You are on page 1of 328

‫جامعة محمد بوضياف بالمسيلة‬

‫كلية‪ :‬العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫قسم‪ :‬العلوم االقتصادية‬
‫…………………‬ ‫الرقم التسلسلي‪:‬‬
‫رقم التسجيـ ـ ـ ـ ـ ـل‪DEC/08/12:‬‬
‫أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه علوم‬
‫في‪ :‬العلوم االقتصادية‬
‫تخصص‪ :‬علوم اقتصادية‬
‫العنوان‬
‫قياس استقرار األداء المالي للبنوك اإلسالمية في ظل األزمة المالية العالمية لسنة‬
‫‪2002‬م‬
‫‪-‬دراسة تطبيقية لمجموعة من البنوك اإلسالمية في بعض الدول العربية‪-‬‬

‫من إعداد‪:‬‬
‫برابح دالل‬
‫تاريخ المناقشة‪2012/01/11 :‬‬
‫أمام لجنة المناقشة المكونة من السادة‪:‬‬

‫الصفـ ـ ـ ـة‬ ‫المؤسسة‬ ‫الرتبـ ـ ـ ـة العلمية‬ ‫االسم واللقب‬


‫رئيسا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أست ـ ــاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬د خبابة عبد اهلل‬

‫مقررا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أست ـ ــاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬د سنوسي علي‬
‫مشرفًا و ً‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أست ـ ــاذ التعليم العالي‬ ‫أ‪.‬د بلعجوز حسين‬

‫ممتحنا‬ ‫جامعة البويرة‬ ‫أستاذ محاضر‪-‬أ‪-‬‬ ‫د‪ .‬قرومي حميد‬

‫ممتحنا‬ ‫جامعة الشلف‬ ‫أستاذ محاضر‪-‬أ‪-‬‬ ‫د‪.‬مطاي عبد القادر‬

‫ممتحنا‬ ‫جامعة تيبازة‬ ‫أستاذ محاضر‪-‬أ‪-‬‬ ‫د‪.‬ديب كمال‬

‫‪7102/7102‬‬ ‫السنة الجامعية‪:‬‬


‫الشكر والحمد هلل عز وجل أوال‬
‫يّسر لل در اللحح اللعمل‬
‫مم أأتدم بز ل الشكر واللتد ر وععظي االاللهمن للأللما المشرر‬
‫الد لود‪":‬ععل ألهوألل"‬
‫ععل إرااى ععل يهو ااألرووح وععل أوجظًمأى التظمح‬
‫جزاو اهلل عهل ل خظر‬
‫وال ااخظر أأتدم ملشكر واالاللهمن لل ااألمأهذ الكرام‬
‫أعضمء لبهح المهمقشح ععل قلولًي‬
‫الهمقشح يهو ااألرووح ووضوديي لعمشمد ح ال ثراء جوانلًم‬
‫الف ــًمدس‬
‫فيرس المحتويات‬

‫فيرس المحتويات‬

‫رقـ الصفحة‬ ‫العنواف‬

‫شكر وتقدير‬
‫إىداء‬
‫‪III-I‬‬ ‫فيرس المحتويات‬
‫‪V-IV‬‬ ‫فيرس الجداوؿ‬
‫‪VII-VI‬‬ ‫فيرس األشكاؿ‬
‫أ ػػ ح‬ ‫مقدمة‬
‫‪72-02‬‬ ‫الفصؿ األوؿ‪ :‬مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬
‫‪02‬‬ ‫تمييد‬
‫‪16-03‬‬ ‫المبحث األوؿ‪ :‬ماىية البنوؾ اإلسالمية‬
‫‪03‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬تعريؼ البنكؾ اإلسبلمية كنشأتيا‬
‫‪07‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬خصائص كأىداؼ البنكؾ اإلسبلمية‬
‫‪13‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬كظائؼ البنكؾ اإلسبلمية‬
‫‪15‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬أكجو التشابو كاإلختبلؼ بيف البنكؾ اإلسبلمية كالبنكؾ التقميدية‬
‫‪35-17‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مصادر أمواؿ البنوؾ اإلسالمية‬
‫‪17‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬مصادر األمكاؿ الذاتية ( الداخمية)‬
‫‪20‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مصادر األمكاؿ الخارجية‬
‫‪71-36‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬استخدامات األمواؿ في البنوؾ اإلسالمية‬
‫‪36‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬المرابحة كالمشاركة كالمضاربة‬
‫‪49‬‬ ‫السمىـ كاالستصناع‬
‫المطمب الثاني‪ :‬بيع َّ‬
‫‪60‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬البيع بالتقسيط كالتأجير التمكيمي‬
‫‪72‬‬ ‫خالصة الفصؿ األوؿ‬
‫‪160-74‬‬ ‫الفصؿ اؿثاني‪ :‬قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪2008‬ـ‬
‫‪74‬‬ ‫تمييد‬
‫‪80-75‬‬ ‫المبحث األوؿ‪ :‬ماىية األزمة المالية‬

‫‪I‬‬
‫فيرس المحتويات‬

‫‪75‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬تعريؼ األزمة المالية‬


‫‪77‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬تصنيؼ األزمات المالية‬
‫‪79‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬خصائص األزمة المالية‬
‫‪114-81‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار النظري لالزمة المالية العالمية لسنة ‪2008‬ـ‬
‫‪81‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬مفيكـ األزمة المالية العالمية‬
‫‪82‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مراحؿ األزمة المالية العالمية‬
‫‪86‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬انعكاسات األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬
‫‪135-115‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أسباب األزمة المالية العالمية لسنة ‪2008‬ـ‬
‫‪115‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬كضعية ىشة لبلقتصاد العالمي‬
‫‪118‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬اختبلالت عمى مستكل الكحدات االقتصادية‬
‫‪121‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬تكريؽ الديكف‬
‫‪123‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬الربا‬
‫‪129‬‬ ‫المطمب الخامس‪ :‬الغرر‬
‫‪159-136‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬اإلجراءات المتخذة لمواجية األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬
‫‪137‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬مكاجية الكاليات المتحدة األمريكية لؤلزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬
‫‪140‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مكاجية أكركبا لؤلزمة المالية العالمية‬
‫‪143‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬أىـ القمـ العالمية لمكاجية األزمة المالية العالمية‬
‫‪152‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬تحركات صندكؽ النقد الدكلي لمكاجية أزمة االقتصاد العالمي‬
‫‪160‬‬ ‫خالصة الفصؿ اؿثاني‬
‫‪196-162‬‬ ‫الفصؿ الثالث‪ :‬االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬
‫‪162‬‬ ‫تمييد‬
‫‪167-163‬‬ ‫المبحث األوؿ‪ :‬اإلطار النظري لالستقرار المالي‬
‫‪163‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬االستقرار المالي‪ ،‬مفيكمو كأىميتو‬
‫‪166‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬محددات االستقرار المالي‬
‫‪166‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬رىانات االستقرار المالي‬
‫‪191-168‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬إدارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬
‫‪168‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬األساس الفكرم لممخاطرة في االقتصاد اإلسبلمي‬

‫‪II‬‬
‫فيرس المحتويات‬

‫‪172‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬طبيعة المخاطر في البنكؾ اإلسبلمية‬


‫‪178‬‬ ‫المطمب‪ :3‬إدارة المخاطر المالية في البنكؾ اإلسبلمية‬
‫‪196-193‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬مدى تأثر البنوؾ اإلسالمية باألزمة المالية العالمية لسنة ‪2008‬‬
‫واالستراتيجيات المستقبمية لمواجيتيا‬
‫‪193‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬مدل تأثر البنكؾ االسبلمية باألزمة المالية العالمية لسنة ‪2008‬ـ‬
‫‪194‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬االستراتيجيات المستقبمية لمكاجيتيا‬
‫‪195‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬مقترحات لمعالجة المعكقات المشتركة لمبنكؾ اإلسبلمية‬
‫‪197‬‬ ‫خالصة الفصؿ الثالث‬
‫‪244-199‬‬ ‫الفصؿ الرابع‪ :‬إسقاط نموذج ‪ sherrod‬عمى عينة مف البنوؾ اإلسالمية‬
‫‪199‬‬ ‫تمييد‬
‫‪204-200‬‬ ‫المبحث األوؿ‪:‬لمحة عف المصارؼ اإلسالمية محؿ الدراسة‬
‫‪200‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬بنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني‬
‫‪202‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬بنؾ قطر اإلسبلمي‬
‫‪203‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬البنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي‬
‫‪204‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬بنؾ الراجحي‬
‫‪231-205‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬حساب مؤشرات تقييـ األداء المالي لمبنوؾ اإلسالمية محؿ الدراسة‬
‫‪205‬‬ ‫المطمب األوؿ‪:‬مؤشرات تقييـ األداء لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني‬
‫‪212‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مؤشرات تقييـ األداء لبنؾ قطر اإلسبلمي‬
‫‪219‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬مؤشرات تقييـ األداء لمبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي‬
‫‪225‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬مؤشرات تقييـ األداء لبنؾ الراجحي‬
‫‪243-232‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تطبيؽ نموذج ‪ Sherrod‬عمى البنوؾ اإلسالمية محؿ الدراسة‬
‫‪232‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬تطبيؽ نمكذج ‪ Sherrod‬عمى بنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني‬
‫‪236‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬تطبيؽ نمكذج ‪ Sherrod‬عمى بنؾ قطر اإلسبلمي‬
‫‪238‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬تطبيؽ نمكذج ‪ Sherrod‬عمى البنؾ العربي اإلسبلمي اؿدكلي‬
‫‪241‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬تطبيؽ نمكذج ‪ Sherrod‬عمى بنؾ الراجحي‬
‫‪244‬‬ ‫خالصة الفصؿ الرابع‬
‫‪252-246‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪III‬‬
‫فيرس المحتويات‬

‫‪269-254‬‬ ‫المراجع‬
‫‪307-271‬‬ ‫المالحؽ‬
‫‪308‬‬ ‫الممخص‬

‫‪IV‬‬
‫فيرس الجداوؿ‬

‫فيرس الجداوؿ‬

‫رقـ‬ ‫عنواف الجدوؿ‬ ‫رقـ الجدوؿ‬


‫الصفحة‬
‫‪31‬‬ ‫مقارنة بيف الحسابات المختمفة‬ ‫(‪)01-01‬‬

‫‪70‬‬ ‫قائمة األدكات المالية اإلسبلمية‬ ‫(‪)02-01‬‬


‫‪88‬‬ ‫انخفاض انتاج السيارات في الدكؿ المتقدمة ‪)%( G7‬‬ ‫(‪)01-02‬‬
‫‪109‬‬ ‫كضع كنسبة كفائض السيكلة ‪ ،‬كالقركض الممنكحة مف المصارؼ التجارية في‬ ‫(‪)02-02‬‬
‫االقتصاد الميبي بيف عامي ‪ ، 2007‬كالربع الثاني مف العاـ‪2008‬‬
‫‪200‬‬ ‫معمكمات أساسية كنسب مالية ببنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني‬ ‫(‪)01-04‬‬
‫‪206‬‬ ‫حجـ األصكؿ كحجـ الكدائع لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني خبلؿ الفترة( ‪-2008‬‬ ‫(‪)02-04‬‬
‫‪)2015‬‬
‫‪207‬‬ ‫معدؿ العائد عمى حقكؽ الممكية لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني خبلؿ‬ ‫(‪)03-04‬‬
‫الفترة(‪)2015-2008‬‬
‫‪208‬‬ ‫العائد عمى األصكؿ لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)04-04‬‬
‫‪209‬‬ ‫خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫ىامش الربح لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني‬ ‫(‪)05-04‬‬
‫‪210‬‬ ‫منفعة األصكؿ لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)06-04‬‬
‫‪211‬‬ ‫معدؿ الرفع المالي ببنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)07-04‬‬
‫‪212‬‬ ‫حجـ األصكؿ كحجـ الكدائع لبنؾ قطر اإلسبلمي خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)08-04‬‬

‫‪213‬‬ ‫العائد عمى حقكؽ الممكية ببنؾ قطر اإلسبلمي خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)09-04‬‬
‫‪215‬‬ ‫معدؿ العائد عمى األصكؿ ببنؾ قطر اإلسبلمي خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)10-04‬‬
‫‪216‬‬ ‫ىامش الربح ببنؾ قطر اإلسبلمي خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)11-04‬‬
‫‪217‬‬ ‫منفعة األصكؿ ببنؾ قطر اإلسبلمي خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)12-04‬‬
‫‪218‬‬ ‫معدؿ الرفع المالي ببنؾ قطر اإلسبلمي خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)13-04‬‬
‫‪219‬‬ ‫حجـ األصكؿ كحجـ الكدائع بالبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي‬ ‫(‪)14-04‬‬
‫خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬
‫‪220‬‬ ‫معدؿ العائد عمى حقكؽ الممكية بالبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي‬ ‫(‪)15-04‬‬
‫خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬
‫‪221‬‬ ‫معدؿ العائد عمى األصكؿ بالبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي‬ ‫(‪)16-04‬‬
‫خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬
‫‪222‬‬ ‫ىامش الربح بالبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي‬ ‫(‪)17-04‬‬

‫‪V‬‬
‫فيرس الجداوؿ‬

‫خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬
‫‪223‬‬ ‫منفعة األصكؿ بالبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي‬ ‫(‪)18-04‬‬
‫خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬
‫‪224‬‬ ‫معدؿ الرفع المالي بالبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي‬ ‫(‪)19-04‬‬
‫خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬
‫‪225‬‬ ‫حجـ األصكؿ كحجـ الكدائع لبنؾ الراجحي خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)20-04‬‬

‫‪226‬‬ ‫معدؿ العائد عمى حقكؽ الممكية ببنؾ الراجحي خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)21-04‬‬
‫‪227‬‬ ‫معدؿ العائد عمى األصكؿ ببنؾ الراجحي خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)22-04‬‬
‫‪228‬‬ ‫ىامش الربح ببنؾ الراجحي خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)23-04‬‬
‫‪229‬‬ ‫منفعة األصكؿ ببنؾ الراجحي خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)24-04‬‬
‫‪230‬‬ ‫خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫معدؿ الرفع المالي ببنؾ الراجحي‬ ‫(‪)25-04‬‬
‫‪232‬‬ ‫األكزاف الترجيحية بحسب أىمية كؿ كاحد منيا‬ ‫(‪)26-04‬‬
‫‪233‬‬ ‫تقسيـ القركض الى فئات حسب درجة المخاطرة‬ ‫(‪)27-04‬‬
‫‪235‬‬ ‫قيمة المؤشر ‪ Z‬لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)28-04‬‬

‫‪237‬‬ ‫قيمة المؤشر ‪ Z‬ببنؾ قطر اإلسبلمي خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)29-04‬‬

‫‪240‬‬ ‫قيمة المؤشر ‪ Z‬بالبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)30-04‬‬

‫‪242‬‬ ‫قيمة المؤشر‪ Z‬ببنؾ الراجحي خبلؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)31-04‬‬

‫‪VI‬‬
‫فيرس األشكاؿ‬

‫فيرس األشكاؿ‬

‫رقـ‬ ‫عنواف الشكؿ‬ ‫رقـ الشكؿ‬


‫الصفحة‬
‫‪54‬‬ ‫أنواع السمـ‬ ‫(‪)01-01‬‬
‫‪58‬‬ ‫أشكاؿ التمويؿ باالستصناع‬ ‫(‪)02-01‬‬
‫‪90‬‬ ‫صادرات وواردات االقتصاديات الصاعدة والنامية خالؿ الفترة(‪)2009-2001‬‬ ‫(‪)01-02‬‬
‫‪105‬‬ ‫إيرادات االستثمار األجنبي المباشر بالمغرب خالؿ الفترة(‪)2009-2006‬‬ ‫(‪)02-02‬‬
‫‪106‬‬ ‫تطور اإليرادات السياحية بالمغرب خالؿ الفترة(‪)2013-2010‬‬ ‫(‪)03-02‬‬
‫‪169‬‬ ‫أنواع الخطر‬ ‫(‪)01-03‬‬
‫‪201‬‬ ‫التنظيـ داخؿ بنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني‬ ‫(‪)01-04‬‬
‫‪206‬‬ ‫حجـ األصوؿ وحجـ الودائع لبنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني‬ ‫(‪)02-04‬‬
‫خالؿ الفترة (‪)2015-2008‬‬
‫‪207‬‬ ‫معدؿ العائد عمى حقوؽ الممكية لبنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني‬ ‫(‪)03-04‬‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬
‫‪209‬‬ ‫العائد عمى األصوؿ لبنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)04-04‬‬
‫‪210‬‬ ‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫ىامش الربح لبنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني‬ ‫(‪)05-04‬‬
‫‪211‬‬ ‫منفعة األصوؿ لبنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)06-04‬‬
‫‪212‬‬ ‫معدؿ الرفع المالي ببنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)07-04‬‬
‫‪213‬‬ ‫حجـ األصوؿ وحجـ الودائع لبنؾ قطر اإلسالمي خالؿ الفترة (‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)08-04‬‬

‫‪214‬‬ ‫العائد عمى حقوؽ الممكية ببنؾ قطر اإلسالمي خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)09-04‬‬
‫‪215‬‬ ‫معدؿ العائد عمى األصوؿ ببنؾ قطر اإلسالمي خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)10-04‬‬
‫‪216‬‬ ‫ىامش الربح ببنؾ قطر اإلسالمي خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)11-04‬‬
‫‪217‬‬ ‫منفعة األصوؿ ببنؾ قطر اإلسالمي خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)12-04‬‬
‫‪218‬‬ ‫حجـ األصوؿ وحجـ الودائع لمبنؾ العربي اإلسالمي الدولي‬ ‫(‪)13-04‬‬
‫خالؿ الفترة (‪)2015-2008‬‬
‫‪219‬‬ ‫معدؿ الرفع المالي ببنؾ قطر اإلسالمي خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)14-04‬‬
‫‪220‬‬ ‫معدؿ العائد عمى حقوؽ الممكية بالبنؾ العربي اإلسالمي الدولي‬ ‫(‪)15-04‬‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬
‫‪221‬‬ ‫معدؿ العائد عمى األصوؿ بالبنؾ العربي اإلسالمي الدولي‬ ‫(‪)16-04‬‬

‫‪VII‬‬
‫فيرس األشكاؿ‬

‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬
‫‪222‬‬ ‫ىامش الربح بالبنؾ العربي اإلسالمي الدولي خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)17-04‬‬
‫‪223‬‬ ‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫منفعة األصوؿ بالبنؾ العربي اإلسالمي الدولي‬ ‫(‪)18-04‬‬
‫‪224‬‬ ‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫معدؿ الرفع المالي بالبنؾ العربي اإلسالمي الدولي‬ ‫(‪)19-04‬‬
‫‪225‬‬ ‫حجـ األصوؿ وحجـ الودائع لبنؾ الراجحي خالؿ الفترة (‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)20-04‬‬

‫‪226‬‬ ‫معدؿ العائد عمى حقوؽ الممكية ببنؾ الراجحي خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)21-04‬‬
‫‪228‬‬ ‫معدؿ العائد عمى األصوؿ ببنؾ الراجحي خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)22-04‬‬
‫‪229‬‬ ‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫ىامش الربح ببنؾ الراجحي‬ ‫(‪)23-04‬‬
‫‪230‬‬ ‫منفعة األصوؿ ببنؾ الراجحي خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)24-04‬‬
‫‪231‬‬ ‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫معدؿ الرفع المالي ببنؾ الراجحي‬ ‫(‪)25-04‬‬
‫‪235‬‬ ‫قيمة المؤشر ‪ Z‬لبنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)26-04‬‬

‫‪238‬‬ ‫قيمة المؤشر ‪ Z‬ببنؾ قطر اإلسالمي خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)27-04‬‬

‫‪240‬‬ ‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫قيمة المؤشر ‪ Z‬بالبنؾ العربي اإلسالمي الدولي‬ ‫(‪)28-04‬‬

‫‪243‬‬ ‫قيمة المؤشر‪ Z‬ببنؾ الراجحي خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬ ‫(‪)29-04‬‬

‫‪VIII‬‬
‫ال ـتـ ــدال ــح‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬

‫شيدت السنكات الثبلثكف الماضية تطبيؽ الطابع المؤسساتي عمى صيغ التمكيؿ اإلسبلمية مما أدل‬
‫إلى ظيكر البنكؾ اإلسبلمية كتطكرىا بشكؿ ممحكظ مف حيث الحجـ‪ ،‬كالعدد في مختمؼ دكؿ العالـ‪.‬‬

‫ا‪ ،‬حيث ال يتعدل " ‪ "%11‬مقارنة بإجمالي‬


‫كبالرغـ مف أف مجمكع أصكؿ البنكؾ اإلسبلمية يبقى ضعيؼ‬
‫نمكىا يعتبر استثنائيا خاصة في الشرؽ األكسط‬
‫أف معدؿ ٌ‬
‫أصكؿ البنكؾ عمى مستكل العالـ كمو ‪ ،‬إالٌ ٌ‬
‫كجنكب شرؽ آسيا أيف تراكح ما بيف " ‪ ،"%20-%15‬كؿقد تمكنت البنكؾ اإلسبلمية مف جذب مكارد‬
‫مما ٌأدل إلى جمب اىتماـ العديد مف المجمكعات البنكية الدكلية‪،‬‬
‫مالية معتبرة كتحقيؽ أرباح عالية‪ٌ ،‬‬
‫مثؿ سيتي جركب (‪ )Citigroup‬كاتش إس بي سي (‪ )HSBC‬كغيرىما‪ ،‬حيث قامت ىذه األخيرة بفتح‬
‫نكافذ إسبلمية في مختمؼ أنحاء العالـ‪ ،‬ككذا إنشاء فركع كاممة متخصصة في عرض خدمات‬
‫كمنتجات بنكية كمالية إسبلمية‪.‬‬

‫كؿقد ارتبط ىذا التطكر بعدة متغيرات اقتصادية أىميا عكلمة االقتصاد العالمي‪ ،‬كبيذا اكتسبت البنكؾ‬
‫اإلسبلمية طابع العالمية مما جعميا تتأثر بمختمؼ التطكرات اإلقميمية كالدكلية بما في ذلؾ األزمات‬
‫المالية التي أصبحت تيدد بشكؿ كبير استقرار مختمؼ األنظمة البنكية ‪ ،‬كىذا ما حدث فعبل خبلؿ‬
‫األزمة المالية العالمية لسنة ‪ ،2008‬كالتي أسفرت عمى انييار كافبلس العديد مف المؤسسات المالية‬
‫العالمية الكبرل ‪ ،‬أبرزىا إفبلس بنؾ "ليماف براذرز" ‪ ،Lehman Brothers‬كانييار أكثر مف " ‪101‬‬
‫بنؾ أمريكي"‪ ،‬كانييار البكرصات العالمية‪ ،‬كانخفاض معدالت النمك االقتصادم في كثير مف الدكؿ‬
‫المتقدمة منيا أك المتخمفة‪ ،‬كأيضا ارتفاع معدالت البطالة بشكؿ لـ يسبؽ لو مثيؿ منذ أزمة ‪1929‬ـ‪،‬‬
‫كغيرىا مف اآلثار السمبية‪.‬‬

‫إشكالية البحث‬

‫‪ 1‬د‪ .‬محمد البلتاجي‪ :‬تنمية الموارد البشرية في المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬مؤتمر الخدمات المالية االسالمية الثاني‪،‬‬
‫طرابلس‪ ،‬ليبيا‪ 27 ،‬و‪ 28‬أفريل ‪ ،2010‬ص ‪.01‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫إف تطكر البنكؾ اإلسبلمية في ظؿ التحكالت االقتصادية المالية العالمية ‪ ،‬جعؿ منيا جزءا مف النظاـ‬
‫البنكي كالمالي العالمي‪ ،‬مما ٌأدل بيا كغيرىا مف البنكؾ كالمؤسسات المالية إلى التأثر بمختمؼ‬
‫األحداث االقتصادية اإلقميمية كالدكلية‪ ،‬سكاء في جانبيا اإليجابي أك السمبي‪.‬‬
‫كلعؿ مف أىـ تمؾ األحداث‪ ،‬ىك األزمة المالية التي شيدىا االقتصاد العالمي سنة ‪ ،2008‬كالتي أثرت‬
‫في استقرار العديد مف البنكؾ كالمؤسسات المالية العالمية‪ ،‬كالتي ال تزاؿ آثارىا تتجمى إلى يكمنا ىذا‪.‬‬

‫كـ ما سبؽ ذكره يمكف طرح االشكالية في السؤاؿ الرئيس التالي‪:‬‬


‫ما مدى استقرار األداء المالي ؿلبنوؾ اإلسالمية في ظؿ األزمة المالية العالمية لسنة ‪2008‬؟‬

‫باإلضافة إلى التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬

‫ما ىك البنؾ اإلسبلمي ماىي خصائصو كأىدافو؟‬ ‫‪‬‬


‫ما مفيكـ األزمة المالية العالمية لسنة ‪ ، 2008‬كما ىي أسبابيا كتداعياتيا عمى االقتصاد‬ ‫‪‬‬
‫العالمي؟‬
‫ما مدل تأثير األزمة اؿمالية العالمية لسنة ‪2008‬ـ عمى االستقرار المالي ؿلبنكؾ اإلسبلمية ؟‬ ‫‪‬‬
‫ما مدل تطبيؽ نمكذج ‪ sherrod‬في البنكؾ االسبلمية محؿ الدراسة؟‬ ‫‪‬‬
‫فرضيات البحث‬

‫عمى ضكء إشكالية البحث يمكف صياغة مجمكعة مف الفرضيات مفادىا‪:‬‬

‫ترجع أسباب األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ الى طبيعة النظاـ الرأسمالي كاليات عممو‬ ‫‪.1‬‬
‫باعتباره نظاما اقتصاديا متعثرا‪ ،‬إال أنو ال يمكف تجنب الدكر الكبير الذم لعبو القطاع البنكي في‬
‫حدكث االزمة مف خبلؿ تكسعو في منح االئتماف كزيادة حجـ األصكؿ المالية المتداكلة كمنح الثقة‬
‫الزائدة فييا؛‬
‫‪2008‬ـ كاف أقؿ بكثير مف تأثر‬ ‫إف تأثر البنكؾ اإلسبلمية باألزمة المالية العالمية لسنة‬ ‫‪.2‬‬
‫البنكؾ التقميدية بسبب عدـ اعتمادىا عمى األدكات المالية االستثمارية الحديثة في كؿ مف أسكاؽ الماؿ‬
‫كالسكؽ النقدم؛‬
‫تعد البنكؾ اإلسبلمية أكثر استق ار ار ماليا مقارنة بالبنكؾ التقميدية في مكاجية األزمة المالية‬ ‫‪.3‬‬
‫العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ؛‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫اف تطبيؽ نمكذج ‪ sherrod‬في البنكؾ االسبلمية محؿ الدراسة يؤدم الى تحقيؽ الدقة في‬ ‫‪.4‬‬
‫عممية تصنيؼ القركض كبالتالي التحديد الدقيؽ لمخصصات الديف المشككؾ في تحصيميا‪.‬‬

‫أىمية البحث‬

‫يشكؿ الفشؿ المالي أحد التحديات األساسية التي تكاجو الكثير مف البنكؾ ال سيما عندما تتعدد مظاىره‬
‫اقتصاديا كماليا‪ ،‬االمر الذم يستدعي دراستو مبك ار قبؿ أف يستفحؿ كيترؾ آثار سمبية عمى أكضاع‬
‫البنكؾ‪.‬‬

‫كعميو ظيرت البنكؾ اإلسبلمية بطابعىا العالمي في معامبلتيا كمنتجاتيا‪ ،‬كالذم جعميا تتأثر بمختمؼ‬
‫يعد‬
‫التغيرات عمى الصعيديف المحمي كالدكلي؛ كبالتالي فإف قياس االستقرار المالي لمبنكؾ اإلسبلمية ٌ‬
‫ضركرة ممحة خاصة بعد كقكع األزمة المالية العالمية لسنة ‪ ،2008‬بغية تقييـ مدل صبلبة كاستقرار‬
‫النظاـ البنكي اإلسبلمي كمدل مساىمتو في استقرار االقتصاد المحمي كالعالمي‪.‬‬

‫أىداؼ البحث‬

‫نحصر أىداؼ الدراسة في النقاط التالية‪:‬‬

‫التعريؼ باألزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ كمدل تأثيرىا عمى البنكؾ اإلسبلمية؛‬ ‫‪-‬‬
‫التعريؼ بنمكذج ‪ sherrod‬كأىمية اعتماده في البنكؾ اإلسبلمية بحيث يككف بمثابة االنذار‬ ‫‪-‬‬
‫المبكر عف خطر تعثر القركض؛‬
‫معرفة مدل تعرض البنكؾ اإلسبلمية محؿ الدراسة الى الفشؿ المالي باستخداـ نمكذج‬ ‫‪-‬‬
‫‪.sherrod‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‬

‫لقد تـ اختيار ىذا المكضكع دكف غيره لؤلسباب التالية‪:‬‬

‫الرغبة في التعمؽ في دراسة االقتصاد كالبنكؾ اإلسبلمية كالتحديات التي تكاجييا؛‬ ‫‪-‬‬
‫ستتـ في مرحمة األزمة كالتي تحتاج إلى تكثيؼ البحث فييا‬
‫حداثة المكضكع‪ ،‬حيث أف الدراسة ٌ‬ ‫‪-‬‬
‫خاصة مف الجانب التطبيقي‪ ،‬كىذا ما نسعى إليو مف خبلؿ استخداـ نمكذج رياضي لقياس مدل‬
‫استقرار البنكؾ اإلسبلمية؛‬

‫ج‬
‫مقدمة‬

‫الحاجة إلى تكثيؼ البحث العممي كتكسيعو في مختمؼ جكانب االقتصاد اإلسبلمي كالبنكؾ‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسبلمية عمى كجو الخصكص مف الجانبيف النظرم كالتطبيقي‪.‬‬
‫حدود البحث‪:‬‬

‫يتناكؿ ىذا البحث بالد ارسة كالتحميؿ البيانات المالية المدرجة في التقارير السنكية كالمتعمقة أساسان‬
‫بالمركز المالي كالدخؿ في كؿ مف بنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني كبنؾ قطر اإلسبلمي‪ ،‬كبنؾ‬
‫الراجحي كالبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي ‪.‬‬

‫•الحدكد الزمانية لمبحث تمتد مف سنة ‪ 2008‬إلى غاية سنة ‪2015‬ـ حيث سيتـ االستناد إلى البيانات‬
‫المالية الخاصة‬

‫منيج البحث‬
‫تتطمب الدراسة االستفادة مف المناىج التالية‪:‬‬
‫المنيج الوصفي‪ :‬كتتـ االستعانة بو في الجانب النظرم لمبحث‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ جمع مختمؼ‬ ‫‪-‬‬
‫المعمكمات كالبيانات المتعمقة بالمكضكع‪ ،‬كتحميميا كاستخراج مختمؼ النتائج‪.‬‬
‫المنيج التطبيقي‪ :‬كيتـ استخدامو في الدراسة التطبيقية عمى مجمكعة مف البنكؾ اإلسبلمية‬ ‫‪-‬‬
‫اعتمادا عمى نمكذج قياسي باستخداـ نموذج ‪.Sherrod‬‬

‫الدراسات السابقة‬

‫تفكؽ الدراسات‬
‫بعد االطبلع عمى مختمؼ المراجع المتكفرة كذات الصمة بالمكضكع‪ ،‬فقد الحظنا ٌ‬
‫التطبيقية حكؿ األزمة المالية العالمية‪ ،‬آثارىا‪ ،‬كالمنظكر اإلسبلمي ليا‪ ،‬كحتى االستقرار المالي لمبنكؾ‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬عمى الدراسات التطبيقية التي تثبت أك تنفي نتائج تمؾ الدراسات النظرية‪ ،‬كمف أىـ‬
‫الدراسات نذكر ما يمي‪:‬‬
‫دراسة "‪ "Martin Cihak and Heiko Hesse‬مف صندكؽ النقد الدكلي سنة ‪ 2008‬بعنكاف‬ ‫‪‬‬
‫"البنوؾ اإلسالمية واالستقرار المالي‪ :‬تحميؿ تجريبي " حيث سعيا إلى معرفة مدل استقرار البنكؾ‬
‫‪12‬‬ ‫مس التحميؿ التجريبي عدد مف الدكؿ في فترة تمتد إلى‬
‫اإلسبلمية مقارنة بنظيرتيا التجارية‪ ،‬كقد ٌ‬
‫)‪ (Z-score‬كمتغير أساسي تابع لعدة‬ ‫سنة " ‪ "2004-1993‬كذلؾ باستخداـ المعيار اإلحصائي‬
‫متغيرات مستقمة لقياس احتماؿ تعرض البنؾ الكاحد لخطر اإلعسار أك اإلفبلس‪ ،‬حيث يستخدـ ىذا‬

‫د‬
‫مقدمة‬

‫المعيار لقياس سبلمة المؤسسة كالتنبؤ بإمكانية تعرضيا لئلفبلس خبلؿ سنتيف؛ كقد تكصؿ الباحثاف‬
‫إلى النتائج التالية‪ :‬أف البنكؾ اإلسبلمية الصغيرة أكثر استق ار ار مف البنكؾ التجارية الصغيرة‪ ،‬كأف‬
‫البنكؾ التجارية الكبيرة أكثر استق ار ار مف البنكؾ اإلسبلمية الكبيرة‪ ،‬كأف البنكؾ اإلسبلمية الصغيرة أكثر‬
‫استق ار ار مف البنكؾ اإلسبلمية الكبيرة‪.‬‬
‫دراسة مجمكعة مف الباحثيف مف مركز أبحاث االقتصاد اإلسبلمي‪ ،‬جامعة الممؾ عبد العزيز‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،2009‬حكؿ "األزمة المالية العالمية‪ ،‬أسباب وحموؿ مف منظور إسالمي "‪ ،‬كقد احتكل الكتاب عمى‬
‫البحكث كالحكارات التي جرت في مركز االقتصاد اإلسبلمي حكؿ األزمة المالية العالمية‪ ،‬كتضمنت‬
‫حدتيا‪ ،‬كقد‬
‫تمؾ البحكث كالمقاالت أفكا ار كمقترحات لممساعدة عمى الخركج مف األزمة أك التخفيؼ مف ٌ‬
‫تكصؿ الباحثكف إلى عدة نتائج أىميا‪ :‬تشخيص األزمة مف المنظكر اإلسبلمي كاقتراح بعض الحمكؿ‬
‫مف كجية نظر بعض الباحثيف في االقتصاد اإلسبلمي‪ ،‬بياف أفضمية التمكيؿ اإلسبلمي في تحقيؽ‬
‫االستقرار المالي كالتخفيؼ مف حدة التقمبات‪.‬‬
‫سنة ‪ ،2011‬حكؿ " قياس االستقرار‬ ‫دراسة حسف بمقاسـ غصاف كعبد الكريـ أحمد قندكز‬ ‫‪‬‬
‫المالي لمبنوؾ اإلسالمية والتقميدية في السعودية "‪ ،‬كىدؼ ىذا البحث إلى قياس مدل استقرار البنكؾ‬
‫السعكدية بما فييا البنكؾ اإلسبلمية كالبنكؾ التقميدية‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ معطيات ربع السنكية التي تمتد‬
‫تقميدية" ىي بنؾ‬ ‫مف سنة ‪ 2005‬إلى ‪ ،2009‬كتناكلت العينة المستخدمة ستة بنكؾ‪ ،‬منيا أربعة‬
‫الرياض‪ ،‬البنؾ السعكدم لبلستثمار‪ ،‬البنؾ السعكدم البريطاني كالبنؾ السعكدم األمريكي "‪ ،‬كبنكاف‬
‫إسبلمياف ىما " بنؾ الراجحي‪ ،‬كبنؾ الببلد "‪ ،‬كما اعتمدت الدراسة عمى معيار‬
‫)‪ ،(Z-score‬كتكصؿ الباحثاف إلى ما يمي‪ :‬أف القطاع البنكي السعكدم يشكك نسبيا مف ضعؼ‬
‫المنافسة‪ ،‬كالتي تنعكس سمبيا عمى االستقرار المالي‪ .‬كما يتجمى ليما أف التكاجد المتكاضع لمبنكؾ‬
‫اإلسبلمية في القطاع البنكي السعكدم ال يرشحو لمتحسيف الفعاؿ لمؤشر االستقرار المالي‪.‬‬
‫دراسة ‪ ،Gamaginta and Rofikoh Rokhim‬سنة ‪ ، 2011‬حكؿ "مقارنة االستقرار بيف‬ ‫‪‬‬
‫كقد ىدفت الدراسة إلى تحديد االستقرار لمبنكؾ‬ ‫البنوؾ اإلسالمية والبنوؾ التقميدية في إندونيسيا"‪،‬‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬كمقارنتو بالبنكؾ التقميدية في إندكنيسيا‪ ،‬كقد تمت الدراسة أيضا باستخداـ المعيار‬
‫اإلحصائي )‪ ،(Z-score‬كقد شممت العينة ‪ 12‬بنكا إسبلميا‪ ،‬ك ‪ 71‬بنكا تقميديا‪ ،‬خبلؿ الفترة الممتدة‬
‫بيف ‪ ،2009-2004‬كقد تكصبل إلى أف البنكؾ اإلسبلمية بصفة عامة في إندكنيسيا أقؿ استق ار ار‬
‫مقارنة بالبنكؾ التجارية‪ ،‬كأيضا أف لمبنكؾ اإلسبلمية الصغيرة تقريبا نفس درجة االستقرار المالي مع‬

‫ه‬
‫مقدمة‬

‫البنكؾ التقميدية‪ ،‬أما خبلؿ األزمة المالية كبالضبط في ‪ ،2009-2008‬فإف البنكؾ اإلسبلمية كالبنكؾ‬
‫التقميدية كاف ليما تقريبا نفس درجة االستقرار النسبي‪.‬‬
‫خطة البحث‬
‫تطرقنا في المكضكع الى أربعة محاكر رئيسية؛ حيث أف اؿفصؿ األكؿ سيتناكؿ مدخؿ عاـ الى البنكؾ‬
‫‪ 2008‬بشكؿ‬ ‫اإلسبلمية "‪ ،‬أما اؿ فصؿ الثاني فسيتضمف قراءة في األزمات المالية عامة‪ ،‬كأزمة‬
‫خاص‪ ،‬ككذا المنظكر اإلسبلمي ليذه األزمات "تحميميا كمختمؼ الحمكؿ المقترحة ‪ ،‬كاؿ فصؿ اؿثالث‬
‫تحت عنكاف االستقرار المالي كادارة المخاطر المالية في البنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬أما الفصؿ األخير‬
‫لمدراسة التطبيقية التي ستجرل عمى مجمكعة مف البنكؾ اإلسبلمية مف مختمؼ الدكؿ‪،‬‬ ‫سيخصص ٌ‬ ‫ي‬
‫لقياس استقرارىا المالي كالقياـ بمختمؼ المقارنات كاستخراج النتائج‪ ،‬باالعتماد عمى نمكذج قياسي‬
‫إحصائي كذلؾ خبلؿ الفترة ‪ 2008‬ػ ‪.2015‬‬

‫و‬
‫الفصل ااول‪:‬‬
‫الدخل عمم لل اللهوك اإلألالالظح‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫الفصؿ األوؿ‪ :‬مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬


‫تمييد‬
‫لقد ظيرت البنكؾ اإلسبلمية كمؤسسات مالية خبلؿ ستينيات القرف الماضي بعد العديد مف الدراسات‬
‫مف مفكريف كمختصيف‪ ،‬فكانت ىنا كمحاكالت لتجسيد ىذه الفكرة عمى أرض الكاقع في بعض الدكؿ‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬حيث تستمد البنكؾ اإلسبلمية أسسيا كمبادئيا مف العقيدة اإلسبلمية التي تحرـ التعامؿ‬
‫كعطاء‪ ،‬كىذا ما جعميا تصنؼ مف أىـ المؤسسات التي ظيرت في الدكؿ اإلسبلمية‪ ،‬حيث‬ ‫ن‬ ‫بالربا أخذا‬
‫تم ٌكنت بأسمكب عمميا الجديد كالمتميز مف أف تثبت كجكدىا كبديؿ شرعي لمبنكؾ التقميدية‪ ،‬ىذه األخيرة‬
‫التي يرتكز نشاطيا أساسا عمى الربا المحرـ شرعا‪.‬‬
‫كتعتمد عمى مكارد مالية مختمفة لممارسة أنشطتيا‪ ،‬منيا ما ىك ذاتي أم ممؾ لممساىميف كمنيا ماىك‬
‫خارجي أم ممؾ لممكدعيف‪ .‬كىي تضطمع بدكر ىاـ في خدمة المجتمع؛ مف خبلؿ استغبلؿ األمكاؿ‬
‫المتاحة ليا في منح التمكيؿ‪ ،‬كالقياـ باالستثمارات المباشرة‪ .‬كما تكفر ىذه البنكؾ لعمبلئيا مختمؼ‬
‫احتياجاتوـ مف الخدمات البنكية كفقا لمشريعة اإلسبلمية‪.‬‬
‫كقسمنا ىذا الفصؿ كالتالي‪:‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬ماىية البنكؾ اإلسبلمية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مصادر أمكاؿ البنكؾ اإلسبلمية‬
‫المبحث الثالث‪ :‬استخدامات األمكاؿ في البنكؾ اإلسبلمية‬

‫‪2‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬ماىية البنوؾ اإلسالمية‬


‫إف تجربة البنكؾ اإلسبلمية ىي تجربة حديثة ال يتعدل عمرىا بضع عقكد‪ .‬فرغـ الجدؿ الذم أثارتو‬
‫ىذه البنكؾ سكاء مف حيث التعريؼ‪ ،‬مبادئ العمؿ‪ ،‬األىداؼ‪...‬الخ‪.‬إال أنوا استطاعت خمؽ مكاف ليا‬
‫عمى مستكل السكؽ البنكية عامة كاإلسبلمية خاصة‪ .‬كذلؾ انطبلقا مف ركائز عمميا المميزة كالمستمدة‬
‫مف الشريعة اإلسبلمية ككذا أىدافيا كغايات نشاطيا المتفردة كالتي تغطي الجكانب االقتصادية‬
‫كاالجتماعية كحتى الثقافية‪.‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬تعريؼ البنوؾ اإلسالمية ونشأتيا‬
‫أوال‪ :‬مفيوـ البنوؾ اإلسالمية‬
‫يعزل لفظ البنؾ أساسا إلى كممة ايطالية تعني المنضدة ‪ ،1‬حيث كاف الصيارفة يجمسكف في المكانئ‬
‫‪ .Banco‬كمع تبمكر العمؿ البنكي‬ ‫كاألسكاؽ لبلتجار بالنقكد كأماميـ مناضد عمييا نقكدىـ تسمى‬
‫ظيرت كممة بنؾ ‪ Bank‬اإلنجميزية‪ ،‬كيقابميا بالعربية البنؾ‪ .‬كىك في الفقو مأخكذ مف الصرؼ‪ ،‬كىك‬
‫المكاف الذم يتـ فيو صرؼ النقكد‪ ،‬أم تبديميا بعضيا ببعض‪ .‬كالصرؼ لغة يعني تغير الشيء مف‬
‫حالة إلى حالة أك إبدالو بغيره‪ ،‬كىك بيع النقد بالنقد‪.2‬‬
‫كألف البنؾ يقكـ بأكثر مف مجرد عمميات الصرافة كالتي ال تشكؿ جزءان كبي انر مف طبيعتو البنكية‬
‫المعاصرة‪ ،‬فإف إستخداـ كممة بنؾ أشمؿ مف كممة بنؾ‪.‬‬
‫كيكجد عدد مف التعاريؼ لمبنؾ اإلسبلمي فقد عرفو الدكتور محسف أحمد الخضيري‬
‫بأنو‪ " :‬مؤسسة نقدية مالية تعمؿ عمى جذب المكارد النقدية مف أفراد المجتمع كتكظيفيا تكظيفا فعاال‬
‫يكفؿ تعظيميا كنمكىا في إطار القكاعد المستقرة لمشريعة اإلسبلمية كبما يخدـ شعكب األمة كيعمؿ‬
‫عمى تنميتيا" ‪.3‬‬
‫كما عرفو الدكتور أحمد النجار كما يمي‪" :‬البنؾ اإلسبلمي مؤسسة مالية بنكية لتجميع األمكاؿ‬
‫كتكظيفيا في نطاؽ الشريعة اإلسبلمية بما يخدـ مجتمع التكافؿ اإلسبلمي كتحقيؽ عدالة التكزيع‪،‬‬
‫ككضع الماؿ في المسار اإلسبلمي" ‪.4‬‬

‫‪1‬محمد محمكد العجمكني‪ :‬البنوؾ االسالمية ‪ ،‬أحكاميا ػ مبادئيا ػ تطبيقاتيا المصرفية‪ ،‬دار المسيرة لمنشر كالتكزيع كالطباعة‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2008 ،‬ص‪.109:‬‬
‫‪2‬‬
‫محمكد عبد الكريـ أحمد أرشيد‪ :‬الشامؿ في معامالت وعمميات المصارؼ االسالمية‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬ط‪ ،1‬عماف‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪ ،2001‬ص‪.13:‬‬
‫‪3‬‬
‫محسف أحمد الخضيرم‪ :‬البنوؾ اإلسالمية‪ ،‬إيتراؾ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط‪ ،3‬القاىرة‪ ، 1999 ،‬ص‪. 17:‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد الرزاؽ رحيـ جدم الييتي‪ :‬المصارؼ اإلسالمية بيف النظرية والتطبيؽ‪ ،‬دار أسامة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط ‪ ،1‬األردف ‪،‬‬
‫‪ ،1998‬ص‪. 173:‬‬

‫‪3‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫أما الدكتكر شوقي إسماعيؿ شحاتة فيعرفو كما يمي‪" :‬منشأة مالية تعمؿ في إطار إسبلمي‪ ،‬كتستيدؼ‬
‫تحقيؽ الربح بإدارة الماؿ الحبلؿ‪ ،‬كبأسمكب فعاؿ في ظؿ إدارة اقتصادية سميمة" ‪.1‬‬
‫أما منور إقباؿ فقد عرفو كما يمي‪ " :‬البنؾ اإلسبلمي ىك مؤسسة تتمقى الكدائع كتمارس مختمؼ‬
‫األنشطة البنكية كالتي ال تتضمف تعامبل بالفكائد ‪...‬كذلؾ كفقا ألحكاـ الشريعة اإلسبلمية" ‪. 2‬‬
‫كقد عرفو عبد الحميد عبد الفتاح المغربي بأنو‪ " :‬منظمة مالية كبنكية‪ ،‬اقتصادية كاجتماعية‪ ،‬تسعى‬
‫إلى جذب المكارد مف األفراد كالمؤسسات كتعمؿ عمى استخداميا االستخداـ األفضؿ مع أداء الخدمات‬
‫البنكية المتعددة‪ ،‬كتعمؿ عمى تحقيؽ العائد المناسب ألصحاب رأس الماؿ كما تسيـ في تحقيؽ التكافؿ‬
‫االجتماعي في المجتمع‪ .‬كتمتزـ بمبادئ كمقتضيات الشريعة اإلسبلمية كذلؾ بو دؼ تحقيؽ التنمية‬
‫اإليجابية‪ ،‬االقتصادية كاالجتماعية لؤلفراد كالمؤسسات‪ ،‬مع مراعاة ظركؼ المجتمع" ‪.3‬‬
‫كما عرفت اتفاقية انشاء االتحاد الدولي لمبنوؾ االسالمية بأنيا‪ " :‬تمؾ البنكؾ أك المؤسسات التي‬
‫ينص قانكف انشائيا كنظاميا األساسي صراحة عمى االلتزاـ بمبادئ الشريعة‪ ،‬كعمى عدـ التعامؿ‬
‫بالفائدة (الربا) أخذان كعطاءان " ‪.4‬‬
‫ما يبلحظ عمى ىذه التعاريؼ ىك أف كؿ منيا يختمؼ عف اآلخر في بعض الجكانب‪ ،‬كلكف العامؿ‬
‫المشترؾ فيما بينيا ىك أف البنؾ اإلسبلمي يجمع المكارد كيكظفيا كفقا لممبادئ المستمدة مف الشريعة‬
‫اإلسبلمية‪.‬‬
‫إذان تعد البنكؾ اإلسبلمية بمثابة مؤسسات مالية تزاكؿ النشاط البنكي كاالستثمارم في ظؿ تعاليـ‬
‫اإلسبلـ‪ ،‬كفي حدكد نطاؽ الضكابط الشرعية اإلسبلمية‪.‬‬
‫إذ أف مفيكـ البنكؾ اإلسبلمية يتضمف عناصر أساسية‪ ،‬ىي‪:5‬‬
‫االلتزاـ بأحكاـ الشريعة اإلسالمية مف حيث عدـ التعامؿ بالربا كااللتزاـ بالحبلؿ كاالبتعاد عف‬ ‫‪.1‬‬
‫الحراـ؛‬

‫‪1‬‬
‫عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ :‬اإلدارة اإلستراتيجية في البنوؾ اإلسالمية ‪ ،‬بحث رقـ ‪ ، 66‬المعيد اإلسبلمي لمبحكث‬
‫كالتدريب‪ ،‬ط‪ ، 1‬جدة‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪ ، 2005 ،‬ص‪.85:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Mabid Ali Al- garhi, Munawar Iqbal, Banques islamiques : Réponses a des questions fréquemment‬‬
‫‪posées, Document périodique No. 4, Première édition, Institut Islamique de Recherche et de Formation,‬‬
‫‪2001, p. 25.‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪. 86:‬‬
‫‪4‬‬
‫عائشة الشرقاكم المالقي‪ :‬البنوؾ االسالمية‪ ،‬التجربة بيف الفقو والقانوف والتطبيؽ‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬المغرب‪ ،2000 ،‬ص‪.26:‬‬
‫‪5‬‬
‫عكؼ محمكد الكفراكم‪ :‬البنوؾ اإلسالمية النقود والبنوؾ في النظاـ اإلسالمي‪ ،‬مركز اإلسكندرية لمكتاب‪ ،‬مصر‪،2001 ،‬‬
‫ص ـ ص‪ 18:‬ـ ‪. 28‬‬

‫‪4‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫حسف اختبار القائميف عمى إدارة األمواؿ بيدؼ ضماف تنفيذ األحكاـ الشرعية في المعامبلت‬ ‫‪.2‬‬
‫البنكية؛‬
‫الصراحة والصدؽ والشفافية في المعامالت حتى يتبيف لعمبلء البنؾ اإلسبلمي كيفية تحقيؽ‬ ‫‪.3‬‬
‫الربح كمعدؿ العائد عمى أمكاليـ المستثمرة في البنؾ؛‬
‫تنمية الوعي االدخاري كعدـ حبس الماؿ كاكتنازه‪ ،‬كالبحث عف مشركعات ذات جدكل‬ ‫‪.4‬‬
‫اقتصادية لبلستثمار فييا؛‬
‫المختمفة كفقا لؤلكلكيات اإلسبلمية‪ ،‬الضركريات‬ ‫تحقيؽ التوازف في مجاالت االستثمار‬ ‫‪.5‬‬
‫فالحاجات فالكماليات؛‬
‫أداء الزكاة المفروضة شرعان عمى كافة أمكاؿ كمعامبلت كنتائج أعماؿ البنؾ اإلسبلمي‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫ثانيا‪ :‬نشأة البنوؾ اإلسالمية‬
‫يمكف رصد معالـ التجربة التاريخية لنشأة البنكؾ اإلسبلمية كما يمي‪:1‬‬
‫التجارب األولى‪ :‬كانت أكؿ محاكلة أك تجربة لتنفيذ فكرة البنكؾ اإلسبلمية في منطقة ريفية في‬ ‫‪.1‬‬
‫الباكستاف في بداية الخمسينيات‪ ،‬ثـ كانت التجربة الرائدة في العصر الحديث مف نصيب المصرم‬
‫األستاذ الدكتكر أحمد عبد العزيز النجار الذم أسس بنؾ االدخار المحمي بمدينة ميت غمر بمصر‬
‫عاـ ‪1963‬ـ‪ ،‬لقد تمكف الدكتكر ‪ /‬أحمد النجار مف إنشاء بنكؾ ادخار محمية في القرل‪ ،‬كاتخاذ مف‬
‫مدينة ميت غمر في جميكرية مصر العربية مكطنا لمتجربة‪ ،‬كتقكـ ىذه البنكؾ عمى فكرة تجميع‬
‫المدخرات مف أىؿ القرل كاستثمارىا في مشركعات اقتصادية تنمكية داخؿ القرل كفقا لنظاـ المضاربة‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬كتكزيع ما يسكقو ا﵀ مف ربح بيف البنؾ كبيف أصحاب األمكاؿ‪ ،‬كلقد بمغ عدد فركع البنؾ‬
‫حكالي ‪ 53‬فرع شممت ‪ 85000‬مسمما‪ ،‬كلقد قدمت بنكؾ االدخار خدمات استثمارية اجتماعية‬
‫كتعميمية‪ ،‬كانتيت ىذه التجربة بقياـ الدكلة بدمجيا في البنكؾ التقميدية‪.‬‬
‫تجربة بنؾ ناصر االجتماعي سنة ‪1971‬ـ‪ :‬صدر القانكف رقـ ‪ 66‬لسنة ‪1971‬ـ في مصر‬ ‫‪.2‬‬
‫بإنشاء الييئة العامة لبنؾ ناصر االجتماعي ككاف اليدؼ منو تحقيؽ التكافؿ االجتماعي في المجتمع‬
‫المصرم‪ ،‬ككانت مصادر إيرادات ىذا البنؾ مف االعتمادات الكاردة مف الحككمة المصرية كمف البنكؾ‬
‫القكمية كمف الحككمات اإلسبلمية كالعربية كمف زكاة الماؿ المحصمة مف المسمميف‪ ،‬كلقد ساىـ البنؾ‬

‫نجاح عبد العميـ عبد الكىاب أبك الفتكح‪ :‬أصوؿ المصرفية واألسواؽ المالية اإلسالمية ‪ ،‬عالـ الكتب الحديث‪ ،‬إربد‪ ،‬األردف‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2014‬ص‪.36 :‬‬

‫‪5‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫بدكر طيب في مجاؿ التنمية االجتماعية‪ ،‬كلكف مما يؤخذ ىذا البنؾ اآلف بأنو يغالى في مصاريؼ‬
‫القركض حتى كادت تقترب مف سعر الفائدة‪ ،‬كما أنو يطبؽ المنيج التجارم التي تنتيجو البنكؾ‬
‫الربكية في بعض أنشطتو‪.‬‬
‫في العقكد الثبلثة‬ ‫التوسع في التجربة خالؿ العقود الثالثة األخيرة مف القروف العشريف‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫األخيرة مف القرف العشريف انتشرت البنكؾ اإلسبلمية كالمؤسسات الداعمة لمعمؿ البنكي اإلسبلمي‪:‬‬
‫فمف ناحية تـ إنشاء العديد مف البنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬كمف ناحية أخرل تـ إنشاء العديد مف المؤسسات‬
‫‪1977‬ـ ‪ ،‬كمقره‬ ‫الداعمة لمعمؿ البنكي اإلسبلمي‪ :‬فتـ إنشاء اإلتحاد الدكلي لمبنكؾ اإلسبلمية سنة‬
‫الرئيسي مكة المكرمة كلو أمانة في القاىرة كمكاتب فرعية في بعض البمداف اإلسبلمية‪.‬‬
‫كييدؼ االتحاد الى دعـ الركابط بيف البنكؾ اإلسبلمية كتكثيؽ أكاصر التعاكف بينيا كالتنسيؽ بيف‬
‫نشاطاتيا كتأكيد طابعيا اإلسبلمي تحقيقا لمصالحيا المشتركة كداعما ألىدافيا في تطبيؽ قكاعد كنظـ‬
‫المعامبلت اإلسبلمية في المجتمع‪.‬‬
‫كفي عاـ ‪1401‬ق‪1981/‬ـ ‪ .‬تـ إنشاء المعيد الدكلي لمبنكؾ كاالقتصاد اإلسبلمي كاتخذت الدكلة‬
‫القبرصية التركية االتحادية مق ار لو ألغراض سياسية‪ .‬كييدؼ ىذا المعيد إلى تحقيؽ األغراض‬
‫التالية‪:1‬‬
‫إعداد أجياؿ تجمع بيف الثقافة الشرعية كالخبرة الفنية في مجاؿ االقتصاد اإلسبلمي كالبنكؾ‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسبلمية؛‬
‫التكصؿ إلى بمكرة المنيج االقتصادم اإلسبلمي؛‬ ‫‪-‬‬
‫تككيف مدرسة االقتصاد اإلسبلمي؛‬ ‫‪-‬‬
‫كضع الضكابط العممية كالعممية لممؤسسات المالية اإلسبلمية؛‬ ‫‪-‬‬
‫تشجيع الدراسات كالبحكث في مجاؿ االقتصاد كالبنكؾ اإلسبلمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كفي عاـ ‪1403‬ق‪1983/‬ـ تـ إنشاء الييئة العميا لمفتكل كالرقابة الشرعية‪ ،‬كذلؾ لضماف تحقيؽ‬
‫الضكابط الشرعية لمعمؿ البنكي اإلسبلمي كمنع التضارب في الفتاكل بيف ىيئات الفتكل كالرقابة‬
‫الشرعية في البنكؾ المختمفة كتعزيز ثقة المتعامميف في ىذه البنكؾ‪ .‬كتـ اإلتفاؽ عمى أف يككف أعضاء‬
‫الييئة ىـ رؤساء ىيئات الرقابة بالبنكؾ كالمؤسسات المالية اإلسبلمية األعضاء باالتحاد الدكلي لمبنكؾ‬

‫‪1‬نجاح عبد العميـ عبد الكىاب أبك الفتكح‪ ،‬نفس المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.37:‬‬

‫‪6‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫اإلسبلمية كما يضـ إلييا خمسة آخركف يختاركف مف بيف العمماء الثقات عمى مستكل العالـ‬
‫اإلسبلمي‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬خصائص وأىداؼ البنوؾ اإلسالمية‬
‫أوال‪ :‬خصائص البنوؾ اإلسالمية‬
‫إف لمبنكؾ اإلسبلمية ما يميزىا مف السمات كالخصائص عف غيرىا‪ ،‬فميا منيجيا الخاص كأساليبيا‬
‫المميزة في تعبئة المكارد المالية مف أصحاب الفائض‪ ،‬كتكجيييا إلى أصحاب العجز‪ ،‬كمف أىـ‬
‫خصائصيا نذكر ما يمي‪:‬‬
‫الصفة العقائدية لمبنوؾ اإلسالمية‪ :‬إف البنكؾ اإلسبلمية تستمد أساسيا العقائدم مف الشريعة‬ ‫‪.1‬‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬أم أف لو إيديكلكجية تختمؼ تماما عف إيديكلكجية البنؾ التقميدم‪.‬‬
‫حيث أف ىناؾ إطا انر عامان يحكـ نشاط ىذه البنكؾ كىك االلتزاـ بأحكاـ الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬كبمقتضى‬
‫ذلؾ فإنو عمى البنكؾ اإلسبلمية االلتزاـ بخمك أنشطتيا مف المخالفات الشرعية‪ ،‬كما يتضمف أيضان‬
‫ضركرة التزاـ كافة عمميات كمعامبلت ىذه البنكؾ بالضكابط كاألحكاـ الفقيية المتعمقة بالماؿ‬
‫كالمعامبلت اإلسبلمية عامةن‪.‬‬
‫كمف مظاىر خضكع البنكؾ اإلسبلمية ألحكاـ الشريعة اإلسبلمية‪: 1‬‬
‫كعطاء‪ :‬أم أنيا ال يمكف أف تعطي فائدة مقابؿ المكارد التي‬
‫ن‬ ‫عدـ تعامميا بالفائدة ( الربا) أخذان‬ ‫‪-‬‬
‫تحصؿ عمييا مف المتعامميف معيا‪ ،‬أم أصحاب الحسابات لدييا كبكافة أشكاليا‪ ،‬كما أنيا ال يمكف أف‬
‫تأخذ فائدة مف المتعامميف معيا عند استخداميا لممكارد لدييا‪ ،‬أم عند تكفير المكارد التمكيمية ليـ‪،‬‬
‫كبالتالي فإف تجميع المكارد في البنكؾ اإلسبلمية ال يتـ بإعطاء الفائدة‪ ،‬كاف استخداـ المكارد ىذه ال يتـ‬
‫بأخذ الفائدة‪ ،‬إضافة إلى تعامميا باألعماؿ كالخدمات األخرل التي ال تتصؿ بتجميع المكارد‬
‫كاستخداميا كالتي ال تتضمف التعامؿ بالفائدة فييا‪ ،‬كىذا يعني أف الفائدة ال يمكف استخداميا في أم‬
‫عمؿ أك نشاط يقكـ بو البنؾ اإلسبلمي‪.‬‬
‫االلتزاـ التاـ كالكامؿ بقاعدة الحبلؿ كالحراـ عند قياميا بأعماليا كأنشطتيا‪ :‬أم أف البنكؾ‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسبلمية ينبغي عمييا تجنب الماؿ الحراـ عند حصكليا عمى المكارد كتجميعيا لدييا‪ ،‬إذ يجب أف‬
‫تقتصر في تجميع المكارد ىذه عمى الماؿ الحبلؿ فقط‪ ،‬كأف ال تستخدـ األمكاؿ التي تتكفر لدييا إال في‬

‫‪1‬فادم محمد الرفاعي‪ :‬المصارؼ اإلسالمية‪ ،‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪ ،‬ط‪ ،4‬بيركت‪ ،‬لبناف‪ ،2004 ،‬ص ـ ص‪ 25 :‬ـ ‪.29‬‬

‫‪7‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫االستخدامات التي ىي حبلؿ في الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬كتجنب أم استخداـ فيما ىك حراـ أك يقكد إلى‬
‫حراـ‪.1‬‬
‫الصفة التنموية لمبنوؾ اإلسالمية‪ :‬مف السمات الرئيسية المميزة لمبنكؾ اإلسبلمية مساىمتيا‬ ‫‪.2‬‬
‫في تحقيؽ أىداؼ التنمية االقتصادية لممجتمع‪ ،‬فيي تبذؿ أقصى اىتماميا كجيدىا مف أجؿ تجميع‬
‫كتنزة (المجمدة) استنادان إلى الشريعة‬
‫الم ى‬
‫ستخدمة أم ي‬
‫ى‬ ‫الم‬
‫االدخارات غير ي‬
‫كتعبئة أقصى قدر مف ٌ‬
‫اء‬
‫اإلسبلمية التي تحرـ االكتناز كتحاربو‪ ،‬ألنو يتضمف عدـ االنتفاع مف المكارد التي يتـ اكتنازىا سك ن‬
‫لصاحبيا أك لممجتمع خاصةن‪ ،‬كأف االكتناز ينتشر في الدكؿ اإلسبلمية التي تعمؿ فييا البنكؾ‬
‫ب‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ًَّ‬
‫كف الذ ىى ى‬
‫يف ىي ٍكن يز ى‬
‫مغبة حبس الماؿ ككنزه بقكلو‪ { :‬ىكالذ ى‬ ‫اإلسبلمية‪ .‬كقد ح ٌذرنا ا﵀ سبحانو كتعالى مف ٌ‬
‫اب أىلًيـ}‪.2‬‬ ‫كنيا في سبً ً‬
‫يؿ ا﵀ فىىب ٌشريىـ بً ىع ىذ و‬
‫ٍ‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كالفضَّة ىكىال يي ٍنفقي ى ى‬
‫كأيضا تتجو البنكؾ اإلسبلمية في جيدىا نحك تكفير التمكيؿ البلزـ لؤلنشطة األكثر نفعا كاألكثر أىمية‬
‫لمفرد مف ناحية كلممجتمع مف ناحية أخرل كمف ثمة لبلقتصاد ككؿ‪ ،‬كبالتالي فإف ىذا يتضمف قياميا‬
‫في إطار ذلؾ العمؿ عمى تنمية األنشطة كالقطاعات االقتصادية كتطكيرىا سكاء أكانت زراعية أك‬
‫صناعية أك تجارية أك غيرىا‪ ،‬كبالشكؿ الذم يقكد إلى تطكير االقتصاد كتنميتو‪ ،‬كمف ثمة فإنيا بيذا‬
‫تمارس ميمة البنكؾ المتخصصة كالتجارية معان‪.‬‬
‫كمف السمات أيضا المميزة لمبنكؾ اإلسبلمية عدـ مساىمتيا في تغذية التضخـ‪ ،‬إذ أنيا ال تتدخؿ في‬
‫آلية عمؿ السكؽ المفتكحة التي تجرم بالعادة بيف البنؾ المركزم كالبنكؾ التجارية التابعة لضكابطو‪.‬‬
‫إذ أف السياسة النقدية في أم بمد تقكـ عمى التحكـ بعنصر السيكلة مف خبلؿ التأثير في معدؿ فائدة‬
‫إعادة الخصـ‪ .‬إذ عندما يككف ىناؾ حاجة إلى زيادة عرض النقد في البمد تمجأ البنكؾ المركزية إلى‬
‫خفض سعر الخصـ‪ ،‬األمر الذم يضطر البنكؾ التجارية إلى زيادة عرض النقد كتمبية حاجات‬
‫المستثمريف‪ ،‬كالعكس بالعكس صحيح‪.‬‬
‫كعمى اعتبار أف البنكؾ اإلسبلمية بمنأل عف العمميات التي تعتمد عمى سعر الفائدة في العبلقة مع‬
‫غيرىا مف البنكؾ بما فييا المركزية‪ ،‬فإنيا بعيدة كؿ البعد عف التأثير في معدالت التضخـ النقدم‪.3‬‬

‫‪1‬فميح حسيف خمؼ‪ :‬البنوؾ اإلسالمية‪ ،‬عالـ الكتب الحديث‪ ،‬األردف‪ ،2006 ،‬ص ـ ص‪93 :‬ـ‪.94‬‬
‫القرآف الكريـ‪ ،‬سكرة التكبة‪ ،‬آية ‪.34‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬محمد نضاؿ الشعار‪ :‬أسس العمؿ المصرفي اإلسالمي والتقميدي‪ ،‬ىيئة المحاسبة كالمراجعة لممؤسسات المالية اإلسبلمية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫المنامة‪ ،‬البحريف‪ ،2005 ،‬ص‪.19:‬‬

‫‪8‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫كالبد مف اإلشارة إلى ضركرة التزاـ كؿ بنؾ إسبلمي بقاعدتيف ىامتيف في عممية استثمار كتشغيؿ ما‬
‫لديو مف أمكاؿ باختياره أرشد السبؿ كأفضؿ الطرؽ المؤدية إلى تعظيـ العائد االجتماعي كىاتاف‬
‫القاعدتاف ىما‪:‬‬
‫قاعدة ال ُغنـ بال ُغرـ‪ :‬كيقصد بيذه القاعدة أف الحؽ في الحصكؿ عمى الربح (العائد) يككف بقدر‬ ‫‪-‬‬
‫تحمؿ المشقة (كالمخاطر كالخسائر)‪ ،‬كباعتبار أف عميؿ البنؾ ىك شريؾ في أعمالو‪ ،‬فإف الحؽ في‬
‫ُّ‬
‫الغرـ)‪ .‬كتعتبر ىذه القاعدة األساس الفكرم‬
‫الغنـ) يككف بقدر االستعداد لتحمؿ الخسارة (أم ي‬
‫الربح (أم ي‬
‫لكؿ المعامبلت المالية القائمة عمى صيغ المشاركة أك المعاكضة‪ ،‬فالمتعامؿ مع البنؾ اإلسبلمي يككف‬
‫شريكا في الربح كشريكا في الخسارة أيضان‪.‬‬
‫قاعدة الخراج بالضماف ‪ :‬أم أف الذم يضمف أصؿ شيء جاز أف يحصؿ عمى ما تكلد عنو‬ ‫‪-‬‬
‫مف عائد‪ .‬كبعبارة أخرل فإف الخراج يغنـ كالضماف يغرـ‪.‬‬
‫كما أف عممية تكزيع عكائد األعماؿ البنكية تستند إلى ىاتيف القاعدتيف‪ ،‬سكاء أكانت في شكؿ ربح أك‬
‫ناتج أك أجر عف أعماؿ قاـ بيا البنؾ لعميؿ معيف‪ ،‬أك أتعاب أك عمكلة أك مصاريؼ مقابؿ تقديـ‬
‫خدمة معينة ألحد العمبلء‪.‬‬
‫كمف السمات المميزة لمبنكؾ اإلسبلمية عدـ المتاجرة بالديكف كعدـ التعامؿ بالربا ميما كانت صكره‬
‫كعطاء‪ ،‬سكاء بطرؽ مباشرة أك غير مباشرة عمى عكس‬
‫ن‬ ‫كأشكالو إيداعان كاقراضان‪ ،‬قبكالن أك خصمان‪ ،‬أخذان‬
‫البنكؾ التقميدية‪.‬‬
‫كتعني عبارة عدـ المتاجرة بالديكف‪ :‬أف ىناؾ عبلقة مميزة بيف كؿ مف البنؾ اإلسبلمي كأصحاب‬
‫الكدائع لديو‪ ،‬فيي ال تقكـ عمى أساس دائف كمديف‪ ،‬بؿ ىي عبلقة مشاركة كمتاجرة تأخذ أحد أشكاؿ‬
‫المضاربة أك المشاركة أك المتاجرة أك المرابحة في عمميات البيع كالشراء‪.‬‬
‫الصفة االجتماعية لمبنوؾ اإلسالمية‪ :‬تقكـ البنكؾ اإلسبلمية عمى أساس اجتماعي ذك طبيعة‬ ‫‪.3‬‬
‫خاصة يكاد يككف منعدمان في البنكؾ التقميدية‪ ،‬كيعتبر النشاط االجتماعي في المجاالت غير التقميدية‬
‫التي استطاعت البنكؾ اإلسبلمية أف يككف ليا دكر بارز فييا‪ ،‬فالبنكؾ اإلسبلمية تسعى إلى تحقيؽ‬
‫التكامؿ االجتماعي مف خبلؿ تكزيع استثماراتيا المباشرة كغير المباشرة بيف مختمؼ القطاعات كتأخذ‬
‫بالحسباف عند دراستيا الجدكل االقتصادية العائد االجتماعي إلى جانب العائد المادم‪ ،‬كتفضؿ‬
‫المشاريع التي تمبي االحتياجات التمكيمية لمفقراء أكالن‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫كال يمكؿ البنؾ اإلسبلمي األنشطة الضارة بالمجتمع‪ ،‬ألنو ممتزـ بأحكاـ اإلسبلـ التي تحرـ كؿ ضار‬
‫كخبيث‪.1‬‬
‫كمف الخدمات االجتماعية التي تقدميا البنكؾ اإلسبلمية‪:‬‬
‫تقديـ خدمة جمع كتكزيع الزكاة مف المتعامميف مع البنؾ كغيرىـ؛‬ ‫‪-‬‬
‫تقديـ القركض الحسنة لمكاجية حاجات اجتماعية ممحة‪ :‬كالزكاج كالتعميـ كالكفاة كالمرض‪...‬‬ ‫‪-‬‬
‫ككذلؾ تقديـ القركض الحسنة لعمبلء البنؾ المعسريف كذكم الميف العممية كالفنية كالحرفية لتحكيميـ‬
‫إلى طاقات إنتاجية ناشطة اجتماعيا؛‬
‫المساىمة في المشركعات االجتماعية كاألعماؿ الخيرية اليادفة إلى تطكير المجتمع المحمي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثانيا‪ :‬أىداؼ البنوؾ اإلسالمية‬
‫إف البنكؾ اإلسبلمية تستيدؼ تحقيؽ تعظيـ المنفعة المعتبرة في إطار االلتزاـ بمقاصد الشريعة‬
‫اإلسبلمية كنصكصيا‪ .‬كتحقيؽ المنفعة المعتبرة ينصرؼ إلى تحقيؽ أقصى األرباح الممكنة ألصحاب‬
‫كمستخدمي األمكاؿ‪ ،‬كأما االلتزاـ بمقاصد الشريعة اإلسبلمية كنصكصيا فينصرؼ إلى أف يككف تعظيـ‬
‫ىذه األرباح قد تـ ابتداء في إطار رعاية األحكاـ القيمية لمنظاـ اإلسبلمي‪.‬‬
‫فيك يسعى إلى تحقيؽ مجمكعة مف األىداؼ كالغايات النيائية تختمؼ في بعض الجكانب عف تمؾ‬
‫المكجكدة في البنكؾ التقميدية‪ .‬كفيما يمي نذكر تمؾ األىداؼ‪:2‬‬
‫األىداؼ المالية‪ :‬إف البنؾ اإلسبلمي لو العديد مف األىداؼ المالية التي تعكس مدل نجاحو‬ ‫‪.1‬‬
‫في أداء دكره في ضكء أحكاـ الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬كىذه األىداؼ ىي كالتالي‪:‬‬
‫جذب الودائع وتنميتيا‪ :‬كيعد مف أىـ أىداؼ البنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬حيث يمثؿ الشؽ األكؿ في‬ ‫‪-‬‬
‫عممية الكساطة المالية‪ .‬كترجع أىمية ىذا اليدؼ إلى أنو يعد تطبيقان لمقاعدة الشرعية بعدـ تعطيؿ‬
‫كتعد الكدائع المصدر الرئيسي لؤلمكاؿ في‬
‫األمكاؿ كاستثمارىا بما يعكد باألرباح عمى المجتمع كأفراده‪ٌ ،‬‬
‫البنؾ اإلسبلمي سكاء أكانت في صكرة كدائع استثمار بنكعييا‪ :‬المطمقة كالمقيدة أك كدائع تحت الطمب‬
‫أك كدائع ادخار كىي مزيج مف الحسابات الجارية ككدائع االستثمار‪.‬‬
‫استثمار األمواؿ‪ :‬يعتبر استثمار األمكاؿ الشؽ الثاني مف عممية الكساطة المالية‪ ،‬كىك اليدؼ‬ ‫‪-‬‬
‫تعد االستثمارات ركيزة العمؿ في البنكؾ اإلسبلمية كالمصدر‬
‫األساسي لمبنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬حيث ٌ‬

‫‪1‬فادم محمد الرفاعي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.58 :‬‬


‫‪2‬يعقكب سيفرام‪ :‬الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬مجمة إتحاد المصارؼ العربية‪ ،‬العدد ‪ ،310‬حزيراف‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪ ،2007 ،‬ص‪.57:‬‬

‫‪10‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫الرئيسي لتحقيؽ األرباح سكاء لممكدعيف أك المساىميف‪ ،‬كتكجد العديد مف صيغ االستثمار الشرعية‬
‫التي يمكف استخداميا في البنكؾ اإلسبلمية الستثمار أمكاؿ المساىميف كالمكدعيف‪ ،‬عمى أف يأخذ البنؾ‬
‫في اعتباره عند استثماره لؤلمكاؿ المتاحة تحقيؽ التنمية االجتماعية‪.‬‬
‫تحقيؽ األرباح‪ :‬األرباح ىي المحصمة الناتجة مف نشاط البنؾ اإلسبلمي‪ ،‬كىي ناتج عممية‬ ‫‪-‬‬
‫االستثمارات كالعمميات البنكية‪ ،‬التي تنعكس في صكرة أرباح مكزعة عمى المكدعيف كعمى المساىميف‪،‬‬
‫يضاؼ إلى ىذا أف زيادة أرباح البنؾ تؤدم إلى زيادة القيمة السكقية ألسيـ المساىميف‪.‬‬
‫أىداؼ خاصة بالمتعامميف‪ :‬لممتعامميف أىداؼ متعددة يجب أف يحرص البنؾ اإلسبلمي عمى‬ ‫‪.2‬‬
‫تحقيقيا كتتمثؿ في اآلتي‪:‬‬
‫تقديـ الخدمات البنكية‪ :‬إف نجاح البنؾ اإلسبلمي في تقديـ الخدمات البنكية بجكدة عالية‬ ‫‪-‬‬
‫لممتعامميف‪ ،‬كقدرتو عمى جذب العديد منيـ‪ ،‬كتقديـ الخدمات البنكية المتميزة ليـ‪ ،‬في إطار أحكاـ‬
‫يعد نجاحا لمبنكؾ اإلسبلمية كىدفا رئيسان إلدارتيا‪.‬‬
‫الشريعة اإلسبلمية‪ٌ ،‬‬
‫توفير التمويؿ لممستثمريف‪ :‬يقكـ البنؾ اإلسبلمي باستثمار أمكالو المكدعة لديو مف خبلؿ‬ ‫‪-‬‬
‫أفضؿ قنكات االستثمار المتاحة لو عف طريؽ تكفير التمكيؿ البلزـ لممستثمريف‪ ،‬أك عف طريؽ استثمار‬
‫ىذه األمكاؿ مف خبلؿ شركات تابعة متخصصة‪ ،‬أك القياـ باستثمار ىذه األمكاؿ مباشرةن سكاء في‬
‫األسكاؽ المحمية أك اإلقميمية أك الدكلية‪.‬‬
‫توفير األماف لممودعيف‪ :‬مف أىـ عكامؿ نجاح البنكؾ مدل ثقة المكدعيف في البنؾ‪ ،‬كمف أىـ‬ ‫‪-‬‬
‫عكامؿ الثقة في البنكؾ تكافر سيكلة نقدية دائمة لمكاجية احتماالت السحب مف كدائع العمبلء‪،‬‬
‫ستخدـ السيكلة النقدية في‬
‫خصكصا الكدائع تحت الطمب دكف الحاجة إلى تسييؿ أصكؿ ثابتة‪ ،‬كتي ى‬
‫البنكؾ لمكفاء باحتياجات سحب الكدائع الجارية مف ناحية كاحتياجات البنؾ مف المصركفات التشغيمية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تكفير التمكيؿ البلزـ لممستثمريف مف ناحية أخرل‪.‬‬
‫أىداؼ داخمية‪ :‬لمبنكؾ اإلسبلمية العديد مف األىداؼ الداخمية التي تسعى إلى تحقيقيا منيا‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تنمية الموارد البشرية‪ :‬تعد المكارد البشرية العنصر الرئيسي لعممية تحقيؽ األرباح في البنكؾ‬ ‫‪-‬‬
‫بصفة عامة حيث إف األمكاؿ ال تدر عائدا بنفسيا دكف استثمار‪ ،‬كحتى يحقؽ البنؾ اإلسبلمي ذلؾ‬
‫البد مف تكافر العنصر البشرم القادر عمى استثمار ىذه األمكاؿ‪ ،‬كال بد أ‪ ،‬تتكفر لديو الخبرة البنكية‪،‬‬
‫كال يتأتى ذلؾ إال مف خبلؿ العمؿ عمى تنمية ميارات أداء العنصر البشرم بالبنكؾ اإلسبلمية عف‬
‫طريؽ التدريب لمكصكؿ إلى أفضؿ مستكل أداء في العمؿ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫تحقيؽ معدؿ نمو‪ :‬تنشأ المؤسسات بصفة عامة بيدؼ االستثمار كخصكصان البنكؾ‪ ،‬حيث‬ ‫‪-‬‬
‫تمثؿ عماد االقتصاد ألم دكلة‪ ،‬كحتى تستمر البنكؾ اإلسبلمية في السكؽ البنكية ال بد أف تضع في‬
‫اعتبارىا تحقيؽ معدؿ نمك كذلؾ حتى يمكنيا االستمرار كالمنافسة في األسكاؽ البنكية‪.‬‬
‫االنتشار جغرافياً واجتماعياً‪ :‬كحتى تستطيع البنكؾ اإلسبلمية تحقيؽ أىدافيا السابقة باإلضافة‬ ‫‪-‬‬
‫إلى تكفير الخدمات البنكية كاالستثمارية لممتعامميف‪ ،‬البد ليا مف االنتشار‪ ،‬بحيث تغطي أكبر قدر مف‬
‫المجتمع‪ ،‬كتكفر لجميكر المتعامميف الخدمات البنكية في أقرب األماكف ليـ‪ ،‬كال يتـ تحقيؽ ذلؾ إال مف‬
‫خبلؿ االنتشار الجغرافي في المجتمعات‪.‬‬
‫أىداؼ ابتكارية‪ :‬تشتد المنافسة بيف البنكؾ في السكؽ البنكية عمى اجتذاب العمبلء سكاء‬ ‫‪.4‬‬
‫أصحاب الكدائع االستثمارية‪ ،‬الجارية أك المستثمريف‪ ،‬كىي في سبيؿ تحقيؽ ذلؾ تقدـ ليـ العديد مف‬
‫التسييبلت‪ ،‬باإلضافة إلى تحسيف مستكل أداء الخدمة البنكية كاالستثمارية المقدمة ليـ‪ ،‬كحتى تستطيع‬
‫البنكؾ اإلسبلمية أف تحافظ عمى كجكدىا بكفاءة كفعالية في السكؽ البنكية البد ليا مف مكاكبة التطكر‬
‫البنكي‪ ،‬كذلؾ عف طريؽ ما يأتي‪:‬‬
‫ابتكار صيغ التمويؿ‪ :‬حتى يستطيع البنؾ اإلسبلمي مكاجية المنافسة مف جانب البنكؾ‬ ‫‪-‬‬
‫التقميدية في اجتذاب المستثمريف‪ ،‬ال بد أف يكفر ليـ التمكيؿ البلزـ لمشاريعيـ المختمفة‪ ،‬كلذلؾ يجب‬
‫عمى البنؾ أف يسعى إليجاد الصيغ االستثمارية اإلسبلمية التي يتمكف مف خبلليا مف تمكيؿ‬
‫المشركعات االستثمارية المختمفة‪ ،‬بما ال يتعارض مع أحكاـ الشريعة اإلسبلمية‪.‬‬
‫ابتكار وتطوير الخدمات البنكية‪ :‬يي ىع ٌد نشاط الخدمات البنكية مف المجاالت اليامة لمتطكير في‬ ‫‪-‬‬
‫القطاع البنكي‪ ،‬كعمى البنؾ اإلسبلمي أف يعمؿ عمى ابتكار خدمات بنكية ال تتعارض مع أحكاـ‬
‫الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬كيجب عمى البنؾ اإلسبلمي أالٌ يقتصر نشاطو عمى ذلؾ‪ ،‬بؿ يجب عميو أف يقكـ‬
‫بتطكير المنتجات البنكية الحالية التي تقدميا البنكؾ التقميدية بما ال يخالؼ أحكاـ الشريعة اإلسبلمية‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬وظائؼ البنوؾ اإلسالمية‬
‫إف البنؾ اإلسبلمي يتميز بعدد مف الكظائؼ التي تجعمو في مكقع رائد كفي مكانة يستيدؼ منيا تقديـ‬
‫الخدمات البنكية كاالستثمارية بشكؿ يتسـ باالتساع كالشمكلية‪ ،‬بعيدان عف المحرمات كالتصرفات‬
‫الربكية‪ ،‬فضبلن عف تميزه مف الجانب االجتماعي مف خبلؿ ما تقدمو البنكؾ اإلسبلمية مف قركض‬
‫حسنة‪ ،‬كما تمارسو مف أنشطة إضافية ذات طابع اجتماعي‪ .‬إلى جانب التزامو الكاضح بأحكاـ‬

‫‪12‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬مف أجؿ تحقيؽ مصالح األفراد مف جانب كعمى تحقيؽ المصمحة الخاصة لمبنؾ‬
‫كالمساىميف كالعمبلء مف جانب آخر‪.1‬‬
‫أوال‪ :‬الوظيفة االستثمارية‬
‫يعتبر االستثمار في البنكؾ اإلسبلمية ركيزة أساسية في تعاممو مع العمبلء كفؽ أحكاـ الشريعة‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬كبعيدان عف الربا كالشبيات الربكية ميما كانت أشكاليا كصكرىا‪ ،‬بحيث يمكف تشبيو البنؾ‬
‫اإلسبلمي برجؿ األعماؿ الذم يقكـ باستثمار أمكاؿ العمبلء بشكؿ يعكد عميو كعمى العمبلء بالمنافع‬
‫كاألرباح‪ ،‬متحمميف سكيةن الخسائر كالمخاطر‪ ،‬كبعيدان عف المتاجرة بالديكف‪.‬‬
‫انطبلقان مف ذلؾ يرتكز البنؾ اإلسبلمي عمى الكدائع الجارية باعتبارىا أمكاالن اقترضيا البنؾ مف‬
‫أصحابيا العمبلء دكف فائدة ربكية أم مجانان‪ ،‬مع ضماف البنؾ ردىا حيف الطمب‪ ،‬مع أحقية البنؾ في‬
‫استخداـ تمؾ الكدائع في قيامو بمنح قركض مجانية أيضان تتصؿ بالخدمات البنكية‪ ،‬أك ييضاؼ إلى‬
‫ذلؾ كدائع المشاركة التي يرغب أصحابيا في تكظيفيا كاستثمارىا‪ ،‬حيث يقكـ البنؾ بالعممية‬
‫االستثمارية لقاء عمكلة معينة‪.‬‬
‫كلمبنؾ اإلسبلمي في مجاؿ الكدائع التي تقكـ عمى أساس المشاركة أسمكباف‪:‬‬
‫أسموب االستثمار المباشر‪ :‬حيث يركز عمى قياـ البنؾ باالستثمار بنفسو أك عف طريؽ‬ ‫‪.1‬‬
‫الشركات التي يؤسسيا كيمكليا مف أمكالو الخاصة أصالةن عف نفسو كككالةن عف المكدعيف‪ ،‬كمع حقو‬
‫بالحصكؿ عمى نصيب العمبلء كامبلن‪.‬‬
‫األسمكب الثاني يرتكز عمى أساس قياـ البنؾ اإلسبلمي بتمكيؿ العمميات االستثمارية مف‬ ‫‪.2‬‬
‫مكارده باألصالة عف نفسو كنيابةن عف المكدعيف‪ ،‬بكصفو كسيطان بينيـ كبيف رجاؿ األعماؿ الذيف‬
‫يمكليـ البنؾ عمى أساس المشاركة أك اإلقراض‪ ،‬مع حقو في الحصكؿ عمى نسبة مف حصة أصحاب‬
‫الكدائع االستثمارية مقابؿ كساطتو‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوظيفة المرتبطة بالخدمات البنكية الالربوية‬
‫يقكـ العمؿ البنكي اإلسبلمي عمى قاعدة أساسية كركيزة ثابتة تتمثؿ في التعامؿ البلربكم‪ .‬مما يعني أف‬
‫البنكؾ اإلسبلمية تقدـ خدمات بنكية ال ربكية‪ ،‬كاف كانت تتقاضى عائدان أك عمكلة عف خدماتيا‬
‫البنكية‪.‬‬
‫كتتعدد أشكاؿ الخدمات البنكية التي تقدميا البنكؾ اإلسبلمية بعيدان عف الربا أىميا‪:‬‬

‫‪1‬أحمد فيد الرشيدم‪ :‬عمميات التورؽ وتطبيقاتيا االقتصادية في المصارؼ اإلسالمية‪ ،‬دار النفائس لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬األردف‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ـ ص‪117:‬ـ‪.121‬‬

‫‪13‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫فتح الحسابات الجارية لمعمبلء بيدؼ حفظ أمكاؿ العميؿ‪ ،‬كسيكلة تداكليا‪ ،‬كحرية حركتيا‪ ،‬كما‬ ‫‪.1‬‬
‫يرتبط بالحسابات الجارية مف خدمات أخرل كتأدية الشيكات‪ ،‬كتسمـ المدفكعات‪ ،‬كتنفيذ أكامر التحكيؿ‬
‫كالصرؼ‪ ،‬كتييئة األجيزة كاآلالت البلزمة لعممية الصرؼ اآللي‪ ،‬فضبلن عف تزكيد العمبلء بكشكؼ‬
‫الحسابات بشكؿ سريع كفكرم؛‬
‫القصر كالصناديؽ الخاصة‪ ،‬كتنفيذ الكصايا‬
‫ى‬ ‫إدارة األمكاؿ باألمانة كما يرتبط بيا مف أمكاؿ‬ ‫‪.2‬‬
‫كالتركات مقابؿ عمكلة؛‬
‫دراسة الفرص االستثمارية‪ ،‬كجدكل المشركعات كالتركيج ليا‪ ،‬كتمقي االكتتاب في رؤكس‬ ‫‪.3‬‬
‫األمكاؿ‪ ،‬كغير ذلؾ مف أعماؿ الدراسات كالخبرة كالجدكل مقابؿ عمكلة؛‬
‫تقديـ القركض الحسنة كادارة األكقاؼ كجباية أمكاؿ الزكاة كتكزيعيا‪ ،‬كغير ذلؾ مقابؿ عمكلة؛‬ ‫‪.4‬‬
‫القياـ بنشاط الصرؼ المتمثؿ في بيع النقد كاألصكؿ النقدية كالمعادف الثمينة كشرائيا سكاء مف‬ ‫‪.5‬‬
‫خبلؿ نظاـ الصرؼ الفكرم‪ ،‬أك مف خبلؿ عمميات السكؽ اآلجمة كعمميات التكرؽ كغيرىا‪ ،‬شريطة أف‬
‫ال يتعارض ىذا النشاط مع نصكص الشريعة اإلسبلمية‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الوظيفة المرتبطة بنظاـ اإلقراض الالربوي‬
‫يتميز البنؾ اإلسبلمي بككنو بنكان ال يمارس اإلقراض بالربا‪ ،‬كىذا عمى النقيض مف البنكؾ التقميدية‪.‬‬
‫إف اإلقراض في البنؾ اإلسبلمي يتسـ بالمجانية‪ ،‬حيث ال مقابؿ لئلقراض سكل عمكلة محددة كثابتة‬
‫كمتناسبة مع الخدمات البنكية‪ ،‬كخاضعة ألحكاـ كضكابط الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬عممان أف اإلقراض في‬
‫البنكؾ اإلسبلمية ال يعتبر خدمة أساسية بؿ ثانكية‪.‬‬
‫و‬
‫أيضا قركضان قصيرة األجؿ لعمبلء البنؾ خاصة‪ ،‬كفؽ شركط معينة‪ ،‬كذلؾ‬ ‫كيقدـ البنؾ اإلسبلمي‬
‫بسبب حاجة العمبلء لمسيكلة المؤقتة أك الطارئة أك المكسمية‪.‬‬
‫ككذلؾ يقدـ البنؾ اإلسبلمي شكبلن آخر مف القركض المجانية مقابؿ العمكلة الشرعية مثؿ اإلقراض‬
‫العرضي المرتبط بقياـ البنؾ اإلسبلمي ببعض الخدمات البنكية كخدمات الضماف كتحصيؿ األكراؽ‬
‫التجارية أك قبكليا‪ ،‬ككذلؾ االعتمادات المستندية كفقان لؤلسمكب اإلسبلمي في التعامؿ ميما كانت‬
‫الظركؼ مع إمكانية تطكير سياسة اإلقراض بشكؿ ينعكس عمى البنؾ كالعميؿ بالمنفعة الشرعية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الوظيفة االجتماعية لمبنوؾ اإلسالمية‬
‫إف البنؾ اإلسبلمي يخصص ألنشطتو المرتبطة بالخدمات كاألعماؿ االجتماعية كالخيرية مكاتب‬
‫خاصة في إدارتو‪ ،‬يككف مف أكلكيات مياميا تقديـ تمؾ الخدمات االجتماعية لمف يستحقيا ممثمة في‬

‫‪14‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫صندكؽ الزكاة كالقركض الحسنة كالصناديؽ الخيرية كحسابات التبرعات كالصناديؽ التعاكنية‪ ،‬كما‬
‫شابو ذلؾ مف حاالت تنعكس بالنفع عمى الفئات الضعيفة خاصةن‪ ،‬كعمى المجتمع بصفة عامةن‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬أوجو التشابو واالختالؼ بيف البنوؾ اإلسالمية والبنوؾ التقميدية‬
‫أوال‪ :‬أوجو التشابو بيف البنوؾ اإلسالمية والبنوؾ التقميدية‬
‫تتفؽ البنكؾ اإلسبلمية مع البنكؾ التقميدية مف حيث اإلسـ‪ ،‬فكبلىما بنكؾ؛‬ ‫‪.1‬‬
‫تتفؽ البنكؾ اإلسبلمية مع البنكؾ التقميدية مف حيث الكظيفة‪ ،‬إذ أف كبل منيما يعمؿ ككسيط‬ ‫‪.2‬‬
‫مالي بيف المدخريف كالمستثمريف؛‬
‫تتفؽ البنكؾ اإلسبلمية مع البنكؾ التقميدية في مجمكعة مف الخدمات البنكية مثؿ تحكيؿ‬ ‫‪.3‬‬
‫األمكاؿ كالصرافة كتحصيؿ الديكف باإلنابة عف الدائف كتأجير الخزائف الحديدية كاصدار الشيكات‬
‫السياحية كعمميات اإلكتتاب باألسيـ ؛‬
‫تتفؽ البنكؾ اإلسبلمية مع البنكؾ التقميدية في الكدائع الجارية المبنًية عمى أساس القرض بدكف‬ ‫‪.4‬‬
‫فائدة‪ ،‬حيث يتعيد البنؾ بردىا دكف زيادة أك نقصاف‪ ،‬مع ما ييرافؽ ىذه السمعة مف خدمات كإصدار‬
‫الشيكات كاستخداـ آالت السحب النقدم كاصدار بطاقات اإلئتماف؛‬
‫تتفؽ البنكؾ اإلسبلمية مع البنكؾ التقميدية في االستثمار بأسيـ الشركات دكف السندات؛‬ ‫‪.5‬‬
‫تخضع البنكؾ اإلسبلمية كالبنكؾ التقميدية إلى رقابة البنؾ المركزم عمى حد سكاء‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫ثانيا‪ :‬أوجو االختالؼ‬
‫يتضمف اسـ البنؾ عقيدتو (البنؾ اإلسبلمي) بينما ال يشير اسـ البنؾ التقميدم إلى منيجو‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫رأسمالي أك اشتراكي مثبل؛‬
‫يقكـ مبدأ الكساطة المالية لدل البنكؾ اإلسبلمية عمى أساس الربح كالخسارة بينما يقكـ ىذا‬ ‫‪.2‬‬
‫المبدأ لدل البنكؾ التقميدية عمى االقتراض بفائدة؛‬
‫يحتؿ االستثمار في البنكؾ اإلسبلمية جزءا كبي ار مف معامبلتو‪ ،‬كالمرابحة كالمشاركة كاإليجارة‬ ‫‪.3‬‬
‫المنتيية بالتمميؾ‪ ،‬بينما يمثؿ اإلقراض األىمية القصكل في البنؾ التقميدم؛‬
‫تخضع البنكؾ اإلسبلمية إلى الرقابة الشرعية لمراقبة مدل مطابقة أعماؿ البنؾ لمشريعة‬ ‫‪.4‬‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬إضافة لمرقابة البنكية مف قبؿ البنؾ المركزم‪ .‬بينما ال تخضع البنكؾ التقميدية إال لمرقابة‬
‫البنكية مف قبؿ البنؾ المركزم؛‬

‫‪15‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫تتطمب استثمارات البنؾ اإلسبلمي امتبلؾ األصكؿ الثابتة كالمنقكلة‪ ،‬بينما يمنع عمى البنكؾ‬ ‫‪.5‬‬
‫التقميدية ىذا التممؾ خكفا مف تجميد أمكاليا؛‬
‫تتطمب بعض األعماؿ البنكية لمبنؾ اإلسبلمي ممارسة التجارة في السمع‪ ،‬بينما ال يسمح‬ ‫‪.6‬‬
‫لمبنكؾ التقميدية بيذه الممارسات خكفا مف االحتكار؛‬
‫ال يطمب البنؾ اإلسبلمي ضمانات مف قبؿ المستثمريف ككف التمكيؿ مشارؾ بالربح كالخسارة‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫كفي غالب األحكاؿ تككف ىذه الضمانات لغايات التعدم أك التقصير في إدارة المشركعات‪ ،‬بينما‬
‫تطمب البنكؾ التقميدية ضمانات عمى األصكؿ الثابتة كالمنقكلة مف المستثمريف كالمقترضيف؛‬
‫لمبنكؾ اإلسبلمية مسؤكليات تنمكية كاقتصادية كاجتماعية قد ال تككف مف أكلكيات البنكؾ‬ ‫‪.8‬‬
‫التقميدية التي ليس ليا ىدؼ سكل تحقيؽ الربح؛‬
‫تأخذ البنكؾ اإلسبلمية بمبدأ الرحمة كالتسامح كاليسر في حالة المديف المتخمؼ عف السداد كال‬ ‫‪.9‬‬
‫يؤدم ذلؾ إلى زيادة التكمفة عميو‪ ،‬بينما تسارع البنكؾ التقميدية إلى فرض غرامات ربكية عمى المتخمؼ‬
‫عف السداد كمف ثـ الحجز عمى األمكاؿ كالرىكنات كبيعيا بالمزاد العمني بأبخس األسعار؛‬
‫تركز البنكؾ اإلسبلمية عمى تمكيؿ المشركعات النافعة لممجتمع كبحسب أكلكيات الحاجات‬ ‫‪.10‬‬
‫اإلنسانية‪ ،‬بينما ال تيتـ البنكؾ التجارية سكل بالضمانات كالقدرة عمى تسديد القركض‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫‪1‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مصادر أمواؿ البنوؾ اإلسالمية‬
‫إف البنكؾ اإلسبلمية ؾباقي المنظمات األخرل ال يمكنيا ممارسة أعماليا إال انطبلقا مف مكارد مالية‬
‫مكجكدة مسبقا كتعكد لمبلؾ البنؾ‪ ،‬كتمعب المكارد الذاتية دك ار كبيرا؛ نظ ار العتماد البنؾ عمييا في بداية‬
‫نشاطو‪ .‬كتتدعـ أكثر بالمكارد الخارجية التي يحصؿ عمييا مف المكدعيف بمختمؼ أنكاعيـ‪ ،‬ليتشكؿ‬
‫لمبنؾ اإلسبلمي ما يسمى بالمكارد المتاحة لو كالتي يمكف مف خبلليا الحكـ عمى المركز المالي لو‬
‫كمدل قكتو كمتانتو‪.‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬مصادر األمواؿ الذاتية ( الداخمية)‬
‫الب ٍنؾ‪ ،‬أم المساىمكف في شركة البنؾ‬
‫كتتضمف تمؾ األمكاؿ المتأتية مف يمساىمات أصحاب ى‬
‫الب ٍنؾ إلتزاما‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬كاألمكاؿ الناشئة عف نتائج أعمالو كاالحتياطات النقدية التي يحتفظ بيا ى‬
‫الب ٍنؾ مف نشاطاتو كال يكزعيا عمى مساىميو‪،‬‬
‫بالقكانيف السائدة‪ ،‬كذلؾ الجزء مف األرباح التي ييحققيا ى‬
‫كفيما يمي نذكر ىذه المصادر‪:‬‬
‫إبتداء شركة‪ ،‬كفي الغالب شركة يمساىمة عامة‪ .‬كيتمثؿ رأس ماؿ البنكؾ‬
‫ن‬ ‫أوال‪ :‬رأس الماؿ‪ :‬يعتبر البنؾ‬
‫اإلسبلمية في األمكاؿ المدفكعة مف المؤسسيف كالمساىميف عند إنشائو مقابؿ القيمة االسمية لؤلسيـ‬
‫المصدرة‪ .2‬كقد يككف أشخاص طبيعييف أك إعتبارييف‪ .‬كيمثؿ رأس الماؿ المدفكع مجمكع األسيـ‬
‫المكتتب بيا مضركبا في قيمة السيـ اإلسمية‪ .‬كالسيـ الكاحد ىك أداة مالية تمثؿ حصة في حؽ مالي‪،‬‬
‫كىي سند لمممكية كال تمثؿ ماال محددا في الشركة‪ .‬فالسيـ يمثؿ حصة في ممكية األصكؿ الصافية‬
‫محددا في حد ذاتو بالبنؾ‪ .‬كيخضع الحد األدنى لرأس ماؿ البنؾ اإلسبلمي‪ ،‬كما‬
‫ن‬ ‫لمبنؾ كليس ـ ا الن‬
‫البنكؾ التقميدية‪ ،‬لتشريعات البنؾ المر ؾزم‪ 3‬كمقررات بازؿ الدكلية التي تحدد الحد األدنى لرأس ماؿ‬
‫البنؾ نسبة إلى حجـ الكدائع المكجكدة لديو‪.‬‬
‫‪ %10‬مف إجمالي مصادر أمكاؿ‬ ‫كفي كؿ األحكاؿ‪ ،‬ال يمثؿ رأس الماؿ سكل جزءا يسي ار ال يتعدل‬
‫البنؾ اإلسبلمي أك الربكم‪.‬‬
‫كيتـ إستخداـ رأس ماؿ البنؾ عمى شكميف‪:‬‬
‫مصاريؼ تأسيس البنؾ كايجاد الكياف اإلعتبارم لو‪ ،‬كبناءه كاعداده كتجييزه كتزكيده بالمكظفيف‬ ‫‪.1‬‬
‫كاألجيزة كالمعدات كاألثاث كاألدكات كالنماذج كالبرامج كالمطبكعات‪.‬‬

‫‪1‬محمد محمكد العجمكني‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.174 :‬‬


‫‪2‬عائشة الشرقاكم المالقي‪ :‬البنوؾ اإلسالمية‪ ،‬التجربة بيف الفقو والقانوف والتطبيؽ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.175:‬‬
‫‪3‬ىشاـ جبر‪:‬إدارة المصارؼ اإلسالمية‪ ،‬أصكليا العممية كالعممية‪ ،‬جامعة النجاح الكطنية‪ ،‬ط‪ ،1‬نابمس‪ ،2001 ،‬ص‪.83:‬‬

‫‪17‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫تمكيؿ المشركعات عمى شكؿ المشاركة بالربح كالخسارة‪ ،‬كعمى شكؿ المضاربة‪ ،‬حيث يككف‬ ‫‪.2‬‬
‫البنؾ مضاربا باألمكاؿ دكف اإلدارة أك باإلدارة أيضا‪ ،‬حيث يشرؾ أمكالو مع كدائع المضاربة في‬
‫العمميات االستثمارية‪.‬‬
‫كأما التكييؼ الشرعي لرأس ماؿ البنؾ فيتضمف ما يمي‪:‬‬
‫ككف البنؾ اإلسبلمي شركة مساىمة عامة فمو أف يصدر رأس مالو عمى شكؿ أسيـ عادية‬ ‫‪.1‬‬
‫تمثؿ صؾ ممكية تشارؾ في الربح كتتحمؿ الخسارة‪ .‬كأما األسيـ الممتازة التي تمثؿ أيضا صؾ ممكية‬
‫إال أنيا قد إختمطت بيا منافع كمزايا جعمتيا أقرب إلى صككؾ المديكنية عف ككنيا صككؾ ممكية‪.‬‬
‫كبالتالي فاألسيـ الممتازة غير جائزة شرعا‪.‬‬
‫االستثمار كرأس ماؿ المضاربة‪ .‬كلكنو ماؿ يخص‬ ‫ال يعتبر رأس ماؿ البنؾ المستخدـ في‬ ‫‪.2‬‬
‫المضارب أم البنؾ ‪ .‬كبناء عمى شركط عقد المضاربة الفقيية‪ ،‬فيجب عمى البنؾ طمب اإلذف الصريح‬
‫مف أصحاب كدائع المضاربة خمط مالو برأسماؿ المضاربة‪ .‬ككذلؾ الحاؿ في حالة دخكلو مضاربة مع‬
‫مضارب ثاني‪ ،‬أم طالب التمكيؿ بالمضاربة‪ ،‬أك مشاركة مع شريؾ آخر‪ ،‬أم طالب تمكيؿ بالمشاركة‪.‬‬
‫إف دكر رأس الماؿ كحماية أك ضماف يتعمؽ فقط بالخسائر التي تمحؽ بالمساىميف كال يضمف‬ ‫‪.3‬‬
‫"الغنـ‬ ‫الكدائع االدخارية أك االستثمارية‪ ،‬كما ىك الحاؿ بالنسبة لمبنكؾ التقميدية‪ ،‬كذلؾ كفقا لقاعدة‬
‫بالغرـ"‪.‬‬
‫عمى إدارة البنؾ اإلسبلمي تفعيؿ الدكر االستثمارم كالتمكيمي لرأس الماؿ بيدؼ تحقيؽ عكائد‬ ‫‪.4‬‬
‫االستثمار في المشركعات ذات اآلجاؿ الطكيمة غير المبلئمة‬ ‫ألصحاب البنؾ مف جية‪ ،‬كبيدؼ‬
‫إلستثمارات كدائع المضاربة كالكدائع االستثمارية‪ ،‬مف جية ثانية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االحتياطات واألرباح المحتجزة‬
‫تعد االحتياطات كاألرباح المحتجزة أحد التدابير الميمة جدا التي تأخذىا اؿبنكؾ بعيف االعتبار كذلؾ‬
‫لمكاجية أم أمر طارئ مستقببل‪ ،1‬قد يؤثر عمى أدائيا كنشاطاتيا‪ ،‬كىذه االحتياطيات تؤخذ لدعـ‬
‫أرسماؿ البنؾ كتحفظو مف الخسائر غير المتكقعة مستقببل‪ ،‬كتعد أيضا عامبل مف عكامؿ الضماف‬
‫بالنسبة لممكدعيف في الحسابات الجارية‪.‬‬

‫‪1‬فرحات ريمكف‪ :‬المصارؼ اإلسالمية‪ ،‬منشكارت الحمبي الحقكقية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيركت‪ ،2004،‬ص‪.100:‬‬

‫‪18‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫‪ .1.‬االحتياطات‪ :‬يقصد باالحتياطات تمؾ األرباح المتحققة مف أعماؿ البنؾ غير المكزعة‪ ،‬كتعتبر‬
‫مصد ار مف مصادر التمكيؿ الداخمية‪ ،‬كىي جزء مف حقكؽ ممكية المساىميف ككنيا باألصؿ تمثؿ‬
‫أرباحا كاف يجب أف تكزع عمييـ‪.‬‬
‫كتجد االحتياطات في البنكؾ اإلسبلمية مشركعيتيا في كجكب الحفاظ عمى رأس الماؿ كامبل كتعكيضو‬
‫في حالة الخسارة مف األرباح المحتجزة‪ .‬كمعركؼ أيضا في الفقو اإلسبلمي أنو ال ربح بعد سبلمة رأس‬
‫الماؿ‪ ،‬كليذا قرر الفقياء أف الربح كقاية لرأس الماؿ كأنو جابر لو مف الخسراف الذم قد يمحؽ بو‪.‬‬
‫كتشتمؿ االحتياطات عمى األنكاع التالية‪:1‬‬
‫االحتياطي القانوني‪ :‬ىك الذم تفرضو السمطات النقدية عمى البنكؾ‪ ،‬كىك عبارة عف اقتطاع‬ ‫‪-‬‬
‫نسبة معينة مف األرباح الصافية التي تحققيا البنكؾ لتبقى داخؿ البنؾ كال تكزع بأم شكؿ مف‬
‫األشكاؿ‪ ،‬كتحدد ىذه النسبة تبعا لؤلكضاع االقتصادية كلقانكف الدكلة التي يكجد بيا البنؾ؛‬
‫االحتياطي النظامي‪ :‬نككف أماـ االحتياطي النظامي عندما يتضمف عقد الشركة كنظاميا‬ ‫‪-‬‬
‫األساسي نصا يقتضي تككيف احتياطي يخصص لمكاجية األغراض التي يحددىا النظاـ‪ ،‬كيسمى في‬
‫ىذه الحالة االحتياطي النظامي نظ ار ألف نظاـ الشركة ىك الذم يقضي بت‪ ،‬عمى خبلؼ االحتياطي‬
‫القانكني الذم يقرره القانكف‪ ،‬كيخصص لمكاجية الخسائر التي قد تمحؽ بالبنؾ‪ ،‬كبذلؾ لف يعرؼ‬
‫أصحاب الكدائع أك البنؾ الخسارة إال في الحالة التي تككف فييا الخسارة أكبر مف مقدار االحتياطي‬
‫المكجكد‪ ،‬كناد ار ما يحدث ىذا في الظركؼ االقتصادية العادية؛‬
‫االحتياطي اإلختياري‪ :‬كىك الذم تقرره الجمعية العامة العادية لمكاجية نفقات طارئة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.2‬األرباح المحتجزة‪ :‬تمثؿ أرباح محتجزة يتـ ترحيميا لمسنكات المالية التالية بناء عمى قرار مف مجمس‬
‫اإلدارة كمكافقة الجمعية العمكمية عمى ذلؾ‪ ،‬كذلؾ ألغراض مالية كاقتصادية‪ ،‬كيتـ استخداميا لدعـ‬
‫المركز المالي لمبنؾ كتكسيع نشاطاتو في تمكيؿ استثمارات جديدة مما يعطي لو القكة لمنافسة البنكؾ‬
‫التجارية‪.‬‬

‫بف حبيب عبد الرزاؽ‪ ،‬خديجة خالدم‪ :‬نماذج وعمميات البنؾ اإلسالمي‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.73‬‬

‫‪19‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫‪1‬‬
‫ثالثا‪ :‬المخصصات‬
‫يعرؼ المخصص بأنو أم مبمغ يخصـ أك يحتجز مف أجؿ اىتبلؾ أك تجديد أك مقابمة النقص في‬
‫قيمة األصكؿ أك مف أجؿ مقابمة التزامات معمكمة ال يمكف تحديد قيمتيا بدقة تامة‪ ،‬كالمخصص عبء‬
‫يجب تحميمو عمى اإليراد‪.‬‬
‫كنفرؽ بيف نكعيف مف المخصصات كىما مخصصات استيبلؾ األصكؿ كمخصص مقابمة النقص في‬
‫قيمة األصكؿ مثؿ مخصص الديكف المشككؾ فييا كمخصص ىبكط األكراؽ المالية كتمثؿ‬
‫المخصصات مصد انر مف مصادر التمكيؿ الذاتي لمبنكؾ اإلسبلمية كذلؾ خبلؿ الفترة مف تككيف‬
‫المخصص حتى الفترة التي يستخدـ فييا في الغرض الذم أنشئ مف أجمو كخاصة المخصصات ذات‬
‫الصفة التمكيمية مثؿ مخصص استيبلؾ األصكؿ الثابتة‪ ،‬كيجب أف يؤخذ في االعتبار استثمار تمؾ‬
‫المخصصات في االستثمارات متكسطة كطكيمة األجؿ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الموارد األخرى‬
‫ىناؾ مكارد أخرل تتاح لدل البنكؾ اإلسبلمية مثؿ القركض الحسنة مف المساىميف‪ ،‬كما تضـ ىذه‬
‫المكارد العمكالت كاألجكر كالرسكـ‪ ،‬فالبنكؾ اإلسبلمية تتقاضى عمكالت أك أجك ار أك رسكما عف‬
‫الخدمات التي تؤدييا لمزبناء‪ ،‬كتأجير الخزائف الحديدية كالقياـ بأعماؿ الككالة في التحصيؿ أك التحكيؿ‬
‫أك غير ذلؾ مف الخدمات‪ ،‬بناء عمى كؿ مف عقد الككالة كاإلجارة كتعد مداخيؿ البنكؾ اإلسبلمية ىنا‬
‫بمثابة مردكدية خاصة ال تكزع عمى أصحاب الكدائع‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬مصادر األمواؿ الخارجية‬
‫ىناؾ أربعة مصادر خارجية لؤلمكاؿ لدل البنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬ىي‪ :‬الكدائع‪ ،‬كصككؾ التمكيؿ‬
‫المستندية كالكفاالت البنكية كخطابات الضماف‬ ‫اإلسبلمية‪ ،‬كأرصدة تغطية خدمات اإلعتمادات‬
‫كالكمبياالت اإلئتمانية‪ ،‬كمكارد صناديؽ الزكاة كالصدقات كالخدمات كالتبرعات‪ .‬كتعتبر ىذه المصادر‬
‫بمثابة خدمات بنكية يقدميا البنؾ اإلسبلمي لعمبلئو‪ ،‬كبالتالي يتحقؽ لو منيا عائدا أك أج ار أك عمكلة‬
‫مشركعة‪ .‬كفيما يمي تفصيؿ بيذه المصادر‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الودائع البنكية‪:‬‬
‫تقكـ البنكؾ‪ ،‬عمى كجو العمكـ‪ ،‬بعدد مف الكظائؼ ‪ :‬حفظ أمكاؿ العمبلء‪ ،‬الككالة عنيـ في تحكيؿ‬
‫أمكاليـ‪ ،‬ك الكساطة بينيـ كبيف مف يرغب في أمكاليـ عف طريؽ إستخداميا‪ .‬كلعؿ الكظيفة الثالثة‪ ،‬أم‬
‫الكساطة المالية المؤدية إلى منح اإلئتماف‪ ،‬كىي أىـ كظائؼ البنؾ‪ .‬كحيث ال يستطيع البنؾ تقديـ كافة‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.74:‬‬

‫‪20‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫األمكاؿ البلزمة لتمكيؿ اإلستثمارات مف رأس مالو نظ ار لعدـ كفايتو‪ ،‬فيك يمجأ إلى أمكاؿ الجميكر‪،‬‬
‫حيث يعمد البنؾ إلى حشد كتجميع المدخرات‪ ،‬بعد أف تككف متفرقة ضئيمة‪ ،‬كتكظيفيا بما يعكد عمى‬
‫األطراؼ الثبلثة‪ ،‬المكدعيف كالمستثمريف كالبنؾ‪ ،‬بالفائدة‪ ،‬أم النفع‪.‬‬
‫كىذا بالطبع يقكدنا لمحديث عف مفيكـ الخدمة البنكية في البنؾ اإلسبلمي‪ .‬كيقصد بمفيكـ الخدمة‬
‫البنكية كؿ األعماؿ التي تقكـ بيا البنكؾ كمنيا خدمة الكدائع كخدمة اإلقراض كخدمة االستثمار‪.‬‬
‫كنظ ار لتطكر األعماؿ البنكية فقد ظيرت خدمات بنكية ثانكية مرتبطة بالخدمات البنكية األساسية‪ ،‬مثؿ‬
‫حؽ استخداـ جياز السحب اآللي )‪ (ATM‬كبطاقات االئتماف‬
‫)‪ ، (CreditCards‬كىي خدمات بنكية ثانكية‪ ،‬ألصحاب الحسابات الجارية‪ ،‬التي ىي خدمات بنكية‬
‫أساسية‪ .‬كبالتالي ظيرت الحاجة لتقسـ أعماؿ البنؾ إلى سمع كخدمات‪ ،‬بحيث أصبحت الخدمات‬
‫البنكية األساسية سمع بنكية‪ ،‬كالكدائع كالقركض‪ ،‬كما عدا ذلؾ يعتبر خدمة بنكية‪ .‬كمف الناحية‬
‫الفقيية‪ ،‬يمكف القكؿ بأف السمع البنكية ىي أعماؿ تؤد ل لمعمبلء بناء عمى طمبيـ أك لزكما لمعامبلتيـ‬
‫مع البنؾ‪ .‬كيتـ تكييفيا عادة إما في إطار عقكد المشاركة أك المضاربة أك اإليجارة أك الجعالة‪ ،‬مما‬
‫يبيح لمبنؾ أف يأخذ عمييا أج ار أك جعبل ككنيا عقكد معاكضة‪ .‬كأما الخدمات البنكية فيي تندرج في‬
‫عقكد اإليجارة كالككالة‪ ،‬كيجكز لمبنؾ أف يأخذ عمييا عمكلة‪.‬‬
‫كالكدائع التي يقبميا البنؾ تشكؿ سمعة أك خدمة بنكية أساسية‪ ،‬كتشكؿ أىـ مصدر مف مصادر أمكاؿ‬
‫رب الماؿ‬ ‫ً‬
‫المكدعكف معان َّ‬ ‫البنؾ الخارجية‪ ،‬كمنيا يتـ تمكيؿ الجزء األكبر مف استثمارات البنؾ‪ .‬كيمثؿ‬
‫كالبنؾ ىك المضارب الذم يعمؿ بيذه األمكاؿ بيدؼ تحقيؽ عائد عمييا‪ ،‬كلو مقابؿ ذلؾ أج انر أك عمكلة‬
‫نظير جيكده كعممو ككقتو‪.‬‬

‫عقد الوديعة ‪:‬الكديعة في المغة ما أيستي ٍكًد ى‬


‫ع لحفظ ‪ .1‬كقد تككف الكديعة عينية حقيقية‪ ،‬كالذىب‬ ‫‪.1‬‬

‫كالكثائؽ كالمستندات‪ ،‬أك نقدية‪ ،‬كالماؿ‪ .‬كىي عند الفقياء تسميط كتككيؿ المالؾ غيره عمى حفظ مالو‬
‫صراحةن أك داللةن‪ .‬كىي في ىذه الحالة حفظ بمقتضى عقد‪ .‬كيرجح أغمب الفقياء أخذ األجرة عمى حفظ‬
‫الكديعة‪ .‬كىي أمانة كاجبة الحفظ كالرد عند الطمب‪ .‬كعقدىا جائز بيف الطرفيف‪ ،‬فمتى أراد الم ً‬
‫كدع أخذ‬ ‫ي‬
‫ع ضمانيا إال لتقصير أك و‬
‫تعد‪ .‬كركنيا‬ ‫كد ى‬
‫المستي ى‬
‫ع لديو ردىا‪ ،‬كلكف ليس عمى ي‬ ‫كد ى‬
‫المستى ى‬
‫كديعتو لزـ ي‬
‫الم ٍكًدع صراحة أك داللة‪ .‬كال تتـ إال بالقبض‪ ،‬أم تسميـ‬
‫اإليجاب صرحةن أك كنايةن أك فعبلن‪ ،‬كالقبكؿ مف ي‬
‫العيف لممستكدع تسميمان حقيقيان أك حكميان‪ .‬كقد إشترط الفقياء لمكديعة شرطيف أساسييف‪ .‬أكليما‪ ،‬أف‬

‫‪ 1‬ابف منظكر‪ :‬لساف العرب‪ ،‬ج‪ ،3‬مكتبة لبناف‪ ،‬بدكف سنة النشر‪ ،‬ص‪.900 :‬‬

‫‪21‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫كدع لديو عاقبل ممي از‪ .‬كثانييما‪ ،‬أف تككف الكديعة قابمة لكضع اليد عمييا‬
‫المستى ى‬ ‫ً‬
‫المكدع ك ي‬
‫يككف كؿ مف ي‬
‫كال يشترط العمـ بجنسيا أك قدرىا أك لكنيا أك كـ متيا‪ ،‬بؿ لك أكدعو ما في صندكؽ مقفؿ لجاز كيجب‬
‫الم ٍكًدع اإلنفاؽ عمى الكديعة ألنو ىك الذم ينتفع منيا‪ .‬كيجكز فسخ عقد الكديعة في أم كقت‬
‫عمى ي‬
‫يتفؽ عميو الفريقيف‪ ،‬المكدع كالمستكدع‪ ،‬كال يجكز لممستكدع لديو أف يتصرؼ بيا بأم نكع مف أنكاع‬
‫التصرؼ إال بإذف صاحبيا‪ ،‬كال يجكز خمطيا لماؿ المستكدع لديو إالَّ بإذف المكدع‪.‬‬
‫كىناؾ نكعاف لمكدائع البنكية‪ ،‬كدائع عينية حقيقية‪ ،‬كالمجكىرات كالكثائؽ كالمستندات التي تكدع لدل‬
‫البنؾ في خزائف حديدية باألجرة‪ ،‬كىي جائزة ككف البنؾ يؤجر ىذه الخزائف الحديدية لمف يريد االنتفاع‬
‫منيا‪ .‬ككدائع نقدية يعيد بيا األفراد كالمؤسسات إلى البنؾ لمحفظ كاالستخداـ عند الحاجة‪ ،‬عمى أف‬
‫يتعيد البنؾ برد قيمتيا النقدية عند الطمب أك بالشركط المتفؽ عمييا‪ ،‬كلمبنؾ الحؽ في استخداـ الكديعة‬
‫النقدية ككنو ضامنا ليا‪.‬‬
‫إعتمادات في‬ ‫كتشمؿ الكديعة كؿ ما لمعميؿ مف أمكاؿ‪ ،‬أم نقكد حقيقية‪ ،‬كشيكات برسـ التحصيؿ ك‬
‫حسابو لدل البنكؾ‪ ،‬أم نقكد قيدية‪ ،‬دكف النظر إلى مصدر ىذه األمكاؿ‪ .‬كتقسـ الكدائع البنكية‬
‫التقميدية بحسب تاريخ استردادىا إلى ثبلثة أنكاع‪:‬‬
‫‪ -‬ودائع جارية‪ :‬كتمثؿ المبالغ التي يكدعيا العمبلء في البنؾ مقابؿ سحبيا كاممة أك أجزاء منيا في‬
‫أم كقت‪ ،‬كليس ليـ حؽ العائد أك الفائدة عمييا‪.‬‬
‫‪ -‬ودائع ثابتة ألجؿ‪ :‬كىي المبالغ المكدعة في البنؾ ألجؿ محدد مقابؿ فائدة محددة‪ ،‬كال يجكز‬
‫لمكدعيا السحب منيا قبؿ األجؿ المتفؽ عميو إال بإخطار مسبؽ‪ ،‬كاذا حدث ذلؾ انتفى المقابؿ منيا‪،‬‬
‫أم الفائدة‪.‬‬
‫‪ -‬ودائع توفير إدخارية‪ :‬كىي تجمع خصائص الكدائع الجارية كألجؿ مف حيث أف ليا مقابؿ‪ ،‬أم‬
‫فائدة‪ ،‬كاف كانت أقؿ مف فائدة الكدائع ألجؿ‪ ،‬كجكز السحب منيا متى أراد مكدعيا ذلؾ‪.‬‬
‫‪ .2‬األىمية االقتصادية لمودائع البنكية‪:‬‬
‫االقتصاد‬ ‫تعتبر الكدائع البنكية ذات أىمية خاصة كذلؾ لقدرتيا عمى تمكيؿ النمك كالتكسع في‬
‫الرأسمالي كما في االقتصاد اإلسبلمي‪ .‬كيتمخص دكر الكدائع اقتصاديا بثبلث كظائؼ رئيسية ىي‪:‬‬
‫‪ -‬تعتبر الكدائع البنكية كسيمة دفع ىامة ذات ضمانات قكية ناشئة مف عنصر الثقة بالنظاـ البنكي‪.‬‬
‫‪ -‬تمثؿ الكدائع البنكية إحياء ألمكاؿ عاطمة متفرقة قبؿ إيداعيا‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ تجميعيا كتكظيفيا‬
‫كاستثمارىا‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫‪ -‬تمنح الكدائع البنكية النظاـ البنكي القدرة عمى خمؽ اإلئتماف بدرجة أكبر مف كمية الكدائع ذاتيا‪.‬‬
‫ذلؾ أف أمكاؿ الكدائع المستخدمة في التمكيؿ تعكد إلى النظاـ البنكي عمى شكؿ كدائع مرة أخرل‬
‫كىكذا دكاليؾ‪.‬‬
‫‪ .3‬التكييؼ القانوني لمودائع البنكية‬
‫ىناؾ ثبلثة كجيات نظر حكؿ التكييؼ القانكني لمكدائع البنكية‪ ،‬فمف القانكنييف مف يرل بأنيا عقد‬
‫كديعة عادية‪ ،‬كمنيـ مف يرل أنيا عقد إيجارة‪ ،‬كمنيـ مف يرل أنيا عقد قرض‪ .‬كلعؿ مصدر ىذا‬
‫استخداـ البنكؾ لمكدائع كخاصة كدائع‬ ‫اإلختبلؼ القانكني في النظر إلى الكديعة البنكية ناشئ عف‬
‫تحت الطمب كالحسابات الجارية في عممياتيا االستثمارية كالتمكيمية كىذه اآلراء ىي كما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬الوديعة البنكية كعقد وديعة عادية‪:‬‬
‫يرل بعض القانكنييف بأف الكديعة البنكية ىي كديعة صرفة ال تنتقؿ ممكيتيا إلى المستكدع عنده‪،‬‬
‫كبالتالي ال يحؽ لو اإلنتفاع منيا‪ ،‬كفي نفس الكقت ال يضمنيا إال إذا كاف ىناؾ تعد أك تقصير أك‬
‫إىماؿ‪ .‬كمما ال شؾ فيو أف ىذا المفيكـ لمكديعة ال ينطبؽ عمى الكدائع البنكية‪ ،‬ألف غاية البنؾ مف‬
‫اإلحتفاظ بيذه الكدائع ليس ردىا بعينيا كانما عمى أساس إرجاع قيمتيا‪ .‬كما أف البنؾ بمكجب القكانيف‬
‫كاألنظمة السائدة ممزـ بضماف الكدائع تحت الطمب بشكؿ خاص‪ ،‬باإلضافة إلى األنكاع األخرل مف‬
‫الكدائع‪ ،‬بشكؿ عاـ كبالتالي‪ ،‬ال يمكف أف تككف الكديعة البنكية أمانة إال عندما ال يأخذ صاحبيا فائدة‬
‫عمييا كيعطي لمبنؾ أج ار مقابؿ خدمة حفظ الكديعة‪ .‬كلذلؾ نظر البعض إلى الكديعة البنكية ككديعة‬
‫شاذة أك ناقصة ككف المكدع يأذف لمبنؾ باستخداـ الكديعة عمى أف يرد لو ما يماثميا‪ ،‬أم ما يساكم‬
‫قيمتيا عند الطمب‪.‬‬
‫كقد إختمؼ الفقياء حكؿ التكييؼ الشرعي لمكديعة الناقصة‪ .‬فمنيـ مف يميزىا عف القرض في إلتزاـ‬
‫البنؾ بحفظ ما يساكييا تحسبا ألم طمب كبنفس الكقت يبقييا تحت تصرفو‪ ،‬كمنيـ مف يرل أنيا‬
‫القرض بعينو كبصفتيا الكمية‪ .‬كمنيـ مف يترؾ األمر لنية المتعاقديف‪.‬‬
‫‪ ‬الوديعة البنكية كعقد إيجارة‪:‬‬
‫يرل البعض بأف إيداع العمبلء لؤلمكاؿ في البنؾ ليس بغرض إقراض البنؾ كلـ يكف في نيتيـ ذلؾ‪.‬‬
‫كبناء عميو‪ ،‬يرل ىؤالء القانكنييف جكاز أخذ الفائدة عف ىذه الكدائع باعتبارىا مقاببل الستخداـ البنكؾ‬
‫ليا‪ .‬حيث ينظر عمى أف الفائدة ىي أجرة إلستخداـ الكديعة كليس إلقراضيا‪ .‬كلكف عقد اإليجارة ال‬
‫يترتب عميو انتقاؿ الممكية كحؽ التصرؼ إلى المستأجر‪ ،‬بؿ لو حؽ االنتفاع مف المأجكر مقابؿ أجرة‬
‫متفؽ عمييا‪ .‬كىذا مخالؼ لحاؿ الكدائع البنكية التي يتصرؼ بيا البنؾ ككأنو يمتمكيا‪ ،‬ألنو ال يمكف‬

