You are on page 1of 81

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫املركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف ميلة‬


‫معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫قسم علوم التسيير‬

‫المرجع ‪2021/........... :‬‬ ‫الميدان‪ :‬العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬


‫فرع‪ :‬علوم التسيير‬
‫التخصص‪ :‬إدارة مالية‬

‫مذكرة بعنوان‪:‬‬
‫تحديات تمويل نظم الضمان االجتماعي‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء ميلة‬
‫‪-CNAS-‬‬
‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في علوم التسيير (ل‪.‬م‪.‬د)‬
‫تخصص " إدارة مالية "‬
‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫إع ـ ـ ــداد الطلبة‪:‬‬
‫د‪ .‬داودي حمزة‬ ‫‪ -‬عنصرلينة‬
‫‪ -‬بوكحيل إلهام‬

‫لجنة المناقشة‬
‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫اسم ولقب األستاذ‬
‫رئيسا‬ ‫املركـز الجامعـي عبد الحفيظ بوالصوف ميلـة‬ ‫د‪ .‬قرفي عمار‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫املركـز الجامعـي عبد الحفيظ بوالصوف ميلـة‬ ‫د‪ .‬داودي حمزة‬
‫مناقشا‬ ‫املركـز الجامعـي عبد الحفيظ بوالصوف ميلـة‬ ‫د‪ .‬مشري فريد‬

‫السنة الجامعية ‪2021/2020‬‬


‫كلمة شكر‬
‫أوال نشكر هللا رب العالمين الذي رزقنا العقل وحسن التوكل عليه سبحانه وتعالى‬
‫كما نتقدم بالشكر الجزيل إلى األستاذ المشرف‬
‫" حمزة داودي"‬
‫الذي لم يبخل علينا بنصائحه وخبرته وتعامله ذو الميزة العالية‬
‫نشكر كل من ساعدنا في إنجاز هذا العمل‬
‫نرجو من هللا أن يوفقنا في كل أمر فيه خير لديننا ودنيانا‬
‫كما ال ننسى شكر عمال وكالة الضمان االجتماعي للعمال األجراء على المعلومات المقدمة حول وكالة‬
‫ميلة‬
‫وفي األخير نشكر كل المساندين من بعيد أو قريب ونتمنى أن يكون عمل في المستوى المطلوب‬
‫اإلهداء‬
‫أهدي هذا العمل إلى والدي الكريمين إلى‬
‫أمي الحبيبة‬
‫" فاطمة "‬
‫وأبي الغالي " محمد" حفظهما هللا‬
‫إلى أختي "زينب" وأخي " رامي"‬
‫إلى عائلتي عائلة " عنصر" وعائلة " غالية"‬
‫إلى كل صديقاتي خالل مشواري الدراسي خاصة‬
‫" ليندة" "فاتن" "ريحانة" "إكرام" " ليلى"‬
‫إلى زميلتي في هذا العمل‬

‫" لينـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة "‬


‫اإلهداء‬
‫أهدي هذا العمل إلى والدي الكريمين إلى‬
‫أمي الحبيبة" أمال "‬
‫وأبي الغالي " محمد" حفظهما هللا‬
‫إلى أخوتي‬
‫إلى "جداي" وجدتاي"‬
‫إلى عائلتي عائلة " بوكحيل" وعائلة "بولعتالي"‬
‫إلى كل صديقاتي خالل مشواري الدراسي خاصة‬
‫" رميسة" تقوى" "مريم"‬
‫إلى زميلتي في هذا العمل‬

‫" إلهام "‬


:‫الملخص‬
‫هدفتهذه الدراسة إلى تسليط الضوء على نظام الضمان االجتماعي والتحديات التي يواجهها خاصة‬
‫ من خالل دراسة مصادر األموال المختلفة التي تعتمد عليها مختلف نظم الضمان‬،‫في جانب التمويل‬
‫ ثم‬،‫ واألساليب التي تعتمدها إلدارة األموال من جهة وتقديم الخدمات من جهة أخرى‬،‫االجتماعي في العالم‬
‫وقد بحثت مختلف‬،‫تناولت حالة الجزائر من خالل دراسة صندوق الضمان االجتماعي للعمال األجراء‬
‫ ومدى تغطية هذه األخيرة لحاجات المنتسبين‬،‫الموارد التمويلية التي يعتمد عليها الصندوق لتقديم خدماته‬
‫ وقد توصلت الدراسة إلى أن نظام الضمان االجتماعي في الجزائر يعتمد على اشتراكات‬،‫إلى الصندوق‬
‫المؤمنين كمصدر أساسي للتمويإلضافة إلىإعانات الدولة وهي مصادر غير كافية خاصة أن استغالل هذه‬
،‫األموال لتوليد مداخيإلضافية يبقى محدودا مقارنة بما تنتهجه نظم الضمان االجتماعي في الدول األخرى‬
‫وهو ما وضع الصندوق في ضغوط دائمة بسبب نقص التمويل الكافي لالستمرار في تقديم الخدمات‬
.‫بالشكل المطلوب‬
.‫ المؤمن‬،‫ االشتراك‬،‫ التمويل‬،‫ الضمان االجتماعي‬:‫الكلمات المفتاحية‬
ABSTRACT:
This study aimed to shed light on the social security system and the
challenges it faces, especially in the financing aspect, by studying the
different sources of funds on which the various social security systems
in the world depend, and the methods they adopt to manage funds on the
one hand and provide services on the other hand, and then dealt with the
case Algeria, through the study of the Social Security Fund for wage-
earners, has examined the various financing resources that the Fund
relies on to provide its services, and the extent to which the latter covers
the needs ofThe study concluded that the social security system in
Algeria depends on the contributions of the faithful as a main source of
funding in addition to state subsidies, which are insufficient sources,
especially that the exploitation of these funds to generate additional
income remains limited compared to what social security systems pursue
in other countries, which This has put the Fund under constant pressure
due to the lack of sufficient funding to continue providing services as
required.
Keywords: social security, financing, subscription, insured.

~ IV ~
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫‪I‬‬ ‫الشكر والتقدير‬
‫‪II-III‬‬ ‫اإلهداء‬
‫‪IV‬‬ ‫ملخــــــــــــــــــــــــــص‬
‫‪VI-VIII‬‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫‪X‬‬ ‫قائمة األشكال‬
‫‪XII‬‬ ‫قائمة الجداول‬
‫‪XIV‬‬ ‫قائمة المالحق‬
‫أ‪-‬ث‬ ‫مقدمة‬
‫‪27-01‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مفاهيم عامة حول الضمان االجتماعي‬
‫‪02‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪19-03‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية الضمان االجتماعي‬
‫‪03‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نشأة الضمان االجتماعي‬
‫‪05‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تطور الضمان االجتماعي‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مفهوم الضمان االجتماعي‬
‫‪18‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬خصائص الضمان االجتماعي‬
‫‪21-19‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬النظريات المفسرة للضمان االجتماعي‬
‫‪19‬‬ ‫المطلب األـول‪ :‬نظريات الكفاءة‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬النظريات السياسية‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬النظريات التاريخية‬
‫‪24-23‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬نطاق تطبيق الضمان االجتماعي‬
‫‪23‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التأمين االجتماعي ضد المرض‬
‫‪23‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التامين على العجز والوفاة والشيخوخة‬
‫‪24‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬التأمين على إصابات العمل والحوادث واألمراض المهنية‬
‫‪24‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬التأمين على البطالة‬
‫~ ‪~ VI‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪25‬‬ ‫المطلب الخامس‪ :‬النطاق اإلقليمي لتطبيق الضمان االجتماعي‬


‫‪27‬‬ ‫خالصة‬
‫‪43-27‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها‬
‫‪28‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪36-29‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تمويل الضمان االجتماعي‬
‫‪29‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬عموميات حول التمويل‬
‫‪31‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬آليات تمويل الضمان االجتماعي‬
‫‪32‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أساليب التمويل في الضمان االجتماعي‬
‫‪33‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬نظم الضمان االجتماعي‬
‫‪41-37‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تأثير األزمات االقتصادية على تمويل نظم الضمان االجتماعي‬
‫‪37‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أهم األزمات المالية‬
‫‪39‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أثر األزمات االقتصادية على نظام الضمان االجتماعية‬
‫‪43-41‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تحديات تمويل الضمان االجتماعي‬
‫‪41‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مبادئ توظيف الفوائض المالية للضمان االجتماعي‬
‫‪42‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مجاالت توظيف الفوائض المالية للضمان االجتماعي‬
‫‪43‬‬ ‫خالصة‬
‫‪73-44‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء ‪ cnas‬ميلة‬
‫‪45‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪51-46‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬التطور التاريخي للضمان االجتماعي في الجزائر‬
‫‪46‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تطور الضمان االجتماعي في الجزائر‬
‫‪48‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المستفيدون من نظام الضمان االجتماعي في الجزائر‬
‫‪50‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف نظام الضمان االجتماعي الجزائري‬
‫‪62-51‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر‬
‫‪51‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نشأة مؤسسات الضمان االجتماعي ومهامها األساسية‬
‫‪56‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تمويل نظام الضمان االجتماعي في الجزائر‬

‫~ ‪~ VII‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪59‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬إصالحات نظام الضمان االجتماعي في الجزائر‬


‫‪73-62‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء‬
‫–دراسة حالة وكالة ميلة _‬
‫‪62‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء –وكالة‬
‫ميلة‪-‬‬

‫‪67‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬عدد المؤمنين االجتماعيين المنخرطين فيوكالة ميلة‬

‫‪69‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬التوازن المالي لمؤسسة الضمان االجتماعي للعمال األجراء وكالة ميلة‬

‫‪73‬‬ ‫خالصة‬
‫‪76-74‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪81-77‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪86-82‬‬ ‫المالحق‬

‫~ ‪~ VIII‬‬
‫قائمة األشكال‬
‫قائمة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪12‬‬ ‫محركات الحماية االجتماعية‬ ‫‪01‬‬
‫‪55‬‬ ‫الهيكل التنظيمي للصندوق الوطني للتأمين على البطالة‬ ‫‪02‬‬
‫‪62‬‬ ‫مراكز الدفع المتواجدة على مستوى وكالة‪ CNAS‬ميلة‬ ‫‪03‬‬
‫‪63‬‬ ‫الهيكل التنظيمي لوكالة ‪ CNAS‬ميلة‬ ‫‪04‬‬
‫‪67‬‬ ‫منحنى تطور عدد المنتسبين لوكالة ميلة خالل الفترة ‪2020-2016‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪69‬‬ ‫منحنى تطور نفقات وكالة ميلة خالل الفترة ‪2020_2015‬‬ ‫‪06‬‬
‫‪70‬‬ ‫منحنى تطور إيرادات وكالة ميلة خالل الفترة ‪2020_2015‬‬ ‫‪07‬‬

‫~‪~X‬‬
‫قائمة الجداول‬
‫قائمة الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪57‬‬ ‫توزيع نسبة االشتراكات للضمان االجتماعي الجزائري‬ ‫‪01‬‬
‫‪62‬‬ ‫مراكز الدفع التابعة لوكالة ميلة من سنة ‪2020_2016‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪67‬‬ ‫‪03‬‬
‫تطور عدد المنخرطين خالل الفترة الممتدة من ‪2016‬إلى ‪ 2020‬في الصندوق‬
‫الوطني للضمان االجتماعي وكالة ميلة‬

‫‪68‬‬ ‫نفقات صندوق الضمان االجتماعي للعمال األجراء (وكالة ميلة)‬ ‫‪04‬‬
‫‪70‬‬ ‫مداخيل الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء وكالة ميلة ونسبة‬ ‫‪05‬‬
‫تطورها‬

‫~ ‪~ XII‬‬
‫قائمة المالحق‬
‫قائمة المالحق‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪82‬‬ ‫حقوق الطلبة في الضمان االجتماعي‬ ‫‪01‬‬
‫‪83‬‬ ‫شعار الصندوق الوطني للعمال األجراء‬ ‫‪02‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪03‬‬
‫التزامات أرباب العملي في مجال الضمان االجتماعي‬

‫‪85‬‬ ‫بطاقة الشفاء‬ ‫‪04‬‬

‫~ ‪~ XIV‬‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــة‬
‫مقدمة‬

‫تعتبر مؤسسات الضمان االجتماعي من المكتسبات التي عرفتها البشرية لتكريس مبادئ التضامن‬
‫والتكافل بين أفراد المجتمعات‪ ،‬فهي تشكل أنظمة يتم من خاللها توفير حماية اجتماعية ضد مختلف‬
‫مرحل حياتهم‪ ،‬والتي قد تلحق بهم‬
‫المخاطر التي قد يواجهها األفراد‪ ،‬في مختلف جوانب المعيشة وطوال ا‬
‫أض ار ار وخسائر ال طاقة لهم بموجهتها‪ ،‬كما أن حاجاتهم في مختلف المراحل العمرية تحتاج إلى تغطية‬
‫بواسطة جهود مراحل أخرى‪ ،‬وهو ما جعل الدول والحكومات تسعى جاهدة إلى وضع أنظمة فعالة وقادرة‬
‫على تقديم الخدمات الكافية لألفرادوفق قواعد مضبوطة تتوافق مع اإلمكانيات المتاحة‪ ،‬وهو ما دعمته‬
‫المعاهدات والدساتير الدولية التي دعمت حقالفرد فياالستفادةمن مختلف الحقوق والمزايا التي يوفرها الضمان‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫ونتيجة التطورات الكبيرة التي شهدها العالم منذ ظهور تلك األنظمة فقد كان لزاما تطوير تلك‬
‫األنظمة بما يتوافق مع الحاجات المستحدثة‪ ،‬وقد واجهت هذه األنظمة عدة تحديات بسبب الظروف‬
‫االقتصادية التي ميزتها الكثير من األزمات والضغوطات المالية‪ ،‬ما جعل المؤسسات العاملة تحت نظام‬
‫الضمان االجتماعي تبحث عن مصادر تمويل لتستمر في القيام بوظائفها‪ ،‬كما سعت إلى إيجاد أساليب‬
‫وآليات مبتكرة لتوظيف األموال بما يتيح تقديم خدمات جيدة ألفراد المجتمع‪.‬‬
‫وقد سعت الجزائر كغيرها من الدول إلى وضع نظام ضمان اجتماعي فعال يضمن تقديم خدمات جيدة للفرد‬
‫الجزائري‪ ،‬تحميه من مختلف األخطار وتساعده في مواجهة حاجاته االجتماعية‪ ،‬وقد تم بناء هذا النظام‬
‫على أساس التضامن االجباري وإعادة توزيع الموارد من خالل صناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬التي تقوم‬
‫بجمع مساهمات العمال وأرباب العمل وإعادة تقديمها لهم لموجهة مختلف المخاطر‪ ،‬لكن تلك الصناديق‬
‫كمثيالتها في أغلب الدول تواجه تحديات وعقبات كبيرة في الحصول على التمويل الالزم لضمان أداء جيد‬
‫ودائم لنشاطاتها‪.‬‬
‫أوال‪:‬طرح اإلشكالية‬
‫على ضوء ما تقدم يمكن طرح اإلشكالية الرئيسية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي تحديات التمويل التي يواجهها صندوق الضمان االجتماعي للعمال األجراء في‬
‫الجزائر؟‬
‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية حاولنا إدراج األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫• هل تختلف نظم الضمان االجتماعي؟‬
‫• ما هي أساليب تمويل مؤسسات الضمان االجتماعي؟‬
‫• كيف يمول صندوق الضمان االجتماعي للعمال األج ارء في الجزائر؟‬

‫~أ~‬
‫مقدمة‬

‫• هل نجح صندوق الضمان االجتماعي للعمال األج ارء في الجزائر في تغطية نفقاته من خالل مصادر‬
‫تمويله؟‬
‫ثانيا‪:‬الفرضيات‬
‫من األسئلة الفرعية تتبلور الفرضيات التالية‪:‬‬
‫• تختلف نظم الضمان االجتماعي المعتمدة من دولة إلى أخرى‪.‬‬
‫• هناك أساليب متعددة لتمويل مؤسسات الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫• يعتمد صندوق الضمان االجتماعي للعمال األج ارء في الجزائر على مساهمة العمال وأرباب العمل فقط‪.‬‬
‫• يواجه صندوق الضمان االجتماعي صعوبات في تغطية نفقاته من خالل مصادر تمويله‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أسباب اختيار الموضوع‬
‫‪ .1‬األسباب الموضوعية‪:‬‬
‫• الدور المهم الذي يلعبه نظام الضمان االجتماعي في حياة األف ارد‪.‬‬
‫• االهتمام المتزايد بهذا القطاع على المستوى العالميوالمحلي الرتباطه بجميع أفراد المجتمع وخاصة كبار‬
‫السن‪.‬‬
‫‪ .2‬األسباب الذاتية‪:‬‬
‫• عالقة هذا الموضوع بالتخصص المدروس وهو اإلدارة المالية‪.‬‬
‫• عمل األب في هذا القطاع‪.‬‬
‫رابعا‪:‬أهمية الدراسة‬
‫إن ثقة األفراد المجتمع في وجود نظام ضمان اجتماعي يضمن لهم الحماية ضد مختلف المخاطر‬
‫التي يواجهونها ويقدم لهم خدمات تحسن ظروف معيشتهم‪ ،‬يولد حاف از كبي ار للقيام بواجباتهم وأعمالهم على‬
‫أكمل وجه‪ ،‬مما ينعكس على أداء مختلف المؤسسات والشركات وبالتالي على االقتصاد ككل‪ ،‬وهو ما‬
‫يعتبر عامال أساسيا في دعم برامج التنمية واستمرارها‪ ،‬والجزائر في حاجة ماسة إلى نظام فعال يساعد في‬
‫رفع مردودية أفراد المجتمع من خالل تقديم خدمات كافية‪ ،‬وهذا ال يأتي إال من خالل إيجاد أفضل‬
‫األساليب والطرق إلدارة صناديق الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫خامسا‪:‬أهداف الدراسة‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى‪:‬‬
‫• تسليط الضوء مختلف نظم الضمان االجتماعي المعتمدة من دولة إلى أخرى‪.‬‬
‫• معرفة األساليب المختلفة لتمويل مؤسسات الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫• معرفة مختلفالتحديات التي يواجهها صندوق الضمان االجتماعي لوكالة ميلة للقيام بنشاطاته‪.‬‬

‫~ب~‬
‫مقدمة‬

‫سادسا‪:‬الدراسات السابقة‬
‫بعد االطالع على مختلف المراجع توصلنا إلى بعض الدراسات التي تندرج في سياق بحثنا ومنها‪:‬‬
‫‪ .1‬باديس كشيده( ‪ )2010/2009‬المخاطر المضمونة وآليات فض النزاعات في مجال الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬بحث لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص قانون االعمال‪ ،‬جامعة الحاج‬
‫األخضر باتنة‪ ،‬هدف هذا البحث الى دراسة المخاطر المضمونة وآلليات فض المنازعات في مجال‬
‫الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ .2‬بن سعد كريمة(‪ ،)2010-2011‬تسيير صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر دراسة حالة ‪cnas‬‬
‫وكالة تلمسان‪،‬فرع تسيير المالية العامة‪ .‬ولقد تناولت فيها واقع تسيير صناديق الضمان االجتماعي في‬
‫الجزائر‪ ،‬استنتجت أنها تعتبر هيئات عمومية ذات تسيير خاص اذ أنها تتمتع بالشخصية‬
‫المعنويةواالستقاللية المالية‪ ،‬وتحمل الصفة التجارية في تعامالتها مع الغير‪.‬‬
‫‪ .3‬بن دهمةهوارية(‪ )2015/2014‬الحماية االجتماعية في الجزائر دراسة تحليلية لصندوق الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬دراسة حالة صندوق الضمان االجتماعي تلمسان‪ ،‬رسالة ماجستير تخصص تسيير المالية‬
‫العامة‪ ،‬جامعة أبوبكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.‬‬
‫سابعا‪:‬أدوات الدراسة‬
‫‪ .1‬استعمال المسح المكتبي‪.‬‬
‫‪ .2‬مواقع االنترنيت‪.‬‬
‫‪ .3‬وثائق الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ .4‬مقابالت مع مدير الصندوق الوطني للضمان االجتماعي بهدف جمع المعلومات عن الوكالة‪.‬‬
‫ثامنا‪:‬منهجية الدراسة‬
‫النجازهذه الدراسة والتوصل عن إجابات عن التساؤالت المطروحة مسبقا واإلجابة عن اإلشكالية‬
‫الرئيسية‪ ،‬فقد اعتمدنا على المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬وهذا بغية استيعاب اإلطار النظري للدراسة وفهم‬
‫مكوناته معتمدين في ذلك على مختلف الكتب والمجالت وغيرها‪.‬‬
‫أما بالنسبة للجانب التطبيقي للدراسة‪ ،‬فقد اعتمدنا فيه على منهج دراسة حالة إسقاط الد ارسة النظرية على‬
‫وكالة‪ cnas‬ميلة‪.‬‬
‫تاسعا‪:‬هيكل الدراسة‬
‫من أجل معالجة هذه الدراسة قمنا بتقسيمها قسمين‪ :‬قسم نظري وآخر تطبيقي‪ .‬اشتمل القسم النظري‬
‫على قسمين حيث كان الفصل األول بعنوان مفاهيم عامة حول الضمان االجتماعي وقد قسمناه الي‬

‫~ت~‬
‫مقدمة‬

‫ثالثةمباحث المبحث األول بعنوان ماهية الضمان االجتماعي والمبحث الثاني بعنوان النظريات المفسرة‬
‫للضمان االجتماعي والمبحث الثالث بعنوان نطاق تطبيق الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫اما بالنسبة للفصل الثاني فهو تحت عنوان مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها وقد قسمناه إلى‬
‫ثالثة مباحث المبحث األول حول تمويل الضمان االجتماعي والمبحث الثاني حول تأثير االزمات‬
‫االقتصادية على تمويل نظم الضمان االجتماعي والمبحث الثالث حول تحديات تمويل الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫أما الفصل الثالث واألخير فقد خصصناه لدراسة الحالةفقد تضمن ثالثة مباحث المبحث األول بعنوان‬
‫التطور التاريخي للضمان االجتماعي في الجزائر والمبحث الثاني عن صناديق الضمان االجتماعي في‬
‫الجزائر والمبحث الثالث حول الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء ميلة ‪.CNAS‬‬

