Professional Documents
Culture Documents
تحديات تمويل نظم الضمان الاجتماعي
تحديات تمويل نظم الضمان الاجتماعي
مذكرة بعنوان:
تحديات تمويل نظم الضمان االجتماعي
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء ميلة
-CNAS-
مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في علوم التسيير (ل.م.د)
تخصص " إدارة مالية "
تحت إشراف: إع ـ ـ ــداد الطلبة:
د .داودي حمزة -عنصرلينة
-بوكحيل إلهام
لجنة المناقشة
الصفة الجامعة اسم ولقب األستاذ
رئيسا املركـز الجامعـي عبد الحفيظ بوالصوف ميلـة د .قرفي عمار
مشرفا ومقررا املركـز الجامعـي عبد الحفيظ بوالصوف ميلـة د .داودي حمزة
مناقشا املركـز الجامعـي عبد الحفيظ بوالصوف ميلـة د .مشري فريد
~ IV ~
فهرس المحتويات
فهرس المحتويات
الصفحة العنوان
I الشكر والتقدير
II-III اإلهداء
IV ملخــــــــــــــــــــــــــص
VI-VIII فهرس المحتويات
X قائمة األشكال
XII قائمة الجداول
XIV قائمة المالحق
أ-ث مقدمة
27-01 الفصل األول :مفاهيم عامة حول الضمان االجتماعي
02 تمهيد
19-03 المبحث األول :ماهية الضمان االجتماعي
03 المطلب األول :نشأة الضمان االجتماعي
05 المطلب الثاني :تطور الضمان االجتماعي
11 المطلب الثالث :مفهوم الضمان االجتماعي
18 المطلب الرابع :خصائص الضمان االجتماعي
21-19 المبحث الثاني :النظريات المفسرة للضمان االجتماعي
19 المطلب األـول :نظريات الكفاءة
22 المطلب الثاني :النظريات السياسية
22 المطلب الثالث :النظريات التاريخية
24-23 المبحث الثالث :نطاق تطبيق الضمان االجتماعي
23 المطلب األول :التأمين االجتماعي ضد المرض
23 المطلب الثاني :التامين على العجز والوفاة والشيخوخة
24 المطلب الثالث :التأمين على إصابات العمل والحوادث واألمراض المهنية
24 المطلب الرابع :التأمين على البطالة
~ ~ VI
فهرس المحتويات
~ ~ VII
فهرس المحتويات
69 المطلب الثالث :التوازن المالي لمؤسسة الضمان االجتماعي للعمال األجراء وكالة ميلة
73 خالصة
76-74 خاتمة
81-77 قائمة المراجع
86-82 المالحق
~ ~ VIII
قائمة األشكال
قائمة األشكال
~~X
قائمة الجداول
قائمة الجداول
68 نفقات صندوق الضمان االجتماعي للعمال األجراء (وكالة ميلة) 04
70 مداخيل الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء وكالة ميلة ونسبة 05
تطورها
~ ~ XII
قائمة المالحق
قائمة المالحق
~ ~ XIV
مقدمـــــــــــــــــــــــــــة
مقدمة
تعتبر مؤسسات الضمان االجتماعي من المكتسبات التي عرفتها البشرية لتكريس مبادئ التضامن
والتكافل بين أفراد المجتمعات ،فهي تشكل أنظمة يتم من خاللها توفير حماية اجتماعية ضد مختلف
مرحل حياتهم ،والتي قد تلحق بهم
المخاطر التي قد يواجهها األفراد ،في مختلف جوانب المعيشة وطوال ا
أض ار ار وخسائر ال طاقة لهم بموجهتها ،كما أن حاجاتهم في مختلف المراحل العمرية تحتاج إلى تغطية
بواسطة جهود مراحل أخرى ،وهو ما جعل الدول والحكومات تسعى جاهدة إلى وضع أنظمة فعالة وقادرة
على تقديم الخدمات الكافية لألفرادوفق قواعد مضبوطة تتوافق مع اإلمكانيات المتاحة ،وهو ما دعمته
المعاهدات والدساتير الدولية التي دعمت حقالفرد فياالستفادةمن مختلف الحقوق والمزايا التي يوفرها الضمان
االجتماعي.
ونتيجة التطورات الكبيرة التي شهدها العالم منذ ظهور تلك األنظمة فقد كان لزاما تطوير تلك
األنظمة بما يتوافق مع الحاجات المستحدثة ،وقد واجهت هذه األنظمة عدة تحديات بسبب الظروف
االقتصادية التي ميزتها الكثير من األزمات والضغوطات المالية ،ما جعل المؤسسات العاملة تحت نظام
الضمان االجتماعي تبحث عن مصادر تمويل لتستمر في القيام بوظائفها ،كما سعت إلى إيجاد أساليب
وآليات مبتكرة لتوظيف األموال بما يتيح تقديم خدمات جيدة ألفراد المجتمع.
وقد سعت الجزائر كغيرها من الدول إلى وضع نظام ضمان اجتماعي فعال يضمن تقديم خدمات جيدة للفرد
الجزائري ،تحميه من مختلف األخطار وتساعده في مواجهة حاجاته االجتماعية ،وقد تم بناء هذا النظام
على أساس التضامن االجباري وإعادة توزيع الموارد من خالل صناديق الضمان االجتماعي ،التي تقوم
بجمع مساهمات العمال وأرباب العمل وإعادة تقديمها لهم لموجهة مختلف المخاطر ،لكن تلك الصناديق
كمثيالتها في أغلب الدول تواجه تحديات وعقبات كبيرة في الحصول على التمويل الالزم لضمان أداء جيد
ودائم لنشاطاتها.
أوال:طرح اإلشكالية
على ضوء ما تقدم يمكن طرح اإلشكالية الرئيسية التالية:
-ما هي تحديات التمويل التي يواجهها صندوق الضمان االجتماعي للعمال األجراء في
الجزائر؟
ولإلجابة على هذه اإلشكالية حاولنا إدراج األسئلة الفرعية التالية:
• هل تختلف نظم الضمان االجتماعي؟
• ما هي أساليب تمويل مؤسسات الضمان االجتماعي؟
• كيف يمول صندوق الضمان االجتماعي للعمال األج ارء في الجزائر؟
~أ~
مقدمة
• هل نجح صندوق الضمان االجتماعي للعمال األج ارء في الجزائر في تغطية نفقاته من خالل مصادر
تمويله؟
ثانيا:الفرضيات
من األسئلة الفرعية تتبلور الفرضيات التالية:
• تختلف نظم الضمان االجتماعي المعتمدة من دولة إلى أخرى.
• هناك أساليب متعددة لتمويل مؤسسات الضمان االجتماعي.
• يعتمد صندوق الضمان االجتماعي للعمال األج ارء في الجزائر على مساهمة العمال وأرباب العمل فقط.
• يواجه صندوق الضمان االجتماعي صعوبات في تغطية نفقاته من خالل مصادر تمويله.
ثالثا :أسباب اختيار الموضوع
.1األسباب الموضوعية:
• الدور المهم الذي يلعبه نظام الضمان االجتماعي في حياة األف ارد.
• االهتمام المتزايد بهذا القطاع على المستوى العالميوالمحلي الرتباطه بجميع أفراد المجتمع وخاصة كبار
السن.
.2األسباب الذاتية:
• عالقة هذا الموضوع بالتخصص المدروس وهو اإلدارة المالية.
• عمل األب في هذا القطاع.
رابعا:أهمية الدراسة
إن ثقة األفراد المجتمع في وجود نظام ضمان اجتماعي يضمن لهم الحماية ضد مختلف المخاطر
التي يواجهونها ويقدم لهم خدمات تحسن ظروف معيشتهم ،يولد حاف از كبي ار للقيام بواجباتهم وأعمالهم على
أكمل وجه ،مما ينعكس على أداء مختلف المؤسسات والشركات وبالتالي على االقتصاد ككل ،وهو ما
يعتبر عامال أساسيا في دعم برامج التنمية واستمرارها ،والجزائر في حاجة ماسة إلى نظام فعال يساعد في
رفع مردودية أفراد المجتمع من خالل تقديم خدمات كافية ،وهذا ال يأتي إال من خالل إيجاد أفضل
األساليب والطرق إلدارة صناديق الضمان االجتماعي.
خامسا:أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى:
• تسليط الضوء مختلف نظم الضمان االجتماعي المعتمدة من دولة إلى أخرى.
• معرفة األساليب المختلفة لتمويل مؤسسات الضمان االجتماعي.
• معرفة مختلفالتحديات التي يواجهها صندوق الضمان االجتماعي لوكالة ميلة للقيام بنشاطاته.
~ب~
مقدمة
سادسا:الدراسات السابقة
بعد االطالع على مختلف المراجع توصلنا إلى بعض الدراسات التي تندرج في سياق بحثنا ومنها:
.1باديس كشيده( )2010/2009المخاطر المضمونة وآليات فض النزاعات في مجال الضمان
االجتماعي ،بحث لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية ،تخصص قانون االعمال ،جامعة الحاج
األخضر باتنة ،هدف هذا البحث الى دراسة المخاطر المضمونة وآلليات فض المنازعات في مجال
الضمان االجتماعي.
.2بن سعد كريمة( ،)2010-2011تسيير صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر دراسة حالة cnas
وكالة تلمسان،فرع تسيير المالية العامة .ولقد تناولت فيها واقع تسيير صناديق الضمان االجتماعي في
الجزائر ،استنتجت أنها تعتبر هيئات عمومية ذات تسيير خاص اذ أنها تتمتع بالشخصية
المعنويةواالستقاللية المالية ،وتحمل الصفة التجارية في تعامالتها مع الغير.
.3بن دهمةهوارية( )2015/2014الحماية االجتماعية في الجزائر دراسة تحليلية لصندوق الضمان
االجتماعي ،دراسة حالة صندوق الضمان االجتماعي تلمسان ،رسالة ماجستير تخصص تسيير المالية
العامة ،جامعة أبوبكر بلقايد ،تلمسان.
سابعا:أدوات الدراسة
.1استعمال المسح المكتبي.
.2مواقع االنترنيت.
.3وثائق الصندوق الوطني للضمان االجتماعي.
.4مقابالت مع مدير الصندوق الوطني للضمان االجتماعي بهدف جمع المعلومات عن الوكالة.
ثامنا:منهجية الدراسة
النجازهذه الدراسة والتوصل عن إجابات عن التساؤالت المطروحة مسبقا واإلجابة عن اإلشكالية
الرئيسية ،فقد اعتمدنا على المنهج الوصفي التحليلي ،وهذا بغية استيعاب اإلطار النظري للدراسة وفهم
مكوناته معتمدين في ذلك على مختلف الكتب والمجالت وغيرها.
أما بالنسبة للجانب التطبيقي للدراسة ،فقد اعتمدنا فيه على منهج دراسة حالة إسقاط الد ارسة النظرية على
وكالة cnasميلة.
تاسعا:هيكل الدراسة
من أجل معالجة هذه الدراسة قمنا بتقسيمها قسمين :قسم نظري وآخر تطبيقي .اشتمل القسم النظري
على قسمين حيث كان الفصل األول بعنوان مفاهيم عامة حول الضمان االجتماعي وقد قسمناه الي
~ت~
مقدمة
ثالثةمباحث المبحث األول بعنوان ماهية الضمان االجتماعي والمبحث الثاني بعنوان النظريات المفسرة
للضمان االجتماعي والمبحث الثالث بعنوان نطاق تطبيق الضمان االجتماعي.
اما بالنسبة للفصل الثاني فهو تحت عنوان مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها وقد قسمناه إلى
ثالثة مباحث المبحث األول حول تمويل الضمان االجتماعي والمبحث الثاني حول تأثير االزمات
االقتصادية على تمويل نظم الضمان االجتماعي والمبحث الثالث حول تحديات تمويل الضمان االجتماعي.
أما الفصل الثالث واألخير فقد خصصناه لدراسة الحالةفقد تضمن ثالثة مباحث المبحث األول بعنوان
التطور التاريخي للضمان االجتماعي في الجزائر والمبحث الثاني عن صناديق الضمان االجتماعي في
الجزائر والمبحث الثالث حول الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء ميلة .CNAS
~ث~
الفصل الثاني:
مصادر تمويل الضمان
االجتماعي وتحدياتها
مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها الفصل الثاني:
تمهيد:
أصبح موضوع التمويل يكتسي أهمية كبيرة واكتسب وف ار من التحليل في الدراسات االقتصادية
الحديثة ،في ظل العديد من التحوالت االقتصادية الراهنة التي تتميز باستمرار ظهور العديد من األزمات
االقتصادية .وبما أن نظام الضمان االجتماعي يعاني في العديد من الدول من مشاكل كبيرة على مستوى
توفير التمويل الكافي لمؤسساته من اجل تقديم خدماته بكل كفاءة وفعالية ،سعى القائمون على هذا
النشاط دوما إلى زيادة الموارد التي يمكن استعمالها في معالجة هذه المشاكل ،و حتى نتمكن من دراسة
هذا الموضوع قمنا بتقسيم هذا الفصل إلى ثالث مباحث وهي:
➢ المبحث األول :مصادر تمويل الضمان االجتماعي.
➢ المبحث الثاني :تأثير األزمات االقتصادية على تمويل نظم الضمان االجتماعي.
➢ المبحث الثالث :تحديات تمويل الضمان االجتماعي.
~ ~ 28
مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها الفصل الثاني:
1رابح خوني ،رقية حساني ،المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،إيتراك للنشر والتوزيع ،ط ،1القاهرة ،مصر ،2008،ص.96-95
2أحمد بوراس ،تمويل المنشآت االقتصادية ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة ،2008 ،ص.24
~ ~ 29
مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها الفصل الثاني:
يعتبر التمويل فرعا من فروع االقتصاد ،وتبرز أهميته في كونه يؤمن ويسهل انتقال الفوائض
النقدية والقوة الشرائية من الوحدات االقتصادية ذات الفائض إلى الوحدات االقتصادية ذات العجز المالي
ومن المعلوم أن هذه األخيرة هي تلك الوحدات التي تزيد إنفاقها على السلع والخدمات عن دخلها ،في
حين الوحدات ذات الفائض هي تلك التي تزيد دخلها عن ما تنفقه عن السلع والخدمات وعادة ما يعتمد
التمويل على جملة من الحوافز التي تعمل عن طريقها الوحدات االقتصادية ذاتي الفائض لكي تتنازل
عن فوائضها النقدية لصالح الوحدات االقتصادية ذات العجز وهذا األمر يعطي الحركية والحيوية الالزمة
والضرورية لتحقيق وتيرة نمو اقتصادي مقبول ،وتنمية شاملة ،ومن تم تحقيق الرفاهية للمجتمع ومن
أبرز العناصر الدالة على ذلك كونها توفر المبالغ النقدية الالزمة للوحدات النقدية ذات العجز في أوقات
حاجتها ،وكذا تحقيق النمو االقتصادي ،واالجتماعي للبلد ،مما يساهم في تحقيق التنمية الشاملة.1
ثالثا :أنواع التمويل
تصنف عملية التمويل إلى العديد من األنواع المختلفة ،حسب المعايير المعتمدة للتصنيف ومن
بين تلك التصنيفات ما يلي:
أ .حسب المدة:
يقسم التمويل حسب هذا المعيار إلى ما يلي :2
.1التمويل قصير األجل :هو التمويل الموجه لتمويل العجز في رأس المال العامل الناتج عن نمو نشاط
المؤسسة الداخلي أثناء دورة نشاطها "كدفع أجور العمال وشراء المدخالت الالزمة إلتمام العملية اإلنتاجية"
وال تزيد فترة استعمال األموال الموجهة لهذا النوع من التمويل عن سنة واحدة.