‫‪23‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫اإلنتفاع باألمكاؿ إال مف خبلؿ التصرؼ بيا‪ .‬فيي ليست كاألعياف كاألصكؿ األخرل‪ .‬كما أف عقد‬
‫اإليجارة يشترط في اإليجارة أف تقع عمى كؿ ما يمكف االنتفاع بو مع دكامو كاستم ارره‪ .‬كأما ما ال‬
‫يضمف بقاؤه بعد اإلنتفاع بو فبل تجكز فيو اإليجارة‪ ،‬كالمكاد الغذائية كالنقكد التي ال يمكف االنتفاع بيا‬
‫إال مف خبلؿ استيبلكيا‪ ،‬كانما تسمى بيع المنافع‪ .‬كالمستأجر ضامف لؤلصؿ المؤجر كما ال يمكف‬
‫إجباره عمى رد المؤجر قبؿ األجؿ المتفؽ عميو‪ .‬كجميع ىذه األحكاـ القانكنية ال تنطبؽ عمى الكديعة‬
‫البنكية‪ .‬كبالتالي تخرج ىذه الكديعة عف أحكاـ عقد اإليجارة‪.‬‬
‫‪ ‬الوديعة البنكية كعقد قرض‬
‫يتضمف عقد القرض إنتقاؿ ممكية عيف القرض إلى المقترض الذم يمتزـ بدكره برد مثمو ال عينو‪ ،‬كما‬
‫أنو ضامف لو سكاء حافظ عميو أـ ال‪ .‬كمثؿ ىذا العقد ينطبؽ تماما عمى الكديعة البنكية‪ ،‬كيجمع عميو‬
‫فقياء القانكف‪ .‬فقبكؿ البنؾ لمكديعة كتصرفو بيا كأنو مالكيا مع ضمانو برد مثميا كليس عينيا كؿ ذلؾ‬
‫يتفؽ كأحكاـ عقد القرض‪ .‬كالمرجح في الفقو اعتبار الكديعة البنكية عقد قرض التفاقيا معو مف حيث‬
‫النتيجة في تممؾ عينيا كتعمقيا بذمة آخذىا كرده مثميا في حاؿ مطالبة صاحبيا ليا‪ .‬كعمى أية حاؿ‬
‫كتبلفيا ليذه االختبلفات بيف مختمؼ اآلراء القانكنية لعقد الكديعة البنكية‪ ،‬فقد حسـ المشرع األمر‬
‫بإخضاع الكديعة ألحكاـ القرض‪.‬‬
‫‪ ‬الحكـ الشرعي في ودائع البنوؾ‪:‬‬
‫إذا كاف المرجح أف يككف التكييؼ القانكني المقبكؿ لمكديعة عقد قرض‪ ،‬فما ىك حكـ اإلسبلـ في ىذا‬
‫العقد؟ إف اإلسبلـ لـ يحرـ القركض كلكنو حرـ الربا‪ .‬فإذا كاف عقد القرض خاليا مف الربا فيك جائز‬
‫شرعا‪ .‬كحيث أف الكدائع تحت الطمب خالية مف الربا فيي جائزة شرعا‪ .‬كأما كدائع التكفير كألجؿ فيي‬
‫ال تخمك مف الربا‪ ،‬ككف البنؾ التقميدم يدفع عمييا فكائد محددة مسبقا‪ .‬كىذه الفائدة زيادة مشركطة في‬
‫عقد القرض‪ ،‬كىي بالتالي ربا محرمان‪ .‬كقد حاكؿ البعض‪ ،‬مثؿ شكقي الفنجرم كمحمد سيد طنطاكم‬
‫مفتي جميكرية مصر العربية‪ ،‬تكييؼ كدائع البنكؾ التجارية بأنيا عقد مضاربة‪ .‬كلكف ال يجكز بأم‬
‫حاؿ مف األحكاؿ اعتبار الفائدة كعاقد المضاربة التي فييا المكدع رب الماؿ كالبنؾ ىك رب العمؿ‬
‫ىف ضامف لمكديعة كلمعائد المحدد سمفان‪ .‬كمف أىـ أحكاـ عقد المضاربة في‬
‫المضارب‪ ،‬ألف البنؾ ا‬
‫اإلسبلـ عدـ جكاز إشتراط ضماف رأس الماؿ كعائده‪.‬‬
‫كأما الكدائع اإلدخارية في البنكؾ اإلسبلمية فيي ال تمثؿ قرضا مضمكنا كبفائدة محددة مسبقا كما في‬
‫البنكؾ التقميدية‪ ،‬كانما ىي أمكاؿ مضاربة فيما المكدع رب الماؿ كالبنؾ رب العمؿ المضارب‪ ،‬كتخضع‬

‫‪24‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫لمربح كالخسارة‪ .‬كاألرباح التي يحققيا البنؾ مف المضاربة تكزع عمى المكدعيف كالبنؾ بناء عمى نتائج‬
‫األعماؿ في نياية السنة المالية كليست محددة سمفا في بداية السنة المالية‪.‬‬
‫‪ .4‬أنواع الودائع البنكية في البنوؾ اإلسالمية‪:‬‬
‫ىناؾ ثبلثة أنكاع مف الكدائع تصنؼ بحسب تاريخ استردادىا‪ ،‬كما في البنكؾ التقميدية‪ ،‬ىي‪:‬‬
‫‪ ‬الودائع تحت الطمب والحسابات الجارية‪:‬‬
‫كىي عبارة عف مبالغ في حسابات دائنة يكدعيا أصحابيا في البنؾ بغرض الحفظ كتحت الطمب‪.‬‬
‫كلممكدع الحؽ في أف يسحب مف حسابو أك كؿ أمكالو متى أراد‪ .‬كىي حسابات ليس ىدفو االستثمار‪،1‬‬
‫كانما تستخدـ لحفظ األمكاؿ مف السرقة كاليبلؾ‪ ،‬كلتسييؿ التعامؿ التجارم كالمعامبلت البنكية األخرل‬
‫لزبائنوا‪ ،‬كقد جرل العرؼ البنكي لدل البنكؾ التقميدية بأف ال تدفع فكائد عمى ىذا النكع مف الكدائع‪.‬‬
‫كلغاية الثمانينات مف القرف الماضي‪ ،‬كاف عمى المكدعيف أف يدفعكا عمكلة زىيدة لمبنؾ مقابؿ تكاليؼ‬
‫العمميات الدفترية التي يتكبدىا البنؾ في خدمة ىي الحسابات‪ .‬كلكف نظ ار لممنافسة بيف البنكؾ فقد‬
‫الياتؼ كالماء كالكيرباء‪،‬‬ ‫انتيت مثؿ ىذه العمكالت‪ .‬كحاليا تستخدـ ىذه الحسابات في دفع فكاتير‬
‫باإلضافة إلى أف الشيكات الصادرة عمييا تستخدـ ككسائؿ دفع عكضا عف النقد‪ ،‬كخاصة بالنسبة‬
‫لمشركات كرجاؿ األعماؿ‪ .‬كمف الخدمات اإلضافية التي تقدميا البنكؾ لممكدعيف في ىذه الحسابات‬
‫إستخداـ بطاقات الصراؼ اآللي كبطاقات اإلئتماف‪.‬‬
‫كبالنسبة لمبنؾ‪ ،‬يشكؿ ىذا النكع مف الكدائع الجزء األكبر مف مصادر أمكالو‪ .‬كتقكـ البنكؾ التقميدية‬
‫بدمج نسبة كبيرة مف أمكاؿ ىذه الكدائع مع أمكاليـ كاستخداميا في تكظيفاتيـ كاإلبقاء عمى النسبة‬
‫الصغيرة منيا لمكاجية سحكبات العمبلء كلمقابمة متطمبات السياسة النقدية التي يقررىا البنؾ المركزم‪.‬‬
‫كفي كؿ األحكاؿ‪ ،‬تضمف البنكؾ التقميدية كامؿ قيمة الكديعة‪ .‬كنظ ار ألىميتيا‪ ،‬فكثي ار ما تقكـ البنكؾ‬
‫التقميدية بدفع فكائد بسيطة عمى ىذه الحسابات لمعمبلء الكبار كتقديـ العديد مف الجكائز لصغار‬
‫العمبلء‪ ،‬باإلضافة إلى الخدمات البنكية اإلضافية المجانية‪ .‬كيتساكل ىذا النكع مف الكدائع في البنكؾ‬
‫اإلسبلمية كالبنكؾ التقميدية عمى حد سكاء‪.‬‬
‫كفيما يتعمؽ بشرعية ىذه الكدائع‪ ،‬فيي حبلؿ طالما أنيا بدكف فكائد أك مردكد‪ ،‬كذلؾ كفقا لما قرره‬
‫مجمع البحكث اإلسبلمية في مؤتمره بالقاىرة عاـ ‪ 1965‬كما قررتو المكسكعة العممية كالعممية لمبنكؾ‬

‫‪1‬‬
‫خالد أميف عبدا﵀‪ ،‬كحسيف سعيد سعيفاف‪ :‬العمميات المصرفية اإلسالمية الطرؽ المحاسبية الحديثة‪ ،‬دار كائؿ لمنشر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫عماف‪ ،2008 ،‬ص‪.83:‬‬

‫‪25‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫اإلسبلمية‪ .‬كحيث أف الفقو اإلسبلمي قد أجمع عمى اعتبار الكدائع عقد قرض‪ ،‬فالكدائع تحت الطمب‬
‫في البنؾ اإلسبلمي تعتبر عقد قرض حسف قابؿ لمرد عند الطمب‪ ،‬كألف البنؾ يضمنيا فمو أف‬
‫يستخدميا مع أمكالو في إستثماراتو‪ ،‬كلكف ال يتحمؿ أصحابيا أية مخاطر كما ال يحصمكف عمى أية‬
‫أرباح‪.‬‬
‫كتتضمف أحكاـ الكدائع تحت الطمب كالحسابات الجارية في البنكؾ اإلسبلمية اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬ال تستحؽ ىذه الكدائع أية أرباح كال تتحمؿ أية خسائر‪.‬‬
‫‪ -‬يضمف البنؾ اإلسبلمي كامؿ قيمة الكديعة‪.‬‬
‫‪ -‬يفكض المكدع البنؾ بحرية التصرؼ بالكديعة ما داـ ضامنا ليا‪.‬‬
‫‪ -‬لممكدع حرية سحب جزء أك كامؿ قيمة الكديعة متى شاء‪.‬‬
‫‪ -‬لممكدع إستخداـ ىذا الحساب الجارم في تسكية كأداء التزاماتو المادية‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجكز لممكدع سحب مبالغ أكثر مف قيمة رصيد الكديعة‪.‬‬
‫‪ -‬يجكز لمبنؾ أف يتقاضى عمكلة زىيدة لقاء خدمة ىذه الحسابات الجارية‪.‬‬
‫كبالنسبة لممكدعيف‪ ،‬كعمى الرغـ مف أنيـ ال يشترككف في الربح كال يتحممكف الخسائر كبالتالي ال‬
‫يتكقعكف عكائد‪ ،‬فإف الحسابات الجارية تقدـ ليـ مجمكعة مف الخدمات‪ ،‬منيا‪:‬‬
‫‪ -‬المحافظة عمى األمكاؿ مف مخاطر السرقة كالضياع كالحريؽ أك حتى التبذير‪.‬‬
‫‪ -‬تقميؿ تكاليؼ حماية األمكاؿ كحراستيا بالنسبة لمشركات كرجاؿ األعماؿ‪.‬‬
‫‪ -‬ضماف كفرتيا كسيكلتيا كتكفرىا عند الحاجة‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة أرصدتيا كالحصكؿ عمى بياف بحركتيا كتخطيط اإلنفاؽ منيا‪.‬‬
‫‪ -‬أداء اإللتزامات المالية الدكرية كغير الدكرية لمعميؿ‪.‬‬
‫‪ -‬استخداـ أكامر الدفع المنتظمة كغير المنتظمة لمعميؿ‪.‬‬
‫‪ -‬تأكيد المركز المالي لمعمبلء كالشركات ككف ىذه الكدائع تعتبر جزءا مف األصكؿ المتداكلة لدييـ‬
‫ذات السيكلة العالية‪ ،‬كتندرج في الشركات تحت بند نقد في الصندكؽ كلدل البنكؾ‪.‬‬
‫كتكمف أىمية ىذا النكع مف الكدائع في البنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬كما في البنكؾ التقميدية‪ ،‬مف ثبلث جيات‪.‬‬
‫األكلى أنيا مصادر مجانية‪ ،‬كالثانية أنيا ذات أحجاـ كبيرة جدا‪ ،‬كالثالثة أنيا مكجكدة دائما لدل البنؾ‪.‬‬
‫كمف ىنا يمكف لمبنؾ أف يستغؿ الجزء األكبر منيا في استثماراتو دكف أف يؤثر ذلؾ عمى قدرتو عمى‬
‫ِّ‬
‫ردىا عند الطمب أك سيكلتو‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫أىمية مف حيث ككنيا أمكاال مجانية‬ ‫كؿلكدائع تحت الطمب كالحسابات الجارية في البنكؾ اإلسبلمية‬
‫لبلستثمار في المشركعات قصيرة األجؿ كجزءا آخر في‬ ‫يمثؿ الجزء األكبر منيا مصد ار لمبنؾ‬
‫المشركعات طكيمة األجؿ‪.‬‬
‫كلكف ىذه األرباح التي يحققيا البنؾ اإلسبلمي مف ىذا المصدر المجاني لؤلمكاؿ يجب أف ال يستأثر‬
‫بيا البنؾ لكحده‪ ،‬أم لمساىميو‪ .‬كانما يجب عميو‪ ،‬بعد إيتاء زكاتيا‪ ،‬أف ينفؽ جزءا منيا في ثبلثة أمكر‬
‫عمى األقؿ‪:‬‬
‫‪ -‬القرض الحسف لذكم الحاجة مف عمبلء البنؾ شريطة أف يككف اليدؼ منو لسد حاجات أساسية‬
‫مثؿ العمؿ كالتعميـ كالعبلج‪ ،‬كليست كمالية؛‬
‫‪ -‬المشركعات االجتماعية مثؿ إنشاء كتمكيؿ دكر تحفيظ القرآف الكريـ كالمراكز الصحية كمراكز‬
‫التدريب الميني كدكر المسنيف؛‬
‫‪ -‬نشر الفكر اإلسبلمي كدعـ المؤتمرات العممية حكؿ البنكؾ اإلسبلمية كنشر األبحاث كالكتب ذات‬
‫العبلقة بالبنكؾ اإلسبلمية‪.‬‬
‫‪ ‬الودائع االستثمارية وحسابات االستثمار‪:‬‬
‫كىي الكدائع التي يرغب أصحابيا في تكظيفيا كتخرج مف مفيكـ القرض أك الكديعة األمانة لتدخؿ‬
‫مفيكـ المضاربة ك‪ /‬أك المشاركة‪ .‬كىي تقابؿ الكدائع ألجؿ لدل البنكؾ التقميدية‪ .‬كبالتالي فيي محددة‬
‫الزمف‪ ،‬كغالبا ما تككف بحدكد السنة‪ .‬كال يجكز لممكدع السحب منيا إال بعد إخطار البنؾ قبؿ مدة‬
‫كافية‪ ،‬عادة ما تككف شي ار‪.‬‬
‫كفي حاؿ سحب الكديعة االستثمارية قبؿ األجؿ يفقد صاحبيا حقو في مشاركة البنؾ بالربح بعد‬
‫األجؿ‪ .‬كيطمؽ عمى ىذا النكع مف الكدائع في البنكؾ اإلسبلمية حسابات االستثمار‪ .‬كيتحدد عائد ىذه‬
‫الكدائع كفقا لنشاط البنؾ خبلؿ فترة الكديعة كيتحمؿ أصحاب ىذه الكدائع نفس المخاطر التي يتحمميا‬
‫المساىمكف مف حيث إحتماالت الخسارة في العمميات االستثمارية أك ىبلؾ رأس الماؿ المشارؾ فيو‪.‬‬
‫كيعتبر حشد كتجميع كادارة كتكظيؼ ىذا النكع مف الكدائع أحد أبرز أنشطة البنؾ اإلسبلمي‬
‫االستثمارية لما تمثمو مف أمكاؿ قابمة لبلستثمار متكسط كطكيؿ األجؿ‪ ،‬جنبا إلى جنب مع أمكاؿ البنؾ‬
‫الذاتية الداخمية‪ .‬كيشترط في الكديعة االستثمارية أف تبقى في البنؾ لفترة يحددىا البنؾ كال تقؿ عف‬
‫‪ 06‬أشير‪ ،‬كما يحؽ لمبنؾ أف يحدد الحد األدنى لقيمة الكديعة االستثمارية‪ .‬كىناؾ نكعيف مف الكدائع‬
‫االستثمارية كحسابات االستثمار لدل البنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬ىما‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫النوع األوؿ‪ :‬حساب االستثمار العاـ‪:‬‬


‫باستثمارىا عمى أساس عقد‬ ‫كىي الكدائع االستثمارية المطمقة أك العامة‪ .‬كيقكـ البنؾ اإلسبلمي‬
‫استثمارىا في المشركعات التي يراىا البنؾ‬ ‫كدع البنؾ في‬ ‫المضاربة غير المشركطة‪ ،‬كم خكؿ الم ً‬
‫ي‬
‫مناسبة‪ .‬كىي مف عقكد المضاربة المطمقة الدائرة بيف النفع كالضرر كال تتقيد بزماف كال مكاف كال نكع‬
‫تجارة كال تعييف مف يعاممو المضارب‪.‬‬
‫كتدخؿ ىذه الكدائع مع أمكاؿ البنؾ الخاصة في سمة استثمارية كاحدة‪ .‬كبالتالي يشارؾ المكدعكف في‬
‫ىذا الحساب المساىميف في الربح كيتحممكف الخسارة‪ .‬كلغاية احتساب العكائد‪ ،‬تحدد الفترة االستثمارية‬
‫العامة في البنؾ‪ ،‬كال يحؽ ألصحاب ىذه الكدائع سحب أمكاليـ قبؿ األجؿ المتفؽ عميو مع البنؾ‪ ،‬كال‬
‫تحدد قيمة العكائد عمى ىذه الكدائع‪ ،‬كلكف يتـ االتفاؽ بيف البنؾ كالمكدعيف عمى أف العائد الذم يتحقؽ‬
‫االستثمارية‪،‬‬ ‫م لمبنؾ يتـ تقسيمو عمى إجمالي األمكاؿ الممكلة لتمؾ العمميات‬
‫مف العمميات االستثمار ة‬
‫كبالتالي يحسب العائد كنسبة مئكية مف كؿ دينار مشارؾ في االستثمار‪.‬‬
‫كفي حالة عدـ تحقيؽ أرباح أك ىبلؾ رأس الماؿ‪ ،‬فإف البنؾ ال يكزع أرباحا عمى المكدعيف كما ال‬
‫يضمف قيمة الكديعة أساسا‪ ،‬كذلؾ تطبيقا لمقاعدة الشرعية الغنـ بالغرـ‪.‬‬
‫كمف أىـ أحكاـ ىذه الكديعة أف أصؿ العقد فييا مضاربة مطمقة‪ .‬حيث يككف البنؾ مضاربا كالمكدع‬
‫رب الماؿ مستثم ار‪.‬كتيدؼ إلى االستثمار كالحصكؿ عمى الربح إذا تحقؽ كتى ىح ُّمؿ الخسارة إذا نشأت‬
‫عف غير و‬
‫تعد أك تقصير ‪.‬كتحدد فييا الفترة الزمنية كذلؾ لغايات حساب األرباح‪ .‬كأما اإلبداع الجديد‬
‫فيعتبر عقدا جديدا‪ ،‬كال يجكز كسر الكديعة إال بشركط يفرضيا البنؾ‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬حساب االستثمار المخصص‪:‬‬
‫باستثمارىا عمى أساس عقد المضاربة‬ ‫كىي الكدائع االستثمارية المحددة أك المقيدة كالتي يقكـ البنؾ‬
‫المقيدة المشركطة بنكع االستثمارات أك مجاالتيا‪ ،‬كاالستثمار في مشركع معيف أك االستثمار في قطاع‬
‫أك الزراعة أك الخدمات العامة أك خدمات‬ ‫صناعة الدكاء أك التجارة‬ ‫معيف‪ ،‬كقطاع اإلسكاف أك‬
‫تكنكلكجيا المعمكمات أك غير ذلؾ‪.‬كفي الغالب‪ ،‬يقكـ البنؾ اإلسبلمي بإعداد دراسة الجدكل اإلقتصادية‬
‫عف المشركع أك القطاع كيقدميا لممكدعيف لئلطبلع قبؿ اإليداع‪ ،‬كبالتالي يرتبط مصير ىذه الكديعة‬
‫بمصير سمة االستثمار الخاصة في المشركع المحدد أك القطاع الذم خصصت الكديعة لبلستثمار فيو‪.‬‬
‫كيككف البنؾ في ىذه الحالة إما مدي ار لبلستثمار أك ككيبل عف العميؿ مقابؿ عمكلة‪ .‬ك يجكز لمبنؾ‬
‫اإلسبلمي أف يأخذ أج ار كنسبة شائعة مف أرباح الكديعة أك أج ار مقطكعا عمى أساس الككالة بأجر‪.‬‬
‫كترتبط مدة ىذه الكديعة بمدة المشركع أك أم فترة يحددىا البنؾ لغايات حساب عائد السمة االستثمارية‬

‫‪28‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫في القطاع المستثمر فيو‪.‬كال يمكف لممكدعيف سحب ىذه الكدائع إال بإخطار سابؽ‪ ،‬كلكف ال يكجد ما‬
‫يمنع مف المشاركة المتتالية عمى المشركع المعيف‪،‬كأف يتـ قبكؿ كدائع جديدة لتمكيؿ نفس المشركع بعد‬
‫بدايتو أك خركج كدائع قديمة قبؿ نياية المشركع‪ ،‬عمى أف تتـ المشاركة دائما في نتيجة المشركع‬
‫النيائية ربحا أك خسارة عمى أساس الحصص‪ ،‬حيث يتـ احتساب الربح عف كؿ يكـ مكث فيو أم‬
‫دينار في ىذا الحساب بعد طرح االحتياطات اإلجبارية المفركضة مف السمطة النقدية‪.‬‬
‫‪ ‬الودائع االدخارية وحسابات التوفير‪:‬‬
‫يعني االدخار ترشيد اإلنفاؽ أك تأخيره إلى أجؿ الحؽ شريطة تكظيؼ المبمغ المدخر‪ .‬كلبلدخار أىمية‬
‫كبيرة في التنمية االقتصادية‪ ،‬كلذلؾ تحرص البنكؾ اإلسبلمية عمى تشجيع االدخار كالتكفير كاستقطاب‬
‫المدخريف لدييا مف خبلؿ قبكؿ ىذا النكع مف الكدائع لمعمبلء كتشجيع صغار المدخر مف‪.‬كتعمؿ البنكؾ‬
‫ـ ضاربة‬ ‫عمى تقديـ الحكاؼز ليـ كذلؾ مف خبلؿ تحقيؽ عكائد عمى األمكاؿ المدخرة كفؽ عقد اؿ‬
‫ا‪ .‬كليذا‪ ،‬فيذه الكدائع تجمع بيف‬ ‫معيـ‪،‬مع حفظ حؽ المكدعيف بالسحب مف كدائعيـ متى شاءك‬
‫االستثمارية‬ ‫خصائص الكدائع تحت الطمب مف حيث القدرة عمى السحب منيا في أم كقت‪ ،‬كالكدائع‬
‫مف حيث إمكانية الحصكؿ عمى عائد متغير حسب نتائج أعماؿ البنؾ خبلؿ فترة الكديعة‪ ،‬كعمى الحد‬
‫األدنى مف رصيدىا‪ .‬كتتشابو ىذه الخصائص مع الكدائع اإلدخارية (حسابات التكفير) في البنكؾ‬
‫التقميدية‪ ،‬كلكف تختمؼ عف البنكؾ اإلسبلمية مف حيث أنيا تدفع عمييا فكائد محددة مسبقا‪ .‬ككما ىك‬
‫الحاؿ بالنسبة لبقية أنكاع الكدائع‪ ،‬فإف البنؾ التقميدم يضمف كامؿ قيمة ىذه الكديعة‪.‬‬
‫أما في البنكؾ اإلسبلمية فيتـ تقسيـ الكديعة اإلدخارية إلى قسميف‪:‬‬
‫‪ -‬الجزء القابؿ لمسحب النقدم؛‬
‫‪ -‬الجزء المتبقي مف الكديعة لغايات االستثمار العاـ‪.‬‬
‫كينظر البنؾ اإلسبلمي إلى الجزء األكؿ كأنو أمانة مضمكنة قابمة لمرد كؽ ت ما شاء المكدع‪ ،‬كالجزء‬
‫الثاني ككديعة استثمارية ثابتة مشركطة بعقد المضاربة يستخدميا البنؾ في استثماراتو بيدؼ تحقيؽ‬
‫ربح لصغار المدخريف كبالتالي تعظيـ أمكاليـ بطرؽ مشركعة‪.‬‬
‫كيرل بعض المفكريف بأف قبكؿ البنؾ اإلسبلمي ليذه الكدائع يمكف أف يككف تحت أحد أمريف‪:‬‬
‫‪ -‬أف يقبميا قرضا حسنا دكف أف يدفع ألصحابيا أم فائدة ربكية‪ ،‬كيمكف لو أف يستفيد مف المبالغ‬
‫المجمعة لديو في استثمارات مشركعة‪ ،‬كال يحكؿ ذلؾ دكف إلزاـ البنؾ باإلستجابة لطمبات السحب منيا‬
‫كقتما يشاء المكدع ليا‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫كيخير البنؾ اإلسبلمي صاحب الكديعة بأف يدعيا في حساب االستثمار مع المشاركة في الربح‬ ‫‪-‬‬
‫بيف أف يكدع جزءا منيا في حساب االستثمار كيترؾ جزءا آخر لمقابمة السحب كفؽ احتياجاتو‪ ،‬كذلؾ‬
‫طبقا لمشركط المتفؽ عمييا بيف البنؾ كالمكدع‪.‬‬
‫كيرل اؿبعض اآلخر بأف عممية قبكؿ الكدائع اإلدخارية تحتاج إلى أعباء مادية كثيرة مف إعداد‬
‫النماذج كإستبلـ اإلمداعات كقيكدىا في الحساب كتزكيد العميؿ بدفتر تكفير كقبكؿ السحكبات كشطبيا‬
‫مف الحساب كغير ذلؾ‪ ،‬كليذا فبل غضاضة أف يتقاضى البنؾ اإلسبلمي أج ار عف ىذه الخدمات‪ .‬غير‬
‫أنو إف فعؿ ذلؾ فمف يتحقؽ اليدؼ مف ىذه الكدائع‪ ،‬أم تشجيع اإلدخار كإستقطاب صغار المدخريف‪،‬‬
‫كبالتالي عمى البنؾ اإلسبلمي أف يبتكر حكافز خالية مف الربا يقدميا ألصحاب ىذه الكدائع تشجيعا‬
‫ليـ‪.‬‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ :01-01‬مقارنة بيف الحسابات المختمفة‬
‫الحساب المخصص‬ ‫الحساب العاـ‬ ‫حساب التوفير‬ ‫الحساب الجاري‬
‫مضاربة مقيدة‬ ‫مضاربة مطمقة‬ ‫مضاربة مطمقة‬ ‫قرض حسف‬ ‫أصؿ العقد‬
‫اإلستثمار كالحصكؿ‬ ‫اإلستثمار كالحصكؿ‬ ‫اإلستثمار كالحصكؿ‬ ‫السحب كاإليداع‬ ‫اليدفمف الحساب‬
‫عمى ربح‬ ‫عمى ربح‬ ‫عمى ربح‬
‫مستثمر كبير‬ ‫مستثمر‬ ‫مستثمر صغير أك‬ ‫أم شخص‬ ‫صاحب الحساب‬
‫قاصر‬
‫كبير‬ ‫صغير‬ ‫صغير جدا‬ ‫غير محدد‬ ‫الحد األدنى لمرصيد‬
‫(‪ $100000‬مثبل)‬ ‫(‪ $2000‬مثبل)‬ ‫(‪ $100‬مثبل)‬ ‫المشارؾ في الربح‬
‫مشارؾ‬ ‫مشارؾ‬ ‫مشارؾ‬ ‫غير مشارؾ‬ ‫المشاركة في الربح‬
‫مشارؾ‬ ‫مشارؾ‬ ‫مشارؾ‬ ‫غير مشارؾ‬ ‫المشاركة في الخسارة‬
‫مرتفعة ‪ %85‬مثبل‬ ‫متكسطة ‪ %70‬مثبل‬ ‫منخفضة ‪ %50‬مثبل‬ ‫ال شيء (نظريا)‬ ‫نسبة المبمغ المسمكؾ في‬
‫اإلستثمار‬
‫مرتفعة ‪ %85‬مثبل‬ ‫متكسطة ‪ %70‬مثبل‬ ‫منخفضة ‪ %50‬مثبل‬ ‫‪-‬‬ ‫نسبة المشاركة في الربح‬
‫ربع سنة أك حسب‬ ‫ربع سنة‬ ‫شير‬ ‫غير محددة‬ ‫كحدة المدة‬
‫المشركع‬
‫بعقد جديد‬ ‫بعقد جديد‬ ‫غير محدد‬ ‫غير محدد‬ ‫االمداع‬
‫تعرؼ بكسر الكديعة‬ ‫تعرؼ بكسر الكديعة‬ ‫غير محدد‬ ‫غير محدد‬ ‫السحب‬
‫كليا شركط‬ ‫كليا شركط‬

‫المصدر‪ :‬يكسؼ حسيف عاشكر‪ :‬إدارة المصارؼ اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،2‬فمسطيف‪ ،2003 ،‬ص ػ ػ ص‪:‬‬
‫‪.107-106‬‬

‫‪30‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫ثانيا‪ :‬صكوؾ التمويؿ اإلسالمية‪:1‬‬


‫يمكف لمبنكؾ اإلسبلمية إصدار أنكاع مختمفة مف صككؾ التمكيؿ اإلسبلمية التي تتناسب مع أحكاـ‬
‫إنجاز‬ ‫الشريعة اإلسبلمية بيدؼ تكفير مكارد مالية لمبنؾ تساعده في تحقيؽ أىدافو كتمكنو مف‬
‫مداع التي تصدرىا‬ ‫مشركعاتو‪ .‬كيمكف النظر إلى ىذه الصككؾ اإلسبلمية كبديؿ عف شيادات اإل‬
‫البنكؾ التقميدية‪.‬‬
‫‪ .1‬أنواع صكوؾ التمويؿ اإلسالمية‬
‫اإلسبلمية إصدارىا صككؾ زيادة رأس ماؿ‬ ‫إف مف أىـ أنكاع الصككؾ اإلسبلمية التي يمكف لمبنكؾ‬
‫البنؾ المؤقتة كصككؾ المشاركة في العائد كصككؾ إيداع إسبلمية آلجاؿ متكسطة كصككؾ االستثمار‬
‫استثمار مشركع معيف‪ .‬كىناؾ أنكاع أخرل يمكف إشتقاقيا مف ىذه‬ ‫القطاعية المحددة كصككؾ‬
‫الصككؾ‪ .‬كفيما يمي بياف مفصؿ بيذه الصككؾ‪.‬‬
‫‪ ‬صكوؾ زيادة رأس ماؿ البنؾ المؤقتة‪:‬كيمثؿ ىذا النكع مف الصككؾ بديبل مبتك ار لؤلسيـ التقميدية‪،‬‬
‫حيث تتيح لحامميا نفس حقكؽ المساىميف في البنؾ كلكف تختمؼ عنيـ بحؽ اإلنسحاب مف البنؾ‪ ،‬أك‬
‫خيار االستبداؿ بأسيـ دائمة في نياية أجؿ الصؾ‪ .‬كعادة ما تككف مدة ىذه الصككؾ بيف متكسطة‬
‫كطكيمة األجؿ‪ ،‬كىي تتيح لمبنؾ أمكاؿ قابمة لمتكظيؼ متكسطة كطكيمة األجؿ‪.‬‬
‫‪ ‬صكوؾ المشاركة في العائد أو صكوؾ الوكالة االستثمارية العامة‪:‬كىي صككؾ ذات طبيعة عامة‬
‫غير مخصصة بمشركع أك محددة بمدة بؿ ىي طكيمة األجؿ‪ ،‬كتشبو أحكاميا أحكاـ حسابات‬
‫االستثمار العاـ كالكدائع االستثمارية المطمقة‪.‬‬
‫‪ ‬صكوؾ إيداع إسالمية آلجاؿ متوسطة‪:‬كىي صككؾ استثمارية إسبلمية ذات آجاؿ تزيد عف السنة‬
‫كتقؿ عف الخمس سنكات‪ ،‬كتشارؾ أمكاؿ البنؾ في إستثمار اتو‪ ،‬كتقتسـ العائد العاـ إلجمالي أرباحو‪.‬‬
‫كيمكف أف تتفرع إلى أحد ثبلثة أشكاؿ‪:‬‬
‫‪ -‬صكوؾ ذات عائد جاري‪ :‬كىذا الصؾ يمنح صاحبو عكائد شيرية عف ناتج أعماؿ البنؾ المقدرة‬
‫شيريا‪ ،‬عمى أف يتـ تسكية الفرؽ بيف المقدر كالفعمي في نياية السنة المالية‪.‬‬

‫‪1‬محمد محمكد العجمكني‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.197 :‬‬

‫‪31‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫‪ -‬صكوؾ ذات قيمة متراكمة‪ :‬كىذه الصككؾ ال تخكؿ حامميا الحصكؿ عمى عكائد شيرية جارية‪،‬‬
‫كلكف ىذه العكائد تضاؼ إلى قيمة الصؾ اإلسمية سنة بعد سنة‪ ،‬كبالتالي يعاد استثمار ىذه العكائد في‬
‫استثمارات البنؾ كيحصؿ حامميا عمى القيمة اإلجمالية المتراكمة عبر الزمف في نياية الصؾ‪.‬‬
‫صكوؾ ذات عوائد جارية وقيمة متراكمة‪ :‬حيث يقسـ العائد الشيرم ليذه الصككؾ إلى قسميف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األكؿ‪ :‬يتـ دفعو إلى حممة ىذه الصككؾ كعائد جارم‪ ،‬كالثاني‪ :‬يتـ إضافتو إلى قيمة الصؾ اإلسمية‪،‬‬
‫كبالتالي يعطي عائدا متراكما في نياية عمر الصؾ‪.‬‬
‫‪ ‬صكوؾ االستثمار القطاعية المحددة‪ :‬كىي صككؾ استثمارية ترتبط بقطاع اقتصادم محدد‪.‬‬
‫حيث يقكـ البنؾ اإلسبلمي باستخداـ حصيمة ىذه الصككؾ في تمكيؿ مشركعات في القطاع‬
‫االقتصادم المحدد مثؿ قطاع الزراعة الحقمية أك اإلنتاج الحيكاني أك الصناعات التحكيمية أك‬
‫الصناعات اإللكتركنية أك الصناعات الغذائية أك قطاع اإلسكاف أك قطاع اإلنشاءات الخاصة‬
‫كالجسكر كالسدكد كغير ذلؾ مف القطاعات االقتصادية المختمفة‪ .‬كيرتبط العائد عمى ىذه الصككؾ‬
‫بالعائد المحقؽ عف المشركعات الممكلة في ذلؾ القطاع االقتصادم‪.‬‬
‫‪ ‬صكوؾ استثمار في مشروع معيف‪ :‬كىي صككؾ استثمارية ترتبط بتمكيؿ مشركع معيف كمحدد‬
‫الصككؾ في تمكيؿ المشركع‬ ‫بذاتو‪ .‬حيث يقكـ البنؾ باستخداـ األمكاؿ المتحصمة مف ىذا النكع مف‬
‫المحدد‪ ،‬كلكف بالطبع بعد دراسة جدكاه االقتصادية‪ .‬كيرتبط العائد عمى ىذه الصككؾ بالعائد المتحقؽ‬
‫مف المشركع الممكؿ‪.‬‬
‫‪ .2‬الحكـ الشرعي في صكوؾ التمويؿ اإلسالمية‬
‫فيما يتعمؽ بالحكـ الشرعي في صككؾ التمكيؿ اإلسبلمية‪ ،‬فإنو يعتمد عمى دكر البنؾ في عممية‬
‫تكظيؼ حصيمة الصؾ‪ .‬فمثبل بالنسبة لصؾ كزيادة رأس الماؿ كالقطاعية المؤقتة كصككؾ المشاركة‬
‫في العائد كصككؾ اإليداع آلجاؿ متكسطة كصككؾ االستثمار القطاعية‪ ،‬فإف دكر البنؾ اإلسبلمي‬
‫يككف في استثمار حصيمة ىذه الصككؾ مع أمكالو األخرل‪ ،‬كبالتالي فالبنؾ رب عمؿ في عقد‬
‫مضاربة‪ .‬كأما صككؾ االستثمار في مشركع محدد‪ ،‬فإف البنؾ ىنا عبارة عف ككيؿ أك أجير كلو حؽ‬
‫األجرة أك العمكلة‪ .‬كفي كؿ األحكاؿ‪ ،‬فالبنؾ ال يضمف القيمة اإلسمية ليذه الصككؾ كال العائد المتكقع‬
‫منيا‪ .‬كما داـ العقد في ىذه الصككؾ اإلسبلمية عقد ككالة‪ ،‬فبل بد مف التعرؼ عمى طبيعة كأركاف‬
‫كشركط ىذا العقد‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫‪ .3‬عقد الوكالة‪ :‬تعني الككالة التفكيض كالحفظ‪ ،‬كىي إستنابة اإلنساف لغيره فيما يقبؿ اإلنابة‪ .‬كىي‬
‫مشركعة بالكتاب كالسنة كاإلجماع ألف فييا نكعا مف التعاكف‪ .‬كىي عقد جائز ألنيا مف جية المككؿ‬
‫اؿ قىائً هؿ ًم ٍنييـ ىك ٍـ‬‫اىـ لً ىيتى ىساءليكا ىب ٍي ىنييـ قى ى‬ ‫ً‬
‫إذف كمف جية الككيؿ بذؿ نفع‪ ،‬استنادا لقكلو تعالى‪  :‬ىك ىك ىذل ىؾ ىب ىعثٍىن ي‬
‫المًد ىين ًة‬ ‫ً ً‬ ‫ً ً‬
‫ىحد يكـ ب ىكًرق يك ٍـ ىىذه إلى ى‬ ‫ىعمى يـ بو ىما لىبوثٍتيـ فى ٍاب ىعثيكا أ ى‬
‫ض ىي ٍكوـ قىاليكا ىرُّب يك ٍـ أ ٍ‬‫لىبًثتي ٍـ قىاليكا لىبًثٍىنا ىي ٍك نما أىك ىب ٍع ى‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ىفٍمي ٍنظير أىيُّيا أ ٍىزىكى طىعاما ىفٍميأتً يكـ بً ًرٍز و ً‬
‫ىحدا‪.1‬‬ ‫ؽ م ٍنوي ىكٍل ىيتمىطؼ ىكالى يي ٍشع ىرَّف بً يكـ أ ى‬ ‫ىن ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫كالككالة عقد مف العقكد التي يجب فييا اإليجاب كالقبكؿ‪ ،‬كتصبح بكؿ ما يدؿ عمييا مف قكؿ أك فعؿ‬
‫َّ‬
‫المككؿ فيو‪ ،‬أم مكضكع‬ ‫أك عمؿ‪ .‬كيشترط فييا أف يككف الككيؿ كالمككؿ جائزم التصرؼ كأف يككف‬
‫الككالة‪ ،‬معمكما أك مجيكال جيالة ال تضر‪ ،‬كتنتيي بانتياء العمؿ المقصكد منيا الككالة أك مكت أحد‬
‫المتعاقديف أك عزؿ أحد المتعاقديف لآلخر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أرصدة تغطية خدمات اإلعتمادات المستندية والكفاالت البنكية والبطاقات االئتمانية وخطابات‬
‫الضماف‪:‬‬
‫تشترط البنكؾ اإلسبلمية عند تقديـ خدمات اإلعتمادات المستندية كالكفاالت البنكية كخطابات الضماف‬
‫اللتزامات البنؾ تجاه‬ ‫البنكية أف يقكـ العميؿ بإيداع قيمة االعتماد أك الكفالة أك الضماف كغطاء‬
‫اآلخريف عف ىذه الخدمات‪ .‬كما يطمب البنؾ اإلسبلمي إيداع مبمغ نقدم كحد أدنى لتغطية مشتريات‬
‫العميؿ بالبطاقات االئتمانية التي يمتزـ البنؾ بدفعيا لمطرؼ الثالث‪.‬‬
‫كحيث أف العممية البنكية عممية مستمرة‪ ،‬فإف ىذه األرصدة كاف كانت مكدعة في حسابات جارية‪ ،‬إال‬
‫أنيا تشكؿ مصد ار مف مصادر أمكاؿ البنؾ الخارجية التي قد يستفيد البنؾ منيا في تكظيفاتو قصيرة‬
‫األجؿ‪ ،‬أك في اإلحتفاظ بيا سائمة لمكاجية متطمبات السحب مف كدائع البنؾ المختمفة أك كمتطمب‬
‫لمسياسة النقدية‪ .‬كفي كؿ األحكاؿ‪ ،‬ينطبؽ عمى ىذه األرصدة ما ينطبؽ عمى الكدائع تحت الطمب مف‬
‫شركط كأحكاـ فيما يتعمؽ بضمانيا كاستخداميا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬موارد صناديؽ الزكاة والصدقات واليبات والتبرعات‪:‬‬
‫ىناؾ عدة أنكاع مف الصناديؽ في البنؾ اإلسبلمي تتجمع فييا حصيمة مالية كبيرة كتعتبر مف مصادر‬
‫البنؾ الخارجية‪ .‬كمف أىـ ىذه الصناديؽ صندكؽ الزكاة التي ينفرد البنؾ اإلسبلمي عف غيره مف‬
‫البنكؾ التقميدية بإ دارة ىذه الصناديؽ‪ ،‬كالتي يقتطعيا البنؾ مف ناتج أعمالو كمف ناتج استثمارات‬
‫عمبلئو فيو‪ ،‬باإلضافة إلى األفراد اآلخريف مف غير العمبلء‪ .‬كلعؿ أىـ مصادر ىذا الصندكؽ‪:‬‬
‫‪ -‬الزكاة الكاجبة عمى أمكاؿ البنؾ؛‬

‫‪1‬القرآف الكريـ‪ ،‬سكرة الكيؼ‪ ،‬اآلية ‪.19‬‬

‫‪33‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫‪ -‬الزكاة الكاجبة عمى نتائج أعماؿ البنؾ؛‬


‫‪ -‬الزكاة المحصمة مف العمبلء عمى أمكاليـ؛‬
‫‪ -‬الزكاة المحصمة مف العمبلء عمى نتائج استثماراتيـ؛‬
‫‪ -‬الزكاة مف المساىميف؛‬
‫‪ -‬الزكاة مف غير العمبلء مف أفراد المجتمع المحمي‪.‬‬
‫تبمغ زكاة األمكاؿ ‪ %2.5‬مف أصؿ رأس الماؿ‪ ،‬كيجب أف تبمغ النصاب المحدد لمزكاة كأف ىي يحكؿ‬
‫الح ٍكؿ‪ ،‬أم يمر عمييا عاـ كامؿ‪ .‬كبالطبع يقكـ البنؾ اإلسبلمي أك الجية المشرفة عمى تصريؼ‬ ‫عمييا ى‬
‫أمكاؿ الزكاة بإنفاقيا كفقا ألحكاـ الشريعة‪.‬‬
‫كلكف‪ ،‬كفي كؿ األحكاؿ‪ ،‬يككف ىناؾ أرصدة بحسابات ىذه الصناديؽ‪ ،‬عمى شكؿ حسابات جارية لدل‬
‫البنؾ‪ ،‬كينطبؽ عمييا ما ينطبؽ عمى الكدائع تحت الطمب مف شركط كأحكاـ فيما يتعمؽ بالسحب منيا‬
‫كاستخداميا‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫المبحث الثالث‪ :‬استخدامات األمواؿ في البنوؾ اإلسالمية‬


‫تستخدـ البنكؾ اإلسبلمية األمكاؿ المجمعة لدييا مف المكدعيف إضافة ألمكاليا الخاصة في ممارسة‬
‫أنشطة مختمفة األنكاع خاصة بوا دكف سائر أنكاع البنكؾ كالتي تقكـ بوا إما بنفسيا عف طريؽ‬
‫االستثمار المباشر في إنتاج السمع كالخدمات‪ ،‬أك عف طريؽ منح التمكيؿ لمغير في إطار صيغ‬
‫معركؼ‪ ،‬فيناؾ صيغ تقكـ عمى أساس مشاركة البنؾ لعميمو في الربح أك الخسارة‪ ،‬كطرؽ‬
‫ة‬ ‫إسبلمية‬
‫أخرل تقكـ عمى أساس الحصكؿ عمى عائد ثابت مقابؿ تحممو لمخاطر العممية ‪.‬كميما كاف نكع‬
‫النشاط الممارس أك الصيغة المستخدمة فإف البنؾ اإلسبلمي ال يقدـ عمييا إال بناءا عمى دراسة‬
‫مستفيضة لكضعو ككضع عميمو ككفقا لمعايير معينة كتتـ الممارسة في إطار القكاعد الشرعية‬
‫اإلسبلمية‪.‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬المرابحة والمشاركة والمضاربة‬
‫أوال ‪ :‬المرابحة‬
‫‪ .1‬مفيوـ المرابحة وحكميا‬
‫مفيوـ المرابحة‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫‪ -‬المرابحة لغة‪ :‬مشتقة مف الربح‪ ،‬كالربح ىك النماء ‪ ،1‬كيقاؿ‪ :‬رابحتو عمى السمعة مرابحة‪ ،‬أم‬
‫أعطيتو ربحا‪.‬‬
‫‪ -‬المرابحة اصطالحا‪" :‬ىك بيع بمثؿ الثمف األكؿ‪ ،‬كزيادة ربح معمكـ‪ ،‬متفؽ عميو "‪ ،2‬كفي التجارة ىك‬
‫الفرؽ اإليجابي بيف سعر بيع السمعة كتكمفتيا‪،3‬‬
‫كفي اصطبلح الفقياء ىي البيع بمثؿ رأس ماؿ المبيع (الذم يشمؿ ثمف السمعة كما تكبد فييا مف‬
‫مصركفات) مع زيادة ربح معمكـ‪.4‬‬
‫وتعرؼ أيضا عمى أنيا‪ " :‬اتفاؽ بيف البنؾ كأحد عمبلئو لبيع سمعة معينة‪ .‬يقكـ بمقتضاىا البنؾ بشراء‬
‫محددة‪ ،‬ليعيد بيعيا لمعميؿ عمى أساس السعر الذم اشتراىا بو البنؾ مضافا إليو‬
‫سمعة بمكاصفات ٌ‬

‫‪1‬بف إبراىيـ الغالي‪ :‬أبعاد القرار التمويمي واالستثماري في البنوؾ اإلسالمية‪ ،‬دار النفائس لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪،2012 ،‬‬
‫ص‪.81:‬‬
‫‪2‬أحمد محمد محمد الجمؼ‪ :‬المنيج المحاسبي لعمميات المرابحة في المصارؼ اإلسالمية‪ ،‬المعيد العالمي لمفكر اإلسبلمي‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫القاىرة‪ ،1996 ،‬ص‪.25:‬‬
‫‪ 3‬يحًذ ش‪ٛ‬خٌٕ‪ :‬الوصارف اإلضاله٘ت دراضت فٖ تقْٗن الوشرّػ٘ت الذٌٗ٘ت ّالذّر االقتصادٕ ّالط٘اضٖ ‪ ،‬داس ٔائم نهُشش‪ ،‬ػًبٌ‪ ،‬األسدٌ‪،‬‬
‫‪ ،2001‬ص‪-‬ص‪.26-25 :‬‬
‫‪4‬سميماف األشقر كمجمكعة مف العمماء‪ :‬فقو المعامالت ‪ ،‬شركة صخر كمؤسسة دالة البركة‪ ،‬ط‪ 1‬في شكؿ قرص مضغكط ‪ ،‬بدكف‬
‫بمد نشر‪.1996 ،‬‬

‫‪35‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫فكر أك في تاريخ الحؽ أك‬


‫ىامش ربح يتفؽ عميو الطرفاف‪ .‬عمى أف يقكـ العميؿ بسداد القيمة كميا نا‬
‫عمى أقساط "‪ .1‬كيمكف لمبنؾ مطالبة العميؿ اآلمر بالشراء بدفع عربكف أك َّ‬
‫مقدـ فكرم أك ضماف‬
‫بالدفع‪ ،‬كدليؿ عمى ِّ‬
‫الجدية في الشراء ‪.‬‬
‫كبيع المرابحة ىي نكع مف أنكاع بيكع األمانة‪ ،‬كالتي ىي إحدل عقكد البيكع‪ ،‬فالبيكع تقسـ في الفقو‬
‫اإلسبلمي إلى قسميف‪:‬‬
‫بيع المساومة‪ :2‬ىك األكثر شيكعا كالمتعارؼ عميو في حياتنا اليكمية‪ ،‬إذ إف كثي ار مف السمع‬ ‫‪‬‬
‫التي يتـ بيعيا تخضع لعممية المساكمة بيف البائع " التاجر" كالمشترم لمكصكؿ إلى سعر يتفؽ عميو‬
‫الطرفاف‪ ،‬كىك أصؿ عممية المساكمة‪ ،‬حيث أف كثي ار مف البنكؾ اإلسبلمية خاصة في دكؿ الخميج ‪،‬‬
‫تقكـ بشراء سمع كالعقارات كالسيا ارت بطريقة المساكمة ألنيا تشترم كميات كبيرة كتقكـ ببيعيا لعمبلئيا‬
‫بسعر يتفؽ عميو حيث يصبح البنؾ في ىذه الحالة تاج ار‪.‬‬
‫بيوع األمانة ‪:‬ىي البيكع التي يتـ فييا ذكر أر سماؿ السمعة ) تكمفة السمعة( عمى البائع‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كبالتالي يعمـ المشترم كالبائع تماما قيمة الربح الذم حصؿ عميو مالؾ السمعة‬
‫( البائع‪ ، (3‬كتقسـ بيكع األمانة إلى ثبلثة أنكاع‪:4‬‬
‫بيع التولية ‪ :‬يككف السعر فيو مساكيا لتكمفة السمعة‪ ،‬فيتـ بيعيا بدكف ربح أك خسارة كذلؾ‬ ‫‪-‬‬
‫يككف في حاالت استثنائية مثؿ حالة الكساد أك حاالت التنزيبلت نظ ار النتياء المكاسـ فيخشى التجار‬
‫أف تبقى البضاعة لدييـ فيضطركا إلى بيعيا بسعر التكمفة‪.5‬‬
‫بيع الوضعية أو الحطيطة ‪ :‬يككف ىذا البيع بسعر أقؿ مف سعر التكمفة ك يحدث ذلؾ أيضا‬ ‫‪-‬‬
‫أثناء فترات الكساد أك إعبلف حاالت اإلفبلس أك التصفية‪ ،‬فيضطر التجار إلى بيع بضائعيـ بأسعار‬
‫تركـ الخسائر عمييـ ‪.‬‬
‫أقؿ مف أجؿ عدـ ا‬

‫‪1‬منير إبراىيـ ىندم‪ :‬شبية الربا في معامالت البنوؾ التقميدية واإلسالمية‪ ،‬المكتب العربي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪،2000 ،‬‬
‫ص‪.111 :‬‬
‫‪2‬‬
‫يكسؼ حسيف محمكد عاشكر‪:‬إدارة المصارؼ اإلسالمية‪ ،‬فمسطيف‪ ،2002 ،‬ص‪.147 :‬‬
‫محمكد الكادم‪ ،‬كحسيف سمعاف‪ :‬المصارؼ اإلسالمية األسس النظرية كالتطبيقات العممية‪ ،‬دار المسيرة لمنشر كالتكزيع ‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫‪3‬‬

‫عماف‪ ،‬األردف‪ ،‬ص‪.128:‬‬


‫‪4‬‬
‫محمد حسف حنكف‪ :‬األعماؿ والخدمات المصرفية في المصارؼ اإلسالمية والتجارية‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2005 ،‬ص‪.424:‬‬
‫‪5‬محمكد حسف صكاف‪ :‬أساسيات العمؿ المصرفي اإلسالمي‪ ،‬دار كائؿ لمنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2001 ،‬ص‪.150:‬‬

‫‪36‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫األماف ‪ ،‬كتقكـ عمى أساس كشؼ البائع الثمف الذم قامت‬


‫ة‬ ‫بيع الـ اربحة ‪:‬ىي أحد أنكاع بيكع‬ ‫‪-‬‬
‫عميو السمعو بو‪ ،‬كىك مف البيكع التي تعامؿ بيا الناس منذ القدـ‪ ،‬أم البيع بربح معمكـ‪. 1‬‬
‫حكميا‪ :‬بيع المرابحة مشركع بعمكـ األدلة مف القرآف كالسنة َّ‬
‫النبكية‪ ،‬فبالنسبة لمقرآف الكريـ‬ ‫ب‪.‬‬
‫الرىبا ‪ ، 2‬فاألصؿ في البيكع أنيا جائزة شرعا ما لـ تعارض‬ ‫ىح َّؿ ا﵀ ى‬
‫الب ٍي ىع ىك ىح َّرىـ ِّ‬ ‫فقاؿ ا﵀ تعالى ‪  :‬ىكأ ى‬
‫نصا شرعيا‪.‬‬
‫أما في السنة النبكية فقكلو صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪ ":‬إذا اختمؼ الجنساف فبيعكا كيؼ شئتـ"‪ ،.‬فعف عبادة‬
‫بف الصامت رضي ا﵀ عنو قاؿ رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪ :‬الذىب بالذىب‪ ،‬كالفضة بالفضة‪،‬‬
‫كالبر بالبر‪ ،‬كالشعير بالشعير‪ ،‬كالتمر بالتمر كالممح بالممح‪ ،‬مثبل بمثؿ‪ .‬سكاء بسكاء‪ .‬يدا بيد‪ .‬فإذا‬
‫اختمفت ىذه األصناؼ فبيعكا كيؼ شئتـ إذا كاف يدا بيد‪.3‬‬
‫كقكلو عندما سئؿ عف أفضؿ الكسب قاؿ رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ":‬بيع مبركر كعمؿ الرجؿ‬
‫بيده "‪.‬‬
‫إذا فمشركعية بيع المرابحة كمشركعية عقكد البيكع كتنطبؽ عمييا ذات األحكاـ‪ .‬كأما شركطيا الخاصة‬
‫فتتضمف ما يمي‪:‬‬
‫بياف جميع مكاصفات السمعة كعدـ إخفاء عيكبيا‪ ،‬لحديثو صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪ :‬مف غشنا‬ ‫‪‬‬
‫فميس منا ( ركاه أحمد كأبك داككد كالترمذم)؛‬
‫بياف سعر السمعة األصمي الذم إشتراىا بو البائع أساسان كما تـ إضافتو عمييا مف تكمفة‪ ،‬كنقؿ‬ ‫‪‬‬
‫كتخزيف كضرائب؛‬
‫بياف مقدار الربح الذم يحدد كنسبة مف ثمف السمعة كتكاليفيا أك كقيمة نقدية؛‬ ‫‪‬‬
‫أف يككف البيع لمسمعة عرضان مقابؿ نقكد‪ ،‬كال يجكز بيع النقكد يمرىاب ىحة أك السمعة بمثميا‪ ،‬كلكف‬ ‫‪‬‬
‫ؼ‬
‫عر ي‬
‫يجكز عممو بعممة أخرل يمرىاب ىحة كبيع الدينار الجزائرم مقابؿ الجنيو المصرم يمرىاب ىحة‪ ،‬كىك ما يي ى‬
‫بصرؼ العمبلت؛‬
‫أف تككف السمعة مف ذكات األمثاؿ‪ ،‬أم أف يككف ليا مثيؿ كالمكيبلت كالمكازيف كالعدديات؛‬ ‫‪‬‬
‫بياف كيفية تسديد قيمة السمعة مف ًقىبؿ البائع لممشترم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬خالد أميف عبد ا﵀‪ ،‬كحسيف سعيد سعيفاف ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.119:‬‬
‫القرآف الكريـ‪ ،‬سكرة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.275‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬ركاه مسمـ برقـ( ‪ )1583/81‬في كتاب المساقاة ػ باب الصرؼ كبيع الذىب بالكرؽ نقدا (‪.)12/11‬‬

‫‪37‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫صور وأشكاؿ بيع المرابحة‪:‬‬ ‫‪.2‬‬


‫كيفية تسديد ثمف السمعة محؿ العقد‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫عاجالً‪ :‬كفيو يتـ تسديد ثمف البضاعة كتسميميا عند اإلتفاؽ عمى عقد البيع‬ ‫‪-‬‬
‫جالً‪ :‬كفيو يتـ نقؿ ممكية السمعة عند عقد البيع‪ ،‬كأما الثمف فيتـ تسديده الحقنا كدفعة كاحدة‬ ‫‪-‬‬
‫مف المشترم أك عمى دفعات شيرية أك سنكية مستقبمية‪ .‬كفي ىذه الحالة يجكز زيادة الثمف مقابؿ‬
‫األجؿ‪ .‬أم يجكز إختبلؼ سعر بيع األجؿ عف سعر البيع العاجؿ لمسمعة ذاتيا‪.‬‬
‫كيفية تسميـ السمعة محؿ العقد‪:‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫التسميـ العاجؿ‪ :‬أم نقؿ ممكية السمعة عند اإلتفاؽ‪ ،‬كأما الثمف فقد يككف عاجبلن أك آجبلن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التسميـ اآلجؿ لمسمعة‪ :‬أم يتـ تسميـ ثمف السمة عند اإلتفاؽ كأما نقؿ ممكية السمعة فيككف في‬ ‫‪-‬‬
‫المستقبؿ‪.‬‬
‫عدد أطراؼ التعاقد‪:‬‬ ‫ت‪.‬‬
‫المرابحة البسيطة‪ :‬كفييا يككف عدد أطراؼ التعاقد طرفيف ىما البائع كالمشترم فقط‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المرابحة المركبة( المرابحة لآلمر بالشراء) ‪ :1‬كىي التي تتككف مف ثبلثة أطراؼ البائع‬ ‫‪-‬‬
‫كالمشترم كالبنؾ باعتباره تاج انر كسيطان بيف البائع األكؿ كالمشترم‪.‬‬
‫بيع المرابحة لآلمر بالشراء‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫مفيوـ المرابحة لآلمر بالشراء‪ :‬كىي مككنة مف عقديف‪ ،‬العقد األكؿ الكعد بالشراء بيف اآلمر‬ ‫أ‪.‬‬
‫كالبنؾ كفييا يبيف اآلمر رغبتو في الطمب مف البنؾ شراء سمعة ما محددا المكاصفات كالمقياس كالحجـ‬
‫كالكزف لياتو السمعة كمعركفة الثمف‪ ،‬حيث يعد البنؾ بشرائيا منو بثمف أعمى كالذم يتضمف الثمف‬
‫األصمي كتكاليؼ النقؿ كالتخزيف كأية تكاليؼ أخرل كىامش ربح محدد‪ .‬حيث يتفقاف عمى طريقة‬
‫تسديد اآلمر لمثمف الجديد لياتو السمعة إلى البنؾ‪ ،‬كذلؾ إما بالتقسيط أك آجبل‪ .‬أما بالنسبة لمعقد الثاني‬
‫فيك بيف البنؾ كبائع األصمي لمسمعة‪ ،‬إذا فالبنؾ ىنا ىك المشترم‪ ،‬كفيو يتـ اإلتفاؽ عمى البيع النقدم‬
‫لمسمعة بثمنيا األصمي كنقؿ ممكيتيا لمبنؾ عند دفع قيمتيا‪.‬‬
‫إذا فبيع المرابحة لآلمر بالشراء يتضمف ثبلث معامبلت‪ 2‬ىي‪:‬‬
‫كعد مف الشخص الطالب لمسمعة( العميؿ) بالشراء مف البائع األكؿ( البنؾ) مرابحة؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬فادم محمد الرفاعي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ـ ص‪ 138 :‬ـ ‪.139‬‬
‫أميرة عبد المطيؼ مشيكر ‪ :‬االستثمار في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مكتبة مدبكلي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،1990 ،‬ص‪.332 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪38‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫كرد)؛‬
‫الم ِّ‬
‫عقد شراء بيف البائع األكؿ( البنؾ) كالبائع الثاني المالؾ لمسمعة المطمكبة( ي‬ ‫‪-‬‬
‫عقد شراء بيف الشخص الكاعد بالشراء( العميؿ) كالبائع األكؿ ( البنؾ) مرابحة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذان يمكف تعريؼ المرابحة لآلمر بالشراء بأنيا‪" :‬طمب الفرد أك المشترم مف البنؾ أف يشترم سمعة‬
‫معينة بمكاصفات محددة‪ ،‬كذلؾ عمى أساس كعد منو بشراء تمؾ السمعة البلزمة لو مرابحة بربح متفؽ‬
‫عميو‪ ،‬كيقع الثمف عمى دفعات أك أقساط تبعان إلمكانياتو كقدراتو المالية"‪.1‬‬
‫مميازت التمويؿ بالـ اربحة لآلمر بالشارء‪:2‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫الحتفاظ البنؾ بضمانات كافية مف العمبلء فيذا دليؿ عمى انخفاض نسبة المخاطر؛‬ ‫‪-‬‬
‫مسؤكلية البنؾ تككف عف السمعة محدكدة بمدة ما بيف شارء السمعة كاعادة بيعيا مما يترتب‬ ‫‪-‬‬
‫عميو سرعة دك ارف أرس الماؿ كتحقيؽ ربح سريع؛‬
‫كجكد سيكلة نقدية باستـ ارر لدل البنؾ عف طريؽ تسديد األقساط مف العمبلء؛‬ ‫‪-‬‬
‫ككثير ما متـ استقطاب‬
‫ا‬ ‫تؤدم إلى زيادة الدعاية كاإلعبلف لمبنؾ لتعاممو مع العديد مف التجار‬ ‫‪-‬‬
‫تجار ليقكمكا بفتح حسابات ليـ لدل اؿبنكؾ اإلسبلمية مف أجؿ التسييؿ عمييـ في عمميات البيع‬
‫كالشارء بينيـ كبيف البنؾ؛‬
‫يفضؿ اؿكثير مف المتعامميف ىذا النكع مف التعامؿ لمحفاظ عمى أسارر عمميـ ككنيـ غير‬ ‫‪-‬‬
‫مضطريف لمبكح بيا إلى أم طرؼ آخر‪ ،‬بما في ذلؾ البنؾ؛‬
‫يمكف إستخداـ ىذه الكسيمة في تمكيؿ شراء سمع محمية أك سمع أجنبية مستكردة‪ ،‬كصالحة‬ ‫‪-‬‬
‫لتمكيؿ السمع االستيبلكية‪ ،‬كاإلسمنت لغايات البناء‪ ،‬ككالسيارة لئلقتناء‪ ،‬لعمبلء البنؾ العادييف مف‬
‫المكظفيف كالعامميف كذكم الدخؿ المحدكد‪.‬‬
‫إجراءات المرابحة لآلمر بالشراء‪:‬‬ ‫ت‪.‬‬
‫طمب العميؿ‪ :‬حيث يتقدـ العميؿ إلى البنؾ اإلسبلمي بطمب شراء سمعة معينة محددة‬ ‫‪‬‬
‫المكاصفات كالكمية كالعدد كالسعر كالمصدر كالضمانات الممكف تقديميا لتسديد ثمف البضاعة بدقة‬
‫تامة كشمكلية كاممة‪.‬‬

‫‪1‬محمد عثماف شبير‪ :‬المعامالت المالية المعاصرة في الفقو اإلسالمي‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬ط‪ ،1‬األردف‪ ،1996 ،‬ص‪.264:‬‬
‫‪2‬محمكد عبد الكريـ أحمد أرشيد‪ :‬الشامؿ في معامالت وعمميات المصارؼ اإلسالمية‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬ط‪ ،2‬عماف‪ ،‬األردف‪،2007 ،‬‬
‫صـ ص‪ 83:‬ـ ‪.84‬‬

‫‪39‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫دراسة البنؾ‪ :‬يقكـ البنؾ بدراسة طمب العميؿ مف حيث‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫العميؿ ذات مف حيث مبلءتو كشخصيتو كضماناتو كسمعتو‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السمعة ذاتيا مف حيث شرعيتيا كتكافرىا ك أسعارىا الحالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مدة التمكيؿ مف حيث كيفية التسديد‪ ،‬قصير األجؿ أـ طكيؿ األجؿ‪ ،‬دفعة كاحدة أـ عدة‬ ‫‪‬‬
‫دفعات‪.‬‬
‫توقيع العقد‪ :‬في حالة إقرار طمب العميؿ‪ ،‬يتـ تكقيع عقد كعد بالشراء بيف البنؾ كالعميؿ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كالذم يتضمف قياـ البنؾ بشراء السمعة كدفع ثمنيا عاجبلن‪ ،‬كتعيد ككعد العميؿ بشراء السمعة ذاتيا مف‬
‫البنؾ بثمنيا األصمي مضافا إليو تكاليؼ حيازتيا لمبنؾ كىامش الربح المطمكب لمبنؾ‪.‬‬
‫عقد الشراء‪ :‬حيث يقكـ البنؾ بشراء السمعة المكصكفة مف البائع األصمي ليا كيدفع البنؾ‬ ‫‪‬‬
‫ثمنيا يمعجبلن‪ ،‬كىنا تنتيي عبلقة البنؾ بالبائع األصمي‪.‬‬
‫عقد البيع‪ :‬يتـ تكقيع عقد بيع أمانة لمسمعة المشتراة بيف البنؾ كالعميؿ‪ ،‬كيتضمف العقد ثمف‬ ‫‪‬‬
‫السمعة األصمي كتكمفة حيازتيا كىامش ربح لمبنؾ‪ ،‬كمجمكع ذلؾ يمثؿ ثمف السمعة عمى العميؿ الذم‬
‫ىك المشترم األخير‪ .‬كما يتضمف كيفية تسديد الثمف كضمانات التسديد‪ .‬كفي الغالب‪ ،‬تككف ضمانات‬
‫التسديد عمى شكؿ كمبياالت ييكقعيا العميؿ عند تكقيع عقد البيع‪.‬‬
‫تسميـ السمعة ‪ :‬يقكـ البنؾ بتسميـ السمعة المكصكفة بالعقد لمعميؿ كالمعدؿ عمما تكقيعو عمى‬ ‫‪‬‬
‫استبلـ السمعة كمطابقتيا لممكاصفات المحددة بكعد الشراء كعقد البيع‪.‬‬
‫تحصيؿ قيمة السمعة‪ :‬يقكـ البنؾ بتحصيؿ قيمة السمعة حسب العقد المتفؽ عميو كحتى السداد‬ ‫‪‬‬
‫التاـ‪ .‬كىكذا ينتيي عقد البيع كتنتيي عممية المرابحة لآلمر بالشراء‪.‬‬
‫الفرؽ بيف المرابحة العادية (القديمة) والمرابحة لآلمر بالشراء (الحديثة)‪:‬‬ ‫ث‪.‬‬
‫تختمؼ المرابحة العادية عف المرابحة لآلمر بالشراء (المصرفية) في مجمكعة مف النقاط نكجزىا فيما‬
‫يمي‪:1‬‬
‫السمعة في المرابحة العادية تككف حاضرة لدل البائع مرابحة كقت التفاكض كعند البيع‪ ،‬في‬ ‫‪-‬‬
‫حيف أنيا غير مكجكدة كال حاضرة في المرابحة البنكية؛‬

‫‪1‬يكنس رفيؽ المصرم‪ :‬بيع المرابحة لآلمر بالشراء في المصارؼ اإلسالمية‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪ ،1‬بيركت‪ ،‬لبناف‪ ،1996 ،‬ص‪-‬‬
‫ص‪.21-20 :‬‬

‫‪40‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫المرابحة العادية تنعقد مرة كاحدة‪ ،‬بينما المصرفية تتـ كفؽ مرحمتيف‪ ،‬ىما مرحمة المكاعدة‬ ‫‪-‬‬
‫بالشراء كمرحمة التعاقد؛‬
‫الثمف في المرابحة العادية يككف معمكمان‪ ،‬أما في المرابحة الحديثة فإف الثمف يككف مجيكالن عند‬ ‫‪-‬‬
‫الكعد بالشراء‪ ،‬لعدـ كجكد السمعة بعد؛‬
‫في المرابحة العادية الثمف قد يككف حاالن أك مؤجبلن‪ ،‬أما الغالب في المرابحة البنكية أف الثمف‬ ‫‪-‬‬
‫يككف مؤجبلن؛‬
‫الربح في المرابحة العادية ىك ربح آني‪ ،‬كفي المرابحة الحديثة الربح يككف ناشئ عف التأجيؿ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أم‪ :‬ربح في مقابؿ األجؿ؛‬
‫في المرابحة القديمة قد تككف السمعة قابمة لمنماء كالزيادة (حيكاف ينمك كيكبر كيتكاثر)‪ ،‬أما في‬ ‫‪-‬‬
‫المرابحة الحديثة فتجرم عمى سمع غير قابمة لمنماء؛‬
‫أطراؼ المرابحة القديمة ىما البائع كالمشترم‪ ،‬أما في المرابحة الحديثة فيـ المكرد‪ ،‬البائع‬ ‫‪-‬‬
‫كالمشترم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المشاركة‬
‫مفيوـ المشاركة وحكميا‬ ‫‪.1‬‬
‫مفيوـ المشاركة‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫المشاركة لغة‪ :‬كتعني االختبلط كاالمتزاج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المشاركة اصطالحا‪ " :‬ىك تقديـ ماؿ مف شخصيف لممارسة نشاط اقتصادم‪ ،‬كلكؿ منيما الحؽ‬ ‫‪-‬‬
‫في اإلدارة كىي صكرة تمكيمية"‪1‬؛‬
‫وىي أيضا " أسمكب تمكيمي يشترؾ بمكجبو البنؾ اإلسبلمي مع طالب التمكيؿ في تقديـ الماؿ البلزـ‬
‫لمشركع ما أك عممية ما‪ ،‬كيكزع الربح بينيما بحسب ما يتفقاف عميو‪ ،‬أما الخسارة فبنسبة تمكيؿ كؿ‬
‫منيما‪2‬؛‬
‫ويمكف تعريفيا أيضا عمى أنيا‪ ":‬تقديـ البنؾ لمتمكيؿ الذم يطمبو المتعامؿ معو دكف أف يتقاضى البنؾ‬
‫فائدة محددة مف قبؿ‪ .‬كانما يشارؾ البنؾ في الناتج المحتمؿ‪ .‬سكاء كاف ربح أك خسارة في ضكء قكاعد‬

‫‪1‬محمد عمر عبد الحميـ‪ :‬اإلطار الشرعي واالقتصادي والمحاسبي لبيع السمـ في ضوء التطبيؽ المعاصر‪ ،‬بحث تحميمي رقـ ‪،15‬‬
‫المعيد االسبلمي لمبحكث كالتدريب‪ ،‬البنؾ اإلسبلمي لمتنمية‪ ،‬ط‪،3‬جدة‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪ ،2004 ،‬ص‪.44 :‬‬
‫‪2‬رضا سعد ا﵀‪ :‬المضاربة والمشاركة‪ ،‬ندكة البنؾ اإلسبلمي لمتنمية‪ /‬ندكة رقـ ‪ :34‬البنكؾ اإلسبلمية كدكرىا في تنمية اقتصاديات‬
‫المغرب العربي‪ ،‬جدة‪ ،‬السعكدية‪ ،1990 ،‬ص‪.283:‬‬

‫‪41‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫عادلة كأسس تكزيعية متفؽ عمييا بيف البنؾ كبيف العميؿ"‪ .‬كتعتبر المشاركة مف أىـ أدكات التمكيؿ في‬
‫المتمثِّؿ في انقطاع الصمة بيف‬
‫البنكؾ اإلسبلمية لمقضاء عمى الخمؿ الذم تعاني منو البنكؾ التقميدية ك ي‬
‫عكائد رأس الماؿ كمخاطره‪ .‬في حيف أف المشاركة في البنكؾ اإلسبلمية تربط بيف ىذه المتغيرات‪ ،‬إذ‬
‫أف كؿ مف المشاركيف المكدعيف كالبنؾ كالمستثمريف تختمط أمكاليـ في المشركع كيتقاسمكف األرباح‬
‫المتحققة منو بينيـ بحسب نسب يمتفؽ عمييا‪ .‬كأما الخسارة فيتحمميا الجميع كؿ بحسب حصتو في‬
‫رأس الماؿ‪.‬‬
‫حكميا‪ :‬إف المشاركة مشركعة بعمكـ األدلة مف القرآف كالسنة َّ‬
‫النبكية‪ ،‬فبالنسبة لمقرآف الكريـ‬ ‫ب‪.‬‬
‫كصى بًيىا أ ٍىك ىد ٍي وف‬ ‫ً ً و‬ ‫ُّ ً ً‬ ‫ً ً‬
‫اء في الثميث م ٍف ىب ٍعد ىكصيَّة يي ى‬
‫إف ىك يانكا أىكثىىر م ٍف ىذل ىؾ فىيي ٍـ يش ىرىك ى‬
‫فقاؿ ا﵀ تعالى ‪  :‬فى ٍ‬
‫صَّيةن ًم ىف ا﵀ كا﵀ ىعمًيـ ىحمًيـ‪.1‬‬ ‫ىغ ٍير مض وار ك ً‬
‫ى ى‬ ‫ى‬
‫‪ٚ‬مٕل أَب صبنش‬ ‫أما بالنسبة لمسنة النبكية فقد قاؿ رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ":‬إف ا﵀ تعالى‬
‫‪2‬‬
‫انشش‪ٚ‬ك‪ ٍٛ‬يب نى ‪ٚ‬خٍ أحذًْب طبحجّ‪ ،‬فئرا خبَّ خشعذ يٍ ث‪ًُٓٛ‬ب"‬
‫شروط التمويؿ بالمشاركة‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أف يككف رأس الماؿ نقدا حاض ار كمعمكـ القدر كالجنس كالصفة؛‬ ‫‪-‬‬
‫أف يككف العقد كاضحا فيما يتعمؽ بقكانيف تكزيع الربح المشاع بيف الشركاء بحيث يككف‬ ‫‪-‬‬
‫نصيب كؿ شريؾ في الربح بنسبة شائعة منو‪ ،‬كالخسارة بقدر حصة كؿ شريؾ في رأس الماؿ؛‬
‫ال يشترط التساكم في حصص رأس الماؿ‪ ،‬كما ال تشترط المساكاة في العمؿ كالمسؤكلية‬ ‫‪-‬‬
‫كاإلدارة في الشركة؛‬
‫ال يجكز ألحد الشركاء التبرع بماؿ الشركة أك إقراضو دكف عمـ كمكافقة شريكو‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خصائص التمويؿ بالمشاركة‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تقكـ عمى مبدأ المبادلة بيف ما يممكو كؿ طرؼ لكحده‪ ،‬كخمط األمكاؿ التي تنتقؿ مف التميز‬ ‫‪-‬‬
‫إلى الشيكع‪ ،‬كتكحيد مصير األمكاؿ المخمكطة إما الربح أك الخسارة؛‬
‫حشد المكارد االقتصادية كتأسيس المشركعات اإلنتاجية كارتفاع فرص التشغيؿ؛‬ ‫‪-‬‬
‫حث الناس عمى اإلدخار كيتيح لمبنؾ اإلسبلمي جمع المدخرات كتكجيييا نحك المشركعات‬ ‫‪-‬‬
‫ذات األكلكية أم ربط االدخار بالنشاط االنتاجي بشكؿ مباشر؛‬
‫تعتبر مظير مف مظاىر التعاكف كالتضامف االقتصادم ‪ :‬بيف أصحاب األمكاؿ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫القرآف الكريـ‪ ،‬سكرة النساء‪ ،‬اآلية ‪.12‬‬
‫‪2‬‬
‫ركاه أبك داكد برقـ ( ‪ )3383‬في كتاب البيكع ػ باب في الشركة (‪.)1470/3‬‬

‫‪42‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫أشكاؿ المشاركة ‪ :‬تتعدد أشكاؿ كأقساـ المشاركات كصيغيا‪ ،‬إال أف الصيغ األكثر استخداما‬ ‫‪.4‬‬
‫في البنكؾ اإلسبلمية ىي شكميف‪:‬‬
‫المشاركة الدائمة )الثابتة)‪ :‬أم اشتراؾ البنؾ في مشركع معيف بيدؼ الربح دكف أف يتـ‬ ‫أ‪.‬‬
‫تحديد أجؿ معيف النتياء ىذه الشركة مثؿ اشتراؾ البنكؾ اإلسبلمية في إنشاء الشركات المساىمة‪.‬‬
‫بحيث تككف النسبة المممككة ألطراؼ الشركة ثابتة خبلؿ فترة التعاقد‪ ،‬كقد تككف مستمرة يبقى فييا‬
‫البنؾ اإلسبلمي شريؾ دائـ لفترة غير محددة‪ ،‬أك منتيية ترتبط بتمكيؿ صفقات معينة‪ ،‬كالمقصكد‬
‫بالثابتة ىك استم اررية كجكد كؿ طرؼ فييا حتى نيايتيا كتصفيتيا‪1‬؛‬
‫المشاركة المتناقصة‪ :‬تعرؼ عمى أنيا اتفاؽ بيف طرفيف أك أكثر عمى اشتراكيـ في رأس ماؿ‬ ‫ب‪.‬‬
‫معمكـ‪ ،‬تنتقؿ بمقتضاه حصة أحدىما إلى اآلخر تدريجيا حتى تؤكؿ ممكية ىذه الشركة كاممة إليو‬
‫بشركط محددة ‪ .‬فالبنؾ اإلسبلمي ىك الذم تتناقص حصتو بينما الطرؼ اآلخر‪ ،‬الذم قد يككف‬
‫شخص معنكم أك طبيعي‪ ،‬تتزايد حصتو إلى أف يتممؾ المشركع بالكامؿ ‪.‬كعادة ما تستخدميا البنكؾ‬
‫اإلسبلمية لتمكيؿ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة‪ .‬كلقد أكجدت البنكؾ اإلسبلمية ىذا النكع مف‬
‫المشاركات انطبلقا مف ىدفيا في مساعدة المزارعيف كالمينييف كالحرفييف في امتبلؾ أدكات كرش‬
‫حدادة كنجارة‪ ،‬كالسائقيف في امتبلؾ سيارات األجرة‪ ،‬كالمستثمريف في امتبلؾ أبنية عالية كمصانع‬
‫كمزارع‪.‬‬
‫كتككف المشاركة المتناقصة عمى ثبلثة صكر ىي‪:2‬‬
‫يتفؽ البنؾ مع الشريؾ عمى تحديد حصة كؿ منيما في رأس الماؿ كالربح‪ ،‬كيتـ بيع حصة‬ ‫‪-‬‬
‫البنؾ إلى الشريؾ بعد انتياء أجؿ المشاركة كفؽ عقد مستقؿ؛‬
‫يتفؽ البنؾ مع الشريؾ عمى المشاركة في تمكيؿ كمي أك جزئي لممشركع‪ ،‬مقابؿ حصة مف‬ ‫‪-‬‬
‫األرباح لمبنؾ‪ ،‬مع اقتطاع جزء مف أرباح الشريؾ لتسديد حصة البنؾ مف رأس الماؿ؛‬
‫يككف رأس ماؿ المشركع في صكرة أسيـ‪ ،‬كاقتساـ األرباح يككف باالتفاؽ‪ ،‬مع قياـ الشريؾ‬ ‫‪-‬‬
‫سنكيان بشراء جزء مف أسيـ البنؾ إلى أف يصبح المشركع بالكامؿ ممكان لمشريؾ دكف البنؾ‪.‬‬

‫‪ 1‬كىبة الزحيمي‪ :‬المشاركة المتناقصة وصورىا في ضوء ضوابط العقود المستجدة‪ ،‬مجمة الكعي اإلسبلمي‪ ،‬الككيت‪ ،‬العدد ‪،449‬‬
‫‪ ،2003‬ص‪.02 :‬‬
‫‪2‬حسف بف منصكر‪ :‬البنوؾ اإلسالمية بيف النظرية والتطبيؽ‪ ،‬مطبعة عمار قرفي‪ ،‬باتنة‪ ،1992 ،‬ص‪.29:‬‬

‫‪43‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫المشاكؿ التي تواجو المشاركة‪:1‬‬ ‫‪.5‬‬


‫ارتفاع تكاليؼ انجاز العمميات محؿ التمكيؿ‪ ،‬خاصة عندما يككف مكاف المشركع بعيدا جدا‬ ‫‪-‬‬
‫عف البنؾ؛‬
‫مشاكؿ تعكيض أصحاب رؤكس األمكاؿ‪ ،‬فتظير خاصة بالنسبة لمذيف يقدمكف أمكاليـ لمبنكؾ‬ ‫‪-‬‬
‫لتمكؿ بيا عمى المدل القصير‪ ،‬كتتمثؿ في أنيـ عندما يطبؽ عمييـ نظاـ المشاركة بشكؿ قطعي‬
‫ككامؿ فإف ذلؾ يؤدم إلى عدـ تطابؽ اآلجاؿ بيف التي اختاركىا‪ ،‬كآجاؿ تنفيذ المشركعات التي مكلتيا‬
‫البنكؾ بأمكاليـ مشاركة؛‬
‫كفيما يخص مشاكؿ المتعامميف‪ ،‬تسير في اتجاىيف‪ ،‬األكؿ‪ :‬عدـ تكفر أغمب المتعامميف عمى‬ ‫‪-‬‬
‫الكفاءة المينية المفركضة‪ ،‬كتحايميـ عمى البنكؾ‪ ،‬مف حيث امتناعيـ عف اإلعبلف عف األكضاع‬
‫الفعمية لممشركعات أك اإلعبلف عنيا بشكؿ غير صحيح أك التصريح بخسائر كىمية‪ .‬كيتمثؿ االتجاه‬
‫الثاني‪ :‬في عدـ رغبة المتعامميف أساسا في الدخكؿ في مشاركات مع البنكؾ نظ ار لنجاح مشركعاتيـ‪،‬‬
‫كعزكفيـ عف دخكؿ الغير معيـ فييا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المضاربة‬
‫مفيوـ المضاربة وحكميا‬ ‫‪.1‬‬
‫مفيوميا‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫المضاربة لغة‪ :‬عند أىؿ العراؽ مأخكذة مف فعؿ الضرب في األرض‪ ،‬أم السير فييا لمسفر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫يؿ المَّ ًو‪.2‬‬
‫كف ًفي سبً ً‬
‫ى‬
‫ً‬
‫كف ييقىاتمي ى‬ ‫ض ًؿ المَّ ًو ىك ى‬
‫آخ ير ى‬ ‫كف ًمف فى ٍ‬ ‫كف ًفي األ ٍىر ً‬
‫ض ىي ٍبتى يغ ى‬ ‫ض ًريب ى‬
‫كف ىي ٍ‬
‫كآخ ير ى‬
‫لقولو تعالى‪  :‬ى‬
‫كأما أىؿ الحجاز‪ ،‬فيسمكنيا قراضان‪ .‬كىك لغة القرض أك القطع‪ ،‬ألف صاحب الماؿ يقتطع قطعة مف‬
‫مالو كيسممو لمعامؿ لمتصرؼ فيو كقطعة أخرل مف الربح‪.3‬‬
‫المضاربة اصطالحا‪ :‬ىي اتفاؽ بيف طرفيف يقدـ أحدىما فيو الماؿ‪ ،‬كيبذؿ اآلخر فيو الجيد‬ ‫‪-‬‬
‫كالعمؿ في االتجار بو‪ ،‬عمى أف الربح إف حصؿ عمى حسب ما يشترطاف في البداية بينيما مف‬

‫‪1‬بف حبيب عبد الرزاؽ‪ ،‬خديجة خالدم‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.174:‬‬
‫‪ 2‬القرآف الكريـ‪ ،‬سكرة المزمؿ‪ ،‬اآلية ‪.20‬‬
‫‪3‬حسف عبد ا﵀ األميف‪ :‬المضاربة الشرعية وتطبيقاتيا الحديثة‪ ،‬البنؾ اإلسبلمي لمتنمية‪ ،‬المعيد اإلسبلمي لمبحكث كالتدريب‪،‬‬
‫بحث رقـ ‪ ،11‬جدة‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪ ، 1993 ،‬ص‪.19 :‬‬

‫‪44‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫النصؼ كالربع كالثمث كغيره‪ ،‬كالخسارة تككف عمى رب الماؿ كيكفي العامؿ خسارتو لجيده المبذكؿ إذ‬
‫ليس مف العدؿ أف يخسر العامؿ أكثر مف جيده مف غير تقصير منو أك إىماؿ‪.1‬‬
‫حيث يمر عقد المضاربة بثبلث مراحؿ ىي‪:‬‬
‫تسميـ الماؿ مف رب الماؿ الى صاحب العمؿ المضارب؛‬ ‫‪‬‬
‫قياـ المضارب بتقميب الماؿ؛‬ ‫‪‬‬
‫تكزيع الربح العائد منيا بيف الطرفيف حسب االتفاؽ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫في المرحمة األكلى يعتبر عقد المضاربة عقد أمانة ألف الماؿ تحت يد المضارب يأخذه و‬
‫بأمر مف‬
‫صاحبو‪ ،‬فإذا لـ يقـ بتنفيذ ىذا العقد كجب عميو ضماف رده‪ .‬كفي المرحمة الثانية ىك عقد ككالة‪ ،‬حيث‬
‫يبدأ رب العمؿ بتنفيذ العممية‪ ،‬ألنو يستخدـ ماؿ غيره‪ .‬أما في المرحمة األخيرة فيك عقد شركة في الربح‬
‫ألف األرباح المتحققة يشترؾ فييا الطرفاف‪.‬‬
‫حكميا‪ :‬بالرغـ مف أنو لـ يتـ ذكر المضاربة في القرآف الكريـ إالَّ أنو ثبتت مشركعيتيافي‬ ‫ب‪.‬‬
‫السنة النبكية الشريفة‪ ،‬فالنبي صمى ا﵀ عميو كسمـ يب ًعث كالناس يتعاممكف بيا فأقرىـ عمييا‪ ،‬كقد فعميا‬
‫ضي ا﵀ عنيا قبؿ بعثتو‪ .‬كتعامؿ بيا الصحابة رضكاف ا﵀ عمييـ‪ .‬كقد ركم عف‬ ‫بماؿ السيدة خديجة ر ً‬
‫ى‬
‫ضي ا﵀ عنو قكؿ النبي " ثبلث فييف البركة البيع إلى أجؿ‪ ،‬كالمقارضة‪ ،‬كأخبلط البر‬ ‫صييب ر ً‬
‫ى‬
‫بالشعير لمبيت ال لمبيع"‪ .‬كما أجمع عمماء الفقو عمى جكاز عقد المضاربة ‪.‬‬
‫شروط صحة عقد المضاربة‪ :‬تتضمف ما يمي‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫بالنسبة لرأسماؿ المضاربة فيجب أف يككف‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫نقدان كمعمكـ المقدار كالصفة؛‬ ‫‪‬‬
‫عينان حاض انر ال دينا في ذمة المضارب؛‬ ‫‪‬‬
‫يمسممان إلى المضارب؛‬ ‫‪‬‬
‫إذا ىمؾ رأس الماؿ مف غير و‬
‫تعد كال تقصير فيمنح إشتراط الضماف عمى المضارب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بالنسبة لمربح كالخسارة في المضاربة فيجب‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أف يككف الربح محددا بنسبة معينة لكؿ مف رب الماؿ كالمضارب‪ ،‬كأف يككف متفؽ عميو‬ ‫‪‬‬
‫إبتداءان؛‬
‫أف يككف الربح حصة شائعة في الربح‪ ،‬ال مف رأس المالح‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬محمكد عبد الكريـ أحمد أرشيد‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.41 :‬‬

‫‪45‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫أف ال يككف الربح محددان بنصيب‪ ،‬ال أف تككف قيمتو يمحددة سمفان؛‬ ‫‪‬‬
‫ال يجكز لرب الماؿ اشتراط ضماف الربح عمى المضارب؛‬ ‫‪‬‬
‫ال يجكز ربط حصة أم طرؼ مف األرباح بنسبة مف رأس الماؿ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بالنسبة لمدة المضاربة كنفقاتيا‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫بالنسبة لممدة فينتيي عقد المضاربة بعزؿ المضارب أك إسترداد َّر ُّ‬
‫ب الماؿ لمالو أك في حالة‬ ‫‪‬‬
‫مكت رب الماؿ‪ ،‬أك بنسخ المضارب لمعقد أك بمكتو‪ ،‬أك بإنسحاب أحدىما قبؿ تنفيذ العقد‪ ،‬أك بعدـ‬
‫أىمية أحد الطرفيف أك إذا ىمؾ رأس الماؿ‪ .‬كال بد مف االتفاؽ المسبؽ بيف الطرفيف عمى كيفية تعكيض‬
‫المضارب عف عممو قبؿ تحقيؽ الربح نتيجة فسخ العقد؛‬
‫بالنسبة لمنفقات‪ ،‬فاألصؿ بيا نفقات تتحمميا الشركة‪ ،‬كعميو فيجب أف تقتطع مف األرباح أكال‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ثـ كبعد خصـ كافة التكاليؼ كالمصاريؼ العامة المباشرة لممضاربة يتـ تكزيع األرباح بيف أطراؼ عقد‬
‫المضاربة‪.‬‬
‫بالنسبة لعمؿ المضارب‪: 1‬‬ ‫‪‬‬
‫اختصاص المضارب بالعمؿ‪ :‬يجكز اشتراط عمؿ رب الماؿ مع المضارب كما ىك مذىب‬ ‫‪‬‬
‫الحنابمة‪ ،‬كأيضا ال يجب التقصير مف المضارب؛‬
‫اقتصار عمؿ المضارب في التجارة‪ :‬ال يقتصر عمؿ المضارب عمى التجارة فقط كما ىك‬ ‫‪‬‬
‫مذىب الشافعية‪ ،‬كانما تجكز المضاربة في كؿ األعماؿ التي تيدؼ إلى تنمية الماؿ كتحقيؽ الربح‬
‫الذم ىك المقصكد األصمي لمعقد‪ ،‬كىذا ىك مذىب الجميكر؛‬
‫التضييؽ عمى المضارب في تصرفاتو كأعمالو‪ :‬يجكز تقييد المضارب ببعض القيكد إذا كاف‬ ‫‪‬‬
‫القيد مفيدان كليس فيو تضييؽ عمى العامؿ قد ينتج عنو عدـ الحصكؿ عمى الربح المطمكب كتحقيؽ‬
‫المقصكد مف المضاربة‪ ،‬كاذا خالؼ المضارب القيد أك الشرط المفيد كاف غاصبان فيضمف لرب الماؿ‬
‫مالو؛‬
‫خركج المضارب عف التصرفات المعتادة في المضاربة‪ :‬اتفؽ الفقياء عمى أنو ليس لممضارب‬ ‫‪‬‬
‫أف يباشر بعض التصرفات التي قد تعرض ماؿ المضاربة إلى األخطار‪ ،‬أك تكجب فيو حقان لغيره إال‬
‫بالتفكيض العاـ عند بعض الفقياء‪ ،‬أك باإلذف الصريح مف رب الماؿ عند البعض اآلخر‪.‬‬

‫‪1‬سميماف األشقر كمجمكعة مف العمماء‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره (‪.)CD‬‬

‫‪46‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫أنواع المضاربة‪:1‬‬ ‫‪.3‬‬


‫مف حيث اإلطالؽ والتقييد‪ :‬تقسـ مف حيث اإلطبلؽ كالتقييد إلى قسميف ىما‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫المضاربة المطمقة‪ :‬كىي التي يدفع فييا رب الماؿ مالو إلى المضارب‪ ،‬مف غير تعييف لمعمؿ‬ ‫‪‬‬
‫أك المكاف‪ ،‬أك الزماف أك صفة العمؿ‪ ،‬أك مف يعاممو مف األشخاص‪ ،‬فالمضارب لو الحرية المطمقة في‬
‫استثمار ماؿ المضاربة‪.‬‬
‫المضاربة المقيدة‪ :‬كىي التي يدفع فييا رب الماؿ مالو إلى المضارب‪ ،‬مع تعييف العمؿ أك‬ ‫‪‬‬
‫المكاف‪ ،‬أك الزماف أك صفة العمؿ‪ ،‬أك مف يعاممو مف األشخاص‪ ،‬كيشترط لصحة ىذه القيكد عدـ‬
‫إلحاؽ الضرر بالمضارب‪ ،‬كيتعيف عمى المضارب احتراـ ىذه القيكد‪ ،‬لقكلو صمى ا﵀ عميو كسمـ‪" :‬‬
‫يـ " ‪ ،‬فإف خالفيا كاف مسؤكال كحده عمى اآلثار المترتبة عمى ىذه المخالفة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كف ىعمىى يش يركط ٍ‬
‫الم ٍسم يم ى‬
‫ي‬
‫مف حيث تعدد أطرافيا‪ :‬تقسـ المضاربة بإعتبار تعدد أطرافيا إلى قسميف‪ ،‬ىما‪:‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫المضاربة الثنائية‪ :‬كتككف بيف طرفيف فقط‪ ،‬صاحب الماؿ كصاحب العمؿ‪ ،‬كال تتعداىما إلى‬ ‫‪‬‬
‫طرؼ ثالث‪ ،‬كيصح أف يككف صاحب الماؿ شخصان كاحدان‪ ،‬أك أشخاصا متعدديف أك شخصية‬
‫اعتبارية‪ ،‬ككذلؾ صاحب العمؿ‪ ،‬يصح أف يككف شخصان‪ ،‬أك أشخاصا متعدديف أك شخصية اعتبارية‪.‬‬
‫المضاربة المتعددة‪ :‬كصكرتيا أف يأخذ صاحب العمؿ الماؿ مف صاحب رأس الماؿ‪ ،‬ثـ‬ ‫‪‬‬
‫يعطيو إلى صاحب عمؿ آخر مضاربة‪ ،‬فيككف صاحب العمؿ األكؿ‪ ،‬صاحب ماؿ بالنسبة إلى‬
‫صاحب العمؿ الثاني‪ ،‬عمى خبلؼ في جكاز ىذا النكع‪ ،‬كالراجح جكاز ذلؾ كىك رأم الجميكر‪.‬‬
‫خصائص التمويؿ بالمضاربة‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تحقيؽ التكامؿ بيف عناصر اإلنتاج؛‬ ‫‪‬‬
‫يعتبر التمكيؿ بالمضاربة مف أفضؿ كسائؿ تمكيؿ إنشاء الصناعات الصغيرة كالمتكسطة‬ ‫‪‬‬
‫الستيعابيا الطاقات البشرية كالخامات المحمية كعدـ احتياجيا لمعدات تكنكلكجيا معقدة كىك ما يتبلئـ‬
‫مع ظركؼ الدكؿ النامية؛‬
‫تقكـ بتنمية الحرؼ كالميف كتنمية معارؼ اإلدارة كالتسيير بالمجتمع كتسيـ في القضاء عمى‬ ‫‪‬‬
‫البطالة؛‬

‫‪1‬الشيخ محمد أحمد حسيف( المفتي العاـ لمقدس كالديار الفمسطينية) ‪ :‬المضاربة في المصارؼ اإلسالمية‪ ،‬مؤتمر بيت المقدس‬
‫اإلسبلمي الدكلي الخامس بعنكاف‪ :‬التمكيؿ اإلسبلمي ماىيتو صيغتو مستقبمو‪ ،‬ك ازرة األكقاؼ كالشؤكف الدينية‪ ،‬راـ ا﵀ ‪ ،‬فمسطيف‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص‪.09:‬‬

‫‪47‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫يساعد التمكيؿ بالمضاربة عمى ضبط كترشيد التكاليؼ اإلنتاجية حتى تتحقؽ أرباح مغرية‬ ‫‪‬‬
‫لممشركعات اإلستثمارية‪ ،‬كانخفاض التكاليؼ سكؼ يؤدم إلى انخفاض أسعار المنتجات كبالتالي‬
‫ارتفاع القكة الشرائية لمنقكد كمكافحة التضخـ‪.‬‬
‫معوقات التمويؿ بالمضاربة في البنوؾ اإلسالمية‪:‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ىناؾ بعض قكانيف السمطات النقدية في بعض الدكؿ تمنع أك تحد مف استخداـ صيغة‬ ‫‪‬‬
‫المضاربة بحجة أنيا تساىـ في التكسع النقدم كتكليد الضغكط التضخمية؛‬
‫عدـ تكافر العمبلء المضاربيف بالخصائص كالصفات المطمكبة سكاء مف الناحية األخبلقية أك‬ ‫‪‬‬
‫مف ناحية الكفاءة العممية كالفنية؛‬
‫عدـ تكافر العناصر البشرية المؤىمة كالقادرة عمى التعامؿ مع متغيرات ىذه الصيغة؛‬ ‫‪‬‬
‫إخضاع العمميات االستثمارية في البنكؾ اإلسبلمية لمضرائب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مقترحات لتطوير المضاربة في البنوؾ اإلسالمية‪:1‬‬ ‫‪.6‬‬
‫األمة بأىمية عقد المضاربة‪ ،‬كأثره عمى المجتمع‪ ،‬مف الناحية الدينية كاالقتصادية؛‬
‫تكعية َّ‬ ‫‪‬‬
‫قياـ الدكلة بسف القكانيف كالتشريعات المبلئمة التي تضمف حؽ كؿ طرؼ مف أطراؼ‬ ‫‪‬‬
‫المضاربة؛‬
‫إعفاء البنكؾ اإلسبلمية مف العبء الضريبي أك تقميمو‪ ،‬ألنو يشكؿ عقبة أماميا؛‬ ‫‪‬‬
‫العمؿ عمى فتح المجاؿ الستثمار األمكاؿ داخؿ الكطف؛‬ ‫‪‬‬
‫إعداد الكادر المؤىؿ القادر عمى القياـ بالعمؿ عمى تنفيذ المضاربة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ً1‬فص الورجغ ‪ ،‬ص‪.11:‬‬

‫‪48‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫السمَـ واالستصناع‬
‫المطمب الثاني‪ :‬بيع َّ‬
‫السمَـ‬
‫أوال‪ :‬بيع َّ‬
‫السمـ وحكمو‪:‬‬
‫مفيوـ َّ‬ ‫‪.1‬‬
‫السمـ‪:‬‬
‫مفيوـ َّ‬ ‫أ‪.‬‬
‫السمَـ لغة‪ :‬مف الناحية المغكية " السمـ‪ -‬بالتحريؾ‪-‬السمؼ‪ ،‬كأسمـ إليو الشيء دفعو" كسمي‬
‫َّ‬ ‫‪-‬‬
‫سممان لتسميـ رأس الماؿ في المجمس‪ ،‬كسمفان لتقديـ رأس الماؿ‪ ،‬األكؿ لغة أىؿ الحجاز كالثاني ألىؿ‬
‫العراؽ‪.1‬‬
‫كي ىعجَّؿ فيو‬
‫السمَـ اصطالحا‪" :‬نكع مف البيكع تي ىؤجَّؿ فيو السمع المباعة المحددة المكاصفات ي‬
‫َّ‬ ‫‪-‬‬
‫بثمنيا‪ ،‬بغية تمكيؿ البائع مف قبؿ المشترم بأسعار تقؿ عف األسعار المتكقعة كقت التسميـ في‬
‫العادة"‪.2‬‬
‫بمعنى أنو يمكف لمعميؿ أف يبيع إلى البنؾ سمعان مكصكفة مؤجمة عمى أف يتعجؿ الثمف مف اآلف‪،‬‬
‫فتتحقؽ لمعميؿ السيكلة البلزمة كيستفيد البنؾ مف فرؽ األسعار‪ ،‬ألف ثمف السمعة المؤجمة أقؿ في‬
‫العادة مف ثمف السمعة الحاضرة‪.3‬‬
‫كح َّرىـ‬ ‫ىح َّؿ ا﵀ ى‬
‫الب ٍي ىع ى‬ ‫ب‪ .‬حكمو‪ :‬يستمد السمـ مشركعيتو مف مشركعية بيكع األجؿ لقولو تعالى‪  :‬ىكأ ى‬
‫ىج وؿ ُّم ىس ِّمى فىا ٍكتييبكهي‪.5‬‬ ‫ًَّ‬
‫آمينكا إ ىذا تى ىد ىاي ٍنتي ٍـ بً ىد ٍي وف إلىى أ ى‬
‫‪4‬‬
‫يف ى‬
‫الرىبا‪ ‬؛وقولو تعالى‪  :‬ىيا أىيُّيىا الذ ى‬
‫ِّ‬
‫أما بالنسبة لمسنة النبكية فمف حديث ابف عباس رضي ا﵀ عنو أف النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ قدـ‬
‫المدينة كىـ ييسمفكف في الثمار السنتيف كالثبلث‪ ،‬فقاؿ رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ :‬مف أسمؼ في‬
‫شيء فميسمؼ في كيؿ معمكـ ككزف معمكـ إلى أجؿ معمكـ(متفؽ عميو) ‪.‬‬

‫‪1‬د‪.‬محمد عمر عبد الحميـ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.13:‬‬


‫‪2‬‬
‫صالحي صالح‪ :‬السياسة النقدية والمالية في إطار نظاـ المشاركة في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دار الكفاء‪ ،‬المنصكرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫ط‪ ،2001 ،1‬ص‪.114:‬‬
‫‪3‬محمد صبلح محمد الصاكم‪ :‬مشكمة االستثمار في البنوؾ اإلسالمية وكيؼ عالجيا اإلسالـ‪ ،‬رسالة مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه‪،‬‬
‫كمية الشريعة كالقانكف‪ ،‬جامعة األزىر‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار المجتمع‪ ،‬دار الكفاء‪ ،‬المنصكرة‪ ،‬ط‪ ،1990 ،1‬ص‪.661:‬‬
‫‪4‬‬
‫القرآف الكريـ‪ ،‬سكرة البقرة‪ ،‬اآلية‪.275:‬‬
‫‪5‬‬
‫القرآف الكريـ‪ ،‬سكرة البقرة‪ ،‬اآلية‪.282:‬‬

‫‪49‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫بالسمَـ‪:1‬‬
‫شروط التمويؿ َّ‬ ‫‪.2‬‬
‫‪:‬كتتعمؽ بو عدة‬ ‫الشرط األوؿ‪ :‬شرط تسميـ أو قبض رأس الماؿ أو الثمف في مجمس العقد‬ ‫‪‬‬
‫أمكر‪:‬‬
‫ضركرة تسميـ رأس الماؿ في مجمس العقد قبؿ التفرؽ كال يجكز تأخيره؛‬ ‫‪‬‬
‫ككف رأس الماؿ منفعة بمعنى أف يككف رأس الماؿ ىك االنتفاع بآلة أك مبنى؛‬ ‫‪‬‬
‫تقسيط رأس الماؿ عمى دفعات‪ :‬إذا تـ قبض رأس الماؿ في مجمس العقد دكف البعض فالسمـ‬ ‫‪‬‬
‫باطؿ باتفاؽ الفقياء فيما لـ يقبض‪ ،‬أما ما قبض ففيو رأياف‪ :‬أحدىما يصح السمـ فيو‪ ،‬كاآلخر ال‬
‫يصح؛‬
‫بالنسبة لمسَّمـ برأس الماؿ ديف في ذمة المسمـ إليو‪ ،‬فإنو ال يجكز لدل المذاىب المختمفة؛‬ ‫‪‬‬
‫أما إيداع رأس الماؿ لدل المسمـ بعد القبض فيك جائز لدل الفقياء؛‬ ‫‪‬‬
‫تحديد رأس الماؿ بسعر معمؽ كىذا التعميؽ إما عمى أسعار األسكاؽ أك بسعر الكحدة مع عدـ‬ ‫‪‬‬
‫تحديد الكمية‪ ،‬كأساس ىذه النقطة يتعمؽ بما يشترطو بعض الفقياء الحنفية‪ -‬مف معمكمية رأس الماؿ‪،‬‬
‫كيكتفي غيرىـ بأف قبضو أك معاينتو عند القبض يقكؿ مقاـ اشتراط التعييف‪ ،‬كعممية الشراء بسعر معمؽ‬
‫تنفي معمكمية رأس الماؿ‪ ،‬سكاء بالتعييف أك المعاينة‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬شرط التأجيؿ‪ :‬كتتعمؽ بداللتو عدة أمكر ىي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تأجيؿ التسميـ كيقصد بو أف يككف تسميـ المبيع‪ ،‬أك المسمـ فيو بعد مدة مف التعاقد ألف ىذا ما‬ ‫‪‬‬
‫يميز عقد السمـ عف غيره مف أنكاع البيكع‪ ،‬كىذا ىك قكؿ المذاىب الثبلثة ماعدا الشافعية الذيف أجازكا‬
‫السمـ حاال‪ .‬بمعنى تسميـ المبيع كقت التعاقد؛‬
‫معمكمية األجؿ‪ :‬كذلؾ باتفاؽ المذاىب‪ ،‬إالَّ أنيـ اختمفكا عند ضرب أمثمة لتحديد األجؿ ببعض‬ ‫‪‬‬
‫المكاقيت‪ ،‬كالحصاد كقدكـ الحجاج إلى العطاء فيك ال يصح لدل الشافعية كالحنفية كلكف يصح لدل‬
‫مالؾ؛‬
‫حدا األجؿ األدنى كاألعمى‪ :‬بالنسبة لمحد األدنى فيك عند الشافعية يبدأ منذ التعاقد لجكاز‬ ‫‪‬‬
‫السمـ عندىـ حاال‪ ،‬أما الحنابمة فقدركه بمدة ليا كقع في الثمف‪ ،‬كالشير كما قاربو‪ ،‬كلمحنفية ثبلثة أقكاؿ‬
‫تتراكح المدة فييا بيف شير كثبلثة أياـ كأكثر مف نصؼ يكـ‪ ،‬كاألكؿ أصح لدييـ‪ ،‬أما المالكية فالقاعدة‬

‫‪1‬د‪.‬محمد عمر عبد الحميـ ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪ -‬ص‪.31-21:‬‬

‫‪50‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫لدييـ‪ :‬ىك أجؿ معمكـ تتغير في مثمو األسكاؽ كلـ يحد مالؾ في ذلؾ ِّ‬
‫حدا‪ ،‬كاف كاف بعض الفقياء‬
‫حددىا بخمسة عشر يكما؛‬
‫السمىـ لـ يناقشو الفقياء فيما أطمعت عميو سكل أف المالكية الذيف أحالكا‬
‫أما بالنسبة لمحد األعمى ألجؿ َّ‬
‫بذلؾ إلى بيع األجؿ يقكلكف إف أقصى حد لؤلجؿ يتراكح بيف عشر سنكات أك عشريف سنة مع الكراىة‪،‬‬
‫كيفسخ إذا زاد عمى ذلؾ لزيادة الغرر‪.‬‬
‫كيتعمؽ بداللة ىذا الشرط عدة أمكر‬ ‫الشرط الثالث‪ :‬أف يكوف المسمـ فيو دينا (في الذمة)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ىي‪:‬‬
‫السمىـ في شيء بعينو‪ ،‬كأف يقكؿ‪ :‬أسمـ لؾ مائة ريا ؿ مقابؿ ىذه السمعة المكجكدة‬
‫ال يصح َّ‬ ‫‪‬‬
‫لدل فبلف فذلؾ ال يصح باتفاؽ المذاىب‪ ،‬إذ لك كانت معينة كمكجكدة في ممؾ البائع فما الداعي إلى‬
‫بقائيا في يده دكف تسميـ إلى األجؿ المحدد‪ ،‬كأف لـ تكف في ممكو فإنيا تدخؿ في عمكـ النيي الكارد‬
‫عف بيع ما ليس عندؾ باإلتفاؽ‪.‬‬
‫ال يصح السمـ في العقار ألف كصفو يقتضي بياف مكانو كارتفاعو كمكاد البناء‪ ...‬كبالتالي فيك‬ ‫‪‬‬
‫معيف أم مكجكد‪ ،‬أما السمـ في المقاكالت بمعنى االتفاؽ مع مقاكؿ سمما أم يبني لو منزال عمى قطعة‬
‫أرض يممكيا‪ ،‬كمستمزمات البناء مف المقاكؿ‪ ،‬فإف ذلؾ ليس مف باب السمـ؛‬
‫السمـ في ثمر قرية بعينيا أك بستاف بعينو أك منتجات مصنع بعينو‪ ،‬كىك ال يجكز لدل‬ ‫‪‬‬
‫الفقياء‪ ،‬ألنو قد ينقطع‪.‬‬
‫الشرط الرابع‪ :‬معرفة أو بياف صفات المسمـ فيو‪ :‬كيدخؿ في داللة ىذا الشرط األمكر التالية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫السمىـ‪-‬اتفاقا لدل الفقياء‪-‬كؿ ماؿ يجكز بيعو كتضبط صفاتو يككف محبل لمسمـ‪ ،‬أم‬
‫أف محؿ َّ‬ ‫‪‬‬
‫أف محؿ السمـ يتسع ليشمؿ معظـ السمع كالمنتجات الصناعية كالزراعية كالخدمات؛‬
‫إف الصفات التي تذكر لمعرفة أكصاؼ المسمـ فيو ىي كؿ ما يؤثر عمى الثمف أك القيمة‬ ‫‪‬‬
‫ظاى ار دكف استقصاء جميع الصفات حتى ال يؤدم ذلؾ إلى تعذر التسميـ بيذه المكاصفات؛‬
‫كقد كضع الفقياء معايير لضبط الصفات منيا ما ىك متفؽ عميو‪ :‬كالجنس كالنكع‪ ،‬كمنيا ما‬ ‫‪‬‬
‫ىك مختمؼ فيو‪ :‬كالجكدة كالرداءة التي ال يشترطيا الشافعية‪ ،‬ككالمكف كالبمد التي يراىا الحنابمة‪ ،‬كىذه‬
‫الصفات أك المعايير تذكر كحد أدنى‪ ،‬كفي جميع السمع‪ ،‬أما عند تحديد سمعة معينة فإنو ال بد مف‬
‫ذكر أكصاؼ أخرل تؤدم إلى تحديد المسمـ فيو تحديدا دقيقا‪ ،‬كىك ما ذكره الفقياء تفصيبل لعديد مف‬
‫السمع؛‬

‫‪51‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫السمىـ في المنافع‪ :‬بالنسبة لمشافعية فقد أجاز أف يككف المسمـ فيو منفعة عيف في قكليـ‪ ":‬يضع‬
‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫السمـ في المنافع‪ ،‬كتعميـ القرآف ألنيا تثبت في الذمة كاألعياف" ‪ ،‬أما المالكية فإف تعريفيـ لمسمـ يكرد‬
‫قيدا بأال يككف المسمـ فيو منفعة بقكليـ‪ ":‬عقد معاكضة يكجب عمارة ذمة بغير عيف كال منفعة غير‬
‫متماثؿ العكضيف"؛‬
‫السمـ في النقكد‪ :‬مف المقرر أف تككف النقكد أثمانا أك رأس ماؿ لمسمـ‪ ،‬كلكف أف يككف رأس‬ ‫‪‬‬
‫الماؿ عرضا( سمعة) كالمبيع نقكدا‪ ،‬كىذا مختمؼ فيو‪ ،‬حيث يرل جكازه الشافعية كالمالكية كبعض‬
‫الحنابمة‪ ،‬أما الحنفية كبعض الحنابمة فبل يجيزكف ذلؾ‪.‬‬
‫الشرط الخامس‪ :‬أف يكوف المسمـ فيو معموـ القدر‪ :‬كتتعمؽ بداللة ىذا الشرط عدة أمكر ىي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫كسيمة التقدير‪ :‬يجمع فقياء المذاىب األربعة عمى أف الغرض مف التقدير ىك معرفة كمية أك‬ ‫‪‬‬
‫كع ٍّد كذرع كمقاييس أطكاؿ تعتبر‬
‫قدر المسمـ فيو‪ ،‬كبالتالي فإف كؿ المقاييس المعركفة مف كيؿ ككزف ى‬
‫كسائؿ مناسبة لتقدير المسمـ فيو كبما يناسب كؿ سمعة؛‬
‫بالنسبة الستخداـ مقياس بدؿ آخر لتقدير المسمـ فيو فممحنابمة رأياف أصحيما الجكاز‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كالشافعية يجيزكنو إطبلقا‪ ،‬ككذا المالكية كىك األصح أيضا عند الحنابمة‪ .‬ىذا مع مراعاة أنو يمكف‬
‫الجمع بيف مقياسيف‪ ،‬كالكزف كالعدد إذا كانت آحاد المبيع تتفاكت أجزاؤه أك العد مع الضبط بالصغر‬
‫كالكبر كذلؾ في بعض السمع مثؿ البطيخ كالرماف‪ ،‬كبعض المنتجات اليدكية؛‬
‫أف يككف التقدير بمقياس معمكـ كمتعارؼ عميو بيف أىؿ البمد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ترتبط بداللة ىذا الشرط عدة‬ ‫الشرط السادس‪ :‬أف يكوف المسمـ فيو مقدو ار عمى تسممو‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أمكر‪:‬‬
‫أف المالكية كالشافعية كالحنابمة يشترطكف كجكد المبيع عند المحؿ‪ ،‬أك كقت التسميـ‪ ،‬كبالتالي‬ ‫‪‬‬
‫فمك انقطع قبميا‪ ،‬أك حتى كاف غير مكجكد عند التعاقد فيجكز السمـ‪ ،‬أما الحنفية فيشترطكف ضركرة‬
‫كجكد المسمـ فيو مف حيف العقد إلى حيف المحؿ؛‬
‫معنى عمكمية الكجكد عند المحؿ‪ ،‬أف يككف مكجكدا باألسكاؽ‪ ،‬كبالتالي ليس مف الضركرة أف‬ ‫‪‬‬
‫يككف المسمـ إليو يممؾ أصؿ المسمـ فيو‪ ،‬بمعنى أنو يجكز المسمـ في المحاصيؿ الزراعية لمف ال يممؾ‬
‫أرضا؛‬

‫‪52‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫يرتبط بشرط القدرة عمى التسميـ‪ ،‬تحديد مكاف التسميـ‪ ،‬كاف كاف بعض الفقياء يذكركنو كشرط‬ ‫‪‬‬
‫مستقؿ‪ ،‬كالبعض اآلخر ال يعتبره شرطا‪ ،‬كلكف الجميع يتفؽ عمى أف األصؿ الكفاء بالبيع في مكاف‬
‫العقد‪ ،‬كلكف إذا كاف ىناؾ غرض لممتعاقديف كمصمحة في الكفاء بغير مكاف التعاقد فإنو يذكر في‬
‫العقد خاصة إذا كاف لنقمو تكاليؼ‪.‬‬
‫الشرط السابع‪ :‬أال يجمع بيف البدليف(الثمف‪/‬السمعة) إحدى عمؿ الربا‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫كلقد ذكر ىذا الشرط ضمف شركط السمـ كؿ مف الحنفية كالمالكية‪ ،‬أما الحنابمة فذكركه كمسألة مف‬
‫مسائؿ السمـ‪ ،‬كلـ يذكر الشافعية صراحة‪ ،‬كلكنو معتبر عندىـ بناء عمى أصؿ تشريعي‪ ،‬كىك تحريـ‬
‫الربا‪ ،‬كىذا كمف المعركؼ أف عمة الربا تختمؼ لدل المذاىب‪ ،‬كبالتالي فقد تمنع صكرة لدل مذىب‬
‫كتجكز لدل مذىب آخر‪.‬‬
‫الشرط الثامف‪ :‬أف يكوف العقد باتا ليس فيو خيار‪-‬خاصة خيار الشرط‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫كىذا ما ذكره الحنفية كشرط مستقؿ‪ ،‬كالشافعية كالحنابمة في البيع‪ ،‬كحجتيـ أف السمـ يقتضي تسميـ‬
‫رأس الماؿ في مجمس العقد‪ ،‬كخيار الشرط يقتضي تأجيؿ يبت العقد إلى ثبلثة أياـ بما ينافي شرط‬
‫قبض رأس الماؿ‪ ،‬أما المالكية فإنيـ يجيزكف تأخير رأس الماؿ ثبلثة أياـ كلك بشرط‪ ،‬كبذلؾ فإف خيار‬
‫الشرط جائز عندىـ‪.‬‬
‫بالسمَـ‪:‬كىما أسمكباف ‪:‬‬
‫أنواع التمويؿ َّ‬ ‫‪.3‬‬
‫األسموب األوؿ‪ :‬يشترم البنؾ سمعة معينة مؤجمة يدفع ثمنيا فكرا؛‬
‫األسموب الثاني‪ :‬يبيع سمعة مؤجمة التسميـ كيقبض ثمنيا فك ار‪.‬‬
‫فعقد السَّمـ يستعمؿ عمى طريقة السَّمـ كالسَّمـ المكازم‪ ،‬حيث يشترم البنؾ" كمية مف سمعة مكصكفة‬
‫بتسميـ مستقبمي‪ ،‬ثـ يقكـ بعد ذلؾ ببيع كمية مماثمة مف نفس السمعة مكصكفة أيضا كبنفس مكعد‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬كفي السَّمـ المكازم"‬ ‫التسميـ‪ ،‬كيككف ربحو ىك الفارؽ في السعر بيف كقت الشراء ككقت البيع"‬
‫يحصؿ البنؾ عمى ثمف البضاعة عاجبل‪ ،‬كفك انر‪ ،‬في حيف تتـ عممية تسميـ البضاعة إلى العميؿ في‬
‫كقت الحؽ"‪ ، 2‬أم بيع آجؿ بعاجؿ‪.‬‬

‫‪1‬غساف محمكد إبراىيـ كمنذر القحؼ‪ :‬االقتصاد اإلسالمي عمـ أـ وىـ‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪ ،1‬سكريا‪ ،2000 ،‬ص‪ -‬ص‪.180-179:‬‬
‫‪2‬محسف أحمد الخضيرم‪ :‬البنوؾ اإلسالمية‪ ،‬دار الحرية‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر‪ ،1990 ،‬ص‪.143:‬‬

‫‪53‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫الشكؿ رقـ (‪ :)01-01‬أنواع السمـ‬

‫السمىـ‬
‫أنكاع َّ‬

‫السمىـ المكازم‬
‫َّ‬
‫نفس السمعة المكصكفة‪+‬نفس مكعد التسميـ‬ ‫السمىـ‬
‫َّ‬

‫‪ -‬بيع سمعة مؤجمة التسميـ‪+‬قبض ثمنيا‬ ‫‪-‬شراء سمعة مؤجمة التسميـ‪+‬دفع ثمنيا فك ار‬
‫فك ار‬
‫‪ -‬بيع آجؿ بعاجؿ‬ ‫‪-‬التمكيؿ بالشراء المسبؽ‬
‫بالسمـ‪:‬‬
‫مزايا التمويؿ َّ‬ ‫‪.4‬‬
‫تحقيؽ األمف الغذائي كتكفير السيكلة مقدما لممزارعيف مما يمكنيـ مف اإلنتاج؛‬ ‫‪‬‬
‫يستفيد البائع بالحصكؿ عمى تمكيؿ نقدم عاجؿ‪ ،‬كيستفيد المشترم أنو غالبا يشترم بأقؿ مف‬ ‫‪‬‬
‫السعر في كقت حصكؿ السمعة‪ ،‬مثبل لك اشترل ‪ 100‬صاعا مف التمر بعقد السمـ‪ ،‬فإنو يحصؿ عميو‬
‫بأقؿ مف سعره عندما ينزؿ السكؽ في كقتو المعتاد‪1‬؛‬
‫السمىـ عمى آثار التضخـ بالنسبة لممتعامميف بو حيث يحصؿ البنؾ عمى سمع مقابؿ‬
‫يقضي َّ‬ ‫‪‬‬
‫أمكالو‪ ،‬كأسعارىا سكؼ ترتفع في ظؿ التضخـ‪ ،‬كبالتالي لف يخسر جزءا مف أمكالو مقابؿ انخفاض‬
‫القكة الشرائية لمنقكد‪ ،‬كما أف العميؿ لف يعاني مف آثار التضخـ ألنو يستخدـ مبمغ التمكيؿ النقدم في‬
‫اإلنتاج بشراء مستمزمات ترتفع أسعارىا في ظؿ التضخـ؛‬
‫تقميؿ السيكلة الزائدة بتكجيييا إلى االستثمار لئلنتاج أك االستثمار اإلنعاشي لممؤسسات‬ ‫‪‬‬
‫الكطنية؛‬
‫ترشيد تكاليؼ اإلنتاج مف خبلؿ حسف استخداـ المكارد كتقميؿ الفاقد كالتالؼ؛‬ ‫‪‬‬
‫تحقيؽ ربحية مناسبة حيث إف طبيعة السَّمـ تقكـ عمى الشراء بسعر أقؿ مف السعر عند‬ ‫‪‬‬
‫التسميـ‪.‬‬

‫‪ 1‬حبيذ ثٍ ػجذ هللا انؼه‪ :ٙ‬ر‪ٛ‬غ‪ٛ‬ش ثؼغ أحكبو انج‪ٕٛ‬ع ٔانًؼبيالد انًبن‪ٛ‬خ انًؼبطشح‪ ،‬ؽ ‪ 06 ،1‬سث‪ٛ‬غ األٔل ‪ْ1423‬ـ‪ ،‬يٍ يٕلغ أثحبس فمّ‬
‫انًؼبيالد انًبن‪ٛ‬خ ‪http://www.kantakji.org/index.htm:‬‬

‫‪54‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫السمـ في البنوؾ اإلسالمية‪:‬‬


‫الجوانب التنظيمية لتطبيؽ َّ‬ ‫‪.5‬‬
‫التنظيـ األوؿ‪ :‬أف تمارس البنكؾ عمميات السَّمـ مف خبلؿ أحد األقساـ المتخصصة بإدارة االستثمارات‬
‫بالبنؾ‪.‬‬
‫التنظيـ الثاني‪ :‬أف يتكلى البنؾ إنشاء شركة تجارية يككف دكره فييا مقتص ار عمى التمكيؿ سكاء عند‬
‫اإلنشاء أك مباشرة العمؿ‪ ،‬عمى أف تتكلى ىذه الشركة القياـ بكؿ عمميات المتاجرة مف مرابحة كسمـ‬
‫كبيع باألجؿ‪ ،...‬كمف شأف التنظيـ السماح بالتكسع في أنشطة البنؾ التجارية كتحقيؽ مبدأ التخصص‬
‫في تقسيـ األعماؿ بما يحفظ لمبنؾ دكره األساسي كمؤسسة مالية ‪.‬‬
‫التنظيـ الثالث‪ :‬أف تنتقؿ البنكؾ اإلسبلمية خطكة أخرل نحك التخصص بإنشاء فركع أك بنكؾ‬
‫متخصصة كالبنؾ اإلسبلمي لمتنمية الزراعية عمى أف تتكلى ىذه البنكؾ عمميات تمكيؿ القطاعات‬
‫المخصصة ليا بصيغ التمكيؿ اإلسبلمية المختمفة‪.‬‬
‫السمَـ في البنوؾ اإلسالمية‪ :‬يعتبر السمـ في عصرنا الحاضر أداة تمكيؿ ذات‬
‫تطبيقات بيع َّ‬ ‫‪.6‬‬
‫كفاءة عالية في االقتصاد اإلسبلمي كفي نشاطات البنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬مف حيث مركنتيا كاستجابتيا‬
‫لحاجات التمكيؿ المختمفة‪ ،‬سكاء أكاف تمكيبلن قصير األجؿ أـ متكسط أك طكيؿ‪ ،‬كاستجابتيا لحاجات‬
‫شرائح مختمفة كمتعددة مف العمبلء‪ ،‬سكاء أكانكا مف المنتجيف الز ارعييف أـ الصناعييف أـ المقاكليف أـ‬
‫مف التجار‪ ،‬كاستجابتيا لتمكيؿ نفقات التشغيؿ كالنفقات ال أرسمالية األخرل‪.‬‬
‫كليذا تعددت مجاالت تطبيؽ عقد السمـ‪ ،‬كمنيا ما يمي‪:‬‬
‫تمويؿ عمميات ز ارعية مختمفة‪ :‬كذلؾ لدكرة زراعية تقؿ في العادة عف سنة حيث يتعامؿ اؿبنؾ‬ ‫أ‪.‬‬
‫اإلسبلمي مع الـ زارعيف الذيف يتكقع أف تكجد لدييـ السمعة في المكسـ مف محاصيميـ أك محاصيؿ‬
‫غيرىـ التي يمكف أف يشتركىا كيسمىمكىا إذا أخفقكا في التسميـ مف محاصيميـ‪ ،‬فىييقى ِّد يـ ليـ بيذا التمكيؿ‬
‫نفعان بالغان كيدفع عنيـ مشقة العجز المالي عف تحقؽ إنتاجيـ‪.‬‬
‫تمويؿ النشاط اؿز ارعي والصناعي‪ :‬كالسيما تمكيؿ الـ ارحؿ السابقة إلنتاج كتصدير السمع‬ ‫ب‪.‬‬
‫كالمنتجات ال ارئجة‪ ،‬كذلؾ بشارئيا ىسممان كاعادة تسكيقيا بأسعار مجزية‪.‬‬
‫تمويؿ الحرفييف وصغار المنتجيف الز ارعييف والصناعييف‪ :‬كذلؾ عف طريؽ إمدادىـ‬ ‫ت‪.‬‬
‫بمستمزمات اإلنتاج في صكرة معدات كآالت أك مكاد أكلية ؾ أرس ماؿ سمـ مقابؿ الحصكؿ عمى بعض‬
‫منتجاتيـ كاعادة تسكيقيا‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫مصَّنعة‬ ‫‪1‬‬
‫تمويؿ التجارة الخارجية ‪ :‬كذلؾ بتشجيع قياـ صناعات لتحكيؿ المكاد األكلية إلى سمع ى‬ ‫ث‪.‬‬
‫يتـ تصديرىا إلى الخارج‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االستصناع‬
‫مفيوـ اإلستصناع وحكمو‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫مفيوـ اإلستصناع‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫َّن ىعة أم طمب صناعة الشيء‪ .‬كىك‬
‫اعةن‪ ،‬كىك طمب الص ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫ص ىن ىع ص ىن ى‬
‫اإلستصناع لغة‪ :‬مف ف ٍعؿ ى‬ ‫‪-‬‬
‫إستًصناعان‪.2‬‬
‫مقيد بمجاؿ صناعي‪ ،‬فبل يككف طمب التجارة أك الزراعة ٍ‬
‫اإلستصناع إصطالحا‪ :‬ىك طمب صنع سمعة مف الصانع‪ ،‬مع تحديد الثمف‪ ،‬كيككف الطالب‬ ‫‪-‬‬
‫‪3‬‬
‫صنع كفقا‬
‫أكالمشترم بالخيار؛ إذا لـ يكف المصنكع مطابقا لؤلكصاؼ المطمكبة ‪ .‬أم ىك شراء ما يي ى‬
‫لمطمب‪.‬‬
‫أم أنو يقكـ البنؾ اإلسبلمي بتمكيؿ مشركع معيف تمكيبل كامبل‪ ،‬عف طريؽ التعاقد مع المستصنًع‬
‫(طالب الصنعة)‪ ،‬عمى تسميمو المشركع كامبل بمبمغ محدد‪ ،‬كبمكاصفات محددة كفي تاريخ معيف؛ كمف‬
‫ثمة يقكـ البنؾ بالتعاقد مع مقاكؿ أك أكثر لتنفيذ المشركع حسب المكاصفات المحددة كيمثِّؿ الفرؽ بيف‬
‫ما يدفعو البنؾ كبيف ما يسجمو عمى حساب المستىصنًع الربح الذم يؤكؿ لمبنؾ‪. 4‬‬
‫حكمو‪ :‬لقد اتفقت بعض المذاىب الفقيية عمى جكاز عقد االستصناع حيث ركل أف رسكؿ ا﵀‬ ‫ب‪.‬‬
‫صمى ا﵀ عميو كسمـ استصنع منب ار كخاتما‪ ،‬كتأتي مشركعيتو لتخدـ الناس في تكفير سمع بمكاصفات‬
‫معينة غير مكجكدة في األسكاؽ كتخدـ الصانع في تسكيؽ مصنكعاتو‪ ،‬كلذلؾ قيؿ أف االستصناع جاز‬
‫إستحسانا لما يكفره لمناس كالشركات مف إحتياجاتيـ مف السمع الخاصة ذات المكاصفات المحددة غير‬
‫القابمة لئلنتاج بكميات كبيرة‪.5‬‬

