:
جاء هذا النظام ليعدل ويلغي أحكام النظام 0218المؤرخ في 04نوفمبر 2018والمتعلق بقواعد ممارسة
العمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة التشاركية ،وفيما يلي نقوم باستعراض أهم المواد التي جاء بها هذا
النظام ثم تحليلها والتأكد من مدى مطابقته ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية.
المادة :1يهدف هذا النظام إلى تحديد العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية ،والقواعد المطبقة
عليها ،وشروط ممارستها من طرف البنوك والمؤسسات المالية ،وكذا شروط الترخيص المسبق لها من طرف
بنك الجزائر.
المادة 5من النظام رقم 02-18المتضمن قواعد ممارسة العمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة التشاركية من طرف المصارف 1
والمؤسسات المالية.
84
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
* تناولت المادة مفهوم النظام ،02-20والذي جاء لتحديد كل العمليات المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد
وشروط ممارستها في المصارف والمؤسسات المالية بصفة عامة ،بفتح المجال لكل المصارف والمؤسسات
المالية تقليدية كانت أم إسالمية ممارسة عمليات الصيرفة اإلسالمية المرخص بها في هذا النظام.
المادة :2في مفهوم هذا النظام ،تُعد عملية بنكية متعلقة بالصيرفة اإلسالمية ،كل عملية بنكية ال يترتب
عنها تحصيل أو تسديد الفوائد ،ويجب على هذه العمليات أن تكون مطابقة لألحكام المشار إليها في المواد
66إلى 69من األمر رقم 11-03المتعلق بالنقد والقرض ،المعدل والمتمم.
* أعطت هذه المادة في فقراتها تعريفا للعمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية ،والتي وصفها بأنها
كل عملية ال يترتب عنها تحصيل أو تسديد الفوائد ،فبالرغم من أن هذا الضابط الشرعي مهم جدا في العمل
المصرفي اإلسالمي ،لكن يعتبر ناقصا للحكم على العملية المصرفية أنها جائزة شرعا ،فلو عرف المشرع
الجزائري العمل المصرفي اإلسالمي بأنها كل العمليات واألنشطة التي تتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية
كان أعم وأشمل ،بحكم أنه يوجد الكثير من المعامالت المصرفية تستبعد تحصيل وتسديد الفوائد لكنها تحتوي
على مخالفات شرعية.
المادة :3يجب على البنوك والمؤسسات المالية التي ترغب في تقديم منتجات الصيرفة االسالمية أن تحوز،
على وجه الخصوص ،على نسب احت ارزية مطابقة للمعايير التنظيمية وأن تمتثل بصرامة للشروط المتعلقة
بإعداد وآجال إرسال التقارير التنظيمية.
* جاء في مضمون هذه المادة ضرورة توفر الكفاءة الالزمة والتقييد بالمعايير اإلحت ارزية المفروضة على
العمل المصرفي اإلسالمي بالنسبة للمصارف والمؤسسات المالية التي ترغب في التعامل بالمنتجات المالية
اإلسالمية ،كما يتوجب عليها أن تكون لها القدرة على االمتثال بإعداد التقارير التنظيمية وارسالها في اآلجال
المحددة كون المصرفية اإلسالمية لها طبيعة خاصة في الرقابة واألداء.
85
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
* ذكرت هذه المادة أهم المنتجات اإلسالمية التقليدية المعروفة في العمل المصرفي اإلسالمي ،لكن يعتبر
تقييد للعمل المصرفي اإلسالمي ،بمعنى أن هذا الحصر يقيد المصارف أو المؤسسات المالية اإلسالمية
ويمنعه من ابتكار وتطوير منتجات مالية إسالمية ،مما يؤدي إلى ضرورة انتظار سن قوانين من طرف البنك
المركزي يسمح بالعمل بتلك المنتجات الجديدة ،وكذلك عدم االنسجام بين استقبال الودائع االستثمارية
والسياسة المنتهجة في عملية االستثمار.
المادة :5المرابحة هي عقد يقوم بموجبه البنك أو المؤسسة المالية ببيع لزبون سلعة معلومة ،سواء كانت
منقولة أو غير منقولة ،يملكها البنك أو المؤسسة المالية ،بتكلفة اقتنائها مع إضافة هامش ربح متفق عليه
مسبقا ووفقا لشروط الدفع المتفق عليها بين الطرفين.
المادة :6المشاركة هي عقد بين بنك أو مؤسسة مالية واحد أو عدة أطراف ،بهدف المشاركة في رأس مال
مؤسسة أو في مشروع أو في عمليات تجارية من أجل تحقيق أربا ح.
المادة :7المضاربة هي عقد يقدم بموجبه بنك أو مؤسسة مالية ،المسمى مقرض لألموال ،رأس المال الالزم
للمقاول ،الذي يقدم عمله في مشروع من أجل تحقيق أربا ح.
المادة :8اإلجارة هي عقد إيجار يضع من خالله البنك أو المؤسسة المالية ،المسمى المؤجر ،تحت تصرف
الزبون المسمى المستأجر ،وعلى أساس اإليجار ،سلعة منقولة أو غير منقولة ،يملكها البنك أو المؤسسة
المالية ،لفترة محددة مقابل تسديد إيجار يتم تحديده في العقد.
المادة :9السلم هو عقد يقوم من خالله البنك أو المؤسسة المالية الذي يقوم بدور المشتري بشراء سلعة،
التي تُسلم له آجال من طرف زبونه ،مقابل الدفع الفوري والنقدي.
المادة :10االستصناع هو عقد يتعهد بمقتضاه البنك أو المؤسسة المالية بتسليم سلعة إلى زبونه صاحب
األمر ،أو بشراء لدى مصنعً سلعة ستُصنع وفقاً لخصائص محددة ومتّفق عليها بين األطراف ،بسعر ثابت
ووفقاً لكيفيات تسديد متفق عليها مسبقاً بين الطرفين.
المادة :11حسابات الودائع هي حسابات تحتوي على أموال يتم إيداعها في بنك من طرف أفراد أو كيانات،
مع االلتزام بإعادة هذه األموال أو ما يعادلها إلى المودع أو إلى شخص آخر معين ،عند الطلب أو حسب
شروط متفق عليها مسبقاً.
86
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
المادة :12الودائع في حسابات االستثمار هي توظيفات ألجل ،تترك تحت تصرف البنك من طرف المودع
لغرض استثمارها في تمويالت إسالمية وتحقيق أربا ح.
جاءت هذه المواد بتعريف الصيغ اإلسالمية المذكورة في المادة 4أعاله ،و التي رخص المشرع بممارستها
من طرف المصارف والمؤسسات المالية ،فمن المالحظ أن أهم التعاريف جاءت مطابقة ألحكام الشريعة
اإلسالمية باستثناء تعريف المضاربة الذي ذكر فيها عبارة – مقرض األموال – فمن المعلوم أن أي قرض
يترتب عليه تحصيل أو تسديد فوائد وكذلك ضمان لرأس المال ،وقد ذكر المشرع في هذا النظام ضرورة
استبعاد عملية تسديد وتحصيل الفوائد في كل المعامالت المالية اإلسالمية ،لكن تبقى إشكالية تقديم
الضمانات قائمة ،وهذا مخالف للمضاربة الفقهية التي ال يضمن فيها المضارب رأس المال ،فمن الواضح أن
المشرع الجزائري من خالل هذا النظام اعتبر يفرق بين المضاربة الفقهية و المضاربة في المصارف
اإلسالمية التي يلزم فيها العميل المضارب بتقديم ضمانات لتعويض الضرر الذي يقد يلحق برأس المال
بسبب التقصير والتعدي للمضارب ،وقد تكون هذه الضمانات شخصية وصورته أن يقدم المضارب لرب
المال كفيال يتعهد كتابيا بتعويض أي نقص أو خسارة عند ثبوت تقصير المضارب ،وقد تكون عبارة عن
ضمانات حقيقية والمتمثلة في األصول المالية أو العقارية التي يتعهد كتابيا بتحويلها إلى سيولة لتعويض
النقص أو الخسارة عند ثبوت تقصيره.
والمالحظ هنا أن المضاربة في المصارف اإلسالمية ال تعطي المجال ألصحاب الخبرة واإلبداع لتوظيف
خبراتهم وأفكارهم ألنهم ال يحوزون على ضمانات لرأس المال في حالة التقصير ،وهذا يتنافى مع المقاصد
الشرعية التي شرعت من أجله المضاربة وهي تنمية المال بدفعه الى أهل الخبرة واإلبداع ،الى جانب اعتمادها
على مبدأ أخالقي مهم وهو الثقة بين الطرفين وعلى أساسه تم عقد المضاربة.
وقد حاول بعض الفقهاء المعاصرون معالجة إشكالية الضمان في صيغة المضاربة ،فمنهم من اقتر ح انشاء
المستثمرين لصندوق تأمين إسالمي تعاوني (قائم على أساس التكافل االجتماعي) ،حيث يتم اقتطاع جزء من
87
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
أربا ح المضاربة لمواجهة مخاطر االستثمار ،ومنهم من اقتر ح استخدام مصارف الزكاة الموجهة من طرف
1
أصحابها لتعويض الغارمين
كذلك منتوج اإلجارة لم يشر النظام إلى مآل العين المؤجرة هل هي إجارة تشغيلية تبقى العين المؤجرة في ملك
البنك أو إجارة منتهية بالتمليك تنتقل ملكيتها للزبون بمجرد تسديد األقساط.2
المادة :13تخضع منتجات الصيرفة اإلسالمية ،المذكورة أعاله ،إلى طلب ترخيص مسبق لدى بنك
الجزائر.
المادة :14قبل تقديم طلب الترخيص لدى بنك الجزائر لتسويق منتجات الصيرفة اإلسالمية ،يجب على
البنك أو المؤسسة المالية أن يحصل على شهادة المطابقة ألحكام الشريعة ،تُسلم له من طرف الهيئة الشرعية
الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية.
المادة :15في إطار ممارسة العمليات المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية ،يتعين على البنك أو المؤسسة المالية
إنشاء هيئة الرقابة الشرعية ،تتكون من ثالثة أعضاء على األقل ،يتم تعيينهم من طرف الجمعية العامة.
تكمن مهام هيئة الرقابة الشرعية على وجه الخصوص وفي إطار مطابقة المنتجات للشريعة ،في رقابة
نشاطات البنك أو المؤسسة المالية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية.
المادة :16يتعين على البنك أو المؤسسة المالية تقديم ملف لبنك الجزائر لطلب الترخيص المسبق لتسويق
منتجات الصيرفة اإلسالمية .يتكون هذا الملف على وجه الخصوص ،من الوثائق التالية:
.1شهادة المطابقة ألحكام الشريعة مسلمة من الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية.
.3رأي مسؤول رقابة المطابقة للبنك أو المؤسسة المالية ،طبقا ألحكام المادة 25من النظام رقم 08-11
المؤرخ في 3محرم عام 1433الموافق لـ 28نوفمبر سنة 2011والمذكور أعاله.
محمد عثمان شبير ،المعامالت المالية المعاصرة في الفقه اإلسالمي ،دار النفائس للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2007 ،ص.351 1
موسى عبد الالوي ،المؤسسات المالية اإلسالمية بالجزائر من خالل النظام ،02-20مقال في موقع " البصائر" ،الموقع: 2
88
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
.4اإلجراء الواجب اتباعه لضمان االستقاللية اإلدارية والمالية لــشباك الصيرفة اإلسالمية ،عن باقي أنشطة
البنك أو المؤسسة المالية ،طبقا ألحكام المواد 17و 18أدناه.
تنصه هذه المواد في مجملها على التعريف بالهيئة الشرعية العليا للصناعة المالية وكذلك هيئة الرقابة
الشرعية المتعلقة بالبنك والمؤسسة المالية ،وكذا شروط وخطوات الحصول على ترخيص لتسويق المنتجات
المالية اإلسالمية من طرف المصارف والمؤسسات المالية وقد ذكر من خاللها أن ملف طلب الترخيص
يجب أن يتكون مما يلي:
.1شهادة المطابقة ألحكام الشريعة اإلسالمية تسلم من طرف الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة
المالية اإلسالمية (أنظر المادة 14أعاله).
.2بطاقة وصفية للمنتوج ،تعطي لبنك الجزائر فكرة أكثر تفصيال عن آلية عمل هذا المنتوج ،وكذلك
األساليب التي يتبعا المصرف ،بهدف ضمان االستقاللية المالية واإلدارية لشباك أو النافذة اإلسالمية.
.3رأي مسؤول رقابة المطابقة للمصرف أو المؤسسة المالية ،1ومسؤول الرقابة يقصد به مسؤول هيئة الرقابة
الشرعية (أنظر المادة 15أعاله).
.4اإلجراء الواجب اتباعه لضمان االستقاللية اإلدارية والمالية لــشباك الصيرفة اإلسالمية ،عن باقي أنشطة
البنك أو المؤسسة المالية (أنظر المواد 1817أدناه).
كما تطرق النظام في مادته 14إلى دراسة طلبات المطابقة ألحكام الشريعة اإلسالمية وهذه المهمة أوكلت
للهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية وهذا من أجل توحيد الفتاوى وتجنب تعددها
للقضاء على االختالف والفوضى والذي يؤدي لزعزعة ثقة المتعاملين ،شريطة أن يكون أعضاء هذه الهيئة
من علماء وفقهاء ومختصين في االقتصاد والمالية ذوو العلم والدراية الواسعة في مجاالت تخصصهم ،الشيء
الذي يجعل منهم مرجعا لهيئات الرقابة الشرعية في البنوك والمؤسسات المالية ،لكن لوحظ عدم تطرق النظام
إلى أعضاء هذه الهيئة وتخصصهم.
المادة 25من النظام 8-11المؤرخ في 28نوفمبر 2011والمتعلق بالرقابة الداخلية للبنوك والمؤسسات المالية 1
89
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
كما جاء في المادة 15من هذا النظام ضرورة انشاء المصرف لهيئة رقابة شرعية تتكون من ثالثة ()03
أعضاء على األقل يعينون من طرف الجمعية العامة مما يضمن لها نوعا من االستقاللية ،حيث تم حصر
مهمة هذه الهيئة الرقابية في ضمان تطبيق المصارف والمؤسسات المالية عند ممارستها للعمليات المالية
اإلسالمية لآلراء والتوصيات الصادرة عن الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية ،لكن في
1
حقيقة األمر تم إهمام العديد من الوظائف التي هي من مهمة هيئة الرقابة الشرعية ومثال ذلك:
.1التعرف على المخاطر الشرعية الممكن وقوعها مستقبال والمتعلقة بعمليات الصيرفة اإلسالمية وأنشطة
المصارف والمؤسسات المالية واعداد الئحة لهذه المخاطر والقيام بتصنيفها ومراجعتها باستمرار.
.2اعتماد دليل مفصل حول المنتجات المالية اإلسالمية التي يوفرها المصرف أو المؤسسة المالية.
.3الرد عن استفسارات األعوان والعمالء في المصارف والمؤسسات المالية حول العمليات المالية اإلسالمية.
.4المساهمة في تطوير منتجات مالية إسالمية جديدة وعرضها على مدير النافذة اإلسالمية أو على مجلس
اإلدارة إذا اقتضى األمر قبل طلب المطابقة من الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية.
.5اإلشراف على عملية تدريب وتكوين أعوان المصرف والمؤسسات المالية فيما يتعلق بالمنتجات والعمليات
المالية اإلسالمية.
ولقد تجاهل هذا النظام أمر مهم جدا فيما يخص الرقابة على عمليات وأنشطة المصارف والمؤسسات المالية
التي تمارس العمليات المالية اإلسالمية أال وهو إمكانية اللجوء الى الرقابة الشرعية الخارجية التي تعتبر آلية
رقابة موازية تساهم وبحد كبير من التقليل من المخاطر التي تواجهها المصارف والمؤسسات المالية أثناء
ممارستها لألنشطة والعمليات المتعلقة بالمالية اإلسالمية.
المادة :17قصد ب ـ شباك الصيرفة اإلسالمية ،هيكل ضمن البنك أو المؤسسة مالية مكلف حصريا بخدمات
ومنتجات الصيرفة اإلسالمية .يجب أن يكون شباك الصيرفة اإلسالمية مستقالً مالياً عن الهياكل األخرى
للبنك أو المؤسسة المالية.
منشور والي بنك المغرب رقم 2016/16المؤرخ في 18جويلية 2016والمتعلق بتحديد شروط وكيفيات سير وظيفة التقييد بآراء 1
المجلس العلمي األعلى ،الجريدة الرسمية المغربية ،العدد رقم 6664الصادرة بتاريخ 12أفريل .2018
90
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
يجب الفصل الكامل بين المحاسبة الخاصة بـ شباك الصيرفة اإلسالمية والمحاسبة الخاصة بالهياكل األخرى
للبنك أو المؤسسة المالية ،ويجب أن يسمح هذا الفصل ،على وجه الخصوص ،بإعداد جميع البيانات المالية
المخصصة حصريا لنشاط شباك الصيرفة اإلسالمية.
يجب أن تكون حسابات زبائن شباك الصيرفة اإلسالمية مستقلة عن باقي الحسابات األخرى للزبائن.
يعتبر إنشاء الشبابيك أو النوافذ اإلسالمية من أهم الخطوات التي تدل على مدى رغبة الهيئة المالية العليا
لدولة ما في إرساء مبادئ وتطبيقات المالية اإلسالمية ،ولهذا قام المشرع الجزائري ومن خالل هذا النظام
باإلعالن عن إمكانية انشاء شبابيك ونوافذ إسالمية على مستوى المصارف والمؤسسات المالية الراغبة في
ممارسة العمليات واألنشطة المتعلقة بالمالية اإلسالمية شريطة فصلها إداريا ومحاسبيا عن الهياكل األخرى
للمؤسسة ،وهذا تفاديا لخلط أموال المتعاملين في المالية اإلسالمية مع أموال الهياكل األخرى داخل المؤسسة
المالية ،لغرض كسب ثقة العمالء الراغبون في استثمار أموالهم في المنتجات المالية التي توافق أحكام
الشريعة اإلسالمية.
المادة :18تُضمن استقاللية شباك الصيرفة اإلسالمية من خالل هيكل تنظيمي ومستخدمين مخصصين
حصرياً لذلك ،بما في ذلك على مستوى شبكة البنك أو المؤسسة المالية.
* جاء مضمون هذه المادة لتدعيم مضمون المادة 17أعاله بضرورة استقاللية النافذة أو الشباك الخاص
بالصيرفة اإلسالمية ،ولقد حرص المشرع في هذا النظام على وجوب رسم هيكل تنظيمي خاص بالنافذة
اإلسالمية يتكون من موظفين ومختصين في المعامالت المالية اإلسالمية.
المادة :19يجب على البنوك والمؤسسات المالية الذين تحصلوا على الترخيص المسبق لتسويق منتجات
الصيرفة اإلسالمية ،أن تُعلم زبائنها بجداول التسعيرات والشروط الدنيا والقصوى التي تُطبق عليهم .ما يجب
على البنوك إعالم المودعين ،خاصة أصحاب حسابات االستثمار ،حول الخصائص ذات الصلة
بطبيعة حساباتهم.
* ألزم المشرع الجزائري من خالل هذه المادة جميع المصارف والمؤسسات المالية التي تحصلت على
الترخيص لممارسة العمليات المصرفية اإلسالمية بإبالغ عمالئها بجداول التسعيرات والشروط الدنيا والقصوى
91
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
المطبقة عليهم ،وكذلك بضرورة ابالغ المودعين بوضعية حساباتهم خاصة االستثمارية منها ،وهذا يندرج
ضمن مبادئ العمل المصرفي اإلسالمي القائم على الشفافية واالفصا ح المتعلق بكيفية اجراء
المعامالت المالية وشروطها ،اال أنه لوحظ في هذا النظام عدم اإلفصا ح عن كيفية القيام بالمعامالت ،مما
يقلل ثقة العمالء في المصارف والمؤسسات المالية.
المادة :20باستثناء الودائع في حسابات االستثمار ،التي تخضع لموافقة مكتوبة من طرف الزبون ،الذي
ُيجيز لبنكه أن يستثمر ودائعه في محفظة مشاريع وفي عمليات الصيرفة اإلسالمية ،تخضع ودائع األموال
المتلقاة من طرف شباك الصيرفة اإلسالمية ألحكام المواد المذكورة أعاله من األمر رقم 03-11الصادر في
26أوت 2003والمتعلق بالنقد والقرض ،المعدل والمتمم.
يحق لصاحب حساب ودائع االستثمار الحصول على حصة من األربا ح الناجمة عن شباك الصيرفة
اإلسالمية ويتحمل حصة من الخسائر التي يسجلها شباك الصيرفة اإلسالمية في التمويالت التي يقوم بها.
* تشير هذه المادة إلى أنه ال يحق للمصرف التصرف في الودائع االستثمارية المودعة لديه واستثمارها في
العمليات المصرفية اإلسالمية إال بالموافقة الكتابية من طرف العميل ،وهذا يتوافق تماما مع مبادئ العمل
المصرفي اإلسالمي الذي يظهر جليا في صيغة المضاربة فالعميل يحدد صيغة المضاربة التي يرغبها (مقيدة
أو مطلقة) ،كما اعتمد المشرع من خالل هذا النظام على قاعدة وركيزة أساسية في المعامالت المالية
اإلسالمية أال وهي قاعدة " المغنم والمغرم " حيث يتحمل صاحب الوديعة االستثمارية الخسارة عن حدوثها
ويتحصل على ربح عند تحقيقه من خالل العملية االستثمارية التي قام بها المصرف أو المؤسسة المالية.
المادة :21تخضع الودائع والمبالغ األخرى المماثلة للودائع القابلة لالسترداد والمجمعة من طرف شبابيك
الصيرفة اإلسالمية للبنوك ،ألحكام النظام رقم 03-20المؤرخ في 15مارس سنة 2020والمتعلق بنظام
ضمان الودائع المصرفية.
* جاء في مضمون هذه المادة ضرورة ضمان الودائع األخرى (الودائع غير االستثمارية التي تخضع لنظام
خاص كما أشارت اليه المادة 21في فقرتها األخيرة) وهذا بدفع عالوة تقدر بـ %1إلى صندوق ضمان
الودائع ،حيث يفرق هذا األخير بين الودائع المتأتية من الودائع التقليدية ،والمتأتية من النوافذ وشبابيك
92
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
الصيرفة اإلسالمية ،فتوظف األولى في شراء سندات مضمونة تصدرها الدولة ،وتوظف الثانية في شراء
1
صكوك مصدرة من طرف الدولة شرط استجابتها لمبادئ الشريعة اإلسالمية.
مما يضمن تداول أموال المودعين وتوظيفها في معامالت مشروعة ،وهو جوهر العمل المصرفي اإلسالمي.
المادة :22باإلضافة إلى أحكام هذا النظام ،وما لم ينص على خالف ذلك ،تخضع منتجات الصيرفة
اإلسالمية لجميع األحكام القانونية والتنظيمية المتعلقة بالبنوك والمؤسسات المالية.
المادة :23يلغي هذا النظام أحكام النظام رقم 02-18المؤرخ في 4نوفمبر سنة 2018المتضمن لقواعد
ممارسة العمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة التشاركية من طرف المصارف والمؤسسات المالية.
اقتصرت الصيرفة اإلسالمية في الجزائر في بادئ األمر فقط على خدمات بنك البركة الجزائري الذي كان
أول مصرف يعمل وفق مبادئ الشريعة اإلسالمية ،وبعد قرابة 17سنة تم ميالد مصرف إسالمي جديد وهو
مصرف السالم الجزائر ،الذي كان بدوره يقدم خدمات تتوافق مع مبادئ الشريعة اإلسالمية ليكون بذلك ثاني
مصرف إسالمي يدخل السوق المصرفية الجزائرية.
ولكن ال تزال حصة المصارف اإلسالمية من السوق المصرفي الجزائري ضئيلة جدا مقارنة بنظيراتها من
البنوك العمومية التي تسيطر على الودائع والتمويالت بنسبة تقدر بحوالي %86.8خالل سنة ، 2017في
حين تتنافس باقي المصارف الخاصة على نسبة %13.2الباقية ،في حين نجد أن حصة بنك البركة
ومصرف السالم من إجمالي الودائع والتمويالت المتعلقة بالمصارف الخاصة ال تتجاوز %18.4خالل
سنة 2017نتيجة حداثة هذه المصارف مقارنة بالمصارف التقليدية الخاصة األخرى التي تنتمي إلى
مجموعات مصرفية عالمية كبيرة ومعروفة على الساحة الدولية ،إلى جانب السياسات التمويلية واالئتمانية
2
المعتمدة من طرف هذه المصارف.
النظام رقم ،0320المؤرخ في 15مارس ،2020المتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية ( الموقع الرسمي لبنك الجزائر ) 1
عبد الرزاق بوعيطة ،واقع وآفاق مساهمة الصيرفة اإلسالمية في النظام المصرفي الجزائري ،مجلة االقتصاد والتنمية البشرية ،المجلد 2
93
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
يعد بنك البركة الجزائري أول مصرف برأس مال مختلط (عام وخاص) ،تأسس بتاريخ 20ماي 1991برأس
مال 500.000.000دج ،وبدأ بمزاولة نشاطاته بصفة فعلية خالل شهر سبتمبر 1991أما فيما يخص
المساهمين ،فهما بنك الفالحة والتنمية الريفية الجزائري ومجموعة البركة المصرفية لدولة البحرين.
في إطار قانون رقم 1103المؤرخ في 26سبتمبر ،2003فللبنك الحق في مزاولة جميع العمليات البنكية
من تمويالت واستثمارات ،والتي تتوافق مع مبادئ أحكام الشريعة اإلسالمية.
1
ولقد مر بنك البركة الجزائري بعدة محطات نوجزها فيما يلي:
2000 .3احتل لمرتبة األولى بين البنوك ذات الرأس المال الخاص.
2
كما استمر البنك في تحقيق العديد من النجاحات والمضي قدما كما يظهر جليا فيما يلي:
2012 .3تفعيل أول منظومة بنكية شاملة ومركزية متطابقة لمبادئ الشريعة اإلسالمية.
1
Bahri Oum El Khir, La finance islamique compartiment De la finance d’aujourd’hui, Mémoire de
Magister en Droit, Université d’Oran, Algerie, 2012, p66.
2موقع بنك البركة الجزائري https://www.albaraka-bank.com/albaraka-algerie/?lang=frتاريخ اإلطالع :
2020/11/15م
94
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
2018 .6أحسن مصرف إسالمي في الجزائر للسنة السادسة على التوالي ،حسب مجلة ))Global Finance
2018 .7من بين أحسن وحدات مجموعة البركة المصرفية من حيث المرودية.
وتتكون شبكة بنك البركة الجزائري من 31فرع موزع على مختلف واليات الوطن ،إضافة الى فرعين قيد
1
اإلنجاز (فرع حيدرة وفرع ورقلة) ،وفيما يلي توزيع فروع بنك البركة الجزائري حسب المنطقة:
.1فروع الوسط :فرع الخطابي ،فرع باب الزوار ،فرع القبة ،فرع بئر خادم ،فرع تيزي وزو ،فرع سطاوالي،
فرع الحراش ،فرع البليدة ،فرع الرويبة ،فرع الشراقة.
.2فروع الغرب :فرع الشلف ،فرع وهران ،فرع وهران ،2فرع مستغانم .فرع سيدي بلعباس ،فرع تلمسان.
.3فروع الشرق :فرع سطيف ،فرع سطيف ،2فرع قسنطينة ،فرع قسنطينة ،2فرع عنابة ،فرع المسيلة ،فرع
بجاية ،فرع باتنة ،فرع سكيكدة ،فرع برج بوعريريج ،فرع عين مليلة.
.4فروع الجنوب :فرع األغواط ،فرع الوادي ،فرع بسكرة ،فرع غرداية األندلس.
95
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
الجدول رقم ( :)02-02تطور عدد الموظفين في بنك البركة الجزائري خالل الفترة ()2019 – 2012
المصدر :وثائق مقدمة من طرف المديرية العامة لبنك البركة الجزائري (ديسمبر .)2020
نالحظ في الجدول أعاله أن عدد الموظفي البنك في تزايد مستمر ،وهذا انطالقا من سنة 2012الذي كان
عدد الموظفين 884موظف موزعين بين اإلدارة العامة ومختلف الفروع والوكاالت التابعة للبنك ،إلى غاية
سنة 2015الذي بلغ عددهم 944موظف وبنسبة زيادة تجاوزت ،%6.78كما عرف البنك انخفاضا في
عدد الموظفين خالل السنتين 2016و 2019وبمعدل انخفاض يقدر بـ %2-مقارنة بسنة ،2015لكن
سرعان ما استمر عدد الموظفين في االرتفاع خالل السنوات 2018و 2019الذي بلغ إجمالي موظفي البنك
981موظف ،وهذا بسبب سياسة البنك الرامية الى التوسع من خالل فتح فروع على مستوى عدة واليات
الوطن الذي بلغ عددها في نهاية 2019إلى 31فرع بعدما كان عددها 26فرع في سنة 2012بنسبة
زيادة قدرها ،%19وكذا محاولة منه الى توظيف الكفاءات بهدف الوصول إلى أهداف البنك.
ويمكن توضيح تطور عدد الموظفين في بنك البركة من خالل الشكل رقم (.)01
الشكل رقم ( :)02-01تطور عدد الموظفين في بنك البركة الجزائري خالل الفترة ()2019 – 2012
2012
2013
981 884 2014
908 2015
951
2016
938 928 2017
2018
925 944
2019
المصدر :من إعداد الباحث من خالل الوثائق المقدمة من طرف المديرية العامة لبنك البركة الجزائري (ديسمبر )2020
96
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
يمنح بنك البركة الجزائري تمويالت مختلفة تتوافق مع مبادئ الشريعة اإلسالمية باستخدام مختلف موارده
سواء كانت داخلية ( رأس المال االجتماعي ،مخصصات ،احتياطات ... ،إلخ) أو خارجية والممثلة في
مختلف الودائع التي يحصل عليها من طرف المودعين ،فغالبا ما يمنح البنك توليفـة متنوعـة مـن صـيغ
التمويـل اإلسـالمي ،التـي تختلف بـاختالف طبيعـة النشاط الممـول ،فالمالحظ من خالل مختلف تقارير بنك
البركة الجزائري أنه تغلب صيغتي المرابحة والسلم على تمويـل األنشطة االسـتغاللية ،في حين تغلب صـيغتي
اإلجـارة واالستصناع على تمويل األنشطة االستثمارية ،والجدول أدناه يوضح مجموع التمويالت الممنوحة من
طرف بنك البركة الجزائري خالل السنوات ( ،) 20192012مع تبيان نسبة التغير من سنة ألخرى.
جدول رقم ( :)02-03حجم تمويالت بنك البركة الجزائري خالل الفترة ()20192012
97
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
نالحظ في الجدول السابق أن حجم التمويالت لبنك البركة الجزائري في ارتفاع مستمر خالل فترة الدراسة من
سنة 2012إلى سنة 2019بالرغم من تراجع نسبة النمو خالل سنة 2019بنسبة ،%1.18حيث بلغ
حجم التمويالت في سنة 2018مبلغ 156.460مليون دج ،بمعدل نمو بلغ %12مقارنة بسنة 2017
التي عرفت بدورها نسبة نمو تجاوزت %26والتي تعتبر أكبر معدل نمو حققه البنك بعد سنة 2014والذي
قارب ،%27كما عرف تراجعا في معدل النمو خالل السنوات 2015و 2016على التوالي ليعاود اإلرتفاع
مجددا خالل سنة ،2017وكما هو موضح في الجدول فقد عرف البنك نسبة نمو تجاوزت %164مقارنة
بسنة ،2012وهذا راجع إلى زيادة فروع البنك عبر مختلف جهات الوطن مما أدى بارتفاع الطلب على
التمويل بمختلف صيغه خاصة صيغة اإلجارة التي عرفت طلبا كبي ار خالل السنوات األخيرة ،فقد بلغت نسبة
التمويل بصيغة اإلجارة خالل سنوات 2018-2017-2016نسبة %45.79 - %48.67 - %50.64
على التوالي ،1وهذا بسبب سياسة الدولة التي انتجهتها خالل السنوات العشر األخيرة في تمويل مختلف
المشاريع المصغرة بمختلف صيغها (الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ،الوكالة الوطنية لتسيير القروض
الصغيرة) ،ورغم امتالك بنك البركة العديد من خيارات التمويلية المتاحة له كبنك إسالمي كالمشاركة
والمضاربة إال أنه يقوم بالتركيز على صيغ اإلجارة ،المساومة ،والمرابحة بشكل كبير وذلك النخفاض مستوى
المخاطر المصاحب لهذا النوع من التمويل وكذا ضمان عائده هذا من جهة ،ومن جهة أخرى نجد أن بنك
الجزائر ال يتصف بالمرونة الكافية و ال يتناسب وطبيعة العمل المصرفي اإلسالمي إذ ال يتيح له التوسع في
استخدام باقي صيغ التمويل اإلسالمي.
وعلى ضوء ما سبق ذكره يمكن تبيان التطورات التي عرفتها التمويالت في بنك البركة الجزائري من خالل
المنحى البياني التالي:
وثائق متحصل عليها من المديرية العامة لبنك البركة الجزائري أفريل 2019 1
98
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
الشكل رقم ( :)02-02تطور حجم تمويالت بنك البركة الجزائري خالل الفترة ()2019 2012
0
2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018 2019
والشكل أدناه إلى توضيح نسبة تغير حجم تمويالت بنك البركة الجزائري خالل السنوات(.)20192012
الشكل رقم ( :)02-03نسبة تغير حجم تمويالت بنك البركة الجزائري خالل الفترة ()2019 – 2012
99
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
تمثل الودائع أكبر نسبة من موارد بنك البركة الجزائري ،حيث تعتبر من الموارد الخارجية غير الذاتية،
ولهذا يحرص بنك البركة على تنميتها عن طريق الحرص على زيادة الوعي المصرفي واالدخاري لدى
الزبائن ،من خالل فتح فروع جديدة ومحاولة إيصالها إلى أقصى نقطة عبر الوطن تقربا من الزبائن ،إلى
جانب تسهيل عمليات السحب واإليداع ،والجدول أدناه يوضح تطور إجمالي الودائع لبنك البركة الجزائري
لسنوات (.)20192012
الجدول رقم ( :)02-04تطور حجم الودائع لدى بنك البركة الجزائري خالل الفترة ()20192012
من خالل الجدول أعاله نالحظ ارتفاعا مستم ار في حجم الودائع من سنة ألخرى عدا سنة 2019التي عرفت
انخفاضا في حجم الودائع وبنسبة قدرت بـ ،%4.65حيث بلغ حجم الودائع 125.435مليون دج سنة
2013مسجال بذلك ارتفعا بنسبة %7.65مقارنة بسنة ،2012في حين ارتفعت بنسبة %4.6في سنة
100
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
2014مقارنة بسنة ،2013كما نالحظ استمرار ارتفاع نسبة الودائع ليصل ذروته في سنة 2017محققا
في ذلك نسبة نمو قاربت ،%22.2ولقد وصل حجم الودائع في سنة 2018الى حدود 224.000مليون
دج محققا بذلك نسبة نمو تقدر بـ %92.15مقارنة بسنة ،2012ويعود السبب لهذا اإلرتفاع إلى زيادة عدد
فروع بنك البركة الجزائري مغطيا بذلك عدة مناطق عبر الوطن مما أدى الى زيادة اإلقبال على التعامل مع
هذا البنك بفتح مختلف الحسابات التي تتالءم مع أحكام الشريعة اإلسالمية.
كما يمكن توضيح التغيرات الحاصلة على الودائع في بنك البركة الجزائري من خالل األعمدة البيانية التالية.
الشكل رقم ( :)02-04تطور حجم الودائع لدى بنك البركة الجزائري خالل الفترة ()20192012
والشكل التالي يوضح أكثر نسبة تغير حجم الودائع لدى بنك البركة الجزائري خالل مرحلة الدراسة:
101
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
الشكل رقم ( :)02-05نسبة تغير حجم الودائع لدى بنك البركة الجزائري خالل الفترة (.)20192012
يعد مصرف السالم الجزائري ثاني بنك إسالمي يدخل السوق النقدية في الجزائر بعد بنك البركة الجزائري،
حيث يقدم خدمات تتوافق مع مبادئ الشريعة اإلسالمية ،حيث استطاع خالل فترة وجيزة استقطاب الكثير من
الزبائن من خالل تقديم منتجات وتمويالت تتوافق مع رغبات هذه الشريحة من الزبائن التي تسعى الى
الحصول على تمويالت بعيدة كل البعد عن الربا المحرم شرعا.
يعتبر مصرف السالم الجزائر بنك شمولي يعمل طبقا للقوانين الجزائرية ،ووفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية في
كافة تعامالته ،وقد تم اإلعالن عن إنشائه بتاريخ 2006/06/08م ،تم اعتماده من قبل بنك الجزائر في
سبتمبر 2008كمصرف تجاري برأس مال اجتماعي قدره 7.2مليار دينار جزائري ،ويعتبر ثان بنك
إسالمي ينشط في السوق المصرفية الجزائرية بعد بنك البركة الجزائري الذي مارس نشاطه منذ 1990،وقد
انطلق نشاط مصرف السالم الجزائر بتاريخ 20أكتوبر ،2008تم رفع رأس ماله سنة 2009إلى 10مليار
102
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
دينار جزائري ،كما تم رفعه خالل سنة 2019إلى 15مليار دينار جزائري ،امتثاال لنظام بنك الجزائر رقم
0318المؤرخ في 04نوفمبر 2018المتعلق بالحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية العاملة في
1
الجزائر ،وتتكون شبكة مصرف السالم حاليا من 18فرعا موزعة على التراب الوطني على النحو التالي:
.1فروع الجزائر العاصمة :فرع دالي براهيم ،فرع باب الزوار ،فرع القبة ،فرع حسيبة بن بوعلي ،فرع سيدي
يحي ،فرع سطاوالي.
.3فروع الشرق :فرع سطيف ،فرع عين وسارة (الجلفة) ،فرع قسنطينة ،فرع باتنة ،فرع عنابة ،فرع المسيلة.
كما يتطلع البنك إلى توسيع حصته في السوق بفتح فروع أخرى جديدة على مستوى عدة واليات في الوطن.
عرف مصرف السالم تطو ار ملحوظا فيما يتعلق بعدد العمال وهذا خالل السنوات( )20192012كما هو
مبين في الجدول اآلتي.
الجدول رقم( :)02-05تطور عدد الموظفين في مصرف السالم الجزائر خالل الفترة ()20192012
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على التقارير السنوية لمصرف السالم
103
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
بالرجوع إلى الجدول أعاله نالحظ تزايد مستمر في عدد الموظفين لدى مصرف السالم ،فقد بلغ عدد
الموظفين في نهاية 2019ما يقارب 566موظفا موزعين على اإلدارات المركزية والفروع ،حيث بلغ عدد
الموظفين في الفروع بـ 304موظفا في نهاية سنة 2019مقابل 232موظف في نهاية ،20181مسجال
بذلك نسبة نمو تقدر بحوالي ،%31ويمثل موظفي الفروع نسبة %54من العدد اإلجمالي للموظفين في
نهاية ،2019كما نالحظ أن فئة اإلطارات تستحوذ على حصة أكبر مقارنة بكل من فئة التنفيذ والتحكم
طيلة سنوات فترة الدراسة ،ما عدا سنة 2018التي احتلت فئة التحكم المرتبة األولى بنسبة تفوق %49من
إجمالي عدد الموظفين لدى المصرف مقابل %43بالنسبة لفئة اإلطارات ،وهذا إن دل على شيء فإنما يدل
على حرص المصرف أن يكون له إطا ارت بشرية على درجة عالية من الكفاءة والمهارة والمؤهلة تأهيال جيدا
لضمان التسيير الجيد وتقديم خدمات مصرفية ذات جودة عالية سعيا لتحقيق األهداف المرجوة والمسطرة.
ويمكن االستدالل بيانياً على تطور عدد الموظفين في مصرف السالم خالل الفترة الزمنية المدروسة
باالستعانة بالشكل البياني التالي.
الشكل رقم ( :)02-06تطور عدد الموظفين في مصرف السالم الجزائر خالل السنوات ()20192012
104
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
وتتوزع فئات الموظفين لمصرف السالم على مختلف اإلدارات والفروع خالل سنة 2019كما هو موضح في
الشكل التالي.
الشكل رقم ( :)02-07توزيع فئات موظفي مصرف السالم خالل سنة 2019
ثالثا :حجم التمويالت الممنوحة من طرف مصرف السالم الجزائر خالل الفترة ()20192012
يقوم مصرف السالم الجزائر بتمويل المؤسسات واألفراد عن طريق مختلف الصيغ التمويلية المعمول بها على
مستواه ،وسنتطرق في الجدول أدناه وباألرقام لحجم التمويالت الممنوحة من قبل مصرف السالم الجزائر
لزبائنه مركزين في ذلك على مدى تطورها من سنة إلى أخرى خالل الفترة المحصورة بين (،)2019 2012
موضحين في ذلك نسبة التغير من سنة ألخرى.
وفيما يلي جد ول يوضح حجم التمويالت التي منحها مصرف السالم الجزائر وذلك خالل الفترة الممتدة من
(:)2019-2012
105
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
الجدول رقم ( :)02-06تطور حجم تمويالت مصرف السالم الجزائر خالل الفترة ()20192012
من خالل الجدول أعاله نالحظ أن التمويالت في تزايد مستمر خالل معظم فترة الدراسة ما عدا السنوات
2014و 2015التي عرفتا انخفاضا بنسبة 18.04%و 5.57%على التوالي ،حيث سجلت أعلى قيمة
سنة 2019لتصل إلى مبلغ قدره 96.098مليون دج ،وعرف المصرف أعلى نسبة نمو في سنة 2018
مقدرة بـ ،%63.3أين شهد تراجع في نسبة النمو سنة 2019والتي بلغت ،%27كما نالحظ تسجيل
المصرف لنسبة نمو تجاوزت %374مقارنة بسنة ،2012ويمكن تفسير اإلرتفاع المستمر لنسبة التمويالت
لدى المصرف طوال سنوات الدراسة إلى زيادة فروعه وكذا انتهاج المصرف الستراتيجية تسعى من خاللها
لتمويل مختلف العمليات اإلنتاجية للمؤسسات واالستهالكية لألفراد التي عرفت اقباال كبي ار خالل السنوات
األخيرة ،وكذلك ارتفاع الطلب على الخدمات والمنتجات التي يعرضها المصرف والتي توافق مبادئ الشريعة
اإلسالمية ،والمنحنى أدناه يوضخ تطور حجم التمويالت لمصرف السالم خالل السنوات (.)20202012
106
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
الشكل رقم ( :)02-08تطور حجم التمويالت لدى مصرف السالم خالل فترة ()2019-2012
والشكل الموالي يوضح نسبة تغير التمويالت الممنوحة من طرف مصرف السالم خالل فترة (-2012
.)2019
الشكل رقم ( :)02-09نسبة تغير التمويالت لدي مصرف السالم خالل فترة ()2019 –2012
107
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
يقوم مصرف السالم بجمع الودائع من المودعين ويستخدمها في مختلف الصيغ التمويلية على أساس
المشاركة في الربح والخسارة ،وتشمل الودائع في مصرف على الودائع الجارية ،ودائع إدخارية ،والودائع
االستثمارية.
الجدول رقم ( :)02-07تطور حجم الودائع لدى مصرف السالم الجزائر خالل الفترة ()20192012
نالحظ في الجدول أعاله تطور وزيادة حجم الودائع من سنة ألخرى باستثناء سنة 2014التي شهدت تراجعا
ملحوظا في نسبة النمو وبنسبة بلغت ،%18.72حيث تجاوزت الودائع لدى مصرف السالم سقف 103
مليار دينار جزائري خالل سنة 2019أي بمعدل نمو يقدر بحوالي %21.5مقارنة بسنة ،2018وبمعدل
نمو قارب %435مقارنة بسنة ،2012وهذا راجع إلى توسع نشاط المصرف وزيادة معامالته وتحسن
108
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
صورته لدى متعامليه وزيادة ثقتهم فيه ،وتمثل الودائع نسبة %79من مجموع ميزانية المصرف خالل سنة
،2019وبنسبة تغير قدرت بـ %20.5مقارنة بسنة ،2018وتضم الودائع لمصرف السالم كل من
الحسابات الجارية التي تمثل حوالي ، %27الحسابات االدخارية التي تمثل حوالي ،%14وحسابات ألجل
التي تمثل تقريبا ،%3إضافة إلى التأمينات النقدية التي تمثل حوالي %56من مجموع الودائع خالل سنة
، 2019ويمكن تفسير النمو الذي عرفته الودائع في مصرف السالم خالل السنوات األخيرة إلى استقطاب
متعاملين جدد وتوطين عملياتهم الجارية وتوطين رواتب الموظفين وكذا ابرام اتفاقيات مع كبار المتعاملين
العموميين ،إلى جانب عرض خدمات مصرفية جديدة متعلقة بالخدمات االلكترونية ،بطاقات الدفع ،تمويل
االستهالك ،ومختلف عمليات التجارة الخارجية.