.2التمويل المتوسط األجل :يستخدم لتمويل حاجة دائمة للمؤسسة كتغطية أصول ثابتة أو لتمويل
مشروعات تحت التنفيذ تكون مدته بين سنة وخمس سنوات.
.3التمويل طويل األجل :تلجأ إليه المؤسسة لتغطية النشاطات االستثمارية التي تقوم بها لفترة طويلة،
وهذا إما للحصول على وسائل اإلنتاج ذات المردودية أو على عقارات و توجه إلى المشاريع اإلنتاجية
التي تفوق خمس سنوات.
ب .من حيث مصدر الحصول عليه :ويمكن تقسيمه إلى ما يلي :3
.1التمويل الذاتي :إعطاء استثمار الفائض المالي كله أو بعضه والتي أنشأته المؤسسة بفعل نشاطها
اإلنتاجي والتي تبقى تحت تصرف المؤسسة بصورة دائمة أو لمدة طويلة ،وبذلك تتفادى هذه األخيرة
~ ~ 30
مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها الفصل الثاني:
زيادة رأسمالها سواء من أصحابها أو من الغير وهذا ألغراض التوسع في المؤسسة وما يترتب عن ذلك
من مشاكل ومصاريف تثقل كاهل المؤسسة.
.2التمويل الخارجي :يتضمن كافة األموال التي يتم الحصول عليها من مصادر خارجية ،ويتوقف حجم
التمويل الخارجي على التمويل الداخلي واحتياجات المؤسسة المالية ،أي أنه يكمله لتغطية المتطلبات
المالية الجارية أو االستثمارية ،وبصفة عامة ال يكفي التمويل الداخلي لتغطية االحتياجات المالية
للمؤسسة ،مما يجعلها تلجأ إلى مصادر خارجية بزيادة رأس مال األسهم أو من االقتراض أو هما معا.
ج .حسب الغرض الذي يستخدم ألجله :ويمكن تقسيمه إلى ما يلي :1
.1تمويل االستغالل :هو تلك األموال التي ترصد لمواجهة االحتياطات والمعامالت قصيرة األجل والتي
تتعلق بتنشيط الدورة اإلنتاجية.
.2تمويل االستثمار :هو األموال المخصصة لمواجهة النفقات التي يترتب عنها خلق طاقة إنتاجية جديدة
وتوسيع الطاقة الحالية للمشروع القتناء اآلالت والتجهيزات وما يليها من العمليات التي تؤدي إلى زيادة
التكوين الرأس مالي.
~ ~ 31
مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها الفصل الثاني:
المجبرة الدفع مثل :األطفال ،رباتالبيوت ،البطالين...الخ ،وفي بعض الدول تدفع هذه اإلعانات باسم
الخدمات الصحية مثل التلقيح ،المعالجة الطبية...الخ ،و في بعض الدول تصل نسبة التمويل الحكومي
للضمان االجتماعي إلى حدود %60و هو ما يمثل إشكالية كبيرة بالنسبة لميزانية الدولة. 1
من أجل ضمان السير الحسن لنظام الضمان االجتماعي تعتمد مؤسساتها على عدة أساليب
للحصول على مصادر تمويل إضافية تسمح لها بتغطية مختلف األخطار االجتماعية وتحافظ على
توازنها المالي التي تعتبر األداة الضرورية الستدامة مؤسساتها ونميز نظامين :نظام التمويل الالزم ،نظام
التمويل السنوي.
أوال :أسلوب التمويل الكامل
يقوم هذا األسلوب على تمويل كل جيل لنفسه من خالل األرصدة المتراكمة من حصص
االشتراكات التي ادخرها المؤمن عليهم خالل سنوات اشتراكهم وعوائد استثمارها ،وألن التراكم المالي من
أهم سمات هذا األسلوب ،تلجأ إليه الدول الراغبة في تمويل أموال استخدامها في تمويل مشروعات قومية.
إن االشتراكات المحددة هو المالئم لهذا األسلوب ويكمن عيبه الرئيسي في تحمل المؤمن عليهم
عبئ مخاطر توظيف الفوائض المالية المتراكمة ،مما يؤدي إلى انخفاض المزايا في حال تدني العائد أو
تحقيق الخسارة .وبالتالي فعدم كفاءة إدارة توظيف أموال النظام يدفع ثمنها المستحقين وحدهم ،وتزداد
خطورة الموقف عند تعرض تلك االحتياطات للتآكل بفعل التضخم .2
هو أسلوب يتم تمويله من خالل اقتطاع االشتراكات من أجور العاملين الحاليين ،ودفعها مباشرة
للمتقاعدين الحاليين في صورة مزايا (معاشات وتعويضات) فيقوم هذا النظام على تمويل الجيل الحالي
للجيل السابق ،والحفاظ على توازن سنوي بين االلتزامات المدفوعة في فترة معينة واالشتراكات المحصلة
في نفس الفترة ،إن استخدام أسلوب المزايا المحددة هو المالئم لهذا النظام ،الذي تواجهه مخاطر
الشيخوخة السكانية والتضخم بما يجعل االشتراكات الجارية غير كافية لسداد المعاشات التجارية ،فتتحمل
الدولة عبئ تمويل هذا العجز .كما تلجأ إلى زيادة دورية في االشتراكات لتغطية تزايد المزايا .وتختفي
عادة في هذا النظام مشكلة توظيف الفوائض المالية ،لعدم وجود تلك الفوائض من األصل ،إال أنه عندما
1
بن دهمة هوارية ،مرجع سابق ،ص.108
2سامية إبراهيم عبد العزيز ،إصالح نظام المعاشات في مصر –الخيرات و االختيارات-وزارة المالية ،قطاع مكتب الوزير ،اإلدارة المركزية
المركز المعلومات و التوثيق ،القاهرة ،2007 ،ص.03
~ ~ 32
مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها الفصل الثاني:
تتمتع الدولة بهيكل سكاني شاب وبالتالي تفوق أعداد دافعي االشتراكات أعداد المستحقين للمزايا ،مما
يؤدي ألن تزيد االشتراكات الجارية على المزايا المسددة ،وبالتالي يحدث فائض مالي.1
المطلب الرابع :نظم الضمان االجتماعي
لقد تعددت نظم الضمان االجتماعي التي اعتمدتها الدول ،نتيجة التجارب اإلصالحية التي أطلقتها
كل دولة على حدا والتي عززتها اقتراحات البنك الدولي لتحقيق ذلك اإلصالح ،الذي يستهدف عملية إعادة
توزيع الدخل بين المشتركين بصورة عشوائية ،ويعمل على تصحيح قصور تلك النظم وما تنطوي عليه من
مشاكل ،وإيجاد آليات فعالة لمجابهة المخاطر األخرى التي تهدد استمرارها ،وسنحاول في هذا المطلب
استعراض تجارب بعض الدول.
أوال :أهم النظم المعتمدة
باستعراض نظم المعاشات المطبقة في دول العالم المختلفة ،يتضح انه على الرغم من ان كل دولة
تأخذ بنظام المعاشات الذي يتالئم مع ظروفها ،إال أن نظامي المعاشات األساسيين في العالم هما:2
أ .نظام الدفع عند االستحقاق بمزايا محددة وإدارة حكومية لألموال المتاحة للنظام :ويطبق في أغلب
دول منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا وكثير من الدول المتقدمة األعضاء في منظمة التعاون
االقتصادي والتنمية ،وبعض دول شرق آسيا (كوريا والفلبين وتايالند).
ب .نظام التمويل الكامل باشتراكات محددة وتديره شركات خاصة :وهو واسع االنتشار في أمريكا الالتينية،
(شيلي ،المكسيك ،بوليفيا) وبعض دول شرق أوروبا (المجر ،كازاخستان ،وكرواتيا) وعدد من الدول المتقدمة
(استراليا وسويسرا).
لقد انتهجت كثير من دول العالم العقدين الماضيين إلى التحول المباشر أو التدريجي بعيدا عن نظام
الدفع عند االستحقاق بمزايا محددة تديره الحكومة ،إلى نظام الممول بالكامل باشتراكات محددة تودع في
حسابات شخصية لألفراد المشتركين فيه ،حيث تتولى شركات خاصة مهمة إدارة أموال المعاشات ،ويرجع
هذا التوجه لثالث عوامل رئيسية وهي:
• أن الدول تشهد تزايد في عدد السكان الذين تجاوزت أعمارهم الستون عاما بالنسبة إلجمالي عدد السكان،
بفعل ارتفاع معدالت توقع الحياة مما ترتب عليه ارتفاع مصروفات نظم التأمين االجتماعي الممثل في
المعاشات أو التعويضات باإلضافة النخفاض معدل المواليد وبالتالي انخفاض مواردها المتمثلة في
االشتراكات نظ ار النخفاض المشتركين الجدد.
1نوال أقسام ،مستقبل أنظمة التقاعد –تجربة فرنسا –مصر المعاصرة ،الجمعية المصرية لالقتصاد السياسي واإلحصاء والتشريع ،العدد494
القاهرة ،أفريل ،2009ص.716
2
robert ,holzman,and yvonne,pensionststems in east asia the pacific-chalenges and Opportunities-world
bank social protection discussion paper, ,Washington , no 9807, december 2004 p4.
~ ~ 33
مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها الفصل الثاني:
• عدم تناسب االشتراكات مع المزايا مما دفع الكثير من المؤمن عليهم لعدم االلتزام بالسداد والتكاتب على
التقاعد المبكر ،مما أدى إلى تناقص اإليرادات وزيادة النفقات.
• عدم كفاءة اإلدارة الحكومية ألموال التأمين االجتماعي و تحقيقها لمعدالت عائد سالب في أغلب األحوال،
فقد أوضحت الكثير من الدراسات أن أغلب الحكومات تفضل االستفادة من فوائض أموال التأمين االجتماعي
كمصدر رخيص نسبيا لتمويل المشاريع التنموية أو النفقات العامة ،و بالتالي تقوم بتحديد معدل عائد
استخدامها لهذه األموال غالبا يكون أقل من معدل التضخم ،دون مراعاة مصالح أصحاب األموال و هم
المشتركين من المؤمن عليهم كما أن موظفي الحكومة القائمين على هذه الموال يفضلون توجيههما لمجاالت
مضمونة كالسندات الحكومية وودائع البنوك العامة ،رغم انخفاض العائد عليها و قد رجحت هذه الدراسة
أن الشركات الخاصة القادرة على توظيف هذه الموال بكفاءة أعلى و لكن تحت رقابة و إشراف الدولة لتجنب
إساءة توظيفها و توجيهها في مجاالت شديدة المخاطر. 1
وجدت بعض الدول (السويد ،إيطاليا ،بولندا ،منغوليا ،والصين) أنه من الصعب عليها االنتقال بصورة
مباشرة من نظام الدفع عند االستحقاق " " PAYGبمزايا محددة إلى نظام التمويل الكامل باشتراكات محددة،
ألن العاملين الحاليين سيسددون حينئذ اشتراكاتهم في حساباتهم الشخصية .ويصبح عبئ توفير الموارد
المالية الالزمة لسداد المعاشات المستحقة ألعداد كبيرة من المتقاعدين الحاليين سيسددون حينئذ اشتراكاتهم
في حساباتهم الشخصية ،ويصبح عبئ توفير الموارد المالية الالزمة لسداد المعاشات المستحقة ألعداد كبيرة
من المتقاعدين الحاليين بالغ االرتفاع على الخزينة العامة ،ولذلك تحولت هذه الدول لنظام الدفع عند
االستحقاق باشتراكات محددة اسميا ،و وفقا لهذا النظام الذي تديره الحكومة يتم تسجيل قيمة االشتراكات
التي يسددها العاملون الحاليون في حسابات اسمية وتحدد الحكومة معدل اسمي عليها (أي أن هذا المعدل
للعائد ليس ناتجا عن استثمار حقيقي او مالي لألموال في السوق) ويعكس معدل العائد االسمي معدل النمو
االسمي الناتج للناتج المحلي اإلجمالي (في إيطاليا) ،واألجور(بالسويد) ،أو سعر الفائدة على السندات
الحكومية باستخدام االشتراكات الجارية ،في سداد المزايا التأمينية للمستحقين الحاليين .أما عند تقاعد
أصحاب الحسابات االسمية يحسب لهم معاش التقاعد على أساس رصيد اشتراكاهم االسمية مضافا إليها
العوائد االسمية ،مقسما على عدد السنوات المتوقعة لحياة الفرد بعد تقاعده ،على الرغم من أن التزامات
الحكومة تجاه أصحاب المعاشات في ظل هذا النظام يتم تحديد قيمتها بصورة نقدية صريحة بحيث يصعب
عليها تخفيضها في المستقبل ويفرض عليها ضرورة التحوط بدقة لمواجهة أي مخاطر مستقبلية ،إال أن
نجاح هذا النظام يستلزم ثقة األفراد التامة في قدرة الحكومة على الوفاء بسداد قيمة معاشاتهم عندما تحين
آجالها .و قامت بعض الدول بأمريكا الالتينية (األرجنتين و لبيرو و ألورغواي و كولومبيا) و في شرق
1
hans ; sin-Werner : pension reform and demographic crisis center for economic studies and the institute
for economic reserch , septembre,1999 ,p5.
~ ~ 34
مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها الفصل الثاني:
أوروبا (بولندا و المجر و كرواتيا و التفيا) ،و مجموعة من الدول المتقدمة ( المملكة المتحدة و استراليا و
سويس ار وهولندا و الدانمرك و السويد) ،و أيضا الصين بتطبيق نظام للمعاشات في أن واحد فعلى سبيل
المثال تطبق السويد نظامين للمعاشات هما :نظام الدفع عند استحقاق المعاش باشتراكات محددة اسمية
( %16من أجر الفرد) و نظام آخر ممول بالكامل باشتراكات محددة (%2.5من أجر الفرد) و يتضمن
النظام في السويد قد ار من التكافل االجتماعي ،حيث تساهم الحكومة في معاش الفرد مقابل السنوات التي
قضاها في الخدمة العسكرية ،و التعليم العالي و رعاية األطفال ،تعتمد اإلستراتيجية المتبعة للتطبيق
التدريجي للنظام على أمرين أساسيين ،األول هو استمرار العمل بنظام المعاشات القائم بالنسبة ألصحاب
المعاشات الحاليين والمستحقين عنهم والمشتركين الحاليين ،فيما عدا من هم دون سن معينة ويرغبون
اختياريا في التحول للنظام الجديد ،على أن يتم إصدار سندات حكومية لضمان حقوقهم عند التحول (كبولندا
و التفيا) أما االشتراك في نظام المعاشات الجديد فيكون إجباريا بالنسبة للمنظمين الجدد لسوق العمل والثاني
هو المزج بين أسلوب التمويل السنوي وأسلوب التمويل الكامل ،وبين اإلدارة العامة والخاصة ،خالل نوعين
من الحسابات حسابات دفترية اعتبارية وقائمة على التمويل السنوي باالشتراكات المحددة وتديرها الحكومة.
وحسابات نقدية قائمة على التمويل الكامل باالشتراكات المحددة وتديرها شركات خاصة تحت إشراف الدولة.
ويتم توجيه النسبة األكبر من االشتراكات إلى الحسابات االعتبارية في بداية تطبيق النظام الجديد يتم
تخفيضها تدريجيا.1
ثانيا :اقتراحات البنك الدولي لإلصالح
اتجه البنك الدولي إلى ابتكار إصالحات لنظم تمويل الضمان االجتماعي من خالل برنامج متعدد
المراحل (المستويات والدعامات) ،ويتكون من خمسة مستويات يمكن توضيحها فيما يلي:1
أ .المستوى صفر :وهو معاش التقاعد األساسي ،كحد أدنى للمساعدات االجتماعية ويتم تمويله من خالل
اإليرادات العامة وبدون اشتراكات المستفيدين منه (لذلك أطلق عليه المستوى صفر ،أي صفر االشتراكات)،
ويمثل هذا المستوى األساس الذي يقوم عليه نظام الضمان االجتماعي للدولة.