‫السمـ في المصارؼ اإلسالمية‪ ،‬المعيد العالمي لمفكر اإلسبلمي‪ ،‬ط‪،1‬‬


‫‪ 1‬محمد عبد العزيز حسف زيد‪ :‬التطبيؽ المعاصر لعقد َّ‬
‫القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،1996 ،‬ص‪.60 :‬‬
‫‪2‬محمد محمكد العجمكني‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.283:‬‬
‫‪3‬‬
‫أميرة عبد المطيؼ مشيكر ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.348 :‬‬
‫‪4‬‬
‫بكرم ريحاف‪ :‬دورالمصارؼ اإلسالمية في الحد مف اآلثار السمبية لمعولمة وأبعادىا االقتصادية‪ ،‬جامعة الزرقاء‪ ،‬األىمية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫األردف‪ ،2001 ،‬ص‪.232:‬‬
‫‪5‬‬
‫دنيا شكقي أحمد‪ :‬الجعالة واالستصناع تحميؿ فقيي واقتصادي‪ ،‬المعيد اإلسبلمي لمبحكث كالتدريب‪ ،‬البنؾ اإلسبلمي لمتنمية‪،‬‬
‫بحث رقـ ‪ ،9‬ط‪ ،2‬جدة‪ ،‬السعكدية‪ ،1998 ،‬ص‪.28:‬‬

‫‪56‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫شروط التمويؿ باإلستصناع‪:‬‬ ‫‪.2‬‬


‫أف يككف المصنكع معمكما أم يم ىح َّدد المكاصفات تحديدا كافيا يمنع التنازع عند التسميـ‪ ،‬أم‬ ‫‪‬‬
‫معمكـ الجنس كالنكع كالصفة كالقدر؛‬
‫أف يككف االستصناع في األشياء التي يتعامؿ بيا الناس أم المعمكمة ليـ؛‬ ‫‪‬‬
‫أف تككف المكاد المستخدمة في الشيء المصنكع مف الصانع‪ ،‬كاال كاف العقد عقد إيجارة كليس‬ ‫‪‬‬
‫إستصناع؛‬
‫ليس شرطا أف يتـ دفع الثمف عند العقد‪ ،‬بؿ يمكف تأجيمو إلى ما بعد التصنيع‪ ،‬أم عند الرؤية‬ ‫‪‬‬
‫أك بما يتفؽ عميو الطرفاف‪.‬‬
‫أنواع التمويؿ باالستصناع‪ :‬يكجد أسمكباف لتطبيؽ بيع االستصناع كىما‪:1‬‬ ‫‪.3‬‬
‫األسموب األوؿ‪ :‬يقكـ البنؾ بنفسو بصناعة السمعة التي التزـ ببيعيا كتسميميا في مكعد مستقبمي؛‬
‫األسموب الثاني ‪ :‬يستطيع البنؾ أف يعيد بأمر صناعتيا لطرؼ آخر بعقد استصناع آخر‪ ،‬تذكر فيو‬
‫أكصاؼ السمعة نفسيا كمكعد تسميميا؛ أم أف البنؾ اتخذ أسمكب االستصناع كاالستصناع المكازم‪،‬‬
‫مستصنعان في عقد مع زبكنو‪ ،‬كمستصنًعان في عقد آخر مع الصانع الفعمي‪ ،‬كيككف كسبو‬
‫ى‬ ‫فيككف البنؾ‬
‫الفارؽ بيف الثمنيف ‪.‬‬

‫‪1‬غساف محمكد إبراىيـ كمنذر القحؼ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.180:‬‬

‫‪57‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫الشكؿ رقـ(‪ :)02-01‬أشكاؿ التمويؿ باالستصناع‬

‫التمكيؿ باالستصناع‬

‫االستصناع المكازم‬ ‫نفس أكصاؼ السمعة المطمكبة‪+‬نفس مكعد التسميـ‬ ‫عقد االستصناع‬
‫‪-‬الصانع=بائع‬ ‫‪-‬العميؿ=مشترم‬
‫‪-‬البنؾ=مشترم‬ ‫‪-‬البنؾ=بائع‬

‫التطب٘قاث الحذٗثت لالضتصٌاع فٖ البٌْك اإلضاله٘ت‪:1‬‬ ‫‪.4‬‬


‫االستصناع الموازي‪ :‬يمكف لمبنؾ اإلسبلمي في ىذه العقكد أف يكظؼ أمكالو بإعتباره‬ ‫أ‪.‬‬
‫مص ىنعة ذات مكاصفات خاصة يدفع ثمنيا مف مالو الخاص كيتصرؼ‬ ‫ً‬
‫مستىصنعاى‪ ،‬أم طالبا لمنتجات ى‬
‫بيا بيعا أك تأجيرا‪ ،‬أك باعتباره صانعا حيث تقدـ إليو الطمبات مف العمبلء الستصناع عقارات أك‬
‫معدات أك آالت أك سمع إستيبلكية‪ ،‬حيث أف البنؾ يقكـ بالتعاقد مع المصنع األصمي بعقد استصناع‬
‫آخر يككف فيو البنؾ يمستىصنًعان لتصنيع ما تـ االتفاؽ عميو في عقد االستًصناع األكؿ بيف البنؾ‬
‫كالعميؿ‪ ،‬كىك ما يطمؽ عميو عقد االستصناع المكازم‪.‬‬
‫عقود المقاولة‪ :‬كىك أحد أشكاؿ عقكد االستصناع‪ ،‬كفيو يقكـ البنؾ ببناء عقار أك جسر معمؽ‬ ‫ب‪.‬‬
‫أك تعبيد طريؽ كتسميمو بالمكاصفات المطمكبة لمعميؿ مقابؿ ثمف متفؽ عميو كعمى طريقة تسديده‪.‬‬
‫كيمكف لمبنكؾ اإلسبلمية أف تمعب دك انر كبي انر في تمكيؿ كتنفيذ مثؿ ىذه المشركعات‪ ،‬كذلؾ إما مف‬
‫خبلؿ إنشاء شركات لممقاكالت بممكية كاممة لمبنؾ‪ ،‬حيث يكظؼ البنؾ جزءان مف أمكالو في ىذه‬
‫حكؿ األرباح إلى البنؾ‪ .‬أك مف خبلؿ ما يعرؼ بالمقاكلة‬
‫الشركات التي تقكـ بتنفيذ عقكد المقاكالت كتي ِّ‬
‫بالباطف‪ ،‬كذلؾ بأف يعقد البنؾ عقد مقاكلة بالباطف مشابو لعقد المقاكلة األصمي بيف البنؾ كالجية‬
‫المستىصنًعة حيث يككف البنؾ ىك المستىصنًع كالمقاكؿ بالباطف ىك الصانع‪.‬‬
‫ي‬
‫التجمعات الصناعية‪ :‬كىك االتفاؽ مع عدد مف الصناعييف لقياـ كؿ منيـ بتصنيع جزء معيف‬ ‫ت‪.‬‬
‫مف منتج خاص‪ ،‬كاالتفاؽ مع صناعي آخر لتجميع ىذه األجزاء كاخراج السمعة النيائية التي تصبح‬
‫ممكا لمبنؾ اإلسبلمي ليبيعيا باألسكاؽ‪ .‬إذا فالبنؾ ىنا يعمؿ عمى تشغيؿ العاطؿ مف فكائض الطاقة‬

‫‪1‬محمد محمكد العجمكني‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪ -‬ص‪.286-285:‬‬

‫‪58‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫اإلنتاجية لعمبلءه الصناعييف‪ ،‬كيساىـ بإنتاج سمعة جديدة يحتاجيا المجتمع كيحقؽ مف خبلؿ بيعيا‬
‫ربحان‪.‬‬
‫يعتبر السمـ في عصرنا الحاضر أداة تمكيؿ ذات كفاءة عالية في االقتصاد اإلسبلمي كفي نشاطات‬
‫البنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬مف حيث مركنتيا كاستجابتيا لحاجات التمكيؿ المختمفة‪ ،‬سكاء أكاف تمكيبلن قصير‬
‫األجؿ أـ متكسط أك طكيؿ‪ ،‬كاستجابتيا لحاجات شرائح مختمفة كمتعددة مف العمبلء‪ ،‬سكاء أكانكا مف‬
‫المنتجيف الز ارعييف أـ الصناعييف أـ المقاكليف أـ مف التجار‪ ،‬كاستجابتيا لتمكيؿ نفقات التشغيؿ‬
‫كالنفقات ال أرسمالية األخرل‪.‬‬
‫كليذا تعددت مجاالت تطبيؽ عقد السمـ‪ ،‬كمنيا ما يمي‪:‬‬
‫تمويؿ عمميات ز ارعية مختمفة‪ :‬كذلؾ لدكرة زراعية تقؿ في العادة عف سنة حيث يتعامؿ اؿبنؾ‬ ‫ج‪.‬‬
‫اإلسبلمي مع الـ زارعيف الذيف يتكقع أف تكجد لدييـ السمعة في المكسـ مف محاصيميـ أك محاصيؿ‬
‫غيرىـ التي يمكف أف يشتركىا كيسمىمكىا إذا أخفقكا في التسميـ مف محاصيميـ‪ ،‬فىييقى ِّد يـ ليـ بيذا التمكيؿ‬
‫نفعان بالغان كيدفع عنيـ مشقة العجز المالي عف تحقؽ إنتاجيـ‪.‬‬
‫تمويؿ النشاط اؿز ارعي والصناعي‪ :‬كالسيما تمكيؿ الـ ارحؿ السابقة إلنتاج كتصدير السمع‬ ‫ح‪.‬‬
‫كالمنتجات ال ارئجة‪ ،‬كذلؾ بشارئيا ىسممان كاعادة تسكيقيا بأسعار مجزية‪.‬‬
‫تمويؿ الحرفييف وصغار المنتجيف الز ارعييف والصناعييف‪ :‬كذلؾ عف طريؽ إمدادىـ‬ ‫خ‪.‬‬
‫بمستمزمات اإلنتاج في صكرة معدات كآالت أك مكاد أكلية ؾ أرس ماؿ سمـ مقابؿ الحصكؿ عمى بعض‬
‫منتجاتيـ كاعادة تسكيقيا‪.‬‬
‫مصَّنعة‬ ‫‪1‬‬
‫تمويؿ التجارة الخارجية ‪ :‬كذلؾ بتشجيع قياـ صناعات لتحكيؿ المكاد األكلية إلى سمع ى‬ ‫د‪.‬‬
‫يتـ تصديرىا إلى الخارج‪.‬‬
‫مزايا التمويؿ باالستصناع‪:‬‬ ‫‪.5‬‬
‫يساعد في تحقيؽ االستؽرار االقتصادم في المجتمع عف طريؽ تحقيؽ التكازف بيف قكل الطمب‬ ‫‪‬‬
‫كالعرض‪ ،‬كيتـ إنتاج السمع بناء عمى طمبيا مما يعني أف ما يعرض منيا ىك نفسو المطمكب في‬
‫السكؽ؛‬

‫السمـ في المصارؼ اإلسالمية‪ ،‬المعيد العالمي لمفكر اإلسبلمي‪ ،‬ط‪،1‬‬


‫‪ 1‬محمد عبد العزيز حسف زيد‪ :‬التطبيؽ المعاصر لعقد َّ‬
‫القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،1996 ،‬ص‪.60 :‬‬

‫‪59‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫يتـ صناعة السمعة حسب المكاصفات التي يطمبيا المستيمؾ بالتالي يشبع رغبات كحاجات‬ ‫‪‬‬
‫المستيمكيف كيؤدم إلى تجنب كساد السمع؛‬
‫يخدـ مصالح المستصنع الذم غالبا ما ال يككف لديو الخبرة الكافية في تقييـ أعماؿ المقاكالت‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫أك الكقت البلزـ لممتابعة‪ ،‬أك الماؿ الحاضر لتمكيؿ المشركع؛‬
‫تأميف حجـ مستمر كمتزايد مف الطمب بالنسبة لمصانع مما يعمؿ عمى تكازف كاستقرار التشغيؿ‬ ‫‪‬‬
‫لديو؛‬
‫تشارؾ البنكؾ اإلسبلمية بعقد االستصناع في التنمية الصناعية حيث يمكف تمكيؿ أنتاج السمع‬ ‫‪‬‬
‫الرأسمالية المتعددة كالمعدات كاآلالت كالسفف كالمحركات الكيربائية كأجيزة االتصاالت‪ ،‬ككذا تساىـ‬
‫في التنمية العقارية كالعمرانية بصفة عامة؛‬
‫لك تغيرت أسعار العمبلت بالسكؽ فإف الصانع ال يتأثر حيث يضمف بيعيا بالسعر الذم تـ‬ ‫‪‬‬
‫االتفاؽ عميو في عقد االستصناع كبالتالي فإنو يقكـ بعممو عمى أكمؿ كجو؛‬
‫يصبح البنؾ اإلسبلمي مرك انز ميمان لمبيع كالشراء‪ ،‬لو خبرة كاسعة كمعارؼ كثيرة يستفيد منيا‬ ‫‪‬‬
‫في تقميؿ الكمفة كرفع الجكدة‪ ،‬كيفيد زبائنو منيا أيضان‪.1‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬البيع بالتقسيط والتأجير التمويمي‬
‫أوال‪ :‬البيع بالتقسيط‬
‫مفيوـ البيع بالتقسيط وحكمو‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫مفيوـ البيع بالتقسيط‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫البيع بالتقسيط لغة‪ :‬التقسيط مف القسط كجمعو أقساط‪ .‬كيعني القسط لغة التفريؽ كجعؿ‬ ‫‪-‬‬
‫الشيء أجزاء الحصة أك النصيب‪.‬‬
‫البيع بالتقسيط اصطالحا‪ :‬يعني البيع بالتقسيط البيع إلى أجؿ معمكـ‪ .‬فيك" عقد يقضي بأف‬ ‫‪-‬‬
‫يسدد ثمف البيع عمى عدد محدكد مف الدفعات في تكاريخ معينة‪ ،‬كينتقؿ فيو حؽ ممكية السمعة المبيعة‬

‫‪1‬أنس الحسناكم‪ :‬التمويؿ اإلسالمي كبديؿ لتمويؿ المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬الدكرة التدريبية الدكلية حكؿ تمكيؿ‬
‫المشركعات الصغيرة كالمتكسطة كتطكير دكرىا في االقتصاديات المغاربية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة فرحات‬
‫عباس‪ ،‬سطيؼ‪ 28-25 ،‬مايك ‪ ،2003‬ص‪.08:‬‬

‫‪60‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫ابتداء مف تكقيع العقد كدفع القسط األكؿ‪ ،‬كمف ىنا ال تصبح لمبائع ٌأية حقكؽ عمى‬
‫ن‬ ‫إلى المشترم‬
‫السمعة المباعة إالٌ أنو مف حقو مطالبة المشترم بسداد أم قسط تخمؼ عف دفعو"‪.1‬‬
‫أم أف البنؾ يقكـ بتسميـ السمعة المتفؽ عمييا إلى عميمو في العاجؿ مقابؿ تأجيؿ سداد الثمف إلى كقت‬
‫محدد‪ ،‬كيستكم في ذلؾ أف يككف التأجيؿ لكامؿ ثمف البضاعة أك لجزء منيا‪ ،‬كما يستكم في ذلؾ‬
‫تسديد الجزء المؤجؿ مف الثمف بدفعة كاحدة أك عمى دفعات‪ ،‬أم أقساط‪ ،‬كما يمكف أف يتساكل أك‬
‫يختمؼ الثمف اآلجؿ عف الثمف العاجؿ‪.‬‬
‫حكمو‪ :‬البيع بالتقسيط جائز شرعا‪ ،‬كقد كرد عف الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ قكلو‪ :‬ثبلثة فييف‬ ‫ب‪.‬‬
‫البركة‪ :‬البيع إلى آجؿ كالمقارضة كاخبلط البر بالشعير لمبيت ال لمبيع‪.‬‬
‫وقد روى أف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ اشترى طعاما مف ييودي الى جؿ ورىف درعا مف‬
‫‪ ‬ىيا‬ ‫حديد‪ .‬كقد أجاز جميكر الفقياء بيع السمعة ألجؿ بأكثر مف ثمنيا العاجؿ استنادا لقكلو تعالى‪:‬‬
‫ىف تى يككف تً ىج ىارةن ىع ٍف تىىر و‬ ‫َّ‬ ‫أىيُّيا الَّذيف آمينكا الى تىٍأ يكميكا أىمكالى يكـ ب ٍي ىن يكـ بً ً‬
‫اض ِّم ٍن يك ٍـ ىكالى تى ٍقتيميكا أ ٍىنفي ىس يك ٍـ َّ‬
‫إف‬ ‫الباط ًؿ إال أ ٍ‬
‫ٍى ٍ ى ٍ ى‬ ‫ى ى‬ ‫ى‬
‫‪2‬‬
‫يما‪. ‬‬ ‫ً‬ ‫ا﵀ ىك ى ً‬
‫اف ب يك ٍـ ىرح ن‬
‫كبما أف البيع بالتقسيط ىك بيع آجؿ فيجكز شرعا تسديد الثمف دفعة كاحدة في المستقبؿ أك عمى أقساط‬
‫محددة تدفع بآجاؿ معمكمة مستقببل كينطبؽ عميو شرعية بيع األجؿ‪.‬‬
‫‪ .2‬شروط التمويؿ بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫‪ ‬ال يجكز لمبنؾ أف يحتفظ بممكية السمع كاألصكؿ المعدة لمبيع بالتقسيط لمدة تزيد عمى ستة أشير؛‬
‫‪ ‬ال يجكز لمبنكؾ أف تعيد شراء سمعة باعتيا لعميؿ باألجؿ أك بالتقسيط؛‬
‫محددة بالتقسيط؛‬
‫‪ ‬يجكز لمبنؾ أف يشترم سمعا أك أصكؿ رأسمالية‪ ،‬ثـ يعيد بيعيا ألجؿ أك آلجاؿ ٌ‬
‫‪ ‬تجكز الزيادة في الثمف المؤجؿ عف الثمف الحاؿ‪ ،‬كما يجكز ذكر ثمف المبيع نقدا‪ ،‬كثمنو باألقساط‬
‫لمدة معمكمة‪ ،‬كال يصح البيع إال إذا جزـ العاقداف بالنقد أك التأجيؿ فإف كقع البيع مع التردد بيف النقد‬
‫كالتأجيؿ بأف لـ يحصؿ االتفاؽ الجازـ عمى ثمف كاحد محدد فيك غير جائز شرعان؛‬
‫‪ ‬في بيع األجؿ ال يجكز شرعا التنصيص في العقد عمى فكائد التقسيط‪ ،‬مفصكلة عف الثمف الحؿ‪،‬‬
‫بحيث ترتبط باألجؿ عمى سكاء اتفؽ العاقداف عمى نسبة الفائدة أـ ربطاىا بالفائدة السائدة؛‬

‫‪1‬حسف بف منصكر‪ :‬البنوؾ اإلسالمية بيف النظرية والتطبيؽ‪ ،‬ط‪ ،1‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،1992 ،‬ص‪.31:‬‬
‫‪2‬القرآف الكريـ‪ ،‬سكرة النساء‪ ،‬اآلية ‪.29‬‬

‫‪61‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫‪ ‬إذا تأخر المشترم المديف في دفع األقساط عف المكعد المحدد فبل يجكز إلزامو أم زيادة عمى‬
‫الديف بشرط سابؽ أك بدكف شرط ألف ذلؾ ربا محرـ؛‬
‫‪ ‬يحرـ عمى المديف المميء أف يماطؿ في أداء ما حؿ مف األقساط قبؿ مكاعيدىا‪ ،‬عند تأخر‬
‫المديف عف أداء بعضيا‪ ،‬ما داـ المديف قد رضي بيذا الشرط عند التعاقد؛‬
‫‪ ‬ال يحؽ لمبائع االحتفاظ بممكية المبيع بعد البيع‪ ،‬كلكف يجكز لمبائع أف يشترط عمى المشترم رىف‬
‫المبيع بعد البيع‪ ،‬كلكف يجكز لمبائع أف يشترط عمى المشترم رىف المبيع عنده لضماف حقو في استيفاء‬
‫األقساط المؤجمة‪.‬‬
‫‪ .3‬مزايا وعيوب التمويؿ بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫أ‪ .‬مزايا التمويؿ بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫‪ ‬تنشيط الطمب عمى السمع التي تعاني مف رككد الطمب عمى إنتاجيا السيما السمع االستيبلكية‬
‫المعمرة كذلؾ بمجكء ىذه الصناعات إلى البيع بالتقسيط كبذلؾ تدخؿ نطاؽ الشراء طبقة جديدة لـ‬
‫ِّ‬
‫تتشبع بعد بيذه السمع؛‬
‫‪ ‬يمكف اعتبار نظاـ البيع بالتقسيط مف البدائؿ الشرعية لمربا المحرـ شرعان إذا تـ تنظيمو كفقا‬
‫لمقكاعد الشرعية كالمصالح المرعية؛‬
‫‪ ‬انخفاض قيمة القسط المدفكع كذلؾ بتخفيض قيمة الدفعة األكلى كزيادة فترة السماح التي تنقضي‬
‫ستكَّزع عمييا األقساط؛‬
‫قبؿ بدء سداد أكؿ قسط‪ ،‬كزيادة الفترة الزمنية الكمية التي ى‬
‫‪ ‬إف تشجيع الطمب عمى منتجات السمع المباعة عمى التقسيط قد يؤدم إلى زيادة المبيعات كاألرباح‬
‫المحققة في تمؾ الصناعات؛‬
‫‪ ‬البيع بالتقسيط يتيح لمبنؾ استثمار أمكالو في فترات الرككد االقتصادم‪ ،‬فالبنكؾ تقكـ بشراء مف‬
‫المؤسسات التي لدييا سمع ترغب في بيعيا‪ ،‬كتعيد بيعيا لؤلفراد بالتقسيط كبسعر أعمى ‪.‬‬
‫ب‪ .‬عيوب التمويؿ بالبيع بالتقسيط‪:‬‬
‫حيث أف ممكية المبيع تنقؿ إلى المشترم‬ ‫يتضمف البيع بالتقسيط أخطار بالنسبة لمبائع؛‬ ‫‪‬‬
‫بمجرد العقد كقد يفمس المشترم أك يعسر قبؿ الكفاء بجميع األقساط فبل يحصؿ البائع إال عمى جزء‬
‫مف حقو؛‬

‫‪62‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫ينشأ عف ىذا البيع مشاكؿ بيف البائع كالمشترم ‪ ،‬لما يقتضيو ذلؾ مف تسميـ كتسمـ كحفظ‬ ‫‪‬‬
‫الحقكؽ كال سيما أف أحد العكضيف كىك(الثمف)يتأخر قميبلن أك كثي انر في تسميمو؛ مما يؤدم إلى النزاع‬
‫بيف الطرفيف ؛‬
‫إف سيكلة الحصكؿ عمى السمعة كالدفع قد تغرم المشترم بالشراء كقد تككف السمع غير‬ ‫‪‬‬
‫ضركرية‪ ،‬مما يثقؿ كاىمو كيربؾ ميزانيتو كخصكصا أصحاب الدخؿ المحدكد؛‬
‫‪،‬‬ ‫استغبلؿ حاجة المشترم فيرفع البائع الثمف كما يريد مضاعفان المكسب أضعافا مضاعفة‬ ‫‪‬‬
‫فضبلن عف ككنو إثمان مف جية النظر األخبلقية‪ ،‬كال يجكز شرعان؛‬
‫اضطرار البائع إلى بيع العينة بثمف نقدم أقؿ لمكاجية ظركفو الطارئة‪ ،‬كىك ما يسمكنو حرؽ‬ ‫‪‬‬
‫األسعار؛‬
‫التكسع في نظاـ التقسيط يعمؿ عمى فتح باب الستيراد بدكف ضكابط ‪ ،‬فيؤثر بالسمب عمى‬ ‫‪‬‬
‫الصناعة المحمية الناشئة كيؤدم إلى زيادة المخزكف السمعي؛‬
‫شراء السمع بالتقسيط حتى المديكنية الكثيرة مخالؼ ألحكاـ الشرع اإلسبلمي الذم أمرنا‬ ‫‪‬‬
‫س ِط فَتَ ْق ُع َد‬ ‫ِ‬
‫بالكسطية في اإلنفاؽ؛ لقكلو تعالى ‪َ  :‬والَ تَ ْج َع ْؿ َي َد َؾ َم ْغمُولَ ًة إِلَى ُع ُنق َؾ َوالَ تَ ْب ُ‬
‫س ْط َيا ُك َّؿ ا ْل َب ْ‬
‫ور‪ 1‬؛‬
‫س ًا‬
‫وما َّم ْح ُ‬
‫َممُ ً‬
‫إف تحكيؿ معظـ رأس ماؿ التجار إلى ديكف عمى الغير يعمؿ عمى اتساع دائرة البيع‬ ‫‪‬‬
‫بالتقسيط‪,‬مما يؤدم إلى إفبلس معظـ التجار؛‬
‫يحاكؿ أغمب التجار أخذ ضمانات عمى المستيمؾ؛ مثؿ‪ :‬الكمبياالت‪،‬كالشيكات‪،‬كقد تككف‬ ‫‪‬‬
‫بدكف رصيد؛مما يكقعيـ تحت طائمة القانكف؛‬
‫استغبلؿ التجار لحاجة المشترم بزيادة أثماف السمع في البيع بالتقسيط مبالغ فييا فيدخميا‬ ‫‪‬‬
‫الغبف الفاحش المنيي عنو‪.‬‬
‫الفرؽ بيف البيع بالتقسيط وبيف الربا‪ :‬لقد سكل عرب الجاىمية بيف البيع كالربا فقالكا كما‬ ‫‪.4‬‬
‫الب ٍي ىع ًم ٍث يؿ ِّ‬
‫حكى القرآف الكريـ عنيـ‪﴿ :‬إًَّن ىما ى‬
‫‪2‬‬
‫ظنا منيـ أف الزيادة التي تضاؼ عمى البيع‬
‫الرىبا ﴾ ‪ ،‬ن‬
‫المؤجؿ ألجؿ التأجيؿ‪ ،‬تشبو الزيادة الربكية التي يأخذىا المرابي ألجؿ اإلنظار كالتأخير‪ ،‬فكبلىما زيادة‬

‫‪1‬‬
‫القرآف الكريـ‪ ،‬سكرة النساء‪ ،‬اآلية ‪.29:‬‬
‫‪2‬‬
‫القرآف الكريـ‪ ،‬سكرة البقرة‪ ،‬اآلية‪.275 :‬‬

‫‪63‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫مبينا ليـ أف الفرؽ شاسع‬


‫الرىبا ﴾ ن‬
‫كح َّرىـ ِّ‬ ‫ىح َّؿ ا﵀ ى‬
‫الب ٍي ىع ى‬ ‫﴿كأ ى‬
‫في مقابؿ األجؿ‪ ،‬فرد ا﵀ تعالى عمييـ بقكلو ‪ :‬ى‬
‫بيف البيع الذم أحمو ا﵀ تعالى كبارؾ فيو‪ ،‬كبيف الربا الذم حرمو ا﵀ سبحانو كمحؽ البركة منو‪.‬‬

‫كذلؾ لمفركقات كاألسباب التالية‪:‬‬


‫نظر لتقمبات السكؽ‪ ،‬كارتفاع‬
‫‪ ‬إف التاجر الذم يبيع باألجؿ أك بالتقسيط‪ ،‬يخضع لمربح كالخسارة‪ ،‬نا‬
‫األسعار أك انخفاضيا‪ ،‬فيك متحمؿ لممصاعب كمتعرض لممخاطر‪ ،‬كمف المعمكـ أف الغرـ بالغنـ‪ .‬أما‬
‫المرابي فحصكلو عمى الفكائد يككف دكف عمؿ‪ ،‬أك تعرض لمخسارة‪ ،‬ألف مكضكع تجارتو نقد ال يغؿ‬
‫سمعا ترتفع كتنخفض؛‬
‫بنفسو‪ ،‬كال يؤثر فيو الزماف‪ ،‬ألف النقكد ليست ن‬
‫‪ ‬إف البيع – كمنو بيع التقسيط – فيو خدمة لممجتمع‪ ،‬كمنفعة متعدية لمغير‪ ،‬إذ ىك عبارة عف تبادؿ‬
‫جسميا كفكرنيا‪ ،‬كيؤدم إلى نشاط كاجتياد في التجارة‪ ،‬كيضاعؼ‬
‫ن‬ ‫مجيكدا‬
‫ن‬ ‫لؤلمكاؿ بالسمع‪ ،‬كىك يتطمب‬
‫مف القكة الشرائية لؤلمكاؿ‪ .‬أما المرابي الذم يقرض النقكد بفائدة‪ ،‬فيك ال يقكـ بشيء مف ىذا المجيكد‪،‬‬
‫كال ينتفع المجتمع منو بشيء‪ ،‬الميـ إال فائدة شخصية قاصرة عمى المقرض‪ ،‬قامت عمى اإلضرار‬
‫محضا‪1‬؛‬
‫ن‬ ‫ضرر‬
‫نا‬ ‫باآلخريف‬
‫وبعبارة أخرى ‪ :‬فإف الزيادة في الربح إنما تتـ عمى أساس مف النفع المحقؽ أك المتبادؿ بيف البائع‬
‫كالمشترم سكاء بسكاء‪ .‬أما الزيادة في الربا‪ ،‬فإنيا تتـ عمى منفعة فريؽ كخسارة الفريؽ اآلخر‪ ،‬فيي‬
‫تحقؽ منفعة مؤكدة لممرابي‪ ،‬قائمة عمى استغبلؿ المديف كاضط ارره‪2‬؛‬
‫إف الربا يؤدم إلى نشكء طبقة مف المستثمريف المتعطميف‪ ،‬الذيف يمتصكف دماء الكادحيف‬ ‫‪‬‬
‫كجيدىـ‪ ،‬دكف أف يسيمكا في أم عمؿ أك مخاطرة‪ ،‬كذلؾ يربييـ عمى الخمكؿ كالكسؿ كترؾ العمؿ‪،‬‬
‫كالعزكؼ عف التجارة كالصناعة‪ .‬أما التجارة كالبيكع الحالة أك المؤجمة فإنيا تؤدم إلى حركة اقتصادية‪،‬‬
‫عضكا فاعبل فيو‪ ،‬كمف المعمكـ أف‬
‫ن‬ ‫مما يدفع عجمة اإلنتاج كالبناء‪ ،‬كيجعؿ كؿ فرد مف أفراد المجتمع‬
‫مصالح العالـ ال تنتظـ إال بالتجارات كالصناعات؛‬
‫إف الزيادة في بيع التقسيط‪ ،‬زيادة مقطكعة‪ ،‬ال تزيد كمما زاد الزماف‪ ،‬كما ال تزيد إذا تأخر‬ ‫‪‬‬
‫المشترم أك تخمؼ عف أداء األقساط ‪ .‬أما الفائدة الربكية المكزعة عمى أجزاء الزمف‪ ،‬فإنيا تزيد كمما‬

‫‪1‬‬
‫د ‪.‬عمر بف عبد العزيز المترؾ ‪ :‬الربا والمعامالت المصرفية في نظر الشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار العاصمة‪ ،‬ط ‪ ،1‬الرياض‪،‬‬
‫السعكدية‪ 1414 ،‬ق‪ ،‬ص‪.49:‬‬
‫‪2‬‬
‫د ‪.‬عبد الرزاؽ رحيـ جدم الييتي ‪ :‬المصارؼ اإلسالمية بيف النظرية والتطبيؽ‪ ،‬دار أسامة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط ‪ ،1‬عماف‬
‫األردف‪ ،1998 ،‬ص‪. 87 :‬‬

‫‪64‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫زاد األجؿ‪ ،‬كما أنيا تزيد في حالة تأخر المديف عف الدفع ألم سبب كاف‪ ،‬فتصبح فائدة مركبة‪ ،‬أك‬
‫أضعافنا مضاعفة‪ ،‬مما يثقؿ كاىؿ المديف‪ ،‬كيزيد فقره كعناءه؛‬
‫نقدا بثمف أقؿ‪ ،‬كبيف الشراء إلى أجؿ بثمف‬
‫إف البيع بالتقسيط فيو تخيير لممشترم بيف الشراء ن‬ ‫‪‬‬
‫أكثر‪ ،‬بخبلؼ الربا فإنو ال تخيير فيو‪ ،‬ألنو قائـ عمى استغبلؿ حاجة الناس لمماؿ‪ ،‬كالطمع بما في‬
‫جيكبيـ‪ ،‬كأما البيع بالتقسيط فإنو قائـ عمى الرفؽ بالناس كتيسير معامبلتيـ‪ ،‬كالتخفيؼ عنيـ‪ ،‬مف غير‬
‫إجحاؼ بحؽ البائع في زيادة السعر ألجؿ صبره كاميالو لممشترم؛‬
‫إف الزيادة في البيع بالتقسيط ىي زيادة في معاكضة صحيحة بيف شيئيف مختمفي األغراض‬ ‫‪‬‬
‫كالمنافع‪ ،‬فثمة اختبلؼ في طبيعة بدلي المعاكضة كنقكد بطعاـ‪ ،‬أك سمعة مقابؿ نقد‪ ،‬مما يجعؿ‬
‫المعاكضة مثمرة كنافعة لؤلفراد كالمجتمع‪.‬‬
‫أما الديف في حالة الربا فبل معاكضة فيو عمى الحقيقة‪ ،‬ألف التبادؿ فيو يتـ عمى أشياء مثمية‪ ،‬فبدليو‬
‫تماما‪ ،‬فكانت الزيادة فيو ببل عكض يقابميا؛‬
‫ىما مف جنس كاحد‪ ،‬كىك كاجب الرد بمثمو ن‬
‫إف التبادؿ في حالة الربا يتـ بيف أشياء متجانسة أك متقاربة‪ ،‬يتضح فييا زيادة أحد المثميف‬ ‫‪‬‬
‫عمى اآلخر‪ ،‬أما في بيع التقسيط فالثمف مف جنس‪ ،‬كالمثمف مف جنس آخر مختمؼ‪ ،‬فبل يمكف تصكر‬
‫الربا حينئذ‪1‬؛‬
‫يتعرض البائع بالتقسيط لمخاطر عدة تتمثؿ في تحمؿ مخاطرة اليبلؾ أك تمؼ البضاعة فترة‬ ‫‪‬‬
‫بقائيا في حكزتو‪ ،‬ثـ مخاطر عدـ الحصكؿ عمى الثمف أك األقساط نتيجة مماطمة المشترم أك إعساره‪،‬‬
‫أك غير ذلؾ‪ .‬أما المرابي فإف رأس مالو ال مخاطرة فيو‪ ،‬بؿ ىك ديف مضمكف في الذمة كاجب الرد‬
‫بمثمو فضبل عف الزيادة المشركطة؛‬
‫إف الثمف في بيع التقسيط جاء كمو بزيادتو في مقابؿ السمعة التي كاف مف الممكف أف يككف‬ ‫‪‬‬
‫ثمنا حاال ليا‪ ،‬أما في الربا فإف الزيادة ال مقابؿ ليا‪ ،‬فمك أقرض مائة إلى سنة يستكفييا مائة كعشرة‪،‬‬
‫ن‬
‫فإف المائة جاءت مقابؿ المائة‪ ،‬كالعشرة مقابؿ التأجيؿ كثمف لو خاصة‪ ،‬إذ ال يمكف أخذ ىذه العشرة‬
‫الزائدة بغير التأجيؿ البتة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سميماف بف تركي التركي‪ :‬بيع التقسيط وأحكامو‪ ،‬دار إشبيميا‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪ ،‬السعكدية‪ ،2003 ،‬ص‪.229 :‬‬

‫‪65‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫ثانيا‪ :‬التأجير التمويمي‬


‫‪ .1‬مفيوـ التأجير التمويمي وحكمو‬
‫أ‪ .‬مفيوـ التأجير‬
‫يج ىرة‬ ‫َّر يي ِّ‬
‫ؤجر أ ٍ‬ ‫التأجير لغة‪ :‬التأجير مف اإلجارة كىي مشتقة مف األجر‪ ،‬كجاءت مف فعؿ أىج ى‬ ‫‪-‬‬
‫كاجارة‪ ،‬كليا معنياف‪:‬‬
‫ْج َرِني ثَ َم ِان َي‬
‫َف تَأ ُ‬
‫اؿرآف الكريـ‪َ ﴿ :‬عمَ ٰىى أ ْ‬
‫األوؿ‪ :‬الؾ ارء عمى العمؿ‪ ،‬تقكؿ ‪:‬استأجرت الرجؿ‪ ،‬كفي ق‬
‫ِح َج ٍجج‪ 1 ‬أم يصير أجيرم‪.‬‬
‫والثاني ‪:‬جبر العظـ الكسير‪.‬‬
‫‪ -‬التأجير اصطالحا‪" :‬عقد عمى منفعة معمكمة مقصكدة قابمة لمبذؿ* كاإلباحة** بعكض‬
‫معمكـ"‪.‬‬
‫إف ىخ ٍي ىر ىم ًف‬ ‫استىأ ً‬
‫ٍج ٍرهي َّ‬ ‫ً‬
‫اى ىما ىيا أ ىىبت ٍ‬
‫إح ىد ي‬
‫ت ٍ‬‫‪ -‬حكمو‪ :‬مشروع بالقر ف الكريـ إستناداً لقولو تعالى‪ ﴿ :‬قىالى ٍ‬
‫يف ‪. 2 ‬‬ ‫ت اٍلقى ًك ُّ ً‬
‫م األىم ي‬ ‫ٍج ٍر ى‬
‫استىأ ى‬
‫ٍ‬
‫ومشروع في السنة النبوية الشريفة إستنادان لمحديث الشريؼ الذم ركاه ابف ماجو عف عبد ا﵀ بف‬
‫عمرك عنيما أف النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ قاؿ‪" :‬أعط األجير أجره قبؿ أف يجؼ عرقو"؛ كقد أجمع‬
‫الفقياء عمى جكازه لما فيو مف مصمحة لمناس كتيسير في شؤكف حياتيـ‬
‫ب‪ .‬مفيوـ التمويؿ‪:‬‬
‫كمٍمتوي‪:‬‬
‫مكؿ‪ ،‬فيك مشتؽ مف الماؿ‪ ،‬ي‬
‫التمويؿ لغة‪ :‬يرجع أصؿ لفظ التمكيؿ إلى مصدر الفعؿ ٌ‬ ‫‪-‬‬
‫أعطيتو الماؿ‪ ،‬كتمكؿ اتخذ ماالن كمكلو غيرق‪.‬‬
‫كفي الحديث قاؿ رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ " :‬فتىم َّكٍلوي كتىص َّد ٍؽ بً ًو‪ ،‬فما ىجاء ىؾ ًم ٍف ىى ىذا اٍلم ً‬
‫اؿ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى ٍ ى‬
‫ؼ ىكىال ىسائً وؿ فى يخ ٍذهي‪ ،‬كاال فى ىبل تيتٍبً ٍعوي ىن ٍف ىس ىؾ "‪.3‬‬
‫ت ىغ ٍير م ٍش ًر و‬
‫ىكأ ٍىن ى ي ي‬

‫‪1‬‬
‫القرآف الكريـ‪ ،‬سكرة القصص‪ ،‬اآلية ‪.27‬‬
‫*إلخراج المنافع غير القابمة لمبذؿ كمنفعة البضع‪.‬‬
‫** إلخراج اإلجارة عمى المنافع المحرمة كاإلجارة عمى الغناء المحرـ‪,‬أك حمؿ الخمر‪.‬‬
‫‪2‬القرآف الكريـ‪ ،‬سكرة القصص‪ ،‬اآلية ‪.26‬‬
‫‪3‬‬
‫أخرجو البخارم في صحيحو‪ ،‬كتاب األحكاـ‪ ،‬باب رزؽ الحكاـ كالعامميف عمييا‪ ،‬ح‪.)67/9( ، 7163‬‬

‫‪66‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫التمويؿ اصطالحا‪ :‬قد عرفو بعض االقتصادييف عمى أنو ‪ " :‬عممية تنطكم عمى مجمكعة‬ ‫‪-‬‬
‫الممارسات التي مف شأنيا الحصكؿ عمى األمكاؿ مف مصادر مختمفة كمناسبة ‪,‬كاالستفادة القصكل مف‬
‫ىذه األصكؿ بحيث تتحقؽ مف جراء ذلؾ درجة عالية مف الكفاءة في استخداـ ىذه األمكاؿ"‪.1‬‬
‫" تدبير األمكاؿ البلزمة إلقامة المشركع كما يمزـ مف ماؿ‬ ‫أما البعض اآلخر فقد عرفو بأنو‪:‬‬
‫لتشغيمو بعد إنشائو‪ ،‬كتقرير كيفية استخداـ األمكاؿ المتاحة بأكبر قدر مف الكفاءة"‪.‬‬
‫كما عرفو بعض عمماء اإلدارة بأنو‪ " :‬اإلمداد باألمكاؿ في أكقات الحاجة إلييا"‪.2‬‬
‫عقد بيف المؤجر كالمستأجر‬ ‫ت‪ .‬تعريؼ عقد التأجير التمويمي‪ :‬ىناؾ عدة تعريفات مف بينيا‪":‬‬
‫يتضمف إيجار أصكؿ معينة يتـ اختيارىا مف مكرد‪ ،‬أك بائع بمعرفة المستأجر‪ ،‬كيظؿ المؤجر مالكان‬
‫لؤلصكؿ‪ ،‬كالمستأجر مستعمبلن ليا مقابؿ أجرة معينة يتفؽ عمييا خبلؿ مدة اإليجار"‪.3‬‬
‫كعرؼ مجمس المبادئ المحاسبية األمريكي ‪ APB‬عقد التأجير بأنو‪ ":‬اتفاؽ تعاقدم بيف المؤجر ينتقؿ‬
‫بمقتضاه إلي المستأجر حؽ استخداـ أصكؿ معينة حقيقية أك معنكية مممككة لممؤجر لمدة محددة‬
‫مقابؿ عائد معيف يتفؽ عميو‪ ،‬بمعنى أف التأجير يخكؿ لممستأجر حؽ استخداـ األصكؿ دكف حؽ‬
‫الممكية‪ ،‬كينشأ عف ذلؾ إلقاء عبء تدبير التمكيؿ البلزـ ليذه األصكؿ عمى المؤجر مقابؿ ما يغطي‬
‫تكمفو ىذا التمكيؿ باإلضافة إلي الربح الناتج عف ىذه العمميات كىك ما يطمؽ عميو لفظ‬
‫التأجير‪.4"lease‬‬
‫كما عرفت جمعية تأجير المعدات في بريطانيا التأجير التمكيمي بأنو‪ " :‬عقد يبرـ بيف مؤجر كمستأجر‬
‫لتأجير أصؿ معيف يختاره المستأجر مف المصنع أك المكرد ليذا األصؿ‪ ،‬كيحتفظ المؤجر بممكية‬
‫األصؿ‪ ،‬عمى أف يقكـ المستأجر بحيازة ىذا األصؿ كاستعمالو مقابؿ أجرة محددة خبلؿ مدة معينة"‪.5‬‬
‫عقد التأجير التمكيمي يطمؽ عميو عدة تسميات منيا ‪:‬االئتماف اإليجارم‪ ،‬أك التمكيؿ باالستئجار‪ ،‬أك‬
‫ؼ‬
‫التمكيؿ التأجيرم‪ ،‬أك اإليجار التمكيمي‪ ،‬كغير ذلؾ مف التسميات التي اختمفت كؿ منيا بحسب اؿازكية‬
‫التي ينظر منيا إلى التأجير التمكيمي‪ ،‬إال أنيا تتفؽ في العناصر األساسية المككنة لو‪ ،‬كتصب في‬

‫‪1‬ابراىيـ فيد‪ ،‬كنجك كنجك‪ :‬االدارة المالية‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،1997 ،‬ص‪.41 :‬‬
‫‪2‬‬
‫طارؽ الحاج‪ :‬مبادئ التمويؿ‪ ،‬دار الصفاء لمنشر‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2002 ،‬ص‪.21:‬‬
‫‪ 3‬صخر الخصاكنة ‪:‬عقد التأجير التمويمي في القانوف األردني مع اإلشارة إلى أحكاـ الفقو اإلسالمي‪ ،‬دار كائؿ‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ‪.32:‬‬
‫‪4‬نجبلء تكفيؽ نجيب‪ :‬الجوانب القانونية لعقد التأجير التمويمي‪ ،‬مجمة رسالة الحقكؽ العممية‪ ،‬المجمد‪ ،1‬العدد األكؿ‪ ،‬جامعة جد ار‬
‫‪ ،‬األردف‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬ص‪.3:‬‬
‫‪5‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.4:‬‬

‫‪67‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫مبتكر كحديثان نسبيان‪ ،‬يكفر لممشركعات االستثمارية أصكال أر سمالية‬


‫ا‬ ‫جكىرىا في ككنو مصد انر تمكيميان‬
‫إنتاجية آلجاؿ طكيمة‪ ،‬عف طريؽ التأجير‪ ،‬كدكف الحاجة إلى شارئيا‪ ،‬أك تممكيا‪ ،‬كتحمؿ تبعات‬
‫تمكيميا‪. 1‬‬
‫شروط التأجير التمويمي‪:2‬‬ ‫‪.2‬‬
‫رضا العاقديف‪ ،‬فمك أكره أحدىما عمى اإلجارة فإنيا ال تصح؛‬ ‫‪‬‬
‫يجب أف يككف كؿ مف األجرة كاألجؿ معمكميف كمسمييف في عقد اإلجارة‪ ،‬كيمكف االتفاؽ عمى‬ ‫‪‬‬
‫أجرة متزايدة أك متناقصة ما داـ أنيا معمكمة لطرفي العقد‪ ،‬كمبمغ أك مبالغ محددة؛‬
‫معرفة المنفعة المعقكد عمييا معرفة تامة تمنع المنازعة؛‬ ‫‪‬‬
‫أف تككف المنفعة مباحة ال محرمة؛‬ ‫‪‬‬
‫التزاـ البنؾ ببيع األصؿ المؤجر لممستأجر في نياية مدة اإلجارة بثمف يحددانو في العقد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خصائص التأجير التمويمي‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫طبيعة العقد‪ :‬كىي عقد إيجار كمكضكعو إيجار أجيزة كآالت‪ ،‬أم أف العبلقة التعاقدية بيف‬ ‫‪‬‬
‫المشركع المستأجر كالمؤسسة المالية المؤجرة ترتب التزامات عمى طرفي العقد‪ :‬تقديـ آالت كأجيزة‬
‫إنتاجية مف قبؿ المؤجر كدفع أقساط اإليجار مف طرؼ المستأجر‪ ،‬كيترتب عمى ذلؾ الخاصية‬
‫الرئيسية نتيجة ميمة ىي أف المستأجر يكتسب القيمة االقتصادية لمسمعة (حؽ االستعماؿ كاالنتفاع)‬
‫بينما يحتفظ المؤجر بممكية األصؿ كحؽ التصرؼ عند نياية العقد؛‬
‫عقد محدد المدة ‪ :‬كيتـ تحديدىا باتفاؽ أطراؼ العبلقة مع مراعاة معايير مكضكعية مثؿ‬ ‫‪‬‬
‫المكاصفات الفنية لآللة‪ ،‬الحساب الضريبي لبلىتبلؾ كغيرىا؛‬
‫عقد مالي‪ :‬إذ أف اإليجار ما ىك إال اإلطار القانكني الذم يسمح بالتدخؿ الماليف كيبدك‬ ‫‪‬‬
‫المظير المالي كاضحان مف خبلؿ االلتزامات المتبادلة بيف كؿ مف المؤجر كالمستأجر‪ ،‬فالمؤجر‬
‫يتحصؿ عمى عكائد في شكؿ أقساط كدفعات اإليجار المستحقة خبلؿ فترة العقد‪ ،‬المدفكعة مف قبؿ‬
‫المستأجر؛‬

‫‪1‬بساـ أحمد عثماف ‪:‬النقؿ التأجير التمويمي ودوره في تفعيؿ مشروعات بالسكؾ الحديدية‪ ،‬بحث منشكر بمجمة جامعة دمشؽ‬
‫لمعمكـ القانكنية كاالقتصادية‪ ،‬سنة ‪ 2011‬ـ‪ ،‬المجمد‪ ،27‬العدد ‪ ،3‬ص‪. 604:‬‬
‫‪2‬بف إبراىيـ الغالي‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.69:‬‬

‫‪68‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫عالقة تمويمية مركبة ذات أبعاد ثالثة‪ :‬وأطراؼ العالقة ىي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫المكرد أك المنتج لمسمع اإلنتاجية مف أجيزة كآالت كغيرىا؛‬ ‫‪-‬‬
‫الكسيط المالي أك البنكي المتخصص‪ ،‬كالذم يبحث عف كسيمة لتكظيؼ مدخراتو كالحصكؿ‬ ‫‪-‬‬
‫عمى عكائد مرتفعة؛‬
‫المؤسسة المستأجرة التي تسعى إلى تطكير طاقتيا اإلنتاجية بالتكسع كاإلحبلؿ‪ ،‬كتبحث عف‬ ‫‪-‬‬
‫التجييزات التي تحقؽ ىذا اليدؼ دكف أف تتكفر ليا المكارد المالية الكافية لذلؾ‪.‬‬
‫ائتماف عيني وانتاجي‪ :‬االئتماف اإليجارم ىك عممية مالية عينية كليست نقدية‪ ،‬فيك ال يمنح‬ ‫‪‬‬
‫في صكرة نقدية أك فتح اعتماد أك ما شابو ذلؾ‪ ،‬بؿ ىك ينصب عمى تسميـ األجيزة كاآلالت المختارة‬
‫مسبقان مف قبمو‪ ،‬لممشركع المقترض بكاسطة المؤسسات المالية كالبنكية‪ ،‬كبالتالي تكمف عينية ىذا النكع‬
‫مف االئتماف في أف المؤسسة المالية المتخصصة تقدـ لممؤسسة المستفيدة تجييزات إنتاج كليس نقكد؛‬
‫ائتماف متوسط وطويؿ األجؿ‪ :‬بما أف التمكيؿ التأجيرم يتعمؽ بتمكيؿ أجيزة كسمع إنتاجية فيك‬ ‫‪‬‬
‫يرتبط مباشرة بالمدة المتكسطة كالطكيمة‪ ،‬حيث تحدد مدة االستئجار لممنقكالت حسب طبيعة األجيزة‬
‫كاآلالت‪ ،‬كحسب فترة االىتبلؾ الضريبي ليا‪ ،‬تككف مدة االستئجار محصكرة بيف ‪ 2‬ك‪ 10‬سنكات‪ ،‬أما‬
‫استئجار العقارات فمدتيا محددة بيف ‪ 15‬ك‪ 20‬سنة‪.‬‬
‫مزايا وعيوب التأجير التمويمي‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫مزاياه‬ ‫أ‪.‬‬
‫تكفير األمكاؿ الستخداميا في مجاالت أخرل مما يسمح لممؤسسة بتمكيؿ تكسعيا مع‬ ‫‪‬‬
‫محافظتيا عمى استقبلليا المالي؛‬
‫تخفيض مخاطر اإلفبلس إذ إف التمكيؿ باالستئجار ال يعرض المؤسسة لمخاطر عدـ القدرة‬ ‫‪‬‬
‫عمى سداد الديف كفكائده‪ ،‬فالمستأجر يتجنب كميةن ىذا النكع مف المخاطر المالية‪ ،‬مف خبلؿ عدـ كجكد‬
‫ديف يطالب بو دائف‪ ،‬حيث يسترجع المؤجر األصؿ في حالة تكقؼ المستأجر عف دفع قسط اإليجار؛‬
‫تجنب مخاطر الممكية كالمتمثمة في تقادـ األصؿ‪ ،‬كىذه المخاطر يتحمميا مؤجر األصؿ‬ ‫‪‬‬
‫(المالؾ الحقيقي لؤلصؿ)‪ ،‬أما المستأجر فيككف ح انر في االنتفاع بيذا األصؿ أك استبدالو اك إرجاعو‬
‫إلى مالكو؛‬
‫تكثيؽ العبلقة بيف المؤسسات المالية كالمؤسسات الصناعية سكاء المنتجة لآلالت كالتجييزات‬ ‫‪‬‬
‫المستخدمة ليا‪ ،‬أم تحقيؽ عبلقة مباشرة بيف رأس الماؿ المالي كرأس الماؿ الصناعي؛‬

‫‪69‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫تغيير اتجاه ىذه المؤسسات نحك التكظيؼ الطكيؿ كالمتكسط األجؿ؛‬ ‫‪‬‬
‫إيجاد تكظيؼ لممدخرات عمى أساس العائد الحقيقي مف االستثمار كليس عمى أساس العائد‬ ‫‪‬‬
‫االفتراضي (سعر الفائدة)‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫عيوبو‬ ‫ب‪.‬‬
‫ارتفاع تكمفة التمكيؿ باالستئجار التي غالبان ما تككف أعمى مف تكمفة االقتراض؛‬ ‫‪‬‬
‫االستئجار ال يسمح لمشركة بإدخاؿ أم تحسينات عمى األصكؿ المستأجرة؛‬ ‫‪‬‬
‫اعتبارات عدـ صبلحية األصكؿ المستأجرة‪ ،‬حيث إف الشركة قد تستمر في تسديد دفعات‬ ‫‪‬‬
‫اإليجار دكف أف تستفيد مف األصكؿ المستأجرة‪ ،‬لككنيا غير صالحة لبلستخداـ مثؿ الحكاسيب‬
‫كالمعدات اإللكتركنية‪.‬‬
‫كفيما يمي جدكؿ يبيف قائمة األدكات المالية اإلسبلمية‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ :02-01‬قائمة األدكات المالية اإلسبلمية‬
‫الكصؼ المختصر ليا‬ ‫الكرقة المالية‬
‫كضعت ىيئة التمكيؿ الدكلية شيادات المشاركة القابمة لبلسترداد لتقديـ التمكيؿ إلى‬ ‫شيادات المشاركة المتناقصة‬
‫شركات المضاربة في باكستاف‬
‫استنادا إلى عقد المضاربة‪ ،‬فإف متحصبلت ىذه الشيادات تككف لبلستثمار في‬ ‫شيادات اإليداع اإلسبلمية‬
‫مجاالت كثيرة ال يقيدىا عقد المضاربة (مضاربة مطمقة) حسب ما تراه الجية‬
‫المصدرة لمشيادات ‪ -‬أم المضارب‬
‫جاء مقترح ىذه الشيادة عمى أف يتـ تمكيؿ مشتريات بمبالغ كبيرة مف خبلؿ تجميع‬ ‫شيادات ديف البيع بالتقسيط‬
‫مساىمات بمبالغ صغيرة في كعاء كاحد‪ .‬كتمثؿ الشيادة أصؿ المبمغ المستثمر زائدا‬
‫عائد المرابحة‪ .‬كمعظـ شيادات الديف تصدر في ماليزيا بمسمى‬
‫" شيادات الديف اإلسبلمية"‬
‫كىي مثؿ شيادات اإليداع اإلسبلمية غير أف متحصبلتيا تذىب لتمكيؿ استثمارات‬ ‫شيادات االستثمار اإلسبلمية‬
‫محددة في عقد المضاربة‪ -‬أم أنيا شيادات مضاربة مقيدة‬
‫كمثؿ شيادة ديف البيع بالتقسيط‪ ،‬فيذه الشيادة تمثؿ ما دفعو المستثمركف مف مبالغ‬ ‫شيادات ديف االستصناع‬
‫مستثمرة في مشركع يتـ تمكيمو باالستصناع‪ .‬زائدا عمى ىذه األمكاؿ المستثمرة‬
‫فالشيادة تمثؿ كذلؾ نصيب المستثمريف مف العائد(ىامش المرابحة) كىي تناسب‬
‫تمكيؿ مشركعات البنية األساسية‬
‫تمثؿ شيادات اإلجارة ممكية منافع استأجرت مقابؿ أجرة مقطكعة‪ .‬كبما أف المنافع‬ ‫شيادات اإلجارة‬
‫قابمة لمتسكيؽ يمكف تداكؿ ىذه الشيادة بيعا كشراءان‬

‫‪1‬بف إبراىيـ الغالي‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.73:‬‬

‫‪70‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫تمثؿ شيادة المضاربة ممكية في الشركة المصدرة ليا دكف حؽ التصكيت كقد صدرت‬ ‫شيادات المضاربة‬
‫ىذه الشيادة مف عدة مؤسسات‬
‫شيادات المقارضة ىي ىجيف يجمع بيف شيادة المضاربة كشيادة المشاركة‬ ‫شيادات المقارضة‬
‫المتناقصة كالتي يمكف أف تصدرىا الحككمة لتمكيؿ مشركعات المرافؽ العامة‬
‫كتطكيرىا‪ .‬كقد صدر قانكف شيادات المقارضة في األردف في بداية الثمانينات مف‬
‫القرف الماضي كلكنو لـ يتـ حتى اآلف إصدار ىذه الشيادات‬
‫شيادات المشاركة عبارة عف أسيـ عامة لشركات تعمؿ كفؽ ألحكاـ الشريعة‬ ‫شيادات المشاركة‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬كقد قامت الحككمة اإليرانية بإصدار ىذه الشيادات بيدؼ تمكيؿ‬
‫مشركعات البنية األساسية‪ .‬أما في السكداف فقد أصدرت ىذه الشيادات ككاحدة مف‬
‫أدكات السياسة النقدية‬
‫جاء اقتراح شيادات المشاركة الكطنية مف قبؿ خبراء صندكؽ النقد الدكلي كأداة‬ ‫شيادات المشاركة الكطنية‬
‫الستقطاب المكارد كذلؾ لصالح القطاع الحككمي العاـ‪ .‬كتقكـ ىذه الشيادات عمى‬
‫مفيكـ شيادات المشاركة المصدرة في إيراف‪ .‬كيفترض أف تمثؿ ىذه الشيادات حؽ‬
‫ممكية في مكجكدات القطاع العاـ الحككمي في الدكلة‬
‫كشيادة عائد األمبلؾ ىي سند عائد مضاربة مف مشاركة في أمبلؾ مف دكف حؽ‬ ‫شيادات عائد األمبلؾ‬
‫تصكيت‬
‫صدرت شيادات المشاركة المؤقتة عف مؤسسة ‪ Bankers Equity‬في باكستاف في‬ ‫شيادات المشاركة المؤقتة‬
‫الثمانينات مف القرف الماضي‪-‬كفييا خصائص مشتركة مع شيادات المشاركة‬
‫المتناقصة كشيادات المقارضة‬
‫يشارؾ حممة ىذه الشيادات في الدخؿ الريعي لمعيف(األصؿ) الذم صدرت عمى‬ ‫شيادات المشاركة في الريع‬
‫أساسو الشيادة‬
‫صدرت ىذه الشيادات في تركيا بغرض إدارة تمكيؿ مشركعات البنية األساسية التي‬ ‫شيادات المشاركة في اإليرادات‬
‫تـ تخصيصيا‬
‫بمكجب ما دفعكه‪ ،‬لحممة شيادات السمـ الحؽ في السمع كالبضائع كالخدمات الى‬ ‫شيادات السمـ‬
‫سيتسممكنيا في تاريخ اجؿ محدد‬
‫في ىذه العقكد‪ ،‬يقكـ البنؾ بالسداد بالتقسيط لممكرديف‪ ،‬كيككف عميو التزاـ ثابت في‬ ‫عقكد المرحمتيف‪-‬اإلجارة‪ ،‬المرابحة‪،‬‬
‫ميزانيتو تجاه المكرديف بدال عف قيامو بالسداد الفكرم بقيمة ما يتسممو مف المكرديف‬ ‫االستصناع‪ ،‬السمـ‬
‫تخكؿ الشيادات المتنكعة حاممييا(حاممي شيادات الديف مف أم نكع) بمبادلة ىذه‬ ‫الشيادات المختمطة (اليجينة)‬
‫الشيادات بأعياف‪/‬أصكؿ أخرل تخص المنشاة المصدرة لمشيادات ناك مبادلتيا‬
‫بأصكؿ منشآت أخرل كفؽ ما يرد في الشيادات مف شركط عرضيا كتداكليا‬
‫إدارة المخاطر تحميؿ قضايا في الصناعة المالية اإلسالمية ‪ ،‬كرقة مناسبات رقـ ‪،5‬‬ ‫المصدر‪ :‬طارؽ ا﵀ خاف كحبيب احمد‪:‬‬
‫المعيد اإلسبلمي لمبحكث كالتدريب‪ ،‬البنؾ اإلسبلمي لمتنمية‪ ،‬جدة‪ ،‬السعكدية‪ ،2003 ،‬ص‪.187 :‬‬

‫‪71‬‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ األوؿ‬

‫خالصة الفصؿ األوؿ‪:‬‬


‫إف البنكؾ اإلسبلمية ىي بنكؾ ذات طابع شمكلي تقدـ مختمؼ الخدمات لجميع القطاعات كتقبؿ مف‬
‫جميع األطراؼ‪ ،‬كاتباعيا لمبادئ الشريعة اإلسبلمية مكنيا مف احتبلؿ مكانة بارزة مما جعميا محطة‬
‫لكؿ مف يرغب في الكسب الحبلؿ‪ ،‬فقد استطاعت أف تحقؽ نجاحا كبيرا‪ ،‬كالدليؿ عمى ذلؾ ىك إقباؿ‬
‫المسمميف عمى التعامؿ معيا عمى حساب البنكؾ التقميدية‪ ،‬إال أنو كبالرغـ مف ذلؾ يبقى حجـ البنكؾ‬
‫اإلسبلمية محدكدا‪ ،‬كخبرتيا قميمة‪ ،‬كمسايرتيا لمتطكرات كالتغيرات التي يشيدىا العالـ ضئيمة نسبيا‪،‬‬
‫خاصة مع لجكء الكثير مف البنكؾ التقميدية المعركفة عالميا إلى فتح فركع إسبلمية تماشيا مع‬
‫متطمبات عمبلئيا مف المسمميف‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثمنل‪:‬‬
‫قراءذ ال اازالح المملظح اللملمظح‬
‫ليهح ‪ 2008‬م‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الفصؿ الثاني‪ :‬قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬


‫تمييد‪:‬‬
‫يقؼ العالـ اليكـ مندىشان أماـ ما يطمؽ عميو األزمة المالية العالمية‪ ،‬فأكبر اقتصاد في العالـ ( الكاليات‬
‫ىمف؟؟؟ مف أكبر كأعرؽ‬ ‫المتحدة األمريكية) ميدد باالنزالؽ إلى ىاكية الكساد كاإلفبلس‪ ،‬كمف‬
‫المؤسسات المالية الدكلية في أمريكا كأكركبا‪ ،‬فكيؼ حدث ذلؾ؟ كلماذا ىي “أزمة مالية” أكثر منيا‬
‫“أزمة اقتصادية”؟ فيي أزمة في القطاع المالي كلكنيا تيدد بإغراؽ االقتصاد بأكممو‪ .‬فكيؼ كلماذا؟‬
‫كؿ ىذه األسئمة تقمؽ مف يحاكؿ أف يفيـ ما جرل أك ما حدث !!! كلكي نككف أكثر إنصافا كاف لزامان‬
‫عمينا أف نعرج عمى بعض بديييات ما جرل لنصؿ في النياية إلى تفسير مقنع عف ماىية ىذه األزمة‬
‫كأبعادىا ‪.‬‬
‫كىنا تجدر اإلشارة إلى أف األزمات المالية المتكررة ىي مف طبيعة النظاـ الرأسمالي‪ .‬فاألزمة؛ كما‬
‫الحاؿ بالنسبة لمنمك ىما كجياف لمنظكمة كاحدة لمرأسمالية‪ .‬كبالتالي سيككف مف الخطأ االعتقاد أف‬
‫األزمة العالمية الحالية تؤسس كحدىا لمرحمة نياية الرأسمالية‪ .‬ففي ظؿ األزمات كالحركب يتعايش‬
‫النظاـ الرأسمالي كيتقكل‪ ،‬فأزمات النظاـ الرأسمالي نكعاف‪ :‬األزمات الكبلسيكية التي غالبا ما تككف‬
‫الطكيؿ ككبل األزمتيف نتيجة لتناقضات‬ ‫مسبكقة ػب "فائض" مف المضاربات‪ ،‬كاألزمات ذات اإليقاع‬
‫النظاـ االقتصادم‪.‬‬
‫كتـ تقسيـ ىذا الفصؿ الى أربعة مباحث كالتالي‪:‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬ماىية األزمة المالية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار النظري لالزمة المالية العالمية لسنة ‪2008‬ـ‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أسباب األزمة المالية العالمية لسنة ‪2008‬ـ‬
‫المبحث الرابع‪ :‬اإلجراءات المتخذة لمواجية األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬

‫‪74‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬ماىية األزمة المالية‬


‫يعتبر مكضكع األزمات المالية مف المكاضيع االقتصادية األكثر تداكال كاألكثر حساسية كالتي تثير‬
‫اىتماـ العديد مف الباحثيف كاالقتصادييف‪ ،‬نظ ار لككنيا ذات طبيعة دكرية‪ ،‬كلما يككف ليا مف إنعكاسات‬
‫سمبية تيدد اإلستقرار االقتصادم لمدكؿ المعنية ‪.‬كىك ما يستدعي ضركرة اإلحاطة بيذا المكضكع مف‬
‫خبلؿ التعريؼ باألزمة المالية‪،‬كذكر تصنيفاتيا ‪ ،‬كإعطاء خصائصيا‪.‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬مفيوـ األزمة المالية‬
‫إف األزمة تعتبر حدث مفاجئ يظير بشكؿ تتبلحؽ فيو األحداث لتزيد مف درجة المجيكؿ‪ ،‬كتجعؿ‬
‫متخذم الق اررات في حيرة بالغة مف أم قرار يتخذكنو‪.‬‬
‫كنشير أنو تكجد عبلقة بيف المشكمة كاألزمة بحيث أف المشكمة عبارة عف حدث يأتي بشكؿ تدريجي‬
‫مف مصادر متنكعة كاشارات تحذير مختمفة مما يتطمب حميا مثؿ مشكمة البطالة كقد تككف سبب‬
‫األزمة التي تمت‪ ،‬كلكنيا ليست األزمة في حد ذاتيا‪.1‬‬
‫كتعرؼ األزمة المالية بأنيا مرحمة حرجة تكاجو المنظكمة المالية‪ ،‬كينتج عنيا خمؿ أك تكقؼ في بعض‬
‫الكظائؼ الحيكية ليذه المنظكمة أك كميا‪ ،‬كيصاحبيا تطكر سريع في األحداث‪ ،‬ينجـ عنو عدـ إستقرار‬
‫في النظاـ األساسي ليذه المنظكمة‪ ،‬كيدفع سمطة إتخاذ القرار فييا إلى ضركرة التدخؿ السريع لنجدتيا‪،‬‬
‫كاعادة التكازف ليذا النظاـ‪.2‬‬
‫كيمكف تعريفيا أيضا بأنيا‪ : 3‬االنخفاض المفاجئ في أسعار نكع أك أكثر مف األصكؿ‪ .‬كاألصكؿ إما‬
‫أرس ماؿ مادم يستخدـ في العممية اإلنتاجية مثؿ اآلالت كالمعدات كاألبنية‪ ،‬كاما أصكؿ مالية‪ ،‬ىي‬
‫حقكؽ ممكية لرأس الماؿ المادم أك لممخزكف السمعي‪ ،‬مثؿ األسيـ كحسابات االدخار مثبلن‪ ،‬أك أنيا‬
‫حقكؽ ممكية لؤلصكؿ المالية‪ ،‬كىذه تسمى مشتقات مالية‪ ،‬كمنيا العقكد المستقبمية (لمنفط أك لمعمبلت‬
‫األجنبية مثبل( ‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ نيفين الحلواني محمد‪ ،‬إدارة األزمات والسياحة‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬مصر‪ ، 2004 ،‬ص‪9:‬‬
‫‪2‬‬
‫ػ إبراىيـ عبد العزيز النجار‪ ،‬األزمة المالية كاصبلح النظاـ المالي العالمي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 2009 ،‬ص ‪.18:‬‬
‫‪3‬‬
‫ػ أ‪.‬د إبراىيـ عمكش – أستاذ فى االقتصاد ككاتب فمسطيف‪ ،‬مف المكقع االلكتركني‪:‬‬
‫‪http://www.aljazeera.net/NR/exeres/81912FE8-CA6C-4B4A-8FBD-C7A0EF377F6F.htm‬‬

‫‪75‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫فإذا انيارت قيمة أصكؿ ما فجأة‪ ،‬فإف ذلؾ قد يعني إفبلس أك انييار قيمة المؤسسات التي تممكيا‪،‬‬
‫كقد تأخذ األزمة المالية شكؿ انييار مفاجئ في سكؽ األسيـ‪ ،‬أك في عممة دكلة ما‪ ،‬أك في سكؽ‬
‫العقارات‪ ،‬أك مجمكعة مف المؤسسات المالية‪ ،‬لتمتد بعد ذلؾ إلى باقي االقتصاد‪،‬‬
‫كقد يحدث مثؿ ىذا االنييار المفاجئ في أسعار األصكؿ نتيجة انفجار"فقاعة سعرية "مثبل‪ .‬كالفقاعة‬
‫كشرء كميات ضخمة مف نكع أك‬
‫المالية أك السعرية‪ ،‬أك فقاعة المضاربة كما تسمى أحيانان‪ ،‬ىي بيع ا‬
‫أكثر مف األصكؿ المالية أك المادية‪ ،‬األسيـ أك المنازؿ مثبلن‪ ،‬بأسعار تفكؽ أسعارىا الطبيعية أك‬
‫الحقيقية‪ ،‬كالسعر "الحقيقي"ىك مجمكع القيـ الحالية لمعائد المستقبمي المتكقع لؤلصؿ‪ ،‬لعكائد السيـ أك‬
‫السند أك العقار في المستقبؿ مثبل‪ ،‬فيي تؤدم إلى نتائج سمبية كاضحة عمى مستكل االقتصاد الجزئي‬
‫كاالقتصاد الكمي كخسائر في المكارد المالية كالمكارد المادية كالمكارد البشرية‪ ،‬كتؤدم إلى اضطرابات‬
‫حادة في التكازنات االقتصادية قد يعقبيا انييارات حادة لمؤسسات مالية كمؤسسات أخرل‪.1‬‬
‫كيمكف تعريؼ األزمة المالية أيضا‪ :‬بأنيا كقكع خمؿ خطير كمفاجئ نسبيا يضرب السمكؾ المعتاد‬
‫لممنظكمة المالية كيتضمف أخطا ار كتيديدات مباشرة ككبيرة لمدكلة كالمنظمات كاألفراد كجميع أصحاب‬
‫المصالح‪ ،‬كيتطمب ىذا الخمؿ تدخبلت سريعة كفاعمة مف جميع األطراؼ ذات العبلقة‪.2‬‬
‫كىنالؾ ثبلثة ظركؼ تصاحب األزمة المالية‪:3‬‬
‫المفاجأة وعدـ التوقع ‪ :‬حيث لك لـ تتصؼ بيذه الصفة ألمكف التحكـ في االضطرابات‬ ‫‪-‬‬

‫كتفادم كقكع األزمة كمشكمة تكقع األزمات مف أىـ ما يدرس في ىذا المجاؿ‪ ،‬حيث أثبتت التجارب‬
‫السابقة مع األزمات الفشؿ المتكرر في تكقعيا‪ ،‬بؿ كفي بعض األحياف تكقعات معاكسة تماما‬
‫لؤلحداث فيما بعد‪ ،‬كىذا ما يجعؿ األزمة أكثر حدة كقسكة‪.‬‬
‫التيديد لممصالح األساسية لمدولة‪ :‬إف المصالح االقتصادية كالمالية ىي مف أىـ المصالح‬ ‫‪-‬‬
‫األساسية لمدكلة‪ ،‬حيث تكاجو الدكؿ أزمة مالية إذا تعرضت مصالحيا المالية إلى تيديد مفاجئ كغير‬
‫متكقع‪ ،‬كبقدر ىذا التيديد تككف خطكرة األزمة مما يدفع بصانع القرار إلى استعجاؿ إجراءات مكاجية‬
‫ىذه األزمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ping,Lee, Tham Yean, "Malaysia Ten Years After the Asian Financial Crisis", Asian Surve,: Nov/Dec‬‬
‫‪2007. Vol. 47, No. 6; p -p. 915 -930.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Rajan, Ramkishen, "Financial Crisis, Capital Outflows, and Policy Responses: Examples from East Asia",‬‬
‫‪Journal of Economic Education, 2007, Vol. 38, No. 1; p -p: 92 -109.‬‬
‫‪3‬إبراىيـ عبد العزيز النجار‪ ،‬األزمة المالية واصالح النظاـ المالي العالمي ‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص ‪ -‬ص‪-19:‬‬
‫‪.20‬‬

‫‪76‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الحاجة إلى التدخؿ السريع‪ :‬تشتد خطكرة األزمة كمما كاف العمر الزمني ليا قصي ار كبالعكس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مما يستدعي تدخؿ سريع مف قبؿ صانع القرار‪ ،‬كيرتبط العمر الزمني لبلزمة بمدل تشابؾ‬
‫مكضكعاتيا‪ ،‬أك تعدد أطرافيا إذ تزداد حدتيا‪ ،‬كما ترتفع درجة الصعكبة في التعامؿ معيا بحسب كثرة‬
‫تداخؿ المصالح التي تتيددىا فعندئذ يتسـ الكقت المتاح التخاذ الق اررات المبلئمة بشأنيا بضيقو‪ ،‬كعدـ‬
‫كفايتو‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تصنيؼ األزمات المالية‬


‫تتعدد كتتنكع األزمات المالية حسب المؤسسات كاألسكاؽ التي تمسيا‪ ،‬كيمكف التصنيؼ بيف األصناؼ‬
‫األساسية التالية‪:‬‬
‫أوال‪:‬أزمة العممة‪ :‬كتككف ىناؾ أزمة عممة عندما يحدث ىجكـ مضاربة عمى سعر صرؼ العممة يؤدم‬
‫إلى تخفيض أك ىبكط حاد في قيمة العممة‪ ،‬أك يدفع بالسمطات النقدية لمدفاع عف العممة عف طريؽ‬
‫إنفاؽ كميات كبيرة مف احتياطاتيا الدكلية أك رفع معدالت الفائدة بشكؿ كبير‪.‬‬
‫ىناؾ طريقتيف أك مؤشريف يتـ استعماليما في العادة لتحديد أزمة العممة‪ ،‬الطريقة األكلى تتمثؿ في‬
‫اعتبار أف عممة تعاني مف أزمة إذا تعرضت قيمتيا بعممة مرجعية إلى تخفيض خبلؿ فترة سنة يتجاكز‬
‫حدكد معينة عمكما ‪ . %25‬الطريقة الثانية تتمثؿ في بناء مؤشر لمضغط المضارب‪ ،‬يشمؿ انحراؼ‬
‫سعر الصرؼ مقارنة بانحراؼ االحتياطات الرسمية كمعدؿ الفائدة الذم مف المفترض أف يعبر عف‬
‫دفاعات السمطات النقدية عف قيمة العممة‪ ،‬كباعتبار أف العممة تكاجو أزمة إذا تجاكز انحراؼ المؤشر‬
‫عف قيمتو المتكسطة ب ‪ 1.5‬مرة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األزمة البنكية‪ :‬تعبر األزمة البنكية عف حالة فعمية أك محتممة لذعر بنكي أك فشؿ يدفع بالبنكؾ‬
‫إلى تعميؽ التحكيبلت اللتزاماتيا الداخمية أك تدفع بالحككمة لمنع ذلؾ مف خبلؿ تقديـ المساعدة لمبنكؾ‬
‫عمى نطاؽ كاسع‪ ،‬بحيث ‪ 1‬يتطمب تدخبل مف السمطات النقدية لضخ السيكلة النقدية ليذه البنكؾ أك‬
‫إلعادة ىيكمة النظاـ البنكي‪.‬‬
‫ىنالؾ صعكبة لتحديد إمكانية كقكع أزمة بنكية نظ ار لعدـ كجكد مؤشرات كاضحة كشاممة‪ ،‬كلتعذر‬
‫الحصكؿ عمى المعمكمات الكافية‪ ،‬لذلؾ تستخدـ العديد مف المؤشرات بغية تحديدىا كالمعطيات البنكية‬
‫إذا كانت مكجكدة‪ ،‬معمكمات مف مصادر مختمفة‬

‫‪ 1‬حغٍ ثهمبعى غظبٌ‪ ،‬ػجذ انكش‪ٚ‬ى أحًذ لُذٔص‪ :‬ق٘اش االضتقرار الوالٖ للبٌْك اإلضاله٘ت ّالتقل٘ذٗت فٖ الطؼْدٗت‪ ،‬انًؤرًش‬
‫انؼبنً‪ ٙ‬انضبيٍ ناللزظبد ٔانزًٕ‪ٚ‬م االعالي‪ ٙ‬حٕل انًُٕ انًغزذاو ٔانزًُ‪ٛ‬خ االلزظبد‪ٚ‬خ انشبيهخ يٍ انًُظٕس اإلعالي‪ ٙ‬انذٔحخ‪ ،‬لطش‪،‬‬
‫يٍ ‪ 18‬انٗ ‪ 20‬د‪ٚ‬غًجش ‪2011‬و‪ ،‬ص‪.05:‬‬

‫‪77‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫( صحافة‪ ،‬دراسات)‪ ،‬أراء الخبراء‪ ،‬مؤشرات الذعر( تجميد الكدائع‪ ،‬إغبلؽ البنكؾ‪ ،‬الضمانات العامة‬
‫عمى الكدائع) أك كجكد خطة إنقاذ بحجـ معيف منظمة مف طرؼ السمطات العمكمية‪.‬‬
‫كتعبر عف اضطرابات شديدة في األسكاؽ‬ ‫ثالثا‪ :‬األزمة المالية النظامية أو الييكمية أو الشاممة‪:‬‬
‫المالية مما يضعؼ مف قدرتيا عمى العمؿ بفعالية‪ ،‬كيمكف أف يككف ليا آثار خطيرة عمى االقتصاد‬
‫الحقيقي‪ .‬قد تنطكم األزمة المالية النظامية عمى أزمة عممة‪ ،‬لكف أزمة العممة ال تنطكم بالضركرة‬
‫عمى خمؿ في نظاـ المدفكعات المحمية كبالتالي قد ال ترقى إلى أزمة مالية نظامية‪.‬‬
‫كيمكف تحديد كجكد أزمة في سكؽ الماؿ بطريقتيف‪ ،‬األكلى تتمثؿ في اعتبار أف سكؽ مالي يعاني مف‬
‫‪ %20‬حددت‬ ‫أزمة إذا تجاكز انخفاض مؤشر األسعار خبلؿ فترة معينة مقارنة بقيمة محددة نسبة‬
‫باالعتماد عمى نسب انييارم ‪ 1929‬ك ‪ .1987‬الطريقة الثانية‪ ،‬يتـ تحديد كجكد أزمة في سكؽ الماؿ‬
‫باالعتماد عمى انحراؼ قيمة المؤشر ب ػ ‪ 1.5‬إلى ‪ 2‬مرات االنحراؼ المعيارم عمى أساس فترة سابقة‬
‫تؤخذ كمرجعية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أزمة الديوف الخارجية‪ :‬كتعبر عف عجز الدكلة عف خدمة ديكنيا الخارجية سكاء كانت حككمية‬
‫أك خاصة ‪ .1‬كتككف الحككمة معرضة ألزمة ديكف عندما تعتمد بشكؿ خاص عمى التمكيؿ مف خبلؿ‬
‫السندات قصيرة األجؿ ألف ىذا يخمؽ حالة مف عدـ التطابؽ بيف سندات التمكيؿ قصيرة األجؿ‬
‫كمصادرىا الضريبية طكيمة األجؿ‪.‬‬
‫كما تككف الدكلة معرضة ألزمة الديكف إذا كانت السندات التي أصدرتيا مقكمة بعممة أجنبية‪ ،‬حيث أف‬
‫انخفاض في قيمة عممتيا مقابؿ ىذه العممة يسبب ارتفاع في قيمة الديكف المستحقة عمييا بالعممة‬
‫المحمية‪.‬‬
‫كفي حالة ما إذا ساد اعتقاد لدل المقرضيف المحتمميف بأف الدكلة تكاجو صعكبة في سداد ديكنيا‪ ،‬فإنيا‬
‫ستكاجو صعكبة في الحصكؿ عمى المزيد مف القركض بسبب ارتفاع الفائدة عمييا نظ ار الرتفاع‬
‫مخاطر عدـ السداد‪ ،‬مما يزيد مف احتماؿ تعرض الدكلة الزمة الديكف‪.‬‬
‫إف ىذا التصنيؼ لؤلزمات المالية ال يعني بالضركرة أنيا تأتي منفردة‪ ،‬فكثي ار ما تقترف أزمات العممة‬
‫مع األزمات البنكية‪ ،‬خاصة بعد التحرير المالي كفتح حساب رأس الماؿ‪ ،‬لتتمكف البنكؾ التجارية مف‬
‫الحصكؿ عمى تمكيؿ خارجي بالعممة الصعبة‪ ،‬كذلؾ فاف االندماج الكبير لمبنكؾ في األسكاؽ المالية‬

‫‪1‬‬
‫‪IMF World Economic Outlook, Chapter IV Financial Crisis: characteristics and indicators of vulnerability,‬‬
‫‪May 1998, p -p:74 -75.‬‬

‫‪78‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫يجعميا تتأثر باالنييارات في ىذه األسكاؽ كما أف األسكاؽ المالية تتأثر بكضعية النظاـ البنكي‪،‬‬
‫فالترابط الكبير بيف مككنات النظاـ المالي يجعؿ مف الصعب أف يبقى جزء مف النظاـ بعيدا عف أم‬
‫أزمة تصيب األجزاء األخرل‪ ،‬فقد تنطمؽ األزمة مف البنكؾ لتشمؿ األسكاؽ المالية ثـ تشكؿ ضغكطا‬
‫عمى العممة المحمية بسبب ىركب الرساميؿ األجنبية كقد تبدأ األزمة بانييار في السكؽ المالي لتنتقؿ‬
‫بعد ذلؾ إلى باقي قطاعات النظاـ المالي ‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬خصائص األزمة المالية‬
‫مف خصائص األزمة المالية ما يمي‪:1‬‬
‫المفاجأة العنيفة عند انفجارىا كاستقطابيا لكؿ االىتماـ مف جانب جميع األفراد كالمؤسسات‬ ‫‪.1‬‬
‫المتصمة بيا‪.‬‬
‫التعقيد كالتشابؾ كالتداخؿ كالتعدد في عناصرىا كعكامميا كأسبابيا كقكل المصالح المتعمقة بيا‬ ‫‪.2‬‬
‫كجكد نكع مف الضبابية يمنع الرؤية بشكؿ كاضح كىك ما يتمثؿ في نقص المعمكمات المتكفرة‬ ‫‪.3‬‬
‫لدل متخذ القرار‪ ،‬بالتالي عدـ قدرتو عمى تحديد أم اإلتجاىات يجب أف يسمؾ‪.‬‬
‫سيادة حالة مف الخكؼ قد تصؿ إلى حد الرعب مف المجاىيؿ التي يضميا إطار األزمة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تكجد عدة مؤشرات لحدكث أزمة مالية كالتي تتصؿ بالسياسات االقتصادية الكمية‪ ،‬ككذلؾ بالخصائص‬
‫الييكمية لؤلسكاؽ المالية كالنقدية‪ ،‬كيترتب عنيا عدـ الثقة لدل المستثمريف في الدكلة عمى تحقيؽ‬
‫طمكحاتيـ االستثمارية‪ ،‬كندرج ىذه المؤشرات فيما يمي‪:‬‬
‫‪-‬االرتفاع في معدؿ البطالة كمعدالت التضخـ كالمستكل العاـ لؤلسعار‪.‬‬
‫‪-‬ارتفاع معدالت الفائدة عمى الكدائع كالقركض المحمية‪.‬‬
‫‪-‬ارتفاع نسبة القركض غير المنتجة إلى إجمالي قيمة القركض المحمية‪.‬‬
‫‪-‬انخفاض قيمة االحتياطي النقدم مف العمبلت الحرة‪.‬‬
‫‪-‬انخفاض نسبة النمك االقتصادم‪ ،‬بتراجع الناتج المحمي اإلجمالي‪.‬‬
‫‪-‬ارتفاع الرقـ القياسي لمعجز في الحسابات الجارية إلى إجمالي الناتج المحمي اإلجمالي‪.‬‬
‫‪-‬غمبة األصكؿ المالية عالية المخاطر كاألصكؿ العقارية عمى أسكاؽ اإلئتماف‪.‬‬
‫‪-‬تسرب الضعؼ إلى الجياز اإلدارم المنكط بو اإلشراؼ عمى أسكاؽ الماؿ كقطاعات البنكؾ‪.‬‬

‫‪1‬ماجد سبلـ اليدمي كجاسـ محمد‪ ،‬مبادئ إدارة األزمات ‪:‬اإلستراتيجية والحموؿ‪ ،‬دار زىراف لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف ‪،2008،‬‬
‫ص‪.20:‬‬

‫‪79‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪-‬غياب الشفافية كاإلفصاح المتاف يستمزميما التطبيؽ السميـ لمعايير المحاسبة الدكلية عند عرض‬
‫القكائـ المالية لممؤسسات االقتصادية‪ ،‬مما يحجب عف المستثمريف الظركؼ التي تساعدىـ عمى تقييـ‬
‫أصكؿ ىذه المؤسسات بصكرتيا الحقيقية‪.‬‬
‫‪-‬سيطرة بعض المؤسسات عمى األسكاؽ المالية‪ ،‬كما ينجـ عف ذلؾ مف سيكلة تحكميا في ىذه‬
‫األسكاؽ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار النظري لالزمة المالية العالمية لسنة ‪2008‬‬


‫منذ مطمع العاـ ‪ 2008‬كانت المؤشرات االقتصادية كالمعطيات تشير إلى حدكث رككد في النشاط‬
‫خصكصا تمؾ المتعمِّقة باالرتفاع المطَّرد ألسعار البتركؿ‪ ،‬كتكرار األزمات‬
‫ن‬ ‫االقتصادم‪ .‬ككاف منيا‬
‫االئتمانية في األسكاؽ العالمية‪ ،‬ككذلؾ انفجار الفقاعة العقارية األميركية كتردداتيا عمى الرىانات‪،‬‬
‫خصكصا في البمداف المصدرة لمبتركؿ كالتي ارتفعت‬
‫ن‬ ‫كارتفاع معدؿ البطالة‪ ،‬كارتفاع معدؿ التضخـ‪،‬‬
‫فييا االحتياطات النقدية األجنبية مع االفتقار إلى حزمة مف السياسات النقدية المناسبة‪ .‬كتجدر‬
‫‪.‬‬ ‫عالميا‬
‫ن‬ ‫باإلشارة كذلؾ االرتفاعات الكبيرة في أسعار المكاد الغذائية‬
‫كؿ ذلؾ مؤشرات تفاكتت مف بمد إلى آخر لكنيا كانت سمات كاتجاىات ىيَّأت ك" َّ‬
‫بشرت" بانفجار‬
‫‪ 2007‬في االقتصاد األميركي (أكبر‬ ‫نار تحت الرماد منذ بدايات العاـ‬
‫األزمة المالية التي كانت نا‬
‫تأثير عمى حركة المبادالت العالمية)‪ ،‬إلى أف كاف سبتمبر‪/‬أيمكؿ‬
‫االقتصاديات العالمية كأكثرىا نا‬
‫‪ ،2008‬كاإلفبلسات التي أعمنت مع "ليماف برذرز" ك"فريدرم ماؾ" ك"فام مام" كتيديد "ميريؿ لينش"‬
‫كشركة التأميف العالمية "‪ "A.I.G.‬كسمسمة االنييارات التي ما زالت متكاصمة في معظـ أسكاؽ األسيـ‬
‫ار أف بكرصاتيا تكاجو أسكأ مكجة منذ عشرات السنيف‪ .‬إذا ثمة أزمة‬
‫العالمية‪ ،‬حيث تؤكد كؿ دكلة تكرنا‬
‫مالية في األسكاؽ المالية األميركية تنتشر في معظـ أسكاؽ العالـ كتؤثر في معظـ االقتصاديات كبيرىا‬
‫كصغيرىا كاف بنسب متفاكتة‪.‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬مفيوـ األزمة المالية العالمية‬
‫إف األزمة المالية ىي التداعيات الناجمة عف أزمة الرىكف العقارية التي ظيرت في سنة ‪ 2007‬ـ‬
‫كذلؾ بسبب فشؿ مبلييف المقترضيف في الكاليات المتحدة في تسديد ديكنيـ لمبنكؾ مف أجؿ شراء‬
‫مساكف كعقارات كأدل ذلؾ إلى حدكث ىزة قكية لبلقتصاد األمريكي‪ ،‬ككصمت تبعاتيا إلى اقتصاديات‬
‫العالمي كلـ تفمح مئات مميارات‬
‫ة‬ ‫أكركبا كآسيا مطيحة بعدد كبير مف كبريات البنكؾ كالمؤسسات المالية‬
‫الدكالرات التي ضخت في أسكاؽ الماؿ العالمية في كضع حد ألزمة الرىكف العقارية التي تطكرت إلى‬
‫أزمة مالية عالمية‪ ،‬ككصمت تداعياتيا إلى الكثير مف أنحاء العالـ ‪.1‬‬
‫كتعتبر ىذه األزمة مف أسكأ األزمات التي مر بيا االقتصاد العالمي منذ الكساد العظيـ‪ ،‬بؿ‬
‫كتعتبر األخطر في تاريخ األزمات المالية‪ ،‬خاصةن بعدما ثبت عجز النظاـ االقتصادم العالمي عف‬
‫احتكائيا كالتخفيؼ مف آثارىا بشكؿ سريع كفعاؿ‪ ،‬فعبلكةن عمى إقرار خطة اإلنقاذ المالي األمريكية‬

‫األزمة المالية كاالقتصادية الدكلية‬ ‫حامدم محمد‪ :‬التأسيس النظري لالزمة المالية العالمية ‪ ،‬الممتقى الدكلي العممي حكؿ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫كالحككمة العالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيؼ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬أياـ ‪ 20‬ك ‪ 21‬أكتكبر ‪ ،2009‬ص ‪,05:‬‬

‫‪81‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المقدرة بقيمة ‪ 787‬مميار دكالر‪ ،‬حاكؿ بنؾ االحتياطي الفدرالي ‪ 1‬أف ينقذ المؤسسات كاألسكاؽ المالية‬
‫بمبالغ كبيرة تقدر بقيمة ‪ 1.3‬تريميكف دكالر‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ شراء أصكؿ متنكعة عالية المخاطر‪،‬‬
‫كتقديـ القركض لشركات متعثرة‪ ،‬كضماف مشتقات ديكف الرىف العقارم‪ ،‬كمف المفترض أيضان أف يقدـ‬
‫لشركات كبرل أخرل مبالغ تقدر بحكالي ‪ 900‬مميار دكالر‪ ،‬كأف يشترم كمية كبيرة مف سندات الخزينة‬
‫طكيمة األمد *‪ ،‬كبذلؾ يصبح مجمكع ىذه األمكاؿ في الكاليات المتحدة كحدىا حكالي ‪ 3‬تريميكف دكالر‬
‫أمريكي دكف ذكر القركض الكثيرة التي منحتيا الحككمة األمريكية لمشركات في عاـ ‪.2007‬‬
‫كتأتي خطكرة ىذه األزمة مف ككف إنطبلقيا كاف مف اقتصاد الكاليات المتحدة الذم يشكؿ قاطرة‬
‫النمك في االقتصاد العالمي‪ ،‬فاقتصادىا ىك األكبر في العالـ بحجـ يبمغ حكالي ‪ 14‬تريميكف دكالر‪،‬‬
‫كشكؿت التجارة الخارجية ليا أكثر مف ‪ %10‬مف إجمالي التجارة العالمية‪ .‬كمف ناحية أخرل ا حتؿت‬
‫السكؽ المالية األمريكية مكقع القيادة لؤلسكاؽ المالية العالمية‪ ،‬لذا فإف أية مخاطر تتعرض ليا ىذه‬
‫السكؽ تنتشر آثارىا إلى باقي األسكاؽ المالية األخرل بسرعة كبيرة ‪.2‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬مراحؿ األزمة المالية العالمية‬
‫خبلؿ ىذه المرحمة ازدادت المخاكؼ بشأف‬ ‫أوال‪ :‬مرحمة بداية األزمة وانتشارىا باألسواؽ المالية‪:‬‬
‫الخسائر المتعمقة بقركض الرىف العقارم عالية المخاطر ( ‪ ، )subprime‬مما أدل إلى ضغكط كاسعة‬
‫النطاؽ عمى النطاؽ المالي‪ ،‬أم أنو ما كاف في البداية يبدك مشكؿ محدكد بجزء مف النظاـ المالي‬
‫األمريكي‪ ،‬أخذ بسرعة أبعادا عالمية بفعؿ الركابط المعقدة التي تربط أسكاؽ االئتماف كاعادة التمكيؿ‪،‬‬
‫ليضع مجمكع النظاـ المالي تحت ضغكط متزايدة‪.3‬‬
‫وامتدت مف جكاف إلى سبتمبر ‪ 2007‬ـ كاتسمت بإعبلف " بير ستيرنز" إفبلس صندكقي تحكط تابعيف‬
‫‪ IKB‬األلماني يعاني مف‬ ‫لو كمختصيف في المشتقات الصادرة عف القركض‪ ،‬بعد ذلؾ بأسابيع بنؾ‬
‫صعكبات ‪ ،‬كأعمف كؿ مف بنؾ ( ‪ )BNP Paris Bas‬كشركة اإلدارة( ‪ )Oddo‬عف تجميد االكتتاب‬
‫كالتداكؿ في ثبلثة مف صناديقيا لبلستثمار المعرضة لمقركض العقارية عالية المخاطر بسبب النقص‬

‫‪1‬‬
‫‪Austin Murphy, An Analysis of the Financial Crisis of 2008: Causes & Solution, Oakland University, 2008,‬‬
‫) ‪P 2. (Electronic copy available at: http://ssrn.com‬‬
‫* تضخمت مكازنة البنؾ االحتياطي الفدرالي مف حكالي تريميكف دكالر عاـ ‪ 2006‬إلى أكثر مف ‪ 3‬تريميكف دكالر عاـ ‪:2009‬‬
‫‪An Economy at Risk: The Tough Decisions Ahead, Tomas M. Hoenig (President of Federal‬‬
‫‪Reserve Bank of Kansas City), Embargoed Until Presentation, Sheidan, June 2009.‬‬
‫‪2‬األزمة المالية العالمية كتداعياتيا عمى االقتصاد السعكدم ‪ ،‬إعداد إدارة البحكث كالدراسات االقتصادية‪ ،‬مجمس الغرؼ السعكدية‪،‬‬
‫السعكدية ‪ 10 ،‬أكتكبر ‪ ، 2008‬ص‪.18:‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪e‬‬ ‫‪er‬‬
‫‪Banque des Règlements Internationaux ,79 Rapport annuel 1 Avril 2008 _ 31 Mars 2009,Bale, 29 Juin‬‬
‫‪2009, p :18 .‬‬

‫‪82‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الشديد في السيكلة نتيجة الخسائر التي تكبدتيا ىذه الصناديؽ‪ .‬أصبح الفاعميف في األسكاؽ المالية‬
‫يدرككف أف ظاىرة المنتجات المنتشرة بيف المستثمريف ال تخص فقط مؤسسات االدخار األمريكية‬
‫كلكنيا تمتد إلى الكثير مف غيرىا عبر العالـ‪.‬ىذه الحكادث كالمعمكمات حكؿ الحالة المحتممة لممخاطر‬
‫كحكؿ الصعكبات التي تكاجو تحديدىا كتقييميا حفزت أكؿ انزالؽ حقيقي في البكرصات لمقيـ المالية‬
‫في األسكاؽ العالمية خبلؿ شير أكت مف عاـ ‪ ،2007‬في حيف أنيا كخبلؿ السداسي األكؿ مف عاـ‬
‫‪ 2007‬كانت متماشية مع المؤشرات العامة‪.‬‬
‫في سبتمبر ‪ 2007‬تعرض بنؾ ليماف براذرز ( ‪ )Lehman Brothers‬لبلستثمار في األصكؿ المالية‬
‫المدىكمة بالرىكف العقارية‪ ،‬مما دفع بالبنؾ المركزم البريطاني لتقديـ قرض استعجالي ليذا البنؾ‬
‫لتجنب اإلفبلس‪ ،‬إضافة لمكجة الصعكبات األكلى كاالنخفاضات في قيمة األصكؿ التي مست‬
‫مجمكعة مف الصناديؽ كالمؤسسات المالية‪ .‬كما تميزت بتدخؿ الحككمات عف طريؽ ضخ السيكلة‬
‫‪1‬‬
‫مف ‪ % 5.25‬الى ‪% 4.75‬‬ ‫باألسكاؽ النقدية‪ ،‬كما خفض البنؾ الفيدرالي االحتياطي معدؿ فائدتو‬
‫في حيف قدـ بنؾ انجمت ار دعما ماليا لمؤسسة الرىف العقارم " نكرث نركؾ " ‪.‬‬
‫امتدت مف أكتكبر ‪ 2007‬ـ‬ ‫ثانيا‪ :‬مرحمة الصعوبات وتصاعد المخاوؼ مف انييار قطاع البنوؾ ‪:‬‬
‫الى فيفرم ‪ 2008‬ـ ‪ ،‬استمرت األزمة المالية في التصاعد‪ ،‬كأدت إلى كقكع انخفاض كبير في أسعار‬
‫‪ ،2‬كاتسمت بتزايد النتائج السمبية كتضاعؼ الخسائر‬ ‫األسيـ لعدد مف المؤسسات البنكية الكبرل‬
‫لمكسطاء المالييف كالبنكؾ بسبب انخفاض أسعار أسيميا‪ ،‬ضخ متتالي لمسيكلة مف قبؿ البنكؾ المركزية‬
‫ال سيما بعد اتفاؽ البنكؾ المركزية لمكاليات المتحدة األمريكية‪ ،‬إنجمترا‪ ،‬سكيسرا‪ ،‬كندا كالبنؾ األكركبي‬
‫لتمبية االحتياجات قصيرة األجؿ بالدكالر في ‪ 2007/12/18‬ـ ‪ ،‬حيث تـ ضخ ‪ 94,8‬مميار أكرك مف‬
‫قبؿ البنؾ المركزم األكركبي ك ‪ 24‬مميار دكالر مف قبؿ االحتياطي الفدرالي األمريكي‪.‬‬

‫‪1‬أسيا سعداف‪ ،‬صميحة عمارم ‪ :‬تنامي التمويؿ اإلسالمي في ظؿ األزمة المالية العالمية الراىنة(دراسة حالة دوؿ الشرؽ‬
‫األوسط وشماؿ إفريقيا)‪ ،‬المؤتمر العممي الدكلي حكؿ األزمة المالية كاالقتصادية العالمية المعاصرة ـ منظكر اقتصادم إسبلمي‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪ 01 ،‬ك ‪ 02‬ديسمبر ‪ ،2010‬ص ‪.07:‬‬
‫‪2‬‬
‫يكسؼ أبك فارة‪ :‬قراءة في األزمة المالية العالمية ‪ 2008‬ـ ‪ ،‬عميد كمية العمكـ اإلدارية كاالقتصادية‪ ،‬جامعة القدس المفتكحة‪،‬‬
‫فمسطيف‪ ،‬مف المكقع االلكتركني‪http://iefpedia.com/arab/wp-content/uploads/2009/11/9.pdf :‬‬

‫‪83‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫قبؿ نياية عاـ ‪ 2007‬بنكؾ عالمية كبرل تعمف عف تكظيفاتيا في القركض عالية المخاطر كالتي‬
‫‪ UBS‬البنؾ األكؿ في‬ ‫‪ )Citigroup‬ك‬ ‫تكفمت البنكؾ المركزية بتسييميا مثؿ بنؾ سيتي جركب (‬
‫سكيس ار الذم أعمف عف فقداف ‪ 4‬مميار فرنؾ سكيسرم‪ 1‬مف أصكلو‪.‬‬
‫افتتح بنؾ ميريؿ لينش ( ‪ )Merril Lynch‬عاـ ‪ 2008‬باإلعبلف عف ‪ 9,8‬مميار دكالر خسائر سجمت‬
‫خبلؿ الربع الرابع مف عاـ ‪ 2007‬عمى نشاطاتو في المشتقات المالية‪ ،‬متبكعة باإلعبلف عف تأميـ‬
‫بنؾ نكرثرف ركؾ ( ‪ )Northern Rock‬البريطاني كشراء جيب م مكرغاف ( ‪ )JP Morgan‬لبير‬
‫ستيرنز (‪ )Bear Stearns‬شبو المفمس بمساعدة ك ازرة الخزانة األمريكية‪ .‬كخبلؿ ذلؾ قاـ االحتياطي‬
‫‪ % 3,50‬كذلؾ لطمأنة المستثمريف‪ ،‬لتتكاصؿ‬ ‫الفدرالي بخفض معدالت الفائدة ب ¾ النقطة الى‬
‫سمسمة التخفيضات في معدالت الفائدة لتصؿ في نياية ‪ 2008‬الى مستكل قياسي بمغ مابيف ‪ %0‬ك‬
‫‪ .%0,25‬كقدر صندكؽ النقد الدكلي خسائر النظاـ المالي بػ ‪ 1000‬مميار دكالر ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مرحمة تفاقـ األزمة وتوسع الخسائر بالبنوؾ‪ :‬كتبدأ مف مارس إلى جكيمية ‪ ، 2008‬كتميزت‬
‫بتكسع مساحة تدخؿ الحككمات مف خبلؿ خمؽ تسييبلت تمكيمية جديدة‪ ،‬قياـ البنؾ الفيدرالي بتخفيض‬
‫معدؿ فائدتو الى ‪ % 2,25‬في ‪ ، 2008/03/18‬كالى ‪ % 02‬في ‪ 30‬جانفي مف نفس السنة‪ ،‬عكدة‬
‫" بير ستينرز " تحت اسـ " جيبي مكراف تشيز " تحت كصاية البنؾ الفدرالي كبمساعدة مالية‪ ،‬كانتيت‬
‫بتراجع نسبة األرباح لثبلث بنكؾ أعماؿ أمريكية مف بينيـ " ليماف براذرز " كشركتيف تأميف‪ ،‬فقد عادت‬
‫الضغكط عمى أسعار األصكؿ المالية‪ ،‬حيث كاف المستثمركف قمقيف بسبب اإلشارات التي تدؿ عمى أف‬
‫استفحاؿ الرككد االقتصادم في الكاليات المتحدة قد كصؿ الى االقتصاديات الكبرل األخرل‪ ،‬مما أدل‬
‫إلى تباطؤ عاـ في النشاط‪ ،‬كنتيجة لذلؾ فالتكقعات السمبية المتعمقة باألرباح كمعدالت عدـ السداد‬
‫كخسائر القطاع المالي‪ ،‬كضعت مرة أخرل ميزانيات البنكؾ تحت الضغط كزادت مف القمؽ بشأف قدرة‬
‫ىذه األخيرة عمى تنفيذ خططيا إلعادة الرسممة‪ ،‬فقد تحكلت المشكمة في األسكاؽ المالية مف مشكمة‬
‫سيكلة لدل المؤسسات المالية إلى مشكمة مبلءة كتيديد بإفبلس المؤسسات المالية‪ ،‬مما زاد مف‬
‫‪2‬‬
‫الصعكبات التي تعاني منيا المؤسسات المثقمة بالديكف كالمعرضة لؤلصكؿ فاقدة القيمة‬

‫‪1‬‬
‫‪Jean pierre Moussy , Chronologie de la crise financière 2007-2008 , p :03.Disponible le 01/01/2009 sur :‬‬
‫‪http://www.lasaire.net/upload/file/news/chronologie-de-la-crise-financiere-07-08.pdf‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Banque des Règlements Internationaux, Op cit , p : 21 .‬‬

‫‪84‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫رابعا‪ :‬مرحمة اتساع األزمة وانتشارىا بكامؿ النظاـ البنكي العالمي‪ :‬كتميزت بما يمي ‪:‬‬
‫كضع الخزانة األمريكية " فريدم كفيني مام " تحت الكصاية مع كفالة ديكنيـ حتى حدكد‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ 200‬مميار‪.‬‬
‫إفبلس " ليماف براذرز " ‪ :‬في ‪ 15‬سبتمبر ‪ 2008‬قررت السمطات األمريكية عدـ إنقاذ البنؾ‬ ‫‪.2‬‬
‫العمبلؽ ليماف براذرز رابع أكبر بنكؾ االستثمار في الكاليات المتحدة األمريكية الذم تكجو نحك‬
‫اإلفبلس بعد أف بمغت خسائره ‪ 613‬مميار دكالر‪ ،‬حيث يعبر ىذا القرار عف إشارة قكية بأف أم بنؾ‬
‫معرض لبلختفاء‪ .‬إفبلس ىذا البنؾ أعمف عف بداية أزمة بنكية حقيقية كاالنتقاؿ إلى حالة عامة مف‬
‫عدـ الثقة بيف البنكؾ‪ ،‬نقص الشفافية يزداد كميؿ الكؿ الى عدـ المخاطرة أحدث نقص كبير في‬
‫السيكلة‪ ،‬كالخكؼ مف أثر الدكمينك بعد إفبلس ليماف براذرز نظ ار لعدـ معرفة المخاطر التي قد تنجـ‬
‫‪ 85‬مميار دكالر مف األصكؿ السامة‪ ،‬كأماـ‬ ‫عف ىذا اإلفبلس حيث أعمف بنؾ ليماف براذرز عف‬
‫الغمكض الذم يكتنؼ الكضع اتجيت البنكؾ نحك االنغبلؽ عمى ميزانياتيا كأكقفت تقديـ القركض مما‬
‫‪ )AIG‬التي كجدت نفسيا‬ ‫أدخؿ السكؽ النقدم في حالة جمكد‪ .‬أ‪,‬ؿ ضحية كانت شركة التأمينات (‬
‫عمى حافة اإلفبلس كالتي فقدت ‪ %95‬مف قيمتيا السكقية‪ ،‬كعمى خبلؼ بنؾ ليماف براذرز‪ ،‬اضطر‬
‫االحتياطي الفدرالي لتقديـ تسييبلت ائتمانية لمشركة بقيمة ‪ 85‬مميار دكالر مقابؿ امتبلؾ ‪ %80‬مف‬
‫‪ )AIG‬أكبر مف أف تتركيا الحككمة‬ ‫أسيميا‪ ،‬أم تأميـ فعمي لمشركة‪ ،‬فقد كانت شركة التأمينات(‬
‫األمريكية لتنيار‪ ،‬إذا كاف لدييا ‪ 30‬مميكف عميؿ في الكاليات المتحدة كلدييا أنشطة في ‪ 130‬دكلة‬
‫كتقدـ خدمات التأميف إلى ‪ 100‬ألؼ شركة‪.1‬‬
‫كفي ‪ 16‬سبتمبر البنؾ االحتياطي كالحككمة األمريكية تعمؿ عمى تأميـ أكبر شركة تأميف "‬ ‫‪.3‬‬
‫أم أم جي " بعد منحيا مساعدة بقيمة ‪ 85‬مميار دكالر‬
‫كفي ‪ 26‬مف نفس الشير انيار سعر سيـ المجمكعة البنكية كالتأميف البمجيكية اليكلندية بسبب‬ ‫‪.4‬‬
‫شككؾ حكؿ قدرتيا عمى الكفاء بالتزاماتيا‪ .‬في حيف تـ في أكتكبر إقرار مجمس الشيكخ األمريكي خطة‬
‫لئلنقاذ‪ .‬كما تزايدت االندماجات بيف البنكؾ كتسارعت البنكؾ المركزية بمختمؼ الدكؿ عمى تخفيض‬
‫‪ ، % 0.1‬كما لـ تخمك االجتماعات الدكلية مف مناقشة‬ ‫معدالت الفائدة حيث كصؿ بالياباف إلى‬
‫األزمة المالية كالمطالبة بإصبلح النظاـ المالي الدكلي‪.‬‬

‫‪1‬بي بي سي عربية‪ ،‬مراحؿ األزمة المالية ما بعد الصدمة‪ ،‬متكفر بتاريخ ‪ 2011/04/19‬في المكقع االلكتركني‪:‬‬
‫‪http://www.bbc.co.uk/arabic/business/2009/09/090904_aftershock_timeline.shtml‬‬

‫‪85‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫بير ستينرز تـ االستحكاذ عميو مف جيب م مكرغاف بقيمة متدنية‪،‬‬ ‫‪.5‬‬


‫كاعبلف " بنؾ أكؼ أمريكا " شراء بنؾ " ميريؿ لينش "‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫كأياـ بعد ذلؾ تـ تحكيؿ البنكيف األخيريف لبلستثمار إلى شركتيف مصرفيتيف قابضتيف‪ ،‬كىما‬ ‫‪.7‬‬
‫مكغاف ستانمي كغكلدماف ساكس‪ ،‬بعد مكافقة مجمس االحتياطي الفدرالي‪ ،‬حيث يصبح بإمكانيما تمقي‬
‫الكدائع كالحصكؿ عمى تمكيؿ بشكؿ أكثر يس ار‪ .‬كبذلؾ تنيي ىذه الخطكة ىيمنة العمؿ البنكي‬
‫االستثمارم عمى ككؿ ستريت ألكثر مف ‪ 20‬عاما‪.1‬‬
‫كال تزاؿ أثار األزمة المالية العالمية تنخر قكل االقتصاد العالمي عمى الرغـ مف أف التعافي االقتصادم‬
‫يتقدـ كاف كاف ببطء شديد في كثير مف االقتصاديات المتقدمة كبقكة نكعا ما في معظـ االقتصاديات‬
‫الناشئة‪ ،‬حيث تقكد مسيرة ىذا التعافي االقتصادم عمى مستكل االقتصاديات الناشئة بمداف آسيا أما‬
‫عمى مستكل االقتصاديات المتقدمة فبداية التعافي كانت أفضؿ في الكاليات المتحدة األمريكية عنيا في‬
‫الياباف كأكركبا التي كجدت نفسيا أماـ تداعيات أزمة جديدة ىي أزمة الديف العاـ في اليكناف‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬انعكاسات األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬
‫أوال‪:‬عمى مستوى االقتصاديات المتقدمة والناشئة‬
‫عمى مستوى االقتصاديات المتقدمة‬ ‫‪.1‬‬
‫شيدت االقتصاديات المتقدمة انخفاضا غير مسبكؽ في الناتج بمغ‪(%70 2‬محسكبا عؿ أساس المعدؿ‬
‫السنكم) كذلؾ في الربع األخير مف عاـ ‪2008‬ـ ‪.‬‬
‫تسببت أكبر أزمة مالية منذ الكساد الكبير في الكاليات المتحدة في دفع الببلد إلى ىاكية الرككد‬
‫العميؽ‪ ،‬حيث تكشفت الضائقة االئتمانية ككاصمت أسعار األصكؿ ىبكطيا ‪.‬ككانت مشاعر عدـ اليقيف‬
‫الزائدة كخسائر الثركة الضخمة فضبل عمى انخفاض تكقعات اإليرادات مف أسباب رشاعغ صمخ‬
‫انًغزٓهك‪ ٍٛ‬إنٗ أدَٗ يغزٕ‪ٚ‬برٓب يًب أدٖ إنٗ حذٔس ؽفشح كج‪ٛ‬شح ف‪ ٙ‬يؼذالد االدخبس‪.‬‬
‫ٔيغ اَخفبع يؼذالد االعزٓالن‪ ،‬رشاعغ إعًبن‪ ٙ‬انُبرظ انًحه‪ ٙ‬انحم‪ٛ‬م‪ ٙ‬ثُغجخ رض‪ٚ‬ذ ػٍ ‪ %6‬ف‪ ٙ‬انشثغ‬
‫انشاثغ يٍ ‪ %5.7 ٔ 2008‬ف‪ ٙ‬انشثغ األٔل يٍ ‪ٔ 2009‬اسرفؼذ َغجخ انجطبنخ إنٗ‪.3% 8.5‬‬

‫‪1‬الجزيرة نت‪ ،‬تحكؿ اخر بنكيف استثمارييف أمريكييف الى شركتيف قابضتيف‪ ،‬متكفر بتاريخ ‪ 2011/04/19‬عمى المكقع‬
‫االلكتركني ‪:‬‬
‫‪http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2D3BEA1D-8FD9-4DBA-85F7‬‬
‫‪1362E6509802,rfameless.htm?NRMODE=Published‬‬
‫‪ 2‬صندكؽ النقد الدكلي‪ ،‬تقرير سنكم ‪ ، 2009‬ص ‪ -‬ص ‪.18 - 17:‬‬
‫‪3‬صندكؽ النقد الدكلي‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص‪.18 :‬‬

‫‪86‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫نمذ عبًْذ أصيخ انشٍْ انؼمبس٘ ف‪َ ٙ‬مم أصبس األصيخ انًبن‪ٛ‬خ انؼبنً‪ٛ‬خ ثغشػخ نؼذ‪ٚ‬ذ يٍ دٔل انؼبنى‬
‫ٔثبألخض ف‪ ٙ‬لطبع انجُٕن ‪:‬‬
‫في بريطانيا‪:1‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫إعبلف ‪ )Royal Bank of Scotland ( RBS‬عف تكبده خسائر قياسية بمغت قيمتيا‪24.1‬‬ ‫‪-‬‬
‫مميار جنيو إسترليني )‪ 34.7‬مميار دكالر( خبلؿ عاـ ‪ 2008‬كىي تعتبر مف أكبر الخسائر في تاريخ‬
‫المؤسسات في بريطانيا‪ ،‬كقد ذكرت تقارير أف البنؾ سيشطب ما يصؿ إلى ‪ 20‬ألؼ كظيفة أم أقؿ‬
‫بقميؿ مف ‪ %10‬مف القكة العاممة لديو حكؿ العالـ التي تبمغ ‪ 220‬ألؼ مكظؼ‪.‬‬
‫أعمف بنؾ )‪ (HSBC‬البريطاني في مارس ‪ 2009‬أف أرباحو قبؿ حساب الضرائب بمغت ‪6.5‬‬ ‫‪-‬‬
‫مميار جنيو إسترليني ) ‪ 9.3‬مميار دكالر( عاـ ‪ 2008‬بانخفاض نسبتو ‪ % 62‬مقارنة بأرباح عاـ‬
‫‪ 2007‬كيعتبر البنؾ كىك أكبر البنكؾ في أكركبا في كضع جيد لمغاية ماليا حتى اآلف مقارنة‬
‫بمؤسسات مالية أخرل‪.‬‬
‫استحكذت الحككمة البريطانية في ‪ 8‬مارس ‪ 2009‬عمى حصة أغمبية تصؿ إلى ‪ %65‬في‬ ‫‪-‬‬
‫مجمكعة لكيدز البنكية التي تعاني مف اضطرابات مالية لترفع بذلؾ حصتيا السابقة كالتي كانت ‪%43‬‬
‫كستغطي الحككمة تأميف ما يصؿ إلى ‪ 260‬مميار جنيو )‪ 365‬مميار دكالر( مف األصكؿ المتعثرة‬
‫لممجمكعة‪.‬‬
‫إعبلف مجمكعة لكيدز البنكية عف تكبدىا خسائر بمغت ‪ 11‬مميار جنيو إسترليني )‪15.5‬‬ ‫‪-‬‬
‫مميار دكالر( عاـ ‪ 2008‬بسبب اندماجيا الذم أيدتو الحككمة مع بنؾ ىاليفاكس بنؾ أكؼ اسككتمندا‬
‫إتش بي أك أس في أكج األزمة البنكية في سبتمبر‪. 2008‬‬
‫في سويس ار‪ :‬تأثرت سكيس ار باألزمة المالية العالمية بالرغ ـ مف أنيا تعتبر رائدة السرية البنكية‬ ‫ب‪.‬‬
‫في العالـ ففي ‪ 15‬مارس ‪ 2009‬ذكر الرئيس السكيسرم ككزير المالية ىانز ركدلؼ بيرز أف سكيس ار‬
‫كافقت عمى تخفيض القكاعد المتعمقة بسرية البنكؾ كالتعاكف بدرجة أكبر لمنع التيرب الضريبي‪ ،‬كيذكر‬
‫أف سكيس ار أكبر مركز لمتعامبلت البنكية الخارجية في العالـ كلدييا نحك تريميكف دكالر مف إجمالي‬
‫الثركات المكدعة في الخارج‪ ،‬كقد تعرضت سكيس ار لضغط لتخفيض قكاعد سرية البنؾ بسبب تحقيؽ‬

‫‪1‬أمير الفكنس عرياف‪ :‬أثر األزمة المالية العالمية عمى أداء القطاع المصرفي ‪ ،‬المؤتمر العممي السنكم الثالث عشر ‪:‬الجكانب‬
‫القانكنية كاالقتصادية لؤلزمة المالية العالمية ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة المنصكرة ‪ ،‬مصر‪ ،‬يكمي ‪ 1‬ك‪ 2‬أفريؿ ‪ ،2009‬ص ‪ -‬ص ‪:‬‬
‫‪. 5 -4‬‬

‫‪87‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫أمريكي عف احتياؿ ضريبي استيدؼ بنؾ يك بي أس أكبر بنكؾ سكيس ار الذم تطالبو السمطات‬
‫األمريكية بتقديـ كشكؼ حسابات ‪ 52‬ألؼ مف عمبلئو‪.‬‬
‫كقد أدت األزمة المالية إلى انخفاض مبيعات السيارات في العالـ كفي األسكاؽ األكركبية كاألمريكية‬
‫عمى كجو الخصكص‪ ،‬كما دفعت شركات تصنيع السيارات التخفيض مف إنتاجيا‪ ،‬حيث تراجعت‬
‫مبيعات السيارات في دكؿ االتحاد األكركبي بحكالي‪ %9,2‬في أكتكبر‪ .2008‬كأعمنت شركات‬
‫السيارات الكبرل في الدكؿ الصناعية الكبرل السبع تقميص إنتاجيا في كذلؾ نتيجة لتراجع مبيعاتيا‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ : 01-02‬انخفاض إنتاج السيارات في الدكؿ المتقدمة ‪)%( G7‬‬
‫المممكة‬ ‫الياباف‬ ‫ايطاليا‬ ‫فرنسا‬ ‫الكاليات‬ ‫اسبانيا‬ ‫ألمانيا‬
‫المتحدة‬ ‫المتحدة‬
‫التغير الفصمي لمؤشر االنتاج الصناعي لقطاع السيارات‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫فصؿ‪1‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪-2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪-12‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫فصؿ‪2‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪-6‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-15‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫فصؿ‪3‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪-20‬‬ ‫‪-18‬‬ ‫‪-21‬‬ ‫‪-32‬‬ ‫‪-16‬‬ ‫‪-30‬‬ ‫‪-17‬‬ ‫فصؿ‪4‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪Source : Institut national de la statistique et des études économiques , Note‬‬
‫‪de conjoncture, mars 2009,p17 .‬‬
‫في أوروبا ‪ :‬تعرضت النظـ المالية لصدمة أشد كأطكؿ أمدا مف المتكقع‪ ،‬ككانت السياسات‬ ‫ت‪.‬‬
‫االقتصادية الكمية عمكما أبطأ مف أف تتفاعؿ معيا‪ ،‬كما تدىكرت الثقة في ظؿ تراجع نشاط قطاعي‬
‫كأدل التعرض لمخاطر األصكؿ األمريكية إلى عكاقب جسيمة في النظاـ‬ ‫األسر كالشركات ‪.‬‬
‫البنكي األكركبي نظ ار لشدة االرتباط فيما بيف كبرل المؤسسات المالية في أكركبا كارتفاع درجة التمكيؿ‬
‫بالديكف فييا ‪.‬كبالتالي تعرضت اقتصاديات معظـ البمداف المتقدمة إلى نكبات انكماش حادة في السنة‬
‫المالية ‪.2009‬‬

‫‪88‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫في سيا‪ :‬كقع الضرر األكبر عمى االقتصاديات المتقدمة نتيجة زيادة تعرضيا لمخاطر‬ ‫ث‪.‬‬
‫انخفاض الطمب الخارجي‪ ،‬السيما بالنسبة لمسمع االستيبلكية ‪.‬فقد سجؿ االقتصاد الياباني انكماشا‬
‫بكاقع ‪ ، %14‬محسكبا عمى أساس المعدؿ السنكم في الربع األخير مف ‪ ، 2008‬في ظؿ قكة اليف‬
‫الياباني كزيادة تقييد االئتماف نسبيا باإلضافة إلى المشاكؿ التي طرأت في قطاع التصدير‪.‬غير أف‬
‫بكادر االنتعاش بدأت تظير في بعض أنحاء المنطقة في‪. 2009‬‬
‫كباألخص ركسيا‬ ‫عمى مستوى االقتصاديات الناشئة‪ :‬نظ ار لما تمعبو االقتصاديات الناشئة‬ ‫‪.2‬‬
‫إذ تعتبر محرؾ‬ ‫كاليند كالصيف مف دكر ميـ عمى مستكل االقتصاد العالمي فمقد كثر االىتماـ بيا‬
‫النمك االقتصادم العالمي إال أنيا تأثرت باألزمة المالية العالمية نتيجة لمضغط المالي مف خبلؿ‬
‫الركابط التجارية كرد فعؿ إزاء تراجع الصادرات إلى االقتصاديات المتقدمة كقت األزمة تعبي ار عف‬
‫تباطؤ الطمب الراىف أك المتكقع اكتسبت الركابط التجارية أىمية متزايدة عمى مدل العشريف عاما‬
‫الماضية‪ ،‬حيث ارتفعت الصادرات إلى االقتصاديات المتقدمة مف أقؿ مف ‪ %10‬إلى ما يقارب مف‬
‫‪%20‬مف إجمالي الناتج المحمي لبلقتصاديات الناشئة ‪.‬كيأتي حكالي نصؼ ىذه الصادرات في‬
‫الكقت الراىف مف آسيا الصاعدة‪ ،‬خاصة الصيف‪ ،‬كفضبل عف ذلؾ قد يتفاقـ انتقاؿ األزمة مف خبلؿ‬
‫الركابط التجارية كالمالية نتيجة ظيكر آثار جانبية ‪.‬كتنتقؿ ىذه اآلثار مف خبلؿ انتشار التداعيات مف‬
‫االقتصاديات الناشئة المتأثرة باألزمة كعكدتيا إلى االقتصاديات المتقدمة كمف خبلؿ اآلثار االنتشارية‬
‫ضمف مجمكعة االقتصاديات الناشئة ‪.‬كحسب تكقعات صندكؽ النقد الدكلي سكؼ تنخفض معدالت‬
‫كاردات االقتصاديات النامية كالناشئة ػب ‪ % 8.8-‬أما الصادرات فيي كذلؾ ستنخفض ب – ‪%6.4‬‬
‫عاـ‪ 2009‬مقارنة بعاـ ‪( 2008‬الشكؿ رقـ ‪)01-01‬‬

‫‪89‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :01-02‬صادرات وواردات االقتصاديات الصاعدة والنامية‬


‫خالؿ الفترة (‪)2009-2001‬‬
‫متوسط التغير السنوي كنسبة مئوية‬

‫‪20,00%‬‬

‫‪15,00%‬‬

‫‪10,00%‬‬
‫صادرات االقتصاديات‬
‫‪5,00%‬‬ ‫الصاعدة والنامية‬

‫‪0,00%‬‬ ‫واردات االقتصاديات‬


‫الصاعدة والنامية‬

‫‪-5,00%‬‬

‫‪-10,00%‬‬
‫‪2001‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2009‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى إحصائيات صندوؽ النقد الدولي‬

‫اعتمدت كثير مف بمداف أكركبا الصاعدة اعتمادا بالغا عمى التدفقات الرأسمالية مف البنكؾ الغربية‬
‫بيدؼ الحفاظ عمى ركاج االئتماف المحمي ‪.‬كظيرت حاالت انكشاؼ كبيرة في البنكؾ األكركبية عبر‬
‫الحدكد كامتمكت المؤسسات المالية األجنبية المتعثرة العديد مف البنكؾ في أكركبا الصاعدة ‪.‬كفي‬
‫خريؼ عاـ ‪ 2008‬تدىكرت األكضاع‪ ،‬حيث سجمت فركؽ العائد عمى السندات السيادية ارتفاعا شامبل‬
‫كانخفضت أسعار الصرؼ انخفاضا حادا في البمداف التي تعتمد نظـ الصرؼ المرنة ‪.‬كحدث ىبكط‬
‫مفاجئ في النشاط االقتصادم بؿ كأزمات مكتممة في بعض مف جراء اقتراف ىبكط الطمب عمى‬
‫الكاردات في أسكاؽ البمداف المتقدمة كانييار أسعار العقارات كضعؼ إمكانية الحصكؿ عمى االئتماف‬
‫كانخفاض أسعار العممة في سياؽ حاالت عدـ االتساؽ البالغ بيف أسعار العمبلت في الميزانيات‬
‫العمكمية ‪.‬كمع سرعة ىبكط الصادرات كالناتج كتردم اإليرادات الحككمية‪ ،‬حصؿ عدد مف البمداف عمى‬

