You are on page 1of 97

‫جامعـــــــــــة ‪ 8‬مــــــــــــــــــاي ‪5491‬‬

‫‪-‬قالمـــــــــــــة‪-‬‬
‫كليـــــــة العلوم االقتصاديــــــــة والتجاريــــــــة وعلوم التسييـــــــر‬
‫قســـــــــــم العلـــــوم االقتصاديــــــــــــــة‬

‫مذكرة تخرج مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر في شعبة العلوم االقتصادية‬
‫تخصص‪ :‬اقتصاد وتسييرالمؤسسات‬
‫تحت عنوان‪:‬‬

‫الشركات الناشئة ودورها في تحقيق اإلنعاش‬


‫االقتصادي‬
‫‪-‬مع اإلشارة لحالة الجزائر‪-‬‬
‫اشراف االستاذ‬ ‫إعداد الطلبة‪:‬‬
‫عماري صليحة‬ ‫يعقوب فريال‬
‫طبايبية صليحة‬

‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬


‫جامعـــــــــــة ‪ 8‬مــــــــــــــــــاي ‪5491‬‬
‫‪-‬قالمـــــــــــــة‪-‬‬
‫كليـــــــة العلوم االقتصاديــــــــة والتجاريــــــــة وعلوم التسييـــــــر‬
‫قســـــــــــم العلـــــوم االقتصاديــــــــــــــة‬

‫مذكرة تخرج مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر في شعبة العلوم االقتصادية‬
‫تخصص‪ :‬اقتصاد وتسييرالمؤسسات‬
‫تحت عنوان‪:‬‬

‫الشركات الناشئة ودورها في تحقيق اإلنعاش‬


‫االقتصادي‬
‫‪-‬مع اإلشارة لحالة الجزائر‪-‬‬
‫اشراف االستاذ‬ ‫إعداد الطلبة‪:‬‬
‫عماري صليحة‬ ‫يعقوب فريال‬
‫طبايبية صليحة‬

‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬


‫أول الشكر لله الواحد األحد الذي خلق السماوات بال عمد‪ ،‬ورزق الناس ولم ينس ى أحد‪،‬‬
‫الحمد لله على توفيقه لنا في اتمام هذا العمل‪ ،‬فله الشكر حتى يرض ى وله الشكر بعد‬
‫الرض ى‪.‬‬

‫ثم كامل الشكر والتقدير لألستاذة المشرفة الدكتورة‪ " :‬عماري صليحة"‬

‫صاحبة الفضل بعد الله على ما قدمته لنا من نصائح وتوجيهات قيمة‪ ،‬فلها منا كل التقدير‬
‫واالحترام‪.‬‬

‫كما نشكر أعضاء لجنة المناقشة على قبولهم مناقشة هذه المذكرة وتسخيرهم وقتهم‬
‫وجهدهم لقراءتها وتمحيصها‪.‬‬

‫كما نتقدم بجزيل الشكر إلى جميع أساتذتنا األفاضل ولكل من ساعدنا من قريب أو من‬
‫بعيد على إتمام هذا العمل‪.‬‬
‫اإلهـ ـ ـ ـداء‬
‫إلى من بلغ الرسالة وأدى األمانة‪ ...‬ونصح األمة‪ ...‬إلى نبي الرحمة ونور العالمين‪ ...‬سيدنا‬
‫محمد عليه أفضل الصالة والتسليم‪.‬‬

‫إلى من كلله الله بالهيبة والوقار‪ ...‬إلى من علمني العطاء بدون انتظار‪...‬والدي العزيز‪...‬‬

‫إلى بسمة الحياة وسر الوجود‪ ،‬إلى من كان دعاءها سر نجاحي وحنانها بلسم جراحي إلى‬
‫الغالية أمي الحبيبة‪...‬‬

‫فلوالهما لما وصلت إلى ما أنا عليه‪ ،‬أرجو من الله أن يطيل في عمرهما‪...‬‬

‫إلى من يعيش في ظل وجودهم أملي‪ ....‬أخي وأخواتي‪...‬نضال‪ ..‬أمال‪ ..‬مريم‪..‬‬

‫إلى رفيقة دربي وسندي‪...‬خالتي ليلى أطال الله في عمرها‪..‬‬

‫إلى من تحل باإلخاء …وتميز بالوفاء والعطاء …وسعدت برفقته في دروب الحياة خطيبي‬
‫صبري‪...‬‬

‫إلى براعم العائلة‪ ...‬توبة‪ ...‬لقمان‪ ...‬إدريس‪ ...‬حفظهم الله‪...‬‬

‫صليح ـ ـة‬
‫اإلهـ ـ ـ ـداء‬
‫الحمد لله الذي رزقنا من العلم ما لم نكن نعلم ووفقنا في هذا‬

‫ولم نكن لنصل اليه لوال فضل الله علينا أما بعد‪،‬‬

‫أهدي ثمرة عملي هذا إلى الذين ال تطيب الحياة بدونهم وال يكتمل الفرح في غيابهم وال‬
‫يستمر الحلم إال في حضورهم ‪....‬‬

‫إلى أغلى ما أملك إلى من وضعت الجنة تحت أقدامها إلى الشمعة التي أنارت دربي إلى الحبيبة‬
‫والرفيقة "أمي الغالية " حفظها الله وأطال عمرها‪.‬‬

‫إلى من سعى جاهدا في رعايتي وتربيتي وتعليمي وتوجيهي إلى من هو رمز القوة والنقاء‪ ،‬إلى من‬
‫هو قدوتي في التربية واألخالق إلى السند الذي ال يمل وال يميل "أبي العزيز " حفظه الله‬
‫وأطال عمره‬

‫إلى من جمعني بهم رحم واحد وشاركوني تفاصيل الحياة وأمضيت معهم أسعد األوقات إلى‬
‫دفئ البيت‬

‫وسعادته إلى إخوتي‪" :‬شيماء" "أكرم" "سيف الدين"‬

‫إلى كل أفراد عائلتي كبيرها وصغيرها‪.‬‬

‫فريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال‬
:‫الملخص‬

‫ عن طريق‬،‫هدفت هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على قطاع الشركات الناشئة كمدخل للتنمية وإنعاش االقتصاد‬
‫استعراض األطر النظرية لمفهوم الشركات الناشئة في الجزائر ومدى مساهمتها في دعم مؤشرات األداء االقتصادي للبلد‬
.‫ وزيادة اإلنتاجية وخلق فرص عمل‬،‫من خالل أثرها في دعم الناتج املحلي‬

‫ولقد توصلنا من خالل هذه الدراسة إلى ان قطاع الشركات الناشئة أصبح وسيلة هامة لبناء نسيج اقتصادي متكامل‬
‫وتحفيز القطاع الخاص على االستثمار فيه وبالتالي خلق الثروة ومحاولة الخروج تدريجيا من التبعية لقطاع املحروقات‬
.‫للوصول باالقتصاد الجزائري إلى بر األمان‬

‫ النمو االقتصادي‬،‫ سياسة اإلنعاش االقتصادي‬،‫ الشركات الناشئة‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract:

This study was aimed to shed the light on the sector of startup companies as an entry to developing
and refreshing the economy, through exposing the theoretical frameworks in order to define startup
companies in Algeria. Furthermore, providing a scale of how far this latter is contributing to the support
indicators of economic performance towards the country through its effects in supporting GDP, increasing
productivity and create job opportunities, and we have reached through this study that the sector of startup
companies became an important means in order to construct a complete economic base and motivate
private sector to invest in it. Therefore, creating wealth as well as seeking to gradually emerging from
dependency on hydrocarbon sector to bring the Algerian economy to safety.

Keywords: Startup companies, economic recovery policy, economic growth.


‫فهرس املحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫املحت ــوى‬


‫الشكروالتقدير‬
‫اإلهداء‬
‫الملخص‬
‫‪I‬‬ ‫فهرس املحتويات‬
‫‪I‬‬ ‫فهرس األشكال‬
‫‪I‬‬ ‫فهرس الجداول‬
‫أ‬ ‫المقدمة العامة‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬
‫‪2‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪30‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية الشركات الناشئة‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الجذور التاريخية لمصطلح "‪"Startup‬‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم الشركات الناشئة‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬دورة حياة الشركة الناشئة‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬أهداف تمويل الشركات الناشئة‬
‫‪11‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أساسيات حول الشركات الناشئة‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أهمية الشركات الناشئة‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الشركات الناشئة المالية النموذج الناجح‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مقومات نجاح الشركات الناشئة‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬المعوقات التي تواجه الشركات الناشئة‬
‫‪11‬‬ ‫خالصة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬
‫‪22‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪12‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية سياسة االنعاش االقتصادي‪ ،‬ووسائلها‬
‫‪40‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف اإلنعاش االقتصادي وعالقته بالنمو‬
‫‪42‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف سياسة اإلنعاش االقتصادي‬
‫‪40‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف سياسة اإلنعاش االقتصادي‬
‫‪47‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬وسائل سياسة اإلنعاش االقتصادي‬

‫‪I‬‬
‫فهرس املحتويات‬

‫‪01‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تطبيق سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها‪ ،‬نتائجها وعالقتها بالشركات الناشئة‬
‫‪04‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬دوافع وظروف تطبيق سياسة اإلنعاش االقتصادي‬
‫‪00‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬شروط تطبيق سياسة االنعاش االقتصادي‬
‫‪02‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬نتائج سياسة اإلنعاش االقتصادي‬
‫‪00‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬مكانة الشركات الناشئة ضمن سياسة اإلنعاش االقتصادي‬
‫‪01‬‬ ‫خالصة‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائرفي تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬
‫‪32‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬سياسة االنعاش االقتصادي في الجزائر‬
‫‪00‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬دوافع تطبيق برامج اإلنعاش االقتصادي بالجزائر‬
‫‪00‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أهم برامج اإلنعاش االقتصادي في الجزائر‬
‫‪20‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم برامج االنعاش االقتصادي‬
‫‪55‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الشركات الناشئة ومساهمتها في االنعاش االقتصادي‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الشركات الناشئة في الجزائر‬
‫‪27‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬متطلبات إنشاء الشركات الناشئة في الجزائر وأسباب فشلها‬
‫‪03‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬التأثير االقتصادي للشركات الناشئة‬
‫‪00‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬تحديات الشركات الناشئة‪ ،‬ومستقبلها في الجزائر‬
‫‪00‬‬ ‫خالصة‬
‫‪86‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪17‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫التصريح الشرفي الخاص بااللتزام بقواعد النزاهة العلمية‬

‫‪II‬‬
‫فهرس الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنــــوان الجدول‬ ‫الرقم‬

‫محتوى برنامج اإلنعاش االقتصادي (‪)1002-1002‬‬


‫‪47‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪48‬‬ ‫مبالغ البرنامج التكميلي لدعم النمو ‪1002-1002‬‬ ‫‪02‬‬

‫‪50‬‬ ‫مبالغ برنامج توطيد النمو االقتصادي خالل الفترة (‪)1022-1020‬‬ ‫‪03‬‬
‫(المبلغ‪ :‬بالمليار دينار)‬
‫‪59‬‬ ‫‪04‬‬
‫ترتيب الدول العربية في تقرير ممارسة األعمال ‪.1010‬‬

‫‪IV‬‬
‫فهرس األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنــــوان الشكــــل‬ ‫الرقم‬

‫‪60‬‬ ‫‪01‬‬
‫خصائص الشركات الناشئة‬

‫‪60‬‬ ‫‪02‬‬
‫دورة حياة الشركات الناشئة‬

‫‪09‬‬ ‫‪03‬‬
‫توضيح مراحل دورة حياة الشركات الناشئة‪.‬‬

‫‪70‬‬ ‫‪04‬‬
‫أهمية مسرعات األعمال للمؤسسات الناشئة‬

‫‪31‬‬ ‫‪05‬‬
‫وسائل تطبيق سياسة اإلنعاش االقتصادي‬

‫‪34‬‬ ‫‪06‬‬
‫شروط تطبيق سياسة اإلنعاش االقتصادي‪.‬‬

‫‪40‬‬ ‫‪07‬‬
‫مساهمة الشركات الناشئة في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬

‫‪47‬‬ ‫‪08‬‬
‫توزيع القطاعات لمخصصات برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي‬

‫‪49‬‬ ‫‪09‬‬
‫توزيع المبالغ حسب القطاعات للبرنامج التكميلي لدعم النمو ‪5002-5002‬‬

‫‪51‬‬ ‫‪10‬‬
‫نسب توزيع المبالغ حسب القطاعات لبرنامج الخماسي للتنمية خالل الفترة (‪)5002-5000‬‬

‫‪60‬‬ ‫ترتيب الدول العربية في تقرير ممارسة األعمال ‪5050‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪III‬‬
‫المقدمة العامة‬
‫المقدمة عامة‬

‫أثبتت كثير من األبحاث العلمية أن قطاع الشركات الصغيرة هو املحرك األساس ي للنمو االقتصادي ألي بلد‪ .‬ومن‬
‫المشاريع التي يعول عليها هذا القطاع هي الشركات الناشئة‪ ،‬التي ظهرت مع ظهور اقتصاد جديد يعتمد على تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت ويستخدم االبتكار والرقمية إلنتاج السلع والخدمات ذات القيمة المضافة‪ ،‬األمر الذي أدى إلى خلق‬
‫فكرة أن يكون للفرد عمل تجاري أو شركة خاصة به‪.‬‬

‫ومنذ ذلك الوقت أصبحت الشركات الناشئة تلعب دورا هاما في العديد من دول العالم لما لها من أهمية في اإلبداع‬
‫والتجديد وضخ االبتكارات الجديدة في السوق‪ ،‬وكذلك خلق مناصب شغل وإنشاء الثروة من جهة وتحقيق التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية من جهة أخرى‪ ،‬وهذا ما جعل الجزائر تتفطن لهاته الشركات خاصة في ظل التحوالت التي يعرفها‬
‫االقتصاد الجزائري والتي من أبرزها الصدمة النفطية التي استدعت تطبيق سياسة اإلنعاش االقتصادي وكذا التوجه‬
‫التدريجي نحو النموذج االقتصادي القائم على التنويع من خالل دعم المبادرات الفردية وتعزيز االبتكار لزيادة مكانة‬
‫الشركات الناشئة ضمن نسيج االقتصاد‪ ،‬حيث اعتمدت الجزائر على الشركات الناشئة كخطة مساعدة في تحقيق اإلنعاش‬
‫االقتصادي والتخلص من التبعية لقطاع املحروقات‪ ،‬وبالرغم من النتائج اإليجابية التي تحققها إال أنها تواجه العديد من‬
‫التحديات التي تحول دون نجاحها واستمراريتها‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلشكالية الرئيسية‪ :‬استنادا إلى ما تم ذكره يمكن صياغة إشكالية الدراسة مفادها‪:‬‬

‫ما مدى مساهمة قطاع الشركات الناشئة في تحقيق اإلنعاش االقتصادي في الجزائر؟‬

‫‪-2‬األسئلة الفرعية‪ :‬لدعم إشكالية الدراسة يتعين طرح مجموعة من األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ ‬ما المقصود بالشركات الناشئة؟‬


‫‪ ‬ماهي األهداف المرجوة من تطبيق سياسة اإلنعاش االقتصادي؟‬
‫‪ ‬ماهي الطرق واالستراتيجيات التي اتبعتها الجزائرلدعم الشركات الناشئة لتحقيق االنعاش االقتصادي؟‬

‫‪-3‬فرضيات الدراسة‪ :‬لإلجابة على اإلشكالية واألسئلة الفرعية تم وضع الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬يقصد بالشركات الناشئة تلك الشركات والمشاريع الريادية التي تصب كل جهودها على مشروع أو خدمة يرغب‬
‫صاحب المشروع بجلبها للسوق‪.‬‬
‫‪ ‬تهدف سياسة اإلنعاش االقتصادي إلى دفع عجلة التنمية االقتصادية ومعالجة االختالالت القائمة‪.‬‬
‫‪ ‬عمدت الحكومة الجزائرية إلى وضع برامج وقوانين تهدف إلى دعم الشركات الناشئة من أجل النهوض باالقتصاد‬
‫الوطني وكذا دفع عجلة التنمية‪.‬‬

‫أ‬
‫المقدمة عامة‬

‫‪ -4‬أهداف الدراسة‪ :‬تهدف هذه الدراسة إلى اإللمام بدور الشركات الناشئة في إنعاش االقتصاد الوطني وذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬التعرف على كل ما يتعلق بالشركات الناشئة وأهميتها‪.‬‬


‫‪ ‬إبراز مفهوم سياسة اإلنعاش االقتصادي والظروف التي تساهم في انتهاجها‪.‬‬
‫‪ ‬الوقوف على مدى مساهمة الشركات الناشئة في إنعاش االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫‪ -5‬أهمية الدراسة ‪:‬‬

‫تظهر أهمية هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على أهم التوجهات الحديثة التي يمكن اعتمادها للرقي باالقتصاد‬
‫الوطني أال وهو التوجه نحو دعم قطاع الشركات الناشئة وتفعيل دوره كأداة لخلق الثروة وتحقيق التنمية االقتصادية‪،‬‬
‫وكذا كآلية لتوفير فرص عمل دائمة لفئة الشباب‪ ،‬السيما بعد أن تزايد إدراك السلطات الوطنية ألهمية هذا القطاع‪ ،‬من‬
‫خالل تبني استراتجيات واضحة لترقية وتطوير قطاع الشركات الناشئة‪.‬‬