والمنحنى الموالي يوضح تطور الودائع لدى مصرف السالم خالل سنوات (.)20192012
الشكل رقم ( :)02-10تطور حجم الودائع لدى مصرف السالم خالل الفترة ()2019 – 2012
والشكل التالي يوضح لنا نسبة تغير الودائع لدى مصرف السالم الجزائر.
109
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
الشكل رقم( :)02-11نسبة تغير الودائع في مصرف السالم خالل سنوات ()20192012
المطلب الثالث :تقييم أداء المصارف اإلسالمية الجزائرية مقارنة مع البنوك الناشطة في الجزائر.
تعتبر المصارف اإلسالمية من المؤسسات المالية التي لها أهمية كبيرة في االقتصاد الوطني عامة وللجهاز
المصرفي الجزائري خاصة ،باعتبارها أحد مكوناته ،ولقد عرفت المصارف اإلسالمية الجزائرية نموا منذ فترة
التسعينيات (التي عرفت بداية االنفتا ح البنكي) إلى يومنا هذا ،حيث عززت هذه المصارف السوق المصرفي
بخدمات مصرفية جديدة تتوافق مع مبادئ وأحكام الشريعة اإلسالمية.
ويمكن القول أن المصارف اإلسالمية ساهمت في التنويع المصرفي ودعم الصيرفة الشاملة في الجزائر ،إال
أن النظام المصرفي الجزائري يتميز بهيمنة المصارف العمومية التقليدية على سوق الودائع والقروض بنسبة
%85.6من إجمالي األصول المصرفية ،في حيت تبلغ حصة المصارف الخاصة ،%14.4حيث التتجاوز
حصة المصارف اإلسالمية %2من إجمالي النشاط المصرفي الجزائري ،وحوالي %15من النشاط
1
المصرفي الخاص.
طارق مخلوفي ،دور الصيرفة اإلسالمية في تعزيز االستقرار المالي في الجزائر ،مجلة معهد العلوم االقتصادية ،المجلد ،23العدد ،1 1
110
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
أوال .إجمالي الودائع والقروض الممنوحة من طرف المصارف العمومية والخاصة خالل فترة
(.)20172012
لمعرفة أداء المصارف اإلسـالمية الجزائرية ومدى مساهمتها في تطوير النظام المصرفي الجزائري نستعرض
واقع النشاط المصرفي على مستوى المنظومة المصرفية الجزائرية المكونة من المصارف العمومية والخاصة.
.1الودائع.
من خالل الجدول الموالي يتضح لنا حجم الودائع في المصارف العمومية والخاصة خالل الفترة ( 2012
.)2017
الجدول رقم ( :)02-08إجمالي الودائع في المصارف العمومية والخاصة خالل الفترة (.)20172012
حصة المصارف حصة المصارف مجموع الودائع لدى الودائع لدى البيان
الخاصة العمومية الودائع السنوات المصارف العمومية المصارف الخاصة
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على التقارير السنوية لبنك الجزائر من ()2017-2012
يشير الجدول أنه طوال فترة الدراسة لوحظ الهيمنة الكبيرة للمصارف العمومية في الحصول على الودائع
مقارنة بنظيراتها من المصارف الخاصة ،حيث بلغت حصة المصارف العمومية سنة 2017ما يقارب
7998.5مليار دج أي ما يعادل نسبة %86.8من إجمالي الودائع التي بلغت حدود 9207.5مليار دج،
111
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
مقابل 1209مليار دج بالنسبة للمصارف الخاصة ،بنسبة تقدر بـ %13.2من إجمالي الودائع ،وهذا راجع
لعدة أسباب أهمها االنتشار الكبير لشبكة فروع المصارف العمومية وتغطيتها لكافة واليات الوطن حيث بلغ
عددها في نهاية سنة 2017حوالي 1145وكالة ،مقابل 364وكالة للبنوك الخاصة ،بنسبة %68و
%32على التوالي ،1وكذا إيداع المؤسسات العمومية ألموالها على مستوى المصارف العمومية بدل
المصارف الخاصة ،ولقد بلغت نسبة نمو إجمالي الودائع خالل سنة 2017بـ %13.10مقارنة بسنة
2016وبنسبة %37.63مقارنة بسنة .2012
ويمكن تلخيص هيكل الودائع في المصارف الجزائرية خالل فترة الدراسة المذكورة أعاله في الشكل البياني
التالي:
الشكل رقم ( :)02-12هيكل الودائع في المصارف الجزائرية خالل السنوات (.)2017 – 2012
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على بيانات الجدول رقم ()02-08
112
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
.2القروض.
يتضح من خالل معطيات الجدول رقم( )07إجمالي القروض الممنوحة من طرف المصارف العمومية
والخاصة خالل الفترة (.)20172012
الجدول رقم ( :)02-09إجمالي القروض الممنوحة من طرف المصارف العمومية والخاصة خالل الفترة
(.)2017 2012
الوحدة :مليار دج
حصة المصارف حصة المصارف مجموع البيان المصارف العمومية المصارف الخاصة
الخاصة العمومية القروض السنوات
% 13.3 % 86.7 4285.6 569.5 3716.1 2012
% 13.5 % 86.5 5154.5 697 4457.4 2013
% 12.2 % 87.8 6502.9 790.8 5712.1 2014
% 12.5 % 87.5 7275.6 909 6366.6 2015
% 12.4 % 87.6 7907.8 982.5 6925.3 2016
% 13.2 % 86.8 8877.9 1173.9 7704 2017
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على التقارير السنوية لبنك الجزائر من ()20172012
على ضوء المعطيات الواردة في الجدول أعاله ،يتضح لنا استحواذ المصارف العمومية الحصة الكبرى من
إجمالي القروض الممنوحة على مستوى الجهاز المصرفي أي ما قيمته 7704مليار دج وبنسبة تجاوزت
%86.8مقابل حصة مقدرة بـ 1173.9دج بالنسبة للمصارف الخاصة وبنسبة تقدر بحوالي %13.2والتي
تعتبر نسبة ضئيلة جدا مقارنة بالمصارف العمومية التي سيطرت على تمويل كامل القطاع العمومي،
واحتفاظه بحصة معتبرة في تمويل القطاع الخاص بنسبة تقدر بـ %74.5خالل سنة ،1 2017كما عرفت كل
من المصارف العمومية والخاصة في سنة 2017نسبة نمو قدرت بحوالي % 107.3و % 106.13على
التوالي وهذا مقارنة بسنة . 2012
113
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
ولعل السبب في هيمنة المصارف العمومية على تمويل االقتصاد الوطني هو تمويلها للمشاريع الكبرى للدولة
خاصة المتعلقة منها بقطاعي الطاقة والموارد المائية ،عكس المصارف الخاصة التي تهتم بتمويل نشاطات
االستيراد وفتح االعتمادات المستندية وتقديم بعض التسهيالت االئتمانية ،لكن بالرغم من هذا عرفت
المصارف الخاصة نموا معتب ار وهذا دليل لعودة الثقة نحوها بعدما كان الزبائن ينفرون منها خاصة بعد
فضيحة بنك الخليفة والبنك الصناعي والتجاري الجزائري.
والتمثيل البياني لحجم القروض الممنوحة من طرف المصارف الجزائرية خالل الفترة ما بين
(.)20172012
الشكل رقم ( :)02-13حجم القروض الممنوحة من طرف المصارف الجزائرية خالل السنوات
()2017-2012
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على بيانات الجدول رقم ()02-09
كما يمكن التعبير بيانيا عن هيمنة المصارف العمومية على النشاط المصرفي مقارنة بالمصارف الخاصة.
114
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
الشكل رقم ( :)02-14حصة المصارف العمومية والمصارف الخاصة من القروض خالل سنة 2017
2017
13,2%
86,8%
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على بيانات الجدول رقم ()02-09
ثانيا :حصة المصارف اإلسالمية من الودائع والتمويالت مقارنة بنظيراتها من المصارف الخاصة خالل
السنوات ( :)20172012بعد ما بينا إجمالي الودائع والقروض الممنوحة من طرف المصارف العمومية
والخاصة وكذا حصة كل منهما ،نقوم فيما يلي باستعراض حصة المصارف اإلسالمية الجزائرية (بنك البركة
ومصرف السالم) مقارنة بالمصارف الخاصة المحلية منها واألجنبية الناشطة في السوق المصرفي الجزائري.
.1الودائع.
الجدول رقم ( :)02-10إجمالي الودائع في المصارف اإلسالمية والخاصة خالل الفترة (.)20172012
حصة المصارف حصة المصارف مجموع المصارف الخاصة المصارف اإلسالمية البيان
اإلسالمية الخاصة الودائع (البركة +السالم) السنوات
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على تقارير بنكي البركة والسالم وتقارير بنك الجزائر
115
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
يبين الجدول أعاله التزايد المستمر في نمو ودائع المصارف اإلسالمية في الجزائر حيث بلغت الودائع لديها
حدود 272.55مليار دج خالل سنة 2017وبمعدل نمو يقدر بـ % 33.18مقارنة بسنة ،2016عكس
المصارف الخاصة األخرى التي عرفت نموا بطيئا نوعا ما و متذبذبا أحيانا على غرار سنة 2015التي
عرفت انخفاض الودائع بنسبة قدرت بحوالي % 5مقارنة بسنة ،2014وهذا وان دل على شيء فإنما يدل
على زيادة ثقة العمالء في المصارف اإلسالمية ،وكذلك سياسة هذه المصارف التي تستبعد عنصر الربا في
كل معامالتها ،وهذا ما يظهر جليا من خالل نسبة النمو التي عرفتها المصارف اإلسالمية مقارنة بنظيراتها
من المصارف الخاصة خالل سنة 2017مقارنة بسنة ،2012حيث تجاوزت نسبة النمو في المصارف
اإلسالمية %100مقابل % 48.7بالنسبة للمصارف الخاصة.
والشكل الموالي يوضح حصة المصارف اإلسالمية من الودائع مقارنة بإجمالي الودائع بالمصارف الخاصة.
الشكل رقم ( :)02-15حصة المصارف اإلسالمية من الودائع مقارنة بإجمالي الودائع بالمصارف الخاصة
1400
1200 1209
1012,8 1070,3
1000 906,6 961,6
813,1
800
600
400
135,92
200 149,38 150,64 178,26
204,66 272,55
0
2012
2013
2014
2015
2016
2017
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على بيانات الجدول رقم ()02-10
كما يمكن توضيح نسبة الودائع في المصارف اإلسالمية مقارنة بالمصارف العمومية والمصارف الخاصة
خالل سنة .2017
116
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
2017
18,4%
81,6%
إل
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على الجداول رقم ( )02-08و ()02-10
.2التمويالت.
الجدول رقم ( :)02-11إجمالي تمويالت المصارف اإلسالمية والخاصة خالل الفترة (.)20172012
117
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
الشكل رقم ( :)02-17حصة تمويالت المصارف االسالمية من مجموع تمويالت المصارف الخاصة
األخرى خالل السنوات (.)20172012
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على تقارير بنك الجزائر وتقارير المصارف اإلسالمية لسنوات ()20172012
من خالل الجدول أعاله يتضح لنا جليا أن حجم التمويالت المقدمة للزبائن من طرف المصارف اإلسالمية
في تزايد مستمر خالل فترة الدراسة ،حيث بلغ حجم التمويل الممنو ح خالل سنة 2017حوالي 185.99
مليار دج وبمعدل نمو يقدر بحوالي % 32.55مقارنة بسنة ،2016مقابل 1173.9مليار دج بالنسبة
للمصارف الخاصة األخرى بمعدل نمو يقدر بحوالي % 19.5مقارنة بسنة ،2016وبنسبة زيادة تجاوزت
% 136.12بالنسبة للمصارف اإلسالمية وبنسبة % 106.15بالنسبة للمصارف الخاصة األخرى وهذا في
2017مقارنة بسنة .2012
وبالرغم من تزايد التمويل الممنو ح للزبائن من طرف المصارف اإلسالمية ،إال أنه تبقى نسبة مساهمتها في
إجمالي القروض الممنوحة لالقتصاد ضئيلة جدا حيث قدرت بحوالي % 2.3مقابل % 97.7بالنسبة
للمصارف العمومية ،ويرجع ذلك لهيمنة المصارف العمومية في تمويل المشاريع االستثمارية الكبرى للدولة
واقتصار المصارف اإلسالمية عادة على تمويل دورات االستغالل أكثر من االستثمارات ،كما أن أغلب
تمويالتها قائمة على صيغ المداينات أكثر منها على المشاركات نظ ار الرتفاع المخاطر في هذه األخيرة
مقارنة بصيغ المداينات التي يعتبر العائد فيها أكثر ضمانا بالرغم من قلته ،كما نالحظ أيضا أن حصة
118
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
التمويالت في المصارف اإلسالمية مقارنة بنظيراتها من المصارف الخاصة األخرى ضئيلة جدا حيث بلغت
نسبتها حوالي %13.67و 86.133على التوالي خالل سنة .2017
والرسم البياني الموالي يبين حصة المصارف اإلسالمية من التمويالت مقارنة بالمصارف العمومية
والمصارف الخاصة األخرى خالل سنة .2017
الشكل رقم ( :)02-18نسبة التمويالت في المصارف اإلسالمية مقارنة بالمصارف العمومية والمصارف
الخاصة لسنة 2017
2017
13,67%
86,33%
إل
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على الجداول رقم ( )02-09و ()02-11
119
الفصل الثاني :واقع النظام المصرفي الجزائري ومدى انفتاحه على العمل المصرفي اإلسالمي
حاولنا في هذا الفصل التطرق إلى حالة الجهاز المصرفي الجزائري قبل وبعد االستقالل ،مرو ار بمختلف
اإلصالحات التي عرفها في سياق تحول الجزائر إلى اقتصاد السوق ،وكذلك عرض مختلف المصارف
والمؤسسات العاملة في السوق المصرفية الجزائرية ،وبعدها مدى مساهمة المصارف اإلسالمية في ترقية
الجهاز المصرفي الجزائري.
.1يعتبر قانون النقد والقرض ( )10/90أولى اإلصالحات التي أدخلت على الجهاز المصرفي الجزائري
للتكيف مع اقتصاد السوق.
.2جاء األمرين ( )01/01و ( )11/03المعدلين والمتممين لقانون القرض والنقد من أجل ترقية الجهاز
المصرفي الجزائري وكذلك إلرساء دعائم الرقابة واإلشراف على العمل المصرفي في الجزائر.
.3يعتبر النظامين ( )18/02و ( )20/02الركيزة القانونية األولى التي أعطت الضوء األخضر للعمل
المصرفي اإلسالمي في الج ازئر تحت غطاء قانوني واضح المعالم.
.4المصارف العمومية التقليدية تسيطر وبشكل كبير على معظم النشاط المصرفي في الجزائر بنسبة تتعدى
%88مقارنة بالمصارف الخاصة ،وهذا راجع إلى االنتشار الكبير لفروعها وكذلك هيمنتها على تمويل
المشاريع االستثمارية الكبرى للدولة.
.5محدودية حصة المصارف اإلسالمية في السوق المصرفية الجزائرية بنسبة ال تتجاوز %3من إجمالي
النشاط المصرفي ،وبنسبة %15مقارنة مع نظيراتها من المصارف الخاصة األخرى.
.6اقتصار المصارف الخاصة عموما واإلسالمية خصوصا على تميل أنشطة االستغالل بدل من األنشطة
االستثمارية أدى بها لعدم النمو والتوسع مقارنة بالمصارف العمومية.
120
الفصل الثالث:
متطلبات التحول إلى الصيرفة
اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
لم يقتصـر تقـديـم العـمـل الـمصـرفي اإلسالمي على المصـارف اإلسالمية فحسب ،بل سارعت العديد من
المصارف التقليدية إلى تقـديـم األعمال والمنتجـات المصـرفية اإلسالمية بأشكال ومداخل مختلفة حسب رغبة
كل مصرف ،وهذا ما يعرف بظاهرة التحول ،ولقـد انتشـرت ظاهرة لتحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي في
العديد من الدول العربية واإلسالمية بل وحتى في العديد من المصارف الغربية ،ونحاول في هذا الفضل تبيان
مفهوم التحول إلى الصيرفة اإلسالمية ،ومبادئه ،وأهم مداخل التحول ،إلى جانب المتطلبات واإلجـراءات
الضـرورية للتحول وعقباته ،وبعدها التطرق إلى التحول المصرفي اإلسالمي في الجزائر من خالل تبني
مدخل إنشـاء نوافـذ إسالمية داخل المصارف التقليدية خاصة بعد صدور النظام رقم 2002الذي أعطى
الضوء األخضر للمصارف التقليدية بإنشاء نوافذ إسالمية على مستوى مختلف فروعها.
122
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
التحول هو انتقال المصارف التقليدية من التعامل المنهي عنه شرعاً إلى التعامل الحالل والموافق لمبادئ
الدين اإلسالمي الحنيف ،بحيث يتم إحالل العمل المصرفي المباح و المبني على تعاليم و أحكام الشريعة
اإلسالمية ،محل العمل المصرفي المحرم القائم على المعامالت الربوية ،مما يجعل جميع أعمال المصرف
وأنشطته خاضعة ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية ،ولكن هذا التحول يختلف من مصرف إلى آخر وذلك
حسب الدوافع الكامنة وراء التحول واختالف مصدره ،مما يستدعي التعرف على مفهوم التحول لغة
1
واصطالحاً ودوافعه ،وأهم أنواعه ومبادئه.
.1لغة:
« تحول عن الشيء :زال عنه إلى غيره ،حال الرجل يحول مثل تحول من موضع إلى موضع آخر ،ويقال
حال إلى مكان آخر أي تحول ،وحال الشيء نفسه يحول حوال بمعنيين :يكون تغيرا ،ويكون تحوال».1
والتحول هو «اإلنتقال من حال إلى حال».2
قال تعالى «خالدين فيها ال يبغون عنها حوال» (سورة الكهف ،اآلية ،)108والتحول هنا في هذه اآلية
3
يعني أنهم ال يطيقون التحول عنها إلى غيرها ،والحول بمعنى التحول من موضع إلى آخر.
.2اصطالحا :فيما يخص التعريف االصطالحي لعملية تحول المصارف التقليدية فقد تعددت آراء المؤلفين
والباحثين حول تعريفها ،حيث عرفها بعضهم:
ابن منظور ،لسان العرب ،الطبعة الثالثة ،دار صادر ،بيروت ،لبنان ،1968 ،ص.187 1
محمد رواس قلعجي ،حامد صادق قنيبي ،معجم لغة الفقهاء ،الطبعة الثانية ،دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان، 2
،1988ص.92
سالم علي سالم صبران البريكي ،أثر صيغ التمويل اإلسالمي على األداء المالي للمصارف التقليدية ،الطبعة األولى ،دار النفائس 3
123
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
أ .يعرف التحول إلى الصيرفة اإلسالمية على أنه «انتقال المصارف التقليدية من التعامل المحظور شرعا
إلى التعامل المباح والموافق ألحكام الشريعة اإلسالمية ،بحيث يتم إحالل العمل المصرفي المطابق ألحكام
الشريعة اإلسالمية محل العمل المصرفي المخالف لها ،حتى تصبح جميع أعمال المصرف وأنشطته خاضعة
1
لقواعد وأسس الشريعة اإلسالمية».
ب .ويمكن تعريفها على أنها «الرغبة لدى المصارف التقليدية بتقديم خدمات ومنتجات إسالمية ،وذلك بشكل
كلي من خالل االحالل الكامل للعمليات المصرفية اإلسالمية محل العمليات المصرفية التقليدية أو بشكل
جزئي من خالل تقديم منتجات وخدمات إسالمية بجانب المنتجات والخدمات التقليدية ،وذلك للعديد من
2
األسباب تتفاوت بين أسباب عقائدية واجتماعية وبين أسباب تجارية وربحية».
جـ .نقصد بالتحول «االنتقال من وضع فاسد شرعاً إلى وضع صالح شرعاً».
د .يقصد بالتحول إلى الصيرفة اإلسالمية «وجود رغبة صادقة لدى المصرف التقليدي في إيقاف التعامالت
3
المصرفية التي بها مخالفات شرعية وابدالها بالتعامالت المصرفية المطابقة ألحكام الشريعة اإلسالمية».
هـ .يقصد بتحول المصرف الربوي إلى مصرف إسالمي «هو حدوث تغيير في أسس ومبادئ المصرف وكذا
هيكله التنظيمي وبنيته اإلدارية ،وهو تحول جذري عما كان عليه سابقا شكال ومضمونا ،كما يعني التخلي
عن التعامل بالربا المحرم شرعا ويجعل من أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية مصد ار يستقي منه جميع
4
أحكامه عند ممارسته لكل أنشطته وأعماله المصرفية».
سالم المعطيات يزن خلف ،تحول المصارف التقليدية للعمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية ،أطروحة دكتوراه تخصص مصارف 1
مريم سعد رستم ،تقييم مداخل تحول المصارف التقليدية إلى مصارف إسالمية ،نموذج مقترح للتطبيق على المصارف السورية، 2
أطروحة دكتوراه في العلوم المالية والمصرفية ،كلية االقتصاد ،جامعة حلب ،سوريا ،2014 ،ص.14
مصفى ابراهيم محمد مصطفى ،تقييم ظاهرة تحول البنوك التقليدية للمصرفية اإلسالمية دراسة تطبيقية عن تجرية بعض البنوك 3
السعودية ،رسالة ماجستير في االقتصاد اإلسالمي ،الجامـعة األمريكية المفتوحة ،القاهرة ،مصر ،2006 ،ص.37
عمار أحمد عبد هللا ،أثر التحول المصرفي في العقود الربوية ،دار كنوز اشبيليا للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،الرياض ،المملكة 4
124
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
وعليه يمكننا صياغة تعريف للتحول إلى الصيرفة اإلسالمية على أنه« :االنتقال من الصيرفة التقليدية
القائمة على التعامل بالربا من خالل سعر الفائدة الذي تطبقه في معامالتها ،إلى الصيرفة اإلسالمية
المبنية أساسا على المشاركة في األرباح و الخسائر وبما يتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية ،أو بمعنى
آخر استبدال المصارف التقليدية ألنشطتها ومعامالتها ،وكذا هيكلتها المالية والتنظيمية بأساليب وأنشطة
وبنية تتالءم مع مبادئ وأحكام الدين اإلسالمي الحنيف ،وكذا إيقاف كل الخدمات المصرفية الربوية
واحاللها بخدمات مصرفية تتماشى مع أحكام الشريعة اإلسالمية بعد الموافقة عليها من طرف هيئة شرعية
مختصة».
تتباين دوافع وأسباب التحول المصرفي من مصرف آلخر وهذا حسب األهداف واالستراتيجيات المسطرة من
طرف القائمين على المصرف التقليدي ،حيث أن أي قرار لتحويل المصرف الذي يعتمد في معامالته على
الفائدة أخذا وعطاءا ،إلى مصرف يتبنى تحريم التعامل بالفائدة باعتبارها ربا محرم شرعا يجب أن يكون
مصحوبا بدوافع مقنعة ألصحاب القرار وكذا كل من العمالء وهيئات اإلشراف والرقابة وكذا األهمية المرجوة
من هذا التحول ،وبذلك تختلف مبررات التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي التي يمكن ذكرها كما يلي:
تستمد المصارف اإلسالمية أساسها العقائدي من مبادئ الشريعة اإلسالمية ،فترك العمل بالربا وااللتزام
والتقيد بالعمل بأحكام الشريعة اإلسالمية يعتبر من أهم أسباب التي تدفع بالمصرف التقليدي التحول إلى
مصرف إسالمي ،هذا جانب عقائدي ال نجده إال في المصارف اإلسالمية ،ولقد شهدت المجتمعات العربية و
اإلسالمية تنامي الوعي الديني إلى جانب زيادة قناعة أصحاب القرار في المصارف التقليدية بأن نظام الفوائد
هو نظام فاسد وغير جائز شرعا بمختلف األدلة الشرعية التي تحرم ذلك ،وأن االستمرار بالعمل بهذا النظام
1
في مجمل أنشطة المصرف يتضارب مع العقيدة الصحيحة للمسلم.
رشام كهينة تحول البنوك التقليدية إلى بنوك إسالمية :اآلليات والمعوقات ،مجلة البشائر االقتصادية ،العدد الثالث ،الجزائر،2016 ، 1
ص.101
125
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
.2الدوافع االقتصادية :هناك العديد من الدوافع االقتصادية التي تدفع بالمصارف التقليدية بالتحول الى
الصيرفة اإلسالمية وممارسة النشاط اإلسالمي ،والتي يمكن ذكرها كما يلي:
أ .تعظيم األرباح :كل المصارف والمؤسسات المالية تسعى إلى تحقيق هذا الهدف ،وباعتبار أن العمل
مصد ار هاما لتحقيق المكاسب واألرباح ،مما جعلها من بين أهم دوافع تحول
ً المصرفي اإلسالمي يمثل
المصارف التقليدية للمصرفية اإلسالمية ،ويتجلى ذلك من خالل:1
* رغبة المصارف التقليدية المحافظة على عمالئها الحاليين وكذا استقطاب عمالء جدد ،لذلك تسعى لتلبية
رغباتهم من خالل العمل على تقديم منتجات وخدمات مصرفية متنوعة توافق مبادئ الشريعة اإلسالمية؛
* سعي المصارف التقليدية لمنافسة المصارف اإلسالمية في جذب العمالء الذين يرغبون في التعامل في
المنتجات واألنشطة المصرفية اإلسالمية ،ويرفضون التعامل في األعمال والمنتجات الربوية؛
* االرتفاع في نسب ة العائد على االستثمارات في الصيغ والمنتجات المصرفية اإلسالمية مقارنة بالعوائد في
المصارف التقليدية القائم أساسا على القروض بمعدالت الفائدة الربوية؛
* محاولة المصارف التقليدية االستفادة من الخدمات والصيغ التمويلية اإلسالمية التي تعتبر ممنوعة
التعامل بها في ظل النظام التقليدي الربوي ،مما يسمح لها بالتوسع في نشاطاتها المصرفية؛
* التخوف المتزايد للمصارف التقليدية من خسارة حصتها السوقية المصرفية وعدم قدرتها مواجهة ومنافسة
المصارف اإلسالمية والمنتجات والخدمات التي تقدمها ،الشيء الذي يؤدي بها إلى إنعاش المصرف عن
طريق اإلعالن عن رغبته في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية.
ويتجلى ذلك بمشاركة المصرف للمضاربين بنتيجة المشروع من ربح وخسارة ،أي تطبيقا للقاعدة الفقهية
«الغنم بالغرم» وهذا عكس ما هو متعامل به في المصارف الربوية حيث نجد دائما أن المصرف الدائن هو
الرابح ،بينما المدين وحده معرض للربح والخسارة ،وال شك أن هذا ظلم في توزيع العائد والثروة ،ففي النظام
سليم موساوي ،المصرفية اإلسالمية في الجزائر :مبررات التحول ،ومتطلبات النجاح ،مجلة الشريعة واالقتصاد ،العدد ،13المجلد ،7 1
126
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
المصرفي التقليدي عادة ال يوجد احتمال لتحمل الخسارة ،الشيء الذي يضمن له الحفاظ على ثرواته
وتنميتها ،عكس المضارب الذي هو دائما معرض للخسارة أو الربح في مشروعه ،إضافة الى التزاماته تجاه
البنك بدفع الفوائد واألقساط.
جـ .القضاء على مشكلة البطالة :ويتجلى ذلك خالل الحد من التوسع في االستثمار من طرف المصارف
التقليدية ،الشيء الذي يقلل من توفير مناصب الشغل والتوظيف ،عكس المصارف اإلسالمية التي تسعى إلى
التوسع في االستثمارات وال تعيقها بل تقوم بتنميتها مما يؤدي حتما إلى توفير مناصب الشغل والحد من
1
مشكل البطالة.
د .الحد من التضخم :المعلوم عن المصارف التقليدية أنها تقوم بزيادة المعروض النقدي من خالل خلق
االئتمان وعادة يكون غير مرتبط بالسوق الحقيقية أي غير مرتبط بزيادة السلع والخدمات ،الشيء الذي يؤدي
إلى االرتفاع في المستوى العام لألسعار ،خالفا للمصارف اإلسالمية التي ال تعمل بنظام زيادة االئتمان
باعتباره ربا محرم شرعا مما يضمن عدم وجود التضخم وزيادته في االقتصاد.
.3الدوافع القانونية :يوجد العديد من األسباب القانونية التي تدفع بالمصارف التقليدية للتحول إلى مصارف
إسالمية ويمكن ذكر أهم هذه األسباب فيما يلي:
أ .تشجيع وتحفيز الدولة لعملية التحول ،وهذا من خالل إصدار النصوص والتشريعات القانونية التي ترخص
وتنظم عملية التحول ،إضافة إلى مشاركة المؤسسات الحكومية في رأس مال المصارف التقليدية التي تريد
التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي من أجل مساندتها وتشجيعها في ذلك.
ب .إلزام المصارف التقليدية بالعمل فقط وفق مبدأ الوساطة المالية كما هو منصوص في مختلف القوانين
والتشريعات التي تصدرها المصارف المركزية ،حيث ترى المصارف التقليدية أنها مقيدة فقط بلعب دور
الوسيط بين أصحاب الفائض وبين أصحاب العجز المالي وتقديم الخدمات المصرفية بفوائد ربوية وال يمكنها
القيام بعمليات االستثمار المباشر ،عكس المصارف اإلسالمية التي تقوم بعملية االستثمار المباشر في جميع
قومية سفيان ،النوافذ اإلسالمية بالبنوك التقليدية كمدخل للتحول للمصرفية اإلسالمية ،أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية ،جامعة 1
127
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
المجاالت لصالحها أو لصالح زبائنها ،مما أدى بالمصارف التقليدية للسعي نحو االستفادة من هذه الميزة
1
التي تعدها قيمة مضافة مهمة.
المقصود بأنواع التحول ،الطريقة أو األسلوب الذي يختاره ويتبعه المصرف التقليدي لتنفيذ عملية التحول
للعمل وفق أحكام الشريعة ،حيث قسمنا التحول إلى عدة أنواع نقوم بعرضها كما يلي:
:1تعريفه.
ويقصد به قيام المصرف التقليدي بإحالل واستبدال األعمال والخدمات المصرفية المخالفة للشريعة
اإلسالمية باألعمال والخدمات التي توافق مبادئ الشريعة اإلسالمية ،وبذلك يتحول المصرف التقليدي
بالكامل إلى العمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية ،ويمتنع عن القيام باألنشطة والمعامالت المخالفة لتعاليم
الدين اإلسالمي الحنيف ،وعلى رأسها المعامالت الربوية ،ويعتبر هذا النوع من أكثر أنواع التحول الذي يدل
على المصداقية والتوبة الصريحة والنية الحسنة لنبذ أي معاملة مخالفة للشرع ،من خالل تبني مبدأ االبتعاد
الكلي عن ممارسة أي معامالت مخالفة ألحكام الشريعة اإلسالمية ،2ويكون التحول الكلي غالبا بقرار من
السلطة السياسية أو النقدية (البنك المركزي) ومن أمثلة ذلك ما حدث في كل من إيران ،وباكستان ،وكذلك
السودان ، 3كما يمكن أن يكون قرار التحول الكلي صادر عن إدارة المصرف وهذا بعد إعداد خطة معلنة
ومحددة لعملية التحول ،وهذا ما قام به كل من :بنك الجزيرة السعودي ،مصرف الشارقة ،مصرف اإلمارات،
4
وبنك الكويت الدولي.
رضا الخليفي ،ظاهرة أسلمة البنوك الربوية ،مجلة المجتمع الكويتية ،العدد ،1637الكويت ،2005 ،ص.45 1
سياخن مريم ،متطلبات انتهاج الصيرفة اإلسالمية في المصارف التقليدية الجزائرية ،مجلة اإلمتياز لبحوث االقتصاد واإلدارة، 2
رديف مصطفى ،إشكالية التحول الجزئي للمصارف التقليدية نحو العمل المصرفي اإلسالمي ،مجلة اإلبتكار والتسويق ،المجلد،03 3
شرون عز الدين ،آليات تحول البنوك التقليدية إلى إسالمية ،مجلة الباحث االقتصادي ،العدد ،07المجلد ،05بتاريخ 29جوان 4
،2017ص.185
128
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
وتجدر اإلشارة أنه تم التطرق إلى التحول الكلي للمصرف التقليدي إلى مصرف إسالمي في المعيار رقم 06
الصادر عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،الذي تم اعتماده من طرف الهيئة في
اجتماعها رقم 08والمنعقد بالمدينة المنورة في الفترة ما بين 28صفر 4ربيع األول 1423هـ الموافق لـ
1
1611ماي 2002م.
ولقد جاء في نطاق هذا المعيار ما يلي« :يتناول هذا المعيار مقومات تحول المصرف التقليدي إلى مصرف
إسالمي بموجب قرار بالتحول الكلي الفوري في تاريخ محدد يتم إعالنه ،سواء كان القرار من داخل البنك ،أم
من خارجه بتملكه من قبل الراغبين في تحوله ،والمدى الزمني للتحول ،وأثر التحول على طرق تلقي األموال
وكيفية توظيفها ،والمعالجة لكل من التزامات البنك وحقوقه قبل التحول ما قبض أو دفع منها وما لم يقبض
أو لم يدفع ،وكذلك الموجودات غير المشروعة لديه قبل التحول ،ووجوه التصرف فيها».2
ومن أمثلة التحول الكامل إلى الصيرفة اإلسالمية نذكر :إيران (1982م) ،باكستان (1983م) ،السودان
(1985م).
:2إيجابياته.
يمكن ذكر أهم إيجابيات التحول الكلي إلى الصيرفة اإلسالمية فيما يلي:
أ .تحول المصرف التقليدي كليا للعمل المصرفي اإلسالمي وعمله بضوابط وقواعد إسالمية خالية تماما من
ا لربا مما يؤدي إلى استقطاب الزبائن أصحاب الفوائض المالية الرافضين للتعامل بالربا المحرم وزيادة ثقتهم
في المصرف بسبب تخلصه نهائيا من التعامل بالربا.
ب .قصر مرحلة التحول ،أي أن عملية التحول الكامل تستغرق مدة قصيرة مقارنة باألنواع األخرى من
التحول.
كتاب المعايير الشرعية لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،الموقع الرسمي لهيئة ، AAOIFIالمنامة ،البحرين، 1
،2017ص.165
كتاب المعايير الشرعية لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،مرجع سابق ،ص.155 2
129
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
جـ .ال تنويع في المنتجات والخدمات المصرفية عن طريق االبتكارات المالية الموافقة للشريعة اإلسالمية من
طرف الموظفين التابعين للمصرف المتحول (نتيجة لخبرتهم في العمل المصرفي بصفة عامة وخصوصا إذا
تم تكوينهم في المصرفية اإلسالمية) ،مما يزيد من عدد عمالء المصرف.
:3سلبياته.
1
من بين سلبيات التحول الكلي نذكر:
أ .ارتفاع إمكانية الوقوع في أخطاء العمل بسب السرعة في تنفيذ خطط التحول وبالتالي انخفاض معدل
التركيز؛
ب .تأثير على مستوى األداء كما وكيفا ،وهذا بسبب عدم تلقى أغلب الموظفين للتكوين والتدريب الالزم
الخاص بالعمل المصرفي اإلسالمي الذي يسمح لهم بممارسة مهامهم الجديدة؛
جـ .ارتفاع تكاليف عملية التحول ،بسبب محاولة اكمال جميع مراحل التحول في اآلجال المحددة لها؛
د .ارتفاع حدة اإلشراف ،وهذا راجع إلى الضغوطات من طرف إدارة المصرف على المشرفين على عملية
التحول من أجل اإلسراع في وتيرة التحول مع الحرص على تجنب األخطاء أثناء وبعد عملية التحول الكلي؛
هـ .في حالة فشل عملية التحول ألي مصرف يؤدي ذلك إلى التأثير سلبا على المصارف األخرى التي تريد
خوض تجربة التحول الكلي؛
:1تعريفه :يقصد بالتحول الجزئي تحويل أحد الفروع التابعة للمصرف التقليدي لتقديم خدمات والمنتجات
المصرفية اإلسالمية ،وكذا قيامه بمختلف العمليات التمويلية التي توافق مبادئ الشريعة اإلسالمية ،2وما
يمكن مالحظته في هذا النوع من أنواع التحول ال توجد نية أو إرادة لدى مجلس إدارة المصرف التقليدي
يزن خلف سالم العطيات ،تحول المصارف التقليدية للمصرفية اإلسالمية :أنواعه من حيث الشكل واألسلوب والتدرج وأحكامه ،منشور 1
على موقع دار المنظومة ،مجلة الدراسات المالية والمصرفية ،العدد ،3األردن ،2010 ،ص.11
علي صالح أحمد محمد ،حاتم عبد الرزاق النعاس ،التحديات التي تواجه تحول المصارف التقليدية في ليبيا نحو الصيرفة اإلسالمية 2
(دراسة تطبيقية على مصرف الجمهورية) ،مجلة جامعة الزيتونة ،العدد ،22ترهونة ،ليبيا ،جوان ،2017ص.46-45
130
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
بالتحول الكامل إلى مصرف إسالمي مستقبال ،وانما التحول يقتصر فقط على تحويل فرع أو أكثر من الفروع
التابعة للمصرف التقليدي أو إنشاء نوافذ إسالمية تقدم منتجات مصرفية إسالمية إلى جانب المنتجات
المصرفية التقليدية التي يقدمها.
حيث تجدر اإلشارة أن الفرع أو النافذة اإلسالمية يجب أن تكون مستقلة استقالال إداريا وماليا عن المصرف
المركزي حيث يقوم بإنشاء هيئة تشرف على الفروع المحولة أو النوافذ التي تم استحداثها ،وهذا بهدف تطوير
العمل المصرفي اإلسالمي وتقديم الخدمات التي توافق أحكام الشريعة اإلسالمية لتحقيق األهداف التي تم
تسطيرها من طرف إدارة المصرف.
:2إيجابياته.
1
يمكن أن نوضح أهم إيجابيات التحول الجزئي كما يلي:
أ .تمتعه بدرجة عالية من األمان ،أي معنى ذلك أنه لو فشلت عملية التحول وتعرض المصرف للخسارة،
فإن الضرر يقتصر فقط على الفرع أو النافذة التي تم استحداثها ،وبالتالي عدم تأثر المصرف ككل وباقي
الفروع األخرى التي لم تشملها عملية التحول؛
ب .عملية التحول الجزئي يكسب المصرف التقليدي الخبرة الالزمة في عملية التحول ،الشيء الذي يؤدي
إلى التقليل من األخطاء والمخاطر التي قد يقع فيها المصرف عند رغبته في تحويل فروع أخرى أو إنشاءه
لنوافذ إسالمية جديدة في المستقبل؛
:3سلبياته.
2
نذكرها في النقاط التالية:
أ .صعوبة ضمان االستقاللية اإلدارية والمالية للفرع أو النافذة اإلسالمية عن المصرف التقليدي ،الشيء
الذي ينتج عنه فشله إقناع المجتمع بجدية عملية التحول ومشروعية المنتجات والخدمات المصرفية
التي يقدمها ،بسبب استم ارره في العمل المصرفي التقليدي المبني على التعامل بالربا أساسا؛
سعود محمد عبد هللا الربيعي ،مرجع سبق ذكره ،ص 467-466بقليل من التصرف. 2
131
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
ب .إن الخسائر التي يتعرض لها كل من الفرع أو النافذة اإلسالمية ستفتح الباب للتراجع عن فكرة خوض
تجربة التحول والتخاذل عنها ،وتنعكس عنه نظرة سلبية عن عملية التحول بجميع أشكاله واصدار األحكام
المسبقة عن فشل الصيرفة اإلسالمية بصفة عامة ،وخير دليل ما حدث في دولة قطر التي خاضت فيها
المصارف التقليدية تجربة إنشاء فروع ونوافذ إسالمية سنة 2005واستمرت إلى غاية 2011أين أصدر
مصرف قطر المركزي قرار بوقف عمل تلك الفروع والنوافذ بسبب وجود سلبيات في التطبيق نتيجة وجود
بعض الخلط بين أنشطة التمويل اإلسالمي والتقليدي ،فبالرغم من النتائج اإليجابية التي حققتها خالل 6
سنوات من التجربة إال أنها اعتبرت تجربة سيئة من طرف الكثير من االقتصاديين المنتقدين أو باألحرى هم
ضد فكرة تحول المصارف التقليدية إلى المصرفية اإلسالمية؛
جـ .من أجل إنشاء فرع أو نافذة إسالمية يتطلب ذلك رأس مال معتبر (تكاليف التحول ،تكاليف تدريب
وتكوين الموارد البشرية ،رأس مال مستقل عن المصرف التقليدي) ،والذي قد يعجز المصرف التقليدي عن
توفيره إلى جانب عدم استطاعته اللجوء إلى مصادر أخرى كاالقتراض من الصرف المركزي أو المصارف
التقليدية األخرى بحكم تعاملها بالربا المحرم شرعا؛
ويقصد به قيام المصرف التقليدي بوضع خطة متكاملة وشاملة ومتوازنة لجميع فروعه وأقسامه وتنفيذها،
وفقا لبرنامج زمني محدد لكل المراحل المعتمدة في عملية التحول ،مراعيا بذلك القواعد الشرعية والقانونية
واالقتصادية ،مع أخذه بعين االعتبار الوقت الكافي في كل مرحلة من مراحل التعديل والتحول إلى نظام
1
مصرفي إسالمي ،الذي يجب أن يكون سليما وخاليا من أي محظور شرعي.
ويعد هذا ال نوع من التحول األفضل مقارنة بالنوعين السابقين ،ألنه يتجاوز مخاطر وسلبيات التحول الكلي
الذي يكون دفعة واحدة ،كما يتعدى سلبيات التحول الجزئي الذي ال يعبر عن النية الصادقة للقائمين على
للمصرف بتوبتهم واستعدادهم بالقيام باألعمال المصرفية الموافقة لتعاليم الدين اإلسالمي الحنيف ،وانما هدفهم
132
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
الوحيد هو جذب تلك الشريحة من الزبائن التي تمتلك فوائض مالية وترفض التعامل مع المصارف الربوية،
الشيء الذي يؤدي إلى فقدان الكثير من العمالء الثقة في هذا المصرف.
لكي ينجح أي بنك تقليدي يرغب في تحويل فروعه واداراته للعمل المصرفي اإلسالمي يجب عليـه أن يتبـع
بعـض المبادئ التى تكفل له تحقيق هذا النجاح ،ومن أهمها:
أوال :إعداد خطة إستراتيجية للتحول ذات رؤيا واضحة محددة المراحل.
حتى تكون عملية التحول ناجحة يتوجب على مجلس اإلدارة واإلدارة العليا اعتماد استراتيجية واضحة للتحول
وكذا تـوفير المـوارد المالية الالزمة لتحقيق وانجاح عملية التحول ،ومن بين أهم النقاط التي تشملها استراتيجية
1
التحول نذكر ما يلي:
.1تحضير جدول زمني لعملية التحول والذي يجب أن يكون محدد ومعلن رسمياً يوافق عليه العلماء
أصحاب الدراية والعلم في العمل المصرفي اإلسالمي للتخلص نهائيا من الربا وكل المحظورات الشرعية ،من
خالل إعتماد طريقة التدرج في تحويل المصرف لفروعه التقليدية إلى فروع إسالمية أو إنشاء فروع جديدة أو
نوافذ إسالمية تعمل وفق مبادئ وأحكام الشريعة اإلسالمية ،إلى أن يحين الوقت الذي يعلن فيه المصرف
بتحوله بالكامل إلى مصرف إسالمي؛
.2الحرص على التقيد بالعمل بالجدول الزمني الذي تم إعداده لعملية التحول ،وأن نجاح التحول ومصداقيته
مرهون بااللتزام الفعلي بهذا الجدول الذي يعتبر كخريطة طريق ال يمكن االستغناء عنها ،وحتى ال يفقد
المتعاملين الثقة في المصرف حول صدق نيته فالتحول ،يجب أال تكون مدة التحول المسطرة في الجدول
طويلة جدا كما يجب أن تكون مستمرة وبدون انقطاع؛
.3على المصرف أن يحرص تمام الحرص على االستقالل المحاسبي والمالي وكذلك أنشطة الفرع اإلسالمي
بينه وبين أموال وأنشطة المصرف الرئيسي التقليدي ،والذي يعتبر معيار مهم جدا في عملية التحول من
المصرف التقليدي إلى المصرف اإلسالمي؛
133
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
.4إنشاء إدارة مستقلة خاصة بالفروع اإلسالمية تحرص على تطويرها ويجب أن تتوفر على كفاءات
ومؤهالت في العمل المصرفي اإلسالمي تستطيع حل المشاكل التي تعترض النشاط المصرفي داخل الفرع
اإلسالمي ،وكذا تعمل هذه اإلدارة على تكوين الكوادر البشرية وتدريبها تدريبا جيدا لضمان االستم اررية
والسير الحسن للعمل المصرفي اإلسالمي؛
.5العمل على تطوير المنتجات المصرفية التي يحوزها المصرف التقليدي وتحويلها إلى منتجات إسالمية
تتوافق مع مبادئ الشريعة االسالمية ،وكذا محاولة ابتكار منتجات مصرفية إسالمية تكون بديلة للمنتجات
المصرفية التقليدية المبنية على الربا المحرم شرعا ،حيث يقوم بهذه المهمة مهندسين ماليين مختصين في
الهندسة المالية اإلسالمية؛
.6على القائمون على عملية التحول استحضار النية الصادقة واحتساب األجر والثواب من هللا تبارك وتعالى
أثناء مباشرتهم لعملية التحول وكذلك القيام بالنشاط المصرفي اإلسالمي ،باعتبار أن هذا العمل يعتبر طاعة
هلل وامتثاال لنهيه عن التعامل بالربا المحرم شرعا؛
ثانيا :التنسيق بين الوحدات التى تم تحويلها للعمل المصرفى اإلسالمى وباقى الوحدات التقليدية داخل
المصرف لضمان فعالية التحول :من أجل الحرص على التكامل بين مختلف فروع المصرف الرئيسي وتفهـم
طبيعة هذا العمل ،لضمان التعـايش بينهما 1بعيدا عن الخالفات مما يسمح بتسهيل عملية تحويل باقي
الوحدات التقليدية إلى وحدات إسالمية مستقبال.