ب .المستوى األول :وهو النظام العام للمعاشات بالدولة ،يخضع لإلدارة الحكومية وهو إجباري ومضمون
من الدولة التي تتولى إدارته إحدى هيئاتها ويتم تمويله باالشتراكات وربما يتراكم به بعض الفوائض المالية.
ج .المستوى الثاني :ويتضمن خططا إلزامية لمعاشات تقاعد مهنية أو شخصية ،ويتم تمويله باالشتراكات
وعوائد األصول أو الفوائض المالية وغالبا ما يطبق من خالل النظم المهنية أو النقابية.والجدير بالذكر إن
1
Richard ,diseny : national accounts as a pension reform strategy : an avaluation , world bank social
protection discission paper ;,washington no.9928 .december ,1998.p9-18.
1
Robert holtzaman and richard hinz : old-agein come support in the twenty first century : an international
perspective on pension and reform. the world bank,2005 ,p10.
~ ~ 35
مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها الفصل الثاني:
هذه النظم بدأت اختيارية إال أن هناك اتجاه عام حاليا لجعلها نظم إلزامية ،وال يخفى أنها نظام خاصة غير
حكومية.
د .المستوى الثالث :ويتضمن خططا اختيارية لمعاشات تقاعد مهنية أو شخصية ويتم تمويله باالشتراكات
وعوائد األصول (الفوائض المالية).
ه.المستوى الرابع :وهو نظام اختياري يهدف للوصول لبرامج غير رسمية لدعم االسرة ،باإلضافة الى
البرامج االجتماعية الرسمية األخرى كالرعاية الصحية.
وجدير بالذكر أن اقتراحات البنك الدولي ال تهدف فقط لعالج مشاكل نظم التأمين االجتماعي ،ولكنها
تتبنى وجهة نظر اقتصاد السوق واقتناص فرص العولمة ،وهو ما قد يزيد األمر سوءا إذا ما أتيحت فوائض
التامين االجتماعي للقطاع الخاص الوطني (الذي توافينا األدلة العلمية كل يوم بأنانيته وعدم اكتراثه ألية
أهداف اجتماعية ،فتحقيق أقصى ربح فقط هو هدفه) أو االستثمار األجنبي في ظل العولمة ،وما يترتب
عليه من تسرب لجزء من الدخل بفعل تحويالت أرباح المستثمرين األجانب ،وهو ما يؤثر سلبا على ميزان
المدفوعات الوطني.
عرف العالم الكثير من األزمات المالية التي كان لها أسباب عديدة اختلفت أشكالها وأثرت على
كل القطاعات نظ ار للمخاطر التي سببتها وسنتطرق إلى أهم هذه األزمات وهي :أزمة الكساد العظيم
،1929األزمة المالية العالمية ،2008أزمة البترول .2015
~ ~ 36
مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها الفصل الثاني:
أوال :أزمة الكساد العظيم 1929
انطلقت األزمة يوم الخميس24أكتوبر 1929في بورصة نيويورك ،بعدما طرح 13مليون منهم
في السوق لكن األسعار انهارت بسبب غياب مشترين و انتشر الذعر و هرع المستثمرون والفضوليون
إلى البورصة في حين بدأ الوسطاء البيع بكثافة ،و انهارت البورصة خاسرة 30%من قيمتها في أكتوبر
و 50%في نوفمبر ،و بلغت الخسائر اإلجمالية 30مليار دوالر أي عشرة مرات أكثر من الميزانية
الفدرالية وأكثر من النفقات األمريكية خالل الحرب العالمية األولى .و اضطرت الواليات المتحدة األمريكية
إلى سحب رؤوس أموالها المستثمرة بالخارج و أوقفت إعاناتها لبعض الدول ،فامتدت األزمة إلى البلدان
الصناعية األوروبية ،وامتدت أيضا إلى بعض دول العالم و لم يفلت من األزمة سوى االتحاد السوفيتي
النعزاله عن العالم الرأسمالي بإتباعه نظاما اشتراكيا ثانيا.تم التخفيض من قيمة العملة لتشجيع الصادرات،
وتم تقليص ساعات العمل مع تجديد األسعار و الرفع من الضرائب و تطبيق سياسة االكتفاء الذاتي و
تشجيع استهالك المنتجات الوطنية ،بينما اتجهت بعض الدول إلى انتهاج سياسات أخرى.1
ثانيا :األزمة المالية العالمية 2008
قبل أقل من شهر من اإلعالن عن فوز العالم االقتصادي األمريكيً باول كرومانً بجائزة نوبل في
االقتصاد في 15سبتمبر ،2008استيقظ العالم من جديد على أوتار أزمة مالية عاتية أتت من نفس
منبع أزمة الكساد الكبير و تسارعت خطاها بدرجة كبيرة فتعدت إلى كل أنحاء العالم بالدول المتقدمة و
أصابت كل قطاعات النشاط االقتصادي ،فأعادت إلى األذهان تلك المشاهد المأساوية التي صاحبت
أزمة الكساد الكبير و يعود السبب الرئيسي و المباشر لها ألزمة االئتمان في مجال الرهن العقاري داخل
الواليات المتحدة األمريكية ومن أسبابها:
• تسرب الضعف والفساد إلى األجهزة للمؤسسات المالية.
• انتشار الفقاعة المالية في القطاع العقاري.
• انعدام الثقة بين المؤسسات المالية
• دور الصين في األزمة :بسبب السيولة النقدية التي تتمتع بها والتي وظفتها في شراء سندات خزانة
أمريكية وسندات قروض مدعومة برهون عقارية مما يسمح للبنوك بتوسيع دائرة اإلقراض مما تسبب
باألزمة.
ثالثا :أزمة البترول 2015
1أحمد ماهر ،إدارة األزمات ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،ط ،1مصر ،2006_2005ص .45
السيد خلف العبد للا ،األزمة االقتصادية العالمية وأثرها على نظم التأمينات ،سوريا من 22_20تشرين الثاني .2010
~ ~ 37
مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها الفصل الثاني:
ابتداء من سنة 2015اتخذت أسعار البترول اتجاها تنازليا إذ انخفضت من 120دوالر للبرميل
إلى أقل من 40دوالر للبرميل في غضون سنة واحدة ،وخالل السنتين الماضيتين خسرت أسعار النفط
الخام العالمية ثلثي قيمتها ،ومن أسباب انخفاض أسعار البترول:
▪ صعود الواليات المتحدة كمصدر للبترول
▪ زيادة اإلنتاج في العراق.
▪ عودة إيران إلى تصدير النفط.
▪ نفط المحيط في الب ارزيل.
▪ بقاء السعودية على معدالت إنتاج منخفضة.
▪ الخوف من الصين
▪ شتاء معتدل في نصف الكرة األرضية الشمالي.
احتكار األوبك لم يعد فعاال. ▪
المطلب الثاني :آثار األزمات االقتصادية على نظام الضمان االجتماعية:
نتجت عن األزمات المالية االقتصادية عدة آثار أثرت بشكل كبير على تمويل نظام الضمان
االجتماعي خاصة في الدول التي تعتمد على البترول كمصدر أساسي إليراداتها وتتمثل هذه اآلثار فيما
يلي :1
أوال :تزايد حاالت العمل والغير الرسمي
من نتائج األزمة االقتصادية العالمية أن أصحاب العمل وتفاديا للتأثيرات التي لحقت بالوضع
االقتصادي في بلدانهم و تأثيره المباشر على شركاتهم و منشأتهم و الخسارات المتوقع حصولها ،و بعد
أن قاموا بفصل أكثرية العمال ذوي األجور العالية و االستغناء عن خدماتهم فقد لجئوا إلى التهرب من
تنظيم عقود عمل مع عمالهم الجدد للتخفيف من الواجبات المنصوص عليها في قوانين العمل و قوانين
التأمينات االجتماعية و التي تشترط أن ال يقل أجر العامل عن الحد األدنى العام لألجر المنصوص
عليه ،و كذلك تكاليف االشتراك التأميني المترتب على صاحب العمل جراء االشتراك عن العامل إضافة
إلى التهرب من دفع ضريبة الدخل المترتبة على أجر كل عامل و بالتالي فقد نشط ما يسمى بالسوق
السوداء في مجال تشغيل اليد العاملة و ما ينتج جراء ذلك من عدم وجود ثوابت و أسس مخالفة لروح
و نص قوانين العمل و التأمينات االجتماعية و ظهر إلى السطح ما يسمى باالستقالة المسبقة التي يجبر
العامل بالتوقيع عليها قبل بدء العمل و بالتالي قيام صاحب العمل بطرده من العمل في أي وقت يشاء
حتى و لو كان العامل لدى صاحب العمل منذ سنوات عديدة.
ممدوح سالمة ،تداعيات هبوط أسعار النفط على البلدان المصدرة ،المركز العرب لألبحاث ودراسة السياسات ،قطر.2015،
1
محاضرة السيد خلف العبد للا ،مرجع سابق.
~ ~ 38
مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها الفصل الثاني:
ثانيا :تزايد البطالة
نتجت عن األزمة االقتصادية تزايد البطالة سواء لجهة خروج عدد كبير من العمال من سوق
العمل أو لجهة عدم دخول يد عاملة جديدة إلى أسواق العمل ،حيث قام أصحاب العمل بفصل عدد
كبير من العمال القائمين على رأس عملهم إما بسبب تقليص عمل المنشآت أو توقف عدد من خطوط
اإلنتاج و االستغناء عنها بسبب األزمة االقتصادية و ضعف القوة الشرائية لدى المواطن أو بسبب قيام
أصحاب العمل باتخاذ ق اررات بتصفية شركاتهم و إغالقها نتيجة األزمة المالية العالمية الحاصلة و تردي
األوضاع المالية لمنشآتهم دون أن تتم تسوية حقوق العمال المالية بعد أن تم فسخ عقودهم المبرمة و
أصبحوا بال عمل و رمي بهم إلى قارعة الطريق و هذا ساهم في خلق مشكلة خطيرة تهدد االستقرار و
السلم االجتماعي في هذه المجتمعات بانتشار الفساد و الرذيلة و ارتفاع معدالت الجريمة بين المتعطلين
عن العمل نظ ار للظروف المالية و النفسية التي يعيشونها و أسرهم و عدم القدرة على تأمين متطلبات
حياتهم اليومية لفقدان المورد الناتج عن ترك العمل.
ثالثا :الضغط على األجور
شرع أصحاب العمل في تسريح معظم العمال لديهم والسيما الفنيين واالختصاصيين من ذوي
األجور الكبيرة واستبدالهم بعمال جدد يقبلوك بأجور متدنية ال تتناسب مع خبراتهم ويخضعون لشروط
فرضها عليهم صاحب العمل بحيث يكون في هذه المعادلة هو المستفيد األكبر والعامل هو الخاسر
األكبر.
رابعا :زيادة ساعات العمل
لجوء أصحاب العمل في العديد من البلدان إلى رفع ساعات العمل اإلضافية لتصل في بعض
البلدان العربية كمصر ل 14ساعة عمل دون مقابل مبررين ذلك باألزمة المالية األمر الذي يجعل
العمال لترك عملهم نتيجة المعاناة وعدم القدرة على تحمل ساعات العمل الطويلة والناتج عنها اإلرهاق
الجسدي والنفسي على جسم ومعنويات العامل.
خامسا :التهرب التأميني
من أهم النتائج التي أحدثتها األزمة المالية واالقتصادية بتأثيراتها السلبية والخطيرة على أنظمة
التأمينات االجتماعية هو ازدياد ظاهرة التهرب التأميني المتمثل بعدم االشتراك عن العمال والتالعب
باألجور أو فترة االلتحاق للعمال وبدأنا نلمس آثار هذا من خالل إتباع صاحب العمل لعدد من أساليب
التهرب:
.1التهرب الجزئي :ويشمل:
• االشتراك في التـأمين عن بعض العمال دون البعض اآلخر والتي تعتبر طريقة غير قانونية لتخفيض
االلتزامات المترتبة على منشأته.
~ ~ 39
مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها الفصل الثاني:
• ترك العمل أطول فترة ممكنة دون تسجيله الشتراك عنه بالتأمينات.
• اإلخطار عن انتهاء خدمة العامل بالرغم من استم ارره في العمل لسبيل توفير مبالغ إضافية تبعده
عن شبح األزمة المالية.
• االشتراك عن أجور تقل عن األجور الحقيقية.
• االشتراك عن الحد األدنى ألجر االشتراك في التأمين.
.2التهرب الكلي :ويشمل:
• عدم التأمين على جميع العمال فقيام صاحب العمل بفصل عماله القدامى أو إغالق المنشأة وتصفيتها
وفتح منشأة جديدة سيجعله يلجأ إلى عدم االشتراك عن كافة العاملين إلى أطول فترة ممكنة.
• االمتناع عن سداد اشتراكات الضمان االجتماعي نتيجة إفالسه أو هروبه خارج البالد دون أن يقوم
بدفع االلتزامات المترتبة عليه اتجاه التأمينات االجتماعية.
سادسا :التقاعد المبكر
حيث يلجأ العمال في مثل هذه األزمات للجوء إلى التقاعد المبكر تجنبا للضغوطات والمشاكل.
سابعا :عودة العمال المهاجرين إلى أوطانهم
بسبب استغناء العديد من الدول على العمالة األجنبية خاصة في دول الخليج باعتبارها حاضنة
ألكبر عدد من العمال األجانب واالكتفاء بالعمالة الوطنية.
1محمد عطية أحمد سالم ،التأمين االجتماعي و التنمية االقتصادية في إفريقيا " دراسة مقارنة لبعض دول القارة في الفترة ، 1990_1980
رسالة ماجستير بمعهد األبحاث و الدراسات اإلفريقية ،جامعة القاهرة،1997،ص.145
~ ~ 40
مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها الفصل الثاني:
✓ األمان :يعني توظيف األموال في مجاالت ذات مخاطر منخفضة للحفاظ على الديمومة المالية
للنظام.
✓ السيولة :مدى امتالك المؤسسة لألموال أو الممتلكات التي يمكن تحويلها بسرعة إلى أموال للوفاء
بااللتزامات الفورية والعاجلة.
✓ العائد :يعد عائد التوظيف عنص ار أساسيا في تمويل المزايا (االلتزامات)التأمينية وكلما ارتفع العائد
المحقق وكلما ارتفع العائد المحقق ارتفعت إمكانية زيادة االلتزامات وينقسم العائد إلى نوعين اسمي
وحقيقي ،وقرار التوظيف الرشيد هو الذي يعتمد على العائد الحقيقي.
يمكن توظيف الفوائض المالية للضمان االجتماعي في أصول عينية أو مالية مثل المشروعات
اإلنتاجية واألراضي وغيرها وذلك بهدف الحفاظ على السيولة الالزمة لخدماتها وفيما يلي مجاالت
التوظيف الرئيسية:1
أ .المشروعات اإلنتاجية
يقوم الضمان االجتماعي بتوظيف فائض أمواله في مشروعات إنتاجية منتقاة بدقة حيث تتسم عوائد
المشروعات اإلنتاجية باألمان وانخفاض درجة المخاطرة لكن يجب القيام بدراسات الجدوى الالزمة قبل
اإلقدام على االستثمار ويختلف العائد المحقق باختالف النشاط.
ب .األراضي والعقارات
يعد من أنجح االستثمارات إذ تتميز باحتفاظها بقيمتها الحقيقية وإمكانية الحصول على عائد من خالل
تأجيرها.