‫‪ -6‬أسباب اختيارالموضوع‪ :‬هناك جملة من الدوافع وراء اختيار موضوع الدراسة تمثلت في‪:‬‬

‫‪ ‬أهمية الموضوع خاصة في ظل التحوالت التي عرفها االقتصاد الجزائري‪.‬‬


‫‪ ‬قناعتنا الشخصية باألهمية التي تلعبها الشركات الناشئة في الجزائر‪ ،‬وأن تكون وسيلة إلنعاش االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ ‬ندرة األبحاث والدراسات التي تناولت بعمق قطاع الشركات الناشئة في الجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬حداثة وحيوية الموضوع وإدراكنا ألهميته‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في إثراء المكتبة بمرجع جديد‪.‬‬

‫‪ -7‬منهج وأدوات الدراسة ‪:‬‬

‫للوصول إلى أهداف الدراسة ولإلجابة على اإلشكالية واألسئلة الفرعية‪ ،‬وإلثبات صحة الفرضيات أو نفيها سيتم‬
‫االعتماد على المنهج الوصفي التحليلي كونه أكثر المناهج المالئمة لمثل هذا النوع من المواضيع لتغطية الجانبين النظري‬
‫والتطبيقي لموضوع الدراسة ‪.‬‬

‫كما تم االعتماد على مجموعة من أدوات البحث والمتمثلة في االعتماد على مجموعة من‪ :‬الكتب‪ ،‬املجالت وكذا‬
‫مذكرات التخرج ومو اقع األنترنيت‪ ،‬وذلك لإللمام بكل من الشركات الناشئة واالنعاش االقتصادي في الجانب النظري‬
‫ومحاولة اسقاط العالقة بينهما على واقع االقتصاد الجزائري بالجانب التطبيقي‪.‬‬

‫‪ -9‬حدود الدراسة‪:‬‬

‫إن بلوغ األهداف المرجوة من هذه الدراسة يتطلب ضرورة االلتزام بإطار زماني ومكاني محدد‪ ،‬وعليه فإن حدود‬
‫الدراسة فيما يلي‪:‬‬

‫ب‬
‫المقدمة عامة‬

‫‪ ‬الحدود الموضوعية‪ :‬تقتصر الدراسة في دراسة أثر الشركات الناشئة على اإلنعاش االقتصادي في الجزائر بصفة‬
‫خاصة‪ ،‬لما لها من آثار اقتصادية كبيرة تفرض ضرورة االهتمام بها‪.‬‬
‫‪ ‬الحدود المكانية‪ :‬تمثلت في محاولة اسقاط الجانب النظري على االقتصاد الجزائري من خالل الوقوف على واقع‬
‫كل من الشركات الناشئة في الجزائر وكذا تتبع برامج اإلنعاش االقتصادي التي وضعتها الحكومة الجزائرية‪.‬‬
‫‪ ‬الحدود الزمانية‪ :‬لم يتم التقيد بفترة النعدام المعطيات في هذا الموضوع‪ ،‬نظرا لحداثته‪ ،‬اال أنه فيما يتعلق برامج‬
‫اإلنعاش االقتصادي فقد تقيدنا بالفترة من ‪ 1002‬وحتى أخر برنامج انعاش اقتصادي تبنته الحكومة الجزائرية‬
‫واملحددة فترته من ‪.1000 -1022‬‬

‫‪ -11‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫سبقت هذه الدراسة العديد من الدراسات والتي اهتمت باإلطار العام لدراستنا أو بشقي موضوع الدراسة ومن بين‬
‫أهم الدراسات السابقة التي تم االطالع عليها نجد‪:‬‬

‫‪ ‬دراسة بن عياد جليلة‪ 2122 ،‬بعنوان‪ :‬دور المؤسسات الناشئة في التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫هدفت الدراسة إلى الوقوف على مدى إسهام الشركات الناشئة في عملية التنمية االقتصادية في الجزائر والحد من‬
‫البطالة وخلق الثروة جديدة‪ ،‬ولتحقيق هدف الدراسة تم استخدام المنهج التحليلي الوصفي‪ ،‬وخلصت هذه الدراسة إلى أن‬
‫الشركات الناشئة تعتبر البديل في زمن يشهد فيه العالم تغيرات وتطورات مستمرة أدت إلى تغيير في بيئة عمل الشركات‬
‫الناشئة واإلستراتجيات التنظيمية لها كونها تساهم في‪:‬‬

‫تطوير قطاع التصنيع من خالل إحداث نهضة اقتصادية تؤثر على باقي القطاعات بشكل إيجابي‬ ‫‪-‬‬
‫تسهيل إجراءات تمويل الشركات الناشئة ومراعاة االحتياجات المالية للمؤسسات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬دراسة شراف عقون وآخرون‪2122 ،‬بعنوان‪ :‬اقتصاد الشركات الناشئة (تقييم حالة األردن)‪.‬‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى تحديد اإلطار المفاهيمي للشركات الناشئة وتسليط الضوء على التجربة األردنية باعتبارها‬
‫أحد نماذج النجاح العربي‪ ،‬ولتحقيق هدف الدراسة تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬وقد أفضت هذه الدراسة إلى‬
‫مجموعة من النتائج تمثلت في أنه عالقة وطيدة بين برامج دعم ريادة األعمال والشركات الناشئة كون أن موضوع الشركات‬
‫الناشئة وأهدافها تتقاطع مع أهداف ريادة األعمال‪ ،‬تحتاج الشركات الناشئة إلى بيئة داعمة توفر لها على وجه الخصوص‬
‫حاضنات األعمال والتي لها األثر المباشر في ازدهارها ونموها‪ ،‬إضافة الى وجود شبكات التمويل القائمة على رأس مال‬
‫املخاطر ورأس المال االستثماري اللذان يدعمان هذا النوع من الشركات ويدفعانه نحو النمو السريع‪.‬‬

‫ج‬
‫المقدمة عامة‬

‫‪ ‬دراسة محمد فودوا وآخرون‪ 2121 ،‬بعنوان‪ :‬دور حاضنات األعمال في دعم وتطوير المؤسسات الناشئة في‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى إبراز دور حاضنات األعمال في دعم وتطوير الشركات الناشئة في الجزائر‪ ،‬ولتحقيق هدف‬
‫الدراسة استخدم المنهج التحليلي الوصفي‪ ،‬وتوصلت هذه الدراسة الى أن مفهوم حاضنات األعمال في الجزائر يقترب أكثر‬
‫من مفهوم المشاتل‪ ،‬إذ يعتبر تبني الجزائر لفكرة حاضنات خطوة في المسار لكن الثمار لم تقطف بعد لحداثة التجربة في‬
‫هذا الميدان من جهة‪ ،‬وعدم إدراك المسؤولين عنها ألهمية خدماتها من جهة أخرى‪ ،‬حيث أوصت الدراسة لضرورة اإلسراع‬
‫في توسيع اإلسراع في توسيع نطاق انتشار حاضنة االعمال في الجزائر‪ ،‬وتشجيع مشاركة القطاع الخاص في مجال إنشاء‬
‫حاضنات األعمال‪ ،‬واالستفادة كذلك من التجارب العالمية الرائدة أو على األقل الخاصة بالدول املجاورة كتونس والمغرب‬
‫وبعض األقطار العربية األخرى لتفادي المشاكل التي عانت منها‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة عياش بولحية‪ 2111 ،‬بعنوان‪ :‬دراسة اقتصادية لبرنامج دعم اإلنعاش االقتصادي المطبق في الجزائر‬
‫للفترة الممتدة ‪.2114-2111‬‬

‫يتمثل الهدف الرئيس ي لهذه الدراسة في تقييم اآلثار قصيرة األجل الناتجة عن تنفيذ مختلف البرامج التنموية في إطار‬
‫برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬اعتبر المنهج التحليلي الوصفي هو المنهج المتبع لهذه الدراسة ‪،‬حيث توصلت هذه‬
‫الدراسة إلى مجموعة من النتائج تمثلت في أن البرامج التنموية تعتبر أداة فعالة في يد السلطات العمومية من أجل تجسيد‬
‫مختلف استراتيجيات التنمية المعتمدة‪ ،‬إن مبادرات السلطات العمومية في إنعاش اقتصاد أي بلد كان‪ ،‬من خالل إعداد‬
‫وتسجيل البرامج التنموية على اختالفها وتنفيذها‪ ،‬يعتبر ضروري وفعال في نفس الوقت وهذا نظرا لقدرة السلطات العمومية‬
‫على تحمل األعباء الناتجة عن تطبيق هذه البرامج ومواجهة الصعوبات‪.‬‬

‫تلتقي دراستنا مع ما سبق من الدراسات في كونها‪ :‬سلطت الضوء على اقتصاد الشركات الناشئة كمدخل لتنمية إدارة‬
‫االعمال الريادية وكذلك البرامج التنموية المتبعة خالل الفترة(‪ ،)1022-1002‬من خالل استعراض األطر النظرية لمفهوم‬
‫الشركات الناشئة وسياسة االنعاش االقتصادي في الجزائر مرفوقة بالبرامج التنموية هادفة بذلك إلى ابراز واقع ومكانة‬
‫الشركات الناشئة في الجزائر من أجل اقتصاد متنوع ومولد للثروة‪.‬‬

‫في حين تختلف معهم في أنها‪ :‬حللت وضعية االقتصاد الجزائري وفق توصيات ومبادئ النموذج الجديد للنمو‬
‫االقتصادي لتحقيق نمو سريع ومستدام‪ ،‬ومعرفة مدى امكانية الشركات الناشئة على دعم وإنعاش االقتصاد للوصول الى‬
‫نسب النمو المرجوة‪.‬‬

‫د‬
‫المقدمة عامة‬

‫‪ -11‬هيكل الدراسة‪:‬‬

‫لدراسة موضوع الدراسة من كل جوانبه تم تقسيمه إلى ثالث فصول‪.‬‬

‫الفصل األول اشتمل عن اإلطار النظري للشركات الناشئة‪ ،‬حيث تم تقسيمه إلى مبحثين‪ ،‬تناولنا في المبحث األول ماهية‬
‫الشركات الناشئة‪ ،‬أما المبحث الثاني تطرقنا فيه إلى أساسيات حول الشركات الناشئة‪.‬‬

‫في الفصل الثاني والمتعلق بماهية سياسة االنعاش‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‪ ،‬فتم تقسيمه إلى مبحثين‪ ،‬حيث‬
‫بين المبحث األول بعنوان ماهية سياسة االنعاش ووسائلها‪ ،‬أما المبحث الثاني سلطنا فيه الضوء على تطبيق سياسة‬
‫االنعاش االقتصادي‪ :‬شروطها‪ ،‬نتائجها وعالقتها بالشركات الناشئة‪.‬‬

‫أما الفصل الثالث والمتعلق بإمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق االنعاش االقتصادي‪ ،‬فتم تقسيمه هو‬
‫اآلخر إلى مبحثين‪ ،‬حيث تناول المبحث األول سياسة االنعاش االقتصادي في الجزائر‪ ،‬أما المبحث الثاني أبرزنا فيه الشركات‬
‫الناشئة في الجزائر ومساهمتها في االنعاش االقتصادي‪.‬‬

‫‪ -12‬صعوبات الدراسة‪:‬‬

‫إن أهم الصعوبات التي واجهتنا في هذه الدراسة يمكن توضيحها في النقاط التالية‪:‬‬

‫قلة المراجع والدراسات حول هذا الموضوع‪ ،‬نظرا لحداثته‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ضيق الوقت لجمع الكم الكافي من المعلومات الالزمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫عدم وجود شركات ناشئة في الوالية إلجراء دراسة الميدانية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ه‬
‫الفص ـ ـ ـ ـل األول‪ :‬اإلطار النظري‬
‫للشركات الناشئة‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تحظى الشركات الناشئة عموما باهتمام متزايد على مستوى اإلعالم‪ ،‬البحوث األكاديمية وكذا في الخطابات‬
‫السياسية‪ ،‬هذا االهتمام المتزايد يعود إلى الوعي بأهمية الشركات الناشئة في النهوض باالقتصاد الوطني وتحقيق التنمية‬
‫االجتماعية والتطور العلمي والتكنولوجي وهذا من أجل مواكبة التغيرات االقتصادية العالمية التي تتجه نحو ما يعرف‬
‫بالثورة الصناعية الرابعة واقتصاد المعرفة‪ ،‬أين أضحت الشركات الناشئة النموذج االقتصادي الناجح نظرا لتميزها‬
‫بعدة خصائص عن غيرها من أنواع الشركات األخرى التي تسمح لها االستجابة الحتياجات املجتمع المتغيرة والمتسارعة‬
‫بشكل مستمر‪ ،‬وما يتطلبه ذلك من تسارع في تحقيق النتائج وتسارع في تحقيق األرباح‪.‬‬

‫وقد نجحت الكثير من الشركات الناشئة في خلق الثروة والقيمة المضافة ودعم اقتصاديات عدة دول كالواليات‬
‫المتحدة األمريكية والدول الشرق أسيوية ككوريا الجنوبية بفضل تطوير منتجات وخدمات ابتكارية سمحت بخلق فرص‬
‫عمل جديدة وتقديم حلول للمجتمعات يسهل الحصول عليها بتكاليف منخفضة‪ ،‬ولتوضيح هذا أكثر فقد تم تقسيم هذا‬
‫الفصل على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث الو ‪ :‬ماهية الشركات الناشئة‪.‬‬


‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬أساسيات حو الشركات الناشئة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫المبحث الو ‪ :‬ماهية الشركات الناشئة‬


‫أصبح مفهوم الشركات الناشئة المصطلح األكثر استخداما وشيوعا في السنوات األخيرة كنموذج يتوافق مع‬
‫التغيرات االقتصادية والعولمة التي تتسم بالتأثير المتزايد للتكنولوجيا في الحياة االقتصادية التي تتجه نحو ما يعرف‬
‫بالثورة الصناعية الرابعة واقتصاد المعرفة‪.‬‬

‫رغم ذلك‪ ،‬مازال هذا المفهوم يشوبه الكثير من الغموض والتداخل مع المفاهيم األخرى ال سيما المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬لدى الباحثين واألكاديميين كما هو الحال في الجزائر‪ ،‬وبهذا اإلطار نحاول في هذا المبحث تحديد‬
‫اإلطار النظري للشركات الناشئة من خالل العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ :‬الجذور التاريخية لمصطلح"‪"Startup‬‬ ‫المطلب الو‬


‫إن الحديث عن الجذور التاريخية لمصطلح" ‪ "startup‬يقودنا إلى منتصف القرن الماض ي‪ ،‬وبالتحديد تلك الفترة‬
‫التي ظهر فيها تمويل رأس المال املخاطر‪ ،‬فالعديد من الباحثين الذين تناولوا موضوع المؤسسات الناشئة يشيرون إلى‬
‫أن بدايات ظهور هذا المصطلح كانت بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة‪ ،‬لكن في الحقيقة ال توجد دالئل على استخدام‬
‫هذا المصطلح من طرف الكتاب والباحثين األكاديميين في تلك الفترة‪.1‬‬

‫وتعود أولى استخداماته إلى عام ‪ 6791‬في مقال بعنوان ‪The Unfashionable Business of Investing‬‬
‫‪ In Startup Data Processing Field‬نشر في مجلة ‪ Forbes‬األمريكية التي تهتم بإحصاء أرصدة أغنياء العالم‬
‫وثرواتهم وتتبع المسار المالي واالقتصادي للمؤسسات العالمية‪ ،‬ليعاد استخدامه في عام ‪ 6799‬في مقال بعنوان ‪An‬‬
‫‪ Incubator for Startup companies, espacially in the fast growth , high technology Field‬في مجلة‬
‫‪ Business Week‬األمريكية التي تخص بتغطية األخبار المالية واالقتصادية التي تخص عالم األعمال بشكل عام ‪.‬بعدها‬
‫بحوالي سنتين عاود ذات المصطلح الظهور مجددا من قبل ‪ David Birch‬في مقال له بعنوان ‪The Job Generation‬‬
‫‪ Process‬يشير فيه إلى أهمية المشاريع الصغيرة في خلق وتوليد مناصب عمل جديدة في خضم التغيرات التي مست هيكل‬
‫الصناعة األمريكية في تلك الفترة‪ ،‬والتي أسفرت عن ارتفاع معدالت البطالة وتزايد التيارات المنادية بضرورة توجيه‬
‫االقتصاد األمريكي نحو االهتمام بالمؤسسات والمشاريع الصغيرة‪ ،‬وفي عام ‪ 6791‬استخدم كل من ‪Rogers Everett‬‬
‫و‪ Larsen Judith‬المصطلح في كتاب لهما بعنوان ‪Silicon Valley Fever :Growth of High-Technology‬‬
‫‪ Culture‬في إشارة منهما إلى تلك المؤسسات التي لديها ارتباط وثيق بالتكنولوجيا المتقدمة وبرأس المال املخاطر‪ ،‬والتي‬
‫كانت الصبغة الغالبة على شركات وادي السيليكون ‪ Silicon Valley‬في ظل تنامي ثقافة التكنولوجيا المتقدمة آنذاك‪.‬‬
‫وقد أشيع استخدام المصطلح على هذا النحو بعد ذلك‪ .‬وإضافة لهذا االرتباط‪ ،‬توجد عالقة قوية بين مصطلح ‪Startup‬‬