‫‪90‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الدعـ مف صندكؽ النقد الدكلي كغيره مف المؤسسات المالية الدكلية لمحفاظ عمى استقرار ميزاف‬
‫المدفكعات‪.1‬‬
‫كقد تعرضت أمريكا البلتينية كبمداف ككمنكلث إلى ثبلث صدمات كبرل فقد تكقفت عمميات التمكيؿ‬
‫الخارجي تماما كىبطت مستكيات الطمب في أسكاؽ الصادرات بالمنطقة‪ ،‬كشيدت أسعار السمع األكلية‬
‫ىبكطا حادا‪ ،‬كلكف في أمريكا البلتينية كاف األثر الكمي اقؿ حدة مقارنة بأكركبا نظ ار لقكة الميزانيات‬
‫العمكمية في القطاعيف العاـ كالخاص نسبيا‪ ،‬كألف النظـ المالية كانت أقؿ انكشافا مف حيث الخصكـ‬
‫لؤلجيزة البنكية في البمداف المتقدمة‪ ،‬كاستطاع العديد مف االقتصاديات الكبيرة استخداـ سعر الصرؼ‬
‫كأداة المتصاص الصدمات‪ .‬كمع ذلؾ أسفرت األزمة المالية عف بيع مكثفة في أسكاؽ األسيـ في‬
‫أكاخر ‪ ،2008‬كحدكث ارتفاع حاد في تكاليؼ التمكيؿ‪ ،‬كزيادة مفاجئة في فركؽ العائد عمى ديكف‬
‫الشركات كالديكف السيادية‪ .‬كذلؾ تناقضت التدفقات الرأسمالية في البمداف التي تعتمد نظـ الصرؼ‬
‫المرنة كانخفضت قيمة عمبلتيا المحمية انخفاضا حادا‪ .‬كسرعاف ما نتج عف ذلؾ تباطؤ في نمك‬
‫االئتماف كىبكط معدالت اإلنتاج الصناعي كالتصدير‪ .‬كقد تعرضت بمداف أمريكا الكسطى كمنطقة‬
‫الكاريبي كذلؾ ليبكط حاد في إيرادات أنشطة السياحة كتحكيبلت المغتربيف إلى المنطقة‪ ،‬كطمب العديد‬
‫مف البمداف في أمريكا الكسطى كمنطقة الكاريبي لمحصكؿ عمى الدعـ مف صندكؽ النقد الدكلي‬
‫كالمؤسسات المالية الدكلية األخرل‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬عمى مستوى االقتصاديات العربية‪ :‬كيمكف تقسيـ الدكؿ العربية إلى ثبلث مجمكعات ‪:‬‬
‫المجموعة األولى‪ :‬كىي الدكؿ ذات درجة االنفتاح االقتصادم كالمالي المرتفعة‪ ،‬كتشمؿ دكؿ‬ ‫‪.1‬‬
‫مجمس التعاكف الخميجي العربية بما فييا السعكدية كقطر كالككيت كاإلمارات العربية المتحدة كالبحريف‬
‫كعماف‪.‬‬
‫اف انخفاض أسعار النفط ىك الذم يؤثر عمى صادرات اقتصاديات دكؿ مجمس التعاكف الخميجي‬
‫‪ %4,2‬في عاـ ‪ 2009‬مقابؿ‬ ‫كينعكس سمبا عمى معدالت النمك االقتصادم التي انخفضت الى‬
‫‪ %5,7‬عاـ ‪. 2008‬‬
‫‪ %37‬خاصة مع انييار‬ ‫تراجعت أسكاؽ الماؿ العربية كشيدت مؤشراتيا انخفاضات مستمرة بنسبة‬
‫بكرصة ككؿ ستريت بنيكيكرؾ‪ ،‬كبكرصة أندكنيسيا‪ ،‬كسجمت سجمت خسائر كبيرة خاصة عمى قطاعي "‬

‫‪1‬صندكؽ النقد الدكلي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ص‪.19 :‬‬


‫‪2‬صندكؽ النقد الدكلي‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪ -‬ص ‪. 20- 19 :‬‬

‫‪91‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫العقارات" ك"البنكؾ" في مختمؼ األسكاؽ‪ ،‬مع استمرار القمؽ حكؿ مصير تمؾ النشاطات االستثمارية‬
‫التي تجمع‬
‫ىذيف القطاعيف في عدة دكؿ بالمنطقة‪ ،‬كذلؾ فإف سحب الكثير مف الصناديؽ االستثمارية األجنبية‬
‫ألمكاليا مف األسكاؽ المالية سيزيد مف حدة األزمة كقد تككف أسكء بكثير لك استمر الكضع كذلؾ مما‬
‫سيسبب كارثة حقيقة ألسكاقنا المالية‪ ،‬كتكاجو البكرصات الخميجية كالمصرية خاصة تغيرات جذرية في‬
‫محافظيا المالية المستثمرة في البكرصات العالمية كستتراجع فكائضيا المالية مما سينعكس عمى‬
‫مشاريع التنمية كاالستثمارات العربية الكبيرة في األسكاؽ المالية‪.‬‬
‫كيظير تأثر االقتصاد الخميجي باألزمة المالية مف خبلؿ ثبلث مصادر محتممة تتمثؿ في‪:1‬‬
‫تأثر المؤسسات المالية التي تممؾ حيازات في أكراؽ مالية مرتبطة برىكف عقارية أك تستثمر‬ ‫أ‪.‬‬
‫في‪ ، CDO‬أك في عقكد ‪ ،CDS‬كمثاؿ ذلؾ خسائر بنؾ الخميج الدكلي‪ GIB‬بما يقارب ‪750‬‬
‫مميكف دكالر مف جراء استثماراتو في سندات الرىف العقارم بنؾ الخميج الدكلي ما استدعى رفع رأسمالو‬
‫بتمكيؿ مف مؤسسة النقد السعكدم‪ ،‬ككذلؾ خسائر المؤسسة العربية البنكية ‪ ABC‬بمقدار ‪500‬مميكف‬
‫دكالر؛‬
‫الخسائر الناتجة عف إدارة االستثمارات بكاسطة البنكؾ االستثمارية األمريكية المتأثرة مف‬ ‫ب‪.‬‬
‫األزمة‪ ،‬خاصة مع ارتباط البنكؾ الخميجية بالبنكؾ العالمية في الكاليات المتحدة األمريكية ذلؾ سيؤثر‬
‫عمى استثمارات البنكؾ الخميجية‪ ،‬ففي كقت سابؽ أعمف بنؾ أبك ظبي التجارم أنو باشر باتخاذ‬
‫إجراءات قانكنية في نيكيكرؾ السترداد بعض خسائر استثماراتو في الصناديؽ االستثمارية في الكاليات‬
‫المتحدة‪ ،‬مدعيا رغـ عدـ إفصاحو لحجـ المخاطر المحيطة باالستثمار ما يعطي فكرة عف ضبابية‬
‫الصكرة المتعمقة بتمؾ االستثمارات لدل االقتصادييف المختصيف؛‬
‫تأثر الكضع االئتماني مف خبلؿ نقص السيكلة كارتفاع تكمفة االقتراض‪ ،‬كقد ظيرت بكادر‬ ‫ت‪.‬‬
‫أزمة االئتماف في دبي مع تراجع مستكل السيكلة في السكؽ لتمكيؿ المشاريع الجديدة حيث أعمف البنؾ‬
‫المركزم اإلماراتي عف تمكيؿ يقدر ػب‪ 50‬مميار درىـ إماراتي متاح لمبنكؾ اإلماراتية لبلستفادة منيا‪.‬‬

‫‪1‬مجمس الكحدة االقتصادية العربية‪ ،‬تقرير عف األزمة المالية العالمية وأثارىا المتوقعة عمى الدوؿ العربية‪ ،‬القاىرة ‪،‬‬
‫مصر‪ ،2008 ،‬ص‪.35 :‬‬
‫*سياسة القطيع ‪ :‬ىك االندفاع في االتجاه معيف بدكف دراسة أك كعي لمجرد إتباع خطكات سابقة‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫انخفضت أسعار النفط في عاـ ‪ 2008‬حيث تراجع سعر البرميؿ مف ‪ 150‬دكالر إلى ‪ 40‬دكالر في‬
‫فيفرم‪ 2009‬أم قدرت نسبة االنخفاض ‪ %75‬كحجـ االنخفاض الكبير في المكارد المالية النفطية‬
‫أثر بشكؿ مباشر عمى المكازنة العامة لكؿ دكؿ مف دكؿ الخميج ألف المكارد النفطية ؾانت تحتؿ‬
‫المرتبة األكلى مف مكارد المكازنة حيث تصؿ إلى ما يقارب ‪ %65‬مف حجـ إيرادات المكازنة لتمؾ‬
‫الدكؿ‪ .‬خسائر األسكاؽ المالية الخميجية كالتي قدرت بما يعادؿ ‪ 150‬مميار دكالر خسرت السعكدية ما‬
‫يقارب ‪ 17‬مميار دكالر في يكـ كاحد كخصصت ىذه الدكؿ مبالغ ؾبرل إلنقاذ االقتصاد كالقطاع المالي‬
‫كالبنكي كالمحمي مف األزمة فمثبلن خصصت السعكدية ما يقارب ‪ 140‬مميار دكالر‪.‬‬
‫منيت أسكاؽ الخميج بخسائر ؾبرل منذ األسبكع األكؿ لؤلزمة كؾانت اإلمارات المتحدة كالسيما سكؽ‬
‫دبي األؾثر ضر انر كخسارة ‪ ،‬كيمكف ترتيب الدكؿ حسب حجـ الخسارة األعمى عمى النحك اآلتي ‪:‬‬
‫اإلمارات‪ ،‬السعكدية‪ ،‬قطر‪ ،‬الككيت‪ ،‬عماف‪ ،‬البحريف‬
‫كجكد أرضية ىشة لؤلسكاؽ المالية الخميجية ألنيا قائمة عمى المضاربات كالربح السريع مع درجة‬
‫المخاطرة المتزايدة كاستقباؿ بعض مف ىذه األسكاؽ مما ساعد عمى خركج ىذه األمكاؿ عندما شعر‬
‫أصحابيا بأف الخطر قادـ‪ ،‬إذ قاـ المستثمركف ببيع األسيـ بكميات ؾبرل سياسة القطيع* أدل ذلؾ‬
‫إلى حدكث االنييار التاـ في تمؾ األسكاؽ‪.‬‬
‫زادت التدفقات المالية في دكؿ الخميج إلى أسكاؽ الماؿ األمريكية كاألكربية كالتي شيدت ارتفاع ‪،‬‬
‫كالدكؿ األخرل كالسيما في األعكاـ ‪ 2005‬ك ‪ 2006‬كالتي شيدت ارتفاع ؾبير في أسعار النفط كالتي‬
‫أدت إلى زيادة مكارد الدكؿ العربية النفطية الذم ساعد عمى تكجيو تمؾ األمكاؿ نحك الغرب مرة أخرل‪،‬‬
‫اذ تشير البيانات المتاحة أف دكؿ الخميج استثمرت في أمريكا كأكربا ما يقارب ‪ 530‬مميار دكالر‬
‫خبلؿ الخمس سنكات األخيرة منيا ‪ 300‬مميار دكالر في الكاليات المتحدة كأف حجـ االستثمار في‬
‫األكراؽ المالية بمغ ‪ 322‬مميار دكالر كأف‬
‫حصة السعكدية مف حجـ االستثمارات بمغت ‪ 308‬مميار دكالر‪.1‬‬
‫كقاؿ تقرير اقتصادم إف أسعار النفط الحالية منخفضة جدان عف المستكيات التي تكفي لتغطية حاجات‬
‫اإلنفاؽ في معظـ دكؿ أكبؾ‪.‬‬
‫كبيف التقرير الذم أعدتو‪" 2‬ركيترز"‪ ،‬أنو رغـ أف تكمفة استخراج النفط مف باطف األرض منخفضة في‬

‫‪ 2008/10/16‬عمى المكقع‬ ‫‪ ،‬متكفر بتاريخ‬ ‫‪1‬غازم الصكراني‪ :‬األزمة المالية العالمية وتداعياتيا عمى االقتصاد العربي‬
‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=150264‬‬ ‫االلكتركني‪:‬‬
‫‪ ،‬متكفر بتاريخ ‪ 16 :‬أكت ‪ 2014‬عمى المكقع االلكتركني‪:‬‬ ‫‪2‬سعر النفط ال يمبي احتياجات دكؿ أكبؾ باستثناء الخميج‬
‫‪http://www.islamicbankingmagazine.org‬‬

‫‪93‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫معظـ دكؿ المنظمة‪ ،‬لكف تنامي اإلنفاؽ االجتماعي كخططا طمكحة لمبنية التحتية‪ ،‬يعني أف كثيريف‬
‫مف منتجي النفط يجنكف اآلف إيرادات لمبيعاتيـ النفطية أقؿ مما يحتاجكف لتمكيؿ ميزانياتيـ‪.‬‬
‫كبمغ المتكسط المرجح ألسعار النفط ألعضاء منظمة البمداف المصدرة لمبتركؿ ‪ 106‬دكالرات لمبرميؿ‬
‫سنة ‪ ، 2013‬كىك ما يكفي بالكاد لتغطية متكسط حاجات الميزانية لدكؿ المنظمة‪ ،‬كفقان ألرقاـ جمعيا‬
‫فريؽ مف المحمميف طمبكا عدـ الكشؼ عف ىكيتيـ‪.‬‬
‫لكف أسعار النفط تسير في منحنى نزكلي‪ ،‬كتشير حسابات ألمانة أكبؾ إلى أف سعر سمة خامات‬
‫المنظمة بمغ ‪ 100.88‬دكالر فقط لمبرميؿ في أكت ‪.2014‬‬
‫كتظير بيانات مف خبراء اقتصادييف كمحمميف بصناعة النفط إلى أف سبعة مف أعضاء أكبؾ االثني‬
‫عشر ‪ -‬مف بينيـ العراؽ كايراف كنيجيريا ‪ -‬يحتاجكف اآلف إلى أسعار لمنفط أعمى كثي ار لتغطية‬
‫حاجات ميزانياتيـ‪ .‬كتحتاج إيراف إلى أف يرتفع سعر النفط ‪ % 11‬في حيف يحتاج العراؽ إلى أف زيادة‬
‫في سعر النفط قدرىا ‪.% 16‬‬
‫كتحتاج نيجيريا إلى زيادة أكثر حدة في أسعار النفط فيما يرجع إلى التكمفة المتزايدة لمشاريع بحرية في‬
‫المياه العميقة تقكؿ ككالة الطاقة الدكلية‪ ،‬إنيا تجتذب شركات نفطية تسعى لتفادم االضطرابات‬
‫الداخمية في البمد اإلفريقي‪.‬‬
‫كعمى النقيض‪ ،‬فإف متكسط أسعار بيع النفط غطت حاجات الميزانية لخمسة أعضاء رئيسييف في أكبؾ‬
‫معظميـ في منطقة الخميج كىـ السعكدية كاإلمارات كقطر كالككيت كأنغكال‪.‬‬
‫كيتكقع محممكف ببنؾ ناتيكس الفرنسي أف الككيت كاإلمارات‪ ،‬ستككناف األكثر سيكلة في تمبية حاجات‬
‫الميزانية‪ ،‬بفضؿ مستكيات مرتفعة إلنتاج كصادرات النفط بالنسبة إلى عدد السكاف‪.‬‬
‫المجموعة الثانية‪ :‬كىي الدكؿ العربية ذات درجة االنفتاح المتكسطة كمنيا تكنس كمصر‬ ‫‪.2‬‬
‫كالمغرب األردف‪....‬‬
‫التكنسي سنة ‪ 2008‬حيث نظ ار‬ ‫تونس‪ :1‬إف أزمة الغذاء كأزمة الطاقة أثرتا في االقتصاد‬ ‫أ‪.‬‬
‫‪Balance des‬‬ ‫لمعجز كالمجكء إلى االستيراد تفاقـ العجز في ميزاف المدفكعات الجارية مع الخارج‬
‫‪%2,6‬‬ ‫‪ paiement courants‬فتضاعؼ تقريبا حجـ العجز كنسبة مف إجمالي الناتج المحمي مف‬
‫‪ %5‬سنة ‪ 2008‬في‬ ‫أف نسبة التضخـ ارتفعت [مؤشر األسعار لبلستيبلؾ] إلى‬
‫إلى ‪ .%4,6‬كما ٌ‬
‫‪ %6,3‬إلى‬ ‫حيف أنيا كانت ‪ %3,1‬سنة ‪ .2007‬كعمكما تقمٌص نسبيا نسؽ النمك االقتصادم مف‬

‫‪1‬عزاـ محجكب‪ :‬األزمة االقتصادية العالمية وتداعياتيا عمى تونس‪ ،‬متكفر بتاريخ ‪ 2010/04/03‬عمى المكقع االلكتركني ‪:‬‬
‫‪http://www.echaab.info.tn/detailarticle.asp?idx=10678‬‬

‫‪94‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪ %4,6‬بيف ‪ 2008‬ك‪ .2007‬كىذا بالتأكيد قد أثر سمبا عمى إحداثات الشغؿ التي تقمصت بما يقارب‬
‫مر مف ‪239,824‬‬
‫أما األجر األدنى ‪ SMIG‬فمقد ٌ‬
‫مرت مف ‪ 80200‬إلى ‪ٌ .70300‬‬
‫‪ 10000‬حيث ٌ‬
‫أف الزيادات‬
‫التضخـ فنجد ٌ‬
‫ٌ‬ ‫دينار إلى ‪ 251,800‬دينار بيف ‪ 2008‬ك‪ .2007‬كاذا أخذنا بعيف االعتبار‬
‫تضررت الطاقة الشرائية لؤلجير السترجاعيا ‪ Rattrapage‬كبالتالي استقر األجر‬
‫تأتي غالبا بعد ما ٌ‬
‫األدنى الحقيقي سنة ‪ 2008‬في حدكد ‪ 195‬دينار تقريبا (إذا اعتمدنا عمى مرجعية أسعار ‪.)2000‬‬
‫‪ )2000‬مف‬ ‫أما األجر األدنى في الزراعة فقد تقمصت نسبيا قيمتو الحقيقية (حسب مرجعية أسعار‬
‫ٌ‬
‫‪ 6.313‬دينار سنة ‪ 2007‬إلى‪ 6.018‬دينار سنة ‪.2008‬‬
‫كباعتبار االقتصاد التكنسي يعتمد أساسا عمى ثبلث قطاعات رئيسية )قطاع الزراعة‪ ،‬السياحة‪ ،‬كبعض‬
‫الصناعات الخفيفة(‪ ،‬فإف انخفاض الطمب عمى المنتجات الزراعية التي شكؿت نسبة ‪ %65‬مف‬
‫الصادرات التكنسية‪ ،‬كنقص حركة السياحة العالمية خاصة تمؾ الكافدة مف أكركبا كالتي تمثؿ القسـ‬
‫األكبر مف السياحة الكافدة إلى تكنس‪ ،‬ىذه العكامؿ مف شأنوا التأثير بشدة عمى إيرادات الدكلة‬
‫كاحتياطاتوا مف النقد األجنبي‪ ،‬كبالتالي تعثر مشاريع التنمية سكاء القائمة أك المبرمجة‪ ،‬نتيجة لنقص‬
‫التمكيؿ الكافي كالتأخر في إنجاز برامج التنمية المخططة‪ ،‬مما انعكس سمبا عمى الكضعية االقتصادية‬
‫بدءا بارتفاع معدالت البطالة التي تتعدل نسبة ‪ % 17,78‬كزيادة العجز في الميزاف التجارم‪ ،‬ناىيؾ‬
‫عف تأزـ األكضاع االجتماعية كانتشار مظاىر الفقر كتدني مستكيات المعيشة خاصة لؤلفراد ذكم‬
‫الدخؿ المحدكد‪ ،‬الذيف يشكمكف الفئة األكثر تضر ار مف األزمة المالية العالمية‪.1‬‬
‫أما األزمة المالية العالمية التي انطمقت مف الكاليات المتحدة األمريكية‪ ،‬فتداعياتيا عمى تكنس كانت‬
‫ٌ‬
‫جدا لقمة أك انعداـ ارتباط الجياز المالي كالبنكي التكنسي بالمنظكمة المالية الدكلية مف جية‬
‫ضعيفة ٌ‬
‫‪.‬‬ ‫كضعؼ سكؽ الماؿ (البكرصة) الداخمية مف جية أخرل‬
‫(تجفيؼ أك تعسير االقتراض مف طرؼ‬ ‫أما القناة التي رشحت لتمرير انعكاسات األزمة المالية‬
‫المؤسسات المالية الخاصة ) ىي لجكء البنؾ المركزم إلى االقتراض سنكيا لدل المؤسسات المالية‬
‫‪Recettes de la balance des‬‬ ‫الخاصة لتغطية نسبة مف مكارد ميزاف الحسابات المالية‬
‫‪ opérations de capital et financières‬كلتفادم الكقكع تحت شركط اقتراض مجحفة عدؿ‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 2009‬إلى المجكء إلى الممكليف الخكاص‬ ‫‪2008‬ك‬ ‫البنؾ المركزم في‬

‫‪ 1‬د‪.‬محمكد عبد الحفيظ المغبكب‪ :‬ليات الحد مف التداعيات السمبية لؤلزمة المالية العالمية عمى االقتصاد الميبي‪ ،‬كرقة عمؿ‬
‫مقدمة لمندكة العممية الثالثة حكؿ ‪ :‬األزمة المالية العالمية كسكؽ الطاقة ‪ ،‬مركز بحكث العمكـ االقتصادية‪ ،‬طرابمس‪ ،‬ليبيا‪20 ،‬‬
‫جانفي ‪ ،2009‬ص‪.8:‬‬

‫‪95‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫أف نسب اليشاشة كالطاقة الذاتية لمتكيؼ كالتعامؿ مع مثؿ ىاتو الصدمات مرتبط‬
‫ىذا كمف المعمكـ ٌ‬
‫بعدة عكامؿ كمف بينيا عمى المستكل المالي‪ :‬حجـ االحتياطي مف العممة الصعبة كحجـ عجز ميزاف‬‫ٌ‬
‫الدفعات الجارية كحجـ عجز ميزانية الدكلة‪ ،‬يعني بقدر ما يككف االحتياطي مف العممة مرتفعا‬
‫كمستكيات العجز في الدفعات الجارية كميزانية الدكلة ضعيفة كانت نسبة التعامؿ مع التأثيرات السمبية‬
‫‪.‬‬ ‫قكية نسبيا‬
‫أما عمى المستوى االجتماعي ‪ :‬فكمما كانت نسبة البطالة مرتفعة إباف اندالع األزمة كمما كانت‬
‫‪.‬‬ ‫حدة االنعكاسات االجتماعية أقؿ‬
‫أشد كبالتالي إمكانية تخفيؼ ٌ‬
‫اليشاشة ٌ‬
‫فعمى الصعيد المالي سجؿ منذ سنة ‪ 2008‬كما ذكرناه التدىكر في ميزاف اؿـ دفكعات الخارجية حيث‬
‫أف ميزانية الدكلة سجمت تقمصا سنة‬
‫أصبح العجز يمثؿ ‪ %4,3‬مف إجمالي الناتج المحمي‪ .‬في حيف ٌ‬
‫‪ 2008‬بالمقارنة ػب ‪ 2007‬حيث أصبحت نسبة العجز تمثؿ ‪ %1,1‬مف إجمالي اإلنتاج المحمي في‬
‫حيف كانت بمعدؿ ‪ %3‬في السنكات السابقة‪ .‬أما االحتياط مف العممة فكاف يقدر بأكثر مف ‪ 13‬مميار‬
‫دينار سنة ‪ 184( 2009‬يكـ استيراد) مقابؿ ‪ 9,6‬مميار تقريبا في أكاخر ‪ .2007‬باالعتماد عمى ىاتو‬
‫المعطيات الكمية فمكاقع اليشاشة مرتبط أساسا بعجز ميزاف اؿ ـ دفكعات الجارية كمستكل البطالة سنة‬
‫‪.)%14,1‬‬ ‫‪( 2007‬‬
‫أف لتكنس ىامشا لمتعامؿ مع األزمة بالنظر إلى مستكل عجز ميزانية الدكلة المنخفض نسبيا‬
‫في حيف ٌ‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 2008‬المرضي نسبيا‬ ‫كحجـ االحتياط مف العممة سنة‬
‫إف نسب ىشاشة االقتصاد كطاقتو الذاتية لمتعامؿ كالتكييؼ مع األزمة [تخفيؼ أك تجنب اآلثار]‬
‫مرتبطة بحجـ الدكر التي تمعبو ىاتو العناصر األربعة في االقتصاد [تأثيرىا عمى نسؽ النمك‬
‫فإف تأثر أك قابمية التأثر باألزمة في تكنس متأتي ٌأكال‬
‫كالمكازنات االقتصادية الكبرل]‪ .‬مف ىذا المنظكر ٌ‬
‫مف النسبة المرتفعة في االنفتاح التجارم يعني في دكر التجارية الخارجية حيث تمثٌؿ كؿ مف‬
‫‪ %50‬ك ‪ %60‬كبالتالي ىناؾ حساسية‬ ‫الصادرات كالكاردات كنسب مف إجمالي الناتج المحمي بيف‬
‫‪ %70‬كأكثر مف التجارة الخارجية‬ ‫أف‬
‫مرتفعة جدا بالنسبة لعامؿ التصدير (ثـ التكريد) زد عمى ذلؾ ٌ‬
‫التكنسية مرتبطة باالتحاد األكركبي ككمما عرؼ ىذا األخير ظرفا اقتصاديا إنكماشيا إالٌ كنتج عنو‬
‫أف اإلتحاد األكركبي‬
‫ىبكط في الصادرات كبالتالي في نسؽ النمك‪ .‬كىذا بالضبط ما حصؿ نظ ار ٌ‬
‫تضرر بشدة باألزمة كتداعياتيا االقتصادية‪ ،‬كىك الذم بالمقارنة يجد في‬
‫الشريؾ التجارم األساسي قد ٌ‬
‫الكقت الحالي صعكبات كبيرة السترجاع نسؽ النمك ما قبؿ األزمة‪ .‬فمف ىاتو الزاكية فإف الصادرات‬

‫‪96‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫التكنسية عرفت خبلؿ ‪ 2009‬تراجعا كبي ار بنسبة ‪ 19,5 ( %17,7‬مميار دينار سنة ‪ 2009‬مقابؿ‬
‫‪ 23,6‬مميار دينار سنة ‪.)2008‬‬
‫‪ 25,7 ( %15,7‬مميار سنة ‪ 2009‬مقابؿ ‪ 30,2‬مميار سنة‬ ‫كبدكره ىبط حجـ الكاردات بنسبة‬
‫‪ %3,1‬سنة‬ ‫‪ .)2008‬فتراجع التجارة الخارجية أثٌر بدكره عمى نسؽ النمك حيث نزؿ ىذا األخير إلى‬
‫أف الصادرات المعممية ‪ manufacturières‬تمثٌؿ الجزء‬
‫‪ 2009‬مقابؿ ‪ % 4,6‬سنة ‪.2008‬عمما ٌ‬
‫األكبر مف الصادرات التكنسية ‪.‬‬
‫فبالتالي عرفت ىاتو الصادرات مف المنتكجات المعممية انييا ار مرافقا لتراجع إنتاج قطاع الصناعات‬
‫المعممية‪ .‬فعرؼ ىذا األخير ىبكطا بنسبة ‪ .%5,9‬ككاف قطاع النسيج كالمبلبس المتأثر األكبر حيث‬
‫‪ % 8,9‬بالنسبة لمصناعات الكيربائية‬ ‫‪ % 15,2‬في حيف كاف ‪-‬‬ ‫كاف النمك سمبيا بقدر ‪-‬‬
‫كالميكانيكية‪.‬‬
‫إف بكادر استرجاع االنتعاش االقتصادم كاف كاف بالمقارنة بطيئا كمعتدال في اإلتحاد األكركبي خبلؿ‬
‫ٌ‬
‫‪ 2010‬ك ‪ 2011‬قد يؤثر إيجابيا عمى تكنس حيث يتكقع أف ترتفع نسب النمك مف ‪ %3,1‬سنة‬
‫‪ 2009‬إلى ‪ %4,1‬سنة ‪ .2010‬كىك بالتالي دكف معدالت ‪ )%5,4 ( 2006‬ك ‪ )%6,3 ( 2007‬ك‬
‫‪.)%4,6( 2008‬‬
‫ا ٌف نسبة البطالة الجممية كانت ‪)2006 - 2002( % 14,3‬ك ‪ %14,2‬سنة ‪ .2007‬كمنكاؿ التنمية‬
‫في المخطط الحادم عشر كاف يتكقع تقميص مستكل البطالة الجممية إلى ‪ ( %13,4‬أقؿ مف نقطة )‬
‫باالعتماد عمى نسؽ نمك متكسط ب ‪ %6,1‬مع رفع عدد مكاطف الشغؿ الجديدة مف ‪ 74400‬كمعدؿ‬
‫(‪ )2006-2002‬إلى ‪.)2010-2007( 82400‬‬
‫خبلؿ ( ‪ 38000 )2009‬مكطف شغؿ في الصناعات‬ ‫ىذا ككما أعمف رسميا فقد خسرت تكنس‬
‫‪،2009‬‬ ‫التحكيمية ألسباب ظرفية مرتبطة بتداعيات األزمة مما جعؿ نسبة البطالة في ازدياد سنة‬
‫‪ 2004‬ك ‪.2007‬‬ ‫‪ %14 ,2‬في ‪ 2008‬ك ‪ %14,1‬كمعدؿ بيف‬ ‫‪ % 14,7‬مقارنة ب‬
‫أف ىدؼ االرتفاع إلى‬‫إف تداعيات األزمة ليست عمى المدل القصير بؿ المتكسط أيضا حيث ٌ‬
‫نعـ ٌ‬
‫‪.‬‬ ‫بصفة متكاضعة في البطالة يبتعد أكثر جراء األزمة‬ ‫نسبة نمك ‪%6‬لمتخفيض كلك‬
‫أف‬
‫فيما يخص االستثمار الخارجي المباشر ؼتفيد األرقاـ الرسمية األخيرة كالصادرة عف البنؾ المركزم ٌ‬
‫االستثمار الخارجي المباشر قد انخفض بشدة بيف ‪ 2008‬ك‪ 2009‬مف ‪ 3,4‬مميار دينار كأصبح ‪2,3‬‬
‫فإف الرجة المالية‬
‫مميار كىك تقريبا حجـ سنة ‪ .2007‬ككما كشفت عنو بعض المصادر اإلعبلمية ٌ‬
‫تـ تجميد أك تأخير‬
‫ىزت ظيىب ٍي أثرت عمى كضع المشاريع الكبرل التي كانت مبرمجة لتكنس حيث ٌ‬
‫التي ٌ‬

‫‪97‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫تقدر بعشرات المميارات كىذا في إعبلف لكزير التنمية‬


‫أك إلغاء عدد مف ىاتو المشاريع العمبلقة التي ٌ‬
‫كاف االنخفاض بالنسبة لبلستثمار الخارجي المباشر مف ‪ 1,9‬مميار أكرك إلى ‪ 1,3‬مميار أكرك بيف‬
‫(انخفاض بػ‬ ‫‪ 2009‬ك ‪ 2008‬كىذا يعزم إلى تراجع االستثمار الخارجي المباشر في قطاع الطاقة‬
‫‪.)%28‬‬
‫كفيما يخص القطاع السياحي ففي حيف شيدت سنة ‪ 2009‬تراجعا طفيفا في عدد الكافديف الغير‬
‫ارتفاعا طفيفا‬ ‫مقيميف مف ‪ 7049,7‬ألؼ إلى ‪ 6901,4‬ألؼ‪ ،‬فقد عرفت العائدات بالدينار التكنسي‬
‫أف ىناؾ شبو استقرار في قطاع السياحة خبلؿ‬
‫كمرت مف ‪ 3,39‬مميار إلى ‪ 3,46‬مميار‪ .‬كيمكف القكؿ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫تضرر مف‬
‫أف قطاع السياحة قد ٌ‬ ‫‪ 2009‬أك تراجعا محدكدا إذا احتسبنا العائدات باألكرك‪ .‬كال مف شؾ ٌ‬
‫خاصة عندما نقارف نسؽ نمك العائدات في السنكات الماضية بما حصؿ سنة ‪2009‬‬
‫ٌ‬ ‫تداعيات األزمة‬
‫‪ %2‬فقط مقارنة ػب ‪ %9‬بيف ‪ 2005‬ك ‪ .2008‬كلكف كاف ىذا الضرر أقؿ حدة مقارنة بالصناعات‬
‫المحمية التصديرية حيث كاف نسؽ النمك سمبيا‪.‬‬
‫أما تحكيبلت التكنسييف بالخارج فيي لـ تشيد تراجعا رغـ األكضاع االقتصادية كاالجتماعية التي‬
‫ٌ‬
‫فمف ‪ 2،4‬مميار دينار ارتفعت‬ ‫سادت خاصة بأكركبا حيث يعمؿ أغمبية المياجريف التكنسييف‬
‫التحكيبلت إلى ‪ 2,6‬مميار دينار بيف ‪ 2008‬ك ‪ 2009‬أم بنسبة ‪ .%8‬في حيف كاف معدؿ نمك‬
‫أف ‪ 2009‬عرفت تراجعا‬
‫التحكيبلت ‪ %10,4‬بيف ‪ 2005‬ك‪، 2008‬لك احتسبنا باألكرك لكجدنا كذلؾ ٌ‬
‫نسبيا بالمقارنة بالسنكات التي سبقت‪.‬‬
‫(المبلبس‪ ،‬النسيج‪،‬‬ ‫أف القطاعات المتضررة مف األزمة ىي أساسا القطاعات المعممية المصدرة‬ ‫نرل ٌ‬
‫أف االستثمار الخارجي المباشر تراجع حجمو‬
‫الكيرباء‪ ،‬الميكانيؾ ) حيث كاف نسؽ النمك سمبيا‪ .‬كما ٌ‬
‫بنسبة ‪ . %32‬أما قطاع السياحة فعرؼ استق ار ار يعكس إنت عاشو بالمقارنة بنسؽ نمكه في السنكات‬
‫أف تحكيبلت المياجريف كاف لـ تتقمٌص في حجميا بالدينار‪ ،‬غير ٌأنيا تراجعت نسبيا‬‫السابقة‪ .‬كما ٌ‬
‫بالمقارنة بنسؽ ارتفاعيا في السنكات السابقة‪.‬‬
‫أما اإلمتيازات المالية فتتعمٌؽ ػب‪:‬‬
‫تكفؿ الدكلة بالفارؽ بيف نسبة فائض قرض الجدكلة كنسبة السكؽ النقدية في حدكد نقطتيف‬ ‫‪‬‬
‫بالنسبة إلى عمميات إعادة جدكلة القركض‬
‫المصدرة التي شيدت تأخي ار في‬
‫ٌ‬ ‫مدة إعادة جدكلة القركض بالنسبة لممؤسسات‬
‫التمديد في ٌ‬ ‫‪‬‬
‫جراء فقداف أسكاقيا الخارجية عمى أف ال تتجاكز‬
‫استرجاع مستحقاتيا المتأتية مف التصدير كذلؾ مف ٌ‬
‫مدة إعادة الجدكلة ‪ 5‬سنكات‪.‬‬
‫ٌ‬

‫‪98‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المعنية بيذا اإلجراء ليشمؿ أقساط القركض التي ح ٌؿ أك يح ٌؿ‬


‫ٌ‬ ‫التكسيع في أقساط القركض‬ ‫‪‬‬
‫غرة أكتكبر ‪ 2008‬إلى ‪ 31‬ديسمبر ‪.2009‬‬
‫أجميا بداية مف ٌ‬
‫ككذلؾ األمر بالنسبة لمشرط المتعمٌؽ بأف ال تككف لدييا مستحقات لدل مؤسسات القرض غير‬ ‫‪‬‬
‫غرة أكتكبر ‪.2008‬‬
‫مدة تفكؽ ‪ 9‬أشير في ٌ‬
‫خالصة منذ ٌ‬
‫كتمثٌمت اإلجراءات الجديدة ذات األبعاد االجتماعية في‪:‬‬
‫‪ %50‬أك ‪ %100‬مف مساىمة األعراؼ في النظاـ‬ ‫تكسيع االنتفاع بتكفؿ الدكلة بنسبة‬ ‫‪‬‬
‫القانكني الكطني لمضماف االجتماعي بعنكاف األجكر المدفكعة لمعماؿ الذيف يشمميـ التنقيص في‬
‫ساعات العمؿ أك الذيف تتـ إحالتيـ عمى البطالة الفنية‪.‬‬
‫قد بمغ عدد الممفات الكاردة عمى ك ازرة الصناعة ‪ 333‬ممؼ مؤسسة خبلؿ سنة ‪ 2009‬تشغؿ‬ ‫‪‬‬
‫‪ 81916‬عامبل‪ ،‬كتتكزع الممفات حسب نكعية اإلجراء كما يمي‪:‬‬
‫‪ %50‬مف مساىمة األعراؼ في النظاـ القانكني الكطني‬ ‫* ‪ 284‬ممؼ يتعمٌؽ بتكفؿ الدكلة بنسبة‬
‫لمضماف االجتماعي بعنكاف التقميص في ساعات العمؿ‪.‬‬
‫*‪ 41‬ممؼ بتكفؿ الدكلة بنسبة ‪ %100‬مف مساىمة األعراؼ في النظاـ القانكني الكطني لمضماف‬
‫االجتماعي بعنكاف البطالة الفنية‪.‬‬
‫*‪ 08‬ممفات تتعمٌؽ باإلمتيازيف في نفس الكقت‪.‬‬
‫كصادقت المجنة االستشارية التابعة لك ازرة الصناعة عمى ‪ 319‬ممفا تشمؿ ‪ 73613‬عامبل كتتكزع كما‬
‫يمي‪:‬‬
‫‪ %50‬مف مساىمة األعراؼ في النظاـ القانكني‬ ‫*‪ 273‬ممؼ مؤسسة يتعمٌؽ بتكفؿ الدكلة بنسبة‬
‫الكطني لمضماف االجتماعي‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 67199‬عامبل‬ ‫عدد العماؿ المنتفعيف في ساعات العمؿ‬ ‫*‬
‫‪ %100‬مف مساىمة األعراؼ في النظاـ القانكني‬ ‫* ‪ 38‬ممؼ مؤسسة يتعمؽ بتكفؿ الدكلة بنسبة‬
‫الكطني لمضماف االجتماعي‪.‬‬
‫حاؿ بطالة فنية ‪ 5059‬عامبل‪.‬‬
‫تـ كضعيـ في ة‬ ‫* عدد العماؿ الذيف ٌ‬
‫ات مؤسسات يتعمٌؽ باإلمتيازيف في نفس الكقت عدد العماؿ المعنييف ‪ 1435‬عامبل‪.‬‬ ‫*‪ 08‬ممؼ‬
‫أف التقميص‬
‫شدة األضرار لكف يجب اإلشارة إلى ٌ‬
‫إف لياتو اإلمتيازات كقع إ مجابي في التخفيض مف ٌ‬
‫مف ساعات العمؿ م ٌكف األجير مف مكاصمة الشغؿ كالتمتٌع بالضماف االجتماعي لكف بدخؿ أقؿ ‪..‬‬

‫‪99‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫تتحصؿ عمى األجر‬


‫ٌ‬ ‫كاذا ما أخذنا بعيف االعتبار نسبة اإلجراء في الصناعات المعممية المصدرة التي‬
‫األدنى كدكنو كىي نسبة عالية فالتقمص الناجـ عف تخفيض ساعات العمؿ تأثير حقيقي قد يدخؿ‬
‫بد أف تؤخذ بعيف‬
‫األجير كعائمتو في حقبة اليشاشة االقتراب مف خط الفقر ‪ .‬كىاتو ظاىرة عالمية ال ٌ‬
‫االعتبار في سياسات التدخؿ االجتماعي‪.‬‬
‫أما عدد العماؿ في حالة بطالة فنية ‪ ،5059‬فيك مقارنة بما ىك مألكؼ حسب اإلحصائيات الرسمية‪،‬‬
‫ٌ‬
‫بد ىنا أف نممس أىمية ىذا‬
‫عدد مرتفع نسبيا كاذا أضفنا العدد اإلجمالي لممسرحيف ‪ 380002‬ال ٌ‬
‫الكضع االجتماعي المر ٌشح إلى العكدة كاالستمرار مف حقبة إلى أخرل نظ ار لمتقمبات االقتصادية‬
‫كشدة ارتباط تكنس بيا كبالتالي تصبح قضية صندكؽ البطالة أم ار ممحا يجب كضعو عمى‬
‫العالمية ٌ‬
‫جدكؿ األعماؿ لطرحو كايجاد الحمكؿ الكفاقية المبلئمة في كنؼ المسؤكلية المشتركة‪.‬‬
‫مصر‪ :‬حقؽ االقتصاد المصرم ناتجا محميا إجماليا كمعدالت نمك مرتفعة خبلؿ السنكات‬ ‫ب‪.‬‬
‫الثبلث السابقة لبداية األزمة المالية العالمية ‪ ،‬حيث بمغت ‪ %6,8‬خبلؿ ‪ %7,1 ،2006/2005‬خبلؿ‬
‫‪ ،2008/2007‬كقدر الناتج اإلجمالي المحمي خبلؿ سنة‬ ‫‪ %7,2 ،2007/2006‬خبلؿ‬
‫‪ 783,2 2008/2007‬مميار جنيو أم ما يعادؿ ‪ 142‬مميار دكالر‪.‬‬
‫كفي ظؿ ىذه األزمة بمغ صافي الخسائر أكثر مف ‪ 4‬مميارات دكالر خبلؿ سنة ‪ ،2008‬كأكثر‬
‫القطاعات تضر ار ىك قطاع الصناعات التحكيمية‪ ،‬حيث تراجعت الصادرات السمعية بنحك ‪ 2,2‬مميار‬
‫دكالر‪ ،‬ففي ظؿ االنكماش العالمي انخفض الطمب بشكؿ عاـ عمى المعركض مف المنتجات مما جعؿ‬
‫ىناؾ أكلكية لمطمب عمى المنتج المحمي لمدكؿ التي يتـ تصدير المنتج المصرم إلييا‪ ،‬كمف ناحية‬
‫أخرل زيادة حجـ المنافسة عمى التصدير‪ ،‬كنظ ار النخفاض حجـ الطمب خفضت المصانع مف إنتاجيا‬
‫مما قمؿ مف حكافز العامميف كبالتالي انخفاض القدرة الشرائية عمى المنتجات مما يزيد مف تفاقـ حالة‬
‫الرككد في األسكاؽ‪.‬‬
‫لحؽ بمعدالت المركر بقناة السكيس تباطؤ ممحكظ ‪ ،‬كذلؾ في جميع أنكاع السفف السيما سفف‬
‫البضائع‪ ،‬فقد كانت ‪ 1815‬في ديسمبر ‪ ، 2007‬كفي نكفمبر ‪ 2008‬انخفض عدد السفف إلى ‪1770‬‬
‫سفينة‪ ،‬لينخفض في ديسمبر ‪ 2008‬إلى ‪ 1560‬سفينة‪ ،‬بتغير شيرم ‪ ، %11,9-‬كما انخفض عدد‬
‫الناقبلت البتركلية مف ‪ 373‬ناقمة في نكفمبر‪ ، 2007‬لينخفض عدد ىذه السفف إلى ‪ 270‬في ديسمبر‬
‫‪2008‬بنسبة تغير ‪ ، %24,9-‬كما أف عائدات قناة السكيس قد انخفضت مف ‪ 419,8‬مميكف دكالر‬

‫‪100‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫أمريكي في نكفمبر ‪ 2008‬إلى ‪ 319,8‬في ديسمبر ‪ 2008‬بنسبة تغير ‪.1 %6,7-‬ككاف ذلؾ نتيجة‬
‫لتراجع حجـ التجارة الدكلية‪ .‬كما شيدت مصر انخفاض ممحكظ في قطاع السياحة يصؿ إلى‪%30‬‬
‫في نياية عاـ‪. 2008‬‬
‫أدت ىذه األزمة المالية إلى حدكث تباطؤ في االقتصاد المصرم كذلؾ نتيجة لمرككد االقتصادم‬
‫العالمي ليتراجع معدؿ نمك الناتج المحمى اإلجمالي الى ‪ ، %5‬كذلؾ بسبب التشابؾ مع االقتصاد‬
‫العالمي حيث أف ‪ %75‬مف الناتج المحمى اإلجمالي يتأتى مف التبادؿ التجارم‪ ،‬فقد كاجوت الصادرات‬
‫المصرية تحديا ؾبي ار في ظؿ ما شيده ؾؿ مف اقتصاد أكركبا كاالقتصاد األمريكي مف رؾكد حيث تتجو‬
‫‪ %60‬مف الصادرات المصرية إلى أمريكا كأكربا( نحك ‪ %32‬مف الصادرات المصرية مكجية نحك‬
‫الكاليات المتحدة األمريكية )‪ ،‬في حيف أف ‪ %32,5‬مف الكاردات مصدرىا أمريكا كاالتحاد األكركبي‬
‫كقد انخفضت الصادرات إلى تمؾ األسكاؽ مف حيث القيمة كالحجـ في السنة المالية ‪2009-2008‬‬
‫شرت البيانات إلى أف العجز التجارم المصرم الذم بمغ نحك ‪23.4‬‬
‫مقارنة مع العاـ اؿذم سبؽ كأ ا‬
‫مميار دكالر خبلؿ ‪ 2008 – 2007‬ا ستقر تقريبا مع انخفاض قيمة الكاردات بشدة كبمغت صادرات‬
‫مصر غير النفطية في السنة المالية ‪ 14.9 2008-2007‬مميار دكالر‪.‬‬
‫كما انخفض الميزاف البتركلي بنحك مميار دكالر تبعا النخفاض أسعار البتركؿ مف ‪ 147‬دكال ار إلى‬
‫‪38‬دكال ار لمبرميؿ‪ ،‬كانخفضت تحكيبلت العماؿ المصرييف بالخارج بما يعادؿ ‪ 600‬مميكف دكالر‪،‬‬
‫كبالنسبة لممكازنة العامة لمدكلة فاف جانب اإليرادات تأثر سمبا نتيجة لتراجع حصيمة الضرائب كالجمارؾ‬
‫كحصيمة الخصخصة كتزايدت النفقات العامة عمى الرغـ مف تكقع انخفاض فاتكرة دعـ السمع‬
‫( انخفاض أسعار البتركؿ – أسعار المكاد الغذائية)‪ ،2‬كتـ ضخ ‪ 15‬مميار جنيو لمكاجية آثار األزمة‬
‫المالية العالمية مما ازد مف عجز المكازنة في سنة‪. 2009‬‬
‫كقد اتخذت الحككمة اؿعديد مف اإلجراءات لدعـ الصادرات في ظؿ األزمة المالية حيث قررت تقديـ‬
‫دعـ قيمتو سبعة مميارات جنية مصرم ما قيمتو ‪ 1,26‬مميار دكالر كذلؾ لمصناعات كالمصدريف الذم‬
‫يكاجيكف تباطؤا حادا مقارنة مع العاـ اؿذم مضى كالذم شيد الصادرات نحك ‪ % 30‬كالبرامج جزء‬
‫مف حزمة تحفيز قيمتيا ‪ 15‬مميار جنيق كشمؿت البرنامج إجراءات مثؿ مساعدة الشرؾات في تكاليؼ‬

‫رمضاف محمد أحمد الركبي‪ :‬األزمة المالية العالمية حقائقيا وسبؿ الخروج منيا ‪ ،‬المؤتمر العممي السنكم الثالث عشر ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجكانب القانكنية كاالقتصادية لؤلزمة المالية العالمية ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة المنصكرة ‪ ،‬مصر‪ ،‬يكمي ‪ 1‬ك ‪ 2‬أفريؿ ‪،2009‬‬
‫ص‪. 14:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Alasrag Hussein : Impact of The global financial crisis on the Egyptian economy, Munich Personal‬‬
‫‪RePEc Archive (MPRA), Paper N°12604, January 2009, Online at http://mpra.ub.uni-muenchen.de/12604/,‬‬
‫‪Visited (26/02/2009).‬‬

‫‪101‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫التخزيف كالتكزيع كزيادة األنفاؽ لتطكير المناطؽ الصناعية أيضا كفي إطار الحزمة تعزز مصر المزايا‬
‫الضريبية لبعض المصدريف بنسبة ‪ % 50‬مف مستكاىا السابؽ كتعفي بعض الشرؾات مف ضريبة‬
‫المبيعات كتخفيض الرسكـ الجمرؾية ؾما خفضت الرسكـ الجمرؾية عمى بعض مستمزمات اإلنتاج إلى‬
‫صفر مقارنة بما ؾانت عميو ( ‪ )%5–%2‬حاليان كتـ تثبيت الحككمة ألسعار الغاز الطبيعي كالكيرباء‬
‫لمدة عاـ لممصانع كىك ما كمؼ نحك ‪ 300‬مميكف جنيق‪.‬‬
‫ككاجيت الصادرات المصرية تحديات أىميا‪:‬‬
‫عدـ كجكد قدرة إنتاجية لمصناعة المصرية بما يؤىميا لممنافسة مع الدكؿ مثؿ اليند كترؾيا‬ ‫‪-‬‬
‫كقصكر قكاعد البيانات الخاصة بالصناعة المصرية باإلضافة إلى نقص الكعي بيذا النظاـ بيف‬
‫المصدريف المصرييف كتكثيؼ جيكدىـ عمى تصدير ما ينتج محميا دكف النظر إلى احتياجات‬
‫المستيمؾ األمريكي كالفرص البديمة المتاحة أماـ كىك ما يعني عدـ كجكد دراسات كافية لؤلسكاؽ‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫ارتفاع أسعار المكاد الخاـ لمصناعة المصرية كاحتماؿ حدكث رؾكد عالمي كانخفاض الطمب‬ ‫‪-‬‬
‫األمريكي عمى السمع المستكردة كؾؿ ىذا يعني زيادة التحديات التي يكاجييا المصدركف باإلضافة إلى‬
‫انو مع انخفاض قيمة الدكالر أماـ اليكرك قد يصبح التصدير إلى أكربا أؾثر تنافسية كىك يستدعى مزيد‬
‫مف التطكير في جكدة المنتج المصرم ككضع إستراتيجية جديدة لمبحث عف سبؿ التكاجد في ىذه‬
‫األسكاؽ كاالستم اررية فييا كالتأقمـ عمييا كىك ما يستكجب ضركرة عمؿ بحكث ميدانية لمكقكؼ عمى‬
‫أنماط االستيبلؾ كاألذكاؽ المختمفة‪.‬‬
‫كمف بيف اإلجراءات التي اتخذتيا الحككمة المصرية لمكاجية أثار األزمة عمى االقتصاد المصرم‬
‫نذكر ما يمي‪:‬‬
‫زيادة اإلنفاؽ العاـ بنحك ‪ 15‬مميار جنيو في مجاالت االستثمار العامة كدعـ األنشطة‬ ‫‪-‬‬
‫االقتصادية كترتب عمى ضخ ىذه المبالغ تنفيذ مشركعات عاجمة تشغيؿ الكثير مف العمالة كضخت‬
‫المبلييف مف الجنييات ؾأجكر مما يؤدم إلى زيادة االستيبلؾ كمف ثـ زيادة اإلنتاج كدفع عجمة‬
‫االقتصاد المصرم إلى األماـ‪.‬‬
‫كقد تـ تخصيص ‪ 2.8‬مميار جنية لدعـ الصناعة كالصادات المصرية مكزعة ؾما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ 2,2 .‬مميار جنية لدعـ الصادرات كزيادة قدرتيا التنافسية‪.‬‬
‫ب‪ 600 .‬مميكف جنية لدعـ المناطؽ الصناعية بالدلتا كدعـ البنية األساس لمتجارة الداخمية‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫إجراء تخفيضات في التعريفة الجمرؾية عمى سمع كسيطة كرأس مالية تقدر تكمفتيا بنحك(‪1,5‬‬ ‫‪-‬‬
‫– ‪1,7‬‬
‫مميار جنيو) مما يساعد المنشآت عمى المنافسة في الخارج كيشجع عمى االستثمار كالتشغيؿ‪.‬‬
‫تنفيذ استثمارات في حدكد ‪ 15‬مميار جنيق أخرل في مشركعات بنظاـ المشاركة العامة‬ ‫‪-‬‬
‫الخاصة حيث تـ التكقيع عمى عدد مف المشركعات العامة التي كانت ستقاـ باستثمارات مف القطاع‬
‫الخاص بقيمة ‪ 15‬مميار جنية منيا مشركع ‪ 345‬مدرسة جديدة‪ ،‬كمستشفيات‪ ،‬كمحطات تنقية اؿمياه‪،‬‬
‫كمحطات معالجة الصرؼ الصحي‪.‬‬
‫تكفير فرص استثمارية حقيقية في مشركعات قطاعية ذات جدكل مدركسة كمؤؾدة لمتركيح‬ ‫‪-‬‬
‫لبلستثمار فييا مثؿ قطاع البتركؿ قطاع المكارد المائية كالرم قطاع الطيراف المدني قطاعات البنية‬
‫األساسية (مشركعات الطرؽ الحرة كتطكير المكانئ كمشركعات النقؿ النيرم كمشركعات السكة‬
‫الحديدية كمترك األنفاؽ) السياحة‪ ،‬التنمية العمرانية كاإلسكاف‪ ،‬الزراعة‪ ،‬تكنكلكجية المعمكمات‪.‬‬
‫تفعيؿ دكر مكاتب االستثمار بالمحافظات كتفعيؿ قدرتيا عمى التركيح لبلستثمار كاصدار‬ ‫‪-‬‬
‫كترخيص تأسيس الشرؾات كتطبيؽ نظاـ الشباؾ الكاحد ‪.‬‬
‫التنسيؽ بيف الحككمة كالبنؾ المرؾزم لتشجيع إتاحة االئتماف البلزـ لتمكيؿ المشركعات‬ ‫‪-‬‬
‫المتكسطية كالصغيرة لمساعدتيا عمى التكسع كاإلنتاج كتحقيقا لمتنكيع في محافظ الجياز البنكي كالعمؿ‬
‫عمى استغبلؿ الفائض الكبير في السيكلة ؿتمكيؿ مشركعات إنتاجية‪.‬‬
‫جػ ‪ .‬المغرب‪ :‬إف النظاـ المالي المغرب لـ يتأثر باألزمة المالية لسببيف رئيسييف‪ ،‬أكليما يتعمؽ باإلطار‬
‫‪ ، "2‬كثانييما‬ ‫التنظيمي الذم يتميز بالتقيد الصارـ بقكاعد المخاطر التي تنص عمييا اتفاقية "بازؿ‬
‫يتعمؽ بضعؼ اندماج النظاـ المالي الكطني في النظاـ المالي العالمي‪ ،‬أما االقتصاد الحقيقي فقد تأثر‬
‫بالرككد الذم عرفو الشركاء القتصاديكف األكركبيكف خاصة فرنسا كاسبانيا‪.‬‬
‫عمكما تأثرت أربعة مجاالت رئيسية مف جراء ىذه األزمة كبشكؿ مباشر كىي‪ :‬المبادالت التجارية‬
‫كالنشاط السياحي كتحكيبلت المغاربة المقيميف بالخارج كتدفقات االستثمار األجنبي المباشر‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫ففي سنة ‪ ،2009‬انخفض حجـ التجارة الدكلية بنسبة ‪ %11,9‬كتراجع الطمب العالمي المكجو إلى‬
‫المغرب بنسبة ‪ .%10‬كقد أدل ىذا التطكر إلى انخفاض حجـ الصادرات المغربية مف السمع‬
‫كالخدمات بنسبة ‪.1%13,1‬‬
‫أما بالنسبة لقطاع السياحة‪ ،‬فكاف األقؿ تأث ار باألزمة‪.‬فبالرغـ مف االرتفاع الطفيؼ الذم سجمو عدد‬
‫‪%1,4‬‬ ‫السياح سنة ‪ ،)%2 ( 2009‬فقد تراجع عدد المبيتات بمؤسسات اإليكاء المصنفة بنسبة‬
‫كانخفضت عائدات السياحة بنسبة ‪.%5‬كمع ذلؾ يبقى ىذا القطاع أىـ مصدر لمعممة الصعبة كالذم‬
‫بمغت مداخيمو ‪ 53‬مميار درىـ سنة ‪.2009‬‬
‫‪2002‬‬ ‫كبخصكص تحكيبلت المغاربة المقيميف بالخارج‪ ،‬فقد سجمت خبلؿ الفترة الممتدة مابيف‬
‫ك‪ ،2007‬معدؿ نمك سنكم متكسط بمغ ‪ %7,4‬لتصؿ إلى ‪ 55‬مميار درىـ سنة ‪.2007‬كقد بدأت ىذه‬
‫‪ 2008‬بالرككد االقتصادم الذم عرفتو أىـ‬ ‫التحكيبلت تتأثر انطبلقا مف الفصؿ األخير مف سنة‬
‫البمداف المستقبمة‪ ،‬خاصة اسبانيا كفرنسا كايطاليا‪.‬‬
‫كفيما يتعمؽ باالستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬يعتبر المغرب أحد أىـ مستقطبا في إفريقيا كمنطقة الشرؽ‬
‫األكسط كشماؿ إفريقيا‪.‬لكف األزمة المالية العالمية أدت إلى تراجع قكم لبلستثمار األجنبي المباشر‬
‫بنسبة ‪ %26,3‬سنة ‪ 2008‬ك ‪ %29,2‬في نياية سبتمبر ‪ .2009‬كشمؿ ىذا التراجع أىـ الدكؿ‬
‫المستثمرة في المغرب كفرنسا(‪ )%26,1-‬كاسبانيا(‪ )%57,2-‬كالمممكة المتحدة(‪.)%47,1-‬‬
‫في حيف ارتفعت إيرادات االستثمار األجنبي في سنة ‪ 2010‬لتصؿ الى ‪ 32326,8‬مميار درىـ بعد ما‬
‫‪2‬‬
‫كانت نياية سنة ‪ 2009‬تقدر ب ػ‪ 25249,7‬مميار درىـ‬

‫المندكبية السامية لمتخطيط ‪ :‬أثر األزمة العالمية عمى االقتصاد المغربي ‪ ،‬المممكة المغربية‪ ،‬الرباط‪ 30 ،‬جكاف ‪ ،2010‬متكفر‬ ‫‪1‬‬

‫في المكقع االلكتركني‪www.hcp.ma/file/104375:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Office des Changes,Recettes des investissements directs étrangers au Maroc. Répartition par pays : de 2006‬‬
‫‪à 2010 à partir du site d'internet: http://www.oc.gov.ma/portal/.‬‬

‫‪104‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :02-02‬إيرادات االستثمار األجنبي المباشر بالمغرب‬


‫خالؿ الفترة(‪)2009-2006‬‬
‫الوحدة‪ :‬مميوف درىـ‬

‫‪40000‬‬
‫‪35000‬‬
‫‪30000‬‬
‫‪25000‬‬
‫‪20000‬‬ ‫ايردات االستثمار االجنبي‬
‫المباشر بالمغرب‬
‫‪15000‬‬
‫‪10000‬‬
‫‪5000‬‬
‫‪0‬‬
‫*‪2006 2007 2008 2009 2010‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى إحصائيات مكتب الصرؼ بالمممكة المغربية‬
‫أما بالنسبة لقطاع السياحة فقد كاف األكثر تضر ار مف تراجع االستثمارات األجنبية المباشرة بالمغرب‬
‫‪ %54‬سنة ‪.2008‬‬ ‫باعتباره كاف مستفيدا مف ثمث ىذه االستثمارات‪ ،‬حيث سجؿ انخفاضا بنسبة‬
‫فيي فتحتؿ مكانة ميمة في البنية االقتصادية لممممكة كتمثؿ رافعة حقيقية لتسريع التنمية السكسيك‬
‫اقتصادية‪ .‬كباعتبارىا أيضا محركا لمنمك‪ ،‬فإف السياحة تؤثر إيجابا عمى جميع مجاالت األنشطة‬
‫االقتصادية لممغرب ككذا عمى باقي قطاعات االقتصاد األخرل‪ .‬تشارؾ السياحة بشكؿ كبير كبطريقة‬
‫‪ %12‬في الناتج المحمي‬ ‫مباشرة في خمؽ الثركات كالحد مف البطالة كالفقر كذلؾ بمساىمتيا بنسبة‬
‫‪ %5‬مف‬ ‫اإلجمالي‪ ،1‬كمساىمتيا في خمؽ ‪ 500 000‬منصب شغؿ مباشر‪ ،‬أم ما يمثؿ حكالي‬
‫إجمالي نسبة الشغؿ في االقتصاد‪ .‬تحتؿ السياحة مرتبة ىامة فيما يتعمؽ بمصادر جمب العممة‬
‫الصعبة إلى المغرب بعد تحكيبلت المغاربة المقيميف بالخارج‪ ،‬حيث قيدرت العائدات المحصمة مف‬
‫طرؼ السياح غير المقيميف الذيف أقامكا بالمغرب سنة ‪( 2013‬دكف احتساب مصاريؼ النقؿ الدكلي)‬
‫بحكالي ‪ 57.5‬مميار درىـ‪ .‬كتمثؿ ىذه العائدات مف العممة الصعبة حكالي ‪ %31‬مف صادرات السمع‬
‫كالخدمات كتغطي ‪ %24‬مف عجز الميزاف التجارم سنة ‪.2013‬‬

‫تـ االطبلع عميو بتاريخ ‪ 2014/08/31 :‬عمى المكقع االلكتركني‪http://www.tourisme.gov.ma :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪105‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫في سنة ‪ ، 2013‬بمغ النشاط السياحي لمسياح غير المقيميف بالمغرب خبلؿ الستة أشير األكلى‬
‫‪25.1‬مميار درىـ‪ ،‬أم تطكر نسبتو ‪% 1.3 +‬مقارنة مع نفس الفترة‪ 1‬مف سنة ‪.2012‬‬
‫كفي سنة ‪ 2014‬بمغت إيرادات النشاط السياحي خبلؿ الستة أشير األكلى لمسياح الغير مقيميف ‪26,1‬‬
‫مميار درىـ مقابؿ ‪ 25,1‬مميار درىـ سنة ‪ 2013‬أم ارتفاع ‪ 2‬قدره ‪%4,5‬‬
‫الشكؿ رقـ ‪ :03-02‬تطور االيرادات السياحية بالمغرب‬
‫خالؿ الفترة(‪)2013-2010‬‬
‫الوحدة‪:‬مميوف درىـ‬

‫‪59000‬‬
‫‪58500‬‬
‫‪58000‬‬
‫‪57500‬‬
‫‪57000‬‬
‫االيرادات السياحية‬
‫‪56500‬‬
‫‪56000‬‬
‫‪55500‬‬
‫‪55000‬‬
‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬

‫المصدر‪ :‬وزارة السياحة بالمممكة المغربية‬


‫مف الشكؿ رقـ ‪ 01-03‬نبلحظ ارتفاع إيرادات السياحة المغربية بنسبة ‪ %4‬في سنة ‪ 2011‬مقارنة‬
‫بسنة ‪ ،2010‬كفي سنة ‪ 2012‬انخفضت بنسبة ‪ %2‬مقارنة بسنة ‪ ،2011‬أما بالنسبة لسنة ‪2013‬‬
‫فاإليرادات انخفضت بنسبة ‪ %0,6‬مقارنة بسنة ‪.2012‬‬
‫أما بالنسبة لؤلنشطة المنفتحة عمى الخارج فقد كاف لؤلزمة أثر سمبي عمى المبادالت التي تعاني مف‬
‫تفاقـ العجز التجارم‪ .‬كبقي ىذا األمر محدكدا نسبيا فيما يخص النمك االقتصادم الذم لـ يسجؿ سكل‬
‫تباطؤ طفيؼ(‪ %5,6‬في سنة ‪ 2008‬ك ‪ %4,9‬سنة ‪)2009‬‬
‫‪3‬‬
‫كسجمت القطاعات الثانكية (البناء كاألشغاؿ العمكمية كالصناعات التحكيمية كالمعادف كالطاقة) تراجعا‬
‫ب ػ ‪ %4,7‬سنة ‪ 2009‬بعد أف سجمت نمكا بنسبة ‪ %3,6‬سنة ‪ 2008‬ك ‪ %6,6‬سنة ‪ .2007‬كيعزل‬
‫ىذا التطكر الى قطاع المعادف‪ ،‬الذم تأثر مف جراء انخفاض الطمب العالمي عمى الفكسفاط‪ .‬كمف‬

‫‪1‬‬
‫إحصائيات السياحة بالمغرب لشير يكنيك ‪ 2013‬مف المكقع االلكتركني ‪http://www.tourisme.gov.ma :‬‬
‫‪2‬‬
‫إحصائيات السياحة بالمغرب لشير يكنيك ‪ 2014‬مف المكقع االلكتركني ‪http://www.tourisme.gov.ma :‬‬
‫‪3‬‬
‫المندكبية السامية لمتخطيط ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.3 :‬‬

‫‪106‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫جيتيا‪ ،‬شيدت الصناعات التحكيمية نمكا ضعيفا جدا‪ ،‬كالسيما مع تراجع نشاط صناعات تحكيؿ‬
‫الفكسفاط كالنسيج كمكاد التجييز كمعدات السيارات‪ ،‬في حيف دعـ الطمب الداخمي نمك الصناعات‬
‫الفبلحية‪.‬‬
‫كعمى الرغـ مف التراجع الطفيؼ الذم سجمو القطاع الثالث مقارنة مع نتائج السنكات األخيرة‪ ،‬فقد‬
‫استطاع أف يحافظ عمى معدؿ نمك بمغ ‪ ،%3,9‬بفضؿ متانة الخدمات التسكيقية األخرل دكف السياحة‬
‫التي استطاعت‪ ،‬إلى حد ما‪ ،‬مقاكمة أثر األزمة‪ ،‬رغـ التراجع الذم شيدتو عمى الصعيد الدكلي‪.‬‬
‫‪ 8,5‬نقطة‬ ‫كىكذا‪ ،‬تـ التخفيؼ مف آثار األزمة بفضؿ الطمب الداخمي‪ ،‬الذم ساىـ في معدؿ النمك ب ػ‬
‫سنة ‪ 2008‬ك ‪ 6,8‬نقطة سنة ‪ .2009‬كقد ارتفع حجـ التككيف اإلجمالي لرأس الماؿ الثابت ب ػ ‪2,5‬‬
‫‪ %‬سنة ‪ 2009‬بفضؿ ارتفاع استثمار القطاع العاـ بنسبة ‪ %24,4‬باألسعار الجارية‪ ،‬مما ساعد عمى‬
‫تعكيض تراجع االستثمار األجنبي المباشر كتباطؤ االستثمار الخاص الكطني‪.‬‬
‫كما شيد حجـ االستيبلؾ النيائي ارتفاعا بمغ ‪ %5,8‬سنة ‪ 2008‬ك ‪ %5,5‬سنة ‪ ،2009‬كيرجع ىذا‬
‫االرتفاع إلى نمك استيبلؾ األسر المقيمة ( ‪ %6‬ك ‪ )%4‬كاإلدارات العمكمية ( ‪ %4,8‬ك ‪.)%11,2‬‬
‫كتجدر اإلشارة إلى أف تحسف القدرة الشرائية لؤلسر يعكد إلى خفض نسبة الضريبة عمى الدخؿ‬
‫كالتطكر االيجابي لمعمؿ المأجكر كالعمؿ الزراعي كاستقرار األسعار‪،‬ال سيما أسعار المكاد الغذائية‬
‫كالطاقة‪ .‬كلـ يتجاكز التضخـ‪ ،‬المقاس بالسعر الضمني لمناتج الداخمي اإلجمالي ‪ %1,8‬سنة ‪2009‬‬
‫مقابؿ ‪ %5,9‬سنة ‪ 2008‬ك ‪ %3,9‬سنة ‪ .2007‬كيعزل تكاضع معدؿ التضخـ سنة ‪ 2009‬أساسا‬
‫الى تراجع أسعار أىـ المنتجات المستكردة‪.‬‬
‫أما بخصكص سكؽ الشغؿ‪ ،‬فقد كاف لؤلزمة المالية العالمية أثر كبير عمى قطاع النسيج بشكؿ‬
‫خاص‪ ،‬حيث سجؿ القطاع خسارة صافية قدرت بحكالي ‪ 53000‬منصب شغؿ سنة ‪ ،2009‬في حيف‬
‫شيدت الصناعات األخرل خمؽ فرص شغؿ جديدة قدرت ب ػ ‪ 18000‬منصب‪.‬‬
‫‪.3‬المجموعة الثالثة‪ :‬كىي الدكؿ العربية ذات االنفتاح المنخفضة كمنيا ليبيا كالجزائر‬
‫أ‪ .‬ليبيا‪ :‬يمكف القكؿ أف االقتصاد الميبي يتأثر باألزمة المالية العالمية المعاصرة مف خبلؿ‪:‬‬
‫المداخؿ واالحتماالت المباشرة‪ :‬بناء عمى ىذه المداخؿ ينتقؿ تأثير األزمة المالية مباشرة إلى‬ ‫‪‬‬
‫االقتصاديات المختمفة عبر أسكاؽ النقكد كأسكاؽ رأس الماؿ كحيث أف أسكاؽ رأس الماؿ العالمية‬
‫شيدت خبلؿ العاـ ‪ 2008‬التطكرات اآلتية‪:‬‬
‫خسارة القيمة السكقية لؤلسيـ العالمية بحسب مؤشر األسيـ العالمي (‪ )MSCI‬حكالي ‪17‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪107‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫تريميكف دكالر منذ بداية عاـ ‪ 2008‬لتصؿ إلى ‪ 43.6‬تريميكف خبلؿ شير سبتمبر ‪ ،2008‬أم أف‬
‫القيمة السكقية لؤلسيـ العالمية فقدت ـ ا نسبتو ‪ %20‬مف قيمتيا مقارنة بالقيمة التي بمغتيا خبلؿ‬
‫الذركة في شير أكتكبر ‪.12007‬‬
‫لتخسر بمعدؿ بمغ في المتكسط ‪ %14‬خبلؿ‬ ‫ىبكط مؤشرات البكرصات الرئيسة في العالـ‬ ‫‪-‬‬
‫الفترة الممتدة مف سبتمبر ‪ 2008‬إلى غاية ديسمبر ‪ 2008‬لتخسر البكرصات العالمية الرئيسة‬
‫‪ 1172.47‬نقطة منذ إعبلف إفبلس بنؾ ‪ Lehman Brothers‬كحتى نشر التكقعات بشاف رؾكد‬
‫االقتصاد العالمي ‪.‬‬
‫كنظ ار لحداثة سكؽ األكراؽ المالية في ليبيا فاف احتماؿ التأثير المباشر لبلزمة المالية المعاصرة عمى‬
‫االقتصاد الميبي متكقع أف تككف مف خبلؿ عبلقة الجياز البنكي (البنؾ المرؾزم‪ ،‬البنكؾ التجارية‪،‬‬
‫كالبنؾ الميبي الخارجي) بالمؤسسات كالبنكؾ العالمية التي لو استثمارات مباشرة كالتي بمغت في‬
‫المتكسط ما نسبتو ‪ %27.9‬مف مجمكع االستثمارات الميبية بالخارج منذ عاـ ‪ ،2005‬كحتى نياية‬
‫الربع الثاني مف العاـ ‪. 2008‬‬
‫فإنو كبالنظر إلى مؤشرات الجياز البنكي )البنكؾ التجارية بشكؿ خاص( في ليبيا ‪ ،‬خبلؿ نفس المدة‬
‫التي بدأت فييا األزمة المالية عالميان (منذ شير فيؼرم مف العاـ ‪ ، )2007‬ؾما ىي مبينو بالجدكؿ‬
‫رقـ( ‪ )01-02‬يمكف مبلحظة بعض التطكرات ‪ ،‬كالتي قد تككف بسبب تداعيات األزمة المالية‬
‫العالمية‪ ،‬كىي‪:‬‬
‫اإلجراءات التي اتخذىا بنؾ ليبيا المرؾزم خبلؿ شير جكاف ‪ ،2008‬بشأف رفع كتكحيد معدؿ‬ ‫‪-‬‬
‫االحتياطي القانكني إلى ‪ %20‬بدالن مف ‪ %15‬لمكدائع تحت الطمب‪ ،‬كلمكدائع اإلدخارية كاآلجمة‪ ،‬عمى‬
‫التكالي‪ ،‬األمر الذم أدل إلى تزايد األصكؿ السائمة في الربع الثاني مف العاـ‪ 2008‬مقارنة بالربع‬
‫األكؿ مف نفس العاـ بمعدؿ بمغ ‪ ، %39.5‬بعد االنخفاض الذم شيدتو األصكؿ السائمة في الربع‬
‫األكؿ مف العاـ ‪ ، 2008‬كبمعدؿ بمغ ‪ %4.2‬مقارنة بالربع الرابع مف العاـ‪. 2007‬‬
‫انخفض االقتراض فيما بيف البنكؾ عمى الرغـ مف بقاء معدؿ الفائدة عمى القركض بيف البنكؾ‬ ‫‪-‬‬
‫ثابتان كدكف تغيير إباف اإلجراءات التي اتخذىا بنؾ ليبيا المرؾزم في شير جكاف ‪ 2008‬بشأف رفع‬

‫‪ 2008/12/26‬عمى المكقع‬ ‫الشرؽ األكسط‪ ،‬األسكاؽ العالمية تيتز تحت ضربات المشاكؿ االقتصادية‪ ،‬متكفر بتاريخ‬ ‫‪1‬‬

‫االلكتركني ‪www.ashargalwsat.com:‬‬

‫‪108‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫كتكحيد االحتياطي القانكني‪ ،‬حيث انخفض االقتراض فيما بيف البنكؾ بمعدؿ بمغ ‪ %2.5‬بيف الربعيف‬
‫األكؿ كالثاني مف العاـ ‪ ، 2008‬بعد أف تزايد في الربع األكؿ مف‬
‫العاـ ‪ 2008‬كبمعدؿ بمغ ‪ %56.3‬مقارنة بما ؾاف عميو االقتراض فيما بيف البنكؾ خبلؿ الربع الرابع‬
‫مف العاـ‪. 2007‬‬
‫ؾما يبلحظ أف االقتراض فيما بيف البنكؾ تزايد كبمعدؿ بمغ في المتكسط ‪ %69.5‬ربع سنكيان‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،‬ليصؿ إلى أعمى مستكل لو خبلؿ الربع الثالث مف العاـ‪ . 2007‬ثـ أخذ االقتراض فيما بيف البنكؾ‬
‫ينخفض كبمعدؿ بمغ ‪ %9.9‬في المتكسط ؾؿ ربع سنة‪ ،‬ليصؿ إلى ‪ 142.4‬مميكف‬
‫دينار خبلؿ الربع الرابع مف العاـ ‪.2008‬‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ :02-02‬وضع ونسبة وفائض السيولة‪ ،‬والقروض الممنوحة مف البنوؾ التجارية في‬
‫االقتصاد الميبي بيف عامي ‪ ، 2007‬والربع الثاني مف العاـ‪2008‬‬
‫الوحدة‪:‬مميوف دينار‬

‫نسبة كفائض السيكلة‬ ‫القركض‬ ‫كضع السيكلة‬


‫النسبة(‪ )%‬الفائض(‪)%‬‬ ‫االقتراض المجموع‬ ‫الودائع‬ ‫األصول السائلة‬

‫‪3+2+1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪23.9‬‬ ‫‪38.9‬‬ ‫‪7112.3 29319.8‬‬ ‫‪91.4‬‬ ‫‪17825.4‬‬ ‫‪11403.0‬‬ ‫‪ 2007‬الربع األكؿ‬
‫‪25.9‬‬ ‫‪40.9‬‬ ‫‪7593.6 31581.3‬‬ ‫‪138.3‬‬ ‫‪12907.1‬‬
‫‪18535.9‬‬ ‫الربع الثاني‬
‫‪26.3‬‬ ‫‪41.3‬‬ ‫‪7739.1‬‬ ‫‪37360.0‬‬ ‫‪281.9‬‬ ‫‪21635.4‬‬ ‫‪15442.7‬‬
‫الربع الثالث‬
‫‪27.2‬‬ ‫‪42.2‬‬ ‫‪8191.3 44460.3‬‬ ‫‪93.5‬‬ ‫‪25589.4‬‬ ‫‪18777.4‬‬
‫الربع الرابع‬
‫‪26.1‬‬ ‫‪41.1‬‬ ‫‪8829.5‬‬ ‫‪43761.8‬‬ ‫‪146.1‬‬ ‫‪25630.0‬‬ ‫‪17985.7‬‬ ‫‪ 2008‬الربع األكؿ‬
‫‪21.2‬‬ ‫‪41.2‬‬ ‫‪9405.6‬‬ ‫‪60883.6‬‬ ‫‪142.4‬‬ ‫‪35650.1‬‬ ‫‪25091.1‬‬ ‫الربع الثاني‬
‫انًغهذ ‪ ،48‬انشثغ‬ ‫المصدر‪ :‬مصرؼ ليبيا المركزم‪ ،‬إدارة البحكث كاإلحصاء‪ ،‬النشرة االقتصادية‪،‬‬
‫انضبَ‪. 2008ٙ‬‬

‫‪109‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫كبالرغـ مف ذلؾ ال يمكف الجزـ بأف البنكؾ الميبية قد تأثرت باألزمة المالية حتى كاف ؾاف ىناؾ‬
‫احتماؿ كبير بأف تتأثر بيا‪ ،‬كذلؾ لكجكد فائض في السيكلة لدل البنكؾ حتى مع عدـ رفع نسب‬
‫االحتياطي القانكني إلى ‪ %20‬كما أف البنؾ المركزم لـ يقكـ بضخ السيكلة إلى الجياز البنكي منذ أف‬
‫بدأت األزمة المالية كحتى الكقت الحالي‪ ،‬كىذا كاضح مف عدـ انخفاض حجـ االئتماف البنكي الذم‬
‫تزايد بيف الربعيف األكؿ كالثاني مف العاـ ‪ 2008‬بمعدؿ بمغ‪ ،% 6.5‬كذلؾ لؤلسباب كالعكامؿ اآلتية‪:‬‬
‫المميزات التي يتمتع بيا الجياز البنكي الميبي خاصة فيما يتعمؽ بتطبيؽ مقررات لجنة بازؿ‬ ‫‪-‬‬
‫عزكؼ البنكؾ الميبية عف ثقافة تكريؽ القركض المنتشرة في البنكؾ كالمؤسسات المالية الدكلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تكفر السيكلة لدل البنكؾ الميبية كبنسب فاقت نسب االحتياطي القانكني‪ ،‬فعمى الرغـ مف‬ ‫‪-‬‬
‫انخفاض فائض السيكلة بمعدؿ بمغ ‪ %18.8‬بيف الربعيف األكؿ كالثاني مف العاـ ‪ ،2008‬إال أنو ما‬
‫يزاؿ ىناؾ فائض في السيكلة عف المقدار المطمكب مف البنكؾ التجارية االحتفاظ بيا لمكاجية طمبات‬
‫المكدعيف‪ ،‬كبنسبة بمغت ‪ %21.2‬خبلؿ الربع الثاني مف العاـ ‪.2008‬‬
‫المداخؿ واالحتماالت غير المباشرة‪ :‬كفقان ليذه المداخؿ‪ ،‬ينتقؿ تأثير األزمة المالية العالمية إلى‬ ‫‪‬‬
‫االقتصاديات المختمفة مف خبلؿ مداخؿ ‪ :‬الميزانية العامة‪ ،‬كالنمك االقتصادم‪ ،‬كاالستثمار األجنبي‬
‫المباشر‪ ،‬كمف خبلؿ االحتياطات الدكلية‪ ،‬سنرؾز في ىذه الفقرة عمى تحميؿ ؾؿ مف مدخؿ الميزانية‬
‫العامة كمدخؿ النمك االقتصادم في ليبيا ؾما يكضح التحميؿ اآلتي‪:‬‬
‫مدخؿ الميزانية العامة‪ :‬تمثؿ الميزانية العامة أحد أىـ أدكات كعناصر السياسة المالية ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كتعرؼ كىي في حكـ الميزانية التخطيطية أك التقديرية بأنيا خطة قصيرة األجؿ في شكؿ رقمي أك‬
‫باألرقاـ أم أنيا )‪ (Numerical Plan‬تغطي عادة سنة كاحدة قادمة‪ ،‬كتتضمف األىداؼ التي يراد‬
‫تحقيقيا كحجـ كمصادر التمكيؿ كاستخدامات ىذه األمكاؿ‪.‬‬
‫كانخفض فائض الميزانية بمعدؿ يبمغ ‪% 44.1‬بسبب انخفاض أسعار النفط في الربع الرابع مف العاـ‬
‫‪2008‬عف المتكسط العاـ لسعر النفط الخاـ في السكؽ العالمي)كفقان لخاـ برنت‪. (1‬‬
‫‪ %75‬مف احتياجاتو الغذائية‪ ،‬أما قطاعات الزراعة‬ ‫كباعتبار االقتصاد الميبي يستكرد أكثر مف‬
‫كالسياحة ‪ ...‬فبل تستكعب أكثر مف ‪ %4‬مف العمالة‪ ،‬كال تساىـ إال بنسبة ‪ %5‬مف الناتج المحمي‬
‫اإلجمالي كىك ما يعني أف االقتصاد الميبي ال يزاؿ اقتصاد ريعي فانو يكاجو سمسمة مف التحديات‪.‬كما‬
‫أف نسبة البطالة تعدت ‪ % 17‬في حيف قدرت ك ازرة العم م الميبية خبلؿ سنة ‪ 2014‬نسبة العاطميف‬

‫‪1‬‬
‫مجمس التخطيط الكطني‪ :‬تقديـ السياسات االقتصادية المعتمدة‪ ،‬أعداد مركز بحكث العمكـ االقتصادية عاـ ‪ ،2007‬ص‪.127:‬‬

‫‪110‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫عٍ العم م في ليبيا بػ ‪ %15‬م ٍ إجمالي الق ٕل القادرة عميو كأف العاطميف ع ٍ العمؿ كالمسجمي ٍ في‬
‫منظكمتيا يصؿ إلى ق شابة ‪ 400‬أ لؼ‪ ،‬م ٍ بي نيـ ‪ 149‬ألفا يحممكف مؤىبلت د ارسية جامعية ك ْٕ ما‬
‫يمثؿ ‪ 1% 43‬مٍ العاطميف عٍ العمؿ‪.‬‬
‫كأكضح تق شيش حديث لمك ازرة أف إعداد الباحثي ٍ ع ٍ العمؿ كالغي ش مؤىميف بمغ ‪ 198583‬أم بنسبة‬
‫‪ %57‬م ٍ العدد الكمي ‪ ،‬م ٍ بينيـ حممة شيادات التعميـ المتكسط كالذيف يقدر عددىـ ػب‪ 61561‬أم‬
‫بنسبة ‪ %31‬كحممة شيادة التعميـ األساسي كالمقدريف ػب ‪ 47660‬أم نسبة ‪ %24‬فيما كص م عدد‬
‫ذكم التعميـ المتدني كاألميي ٍ إلى نح ٕ ‪ 89362‬أم بنسبة ‪ .%45‬كتحدث ال تقرير الذم م ٍ المق شر‬
‫عرضو عمى الب شلماف ع ٍ الكضع الحالي ك التحديات القائمة‪ ،‬مشي شا إلى أف ما يزيد ع ٍ مميكف ك‬
‫‪ 200‬ألؼ م ٕﻇف يعممكف في الكظيفة العامة أك يتقاض ٕف في مرتباتيـ م ٍ مصادر مخ ٕلة م ٍ‬
‫الخضانة العامة‪ .‬ك لفت إلى أف ‪ 600‬ألؼ شخص مسجمي ٍ في القطاع الخاص إلى جانب ‪ 600‬ألؼ‬
‫شخص آخش يعممكف في اقتصاد الظؿ ‪.‬‬
‫كيكاجو االقتصاد الميبي تحديات كبيرة فرضتيا األزمة المالية العالمية‪ ،‬يمكف إيجازىا في اآلتي ‪:2‬‬
‫تأثرت األصكؿ المالية الميبية المستثمرة في الخارج بنسبة‪ %20‬عمى األقؿ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دخكؿ االقتصاد العالمي مرحمة الرككد كاالنكماش ‪ ،‬مما أثر سمبان عمى التجارة الخارجية‪ ،‬كالتي‬ ‫‪-‬‬
‫مف المتكقع استمرارىا لفترة طكيمة نسبيا‪.‬‬
‫تراجع حركة السياحة مما كاف لو أثر سمبي عمى اإليرادات السياحية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تراجع االستثمارات األجنبية المباشرة‪ ،‬كيتكقع أف تتأثر حجـ التجارة بيف ليبيا كالدكؿ الغربية‬ ‫‪-‬‬
‫كالنامية في األجميف القصير كالطكيؿ‪.‬‬
‫تدىكر اإليرادات النفطية نتيجة انخفاض أسعار البتركؿ‪ ،‬حيث انخفض سعر البرميؿ مف‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 147‬دكالر أمريكي في شير فيفرم إلى ‪ 33.87‬دكالر أمريكي لمبرميؿ في ‪ 19‬ديسمبر ‪، 2008‬‬
‫كالزاؿ السعر يتأرجح بيف ‪ 43-34‬دكال ار لمبرميؿ‪ ،‬مما سينعكس سمبا عمى كضعية االقتصاد الميبي‬
‫الذم يعتمد أساسا عمى العائدات النفطية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ 2014/09/12‬عمى المكقع االلكتركني‪:‬‬ ‫‪ ،%15‬تـ االطبلع عميو بتاريخ‬ ‫تقرير ك ازرة العمؿ‪ :‬نسبة البطالة في ليبيا‬
‫‪http://www.npdc.gov.ly‬‬
‫‪ 2‬زايدم عبد السبلـ‪ ،‬مقراف يزيد‪:‬األزمة المالية العالمية وانعكاساتيا عمى االقتصاديات العربية‪ ،‬دراسة حالة ‪:‬الجزائر‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫المغرب‪ ،‬ليبيا‪ ،‬مصر‪ ،‬ممتقى الدكلي الثاني ‪:‬األزمة المالية الراىنة كالبدائؿ المالية كالمصرفية‪ ،‬جامعة خميس مميانة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يكمي‬
‫‪ 5‬ك ‪ 6‬مام ‪ ،2009‬ص‪ -‬ص‪.21-20 :‬‬

‫‪111‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫ب‪ .‬الجزائر‪ :‬أما عف تأثير األزمة المالية عمى االقتصاد الجزائرم ىك بنسب أقؿ مقارنة بالدكؿ العربية‬
‫األخرل كيرجع ذلؾ لؤلسباب التالية‪: 1‬‬
‫عدـ كجكد سكؽ مالية بالمعنى الفعمي في الجزائر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدـ كجكد ارتباطات بنكية لمبنكؾ الجزائرية مع البنكؾ العالمية بالشكؿ الذم يؤثر عمييا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انغبلؽ االقتصاد الجزائرم بشكؿ نسبي عمى االقتصاد العالمي‪ ،‬ذالؾ أف اإلنتاج الجزائرم ال‬ ‫‪-‬‬
‫يعتمد عمى التصدير باستثناء المحركقات كذلؾ ما يجعمو في مأمف مف أم كساد قد يصيب االقتصاد‬
‫العالمي كالكثير مف الدكؿ التي تعتمد عمى صادرات قد تتأثر بالرككد كالكساد في الدكؿ المستيمكة‬
‫لمنتجاتيا‪.‬‬
‫اعتماد الحككمة الجزائرية عمى مكازنة بسعر مرجعي يقؿ كثي ار عف أسعار السكؽ كىذا ما‬ ‫‪-‬‬
‫يجنبيا أم انعكاسات في حالة انخفاض أسعار البتركؿ‪.‬‬
‫كبصفة عامة فإف تأثر االقتصاد الجزائرم باألزمة المالية يتكقؼ عمى درجة ككيفية اندماجيا في‬
‫االقتصاد العالمي‪ .‬في الحالة الراىنة لبلقتصاد الجزائرم يمكف أف تنتقؿ تداعيات األزمة المالية‬
‫العالمية الراىنة إليو مف خبلؿ قنكات عدة‪ ،‬أىميا ‪:‬أشكاؿ تكظيؼ كاستثمار احتياطيات الصرؼ‬
‫الكطنية‪ ،‬كتقمب كؿ مف قيمة عمبلت احتياطيات الصرؼ كسعر برميؿ النفط كمعدالت الفائدة عمى‬
‫الذمـ كالديكف الخارجية كأسعار السمع كالخدمات المستكردة‪.‬‬
‫كيمكف تقسيـ انعكاسات األزمة المالية عمى االقتصاد الجزائرم‪ 2‬كالتالي ‪:‬‬
‫انعكاسات األزمة المالية عمى ميزانية الدكلة الجزائرية‪ :‬يرتبط جانب اإليرادات مف الميزانية‬ ‫‪‬‬
‫العمكمية بشكؿ مباشر باالقتصاد العالمي؛ مف خبلؿ قطاع المحركقات‪ .‬فتبعية االقتصاد الكطني‬
‫لسعر برميؿ النفط ىي بمثابة "حبؿ الصرة بيف الجنيف كأمو"؛ كأف درجة التبعية ىذه تشتد أكثر فأكثر‬
‫بالنسبة لميزانية الدكلة‪ ،‬حيث تشكؿ إيرادات الجباية البتركلية نسبة عالية مف إيرادات الميزانية كذلؾ‬
‫حكالي ثبلثة عقكد مف الزمف ‪.‬عمما أف إيرادات الميزانية خارج الجباية النفطية ال تتجاكز في أحسف‬
‫األحكاؿ نسبة ‪. %40‬إف الكضع بالنسبة لميزانية التجييزات ليس بأحسف حاؿ مف حيث تبعيتيا لمجباية‬

‫‪1‬‬
‫مفتاح صالح‪ ،‬معارفي فريدة ‪ :‬قراءة في األزمة المالية العالمية رؤية شرعية إسالمية‪ ،‬الممتقى الدكلي حكؿ أزمة النظاـ المالي‬
‫كالمصرفي الدكلي كبديؿ البنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يكمي ‪ 06‬ك ‪ 07‬أفريؿ ‪ ،2009‬ص‪.8:‬‬
‫‪2‬‬
‫مسعكد مجيطنة‪ ،‬األزمة المالية العالمية الراىنة ‪:‬انعكاساتو ا عمى االقتصاد العالمي وكيفية مواجيتيا مع اإلشارة إلى حالة‬
‫اقتصاد الجزائر‪ ،‬المؤتمر العممي السنكم الثالث عشر ‪:‬الجكانب القانكنية كاالقتصادية لؤلزمة المالية العالمية‪ ،‬كمية الحقكؽ جامعة‬
‫المنصكرة‪ ،‬مصر‪ ،‬يكمي ‪ 01‬ك ‪ 02‬أفريؿ ‪ ،2009‬ص‪.8:‬‬

‫‪112‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫النفطية‪ .‬مف خبلؿ تحميؿ عممي لمككنات ميزانية الدكلة الجزائرية نخمص بكؿ تأكيد إلى أف الجزائر‬
‫بدكف عائدات نفطية تككف معرضة لندرة حادة في المكارد المالية ذات تداعيات خطيرة‪.‬‬
‫انعكاسات األزمة عمى برامج التنمية بكؿ تأكيد فإف النظاـ المالي الجزائرم يعاني مف مشاكؿ‬ ‫‪‬‬
‫عكيصة معركفة في معظميا‪ ،‬كىي مشاكؿ قديمة ال عبلقة ليا إطبلقا بأزمة القركض العقارية عالية‬
‫المخاطر كال باألزمة المالية العالمية الراىنة‪ .‬كذلؾ فإف المشاريع االستثمارية الكطنية التي تضمنيا‬
‫البرنامج الخماسي ‪ 2009/2005‬لف تتأثر مف جراء انييار أسعار المحركقات ‪.‬كما أف االستثمارات‬
‫التي تضمنيا البرنامج الخماسي ‪ 2014/2010‬قد تككف ىي األخرل كبالكامؿ في منأل عف األزمة‪،‬‬
‫أك في أسكأ األحكاؿ‪ ،‬تككف قميمة التأثر أم كاف مستكل انخفاض أسعار النفط خبلؿ الفترة التي يغطييا‬
‫البرنامج‪ ،‬باعتبار أف مجمكع أغمفتيا المالية قد يككف في حدكد ‪ 286‬مميار دكالر‪.‬حتى في حالة تجاكز‬
‫االحتياجات التمكيمية المبمغ المذككر فإف احتياطيات الصرؼ التي بمغ عند نياية ديسمبر ‪2008‬‬
‫حكالي ‪ 137‬مميار دكالر أمريكي تككف كافية لتمبيتوا‪ .‬بكؿ بساطة‪ ،‬فإف القدرات التمكيمية الجزائرية‬
‫ستسمح ليا بتحمؿ اآلثار السمبية لؤلزمة خبلؿ السنكات القميمة القادمة‪ ،‬لكف ينبغي أف ال يغيب عف‬
‫أذىاننا بأنو‪ ،‬مع بقاء كؿ األشياء األخرل عمى حاليا‪ ،‬فإف مدفكعات الجزائر إلى باقي العالـ ستزداد‬
‫خبلؿ السنكات القادمة كذلؾ تحت تأثير عكامؿ عدة كصيانة الحظيرة الكطنية لمسيارات بجميع أنكاعيا‪،‬‬
‫كالتي عرفت تطك ار كميا كنكعيا كبي ار خبلؿ الفكرة النفطية األخيرة‪ ،‬كتجديد صيانة التجييزات المختمفة‬
‫األخرل‪.‬‬
‫لكف ال يمكننا في المقابؿ إغفاؿ بعض اآلثار االيجابية الممكنة ليذه األزمة‪ ،‬منيا‪: 1‬‬
‫إمكانية عكدة األمكاؿ المياجرة أك جزء منيا نتيجة الشعكر بعدـ األماف في حالة إبقائيا مكدعة‬ ‫‪-‬‬
‫في البنكؾ الصناعية‪.‬‬
‫إمكانية ازدىار بعض القطاعات المحمية الراكدة في الدكؿ النامية مثؿ العقارات‪ ،‬باعتبارىا‬ ‫‪-‬‬
‫مبلذا بديبل لبلستثمار في األكراؽ المالية‪.‬‬
‫تنكيع مخاطر المحافظ االستثمارية بزيادة حصص دكؿ أخرل بدال مف حصر التكظيؼ في‬ ‫‪-‬‬
‫أسكاؽ الببلد الصناعية‪ ،‬كىذا ما يعمؿ عمى تغيير خريطة العالـ االستثمارية كالفرص التي ستقدميا‬
‫مناطؽ االستقطاب الجديدة التي تكفر الضمانات كفرصا استثمارية لرؤكس األمكاؿ العالمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد المجيد قدم ‪:‬األزمة االقتصادية األمريكية وتداعياتيا العالمية‪ ،‬مجمة بحكث اقتصادية؛ عربية‪ ،‬العدد ‪ ، 46‬الجمعية‬
‫العربية لمبحكث االقتصادية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ربيع ‪ ، 2009‬ص‪ -‬ص‪. 22-21:‬‬

‫‪113‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫زيادة االىتماـ باالستثمارات المباشرة عمى حساب االىتماـ باالستثمار في األكراؽ المالية‬ ‫‪-‬‬
‫نتيجة عدـ استقرار البكرصات ‪.‬فيناؾ مناطؽ جذب استثمارية كبيرة بدأت تتبمكر في أكركبا كآسيا‬
‫كالدكؿ النامية‪ ،‬كىك ما يمكف أف يؤدم إلى إعادة االستقرار إلى النظاـ المالي العالمي‪ ،‬كىذه المسألة‬
‫في غياب األىمية إلعادة ىيكمة العبلقات الدكلية في مرحمة ما بعد األزمة‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أسباب األزمة المالية العالمية لسنة ‪2008‬‬


‫إف أسس اليندسة المالية التقميدية المنبثقة مف فمسفة المذىب االقتصادم الرأسمالي الحر ليا األثر‬
‫األكبر فيما حصؿ‪ ،‬كقد ال يبدك أثر تطبيقات ىذه اليندسة المالية التقميدية إال كفقاعة تظير ىنا‬
‫اضحا‪ ،‬كقد يذىب ىذا األثر‬
‫كأخرل تظير ىناؾ‪ ،‬لكف تدحرج كرة الثمج يزيد مف حجميا كيصبح أثرىا ك ن‬
‫باألساس الفكرم لممذىب االقتصادم‪ ،‬كبالرغـ مف أف الكثير ممف يرجعكف أسباب أزمة الرىف العقارم‬
‫إلى طبيعة النظاـ الرأسمالي كآليات عممو باعتباره نظاما اقتصاديا متعثرا‪ ،‬إال أنو ال يمكف تجنب الدكر‬
‫الكبير الذم لعبو القطاع البنكي في حدكث األزمة مف خبلؿ تكسعو في منح اإلئتماف‪ ،‬كزيادة حجـ‬
‫األصكؿ المالية المتداكلة كمنح الثقة الزائدة فييا‪.‬‬
‫فما ىي ىذه األسس أك األسباب التي أدت إلى حدكث ىذه األزمة العالمية؟‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬وضعية ىشة لالقتصاد العالمي‬
‫فقد أدت ىذه الكضعية اليشة نسبيا إلى حدكث األزمة المالية‪ ،‬فبسبب نجاح المحقؽ مف تحرير‬
‫األسكاؽ المالية العالمية كتكامؿ االقتصاديات كنجاح البنكؾ المركزية في السيطرة عمى التضخـ فمـ‬
‫تكف ىذه الكضعية اليشة لبلقتصاد العالمي كاضحة‪ ،‬كيطمؽ عمى ىذه الكضعية بمفارقة االطمئناف‬
‫(‪ ،)Paradoxe de tranquillité‬كالتي تفسر أزمات اإلفراط في االقتراض باألكضاع االقتصادية‬
‫المريحة التي تدفع باألعكاف االقتصادييف الستغبلليا مف خبلؿ االقتراض المتزايد‪.‬‬
‫كفيما يمي تفسير ىذه الكضعية اليشة لبلقتصاد العالمي‪: 1‬‬
‫أوال‪ :‬وفرة عالمية في السيولة ‪ :‬فقد كاف فائض السيكلة عمى المستكل العالمي ىي نقطة االنطبلؽ‪،‬‬
‫فعمى سبيؿ المثاؿ إذا أخذنا الكتمة النقدية بالمفيكـ الضيؽ ‪ M1‬نسبة إلى الناتج المحمي كذلؾ بالنسبة‬
‫ألكبر خمسة دكؿ إضافة لمنطقة األكرك (الكاليات المتحدة‪ ،‬منطقة األكرك‪ ،‬الياباف‪ ،‬الصيف‪ ،‬المممكة‬
‫المتحدة ككندا) فانو ينتقؿ مف ‪ %18‬إلى ‪ %20‬في المعدؿ في الفترة بيف ‪ 2000-1980‬إلى أكثر‬
‫مف ‪ %26‬إبتداءا مف ‪ ،2002‬لتصؿ إلى ‪ %30‬في ‪.2007-2006‬‬
‫إف لزيادة السيكلة عكامؿ كانت خارجية أكثر منيا ذاتية حسب الكتاب‪ .‬كمف بيف العكامؿ الخارجية‬
‫يمكف ذكر الزيادة السريعة الحتياطات الصرؼ لمبنكؾ المركزية لمبمداف الناشئة( خاصة الصيف )‬
‫كالبمداف المصدرة لممكاد األكلية‪ ،‬كتعكد ىذه الزيادة في احتياطات الصرؼ إلى الفائض الكبير في‬

‫‪1‬‬
‫‪Patrick Artus et autres, La crise des subprimes, La Documentation Française, Paris, 2008, p -p: 12-13.‬‬

‫‪115‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫مكازينيا التجارية كمعدالت االدخار الكبيرة في ىذه البمداف التي تعرؼ معدالت نمك مرتفعة منذ عدة‬
‫سنكات‪.‬‬
‫كمف بيف العكامؿ الذاتية أك الداخمية‪ ،‬نجد التكسع في االئتماف( الذم يعكد الى زيادة النمك‪ ،‬انخفاض‬
‫أسعار الفائدة‪ ،‬االبتكارات المالية‪ )...،‬الذم غذل كذلؾ السيكلة العالمية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬انخفاض التضخـ‪:‬‬
‫ىاتو السيكلة العالمية الكبيرة لـ تترجـ الى تضخـ في أسعار السمع كالخدمات بؿ بالعكس‪ ،‬شيد‬
‫التضخـ العالمي تناقصا مستم ار مرك ار بمستكل ‪ %12‬الى أقؿ مف ‪ %5‬خبلؿ عقد مف الزمف(‪-1995‬‬
‫‪ ،)2005‬كما انخفضت تقمباتو لنفس الفترة‪.‬‬
‫كيعكد ىذا االنخفاض في التضخـ العالمي إلى سياسة مكافحة التضخـ المنتيجة مف طرؼ البنكؾ‬
‫المركزية‪ ،‬كأيضا إلى تطكر البمداف الناشئة في مجاؿ الصناعة الذم مارس ضغطا لخفض أسعار‬
‫السمع الصناعية‪ ،‬بالرغـ مف أف نمك ىذه البمداف زاد مف طمبيا عمى المكاد األكلية مما دفع بأسعار ىذه‬
‫المكاد نحك االرتفاع‪ .‬كمما دعـ االستقرار في معدالت التضخـ ىك نقص تذبذب الناتج المحمي‬
‫اإلجمالي كمككناتو‪ .‬كما صاحب ذلؾ تحسف الكضعية االقتصادية الكمية كعصرنة اليياكؿ المالية‬
‫لمبمداف الناشئة‪ .‬فقد اجتمعت كؿ العكامؿ عمى تعزيز الثقة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬انخفاض شامؿ في عال وات المخاطرة‪:‬‬
‫أدت ىذه الحالة مف الثقة إلى انخفاض الحذر مف المخاطر‪ ،‬الذم ارتفع منذ أكت ‪ 2007‬إلى مستكل‬
‫أعمى مف سبتمبر ‪ 2001‬أك أثناء فضيحة انركف )‪.)Enron‬‬
‫كسبب ىذا االنخفاض كاضح‪ :‬فالكفرة في السيكلة قادت الفاعميف المالييف إلى البحث عف أصكؿ أكثر‬
‫مخاطرة لتكظيفاتيـ بحثا عف عكائد أعمى‪ .‬كبمركر الكقت‪ ،‬يتـ تحمؿ المزيد مف المخاطر دكف أف تكافأ‬
‫بشكؿ كاؼ‪ ،‬مما يدفع الى المزيد مف المخاطرة‪ .‬كىذا بالتزامف مع انخفاض في تقمبات التضخـ‬
‫العالمي‪ ،‬كالسيكلة العالمية التي ال تزاؿ مرتفعة‪.‬‬
‫فالظركؼ كانت مكاتية لتراجع قكم‪ ،‬لكف فكرة أف البنكؾ المركزية تسير لمحفاظ عمى االستقرار كانت‬
‫تسيطر عمى الفاعميف المالييف‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ibid , p : 19‬‬

‫‪116‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫رابعا‪ :‬انخفاض في أسعار الفائدة عمى المدى الطويؿ‪:‬‬


‫صاحب انخفاض التضخـ كتقمباتو انخفاض عبلكات المخاطرة‪ ،‬أدل ذلؾ إلى انخفاض في معدالت‬
‫الفائدة عمى المدل الطكيؿ‪ ،‬بالرغـ مف التشديد المتأخر في السياسة النقدية األمريكية‪ .‬كقد عزز مف‬
‫ىذا االنخفاض‪ ،‬التراجع الشامؿ لمطمب عمى االقتراض مف قبؿ الدكؿ‪ ،‬كذلؾ بسبب سياسات التحكـ‬
‫في العجز العاـ المنتيجة مف طرؼ ىذه الدكؿ‪ ،‬السيما في أكركبا‪.‬‬
‫كبالرغـ مف السمسمة التصحيحية لبلحتياطي الفدرالي األمريكي عبر رفع أسعار الفائدة قصيرة األمد فقد‬
‫بقيت أسعار الفائدة طكيمة المدل منخفضة في الكاليات المتحدة كبقية الدكؿ المتقدمة بشكؿ عاـ‪،‬‬
‫بالرغـ مف استمرارىا في رفع أسعار الفائدة قصيرة األمد‪.‬‬
‫كبالرغـ مف التفسيرات العديدة ليذه الظاىرة‪ ،‬كالتي تدمج كؿ مف العكلمة كالمنافسة بشكؿ عاـ‪ ،‬شراء‬
‫السندات الحككمية مف قبؿ البنكؾ المركزية اآلسيكية‪ ،‬مصداقية البنكؾ المركزية‪ ،‬كبشكؿ أقؿ‪ ،‬ضعؼ‬
‫الطمب عمى االستثمار عمى المستكل العالمي ‪ ،1‬فاف ىذه الظاىرة تبقى لغز ( ‪ )conundrum‬حسب‬
‫‪ ، Alan Greenspan‬كقد أصبح ىذا المصطمح ( ‪ )conundrum‬يعني في األسكاؽ المالية أف‬
‫العائد (الفائدة) عمى السندات يبقى ضعيفا رغـ ارتفاع المعدالت قصيرة األمد‪.2‬‬
‫خامسا‪ :‬توسع في االئتماف ضمف سياؽ غير تضخمي‪:‬‬
‫انخفاض معدالت الفائدة كعبلكات المخاطرة غذل التكسع في اإلقراض‪ .‬لكف ىذه الكفرة في السيكلة لـ‬
‫تؤدم إلى ارتفاع في أسعار السمع‪ ،‬إذ أف ىذه السيكلة لـ تكجو بشكؿ أساسي نحك االستثمار الحقيقي‪،‬‬
‫‪ 2001‬كالنمك البطيء بيف ‪ ،2005-2003‬لـ يتـ استخداـ عكامؿ‬ ‫فمنذ الرككد االقتصادم لعاـ‬
‫اإلنتاج بشكؿ كامؿ‪ ،‬كمف ناحية أخرل استمرت المنافسة مف قبؿ الدكؿ الناشئة ذات العمالة الرخيصة‬
‫في التأثير عمى األسعار‪ .‬كبالرغـ مف ارتفاع أسعار المكاد األكلية(البتركؿ‪ ،‬المعادف‪ ،‬المنتجات الغذائية‬
‫األساسية) بسبب زيادة الطمب عمييا مف قبؿ الدكؿ الناشئة‪ ،‬خاصة الصيف‪ ،‬فقد استمر النمك غير‬
‫التضخمي‪ .‬كما أف نقص مركنة العرض تعزز مف انخفاض التضخـ‪.3‬‬
‫سادسا‪ :‬ارتفاع في أسعار األصوؿ المالية‪:‬‬
‫إف الزيادة في السيكلة أثر عمى أسعار األصكؿ المالية بسبب ارتفاع الطمب عمييا كمحدكدية عرضيا‪.‬‬
‫فالشركات تتحكـ في إصداراتيا مف األسيـ كما تقكـ بإعادة شرائيا بغية رفع مردكدية رأس الماؿ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ibid, p- p : 19- 20 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Oliver Lacoste, Comprendre les crises financières, Editions Eyrolles, Paris, 2009, p : 70 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Patrick Artus et autres, La crise des subprimes, La Documentation française, Paris, 2008, p : 21.‬‬

‫‪117‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫باإلضافة إلى ضغط المساىميف الذيف يفضمكف زيادة أثر الرافعة المالية‪ .‬كمف ناحية أخرل فاف إصدار‬
‫السندات كاف محدكدا بفعؿ ضغط ككاالت التنقيط‪ .‬فمف غير المفاجئ أف تتجو األسعار في األسكاؽ‬
‫المالية لمبمداف الناشئة‪ .‬ككذلؾ أسعار العقارات التي تكاجو عرضا قميؿ المركنة‪.‬‬
‫إبتداءا مف عاـ ‪ 2003‬حذر بعض االقتصادييف مف عكدة ظاىرة فقاعة المضاربة‪ ،‬لكف ىذا الرأم‬
‫المدعكـ مف بكؿ كركغماف أبعد مف أف يككف محؿ إجماع‪ .‬فالعديد مف الدراسات التي نشرت عاـ‬
‫‪ 2004‬مف قبؿ االحتياطي الفدرالي ترجع االرتفاع في أسعار العقارات إلى تطكر في بعض العناصر‬
‫األساسية‪ ،‬كمما دعـ ىذه الدراسات الحصيمة االيجابية لمسنكات األخيرة بخصكص زيادة ممكية العقارات‬
‫بيف عامي ‪ 2003-1994‬بنحك ‪ 9‬مبلييف أمريكي‪.‬‬
‫كفي كؿ األحكاؿ‪ ،‬فقد عزز ارتفاع أسعار األصكؿ المالية مف التكسع في قركض الرىف العقارم الف‬
‫القركض كانت مضمكنة بقيمة األصكؿ العقارية‪ .‬كيمكف أيضا اإلضافة بأف ارتفاع أسعار العقارات قد‬
‫كلد ضغطا عمى السياسة النقدية لمحفاظ عمى أسعار فائدة منخفضة بغية التخفيؼ مف تكاليؼ السكف‪.‬‬
‫كما أف الرتفاع أسعار األصكؿ أثر عمى االستيبلؾ‪ ،‬كالذم عزز بدكره مف التفاؤؿ بالنمك‪ .‬فزيادة‬
‫أسعار العقارات في الكاليات المتحدة األمريكية بػ ‪ 100‬دكالر تؤدم إلى زيادة االستيبلؾ بػ ‪ 2‬دكالر‬
‫عمى المدل القصير كبػ ‪ 9‬دكالر عمى المدل البعيد‪ ،‬كىذا ما يعرؼ بأثر الثركة المرتبط بأسعار‬
‫العقارات يككف أقكل إذا ما تعمؽ األمر باألسكاؽ المالية‪ ،‬حيث تمكف األفراد األمريكييف مف الحصكؿ‬
‫عمى المزيد مف القركض االستيبلكية عند ارتفاع أسعار العقارات المرىكنة‪ .‬اذ يمكنيـ الحصكؿ عمى‬
‫قركض إضافية مساكية لمفرؽ بيف سعر العقار كالقرض األصمي المضمكف بيذا العقار‪ .‬فقد أصبحت‬
‫المنازؿ في الكاليات المتحدة ككأنيا حساب بنكي يسحب منو صاحبو متى أراد‪ ،‬كىذا ما دعـ بقكة‬
‫االستيبلؾ في الكاليات المتحدة إلى غاية عاـ ‪.1 2006‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬اختالالت عمى مستوى الوحدات االقتصادية‬
‫باإلضافة الى االختبلالت السابقة الذكر فاف ىناؾ اختبلالت عمى مستكل الكحدات االقتصادية‬
‫المتمثمة في المؤسسات المالية خاصة منيا البنكؾ‪ ،‬كتمثمت ىذه االختبلالت فيما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬متطمبات المردودية‪ :‬بعد انييار قيـ البكرصات بدءا مف عاـ ‪ ،2000‬كاف يجب عمى الكسطاء‬
‫المالييف ايجاد تكظيفات جديدة تحقؽ مردكدية أعمى إلرضاء زبائنيـ‪ .‬تقميديا‪ ،‬في حالة ىبكط أسكاؽ‬

‫‪1‬‬
‫‪Ibid , p-p : 25-26.‬‬

‫‪118‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫األسيـ يتجو المستثمركف نحك أسكاؽ السندات‪ .‬إال أف األمر لـ يكف كذلؾ بسبب استمرار انخفاض‬
‫أسعار الفائدة طكيمة األمد العائدة إلى الكضعية االقتصادية الكمية غير المستقرة‪.‬‬
‫كلمكاجية متطمبات المردكدية المتزايدة بسبب المنافسة‪ ،‬خاصة بعد دخكؿ كسطاء مالييف جدد‬
‫(صناديؽ التحكط)‪ ،‬اتخذت البنكؾ نكعيف مف اإلستراتيجية‪ ،‬فقد رفعت مف حجـ نشاطيا عف طريؽ‬
‫التخفيؼ مف شركط منح القركض مف جية‪ ،‬كاالبتكارات المالية مف جية أخرل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التخفيؼ مف شروط منح القروض‪ :‬يعتمد سمكؾ البنكؾ تقميديا عمى مسايرة االتجاىات الدكرية‪،‬‬
‫أم تمييف المعايير إذا كانت الحالة االقتصادية جيدة كتشديدىا في حالة العكس‪ ،‬كفي حالة األزمة‬
‫المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬فقد لعبت البنكؾ ىذا الدكر بشكؿ كبير كما تشير إلى ذلؾ الدراسات‪.‬‬
‫منذ عقد مف الزمف كاف سكؽ القركض عالية المخاطر(‪ )subprime‬يعتبر سكؽ ذك حجـ محدكد كلكف‬
‫بيف عامي ‪ 2006-2001‬تضاعؼ حجـ ىذه السكؽ سبعة أضعاؼ مف ‪ 97‬إلى ‪ 685‬مميار دكالر‪.‬‬
‫كما تطكرت خصائص ىذه القركض كزادت حصة القركض ذات معدؿ الفائدة المتغير عمى حساب‬
‫القركض ذات معدؿ الفائدة الثابت‪ ،‬فقد ارتفعت نسبة القركض ذات معدؿ الفائدة المتغير مف ‪ %1‬إلى‬
‫‪ %41‬إلى ‪ ، %26‬كالباقي يتككف مف قركض‬ ‫‪ %13‬كانخفضت القركض ذات المعدؿ الثابت مف‬
‫ىجينة ( معدؿ ثابت في السنكات األكلى كمتغير في األخيرة) كقركض يتـ سداد معظـ قيمتيا في‬
‫آخر المدة‪ ،‬ىذه األخيرة شيدت ركاجا في عاـ ‪ ،2006‬حيث كصمت إلى ‪ %15‬مف القركض العقارية‬
‫عالية المخاطر( مقابؿ ‪ %3‬عاـ ‪.)2005‬‬
‫كقد انخفضت معدالت الفائدة المعركضة عمى األسر األمريكية بيف عامي ‪ 2004-2001‬مف ‪%9,4‬‬
‫إلى ‪ %6,7‬في المعدؿ‪ ،‬ثـ بقيت مستقرة نسبيا بعد ذلؾ‪ .‬كحسب إحصائيات فاف ‪ %90‬مف القركض‬
‫العقارية عالية المخاطر قد تـ تكريقيا‪ .‬كما تراجعت جكدة القركض بشكؿ منتظـ بيف ‪.2006-2001‬‬
‫‪-2001‬‬ ‫كقد اجتمعت العديد مف العكامؿ أدت إلى ارتفاع معدالت العجز عف السداد بيف عامي‬
‫‪ ،2006‬كمف بيف ىذه العكامؿ ارتفاع معدالت الفائدة لبلحتياطي الفدرالي‪ ،‬انخفاض أسعار‬
‫العقارات‪ ،...‬كقد شمؿ ارتفاع معدؿ العجز عف السداد كؿ مف القركض ذات معدؿ الفائدة المتغير‬
‫كالثابت‪.‬‬
‫كشيد الفرؽ بيف معدؿ الفائدة عمى القركض عالية المخاطر كالقركض عالية الجكدة تراجعا في الفترة‬
‫بيف ‪ ،2004-2001‬ىذه الفترة التي شيدت تزايد سريع لحجـ القركض عالية المخاطر‪ ،‬كال يمكف‬

‫‪119‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫ارجاع ىذا التقارب بيف القركض عالية المخاطر كالقركض عالية الجكدة كميا الى انخفاض الحذر مف‬
‫المخاطر‪.‬‬
‫كاف البحث عف أكبر قدر مف المردكدية‪ ،‬ىك مف العناصر المسؤكلة عف األزمة كىذا باالعتماد عمى‬
‫خمسة نقاط‪:‬‬
‫ارتباط زيادة حجـ القركض بالتخفيؼ في شركط منحيا‪ ،‬كيمكف قياس ذلؾ مف خبلؿ انخفاض‬ ‫‪.1‬‬
‫معدالت الرفض(العزكؼ عف تقديـ القركض) كاالرتفاع في نسبة مبمغ القرض إلى دخؿ المقترض؛‬
‫زيادة حجـ القركض كاف مرفكقا بمنافسة شديدة بيف المؤسسات‪ ،‬حيث أف زيادة عدد الداخميف‬ ‫‪.2‬‬
‫في سكؽ االقراض كاف لو أثر في خفض معدؿ الرفض مف قبؿ المؤسسات المالية‪ ،‬لكف ىذا األثر‬
‫كاف أكبر مف حجـ الحصص التي حصؿ عمييا الداخمكف الجدد؛‬
‫تكسع االئتماف يككف أكبر في المناطؽ التي تشيد ارتفاع أكبر في أسعار العقارات‪ ،‬كىذا ىك‬ ‫‪.3‬‬
‫مبدأ المسرع المالي‪ .‬حيث يبدك أف المؤسسات المالية تعتمد بشكؿ خاص عمى االرتفاع المستمر في‬
‫أسعار العقارات‪ ،‬بحيث يمكف لممقترض سداد دينو مف خبلؿ بيع العقار الذم يممكو؛‬
‫ارتباط التمييف في معايير منح القركض بنمك التكريؽ‪ ،‬حيث أف التدىكر معايير منح القركض‬ ‫‪.4‬‬
‫يككف بشكؿ أكبر في المناطؽ التي تشيد حصص أكبر مف القركض المكرقة؛‬
‫كما أف لمسياسة النقدية دك ار في التأثير عمى معايير منح القركض مف خبلؿ أسعار الفائدة‪.1‬‬ ‫‪.5‬‬
‫اف سبب االرتفاع في حجـ السيكلة العالمية‪ ،‬ىك أف زيادة حجـ اإلقراض الراجع إلى انخفاض في‬
‫عبلكات المخاطرة‪ ،‬الذم دفع البنكؾ إلى البحث عمى مردكدية أعمى كبالتالي ارتفاع حجـ السيكلة‬
‫العالمية‪ .‬لكف ىذه الكفرة في السيكلة لـ ينتج عنيا ارتفاع في التضخـ‪ .‬كىذا راجع مف جية إلى‬
‫سياسات مكافحة التضخـ مف طرؼ البنكؾ المركزية‪ ،‬كالمنافسة القكية مف قبؿ الدكؿ الناشئة في مجاؿ‬
‫الصناعة‪ ،‬كمف جية أخرل تكجيو سيكلة كبيرة نحك المضاربة في األسكاؽ المالية‪ .‬كىذا ما عطؿ مف‬
‫ميكانيزـ االستقرار التمقائي‪ ،‬كالذم يحد مف اإلفراط في االقتراض‪ ،‬كالمتمثؿ في التضخـ الذم يدفع إلى‬
‫تشديد السياسة النقدية‪.‬‬
‫إذا فاف السيكلة المتزايدة لـ تتجو إلى االقتصاد الحقيقي‪ ،‬فقد اتجيت في معظميا إلى المضاربة في‬
‫سكؽ األكراؽ المالية‪ .‬كنظ ار النخفاض أسعار الفائدة عمى السندات‪ ،‬فقد تكجيت ىذه السيكلة بقكة نحك‬

‫‪1‬‬
‫‪Ibid , p-p : 28-33.‬‬

‫‪120‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫سكؽ العقارات المزدىر في الكاليات المتحدة األمريكية‪ ،‬مما أدل إلى حمقة يغذم فييا اإلقراض أسعار‬
‫العقارات كالتي بدكرىا تغذم اإلقراض المتزايد أك ما يعرؼ بالمسرع المالي‪ ،‬مما شكؿ فقاعة مضاربية‬
‫في سكؽ العقارات‪ ،‬كالتي انفجرت بانييار أسعار العقارات عاـ ‪ ،2007‬مطمقة بذلؾ أزمة مالية أخذت‬
‫بسرعة بعدا عالميا‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬توريؽ الديوف‬
‫إف عممية التكريؽ مكنت الكسطاء المالييف عمكما كالبنكؾ خاصة مف إخراج القركض مف ميزانياتيا‬
‫مخفضة بذلؾ مف حاجتيا إلى األمكاؿ الخاصة مف جية‪ ،‬كما مكنتيا مف التخمص مف المخاطر‬
‫المرتبطة بيذه القركض مف جية أخرل‪ .‬ىذه القدرة عمى تحكيؿ المخاطر التي كفرىا سكؽ التكريؽ‬
‫حفزت البنكؾ عمى تقديـ قركض عالية المخاطر أكثر بما أنيا لف تتحمؿ ىذه المخاطر في األخير‪.‬‬
‫اف الجديد في السنكات االخيرة ىك تكريؽ منتجات مالية جديدة مف القركض‪ ،‬التي تعتمد بدكرىا عمى‬
‫نكعية ضمانات جديدة‪ .‬كاف التكريؽ في بدايتو يتعمؽ بالقركض العقارية‬
‫( ‪ ، )MBS : mortgage Backed Security‬لكنو تطكر بسرعة ليشمؿ أنكاع أخرل مف القركض‬
‫كقركض اقتناء السيارات‪ ،‬قركض لمطمبة‪ ،‬بطاقات االئتماف كغيرىا‬
‫( ‪ .1)ABS : Asset Backed Security‬كحاليا حاؿ األكراؽ المالية األخرل فقد طكرت مشتقات‬
‫ليذه القركض المكرقة منيا ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪) CMO :Collateralized Mortgage Obligations‬‬ ‫‪‬‬
‫( ‪.) CDO :Collateralized Debt Obligations‬‬ ‫‪‬‬
‫فقد كاف نمك التكريؽ سريعا‪ ،‬فقد كصمت قيمتو خبلؿ عاـ ‪ 2007‬الى ‪ 10000‬مميار دكالر أم أنو‬
‫تضاعؼ ثبلث مرات خبلؿ عشرة سنكات‪.‬‬
‫كيقكـ التكريؽ في السنكات األخيرة عمى أدكات مالية قابمة لمتداكؿ (سندات أك أكراؽ مالية أخرل‬
‫لقركض مكرقة) خبلفا لعممية التكريؽ التقميدم الذم يقكـ عمى محفظة مف القركض البنكية(‬
‫المتجانسة)‪.‬‬
‫كيتـ تجميع ىذه األدكات كىيكمتيا لعدة شرائح مف المخاطر كتكزع كفقا لمستكيات مختمفة مف المخاطر‬
‫عمى المستثمريف‪ ،‬ىذه العممية متعددة المراحؿ مف التجميع كالتقسيـ لؤلدكات المالية‪ ،‬مكنت مف إدخاؿ‬
‫أدكات مالية عالية المخاطر عمى أخرل منخفضة المخاطر كالحصكؿ عمى منتجات مالية ذات تقييـ‬
‫جيد‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Jean-François JAMET: L’Europe face à la crise financière, La Fondation Robert Schuman, Paris, France,‬‬
‫‪18 février 2008, p 17‬‬

‫‪121‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫كمما عزز مف عممية التكريؽ في مجمميا ىي شركات التأميف المتخصصة التي تمنح ضمانات سيكلة‬
‫لمبنكؾ‪ .‬كعمى خبلؼ التأميف التقميدم الذم يقكـ عمى تكزيع المخاطر‪ ،‬فشركات التأميف المتخصصة‬
‫في سكؽ التكريؽ تقكـ عمى فكرة التأميف ذك الخط الكاحد ( ‪ )Monoline‬أم تحمؿ كؿ مخاطر عدـ‬
‫السداد‪ ،‬ىذا النكع مف التأميف يشكؿ خطر عمى النظاـ ككؿ‪ ،‬حيث أف أم خطأ في التحميؿ مف قبؿ‬
‫ىذه الشركات المتخصصة قد يتسبب في سمسمة مف اآلثار السمبية كاالنييارات التي قد تصؿ إلى حد‬
‫أزمة نظامية (أم تشمؿ النظاـ بأكممو)‪.‬‬
‫كنتيجة لعممية التكريؽ فاف القركض تخرج أكثر فأكثر مف دائرة الكساطة البنكية إلى البلكساطة‪ .‬كىذا‬
‫بفضؿ نشاط الكسطاء الذيف يبحثكف بدكرىـ عف مردكدية عالية في عممياتيـ‪ ،‬ثـ يتـ شراء ىذه‬
‫القركض مف قبؿ فاعميف آخريف يبحثكف بدكرىـ عف مردكدية عالية عمى عمميات تمكيؿ قصيرة األجؿ‪،‬‬
‫كىذا غير ممكف مف دكف مخاطر‪.‬‬
‫فعممية التكريؽ تتصؼ بما يمي‪:‬‬
‫عممية شاممة( أم تشمؿ كامؿ القرض) الف المقرض األكؿ ال يتحمؿ أم جزء مف المخاطر‬ ‫‪‬‬
‫المرتبطة بالمقترض؛‬
‫معقدة الف الييكمة تقكـ عمى نماذج إحصائية الحتماالت عدـ السداد؛‬ ‫‪‬‬
‫غير شفافة الف المقترض غير حاضر في عمميات التداكؿ التي تعتمد فقط عمى أكراؽ تحتكم‬ ‫‪‬‬
‫عمى احتماالت لعدـ السداد‪ ،‬كال تحمؿ أم معمكمات عف المقترض‪ ،‬فالمؤشر الكحيد الذم يعتمد عميو‬
‫حامؿ الكرقة ىك التنقيط الذم تحتكيو‪.‬‬
‫إذا فيي ديناميكية عالية الخطكرة أكصمت إلى حالة األزمة‪ ،‬بداية بالبحث عف مردكدية مف خبلؿ منح‬
‫قركض لزبائف ذكم جكدة منخفضة‪ ،‬ثـ إمكانية بيع ىذه القركض لبنكؾ أخرل أك تكريقيا‪ ،‬مع العمـ‬
‫أنيا تنطكم عمى مخاطر عالية‪ ،‬حيث أف الرىاف كاف يعتمد عمى ارتفاع أسعار الضمانات‪ ،‬كمع العمـ‬
‫كذلؾ‪ ،‬بأف ظركؼ المنافسة كالكفرة في السيكلة خفضت مف مردكدية القركض ذات المخاطر‬
‫المنخفضة أك حتى متكسطة المخاطر‪.‬‬
‫إف االرتفاع في أسعار السكنات يمثؿ ضماف لمقركض المقدمة لمقترضيف ذكم مخاطر عالية‪ ،‬لكف ىذا‬
‫االرتفاع في أسعار العقارات كاف سببو سيكلة الحصكؿ عمى تمكيؿ‪ .‬إذا فالقركض ترفع مف األسعار‬