ثالثا :إعداد خطة تدريب العاملين :باعتبار أن العمل المصرفى اإلسالمي يختلف تماما عن العمل المصرفى
التقليدى كان لزاما على إدارة الفرع اإلسالمي إعداد خطة مناسبة لتدريب العاملين على أساسيات ومبادئ
العمل المصرفى اإلسالمي وكذا فقه المعامالت ،من أجل تنميتهم وتحفيزهم الستكمال معارفهم المصرفية
وكذلك الشرعية 2وهذا باعتماد خطة تقسم عملية التكوين إلى عدة مراحل ،على أن تشمل عملية التكوين كل
العاملين في الفرع اإلسالمي وبمختلف مستوياتهم.
رابحي يوعبد هللا ،دراسة تجربة البنك األهلي التجاري السعودي في مجال التحول من الصيرفة التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية ،مجلة 1
134
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
من أجل التأكد من شرعية المعامالت والمنتجات وكذا األنشطة المصرفية التي يقوم بها الفرع اإلسالمي،
يجب تعيين هيئة رقابة شرعية تتكون مع علماء وخبراء من ذوي الثقة ولهم اإلطالع الواسع على فقه
المعامالت اإلسالمية وكذا األعمال المصرفية تسهر على الرقابة على كل أنشطة الفرع اإلسالمي وعملياته
1
للتأكد من خلوها من أي محظور شرعي وأنه يتم تنفيذها وفقا لضوابط ألحكام الشريعة اإلسالمية.
منطقيا ال يمكن في أي حال من األحوال القيام بعملية التحول جملة واحدة وفي ظرف زمني قصير جدا
حتى وان كانت الق اررات الصادرة عن اإلدارة العليا للمصرف تأمر بضرورة التحول الفوري والكلي ،وهذا يرجع
إلى أن طبيعة األعمال المصرفية مترابطة ومتعددة األطراف (األفراد ،المؤسسات ،داخلية وخارجية وجهات
رقابية...الخ) ،وعلى هذا األساس فعملية التحول تستغرق وقتا معتب ار بحكم هذا الترابط الذي يحتوي على
عالقات قانونية مختلفة ال يمكن تسويتها دفعة واحدة.
يسمح التدرج في عملية التحول بإعطاء الوقت الكافي لتبليغ الزبائن والمودعين والمستثمرين بعملية التحول،
إلى جانب االتصال بالجهات الرقابية ومختلف المؤسسات المالية ،وكذا كسب الوقت من أجل التدريب الجيد
2
للعاملين للتحكم في آليات العمل المصرفي.
يعتبر قرار التحول نحو العمل المصرفي االسالمى بمثابة التزام وعهد قطعه المسئولون فى المصرف التقليدى
أمام المجتمع ،الشيء الذي يحتم عليهم االستمرار وعدم التراجع عن قرارهم في التحول وهذا باتباع الخطة
المسطرة لعملية التحول ،فحتى لو عرفت عملية التحول تباطئا في التطبيق وهذا شيء طبيعي بحكم العقبات
التي تواجهها أثناء عملية التحول فهذا مقبول ،لكن ماال يمكن للمجتمع تقبله هو عدول وتراجع المصرف عن
قرار التحول نهائيا.
عدنان محيرق ،التحول نحو الصيرفة اإلسالمية مع اإلشارة لحالة الجزائر ،مجلة الدراسات االقتصادية والمالية ،الجزء ،02العدد،10 1
135
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
نميز بين العديد من المداخل التي تنبثق عن التحول من العمل المصرفي التقليدي إلى اإلسالمي ،وهذا
حسب األسباب واألهداف التي يسعى المصرف لتحقيقها من خالل عملية التحول بكل أنواعه (التحول الكلي،
الجزئي ،التدريجي) ،وفيما يلي نقوم باستعراض أهم المداخل والخطوات التي يمكن ألي مصرف تقليدي بما
فيها المصارف الجزائرية االعتماد عليها عند رسم خطة التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي.
المقصود بهذا المدخل هو احداث تغيير في بنية وأسس المصرف وكذا تركيبته التنظيمية واإلدارية ،من خالل
القائمين على البنك بالتخلي كليا عن المعامالت الربوية وتعويضها بالنشاطات والعمليات والمنتجات
قرار
القائمة على مبادئ الشريعة اإلسالمية ،وهذا بعد وضع خطة محكمة لعملية التحول مرفقة بجدول زمني
يتضمن طريقة التخلي عن النظام الربوي القائم.
ويعبر هذا المدخل عن صدق نية أصحابه بنبذهم للربا كليا ،عكس بعض المصارف التقليدية التي اختارت
مدخل إنشاء نوافذ وفروع إسالمية ليس اقتناعا بضرورة انتهاج النظام اإلسالمي وأنه البديل والحل األنسب
لالقتصاد العالمي الذي يعيش أزمات مالية حادة ،بل جريا وراء الربح لما رأت نجاح مختلف التجارب
المصرفية اإلسالمية.
ولقد تطرقت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ( )AAOIFIفي معيارها الشرعي رقم 06
المعنون بـ «تحول البنك التقليدي إلى مصرف إسالمي» إلى أهم الجوانب الواجب مراعاتها عند التحول من
المصرف التقليدي إلى مصرف إسالمي.
يرى الباحث أن المقصود بمدخل التحول هو األسلوب الذي اختاره المصرف التقليدي لممارسة نشاطه حسب مبادئ الشريعة اإلسالمية،
هذا اإلختيار يقوم أساسا على الدوافع واألهداف المرجوة من عملية التحول.
يمكن أن نميز بين نوعين من ق اررات التحول الكلي لمصرف تقليدي إلى إسالمي:
-القرار الداخلي :وهذا القرار يكون من مؤسسي المصرف التقليدي لتحويله إلى مصرف إسالمي.
-القرار الخارجي :ويقصد به قيام المستثمرين بشراء مصرف تقليدي بنية تحويله كليا إلى مصرف إسالمي -بتصرف -
136
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
وفيما يلي اإلجراءات الالزمة للتحول الكلي كما جاءت في المعيار الشرعي رقم 06الصادر عن هيئة
المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ( :1) AAOIFI
.1يجب لنجاح الحـول اتخاذ اإلجراءات الالزمة له واعداد األدوات وايجاد البدائل للتطبيقات الممنوعة شــرعا،
وتأهيل الطاقات الالزمة للتنفيذ الصحيح؛
.2مراعاة اإلج ـراءات النظاميــة ،بتعديل الترخيــص إذا كانت الجهات الرقابيــة تتطلب ذلك ،وتعديل عقد
التأســيس والنظام األساســي من خالل القنوات المطلوبة لتعديله بتضمينه أهدافا ووسائل تالئم العمل المصرفي
اإلسالمي ،وبتنقيته مما يتنافى معه؛
.3إعــادة بناء الهيــكل التنظيمي للبنك مــع تعديل لوائــح ونظم العمل ومحتوى وشروط التوظيف بما يتالءم
مع الوضع الجديد؛
.4تكوين هيئة رقابة شــرعية ،وكذلك رقابة شرعية داخلية وفق ما جاء في معايير الحوكمة الصادرة عن هيئة
المحاســبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية؛
.5تعديل أو وضع نماذج للعقود والمســتندات متفقة مع أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية؛
.6فتح حســابات لدى المصارف فــي الداخل والخــارج ،وتصحيح الحسابات التي لدى البنوك التقليدية
المحلية؛
.7إعداد برنامــج خاص لتهيئة الطاقات البش ـرية وتأهيلها لتطبيق العمل المصرفي اإلسالمي؛
.8اتخاذ الخطوات الالزمة لتطبيق معايير المحاسبة والمراجعة والحوكمة واألخالقيات الصادرة عن هيئة
المحاســبة والمراجعة للمؤسســات المالية اإلسالمية؛
كما تجدر اإلشارة إلى أن مدخل التحول الكامل الى الصيرفة اإلسالمية يتطلب مبدأين أساسيين وهما:
هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ( ،) AAOIFIالنسخة اإللكترونية للمعايير الشرعية ،ساب للخدمات المصرفية 1
137
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
يعتبر التدرج في التحول الكلي من العمل المصرفي التقليدي إلى اإلسالمي السبيل األنسب والضروري
اتباعه من أجل ضمان نجاح عملية التحول ،فليس من المعقول القيام بعملية التحول الكلي بين عشية
وضحاها خاصة وقد ترسخت العمليات المصرفية الربوية في كل المجتمعات بدون استثناء ،وعليه فمن
الصعب التخلي على النشاط المصرفي التقليدي جملة واحدة ،وانما يتطلب ذلك وقتا وفق جدول زمني يتم
إعداده لهذا الغرض ،وهناك عدة إجراءات يجب مراعاتها عند التدرج في تطبيق التحول الكلي نبينها في
1
النقاط اآلتية:
.1تجميد األموال المحرمة التي دخلت إلى خزينة المصرف كعوائد العقود الربوية التي تم االستثمار فيها في
األمور المحرمة شرعا ،وعدم صرفها إلى غاية انتهاء عملية التحول الكلي للعمل المصرفي اإلسالمي؛
.2القيام بتبليغ المودعين والمتعاملين مع المصرف والسعي من أجل إقناعهم بضرورة تحويل كل حساباتهم
في المصرف إلى حسابات إسالمية ،وكذا استثمار هذه الحسابات في مختلف صيغ التمويل اإلسالمي التي
تقوم على مبدأ المشاركة في الربح والخسارة؛
.3الحرص على تدريب العاملين على أسس وأحكام الشريعة اإلسالمية وكذا فقه المعامالت وأساسيات
التمويل اإلسالمي ،وهذا من أجل تحضيرهم واسنادهم مهمة اإلشراف على عملية التحول؛
.4التخلص من مختلف األصول الربوية المشكلة للمحفظة االستثمارية كأسهم المصارف الربوية والشركات
ذات النشاط المحرم ،وكذا أسهم شركات التأمين الغير إسالمية والسندات الربوية بمختلف أنواعها؛
.5العمل على تكييف وتعديل مختلف الخدمات اإللكترونية وبرامج اإلعالم اآللي المستخدمة داخل المصرف
وجعلها تتالءم مع العمل المصرفي اإلسالمي؛
.6قيام المصرف باعتماد نظام محاسبة مالئم للعمل المصرفي اإلسالمي وهيئة المحاسبة والمراجعة
للمؤسسات المالية اإلسالمية؛
138
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
.7تعديل وتصحيح مختلف الحسابات المصرفية المفتوحة لدى المصارف المحلية واألجنبية وجعلها حسابات
تتوافق مع مبادئ وأحكام الشريعة اإلسالمية؛
ولقد أقرت مجموعة دلة البركة عملية التدرج في تطبيق التحول وهذا في ندوته السادسة عشر لالقتصاد
اإلسالمي المنعقدة ببيروت في 8جوان 1999م ،ونصها كاآلتي« :ال مانع من التدرج في تنفيذ المتطلبات
الشرعية للتحول لاللتزام بالشريعة ،إذا اقتضته الظروف الواقعية للمؤسسة ،لتجنب حاالت التعثر أو خطر
اإلنهيار ،والبد في التدرج للتحول من المحافظة على الصفة الشرعية (من تحريم أو كراهة أو بطالن أو
فساد) للممارسات التي أرجئ إلغاؤها بسلوك خطة التدرج ،ومستند ذلك أنه قد يكون وسيلة متعينة لتحقيق هذا
المقصد الشرعي ،وأن نجاح التحول يتطلب كثي ار من اإلجراءات التي تحتاج إلعداد التنفيذ الصحيح».
والمقصود هنا إحالل المنتجات المحرمة بمنتجات وعمليات توافق أحكام ومبادئ الدين اإلسالمي الحنيف،
والتحول هنا يشمل فقط المنتجات واألنشطة المحرمة فقط ،أما ما كان حالال ومتوافقا مع العمل المصرفي
اإلسالمي فهو ليس محال للتحول ألنه في األصل عمل مشروع ،ويمكن تصنيف أنشطة المصرف الواجب
تحويلها إلى ما يلي:
.1تحول الموارد الداخلية والخارجية للمصرف :كما هو معلوم أن للمصرف موارد داخلية وخارجية ،فالموارد
الداخلية عادة تتكون من رأس المال وكذلك االحتياطات بمختلف أنواعها ،فالمصرف في هذه الحالة ال
تعترضه أي مشاكل في تحويل كل الموارد الداخلية إلى موارد مشروعة خالية من أي محظور شرعي من
حيث مصدرها ،عكس الموارد الخارجية والمتمثلة في الودائع بكل أنواعها وكذلك القروض المتحصل عليها
من البنك المركزي وكذا المصارف التجارية ،هنا المصرف يمكن أن يجد صعوبات في تحويلها من جهة،
ومن جهة أخرى يستغرق ذلك وقتا معتب ار إلتمام عملية التحويل.
ومما هو جدير بالذكر أن الودائع الجارية ليست محال للتحول باعتبارها ودائع غير مربوطة بأجل محدد
والمودع بإمكانه استرجاعها عند طلبها ،كما أن المصرف ال يمنح عليها فائدة ،ففي هذه الحالة فعند تحول
المصرف يمكنه تلقي الودائع بنفس الطريقة السابقة.
139
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
أما الودائع االدخارية واالستثمارية التي يتلقاها المصرف من الزبائن بحيث ال يستطيعون سحبها قبل حلول
آجال استحقاقها مقابل فائدة ،فتعتبر من الربا المحرم التي يجب على المصرف التخلي عنها بعد التحول،
ويقترح المصرف في هذه الحالة على المودعين تحويلها إلى ودائع استثمارية في مختلف صيغ التمويلية
القائمة على المشاركات (المضاربة ،المشاركة ...الخ).
.2التحول في التعامل مع البنك المركزي والمصارف التجارية األخرى :تربط المصرف التقليدي عالقة مع
البنك المركزي وكذا مختلف المصارف التجارية األخرى ،هذه العالقة غالبا ما تكون قائمة على النظام الربوي
المحرم شرعا ،مما يتوجب على المصرف التقليدي المتحول إيجاد بديل شرعي ال يتعارض وأحكام الشريعة
اإلسالمية.
فعندما تكون عالقة إقراض بفائدة في هذه الحالة يمكن للبنك المركزي إما منح القروض على شكل قروض
حسنة ولمدة محددة وبضمان ما لديها من أوراق مالية ،واما منحها على شكل عقود مضاربة تأخذ شكل
الوديعة االستثمارية القائمة على مبدأ الربح والخسارة ،وبنسبة ربح يحددها البنك المركزي ،كما يمكن تطبيق
1
هذا البدائل مع المصارف التجارية األخرى.
.3التحول في الخدمات المصرفية :عرف الدكتور عبد الستار أبو غادة الخدمات المصرفية على أنها
«األعمال التي تقدمها البنوك لعمالئها للحصول على ما يقابلها من أجور دون التعرض لمخاطر التجارة ،أو
مخاطر االئتمان ،وقد تؤول بعض الخدمات إلى ائتمان ،ولكنه ليس مقصودا.«2
3
نالحظ من خالل التعريف السابق أن الخدمات المصرفية تنقسم إلى قسمين:
القسم األول :عقود مصرفية ال ينجم عنها أي قروض أو تسهيالت ائتمانية ،وعليه فإن هذا النوع من
الخدمات المصرفية ال تتوفر على أي محظور شرعي ويمكن للمصرف االستمرار في تقديمها واالنتفاع من
عبد الستار أبو غادة ،بحوث في المعامالت واألساليب المصرفية اإلسالمية ،الطبعة األولى ،الجزء الثالث ،مجموعة دلة البركة ،جدة 2
،2002،ص.331
140
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
عائداتها ،مثل (تأجير الخزائن الحديدية ،عمليات التحويالت الداخلية والخارجية ،شراء وتحصيل الشيكات...
الخ) ،وبالتالي فمكننا القول أن هذا النوع من الخدمات المصرفية غير معنية بالتحول.
القسم الثاني :ويشمل هذا القسم على عقود التسهيالت االئتمانية والقروض بمختلف أنواعها ،وهذا مما ال
شك فيه أنه يدخل ضمن عملية التحول وتكييفه وفق ما يوافق أحكام الشريعة اإلسالمية.
ومن أهم الخدمات المصرفية المقصودة في التحويل في هذا القسم نذكر نوعين:
أ .االعتماد المستندي :حيث يعتبر عصب التجارة الخارجية في الوقت الحالي ،وهو االئتمان الذي يقدمه
المصرف لعميله ،حيث يكون هذا االئتمان مضمونا بحيازة المستندات الممثلة لبضاعة في طريق أو معدة
لإلرسال.1
* عندما يكون التمويل كامال من طرف العميل ففي هذه الحالة يمكن للمصرف االستمرار في القيام بهذه
العملية وليس في ذلك مانع شرعي ألنها تأخذ حكم الوكالة باألجر وصفته «هو أن المصرف يأخذ أجره
مقابل وقته وجهـده وتفريغـه لنفـسه وتقديمه لخدماته في التوسط ما بين العميل والمستفيد»2؛
* عندما يكون التمويل جزئيا ،ومعنى ذلك أن العميل يمول جزء من العملية والمصرف يتكفل بالجزء المتبقي،
ففي هذه الحالة يدفع العميل فائدة للمصرف مقابل الجزء التي تكفل به المصرف أثناء قيامه بالعملية ،وهذا
مما ال شك فيه أنه باب من أبواب الربا المحرم شرعا ،وعليه هذا النوع البد أال يكون له ظهور في المصرف
اإلسالمي ،ويمكن اقتراح بديل لذلك وهو أن يتم إبرام عقد شراكة بين المصرف والعميل ،حيث تكون حصة
المصرف ممثلة في الجزء الذي قام بتسديده نيابة عن العميل وتكون نسبة الربح والخسارة حسب نسبة
المشاركة في رأس المال بين العميل والمصرف؛
* عندما يكون التمويل كليا من طرف المصرف ،وهذا بطبيعة الحال مقابل دفع فائدة ،وهذا غير جائز شرعا
ومحرم التعامل بها على اإلطالق ،وعليه تأخذ حكم النقطة الثانية السابقة الذكر ،ويمكن اقتراح دخول العميل
محي الدين إسماعيل علم الدين ،االعتمادات المستندية ،الطبعة األولى ،المعهد العالمي للفكر اإلسالمي ،القاهرة ،1996 ،ص.15 1
مروان محمد أبو فضة ،عقد الوكالة وتطبيقاته في المصارف اإلسالمية ،مجلة الجامعة اإلسالمية (سلسلة الدراسات اإلنسانية) المجلد 2
141
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
مع المصرف في عقد مرابحة 1كبديل شرعي لهذه العملية ،وصورتها أن يقوم المصرف بشراء واستراد السلعة
المطلوبة باسم المصرف وبعد تملكها يقوم ببيعها للعميل مرابحة وبالتقسيط؛
ب .خطابات الضمان :ويمكن تعريفه على أنه " تعهـد مسـتقل مـن البنـوك بـدفع مبلـغ نقـدي فـو ار مـع أو
مطالبـة بـذلك مـن قبـل المستفيد بناءا على أمر عميل البنك ،حيث ال يكون للبنك التحجج بالدفوع الناشـئة عـن
عالقة اآلمر بالمستفيد الذي يربطهما العقـد األصـلي ،ألن التـزام البنـك يقـوم علـى مبـدأ استقالله عن أي
2
عالقات أخرى.
من خالل التعريف أعاله يتبن أن خطاب الضمان هو نيابة المصرف عن العميل دفع التزاماته تجاه المستفيد
في حالة عجز العميل عن السداد ،وبعدها يدفع العميل للمصرف المبلغ الذي دفعه المصرف نيابة عنه ،وفي
حالة تأخر العميل عن الدفع تترتب عنه فوائد على التأخير ،وهذا من الربا المحرم شرعا.
وهنا يمكن اقتراح أخذ المصرف ألجر الوكالة في حالة ما كان الدفع من أموال العميل ،أما في حالة ما إذا
كان التعويض قام به المصرف من حسابه ففي هذه الحالة ال يجوز للمصرف أخذ أجر على الضمان ،ألن
الضمان عقد تبرع يقصد به اإلرفاق واإلحسان ،لكن يجوز للمصرف أخذ المصاريف اإلدارية إلصدار خطاب
3
الضمان ،مع مراعاة عدم الزيادة على أجر المثل
.4التحول في أساليب االستثمار :عند التمعن في مختلف أنواع االستثمارات في المصارف التقليدية نجد
أنها قائمة على مبدأ القرض بفائدة ،وال شك أن هذا مخالف للشريعة اإلسالمية ،وعليه فإن المصرف التقليدي
المتحول للعمل المصرفي اإلسالمي البد عليه أن يبعد كليا هذا األسلوب عند تعامله مع عمالئه المستثمرين،
ومن البدائل التي يمكن اقت ارحها هو قيام المصرف بتلقي الودائع االستثمارية واستثمارها في مختلف المشاريع
عبد الستار أبو غدة ،الضوابط الشرعية والمهام التحضيرية لعملية تحول البنوك التقليدية إلى مصارف إسالمية ،المؤتمر الخامس 1
للهيئات الشرعية للمؤسسات المالية اإلسالمية ،المنعقد في 20-19نوفمبر 2005بفندق الرجينسي بالبحرين ،ص.16
يوسفي نور الدين ،سامي كحلول ،النظام القانوني لخطاب الضمان المصرفي ،مجلة الباحث للدراسات األكاديمية ،العدد ،03المجلد 2
القرار رقم 12/02الصادر عن مجلس مجمع الفقه اإلسالمي الدولي في مؤتمره الثاني المنعقد بجدة من 28 – 22ديسمبر ،1985 3
142
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
التي تدر عائدا ألصحابها وهذا بصفته مضاربا ،أي نشوء عالقة بينه وبين المستثمرين والتي تكون مبنية
1
على مبدأ المغنم والمغرم أو المشاركة في الربح والخسارة ،حيث يتحصل على نسبة من عوائد االستثمارات
وتكون متفق عليها مسبقا ،وهذا ما يدفع بالمصرف بذل كل طاقاته البشرية والفنية في إيجاد أفضل مجاالت
االستثمارية واستخدام أفضل األساليب الممكنة.
المطلب الثاني :التحول عن طريق فتح فروع إسالمية تابعة للمصرف التقليدي.
حيث ترجع فكرة إنشاء الفروع إسالمي ة التابعة للمصارف التقليدية إلى بداية السبعينيات بعدما الموجة الشرسة
التي تعرضت لها المصارف اإلسالمية من طرف المصارف التقليدية مشككة في مصداقية العمل المصرفي
اإلسالمي ،لكن اإلقبال الواسع واالرتفاع الكبير للطلب على المنتجات والخدمات المصرفية اإلسالمية أدى
ب المصارف التقليدية في تغيير نظرتها حول الصيرفة اإلسالمية مما دفع بها إلى إنشاء فروع لها خاصة
2
بالعمل المصرفي اإلسالمي.
حيث يوجد صورتين للفروع اإلسالمية التابعة للمصرف التقليدي ،األولى أن يقوم المصرف التقليدي بإنـشاء
فرع إسالمي جديد لغرض القيام باألعمال المصرفية اإلسالمية ،والثانية تتمثل في قيام المصرف التقليدي
3
بتحويل فرع من فروعه إلى فرع إسالمي كامل يقدم المنتجات والخدمات المصرفية اإلسالمية.
وصورته أن يتحول المصرف التقليدي إلى الصيرفة اإلسالمية من خالل إنشائه لفروع إسالمية متخصصة
في العمل المصرفي اإلسالمي الموافق لمبادئ الشريعة اإلسالمية ،حيث يالحظ أن المصرف التقليدي في
هذه الحالة يقدم خدمات مصرفية إسالمية إلى جانب الخدمات المصرفية التقليدية.
تعددت التعاريف الخاصة بالفروع اإلسالمية لكن غالبها تنصب في مفهوم واحد ،فبعضهم يعرفها بأنها:
أحمد شحدة أبو سرحان ،الفروع المصرفية اإلسالمية للمصارف الربوية ،مجلة مؤتة للبحوث والدراسات ،المجلد ،30العدد ،5األردن، 3
،2015ص.43
143
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
.1تعرف الفروع اإلسالمية بأنها «الفروع التي تنتمي إلى مصارف ربوية وتمارس جميع األنشطة المصرفية
1
طبقا ألحكام الشريعة اإلسالمية».
.2عرفها الدكتور لطف محمد السرحي على أنها «كيان مالي مملوك لبنك تقليدي ،مستقل في نشاطه عن
نشاطات البنك األم ،يقوم بجذب المدخرات واستثمارها وتقديم الخدمات المصرفية طبقاً ألحكام الشريعة
2
اإلسالمية ،ولديه هيئة رقابة شرعية تفتي وتراقب أعماله».
.3كما عرفت بأنها «إدارات مستقلة داخل مؤسسات الصيرفة التقليدية ذات هيئات شرعية تقوم بإجازة
3
منتجاتها ومراقبتها».
ويرى الباحث أنه يمكن صياغة تعريف الفروع اإلسالمية على النحو التالي :الفروع اإلسالمية عبارة عن
وحدات تنظيمية تابعة للمصرف التقليدي تقدم خدمات ونشاطات مصرفية إسالمية وفق القوانين تنظم عملها،
وتحت رقابة الهيئات الشرعية.
لقد تباينت دوافع إنشاء الفروع اإلسالمية في المصارف التقليدية وهذا من مصرف آلخر ،ويمكن ذكر أهم
4
هذه الدوافع فيما يلي:
.1رغبة المصارف الربوية في جذب رؤوس األموال اإلسالمية لزيادة حصتها السوقية من أجل تعظيم
أرباحها؛
شحاته ،حسين حسين ،الضوابط الشرعية لفروع المعامالت اإلسالمية بالبنوك التقليدية ،مجلة االقتصاد اإلسالمي ،بنك دبي اإلسالمي، 1
أحمد خلف حسين الدخيل ،النوافذ اإلسالمية في المصارف الحكومية العراقية ،مجلة دراسات اقتصادية إسالمية ،البنك اإلسالمي 3
للتنمية المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب ،المجلد 19العدد ،02المملكة العربية السعودية ،2013 ،ص.50
فهد الشريف ،الفروع اإلسالمية التابعة للمصارف الربوية دراسة في ضوء االقتصاد اإلسالمي ،ابحاث المؤتمر العالمي الثالث 4
لالقتصاد اإلسالمي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ،كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية 30 ،ماي – 02جوان ،2005/ص11
144
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
.2تلبية حاجات المجتمع اإلسالمي الذي أصبحت طلباته تتزايد على الخدمات المصرفية اإلسالمية ،ورفع
الحرج عن الفئة التي تتحرج من التعامل مع المصارف الربوية؛
.3الحيلولة دون تزايد الحاجة إلنشاء مصارف إسالمية جديدة تعمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية في
معامالتها؛
.4محاولة المـصارف التقليدية االحتفاظ بعمالئها لتفادي توجههم نحو المصارف اإلسالمية طلبا الخدمات
المصرفية اإلسالمية؛
.5رغبة المصارف التقليدية لمنافسة المصارف اإلسالمية وخوضها تجربة العمل المصرفي اإلسالمي؛
.6سهولة تحكم المصرف التقليدي الرئيسي علـى الفـرع مقارنة بسيطرته على مصرف مستقل ،إلى جانب
سهولة اإلجراءات القانونية الخاصة بإنشاء فرع مقارنة بإنشاء مصرف جديد؛
.7الجانب العقائدي الذي يحرك بعض المصارف التقليدية ودفعها نحو إنشاء الفروع اإلسالمية كخطوة أولية
للتحول التدريجي نحو العمل بالنظام المصرفي اإلسالمي واالبتعاد عن الربا؛
.8التزايد المستمر والكبير في أعداد المسلمين في الدول الغربية أدى بالمصارف التقليدية في تلك الدول
بإنشاء فروع تقدم خدمات ومنتجات مالية إسالمية لالستفادة من أموال المسلمين المتواجدة على مستوى هذه
الدول؛
يمكن توضيح العالقة بين الفروع المصرفية اإلسالمية بمصارفها التقليدية الرئيسة فيما يلي:
.1من حيث الجانب القانوني والملكية :من الناحية القانونية تعتبر الفـروع المـصرفية اإلسـالمية تابعـة
للمصارف التقليدية الرئيسية ،وعليه فهي ال تتمتع بالشخصية االعتبارية المستقلة ،1وهذا ما يتضح جليا عند
الرجوع إلى الهيكل التنظيمي للمصرف التقليدي الذي يمتلك عدة فروع تمارس مختلف األنشطة والخدمات
عبد الرحمان روان ،واقع الفروع والنوافذ اإلسالمية في البنوك التقليدية بين التحديات والتطلعات ،مجلة مفاهيم للدراسات الفلسفية 1
145
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
المصرفية الربوية وكذلك اإلسالمية ،وكذلك في نظر البنك المركزي الذي يتعامل مع المصرف التقليدي
الرئيسي وليس الفرع اإلسالمي بصفة مستقلة؛
.2من حيث رأس المال :حتى يتسنى للفرع اإلسالمي الشروع في مزاولة نشاطه البد للمصرف التقليدي
1
الرئيسي توفير راس المال الالزم للفرع اإلسالمي ،والذي يمكن أن يأخذ ثالثة أشكال وهي:
أ .قيام المصرف التقليدي الرئيسي بوضع رأس المال في الفرع االسالمي على شكل وديعة استثمارية يتم
استرداده بشكل جزئي أو كلي خالل فترة معينة إلى جانب حصوله على عائد من النتيجة المحققة من طرف
الفرع اإلسالمي؛
ب .قيام المصرف التقليدي الرئيسي بتمويل كل عمليات وأنشطة الفرع اإلسالمي بتقديمه قرض حسن خالي
من الفوائد الربوية ،على أن يقوم باسترداد المبلغ خالل فترة محددة ،وعليه فإن المصرف التقليدي في هذه
الحالة ال يتحصل على عائد مباشر من خالل قيام الفرع باستثمار المبلغ ،وانما يتحصل عليه بطريقة غير
مباشرة وهي عند تحويل األرباح المحققة من طرف الفرع اإلسالمي في نهاية كل سنة؛
جـ .قيام المصرف التقليدي الرئيسي بتخصيص جزء معين من أمواله تسمى» رأس مال الفروع اإلسالمية«
المالحظ فيما سبق أن الفرع اإلسالمي ال يمتلك رأس مال خاص به يستخدمه عند انشاء الفرع وكذا البدء في
نشاطه المصرفي إلى غاية انتعاش الودائع ،وانما مصدرها المصرف التقليدي الرئيسي ،ولعل السبب في ذلك
هو غياب الشخصية االعتبارية المستقلة لهذه الفروع والذي يحول دون قدرتها على طرح أسهمها لالكتتاب
العام وهذا إلنشاء رأس مال خاص بها ومستقل عن المصرف التقليدي الربوي؛
.3من حيث الميزانية :تعتبر حسابات األرباح والخسائر والتوزيع قوائم مالية غير رسـمية بالنسبة للفرع
االسالمي ،وبالتالي فإن الهدف منها فقط هو معرفة النتائج التي يتم توزيعها على مستحقيها ،وهذه القـوائم
المالية يتم دمجها في بنود القوائم المالية لحسابات المصرف التقليدي الرئيسي وميزانيته 2،وفي حالة تحقيق
الفرع فائضا وسيولة عالية يقوم بإيداعها لدى المصرف التقليدي مقابل حصوله على عائد يسمى الجائزة أو
سعيد سعد المرطـان ،ضـوابط تقديم الخدمات المصرفية اإلسالمية في البنوك التقليدية ،اللجنة االستشارية العليا للعمل على استكمال 1
تطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية ،منتدى االقتصاد اإلسالمي ،كتاب المنتدى األول ،الكويت 25 ،ماي ،1999ص.35-34
146
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
المكافأة ،أو الحصول على بعض االمتيازات منها االعفاء من العموالت المتعلقة بفتح االعتمادات المستندية
للعمالء؛
.4من حيث اإلدارة :باعتبار أن الفرع اإلسالمي تابع للمصرف التقليدي الرئيسي فهذا يعني أنه غير مستقل
عنه إداريا ،حيث يقوم هذا األخير بتعيين مدير الفرع وكذلك الموظفين ،وكذلك ابداء الرأي في كل الق اررات
1
التي يتخذها الفرع اإلسالمي.
2
يشترط على أي مصرف تقليدي أراد فتح فرع متخصص في العمل المصرفي اإلسالمي أن يقوم بما يلي:
.1الحصول مسبقا على موافقة البنك المركزي للقيام بإنشاء فرع جديد أو تحويل فرع قائم لتقديم خدمات
ونشاطات تقوم على مبادئ الشريعة اإلسالمية؛
.2القيام بإعداد مق ار للفرع اإلسالمي من طرف المصرف التقليدي الرئيسي لمباشرة نشاطه فيه؛
.3العمل على تجهيز المقر بمختلف األجهزة واآلالت واألدوات واألثاث الالزمة للقيام بالعمل المصرفي؛
.4تعيين الموارد البشرية المؤهلة والمتخصصة التي تباشر العمل في الفرع اإلسالمي ،وهذا بدءا بالمدير إلى
أبسط موظف داخل الفرع؛
.5القيام بتصميم واعداد نظام العمل الواجب اتباعه وكذا الدورات المستندية والنماذج والعقود ثم مراجعتها من
الناحية الشرعية ،القانونية والفنية ،وتوفيرها حسب المتطلبات؛
.6تنظيم دورات تكوينية وتدريبية للعاملين بالفرع وهذا قبل الشروع في النشاط في الفرع اإلسالمي؛
.7القيام باإلشهار واإلعالن عن موعد افتتاح الفرع اإلسالمي باالستعانة بمختلف الطرق اإلعالمية؛
.8توفير حد أدنى من السيولة داخل الفرع االسالمي عند بداية النشاط وهذا من أجل مـواجهـة العجز
المحتمل الذي يكون من الفرق بين إيرادات التشغيل ومصروفات التشغيل لمدة تتراوح بين سنة والسنتين ،وكذا
تسعديث بوسبعين ،تحول بنك تقليدي إلى مصرف إسالمي من خالل إنشاء فروع ونوافذ إسالمية ،مجلة معارف ،المجلد ،06العدد 1
147
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
تلبية بعض طلبات الزبائن للتمويل في الفترات األولى إلى غاية توفر الودائع الالزمة خاصة االستثمارية
منها.
تعرضت المصارف التقليدية عند إنشائها للفروع اإلسالمية للعديد من االنتقادات والتحفظات من قبل مجموعة
من العلماء والخبراء والمختصين في الشريعة اإلسالمية وكذا في مجال العمل المصرفي اإلسالمي ،حيث
اعتبر بعضهم أن هذه الفروع اإلسالمية عبارة عن واجهة شكلية فقط تستخدمها المصارف التقليدية للظفر
بحصة من سوق العمل المصرفي اإلسالمي ،وأداة لمسايرة متطلبات السوق ،وليس رغبة في التوبة والعمل
بالمنهج اإلسالمي الذي ينبذ الربا بكل اشكاله وصوره ،كما اعتبرها البعض اآلخر أن هذه الفروع اإلسالمية
يوجد فيها الكثير من المحظورات الشرعية وعليه فال يجوز التعامل معها.
ومن أهم النقاط التي تم على أساسها انتقاد الفروع اإلسالمية التي أنشأت من طرف المصارف التقليدية:
.1رأس مال المدفوع للفروع اإلسالمية :لقد بينا فيما سبق الصور التي يمكن للمصرف التقليدي تحويل رأس
المال الى الفروع اإلسالمية التابعة لها (على شكل وديعة استثمارية ،قرض حسن ،تخصص جزء معين من
أمواله تسمى رأس مال الفروع) 1وكلها مصدرها هو المصرف التقليدي الرئيسي والذي كما هو معلوم أن أغلب
معامالته قائمة على الربا المحرم شرعا ،مما يثير الجدل حول صحة معامالت هذه الفروع اإلسالمية التابعة
للمصارف التقليدية واستخدامها لرأس مال تشوبه شوائب.
أ .بالنسـبة للتمويــل عـن طريــق القـرض الحســن :فـيمكن القـول أنــه يجـوز االقتـراض مــن أهـل المعاصـي ومــن
غير المسلمين إذا كان القرض حسناً بدون فائدة ،كما ورد في األثر عن عائشـة رضـي هللا عنهـا أن رسـول
هللا اشـترى مــن يهــودي طعامــا إلــى أجــل ورهنــه درعــه .2ومـن المعلــوم أن معظــم أمـوال اليهــود مــن الربــا؛ وعليــه
فإنه يمكن للفرع اإلسالمي التابع للمصرف التقليدي الحصول على قرض حسن من المصرف الرئيسي
عبد الرحمان روان ،الفروع والنوافذ اإلسالمية في البنوك التقليدية من منظور االقتصاد اإلسالمي ،مجلة حوليات جامعة الجزائر،1 1
صحيح البخاري ،كتاب الرهن ،الحديث رقم ،2509مرجع سبق ذكره ،ص.608 2
148
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
شـريطة خلــوه مـن الفوائــد الربويـة ،إال أنــه ممـا يعــاب هـذه الصــورة أن أربـاح األنشــطة االسـتثمارية التــي قـام بهــا
الفرع اإلسالمي سيتم تحويلها إلى المصرف التقليدي الرئيسي ،وبالتالي فإن التعامل مع الفرع اإلسالمي يعتبر
1
دعما وبطريقة غير مباشرة للمصرف التقليدي الرئيسي الذي يتعامل بالربا المحرم شرعا.
ب .بالنسبة للتمويل عن طريق الوديعة االستثمارية بتخصيص جزء من رأس مال المصرف الرئيسي لتمويل
رأس مال الفرع اإلسالمي :ففي هذه الحالة يحصل المصرف التقليدي الرئيسـي علـى حصـته مـن العائـد مقابـل
ذلك ،وعليه فإنـه يعتبـر شـريكاً للفـرع اإلسـالمي والمعاملـة تكـون بشـكل معاملـة المـودعين مـن أجـل االسـتثمار.
وعلي ــه فالباح ــث ي ــرى بجـ ـواز التعام ــل م ــع الف ــروع اإلس ــالمية التابع ــة للمص ــارف التقليدي ــة إذا ك ــان رأس الم ــال
المــدفوع تــم عــن طريــق التمويــل بــالقرض الحســن الخــالي كليــة مــن الفوائــد الربويــة وهــذا اســتنادا إلــى الحــديث
المــذكور أعــاله ال ـوارد عــن عائشــة رضــي هللا عنهــا ،وكــذلك فــي حالــة مــا إذا كــان التمويــل عــن طريــق وديعــة
استثمارية أو بتخصيص المصرف التقليدي الرئيسي لجزء من رأس المال للفرع التقليدي ففي هذه الحالة يمكـن
التفصيل في المسألة كما يلي:
* جـواز التمويـل عــن طريـق الوديعــة االسـتثمارية شـريطة حصـول كــل طـرف علــى حصـته مــن األربـاح حســب
االتف ــاق ،والعالق ــة تك ــون عالق ــة المض ــارب م ــع ص ــاحب الم ــال ،وال يـ ـتم تحوي ــل حص ــة الف ــرع اإلس ــالمي إل ــى
المصرف التقليدي الرئيسي؛
* جواز تخصيص جزء من رأس المال من طرف المصرف التقليدي الرئيسي إلنشاء الفرع اإلسالمي ،شريطة
أن يكــون مــن المســاهمات األوليــة المدفوعــة مــن طــرف المســاهمين إلنشــاء المصــرف ،أي قبــل مزاولــة النشــاط
وحصوله على فوائد ربوية لقاء عمليات اإلقراض التي قام بها؛
.2اعتبر المنتقدون للفروع اإلسالمية أن هذه الفروع تابعة للمصارف الربوية التي تتعامل بالربا أخذا وعطاءا،
2
وعليه فإن أعمال وخدمات الفروع اإلسالمية محرمة أيضا ،ألن التابع تابع حسب قولهم
لطف محمد السرحي ،الفروع اإلسالمية في البنوك التقليدية ضوابط التأسيس وعوامل النجاح ،بحث مقدم في مؤتمر المصارف 1
بوطبة صبرينة ،مساهمة الهندسة المالية اإلسالمية في تحول البنوك الربوية إلى بنوك إسالمية :دراسة تجارب بعض الدول، 2
149
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
وهنا نقول أنه حتى وان كانت الفروع اإلسالمية تابعة للمصارف التقليدية إداريا ،فليس بالضرورة أن تمارس
نشاطات محرمة كما يمارسها المصرف التقليدي الرئيسي ،فإذا تبين أن الفرع اإلسالمي تحصل على التمويل
بالطرق المشروعة التي ذكرناها سابقا ،ومعامالته ونشاطاته كانت وفقا لمبادئ الشريعة اإلسالمية ،وكذا عدم
تدخل المصرف التقليدي الرئيسي في الق اررات االستثمارية للفرع اإلسالمي ويمتلك نوعا من االستقاللية المالية
والمحاسبية ،ففي هذه الحالة يمكن القول أن التعامل مع هذه الفروع جائز شرعا وهللا أعلم؛
.3يرى المعترضون على إنشاء الفروع اإلسالمية التابعة للمصارف الربوية أن هذا تعارض مع حكم هللا الذي
َّللاَ وَذ ُروا ما َب ِقي ِم َن ِ
الرَبا ِإ ْن ُكنتُ ْم َّ يأمر بترك الربا كليا ،واستدلوا بقوله تعالى " يا أَي َِّ
َ َ آمُنوا اتُقوا َّ َ
ين َ
ُّها الذ َ
َ َ
َّللاِ َوَرُسولِ ِه" (سورة البقرة ،اآلية ،. )279-278وعليه فلم يترك للمسلم ين َفِإ ْن َل ْم تَْف َعلُوا َف ْأ َذُنوا ِب َح ْر ٍب ِم َن َّ ِ
ُم ْؤ ِمن َ
خيار إال التوبة واإلقالع عن الربا المحرم شرعا ،كما أنه يجب عليه أخذ الدين كله وال يجزأه وهذا ما ينطبق
1
على مالكي المصارف التقليدية؛
.4كما ترى الفئة المعارضة إلنشاء الفروع اإلسالمية أن هذه الفروع عبارة عن واجـهـة شكـلـيـة ارادت بهـا
المصارف التقليدية الفوز بحصة من هذا السوق المصرفي اإلسالمي المتنامي ،وعليه فإن الدوافع واألهداف
من إنشاء هذه الفروع ،هو تجميع الودائع فقط ،أما التوظيف واالستثمار فيكون بإشراف المصرف التقليدي
الرئيسي ،2والدليل على ذلك استمرار تلك المصارف في التعامالت الربوية بعد أن أثبتت الفروع نجاحها؛
.5كما تم توجيه انتقادات الى الفروع االسالمية أنها تدعم المراكز المالية للمصارف الربوية الرئيسية ،وهذا
يدخل في باب اإلعانة على اإلثم ،وقد نهى هللا تعالى عن ذلك في قوله﴿ َوتَ َع َاوُنوا َعَلى اْلِب ِر َوالتَّْق َوى َوَال
ِ
اإل ْث ِم واْل ُع ْدو ِ
ان ﴾؛ (سورة المائدة ،اآلية )02
تَ َع َاوُنوا َعَلى ْ َ َ
.6كما يعتبرون أن انتشار الفروع أو النوافذ اإلسالمية يؤدي إلى تأخر إنشاء مصارف إسالمية خالصة
جديدة 3واالكتفاء بهذه الفروع والنوافذ ،كما يؤدي أيضا إلى نشوء منافسة غير عادلة بين المصارف التقليدية
بنوجعفر عائشة ،الفروع اإلسالمية كمدخل لتحول البنوك التقليدية نحو الصيرفة اإلسالمية ،المجلة المغاربية لالقتصاد والمناجمنت، 3
150
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
التي تمتلك هذه الفروع والنوافذ وبين المصارف اإلسالمية الخالصة بسبب استحواذ المصارف التقليدية على
حصص في السوق المصرفي الربوي إلى جانب حصص في السوق المصرفي اإلسالمي؛
المطلب الثالث :التحول عن طريق فتح نوافذ إسالمية تابعة للمصرف التقليدي.