‫‪ -1‬محمد األمين النوي‪ ،‬محمد دهان‪ ،‬نحو تنظير أدق لمفهوم المؤسسات الناشئة وخصائصها‪ :‬دراسة منهجية مفصلة‪ ،‬مجلة اإلصالحات‬
‫االقتصادية واالندماج في االقتصاد العالمي‪ ،‬العدد‪ ،30‬املجلد‪ ،41‬المدرسة العليا للتجارة‪ ،‬العاصمة‪ ،‬الجزائر‪ ،0303 ،‬ص‪.30‬‬

‫‪3‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫وتمويل رأس المال املخاطر الذي شكل أهم شرارات االنطالق لهذه المؤسسات‪ ،‬إذ يشير ‪ Cockeayn‬إلى أنه في بعض‬
‫األدبيات أعتمد المصطلح كمرادف لهذا األخير ‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم الشركات الناشئة‬


‫إن الشركات الناشئة التي انطلقت من فكرة مشروع وتجسدت على أرض الواقع‪ ،‬تعتبر املحرك الرئيس ي للنمو‬
‫االقتصادي والتخطيط المستقبلي‪ ،‬وقد أصبح االهتمام بها في دول العالم باختالف مستوى تطورها يأخذ حيزا أكثر‬
‫أهمية مع مرور الوقت‪ ،‬حيث تعددت تعاريف الشركات الناشئة نذكر منها ‪:‬‬

‫التعريف الو ‪ :‬حسب ‪ Erice Ries‬أحد المنظرين لهذا المفهوم في كتابه ‪ " : The Lean Startup‬الشركة الناشئة هي‬
‫كيان بشري صممت لخلق منتج جديد أو خدمة جديدة في ظل حالة عدم تأكد شديدة‪ ،‬وحسب هذا التعريف فإن‬
‫المؤسسة تقدم منتج أو خدمة جديدة مع عدم التأكد من بيئة األعمال املحيطة بها"‪.2‬‬

‫التعريف الثاني‪ :‬يعرف معجم أوكسفورد مصطلح الشركات الناشئة )‪ (Startup‬بأنه‪ " :‬عمل تجاري أنشأ حديثا"‪.3‬‬

‫التعريف الثالث‪ :‬التعريف األكثر شيوعا صيغ من قبل ستيف بالنك الذي يعتبر أحد الثالثة المؤسسين لمفهوم‬
‫(الشركة الناشئة المرنة ‪ (Lean Startup Mangement‬والذي ذكر في العديد من أعماله أن "الشركات الناشئة هي‬
‫مؤسسة مؤقتة للبحث عن نموذج عمل قابل للتكرار والتطوير "‪.4‬‬

‫التعريف الرابع‪ :‬عرفها ‪ Paul Graham‬في مقاله المشهور حول النمو " ‪ "Growth‬على أنها‪ ":‬شركة مصممة لتنمو‬
‫بسرعة‪ ،‬كما أنه ليس من الضروري أن تعمل الشركة الناشئة في مجال التكنولوجيا‪ ،‬أو أن تحصل على تمويل مخاطر‪،‬‬
‫إال أن الش يء األساس ي الوحيد هو النمو"‪. (Startup = Growth).5‬‬

‫وعليه يمكن تعريف الشركات الناشئة على أنها شركات صغيرة حديثة التكوين‪ ،‬تسعى لتسويق وطرح منتج‬
‫جديد أو خدمة مبتكرة تستهدف بها سوق كبير بغض النظر عن حجم الشركة أو مجال نشاطها‪ ،‬كما أنها تتميز بارتفاع‬
‫عدم التأكد ومخاطرة عالية في مقابل تحقيقها لنمو قوي وسريع مع احتمال جنيها ألرباح ضخمة في حالة نجاحها‪.‬‬

‫ويمكن عرض أهم الخصائص التي تتسم بها الشركات الناشئة على النحو التالي ‪:1‬‬

‫‪ - 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.30‬‬


‫‪ - 2‬هشام بروال‪ ،‬جهاد خلوط‪ ،‬التعليم المقاوالتي وحتمية اإلبتكار في المؤسسات الناشئة‪ ،‬مجلة معهد العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد ‪،30‬‬
‫املجلد ‪ ،03‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،0‬الجزائر‪ ،0342 ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪ - 3‬عصام عمر الجمل‪ ،‬معوقات تمويل الشركات الناشئة من وجهة نظرأصحابها‪ ،‬مؤتمر دور ريادة األعمال في تطوير المشروعات الصغرى‬
‫والمتوسطة في االقتصاد البيئي‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة مصراتة‪ ،‬ليبيا‪ ،0342 ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Agnieszka Skala ,Digital Startup In Transition Economies ,Palgrave Macmillan, Faculty Of Management‬‬
‫‪, Warsaw Eniversity Of Technology , Warsaw ,Poland, P15.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-www.paulgraham.com.growth.html (consulté le 10/03/2022).‬‬

‫‪4‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫تتميز الشركات الناشئة بكونها مؤسسات شابة يافعة‪ :‬حيث يكون أمامها خياران إما التطور والتحول الى‬ ‫‪‬‬
‫شركات ناجحة‪ ،‬أو اإلغالق والخسارة‪.‬‬
‫مؤسسات أمامها فرص للنمو التدريجي والمتزايد‪ :‬من إحدى السمات التي تحدد معنى الشركة الناشئة‬ ‫‪‬‬
‫‪ Startup‬هي إمكانية نموها السريع وتوليد إيراد أسرع بكثير من التكاليف التي تتطلبها للعمل‪ ،‬وبعبارة أخرى‪،‬‬
‫إن الشركة الناشئة هي الشركة التي تتمتع بإمكانية االرتقاء بعملها التجاري بسرعة أي زيادة اإلنتاج‬
‫والمبيعات من دون زيادة التكاليف‪ ،‬كنتيجة عن ذلك ينمو هامش األرباح لديها بشكل يبعث على الدهشة‪،‬‬
‫مما يعني بأن الشركات الناشئة ال تقتصر بالضرورة على أرباح أقل ألنها صغيرة ‪ ،‬بل على العكس هي‬
‫شركات قادرة على توليد أرباح كبيرة جدا ‪.‬‬
‫مؤسسات تتعلق بالتكنولوجيا وتعتمد بشكل رئيس ي عليها وكذلك على اإلبداع واالبتكار‪ :‬تتميز ‪Startup‬‬ ‫‪‬‬
‫بأنها شركة تقوم أعمالها التجارية على أفكار رائدة ‪ ،Innovative‬وإشباع حاجات السوق بطريقة ذكية‬
‫وعصرية‪ ،‬بحيث تعتمد الشركات الناشئة على التكنولوجيا للنمو والتقدم والعثور على التمويل من خالل‬
‫المنصات على األنترنيت ومن خالل الفوز بمساعدة ودعم حاضنات األعمال‪.‬‬
‫مؤسسات تتطلب تكاليف منخفضة‪ :‬حيث أن الشركة الناشئة تتطلب تكاليف صغيرة جدا بالمقارنة مع‬ ‫‪‬‬
‫األرباح التي تحصل عليها‪ ،‬وعادة ما تأتي هذه األرباح بشكل سريع وفجائي بعض الش يء‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك‬
‫نذكر‪ :‬أمازون‪ ،‬جوجل‪ ،‬مايكروسوفت وغيرها‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى هناك مجموعة من الخصائص التي تجعل المؤسسات الناشئة قادرة على التأقلم مع األوضاع‬
‫االقتصادية ملختلف الدول سواء المتقدمة أو النامية منها‪:2‬‬

‫المساهمة في استراتيجية التنمية املحلية‪ ،‬وذلك كون العديد من الدول تضع خططا للتنمية املحلية‪ ،‬بهدف‬ ‫‪‬‬
‫توزيع السكان على أكبر مساحة ممكنة وتخفيف الضغط على المدن الكبيرة‪.‬‬
‫قدرة تأقلمها مع املحيط الخارجي وإمداد نطاقها إلى المناطق النائية اضافة إلى قلة االنتشار الجغرافي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مرونة التفاعل مع المناخ االستثماري وقدرتها على التأقلم مع التغيرات التي تحدث في محيطها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االنخفاض النسبي للتكاليف الرأسمالية في مرحلة اإلنشاء وقلة التدرج السلطوي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دقة اإلنتاج والتخصص مما يساعد على اكتساب الخبرة واالستفادة من نتائج البحث العلمي وتجسيد كل‬ ‫‪‬‬
‫المبادرات إلزامية لالستفادة من التطور التكنولوجي‪.‬‬

‫‪ - 1‬مرباح طه ياسين‪ ،‬بو سالم أبو بكر‪ ،‬عيسات فطيمة الزهرة‪ ،‬المؤسسات الناشئة بين آليات الدعم وو اقع التسييرفي الجزائر‪ ،‬حوليات‬
‫جامعة بشار في العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬املجلد ‪ ،32‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،0303 ،‬ص ص ‪.402 ،401‬‬
‫‪ - 2‬رمضاني مروة‪ ،‬بوقرة كريمة‪ ،‬تحديات المؤسسات الناشئة في الجزائر (نماذج لشركات ناشئة ناجحة عربيا)‪ ،‬حوليات جامعة بشار في‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬حوليات جامعة بشار في العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬املجلد ‪ ،39‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،0306 ،‬ص ‪.022‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫مما سبق يمكن تلخيص أهم ما تتميز به الشركات الناشئة في الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)10‬خصائص الشركات الناشئة‪.‬‬

‫مؤسسات شابة يافعة‬

‫أمامها فرص للنمو‬


‫خصائص الشركات‬ ‫تعتمد على‬
‫التدريجي والمتزايد‬ ‫الناشئة‬ ‫التكنولوجيا الحديثة‬

‫تتطلب تكاليف‬
‫منخفضة‬

‫المصدر‪ :‬مرباح طه ياسين‪ ،‬بو سالم أبو بكر‪ ،‬عيسات فطيمة الزهرة‪ ،‬المؤسسات الناشئة بين آليات الدعم وو اقع التسيير في‬
‫الجزائر‪ ،‬حوليات جامعة بشار في العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬املجلد ‪ ،32‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪،0303 ،‬‬
‫ص ص ‪.402 ،401‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دورة حياة الشركة الناشئة‬

‫من خالل ما تم تناوله في مفهوم الشركات الناشئة‪ ،‬قد يترسخ في ذهن المتلقي أن ما يميز هذا النوع من الشركات هو‬
‫االستمرارية في تحقيق النمو‪ ،‬إال أن الواقع غير ذلك‪ ،‬فهذه الشركات كثيرا ما تتعثر وتمر بمراحل صعبة وتذبذب شديد‬
‫قبل أن تعرف طريقها نحو القمة‪ ،‬ويمكن ابراز ذلك من خالل الشكل الموالي والذي يمثل دورة حياة هذا النوع من‬
‫الشركات‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)10‬دورة حياة الشركات الناشئة‬

‫المصدر‪ :‬زكرياء جمعة‪ ،‬عماد هداهدية‪ ،‬دعم المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ :‬إرادة قوية من أجل اقتصاد مولد للثروة‪ ،‬مجلة‬
‫دراسات حول المؤسسات والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬املجلد‪ ،32‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،0304،‬ص ‪.02‬‬

‫من خالل الشكل رقم (‪ )34‬يمكن القول بأن الشركات الناشئة تمر بخمس مراحل هي ‪:1‬‬

‫‪ ‬المرحلة الولى‪ :‬مرحلة قبل انطالق المؤسسة الناشئة‪ :‬حيث يقوم شخص ما‪ ،‬أو مجموعة من األفراد بطرح‬
‫نموذج أولي لفكرة ابداعية أو جديدة أو حتى مجنونة وخالل هاته المرحلة يتم التعمق في البحث‪ ،‬ودراسة‬
‫الفكرة جيدا ودراسة السوق والسلوك وأذواق المستهلك المستهدف للتأكد من إمكانية تنفيذها على أرض‬
‫الواقع وتطويرها واستمرارها في المستقبل‪ ،‬وكذا البحث عمن يمولها‪ ،‬وعادة ما يكون التمويل في المراحل األولى‬
‫ذاتي‪ ،‬مع إمكانية الحصول على بعض المساعدات الحكومية‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثانية ‪ :‬مرحلة االنطالق‪ :‬في هذه المرحلة يتم إطالق الجيل األول من المنتج أو الخدمة‪ ،‬حيث تكون‬
‫غير معروفة‪ ،‬وربما أصعب ش يء يمكن أن يواجه المقاول في هاته المرحلة هو أن تجد من يتبنى الفكرة على‬
‫أرض الواقع ويمولها ماديا‪ ،‬وعادة ما يلجأ رائد األعمال في هذه المرحلة إلى ما يعرف بـ ‪Friends , ( FFF‬‬
‫‪ ،) Family Fools‬فغالبا ما يكون األصدقاء والعائلة هم المصدر األول الذي يلجأ إليهم المقاول للحصول‬
‫على التمويل‪ ،‬أو يمكن الحصول على التمويل من قبل الحمقى وهم األشخاص المستعدين للمقامرة بأموالهم‬
‫إذا صح القول خاصة عند البداية حيث تكون درجة املخاطرة عالية‪ ،‬في هذه المرحلة يكون المنتج بحاجة إلى‬
‫الكثير من الترويج كما يكون مرتفع السعر‪ ،‬ويبدأ اإلعالم بالدعاية للمنتج‪.‬‬

‫‪ - 1‬شريفة بو الشعور‪ ،‬دور حاضنات العما في دعم وتنمية المؤسسات الناشئة ‪ :Startup‬دراسة حالة الجزائر‪ ،‬مجلة البشائر‬
‫االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،30‬املجلد ‪ ،31‬جامعة ‪03‬أوت ‪ ،4211‬سكيكدة‪ ،‬الجزائر‪ ،0340 ،‬ص‪.100-104‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫‪ ‬المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة مبكرة من اإلقالع والنمو‪ :‬يبلغ فيها المنتج الذروة ويكون هناك حماس مرتفع‪ ،‬ثم‬
‫ينتشر العرض ويبلغ المنتج الذروة في هاته المرحلة يمكن أن يتوسع النشاط إلى خارج مبتكريه األوائل‪ ،‬فيبدأ‬
‫الضغط السلبي حيث يتزايد عدد العارضين للمنتج ويبدأ الفشل‪ ،‬أو ظهور عوائق أخرى ممكن أن تدفع‬
‫المنحنى نحو التراجع‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الرابعة‪ :‬االنزالق في الوادي‪ :‬وبالرغم من استمرار الممولين المغامرين (رأس المال المغامر) بتمويل‬
‫المشروع إال أنه يستمر بالتراجع حتى يصل إلى مرحلة يمكن تسميتها وادي الحزن أو وادي الموت‪ ،‬وهو ما يؤدي‬
‫إلى خروج المشروع من السوق في حالة عدم التدارك خاصة وأن معدالت النمو في هذه المرحلة تكون جد‬
‫منخفضة‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة الخامسة‪ :‬تسلق المنحدر‪ :‬يستمر رائد األعمال في هذه المرحلة بإدخال تعديالت على منتجه وإطالق‬
‫إصدارات محسنة‪ ،‬لتبدأ الشركة بالنهوض من جديد بفضل االستراتيجيات المطبقة واكتساب الخبرة لفريق‬
‫العمل‪ ،‬ويتم إطالق الجيل الثاني من المنتج وضبط سعره‪ ،‬وتسويقه على نطاق أوسع‪.‬‬
‫‪ ‬المرحلة السادسة‪ :‬مرحلة النمو المرتفع‪ :‬في هاته المرحلة يتم تطوير المنتج بشكل نهائي ويخرج من مرحلة‬
‫التجربة واالختبار‪ ،‬وطرحه في السوق المناسبة‪ ،‬وتبدأ الشركة الناشئة في النمو المستمر ويأخذ المنحنى‬
‫باالرتفاع‪ ،‬حيث يحتمل أن من ‪03‬إلى ‪ %03‬من الجمهور المستهدف قد اعتمد االبتكار الجديد‪ ،‬لتبدأ مرحلة‬
‫اقتصاديات الحجم وتحقيق األرباح الضخمة‪.‬‬

‫وعليه يمكن تقديم منظور مختصر وشامل لدورة حياة الشركات الناشئة من خالل الشكل اآلتي‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)10‬توضيح مراحل دورة حياة الشركات الناشئة‪.‬‬

‫دراسة السوق والسلوك وأذواق المستهلك المستهدفة‬ ‫طرح نموذج أولي لفكرة‬ ‫مرحلة قبل‬
‫إبداعية جديدة‬ ‫االنطالق‬

‫تكون درجة املخاطرة عالية‪ ،‬حيث يكون المنتج بحاجة‬ ‫انطالق جيل أو من‬ ‫مرحلة االنطالق‬
‫للترويج لما يكون السعرمرتفع‬ ‫المنتج‬

‫مرحلة مبكرة‬
‫تزداد المنافسة ويبدأ المنحنى بالتراجع‬ ‫يبلغ المنتج ذروته‬
‫من االقالع‬
‫والنمو‬