ج .الذهب :هو أفضل مخزن للقيمة يتمتع بدرجة كبيرة من األمان والسيولة.
د .القروض الحكومية :عيبها الوحيد أن عائدها يكون منخفضا للغاية لكن في المقابل تتميز بدرجة كبيرة
من األمان مع إمكانية تسيير جيدة.
ه .ودائع البنوك :هي األخرى تكون منخفضة العائد وعادة ما يكون سالبا إذا ما قارناه بمعدل التضخم
لكنها تتصف بدرجة كبيرة من األمان والسيولة لذلك يجب القيام بدراسات دقيقة قبل اإلقدام على االستثمار
1أحمد محمد عادل عبد العزيز ،أثر سعر الفائدة على التضخم في برنامج اإلصالح االقتصادي في مصر "دراسة قياسية" رسالة ماجستير ،قسم
االقتصاد ،كلية التجارة ،جامعة األزهر القاهرة ،2008،ص .150
~ ~ 41
مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها الفصل الثاني:
في أي بنك لتجنب احتمال إفالس البنك وخسارة األموال مثل حادثة الصندوق الوطني للعمال األجراء
–الجزائر-سنة 2002حيث أودع 1000مليار سنتيم في بنك الحليفة.
و .البورصة :من حيث مبدأ السيولة تتصف بإمكانية تسيير جيدة إما من حيث مبدأ األمان فالمخاطرة
فيها عالية ،يقابل هذه المخاطر العالية عوائد مرتفعة فكلما ارتفعت المخاطر ترتفع العوائد ،وتكون الخسارة
كبيرة إذا ما تحققت.
~ ~ 42
مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها الفصل الثاني:
خالصة:
في الفصل الثاني حاولنا تسليط الضوء على الجانب التمويلي للضمان االجتماعي والتحديات
التي تواجهها للوصول إلى هذه المصادر ،حيث تعتمد مؤسسات التأمين في الحصول على التمويل على
أحد الموردين األول اشتراكات العمال في الضمان االجتماعي والثاني عن طريق ميزانية الدولة أو كالهما
معا.
كما أن توظيف األموال المتحصل عليها من المصادر المختلفة يعد ثان تحد تواجهه المؤسسات
والهيئات القائمة بإدارة الضمان االجتماعي ،خاصة أن تقديم خدمات مناسبة تعتمد بشكل كبير على
اإلدارة الناجحة والتوظيف الجيد ألموال نظام الضمان ،والتي تجمع بين اختيار مجاالت التوظيف ذات
العائد المطلوب والمخاطر المقبولة ،والتي تتوافق مع األساليب واآلليات المنصوص عليها في قوانين
التأمينات االجتماعية ،وهو أمر تتابعه الدول والحكومات بشكل دقيق نظ ار للوظيفة الهامة التي تقوم
بتأديتها نظم الضمان االجتماعي والتي تمس شريحة هامة وواسعة من المجتمع والتي تعتبر أسا تحقيق
األمن االقتصادي واالجتماعي للمنطوين تحت مظلتها.
وتبين أن هناك الكثير من مجاالت استثمار أموال الضمان االجتماعي تتفاوت عوائدها وتختلف
مخاطرها ،فبينما تتميز القروض الحكومية وودائع البنوك بنوع من انخفاض المخاطر إال أن ما يعيبها
هو العائد المنخفض أو السالب الذي من المحتمل تحقيقه ،بينما عوائد البورصة مرتفعة مع مخاطر
محتملة عالية أيضا ،كما أن طبيعة األسواق المالية في الدول النامية التي تتسم بالضعف تقوض جاذبية
التوظيف فيها ،هذا دون إهمال إمكانية االستثمار في العقارات والمشاريع اإلنتاجية والمتاجرة في الذهب
والعمالت لتحقيق مداخيل إضافية.
~ ~ 43
الفصل الثالث:
دراسة حالة الصندوق
الوطني للعمال األجراء
__CNASميلة
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
تمهيد
سعت الجزائر كباقي دول العالم إلى مواكبة للتطورات االقتصادية العالمية المتسارعة و إيجاد نظام
للحماية االجتماعية منذ عهد االستعمار الفرنسي ،وقد كان أول قانون في هذا المجال عن المستعمر الفرنسي
يخدم في مجمله المستوطنين الفرنسيين ،وبعد االستقالل واصلت الجزائر السعي نحو إرساء نظام شامل
للحماية االجتماعية ،يهدف إلى توفير الخدمات االجتماعية المختلفة المتعلقة بالضمان االجتماعي للفئات
المأجورة وغير المأجورة ،وكذلك وضع صناديق وطنية و جهوية و والئية وتوفير اإلمكانيات المادية والبشرية
للسهر على تطبيق واحترام تنظيم المراسيم والتشريعات المتعلقة بالنظام وجعل شعار خدمة العامل من
أولوياتها ،و قد أصدر المشرع الجزائري جملة من القوانين تخص وتنظم التأمينات االجتماعية في الجزائر،
لمعرفة ذلك تطرقنا في هذا الفصل إلى ثالث مباحث:
~ ~ 45
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
1
hanouz Mourad et khadir Mohamed , précis de sécuritésocial, OFFICE DE PUBLICATION
UNIVERSITAIRE_BEN AKNOUN,alger,1996,p11-15.
~ ~ 46
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
• إبرام اتفاقيات وطنية مع المؤسسات الصحية.
كما تجدر اإلشارة إلى منشور جوان 1966المحدد لتسيير حوادث العمل لصناديق الضمان االجتماعي
لجميع األنظمة.
ثانيا :الفترة ما بين سنة 1983_1970
تميزت سنوات السبعينات بالمخطط التطوري األول ،األمر الذي أثر بشكل أو بآخر على منظومة
الضمان االجتماعي وعلى قاعدتها المالية واالجتماعية وذلك بتزايد عدد السكان النشطاء وبشكل ملفت.
يتلخص هذا التأثير في التغيرات التي مست مبالغ التعويض من عدة أسابيع عطلة األمومة من 8إلى 14
أسبوعا ،قائمة األمراض المزمنة من 04إلى ...25الخ ،تميزت هذه الفترة أيضا باإلعالن الرسمي عن عدة
مراسيم ومناشير مختلفة:1
أ .مرسوم رقم 116_70المؤرخ في 01أوت 1970والمنشئ ل:
▪ توحيد التنظيم اإلداري الخاص بصناديق الضمان االجتماعي باستثناء النظام الزراعي وكذا الخاص
بالبحارة وأيضا نظام عمال السكك الحديدية ونظام شركة الكهرباء والغاز.
▪ الزيادة في عدد ممثلي العمال على حساب عدد ممثلي المستخدمين داخل مجلس اإلدارة.
▪ اإلنقاص من امتيازات مجلس اإلدارة وتحديدها بالتصويت على الميزانية الخاصة بالصندوق والسهر على
السير الحسن لها.
▪ توسيع سلطات المدير وتينه من طرف الوزير المكلف بالضمان االجتماعي.
مرسوم 89/70المؤرخ في 15ديسمبر 1970المنشئ لصندوق التأمين على الشيخوخة لغير األجراء ب.
المزارعين.
منشور 15أفريل ،1971ينظم نظام زراعي جديد يؤمن العمال الزراعيين وعائالتهم ضد أخطار ج.
المرض ،العجز ،الوفاة ،األمومة ،ويؤمن معاش الشيخوخة ويسهل عملية فتح الحقوق.
منشور 17سبتمبر ،1974يمنح االستفادة من التأمينات االجتماعية لغير األجراء. د.
ثالثا :الفترة من 1983إلى 2021
إن سنة 1983هي سنة التحول الجذري لنظام الضمان االجتماعي بحيث ظهرت 5قوانين و17
مرسوما متعلقا بالتأمينات االجتماعية وحوادث العمل األمراض المهنية وواجبات المكلفين ،وأيضا المنازعات
في مجال الضمان االجتماعي التي تم إنشاؤها رسميا .حيث يالحظ أنه تم التخلي عن جميع األنظمة السابقة
والتوجه إلى فكرة نظام موحد شامل خاص بالضمان االجتماعي يتسم بتوحيد االشتراكات وامتيازات لصالح
كل العمال بجميع فئاتهم.
1باديس كشيدة ،المخاطر المضمونة و آليات فض المنازعات في مجال الضمان االجتماعي ،بحث مقدم لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية،
تخصص قانون أعمال ،جامعة الحاج لخضر_باتنة_ 2010ص .23
~ ~ 47
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
هذا التنظيم الجديد الذي يميز المرحلة الحالية يحقق قدرات كبيرة من التضامن ،ويوفر أداءات من
مستوى رفيع ويسمح بتوسيع رقعة المستفيدين.
أ .المرسوم رقم 07_92المؤرخ في 04جانفي 1992و الذي يبدو جليا أنه يقوم بتوحيد أنظمة وأجهزة
الضمان االجتماعي والذي يتضمن الصفة القانونية لصناديق الضمان االجتماعي وكذا التنظيم اإلداري
والمالي ،هذا المرسوم ينظم ويقسم الضمان االجتماعي إلى:
• الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء بالترخيم .CNAS
• الصندوق الوطني للتقاعد بالترخيم .CNR
• الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء بالترخيم .CASNOS
حيث يتميز الصندوق بالشخصية المعنوية واالستقاللية المالية.
كل صندوق يسير عن طريق مدير يعين من طرف وزير القطاع لكل من الصندوق الوطني للتأمينات
االجتماعية للعمال األجراء والصندوق الوطني للتقاعد مجلس إدارة يضم ممثلين عن العمال آخرين عن
المستخدمين وكذا ممثلين عن الدولة.
أما مجلس إدارة الصندوق الوطني للعمال غير األجراء فهو مكون من مختلف الفئات المهنية الشاملة
للقطاع التجاري والحرفي والزراعي والحر...الخ.
المرسوم التشريعي رقم 09_94المؤرخ في 26ماي 1994لحماية األجراء من خطر فقدان العمل ب.
بصفة ال إرادية ألسباب اقتصادية تم إنشاء صندوق يدعى "الصندوق الوطني للتامين على البطالة
"CNACوالذي يتضمن الحفاظ على الشغل وحماية األجراء الذين قد يفقدون عملهم بصفة الإرادية ،يحدد هذا
المرسوم أسس وشروط االستفادة منه وطبيعة وكذا مستوى أداءاته.1
1ملخص فعاليات الندوة الوطنية األولى حول الحماية االجتماعية ،المنظمة من طرف وزارة العمل والحماية االجتماعية ،بالمعهد الوطني للعمل ،سنة
.2000
~ ~ 48
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
الذي كان يسري عليهم قبل تاريخ دخول هذا القانون حيز التطبيق ،وتطبق أحكام هذه المادة بموجب
مرسوم".1
أ .العمال األجراء :وفقا لنص المادة 2من القانون رقم 11/90المؤرخ في 2أفريل 1990المتعلق بعالقات
العمل " يعتبر عماال أجراء ،في مفهوم هذا القانون ،كل األشخاص الذين يؤدون عمال يدويا أو فكريا مقابل
مرتب ،في إطار التنظيم ،ولحساب شخص آخر ،طبيعي أو معنوي عمومي أو خاص ،يدعى المستخدم.2
ب .العمال الملحقين باألجراء :حدد المرسوم رقم 33/ 85المؤرخ في 9فيفري 1985قائمة العمال
المشبهين باألجراء في مجال الضمان االجتماعي كالتالي:3
• العمال الذين يباشرون عملهم في المنزل ولو كانوا يملكون كامل األدوات الالزمة لعملهم أو جزءا منها.
• األشخاص الذين يستخدمهم الخواص ،السيما خدم المنازل ،والبوابون ،والسواق والخادمات والغساالت
والممرضات ،وكذلك األشخاص الذين يحرسون ويرعون عادة أو عرضا في منازلهم أو منازل مستخدميهم
األطفال الذين يأتمنهم عليهم أولياؤهم أو اإلدارات أو الجمعيات التي يخضعون لمراقبتها.
• وكالء الشركات ذات المسؤولية المحددة بشرط أال يكون لهم أي سهم في رأسمالها االجتماعي.
• الفنانون والممثلون الناطقون وغير الناطقون في المسرح أو السينما أو المؤسسات الترفيهية األخرى الذي
تدفع لهم مكافآت في شكل أجور وتعويضات عن النشاط الفني.
• البحارة الصيادون بالحصة الذين يبحرون مع الصياد الرئيسي.
• الصيادون الرؤساء بالحصة المبحرون.
• حمالو األمتعة الذين يستخدمون المحطات ،إذا رخصت لهم المؤسسة بذلك.
• حراس مواقف السيارات التي ال يدفع فيها أجر الوقوف إذا رخصت لهم المصالح المختصة بذلك.
• الممتهنون.
• طلبة مؤسسة التكوين المهني.
ثانيا :العمال غير األجراء
نصت المادة 4من القانون 11/83المتعلق بالتأمينات االجتماعية على " :يستفيد من األداءات
العينية ،األشخاص الطبيعيون غير األجراء الذين يمارسون بالفعل لحسابهم الخاص نشاطا ح ار صناعيا أو
تجاريا أو حرفيا أو فالحيا أو أي نشاط آخر مماثل وفقا للشروط المحددة في التنظيم المعمول به .كما يستفيد
1المادة 3من القانون رقم 11/83المؤرخ في 2جويلية ،1983المتعلق بالتأمينات االجتماعية المؤرخ في 2يوليو.1983الجريدة الرسمية ،العدد،28
الجزائر 5جويلية ،1983ص.1792
2لمادة 2من القانون رقم 11/90المؤرخ في 21أفريل 1990المتعلق بعالقات العمل ،الجريدة الرسمية ،العدد 25 ،17أفريل ،1990ص .560
3المرسوم 33/25المؤرخ في 9فيفري 1985يحدد قائمة العمال المشبهين باألجراء في مجال الضمان االجتماعي ،الجريدة الرسمية ،العدد24 ،9
فيفري ،1985ص.210
لمادة 4من القانون 11/83المتعلق بالتأمينات االجتماعية ،المؤرخ في 2يوليو.1983الجريدة الرسمية ،العدد ،28الجزائر 5جويلية،1983
ص.1793
~ ~ 49
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
األشخاص المذكورين أعاله من األداءات النقدية المتمثلة في منحة الوفاة والعجز .تحدد قائمة المستفيدين
وكذا الشروط الخاصة لتطبيق هذه المادة بموجب مرسوم".
ج .المجاهدون والمعوقون والطلبة:
تضمنت المادة 5من القانون 11/83المعدلة والمتممة بموجب األمر 17/96في مادته الثانية أنه
يستفيد من األداءات العينية:
• المجاهدون وكذا المستفيدون من المعاشات بموجب التشريع الخاص بالمجاهدين ومعطوبي حرب التحرير
الوطني عندما ال يمارسون أي نشاط مهني.
• األشخاص المعوقون بدنيا أو عقليا الذين ال يمارسون أي نشاط مهني.
• الطلبة.
• المستفيدون من دعم الدولة لفائدة الفئات المحرومة أو المعوزة".
• ربط وتوجيه أهداف و ازرة العمل والحماية االجتماعية فيما يخص برامجها المتعلقة بالصحة والبرنامج
االجتماعي (مناصب العمل) والقطاع العائلي.
• محاولة التقليل من حوادث العمل ومختلف األخطار المحيطة بالعامل من خالل دراسة هذه المعطيات
ومحاولة إيجاد الحلول الممكنة للتقليل من آثارها من جهة ،والتأمين على الضحايا في حالة وقوعها من جهة
أخرى.
• توفير الخدمات االجتماعية المختلفة المتعلقة بالضمان االجتماعي للفئات المأجورة وغير المأجورة.