‫‪122‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫كاألسعار المرتفعة تمكف الحصكؿ عمى المزيد مف القركض‪ ،‬ىذه الدائرة لـ تكف لتستمر فمف الكاضح‬
‫أف ىناؾ حدكد ليا‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬الربا‬
‫أوال‪ :‬مفيوـ الربا‪ :‬يعرؼ الربا لغة الزيادة كالعمك‪ ،‬كىذا ىك جكىر المعنى االصطبلحي‪.1‬‬
‫أما شرعا أك اصطبلحا‪ ،‬فيك الفضؿ الخالي عف العكض المشركط في القرض كالسمؼ كفي بيع‬
‫األمكاؿ الربكية عند بيع بعضيا بجنسو‪ ،‬كما يعرؼ أيضا بأنو فضؿ ماؿ حقيقة أك حكما ببل عكض‬
‫مشركط ألحد العاقديف في ديف أك معاكضة كالزائد في بيع األمكاؿ الربكية عند بيع بعضيا بجنسو‪.2‬‬
‫كالمقصكد بالفضؿ الخالي عف العكض‪ :‬ىي الزيادة ببل مقابؿ‪ .‬أما األمكاؿ الربكية فيي األصناؼ‬
‫الستة‪ :‬الحنطة أك القمح‪ ،‬الشعير‪ ،‬التمر‪ ،‬الممح‪ ،‬الفضة كالذىب‪ ،‬كينسحب عمى الذىب كالفضة كالنقكد‬
‫الكرقية كغيرىا مف النقكد‪.‬‬
‫كما يقصد بفضؿ ماؿ حقيقة أك حكما أم عاجبل أك مؤجبل‪.‬‬
‫كينقسـ الربا إلى قسميف ربا البيكع ك ربا الديكف‪ ،‬أما ربا البيكع فيتعمؽ باألصناؼ الستة الذككرة سابقا‪،‬‬
‫كينقسـ إلى نكعيف‪ :‬ربا الفضؿ كيتحقؽ ببيع أحد األصناؼ الستة الربكية بجنسو مع زيادة أحد البدليف‬
‫عمى اآلخر‪ .‬كربا َّ‬
‫النساء كيككف في بيع األمكاؿ الربكية بجنسيا أك بغير جنسيا مما يتحد معيا في‬
‫العمة عند التأجيؿ القبض في أحد البدليف‪ ،‬مع استثناء بيع السمـ كبعض الصكر ذكرىا الفقياء‬
‫الختبلؼ آلة الكزف‪.3‬‬
‫أما ربا الديكف فيك أف يككف لمرجؿ عمى الرجؿ مبمغ مف الماؿ قد حاف كقت سداده‪ ،‬فيأتي الدائف‬
‫المديف‪ ،‬فبل يجد عنده كفاء‪ ،‬فيؤخره عنو لقاء زيادة تضـ إلى أصؿ ىذا الماؿ‪ .‬كقد تـ تحريـ الربا‬
‫بأنكاعو بنص القرآف الكريـ كالسنة النبكية المطيرة‪.4‬‬
‫ثانيا‪ :‬الربا وسعر الفائدة‪ :‬لقد أجاز عمماء النظاـ الرأسمالي الفائدة ككضعكا نظريات لتبريرىا‪ ،‬كلكف‬
‫حسب رفيؽ يكنس المصرم‪ ،‬فكؿ ما فعمتو نظرياتيـ ىك إثبات أف لرأس الماؿ عائدا‪.‬إال أف العائد قد‬
‫يككف في صكرة حصة مف الربح‪ ،‬أك في صكر أخرل‪ .‬كاإلسبلـ ذىب الى أف صاحب رأس الماؿ‬

‫‪ 1‬عبد العظيـ جبلؿ أبك زيد‪ :‬فقو الربا‪ ،‬مؤسسة الرسالة ناشركف‪ ،‬لبناف‪ ،2004 ،‬ص ‪ -‬ص‪.34 -33 :‬‬
‫‪ 2‬محمد خاطر محمد الشيخ ‪ :‬جياد في رفع بموى الربا‪ ،‬الجزء األكؿ‪ ،‬مطابع األىراـ التجارية‪ ،1985 ،‬ص‪.8:‬‬
‫نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.10:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬عبد العظيـ جبلؿ أبك زيد‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.47 :‬‬

‫‪123‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫ال يجكز لو أف يأخذ مبمغا مقطكعا(محددا سمفا)‪ ،‬أك نسبة مف رأس الماؿ‪ ،‬إال أنو يمكف أف يحصؿ‬
‫عمى حصة مف الربح‪ .‬فالقرض في اإلسبلـ يمنح ألغراض البر كالمعركؼ‪ ،‬كال فائدة عميو‪ ،‬بؿ يمكف‬
‫أف يعفى المقترض مف سداد بعضو أك كمو‪ .‬أما في البيع اآلجؿ أك بيع التقسيط فقد أجاز اإلسبلـ أف‬
‫يككف الثمف المؤجؿ أعمى مف المعجؿ‪ ،‬أك أجاز أف يككف الثمف المعجؿ أقؿ مف الثمف المؤجؿ‪ ،‬كقاؿ‬
‫الفقياء‪ :‬لمزمف حصة مف الثمف‪ .‬لكف اذا استحؽ الثمف المؤجؿ‪ ،‬كعجز المديف عف السداد لـ يجز‬
‫تحميمو فكائد تأخير‪ .‬ككما أجاز جميكر العمماء الزيادة لمتأجيؿ‪ ،‬أجاز بعض العمماء الحطيطة(‬
‫الكضعية) لمتعجيؿ‪.‬‬
‫إذا فنظريات الفائدة في االقتصاد الرأسمالي استطاعت أف تثبت أف العائد يمكف أف يككف في صكرة‬
‫فائدة‪ .1‬أما مف ناحية عمماء اإلسبلـ فينالؾ شبو إجماع عمى أف الفائدة ىي مف الربا المحرـ‪ ،‬بالرغـ‬
‫مف بعض اآلراء الشاذة بيف بعض الفقياء المعاصريف كالكتاب االقتصادييف الذيف يركف عدـ حرمة‬
‫الفكائد البنكية‪ ،‬منطمقيف مف التفريؽ بيف ربا الجاىمية (قبؿ اإلسبلـ) كربا العصر الحاضر‪ ،‬كالتمييز‬
‫بيف ربا اإلنتاج كربا االستيبلؾ كاالدعاء بأف الربا المحرـ ما كاف أضعافا مضاعفة‪.‬‬
‫كلقد رد عمى تمؾ األقكاؿ عمماء المجامع الفقيية في العالـ اإلسبلمي‪ ،‬التي منيا مجمع البحكث‬
‫اإلسبلمية باألزىر عاـ ‪ ، 1965‬الذم ضـ ممثميف كمندكبيف عف خمس كثبلثيف دكلة إسبلمية‪،‬‬
‫كمجمع الفقو اإلسبلمي المنبثؽ عف منظمة المؤتمر اإلسبلمي في دكرة انعقاد مؤتمره الثاني بجدة عاـ‬
‫‪ ،1985‬كمجمع الفقو اإلسبلمي التابع لرابطة العالـ اإلسبلمي في مكة المكرمة‪ ،‬كمجمكعة كبيرة مف‬
‫المفكريف كالفقياء كاالقتصادييف أبرزىـ أبك األعمى المكدكدم‪ ،‬محمد عبد ا﵀ دراز‪ ،‬محمكد أبك السعكد‪،‬‬
‫عيسى عبده‪ ،‬رفيؽ المصرم‪ ،‬يكسؼ القرضاكم كشكقي دنيا كغيرىـ مف العمماء‪ .‬كقد أكد جميعيـ عمى‬
‫حرمة الفائدة عمى الكدائع كعمى جميع القركض بأنكاعيا‪ ،‬كأنيا ىي الربا المحرـ الذم ال يجكز االنتفاع‬
‫بو‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مظاىر الربا في األزمة المالية العالمية‬
‫يرل خبراء االقتصاد اإلسبلمي بأف الربا ىك السبب الرئيسي لؤلزمة المالية العالمية األخيرة‪ ،‬كبالرغـ‬
‫مف أف الفائدة ىي مف أىـ مظاىر الربا إال أنيا ليست الكحيدة‪ ،‬إذ أف الربا بمفيكمو العاـ يشمؿ كؿ‬
‫مبادالت النقد بالنقد مع تفاضؿ المقدار أك تأجيؿ أحد البدليف أك كمييما‪ ،‬كىذا يشمؿ باإلضافة إلى‬

‫رفيؽ يكنس المصرم كآخركف‪ :‬األزمة المالية العالمية أسبا ب وحموؿ مف منظور إسالمي‪ ،‬مرؾز أبحاث االقتصاد االسبلمي‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة الممؾ عبد العزيز‪ ،‬مركز النشر العممي جامعة الممؾ عبد العزيز‪ ،‬جدة‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪ ،2009 ،‬ص‪.385 :‬‬

‫‪124‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫القركض بفائدة‪ ،‬بيع الديف كالمشتقات المالية‪ .‬كعمى ىذا األساس يمكف إبراز أىـ مظاىر الربا كالتي‬
‫تسببت في األزمة المالية في العناصر التالية‪:‬‬
‫التوسع في اإلقراض‪ :‬يفترض االقتصاد الكضعي أنو يمكف استخداـ الفائدة بجانب أدكات‬ ‫‪.1‬‬
‫أخرل لمتحكـ في بعض المتغيرات االقتصادية‪ ،‬فيمكف استخداميا لمحد مف االستيبلؾ كزيادة المدخرات‬
‫كذلؾ برفع سعر الفائدة مما يجذب األفراد لبلدخار كاالمتناع عف االستيبلؾ‪ ،‬كالحد مف التضخـ‪ .‬كذلؾ‬
‫المديريف بالقياـ باالستثمار في‬ ‫يفترض أنو يمكف بتخفيض سعر الفائدة عمى القركض تشجيع‬
‫مشركعات جديدة أك التكسع في المشركعات القائمة‪ .1‬غير أنو حسب محمد عمر شب ار‪:‬‬
‫"‪ ...‬إف الفائدة مؤذية سواء كانت مرتفعة أو منخفضة‪ .‬فإذا كاف معدليا مرتفعا عاقبت أصحاب‬
‫المشروعات‪ ،‬وأعاقت االستثمار والتكويف الرأسمالي‪ ،‬وأدى ىذا في النياية الى ىبوط االنتاجية‬
‫وفرص العمؿ ومعدالت النمو‪ .‬واذا كاف معدؿ الفائدة منخفضا كانت عقابا لممدخريف‪ ،‬والسيما‬
‫الصغار منيـ‪ ،‬وساىمت في تفاوت الدخوؿ والثروات‪ ،‬وولدت ضغوطا تضخمية‪ ،‬ونشطت‬
‫االستثمارات غير المنتجة‪ ،‬وعمميات المضاربة‪ ،‬و لت إلى اإلفراط في التكنولوجيا المستغنية عف‬
‫العماؿ‪ ،‬بما يزيد مف معدؿ البطالة‪.2 "...‬‬
‫إذا فحسب شاب ار ال يمكف إيجاد معدؿ فائدة تكازني كفي مصمحة الجميع‪ ،‬فالفائدة مضرة بكؿ األحكاؿ‬
‫حتى كلك قارب معدليا الصفر‪ ،‬كىذا قد يعكد إلى طبيعة العبلقة التي تنشئيا الفائدة بيف الممكؿ‬
‫كطالب التمكيؿ‪.‬‬
‫كحسب خبراء االقتصاد اإلسبلمي فاف الفائدة تسمح بالتكسع في اإلقراض‪ ،‬حيث أف التعامؿ بالفائدة‬
‫يؤدم إلى فصؿ التمكيؿ عف النشاط اإلنتاجي الذم يكلد القيمة المضافة‪ ،‬فيي تفصؿ نمك المديكنية‬
‫عف نمك الثركة‪ ،‬كبما أف المديكنية أسيؿ بكثير مف نمك الثركة‪ ،‬إذ ال يتطمب األمر سكل مكافقة‬
‫الطرفيف‪ ،‬الدائف كالمديف‪ ،‬في حيف أف نمك الثركة يتطمب باإلضافة إلى تراضي الطرفيف‪ ،‬الميارة‬
‫كالمعرفة كاإلبداع كاإلنتاجية‪ ،‬فاف المديكنية ستنمك أسرع مف الثركة‪ ،‬كما أف خدمة الديكف ستنمك بما‬

‫محمد بف ناصر بف محمد القرني‪ :‬الربا وأثره عمى األزمة االقتصادية العالمية (رؤية إسالمية لمحؿ) ‪ ،‬المؤتمر العممي حكؿ‬ ‫‪1‬‬

‫األزمة االقتصادية المعاصرة أسبابيا كتداعياتيا كعبلجيا‪ ،‬جامعة جرش‪ ،‬األردف‪ ،‬يكمي ‪ 14‬ـ ‪ 16‬ديسمبر ‪ ،2010‬ص‪.07:‬‬
‫‪ 2‬محمد عمر شابرا‪ ،‬ترجمة سيد محمد سكر كرفيؽ المصرم‪ :‬نحو نظاـ نقدي عادؿ ‪ ،‬دار البشير لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪ ،1989‬ص‪.188:‬‬

‫‪125‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫يجعميا تتجاكز الدخؿ‪ ،‬لتصبح الديكف نزيفا في النشاط االقتصادم كعبئا عميو‪ ،‬بدال مف أف تككف‬
‫عامبل مساعدا في نمكه كازدىاره‪.1‬‬
‫كالمقصكد ىنا أف الفائدة تسمح بالتكسع في المديكنية في كؿ األحكاؿ نظ ار النفصاؿ العائد عمى‬
‫القرض(الفائدة) كالعائد عمى النشاط اإلنتاجي( الربح )‪ ،‬كبالرغـ مف اآلثار السمبية ليذا االنفصاؿ‪ ،‬إال‬
‫أف ىذه اآلثار قد التصؿ إلى درجة أزمات شاممة كاألزمة المالية العالمية إال بتكفر عكامؿ أخرل‬
‫مساعدة‪ ،‬كظركؼ معينة مثؿ أزمة التكنكلكجيات الجديدة التي دفعت بالسمطات النقدية األمريكية إلى‬
‫تخفيض معدالت الفائدة مما أدل بالبنكؾ إلى البحث عف مردكدية أعمى‪ ،‬أك االبتكارات المالية كتقنية‬
‫التكريؽ التي مكنت مؤسسات اإلقراض ال سيما البنكؾ مف تجاكز بعض القيكد التنظيمية‪ ،‬أك غيرىا‬
‫مف الممارسات عالية المخاطر مف طرؼ مختمؼ الفاعميف المالييف‪.‬‬
‫الفائدة المتغيرة‪ :‬لقد أدل الرفع المتكالي لمعدالت الفائدة مف قبؿ االحتياطي الفدرالي األمريكي‬ ‫‪.2‬‬
‫إلى زيادة أعباء القركض العقارية مف حيث خدمتيا كسداد أقساطيا‪ ،‬حيث كانت معظـ القركض(‬
‫تصؿ إلى ‪ )%80‬التي منحت لعمبلء منخفضي المبلءة ذات فائدة متيرة‪ ،‬كلعؿ مف أىـ ما دفع إلى‬
‫استفحاؿ ظاىرة العجز عف السداد ىك جشاعة المرابيف كالمتنفذيف في الشركات الكبرل‪ ،‬بسعييـ إلى‬
‫تحقيؽ أكبر المكاسب(المكافآت) بأقصر الطرؽ دكف مراعاة ألية قكاعد أك ضكابط‪ ،‬حيث يقكمكف‬
‫بإغراء زبائنيـ بقركض ذات معدؿ فائدة متدنية‪ ،‬ثـ يعمدكف إلى رفع أسعار الفائدة عمى القركض‬
‫المقدمة لمف لدييـ صعكبة في السداد‪ ،‬كىـ عمى دراية بأنيـ ال يمكنيـ السداد في نياية المطاؼ‪ ،‬لكف‬
‫سعي المقترضيف لمحصكؿ عمى منزؿ يدفعيـ الى فعؿ ما بكسعيـ لتسديد األقساط‪ ،‬فيككف ذلؾ في‬
‫السنكات األكلى كالمتعمقة بمبالغ الفائدة فقط‪ ،‬كعند العجز عف سداد األقساط تقكـ مؤسسات اإلقراض‬
‫بالحجز عمى المنازؿ كاعادة بيعيا‪ ،‬كمما شجع كذلؾ ىذه الممارسات ىي الثقة السائدة بأنو في حاؿ‬
‫تفاقـ األزمة فاف السمطات ستتدخؿ لشراء ىذه القركض‪ ،‬كبسبب رفع أسعار الفائدة كتراجع أسعار‬
‫العقار في أكائؿ عاـ ‪ 2007‬عجز المقترضكف ذكم المبلءة المنخفضة عف السداد‪ ،‬كمما زاد مف تفاقـ‬
‫الكضع‪ ،‬ىك زيادة عرض العقار بسبب عمميات الحجز مما أدل الى المزيد مف تراجع األسعار كتسبب‬

‫رفيؽ يكنس المصرم كآخركف‪ :‬األزمة المالية العالمية أسباب وحموؿ مف منظور إسالمي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.47:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪126‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫في عجز مقترضيف آخريف عف إعادة التمكيؿ‪ ،‬كأدل ذلؾ لدكرة أخرل مف التعثر كالحجز كىبكط‬
‫األسعار‪.1‬‬
‫إذا فحسب المنظكر اإلسبلمي‪ ،‬فاف الفائدة ىي أصؿ أزمات النظاـ المالي الرأسمالي كذلؾ لؤلضرار‬
‫الناجمة عنيا‪ ،‬فإذا كاف لمفائدة أك الربا ضرر مباشر عمى الفرد بما تنطكم عميو مف الظمـ كأكؿ أمكاؿ‬
‫الناس بالباطؿ‪ ،‬حيث أنيا تثقؿ كاىؿ المدينيف بما يزيد مف تدىكر أحكاليـ المعيشية‪ ،‬فاف التكسع في‬
‫التعامؿ بالربا أك الفائدة يؤدم إلى كجكد اختبلالت عمى المستكل الكمي‪ .‬كمف األضرار التي كاف ليا‬
‫األثر الكبير في األزمة المالية العالمية‪ ،‬التي تسببت فييا الفائدة ما يمي‪:‬‬
‫التكسع في المديكنية مف خبلؿ اإلقراض المباشر‪ ،‬حيث أف نظاـ الفائدة يجعؿ مف عممية‬ ‫‪‬‬
‫اإلقراض عممية تدر ربحا كذات عائد مضمكف( خبلفا لطبيعتيا المجانية كالخيرية في الشريعة‬
‫اإلسبلمية ) مما يدفع بمؤسسات اإلقراض إلى التكسع في اإلقراض لتحقيؽ المزيد مف العكائد‪ ،‬كبما أف‬
‫عممية اإلقراض ىي عممية نقدية محضة كمستقمة عف االقتصاد الحقيقي‪ ،‬فيذا يساعد عمى التكسع‬
‫فييا دكف ضابط‪ ،‬مما يؤدم إلى تراكـ الديكف بما يفكؽ الثركة الحقيقية‪ ،‬كقد سعت البنكؾ األمريكية قبؿ‬
‫األزمة إلى التكسع في اإلقراض بشتى الطرؽ‪ ،‬كمحاكلة تجاكز القيكد التنظيمية بالمزيد مف االبتكارات‬
‫المالية بيدؼ تحقيؽ مردكدية أعمى ألمكاليا الخاصة‪ ،‬مما أدل إلى تراكـ مديكنية ىائمة ال يتحمميا‬
‫االقتصاد الحقيقي؛‬
‫يؤدم اإلقراض بفائدة إلى سكء تخصيص المكارد‪ ،‬مما يعيؽ التنمية االقتصادية كاالجتماعية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫حيث أف طبيعة تعامؿ أسمكب التمكيؿ بالفائدة مع مخاطر التمكيؿ بالفائدة مع مخاطر التمكيؿ بنقميا‬
‫بالكامؿ إلى الطرؼ اآلخر‪ ،‬يدفع إلى البحث عف المقترضيف ذكم المبلءة بغض النظر عف اإلنتاجية‬
‫الحقيقية ليذه التكظيفات أك آثارىا االجتماعية‪ ،2‬كىذا مف شأنو أف يؤدم إلى حدكث تراكمات نقدية في‬
‫قطاعات معينة عمى حساب قطاعات أخرل‪ ،‬كما حدث في الكاليات المتحدة األمريكية‪ ،‬حيث تكجيت‬
‫كميات كبيرة مف النقكد نحك المضاربة في قطاع العقارات المزدىر‪ ،‬ما أدل إلى نشكء فقاعة سعرية في‬
‫ىذا القطاع‪ ،‬التي أطمقت بانفجارىا أزمة مالية عالمية غير مسبكقة؛‬

‫سامي بف ابراىيـ السكيمـ ‪ :‬األزمات المالية في ضوء االقتصاد اإلسالمي ‪ ،‬جامعة اإلماـ محمد بف سعكد اإلسبلمية‪ ،‬المممكة‬ ‫‪1‬‬

‫العربية السعكدية‪ ،2010 ،‬ص‪-‬ص‪35:‬ـ ‪.36‬‬


‫‪ 2‬سامر مظير قنطقجي‪ :‬ضوابط االقتصاد اإلسالمي في معالجة األزمات المالية العالمية‪ ،‬دار النيضة لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪،‬‬
‫دمشؽ‪ ،‬سكريا‪ ،2008 ،‬ص‪.34:‬‬

‫‪127‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫زيادة االستيبلؾ كالترؼ كالتبذير‪ ،‬إذ أف اعتماد البنكؾ عمى اإلقراض بالفائدة كمصدر عائد‬ ‫‪‬‬
‫رئيسي باإلضافة إلى التزاميا بدفع فكائد عمى الكدائع لدييا يدفعيا إلى إغراء األفراد كاألسر‬
‫بشتى الطرؽ لبلقتراض مف أجؿ الكماليات‪ ،‬كىذا يؤدم إلى كجكد مجتمع استيبلكي يستيمؾ أكثر مما‬
‫ينتج‪ ،‬كىذا ما حدث فعبل في الكاليات المتحدة األمريكية قبؿ األزمة‪.‬‬
‫كخبلصة القكؿ‪ ،‬ىي أف الفائدة مف منظكر االقتصاد اإلسبلمي‪ ،‬بتحريرىا لنمك المديكنية مف ضابط‬
‫الربحية الحقيقية( نمك الثركة )‪ ،‬تكفر أرضية مناسبة لممارسات تؤدم في األخير إلى تراكـ جباؿ مف‬
‫الديكف بأضعاؼ الثركة الحقيقية‪ ،‬أك ما يعرؼ باليرـ المقمكب‪ ،‬حيث ال يمكف لبلقتصاد الحقيقي تحمؿ‬
‫ىذه المديكنية لتنيار في النياية مسببة أزمات مالية كاقتصادية خطيرة كاألزمة المالية العالمية األخيرة‪.‬‬
‫بيع الديف‪ :‬مف العكامؿ األساسية في األزمة ىي عممية التكريؽ‪ ،‬أم تحكيؿ القركض الى‬ ‫‪.3‬‬
‫سندات يتـ بيعيا كتداكليا‪ .‬كالذم تطكر كنما بشكؿ كبير في السنكات األخيرة‪ ،‬كمف أىـ تبعات بيع‬
‫الديف عي غياب المسؤكلية عف المؤسسات المالية المقرضة ابتداء‪ .‬فالبنؾ أك المؤسسة التمكيمية تقدـ‬
‫القركض العقارية‪ ،‬لتقكـ بتحكيميا الى مؤسسات متخصصة في التكريؽ‪ ،‬التي تقكـ بتجميعيا كتحكيميا‬
‫الى سندات كبيعيا لبنكؾ االستثمار‪ ،‬التي تقكـ بدكرىا بإعادة تكريقيا ثـ بيعيا إلى المستثمريف حكؿ‬
‫العالـ‪ .‬كنظ ار الى أف المقرض يتخمص بيذه الطريقة مف مخاطر القرض‪ ،‬فاف ىذا األسمكب شجع‬
‫البنكؾ كالمؤسسات التمكيمية عمى التكسع في اإلقراض بشكؿ غير مدركس‪ ،‬خاصة لمنخفضي‬
‫المبلءة‪ ،‬طمعا في العمكالت كفركؽ األسعار التي تحصؿ عمييا مف خبلؿ عمميات التكريؽ كالبيع‪ .‬فقد‬
‫تضاعفت حجـ القركض عالية المخاطر مف نحك ‪ %6‬مف إجمالي القركض العقارية الممنكحة في عاـ‬
‫‪ 2001‬إلى نحك ‪ %24‬في عاـ ‪.2006‬‬
‫في كؿ مرة يتـ فييا تكريؽ الديف كبيعو يبتعد المستثمر أك مشترم السند عف األصؿ الحقيقي لمسند‬
‫( العقار أك المحفظة العقارية)‪ ،‬كتتراجع حكافز التأكد مف جكدة األصكؿ كمبلءة الديف ابتداء‪ ،‬كترتفع‬
‫مف ثـ مخاطر التعثر كاإلفبلس‪ .‬فبيع الديف عممية فصؿ تاـ بيف الربح كمسؤكلية األصؿ الذم ينتج‬
‫عنو الربح‪ ،‬ككمما زادت مسافة الفصؿ كمما كانت المخاطر أعمى كالجكدة أقؿ‪ .‬كقد اعترؼ آالف‬
‫جرينسباف‪ ،‬المحافظ السابؽ لبلحتياطي الفدرالي‪ ،‬بأف الكاجب أف تبقي المؤسسات المالية نسبة معتبرة‬
‫مف ممكية ىذه القركض عمى قكائميا المالية‪.‬‬
‫كلك كانت األصكؿ التي تستند إلييا السندات ىي نفسيا تنتقؿ ممكيتيا إلى المستثمريف‪ ،‬لكانت الحكافز‬
‫أكبر لدراسة ىذه األصكؿ كمف ثـ رفع جكدتيا‪ .‬كالنتيجة التمقائية المتبلؾ األصكؿ ىي ارتفاع مستكل‬

‫‪128‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الشفافية كاإلفصاح في ىذه االستثمارات‪ ،‬كمف ثـ سيكلة التسعير كالتقييـ‪ .‬لكف فصؿ الممكية عف‬
‫الربح‪ ،‬كفصؿ مخاطر األصكؿ عف العائد‪ ،‬يسمح بتركيب منتجات في غاية التعقيد كالغمكض‪ ،‬كىك ما‬
‫اعترؼ بو جميع الخبراء بآثاره السمبية في تراجع مستكل الثقة بيف المؤسسات المالية عند أكؿ ىزة‬
‫لمنظاـ‪ .‬كمع تدىكر الثقة يصاب النظاـ بشبو شمؿ تاـ‪ ،‬كىك ما أسيـ في زيادة حجـ الكارثة كتضاعؼ‬
‫آثارىا‪.‬‬
‫كليذا السبب طرح مجمس الشيكخ األمريكي عدة مقترحات إلصبلح كمعالجة أكجو الخمؿ في عمميات‬
‫التكريؽ‪ ،‬مف أىميا اشتراط إبقاء البنؾ لنسبة ‪ 5‬إلى ‪ %10‬مف القركض في ممكيتو‪ ،‬مع عدـ السماح‬
‫بالتحكط مف مخاطر ىذه النسبة أك نقؿ مخاطرىا لطرؼ آخر‪.‬‬
‫كىذا اعتراؼ بضركرة التكازف بيف الربحية كالمخاطرة‪ ،‬كىك ما أكدتو مبادئ االقتصاد اإلسبلمي مف‬
‫خبلؿ منع الربا كمف خبلؿ النيي عف ربح ما لـ يضمف‪ .‬فبل يجكز في الشريعة اإلسبلمية بيع الديف‬
‫النقدم بنقد ألنو ربا‪ .‬فكما ذكرنا سابقا ال يجكز بيع النقكد بجنسيا مع التفاضؿ أك َّ‬
‫النساء‪ ،‬كحتى عند‬
‫اختبلؼ الجنس(عممة أخرل) يجب التقابض‪ ،‬كقد انتفى في ىذا البيع شرط التساكم كالتقابض‪ ،‬فتحقؽ‬
‫فيو ربا الفضؿ ك َّ‬
‫النساء في قكؿ سائر الفقياء‪.1‬‬
‫‪ )%10‬كما سبؽ‪ .‬فيذه النسبة ال يكجد معيار‬ ‫ـ‬ ‫أما محاكالت تقييد ممكية الممكؿ بنسبة محددة( ‪5‬‬
‫مكضكعي لتحديدىا‪ ،‬كما أنيا ال تحقؽ الغرض الذم كجدت ألجمو‪ ،‬اذ ال يزاؿ ‪ 90‬ـ ‪ %95‬مف الديف‬
‫يباع إلى اآلخريف‪ ،‬بحيث يمكف إعادة تكريقو م ار ار كتك ار ار بما يؤدم إلى معظـ المفاسد التي أدت إلى‬
‫األزمة‪.2‬‬
‫المطمب الخامس‪ :‬الغرر‬
‫عرضيما لميمى ً‬
‫كة‪.3‬‬ ‫كغ َّرىر بنفسو كمالو تىغري انر كتى وغ َّرةن َّ‬
‫الغ ىرٍر في المغة ىك الخطر‪ ،‬ى‬
‫أوال‪ :‬مفيوـ الغرر‪ :‬ى‬
‫ى‬
‫أما اصطبلحا فقد تعددت تعريفات الفقياء لمغرر كانقسمت إلى ثبلث اتجاىات رئيسية‪:‬‬
‫االتجاه األكؿ يقصر الغرر عمى ما تردد بيف الحصكؿ مف عدمو كيخرج منو المجيكؿ؛‬ ‫‪‬‬
‫االتجاه الثاني ىك عكس األكؿ فيجعؿ الغرر ما كاف مكضكع العقد فيو مجيكالن‪ ،‬كال يدخؿ فيو‬ ‫‪‬‬
‫ما شؾ في حصكلو؛‬

‫‪ 1‬نزيو حماد‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في الماؿ واالقتصاد‪ ،‬الدار الشامية‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪ ،2001 ،‬ص‪.210:‬‬
‫‪ 2‬سامي بف ابراىيـ السكيمـ ‪ :‬األزمات المالية في ضوء االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ـ ص‪ 33 :‬ـ ‪. 35‬‬
‫ابف منظكر‪ :‬لساف العرب‪ ،‬دار المعارؼ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬السنة غير مذككرة‪ ،‬ص‪3233 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪129‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫االتجاه الثالث يجمع بيف االتجاىيف األكليف‪ ،‬فيجعؿ الغرر ما تردد بيف الحصكؿ مف عدمو‬ ‫‪‬‬
‫كما كاف مكضكع العقد فيو مجيكال‪.‬‬
‫كاالتجاه الثالث ىك رأم أكثر الفقياء‪ ،‬كتعريؼ السرخسي يعبر عف ىذا االتجاه‪":‬الغرر ما كاف مستكر‬
‫العاقبة"‪.1‬‬
‫كقد نيى رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ عف بيع الغرر ‪ ،2‬كىك ما كاف ظاى ار يغر المشترم‪ ،‬كباطنا‬
‫مجيكال‪.3‬‬
‫كالغرر يمس عدة جكانب مف البيع‪ ،‬فقد يككف‪:‬‬
‫غرر في الكجكد‪ ،‬مثؿ بيع المعدكـ‪ ،‬بيع ما لـ يخمؽ بعد؛‬ ‫‪‬‬
‫غرر في الحصكؿ‪ ،‬مثؿ بيع ما لـ يقبض؛‬ ‫‪‬‬
‫غرر في المقدار‪ ،‬مثؿ بيع غكصة الغائص كرمية الصائد؛‬ ‫‪‬‬
‫غرر في الجنس‪ ،‬مثؿ بيع سمعة لـ تحدد؛‬ ‫‪‬‬
‫غرر في الصفة‪ ،‬مثؿ بيع أرز لـ تحدد صفتو (في بيع السمـ)؛‬ ‫‪‬‬
‫غرر في الزماف‪ ،‬مثؿ بيع مؤجؿ لـ يحدد فيو أجؿ التسميـ(تسميـ المبيع أك تسميـ الثمف)؛‬ ‫‪‬‬
‫غرر في المكاف‪ ،‬مثؿ بيع ما لـ يحدد فيو مكاف التسميـ؛‬ ‫‪‬‬
‫غرر في التعييف‪ ،‬مثؿ بيع ثكب مف ثكبيف مختمفيف‪.4‬‬ ‫‪‬‬
‫كمنو فاف الغرر بشكؿ عاـ يعكد إلى أحد األمريف‪ ،‬الجيؿ بأحد العكضيف أك كبلىما‪ ،‬أك تردد أحد‬
‫العكضيف أك كبلىما بيف الحصكؿ كعدمو‪ .‬كالغرر قد يككف فاحشا منيي عنو‪ ،‬كقد يككف يسي ار يسمح‬
‫بو‪ ،‬كقد يككف بينيما فيختمؼ الفقياء بيف مف يمنعو كيجيزه‪ .‬ىذا في عقكد المعاكضات‪ ،‬أما في اليبات‬
‫كالتبرعات فقد أجاز فييا الفقياء الغرر الفاحش بيدؼ تكثير طرؽ الخير كاإلحساف‪.‬‬
‫كضابط الغرر الفاحش المنيي عنو في سائر عقكد المعاكضات المالية ما كانت مفسدة الغرر فيو‬
‫راجحة عمى مصمحة العقد‪ ،‬كأمارة ذلؾ بأف يترتب عمى ىذا الغرر أكؿ أمكاؿ الناس بالباطؿ‪.‬‬

‫الصديؽ محمد األميف الضرير‪ :‬الغرر وأثره في العقود في الفقو اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الجيؿ‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪،1995 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ـ ص‪ 53 :‬ـ ‪. 54‬‬
‫‪ ،1954‬ص‪،1153 :‬‬ ‫صحيح مسمـ ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪،‬‬ ‫مسمـ‪ ،‬تحقيؽ محمد فؤاد عبد الباقي‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫الحديث(‪.)1513‬‬
‫‪ 3‬أحمد الشرباصي ‪ :‬اؿـ عجـ االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬دار الجيؿ‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪ ،1981 ،‬ص ـ ص‪ 317 :‬ـ ‪.318‬‬
‫‪ 4‬رفيؽ يكنس المصرم كآخركف‪ :‬األزمة المالية العالمية أسباب وحموؿ مف منظور إسالمي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.243:‬‬

‫‪130‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫كىناؾ عدة معاني مصاحبة لمغرر‪ :‬كالجيالة كالغبف كالتدليس‪ .‬فالجيالة قد أشرنا إلييا كىي ما خفي‬
‫الغبف‬
‫مف معمكمات عف أحد العكضيف أك كبلىما‪ ،‬كالمقدار كالجنس كالنكع كزماف كمكاف التسميـ؛ أما ي‬
‫فيك تقكيـ أحد العكضيف بما ال يدخؿ تحت تقكيـ المقكميف‪ ،‬أم بأقؿ مف قيمتو السكقية بكثير‪ ،‬بحيث‬
‫يترتب عنو ضرر عمى البائع؛ كأما التدليس فيك إخفاء ككتـ عيب السمعة أك المبيع‪.1‬‬
‫مف المبلحظ أنو يدخؿ تحت الغرر المحرـ كؿ أساليب الغش كالحيؿ المقصكدة كالتي مف شأنيا أف‬
‫تخدع أحد طرفي العقد فيترتب عمييا أكؿ أمكاؿ الناس بالباطؿ؛ باإلضافة إلى دفع الفرد نفسو إلى‬
‫المجازفة بمالو عف سكء تقدير منو لعكاقب ق ارراتو‪ ،‬بحيث يعكد ذلؾ بضرر عمى الفرد فيك يسبب‬
‫ضر ار عمى الغير أك عمى المجتمع ككؿ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مظاىر الغرر في أزمة الرىف العقاري‪ :‬إف الغرر بشكؿ عاـ ىك اإلفراط في المخاطرة‪ .‬كلقد كاف‬
‫لئلفراط في المخاطرة دكر كبير في األزمة المالية‪ ،‬حيث أف انتشار المخاطرة كالتكسع فييا كاف مف‬
‫سمات النشاط المالي في المؤسسات كاألسكاؽ المالية‪ ،‬كفيما يمي سنذكر أىـ مظاىر اإلفراط في‬
‫المخاطرة كالتي تسببت في أزمة الرىف العقارم‪.‬‬
‫ىيكمة سندات القروض ‪ :‬إف اليندسة المالية قد نجحت في تكظيؼ عممية التكريؽ إلصدار‬ ‫‪.1‬‬
‫فئات مختمفة مف السندات بدرجات مختمفة مف المخاطر كالعائد مف خبلؿ ما يعرؼ بالتمكيؿ المييكؿ‬
‫أك التزامات الديف المغطاة (‪ٔ .) CDO :Collateralized Debt Obligations‬لذ كبَذ انجذا‪ٚ‬خ‬
‫نٓزا االثزكبس ف‪ 1987 ٙ‬صى رطٕسد أٔاخش انزغؼ‪ُٛ‬بد حزٗ ٔطهذ إنٗ انحذ انز٘ ْ‪ ٙ‬ػه‪ْٔ .ّٛ‬زِ ا‪ٜ‬ن‪ٛ‬خ‬
‫رؼًم كبنزبن‪:ٙ‬‬
‫يقكـ البنؾ بجمع قركض (أك سندات قركض) مختمفة ألشخاص مختمفيف في درجات المبلءة في‬
‫محفظة كاحدة ثـ يصدر فئات مختمفة مف السندات عمى ما تكلده المحفظة مف تدفقات نقدية‪.‬‬
‫عمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬يجمع البنؾ قركضا مجمكعيا ‪ 100‬مميكف دكالر( كؿ قرض مثبل مميكف دكالر) في‬
‫محفظة كاحدة‪ .‬ثـ يصدر البنؾ ثبلث فئات مف السندات يستحؽ أصحابيا ما تحققو المحفظة مف عائد‬
‫مع رأس الماؿ بدرجات متفاكتة ‪:‬‬
‫الفئة األولى تممؾ ‪ %70‬مف المحفظة‪ ،‬كتحصؿ عمى نصيبيا أكال قبؿ غيرىا‪ .‬كتحصؿ ىذه‬ ‫أ‪.‬‬
‫الفئة مف السندات عمى أعمى تصنيؼ ائتماني ( ‪ )AAA‬غالبا بعد التأميف عمييا‪ ،‬كلذلؾ فاف معدؿ‬

‫محمد عبد الغفار الشريؼ‪ :‬الغرر المقدار المانع مف صحة التعامؿ والمغتفر عنو ‪ ،‬كرقة عمؿ مقدمة لممؤتمر الرابع لمييئات‬ ‫‪1‬‬

‫الشرعية الشرعية لممؤسسات المالية اإلسبلمية‪ ،‬مممكة البحريف‪ 3 ،‬ـ ‪ 4‬أكتكبر ‪ ،2004‬ص ـ ص ‪ 149:‬ـ ‪.150‬‬

‫‪131‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الفائدة عمى ىذه السندات ىك األقؿ‪ ،‬لكنو أعمى مف الفائدة عمى سندات الخزينة األمريكية التي تشترؾ‬
‫معيا في نفس التصنيؼ‪ .‬كىذا ىك ما يجعؿ ىذه السندات مغرية لممستثمريف؛‬
‫الفئة الثانية تممؾ ‪ %25‬مف المحفظة‪ ،‬كتحصؿ عمى نصيبيا بعد الفئة األكلى‪ .‬كتحصؿ‬ ‫ب‪.‬‬
‫عمى تصنيؼ ائتماني أقؿ ( ‪ .)B‬كالعائد عمى ىذه الفئة أعمى مف الفئة األكلى‪ ،‬كىك أيضا أعمى مف‬
‫العائد عمى السندات التقميدية مف نفس التصنيؼ؛‬
‫الفئة الثالثة تممؾ الباقي كىك ‪ %5‬مف المحفظة‪ ،‬كال تحصؿ عمى نصيبيا إال بعد أف يستكفي‬ ‫ت‪.‬‬
‫أصحاب الفئتيف السابقتيف حقكقيـ كاممة‪ .‬كىذه الفئة عالية المخاطر لدرجة أنيا تسمى األصكؿ‬
‫السامة‪ ،‬كنظ ار لمخاطرىا العالية فاف شركات التصنيؼ تتجنب تصنيؼ ىذه الفئة مف السندات‪ .‬كمقابؿ‬
‫ىذه المخاطر فاف الفائدة عمى ىذه السندات مرتفعة كقد تصؿ إلى ‪.%25‬‬
‫كمف خبلؿ ىذه الييكمة يمكف دمج قركض منخفضي المبلءة مع غيرىـ ثـ إصدار سندات مف فئة‬
‫(‪ )A‬بعائد أعمى مف فائدة سندات الخزينة‪ .‬كقد كانت ىذه الييكمة قنطرة رائجة لمقركض منخفضة‬
‫المبلءة‪ ،‬حيث تصؿ نسبتيا مف المحفظة إلى ‪.1%45‬‬
‫كبغض النظر عف الفائدة عمى ىذه السندات كالتي تدخؿ ضمف الربا المحرـ شرعا‪ ،‬فالتعامؿ بيذه‬
‫الييكمة مف السندات يعتبر مف الغرر الفاحش المحرـ كىذا مف جيتيف‪ :‬مف الجية األكلى‪ ،‬فاف‬
‫أصحاب الفئة الثالثة ىـ مف المجازفيف رغـ العائد الكبير عمى ىذه الفئة‪ ،‬فالمخاطر ىي الغالبة‪ .‬كمف‬
‫الجية الثانية‪ ،‬فاف تعقيد ىذه الييكمة يجعؿ مف الصعب تحديد المخاطر الحقيقية المرتبطة بيذه‬
‫السندات حتى بالنسبة لمفئة األكلى‪ ،‬كىذا بالرغـ مف تكفر مستكيات التصنيؼ‪ ،‬كالتي لعبت دك ار مضمبل‬
‫خبلؿ األزمة‪.‬‬
‫القمار‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ت الرجؿ أى ٍق ًم يره بالكسر‬
‫ام ىرةن كًق ىما انر راىنو‪ ،‬كقى ىم ٍر ي‬
‫الرجؿ يمقى ى‬
‫ى‬ ‫قام ىر‬ ‫ً‬
‫مفيوـ القمار‪ :‬القمار لغةن مف ى‬ ‫أ‪.‬‬
‫قى ٍم انر إذا العبتو فيو فغمبتو‪ ،‬ككأف القمار مأخكذ مف الخداع يقاؿ قامره بالخداع فقمره‪ .‬كفي حديث أبي‬
‫القمار ‪ .2‬إذان ً‬
‫فالقمار ينطكم‬ ‫يقامر ىؾ فٍميتىص َّدؽ بقى ٍد ًر ما أراد أف يجعمو ىخطى انر في ً‬
‫ىريرة مف قاؿ تى ى ً‬
‫ى ى‬ ‫عاؿ أ ٍ‬
‫عمى الخطر كالخداع‪.‬‬
‫أما القمار شرعا فيك الميسر الذم أمر ا﵀ باجتنابو‪ ،‬لما فيو مف أكؿ أمكاؿ الناس بالباطؿ‪ ،‬في قكلو‬
‫اف فى ٍ ً‬ ‫اب كاأل ٍىزالـ ًر ٍج هس ًم ٍف ىعم ًؿ َّ‬ ‫ً‬ ‫ًَّ‬
‫اجتىنيبكهي‬ ‫طً‬ ‫الش ٍي ى‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫آمينكا إًَّن ىما اٍل ىخ ٍم ير كاٍل ىم ٍيس ير كاأل ى‬
‫ىنص ي ى‬ ‫يف ى‬
‫تعالى ‪ << :‬ىياأيُّيىا الذ ى‬

‫‪ 1‬سامي بف إبراىيـ السكيمـ ‪ :‬األزمات المالية في ضوء االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ـ ص‪ 43 :‬ـ ‪. 44‬‬
‫‪ 2‬اثٍ يُظٕس‪ :‬لطاى الؼرب‪ ،‬يشعغ عجك ركشِ‪ ،‬ص ـ ص ‪ 3736:‬ـ ‪.3737‬‬

‫‪132‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫ً‬ ‫الش ٍيطىاف أىف يكًقع ب ٍي ىن يكـ اٍلع ىداكةى كاٍلب ٍغض ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫ص َّد يك ٍـ ىع ٍف‬ ‫يد َّ ي ٍ ي ى ى ي ى ى ى ى ى‬
‫اء في اٍل ىخ ٍم ًر ىكاٍل ىم ٍيس ًر ىكىي ي‬ ‫كف*إًَّن ىما يي ًر ي‬
‫لى ىعم يك ٍـ تيٍفم يح ى‬
‫ً‬ ‫و‬ ‫ً‬
‫ذ ٍك ًر ا﵀ ىك ىع ًف الصَّبلة فىيى ٍؿ أ ٍىنتي ٍـ يم ٍنتىيي ى‬
‫‪1‬‬
‫كف>> ‪.‬‬

‫تعتبر المشتقات المالية بمختمؼ أنكاعيا‪ :‬االختيارات‬ ‫القمار في المشتقات المالية‪:‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫(‪،)options‬‬
‫المبادالت(‪ ، )swaps‬مستقبميات ( ‪ ، )futurs‬عقكد آجمة( ‪ ، )forwards‬مبادالت صفرية‪ .‬كىي‬
‫المبادالت التي ال يكسب فييا طرؼ إالَّ بخسارة اآلخر‪ ،‬حيث ال يمكف انتفاع الطرفيف معان‪ .‬كسبب‬
‫دخكؿ الطرفيف في ىذه المبادالت ىك جيالة النتيجة مقدمان‪ ،‬أم ال يمكف معرفة المنتفع مف ىذه العقكد‬
‫سمؼ لرفض الطرؼ الخاسر الدخكؿ في المبادلة‪.2‬‬ ‫إالَّ عند نياية ٌ‬
‫مدة العقد‪ ،‬فمك أمكف معرفة النتيجة ن‬
‫المحرـ شرعا‪ ،‬لذلؾ جاء قرار مجمع الفقو اإلسبلمي في دكرتو السابعة المنعقدة‬
‫ٌ‬ ‫كىذا ىك جكىر القمار‬
‫جدة في مام ‪ 1992‬بعدـ جكاز عقكد المشتقات المالية‪.3‬‬‫في ٌ‬
‫كقد اعتبر الغرب قبؿ الحرب العالمية الثانية أف التعامؿ في المشتقات المالية مف القمار‪ ،‬ككانت‬
‫مرفكضة مف قبؿ مجتمعاتو‪ .‬كذلؾ باالعتماد عمى مبدأ أساسي كىك اعتبار المعامبلت المستقبمية التي‬
‫‪ 1885‬اعتبرت‬ ‫تنتيي بالتسكية عمى فركؽ األسعار دكف تبادؿ حقيقي لمسمع مف القمار‪ .‬ففي عاـ‬
‫المحكمة العميا في كالية إنديانا األمريكية المضاربة عمى السمع قمار غير قانكني إذا كانت النية ىي‬
‫عدـ تداكؿ السمعة مكضكع العقد‪ .‬كما أصدر المجمس التشريعي لكالية إلينكم عاـ ‪ 1867‬قانكنا يقضي‬
‫بأف التعامؿ في العقكد المستقبمية يعتبر قما انر يعاقب فاعمو بغرامة مقدارىا ألؼ دكالر كسجف لمدة عاـ‪.‬‬
‫كلكف لعد انتشار الفكر الميبرالي بعد الحرب العالمية الثانية تغيرت نظرة المجتمع إلى القمار‪ ،‬كانتشرت‬
‫ممارسة المضاربة في المشتقات المالية‪ ،‬بعد أف تـ إقرار التعامؿ بيا في األسكاؽ المنظمة مف خبلؿ‬
‫التشريعات التي أصدرىا مجمس الشيكخ األمريكي لتنظيـ عمؿ ىذه األسكاؽ بعد منتصؼ القرف‬
‫العشريف‪ .‬ففي عاـ ‪ 1972‬بدأ تداكؿ المستقبميات المالية في بكرصة شيكاغك( ‪ ، )CME‬حيث يتـ‬
‫تداكؿ المستقبميات في العمبلت كأذكنات الخزانة كفي شيادات اإليداع كفي كدائع األكرك دكالر‪.‬‬
‫ثـ تكسعت إلى تداكؿ مستقبميات أسعار الفائدة كالى تداكؿ االختيارات عمى تمؾ المستقبميات عمى‬
‫مؤشر ‪.4 S&P 500‬‬

‫‪ 1‬انمشآٌ انكش‪ٚ‬ى‪ ،‬سكرة المائدة‪ ،‬اآلية ‪ 90‬ـ ‪.91‬‬


‫‪ 2‬سامي بف إبراىيـ السكيمـ‪ :‬التحوط في التمويؿ اإلسالمي ‪ ،‬البنؾ اإلسبلمي لمتنمية‪ ،‬المعيد اإلسبلمي لمبحكث كالتدريب‪ ،‬المممكة‬
‫العربية السعكدية‪ ،2007 ،‬ص‪.83:‬‬
‫‪ 3‬مجمع الفقو اإلسبلمي الدكلي‪ ،‬قرار رقـ ‪.)1/7( 63 :‬‬
‫‪ 4‬عبد الرحيـ عبد الحميد الساعاتي‪ :‬المضاربة والقمار في األسواؽ المالية المعاصرة‪ ،‬مجمة جامعة الممؾ عبد العزيز‪،2007 ،‬‬

‫‪133‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫كقد تكسع التعامؿ في المشتقات المالية ليشمؿ أكركبا كآسيا كمف أىميا بكرصة لندف لمعقكد كالخيارات‬
‫المستقبمية‪.1‬‬
‫يدعي مناصرك المشتقات المالية بأنيا تساعد عمى تجنب المخاطر‬
‫مخاطر المشتقات المالية‪ٌ :‬‬ ‫ت‪.‬‬
‫كتقمبات السكؽ المالي‪ ،‬إالٌ أف الكاقع ىك خبلؼ ذلؾ‪ .‬فحسب إحصائيات‬
‫(‪ )OCC: Office of the Comptroller of the Currency‬ألسكاؽ المشتقات المالية‬
‫األمريكية لنياية عاـ ‪ ،2007‬فإف نسبة ‪ %1,7‬فقط مف المتعامميف في المشتقات المالية ىـ مف‬
‫المتحكطيف أك المستخدميف النيائييف ليذه المشتقات( ‪ )End user‬الذيف ييدفكف إلى تقميؿ المخاطر‪،‬‬
‫ٌ‬
‫كالنسبة المتبقية (‪ )%98,3‬ىي لممتاجريف في المشتقات المالية(‪ )Dealers‬أك بعبارة أخرل‪ ،‬مضاربيف‬
‫سجمت اإلحصائيات النمك البطيء لحجـ التعامؿ‬
‫يعتمدكف عمى فركؽ األسعار لتحقيؽ األرباح‪ .‬كما ٌ‬
‫مف قبؿ المستخدميف النيائييف بيف عامي ‪ 1998‬ك ‪ 2007‬مف ‪ 1,4‬تريميكف دكالر إلى ‪ 2,6‬تريميكف‬
‫دكالر‪ ،‬بينما تضاعؼ حجـ التعامؿ مف قبؿ المضاربيف مف ‪ 26‬تريميكف دكالر إلى ‪ 149,8‬تريميكف‬
‫دكالر خبلؿ نفس الفترة‪ ،‬أم تضاعؼ بمقدار ستة مرات تقريبا‪.‬‬
‫كحسب سامي السكيمـ فاف مف أىـ المشتقات التي تسببت في تضاعؼ المخاطر كمف ثـ في األزمة‬
‫المالية‪ ،‬ىي المشتقات االئتمانية‪ ،‬كمف أىميا ما يسمى بمقايضة مخاطر االئتماف‬
‫( ‪ ،) CDS:Credit Default Swaps‬كالتي تمثؿ تأميف عمى القركض الممنكحة مف طرؼ البنكؾ‬
‫في شكؿ كثيقة مقايضة ائتماف يشترييا البنؾ‪ ،‬كتقكـ بإصدارىا شركات متخصصة عمى ديكف معينة‪.‬‬
‫كتؤثر ىذه المشتقات عمى المخاطر مف كجييف‪:‬‬
‫نقؿ مخاطر الديف إلى طرؼ ثالث يتعيد بدفع قيمة القرض كامبل لمبنؾ في حالة عجز‬ ‫‪‬‬
‫المقترض عف السداد‪ ،‬مما يضعؼ الحافز لدل البنكؾ كلدل حاممي سندات القركض بعد ذلؾ لمتأكد‬
‫مف مبلءة المقترض‪ ،‬مما يشجع عمى تحمؿ المزيد مف المخاطر؛‬
‫إمكانية تداكؿ التأميف بيف أطراؼ ليس ليـ عبلقة بالقرض الممكؿ لمعقار‪ ،‬ليصبح العقد رىانا‬ ‫‪‬‬
‫بيف طرفيف عمى ما سكؼ يحصؿ لطرؼ ثالث ىك المقترض‪،‬فاف أفمس المقترض دفع البائع التعكيض‬
‫لممشترم دكف أف يحصؿ المقرض أك المقترض عمى شيء مف ذلؾ ‪ .‬كقد كصمت نسبة الرىانات‬
‫الجانبية مف ىذه المشتقات عمى القركض إلى ‪%80‬مف قيمتيا اإلجمالية‪ ،‬حيث كصؿ حجـ المشتقات‬
‫االئتمانية إلى ‪ 62‬تريميكف دكالر نياية ‪ ،2007‬في حيف ال يتجاكز حجـ الرىف العقارم في الكاليات‬

‫ص ـ ص‪ 17 :‬ـ ‪.18‬‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪ ،2002 ،‬ص‪.180:‬‬
‫حسيف بني ىاني‪ :‬األسواؽ المالية (طبيعتيا‪ ،‬تنظيميا‪ ،‬أدواتيا المشتقة)‪ ،‬دار الكندم‪ٌ ،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪134‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المتحدة بأكممو ‪ 10‬تريميكف دكالر‪ .‬فمخاطر القرض الفعمية ال تقتصر عمى طرفي عقد القرض‪ ،‬بؿ‬
‫تتعداىما الى جميع المراىنيف عمى ىذا القرض‪ ،‬مما يضاعؼ مف حجـ مخاطر القركض حسب حجـ‬
‫الرىاف عمييا‪ .‬كىذا ما يجعؿ المشتقات اإلئتمانية آلية لتضخيـ المخاطر كتفاقميا‪.1‬‬
‫كاذا كانت المشتقات المالية كالمضاربة فييا ىي مف القمار بحكـ نكعية عقكدىا‪ .‬فحسب عبد‬
‫الرحيـ الساعاتي‪ ،‬فإف المضاربة في األسيـ كذلؾ قد تأخذ صفة المقامرة بسبب عدـ تكافر معمكمات‬
‫عف األحداث المستقبمية التي تؤثر في األسعار‪ ،‬كالسمكؾ العشكائي لمتغير في أسعار األسيـ‪ ،‬مما‬
‫يجعؿ ميارات المضارب غير مجدية لتحسيف إمكانية التنبؤ بالتغير في األسعار‪ ،‬كعميو ال يمكف‬
‫التفريؽ بيف المضارب كالمقامر‪.2‬‬

‫‪ 1‬سامي بف ابراىيـ السكيمـ ‪ :‬األزمات المالية في ضوء االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ـ ص‪46 :‬ـ ‪.49‬‬
‫‪ 2‬رفيؽ يكنس المصرم كآخركف‪ :‬األزمة المالية العالمية أسباب وحموؿ مف منظور إسالمي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.194 :‬‬

‫‪135‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المبحث الرابع‪ :‬اإلجراءات المتخذة لمواجية األزمة المالية العالمية لسنة ‪2008‬ـ‬
‫قسمنا ىذا المبحث كاآلتي‪:‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬مكاجية الكاليات المتحدة األمريكية لؤلزمة المالية العالمية لسنة ‪2008‬ـ‬
‫المطمب الثاني‪ :‬مكاجية أكركبا لؤلزمة المالية العالمية‬
‫المطمب الثالث‪ :‬أىـ القمـ العالمية لمكاجية األزمة المالية العالمية‬
‫المطمب الرابع‪ :‬تحركات صندكؽ النقد الدكلي لمكاجية أزمة االقتصاد العالمي‬

‫‪136‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬مواجية الواليات المتحدة األمريكية لؤلزمة المالية العالمية لسنة ‪2008‬‬
‫صاغ كزير الخزانة األمريكية ىنرم بكلسكف خطة ‪ ،‬كذلؾ إلنقاذ النظاـ المالي األمريكي‪ ،‬بعد أزمة‬
‫ضؿ لممدخرات كاألمبلؾ العقارية كالتي تعكد إلى‬‫الرىف العقارم‪ ،‬تيدؼ تمؾ الخطة إلى تأميف حماية أؼ‬
‫دافع الضرائب كما تيدؼ إلى حماية الممكية كتشجيع النمك االقتصادم كزيادة عائدات االستثمارات إلى‬
‫أقصى حد ممكف ‪.‬لقد عارض الرئيس األمريكي جكرج بكش في بداية األمر خطة اإلنقاذ المالي‪ ،‬حيث‬
‫اعتبرىا إلنقاذ المقترضيف كالمقرضيف الذيف ال يشعركف بالمسؤكلية‪ ،‬كلكنو بعد ذلؾ تراجع عف التيديد‬
‫باستخداـ الفيتك)حؽ النقض( ضد الخطة بعد قكؿ كزير الخزانة األمريكي ىنرم بكلسكف بأف دعـ‬
‫الشركتيف فاني مام كفريدم ماؾ ىك أمر ضركرم لتيدئة األسكاؽ المحمية كالخارجية ‪.‬‬
‫عرضت خطة اإلنقاذ عمى مجمس النكاب في الككنجرس األمريكي يكـ االثنيف المكافؽ لػ ‪ 30 :‬سبتمبر‬
‫‪ ،2008‬فرفضيا ‪ 228‬نائبا مقابؿ ‪ 205‬نائب‪ ،‬كقد كاف ليذا الرفض كقع كبير عمى األسكاؽ المالية‬
‫العالمية التي شيدت آَ‪ٛ‬بساد ف‪ ٙ‬ػذد يُٓب‪ ،‬كًب ٔاطهذ يؼذالد انفٕائذ ث‪ ٍٛ‬انجُٕن إسرفبػٓب يبَؼخ‬
‫انجُٕن يٍ إػبدح رًٕ‪ٚ‬م رارٓب‪.‬‬
‫كافؽ مجمس الشيكخ عمى خطة اإلنقاذ بعد إدخاؿ بعض التعديبلت عمييا‪ ،‬ككانت نتيجة التصكيت التي‬
‫جرت يكـ ‪ 2‬أكتكبر‪74 ، 2008‬سيناتك ار مؤيدا مقابؿ ‪ 25‬معارضا ‪.‬‬
‫مجمس النكاب يقرر الخطة بعد إدخاؿ تعديبلت عمييا في ‪ 3‬أكتكبر ‪ ، 2008‬ككانت نتيجة التصكيت‬
‫الذم جرل بعد خمسة أياـ مف رفضيا األكلى‪ ،‬تأييد ‪ 263‬تائب مقابؿ‪ 171‬معارضا ليا‪.‬‬
‫كرغـ إقرار خطة اإلنقاذ األمريكية إال أف األسكاؽ المالية العالمية شيدت إنييارات في أكؿ أياـ التداكؿ‬
‫كنتيجة لعدـ الثقة في خطة اإلنقاذ األمريكية كقدرتيا عمى إحتكاء األزمة كتجاكزىا ‪.‬حيث إنخفض‬
‫المؤشر الرئيس لبكرصة لندف بنسبة‪ %3‬ليخسر ‪ 146.1‬نقطة‪ ،‬كانخفض المؤشر الرئيس لبكرصة‬
‫فرانكفكرت بنسبة‪ % 4.87‬ليخسر ‪ 282.52‬نقطة‪ ،‬كانخفض المؤشر الرئيس لمبكرصة الفرنسية‬
‫بنسبة ‪ % 5.15‬ليخسر ‪ 210.18‬نقطة‪ ،‬كانخفض المؤشر" نيكي "الياباني بنسبة ‪ ،% 4.3‬كعمى‬
‫الصعي العربي كانت السعكدية األكثر تأث ار حيث إنخفض المؤشر الرئيس لبكرصتيا بنسبة ‪.1% 9.8‬‬
‫د‬

‫ابراىيـ عبد العزيز النجار ‪:‬األزمة المالية واصالح النظاـ المالي العالمية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪،2009‬ص‪.109:‬‬

‫‪137‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫أوال ‪:‬أىداؼ خطة اإلنقاذ‪:‬‬


‫أعمنت المؤسسات المالية األمريكية أنيا أرادت تحقيؽ عدة أىداؼ مف كراء خطة االنقاذ المالي ‪،‬‬
‫أىميا‪:1‬‬
‫إنقاذ البنكؾ كالمؤسسات المالية األخرل بشراء ك ازرة الخزانة ألكراقيا المالية‪ ،‬التي تستند إلى‬ ‫‪-‬‬
‫قركض عقارية ذات أصكؿ مالية عالية المخاطر‪.‬‬
‫تزكيد بنؾ االحتياطي الفيدرالي بالسيكلة النقدية البلزمة لو ألداء ميامو‪ ،‬بعد أف قاـ بالفعؿ‬ ‫‪-‬‬
‫بإقراض مؤسسات مالية تريميكف دكالر تقريبا في مقابؿ عشرات اآلالؼ مف األكراؽ المالية‪ ،‬بيدؼ إنقاذ‬
‫البنكؾ‪ ،‬لتجنب انكماش مدمر في النشاط االئتماني‪.‬‬
‫طمأنة المكدعيف عمى مدخراتيـ لدل البنكؾ التجارية‪ ،‬لتجنب الزيادة في الطمب عمى الكدائع‬ ‫‪-‬‬
‫بسبب الذعر المالي المصاحب لؤلزمة مما يؤثر عمى السير الحسف لمبنكؾ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬بنود خطة اإلنقاذ‪:2‬‬
‫ؼد تضمنت خطة اإلنقاذ األمريكية أربعة عشر بندا ‪ ،‬كىي‬
‫مف أجؿ تحقيؽ األىداؼ سالفة الذكر ق‬
‫محددة‬
‫بفترة زمنية تنقضي في ‪ 31‬ديسمبر ‪ 2009‬مع إمكانية تمديدىا بطمب مف الحككمة لفترة أقصاىا‬
‫سنتيف‬
‫إعتبا ار مف تاريخ إقرار الخطة‪ ،‬كيمكف ذكرىا كاآلتي‪:‬‬
‫السماح لمحككمة بشراء أصكؿ ىالكة بقيمة ‪ 700‬مميار دكالر مرتبطة بالرىف العقارم؛‬ ‫‪-‬‬
‫يتـ تطبيؽ الخطة عمى مراحؿ بإعطاء الخزينة إمكانية شراء أصكؿ ىالكة بقيمة تصؿ إلى‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 350‬مميار دكالر بطمب مف‬ ‫‪ 250‬مميار دكالر في مرحمة أكلى‪ ،‬مع احتماؿ رفع ىذا المبمغ إلى‬
‫الرئيس‪ ،‬كيممؾ أعضاء الككنغرس حؽ النقض (الفيتك) عمى عمميات الشراء‪ ،‬التي تتعدل ىذا المبمغ‬
‫مع تحديد سقفو ‪ 700‬مميار دكالر؛‬
‫تساىـ الدكلة في رؤكس أمكاؿ كأرباح الشركات المستفيدة مف ىذه الخطة‪ ،‬مما يسمح بتحقيؽ‬ ‫‪-‬‬
‫أرباح إذا تحسنت ظركؼ األسكاؽ؛‬

‫‪ 1‬ابراىيـ عبد العزيز النجار ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.109:‬‬


‫‪ 2‬ضياء مجيد المكسكم‪ :‬األزمة المالية العالمية الراىنة‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬بف عكنكف‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.61 :‬‬

‫‪138‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫يكمؼ كزير الخزانة‪ ،‬بالتنسيؽ مع السمطات كالبنكؾ المركزية لدكؿ أخرل‪ ،‬لكضع خطط‬ ‫‪-‬‬
‫مماثمة؛‬
‫رفع سقؼ الضمانات لممكدعيف مف ‪ 100‬ألؼ دكالر إلى ‪ 250‬ألؼ دكالر لمدة عاـ كاحد؛‬ ‫‪-‬‬
‫منح إعفاءات ضريبية بقيمة ‪ 100‬مميار دكالر لمطبقة الكسطى كالشركات؛‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد التعكيضات لرؤساء الشركات عند اإلستغناء عنيـ؛‬ ‫‪-‬‬
‫منع دفع تعكيضات تشجع عمى مضاربات ال فائدة منيا‪ ،‬كتـ تحديد المكافآت المالية لمسؤكلي‬ ‫‪-‬‬
‫الشركات الذيف يفيدكف مف التخفيضات الضريبية ب ػ ‪ 500‬ألؼ دكالر؛‬
‫استعادة العبلكات التي تـ تقديميا عمى أرباح متكقعة لـ تتحقؽ بعد؛‬ ‫‪-‬‬
‫يشرؼ مجمس مراقبة عمى تطبيؽ الخطة‪ ،‬كيضـ ىذا المجمس رئيس االحتياطي الفدرالي ككزير‬ ‫‪-‬‬
‫الخزانة رئيس الييئة المنظمة لمبكرصة؛‬
‫يحافظ مكتب المحاسبة العامة التابع لمككنغرس عمى حضكره في الخزانة لمراقبة عمميات شراء‬ ‫‪-‬‬
‫األصكؿ كالتدقيؽ في الحسابات؛‬
‫تعييف مفتش عاـ مستقؿ لمتابعة ق اررات كزير الخزانة؛‬ ‫‪-‬‬
‫يدرس القضاء الق اررات التي يتخذىا كزير الخزانة؛‬ ‫‪-‬‬
‫اتخاذ إجراءات ضد عمميات كضع اليد عمى الممتمكات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بعد اإلعبلف عف خطة اإلنقاذ األمريكية التي صاغيا كزير الخزانة "ىارم بكلسف" ككافؽ عمييا الرئيس‬
‫األمريكي" جكرج بكش "‪ ،‬كرئيس اإلحتياطي الفيدرالي " بف برنانكي " ‪،‬تضاربت اآلراء بشأنيا بيف مؤيد‬
‫كمعارض‪ .‬كفيما يمي عرض ليذه اآلراء‪.‬‬
‫ؼد أبدل بعض السياسييف كاالقتصادييف تأييدىـ لمخطة‪ ،‬بكصفيا تقدـ حبل شامبل كما يرل بعض‬
‫ق‬
‫الخبراء االقتصادييف األمريكييف أف ىذه اإلجراءات ال تمثؿ تحكال نحك اإلشتراكية كما يعتقد البعض‪،‬‬
‫بؿ ىي في الحقيقة مؤشر عمى أف الرأسمالية في تطكر مستمر لمتكيؼ مع األكضاع المختمفة‪.‬‬
‫عمى عكس العديد مف االقتصادييف كالسياسييف كالمكاطنيف األمريكييف الذيف أبدكا معارضة شرسة‬
‫لخطة اإلنقاذ المالي‪ ،‬بكصفيا مناىضة مف األساس لكؿ ما ىك أمريكي‪ ،‬فيي تجمع بيف اإلنقاذ‬
‫كالتأميـ ىذا المصطمح الذم يعد مف ركائز االشتراكية‪ ،‬كما أنيا تحمؿ المجتمع األمريكي بكاممو‬
‫أخطاء حي الماؿ "ككلت ستريت "الذم مف المفركض أف يتحمؿ مشاكمو بنفسو كليس مف أمكاؿ دافعي‬
‫الضرائب التي أيفرغت في ىذه الخطة مع عدـ كجكد ضمانات كافية لنجاحيا‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫كالخطة حسب ىؤالء ال تحمؿ في طياتيا ضمانات كافية بأف يستفيد منيا أصحاب المنازؿ العادييف‬
‫بالقدر نفسو الذم سكؼ يستفيد منيا المجازفيف كالمضاربيف في بكرصة" ككلت ستريت"‪ ،‬كما أنيا ال‬
‫تتسـ بالشفافية الكافية‪ ،‬فإذا كاف عبؤىا يتحممو المكاطنيف العادييف فبلبد مف يككنكا عمى دراية باآلليات‬
‫التي يتـ مف خبلليا شراء سندات الرىف العقارم كالكيفيات التي يتـ مف خبلليا تسيير ىذه األصكؿ‪.‬‬
‫كما يرل البعض بأف المؤسسات المالية التي تقبؿ بتحكيؿ خسائرىا غير المحققة إلى خسائر محققة‬
‫تسجؿ مباشرة ضمف قكائـ الدخؿ مف خبلؿ إعادة تقييـ األصكؿ‪ ،‬سكؼ تتأثر سمبا لسنكات طكيمة كىك‬
‫ما سكؼ يضعؼ قدرتيا عمى منح اإلئتماف ‪.‬كفي ىذه الحالة سكؼ تتأثر باقي القطاعات االقتصادية‬
‫في الدكلة مما ييدد بدخكؿ االقتصاد األمريكي مرحمة الرككد ‪.‬‬
‫كيرل البعض اآلخر أف ىذه الخطة الضخمة سكؼ ترفع الديف األمريكي العاـ مف ‪ 10.6‬تريميكف‬
‫إلى‪ 13‬تريميكف دكالر‪ ،‬كىك ما يعمؽ المشاكؿ التي يتخبط فييا االقتصاد األمريكي ‪.‬كما أف األمكاؿ‬
‫المرصكدة ليذه الخطة سيككف ليا آثار سمبية عمى المدل الطكيؿ‪ ،‬فاألعباء الناتجة عنيا سكؼ‬
‫يتحمميا جيؿ بكاممو‪.1‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬مواجية أوروبا لؤلزمة المالية العالمية‬
‫ثًغشد اَذالع األصيخ انًبن‪ٛ‬خ انؼبنً‪ٛ‬خ‪ٔ ،‬رؼذ٘ آصبسْب انفٕس‪ٚ‬خ إنٗ عً‪ٛ‬غ دٔل أٔسٔثب‪ ،‬أػهُذ كم دكلة‬
‫مف الدكؿ األكركبية عف تحركات أحادية مف جانبيا‪ ،‬تتضمف خطط إنقاذ مالية ىائمة لمكاجية األزمة‬
‫المالية ‪:2‬‬
‫أوال‪ :‬في بريطانيا ‪:‬تـ تخصيص ‪ 37‬مميار جنيو إسترليني ) ما يعادؿ ‪ 63.3‬مميار دكالر( لشراء أسيـ‬
‫في عدد مف كبرل البنكؾ البريطانية‪ ،‬كأصبحت الدكلة بذلؾ أكبر مساىـ في العديد مف البنكؾ‪ ،‬مف‬
‫)‪( HBOS‬ك ) ‪، (ROS‬كقامت في مقابؿ ذلؾ بإجبار‬ ‫أشيرىا بنكي "ركياؿ بنؾ اكؼ اسكتمندا‬
‫البنكؾ عمى الحد مف المكافآت التي كانت تمنح لمديرييا‪ ،‬عمى اعتبار أف ىذه المكافآت المغالي فييا‬
‫كانت عمى رأس العكامؿ التي شجعت مفاىيـ المخاطرة‪ ،‬كتسببت تبعا لذلؾ في األزمة المالية العالية ‪.‬‬
‫مع تأكيد كزير الخزانة البريطاني " اليستر دارلينج" – في نفس الكقت – عمى أف تدخؿ الحككمة آنذاؾ‬
‫كاف لمجرد " التأميف " كليس لئلدارة المباشرة مف قبؿ الدكلة‪ ،‬كاف الدكلة ما تزاؿ مع نظاـ السكؽ الحر‪،‬‬
‫الذم يقضي بإدارة البنكؾ عمى أساس تجارم تحكمو قكل السكؽ‪ ،‬كلكف تحت رقابة الحككمة "مف بعيد ‪.‬‬
‫"‬

‫‪1‬‬
‫; ‪TaladidiaThiombiano et all, Crise financière et économique internationale, L’Harmattan,Paris, 2010‬‬
‫‪P.51.‬‬
‫‪2‬ابراىيـ عبد العزيز النجار ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص – ص‪.119-114 :‬‬

‫‪140‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫ككضعت ك ازرة الخزانة البريطانية عدة شركط لتنفيذ خطة انقاذ أىميا ‪:‬التزاـ البنكؾ بإقراض أصحاب‬
‫المنازؿ كالمنشآت الصغيرة بمستكيات اإلقراض التي كانت سائدة خبلؿ سنة ‪ 2007‬ـ‪ ،‬كالحد مف‬
‫مرتبات مديرم البنكؾ كمع تعييف الحككمة ألعضاء يمثمكنيا في مجالس إدارات البنكؾ‪ .‬بؿ لقد كصؿ‬
‫األمر إلى أف شكمت الحككمة البريطانية لجنة طكارئ لؤلزمات المالية شبيية بمجنة " ككب ار"‪ ،‬التي‬
‫تتعامؿ مع قضايا األمف القكمي البريطاني‪ ،‬كالمككنة مف بعض الككاالت الحككمية كأجيزة المخابرات‪.‬‬
‫ٔشممت الخطة البريطانية ‪:1‬‬
‫خطة لضخ مميارات الجنييات اإلسترلينية إلنقاذ البنكؾ البريطانية تشمؿ ضخ ما يصؿ‪250‬‬ ‫‪-‬‬
‫مميار جنيو )نحك ‪ 450‬مميار دكالر( مف أمكاؿ الحككمة في أكبر بنكؾ الببلد‪ .‬كتكفر خطة اإلنقاذ‬
‫البريطانية خمسيف مميار جنيو) ‪ 86‬مميار دكالر (مف أمكاؿ دافعي الضرائب لضخيا في بنككيا‪.‬‬
‫عرض سيكلة قصيرة األجؿ عمى البنكؾ كاتاحة رؤكس أمكاؿ جديدة ليا‪ ،‬إضافة إلى تكفير‬ ‫‪-‬‬
‫أرصدة كافية لمنظاـ البنكي مف أجؿ مكاصمة تقديـ قركض متكسطة األجؿ‪.‬‬
‫كعندما قامت مجمكعة مف البنكؾ البريطانية الكبرل بطرح كميات كبيرة مف األسيـ‪ ،‬في إصدارات‬
‫جديدة‪ ،‬بيدؼ زيادة رأسماليا لمكاجية تداعيات األزمة المالية العالمية‪ ،‬كلـ يقبؿ المستثمركف عمى‬
‫الشراء‪ ،‬تدخمت الحككمة لشراء كميات كبيرة مف ىذه األسيـ ‪.‬فعمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬قاـ بنؾ ركياؿ بنؾ‬
‫أكؼ اسككتبلند البريطاني بإصدار ‪ 56‬مميكف سيـ لـ يشتر المساىمكف منيا سكل ‪% 0.24‬حتى‬
‫نياية شير نكفمبر ‪ 2008‬ـ مما اضطر الحككمة البريطانية إلى التدخؿ لشراء حصة رئيسية في ىذه‬
‫األسيـ كصمت إلى ‪ %57.9‬بمبمغ قدره ‪: 15‬مميكف جنيو إسترليني ‪ 5‬حكالي ‪ 22.5‬مميكف دكالر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬في فرنسا ‪:‬أعمف الرئيس الفرنسي " نيككال سارككزم" أف ببلده أعدت خطتيف لمساعدة البنكؾ‬
‫عمى التغمب عمى األزمة المالية ‪.‬األكلى بقيمة ‪ 300‬مميار يكرك‪ ،‬كضمانات لمقركض المشتركة بيف‬
‫البنكؾ ‪.‬كاألخرل بقيمة ‪ 40‬مميار يكرك‪ ،‬لمحصكؿ عمى حصص في الشركات كالمؤسسات المالية‬
‫المتعثرة ‪.‬فضبل عف إنشاء صندكؽ سيادم " لمصمحة الشركات اإلستراتيجية التي تكاجو صعكبات‬
‫مالية‪ ،‬تأسيا بالسياسات المتبعة في قطاع إنتاج البتركؿ‪ ،‬كما يحدث في ركسيا كالصيف ‪ ،‬كىي الدكؿ‬

‫‪ 1‬سامر مظير قنطقجي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪ -‬ص‪.85-84:‬‬

‫‪141‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫التي أسست االشتراكية كرعتيا مف قبؿ لمتدخؿ بشكؿ قكم كمما احتاجت شركة مف ىذه الشركات‬
‫اإلستراتيجية عمى أمكاؿ‪.‬‬
‫كما تقدـ باقتراح لئلنشاء صندكؽ أكركبي برأسماؿ قدره ‪ 300:‬مميار يكرك لمساعدة البنكؾ األكركبية ‪.‬‬
‫إال أف ألمانيا رفضت ىذا االقتراح‪ ،‬كما كقفت في مكاجية أم اقتراح آخر يترتب عميو زعزعة سمطات‬
‫البنؾ المركزم األكركبي‪ ،‬الذم استكحى نظامو الداخمي مف البف ؾ المركزم األلماني ‪.‬كفي نياية شير‬
‫نكفمبر ‪ 2008‬أعمف عف خطة جديدة لمساعدة قطاعات اإلسكاف كالسيارات‪ ،‬بقيمة ‪ 26‬يكرك) حكالي‬
‫‪32.84‬مميار دكالر( أم ما يعادؿ ‪ %1.3‬مف إجمالي الناتج المحمي لفرنسا ‪.‬ليرتفع عجز المكازنة‬
‫إلى ‪% 4‬مف إجمالي الناتج المحمي سنة ‪ 2009‬ـ بدال مف ‪ %3.1‬كما كاف متكقعا قبؿ األزمة‬
‫المالية ثـ تخصيص مميار يكرك منيا إلعادة شركات السيارات‪ ،‬حتى تتمكف مف طرح سياراتيا لمبيع‬
‫بالتقسيط‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬في ألمانيا ‪:‬أعمنت المستشارة األلمانية " انجيبل ميركؿ "عف خطة إنقاذ قيمتيا ‪ 500‬مميار يكرك‪،‬‬
‫بمكجبيا تأسيس " صندكؽ الستقرار األسكاؽ المالية"‪ ،‬لدعـ القاعدة الرأسمالية لممؤسسات المالية حتى‬
‫نياية سنة ‪ .2009‬مع تخصيص ‪ 400‬مميار يكرك ككضمانات بنكية‪ ،‬باإلضافة إلى تكفير ‪100‬‬
‫مميار يكرك‪ ،‬مف بينيا ‪ 80‬مميار يكرك إلعادة رسممة المؤسسات البنكية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬في اسبانيا ‪:‬أقرت الحككمة االسبانية قانكنا يضمف ديكف حتى نياية سنة ‪ 2009‬بقيمة‪100‬‬
‫مميار يكرك كحد أقصى ‪.‬كأعمنت عف إمكانية شراء كميات مف األسيـ في المؤسسات المالية‪ ،‬في‬
‫إطار اإلجراءات التي أقرتيا حككمات االتحاد األكركبي لدعـ قطاع البنكؾ‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬في إيطاليا وباقي الدوؿ‪:‬‬
‫في إيطاليا‪ :‬حاكلت السمطات اإليطالية‪ ،‬كمديرك البنكؾ تيدئة األسكاؽ‪ ،‬مف خبلؿ إطبلؽ‬ ‫‪.1‬‬
‫تصريحات مفادىا ‪:‬أف المخاطر التي تتعرض ليا ايطاليا مف اضطرابات األسكاؽ المالية محدكدة‬
‫بفضؿ ممارسات اإلقراض المتحفظة ‪.‬كأعمنت الحككمة اإليطالية عف إطبلؽ خطة تستيدؼ استقرار‬
‫السكؽ كإجراء " احترازم" إلنقاذ البنكؾ كالكدائع البنكية حتى ال يتعرض أم بنؾ اإلفبلس‪ .‬بتكفير‬
‫تمكيؿ إنقاذ بقيمة ‪ 20‬مميار يكرك لقطاع البنكؾ‪.‬‬
‫في الدنمارؾ‪ :‬أقرت الدنمارؾ حزمة إجراءات لتأميف ضمانات المكدعيف لدل جميع البنكؾ‬ ‫‪.2‬‬
‫الدنمركية ‪ ،‬بيدؼ استعادة الثقة في القطاع البنكي‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫في ىولندا ‪:‬قررت الحككمة اليكلندية تكفير مبمغ ‪ 20‬مميار يكرك لممؤسسات المالية اليكلندية‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫بما في ذلؾ البنكؾ كشركات التأميف‪ ،‬لتفادم المزيد مف عدـ االستقرار في القطاع المالي‪.‬‬
‫في نيوزيمندا ‪:‬أعمنت الحككمة النيكزلندية ضمانيا لكدائع العمبلء في جميع البنكؾ‪ ،‬ككذا في‬ ‫‪.4‬‬
‫جميع المؤسسات المالية األخرل‪ ،‬بيدؼ تعزيز الثقة في نظاميا المالي‪.‬‬
‫كتدخمت الحكومة االسترالية بطريقة مماثمة حينما قررت ضمانيا لكؿ الكدائع البنكية لمدة‬ ‫‪.5‬‬
‫ثبلث سنكات‪ ،‬كضمانيا كذلؾ تمكيؿ البنكؾ االسترالية بمبالغ كبيرة‪ ،‬كتخفيض أسعار الفائدة بشكؿ‬
‫حاد‪ ،‬كتكفير أربعة مبلييف دكالر استرالي )‪ 2.6‬مميكف دكالر أمريكي( لمسندات التي يدعميا الرىف‬
‫العقارم لممساعدة في الحفاظ عمى السيكلة لممقرضيف غير البنكؾ‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أىـ القمـ العالمية لمواجية األزمة المالية العالمية‬


‫أوال‪ :‬قمة باريس في ‪ 04‬أكتوبر ‪ :12008‬كىي قمة أكركبية ضمت ألمانيا كايطاليا كفرنسا كبريطانيا‪،‬‬
‫كاعتمدت خطة استعجالية تقدـ لمدكؿ األكركبية األخرل‪ .‬شارؾ في القمة زعماء‪ ،‬ألمانيا كايطاليا كفرنسا‬
‫كبريطانيا‪ ،‬ككذلؾ رئيس المفكضية األكركبية جكزيو مانكيؿ بارسك‪ ،‬كرئيس المجمكعة األكركبية جاف‬
‫كمكد يكنكر‪ ،‬كرئيس البنؾ المركزم األكركبي جاف كمكد تريشو‪ .‬كقد رفضت القمة إقتراح الرئيس‬
‫الفرنسي نيككال سارككزم بخصكص تأسيس صندكؽ أزمات بمبمغ ‪ 300‬مميار أكرك‬
‫( ‪ 450‬مميار أكرك) ‪ .‬فقد ذكر المتحدث بإسـ رئيس الكزراء البريطاني غكردكف براكف قبؿ عقد‬
‫االجتماع‪ " :‬نحف ال نتكقع أية مناقشة لصندكؽ إنقاذ عمى مستكل االتحاد األكركبي في اجتماع اليكـ‪.‬‬
‫إف ىدؼ االجتماع سيككف بحث كيؼ تكاجو كؿ مف االقتصاديات األربع الكبرل في‬
‫أكركبا األزمة المالية العالمية"‪.‬‬
‫كقد كانت نتيجة االجتماع باتفاؽ الزعماء عمى العمؿ معا‪ ،‬كفي اليكـ التالي أعمنت ألمانيا أنيا قدمت‬
‫ضمانا لبلستثمارات الخاصة في بنككيا‪ ،‬فقد حذت الحككمة األلمانية حذك ايرلندا التي قررت حككمتيا‬
‫في األسبكع األخير مف شير سبتمبر ‪ 2008‬تقديـ ضمانا بنسبة ‪ %100‬في بنككيا‪ .‬كقالت اليكناف‬
‫أنيا تريد أف تقكـ بنفس الخطكة االيرلندية‪ ،‬ككذلؾ النمسا كالدنمارؾ‪.‬‬
‫كقد تعيف عمى الحككمة األلمانية أف تكظؼ ‪ 70‬مميار دكالر في أكبر بنككيا المقرضة "ىايك"‪ ،‬كفي‬
‫فرنسا كافؽ بنؾ بي اف بي عمى شراء ‪ %75‬مف حصة بمجيكا كلككسمبكرغ في مجمكعة فكرتس المالية‬
‫األكركبية المتياكية‪ .‬ىذه اإلجراءات الطارئة تسببت في تراجع حاد في أسعار األسيـ في األسكاؽ‬

‫‪ 1‬ضياء مجيد المكسكم‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص‪.75 :‬‬

‫‪143‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المالية يكـ ‪ ،2008/10/06‬بعد اجتماع قادة الدكؿ األربعة الكبرل في فرنسا‪ .‬أف األزمة في النظاـ‬
‫المالي األكركبي قد تشير إلى أف أزمة الماؿ العالمية انتقمت إلى طكر جديد‪ ،‬فباإلضافة إلى اإلحساس‬
‫بالقمؽ حكؿ عدـ استقرار البنكؾ األكركبية‪ ،‬ىناؾ إحساس بالفزع مف التكاليؼ الباىظة لدافع الضرائب‬
‫األكركبي إلنقاذ ىذه البنكؾ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قمة وزراء مالية مجموعة السبع الصناعية في واشنطف في ‪ 10‬أكتوبر ‪ :2008‬كضعت ىذه‬
‫الدكؿ خطة تحرؾ مف خمس نقاط لمكاجية األزمة المالية العالمية‪ ،‬كما تعيد أعضاؤىا بالعمؿ عمى‬
‫منع إفبلس البنكؾ الكبرل‪ .‬كضـ ىذا االجتماع كزراء المالية كحكاـ البنكؾ المركزية في الدكؿ السبع‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫بمكاصمة‬ ‫كىي‪ :‬الكاليات المتحدة‪ ،‬بريطانيا كفرنسا كألمانيا كايطاليا كالياباف ككندا‪ ،‬كتعيد المجتمعكف‬
‫العمؿ معا مف أجؿ استقرار األسكاؽ المالية كاعادة تدفؽ القركض لدعـ النمك االقتصادم العالمي‪ ،‬كما‬
‫اتفقكا عمى اتخاذ إجراءات حاسمة كاستعماؿ جميع الكسائؿ الممكنة لدعـ المؤسسات المالية الكبرل‬
‫كالحيمكلة دكف إفبلسيا‪ ،‬كما تعيدت مجمكعة السبع باتخاذ جميع اإلجراءات الضركرية لتحريؾ‬
‫القركض كاألسكاؽ النقدية كي تتمكف المؤسسات المالية مف الحصكؿ عمى السيكلة كالرساميؿ‪ ،‬فضبل‬
‫عف المطالبة بتحركات مممكسة الستعادة ثقة المكدعيف مف خبلؿ تأميف كدائعيـ عف طريؽ تقديـ‬
‫ضمانات قكية كمتماسكة مف قبؿ السمطات العامة‪ .‬كأعربت المجمكعة أخي ار عف استعدادىا لمقياـ بكؿ‬
‫ما ىك ضركرم مف أجؿ تحريؾ سكؽ الرىف العقارم الذم كاف السبب في نشكب األزمة المالية‪.‬‬
‫كقد اتفؽ المجتمعكف في كاشنطف عمى خطة عاجمة كصفت بالجذرية مف خمس نقاط لكضع حد‬
‫لؤلزمة العالمية المالية الراىنة‪ ،‬فيي تتيح تدخبل حككميا مباش ار عبر امتبلؾ أسيـ في البنكؾ‬
‫كالمؤسسات المالية لمنع انييارىا بعد أف فشمت الخطكات المتخذة حتى اآلف في إحداث صدمة ايجابية‬
‫في األسكاؽ المالية‪ .‬كىي أيضا تحث عمى تأميف سيكلة لمبنكؾ كالمؤسسات المالية مف القطاع الخاص‬
‫المكازم مع ضخ األمكاؿ الحككمية‪ .‬كما تنص الخطة عمى حماية أمكاؿ المكدعيف‪ ،‬كضماف عدـ‬
‫اتخاذ أم دكلة إجراءات تضر بالدكؿ األخرل‪ ،‬مع التشديد عمى إطار عمؿ أحادم كمشترؾ لتأميف‬
‫السيكلة لؤلفراد كتعزيز المؤسسات المالية‪ .‬كأكد كزراء المالية في الدكؿ السبع عمى ضركرة التنسيؽ‬
‫لتطكير برامج عمؿ كفؽ معايير مكحدة إلعادة الثقة إلى األسكاؽ المالية العالمية‪.‬‬
‫‪ 2008/10/10‬إلى غاية‬ ‫ثالثا‪ :‬االجتماع السنوي لصندوؽ النقد الدولي والبنؾ الدولي في‬
‫‪ : 2008/10/12‬في ىذا االجتماع السنكم طالب مدير صندكؽ النقد الدكلي الحككمات بضماف‬
‫االلتزامات المالية لمكاجية ما يمر بو االقتصاد العالمي مف أزمة مالية كذلؾ في الكقت الذم تدرس فيو‬

‫‪ 1‬سامر مظير قنطقجي ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ػ ص‪ 86 :‬ػ ‪.87‬‬

‫‪144‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الكاليات المتحدة كالدكؿ األكركبية اعتماد ضمانات بمميارات الدكالرات مف الديكف البنكية لتيدئة‬
‫األسكاؽ‪ .‬كلـ يقصر رئيس البنؾ الدكلي‪ ،‬دكمينيؾ ستراكس كاف‪ ،‬مطالبتو عمى ضماف كدائع بنكؾ‬
‫التجزئة فقط بؿ يريد أف تتكسع لتشمؿ كدائع ما بيف البنكؾ(األنتربنؾ) كسكؽ النقد بحيث يمكف‬
‫استئناؼ النشاط في ىذه األسكاؽ‪ .‬كأنو ينبغي أف تككف خطكة كيذه مؤقتة كتشمؿ ضمانات مثؿ تشديد‬
‫الرقابة كفرض قيكد عمى أسعار الكدائع البنكية‪ .‬كأكضح أف القطاع الخاص غير قادر عمى استعادة‬
‫الثقة باالعتماد عمى أنفسيـ دكف تحركات تدعميا كتضمنيا الدكلة‪ .‬كشدد عمى أف الحاجة تقتضي‬
‫تدخبل حككميا كاضحا كشامبل كتنسيقا بيف الدكؿ‪ ،‬مشي ار إلى أف المؤسسات المالية باتت تغطي العديد‬
‫مف البمداف‪ ،‬كيجب أف تككف خطط اإلنقاذ ذات المصداقية متسقة عبر كثير مف الكيانات‪ .‬ككاف‬
‫الصندكؽ قد أعمف في ‪ ،2008/10/10‬عف إعادة تفعيؿ القركض العاجمة لمدكؿ التي تتقدـ بطمب‬
‫لمحصكؿ عمييا في مكاجية األزمة المالية العالمية‪ .‬عمى أف تككف ضمف برامج تمكيؿ ميسرة تتمحكر‬
‫حكؿ أكلكية الرد عمى األزمة‪.‬‬
‫كفي مؤتمر صحفي يكـ ‪ 2008/10/11‬مع مديرم صندكؽ النقد الدكلي كالبنؾ الدكلي‪ ،‬حذر رئيس‬
‫البنؾ الدكلي مف أف الدكؿ النامية ستكاجو مشاكؿ‪ ،‬كدعا ىذه الدكؿ بمكاجية ىذه المرحمة بمزيد مف‬
‫االعتماد عمى النفس كالعمؿ عمى تدبير خطط مف دكف االعتماد أك التعكيؿ عمى مساعدات خارجية‬
‫نتيجة انشغاؿ الدكؿ الغربية بحؿ أزمتيا المالية الخاصة بيا‪ .‬كأبدل استعداد البنؾ الدكلي لتقديـ‬
‫المساعدة‪ ،‬لعميا تتمثؿ بكضع خطط طكارئ كدعـ الدكؿ التي قد تتأثر جراء األزمة المالية الراىنة كمف‬
‫جيتو قاؿ مدير صندكؽ النقد الدكلي‪ ،‬اف الصندكؽ مستعد لتقديـ المساعدة لمدكؿ التي تكاجو أزمات‬
‫مالية ككشؼ عف عممية إعادة تفعيؿ ىيئة الطكارئ كاألزمات التابعة لمصندكؽ كالتي تـ إنشائيا عاـ‬
‫‪ 1995‬مف أجؿ االستجابة السريعة ألم طمب‪ .‬كقاؿ ستراكس‪" :‬إف الناس استيدفكا مف ثبلث جيات‪،‬‬
‫الغذاء كالكقكد كاألزمات المالية‪ ،‬كاف الفقراء كاألطفاؿ ىـ األكثر تضررا‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ال يمكف أف يطمب مف‬
‫األكثر فق ار دفع ىذه األثماف‪ ،‬كبالنسبة لمفقير فانو قد يدفع ثمف األزمة طكاؿ حياتو‪ ،‬كاألطفاؿ سيعانكف‬
‫‪40‬‬ ‫لمدد طكيمة مف نتائج ىزات اقتصادية قصيرة‪ ،‬ككثير منيـ لف يتعافى منيا أبدا‪ ،‬كنحف نقدر أف‬
‫مميكف شخص سيضافكف ىذا العاـ ‪ 2008‬إلى أكلئؾ الذيف يعانكف مف سكء التغذية"‪.‬‬
‫‪،2008/10/11‬‬ ‫كقد رحب ستراكس بالخطة التي انتيى إلييا كزراء مالية الدكؿ السبع الكبار يكـ‬
‫كنصح الدكؿ كالجيات المانحة إلى عدـ تحكيؿ األزمة المتفاقمة إلى عائؽ في سبيؿ التزامات تمؾ‬
‫الدكؿ كالجيات حياؿ العالـ النامي‪ ،‬مرك از عمى مضاعفات األزمة عمى مشكبلت الغذاء بالنسبة لما‬
‫كصفو بالدكؿ الناشئة في آسيا كافريقيا كخطر المجاعة اف شحت تمؾ المساعدات‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪،10/10‬‬ ‫كرحب ستراكس باألىداؼ التي كضعيا كزراء مالية الدكؿ السبع الكبار عندما التقكا يكـ‬
‫‪ 7‬الكبار بعمؿ كؿ شيء لضماف أف ال ينيار أم مف‬ ‫كركز ستراكس بشكؿ خاص عمى التزاـ الػ‬
‫البنكؾ الكبرل الميمة‪ ،‬فقاؿ‪ ":‬مف الميـ جدا بالنسبة لمف يعممكف في األسكاؽ كلممكاطف البسيط أف ال‬
‫ندع المؤسسات المالية الميمة أف تنيار‪ ،‬كيجب أف يترؾ األمر لمحككمات المحمية لتقرير كيؼ تطبؽ‬
‫ىذا األمر‪ ،‬كلكف الكاقع أف كؿ الحككمات ممتزمة بشكؿ قكم بفعؿ ىذا كأتمنى أف تتفيـ ذلؾ"‪ .‬لكنو‬
‫أبدل بعض القمؽ حيث قاؿ‪ ":‬إف الخطكات التي اتخذت حتى اآلف لـ تؤدم إلى استقرار األسكاؽ‪،‬‬
‫كاعادة الثقة إلييا‪ ،‬كأنو مف المرجح أف يككف ىناؾ المزيد مف الخطكات الضركرية"‪.‬‬
‫كنادل مدير صندكؽ النقد الدكلي بتكخي الحذر فكؽ العادة‪ ،‬كاف اإلجراءات الجريئة ىي ما يمزـ‬
‫التعامؿ بيا مع األزمة التي اجتاحت العالـ‪ .‬ىذا التحذير صدر يكـ افتتاح المقاءات المشتركة لصندكؽ‬
‫النقد الدكلي كالبنؾ الدكلي في كاشنطف‪ .‬كقاؿ مدير الصندكؽ أنو مستعد لتكفير مكارد كبيرة لمدكؿ‬
‫المحتاجة إلى التمكيؿ"‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬قمة أمريكية أوروبية في ‪ 18‬أكتوبر ‪ :12008‬بحث الرئيس األمريكي جكرج بكش مع نظيره‬
‫الفرنسي نيككال سارككزم تطكرات األزمة المالية العالمية الراىنة أثناء قمة جمعتيما في ‪2008/10/18‬‬
‫في كاشنطف بمشاركة رئيس المفكضية األكركبية جكزيو مانكيؿ باركسك‪ .‬كفي مؤتمر صحفي عقده‬
‫الرئيس بكش مع نظيره الفرنسي كرئيس المفكضية األكركبي‪ ،‬قاؿ بكش‪" :‬إف الكاليات المتحدة تتخذ‬
‫خطكات مف أجؿ إعادة الثقة لؤلسكاؽ المالية‪ ،‬كانو عمى اتصاؿ مع رئيس كزراء الياباف الذم تتكلى‬
‫ببلده رئاسة قمة مجمكعة الثماني‪ ،‬كأضاؼ بكش أنو مف الميـ الحفاظ عمى أسس النظاـ الرأسمالي‬
‫كتجنب عزؿ االقتصاديات عف بعضيا البعض"‪ .‬أما الرئيس الفرنسي نيككال سارككزم فقاؿ‪" :‬إف عمينا‬
‫أف نجد حبل عالميا ليذه المشكمة كأف الرئيس األمريكي عمى حؽ في أف غمؽ الحدكد أمر كارثي‪،‬‬
‫كأضاؼ‪ ،‬جئنا إلى ىنا بالنيابة عف أكركبا لنقكؿ ألمريكا أننا معكـ كأننا نريد تجاكز المشكمة معا‪،‬‬
‫كقاؿ‪ ،‬نحف نؤمف أنو مادامت األزمة بدأت في نيكيكرؾ فإف حميا يكمف في نيكيكرؾ"‪ .‬كمف جانبو‬
‫تحدث رئيس المفكضية األكركبية بارسك عف اإلجراءات التي اتخذتيا أكركبا مف أجؿ حؿ األزمة‬
‫المالية العالمية كأكد أف حميا يحتاج إلى تنسيؽ عالمي عمي المستكل‪.‬‬
‫ككاف بكش قد جدد تأكيده عمى أف التدابير التي اتخذتيا إدارتو ستستغرؽ كقتا حتى تحقؽ ىدفيا‪ .‬كقاؿ‬
‫أنو سيكاصؿ المشاكرات عف كثب مع أكركبا أثناء لقاءه سارككزم كباركسك‪ .‬كقاؿ في كممة أماـ غرفة‬
‫التجارة األمريكية في ‪ ،2008/10/18‬إف الشركاء األكركبييف يتخذكف خطكات كصفيا بالجريئة‪:‬‬

‫‪1‬ضياء مجيد المكسكم‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص‪.95 :‬‬

‫‪146‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫"تظير لمعالـ العزـ عمى التغمب عمى ىذه األزمة معا‪ ،‬مع دعـ كامؿ ليـ مف الكاليات المتحدة"‪ ،‬كدعا‬
‫األمريكاف إلى التحمي بالصبر‪ ،‬مشي ار إلى الحاجة لمزيد مف الكقت لكي تعكد البنكؾ لئلقراض مجددا‪.‬‬
‫كدافع عف خطة اإلنقاذ المالي كعف النظاـ الرأسمالي‪ ،‬كطمأف الشعب األمريكي عمى قدرة اقتصاد‬
‫بمدىـ عمى الخركج مف األزمة المالية الراىنة‪ ،‬لكنو اعترؼ بأنيا األسكأ منذ عشرات السنيف‪ ،‬ككعد‬
‫بكش مكاطنيو باستعادة نمط أسمكب العيش المرفو كلك استغرؽ ذلؾ كقتا‪ ،‬قائبل‪" :‬إف الكاليات المتحدة‬
‫أكثر األماكف جذبا لممستثمريف في العالـ بأسره"‪ .‬كذكر بكش أف الييئات المسؤكلة تتقصى عف عمميات‬
‫االحتياؿ كالتزكير التي حصمت‪ .‬كيرل بكش أف الرأسمالية الديمقراطية تبقى أفضؿ كسيمة إلدارة‬
‫االقتصاد رغـ األزمة المالية الراىنة‪ ،‬كأف أمريكا أفضؿ مكاف لبدء مشركع استثمارم‪ ،‬كما قاؿ‪" :‬فنحف‬
‫بمد يقدـ لمناس الحرية لتحقيؽ أحبلميـ"‪ .‬كقاؿ بكش‪" :‬أنو لك لـ تتحرؾ الحككمة كما فعمت فاف الثغرة‬
‫بجدارنا المالي كانت ستكبر كتكبر كسيكاجو الناس خيارات أصعب"‪ .‬كأكد بكش أف تدخؿ الحككمة كاف‬
‫محدكدا في حجمو كقيمتو كمدتو‪ ،‬فيي تشترم فقط نسبة صغيرة مف أ|سيـ البنكؾ‪ ،‬كسيحدد نطاؽ‬
‫تدخميا كلف تفرض سيطرتيا‪ .‬كما أكد بكش أنو لف يككف لممكظفيف االتحادييف حؽ التدخؿ في مجالس‬
‫إدارات البنكؾ كالمؤسسات المالية المتعثرة التي تشترم الحككمة نسبة مف أسيميا إال بما يحفظ حقكؽ‬
‫دافعي الضرائب‪ ،‬كأف لمبنكؾ الحؽ في إعادة شراء حصصيا الحقا‪ .‬كقاؿ‪" :‬إف ما يحدث اآلف ليس‬
‫استحكاذا كال نيدؼ إلى تقكيض االقتصاد الحر‪ .‬ففي أزمة الثمانينات تخمت الحككمات عف األسيـ‬
‫التي اشترتيا مف المؤسسات المالية المتعثرة كسنفعؿ الشيء نفسو الحقا"‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬قمة بكيف في ‪ :2008/10/24‬قمة أكركبية آسيكية في بكيف لمناقشة سبؿ تكسيع التعاكف‬
‫الستعادة ثقة المستثمريف كتقكيتيا كتجاكز تداعيات األزمة المالية‪ .‬كيضـ االجتماع ‪ 16‬دكلة آسيكية‬
‫إضافة إلى دكؿ االتحاد األكركبي الػ ػ‪ ،27‬كىي دكؿ تجرم فييا ‪ %60‬مف المعامبلت التجارية الدكلية‪.‬‬
‫اجتمع زعماء آسيكيكف كأكركبيكف في قمة تضـ ‪ 43‬دكلة في ‪ 24‬أكتكبر كلغاية ‪ 26‬منو لتعزيز ثقة‬
‫األسكاؽ التي يعصؼ بيا الذعر خشية رككد عالمي‪ .‬كقد تعيد الزعماء في مسكدة البياف الختامي‬
‫بإعادة صياغة النظاـ المالي العالمي‪ ،‬كمنح صندكؽ النقد الدكلي دك ار قياديا في مساعدة الدكؿ األكثر‬
‫تضر ار مف األزمة المالية العالمية‪ ،‬كما تدعك مسكدة البياف الختامي صندكؽ النقد الدكلي كالمؤسسات‬
‫العالمية المماثمة األخرل لمعمؿ فك ار عمى دعـ استقرار البنكؾ ككقؼ انييار أسكاؽ األسيـ اإلقميمية‪.‬‬
‫كاليدؼ الرئيسي ألكركبا في بكيف يتمثؿ في حشد الدعـ اآلسيكم لتشكيؿ جبية مكحدة في قمة‬
‫‪ 15‬نكفمبر ‪ 2008‬بشأف األزمة المالية‬ ‫سيستضيفيا الرئيس األمريكي جكرج بكش في كاشنطف في‬
‫الحالية‪ .‬كفي سعي األكركبييف إلقناع الصيف باإلسياـ في حؿ األزمة المالية العالمية الراىنة ك‬

‫‪147‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المشاركة في قمة كاشنطف في نكفمبر قاؿ رئيس المفكضية األكركبية جكزيو مانكيؿ بارسك‪ ":‬أتمنى‬
‫كثي ار جدا أف تقدـ الصيف إسياما ميما في حؿ ىذه األزمة" معتب ار أنيا فرصة عظيمة لبكيف‬
‫" إلظيار إحساس بالمسؤكلية "‪.‬كفي المقابؿ إكتفى المسؤكؿ الصيني بالقكؿ ‪":‬إف حككمتو تنظر بنشاط‬
‫حضكر قمة كاشنطف" ‪.‬‬
‫كخبلؿ مؤتمر برليف اتفقت رابطة دكؿ جنكب شرؽ آسيا(آسياف) في محادثات مع الياباف كالصيف‬
‫‪80‬‬ ‫كككريا الجنكبية عمى تحديث شبكة تأسست منذ كقت طكيؿ لخطكط مبادالت العمبلت بحجـ‬
‫مميار بيف البنكؾ المركزية في المنطقة بيدؼ السماح لدكلة غارقة في أزمة النقد األجنبي بالحصكؿ‬
‫عمى دعـ مالي بمبادلة عممتيا بعمبلت جيرانيا‪ ،‬كأف يككف اليدؼ بيع الماؿ المقترض في سكؽ النقد‬
‫األجنبي لتخفيؼ الضغط عمى العممة التي تتعرض ليجكـ‪ ،‬كبالتالي يمكف تجنب االنييار الذم دفع‬
‫‪ 1997‬ك ‪ . 1998‬كذكر‬ ‫بالعديد مف الدكؿ إلى رككد عميؽ أثناء األزمة المالية اآلسيكية عامي‬
‫المكتب الرئاسي لككريا الجنكبية بعد االجتماع مع آسياف كالذم صدؽ عمى تعزيز برنامج المبادالت‪،‬‬
‫إف الزعماء اتفقكا في االجتماع عمى الحاجة إلى تعزيز التعاكف اإلقميمي لمتغمب عمى األزمة المالية‬
‫العالمية كتنسيؽ السياسات‪ .‬كما اتفقت المجمكعة عمى إكماؿ تمؾ الميمة بحمكؿ النصؼ األكؿ مف‬
‫عاـ ‪ .12009‬مف جيتيا اقترحت تايبلند خطة مكازية لمحككمات اآلسيكية لضخ جزء مف ممتمكاتيا‬
‫الضخمة مف احتياطي العمبلت في صندكؽ بحجـ ‪ 200‬مميار دكالر لشراء األسيـ كتسييؿ التجارة‬
‫كدعـ البنية التحتية في المنطقة‪ .‬كقاؿ كزير الشؤكف الخارجية الفيميبيني البرتك ركمكلك لككالة األنباء‬
‫ركيترز‪ ،‬إف مجمكعة عمؿ مف مسؤكلي ك ازرات المالية كالبنكؾ المركزية ستنظر في التفاصيؿ في‬
‫الشير القادـ‪.‬‬
‫كمف جيتيا طالبت المستشارة األلمانية انجيبل ميركؿ خبلؿ قمة بكيف بتشديد الرقابة عمى أسكاؽ الماؿ‬
‫كخطكة تيدؼ إلى تجاكز األزمة‪ .‬كقالت في كممتيا‪ " :‬إف صندكؽ النقد الدكلي يجب أف يقكـ بدكر‬
‫المراقب الستقرار النظاـ المالي العالمي "‪ ،‬كشددت ميركؿ عمى أىمية التصدم لما سمتيا المساعي‬
‫األحادية الرامية إلى تحقيؽ نجاح " قصير المدل" مصحكب بمخاطر كاسعة‪ ،‬كدعت ميركؿ إلى تحقيؽ‬
‫المزيد مف الشفافية لتفادم حدكث أزمات مستقبمية‪ ،‬كما أكدت ميركؿ عمى أىمية إشراؾ الدكؿ‬
‫الصاعدة مثؿ الصيف كاليند في مساعي التصدم لؤلزمة المالية الراىنة‪.‬‬

‫‪ 1‬ضياء مجيد المكسكم‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص‪.106:‬‬

‫‪148‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪ :12008/11/15‬تضـ مجمكعة العشريف دكؿ مجمكعة‬ ‫سادسا‪:‬قمة العشريف في واشنطف يوـ‬


‫الثماني الكبرل‪ ،‬ألمانيا ككندا كالكاليات المتحدة كفرنسا كايطاليا كالياباف كبريطانيا كركسيا‪ ،‬باإلضافة‬
‫الى استراليا‪ ،‬كعدد مف الدكؿ األكبر اقتصاديا مف الدكؿ النامية‪ ،‬كىي جنكب إفريقيا كالسعكدية‬
‫كاألرجنتيف كالب ارزيؿ كالصيف كككريا الجنكبية كاليند كأندكنيسيا كالمكسيؾ كتركيا‪ ،‬أما العضك العشريف‬
‫فيك االتحاد األكركبي الذم تمثمو في ىذه القمة التي تترأس دكرة االتحاد الحالي‪.‬‬
‫بدأت مجمكعة العشريف في كاشنطف يكـ ‪ 15‬نكفمبر بمشاركة ‪ 19‬دكلة كاإلتحاد األكركبي تحت مظمة‬
‫مجمكعة العشريف ‪ .‬كقبؿ اإلجتماع دعا الرئيس األمريكي بكش إلى إجراء إصبلحات متكاضعة لمحفاظ‬
‫عمى األسكاؽ الحرة بدال مف اإلجراءات األكثر صرامة التي تفضؿ بعض الدكؿ األكركبية تطبيقيا لمحد‬
‫مف تجاكزات الرأسمالية كأكد بكش عمى خطكرة الكضع كعزـ قادة المجمكعة العشريف عمى التعاكف‬
‫كلكف حذر مف أف األزمة لـ تحؿ بيف ليمة كضحاىا‪.‬‬
‫جاء إجتماع قمة العشريف ليدفيف ‪:‬‬
‫إيجاد إستراتجية فعالة لؤلزمة الرأسمالية‬ ‫‪-‬‬
‫إصبلح النظاـ النقدم الدكلي بشكؿ يعيد تحديد خطكط مالية شاممة أخطأت كثي ار فقد جعمت‬ ‫‪-‬‬
‫العكلمة اقتصاديات دكؿ العالـ مرتبطة فيما بينيا‪ ،‬كأصبحت األزمة عالمية‪ ،‬كما يجب التفكير في‬
‫سياسات االقتصاد الشمكلي عمى صعيد عالمي‪ ،‬كىك اليدؼ مف إجتماع مجمكعة العشريف‪.‬‬
‫كقررت مجمكعة العشريف مخططات إنعاش ستتحكـ فييا بالتأكيد أكلكيات كطنية‪ ،‬يستحدث تنفيذىا‬
‫حتى تعطي أكبر قدر ممكف مف النتائج في أقصر اآلجاؿ ‪.‬‬
‫القرار الثانى الذم أتخذ يتعمؽ بإصبلح نظاـ بريتكف ككدز‪ .‬كنذكر بأف نظاـ النقد العالمي رأل الضكء‬
‫في بريتف ككدز كبديؿ لنظاـ عيار الذىب‪ .‬كفيو إكتسب الدكالر صفة النقد إلحتياطي الدكلي كقدرت‬
‫قيمتو بالذىب ( ‪ 35‬دكالر = أكقية ذىب )‪ .‬كمنذ تمؾ الفترة بدأت الكاليات المتحدة تعيش فكؽ‬
‫إمكاناتيا كتضخمت ديكنيا بشكؿ كبير‪ ،‬كتضاعؼ حجـ اإلختبلالت المالية‪ :‬عجز‪ ،‬تضاعؼ‬
‫المديكنية‪ ،‬سمكؾ المضاربات‪.‬‬
‫كفي ىذا السياؽ قررت مجمكعة العشريف دعـ دكر المجمس المالي لمصندكؽ النقد الدكلي مف خبلؿ‬
‫آلية كشؼ مالية قادرة عمى إكتشاؼ الضعؼ في األنظمة المالية الكطنية كعمى إيجاد حؿ ليا قبؿ أف‬
‫تتسبب في أزمات‪ ،‬كما قررت ضركرة دعـ تمثيؿ االقتصاديات النامية كمساىمتيا في صندكؽ النقد‬
‫الدكلي كالبنؾ الدكلي‪.‬‬

‫‪ 1‬ضياء مجيد المكسكم‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص‪.107:‬‬

‫‪149‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫كمف جيتيـ حدد األكركبيكف أىدافيـ كدعكا إلى تنظيـ مالي مدعـ حسب المحاكر الكبيرة التالية ‪:‬‬
‫تكسيع المراقبة التنظيمية عمى جميع الفاعميف في المالية‬ ‫‪-‬‬
‫إعتماد قانكف مراقبة ييدؼ إلى تجنب المغامرات الكبيرة في القطاع المالي‬ ‫‪-‬‬
‫تجانس قكاعد المحاسبة‬ ‫‪-‬‬
‫إضطبلع صندكؽ النقد الكلي بدكر رئيسي بإعتباره ىيئة عالمية لحكـ االقتصاد الشامؿ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كأخي ار عمى الدكؿ النامية‪ ،‬ضحايا عكلمة اقتصادية كمالية بعيدة عف المراقبة‪ ،‬أف تشارؾ في النقاشات‬
‫كتحسف تقييـ أكزانيا االقتصادية النامية‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬قمة العشريف في لندف في ‪ :12009/04/02‬استضافت العاصمة البريطانية لندف في الثاني‬
‫ؼيؿ ‪ 2009‬قمة مجمكعة العشريف في كقت يعكس جمكد التفكير كالرغبة في التركيز عمى الدكر‬
‫مف أ ر‬
‫المحكرم لدكؿ المركز في االقتصاد العالمي فقط‪ ،‬متجاىميف التطكرات العالمية كمصالح الدكؿ النامية ‪.‬‬
‫تأتي ىذه القمة الطارئة الثانية بعد القمة األكلى التي عقدت في نكفمبر ‪ 2008‬ليذا التجمع الذم بدأ‬
‫عمى استحياء مف جانب الدكؿ النامية كبعقمية المانح مف جانب الدكؿ الصناعية المتقدـ ة‪.‬‬
‫أشار تقرير لصندكؽ النقد الدكلي إلى حدكث حكالى ‪ 88‬أزمة بنكية خبلؿ العقكد األربعة الماضية‬
‫شممت معظـ أنحاء العالـ ‪.‬ككانت خسائر الناتج اإلجمالي العالمي عمى المدل المتكسط ناجمة عف‬
‫أزمات بنكية كبيرة ‪.‬مع أف استمرار تأثير األزمات البنكية كقتان طكيبلن ينتج مف تراجع اإلنتاج يعقبو‬
‫ضعؼ االستثمار كارتفاع معدالت البطالة كارتفاع معدالت التضخـ عمى المستكل العالمي‪.‬‬
‫ككاف صندكؽ النقد الدكلي قد حذر في عاـ ‪ 2009‬كبعد مركر عاـ عمى األزمة المالية العالمية‪ ،‬مف‬
‫أف األزمة المالية العالمية قد تعرقؿ نمك االقتصاد العالمي لسبع سنكات قادمة عمى األقؿ‪ ،‬إذ إف‬
‫األزمات البنكية تؤثر تأثي انر طكيؿ األمد في مستكل الناتج اإلجمالي العالمي بالرغـ مف إمكاف استئناؼ‬
‫النمك كلك بمعدالت منخفضة‪ ،‬كمستكيات أقؿ لمتكظيؼ كاالستثمار كاإلنتاجية تسيـ جميعيا في تكبيد‬
‫الناتج اإلجمالي خسائر مطردة‪.‬‬
‫تكاجو مجمكعة العشريف تحديات في مختمؼ المياديف مف جمكد محادثات تغير المناخ إلى الشككؾ في‬
‫أسكاؽ الماؿ العالمية ‪.‬كما أف» أم مؤشر عمى كحدة الصؼ سيحرؾ الدكالر ‪...‬لكف االختبلؼ في‬
‫الرأم سيسكد كىك ما سيؤدم إلى عدـ تفاعؿ السكؽ« كاتفؽ قادة المجمكعة عمى العمؿ معان لتقييـ‬
‫مدل انسجاـ السياسات التي تتبعيا كؿ دكلة عمى حدل كما إذا كانت ىذه السياسات متسقة عمى نحك‬

‫‪ 1‬مصطفى العبد ا﵀ الكفرم‪ :‬مجموعة العشريف الكبار وقمة ساف بطرسبورغ ‪ 2013‬منتدى غير رسمي لمدوؿ الصناعية‬
‫الكبرى‪ ،‬مجمة المستقبؿ العربي‪ ،‬مركز دراسات الكحدة العربية‪ ،‬الككيت‪ ،‬العدد ‪ ،420‬فيفرم ‪ ،2014‬ص‪.75:‬‬

‫‪150‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫جماعي مع نمك أكثر قابميةن لبلستمرار كأكثر تكازنان ‪.‬كما اتفؽ زعماء دكؿ المجمكعة عمى تحكيؿ‬
‫بعض حقكؽ التصكيت في صندكؽ النقد الدكلي مف الدكؿ الغنية إلى دكؿ ممثمة بشكؿ غير كاؼ مثؿ‬
‫الصيف كغيرىا‪ ،‬كذلؾ في عبلمة جديدة عمى تسارع تغير ميزاف النفكذ االقتصادم بفعؿ األزمة المالية‪.‬‬
‫جاءت القمة الثانية)قمة لندف( في كقت تحكلت األزمة المالية إلى أزمة اقتصادية عالمية ضربت دكؿ‬
‫المركز كامتدت لتصؿ إلى دكؿ األطراؼ ‪.‬ككانت الدكؿ النامية الفقيرة الضحية األساسية لآلليات‬
‫كاألدكات الجديدة في الرأسمالية المالية الجامحة كاإلمعاف في إطبلؽ قكل السكؽ مف عقاليا بينما‬
‫دخمت الدكؿ النامية الصاعدة أك الصناعية الجديدة في لعبة اختبار القكل التفاكضية مف أجؿ الدفاع‬
‫عف مطالبيا‪.‬‬
‫األكلى كقمتيا الثانية‪ ،‬أىميا ‪:‬تداعيات األزمة‬
‫شيد العالـ تطكرات ىامة بيف قمة مجمكعة العشريف ي‬
‫االقتصادية العالمية كتأثر الدكؿ النامية بصفة أساسية؛ كانتخاب باراؾ أكباما رئيسان لمكاليات المتحدة‬
‫األمريكية؛ االختبلفات عبر األطمسي مع المجمكعة األكركبية كامكانية التكافؽ؛ كمكقؼ الدكؿ‬
‫الصناعية الصاعدة الذم ترجمتو المطالب الصينية في قطاعي التجارة كالماؿ ‪ .‬كما كقعت الدكؿ‬
‫النامية ضحية لؤلزمة المالية كاالقتصادية التي تفجرت في منطقة مركز االقتصاد العالمي ممثمة‬
‫بالكاليات المتحدة كأكركبا ‪ ،‬ككانت تداعياتيا خطيرة جدان عمى اقتصاداتيا‪.‬‬
‫ككجيت منظمة األكنكتاد عددان مف المبلحظات حكؿ ىذا التجمع كنادت بضركرة إعادة النظر في‬
‫سياسة إطبلؽ قكل السكؽ التي سادت االقتصاد العالمي ‪ ،‬كفرضت عمى الدكؿ النامية لعقكد طكيمة‬
‫ماضية ‪ ،‬كبخاصة بعد أف تأثرت ىذه الدكؿ بتراجع حجـ المساعدات اإلنمائية المقدمة مف الدكؿ‬
‫المتقدمة كنزكح رؤكس األمكاؿ الخاصة التي عمدت إلى تصفية محافظيا المالية في الدكؿ النامية‬
‫لتعديؿ أكضاعيا في البمد األـ؛ كانتيج الكضع ذاتو العديد مف البنكؾ الخاصة كصناديؽ االستثمار ‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫كما تعرضت الدكؿ النامية النكماش إيراداتيا مف الخارج سكاء نتيجة انخفاض الطمب العالمي عمى‬
‫صادراتيا السمعية ‪ ،‬أك نتيجة تدىكر حصيمة تحكيبلت العمالة في الخارج إلى الكطف األـ‪.‬‬
‫رظبػذد األطٕاد انًطبنجخ ثؼشٔسح اَزٓبط سياسة أكثر مركنة مف جانب صندكؽ النقد الدكلي كالبنؾ‬
‫الدكلي لمكاجية الحاجات الممحة كالطارئة لمدكؿ النامية المتعثرة نتيجة األزمة العالمية‪ ،‬كاعادة النظر‬
‫في ميزاف القكل داخؿ المؤسسات التمكيمية الدكلية كبخاصة صندكؽ النقد الدكلي كالبنؾ الدكلي‪ ،‬كاقامة‬
‫نظاـ جديد في اإلقراض لمحاالت الطارئة؛ ففي ظؿ التحديات التي تكاجو العالـ‪ ،‬يغدك ضركريان‬
‫التكصؿ إلى عقد جديد بيف دكؿ العالـ أجمع بشقيو المتقدـ كالنامي‪ ،‬تأخذ الدكؿ الناشئة كدكؿ األطراؼ‬
‫مكانتيا فيو إلى جانب دكؿ المركز في إقامة نظاـ اقتصادم عالمي جديد‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬تحركات صندوؽ النقد الدولي لمواجية أزمة االقتصاد العالمي‬
‫يعمؿ الصندكؽ منذ بداية األزمة االقتصادية العالمية في عاـ ‪ 2008‬عمى حشد الجيكد عمى جبيات‬
‫متعددة لدعـ أعضائو البالغ عددىـ ‪ 188‬بمدا عضكا ‪.‬كفي ىذا السياؽ‪ ،‬قاـ بزيادة طاقة اإلقراض‬
‫كتكسيع نطاقيا‪ ،‬كاعتمد عمى خبرتو المكتسبة مف العمؿ مع البمداف المختمفة لطرح حمكؿ عمى مستكل‬
‫السياسة االقتصادية‪ ،‬كأجرل إصبلحات جديدة جعمتو أقدر عمى تمبية احتياجات أعضائو‪.‬‬
‫اف الرقابة كاإلشراؼ عمى األداء االقتصادم لمدكؿ األعضاء منفصمة كمجتمعة ىك مف صميـ عمؿ‬
‫الصندكؽ ككسيمتو األكلى لتحقيؽ أىدافو كغاياتو‪ ،‬كالمتتبع لئلشارات األكلى لؤلزمة االقتصادية‬
‫المعاصرة‪ ،‬كفؽ مؤشرات االقتصاد الكمي‪ ،‬حيث أف" االرتفاع في أسعار الصرؼ الحقيقية‪ ،‬العجز في‬
‫الحساب الجارم‪ ،‬التكسع في االئتماف المحمي‪ ،‬الزيادة في عرض النقد بالمعنى الكاسع‪ ،‬كارتفاع‬
‫المديكنية األجنبية كارتفاع حصة تدفؽ رؤكس األمكاؿ األجنبية قصيرة األجؿ نحك الداخؿ كىبكط معدؿ‬
‫النمك االقتصادم كالتقمب في أسعار الفائدة الدكلية ىي في الغالب مؤشرات تدؿ عمى تعرض بمداف‬
‫عديدة‪ ...‬الى أزمة مالية‪ ،‬كمعنى ىذا أف ىناؾ إمكانية لبلعتماد عمى سمكؾ مؤشرات االقتصاد الكمي‬
‫لمتنبؤ بكقكع األزمات المالية قبؿ حدكثيا"‪. 1‬‬
‫اإلقرض منذ بداية‬
‫ا‬ ‫أوال‪ :‬إقامة"جدار ناري" لموقاية مف األزمات ‪:2‬أجرل الصندكؽ زيادة كبيرة في طاقة‬
‫األزمة العالمية‪ ،‬سعيان منو لتمبية احتياجات التمكيؿ لدل بمدانو األعضاء التي أضيرت مف األزمة‬
‫االستقرر المالي ‪.‬كقد قاـ بذلؾ عف‬
‫ا‬ ‫المالية العالمية كلممساعدة عمى تقكية االقتصاد العالمي كدعـ‬

‫‪ 1‬جميؿ ىيؿ عجمي‪ :‬األزمات المالية مفيوميا ومؤشراتيا وامكانية التنبؤ بيا في بمداف مختارة‪ ،‬مجمة جامعة دمشؽ لمعمكـ‬
‫االقتصادية كالقانكنية‪ ،‬مجمد ‪ ، 19‬العدد ‪ ،2003 ،1‬ص‪.197 :‬‬
‫‪ 2‬طُذٔق انُمذ انذٔن‪ :ٙ‬تحرك الصٌذّق لوْاجِت أزهت االقتصاد الؼالوٖ ‪ ،‬طح‪ٛ‬فخ ٔلبئغ‪ 30 ،‬يبسط ‪ ،2015‬ػهٗ انًٕلغ‬
‫‪ ، http://www.imf.org/external/np/exr/facts/changing.htm‬ص‪.1:‬‬

‫‪152‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫طريؽ الحصكؿ عمى تعيدات بزيادة اشتراكات العضكية التي يسددىا البمداف األعضاء كالتي تمثؿ‬
‫لبلقترض مف البمداف األعضاء‪.‬‬
‫ا‬ ‫المصدر الرئيسي لتمكيؿ الصندكؽ – كتأميف اتفاقيات كبيرة‬
‫لئلقرض حتى يككف‬
‫ا‬ ‫زيادة اإلقراض لمكاجية األزمة ‪:‬أجرل الصندكؽ إصبلحا شامبل في إطاره المعتمد‬
‫تركيز عمى الكقاية مف األزمات كقاـ‬
‫ا‬ ‫أكثر مبلءمة الحتياجات البمداف األعضاء‪ ،‬حيث جعمو أكثر‬
‫بتبسيط الشركط المصاحبة لمقركض‪.‬‬
‫كقد تعيد الصندكؽ منذ بداية األزمة بتقديـ قركض لبمدانو األعضاء بقيمة تزيد بكثير عمى ‪ 600‬مميار‬
‫دكالر‪.‬‬
‫ثاً٘ا‪ :‬هطاػذ ة البمداف الفقيرة ‪:‬اضطمع الصندكؽ بإصبلح غير مسبكؽ في سياساتو تجاه البمداف‬
‫لئلقرض الميسر حتى بمغت أ ربعة أضعاؼ حجميا‬
‫ا‬ ‫منخفضة الدخؿ‪ ،‬ك زاد مف المكارد المخصصة‬
‫السابؽ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تؼسٗس تحميالت الصندوؽ ومشورتو بشأف السياسة االقتصادية ‪ :‬مع تطكر األزمة‪ ،‬ازد طمب‬
‫البمداف األعضاء عمى ما يقدمو الصندكؽ مف أعماؿ المتابعة كالتنبؤ كتحميؿ المخاطر كالمشكرة بشأف‬
‫السياسات االقتصادية‪ ،‬كالتي ترتكز عمى المنظكر العالمي الذم يعتمده الصندكؽ كتسترشد بخبرتو‬
‫المكتسبة مف األزمات السابقة ‪.‬كيساىـ الصندكؽ أيضا في الجيكد الجارية الستخبلص دركس مف‬
‫األزمة مف أجؿ إصبلح البنياف المالي العالمي‪ ،‬بما في ذلؾ ما ييستخمص في سياؽ تعاكنو مع‬
‫مجمكعة العشريف لبلقتصاديات الصناعية كاقتصاديات األسكاؽ الصاعدة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬إصالح نظاـ الحوكمة في الصندوؽ ‪ :‬في سياؽ العمؿ عمى تدعيـ شرعية الصندكؽ‪ ،‬اتفؽ‬
‫األعضاء في أؼريؿ ‪ 2008‬كنكفمبر ‪ 2010‬عمى إجراء إصبلحات كاسعة النطاؽ في نظاـ الحككمة‬
‫حتى يعبر بدقة عف األىمية الـ تزايدة لبمداف األسكاؽ الصاعدة ‪.‬كىذه اإلصبلحات األخيرة‪ ،‬التي لـ‬
‫تدخؿ حيز التنفيذ بعد‪ ،‬سكؼ تضمف أيضا احتفاظ البمداف النامية الصغيرة بتأثيرىا في الصندكؽ‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الصندوؽ واصالح إطار اإلقراض‪ :‬كسعيا مف الصندكؽ لتقديـ دعـ أفضؿ لبمدانو األعضاء‬
‫إجرء إصبلح كبير ككاسع النطاؽ‬
‫اإلقرض ككافؽ عمى ا‬
‫ا‬ ‫أثناء أزمة االقتصاد العالمي‪ ،‬قاـ بتعزيز طاقة‬
‫في كيفية منح القركض لؤلعضاء‪ ،‬كذلؾ بزيادة المبالغ المتاحة كتركيزىا في بداية الفترة بقدر أكبر‬
‫كتحديد شركط الحصكؿ عمييا بما يتكافؽ مع مكاطف القكة في كؿ بمد مقترض كظركؼ الخاصة‪.‬‬
‫أؼيؿ ‪ 2009‬استحداث خط االئتماف المرف الذم تـ‬
‫سادسا‪ :‬خط االئتماف لمبمداف قوية األداء ‪:‬تـ في ر‬
‫تعزيزه الحقا في أكت ‪ ، 2010‬كىك أداة إلقراض البمداف التي تتمتع بأساسيات اقتصادية بالغة القكة‬
‫يتاح مف خبلليا الحصكؿ عمى حجـ كبير مف المكارد مقدمان‪ ،‬كذلؾ في األساس عمى سبيؿ التأميف‬