‫~ث~‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫مصادر تمويل الضمان‬
‫االجتماعي وتحدياتها‬
‫مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫أصبح موضوع التمويل يكتسي أهمية كبيرة واكتسب وف ار من التحليل في الدراسات االقتصادية‬
‫الحديثة‪ ،‬في ظل العديد من التحوالت االقتصادية الراهنة التي تتميز باستمرار ظهور العديد من األزمات‬
‫االقتصادية‪ .‬وبما أن نظام الضمان االجتماعي يعاني في العديد من الدول من مشاكل كبيرة على مستوى‬
‫توفير التمويل الكافي لمؤسساته من اجل تقديم خدماته بكل كفاءة وفعالية‪ ،‬سعى القائمون على هذا‬
‫النشاط دوما إلى زيادة الموارد التي يمكن استعمالها في معالجة هذه المشاكل‪ ،‬و حتى نتمكن من دراسة‬
‫هذا الموضوع قمنا بتقسيم هذا الفصل إلى ثالث مباحث وهي‪:‬‬
‫➢ المبحث األول‪ :‬مصادر تمويل الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫➢ المبحث الثاني‪ :‬تأثير األزمات االقتصادية على تمويل نظم الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫➢ المبحث الثالث‪ :‬تحديات تمويل الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫~ ‪~ 28‬‬
‫مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مصادر تمويل الضمان االجتماعي‬


‫تتطلب مختلف النشاطات االقتصادية واالجتماعية في أي دولة الى قدر معين من التمويل الذي‬
‫يغطي تكاليفها ويضمن لها عوائد مادية ومعنوية‪ ،‬لذلك فأهمية التمويل لقيام أي مؤسسة واستمرارها ال‬
‫يختلف حولها اثنين‪ ،‬وما االهتمام الكبير بهذا الموضوع من مختلف االقتصاديين على المستوى الكلي‬
‫ومدراء المؤسسات والمصالح المالية فيها على المستوى الجزئي إال تأكيد على ضرورة تبني سياسة‬
‫تمويلية فاعلة وبناء استراتيجيا تضمن تعدد مصادرها واستمرارها‪ ،‬وسنقوم في هذا المبحث بتوضيح‬
‫المفاهيم المتعلقة بالتمويل ومن ثم األنواع المختلفة منه وصوال إلى معرفة مصادر التمويل الخاصة‬
‫بالضمان االجتماعي‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬عموميات حول التمويل‬
‫يعتبر التمويل النواة األساسية التي تعتمد عليها أي مؤسسة مهما كانت طبيعتها أو نوعها في‬
‫توفير مستلزماتها و تسديد جميع مستحقاتها و نفقاتها‪ ،‬ألنه كلما توفر التمويل الالزم الذي تحتاجه‬
‫المؤسسة كلما ازدادت فرص تحقيق األهداف المسطرة الموضوعة من طرف كل مؤسسة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف التمويل‬
‫يتضمن التمويل عدة تعاريف أهمها‪:‬‬
‫أ‪ .‬التعريف األول‪ :‬المقصود بالتمويل هو توفير الموارد المالية الالزمة إلنشاء المشروعات االستثمارية‪،‬‬
‫أو تكوين رؤوس أموال جديدة و استخدامها لبناء الطاقات اإلنتاجية الجديدة قصد إنتاج السلع و الخدمات‪،‬‬
‫أو هو عبارة عن البحث عن الطرق المناسبة للحصول على األموال و اختيار و تقييم تلك الطرق و‬
‫الحصول على المزيج األفضل بينهما بشكل يناسب كمية و نوعية االحتياجات و االلتزامات للمنشئة‬
‫المالية ‪.1‬‬
‫ب‪ .‬التعريف الثاني‪ :‬يعرف التمويل على انه توفير المبالغ النقدية األزمة إلنشاء أو تطوير مشروع‬
‫خاص أو عام غير أن اعتبار التمويل على انه الحصول على األموال بغرض استخدامها لتشغيل أو‬
‫تطوير المشروع يمثل نظرة تقليدية‪ ،‬بينما النظرة الحديثة له ترتكز على تحديد أفضل مصدر لألموال عن‬
‫طريق المفاضلة بين عدة مصادرة متاحة من خالل دراسة التكلفة والعائد‪.2‬‬
‫من خالل التعاريف السابقة يمكن القول بان التمويل هو عبارة عن إتاحة أو توفير أفضل الموارد المالية‬
‫بالشكل المناسب في الوقت المناسب وبالقدر المناسب والكافي للمشروع حسب حاجاته‪ ،‬وهو اآللية التي‬
‫تعمل على تكوين رؤوس أموال المشروع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية التمويل‬

‫‪1‬رابح خوني‪ ،‬رقية حساني‪ ،‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬إيتراك للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2008،‬ص‪.96-95‬‬
‫‪2‬أحمد بوراس‪ ،‬تمويل المنشآت االقتصادية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2008 ،‬ص‪.24‬‬

‫~ ‪~ 29‬‬
‫مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫يعتبر التمويل فرعا من فروع االقتصاد‪ ،‬وتبرز أهميته في كونه يؤمن ويسهل انتقال الفوائض‬
‫النقدية والقوة الشرائية من الوحدات االقتصادية ذات الفائض إلى الوحدات االقتصادية ذات العجز المالي‬
‫ومن المعلوم أن هذه األخيرة هي تلك الوحدات التي تزيد إنفاقها على السلع والخدمات عن دخلها‪ ،‬في‬
‫حين الوحدات ذات الفائض هي تلك التي تزيد دخلها عن ما تنفقه عن السلع والخدمات وعادة ما يعتمد‬
‫التمويل على جملة من الحوافز التي تعمل عن طريقها الوحدات االقتصادية ذاتي الفائض لكي تتنازل‬
‫عن فوائضها النقدية لصالح الوحدات االقتصادية ذات العجز وهذا األمر يعطي الحركية والحيوية الالزمة‬
‫والضرورية لتحقيق وتيرة نمو اقتصادي مقبول‪ ،‬وتنمية شاملة‪ ،‬ومن تم تحقيق الرفاهية للمجتمع ومن‬
‫أبرز العناصر الدالة على ذلك كونها توفر المبالغ النقدية الالزمة للوحدات النقدية ذات العجز في أوقات‬
‫حاجتها‪ ،‬وكذا تحقيق النمو االقتصادي‪ ،‬واالجتماعي للبلد‪ ،‬مما يساهم في تحقيق التنمية الشاملة‪.1‬‬
‫ثالثا‪ :‬أنواع التمويل‬

‫تصنف عملية التمويل إلى العديد من األنواع المختلفة‪ ،‬حسب المعايير المعتمدة للتصنيف ومن‬
‫بين تلك التصنيفات ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬حسب المدة‪:‬‬
‫يقسم التمويل حسب هذا المعيار إلى ما يلي ‪:2‬‬
‫‪ .1‬التمويل قصير األجل‪ :‬هو التمويل الموجه لتمويل العجز في رأس المال العامل الناتج عن نمو نشاط‬
‫المؤسسة الداخلي أثناء دورة نشاطها "كدفع أجور العمال وشراء المدخالت الالزمة إلتمام العملية اإلنتاجية"‬
‫وال تزيد فترة استعمال األموال الموجهة لهذا النوع من التمويل عن سنة واحدة‪.‬‬
‫‪ .2‬التمويل المتوسط األجل‪ :‬يستخدم لتمويل حاجة دائمة للمؤسسة كتغطية أصول ثابتة أو لتمويل‬
‫مشروعات تحت التنفيذ تكون مدته بين سنة وخمس سنوات‪.‬‬
‫‪ .3‬التمويل طويل األجل‪ :‬تلجأ إليه المؤسسة لتغطية النشاطات االستثمارية التي تقوم بها لفترة طويلة‪،‬‬
‫وهذا إما للحصول على وسائل اإلنتاج ذات المردودية أو على عقارات و توجه إلى المشاريع اإلنتاجية‬
‫التي تفوق خمس سنوات‪.‬‬
‫ب‪ .‬من حيث مصدر الحصول عليه‪ :‬ويمكن تقسيمه إلى ما يلي ‪:3‬‬
‫‪ .1‬التمويل الذاتي‪ :‬إعطاء استثمار الفائض المالي كله أو بعضه والتي أنشأته المؤسسة بفعل نشاطها‬
‫اإلنتاجي والتي تبقى تحت تصرف المؤسسة بصورة دائمة أو لمدة طويلة‪ ،‬وبذلك تتفادى هذه األخيرة‬

‫‪ 1‬أمينة سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56‬‬


‫‪ 2‬رابح خوني‪ ،‬رقية حساني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫‪ 3‬حمزة محمود الزبيدي‪ ،‬اإلدارة المالية المتقدمة‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،2004،‬ص‪.302‬‬

‫~ ‪~ 30‬‬
‫مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫زيادة رأسمالها سواء من أصحابها أو من الغير وهذا ألغراض التوسع في المؤسسة وما يترتب عن ذلك‬
‫من مشاكل ومصاريف تثقل كاهل المؤسسة‪.‬‬
‫‪ .2‬التمويل الخارجي‪ :‬يتضمن كافة األموال التي يتم الحصول عليها من مصادر خارجية‪ ،‬ويتوقف حجم‬
‫التمويل الخارجي على التمويل الداخلي واحتياجات المؤسسة المالية‪ ،‬أي أنه يكمله لتغطية المتطلبات‬
‫المالية الجارية أو االستثمارية‪ ،‬وبصفة عامة ال يكفي التمويل الداخلي لتغطية االحتياجات المالية‬
‫للمؤسسة‪ ،‬مما يجعلها تلجأ إلى مصادر خارجية بزيادة رأس مال األسهم أو من االقتراض أو هما معا‪.‬‬
‫ج‪ .‬حسب الغرض الذي يستخدم ألجله‪ :‬ويمكن تقسيمه إلى ما يلي ‪:1‬‬
‫‪ .1‬تمويل االستغالل‪ :‬هو تلك األموال التي ترصد لمواجهة االحتياطات والمعامالت قصيرة األجل والتي‬
‫تتعلق بتنشيط الدورة اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ .2‬تمويل االستثمار‪ :‬هو األموال المخصصة لمواجهة النفقات التي يترتب عنها خلق طاقة إنتاجية جديدة‬
‫وتوسيع الطاقة الحالية للمشروع القتناء اآلالت والتجهيزات وما يليها من العمليات التي تؤدي إلى زيادة‬
‫التكوين الرأس مالي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مصادر تمويل الضمان االجتماعي‬


‫تعمل مؤسسات الضمان االجتماعي كغيرها من المؤسسات االقتصادية على توفير التمويل‬
‫الالزم لتغطية احتياجاتها وتطوير خدماتها‪ ،‬واألكيد أن تعدد مصادر التمويل الخاص بمؤسسة الضمان‬
‫االجتماعي هو أكبر مطالب المؤسسة وسنحاول التطرق الى مختلف تلك المصادر في هذا المطلب‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التمويل عن طريق االشتراكات‬
‫تعني فكرة االشتراكات االجتماعية مساهمة كل مؤمن اجتماعي في تمويل الضمان االجتماعي‬
‫قبل االستفادة من الحماية االجتماعية وهذا ما يفسر انه توجد عالقة بين قيمة المساهمة والخدمة‬
‫االجتماعية التي يستفيد منها‪ ،‬وتعد هذه الطريقة األكثر فعالية إذا ما قارناها بتمويل الدولة أو الضرائب‪.‬‬
‫يعتبر التمويل عن طريق االشتراكات الركيزة األساسية إليرادات نظام الحماية وتختلف نسبة االشتراك‬
‫حسب قانون كل بلد‪ ،‬وتوزع مبالغ االشتراك على شكل أقساط يتحملها كل من العامل ورب العمل وتوجه‬
‫هذه األقساط لتمويل أداءات الضمان االجتماعي ‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬التمويل بواسطة ميزانية الدولة أو الضرائب‬


‫تقوم العديد من الدول بتمويل نظام تأميناتها االجتماعية من خالل اإلعانات والتحويالت‬
‫الحكومية‪ ،‬وهي تمثل اقتطاعات مدفوعة ألنها تدفع باسم أفراد المجتمع الذين ال تتوفر فيهم الشروط‬

‫‪1‬رابح خوني‪ ،‬رقية حساني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.99_97‬‬


‫‪2‬‬
‫بن دهمة هوارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.107‬‬

‫~ ‪~ 31‬‬
‫مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫المجبرة الدفع مثل‪ :‬األطفال‪ ،‬رباتالبيوت‪ ،‬البطالين‪...‬الخ‪ ،‬وفي بعض الدول تدفع هذه اإلعانات باسم‬
‫الخدمات الصحية مثل التلقيح‪ ،‬المعالجة الطبية‪...‬الخ‪ ،‬و في بعض الدول تصل نسبة التمويل الحكومي‬
‫للضمان االجتماعي إلى حدود‪ %60‬و هو ما يمثل إشكالية كبيرة بالنسبة لميزانية الدولة‪. 1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أساليب التمويل في الضمان االجتماعي‬

‫من أجل ضمان السير الحسن لنظام الضمان االجتماعي تعتمد مؤسساتها على عدة أساليب‬
‫للحصول على مصادر تمويل إضافية تسمح لها بتغطية مختلف األخطار االجتماعية وتحافظ على‬
‫توازنها المالي التي تعتبر األداة الضرورية الستدامة مؤسساتها ونميز نظامين‪ :‬نظام التمويل الالزم‪ ،‬نظام‬
‫التمويل السنوي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أسلوب التمويل الكامل‬
‫يقوم هذا األسلوب على تمويل كل جيل لنفسه من خالل األرصدة المتراكمة من حصص‬
‫االشتراكات التي ادخرها المؤمن عليهم خالل سنوات اشتراكهم وعوائد استثمارها‪ ،‬وألن التراكم المالي من‬
‫أهم سمات هذا األسلوب‪ ،‬تلجأ إليه الدول الراغبة في تمويل أموال استخدامها في تمويل مشروعات قومية‪.‬‬
‫إن االشتراكات المحددة هو المالئم لهذا األسلوب ويكمن عيبه الرئيسي في تحمل المؤمن عليهم‬
‫عبئ مخاطر توظيف الفوائض المالية المتراكمة‪ ،‬مما يؤدي إلى انخفاض المزايا في حال تدني العائد أو‬
‫تحقيق الخسارة‪ .‬وبالتالي فعدم كفاءة إدارة توظيف أموال النظام يدفع ثمنها المستحقين وحدهم‪ ،‬وتزداد‬
‫خطورة الموقف عند تعرض تلك االحتياطات للتآكل بفعل التضخم ‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظام التمويل السنوي‬

‫هو أسلوب يتم تمويله من خالل اقتطاع االشتراكات من أجور العاملين الحاليين‪ ،‬ودفعها مباشرة‬
‫للمتقاعدين الحاليين في صورة مزايا (معاشات وتعويضات) فيقوم هذا النظام على تمويل الجيل الحالي‬
‫للجيل السابق‪ ،‬والحفاظ على توازن سنوي بين االلتزامات المدفوعة في فترة معينة واالشتراكات المحصلة‬
‫في نفس الفترة‪ ،‬إن استخدام أسلوب المزايا المحددة هو المالئم لهذا النظام‪ ،‬الذي تواجهه مخاطر‬
‫الشيخوخة السكانية والتضخم بما يجعل االشتراكات الجارية غير كافية لسداد المعاشات التجارية‪ ،‬فتتحمل‬
‫الدولة عبئ تمويل هذا العجز‪ .‬كما تلجأ إلى زيادة دورية في االشتراكات لتغطية تزايد المزايا‪ .‬وتختفي‬
‫عادة في هذا النظام مشكلة توظيف الفوائض المالية‪ ،‬لعدم وجود تلك الفوائض من األصل‪ ،‬إال أنه عندما‬

‫‪1‬‬
‫بن دهمة هوارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.108‬‬
‫‪ 2‬سامية إبراهيم عبد العزيز‪ ،‬إصالح نظام المعاشات في مصر –الخيرات و االختيارات‪-‬وزارة المالية‪ ،‬قطاع مكتب الوزير ‪ ،‬اإلدارة المركزية‬
‫المركز المعلومات و التوثيق‪ ،‬القاهرة ‪ ،2007 ،‬ص‪.03‬‬

‫~ ‪~ 32‬‬
‫مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫تتمتع الدولة بهيكل سكاني شاب وبالتالي تفوق أعداد دافعي االشتراكات أعداد المستحقين للمزايا‪ ،‬مما‬
‫يؤدي ألن تزيد االشتراكات الجارية على المزايا المسددة‪ ،‬وبالتالي يحدث فائض مالي‪.1‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نظم الضمان االجتماعي‬
‫لقد تعددت نظم الضمان االجتماعي التي اعتمدتها الدول‪ ،‬نتيجة التجارب اإلصالحية التي أطلقتها‬
‫كل دولة على حدا والتي عززتها اقتراحات البنك الدولي لتحقيق ذلك اإلصالح‪ ،‬الذي يستهدف عملية إعادة‬
‫توزيع الدخل بين المشتركين بصورة عشوائية‪ ،‬ويعمل على تصحيح قصور تلك النظم وما تنطوي عليه من‬
‫مشاكل‪ ،‬وإيجاد آليات فعالة لمجابهة المخاطر األخرى التي تهدد استمرارها‪ ،‬وسنحاول في هذا المطلب‬
‫استعراض تجارب بعض الدول‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أهم النظم المعتمدة‬
‫باستعراض نظم المعاشات المطبقة في دول العالم المختلفة‪ ،‬يتضح انه على الرغم من ان كل دولة‬
‫تأخذ بنظام المعاشات الذي يتالئم مع ظروفها‪ ،‬إال أن نظامي المعاشات األساسيين في العالم هما‪:2‬‬
‫أ‪ .‬نظام الدفع عند االستحقاق بمزايا محددة وإدارة حكومية لألموال المتاحة للنظام‪ :‬ويطبق في أغلب‬
‫دول منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا وكثير من الدول المتقدمة األعضاء في منظمة التعاون‬
‫االقتصادي والتنمية‪ ،‬وبعض دول شرق آسيا (كوريا والفلبين وتايالند)‪.‬‬
‫ب‪ .‬نظام التمويل الكامل باشتراكات محددة وتديره شركات خاصة‪ :‬وهو واسع االنتشار في أمريكا الالتينية‪،‬‬
‫(شيلي‪ ،‬المكسيك‪ ،‬بوليفيا) وبعض دول شرق أوروبا (المجر‪ ،‬كازاخستان‪ ،‬وكرواتيا) وعدد من الدول المتقدمة‬
‫(استراليا وسويسرا)‪.‬‬
‫لقد انتهجت كثير من دول العالم العقدين الماضيين إلى التحول المباشر أو التدريجي بعيدا عن نظام‬
‫الدفع عند االستحقاق بمزايا محددة تديره الحكومة‪ ،‬إلى نظام الممول بالكامل باشتراكات محددة تودع في‬
‫حسابات شخصية لألفراد المشتركين فيه‪ ،‬حيث تتولى شركات خاصة مهمة إدارة أموال المعاشات‪ ،‬ويرجع‬
‫هذا التوجه لثالث عوامل رئيسية وهي‪:‬‬
‫• أن الدول تشهد تزايد في عدد السكان الذين تجاوزت أعمارهم الستون عاما بالنسبة إلجمالي عدد السكان‪،‬‬
‫بفعل ارتفاع معدالت توقع الحياة مما ترتب عليه ارتفاع مصروفات نظم التأمين االجتماعي الممثل في‬
‫المعاشات أو التعويضات باإلضافة النخفاض معدل المواليد وبالتالي انخفاض مواردها المتمثلة في‬
‫االشتراكات نظ ار النخفاض المشتركين الجدد‪.‬‬

‫‪ 1‬نوال أقسام‪ ،‬مستقبل أنظمة التقاعد –تجربة فرنسا –مصر المعاصرة‪ ،‬الجمعية المصرية لالقتصاد السياسي واإلحصاء والتشريع‪ ،‬العدد‪494‬‬
‫القاهرة‪ ،‬أفريل ‪ ،2009‬ص‪.716‬‬
‫‪2‬‬
‫‪robert ,holzman,and yvonne,pensionststems in east asia the pacific-chalenges and Opportunities-world‬‬
‫‪bank social protection discussion paper, ,Washington , no 9807, december 2004 p4.‬‬