تعتبر النوافذ اإلسالمية من بين الطرق المنتهجة من طرف المصارف التقليدية لتبني الصيرفة اإلسالمية،
فسارعت إلى فتح نوافذ إسالمية في غالبية وكاالتها لتقديم خدمات ومنتجات توافق أحكام الشريعة االسالمية.
تعددت التعاريف المتعلقة بالنوافذ اإلسالمية من باحث إلى آخر ومن هيئة إلى أخرى يمكن تلخيصها في:
.1النوافذ اإلسالمية "هي عبارة عن قيام البنك التقليدي بتخصيص جزء وحيز في الفرع التقليدي لكي يقدم
1
المنتجات المصرفية اإلسالمية إلى جانب ما يقدمه هذا الفرع من المنتجات التقليدية"
.2النوافذ اإلسالمية «هي تلك الشبابيك المفتوحة على مستوى المصارف التقليدية التي تتم عن باقي
الوحدات بممارسة النشاط المصرفي اإلسالمي وخضوعها لهيئة رقابة شرعية واطار قانوني يحدد عملياتها
2
وعناصرها»؛
.3تعرف النافذة اإلسالمية حسب مجلس الخدمات المالية اإلسالمية على «أنها جزء من مؤسسة خدمات
مالية تقليدية ،بحيث تكون نافذة أو وحدة متخصصة تابعة لتلك المؤسسة توفر خدمات إدارة األموال وخدمات
3
التمويل واالستثمار التي تتفق مع أحكام الشريعة اإلسالمية»؛
.4عرف المشرع الجزائري النوافذ اإلسالمية (أو شباك الصيرفة اإلسالمية كما سماه المشرع الجزائري) على
أنه هيكل ضمن البنك أو المؤسسة مالية مكلف حصريا بخدمات ومنتجات الصيرفة اإلسالمية ،حيث يجب
رمضاني لعال ،البرود أم الخير ،تحديات فتح نوافذ إسالمية في البنوك التقليدية :حالة الجزائر ،مجلة االمتياز لبحوث االقتصاد 1
بودريوة أمينة ،مالكي محمد ،تقييم قرار العمل بالنوافذ اإلسالمية في الجزائر واشكاليات تطبيقه ،مجلة دراسات في االقتصاد والتجارة 2
منير خطوي ،مبارك لسلوس ،النوافذ اإلسالمية في البنوك العمومية الجزائرية بين التحديات ومتطلبات النجاح ،مجلة الواحات للبحوث 3
151
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
1
أن يكون مستقالً مالياً عن الهياكل األخرى للبنك أو المؤسسة المالية؛
وعليه يمكن إعطاء تعريف للنوافذ اإلسالمية على أنها «وحدات يتم فتحها داخل المصارف التقليدية للممارسة
أعمال الصيرفة اإلسالمية وتقديم خدمات مالية وفق مبادئ الشريعة اإلسالمية وتحت رقابة هيئة شرعية
متخصصة في المعامالت المالية االسالمية»؛
.1خصائص النوافذ اإلسالمية :تميز النوافذ اإلسالمية في المصارف التقليدية ببعض الخصائص التي
تميزها عن باقي النوافذ والفروع في تلك المصارف والتي يمكن ذكرها كما يلي:
أ .النوافذ اإلسالمية في المصارف التقليدية تكون تحت سلطة المصرف التقليدي أي تابعة له إداريا ،كما
يمكن أن تكون تابعة للفرع التقليدي ،حيث أنها ال ترقى لمستوى الفرع أو المصرف المستقل ،كما تتميز
النوافذ اإلسالمية بكونها تمارس نشاطها داخل المصرف التقليدي الرئيسي أو أحد فروعه ،وليس لها مقر
2
مستقل وخاص بها مثل الفروع اإلسالمية؛
ب .يقوم المصرف التقليدي الرئيسي بتخصيص مبلغا معينا كرأسمال للنافذة االسالمية لكي تستطيع البدء في
3
تقديم الخدمات المصرفية اإلسالمية ،كأن يكون على شكل وديعة استثمارية تقوم على مبدأ الربح والخسارة؛
جـ .قيام النافذة اإلسالمية بجميع أعمال الصيرفة اإلسالمية من تقديم خدمات ومنتجات توافق أحكام الشريعة
اإلسالمية؛
المادة 17من النظام رقم ، 02-20المؤرخ في 15مارس ،2020المحدد للعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية وقواعد 1
سياخن مريم ،متطلبات إنتهاج الصيرفة اإلسالمية في المصارف التقليدية الجزائرية ،مجلة االمتياز لبحوث االقتصاد واإلدارة ،المجلد 2
سليمان بوفاسة ،أحمد مناصري ،آليات فتح نوافذ إسالمية بالبنوك التقليدية في الجزائر وعوامل نجاحها ،ورقة بحثية مقدمة في الملتقى 3
العلمي الوطني الخامس حول :دور البنوك اإلسالمية في تعبئة المدخرات النقدية في ظل األزمة المالية الحالية بالتركيز على الجزائر،
جامعة المدية-الجزائر ،يوم 01ديسمبر 2016ص3
152
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
د .توضع النوافذ اإلسالمية تحت رقابة هيئة شرعية 1أو مراقب شرعي مختص في المعامالت المالية
اإلسالمية ،وهذا غير وارد في المصارف التقليدية وفروعها؛
هـ .تتمثل أهم صيغ االستثمار في النوافذ اإلسالمية في المضاربة والمشاركة والمرابحة واالجارة ،بينما يقتصر
2
األمر في الفروع والبنوك التقليدية على صيغة واحدة وان اختلفت صورها وهي منح القروض الربوية؛
.2دوافع إنشاء النوافذ اإلسالمية :تختلف دوافع إنشاء النوافذ اإلسالمية في المصارف التقليدية من بنك إلى
آخر ،إال أنه تشتركون في العديد من األسباب التي أدت بهم إلى إنشاء هذه النوافذ ،نذكر أهمها فيما يلي:
أـ السعي وراء المنافسة وحب التقليد وعدم رضا المصارف التقليدية بغيابها عن هذا المجال الجديد من النشاط
والعمل المصرفي اإلسالمي؛
ب .إن التراجع في عوائد عمليات التمويل التقليدي أدى بالمصارف التقليدية بفتح نوافذ للعمل المصرفي
اإلسالمي التي شهدت عوائد عمليات التمويل اإلسالمي بها ارتفاعا ملحوظا ،وكل هذا سعيا من طرف هذه
3
المصارف التقليدية نحو تحقيق أرباح ومكاسب أفضل مما تكسبه من العمل المصرفي التقليدي الربوي؛
جـ .إمكانية وسهولة سيطرة المصرف التقليدي الرئيسي على النافذة اإلسالمية مقارنة بإمكانية السيطرة على
مصرف مستقل عنه ،إلى جانب سهولة اإلجراءات القانونية الالزمة إلنشاء النوافذ اإلسالمية على مستوى
4
المصارف التقليدية؛
نجيب خريس ،عماد بركاتت ،ربيع القرعان ،وحازم خصاونة ،فتح نوافذ إسالمية في البنوك التجارية التقليدية األردنية من وجهة نظر 1
العاملين فيها ،المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية ،المجلد ،14العدد ،04األردن ،2018 ،ص.441
جعفر هني محمد ،نوافذ التمويل اإلسالمي في البنوك التقليدية كمدخل لتطوير الصيرفة اإلسالمية في الجزائر ،مجلة أداء المؤسسات 3
153
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
د .تلجأ الم صارف التقليدية إلى فتح نوافذ إسالمية لتلبية احتياجات بعض العمالء الراغبين في التعامل
بالنظام المصرفي اإلسالمي ،وهذا حرصا من طرف هذه المصارف التقليدية بإبقاء عمالئها وضمان عدم
1
تحولهم إلى التعامل مع المصارف اإلسالمية؛
هـ .التنامي واالنتشار الواسع للمسلمين عبر دول العالم أدى بالمصارف التقليدية األجنبية في هذه الدول إلى
2
إنشاء نوافذ إسالمية الستقطاب هذه الشريحة المعتبرة من الزبائن؛
و .تتمتع النوافذ اإلسالمية بمرونة في إدارة المخاطر المصرفية ،باعتبار أن أساس العمل المصرفي
3
اإلسالمي مبني على المشاركة وليس على مبدأ اإلقراض واالقتراض؛
ن .يعتبر إنشاء النوافذ اإلسالمية على مستوى المصارف التقليدية تمهيدا لتعميم العمل المصرفي اإلسالمي
في بعض المصارف التقليدية؛
4
ي .سعي المصارف التقليدية إلنشاء مصارف إسالمية جديدة التي تعتبر منافسة لها في السوق المصرفي؛
إلى جانب المصارف اإلسالمية العاملة في الجزائر ،عمدت بعض المصارف التقليدية في الجزائر إلى فتح
نوافذ إسالمية تقدم من خاللها منتجات وعمليات مصرفية تتوافق مع مبادئ الشريعة اإلسالمية ،وهذا إلى
جانب المصارف اإلسالمية ،ومن المصارف التقليدية الجزائرية التي فتحت لها نوافذ إسالمية نذكر :البنك
فالق علي ،سالمي رشيد ،النوافذ اإلسالمية و الفروع اإلسالمية في البنوك التقليدية (مع اإلشارة إلى بعض التجارب العربية والغربية(، 1
مجلة البشائر االقتصادية ،المجلد ،04العدد ،02جامعة بشار ،الجزائر ،2018 ،ص.168
بودريوة أمينة ،مالكي محمد ،تقييم قرار العمل بالنوافذ اإلسالمية في الجزائر واشكاليات تطبيقه ،مجلة دراسات في االقتصاد والتجارة 2
لخديمي عبد الحميد ،بخيت حسان ،قراءة تاريخية في تطور العمل بالصيرفة اإلسالمية في دول المغرب العربي ،ورقة بحثية ضمن 3
الملتقى الدولي األول حول االقتصاد اإلسالمي الواقع ورهانات المستقبل ،المركز الجامعي غرداية ،الجزائر ،يومي 24-23فيفري ،2011
ص.9
154
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
الوطني الجزائري ،بنك التنمية المحلية ،الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط ،البنك الجزائري الخارجي ،بنك
الفالحة والتنمية الريفية ،القرض الشعبي الجزائري ،بنك الخليج ،مصرف المؤسسة العربية المصرفية،
1
ومصرف اإلسكان ،باإلضافة إلى البنكين اإلسالميين القائمين البركة ومصرف السالم.
وتجدر اإلشارة أن البنك الوطني الجزائري يعتبر أول بنك تقليدي في الجزائر تحصل على رخصة تسويق
منتجات الصيرفة اإلسالمية من طرف بنك الجزائر وكذلك شهادة المطابقة من طرف الهيئة الشرعية الوطنية
2
لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية ،وقد بدأ نشاطه بصفة رسمية بتاريخ 04أوت .2020
أما باقي المصارف التقليدية المذكورة أعاله فمنها من تحصل على شهادة المطابقة فقط من طرف الهيئة
الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية فانتظار حصولها على ترخيص من بنك الجزائر لبدأ
نشاطها في تسويق المنتجات المالية اإلسالمية ،ومنها من بدأت نشاطها في الثالثي األول من سنة ،2021
ولهذا تم تسليط الضوء على النافذة اإلسالمية المفتوحة من طرف البنك الوطني الجزائري باعتبارها األولى
التي بدأت نشاطها في مجال الصيرفة اإلسالمية لمدة تزيد عن السنة.
.1تقديم النافذة اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري :أنشئ البنك الوطني الجزائري بتاريخ 13جوان ،1966
ويعتبر أول بنك تجاري وطني ،حيث مارس كافة النشاطات المرخصة للبنوك التجارية ،كما تخصص في
تمويل القطاع الزراعي ،في سنة 1982تمت إعادة هيكلة البنك الوطني الجزائري ،وذلك بإنشاء بنك جديد
متخصص «بنك الفالحة و التنمية الريفية»مهمته األولى و األساسية هي التكفل بالتمويل وتطوير المجال
الفالحي ،وفي عام 1988صدر القانون رقم 0188بتاريخ 12جانفي ،1988المتضمن توجيه
المؤسسات االقتصادية نحو التسيير الذاتي ،كان له تأثيرات على تنظيم ومهام البنك الوطني الجزائري منها:
3
سؤال طرحه الباحث على السيد محمد بوجالل عضو الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية 1
أحمد سايح صاليحة ،زيدان محمد ،تقييم أداء البنك الوطني الجزائري باستخدام نموذج PATROLخالل الفترة ،2019-2015 3
مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا ،المجلد ،17العدد ،25جامعة الشلف ،الجزائر ،مارس ،2021ص.170
155
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
214فرع الفروع
1
51نافذة إسالمية النوافذ اإلسالمية
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على- :معلومات مقدمة من طرف مديرية الصيرفة اإلسالمية (أوت .)2021
وسعيا منه نحو تنويع الخدمات المالية وتلبية لرغبات الزبائن في السوق قرر البنك الوطني الجزائري خوض
تجربة تسويق منتجات الصيرفة اإلسالمية بعد حصوله على الرخصة بتاريخ 30جويلية ،22020حيث تم
رسميا انطالق نشاط الصيرفة االسالمية بعد الحصول على الرخصة ،فبادر البنك بفتح شبابيك للصيرفة
اإلسالمية على مستوى وكاالتها المنتشرة عبر كل واليات الوطن سعيا منه نحو توسيع نطاق الصيرفة
االسالمية في الجزائر ،حيث قام بإعداد منشور خاص بتحديد مهام وكذلك تنظيم هذه النوافذ أو الشبابيك
156
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
اإلسالمية1 ،وأطلق البنك الوطني الجزائري صيغا تمويلية اسالمية مختلفة حسب احتياجات تركيبات المجتمع
الجزائري وهذا بعد موافقة الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية االسالمية على منح شهادة المطابقة
الشرعية للبنك الوطني الجزائري لفتح النافذة اإلسالمية(أنظر الملحق رقم ،)01وكذلك لتسويق منتجات
خاصة بالصيرفة اإلسالمية وذلك بتاريخ 28جويلية ،2020ليكون البنك الوطني الجزائري أول مصرف
يتحصل على شهادة المطابقة الشرعية طبقا للنظام 2002المؤرخ بتاريخ 15مارس 2020الذي يحدد
العمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية.
.2إنشاء مديرية المالية اإلسالمية :ضمن االستراتيجية التجارية للبنك الوطني الجزائري وسعيا منه نحو
تنويع منتجاته وخدماته المصرفية ،وكذا موارده ،قام البنك الوطني الجزائري مباشرة بعد حصوله على شهادة
المطابقة وكذا الترخيص من بنك الجزائر لتسويق المنتجات الخاصة الصيرفة اإلسالمية بإنشاء مديرية المالية
اإلسالمية بموجب المنشور رقم 2281بتاريخ 03أوت 2020المتعلق بإنشاء وتنظيم مديرية المالية
اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري (أنظر الملحق رقم ،)02وهذا بغرض الفصل بين نشاط البنك التقليدي
2
والنافذة اإلسالمية للبنك طبقا للنظام 2002المؤرخ في 15مارس ،2020حيث أوكلت لها المهام التالية:
ب .تنفيذ سياسة البنك في مجال تنمية العمل المصرفي اإلسالمي طبقا لألهداف واالستراتيجيات المسطرة؛
د .توضيح ووضع خطة تجارية لطريقة عمل المنتجات المصرفية اإلسالمية سعيا وراء تحقيق األهداف
المسطرة من طرف البنك؛
هـ .تطوير عالقة البنك مع الزبائن من خالل توفير احتياجاتهم من المنتجات المصرفية اإلسالمية؛
أنظر المنشور رقم 2337المؤرخ في 31أوت 2020المتعلق بتحديد مهام وتنظيم الشبابيك والوكاالت الخاصة بالصيرفة اإلسالمية 1
المنشور رقم 2281المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بإنشاء وتنظيم مديرية المالية اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري ،ص2 2
157
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
و .تقديم التقارير الدورية حول نشاط النافذة اإلسالمية ورفعها إلى البنك األم؛
ويجدر الذكر أن مديرية المالية اإلسالمية تابعة لقسم االستغالل والنشاط التجاري للبنك الوطني الجزائري،
وفيما يلي الهيكل التنظيمي لمديرية المالية اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري.
الشكل رقم :)03-01( :الهيكل التنظيمي لمديرية المالية اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري
قسم دراسة وتطوير المالية اإلسالمية قسم متابعة وتنشيط المالية اإلسالمية
المصدر :المنشور رقم 2281المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بإنشاء وتنظيم مديرية المالية اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري ص9
وحرصا منه على مدى مطابقة المنتجات ألحكام الشريعة اإلسالمية قام البنك الوطني الجزائري بإنشاء «هيئة
التدقيق الشرعي»والتي تعتبر مستقلة في وظيفتها وق ارراتها ،1كما تم إنشاء قسم المحاسبة والمالية اإلسالمية
تابعة لمديرية لمحاسبة للبنك الوطني الجزائري تسهر على إعداد التقارير القانونية والتنظيمية الداخلية المتعلقة
المالية اإلسالمية والتي تكون مطابقة للمعايير المحاسبية السارية المفعول ،2باإلضافة إلى ذلك تم استحداث
مؤخ ار مديرية االستغالل المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية ،والتي أوكلت لها مهمة المساهمة في تطوير السياسة
التمويلية للمصرف ،وكذلك العمليات المتعلقة بالتجارية الخارجية وكل ما تعلق بالجانب القانوني وتحصيل
3
الديون المتعلقة بالنشاط المصرفي اإلسالمي الذي يقوم به المصرف.
المنشور رقم 2282المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بإنشاء وتنظيم هيئة التدقيق الشرعي للبنك الوطني الجزائري ،ص.01 1
المنشور رقم 2283المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بإنشاء قسم المحاسبة والمالية اإلسالمية لدى البنك الوطني الجزائري، 2
ص.02
المنشور رقم 2334المؤرخ في 31أوت 2021المتضمن إنشاء وتنظيم مديرية االستغالل الخاصة بالصيرفة االسالمية للبنك الوطني 3
الجزائري ،ص1
158
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
الشكل رقم ( :)03-02الهيكل التنظيمي لمديرية االستغالل المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني
األمانة العامة المديريةي
الجزائر
المصدر :المنشور رقم 2334المؤرخ في 31أوت 2021المتضمن إنشاء وتنظيم مديرية االستغالل الخاصة بالصيرفة االسالمية للبنك
الوطني الجزائري ،ص.11
من أجل التحكم الجيد والفصل بين محاسبة المصرف التقليدي والنافذة اإلسالمية لدى البنك الوطني الجزائري
قام بإنشاء المديرية المالية ومراقبة تسيير المخاطر المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية ،حيث أوكلت لها مهمة مسك
المحاسبة العامة وكذلك حسابات الزبائن المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية ،إلى جانب تحديد وتقييم ورصد
1
المخاطر المتعلقة بالعمل المصرفي اإلسالمية.
الشكل رقم ( :)03-03الهيكل التنظيمي لمديرية المالية ومراقبة تسيير المخاطر المتعلقة بالصيرفة
اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري.
األمانة العامة المديرية
المصدر :المنشور رقم 2335المؤرخ في 31أوت 2021المتضمن إنشاء وتنظيم المديرية المالية ومراقبة تسيير المخاطر الخاصة
بالصيرفة االسالمية للبنك الوطني الجزائري ،ص.11
المنشور رقم 2335المؤرخ في 31أوت 2021المتضمن إنشاء وتنظيم المديرية المالية ومراقبة تسيير المخاطر الخاصة بالصيرفة 1
159
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
ومن أجل تطبيق سياسته وتحقيق األهداف المسطرة قام البنك الوطني بإنشاء مديرية التنشيط التجاري والموارد
البشرية الخاصة بالنشاط المصرفي اإلسالمي ،وهذا من أجل ضمان التأطير والقيادة المحكمة للنشاط
التجاري المتعلق بالصيرفة اإلسالمية ،وكذا تصميم منتجات مالية إسالمية جديدة ،إلى جانب العمل على
تكوين وتأهيل وتدريب األعوان المكلفون بتسويق المنتجات المصرفية اإلسالمية التي يطرحها المصرف من
خالل مختلف النوافذ اإلسالمية المنتشرة على مستوى فروع البنك الوطني الجزائري في جميع أنحاء الوطن
1
سعيا نحو تحقيق األهداف التي تم تسطيرها من طرف المصرف.
الشكل رقم ( :)03-04الهيكل التنظيمي لمديرية التنشيط التجاري والموارد البشرية المتعلقة بالصيرفة
اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري.
المصدر :المنشور رقم 2336المؤرخ في 31أوت 2021المتضمن إنشاء وتنظيم مديرية التنشيط التجاري والموارد البشرية
الخاصة بالصيرفة االسالمية للبنك الوطني الجزائري ،ص.11
المنشور رقم 2336المؤرخ في 31أوت 2021المتضمن إنشاء وتنظيم مديرية التنشيط التجاري والموارد البشرية الخاصة بالصيرفة 1
160
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
.3أهم المنتجات اإلسالمية المقدمة من طرف البنك الوطني الجزائري :نصت المادة 02من التعليمة رقم
03/20الصادرة عن بنك الجزائر ،أنه يتوجب على كل مصرف تقليدي جزائري رغب في تسويق منتجات
الصيرفة اإلسالمية أن يقدم طلبا للحصول على الترخيص من طرف بنك الجزائر وكذلك الحصول على
شهادة مطابقة للنافذة اإلسالمية وكذا للمنتجات المراد تسويقها من طرف المصارف التقليدية للتأكد من
مطابقتها لمبادئ وأحكام الشريعة اإلسالمية وهذا من طرف الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية
االسالمية.1
ولقد تحصل البنك الوطني الجزائري على رخصة من بنك الجزائر لتسويق المنتجات المصرفية اإلسالمية
وهذا ب عد حصوله على شهادة المطابقة للنافذة اإلسالمية وكذلك للمنتجات المصرفية اإلسالمية (أنظر
المالحق من 03إلى )11بتاريخ 28جويلية .2020
وفيما يلي أهم المنتجات المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية التي اختارها البنك الوطني الجزائري لتسويقها عبر
النافذة اإلسالمية:
أ .المرابحة للسيارات :هي عقد بيع لسيارات جديدة مركبة أو مصنعة في الجزائر ،بسعر التكلفة مع زيادة
هامش ربح محدد ومتفق عليه بين الزبون والمصرف ،حيث يقوم المصرف باقتناء السيارة لدى وكيل البيع ثم
يقوم بإعادة بيعها للزبون بهامش ربح متفق عليه بين الطرفين ،ويكونا على علم مسبق ويؤكدان قبولهما،
2
لسعر التكلفة ،لهامش الربح للبنك ولكيفيات التسديد.
3
ولقد تم وضع شروط الحصول على هذا النوع من التمويل وكذلك طريقة عمله وهي كما يلي:
التعليمة رقم 03/20المؤرخة في 02أفريل 2020الصادرة عن بنك الجزائر المعرفة للمنتجات المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية، 1
وثائق من مديرية الصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري أوت .2021 2
الموقع الرسمي للصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري https://www.bna.dz/financeislamiqueتاريخ اإلطالع: 3
.2021/09/24
161
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
لكل األشخاص (األفراد) المقيمين في الجزائر ،الذين تقل أعمارهم عن 70عاما ولهم دخل ثابت ومنتظم
(أكبر من أو يساوي 40ألف دينار جزائري)
-يقوم المصرف بشراء السيارة من الوكيل ثم يقوم بدوره ببيعها للزبون بهامش ربح متفق عليه مسبقا؛
-يكون سعر البيع موزع على فترة تتراوح بين 2إلى 5سنوات مع أقساط شهرية ثابتة ،وفي حالة تأخره
عن تسديد األقساط المتفق عليها يدفع الزبون غرامة تأخير تقدر بـ %4من مبلغ القسط الغير مدفوع ،1يتم
التبرع بها لحساب األعمال الخيرية للبنك الوطني الجزائري تحت رقابة الهيئة الشرعية الوطنية لإلفتاء
للصناعة المالية اإلسالمية وهذا طبقا للمادة 06من التعليمة رقم 03/20الصادرة عن بنك الجزائر في 02
أفريل .2020
ب .المرابحة للتجهيزات :هي عقد بيع القتناء (تجهيزات ،أجهزة كهرو منزلية ،أثاث) ،بسعر التكلفة مع زيادة
هامش ربح محدد ومتفق عليه بين الزبون (المقتني) والمصرف (البائع) ،حيث يكون المصرف كمشتري تجاه
(البائع) وكمورد تجاه (الزبون) ،فيقوم المصرف باقتناء تجهيزات ثم يقوم بإعادة بيعها للزبون بهامش ربح
متفق عليه من الطرفين ويكونا على علم مسبق ويؤكدان قبولهما ،لسعر التكلفة ،لهامش الربح للمصرف
ولكيفيات التسديد.2
3
ولقد تم وضع شروط الحصول على هذا النوع من التمويل وكذلك طريقة عمله وهي كما يلي:
المنشور رقم 2301المؤرخ في 30ديسمبر 2020المتعلق بالمرابحة اإلسالمية للسيارات لدى البنك الوطني الجزائري،ص.15 1
المنشور رقم 2291المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بالمرابحة اإلسالمية للتجهيزات لدى البنك الوطني الجزائري،ص.1 2
الموقع الرسمي للصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري https://www.bna.dz/financeislamiqueتاريخ اإلطالع: 3
.2021/09/24
162
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
-لكل األشخاص (األفراد) المقيمين في الجزائر ،الذين تقل أعمارهم عن 70عاما ولهم دخل ثابت ومنتظم
(أكبر من أو يساوي 40ألف دينار جزائري)؛
-يقوم المصرف بشراء التجهيزات من الممون ثم يقوم بدوره ببيعها للزبون بهامش ربح متفق عليه مسبقا.
-ال يتجاوز التمويل في جميع الحاالت مبلغ 1.000.000دج وال يقل عن 100.000دج ،أخذا بعين
االعتبار قدرة الزبون على السداد؛
-يكون سعر البيع موزع على فترة تتراوح بين 12إلى 36شه ار مع أقساط شهرية ثابتة.
-هامش الجدية الذي يدفعه الزبون ال يجب أال يقل عن %10من المبلغ اإلجمالي للتجهيزات.
-األقساط الشهرية الواجب دفعها من طرف الزبون ال يجب أال تتعدى %30من دخله الشهري الصافي؛
-هامش الربح المطبق هو %9 :بالنسبة للزبائن المدخرين ،و %9.5بالنسبة للزبائن الغير مدخرين لدى
المصرف؛
-وفي حالة تأخره عن تسديد األقساط المتفق عليها يدفع الزبون غرامة تأخير تقدر بـ %4من مبلغ القسط
الغير مدفوع ،يتم التبرع بها لحساب األعمال الخيرية للبنك الوطني الجزائري تحت رقابة الهيئة الشرعية
الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية وهذا طبقا للمادة 06من التعليمة رقم 03/20الصادرة عن بنك
الجزائر في 02أفريل 2020؛
جـ .المرابحة للعقارية :هي صيغة تمويل تتيح للزبون اقتناء عقار سكني ،وهي عقد بيع بسعر التكلفة يضاف
إليه هامش ربح معروف ومتفق عليه بين الزبون(المشتري) ،المشتري المشترك احتماال (الزوج/الزوجة)
163
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
والمصرف (البائع ،حيث يعد المصرف في هذه الحالة كمشتر تجاه (البائع) وكبائع تجاه (الزبون) ،أي يقوم
المصرف بشراء العقار نقدا من البائع واعادة بيعه للزبون بهامش فائدة معروف ومتفق عليه مع المشتري.1
2
ولقد تم وضع شروط الحصول على هذا النوع من التمويل وكذلك طريقة عمله وهي كما يلي:
-لكل األشخاص(األفراد) المقيمين في الجزائر ،الذين تقل أعمارهم عن 75عاما ولهم دخل ثابت ومنتظم
(أكبر من أو يساوي 40ألف دينار جزائري)
-يقوم المصرف بشراء العقار من المرقي ثم يقوم بدوره ببيعه للزبون بهامش ربح متفق عليه مسبقا؛
-يكون سعر البيع موزع على فترة تصل إلى 40سنة على شكل أقساط شهرية ثابتة؛
-يمكن أن يصل التمويل إلى حدود %90المبلغ اإلجمالي للعقار ،أخذا بعين االعتبار قدرة الزبون على
السداد؛
-هامش الجدية الذي يدفعه الزبون ال يجب أال يقل عن %10من المبلغ اإلجمالي للعقار؛
-يجب على الزبون دفع مصاريف دراسة الملف والمقدرة بـ %0.5من مبلغ التمويل خارج الرسوم؛
-هامش الربح المطبق هو %6.5 :بالنسبة للزبائن المدخرين ،و %7بالنسبة للزبائن الغير مدخرين لدى
المصرف؛
المنشور رقم 2290المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بالمرابحة اإلسالمية للعقارات لدى البنك الوطني الجزائري،ص.1 1
الموقع الرسمي للصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري https://www.bna.dz/financeislamiqueتاريخ اإلطالع: 2
.2021/09/24
164
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
-وفي حالة تأخره عن تسديد األقساط المتفق عليها يدفع الزبون غرامة تأخير تقدر بـ %4من مبلغ القسط
الغير مدفوع ،يتم التبرع بها لحساب األعمال الخيرية للبنك الوطني الج ازئري تحت رقابة الهيئة الشرعية
الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية وهذا طبقا للمادة 06من التعليمة رقم 03/20الصادرة عن بنك
الجزائر في 02أفريل 2020؛
د .اإلجارة المنتهية بالتمليك :عقد إيجار ألمالك منقولة لفائدة المستأجر يتوافق مع مبادئ الشريعة
اإلسالمية ،تتعلق بمعدات وتجهيزات منقولة ،دائمة غير قابلة للتلف ،حيث يقوم المصرف باقتنائها لدى
الممونين والوكالء المحليين وتأجيرها للزبون ،وعند نهاية هذا العقد يرفع الزبون خيار الشراء ويصبح مالكا
لهذه المعدات ،صيغة التمويل هذه موجهة خصيصا إلى (:األشخاص الذين يمارسون مهن حرة ،التجار،
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة).
1
* طريقة عمل صيغة اإلجارة المنتهية بالتمليك:
-يقوم المصرف بشراء التجهيزات من الممون ثم يقوم بدوره بتأجيرها للزبون بهامش ربح متفق عليه مسبقا؛
-بعد دفع كل األقساط والمبالغ الواجبة ،يمكن للزبون رفع خيار الشراء لتصبح التجهيزات ملكا له؛
-هامش الجدية الذي يدفعه الزبون ال يجب أال يقل عن %10من المبلغ اإلجمالي للتجهيزات؛
-يجب على الزبون دفع مصاريف دراسة الملف والمقدرة بـ %0.5من مبلغ التمويل خارج الرسوم ،على أال
تقل مصارف هذه الدراسة عن 10.000دج؛
-المدة المحددة للتمويل تتراوح بين 2إلى 5سنوات ،بهامش ربح ثابت تقدر بـ %8.5؛
المنشور رقم 2289المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق باإلجارة المنتهية بالتمليك لدى البنك الوطني الجزائري،ص.2 1
165
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
-حددت مدة دفع اإليجار بثالثة أشهر طوال المدة اإلجمالية لإليجار ،حيث يتم تحديد المبلغ الواجب دفعه
حسب مبلغ الشراء والهامش المدفوع؛
-وفي حالة تأخره عن تسديد األقساط المتفق عليها يدفع الزبون غرامة تأخير تقدر بـ %4من مبلغ اإليجار
الغير مدفوع ،يتم التبرع بها لحساب األعمال الخيرية للبنك الوطني الجزائري تحت رقابة الهيئة الشرعية
الوطنية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية وهذا طبقا للمادة 06من التعليمة رقم 03/20الصادرة عن بنك
الجزائر في 02أفريل 2020؛
-تظل التجهيزات المؤجرة ملك للمصرف وال يمكن نقلها للمستأجر إال بعد أداء المبلغ األخير لإليجار،
وتضاف لثمن نقل التجهيزات كافة المصاريف األخرى ،الرسوم والتكاليف المرتبطة بالتجهيزات للمستأجر؛
-في حالة اختيار المستأجر تملك العين المؤجرة له فإن المصرف يقوم بتمليكه إياها بثمن رمزي مقدر ألف
1000دج ،وهذا بعد تسديده آخر قسط متفق عليه؛
ه .حساب االستثمار اإلسالمي غير المقيد :هو حساب إيداع ألجل يخضع للمبدأ اإلسالمي "المضاربة"
الذي يرتكز على أساس المشاركة في الخسائر واألرباح ،حيث يقوم من خالله صاحب الحساب بالسماح
للمصرف باستثمار المبلغ المودع في المشاريع التمويلية التي يقوم بها هذا األخير ،وهذا الحساب موجه
خصيصا لصالح األشخاص الذين يمارسون مهن حرة ،أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذا األفراد
1
من الجنسية الجزائرية ،على أن يتم توزيع األرباح المحققة على المستثمرين في نهاية السنة.
2
وتم تحديد شروط وطريقة عمل هذا الحساب في منشور صادر عن البنك الوطني الجزائري كما يلي:
* يتم فتح حساب االستثمار اإلسالمي غير المقيد عن طريق إمضاء اتفاقية فتح الحساب؛
* يجب ايداع مبلغ ال يقل عن ( 100.000دج) لفتح حساب استثماري إسالمي غير مقيد؛
* يتمتع المصرف في هذا النوع من الحساب بالحرية المطلقة فاختيار المشاريع وتسيير رأس المال؛
وثائق من مديرية الصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري أوت .2021 1
المنشور رقم 2286المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بحساب االستثمار اإلسالمي المقيد لدى البنك الوطني الجزائري،ص.5 2
166
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
* يسلم المصرف للزبـون ،عنـد كـل عمليـة إيـداع بحسـاب االستثمار االسالمي الغيـر مقيـد وصل يحدد فيه
مبلغ األموال المودعة وتاريخ القيمة المقابلة؛
* تسـري المشـاركة فـي األربـاح في االمـوال المودعـة فـي هذا الحسـاب ابتـداء من اليـوم األول مـن تـاريخ
اإليداع ،كمـا ان األموال المسحوبة ال تمنح حق المشاركة في األرباح ابتداء من يوم السحب؛
* يتم التفاوض حول مـدة اإليداع وكذا توزيع األرباح في كل ما يتعلـق بهذا الحساب.
فيما يلي جدول يوضح نسب توزيع األرباح الناجمة عن حساب االستثمار اإلسالمي الغير مقيد على مستوى
النافذة اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري:
الجدول رقم ( :)03-02نسب توزيع األرباح الناجمة عن حساب االستثمار اإلسالمي الغير مقيد
المصدر :المنشور رقم 2286المؤرخ في 03أوت 2021المتعلق بحساب االستثمار اإلسالمي المقيد لدى البنك الوطني
الجزائري ،ص.16
و .حساب التوفير اإلسالمي :هو حساب يتوافق مع مبادئ الشريعة ،يحتوي أموال أوكلها األفراد إلى
المصرف الستثمارها في تمويالت إسالمية ،حيث لهم االختيار بين حساب التوفير اإلسالمي بأرباح أو بدون
167
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
أرباح ،1وهو متاح للجزائريين المقيمين والغير مقيمين ،ويتم فتحه بإيداع مبلغ ال يقل عن 10.000دج عند
2
فتح الحساب.
* حساب التوفير بأرباح :قائم على مبدأ " المضاربة " ،وتسـري المشاركة في األرباح بخصـوص األموال
المودعـة فـي هذا الحسـاب ابتـداء مـن اليـوم األول مـن تـاريخ اإليداع ،كمـا أن األموال المسحوبة ال تمنح حق
المشاركة في األرباح ،ويتم التفاوض بخصوص مـدة اإليداع وكذا توزيع األرباح فيمـا يتعلـق بكـل اتفاقية
حساب توفير اسالمي بأرباح ،كما يتقاسـم الزبـون مـع المصرف كـل أربـاح عمليـات المضاربة المترتبـة عـن
3
مشـاركته فـي التمويل اإلسالمي وفق نسب توزيع األرباح كما هو مبين في الجدول أدناه:
الجدول رقم ( :)03-03نسب توزيع األرباح الناجمة عن حساب التوفير اإلسالمي بأرباح
المصدر :المنشور رقم 2287المؤرخ في 03أوت 2021المتعلق بحساب التوفير اإلسالمي لدى البنك الوطني الجزائري ،ص.5
الموقع الرسمي للصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني الجزائري https://www.bna.dz/financeislamiqueتاريخ االطالع: 1
.2021/09/24
وثائق من مديرية الصيرفة اإلسالمية للبنك الوطني الج ازئري أوت .2021 2
المنشور رقم 2287المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بحساب التوفير اإلسالمي لدى البنك الوطني الجزائري ،ص.3 3
168
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
كما أطلق البنك الوطني الجزائري أيضا منتوج إسالمي ضمن حساب التوفير ويسمى «حساب التوفير
اإلسالمي للشباب» وهو يحمل نفس شروط حساب التوفير اإلسالمي السابق الذكر ،إال أن هذا الحساب يتم
فتحه لفائدة القاصر من طرف أشخاص طبيعيين جزائريين (األولياء) سواء مقيمين أو غير مقيمين متمتعين
1
بكافة الحقوق ،حيث يتمتع ولي القاصر بحق والية الحساب إلى غاية بلوغ القاصر سن الرشد.
ن ـ الحساب اإلسالمي " ودائع تحت الطلب " :هو حساب إيداع تحت الطلب ،يتضمن أموال مودعة في
البنك من طرف الزبائن ،مع إلزامية هذا األخير بإرجاعها الى المودع أو شخص آخر معين عند الطلب أو
حسب الشروط المتفق عليها ،وهو موجه لكل شخص يتمتع باألهلية القانونية بمفهوم القوانين والتنظيمات
السارية المفعول.2
ي .الحساب اإلسالمي الجاري :الحساب االسالمي الجاري يستقطب األموال الموكلة للبنك من قبل األفراد أو
األشخاص ذوي النشاط التجاري ،مع االلتزام بإعادة هذه األموال أو ما يعادلها إلى المودع أو إلى شخص
آخر معين ،بناء على الطلب أو وفقا للشروط المتفق عليها مسبقا عند طلبهم وبدون إشعار سابق وبدون أي
3
زيادات ،كما يكون هذا الحساب في وضع دائن.
المنشور رقم 2288المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بحساب التوفير اإلسالمي للشباب لدى البنك الوطني الجزائري ،ص.2 1
المنشور رقم 2284المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بالحساب اإلسالمي «ودائع تحت الطلب» لدى البنك الوطني الجزائري، 2
ص.2
المنشور رقم 2285المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بالحساب اإلسالمي الجاري لدى البنك الوطني الجزائري ،ص.18 3
169
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
المبحث الثالث :مبررات ،متطلبات ،وعقبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر.
يعتبر قرار التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر من أهم الق اررات االقتصادية التي تبنتها الدولة
الجزائرية ،وال شك أنه يوجد عدة أسباب لتبني في هذ االتجاه.
ك ما أن نجاح التحول نحو الصيرفة اإلسالمية في الجزائر سواء تعلق االمر بإقامة نوافذ اسالمية أو تعزيز
نشاط البنوك اإلسالمية المتواجدة يتطلب تهيئة المناخ المالئم لعملها وذلك من خالل عدة متطلبات ،إال أنه
يوجد العديد من العقبات الزالت تواجه عملية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر.
يتزامن موضوع التحول إلى المصرفية اإلسالمية في الجزائر مع الرهانات والتحوالت التي يشهدها االقتصاد
الجزائري بسبب التقلبات التي يعرفها سوق النفط الذي يمثل أهم موارد الدولة الجزائر من العملة األجنبية،
الشيء الذي أثر سلبا على مستوى التجارة الخارجية أين عرفت تقليص فاتورة االستيراد إلى مستويات قياسية
حيث اقتصرت عمليات االستيراد فقط على السلع األساسية وكذا الغير المنتجة محليا ،كما تم تجميد العديد
من المشاريع االستثمارية في الجزائر ،باإلضافة إلى الزيادات المستمرة سنويا لمعدالت التضخم مما اثر سلبا
على مختلف العمليات االقتصادية ،منها ما تعلق بالنظام المصرفي الذي عرف رقابة مشددة على مختلف
المعامالت المالية على مستوى المؤسسات المصرفية.
وعليه فقد قررت الحكومة اللجوء إلى الصيرفة اإلسالمية محاولة في ذلك االستفادة من مختلف خدماتها
ومنتجاتها اإلسالمية التي تعزز النمو االقتصادي ،وتوفر التمويل الالزم لمختلف المؤسسات االقتصادية
بمختلف الصيغ التمويلية التي توافق مبادئ وأحكام الشريعة اإلسالمية ،ويمكن ذكر أهم مبررات التحول إلى
الصيرفة اإلسالمية في الجزائر كما يلي:
إن توفر قدر من االرادة السياسية لدى الحكومة الجزائرية أدى إلى محاولة تبني المصرفية اإلسالمية بصفة
تدريجية في السوق المصرفية ،وهذا من أجل تطوير المنظومة المصرفية وتنويع منتجاتها وخدماتها ،وتجلى
170
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
1
ذلك من خالل تعليمات الحكومة في ضرورة اإلسراع بتجسيد ذلك على أرض الواقع.
إال أنه يمكننا القول أن اإلرادة السياسة لوحدها غير كافية لتبني الصيرفة اإلسالمية ،بل يتطلب متابعة تفعيل
وتجسيد هذه اإلرادة على أرض الواقع والتأكد من أن التعليمات التي قدمتها الحكومة للسلطات النقدية تم
تنفيذها بدون تباطؤ ،وهذا عن طريق سن قوانين وتعليمات وتوفير بيئة قانونية مالئمة للمصارف اإلسالمية
كوضع قانون خاص ينظم ويضبط العمل المصرفي اإلسالمي مثل إحداث تعديالت على قانون النقد والقرض
10/90الذي ال يراعي في جل مواده خصوصيات العمل المصرفي اإلسالمي.
تسعى الحكومة الجزائرية جاهدة إلى استقطاب األموال المتداولة في السوق الموازية عن طريق مختلف
العمليات والخدمات اإلسالمية ،حيث يرى العديد من الخبراء واالقتصاديين أن الكتلة النقدية المتداولة في
السوق الموازية تعيق نمو االقتصاد الوطني ،إلى جانب حاجة االقتصاد لهذه األموال خاصة بعد انهيار
أسعار النفط وقلة إيرادات الدولة والعجز الذي تعاني منه الخزينة العمومية ،ولقد بلغ حجم الكتلة النقدية
المتداولة خارج السوق الرسمية في سنة 2021حوالي 6140.7مليار دينار وهو ما يعادل نسبة تفوق
،% 34.5من إجمالي الكتلة النقدية المتداولة 2،ويمكن تفسير ارتفاع حجم الكتلة النقدية خارج السوق
الرسمي إلى أساب عقائدية التي أدت بالعديد من المواطنين تجنب التعامل مع المصارف التقليدية التي يقوم
عملها أساسا على الربا المحرم شرعا ،إضافة إلى فقدان نسبة كبيرة من الجزائريين الثقة في المصارف
التقليدية ،ما يدفعهم باالحتفاظ بها نًقدا واكتنازها في بيوتهم ،لذلك أعطت الحكومة الضوء األخضر للمصارف
التقليدية بطرح منتجات التمويل اإلسالمية بالموازاة مع نشاطها التقليدي ،وهذا من خالل إصدار النظامين
العرابي مصطفى ،طروبيا ندير ،توطين الصيرفة اإلسالمية في البنوك الجزائرية :تحديات التطبيق ومتطلبات النجاح في ضوء النظام 1
،02-20مجلة البشائر االقتصادية ،المجلد ،06العدد ،02جامعة بشار ،الجزائر ،2020 ،ص.254
سليمان ناصر ،الدفع االلكتروني الحل العملي الحتواء الكتلة النقدية خارج البنوك ،وثيقة إلكترونية متاحة على موقع جريدة الشعب 2
171
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
18-02وكذلك النظام ،20-02وكل هذا سعيا وراء تجميع أكبر قدر ممكن من هذه الكتلة المتداولة في
1
السوق الغير الرسمية.