• لعب دور الوسيط مع بعض القطاعات والمؤسسات (الصيادلة ،المؤسسات الصحية ،مؤسسات المعالجة
بالمياه المعدنية) ،عيادة إعادة (التأهيل)وذلك من خالل تحملها لجزء كبير من هذه الفئات.
• تنظيم المراقبة الطبية .LE CONTROL MEDICALE
• ضمان واعتماد موافقات األداءات الدولية.
• ضمان ترقيم وتسجيل مختلف المؤمنين بما يسمح لهم االستفادة من خدمات النظام بطريقة سهلة من جهة
وبما يسهل لهم دفع اشتراكاتهم وتسوية التزاماتهم من جهة أخرى.
المادة 5من القانون 11/83المتعلق بالتأمينات االجتماعية.المؤرخ في 2يوليو.1983الجريدة الرسمية ،العدد ،28الجزائر 5جويلية ،1983ص
.1793
درار عياش ،مرجع سابق ،ص .76_72
~ ~ 50
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
• وضع صناديق وطنية وجهوية ووالئيةوتوفير اإلمكانيات المادية والبشرية للسهر على تطبيق واحترام
المراسيم والتشريعات المتعلقة بالنظام ،وجعل شعار وخدمة العامل األولوية األولى.
• المساهمة في التوعية التـأمينية للمكلفين لالستفادة من مختلف المزايا والخدمات التي تقدمها صناديق
الضمان االجتماعي.
يتضمن نظام الضمان االجتماعي الجزائري عدة أجهزة وفروع يتخصص كل واحد منها في مجال
محدد و يقدم خدمات مختلفة و متكاملة ،و تسعى جميعها إلى إشباع المؤمنين بالخدمات االجتماعية المتوفرة
لهما و الرفع من نوعيتها ،و توسيع نطاق الحماية االجتماعي و سنتعرف في هذا المبحث على هذه األجهزة.
أ .تعريف الصندوق :الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء هو مؤسسة عمومية ذات
تسيير خاص ،طبقا للمادة 49من القانون رقم 01/88المؤرخ في 12يناير 1988المتضمن القانون
1
التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية ،يتمتع بالشخصية المعنوية واالستقاللية المالية
ب .مهام الصندوق :تتمثل في:2
▪ تسيير أداءات التأمينات االجتماعية (المرض ،األمومة ،العجز ،الوفاة) وكذا حوادث العمل واألمراض
المهنية.
▪ تسيير المنح العائلية لحساب الدول.
▪ تحصيل االشتراكات.
▪ الرقابة والمنازعات المتعلقة بتحصيل االشتراكات الموجهة لتمويل األداءات.
▪ منح رقم تسجيل وطني للمؤمن لهم اجتماعيا وكذا أصحاب العمل.
1موقع الصندوق الوطني للعمال األجراء ،www.cnas.com.dz. ،تم اإلطالع عليه بتاريخ ،2021/06/12على الساعة 18سا.
2موقع الصندوق الوطني للعمال األجراء ،www.cnas.com.dz. ،تم اإلطالع عليه بتاريخ ،2021/06/12على الساعة 18سا.
~ ~ 51
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
▪ المساهمة في ترقية السياسة الرامية إلى الوقاية من حوادث العمل واألمراض المهنية.
▪ تسيير األداءات المتعلقة باألشخاص المستفيدين من االتفاقيات الثنائية للضمان االجتماعي.
▪ إجراء الرقابة الطبية لفائدة المستفيدين
▪ القيام بالنشاطات الرامية التي تمكن العمال وذوي الحقوق من األداءات الجماعية على شكل انجازات ذات
طابع صحي واجتماعي.
▪ تسيير صندوق المساعدة والنجدة.
▪ إبرام اتفاقيات مع مقدمي العالج
▪ إعالم المستفيدين وأصحاب العمل بحقوقهم والتزاماتهم.
ج .هياكل الصندوق :حتى يتمكن الصندوق من القيام بمهامه على المستوى المركزي والوالئي فهو يتكون
من:1
▪ مديرية عامة
▪ 49وكالة والئية (اثنان منها بالجزائر العاصمة).
▪ 839هياكل الدفع 368 :مركز دفع 405 ،ملحقة دفع 66 ،ملحقة محلية.
▪ 4عيادات متخصصة (الجراحة القلبية لألطفال ،العظام والتأهيل ،أمراض األذن واألنف والحنجرة وجراحة
األسنان).
▪ 4مراكز للتصوير الطبي الشعاعي.
▪ 35مركز للتشخيص والعالج.
▪ 55صيدليات تابعة للصندوق.
▪ 30حديقة ورياض األطفال.
▪ مطبعة.
▪ مركز عائلي ذو طابع اجتماعي.
د .أداءات الصندوق :تتمثل في:
• يتم التكفل بمصاريف العالج الطبي واألدوية بنسبة 80%وبنسبة 100%في بعض الحاالت (السيما
المرضى المصابين بأمراض مزمنة).
• يتم تعويض فترات التوقف عن العمل بسبب المرض بنسبة 50%من األجر خالل 15يوما األولى وترفع
إلى نسبة 100%من األجر بعدها.
• وتصل المدة القصوى لهذا التعويض إلى ثالث سنوات.
• التكفل بالتأمين عن األمومة بنسبة ،100%حيث تستفيد المرأة العاملة من عطلة أمومة تصل إلى 98
يوما.
1
Op.cit.
~ ~ 52
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
• يساوي المبلغ األدنى لمنحة العجز إلى نسبة 75%من األجر الوطني األدنى المضمون.
• عند وفاة المؤمن له اجتماعيا يستفيد ذوي حقوقه من منحة الوفاة.
• تمنح األخطار المهنية حق التغطية بنسبة 100%في مجال العالج والتوقف عن العمل بسبب المرض.
• يتم تسديد الربوع في حالة اآلثار الجسدية الناجمة عن الحوادث.
• وتسدد الربوع لفائدة ذوي الحقوق في حالة وقوع حادث العمل المفضي إلى الوفاة.
ثانيا :الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال غير األجراء()CASNOS
سنتناول في هذا المطلب المفاهيم المتعلقة بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال الغير األجراء وأهم
ما يميز هذا الصندوق وآليات عمله :1
أ .تعريف الصندوق :الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء أنشئ بموجب المرسوم التنفيذي
92/07المؤرخ في 4جانفي ،1992هو المسؤول عن الحماية االجتماعية للفئات المهنية التي تعمل
لحسابها الخاص ،والتي تشمل من بين أمور أخرى:
✓ أصحاب المتاجر
✓ الحرف
✓ صناعيين
✓ المزارعين
✓ أعضاء المهن الحرة
ب .مهامه :يقوم الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء بعدة وظائف أهمها:
• إدارة المزايا العينية والنقدية من التأمينات االجتماعية للموظفين غير المرتبات.
• إدارة المعاشات التقاعدية وبدالت التقاعد لعير الموظفين.
• إدارة حتى نهاية حقوق المستفيدين من المعاشات والبدالت المنصوص عليها في التشريع
قبل1جانفي ،1984لضمان االنتعاش والسيطرة والتقاضي السترداد المساهمات المخصصة لتمويل الفوائد
المنصوص عليها في الفقرات الفرعية سوابق.
• إدارة ،عند االقتضاء ،الفوائد المستحقة لألشخاص المستفيدين من اتفاقيات الضمان االجتماعي الدولية.
• تنظيم وتنسيق وممارسة الرقابة الطبية.
• القيام بأعمال على شكل إنجازات ذات طبيعة صحية واجتماعية على النحو المنصوص عليه في المادة
92من القانون المؤرخ في 2جويلية 1983المشار إليه سابقا ،بعد اقتراح مجلس إدارة الصندوق.
1موقع الصندوق الوطني للعمال األجراء ،www.casnos.com.dz. ،تم اإلطالع عليه بتاريخ ،2021/06/12على الساعة 17سا و15دقيقة.
~ ~ 53
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
ثالثا :الصندوق الوطني للتقاعد CNR
سنتناول في هذا الجزء المفاهيم المتعلقة بالصندوق الوطني للتقاعد وأهم ما يميز هذا الصندوق وآليات
عمله:1
أ .الطبيعة القانونية :الصندوق الوطني للتقاعد هو هيئة عمومية ذات طابع خاص تحكمها القوانين الخاصة
بها يؤكد المرسوم التنفيذي رقم 07 /92المؤرخ في
4جانفي 1992على أن يتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي.
ب .مهامه :حددت مهام الصندوق الوطني للتقاعد بموجب المادة 9من المرسوم رقم 07 /92المؤرخ في 4
جانفي 1992وهي كاآلتي:
• تسيير معاشات ومنح التقاعد وكذا معاشات ومنح ذوي الحقوق.
• تسيير المعاشات والمنح بسند التشريع ما قبل الفاتح من جانفي 1984إلى غاية انقضاء حقوق
المستفيدين.
• ضمان عملية التحصيل والمراقبة ونزاعات تحصيل االشتراكات المخصصة لتمويل أداءات التقاعد.
• تطبيق األحكام المتعلقة بالتقاعد المنصوص عليها في المعاهدات واالتفاقيات الدولية في مجال الضمان
االجتماعي.
• ضمان إعالم المستفيدين وأرباب العمل.
• تسيير صندوق المساعدة واإلغاثة تطبيقا للمادة 52من القانون 12/83المؤرخ
في 2جويلية 1983المتعلق بالتقاعد.
رابعا :الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية في قطاعات
البناء واألشغال العمومية والري CACOBATH
سنتناول في هذا الجزء المفاهيم المتعلقة بالصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة
عن سوء األحوال الجوية في قطاعات البناء واألشغال العمومية والري وأهم ما يميز هذا الصندوق وآليات
عمله كالتالي:
أ .نشأة الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية في قطاعات
البناء واألشغال العمومية والري
أنشئ بموجب المرسوم التنفيذي رقم 45/97المؤرخ في 4فيفري ،1997يتمتع بالشخصية المعنوية
واالستقالل المالي.
1موقع الصندوق الوطني للعمال األجراء ،www.cns.com. ،تم اإلطالع عليه بتاريخ ،2021/06/12على الساعة 18سا و20دقيقة.
المرسوم التنفيذي رقم 45_97المؤرخ في 4فيفري 1997يتضمن إنشاء الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال
الجوية في قطاعات البناء واألشغال العمومية والري ،الجريدة الرسمية ،العدد ،8الجزائر 25 ،فيفري ،1997ص.4
~ ~ 54
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
ب .مهامه :تتمثل مهام الصندوق فيما يأتي:
• يتولى تسيير العطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية التي يتمتع بها العمال
المنتمون إلى قطاعات البناء واألشغال العمومية والري.
• يقوم بتسجيل المستفيدين ومستخدميهم باالتصال مع الهيئات المعنية.
• يتولى إعالم المستفيدين ومستخدميهم.
• يتولى تحصيل االشتراكات المقررة في التشريع والتنظيم المعمول بهما.
• يشكل احتياطا ماليا صد ضمان دفع هذه التعويضات في كل الظروف.
• يساهم في إنشاء الخدمات االجتماعية لصالح العمال في ميدان اختصاصه وذوي حقوقهم.
خامسا :الصندوق الوطني للـتأمين على البطالة CNAC
سنتناول في هذا الجزء المفاهيم المتعلقة بالصندوق الوطني للـتأمين على البطالة CNACوأهم ما
يميز هذا الصندوق وآليات عمله.
أ .تعريف الصندوق :منذ تاريخ إنشائه سنة 1994كمؤسسة عمومية للضمان االجتماعي (تحت وصاية
و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي) تعمل على تخفيف اآلثار االجتماعية المتعاقبة الناجمة عن
تسريح العمال األجراء في القطاع االقتصادي وفقا لمخطط التعديل الهيكلي ،عرف الصندوق الوطني
للتأمين على البطالة في مساره عدة مراحل مخصصة للتكفل بالمهام الجديدة المخولة من طرف السلطات
1
العمومية
ابتداء من سنة 1994شرع الصندوق الوطني للتأمين على البطالة لفائدة العمال األجراء الذين فقدوا
مناصب شغلهم بصفة ال إرادية ألسباب اقتصاديه دفع تعويض البطالة الذي استفاد منه ألواخر سنة
189830 2006عامال مسرحا من مجموع 201505عامال عامال مسجال أي بنسبة استيفاء
%94وانطالقا من سنة 1998الى غاية 2004قام الصندوق الوطني للتأمين على البطالة بتنفيذ إجراءات
احتياطية بإعادة إدماج العاطلين على العمل ،المستفيدين عن طريق المرافعة في البحث عن الشغل
والمساعدة عن العمل الحر تحت رعاية مستخدمين تم توظيفهم وتكوينهم خصيصا ليصبحوا مستشارين
منشطين على مستوى مراكز مزودة بتجهيزات ومعدات مخصصة لهذا الشأن.
ابتداء من سنة 2010سمحت اإلجراءات الجديدة المتخذة لفائدة الفئة االجتماعية التي يتراوح عمرها
بين 30و 50سنة لاللتحاق بالجهاز بمزايا متعددة منها مبلغ االستثمار اإلجمالي ،الذي أصبح في حدود
10ماليين دج وكذا إمكانية توسيع إمكانات اإلنتاج للسلع والخدمات لذوي المشاريع الناشطين.2
ب .الهيكل التنظيمي للصندوق الوطني للتأمين على البطالة
1موقع الصندوق الوطني للعمال األجراء ،www.CNAC.com.dz. ،تم اإلطالع عليه بتاريخ ،2021/06/13على الساعة 10سا و15دقيقة.
2محمد زيدان وأحمد يعقوبي ،فعالية الموارد التمويلية المتاحة لمؤسسات التأمين االجتماعي الجزائري في تحقيق السالمة المالية لنظام الضمان
االجتماعي ،الملتقى الدولي السابع حول "الصناعة التأمينية الواقع العملي وآفاق التطور" تجارب الدول ،جامعة حسيبة بن بوعلي-شلف-يومي-03
04ديسمبر 2012ص.12
~ ~ 55
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
يتمثل الهيكل التنظيمي للصندوق الوطني للتأمين على البطالة في:
الشكل رقم :02الهيكل التنظيمي للصندوق الوطني للتأمين على البطالة
المديرية العامة
مديرية الدراسات والبرامج مديرية اإلدارة مديرية العمليات مديرية األداءات والتنظيم والمنازعات
خلية الدراسات االلكترونية للضمان االجتماعي خلية مراقبة وتدقيق مستشارون مكلفون بالمهام
المصدر :من إعداد الطالبتان بناء على المعلومات من موقع الصندوق www.cnac.dz
تضم السلطة المركزية للضمان وتحت سلطة المدير العام على الهياكل التالية:
• مديرية األداءات والتنظيم والمنازعات
• مديرية العمليات المالية.
• مديرية اإلدارة العامة.
• مديرية الدراسات والبرامج.
• مستشارون مكلفون بمهام عامة.
• خلية مراقبة وتدقيق الحسابات خلية الدراسات االلكترونية للضمان االجتماعي.
ج .تمويل التأمين على البطالة :هو منظم بموجب المرسوم التنفيذي رقم 187/94المؤرخ في 6جويلية
1994المحدد لتوزيع نسبة االشتراك في الضمان االجتماعي المعدل والمتمم إذ ينص على نسب هي:
• %2.5على عاتق المستخدم
• %1.5على عاتق األجير
وبموجب المرسوم التنفيذي رقم 50-2000المؤرخ في 4مارس 2000فقد عدلت النسب لتصل
إلى %1.25بالنسبة للمستخدم و %0.50بالنسبة لألجير ،وسنة 2013انخفضت النسبة إلى %1
بالنسبة للمستخدم و %0.5بالنسبة لألجير.1
المطلب الثاني :تمويل نظام الضمان االجتماعي الجزائري
ترتكز المنظومات التأمينية االجتماعية في العالم في تمويلها على المفاضلة بين مصدرين أو األخذ
بكليهما وهما االشتراكات المهنية والضرائب ،وهذا حسب ما أقرته االتفاقية رقم 102المتعلقة بالمستويات
الدنيا للضمان االجتماعي والتي تنص في مادتها 7على ما يلي" ...يجب تمويل المزايا الممنوحة بالتطبيق
1
OP , CIT.