‫تنخفض معدالت النمو فيخرج المشروع من السوق خاصة‬ ‫مرحلة االنزالق‬


‫منطقة الموت‬
‫في حالة عدم التدارك‬ ‫في الوادي‬

‫ادخا تعديالت على‬ ‫مرحلة تسلق‬


‫زيادة معدالت النمو‪ ،‬انطالق الجيل الثاني‬
‫المنحدر‬
‫المنتج‬

‫تبدأ الشركة الناشئة بالنمو المستمر‪ ،‬انطالق مرحلة‬ ‫تطويرالمنتج وطرحه في‬ ‫مرحلة النمو‬
‫اقتصاديات الحجم‪ ،‬تحقيق ارباح ضخمة‬ ‫السوق المناسبة‬ ‫المرتفع‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على‪ :‬شريفة بو الشعور‪ ،‬دور حاضنات العما في دعم وتنمية المؤسسات الناشئة‬
‫‪ :Startup‬دراسة حالة الجزائر‪ ،‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،30‬املجلد ‪ ،31‬جامعة ‪03‬أوت ‪ ،4211‬سكيكدة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،0340 ،‬ص ص ‪.100 ،104‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أهداف تمويل الشركات الناشئة‬


‫يعتمد صندوق تمويل الشركات الناشئة على آلية تمويل قائمة على االستثمار في رؤوس األموال وليس على‬
‫ميكانيزمات التمويل التقليدية املختلفة القائمة على القروض‪ ،‬وبما أن التمويل القائم على االستثمار في رؤوس األموال‬
‫يتضمن تحمل الخطر وهو أمر جد مهم ألنه نمط تمويلي جديد يختلف عن الطرق التمويلية التقليدية من حيث نظرته‬
‫للمخاطرة المالية لهذا سمي برأس المال املخاطر ‪ ،‬حيث ال تعتمد تقنية التمويل عن طريق رأس مال املخاطر على تقديم‬

‫‪9‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫السيولة فقط للشركات الناشئة بل على أساس المشاركة‪ ،‬فتقوم شركة رأس مال املخاطر بتمويل المشروع من دون‬
‫ضمان العائد وال مبلغه‪ ،‬وبالتالي فهذا النوع يتناسب تماما مع الشركات الناشئة والتي تطمح للتوسع‪.1‬‬

‫ويمكن تعريف رأس الما املخاطر على أنه‪" :‬رأس المال الذي يمول بواسطة وسيط مالي متخصص‪ ،‬مثل‬
‫شركات رأس المال املخاطر‪ ،‬أو صناديق استثمار رأس المال املخاطر لدعم مشاريع ذات مخاطر مرتفعة يصعب تمويلها‬
‫بطرق التمويل التقليدية‪.2"...‬‬

‫لتمويل الشركات بصفة عامة والشركات الناشئة بصفة خاصة عدة أهداف تتجلى فيما يلي‪:3‬‬

‫‪ ‬توفير السيولة الضرورية للمشروع االستثماري عن طريق اإلمداد بالتجهيزات الالزمة‪.‬‬


‫‪ ‬تسهيل مختلف التدفقات النقدية والمالية بين مختلف األعوان االقتصادية بضمان توظيف الموارد خاصة‬
‫فيما بين الهيئات المالية واألعوان االقتصادية األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬تغطية جزء من تكاليف المشروع االستثماري‪.‬‬
‫‪ ‬تحريك عجلة االقتصاد وتحسين اإلنتاج والرفع من اإلنتاجية واالرتقاء إلى مستوى العالمية‪.‬‬
‫‪ ‬تستلزم الصناعة للتمويل التجاري ووجود أطراف تنظم املخاطر البنكية ويضبطها وكالء التأمين ضد العجز‬
‫عند السداد وضمان الحسابات‪.‬‬
‫‪ ‬يتعاون هؤالء األطراف مع القطاع البنكي التجاري والمؤسسات المالية األخرى لتوفير منتجات التجارة الدولية‪.‬‬

‫كما يساعد تمويل الشركات الناشئة على‪:4‬‬

‫‪ ‬التنوع في النشاطات المصرفية واالستجابة بصورة أفضل وأسرع لطلبات الزبائن‪.‬‬


‫‪ ‬رفع القدرات التصديرية للشركات عن طريق دعمها وتمويلها‪.‬‬
‫‪ ‬يساعد التمويل على التوسع وفتح وحدات أو خطوط إنتاج جديدة لهذه الشركات وزيادة حجم أنشطتها‪ ،‬ومنه‬
‫زيادة العمالة‪.‬‬
‫‪ ‬يساعد التمويل التأجيري الشركات وخاصة الشركات الناشئة الحصول على المعدات واآلالت والتجهيزات‬
‫الحديثة بالنظر إلى إمكانياتها المالية املحدودة وعدم القدرة على االقتراض من البنوك‪ ،‬كما يساهم في الحصول‬
‫على العملة الصعبة‪ ،‬والحد من االستدانة‪.‬‬

‫‪ - 1‬بدر الدين مرغني حيزوم‪ ،‬العروس ي حافة‪ ،‬وآخرون‪ ،‬اإلطار القانوني لدعم وتمويل المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ ،‬الملتقى الوطني‬
‫حول‪ :‬المؤسسات الناشئة والحاضنات‪ ،‬جامعة الشهيد محمد خيضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،0304 ،‬ص ص ‪.21 ،21‬‬
‫‪ - 2‬محمد سعد الناصر‪ ،‬رأس الما املخاطر نموذج واعد لتمويل المشروعات الريادية في المملكة العربية السعودية‪ ،‬دار اإلمام للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،0303 ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ - 3‬إنصاف قسوري‪ ،‬حاضنات العما التكنولوجية ودورها في دعم اإلبداع واالبتكار بالمؤسسة الناشئة الجزائرية‪ ،‬مجلة االقتصاد‬
‫واإلدارة‪ ،‬العدد ‪ ،30‬املجلد ‪ ،42‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،0303،‬ص‪.03‬‬
‫‪ -4‬مصطفى بورنان‪ ،‬علي صولي‪ ،‬االستراتيجيات المستخدمة في دعم وتمويل المؤسسات الناشئة (حلو إلنجاح المؤسسات الناشئة)‪،‬‬
‫مجلة دفاتر اقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،34‬املجلد‪ ،44‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،0303 ،‬ص ‪.401‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫‪ ‬العمل على التكفل وتمويل األنشطة الخاصة بالتكوين والتدريب من أجل رفع الكفاءة والفعالية لتأهيل هذا‬
‫النوع من المؤسسات‪.‬‬
‫‪ ‬مساعدة الشركات الناشئة بعيدا على ضغوط املحيط في مرحلة االنطالق من خالل آلية حاضنات األعمال‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أساسيات حو الشركات الناشئة‬


‫تتفق البحوث والدراسات العلمية في مختلف البلدان على أهمية الدور الذي تؤديه الشركات الناشئة للنهوض‬
‫باالقتصاد الوطني وتحقيق التنمية االجتماعية والتطور العلمي والتكنو لوجي‪ ،‬وهذا لمواكبة التغيرات االقتصادية‬
‫العالمية التي تتجه نحو ما يعرف بالثورة الصناعية الرابعة واقتصاد المعرفة‪ ،‬إال أن خالل مسار تحويل األفكار‬
‫اإلبداعية إلى شركات ناشئة يواجه المقاول عدة معوقات تتطلب توفر مجموعة من المقومات ضمن بيئة شاملة‬
‫ومتكاملة تسمح بتجاوز تلك العقبات وتسهيل مسار إنشاء الشركة الناشئة وتحقيق نموها و استمراريتها ‪.‬‬

‫المطلب الو ‪ :‬أهمية الشركات الناشئة‪.‬‬

‫إن بلدان دول العالم السائرة في طريق النمو‪ ،‬تواجه تحديات عديدة وهائلة في تنميتها منها‪ :‬التجهيز الصناعي غير‬
‫الموجود تقريبا‪ ،‬البطالة المتفشية‪ ،‬فقر السكان‪ ،‬ومستويات التعليم والتدريب التي تحتاج للترقية‪ ،‬إضافة الى التكاليف‬
‫المعيشية المرتفعة باستمرار على الرغم من االستثمارات الكبيرة التي استثمرت مليارات في بناء الهياكل االساسية‬
‫واألشغال العامة فقط‪ ،‬تاركة قطاعات اجتماعية هامة‪ ،‬فيرى الخبراء في املجال أن المؤسسات الناشئة لها دور مهم‬
‫لمواجهة هذه التحديات وكذا إسهامها في النهوض باقتصادياتها كونها تساهم في الناتج املحلي االجمالي وتعجل بنموها‪،‬‬
‫ويمكننا تلخيص أهمية ودور الشركات الناشئة في الدول السائرة في طريق النمو خاصة كالتالي‪:1‬‬
‫‪ ‬توفير فرص العمل الحقيقية المنتجة ومكافحة مشكلة البطالة‪ :‬حيث تتميز بالقدرة العالية في توفير‬
‫فرص في العمل‪ ،‬اضافة الى قدرتها على استيعاب وتوظيف عمالة بخبرة قليلة او حتى بدون خبرة وهو‬
‫ما يمتص طالبي العمل خاصة ذوي الشهادات‪ ،‬اصحاب االفكار وخريجي الجامعات‪ .‬وبالتالي الرد‬
‫المباشر على مشكلة البطالة حيث تكافح الدول نفسها لخلق ظروف عمل على الرغم من سيرها في‬
‫طريق النمو‪.‬‬
‫‪ ‬االبتكار في البحث والتطوير‪ :‬وال سيما في مجال التكنولوجيا‪ ،‬وهو أداة ضرورية أكثر من أي وقت‬
‫مض ى لتنمية أي بلد في العالم والقدرة على ابتكار وتطوير منتجات بتكلفة أقل بـ ‪01‬مرة مقارنة‬
‫بالمؤسسات الكبرى (حسب دراسة أمريكية)‬
‫‪ ‬زيادة االنتاجية والحفاظ على التنافسية‪ :‬حيث لعبت دورا محوريا في العشرينات والسنوات الماضية‬
‫وذلك باستخدامها أدوات ووسائل وكذا تقنيات انتاجية حديثة قللت من التكاليف‪ ،‬ورفعت من‬

‫‪ -1‬يوسف حسين‪ ،‬إسماعيل صديقي‪ ،‬دراسة ميدانية لو اقع إنشاء المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ ،‬حوليات جامعة بشار في العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،34‬املجلد‪ ،30‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،0304 ،‬ص‪.20-24‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫مستوى جودة المنتوجات كذلك‪ ،‬مما ساعدها على ذلك تبنيها لالستراتيجية التكنولوجية التي‬
‫أكسبتها ميزة تنافسية‪.‬‬
‫‪ ‬نشر القيم االيجابية في املجتمع‪ :‬تعالج العديد من أهم المشاكل االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫من خالل االبحاث التي تقوم بها المؤسسات الناشئة‪ ،‬لتطوير وكذا ادخال قيم جديدة للمجتمع‬
‫والمساهمة في تطوير ثقافة المستهلك وتشجيعه على تقبل التغيير‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في التطوير النسبي االقتصادي‪ :‬تعالج القضايا االقتصادية من خالل ابحاثها وتساهم‬
‫المؤسسات الناشئة في نشر القيم والمبادئ االقتصادية والتنظيمية االيجابية كالمبادرة‪ ،‬االبداع‪،‬‬
‫االبتكار‪ ،‬إدارة الوقت‪ ،‬الكفاءة والفعالية‪ .‬كما تساهم في إنتاج سلع وخدمات مبتكرة وجديدة مما‬
‫يؤدي الى التنويع في المنتوجات‪ ،‬والمساهمة في تطوير إنشاء األنسجة االقتصادية الجديدة األخرى‬
‫التي تدعم األنسجة التقليدية كالزراعة‪.‬‬
‫‪ ‬استثمار المدخرات وتعزيز وجذب المستثمرين ورأس المال االجنبي‪ :‬القدرة على توظيف مدخرات صاحب‬
‫أو أصحاب المشروع بدال من بقائها مكتنزة أو موظفة في مجاالت ال تخلق قيمة مضافة‪ ،‬مما يسمح‬
‫بإحداث تراكم رأسمالي وكذا نقل شريحة األفراد من دخل أقل الى دخل أعلى (إعادة توزيع الدخل) وجذب‬
‫المستثمرين املحليين واالجانب‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في النمو االقتصادي‪ :‬نظرا لما توفره من خلق وظائف جديدة على المدى الطويل ونمو دخلها‬
‫السنوي الذي يساهم في خلق الثروة والمساهمة في الناتج الداخلي الخام‪ ،‬اضافة الى كون غالبية هاته‬
‫المؤسسات تجتاح أساق عالمية والتالي جلب عملة أجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬مرونتها وقدرتها على التأقلم واالستجابة السريعة‪ :‬من خالل مرونة عملياتها وسالسة الحلول التي تجلبها‪،‬‬
‫تأتي المؤسسات الناشئة بحل مشاكل تكاليف االنتاج للشركات الكبرى والحلول للمشاكل الثقيلة التي‬
‫كثيرا ما تفرضها الدول على السكان‪.‬‬
‫‪ ‬تمكن الشركات الناشئة من إنتاج متطلبات السوق املحلي مما يساهم في إحالل الواردات وتنمية الصادرات‬
‫وبالتالي توفير نقد أجنبي‪. 1‬‬
‫‪ ‬آثار أحسن بالنسبة للمشاريع المبتكرة خاصة في مجال التكنولوجيات الحديثة ‪.2‬‬

‫‪ - 1‬علي بخيتي‪ ،‬سليمة بوعوينة‪ ،‬المؤسسات الناشئة‪ ،‬الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ :‬و اقع وتحديات‪ ،‬مجلة دراسات وأبحاث‪،‬‬
‫العدد‪ ،31‬املجلد‪ ،40‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،0303 ،‬ص‪.100‬‬
‫‪ - 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.100‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الشركات الناشئة المالية النموذج الناجح‬

‫أن الشركات المالية الناشئة باتت تعتبر قاطرة للتنمية المالية بمختلف االقتصاديات المتقدمة والناشئة‪ ،‬كما أن‬
‫تطورها من بين أنواع الشركات الناشئة األخرى أضحى يسلط عليه الضوء كنموذج يقتدى به‪ ،‬وذلك لما لها من انعكاس‬
‫إيجابي على بيئة عمل باقي الشركات الناشئة‪ ،‬فهي بإمكانها المساهمة في تطوير البيئة الحاضنة لهذه األخيرة حتى تدعمها‬
‫على البقاء واالستمرارية‪.‬‬

‫والشركات المالية الناشئة هي شركات صغيرة وحديثة تعد بتحسين الخدمات البنكية لألفراد والشركات بالتعاون أو‬
‫المنافسة مع مقدمي الخدمات المالية‪،1‬وتتسم هذه األخيرة بعدة خصائص نذكرها في‪:2‬‬

‫‪ ‬الوصو لكل المستخدمين‪ :‬فهي تستهدف كل الطبقات والفئات وتقوم بتعزيز امكانياتها بشكل مستمر عن‬
‫طريق الشراكات أو إعادة تصميم المنتجات المصممة للعمالء ذوي الدخل املحدود بشكل‪.‬‬
‫‪ ‬المرونة والقدرة على تحمل التكاليف‪ :‬حيث لدى هذه الشركات عروضا وخططا عدة للدفع مقابل السلع‬
‫والخدمات وخاصة الطاقة النظيفة تتسم بالمرونة لتناسب العمالء على اختالفاتهم بشكل يومي أو أسبوعي أو‬
‫حتى شهري‪.‬‬
‫‪ ‬تصميم محوره العميل‪ :‬حيث تركز على طلبات المستخدم فتصمم منتجات بسيطة سهلة‪.‬‬
‫‪ ‬السرعة‪ :‬تسمح التحليالت القوية لهذه الشركات بالحركة القوية‪ ،‬اذ يتم انجاز المعامالت في بضعة دقائق‬
‫مستفيدة من البيانات الضخمة والخوارزميات وتعلم اآللة‪.‬‬
‫‪ ‬سياسة البيانات أوال‪ /‬الهواتف املحمولة أوال‪ :‬تستطيع هذه السياسة تحسين المنتجات والخدمات المقدمة‬
‫لتصميم خدمات مناسبة لهم وال شك أن التحليالت القوية تسمح ألصحاب األعمال التجارية باتخاذ قرارات‬
‫أفضل واستغالل الفرص ‪.‬‬

‫ومنه فنجاح عمل الشركات الناشئة المالية مرهون بمدى‪ :‬استخدام تكنولوجيات مبتكرة‪ ،‬تطور سلوك‬
‫الزبائن‪ ،‬ايجاد البيئة التنظيمية والقانونية المالئمة‪ ،‬بناء شراكة جيدة مع البنوك‪ ،‬وابتكارات جديدة في مجال الخدمات‬
‫المالية والبنكية ‪.3‬وتتخذ بيئة نشاط الشركات المالية الناشئة ثالث حاالت هي ‪:4‬‬