‫‪153‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الكاقي مف األزمات ‪.‬كال يستتبع استخداـ ىذه األداة استيفاء شركط تفرض عمى السياسات االقتصادية‬
‫عند صدكر المكافقة عمى استفادة البمد العضك مف خط االئتماف ‪.‬كقد يمنًحت كؿ مف ككلكمبيا‬
‫كالمكسيؾ كبكلندا حؽ الحصكؿ عمى مكارد تبمغ قيمتيا المجمعة حكالي ‪ 100‬مميار دكالر أمريكي مف‬
‫خبلؿ خط االئتماف المرف) كلـ ييسحب أم مبمغ بمكجب ىذه االتفاقات) ‪.‬كمما يذكر أنو تبيف أف خط‬
‫االئتماف المرف يؤدم إلى تخفيض تكاليؼ االقتراض كتكسيع مساحة التصرؼ أماـ السياسات‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫ضابؼا‪ :‬تحرماث أخرٓ‪:‬‬
‫إتاحت السيولة بشروط مرنة ‪:‬قد تؤدم زيادة الضغكط اإلقميمية أك العالمية إلى التأثير عمى‬ ‫‪.1‬‬
‫بمداف ييعتبر تعرضيا لخطر األزمة أم ار بعيد االحتماؿ ‪.‬كمف خبلؿ تقديـ السيكلة السريعة كالكافية عمى‬
‫فترت الضغكط‪ ،‬يمكف دعـ‬
‫أساس قصير األجؿ ليذه البمداف غير ذات الصمة المباشرة باألزمة أثناء ا‬
‫ثقة السكؽ‪ ،‬كالحد مف انتقاؿ عدكل األزمات‪ ،‬كتخفيض تكمفتيا الكمية ‪.‬‬
‫" مصمـ خصيصا لتمبية‬ ‫كالسيكلة)”‪(“Precautionary and Liquidity Line” – “PLL‬‬ ‫ك"خط الكقاية‬
‫احتياجات السيكلة لدل البمداف األعضاء التي يرتكز اقتصادىا عمى أساسيات قكية كلكنو مشكب‬
‫ببعض مكاطف الضعؼ المتبقية كقد استخدمتو كؿ مف مقدكنيا كالمغرب‪.‬‬
‫إصالح شروط اإلقراض ‪ :‬تكقؼ استخداـ معايير األداء الييكمي مع كؿ قركض الصندكؽ‪ ،‬بما‬ ‫‪.2‬‬
‫اؿرامج‬
‫في ذلؾ برامج الصندكؽ مع البمداف منخفضة الدخؿ ‪.‬كتظؿ اإلصبلحات الييكمية جزءا مف ب‬
‫التي يدعميا الصندكؽ‪ ،‬لكنيا أصبحت أكثر تركياز عمى المجاالت الضركرية لتحقيؽ التعافي‬
‫االقتصادم‪.‬‬
‫التركيز عمى الحماية االجتماعية ‪ :‬يساعد الصندكؽ الحككمات عمى حماية اإلنفاؽ‬ ‫‪.3‬‬
‫االجتماعي كحتى عمى زيادتو‪ ،‬بما في ذلؾ المساعدات االجتماعية ‪.‬كعمى كجو التحديد‪ ،‬يشجع‬
‫الصندكؽ التدابير الرامية إلى زيادة اإلنفاؽ عمى برامج شبكات األماف االجتماعي التي تستطيع تخفيؼ‬
‫أثر األزمة عمى أضعؼ شرائح المجتمع‪ ،‬كالى تكجيو ىذا اإلنفاؽ بشكؿ أفضؿ‪.‬‬
‫لمبرمج التي يدعميا‬
‫مراجعة برنامج متابعة األزمات ‪ :‬أجرل صندكؽ النقد الدكلي مراجعة ا‬ ‫‪.4‬‬
‫كالتي بدأت بعد األزمة العالمية في ‪. 2008‬كخمصت الـ ارجعة إلى أف صندكؽ النقد الدكلي قاـ بدكر‬
‫طرية المنفردة‪ ،‬كمف أجؿ مساعدة‬
‫البرمج‪ ،‬استجابة لبلحتياجات القي ٍ‬
‫أكثر مركنة كاستيعابا في تصميـ ا‬
‫البمداف عمى تجنب تدىكر النتائج االقتصادية في فترة األزمة‪ ،‬فقدـ تمكيبل أكبر كأكثر ترؾ از في بداية‬
‫الفترة ‪.‬كبينما كثير مف البمداف المرتبطة بجكلة ثانية مف برنامج متابعة األزمات كاجيت صعكبات‬

‫‪154‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫مختمفة تظؿ لفترات أطكؿ في الغالب‪ ،‬يبدك أف تصميـ البرنامج كتمكيمو يمبياف احتياجات كؿ بمد منيا‬
‫البرمج السابقة‪.‬‬
‫ضمف إطار يتسؽ مع ا‬
‫مساعدة أفقر بمداف العالـ‪ :‬في تحرؾ لمكاجية األزمة المالية العالمية‪ ،‬أخضع الصندكؽ‬ ‫‪.5‬‬
‫سياساتو إلصبلح غير مسبكؽ يحقؽ صالح البمداف منخفضة الدخؿ ‪.‬كنتيجة لذلؾ‪ ،‬أصبحت برامج‬
‫الصندكؽ أكثر مركنة كاتساقا مع احتياجات كؿ بمد منيا‪ ،‬مع اقترانيا بشرطية مبسطة‪ ،‬كدرجة تيسير‬
‫أعمى‪ ،‬كتركيز أكبر عمى حماية اإلنفاؽ االجتماعي‪.‬‬
‫زيادة الموارد ‪ :‬تمت زيادة المكارد المتاحة لمبمداف منخفضة الدخؿ مف خبلؿ" الصندكؽ‬ ‫‪.6‬‬
‫االستئماني لمنمك كالحد مف الفقر"‪ ،‬عمى مدار الفترة ‪ 2014-2009‬تمشيا مع ما دعا إليو قادة‬
‫أؼيؿ ‪ 2009‬مف مضاعفة طاقة اإلقراض الميسر لدل الصندكؽ كتقديـ تمكيؿ‬
‫مجمكعة العشريف في ر‬
‫إضافي ميسر قدره ‪ 6‬مميارات دكالر أمريكي خبلؿ فترة العاميف إلى الثبلث أعكاـ القادمة ‪.‬كقد كصمت‬
‫تعيدات اإلقراض الميسر مف الصندكؽ لمبمداف منخفضة الدخؿ إلى ‪ 3.8‬مميار دكالر في عاـ ‪2009‬‬
‫‪ ،‬بزيادة قدرىا أربعة أضعاؼ عف المستكيات التاريخية ‪.‬كفي الفترة مف عاـ ‪ 2009‬إلى ‪ ، 2014‬بمغ‬
‫مجمكع اإلقراض الميسر مف الصندكؽ إلى البمداف منخفضة الدخؿ أكثر بقميؿ مف‪ 11‬مميار دكالر‬
‫أمريكي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫تخفيؼ أعباء الديوف لمبمداف التي تواجو كوارث طبيعية ‪:‬أنشأ الصندكؽ في عاـ ‪2010‬‬ ‫‪.7‬‬
‫الصندكؽ االستئماني لتخفيؼ أعباء الديكف في مرحمة ما بعد الككارث لكي ينضـ إلى الجيكد الدكلية‬
‫المبذكلة لتخفيؼ أعباء الديكف عف البمداف شديدة الفقر التي تمحؽ بيا الككارث الطبيعية ‪.‬كقد كصؿ‬
‫حجـ تخفيؼ الديكف الممكؿ مف الصندكؽ االستئماني إلى ‪ 268‬مميكف دكالر أمريكي‪.‬‬
‫كفي عاـ ‪ ، 2015‬كسع الصندكؽ النطاؽ الذم يغطيو ىذا الصندكؽ االستئئماني ليصبح" الصندكؽ‬
‫االستئماني الحتكاء الككارث كتخفيؼ أعباء الديكف‬
‫)”‪ " (Catastrophe Containment and Relief Trust – “CCR‬حتى يتمكف مف تقديـ‬
‫تخفيؼ استثنائي ألعباء ديكف البمداف التي تكاجو كارثة دكلية كبرل في مجاؿ الصحة العامة بما يشكؿ‬
‫تيديدا لؤلركاح كالنشاط االقتصادم كالتجارة الدكلية في عدة بمداف ‪.‬كقد كصؿ حجـ تخفيؼ الديكف‬
‫الممكؿ مف الصندكؽ االستئماني المعدؿ إلى قرابة ‪ 100‬مميكف دكالر أمريكي حصمت عمييا ليبريا‬
‫كغينيا كسيراليكف التي تضرر ثبلثتيا بشدة مف تفشي كباء اإليبكال‪.‬‬

‫‪ 1‬طُذٔق انُمذ انذٔن‪ :ٙ‬تحرك الصٌذّق لوْاجِت أزهت االقتصاد الؼالوٖ ‪ ،‬انًشعغ َفغّ‪ ،‬ص‪.3 :‬‬

‫‪155‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫إقامة" جدار ناري "لموقاية مف األزمات‪ :‬في إجراء يمثؿ مساىمة بارزة في الجيكد المبذكلة‬ ‫‪.8‬‬
‫لمتغمب عمى األزمة المالية العالمية‪ ،‬كافقت مجمكعة العشريف لبلقتصادات الصناعية كاقتصادات‬
‫أؼيؿ ‪ 2009‬عمى زيادة المكارد المقترضة المتاحة لمصندكؽ كعنصر تمكيمي‬
‫األسكاؽ الصاعدة في ر‬
‫مكمؿ لممكارد المستمدة مف اشتراكات العضكية( بمقدار يصؿ إلى ‪ 500‬مميار دكالر لدعـ النمك في‬
‫بمداف األسكاؽ الصاعدة كالبمداف النامية) مما أدل إلى زيادة قدرىا ثبلثة أضعاؼ في مجمكع المكارد‬
‫المخصصة لئلؽارض كالتي بمغت ‪ 250‬مميار دكالر قبؿ األزمة( ‪.‬‬
‫لبلقترض‬
‫ا‬ ‫اقترحا يتيح" االتفاقات الجديدة‬
‫كفي أفريؿ ‪ ، 2010‬أقر المجمس التنفيذم ا‬
‫)”‪ " (“New Arrangements to Borrow” – “NAB‬في صيغة مكسعة كأكثر مركنة تسمح بزيادة‬
‫المكارد المتاحة في إطار ىذه االتفاقات بمقدار‪ 367.5‬مميار كحدة حقكؽ سحب خاصة) حكالي ‪560‬‬
‫مميار دكالر أمريكي(‪ ،‬كمع كجكد مشاركيف جدد يبمغ عددىـ ‪ 13‬بمدا كمؤسسة‪ ،‬منيا عدد مف بمداف‬
‫األسكاؽ الصاعدة التي قدمت مساىمات كبيرة ليذا التكسع الكبير ‪.‬كفي ‪ 15‬نكفمبر ‪ ،2011‬انضـ‬
‫البنؾ المركزم البكلندم إلى ىذه االتفاقات كمشارؾ جديد‪ ،‬فكصؿ مجمكع المكارد المتاحة إلى حكالي‬
‫‪ 370‬مميار كحدة حقكؽ سحؽ خاصة) حكالي ‪ 515‬مميار دكالر ( كعدد المشاركيف الجدد إلى ‪14‬‬
‫أؼيؿ‪2011‬‬
‫مشارؾ ‪.‬كقد تـ تفعيؿ االتفاقات الجديدة لئلؽراض في صيغتيا المكسعة ثماف ـ رات منذ ر‬
‫‪ ،‬مما أتاح لمصندكؽ قد ار ميما مف المكارد المالية‪.‬‬
‫كفي أؼريؿ ‪ ، 2012‬اتفقت المجنة الدكلية لمشؤكف النقدية كالمالية ككزراء المالية كمحافظي البنكؾ‬
‫المركزية األعضاء في مجمكعة العشريف عمى تكفير مكارد إضافية لمصندكؽ مف خبلؿ جكلة جديدة‬
‫إبرـ ‪ 35‬اتفاقية بقيمة كمية قدرىا حكالي ‪ 280‬مميار كحدة حقكؽ‬
‫االقترض عمى أساس ثنائي‪ ،‬فتـ ا‬
‫ا‬ ‫مف‬
‫االقترض خط الدفاع الثاني بعد المكارد‬
‫ا‬ ‫سحب خاصة) ‪ 385‬مميار دكالر أمريكي( ‪ .‬كتمثؿ اتفاقات‬
‫لبلقترض‪.‬‬
‫ا‬ ‫اشتركات العضكية كاالتفاقات الجديدة‬
‫ا‬ ‫التي تكفرىا‬
‫كمف شأف الـ ارجعة العامة اؿاربعة عشرة لمحصص‪ ،‬كالتي تمت المكافقة عمييا في ديسمبر ‪2010‬‬
‫لكنيا لـ تدخؿ حيز التنفيذ بعد‪ ،‬أف تؤدم إلى مضاعفة مكارد الصندكؽ الدائمة لتصؿ عمى ‪477‬‬
‫مميار كحدة حقكؽ سحب خاصة) حكالي ‪ 656‬مميار دكالر(‪ .‬كسيتـ في المقابؿ تخفيض االئتماف الذم‬
‫لبلقترض "مف ‪ 370‬مميار كحدة حقكؽ سحب خاصة إلى ‪ 182‬مميار كحدة‬
‫ا‬ ‫تتيحو" االتفاقات الجديدة‬
‫حقكؽ سحب خاصة‪ ،‬بحيث يصبح ىذا التخفيض نافذا حيف تسدد البمداف المشاركة أنصبتيا مف زيادة‬
‫الحصص المقررة في الـ ارجعة اؿرابعة عشرة‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫كباإلضافة إلى زيادة مكارد الصندكؽ المخصصة لئلؽارض‪ ،‬اتفقت البمداف األعضاء عمى إج ارء تكزيع‬
‫بقيمة كانت تعادؿ آنذاؾ ‪ 250‬مميار‬ ‫عاـ لمخصصات حقكؽ السحب الخاصة في عاـ ‪2009‬‬
‫دكالر أمريكي‪ ،‬مما أدل إلى زيادة كحدات حقكؽ السحب الخاصة بما يقارب العشرة أضعاؼ‪ ،‬كىي‬
‫تمثؿ زيادة كبيرة في احتياطيات الكثير مف البمداف‪ ،‬بما فييا البمداف منخفضة الدخؿ‪.‬‬
‫تعزيز تحميالت الصندوؽ ومشورتو بشأف السياسة االقتصادية‪:‬‬ ‫‪.9‬‬
‫كفي السنكات القميمة الماضية‪ ،‬أطمؽ الصندكؽ مباد ارت ميمة لتعزيز الرقابة تمبية الحتياجات عالـ‬
‫التربط ‪.‬كتتضمف ىذه المباد ارت تجديد اإلطار القانكني لمرقابة‬
‫جديد أكثر اصطباغا بطابع العكلمة ك ا‬
‫بحيث يغطي التداعيات) كيفية تأثير السياسات االقتصادية التي يطبقيا أحد البمداف عمى البمداف‬
‫األخرل(‪ ،‬كتعميؽ عممية تحميؿ المخاطر كالنظـ المالية‪ ،‬كتعزيز تقييمات الـ اركز الخارجية لمبمداف‬
‫األعضاء‪ ،‬كمعالجة المخاكؼ التي تبدييا البمداف بسرعة أكبر‪.‬‬
‫كفي إطار الجيكد األكسع نطاقا التي تبذؿ إلح ارز تقدـ في خطة العمؿ المشار إلييا‪ ،‬اعتمد المجمس‬
‫التنفيذم‪ ،‬في جكيمية ‪ ،2012‬ؽار ار جديدا بشأف الرقابة الثنائية المكحدة لتعزيز اإلطار القانكني الذم‬
‫ترتكز عميو أعماؿ الرقابة ‪.‬كذلؾ ناقش المجمس تقرمار تجريبيا جديدا بشأف االستؽرار الخارجي يقدـ‬
‫تحميبل منسقا كاسع النطاؽ تجريو أط ارؼ متعددة بشأف القطاع الخارجي في اقتصادات العالـ الكبرل ‪.‬‬
‫استرتيجية جديدة لمرقابة المالية تقترح خطكات‬
‫ا‬ ‫كفي سبتمبر ‪ ، 2012‬صادؽ المجمس التنفيذم عمى‬
‫تزيد أىمية التدفقات اؿأرسمالية في‬
‫مممكسة كمرتبة عمى أساس األكلكية لتعزيز الرقابة المالية ‪.‬كازاء ا‬
‫النظاـ النقدم الدكلي‪ ،‬أقر المجمس التنفيذم رؤية مؤسسية بشأف تحرير كإدارة ىذه التدفقات لكي‬
‫يسترشد بيا الصندكؽ في أعمالو الرقابية كفي تقديـ المشكرة لمبمداف األعضاء‪.‬‬
‫كعبلكة عمى ذلؾ‪ ،‬فقد تـ تعزيز تحميبلت المخاطر‪ ،‬كىك ما تـ باعتماد منظكر عابر لمبمداف باإلضافة‬
‫باالشترؾ مع" مجمس االستؽارر المالي"‪ ،‬كما‬
‫ا‬ ‫إلى أساليب أخرل‪ ،‬كيجرم تنفيذ تماريف لئلنذار المبكر‬
‫يجرم العمؿ عمى تعزيز التحميبلت التي تركز عمى الركابط بيف االقتصاد العيني كالقطاع المالي‬
‫تزيد الركابط المالية كالتجارية‬
‫كاالستؽارر الخارجي ‪.‬كقد يبذلت جيكد أيضا لتحديد كفيـ انعكاسات ا‬
‫المتبادلة عمى أعماؿ الرقابة) بما في ذلؾ تقارير التداعيات (كعمى تقديـ القركض لدعـ شبكة األماف‬
‫المالي العالمية‪.‬‬
‫كفي سبتمبر ‪ ، 2014‬تـ استكماؿ ـ ارجعة الرقابة المقررة كؿ ثبلث سنكات‪ ،‬كالتي تيتـ بالبناء عمى‬
‫ىذه اإلصبلحات األخيرة كضماف استـ ارر أنشطة الصندكؽ الرقابية في تكفير أفضؿ دعـ لمنمك القابؿ‬
‫لبلستـ ارر في عالـ ما بعد األزمة الذم يتسـ بركابطو العميقة المتداخمة ‪.‬كتحدد الـ ارجعة خمس‬

‫‪157‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫أكلكيات تشغيمية في الفترة المقبمة ‪:‬الجمع بيف تحميبلت المخاطر كالتداعيات كتعميقيا؛ كالحفاظ عمى‬
‫أنشطة الرقابة األساسية االقتصادية الكمية‪/‬المالية؛ كتكجيو مزيد مف االىتماـ إلى السياسات الييكمية‪،‬‬
‫متربطة كمتخصصة في مجاؿ السياسات؛ كاعتماد منيج‬
‫بما فييا قضايا سكؽ العمؿ؛ كتقديـ مشكرة ا‬
‫رقابي يركز عمى العميؿ‪ ،‬يدعمو التكاصؿ الكاضح كالصريح‪.‬‬
‫كمع كصكؿ عدد العاطميف عف العمؿ إلى ‪ 200‬ألؼ مميكف نسمة عمى مستكل العالـ‪ ،‬كاستـ ارر زيادة‬
‫التفاكت بيف الدخكؿ في العديد مف البمداف‪ ،‬شكؿ الصندكؽ في داخمو" مجمكعة العمؿ المعنية‬
‫بالكظائؼ كالنمك "التي أكصت بخطكات كقدمت إرشادات لتعزيز فعالية الصندكؽ في مساعدة البمداف‬
‫األعضاء عمى تحقيؽ أىدافيا المتعمقة بالنمك كتكفير فرص العمؿ كتكزيع الدخؿ‪.‬‬
‫إصالح الحوكمة مف أجؿ تعبير أصدؽ عف واقع االقتصاد العالمي‬ ‫‪.10‬‬
‫كاف االنتياء مف إصبلح الحككمة عمى أرس األكلكيات لتعزيز شرعية الصندكؽ كزيادة فعاليتو‪.‬‬
‫كفي ‪ 15‬ديسمبر‪ ، 2010‬كافؽ مجمس المحافظيف عمى إصبلحات كاسعة النطاؽ في نظاـ الحككمة‬
‫بمقتضى الـ ارجعة العامة اؿاربعة عشرة لمحصص ‪.‬كتتضمف ىذه اإلصبلحات مضاعفة حصص‬
‫الصندكؽ‪ ،‬مما سيؤدم إلى تحكيؿ نسبة مف أنصبة الحصص الكمية تزيد عمى ‪ 6‬نقاط مئكية إلى‬
‫بمداف األسكاؽ الصاعدة كالبمداف النامية الديناميكية‪ ،‬مع حماية الحصص التصكيتية ألفقر البمداف ‪.‬‬
‫كذلؾ سيؤدم اإلصبلح إلى مجمس تنفيذم أكثر تمثيبل لمبمداف األعضاء ييختار كؿ أعضائو‬
‫باالنتخاب‪.‬‬
‫كحتى تدخؿ اإلصبلحات المقترحة حيز التنفيذ‪ ،‬يجب أف يكافؽ عمى تعديؿ اتفاقية تأسيس الصندكؽ‬
‫ثبلثة أخماس البمداف األعضاء البالغ عددىا ‪ 188‬بمدا) أك ‪ 113‬بمدا مف األعضاء (تشكؿ أصكاتيا‬
‫‪ % 85‬مف مجمكع القكة التصكيتية‪ ،‬كما يجب أف يكافؽ بمداف أعضاء ال تقؿ أصكاتيا عف ‪% 70‬‬
‫مف مجمكع القكة التصكيتية في ‪ 05‬نكفمبر‪ 2010‬عمى إج ارء الزيادات البلزمة في حصصيا ‪.‬كىناؾ‬
‫عدد أكثر مف و‬
‫كاؼ مف البمداف األعضاء كافؽ بالفعؿ عمى إج ارء التعديبلت المطمكبة في اتفاقية‬
‫تأسيس الصندكؽ‪ ،‬لكف ىذه البمداف ال تمثؿ قكة تصكيتية كافية في الصندكؽ حيث تمثؿ ‪ %77‬مف‬
‫النسبة البلزمة التي تبمغ ‪. % 85‬كقد كافقت بمداف أعضاء تمثؿ أكثر مف ‪ % 79‬مف مجمكع‬
‫الحصص عمى إج ارء زيادات في حصصيا‪.‬‬
‫كتأتي مجمكعة اإلصبلحات المتفؽ عمييا استكماال إلصبلحات نظاـ الحصص كاألصكات المتفؽ‬
‫أؼيؿ ‪ ، 2008‬كقد دخمت حيز التنفيذ في ‪ 03‬مارس ‪ 2011‬كبمكجب ىذه اإلصبلحات‬
‫عمييا في ر‬
‫البرزيؿ كالمكسيؾ‬
‫حصؿ ‪ 54‬بمدا عضكا عمى زيادة في حصة عضكيتو ككانت الصيف كككريا كاليند ك ا‬

‫‪158‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫أكثر البمداف استفادة مف ىذه الزيادة ‪.‬كىناؾ ‪ 135‬بمدا عضكا آخر‪ ،‬منيا بمداف منخفضة الدخؿ‪ ،‬ازدت‬
‫قكتيا التصكيتية مع زيادة األصكات األساسية‪ ،‬كىي نسبة مئكية ستظؿ ثابتة مف مجمكع األصكات ‪.‬‬
‫كمع الـ ارجعة العامة اؿاربعة عشرة‪ ،‬سكؼ تبمغ نسبة الحصص المحكلة إلى بمداف األسكاؽ الصاعدة‬
‫كالبمداف النامية الديناميكية ‪ 9‬نقاط مئكية‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫خالصة الفصؿ الثاني‪:‬‬


‫لقد شيد االقتصاد العالمي العديد مف األزمات المالية‪ ،‬كمف بينيا األ زمة اؿمالية التي ضربت الكاليات‬
‫المتحدة األمريكية مع بداية القرف الكاحد كالعشريف أكبر اقتصاد في العالـ بدأت في سكؽ الرىف‬
‫العقارم لمتحكؿ سنة ‪ 2008‬إلى أزمة مالية‪ ،‬كالتي اعتبرت األشد منذ أزمة الكساد العظيـ عاـ‬
‫‪.1929‬‬
‫كقد اتضح أف األزمة تركزت في البداية في قطاع العقار كالتي تعكد إلى انفجار فقاعة العقارات التي‬
‫تشكمت إثر اإلقباؿ الكبير عمى قطاع العقارات في الكاليات المتحدة األمريكية‪ ،‬كترتب عنيا انكماش‬
‫في سكؽ اإلسكاف كزيادة حالة مف الذعر الشديد كشح في السيكلة في أسكاؽ األكراؽ المالية كأسكاؽ‬
‫االئتماف‪ ،‬كانييار أسعار العقارات ليدخؿ القطاع المالي في الكاليات المتحدة األمريكية ثـ بقية العالـ‬
‫في سمسمة مف االضطرابات كاالفبلسات لبنكؾ كمؤسسات مالية‪.‬‬
‫كلقد كاف لؤلزمة المالية العالمية ‪ 2008‬آثار مست مختمؼ جكانب الحياة االقتصادية كالسياسية‬
‫كاالجتماعية كالعسكرية كحتى النفسية ‪.‬فبالنسبة لآلثار االقتصادية تمثمت أساسا في إنييار األسكاؽ‬
‫المالية العالمية‪ ،‬إنخفاض التجارة الدكلية‪ ،‬إنخفاض أسعار البتركؿ‪ ،‬تبخر الفكائض المالية المكظفة في‬
‫المؤسسات المالية العالمية التي إنيارت نتيجة األزمة ‪.‬كقد إمتدت آثار األزمة إلى الجانب االجتماعي‬
‫مف خبلؿ تنامي معدالت البطالة كارتفاع عدد الفقراء كزيادة حاالت العنؼ األسرم كالطبلؽ‪ ،‬كالى‬
‫الجانب النفسي مف خبلؿ إرتفاع حاالت القمؽ كاإلكتئاب‪ ،‬كالى الجانب العسكرم كالسياسي مف خبلؿ‬
‫تخفيض القكات األمريكية في الخارج تمييف السياسة الخارجية األمريكية مع الخارج‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫الفصل الثملح‪:‬‬
‫االأللتراد المملل و ادذ المممألر‬
‫المملظح‬
‫ال اللهوك اإلألالالظح‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫الفصؿ الثالث‪ :‬االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬


‫تمييد‪:‬‬
‫نظر ألىمية الصناعة المالية كالبنكية اإلسبلمية كالدكر المتنامي الذم بدأت تمعبو‪ ،‬سكاء عمى المستكل‬
‫نا‬
‫الدكلي أـ عمى الساحة البنكية المحمية العربية كاإلسبلمية‪ ،‬خاصة بعد األزمة المالية العالمية لسنة‬
‫‪2008‬ـ حيث بدت البنكؾ اإلسبلمية أكثر متانة كقدرة عمى مكاجية الصدمات‪ ،‬كبرزت كمؤسسات‬
‫داعمة لبلستقرار المالي بسبب طبيعة عمميا المتكافقة مع أحكاـ الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬كلـ يسجؿ انييار‬
‫أم بنؾ إسبلمي بخبلؼ البنكؾ التقميدية العريقة منيا أك العادية فإنو مف الضركرة بمكاف دراسة طبيعة‬
‫المخاطر التي تتعرض ليا الصناعة البنكية كاآلليات كاألدكات المستخدمة في إدارتيا‪ ،‬كمدل استقرارىا‬
‫المالي‪.‬‬
‫لذلؾ قسمنا الفصؿ إلى ثبلث مباحث كاآلتي‪:‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬اإلطار النظري لالستقرار المالي‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إدارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مدى تأثر البنوؾ اإلسالمية باألزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬واالستراتيجيات‬
‫المستقبمية لمواجيتيا‬

‫‪162‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬اإلطار النظري لالستقرار المالي‬


‫أصبح الحفاظ عمى االستقرار المالي عمى مدل العقد الماضي ىدفا متزايد األىمية في سياؽ صنع‬
‫السياسات االقتصادية‪ .‬فيناؾ أكثر مف اثني عشر بنكا مركزيا كالعديد مف المؤسسات المالية بما فييا‬
‫صندكؽ النقد الدكلي كالبنؾ الدكلي كبنؾ التسكيات الدكلية‪ ،‬تصدر تقارير دكرية عف االستقرار المالي‬
‫كتخصص جانبا ميما مف جكانب نشاطيا لدراسة االستقرار المالي كالسعي لتحقيقو‪.‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬االستقرار المالي‪ ،‬مفيومو وأىميتو‬
‫أوال‪ :‬مفيوـ االستقرار المالي‬
‫إف النظاـ المالي يككف في حالة استقرار حينما يككف قاد ار عمى تسييؿ األداء االقتصادم كتشتت‬
‫االختبلالت المالية التي تظير داخميان أك نتيجة ألحداث ىامة سمبية كغير متكقعة‪.1‬‬
‫كلعؿ كأقصر تعريؼ لبلستقرار المالي ىك " تجنب كقكع األزمات المالية" ألف األزمة المالية ىي "‬
‫فقداف الثقة في عممة البمد أك أصكلو المالية األخرل" مما يتسبب في سحب المستثمريف األجانب‬
‫لرؤكس أمكاليـ مف البمد"‪.‬‬
‫كفي تعريؼ آخر لبلستقرار المالي أنو‪ " :‬العمؿ عمى التأكد مف قكة كسبلسة عمؿ جميع مككنات‬
‫النظاـ المالي‪ ،‬مما ينطكم عمى غياب التشنجات كالتكترات في ىذا الجياز بما ينعكس سمبان عمى‬
‫االقتصاد‪."2‬‬
‫فاالستقرار المالي يرتبط بالنظاـ المالي كمككناتو كاألنشطة المرتبطة بو‪ ،‬كعمى رأس ما يكلي لو‬
‫األىمية كالعناية أسكاؽ الماؿ كالبنكؾ التجارية كمف أىـ الجيات المسؤكلة عف تحقيؽ ذلؾ البنكؾ‬
‫المركزية‪ ،‬مف خبلؿ مدل سبلمة كصبلحية السياسات المالية كالنقدية‪ ،‬التي تنتيجيا كفي نفس الكقت‬
‫ألىميتيا كحساسيتيا كلتاريخيا المرتبط باألزمات حيف كقكعيا سكاء كانت ىي مبعث لتمؾ األزمات أك‬
‫غيرىا‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪J.Schinasi Garry: " Defining financial stability", IMF Working Paper,, 2004WP/04/187, P.08‬‬
‫‪2‬بلوافي أحمد مهدي‪ :‬البنوك اإلسالمية واالستقرار المالي‪ ،‬تحليل تجريبي‪ ،‬مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جامعة الملك عبد‬
‫العزيز‪ ،‬جدة‪ ،2009 ،‬ص‪.109:‬‬
‫‪ 3‬انًشعغ َفغّ‪ ،‬ص‪.109:‬‬

‫‪163‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫بينما يعرؼ عدـ االستقرار المالي عمى أنو الحالة أيف يككف فييا لمصدمات العادية األثر الكبير عمى‬
‫النظاـ المالي مما يتسبب بأزمة مالية‪ ،‬بتعبير آخر عدـ االستقرار المالي يعبر عف ىشاشة النظاـ‬
‫المالي‪.1‬‬
‫أصبح الحفاظ عمى االستقرار المالي عمى مدل العقد الماضي ىدفا متزايد األىمية في سياؽ صنع‬
‫السياسات االقتصادية‪ .‬فيناؾ أكثر مف اثني عشر بنكا مركزيا كالعديد مف المؤسسات المالية بما فييا‬
‫صندكؽ النقد الدكلي كالبنؾ الدكلي كبنؾ التسكيات الدكلية‪ ،‬تصدر تقارير دكرية عف االستقرار المالي‬
‫كتخصص جانبا ميما مف جكانب نشاطيا لدراسة االستقرار المالي كالسعي لتحقيقو‪.‬‬
‫إف النظاـ المالي يككف مستق ار إذا ما اتسـ باإلمكانات التالية‪:2‬‬
‫تسيير كفاءة تكزيع المكارد االقتصادية؛ حسب المناطؽ الجغرافية كمع مركر الكقت‪ ،‬إلى جانب‬ ‫‪‬‬
‫العمميات المالية األخرل كاالدخار كاالستثمار‪ ،‬اإلقراض كاالقتراض‪ ،‬خمؽ السيكلة كتكزيعيا‪ ،‬تحديد‬
‫أسعار األصكؿ‪ ،‬كأخي ار تراكـ الثركة كنمك الناتج؛‬
‫تقييـ المخاطر المالية كتسعيرىا كتحديدىا كادارتيا؛‬ ‫‪‬‬
‫استمرار القدرة عمى أداء ىذه الكظائؼ األساسية حتى مع التعرض لمصدمات الخارجية أك في‬ ‫‪‬‬
‫حاؿ تراكـ االختبلالت‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أىميتو‪ : 3‬تكمف أىمية االستقرار المالي فيما يمي‪:‬‬
‫أف االضطرابات المالية تقؼ عمى رأس المخاطر التي تيدد استقرار االقتصاد العالمي ‪.‬فقد‬ ‫‪.1‬‬
‫أشار تقرير منتدل االقتصاد العالمي الذم صدر في مطمع عاـ يناير ‪ 2008‬ـ كحمؿ عنكاف‬
‫"المخاطر العالمية ‪2008‬ـ " أف النظـ المالية المضطربة‪ ،‬كخاصة أزمة الرىف العقارم التي تفاقمت‬
‫في أمريكا في منتصؼ كأكاخر العاـ الماضي‪ ،‬تمثؿ تحديا كبي ار يؤثر عمى استقرار االقتصاد العالمي‪.‬‬
‫كليذا فقد طالب التقرير بزيادة التدخؿ في أسكاؽ الماؿ لتقميؿ حدة المخاطر كتحسيف حككمة النظاـ‬
‫المالي العالمي مف خبلؿ شبكة مسئكليف إلدارة المخاطر‪ .‬كأكد التقرير عمى أف التركيز المتزايد عمى‬
‫األسكاؽ المالية المضطربة كالتكترات السياسية المتفاقمة في عاـ ‪ 2008‬ـ قد يدفعاف الحككمات‬

‫‪1‬‬
‫‪Borio Claudio &Drehman Mathias : « Towards an operational framework for financial stability:‬‬
‫‪“Fuzzy”, measurement and its consequences”, central bank of Chile Working Paper, N°544, December 2009 ,‬‬
‫‪P.02‬‬
‫‪ 2‬غبس٘ ش‪ُٛ‬بع‪ :ٙ‬الحفاظ ػلٔ االضتقرار الوالٖ ‪ ،‬لؼب‪ٚ‬ب الزظبد‪ٚ‬خ ‪ ،36‬طُذٔق انُمذ انذٔن‪ ،ٙ‬عجزًجش ‪ ،2005‬ص‪.02:‬‬
‫‪3‬ثهٕاف‪ ٙ‬أحًذ يٓذ٘‪ ،‬يشعغ عجك ركشِ‪ ،‬ص‪-‬ص‪.114-110 :‬‬

‫‪164‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫كالشركات إلى تجاىؿ المخاطر األقؿ إلحاحا مثؿ التغيرات المناخية‪ ،‬كىذا مف شأنو أف يزيد في‬
‫صعكبة التعامؿ مستقببل مع ىذه القضايا الحرجة بعيدة المدل؛‬
‫غياب االستقرار المالي يؤثر عمى النمك االقتصادم‪ .‬ففي ظؿ تداعيات أزمة الرىف العقارم‬ ‫‪.2‬‬
‫التي انطمقت ش اررتيا مف أمريكا كامتدت إلى غيرىا أعاد صندكؽ النقد الدكلي النظر في تكقعاتو بشأف‬
‫النمك االقتصادم ليذا العاـ كلمعاـ المقبؿ‪ .‬ففي مراجعاتو التي أصدرىا في أبريؿ مف ىذا العاـ‪ ،‬ذكر‬
‫الصندكؽ أنو كمما زادت حدة األزمات المالية كطالت فترة بقائيا كمما قمت معدالت النمك االقتصادم؛‬
‫انتشار االضطرابات المالية عمى نطاؽ كاسع عمى مستكل االقتصاد المحمي كعمى المستكل‬ ‫‪.3‬‬
‫العالمي‪ .‬فاالىت اززات المالية تي ً‬
‫حدث تأثي ار متزايدا عمى كؿ مف قنكات االئتماف البنكية كغير البنكية في‬
‫االقتصاديات المتقدمة" بينما تتزايد األدلة عمى حدكث ضائقة ائتمانية كاسعة النطاؽ كاف لـ تتحكؿ بعد‬
‫إلى أزمة ائتماف مكتممة المبلمح بسبب أزمة الرىف العقارم‪ .‬كيبلحظ تشديد معايير اإلقراض البنكي‬
‫في الكاليات المتحدة كأكركبا الغربية‪ ،‬كتراجع حركة إصدار األكراؽ المالية المييكمة‪ ،‬كشدة اتساع فركؽ‬
‫العائد عمى سندات ديف الشركات‪ .‬كيبمغ التأثير أقصى درجاتو في الكاليات المتحدة حيث يسيـ في‬
‫تعميؽ التصحيح الجارم في سكؽ المساكف‪ .‬ككانت قنكات انتقاؿ اآلثار في أكركبا الغربية ىي البنكؾ‬
‫األكثر تعرضا بشكؿ مباشر لمخاطر األكراؽ المالية األمريكية منخفضة الجكدة كاضطرابات أسكاؽ‬
‫المعامبلت بيف البنكؾ كأسكاؽ األكراؽ المالية‪ .‬ككاف لمتكتر الذم أصاب األسكاؽ المالية في اآلكنة‬
‫األخيرة أثر أيضا عمى أسكاؽ النقد األجنبي‪ .‬فقد زاد انخفاض سعر الصرؼ الفعمي الحقيقي لمدكالر‬
‫األمريكي مقارنة بما كاف عميو في منتصؼ ‪ 2007‬ـ في ظؿ تراجع االستثمارات األجنبية في السندات‬
‫كاألسيـ األمريكية كالذم أحدثو انخفاض مستكل الثقة في سيكلة ىذه األصكؿ كالعائد عمييا‪ ،‬فضبل‬
‫عف ضعؼ احتماالت النمك في الكاليات المتحدة كزيادة تكقعات خفض أسعار الفائدة‪ .‬كجاء اليبكط في‬
‫قيمة الدكالر األمريكي ليعطي دفعة لصافي الصادرات‪ ،‬كليساعد عمى خفض العجز في الحساب‬
‫الجارم األمريكي إلى ‪ %5‬ـ ف إجمالي الناتج المحمي بانخفاض مقداره ‪ % 1.5‬تقريبا مف إجمالي‬
‫الناتج المحمي عف الذركة المحمي‪ ،‬التي بمغيا في عاـ ‪ 2006‬ـ‪ .‬كما أف انتشار ىذه االضطرابات يبيف‬
‫مدل ىشاشة النظاـ المالي القائـ‪ ،‬فقد ذكر صندكؽ النقد الدكلي في تعميقو عمى أزمة الرىف العقارم‬
‫األمريكية عمى إثر نشره لمتقرير الدكرم عف االستقرار المالي في ىذا العاـ أف أحداث األشير الستة‬
‫مف أكتكبر ‪ 2007‬ـ إلى إبريؿ ‪ 2008‬ـ برىنت عمى اليشاشة التي يتسـ بيا النظاـ المالي العالمي‬

‫‪165‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫كالتي أثارت تساؤالت جكىرية حكؿ مدل فعالية االستجابة التي أصدرتيا مؤسسات القطاعيف الخاص‬
‫كالعاـ؛‬
‫المطمب الثاني‪ :‬محددات االستقرار المالي‬
‫يمكف تصنيؼ محددات االستقرار المالي في ثبلث مجمكعات ىي‪:1‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط ماكرو اقتصادية ‪:‬إف المحافظة عمى االستقرار المالي تتطمب تعزيز سياسات االقتصاد‬
‫الكمي كالسياسات الييكمية المبلئمة‪ .‬حيث تتأثر مؤسسات االئتماف بالتغيرات التي تط أر عمى البيئة‬
‫االقتصادية الكمية التي تنشط بيا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجياز الداخمي لتسيير المخاطر في المؤسسات المالية واألسواؽ‪ :‬مف أجؿ الحفاظ عمى‬
‫االستقرار النظاـ المالي ال بد مف تكفير‪ ،‬اإلطار المؤسساتي كالتنظيمي المبلئـ لتأطير كؿ مف‬
‫مستكيات‪ ،‬طبيعة كادارة المخاطر في المؤسسات التي يتككف منيا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬فعالية جياز التنظيمي والرقابي لممؤسسات المالية ولنظـ الدفع‪ :‬إف فعالية ككفاءة اإلطار‬
‫المؤسساتي كقدرة النظاـ عمى التكيؼ مع االبتكارات كالتغيرات في البيئة المالية‪ ،‬تعتبر أيضا مف‬
‫الشركط البلزمة لمحفاظ عمى االستقرار المالي‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬رىانات االستقرار المالي‬
‫باإلضافة لصعكبة كضع إطار نظرم مكحد لتعريؼ االستقرار المالي ككذا صعكبة نمذجة ىذا األخير‪،‬‬
‫يكجد رىانات أخرل ىي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االستقرار المالي سمعة عامة‪ :‬إف ىناؾ ركابط بالغة األىمية تربط بيف األسكاؽ المالية في أم بمد‬
‫بنقكد الثقة كاالقتصاد الحقيقي فيو‪ .‬قامت عديد الدراسات النظرية بإثبات أف االستقرار المالي الدكلي‬
‫ىك عبارة عف سمعة عامة دكلية‪ .‬كىك ما استكجب تنسيؽ العمؿ الجماعي عمى المستكل العالمي مف‬
‫أجؿ ضماف ىذا االستقرار‪ .‬في حيف أف ىذا الطرح اصطدـ بعدة اعتراضات‪ ،‬كلكف ال شؾ‪ ،‬مف أف‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫عكاقب كردكد االستقرار المالي الدكلي عمى االقتصاد العالمي كالنمك كفيمة بدعـ ىذا الرأم‬

‫‪1‬‬
‫‪AMAO (2009) : « Stabilité financière et supervision bancaire au sein de la CEDEAO », Agence Monétaire‬‬
‫‪del’Afrique de l’Ouest », Novembre, PP.03-04.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Toure Oumar (2004) : « Prévenir les crises financières et assurer la stabilité financière au niveau mondial‬‬
‫‪:analyse de la nécessité de l’action collective », Communication pour les journées de recherche « crises‬‬
‫‪financières internationales GDR-économie monétaire et financière et séminaire jeunes chercheurs :‬‬
‫‪modélisation des crises financières axe finance international laboratoire d’Economie d’Orléans, 6 et 7 mais,‬‬
‫‪pp.01-02.‬‬

‫‪166‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫ثانيا‪ :‬االستقرار ال يعني الجمود‪ :‬يجب التأكيد عمى أف االستقرار ليس مرادفا لمجمكد‪ .‬يجب عمى‬
‫المؤسسات المالية أف تتطكر كأف يكاكب أداءىا الضغكط التنافسية كما يجب عمييا أف تتكيؼ كالتغيرات‬
‫المفاجئة في بيئة االقتصادية الكمية‪ .‬التحدم ىك بالضبط السماح آللية السكؽ لعب دكرىا مع منع‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ظيكر أم خمؿ في النظاـ المالي الذم مف شأنو أف يؤثر عمى االقتصاد ككؿ‬
‫ثالثا‪ :‬االستقرار المالي والنمو االقتصادي‪ :‬إف االستقرار المالي ىك شرط ضركرم لمنمك االقتصادم‪،‬‬
‫كذلؾ ضمف عبلقات متبادلة مع االستقرار النقدم‪ .‬الكاقع‪ ،‬أف فعالية السياسة النقدية تتطمب نظاـ مالي‬
‫قكم كمستقر لضماف انتقاؿ آثارىا عمى االقتصاد الحقيقي‪ .‬كما أف‪ ،‬سياسات االقتصاد الكمي تساعد‬
‫عمى ضماف استقرار النظاـ المالي‪ .‬غير أف مسألة تحديد المستكل الكؼء لبلستقرار المالي ال تزاؿ‬
‫قائمة ‪.‬كاف الجكاب إيجابيا لمذيف آمنكا بإمكانية المفاضمة بيف االستقرار المالي كالنمك االقتصادم‪،‬‬
‫السيما في األسكاؽ الناشئة‪ .‬عمى ىذا المستكل‪ ،‬ينبغي لمبمداف الناشئة االختيار بيف تعزيز االستقرار‬
‫المالي كتطكير كفاءة النظاـ المالي‪.2‬‬
‫رابعا‪ :‬االستقرار المالي والخطر النظامي‪ :‬نظ ار ألف النظاـ المالي يتسـ بحالة مف المد كالجزر التي ال‬
‫تنتو‪ ،‬فاف مفيكـ االستقرار المالي ال يشير إلى مكقؼ أك مسار زمني كاحد كثابت يمكف لمنظاـ المالي‬
‫العكدة إليو بعد صدمة ما‪ ،‬كانما يشير إلى نطاؽ ممتد أك سمسمة متصمة مف األحداث‪ .‬كتتصؼ ىذه‬
‫السمسمة بأنيا متعددة األبعاد‪ ،‬فيي تحدث عبر العديد مف المتغيرات التي يمكف مشاىدتيا كقياسيا‪،‬‬
‫كالتي يمكف استخداميا في التحديد الكمي كاف كاف غير دقيؽ )لمدل كفاءة النظاـ المالي في أداء‬
‫كظائفو التسييرية‪ .‬بحيث تعددت محددات االستقرار المالي حاليا لتشمؿ إضافة لمسبلمة كالمتانة المالية‬
‫محددات أخرل‪ ،‬ممثمة في االستقرار االقتصادم الكمي‪ ،‬الصدمات الخارجية‪ ،‬كحتى البيئة السياسية‬
‫كاألمنية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Quaden Guy (2007) : « les banques centrales et la stabilité financière », Séance d’ouverture de la‬‬
‫‪conférence de l’international coopérative and mutual insurance federation, Bruxelles, 26‬‬
‫‪Septembre, P.02.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Hammoud Gill (2007) : « Définitions et caractéristiques de la stabilité financière pour les pays en‬‬
‫‪développement », Revue Economique et Monétaire, N°01, P.05.‬‬

‫‪167‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إدارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬


‫تنشأ المخاطر عندما يترتب عمى القياـ بعمؿ ما أكثر مف احتماؿ حكؿ نتيجتو مع عدـ التأكد مما‬
‫ستككف عميو النتيجة النيائية ليذا العمؿ‪ ،‬كتتمثؿ المخاطر في الظركؼ أك األحداث غير المؤكدة‪،‬‬
‫كالتي لك حدثت سيككف ليا تأثير سمبي أك إيجابي عمى أىداؼ المشركع‪ ،‬كبالتالي يرتبط مفيكـ‬
‫المخاطر أساسان بحالة عدـ التأكد كالتعرض ليذه الحالة المرافؽ ألنشطة المؤسسات المالية‪ .‬كبالرغـ‬
‫مف أف حالة عدـ التأكد ىي الحالة التي تكاجييا كافة منشآت األعماؿ في ممارستيا ألنشطتيا‪ ،‬إال أف‬
‫ىذه الحالة تعتبر أكثر عمقان في المؤسسات المالية كخاصة البنكية منيا‪ ،‬كذلؾ مرده إلى طبيعة أنشطة‬
‫ىذه المؤسسات التي تقكـ عمى االتجار بأمكاؿ الغير كالعمؿ عمى تعظيـ أرباحيا كزيادة متانة مركزىا‬
‫المالي مف خبلؿ سعييا لمتخفيؼ مف المخاطر المترتبة عمى حالة عدـ اليقيف في أنشطتيا كذلؾ في‬
‫مستيؿ تقديميا لخدماتيا‪.‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬األساس الفكري لممخاطرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫أوال‪ :‬المعنى الفقيي لممخاطرة‪ :‬فيما يمي نكرد أىـ المعاني كالمصطمحات التي عبر مف خبلليا الفقياء‬
‫عف المخاطرة‪:‬‬
‫الضماف ‪ :‬ذكر فقياء الحنفية كالحنابمة أف الربح يستحؽ بالماؿ أك بالعمؿ أك بالضماف‪ ،‬مما‬ ‫‪.1‬‬
‫يفيـ منو أف المخاطرة (الضماف) ليا دكر مستقؿ في الكسب كدكر الماؿ أك العمؿ‪.1‬‬
‫الغرر‪ :‬الغرر لغة الخطر كالخديعة‪ ،‬كفي االصطبلح الفقيي الغرر ما يككف مستكر العاقبة‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫لحديث مسمـ عف أبي ىريرة مرفكعا نيى عف بيع الغرر كفسره القاضي بما تردد بيف أمريف ليس‬
‫أحدىما أظير كلك كاف بيع آبؽ كشارد لقادر عمى تحصيميما ألنو مجرد تكىـ ال ينافي تحقؽ عدمو كال‬
‫ظنو بخبلؼ ظف القدرة عمى تحصيؿ مغصكب‪ .‬كبيع الغرر ثبتت حرمتو في السنة فيما ركاه أبك ىريرة‬
‫أف رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ نيى عف بيع الغرر ‪ ،2‬كقد أجمعت األمة عمى حرمة بيع الغرر‪،‬‬
‫كقد ضربكا لبيكع الغرر أمثمة كبيع الطير في اليكاء كالسمؾ في الماء كنحك ذلؾ‪ ،‬كتسمى بيكع الخطر‬
‫كمنيا بيع حبؿ الحبمة كبيع البعير الشاردة‪...‬الخ‪.‬‬
‫احتماؿ وقوع الخسارة‪ :‬إذ نجد أف اإلماـ ابف القيـ الجكزيو قسـ المخاطرة إلى مخاطرتيف‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫األكلى مخاطرة التجارة‪ ،‬كالثانية مخاطرة القمار‪ ،‬فقاؿ‪" :‬المخاطرة مخاطرتاف‪ ،‬مخاطرة التجارة‪ ،‬كىك أف‬

‫‪1‬ػ‪ٛ‬غٗ ػ‪ٛ‬ف هللا انًُظٕس‪ً :‬ظرٗت األرباح فٖ الوصارف اإلضاله٘ت ‪ ،‬داس انُفبئظ‪ ،‬األسدٌ‪ ،2007 ،‬ص‪.143:‬‬
‫‪ 2‬سٔاِ أثٕ دأد ػٍ أث‪ْ ٙ‬ش‪ٚ‬شح‪ ،‬ثبة ث‪ٛ‬غ انغشس‪ٔ ،254/3 ،‬انج‪ٓٛ‬م‪ ٙ‬ػٍ اثٍ ػًش ‪ٔ ،302/5‬انذاس لطُ‪ ٙ‬ػٍ اثٍ ػجبط ‪.15/3‬‬

‫‪168‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫يشترم السمعة بقصد أف يبيعيا كيربح كيتككؿ عمى ا﵀ في ذلؾ‪ ،‬كمخاطرة الثاني الميسر الذم يتضمف‬
‫أكؿ الماؿ بالباطؿ فيذا الذم حرمو ا﵀ كرسكلو صمى ا﵀ عميو كسمـ‪.‬‬
‫المجازفة‪ :‬كرد تعريؼ المخاطرة بمعنى المجازفة في حديث ابف تيمية فقاؿ‪" :‬المجاىدة في‬ ‫‪.4‬‬
‫سبيؿ ا﵀ فييا مخاطرة‪ ،‬قد ىيغمب أك ييغمب ككذلؾ سائر األمكر مف الجعالة كالمزارعة كالمساقاة‬
‫كالتجارة‪ ،‬كالسفر كغيرىما"‪ ،‬بؿ أف المخاطرة تحيط ببني البشر في حياتيـ اليكمية‪ ،‬كالبشر ال يعممكف‬
‫الغيب كال يتصرفكف بناءان عمى اليقيف أك التأكد بؿ بناءان عمى الظف كعدـ التأكد‪.‬‬
‫كيمكف ايجاز المخاطرة في المعامبلت المالية في الشكؿ التالي‪:‬‬
‫الشكؿ رقـ(‪ :)01-03‬أنواع الخطر‬

‫الخطر في المبادالت المالية‬ ‫خطر تابع لمممكية‬


‫خطر غير تابع لمممكية‬

‫احتماؿ االنتفاع أقؿ‬ ‫احتماؿ االنتفاع أكبر‬


‫خطر غير تابع لمممكية‬
‫مف احتماؿ الخسارة‬ ‫مف احتماؿ الخسارة‬

‫قمار‬ ‫غرر فاحش(مجازفة)‬ ‫غرريسير‬

‫المصدر‪ :‬سامي بف إبراىيـ السكيمـ‪ :‬التحوط في التمويؿ اإلسالمي ‪ ،‬كرقة مناسبات رقـ ‪ ،10‬المعيد‬
‫اإلسبلمي لمبحكث كالتدريب‪ ،‬البنؾ اإلسبلمي لمتنمية‪ ،‬السعكدية‪ ،‬جدة‪.2008 ،‬‬
‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬المعنى المعاصر لممخاطرة في االقتصاد اإلسالمي‬

‫التعريؼ العاـ لممخاطرة في االقتصاد اإلسالمي‪ :‬إف معنى المخاطرة في االقتصاد اإلسبلمي‬ ‫‪.1‬‬
‫بمفيكميا العاـ في العصر الحديث‪ ،‬ال يختمؼ عف التعريؼ العاـ ليا‪ ،‬كالذم ييعنى باحتمالية تذبذب‬

‫‪ 1‬ثٍ إثشاْ‪ٛ‬ى انغبن‪ :ٙ‬تحل٘ل الربح٘ت التجارٗت التخار القراراث االضتثوارٗت فٖ البٌْك اإلضاله٘ت ‪ ،‬داس طفبء نهُشش ٔانزٕص‪ٚ‬غ‪ ،‬ؽ ‪ ،1‬ػًبٌ‪،‬‬
‫‪ ،2016‬ص‪ -‬ص‪.77-75 :‬‬

‫‪169‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫العكائد كامكانية كقكع الخسائر‪ ،‬كما ذكر ابف قيـ الجكزيو في تعريفو عف احتماؿ الخسارة في التجارة‬
‫كالمقامرة‪ ،‬كىذا المعنى لممخاطرة بشكميا العاـ لـ ينفيا الفقياء كالعمماء المعاصريف‪.‬‬
‫كالمخاطرة في تعريؼ أحد الكتاب ىي "الحالة التي تتضمف احتماؿ االنحراؼ عف الطريؽ الذم يكصؿ‬
‫إلى نتيجة متكقعة أك مأمكلة"‪. 1‬‬
‫تعريؼ المخاطرة وفقا لطبيعتيا في االقتصاد اإلسالمي‪ :‬يقصد بالمخاطرة كفقا لطبيعتيا ىك‬ ‫‪.2‬‬
‫أسباب ككيفية حدكثيا عمى أساس األدكات كالصيغ التمكيمية المتعامؿ بيا كالنظاـ االقتصادم الذم‬
‫يحكميا‪.‬‬
‫كاذا ما أردنا إعطاء تعريؼ لممخاطرة انطبلقا مف طبيعتيا‪ ،‬نجد أف المخاطرة كفقا لممفيكـ اإلسبلمي‬
‫تختمؼ عف المخاطرة في المفيكـ التقميدم في جانب أساسي‪ ،‬كالذم يحدد إسبلمية االقتصاد‪ ،‬أال كىك‬
‫االلتزاـ بالشريعة اإلسبلمية‪.‬‬
‫فقد جرل العرؼ عمى أف المخاطرة تتعمؽ بالجكانب المالية لبلستثمار مثؿ المخاطر االئتمانية كمخاطر‬
‫سعر الصرؼ كما إلى ذلؾ‪ ،‬إال أف مفيكـ المخاطرة يمكف أف يككف أكسع مف ذلؾ بإضافة الجكانب‬
‫الشرعية المتعمقة بالبنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬كدخكليا في تمكيؿ أك المشاركة في استثمارات أك مشركعات‬
‫تحتمؿ عدـ احتراميا لمضكابط كالمعايير الشرعية‪ ،‬حتى كلك كاف المشركع يدر عكائد مؤكدة الحدكث‪.‬‬
‫كيمكف اقتراح تعريؼ لممخاطرة مف كجية نظر البنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬عمى أنيا‪-‬إضافة الحتماؿ تذبذب‬
‫العكائد كتعرض البنؾ لخسائر غير متكقعة‪ -‬قياـ البنؾ اإلسبلمي بتمكيؿ أك االستثمار في مشركعات‬
‫تحتمؿ عدـ احتراميا لمضكابط كالمعايير الشرعية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬قواعد فقيية تحكـ المخاطرة في االقتصاد اإلسالمي‬
‫قاعدة الغنـ بالغرـ‪ :‬كىي قاعدة كمية مستمدة مف الحديث النبكم (الخراج بالضماف)‪ ،‬كمعناىا‬ ‫‪.1‬‬
‫"ىك ما يمزـ المرء لقاء شيء مف ماؿ أك نفس مقابؿ الغنـ كىك ما يحصؿ لو مف مرغكبو مف ذلؾ‬
‫الشيء"‪ .2‬كتعتمد عمى أف العائد ال يحؿ إال نتيجة تحمؿ المخاطرة‪ ،‬كما تعني أف كؿ شريؾ كما أف لو‬
‫عائدان مف الربح فيجب عميو أف يتحمؿ الخسارة (ماعدا صيغة المضاربة إال إذا ثبت تعمد كتقصير‬
‫المضارب)‪ ،‬كال يصح لو أف يضمف لنفسو الغنـ كيرمي بالغرـ عمى عاتؽ غيره‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫& ‪Vaughan, Emmett J., and Vaughan, Therese. " Fundamentals of Risk and Insurance ". john Willey‬‬
‫‪Sons 1999, p7.‬‬
‫‪َ 2‬فظ انًشعغ‪ ،‬ص‪.78 :‬‬

‫‪170‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫ب ًم ٍنيي ىما أ ٍ‬
‫ىخ ىكٍفيي ىما"‪.1‬‬ ‫ض َّ‬
‫اد ٍي ًف ٍاأل ٍ‬
‫ىغمى ي‬
‫ِ‬
‫ويقوؿ الماوردي الشافعي َو َحقيقَ ُة ال َغ َر ِر‪ :‬ىما تىىرَّد ىد ىب ٍي ىف ىج ىك ىازٍي ًف يمتى ى‬
‫كتكظيؼ ىذه القاعدة الفقيية اقتصاديا ىك مف أعظـ المقاصد التي تسعى إلييا البنكؾ اإلسبلمية إلى‬
‫تحقيقيا متميزة في ذلؾ عف غيرىا مف البنكؾ الربكية‪ ،‬التي يحصؿ فييا المكدعكف عمى فكائد متراكمة‬
‫دكف سعي أك تعرض ألم نكع مف المخاطر‪ ،‬كالمقترضكف ال يشاركيـ البنؾ في تحمؿ الخسارة إذا‬
‫تحققت‪ ،‬فالبنؾ الربكم ال يتحمؿ مخاطر خسارة العميؿ في استثماراتو كال يعتبر احتماؿ عدـ السداد‬
‫خط انر عميو ألنو يأخذ ضمانا تفكؽ قيمة القرض‪ ،‬كفي جميع الحاالت فاف تحقؽ الربح يككف أكيدا‬
‫بالفكائد الربكية التي يحصؿ عمييا‪ ،‬كال مجاؿ الحتماؿ الخسارة مما يجعؿ العميؿ يتحمؿ مخاطر‬
‫اإلفبلس كحده دكف مشاركة طرؼ ثاف‪ ،‬عمى عكس البنؾ اإلسبلمي الذم يقر بالكسب دكف عمؿ‬
‫كالماؿ دكف عمؿ‪.‬‬
‫ض ًم ىف أىصؿ شيء‬
‫قاعدة الخراج بالضماف‪ :‬كىي االستعداد لتحمؿ المخاطرة‪،‬كالتي تفيد انو مف ى‬ ‫‪.2‬‬
‫جاز لو أف يحصؿ عمى ما تكلد عنو مف عائد‪ ،‬فبضماف أصؿ الماؿ يككف الخراج المتكلد عنو جائز‬
‫االنتفاع لً ىمف ضمف‪ ،‬ألنو يككف ممزمان باستكماؿ النقصاف المتحمؿ الحدكث‪-‬إف حدث‪ -‬كجبر الخسارة‬
‫إف كقعت‪.‬‬
‫ال ضرر وال ضرار ‪" :2‬ال ضرر وال ضرار" كىك حديث ثابت كرد عف النبي صمى ا﵀ عميو‬ ‫‪.3‬‬
‫كسمـ‪ ،‬ركاه ابف ماجو كالدار قطني كغيرىما مسندان‪ ،‬كركاه مالؾ في المكطأ مرسبلن عف عمرك بف يحيى‬
‫عف أبيو عف النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ فاسقط أبا سعيد كلو طرؽ يقكم بعضيا بعضان‪.‬‬
‫ومعناىا ىذه القاعدة ىو‪:‬‬
‫ال ضرر‪ :‬أم ال يضر اإلنساف أخاه فينقص شيئان مف حقو‪.‬‬
‫ال ضرار‪ :‬أم ال يجاريو عمى إض ارره بإدخاؿ الضرر عميو‪.‬‬
‫كيبرز تطبيقيا في البنكؾ اإلسبلمية مف خبلؿ التزاـ ىذه األخيرة بأداء كاجباتيا كمعامبلتيا تجاه‬
‫عمبلئيا كالمجتمع في حدكد المنفعة العامة‪ ،‬بما يحقؽ تداكؿ األمكاؿ كعدـ إلحاؽ الضرر بالناس‪،‬‬
‫كالربا ىك أحد أىـ أكجو إلحاؽ الضرر بالغير‪ ،‬ألنو يندرج تحت طائمة أكؿ أمكاؿ الناس بالباطؿ دكف‬
‫حؽ‪.‬‬

‫‪ 1‬انًبٔسد٘ يحًذ ثٍ حج‪ٛ‬ت انجظش٘‪ :‬الحإّ فٖ فقَ الشافؼٖ ‪ ،‬داس انكزت انؼهً‪ٛ‬خ‪ ،‬ؽ ‪ ،1‬ث‪ٛ‬شٔد‪ ،‬نجُبٌ‪ ،1994 ،‬ثبة ث‪ٛ‬غ انغشس‪ ،‬ط‪،5‬‬
‫ص‪.325:‬‬
‫‪َ 2‬فظ انًشعغ‪ ،‬ص‪.80 :‬‬

‫‪171‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫المطمب الثاني‪ :‬طبيعة المخاطر في البنوؾ اإلسالمية‬


‫أوال‪ :‬مخاطر البيئة الخارجية‬
‫كىي تمؾ المخاطر المتأتية مف البيئة المحيطة لمبنؾ اإلسبلمي‪ ،‬كالتي ليس لو قدرة عمى التأثير فييا أك‬
‫السيطرة عمييا‪ .‬كتأثيرىا يككف عمى األمد الطكيؿ كيميؿ إلى الثبات النسبي‪ ،‬كاف كاف ىذا ال يعني عدـ‬
‫تكفر الكسائؿ البلزمة لمكاجيتيا كالتكيؼ معيا‪ ،‬كتنقسـ إلى‪:‬‬
‫المخاطر المرتبطة بالعميؿ‪ :‬بحكـ العبلقة القائمة بيف العميؿ كالبنؾ اإلسبلمي كالمتمثمة في‬ ‫‪.1‬‬
‫المشاركة في الربح كالخسارة‪ ،‬كبالتالي المشاركة في المخاطرة‪ ،‬كانت احد األسباب الميمة في ككف‬
‫العميؿ مف أىـ مصادر المخاطر الخارجية لمبنكؾ اإلسبلمية‪ .‬كيمكف رصد أىـ المخاطر الناجمة عف‬
‫العمبلء كالتي ليا تأثير مباشر عمى البنؾ اإلسبلمي فيما يمي‪:‬‬
‫المخاطر التي يمكف أف تنشأ بسبب عدـ سبلمة المركز المالي لمعميؿ طالب التمكيؿ لدل‬ ‫‪‬‬
‫البنؾ اإلسبلمي؛‬
‫عدـ نزاىة كثير مف العمبلء في تعامبلتيـ مع البنؾ اإلسبلمي فيما يخص اإلفصاح عمى‬ ‫‪‬‬
‫المعمكمات الخاصة بيـ؛‬
‫الكثير مف العمبلء يتعمدكف المماطمة في سداد التزاماتيـ تجاه البنكؾ اإلسبلمية لدراية منيـ‬ ‫‪‬‬
‫بعدـ قدرة البنؾ اإلسبلمي في الغالب عمى فرض غرامات التأخير عف السداد؛‬
‫الذىنية السائدة لدل الكثير مف العمبلء عمى أف البنؾ اإلسبلمي ىك مؤسسة خيرية ال‬ ‫‪‬‬
‫تستيدؼ الربح‪ ،‬كدكرىا الذم يقتصر عمى إعانة المجتمع‪.‬‬
‫المخاطر المرتبطة بالسوؽ البنكي‪ :‬إف التقمبات الحاصمة في قيـ األصكؿ كانحراؼ العكائد‬ ‫‪.2‬‬
‫عف التكقعات المستيدفة تعتبر تيديد في حد ذاتو الستمرار نشاطات كأعماؿ البنكؾ خاصة اإلسبلمية‬
‫منيا‪ ،‬التي تمقى منافسة شديدة مف البنكؾ التقميدية لضماف اكبر حصة ممكنة في السكؽ البنكية بصفة‬
‫عامة كاإلسبلمية بصفة خاصة‪ ،‬باستيداؼ عدد متزايد مف العمبلء الطالبيف لممعامبلت المالية‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬كتكمف أىـ المخاطر الناجمة عف السكؽ البنكي فيما يمي‪:‬‬
‫خطر المنافسة الكبيرة مف البنكؾ التقميدية ليس فقط فيما يخص مستكل جكدة الخدمات كانما‬ ‫‪‬‬
‫في اقتحاـ البنكؾ التقميدية سكؽ الخدمات البنكية اإلسبلمية؛‬

‫‪172‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫خطر محاكاة البنكؾ التقميدية حيث تتجو كثير مف البنكؾ اإلسبلمية إلى محاكاة البنكؾ‬ ‫‪‬‬
‫التقميدية في جذب المدخرات المالية خاصة كاستقطاب العمبلء عامة‪ ،‬األمر الذم يقكدىا إلى تبني‬
‫سياسات كأساليب قد ال تككف األكثر تعبي ار عف رسالتيا اإلسبلمية كتكجييا التنمكم؛‬
‫خطر اإلعبلـ المضاد حيث أف البنكؾ اإلسبلمية في السنكات األخيرة تتعرض إلى ىجمات‬ ‫‪‬‬
‫إعبلمية تسعى إلى التشكيؾ في طرؽ كأساليب المعامبلت الشرعية التي تتبناىا؛‬
‫خطر العكلمة المالية حيث أنيا تشكؿ حاج از منيعا ضد تقدـ البنكؾ اإلسبلمية التي تفتقر إلى‬ ‫‪‬‬
‫آليات كأدكات حقيقية لمكاكبتيا‪ ،‬فيي بحاجة إلى تطكير خدماتيا كتحسيف نكعيتيا كال يتسنى ليا ذلؾ‬
‫إال بمسايرتيا لمتكنكلكجيات الحديثة‪ ،‬كمحاكلة تقميص الفجكة التكنكلكجية بينيا كبيف الصناعة المالية‬
‫التقميدية؛‬
‫خطر االفتقار إلى أسكاؽ مالية ثانكية إسبلمية خاصة كأنو ال يمكف ليا المجكء إلى األسكاؽ‬ ‫‪‬‬
‫المالية العالمية أك المؤسسات البنكية التقميدية في حاؿ نقص السيكلة أك الرغبة في تكظيؼ فائض‬
‫السيكلة لدييا‪ ،‬كذلؾ الختبلؼ طبيعة عمؿ ىذه المؤسسات عف طبيعة عمؿ البنكؾ اإلسبلمية‪.‬‬
‫مخاطر مرتبطة بالقوانيف واألنظمة السائدة‪ :‬إف أغمبية الدكؿ اإلسبلمية كغير اإلسبلمية التي‬ ‫‪.3‬‬
‫تتكاجد بيا المؤسسات المالية اإلسبلمية تمزـ سمطاتيا الرقابية كالتنفيذية البنكؾ اإلسبلمية بنفس‬
‫المعايير كالضكابط المالية التي تطبقيا عمى البنكؾ التقميدية‪ ،‬كبالتالي قصكر بعض القكانيف عمى‬
‫معالجة ميمة ىذه البنكؾ في تحقيؽ متطمبات عمبلئيا في تطبيؽ صيغ التمكيؿ البلربكية‪.‬‬
‫إف ىذه األكضاع القانكنية كالتشريعية تضطر البنكؾ اإلسبلمية إلى ما يمي‪:‬‬
‫جعؿ مدد التمكيؿ لعمبلئيا قصيرة األجؿ أك متكسطة؛‬ ‫‪‬‬
‫االحتفاظ بسيكلة مرتفعة لمكاجية أم طارئ قد يحصؿ‪ ،‬مما يعيؽ استثمار األمكاؿ كيخفض‬ ‫‪‬‬
‫عكائد المكدعيف؛‬
‫اعتماد البنؾ اإلسبلمي عمى تدفؽ الكدائع عند اتخاذه خطة تكزيع كتنكيع االستثمارات كتحديد‬ ‫‪‬‬
‫مدد التمكيؿ البلزمة؛‬
‫تكجيو اغمب استثماراتو إلى المرابحة بدؿ تكجيييا إلى المساىمات كالمشاركات‪ ،‬لسرعة تسيميا‬ ‫‪‬‬
‫ككضكح التدفؽ النقدم كالعكائد‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫ثانيا‪ :‬مخاطر البنية الذاتية لمبنؾ اإلسالمي‬


‫مخاطر اليندسة المالية‪ :‬تعرؼ اليندسة المالية بأنيا التصميـ كالتنفيذ ألدكات كاليات مبتكرة‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫كالصياغة لحمكؿ إبداعية لمشاكؿ التمكيؿ‪.1‬‬
‫تشيد أعماؿ البنكؾ اإلسبلمية اليكـ نقص في األدكات المالية كسندات المقارضة مثبل‪ ،‬كالتي‬
‫بمقتضاىا يمكف تسريع تدكير األمكاؿ‪ ،‬كايجاد مصادر سريعة لمسيكلة‪ ،‬مما يشكؿ باعثا لبلستثمار‬
‫طكيؿ المدل‪ ،‬كأيضا ابتكار أدكات مالية جديدة في إطار الشريعة اإلسبلمية يتيح فرصا لمتنكيع في‬
‫مصادر األمكاؿ كاستخداماتيا خاصة في اآلجاؿ الطكيمة‪ ،‬كالتنكيع في محفظة البنؾ االستثمارية‪ ،‬مما‬
‫يقمؿ مف درجة المخاطرة التي يتعرض ليا البنؾ اإلسبلمي‪ ،‬كالتي ىي أعمى نسبيا مف مخاطرة البنؾ‬
‫التقميدم‪.‬‬
‫نقص الموارد البشرية القادرة عمى قيادة التمويؿ اإلسالمي‪ :‬إف اإلطارات المكظفة حاليا في‬ ‫‪.2‬‬
‫البنكؾ اإلسبلمية في الغالب ىي مككنة تككينا مكجو ألداء عمميا في البنكؾ الربكية دكف تككيف‬
‫شرعي‪ ،‬كالبعض اآلخر مككف تككينا شرعيا دكف دراية محاسبية أك مالية‪ ،‬كالذم اكجد تجاكزات خطيرة‬
‫كأخطاء كتناقضات في تطبيؽ الكثير مف الصيغ اإلسبلمية‪ ،‬مما أدل بالبعض إلى التشكيؾ في‬
‫إسبلمية البنؾ اإلسبلمي‪.‬‬
‫استحدثت البنكؾ اإلسبلمية‬ ‫خطر عدـ وجود ىيئات رقابة شرعية في المستوى المطموب‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ىيئات رقابة شرعية‪ ،‬إذ أصبحت جزءان مف ىيكؿ البنؾ كتستمد كجكدىا مف األنظمة األساسية ليذه‬
‫البنكؾ‪ ،‬تمارس عمييا سمطة الرقابة كاإلشراؼ كالتكجيو فيما يختص بمشركعية ما ً‬
‫يقدـ عميو اؿ بنؾ مف‬
‫أعماؿ‪ .2‬كتتككف ىذه الييئة مف مجمكعة مف العمماء كاختيارىـ يككف عمى أساس مكاقعيـ الرسمية‬
‫كمناصبيـ الدينية‪ ،‬كتكاجو ىيئة الرقابة الشرعية مجمكعة مف المشاكؿ كالصعكبات‪ ،‬نكرد أىميا في‬
‫نقطتيف أساسيتيف‪:3‬‬
‫عدـ كجكد خبراء ليؤالء العمماء باألمكر المحاسبية‪ ،‬مما يجعؿ الحكـ مف قبميـ في كثير‬ ‫‪‬‬
‫األحياف بعيدان عف الحقيقة؛‬

‫‪1‬عبي‪ ٙ‬انغٕ‪ٚ‬هى‪ :‬صٌاػت الٌِذضت الوال٘ت ًظراث فٖ الوٌِج اإلضالهٖ ‪ ،‬يشكض انجحٕس ششكخ انشاعح‪ ٙ‬انًظشف‪ٛ‬خ نالعزضًبس‪ ،‬عذح‪ ،‬انغؼٕد‪ٚ‬خ‪،‬‬
‫د‪ٚ‬غًجش ‪ ،2000‬ص‪.05 :‬‬
‫السيد فياض‪ :‬التحديات الداخمية لممصارؼ اإلسالمية وأثرىا في تعويؽ االستثماري والتنموي‪ ،‬دار الكممة لمنشر‬
‫السيد ٌ‬
‫عطية ٌ‬
‫‪2‬‬

‫كالتكزيع‪ ،‬ط ‪ ،1‬مصر‪ ،2002 ،‬ص‪.33:‬‬


‫‪3‬فؤاد السرطارم‪ :‬التمويؿ اإلسالمي ودور القطاع الخاص‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬ط‪ ،1‬عماف‪ ،‬األردف‪،1999 ،‬ص‪.90 :‬‬

‫‪174‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫تىعرض ىؤالء العمماء لضغكطات مف جيات كثيرة كمتعددة إليجاد تبريرات شرعية ألمر ما‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ثالثا‪ :‬المخاطر التعاقدية‬
‫مخاطر عقود المشاركة‪ :‬في عقكد المشاركة يشترؾ فييا كؿ مف البنؾ كالعميؿ في رأس الماؿ‬ ‫‪.1‬‬
‫حسب نسب متفؽ عمييا بينيما‪ .‬كفي حالة الخسارة فانو يتـ تكزيعيا حسب نسبة كؿ منيما في رأس‬
‫الماؿ‪ ،‬كأما في حالة الربح فيككف بينيما بحسب نسبة أخرل متفؽ عمييا‪ ،‬قد ال تككف بالضركرة ىي‬
‫ذاتيا نفس نسب الخسارة‪.‬‬
‫كيبلحظ أف اختبلؼ نسبة الربح التي يحصؿ عمييا البنؾ اإلسبلمي عف نسبة الخسارة التي يتحمميا‬
‫مف نفس المشركع يعتبر مقياسان آخر لممخاطرة يجب أف يأخذه البنؾ اإلسبلمي في عيف االعتبار عند‬
‫تحديد معدؿ العائد الذم يتكقعو مف االستثمار في المشركعات بالمشاركة؛‬
‫كتتأتى المخاطرة في مشركعات بالمشاركة‪ ،‬مف سكء اإلدارة أك بيع المشارؾ اآلخر لحصتو إلى طرؼ‬
‫ثالث‪ ،‬أك مف تعذر تشغيؿ المشركع أك فشمو في إنتاج السمعة أك الخدمة المطمكبة أك مف عدـ القدرة‬
‫عمى تسكيؽ كتصريؼ منتجات المشركع أك فشميا‪.‬‬
‫مخاطر عقود المضاربة‪ :‬تأتي المخاطرة في عقكد المضاربة مف رب العمؿ الذم قد ال يككف‬ ‫‪.2‬‬
‫كفؤان أك خبي انر في إدارة كتصريؼ منتجات المشركع‪ ،‬أك مف المشركع نفسو أك مف منتجاتو‪ ،‬فعدـ أمانة‬
‫كنزاىة المضارب ‪ 1‬كمشكمة االبتذاؿ األخبلقي التي تؤدم إلى احتماؿ تسبب العميؿ في فشؿ المشركع‬
‫كضياع التمكيؿ الممنكح ككذا حصة البنؾ اإلسبلمي في األرباح‪"،‬كال يضمف العامؿ رأس الماؿ" ‪ 2‬ينجر‬
‫عنو عدـ الكفاء بحقكؽ كالتزامات البنؾ اإلسبلمي‪.‬‬
‫ويمكف أف تنتج المخاطرة مف عدد مف العوامؿ مثؿ‪:‬‬
‫تجاكز المدة الكمية لمتمكيؿ دكف إتماـ الصفقة؛‬ ‫‪‬‬
‫تمؼ الطباعة تحت يد المضارب؛‬ ‫‪‬‬
‫سكء أمانة رب العمؿ أك نقص كفاءتو كسكء إدارتو المشركع؛‬ ‫‪‬‬
‫عدـ االلتزاـ بشركط عقد المضاربة؛‬ ‫‪‬‬
‫صعكبة التدقيؽ كالتقييـ كالمتابعة مف قبؿ البنؾ؛‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬طبدق ساشذ انشًش٘‪ :‬أضاض٘اث الصٌاػت الوصرف٘ت اإلضاله٘ت‪ ،‬أًشطتِا التطلؼاث الوطتقبل٘ت ‪ ،‬داس ان‪ٛ‬بصٔس٘ انؼهً‪ٛ‬خ نهُشش ٔانزٕص‪ٚ‬غ‪ ،‬ػًبٌ‪،‬‬
‫األسدٌ‪ ،2008 ،‬ص‪.136:‬‬
‫‪2‬ػجذ انًطهت ػجذ انشصاق حًذاٌ‪ :‬الوضاربت موا تجربِا الوصارف اإلضاله٘ت ّتطب٘قاتِا الوؼاصرة ‪ ،‬داس انفكش انغبيؼ‪ ،ٙ‬اإلعكُذس‪ٚ‬خ‪ ،‬يظش‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص‪-‬ص‪.116-115:‬‬

‫‪175‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫أك قد يككف الناتج النيائي خسارة أك ربح قميؿ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫كلتخفيؼ ىذه المخاطر يتعيف عمى البنؾ اإلسبلمي أف يحقؽ كثي انر في شخصية العميؿ كالمشركع‬
‫كالسمعة أك الخدمة المراد إنتاجيا أك تقديميا‪.‬‬
‫مخاطر عقود المرابحة‪ :‬تختمؼ طبيعة المخاطر في عقكد المرابحة عنيا في عقكد المشاركة‬ ‫‪.3‬‬
‫أك المضاربة‪ ،‬مف حيث أف مستكاىا كاحتماؿ حدكثيا اقؿ‪ .‬ك لممخاطرة في عقكد المرابحة ثبلثة أسباب‪،‬‬
‫ىي‪:‬‬
‫السبب األكؿ‪ :‬رفض العميؿ التكقيع عمى عقد المرابحة لمسمعة عندما يتممكيا البنؾ كقبؿ أف‬ ‫‪‬‬
‫ينقميا لمعميؿ‪ .‬فيقكـ البنؾ ببيع السمعة إلى طرؼ ثالث‪ ،‬فإذا باعيا البنؾ بمثؿ ما اشتراىا بو انتفت‬
‫المخاطرة‪ ،‬كسدد البنؾ حساباتو‪ .‬كأما إذا باعيا بأقؿ مما اشتراىا بو‪ ،‬فيمكف لمبنؾ تغطية ىذه الخسارة‬
‫مف خبلؿ التاميف النقدم المكدع لديو مف قبؿ العميؿ اآلمر بالشراء أك مف خبلؿ كفيمو؛‬
‫السبب الثاني‪ :‬كجكد عيب في السمعة أك في صبلحيتيا‪ ،‬حيث يككف مف حؽ العميؿ اآلمر‬ ‫‪‬‬
‫بالشراء رفض استبلـ السمعة‪ ،‬كال يككف لمبنؾ الحؽ في الحصكؿ عمى تعكيض منو‪ .‬كفي ىذه الحالة‪،‬‬
‫ييمكف لمبنؾ الرجكع إلى البائع األصمي كرد السمعة لو‪ .‬كىنا تكمف المخاطرة في رفض البائع األصمي‬
‫كىنا سكؼ يضطر البنؾ إلى بيع السمعة مع بياف عيبيا بأبخس‬
‫رد السمعة كاعادة قيمتيا لمبنؾ‪ ،‬ي‬
‫األثماف‪ ،‬كيتحمؿ البنؾ لكحده كامؿ قيمة الخسارة؛‬
‫السبب الثالث‪ :‬تخمؼ العميؿ اآلمر بالشراء عف التسديد أك تأخره في التسديد‪ .‬حيث ال يكجد‬ ‫‪‬‬
‫في العقكد اإلسبلمية شرط جزائي عمى التأخير في السداد‪ ،‬كما ال يكجد مكافأة لمتعجيؿ في الدفع قبؿ‬
‫تاريخ االستحقاؽ‪ .‬كلذلؾ تحرص البنكؾ اإلسبلمية عمى كجكد كفيؿ قادر عمى تغطية عجز العميؿ‬
‫عف التسديد‪ ،‬إف حدث ذلؾ‪.‬‬
‫السمَـ‪ :‬كتنشأ ىذه المخاطر في معظميا مف السكؽ كالتغيرات في األسعار‪،‬‬
‫مخاطر عقود َّ‬ ‫‪.4‬‬
‫كخاصة انخفاض سعر السمعة المتفؽ عمى تسميميا في األجؿ كالمدفكع كالمحدد سعرىا في العاجؿ‪.‬‬
‫فانخفاض سعر السمعة في السكؽ يعني ذلؾ أف البنؾ سكؼ لف يككف قاد انر عمى تحقيؽ أية أرباح مف‬
‫عقد السَّمـ ككف السعر الذم دفعو عاجبلن سكؼ يككف أكثر مف سعر بيعيا عند استبلميا‪ .‬كبيذا تككف‬
‫مخاطرة البنؾ ليس فقط بمقدار الفرؽ بيف سعر البيع األقؿ كسعر الشراء األعمى‪ .‬كانما أيضا بمقدار‬
‫ضياع الفرصة البديمة المتمثمة في مقدار الربح المتكقع مف عقد السَّمـ‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫كتنشأ مخاطر عقكد السَّمـ كذلؾ مف عدـ قدرة البائع عمى الكفاء بالتزامو‪ ،‬أم بتسميـ السمعة المتفؽ‬
‫عمييا في عقد السمـ‪ ،‬ألسباب خارجة عف إرادتو بالنسبة لنكع السمعة كجكدتيا ككميتيا‪.‬‬
‫مخاطر عقود اإلستصناع‪ :‬كتكمف في السمعة المتفؽ عمى تصنيعيا‪ ،‬مف حيث عدـ صبلحية‬ ‫‪.5‬‬
‫المنتج‪ .‬كبالتالي يككف لمعميؿ الحؽ بالرجكع عمى الصانع أك المقاكؿ الذم ىك البنؾ‪ .‬كتكمف أيضا‬
‫المخاطرة في مدل التزاـ الصانع بالزمف المحدد لتسميـ المنتج‪ .‬كتنشأ أيضا ىذه المخاطرة عف تخمؼ‬
‫أك تأخر المصنكع لو عف تسديد باقي ثمف المنتج‪ .‬كأيضا تقمبات في أسعار المكاد األكلية البلزمة‬
‫لبلستصناع‪.‬‬
‫مخاطر عقود اإليجارة‪ :‬كتنشا المخاطرة ىنا عف احتماؿ تمؼ أك تقادـ أك انخفاض قيمة‬ ‫‪.6‬‬
‫األصؿ‪ ،‬التي ال يستطيع البنؾ تحكيميا إلى المستأجر ‪ .1‬كما تنشا عف تخمؼ المستأجر عف تسديد‬
‫باقي أقساط األصؿ أك رفض المستأجر تممؾ األصؿ بعد انتياء عقد اإليجارة‪ ،‬كبالتالي إعادتو إلى‬
‫البنؾ الذم يجب عميو أف يبيعو في اقرب كقت ممكف‪ ،‬تنفيذا لتعميمات السمطة النقدية التي تمنع البنكؾ‬
‫مف إبقاء ممكية األصكؿ كاألعياف لدل البنكؾ إال لغايات تمكيمية‪.‬‬
‫مخاطر الصكوؾ اإلسالمية‪ :‬كتشمؿ‪:‬‬ ‫‪.7‬‬
‫مخاطر أصوؿ الصكوؾ‪ :‬كتتعمؽ بمكجكدات الصككؾ مف استثمارات مختمفة‪ ،‬كعكائدىا نتيجة‬ ‫‪‬‬
‫لممتاجرة كمخاطر سعر الصرؼ؛ كلعؿ مف سبؿ الكقاية مف ىذا النكع مف المخاطر كجكد ضماف مف‬
‫طرؼ ثالث خارج مف عقد المضاربة كليس جزءا منو‪ .‬كىذا الضماف ليس كفالة عف ديكف بؿ ىك تعيد‬
‫بتقديـ ىبة تعادؿ القيمة االسمية لؤلصكؿ في حاؿ تعرضيا لميبلؾ اك سكء اإلدارة‪ ،‬كذلؾ كفقا لقرار‬
‫مجمع الفقو اإلسبلمي الدكلي (القرار رقـ ‪ 05‬في الدكرة الرابعة‪ ،‬الفقرة ‪1408 ،09‬ىػ ‪1988-‬ـ)‬
‫مخاطر إدارة الصكوؾ‪ :‬مف حيث سكء اإلدارة كالتعدم كالتقصير‪ ،‬كلعؿ مف كسائؿ الكقاية مف‬ ‫‪‬‬
‫ىذه المخاطر تعييف أميف لبلستثمار يككف مؤسسة مالية معتمدة‪ ،‬كىك طرؼ مستقؿ عف اإلدارة كلكنو‬
‫يراقب كيشرؼ عمى أعماليا كيعتبر األميف شرعا مف قبيؿ العدؿ‪.‬‬

‫‪1‬خبنذ أي‪ ٍٛ‬ػجذ هللا ٔحغٍ عؼ‪ٛ‬ذ عؼ‪ٛ‬فبٌ ‪ :‬الؼول٘اث الوصرف٘ت اإلضاله٘ت الطرق الوحاضب٘ت الحذٗثت ‪ ،‬داس ٔائم نهُشش ٔانزٕص‪ٚ‬غ‪ ،‬ؽ ‪ ،1‬ػًبٌ‬
‫األسدٌ‪ ،2008 ،‬ص‪.214:‬‬

‫‪177‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫المطمب الثالث‪ :‬إدارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬


‫أوال‪ :‬مفيوـ إدارة المخاطر‬
‫ىناؾ العديد مف التعريفات إلدارة المخاطر نذكر أىميا فيما يمي‪:‬‬
‫إدارة المخاطر عبارة عف" منيج أك مدخؿ عممي لمتعامؿ مع المخاطر البحتة عف طريؽ تكقٌع‬ ‫‪.1‬‬
‫الخسائر العارضة المحتممة كتصميـ كتنفيذ إجراءات مف شأنيا أف تقمٌؿ إمكانية حدكث الخسارة أك‬
‫األثر‬
‫المالي لمخسائر التي تقع إلى الحد األدنى‪. "1‬‬
‫كقد عرفتيا لجنة التنظيـ اؿبنكي كادارة المخاطر المنبثقة عف ىيئة قطاع البنكؾ في الكاليات‬ ‫‪.2‬‬
‫المتحدة األمريكية ))‪ " (Financial Services Roundtable (FSR‬تمؾ العممية التي يتـ مف‬
‫خبلليا رصد المخاطر‪ ،‬كتحديدىا‪ ،‬كقياسيا‪ ،‬كمراقبتيا‪ ،‬كالرقابة عمييا‪ ،‬كذلؾ بيدؼ ضماف فيـ كامؿ‬
‫ليا كاالطمئناف بأنيا ضمف الحدكد المقبكلة‪ ،‬كاإلطار المكافؽ عميو مف قبؿ مجمس إدارة البنؾ‬
‫لممخاطر‪.‬‬
‫يقصد بإدارة المخاطر‪ ":‬تنظيـ متكامؿ ييدؼ لمجابية المخاطر بأفضؿ الكسائؿ كأقؿ التكاليؼ‬ ‫‪.3‬‬
‫كذلؾ عف طريؽ إكتشافو كتحميمو كقياسو كتحديد كسائؿ مجابيتو مع إختيار أنسبيا لتحقيؽ اليدؼ‬
‫المطمكب‪. " 2‬‬
‫ثانيا‪ :‬متطمبات إدارة المخاطر بالبنوؾ اإلسالمية‪ :‬إف إدارة المخاطر لكؿ مؤسسة مالية ميما كانت‬
‫طبيعتيا تتطمب العناصر الرئيسية التالية‪:‬‬
‫رقابة فاعمة مف قبؿ مجمس اإلدارة العميا‪ :3‬إف إدارة المخاطر تتطمب إشراؼ فعمي مف قبؿ‬ ‫‪.1‬‬
‫مجمس اإلدارة كاإلدارة العميا كيجب عمى مجمس اإلدارة اعتماد أىداؼ كاستراتيجيات كسياسات‬
‫كاجراءات تتناسب مع الكضع المالي لممؤسسة‪ ،‬كطبيعة المخاطر التي تكاجييا‪.‬‬

‫‪1‬أشرؼ محمد دكابو ‪ ":‬إدارة مخاطر الصكوؾ اإلسالمية" ‪ ،‬بحث مقدـ لمممتقى الثالث حكؿ‪ ":‬إستراتيجية إدارة المخاطر في‬
‫المؤسسات ‪:‬اآلفاؽ والتحديات "‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بف بكعمى بالشمؼ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬يكمي ‪-25‬‬
‫‪ 26‬نكفمبر‪2008‬ـ ‪ ،‬ص‪. 9:‬‬
‫‪2‬عادؿ محمد رزؽ‪" :‬االستثمارات في البنوؾ والمؤسسات المالية مف منظور إداري ومحاسبي"‪ ،‬دار طيبة‪ ،‬مصر‪، 2004 ،‬‬
‫ص‪. 87:‬‬
‫‪3‬‬
‫الكراسنة إبراىيـ‪ ":‬أطر أساسية ومعاصرة في الرقابة عمى البنوؾ وادارة المخاطر"‪ ،‬صندكؽ النقدم العربي‪ ،‬معيد السياسات‬
‫االقتصادية‪ ،‬أبك ظبي‪ ،‬مارس‪ ، 2006‬ص‪.44:‬‬

‫‪178‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫ككذلؾ عمى مجمس اإلدارة التأكد مف كجكد ىيكؿ فعاؿ إلدارة المخاطر لممارسة أنشطة البنؾ بما في‬
‫ذلؾ كجكد أنظمة ذات كفاءة لقياس كمراقبة حجـ المخاطر كاإلببلغ عنيا كالتحكـ فييا‪.‬‬
‫أما اإلدارة العميا فيجب أف تقكـ بشكؿ مستمر بتنفيذ التكجييات اإلستراتيجية التي أقرىا مجمس اإلدارة‪،‬‬
‫كما أف عمييا تحديد خطكة كاضحة لمصبلحيات كالمسؤكليات المتعمقة بإدارة كمراقبة المخاطر كاإلببلغ‬
‫عنيا‪.‬‬
‫كفاية السياسات والحدود‪ :‬عمى مجمس اإلدارة كاإلدارة العميا العمؿ عمى ضركرة أف تتناسب‬ ‫‪.2‬‬
‫سياسة إدارة المخاطر مع المخاطر التي تنشأ في البنؾ‪ ،‬كذلؾ ضركرة إتباع إجراءات سميمة لتنفيذ‬
‫كافة عناصر إدارة المخاطر بما في ذلؾ تحديد المخاطر‪ ،‬كقياسيا‪ ،‬كتخفيفيا‪ ،‬كمراقبتيا كاإلببلغ عنيا‬
‫كالتحكـ فييا‪ .‬لذلؾ يجب تطبيؽ سياسات مبلئمة كاتخاذ ق اررات فعالة تتناسب مع طبيعة نشاط البنؾ‪.‬‬
‫كفاية رقابة المخاطر وأنظمة المعمومات‪ :‬إف الرقابة الفعالة لمخاطر البنؾ تستكجب معرفة‬ ‫‪.3‬‬
‫كقياس كافة المخاطر ذات التأثير المادم الكبير كبالتالي فإف رقابة المخاطر تستمزـ ضركرة تكفر نظاـ‬
‫معمكماتي قادر عمى تزكيد اإلدارة العميا كمجمس اإلدارة بالتقارير البلزمة كفي الكقت المناسب حكؿ‬
‫أكضاع البنؾ المالية‪ ،‬أدائو ‪...‬كغيرىا مف المعمكمات المتصمة بنشاط البنؾ كتزكيد إدارتو بتقارير حكؿ‬
‫قائمة القركض المستحقة ككضع الميزانية كاألرباح كالخسائر‪.‬‬
‫كفاية أنظمة الضبط‪ :‬إف ألنظمة الضبط في البنؾ دكر حاسـ في ضماف حسف سير أعمالو‬ ‫‪.4‬‬
‫عمى كجو العمكـ كفي إدارة المخاطر عمى كجو الخصكص‪ ،‬إذ تعمؿ أنظمة الضبط عمى تكفير تقارير‬
‫مالية ميمة ذات مصداقية عالية تساعد عمى االلتزاـ باألنظمة كالقكانيف مما يساىـ في حماية‬
‫مكجكدات البنؾ كنظ ار ألىمية الضبط في نشاطو يجب إعطاء أىمية كبيرة لتقارير مدقؽ الحسابات‬
‫الداخمي كالخارجي‪ ،1‬حيث أصبح التدقيؽ الداخمي مصد ار استشاريا كتكجيييا يساعد في تحمؿ‬
‫مسؤكليات إدارة المخاطر كتقميؿ المخاطر إلى حدكد مقبكلة‪.‬‬
‫كلنشاط التدقيؽ دكر ىاـ كأساسي في تقكيـ إدارة المخاطر كتحسيف فعاليتيا حيث يتـ مف خبلؿ عممية‬
‫التقكيـ تحديد المجاالت التي تتطمب تركي از معمقا عند إجراء عممية التدقيؽ مما يساعد عمى إدارة‬
‫المخاطر‪.‬‬
‫كتجدر اإلشارة إلى نقطة ىامة تتعمؽ بككف حسف إدارة المخاطر يتطمب تكفير مجمكعة مف المبادئ‬

‫‪ 1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪ -‬ص‪.46-45:‬‬

‫‪179‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫األساسية " كىذا كفقا لمقررات لجنة بازؿ " كالتي نذكر منيا ما يمي‪:‬‬
‫أف يككف لدل كؿ بنؾ لجنة مستقمة تسمى ب " لجنة إدارة المخاطر "تصنع السياسات العامة‬ ‫‪‬‬
‫كتتكلى اإلدارة المتخصصة في إدارة المخاطر بتطبيؽ تمؾ السياسات؛‬
‫تعييف مسؤكؿ مخاطر لكؿ نكع مف المخاطر الرئيسية تككف لو الخبرة الكافية في مجاؿ عممو‬ ‫‪‬‬
‫كفي مجاؿ خدمات البنؾ؛‬
‫كضع نظاـ محدد لقياس كمراقبة المخاطر لدل كؿ بنؾ؛‬ ‫‪‬‬
‫كضع مجمكعة شاممة مف الحدكد كالسقكؼ الرقابية لبلئتماف كالسيكلة؛‬ ‫‪‬‬
‫تقييـ أصكؿ البنؾ كخاصة االستثمارية منيا؛‬ ‫‪‬‬
‫استخداـ أنظمة معمكمات حديثة إلدارة المخاطر ككضع ضكابط أماف مبلئمة ليا؛‬ ‫‪‬‬
‫كجكد كحدة مراجعة داخمية مستقمة تقكـ بمراجعة أعماؿ البنؾ فيما يخص إدارة المخاطر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ثالثا‪ :‬أىداؼ إدارة المخاطر‪ :‬ال يكفي الحديث عف ىدؼ كاحد إلدارة المخاطر مثؿ ما ال يكفي أيضا‬
‫الحديث عف ىدؼ كاحد لمنشأ األعماؿ أك أم منظمة أخرل‪ ،‬قد يككف لمعظـ المنشئات بالطبع أىدافا‬
‫متعددة كيككف لمعظـ الكظائؼ داخؿ المؤسسة أىداؼ متعددة أيضا كقد يككف لممنشأة أك قسـ بيا‬
‫رسالة كاحدة مسيطرة إال أف األىداؼ األخرل سكؼ تتطمب التعرؼ عمييا ككظيفة إدارة المخاطر ال‬
‫تختمؼ عف ذلؾ إذ ليا أىداؼ متعددة كاليدفاف الرئيسياف لكظيفة إدارة المخاطر يككناف عادة‪:‬‬
‫التخفيؼ مف تأثيرات المخاطر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقميؿ التكمفة إلى الحد األدنى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كمف بيف أىداؼ إدارة المخاطر المتعددة ما يمي‪:‬‬
‫الفيـ الكامؿ لممخاطر المحيطة بالبنؾ‪ ،‬كاالطمئناف أنيا ضمف الحدكد المقبكلة المكافؽ عمييا؛‬ ‫‪‬‬
‫التكصؿ إلى انسب كسيمة لمسيطرة عمى الخطر‪ ،‬أك تقميؿ تكمفة التعامؿ معو بناء عمى أسس‬ ‫‪‬‬
‫عممية كعممية منيجية؛‬
‫ضماف كفاية المكارد في حالة كقكع الخطر كترتب خسارة عالية‪ ،‬كالقدرة عمى أداء االلتزامات‬ ‫‪‬‬
‫القانكنية‪ ،‬كاستقرار األرباح لضماف نمك كاستم اررية كجكد اؿبنؾ؛‬
‫العمؿ عمى تفادم الخسائر كاألخطار قبؿ كقكعيا؛‬ ‫‪‬‬
‫تقميؿ تكمفة التعامؿ مع المخاطرة البحتة إلى الحد األدنى؛‬ ‫‪‬‬
‫حماية المكظفيف مف اإلصابات الخطيرة كالكفاة؛‬ ‫‪‬‬

‫‪180‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫القضاء عمى القمؽ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫عندما يككف لممنظمة أىداؼ متعددة أحيانا تتناقض كتتعارض األىداؼ مع بعضيا‪ ،‬كفي ظؿ ىذه‬
‫الظركؼ يجب اتخاذ قرار لتحديد مف تككف لو األكلكية كاألسبقية كلذلؾ ال يكفي التعرؼ عمى أىداؼ‬
‫إدارة المخاطر بؿ يجب أيضا التعرؼ عمى اليدؼ الذم يسمك عمى األىداؼ األخرل‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ليات وأدوات إدارة المخاطر في البنوؾ اإلسالمية‬
‫‪1‬‬
‫ليات إدارة المخاطر‪ :‬كأىميا‬ ‫‪.1‬‬
‫بما أف البنكؾ اإلسبلمية تخضع‬ ‫اإلدارة السميمة لممخاطر عمى ضوء المعايير الدولية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫لمعايير بازؿ األكلى كالثانية فإنو عمى إدارتيا أف تعمؿ عمى تحقيؽ أكبر قدر مف التكافؽ بيف المعايير‬
‫اإلسبلمية كالمتطمبات الدكلية في قياس كادارة المخاطر بأنكاعيا المختمفة‪.‬‬
‫التكتؿ واإلندماج‪ :‬فعمى البنكؾ اإلسبلمية صغيرة الحجـ رفع حجـ رؤكس أمكاليا أك أف تبحث‬ ‫‪‬‬
‫في إمكانات اإلندماج مع غيرىا‪ ،‬كذلؾ حتى تتمكف مف تنكيع أنشطتيا كزيادة كفاءتيا التشغيمية‪.‬‬
‫التأكيد عمى مبدأ اإلفصاح والمحاسبة في العقود مع العمالء ‪ :‬لكي تتمكف البنكؾ اإلسبلمية‬ ‫‪‬‬
‫مف الحصكؿ عمى نصيبيا مف األرباح أك التأكد مف أف خسائر عقكد المشاركة كالمضاربة ليست‬
‫ناشئة عف تعد أك سكء إدارة مف قبؿ العمبلء‪ ،‬ال بد أف تتضمف ىذه العقكد مبادئ اإلفصاح المحاسبي‬
‫كالشفافية‪ .‬كما كيفضؿ أف تخضع العمميات المحاسبية لطرؼ ثالث يعينو البنؾ لمتأكد مف سبلمة‬
‫اإلجراءات اإلدارية كاإلنتاجية التي يقكـ بيا العمبلء بمكجب تمؾ العقكد‪.‬‬
‫اإلستثمار في مجاؿ األبحاث والتطوير‪ :‬ال بد مف االستناد إلى األبحاث بيدؼ تطكير سمع‬ ‫‪‬‬
‫بنكية جديدة تكاكب المتطمبات المعاصرة كال تتعارض مع أحكاـ الشريعة اإلسبلمية كذلؾ نظ ار‬
‫لمحدكدية األدكات البنكية اإلسبلمية‪ .‬ككذلؾ ال بد مف تطكير أدكات مكاجية المخاطر دكف اإلخبلؿ‬
‫بشرعية ىذه األدكات‪.‬‬
‫أدوات إدارة المخاطر‪ :‬لعؿ مف أىميا‪:2‬‬ ‫‪.2‬‬
‫اإللزاـ بالوعد‪ :‬شرعا الكعد ممزـ شرعا كاإلخبلؼ بو إثـ‪ ،‬أما قانكنيا فقد ذىب جميكر الفقياء‬ ‫‪‬‬
‫عمى عدـ اإللزاـ إال المالكية الذم ذىبكا إلى اإللزاـ بالكعد إذا كقع المكعكد في خسارة بسبب الكعد‪.‬‬

‫‪ 1‬انؼ‪ٛ‬بد٘ أحًذ‪ :‬الوتأخراث فٖ الوصارف اإلضاله٘ت ّم٘ف٘ت هؼالجتِا ‪ٔ ،‬سلخ ػًم يمذيخ انٗ انًهزمٗ انغُٕ٘ انغبثغ حٕل إداسح انًخبؽش ف‪ٙ‬‬
‫انًظبسف اإلعالي‪ٛ‬خ‪ ،‬نألكبد‪ًٛٚ‬خ انؼشث‪ٛ‬خ نهؼهٕو انًبن‪ٛ‬خ ٔانًظشف‪ٛ‬خ‪ ،‬ػًبٌ‪ ،‬األسدٌ‪ ،‬يٍ ‪ 25‬انٗ ‪ 27‬عجزًجش ‪،2004‬‬
‫‪ 2‬يحًذ ػه‪ ٙ‬انمش٘‪ :‬االبذاػاث فٖ ػولباث ّص٘غ التوْٗل اإلضالهٖ ّاًؼناضاث رلل ػلٔ صْرة هخاطرُا ‪ٔ ،‬سلخ ػًم يمذيخ انٗ انًهزمٗ‬
‫انغُٕ٘ انغبثغ نألكبد‪ًٛٚ‬خ انؼشث‪ٛ‬خ نهؼهٕو انًبن‪ٛ‬خ ٔانًظشف‪ٛ‬خ حٕل إداسح انًخبؽش ف‪ ٙ‬انًظبسف اإلعالي‪ٛ‬خ‪ ،2004/9/27-25 ،‬ػًبٌ‪ ،‬األسدٌ‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫ففي عقد المرابحة‪ ،‬كىك عقد عمى كعد ال يجكز لمبنؾ بيع ما ال يممؾ‪ ،‬كبالتالي ال يجكز إلزاـ العميؿ‬
‫بالشراء‪ ،‬كعميو فقد اجتيد الفقياء في إيجاد صيغة لمكعد الممزـ تحقؽ الغرض منو كال تقع في المنيي‬
‫عنو‪ .‬كقد أصدر المجمع الفقيي التابع لمنظمة المؤتمر اإلسبلمي ق ار ار مفاده أف اإللزاـ بالكعد في‬
‫المرابحة ليس إلزاما بالشراء كلكنو التزاـ بالتعكيض عف الضرر الذم لحؽ بالمكعكد نتيجة عدـ الكفاء‬
‫بالكعد‪ .‬كىذا يعني تعكيض البنؾ عف الخسارة‪ ،‬إف حدثت‪ ،‬عف بيع السمعة المكعكدة إلى طرؼ ثالث‬
‫بأقؿ مف ثمف شرائيا‪.‬‬
‫غرامات التأخير‪ :‬ال تستطيع البنكؾ اإلسبلمية معاممة العمبلء المتأخريف عف التسديد كما‬ ‫‪‬‬
‫البنكؾ التقميدية‪ ،‬التي تعمؿ عمى زيادة تكمفة الديف مف خبلؿ غرامات التأخير‪ .‬كذلؾ ألف أم زيادة في‬
‫الديف ىي مف الربا المحرـ‪ ،‬حتى لك كاف أصؿ الديف حبلال‪ ،‬كحتى لك كانت الزيادة فيو جائزة مثؿ‬
‫الزيادة في البيع اآلجؿ‪ .‬كلذلؾ عادة ما تكاجو البنكؾ اإلسبلمية مشكمة عدـ جدية إلتزاـ العمبلء بتسديد‬
‫مستحقات البنؾ في أكقاتيا‪ .‬كلمكاجية ىذه المشكمة‪ ،‬عمدت البنكؾ اإلسبلمية إلى أف يأخذ البنؾ‬
‫اإلسبلمي احتماؿ التأخير في التسديد مف خبلؿ زيادة الربح بما يقابؿ المطؿ(التأخير)‪ .‬كلكف ىذا أدل‬
‫إلى زيادة كمفة التمكيؿ عمى العمبلء كجعؿ التمكيؿ اإلسبلمي غير منافسا‪ .‬األمر الذم ترتب عميو‬
‫البحث عف كسيمة ردع تمنع المماطمة كال تقع في الربا المحرـ‪ .‬فجاء اجتياد الفقياء بما يعرؼ‬
‫ب(الغرامات لمخيرات)‪ ،‬التي تعني تغريـ المديف المماطؿ عمى الدفع بقدر تخمفو عف السداد في األجؿ‪.‬‬
‫كحتى تخرج ىذه الغرامة مف الربا المحرـ‪ ،‬ال تعتبر الغرامة إيراد لمبنؾ كانما تصرؼ في أكجو الخير‪.‬‬
‫فبالرغـ مف أف البنؾ اإلسبلمي لف يستفيد ماديا مف الغرامة‪ ،‬إال انو مف خبلليا يستطيع ردع العمبلء‬
‫المماطمكف الذيف يسعكف لتجنب غرامة التأخير التي تعتبر تكمفة مالية عمييـ‪.‬‬
‫وعد البيع في عقد االيجارة‪ :‬جاء االجتياد المعاصر بصيغة عقد اإليجار مع الكعد بالبيع‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الذم يتضمف إيرادات إيجارية لمبنؾ خبلؿ مدة عقد اإليجار‪ ،‬تؤكؿ ممكية محؿ اإليجار لمعميؿ في‬
‫نياية العقد بثمف رمزم‪ ،‬كبحيث تمثؿ مجمكع اإليرادات اإليجارية قيمة محؿ اإليجار كتكمفة التمكيؿ‪،‬‬
‫أم مقدار ربح البنؾ مف ىذه العممية‪ .‬كلكف تبقى مسألة مدل كفاية عكائد ىذا النكع مف التمكيؿ‪ .‬فعقد‬
‫اإليجارة المنتيية بالتمميؾ مف العقكد طكيمة األمد‪ .‬كحيث أف العكائد المطمكب مف البنؾ تحقيقيا‬
‫لممكدعيف تختمؼ حسب ظركؼ السكؽ‪ ،‬فمف غير المجدم لمبنؾ اإلسبلمي اف تبقى عكائده المتمثمة‬
‫باإليرادات التأجيرية ثابتة لمدة طكيمة‪ .‬كلمكاجية ىذه المسألة‪ ،‬فقد أصدر المجمع الفقيي التابع لمنظمة‬
‫المؤتمر اإلسبلمي ق ار ار أجاز فيو ربط اإليجارات طكيمة األجؿ بمؤشر السكؽ مثؿ البليبكر ( ‪)LIBOR‬‬

‫‪182‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫كىك سعر الفائدة بيف البنكؾ في لندف لميمة كاحدة‪ .‬كيكجد في األردف سعر مماثؿ مسجؿ رسميا كينشر‬
‫يكميا ىك الجايبكر(‪ )JIBOR‬كىك سعر الفائدة بيف البنكؾ األردنية في عماف لميمة كاحدة‪.‬‬
‫التنضيض الحكمي‪ :‬يجب عمى البنؾ كشركة أف يصدر بيانات المالية‪ ،‬الميزانية العمكمية‬ ‫‪‬‬
‫كبياف الدخؿ‪ ،‬فيي نياية سنتو المالية‪ ،‬كالتي يجب أف تظير مركزه المالي كربحيتو خبلؿ السنة المالية‬
‫المنتيية‪ .‬كلكف الربح في بعض العقكد اإلسبلمية ال يعرؼ إال بعد سبلمة رأس الماؿ‪ ،‬أم ال يمكف‬
‫تثبيت الربح مف عقد مثؿ المضاربة إال بعد نياية العقد كتصفية أصكلو‪ .‬كالف الدفاتر المحاسبية التي‬
‫يعتمدىا البنؾ إلظيار بياناتو المالية قائمة أساسا عمى المبدأ المحاسبي(استم اررية األعماؿ)‪ ،‬فبل بد‬
‫مف التنضيض إلثبات ربحية البنؾ مف العقكد المستمرة‪ ،‬كالتي ال تنتيي بنياية السنة المالية لمبنؾ‪ .‬كقد‬
‫اجتيد الفقياء المعاصريف في إجازة ما يسمى بالتنضيض الحكمي الذم يتضمف تحكيؿ أعياف العقكد‬
‫إلى قيـ نقدية في نياية السنة المالية لمبنؾ‪ .‬كبناء عميو يتقرر فييا إذا سمـ رأس الماؿ كمقدار الربح‬
‫كقسمة الربح حسب العقد‪ .‬األمر الذم يتيح لمبنؾ إظيار أرباحو مف كافة العقكد في بياناتو المالية‬
‫السنكية‪.‬‬
‫تحديد المدة في المضاربة‪ :‬حتى يككف عقد المضاربة صالحا كأساس لمحسابات االستثمارية‬ ‫‪‬‬
‫في البنكؾ اإلسبلمية كجب أف يككف لعقد المضاربة مدة ممزمة لطرفيو‪ .‬كليذا اجتيد الفقياء‬
‫المعاصريف كأجازكا جعؿ العقد الزما في مدتو إذا نص عقده عمى ذلؾ‪ ،‬كفيو ليس لرب الماؿ إنياء‬
‫العقد قبؿ التاريخ المحدد‪.‬‬
‫اإلستصناع الموازي‪ :‬ال تستطيع البنكؾ اإلسبلمية استخداـ عقكد االستصناع بصيغتيا‬ ‫‪‬‬
‫األساسية ألنيا مؤسسات مالية كليست صناعية‪ .‬كحتى يككف االستصناع قاببل لبلستخداـ في البنكؾ‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬لزـ تصميمو بحيث ينحصر عمؿ البنؾ في عمى المخاطر االنتقائية‪ .‬فجاء عقد‬
‫االستصناع المكازم الذم يتيح لمبنؾ أف يككف صانعا في العقد األكؿ كمستصنعا في العقد الثاني‪،‬‬
‫كيككف الثمف فيو مؤجبل‪ .‬فيتحقؽ التمكيؿ لمعميؿ األكؿ كيتـ تنفيذ العقد مف العميؿ الثاني أم المقاكؿ‬
‫أك الصانع‪ .‬كبيذا ينقؿ البنؾ مخاطر التنفيذ إلى المقاكؿ المنفذ كيقتصر عممو عمى الكساطة المالية‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬أدوات إسالمية مبتكرة لمتحوط مف المخاطر في البنوؾ اإلسالمية‪:‬‬
‫المشتقات المالية ‪ :‬تعتبر المشتقات المالية أدكات ميمة في إدارة المخاطر‪ ،‬كال شؾ أف‬ ‫‪.1‬‬
‫االستفادة منيا في البنكؾ اإلسبلمية سيككف أم ار في غاية األىمية ‪.‬لكف الجدؿ يكمف في طبيعة‬

‫‪183‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫المشتقات المالية‪ ،‬لما تحكيو مف بعض المخالفات الشرعية‪ ،‬ليذا يتطمب األمر إيجاد مشتقات مالية‬
‫تمتاز بنفس خصائص المشتقات المالية التقميدية كلكف مف دكف إخبلؿ بالضكابط الشرعية‪.‬‬
‫الحكـ الشرعي لممشتقات المالية كما يجري التعامؿ بيا في األسواؽ المالية‪ :‬تثير عقكد‬ ‫‪‬‬
‫المشتقات بصكرتيا الراىنة مجمكعة مف اإلشكاالت الفقيية‪ ،‬أىميا‪:‬‬
‫تتعارض مع قاعدة العدؿ التي تمثؿ األصؿ في العقكد‪ ،‬كالتي أمر بيا ا﵀ تعالى في قكلو عز‬ ‫‪‬‬
‫بالع ْدؿ ﴾‪ ، 1‬حيث إنو في ىذا النكع مف العقكد تتعارض مصمحة المتعاقديف‬
‫أم ُر َ‬
‫إف اهلل َي ُ‬
‫كجؿ ‪َّ ﴿:‬‬
‫تعارضا بيِّنا فما كاف مظف منفعة ألحد األطراؼ يمثٌؿ ضر ار لمطرؼ اآلخر‪.2‬‬
‫اعتبار الشركط المرافقة لعقكد الخيارات مف الشركط الفاسدة ‪:‬فالشركط الفاسدة تضـ كؿ شرط‬ ‫‪‬‬
‫ال يقتضيو العقد أك يككف فيو منفعة ألحد العاقديف ال يكجبيا العقد أك فيو شركط ليست مف‬
‫مقتضى العقد‪ ،‬أك تنافي مقتضى العقد‪ ،‬أك تشتمؿ عمى غرض يكرث التنازع‪.‬‬
‫ينتفي فييا الممؾ كالقدرة عمى التسميـ كيسكل الفرؽ ربحا أك خسارة أك يتـ نقؿ المراكز ببيع ما‬ ‫‪‬‬
‫اشترل أك شراء ما يبيع كؿ ذلؾ دكف قبض‪ ،‬فيذه العقكد مف قبيؿ بيع اإلنساف ما ليس عنده كقد حرـ‬
‫اإلسبلـ بيع اإلنساف ما ليس عنده فعف حكيـ بف حزاـ رضي ا﵀ عنو قاؿ ‪:‬قمت يا رسكؿ ا﵀ يأتيني‬
‫الرجؿ فيريد مني البيع ليس عندم‪ ،‬أىفأبتاعو لو مف السكؽ؟ فقاؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪":‬ال تبع ما ليس‬
‫عندؾ‪ ،"3‬كبيع ما لـ يقبض كما حرـ اإلسبلـ بيع اإلنساف ما اشتراه اإلنساف قبؿ القبض‪ ،‬فعف عبد ا﵀‬
‫بف عمر رضي ا﵀ عنيما أف رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ قاؿ" ‪:‬مف ابتاع طعاما فبل يبعو حتى‬
‫يستكفيو‪ ،"4‬كككنيا مف بيع ما لـ يقبض فيك ظاىر مف ككنيا تتـ عادة عمى ما ال يممؾ‪ ،‬كما أنيا في‬
‫حقيقتيا ال تيدؼ عادة إلى تسمـ سمعة‪ ،‬حيث إف كؿ ىدفيا ىك تحقيؽ أقصى ربح ممكف ألحد أطرافيا‬
‫مف جراء الفركؽ في األسعار‪.‬‬
‫صكرية أغمب البيكع الخيارية الشرطية ‪:‬أغمب البيكع الشرطية صكرية كال يجرم تنفيذىا كال‬ ‫‪‬‬
‫يترتب عمييا بالتالي تمميؾ كال تمؿ ؾ فبل المشترم يتممؾ المبيع‪ ،‬كال البائع يتممؾ الثمف‪ ،‬كلما كانت‬
‫عقكد البيع إنما كضعت شرعا إلفادة التمميؾ‪ ،‬كلما كانت عقكد الخيار غير مؤدية ليذا الغرض كانت‬
‫غير محققة ليذا المقتضى‪ ،‬كما خالؼ مقتضى العقد فيك باطؿ‪.‬‬

‫‪ 1‬انمشآٌ انكش‪ٚ‬ى‪ ،‬عٕسح انُحم‪ ،‬ا‪ٜٚ‬خ ‪.90‬‬


‫‪2‬اششف يحًذ دٔاثخ‪ً :‬حْ ضْق هال٘ت إضاله٘ت ‪ ،‬داس انغالو نهطجبػخ ٔانُشش‪ ،‬عهغهخ رجغ‪ٛ‬ؾ انفكش اإلعالي‪ ٙ‬ف‪ ٙ‬يغبل االعزضًبس ٔانزًٕ‪ٚ‬م‪،‬‬
‫انكزبة انضبَ‪ ،ٙ‬ؽ ‪ ،1‬يظش‪ ،2006 ،‬ص‪.31:‬‬
‫‪3‬عبي‪ ٙ‬ثٍ يحًذ انخه‪ٛ‬م‪ :‬الجاهغ ألحادٗث البْ٘ع ‪ ،‬داس اثٍ انغٕص٘‪ ،‬ؽ‪ ،1‬عذح‪ ،‬انًًهكخ انؼشث‪ٛ‬خ انغؼٕد‪ٚ‬خ‪ ،1422 ،‬ص‪.28 :‬‬
‫‪4‬انًشعغ َفغّ‪ ،‬ص‪.31:‬‬

‫‪184‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫الغرر في عقكد الخيارات‪ :‬فيذه العقكد تترافؽ مع غرر كبير يتمثؿ في الجيالة كالترقب‬ ‫‪‬‬
‫كانتظار تقمبات األسكاؽ كما تأتي بو مف ارتفاع أك انخفاض في أسعار السمع أك األكراؽ المالية‪ ،‬كما‬
‫ينجـ عف كؿ ذلؾ مف خسائر لمبعض كمكاسب آلخريف‪.‬‬
‫استخدامات بعض عقود المشتقات المالية المتوافقة ومبادئ الشرع اإلسالمي‪ :‬يمكف استخداـ‬ ‫‪‬‬
‫عقكد المشتقات المالية في إدارة المخاطر)شرط أف تككف السكؽ المالية التي تتداكؿ ضمنيا ىذه العقكد‬
‫سكقا مالية إسبلمية( عمى النحك التالي‪ :‬مثبل عقود خيار الشراء‪ :‬تتمقى طمبات شراء عقكد آجمة‬
‫كمستقبمية كعقكد خيار شراء أسيـ بتكاريخ معينة كأسعار محددة‪ ،‬فتحصؿ عمى عمكالت مف طالبي‬
‫الشراء أك الراغبيف في شراء عقكد خيار شراء األسيـ‪ ،‬كيككف األمر كالتالي‪:‬‬
‫بالنسبة لطالب الشراء ‪:‬فإنو يحجز عددا مف األسيـ لدل المؤسسة خبلؿ فترة معينة‪ ،‬بحيث يتم ٌكف‬
‫بالسعر المحدد في بداية العقد‪ ،‬مقابؿ‬
‫مف شراء ىذه األسيـ في الكقت الذم يختاره مف ىذه الفترة ٌ‬
‫بالسعر المتفؽ عميو ميما بمغ السعر كقت التنفيذ‪،‬‬
‫العمكلة التي يدفعيا‪ ،‬فتككف المؤسسة ممزمة بالبيع ٌ‬
‫كيككف طالب الشراء بالخيار‪ ،‬فإذا ارتفع سعر األسيـ فمف مصمحتو أف يقكـ بالشراء‪ ،‬ألنو سيدفع‬
‫السعر المتٌفؽ عميو منذ البداية كالذم ىك أقؿ مف السعر الحالي‪ ،‬أما إذا انخفض سعر األسيـ فميس‬
‫مف مصمحة طالب الشراء تنفيذ طمبو‪ ،‬كفي ىذه الحالة تنحصر خسارتو في العمكلة فقط ‪.‬أما بالنسبة‬
‫لممؤسسة فإنيا سكؼ تمتزـ بالبيع في حالة ارتفاع سعر األسيـ ميما بمغ االرتفاع‪ ،‬أك أنيا ستمزـ عميبل‬
‫كاف قد التزـ بنفسو بالشراء‪ ،‬كفي ىذه الحالة فإف ىذا العميؿ سكؼ تمحؽ بو الخسارة‪ ،‬ألنو سكؼ يبيع‬
‫بأقؿ مف السعر الحقيقي‪ ،‬كلكف ال ينبغي أف ننسى أف ىذا العميؿ كاف قد اشترل ىذه األسيـ بسعر‬
‫أقؿ مف السعر الحالي غالبا‪ ،‬كبالتالي فميس ىناؾ خسارة ‪.‬أما إذا كانت المؤسسة ىي التي التزمت‬
‫بالبيع‪ ،‬فإنيا ستقكـ بتعكيض الخسارة مف العمكالت التي تتقاضاىا خيارات الشراء كالدفع كغيرىا‪. 1‬‬
‫أما في حالة خيار البيع) الدفع(‪ :‬فيككف لمالؾ األسيـ الحؽ بالبيع إذا شاء‪ ،‬مقابؿ عمكلة يدفعيا‬
‫لممؤسسة‪ ،‬كتككف المؤسسة ممزمة بالشراء إذا رغب البائع خبلؿ الفترة المتفؽ عمييا ميما بمغ سعر‬
‫األسيـ ‪.‬كتككف المؤسسة ممتزمة بالشراء بنفسيا بإيجاد مشتريف مقابؿ أجر أك عمكلة‪ ،‬فيي تتمقى‬
‫طمبات الشراء كتقكـ بمقابمتيا بطمبات البيع‪ ،‬فإذا تقابمت في األنكاع كاألسعار فبل مشكمة‪ ،‬كاذا لـ تتقابؿ‬

‫‪1‬كًبل رٕف‪ٛ‬ك انحطبة‪ً :‬حْ ضْق هال٘ت إضاله٘ت‪ ،‬انًؤرًش انؼبنً‪ ٙ‬انضبنش ناللزظبد اإلعالي‪ ،ٙ‬عبيؼخ او انمشٖ‪ ،‬يكخ انًكشيخ‪ ،‬انًًهكخ انؼشث‪ٛ‬خ‬
‫انغؼٕد‪ٚ‬خ‪ ،2005 ،‬ص‪-‬ص‪.26-25 :‬‬