~ ~ 56
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
لهذه االتفاقية وكذا مصاريف إدارتها جماعيا عن طريق االشتراكات أو الضرائب أو كليهما " ،حيث تأخذ
كل دولة بالطريقة التي تتالءم مع أحوالها االقتصادية وظروفها االجتماعية.
على غرار باقي المنظومات االجتماعية في العالم تولي المنظومة الوطنية للضمان االجتماعي عناية بالغة
للمسألة التمويلية كونها المحدد الرئيسي الستمرار نشاطها من عدمه ،وتسعى بذلك لتنويع مصادرها
التمويلية لضمان السير الحسن ألجهزتها من جهة وتوفير حماية اجتماعية معممة لكافة فئات المجتمع من
جهة أخرى.
فيما يلي نستعرض أهم المصادر التمويلية للمنظومة الوطنية للضمان االجتماعي كما يلي:
أوال :التمويل عن طريق االشتراكات
تعني فكرة االشتراكات االجتماعية مساهمة كل مؤمن اجتماعي في تمويل الضمان االجتماعي قبل
االستفادة من الحماية االجتماعية وهذا ما يفسر أنه توجد عالقة بين قيمة مساهمته والخدمة االجتماعية
التي يستفيد منها ،تعد هذه الطريقة أكثر فعالية إذا ما قارناها بتمويل الدولة أو الضرائب.
وهذا ويعتبر التمويل عن طريق االشتراكات الركيزة األساسية إليرادات نظام الضمان االجتماعي في
الجزائر حيث يدفع العمال اشتراكاتهم لدى ثالث صناديق للضمان االجتماعي توزع هذه االشتراكات بدورها
على شكل أقساط يتحملها كل من العامل ورب العمل وبنسب متفاوتة وتوجه أساسا لتمويل أداءات الضمان
االجتماعي وهي كما يلي:
• التأمينات االجتماعية.
• حوادث العمل واألمراض المهنية.
• التقاعد.
• التقاعد المسبق.
• التأمين على البطالة.
والجدول الموالي يوضح تطور معدل االشتراك والذي يعادل %34.5من األجر الخاضع
لالقتطاعات كما يلي:
~ ~ 57
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
جدول رقم :01توزيع نسبة االشتراكات للضمان االجتماعي الجزائري.
المجموع حصة الحصة التي الحصة التي
صندوق يتكفل بها يتكفل بها الفرع
الخدمات العامل المستخدم%
االجتماعية
13% _ 1.5% 11.5% التأمينات
االجتماعية
1.25% _ _ 1.25% حوادث العمل
واألمراض
المهنية
18.25% 0.5% 6.75% 11% التقاعد
1.5% _ 0.25% 1% التأمين على
البطالة
0.5% _ 0.25% 0.25% التقاعد
المسبق
34.5% 0.5% 9% 25% المجموع %
من أعداد الطالبتين بناءا على معلومات منشورة على موقع www.cnas.dz
ثانيا :التمويل عن طريق ميزانية الدولة والضرائب
تتدخل ميزانية الدولة عن طريق صرف اإلعانات والمنح العائلية ،إضافة إلى النفقات الموجهة لخدمة
التضامن الوطني بالنسبة للمتقاعدين الذين يتقاضون منح منخفضة.
• تم إنشاء الصندوق الوطني ألموال التقاعد سنة 2006ومن خالل أمر مرسوم رئاسي ،والذي يمول
أساسا عن طريق توجيه %2من الجباية البترولية.
وفي سنة 2010اقر قانون المالية إنشاء صندوق وطني للضمان االجتماعي يمول جزء منه من خالل
الرسم على التبغ والرسم على السفن والبواخر الموجهة للسياحة والمتعة ،باإلضافة إلى اقتطاع %5من
الفوائد الصافية لمستوردي الدواء.
• و توجد هناك بعض مصادر التمويل لنظام الضمان االجتماعي نذكر منها :عوائد صناديق االستثمار،
المساهمات ،الزيادات والقيم المالية لمخالفات التأخيرات وبعض العقوبات األخرى.1
~ ~ 58
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
ثالثا :كيفية استخدام الموارد المالية
يوفر الضمان االجتماعي مبالغ مالية ثم يتولى االلتزام بمستحقات المختلفة للمستفيدين وهناك تقنيتان
أساسيتان الستخدام تلم الموارد المالية وهما :تقنية التوازن المالي وتقنية التراكم ألتربيعي:1
أ .تقنية التراكم المالي أو الرسملةla capitalisation
يفتح بمقتضاها حساب باسم كل مؤمن تفيد فيه جميع االشتراكات التي تحصل باسمه سواء تحملها العامل
أم أصحاب العمل أوكالهما ،وبما أن هذه المبالغ تستثمر فان حق العامل في مبالغ االشتراكات المحصلة
لحسابه يزيد بمقدار الفائدة التي تضاف إليها ،وعند التقاعد يتحصل المؤمن على معاش يقتطع من
حسابه.
هذا يقتضي تكوين احتياطات تحسب باستخدام قواعد االحتماالت ومعدالت الوفاة والحياة وسعر الفائدة،
بحيث تكفي هذه المستحقات لدفع نفقات المؤمن حيث تبدأ الفترة التي يتوقف فيها عن أداء االشتراكات
لكي يحصل على معاشه وهذه الطريقة مستوحاة من تقنية
التوازن االدخار.
ب .التربيعيla réparation
بمقتضى هذه الطريقة تنظم حسابات الضمان االجتماعي سنة ب سنة ،فمدا خيل االشتراكات لسنة
معينة توزع على المؤمني ن الذين لهم الحق فيها بنفس السن ،ولقد استخدمت هذه الطريقة ألول مرة لدفع
التعويضات اليومية إلصابات العمل ،وفي تحمل مصاريف العالج والدواء ،ثم انتشرت بعد الحرب العامية
في عدة دول بالنسبة لمعاشات الشيخوخة.
وتقوم هذه الطريقة على مبدأ التضامن بين األفراد واألجيال المتعاقبة ،فمثال إذا أخذنا بها فيمال يتعلق
بمعاشات التقاعد فان اشتراكات العناصر الشابة العاملة لسنة معينة هي التي تسمح بدفع معاشات التقاعد
للمتقدمين فيالسن.
أما نظام الضمان االجتماعي الجزائري فقد أخذ بطريقة التوزيع التربيعي ،وذلك لتغطية كافة األخطار.
1فضيلة عكاش ،تطور نظام الضمان االجتماعي في الجزائر ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية ،فرع التنظيم
السياسي واإلداري ،جامعة الجزائر ،2001، 03ص.12
~ ~ 59
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
أوال :تحسين نوعية األداءات المقدمة لفائدة األـشخاص المؤمن لهم اجتماعيا
جسد ذلك من خالل مراجعة الترسانة القانونية لنظام التأمينات االجتماعية المعمول بها منذ 1983
والتي تعتبر مرجعية تشريع الضمان االجتماعي في الجزائر باإلضافة إلى تفعيل العمل بنظام الدفع من قبل
الغير وجسد ذلك من خالل مختلف العالقات التعاقدية التي أبرمت مع مختلف مؤسسات القطاع الصحي
والهدف من وراء ذلك هو تحسين الخدمات المقدمة لفائدة األشخاص المؤمن لهم اجتماعيا.
أ .نظام الدفع من قبل الغير :هو وسيلة تسمح للمؤمنين لهم اجتماعي او ذوي حقوقهم باكتساب المنتجات
الصيدالنية دون دفع مسبق للمصاريف وتضم كل المنتجات الصيدالنية التي تضمنها قائمة األدوية التي يتم
تعويضها من طرف الضمان االجتماعي وكما حددت في القرار الوزاري والتي يضعها إما الطبيب المعالج أو
طبيب جراحة األسنان أو القبيلة كل في حدود اختصاصه.
إصالحات نظام الدفع من قبل الغير :توسع نظام الدفع من قبل الغير ليشمل تقريبا مختلف الخدمات ب.
الصحية ومن ضمنها نذكر:
.1الخدمات التي تقدمها المستشفيات لفائدة األشخاص المؤمن لهم اجتماعيا:
الهدف األساسي لتطبيق نظام الدفع من قبل الغير هو االنتقال من التمويل الجزافي للمستشفيات إلى تمويل
حقيقي مبني على تحيين التكاليف سواء تعلق األمر بالوصفات الطبية أو أيام اإلقامة بالمستشفى ،و أنشأ هذا
النظام بموجب قرار وزاري مشترك صادر في 14جانفي 2003و الذي تضمن إنشاء ،تكوين ،و صالحيات
اللجنة الو ازرية المشتركة المكلفة بمراقبة و تقييم تطبيق التعاقد ،العالقات بين المؤسسات العمومية للصحة و
هيئات الضمان االجتماعي و مديريات النشاط االجتماعي للوالية ،كما صدر في ذات المرسوم كيفية تطبيقه
و المتمثلة في إجراء عملية التعرف على المؤمن لهم اجتماعيا و ذوي حقوقهم عند دخولهم للمستشفى و ذلك
عن طريق النظام اآللي المخصص لذلك و الذي جاء تماشيا مع بطاقة الشفاء عوضا عن النظام القديم
المتمثل في ملئ البطاقة المخصصة لذلك حسب الحاالت .
.2الخدمات التي تقدمها العيادات الخاصة المتخصصة :الخدمات التي تقدمها المستشفيات لفائدة األشخاص
المؤمن لهم اجتماعيا إضافة إلى خدمات النقل من منزل الشخص المريض إلى العيادات المتخصصة
والمراكز الطبية.
على العموم فنظام الدفع من قبل الغير ساهم إلى حد بعيد في تحسين الخدمات المقدمة لفائدة األشخاص
المؤمن لهم اجتماعيا زيادة على أنه ساهم في تقليل التكاليف والحد نوعا ما إلى التحايل على مؤسسات
الضمان االجتماعي.1
ثانيا :عصرنة تسيير هيئات الضمان االجتماعي
تم استحداث العمل بنظام البطاقة االلكترونية الشفاء في سباق عصرنة المنظومة الوطنية للضمان
االجتماعي من خالل تحديث أنظمة العمل و إدخال العمل بآخر تطبيقات وسائل تكنولوجيا المعلومات كما
~ ~ 60
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
أن تحديث أنظمة العمل جاء في سياق تطبيق الجزائر لمشروع الحكومة االلكترونية بالجزائر فعصرنة نظام
الضمان االجتماعي من خالل إدخال العمل بنظام البطاقة االلكترونية الشفاء ،كلفت خزينة الضمان
االجتماعي مبلغ 16.5مليون أورو نتيجة لشراء المشروع على شركة GIMALTOالفرنسية زيادة على
تكاليف تكوين المهندسين و توفير أجهزة اإلعالم اآللي لتطبيق هذا النظام.
أ .تعريف بطاقة الشفاء :هي بطاقة للتأمينات االجتماعية تحتوي على شريحة إلكترونية دونت فيها كل
المعلومات وتسمح ب:
• التعرف على هوية المؤمن له وذوي حقوقهم.
• تسهيل الحصول على مستحقات المؤمن له وذوي حقوقه في أداءات الضمان االجتماعي لدى كل من
األطباء وأطباء األسنان والمستشفيات ،المرتكز الصحية والعيادات الخاصة.
• تمكين المؤمن له من الحصول على أداءاته دون الحاجة إلى إيداع طلب لدى مركز الدفع التابع إليه.
ب .أنواع البطاقة اإللكترونية الشفاء :يمكن التمييز بين ثالثة أنواع من البطاقات تشمل:
• البطاقة العائلية :تحتوي هذه البطاقة على معلومات وبيانات المؤمن له وذوي حقوقه ،وتتضمن معلومات
مفصلة عن كل فرد له حق االستفادة من الخدمة ويصل عددها إلى 10بيانات
• البطاقة الشخصية :هي بطاقة خاصة باألفراد الذين يعملون في واليات ويقيمون في واليات أخرى.
ج .أهداف نظام البطاقة االلكترونية الشفاء :يمكن تحديد أهداف نظام البطاقة االلكترونية للشفاء من ثالثة
جوانب أساسية:
.1بالنسبة للمؤمن له اجتماعيا :تتمثل األهداف في:
• االستغناء تدريجيا عن المستندات الورقية المستعملة حاليا في التكفل بالعالج.
• تخفيف اإلجراءات وإلغاء إجراءات التعويض على مستوى مراكز الدفع للضمان االجتماعي.
• سرعة الحصول على التعويضان المستحقة كمرحلة أولى.
• توسيع العمل في نظام الدفع من قبل الغير وتعميمه إلى كل المؤمنين اجتماعيا.
• تسهيل تطبيق نظام التعاقد مع مؤسسات القطاع الصحي.
.2بالنسبة لهيئات الضمان االجتماعي :تتمثل األهداف في:
• عصرنة التسيير بما يسمح بمتابعة ومراقبة أحسن األداءات المقدمة وبالتالي التحكم في النفقات مع نكفل
أحسن بالمؤمنين اجتماعيا.
• تسيير تطبيق نظام التعاقد مع الهياكل الصحية ونظام التعاقد مع المؤسسات العمومية للصحة.
• تحسين نوعية األداءات المقدمة لفائدة األشخاص المؤمن لهم اجتماعيا.
• إنشاء بنك معلومات دقيقة للضمان االجتماعي.
• تسهيل الدراسات اإلستراتيجية على المدى البعيد لمنظومة الضمان االجتماعي.
.3بالنسبة لشركاء الضمان االجتماعي :تتمثل األهداف في:
~ ~ 61
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
• عصرنة التسيير لدر شركاء الضمان االجتماعي.
• عصرنة عالقاتهم مع المؤمنين وهيئات الضمان االجتماعي.
• تحسين نوعية الخدمات المعروضة على المؤمنين اجتماعيا.
• تسيير عمليات االنضمام لنظام التعاقد مع مختلف الهيئات ذات العالقة بالضمان االجتماعي.1
ثالثا :الحفاظ على التوازن المالي لمنظومة الضمان االجتماعي
جسد ذلك من خالل سعي الحكومة الجزائية و القائمون على قطاع الضمان االجتماعي إلى العمل
على تدبير مصادر تمويل إضافية لمؤسسة الضمان االجتماعي تسمح لها بتغطية مختلف األخطار
االجتماعية و تحافظ على توازناتها المالية التي تعتبر األداة الضرورية الستدامة مؤسسات التأمينات
االجتماعية ،زيادة على هذا إنشاء الصندوق الوطني الحتياطات التقاعد الذي يمول حاليا بنسبة %03من
عوائد الجباية البترولية و الذي يعمل على معالجة أي خلل مالي في الصندوق الوطني للتقاعد ،كم تم
استحداث الصندوق الوطني لتحصيل اشتراكات الضمان االجتماعي بغرض زيادة فعالية أموال التأمينات
االجتماعية.
المطلب األول :مفهوم الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء –وكالة ميلة-
إن صندوق الضمان االجتماعي للعمال األجراء CNASهو عبارة عن مؤسسة خدماتية تقوم بتقديم
خدمات المواطنين والمؤسسات وذلك من خالل تحقيق األمن والطمأنينة لإلنسان لما ينتج عن األحداث
واألخطار التي تصيب الشخص أثناء العمل أو خارج العمل.