‫~ ‪~ 33‬‬
‫مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫• عدم تناسب االشتراكات مع المزايا مما دفع الكثير من المؤمن عليهم لعدم االلتزام بالسداد والتكاتب على‬
‫التقاعد المبكر‪ ،‬مما أدى إلى تناقص اإليرادات وزيادة النفقات‪.‬‬
‫• عدم كفاءة اإلدارة الحكومية ألموال التأمين االجتماعي و تحقيقها لمعدالت عائد سالب في أغلب األحوال‪،‬‬
‫فقد أوضحت الكثير من الدراسات أن أغلب الحكومات تفضل االستفادة من فوائض أموال التأمين االجتماعي‬
‫كمصدر رخيص نسبيا لتمويل المشاريع التنموية أو النفقات العامة‪ ،‬و بالتالي تقوم بتحديد معدل عائد‬
‫استخدامها لهذه األموال غالبا يكون أقل من معدل التضخم‪ ،‬دون مراعاة مصالح أصحاب األموال و هم‬
‫المشتركين من المؤمن عليهم كما أن موظفي الحكومة القائمين على هذه الموال يفضلون توجيههما لمجاالت‬
‫مضمونة كالسندات الحكومية وودائع البنوك العامة‪ ،‬رغم انخفاض العائد عليها و قد رجحت هذه الدراسة‬
‫أن الشركات الخاصة القادرة على توظيف هذه الموال بكفاءة أعلى و لكن تحت رقابة و إشراف الدولة لتجنب‬
‫إساءة توظيفها و توجيهها في مجاالت شديدة المخاطر‪. 1‬‬
‫وجدت بعض الدول (السويد‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬بولندا‪ ،‬منغوليا‪ ،‬والصين) أنه من الصعب عليها االنتقال بصورة‬
‫مباشرة من نظام الدفع عند االستحقاق "‪ " PAYG‬بمزايا محددة إلى نظام التمويل الكامل باشتراكات محددة‪،‬‬
‫ألن العاملين الحاليين سيسددون حينئذ اشتراكاتهم في حساباتهم الشخصية‪ .‬ويصبح عبئ توفير الموارد‬
‫المالية الالزمة لسداد المعاشات المستحقة ألعداد كبيرة من المتقاعدين الحاليين سيسددون حينئذ اشتراكاتهم‬
‫في حساباتهم الشخصية‪ ،‬ويصبح عبئ توفير الموارد المالية الالزمة لسداد المعاشات المستحقة ألعداد كبيرة‬
‫من المتقاعدين الحاليين بالغ االرتفاع على الخزينة العامة‪ ،‬ولذلك تحولت هذه الدول لنظام الدفع عند‬
‫االستحقاق باشتراكات محددة اسميا‪ ،‬و وفقا لهذا النظام الذي تديره الحكومة يتم تسجيل قيمة االشتراكات‬
‫التي يسددها العاملون الحاليون في حسابات اسمية وتحدد الحكومة معدل اسمي عليها (أي أن هذا المعدل‬
‫للعائد ليس ناتجا عن استثمار حقيقي او مالي لألموال في السوق) ويعكس معدل العائد االسمي معدل النمو‬
‫االسمي الناتج للناتج المحلي اإلجمالي (في إيطاليا)‪ ،‬واألجور(بالسويد)‪ ،‬أو سعر الفائدة على السندات‬
‫الحكومية باستخدام االشتراكات الجارية‪ ،‬في سداد المزايا التأمينية للمستحقين الحاليين‪ .‬أما عند تقاعد‬
‫أصحاب الحسابات االسمية يحسب لهم معاش التقاعد على أساس رصيد اشتراكاهم االسمية مضافا إليها‬
‫العوائد االسمية‪ ،‬مقسما على عدد السنوات المتوقعة لحياة الفرد بعد تقاعده‪ ،‬على الرغم من أن التزامات‬
‫الحكومة تجاه أصحاب المعاشات في ظل هذا النظام يتم تحديد قيمتها بصورة نقدية صريحة بحيث يصعب‬
‫عليها تخفيضها في المستقبل ويفرض عليها ضرورة التحوط بدقة لمواجهة أي مخاطر مستقبلية‪ ،‬إال أن‬
‫نجاح هذا النظام يستلزم ثقة األفراد التامة في قدرة الحكومة على الوفاء بسداد قيمة معاشاتهم عندما تحين‬
‫آجالها‪ .‬و قامت بعض الدول بأمريكا الالتينية (األرجنتين و لبيرو و ألورغواي و كولومبيا) و في شرق‬

‫‪1‬‬
‫‪hans ; sin-Werner : pension reform and demographic crisis center for economic studies and the institute‬‬
‫‪for economic reserch , septembre,1999 ,p5.‬‬
‫~ ‪~ 34‬‬
‫مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫أوروبا (بولندا و المجر و كرواتيا و التفيا)‪ ،‬و مجموعة من الدول المتقدمة ( المملكة المتحدة و استراليا و‬
‫سويس ار وهولندا و الدانمرك و السويد)‪ ،‬و أيضا الصين بتطبيق نظام للمعاشات في أن واحد فعلى سبيل‬
‫المثال تطبق السويد نظامين للمعاشات هما‪ :‬نظام الدفع عند استحقاق المعاش باشتراكات محددة اسمية‬
‫(‪ %16‬من أجر الفرد) و نظام آخر ممول بالكامل باشتراكات محددة (‪%2.5‬من أجر الفرد) و يتضمن‬
‫النظام في السويد قد ار من التكافل االجتماعي‪ ،‬حيث تساهم الحكومة في معاش الفرد مقابل السنوات التي‬
‫قضاها في الخدمة العسكرية‪ ،‬و التعليم العالي و رعاية األطفال‪ ،‬تعتمد اإلستراتيجية المتبعة للتطبيق‬
‫التدريجي للنظام على أمرين أساسيين‪ ،‬األول هو استمرار العمل بنظام المعاشات القائم بالنسبة ألصحاب‬
‫المعاشات الحاليين والمستحقين عنهم والمشتركين الحاليين‪ ،‬فيما عدا من هم دون سن معينة ويرغبون‬
‫اختياريا في التحول للنظام الجديد‪ ،‬على أن يتم إصدار سندات حكومية لضمان حقوقهم عند التحول (كبولندا‬
‫و التفيا) أما االشتراك في نظام المعاشات الجديد فيكون إجباريا بالنسبة للمنظمين الجدد لسوق العمل والثاني‬
‫هو المزج بين أسلوب التمويل السنوي وأسلوب التمويل الكامل‪ ،‬وبين اإلدارة العامة والخاصة‪ ،‬خالل نوعين‬
‫من الحسابات حسابات دفترية اعتبارية وقائمة على التمويل السنوي باالشتراكات المحددة وتديرها الحكومة‪.‬‬
‫وحسابات نقدية قائمة على التمويل الكامل باالشتراكات المحددة وتديرها شركات خاصة تحت إشراف الدولة‪.‬‬
‫ويتم توجيه النسبة األكبر من االشتراكات إلى الحسابات االعتبارية في بداية تطبيق النظام الجديد يتم‬
‫تخفيضها تدريجيا‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬اقتراحات البنك الدولي لإلصالح‬
‫اتجه البنك الدولي إلى ابتكار إصالحات لنظم تمويل الضمان االجتماعي من خالل برنامج متعدد‬
‫المراحل (المستويات والدعامات)‪ ،‬ويتكون من خمسة مستويات يمكن توضيحها فيما يلي‪:1‬‬
‫أ‪ .‬المستوى صفر‪ :‬وهو معاش التقاعد األساسي‪ ،‬كحد أدنى للمساعدات االجتماعية ويتم تمويله من خالل‬
‫اإليرادات العامة وبدون اشتراكات المستفيدين منه (لذلك أطلق عليه المستوى صفر‪ ،‬أي صفر االشتراكات)‪،‬‬
‫ويمثل هذا المستوى األساس الذي يقوم عليه نظام الضمان االجتماعي للدولة‪.‬‬
‫ب‪ .‬المستوى األول‪ :‬وهو النظام العام للمعاشات بالدولة‪ ،‬يخضع لإلدارة الحكومية وهو إجباري ومضمون‬
‫من الدولة التي تتولى إدارته إحدى هيئاتها ويتم تمويله باالشتراكات وربما يتراكم به بعض الفوائض المالية‪.‬‬
‫ج‪ .‬المستوى الثاني‪ :‬ويتضمن خططا إلزامية لمعاشات تقاعد مهنية أو شخصية‪ ،‬ويتم تمويله باالشتراكات‬
‫وعوائد األصول أو الفوائض المالية وغالبا ما يطبق من خالل النظم المهنية أو النقابية‪.‬والجدير بالذكر إن‬

‫‪1‬‬
‫‪Richard ,diseny : national accounts as a pension reform strategy : an avaluation , world bank social‬‬
‫‪protection discission paper ;,washington no.9928 .december ,1998.p9-18.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Robert holtzaman and richard hinz : old-agein come support in the twenty first century : an international‬‬
‫‪perspective on pension and reform. the world bank,2005 ,p10.‬‬
‫~ ‪~ 35‬‬
‫مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫هذه النظم بدأت اختيارية إال أن هناك اتجاه عام حاليا لجعلها نظم إلزامية‪ ،‬وال يخفى أنها نظام خاصة غير‬
‫حكومية‪.‬‬
‫د‪ .‬المستوى الثالث‪ :‬ويتضمن خططا اختيارية لمعاشات تقاعد مهنية أو شخصية ويتم تمويله باالشتراكات‬
‫وعوائد األصول (الفوائض المالية)‪.‬‬
‫ه‪.‬المستوى الرابع‪ :‬وهو نظام اختياري يهدف للوصول لبرامج غير رسمية لدعم االسرة‪ ،‬باإلضافة الى‬
‫البرامج االجتماعية الرسمية األخرى كالرعاية الصحية‪.‬‬
‫وجدير بالذكر أن اقتراحات البنك الدولي ال تهدف فقط لعالج مشاكل نظم التأمين االجتماعي‪ ،‬ولكنها‬
‫تتبنى وجهة نظر اقتصاد السوق واقتناص فرص العولمة‪ ،‬وهو ما قد يزيد األمر سوءا إذا ما أتيحت فوائض‬
‫التامين االجتماعي للقطاع الخاص الوطني (الذي توافينا األدلة العلمية كل يوم بأنانيته وعدم اكتراثه ألية‬
‫أهداف اجتماعية‪ ،‬فتحقيق أقصى ربح فقط هو هدفه) أو االستثمار األجنبي في ظل العولمة‪ ،‬وما يترتب‬
‫عليه من تسرب لجزء من الدخل بفعل تحويالت أرباح المستثمرين األجانب‪ ،‬وهو ما يؤثر سلبا على ميزان‬
‫المدفوعات الوطني‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تأثير األزمات االقتصادية على تمويل نظم الضمان‬


‫االجتماعي‪.‬‬
‫شهد العالم العديد من األزمات المالية واالقتصادية منذ القدم‪ ،‬استفاد منها العالم بكثير من‬
‫الدروس‪ ،‬على الرغم من الخسائر التي تتكبدها األسواق والمؤسسات ورجال األعمال‪.‬‬
‫يتفق محللون كثر مع مقولةً التاريخ يعيد نفسهً ‪ ،‬أي أن األزمات االقتصادية يمكن أن تتكرر‬
‫مجددا حتى وإن اختلفت صورها‪ ،‬ألنها تحمل األسباب ذاتها المتمثلة بالنقص الحاد في السيولة واالنحسار‬
‫الشديد في االئتمان المصرفي من جهة وانعدام الثقة بين األفراد والمؤسسات المالية من جهة أخرى‪،‬‬
‫سنتطرق في هذا المبحث لذكر أهم األزمات االقتصادية التي سجلها التاريخ المالي واآلثار الناجمة عنها‬
‫ومدى تأثيرها على تمويل الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أهم األزمات العالمية‬

‫عرف العالم الكثير من األزمات المالية التي كان لها أسباب عديدة اختلفت أشكالها وأثرت على‬
‫كل القطاعات نظ ار للمخاطر التي سببتها وسنتطرق إلى أهم هذه األزمات وهي‪ :‬أزمة الكساد العظيم‬
‫‪ ،1929‬األزمة المالية العالمية ‪ ،2008‬أزمة البترول ‪.2015‬‬

‫~ ‪~ 36‬‬
‫مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أزمة الكساد العظيم ‪1929‬‬

‫انطلقت األزمة يوم الخميس‪24‬أكتوبر‪ 1929‬في بورصة نيويورك‪ ،‬بعدما طرح ‪ 13‬مليون منهم‬
‫في السوق لكن األسعار انهارت بسبب غياب مشترين و انتشر الذعر و هرع المستثمرون والفضوليون‬
‫إلى البورصة في حين بدأ الوسطاء البيع بكثافة‪ ،‬و انهارت البورصة خاسرة ‪ 30%‬من قيمتها في أكتوبر‬
‫و ‪ 50%‬في نوفمبر‪ ،‬و بلغت الخسائر اإلجمالية ‪ 30‬مليار دوالر أي عشرة مرات أكثر من الميزانية‬
‫الفدرالية وأكثر من النفقات األمريكية خالل الحرب العالمية األولى‪ .‬و اضطرت الواليات المتحدة األمريكية‬
‫إلى سحب رؤوس أموالها المستثمرة بالخارج و أوقفت إعاناتها لبعض الدول‪ ،‬فامتدت األزمة إلى البلدان‬
‫الصناعية األوروبية ‪ ،‬وامتدت أيضا إلى بعض دول العالم و لم يفلت من األزمة سوى االتحاد السوفيتي‬
‫النعزاله عن العالم الرأسمالي بإتباعه نظاما اشتراكيا ثانيا‪.‬تم التخفيض من قيمة العملة لتشجيع الصادرات‪،‬‬
‫وتم تقليص ساعات العمل مع تجديد األسعار و الرفع من الضرائب و تطبيق سياسة االكتفاء الذاتي و‬
‫تشجيع استهالك المنتجات الوطنية‪ ،‬بينما اتجهت بعض الدول إلى انتهاج سياسات أخرى‪.1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األزمة المالية العالمية ‪2008‬‬
‫قبل أقل من شهر من اإلعالن عن فوز العالم االقتصادي األمريكيً باول كرومانً بجائزة نوبل في‬
‫االقتصاد في ‪ 15‬سبتمبر ‪ ،2008‬استيقظ العالم من جديد على أوتار أزمة مالية عاتية أتت من نفس‬
‫منبع أزمة الكساد الكبير و تسارعت خطاها بدرجة كبيرة فتعدت إلى كل أنحاء العالم بالدول المتقدمة و‬
‫أصابت كل قطاعات النشاط االقتصادي‪ ،‬فأعادت إلى األذهان تلك المشاهد المأساوية التي صاحبت‬
‫أزمة الكساد الكبير و يعود السبب الرئيسي و المباشر لها ألزمة االئتمان في مجال الرهن العقاري داخل‬
‫الواليات المتحدة األمريكية ومن أسبابها‪:‬‬
‫• تسرب الضعف والفساد إلى األجهزة للمؤسسات المالية‪.‬‬
‫• انتشار الفقاعة المالية في القطاع العقاري‪.‬‬
‫• انعدام الثقة بين المؤسسات المالية‬
‫• دور الصين في األزمة‪ :‬بسبب السيولة النقدية التي تتمتع بها والتي وظفتها في شراء سندات خزانة‬
‫أمريكية وسندات قروض مدعومة برهون عقارية مما يسمح للبنوك بتوسيع دائرة اإلقراض مما تسبب‬
‫باألزمة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أزمة البترول ‪2015‬‬

‫‪1‬أحمد ماهر‪ ،‬إدارة األزمات‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر‪ ،2006_2005‬ص ‪.45‬‬
‫‪ ‬السيد خلف العبد للا‪ ،‬األزمة االقتصادية العالمية وأثرها على نظم التأمينات‪ ،‬سوريا من ‪22_20‬تشرين الثاني ‪.2010‬‬

‫~ ‪~ 37‬‬
‫مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫ابتداء من سنة ‪ 2015‬اتخذت أسعار البترول اتجاها تنازليا إذ انخفضت من ‪ 120‬دوالر للبرميل‬
‫إلى أقل من ‪ 40‬دوالر للبرميل في غضون سنة واحدة‪ ،‬وخالل السنتين الماضيتين خسرت أسعار النفط‬
‫الخام العالمية ثلثي قيمتها‪ ،‬ومن أسباب انخفاض أسعار البترول‪:‬‬
‫▪ صعود الواليات المتحدة كمصدر للبترول‬
‫▪ زيادة اإلنتاج في العراق‪.‬‬
‫▪ عودة إيران إلى تصدير النفط‪.‬‬
‫▪ نفط المحيط في الب ارزيل‪.‬‬
‫▪ بقاء السعودية على معدالت إنتاج منخفضة‪.‬‬
‫▪ الخوف من الصين‬
‫▪ شتاء معتدل في نصف الكرة األرضية الشمالي‪.‬‬
‫احتكار األوبك لم يعد فعاال‪.‬‬ ‫▪‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار األزمات االقتصادية على نظام الضمان االجتماعية‪:‬‬
‫نتجت عن األزمات المالية االقتصادية عدة آثار أثرت بشكل كبير على تمويل نظام الضمان‬
‫االجتماعي خاصة في الدول التي تعتمد على البترول كمصدر أساسي إليراداتها وتتمثل هذه اآلثار فيما‬
‫يلي ‪:1‬‬
‫أوال‪ :‬تزايد حاالت العمل والغير الرسمي‬
‫من نتائج األزمة االقتصادية العالمية أن أصحاب العمل وتفاديا للتأثيرات التي لحقت بالوضع‬
‫االقتصادي في بلدانهم و تأثيره المباشر على شركاتهم و منشأتهم و الخسارات المتوقع حصولها‪ ،‬و بعد‬
‫أن قاموا بفصل أكثرية العمال ذوي األجور العالية و االستغناء عن خدماتهم فقد لجئوا إلى التهرب من‬
‫تنظيم عقود عمل مع عمالهم الجدد للتخفيف من الواجبات المنصوص عليها في قوانين العمل و قوانين‬
‫التأمينات االجتماعية و التي تشترط أن ال يقل أجر العامل عن الحد األدنى العام لألجر المنصوص‬
‫عليه‪ ،‬و كذلك تكاليف االشتراك التأميني المترتب على صاحب العمل جراء االشتراك عن العامل إضافة‬
‫إلى التهرب من دفع ضريبة الدخل المترتبة على أجر كل عامل و بالتالي فقد نشط ما يسمى بالسوق‬
‫السوداء في مجال تشغيل اليد العاملة و ما ينتج جراء ذلك من عدم وجود ثوابت و أسس مخالفة لروح‬
‫و نص قوانين العمل و التأمينات االجتماعية و ظهر إلى السطح ما يسمى باالستقالة المسبقة التي يجبر‬
‫العامل بالتوقيع عليها قبل بدء العمل و بالتالي قيام صاحب العمل بطرده من العمل في أي وقت يشاء‬
‫حتى و لو كان العامل لدى صاحب العمل منذ سنوات عديدة‪.‬‬

‫‪ ‬ممدوح سالمة ‪ ،‬تداعيات هبوط أسعار النفط على البلدان المصدرة‪ ،‬المركز العرب لألبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬قطر‪.2015،‬‬
‫‪1‬‬
‫محاضرة السيد خلف العبد للا‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫~ ‪~ 38‬‬
‫مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬تزايد البطالة‬
‫نتجت عن األزمة االقتصادية تزايد البطالة سواء لجهة خروج عدد كبير من العمال من سوق‬
‫العمل أو لجهة عدم دخول يد عاملة جديدة إلى أسواق العمل‪ ،‬حيث قام أصحاب العمل بفصل عدد‬
‫كبير من العمال القائمين على رأس عملهم إما بسبب تقليص عمل المنشآت أو توقف عدد من خطوط‬
‫اإلنتاج و االستغناء عنها بسبب األزمة االقتصادية و ضعف القوة الشرائية لدى المواطن أو بسبب قيام‬
‫أصحاب العمل باتخاذ ق اررات بتصفية شركاتهم و إغالقها نتيجة األزمة المالية العالمية الحاصلة و تردي‬
‫األوضاع المالية لمنشآتهم دون أن تتم تسوية حقوق العمال المالية بعد أن تم فسخ عقودهم المبرمة و‬
‫أصبحوا بال عمل و رمي بهم إلى قارعة الطريق و هذا ساهم في خلق مشكلة خطيرة تهدد االستقرار و‬
‫السلم االجتماعي في هذه المجتمعات بانتشار الفساد و الرذيلة و ارتفاع معدالت الجريمة بين المتعطلين‬
‫عن العمل نظ ار للظروف المالية و النفسية التي يعيشونها و أسرهم و عدم القدرة على تأمين متطلبات‬
‫حياتهم اليومية لفقدان المورد الناتج عن ترك العمل‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الضغط على األجور‬
‫شرع أصحاب العمل في تسريح معظم العمال لديهم والسيما الفنيين واالختصاصيين من ذوي‬
‫األجور الكبيرة واستبدالهم بعمال جدد يقبلوك بأجور متدنية ال تتناسب مع خبراتهم ويخضعون لشروط‬
‫فرضها عليهم صاحب العمل بحيث يكون في هذه المعادلة هو المستفيد األكبر والعامل هو الخاسر‬
‫األكبر‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬زيادة ساعات العمل‬
‫لجوء أصحاب العمل في العديد من البلدان إلى رفع ساعات العمل اإلضافية لتصل في بعض‬
‫البلدان العربية كمصر ل ‪ 14‬ساعة عمل دون مقابل مبررين ذلك باألزمة المالية األمر الذي يجعل‬
‫العمال لترك عملهم نتيجة المعاناة وعدم القدرة على تحمل ساعات العمل الطويلة والناتج عنها اإلرهاق‬
‫الجسدي والنفسي على جسم ومعنويات العامل‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬التهرب التأميني‬
‫من أهم النتائج التي أحدثتها األزمة المالية واالقتصادية بتأثيراتها السلبية والخطيرة على أنظمة‬
‫التأمينات االجتماعية هو ازدياد ظاهرة التهرب التأميني المتمثل بعدم االشتراك عن العمال والتالعب‬
‫باألجور أو فترة االلتحاق للعمال وبدأنا نلمس آثار هذا من خالل إتباع صاحب العمل لعدد من أساليب‬
‫التهرب‪:‬‬
‫‪ .1‬التهرب الجزئي‪ :‬ويشمل‪:‬‬
‫• االشتراك في التـأمين عن بعض العمال دون البعض اآلخر والتي تعتبر طريقة غير قانونية لتخفيض‬
‫االلتزامات المترتبة على منشأته‪.‬‬

‫~ ‪~ 39‬‬
‫مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫• ترك العمل أطول فترة ممكنة دون تسجيله الشتراك عنه بالتأمينات‪.‬‬
‫• اإلخطار عن انتهاء خدمة العامل بالرغم من استم ارره في العمل لسبيل توفير مبالغ إضافية تبعده‬
‫عن شبح األزمة المالية‪.‬‬
‫• االشتراك عن أجور تقل عن األجور الحقيقية‪.‬‬
‫• االشتراك عن الحد األدنى ألجر االشتراك في التأمين‪.‬‬
‫‪ .2‬التهرب الكلي‪ :‬ويشمل‪:‬‬
‫• عدم التأمين على جميع العمال فقيام صاحب العمل بفصل عماله القدامى أو إغالق المنشأة وتصفيتها‬
‫وفتح منشأة جديدة سيجعله يلجأ إلى عدم االشتراك عن كافة العاملين إلى أطول فترة ممكنة‪.‬‬
‫• االمتناع عن سداد اشتراكات الضمان االجتماعي نتيجة إفالسه أو هروبه خارج البالد دون أن يقوم‬
‫بدفع االلتزامات المترتبة عليه اتجاه التأمينات االجتماعية‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬التقاعد المبكر‬
‫حيث يلجأ العمال في مثل هذه األزمات للجوء إلى التقاعد المبكر تجنبا للضغوطات والمشاكل‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬عودة العمال المهاجرين إلى أوطانهم‬
‫بسبب استغناء العديد من الدول على العمالة األجنبية خاصة في دول الخليج باعتبارها حاضنة‬
‫ألكبر عدد من العمال األجانب واالكتفاء بالعمالة الوطنية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تحديات تمويل الضمان االجتماعي‬