‫‪ -1‬حياة براهيمي بن حراث‪ ،‬أمين مخفي‪ ،‬محمد بوقموم‪ ،‬الشركات الناشئة في مجا التكنولوجيا بالشرق الوسط وشما افريقيا‪ :‬بين‬
‫دو افع االنشاء وعو ائق االستدامة‪ ،‬مجلة االكاديمية العربية في الدانمارك‪ ،‬العدد ‪ ،00‬الدانمارك‪ ،0340 ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ -2‬مليكة بن علقمة‪ ،‬يوسف سائحي‪ ،‬دور التكنولوجيا المالية في دعم قطاع الخدمات المالية والمصرفية‪ ،‬مجلة االجتهاد للدراسات‬
‫القانونية واالقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬املجلد ‪ ،32‬المركز الجامعي لتامنغست‪ ،‬تامنغست‪ ،‬الجزائر‪ ،0340 ،‬ص ص ‪.20 ،20‬‬
‫‪-3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -4‬التكنولوجيا المالية في الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬تقرير التكنولوجيا المالية‪ ،‬ومضة‪ ،0369 ،‬ص‬
‫‪https://www.findevgateway.org/sites/default/files/publications/files/ar_fintechmena_wamda.pdf‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫‪ ‬البيئة الحاضنة المستحدثة‪ :‬حيث تكون الشركات المالية ال تزال في مرحلة األفكار أو في المراحل األولى‪،‬‬
‫تمويل الشركات يجري ببطء‪ ،‬فيما يحاول رو اد األعمال ‪-‬بأقل دعم ‪-‬التعامل مع القوانين‪ ،‬واكتساب العمالء‪،‬‬
‫وعقد الشراكات‪.‬‬
‫‪ ‬البيئة الحاضنة الناشئة‪ :‬في البيئة الحاضنة الناشئة‪ ،‬تكتسب املجموعة األولى من الشركات الناشئة في مجال‬
‫التكنولوجيا المالية قاعدة عمالء كبيرة ومعدالت استثمار سنوية من ثالثة أرقام‪ ،‬وتزيد الحتمية االستراتيجية‬
‫لتعاون الجهات المعنية مع الشركات الجديدة‪.‬‬
‫‪ ‬البيئة الحاضنة المتقدمة‪ :‬هي التي تصل إلى مرحلة اإلشباع‪ ،‬صفقات أقل ولكن أحجامها أكبر تركز على‬
‫الشركات ذات القيمة المرتفعة (أي تقدر قيمتها بأكثر من مليار دوالر) وبالتالي‪ ،‬يكون نمو االستثمار على أساس‬
‫سنوي بطيء‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مقومات نجاح الشركات الناشئة‪.‬‬

‫سنحاول في هذا المطلب إبراز أهم العوامل التي تشكل المقومات الضرورية لنجاح الشركات الناشئة‪.‬‬

‫‪ ‬وجود الفكرة االبداعية‪ :‬يعرف اإلبداع بأنه‪" :‬هو ادخال ش يء جديد ومختلف‪ ،‬قد يتمثل في أفكار حول‬
‫منتجات أو تجهيزات أو حول طرق صنع جديدة أو خدمات جديدة أو كيفيات اتصال أو أشكال تنظيم‬
‫جديدة"‪ ،1‬كما يعرف على أنه‪ :‬اإلتيان بش يء جديد ومفيد قد تكون فكرة أو خدمة أو سلعة أو عملية أو نشاط‬
‫يتم داخل الشركة‪ ،‬من خالل التصرف المميز الذي يمارسه الفرد كتبني التغيير وتشجيع االبتكار واستخدام‬
‫طرق وأساليب حديثة في مجال العمل ومحبة التجريب والمناظرة وعدم االنصياع لألوامر التي تحد من تفكيره‪،‬‬
‫والقدرة على التكيف والمرونة والمساهمة في حل المشاكل‪.2‬‬

‫وتعتبرالشركات الناشئة أكثرإبداعا لعدة أسباب نذكرها في ‪: 3‬‬

‫‪ ‬يتم ادارة المؤسسة من قبل مدير المشروع أو المقاول الذي يتميز بروح المبادرة وبمهارات المقاولة في تفحص‬
‫البيئة واكتشاف الفرص‪ ،‬فالمقاولة ترتبط بمستغلي الفرص التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬بساطة التنظيم والتوجيه نحو النشاط األساس ي (سلعة أو خدمة جديدة)‪.‬‬
‫‪ ‬صغر حجم المؤسسة يمكنها من التغيير باإلضافة إلى أن االستثمارات املحدودة تجعل عملية التجديد أقل‬
‫مخاطرة‪.‬‬
‫‪ ‬قرب المؤسسة من السوق يجعلها أكثر استجابة للتغيرات السريعة في السوق‪.‬‬

‫‪ - 1‬حمود عبد الله العنزي‪ ،‬بالل لعويل‪ ،‬قيادة االبداع واالبتكار بين حتمية التبني وضرورة التفعيل‪ ،‬مجلة دراسات وأبحاث اقتصادية في‬
‫الطاقات المتجددة‪ ،‬العدد ‪ ،34‬املجلد ‪ ،30‬جامعة باتنة ‪ ،4‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،0304 ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ - 2‬محمد داود‪ ،‬إدارة التميزواإلبداع اإلداري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار ابن النفيس للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،0303 ،‬ص‪.04‬‬
‫‪ - 3‬سلمى عمارة‪ ،‬نعيمة بارك‪ ،‬حاضنات العما مطلب أساس ي لدعم اإلبداع واالبتكار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مجلة‬
‫األصيل للبحوث االقتصادية واالدارية‪ ،‬العدد ‪ ،34‬املجلد ‪ ،30‬جامعة عباس لغرور‪ ،‬خنشلة‪ ،‬الجزائر‪ ،0342 ،‬ص‪.440‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫وعليه فاستمرار الشركة الناشئة في النمو وتوسيع أسواقها والصمود أمام المنافسة ال يمكن أن يكون إال عن طريق‬
‫اإلبداع والتجديد واألصالة في إيجاد توافقات وارتباطات جديدة بشكل مستمر ملختلف العوامل من أجل إيجاد منتج‬
‫جديد مختلف عما يقدمه المنافسون ويكون من البدائل المفضلة للزبائن كونه يسمح بحل المشكالت بطرق جديدة‬
‫وأكثر فاعلية‪.1‬‬

‫‪ ‬تأثير خصائص شخصية المقاو على بقاء الشركة الناشئة‪ :‬والتي تتمثل في ‪: 2‬‬
‫‪ ‬تأثير جنس المقاول على البقاء‪ :‬ربطت العديد من الدراسات بين متغير الجنس وبقاء الشركات الناشئة‪،‬‬
‫وحسب الباحثين فإنه ستتاح للنساء فرص أقل للتجارب ذات الصلة‪ ،‬وشبكات دعم أقل‪ ،‬وصعوبة أكبر في‬
‫تجميع الموارد‪ ،‬هذا يزيد من احتمال تعثرها‪ ،‬ومن جهة أخرى تشير مجموعة أخرى من الباحثين الى أن‬
‫المؤسسات النسائية ال تفشل أكثر من غيرها فيما يتعلق بالبقاء على قيد الحياة‪.‬‬
‫‪ ‬تأثير المؤهل العلمي للمقاول على البقاء‪ :‬يساهم مستوى التعليم بشكل ايجابي في أداء الشركة‪ ،‬يفترض أن‬
‫التعليم مرتبط بالمعرفة والمهارات وقدرة حل المشاكالت واالنضباط والتحفيز والثقة بالنفس‪ ،‬التي تمكن‬
‫المقاول من مواجهة المشاكل‪ ،‬كما أن هناك اختالف في نسبة الوفيات‪ ،‬حسب خصائص المقاولين فمثال في‬
‫حالة كون المنش ئ هو خريج جامعي فإن عدد الشركات التي تتمكن من البقاء ألكثر من ثالث سنوات يرتفع إلى‬
‫النصف‪ ،‬فكلما كان المستوى التعليمي أعلى كلما زادت فرصة نجاح الشركة‪.‬‬
‫‪ ‬تأثير وضع المقاول على البقاء‪ :‬األفراد الذين كان اختيارهم إلنشاء الشركات طواعية وعن عمد يفترض أن‬
‫فرص نجاحهم وبقاء أعمالهم أعلى‪ ،‬في المقابل أولئك الذين أجبروا على بدء مشاريعهم الخاصة ألنهم‬
‫يفتقرون إلى العمل أو كسب لقمة العيش لهم إرادة ضعيفة وبالتالي فإن فرص بقاء ونجاح أعمالهم أقل‪.‬‬
‫‪ ‬تأثير وجود املحيط المقاول على البقاء‪ :‬إن االنتماء لعائلة فيها والدين مقاولين‪ ،‬يوفر هذا بيئة تعليمية تعطي‬
‫دروسا مهمة حول الصعوبات المتوقعة والمهارات الالزمة لبدء وإدارة الشركة‪ ،‬يمكن أن يتعلم األطفال‬
‫كيفية إدارة أعمالهم بفعالية لذلك قد يكونون أكثر وعيا بالتحديات التي سيتعرضون لها ويكونون أكثر‬
‫استعدادا وأقل احباطا عند ظهور هذه المشكالت‪ ،‬لذا فوجود حاشية مقاولة يمثل رصيدا الستدامة‬
‫الشركة فيما بعد‪ ،‬كما يمكن للشبكات االجتماعية والشخصية للعائلة تسهيل الوصول إلى أنواع مختلفة من‬
‫المعرفة تقنية‪ ،‬مقاولتيه‪ ،‬متخصصة وبالتالي تساهم في نجاح الشركات الناشئة‪.‬‬
‫‪ ‬تأثير الدوافع المقاوالتية على البقاء‪ :‬يعتمد النجاح على رغبة الناس في أن يصبحوا مقاولين‪ ،‬فتترجم هذه‬
‫الرغبة إلى دافع إلنشاء شركة وهو واحد من أهم العوامل التي تؤثر على نجاحها‪ ،‬وأن الدوافع وسلوكيات‬
‫اليوم ستؤثر على مستقبل الشركة‪ ،‬الذين ينجحون في أعمالهم هم أولئك الذين يؤمنون بها بشكل أكبر‪ ،‬كما‬

‫‪ -1‬أمينة مزيان‪ ،‬خديجة إمان عماروش‪ ،‬الشركات الناشئة في الجزائر‪ :‬بين و اقعها ومتطلبات نجاحها‪ ،‬الكتاب الجماعي حول‪ :‬المؤسسات‬
‫الناشئة ودورها في دعم االنعاش االقتصادي في الجزائر‪ ،‬جامعة العقيد أكلي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون ذكر سنة النشر‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ -2‬ياسين تليلي‪ ،‬أحمد رمزي سياغ‪ ،‬دراسة إستكشافية للعوامل المؤثرة على نجاح وفشل المؤسسات الناشئة في الجزائر‪-‬دراسة حالة‬
‫لوالية ورقلة‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ،34‬املجلد ‪ ،03‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،0303،‬ص ‪.203‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫تؤكد الدراسات على أهمية الحوافز النفسية االجتماعية عند المقاولين الجدد الرغبة في إدارة شركته‬
‫الخاصة‪ ،‬فزيادة الدوافع المقاوالتية لديهم‪ ،‬تزيد من احتمال بقاء شركاتهم‪.‬‬
‫‪ ‬املحيط السيما مناخ العما ‪:‬‬

‫رغم الدور االساس ي للمقاول وأهميته‪ ،‬إال أن نجاحه كثيرا ما يتوقف على مدى مالئمة محيطه وبيئة األعمال التي‬
‫ينشط فيها‪ .‬فنجاح الشركات الناشئة يعتمد على توفير بيئة مالئمة تدعم وتشجع األفراد الذين يملكون أفكار إبداعية‬
‫ويملكون استعدادات وقدرات لتجسيدها على أرض الواقع ‪. 1‬‬

‫‪ ‬مصادرتمويلية متنوعة كافية وسهل الحصو عليها‪:‬‬

‫ترتكز المؤسسات الناشئة عموما على المصادر التالية‪:‬‬

‫‪ ‬رأس الما املخاطر‪ :‬تعتبر مؤسسات رأس المال املخاطر في االقتصاديات المعاصرة من أهم وسائل‬
‫التدعيم المالي والفني للمشروعات الجديدة الناشئة‪ ،‬وذلك لما تتميز به من قدرة عالية على التعامل مع‬
‫املخاطر بأسلوب سليم وسريع‪ ،‬يرجع أساسا إلى خبرتها وإمكانياتها الواسعة على اعتبار أنها مؤسسات‬
‫متخصصة في مجال التمويل‪.2‬‬

‫ويهدف استخدام هذا األسلوب التمويلي إلى‪:3‬‬

‫‪ ‬توفير التمويل للمشروعات الجديدة أو عالية املخاطر والتي تتوفر لديها إمكانيات نمو وعائد مرتفع‪ ،‬وبذلك فإن‬
‫رأس مال املخاطر هو طريقة لتمويل الشركات غير القادرة على تدبير األموال من إصدارات األسهم العامة أو‬
‫أسواق الدين عادة بسبب املخاطر العالية المرتبطة بأعمالها‪.‬‬
‫‪ ‬مواجهة االحتياجات الخاصة بالتمويل االستثماري والتغلب على عدم كفاية العرض من رؤوس األموال بشروط‬
‫مالئمة من المؤسسات المالية القائمة‪.‬‬
‫‪ ‬تسريع النمو الداخلي للشركات التي تخطت مرحلة االنشاء‪ ،‬والتي عادة ما تحتاج لجرعات تمويلية لتحقيق‬
‫تنميتها‪.4‬‬

‫‪ - 1‬أمينة مزيان‪ ،‬خديجة إمان عماروش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.00‬‬


‫‪ - 2‬أمينة عثامنية‪ ،‬منال بلعابد‪ ،‬المؤسسات الناشئة في الجزائر بين جهود التنظيم وهياكل الدعم‪ ،‬حوليات جامعة بشار في العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬املجلد‪ ،32‬جامعة طاهري موالي‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،0304 ،‬ص‪.014‬‬
‫‪ - 3‬مصطفى بورنان‪ ،‬علي صولي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.413‬‬
‫‪ - 4‬علية ضياف‪ ،‬كمال حمانة‪ ،‬رأس الما املخاطر‪ :‬اتجاه عالمي حديث لتمويل المؤسسات الناشئة‪ -‬حالة الجزائر‪ -‬مجلة الباحث‬
‫االقتصادي‪ ،‬العدد‪ ،31‬املجلد ‪ ،31‬جامعة ‪ 03‬أوت ‪ ،4211‬سكيكدة‪ ،‬الجزائر‪ ،0341 ،‬ص‪.424‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫‪ ‬مسرعات العما ‪:‬‬

‫وهي عبارة عن‪ " :‬كيانات قانونية تعمل على تطوير الشركات الناشئة التي أنهت مرحلة الحضانة‪ ،‬تساعد المؤسسات‬
‫األكثر نضجا والتي لديها بالفعل منتجا أو خدمة جاهزة أو جاهزة تقريبا للتسويق "‪.1‬‬

‫أما عن أهمية مسرعات األعمال في نشأة وتطوير الشركات الناشئة‪ ،‬فإن هذه األخيرة تعتمد على مسرعات األعمال في‬
‫مراحل تطورها املختلفة‪ ،‬كما هو موضح في الشكل اآلتي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)10‬أهمية مسرعات العما للشركات الناشئة‬

‫المصدر‪ :‬باية وقنوني‪ ،‬دور مسرعات العما في دعم وتنمية المؤسسات الناشئة‪-‬دراسة حالة الجزائر‪ ،‬الكتاب الجماعي‬
‫حول‪ :‬المؤسسات الناشئة ودورها في االنعاش االقتصادي في الجزائر‪ ،‬جامعة العقيد اكلي محند اولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون‬
‫ذكر سنة النشر‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫من خالل الشكل رقم (‪ )31‬نالحظ أن المسرعة تساعد على تطور ونجاح المؤسسة الناشئة في كل المراحل الموالية‬
‫للمرحلة المبكرة‪ ،‬والتي يكون بها ضرر المسرع للشركة الناشئة أكبر من نفعه‬

‫كما يمكن توضيح أهمية مسرعات األعمال بالنسبة للشركات الناشئة من خالل أدوارها االستراتيجية المتوقعة‪،‬‬
‫والتي نحاول تلخيص أهمها في النقاط التالية‪:1‬‬

‫‪ -1‬فاتح خالف‪ ،‬أثر مسرعات العما على دور المؤسسات الناشئة‪" :‬ألجريا فانتور" نموذجا‪ -‬قراءة تحليلية للمرسوم التنفيذي‬
‫رقم‪، -653/02‬مجلة البحوث في العقود وقانون األعمال‪ ،‬العدد‪ ،31‬املجلد‪ ،31‬جامعة االخوة منتوري قسنطينة ‪ ،4‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،0304‬ص‪.413‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫‪ ‬تقديم المشورة العلمية ودراسات الجدوى للشركات الناشئة‪.‬‬