وهو من بين المبررات التي بسببها تم تبني الصيرفة اإلسالمية في الجزائر ،وهو بمثابة استجابة لمطالب
الكثير من فئات المجتمع بضرورة اعتماد الصيرفة اإلسالمية في البالد ،وهذا حتى يتسنى لهم استثمار
أموالهم في الطرق المشروعة والبعيدة كل البعد عن الربا أخذا وعطاءا.
من المعلوم أن السوق المصرفية الجزائرية بأكملها تتوفر على بنكين إسالميين فقط من مجموع 29بنك
عمومي وأجنبي ،وال يساهمان إال بنسبة %3فقط في السوق المصرفي ،وهي نسبة ضئيلة جدا ،مما يستدعي
ضرورة محاولة توسيع السوق المصرفية اإلسالمية من خالل إنشاء مصارف إسالمية جديدة وكذا فتح النوافذ
اإلسالمية على مستوى المصارف التقليدية.
لقد مرت الجزائر وعلى غرار العديد من الدول النفطية بأزمة حادة منذ سنة 2014بسبب تراجع انخفاض
أسعار النفط في األسواق العالمية ،مما تسبب في تراجع إيرادات الجزائر ،وكما هو معلوم أن نسبة اإليرادات
من المحروقات تفوق نسبة %90من إجمالي اإليرادات العامة .وكذا أمام االنخفاض المستمر الحتياطات
الجزائر من العملة الصعبة ،حيث بلغت في الثالثي األول من سنة 2021حوالي 43مليار دوالر بعدما
كانت تبلغ 60مليار دوالر في الربع األول من سنة ،20202مما أدى بالحكومة بضرورة إيجاد مصادر
تمويلية الزمة للميزانية العامة للدولة ،ومن هنا بدأ التفكير بضرورة اللجوء إلى الصيرفة اإلسالمية ضمن
فرج هللا أحالم ،حمادي مراد ،دراسة واقع وآفاق تطوير الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وفق اإلصالحات المصرفية ،2020-2018 1
مجلة البشائر االقتصادية ،المجلد ،07العدد ،01جامعة بشار ،الجزائر ،2021 ،ص.267
تصريح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في اللقاء الصحفي في القناة الوطنية يوم اإلثنين 01مارس ،2021الموقع 2
172
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
حملة إصالحاتها االقتصادية لدعم نمو االقتصاد الوطني ،واالستفادة من خدمات ومنتجات الصيرفة
االسالمية لتعزز النمو والتنمية ،وكذلك استقطاب المدخرات المكتنزة ومشاركتها في ترقية االدخار المحلي
وتوفير التمويل الالزم لمختلف القطاعات المؤسسات الوطنية.
يعد التمويل اإلسالمي بكل صيغه من أهم األساليب مالئمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والذي يستطيع
مواجهة االحتياجات التمويلية لها ،حيث يحقق معيار العدل في المعامالت فال مجال الستفادة طرف على
حساب آخر كما هو معلوم في التمويل التقليدي القائم على الربا المحرم شرعا ،وينقل إلى التمويل الحقيقي
القائم على أسلوب المشاركة في المغنم والمغرم ،حيث ستوفر الصيرفة اإلسالمية لهذه المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة العديد من األساليب والطرق التمويلية التي تتالءم وعمل هذه المؤسسات و التي عادة ما تكون
صيغ تمويلية متنوعة تتمتع بدرجة عالية من المرونة عكس التمويل التقليدي الذي يكون فقط على شكل
1
قروض ربوية.
تقتضي التحول من العمل المصرفي التقليدي إلى العمل المصرفي اإلسالمي توفر مجموعة المتطلبات
تتعلق بالجوانب الشرعية ،القانونية واإلدارية والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:
وهي مجموع اإلجراءات التي يجب على المصرف اتباعها للقيام بعملية التحول وفق األطر القانونية ،ويمكن
تلخيص أهم هذه المتطلبات القانونية فيما يلي:
.1صـدور قـرار عـن الجمعية العامة للمصرف التقليدي 2:حيث يعقد االجتماع في دورة غير عادية يتم من
خالله الموافقة على تحـول المصـرف التقليـدي إلى العمل المصرفي االسالمي ،ويراعى في هذا االجتماع كل
فرج هللا أحالم ،حمادي مراد ،مرجع سبق ذكره ،ص.267 1
زرزار العياشي ،غياد كريمة ،من الصيرفة التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية :متطلبات وآليات التحول ،مجلة الدراسات اإلسالمية، 2
173
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
الشروط القانونية مثل ضرورة توجيه مجلس اإلدارة دعـوة برسائل مسجلة إلى جميع المساهمين -مهما كان
حجم حصصهم -لحضـور اجتماعـات الجمعية العموميـة بصـفة غير عادية ،وضـرورة تحقيق النصـاب
الـواجـب تـوافـره مـن أعـضـاء الجمعيـة العموميـة لصحة انعقـاد اجتمـاع الجمعيـة العمومية ،وغيرها من األمور
الفنية التي يحددها قانون الشركات التجارية ،وهذا من أجل منح القرار الصادر عنها الصفة القانونية ،مع
ضرورة إحداث بعض التعديالت في القانون األساسي مثل:
أ .أن ينص صراحة على عدم التعامل بالربا بجميع أشكالها ،أو بأية معاملة محرمة شرعا في معامالته مع
الغير ،وأن تكون جميع أعمال المصرف موافقة ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية؛
ب .تغيير اسم المصرف أو الفرع في العقد األساسي بما يدل على طبيعة أنشطته المصرفية المعدلة أو
الجديدة وعلى أهدافه وأسلوب تعامله مع الغير.
.2الحصول على موافقة الجهات الرسمية :وهو الترخيص الذي يتحصل عليه المصرف التقليدي للتحول
الكامل أو الجزئي (إنشاء فرع أو نافذة إسالمية) من بنك الجزائر ،وكذا شهادة المطابقة من طرف الهيئة
الوطنية الشرعية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية إلى العمل المصرفي اإلسالمي ،ومعلوم أنه ال يمكن
ممارسة المصارف التقليدية للعمل المصرفي اإلسالمية إال بعد حصولها على الموافقة من طرف الهيئات
السالفة الذكر ،باإلضافة إلى إمكانية وضع هذه الهيئات شروطا يجب على البنك التقليدي االلتزام بها عند
تقدمه بطلب للحصول على الموافقة للتحول للعمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية ،ومن هذه الشروط:1
أ .ضرورة قيام المصرف الراغب في عملية التحول بدراسة جدوى لعملية التحول (دراسة السوق وتوجهات
العميل ،والنتائج المتوقعة خالل السنوات األولى من التحول ،وتصور الدراسة كذلك أنواع المخاطر وفرص
عملية التحول؛
ب .إعداد خطة زمنية للتحول تحتوي على اإلجراءات الواجب إتباعها من أجل عملية التحول؛
جـ .تعيين لجنة تتكون من اإلدارات المعنية لمتابعة اإلجراءات والخطوات المتعلقة بعملية التحول؛
دريد حنان ،إستراتيجية تحول البنوك الجزائرية للمصرفية اإلسالمية للنهوض بالقطاع المصرفي ،مجلة االقتصاد والتنمية ،المجلد ،06 1
174
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
د .القيام باإلشهار والترويج لعملية التحول من خالل حمالت إعالمية واشهارية؛
ه .تعيين هيئة رقابة شرعية تلتزم بأحكام الشريعة اإلسالمية أثناء الرقابة على نشاط المصرف المتحول؛
و .القيام بإجراء تعديل على الهيكل التنظيمي للمصرف ،وكذا القيام بتدريب الموظفين على طبيعة العمل
المصرفي اإلسالمي وتأهيلهم مع ما يتناسب مع طبيعة النشاط الجديد للمصرف؛
ي .تكليف خلية الشؤون القانونية للمصرف التقليدي بدراسة كافة النواحي القانونية المتعلقة بتحول المصرف
للعمل المصرفي اإلسالمي وكافة اآلثار القانونية المترتبة على عملية التحول (كتسوية جميع حقوق والتزامات
المصرف ،واالستعداد لمواجهة أي اعتراضات قانونية قد تواجه عملية التحول ،متابعة تنفيذ أي متطلبات
أخرى تفرضها الجهات المختصة بخصوص تنفيذ التحول للعمل وفق مبادئ الشريعة اإلسالمية).
ويقصد بها تلك اإلجراءات الشرعية التي يتوجب على المصارف التقليدية الجزائرية القيام بها عند تنفيذ
1
عملية التحول إلى المصرفية اإلسالمية ،ونلخص أهم هذه المتطلبات:
.1التوبة الشرعية :وهي التوبة عن التعامل بالربا في حال التحول الكلي (أو تدريجاً بالنسبة للفرع والنافذة
اإلسالمية) والعزم على عدم الرجوع إلى التعامل به.
.2تعيين هيئة فتوى ورقابة شرعية :والتي يجب أن تتكون من علماء جزائريين أو غير جزائريين في حال
الضرورة يتمتعون بمصداقية عالية في المجتمع ،ولهم خبرة طويلة ومتخصصة في مجال المعامالت
المصرفية وكذا فقه المعامالت المالية.
.3تعيين مدققين شرعيين داخليين :وهذا بتكليفهم من طرف المصرف الذي يريد التحول إلى الصيرفة
اإلسالمية بعدة مهام قبل وبعد عملية التحول.
175
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
.4التخلص نهائيا من المعامالت الربوية واحاللها بالبدائل اإلسالمية :ويقصد بذلك إلغاء المصرف المتحول
(كليا) لجميع المعامالت المخالفة للشريعة اإلسالمية في جميع صورها وأشكالها ،وكذا موارد البنك
واستخداماته ،وتعامالته مع البنوك األخرى واحاللها بمنتجات ومعامالت مصرفية إسالميةـ ،ويتم ذلك من
1
خالل:
أ .إلغاء الودائع النقدية التي يدفع المصرف التقليدي ألصحابها فوائد ربوية ما ،حيث تشمل هذه الودائع كل
من الودائع ألجل ،والودائع الخاضعة إلشعار ،وودائع التوفير ،وشهادات االدخار واالستثمار واإليداع
ونحوها؛
ب .إلغاء القروض التي يتحصل عليها المصرف التقليدي من البنك المركزي أو من المصارف التقليدية
األخرى وغيرها من المؤسسات المالية والتي يترتب عليها دفع فوائد ربوية ،وكذلك مختلف المعامالت
المصرفية مثل تنفيذ وتمويل المصرف لعمليات االعتماد المستندي على أساس القرض بفائدة ،وعمليات
السحب على المكشوف؛
جـ .إلغاء أو تعديل طرق استخدامات األموال الخبيثة الحتوائها على الربا أو الغرر أو غيرها من المخالفات
الشرعية ،مثل استخدامات القروض القابلة لالستدعاء عند الطلب ،وأذونات الخزانة ،والقروض والسلف
بأشكالها ،وكذا تمويل المؤسسات التي تنشط المجاالت المحرمة والمخالفة للشرع الحنيف كالتجارة في
الخمور ،أو الترويج للفساد األخالقي ،وغيرها؛
.5نشر الوعي الديني في المجتمع :ونقصد به ضرورة تنوير المجتمع الجزائري حول مسألة تحول
المصارف التقليدية في الجزائر إلى الصيرفة اإلسالمية وحثهم في التعامل معها بعد التأكد من خلو معامالتها
كليا من الربا المحرم شرعا ،حيث يمكن االستعانة في ذلك بعقد مختلف الملتقيات والندوات التي يحضر فيها
الخبراء والعلماء المختصين في المعامالت المالية والفقه اإلسالمي.
176
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
وتشمل جميع اإلجراءات المتعلقة بالتنظيم اإلداري في المصرف ،حيث يتوجب على المصرف القيام بالعديد
من اإلجراءات اإلدارية والفنية التي تتطلبها عملية التحول ،واالستعداد لمواجهة مختلف العقبات المحتمل
حدوثها ،ويعتبر العنصر البشري أهم ركن في الهيكل التنظيمي للمصرف 1،مما يستوجب على المصرف أن
يقوم بإعادة تأهيله وتكوينه بما يتناسب مع عملية التحول واآلثار المترتبة عنها وذلك من خالل:
.1التهيئة المبدئية :ويقصد بها جميع الترتيبات التــي يقوم بها المصرف من أجل تعريف الموظفين في
المصرف ،قبيـل وأثناء مرحلة التحول ،بكل ما يتعلق بالطبيعة العقيدية المميزة للمصـرف اإلسالمي سواء كان
ذلك فكريا أو عمليا ،إلى جانب عملية تنصيب الموظفين الحاليين أو الجديد في مناصبهم الجديدة ،ثم
تزويدهم بالمعلومات الالزمة عن كل ما يتعلق بأهداف المصرف واستراتيجياته ،وكذا ومراحل التحول،
2
وسياسات األفراد.
.2تخطيط الموارد البشرية :وهـو عبـارة عـن أسلوب متكامل بالجوانب التخطيطية لوظيفة الموارد البشـرية
لتـوفيـر الكم والـنـوع المالئـم مـن األفـراد للقيـام بالواجبـات واألعمـال المطلوبـة للوصول إلى األهداف المسطرة
من طرف المصـرف مـن ناحيـة وتحقيـق متطلبـات األفـراد وحاجاتهم من ناحية أخرى .ويمكن قياس التخطيط
الناجح للموارد البشرية بمدى تحقيقه االستخدام األمثـل لـلمـوارد البشرية المتاحـة ،فالد ارسـة المتأنيـة الواضحة
لمتطلبـات التحـول مـن المـوارد البشـرية قبـل الـشـروع في عمليـة التحـول تسهل عمليـة التحـول وتنظمها وتجعلها
3
أكثر فعالية وتقلل األخطاء والعث ارت مما يضمن مسيرة التحول نحو األمام بدون توقف.
.3إعادة النظر في معايير تقويم كفاءة وأداء الموظف :يقصد بذلك أنه إذا كان المصرف قبل التحول يهتم
فقط بكفاءة الموظف من خالل قدرته الفنية وتميزه في مجال عمله ،فإن األمر يختلف بالنسبة للمصرف بعد
1حميرة مصطفى علي ،اسويسي نوري محمد ،تحول المصارف التقليدية في ليبيا نحو الصيرفة اإلسالمية :دراسة تطبيقية على مصرفي
الجمهورية والتجارة والتنمية ،ورقة بحثية مقدمة لمؤتمر الخدمات المالية اإلسالمية الثاني بـ ليبيا ،بتاريخ 04 :ماي ،2010ص.14
سياخن مريم ،متطلبات إنتهاج الصيرفة اإلسالمية في المصارف التقليدية الجزائرية ،مرجع سبق ذكره ،ص.121 3
177
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
تحوله إلى العمل المصرفي االسالمي إذ أن الجانب العقائدي للموظف وايمانه ومدى التزامه بأحكام الحالل
1
والحرام باإلضافة إلتقانه وتميزه في مجال عمله المصرفي أمر مهم جدا لنجاح فكرة التحول واستمرارها.
وبمعنى آخر القيام بإعداد الشخص المختص الذي يجمع بين األساس الديني العقائدي وبين الجانب الفني
2
والمصرفي.
3
.4التدرب والتثقيف الشرعي للعامليين قبل وبعد عملية التحول :وذلك من خالل:
أ .إنشاء مراكز تدريبية وتعليمية متخصص في العلوم المصرفية اإلسالمية ،وذلك إلعداد وتدريب وتخريج
إطارات مصرفية مؤهلة ،مثل إنشاء قسم خاص بالصيرفة اإلسالمية على مستوى المدرسة العليا للبنوك
بالجزائر العاصمة ،وكذلك طلب التكوين في الماستر المهني على مستوى الجامعات الجزائرية؛
ب .االستفادة من جهود بعض الهيئات والمنظمات اإلقليمية والدولية ،مثل IFSBو AAOIFIوغيرهما ،والتي
تعمل جاهدة وبشكل مستمر على تطوير الصيرفة اإلسالمية على المستوى الدولي ،وهي تفتح الباب لمساعدة
جميع المصارف الراغبة في التحول الى العمل المصرفي اإلسالمي؛
والمقصود بها هو إيجاد الطرق والنظم الفنية المحاسبية التي تتماشى مع العمل المصرفي اإلسالمي الذي
يستبعد الربا بكل أشكالها وصورها ،وذلك من خالل:
.1تبني المعايير الشرعية الصادرة عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،AAOIFI
كذلك المعايير المحاسبية الخاصة بالمؤسسات والمصارف التي وضعتها هيئة المحاسبة والمراقبة الشرعية
موسى أحمد عبدي عمر ،متطلبات تحويل المصارف التقليدية إلى المصارف اإلسالمية في ليبيا :دراسة ميدانية على مصرف 1
الجمهورية فرع طبرق ،رسالة ماجيستير في االقتصاد اإلسالمي ،جامعة مالك إبراهيم اإلسالمية الحكومية بماالنج ،أندونيسيا،2016 ،
ص.101
أحمد عبد العزيز النجار ،حركة البنوك اإلسالمية :حقائق األصل وأوهام الصورة ،شركة سبرينت ،الطبعة األولى ،القاهرة ،مصر، 2
،1993ص.498
178
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
للبحرين ،و التي تضع معايير محاسبة متوافقة مع المعايير المحاسبية المطبقة عالميا من جهة ،و المتوافقة
مع أحكام الشريعة اإلسالمية من جهة أخرى ،و مجلس الخدمات المالية اإلسالمية بماليزيا،و الذي يضع
القواعد االحت ارزية المتوافقة مع المعايير العالمية مثل معايير بازل من جهة ،و يراعي خصوصية العمل في
1
المصارف اإلسالمية من جهة أخرى؛
ب .إعداد القيود والنظم المحاسبية المالئمة لنشاط المصرف المتحول ،والتي تتماشى مع مختلف الصيغ
التمويلية اإلسالمية ،وكذلك طبيعة العمليات المصرفية اإلسالمية من حيث الموارد واالستخدامات ،وتنويع
2
األدوات االستثمارية ،إلى جانب أسلوب معالجة اإليرادات والمصروفات وتوزيع األرباح؛
جـ .ضرورة تطوير التقنيات واآلليات المساعدة على تحليل البيانات وقياس األداء داخل المصرف اإلسالمي؛
د .تصميم النماذج والعقود والسجالت التي يتطلبها العمل المصرفي اإلسالمي ،سواء باقتباس عقود بعض
المصارف اإلسالمية ،أو تعديل عقود المصرف المتحول نفسه.3
تعترض المصارف التقليدية الراغبة في التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي وعلى غرار المصارف
اإلسالمية في الجزائر خصوصا وفي العالم عموما العديد من العراقيل والعقبات وهذا راجع إلى كون غالبيتها
تنشط في بيئة عمل تقليدية تسيطر عليها القوانين الوضعية الربوية ،مما يجعل عملية التحول صعبة التحقيق،
ومن أبرز هذه العقبات ما يلي:
تتمثل أهم العقبات القانونية والتشريعية التي تواجه التحول إلى الصيرفة اإلسالمية فيما يلي:
عبدلي حبيبة ،عبدلي وفاء ،عبدلي هالة ،الصيرفة اإلسالمية في الجزائر :واقع وتحديات ،مجلة الحقوق والعلوم السياسية ،المجلد ،07 1
179
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
.1غياب القانون الخاص بعملية التحول الكلي والذي ينص صراحة بإمكانية تحول المصارف التقليدية إلى
العمل المصرفي اإلسالمي ،بل اقتصر فقط على صدور نظامين (النظام 1802والنظام )2002يسمحان
بالمصارف التقليدية بفتح نوافذ إسالمية للتعامل بالمنتجات اإلسالمية بعد الحصول على موافقة بنك الجزائر
وكذلك الحصول على شهادة المطابقة من طرف الهيئة الوطنية الشرعية لإلفتاء للصناعة المالية اإلسالمية؛
.2بالرغم من الترخيص الذي منحه بنك الجزائر لفتح النوافذ اإلسالمية لبعض المصارف التقليدية في
الجزائر إلى جانب المصارف اإلسالمية الناشطة (مصرف السالم وبنك البركة) ،إال أنه ال توجد التفرقة بين
العمل المصرفي اإلسالمي والعمل المصرفي التقليدي 1،فبنك الجزائر ال يزال يعتبر المصارف اإلسالمية
والمصارف التقليدية التي فتحت لها نوافذ إسالمية مثل باقي المصارف التقليدية التي تتعامل بالربا المحرم،
2
وهذا ما يتضح جليا من خالل أساليب الرقابة الكمية التي يطبقها بنك الجزائر على المصارف بدون استثناء:
أ .االحتياطي القانوني :حيث يلزم البنك المركزي المصارف التجارية باالحتفاظ بنسبة معينة من الودائع في
شكل رصيد دائم لديه ،وهذا ال شك أنه يعطل جزء من المال بدون الحصول على عائد عليه ألنه لم يستثمر،
وبالتالي التأثير على مداخيل وأرباح المصرف ،ولقد خفض بنك الجزائر معدل االحتياطي اإلجباري من %3
3
إلى %2ابتداء من 15فيفري 2021؛
ب .معدل إعادة الخصم :من المعلوم أن البنك المركزي يعتبر الملجأ األخير لإلقراض بالنسبة للمصارف
التجارية مقابل معدل فائدة محدد ،وهذا ال يجوز شرعا أن تتعامل به المصارف اإلسالمية ،حيث بلغ معدل
جعوتي سمير ،معوقات التمويل بصيغة المضاربة وسبل معالجتها في المصارف اإلسالمية في الجزائر ،مجلة بيت المشورة ،العدد ،12 2
البيان الصحفي الذي عقدته لجنة عمليات السياسة النقدية لبنك الجزائر بتاريخ 04فيفري 2021برئاسة محافظ البنك السيد رستم 3
180
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
إعادة الخصم المطبق حاليا من طرف بنك الجزائر نسبة %3بدل من %3.25وهذا ابتداء من 29أفريل
12020؛
جـ .تحدي السيولة :لما يحتاج المصرف التقليدي للسيولة فإنه عادة يلجأ إلى البنك المركزي باعتباره
المقرض االخير ،غير أن المصرف اإلسالمي ال يمكنه اللجوء إلى البنك المركزي 2،لالستفادة من تسهيالت
القرض الهامشي لمدة 24ساعة مقابل سعر فائدة محدد مسبقا ،كما أنه ال يمكنه اللجوء إلى سوق ما بين
البنوك للحصول على السيولة الالزمة بسبب الفوائد الربوية؛
.3تأخر صدور الموافقة النهائية من طرف الجهات المختصة بتحول المصرف التقليدي ،يترتب عنه
استمرار المصرف التعامل بالمعامالت الربوية ،أو التوقف عن النشاط مما قد يعرضه لخسائر مالية3؛
.4مشكلة التأخر في تعديل العقود الربوية خاصة التي قد يرفض أصحابها القيام بتعديلها بحكم القانون ما
4
يعني استم اررية المصرف في ممارسة المخالفات الشرعية وهو ما يؤدي إلى عرقلة وتأخير عملية التحول؛
.5عدم وجود مواد قانونية واضحة في القانون التجاري الذي يضبط عملية المضاربة وتحدد شروطها وكذلك
حقوق وواجبات األطراف المتعاقدة ،وكذا تحديد مسؤولية األطراف المتعاقدة عند ثبوت تقصير أحدهما؛
البيان الصحفي الذي عقدته لجنة عمليات السياسة النقدية لبنك الجزائر بتاريخ 29أفريل 2020برئاسة محافظ البنك السيد أيمن عبد 1
بن زكورة العونية ،التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر :آفاق وتطلعات ،المجلة المغاربية لالقتصاد والمناجمنت ،المجلد،07 2
سياخن مريم ،امكانية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء تجارب عالمية ،مرجع سبق ذكره ،ص.198 3
181
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
.1استحالة التخلص السريع من االستثمارات غير الشرعية المبرمة قبل التحول ،أو رفض شريحة من
العمالء تحويل عقودها إلى عقود إسالمية ،مما يؤدي بالمصرف المتحول باالستمرار في تلك العقود الربوية
1
وصرف الفوائد في األمور الخيرية.
.2صعوبة إيجاد الفقيه المتخصص باألحكام الشرعية المتعلقة بالمعامالت المالية للمصارف والفروع
اإلسالمية ،وكذا ضعف إلمام المراقبين الشرعيين بالعلوم المالية الحديثة ،كل هذا يؤدي إلى عدم استطاعة
الفقيه إبداء الرأي الشرعي في عدد من المسائل االقتصادية التي تواجهه أثناء عمله في المصرف اإلسالمي،
إلى جانب وجود نقص كبير في الموظفين المحترفين في الصيرفة اإلسالمية ،حيث أن أغلبهم لهم خبرات في
2
العمل المصرفي التقليدي،
.3التحدي الذي تواجهه عمل هيئة الرقابة الشرعية في الفرع أو النافذة اإلسالمية مع إدارة المصرف
التقليدي ،بسبب محاولة إدارة المصرف التقليدي التأثير عليها ،وأحياناً محاولة استصدار الفتاوى المناسبة لها
عن طريق صياغة سؤال بطريقة ناقصة ،أو مخالفة للواقع ،والخطأ في التصوير يؤدي إلى الخطأ في
3
الفتوى؛
.4ضيق صالحيات هيئات الرقابة الشرعية ،فقد يقتصر دورها فقط على الفتوى واإلرشاد ،وال تقوم بتقويم
األخطاء وتصحيحها وطرح البدائل الشرعية المناسبة ،مما يجعلها في شكل واجهة شرعية فقط تكمل باقي
الواجهات إلضفاء الصبغة اإلسالمية على المصرف المتحول ،وتحسين صورته أمام جمهور الناس لجذب
4
أكبر عدد ممكن من العمالء؛
.5عدم الجدية في تحري الفتاوى الشرعية الصحيحة ومحاولة تتبع رخص المذاهب واألقوال المرجوحة
مساعد بن راشد الجمهور ،تقييم تحول المصارف التقليدية إلى مصارف إسالمية :حالة دولة الكويت ،رسالة ماجستير في االقتصاد 1
حسن يوسف داود ،الرقابة الشرعية في المصارف اإلسالمية ،الطبعة األولى ،المعهد العالمي للفكر اإلسالمي ،القاهرة ،1996 ،ص 2
.34
فؤاد السرطاوي ,التمويل اإلسالمي ودور القطاع الخاص ،الطبعة األولى ،دار المسيرة ,عمان ,األردن ،1999،ص .90 3
182
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
لبعض العلماء وكذا الحيل الفقهية ،وتقليد من ال يجوز تقليده لمخالفته النص أو اإلجماع ،أو القياس
الجلي ،وهذا يؤدي إلى اضطراب األحكام الشرعية داخل المصرف ،مما يفقد ثقة العمالء في المصرف
المتحول وهذا قد يجر المصرف المتحول أو النافذة اإلسالمية إلى التوقف عن النشاط والزوال؛
. 6فقدان الثقة في النوافذ اإلسالمية الجزائرية المفتوحة والشكوك التي تتراود حول تعاملها بالربا ومصدر
أموالها الذي يعتقد أنه خليط بين الحالل والحرام ،أي تشكيك العمالء في ربوية النوافذ والفروع اإلسالمية
واجتنابهم التعامل بها من منطلق عدم االستقاللية التامة عن المصرف التقليدي الرئيسي واعتبارها استقاللية
1
إدارية وهيكلية فقط ،وتابعة له ماليا ورقابيا؛
يمكن تلخيص مجمل العقبات اإلدارية التي تواجه عملية التحول إلى العمل المصرفي االسالمي ضمن
النقاط التالية:
تعاني كل من المصارف اإلسالمية العاملة في الجزائر وكذلك مختلف النوافذ والفروع اإلسالمية التي تقدم
خدمات ومنتجات مالية إسالمية من نقص واضح في الموارد البشرية ذات الكفاءة والمؤهالت ،وكذلك الندرة
الواضحة لخريجي الجامعات والمدارس المتخصصة في الصيرفة اإلسالمية ،حيث أن أغلب العاملين بها من
أصحاب التكوين االقتصادي المالي والقانوني ،وال دراية لهم بقواعد االقتصاد اإلسالمي التي تعمل بها
2
المصارف اإلسالمية وال بفقه المعامالت المالية اإلسالمية؛
.2ابتعاد المصارف والنوافذ اإلسالمية عن األساليب التي تعتمد على كفاءة وأمانة العمالء كصيغة
كالمشاركة والمضاربة بسبب عدم توفر الخلق والسلوك اإلسالمي ،على الرغم من أن هذه األساليب تتفق مع
سياخن مريم ،متطلبات إنتهاج الصيرفة اإلسالمية في المصارف التقليدية الجزائرية ،مرجع سبق ذكره ،ص.127 1
دهيليس سمير ،آليات ومتطلبات تطوير الصيرفة اإلسالمية في الجزائر ،مداخلة مقدمة ضمن فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الرابع 2
حول :تفعيل دور التمويل اإلسالمي في القطاع المالي الجزائري ،المنعقد يومي 18-17أفريل 2018بجامعة البليدة ،2ص17
183
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
طبيعة عمل المصارف اإلسالمية وتعكس بصورة أكبر دورها االقتصادي ،فنجد أنها لجأت إلى البيع
1
بالمرابحة حيث بقل فيها االعتماد على العميل وأمانته؛
.3انعدام مراكز البحث المتخصصة في الصناعة المالية االسالمية وتوفير الدعم المادي والبشري لها،
إلجراء بعض الدراسات والبحوث التطبيقية ،لتطوير منتجات مصرفية إسالمية منافسة للمنتجات التقليدية
2
القائمة في السوق المصرفية؛
.4وجود قيادات مصرفية وموظفين يحتفظون بعقليات العمل المصرفي التقليدي ،فيتم التركيز على تطبيق
العمليات المصرفية المشابهة لها كالمرابحة مثال ،فيرتاحون لذلك التعامل ويقل تركيزهم على الصيغ التمويلية
3
االستثمارية المبنية على المشاركات أو المضاربات أو االستصناع وغيرها؛
أبو بكر علي محمد نريمي ،العمل المصرفي اإلسالمي في نيجيريا اإلمكانيات والتحديات ،رسالة ماجستير ،كلية الشريعة والدراسات 1
يونس شعيب ،تحرير الخدمات المالية وتحديات الصيرفة اإلسالمية ،مجلة جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية ،المجلد،31 2
184
الفصل الثالث :متطلبات التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وآفاقه
أدى تعدد األسباب التي دفعت المصارف التقليدية للتحول نحو العمل المصرفي اإلسالمي إلى تعدد
أشكال ممارستها من طرف المصارف التقليدية ،فمنها من اختارت التحول الجزئي من خالل تقديم
خدمات مصرفية إسالمية موازاتا مع خدماتها و منتجاتها التقليدية ،ومنها من قام بإنشاء نوافذ إسالمية
كوحدات إدارية ضمن الهيكل التنظيمي للمصرف ،وهناك من المصارف التقليدية من أنشأت فروعا إسالمية
مستقلة تقدم خدماتها من خالل خدمات و منتجات مصرفية إسالمية متكاملة ،وفي الجانب اآلخر
فإن بعض المصارف التقليدية قامت بالتحول كليا نحو العمل المصرفي اإلسالمي ،و قد أدى التنوع
في مداخل التحول إلى اختالف اآلراء و وجهات النظر بين المختصين في هذا المجال بين مؤيد و معارض
سواء من حيث التحول أصال نحو الصرفية اإلسالمية ،أو طريقة األفضل للتحول من أجل ضمان تحقيق
األهداف المسطرة للمصارف ،ولقد قمنا بدراسة المصارف التقليدية الجزائرية التي اختارت وتبنت مدخل فتح
النوافذ اإلسالمية لتقديم خدمات ومنتجات مصرفية إسالمية على غرار البنك الوطني الجزائري الذي بدأ
إلى جانب نشاطه وعمله المصرفي التقليدي ،كما تعرضنا ألهم بممارسة العمل المصرفي اإلسالمي
متطلبات وعقبات التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي في الجزائر.
185
الفصل الرابع:
تجارب بعض الدول في
التحول إلى الصيرفة
اإلسالمية
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
أصبحت الصيرفة االسالمية خالل السنوات األخيرة صناعة حديثة تستقطب اهتمام العديد من المصارف
والمؤسسات المالية الدولية واألطراف الفاعلة في النظام المالي العالمي ،ويعود ذلك الى النمو الهائل الذي
شهدته هذه الظاهرة أثر الطفرة النفطية التي اكتسحت المنطقة اإلسالمية والخليجية خصوصا تزامنا مع
صعود الصحوة اإلسالمية على صعيد عالمي واسع وتزايد الطلب على المعامالت المالية التي تراعي قيم
وأحكام الشريعة االسالمية.
حيث واكبت المصارف العالمية هذه الموجة المتصاعدة شرقا وغربا وسارعت في تكييف خدماتها المصرفية
وتنويع نشاطاتها لتلبية حاجيات العمالء من هذه الفئة من الجمهور بهدف استقطاب ما أمكن من رؤوس
األموال التي تبحث عن خدمات مطابقة لمعتقداتها وتعاليمها الدينية.
وأنشأت العديد من المصارف التقليدية عبر مختلف دول العالم فروعا ونوافذ إسالمية تقدم منتجات وخدمات
مصرفية إسالمية ،ومنهم من قام بالتحول كامال إلى العمل المصرفي اإلسالمي ،وفيما يلي نقوم بعرض
بعض التجارب العالمية الرائدة في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية.
187
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
المبحث األول :بعض التجارب العالمية في التحول الكامل إلى الصيرفة اإلسالمية.
لقد اختارت بعض المصارف مدخل التحول الكامل إلى العمل المصرفي اإلسالمي من خالل التخلي كليا
عن المعامالت والمنتجات المصرفية الربوية واحاللها بمنتجات ونشاطات مصرفية قائمة على مبادئ الشريعة
اإلسالمية ،حيث نقوم بعرض أهم هذه التجارب كما يلي:
األوس ساباا) في التحول إلى العمل المطلب األول :تجربة مصرف اإلمارات اإلسالمي ممصرف الرر
المصرفي اإلسالمي.
تأسس مصرف اإلمارات اإلسالمي(1بنك الشرق األوسط سابقا) بموجب المرسوم األميري الصادر عن
صاحب السمو حاكم إمارة دبي كبنك تقليدي ذو مسؤولية محدودة في إمارة دبي بتاريخ 3أكتوبر ،1975تم
إعادة تسجيل المصرف كشركة مساهمة عامة في يوليو ،1995وهو يخضع لرقابة مصرف اإلمارات العربية
المتحدة المركزي ،ويمارس المصرف نشاطه من خالل 61فرعا في اإلمارات العربية المتحدة يقدم المصرف
خدمات تمويلية ومصرفية ومنتجات متنوعة من خالل أدوات التمويل واالستثمار اإلسالمي.
في اجتماع الجمعية العمومية غير العادي المنعقد بتاريخ 10مارس 2004الموافقة على تحويل أنشطة
التحول بتاريخ 9أكتوبر ،2004 المصرف لتتوافق مع أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية ،واكتملت عملية ّ
بعد أن حصل المصرف على الموافقات المطلوبة من مصرف اإلمارات العربية المتحدة المركزي والدوائر
الحكومية المختصة بدولة اإلمارات العربية المتحدة.
ثانيا .مراحل تحول مصرف اإلمارات اإلسالمي إلى العمل المصرفي اإلسالمي.
مرت عملية تحول مصرف اإلمارات اإلسالمي إلى العمل المصرفي اإلسالمي عبر ثالثة مراحل مهمة
نذكرها كما يلي:
.1المرحلة األولى م : 2003نتيجة األداء غير مرضي لمصرف الشرق األوسط وعدم استطاعته التميز في
نشاطه إلى جانب أرباحه الضعيفة مقارنة بالمصارف المنافسة ،ارتأت إدارة المصرف على الزامية التحول
مصرف االمارات اإلسالمي ،التارير السنوي لسنة ،2018منشور على الموقع الرسمي للمصرف 1
188
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
إلى العمل في المجال المصرفي اإلسالمي ،حيث وقع اختيار إدارة المصرف على مدخل التحول الكلي
للصيرفة اإلسالمية ( مع التدرج في التحول وفي ظرف قياسي) من أجل ذلك بدأت إدارة المصرف بالقيام
باإلجراءات القانونية واإلدارية والشرعية الالزمة للتحول للصيرفة اإلسالمية.1
.2المرحلة الثانية م 10مارس : 2004بدأت مسيرة مصرف اإلمارات اإلسالمي حيث اتخذت إدارة
المصرف ق ار ار بالتحول الكلي للعمل المصرفي اإلسالمي في اجتماع الجمعية العمومية غير العادي ،وتمت
الموافقة على تحويل أنشطة المصرف لتتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية .وبدأت إدارة المصرف بتجديد
المصرف بما يتناسب مع وضعه الجديد ،حيث بدأت بتغير أدلة العمل وصيغ االستثمار وعقود التمويل بما
يتفق مع أحكام الشريعة اإلسالمية ،وقامت أيضا وضع برامج تدريبية مكثفة حول الصيرفة اإلسالمية وخاصة
حول الضوابط الشرعية وأدلة إجراءات العمل لصيغ التمويل اإلسالمي كما قامت بإنشاء هيئة رقابة شرعية
2
مهمتها التأكد من امتثال كافة المعامالت ألحكام الشريعة اإلسالمية.
.3المرحلة األخيرة م 07أكتوبر 2004تم االنتهاء من عملية التحول كليا للعمل المصرفي اإلسالمي
وذلك بعد حصول المصرف على الموافقات المطلوبة من طرف مصرف اإلمارات المركزي والدوائر الحكومية
3
المختصة بدولة اإلمارات ،وبدأ المصرف عمله كمصرف إسالمي تام.
ثالثا :تاييم أداء مصرف االمارات اإلسالمي بعد التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي.
لدراسة أثر التحول الكلي إلى العمل المصرفي اإلسالمي على أداء مصرف اإلمارات اإلسالمي ،وذلك
مباشرة بعد السنة التي عرف فيه المصرف عملية التحول وبعدها ،اعتمدنا على مجموعة من البيانات المالية
للمصرف وقد اعتبرنا الربع الثالث من عام 2004الحد الفاصل بين فترة ما قبل وما بعد التحول الكلي ،وفيما
يلي عرض أهم البيانات المالية لمصرف اإلمارات اإلسالمي:
سياخن مريم ،إمكانية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء تجارب عالمية ،مرجع سبق ذكره ،ص.268 2
189
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
الجدول رقم م : 04-01الاوائم المالية لمصرف اإلمارات اإلسالمي بعد التحول م20082004
الموجودات
المطلوبات
-سياخن مريم ،متطلبات إنتهاج الصيرفة اإلسالمية في المصارف التقليدية الجزائرية ،مرجع سبق ذكره ،ص.269
190
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
يبين الجدول أعاله أهم البيانات المالية لمصرف اإلمارات اإلسالمي مباشرة بعد التحول وتبنيه العمل
المصرفي اإلسالمي ،حيث نالحظ االرتفاع المستمر ألصوله المصرف خالل سنوات الدراسة
( )20082004نتيجة حجم التمويالت واالستثمارات المتزايدة من سنة ألخرى ،وهذا إن دل فإنما يدل على
اإلقبال الكبير للزبائن على المنتوجات اإلسالمية المقدمة من طرف المصرف ،كما نالحظ االرتفاع القياسي
للودائع خالل فترة الدراسة حيث انتقلت من 1.447ˏ351ألف درهم إماراتي خالل سنة 2004إلى
21.682ˏ564ألف درهم إماراتي بنسبة تغير بلغت %1398وهي نسبة جد إيجابية كدليل على الثقة التي
اكتسبها المصرف من الجمهور خالل فترة وجيزة لم تتعدى الخمس سنوات ،وهذا مما انعكس إيجابيا على
أرباح المصرف الذي عرفت ارتفاعا منذ أول سنة للتحول والتي كانت تقدر بـ 19ˏ570ألف درهم اماراتي
سنة 2004إلى أن بلغت 400ˏ583ألف درهم اماراتي سنة 2008شاهدة في ذلك ارتفاعا بنسبة تفوق
. %1946ˏ92
.2تاييم أداء المصرف بعد التحول .لدراسة أثر التحول الكلي إلى العمل المصرفي اإلسالمي على أداء
مصرف اإلمارات اإلسالمي قمنا بدراسة بعض المؤشرات.
أ .أثر التحول على سيولة المصرف :لدراسة هذا األثر يتم حساب نسبة السيولة السريعة ،وهذا لمعرفة مدى
قدرة المصرف على الوفاء بالتزاماته في الظروف الطارئة ،ويتم احتسابها بالمعادلة الرياضية التالية:
× %100 النقد +النقد لدى المصرف المركزي +النقد لدى المصارف األخرى
إجمالي الودائع
وتمثل الحدود المثلى لهذه النسبة من ٪30إلى ٪60وتعتبر متدنية إذا قلت عن ذلك ،بحيث يتعرض
المصرف إلى مخاطر السيولة ،أما إذا ارتفعت عن ذلك فهذا يشير إلى عدم قدرة المصرف على استخدام
1
أمواله بأساليب أكثر ربحية.
سياخن مريم ، ،إمكانية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء تجارب عالمية ،مرجع سبق ذكره ،ص272 1
191
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
الجدول رقم م : 04-02نسبة السيولة العامة لمصرف اإلمارات اإلسالمي بعد التحول م20082004
% 11.63 % 13.34 % 18.39 % 46.71 % 109.59 نسبة
السيولة
العامة
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على بيانات الجدول رقم ()04-01
نالحظ أن نسبة السيولة العامة في مصرف اإلمارات اإلسالمي في أول سنة من التحول كانت مرتفعة حيث
بلغت %109.59باعتبار أن الحدود المثلى لنسبة السيولة تقع بين %30و ،%60وهذا يدل على عجز
المصرف على توظيف موارده ،ثم بدأت النسبة في اإلنخفاض المستمر طوال مرحلة الدراسة ،ولقد عرفت
سنة 2005أفضل نسبة للسيولة العامة حين بلغت حدود ،%46.71كدليل على استفادة المصرف من
عملية التحول بعد قيامه بتوظيف أمواله في حدود المجاالت المثلى واستمر في عملية التوظيف بالرغم من
تدني نسب السيولة العامة عن المجاالت المثلى حيث وصلت في 2008إلى نسبة تقدر بـ %11.63
متحمال في ذلك خطر السحوبات المفاجئة للمودعين.
ب .أثر التحول على ربحية المصرف :يمكن قياس أثر التحول على ربحية المصرف من خالل ثالثة
مؤشرات أساسية:
* معدل نمو األرباح :وياصد به نسبة التغير في األرباح المحققة في السنة الحالية مقارنة بالسنة الماضية،
ويتم حسابها بتطبيق المعادلة التالية:
192
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
* العائد على حاو الملكية :وهو عبارة عن نسبة األرباح على االستثمار التي تعود على المساهمين في
صافي الربح المصرف ،ويتم حسابه بالعالقة التالية:
حقوق الملكية
* هامش الربح :حيث يدل على كفاءة المصرف في إدارة ومراقبة التكاليف ،فكلما ارتفع هذا المؤشر كلما دل
على كفاءة وقدرة المصرف على التحكم في التكاليف ،كما يقيس هذا المؤشر قدرة المصرف في تحقيق
1
األرباح الصافية وهي النسبة بين النتيجة الصافية واجمالي اإليرادات
%100 x
إجمالي اإلرادات
وبعد حساب مختلف مؤشرات السابقة الذكر تحصلنا على النتائج التالية:
% 67.94 % 103.07 % 172.65 % 120.13 - معدل نمو األرباح
% 23.92 % 17.89 % 12.16 % 5.05 % 2.39 العائد على حقوق الملكية
% 26.72 % 24.81 % 21.21 % 22.79 % 30.13 هامش الربح
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على البيانات المالية للجدول رقم ()04-01
فريد بن ختو ،تاييم ربحية البنوك التجارية :دراسة ماارنة لبنك البركة وبنك الرركة العامة الجزائريين خالل الفترة ،2015-2005 1
مجلة الدراسات االقتصادية الكمية ،المجلد ،06العدد ،01جامعة ورقلة ،الجزائر ،2020 ،ص.120
193
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
من خالل نتائج الجدول أعاله يتضح لنا جليا تحقيق المصرف لألرباح من سنة إلى أخرى حيث عرفت تزايد
مستمر خالل سنوات 2005و 2006ثم تراجعت خالل السنوات 2007و 2008لكن في االتجاه الموجب
وهذا راجع لألزمة المالية العالمية لسنة ،2008كما نالحظ االرتفاع المتزايد للعائد على حقوق الملكية وهذا
مؤشر جيد بالنسبة للمساهمين في المصرف مما يسمح لهم بالحصول على األرباح وهذا يدعم ويؤكد لهم
قرارهم الصائب في اختيارهم التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي ،أما فيما يخص هامش الربح فقد شهد
تذبذبا وعدم االستقرار صعودا ونزوال ،فبعدما كان يمثل نسبة %30.13سنة 2004بدأ بالتراجع خالل
السنوات 2005و 2006على التوالي ويمكن تفسير ذلك بعجز المصرف
على التحكم في مختلف المصاريف المتعلقة بنشاطه ،ثم شهدت السنوات 2007و 2008على التوالي
ارتفاعا في هامش الربح.