‫تزايدت نفقات الضمان االجتماعي وأصبح يشكل عبئا كبي ار على الدولة وخط ار على المجتمع‪،‬‬
‫باعتباره ضرورة في حياة اإلنسان لذلك وجب على الدول البحث عن مصادر جديدة لتمويل هذا القطاع‬
‫بالخروج من الفهم التقليدي وهو االعتماد في التمويل على اقتطاعات المؤمنين واالنتقال إلى الفهم الحديث‬
‫وهو االستثمار من أجل المحافظة على التوازن المالي وتجنب األزمات‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مبادئ توظيف الفوائض المالية لضمان االجتماعي‬


‫من اجل تحقيق مصالح نظام الضمان االجتماعي يجب االعتماد على ثالث مبادئ‬
‫أساسية لتوظيف الفوائض المالية أهمها‪:1‬‬

‫‪1‬محمد عطية أحمد سالم‪ ،‬التأمين االجتماعي و التنمية االقتصادية في إفريقيا " دراسة مقارنة لبعض دول القارة في الفترة ‪، 1990_1980‬‬
‫رسالة ماجستير بمعهد األبحاث و الدراسات اإلفريقية‪ ،‬جامعة القاهرة‪،1997،‬ص‪.145‬‬

‫~ ‪~ 40‬‬
‫مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫✓ األمان‪ :‬يعني توظيف األموال في مجاالت ذات مخاطر منخفضة للحفاظ على الديمومة المالية‬
‫للنظام‪.‬‬
‫✓ السيولة‪ :‬مدى امتالك المؤسسة لألموال أو الممتلكات التي يمكن تحويلها بسرعة إلى أموال للوفاء‬
‫بااللتزامات الفورية والعاجلة‪.‬‬
‫✓ العائد‪ :‬يعد عائد التوظيف عنص ار أساسيا في تمويل المزايا (االلتزامات)التأمينية وكلما ارتفع العائد‬
‫المحقق وكلما ارتفع العائد المحقق ارتفعت إمكانية زيادة االلتزامات وينقسم العائد إلى نوعين اسمي‬
‫وحقيقي‪ ،‬وقرار التوظيف الرشيد هو الذي يعتمد على العائد الحقيقي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مجاالت توظيف الفوائض المالية للضمان االجتماعي‬

‫يمكن توظيف الفوائض المالية للضمان االجتماعي في أصول عينية أو مالية مثل المشروعات‬
‫اإلنتاجية واألراضي وغيرها وذلك بهدف الحفاظ على السيولة الالزمة لخدماتها وفيما يلي مجاالت‬
‫التوظيف الرئيسية‪:1‬‬
‫أ‪ .‬المشروعات اإلنتاجية‬
‫يقوم الضمان االجتماعي بتوظيف فائض أمواله في مشروعات إنتاجية منتقاة بدقة حيث تتسم عوائد‬
‫المشروعات اإلنتاجية باألمان وانخفاض درجة المخاطرة لكن يجب القيام بدراسات الجدوى الالزمة قبل‬
‫اإلقدام على االستثمار ويختلف العائد المحقق باختالف النشاط‪.‬‬
‫ب‪ .‬األراضي والعقارات‬
‫يعد من أنجح االستثمارات إذ تتميز باحتفاظها بقيمتها الحقيقية وإمكانية الحصول على عائد من خالل‬
‫تأجيرها‪.‬‬
‫ج‪ .‬الذهب‪ :‬هو أفضل مخزن للقيمة يتمتع بدرجة كبيرة من األمان والسيولة‪.‬‬
‫د‪ .‬القروض الحكومية‪ :‬عيبها الوحيد أن عائدها يكون منخفضا للغاية لكن في المقابل تتميز بدرجة كبيرة‬
‫من األمان مع إمكانية تسيير جيدة‪.‬‬
‫ه‪ .‬ودائع البنوك‪ :‬هي األخرى تكون منخفضة العائد وعادة ما يكون سالبا إذا ما قارناه بمعدل التضخم‬
‫لكنها تتصف بدرجة كبيرة من األمان والسيولة لذلك يجب القيام بدراسات دقيقة قبل اإلقدام على االستثمار‬

‫‪1‬أحمد محمد عادل عبد العزيز‪ ،‬أثر سعر الفائدة على التضخم في برنامج اإلصالح االقتصادي في مصر "دراسة قياسية" رسالة ماجستير‪ ،‬قسم‬
‫االقتصاد‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة األزهر القاهرة‪ ،2008،‬ص ‪.150‬‬

‫~ ‪~ 41‬‬
‫مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫في أي بنك لتجنب احتمال إفالس البنك وخسارة األموال مثل حادثة الصندوق الوطني للعمال األجراء‬
‫–الجزائر‪-‬سنة ‪ 2002‬حيث أودع ‪ 1000‬مليار سنتيم في بنك الحليفة‪.‬‬
‫و‪ .‬البورصة‪ :‬من حيث مبدأ السيولة تتصف بإمكانية تسيير جيدة إما من حيث مبدأ األمان فالمخاطرة‬
‫فيها عالية‪ ،‬يقابل هذه المخاطر العالية عوائد مرتفعة فكلما ارتفعت المخاطر ترتفع العوائد‪ ،‬وتكون الخسارة‬
‫كبيرة إذا ما تحققت‪.‬‬

‫~ ‪~ 42‬‬
‫مصادر تمويل الضمان االجتماعي وتحدياتها‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة‪:‬‬
‫في الفصل الثاني حاولنا تسليط الضوء على الجانب التمويلي للضمان االجتماعي والتحديات‬
‫التي تواجهها للوصول إلى هذه المصادر‪ ،‬حيث تعتمد مؤسسات التأمين في الحصول على التمويل على‬
‫أحد الموردين األول اشتراكات العمال في الضمان االجتماعي والثاني عن طريق ميزانية الدولة أو كالهما‬
‫معا‪.‬‬
‫كما أن توظيف األموال المتحصل عليها من المصادر المختلفة يعد ثان تحد تواجهه المؤسسات‬
‫والهيئات القائمة بإدارة الضمان االجتماعي‪ ،‬خاصة أن تقديم خدمات مناسبة تعتمد بشكل كبير على‬
‫اإلدارة الناجحة والتوظيف الجيد ألموال نظام الضمان‪ ،‬والتي تجمع بين اختيار مجاالت التوظيف ذات‬
‫العائد المطلوب والمخاطر المقبولة‪ ،‬والتي تتوافق مع األساليب واآلليات المنصوص عليها في قوانين‬
‫التأمينات االجتماعية‪ ،‬وهو أمر تتابعه الدول والحكومات بشكل دقيق نظ ار للوظيفة الهامة التي تقوم‬
‫بتأديتها نظم الضمان االجتماعي والتي تمس شريحة هامة وواسعة من المجتمع والتي تعتبر أسا تحقيق‬
‫األمن االقتصادي واالجتماعي للمنطوين تحت مظلتها‪.‬‬
‫وتبين أن هناك الكثير من مجاالت استثمار أموال الضمان االجتماعي تتفاوت عوائدها وتختلف‬
‫مخاطرها‪ ،‬فبينما تتميز القروض الحكومية وودائع البنوك بنوع من انخفاض المخاطر إال أن ما يعيبها‬
‫هو العائد المنخفض أو السالب الذي من المحتمل تحقيقه‪ ،‬بينما عوائد البورصة مرتفعة مع مخاطر‬
‫محتملة عالية أيضا‪ ،‬كما أن طبيعة األسواق المالية في الدول النامية التي تتسم بالضعف تقوض جاذبية‬
‫التوظيف فيها‪ ،‬هذا دون إهمال إمكانية االستثمار في العقارات والمشاريع اإلنتاجية والمتاجرة في الذهب‬
‫والعمالت لتحقيق مداخيل إضافية‪.‬‬

‫~ ‪~ 43‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫دراسة حالة الصندوق‬
‫الوطني للعمال األجراء‬
‫_‪_CNAS‬ميلة‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تمهيد‬

‫سعت الجزائر كباقي دول العالم إلى مواكبة للتطورات االقتصادية العالمية المتسارعة و إيجاد نظام‬
‫للحماية االجتماعية منذ عهد االستعمار الفرنسي‪ ،‬وقد كان أول قانون في هذا المجال عن المستعمر الفرنسي‬
‫يخدم في مجمله المستوطنين الفرنسيين‪ ،‬وبعد االستقالل واصلت الجزائر السعي نحو إرساء نظام شامل‬
‫للحماية االجتماعية‪ ،‬يهدف إلى توفير الخدمات االجتماعية المختلفة المتعلقة بالضمان االجتماعي للفئات‬
‫المأجورة وغير المأجورة‪ ،‬وكذلك وضع صناديق وطنية و جهوية و والئية وتوفير اإلمكانيات المادية والبشرية‬
‫للسهر على تطبيق واحترام تنظيم المراسيم والتشريعات المتعلقة بالنظام وجعل شعار خدمة العامل من‬
‫أولوياتها‪ ،‬و قد أصدر المشرع الجزائري جملة من القوانين تخص وتنظم التأمينات االجتماعية في الجزائر‪،‬‬
‫لمعرفة ذلك تطرقنا في هذا الفصل إلى ثالث مباحث‪:‬‬

‫▪ المبحث األول‪ :‬التطور التاريخي للضمان االجتماعي في الجزائر‪.‬‬


‫▪ المبحث الثاني‪ :‬صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر‪.‬‬
‫▪ المبحث الثالث‪ :‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء –دراسة حالة وكالة ميلة‪.-‬‬

‫~ ‪~ 45‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التطور التاريخي للضمان االجتماعي في الجزائر‬


‫يعتبر الضمان االجتماعي في الجزائر مكسبا كبي ار للمجتمع باعتباره أداة فعالة للحماية االجتماعية ضد‬
‫األخطار التي تهدد الفرد‪ ،‬وفكرة الضمان االجتماعي ليست جديدة‪ ،‬بل تعود إلى زمن بعيد منذ فترة‬
‫االستعمار الفرنسي في الجزائر‪ ،‬حيث كانت القوانين المطبقة هي قوانين فرنسية وبالتالي ال يمكن القول أن‬
‫هناك قانون تأمين اجتماعي جزائري إلى غاية تحقيق االستقالل‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تطور الضمان االجتماعي في الجزائر‬
‫عرف الضمان االجتماعي الجزائري تطورات عديدة خالل فترات زمنية مختلفة‪ ،‬وقد كانت أول مرحلة‬
‫للضمان االجتماعي الجزائري مباشرة بعد تحقيق الجزائر لالستقالل من المستعمر الفرنسي ليعرف بعد ذلك‬
‫عدة تحوالت تضمنت إصالحات عديدة خالل كل فترة إلى غاية الوصول إلى النظام الحالي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الفترة ما بين ‪1970_1962‬‬
‫على غرار القطاعات الوطنية األخرى‪ ،‬لقد عرف الضمان االجتماعي تحوالت عديدة أدت إلى‬
‫تحسين الكثير من الجوانب السلبية التي كان يعيشها على مستوى التسيير بفضل تجميع ‪ 15‬هيئة سنة‬
‫‪1963‬للنظام العام ضمن صناديق جهوية ثالثة (وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،‬قسنطينة) ثم لحقت التحسينات األخرى‬
‫على مستوى تقديم الخدمات كنتيجة لتوسيع رقعة تدخل الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫إن أهم ما يميز هذه الفترة من الناحية التشريعية‪ ،‬ظهور المرسوم رقم ‪ 457_63‬المؤرخ في ‪14‬نوفمبر‬
‫‪ ،1963‬والمتعلق بإنشاء جهاز الضمان االجتماعي خاص بهيئة البحارة‪ ،‬سمي (مؤسسة االستدراك‬
‫وزرة النقل‪ ،‬يسير التأمينات االجتماعية‪ ،‬المنح العائلية و‬
‫االجتماعي للبحارة‪ ) E.P.G‬تحت إشراف ا‬
‫التقاعد‪.‬‬
‫كما تميزت أيضا بالمرسوم رقم ‪ 125_64‬المؤرخ في ‪ 12‬أفريل ‪ 1964‬الذي يعيد تبيان التركيبة‬
‫‪1‬‬
‫‪:‬‬ ‫البشرية لمجلس اإلدارة الخاص بصناديق الضمان االجتماعي والذي تميز ب‬
‫• التمثيل الخاص للمستخدمين‪ ،‬أصبح نصف التمثيل العمالي‪.‬‬
‫• يتم تحديد ممثلي المستخدمين والعمال عن طريق تنظيماتهم المهنية وليس عن طريق االنتخاب‬
‫كما تميزت هذه الفترة أيضا باإلعالن الرسمي عن المرسوم رقم‪ 364_64‬المؤرخ في‬
‫‪31‬ديسمبر‪ 1964‬المتعلق بإنشاء الصندوق الوطني للضمان االجتماعي المكلف ب‪:‬‬
‫• النشاط الصحي واالجتماعي‪.‬‬
‫• الوقاية من األمراض المهنية‪.‬‬
‫• اإلعالم العام للمكلفين‪.‬‬
‫• نشأة مدرسة وطنية للضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪hanouz Mourad et khadir Mohamed , précis de sécuritésocial, OFFICE DE PUBLICATION‬‬
‫‪UNIVERSITAIRE_BEN AKNOUN,alger,1996,p11-15.‬‬
‫~ ‪~ 46‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫• إبرام اتفاقيات وطنية مع المؤسسات الصحية‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة إلى منشور جوان ‪ 1966‬المحدد لتسيير حوادث العمل لصناديق الضمان االجتماعي‬
‫لجميع األنظمة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الفترة ما بين سنة ‪1983_1970‬‬
‫تميزت سنوات السبعينات بالمخطط التطوري األول‪ ،‬األمر الذي أثر بشكل أو بآخر على منظومة‬
‫الضمان االجتماعي وعلى قاعدتها المالية واالجتماعية وذلك بتزايد عدد السكان النشطاء وبشكل ملفت‪.‬‬
‫يتلخص هذا التأثير في التغيرات التي مست مبالغ التعويض من عدة أسابيع عطلة األمومة من ‪8‬إلى ‪14‬‬
‫أسبوعا‪ ،‬قائمة األمراض المزمنة من ‪ 04‬إلى ‪...25‬الخ‪ ،‬تميزت هذه الفترة أيضا باإلعالن الرسمي عن عدة‬
‫مراسيم ومناشير مختلفة‪:1‬‬
‫أ‪ .‬مرسوم رقم ‪ 116_70‬المؤرخ في ‪ 01‬أوت ‪ 1970‬والمنشئ ل‪:‬‬
‫▪ توحيد التنظيم اإلداري الخاص بصناديق الضمان االجتماعي باستثناء النظام الزراعي وكذا الخاص‬
‫بالبحارة وأيضا نظام عمال السكك الحديدية ونظام شركة الكهرباء والغاز‪.‬‬
‫▪ الزيادة في عدد ممثلي العمال على حساب عدد ممثلي المستخدمين داخل مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫▪ اإلنقاص من امتيازات مجلس اإلدارة وتحديدها بالتصويت على الميزانية الخاصة بالصندوق والسهر على‬
‫السير الحسن لها‪.‬‬
‫▪ توسيع سلطات المدير وتينه من طرف الوزير المكلف بالضمان االجتماعي‪.‬‬
‫مرسوم ‪ 89/70‬المؤرخ في ‪ 15‬ديسمبر ‪ 1970‬المنشئ لصندوق التأمين على الشيخوخة لغير األجراء‬ ‫ب‪.‬‬
‫المزارعين‪.‬‬
‫منشور ‪ 15‬أفريل ‪ ،1971‬ينظم نظام زراعي جديد يؤمن العمال الزراعيين وعائالتهم ضد أخطار‬ ‫ج‪.‬‬
‫المرض‪ ،‬العجز‪ ،‬الوفاة‪ ،‬األمومة‪ ،‬ويؤمن معاش الشيخوخة ويسهل عملية فتح الحقوق‪.‬‬
‫منشور ‪ 17‬سبتمبر ‪ ،1974‬يمنح االستفادة من التأمينات االجتماعية لغير األجراء‪.‬‬ ‫د‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الفترة من ‪ 1983‬إلى ‪2021‬‬
‫إن سنة ‪ 1983‬هي سنة التحول الجذري لنظام الضمان االجتماعي بحيث ظهرت ‪ 5‬قوانين و‪17‬‬
‫مرسوما متعلقا بالتأمينات االجتماعية وحوادث العمل األمراض المهنية وواجبات المكلفين‪ ،‬وأيضا المنازعات‬
‫في مجال الضمان االجتماعي التي تم إنشاؤها رسميا‪ .‬حيث يالحظ أنه تم التخلي عن جميع األنظمة السابقة‬
‫والتوجه إلى فكرة نظام موحد شامل خاص بالضمان االجتماعي يتسم بتوحيد االشتراكات وامتيازات لصالح‬
‫كل العمال بجميع فئاتهم‪.‬‬

‫‪1‬باديس كشيدة‪ ،‬المخاطر المضمونة و آليات فض المنازعات في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬بحث مقدم لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية‪،‬‬
‫تخصص قانون أعمال‪ ،‬جامعة الحاج لخضر_باتنة_‪ 2010‬ص ‪.23‬‬

‫~ ‪~ 47‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫هذا التنظيم الجديد الذي يميز المرحلة الحالية يحقق قدرات كبيرة من التضامن‪ ،‬ويوفر أداءات من‬
‫مستوى رفيع ويسمح بتوسيع رقعة المستفيدين‪.‬‬
‫أ‪ .‬المرسوم رقم ‪ 07_92‬المؤرخ في ‪ 04‬جانفي ‪1992‬و الذي يبدو جليا أنه يقوم بتوحيد أنظمة وأجهزة‬
‫الضمان االجتماعي والذي يتضمن الصفة القانونية لصناديق الضمان االجتماعي وكذا التنظيم اإلداري‬
‫والمالي‪ ،‬هذا المرسوم ينظم ويقسم الضمان االجتماعي إلى‪:‬‬
‫• الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء بالترخيم ‪.CNAS‬‬
‫• الصندوق الوطني للتقاعد بالترخيم ‪.CNR‬‬
‫• الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء بالترخيم ‪.CASNOS‬‬
‫حيث يتميز الصندوق بالشخصية المعنوية واالستقاللية المالية‪.‬‬
‫كل صندوق يسير عن طريق مدير يعين من طرف وزير القطاع لكل من الصندوق الوطني للتأمينات‬
‫االجتماعية للعمال األجراء والصندوق الوطني للتقاعد مجلس إدارة يضم ممثلين عن العمال آخرين عن‬
‫المستخدمين وكذا ممثلين عن الدولة‪.‬‬
‫أما مجلس إدارة الصندوق الوطني للعمال غير األجراء فهو مكون من مختلف الفئات المهنية الشاملة‬
‫للقطاع التجاري والحرفي والزراعي والحر‪...‬الخ‪.‬‬
‫المرسوم التشريعي رقم ‪ 09_94‬المؤرخ في ‪ 26‬ماي ‪ 1994‬لحماية األجراء من خطر فقدان العمل‬ ‫ب‪.‬‬
‫بصفة ال إرادية ألسباب اقتصادية تم إنشاء صندوق يدعى "الصندوق الوطني للتامين على البطالة‬
‫‪"CNAC‬والذي يتضمن الحفاظ على الشغل وحماية األجراء الذين قد يفقدون عملهم بصفة الإرادية‪ ،‬يحدد هذا‬
‫المرسوم أسس وشروط االستفادة منه وطبيعة وكذا مستوى أداءاته‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المستفيدون من نظام الضمان االجتماعي في الجزائر‪.‬‬


‫حدد المشرع الجزائري مجموعة من المواد خاصة بالتأمينات االجتماعية لألشخاص المستفيدون من‬
‫الضمان االجتماعي في الجزائر ويتمثل هؤالء األشخاص في‪ :‬العمال األجراء والملحقين باألجراء‪ ،‬العمال‬
‫غير األجراء‪ ،‬المجاهدون‪ ،‬الطلبة‪ ،‬المعوقين‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العمال األجراء والعمال الملحقين باألجراء‬
‫جاء في نص المادة ‪ 3‬من القانون ‪ 11/83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية ما يلي‪ " :‬يستفيد من أحكام‬
‫هذا القانون‪ ،‬كل العمال سواء كانوا أجراء أم ملحقين باألج ارء أيا كان قطاع النشاط الذي ينتمون إليه‪ ،‬والنظام‬

‫‪1‬ملخص فعاليات الندوة الوطنية األولى حول الحماية االجتماعية‪ ،‬المنظمة من طرف وزارة العمل والحماية االجتماعية‪ ،‬بالمعهد الوطني للعمل‪ ،‬سنة‬
‫‪.2000‬‬

‫~ ‪~ 48‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫الذي كان يسري عليهم قبل تاريخ دخول هذا القانون حيز التطبيق‪ ،‬وتطبق أحكام هذه المادة بموجب‬
‫مرسوم"‪.1‬‬
‫أ‪ .‬العمال األجراء‪ :‬وفقا لنص المادة‪ 2‬من القانون رقم ‪ 11/90‬المؤرخ في‪ 2‬أفريل‪ 1990‬المتعلق بعالقات‬
‫العمل " يعتبر عماال أجراء‪ ،‬في مفهوم هذا القانون‪ ،‬كل األشخاص الذين يؤدون عمال يدويا أو فكريا مقابل‬
‫مرتب‪ ،‬في إطار التنظيم‪ ،‬ولحساب شخص آخر‪ ،‬طبيعي أو معنوي عمومي أو خاص‪ ،‬يدعى المستخدم‪.2‬‬
‫ب‪ .‬العمال الملحقين باألجراء‪ :‬حدد المرسوم رقم ‪ 33/ 85‬المؤرخ في ‪ 9‬فيفري ‪ 1985‬قائمة العمال‬
‫المشبهين باألجراء في مجال الضمان االجتماعي كالتالي‪:3‬‬
‫• العمال الذين يباشرون عملهم في المنزل ولو كانوا يملكون كامل األدوات الالزمة لعملهم أو جزءا منها‪.‬‬
‫• األشخاص الذين يستخدمهم الخواص‪ ،‬السيما خدم المنازل‪ ،‬والبوابون‪ ،‬والسواق والخادمات والغساالت‬
‫والممرضات‪ ،‬وكذلك األشخاص الذين يحرسون ويرعون عادة أو عرضا في منازلهم أو منازل مستخدميهم‬
‫األطفال الذين يأتمنهم عليهم أولياؤهم أو اإلدارات أو الجمعيات التي يخضعون لمراقبتها‪.‬‬
‫• وكالء الشركات ذات المسؤولية المحددة بشرط أال يكون لهم أي سهم في رأسمالها االجتماعي‪.‬‬
‫• الفنانون والممثلون الناطقون وغير الناطقون في المسرح أو السينما أو المؤسسات الترفيهية األخرى الذي‬
‫تدفع لهم مكافآت في شكل أجور وتعويضات عن النشاط الفني‪.‬‬
‫• البحارة الصيادون بالحصة الذين يبحرون مع الصياد الرئيسي‪.‬‬
‫• الصيادون الرؤساء بالحصة المبحرون‪.‬‬
‫• حمالو األمتعة الذين يستخدمون المحطات‪ ،‬إذا رخصت لهم المؤسسة بذلك‪.‬‬
‫• حراس مواقف السيارات التي ال يدفع فيها أجر الوقوف إذا رخصت لهم المصالح المختصة بذلك‪.‬‬
‫• الممتهنون‪.‬‬
‫• طلبة مؤسسة التكوين المهني‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العمال غير األجراء‬
‫نصت المادة ‪ 4‬من القانون ‪ 11/83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية على‪ " :‬يستفيد من األداءات‬
‫العينية‪ ،‬األشخاص الطبيعيون غير األجراء الذين يمارسون بالفعل لحسابهم الخاص نشاطا ح ار صناعيا أو‬
‫تجاريا أو حرفيا أو فالحيا أو أي نشاط آخر مماثل وفقا للشروط المحددة في التنظيم المعمول به‪ .‬كما يستفيد‬