‫‪ ‬تربط الشركات ا الناشئة والمبتكرة بالقطاعات اإلنتاجية وحركية السوق ومتطلباته‪.‬‬
‫‪ ‬تشجع المستثمرين غير التقليديين والمغامرين على إنشاء الشركات الخاصة بهم‪.‬‬
‫‪ ‬تساهم في توظيف نتائج البحث العلمي واالبتكارات واإلبداعات في شكل شركات تجعلها قابلة للتحول إلى إنتاج‪.‬‬
‫‪ ‬توفر فرص عمل للراغبين بأن يكونوا رجال أعمال حقيقيين وباألخص خريجي الدراسات الجامعية‪ ،‬وتساعدهم‬
‫على البدء على نحو صحيح وتجاوز الطرق الوعرة في بداية حياتهم ولعل أبرزها البيروقراطية التي تنعكس في‬
‫(القروض‪ ،‬الضمانات‪ ،‬آليات التأسيس وغيرها)‪.‬‬
‫‪ ‬تعمل على إقامة ودعم مشروعات إنتاجية أو خدمية صغيرة أو متوسطة تعتمد على تطبيق تقنيات مناسبة‬
‫وابتكارات حديثة‪.‬‬
‫‪ ‬تؤهل جيال من أصحاب األعمال تدعمهم وتساندهم لتأسيس أعمال جادة وذات مردود‪ ،‬مما يساهم في تنمية‬
‫اإلنتاج وفتح فرص للعمل والنهوض باالقتصاد‪.‬‬
‫‪ ‬تساعد المؤسسات الناشئة على مواجهة الصعوبات االدارية والمالية والفنية والتسويقية التي عادة ما تواجه‬
‫مرحلة التأسيس‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم الدعم والمساندة للمؤسسات الناشئة لتحقيق معدالت نمو وجودة عالية‪.‬‬
‫‪ ‬تفتح املجال أمام االستثمار في مجاالت ذات جدوى لالقتصاد الوطني مثل املجال التقني والرقمي‪.‬‬
‫‪ ‬التمويل الجماعي‪:‬‬

‫والذي يعرف أيضا باسم التمويل التساهمي وهو‪" :‬نشاط مالي بدأته الدول ‪ Anglo-Saxon‬خالل سنة ‪ 0333‬مع‬
‫ظهور الويب‪ ،‬تتميز باستخدام األنترنيت كوسيلة لتحصيل األموال من عدد كبير من المدخرين لتمويل الشركات‬
‫الناشئة"‪ ،2‬كما يعرف أيضا على أنه " آلية لتمويل المشاريع‪ ،‬مما يجعل من الممكن جمع مبالغ أحيانا صغيرة جدا من‬
‫عدد كبير من األشخاص‪ .‬يقدم هذا النهج طرق وأدوات معامالت التمويل على أساس نزع الوساطة من الالعبين الماليين‬
‫التقليديين مثل البنوك‪ ،‬هذا لتوفير إمكانية لكل عضو من أعضاء املجتمع الستثمار مبلغ معين من المال‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫أموال األعضاء اآلخرين يجعل من الممكن تمويل المشروع على عكس النظام المصرفي التقليدي‪ ،‬ال تقتصر فلسفة‬
‫التمويل الجماعي على جني األرباح من ذلك االستثمار فحسب ولكن لمساعدة ودعم قائد المشروع"‪.3‬‬

‫‪ - 1‬باية وقنوني‪ ،‬دور مسرعات العما في دعم وتنمية المؤسسات الناشئة‪ -‬دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬مجمع أعمال الكتاب الجماعي حول‪:‬‬
‫المؤسسات الناشئة ودورها في االنعاش االقتصادي في الجزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.20 ،22‬‬
‫‪ - 2‬زكرياء دمدوم‪ ،‬وليد مرغني‪ ،‬وآخر‪ ،‬الحاجة الى التمويل الجماعي كآلية لدعم المؤسسات الناشئة‪ ،‬حوليات جامعة بشار في العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬املجلد ‪ ،32‬جامعة حمه لخضر‪ ،‬الجزائر‪ ،0303،‬ص‪.113‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Madjid Guesmia , Financement Participatif : Mécanisme D’Appui et D’Accompagnement Des Projets‬‬
‫‪De Développement. L’Expérience Algérienne, Revue D’études Sur Les Droits De L’homme, N=02, Vol 03,‬‬
‫‪Université d’Alger 3 , Algérie , 2019 , P11.‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫ويعتبر التمويل الجماعي آلية تمويل مفيدة بشكل خاص للشركات الناشئة‪ ،‬من أجل تجسيد أفكار عملية إلنشاء‬
‫أعمال تجارية جديدة وخلق فرص العمل‪ ،‬وتتضح أهمية التمويل الجماعي للشركات الناشئة فيما يلي‪: 1‬‬

‫‪ ‬تمكن منصات التمويل الجماعي عبر االنترنيت الشركات الناشئة من الوصول إلى مئات وآالف المستثمرين‬
‫الذين يدعمون فكرة هذه الشركة‪ .‬على عكس مؤسسات التمويل التقليدية التي عادة ما ترفض طلبات‬
‫الشركات الناشئة في الحصول على قرض‪ ،‬ألنها تعتبر شديدة الخطورة عند النظر إليها من خالل عدسة‬
‫االئتمان وتقييم املخاطر للبنوك‪.‬‬
‫‪ ‬يوفر التمويل الجماعي للشركات الناشئة الفرصة الختيار منتجات إقراض جديدة‪ ،‬على عكس البنوك‬
‫التقليدية ومؤسسات التمويل األصغر‪ ،‬التي تكون في كثير من األحيان غير قادرة أو غير راغبة في تقديم منتجات‬
‫إقراض مرنة لتلبية احتياجات بعض الفئات‪ ،‬بسبب ارتفاع تكاليف ومخاطر التخلف عن السداد‪ ،‬وتتالش ى‬
‫هذه املخاوف مع منصات التمويل الجماعي‪.‬‬
‫‪ ‬يعتبر التمويل الجماعي أكثر سهولة للشركات الناشئة‪ ،‬من ناحية االجراءات مقارنة بطرق التمويل التقليدية‪،‬‬
‫إضافة إلى ذلك عدم وجود ضمانات في نظام التمويل‪.‬‬
‫‪ ‬تساعد منصات التمويل الجماعي على تقديم فكرة الشركة الناشئة في جميع أنحاء العالم عبر االنترنيت‪ ،‬دون‬
‫أن يستغرق األمر وقتا طويال لنتشر بين المستثمرين‪( ،‬بشرط اتباع االستراتيجيات الصحيحة في كل خطوة من‬
‫خطوات التمويل الجماعي)‪ ،‬كما يمكن لرواد األعمال والشركات الناشئة استطالع السوق من خالل الترويج‬
‫لفكرة تطوير المنتج عبر االنترنيت والتماس استجابة السوق المستهدفة‪ ،‬مما يمكن من ابتكار وتخصيص‬
‫المنتج بشكل أفضل‪ ،‬من خالل االستفادة من جميع التعليقات القيمة الواردة من الجمهور المستهدف‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬المعوقات التي تواجه الشركات الناشئة‬

‫إن من أبرز ما يعرقل الشركات الناشئة ما يلي‪: 2‬‬

‫‪ ‬العراقيل التمويلية‪ :‬يمثل الحصول على التمويل الكافي لدعم الشركة الناشئة خالل مختلف مراحل دورة‬
‫حياتها‪ ،‬أكبر تحدي يواجه رواد األعمال‪ ،‬فبناء شركة من الصفر وولوجها إلى عالم أعمال يشهد منافسة شرسة‬
‫وتغيرات دورية واالستمرار فيه يتطلب تحسينات مستمرة‪ ،‬وتطوير لكافة مواردها‪ ،‬وهو ما يعني نفقات كبيرة‬
‫ومستمرة‪.3‬‬

‫‪ -1‬أسماء بللعما‪ ،‬التمويل الجماعي آلية مبتكرة لزيادة فرص تمويل الشركات الناشئة‪ -‬اشارة الى منطقة الشرق الوسط وشما إفريقيا‪-‬‬
‫‪ ،‬مجلة الدراسات االقتصادية المعاصرة‪ ،‬العدد‪ ،30‬املجلد‪ ،31‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،0303،‬ص‪.32‬‬
‫‪ -2‬سميرة ناصري‪ ،‬مريم عثماني‪ ،‬المؤسسات الناشئة والحاضنات في الجزائر بين متطلبات االستقرار وتحديات االستمرار‪ ،‬الملتقى‬
‫الوطني الثاني عشر حول‪ :‬المؤسسات الناشئة والحاضنات‪ ،‬جامعة الشهيد محمد خيضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،0304،‬ص ص ‪.402 ،401‬‬
‫‪ -3‬الزهراء بن سفيان‪ ،‬حسين نصر الدين العوطي‪ ،‬المؤسسات الناشئة وتحدياتها في الجزائر‪ ،‬حوليات جامعة بشار في العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،30‬املجلد‪ ،32‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،0303، ،‬ص ‪.042‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫‪ ‬عراقيل الحصول على التمويل الخارجي المناسب لتكلفة الشركة بسبب اختالف البنوك في سن شروط ومعايير‬
‫تمويل وضمان هذه المشاريع‪ ،‬وكذا أعباء الفوائد المترتبة عنها‪.‬‬
‫‪ ‬عراقيل متعلقة بتمويل التوسعات االستثمارية في مرحلة النمو السريع للشركة‪.‬‬
‫‪ ‬العراقيل التنظيمية والتشريعية‪ :‬تتمثل أهمها في صعوبات تتعلق باإلجراءات والتعقيدات اإلدارية الخاصة‬
‫بإنشائها‪ ،‬صعوبة الحصول على التراخيص الرسمية كتراخيص االستيراد والتصدير‪ ،‬التعليمات الصادرة‬
‫بمختلف األجهزة الحكومية‪ ،‬تعدد جهات التفتيش والرقابة كالدوائر التابعة للضرائب‪ ،‬الجمارك والضمان‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬العراقيل الفنية‪ :‬تواجه الشركات صعوبة في الحصول على رأس المال المادي مثله مثل رأس المال البشري‪،‬‬
‫نتيجة محدودية مواردها المالية‪ ،‬وهو ما يجعل حيازتها على المقومات التكنولوجية ليس باألمر السهل‪ ،‬وبالتالي‬
‫ال تستطيع أن تساير اليقظة التكنولوجية‪ ،‬لذلك نجد أن معظم هذه الشركات تنشط في مجاالت تكنولوجية‬
‫ضعيفة أو متوسطة‪.‬‬
‫‪ ‬العراقيل التسويقية‪ :‬تواجه مشكالت على المستوى الداخلي لألسواق أو الخارجي‪ ،‬والتي تختلف باختالف نوع‬
‫وطبيعة النشاط الذي تمارسه الشركة‪ ،‬وتتمثل أهم هذه الصعوبات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬انخفاض اإلمكانيات المالية مما يؤدي الى ضعف الكفاءات التسويقية نتيجة عدم القدرة على توفير معلومات‬
‫حول السوق وأذواق المستهلكين‪ ،‬اضافة الى عدم القدرة على استخدام وسائل النقل المناسبة لتصريف‬
‫المنتجات‪.‬‬
‫‪ ‬تفضيل المستهلك للمنتجات االجنبية المستوردة المماثلة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم توافر الحوافز المالية واإلدارية بما يكفي لتمكين السلع املحلية من منافسة السلع األجنبية في األسواق‪،‬‬
‫فزيادة عرض اإلنتاج الوطني وصعوبة التصدير باإلضافة إلى منافسة المنتجات األجنبية لإلنتاج الوطني خاصة‬
‫بوجود اقتصاد حر ال يضع قيود مانعة على االستيراد يؤدي إلى تراكم املخزون السلعي لدى الشركات‪.‬‬
‫‪ ‬قصور قنوات وشبكات التسويق ذات قدرة تنافسية عالية‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض جودة المنتجات في عدد كبير من الشركات الناشئة‪ ،‬مما يصعب عملية تسويقها‪.‬‬
‫‪ ‬عدم االهتمام بتحليل وتصنيف الوظائف‪ ،‬مما أدى إلى عشوائية اختيار العاملين‪ ،‬باإلضافة إلى عدم إتباع‬
‫سياسات مقنعة للعاملين في مجال األجور والرواتب والتدريب وتطوير الكفاءات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تمكن الشركات الناشئة من االستفادة من حوافز االستثمار ومن اإلعفاءات الجمركية والضريبية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطارالنظري للشركات الناشئة‬ ‫الفصل الو ‪:‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫تناولنا في هذا الفصل مجموعة من التعاريف المتعلقة بالمؤسسات الناشئة أو ما يطلق عليها باسم ‪،Startup‬‬
‫وأهم الخصائص التي تميزها عن غيرها من المؤسسات‪ ،‬وكذلك أهداف تمويلها‪ ،‬اضافة إلى أهم المقومات التي تساعد‬
‫هذه المؤسسات على التقدم والنجاح‪ ،‬وأهم العراقيل التي تواجهها خالل مسار حياتها‪.‬‬

‫وانطالقا مما تم التطرق اليه في هذا الفصل‪ ،‬نستخلص أن الشركات الناشئة بدأت من فكرة ريادية ابداعية‪،‬‬
‫إلى أن أصبحت الخيار األمثل في مجال األعمال باعتبارها أرضا خصبة مهمة لخلق فرص العمل والثروة‪ ،‬والتي بدورها‬
‫تضمن عودة االقتصاد إلى مسار النمو العالمي‪ ،‬األمر الذي يستلزم ضرورة االهتمام بهذه الشريحة من المؤسسات وفق‬
‫متطلبات نجاحها لتحقيق األهداف المرجوة منها وتخطي العراقيل التي قد تواجها‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصـ ــل الثاني‪ :‬ماهية سياسة‬
‫اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها‬
‫وعالقتها بالشركات الناشئة‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يعتبر التفاوت االقتصادي ما بين الدول المتقدمة والنامية‪ ،‬والفجوة فيما بينهما من الموضوعات التي كانت وال‬
‫زالت تشغل اهتمام املختصين والمتتبعين ألسباب ومحددات النمو االقتصادي‪ ،‬والتنمية االقتصادية بأبعادها املختلفة‪ ،‬إال‬
‫أنه بالرغم من الجهود والسياسات االقتصادية التي اعتمدتها الدول النامية لتحقيق النمو االقتصادي إال أنها لم تستطيع‬
‫الرقي إلى مصف الدول الناشئة مما ألزمها ذلك دوما االستمرار في البحث عن آليات حديثة لدعم التنمية االقتصادية بها‬
‫وتحقيق االنتعاش االقتصادي‪ ،‬أما عن اقتصاديات الدول المتقدمة فهي األخرى قد واجهت تحديات كبيرة ومعقدة ناجمة‬
‫عن ما خلفته األزمات التي مرت بها‪ ،‬مما أجبرها ذلك على ضرورة تبني سياسة اقتصادية توسعية للخروج من تبعات تلك‬
‫األزمات‪ ،‬والسعي نحو تحقيق معدالت نمو مرتفعة‪ ،‬تنويع االقتصاد‪ ،‬وبعث حركة النمو من جديد‪ ،‬ومنه انعاش‬
‫اقتصادياتها‪.‬‬
‫ولإلحاطة بموضوع سياسة االنتعاش االقتصادي التي تنتهجها الحكومات للتأثير في النشاط االقتصادي في المدى‬
‫القصير‪ ،‬ستناول من خالل هذا الفصل ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي ووسائلها‪.‬‬


‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬تطبيق سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ :‬شروطها‪ ،‬نتائجها وعالقتها بالمؤسسات‬
‫الناشئة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية سياسة االنعاش االقتصادي‪ ،‬ووسائلها‬


‫يعتبر كل من اإلنعاش والنمو االقتصاديين من المفاهيم الشائعة في علم االقتصاد‪ ،‬إذ يمكن القول أنهما من‬
‫األهداف األساسية التي تسعى خلفها الحكومات وتتطلع إليها الشعوب‪ ،‬من خالل وضع سياسة اقتصادية توسعية‪ ،‬تسمى‬
‫بسياسة اإلنعاش االقتصادي لتحسين وضعيتها المالية وتحقيق معدالت نمو مرتفعة وتنويع اقتصادها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف االنعاش االقتصادي وعالقته بالنمو‬
‫في هذا المطلب سنتطرق لمفهوم كل من اإلنعاش والنمو االقتصادي‪ ،‬وتحديد االختالف بينهما‪ ،‬وكذا العالقة التي‬
‫تربط اإلنعاش بالنمو االقتصادي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف اإلنعاش‬
‫يعود أصل كلمة اإلنعاش لغة الى الفعل‪ :‬أنعش‪ ،‬ينعش‪ ،‬إنعاشا بمعنى أنهضه وأقامه ورفعه‪ ،‬والمقصود بها العمل على‬
‫إعطاء دفعة جديدة‪ ،‬أو إحياء مشروع ما‪.1‬‬
‫أما اقتصاديا فإن اإلنعاش االقتصادي هو عبارة عن‪ :‬استراتيجية تنموية تخرج االقتصاد من أزمة ركوده ومن زمن‬
‫االقتصاد الموجه وتدخله الى اقتصاد السوق‪ ،‬معتمدة في ذلك على بعث حركية النمو االقتصادي وإعطاء دفعة جديدة‬
‫للنشاط االقتصادي المتميز بالتراجع‪ ،‬وتنشيط االقتصاد الكلي من خالل اتباع سياسة مالية توسعية تستهدف إنعاش‬
‫االستهالك واالستثمار‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف النمو االقتصادي‪:‬‬
‫لم يجزم الباحثين االقتصاديين وواضعي السياسة االقتصادية على وضع مفهوم محدد للنمو االقتصادي‪ ،‬حيث‬
‫نجد من اعتبره بأنه‪" :‬الزيادة المضطردة طويلة األجل في نصيب الفرد من الدخل"‪.2‬‬
‫في حين هناك من اعتبره بأنه‪" :‬التحول التدريجي لالقتصاد عن طريق الزيادة في اإلنتاج أو الرفاهية‪ ،‬وبصفة أدق هو‬
‫الزيادة في إجمالي الدخل الداخلي للبلد مع كل ما يحققه من زيادة في نصيب الفرد من الدخل الحقيقي"‪.3‬‬
‫أما البعض فقد حدده في أنه‪ " :‬توسيع قدرة الدولة على إنتاج السلع والخدمات التي يرغب فيها السكان‪ ،‬حيث يعكس قدرة‬
‫الدولة على رفع المستوى المعيش ي لسكانها"‪.4‬‬
‫ومن خالل التعارف السابقة يمكن القول أن النمو االقتصادي هو مفهوما كميا يتجلى في زيادة الناتج الوطني‬
‫الحقيقي من فترة الى أخرى عادة ما تكون سنة وارتفاع معدل الدخل الفردي منه‪ ،‬وهو يحدث تلقائيا دون تخطيطا له‪ ،‬في‬