ولمعرفة ذلك نقوم بحساب معدل توظيف الموارد المتاحة لدى المصرف ،معنى ذلك أن نقيس مدى كفاءة
البنك في توظيف األموال المتاحة لديه من أجل تحقيق العوائد عليها ،ويتم حسابه حسب المعادلة التالية:
مجموع االستثمارات
× %100
ولقد قمنا بحساب معدل توظيف الموارد المتاحة لدى المصرف فتحصلنا على النتائج التالية:
194
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
الجدول رقم م : 04-04أثر التحول على توظيف الموارد المتاحة لدى مصرف اإلمارات اإلسالمي
% 99.63 % 92.62 % 84.30 % 62.22 % 44.83 المعدل
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على البيانات المالية للمصرف والمدونة في الجدول ()04-01
من خالل النتائج المحصل عليها في الجدول أعاله يمكن القول أن مصرف اإلمارات اإلسالمي قد نجح في
توظيف موارده المتاحة بأحسن شكل ،فقد عرفت نسبة التوظيف تزايدا مستم ار بدءا من 2004والتي كانت
في حدود %45تقريبا ،إلى أن وصلت إلى أعلى مستوياتها بعد 5سنوات من التحول أين بلغت نسبة
.%99.63
المطلب الثاني :تجربة مصرف األهلي المتحد الكويتي ممصرف الكويت والرر األوس ساباا) في التحول
إلى العمل المصرفي اإلسالمي.
هو شركة مساهمة عامة كويتية تم تأسيسه في 27جانفي ،1971وهو في حقيقة األمر كان ثمرة تحالف
كل من بنك فارس اإلمبريالي الكويتي والبنك البريطاني للشرق األوسط سنة ،1941حيث حصل هذا األخير
على حقوق اإلمتياز والترخيص ،ومباشرة بعد انقضاء فترة االمتياز أصبح المصرف ملكا لدولة الكويت وهذا
في سنة 1971وقام بتغيير اسمه إلى "بنك الكويت والشرق األوسط ،"1وتتمثل أغراض المصرف األساسية
2021/07/02
195
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
التي أنشئ من أجلها بالقيام بكافة األعمال والخدمات المصرفية وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية ويخضع
لرقابة بنك الكويت المركزي.
بدأ المصرف عملياته كمصرف إسالمي اعتبا ار من 01أفريل 2010واعتبا ار من ذلك التاريخ تنفذ كل
1
أنشطتة وفقاً لمبادئ الشريعة اإلسالمية المعتمدة من قبل هيئة الفتوى والرقابة الشرعية لدى المصرف.
وفي االجتماع الحادي واألربعين للجمعية العامة العادية التي انعقدت في 14جويلية 2008عبر مساهمو
مصرف الكويت والشرق األوسط عن رغبتهم وارادتهم في التحويل إلى العمل المصرفي اإلسالمي بقرارهم
الذي حظي باإلجماع ،لينطلق المصرف بعدها بتنفيذ عملية التحول وفق خطته االستراتيجية ،وعكف على
إعداد خطط وأنشطة المصرف وجميع معامالته بما يتفق وأحكام الشريعة اإلسالمية.
ثانيا :مراحل تحول مصرف األهلي المتحد إلى العمل المصرفي اإلسالمي.
2
مرت عملية تحول مصرف األهلي المتحد إلى العمل المصرفي اإلسالمي عبر المراحل التالية:
.1المرحلة األولى مجويلية : 2008تعتبر هذه المرحلة بداية لعملية التحول من العمل المصرفي التقليدي
الربوي إلى العمل المصرفي اإلسالمي ،ولقد اختار المصرف مدخل التحول الكلي إلى الصيرفة اإلسالمية
حيث باشر المصرف إجراءات التحول مباشرة بعد عقد الجمعية العامة العادية للمصرف وبعد تقديم طلب
التحول إلى بنك الكويت المركزي.
.2المرحلة الثانية م فيفري : 2009قام بنك الكويت والشرق االوسط بتوقيع اتفاقية مع مجموعة أنظمة
كمبيوتر متكاملة عالمية تقدم من خاللها مجموعة من الحلول والخدمات التقنية في إطار الخطوات التنفيذية
التي يقوم بها المصرف في هذه المرحلة من التحول التي يحتاج فيه إلى شركاء ذوي خبرة لإلسهام في عملية
التحول للنظام االسالمي وفقا للخطة الزمنية المسطرة والتي أقرها مصرف الكويت المركزي ،كما استعان
المصرف بهيئة استشارية شرعية لمساعدة كوادره المصرفية واإلدارية في تنفيذ وانجاح عملية التحول ،ذلك أن
https://www.ahliunited.com.kw/Library/Assets/Gallery/FinancialStatements/AUBK%20FS%2031%
20Dec%202020%20-%20Arabic.pdfتاريخ اإلطالع . 2021/07/02 :
196
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
هذه العملية تتطلب التعاون مع مجموعة من الشركاء لتلبية احتياجات المصرف وانجاز عملية التحول حسب
برنامج مصرف الكويت المركزي.
.3المرحلة الثالثة مديسمبر : 2009حصول المصرف على الموافقة النهائية من طرف بنك الكويت
المركزي على تحول أنشطته للعمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية وهذا بعد إتمام المصرف لجميع إجراءات
التحول ،وكذلك بعد التعديالت المقترحة على قانونه األساسي منها تعديل اسم المصرف.
.4المرحلة الرابعة مجانفي : 2010وافات الجمعية العامة غير العادية على تعديل عقد التأسيس والنظام
األساسي للمصرف ،وكذلك تغيير اسم المصرف ليصبح المصرف األهلي المتحد ،كما تم الموافقة النهائية
على تحويل نشاط وعمل المصرف من النظام التقليدي إلى العمل المصرفي االسالمي ،والموافقة وتحديد
موعد بدء نشاط المصرف اإلسالمي ،ووافق المساهمون أيضاً على تعيين هيئة الفتوى الرقابة الشرعية ومدة
عضويتهم وتحديد مكافاتهم.
.5المرحلة الخامسة ممارس : 2010في هذه المرحلة تم صدور قرار وزير المالية رقم 14لسنة 2010
بشطب مصرف الكويت والشرق األوسط من سجل المصارف التقليدية ،وتسجيله في سجل المصارف
اإلسالمية تحت رقم 05باالسم الجديد :المصرف األهلي المتحد ،بحيث يبدأ المصرف في مزاولة نشاطه
وفقاً ألحكا الشريعة اإلسالمية اعتبا اًر من تاريخ نشره بالجريدة الرسمية في 01أفريل .2010
ثالثا :تاييم أداء مصرف األهلي المتحد بعد التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي.
لدراسة أثر التحول الكلي إلى العمل المصرفي اإلسالمي على أداء مصرف األهلي المتحد ،وذلك مباشرة
بعد السنة التي عرف فيه المصرف عملية التحول وبعدها ،اعتمدنا على مجموعة من البيانات المالية
للمصرف وقد اعتبرنا عام 2010الحد الفاصل بين فترة ما قبل وما بعد التحول الكلي ،وفيما يلي عرض أهم
البيانات المالية لمصرف األهلي المتحد:
197
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
الجدول رقم م : 04-05الاوائم المالية لمصرف األهلي المتحد بعد التحول م20142010
الموجودات
المطلوبات
-بوطبة صبرينة ،رايس حدة ،تقييم تجربة تحول بنك الكويت والشرق األوسط إلى بنك األهلي المتحد اإلسالمي ،مجلة أبحاث
اقتصادية وادارية ،المجلد ،10العدد ،02جامعة بسكرة ،الجزائر ،2016 ،ص.92
198
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
من خالل بيانات الجدول أعاله والمستخرجة من القوائم المالية للسنوات من 2010إلى 2014لمصرف
األهلي المتحد نالحظ أن إجمالي الموجودات أخذ منحنى تصاعدي مباشرة بعد تحول المصرف إلى العمل
المصرفي اإلسالمي ،حيث بلغت نسبة التغير في إجمالي الموجودات خالل فترة الدراسة إلى حوالي ،%45
كما نالحظ تذبذب في حجم النقدية والحسابات الجارية فبعدما عرفت ارتفاعا ملحوظا خالل سنة 2011
والتي تعتبر أعلى نسبة تم تحقيقها مقارنة بسنوات الدراسة ،لوحظ تذبذب في القيم المحققة خالل باقي
السنوات إال أنه تجدر اإلشارة أن نسبة التغير بقيت موجبة مقارنة بسنة ،2010أما بخصوص االستثمارات
فقد شهدت ارتفاعا مستم ار طوال فترة الدراسة محققة في ذلك نسبة زيادة تقدر بحوالي %228في سنة
،2014كما لوحظ عدم استقرار منحنى الموجودات الثابتة والموجودات األخرى التي شهدت صعودا ونزوال
في القيم خالل فترة الدراسة.
أما فيما يتعلق بجانب المطلوبات فقد عرفت الودائع طوال فترة الدراسة ارتفاعا عدا سنة 2012التي عرفت
انخفاضا يقدر بنسبة ( ،)%0.65لكن سرعان ما عاودت االرتفاع حيث بلغت نسبة التغير في سنة 2014
بحوالي ،%49.50أما حقوق الملكية فنالحظ ارتفاعها المستمر خالل سنوات الدراسة بنسبة تغير قدرت
بحوالي %27.90سنة 2014وهذا بطبيعة الحال ينعكس على نسبة األرباح التي حققها المساهمين نتيجة
ارتفاع حجم االستثمارات.
لدراسة أثر التحول الكلي إلى العمل المصرفي اإلسالمي على أداء مصرف األهلي المتحد اعتمدنا على نفس
المؤشرات المطبقة على مصرف اإلمارات اإلسالمي.
بعد حساب نسبة السيولة السريعة لمصرف األهلي المتحد تحصلنا على النتائج التالية:
199
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
الجدول رقم م : 04-06نسبة السيولة العامة لمصرف األهلي المتحد بعد التحول م2014-2010
% 26ˏ65 % 30ˏ15 %32ˏ44 % 37ˏ93 % 33ˏ08 نسبة السيولة العامة
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على بيانات الجدول رقم ()04-05
نستنتج من الجدول أعاله أن نسبة السيولة العامة في مصرف األهلي المتحد متحكم فيها منذ في أول سنة
من التحول إلى غاية 2013وهذا باعتبارها محصورة بين الحدود المثلى لنسبة السيولة ( %30و )%60عدا
سنة 2014التي عرفت فيه نسبة السيولة العامة انخفاضا دون الحدود المثلى ،وهذا يدل نجاح المصرف
بتوظيف الموارد المتاحة مع إبقاءه لنسبة معتبرة من السيولة لمواجهة السحوبات المفاجئة للمودعين ،وعليه
فإنه يمكن القول أن التحول أثر إيجابيا على نسبة السيولة لدى مصرف األهلي المتحد.
ب .أثر التحول على ربحية المصرف :كما أشرنا في التجربة السابقة فإنه يمكن قياس أثر التحول على ربحية
المصرف من خالل ثالثة مؤشرات أساسية:
* هامش الربح
وبعد حساب كل المؤشرات المذكورة أعاله خلصنا إلى النتائج الموضحة في الجدول الموالي:
200
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
% 14.14 % 13.13 % 13.04 % 11.46 % 10.34 العائد على حاو الملكية
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على بيانات الجدول رقم ()04-05
نالحظ من خالل نتائج المتحصل عليها أن المصرف عرف تذبذبا في منحنى األرباح حيث شهدت التراجع
خالل سنوات 2011و 2012أين حققت نسبة زيادة في األرباح بلغت ،%48.5ثم بدأت في تراجعت
خالل السنوات 2013و 2014لكن في اتجاهها الموجب ،كما نالحظ االرتفاع المستمر للعائد على حقوق
الملكية وهو في صالح المساهمين في المصرف حيث يسمح لهم بالحصول على األرباح ،أما بخصوص
هامش الربح فبدوره أيضا عرف إرتفاعا متزايدا طوال سنوات الدراسة وهذا دليل على قدرة المصرف على
التحكم ومراقبة التكاليف ،حيث بلغت نسبة التغير في هامش الربح المحقق حوالي %33.82في سنة
.2014
جـ .أثر التحول على توظيف الموارد المتاحة للمصرف :يتم حسابه لمعرفة مدى كفاءة البنك في توظيف
األموال المتاحة لديه من أجل تحقيق العوائد عليها ،وبعد تطبيق المعادلة المذكورة عند تقييم تحول مصرف
اإلمارات اإلسالمي توصلنا إلى النتائج المدونة في الجدول أدناه:
201
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
الجدول رقم م : 04-08أثر التحول على توظيف الموارد المتاحة لدى مصرف األهلي المتحد
% 72ˏ31 % 70ˏ15 % 64ˏ77 % 69ˏ18 % 33ˏ08 النسبة
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على البيانات المالية للمصرف والمدونة في الجدول ()04-05
نالحظ من خالل نتائج الجدول أن مصرف األهلي المتحد استطاع توظيف الموارد المتاحة بشكل جيد ،وهذا
ما تبين جليا من خالل نسبة توظيف الموارد المتاحة للمصرف التي شهدت ارتفاعا مستم ار خالل مدة الدراسة
عدا سنة 2012التي عرفت انخفاضا إال أنه يبقى دائما في حالته الموجبة ،ثم عاودت النسبة في اإلرتفاع
خالل السنوات 2013و 2014والتي بلغت نسبة ارتفاع في سنة 2014تقدر بـ ،% 118.60وهذا ان دل
على شيء فإنما يدل على األثر اإليجابي لعملية التحول على توظيف الموارد المتاحة للمصرف بصفة
خاصة وعلى نشاط المصرف بصفة خاصة.
ومن خالل استعراض تجربة مصرف اإلمارات اإلسالمي ومصرف األهلي المتحد للتحول للعمل المصرفي
اإلسالمي دفعة واحدة (التحول الكلي) يمكن القول أن تحولهما من بنك تقليدي إلى بنك إسالمي عرف نجاحا
كبيرا ،وهذا ما يظهر لنا من خالل تحسن األداء المالي للمصرفين من سنة ألخرى مما يجعلهما نموذجا
يحتذى به من طرف المصارف الراغبة في التحول على العمل المصرفي اإلسالمي.
202
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
المبحث الثاني :بعض التجارب العالمية في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية عن طريق فتح
فروع إسالمية.
اختار العديد من المصارف التقليدية عبر العالم مدخل التحول إلى الصيرفة اإلسالمية بفتح فروع لها تمارس
وتختص في تقديم منتجات وعمليات الصيرفة اإلسالمية ،وفيما يلي نقوم باستعراض بعض هذه التجارب.
وقد أسس البنك هيئته الشرعية عام 1996م ،وتحول وفي سنة 1999م دخلت الحكومة السعودية ممثلة في
2
صندوق االستثما ارت العامة مساهمة بأغلبية ملكية البنك.
وكان عام 2014م واحداً من أهم المحطات في مسيرة البنك األهلي ،إذ شهد حدث مهم في تاريخ البنك
بطرح %25من أسهمه لالكتتاب العام.
ويعكس نموه وتطوره على مدار ثمانية وستين عاماً مواكبته لمسيرة المملكة صوب الحداثة والتقدم ،واليوم
يحتل البنك األهلي السعودي موقعاً ريادياً بين المؤسسات المالية مع تجاوز قاعدة عمالئه 7.4مليون عميل،
يلبي احتياجاتهم من خالل منتجات وخدمات متميزة وحلول مبتكرة تسخر التقنية الحديثة لتصل بتجربة
ٍ
آفاق جديد ،إضافة إلى تلبية احتياجاتهم من الخدمات والمنتجات المتوافقة مع الشريعة العمالء إلى
اإلسالمية.
يأتي البنك األهلي التجاري في المرتبة األولى من حيث مجموع األصول وحقوق الملكية وصافي الدخل في
3
السعودية ،ثم يليه شركة الراجحي المصرفية ثم بنك الرياض ،ثم مجموعة سامبا المالية
غوال نادية ،بلهادف رحمة ،مدى التزام المصارف اإلسالمية باواعد الحوكمة :البنك األهلي التجاري السعودي نموذجا ،مجلة مينا 2
203
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
ثانيا :مراحل تحول البنك األهلي التجاري إلى العمل المصرفي اإلسالمي.
كانت فكرة التحول للعمل المصرفي اإلسالمي في البنك األهلي التجاري محل نظر واهتمام مساهمي البنك
منذ أكثر من عشرين سنة ،إيمانا منهم بمشروعيته وتحقيقا لرغبات عمالء البنك للتوجه نحو العمل المصرفي
اإلسالمي ،حيث قام مالك البنك بتتبع مختلف التجـارب التطبيقيـة للبنـوك اإلسالمية التي اختارت التحول إلى
الصيرفة اإلسالمية وكذا المشاركة في الندوات والمؤتمرات الخاصة بالمصرفية اإلسالمية عربيا وعالميا.
ولقد مرت تجربة تحول البنك األهلي التجاري إلى الصيرفة االسالمية بالمحطات التالية:1
.1في بداية الثمانينات من القرن الميالدي الماضي تم عمل دراسة لتقديم منتجات مصـرفية إسـالمية في
مجال جذب وتشغيل األموال ،ولم تلق هذه الدراسة صدى عند التطبيق.
.2في منتصف الثمانينات كانت محاوالت مبكرة إلدخـال العمـل المصرفي اإلسالمي ضمن أنشطة البنك،
وتم االستعانة بالخبراء لهذ الغرض ،وتم تصميم عدة نماذج وأدلة العمل ،ولم تلق المجهودات المقدمة قناعة
اإلدارة العليا ،ولم تدخل حيز التطبيـق ،كما تم اقتراح انشاء فرع لبنك إسالمي تساهم فيه كل بنوك المملكة
كمعمل تجـارب للمصـرفية اإلسالمية لكن لم تلق الفكرة صدا من طرف المصارف.
.3في عام 1987تم إنشاء صندوق األهلي للمتاجرة العالمية في السلع وهو أول صندوق اسـتثمار إسـالمي
يعمل وفق صيغة المرابحة في تجارة السلع الدولية.
.4فــي عــام 1990تــم إنشــاء أول فــرع إســالمي تجريبــي يقــدم الخــدمات المص ـرفية اإلســالمية 2بمدينــة جــده
بقرض شخصي من مدير عام البنك آنذاك .وبسبب النجاح الذي حققه الفـرع زاد ذلـك قناعـة لـدى إدارة البنـك
بضرورة إنشاء إدارة مستقلة يسند لها تنمية وتطوير العمل المصرفي اإلسالمي.
.5في عام 1992تم إنشاء إدارة الخدمات المصـرفية اإلسـالمية والتـي قامـت بـدورها بإنشـاء وتحويـل الفـروع
ال ــى العم ــل المصـ ـرفي اإلس ــالمي ،وأس ــندت اليه ــا مهم ــة تحوي ــل 26فرع ــا كمرحل ــة أول ــى ،ولق ــد أعط ــي له ــا
االستقالل المالي واإلداري عن بقية إدارات وفروع المصرف.
.6في 1996تم هيئة للرقابة الشرعية تتكون من ثالثة علماء من فقهاء الشريعة واالقتصاد اإلسالمي.
مصطفى إبراهيم محمد مصطفى ،مرجع سبق ذكره ،ص .68 1
تارير االستدامة لتميز األعمال لبنك األهلي التجاري لسنة ،2008ص.31 2
204
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
.7فـي 1999تـم تعيـين م ارقــب شـرعي لإلشـراف علـى مراقبــة أداء ادارة الخـدمات المصـرفية اإلسـالمية وكــذا
كــل الفــروع التــي تــم تحويلهــا للمص ـرفية اإلســالمية للحــرص علــى مــدى التزامهــا بق ـ اررات الهيئــة الشــرعية ،وتــم
تكــوين وحــدة للرقابــة الشــرعية والتــدقيق الشــرعي لتعمــل تحــت إشـراف الم ارقــب الشــرعي لتســاعد الهيئــة الشــرعية
على تأدية مهمتها ،ورفع التقارير للمراقب الشرعي وهيئة الرقابة الشرعية.
.8مع نهاية 2002وصل عدد الفروع المحولة الى 72فرعا وذلك بتحويل كل فـروع منـاطق القصـيم ومكـة
المكرم ــة والمدين ــة المن ــورة للعم ــل المصـ ـرفي اإلس ــالمي ،كم ــا ت ــم الس ــماح للف ــروع التقليدي ــة بتق ــديم المنتج ــات
المصرفية اإلسالمية بعد الحصول على موافقة الهيئة الشرعية على تقديم المنتجات المصـرفية اإلسـالمية بكـل
فروع البنك كمرحلة تمهيدية لتحويل كل الفروع للعمل المصرفي اإلسالمي.
.9فــي نهايــة 2004وصــل عــدد الفــروع المحولــة الــى المص ـرفية اإلســالمية 111فرعــا مــن عــدد الفــروع
اإلجمالية التي وصلت الى 248فرعا وقد تم تشكيل لجنة للعمل المصرفي اإلسالمي من اإلدارة العليا بالبنك
وتقيم خطط التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي.
لتشرف وتتابع ّ
.10فــي 2005بعــد التحويــل النــاجح لشــبكة فــروع البنــك الخاصــة بخــدمات األف ـراد إلــى نظــام الصــيرفة
اإلســالمية ،وفــي ســبيل تعزيــز نمــو العمــل المص ـرفي اإلســالمي فــي مختلــف وحــدات األعمــال ،أســس البنــك
مجموعة تطوير الصيرفة اإلسالمية .وجاء تأسيس هذه المجموعة على أمل أن تصـبح مـرد مركـ اًز للتميـز لكـل
إص ــدارات البن ــك م ــن المنتج ــات المصـ ـرفية اإلس ــالمية وتق ــديم ال ــدعم لك ــل وح ــدات األعم ــال ف ــي س ــبيل تنفي ــذ
اســتراتيجية البنــك فــي الصــيرفة اإلســالمية وضــمان االلت ـزام التــام بالش ـريعة اإلســالمية فــي كــل إصــداراته مــن
المنتجــات المص ـرفية اإلســالمية ،1.وقــد بلــغ عــدد الفــروع المحولــة للمص ـرفية اإلســالمية فــي هــذا التــاريخ 161
فرعا بنسبة %65من إجمالي فروع المصرف.
ويبلــغ حاليــا عــدد الفــروع اإلســالمية لــدى بنــك األهلــي التجــاري بـ ـ 434فرع ـاً ،و 315جهــاز خدمــة ذاتيــة ،و
2
,623صرافاً آلياً.
تارير االستدامة لتميز األعمال لبنك األهلي التجاري لسنة ،2008ص.31 1
205
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
.11في :2006أعلن المصرف عن استكمال تحويل كل فروعه إلى العمل المصرفي اإلسالمي.
.12في :2007أنشأ المصرف «مجموعة تطوير العمل المصرفي اإلسالمي» للتأكد من االلتـزام بالضـوابط
الشــرعية الصــادرة عــن الهيئــة الشــرعية ،وتطــوير المنتجــات المصـرفية اإلســالمية ،واعــداد البحــوث والد ارســات
1
واقامة المؤتمرات والندوات التي تخدم الهدف األساسي للمصرف.
.13في :2009أعلنت دائرة المصرف التحول التام إلى العمل المصرفي اإلسالمي في جميع فروعها.
وتم إنشاء «مجموعة تطـوير الصـيرفة اإلسـالمية» سـنة 2008والتـي تتـولى إدارة العالقـة بـين الهيئـة الشـرعية
ووحدات األعمال في المصرف والشركات الفرعية التابعة لها ،2وهذا ما يظهر في الشكل التالي:
المصدر :نشرة إصدار البنك األهلي التجاري الصادرة عن هيئة السوق المالية السعودية بتاريخ 2014/09/21ص.44
قمومية سفيان ،بلعزوز بن علي ،النوافــذ اإلسالميــة بالبنــوك التاليديــة كمدخل للتحـول الكـلي إلى المصرفيــة اإلسالميـة :دراسة تجربة 1
206
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
ثالثا :المنتجات واألعمال المصرفية اإلسالمية المادمة من طرف البنك األهلي التجاري.
يقدم البنك األهلي التجاري إلى جانب الخدمات المصرفية التقليدية منتجات وأعمـال مصـرفية مطابقـة ألحكـام
الشريعة اإلسالمية تحت رقابة هيئة الفتوى والرقابة الشرعية.
.1المنتجــات اإلســالمية المادمــة مــن طــرف البنــك األهلــي التجــاري :تتمثــل أهــم المنتجــات اإلســالمية التــي
يقدمها البنك األهلي التجاري فيما يلي:
أ .منـت تيسـير األهلــي :عبـارة عـن أداة إسـالمية يقــدمها المصـرف لعمالئـه الـذين يرغبــون فـي الحصـول علــى
التمويل النقدي ،وهو منتج مبنـي علـى عمليـة التـورق اإلسـالمي ومجـاز شـرعا مـن طـرف هيئـة الفتـوى والرقابـة
الشـرعية ،صــورة هــذا المنــتج هــي قيــام العميــل بشـراء ســلعة معينــة يحوزهــا المصــرف ويعرضــها علــى عمالئــه،
ويشــتريها العميــل ألجــل أو بالتقســيط ثــم يعــاود بيعهـا لطــرف ثالــث والــدفع يكــون فــي الحــال حيــث يلجــأ العمــالء
لهذه التقنية للحصول على النقد ،حيث تراقب هيئـة الرقابـة الشـرعية جميـع خطـوات هـذه العمليـة لضـمان التـزام
1
المصرف بمبادئ الشريعة اإلسالمية.
ب.بطاقة تيسير األهلي 2:وهي البطاقة التي تتيح للعميل سداد قيمة مشترياته على شكل أقساط مريحة عن
طريق صيغة التورق المجازة من طرف هيئة الفتاوى والرقابة الشرعية ،ومبدأ عملها يقوم على قيام العميل
بتوقيع اتفاقية مع البنك األهلي لتنظيم آلية استخدام البطاقة ،وااللتزام بكافة الشروط واألحكام العامة لها ،بعد
ذلك يحق للعميل استخدام البطاقة في شراء السلع أو االنتفاع بالخدمات أو السحب النقدي ،وعندما يحين
وقت تسديد المبلغ ،الذي تعين في ذمة حامل البطاقة فهو بالخيار ،فإما أن يسدده مباشرة ،أو أن يسدده من
خالل التورق المصرفي.
عمر يوسف عبد هللا عبابنه ،مداخلة بعنوان « البطاقات اإلئتمانية ودورها في التور المصرفي :دراسة حالة ،ضمن فعاليات المؤتمر 2
العلمي األول تحت عنوان «التورق المصرفي والحيل الربوية» ،المنعقد بجامعة علجون الوطنية ،األردن ،يومي 25-24أفريل
،2012ص.8-6
207
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
ففي هذه الحالة يقوم بنك األهلي ببيع العميل سلعة معينة يملكها ،ويتحمل البنك ضمان قبضها حكميا ،بحيث
يوازي ثمن السلعة األصلي قيمة المبلغ المستحق على العميل ،وال بد أن يكون هذا البيع بثمن مقسط ،وبعد
ذلك يبيع بنك األهلي السلعة نفسها لطرف ثالث ،بثمن نقدي حال ،ثم يسدد بهذا المبلغ الذي حصل عليه
مقابل بيعه للسلعة المبلغ المستحق على حامل البطاقة.
.2األعمال المصرفية اإلسالمية المادمة من طرف البنك األهلي التجاري 1:هي شكل من أشكال األعمال
المصرفية الحديثة التي تستند إلى مفاهيم الشرع اإلسالمي وتتوافق مع أحكامه ،فيما تشجع التمويل القائم
على تقاسم المخاطر بدالً من دعم التمويل القائم على العائدات الثابتة المحددة مسبقاً.
تدعم األعمال المصرفية من البنك األهلي السعودي الخاصة بالشركات كافة احتياجات الشركات ،مع توفير
حلول مصرفية إسالمية تبدأ من التمويالت المحددة والخدمات التجارية ووصوالً إلى منتجات إدارة النقد .
أ .المرابحة :وهي بإيجاز عقد بيع بين البنك (باعتباره بائعا للسلعة) وبين العميل (باعتباره المشتري) مع
بناء على طلب العميل ثم يقوم البنك
التصريح بتكلفة شراء البنك للسلعة ،ويقوم البنك بشراء سلع محددة ً
ببيعها على العميل بسعر يتم االتفاق عليه من الطرفين.
* شراء األصل؛
* بيعه إلى العميل بعد اإلفصاح عن تكلفة الشراء ونسبة األرباح المطلوبة.
ب .المراركة :والتي تعني حرفياً «الشراكة» ،وهي عقد يقوم فيه طرفان أو أكثر بالمشاركة في رأس مال
مشروع مشترك والمشاركة في األرباح والخسائر لهذا المشروع .هذا النوع من التمويل هو مشاركة في التمويل
بين البنك والعميل حيث يتفق الطرفان على طبيعة الشراكة ويقومان بتحديد دور كل منهما.
208
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
جـ .اإلجارةخيارات تأجير ميسرة :يادم البنك األهلي السعودي لعمالئه من الشركات إمكانية تأجير المعدات
أو العقارات .وذلك وفق عقد يسمى اإليجار مع الوعد بالتمليك ،وينص العقد على خيار شراء السلع في نهاية
مدة اإلجارة.
د .التور مرراء وبيع السلع :يقدم البنك األهلي السعودي لعمالئه من الشركات خدمات التمويل المتوافقة
مع أحكام الشريعة اإلسالمية استناداً إلى مبدأ التورق ،وهو شراء العميل السلعة من البنك بسعر مؤجل ثم
بيعها إلى طرف ثالث بسعر أقل .يقوم نظام التورق المطبق في البنوك حالياً على المبدأ ذاته باستخدام آلية
مختلفة .
1
رابعا .بعض مؤررات العمل المصرفي اإلسالمي لبنك األهلي التجاري خالل سنة .2020
حقق البنك األهلي مستوى عال في االلتزام الشرعي وتحقيق المعايير الشرعية الصادرة عن الهيئة الشرعية
في مختلف أعمال البنك وأقسامه وادارات وقد اتخذ البنك إجـراءات إضافية لتحقيق مزيد من النمو في
المصرفية اإلسالمية في البنك كإعطاء األولوية للمنتجات اإلسالمية وبناء ودعم أنظمة بالبنك الخاصة
209
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
بالمصرفية اإلسالمية ومشاريع التطوير والتنفيذ ،وكذلك رفع نسبة الوعي بالمصرفية اإلسالمية عن طريق
نشر الرسائل التوعوية الشهرية لموظفيه وكذلك عقد الملتقيات والندوات وطرح اإلشكاالت والحلول التي
تعترض نمو المصرفية اإلسالمية بشكل عام واستحداث منتجاتها وخدماتها بشكل خاص.
وفيما يلي أهم مؤشرات التقدم في المصرفية اإلسالمية للسنة المالية 2020لبنك األهلي التجاري:
.1بلغت أصول البنك خالل العام 2020م 599مليار ريال سعودي منها %79أصول متوافقة مع
الضوابط الشرعية مقارنة بنسبة %77في سنة 2019؛
.2بلغت المطلوبات قي البنك األهلي التجاري 519مليار ريال سعودي خالل عام 2020م منها %85من
مصادر متوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية مقارنة بنسبة %77في سنة 2019؛
.3بلغت نسبة التمويالت المتوافقة مع الضوابط الشرعية نسبة %87من إجمالي تمويالت البنك في عام
2020م مقارنة بنسبة %85سنة ،2019حيث نسبة التمويالت المتوافقة مع الضوابط الشرعية لقطاع
الشركات في عام 2020م %79مقارنة بنسبة %75في عام 2019؛
.4بلغ الدخل التشغيلي الناتج عن المعامالت اإلسالمية خالل عام 2020ما نسبته %77؛
.5بلغت الصكوك اإلسالمية التي استثمرت فيها مجموعة الخزينة خالل العام 2020حوالي .%62
تأسس البنك السعودي الفرنسي كشركة مساهمة سعودية بموجب المرسوم الملكي رقم م 23/الصادر بتاريخ
4جوان ،1977يمتلك حاليا 84فرعا منتش ار عبر ربوع المملكة ،1وبدأ أعماله رسمياً بتاريخ 1محرم
1398هـ الموافق 11ديسمبر 1977م بعد أن انتقلت إليه عمليات بنك األندوشين والسويس فـي المملكة
العربية.2
الموقع الرسمي للمصرف السعودي الفرنسي https://www.alfransi.com.sa/arabic/the-bank/profile ،تاريخ اإلطالع : 1
.2021/07/21
210
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
تتكون البيانات المالية الموحدة للبنك من البيانات المالية للبنك السعودي الفرنسي والشركات التابعة المملوكة
بالكامل للبنك ،شركة السعودي الفرنسي كابيتال (بنسبة )%100وتقدم نشاطات الوساطة وادارة األصول
وتمويل الشركات ،كما يمتلك البنك وكالة السعودي الفرنسي للتأمين وشركة السعودي الفرنسي للتمويل
والتأجير وشركة سوفينكو السعودي الفرنسي(بنسبة ،)%100باإلضافة إلى شركة سكن للتمويل العقاري
(بنسبة ،)%100كما قام البنك بتأسيس شركة تابعة وهي شركة أسواق البنك السعودي الفرنسي المحدودة
1
وصكوك السعودي الفرنسي المحدودة المسجلة في جزر الكايمان وذلك بحصة ملكية قدرها (.)%100
تتمثل أهداف البنك في تقديم كافة أنواع الخدمات المصرفية بما في ذلك منتجات متوافقة مع الشريعة
االسالمية ومعتمدة وتحت إشراف هيئة شرعية مستقلة ،من خالل فروعه البالغة 87فرعا في المملكة العربية
السعودية .ويبلغ عدد موظفي البنك 2881موظفـا.
ثانيا :مراحل تحول البنك السعودي الفرنسي إلى العمل المصرفي اإلسالمي.
مرت عملية تحول المصرف السعودي الفرنسي إلى الصيرفة اإلسالمية من خالل مدخل التحول عبر فتح
فروع إسالمية ،بالمراحل التالية:
.1سنة :2003شرع المصرف السعودي الفرنسي بالتحول للعمل المصرفي اإلسالمي بتقديم المنتجات
والخدمات اإلسالمية إلى جانب المنتجات والخدمات التقليدية وذلك من خالل قيامه بتمويل عمليات المشاركة
والمرابحة لعمالئه إلى جانب تقديم منتج التورق اإلسالمي لكافة عمالء المصرف وخاصة قطاع األفراد تحت
إشراف ورقابة هيئة شرعية ،وكذلك قيامه بعقد صفقات تمويل إسالمية متعددة األطراف ومثال على ذلك
قيامه بإبرام اتفاقية تمويل إسالمي متعدد األطراف بقيمة 6مليارات ريال لشركة اتحاد اتصاالت اإلماراتية
2
وهذا خالل منتصف عام .2004
.2سنة :2005بدأ المصـرف السعودي الفرنسي بإعداد خطة استراتيجية لتوسيع نشاطه في مجال الصيرفة
اإلسالمية ،وهذا بعـد الـنـمـو الـذي شهده قطاع الصيرفة االسالمية وكذلك المنافسة الكبيرة بين المصارف
االسالمية ونظيرتها التقليدية ،تمثلت هذه الخطة في تبني المصرف لمدخل الفروع االسالمية فشرع في
قمومية سفيان ،النوافذ اإلسالمية بالبنوك التاليدية كمدخل للتحول للمصرفية اإلسالمية ،مرجع سبق ذكره ،ص.143 2
211
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
االجراءات الالزمة لتبني هذا المجال باتخاذه ق ار اًر بتحويل بعض فروعه لتقليدية إلى فروع إسالمية تعمل وفق
1
أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية.
.3سنة :2006قام المصرف السعودي الفرنسي بتحويل فرع مكة من فرع تقليدي إلى فرع إسالمي
متخصص فقط في تقديم الخدمات والمنتجات المصرفية اإلسالمية كما قام أيضا بافتتاح ثالثة فروع إسالمية
جديدة وهي فرع الخليج ،فرع األندلس وفرع أم الحمام ،باإلضافة إلى قيامها بعملية تدريب وتكوين موظفي
النوافذ والفروع اإلسالمية من طرف المعهد البنكي التابع لمؤسسة النقد العربي السعودي لتعزيز قدراتهم في
التعامل مع المنتجات والخدمات اإلسالمية ،كما قام المصرف بإنشاء هيئة رقابة شرعية لضمان سالمة كافة
2
المعامالت داخل الفروع من االنحرافات التي تتعارض مع مبادئ الدين اإلسالمي الحنيف.
.4سنة :2015قام المصرف السعودي الفرنسي بإصدار بطاقة «توافق» االئتمانية اإلسالمية والمتوافقة مع
أحكام الشريعة اإلسالمية حيث تستند على صيغة التـورق المجازة شرعاً ،وذلك حرصاً من البنك على تلبية
احتياجات عمالئه المتزايدة فيما يخص المنتجات المصرفية المتوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية.3
ثالثا :المنتجات واألعمال المصرفية اإلسالمية المادمة من طرف البنك السعودي الفرنسي.
يقدم البنك السعودي الفرنسي في مجال المصرفية اإلسالمية سلسلة من المنتجات والخدمات المصرفية
المتوافقة مع الشريعة اإلسالمية والتي تم اعتمادها من قبل اللجنة الشرعية للبنك عبر شبكة متكاملة من
4
الفروع والتي تنتشر في كافة مناطق المملكة لتلبية احتياجات عمالئه ،والتي يمكن ذكرها على النحو اآلتي:
.1المرابحة :هي عبارة عن اتفاقية يبيع بموجبها البنك إلى العميل سلعة أو أصل تم شراؤه أو االستحواذ
عليه في األساس من قبل البنك بناء على وعد صادر من العميل بشرائه .يتكون سعر البيع من التكلفة
باإلضافة إلى هامش ربح متفق عليه.
سياخن مريم ،امكانية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء تجارب عالمية ،مرجع سبق ذكره ،ص.257 2
نواري خيرة ،بوشتة يحي ،تاييم استراتيجية التحول من البنوك التاليدية الى المصارف االسالمية من خالل الفروع اإلسالمية:انموذجا 3
البنك السعودي الفرنسي ،مجلة الدراسات االقتصادية المعمقة ،المجلد ،05العدد ،02جامعة مستغانم ،الجزائر ،2020 ،ص.5
تارير الاوائم المالية الموحدة لسنة 2020للبنك الفرنسي السعودي ،ص.33 4
212
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
.2المضاربة عبارة عن اتفاقية بين البنك والعميل يقوم بموجبها البنك باالستثمار في معاملة محددةُ .يسمى
البنك "رُ ب المال" ،بينما تكون اإلدارة والعمل من مسؤولية العميل والذي ُيسمى "مضارب".
ويتم تقاسم الربح طبقاً لشروط االتفاقية ،أما الخسارة فيتحملها البنك.
.3االستصناع :عبارة عن اتفاقية بين البنك وعميل يبيع بموجبها البنك للعميل أصالً مطو اًر وفًقا للمواصفات
المتفق عليها نظير سعر متفق عليه.
.4اإلجارة :هي عبارة عن اتفاقية يكون بموجبها البنك بمثابة مؤجر ألصل يقوم بشرائه أو إنشائه وفًقا لطلب
العميل (المستأجر) ،وذلك بناً ء على وعد منه باستئجار األصل نظير إيجار متفق عليه لمدة محددة والتي
يمكن أن تنتهي بنقل ملكية األصل المؤجر إلى المستأجر.
.5المراركة :هي عبارة عن اتفاقية بين البنك والعميل للمشاركة في بعض المشاريع االستثمارية أو تملك
عقار معين تنتهي باستحواذ العميل على الملكية بالكامل .يتم تقاسم الربح أو الخسارة وفًقا لشروط االتفاقية.
هو شكل من أشكال المرابحة يقوم بموجبه البنك بشراء سلعة ما وبيعها للعميل .ويقوم العميل .6التور
بدوره ببيع السلعة المعنية فو اًر ،واالستفادة من متحصالت البيع في الوفاء بمتطلبات التمويل الخاصة به .
.7بطاقة توافق االئتمانية :حيث تم استحداثها لتسهيل مختلف عمليات الشراء اليومية للعمالء ،كدفع
المشتريات من المواد االستهالكية ،المطاعم ،وكذلك الرحالت واألسفار ،ونميز بين العديد من البطاقات على
1
سبيل الذكر ال الحصر:
* البطاقات المميزة؛
* بطاقات النخبة؛
اإلطالع.2021/07/31 :
213
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
المبحث الثالث :بعض التجارب العالمية في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية عن طريق فتح
نوافذ إسالمية.
يعتبر التحول إلى الصيرفة اإلسالمية من خالل فتح النوافذ اإلسالمية مدخل من مداخل التحول الجزئي
للعمل المصرفي اإلسالمي ،ويكون من خالل تقديم المنتجات اإلسالمية إضافة إلى المنتجات التقليدية ،أي
المزاوجة بين النظامين التقليدي واإلسالمي ،ولقد سارعت العديد من المصارف التقليدية عبر العالم إلى تبني
هذا المدخل ،مع اختالف دوافع فتح النوافذ اإلسالمية من مصرف آلخر ،إما رغبة في تنويع المنتجات
والخدمات المقدمة للعمالء ،واما تلبية لطلبات العمالء ع الخدمات المصرفية اإلسالمية ،وفيما يلي نموذجين
من تحول مصرف تقليدي إلى العمل المصرفي اإلسالمي من خالل مدخل إنشاء فروع إسالمية.
يعتبر بنك بوميبت ار من بين أهم المصارف التجارية في دولة ماليزيا ،ولقد تأسس في أكتوبر من عام ،1965
برأس مال قدر بـ 20مليون رينجيت وباشر أعماله ونشاطه في فيفري ،1966قام بإنشاء نافذة تقدم
المنتجات واألعمال المصرفية اإلسالمية بتاريخ 25فيفري ،1993ففي الوهلة األولى اقتصرت أعمال
ونشاطات هذه النافذة على توفير المواد األولية التي تساعد الشركات على بدء نشاطها ،ولم يقم المصرف من
خالل النافذة اإلسالمية بتقديم خدمات وطرح منتجات مصرفية قائمة على مبادئ الشريعة اإلسالمية إال بعد
1
انضمامه إلى النظام المصرفي الالربوي ،و الذي كان رسميا بتاريخ .1993/03/04
تعتبر النافذة اإلسالمية لمصرف بوميبت ار الماليزي وحدة من والوحدات التابعة لقسم إدارة شؤون العمالء في
المصرف ،وهي تتمتع باالستقاللية المالية ،اإلدارية والمحاسبية ،وتقع في الدرجة الرابعة ضمن الهيكل
التنظيمي اإلداري كما نوضحه في الشكل التالي:
زاوية رشيدة ،النوافذ اإلسالمية في البنوك التاليدية ،تجارب :الع ار ،ماليزيا ،بريطانيا ،فرنسا ،مجلة المنارة للدراسات االقتصادية، 1
214
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
الركل رقم :م : 04-03نموذج للهيكل اإلداري لبنك بوميبت ار الماليزي
اللجان
المصدر :معارفي فريدة ،مفتاح صالح ،نوافذ المعامالت اإلسالمية في البنوك التقليدية :الدوافع والمتطلبات تجربة بنك بـوميبت ار
التجاري نموذجا ،المجلة الدولية للبحوث اإلسالمية واإلنسانية المتقدمة ،المجلد ،04العدد ،03مارس ،2014ص.276
كما أن النافذة اإلسالمية في بنك بوميبت ار الماليزي لها هيئـة خاصـة تقـوم باألعمال الرقابية على نشاطاته
المختلفة من الناحية الشرعية وتسمى باللجنة االستشارية الشرعية ،كما تظهر في الهيكل اإلداري التالي:
الركل رقم :م : 04-04الهيكل اإلداري لنافذة المعامالت اإلسالمية في بنك بوميبت ار الماليزي
بعد نجاح الصندوق ونشأة المصارف اإلسالمية في البالد العربية مثل بنك دبي اإلسالمي وبنك فيصل
اإلسالمي ،بدأ السعي الحكومي إلى إنشاء بنك إسالمي ،وبالفعل أصدرت الحكومة الماليزية قانون البنك
اإلسالمي سنة ،1983حيث تم من خالله إنشاء أول بنك إسالمي (بنك إسالم) في نفس السنة ،وله شبكة
تتكون من 68فرعا ،وقـد تبنت السلطات برنامجـا يسير بخطى متدرجة لكي تحقق الهدف مـن تطـوير نظام
215
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
العمل المصرفي اإلسالمي 1،حيث لوحظ أن مبادرة إنشاء البنك اإلسالمي في ماليزيا جاءت من طرف
الحكومة ،وهذا ما ميز كثي ار التجربة الماليزية حيث يتمتع التمويل اإلسالمي بدعم الكبير من طرف الحكومةـ
وظل البنك اإلسالمي المصرف الوحيد الذي يتعامل وفقا للشريعة اإلسالمية لمدة 10سنوات ،إلى غاية
صدور قرار من طرف البنك المركزي الماليزي يسمح فيه بفتح النوافذ اإلسالمية على مستوى المصارف
التقليدية بداية من سنوات التسعينيات.