أنشأت وكالة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء بميلة في سبتمبر 1996بموجب
مرسوم وزاري رقم 223-85المؤرخ في 20أغسطس .1985وتتوفر وكالة ميلة على مقر رئيسي واحد
ببلدية ميلة و 12مركز دفع موزع على كامل الوالية وذلك من أجل إحداث توازن جهوري رفعا للمشقة وتقريب
اإلدارة من المواطن وأرباب العمل ،الذين يشتكون من صعوبة االتصال بالصندوق لتقديم اشتراكاتهم
المستحقة.1
من إعداد الطالبتين بناءا على معطيات مقدمة من طرف وكالة ميلة
1من إعداد الطالبتين بناءا على معلومات مقدمة من وكالة ميلة .CNAS
~ ~ 63
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
➢ بالنسبة للمراكز التصوير الطبي فوالية ميلة ال تحتوي على أي مركز بل هي تابعة لوالية قسنطينة
وجيجل.
يتكون صندوق الوطني الضمان االجتماعي لوكالة ميلة من مديرية عامة تنطوي تحتها على 05
مديريات فرعية لها مهام تقوم بها.
المديرية العامة
المديرية الفرعية للتحصيل ومنازعات التحصيل المديرية الفرعية للتعويضات المديرية الفرعية للموارد البشرية
من خالل الهيكل التنظيمي لوكالة CNASميلة نالحظ أنها تتكون من:1
أ .المديرية العامة :يقوم برئاستها المدير ويقوم بأعمال التسيير والمتابعة بصفة عامة واتخاذ الق اررات
الالزمة من قبول أو رفض ،وتنقسم إلى:
▪ المدير
1من إعداد الطالبتين بناءا على المعلومات المتحصل عليها من وكالة ميلة cnas.
~ ~ 64
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
▪ أمانة المديرية.
▪ خلية اإلصغاء واالتصال.
▪ نواب المدير.
ب .المديرية الفرعية للتحصيل ومنازعات التحصيل :تقوم هذه المديرية بعملية تحصيل أموال اشتراكات
الضمان االجتماعي ومراقبة المستخدمين للقوانين السارية المفعول تنقسم إلى:
.1قسم المنازعات :تعتبر العمود الفقري لوكالة الضمان االجتماعي حيث أنها تقوم أساسا بالتعامل مع
المستخدمين الذين يملكون محالت وعقارات ويشغلون أعمال مثل :مقهى ،صناعة أجهزة...الخ ،وكذا
المؤسسات الخاصة كمقاولة البناء ،مؤسسة توزيع مواد البناء ،وتنقسم بدورها إلى قسمين:
▪ منازعات عامة.
▪ منازعات طبية.
.2قسم تسيير أرباب العمل :تلعب دو ار عاما في عملية تحصيل مستحقات الصندوق ،كما تقوم بإحصاء
عدد العمال في الورشات واإلدارات ،ومراقبة دفاتر رب العمل ،للتأكد من صحة التصريحات بمبالغ
االشتراكات المقدمة لمصلحة االشتراكات.
.3قسم االشتراكات :وهي المصلحة التي تقوم بالمتابعة الدائمة والمستمرة لمنفعة أرباب العمل وتتعلق
بالمبالغ الواجب دفعها شهريا أو بعد كل ثالثي ،والتي ترتبط أساسا بعدد المستخدمين وأجورهم الشهرية،
بحيث تتلقى التصريحات ،التكاليف ،ودفع االشتراكات.
ج .المديرية الفرعية للتعويضات :وهي التي تقوم بتعويض المخاطر المختلفة سواء منها المتعلقة بالمريض
أو األمومة أو العجز أو الوفاة ،وتهدف إلى تسهيل عملية الحصول على حقوقهم المستحقة لدى صندوق
الضمان االجتماعي وتنقسم إلى مصلحتين:
.1قسم تسيير المراكز.
.2قسم تسيير المصالح المركزية.
د .المديرية الفرعية للمراقبة الطبية :تسير هذه المصلحة من طرف الطبيب الرئيسي واألطباء المستشارين
اآلخرين ،حيث يمارس هؤالء مهامهم المخولة لهم قانونيا والمتمثلة في الرقابة الطبية على الملفات الموضوعة
أمامهم حيث يبدون بآرائهم حول:
• مصاريف األدوية
• التنقل للعالج خارج الوالية وخارج الوطن
• المصاريف الطبية
• التجهيزات المدعمة للمعاقين
وتعتبر هذه النيابة استشارة فيما يخص:
• الوصفات الطبية
~ ~ 65
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
• التوقف عن العمل
• إجراء الفحص الطبي من أجل الموافقة عليها أو تقليصها لمدة أو رفضها
• تحديد إمكانية رجوه المرضى إلى عملهم أو تحديد فترة العطلة
• إجراء الفحوصات الطبية بصفة دورية على المرضى وضحايا حوادث العمل
• تحديد صنف العجز عن المرض
• نيابة مديرية التحصيل والمالية:
تقوم هذه المديرية بعملية تحصيل أموال اشتراكات الضمان االجتماعي ومراقبة المستخدمين للقوانين السارية
المفعول تنقسم إلى:
.1مصحة الترقيم :لها وظيفتان أساسيتان وهما مستخدمين وترقيم العمال المؤمنين اجتماعيا ومن خالل
هاتين المهمتين يمكن الوقوف على وظيفة هذه المصلحة ،والتي تكمن في تعداد المؤمنين اجتماعيا حسب
السلم الترتيبي للعمل.
.2مصلحة مراقبة المستخدمين :وتعتبر مصلحة المراقبة ذات قيمة وأهمية كبيرة ينبثق ذلك من خالل
النشاطات التي تقوم بها إذ تسهر على تطبيق القوانين المتعلقة بالمستخدمين ،وتسعى للقضاء على ظاهرة
التحايل والغش على القوانين وضرب حقوق العمال المتبعة من طرف المستخدمين.
.3مصلحة التحصيل :بعد انتساب المستخدم تقدم شهادة االنتساب إلى هذه المصلحة لفتح ملف ومنه يقوم
المستخدم بتقديم تصريح باالشتراك في جميع الصناديق األخرى مثل (التقاعد ،البطالة.)....
ه .المديرية الفرعية للمالية :وينقسم:
.1مصلحة األمر بالدفع :تعتبر ذات أهمية كبيرة باعتبارها تقوم باآلتي:
تسوية النفقات والتعويضات والتسيير واالستثمار. •
تسوية نفقات التعويضات العائلية أو االجتماعية بواسطة الحواة أو الدفع بالبريد. •
تزويد مختلف المراكز وفروع الصندوق بما يحتاجونه من مال. •
متابعة عملية الدفع والسحب للحساب البريدي الجاري. •
.2مصلحة المحاسبة :تقتصر مهامها على:
مسك حسابات المقرر المركزي. •
تحضير حسابات الوكالة مع الفروع. •
تسهر على حسن تنفيذ العمليات المالية. •
تتولى التنسيق المالي. •
.3مصلحة المنازعات :تعتبر العمود الفقري للوكالة حيث تقوم أساسا بالتعامل مع المستخدمين الذين
يملكون محالت وعقارات ويشغلون أعمال مثل مقهى ،صناعة أجهزة...الخ و كذا المؤسسات الخاصة كمقاولة
البناء ،مؤسسة تزويد مواد البناء ،و تنقسم بدورها إلى قسمين:
~ ~ 66
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
منازعات عامة. •
منازعات طبية. •
و .المديرية الفرعية للموارد البشرية:هي المسؤولة عن قيادة وتوجيه وتسيير إدارة العمليات المختلفة
بالمؤسسة ،قصد تحقيق األهداف المنشودة وتسعى إلى تلبية جميع الطلبات عن طريق تدخالت مختلفة
ومتنوعة وعلى إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل المطروحة وتنقسم اإلدارة العامة على مستوى الصندوق الى:
.1مصلحة الموارد البشرية (الموظفين)
لديها عدة مهام ومصالح أساسية تتمثل في اإلشراف على ما يلي:
التحقق من شهادات العمل المحققة. ▪
إخراج شهادات التنصيب. ▪
حساب سنوات األقدمية. ▪
الخطوط المعتمدة في ترقية سلوك الفرد. ▪
الغيابات والعقوبات. ▪
.2مصلحة الوسائل العامة :تهتم بكل وسائل الوكالة من ممتلكات مادية باإلضافة الى التسيير الحسن
ألعمال الوكالة ،وهذا عن طريق تموينها بمختلف التجهيزات الضرورية للعمال واالشراف على تسيير العتاد
وتنظيم استغالله وتنقسم الى ثالثة أقسام:
▪ فوج تقني البناء ،تصليح الكهرباء ،النظافة.
▪ الحراسة.
~ ~ 67
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
الجدول رقم :03تطور عدد المنخرطين خالل الفترة الممتدة من 2016إلى 2020في الصندوق الوطني
للضمان االجتماعي وكالة ميلة
الشكل رقم :05منحنى تطور عدد المنتسبين لوكالة ميلة خالل الفترة 2020-2016
380000
375000
370000
365000
360000
355000
350000
345000
340000
335000
330000
2016 2017 2018 2019 2020
نالحظ من خالل الجدول 03و المنحنى أن عدد المنتسبين للضمان االجتماعي لوكالة ميلة في تزايد
مستمر ،باعتبار أن سنة األساس هي سنة 2016ففي سنة 2017ازداد عدد المنتسبين حوالي 26570
أما سنة 2018ارتفع بحوالي 991و السنة الموالية حوالي 1592و سنة 2020ارتفع ب 313منخرط
جديد ليصل عدد المنتسبين حوالي .380000
ويفسر ارتفاع عدد المنتسبين إلى:
سياسات الدولة التي قامت بها من أجل دعم كافة القطاعات ،وذلك بدعم التشغيل (مؤسسات صغيرة •
ومتوسطة) ،ومحاولة التقليل من نسبة البطالة.
تحسين مستوى الخدمات االجتماعية المقدمة للمؤمنين اجتماعيا وذلك بتطوير نوعية الخدمات. •
~ ~ 68
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
إصدار عدة قوانين وتشريعات تجبر أصحاب العمل بالتصريح بعدد عمالها والتأمين اإلجباري لهذه الفئة •
عند التصريح.
جلب العديد من المنتسبين بفضل استحداث بطاقة الشفاء اإللكترونية وذلك لما تقدمه من مزايا :مجانية •
الدواء بالنسبة لذوي األمراض المزمنة ودفع قيمة رمزية لفئة أخرى.
المطلب الثالث :التوازن المالي لمؤسسة الضمان االجتماعي للعمال األجراء وكالة ميلة
تسعى مؤسسة الضمان االجتماعي لوكالة ( ميلة) الحفاظ على توازنها المالي وهذا من خالل التوفيق
بين مواردها و نفقاتها للقيام بمهامها األساسية ،رغم الصعوبات التي تواجهها بسبب االرتفاع المستمر
لتعويضات و نفقات الصندوق خاصة خالل الفترة األخيرة بعد ظهور فيروس كورونا.
أوال :نفقات الوكالة وتطورها.
عرفت نفقات ووكالة ميلة عدة تطورات خاصة خالل الفترة األخيرة من سنة 2016إلى 2020سوف
نتطرق إليها عموما وبأرقام تقريبية بسبب محدودية المعطيات الممنوحة من طرف الوكالة.
الجدول رقم :04نفقات صندوق الضمان االجتماعي للعمال األجراء(وكالة ميلة)
~ ~ 69
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
الشكل رقم :06منحنى تطور نفقات وكالة ميلة خالل الفترة 2020_2015
النفقات
1,2E+10
1E+10
8E+09
6E+09
النفقات
4E+09
2E+09
0
2015 2016 2017 2018 2019 2020
من خالل الجدول 05والمنحنى نالحظ أن النفقات في ارتفاع مستمر من سنة إلى أخرى حيث
ارتفعت من سنة 2015إلى 2016بنسبة 7%وهذا راجع إلى زيادة عدد المؤمنين من طرف الوكالة،
لتنخفض خالل السنوات 2017و 2018خصوصا 2018لتصل إلى 3.25%و هذا راجع النخفاض عدد
المؤمنين الجدد و قلة حوادث العمل و التعويض عن األدوية ،أما سنة 2019و 2020فقد شهدت زيادة
وصلت إلى 10%و هذا راجع إلى ظهور وباء كورونا و زيادة نفقات التكفل بالمؤمن لهم اجتماعيا حيث
تكفلت الوكالة بجميع الفئات التي مسها الضرر.
ثانيا :إيرادات الوكالة و تطورها
من الضروري تأكيد أن المعلومات المتعلقة بهذا المجال هي معلومات سرية وغير قابلة للنشر مما
جعلنا نقوم بإعطاء األرقام بصفة تقريبية.
~ ~ 70
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
الجدول رقم :05مداخيل الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء وكالة ميلة ونسبة تطورها
المداخيل
1E+10
9E+09
8E+09
7E+09
6E+09
5E+09
المداخيل
4E+09
3E+09
2E+09
1E+09
0
2015 2016 2017 2018 2019 2020
من خالل الجدول نالحظ ارتفاع إيرادات الوكالة من سنة إلى أخرى حيث ارتفعت من سنة 2016
إلى 2017بنسبة 6%و سنة 2015إلى 15.5%راجع للزيادات التي مست األجور خالل السنتين و أيضا
زيادة عدد المستخدمين خالل نفس الفترة ،باإلضافة إلى الحمالت التفتيشية و التحسيسية التي تقوم بها
مفتشية العمل و التعاون اإلداري بين مختلف األطراف المعنية التي كان لها األثر األكبر في إرغام و إقناع
عدد المستخدمين بالتصريح بالعمال.
~ ~ 71
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
لتنخفض خالل سنة 2019لتصل إلى 0.45%بسبب ظهور فيروس كورونا و تأثيره على ميزانية الدولة
ككل و أعمال المستخدمين و أرباب العمل و استمرار االنخفاض إلى غاية سنة 2020حيث بدأت الوكالة
باتخاذ جملة من التدابير بناءا على توصيات الوزير بالمساهمة في اإلجراءات االحت ارزية جراء تلك الظروف
من خالل تمديد آجال دفع اشتراكات المستخدمين و أرباب العمل لدى الصندوق و هذا ما أخر عملية
التحصيل.
من خالل دراستنا لنفقات وإيرادات الوكالة نستنتج أن أسباب ارتفاعهم راجع إلى:
• ارتفاع نفقات الوكالة سببه التطورات التي عرفتها منظومة صندوق التأمينات االجتماعية نظ ار لزيادة
خدمات المرافق وفواتير تعويض األدوية خصوصا مع الظروف الصحية التي تمر بها البالد.
• اإليرادات في تزايد مستمر نظ ار للمجهودات المبذولة في إصالح المنظومة وتحصيل اشتراكات
المستخدمين في آجالها المسطرة.
~ ~ 72
دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء __ CNASميلة الفصل الثالث:
خالصة:
من خالل هذا الفصل الحظنا أن منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر لم تستطع أن تغطي
نفقاتها المتزايدة من خالل االعتماد على االشتراكات ،وأن نفقاتها في تزايد مستمر وأنها ستحقق عج از ماليا
خصوصا إذا استمرت في االعتماد على االشتراكات الخاصة في ظل ارتفاع أسعار األدوية وتزايد البطالة
وظاهرة العمل الغير رسمي والغير مصرح به لصناديق الضمان االجتماعي.