‫‪ -1‬سعاد شليغم‪ ،‬سياسة اإلنعاش االقتصادي ودعم النمو ضرورة االستمرارية وحتمية التراجع‪ ،‬مجلة دراسات استراتيجية‪ ،‬العدد ‪ ،32‬املجلد‬
‫‪ ،23‬مركز البصيرة للبحوث واالستشارات والخدمات التعلمية‪ ،‬الجزائر‪ ،3122 ،‬ص‪.49‬‬
‫‪ -2‬سلطان النصراويي‪ ،‬كاظم أحمد البطاط‪ ،‬محمد علي العماري‪ ،‬القطاع السياحي والنمو االقتصادي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار األيام للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،3122 ،‬ص‪.222‬‬
‫‪ -3‬بدر الدين محمد أحمد‪ ،‬استراتيجيات النمو االقتصادي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مؤسسة طيبة للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،3122 ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ -4‬زهرة حسن عباس التميمي‪ ،‬رجاء عبد الله عيس ى سالم‪ ،‬مصادرالنمو االقتصادي ومؤشراته‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار األيام للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،3124 ،‬ص‪.22‬‬

‫‪24‬‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حين أن اإلنعاش يحدث وفق خطة تنموية تعتمدها الحكومات من خالل زيادة االنفاق الحكومي ويهدف أساسا الى إحداث‬
‫النمو االقتصادي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف سياسة اإلنعاش االقتصادي‬


‫بالرغم من تعدد التعاريف التي توضح سياسة اإلنعاش االقتصادي إال أنها تنصب في مقصود واحد وتهدف‬
‫لتنشيط الطلب الكلي عن طريق الزيادة في اإلنفاق العام قصد تحفيز اإلنتاج لتحقيق التغيرات اإليجابية لالقتصاد‪ ،‬وفيما‬
‫يلي أهم التعريفات التي وجهت لها‪.‬‬

‫التعريف األول‪ :‬تعتبر سياسة اإلنعاش االقتصادي إحدى أهم سياسات الميزانية التي تستخدمها الدولة بغرض التأثير على‬
‫الوضع االقتصادي‪ ،‬وغالبا ما تكون هذه السياسة ذات توجه كنيزي‪ ،‬حيث تتبنى برنامج لتنشيط الطلب الكلي عن طريق‬
‫الزيادة في اإلنفاق (الخاص و‪/‬أو العمومي‪ ،‬االستهالكي و‪/‬أو االستثماري) قصد تحفيز اإلنتاج (تشجيع الشركات على االستثمار‬
‫لتلبية الزيادة في الطلب)‪ ،‬وبالتالي دعم النمو وامتصاص البطالة‪.1‬‬

‫التعريف الثاني‪ :‬هي عبارة عن‪ " :‬سياسة تهدف إلى إنعاش النشاط االقتصادي عن طريق زيادة اإلنتاج والشغل وعن طريق‬
‫دعم الطلب الخاص بالعائالت وهي مستوحاة من الفكر المالي الكينزي‪ ،‬حيث ساهم كنيز بدحضه لما جاء به الفكر‬
‫الكالسيكي من حلول لخروج االقتصاد العالمي من التداعيات السلبية ألزمة الكساد الكبير‪ ،‬في التأكيد على ضرورة دعم‬
‫الطلب الكلي وتعزيز دور الدولة في النشاط االقتصادي باعتبارها عنصرا رئيسيا فيه ال يمكن تجاهله"‪.2‬‬

‫التعريف الثالث‪ :‬وهي‪" :‬برنامج عمل تعتمده الحكومة من أجل تحريك االقتصاد ودفعه‪ ،‬محدد بمدة زمنية معينة‪ ،‬وتتمثل‬
‫غايته األولى في دعم النشاط االقتصادي وتخليصه من الركود‪ ،‬وذلك بتحفيز العرض والطلب من أجل دعم النمو وزيادة‬
‫اإلنتاجية "‪.3‬‬

‫وعليه يمكن تعريف سياسة اإلنعاش االقتصادي على أنها مجموعة من التدابير أو اإلجراءات التي تتبعها الدولة‪،‬‬
‫بهدف إنعاش اقتصاد البلد أو المنطقة عندما ال يتم استغالل طاقتها اإلنتاجية‪ ،‬فهي المرحلة التي تلي مرحلة الركود أو‬
‫التباطؤ لغرض تعزيز النمو وإعطاء دفعة جديدة لنشاط االقتصادي‪.‬‬

‫‪ - 1‬محمد مسعي‪ ،‬سياسة اإلنعاش االقتصادي في الجزائروأثرها على النمو‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ،21‬املجلد ‪ ،21‬جامعة قصدي مرباح‪،‬‬
‫ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،3123 ،‬ص‪.292‬‬
‫‪ - 2‬حمزة العوادي‪ ،‬مساهمة سياسة اإلنعاش االقتصادي في تحسين مناخ االستثمار األجنبي المباشرفي الجزائر‪ ،‬مجلة الدراسات المالية‬
‫واملحاسبية واإلدارية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬املجلد ‪ ،12‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪ ،‬الجزائر‪ ،3124 ،‬ص ‪.515‬‬
‫‪ - 3‬المية مشوك‪ ،‬سياسة اإلنعاش االقتصادي في الجزائروأثرها على التشغيل والبطالة (‪ ،)1002-1002‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬املجلد ‪ ،12‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،3122 ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪25‬‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف سياسة اإلنعاش االقتصادي‬

‫تهدف سياسة اإلنعاش االقتصادي إلى تدارك التأخر في التنمية االقتصادية‪ ،‬الناتج عن األزمة السياسية والمالية هذا‬
‫من جهة‪ ،‬والتقليل من حجم المشاكل االقتصادية واالجتماعية الموجودة ودفع عجلة النمو االقتصادي من جديد من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬ومن أهم األهداف التي جاء بها برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي ما يلي‪:1‬‬
‫‪ ‬المساهمة في توفير مناصب الشغل‪ ،‬ال سيما في قطاع األشغال العمومية والبناء‪ ،‬والسكن‪.‬‬
‫‪ ‬دعم البرامج املخصصة لعودة سكان الريف إلى مناطقهم‪ ،‬وتشجيع اإلنتاجية التي بادر بها قطاع الفالحة‪.‬‬
‫‪ ‬معالجة أشكال الفقر والتهميش واإلقصاء التي تعاني منه شرائح واسعة من املجتمع‪ ،‬مع ضمان ديمومة التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬دعم الشركات والنشاطات اإلنتاجية الفالحية‪.‬‬
‫‪ ‬تقوية الخدمات العمومية في مجاالت كبرى‪ ،‬مثل الري‪ ،‬النقل‪ ،‬الهياكل القاعدية‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين اإلطار المعيش ي للسكان‪.‬‬
‫‪ ‬دعم التنمية املحلية وتنمية الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪ ‬دعم وتطوير قطاع االشغال العمومية والهياكل القاعدية والنقل‪.‬‬
‫‪ ‬دعم قطاعات الصناعة‪ ،‬الفالحة والصيد البحري‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير وإصالح القطاع اإلداري الحكومي‪.‬‬
‫‪ ‬دعم قطاع التكنولوجيات الحديثة لإلعالم واالتصال‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير قطاع المياه وقطاع التهيئة العمرانية‪.‬‬
‫‪ ‬دعم الفالحة والتنمية الريفية‪.‬‬
‫‪ ‬دعم القطاع الصناعي العمومي‪.‬‬
‫‪ ‬دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والتشغيل‬

‫‪ -1‬العديد من المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬الشارف عتو‪ ،‬محمد حدو‪ ،‬تحليل أثر سياسة اإلنعاش االقتصادي على النمو في الجزائر خالل الفترة‪ ،1022-1000 :‬مجلة المالية‬
‫واألسواق‪ ،‬العدد ‪ ،13‬املجلد ‪ ،12‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ ،3122 ،‬ص‪.249‬‬
‫‪ -‬ناصر بوشارب‪ ،‬خزاز راضية إسمهان‪ ،‬انعكاسات سياسة اإلنعاش االقتصادي (‪ )1022-1002‬على التشغيل والبطالة في الجزائر‪ ،‬مجلة‬
‫التمويل واالستثمار والتنمية المستدامة‪ ،‬العدد‪ ،12‬املجلد‪ ،19‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،3124 ،‬ص ص ‪.222 ،222‬‬

‫‪26‬‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما تهدف سياسة اإلنعاش االقتصادي إلى تدخل الدولة في النشاط االقتصادي عن طريق‪:1‬‬
‫‪ ‬تهيئة وإنجاز هياكل قاعدية تسمح بإعادة بعث النشاطات االقتصادية وتغطية االحتياجات الضرورية للسكان فيما‬
‫يخص التنمية البشرية‪.‬‬
‫‪ ‬تنشيط الطلب الكلي‪.‬‬
‫‪ ‬دعم النشاطات المنتجة للقيمة المضافة ومناصب الشغل‪ ،‬عن طريق رفع مستوى االستغالل في القطاع الفالحي‬
‫وفي الشركات المنتجة املحلية الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير قطاع المياه وقطاع التهيئة العمرانية‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬وسائل سياسة اإلنعاش االقتصادي‬

‫للقيام بهذه السياسة‪ ،‬تستعمل الدولة عادة واحدة من الوسائل المتاحة لديها أو أكثر لتنشيط الطلب الكلي أو العرض‬
‫الكلي‪ ،‬أو االثنين معا ويمكن توضيحها كاآلتي‪:2‬‬

‫أوال‪ -‬سياسة اإلنعاش بواسطة الطلب‪ :‬تطبق هذه السياسة عن طريق استخدام واحدة أو أكثر من الوسائل التالية‪:‬‬

‫‪ ‬التحويالت االجتماعية المدفوعة لألفراد (منح البطالة‪ ،‬مساعدات اجتماعية مختلفة‪ ،)..‬أو تلك المتعلقة بدعم‬
‫بعض السلع ذات االستهالك الواسع‪ ،‬وغيرها من أنواع التحويالت والتي تعتبر زيادة مباشرة أو غير مباشرة في الدخل‬
‫المتاح وبالتالي تحفيزا للطلب‪ ،‬وبما أنها تهدف إلى إعادة توزيع الدخل بين أفراد املجتمع‪ ،‬فإن هذه المدفوعات‬
‫التحويلية عادة ما تدرج أيضا ضمن األدوات التلقائية لسياسة الميزانية (مع نظم الضرائب التصاعدية‪ ،‬مثال التي‬
‫تزيد مع زيادة الدخل وتنخفض بانخفاضه)‪.‬‬
‫‪ ‬اإلنفاق العمومي الكلي (االستهالكي واالستثماري) الذي يزيد من طلب الدولة نفسها على مختلف السلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ ‬مشروعات األشغال الكبرى التي تقوم بها الدولة (السيما في مجال البنى التحتية) كحل مؤقت لمشكل البطالة‪ ،‬إلى‬
‫أن يتمكن االقتصاد من االنتعاش وتوفير مناصب شغل مناسبة للعاطلين عن العمل‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيض الضرائب الذي يؤدي إلى زيادة دخول األفراد ومن ثم حفز االستهالك وتحريك عجلة االقتصاد وإنعاشه‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬سياسة اإلنعاش بواسطة العرض‪ :‬تهدف هذه السياسة عموما إلى جعل إنتاج السلع والخدمات من طرف‬
‫الشركات أقل كلفة وأكثر جاذبية‪ ،‬وتدخل الدولة يكون في الغالب بواسطة وسيلتين رئيسيتين هما‪:‬‬

‫‪ ‬تخفيض العبء الضريبي على الشركات المنتجة مما يشجع االستثمار الخاص‪.‬‬

‫‪ -1‬فطوم حوحو‪ ،‬سهام عيساوي‪ ،‬تدخل الدولة في النشاط االقتصادي عبر السياسة المالية (سياسة اإلنعاش االقتصادي والبرنامج‬
‫التكميلي لدعم النمو في الجزائر)‪ ،‬اآلفاق للدراسات االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬املجلد ‪ ،12‬جامعة العربي التبس ي‪ ،‬تبسة‪ ،‬الجزائر‪ ،3122 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -2‬فاروق خلف‪ ،‬نتائج تطبيق برنامجي اإلنعاش والنمو االقتصاديين ما بين المنظور القانوني والتطبيق الو اقعي‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬املجلد ‪ ،12‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،3122 ،‬ص ص ‪.32 ،35‬‬

‫‪27‬‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬القيام باستثمارات عمومية تهدف إلى تسهيل عمل الشركات وتشجعها على االستثمار وتوسيع نشاطاتها مثل تطوير‬
‫شبكات النقل واالتصاالت‪ ،‬أو برامج التكوين المنهي والجامعي‪ ،‬وبرامج البحث وتطوير التكنولوجيات الجديدة‪.‬‬

‫وهناك من يصنف وسائل سياسة اإلنعاش االقتصادية إلى‪ :‬وسائل السياسة المالية ووسائل السياسة النقدية‬

‫أوال‪ -‬وسائل السياسة النقدية‬


‫تعرف السياسة النقدية على أنها عبارة عن سيطرة وتحكم البنك المركزي في كمية النقود ومعدالت أسعار الفائدة‬
‫بغرض تحقيق أهداف السياسة االقتصادية‪ ،‬حيث تعمل على زيادة كمية النقود وتخفيض أسعار الفائدة في فترات‬
‫االنكماش‪ ،‬ورفع أسعار الفائدة وتخفيض كمية النقود في فترات التوسع بهدف املحافظة على االستقرار والتوازن‬
‫االقتصادي‪.1‬‬

‫‪ ‬أدوات السياسة النقدية‪ :‬تتمثل أدوات السياسة النقدية فيما يلي‪:2‬‬


‫‪ ‬سعر إعادة الخصم‪ :‬يعرف سعر إعادة الخصم بأنه سعر الفائدة الذي يتقاضاه البنك المركزي من البنوك التجارية‬
‫عند االقتراض أو طلب إعادة خصم ما لديها من أوراق تجارية حيث تلجأ البنوك التجارية إلى االقتراض من البنـك‬
‫المركزي بهدف زيادة قدرتها على منح االئتمان ‪،‬أو تقديم ما لديها من أوراق تجارية بهدف خصمها لدى البنك المركزي‬
‫وحصولها على السيولة النقدية الالزمة التي تمكنها من زيادة حجم االئتمان المقدم لعمالئها‪ ،‬وعادة ما يكون سعر إعادة‬
‫الخصم أقل من سعر الفائدة السائدة في السوق او قريبا منه‪ ،‬حيث أن تخفيض سعر الفائدة يشجع على االقتراض‬
‫ويزيد من إنفاق المستهلكين وبالتالي التوسع في االقتصاد‪ ،‬أما رفع سعر الفائدة هو انكماش لالقتصاد‪.‬‬
‫‪ ‬عمليات السوق المفتوحة‪ :‬تتم من خالل قيام البنك المركزي بعمليات بيع وشراء األوراق المالية والتجارية في‬
‫األسواق المالية‪ ،‬بهدف التأثير على كمية النقود المتداولة والتأثير في مقدرة البنوك التجارية على خلق االئتمان‪.‬‬
‫‪ ‬معدل االحتياطي القانوني‪ :‬ويقصد به نسبة من اإليداعات يتم االحتفاظ بها في الرصيد الدائن لحساب البنك التجاري‬
‫لدى البنك المركزي وتعد هذه النسبة إلزامية يحتفظ بها البنك المركزي وله الحق في تغييرها متى ادعت الضرورة لذلك‬
‫ولما يراه مناسبا‪.3‬‬

‫‪ -1‬محمد ضيف الله القطابري‪ ،‬دور السياسة النقدية في االستقرار والتنمية االقتصادية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار غيداء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪ ،3122 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪- 2‬أحمد محمد صالح الجالل‪ ،‬دور السياسات النقدية والمالية في مكافحة التضخم في البلدان النامية ‪-‬دراسة حالة الجمهورية اليمنية‬
‫‪ ،-1002-2990‬رسالة ماجيستر غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،3112 ،‬ص ص ‪،21‬‬
‫‪.22‬‬
‫‪ -3‬عبد اللطيف حدادي‪ ،‬دور السياسات النقدية والمالية في مكافحة التضخم في البلدان النامية ‪-‬دراسة حالة الجزائر ‪،-1022-1000‬‬
‫أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة جياللي اليابس‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،‬الجزائر‪ ،3122 ،‬ص‬
‫ص ‪.21،54‬‬