2
ولقد مر إنشاء النظام المصرفي اإلسالمي في ماليزيا بعدة مراحل يمكن أن نوجزها فيما يلي:
.1مرحلة بنك إسالم منذ 1983إلى :1993أقر المشرع الماليزي قانوناً خاصاً بالبنوك اإلسالمية تميز
هذا القانون بأنه قصر أعمال التمويل على البنوك اإلسالمية المرخص لها ،حيث ميز هذه المرحلة احتكار
البنك الماليزي للمعامالت المصرفية لمدة عشر مما سمح له بزيادة حجم شبكته وتقديم خدمات أوسع ،وفي
هذا الوقت لم تكن توجد هيئة شرعية عليا في البالد ،بل كانت توجد الهيئة الشرعية لبنك إسالم فقط.
.2مرحلة النوافذ اإلسالمية وانراء المجلس االستراري الررعي 1993إلى :2000الحظت الحكومة
الماليزية خالل هذه المرحلة أن إنشاء نظام مالي إسالمي متكامل يستوجب زيادة المصارف والفروع
اإلسالمية وتنويع أعمالهم ،وعليه سمح البنك المركزي الماليزي للمصارف التقليدية بفتح نوافذ لتقديم خدمات
ومنتجات مالية إسالمية عبر مختلف وحداتها ،فاستجابت لذلك ما يقارب 24مصرفا تقليديا من خالل
فروعها البالغة 1663فرعا 3،وسمح كذلك بإنشاء مصارف أخرى إسالمية كاملة ،سعيا نحو تشغيل نظامين
ماليين إسالمي وتقليدي جنبا إلى جنب ،ولقد تم فعليا إنشاء نوافذ إسالمية على مستوى أكبر المصارف
الماليزية مثل ماي بنك ) (Maybankو) ،(Affinbankثم تالها تأسيس ثاني بنك إسالمي كامل هو بنك
معامالت .
قانة زكي ،التحول للمصرفية اإلسالمية في إطار قوانين وبيئات مختلفة ،مجلة مركز صالح كامل لالقتصاد اإلسالمي ،جامعة األزهر، 1
أحمد محمد المختار ،البنوك اإلسالمية بين المعايير الررعية والاوانين المطباة :تجربة ماليزيا ،المجلة الدولية للدراسات االقتصادية، 2
ابتسام ساعد ،دور آليات التمويل اإلسالمي في رفع الكفاءة التمويلية للنظام المصرفي :التجربة الماليزية نموذجا ،أطروحة دكتوراه في 3
216
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
وخالل هذه الفترة أيضا تم إنشاء سوق النقد اإلسالمية لتعزيز التعامل بين المصارف والنوافذ اإلسالمية،
وكذلك بإنشاء المجلس االستشاري الشرعي عام 1997الذي تم إنشاءه نظ ار لزيادة عدد المصارف والنوافذ
اإلسالمية والذي استوجب توحيد العمل بين مختلف المجالس الشرعية مع إنشاء المجلس االستشاري أصبحت
جميع المنتجات التي تعرض من طرف المصارف تمر بمرحلتين قبل أن يتم إقرارها والموافقة عليها ،مرحلة
1
في الهيئة الشرعية للمصرف المصدر ،ومرحلة لدى المجلس االستشاري للبنك المركزي.
.3مرحلة ما بعد :2000منذ عام 2000بلغ نمو قطاع الخدمات المصرفية اإلسالمية في ماليزيا %18
في المتوسط سنويا من حيث األصول ولكن هدف الحكومة الماليزية كان هو تحقيق نمو يفوق %20وهذا
يعتبر جزء من طموح في المدى الطويل لتحويل ماليزيا الى مركز الخدمات الصرفية اإلسالمية العالمية
الرائدة ،وبالرغم أن القطاع المصرفي اإلسالمية الماليزي أنشئ على مدى ثالثة عقود ،إال أن حصتها السوقية
تزال منخفضة المقارنة بالقطاع المصرفي التقليدي من حيث التمويل واالستحواذ والذي ال يتجاوز %14فقط
من إجمالي حصة السوق المصرفية الماليزية ،حيث تبقى بعيدة عن ما تحققه المصارف التقليدية.2
ثالثا :إجراءات وخطة تأسيس النافذة اإلسالمية في بنك بوميبت ار الماليزي .يمكن تلخيص فيما يلي:
.1انتهاج مبدأ التدرج :اعتمدت ماليزيا في إطار أسلمة النظام المصرفي المتمثل في تحول المصارف
التقليدية للتعامل بما يتفق والشريعة اإلسالمية منهج التدرج في إحالل البديل لكل المعامالت القائمة على
الربا وهذا من خالل االلتزام بمنهجية فكرية تطبيقية رشيدة تستند إل درجة عالية من التخطيط واإلعداد
والمرحلية للوصول إلى الهدف المنشود ،بحيث تبنى البنك المركزي الماليزي سياسة المرونة والتشجيع على
تأسيس مصارف إسالمية أو فتح المصارف التقليدية نوافذ إسالمية وهذا حسب ما جاء في توصيات اللجنة
3
القيادية الوطنية للبنك اإلسالمي بماليزيا.
أحمد محمد المختار ،عزنان حسن ،البنوك اإلسالمية بين المعايير الررعية والاوانين المطباة :تجربة ماليزيا ،المجلة الدولية للدراسات 1
االقتصادية ،المجلد ،03العدد ،11المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ،برلين ،ماي ،2020
ص.140
لشهب صادق ،بوريش أحمد ،تحليل عوامل نجاح التجربة الماليزية في تطوير الصناعة المالية اإلسالمية ،المجلة الجزائرية للدراسات 2
معارفي فريدة ،صالح مفتاح ،الضواب الررعية لنوافذ المعامالت اإلسالمية في البنوك التاليدية :دور اللجنة االسترارية الررعية في 3
بنك بوميبت ار التجاري ،مجلة العلوم اإلنسانية ،المجلد ،14العدد ،02جامعة بسكرة ،الجزائر ،مارس ،2014ص.159
217
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
.2فصل رأسمال البنك :عند تأسيس النافذة اإلسالمية لبنك بوميبت ار الماليزي قام المصرف باقتطاع مبلغ
قيمته 5مالين رنجيت ماليزي من أمواله الخاصة لتمويل المعامالت اإلسالمية لهذه النافذة ،وعليه يمكن
القول أن إنشاء هذه النافدة اإلسالمية كان من أموال المصرف ولم يكن من اكتتاب جديد ،لكن مع الفصل
التام بين أرس مال المصرف التقليدي ( البنك األم) والنافذة اإلسالمية ،وبالتالي فصل نتائج األعمال
المصرفية الربوية للمصرف عن األعمال والخدمات المصرفية اإلسالمية للنافذة وهذا لتفادي اختالط المال
1
الحالل مع الحرام للمصرف.
.3إحالل خدمات مصرفية إسالمية :تقدم النافذة اإلسالمية منتجات جديدة تقوم على مبادئ الشريعة
اإلسالمية معروفة عالميا مثل ودائع المرابحة في السلع ،التمويل المنزلي بنظام المشاركة المتناقصة،
2
ومشاركة الصكوك في الصناعة ،الذي كان سببا في تسارع وتنامي الصناعة المالية االسالمية في ماليزيا.
.4انراء لجنة استرارية ررعية :أنشأ بنك بوميبت ار الماليزي هيئة رقابة شرعية في إطار نافذة المعامالت
االسالمية تتكون من عضوين مختصين في اللجنة االستشارية الشرعية وهذا تطبيقا لقرارت البنك المركزي
الماليزي ،من أجل التأكد من شرعية النشاطات المصرفية والمعامالت التي تقوم بها النافذة اإلسالمية ،وكذا
3
قيامها بالتدقيق ومراجعة المستندات المحاسبية المتعلقة بالنافذة اإلسالمية.
.5أهم األعمال واألنرطة المصرفية المادمة من طرف النافذة اإلسالمية لبنك بوميبت ار الماليزي:
تقوم نافذة المعامالت اإلسالمية في بنك بوميبت ار الماليزي بمختلف األعمال المصرفيـه اإلسالمية كجمع
الموارد وتوظيفها من أجل كسب األرباح ،الشيء الذي يساعدها على تعزيز مركزها المالي ،والتصدي
للمنافسة مع طرف المصارف األخرى.
حيث تتجمع لدى النافذة االسالمية أرصدة نقدية فـي حسابات المودعين المختلفة مثل حساب الوديعة
الجـاري ،وحسـاب وديعـة التوفير ،وحسـاب االستثمار المشـترك ،وحسـاب االسـتثمار المخصص ،حيث يتم
توظيف هذه األرصدة في مختلف األعمال و األنشطة التـي تقوم بـهـا النافذة ( ،خدميـة ،استثمارية،
سياخن مريم ،امكانية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء تجارب عالمية ،مرجع سبق ذكره ،ص.229 1
معارفي فريدة ،مفتاح صالح ،نوافذ المعامالت اإلسالمية في البنوك التاليدية :الدوافع والمتطلبات تجربة بنك بـوميبت ار التجاري نموذجا، 3
218
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
اجتماعية) ،و تقوم النافذة بتوزيع األرباح بينها وبين المودعيـن (أصحاب األموال) فـي حسـاب االستثمار
المشترك حيث يقومون بتفويض النافذة في استثمار أموالهـم على أساس صيغة المضاربة ،أما أصحاب
الودائع في حسابي الوديعة الجاري والتوفير ،فليس لهم الحق في الحصول على األرباح ،لكن النافذة
اإلسالمية وعلى غرار جل المصارف االسالمية ،تمنح لهم مقدا ار معينا شهريا في شكل هبات و جوائز بعد
االجتماع الذي تعقده النافذة اإلسالمية كل شهر.
1
وفيما يلي أهم األعمال واألنشطة المصرفية التي تقدمها النافذة اإلسالمية لبنك بوميبت ار الماليزي:
الركل رقم :م : 04-05حركة األرصدة النادية في النافذة اإلسالمية لبنك بوميبت ار الماليزي
الموارد
حساب الوديعة الجاري -
االستخدامات
رراء رهادات االستثمار الحكومية الماليزية -
توزيع األرباح
رراء وبيع سند الابول المصرفي الالربوي -
و الجوائز
المضاربة في السو المصرفي االسالمي -
محمد صبري بن زكريا ،نافدة المعامالت اإلسالمية في البنوك التجارية ،دراسة حالة بنك بوميبت ار الماليزي ،رسالة ماجستير في 1
219
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
أ .حساب الوديعة الجاري :أشارت النافذة اإلسالمية لبنك بوميبت ار الماليزي على أن األموال التي يقوم العمالء
بإيداعها في حساب الوديعة الجاري تكون بمبدأ " الوديعة المضمونة " ،ويتميز هذا الحساب بالمواصفات
التالية:
* يضمن المصرف دفع المبلغ كامال أو جزءا منه عند طلب العميل؛
* يأذن العميل للمصرف استخدام األموال المودعة في الحساب الجاري في مختلف األعمال التجارية
واالستثمارية الغير محرمة شرعا؛
* إمكانية حصول العميل على هبات وجوائز رغم عدم أحقيته في الحصول على األرباح الناتجة عن
استخدام أمواله في مختلف العمليات المصرفية؛
* يحصل العميل على دفتر شيكات يسمح له بدفع التزاماته تجاه الغير؛
* يلتزم العميل بدفع رسوم الخدمة أو العمولة تقدر بـ 10رينجيت ماليزية وهذا كل ستة ( )06أشهر مقابل
فتحه للحساب الجاري على مستوى النافذة اإلسالمية؛
* تمنح للعميل الذي يمتلك حساب جاري لدى النافذة االسالمية تسهيالت السحب على المكشوف بعد موافقة
إدارة البنك على ذلك؛
* يستطيع العميل االطالع على كل البيانات المتعلقة بحركة حسابه (سحب أو إيداع) كل شهر.
ب .حساب وديعة التوفير :يتم فتحه بمبلغ ( )100رينجيت ،وبدون دفع رسوم إال إذا سحب المودع أمواله
قبل ( ) 3أشهر بموجب دفتر الحساب ،وال يعطى للمودع السحب على المكشوف ،كما أن الجوائز الممنوحة
1
تكون مرتفعة مقارنة الحساب الجاري وأقل من الحساب الثابت (االستثماري).
محمود عبد الكريم أحمد أرشيد ،الرامل في معامالت وعمليات المصارف اإلسالمية ،الطبعة الثانية ،دار النفائس للنشر والتوزيع، 1
220
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
جـ .حساب االستثمار المرترك :يقوم هذا الحساب على عقد "المضاربة الشرعية" بين المودع والبنك ،بحيث
يتم استثمار األموال المودعة في الفترة المحددة وتوزيع األرباح حسب النسبة المتفق بينهما ،ومن مواصفات
هذا الحساب:1
* الحد األدنى لإليداع ( )500رينجيت لمدة استثمارية تتعدى الشهر الواحد ،أما الحد األدنى لالستثمار في
شهر واحد هو 5000رينجيت ماليزي؛
* مدة فتح الحساب يمكن أن تكون لـ( :شهر واحد 3 ،أشهر 6 ،أشهر 9 ،أشهر 12 ،شه ار 15 ،شهرا18 ،
شه ار 21 ،شه ار 24 ،شه ار 36 ،شه ار 48 ،شه ار 60 ،شه ار)؛
* تعطى للعميل شهادة اإليداع في حساب االستثمار المشترك ،حيث يقوم بالتوقيع عليها ويسلمها للمصرف
عند ق ارره باالنسحاب؛
* من بين شروط المصرف أنه في حالة انسحاب العميل قبل نهاية فترة االستثمار المتفق عليها ال يتحصل
على أية أرباح.
د.حساب االستثمار المخصص :في هذا النوع من حسابات االستثمار يخصـص المـودع مجاالت استثمار
أمواله في مشروع استثماري معين ،أو قطاعاً معيناً ،صناعياً أو تجارياً أو زراعيـاً او خدمياً أو غير ذلك،
2
وعليه فإن الوديعة المخصصة ترتبط من حيث مدتها بمدة المشروع.
بنفس الشروط التي يتم بها فتح حساب االستثمار المشترك ،تسمح النافذة اإلسالمية بفتح حساب االستثمار
المخصص وقبول ودائع العمالء ،إال أن هذا النوع من الحسابات مواصفات وشروط خاصة به يمكن ذكرها
3
فيما يلي:
* األموال المودعة في هذا الحساب سوف تستثمر منفصلة عن األموال األخرى لـدى المصرف حيث
خصصت لها سلة خاصة لمشروع معين؛
معارفي فريدة ،استراتيجية تحول البنوك التاليدية إلى بنوك إسالمية :دراسة استررافية للعمل المصرفي في الجزائر ،مرجع سبق ذكره، 1
ص.144
محمود عبد الكريم أحمد أرشيد ،مرجع سبق ذكره ،ص.162 2
221
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
* وللعميل حق الخيار والتعيين للمشروعات والقطاعات التي سوف تستثمر أمواله فيها؛
* األموال المودعة في هذا الحساب تكون تحت إدارة مباشرة من قبل اإلدارة المركزية التابعة لفرع المعامالت
اإلسالمية؛
وما جرى عليه العمل ،أن هذا الحساب ال يقسـم إلـى مدة معينـة كمـا هو الحال بالنسبة لحسـاب االستثمار
المشترك ،بل حسب االتفاق الذي يكون بين النافذة اإلسالمية والعميـل علـى مـدة المشروع والتي تكون حسب
عمـر المشروعات التي اختارها العميل.
باإلضافة إلى الحسابات التي توفرها النافذة اإلسالمية لبنك بوميبت ار الماليزي لعمالئها ،تقدم أيضا بعض
1
النشاطات والخدمات التي يمكن ذكرها كما يلي:
البيع بالثمن اآلجل :عقد يتمثل في بيع المرابحة الشرعية بالثمن اآلجل إلى مساعدة العمالء -برنام
القتناء السلع والعقارات مع تأخير الدفع آلجال متوسطة أو طويلة على أقساط مقابل ربح ،على أن يتنازل
المصرف عن جزء من ثمن المبيع المؤجل إذا قام العميل بالسداد قبل حلول اآلجال المتفق عليها.
معاملة رأس المال العامل :هو عبارة عن تسهيل مصرفي يقوم على مبدأ بيع المرابحة ،وبيع -برنام
الدين ،وهو متعلق بالصفقات التجارية لمساعدة التجار في شراء أو بيع السلع وفق إجراءات متفق عليها.
-رهادات اإلستثمار الحكومية :هي إصدارات حكومية بدون فائدة تقوم على مبدأ القرض الحسن ،وتعتبر
هذه الشهادات بمثابة سندات خزانة يتم إصدارها في فئات ( )10.000رينجيت ماليزي وبآجال استحقاق
تتراوح بين (51سنوات) ،وتزامن إصدارها وانشاء البنك اإلسالمي الماليزي عام 1983وحاجته للسيولة ،ومن
ثم سمح للنوافذ اإلسالمية بشراء تلك الشهادات واستثمارها في السوق المصرفي اإلسالمي.
معارفي فريدة ،استراتيجية تحول البنوك التاليدية إلى بنوك إسالمية :دراسة استررافية للعمل المصرفي في الجزائر ،مرجع سبق ذكره، 1
ص.145-144
222
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
-سند الابول المصرفي الالربوي 1:هو الكمبيالة اإلسالمية تم إصدارها عام 1991بهدف تشجيع التجارة
المحلية والخارجية وهو نوعان:
-صكوك الدين :تم طرحها ألول مرة سنة 1990وهي عبارة عن سندات مديونية تثبت لحاملها مبلغ الدين
المكتوب نتيجة التعامل بالبيع اآلجل بين المتعاملين.
أظهرت دراسة تجربة النافذة اإلسالمية لبنك بوميبت ار الماليزي وجود بعض المخالفات الشرعية في بعض
العمليات والخدمات المصرفية التي تقدمها النافذة اإلسالمية حيث خالفت بعض األحكام الشرعية وكذلك
الق اررات الصادرة عن المجامع الفقهية اإلسالمية والعلماء ،مثل "بيع العينة" ،و"بيع الوفاء" ،و"بيع الديون"،
و"غرامات التأخير" ،مما اعتبرها العديد من المسلمين خارج ماليزيا غير مقبولة ،2وقد أثيرت عدة تساؤالت
حول غياب الدور اإلشرافي لهيئة الرقابة الشرعية في التعامل مع مستجدات العقود والمعامالت ومواكبة
التطورات وفقا لمقاصد الشريعة اإلسالمية.
تأسس بنك المشـرق ش.م.ع (البنك) في إمارة دبي عام 1967بموجب المرسـوم الصادر عن حاكم إمارة
دبي ،ويقدم البنك الخدمات البنكية لألفراد والخدمات البنكية التجارية والخدمات البنكية االستثمارية والخدمات
البنكية اإلسالمية وأنشطة الوساطة وادارة األصول من خالل فروعه في دولة اإلمارات العربية المتحدة
3
والبحرين والكويت ومصر وهونج كونج والهند وقطر والمملكة المتحدة والواليات المتحدة األمريكية.
سياخن مريم ،امكانية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء تجارب عالمية ،مرجع سبق ذكره.235 ، 1
مير أحمد ،عرابة رابح ،متطلبات فتح نوافذ إسالمية في البنوك التجارية الجزائرية :دراسة ماارنة بين بنك بوميبت ار الماليزي ووكالة بنك 2
التنمية المحلية ،األوراق البحثية المقدمة في المؤتمر الدولي الخامس عشر حول :التكامل المؤسسي للصناعة المالية والمصرفية اإلسالمية
المنعقد بجامعة الشلف ،الجزائر ،يومي 1817ديسمبر ،2019ص.1291
المعلومات المالية الموجزة الموحدة لبنك المرر للفترة ما بين 1يناير 2021إلى 30جوان ،2021ص.9 3
223
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
كما يمارس المصرف أنشطة التمويل من خالل المنتجات واألدوات اإلسالمية المختلفة بما يتوافق مع مبادئ
الشريعة اإلسالمية التي تشمل حظر الفوائد كما تحددها لجنة الرقابة الشرعية الداخلية للشركة.1
-قمومية سفيان ،النوافذ اإلسالمية بالبنوك التقليدية كمدخل للتحول للمصرفية اإلسالمية ،مرجع سبق ذكره ،ص126
224
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
حقق مصرف المشرق اإلماراتي عدة إنجازات طوال مسيرته ،وخصوصا بعد ق ارره بالتحول إلى العمل
المصرفي اإلسالمي بتبنيه مدخل فتح نوافذ إسالمية ،وفيما يلي أهم المحطات واإلنجازات التي حققها
1
المصرف بعد التحول خالل سنة :2010
-أفضل نافذة خدمات إسالمية المشرق اإلسالمي لسنة ،2010قدمت له من قبل مجموعة جوائز المال
واألعمال اإلسالمية التي تنظمها مجلة «إسالميك بيزنس آند فاينانس».
-أفضل نافذة خدمات إسالمية لسنة 2011من قبل جوائز «بانكر ميدل ايست للقطاع المصرفي».
.1أفضل نافذة خدمات إسالمية لسنة 2013قدمت من طرف مجلة «بانكر ميدل إيست»؛
.2أفضل مزود مبتكر للحلول المصرفية اإلسالمية في اإلمارات العربية المتحدة لسنة 2015ضمن جوائز
«جلوبل بانكينج أند فايننس ريفيو»؛
.3أفضل ابتكار للحلول المصرفية اإلسالمية لسنة 2016من مجموعة جوائز المال واألعمال اإلسالمية؛
-أفضل بنك رقمي في دولة اإلمارات العربية المتحدة مقدمة من طرف محلة "وولد فاينانس العالمية".
-جائزة أفضل حلول ومنتجات مصرفية إسالمية من جوائز المال واألعمال الذي تقدمه دار النشر CPI
Financial
ثالثا :مراحل تحول بنك المرر اإلماراتي إلى العمل المصرفي اإلسالمي من خالل فتح نوافذ إسالمية.
مر تحول بنك المشرق اإلماراتي إلى العمل المصرفي اإلسالمي من خالل تبني مدخل فتح نوافذ إسالمية
بعدة مراحل يمكن إيجازها كاآلتي:
قمومية سفيان ،النوافذ اإلسالمية بالبنوك التاليدية كمدخل للتحول للمصرفية اإلسالمية ،مرجع سبق ذكره ،ص127-126 1
225
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
.1في سنة :2006شرع في هذه السنة المصرف بتقديم خدمات ومنتجات متوافقة مع مبادئ الشريعة
اإلسالمية ،حيث أنشأ شركة مستقلة تابعة له ب أرس مال أولي قدر بـ 500مليون درهم والتي أطلق عليها اسم
"بدر اإلسالمي" الحائزة على ترخيص من قبل المصرف المركزي لدولة االمارات العربية المتحدة كشركة
للتمويل اإلسالمي ،إلى جانب إطالق منتجات مصرفية إسالمية تحمل عالمة تجارية تسمى " زالبدرس" من
خالل نافذة مالية منفصلة ضمن بنك المشرق ،وقد أطلقت كلتا المبادرتين خالل نفس السنة .ولقد افتتحت
شركة البدر للتمويل االسالمي فرعها األول في شهر ديسمبر ،1 2006حيث أوكلت لها مهمة تمويل
الشركات وتمويل المشروعات والصكوك ومنتجات أسواق المال بما يتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية ولقد
كانت تحت رقابة هيئة شرعية تابعة لمصرف المشرق تحرص على التأكد من شرعية العمليات والخدمات
2
التي تقدمها الشركة ( بدر إسالمي ).
.2في سنة :2009أدى تزايد الطلب على المنتجات المالية المتوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية منذ
افتتاح شركة إسالمي 2006إلى قيام البنك بمضاعفة قاعدة زبائنه على مستوى قطاع الخدمات المصرفية
االستهالكية اإلسالمية إلى أكثر من ثالث مرات خالل سنة 2008ويمثل العمالء الجدد نسبة أكثر %70
حيث تم توظيفهم من طرف مجموعة المشرق ،وتمثل عائدات الخدمات المصرفية من عمالء المشرق
الحاليين الذين اختاروا اإلسالمية ما يعادل ،%15وفي سنة 2009قامت شركة بدر للتمويل اإلسالمي
بإطالق "صندوق اإلسالمي للدخل" وهو أول استثمار إسالمية على الصعيد اإلقليمي ،والذي تم ترشيحه
للحصول على جائزة " أفضل منتج إسالمي لعام 3،" 2009حيث أن كل استثمارات هذا الصندوق تحت
رقابة وموافقة الهيئة الشرعية لبدر اإلسالمي ،ولقد ركز الصندوق بشكل أساسي على االستثمار في الصكوك
4
اإلسالمية في منطقة الشرق األوسط وافريقيا.
.3في سنة :2010استطاع "البدر اإلسالمي" تحقيق نجاحات معتبرة طوال أكثر من 5سنوات من العمل
المصرفي اإلسالمي ،وبزيادة واستمرار طلب العمالء على خدمات الصيرفة اإلسالمية قررت إدارة مصرف
قمومية سفيان ،بلعزوز بن علي ،تجربة بنك "المرر اإلماراتي" في التحول الجزئي إلى مصرف إسالمي من خالل مدخل النوافذ 2
اإلسالمية ،مجلة األكاديمية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية ،المجلد ،09العدد ،02جامعة الشلف ،الجزائر ،2017 ،ص.63
226
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
المشرق التحول للعمل المصرفي اإلسالمي ،وذلك بتبني مدخل فتح النوافذ اإلسالمية وانشاء قسم أو إدارة
متخصصة في الصيرفة اإلسالمية عبر 58من فروعها التقليدية ،والتي كانت تعمل بشكل مستقل عن
1
المصرف الرئيسي ،كما تخضع لرقابة هيئة شرعية وذلك تحت اسم "المشرق اإلسالمي".
رابعا :أهم المنتجات والخدمات المصرفية المادمة من طرف النافذة اإلسالمية لبنك المرر اإلماراتي:
باإلضافة إلى الخدمات المصرفية التقليدية ،يقوم بنك المشرق اإلماراتي بتقديم منتجات وخدمات مصرفية
بعيدة عن الربا أخذا وعطاءا لصالح عمالئه ،حيث يتم الموافقة عليها من قبل الهيئة الشرعية ،2ومن أهم هذه
3
المنتجات والخدمات التي يقدمها بنك المشرق ما يلي:
.1اإلجارة :تعتبر عقود اإلجارة األكثر مالئمة لتمويل المنازل ،حيث يقوم البنك (المؤجر) بشراء العقار ويقوم
العميل (المستأجر) باستخدام العقار ويعطي إيجارات لفترة متفق عليها .وفي نهاية فترة اإليجار ،ينتقل المنزل
إلى اسم العميل ،كما ينطبق هذا أيضا على تمويل السيارات.
.2المضاربة :تستخدم عقود المضاربة لدى بنك المشرق بشكل رئيسي في حسابات التوفير والودائع الثابتة
(االستثمارات ألجل) للبنوك اإلسالمية ،حيث يقوم العميل (رب المال) بتوفير األموال مع اتفاق مسبق مع
البنك (المضارب أو مدير المال) على نسبة تقاسم األرباح ،ثم يقوم المضارب باستثمار األموال وتقاسم العائد
مع العميل في نهاية المدة المتفق عليها.
.3المرابحة :تستخدم عقود المرابحة على نطاق واسع في توفير التمويل الشخصي وعقود تمويل السيارات
بصفة عامة من قبل بنك المشرق اإلماراتي.
على سبيل المثال ،يقوم المصرف ،بناء على توجيهات من العميل ،بشراء السيارة ويبيعها مباشرة إلى العميل
عن طريق تطبيق هامش أرباحه .وتنتقل ملكية السيارة إلى اسم العميل أيضاً.
في التمويل الشخصي ،إذا كان العميل يشير إلى اهتمامه بشراء السلع ،يقوم البنك بشراء السلع لصالح العميل
من البائع ويبيعها إلى العميل عن طريقة تطبيق هامش أرباحه.
سياخن مريم ،امكانية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء تجارب عالمية ،مرجع سبق ذكره.222 ، 1
227
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
.4عاد الوكالة :هو تعويض أو رسم خدمة ،أو عقد وكالة يقوم فيه الشخص بتعيين شخص آخر لتنفيذ مهمة
معينة له أو نيابة عنه ،وعادة ما يتم ذلك لقاء أجر معين.
وتستخدم عقود الوكالة على نطاق واسع في بطاقات االئتمان اإلسالمية ،وصورته أن يمنح للعمالء تسهيل
استخدام البطاقات الصادرة لهم لتلبية احتياجاتهم الشخصية ،ويدفع المصرف للباعة والتجار بالنيابة عن
العميل ،حيث يطبق البنك رسماً شهرياً على العمالء.
.5المراركة :اتفاقية بين البنك والعميل للمشاركة في بعض المشاريع االستثمارية أو ملكية بعض العقارات
وقد تنتهي بتملك العـميل للعقار كامال ،على أن يتم تقسيم األرباح والخسائر وفقاً للشروط المنصوص عليها
1
في االتفاقية التي أبرمها الطرفين.
.6اإلستصناع :اتفاقية بين المصرف والعميل حيث يقوم البنك ببيع العميل عقار بعد االنتهاء من عملية
االنشاء وفقاً لشروط محددة متفق عليها مسبقا ،حيث يقوم المصرف بإنشاء وتطوير العقار إما عن طريقه أو
2
عن طريق مقاول ومن ثم تسليمه للعميل في تاريخ محدد وسعر متفق عليه في االتفاقية.
.7الصكوك اإلسالمية :هي شهادات مالية شرعية متساوية القيمة ،يتشارك مالك الشهادة باألرباح ويتحملون
3
الخسائر بالنسب المبينة في الشهادات المملوكة مـن قبلهم.
الذهبي :قام المشرق اإلسالمي في بنك المشرق اإلماراتي بإطالق منتج المشرق الذهبي .8منت المرر
اإلسالمي ،والذي يقوم على مبدأ تمكين العمالء من الحصول على منتجات وحلول مصرفية متوافقة مع
مبادئ الشريعة اإلسالمية ،وذلك من خالل مجموعة متكاملة من المنتجات مثل صناديق الدخل ،ومجموعة
من منتجات الدخل الثابت وتمويل األسهم ،والسندات القابلة للتحويل ،وخدمات الدخل الثابت وخدمات
الوساطة ،كما قام المشرق اإلسالمي بتعيين مدي ار معتمدا لإلدارة واإلشراف على المعامالت التي تجري بين
4
العميل والمصرف ،إضافة إلى إدارة الثروات الخاصة بالمتعاملين.
سياخن مريم ،امكانية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر على ضوء تجارب عالمية ،مرجع سبق ذكره.226 ، 4
228
الفصل الرابع :تجارب بعض الدول في التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
في هذا الفصل تم الطرق إلى المداخل المختلفة التي تستطيع المصارف التقليدية من خاللها ممارسة العمل
المصرفي اإلسالمي ،حيث قمنا باستعراض تجارب لبعض المصارف في عدة دول التي اختارت عملية
التحول إلى الصيرفة اإلسالمية كل حسب الطريقة والمنهج الذي رأته مناسبا لتحقيق أهدافها المسطرة ،حيث
اختلفت هذه األهداف من مصرف آلخر فمنها من تهدف لزيادة حصتها السوقية في القطاع المصرفي
المحلي ،وهناك من تسعى لكسب األرباح من خالل ممارسة العمل المصرفي اإلسالمي إلى جانب العمل
المصرفي التقليدي ،باستثناء التحول من العمل المصرفي التقليدي إلى العمل المصرفي اإلسالمي بانتهاج
المدخل الكلي للتحول الدافع منه هو دافع ديني محض وهدفه هو التوبة واإلبتعاد كل البعد عن الربا أخذا
وعطاءا.
وبالرغم من وجود العديد من العراقيل القانونية واإلداري والتنظيمية التي تثبط من عزيمة المصارف التقليدية
على مواصلة عملية التحول إال أنه يمكن لهذه المصارف التقليدية االستفادة من مختلف التجارب الرائدة في
مجال التحول بمداخله المختلفة ،وذلك لتجنب كل العراقيل ومختلف اآلثار السلبية.
229
الخاتمة العامة
الخاتمة العامة
يعتقد الكثير أن الصيرفة اإلسالمية وليدة العصر الحاضر ،لكن الحقيقة أن النشاط المصرفي اإلسالمي يرجع
إلى حقبة زمنية تعود إلى بداية الدولة اإلسالمية ،ويمكن القول أن الظروف االقتصادية المعاصرة أدى إلى
إحياء الصيرفة اإلسالمية وسارع في توسعها وانتشارها ،حيث استطاعت أن تثبت قدرتها على التصدي لمختلف
األزمات ،أو باألحرى أنها أقل المتأثرين بانعكاسات األزمة المالية األخيرة ،وهذا بسب خصوصيتها في إدارة
األصول المالية والتوجيه المباشر لمواردها نحو االستثمار الحقيقي ،فهي تعمد إلى بناء نظام اقتصادي متكامل
بعيدا كل البعد عن المعامالت المحرمة شرعا (كالربا والغرر )...واحاللها بمعامالت تقوم على مبدأ المغنم
والمغرم ،ولقد اعترضت المصارف اإلسالمية عدة عقبات للحد من تطورها واستمرارها ،سواء من الناحية
العقائدية حيث تعرضت للكثير من المعارضات واالنتقادات عند تطبيقها في المجال االقتصادي واالجتماعي،
أو من ناحية عدم إحاطتها بالحماية والدعم من طرف الدولة خاصة في ظل تواجدها في بيئة مصرفية تقليدية
مسيطرة على السوق المصرفي.
ولقد حاولنا من خالل دراستنا إلى تسليط الضوء على تحول المصارف التقليدية نحو العمل المصرفي اإلسالمي
متخذة عدة أشكال ومداخل ،منها التحول الكلي من خالل تحويل كامل للنظام المصرفي التقليدي إلى نظام
إسالمي عن طريق تحويل المصرف لكل موارده واستخداماته المصرفية لما يوافق مبادئ الشريعة اإلسالمية،
أو بشكل تدريجي تفادياً لنتائج سلبية ،واما بشكل جزئي من خالل فتح المصرف التقليدي لنوافذ أو فروع
للمعامالت اإلسالمية لتقديم منتجات وخدمات متوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية إلى جانب الخدمات التقليدية
وهو ما يطلق عليه بـالنظام المزدوج.
ولضمان خلو المنتجات والخدمات المقدمة من طرف المصارف التقليدية من المحظورات الشرعية تطلب تعيين
هيئة رقابية شرعية لتحقيق مصداقية وسالمة المعامالت وفق الشريعة اإلسالمية ،إلى جانب التأكد من االلتزام
باإلجراءات القانونية واإلدارية ،والحرص على تكوين وتدريب الموظفين في مجال العمل المصرفي اإلسالمي
لتحقيق األهداف المسطرة من طرف المصرف وضمان السير الحسن لكافة المعامالت اإلسالمية داخل الفروع
والنوافذ اإلسالمية التابعة للمصارف التقليدية.
وتبنت العديد من الدول مثل ماليزيا ،المملكة العربية السعودية ،الكويت ،واإلمارات وغيرها من الدول الصيرفة
اإلسالمي ة ،عن طريق توجه المصارف التقليدية في هذه الدول إلى العمل المصرفي اإلسالمي بعد اختيارها
للمدخل المناسب لكل منها ،وتجدر اإلشارة أن تبني هذه الدول للصيرفة اإلسالمية يعتبر بمثابة اعتراف منها
بأهمية ما تقدمه المصارف اإلسالمية من خدمات مقارنة بالخدمات الربوية األصلية لهذه المصارف التقليدية،
231
الخاتمة العامة
والتي استطاعت من خاللها هذه المصارف تحقيق األهداف المسطرة من قبل اإلدارة العليا للمصارف التقليدية،
وأنه لوحظ جذب العديد من العمالء الجدد الراغبين في الحصول على الخدمات والمنتجات المالية اإلسالمية.
ولقد عمدت الجزائر في السنوات الماضية القليلة إلى تبني الصيرفة اإلسالمية وهذا بعد التعديالت التي قامت
بها السلطة النقدية على قانون النقد والقرض ،الذي تمخض عنه صدور نظامين (النظام 02-18والنظام -20
)02تم اإلعالن من خاللهما بميالد الصيرفة اإلسالمية بشكل رسمي في الجزائر وهذا بالسماح لمختلف
المصارف بتسويق مختلف المنتجات المتعلقة بالصيرفة اإلسالمية ،ببعد تجربة كل من بنك البركة ومصرف
السالم ،تعزز الجهاز المصرفي الجزائري بالعديد من النوافذ اإلسالمية التي تم إنشاؤها على مستوى المصارف
التقليدية على غرار البنك الوطني الجزائري الذي كان سباقا إلى فتح نوافذ إسالمية على مستوى فروعه في
العديد من واليات الوطن ،وهذا سعيا نحو تلبية رغبات عمالئها التي تطالب بتوفير المنتجات والخدمات المتوافقة
مع أحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية.
انطالقا من النتائج المذكورة أعاله ،وكذا اإلحاطة بجوانب الموضوع قمنا باختبار الفرضيات كما يلي:
الفرضية األولى" :إن تحول المصارف التقليدية الجزائرية إلى الصيرفة اإلسالمية يمكن أن يكون بدافع االلتزام
بمبادئ الشريعة اإلسالمية واالبتعاد عن الربا المحرم شرعا" ،وهي فرضية لم يثبت صحتها ،بمعنى أن الدراسة
خلصت إلى أن دافع تحول المصارف التقليدية الجزائرية إلى الصيرفة اإلسالمية هو الدافع ربحي وتسويقي
محض ،وجذب السيولة المتداولة في السوق الموازية التي تمتلكها شريحة من المواطنين الذين يرفضون التعامل
بالربا المحرم شرعا ،وليس دافعا عقائديا ،وخير دليل على ذلك اكتفاء المصارف المتحولة بالتحول الجزئي من
خالل فتح نوافذ إسالمية موازاتا مع العمل المصرفي التقليدي الذي ال تزال تمارسه.
الفرضية الثانية" :يعتبر الطلب المتزايد على منتجات وخدمات الصيرفة اإلسالمية محف از ودافعا أساسيا
للمصارف التقليدية للتحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي" ،حيث خلصت الدراسة بصحة هذه الفرضية ،إذ
أن الطلب المتزايد على المنتجات والخدمات المصرفية اإلسالمية محليا ودوليا أدى بالمصارف التقليدية بتبني
الصيرفة اإلسالمية والمزاوجة بين العمل المصرفي اإلسالمي والتقليدي ،لتحقيق أرباح إضافية.
232
الخاتمة العامة
الفرضية الثالثة " :تواجه عملية تحول المصارف نحو الصيرفة اإلسالمية العديد من العقبات القانونية
والشرعية واإلدارية تحول دون نجاحها مما يؤثر سلبا على وضعية المصرف " ،ولقد تأكد صحة الفرضية،
حيث تعترض عملية التحول إلى الصيرفة اإلسالمية عدة عقبات تؤثر سلبا على أدائها وربحيتها ،كالعقبات
القانونية خاصة عند تعاملها مع البنك المركزي الذي يعامل هذه المصارف المتحولة نفس معاملة المصارف
التقليدية ،وكذلك العقبات الشرعية المتمثلة في تضارب الفتاوى وعدم توحدها مما يثير الشبهات حول منتجاتها
وخدماتها المصرفية اإلسالمية ،إلى جانب عقبات محاسبية وادارية كضعف مستوى الكوادر البشرية حول العمل
المصرفي اإلسالمي ،وكذا صعوبة استحداث نظام محاسبي مستقل عن المصرف الرئيسي.
الفرضية الرابعة" :يقتضي تحول المصارف التقليدية في الجزائر إلى الصيرفة اإلسالمية توفر متطلبات
قانونية ،شرعية ،ومحاسبية" حيث خلصت الدراسة إلى صحة هذه الفرضية ،أي أنه حتى يتسنى للمصارف
التقليدية الجزائرية التحول للعمل المصرفي اإلسالمي البد من توفر البيئة القانونية وهو ما تم تجسيده خالل
السنوات القليلة الماضية بصدور نظامين يقننان العمل المصرفي اإلسالمي في الجزائر ،لكن ال تزال عالقة
المصارف اإلسالمية مع البنك المركزي مثلها مثل المصارف التقليدية دون تمييز أو استثناء في التعامل معها
حسب خصوصيتها ،كذلك يجب توفر القاعدة الشرعية التي ترافق المصرف التقليدي المتحول ،قبل وأثناء وبعد
التحول ،لضمان سالمة المعامالت والمنتجات المصرفية المطروحة من أي محظور شرعي ،مع استحداث نظام
محاسبي مستقل تماما عن المصرف األم ،لتجنب اختالط أموال الفرع أو النافذة اإلسالمية مع المصرف األم.
الفرضية الخامسة" :تعتبر تجارب تحول المصارف التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية باختالف مداخلها والنتائج
المرضية التي تحققها محف از قويا للمصارف التقليدية لخوض تجربة التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي"،
أثبتت الدراسة صحة هذه الفرضية ،أي أن استمرار نجاح تجربة المصارف التقليدية المتحولة سيؤثر إيجابا
على باقي المصارف التقليدية المترددة في التحول ،بمعنى أن تحقيق المصارف التقليدية المتحولة للعوائد خير
دليل على جدوى العمل المصرفي اإلسالمي ،وأنه مناسب ليكون بديال عن العمل المصرفي التقليدي ،مما
يؤدي إلى زيادة اإلقبال لتبني الصيرفة اإلسالمية بمختلف أشكالها ومداخلها.
233
الخاتمة العامة
.1عدم التحول الكامل إلى الصيرفة اإلسالمية من طرف المصارف التقليدية واكتفاءها بفتح فروع ونوافذ
إسالمية دليل على عدم نية أصحابها على التوبة وتطهير األموال من الربا ،وهي ال تعتبر مصارف إسالمية
إال بعد إتمامه للتحول الكلي ،وهذا ما جاء في البند الثاني للمعيار رقم ( )06الصادر عن هيئة المحاسبة
والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية (.)AAOIFI
.2يساهم التحول إلى الصيرفة اإلسالمية في تحسين األداء المالي للمصرف مما يؤدي إلى تشجيع المصارف
التقليدية األخرى للتحول إلى الصيرفة اإلسالمية سوآءا على الصعيد الدولي أو المحلي.
.3أن تـوفـر العنصر البشري المؤهل مـن أهـم متطلبات التحـول للمصرفية اإلسالمية ،وعلى المصرف المتحول
القيام بالعديد من اإلجراءات التنظيمية داخل المصرف كالق اررات اإلدارية المتعلقة بهيكل عمله.
.4من آثار التحول إلى الصيرفة االسالمية إيجاد البدائل في كل ما يتعلق بنشاط وعمل المصرف المتحول.
.5أن مدخل التحول الكلي إلى العمل المصرفي اإلسالمي من أفضل التحول ،خاصة إذا تم االعتماد على
أسلوب التدرج في التحول ،فهو يسمح للمصرف التقليدي بتسوية ارتباطاته والتزاماته التي هي على عاتقه.
.6أن نجاح التحول إلى الصرفة اإلسالمية يستند لمدى توفر المتطلبات القانونية ،اإلدارية ،المحاسبية والشرعية
من جهة ،ورغبة إدارة المصرف ،السلطة النقدية والمجتمع في التخلي على الربا من جهة أخرى.
.7تساهم النوافذ االسالمية في التحول التدريجي نحو الصيرفة اإلسالمية في الجزائر بتبني المصارف التقليدية
تقديم خدمات مصرفية إسالمية موا ازتا مع خدماتها الربوية ،وبالتالي تعبئة المزيد من المدخرات.
.8إن نجاح تحول البنك الوطني الجزائري واستم ارره في تقديم خدمات إسالمية في الجزائر ،سيشجع المصارف
التقليدية األخرى بفتح نوافذ إسالمية إلى جانب خدماتها المصرفية التقليدية.