~ ~ 73
خاتمــــــــــــــــــــــــــــــــة
الخاتمة
إن دراسة تحديات تمويل نظم الضمان االجتماعي جعلتنا نقف على العديد من النظم المعتمدة من
طرف الدول لتقديم خدمات الضمان االجتماعي ،وتختلف أساليب تلك النظم ومؤسساتها في الحصول على
التمويل الذي تحتاجه من أجل تقديم خدامتها ،هذه األخيرة تختلف أيضا حسب التطور الذي بلغه النظام الذي
يقدمها ،لذلك يعتبر إعداد برامج وسياسات التمويل والقوانين واللوائح الداعمة لها للنهوض بهذا النظام بما
يتماشى مع التطورات العالمية هو أكبر تحدي يواجه نظام الضمان االجتماعي.
ويظهر من خالل الدراسة الجهود التي قدمتها الجزائر منذ االستقالل لبناء نظام ضمان اجتماعي فعال،
واإلصالحات التي عرفها هذا القطاع خاصة منذ قانون ،1983والذي رسم معالم نظام الضمان االجتماعي
الجزائري ،وال تزال تلك اإلصالحات مستمرة إلى غاية اليوم ،من أجل مواجهة مختلف الصعوبات والتحديات
خاصة فيما يتعلق بالحصول على التمويل ،لتعزيز قدرتها على توفير الموارد المالية الكافية والوفاء
بالتزاماتها.
ورغم تلك المحاوالت ال يزال أمام نظام الضمان االجتماعي الجزائري الكثير من العمل لتجاوز المشاكل
التي يعاني منها وعلى رأسها صعوبة الحصول على التمويل الالزم لتقديم خدماته التأمينية بكل كفاءة
وفعالية ،وضعف توظيف موارده المالية بشكل جيد.
النتائج:
على ضوء استعراض التحديات التمويلية التي تواجه نظم الضمان االجتماعي توصلنا إلى العديد من
النتائج نذكرها في النقاط التالية:
• يحقق الضمان االجتماعي الجزائري تغطية تأمينية تشمل عدد معتبر من المجتمع وتؤمن تقريبا كافة
األخطار التي يمكن أن يتعرض لها المؤمن ،لكنها غير مقيمة بطريقة تعكس الواقع المعيشي للمستفيدين
نتيجة عدم تحيينها منذ عقود.
• هناك محاوالت لعصرنة منظومة الضمان االجتماعي من خالل إجراءات وسياسات عديدة على مستوى
مؤسساتها كنظام الدفع من قبل الغير وإدخال البطاقة اإللكترونية الشفاء ،لكنها تبقى غير كافية.
• اعتماد المنظومة على مورد تمويلي أساسي واحد وهو اقتطاعات المؤمنين لديها وأرباب العمل فقط وعدم
استثمار تلك األموال ،يجعلها أمام ضغوط تمويلية دائمة.
• زيادة نفقاتها وقلة مصادر تمويلها خصوصا بعد تكفل هذا القطاع خالل فترة 2020_2019بجميع
الفئات التي مسها ضرر فيروس كورونا covid19وتوسيع عملياتها من فحوصات ومصاريف التكفل بالعطل
المرضية الناجمة عن هذا الفيروس.
~ ~ 75
الخاتمة
اختبار الفرضيات
على ضوء النتائج التي توصلنا إليها يمكن التحقق من الفرضيات كالتالي:
• الفرضية األولى :توصلت الدراسة إلى تأكيد فرضية اختالف نظم الضمان االجتماعي المعتمدة من دولة
إلى أخرى ،سواء في جانب التمويل وطريقة تقديم اشتراكات ومساهمات األفراد ،أو في جانب الخدمات
المقدمة والجوانب التي يتكفل بها نظام الضمان االجتماعي ،أو أساليب توظيف رؤوس األموال التي تمتلكها
مؤسسات الضمان االجتماعي.
• الفرضية الثانية :توصلت الدراسة إلى تأكيد فرضية وجود أساليب متعددة لتمويل مؤسسات الضمان
االجتماعي ،وتنوعت األساليب بداية من مساهمات األفراد من عمال وأرباب العمل ،وإعانات من الدول
والهيئات ،إضافة إلى عوائد االستثما ارت المختلفة لرؤوس أموال مؤسسات الضمان االجتماعي.
• الفرضية الثالثة :توصلت الدراسة إلى نفي فرضية اعتماد صندوق الضمان االجتماعي للعمال األجراء في
الجزائر على مساهمة العمال وأرباب العمل فقط ،بل تبين وجود مصدر آخر هو إعانات الدولة غير أن
الصندوق ال يعتمد على عوائد االستثما ارت المختلفة لرؤوس أمواله ،وهو ما يفوت عليه فرصة كبيرة لخلق
مصدر كبير ومهم للتمويل.
• الفرضية الرابعة :توصلت الدراسة إلى تأكيد فرضية مواجهة صندوق الضمان االجتماعي لصعوبات كبيرة
جدا في تغطية نفقاته من خالل مصادر تمويله ،بل وتعرضه الى عجز كبير قد يتفاقم في المستقبل ويؤدي
الى عجز كامل فيه ،والسبب ضعف أساليب التمويل التي يعتمدها وسوء تسيير رؤوس أمواله.
التوصيات
بناء على النتائج السابقة يمكن إدراج التوصيات التالية:
على الحكومة الجزائرية االهتمام أكثر بهذا القطاع من خالل إصدار لوائح وتشريعات جديدة تسمح ▪
بتطويره وإصالحه بما يواكب ما وصلت إليه نظم الضمان االجتماعي الدول األخرى.
البد من تحيين الخدمات المقدمة من طرف صندوق الضمان االجتماعي بما يتماشى مع الظروف ▪
الحالية التي يعيشها األفراد ،وعدم االستمرار في اعتماد لوائح تم وضعها منذ عقود مرت.
يجب على الحكومة السعي إلى وضع آليات كفيلة لتوفير موارد تمويلية جديدة وكافية لنظام التأمين ▪
مثال :استثمار أموال الصندوق في مشاريع اقتصادية تحت إشرافها وتوجيه العوائد لتمويل النظام.
فتح مناصب عمل لخريجي الجامعات في هذا القطاع واالستفادة من تكوينهم الذي قد يدعم النهوض ▪
بهذا النظام.
~ ~ 76
قائمة المراجع
قائمة المراجع
الكتب:
.1أبو عبيد القاسم ،كتاب األموال ،دار السالم للنشر ،ط ،1مصر.2007 ،
.2أحمد بوراس تمويل المنشآت االقتصادية ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،ط ،1عنابة ،الجزائر .2008
.3أحمد ماهر ،إدارة األزمات ،الدار الجامعية اإلسكندرية ،ط ،1مصر .2006_ 2005
.4حمدان حسين عبد اللطيف ،الضمان االجتماعيً فلسفة وتطبيقً الدار الجامعية ،ط،1بيروت ،لبنان
.1986
.5حمدان حسين عبد اللطيف ،الضمان االجتماعي أحكامه وتطبيقاته_ دراسة تحليلية شاملة ،الدار
الجامعية ،ط ،3بيروت ،لبنان .1992
.6حمزة محمود الزبيدي ،اإلدارة المالية المتقدمة ،مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ،ط ،1عمان.2004،
.7رابح خوني ،رقية حساني ،المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،إيتراك للنشر والتوزيع ،ط ،1القاهرة ،مصر،
.2008
.8سعيد سعد عبد السالم ،قانون التأمين االجتماعي ،مطابع الوالء الحديثة ،مصر.2003،
.9عبد اللطيف محمود آل محمود ،التأمين االجتماعي في ضوء الشريعة اإلسالمية ،دار النفائس ،ط،1
بيروت ،لبنان .2007
.10عوني محمود عبيدات ،شرح قانون الضمان االجتماعي ،دار وائل للنشر ،األردن ،ط.1998 ،1
.11القرآن الكريم ،سورة يوسف.
.12محمد حسين منصور ،قانون التأمين االجتماعي ،دار المعارف ،ط ،1اإلسكندرية ،مصر سنة .1997
.13محمد فهمي ،الرعاية االجتماعية واألمن االجتماعي ،المكتب االجتماعي الحديث ،ط ،1اإلسكندرية،
مصر ،سنة .1998
.14مصطفى أحمد أبو عمرو ،األسس العامة للضمان االجتماعي ،منشورات الحلبي الحقوقية ،ط،1
بيروت ،لبنان .2010
.15معراج جديدي ،مدخل لدراسة قانون التأمين الجزائري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،ط،4
الجزائر.2004
األطروحات والمذكرات
.1أحمد محمد عادل عبد العزيز ،أثر سعر الفائدة على التضخم في برنامج اإلصالح االقتصادي في مصر
"دراسة قياسية" رسالة ماجستير ،قسم االقتصاد ،كلية التجارة ،جامعة األزهر القاهرة.2008،
.2أمينة سعيد ،تمويل صناديق الضمان االجتماعي ،دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء ،وكالة
أدرارً مذكرة ماستر تخصص اقتصاديات المالية العامة ،جامعة أدرار .2013-2012
~ ~ 78
قائمة المراجع
.3باديس كشيدة ،المخاطر المضمونة و آليات فض المنازعات في مجال الضمان االجتماعي ،بحث مقدم
لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية ،تخصص قانون أعمال ،جامعة الحاج لخضر_باتنة_. 2010
.4بن دهمة هوارية ،الحماية االجتماعية في الجزائر دراسة تحليلية لصندوق الضمان االجتماعي ،دراسة
حالة صندوق الضمان االجتماعي تلمسان ،رسالة ماجستير تخصص تسيير المالية العامة ،جامعة أبوبكر
بلقا يد ،تلمسان .2015_2014
.5بن سعد كريمة ،تسيير صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر –دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال
األجراء وكالة تلمسان –مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية ،تخصص تسيير المالية العامة ،جامعة
تلمسان .2011-2010
.6درار عياش ،أثر نظام الضمان االجتماعي على حركية االقتصاد الوطني –حالة الصندوق الوطني
للتأمينات االجتماعية لغير األجراء –شبكة بومرداس ،مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية ،جامعة بن خده،
الجزائر .2005-2004
.7فضيلة عكاش ،تطور نظام الضمان االجتماعي في الجزائر ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في
العلوم السياسية والعالقات الدولية ،فرع التنظيم السياسي واإلداري،
.8محمد عطية أحمد سالم ،التأمين االجتماعي والتنمية االقتصادية في إفريقيا " دراسة مقارنة لبعض دول
القارة في الفترة ،1990_1980رسالة ماجستير بمعهد األبحاث والدراسات اإلفريقية ،جامعة القاهرة.1997،
.9منى إبراهيم محمود إبراهيم دراسة تحليل القتصاديات نظم التأمينات والمعاشات " دراسة مقارنة" رسالة
ماجستير ،قسم االقتصاد والتجارة الخارجية وإدارة األعمال ،جامعة حلوان ،مصر.2007 ،
.10وارد فؤاد ،الحماية االجتماعية والتشغيلً دراسة حالة الجزائرً ماجستير في العلوم االقتصادية،
تخصص اقتصاد التنمية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،سنة .2014
الندوات والمؤتمرات والملتقيات:
.1بدو محمد ،بربار نور الدين ،اتجاهات عصرنة نظام الحماية االجتماعية في العالم ،كلية العلوم
االقتصادية والتجارية ،كلية علوم التسيير ،جامعة خميس مليانة ،عين الدفلى 17/ 16جوان .2013
.2تهتان مراد ،نموذج تقديم مشروع بعنوان ضبط وتقييم تكاليف الحماية االجتماعية في مؤسسات الحماية
االجتماعية وآليات توظيف مواردها بفعالية في الجزائر ،فسم العلوم االقتصادية والتجارية و علوم التسيير،
جامعة الدكتور يحي فارس ،المدية.2011،
.3خالد إبراهيم ،الحماية االجتماعية والتنمية في ظل المتغيرات الراهنة ،مؤتمر الحماية االجتماعية و
التنمية ،جامعة نايف العربية ،السعودية .2014،
.4زيرمي نعيمة ،الحماية االجتماعية بين المفهوم والمخاطر والتطور في الجزائر،الملتقى الدولي السابع
الدول ،جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف ،كلية
ً حول الصناعة التأمينية ،الواقع العملي وأفاق التطويرً تجارب
العلوم االقتصادية يومي 4_3ديسمبر .2012
~ ~ 79
قائمة المراجع
.5سامية إبراهيم عبد العزيز ،إصالح نظام المعاشات في مصر –الخيرات و االختيارات-و ازرة المالية،
قطاع مكتب الوزير ،اإلدارة المركزية لمركز المعلومات و التوثيق ،القاهرة .2007 ،
.6السيد خلف العبد هللا ،بعنوان األزمة االقتصادية العالمية وأثرها على نظم التأمينات ،سوريا من
22_20تشرين الثاني .2010
.7صادق مهدي السعيد ،الضمان االجتماعي وتطبيقه في العراق ،د ارسة مقارنة ،مجلة العدل االجتماعي،
بغداد ،العراق .1957،
.8الطيب السماتي ،اإلطار القانوني للتأمينات االجتماعية والتشريع الجزائري ومشاكله العملية ،ندوة حول
مؤسسات التأمين التكافلي والتأمين التقليدي بين األسس النظرية والتجربة التطبيقية26-25،أفريل .2011
.9فالح خلف الربيعي ،دور شبكات األمان االجتماعي في ظل الخصخصة االقتصادية ،مقال بجريدة
الصباح ،العدد ،3مصر ،آذار2006
.10محمد زيدان وأحمد يعقوبي ،فعالية الموارد التمويلية المتاحة لمؤسسات التأمين االجتماعي الجزائري في
تحقيق السالمة المالية لنظام الضمان االجتماعي ،الملتقى الدولي السابع حول "الصناعة التأمينية الواقع
العملي وآفاق التطور" تجارب الدول ،جامعة حسيبة بن بوعلي-شلف-يومي04-03ديسمبر .2012
.11ملخص فعاليات الندوة الوطنية األولى حول الحماية االجتماعية ،المنظمة من طرف و ازرة العمل
والحماية االجتماعية ،بالمعهد الوطني للعمل ،سنة .2000
.12ممدوح سالمة ،تداعيات هبوط أسعار النفط على البلدان المصدرة ،المركز العرب لألبحاث و دراسة
السياسات ،قطر2015،
.13نوال أقسام ،مستقبل أنظمة التقاعد –تجربة فرنسا –مصر المعاصرة ،الجمعية المصرية لالقتصاد
السياسي واإلحصاء والتشريع ،القاهرة ،أفريل .2009
القوانين والمراسيم
.1المرسوم 33/25المؤرخ في 9فيفري 1985يحدد قائمة العمال المشبهين باألجراء في مجال الضمان
االجتماعي ،الجريدة الرسمية ،العدد ،9الصادرة في 24فيفري .1985
المرسوم التنفيذي رقم 45_97المؤرخ في 4فيفري 1997يتضمن إنشاء الصندوق الوطني للعطل المدفوعة
األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية في قطاعات البناء واألشغال العمومية والري ،الجريدة
الرسمية ،العدد ،8الصادرة في /25فيفري .1997
.2المادة ،22اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة10،ديسمير .1948
.3المادة 3من القانون رقم 11/83المؤرخ في 2جويلية ،1983المتعلق بالتأمينات االجتماعية المؤرخ في
2يوليو.1983الجريدة الرسمية ،العدد ،28الجزائر 5جويلية.1983
.4المادة 4من القانون 11/83المتعلق بالتأمينات االجتماعية ،المؤرخ في 2يوليو.1983الجريدة الرسمية،
العدد ،28الجزائر 5جويلية.1983
~ ~ 80
قائمة المراجع
~ 81 ~
قائمة المالحق
قائمة المالحق
~ ~ 83
قائمة المالحق
~ ~ 84
قائمة المالحق
~ ~ 85
قائمة المالحق
~ ~ 86