‫‪1‬المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 11/83‬المؤرخ في ‪ 2‬جويلية ‪ ،1983‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية المؤرخ في ‪2‬يوليو‪.1983‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪،28‬‬
‫الجزائر‪ 5‬جويلية ‪ ،1983‬ص‪.1792‬‬
‫‪2‬لمادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 11/90‬المؤرخ في ‪ 21‬أفريل ‪ 1990‬المتعلق بعالقات العمل‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ 25 ،17‬أفريل‪ ،1990‬ص ‪.560‬‬
‫‪3‬المرسوم ‪ 33/25‬المؤرخ في ‪ 9‬فيفري ‪ 1985‬يحدد قائمة العمال المشبهين باألجراء في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪24 ،9‬‬
‫فيفري ‪ ،1985‬ص‪.210‬‬
‫‪ ‬لمادة ‪ 4‬من القانون ‪ 11/83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المؤرخ في ‪2‬يوليو‪.1983‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،28‬الجزائر‪ 5‬جويلية‪،1983‬‬
‫ص‪.1793‬‬

‫~ ‪~ 49‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫األشخاص المذكورين أعاله من األداءات النقدية المتمثلة في منحة الوفاة والعجز‪ .‬تحدد قائمة المستفيدين‬
‫وكذا الشروط الخاصة لتطبيق هذه المادة بموجب مرسوم"‪.‬‬
‫ج‪ .‬المجاهدون والمعوقون والطلبة‪:‬‬
‫تضمنت المادة ‪ 5‬من القانون ‪ 11/83‬المعدلة والمتممة بموجب األمر ‪ 17/96‬في مادته الثانية أنه‬
‫يستفيد من األداءات العينية‪:‬‬
‫• المجاهدون وكذا المستفيدون من المعاشات بموجب التشريع الخاص بالمجاهدين ومعطوبي حرب التحرير‬
‫الوطني عندما ال يمارسون أي نشاط مهني‪.‬‬
‫• األشخاص المعوقون بدنيا أو عقليا الذين ال يمارسون أي نشاط مهني‪.‬‬
‫• الطلبة‪.‬‬
‫• المستفيدون من دعم الدولة لفائدة الفئات المحرومة أو المعوزة"‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف نظام الضمان االجتماعي الجزائري‬


‫يسعى صندوق الضمان االجتماعي الجزائري إلى تحقيق مجموعة من األهداف من خالل نظامه‬
‫وذلك لمواكبة مختلف التطورات التي عرفها نظام الضمان االجتماعي في العالم و يمكن تلخيص هذه‬
‫األهداف فيما يلي‪:‬‬

‫• ربط وتوجيه أهداف و ازرة العمل والحماية االجتماعية فيما يخص برامجها المتعلقة بالصحة والبرنامج‬
‫االجتماعي (مناصب العمل) والقطاع العائلي‪.‬‬
‫• محاولة التقليل من حوادث العمل ومختلف األخطار المحيطة بالعامل من خالل دراسة هذه المعطيات‬
‫ومحاولة إيجاد الحلول الممكنة للتقليل من آثارها من جهة‪ ،‬والتأمين على الضحايا في حالة وقوعها من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫• توفير الخدمات االجتماعية المختلفة المتعلقة بالضمان االجتماعي للفئات المأجورة وغير المأجورة‪.‬‬
‫• لعب دور الوسيط مع بعض القطاعات والمؤسسات (الصيادلة‪ ،‬المؤسسات الصحية‪ ،‬مؤسسات المعالجة‬
‫بالمياه المعدنية)‪ ،‬عيادة إعادة (التأهيل)وذلك من خالل تحملها لجزء كبير من هذه الفئات‪.‬‬
‫• تنظيم المراقبة الطبية ‪.LE CONTROL MEDICALE‬‬
‫• ضمان واعتماد موافقات األداءات الدولية‪.‬‬
‫• ضمان ترقيم وتسجيل مختلف المؤمنين بما يسمح لهم االستفادة من خدمات النظام بطريقة سهلة من جهة‬
‫وبما يسهل لهم دفع اشتراكاتهم وتسوية التزاماتهم من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ ‬المادة ‪ 5‬من القانون ‪ 11/83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪.‬المؤرخ في ‪2‬يوليو‪.1983‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،28‬الجزائر‪ 5‬جويلية‪ ،1983‬ص‬
‫‪.1793‬‬
‫‪ ‬درار عياش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.76_72‬‬
‫~ ‪~ 50‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫• وضع صناديق وطنية وجهوية ووالئيةوتوفير اإلمكانيات المادية والبشرية للسهر على تطبيق واحترام‬
‫المراسيم والتشريعات المتعلقة بالنظام‪ ،‬وجعل شعار وخدمة العامل األولوية األولى‪.‬‬
‫• المساهمة في التوعية التـأمينية للمكلفين لالستفادة من مختلف المزايا والخدمات التي تقدمها صناديق‬
‫الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر‬

‫يتضمن نظام الضمان االجتماعي الجزائري عدة أجهزة وفروع يتخصص كل واحد منها في مجال‬
‫محدد و يقدم خدمات مختلفة و متكاملة‪ ،‬و تسعى جميعها إلى إشباع المؤمنين بالخدمات االجتماعية المتوفرة‬
‫لهما و الرفع من نوعيتها‪ ،‬و توسيع نطاق الحماية االجتماعي و سنتعرف في هذا المبحث على هذه األجهزة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة مؤسسات الضمان االجتماعي ومهامها األساسية‪.‬‬


‫يختص كل صندوق من صناديق الضمان االجتماعي بمهام خاصة بها‪ ،‬وتتمثل هذه الصناديق في‪:‬‬
‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء‪ ،‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء‪،‬‬
‫الصندوق الوطني للتقاعد‪ ،‬الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال‬
‫الجوية في قطاعات البناء واألشغال العمومية والري‪ ،‬الصندوق الوطني للتأمين على البطالة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء‪CNAS‬‬
‫سنتناول في هذا المطلب المفاهيم المتعلقة بالصندوق الوطني للعمال األجراء وأهم ما يميز هذا الصندوق‬
‫عمله‪.‬‬ ‫وآليات‬

‫أ‪ .‬تعريف الصندوق‪ :‬الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء هو مؤسسة عمومية ذات‬
‫تسيير خاص‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 49‬من القانون رقم ‪ 01/88‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير‪ 1988‬المتضمن القانون‬
‫‪1‬‬
‫التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬يتمتع بالشخصية المعنوية واالستقاللية المالية‬
‫ب‪ .‬مهام الصندوق‪ :‬تتمثل في‪:2‬‬
‫▪ تسيير أداءات التأمينات االجتماعية (المرض‪ ،‬األمومة‪ ،‬العجز‪ ،‬الوفاة) وكذا حوادث العمل واألمراض‬
‫المهنية‪.‬‬
‫▪ تسيير المنح العائلية لحساب الدول‪.‬‬
‫▪ تحصيل االشتراكات‪.‬‬
‫▪ الرقابة والمنازعات المتعلقة بتحصيل االشتراكات الموجهة لتمويل األداءات‪.‬‬
‫▪ منح رقم تسجيل وطني للمؤمن لهم اجتماعيا وكذا أصحاب العمل‪.‬‬

‫‪ 1‬موقع الصندوق الوطني للعمال األجراء‪ ،www.cnas.com.dz. ،‬تم اإلطالع عليه بتاريخ ‪ ،2021/06/12‬على الساعة ‪18‬سا‪.‬‬
‫‪ 2‬موقع الصندوق الوطني للعمال األجراء‪ ،www.cnas.com.dz. ،‬تم اإلطالع عليه بتاريخ ‪ ،2021/06/12‬على الساعة ‪18‬سا‪.‬‬
‫~ ‪~ 51‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫▪ المساهمة في ترقية السياسة الرامية إلى الوقاية من حوادث العمل واألمراض المهنية‪.‬‬
‫▪ تسيير األداءات المتعلقة باألشخاص المستفيدين من االتفاقيات الثنائية للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫▪ إجراء الرقابة الطبية لفائدة المستفيدين‬
‫▪ القيام بالنشاطات الرامية التي تمكن العمال وذوي الحقوق من األداءات الجماعية على شكل انجازات ذات‬
‫طابع صحي واجتماعي‪.‬‬
‫▪ تسيير صندوق المساعدة والنجدة‪.‬‬
‫▪ إبرام اتفاقيات مع مقدمي العالج‬
‫▪ إعالم المستفيدين وأصحاب العمل بحقوقهم والتزاماتهم‪.‬‬
‫ج‪ .‬هياكل الصندوق‪ :‬حتى يتمكن الصندوق من القيام بمهامه على المستوى المركزي والوالئي فهو يتكون‬
‫من‪:1‬‬
‫▪ مديرية عامة‬
‫▪ ‪49‬وكالة والئية (اثنان منها بالجزائر العاصمة)‪.‬‬
‫▪ ‪ 839‬هياكل الدفع‪ 368 :‬مركز دفع‪ 405 ،‬ملحقة دفع‪ 66 ،‬ملحقة محلية‪.‬‬
‫▪ ‪ 4‬عيادات متخصصة (الجراحة القلبية لألطفال‪ ،‬العظام والتأهيل‪ ،‬أمراض األذن واألنف والحنجرة وجراحة‬
‫األسنان)‪.‬‬
‫▪ ‪ 4‬مراكز للتصوير الطبي الشعاعي‪.‬‬
‫▪ ‪ 35‬مركز للتشخيص والعالج‪.‬‬
‫▪ ‪ 55‬صيدليات تابعة للصندوق‪.‬‬
‫▪ ‪ 30‬حديقة ورياض األطفال‪.‬‬
‫▪ مطبعة‪.‬‬
‫▪ مركز عائلي ذو طابع اجتماعي‪.‬‬
‫د‪ .‬أداءات الصندوق‪ :‬تتمثل في‪:‬‬
‫• يتم التكفل بمصاريف العالج الطبي واألدوية بنسبة ‪ 80%‬وبنسبة ‪ 100%‬في بعض الحاالت (السيما‬
‫المرضى المصابين بأمراض مزمنة)‪.‬‬
‫• يتم تعويض فترات التوقف عن العمل بسبب المرض بنسبة‪ 50%‬من األجر خالل ‪ 15‬يوما األولى وترفع‬
‫إلى نسبة ‪ 100%‬من األجر بعدها‪.‬‬
‫• وتصل المدة القصوى لهذا التعويض إلى ثالث سنوات‪.‬‬
‫• التكفل بالتأمين عن األمومة بنسبة ‪ ،100%‬حيث تستفيد المرأة العاملة من عطلة أمومة تصل إلى ‪98‬‬
‫يوما‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Op.cit.‬‬
‫~ ‪~ 52‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫• يساوي المبلغ األدنى لمنحة العجز إلى نسبة ‪ 75%‬من األجر الوطني األدنى المضمون‪.‬‬
‫• عند وفاة المؤمن له اجتماعيا يستفيد ذوي حقوقه من منحة الوفاة‪.‬‬
‫• تمنح األخطار المهنية حق التغطية بنسبة ‪ 100%‬في مجال العالج والتوقف عن العمل بسبب المرض‪.‬‬
‫• يتم تسديد الربوع في حالة اآلثار الجسدية الناجمة عن الحوادث‪.‬‬
‫• وتسدد الربوع لفائدة ذوي الحقوق في حالة وقوع حادث العمل المفضي إلى الوفاة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال غير األجراء(‪)CASNOS‬‬
‫سنتناول في هذا المطلب المفاهيم المتعلقة بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال الغير األجراء وأهم‬
‫ما يميز هذا الصندوق وآليات عمله ‪:1‬‬
‫أ‪ .‬تعريف الصندوق‪ :‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء أنشئ بموجب المرسوم التنفيذي‬
‫‪ 92/07‬المؤرخ في ‪4‬جانفي ‪ ،1992‬هو المسؤول عن الحماية االجتماعية للفئات المهنية التي تعمل‬
‫لحسابها الخاص‪ ،‬والتي تشمل من بين أمور أخرى‪:‬‬
‫✓ أصحاب المتاجر‬
‫✓ الحرف‬
‫✓ صناعيين‬
‫✓ المزارعين‬
‫✓ أعضاء المهن الحرة‬
‫ب‪ .‬مهامه‪ :‬يقوم الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء بعدة وظائف أهمها‪:‬‬
‫• إدارة المزايا العينية والنقدية من التأمينات االجتماعية للموظفين غير المرتبات‪.‬‬
‫• إدارة المعاشات التقاعدية وبدالت التقاعد لعير الموظفين‪.‬‬
‫• إدارة حتى نهاية حقوق المستفيدين من المعاشات والبدالت المنصوص عليها في التشريع‬
‫قبل‪1‬جانفي‪ ،1984‬لضمان االنتعاش والسيطرة والتقاضي السترداد المساهمات المخصصة لتمويل الفوائد‬
‫المنصوص عليها في الفقرات الفرعية سوابق‪.‬‬
‫• إدارة‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬الفوائد المستحقة لألشخاص المستفيدين من اتفاقيات الضمان االجتماعي الدولية‪.‬‬
‫• تنظيم وتنسيق وممارسة الرقابة الطبية‪.‬‬
‫• القيام بأعمال على شكل إنجازات ذات طبيعة صحية واجتماعية على النحو المنصوص عليه في المادة‬
‫‪ 92‬من القانون المؤرخ في ‪ 2‬جويلية ‪ 1983‬المشار إليه سابقا‪ ،‬بعد اقتراح مجلس إدارة الصندوق‪.‬‬

‫‪ 1‬موقع الصندوق الوطني للعمال األجراء‪ ،www.casnos.com.dz. ،‬تم اإلطالع عليه بتاريخ ‪ ،2021/06/12‬على الساعة ‪17‬سا و‪15‬دقيقة‪.‬‬
‫~ ‪~ 53‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫ثالثا‪ :‬الصندوق الوطني للتقاعد ‪CNR‬‬

‫سنتناول في هذا الجزء المفاهيم المتعلقة بالصندوق الوطني للتقاعد وأهم ما يميز هذا الصندوق وآليات‬
‫عمله‪:1‬‬

‫أ‪ .‬الطبيعة القانونية‪ :‬الصندوق الوطني للتقاعد هو هيئة عمومية ذات طابع خاص تحكمها القوانين الخاصة‬
‫بها يؤكد المرسوم التنفيذي رقم ‪ 07 /92‬المؤرخ في‬
‫‪ 4‬جانفي ‪ 1992‬على أن يتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪.‬‬
‫ب‪ .‬مهامه‪ :‬حددت مهام الصندوق الوطني للتقاعد بموجب المادة ‪ 9‬من المرسوم رقم ‪ 07 /92‬المؤرخ في ‪4‬‬
‫جانفي ‪ 1992‬وهي كاآلتي‪:‬‬
‫• تسيير معاشات ومنح التقاعد وكذا معاشات ومنح ذوي الحقوق‪.‬‬
‫• تسيير المعاشات والمنح بسند التشريع ما قبل الفاتح من جانفي ‪ 1984‬إلى غاية انقضاء حقوق‬
‫المستفيدين‪.‬‬
‫• ضمان عملية التحصيل والمراقبة ونزاعات تحصيل االشتراكات المخصصة لتمويل أداءات التقاعد‪.‬‬
‫• تطبيق األحكام المتعلقة بالتقاعد المنصوص عليها في المعاهدات واالتفاقيات الدولية في مجال الضمان‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫• ضمان إعالم المستفيدين وأرباب العمل‪.‬‬
‫• تسيير صندوق المساعدة واإلغاثة تطبيقا للمادة ‪ 52‬من القانون ‪ 12/83‬المؤرخ‬
‫في ‪ 2‬جويلية ‪ 1983‬المتعلق بالتقاعد‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية في قطاعات‬
‫البناء واألشغال العمومية والري ‪CACOBATH‬‬
‫سنتناول في هذا الجزء المفاهيم المتعلقة بالصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة‬
‫عن سوء األحوال الجوية في قطاعات البناء واألشغال العمومية والري وأهم ما يميز هذا الصندوق وآليات‬
‫عمله كالتالي‪:‬‬
‫أ‪ .‬نشأة الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية في قطاعات‬
‫البناء واألشغال العمومية والري‬
‫أنشئ بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 45/97‬المؤرخ في ‪ 4‬فيفري ‪ ،1997‬يتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫واالستقالل المالي‪.‬‬

‫‪ 1‬موقع الصندوق الوطني للعمال األجراء‪ ،www.cns.com. ،‬تم اإلطالع عليه بتاريخ ‪ ،2021/06/12‬على الساعة ‪18‬سا و‪20‬دقيقة‪.‬‬
‫‪ ‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 45_97‬المؤرخ في ‪ 4‬فيفري ‪ 1997‬يتضمن إنشاء الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال‬
‫الجوية في قطاعات البناء واألشغال العمومية والري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،8‬الجزائر‪ 25 ،‬فيفري ‪ ،1997‬ص‪.4‬‬

‫~ ‪~ 54‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫ب‪ .‬مهامه‪ :‬تتمثل مهام الصندوق فيما يأتي‪:‬‬
‫• يتولى تسيير العطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية التي يتمتع بها العمال‬
‫المنتمون إلى قطاعات البناء واألشغال العمومية والري‪.‬‬
‫• يقوم بتسجيل المستفيدين ومستخدميهم باالتصال مع الهيئات المعنية‪.‬‬
‫• يتولى إعالم المستفيدين ومستخدميهم‪.‬‬
‫• يتولى تحصيل االشتراكات المقررة في التشريع والتنظيم المعمول بهما‪.‬‬
‫• يشكل احتياطا ماليا صد ضمان دفع هذه التعويضات في كل الظروف‪.‬‬
‫• يساهم في إنشاء الخدمات االجتماعية لصالح العمال في ميدان اختصاصه وذوي حقوقهم‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الصندوق الوطني للـتأمين على البطالة ‪CNAC‬‬
‫سنتناول في هذا الجزء المفاهيم المتعلقة بالصندوق الوطني للـتأمين على البطالة ‪ CNAC‬وأهم ما‬
‫يميز هذا الصندوق وآليات عمله‪.‬‬
‫أ‪ .‬تعريف الصندوق‪ :‬منذ تاريخ إنشائه سنة ‪ 1994‬كمؤسسة عمومية للضمان االجتماعي (تحت وصاية‬
‫و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي) تعمل على تخفيف اآلثار االجتماعية المتعاقبة الناجمة عن‬
‫تسريح العمال األجراء في القطاع االقتصادي وفقا لمخطط التعديل الهيكلي‪ ،‬عرف الصندوق الوطني‬
‫للتأمين على البطالة في مساره عدة مراحل مخصصة للتكفل بالمهام الجديدة المخولة من طرف السلطات‬
‫‪1‬‬
‫العمومية‬
‫ابتداء من سنة ‪ 1994‬شرع الصندوق الوطني للتأمين على البطالة لفائدة العمال األجراء الذين فقدوا‬
‫مناصب شغلهم بصفة ال إرادية ألسباب اقتصاديه دفع تعويض البطالة الذي استفاد منه ألواخر سنة‬
‫‪189830 2006‬عامال مسرحا من مجموع ‪201505‬عامال عامال مسجال أي بنسبة استيفاء‬
‫‪%94‬وانطالقا من سنة ‪1998‬الى غاية ‪ 2004‬قام الصندوق الوطني للتأمين على البطالة بتنفيذ إجراءات‬
‫احتياطية بإعادة إدماج العاطلين على العمل‪ ،‬المستفيدين عن طريق المرافعة في البحث عن الشغل‬
‫والمساعدة عن العمل الحر تحت رعاية مستخدمين تم توظيفهم وتكوينهم خصيصا ليصبحوا مستشارين‬
‫منشطين على مستوى مراكز مزودة بتجهيزات ومعدات مخصصة لهذا الشأن‪.‬‬
‫ابتداء من سنة ‪ 2010‬سمحت اإلجراءات الجديدة المتخذة لفائدة الفئة االجتماعية التي يتراوح عمرها‬
‫بين ‪30‬و ‪ 50‬سنة لاللتحاق بالجهاز بمزايا متعددة منها مبلغ االستثمار اإلجمالي‪ ،‬الذي أصبح في حدود‬
‫‪ 10‬ماليين دج وكذا إمكانية توسيع إمكانات اإلنتاج للسلع والخدمات لذوي المشاريع الناشطين‪.2‬‬
‫ب‪ .‬الهيكل التنظيمي للصندوق الوطني للتأمين على البطالة‬

‫‪ 1‬موقع الصندوق الوطني للعمال األجراء‪ ،www.CNAC.com.dz. ،‬تم اإلطالع عليه بتاريخ ‪ ،2021/06/13‬على الساعة ‪10‬سا و‪15‬دقيقة‪.‬‬
‫‪ 2‬محمد زيدان وأحمد يعقوبي‪ ،‬فعالية الموارد التمويلية المتاحة لمؤسسات التأمين االجتماعي الجزائري في تحقيق السالمة المالية لنظام الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬الملتقى الدولي السابع حول "الصناعة التأمينية الواقع العملي وآفاق التطور" تجارب الدول‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪-‬شلف‪-‬يومي‪-03‬‬
‫‪04‬ديسمبر ‪2012‬ص‪.12‬‬