‫‪185‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫فبلبد أف تقكـ المؤسسة بنفسيا بالشراء أك البيع‪ ،‬كىي إما أف تكسب أك تخسر‪ ،‬فإذا كسبت فبل مشكمة‪،‬‬
‫تعكض خسائرىا مف عدة طرؽ‪:‬‬
‫أما إذا خسرت فإنيا ِّ‬
‫‪-‬العمميات الرابحة كالعمكالت؛‬
‫‪-‬يمكف أف تتقاضى رسكـ إصدار لعقكد خيار الشراء ذات النمط المحدد؛‬
‫‪-‬يمكف أف تتقاضى نسبة لمتأميف التكافمي‪ ،‬لمصفقات الكبيرة‪ ،‬مف المشتريف كالبائعيف غير أف عدد‬
‫الطالبيف لشراء العقكد يمكف أف يزيد عف عدد الطالبيف لمبيع‪ ،‬أك العكس كفي ىذه الحاالت فإف‬
‫المؤسسة يمكف أف تحقؽ أرباحا كبيرة‪ ،‬أك خسائر كبيرة‪ ،‬كبالتالي فيي بحاجة دائما إلى مصادر‬
‫تعكيضية إضافية‪ ،‬مثؿ رسكـ إصدار أك رسكـ تأميف تكافمي‪ ،‬كلتبلفي الخسائر الكبيرة يمكف لممؤسسة‬
‫أف تضع بندا في العقكد‪ ،‬يعفييا مف تحمؿ الخسارة إذا زادت عف حد معيف ‪.‬‬
‫‪ .2‬استخداـ التصكيؾ إلدارة المخاطر في البنوؾ اإلسالمية‪:‬‬
‫عرؼ أحد الباحثيف التصكيؾ اإلسبلمي بأنو‪":‬عممية تقسيـ ممكية أصكؿ أك منافع أك كمييما إلى‬
‫ٌ‬
‫تعبر عف ىذه الكحدات"‪.‬‬
‫كحدات متساكية القيمة‪ ،‬كاصدار أكراؽ ٌ‬
‫كعرفو آخر بأنو‪" :‬عممية تقسيـ ممكية األعياف المؤجرة أك منافعيا‪ ،‬أك مكجكدات المشركعات القائمة‪،‬‬
‫ٌ‬
‫أك رأس ماؿ المضاربة كالمشاركة أك الككالة في االستثمار‪ ،‬أك ثمف شراء بضاعة المرابحة أك السمـ أك‬
‫األعياف المصنعة أك تكمفة تصنيعيا‪ ،‬أك نفقات زراعة األرض‪ ،‬أك تكاليؼ تحصيميا‪ ،‬إلى أجزاء يمثؿ‬
‫كؿ منيا صؾ أك سند أك كرقة مالية‪ ،‬كذلؾ بقصد عرض الصككؾ التي تمثؿ ىذه األجزاء لمبيع" ‪.1‬‬
‫كمف األدكات التي يمكف أف تشكؿ أدكات مبلئمة لمتعامؿ مع مخاطر البنكؾ اإلسبلمية الصككؾ‬
‫الشرعية‪ ،‬فيذه الصككؾ تتيح إمكانية تنكيع االستثمارات مما يسمح بتشتيت المخاطر كتكزيعيا‪ ،‬كما‬
‫تسمح تمؾ الصككؾ بتشكيؿ حافظة استثمارية تبلئـ حاجات كرغبات المستثمريف‪ ،‬مما سيعمؿ عمى‬
‫التخمص مف التركز الشديد في التمكيؿ قصير األجؿ المسيطر عمى أعماؿ البنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬الذم‬
‫يعتبر ظاىرة غير صحية مف كجية النظر القائمة بتكزيع المخاطر‪ ،‬كذلؾ لما لو مف تأثير عمى‬
‫تخفيض اليكامش الربحية‪.‬‬
‫يمكف لمتصكيؾ اإلسبلمي أف يستخدـ لتحكيؿ األصكؿ التي بحكزة البنؾ اإلسبلمي مف ميزانيتو‬
‫إلى بنكد خارج الميزانية‪ ،‬كأف يككف مف ضمف أصكؿ البنؾ اإلسبلمي مشاريع عمى أساس عقد‬
‫المضاربة أك المشاركة فيمكف ليذا البنؾ أف يقكـ بتصكيؾ ىذه المشاريع‪ ،‬ذلؾ بأف يصدر أكراقا مالية‬

‫‪ 1‬حغبٌ حبيذ حغ‪ :ٍٛ‬صنْك االضتثوار ‪ْٛ ،‬ئخ انًحبعجخ ٔانًشاعؼخ ٔانًؤعغبد انًبن‪ٛ‬خ اإلعالي‪ٛ‬خ‪ ،‬انًُبيخ‪ ،‬انجحش‪ ،2003 ،ٍٚ‬ص‪ -‬ص‪.5-4:‬‬

‫‪186‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫تستند إلى ىذه األصكؿ كمف ثـ بيعيا لممستثمريف‪ ،‬فيك بذلؾ ينقؿ مخاطر ىذه المشاريع ألنيا انتقمت‬
‫مف ميزانيتو إلى ميزانية منشأة أخرل أنشأت ليذا الغرض‪ ،‬كبالتالي يتكزع الخطر عمى أكبر عدد مف‬
‫المستثمريف بدال مف أف يتحممو البنؾ‪.‬‬
‫اليندسة المالية وادارة المخاطر في البنوؾ اإلسالمية‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫لقد تعددت التعريفات التي تناكلت اليندسة المالية كمف ىذه‬ ‫تعريؼ اليندسة المالية‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫التعريفات نذكر ما يمي‪:‬‬
‫اليندسة المالية ‪:‬ىي التصميـ كالتطكير كالتنفيذ ألدكات كآليات مالية مبتكرة كالصياغة لحمكؿ‬ ‫‪‬‬
‫إبداعية لمشكمة التمكيؿ‪1‬؛‬
‫اليندسة المالية ‪:‬كىي العمـ الذم ييعنى بتصميـ كتطكير كتطبيؽ عمميات كأدكات مالية‬ ‫‪‬‬
‫مستحدثة كتقديـ حمكؿ خبلقة كمبدعة لممشكبلت المالية‪2‬؛‬
‫اليندسة المالية ‪:‬ىي التحكؿ النيائي لممنتج المالي المكجكد لتحسيف إيراداتو أك التقميؿ مف‬ ‫‪‬‬
‫مخاطره مما يجعؿ لو دك انر في تغيير أكضاع السكؽ المالي‪3‬؛‬
‫اليندسة المالية ‪:‬ىي فف صياغة المدخبلت المالية لتمبية حاجات كميكؿ مستخدمي األمكاؿ‬ ‫‪‬‬
‫فيما يخص المجازفة كفترة االستحقاؽ كالعائد‪. 4‬‬
‫اليندسة المالية ‪:‬ىي استخداـ األدكات المالية مثؿ المشتقات كالمستقبميات كالمبادالت‬ ‫‪‬‬
‫كالخيارات كالمنتجات ذات الصمة مف أجؿ إعادة ىيكمة أك إعادة تنظيـ التدفقات النقدية كذلؾ مف أجؿ‬
‫تحقيؽ أىداؼ مالية محددة كباألخص إدارة المخاطر المالية‪.5‬‬
‫اليندسة المالية ‪:‬ىي استخداـ األدكات أك اليياكؿ المالية سكل رأس الماؿ كالديكف المباشرة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كذلؾ مف أجؿ إدارة ىيكؿ رأس ماؿ المنشأة كمحفظة مخاطرىا‪.6‬‬

‫‪1‬سامي السكيمـ‪ :‬صناعة اليندسة المالية نظرات في المنيج اإلسالمي‪ ،‬مركز البحكث (شركة الراجحي المصرفية لبلستثمارات)‪،2000 ،‬‬
‫ص‪. 5‬‬
‫‪ ،2‬منير ابراىيـ ىندم‪ ،‬الفكر الحديث في إدارة المخاطر (اليندسة المالية باستخداـ التوريؽ والمشتقات)‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص‪. 14‬‬
‫‪3‬ىاشـ فكزم دباس العبادم‪ :‬اليندسة المالية وأدواتيا بالتركيز عمى استراتيجيات الخيارات المالية‪ ،‬الكراؽ لمنشر كالتكزيع كالطباعة‪ ،‬عماف‪،‬‬
‫األردف‪ ، 2008 ،‬ص‪.22:‬‬
‫‪4‬أحًذ سفر‪ :‬العمؿ المصرفي اإلسالمي (أصولو وصيغو وتحدياتو)‪ ،‬اتحاد المصارؼ العربية‪ ،‬بيركت‪. 2004،‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Frank J. Fabozzi, (2009). Financial Risk Management. John Wiley & Sons, Inc. Hoboken, New Jersey,‬‬
‫‪P417.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Tim Koller, Marc Goedhart, David Wessels, (2010). Valuation: Measuring and Managing the Value of‬‬
‫‪Companies. Fifth edition, John Wiley & Sons Inc, Hoboken, New Jersey. P32.‬‬

‫‪187‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫اليندسة المالية ‪:‬ىي فرع خاص مف عمـ التمكيؿ يركز عمى خمؽ أك إيجاد حمكؿ لمشاكؿ‬ ‫‪‬‬
‫إدارة المخاطر المعقدة كالمشاكؿ المالية األخرل كذلؾ باستخداـ المشتقات المالية كحجر أساس في‬
‫بناء إدارة المخاطر‪.1‬‬
‫تعريؼ اليندسة المالية اإلسالمية‪ :‬تعرؼ بأنيا "مجمكعة األنشطة التي تتضمف عمميات‬ ‫ب‪.‬‬
‫التصميـ كالتطكير كالتنفيذ لكؿ مف األدكات كالعمميات المبتكرة‪ ،‬إضافة إلى صياغة حمكؿ إبداعية‬
‫لمشاكؿ التمكيؿ ككؿ ذلؾ في إطار تكجييات الشرع اإلسبلمي‪.2‬‬
‫كعمى ىذا األساس فاليندسة المالية اإلسبلمية تتضمف ما يمي‪:3‬‬
‫‪-‬ابتكار أدكات مالية جديدة؛‬
‫‪-‬ابتكار منتجات تمكيمية جديدة؛‬
‫‪-‬ايجاد حمكؿ مبتكرة لمشاكؿ التمكيؿ؛‬
‫‪-‬يجب أف يككف االبتكار متكافؽ مع الشريعة اإلسبلمية‪.‬‬
‫خصائص اليندسة المالية اإلسالمية‪:‬تتميز اليندسة المالية اإلسبلمية بمجمكعة مف‬ ‫ت‪.‬‬
‫الخصائص أىميا‪:‬‬
‫المصداقية الشرعية ‪:‬تعني المصداقية الشرعية أف تككف المنتجات اإلسبلمية مكافقة لمشرع‬ ‫‪‬‬
‫بأكبر قدر ممكف‪ ،‬كىذا يتطمب الخركج مف الخبلؼ الفقيي قدر اإلمكاف‪ ،‬فاليندسة المالية اإلسبلمية‬
‫تيدؼ إلى الكصكؿ لحمكؿ مبتكرة تككف محؿ اتفاؽ قدر المستطاع؛‬
‫الكفاءة االقتصادية ‪:‬تتميز اليندسة المالية اإلسبلمية باإلضافة إلى المصداقية الشرعية‬ ‫‪‬‬
‫بخاصية أخرل مناظرة لتمؾ التي تتميز بيا اليندسة المالية التقميدية كىي الكفاءة االقتصادية‪ ،‬كينبغي‬
‫لمنتجات صناعة اليندسة المالية اإلسبلمية أف تككف ذات كفاءة اقتصادية عالية مقارنة بالمبتكرات‬
‫المالية التقميدية كأف تتجنب المساعدة في زيادة اآلثار االقتصادية‪ ،‬كيمكف زيادة الكفاءة االقتصادية‬
‫لمنتجات اليندسة المالية اإلسبلمية عف طريؽ تكسيع الفرص االستثمارية في مشاركة في تحمؿ‬

‫‪1‬‬
‫‪Robert W. Kolb and James A. Overdahl, (2003). Financial Derivatives, Third edition, John Wiley & Sons‬‬
‫‪Inc, Hoboken, New Jersey. P 34.‬‬
‫‪2‬دادف عبد الكىاب كبكصبيع العايش ربيع‪ :‬أثر استخداـ أدوات اليندسة المالية اإلسالمية في خفض مخاطر المحافظ المالية استخداـ‬
‫خيارات الشراء المغطاة في تحويط محفظة البنوؾ القطرية (مدخؿ إسالمي)‪ ،‬الممتقى الدكلي الثاني لمصناعة المالية اإلسبلمية حكؿ آليات‬
‫ترشيد الصناعة المالية اإلسبلمية‪ ،‬المدرسة العميا لمتجارة‪ ،‬الجزائر‪،‬يكمي ‪ 09-08‬ديسمبر ‪ ، 2013‬ص ‪. 05‬‬
‫‪ 3‬قندكز عبد الكريـ‪ :‬اليندسة المالية اإلسالمية‪ ،‬مجمة االقتصاد اإلسبلمي‪ ،‬جامعة الممؾ عبد العزيز‪ ،‬جدة‪ ،‬السعكدية‪ ،‬المجمد ‪ ،20‬العدد‪، 2‬‬
‫‪ ،2007‬ص‪.20:‬‬

‫‪188‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫المخاطر كتخفيض تكاليؼ المعامبلت ككذا تخفيض تكاليؼ الحصكؿ عمى المعمكمات كعمكالت‬
‫الكساطة كالسمسرة‪1‬؛‬
‫االبتكار الحقيقي بدؿ التقميد ‪:‬يعتبر التنكع المتكفر في المنتجات المالية اإلسبلمية تنكعا‬ ‫‪‬‬
‫حقيقيا كليس صكريا كما في أدكت اليندسة المالية‪ ،‬حيث أف كؿ أداة مف أدكات اليندسة المالية‬
‫اإلسبلمية ليا طبيعة تعاقدية كخصائص تميزىا عف غيرىا مف األدكات األخرل‪ ،‬سكاء تعمؽ األمر‬
‫بالمخاطر الضمانات أك التسعير‪ ،‬كىذا مف منطمؽ أف المقصكد باليندسة المالية ىك ما يمبي مصمحة‬
‫حقيقية لممتعامميف االقتصادييف في األسكاؽ كليس مجرد عقد صكرم مف العقكد الكىمية‪ ،‬كىذا ما يؤكد‬
‫القيمة المضافة لبلبتكار‪2‬؛‬
‫محددات اليندسة المالية اإلسالمية ‪:‬إف المنتجات المبتكرة مف خبلؿ اليندسة المالية كفؽ‬ ‫ث‪.‬‬
‫المنيج اإلسبلمي ال تعتبر ذات طبيعة إسبلمية إال إذا كانت تخضع لممحددات التالية ‪:‬‬
‫المحدد األوؿ ‪:‬االلتزاـ بشرط المشاركة في الربح أك الخسارة في نص كاضح ككامؿ ال يقبؿ‬ ‫‪‬‬
‫التأكيؿ‪ ،‬كذلؾ عمى أساس القكاعد الشرعية المعمكؿ بوا في عقكد المضاربة كالمشاركات ‪.‬‬
‫المحدد الثاني ‪:‬أف ال يعاد دفع المكارد المعبأة عف طريؽ األكراؽ كاألدكات المالية التي‬ ‫‪‬‬
‫أصدرت عمى أساس التخمي عف شرط الفائدة الربكية إلى مؤسسات كشركات تتعامؿ بنظاـ الفائدة في‬
‫كؿ تعامبلتوا‪ ،‬كما أنو ال يجكز استثمار المكارد النقدية لؤلكراؽ كاألدكات المالية اإلسبلمية في‬
‫مشركعات تدر عكائد متفؽ عمييا مقدما عمى سبيؿ التأكيد‪.‬‬
‫المحدد الثالث ‪:‬ضركرة استثمار المكارد التمكيمية لؤلكراؽ في مشركعات ليا أكلكيات كاضحة‬ ‫‪‬‬
‫في مجاؿ المصمحة العامة لممجتمع اإلسبلمي‪.‬‬
‫األسس العامة لميندسة المالية اإلسالمية‬ ‫ج‪.‬‬
‫تحريـ الربا والغرر ‪:‬يقصد بالربا في المغة الزيادة‪ ،‬كىك في الشرع الزيادة عمى أصؿ الماؿ مف‬ ‫‪‬‬
‫غير عقد تبايع أما كممة الغرر في المغة فتعني الخطر كالجيالة‪ ،‬كمف أمثمة بيع الغرر البيكع‬
‫المجيكلة كبيع السمؾ في الماء كالطير في اليكاء‪ ،‬كما كاف لو ظاىر يغرم المشترم كباطف مجيكؿ‪،‬‬

‫عبد الرحيـ عبد الرحماف الساعاتي‪ :‬نحو مشتقات مالية إسالمية إلدارة المخاطر التجارية‪ ،‬مجمة االقتصاد اإلسبلمي‪ ،‬جامعة الممؾ عبد‬
‫‪1‬‬

‫العزيز‪ ،‬جدة‪ ،‬السعكدية‪ ،‬المجمد ‪ ،1999 ، 02‬ص‪.55 :‬‬


‫‪2‬‬
‫صميحة فبلؽ ‪:‬اليندسة المالية كآلية إلدارة بعض مخاطر التمويؿ المصرفي اإلسالمي‪ ،‬مجمة إس ار الدكلية لممالية اإلسبلمية‪ ،‬االكاديمية‬
‫العالمية لمبحكث الشرعية‪ ،‬المجمد الثالث‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،‬ككااللمبكر‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬يكنيك ‪ ، 2012‬ص‪-‬ص‪.107-106 :‬‬

‫‪189‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫فالغرر إذف ىك ما كاف مجيكؿ العاقبة كالذم ال يدرم أيحصؿ أك ال‪ ،‬كىك يككف في المبيع كفي ثمنو‪،‬‬
‫كالغرر يغتفر فيما بابو البر كاإلحساف‪ ،‬كيؤثر فيما بابو المعاكضات‪.1‬‬
‫حرية التعاقد ‪:‬يقصد بحرية التعاقد إطبلؽ الحرية لمناس في أف يعقدكا مف العقكد ما يركف‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كبالشركط التي يشترطكف غير مقيديف إال بقيد كاحد‪ ،‬كىك أال تشتمؿ عقكدىـ عمى أمكر قد نيى عنيا‬
‫الشارع‪ ،‬كحرميا كأف يشتمؿ العقد عمى الربا‪ ،‬أك نحكه مما حرمتو الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬فما لـ تشتمؿ‬
‫تمؾ العقكد عمى أمر محرـ بنص أك بمقتضى القكاعد العامة المقررة التي ترتفع إلى درجة القطع‬
‫كاليقيف‪ ،‬فإف الكفاء بيا الزـ ‪ ،‬كالعاقد مأخكذ بما تعيد بو‪ ،‬كاف اشتممت العقكد عمى أمر حرمو الشارع‬
‫فيي فاسدة‪ ،‬أك عمى األقؿ ال يجب الكفاء بالجزء المحرـ منيا ‪.‬‬
‫التيسير ورفع الحرج ‪:‬كالمراد مف التيسير التسييؿ‪ ،‬بمعني أف يقكـ بيا مف غير عسر أك حرج‬ ‫‪‬‬
‫أم بدكف مشقة‪ ،‬كالمراد مف الحرج الضيؽ‪ ،‬فإذا صار العبد في حالة ال يستطيع معيا القياـ بالعبادة‬
‫عمى النحك المعتاد فإف ا﵀ سبحانو كتعالى يرخص لو في أدائيا حسب استطاعتو‪ ،‬كيظير أثر ىذه‬
‫القاعدة كاضحا في التكاليؼ الشرعية‪ ،‬فا﵀ جؿ كعبل لـ يفرض عمى المؤمنيف مف العبادات إال ما‬
‫كسعيـ‪ ،‬ففي مجاؿ المعامبلت نجد القاعدة مطردة حيث جعؿ ا﵀ سبحانو باب التعاقد مفتكحا أماـ‬
‫العباد كجعؿ األصؿ فييا اإلباحة‪ ،‬كلـ يضع مف القيكد إال تمؾ التي تمنع الظمـ أك تحرـ أكؿ أمكاؿ‬
‫الناس بالباطؿ‪.‬‬
‫التحذير مف بيعتيف في بيعة واحدة ‪:‬تقكـ اليندسة المالية اإلسبلمية أيضا عمى أساس أخر‬ ‫‪‬‬
‫كىك النيي عف بيعتيف في بيعة كاحدة‪ ،‬كقد قمنا سابقا أف االبتكار في اليندسة المالية ليس مجرد‬
‫االختبلؼ عف السائد‪ ،‬بؿ ال بد أف يككف ىذا االختبلؼ متمي از إلى درجة تحقيقو لمستكل أفضؿ مف‬
‫الكفاءة كالمثالية‪ ،‬لذا فبل بد أف تككف األداة أك اآللية التمكيمية المبتكرة تحقؽ ما ال تستطيع األدكات‬
‫كاآلليات السائدة تحقيقو‪ ،‬فإذا كاف مجمكع بيعتيف يساكم بيعة كاحدة مف نكع آخر‪ ،‬فبل معنى لمجكء إلى‬
‫البيعتيف سكل االلتفاؼ عمى األنظمة التي تمنع تمؾ البيعة الكاحدة أك تقيدىا ‪ ،‬كمف صكر بيعتيف في‬
‫بيعة نجد‪ :‬بيع العينة‪ ،‬كىك أف يبيع شيئا مف غيره بثمف مؤجؿ كيسممو إلى المشترم‪ ،‬ثـ يشتريو قبؿ‬
‫قبض الثمف بثمف نقد أقؿ مف ذلؾ القدر ‪.2‬‬

‫ػجذ انغالو إعًبػ‪ٛ‬م أَٔبغٍ ‪:‬الوبادئ األضاض٘ت للتأه٘ي التنافلٖ ّتأص٘لِا الشرػٖ‪ ،‬يؤرًش انزأي‪ ٍٛ‬انزؼبَٔ‪( ٙ‬أثؼبدِ ٔآفبلّ ٔيٕلف انشش‪ٚ‬ؼخ‬
‫‪1‬‬

‫يُّ‪ ،‬انغبيؼخ األسدَ‪ٛ‬خ‪ ،‬ػًبٌ‪ ،‬األسدٌ‪ 13 -11،‬أفش‪ٚ‬م ‪ ،2010‬ص‪.19:‬‬


‫‪2‬ػجذ انؼظ‪ٛ‬ى ثٍ ثذٔ٘ انخهف‪: ٙ‬الْج٘س فٖ فقَ الطٌت ّالنتاب الؼسٗس‪ ،‬ؽ‪ ، 3‬انًُظٕسح‪ ،‬يظش‪ ، 2001 ،‬ص ‪. 341:‬‬

‫‪190‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫ابتكار الحموؿ ‪:‬يقكؿ الفقياء األصؿ في المعامبلت كالعقكد الحؿ كاالباحة‪ ،‬كىذا يقتضي‬ ‫‪‬‬
‫دراسة أصكؿ المحرمات في المعامبلت المالية ألنيا ضيقة بعكس دائرة الحبلؿ فيي كاسعة‪ ،‬مما يحرر‬
‫الفكر كيطمؽ العناف لمميندسيف المالييف لكي يبتكركا الحمكؿ المناسبة كيطكركا المنتجات المالية‬
‫اإلسبلمية‪. 1‬‬
‫المشاركة في الربح والخسارة ‪:‬ىذا المبدأ مستمد مف قكلو عميو الصبلة كالسبلـ" الخراج‬ ‫‪‬‬
‫بالضماف "كمف القاعدة الشرعية (الغنـ بالغرـ)‪ ،‬كتعني أف الحؽ في الحصكؿ عمى العائد يرتبط‬
‫بالمسئكلية عف تحمؿ الخسارة‪.‬‬
‫كاستنادان إلى ىذه القاعدة يقكـ التمكيؿ اإلسبلمي عمى الربط بيف العائد كبيف المسئكلية عف الممكية‪،‬‬
‫كىذا خبلفان لمتمكيؿ بالقرض الربكم الذم يقكـ عمى الفصؿ بيف الحؽ في الحصكؿ عمى عائد‪،‬‬
‫كالمسئكلية عف الممكية أك عف تحمؿ الخسارة ‪.‬فالمقرض رغـ ممكيتو لمقرض لكنو غير مسئكؿ عف‬
‫الخسارة‪ ،‬كفي الكقت نفسو يككف مستحقان لمعائد ‪.‬كمف ىنا فمبدأ المشاركة في الربح كالخسارة ىك مبدأ‬
‫عاـ في جميع صيغ التمكيؿ فبل سبيؿ لمحصكؿ عمى العائد بغير الممكية كتحمؿ المسؤكلية عنيا‪.‬‬
‫دور اليندسة المالية اإلسالمية في ابتكار المنتجات المالية‪ :‬يشير االبتكار المالي إلى أم‬ ‫ح‪.‬‬
‫تطكر في النظاـ المالي الكطني أك النظاـ المالي الدكلي يعمؿ عمى تحسيف الكفاءة التشغيمية لمنظاـ‬
‫المالي عف طريؽ خفض التكاليؼ أك تخفيض خطر المعامبلت في األسكاؽ األكلية‪ ،‬كالثانكية التي يتـ‬
‫فييا تداكؿ األدكات المالية ‪.‬كقد شيدت الثبلثيف سنة الماضية تسارعا في عممية االبتكار المالي‬
‫فاالبتكار يجب أف ‪:2‬‬
‫يجمب إلى السكؽ منتجا جديد ان متميز ان عف غيره‪ ،‬كلو كزنو في األىمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أف يقدـ فنا إنتاجيا متقدمان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أف يفتح أسكاقا جديدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إف االبتكار يتضمف التغيير‪ ،‬كالتغيير يتضمف عدـ االستقرار‪ ،‬كعدـ االستقرار غير مرغكب بطبيعة‬
‫الحاؿ كىذا يعني أف االبتكار ال يطمب لذاتو كليس ىدفا في نفسو‪ ،‬بؿ ىك كسيمة لتكليد قيمة مضافة‬

‫‪1‬‬
‫‪Ahmed Chakir, Ali kafou: L’ingénierie financière islamique (entre les contraintes de développement et les‬‬
‫‪risques de dérive), Conférence internationale sur les produits et applications innovation et l'ingénierie‬‬
‫‪financière (entre l'industrie financière traditionnelle et islamique), Université Ferhat Abbas, Sétif- Algérie, 5‬‬
‫‪et 6 mai 2014, p: 5.‬‬
‫‪2‬رضكاف سمير عبد الحميد‪ :‬المشتقات المالية ودورىا في إدارة المخاطر ودور اليندسة المالية في صناعة أدواتيا‪ ،‬دار النشر لمجامعات‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬مصر ‪ ،2005 ،‬ص ‪.78:‬‬

‫‪191‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫كاذا كانت ىذه القيمة تعادؿ سمبيات عدـ االستقرار فسيككف ىذا االبتكار مطمكبا كمحمكدا‪ ،‬فقيمة‬
‫االبتكار ال تنبع مف غرابتو أك جدتو بؿ مف آثاره المالية كاالقتصادية االيجابية‪.‬‬
‫كاالبتكار المقصكد ليس مجرد االختبلؼ عف السائد‪ ،‬بؿ ال بد أف يككف ىذا االختبلؼ متمي از إلى‬
‫درجة تحقيقو لمستكل أفضؿ مف الكفاءة كالمثالية‪ ،‬كىك ما يعني أف تككف األداة أك اآللية التمكيمية‬
‫المبتكرة تحقؽ ما ال تستطيع األدكات كاآلليات السائدة تحقيقو ‪.‬‬
‫تعتبر اليندسة المالية كسيمة لتنفيذ االبتكار المالي‪ ،‬كانيا منيج مصكغ في مجمكعة مف األفكار‬
‫كالمبادئ تستخدمو مؤسسات أك شركات الخدمات المالية إليجاد حمكؿ أفضؿ لمشاكؿ مالية معينة‬
‫تكاجو عمبلئيا ‪،‬كيستفاد مما سبؽ أف اليندسة المالية كاالبتكار المالي ليسا شيئا كاحدا‪ ،‬كانما ىما‬
‫عمميتاف متكاممتاف تعتمد كؿ كاحدة منيما عمى األخرل‪ .‬فالحاجة تدفع االبتكار‪ ،‬كاالبتكار يعتمد عمى‬
‫اليندسة المالية التي يتكفر لمقائميف عمييا مف الميندسيف المالييف مف الخبرات كالميارات كالقدرة عمى‬
‫تكظيؼ النماذج الرياضية كاإلحصائية المعقدة ما يؤىميا لكضع ىذه االبتكارات مكضع التنفيذ ليتـ‬
‫طرحيا في األسكاؽ في صكرة أدكات مالية‪ ،‬خدمات تتسابؽ المؤسسات المالية المتنافسة عمى أف يككف‬
‫ليا فضؿ السبؽ في تقديميا لمعمبلء‪.‬‬
‫كتتمثؿ أىمية تطكير المنتجات في الصناعة المالية اإلسبلمية فيما يمي ‪:‬‬
‫‪-‬تنكيع مصادر الربحية لممؤسسة المالية‪.‬‬
‫‪-‬تجنب تقادـ المنتجات الحالية لممحافظة عمى النمك‪.‬‬
‫‪-‬تقميؿ مخاطر االستثمار بتنكيع صيغو كقطاعاتو‪.‬‬
‫‪-‬دعـ المركز التنافسي لممؤسسة المالية في السكؽ‪.‬‬
‫‪-‬زيادة خبرة المؤسسة كاستم اررية حيكيتيا‪.‬‬
‫فالمؤسسات المالية اإلسبلمية بحاجة إلى محفظة منكعة مف األدكات كالمنتجات المالية التي تتيح ليا‬
‫المركنة الكافية لبلستجابة لشتى المتطمبات التي تفرضيا المتغيرات االقتصادية‪ ،‬كليس ىناؾ منتج‬
‫كحيد يستكفي ىذه المتطمبات كمف ىنا تظير الحاجة إلى اليندسة المالية كفؽ المنيج اإلسبلمي‪ ،‬حيث‬
‫يتخصص مجمكعة مف الباحثيف كالمتمرسيف في تصميـ كابتكار أدكات مالية تجمع بيف المصداقية‬
‫الشرعية كالكفاءة االقتصادية‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫‪ 2008‬واالستراتيجيات‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬مدى تأثر البنوؾ اإلسالمية باألزمة المالية العالمية لسنة‬
‫المستقبمية لمواجيتيا‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬مدى تأثر البنوؾ اإلسالمية باألزمة المالية العالمية لسنة ‪2008‬ـ‪:‬‬
‫كيمكف إجماؿ تأثير األزمة المالية العالمية عمى اؿبنكؾ اإلسبلمية بشكؿ عاـ بما يمي‪:‬‬
‫إف تأثيرات األزمة المالية الحالية عميقة كشاممة‪ ،‬حيث تحكلت األزمة المالية إلى أزمة‬ ‫‪.1‬‬
‫ً‬
‫محافظ البنكؾ اإلسبلمية في الخميج‪،‬‬ ‫سمبا عمى‬
‫اقتصادية‪ ،‬فاالنخفاض الحاد في أسعار العقارات أثر ن‬
‫ككذلؾ بعض الصناديؽ االستثمارية المرتبطة بالقطاع العقارم‪ .1‬فأزمة دبي‪-‬عمى سبيؿ المثاؿ ال‬
‫الحصر ‪ -‬ىي مثاؿ لمتأثير السمبي الذم سببتو أزمة ديكف القطاع البنكي؛‬
‫م اؿنصكص الشرعية‬
‫األثار الناجمة عف محاكلة محاكاة المنتجات المالية التقميدية‪ ،‬كمحاكلة ؿِّ‬ ‫‪.2‬‬
‫ر و‬
‫غبة في استنساخ التجربة الغربية؛‬
‫فائضا في السيكلة نتيجة زيادة المخاطر المحتممة مف تعثر‬
‫ن‬ ‫تكاجو بعض البنكؾ اإلسبلمية‬ ‫‪.3‬‬
‫العمبلء كتأثرىـ باألزمة المالية‪ ،‬كتكقعات انخفاض العائد عمى المكجكدات‪ ،‬حيث بمغت نسبة األصكؿ‬
‫السائمة إلى إجمالي الكدائع لدل بعض البنكؾ اإلسبلمية إلى‪ % 61‬؛‬
‫إف البنكؾ اإلسبلمية تتعرض أيضا لنفس العكامؿ التي تتعرض ليا البنكؾ التقميدية مف حيث‬ ‫‪.4‬‬
‫الصعكبات المالية التي تط أر عمى عمبلئيا نتيجة لنقص دخكليـ كثركاتيـ بسبب تراجع االقتصاد‬
‫ككذلؾ قيمة استثماراتيـ المالية؛‬
‫تفضؿ البنكؾ اإلسبلمية عقد المرابحة عمى صيغ االستثمار األخرل‪ ،‬حيث أف البفكؾ التي‬ ‫‪.5‬‬
‫تعاممت مع البنكؾ التقميدية بعقد المرابحة بالسمع الدكلية تحمؿ في ميزانياتيا ديكنا قد تصؿ إلى‬
‫الببلييف مف الدكالرات عمى بنكؾ تقميدية عالمية كاقميمية؛‬
‫إف البنكؾ التي تعاممت بالتكرؽ*‪ 2‬مع زبائنيا كحاممي بطاقات ائتمانيا القائمة عمى قمب الديكف‬ ‫‪.6‬‬
‫جدا لمتعثر بسبب‬
‫عف طريؽ التكرؽ‪ ،‬تحمؿ كذلؾ في ميزانياتيا الكثير مف الديكف عمى زبائف معرضيف ن‬
‫أيضا تراكمات مالية‬
‫انييار استثماراتيـ في األسكاؽ المالية المحمية كالعالمية ‪.‬كىذه الديكف التكرقية ىي ن‬

‫‪1‬بكجبلؿ محمد‪ :‬مقاربة إسالمية لؤلزمة المالية الراىنة‪ ،‬مجمة اقتصاديات شماؿ إفريقيا ‪-‬العدد السادس‪ 12 ،‬ابريؿ ‪، 2009‬‬
‫ص‪.11:‬‬
‫* التكرؽ البنكي المنظـ ‪:‬قياـ البنؾ بعمؿ نمطي يتـ فيو ترتيب بيع سمعة (ليست مف الذىب أك الفضة) مف أسكاؽ السمع العالمية‬
‫أك غيرىا‪ ،‬عمى المستكرؽ بثمف آجؿ‪ ،‬عمى أف يمتزـ البنؾ – إما بشرط في العقد أ ك بحكـ العرؼ كالعادة – بأف ينكب عنو في‬
‫بيعيا عمى مشتر آخر بثمف حاضر‪ ،‬كتسميـ ثمنيا لممستكرؽ‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫محضة تبتعد عف السكؽ الحقيقية‪ ،‬كذلؾ لسببيف ‪:‬أكليما ‪:‬إف التمكيؿ بالتكرؽ يقكـ عمى خمؽ ديكف‬
‫كثيرة دكف إنتاج حقيقي لمسمع‪ ،‬كثانييما ‪:‬إف التكرؽ يعمؿ بطبيعتو عمى تراكـ طبقات مف الديكف‬
‫بعضيا فكؽ بعض‪ ،‬فما التكرؽ إال تمكيؿ لسداد ديكف بديكف أكبر منيا‪ ،‬فقد تجاكزت نسبة التكرؽ‬
‫‪%60‬مف أعماؿ التمكيؿ في بعض البنكؾ اإلسبلمية؛‬
‫إف البنكؾ اإلسبلمية التي استثمرت مبالغ كبيرة في األسكاؽ العالمية قد تأثرت أيضا بسبب‬ ‫‪.7‬‬
‫سمبيا‪.1‬‬
‫انكماش ىذه األسكاؽ‪ ،‬كخسارة عمبلء ىذه البنكؾ مبالغ كبيرة مما أثر عمييا ن‬
‫‪2‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬االستراتيجيات المستقبمية لمواجية األزمة المالية العالمية‬
‫أوال‪ :‬تقديـ الخدمات البنكية الشاممة‪ :‬إف البنؾ الشامؿ ىك ذلؾ البنؾ الذم يقدـ خدمات بنكية كمالية‬
‫كاستثمارية متكاممة عمى المستكل العالمي‪ ،‬أما البنؾ الضخـ فيك مؤسسة مالية عالمية تمتمؾ عمى‬
‫األقؿ ‪ 150‬مميار دكالر مف المكجكدات الدكلية‪ ،‬كما تمتمؾ عادة رأس ماؿ مف المرتبة األكلى ال يقؿ‬
‫عف ‪ 12‬مميار دكالر‪ ،‬كاليدؼ مف إنشاء البنكؾ اإلسبلمية الضخمة يكمف في االستفادة مف اقتصاديات‬
‫الحجـ الكبير كترشيد نفقات البنكؾ‪ ،‬كالتمكيف مف المنافسة عمى الرغـ مف عدـ كجكد بنكؾ إسبلمية‬
‫بيذا الحجـ مف رأس الماؿ؛‬
‫ثانيا‪ :‬مواكبة التطور التكنولوجي البنكي‪ :‬ال تزاؿ البنكؾ اإلسبلمية في معظـ الدكؿ اإلسبلمية تفصميا‬
‫ىكة عف غيرىا مف البنكؾ التقميدية في الدكؿ المتقدمة‪ ،‬مف حيث التطبيؽ ألحدث أدكات التكنكلكجيا‬
‫االلكتركنية البنكية‪ ،‬كالتي تمكنيا مف تقديـ خدمات بنكية أكثر إشباعا الحتياجات التعامؿ في عالمنا‬
‫الحديث‪ ،‬كالسعي لمكاكبة التطكر التكنكلكجي يجب أف يككف ىدفان أساسيان لمبنكؾ اإلسبلمية بغرض‬
‫تييئتيا لممنافسة محميان كخارجيان‪ ،‬كذلؾ شريطة أف يتـ ذلؾ كفقان إلستراتيجية مدركسة كرؤية كاضحة‬
‫كتقنيات مناسبة لمكاقع االقتصادم لمبنكؾ اإلسبلمية؛‬
‫ثالثا‪ :‬التنسيؽ والتعاوف بيف البنوؾ اإلسالمية‪ :‬يمكف تكثيؽ تمؾ العبلقات مف خبلؿ اعتماد بعض‬
‫ىذه البنكؾ عمى البعض اآلخر فيما يتصؿ بالمعمكمات كتطكير الصيغ كاألدكات كالكسائؿ كاألساليب‬

‫‪1‬قحؼ منذر‪ :‬األزمة المالية ‪:‬أفكار لحموؿ طويمة األجؿ خطوط عريضة‪ ،‬بحكث مؤتمر المجمس األكربي لئلفتاء‪ ،‬الدكرة التاسعة‬
‫عشرة – اسطنبكؿ‪ ،‬مف الثامف حتى الثاني عشر مف شير رجب سنة ‪ 1430‬ق‪ ،‬المكافؽ لمثبلثيف مف شير حزيراف حتى الرابع مف‬
‫شير تمكز سنة ‪ 2009‬ـ‪ ،‬بتصرؼ‪.‬‬
‫‪ 2‬بف براىيـ الغالي كمكسى رحماني‪ :‬البنوؾ اإلسالمية بيف الضوابط الشرعية والمتطمبات الواقعية في مواجية األزمة المالية‬
‫الحديثة‪ ،‬أبحاث اقتصادية كادارية‪ ،‬العدد الثامف‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2010‬كمية العمكـ االقتصادية كالتجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪ -‬ص‪.227-226 :‬‬

‫‪194‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫التي تستخدميا في ممارسة عمميا‪ ،‬كالتعاكف أيضا في مجاؿ الخدمات المتبادلة بيف البنكؾ اإلسبلمية‬
‫كالبنكؾ التقميدية األجنبية المراسمة‪ ،‬كالتي تحتفظ بفركع كنكافذ تيدؼ إلى تقديـ خدمات بنكية إسبلمية‪،‬‬
‫بحيث يككف اليدؼ األكبر لمبنكؾ اإلسبلمية ىك التكسع في نشر التعامؿ البنكي اإلسبلمي‪ ،‬مف خبلؿ‬
‫تمؾ البنكؾ التقميدية‪ ،‬مما يمكف مف زيادة حجـ المعامبلت اإلسبلمية عمى المستكل العالمي؛‬
‫كيتمثؿ ذلؾ في حسف االلتزاـ بالقكاعد المالية‬ ‫رابعا‪ :‬اإليفاء بالمتطمبات والمعايير البنكية الدولية‪:‬‬
‫كالرقابية كاالىتماـ بالمركز المالي‪ ،‬لمبنؾ اإلسبلمي كحسف إدارتو بما يكفؿ سبلمة مركزه المالي‪ ،‬كعدـ‬
‫تجاىؿ المبادئ كالمعايير الدكلية كالتي تكصي بيا لجنة بازؿ‪ ،‬كيجرم تطبيقيا بالنسبة لصناعة‬
‫الخدمات المالية التقميدية‪ ،‬فبل بد مف دراستيا كالنظر في تطبيقيا كالتعامؿ مع القضايا كالمخاطر التي‬
‫تكاجو البنكؾ اإلسبلمية‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬مقترحات لمعالجة المعوقات المشتركة لمبنوؾ اإلسالمية‬
‫كنذكرىا كاآلتي‪:1‬‬
‫إقامة كعاء تنظيمي دكلي لكؿ البنكؾ كالمؤسسات المالية اإلسبلمية؛‬ ‫‪.1‬‬
‫تككيف ىيئة مف الحكماء ذكم التأثير الدكلي إلدارة العبلقات مع الدكؿ كالبنكؾ المركزية كازالة‬ ‫‪.2‬‬
‫أم سكء لمفيـ كفتح آفاؽ جديدة لممؤسسات المالية اإلسبلمية؛‬
‫صياغة كتبني استراتيجية مركزية لئلعبلـ يقكـ عمييا جياز مركزم لئلعبلـ يتكلى تفنيد‬ ‫‪.3‬‬
‫المزاعـ حكؿ البنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬كيبادر بإيضاح الجكانب محؿ التشكيؾ في ىذه البنكؾ؛‬
‫إقامة ىيئة مركزية لئلفتاء كالمتابعة كالبحكث الشرعية العميا الحالية‪ ،‬كيرتكز اختيار أعضائيا‬ ‫‪.4‬‬
‫عمى أساس مف الكفاءة كالتمثيؿ المذىبي المناسب‪ ،‬كتقكـ بإعداد البحكث الفقيية كتعمؿ عمى منع‬
‫التضارب بيف فتاكل الييئات الشرعية في البنكؾ اإلسبلمية؛‬
‫إنشاء جياز مركزم لمبحكث البنكية اإلسبلمية‪ :‬يصكغ خطة مشتركة لمبحكث كيدير تنفيذىا في‬ ‫‪.5‬‬
‫ضكء االحتياجات الفعمية‪ ،‬كيجمع شتات الجيكد المبعثرة لممراكز البحثية لمبنكؾ؛‬
‫إنشاء جياز مركزم لمتدريب البنكي اإلسبلمي؛‬ ‫‪.6‬‬
‫إنشاء نظاـ لتبادؿ المعمكمات‪ :‬يقدـ المعمكمات المطمكبة ألم بنؾ مف البنكؾ اإلسبلمية سكاء‬ ‫‪.7‬‬
‫عف األسكاؽ أك الفرص التمكيمية كاالستثمارية أك غير ذلؾ؛‬

‫‪1‬نجاح عبد العميـ عبد الكىاب أبك الفتكح‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.156:‬‬

‫‪195‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫إنشاء صندكؽ مشترؾ لمتمكيؿ االستثمارم‪ :‬اليدؼ منو تشجيع المشركعات االستثمارية‬ ‫‪.8‬‬
‫المشتركة كالتمكيؿ االستثمارم طكيؿ األجؿ؛‬
‫إنشاء صندكؽ لئلمداد بالسيكلة العاجمة‪ :‬نظ ار لما يكاجو بعض البنكؾ اإلسبلمية مف أزمات‬ ‫‪.9‬‬
‫في السيكلة‪ ،‬كعجز مؤقت خاصة في العمبلت الحرة‪ ،‬كال تسعفيا المصادر المحمية‪ ،‬كذلؾ بسبب افتقاد‬
‫كظيفة الممجأ األخير في أغمب الدكؿ اإلسبلمية‪ ،‬كيككف ىذا الصندكؽ بديبل مناسبا لتحقيؽ ذلؾ؛‬
‫إنشاء صندكؽ مشترؾ لمتأميف التعاكني‪ :‬لتغطية المخاطر التي تتعرض ليا مكجكدات البنكؾ‬ ‫‪.10‬‬
‫اإلسبلمية كعممياتيا‪ ،‬كذلؾ مقابؿ سداد اشتراؾ يتـ تحديده بدقة‪ ،‬كيقترح أف تقكـ عمى إدارة ىذا‬
‫الصندكؽ شركة أك أكثر مف شركات التأميف اإلسبلمية أك إعادة التأميف اإلسبلمية؛‬
‫إنشاء صندكؽ مركزم لمتكافؿ اإلسبلمي‪ :‬كذلؾ لتنظيـ دكر متكامؿ لمبنكؾ اإلسبلمية في‬ ‫‪.11‬‬
‫قضية التكافؿ بيف أجزاء العالـ اإلسبلمي‪ ،‬كذلؾ بأف تساىـ ىذه البنكؾ بجانب مف زكاتيا( إف جاز‬
‫ذلؾ شرعا) أك أف تخصص تبرعات أك صدقات مف المكارد االجتماعية المتاحة لدييا؛‬
‫تطكير أكراؽ مالية إسبلمية متنكعة‪ :‬يجب دعـ الجيكد المبذكلة الستكماؿ بحث إنشاء أسكاؽ‬ ‫‪.12‬‬
‫مالية إسبلمية لمنقد كرأس الماؿ كتشجيع المؤسسات المالية اإلسبلمية عمى طرح أكراؽ إسبلمية تككف‬
‫قابمة لمتداكؿ أك يسيؿ تسييميا بطرؽ مناسبة‪ ،‬كأف تشكؿ لجنة مركزية لمتابعة ىذا اليدؼ‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫االستقرار المالي وادارة المخاطر المالية في البنوؾ اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫خالصة الفصؿ الثالث‪:‬‬


‫لقد أصبح أمر تحقيؽ االستقرار المالي يحتؿ مركز الصدارة ضمف االىتمامات الرئيسة التي تشغؿ‬
‫أعماؿ كاجتماعات الجيات المعنية مف أفراد كمؤسسات عمى المستكل العالمي ‪.‬فبل يكاد يخمك اجتماع‬
‫ميـ إال كيضع ضمف برنامج أعمالو الحديث عف األمر كالحث عمى ضركرة تكاتؼ الجيكد لمحد مف‬
‫النزيؼ الذم تحدثو ىذه االضطرابات‪ ،‬كما ال يكاد يخمك بنؾ مركزم إال كبو كحدة خاصة ينصب‬
‫عمميا عمى االستقرار المالي بإصدار التقارير كالدراسات كتكجيو التحذيرات كالتنبييات ‪.‬‬
‫فعدـ االستقرار المالي يعبر عف ىشاشة النظاـ المالي كقابميتو لمكقكع في األزمات المالية ‪.‬كالتي تزداد‬
‫خطكرتيا بخركجيا مف إطار الدائرة المالية (األسكاؽ المالية) لتمس الدائرة الحقيقية أم االقتصاد برمتو‬
‫كتتحكؿ إلى أزمة اقتصادية‪.‬‬
‫كلمعالجة مثؿ ىذه األزمة أك الحيمكلة دكف كقكعيا كاستفحاليا يتطمب تدخؿ السمطات اإلشرافية ‪.‬غير‬
‫إف خطكرة األزمة النظامية تكمف في صعكبة معالجتيا بالطرؽ التقميدية المعركفة لككنيا تحمؿ خط ار‬
‫كميا‪ ،‬غير قابؿ لمتحكيؿ أك التنكيع ‪.‬كىذا ما صعب مف ميمة السمطات اإلشرافية ‪.‬كاستكجب عمييا‬
‫تكييؼ طرؽ معالجتيا لؤلزمات مع التغيرات الطارئة عمى مفيكـ المخاطرة المالية‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫الفصل الدا ع‪:‬‬
‫ألتـما نمواذ ‪ sherrod‬ععل‬
‫عظهح الم اللهوك اإلألالالظح‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫الفصؿ الرابع‪ :‬إسقاط نموذج ‪ sherrod‬عمى عينة مف البنوؾ اإلسالمية‬


‫تمييد‪:‬‬
‫‪ sherrod‬عمى مجمكعة مف البنكؾ اإلسبلمية كالكقكؼ‬ ‫سكؼ يتـ في ىذا الفصؿ تطبيؽ نمكذج‬
‫عمى مدل نجاح أك فشؿ ىذه البنكؾ باالستمرار كالبقاء في العمؿ كمدل تعرض قركضيا لمتعثر‪ ،‬كذلؾ‬
‫خبلؿ الفترة ‪ 2015-2008‬كباالستناد إلى بعض المؤشرات المالية كمتغيرات رئيسة ‪.‬‬
‫كقد قسمنا الفصؿ إلى ثبلثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬لمحة عف البنوؾ اإلسالمية محؿ الدراسة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حساب مؤشرات تقييـ األداء المالي لمبنوؾ اإلسالمية محؿ الدراسة‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تطبيؽ نموذج ‪1987( Sherrod‬ـ) عمى البنوؾ اإلسالمية محؿ الدراسة‬

‫‪199‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬لمحة عف البنوؾ اإلسالمية محؿ الدراسة‬


‫المطمب األوؿ‪ :‬بنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني‬
‫تـ إنشاء بنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني بمكجب األمر المؤقت رقـ ‪ 9‬لسنة ‪1977‬ـ بتاريخ‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1977/04/04‬ـ‪ ،‬في ‪ 18‬أغسطس ‪1977‬ـ تـ تسجيؿ بنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني كشركة‬
‫‪1925‬ـ‪ .‬كباشر أعمالو فعميا اعتبا ار مف مايك‬ ‫مساىمة عامة محدكدة كفؽ قانكف الشركات لعاـ‬
‫‪1978‬ـ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لرأسماؿ المصرح بو فقد بمغ ‪ 1000‬مميكف جنيو سكداني‪ ،‬أما رأسماؿ المدفكع فقد‬ ‫‪‬‬
‫بمغ ‪ 600‬مميكف جنيو سكداني‪.‬‬
‫كنشاطو ىك القياـ بجميع األعماؿ البنكية كالمعامبلت المالية كالتجارية كاإلستثمارية كالحرفية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كالمساىمة في المشركعات التنمكية اإلقتصادية كاإلجتماعية كتنشيط التعامؿ في مجاؿ التجارة‬
‫الخارجية كذلؾ عمى ىدل الشريعة اإلسبلمية كبتقنيات بنكية حديثة كمتطكرة‪.‬‬
‫كالجدكؿ التالي يكضح معمكمات أساسية كنسب مالية لمبنؾ محؿ الدراسة‬ ‫‪‬‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ :01-04‬معمكمات أساسية كنسب مالية ببنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫البياف‬
‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬ ‫عدد الفركع‬
‫‪143‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪64‬‬ ‫عدد ماكينات الصراؼ اآللي‬
‫‪1288‬‬ ‫‪1249‬‬ ‫‪1063‬‬ ‫‪942‬‬ ‫‪904‬‬ ‫‪886‬‬ ‫‪805‬‬ ‫‪789‬‬ ‫عدد العامميف‬
‫‪39,5‬‬ ‫‪38,7‬‬ ‫‪46,1‬‬ ‫‪67,0‬‬ ‫‪73,0‬‬ ‫‪55,1‬‬ ‫‪45,5‬‬ ‫‪40,0‬‬ ‫نسبة التكزيع عمى المساىميف ‪%‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11,5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫نسبة التكزيع ألصحاب الكدائع االستثمارية ‪%‬‬
‫‪43,0‬‬ ‫‪24,0‬‬ ‫‪25,7‬‬ ‫‪46,2‬‬ ‫‪25,0‬‬ ‫‪40,1‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪50,0‬‬ ‫معدؿ نمك المكجكدات‪%‬‬
‫‪46,0‬‬ ‫‪28,0‬‬ ‫‪22,3‬‬ ‫‪48,6‬‬ ‫‪24,0‬‬ ‫‪40,0‬‬ ‫‪60,6‬‬ ‫‪54,1‬‬ ‫معدؿ نمك الكدائع ‪%‬‬
‫‪21.0‬‬ ‫‪28.0‬‬ ‫‪37.0‬‬ ‫‪28.0‬‬ ‫‪40.0‬‬ ‫‪48.6‬‬ ‫‪57.0‬‬ ‫‪49.0‬‬ ‫معدؿ نمك الدخؿ‪%‬‬
‫‪2,7‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫معدؿ العائد عمى المكجكدات ‪%‬‬
‫‪49‬‬ ‫‪35 .0‬‬ ‫‪38.0‬‬ ‫‪33.0‬‬ ‫‪39.0‬‬ ‫‪35.8‬‬ ‫‪42.7‬‬ ‫‪37.0‬‬ ‫معدؿ العائد عمى حقكؽ الممكية ‪%‬‬

‫المصدر‪ :‬بنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني‪ ،‬التقرير السنكم ‪ ،2015‬ص‪.15:‬‬


‫أما بالنسبة لمتنظيـ في البنؾ فيك كالتالي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪200‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫الشكؿ رقـ ‪ : 01-04‬الييكؿ التنظيـ م داخؿ بنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني‬

‫الجمعية العمومية‬

‫المراقب الخارجي‬ ‫هيئة الرقابة الشرعية‬

‫مجلس اإلدارة‬

‫أمين مجلس اإلدارة‬

‫لجنة المراجعة والضوابط‬ ‫لجنة مجلس اإلدارة‬

‫المراقب الشرعي‬

‫لجنة المخاطر‬ ‫المدير العام‬


‫مسئول االلتزام‬

‫لجنة السياسات‬
‫نائب المدير العام‬ ‫التفتيش والمراجعة الداخلية‬

‫يغبػذ انًذ‪ٚ‬ش انؼبو‬ ‫يغبػذ انًذ‪ٚ‬ش انؼبو‬


‫نهمطبع االداس٘‬
‫يغبػذ انًذ‪ٚ‬ش انؼبو‬ ‫تقنية المعلومات‬ ‫نمطبع اإلعزضًبس‬
‫نهمطبع انًبن‪ٙ‬‬ ‫يغبػذ انًذ‪ٚ‬ش انؼبو‬ ‫ٔانزغضئخ انًظشف‪ٛ‬خ‬
‫نمطبع انًؤعغبد‬
‫ٔانُمذ األعُج‪ٙ‬‬

‫المخاطر‬
‫رًُ‪ٛ‬خ انًٕاسد انجشش‪ٚ‬خ‬
‫ٔانخذيبد اإلداس‪ٚ‬خ‬ ‫الشئون المالية‬ ‫اإلعزضًبس‬
‫تمويل المؤسسات‬
‫الشؤون القانونية‬ ‫والتمويل التجاري‬
‫الخزينة المركزية‬ ‫التمويل بالتجزئة‬
‫المباني والمنشآت‬

‫الدفع اآللي‬ ‫العالقات الخارجية‬


‫البحوث والتطوير‬ ‫التجزئة المصرفية‬
‫والنقد األجنبي‬

‫التسويق‬

‫المصدر‪ :‬بنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني‪ ،‬التقرير السنكم ‪ ،2015‬ص‪.13:‬‬

‫‪201‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫المطمب الثاني‪ :‬بنؾ قطر اإلسالمي‬


‫بنؾ قطر اإلسبلمي (المصرؼ) ىك أكؿ بنؾ إسبلمي في قطر‪ ،‬حيث بدأ عممو عاـ ‪ 1982‬كال يزاؿ‬
‫‪ %42‬مف‬ ‫إلى اآلف أكبر المؤسسات البنكية اإلسبلمية في الدكلة‪ ،‬حيث يستحكذ حاليان عمى نسبة‬
‫‪ %12‬مف إجمالي السكؽ البنكية‪ .‬كفي نياية‬ ‫قطاع الصيرفة اإلسبلمية في الببلد‪ ،‬كحصة حكالي‬
‫مارس ‪ ،2017‬بمغ إجمالي حقكؽ المساىميف في البنؾ ‪ 13.67‬مميار لاير قطرم ( ‪ 3.76‬مميار دكالر‬
‫أمريكي)‪ ،‬ككصؿ إجمالي األصكؿ إلى ‪ 143.3‬مميار لاير قطرم (‪ 39.4‬مميار دكالر أمريكي)‪.‬‬
‫يقدـ البنؾ خدماتو في السكؽ المحمية مف خبلؿ شبكة فركع عصرية منتشرة في مختمؼ أنحاء قطر‪،‬‬
‫كما تتيح في الفركع األساسية مراكز متخصصة تضـ مدراء عبلقات متمرسيف في تقديـ خدمات‬
‫لشرائح محددة مف العمبلء‪ :‬مراكز الخدمات البنكية الخاصة‪ ،‬مراكز خدمات التميز‪ ،‬مراكز الشركات‬
‫الصغيرة كالمتكسطة‪ ،‬إلى جانب المراكز الخاصة بالسيدات‪ .‬كعبلكة عمى امتبلكو لشبكة فركع متميزة‪،‬‬
‫عمؿ اؿبنؾ عمى تسريع كتيرة االستثمار في القنكات االلكتركنية مف خبلؿ تكفير خدمات متعددة ألجيزة‬
‫الصراؼ اآللي كااليداع النقدم‪ ،‬الخدمات البنكية عبر االنترنت‪ ،‬تطبيؽ جكاؿ اؿ بنؾ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫مركز اتصاؿ حائز عمى عدة جكائز‪.‬‬
‫يتبنى البنؾ استراتيجية نمك تيدؼ لتعزيز مكانتو كدكره ؾ بنؾ إسبلمي رائد يتمتع بعبلقات قكية مع‬
‫عمبلئو‪ ،‬كشراكات ميمة مع المجتمعات المحمية‪ .‬كتتماشى االستراتيجية التي يتبناىا البنؾ بشكؿ كثيؽ‬
‫مع رؤية قطر الكطنية ‪ ،2030‬كمع التزاـ الحككمة في االستثمار في البنية التحتية لمببلد كتنكيع‬
‫كيعد البنؾ مجمكعة مالية مستقرة تغطي خدماتيا جميع شرائح‬
‫االقتصاد كتطكير قطاع خاص قكم‪ .‬ي‬
‫األسكاؽ المالية بما في ذلؾ األفراد كالمؤسسات الحككمية كالشركات الكبيرة كالشركات الصغيرة‬
‫كالمتكسطة‪ ،‬كتكفر حمكالن بنكية مبتكرة متكافقة مع الشريعة اإلسبلمية‪ .‬كانطبلقان مف التزامو باالستمرار‬
‫في زيادة القيمة المضافة المقدمة لعمبلئو كالمساىميف كالمجتمع القطرم‪ ،‬سيكاصؿ البنؾ تركيزه عمى‬
‫الكفاءة كعمى تمبية احتياجات العمبلء كاالرتقاء إلى مستكل تكقعات جميع األطراؼ المعنية‪.‬‬
‫كتمتمؾ مجمكعة البنؾ حصصان في عدد مف شركات الخدمات المالية المتكافقة مع الشريعة اإلسبلمية‬
‫في قطر كمنيا بنؾ كيك إنفست‪ ،‬كىك مؤسسة بنكية استثمارية تابعة لمبنؾ‪ ،‬كشركة "بيمو" (المختصة‬
‫في تقديـ برامج التكافؿ التأميني)‪ ،‬كشركة الجزيرة لمتمكيؿ‪.‬‬
‫حضكرىا القكم في المناطؽ التي تيتـ بشكؿ كبير بخدمات الصيرفة اإلسبلمية المتكافقة مع الشريعة‬
‫اإلسبلمية‪ .‬كيمبي ‪ ،QIB-UK‬كىي مؤسسة مالية تابعة بالكامؿ لؿ بنؾ تأسست عاـ ‪ ،2008‬جميع‬

‫‪202‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫االحتياجات المالية لؤلفراد كالشركات القطرية في المممكة المتحدة‪ .‬كما يمتمؾ اؿ بنؾ حضك انر في لبناف‬
‫مف خبلؿ بيت التمكيؿ العربي‪ ،‬كفي ماليزيا مف خبلؿ بنؾ التمكيؿ اآلسيكم‪ ،‬إضافة إلى فرع في‬
‫السكداف‪.‬‬
‫‪ A1‬مع نظرة‬ ‫في مايك ‪ 2017‬منحت ككالة مكديز لخدمات المستثمريف البنؾ ألكؿ مرة تصنيؼ‬
‫‪ 2017‬قامت ككالة التصنيؼ‬ ‫مستقبمية مستقرة لمكدائع بالعممتيف المحمية كاألجنبية‪ .‬كفي أبريؿ‬
‫االئتمانية العالمية "فيتش" بتثبيت تصنيؼ البنؾ االئتماني طكيؿ األجؿ عند "‪ "A +‬مع نظرة مستقبمية‬
‫مستقرة‪ ،‬بما يعكس قكة عبلمة اؿ بنؾ التجارية في قطر كجكدة األصكؿ كمتانة المحفظة التمكيمية‬
‫كالسيكلة التي تمتاز بتنكعيا مقارنة بالبنكؾ األخرل‪ .‬كقد أخذت الككالة في االعتبار الكفاية الربحية‬
‫لمبنؾ‪ ،‬كقكة النسب الرأسمالية‪ ،‬كالتحسف في نسب التغطية‪ .‬كما قامت ككالة التصنيؼ الدكلية "كابيتاؿ‬
‫انتيميجنس" بتثبيت تصنيؼ القكة المالية لمبنؾ عند مستكل ‘ ‪ ’A‬مع نظرة مستقبمية مستقرة‪ .‬كما رفعت‬
‫الككالة تصنيؼ البنؾ لمعمبلت األجنبية عمى المدل الطكيؿ إلى ‘ ‪ ’+A‬ككذلؾ أكدت تصنيؼ المدل‬
‫‪2016‬‬ ‫القصير عند ‘ ‪ ’A2‬مع "نظرة مستقبمية مستقرة"‪ .‬كمنحت ككالة ستاندرد أند بكرز في مايك‬
‫بدكرىا البنؾ تصنيؼ "‪."-A‬‬
‫كنظ انر ألدائو المتميز كابتكاراتو المستمرة‪ ،‬حصؿ البنؾ عمى إشادة كتقدير العديد مف المجبلت كالتقارير‬
‫المالية الدكلية المرمكقة بصفتو أحد البنكؾ الرائدة في المنطقة‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬البنؾ العربي اإلسالمي الدولي‬
‫البنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي ش ـ ع (شركة مساىمة عامة محدكدة)‬
‫انطبلقا مف اآلية الفيصؿ بيف الحبلؿ كالحراـ (ك أحؿ ا﵀ البيع كحرـ الربا )‪ ،‬ك إيمانا برسالة اإلسبلـ‬
‫السامية في االقتصاد المبنية عمى العدالة كالمشاركة‪ ،‬كبكفاءة بنكية تجارية كاستثمارية كمالية‪ ،‬مدعكمة‬
‫بخبرات بنكية متميزة‪ ،‬بدأ البنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي ممارسة أعمالو البنكية كفقا ألحكاـ الشريعة‬
‫اإلسبلمية الغراء في الثاني عشر مف شكاؿ عاـ ‪ 1418‬ىجرية‪ ،‬المكافؽ لمتاسع مف شباط عاـ ‪1998‬‬
‫ميبلدية‪ ،‬كاليكـ يعد البنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي كاحدان مف أبرز المؤسسات المصرفية اإلسبلمية في‬
‫األردف كالمنطقة‪.‬‬
‫كقد تأسس البنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي كشركة مساىمة عامة بمقتضى قانكف الشركات لسنة ‪1989‬‬
‫ك سجمت في سجؿ الشركات المساىمة العامة تحت رقـ ( ‪ )327‬بتاريخ‪.1997 /3 / 30‬‬

‫‪203‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫المطمب الرابع‪ :‬بنؾ الراجحي‬


‫بدأ بنؾ الراجحي‪ ،‬أحد أكبر البنكؾ اإلسبلمية في العالـ‪ ،‬نشاطو عاـ ‪1957‬ـ‪ .‬كيتمتع بنؾ الراجحي‬
‫بخبرة تمتد ألكثر مف ‪ 58‬عامان في مجاؿ األعماؿ البنكية كاألنشطة التجارية‪ .‬كتـ افتتاح أكؿ فرع لبنؾ‬
‫لمرجاؿ في حي الديرة في الرياض عاـ ‪1957‬ـ‪ ،‬بينما افتتح أكؿ فرع لمسيدات عاـ ‪1979‬ـ في حي‬
‫الشميسي‪.‬‬
‫كقد شيد العاـ ‪1978‬ـ‪ ،‬دمج مختمؼ المؤسسات التي تحمؿ أسـ الراجحي تحت مظمة كاحدة في‬
‫شركة الراجحي المصرفية لمتجارة كفي عاـ ‪ 1988‬تـ تحكيؿ البنؾ إلى شركة مساىمة سعكدية عامة‪.‬‬
‫كبما أف البنؾ يرتكز إلى مبادئ المصرفية اإلسبلمية بشكؿ أساسي‪ ،‬فيك يمعب دك انر رئيسيان كأساسيان في‬
‫سد الفجكة بيف متطمبات المصرفية الحديثة كالقيـ الجكىرية لمشريعة اإلسبلمية مشكبلن معايير صناعية‬
‫كتنمكية يحتذل بيا‪.‬‬

‫يتمتع بنؾ الراجحي‪ ،‬كمقره الرياض بالمممكة العربية السعكدية‪ ،‬بمركز مالي قكم كىك يدير أصكالن‬
‫بقيمة ‪ 307‬مميار لاير سعكدم (‪ 80‬مميار دكالر أمريكي)‪ ،‬كيبمغ رأس مالو ‪ 16.25‬مميار لاير سعكدم‬

‫‪500‬‬ ‫(‪ 4.3‬مميار دكالر)‪ ،‬كيعمؿ فيو أكثر مف ‪ 9,600‬مكظفان‪ .‬كلديو شبكة كاسعة تضـ أكثر مف‬
‫فرعان كأكثر مف ‪ 4,100‬جياز صراؼ آلي ك ‪ 46,000‬أجيزة نقاط البيع‪ ،‬ك ‪ 170‬مراكز لمحكاالت‬
‫المالية‪ ،‬كما أف لديو أكبر قاعدة عمبلء بيف البنكؾ السعكدية‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حساب مؤشرات تقييـ األداء المالي لمبنوؾ اإلسالمية محؿ الدراسة‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬مؤشرات تقييـ األداء المالي ؿبنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني‬
‫أوال‪ :‬مؤشرات تقييـ األداء لمبنؾ اإلسالمي‬
‫معدؿ العائد عمى حقوؽ الممكية )‪ :(ROE‬كيستخدـ ىذا المعدؿ كأساس لتحميؿ ربحية البنؾ‬ ‫‪.1‬‬
‫كيتمثؿ ىذا العائد في النسبة بيف نتيجة الدكرة الصافية كاجمالي حقكؽ الممكية‪.‬‬
‫كييدؼ ىذا المؤشر إلى قياس النسبة المئكية لمعائد لكؿ كحدة نقدية مف حقكؽ الممكية ككمما أرتفع ىذا‬
‫العائد كمما تمكف البنؾ مف تكزيع المزيد مف األرباح عمى المساىميف كيحسب كفؽ العبلقة التالية‪:‬‬

‫العائد عمى حقكؽ الممكية =النتيجة الصافية‪ /‬حقكؽ الممكية‬


‫معدؿ العائد عمى األصوؿ )‪: (ROA‬كييدؼ ىذا المؤشر إلى الكشؼ عف كفاءة البنؾ في‬ ‫‪.2‬‬
‫تكظيؼ أصكلو لتحقيؽ مستكل معيف مف الربحية‪ ،‬حيث يفيد في معرفة العبلقة بيف الربحية كجميع‬
‫أصكلو‪ ،‬كيحسب كفؽ العبلقة التالية‪:‬‬

‫العائد عمى األصكؿ=النتيجة الصافية ‪/‬إجمالي األصكؿ‬


‫ىامش الربح)‪:(PM‬‬ ‫‪.3‬‬
‫يعبر ىذا اليامش عف نسبة كؿ كحدة نقدية مف صافي الدخؿ (النتيجة الصافية) المحقؽ مف اإليرادات‬
‫البنؾ عمى التحكـ في مصاريفو‬ ‫الكمية‪ ،‬حيث اليدؼ مف قياس ىذا اليامش ىك معرفة مدل قدرة‬
‫كتخفيض ضرائبو ك يحسب كفؽ العبلقة التالية‪:‬‬

‫ىامش الربح= النتيجة الصافية‪/‬إجمالي اإليرادات‬


‫منفعة األصوؿ(‪:)UA‬‬ ‫‪.4‬‬
‫اليدؼ معرفة مدل قدرة أصكؿ البنؾ عمى تحقيؽ اإليرادات‪ ،‬كيمكننا حسابو كفؽ العبلقة اآلتية‪:‬‬

‫منفعة األصكؿ= إجمالي اإليرادات‪/‬إجمالي األصكؿ‬

‫معدؿ الرفع المالي(مضاعؼ حؽ الممكية)‪:EM‬‬ ‫‪.5‬‬


‫يقيس درجة الرفع المالي لمبنؾ حيث ييدؼ إلى مقارنة أصكؿ البنؾ بأمكالو الخاصة حيث تشير القيمة‬
‫األكبر مف ىذا المؤشر إلى إعتماد درجة اكبر مف التمكيؿ بالصيغ االسبلمية مقارنة باألمكاؿ الخاصة‪،‬‬
‫كيمكف حسابو كفؽ العبلقة اآلتية‪:‬‬
‫معدؿ الرفع المالي =إجمالي األصكؿ ‪/‬حقكؽ الممكية‬

‫‪205‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫ثانيا‪ :‬حساب مؤشرات تقييـ األداء المالي ؿبنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني‬
‫تطور حجـ األصوؿ وحجـ الودائع‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الجدوؿ رقـ‪ :02-04‬حجـ األصوؿ وحجـ الودائع لبنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني‬
‫خالؿ الفترة (‪)2015-2008‬‬
‫الوحدة‪ :‬مميكف جنيو سكداني‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬


‫‪12.454,192‬‬ ‫‪8.682,601‬‬ ‫‪7.028,788‬‬ ‫‪5.589,782‬‬ ‫‪3.822,733‬‬ ‫‪3.051,882‬‬ ‫‪2.431,858‬‬ ‫‪1.549,316‬‬ ‫حجـ‬
‫األصوؿ‬
‫‪11.355,9‬‬ ‫‪7.781,5‬‬ ‫‪6.053,2‬‬ ‫‪4.949,3‬‬ ‫‪3.331,5‬‬ ‫‪2.677,3‬‬ ‫‪1.912,4‬‬ ‫‪1.190,5‬‬ ‫حجـ‬
‫الودائع‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني لمسنكات‬
‫مف ‪ 2008‬إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 01‬‬
‫الشكؿ رقـ ‪ : 02-04‬حجـ األصوؿ وحجـ الودائع لبنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني‬
‫خالؿ الفترة (‪)2015-2008‬‬

‫‪14000‬‬

‫‪12000‬‬

‫‪10000‬‬

‫‪8000‬‬
‫حجم األصول‬
‫‪6000‬‬
‫حجم الودائع‬
‫‪4000‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015‬‬

‫نبلحظ أف حجـ األصكؿ ببنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني ظمت تتزايد خبلؿ الفترة المدركسة ‪-2008‬‬
‫‪ 2015‬اذ ارتفع حجـ األصكؿ مف ‪ 1.549,316‬مميكف جنيو سكداني سنة ‪ 2008‬الى‬

‫‪206‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫‪ 12.454,192‬مميكف جنيو سكداني سنة ‪ 2015‬بمعدؿ زيادة قدره ‪%703,8‬؛ في حيف فاف حجـ‬
‫الكدائع أيضا ظؿ يتزايد خبلؿ الفترة نفسيا حيث انتقؿ مف ‪ 1.190,5‬مميكف جنيو سكداني سنة ‪2008‬‬
‫الى ‪ 11.355,9‬مميكف جنيو سنة ‪ 2015‬بمعدؿ تزايد قدره ‪.%853,8‬‬
‫أم أنو أصكؿ ككدائع بنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني لـ تتأثر بتبعات األزمة المالية العالمية عمى‬
‫طكؿ فترة الدراسة‬
‫معدؿ العائد عمى حقوؽ الممكية)‪:(ROE‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ :03-04‬معدؿ العائد عمى حقوؽ الممكية لبنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013 2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪49‬‬ ‫‪35 .0‬‬ ‫‪38.0‬‬ ‫‪33.0‬‬ ‫‪39.0‬‬ ‫‪35.8‬‬ ‫‪42.7‬‬ ‫‪37.0‬‬ ‫العائد عمى حقوؽ الممكية‪%‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني لمسنكات‬
‫مف ‪ 2008‬إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 01‬‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :03-04‬معدؿ العائد عمى حقوؽ الممكية لبنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني‬

‫‪60‬‬

‫‪50‬‬

‫‪40‬‬
‫العائد على حقوق الملكية ‪%‬‬
‫‪30‬‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬

‫مف خبلؿ النتائج المحصؿ عمييا نسجؿ تذبذبات عمى مستكل العائد عمى حقكؽ الممكية‪ ،‬حيث كاف‬
‫سنة ‪ %37.0 2008‬كارتفع سنة ‪ 2009‬الى ‪ %42.7‬كانخفض سنة ‪ 2010‬الى ‪ %35.8‬ليرتفع‬

‫‪207‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫سنة ‪ 2011‬الى ‪ %39‬ليبدأ في اؿتذبذب مف سنة ‪ 2012‬الى غاية سنة ‪ 2015‬ليككف ‪ 33.0‬ك‬
‫‪ 38.0‬ك ‪ 35.0‬ك ‪% 49.0‬عمى التكالي كيعكد سبب ذلؾ إلى تسجيؿ انخفاض عمى مستكل‬
‫النتيجة الصافية أم أنيا لـ تغطي حقكؽ الممكية حيث بمغت سنة ‪ 2008‬قيمة ‪ 137.150‬مميكف‬
‫جنيو سكداني كسنة ‪ 2009‬بمغت قيمة ‪ 191,329‬مميكف جنيو سكداني ككاصمت في االرتفاع الى‬
‫‪ ،2010‬ك في سنة ‪2011‬‬ ‫غاية سنة ‪ 2015‬حيث بمغت ‪ 245,686‬مميكف جنيو سكداني سنة‬
‫‪ 375,137‬مميكف جنيو سكداني أما سنة ‪ 2012‬فقد كصمت الى ‪ 479,122‬مميكف جنيو سكداني كفي‬
‫‪ 587,883‬ك ‪ 698,544‬ك‬ ‫سنكات ‪ 2013‬ك ‪ 2014‬ك ‪ 2015‬عمى التكالي فقد كصمت الى‬
‫‪ 831,830‬مميكف جنيو سكداني‪ .‬كبالتالي سكؼ ينعكس إيجابا عمى مستكل األرباح المكزعة عمى‬
‫المساىميف خبلؿ السنكات المذككرة ألف ىناؾ عبلقة طردية بيف مستكل ارتفاعو كبيف مستكل تكزيع‬
‫األرباح عمى المساىميف‪.‬‬
‫معدؿ العائد عمى األصوؿ)‪: (ROA‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ :04-04‬العائد عمى األصوؿ لبنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬
‫‪2015 2014 2013‬‬ ‫‪2012 2011 2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪2,7‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫العائد عمى األصوؿ ‪%‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني لمسنكات‬
‫مف ‪ 2008‬إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 01‬‬

‫‪208‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :04-04‬العائد عمى األصكؿ لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني‬

‫‪4,5‬‬
‫‪4‬‬
‫‪3,5‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2,5‬‬
‫العائد على األصول ‪%‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1,5‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0,5‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬

‫مف خبلؿ النتائج المحصؿ عمييا التي تمثؿ العائد عمى األصكؿ لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني‬
‫نبلحظ تسجيؿ أدنى قيمة‪ 2.7‬سنة ‪2015‬كيرجع سبب ذلؾ إلى انخفاض عمى مستكل النتيجة الصافية‬
‫أما باقي السنكات األخرل كنقصد بذلؾ سنة ‪ 2011‬ك ‪ 2012‬التي سجمت أعمى قيمة لممعدؿ قدرت‬
‫‪ .%4.0‬كتشيد انخفاضا تدريجيا خبلؿ سنكات ‪ 2013‬ك ‪ 2014‬ك ‪ 2015‬لتصؿ الى ‪ 3.2‬ك ‪3.0‬‬
‫ك‪2.7‬عمى التكالي‪ .‬نبلحظ تحسف في ىذا المعدؿ خبلؿ السنكات ‪ 2011‬ك ‪ 2012‬األمر الذم يعكس‬
‫كفاءة البنؾ في تكظيؼ أصكلو مف أجؿ تحقيؽ مستكل معيف مف الربحية خبلؿ ىذه السنكات ‪.‬‬
‫ىامش الربح)‪:(PM‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ :05-04‬ىامش الربح ؿبنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪31.03‬‬ ‫‪31.64‬‬ ‫‪33.92‬‬ ‫‪49.25‬‬ ‫‪57.35‬‬ ‫‪41.37‬‬ ‫‪45.27‬‬ ‫‪38.73‬‬ ‫ىامش الربح‪%‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني لمسنكات‬
‫مف ‪ 2008‬إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 01‬‬

‫‪209‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :05-04‬ىامش الربح لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني‬

‫‪70‬‬
‫‪60‬‬
‫‪50‬‬
‫‪40‬‬
‫هامش الربح ‪%‬‬
‫‪30‬‬
‫‪20‬‬
‫‪10‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬

‫نبلحظ تسجيؿ تذبذبات عمى مستكل مؤشر ىامش الربح حيث سجمنا بدكرنا أعمى قيمة لو‬
‫سنة‪2011‬حكالي‪ %57.35‬لتنخفض مف سنة ‪ 2012‬الى غاية ‪ 2015‬في حيف سجمت سنة ‪2015‬‬
‫أدنى قيمة قدرت ‪، %31.03‬اما سنة ‪ 2010‬فقد سجمت انخفاضا يصؿ الى ‪ .%41.37‬األمر الذم‬
‫‪ 2015‬أما‬ ‫يعكس عدـ مقدرة البنؾ عمى تخفيض كالسيطرة عمى مصاريفو كضرائبو خبلؿ سنة‬
‫السنكات مف ‪ 2009‬الى غاية سنة ‪ 2012‬فيناؾ ارتفاع في ىاتو النسبة أم قدرة البنؾ في ىاتو‬
‫السنة عمى تخفيض مصاريفو كضرائبو‪.‬‬
‫منفعة األصوؿ(‪:)UA‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ :06-04‬منفعة األصوؿ ؿبنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪5.76‬‬ ‫‪6.84‬‬ ‫‪7.40‬‬ ‫‪6.78‬‬ ‫‪7.76‬‬ ‫‪6.96‬‬ ‫‪6.43‬‬ ‫‪7.51‬‬ ‫منفعة األصوؿ‪%‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني لمسنكات‬
‫مف ‪ 2008‬إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 01‬‬

‫‪210‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :06-04‬منفعة األصكؿ لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني‬

‫‪9‬‬
‫‪8‬‬
‫‪7‬‬
‫‪6‬‬
‫‪5‬‬
‫منفعة األصول ‪%‬‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬

‫نبلحظ أف منفعة أصكؿ بنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني تشيد تذبذب مستمر عبر السنكات حيث‬
‫سجمت اعمى قيمة ليا سنة ‪ 2011‬لتصؿ الى ‪ % 7.76‬كبعدىا سنة ‪ 2013‬تصؿ ‪ . %7.40‬في‬
‫حيف تشيد انخفاضا في باقي السنكات كسجمت ادنى قيمة ليا سنة ‪ 2015‬بقيمة ‪ %5.76‬كىك مؤشر‬
‫قكم عمى عدـ قدرة أصكؿ البنؾ عمى تحقيؽ اإليرادات في ىاتو السنة عمى عكس سنة ‪.2011‬‬
‫معدؿ الرفع المالي(مضاعؼ حؽ الممكية)‪:EM‬‬ ‫‪.6‬‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ :07-04‬معدؿ الرفع المالي ببنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪14.97‬‬ ‫‪12.42‬‬ ‫‪11.95‬‬ ‫‪11.66‬‬ ‫‪10.19‬‬ ‫‪12.42‬‬ ‫‪12.71‬‬ ‫‪11.29‬‬ ‫معدؿ الرفع المالي‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني لمسنكات‬
‫مف ‪ 2008‬إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 01‬‬

‫‪211‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :07-04‬معدؿ الرفع المالي لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني‬

‫‪16‬‬
‫‪14‬‬
‫‪12‬‬
‫‪10‬‬
‫‪8‬‬ ‫معدل الرفع المالي‬
‫‪6‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬

‫تشير النتائج المحصؿ عمييا كالمبينة إلى تسجيؿ ارتفاع تدريجي عمى مستكل معدؿ الرفع المالي لبنؾ‬
‫فيصؿ اإلسبلمي السكداني كىك ما يفسر إعتماده خبلؿ السنكات مف ‪ 2008‬الى غاية ‪ 2015‬ما عدا‬
‫سنة ‪ 2011‬التي شيدت انخفاضا عمى التمكيؿ باؿصيغ االسبلمية عمى حساب األمكاؿ الخاصة ‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬مؤشرات تقييـ األداء ؿبنؾ قطر اإلسالمي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تطور حجـ األصوؿ وحجـ الودائع‬
‫الجدوؿ رقـ‪ :08-04‬حجـ األصوؿ وحجـ الودائع لبنؾ قطر اإلسالمي‬
‫خالؿ الفترة (‪)2015-2008‬‬
‫الوحدة‪ :‬مميوف لاير قطري‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪127.323,98‬‬ ‫‪96.106,46‬‬ ‫‪77.354,24‬‬ ‫‪73.192,06‬‬ ‫‪58.274,88‬‬ ‫‪51.877,18‬‬ ‫‪39.272,70‬‬ ‫‪33.543,15‬‬ ‫حجـ‬


‫األصوؿ‬

‫‪91.505‬‬ ‫‪66.605‬‬ ‫‪50.363‬‬ ‫‪43.147‬‬ ‫‪30.370‬‬ ‫‪27.853‬‬ ‫‪20.361‬‬ ‫‪16.592‬‬ ‫حجـ‬


‫الودائع‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ قطر اإلسبلمي لمسنكات مف ‪2008‬‬
‫إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 02‬‬

‫‪212‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫الشكؿ رقـ ‪ 08-04‬حجـ األصوؿ وحجـ الودائع لبنؾ قطر اإلسالمي‬


‫خالؿ الفترة (‪)2015-2008‬‬

‫‪140000‬‬

‫‪120000‬‬

‫‪100000‬‬

‫‪80000‬‬
‫حجم األصول‬
‫‪60000‬‬
‫حجم الودائع‬
‫‪40000‬‬

‫‪20000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪ 2015-2008‬اذ ارتفع حجـ‬ ‫شيد حجـ األصكؿ ببنؾ قطر اإلسبلمي تزايد خبلؿ الفترة المدركسة‬
‫سنة ‪ 2008‬إلى ‪ 127.323,98‬مميكف لاير قطرم‬ ‫األصكؿ مف ‪ 33.543,15‬مميكف لاير قطرم‬
‫سنة‪ 2015‬بمعدؿ زيادة قدره ‪%279,58‬؛ في حيف فاف حجـ الكدائع أيضا ظؿ يتزايد خبلؿ الفترة‬
‫نفسيا حيث انتقؿ مف ‪ 16.592‬مميكف لاير قطرم في سنة ‪ 2008‬إلى ‪ 91.505‬مميكف لاير سنة‬
‫‪ 2015‬بمعدؿ تزايد قدره ‪.%451,5‬‬
‫أم أف األزمة المالية العالمية لـ تؤثر عمى أصكؿ ككدائع بنؾ قطر اإلسبلمي خبلؿ فترة الدراسة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬معدؿ العائد عمى حقوؽ الممكية)‪:(ROE‬‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ :09-04‬العائد عمى حقوؽ الممكية ببنؾ قطر اإلسالمي‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪11.82‬‬ ‫‪11.77‬‬ ‫‪9.69‬‬ ‫‪8.62‬‬ ‫‪9.46‬‬ ‫‪20.25‬‬ ‫‪20.04‬‬ ‫‪29.30‬‬ ‫العائد عمى حقوؽ الممكية‪%‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ قطر اإلسبلمي لمسنكات مف ‪2008‬‬
‫إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 02‬‬

‫‪213‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :09-04‬العائد عمى حقكؽ الممكية ببنؾ قطر اإلسبلمي‬

‫‪35‬‬

‫‪30‬‬

‫‪25‬‬

‫‪20‬‬
‫العائد على حقوق الملكية‪%‬‬
‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باإلعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬

‫مف خبلؿ النتائج المحصؿ عمييا نسجؿ انخفاض عمى مستكل العائد عمى حقكؽ الممكية‪ ،‬حيث كاف‬
‫‪ 2009‬الى‬ ‫سنة ‪ 2008‬نسبة ‪ %29.3‬حيث سجمت ىذه السنة أعمى قيمة لمعائد كانخفض سنة‬
‫‪2011‬‬ ‫‪ %20.04‬ليرتفع قميبل سنة ‪ 2010‬الى ‪ ، %20.25‬ثـ يعاكد االنخفاض خبلؿ السنكات‬
‫ك‪ 2012‬ك‪ 2013‬عمى التكالي ليصؿ الى ‪ 9.46‬ك‪ 8.62‬ك‪% 9.69‬عمى التكالي كيعكد سبب ذلؾ‬
‫أم أنيا لـ تغطي حقكؽ الممكية كذلؾ مقارنة‬ ‫إلى تسجيؿ انخفاض عمى مستكل النتيجة الصافية‬
‫بباقي السنكات حيث بمغت النتيجة الصافية سنة ‪2011‬‬
‫‪ 1.215,863‬مميكف لاير قطرم كسنة ‪ 2012‬قيمة ‪ 1.125,691‬مميكف لاير قطرم كفي سنة ‪2013‬‬
‫بمغت ‪ 1.325,603‬مميكف لاير قطرم‪ ،‬أما بالنسبة لمعائد سنتي ‪ 2014‬ك ‪ 2015‬فقد سجؿ ارتفاعا‬
‫الى ‪ 11.77‬ك‪ %11.82‬كبالتالي سكؼ ينعكس إيجابا عمى مستكل األرباح المكزعة عمى المساىميف‬
‫خبلؿ السنكات ‪ 2008‬الى ‪ 2010‬ك سنتي ‪ 2014‬ك‪ 2015‬مقارنة بباقي السنكات ألف ىناؾ عبلقة‬
‫طردية بيف مستكل ارتفاعو كبيف مستكل تكزيع األرباح عمى المساىميف‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫ثالثا‪ :‬معدؿ العائد عمى األصوؿ)‪: (ROA‬‬


‫الجدوؿ رقـ ‪ :10-04‬معدؿ العائد عمى األصوؿ ببنؾ قطر اإلسالمي‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪1.6‬‬ ‫‪1.73‬‬ ‫‪1.71‬‬ ‫‪1.53‬‬ ‫‪2.08‬‬ ‫‪3.53‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪6.24‬‬ ‫العائد عمى األصوؿ ‪%‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ قطر اإلسبلمي لمسنكات مف ‪2008‬‬
‫إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 02‬‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :10-04‬معدؿ العائد عمى األصكؿ ببنؾ قطر اإلسبلمي‬

‫‪7‬‬

‫‪6‬‬

‫‪5‬‬

‫‪4‬‬
‫العائد على األصول ‪%‬‬
‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باإلعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬

‫مف خبلؿ النتائج المحصؿ عمييا التي تمثؿ العائد عمى األصكؿ لبنؾ قطر اإلسبلمي نبلحظ تسجيؿ‬
‫أدنى قيمة ‪ 1.53‬سنة ‪ 2012‬كيرجع سبب ذلؾ إلى انخفاض عمى مستكل النتيجة الصافية أما باقي‬
‫السنكات األخرل كنقصد بذلؾ سنة ‪ 2008‬التي سجمت أعمى قيمة لممعدؿ قدرت ‪ %6.24‬لتنخفض‬
‫سنة ‪ 2009‬إلى قيمة ‪ .%4.6‬كتستمر في االنخفاض خبلؿ سنكات ‪ 2010‬ك‪ 2011‬ك‪ 2012‬لتصؿ‬
‫‪ 2.012‬ك ‪ 2013‬إلى ‪ 1.71‬ك‬ ‫إلى ‪ 3.53‬ك ‪ 2.08‬ك ‪ % 1.53‬عمى التكالي‪ .‬ثـ ترتفع سنتي‬
‫‪ %1.73‬عمى التكالي لتعاكد االنخفاض سنة ‪ 2015‬الى قيمة ‪ .%1.6‬نبلحظ تحسف في ىذا المعدؿ‬
‫خبلؿ السنكات ‪ 2008‬ك ‪ 2009‬ك ‪ 2010‬األمر الذم يعكس كفاءة البنؾ في تكظيؼ أصكلو مف‬
‫أجؿ تحقيؽ مستكل معيف مف الربحية خبلؿ ىذه السنكات ‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫رابعا‪ :‬ىامش الربح)‪:(PM‬‬

‫الجدوؿ رقـ ‪ :11-04‬ىامش الربح ببنؾ قطر اإلسالمي‬


‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪45.03‬‬ ‫‪45.92‬‬ ‫‪42.16‬‬ ‫‪36.25‬‬ ‫‪45.34‬‬ ‫‪80.38‬‬ ‫‪75.15‬‬ ‫‪82.26‬‬ ‫ىامش الربح‪%‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ قطر اإلسبلمي لمسنكات مف ‪2008‬‬
‫إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 02‬‬

‫الشكؿ رقـ‪ :11-04‬ىامش الربح ببنؾ قطر اإلسبلمي‬

‫‪90‬‬
‫‪80‬‬
‫‪70‬‬
‫‪60‬‬
‫‪50‬‬
‫هامش الربح ‪%‬‬
‫‪40‬‬
‫‪30‬‬
‫‪20‬‬
‫‪10‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باإلعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬

‫نبلحظ تسجيؿ تذبذبات عمى مستكل مؤشر ىامش الربح حيث سجمنا بدكرنا أعمى قيمة لو سنة ‪2008‬‬
‫حكالي‪ %82.26‬األمر الذم يعكس قدرة البنؾ عمى تخفيض كالسيطرة عمى مصاريفو كضرائبو خبلؿ‬
‫‪ 2010‬الى‬ ‫‪ 2009‬إلى ‪ % 75.15‬في حيف ارتفعت بدكرىا سنة‬ ‫ىاتو السنة‪ ،‬لتنخفض سنة‬
‫‪ %80.38‬كشيدت انخفاضا مف سنة ‪ 2011‬الى غاية ‪ 2015‬الى قيمة ‪ %45.34‬ك ‪ %36.25‬ك‬
‫‪ %42.16‬ك ‪ %45.92‬ك‪ %45.03‬عمى التكالي ‪ ،‬بحيث سجمت سنة‪ 2012‬أدنى قيمة ‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫خامسا‪ :‬منفعة األصوؿ(‪:)UA‬‬


‫الجدوؿ رقـ ‪ :12-04‬منفعة األصوؿ ببنؾ قطر اإلسالمي‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2014 2013 2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪3.54‬‬ ‫‪3.78‬‬ ‫‪4.06‬‬ ‫‪4.24‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪4.39‬‬ ‫‪6.11‬‬ ‫‪7.6‬‬ ‫منفعة األصوؿ‪%‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ قطر اإلسبلمي لمسنكات مف ‪2008‬‬
‫إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 02‬‬

‫الشكؿ رقـ‪ :12-04‬منفعة األصكؿ ببنؾ قطر اإلسبلمي‬

‫‪8‬‬
‫‪7‬‬
‫‪6‬‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬‬ ‫منفعة األصول ‪%‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باإلعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬

‫نبلحظ أف منفعة أصكؿ بنؾ قطر اإلسبلمي تشيد تذبذب مستمر عبر السنكات حيث سجمت أعمى‬
‫قيمة ليا سنة ‪ 2008‬لتصؿ إلى ‪ % 7.6‬كبعدىا سنة ‪ 2009‬تصؿ الى ‪ . % 6.11‬في حيف تشيد‬
‫انخفاضا في باقي السنكات كسجمت أدنى قيمة ليا سنة ‪ 2015‬بقيمة ‪ %3.54‬كىك مؤشر قكم عمى‬
‫عدـ قدرة أصكؿ البنؾ عمى تحقيؽ اإليرادات في ىاتو السنة عمى عكس سنة ‪.2008‬‬

‫‪217‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫سادسا‪ :‬معدؿ الرفع المالي(مضاعؼ حؽ الممكية)‪:EM‬‬


‫الجدوؿ رقـ ‪ :13-04‬معدؿ الرفع المالي ببنؾ قطر اإلسالمي‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2014 2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪7.41‬‬ ‫‪6.78‬‬ ‫‪5.65‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪4.53‬‬ ‫‪5.73‬‬ ‫‪4.36‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫معدؿ الرفع المالي‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ قطر اإلسبلمي لمسنكات مف ‪2008‬‬
‫إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 02‬‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :13-04‬معدؿ الرفع المالي ببنؾ قطر اإلسبلمي‬

‫‪8‬‬
‫‪7‬‬
‫‪6‬‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬‬ ‫معدل الرفع المالي‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باإلعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬

‫تشير النتائج المحصؿ عمييا كالمبينة إلى تسجيؿ ارتفاع تدريجي عمى مستكل معدؿ الرفع المالي لبنؾ‬
‫قطر اإلسبلمي خبلؿ السنكات مف ‪ 2011‬الى غاية ‪ . 2015‬أما في سنة فقد سجؿ ‪ 4.7‬لينخفض‬
‫سنة ‪ 2009‬الى ‪ 4.36‬ك يرجع ليرتفع سنة ‪ 2010‬الى قيمة ‪.5.73‬‬
‫كىك ما يفسر إعتماده عمى التمكيؿ بالصيغ االسبلمية عمى حساب األمكاؿ الخاصة خبلؿ الفترة مف‬
‫‪ 2011‬الى ‪ 2015‬كبالتحديد سنة ‪ 2015‬التي سجمت أعمى قيمة لو عمى عكس سنة ‪ 2009‬كالتي‬
‫سجمت أدنى قيمة لو ‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫المطمب الثالث‪ :‬البنؾ العربي اإلسالمي الدولي‬


‫أوال‪ :‬تطور حجـ األصوؿ وحجـ الودائع‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ : 14-04‬حجـ األصوؿ وحجـ الودائع لمبنؾ العربي اإلسالمي الدولي‬
‫خالؿ الفترة (‪)2015-2008‬‬
‫الوحدة‪ :‬مميوف دينار أردني‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬
‫‪1.808,583‬‬ ‫‪1.568,855‬‬ ‫‪1.345,244‬‬ ‫‪1.173,775‬‬ ‫‪1.127,482‬‬ ‫‪1.003,869‬‬ ‫‪1.040,778‬‬ ‫‪907,628‬‬ ‫حجـ‬
‫األصوؿ‬
‫‪1.586,3‬‬ ‫‪1.368‬‬ ‫‪344.1‬‬ ‫‪207.1‬‬ ‫‪1.128‬‬ ‫‪984‬‬ ‫‪870,8‬‬ ‫‪687‬‬ ‫حجـ‬
‫الودائع‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لمبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي لمسنكات‬
‫مف ‪ 2008‬إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 03‬‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :14 -04‬حجـ األصوؿ وحجـ الودائع لمبنؾ العربي اإلسالمي الدولي‬
‫خالؿ الفترة (‪)2015-2008‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪1800‬‬
‫‪1600‬‬
‫‪1400‬‬
‫‪1200‬‬
‫‪1000‬‬ ‫حجم األصول‬
‫‪800‬‬ ‫حجم الودائع‬
‫‪600‬‬
‫‪400‬‬
‫‪200‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪ 2015-2008‬اذ ارتفع‬ ‫تزايد حجـ األصكؿ بالبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي خبلؿ الفترة المدركسة‬
‫حجـ األصكؿ مف ‪ 907,628‬مميكف دينار أردني سنة ‪ 2008‬إلى ‪ 1.808,583‬مميكف دينار أردني‬
‫سنة‪ 2015‬بمعدؿ زيادة قدره ‪%99.26‬؛ عدا االنخفاض الطفيؼ الذم شيدتو أصكؿ البنؾ سنة‬

‫‪219‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫‪ 687‬مميكف‬ ‫‪ 2010‬في حيف فاف حجـ الكدائع أيضا ظؿ يتزايد خبلؿ الفترة نفسيا حيث انتقؿ مف‬
‫دينار أردني في سنة ‪ 2008‬إلى ‪ 1.586,3‬مميكف دينار سنة ‪ 2015‬بمعدؿ تزايد قدره ‪.%130,9‬‬

‫أم أف األزمة المالية العالمية لـ تؤثر عمى أصكؿ ككدائع البنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي خبلؿ فترة‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬معدؿ العائد عمى حقوؽ الممكية)‪:(ROE‬‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ :15-04‬معدؿ العائد عمى حقوؽ الممكية بالبنؾ العربي اإلسالمي الدولي‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪11.9‬‬ ‫‪10.24‬‬ ‫‪13.46‬‬ ‫‪11.43‬‬ ‫‪11.8‬‬ ‫‪8.68‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪37.94‬‬ ‫العائد عمى حقوؽ الممكية‪%‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لمبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي لمسنكات‬
‫مف ‪ 2008‬إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 03‬‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :15-04‬معدؿ العائد عمى حقكؽ الممكية بالبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي‬

‫‪40‬‬
‫‪35‬‬
‫‪30‬‬
‫‪25‬‬
‫‪20‬‬ ‫معدل العائد على حقوق الملكية‪%‬‬
‫‪15‬‬
‫‪10‬‬
‫‪5‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬

‫مف خبلؿ النتائج المحصؿ عمييا نسجؿ تذبذبات عمى مستكل العائد عمى حقكؽ الممكية‪،‬حيث كاف‬
‫سنة ‪ %37.94 2008‬كانخفضت بنسبة كبيرة سنة ‪ 2009‬الى ‪ %2.2‬كارتفعت قميبل سنة ‪2010‬‬
‫الى ‪ %8.68‬كارتفعت بعدىا في سنة ‪ 2011‬الى ‪ %11.8‬كمف سنة ‪ 2012‬الى غاية سنة ‪2015‬‬
‫فقد عرفت ىذه النسبة تذبذبا ليككف ‪ 11.43‬ك ‪ 13.46‬ك ‪ 10.24‬ك ‪%11.9‬عمى التكالي كيعكد‬

‫‪220‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫سبب ذلؾ إلى تسجيؿ انخفاض كبير عمى مستكل النتيجة الصافية أم أنيا لـ تغطي حقكؽ الممكية‬
‫حيث بمغت سنة ‪ 2008‬قيمة ‪ 93.524.698‬دينار كسنة‪ 2009‬بمغت قيمة ‪ 117.600.288‬دينار‬
‫كفي سنتي ‪ 2010‬ك ‪ 2011‬بمغت ‪ 80.691.775‬ك ‪ 90.134.821‬دينار عمى التكالي ‪ ،‬ككاصمت‬
‫في االرتفاع مف سنة ‪ 2012‬الى غاية سنة ‪ 2015‬حيث بمغت ‪ 100.959.370‬ك ‪116.958.757‬‬
‫ك ‪ 130.486.200‬ك ‪ 139.867.900‬دينار عمى التكالي ‪ ،‬كبالتالي سكؼ ينعكس ذلؾ عمى‬
‫مستكل األرباح المكزعة عمى المساىميف خبلؿ السنكات المذككرة ألف ىناؾ عبلقة طردية بيف مستكل‬
‫ارتفاعو كبيف مستكل تكزيع األرباح عمى المساىميف‪ .‬كىنا في ىذه الحالة فالنسبة منخفضة أم سكؼ‬
‫تنخفض قيمة األرباح المكزعة عمى المساىميف‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬معدؿ العائد عمى األصوؿ)‪: (ROA‬‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ :16-04‬معدؿ العائد عمى األصكؿ بالبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪2.92‬‬ ‫‪2.84‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪2.34‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪2.15‬‬ ‫العائد عمى األصوؿ ‪%‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لمبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي لمسنكات‬
‫مف ‪ 2008‬إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 03‬‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :16-04‬معدؿ العائد عمى األصكؿ بالبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي‬

‫‪4‬‬
‫‪3,5‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2,5‬‬
‫‪2‬‬ ‫معدل العائد على األصول ‪%‬‬
‫‪1,5‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0,5‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬

‫‪221‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫مف خبلؿ النتائج المحصؿ عمييا التي تمثؿ العائد عمى األصكؿ لمبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي‬
‫نبلحظ تسجيؿ أدنى قيمة ‪ %1.5‬سنة ‪ 2009‬بعدما كانت سنة ‪ %2.15 2008‬كيرجع سبب ذلؾ‬
‫إلى انخفاض عمى مستكل النتيجة الصافية أما باقي السنكات األخرل مف سنة ‪ 2010‬الى ‪ 2012‬فقد‬
‫ارتفعت تدريجيا كصمت الى ‪ 2.34‬ك ‪ 2.7‬ك ‪ % 3.7‬عمى التكالي ‪ ،‬أما سنة ‪ 2013‬التي سجمت‬
‫أعمى قيمة لممعدؿ قدرت ‪ %3.7‬لتنخفض سنة ‪ 2014‬الى قيمة ‪ ..%2.84‬نبلحظ تحسف في ىذا‬
‫المعدؿ خبلؿ السنكات ‪ 2012‬ك ‪ 2013‬ك ‪ 2014‬ك ‪ 2015‬األمر الذم يعكس كفاءة البنؾ في‬
‫تكظيؼ أصكلو مف أجؿ تحقيؽ مستكل معيف مف الربحية خبلؿ ىذه السنكات مقارنة بالسنكات‬
‫األخرل‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬ىامش الربح)‪:(PM‬‬


‫الجدوؿ رقـ ‪ :17-04‬ىامش الربح بالبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪31.45‬‬ ‫‪29.9‬‬ ‫‪31.78‬‬ ‫‪28.15‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪29.75‬‬ ‫‪16.64‬‬ ‫‪18.17‬‬ ‫ىامش الربح‪%‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لمبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي لمسنكات‬
‫مف ‪ 2008‬إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 03‬‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :17-04‬ىامش الربح بالبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي‬

‫‪40‬‬
‫‪35‬‬
‫‪30‬‬
‫‪25‬‬
‫‪20‬‬ ‫هامش الربح ‪%‬‬
‫‪15‬‬
‫‪10‬‬
‫‪5‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬

‫‪222‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫نبلحظ تسجيؿ تذبذبات عمى مستكل مؤشر ىامش الربح حيث سجمنا بدكرنا أعمى قيمة لو‬
‫سنة‪2011‬حكالي‪ %35‬لتنخفض سنة ‪ 2012‬الى ‪ 28.15‬كفي سنة ‪ 2013‬ارتفعت الى ‪،31.78‬‬
‫‪ 29.9‬ك ‪ % 31.45‬في حيف سجمت‬ ‫كفي سنة ‪ 2014‬ك ‪ 2015‬فقد سجمت عمى التكالي قيمة‬
‫‪ 2008‬قيمة ‪ % 18.17‬لترتفع سنة‬ ‫سنة‪ 2009‬أدنى قيمة قدرت ‪ ، %16.64‬بعدما كانت سنة‬
‫‪ 2010‬الى ‪ %29.75‬األمر الذم يعكس عدـ مقدرة البنؾ عمى تخفيض كالسيطرة عمى مصاريفو‬
‫كضرائبو خبلؿ سنة ‪ 2009‬أما السنكات مف ‪ 2010‬الى ‪ 2015‬فيناؾ ارتفاع في ىاتو النسبة أم‬
‫قدرة البنؾ في ىاتو السنة عمى تخفيض مصاريفو كضرائبو مقارنة بباقي السنكات ألنو كما ىك معمكـ‪:‬‬
‫صافي الدخؿ=مجمكع اإليرادات‪(-‬المصركفات‪+‬الضرائب)‪.‬‬

‫خامسا‪:‬منفعة األصوؿ(‪:)UA‬‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ :18-04‬منفعة األصكؿ بالبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015 2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪2.92‬‬ ‫‪2.84‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪2.34‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪2.15‬‬ ‫منفعة األصوؿ‪%‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لمبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي لمسنكات‬
‫مف ‪ 2008‬إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 03‬‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :18-04‬منفعة األصكؿ بالبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي‬

‫‪4‬‬
‫‪3,5‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2,5‬‬
‫‪2‬‬ ‫منفعة األصول ‪%‬‬
‫‪1,5‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0,5‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬

‫‪223‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫نبلحظ أف منفعة أصكؿ البف العربي اإلسبلمي الدكلي تشيد تذبذب مستمر عبر السنكات حيث سجمت‬
‫أعمى قيمة ليا سنة ‪ 2013‬لتصؿ إلى ‪ % 3.7‬كبعدىا سنة ‪ 2012‬تصؿ ‪ . %3.5‬في حيف تشيد‬
‫‪ 2009‬بقيمة ‪ %1.5‬كىك مؤشر قكم عمى‬ ‫انخفاضا في باقي السنكات كسجمت أدنى قيمة ليا سنة‬
‫عدـ قدرة أصكؿ البنؾ عمى تحقيؽ اإليرادات في ىاتو السنة عمى عكس سنة ‪..2013‬‬

‫سادسا‪ :‬معدؿ الرفع المالي(مضاعؼ حؽ الممكية)‪:EM‬‬


‫الجدوؿ رقـ ‪ :19-04‬معدؿ الرفع المالي بالبنؾ العربي اإلسالمي الدولي‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012 2011‬‬ ‫‪2010 2009 2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪12.93‬‬ ‫‪12.02‬‬ ‫‪11.5‬‬ ‫‪11.62‬‬ ‫‪12.5‬‬ ‫‪12.44‬‬ ‫‪8.85‬‬ ‫‪9.7‬‬ ‫معدؿ الرفع المالي‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لمبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي لمسنكات‬
‫مف ‪ 2008‬إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 03‬‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :19-04‬معدؿ الرفع المالي بالبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي‬

‫‪14‬‬
‫‪12‬‬
‫‪10‬‬
‫‪8‬‬
‫معدل الرفع المالي‬
‫‪6‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬

‫تشير النتائج المحصؿ عمييا كالمبينة إلى تسجيؿ ارتفاع عمى مستكل معدؿ الرفع المالي لمبنؾ العربي‬
‫‪ 2009‬قيمة ‪ 8.85‬كىك ما يفسر‬ ‫اإلسبلمي الدكلي خبلؿ سنة ‪ . 2015‬في حيف سجمت سنة‬
‫‪2015‬‬ ‫إعتماده عمى التمكيؿ بالصيغ االسبلمية عمى حساب األمكاؿ الخاصة بدرجة أكبر في سنة‬

‫‪224‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫مقارنة بسنة ‪ ،2009‬لترتفع سنة ‪ 2010‬ك ‪ 2011‬إلى ‪ 12.44‬ك ‪ 12.5‬عمى التكالي‪ .‬كتنخفض‬
‫سنتي ‪ 2012‬ك ‪ 2013‬إلى ‪ 11.62‬ك‪ ، 11.5‬كتعاكد االرتفاع سنة ‪ 2014‬إلى ‪. 12.02‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬بنؾ الراجحي‬


‫أوال‪ :‬تطور حجـ األصوؿ وحجـ الودائع‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ :20-04‬حجـ األصوؿ وحجـ الودائع لبنؾ الراجحي‬
‫خالؿ الفترة (‪)2015-2008‬‬
‫الوحدة‪ :‬مميوف لاير سعودي‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪315.619,6‬‬ ‫‪307.711,5‬‬ ‫‪279.870,6‬‬ ‫‪267.382,5‬‬ ‫‪220.731‬‬ ‫‪184.840,9‬‬ ‫‪170.729,7‬‬ ‫‪163.373,2‬‬ ‫حجـ‬


‫األصوؿ‬
‫‪9,252.403‬‬ ‫‪256.077‬‬ ‫‪1,231.589‬‬ ‫‪6,221.394‬‬ ‫‪9,177.732‬‬ ‫‪064.143‬‬ ‫‪861,8.122‬‬ ‫‪611.116‬‬ ‫حجـ‬
‫الودائع‬

‫‪ 2008‬إلى‬ ‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ الراجحي لمسنكات مف‬
‫غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ‪.)04‬‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :20-04‬حجـ األصوؿ وحجـ الودائع لبنؾ الراجحي‬


‫خالؿ الفترة (‪)2015-2008‬‬

‫‪350000‬‬

‫‪300000‬‬

‫‪250000‬‬

‫‪200000‬‬
‫حجم األصول‬
‫‪150000‬‬
‫حجم الودائع‬
‫‪100000‬‬

‫‪50000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015‬‬

‫‪225‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫شيد حجـ األصكؿ ببنؾ الراجحي تزايد خبلؿ الفترة المدركسة ‪ 2015-2008‬اذ ارتفع حجـ األصكؿ‬
‫مف ‪ 163.373,2‬مميكف لاير سعكدم سنة ‪ 2008‬إلى ‪ 315.619,6‬مميكف لاير سعكدم سنة ‪2015‬‬
‫بمعدؿ زيادة قدره ‪%93.18‬؛ في حيف فاف حجـ الكدائع أيضا ظؿ يتزايد خبلؿ الفترة نفسيا حيث‬
‫انتقؿ مف ‪ 116.611‬مميكف لاير سعكدم في سنة ‪ 2008‬إلى ‪256.077‬مميكف لاير سنة ‪2014‬‬
‫بمعدؿ تزايد قدره ‪ .%119,6‬كبعدىا كفي سنة ‪ 2015‬عرؼ حجـ الكدائع انخفاضا حيث كصؿ الى‬
‫‪ 252.403,9‬مميكف لاير أم بمعدؿ انخفاض قدر ‪.% 1.43‬‬
‫أم أف األزمة المالية العالمية لـ تؤثر عمى أصكؿ ككدائع بنؾ الراجحي خبلؿ فترة الدراسة عدا سنة‬
‫‪ 2015‬التي عرفت انخفاضا طفيفا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬معدؿ العائد عمى حقوؽ الممكية)‪:(ROE‬‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ :21-04‬معدؿ العائد عمى حقوؽ الممكية ببنؾ الراجحي‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪15.28‬‬ ‫‪16.31‬‬ ‫‪19.32‬‬ ‫‪21.62‬‬ ‫‪22.03‬‬ ‫‪22.33‬‬ ‫‪23.54‬‬ ‫‪24.13‬‬ ‫العائد عمى حقوؽ الممكية‪%‬‬

‫‪ 2008‬إلى‬ ‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ الراجحي لمسنكات مف‬
‫غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ‪.)04‬‬
‫الشكؿ رقـ ‪ : 21-04‬معدؿ العائد عمى حقكؽ الممكية ببنؾ الراجحي‬

‫‪30‬‬

‫‪25‬‬

‫‪20‬‬
‫معدل العائد على الملكية‬
‫‪15‬‬
‫‪%‬‬
‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬

‫‪226‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬


‫مف خبلؿ النتائج المحصؿ عمييا نسجؿ تذبذبات عمى مستكل العائد عمى حقكؽ الممكية‪،‬حيث كاف‬
‫سنة ‪ %24.13 2008‬كانخفضت سنة ‪ 2009‬الى ‪ %23.54‬ككاصمت االنخفاض مف سنة ‪2010‬‬
‫إلى غاية سنة ‪ 2015‬كسجمت القيـ التالية ‪ 22.33 :‬ك‪ 22.03‬ك‪ 21.62‬ك ‪ 19.32‬ك ‪ 16.31‬ك‬
‫‪% 15.28‬عمى التكالي كيعكد سبب ذلؾ إلى تسجيؿ انخفاض عمى مستكل النتيجة الصافية أم أنيا‬
‫لـ تغطي حقكؽ الممكية حيث بمغت سنة ‪ 2008‬قيمة ‪ 27.031,799‬مميكف لاير سعكدم‪ ،‬كارتفعت‬
‫سنة ‪ 2009‬إلى ‪ 28.740,884‬مميكف لاير سعكدم‪ ،‬ككاصمت االرتفاع خبلؿ السنكات مف ‪ 2010‬إلى‬
‫‪ ، 2015‬مف قيمة ‪ 317,789.30‬سنة ‪ 2010‬إلى أف كصمت سنة ‪ 2015‬قيمة ‪46.639,054‬‬
‫مميكف لاير سعكدم‬
‫كبالتالي سكؼ ينعكس ذلؾ عمى مستكل األرباح المكزعة عمى المساىميف خبلؿ السنكات المذككرة ألف‬
‫ىناؾ عبلقة طردية بيف مستكل ارتفاعو كبيف مستكل تكزيع األرباح عمى المساىميف‪ .‬كىنا في ىذه‬
‫الحالة فالنسبة منخفضة أم سكؼ تنخفض قيمة األرباح المكزعة عمى المساىميف‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬معدؿ العائد عمى األصوؿ)‪: (ROA‬‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ :22-04‬معدؿ العائد عمى األصوؿ ببنؾ الراجحي‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪2.25‬‬ ‫‪6.34‬‬ ‫‪2.65‬‬ ‫‪2.94‬‬ ‫‪3.34‬‬ ‫‪3.66‬‬ ‫‪3.96‬‬ ‫‪3.99‬‬ ‫العائد عمى األصوؿ ‪%‬‬

‫‪ 2008‬إلى‬ ‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ الراجحي لمسنكات مف‬
‫غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ‪.) 04‬‬

‫‪227‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :22-04‬العائد عمى األصكؿ ببنؾ الراجحي‬

‫‪7‬‬

‫‪6‬‬

‫‪5‬‬

‫‪4‬‬
‫معدل العائد على االصول ‪%‬‬
‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬

‫مف خبلؿ النتائج المحصؿ عمييا التي تمثؿ العائد عمى األصكؿ لبنؾ الراجحي نبلحظ تسجيؿ أدنى‬
‫قيمة ‪ %2.25‬سنة ‪ 2015‬بعدما كانت سنة ‪ %6.34 2014‬كسجمت ىاتو السنة أعمى قيمة لممعدؿ‬
‫كيرجع سبب ذلؾ إلى انخفاض عمى مستكل النتيجة الصافية سنة ‪ ، 2015‬األمر الذم يعكس كفاءة‬
‫البنؾ في تكظيؼ أصكلو مف أجؿ تحقيؽ مستكل معيف مف الربحية خبلؿ ىذه السنكات مقارنة‬
‫‪ 2008‬الى ‪ 2013‬فقد انخفضت تدريجيا‬ ‫بالسنكات األخرل ‪،‬أما باقي السنكات األخرل مف سنة‬
‫كصمت الى ‪ 3.99‬ك‪ 3.96‬ك‪ 3.66‬ك‪ 3.34‬ك ‪ 2.94‬ك ‪ % 2.65‬عمى التكالي ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ىامش الربح)‪:(PM‬‬
‫الجدوؿ رقـ ‪ :23-04‬ىامش الربح ببنؾ الراجحي‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪51.87‬‬ ‫‪50.01‬‬ ‫‪52.69‬‬ ‫‪56.38‬‬ ‫‪59.01‬‬ ‫‪58.06‬‬ ‫‪58.81‬‬ ‫‪61.69‬‬ ‫ىامش الربح‪%‬‬

‫‪ 2008‬إلى‬ ‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ الراجحي لمسنكات مف‬
‫غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ‪.) 04‬‬

‫‪228‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫الشكؿ رقـ‪ :23-04‬ىامش الربح ببنؾ الراجحي‬

‫‪70‬‬

‫‪60‬‬

‫‪50‬‬

‫‪40‬‬
‫هامش الربح ‪%‬‬
‫‪30‬‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬

‫نبلحظ تسجيؿ تذبذبات عمى مستكل مؤشر ىامش الربح حيث سجمنا بدكرنا أعمى قيمة لو سنة ‪2008‬‬
‫حكالي‪ %61.69‬لتنخفض سنتي ‪ 2009‬ك ‪ 2010‬إلى ‪ 58.81‬ك ‪ 58.06‬عمى التكالي كفي سنة‬
‫‪ 2011‬ارتفعت إلى ‪ ،59.01‬كمف سنة ‪ 2012‬الى ‪ 2014‬سجمت انخفاضا فقد سجمت عمى التكالي‬
‫قيمة ‪ 56.38‬ك ‪ % 52.69‬ك ‪ % 50.01‬كىي أدنى قيمة األمر الذم يعكس عدـ مقدرة البنؾ‬
‫عمى تخفيض كالسيطرة عمى مصاريفو كضرائبو خبلؿ سنة ‪ 2014‬مقارنة بسنة ‪ 2008‬فيناؾ ارتفاع‬
‫في ىاتو النسبة أم قدرة البنؾ في ىاتو السنة عمى تخفيض مصاريفو كضرائبو مقارنة بباقي السنكات‬
‫ألنو كما ىك معمكـ‪ :‬صافي الدخؿ=مجمكع اإليرادات‪(-‬المصركفات‪+‬الضرائب)‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬منفعة األصوؿ(‪:)UA‬‬


‫الجدوؿ رقـ ‪ :24-04‬منفعة األصوؿ ببنؾ الراجحي‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011 2010‬‬ ‫‪2009 2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪4.35‬‬ ‫‪4.44‬‬ ‫‪5.04‬‬ ‫‪5.22‬‬ ‫‪5.66‬‬ ‫‪6.3‬‬ ‫‪6.73‬‬ ‫‪6.47‬‬ ‫منفعة األصوؿ‪%‬‬

‫‪ 2008‬إلى‬ ‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ الراجحي لمسنكات مف‬
‫غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ‪.) 04‬‬

‫‪229‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :24-04‬منفعة األصكؿ ببنؾ الراجحي‬

‫‪8‬‬
‫‪7‬‬
‫‪6‬‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬‬ ‫منفعة األصول ‪%‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫نبلحظ أف منفعة أصكؿ بنؾ الراجحي تشيد تذبذب مستمر عبر السنكات حيث سجمت أعمى قيمة ليا‬
‫سنة ‪ 2009‬لتصؿ الى ‪ % 6.73‬بعدما كانت سنة ‪ . % 6.47 2008‬في حيف تشيد انخفاضا في‬
‫‪ 2015‬بقيمة ‪ %4.35‬كىك مؤشر قكم عمى عدـ قدرة‬ ‫باقي السنكات كسجمت أدنى قيمة ليا سنة‬
‫أصكؿ البنؾ عمى تحقيؽ اإليرادات في ىاتو السنة عمى عكس سنة ‪.2009‬‬

‫سادسا‪:‬معدؿ الرفع المالي(مضاعؼ حؽ الممكية)‪:EM‬‬


‫الجدوؿ رقـ ‪ :25-04‬معدؿ الرفع المالي ببنؾ الراجحي‬
‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012 2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009 2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪6.76‬‬ ‫‪7.34‬‬ ‫‪7.26‬‬ ‫‪6.94‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫‪6.08‬‬ ‫‪5.94‬‬ ‫‪6.04‬‬ ‫معدؿ الرفع المالي‬

‫‪ 2008‬إلى‬ ‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ الراجحي لمسنكات مف‬
‫غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ‪.) 04‬‬

‫‪230‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :25-04‬معدؿ الرفع المالي ببنؾ الراجحي‬

‫‪8‬‬

‫‪7‬‬

‫‪6‬‬

‫‪5‬‬

‫‪4‬‬ ‫معدل الرفع المالي‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى نتائج ‪EXEL‬‬

‫تشير النتائج المحصؿ عمييا كالمبينة إلى تسجيؿ ارتفاع عمى مستكل معدؿ الرفع المالي لبنؾ الراجحي‬
‫خبلؿ سنة ‪ . 2014‬في حيف سجمت سنة ‪ 2009‬قيمة ‪ 5.94‬كىك ما يفسر إعتماده عمى التمكيؿ‬
‫بالصيغ االسبلمية عمى حساب األمكاؿ الخاصة بدرجة أكبر في سنة ‪ 2014‬مقارنة بسنة ‪،2009‬‬
‫لترتفع سنة ‪ 2010‬ك ‪ 2011‬الى ‪ 6.08‬ك ‪ 6.6‬عمى التكالي‪ .‬ك سنتي ‪ 2012‬ك ‪ 2013‬الى ‪6.94‬‬
‫ك ‪ ، 7.26‬كتعاكد االنخفاض سنة ‪ 2015‬الى ‪.6.76‬‬

‫‪231‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تطبيؽ نموذج ‪1987( Sherrod‬ـ) عمى البنوؾ اإلسالمية محؿ الدراسة‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬تطبيؽ نموذج ‪ Sherrod‬عمى بنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني‬


‫يعتبر ىذا النمكذج امتدادا لجيكد مجمكعة الباحثيف الذيف سبقكه في ىذا الميداف لكف ميزة ىذا النمكذج‬
‫تتمثؿ في أنو أكجد نكعا مف العبلقة بيف درجة المخاطرة لمقركض مف جية‪ ،‬كتحدد نكعية مف جية‬
‫ثانية‪ ،‬كذلؾ كأساس لتسعير القركض كمف ثـ تقكيـ نكعية أك جكدة محفظة ألكراؽ القركض في البنؾ‪،‬‬
‫فيذا النمكذج يستخدـ لمعرفة مخاطر االئتماف في البنكؾ عند منح القركض لممؤسسات كالتنبؤ بالفشؿ‬
‫المالي‪.‬‬
‫إف ىذا النمكذج مبني عمى النسب المالية التالية‪:‬‬
‫الجدوؿ رقـ‪ :26-04‬األكزاف الترجيحية بحسب أىمية كؿ كاحد منيا‬
‫وزنيا النسبي‬ ‫نوعيا‬ ‫المتغير‬
‫بالنقاط‬
‫‪17.0‬‬ ‫مؤشر سيكلة‬ ‫‪X1‬‬
‫‪9.0‬‬ ‫مؤشر سيكلة‬ ‫‪X2‬‬
‫‪3.5‬‬ ‫مؤشر مبلءة‬ ‫‪X3‬‬
‫‪20.0‬‬ ‫مؤشر الربحية‬ ‫‪X4‬‬
‫‪1.2‬‬ ‫مؤشر مبلءة‬ ‫‪X5‬‬
‫‪0.1‬‬ ‫مؤشر مبلءة‬ ‫‪X6‬‬
‫‪ ،1‬الشركة‬ ‫المصدر‪ :‬محمد مطر ‪ :‬التحميؿ المالي (األساليب األدكات كاالستخدامات العممية)‪ ،‬ط‬
‫الجديدة لمطباعة كالتجميد‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،1997 ،‬ص‪.174 :‬‬
‫كتحدد الفئة التي سيصنؼ فييا القرض عف طريؽ ضرب كؿ نسبة مف النسب‪ .‬الستة في‬
‫معامميا‪ ،‬لتمثؿ الحصيمة اإلجمالية لمنقاط الممثمة ألكزاف ىذه النسبة مؤش ار لمجكدة سيتخذ عمى أساس‬
‫تصنيؼ القركض فإذا رمزنا ليذا المؤشر بالرمز )‪ (Z‬فإنو يمكف تصنيؼ القركض التي تتككف منيا‬
‫المحفظة تنازليا حسب جكدتيا في الفئات الرئيسية التالية‪:‬‬

‫‪232‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫الجدوؿ رقـ ‪ : 27-04‬تقسيـ القركض الى فئات حسب درجة المخاطرة‬


‫مؤشر الجودة )‪(Z‬‬ ‫فئة القرض‬ ‫الترتيب‬
‫‪Z ≤25‬‬ ‫فئة أكلى (قركض ممتازة عديمة المخاطرة)‬ ‫‪1‬‬
‫‪25<Z ≤20‬‬ ‫فئة ثانية (قركض قميمة المخاطرة)‬ ‫‪2‬‬
‫‪20< Z ≤5‬‬ ‫فئة ثالثة (قركض متكسطة المخاطرة)‬ ‫‪3‬‬
‫‪5<Z ≤5-‬‬ ‫فئة رابعة (قركض مرتفعة المخاطرة)‬ ‫‪4‬‬
‫‪Z>5-‬‬ ‫فئة خامسة(قركض خطيرة جدا)‬ ‫‪5‬‬
‫المصدر‪ :‬كليد ناجي الحيالي‪ :‬االتجاىات الحديثة في التحميؿ المالي ‪ ،‬االكاديمية العربية المفتكحة في‬
‫الدانمارؾ‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2004 ،‬ص‪.255:‬‬
‫مف بيانات ىذا النمكذج الكاردة في الجدكليف يتبيف لنا ما يمي‪:‬‬
‫‪-‬يعطي ترجيح أكبر النسب التي تبيف مدل قدرة الزبكف عمى السداد كىي نسب السيكلة كنسب‬
‫المبلءة‪ ،‬في حيف لـ يشمؿ النمكذج األعمى نسبة كاحدة ىي نسبة الربحية‪ ،‬كىك أمر طبيعي باعتبار‬
‫أف النمكذج يركز عمى قدرة الزبكف عمى السداد‪.‬‬
‫‪-‬أف المؤشر )‪ (Z‬يسير في اتجاه عكسي التجاه المخاطرة‪ ،‬بمعنى ارتفاع قيمة ىذا المؤشر يدؿ عمى‬
‫انخفاض درجة المخاطرة المتصمة بالقركض‪.‬‬
‫إف النماذج الكمية السابقة تصمح التخاذ ق اررات اإلقراض قصيرة األجؿ‪ ،‬بينما ىناؾ نمكذج‬
‫)‪ (Qualitative‬كالذم يصمح التخاذ ق اررات إلقراض‬ ‫الذم يبني عمى مؤشرات ذات طبيعة نكعية‬
‫طكيمة األجؿ‪.‬‬

‫‪Z = 17X1 + 9X2 + 3,5X3 + 20X4 + 1,2X5 + 0,1X6‬‬

‫حيث أف‪:‬‬
‫‪ :Z‬مؤشر اإلفبلس؛‬
‫‪ : X1‬رأس الماؿ العامؿ إلى مجمكع األصكؿ؛‬
‫‪ :X2‬األصكؿ النقدية إلى مجمكع األصكؿ؛‬
‫‪ : X3‬مجمكع حقكؽ المساىميف إلى مجمكع األصكؿ؛‬
‫‪ :X4‬األرباح قبؿ الضرائب إلى مجمكع األصكؿ؛‬
‫‪ :X5‬مجمكع األصكؿ إلى مجمكع المطمكبات؛‬

‫‪233‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫‪ : X6‬مجمكع حقكؽ المساىميف إلى األصكؿ الثابتة المممكسة‪.‬‬


‫مف خبلؿ النمكذج السابؽ نجد‪:‬‬
‫‪349.96‬‬ ‫‪268.347‬‬ ‫‪137.150‬‬ ‫‪46.899‬‬ ‫‪1549.316‬‬
‫(‪-Z2008= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫(‪) + 1,2‬‬ ‫‪)+‬‬
‫‪1549.31‬‬ ‫‪1549.316‬‬ ‫‪1549.316‬‬ ‫‪1549.316‬‬ ‫‪792.264‬‬
‫‪137.150‬‬
‫(‪0,1‬‬ ‫)‬
‫‪64.749‬‬

‫‪Z2008=8.85‬‬
‫‪557.896‬‬ ‫‪379.99‬‬ ‫‪191.329‬‬ ‫‪72.880‬‬ ‫‪2431 .858‬‬
‫(‪-Z2009= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫(‪) + 1,2‬‬ ‫)‬
‫‪2431.858‬‬ ‫‪2431.858‬‬ ‫‪2431.858‬‬ ‫‪2431 .858‬‬ ‫‪1133 .307‬‬
‫‪191.329‬‬
‫(‪+ 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪73.462‬‬

‫‪Z2009=09‬‬
‫‪472.144‬‬ ‫‪238.229‬‬ ‫‪245.686‬‬ ‫‪90.736‬‬ ‫‪3051.882‬‬
‫(‪-Z2010= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫(‪) + 1,2‬‬ ‫)‬
‫‪3051 .882‬‬ ‫‪3051.882‬‬ ‫‪3051 .882‬‬ ‫‪3051 .882‬‬ ‫‪1137.944‬‬
‫‪245.686‬‬
‫(‪+ 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪104.794‬‬