.9تواجه عملية تحول المصارف التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر عدة تحديات منها المنافسة من
طرف المصارف اإلسالمية القائمة (بنك البركة الجزائري ،ومصرف السالم) ،ومنها تحدي نقص الوعي الخبرة
والتأهيل بالنسبة للموظفين في مختلف النوافذ والفروع اإلسالمية التابعة للمصرف التقليدي ،مما يؤثر سلبا على
آداءها وربحيتها.
234
الخاتمة العامة
.10قد تحتاج المصارف التقليدية في الجزائر إلى االستعانة بخبراء من دول أخرى في مجال الصيرفة اإلسالمية
وهذا لتسريع عملية التحول كما أقدم على ذلك البنك الوطني الجزائري.
.11ملكية الدولة للمصارف العمومية التي تستحوذ على %85من السوق المصرفية يعتبر عائقا أمام مجلس
اإلدارة فاتخاذ قرار التحول ونوع التحول.
.12يجب توفر هيئة شرعية متخصصة تقوم بالرقابة واالشراف على شرعية المنتجات والخدمات التي تقدمها
المصارف التقليدية بعد تحولها للعمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية.
.13يمكن تفسير الدوافع التي أدت بالحكومة الجزائرية إلى فتح المجال أمام المصارف التقليدية (خاصة
العمومية منها) للتحول إلى الصيرفة اإلسالمية إلى دوافع مباشرة وهي منح المواطن الجزائري خيار التعامل
بمنتجات الصيرفة اإلسالمية الخالية من الربا ،ودوافع غير مباشرة والمتمثلة في محاولة استقطاب السيولة
المتداولة خارج السوق الرسمية والتي يرفض أصحابها إدخالها الى السوق النقدية.
.14يعتبر عامل توقع أرباح إضافية من الحوافز التي تشجع المصارف التقليدية في التحول.
.15يعتبر التحول الجزئي للمصارف التقليدية نحو الصيرفة اإلسالمية في الجزائر عرضة للشكوك عن مصدر
األموال ،فالكثير منهم يعتقد أن الفروع والنوافذ اإلسالمية غير مستقلة عن المصرف األم من الناحية المالية
والمحاسبية ،وأن مواردها تتحصل عليها من طرف المصرف األم التي ال شك أنها أموال مختلطة بالحرام.
.16أن سن القوانين المصرفية التي تسهل وتنظم وتوضح عملية التحول ومتطلباتها ،تؤثر عن عملية التحول.
.17تعتمد أغلب المصارف اإلسالمية في الجزائر على المعامالت اإلسالمية القائمة على المداينة ،بينما
نالحظ نقص أو انعدام الصيغ القائمة على المشاركات خصوصا صيغة المضاربة.
.18يجب على المصارف التقليدية التي ترغب في التحول إلى العمل المصرفي في الجزائر تقديم طلب
الحصول على االعتماد من طرف بنك الجزائر ،والذي يكون مرفقا بشهادة المطابقة الشرعية للمنتوجات التي
يريد المصرف تسويقها ،هذه الشهادة تمنح من طرف الهيئة الوطنية لإلفتاء في الصناعة المالية اإلسالمية.
235
الخاتمة العامة
ثالثا :التوصيات.
بناءا على النتائج التي تم التوصل إليها في هذه الدراسة ،يمكن المساهمة بتقديم التوصيات اآلتية:
.1يجب على علماء الشريعة اإلسالمية والمختصين في االقتصاد اإلسالمي القيام بتوعية المجتمع عامة ومالكي
المصارف التقليدية خاصة بحرمة المعامالت المصرفية التقليدية ،الستقطاب أكبر عدد ممكن من العمالء
واقناعهم بفاعلية وضرورة التوجه نحو العمل المصرفي واالقتصادي اإلسالمي.
.2حث المصارف التقليدية على انتهاج مدخل التحول الكامل إلى الصيرفة اإلسالمية مع التدرج في التطبيق،
وعدم المماطلة في عملية التحول والتخلي عن النظام المزدوج في معامالتها المصرفية.
.3يجب على المسؤولين والموظفين في المصارف اإلسالمية وكذا المصارف التقليدية التي تبنت العمل
المصرفي اإلسالمي في الجزائر ،الحرص على االلتزام بأحكام الشريعة وتفعيل الرقابة الشرعية واالهتمام بخدمة
المجتمع وأال يكون هدفهم الوحيد هو تحقيق الربح ،والتأكد من صحة العقود من الناحية الشرعية والقانونية.
.4ضرورة االهتمام برأس المال البشري المتخصص في الصيرفة اإلسالمية والقيام بإنشاء مراكز لتدريب
اإلطارات والعاملين في المصارف اإلسالمية حول الجانب الشرعي ،التشريعي ،والمالي للمعامالت المالية.
.5االستفادة من مختلف التجارب الدولية في مجال التحول إلى العمل المصرفي اإلسالمي بمختلف أشكاله
ومداخله ،واختيار األنسب واألكثر مالئمة للمجتمع الجزائري عامة وللمصارف خاصة.
.6ضرورة االستعانة بمكاتب الدراسات واالستشارات الرائدة في مجال التحول إلى الصيرفة اإلسالمية وهذا
لضمان عملية تحول دقيقة خالية من النقص والعيوب ،وكذا ربحا للوقت.
.7وضع قانون خاص بالمصارف اإلسالمية بدل األنظمة والتعليمات ،وكذا وضع قانون ضرائب بالمصارف
والمعامالت اإلسالمية ،باعتبار أن عمليات الصيرفة اإلسالمية مختلفة تماما على عمليات الصيرفة التقليدية.
.8ضرورة تفعيل كل من السوق المالية (البورصة) في الجزائر وطرح منتجات الصيرفة اإلسالمية للتداول
كالصكوك اإلسالمية وغيرها ،وكذا تفعيل شركات التأمين اإلسالمية (التأمين التكافلي) لدعم الصيرفة اإلسالمية.
.9استخدام وسائل اإلعالم المختلفة وتكنولوجيات المعلومات واالتصال الحديثة ،وعقد المزيد من الملتقيات
والمؤتمرات حول المالية اإلسالمية عامة والصيرفة اإلسالمية خاصة لنشر الوعي في مجال.
236
الخاتمة العامة
.10ضرورة التعريف بمختلف الصيغ والعقود اإلسالمية التي تحقق أرباحا أكثر مما تقدمه المصارف التقليدية،
وتطويرها حسب متطلبات السوق المصرفي باالستعانة بالهندسة المالية اإلسالمية.
.11ضرورة استحداث تخصص االقتصاد والمالية اإلسالمية على مستوى مختلف الجامعات والمعاهد الجزائرية
لتزويد السوق المصرفية بكفاءات بشرية أكاديمية مؤهلة ومتخصصة لتنفيذ متطلبات العمل المصرفي اإلسالمي.
.12يجب على الحكومة الجزائرية والبنك المركزي إعطاء بعض االستثناءات والمزايا للمصارف اإلسالمية التي
تقتضيها طبيعة نشاط المصرف اإلسالمي خاصة في ظل النظام المصرفي المزدوج.
.13معالجة قضية التحول إلى الصيرفة االسالمية من وجه النظر اإلسالمية ،بإعطـاء النصح اإلسالمي
المدعم بآيـات مـن الـقـرآن الكـريم واألحاديث النبوية الشريفة ،إلقناع المواطن الجزائري بحرمة التعامل بالربا.
.14ال بد من التأكيد من االستقالل التام للفروع والنوافذ عن المصرف الرئيسي ،وهذا من الناحية اإلدارية،
المحاسبية ،والمالية السيما في مصادر األموال واستخداماتها ،والحرص على وجود هيئة رقابة شرعية دائمة.
.15ضرورة القيام بخرجات علمية وعملية لدراسة تجربة المصارف التي قطعت شوطا في مجال التحول.
.16ضرورة اعتماد المصارف التقليدية الراغبة في التحول ،على محتوى المعيار رقم ( )06الصادر عن هيئة
المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ( ،)AAOIFIوالذي يهدف إلى بيان اإلج ـراءات واآلليــات
الواجب مراعاتها ليتحول البنك التقليدي إلى مصرف إســالمي يلتزم بأحكام ومبادئ الش ـريعة اإلســالمية.
.17نجاح الصيرفة اإلسالمية في الجزائر مرهون باإلرادة السياسية ،وعليه يجب على الحكومة أن تضاعف
اهتمامها بالصيرفة اإلسالمية حتى تستطيع التعايش والصمود أمام المنافسة القوية من طرف المصارف التقليدية.
.18على البنك المركزي تطبيق السياسة النقدية اإلسالمية في معامالتها مع المصارف اإلسالمية بدل السياسة
النقدية التقليدية القائمة على أساس الربا.
.19ضرورة تنسيق الجامعات الجزائرية مع المصارف التقليدية ،وهذا لتسهيل عملية الحصول على المعلومات
والبيانات التي تساعد الباحث في عملية الدراسة والتحليل وهذا للوصول إلى نتائج دقيقة وصحيحة حول بحثه.
237
الخاتمة العامة
يعد موضوع التحول إلى الصيرفة اإلسالمية من المواضيع الحديثة والواسعة ،كما أن له دور فعال في نجاح
واستمرار العمل المصرفي اإلسالمي ،كما تعتبر عملية التحول خطوة هامة ألسلمة النظام المالي وتحويل كل
المصارف للعمل وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية ،وبالرغم من دراسة واقع وآفاق التحول إلى الصيرفة اإلسالمية
في الجزائر ،إال أنه ال يزاد هناك العديد من الجوانب التي يمكن للباحثين دراستها من عدة زوايا حسب رؤية
كل باحث ،ومن المواضيع التي يمكن اقتراحها لتكون محل دراسة في المستقبل ما يلي:
.1دور البنوك المركزية في دعم عملية تحول المصارف التقليدية إلى العمل المصرفي اإلسالمي.
.2تقييم عملية تحول المصارف التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية – دراسة قياسية –
.5لفروع اإلسالمية للمصارف التقليدية كآلية للتحول نحو الصيرفة اإلسالمية في الجزائر.
.6دور هيئة الرقابة الشرعية في دعم تحول المصارف التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية في الجزائر.
238
قائمة المراجع
قائمة المــراجـع
.1إبراهيم بن محمد إبراهيم الحلبي ،مجمع األنهر في شرح ملتقى األبحر ،كتاب البيوع ،الجزء ،3دار
.3ابن منظور ،لسان العرب ،ط ،3دار صادر ،بيروت ،لبنان.1968 ،
.4أبو الوليد محمد بن رشيد القرطبي ،بداية المجتهد ونهاية المقتصد ،الجزء ،3دار الحديث،
مصر.2004،
.5أبو بكر هاشم أبو بكر ،التمويل بالمشاركة في المصارف اإلسالمية :الواقع والتحديات وآليات التطوير،
األجرة معلومة ،دار الكتب العلمية ،الطبعة ،3الجزء ،6بيروت ،لبنان.2003 ،
.8أحمد عبد العزيز النجار ،حركة البنوك اإلسالمية :حقائق األصل وأوهام الصورة ،شركة سبرينت،
.9أنور العمروسي ،التضامن ،والتضامم ،والكفالة في القانون المدني ،الطبعة األولى ،دار العدالة،
القاهرة ،مصر.2007 ،
.10بلعزوز بن علي ،محاضرات في النظريات والسياسات النقدية ،الطبعة الثانية ،ديوان المطبوعات
240
قائمة المــراجـع
.11حربي محمد عريقات ،سعيد جمعة عقل ،إدارة المصارف اإلسالمية مدخل حديث ،الطبعة األولى ،دار
.12حسن يوسف داود ،الرقابة الشرعية في المصارف اإلسالمية ،الطبعة األولى ،المعهد العالمي للفكر
.13حمدي عبد العظيم ،خطاب الضمان في البنوك اإلسالمية ،الطبعة األولى ،المعهد العالي للفكر
اإلسالمي ،القاهرة ،مصر.1996 ،
.14خليل الشماع ،إدارة المصارف ،الطبعة الثانية ،مطبعة الزهراء ،بغداد.1975 ،
.15دنيا شوقي ،الجعالة واالستصناع تحليل فقهي واقتصادي ،الطبعة الثالثة ،المعهد اإلسالمي للبحوث
.22شوقي بورقبة ،هاجر ز اررقي ،إدارة المخاطر اإلئتمانية في المصارف اإلسالمية دراسة تحليلية ،الطبعة
األولى ،دار النفائس للنشر والتوزيع ،األردن .2015،
.23صالح حميد العلي ،المصارف اإلسالمية والمعامالت المصرفية ،اليمامة للطباعة والنشر ،بيروت،
لبنان.2005 ،
241
قائمة المــراجـع
.24صحيح البخاري ،كتاب الوصايا ،حديث رقم ،2766ط ،1دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع،
بيروت ،لبنان.2002 ،
.25الطاهر لطرش ،تقنيات البنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الرابعة ،الجزائر.2005 ،
.26عائشة الشرقاوي المالقي ،البنوك اإلسالمية التجربة بين الفقه والقانون والتطبيق ،الطبعة األولى،
.28عبد الحميد عبد الفتاح المغربي ،اإلدارة اإلستراتيجية في البنوك اإلسالمية ،الطبعة األولى ،البنك
اإلسالمي للتنمية والمعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب ،جدة ،المملكة العربية السعودية.2004 ،
.29عبد الرحمان السيد قرمان ،العقود التجارية وعمليات البنوك ،مكتبة الشقري ،جدة ،الملكة العربية
السعودية.2010 ،
.30عبد الزاق رحيم جدي الهيتي ،المصارف اإلسالمية بين النظرية والتطبيق ،الطبعة األولى ،دار أسامة،
األردن.1998 ،
.31عبد الستار أبو غادة ،بحوث في المعامالت واألساليب المصرفية اإلسالمية ،الطبعة األولى ،الجزء
.32عبد هللا حسين الموجان ،عقد الكفالة في الشريعة اإلسالمية ،الطبعة الثانية ،شركة كنوز المعرفة،
جدة ،السعودية.2001 ،
.33عبد المنعم خفاجي ،اإلقتصاد اإلسالمي ،الطبعة األولى ،دار الجيل ،بيروت.1990 ،
.34عبدالقادر بلطاس ،االقتصاد المالي والمصرفي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2001 ،
.35علي محمد شلهوب ،شؤون النقود وأعمال البنوك ،الطبعة األولى ،شعاع للنشر والعلوم ،حلب،
سوريا.2007 ،
242
قائمة المــراجـع
.36عمار أحمد عبد هللا ،أثر التحول المصرفي في العقود الربوية ،الطبعة األولى ،دار كنوز اشبيليا للنشر
.37عوف محمود الكفراوي ،المصارف اإلسالمية :النقود والبنوك في النظام اإلسالمي ،الطبعة الثالثة،
مركز اإلسكندرية للكتاب ،مصر.1998 ،
.38الغريب ناصر ،أصول المصرفية اإلسالمية وقضايا التشغيل ،الطبعة األولى ،دار أبوللو للطباعة
األردن.1999،
.41الفيومي أحمد بن محمد ،المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ،المكتبة العلمية ،بيروت ،بدون
تاريخ النشر.
.42الفيومي أحمد بن محمد ،المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ،الطبعة الثانية ،دار المعارف
.43كتاب المعايير الشرعية لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،الموقع الرسمي
.44كثير عيسى ،تقييم أداء البنوك اإلسالمية في الجزائر وفق ،camelsماجيستير قسم تمويل
243
قائمة المــراجـع
.49محمد بن ادريس الشافعي ،كتاب األم ،الطبعة الثانية ،الجزء ،4دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع،
بيروت.1983 ،
.50محمد حسين الوادي ،وحسين محمد سمحان ،المصارف االسالمية األسس النظرية والتطبيقات العملية،
.51محمد رواس قلعجي ،حامد صادق قنيبي ،معجم لغة الفقهاء ،الطبعة الثانية ،دار النفائس للطباعة
.52محمد سليمان األشقر ،عقد االستصناع :بحوث فقهية في قضايا اقتصادية معاصرة ،الطبعة األولى،
.56محمد محمود العلجوني ،البنوك اإلسالمية ،أحكامها ومبادئها وتطبيقاتها المصرفية ،الطبعة األولى،
244
قائمة المــراجـع
.60محمود عبد الكريم أحمد أرشيد ،الشامل في معامالت وعمليات المصارف اإلسالمية ،الطبعة الثانية،
.61محي الدين إسماعيل علم الدين ،االعتمادات المستندية ،الطبعة األولى ،المعهد العالمي للفكر
.62مدني بن شهرة ،اإلصالح االقتصادي وسياسة التشغيل (التجربة الجزائرية ) ،الطبعة األولى ،دار
.1ابتسام ساعد ،دور آليات التمويل اإلسالمي في رفع الكفاءة التمويلية للنظام المصرفي :التجربة
الماليزية نموذجا ،أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية ،جامعة بسكرة ،الجزائر.2017 ،
.2أبو بكر علي محمد نريمي ،العمل المصرفي اإلسالمي في نيجيريا اإلمكانيات والتحديات ،رسالة
.3أحمد بلخير ،عقد اإلستصناع وتطبيقاته المعاصرة ،رسالة ماجيستير في االقتصاد اإلسالمي ،كلية
245
قائمة المــراجـع
.4إلياس عبد هللا أبو الهيجاء ،تطورات أليات التمويل بالمشاركات في المصارف اإلسالمية دراسة حالة
األردن ،دكتوراه في االقتصاد والمصارف اإلسالمية ،جامعة اليرموك ،أربد ،األردن.2007 ،
.5أمال لعمش ،دور الهندسة المالية في تطوير الصناعة المصرفية اإلسالمية ،رسالة ماجيستير في
.6بوحجلة محمد ،اإلدارة اإلستراتيجية والسياسات اإلدارية في البنوك اإلسالمية ،أطروحة دكتوراه ،علوم
.7بورمة هشام ،النظام المصرفي الجزائري وامكانية االندماج في العولمة المالية ،رسالة ماجيستير في
.8بوشرمة عبد الحميد ،الجهاز المصرفي الجزائري ومتطلبات العولمة المالية ،رسالة ماجيستير في العلوم
.9بوطبة صبرينة ،مساهمة الهندسة المالية اإلسالمية في تحول البنوك الربوية إلى بنوك إسالمية :
دراسة تجارب بعض الدول ،أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية ،جامعة بسكرة ،الجزائر.2017 ،
.10جيداني ميمي ،انعكاس استقاللية البنك المركزي على أداء السياسة النقدية ،رسالة ماجيستير في
.11حمديش مجيد ،النظام المصرفي الجزائري في ظل اإلصالحات االقتصادية ،أطروحة دكتوراه في العلوم
.12حنان عبدلي ،دور الهندسة المالية في تحقيق كفاءة األسواق المالية في ظل التوجه العالمي نحو
الصناعة المالية اإلسالمية_دراسة عينة من األسواق المالية الناشئة ،أطروحة دكتوراه في التحليل
اإلقتصادي ،جامعة الجزائر.2018 ،3
.13رشيد درغال ،دور المصارف في تعبئة الموارد المالية للتنمية :د ارسة مقارنة بين المصارف التقليدية
والمصارف االسالمية ،رسالة ماجيستير في االقتصاد اإلسالمي ،جامعة باتنة ،الجزائر.2007 ،
246
قائمة المــراجـع
.14رشيد دريس ،إستراتيجية تكييف المنظومة المصرفية الجزائرية في ظل اقتصاد السوق ،رسالة دكتوراه
.15زرياحن محمد ،النظام المصرفي الجزائري ودوره في التنمية االقتصادية ،رسالة ماجيستير في العلوم
.16زكية محلوس ،أثر تحديد الخدمات المصرفية على البنوك الجزائرية ،رسالة ماجستير في علوم التسيير،
.17سالم المعطيات يزن خلف ،تحول المصارف التقليدية للعمل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية ،أطروحة
دكتوراه تخصص مصارف إسالمية ،األكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية ،األردن.2007 ،
.18سعيدة حرفوش ،دور األدوات المالية اإلسالمية في تحقيق التنمية اإلقتصادية_دراسة حالة ماليزيا،
.19سليم موساوي ،مدى مساهمة صيغ التمويل المصرفي اإلسالمي في تحقيق اإلستقرار النقدي ،أطروحة
.20سليمان ناصر ،عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية ،أطروحة دكتوراه في علوم التسيير ،جامعة
الجزائر.2005 ،
.21صليحة بن طلحة ،الجهاز المصرفي الجزائري وتمويل المؤسسات العمومية ،رسالة ماجستير في
.22صوفان العيد ،دور الجهاز المصرفي في تدعيم وتنشيط برنامج الخصخصة :دراسة التجربة الجزائرية،
.23طبيبل عبد السالم ،البنوك اإلسالمية في خضم األزمة المالية العالمية الراهنة ،واقع وآفاق:دراسة
حالة بنك البركة الجزائري ،رسالة ماجيستير في العلوم التجارية ،جامعة الجزائر.2010 ،
247
قائمة المــراجـع
.24عادل زقير ،أثر تطور الجهاز المصرفي على النمو االقتصادي ،أطروحة دكتوراه في العلوم
.25عبد العزيز أبو راس الغامدي ،التكييف الشرعي للخدمات المصرفية في المصارف اإلسالمية ،رسالة
.26عبد القادر بريش ،التحرير المصرفي ومتطلبات تطوير الخدمات المصرفية وزيادة القدرة التنافسية
.27عبد القادر خليل ،محاولة تقييم فعالية اإلصالحات االقتصادية في الجزائر للفترة (،)20061990
.28عبد اللطيف بلغرسة ،تكييف البنوك التجارية الجزائرية مع اقتصاد السوق استراتيجية التسويق
.29علي بطاهر ،إصالحات النظام المصرفي الجزائري وآثارها على تعبئة المدخرات وتمويل التنمية،
.30فاطمة الزهراء لسبع ،دور التمويل اإلسالمي في تحقيق مقاصد الشريعة من المال ،أطروحة دكتوراه
.31قومية سفيان ،النوافذ اإلسالمية بالبنوك التقليدية كمدخل للتحول للمصرفية اإلسالمية ،أطروحة
.32محمد زميت ،النظام المصرفي الجزائري في مواجهة تحديات العولمة المالية ،رسالة ماجيستير في
.33محمد صبري بن زكريا ،نافدة المعامالت اإلسالمية في البنوك التجارية ،دراسة حالة بنك بوميبت ار
248
قائمة المــراجـع
.34مراد رابحي ،الجهاز المصرفي الجزائري ،رسالة ماجيستير في العلوم االقتصادية ،جامعة الجزائر،
.2001
.35مريم سعد رستم ،تقييم مداخل تحول المصارف التقليدية إلى مصارف إسالمية:نموذج مقترح للتطبيق
على المصارف السورية ،أطروحة دكتوراه في العلوم المالية والمصرفية ،كلية االقتصاد ،جامعة حلب،
سوريا.2014 ،
.36مساعد بن راشد الجمهور ،تقييم تحول المصارف التقليدية إلى مصارف إسالمية :حالة دولة الكويت،
.37مصفى ابراهيم محمد مصطفى ،تقييم ظاهرة تحول البنوك التقليدية للمصرفية اإلسالمية دراسة
تطبيقية عن تجرية بعض البنوك السعودية ،رسالة ماجستير في االقتصاد اإلسالمي ،الجامـعة األمريكية
المفتوحة ،القاهرة ،مصر.2006 ،
.38منصوري صمودي ،الجهاز المصرفي الجزائري في ظل اإلصالحات االقتصادية :دراسة عالقة التمويل،
.39موسى أحمد عبدي عمر ،متطلبات تحويل المصارف التقليدية إلى المصارف اإلسالمية في ليبيا:
دراسة ميدانية على مصرف الجمهورية فرع طبرق ،رسالة ماجيستير في االقتصاد اإلسالمي جامعة مالك
إبراهيم اإلسالمية الحكومية بماالنج ،أندونيسيا.2016 ،
.40موسى عمر مبارك أبو محيميد ،مخاطر صيغ التمويل اإلسالمي وعالقتها بمعيار كفاية رأس المال
للمصارف اإلسالمية من خالل معيار بازل ،2أطروحة دكتوراه في المصارف اإلسالمية ،لألكاديمية
العربية للعلوم المالية والمصرفية ،عمان ،األردن.
.41موسى مبارك خالد ،صيغ التمويل اإلسالمي كبديل للتمويل التقليدي في ظل األزمة المالية العالمية،
.42نجيب بوخاتم ،دور الجهاز المصرفي الجزائري في عملية التحول االقتصادي واالنتقال إلى اقتصاد
249
قائمة المــراجـع
.43وداد بوحالسة ،صناديق االستثمار اإلسالمية ودور المصارف اإلسالمية في تفعيلها لتمويل التنمية،
رسالة ماجيستير تخصص بنوك إسالمية ،كلية الشريعة واالقتصاد بجامعة قسنطينة ،الجزائر.2014،
.44يحياوي حسام ،مبدأ المشاركة في األرباح والخسائر في المصارف اإلسالمية بين النظرية والتطبيق،
ماجيستير في البنوك اإلسالمية ،كلية الشريعة واالقتصاد ،جامعة األمير عبد القادر ،قسنطينة ،الجزائر،
.2013
ثالثا .المقاالت.
.1أحمد خلف حسين الدخيل ،النوافذ اإلسالمية في المصارف الحكومية العراقية ،مجلة دراسات إسالمية
اقتصادية ،البنك اإلسالمي للتنمية المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب ،المجلد 19العدد ،02المملكة
العربية السعودية.2013،
.2أحمد سايح صليحة ،زيدان محمد ،تقييم أداء البنك الوطني الجزائري باستخدام نموذج PATROL
خالل الفترة ،2019-2015مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا ،المجلد ،17العدد ،25جامعة الشلف،
الجزائر ،مارس .2021
.3أحمد شحدة أبو سرحان ،الفروع المصرفية اإلسالمية للمصارف الربوية ،مجلة مؤتة للبحوث
والدراسات ،المجلد ،30العدد ،5األردن.2015 ،
.4أحمد محمد المختار ،البنوك اإلسالمية بين المعايير الشرعية والقوانين المطبقة :تجربة ماليزيا،
المجلة الدولية للدراسات االقتصادية ،المجلد ،03العدد ،11المركز الديمقراطي العربي ،برلين ،ماي
.2020
.5أحمد محمد المختار ،عزنان حسن ،البنوك اإلسالمية بين المعايير الشرعية والقوانين المطبقة :تجربة
ماليزيا ،المجلة الدولية للدراسات االقتصادية ،المجلد ،03العدد ،11المركز الديمقراطي العربي للدراسات
االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ،برلين ،ماي .2020
.6أم الخير قوق ،اإلطار القانوني للمصارف اإلسالمية في الجزائر ،مجلة الباحث للدراسات األكاديمية،
250
قائمة المــراجـع
.7بلغيث صبرينة ،الطبيعة القانونية لخطاب الضمان البنكي ،مجلة النبراس للدراسات القانونية،
في الجزائر ،مجلة أداء المؤسسات الجزائرية ،العدد ،12جامعة ورقلة ،الجزائر.2017 ،
.14جعوتي سمير ،معوقات التمويل بصيغة المضاربة وسبل معالجتها في المصارف اإلسالمية في
.15حمزة عبد الكريم حماد ،الرقابة الشرعية في المصارف اإلسالمية ،مجلة اتحاد المصارف العربية،
251
قائمة المــراجـع
.18رابحي يوعبد هللا ،دراسة تجربة البنك األهلي التجاري السعودي في مجال التحول من الصيرفة
التقليدية إلى الصيرفة اإلسالمية ،مجلة أبحاث ،المجلد ،06العدد ،1جامعة الجلفة ،الجزائر.2021 ،
.19رديف مصطفى ،إشكالية التحول الجزئي للمصارف التقليدية نحو العمل المصرفي اإلسالمي ،مجلة
اإلبتكار والتسويق ،المجلد ،03العدد ،01جامعة سيدي بلعباس ،الجزائر.2016 ،
.20رشام كهينة ،تحول البنوك التقليدية إلى بنوك إسالمية :اآلليات والمعوقات ،مجلة البشائر االقتصادية،
العدد الثالث ،الجزائر.2016 ،
.21رضا الخليفي ،ظاهرة أسلمة البنوك الربوية ،مجلة المجتمع الكويتية ،العدد ،1637الكويت.2005 ،
.22رمضاني لعال ،البرود أم الخير ،تحديات فتح نوافذ إسالمية في البنوك التقليدية :حالة الجزائر ،مجلة
االمتياز لبحوث االقتصاد واإلدارة ،المجلد ،01العدد ،02جامعة األغواط ،الجزائر.2017 ،
.23زاوية رشيدة ،النوافذ اإلسالمية في البنوك التقليدية ،تجارب :العراق ،ماليزيا ،بريطانيا ،فرنسا ،مجلة
.26سياخن مريم ،متطلبات انتهاج الصيرفة اإلسالمية في المصارف التقليدية الجزائرية ،مجلة اإلمتياز
.27شحاته ،حسين حسين ،الضوابط الشرعية لفروع المعامالت اإلسالمية بالبنوك التقليدية ،مجلة
االقتصاد اإلسالمي ،بنك دبي اإلسالمي ،اإلمارات العربيـة المتحـدة ،المجلـد ، 21العدد .2001 ،240
.28شرون عز الدين ،آليات تحول البنوك التقليدية إلى إسالمية ،مجلة الباحث االقتصادي ،العدد ،07
.29طارق مخلوفي ،دور الصيرفة اإلسالمية في تعزيز االستقرار المالي في الجزائر ،مجلة معهد العلوم
252
قائمة المــراجـع
.30عبد الرحمان روان ،الفروع والنوافذ اإلسالمية في البنوك التقليدية من منظور االقتصاد اإلسالمي،
مجلة مفاهيم للدراسات الفلسفية واإلنسانية المعمقة ،المجلد ،02العدد ،01جامعة الجلفة ،الجزائر.2021 ،
.32عبد الرزاق بوعيطة ،واقع وآفاق مساهمة الصيرفة اإلسالمية في النظام المصرفي الجزائري ،مجلة
.34عبدلي حبيبة ،عبدلي وفاء ،عبدلي هالة ،الصيرفة اإلسالمية في الجزائر :واقع وتحديات ،مجلة الحقوق
.35عدنان محيرق ،التحول نحو الصيرفة اإلسالمية مع اإلشارة لحالة الجزائر ،مجلة الدراسات االقتصادية
والمالية ،الجزء ،02العدد ،10جامعة الوادي ،الجزائر.2017 ،
.36العرابي مصطفى ،طروبيا ندير ،توطين الصيرفة اإلسالمية في البنوك الجزائرية :تحديات التطبيق
ومتطلبات النجاح في ضوء النظام ،02-20مجلة البشائر االقتصادية ،المجلد ،06العدد ،02جامعة
بشار ،الجزائر.2020 ،
.37عالء عبد الحسين صالح ،عدي صفاء الدين فاضل ،تقييم أداء الشركات العراقية باستخدام نموذج
العائد على حقوق الملكية دراسة تطبيقية على الشركات المدرجة في سوق العراق لألوراق المالية
للفترة ما بين ،2010-2008مجلة الغري للعلوم االقتصادية واإلدارية ،المجلد ،08العدد ،25جامعة
الكوفة ،العراق.2012 ،
.38علي صالح أحمد محمد ،حاتم عبد الرزاق النعاس ،التحديات التي تواجه تحول المصارف التقليدية
في ليبيا نحو الصيرفة اإلسالمية (دراسة تطبيقية على مصرف الجمهورية) ،مجلة جامعة الزيتونة ،العدد
،22ترهونة ،ليبيا ،جوان .2017
253
قائمة المــراجـع
.39غوال نادية ،بلهادف رحمة ،مدى التزام المصارف اإلسالمية بقواعد الحوكمة :البنك األهلي التجاري
السعودي نموذجا ،مجلة مينا للدراسات االقتصادية ،المجلد ،03العدد ،05جامعة غيليزان ،الجزائر،
.2020
.40فرج هللا أحالم ،حمادي مراد ،دراسة واقع وآفاق تطوير الصيرفة اإلسالمية في الجزائر وفق اإلصالحات
خالل الفترة ،2015-2005مجلة الدراسات االقتصادية الكمية ،المجلد ،06العدد ،01جامعة ورقلة،
الجزائر.2020 ،
.42فالق علي ،سالمي رشيد ،النوافذ اإلسالمية و الفروع اإلسالمية في البنوك التقليدية (مع اإلشارة إلى
بعض التجارب العربية والغربية( ،مجلة البشائر االقتصادية ،المجلد ،04العدد ،02جامعة بشار ،الجزائر،
.2018
.43قانة زكي ،التحول للمصرفية اإلسالمية في إطار قوانين وبيئات مختلفة ،مجلة مركز صالح كامل
.44القرار رقم 12/02الصادر عن مجلس مجمع الفقه اإلسالمي الدولي في مؤتمره الثاني المنعقد بجدة
من 28 – 22ديسمبر ،1985مجلة المجمع ،العدد ،02الجزء.1986 ،02
.45قمومية سفيان ،بلعزوز بن علي ،تجربة بنك "المشرق اإلماراتي" في التحول الجزئي إلى مصرف
إسالمي من خالل مدخل النوافذ اإلسالمية ،مجلة األكاديمية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية ،المجلد ،09
العدد ،02جامعة الشلف ،الجزائر.2017 ،
.46لشهب صادق ،بوريش أحمد ،تحليل عوامل نجاح التجربة الماليزية في تطوير الصناعة المالية
اإلسالمية ،المجلة الجزائرية للدراسات المحاسبية والمالية ،المجلد ،01العدد ،01جامعة ورقلة ،الجزائر،
2015
254
قائمة المــراجـع
.47محمد عمر شابرا ،النظام النقدي والمصرفي في االقتصاد اإلسالمي ،مجلة أبحاث اإلقتصاد اإلسالمي،
المجلد ،1العدد.1984 ،2
.48مروان محمد أبو فضة ،عقد الوكالة وتطبيقاته في المصارف اإلسالمية ،مجلة الجامعة اإلسالمية
(سلسلة الدراسات اإلنسانية) المجلد السابع عشر ،العدد الثاني ،جامعة القدس ،فلسطبن ،جوان .2009
.49معارفي فريدة ،صالح مفتاح ،الضوابط الشرعية لنوافذ المعامالت اإلسالمية في البنوك التقليدية :دور
اللجنة االستشارية الشرعية في بنك بوميبت ار التجاري ،مجلة العلوم اإلنسانية ،المجلد ،14العدد ،02جامعة
بسكرة ،الجزائر ،مارس .2014
.50منير خطوي ،مبارك لسلوس ،النوافذ اإلسالمية في البنوك العمومية الجزائرية بين التحديات ومتطلبات
النجاح ،مجلة الواحات للبحوث والدراسات ،المجلد ،13العدد ،02جامعة غرداية ،الجزائر.2020 ،
.51نجيب خريس ،عماد بركاتت ،ربيع القرعان ،وحازم خصاونة ،فتح نوافذ إسالمية في البنوك التجارية
التقليدية األردنية من وجهة نظر العاملين فيها ،المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية ،المجلد ،14
العدد ،04األردن.2018 ،
.52نواري خيرة ،بوشتة يحي ،تقييم استراتيجية التحول من البنوك التقليدية الى المصارف االسالمية من
خالل الفروع اإلسالمية :انموذجا البنك السعودي الفرنسي ،مجلة الدراسات االقتصادية المعمقة،
المجلد ،05العدد ،02جامعة مستغانم ،الجزائر.2020 ،
.53يزن خلف سالم العطيات ،تحول المصارف التقليدية للمصرفية اإلسالمية :أنواعه من حيث الشكل
واألسلوب و التدرج و أحكامه ،منشور على موقع دار المنظومة ،مجلة الدراسات المالية والمصرفية ،العدد
،3األردن.2010 ،
.54يوسفي نور الدين ،سامي كحلول ،النظام القانوني لخطاب الضمان المصرفي ،مجلة الباحث للدراسات
.55يونس شعيب ،تحرير الخدمات المالية وتحديات الصيرفة اإلسالمية ،مجلة جامعة األمير عبد القادر
255
قائمة المــراجـع
اإلسالمية :دراسة تطبيقية على مصرفي الجمهورية والتجارة والتنمية ،ورقة بحثية مقدمة لمؤتمر الخدمات
المالية اإلسالمية الثاني بـ ليبيا ،بتاريخ 04 :ماي .2010
.2دهيليس سمير ،آليات ومتطلبات تطوير الصيرفة اإلسالمية في الجزائر ،مداخلة مقدمة ضمن فعاليات
المؤتمر العلمي الدولي الرابع حول :تفعيل دور التمويل اإلسالمي في القطاع المالي الجزائري ،المنعقد
يومي 18-17أفريل 2018بجامعة البليدة.2
.3سعيد سعد المرطـان ،ضـوابط تقديم الخدمات المصرفية اإلسالمية في البنوك التقليدية ،اللجنة
االستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية ،منتدى االقتصاد اإلسالمي ،كتاب
المنتدى األول ،الكويت 25 ،ماي .1999
.4سليمان بوفاسة ،أحمد مناصري ،آليات فتح نوافذ إسالمية بالبنوك التقليدية في الجزائر وعوامل
نجاحها ،ورقة بحثية مقدمة في الملتقى العلمي الوطني الخامس حول :دور البنوك اإلسالمية في تعبئة
المدخرات النقدية في ظل األزمة المالية الحالية بالتركيز على الجزائر ،جامعة المدية-الجزائر ،يوم 01
ديسمبر .2016
.5عبد الستار أبو غدة ،الضوابط الشرعية والمهام التحضيرية لعملية تحول البنوك التقليدية إلى مصارف
إسالمية ،المؤتمر الخامس للهيئات الشرعية للمؤسسات المالية اإلسالمية ،المنعقد في 20-19نوفمبر
2005بفندق الرجينسي بالبحرين.
.6عمر يوسف عبد هللا عبابنه ،مداخلة بعنوان البطاقات اإلئتمانية ودورها في التورق المصرفي :دراسة
حالة ،ضمن فعاليات المؤتمر العلمي األول تحت عنوان «التورق المصرفي والحيل الربوية» ،المنعقد
بجامعة علجون الوطنية ،األردن ،يومي 25-24أفريل .2012
.7فهد الشريف ،الفروع اإلسالمية التابعة للمصارف الربوية دراسة في ضوء االقتصاد اإلسالمي ،أبحاث
المؤتمر العالمي الثالث لالقتصاد اإلسالمي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ،كلية الشريعة والدراسات
اإلسالمية 30 ،ماي – 02جوان .2005
256
قائمة المــراجـع
.8لخديمي عبد الحميد ،بخيت حسان ،قراءة تاريخية في تطور العمل بالصيرفة اإلسالمية في دول
المغرب العربي ،ورقة بحثية ضمن الملتقى الدولي األول حول االقتصاد اإلسالمي الواقع ورهانات المستقبل،
المركز الجامعي غرداية ،الجزائر ،يومي 24-23فيفري .2011
.9لطف محمد السرحي ،الفروع اإلسالمية في البنوك التقليدية ضوابط التأسيس وعوامل النجاح ،بحث
مقدم في مؤتمر المصارف اإلسالمية اليمنية الواقع وأفاق المستقبل بتاريخ 21-20مارس .2010
. 10مير أحمد ،عرابة رابح ،متطلبات فتح نوافذ إسالمية في البنوك التجارية الجزائرية :دراسة مقارنة
بين بنك بوميبت ار الماليزي ووكالة بنك التنمية المحلية ،األوراق البحثية المقدمة في المؤتمر الدولي الخامس
عشر حول :التكامل المؤسسي للصناعة المالية والمصرفية اإلسالمية المنعقد بجامعة الشلف ،الجزائر،
يومي 1817ديسمبر .2019
.7النظام رقم 13 -92المؤرخ في 22مارس 1992المتعلق بالوقاية من اصدار الشيكات بدون مؤونة
ومكافحة ذلك.
257
قائمة المــراجـع
.9النظام رقم 02-18المتضمن قواعد ممارسة العمليات المصرفية المتعلقة بالصيرفة التشاركية من
طرف المصارف والمؤسسات المالية.
.15المنشور رقم 2282المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بإنشاء وتنظيم هيئة التدقيق الشرعي للبنك
الوطني الجزائري.
.16المنشور رقم 2283المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بإنشاء قسم المحاسبة والمالية اإلسالمية
.17المنشور رقم 2281المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بإنشاء وتنظيم مديرية المالية اإلسالمية
.18المنشور رقم 2284المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بالحساب اإلسالمي «ودائع تحت الطلب»
لدى البنك الوطني الجزائري.
.19المنشور رقم 2285المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بالحساب اإلسالمي الجاري لدى البنك
الوطني الجزائري.
.20المنشور رقم 2286المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بحساب االستثمار اإلسالمي المقيد لدى
258
قائمة المــراجـع
.21المنشور رقم 2287المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بحساب التوفير اإلسالمي لدى البنك الوطني
الجزائري.
.22المنشور رقم 2288المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بحساب التوفير اإلسالمي للشباب لدى
البنك الوطني الجزائري.
.23المنشور رقم 2289المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق باإلجارة المنتهية بالتمليك لدى البنك
الوطني الجزائري.
.24المنشور رقم 2290المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بالمرابحة اإلسالمية للعقارات لدى البنك
الوطني الجزائري.
.25المنشور رقم 2291المؤرخ في 03أوت 2020المتعلق بالمرابحة اإلسالمية للتجهيزات لدى البنك
الوطني الجزائري.
.26المنشور رقم 2301المؤرخ في 30ديسمبر 2020المتعلق بالمرابحة اإلسالمية للسيارات لدى البنك
الوطني الجزائري.
.27المنشور رقم 2334المؤرخ في 31أوت 2021المتضمن إنشاء وتنظيم مديرية االستغالل الخاصة
.28المنشور رقم 2335المؤرخ في 31أوت 2021المتضمن إنشاء وتنظيم المديرية المالية ومراقبة
.29المنشور رقم 2336المؤرخ في 31أوت 2021المتضمن إنشاء وتنظيم مديرية التنشيط التجاري
.30المنشور رقم 2337المؤرخ في 31أوت 2020المتعلق بتحديد مهام وتنظيم الشبابيك والوكاالت
.31منشور والي بنك المغرب رقم 2016/16المؤرخ في 18جويلية 2016والمتعلق بتحديد شروط
259
قائمة المــراجـع
وكيفيات سير وظيفة التقييد بآراء المجلس العلمي األعلى ،الجريدة الرسمية المغربية ،العدد رقم 6664
الصادرة بتاريخ 12أفريل .2018
.32التعليمة رقم 03/20المؤرخة في 02أفريل 2020الصادرة عن بنك الجزائر المعرفة للمنتجات المتعلقة
المحددة لإلجراءات والخصائص التقنية لتنفيذها من طرف البنوك والمؤسسات المالية
بالصيرفة اإلسالمية ،و ّ
.1البيان الصحفي الذي عقدته لجنة عمليات السياسة النقدية لبنك الجزائر بتاريخ 04فيفري 2021
برئاسة محافظ البنك السيد رستم فضلي وهو منشور على الموقع الرسمي لبنك الجزائر
.https://www.bank-of-algeria.dz/html/communique_ar.htm
.2البيان الصحفي الذي عقدته لجنة عمليات السياسة النقدية لبنك الجزائر بتاريخ 29أفريل 2020
برئاسة محافظ البنك السيد أيمن عبد الرحمان وهو منشور على الموقع الرسمي لبنك الجزائر
https://www.bank-of-algeria.dz/pdf/communique29042020_copmar.pdf
.3تصريح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في اللقاء الصحفي في القناة الوطنية يوم اإلثنين 01مارس
،2021الموقع https://www.aps.dz/ar/economie/102741-42-43:
.4سليمان ناصر ،الدفع االلكتروني الحل العملي الحتواء الكتلة النقدية خارج البنوك ،وثيقة إلكترونية
متاحة على موقع جريدة الشعب على الرابطhttp://www.ech-chaab.com/ar:
https://www.mashreqalislami.com/ar/islami/shariah-fatwas.aspx
.6مصرف االمارات اإلسالمي ،التقرير السنوي لسنة ،2018منشور على الموقع الرسمي للمصرف
/https://www.emiratesislamic.ae/arb/about-us/annual-reports
.7موسى عبد الالوي ،المؤسسات المالية اإلسالمية بالجزائر من خالل النظام ،02-20مقال في موق
260
قائمة المــراجـع
bank/profile
us/Pages/default.aspx
A. Thèse et mémoires
B. Articles
1. Mabid ali al jarhi, munawar iqbal, Banques Islamiques : réponses a des
questionsfréquemment posées, revue périodique institut islamique de recherche et de
formation, banque islamique de développement, N° 04, jeddah, 2001
261
قائمة المالحق
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم 01
263
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم 02
264
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم 03
265
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم 04
266
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم 05
267
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم 06
268
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم 07
269
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم 08
270
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم 09
271
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم 10
272
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم 11
273