‫~ ‪~ 55‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫يتمثل الهيكل التنظيمي للصندوق الوطني للتأمين على البطالة في‪:‬‬
‫الشكل رقم‪ :02‬الهيكل التنظيمي للصندوق الوطني للتأمين على البطالة‬

‫المديرية العامة‬

‫مديرية الدراسات والبرامج‬ ‫مديرية اإلدارة‬ ‫مديرية العمليات‬ ‫مديرية األداءات والتنظيم والمنازعات‬

‫خلية الدراسات االلكترونية للضمان االجتماعي‬ ‫خلية مراقبة وتدقيق‬ ‫مستشارون مكلفون بالمهام‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتان بناء على المعلومات من موقع الصندوق ‪www.cnac.dz‬‬
‫تضم السلطة المركزية للضمان وتحت سلطة المدير العام على الهياكل التالية‪:‬‬
‫• مديرية األداءات والتنظيم والمنازعات‬
‫• مديرية العمليات المالية‪.‬‬
‫• مديرية اإلدارة العامة‪.‬‬
‫• مديرية الدراسات والبرامج‪.‬‬
‫• مستشارون مكلفون بمهام عامة‪.‬‬
‫• خلية مراقبة وتدقيق الحسابات خلية الدراسات االلكترونية للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫ج‪ .‬تمويل التأمين على البطالة‪ :‬هو منظم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 187/94‬المؤرخ في ‪ 6‬جويلية‬
‫‪ 1994‬المحدد لتوزيع نسبة االشتراك في الضمان االجتماعي المعدل والمتمم إذ ينص على نسب هي‪:‬‬
‫• ‪ %2.5‬على عاتق المستخدم‬
‫• ‪ %1.5‬على عاتق األجير‬
‫وبموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 50-2000‬المؤرخ في ‪ 4‬مارس ‪ 2000‬فقد عدلت النسب لتصل‬
‫إلى ‪ %1.25‬بالنسبة للمستخدم و‪ %0.50‬بالنسبة لألجير‪ ،‬وسنة ‪ 2013‬انخفضت النسبة إلى ‪%1‬‬
‫بالنسبة للمستخدم و‪ %0.5‬بالنسبة لألجير‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تمويل نظام الضمان االجتماعي الجزائري‬
‫ترتكز المنظومات التأمينية االجتماعية في العالم في تمويلها على المفاضلة بين مصدرين أو األخذ‬
‫بكليهما وهما االشتراكات المهنية والضرائب‪ ،‬وهذا حسب ما أقرته االتفاقية رقم ‪ 102‬المتعلقة بالمستويات‬
‫الدنيا للضمان االجتماعي والتي تنص في مادتها ‪7‬على ما يلي"‪ ...‬يجب تمويل المزايا الممنوحة بالتطبيق‬

‫‪1‬‬
‫‪OP , CIT.‬‬
‫~ ‪~ 56‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫لهذه االتفاقية وكذا مصاريف إدارتها جماعيا عن طريق االشتراكات أو الضرائب أو كليهما "‪ ،‬حيث تأخذ‬
‫كل دولة بالطريقة التي تتالءم مع أحوالها االقتصادية وظروفها االجتماعية‪.‬‬
‫على غرار باقي المنظومات االجتماعية في العالم تولي المنظومة الوطنية للضمان االجتماعي عناية بالغة‬
‫للمسألة التمويلية كونها المحدد الرئيسي الستمرار نشاطها من عدمه‪ ،‬وتسعى بذلك لتنويع مصادرها‬
‫التمويلية لضمان السير الحسن ألجهزتها من جهة وتوفير حماية اجتماعية معممة لكافة فئات المجتمع من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬
‫فيما يلي نستعرض أهم المصادر التمويلية للمنظومة الوطنية للضمان االجتماعي كما يلي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬التمويل عن طريق االشتراكات‬
‫تعني فكرة االشتراكات االجتماعية مساهمة كل مؤمن اجتماعي في تمويل الضمان االجتماعي قبل‬
‫االستفادة من الحماية االجتماعية وهذا ما يفسر أنه توجد عالقة بين قيمة مساهمته والخدمة االجتماعية‬
‫التي يستفيد منها‪ ،‬تعد هذه الطريقة أكثر فعالية إذا ما قارناها بتمويل الدولة أو الضرائب‪.‬‬
‫وهذا ويعتبر التمويل عن طريق االشتراكات الركيزة األساسية إليرادات نظام الضمان االجتماعي في‬
‫الجزائر حيث يدفع العمال اشتراكاتهم لدى ثالث صناديق للضمان االجتماعي توزع هذه االشتراكات بدورها‬
‫على شكل أقساط يتحملها كل من العامل ورب العمل وبنسب متفاوتة وتوجه أساسا لتمويل أداءات الضمان‬
‫االجتماعي وهي كما يلي‪:‬‬
‫• التأمينات االجتماعية‪.‬‬
‫• حوادث العمل واألمراض المهنية‪.‬‬
‫• التقاعد‪.‬‬
‫• التقاعد المسبق‪.‬‬
‫• التأمين على البطالة‪.‬‬
‫والجدول الموالي يوضح تطور معدل االشتراك والذي يعادل ‪ %34.5‬من األجر الخاضع‬
‫لالقتطاعات كما يلي‪:‬‬

‫~ ‪~ 57‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫جدول رقم ‪ :01‬توزيع نسبة االشتراكات للضمان االجتماعي الجزائري‪.‬‬
‫المجموع‬ ‫حصة‬ ‫الحصة التي‬ ‫الحصة التي‬
‫صندوق‬ ‫يتكفل بها‬ ‫يتكفل بها‬ ‫الفرع‬
‫الخدمات‬ ‫العامل‬ ‫المستخدم‪%‬‬
‫االجتماعية‬
‫‪13%‬‬ ‫_‬ ‫‪1.5%‬‬ ‫‪11.5%‬‬ ‫التأمينات‬
‫االجتماعية‬
‫‪1.25%‬‬ ‫_‬ ‫_‬ ‫‪1.25%‬‬ ‫حوادث العمل‬
‫واألمراض‬
‫المهنية‬
‫‪18.25%‬‬ ‫‪0.5%‬‬ ‫‪6.75%‬‬ ‫‪11%‬‬ ‫التقاعد‬
‫‪1.5%‬‬ ‫_‬ ‫‪0.25%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫التأمين على‬
‫البطالة‬
‫‪0.5%‬‬ ‫_‬ ‫‪0.25%‬‬ ‫‪0.25%‬‬ ‫التقاعد‬
‫المسبق‬
‫‪34.5%‬‬ ‫‪0.5%‬‬ ‫‪9%‬‬ ‫‪25%‬‬ ‫المجموع ‪%‬‬

‫من أعداد الطالبتين بناءا على معلومات منشورة على موقع ‪www.cnas.dz‬‬
‫ثانيا‪ :‬التمويل عن طريق ميزانية الدولة والضرائب‬
‫تتدخل ميزانية الدولة عن طريق صرف اإلعانات والمنح العائلية‪ ،‬إضافة إلى النفقات الموجهة لخدمة‬
‫التضامن الوطني بالنسبة للمتقاعدين الذين يتقاضون منح منخفضة‪.‬‬
‫• تم إنشاء الصندوق الوطني ألموال التقاعد سنة ‪ 2006‬ومن خالل أمر مرسوم رئاسي‪ ،‬والذي يمول‬
‫أساسا عن طريق توجيه ‪ %2‬من الجباية البترولية‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 2010‬اقر قانون المالية إنشاء صندوق وطني للضمان االجتماعي يمول جزء منه من خالل‬
‫الرسم على التبغ والرسم على السفن والبواخر الموجهة للسياحة والمتعة‪ ،‬باإلضافة إلى اقتطاع ‪ %5‬من‬
‫الفوائد الصافية لمستوردي الدواء‪.‬‬
‫• و توجد هناك بعض مصادر التمويل لنظام الضمان االجتماعي نذكر منها‪ :‬عوائد صناديق االستثمار‪،‬‬
‫المساهمات‪ ،‬الزيادات والقيم المالية لمخالفات التأخيرات وبعض العقوبات األخرى‪.1‬‬

‫‪1‬محمد زيدان ومحمد يعقوبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.15‬‬

‫~ ‪~ 58‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫ثالثا‪ :‬كيفية استخدام الموارد المالية‬
‫يوفر الضمان االجتماعي مبالغ مالية ثم يتولى االلتزام بمستحقات المختلفة للمستفيدين وهناك تقنيتان‬
‫أساسيتان الستخدام تلم الموارد المالية وهما‪ :‬تقنية التوازن المالي وتقنية التراكم ألتربيعي‪:1‬‬
‫أ‪ .‬تقنية التراكم المالي أو الرسملة‪la capitalisation‬‬
‫يفتح بمقتضاها حساب باسم كل مؤمن تفيد فيه جميع االشتراكات التي تحصل باسمه سواء تحملها العامل‬
‫أم أصحاب العمل أوكالهما‪ ،‬وبما أن هذه المبالغ تستثمر فان حق العامل في مبالغ االشتراكات المحصلة‬
‫لحسابه يزيد بمقدار الفائدة التي تضاف إليها‪ ،‬وعند التقاعد يتحصل المؤمن على معاش يقتطع من‬
‫حسابه‪.‬‬
‫هذا يقتضي تكوين احتياطات تحسب باستخدام قواعد االحتماالت ومعدالت الوفاة والحياة وسعر الفائدة‪،‬‬
‫بحيث تكفي هذه المستحقات لدفع نفقات المؤمن حيث تبدأ الفترة التي يتوقف فيها عن أداء االشتراكات‬
‫لكي يحصل على معاشه وهذه الطريقة مستوحاة من تقنية‬
‫التوازن االدخار‪.‬‬
‫ب‪ .‬التربيعي‪la réparation‬‬
‫بمقتضى هذه الطريقة تنظم حسابات الضمان االجتماعي سنة ب سنة‪ ،‬فمدا خيل االشتراكات لسنة‬
‫معينة توزع على المؤمني ن الذين لهم الحق فيها بنفس السن‪ ،‬ولقد استخدمت هذه الطريقة ألول مرة لدفع‬
‫التعويضات اليومية إلصابات العمل‪ ،‬وفي تحمل مصاريف العالج والدواء‪ ،‬ثم انتشرت بعد الحرب العامية‬
‫في عدة دول بالنسبة لمعاشات الشيخوخة‪.‬‬
‫وتقوم هذه الطريقة على مبدأ التضامن بين األفراد واألجيال المتعاقبة‪ ،‬فمثال إذا أخذنا بها فيمال يتعلق‬
‫بمعاشات التقاعد فان اشتراكات العناصر الشابة العاملة لسنة معينة هي التي تسمح بدفع معاشات التقاعد‬
‫للمتقدمين فيالسن‪.‬‬
‫أما نظام الضمان االجتماعي الجزائري فقد أخذ بطريقة التوزيع التربيعي‪ ،‬وذلك لتغطية كافة األخطار‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬إصالحات نظام الضمان االجتماعي في الجزائر‪.‬‬


‫تبنت الحكومة الجزائرية في السنوات األخيرة إصالحات عميقة وجذرية على قطاع الضمان االجتماعي‬
‫ونصبت هذه اإلصالحات على ثالث محاور أساسية تتمثل في‪:‬‬
‫✓ تحسين نوعية األداءات المقدمة لفائدة األشخاص المؤمن لهم اجتماعيا وذوي حقوقهم‪.‬‬
‫✓ عصرنة تسيير هيئات الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫✓ الحفاظ على التوازن المالي لمنظومة الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪1‬فضيلة عكاش‪ ،‬تطور نظام الضمان االجتماعي في الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬فرع التنظيم‬
‫السياسي واإلداري‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2001، 03‬ص‪.12‬‬

‫~ ‪~ 59‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تحسين نوعية األداءات المقدمة لفائدة األـشخاص المؤمن لهم اجتماعيا‬
‫جسد ذلك من خالل مراجعة الترسانة القانونية لنظام التأمينات االجتماعية المعمول بها منذ ‪1983‬‬
‫والتي تعتبر مرجعية تشريع الضمان االجتماعي في الجزائر باإلضافة إلى تفعيل العمل بنظام الدفع من قبل‬
‫الغير وجسد ذلك من خالل مختلف العالقات التعاقدية التي أبرمت مع مختلف مؤسسات القطاع الصحي‬
‫والهدف من وراء ذلك هو تحسين الخدمات المقدمة لفائدة األشخاص المؤمن لهم اجتماعيا‪.‬‬
‫أ‪ .‬نظام الدفع من قبل الغير‪ :‬هو وسيلة تسمح للمؤمنين لهم اجتماعي او ذوي حقوقهم باكتساب المنتجات‬
‫الصيدالنية دون دفع مسبق للمصاريف وتضم كل المنتجات الصيدالنية التي تضمنها قائمة األدوية التي يتم‬
‫تعويضها من طرف الضمان االجتماعي وكما حددت في القرار الوزاري والتي يضعها إما الطبيب المعالج أو‬
‫طبيب جراحة األسنان أو القبيلة كل في حدود اختصاصه‪.‬‬
‫إصالحات نظام الدفع من قبل الغير‪ :‬توسع نظام الدفع من قبل الغير ليشمل تقريبا مختلف الخدمات‬ ‫ب‪.‬‬
‫الصحية ومن ضمنها نذكر‪:‬‬
‫‪ .1‬الخدمات التي تقدمها المستشفيات لفائدة األشخاص المؤمن لهم اجتماعيا‪:‬‬
‫الهدف األساسي لتطبيق نظام الدفع من قبل الغير هو االنتقال من التمويل الجزافي للمستشفيات إلى تمويل‬
‫حقيقي مبني على تحيين التكاليف سواء تعلق األمر بالوصفات الطبية أو أيام اإلقامة بالمستشفى‪ ،‬و أنشأ هذا‬
‫النظام بموجب قرار وزاري مشترك صادر في ‪14‬جانفي‪ 2003‬و الذي تضمن إنشاء‪ ،‬تكوين‪ ،‬و صالحيات‬
‫اللجنة الو ازرية المشتركة المكلفة بمراقبة و تقييم تطبيق التعاقد‪ ،‬العالقات بين المؤسسات العمومية للصحة و‬
‫هيئات الضمان االجتماعي و مديريات النشاط االجتماعي للوالية‪ ،‬كما صدر في ذات المرسوم كيفية تطبيقه‬
‫و المتمثلة في إجراء عملية التعرف على المؤمن لهم اجتماعيا و ذوي حقوقهم عند دخولهم للمستشفى و ذلك‬
‫عن طريق النظام اآللي المخصص لذلك و الذي جاء تماشيا مع بطاقة الشفاء عوضا عن النظام القديم‬
‫المتمثل في ملئ البطاقة المخصصة لذلك حسب الحاالت ‪.‬‬
‫‪ .2‬الخدمات التي تقدمها العيادات الخاصة المتخصصة‪ :‬الخدمات التي تقدمها المستشفيات لفائدة األشخاص‬
‫المؤمن لهم اجتماعيا إضافة إلى خدمات النقل من منزل الشخص المريض إلى العيادات المتخصصة‬
‫والمراكز الطبية‪.‬‬
‫على العموم فنظام الدفع من قبل الغير ساهم إلى حد بعيد في تحسين الخدمات المقدمة لفائدة األشخاص‬
‫المؤمن لهم اجتماعيا زيادة على أنه ساهم في تقليل التكاليف والحد نوعا ما إلى التحايل على مؤسسات‬
‫الضمان االجتماعي‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬عصرنة تسيير هيئات الضمان االجتماعي‬
‫تم استحداث العمل بنظام البطاقة االلكترونية الشفاء في سباق عصرنة المنظومة الوطنية للضمان‬
‫االجتماعي من خالل تحديث أنظمة العمل و إدخال العمل بآخر تطبيقات وسائل تكنولوجيا المعلومات كما‬

‫‪1‬نور الدين بربار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103-102‬‬

‫~ ‪~ 60‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫أن تحديث أنظمة العمل جاء في سياق تطبيق الجزائر لمشروع الحكومة االلكترونية بالجزائر فعصرنة نظام‬
‫الضمان االجتماعي من خالل إدخال العمل بنظام البطاقة االلكترونية الشفاء‪ ،‬كلفت خزينة الضمان‬
‫االجتماعي مبلغ ‪ 16.5‬مليون أورو نتيجة لشراء المشروع على شركة‪ GIMALTO‬الفرنسية زيادة على‬
‫تكاليف تكوين المهندسين و توفير أجهزة اإلعالم اآللي لتطبيق هذا النظام‪.‬‬
‫أ‪ .‬تعريف بطاقة الشفاء‪ :‬هي بطاقة للتأمينات االجتماعية تحتوي على شريحة إلكترونية دونت فيها كل‬
‫المعلومات وتسمح ب‪:‬‬
‫• التعرف على هوية المؤمن له وذوي حقوقهم‪.‬‬
‫• تسهيل الحصول على مستحقات المؤمن له وذوي حقوقه في أداءات الضمان االجتماعي لدى كل من‬
‫األطباء وأطباء األسنان والمستشفيات‪ ،‬المرتكز الصحية والعيادات الخاصة‪.‬‬
‫• تمكين المؤمن له من الحصول على أداءاته دون الحاجة إلى إيداع طلب لدى مركز الدفع التابع إليه‪.‬‬
‫ب‪ .‬أنواع البطاقة اإللكترونية الشفاء‪ :‬يمكن التمييز بين ثالثة أنواع من البطاقات تشمل‪:‬‬
‫• البطاقة العائلية‪ :‬تحتوي هذه البطاقة على معلومات وبيانات المؤمن له وذوي حقوقه‪ ،‬وتتضمن معلومات‬
‫مفصلة عن كل فرد له حق االستفادة من الخدمة ويصل عددها إلى‪ 10‬بيانات‬
‫• البطاقة الشخصية‪ :‬هي بطاقة خاصة باألفراد الذين يعملون في واليات ويقيمون في واليات أخرى‪.‬‬
‫ج‪ .‬أهداف نظام البطاقة االلكترونية الشفاء‪ :‬يمكن تحديد أهداف نظام البطاقة االلكترونية للشفاء من ثالثة‬
‫جوانب أساسية‪:‬‬
‫‪ .1‬بالنسبة للمؤمن له اجتماعيا‪ :‬تتمثل األهداف في‪:‬‬
‫• االستغناء تدريجيا عن المستندات الورقية المستعملة حاليا في التكفل بالعالج‪.‬‬
‫• تخفيف اإلجراءات وإلغاء إجراءات التعويض على مستوى مراكز الدفع للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫• سرعة الحصول على التعويضان المستحقة كمرحلة أولى‪.‬‬
‫• توسيع العمل في نظام الدفع من قبل الغير وتعميمه إلى كل المؤمنين اجتماعيا‪.‬‬
‫• تسهيل تطبيق نظام التعاقد مع مؤسسات القطاع الصحي‪.‬‬
‫‪ .2‬بالنسبة لهيئات الضمان االجتماعي‪ :‬تتمثل األهداف في‪:‬‬
‫• عصرنة التسيير بما يسمح بمتابعة ومراقبة أحسن األداءات المقدمة وبالتالي التحكم في النفقات مع نكفل‬
‫أحسن بالمؤمنين اجتماعيا‪.‬‬
‫• تسيير تطبيق نظام التعاقد مع الهياكل الصحية ونظام التعاقد مع المؤسسات العمومية للصحة‪.‬‬
‫• تحسين نوعية األداءات المقدمة لفائدة األشخاص المؤمن لهم اجتماعيا‪.‬‬
‫• إنشاء بنك معلومات دقيقة للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫• تسهيل الدراسات اإلستراتيجية على المدى البعيد لمنظومة الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ .3‬بالنسبة لشركاء الضمان االجتماعي‪ :‬تتمثل األهداف في‪:‬‬

‫~ ‪~ 61‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫• عصرنة التسيير لدر شركاء الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫• عصرنة عالقاتهم مع المؤمنين وهيئات الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫• تحسين نوعية الخدمات المعروضة على المؤمنين اجتماعيا‪.‬‬
‫• تسيير عمليات االنضمام لنظام التعاقد مع مختلف الهيئات ذات العالقة بالضمان االجتماعي‪.1‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحفاظ على التوازن المالي لمنظومة الضمان االجتماعي‬
‫جسد ذلك من خالل سعي الحكومة الجزائية و القائمون على قطاع الضمان االجتماعي إلى العمل‬
‫على تدبير مصادر تمويل إضافية لمؤسسة الضمان االجتماعي تسمح لها بتغطية مختلف األخطار‬
‫االجتماعية و تحافظ على توازناتها المالية التي تعتبر األداة الضرورية الستدامة مؤسسات التأمينات‬
‫االجتماعية‪ ،‬زيادة على هذا إنشاء الصندوق الوطني الحتياطات التقاعد الذي يمول حاليا بنسبة ‪%03‬من‬
‫عوائد الجباية البترولية و الذي يعمل على معالجة أي خلل مالي في الصندوق الوطني للتقاعد‪ ،‬كم تم‬
‫استحداث الصندوق الوطني لتحصيل اشتراكات الضمان االجتماعي بغرض زيادة فعالية أموال التأمينات‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء‪-‬دراسة حالة‬


‫وكالة ميلة‪.‬‬
‫يهدف هذا المبحث إلى إعطاء فكرة عامة عن شبكة ميلة لصندوق الضمان االجتماعي لألجراء‬
‫(‪ )CNAS‬وذلك من خالل إبراز بعض المعالم للتعريف بالمؤسسة والتعرف على هيكلها التنظيمي وخدماتها‬
‫ودراسة نفقات وإيرادات الوكالة بناءا على معلومات تقريبية مصرح بها من طرف قسم األرشيف الخاص‬
‫بالمؤسسة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء –وكالة ميلة‪-‬‬
‫إن صندوق الضمان االجتماعي للعمال األجراء ‪ CNAS‬هو عبارة عن مؤسسة خدماتية تقوم بتقديم‬
‫خدمات المواطنين والمؤسسات وذلك من خالل تحقيق األمن والطمأنينة لإلنسان لما ينتج عن األحداث‬
‫واألخطار التي تصيب الشخص أثناء العمل أو خارج العمل‪.‬‬

‫‪1‬نور الدين بربار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.105-104‬‬