‫‪Z2010=7.56‬‬
‫‪519.441‬‬ ‫‪333.773‬‬ ‫‪375.137‬‬ ‫‪172.001‬‬ ‫‪3822.733‬‬
‫(‪-Z2011= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫(‪) + 1,2‬‬ ‫)‬
‫‪3822 .733‬‬ ‫‪3822.733‬‬ ‫‪3822 .733‬‬ ‫‪3822 .733‬‬ ‫‪1416.237‬‬
‫‪375.137‬‬
‫(‪+ 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪151.572‬‬

‫‪Z2011=08‬‬
‫‪1075 .21‬‬ ‫‪1110 .662‬‬ ‫‪479.122‬‬ ‫‪198.325‬‬ ‫‪5589.782‬‬
‫(‪-Z2012= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫(‪) + 1,2‬‬ ‫)‬
‫‪5589.782‬‬ ‫‪5589.782‬‬ ‫‪5589.782‬‬ ‫‪5589.782‬‬ ‫‪2010 .817‬‬
‫‪479.122‬‬
‫(‪+ 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪208.482‬‬

‫‪Z2012=9.6‬‬
‫‪1471 .910‬‬ ‫‪1696.161‬‬ ‫‪587.883‬‬ ‫‪222.222‬‬ ‫‪7028.788‬‬
‫(‪-Z2013= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫(‪) + 1,2‬‬ ‫)‬
‫‪7028 .788‬‬ ‫‪7028.788‬‬ ‫‪7028 .788‬‬ ‫‪7028 .788‬‬ ‫‪2491.483‬‬
‫‪587.883‬‬
‫(‪+ 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪299.838‬‬

‫‪Z2013=10.22‬‬

‫‪234‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬
‫‪1567 .97‬‬ ‫‪2049.223‬‬ ‫‪698.544‬‬ ‫‪285.761‬‬ ‫‪8682.601‬‬
‫(‪-Z2014= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫(‪) + 1,2‬‬ ‫)‬
‫‪8682 .601‬‬ ‫‪8682.601‬‬ ‫‪8682 .601‬‬ ‫‪8682 .601‬‬ ‫‪3093.278‬‬
‫‪698.544‬‬
‫(‪+ 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪413.545‬‬

‫‪Z2014=9.67‬‬
‫‪765.93‬‬ ‫‪2840 .939‬‬ ‫‪831.830‬‬ ‫‪332.717‬‬
‫(‪-Z2015= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫‪)+‬‬
‫‪12454 .192‬‬ ‫‪12454 .192‬‬ ‫‪12454 .192‬‬ ‫‪12454 .192‬‬
‫‪12454 .192‬‬ ‫‪831.830‬‬
‫(‪1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪4123.481‬‬ ‫‪602.337‬‬

‫‪Z2015=7.87‬‬

‫الجدوؿ رقـ ‪ :28-04‬قيمة المؤشر ‪ Z‬لبنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني‬


‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪7.87‬‬ ‫‪9.67‬‬ ‫‪10.22‬‬ ‫‪9.6‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪7.56‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪8.85‬‬ ‫قيمة ‪Z‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني لمسنكات‬
‫مف ‪ 2008‬إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.) 01‬‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :26-04‬تغيرات قيمة المؤشر ‪Z‬‬

‫‪12‬‬

‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬ ‫المؤشر ‪Z‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باإلعتماد عمى النتائج السابقة‬

‫‪235‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫لنمكذج‪Sherrod‬حيث أعطى‬ ‫نبلحظ أف نتيجة التقييـ إلمكانية كقكع البنؾ في الفشؿ المالي كفقا‬
‫نتيجة ‪ 8.85‬لسنة ‪ 2008‬ك ‪ 09.0‬لسنة ‪ 2009‬أما السنكات ‪ 2010‬ك ‪ 2011‬عمى التكالي كانت‬
‫النتيجة ‪ 7.56‬ك ‪ 08.0‬لتككف سنة ‪ 2012‬ك ‪ 2013‬ك ‪ 2014‬عمى التكالي ‪ 9.6‬ك ‪ 10.22‬ك ‪9.67‬‬
‫لتنخفض سنة ‪ 2015‬إلى ‪ 7.87‬حيث يبلحظ قيمة ‪ Z‬تقع ضمف الفئة الثالثة أم أف ‪ 20<Z≤5‬كىذا‬
‫يعني أف صيغ التمكيؿ االسبلمي التي يقكـ بمنحيا ىي متكسطة المخاطرة‪ ،‬أم أف أصحاب ىا سكؼ‬
‫يتأخركف في التسديد عند المكعد المحدد‪ ،‬أم أف البنؾ لف يككف بمأمف إذا لـ يتحكط بشكؿ جيد مف‬
‫المخاطر المحيطة بيذه اؿ صيغ الممنكحة كتككيف مخصص مناسب لمقركض المشككؾ فييا ‪ ،‬كىذا‬
‫يشير إلى صعكبة التنبؤ بمخاطر اإلفبلس أك بالفشؿ المالي لمبنؾ كذلؾ خبلؿ سنكات الدراسة أم مف‬
‫‪ 2008‬إلى ‪.2015‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬بنؾ قطر اإلسالمي‬
‫مف خبلؿ النمكذج السابؽ نجد‪:‬‬

‫‪7.768,337‬‬ ‫‪1.023,181‬‬ ‫‪𝟕.𝟏𝟒𝟐,‬‬


‫𝟑𝟑𝟐𝟗𝟖‬ ‫‪𝟐.𝟎𝟗𝟑,‬‬
‫𝟑𝟑𝟖𝟕𝟑‬
‫(‪-Z2008= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫‪)+‬‬
‫𝟖𝟓𝟏‪𝟑𝟑.𝟓𝟒𝟑,‬‬ ‫𝟖𝟓𝟏‪𝟑𝟑.𝟓𝟒𝟑,‬‬ ‫𝟖𝟓𝟏‪.𝟓𝟒𝟑,‬‬ ‫𝟖𝟓𝟏‪.𝟓𝟒𝟑,‬‬
‫𝟖𝟓𝟏‪𝟑𝟑.𝟓𝟒𝟑,‬‬ ‫𝟐𝟗𝟖‪𝟕.𝟏𝟒𝟐,‬‬
‫(‪1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪14.679,759‬‬ ‫‪260,347‬‬

‫‪Z 2008 = 3.93+0.27+0.745+1.248+2.74+2.74=11.26‬‬

‫‪9.727,931‬‬ ‫‪1.338,216‬‬ ‫𝟑𝟎𝟏‪𝟗.𝟎𝟎𝟓,‬‬ ‫‪𝟏.𝟕𝟗𝟒,‬‬


‫𝟗𝟑𝟔𝟕𝟏‬
‫(‪-Z2009= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫‪)+‬‬
‫𝟎𝟕‪𝟑𝟗.𝟐𝟕𝟐,‬‬ ‫𝟎𝟕‪𝟑𝟗.𝟐𝟕𝟐,‬‬ ‫𝟎𝟕‪𝟑𝟗.𝟐𝟕𝟐,‬‬ ‫𝟎𝟕‪.𝟐𝟕𝟐,‬‬
‫𝟎𝟕‪𝟑𝟗.𝟐𝟕𝟐,‬‬ ‫𝟑𝟎𝟏‪𝟗.𝟎𝟎𝟓,‬‬
‫(‪1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪16.431,595‬‬ ‫‪299.079‬‬

‫‪Z2009 = 4.21+ 0.3+0.8+0.91+2.86+3.01=12.09‬‬

‫‪12.518,343‬‬ ‫‪1.874,550‬‬ ‫‪𝟗.𝟎𝟓𝟏,‬‬


‫𝟏𝟓𝟖𝟒𝟔‬ ‫‪𝟏.𝟖𝟑𝟑,‬‬
‫𝟏𝟓𝟗𝟑𝟏‬
‫(‪Z2010= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫‪)+‬‬
‫𝟐𝟖𝟏‪𝟓𝟏.𝟖𝟕𝟕,‬‬ ‫𝟐𝟖𝟏‪𝟓𝟏.𝟖𝟕𝟕,‬‬ ‫𝟐𝟖𝟏‪.𝟖𝟕𝟕,‬‬ ‫𝟐𝟖𝟏‪.𝟖𝟕𝟕,‬‬
‫𝟐𝟖𝟏‪𝟓𝟏.𝟖𝟕𝟕,‬‬ ‫𝟖𝟒𝟔‪𝟗.𝟎𝟓𝟏,‬‬
‫(‪1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪20.979,709‬‬ ‫‪370,560‬‬

‫‪Z 2010 = 4.1+0.32+0.16+0.7+2.96+2.44=10.68‬‬

‫‪16.042,93‬‬ ‫‪1.832,513‬‬ ‫𝟒𝟐𝟒‪𝟏𝟐.𝟖𝟓𝟎,‬‬ ‫‪𝟏.𝟐𝟏𝟖,‬‬


‫𝟖𝟓𝟓𝟒𝟏‬
‫(‪-Z2011= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫‪)+‬‬
‫𝟔𝟖𝟖‪𝟓𝟖.𝟐𝟕𝟒,‬‬ ‫𝟔𝟖𝟖‪𝟓𝟖.𝟐𝟕𝟒,‬‬ ‫𝟔𝟖𝟖‪𝟓𝟖.𝟐𝟕𝟒,‬‬ ‫𝟔𝟖𝟖‪.𝟐𝟕𝟒,‬‬
‫𝟔𝟖𝟖‪𝟓𝟖.𝟐𝟕𝟒,‬‬ ‫𝟒𝟐𝟒‪𝟏𝟐.𝟖𝟓𝟎,‬‬
‫(‪1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪26.770,625‬‬ ‫‪1.055,175‬‬

‫‪236‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫‪Z2011 = 4.68+0.28+0.77+0.41+2.61+1.21=9.96‬‬

‫‪18.521,579‬‬ ‫‪3.643,735‬‬ ‫‪𝟏𝟑.𝟎𝟓𝟏,‬‬


‫𝟑𝟕𝟓𝟎𝟎‬ ‫‪𝟏.𝟏𝟐𝟕,‬‬
‫𝟑𝟕𝟗𝟒𝟔‬
‫(‪-Z2012= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫‪)+‬‬
‫𝟐𝟔𝟎‪𝟕𝟑.𝟏𝟗𝟐,‬‬ ‫𝟐𝟔𝟎‪𝟕𝟑.𝟏𝟗𝟐,‬‬ ‫𝟐𝟔𝟎‪.𝟏𝟗𝟐,‬‬ ‫𝟐𝟔𝟎‪.𝟏𝟗𝟐,‬‬
‫𝟐𝟔𝟎‪𝟕𝟑.𝟏𝟗𝟐,‬‬ ‫𝟓𝟎𝟎‪𝟏𝟑.𝟎𝟓𝟏,‬‬
‫(‪1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪26.075,575‬‬ ‫‪1.151,598‬‬

‫‪Z2012 = 4.3+0.44+0.62+0.3+3.36+1.13=10.15‬‬

‫‪8.383,666‬‬ ‫‪2.992,762‬‬ ‫‪𝟏𝟑.𝟔𝟕𝟐,‬‬


‫𝟕𝟕𝟎𝟔𝟔‬ ‫‪𝟏.𝟑𝟎𝟖,‬‬
‫𝟕𝟕𝟒𝟒𝟏‬
‫(‪-Z2013= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫‪)+‬‬
‫𝟒𝟒𝟐‪𝟕𝟕.𝟑𝟓𝟒,‬‬ ‫𝟒𝟒𝟐‪𝟕𝟕.𝟑𝟓𝟒,‬‬ ‫𝟒𝟒𝟐‪.𝟑𝟓𝟒,‬‬ ‫𝟒𝟒𝟐‪.𝟑𝟓𝟒,‬‬
‫𝟒𝟒𝟐‪𝟕𝟕.𝟑𝟓𝟒,‬‬ ‫𝟎𝟔𝟔‪𝟏𝟑.𝟔𝟕𝟐,‬‬
‫(‪1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪25.788,375‬‬ ‫‪1.228,714‬‬

‫‪Z2013 = 1.84+0.35+0.62+0.34+3.6+1.11=7.86‬‬

‫‪16.158,686‬‬ ‫‪4.933.474‬‬ ‫‪𝟏𝟒.𝟏𝟕𝟏,‬‬


‫𝟔𝟗𝟔𝟔𝟔‬ ‫‪𝟏.𝟕𝟎𝟕,‬‬
‫𝟔𝟗𝟕𝟓𝟓‬
‫(‪-Z2014= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫‪)+‬‬
‫𝟒𝟔𝟒‪𝟗𝟔.𝟏𝟎𝟔,‬‬ ‫𝟒𝟔𝟒‪𝟗𝟔.𝟏𝟎𝟔,‬‬ ‫𝟒𝟔𝟒‪.𝟏𝟎𝟔,‬‬ ‫𝟒𝟔𝟒‪.𝟏𝟎𝟔,‬‬
‫𝟒𝟔𝟒‪𝟗𝟔.𝟏𝟎𝟔,‬‬ ‫𝟔𝟔𝟔‪𝟏𝟒.𝟏𝟕𝟏,‬‬
‫(‪1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪30.454,809‬‬ ‫‪1.725,104‬‬

‫‪Z2014 = 2.86+0.64+0.51+0.35+3.78+0.82=8.96‬‬

‫‪22.974,058‬‬ ‫‪5.085,840‬‬ ‫‪𝟏𝟕.𝟏𝟕𝟒,‬‬


‫𝟕𝟐𝟏𝟒𝟔𝟕‬ ‫‪𝟐.𝟎𝟒𝟎,‬‬
‫𝟕𝟐𝟏𝟏𝟕𝟔‬
‫(‪-Z2015= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫‪)+‬‬
‫𝟐𝟖𝟗‪𝟏𝟐𝟕.𝟑𝟐𝟑,‬‬ ‫𝟐𝟖𝟗‪𝟏𝟐𝟕.𝟑𝟐𝟑,‬‬ ‫𝟐𝟖𝟗‪.𝟑𝟐𝟑,‬‬ ‫𝟐𝟖𝟗‪.𝟑𝟐𝟑,‬‬
‫𝟐𝟖𝟗‪𝟏𝟐𝟕.𝟑𝟐𝟑,‬‬ ‫𝟒𝟔𝟕‪𝟏𝟕.𝟏𝟕𝟒,‬‬
‫(‪1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪32.822,631‬‬ ‫‪1.630,583‬‬

‫‪Z2015 = 3.06+0.36+0.47+0.32+4.65+1.05=9.91‬‬

‫الجدوؿ رقـ ‪ :29-04‬قيمة المؤشر ‪ Z‬ببنؾ قطر اإلسالمي‬


‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪9.91‬‬ ‫‪8.96‬‬ ‫‪7.86‬‬ ‫‪10.15‬‬ ‫‪9.96‬‬ ‫‪10.68‬‬ ‫‪12.09 11.26‬‬ ‫قيمة ‪Z‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ قطر اإلسبلمي لمسنكات مف ‪2008‬‬
‫إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ‪.) 02‬‬

‫‪237‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :27-04‬تغيرات قيمة المؤشر ‪Z‬‬

‫‪14‬‬

‫‪12‬‬

‫‪10‬‬

‫‪8‬‬
‫المؤشر ‪Z‬‬
‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى النتائج السابقة‬


‫لنمكذج‪Sherrod‬حيث أعطى‬ ‫نبلحظ أف نتيجة التقييـ إلمكانية كقكع البنؾ في الفشؿ المالي كفقا‬
‫نتيجة ‪ 11.26‬لسنة ‪ 2008‬ك ‪12.09‬لسنة ‪ 2009‬أما السنكات ‪ 2010‬ك ‪ 2011‬عمى التكالي كانت‬
‫النتيجة ‪ 10.68‬ك ‪ 9.96‬لتككف سنة ‪ 2012‬ك ‪ 2013‬ك ‪ 2014‬عمى التكالي ‪ 10.15‬ك ‪7.86‬‬
‫ك‪ 8.96‬لترتفع سنة ‪ 2015‬إلى ‪ 9.91‬حيث يبلحظ قيمة ‪ Z‬تقع ضمف الفئة الثالثة أم أف ‪20<Z≤5‬‬
‫كىذا يعني أف صيغ التمكيؿ االسبلمي التي يقكـ بمنحيا ىي متكسطة المخاطرة‪ ،‬أم أف أصحاب ىا‬
‫سكؼ يتأخركف في التسديد عند المكعد المحدد‪ ،‬أم أف البنؾ لف يككف بمأمف إذا لـ يتحكط بشكؿ جيد‬
‫مف المخاطر المحيطة بيذه اؿصيغ الممنكحة كتككيف مخصص مناسب لمقركض المشككؾ فييا ‪ ،‬كىذا‬
‫يشير إلى صعكبة التنبؤ بمخاطر اإلفبلس أك بالفشؿ المالي لمبنؾ كذلؾ خبلؿ سنكات الدراسة أم مف‬
‫‪ 2008‬إلى ‪.2015‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬البنؾ العربي اإلسالمي الدولي‬
‫مف خبلؿ النمكذج السابؽ نجد‪:‬‬

‫‪407.130.514‬‬ ‫‪42.998.924‬‬ ‫‪𝟗𝟑.𝟓𝟐𝟒.‬‬


‫𝟕𝟎𝟗𝟖𝟗𝟔‬ ‫‪𝟏𝟏.𝟑𝟕𝟐.‬‬
‫𝟕𝟎𝟗𝟐𝟕𝟏‬
‫(‪-Z2008= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫‪)+‬‬
‫𝟒𝟏𝟎‪𝟗𝟎𝟕.𝟔𝟐𝟖.‬‬ ‫𝟒𝟏𝟎‪𝟗𝟎𝟕.𝟔𝟐𝟖.‬‬ ‫𝟒𝟏𝟎‪.𝟔𝟐𝟖.‬‬ ‫𝟒𝟏𝟎‪.𝟔𝟐𝟖.‬‬
‫𝟒𝟏𝟎‪𝟗𝟎𝟕.𝟔𝟐𝟖.‬‬ ‫𝟖𝟗𝟔‪𝟗𝟑.𝟓𝟐𝟒.‬‬
‫(‪1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪456.556.818‬‬ ‫‪10.357.866‬‬

‫‪Z2008=7.62+0.42+0.36+0.25+2.38+0.9=11.93‬‬

‫‪238‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬
‫‪324479797‬‬ ‫‪.46324466‬‬
‫(‪-Z2009= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫)‬
‫𝟕𝟗𝟐‪𝟏.𝟎𝟒𝟎.𝟕𝟕𝟖.‬‬ ‫𝟕𝟗𝟐‪𝟏.𝟎𝟒𝟎.𝟕𝟕𝟖.‬‬
‫‪𝟏𝟏𝟕.𝟔𝟎𝟎.‬‬
‫𝟏𝟖𝟖𝟐‬ ‫‪𝟒.𝟒𝟎𝟐.‬‬
‫𝟏𝟐𝟏𝟓‬ ‫𝟕𝟗𝟐‪𝟏.𝟎𝟒𝟎.𝟕𝟕𝟖.‬‬ ‫𝟖𝟖𝟐‪𝟏𝟏𝟕.𝟔𝟎𝟎.‬‬
‫(‪+3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫(‪) + 1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫𝟕𝟗𝟐‪.𝟎𝟒𝟎.𝟕𝟕𝟖.‬‬ ‫𝟕𝟗𝟐‪.𝟎𝟒𝟎.𝟕𝟕𝟖.‬‬ ‫‪412762035‬‬ ‫‪15357 880‬‬

‫‪Z2009=5.3 +0.4+0.39+0.08+3.02+0.76=9.95‬‬
‫‪287571284‬‬ ‫‪46324466‬‬
‫(‪-Z2010= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫)‬
‫𝟒𝟖𝟕‪𝟏.𝟎𝟎𝟑.𝟖𝟔𝟗.‬‬ ‫𝟒𝟖𝟕‪𝟏.𝟎𝟎𝟑.𝟖𝟔𝟗.‬‬
‫‪𝟖𝟎.𝟔𝟗𝟏.‬‬
‫𝟏𝟓𝟕𝟕‬ ‫‪𝟏𝟎.𝟎𝟏𝟑.‬‬
‫𝟏𝟒𝟑𝟔‬ ‫𝟒𝟖𝟕‪𝟏.𝟎𝟎𝟑.𝟖𝟔𝟗.‬‬ ‫𝟓𝟕𝟕‪𝟖𝟎.𝟔𝟗𝟏.‬‬
‫(‪+3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫(‪) + 1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫𝟒𝟖𝟕‪.𝟎𝟎𝟑.𝟖𝟔𝟗.‬‬ ‫𝟒𝟖𝟕‪.𝟎𝟎𝟑.𝟖𝟔𝟗.‬‬ ‫‪312462035‬‬ ‫‪15357880‬‬

‫‪Z2010=4.87+0.41+0.28+0.2+3.85+0.52=10.13‬‬
‫‪99676941‬‬ ‫‪56883960‬‬
‫(‪-Z2011= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫)‬
‫𝟏𝟎𝟓‪𝟏.𝟏𝟐𝟕.𝟒𝟖𝟐.‬‬ ‫𝟏𝟎𝟓‪𝟏.𝟏𝟐𝟕.𝟒𝟖𝟐.‬‬
‫‪𝟗𝟎.𝟏𝟑𝟒.‬‬
‫𝟏𝟏𝟐𝟖‬ ‫‪𝟗𝟎.𝟏𝟑𝟒.‬‬
‫𝟏𝟏𝟐𝟖‬ ‫𝟏𝟎𝟓‪𝟏.𝟏𝟐𝟕.𝟒𝟖𝟐.‬‬ ‫𝟏𝟐𝟖‪𝟗𝟎.𝟏𝟑𝟒.‬‬
‫(‪+3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫(‪) + 1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫𝟏𝟎𝟓‪.𝟏𝟐𝟕.𝟒𝟖𝟐.‬‬ ‫𝟏𝟎𝟓‪.𝟏𝟐𝟕.𝟒𝟖𝟐.‬‬ ‫‪398400177‬‬ ‫‪36469377‬‬

‫‪Z2011= 1.05+0.45+0.28+1.6+3.4+0.24=7.02‬‬
‫‪100506655‬‬ ‫‪63783447‬‬
‫(‪-Z2012= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫)‬
‫𝟏𝟐𝟒‪𝟏.𝟏𝟕𝟑.𝟕𝟕𝟓.‬‬ ‫𝟏𝟐𝟒‪𝟏.𝟏𝟕𝟑.𝟕𝟕𝟓.‬‬
‫‪𝟏𝟎𝟎.𝟗𝟓𝟗.‬‬
‫𝟏𝟎𝟕𝟑‬ ‫‪𝟏𝟔.𝟒𝟗𝟓.‬‬
‫𝟏𝟏𝟎𝟎‬ ‫𝟏𝟐𝟒‪𝟏.𝟏𝟕𝟑.𝟕𝟕𝟓.‬‬ ‫𝟎𝟕𝟑‪𝟏𝟎𝟎.𝟗𝟓𝟗.‬‬
‫(‪+3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫(‪) + 1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫𝟏𝟐𝟒‪.𝟏𝟕𝟑.𝟕𝟕𝟓.‬‬ ‫𝟏𝟐𝟒‪.𝟏𝟕𝟑.𝟕𝟕𝟓.‬‬ ‫‪457367676‬‬ ‫‪417998165‬‬

‫‪Z2012= 1.45+0.49+0.3+0.28+3.08+0.024=5.62‬‬
‫‪101952170‬‬ ‫‪88130074‬‬
‫(‪-Z2013= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫)‬
‫𝟖𝟐𝟎‪𝟏.𝟑𝟒𝟓.𝟐𝟒𝟒.‬‬ ‫𝟖𝟐𝟎‪𝟏.𝟑𝟒𝟓.𝟐𝟒𝟒.‬‬
‫‪𝟏𝟏𝟔.𝟗𝟓𝟖.‬‬
‫𝟏𝟕𝟓𝟕‬ ‫‪𝟐𝟐.𝟓𝟏𝟏.‬‬
‫𝟏𝟎𝟖𝟒‬ ‫𝟖𝟐𝟎‪𝟏.𝟑𝟒𝟓.𝟐𝟒𝟒.‬‬ ‫𝟕𝟓𝟕‪𝟏𝟏𝟔.𝟗𝟓𝟖.‬‬
‫(‪+3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫(‪) + 1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫𝟖𝟐𝟎‪.𝟑𝟒𝟓.𝟐𝟒𝟒.‬‬ ‫𝟖𝟐𝟎‪.𝟑𝟒𝟓.𝟐𝟒𝟒.‬‬ ‫‪521063458‬‬ ‫‪40861169‬‬

‫‪Z2013= 1.29+0.6+0.3+0.33+3.09+0.28=5.86‬‬
‫‪110312659‬‬ ‫‪604712891‬‬
‫(‪-Z2014= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫)‬
‫𝟓𝟗𝟔‪𝟏.𝟓𝟔𝟖.𝟖𝟓𝟓.‬‬ ‫𝟓𝟗𝟔‪𝟏.𝟓𝟔𝟖.𝟖𝟓𝟓.‬‬
‫‪𝟏𝟑𝟎.𝟒𝟖𝟔.‬‬
‫𝟏𝟎𝟎𝟐‬ ‫‪𝟏𝟗.𝟎𝟗𝟐.‬‬
‫𝟏𝟓𝟑𝟏‬ ‫𝟓𝟗𝟔‪𝟏.𝟓𝟔𝟖.𝟖𝟓𝟓.‬‬ ‫𝟎𝟎𝟐‪𝟏𝟑𝟎.𝟒𝟖𝟔.‬‬
‫(‪+3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫(‪) + 1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫𝟓𝟗𝟔‪.𝟓𝟔𝟖.𝟖𝟓𝟓.‬‬ ‫𝟓𝟗𝟔‪.𝟓𝟔𝟖.𝟖𝟓𝟓.‬‬ ‫‪603712338‬‬ ‫‪42653787‬‬

‫‪Z2014= 1.2+3.46+0.3+0.24+3.11+0.3=8.61‬‬
‫‪126001390‬‬ ‫‪702356176‬‬
‫(‪-Z2015= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫)‬
‫𝟎𝟏𝟗‪𝟏.𝟖𝟎𝟖.𝟓𝟖𝟑.‬‬ ‫𝟎𝟏𝟗‪𝟏.𝟖𝟎𝟖.𝟓𝟖𝟑.‬‬
‫‪𝟏𝟑𝟗.𝟖𝟔𝟕.‬‬
‫𝟏𝟎𝟎𝟗‬ ‫‪𝟐𝟕.𝟖𝟖𝟐.‬‬
‫𝟏𝟓𝟓𝟔‬ ‫𝟎𝟏𝟗‪𝟏.𝟖𝟎𝟖.𝟓𝟖𝟑.‬‬ ‫𝟎𝟎𝟗‪𝟏𝟑𝟗.𝟖𝟔𝟕.‬‬
‫(‪+3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫(‪) + 1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫𝟎𝟏𝟗‪.𝟖𝟎𝟖.𝟓𝟖𝟑.‬‬ ‫𝟎𝟏𝟗‪.𝟖𝟎𝟖.𝟓𝟖𝟑.‬‬ ‫‪689184433‬‬ ‫‪40676576‬‬

‫‪239‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫‪Z2015=1.18+3.5+0.27+0.3+3.14+0.34=8.73‬‬

‫الجدوؿ رقـ ‪ :30-04‬قيمة المؤشر ‪ Z‬بالبنؾ العربي اإلسالمي الدولي‬


‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013 2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪8.73‬‬ ‫‪8.61‬‬ ‫‪5.86‬‬ ‫‪5.62‬‬ ‫‪7.02‬‬ ‫‪10.13‬‬ ‫‪09.95‬‬ ‫‪11.93‬‬ ‫قيمة ‪Z‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لمبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي لمسنكات‬
‫مف ‪ 2008‬إلى غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ‪.) 03‬‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :28-04‬تغيرات قيمة المؤشر ‪Z‬‬

‫‪14‬‬
‫‪12‬‬
‫‪10‬‬
‫‪8‬‬
‫قيمة المؤشر ‪Z‬‬
‫‪6‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى النتائج السابقة‬

‫لنمكذج‪Sherrod‬حيث أعطى‬ ‫نبلحظ أف نتيجة التقييـ إلمكانية كقكع البنؾ في الفشؿ المالي كفقا‬
‫نتيجة ‪ 11.93‬لسنة ‪ 2008‬ك ‪ 9.95‬لسنة ‪ 2009‬أما سنة ‪ 2010‬سجمت ارتفاعا فقد كانت النتيجة‬
‫‪ 10.13‬لتنخفض سنة ‪ 2011‬إلى ‪ 7.02‬كتستمر في االنخفاض سنة ‪ 2012‬ك ‪ 2013‬عمى‬
‫التكالي لتصؿ إلى ك ‪ 5.62‬ك ‪ 5.86‬أم قريبة مف الفئة الرابعة فئة مرتفعة المخاطر كبمغت سنة‬
‫‪ 2014‬ك ‪ 2015‬عمى التكالي ‪ 8.61‬ك ‪ 8.73‬حيث يبلحظ قيمة ‪ Z‬تقع ضمف الفئة الثالثة أم أف‬
‫‪ 20<Z≤5‬كىذا يعني أف صيغ التمكيؿ االسبلمي التي يقكـ بمنحيا ىي متكسطة المخاطرة‪ ،‬أم أف‬
‫أصحابىا سكؼ يتأخركف في التسديد عند المكعد المحدد‪ ،‬أم أف البنؾ لف يككف بمأمف إذا لـ يتحكط‬
‫بشكؿ جيد مف المخاطر المحيطة بيذه اؿصيغ الممنكحة كتككيف مخصص مناسب لمقركض المشككؾ‬

‫‪240‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫أك بالفشؿ المالي لمبنؾ كذلؾ خبلؿ سنكات‬ ‫فييا‪ ،‬كىذا يشير إلى صعكبة التنبؤ بمخاطر اإلفبلس‬
‫الدراسة أم مف ‪ 2008‬إلى ‪.2015‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬بنؾ الراجحي‬
‫مف خبلؿ النمكذج السابؽ نجد‪:‬‬
‫‪39889,022‬‬ ‫‪3629,777‬‬ ‫𝟗𝟗𝟕‪𝟐𝟕.𝟎𝟑𝟏,‬‬ ‫𝟒𝟎𝟔‪𝟔.𝟓𝟐𝟒,‬‬
‫(‪-Z2008= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫‪)+‬‬
‫𝟒𝟐𝟐‪𝟏𝟔𝟑.𝟑𝟕𝟑,‬‬ ‫𝟒𝟐𝟐‪𝟏𝟔𝟑.𝟑𝟕𝟑,‬‬ ‫𝟒𝟐𝟐‪𝟏𝟔𝟑.𝟑𝟕𝟑,‬‬ ‫𝟒𝟐𝟐‪𝟏𝟔𝟑.𝟑𝟕𝟑,‬‬
‫𝟒𝟐𝟐‪𝟏𝟔𝟑.𝟑𝟕𝟑,‬‬ ‫𝟗𝟗𝟕‪𝟐𝟕.𝟎𝟑𝟏,‬‬
‫(‪1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪136341 ,425‬‬ ‫‪2868,16‬‬

‫‪Z2008=4.15+0.2+0.58+0.8+1.43+0.94=8.1‬‬
‫‪44685 ,732‬‬ ‫‪11413 ,02‬‬
‫(‪-Z2009= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫)‬
‫𝟗𝟐𝟕‪𝟏𝟕𝟎.𝟕𝟐𝟗,‬‬ ‫𝟗𝟐𝟕‪𝟏𝟕𝟎.𝟕𝟐𝟗,‬‬
‫𝟒𝟖𝟖‪𝟐𝟖.𝟕𝟒𝟎,‬‬ ‫𝟖𝟐𝟐‪𝟔.𝟕𝟔𝟕,‬‬ ‫𝟗𝟐𝟕‪𝟏𝟕𝟎.𝟕𝟐𝟗,‬‬ ‫𝟒𝟖𝟖‪𝟐𝟖.𝟕𝟒𝟎,‬‬
‫(‪+3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫(‪) + 1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫𝟗𝟐𝟕‪𝟏𝟕𝟎.𝟕𝟐𝟗,‬‬ ‫𝟗𝟐𝟕‪𝟏𝟕𝟎.𝟕𝟐𝟗,‬‬ ‫‪141.988,845‬‬ ‫‪1.182,157‬‬

‫‪Z2009=4.45 +0.6+0.6+0.8+1.44+2.43=10.32‬‬
‫‪38382,01‬‬ ‫‪19.475,196‬‬ ‫𝟗𝟖𝟕‪𝟑𝟎.𝟑𝟏𝟕,‬‬ ‫𝟗𝟐𝟖‪𝟔.𝟕𝟕𝟎,‬‬
‫(‪-Z2010= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫‪)+‬‬
‫𝟎𝟏𝟗‪𝟏𝟖𝟒.𝟖𝟒𝟎,‬‬ ‫𝟎𝟏𝟗‪𝟏𝟖𝟒.𝟖𝟒𝟎,‬‬ ‫𝟎𝟏𝟗‪𝟏𝟖𝟒.𝟖𝟒𝟎,‬‬ ‫𝟎𝟏𝟗‪𝟏𝟖𝟒.𝟖𝟒𝟎,‬‬
‫𝟎𝟏𝟗‪𝟏𝟖𝟒.𝟖𝟒𝟎,‬‬ ‫𝟗𝟖𝟕‪𝟑𝟎.𝟑𝟏𝟕,‬‬
‫(‪1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫𝟏𝟐𝟏‪𝟏𝟓𝟒.𝟓𝟐𝟑,‬‬ ‫‪3.394,863‬‬

‫‪Z2010= 3.53+0.95+0.57+0.73+1.43+0.9=8.11‬‬
‫‪44428 ,098‬‬ ‫‪20.419,467‬‬ ‫𝟎𝟑𝟕‪𝟑𝟑.𝟒𝟖𝟖,‬‬ ‫𝟖𝟔𝟐‪𝟕.𝟑𝟕𝟖,‬‬
‫(‪-Z2011= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫‪)+‬‬
‫𝟓𝟖𝟎‪𝟐𝟐𝟎.𝟕𝟑𝟏,‬‬ ‫𝟓𝟖𝟎‪𝟐𝟐𝟎.𝟕𝟑𝟏,‬‬ ‫𝟓𝟖𝟎‪𝟐𝟐𝟎.𝟕𝟑𝟏,‬‬ ‫𝟓𝟖𝟎‪𝟐𝟐𝟎.𝟕𝟑𝟏,‬‬
‫𝟓𝟖𝟎‪𝟐𝟐𝟎.𝟕𝟑𝟏,‬‬ ‫𝟎𝟑𝟕‪𝟑𝟑.𝟒𝟖𝟖,‬‬
‫(‪1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫𝟓𝟓𝟑‪𝟏𝟖𝟕.𝟗𝟗𝟐,‬‬ ‫‪3.623,522‬‬

‫‪Z2011= 3.42+0.83+0.53+0.67+1.04+0.92=7.41‬‬
‫‪42169 ,944‬‬ ‫‪31,266,493‬‬ ‫𝟕𝟑𝟕‪𝟑𝟔.𝟒𝟔𝟖,‬‬ ‫𝟔𝟎𝟕‪𝟕.𝟖𝟖𝟒,‬‬
‫(‪-Z2012= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫‪)+‬‬
‫𝟐𝟔𝟓‪𝟐𝟔𝟕.𝟑𝟖𝟐,‬‬ ‫𝟐𝟔𝟓‪𝟐𝟔𝟕.𝟑𝟖𝟐,‬‬ ‫𝟐𝟔𝟓‪𝟐𝟔𝟕.𝟑𝟖𝟐,‬‬ ‫𝟐𝟔𝟓‪𝟐𝟔𝟕.𝟑𝟖𝟐,‬‬
‫𝟐𝟔𝟓‪𝟐𝟔𝟕.𝟑𝟖𝟐,‬‬ ‫𝟕𝟑𝟕‪𝟑𝟔.𝟒𝟔𝟖,‬‬
‫(‪1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪230.913,825‬‬ ‫‪3.817,980‬‬

‫‪Z2012=2.68 +1.05+0.47+0.6+1.39+0.95=7.14‬‬

‫‪241‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫‪43.961,124‬‬ ‫‪29970,266‬‬ ‫𝟓𝟏𝟕‪𝟑𝟖.𝟒𝟗𝟕,‬‬ ‫𝟕𝟖𝟗‪𝟕.𝟒𝟑𝟕,‬‬


‫(‪-Z2013= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫‪)+‬‬
‫𝟓𝟖𝟔‪𝟐𝟕𝟗.𝟖𝟕𝟎,‬‬ ‫𝟓𝟖𝟔‪𝟐𝟕𝟗.𝟖𝟕𝟎,‬‬ ‫𝟓𝟖𝟔‪𝟐𝟕𝟗.𝟖𝟕𝟎,‬‬ ‫𝟓𝟖𝟔‪𝟐𝟕𝟗.𝟖𝟕𝟎,‬‬
‫𝟓𝟖𝟔‪𝟐𝟕𝟗.𝟖𝟕𝟎,‬‬ ‫𝟓𝟏𝟕‪𝟑𝟖.𝟒𝟗𝟕,‬‬
‫(‪1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪241.372,970‬‬ ‫‪4320,448‬‬

‫‪Z2013=2.67 +0.96+0.48+0.53+1.39+0.89=6.92‬‬
‫‪46.820,567‬‬ ‫‪33.585,377‬‬ ‫𝟒𝟗𝟏‪𝟒𝟏.𝟖𝟗𝟔,‬‬ ‫𝟐𝟕𝟏‪𝟔.𝟖𝟑𝟔,‬‬
‫(‪-Z2014= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫‪)+‬‬
‫𝟓𝟓𝟓‪𝟑𝟎𝟕.𝟕𝟏𝟏,‬‬ ‫𝟓𝟓𝟓‪𝟑𝟎𝟕.𝟕𝟏𝟏,‬‬ ‫𝟓𝟓𝟓‪𝟑𝟎𝟕.𝟕𝟏𝟏,‬‬ ‫𝟓𝟓𝟓‪𝟑𝟎𝟕.𝟕𝟏𝟏,‬‬
‫𝟓𝟓𝟓‪𝟑𝟎𝟕.𝟕𝟏𝟏,‬‬ ‫𝟒𝟗𝟏‪𝟒𝟏.𝟖𝟗𝟔,‬‬
‫(‪1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪265.815,361‬‬ ‫‪4.813,941‬‬

‫‪Z2014=2.6+0.98+0.47+0.44+1.39+0.87=6.75‬‬
‫‪52462 ,948‬‬ ‫‪27053 ,716‬‬ ‫𝟒𝟓𝟎‪𝟒𝟔𝟔𝟑𝟗,‬‬ ‫𝟓𝟕𝟎‪𝟕𝟏𝟑𝟎.‬‬
‫(‪- Z2015= 17‬‬ ‫(‪) +9‬‬ ‫(‪) +3,5‬‬ ‫(‪)+20‬‬ ‫‪)+‬‬
‫‪315619 ,647‬‬ ‫𝟕𝟒𝟔‪𝟑𝟏𝟓𝟔𝟏𝟗,‬‬ ‫𝟕𝟒𝟔‪𝟑𝟏𝟓𝟔𝟏𝟗,‬‬ ‫𝟓𝟓𝟓‪𝟑𝟎𝟕.𝟕𝟏𝟏,‬‬
‫𝟕𝟒𝟔‪𝟑𝟏𝟓𝟔𝟏𝟗,‬‬ ‫𝟒𝟓𝟎‪𝟒𝟔𝟔𝟑𝟗,‬‬
‫(‪1,2‬‬ ‫(‪) + 0,1‬‬ ‫)‬
‫‪268980 ,594‬‬ ‫‪6928,931‬‬

‫‪Z2015=2.82 +0.77+0.51+0.46+1.4+0.67=6.63‬‬

‫الجدوؿ رقـ‪ :31-04‬قيمة المؤشر‪ Z‬ببنؾ الراجحي‬


‫خالؿ الفترة(‪)2015-2008‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬

‫‪6.63‬‬ ‫‪6.75‬‬ ‫‪6.92‬‬ ‫‪7.14‬‬ ‫‪7.41‬‬ ‫‪8.11‬‬ ‫‪10.32‬‬ ‫‪8.1‬‬ ‫قيمة ‪Z‬‬

‫‪ 2008‬إلى‬ ‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى التقارير السنكية لبنؾ الراجحي لمسنكات مف‬
‫غاية ‪( 2015‬أنظر الممحؽ رقـ‪.) 04‬‬

‫‪242‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫الشكؿ رقـ ‪ :29-04‬قيمة المؤشر‪ Z‬ببنؾ الراجحي‬

‫‪12‬‬

‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬ ‫قيمة المؤشر ‪Z‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثة باالعتماد عمى النتائج السابقة‬

‫لنمكذج‪Sherrod‬حيث أعطى‬ ‫نبلحظ أف نتيجة التقييـ إلمكانية كقكع البنؾ في الفشؿ المالي كفقا‬
‫نتيجة ‪ 8.1‬لسنة ‪ 2008‬ك ‪ 10.32‬لسنة ‪ 2009‬أما السنكات ‪ 2010‬ك ‪ 2011‬عمى التكالي كانت‬
‫النتيجة ‪ 8.11‬ك ‪ 7.41‬لتككف سنة ‪ 2012‬ك ‪ 2013‬ك ‪ 2014‬عمى التكالي ‪ 7.14‬ك ‪ 6.92‬ك‪6.75‬‬
‫لتنخفض سنة ‪ 2015‬إلى ‪ 6.63‬حيث يبلحظ قيمة ‪ Z‬تقع ضمف الفئة الثالثة أم أف ‪ 20<Z≤5‬كىذا‬
‫يعني أف صيغ التمكيؿ االسبلمي التي يقكـ بمنحيا ىي متكسطة المخاطرة‪ ،‬أم أف أصحابىا سكؼ‬
‫يتأخركف في التسديد عند المكعد المحدد‪ ،‬أم أف البنؾ لف يككف بمأمف إذا لـ يتحكط بشكؿ جيد مف‬
‫المخاطر المحيطة بيذه اؿ صيغ الممنكحة كتككيف مخصص مناسب لمقركض المشككؾ فييا ‪ ،‬كىذا‬
‫يشير إلى صعكبة التنبؤ بمخاطر اإلفبلس أك بالفشؿ المالي لمبنؾ كذلؾ خبلؿ سنكات الدراسة أم مف‬
‫‪ 2008‬إلى ‪.2015‬‬

‫‪243‬‬
‫إسقاط نموذج ‪ dorrehs‬على عينة من البنوك اإلسالمية‬ ‫الفصؿ الرابع‬

‫خالصة الفصؿ الرابع‪:‬‬


‫يعتبر الفشؿ المالي أحد التحديات األساسية التي تكاجو الكثير مف البنكؾ‪ ،‬كتتجسد أىمية رصد دالئؿ‬
‫كمؤشرات الفشؿ كىي في بكادرىا األكلى بغية اتخاذ الق اررات الكفيمة بمنع حدكث حاالت الفشؿ أك‬
‫التعثر خاصة عمى الصعيد المالي‪.‬‬
‫كمف ىذه الدراسة تبيف تفاكت قيمة ‪ z‬بيف البنكؾ عينة البحث‪ ،‬إال أف أغمبيا كانت تمنح صيغ تمكيمية‬
‫مف الفئة الثالثة‪ ،‬كعمى ىذا يجب أف تتكخى الحذر مف احتمالية تأخير المقترضيف عف التسديد في‬
‫المكاعيد المحددة‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫الم ـ ــمأمــح‬
‫الخاتمة‬

‫إف اكتساب البنكؾ اإلسبلمية طابع العالمية في معامبلتيا كمنتجاتيا‪ ،‬جعميا تتأثر بمختمؼ التغيرات‬
‫يعد ضركرة‬
‫عمى الصعيديف المحمي كالدكلي؛ كبالتالي فإف قياس االستقرار المالي لمبنكؾ اإلسبلمية ٌ‬
‫ممحة خاصة بعد كقكع األزمة المالية العالمية لسنة ‪ ،2008‬بغية تقييـ مدل صبلبة كاستقرار النظاـ‬
‫البنكي اإلسبلمي كمدل مساىمتو في استقرار االقتصاد المحمي كالعالمي‪.‬‬
‫نظر ألىمية الصناعة المالية كالبنكية‬
‫فمكضكع األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ مكضكعا ميما‪ ،‬ك نا‬
‫اإلسبلمية كالدكر المتنامي الذم بدأت تمعبو‪ ،‬سكاء عمى المستكل الدكلي أـ عمى الساحة البنكية‬
‫المحمية العربية كاإلسبلمية‪ ،‬خاصة بعد ىذه األزمة فقد عالجت ىذه األطركحة ىذا المكضكع كالتي‬
‫ىدفت إلى معرفة مدل استقرار البنكؾ اإلسبلمية في ظؿ األزمة المالية العالمية كتكصمنا إلى مجمكعة‬
‫مف النتائج كاالقتراحات كالتي نكجزىا فيما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬النتائج‬
‫النتائج المتعمقة بالجانب النظري‪:‬‬
‫إف تجربة البنكؾ اإلسبلمية ىي تجربة حديثة ال يتعدل عمرىا بضع عقكد‪ .‬فرغـ الجدؿ الذم‬ ‫‪.5‬‬
‫أثارتو ىذه البنكؾ سكاء مف حيث التعريؼ‪ ،‬مبادئ العمؿ‪ ،‬األىداؼ‪...‬الخ ‪.‬إال أنوا استطاعت خمؽ‬
‫مكاف ليا عمى مستكل السكؽ البنكية عامة كاإلسبلمية خاصة‪ .‬كذلؾ انطبلقا مف ركائز عمميا المميزة‬
‫كالمستمدة مف الشريعة اإلسبلمية ككذا أىدافيا كغايات نشاطيا المتفردة كالتي تغطي الجكانب‬
‫االقتصادية كاالجتماعية كحتى الثقافية؛‬
‫تعد البنكؾ اإلسبلمية بمثابة مؤسسات مالية تزاكؿ النشاط البنكي كاالستثمارم في ظؿ تعاليـ‬ ‫‪.6‬‬
‫اإلسبلـ‪ ،‬كفي حدكد نطاؽ الضكابط الشرعية اإلسبلمية؛‬
‫إف البنكؾ اإلسبلمية تستيدؼ تحقيؽ تعظيـ المنفعة المعتبرة في إطار االلتزاـ بمقاصد الشريعة‬ ‫‪.7‬‬
‫اإلسبلمية كنصكصيا‪ .‬كتحقيؽ المنفعة المعتبرة ينصرؼ إلى تحقيؽ أقصى األرباح الممكنة ألصحاب‬
‫كمستخدمي األمكاؿ‪ ،‬كأما االلتزاـ بمقاصد الشريعة اإلسبلمية كنصكصيا فينصرؼ إلى أف يككف تعظيـ‬
‫ىذه األرباح قد تـ ابتداء في إطار رعاية األحكاـ القيمية لمنظاـ اإلسبلمي‪ ،‬فيك يسعى إلى تحقيؽ‬
‫مجمكعة مف األىداؼ كالغايات النيائية تختمؼ في بعض الجكانب عف تمؾ المكجكدة في البنكؾ‬
‫التقميدية؛‬
‫إف البنؾ اإلسبلمي يتميز بعدد مف الكظائؼ التي تجعمو في مكقع رائد كفي مكانة يستيدؼ‬ ‫‪.8‬‬
‫منيا تقديـ الخدمات البنكية كاالستثمارية بشكؿ يتسـ باالتساع كالشمكلية‪ ،‬بعيدان عف المحرمات‬

‫‪246‬‬
‫الخاتمة‬

‫كالتصرفات الربكية‪ ،‬فضبلن عف تميزه مف الجانب االجتماعي مف خبلؿ ما تقدمو البنكؾ اإلسبلمية مف‬
‫قركض حسنة‪ ،‬كما تمارسو مف أنشطة إضافية ذات طابع اجتماعي‪ .‬إلى جانب التزامو الكاضح بأحكاـ‬
‫الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬مف أجؿ تحقيؽ مصالح األفراد مف جانب كعمى تحقيؽ المصمحة الخاصة لمبنؾ‬
‫كالمساىميف كالعمبلء مف جانب آخر؛‬
‫االسـ‪ ،‬فكبلىما بنكؾ؛ ومف حيث‬ ‫تتفؽ البنكؾ اإلسبلمية مع البنكؾ التقميدية مف حيث‬ ‫‪.9‬‬
‫الكظيفة‪ ،‬إذ أف كبل منيما يعمؿ ككسيط مالي بيف المدخريف كالمستثمريف؛ وفي مجمكعة مف الخدمات‬
‫البنكية كفي الكدائع الجارية المبنًية عمى أساس القرض بدكف فائدة‪ ،‬كتتفؽ البنكؾ اإلسبلمية مع البنكؾ‬
‫التقميدية في االستثمار بأسيـ الشركات دكف السندات؛‬
‫يقكـ مبدأ الكساطة المالية لدل البنكؾ اإلسبلمية عمى أساس الربح كالخسارة بينما يقكـ ىذا‬ ‫‪.10‬‬
‫المبدأ لدل البنكؾ التقميدية عمى االقتراض بفائدة؛‬
‫تخضع البنكؾ اإلسبلمية إلى الرقابة الشرعية لمراقبة مدل مطابقة أعماؿ البنؾ لمشريعة‬ ‫‪.11‬‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬إضافة لمرقابة البنكية مف قبؿ البنؾ المركزم‪ .‬بينما ال تخضع البنكؾ التقميدية إال لمرقابة‬
‫البنكية مف قبؿ البنؾ المركزم؛ تتطمب استثمارات البنؾ اإلسبلمي إمتبلؾ األصكؿ الثابتة كالمنقكلة‪،‬‬
‫بينما يمنع عمى البنكؾ التقميدية ىذا التممؾ خكفا مف تجميد أمكاليا؛‬
‫ال يطمب البنؾ اإلسبلمي ضمانات مف قبؿ المستثمريف ككف التمكيؿ مشارؾ بالربح كالخسارة‪،‬‬ ‫‪.12‬‬
‫كفي غالب األحكاؿ تككف ىذه الضمانات لغايات التعدم أك التقصير في إدارة المشركعات‪ ،‬بينما‬
‫تطمب البنكؾ التقميدية ضمانات عمى األصكؿ الثابتة كالمنقكلة مف المستثمريف كالمقترضيف؛‬
‫تأخذ البنكؾ اإلسبلمية بمبدأ الرحمة كالتسامح كاليسر في حالة المديف المتخمؼ عف السداد كال‬ ‫‪.13‬‬
‫يؤدم ذلؾ إلى زيادة التكمفة عميو‪ ،‬بينما تسارع البنكؾ التقميدية إلى فرض غرامات ربكية عمى المتخمؼ‬
‫عف السداد كمف ثـ الحجز عمى األمكاؿ كالرىكنات كبيعيا بالمزاد العمني بأبخس األسعار؛‬
‫انتشرت البنكؾ اإلسبلمية بشكؿ كاسع بحيث لـ تقتصر فقط عمى البمداف اإلسبلمية بؿ امتدت‬ ‫‪.14‬‬
‫إلى البمداف غير اإلسبلمية مثؿ أمريكا كبريطانيا كسكيسرا؛‬
‫لقد اتضح لنا أف البنكؾ اإلسبلمية ىي مؤسسات حديثة إذا ما قكرنت بالتاريخ الطكيؿ لمبنكؾ‬ ‫‪.15‬‬
‫التقميدية‪ ،‬كمع ذلؾ أثبتت انتشارىا السريع في العالـ كاإلقباؿ المتزايد عمى خدماتوا كىذا لكجكد حاجات‬
‫بنكية كامنة لـ تشبعيا البنكؾ التقميدية تتمثؿ في كجكد عدد كبير مف المسمميف يمتزمكف بتعميمات‬
‫الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬كرغـ أنوا نشطت في بيئة غير مبلئمة مف حيث القكانيف؛‬

‫‪247‬‬
‫الخاتمة‬

‫إف البنكؾ اإلسبلمية كباقي المنظمات األخرل ال يمكنيا ممارسة أعماليا إال انطبلقا مف مكارد‬ ‫‪.16‬‬
‫مالية مكجكدة مسبقا كتعكد لمبلؾ البنؾ‪ ،‬كتمعب المكارد الذاتية دك ار كبيرا؛ نظ ار العتماد البنؾ عمييا‬
‫الب ٍنؾ‪ ،‬أم المساىمكف في‬
‫في بداية نشاطو كتتضمف تمؾ األمكاؿ المتأتية مف يمساىمات أصحاب ى‬
‫الب ٍنؾ‬
‫شركة البنؾ اإلسبلمي‪ ،‬كاألمكاؿ الناشئة عف نتائج أعمالو كاالحتياطات النقدية التي يحتفظ بيا ى‬
‫الب ٍنؾ مف نشاطاتو كال يكزعيا عمى‬
‫إلتزاما بالقكانيف السائدة‪ ،‬كذلؾ الجزء مف األرباح التي ييحققيا ى‬
‫مساىميو كتتدعـ أكثر بالمكارد الخارجية التي يحصؿ عمييا مف المكدعيف بمختمؼ أنكاعيـ‪ ،‬ليتشكؿ‬
‫لمبنؾ اإلسبلمي ما يسمى بالمكارد المتاحة لو كالتي يمكف مف خبلليا الحكـ عمى المركز المالي لو‬
‫كمدل قكتو كمتانتو؛‬
‫تستخدـ البنكؾ اإلسبلمية األمكاؿ المجمعة لدييا مف المكدعيف إضافة ألمكاليا الخاصة في‬ ‫‪.17‬‬
‫ممارسة أنشطة مختمفة األنكاع خاصة بوا دكف سائر أنكاع البنكؾ كالتي تقكـ بوا إما بنفسيا عف طريؽ‬
‫االستثمار المباشر في إنتاج السمع كالخدمات‪ ،‬أك عف طريؽ منح التمكيؿ لمغير في إطار صيغ‬
‫إسبلمية معركفة‪ .‬فيناؾ صيغ تقكـ عمى أساس مشاركة البنؾ لعميمو في الربح أك الخسارة‪ ،‬كطرؽ‬
‫أخرل تقكـ عمى أساس الحصكؿ عمى عائد ثابت مقابؿ تحممو لمخاطر العممية‪ .‬كميما كاف نكع‬
‫النشاط الممارس أك الصيغة المستخدمة فإف البنؾ اإلسبلمي ال يقدـ عمييا إال بناءا عمى دراسة‬
‫مستفيضة لكضعو ككضع عميمو ككفقا لمعايير معينة كتتـ الممارسة في إطار القكاعد الشرعية‬
‫اإلسبلمية؛‬
‫إف البنكؾ اإلسبلمية ىي بنكؾ ذات طابع شمكلي تقدـ مختمؼ الخدمات لجميع القطاعات‬ ‫‪.18‬‬
‫كتقبؿ مف جميع األطراؼ‪ ،‬كاتباعيا لمبادئ الشريعة اإلسبلمية مكنيا مف احتبلؿ مكانة بارزة مما‬
‫جعميا محطة لكؿ مف يرغب في الكسب الحبلؿ‪ ،‬فقد استطاعت أف تحقؽ نجاحا كبيرا‪ ،‬كالدليؿ عمى‬
‫ذلؾ ىك إقباؿ المسمميف عمى التعامؿ معيا عمى حساب البنكؾ التقميدية‪ ،‬إال أنو كبالرغـ مف ذلؾ يبقى‬
‫حجـ البنكؾ اإلسبلمية محدكدا‪ ،‬كخبرتيا قميمة‪ ،‬كمسايرتيا لمتطكرات كالتغيرات التي يشيدىا العالـ‬
‫ضئيمة نسبيا‪ ،‬خاصة مع لجكء الكثير مف البنكؾ التقميدية المعركفة عالميا إلى فتح فركع إسبلمية‬
‫تماشيا مع متطمبات عمبلئيا مف المسمميف؛‬
‫تكجد أربعة عكامؿ تساىـ في نجاح البنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬تتمثؿ أساسا في العامؿ الشرعي‪،‬‬ ‫‪.19‬‬
‫كالعامؿ البنكي‪ ،‬كالعامؿ االقتصادم‪ ،‬كالعامؿ االجتماعي‪ ،‬كاعتبر العامؿ الشرعي أىـ ما يميز‬
‫المصرفية اإلسبلمية‪ ،‬ألنو يتعمؽ بتحقيؽ البنكؾ اإلسبلمية لما تنفرد بو‪ ،‬حيث أف العقبة األساسية التي‬

‫‪248‬‬
‫الخاتمة‬

‫تكاجو البنكؾ اإلسبلمية اليكـ ىي مشكمة تراجع السبلمة الشرعية في نظر المتعامميف عف بعض‬
‫تعامبلتوا كانحراؼ في التطبيؽ عف الجانب النظرم الذم أسست عميو المصرفية اإلسبلمية‪ ،‬كىنا يبرز‬
‫الدكر الحيكم الذم يجب أف تمعبو ىيئات الرقابة الشرعية في تحقيؽ معيار السبلمة الشرعية كمف ثـ‬
‫المساىمة في نجاح البنكؾ اإلسبلمية؛‬
‫ىناؾ عدة مؤشرات لحدكث أزمة مالية كالتي تتصؿ بالسياسات االقتصادية الكمية‪ ،‬ككذلؾ‬ ‫‪.20‬‬
‫بالخصائص الييكمية لؤلسكاؽ المالية كالنقدية‪ ،‬كيترتب عنيا عدـ الثقة لدل المستثمريف في الدكلة عمى‬
‫تحقيؽ طمكحاتيـ االستثمارية؛‬
‫إف تداعيات األزمة المالية كانت نتيجة أزمة الرىكف العقارية التي ظيرت في سنة ‪ 2007‬ـ‬ ‫‪.21‬‬
‫كذلؾ بسبب عجز مبلييف المقترضيف في الكاليات المتحدة في تسديد ديكنيـ لمبنكؾ مف أجؿ شراء‬
‫مساكف كعقارات كأدل ذلؾ إلى حدكث ىزة قكية لبلقتصاد األمريكي‪ ،‬ككصمت تبعاتيا إلى اقتصاديات‬
‫أكركبا كآسيا مطيحة بعدد كبير مف كبريات البنكؾ كالمؤسسات المالية العالمية كلـ تفمح مئات مميارات‬
‫الدكالرات التي ضخت في أسكاؽ الماؿ العالمية في كضع حد ألزمة الرىكف العقارية التي تطكرت إلى‬
‫أزمة مالية عالمية‪ ،‬ككصمت تداعياتيا إلى الكثير مف أنحاء العالـ؛‬
‫إف األزمة تركزت في البداية في قطاع العقار كالتي تعكد إلى انفجار فقاعة العقارات التي‬ ‫‪.22‬‬
‫تشكمت إثر اإلقباؿ الكبير عمى قطاع العقارات في الكاليات المتحدة األمريكية‪ ،‬كترتب عنيا انكماش‬
‫في سكؽ اإلسكاف كزيادة حالة مف الذعر الشديد كشح في السيكلة في أسكاؽ األكراؽ المالية كأسكاؽ‬
‫االئتماف‪ ،‬كانييار أسعار العقارات ليدخؿ القطاع المالي في الكاليات المتحدة األمريكية ثـ بقية العالـ‬
‫في سمسمة مف االضطرابات كاالفبلسات لبنكؾ كمؤسسات مالية؛‬
‫لقد كاف لؤلزمة المالية العالمية ‪ 2008‬آثار مست مختمؼ جكانب الحياة االقتصادية كالمالية‬ ‫‪.23‬‬
‫كالسياسية كاالجتماعية كالعسكرية كحتى النفسية ‪.‬فبالنسبة لآلثار االقتصادية كالمالية تمثمت أساسا في‬
‫إنييار األسكاؽ المالية العالمية‪ ،‬إنخفاض التجارة الدكلية‪ ،‬إنخفاض أسعار البتركؿ‪ ،‬تبخر الفكائض‬
‫المالية المكظفة في المؤسسات المالية العالمية التي إنيارت نتيجة األزمة ‪.‬كقد إمتدت آثار األزمة إلى‬
‫الجانب االجتماعي مف خبلؿ تنامي معدالت البطالة كارتفاع عدد الفقراء كزيادة حاالت العنؼ األسرم‬
‫كالطبلؽ‪ ،‬كالى الجانب النفسي مف خبلؿ إرتفاع حاالت القمؽ كاإلكتئاب‪ ،‬كالى الجانب العسكرم‬
‫كالسياسي مف خبلؿ تخفيض القكات األمريكية في الخارج تمييف السياسة الخارجية األمريكية مع‬
‫الخارج؛‬

‫‪249‬‬
‫الخاتمة‬

‫إف البنكؾ اإلسبلمية تتعرض أيضا لنفس العكامؿ التي تتعرض ليا البنكؾ التقميدية مف حيث‬ ‫‪.24‬‬
‫الصعكبات المالية التي تط أر عمى عمبلئيا نتيجة لنقص دخكليـ كثركاتيـ بسبب تراجع االقتصاد‬
‫ككذلؾ قيمة استثماراتيـ المالية؛‬
‫إف البنكؾ اإلسبلمية التي استثمرت مبالغ كبيرة في األسكاؽ العالمية قد تأثرت أيضا بسبب‬ ‫‪.25‬‬
‫سمبيا؛‬
‫انكماش ىذه األسكاؽ‪ ،‬كخسارة عمبلء ىذه البنكؾ مبالغ كبيرة مما أثر عمييا ن‬
‫إف االستقرار المالي ىك العمؿ عمى التأكد مف قكة كسبلسة عمؿ جميع مككنات النظاـ المالي‪،‬‬ ‫‪.26‬‬
‫مما ينطكم عمى غياب التشنجات كالتكترات في ىذا الجياز بما ينعكس سمبان عمى االقتصاد؛‬
‫يرتبط مفيكـ المخاطر أساسان بحالة عدـ التأكد كالتعرض ليذه الحالة المرافؽ ألنشطة‬ ‫‪.27‬‬
‫المؤسسات المالية‪ .‬كبالرغـ مف أف حالة عدـ التأكد ىي الحالة التي تكاجييا كافة منشآت األعماؿ في‬
‫ممارستيا ألنشطتيا‪ ،‬إال أف ىذه الحالة تعتبر أكثر عمقان في المؤسسات المالية كخاصة المصرفية‬
‫منيا‪ ،‬كذلؾ مرده إلى طبيعة أنشطة ىذه المؤسسات التي تقكـ عمى االتجار بأمكاؿ الغير كالعمؿ عمى‬
‫تعظيـ أرباحيا كزيادة متانة مركزىا المالي مف خبلؿ سعييا لمتخفيؼ مف المخاطر المترتبة عمى حالة‬
‫عدـ اليقيف في أنشطتيا كذلؾ في مستيؿ تقديميا لخدماتيا؛‬
‫إف إدارة المخاطر عبارة عف منيج أك مدخؿ عممي لمتعامؿ مع المخاطر البحتة عف طريؽ‬ ‫‪.28‬‬
‫تكقٌع الخسائر العارضة المحتممة كتصميـ كتنفيذ إجراءات مف شأنيا أف تقمٌؿ إمكانية حدكث الخسارة أك‬
‫األثر المالي لمخسائر التي تقع إلى الحد األدنى؛‬
‫عممية التنبؤ بالفشؿ قبؿ كقكعو يساىـ في معالجة الخمؿ المالي كبالتالي يساىـ في نمك البنكؾ‬ ‫‪.29‬‬
‫كتطكر استم ارريتيا‪.‬‬
‫النتائج المتعمقة بالجانب التطبيقي‪:‬‬
‫بالنسبة لحجـ األصكؿ فالبنكؾ اإلسبلمية األربعة محؿ الدراسة لـ يتأثر حجـ أصكليا باألزمة‬ ‫‪.1‬‬
‫حجـ‬ ‫المالية العالمية حيث شيدت ارتفاعا بمعدالت عدا البنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي الذم عرؼ‬
‫أصكلو انخفاضا طفيفا سنة ‪ 2010‬مقارنة بسنة ‪2009‬؛‬
‫بالنسبة لحجـ الكدائع فالبنكؾ اإلسبلمية األربعة محؿ الدراسة لـ يتأثر حجـ كدائعيا باألزمة‬ ‫‪.2‬‬
‫بنؾ الراجحي الذم عرؼ حجـ كدائعو انخفاضا‬ ‫المالية العالمية حيث شيدت ارتفاعا بمعدالت عدا‬
‫طفيفا سنة ‪ 2015‬مقارنة بسنة ‪2014‬؛‬

‫‪250‬‬
‫الخاتمة‬

‫نبلحظ أف نتيجة التقييـ إلمكانية كقكع البنكؾ األربعة في الفشؿ المالي كفقا لنمكذج‪Sherrod‬‬ ‫‪.3‬‬
‫أعطى قيمة ‪ Z‬ضمف الفئة الثالثة أم أف ‪ 20<Z≤5‬كىذا يعني أف صيغ التمكيؿ االسبلمي التي تقكـ‬
‫بمنحيا ىي متكسطة المخاطرة‪ ،‬أم أف أصحاب اؿ صيغ االسبلمية سكؼ يتأخركف في التسديد عند‬
‫المكعد المحدد‪ ،‬أم أف البنكؾ لف يككنكا بمأمف إذا لـ تتحكط بشكؿ جيد مف المخاطر المحيطة بيذه‬
‫اؿصيغ االسبلمية الممنكحة‪ ،‬كىذا يشير إلى صعكبة التنبؤ بمخاطر اإلفبلس كذلؾ خبلؿ سنكات‬
‫الدراسة أم مف ‪ 2008‬إلى ‪. 2015‬‬
‫ثانيا‪ :‬اختبار الفرضيات‬
‫‪ 2008‬ـ إلى طبيعة النظاـ‬ ‫الفرضية األولى‪ " :‬ترجع أسباب األزمة المالية العالمية لسنة‬ ‫‪.1‬‬
‫الرأسمالي كآليات عممو باعتباره نظاما اقتصاديا يتميز باألزمات ‪ ،‬إال أنو ال يمكف تجنب الدكر الكبير‬
‫الذم لعبو القطاع البنكي في حدكث األزمة مف خبلؿ تكسعو في منح االئتماف كزيادة حجـ األصكؿ‬
‫المالية المتداكلة كمنح الثقة الزائدة فييا " كعميو يمكف تأكيد صحة الفرضية األكلى مف خبلؿ التحميؿ‬
‫النظرم كالنتائج المتكصؿ إلييا‪.‬‬
‫الفرضية الثانية‪ " :‬إف تأثر البنكؾ اإلسبلمية باألزمة المالية العالمية لسنة ‪2008‬ـ كاف أقؿ‬ ‫‪.2‬‬
‫بكثير مف تأثر البنكؾ التقميدية بسبب عدـ اعتمادىا عمى األدكات المالية االستثمارية الحديثة في كؿ‬
‫مف أسكاؽ الماؿ كالسكؽ النقدم " كعميو يمكف تأكيد صحة الفرضية الثانية مف خبلؿ الدراسة النظرية‬
‫كالنتائج المتكصؿ إلييا‪.‬‬
‫الفرضية الثالثة‪ " :‬تعد البنكؾ اإلسبلمية أكثر استق ار ار ماليا مقارنة بالبنكؾ التقميدية في مكاجية‬ ‫‪.3‬‬
‫األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬ـ " كعميو يمكف تأكيد صحة الفرضية الثالثة مف خبلؿ الدراسة‬
‫التطبيقية كالنتائج المتكصؿ إلييا‪.‬‬
‫الفرضية الرابعة‪" :‬إف تطبيؽ نمكذج ‪ sherrod‬في البنكؾ اإلسبلمية محؿ الدراسة يؤدم إلى‬ ‫‪.4‬‬
‫تحقيؽ الدقة في عممية تصنيؼ القركض كبالتالي التحديد الدقيؽ لمخصصات الديف المشككؾ في‬
‫تحصيميا" كعميو يمكف تأكيد صحة الفرضية الرابعة مف خبلؿ الدراسة التطبيقية كالنتائج المتكصؿ‬
‫إلييا‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫الخاتمة‬

‫ثالثا‪ :‬االقتراحات‬
‫عمى ضكء ما تكصمنا إليو مف نتائج يمكف تقديـ جممة مف التكصيات ‪:‬‬
‫العمؿ عمى تضافر جيكد الفقياء كاالقتصادييف كغيرىـ مف ذكم االختصاص كاالبتعاد عف‬ ‫‪.1‬‬
‫المجادالت الفقيية مف أجؿ النيكض بالعمؿ البنكي اإلسبلمي؛‬
‫العمؿ عمى بناء نظاـ يستند في جكانبو المالية كاالقتصادية كالبنكية كاإلدارية الى ضكابط‬ ‫‪.2‬‬
‫كأحكاـ الشريعة اإلسبلمية‪ ،‬كتشكيؿ ىيئة مف كبار المختصيف في الشريعة اإلسبلمية مف أجؿ تكحيد‬
‫الفتاكل؛‬
‫ضركرة تأىيؿ المكارد البشرية داخؿ البنكؾ اإلسبلمية تأىيبل شرعيا كعمميا؛‬ ‫‪.3‬‬
‫تككيف بنكؾ عمبلقة قادرة عمى المنافسة كذلؾ باالندماج بيف البنكؾ اإلسبلمية؛‬ ‫‪.4‬‬
‫التأكيد عمى إلغاء التعامؿ بالفائدة الربكية في مجاالت التمكيؿ كاالستثمار لدل جميع‬ ‫‪.5‬‬
‫المؤسسات المالية كالبنكية؛‬
‫‪ sherrod‬عمى الشركات التي ستقرضيا لمعرفة فيما إذا‬ ‫تطبيؽ البنكؾ اإلسبلمية لنمكذج‬ ‫‪.6‬‬
‫كانت ىذه الشركات ستككف قادرة عمى االستمرار في تسديد التزاماتيا مف القركض‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اآلفاؽ‬
‫استخداـ نمكذج ‪ z-score‬لمتنبؤ بفشؿ البنكؾ التجارية(دراسة تطبيقية لعينة مف البنكؾ في‬ ‫‪.1‬‬
‫الجزائر خبلؿ ‪.) 2025- 2000‬‬
‫دكر اليندسة المالية في تطبيؽ الصناعة المالية اإلسبلمية دراسة مقارنة بيف الجزائر مع بعض‬ ‫‪.2‬‬
‫الدكؿ العربية‪.‬‬
‫مقررة بازؿ ‪ 3‬كدكرىا في تحقيؽ كتعزيز االستقرار المالي كالبنكي العالمي‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫عبلقة البنكؾ اإلسبلمية بالبنكؾ المركزية في ظؿ المتغيرات الدكلية الحديثة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫البنكؾ اإلسبلمية بيف ضغط المخاطر كمتطمبات لجنة بازؿ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪252‬‬
‫قـمئ ــمح المراج ــع‬
‫قائمة المراجع‬

‫المراجع بالمغة العربية‪:‬‬ ‫‪.I‬‬


‫أوال‪:‬القر ف الكريـ‬
‫ثانيا‪:‬كتب الحديث النبوي الشريؼ‬
‫مسمـ في كتاب المساقاة ػ باب الصرؼ كبيع الذىب بالكرؽ نقدا ‪ ،‬برقـ( ‪)1583/81‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪.)12/11(،‬‬
‫أبك داكد في كتاب البيكع ػ باب في الشركة‪ ،‬برقـ ( ‪.)1470/3(، )3383‬‬ ‫‪.2‬‬
‫البخارم في صحيحو‪ ،‬كتاب األحكاـ‪ ،‬باب رزؽ الحكاـ كالعامميف عمييا‪ ،‬ح‪.)67/9( ، 7163‬‬ ‫‪.3‬‬
‫أبك داكد عف أبي ىريرة‪ ،‬باب بيع الغرر‪ ،254/3،‬كالبييقي عف ابف عمر ‪ ،302/5‬كالدار‬ ‫‪.4‬‬
‫قطني عف ابف عباس ‪.15/3‬‬
‫ثالثا‪:‬الكتب‬
‫‪:‬األزمة المالية واصالح النظاـ المالي العالمية‪ ،‬الدار‬ ‫إبراىيـ عبد العزيز النجار‬ ‫‪.1‬‬
‫الجامعية‪،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪. 2009،‬‬
‫إبراىيـ فيد‪ ،‬كنجك كنجك‪ :‬اإلدارة المالية‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.1997 ،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ابف منظكر‪ :‬لساف العرب‪ ،‬ج‪ ،3‬مكتبة لبناف‪ ،‬بدكف سنة النشر‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ابف منظكر‪ :‬لساف العرب‪ ،‬دار المعارؼ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬السنة غير مذككرة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫أحمد الشرباصي ‪ :‬المعجـ االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬دار الجيؿ‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪.1981 ،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫أحمد محمد محمد الجمؼ‪ :‬المنيج المحاسبي لعمميات المرابحة في المصارؼ اإلسالمية ‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫المعيد العالمي لمفكر اإلسبلمي‪ ،‬ط‪ ،1‬القاىرة‪.1996 ،‬‬
‫أحمد فيد الرشيدم‪ :‬عمميات التورؽ وتطبيقاتيا االقتصادية في المصارؼ اإلسالمية ‪ ،‬دار‬ ‫‪.7‬‬
‫النفائس لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬األردف‪.2005 ،‬‬
‫أشرؼ محمد دكابة‪ :‬نحو سوؽ مالية إسالمية ‪ ،‬دار السبلـ لمطباعة كالنشر‪ ،‬سمسمة تبسيط‬ ‫‪.8‬‬
‫الفكر اإلسبلمي في مجاؿ االستثمار كالتمكيؿ‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر‪.2006 ،‬‬
‫الصديؽ محمد األميف الضرير‪ :‬الغرر وأثره في العقود في الفقو اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الجيؿ‪،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫بيركت‪ ،‬لبناف‪.1995 ،‬‬
‫الحاوي في فقو الشافعي ‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫الماكردم محمد بف حبيب البصرم‪:‬‬ ‫‪.10‬‬
‫بيركت‪ ،‬لبناف‪ ،1994 ،‬باب بيع الغرر‪ ،‬ج‪.5‬‬

‫‪254‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫مكتبة مدبكلي‪ ،‬القاىرة‪،‬‬ ‫اإلستثمار في االقتصاد االسالمي‪،‬‬ ‫أميرة عبد المطيؼ مشيكر ‪:‬‬ ‫‪.11‬‬
‫مصر‪.1990 ،‬‬
‫وأبعادىا‬ ‫بكرم ريحاف‪ :‬دور المصارؼ اإلسالمية في الحد مف اآلثار السمبية لمعولمة‬ ‫‪.12‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة الزرقاء‪ ،‬األىمية‪ ،‬ط‪ ،1‬األردف‪.2001 ،‬‬
‫البنوؾ اإلسالمية واالستقرار المالي ‪ ،‬تحميؿ تجريبي‪ ،‬مركز أبحاث‬ ‫بمكافي أحمد ميدم‪:‬‬ ‫‪.13‬‬
‫االقتصاد اإلسبلمي‪ ،‬جامعة الممؾ عبد العزيز‪ ،‬جدة‪.2009 ،‬‬
‫بف إبراىيـ الغالي‪ :‬تحميؿ الربحية التجارية التخاذ الق اررات االستثمارية في البنوؾ اإلسالمية ‪،‬‬ ‫‪.14‬‬
‫دار صفاء لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عماف‪.2016 ،‬‬
‫بف حبيب عبد الرزاؽ‪ ،‬خديجة خالدم‪ :‬نماذج وعمميات البنؾ اإلسالمي ‪ ،‬ديكاف المطبكعات‬ ‫‪.15‬‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬
‫حساف حامد حسيف‪ " :‬صكوؾ االستثمار" ‪ ،‬ىيئة المحاسبة كالمراجعة كالمؤسسات المالية‬ ‫‪.16‬‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬المنامة‪ ،‬البحريف‪.2003 ،‬‬
‫حسف بف منصكر‪ :‬البنوؾ اإلسالمية بيف النظرية والتطبيؽ ‪ ،‬مطبعة عمار قرفي‪ ،‬باتنة‪،‬‬ ‫‪.17‬‬
‫‪.1992‬‬
‫‪ ،‬دار الكندم‪،‬‬ ‫حسيف بني ىاني‪ :‬األسواؽ المالية (طبيعتيا‪ ،‬تنظيميا‪ ،‬أدواتيا المشتقة)‬ ‫‪.18‬‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪.2002 ،‬‬
‫ٌ‬
‫خالد أميف عبد ا﵀ كحسف سعيد سعيفاف ‪ :‬العمميات المصرفية اإلسالمية الطرؽ المحاسبية‬ ‫‪.19‬‬
‫الحديثة‪ ،‬دار كائؿ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عماف األردف‪.2008 ،‬‬
‫رضكاف سمير عبد الحميد‪ :‬المشتقات المالية ودورىا في إدارة المخاطر ودور اليندسة‬ ‫‪.20‬‬
‫المالية في صناعة أدواتيا‪ ،‬دار النشر لمجامعات‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر ‪.2005 ،‬‬
‫رفيؽ يكنس المصرم كآخركف‪ :‬األزمة المالية العالمية أسباب وحموؿ مف منظور إسالمي‪،‬‬ ‫‪.21‬‬
‫مركز أبحاث االقتصاد االسبلمي جامعة الممؾ عبد العزيز‪ ،‬مركز النشر العممي جامعة الممؾ عبد‬
‫العزيز‪ ،‬جدة‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪.2009 ،‬‬
‫سامر مظير قنطقجي‪ :‬ضوابط االقتصاد االسالمي في معالجة األزمات المالية العالمية ‪ ،‬دار‬ ‫‪.22‬‬
‫النيضة لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬سكريا‪.2008 ،‬‬

‫‪255‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫سامي بف إبراىيـ السكيمـ‪ :‬األزمات المالية في ضوء االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جامعة اإلماـ محمد‬ ‫‪.23‬‬
‫بف سعكد اإلسبلمية‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪.2010 ،‬‬
‫سامي السكيمـ‪ :‬صناعة اليندسة المالية نظرات في المنيج اإلسالمي ‪ ،‬مركز البحكث شركة‬ ‫‪.24‬‬
‫الراجحي المصرفية لبلستثمار‪ ،‬جدة‪ ،‬السعكدية‪ ،‬ديسمبر ‪.2000‬‬
‫سامي بف إبراىيـ السكيمـ‪ :‬التحوط في التمويؿ اإلسالمي ‪ ،‬البنؾ اإلسبلمي لمتنمية‪ ،‬المعيد‬ ‫‪.25‬‬
‫اإلسبلمي لمبحكث كالتدريب‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪.2007 ،‬‬
‫سامي بف محمد الخميؿ‪ :‬الجامع ألحاديث البيوع‪ ،‬دار ابف الجكزم‪ ،‬ط‪ ،1‬جدة‪ ،‬المممكة العربية‬ ‫‪.26‬‬
‫السعكدية‪.1422 ،‬‬
‫سميماف األشقر كمجمكعة مف العمماء‪ :‬فقو المعامالت ‪ ،‬شركة صخر كمؤسسة دالة البركة‪،‬‬ ‫‪.27‬‬
‫ط‪ 1‬في شكؿ قرص مضغكط ‪ ،‬بدكف بمد نشر‪.1996 ،‬‬
‫سميماف بف تركي التركي‪ :‬بيع التقسيط وأحكامو‪ ،‬دار إشبيميا‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪ ،‬السعكدية‪،‬‬ ‫‪.28‬‬
‫‪.2003‬‬
‫أساسيات الصناعة المصرفية اإلسالمية‪ ،‬أنشطتيا التطمعات‬ ‫صادؽ راشد الشمرم‪:‬‬ ‫‪.29‬‬
‫المستقبمية‪ ،‬دار اليازكرم العممية لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.2008 ،‬‬
‫صالحي صالح‪ :‬السياسة النقدية والمالية في إطار نظاـ المشاركة في االقتصاد اإلسالمي ‪،‬‬ ‫‪.30‬‬
‫دار الكفاء‪ ،‬المنصكرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.2001 ،1‬‬
‫صخر الخصاكنة ‪:‬عقد التأجير التمويمي في القانوف األردني مع اإلشارة إلى أحكاـ الفقو‬ ‫‪.31‬‬
‫اإلسالمي‪ ،‬دار كائؿ‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.2005 ،‬‬
‫ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬بف‬ ‫ضياء مجيد المكسكم‪ :‬األزمة المالية العالمية الراىنة‪،‬‬ ‫‪.32‬‬
‫عكنكف‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫طارؽ الحاج‪ :‬مبادئ التمويؿ‪ ،‬دار الصفاء لمنشر‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.2002 ،‬‬ ‫‪.33‬‬
‫عائشة الشرقاكم المالقي‪ :‬البنوؾ االسالمية ‪ ،‬التجربة بيف الفقو والقانوف والتطبيؽ ‪ ،‬المركز‬ ‫‪.34‬‬
‫الثقافي العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪.2000 ،‬‬
‫عادؿ محمد رزؽ‪" :‬االستثمارات في البنوؾ والمؤسسات المالية مف منظور إداري ومحاسبي"‪،‬‬ ‫‪.35‬‬
‫دار طيبة‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬

‫‪256‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫عبد الرزاؽ رحيـ جدم الييتي‪ :‬المصارؼ اإلسالمية بيف النظرية والتطبيؽ‪ ،‬دار أسامة‬ ‫‪.36‬‬
‫لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط ‪ ،1‬عماف‪ ،‬األردف ‪. 1998 ،‬‬
‫عبد العظيـ بف بدكم الخمفي ‪:‬الوجيز في فقو السنة والكتاب العزيز‪ ،‬ط‪ ، 3‬المنصكرة‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪.37‬‬

‫‪.2001‬‬

‫عبد العظيـ جبلؿ أبك زيد‪ :‬فقو الربا‪ ،‬مؤسسة الرسالة ناشركف‪ ،‬لبناف‪.2004 ،‬‬ ‫‪.38‬‬
‫المضاربة كما تجربيا المصارؼ اإلسالمية وتطبيقاتيا‬ ‫عبد المطمب عبد الرزاؽ حمداف‪:‬‬ ‫‪.39‬‬
‫المعاصرة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫عمر بف عبد العزيز المترؾ ‪ :‬الربا والمعامالت المصرفية في نظر الشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار‬ ‫‪.40‬‬
‫العاصمة‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪ ،‬السعكدية‪ 1414 ،‬ق‪.‬‬
‫‪ ،‬مركز‬ ‫البنوؾ اإلسالمية النقود والبنوؾ في النظاـ اإلسالمي‬ ‫عكؼ محمكد الكفراكم‪:‬‬ ‫‪.41‬‬
‫االسكندرية لمكتاب‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬
‫التحديات الداخمية لممصارؼ اإلسالمية وأثرىا في تعويؽ‬ ‫السيد فياض‪:‬‬
‫السيد ٌ‬
‫عطية ٌ‬ ‫‪.42‬‬
‫االستثماري والتنموي‪ ،‬دار الكممة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط ‪ ،1‬مصر‪.2002 ،‬‬
‫عيسى ضيؼ ا﵀ المنصكر‪ :‬نظرية األرباح في المصارؼ اإلسالمية ‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬األردف‪،‬‬ ‫‪.43‬‬
‫‪.2007‬‬
‫االقتصاد اإلسالمي عمـ أـ وىـ ‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫غساف محمكد إبراىيـ كمنذر القحؼ‪:‬‬ ‫‪.44‬‬
‫سكريا‪.2000 ،‬‬
‫فادم محمد الرفاعي‪ :‬المصارؼ اإلسالمية ‪ ،‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪ ،‬ط ‪ ،4‬بيركت‪ ،‬لبناف‪،‬‬ ‫‪.45‬‬
‫‪.2004‬‬
‫فرحات ريمكف‪ :‬المصارؼ اإلسالمية ‪ ،‬منشكارت الحمبي الحقكقية‪ ،‬ط‪ ، 1‬بيركت‪.2004 ،‬‬ ‫‪.46‬‬
‫فميح حسيف خمؼ‪ :‬البنوؾ اإلسالمية‪ ،‬عالـ الكتب الحديث‪ ،‬األردف‪2006 ،‬‬ ‫‪.47‬‬
‫فؤاد السرطارم‪ :‬التمويؿ اإلسالمي ودور القطاع الخاص ‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬ط ‪ ،1‬عماف‪ ،‬األردف‪،‬‬ ‫‪.48‬‬
‫‪.1999‬‬
‫ماجد سبلـ اليدمي كجاسـ محمد‪ ،‬مبادئ إدارة األزمات ‪:‬اإلستراتيجية كالحمكؿ‪ ،‬دار زىراف‬ ‫‪.49‬‬
‫لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪.2008،‬‬
‫محسف أحمد الخضيرم‪ :‬البنوؾ اإلسالمية‪ ،‬دار الحرية‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر‪.1990 ،‬‬ ‫‪.50‬‬

‫‪257‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫محسف أحمد الخضيرم‪ :‬البنوؾ اإلسالمية‪ ،‬إيتراؾ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط ‪ ،3‬القاىرة‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪.51‬‬
‫‪. 1999‬‬
‫محمد خاطر محمد الشيخ ‪ :‬جياد في رفع بموى الربا ‪ ،‬الجزء األكؿ‪ ،‬مطابع األىراـ التجارية‪،‬‬ ‫‪.52‬‬
‫‪.1985‬‬
‫محمد شيخكف‪ :‬المصارؼ اإلسالمية دراسة في تقويـ المشروعية الدينية والدور االقتصادي‬ ‫‪.53‬‬
‫والسياسي‪ ،‬دار كائؿ لمنشر‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.2001 ،‬‬
‫محمد حسف حنكف‪ :‬األعماؿ والخدمات المصرفية في المصارؼ اإلسالمية والتجارية‪ ،‬عماف‪،‬‬ ‫‪.54‬‬
‫األردف‪.2005 ،‬‬
‫محمد عثماف شبير‪ :‬المعامالت المالية المعاصرة في الفقو اإلسالمي ‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫‪.55‬‬
‫األردف‪.1996 ،‬‬
‫نحو نظاـ نقدي عادؿ ‪ ،‬دار‬ ‫محمد عمر شابرا‪ ،‬ترجمة سيد محمد سكر كرفيؽ المصرم‪:‬‬ ‫‪.56‬‬
‫البشير لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.1989 ،‬‬
‫مسمـ‪ ،‬تحقيؽ محمد فؤاد عبد الباقي‪ :‬صحيح مسمـ‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪،‬‬ ‫‪.57‬‬
‫‪ ،1954‬ص‪ ،1153 :‬الحديث(‪.)1513‬‬
‫محمد محمكد العجمكني‪ :‬البنوؾ االسالمية ‪ ،‬أحكاميا ػ مبادئيا ػ تطبيقاتيا المصرفية ‪ ،‬دار‬ ‫‪.58‬‬
‫المسيرة لمنشر كالتكزيع كالطباعة‪ ،‬ط‪ ،1‬عماف‪ ،‬األردف‪.2008 ،‬‬
‫محمد مطر ‪ :‬التحميؿ المالي (األساليب األدكات كاالستخدامات العممية)‪ ،‬ط ‪ ،1‬الشركة الجديدة‬ ‫‪.59‬‬
‫لمطباعة كالتجميد‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.1997 ،‬‬
‫محمكد الكادم‪ ،‬كحسيف سمعاف‪ :‬المصارؼ اإلسالمية األسس النظرية كالتطبيقات العممية‪،‬‬ ‫‪.60‬‬
‫دار المسيرة لمنشر كالتكزيع ‪ ،‬ط‪ ،2‬عماف‪ ،‬األردف‪.‬‬
‫محمكد حسف صكاف‪ :‬أساسيات العمؿ المصرفي اإلسالمي‪ ،‬دار كائؿ لمنشر‪ ،‬ط ‪ ،1‬عماف‪،‬‬ ‫‪.61‬‬
‫األردف‪.2001 ،‬‬
‫الشامؿ في معامالت وعمميات المصارؼ االسالمية ‪ ،‬دار‬ ‫محمكد عبد الكريـ أحمد أرشيد‪:‬‬ ‫‪.62‬‬
‫النفائس‪ ،‬ط‪ ،1‬عماف‪ ،‬األردف‪.2001 ،‬‬
‫الشامؿ في معامالت وعمميات المصارؼ االسالمية ‪ ،‬دار‬ ‫محمكد عبد الكريـ أحمد أرشيد‪:‬‬ ‫‪.63‬‬
‫النفائس‪ ،‬ط‪ ،2‬عماف‪ ،‬األردف‪.2007 ،‬‬

‫‪258‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫منير إبراىيـ ىندم‪ :‬شبية الربا في معامالت البنوؾ التقميدية واإلسالمية ‪ ،‬المكتب العربي‬ ‫‪.64‬‬
‫الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪.2000 ،‬‬
‫منير ابراىيـ ىندم‪ ،‬الفكر الحديث في إدارة المخاطر (اليندسة المالية باستخداـ التوريؽ‬ ‫‪.65‬‬
‫والمشتقات)‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬االسكندرية‪. 2006 ،‬‬
‫نجاح عبد العميـ عبد الكىاب أبك الفتكح‪ :‬أصوؿ المصرفية واألسواؽ المالية اإلسالمية ‪ ،‬عالـ‬ ‫‪.66‬‬
‫الكتب الحديث‪ ،‬إربد‪ ،‬األردف‪.2014 ،‬‬
‫نزيو حماد‪ :‬قضايا فقيية معاصرة في الماؿ واالقتصاد‪ ،‬الدار الشامية‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪.2001 ،‬‬ ‫‪.67‬‬
‫نيفيف الحمكاني محمد‪ :‬إدارة األزمات والسياحة‪ ،‬مكتبة األنجمك المصرية‪ ،‬مصر‪. 2004 ،‬‬ ‫‪.68‬‬
‫ىاشـ فكزم دباس العبادم‪ :‬اليندسة المالية وأدواتيا بالتركيز عمى استراتيجيات الخيارات‬ ‫‪.69‬‬
‫المالية‪ ،‬الكراؽ لمنشر كالتكزيع كالطباعة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪. 2008،‬‬
‫ىشاـ جبر‪ :‬إدارة المصارؼ اإلسالمية‪ ،‬أصكليا العممية كالعممية‪ ،‬جامعة النجاح الكطنية‪،‬‬ ‫‪.70‬‬
‫ط‪ ،1‬نابمس‪.2001 ،‬‬
‫يكسؼ حسيف محمكد عاشكر‪ :‬إدارة المصارؼ اإلسالمية ‪ ،‬فمسطيف‪.2002 ،‬‬ ‫‪.71‬‬
‫يكسؼ حسيف عاشكر‪ :‬إدارة المصارؼ اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،2‬فمسطيف‪.2003 ،‬‬ ‫‪.72‬‬
‫يكنس رفيؽ المصرم‪ :‬بيع المرابحة لآلمر بالشراء في المصارؼ اإلسالمية ‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬ ‫‪.73‬‬
‫ط‪ ،1‬بيركت‪ ،‬لبناف‪.1996 ،‬‬
‫كليد ناجي الحيالي‪ :‬االتجاىات الحديثة في التحميؿ المالي‪ ،‬االكاديمية العربية المفتكحة في‬ ‫‪.74‬‬
‫الدانمارؾ‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.2004 ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬المجالت والبحوث‬
‫بساـ أحمد عثماف ‪:‬النقؿ التأجير التمويمي ودوره في تفعيؿ مشروعات بالسكؾ الحديدية‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫بحث منشكر بمجمة جامعة دمشؽ لمعمكـ القانكنية كاالقتصادية‪ ،‬سنة ‪ 2011‬ـ‪ ،‬المجمد‪ ،27‬العدد ‪.3‬‬
‫"البنوؾ اإلسالمية بيف الضوابط الشرعية والمتطمبات‬ ‫بف براىيـ الغالي كمكسى رحماني‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الواقعية في مواجية األزمة المالية الحديثة"‪ ،‬أبحاث اقتصادية كادارية‪ ،‬العدد الثامف‪ ،‬ديسمبر ‪،2010‬‬
‫كمية العمكـ االقتصادية كالتجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫بكجبلؿ محمد‪ :‬مقاربة إسالمية لؤلزمة المالية الراىنة‪ ،‬مجمة اقتصاديات شماؿ إفريقيا ‪-‬العدد‬ ‫‪.3‬‬
‫السادس‪ 12 ،‬ابريؿ‪. 2009‬‬

‫‪259‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫جميؿ ىيؿ عجمي‪ :‬األزمات المالية مفيوميا ومؤشراتيا وامكانية التنبؤ بيا في بمداف‬ ‫‪.4‬‬
‫مختارة‪ ،‬مجمة جامعة دمشؽ لمعمكـ االقتصادية كالقانكنية‪ ،‬مجمد ‪ ، 19‬العدد ‪.2003 ،1‬‬
‫البنؾ اإلسبلمي لمتنمية‪،‬‬ ‫المضاربة الشرعية وتطبيقاتيا الحديثة‪،‬‬ ‫حسف عبد ا﵀ األميف‪:‬‬ ‫‪.5‬‬
‫المعيد اإلسبلمي لمبحكث كالتدريب‪ ،‬بحث رقـ ‪ ،11‬جدة‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪.1993 ،‬‬
‫دنيا شكقي أحمد‪ :‬الجعالة واالستصناع تحميؿ فقيي واقتصادي ‪ ،‬المعيد اإلسبلمي لمبحكث‬ ‫‪.6‬‬
‫كالتدريب‪ ،‬البنؾ اإلسبلمي لمتنمية‪ ،‬بحث رقـ ‪ ،9‬ط‪ ،2‬جدة‪ ،‬السعكدية‪.1998 ،‬‬
‫‪ :34‬البنكؾ‬ ‫رضا سعد ا﵀‪ :‬المضاربة والمشاركة ‪ ،‬ندكة البنؾ اإلسبلمي لمتنمية‪ /‬ندكة رقـ‬ ‫‪.7‬‬
‫اإلسبلمية كدكرىا في تنمية اقتصاديات المغرب العربي‪ ،‬جدة‪ ،‬السعكدية‪.1990 ،‬‬
‫صميحة فبلؽ ‪:‬اليندسة المالية كآلية إلدارة بعض مخاطر التمويؿ المصرفي اإلسالمي‪ ،‬مجمة‬ ‫‪.8‬‬
‫إس ار الدكلية لممالية اإلسبلمية‪ ،‬االكاديمية العالمية لمبحكث الشرعية‪ ،‬المجمد الثالث‪ ،‬العدد األكؿ‪،‬‬
‫ككااللمبكر‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬يكنيك‪. 2012‬‬
‫صندكؽ النقد الدكلي‪ :‬تحرؾ الصندوؽ لمواجية أزمة االقتصاد العالمي ‪ ،‬صحيفة كقائع‪30 ،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫مارس ‪ ،2015‬عمى المكقع ‪. http://www.imf.org/external/np/exr/facts/changing.‬‬
‫طارؽ ا﵀ خاف كحبيب احمد‪ :‬إدارة المخاطر تحميؿ قضايا في الصناعة المالية اإلسالمية ‪،‬‬ ‫‪.10‬‬
‫كرقة مناسبات رقـ ‪ ،5‬المعيد اإلسبلمي لمبحكث كالتدريب‪ ،‬البنؾ اإلسبلمي لمتنمية‪ ،‬جدة‪ ،‬السعكدية‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫عبد الرحيـ عبد الرحماف الساعاتي‪ :‬نحو مشتقات مالية إسالمية إلدارة المخاطر التجارية‪،‬‬ ‫‪.11‬‬
‫مجمة االقتصاد اإلسبلمي‪ ،‬جامعة الممؾ عبد العزيز‪ ،‬جدة‪ ،‬السعكدية‪ ،‬المجمد ‪.1999 ، 02‬‬
‫عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ :‬اإلدارة اإلستراتيجية في البنوؾ اإلسالمية ‪ ،‬بحث رقـ ‪، 66‬‬ ‫‪.12‬‬
‫المعيد اإلسبلمي لمبحكث كالتدريب‪ ،‬ط‪ ، 1‬جدة‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪. 2005،‬‬
‫عبد الرحيـ عبد الحميد الساعاتي‪ :‬المضاربة والقمار في األسواؽ المالية المعاصرة ‪ ،‬مجمة‬ ‫‪.13‬‬
‫جامعة الممؾ عبد العزيز‪.2007 ،‬‬
‫عبد المجيد قدم ‪:‬األزمة االقتصادية األمريكية وتداعياتيا العالمية‪ ،‬مجمة بحكث اقتصادية؛‬ ‫‪.14‬‬
‫عربية‪ ،‬العدد ‪ ، 46‬الجمعية العربية لمبحكث االقتصادية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ربيع ‪. 2009‬‬
‫غارم شيناسي‪ :‬الحفاظ عمى االستقرار المالي ‪ ،‬قضايا اقتصادية ‪ ،36‬صندكؽ النقد الدكلي‪،‬‬ ‫‪.15‬‬
‫سبتمبر ‪.2005‬‬

‫‪260‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫قندكز عبد الكريـ‪ :‬اليندسة المالية اإلسالمية‪ ،‬مجمة االقتصاد اإلسبلمي‪ ،‬جامعة الممؾ عبد‬ ‫‪.16‬‬
‫العزيز‪ ،‬جدة‪ ،‬السعكدية‪ ،‬المجمد ‪ ،20‬العدد‪.2007 ، 2‬‬
‫مجمس الغرؼ السعكدية‪ :‬األزمة المالية العالمية وتداعياتيا عمى االقتصاد السعودي ‪ ،‬إعداد‬ ‫‪.17‬‬
‫إدارة البحكث كالدراسات االقتصادية ‪ ،‬السعكدية ‪ 10 ،‬أكتكبر‪. 2008‬‬
‫السمـ في المصارؼ اإلسالمية‪ ،‬المعيد‬
‫محمد عبد العزيز حسف زيد‪ :‬التطبيؽ المعاصر لعقد َّ‬ ‫‪.18‬‬
‫العالمي لمفكر اإلسبلمي‪ ،‬ط‪ ،1‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.1996 ،‬‬
‫اإلطار الشرعي واالقتصادي والمحاسبي لبيع السمـ في ضوء‬ ‫محمد عمر عبد الحميـ‪:‬‬ ‫‪.19‬‬
‫التطبيؽ المعاصر ‪ ،‬بحث تحميمي رقـ ‪ ،15‬المعيد االسبلمي لمبحكث كالتدريب‪ ،‬البنؾ اإلسبلمي‬
‫لمتنمية‪ ،‬ط‪ ،3‬جدة‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪.2004 ،‬‬
‫محمد نضاؿ الشعار‪ :‬أسس العمؿ المصرفي اإلسالمي والتقميدي ‪ ،‬ىيئة المحاسبة كالمراجعة‬ ‫‪.20‬‬
‫لممؤسسات المالية اإلسبلمية‪ ،‬ط‪،1‬المنامة‪ ،‬البحريف‪.2005 ،‬‬
‫مصطفى العبد ا﵀ الكفرم‪ :‬مجموعة العشريف الكبار وقمة ساف بطرسبورغ ‪ 2013‬منتدى‬ ‫‪.21‬‬
‫غير رسمي لمدوؿ الصناعية الكبرى‪ ،‬مجمة المستقبؿ العربي‪ ،‬مركز دراسات الكحدة العربية‪ ،‬الككيت‪،‬‬
‫العدد ‪ ،420‬فيفرم ‪.2014‬‬
‫نجبلء تكفيؽ نجيب‪ :‬الجوانب القانونية لعقد التأجير التمويمي‪ ،‬مجمة رسالة الحقكؽ العممية‪،‬‬ ‫‪.22‬‬
‫المجمد‪ ،1‬العدد األكؿ‪ ،‬جامعة جد ار ‪ ،‬األردف‪ ،‬سنة ‪.2009‬‬
‫كىبة الزحيمي‪ :‬المشاركة المتناقصة وصورىا في ضوء ضوابط العقود المستجدة‪ ،‬مجمة الكعي‬ ‫‪.23‬‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬الككيت‪ ،‬العدد ‪.2003 ،449‬‬
‫‪ ،310‬حزيراف‪،‬‬ ‫يعقكب سيفرام‪ :‬الصيرفة اإلسالمية ‪ ،‬مجمة إتحاد المصارؼ العربية‪ ،‬العدد‬ ‫‪.24‬‬
‫بيركت‪ ،‬لبناف‪.2007 ،‬‬
‫ثالثا‪ :‬الرسائؿ العممية‬
‫مشكمة االستثمار في البنوؾ اإلسالمية وكيؼ عالجيا‬ ‫محمد صبلح محمد الصاكم‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫اإلسالـ‪ ،‬رسالة مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه‪ ،‬كمية الشريعة كالقانكف‪ ،‬جامعة األزىر‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار‬
‫المجتمع‪ ،‬دار الكفاء‪ ،‬المنصكرة‪ ،‬ط‪.1990 ،1‬‬

‫‪261‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫رابعا‪ :‬الممتقيات‬
‫تنامي التمويؿ االسالمي في ظؿ االزمة المالية العالمية‬ ‫أسيا سعداف‪ ،‬صميحة عمارم ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الراىنة(دراسة حالة دوؿ الشرؽ االوسط وشماؿ افريقيا) ‪ ،‬المؤتمر العممي الدكلي حكؿ األزمة المالية‬
‫كاالقتصادية العالمية المعاصرة ـ ف منظكر اقتصادم إسبلمي‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ 01 ،‬ك ‪ 02‬ديسمبر‬
‫‪.2010‬‬
‫أمير الفكنس عرياف‪:‬أثر األزمة المالية العالمية عمى أداء القطاع المصرفي ‪ ،‬المؤتمر العممي‬ ‫‪.2‬‬
‫السنكم الثالث عشر حكؿ الجكانب القانكنية كاالقتصادية لؤلزمة المالية العالمية ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة‬
‫المنصكرة ‪ ،‬مصر‪ ،‬يكمي ‪ 1‬ك‪ 2‬أفريؿ ‪.2009‬‬
‫أشرؼ محمد دكابو ‪ :‬إدارة مخاطر الصكوؾ اإلسالمية‪ ،‬بحث مقدـ لمممتقى الثالث حكؿ‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫"إستراتيجية إدارة المخاطر في المؤسسات ‪:‬اآلفاؽ والتحديات "‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة حسيبة بف بكعمى بالشمؼ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬يكمي ‪ 26-25‬نكفمبر‪.2008‬‬
‫العيادم أحمد‪ :‬المتأخرات في المصارؼ اإلسالمية وكيفية معالجتيا ‪ ،‬كرقة عمؿ مقدمة الى‬ ‫‪.4‬‬
‫الممتقى السنكم السابع حكؿ إدارة المخاطر في المصارؼ اإلسبلمية‪ ،‬لؤلكاديمية العربية لمعمكـ المالية‬
‫كالمصرفية‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،‬مف ‪ 25‬إلى ‪ 27‬سبتمبر ‪.2004‬‬
‫حامدم محمد‪ :‬التأسيس النظري لؤلزمة المالية العالمية ‪ ،‬الممتقى الدكلي العممي حكؿ‪ :‬االزمة‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ 20‬ك‬ ‫المالية كاالقتصادية الدكلية كالحككمة العالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيؼ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬أياـ‬
‫‪ 21‬اكتكبر ‪.2009‬‬
‫قياس االستقرار المالي لمبنوؾ اإلسالمية‬ ‫حسف بمقاسـ غصاف‪ ،‬عبد الكريـ أحمد قندكز‪:‬‬ ‫‪.6‬‬
‫والتقميدية في السعودية ‪ ،‬المؤتمر العالمي الثامف لبلقتصاد كالتمكيؿ االسبلمي حكؿ النمك المستداـ‬
‫كالتنمية االقتصادية الشاممة مف المنظكر اإلسبلمي ‪ ،‬الدكحة‪ ،‬قطر‪ ،‬مف ‪ 18‬الى ‪ 20‬ديسمبر ‪2011‬‬
‫ـ‪.‬‬
‫دادف عبد الكىاب كبكصبيع العايش ربيع‪ :‬أثر استخداـ أدوات اليندسة المالية اإلسالمية في‬ ‫‪.7‬‬
‫خفض مخاطر المحافظ المالية استخداـ خيارات الشراء المغطاة في تحويط محفظة البنوؾ القطرية‬
‫(مدخؿ إسالمي)‪ ،‬الممتقى الدكلي الثاني لمصناعة المالية اإلسبلمية حكؿ آليات ترشيد الصناعة المالية‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬المدرسة العميا لمتجارة‪ ،‬الجزائر‪،‬يكمي ‪ 09-08‬ديسمبر ‪.2013‬‬

‫‪262‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫رمضاف محمد أحمد الركبي‪ :‬األزمة المالية العالمية حقائقيا وسبؿ الخروج منيا ‪ ،‬المؤتمر‬ ‫‪.8‬‬
‫العممي السنكم الثالث عشر ‪:‬الجكانب القانكنية كاالقتصادية لؤلزمة المالية العالمية ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪،‬‬
‫جامعة المنصكرة ‪ ،‬مصر‪ ،‬يكمي ‪ 1‬ك‪ 2‬أفريؿ ‪.2009‬‬
‫زايدم عبد السبلـ‪ ،‬مقراف يزيد‪:‬األزمة المالية العالمية وانعكاساتيا عمى االقتصاديات‬ ‫‪.9‬‬
‫العربية‪ ،‬دراسة حالة ‪:‬الجزائر‪ ،‬تونس‪ ،‬المغرب‪ ،‬ليبيا‪ ،‬مصر‪ ،‬ممتقى الدكلي الثاني ‪:‬األزمة المالية‬
‫الراىنة كالبدائؿ المالية كالمصرفية‪ ،‬جامعة خميس مميانة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يكمي ‪ 5‬ك ‪ 6‬مام ‪.‬‬
‫عبد السبلـ إسماعيؿ أكناغف ‪:‬المبادئ األساسية لمتأميف التكافمي وتأصيميا الشرعي‪ ،‬مؤتمر‬ ‫‪.10‬‬
‫التأميف التعاكني (أبعاده كآفاقو كمكقؼ الشريعة منو‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ 13 -11،‬أفريؿ‬
‫‪.2010‬‬
‫قحؼ منذر‪ :‬األزمة المالية ‪:‬أفكار لحموؿ طويمة األجؿ خطوط عريضة‪ ،‬بحكث مؤتمر‬ ‫‪.11‬‬
‫المجمس األكربي لئلفتاء‪ ،‬الدكرة التاسعة عشرة – اسطنبكؿ‪ ،‬مف الثامف حتى الثاني عشر مف شير‬
‫رجب سنة ‪ 1430‬ق‪ ،‬المكافؽ لمثبلثيف مف شير حزيراف حتى الرابع مف شير تمكز سنة ‪ 2009‬ـ‪،‬‬
‫بتصرؼ‪.‬‬
‫المؤتمر العالمي الثالث لبلقتصاد‬ ‫"نحو سوؽ مالية إسالمية"‪،‬‬ ‫كماؿ تكفيؽ الحطاب‪:‬‬ ‫‪.12‬‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬جامعة اـ القرل‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪.2005 ،‬‬
‫المضاربة في المصارؼ‬ ‫محمد أحمد حسيف( المفتي العاـ لمقدس كالديار الفمسطينية) ‪:‬‬ ‫‪.13‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬مؤتمر بيت المقدس اإلسبلمي الدكلي الخامس بعنكاف‪ :‬التمكيؿ اإلسبلمي ماىيتو صيغتو‬
‫مستقبمو‪ ،‬ك ازرة األكقاؼ كالشؤكف الدينية‪ ،‬راـ ا﵀ ‪ ،‬فمسطيف‪.2014 ،‬‬
‫محمد بف ناصر بف محمد القرني‪ :‬الربا وأثره عمى األزمة االقتصادية العالمية (رؤية إسالمية‬ ‫‪.14‬‬
‫لمحؿ)‪ ،‬المؤتمر العممي حكؿ األزمة االقتصادية المعاصرة أسبابيا كتداعياتيا كعبلجيا‪ ،‬جامعة جرش‪،‬‬
‫األردف‪ ،‬يكمي ‪ 14‬ػ ‪ 16‬ديسمبر ‪.2010‬‬
‫محمكد عبد الحفيظ المغبكب‪ :‬ليات الحد مف التداعيات السمبية لؤلزمة المالية العالمية عمى‬ ‫‪.15‬‬
‫االقتصاد الميبي ‪،‬كرقة عمؿ مقدمة لمندكة العممية الثالثة حكؿ ‪ :‬االزمة المالية العالمية كسكؽ الطاقة‪،‬‬
‫مركز بحكث العمكـ االقتصادية‪ ،‬طرابمس‪ ،‬ليبيا‪ 20 ،‬جانفي ‪.2009‬‬

‫‪263‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫محمد عبد الغفار الشريؼ‪ :‬الغرر المقدار المانع مف صحة التعامؿ والمغتفر عنو ‪ ،‬كرقة عمؿ‬ ‫‪.16‬‬
‫‪3‬ػ ‪4‬‬ ‫مقدمة لممؤتمر الرابع لمييئات الشرعية الشرعية لممؤسسات المالية االسبلمية‪ ،‬مممكة البحريف‪،‬‬
‫أكتكبر ‪.2004‬‬
‫محمد عمي القرم‪ :‬االبداعات في عممبات وصيغ التمويؿ اإلسالمي وانعكاسات ذلؾ عمى‬ ‫‪.17‬‬
‫صورة مخاطرىا ‪ ،‬كرقة عمؿ مقدمة الى الممتقى السنكم السابع لؤلكاديمية العربية لمعمكـ المالية‬
‫كالمصرفية حكؿ إدارة المخاطر في المصارؼ اإلسبلمية‪ ،2004/9/27-25 ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.‬‬
‫مسعكد مجيطنة‪ ،‬األزمة المالية العالمية الراىنة ‪:‬انعكاساتيا عمى االقتصاد العالمي وكيفية‬ ‫‪.18‬‬
‫مواجيتيا مع اإلشارة إلى حالة اقتصاد الجزائر‪ ،‬المؤتمر العممي السنكم الثالث عشر ‪:‬الجكانب‬
‫القانكنية كاالقتصادية لؤلزمة المالية العالمية‪ ،‬كمية الحقكؽ جامعة المنصكرة‪ ،‬مصر‪ ،‬يكمي ‪ 01‬ك ‪02‬‬
‫أفريؿ ‪.2009‬‬
‫مفتاح صالح‪ ،‬معارفي فريدة ‪ :‬قراءة في األزمة المالية العالمية رؤية شرعية إسالمية‪،‬‬ ‫‪.19‬‬
‫الممتقى الدكلي حكؿ أزمة النظاـ المالي كالمصرفي الدكلي كبديؿ البنكؾ اإلسبلمية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬يكمي ‪ 06‬ك ‪ 07‬أفريؿ ‪.2009‬‬
‫خامسا‪ :‬التقارير‬
‫الكراسنة إبراىيـ‪ ":‬أطر أساسية ومعاصرة في الرقابة عمى البنوؾ وادارة المخاطر"‪ ،‬صندكؽ‬ ‫‪.1‬‬
‫النقدم العربي‪ ،‬معيد السياسات االقتصادية‪ ،‬أبك ظبي‪ ،‬مارس‪.2006‬‬
‫اؿتقرير اؿسنكم‪ ،‬صندكؽ النقد الدكلي‪ ،‬سنة ‪.2009‬‬ ‫‪.2‬‬
‫مجمس الكحدة االقتصادية العربية‪ ،‬تقرير عف األزمة المالية العالمية وأثارىا المتوقعة عمى‬ ‫‪.3‬‬
‫الدوؿ العربية‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪ 2008‬الى غاية‬ ‫التقارير المالية السنكية لبنؾ فيصؿ اإلسبلمي السكداني لمسنكات مف‬ ‫‪.4‬‬
‫‪2015‬‬
‫التقارير المالية السنكية لبنؾ قطر اإلسبلمي لمسنكات مف ‪ 2008‬الى غاية ‪2015‬‬ ‫‪.5‬‬
‫التقارير المالية السنكية لمبنؾ العربي اإلسبلمي الدكلي لمسنكات مف ‪ 2008‬الى غاية ‪2015‬‬ ‫‪.6‬‬
‫التقارير المالية السنكية لبنؾ الراجحي لمسنكات مف ‪ 2008‬إلى غاية ‪2015‬‬ ‫‪.7‬‬

‫‪264‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫سادسا‪ :‬المواقع االلكترونية‬


‫حامد بف عبد ا﵀ العمي‪ :‬تيسير بعض أحكاـ البيوع والمعامالت المالية المعاصرة ‪ ،‬ط ‪06 ،1‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪1423‬ىػ‪ ،‬مف مكقع أبحاث فقو المعامبلت المالية‬ ‫ربيع األكؿ‬
‫‪http://www.kantakji.org/index.htm‬‬
‫‪.2‬‬
‫‪ 2014‬مف المكقع االلكتركني ‪:‬‬ ‫احصائيات السياحة بالمغرب لشير يكنيك‬ ‫‪.3‬‬
‫‪http://www.tourisme.gov.ma‬‬
‫‪ 2013‬مف المكقع االلكتركني ‪:‬‬ ‫احصائيات السياحة بالمغرب لشير يكنيك‬ ‫‪.4‬‬
‫‪http://www.tourisme.gov.ma‬‬
‫إبراىيـ عمكش – أستاذ فى االقتصاد ككاتب فمسطينى‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪http://www.aljazeera.net/NR/exeres/81912FE8-CA6C-4B4A-8FBD-‬‬
‫‪C7A0EF377F6F.htm‬‬
‫‪ 2008‬ـ ‪ ،‬عميد كمية العمكـ االدارية‬ ‫يكسؼ أبك فارة‪ :‬قراءة في االزمة المالية العالمية‬ ‫‪.6‬‬
‫كاالقتصادية‪ ،‬جامعة القدس المفتكحة‪ ،‬فمسطيف‪ ،‬مف المكقع االلكتركني‪:‬‬
‫‪http://iefpedia.com/arab/wp-content/uploads/2009/11/9‬‬
‫‪ 2011/04/19‬في‬ ‫بي بي سي عربية‪ ،‬مراحؿ االزمة المالية مابعد الصدمة‪ ،‬متكفر بتاريخ‬ ‫‪.7‬‬
‫المكقع‪:‬‬
‫‪http://www.bbc.co.uk/arabic/business/2009/09/090904_aftershock_timeline.‬‬
‫‪shtml‬‬
‫الجزيرة نت‪ ،‬تحكؿ اخر بنكيف استثمارييف أمريكييف الى شركتيف قابضتيف‪ ،‬متكفر بتاريخ‬ ‫‪.8‬‬
‫‪ 2011/04/19‬عمى المكقع االلكتركني ‪:‬‬
‫‪http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2D3BEA1D-8FD9-4DBA-85F7‬‬
‫‪1362E6509802,rfameless.htm?NRMODE=Published‬‬
‫غازم الصكراني‪ :‬االزمة المالية العالمية وتداعياتيا عمى االقتصاد العربي ‪ ،‬متكفر بتاريخ‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ 2008/10/16‬عمى المكقع‪:‬‬

‫‪265‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=150264‬‬
‫‪ 16‬أكت ‪2014‬‬ ‫سعر النفط ال يمبي احتياجات دكؿ أكبؾ باستثناء الخميج‪ ،‬متكفر بتاريخ ‪:‬‬ ‫‪.10‬‬
‫عمى المكقع االلكتركني‪http://www.islamicbankingmagazine.org :‬‬
‫متكفر بتاريخ‬ ‫األزمة االقتصادية العالمية وتداعياتيا عمى تونس‪،‬‬ ‫عزاـ محجكب‪:‬‬ ‫‪.11‬‬
‫‪ 2010/04/03‬عمى المكقع‪:‬‬
‫‪http://www.echaab.info.tn/detailarticle.asp?idx=10678‬‬
‫المندكبية السامية لمتخطيط ‪ :‬أثر االزمة العالمية عمى االقتصاد المغربي ‪ ،‬المممكة المغربية‪،‬‬ ‫‪.12‬‬
‫الرباط‪ 30 ،‬جكاف ‪ ،2010‬متكفر في المكقع االلكتركني‪www.hcp.ma/file/104375:‬‬
‫‪ 2014/08/31‬عمى المكقع االلكتركني‪:‬‬ ‫تـ االطبلع عميو بتاريخ ‪:‬‬ ‫‪.13‬‬
‫‪http://www.tourisme.gov.ma‬‬
‫الشرؽ األكسط‪ ،‬االسكاؽ العالمية تيتز تحت ضربات المشاكؿ االقتصادية‪ ،‬متكفر بتاريخ‬ ‫‪.14‬‬
‫‪ 2008/12/26‬عمى المكقع االلكتركني ‪www.ashargalwsat.com:‬‬
‫تقرير ك ازرة العمؿ‪ :‬نسبة البطالة في ليبيا ‪ ،%15‬تـ االطبلع عميو بتاريخ ‪2014/09/12‬‬ ‫‪.15‬‬
‫عمى المكقع االلكتركني‪http://www.npdc.gov.ly:‬‬
‫صندكؽ النقد الدكلي‪ :‬تحرؾ الصندوؽ لمواجية أزمة االقتصاد العالمي ‪ ،‬صحيفة كقائع‪30 ،‬‬ ‫‪.16‬‬
‫مارس ‪ ،2015‬عمى المكقع‬
‫‪http://www.imf.org/external/np/exr/facts/changing.htm‬‬
‫المراجع بالمغة األجنبية‬ ‫‪.II‬‬
‫أوال‪ :‬بالمغة الفرنسية‬
‫‪1.‬‬ ‫‪Ahmed Chakir, Ali kafou: L’ingénierie financière islamique (entre‬‬
‫‪les contraintes de développement et les‬‬
‫‪risques de dérive), Conférence internationale sur les produits et applications‬‬
‫‪innovation et l'ingénierie‬‬
‫‪financière (entre l'industrie financière traditionnelle et islamique), Université‬‬
‫‪Ferhat Abbas, Sétif- Algérie, 5 et 6 mai 2014.‬‬

‫‪266‬‬
‫قائمة المراجع‬

2. AMAO (2009) : « Stabilité financière et supervision bancaire au


sein de la CEDEAO », Agence Monétaire de l’Afrique de l’Ouest »,
Novembre.
3. Banque des Règlements Internationaux ,79e Rapport annuel 1er Avril
2008 _ 31 Mars 2009,Bale, 29 Juin 2009.
4. Jean-François JAMET : L’Europe face à la crise financière, La
Fondation Robert Schuman, Paris, France, 18 février 2008.
5. Jean pierre Moussy , Chronologie de la crise financière 2007-2008 ,
Disponible le 01/01/2009 sur :
http ://www.lasaire.net/upload/file/news/chronologie-de-la-crise-
financiere-07-08.pdf
6. Hammoud Gill (2007) : « Définitions et caractéristiques de la
stabilité financière pour les pays en développement », Revue
Economique et Monétaire, N°01.
7. Institut national de la statistique et des études économiques , Note de
conjoncture, mars 2009.
8. Quaden Guy (2007) : « les banques centrales et la stabilité
financière », Séance d’ouverture de la conférence de l’international
coopérative and mutual insurance federation, Bruxelles, 26 Septembre.
9. Mabid Ali Al- garhi, Munawar Iqbal, Banques islamiques : Réponses a
des questions fréquemment posées, Document périodique No. 4, Première
édition, Institut Islamique de Recherche et de Formation, 2001.

267
‫قائمة المراجع‬

10. Office des Changes,Recettes des investissements directs étrangers au


Maroc. Répartition par pays : de 2006 à 2010 à partir du site d’internet:
http ://www.oc.gov.ma/portal/.
11. Oliver Lacoste, Comprendre les crises financières, Editions Eyrolles,
Paris, 2009.
12. Patrick Artus et autres, La crise des subprimes, La Documentation
Française, Paris, 2008.
13. TaladidiaThiombiano et all, Crise financière et économique
internationale, L’Harmattan,Paris, 2010.
14. Toure Oumar (2004) : « Prévenir les crises financières et assurer
la stabilité financière au niveau mondial :analyse de la nécessité de
l’action collective », Communication pour les journées de recherche «
crises financières internationales GDR-économie monétaire et financière et
séminaire jeunes chercheurs : modélisation des crises financières axe
finance international laboratoire d’Economie d’Orléans, 6 et 7 mais.
‫ بالمغة االنجميزية‬:‫ثانيا‬
1. Austin Murphy, An Analysis of the Financial Crisis of 2008: Causes &
Solution, Oakland University, 2008, (Electronic copy available at:
http://ssrn.com )
2. Alasrag Hussein : Impact of The global financial crisis on the
Egyptian economy, Munich Personal RePEc Archive (MPRA), Paper
N°12604, January 2009, Online at http://mpra.ub.uni-muenchen.de/12604/,
Visited (26/02/2009)
3. Borio Claudio &Drehman Mathias : « Towards an operational
framework for financial stability:“Fuzzy”, measurement and its

268
‫قائمة المراجع‬

consequences”, central bank of Chile Working Paper, N°544, December


2009
4. Frank J. Fabozzi, (2009). Financial Risk Management. John Wiley &
Sons, Inc. Hoboken, New Jersey
5. J.Schinasi Garry: " Defining financial stability", IMF Working
Paper, 2004 ,WP/04/187.
6. IMF World Economic Outlook, Chapter IV Financial Crisis:
characteristics and indicators of vulnerability, May 1998
7. Ping,Lee, Tham Yean, "Malaysia Ten Years After the Asian
Financial Crisis", Asian Surve,: Nov/Dec 2007. Vol. 47, No. 6.
8. Robert W. Kolb and James A. Overdahl, (2003). Financial
Derivatives, Third edition, John Wiley & Sons Inc, Hoboken, New Jersey.
9. Rajan, Ramkishen, "Financial Crisis, Capital Outflows, and Policy
Responses: Examples from East Asia", Journal of Economic Education,
2007, Vol. 38, No. 1.
10. Tim Koller, Marc Goedhart, David Wessels, (2010). Valuation:
Measuring and Managing the Value of Companies. Fifth edition, John
Wiley & Sons Inc, Hoboken, New Jersey.
11. Vaughan, Emmett J., and Vaughan, Therese. " Fundamentals of
Risk and Insurance ". john Willey & Sons 1999.

269
‫ال ـ ــمالوـ ــق‬
‫المالحؽ‬

‫الممحؽ رقـ ‪ :01‬التقارير المالية لبنؾ فيصؿ اإلسالمي السوداني‬

‫‪271‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪272‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪273‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪274‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪275‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪276‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪277‬‬
‫المالحؽ‬

‫الممحؽ رقـ ‪ :02‬التقارير المالية لبنؾ قطر اإلسالمي‬

‫‪278‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪279‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪280‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪281‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪282‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪283‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪284‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪285‬‬
‫المالحؽ‬

‫الممحؽ رقـ ‪ :03‬التقارير المالي لمبنؾ العربي اإلسالمي الدولي‬

‫‪286‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪287‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪288‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪289‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪290‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪291‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪292‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪293‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪294‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪295‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪296‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪297‬‬
‫المالحؽ‬

‫الممحؽ رقـ ‪ :04‬التقارير المالية لبنؾ الراجحي‬

‫‪298‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪299‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪300‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪301‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪302‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪303‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪304‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪305‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪306‬‬
‫المالحؽ‬

‫‪307‬‬
‫الممخص‬
‫تناكلت ىذه األطركحة دراسة مكضكع " قياس االستقرار المالي لمبنكؾ اإلسبلمية في ظؿ األزمة المالية العالمية لسنة‬
‫ كذلؾ بيدؼ معرفة مدل تأثر البنكؾ اإلسبلمية باألزمة المالية‬،"-‫دراسة تطبيقية لعينة مف البنكؾ اإلسبلمية‬-2008
.2008 ‫العالمية لسنة‬
‫مدخؿ عاـ إلى البنكؾ‬ ،‫ حيث تناكلنا في الفصؿ األكؿ‬،‫كمف أجؿ ذلؾ تـ تقسيـ مكضكع الدراسة إلى أربعة فصكؿ‬
‫ أما الفصؿ الثالث تطرقنا فيو‬،‫ ـ‬2008 ‫اإلسبلمية أما الفصؿ الثاني جاء بعنكاف قراءة في األزمة المالية العالمية لسنة‬
‫ أما الفصؿ الرابع كاألخير تعرضنا فيو الى الدراسة‬، ‫لدراسة االستقرار المالي كادارة المخاطر المالية في البنكؾ اإلسبلمية‬
‫ عمى مجمكعة مف البنكؾ اإلسبلمية في ظؿ األزمة المالية العالمية‬sherrod ‫الميدانية كذلؾ مف خبلؿ تطبيؽ نمكذج‬
.‫ ـ‬2008‫لسنة‬
:‫كفي األخير تكصمنا إلى جممة مف النتائج نذكر أىميا فيما يمي‬
‫ـ منافية لمبادئ الشريعة اإلسبلمية كالربا كتكريؽ ديكف‬2008 ‫تبيف أف مف أبرز أسباب األزمة المالية العالمية لسنة‬
‫ إضافة إلى أف أسس اليندسة المالية‬،‫ إضافة إلى ذلؾ فمسفة التكسع في الديف كاإلنفاؽ‬،‫الرىف العقارم غير المضبكط‬
‫ كتعد البنكؾ اإلسبلمية‬،‫التقميدية المنبثقة مف فمسفة المذىب االقتصادم الرأسمالي الحر ليا األثر األكبر فيما حصؿ‬
‫ كفي حدكد نطاؽ الضكابط الشرعية‬،‫بمثابة مؤسسات مالية تزاكؿ النشاط المصرفي كاالستثمارم في ظؿ تعاليـ اإلسبلـ‬
‫اإلسبلمية فقد انتشرت البنكؾ اإلسبلمية بشكؿ كاسع بحيث لـ تقتصر فقط عمى البمداف اإلسبلمية بؿ امتدت إلى البمداف‬
.‫غير اإلسبلمية‬

Abstract

This thesis deals with the study of the measurement of the financial stability of Islamic
banks in light of the global financial crisis for 2008, an applied study of a sample of
Islamic banks, in order to determine the impact of Islamic banks on the global financial
crisis of 2008.

For this end we devide our study in four chapters ,in Chapter 1, we present a general
introduction to Islamic banks.

The second chapter we discussed the global financial crisis for 2008.The third chapter
deals with the study of financial stability and risk management in Islamic banks. , And the
fourth and last chapter, where we presented to the field study through the application of
the model sherrod on a sample of Islamic banks in light of the global financial crisis for
the year 2008.
Finally, we reached a number of results, the most important of which are the following:
It turned out that one of the most prominent causes of the global financial crisis in 2008
Contrary to the principles of Islamic Sharia, such as usury,Securitization of
unconsolidated mortgage debt,In addition to the philosophy of expansion in debt and
spending, in addition to the foundations of traditional financial engineering emanating
from the philosophy of free economic economic doctrine has the greatest impact in what
happened, and Islamic banks are financial institutions engaged in banking and investment
under the teachings of Islam, and within the limits of Islamic Shariah Islamic banks have
spread so widely that they were not limited to Islamic countries but extended to non-
Muslim countries.

308

You might also like