‫‪‬نور الدين بربار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.105‬‬
‫~ ‪~ 62‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء‪-‬وكالة ميلة‪-‬‬

‫أنشأت وكالة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء بميلة في سبتمبر ‪ 1996‬بموجب‬
‫مرسوم وزاري رقم‪ 223-85‬المؤرخ في ‪ 20‬أغسطس ‪ .1985‬وتتوفر وكالة ميلة على مقر رئيسي واحد‬
‫ببلدية ميلة و‪ 12‬مركز دفع موزع على كامل الوالية وذلك من أجل إحداث توازن جهوري رفعا للمشقة وتقريب‬
‫اإلدارة من المواطن وأرباب العمل‪ ،‬الذين يشتكون من صعوبة االتصال بالصندوق لتقديم اشتراكاتهم‬
‫المستحقة‪.1‬‬

‫الجدول رقم ‪ :02‬مراكز الدفع التابعة لوكالة ميلة من سنة ‪2020_2016‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫السنوات‬


‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫عدد‬
‫مؤسسات‬
‫الدفع‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫مراكز الدفع‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫فروع الدفع‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين بناءا على معلومات مقدمة من طرف وكالة ‪CNAS‬ميلة‬

‫الشكل رقم‪ :03‬مراكز الدفع المتواجدة على مستوى وكالة ‪ CNAS‬ميلة‬

‫ميلة‬ ‫فرجيوة‬ ‫شلغوم العيد‬ ‫تالغمة‬ ‫قرارم قوقة‬

‫الرواشد‬ ‫سيدي مروان‬ ‫تاجنانت‬ ‫واد النجاء‬ ‫واد العثمانية‬

‫ترعي باينان‬ ‫بو حاتم‬ ‫تسدان حدادة‬

‫من إعداد الطالبتين بناءا على معطيات مقدمة من طرف وكالة ميلة‬

‫‪1‬من إعداد الطالبتين بناءا على معلومات مقدمة من وكالة ميلة ‪.CNAS‬‬

‫~ ‪~ 63‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫➢ بالنسبة للمراكز التصوير الطبي فوالية ميلة ال تحتوي على أي مركز بل هي تابعة لوالية قسنطينة‬
‫وجيجل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الهيكل التنظيمي لوكالة ميلة‪.‬‬

‫يتكون صندوق الوطني الضمان االجتماعي لوكالة ميلة من مديرية عامة تنطوي تحتها على ‪05‬‬
‫مديريات فرعية لها مهام تقوم بها‪.‬‬

‫الشكل ‪ :04‬الهيكل التنظيمي لوكالة ‪ CNAS‬ميلة‬

‫المديرية العامة‬

‫المديرية الفرعية للتحصيل ومنازعات التحصيل‬ ‫المديرية الفرعية للتعويضات‬ ‫المديرية الفرعية للموارد البشرية‬

‫قسم‬ ‫قسم تسيير‬ ‫قسم‬


‫قسم تسيير المصالح‬ ‫قسم تسيير‬ ‫قسم الموارد‬ ‫قسم الوسائل‬
‫المنازعات‬ ‫أرباب العمل‬ ‫االشتراكات‬ ‫العامة‬
‫المركزية‬ ‫المراكز‬ ‫البشرية‬

‫المديرية الفرعية للمراقبة الطبية‬


‫المديرية الفرعية للمالية‬

‫مصلحة المراقبة الطبية‬ ‫قسم تسيير مصالح‬


‫قسم المحاسبة‬ ‫قسم المالية‬
‫المراقبة‬

‫من إعداد الطالبتين بناءا على معلومات مقدمة من طرف الوكالة‬

‫من خالل الهيكل التنظيمي لوكالة ‪ CNAS‬ميلة نالحظ أنها تتكون من‪:1‬‬

‫أ‪ .‬المديرية العامة‪ :‬يقوم برئاستها المدير ويقوم بأعمال التسيير والمتابعة بصفة عامة واتخاذ الق اررات‬
‫الالزمة من قبول أو رفض‪ ،‬وتنقسم إلى‪:‬‬
‫▪ المدير‬

‫‪1‬من إعداد الطالبتين بناءا على المعلومات المتحصل عليها من وكالة ميلة ‪cnas.‬‬
‫~ ‪~ 64‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫▪ أمانة المديرية‪.‬‬
‫▪ خلية اإلصغاء واالتصال‪.‬‬
‫▪ نواب المدير‪.‬‬
‫ب‪ .‬المديرية الفرعية للتحصيل ومنازعات التحصيل‪ :‬تقوم هذه المديرية بعملية تحصيل أموال اشتراكات‬
‫الضمان االجتماعي ومراقبة المستخدمين للقوانين السارية المفعول تنقسم إلى‪:‬‬
‫‪ .1‬قسم المنازعات‪ :‬تعتبر العمود الفقري لوكالة الضمان االجتماعي حيث أنها تقوم أساسا بالتعامل مع‬
‫المستخدمين الذين يملكون محالت وعقارات ويشغلون أعمال مثل‪ :‬مقهى‪ ،‬صناعة أجهزة‪...‬الخ‪ ،‬وكذا‬
‫المؤسسات الخاصة كمقاولة البناء‪ ،‬مؤسسة توزيع مواد البناء‪ ،‬وتنقسم بدورها إلى قسمين‪:‬‬
‫▪ منازعات عامة‪.‬‬
‫▪ منازعات طبية‪.‬‬
‫‪ .2‬قسم تسيير أرباب العمل‪ :‬تلعب دو ار عاما في عملية تحصيل مستحقات الصندوق‪ ،‬كما تقوم بإحصاء‬
‫عدد العمال في الورشات واإلدارات‪ ،‬ومراقبة دفاتر رب العمل‪ ،‬للتأكد من صحة التصريحات بمبالغ‬
‫االشتراكات المقدمة لمصلحة االشتراكات‪.‬‬
‫‪ .3‬قسم االشتراكات‪ :‬وهي المصلحة التي تقوم بالمتابعة الدائمة والمستمرة لمنفعة أرباب العمل وتتعلق‬
‫بالمبالغ الواجب دفعها شهريا أو بعد كل ثالثي‪ ،‬والتي ترتبط أساسا بعدد المستخدمين وأجورهم الشهرية‪،‬‬
‫بحيث تتلقى التصريحات‪ ،‬التكاليف‪ ،‬ودفع االشتراكات‪.‬‬
‫ج‪ .‬المديرية الفرعية للتعويضات‪ :‬وهي التي تقوم بتعويض المخاطر المختلفة سواء منها المتعلقة بالمريض‬
‫أو األمومة أو العجز أو الوفاة‪ ،‬وتهدف إلى تسهيل عملية الحصول على حقوقهم المستحقة لدى صندوق‬
‫الضمان االجتماعي وتنقسم إلى مصلحتين‪:‬‬
‫‪ .1‬قسم تسيير المراكز‪.‬‬
‫‪ .2‬قسم تسيير المصالح المركزية‪.‬‬
‫د‪ .‬المديرية الفرعية للمراقبة الطبية‪ :‬تسير هذه المصلحة من طرف الطبيب الرئيسي واألطباء المستشارين‬
‫اآلخرين‪ ،‬حيث يمارس هؤالء مهامهم المخولة لهم قانونيا والمتمثلة في الرقابة الطبية على الملفات الموضوعة‬
‫أمامهم حيث يبدون بآرائهم حول‪:‬‬
‫• مصاريف األدوية‬
‫• التنقل للعالج خارج الوالية وخارج الوطن‬
‫• المصاريف الطبية‬
‫• التجهيزات المدعمة للمعاقين‬
‫وتعتبر هذه النيابة استشارة فيما يخص‪:‬‬
‫• الوصفات الطبية‬

‫~ ‪~ 65‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫• التوقف عن العمل‬
‫• إجراء الفحص الطبي من أجل الموافقة عليها أو تقليصها لمدة أو رفضها‬
‫• تحديد إمكانية رجوه المرضى إلى عملهم أو تحديد فترة العطلة‬
‫• إجراء الفحوصات الطبية بصفة دورية على المرضى وضحايا حوادث العمل‬
‫• تحديد صنف العجز عن المرض‬
‫• نيابة مديرية التحصيل والمالية‪:‬‬

‫تقوم هذه المديرية بعملية تحصيل أموال اشتراكات الضمان االجتماعي ومراقبة المستخدمين للقوانين السارية‬
‫المفعول تنقسم إلى‪:‬‬

‫‪ .1‬مصحة الترقيم‪ :‬لها وظيفتان أساسيتان وهما مستخدمين وترقيم العمال المؤمنين اجتماعيا ومن خالل‬
‫هاتين المهمتين يمكن الوقوف على وظيفة هذه المصلحة‪ ،‬والتي تكمن في تعداد المؤمنين اجتماعيا حسب‬
‫السلم الترتيبي للعمل‪.‬‬
‫‪ .2‬مصلحة مراقبة المستخدمين‪ :‬وتعتبر مصلحة المراقبة ذات قيمة وأهمية كبيرة ينبثق ذلك من خالل‬
‫النشاطات التي تقوم بها إذ تسهر على تطبيق القوانين المتعلقة بالمستخدمين‪ ،‬وتسعى للقضاء على ظاهرة‬
‫التحايل والغش على القوانين وضرب حقوق العمال المتبعة من طرف المستخدمين‪.‬‬
‫‪ .3‬مصلحة التحصيل‪ :‬بعد انتساب المستخدم تقدم شهادة االنتساب إلى هذه المصلحة لفتح ملف ومنه يقوم‬
‫المستخدم بتقديم تصريح باالشتراك في جميع الصناديق األخرى مثل (التقاعد‪ ،‬البطالة‪.)....‬‬
‫ه‪ .‬المديرية الفرعية للمالية‪ :‬وينقسم‪:‬‬
‫‪ .1‬مصلحة األمر بالدفع‪ :‬تعتبر ذات أهمية كبيرة باعتبارها تقوم باآلتي‪:‬‬
‫تسوية النفقات والتعويضات والتسيير واالستثمار‪.‬‬ ‫•‬
‫تسوية نفقات التعويضات العائلية أو االجتماعية بواسطة الحواة أو الدفع بالبريد‪.‬‬ ‫•‬
‫تزويد مختلف المراكز وفروع الصندوق بما يحتاجونه من مال‪.‬‬ ‫•‬
‫متابعة عملية الدفع والسحب للحساب البريدي الجاري‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ .2‬مصلحة المحاسبة‪ :‬تقتصر مهامها على‪:‬‬
‫مسك حسابات المقرر المركزي‪.‬‬ ‫•‬
‫تحضير حسابات الوكالة مع الفروع‪.‬‬ ‫•‬
‫تسهر على حسن تنفيذ العمليات المالية‪.‬‬ ‫•‬
‫تتولى التنسيق المالي‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ .3‬مصلحة المنازعات‪ :‬تعتبر العمود الفقري للوكالة حيث تقوم أساسا بالتعامل مع المستخدمين الذين‬
‫يملكون محالت وعقارات ويشغلون أعمال مثل مقهى‪ ،‬صناعة أجهزة‪...‬الخ و كذا المؤسسات الخاصة كمقاولة‬
‫البناء‪ ،‬مؤسسة تزويد مواد البناء‪ ،‬و تنقسم بدورها إلى قسمين‪:‬‬
‫~ ‪~ 66‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫منازعات عامة‪.‬‬ ‫•‬
‫منازعات طبية‪.‬‬ ‫•‬
‫و‪ .‬المديرية الفرعية للموارد البشرية‪:‬هي المسؤولة عن قيادة وتوجيه وتسيير إدارة العمليات المختلفة‬
‫بالمؤسسة‪ ،‬قصد تحقيق األهداف المنشودة وتسعى إلى تلبية جميع الطلبات عن طريق تدخالت مختلفة‬
‫ومتنوعة وعلى إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل المطروحة وتنقسم اإلدارة العامة على مستوى الصندوق الى‪:‬‬
‫‪ .1‬مصلحة الموارد البشرية (الموظفين)‬
‫لديها عدة مهام ومصالح أساسية تتمثل في اإلشراف على ما يلي‪:‬‬
‫التحقق من شهادات العمل المحققة‪.‬‬ ‫▪‬
‫إخراج شهادات التنصيب‪.‬‬ ‫▪‬
‫حساب سنوات األقدمية‪.‬‬ ‫▪‬
‫الخطوط المعتمدة في ترقية سلوك الفرد‪.‬‬ ‫▪‬
‫الغيابات والعقوبات‪.‬‬ ‫▪‬
‫‪ .2‬مصلحة الوسائل العامة‪ :‬تهتم بكل وسائل الوكالة من ممتلكات مادية باإلضافة الى التسيير الحسن‬
‫ألعمال الوكالة‪ ،‬وهذا عن طريق تموينها بمختلف التجهيزات الضرورية للعمال واالشراف على تسيير العتاد‬
‫وتنظيم استغالله وتنقسم الى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫▪ فوج تقني البناء‪ ،‬تصليح الكهرباء‪ ،‬النظافة‪.‬‬
‫▪ الحراسة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عدد المؤمنين االجتماعيين المنخرطين في وكالة ميلة‬


‫تعتبر اشتراكات العمال والمستخدمين المصدر األساسي لتمويل نظام الضمان االجتماعي وبالتالي‬
‫فإن حجم الموارد مرتبط مباشرة مع حجم التشغيل في الهيئات التي تدفع مستحقاتها للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫إذا فكلما زاد تعداد العمال زادت موارد الصندوق وأي تقليص في عدد العمال يؤدي مباشرة إلى نقص موارد‬
‫الصندوق‪.‬‬

‫~ ‪~ 67‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :03‬تطور عدد المنخرطين خالل الفترة الممتدة من ‪2016‬إلى ‪ 2020‬في الصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعي وكالة ميلة‬

‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫السنوات‬

‫‪377087‬‬ ‫‪376774‬‬ ‫‪375182‬‬ ‫‪374191‬‬ ‫‪347621‬‬ ‫عدد‬


‫المنتسبين‬

‫المصدر‪ :‬وكالة الضمان االجتماعي‬

‫الشكل رقم‪ :05‬منحنى تطور عدد المنتسبين لوكالة ميلة خالل الفترة ‪2020-2016‬‬

‫‪380000‬‬

‫‪375000‬‬

‫‪370000‬‬

‫‪365000‬‬

‫‪360000‬‬

‫‪355000‬‬

‫‪350000‬‬

‫‪345000‬‬

‫‪340000‬‬

‫‪335000‬‬

‫‪330000‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على الجدول رقم ‪.03‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول ‪ 03‬و المنحنى أن عدد المنتسبين للضمان االجتماعي لوكالة ميلة في تزايد‬
‫مستمر‪ ،‬باعتبار أن سنة األساس هي سنة ‪ 2016‬ففي سنة ‪ 2017‬ازداد عدد المنتسبين حوالي ‪26570‬‬
‫أما سنة ‪ 2018‬ارتفع بحوالي ‪ 991‬و السنة الموالية حوالي ‪ 1592‬و سنة ‪ 2020‬ارتفع ب ‪ 313‬منخرط‬
‫جديد ليصل عدد المنتسبين حوالي ‪.380000‬‬
‫ويفسر ارتفاع عدد المنتسبين إلى‪:‬‬
‫سياسات الدولة التي قامت بها من أجل دعم كافة القطاعات‪ ،‬وذلك بدعم التشغيل (مؤسسات صغيرة‬ ‫•‬
‫ومتوسطة)‪ ،‬ومحاولة التقليل من نسبة البطالة‪.‬‬
‫تحسين مستوى الخدمات االجتماعية المقدمة للمؤمنين اجتماعيا وذلك بتطوير نوعية الخدمات‪.‬‬ ‫•‬

‫~ ‪~ 68‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫إصدار عدة قوانين وتشريعات تجبر أصحاب العمل بالتصريح بعدد عمالها والتأمين اإلجباري لهذه الفئة‬ ‫•‬
‫عند التصريح‪.‬‬
‫جلب العديد من المنتسبين بفضل استحداث بطاقة الشفاء اإللكترونية وذلك لما تقدمه من مزايا‪ :‬مجانية‬ ‫•‬
‫الدواء بالنسبة لذوي األمراض المزمنة ودفع قيمة رمزية لفئة أخرى‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التوازن المالي لمؤسسة الضمان االجتماعي للعمال األجراء وكالة ميلة‬
‫تسعى مؤسسة الضمان االجتماعي لوكالة ( ميلة) الحفاظ على توازنها المالي وهذا من خالل التوفيق‬
‫بين مواردها و نفقاتها للقيام بمهامها األساسية‪ ،‬رغم الصعوبات التي تواجهها بسبب االرتفاع المستمر‬
‫لتعويضات و نفقات الصندوق خاصة خالل الفترة األخيرة بعد ظهور فيروس كورونا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نفقات الوكالة وتطورها‪.‬‬
‫عرفت نفقات ووكالة ميلة عدة تطورات خاصة خالل الفترة األخيرة من سنة ‪ 2016‬إلى ‪ 2020‬سوف‬
‫نتطرق إليها عموما وبأرقام تقريبية بسبب محدودية المعطيات الممنوحة من طرف الوكالة‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :04‬نفقات صندوق الضمان االجتماعي للعمال األجراء(وكالة ميلة)‬

‫‪%‬‬ ‫النفقات‬ ‫السنوات‬


‫‪/‬‬ ‫‪7008462541‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪7520318936‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪7984213877‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪3.25‬‬ ‫‪8304703060‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪7.5‬‬ ‫‪8974639521‬‬ ‫‪2019‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪9977956842‬‬ ‫‪2020‬‬
‫لقد قمنا بتمثيل هذه المعطيات بيانيا كما يلي‪:‬‬

‫~ ‪~ 69‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫الشكل رقم ‪ :06‬منحنى تطور نفقات وكالة ميلة خالل الفترة ‪2020_2015‬‬

‫النفقات‬
‫‪1,2E+10‬‬

‫‪1E+10‬‬

‫‪8E+09‬‬

‫‪6E+09‬‬
‫النفقات‬

‫‪4E+09‬‬

‫‪2E+09‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬

‫من إعداد الطالبتين بناءا على البيانات المقدمة من طرف الوكالة‪2020‬‬

‫من خالل الجدول ‪ 05‬والمنحنى نالحظ أن النفقات في ارتفاع مستمر من سنة إلى أخرى حيث‬
‫ارتفعت من سنة ‪ 2015‬إلى ‪ 2016‬بنسبة‪ 7%‬وهذا راجع إلى زيادة عدد المؤمنين من طرف الوكالة‪،‬‬
‫لتنخفض خالل السنوات ‪ 2017‬و ‪ 2018‬خصوصا ‪ 2018‬لتصل إلى ‪ 3.25%‬و هذا راجع النخفاض عدد‬
‫المؤمنين الجدد و قلة حوادث العمل و التعويض عن األدوية‪ ،‬أما سنة ‪ 2019‬و ‪ 2020‬فقد شهدت زيادة‬
‫وصلت إلى‪ 10%‬و هذا راجع إلى ظهور وباء كورونا و زيادة نفقات التكفل بالمؤمن لهم اجتماعيا حيث‬
‫تكفلت الوكالة بجميع الفئات التي مسها الضرر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إيرادات الوكالة و تطورها‬
‫من الضروري تأكيد أن المعلومات المتعلقة بهذا المجال هي معلومات سرية وغير قابلة للنشر مما‬
‫جعلنا نقوم بإعطاء األرقام بصفة تقريبية‪.‬‬

‫~ ‪~ 70‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫الجدول رقم‪ :05‬مداخيل الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء وكالة ميلة ونسبة تطورها‬

‫‪%‬‬ ‫مداخيل الصندوق‬ ‫السنوات‬


‫‪/‬‬ ‫‪6800000000‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪6900000000‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪7400000000‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪15.5‬‬ ‫‪8760000000‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪0.45‬‬ ‫‪8800000000‬‬ ‫‪2019‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪9500000000‬‬ ‫‪2020‬‬
‫من إعداد الطالبتين بناءا معلومات تقريبية مقدمة من طرف الوكالة‬

‫الشكل‪ :07‬منحنى تطور إيرادات وكالة ميلة خالل الفترة ‪2020_2015‬‬

‫المداخيل‬
‫‪1E+10‬‬
‫‪9E+09‬‬
‫‪8E+09‬‬
‫‪7E+09‬‬
‫‪6E+09‬‬
‫‪5E+09‬‬
‫المداخيل‬
‫‪4E+09‬‬
‫‪3E+09‬‬
‫‪2E+09‬‬
‫‪1E+09‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬

‫من إعداد الطالبتين بناءا على معلومات تقريبية من طرف الوكالة‬

‫من خالل الجدول نالحظ ارتفاع إيرادات الوكالة من سنة إلى أخرى حيث ارتفعت من سنة ‪2016‬‬
‫إلى ‪ 2017‬بنسبة ‪6%‬و سنة ‪ 2015‬إلى ‪ 15.5%‬راجع للزيادات التي مست األجور خالل السنتين و أيضا‬
‫زيادة عدد المستخدمين خالل نفس الفترة‪ ،‬باإلضافة إلى الحمالت التفتيشية و التحسيسية التي تقوم بها‬
‫مفتشية العمل و التعاون اإلداري بين مختلف األطراف المعنية التي كان لها األثر األكبر في إرغام و إقناع‬
‫عدد المستخدمين بالتصريح بالعمال‪.‬‬

‫~ ‪~ 71‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫لتنخفض خالل سنة ‪ 2019‬لتصل إلى ‪ 0.45%‬بسبب ظهور فيروس كورونا و تأثيره على ميزانية الدولة‬
‫ككل و أعمال المستخدمين و أرباب العمل و استمرار االنخفاض إلى غاية سنة ‪ 2020‬حيث بدأت الوكالة‬
‫باتخاذ جملة من التدابير بناءا على توصيات الوزير بالمساهمة في اإلجراءات االحت ارزية جراء تلك الظروف‬
‫من خالل تمديد آجال دفع اشتراكات المستخدمين و أرباب العمل لدى الصندوق و هذا ما أخر عملية‬
‫التحصيل‪.‬‬
‫من خالل دراستنا لنفقات وإيرادات الوكالة نستنتج أن أسباب ارتفاعهم راجع إلى‪:‬‬
‫• ارتفاع نفقات الوكالة سببه التطورات التي عرفتها منظومة صندوق التأمينات االجتماعية نظ ار لزيادة‬
‫خدمات المرافق وفواتير تعويض األدوية خصوصا مع الظروف الصحية التي تمر بها البالد‪.‬‬
‫• اإليرادات في تزايد مستمر نظ ار للمجهودات المبذولة في إصالح المنظومة وتحصيل اشتراكات‬
‫المستخدمين في آجالها المسطرة‪.‬‬

‫~ ‪~ 72‬‬
‫دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء _‪_ CNAS‬ميلة‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫من خالل هذا الفصل الحظنا أن منظومة الضمان االجتماعي في الجزائر لم تستطع أن تغطي‬
‫نفقاتها المتزايدة من خالل االعتماد على االشتراكات‪ ،‬وأن نفقاتها في تزايد مستمر وأنها ستحقق عج از ماليا‬
‫خصوصا إذا استمرت في االعتماد على االشتراكات الخاصة في ظل ارتفاع أسعار األدوية وتزايد البطالة‬
‫وظاهرة العمل الغير رسمي والغير مصرح به لصناديق الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫~ ‪~ 73‬‬
‫خاتمــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫الخاتمة‬
‫إن دراسة تحديات تمويل نظم الضمان االجتماعي جعلتنا نقف على العديد من النظم المعتمدة من‬
‫طرف الدول لتقديم خدمات الضمان االجتماعي‪ ،‬وتختلف أساليب تلك النظم ومؤسساتها في الحصول على‬
‫التمويل الذي تحتاجه من أجل تقديم خدامتها‪ ،‬هذه األخيرة تختلف أيضا حسب التطور الذي بلغه النظام الذي‬
‫يقدمها‪ ،‬لذلك يعتبر إعداد برامج وسياسات التمويل والقوانين واللوائح الداعمة لها للنهوض بهذا النظام بما‬
‫يتماشى مع التطورات العالمية هو أكبر تحدي يواجه نظام الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫ويظهر من خالل الدراسة الجهود التي قدمتها الجزائر منذ االستقالل لبناء نظام ضمان اجتماعي فعال‪،‬‬
‫واإلصالحات التي عرفها هذا القطاع خاصة منذ قانون ‪ ،1983‬والذي رسم معالم نظام الضمان االجتماعي‬
‫الجزائري‪ ،‬وال تزال تلك اإلصالحات مستمرة إلى غاية اليوم‪ ،‬من أجل مواجهة مختلف الصعوبات والتحديات‬
‫خاصة فيما يتعلق بالحصول على التمويل‪ ،‬لتعزيز قدرتها على توفير الموارد المالية الكافية والوفاء‬
‫بالتزاماتها‪.‬‬
‫ورغم تلك المحاوالت ال يزال أمام نظام الضمان االجتماعي الجزائري الكثير من العمل لتجاوز المشاكل‬
‫التي يعاني منها وعلى رأسها صعوبة الحصول على التمويل الالزم لتقديم خدماته التأمينية بكل كفاءة‬
‫وفعالية‪ ،‬وضعف توظيف موارده المالية بشكل جيد‪.‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫على ضوء استعراض التحديات التمويلية التي تواجه نظم الضمان االجتماعي توصلنا إلى العديد من‬
‫النتائج نذكرها في النقاط التالية‪:‬‬
‫• يحقق الضمان االجتماعي الجزائري تغطية تأمينية تشمل عدد معتبر من المجتمع وتؤمن تقريبا كافة‬
‫األخطار التي يمكن أن يتعرض لها المؤمن‪ ،‬لكنها غير مقيمة بطريقة تعكس الواقع المعيشي للمستفيدين‬
‫نتيجة عدم تحيينها منذ عقود‪.‬‬
‫• هناك محاوالت لعصرنة منظومة الضمان االجتماعي من خالل إجراءات وسياسات عديدة على مستوى‬
‫مؤسساتها كنظام الدفع من قبل الغير وإدخال البطاقة اإللكترونية الشفاء‪ ،‬لكنها تبقى غير كافية‪.‬‬
‫• اعتماد المنظومة على مورد تمويلي أساسي واحد وهو اقتطاعات المؤمنين لديها وأرباب العمل فقط وعدم‬
‫استثمار تلك األموال‪ ،‬يجعلها أمام ضغوط تمويلية دائمة‪.‬‬
‫• زيادة نفقاتها وقلة مصادر تمويلها خصوصا بعد تكفل هذا القطاع خالل فترة ‪ 2020_2019‬بجميع‬
‫الفئات التي مسها ضرر فيروس كورونا ‪ covid19‬وتوسيع عملياتها من فحوصات ومصاريف التكفل بالعطل‬
‫المرضية الناجمة عن هذا الفيروس‪.‬‬

‫~ ‪~ 75‬‬
‫الخاتمة‬
‫اختبار الفرضيات‬
‫على ضوء النتائج التي توصلنا إليها يمكن التحقق من الفرضيات كالتالي‪:‬‬
‫• الفرضية األولى‪ :‬توصلت الدراسة إلى تأكيد فرضية اختالف نظم الضمان االجتماعي المعتمدة من دولة‬
‫إلى أخرى‪ ،‬سواء في جانب التمويل وطريقة تقديم اشتراكات ومساهمات األفراد‪ ،‬أو في جانب الخدمات‬
‫المقدمة والجوانب التي يتكفل بها نظام الضمان االجتماعي‪ ،‬أو أساليب توظيف رؤوس األموال التي تمتلكها‬
‫مؤسسات الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫• الفرضية الثانية‪ :‬توصلت الدراسة إلى تأكيد فرضية وجود أساليب متعددة لتمويل مؤسسات الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬وتنوعت األساليب بداية من مساهمات األفراد من عمال وأرباب العمل‪ ،‬وإعانات من الدول‬
‫والهيئات‪ ،‬إضافة إلى عوائد االستثما ارت المختلفة لرؤوس أموال مؤسسات الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫• الفرضية الثالثة‪ :‬توصلت الدراسة إلى نفي فرضية اعتماد صندوق الضمان االجتماعي للعمال األجراء في‬
‫الجزائر على مساهمة العمال وأرباب العمل فقط‪ ،‬بل تبين وجود مصدر آخر هو إعانات الدولة غير أن‬
‫الصندوق ال يعتمد على عوائد االستثما ارت المختلفة لرؤوس أمواله‪ ،‬وهو ما يفوت عليه فرصة كبيرة لخلق‬
‫مصدر كبير ومهم للتمويل‪.‬‬
‫• الفرضية الرابعة‪ :‬توصلت الدراسة إلى تأكيد فرضية مواجهة صندوق الضمان االجتماعي لصعوبات كبيرة‬
‫جدا في تغطية نفقاته من خالل مصادر تمويله‪ ،‬بل وتعرضه الى عجز كبير قد يتفاقم في المستقبل ويؤدي‬
‫الى عجز كامل فيه‪ ،‬والسبب ضعف أساليب التمويل التي يعتمدها وسوء تسيير رؤوس أمواله‪.‬‬
‫التوصيات‬
‫بناء على النتائج السابقة يمكن إدراج التوصيات التالية‪:‬‬
‫على الحكومة الجزائرية االهتمام أكثر بهذا القطاع من خالل إصدار لوائح وتشريعات جديدة تسمح‬ ‫▪‬
‫بتطويره وإصالحه بما يواكب ما وصلت إليه نظم الضمان االجتماعي الدول األخرى‪.‬‬
‫البد من تحيين الخدمات المقدمة من طرف صندوق الضمان االجتماعي بما يتماشى مع الظروف‬ ‫▪‬
‫الحالية التي يعيشها األفراد‪ ،‬وعدم االستمرار في اعتماد لوائح تم وضعها منذ عقود مرت‪.‬‬
‫يجب على الحكومة السعي إلى وضع آليات كفيلة لتوفير موارد تمويلية جديدة وكافية لنظام التأمين‬ ‫▪‬
‫مثال‪ :‬استثمار أموال الصندوق في مشاريع اقتصادية تحت إشرافها وتوجيه العوائد لتمويل النظام‪.‬‬
‫فتح مناصب عمل لخريجي الجامعات في هذا القطاع واالستفادة من تكوينهم الذي قد يدعم النهوض‬ ‫▪‬
‫بهذا النظام‪.‬‬

‫~ ‪~ 76‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬أبو عبيد القاسم‪ ،‬كتاب األموال‪ ،‬دار السالم للنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر‪.2007 ،‬‬
‫‪ .2‬أحمد بوراس تمويل المنشآت االقتصادية‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عنابة‪ ،‬الجزائر ‪.2008‬‬
‫‪ .3‬أحمد ماهر‪ ،‬إدارة األزمات‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر ‪.2006_ 2005‬‬
‫‪ .4‬حمدان حسين عبد اللطيف‪ ،‬الضمان االجتماعيً فلسفة وتطبيقً الدار الجامعية‪ ،‬ط‪،1‬بيروت‪ ،‬لبنان‬
‫‪.1986‬‬
‫‪ .5‬حمدان حسين عبد اللطيف‪ ،‬الضمان االجتماعي أحكامه وتطبيقاته_ دراسة تحليلية شاملة‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية‪ ،‬ط‪ ،3‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪.1992‬‬
‫‪ .6‬حمزة محمود الزبيدي‪ ،‬اإلدارة المالية المتقدمة‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪.2004،‬‬
‫‪ .7‬رابح خوني‪ ،‬رقية حساني‪ ،‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬إيتراك للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ .8‬سعيد سعد عبد السالم‪ ،‬قانون التأمين االجتماعي‪ ،‬مطابع الوالء الحديثة‪ ،‬مصر‪.2003،‬‬
‫‪ .9‬عبد اللطيف محمود آل محمود‪ ،‬التأمين االجتماعي في ضوء الشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان ‪.2007‬‬
‫‪ .10‬عوني محمود عبيدات‪ ،‬شرح قانون الضمان االجتماعي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫‪ .11‬القرآن الكريم‪ ،‬سورة يوسف‪.‬‬
‫‪ .12‬محمد حسين منصور‪ ،‬قانون التأمين االجتماعي‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر سنة ‪.1997‬‬
‫‪ .13‬محمد فهمي‪ ،‬الرعاية االجتماعية واألمن االجتماعي‪ ،‬المكتب االجتماعي الحديث‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬سنة ‪.1998‬‬
‫‪ .14‬مصطفى أحمد أبو عمرو‪ ،‬األسس العامة للضمان االجتماعي‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان ‪.2010‬‬
‫‪ .15‬معراج جديدي‪ ،‬مدخل لدراسة قانون التأمين الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫الجزائر‪.2004‬‬
‫األطروحات والمذكرات‬
‫‪ .1‬أحمد محمد عادل عبد العزيز‪ ،‬أثر سعر الفائدة على التضخم في برنامج اإلصالح االقتصادي في مصر‬
‫"دراسة قياسية" رسالة ماجستير‪ ،‬قسم االقتصاد‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة األزهر القاهرة‪.2008،‬‬
‫‪ .2‬أمينة سعيد‪ ،‬تمويل صناديق الضمان االجتماعي‪ ،‬دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال األجراء‪ ،‬وكالة‬
‫أدرارً مذكرة ماستر تخصص اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬جامعة أدرار ‪.2013-2012‬‬

‫~ ‪~ 78‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .3‬باديس كشيدة‪ ،‬المخاطر المضمونة و آليات فض المنازعات في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬بحث مقدم‬
‫لنيل شهادة الماجستير في العلوم القانونية‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬جامعة الحاج لخضر_باتنة_‪. 2010‬‬
‫‪ .4‬بن دهمة هوارية‪ ،‬الحماية االجتماعية في الجزائر دراسة تحليلية لصندوق الضمان االجتماعي‪ ،‬دراسة‬
‫حالة صندوق الضمان االجتماعي تلمسان‪ ،‬رسالة ماجستير تخصص تسيير المالية العامة‪ ،‬جامعة أبوبكر‬
‫بلقا يد‪ ،‬تلمسان ‪.2015_2014‬‬
‫‪ .5‬بن سعد كريمة‪ ،‬تسيير صناديق الضمان االجتماعي في الجزائر –دراسة حالة الصندوق الوطني للعمال‬
‫األجراء وكالة تلمسان –مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص تسيير المالية العامة‪ ،‬جامعة‬
‫تلمسان ‪.2011-2010‬‬
‫‪ .6‬درار عياش‪ ،‬أثر نظام الضمان االجتماعي على حركية االقتصاد الوطني –حالة الصندوق الوطني‬
‫للتأمينات االجتماعية لغير األجراء –شبكة بومرداس‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة بن خده‪،‬‬
‫الجزائر ‪.2005-2004‬‬
‫‪ .7‬فضيلة عكاش‪ ،‬تطور نظام الضمان االجتماعي في الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬فرع التنظيم السياسي واإلداري‪،‬‬
‫‪ .8‬محمد عطية أحمد سالم‪ ،‬التأمين االجتماعي والتنمية االقتصادية في إفريقيا " دراسة مقارنة لبعض دول‬
‫القارة في الفترة ‪ ،1990_1980‬رسالة ماجستير بمعهد األبحاث والدراسات اإلفريقية‪ ،‬جامعة القاهرة‪.1997،‬‬
‫‪ .9‬منى إبراهيم محمود إبراهيم دراسة تحليل القتصاديات نظم التأمينات والمعاشات " دراسة مقارنة" رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬قسم االقتصاد والتجارة الخارجية وإدارة األعمال‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬مصر‪.2007 ،‬‬
‫‪ .10‬وارد فؤاد‪ ،‬الحماية االجتماعية والتشغيلً دراسة حالة الجزائرً ماجستير في العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫تخصص اقتصاد التنمية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬سنة ‪.2014‬‬
‫الندوات والمؤتمرات والملتقيات‪:‬‬
‫‪ .1‬بدو محمد‪ ،‬بربار نور الدين‪ ،‬اتجاهات عصرنة نظام الحماية االجتماعية في العالم‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية‪ ،‬كلية علوم التسيير‪ ،‬جامعة خميس مليانة‪ ،‬عين الدفلى ‪ 17/ 16‬جوان ‪.2013‬‬
‫‪ .2‬تهتان مراد‪ ،‬نموذج تقديم مشروع بعنوان ضبط وتقييم تكاليف الحماية االجتماعية في مؤسسات الحماية‬
‫االجتماعية وآليات توظيف مواردها بفعالية في الجزائر‪ ،‬فسم العلوم االقتصادية والتجارية و علوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة الدكتور يحي فارس‪ ،‬المدية‪.2011،‬‬
‫‪ .3‬خالد إبراهيم‪ ،‬الحماية االجتماعية والتنمية في ظل المتغيرات الراهنة‪ ،‬مؤتمر الحماية االجتماعية و‬
‫التنمية‪ ،‬جامعة نايف العربية‪ ،‬السعودية ‪.2014،‬‬
‫‪ .4‬زيرمي نعيمة‪ ،‬الحماية االجتماعية بين المفهوم والمخاطر والتطور في الجزائر‪،‬الملتقى الدولي السابع‬
‫الدول‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف‪ ،‬كلية‬
‫ً‬ ‫حول الصناعة التأمينية‪ ،‬الواقع العملي وأفاق التطويرً تجارب‬
‫العلوم االقتصادية يومي ‪ 4_3‬ديسمبر ‪.2012‬‬
‫~ ‪~ 79‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .5‬سامية إبراهيم عبد العزيز‪ ،‬إصالح نظام المعاشات في مصر –الخيرات و االختيارات‪-‬و ازرة المالية‪،‬‬
‫قطاع مكتب الوزير ‪ ،‬اإلدارة المركزية لمركز المعلومات و التوثيق‪ ،‬القاهرة ‪.2007 ،‬‬
‫‪ .6‬السيد خلف العبد هللا‪ ،‬بعنوان األزمة االقتصادية العالمية وأثرها على نظم التأمينات‪ ،‬سوريا من‬
‫‪22_20‬تشرين الثاني ‪.2010‬‬
‫‪ .7‬صادق مهدي السعيد‪ ،‬الضمان االجتماعي وتطبيقه في العراق‪ ،‬د ارسة مقارنة‪ ،‬مجلة العدل االجتماعي‪،‬‬
‫بغداد‪ ،‬العراق ‪.1957،‬‬
‫‪ .8‬الطيب السماتي‪ ،‬اإلطار القانوني للتأمينات االجتماعية والتشريع الجزائري ومشاكله العملية‪ ،‬ندوة حول‬
‫مؤسسات التأمين التكافلي والتأمين التقليدي بين األسس النظرية والتجربة التطبيقية‪26-25،‬أفريل ‪.2011‬‬
‫‪ .9‬فالح خلف الربيعي‪ ،‬دور شبكات األمان االجتماعي في ظل الخصخصة االقتصادية‪ ،‬مقال بجريدة‬
‫الصباح‪ ،‬العدد‪ ،3‬مصر‪ ،‬آذار‪2006‬‬
‫‪ .10‬محمد زيدان وأحمد يعقوبي‪ ،‬فعالية الموارد التمويلية المتاحة لمؤسسات التأمين االجتماعي الجزائري في‬
‫تحقيق السالمة المالية لنظام الضمان االجتماعي‪ ،‬الملتقى الدولي السابع حول "الصناعة التأمينية الواقع‬
‫العملي وآفاق التطور" تجارب الدول‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪-‬شلف‪-‬يومي‪04-03‬ديسمبر ‪.2012‬‬
‫‪ .11‬ملخص فعاليات الندوة الوطنية األولى حول الحماية االجتماعية‪ ،‬المنظمة من طرف و ازرة العمل‬
‫والحماية االجتماعية‪ ،‬بالمعهد الوطني للعمل‪ ،‬سنة ‪.2000‬‬
‫‪ .12‬ممدوح سالمة‪ ،‬تداعيات هبوط أسعار النفط على البلدان المصدرة‪ ،‬المركز العرب لألبحاث و دراسة‬
‫السياسات‪ ،‬قطر‪2015،‬‬
‫‪ .13‬نوال أقسام‪ ،‬مستقبل أنظمة التقاعد –تجربة فرنسا –مصر المعاصرة‪ ،‬الجمعية المصرية لالقتصاد‬
‫السياسي واإلحصاء والتشريع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬أفريل ‪.2009‬‬
‫القوانين والمراسيم‬
‫‪ .1‬المرسوم ‪ 33/25‬المؤرخ في ‪ 9‬فيفري ‪ 1985‬يحدد قائمة العمال المشبهين باألجراء في مجال الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،9‬الصادرة في ‪ 24‬فيفري ‪.1985‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 45_97‬المؤرخ في ‪ 4‬فيفري ‪ 1997‬يتضمن إنشاء الصندوق الوطني للعطل المدفوعة‬
‫األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية في قطاعات البناء واألشغال العمومية والري‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،8‬الصادرة في ‪ /25‬فيفري ‪.1997‬‬
‫‪ .2‬المادة ‪ ،22‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة‪10،‬ديسمير ‪.1948‬‬
‫‪ .3‬المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 11/83‬المؤرخ في ‪ 2‬جويلية ‪ ،1983‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية المؤرخ في‬
‫‪2‬يوليو‪.1983‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،28‬الجزائر‪ 5‬جويلية‪.1983‬‬
‫‪ .4‬المادة ‪ 4‬من القانون ‪ 11/83‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المؤرخ في ‪2‬يوليو‪.1983‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد‪ ،28‬الجزائر‪ 5‬جويلية‪.1983‬‬
‫~ ‪~ 80‬‬
‫قائمة المراجع‬

،‫الجريدة الرسمية‬.1983‫يوليو‬2 ‫ المؤرخ في‬.‫ المتعلق بالتأمينات االجتماعية‬11/83 ‫ من القانون‬5 ‫ المادة‬.5


.1983‫ جويلية‬5‫ الجزائر‬،28‫العدد‬
،‫ الجريدة الرسمية‬،‫ المتعلق بعالقات العمل‬1990 ‫ أفريل‬21 ‫ المؤرخ في‬11/90 ‫ من القانون رقم‬2 ‫ المادة‬.6
.1990‫ أفريل‬25 ،17‫العدد‬
:‫المراجع باللغة األجنبية‬
1. Becker, Gary S. and Casey B. Mulligan : Deadweight costs and the size of
govermment. NBER working paper, NO, 6789, november1998.
2. CASEY B.MULLIGAN AND XAVIER SALA-I-MARTI N,SOCIAL
SECURITY IN THEORY PRACTICE ,NBER WORKIN PAPER,NO
7119 ,MAY 1999.
3. hanouz Mourad et khadir Mohamed , précis de sécurité social, OFFICE
DE PUBLICATION UNIVERSITAIRE_BEN AKNOUN,alger,1996.
4. hans ; sin-Werner : pension reform and demographic crisis center for economic
studies and the institute for economic reserch no,195, septembre,1999.
5. JefferR .brown : how should we insur elong evity risk in pension and social
security : center for retirement reseach at boston college .No.4.augest.2000.
6. richard ,diseny : national accounts as a pension reformstrategy : an avaluation
world banksocial protection discissionpaper ;no.9928,washington D.C.december
,1998.
7. Robert holtzaman and richard hinz : old-ageincome support in the twenty first
century : an international perspective on pension and reform. the world
bank,2005.
8. robert ,holzman,andyvonne,pensionststems in eastasia the pacific-chalenges and
Opportunities-world bank social protection discussion paper, no
9807,Washington, D ,S,the world bank, december 2004 .
9. sale-i-martin, Xavier : A positive theory of social security, Yale university ’23
november1995.
10.THOMAS I. PALLEY : THE ECONOMICS OF SOCIAL SECURITY :
ANOLD KEYNESIAN PRESPECTIVE .THE JOURNAL OF POSTE
KEYNESIAN ECONOMICS, 1998.
:‫مواقع االنترنت‬
1. www.casnos.dz
2. www.cnac.dz
3. www.cnas.dz
4. www.cnr.dz

~ 81 ~
‫قائمة المالحق‬
‫قائمة المالحق‬

‫الملحق رقم (‪ :)01‬حقوق الطلبة في الضمان اإلجتماعي‬

‫~ ‪~ 83‬‬
‫قائمة المالحق‬

‫الملحق رقم (‪ :)02‬شعار الصندوق الوطني للعمال األجراء‬

‫~ ‪~ 84‬‬
‫قائمة المالحق‬

‫الملحق رقم (‪ :)03‬التزامات أرباب العملي في مجال الضمان االجتماعي‬

‫~ ‪~ 85‬‬
‫قائمة المالحق‬

‫الملحق رقم (‪ :)04‬بطاقة الشفاء‬

‫~ ‪~ 86‬‬

You might also like