‫‪28‬‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وهناك أيضا وسائل كيفية أو نوعية يستخدما البنك بهدف التأثير على أوجه استخدام االئتمان تتمثل في‪ :‬تأطير‬
‫القروض‪ ،‬النسبة الدنيا للسيولة‪ ،‬الودائع المشروطة من أجل االستيراد‪ ،‬قيام البنك المركزي ببعض العمليات البنكية‪.1‬‬

‫‪ ‬أهداف السياسة النقدية‪ :‬تسعى السياسة النقدية التي تشمل معالجة المتغيرات النقدية لتحقيق العديد من األهداف‬
‫االقتصادية ومن أهمها‪:2‬‬
‫‪ ‬تحقيق االستقرار النقدي واالقتصادي‪ :‬حيث يركز االقتصاديون على هذا الهدف من أجل القضاء على التقلبات‬
‫الموسمية من خالل موائمة عرض النقود والطلب عليها في كل األوقات سواء كان تضخما أو انكماشا‪ ،‬أي قيام‬
‫السلطة النقدية بتكييف عرض النقود مع مستوى النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق االستقرار في األسعار‪ :‬هو الهدف المقصود من سياسة البنك المركزي في الرقابة على االئتمان‪ ،‬ألنه يجعل‬
‫النظام االقتصادي يعمل بسالسة ويحقق الرفاهية االقتصادية‪ ،‬أما التقلب في هذا المستوى يؤدي إلى حدوث‬
‫اضطرابات كبيرة في العالقات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق االستخدام األمثل للموارد االقتصادية‪ :‬يعد االستخدام األمثل للموارد االقتصادية هدفا من األهداف‬
‫التي تسعى السياسة النقدية لتحقيقها‪ ،‬من أجل تثبيت النشاط االقتصادي عند أعلى مستوى ممكن من‬
‫االستخدام األمثل للموارد الطبيعية والبشرية‪.‬‬
‫‪ ‬النمو االقتصادي‪ :‬يعد من أهم األهداف التي تسعى إلى تحقيقه كافة حكومات الدول سواء كانت نامية أو متقدمة‪،‬‬
‫حيث يجب على السياسات االقتصادية أن تشجع النمو االقتصادي من خالل تحفيز المؤسسات على االستثمار‬
‫وتشجيع األفراد على االدخار حتى تتوفر األموال الالزمة لالستثمار‪.‬‬
‫‪ ‬املحافظة على توازن ميزان المدفوعات‪ :‬تساهم السياسة النقدية في تحقيق التوازن الداخلي والخارجي من أجل‬
‫العمل على تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات فيقوم البنك المركزي بتتبع ميزان المدفوعات واتجاهه من أجل‬
‫املحافظة على ثبات القيمة الخارجية للعملة الوطنية وضمان االحتفاظ بكمية من االحتياطات األجنبية لمواجهة‬
‫التقلبات التي قد تحدث في ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬السياسة المالية‪:‬‬

‫تعرف السياسة المالية على أنها استخدام الدولة إليراداتها ونفقاتها بما يحقق أهدافها االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‬
‫والسياسية في حدود إمكانياتها المتاحة مع األخذ بعين االعتبار درجة تقدمها ونموها االقتصادي‪.3‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.92‬‬


‫‪ -2‬محمود عبيد صالح‪ ،‬عليوي السبهاني‪ ،‬النقود والسياسة النقدية في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪ ،‬دار غيداء للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،3122 ،‬ص ‪.52،51‬‬
‫‪ -3‬هشام مصطفى الجمل‪ ،‬دور السياسة المالية في تحقيق التنمية االجتماعية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،3112‬ص‪.12‬‬

‫‪29‬‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬أدوات السياسة المالية‪ :‬تعتبر أدوات السياسة المالية من ضمن السياسة االقتصادية العامة‪ ،‬حيث تتمثل هذه‬
‫األدوات فيما يلي‪:1‬‬
‫‪ ‬الضرائب‪ :‬تتمثل في كل أنواع الضرائب كالدخل وضرائب الشركات المباشرة وغير المباشرة‪ ،‬وكذلك الرسوم‬
‫الجمركية التي تفرض على السلع والخدمات سواء ما كان منها محليا أو خارجيا عند استيراده‪ ،‬بحيث تفرض الدولة‬
‫ضرائب على سلع معينة من أجل حماية صناعة وطنية مثال أو إعادة توزيع الدخل القومي الحقيقي أو أن الدولة‬
‫ترغب في التأثير على إيراداتها من السلع المستوردة بما يخدم سياستها االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬اإلنفاق الحكومي‪ :‬حجمه وكيفية توزيعه على النشاطات املختلفة داخل الدولة‪ ،‬له تأثير على تلك النشاطات‪،‬‬
‫وكذلك التأثير على نشاط معين سوف يؤثر على األنشطة األخرى المرتبطة بها‪ ،‬وقد يكون اإلنفاق اإلجمالي ثابت أي‬
‫دون زيادة أو نقص لكن إعادة اإلنفاق واإلنشاء‪ ،‬وزيادة ما تم خفضه في هذا النشاط لصالح نشاط التعليم مثال‪،‬‬
‫ولذلك فإن لتوزيع اإلنفاق دور كبير‪ ،‬وقد يكون في زيادة اإلنفاق على نشاط معين على حساب آخر فيه تحفيز‬
‫لالقتصاد‪ ،‬وعليه فإنه في حالة عدم رفع اإلنفاق على نشاط معين يكون على حساب نشاط آخر‪ ،‬ويتم رسم هذه‬
‫السياسة حسب متطلبات وخطط الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬الدين العام‪ :‬إن حجم الدين العام ومقدار نموه وكيفية الحصول عليه تعتبر مهمة من ناحية السياسة المالية‬
‫للحكومة فهي تؤثر على الوضع االقتصادي العام في الدولة كما أنه في نفس الوقت في حال وجود فائض فإن حجمه‬
‫كذلك ومقدار نموه‪ ،‬وكيفية استغالله له تأثير على األنشطة االقتصادية في الدولة‪ ،‬عندما تقترض الحكومة في فترة‬
‫التضخم النقدي أي بيعها للسندات الحكومية على الجمهور‪ ،‬فإنه سوف يكون هذا البيع على ذوي الدخول‬
‫المتوسطة والكبيرة أو هذه السياسة قد تسبب انخفاض في االستهالك‪ ،‬وكذلك عندما يتعذر على الحكومة تالفي‬
‫العجز في فترة التضخم‪ ،‬فإنها يجب أن تنتهج سياسة لتقليل الضغوط التضخمية عن طريق تخفيض االستهالك‪.‬‬
‫‪ ‬اإلعانات‪ :‬تعتبر اإلعانات من بين أهم أدوات السياسة المالية‪ ،‬باعتبار أنها تدعم العرض في حالة ما إن كانت‬
‫الدولة بحاجة لزيادة اإلنتاج وإيقاف االستيراد‪ ،‬ودعم جانب الطلب في حالة ما إن رغبت الدولة مكافحة حالة‬
‫الركود االقتصادي‪ ،‬فتعريف اإلعانات مبني على أنها مبالغ نقدية تدفعها الدولة للمستهلكين والمنتجين بهدف زيادة‬
‫اإلنتاج واالستهالك وزيادة معدالت النمو وتحقيق اإلنعاش االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬أهداف السياسة المالية‪ :‬تهدف السياسة المالية لتحقيق أهداف متعددة‪ ،‬تجعل من نشاط الحكومة عمال‬
‫متناسقا مع نشاط األفراد‪ ،‬وتوحد األهداف والجهود ومن أهم هذه األهداف ما يلي‪:2‬‬
‫‪ ‬تحقيق الكفاءة اإلنتاجية‪ :‬السياسة االقتصادية التي تتبعها الحكومة يجب أن تعمل على استخدام الموارد‬
‫المتاحة بأفضل طريقة ممكنة‪ ،‬وأن معيار الكفاءة يعني تحقيق أكبر قدر ممكن من اإلنتاج وذلك باالستغالل‬
‫األمثل للعناصر اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد اللطيف حدادي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.45-42‬‬


‫‪ - 2‬لطيفة كالخي‪ ،‬أثر السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،7102‬ص ص ‪.34،32‬‬

‫‪30‬‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬تحقيق العمالة الكاملة‪ :‬السياسة الحكومية تلعب دورا فعاال في تحديد مستوى العمالة ومستويات األجور‬
‫واألسعار‪ ،‬وتحقيق االستقرار في االقتصاد‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق التقدم االقتصادي‪ :‬زيادة متوسط نصيب الفرد من حجم اإلنتاج (السلع والخدمات)‪ ،‬يعتبر مقياسا‬
‫للتقدم االقتصادي‪ ،‬وهذا هو هدف النمو االقتصادي والذي يتوفر من خالل توفر عدة مقومات منها التقدم‬
‫التكنولوجي وزيادة التراكم الرأسمالي والعمل الالزم لزيادة الموارد المتاحة‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق العدالة في توزيع الدخل‪ :‬أي تقليل التفاوت بين مستويات الدخل املختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق االستقرارفي المستوى العام لألسعارعلى مستوى الدولة‪.‬‬

‫ومما سبق يمكن تلخيص وسائل سياسة اإلنعاش االقتصادي في الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)00‬وسائل تطبيق سياسة اإلنعاش االقتصادي‬

‫وسائل سياسة االنعاش االقتصادي‬

‫بواسطة الطلب‬ ‫بواسطة‬ ‫أدوات السياسة‬ ‫أدوات السياسة‬


‫العرض‬ ‫النقدية‬ ‫المالية‬

‫التحويالت االجتماعية‬ ‫تخفيض العبء‬


‫سعر اعادة الخصم‬ ‫الضرائب‬
‫المدفوع‬ ‫الضريبي‬

‫االنفاق العمومي الكلي‬ ‫القيام باستثمارات‬


‫عمومية وتطويرها‬ ‫عمليات السوق المفتوحة‬
‫االنفاق الحكومي‬
‫مشروعات األشغال‬
‫الكبرى‬
‫معدل االحتياطي القانوني‬ ‫الدين العام‬

‫تخفيض الضرائب‬
‫االعانات‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على المعلومات السابقة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تطبيق سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها‪ ،‬نتائجها وعالقتها بالشركات الناشئة‪.‬‬

‫سنتناول في هذا المبحث أهم الدوافع والظروف التي كانت وراء تطبيق سياسة االنعاش االقتصادي باعتبار أن‬
‫هذه السياسة ال تكون إال بعد أزمة أو اختالالت اقتصادية‪ ،‬شروطها‪ ،‬نتائجها‪ ،‬اضافة إلى مكانة الشركات الناشئة ضمن هذه‬
‫السياسة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دو افع وظروف تطبيق سياسة اإلنعاش االقتصادي‬

‫عانت مختلف االقتصاديات العديد من االختالالت االقتصادية نتيجة العديد من العوامل الموضوعية الداخلية‬
‫والخارجية‪ ،‬والتي ازدادت حدتها وبصورة ملموسة عقب األزمة الهيكلية التي مست االقتصاد الرأسمالي العالمي والتي من أهم‬
‫مالمحها انهيار أسواق النقد العالمية‪ ،‬ازدياد حدة عالقات الصراع والنمو غير المتكافئ للقوى الرأسمالية الكبرى‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى انتشار العديد من الظواهر السلبية على المستوى العالمي كظاهرة الركود التضخمي‪ ،1‬حيث كانت المرة األولى التي يتالزم‬
‫فيها االرتفاع المستمر والمتواصل في مستويات األسعار مع التزايد في حجم البطالة وتدهور معدالت النمو االقتصادي ‪، 2‬‬
‫عالوة على ظهور أزمة الطاقة عقب أزمتي البترول األولى والثانية‪:3‬‬

‫‪ ‬الصدمة البترولية األولى ‪ :2992‬أين أدى ارتفاع أسعار البترول إلى زيادة أسعار السلع االستهالكية والسلع‬
‫الرأسمالية على حد سواء‪ ،‬حيث أدى كل من تدهور القدرة الشرائية للمواطنين‪ ،‬ونقص ربحية الشركات نتيجة‬
‫ارتفاع تكاليف االنتاج إلى انخفاض حجم النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬الصدمة البترولية الثانية ‪ :2999‬حيث ساهمت الثورة اإليرانية سنة ‪ ،2424‬والحرب العراقية اإليرانية إلى توقف‬
‫صادرات الخام من هذا البلد‪ ،‬مما أدى إلى ارتفاع أسعار البترول‪ ،‬حيث تجاوز سعر البرميل ‪ 01‬دوالر في جانفي‬
‫‪ ،2422‬ولقد صاحبه ارتفاع أسعار السلع الرأسمالية والسلع االستهالكية على حد السواء‪.‬‬

‫كما أن االنخفاض الشديد في أسعار البترول في السوق الدولية نتيجة لضعف الطلب الدولي على هذه المادة الطاقوية‬
‫من جهة وارتفاع االحتياطي األمريكي من البترول من جهة أخرى‪ ،‬حيث وصل سعر البرنت ‪ Brent‬الى أقل من ‪ 51‬دوالر أمريكي‬
‫للبرميل منذ أكتوبر‪ ،3125‬هذه الوضعية أثرت على اقتصاديات الدول المصدرة للبترول لمنطقة الشرق األوسط وشمال‬
‫إفريقيا‪ ،‬حيث كان لها وقع خاص على تراجع الموارد المالية لهذه الدول وتقلص مدخراتها‪ ،‬األمر الذي استدعى اعتمادها‬

‫العدد‪،12‬‬ ‫‪-1‬حكيم حداش ي‪ ،‬االقتصاد الجزائري بين اإلصالحات االقتصادية واالندماج في االقتصاد الدولي‪ ،‬مجلة البشائر االقتصادية‪،‬‬
‫املجلد‪ ،19‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،3124 ،‬ص‪.212‬‬
‫‪ - 2‬رابح خوني‪ ،‬حميد عزري‪ ،‬التأصيل النظري لظاهرة الركود التضخمي في األدبيات االقتصادية‪ ،‬مجلة االقتصاد الصناعي‪ ،‬العدد ‪ ،13‬املجلد‬
‫‪ ،21‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2‬الجزائر‪ ،3131 ،‬ص‪.232‬‬
‫‪ - 3‬ميلود بوعبيد‪ ،‬جمال جعيل‪ ،‬أزمة الكساد التضخمي في الدول الصناعية‪ :‬األسباب والحلول من المنظور االقتصادي‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد‪ ،12‬املجلد‪ ،31‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2‬الجزائر‪ ،3124 ،‬ص‪.22‬‬

‫‪32‬‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫سياسة توسعية أمال منها خلق الشروط املحفزة للنمو وتخفيف االختالالت املختلفة والنهوض بالواقع االقتصادي‬
‫واالجتماعي فيها‪.1‬‬

‫وقد مارست هذه األخيرة (أي جملة الظواهر الخارجية السالف ذكرها) تأثيرا سلبيا على اقتصاديات الدول النامية وذلك من‬
‫خالل‪:2‬‬

‫‪ ‬تدهور شروط التبادل التجاري الدولي في غير صالح الدول النامية‪ ،‬وخاصة في ظل تزايد حدة السياسات‬
‫االنكماشية‪ ،‬واجراءات الحماية الجمركية التي انتهجتها الدول المتقدمة في مواجهة صادرات الدول النامية‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع أسعار الفائدة العالمية‪ ،‬إذ تشير االحصائيات إلى ارتفاع متوسط معدل نمو أسعار الفائدة الحقيقية‬
‫المستحقة على ديون الدول النامية بنسبة ‪ %25‬في فترة الثمانينات‪.‬‬
‫‪ ‬اتجاه بعض الدول المتقدمة إلى خفض برامج مساعدتها التنموية للدول النامية‪ ،‬وقد اقترن ذلك بتفاقم أزمة‬
‫المديونية الخارجية منذ عام ‪ 2423‬ووصولها إلى مستويات حرجة انعكست على تدهور مؤشرات الديون الخارجية‬
‫في تلك الدول على نحو تعذر فيه استمرار خدمة أعباء ديونها الخارجية من ناحية وتمويل وارداتها من ناحية أخرى‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬شروط تطبيق سياسة االنعاش االقتصادي‬

‫بالنسبة للكنيزين حتى تكون سياسة االنعاش فعالة البد من توفير بعض الشروط العامة واألساسية السيما ما يلي‪:3‬‬

‫‪ ‬يجب أن تتوفر الشركات على الوسائل الالزمة لزيادة إنتاجها خاصة القدرة على القيام باستثمارات جديدة أي أن‬
‫تكون هناك مرونة قوية لإلنتاج بالنسبة للطلب‪.‬‬
‫‪ ‬أال يكون هناك اتجاه قوي لتلبية الطلب (اإلضافي خاصة) بواسطة المنتجات األجنبية حيث أن أثر سياسة‬
‫االنعاش (على التشغيل خاصة) يكون في هذه الحالة ضعيفا‪ ،‬كما يمكن أن يؤدي الى إضعاف رصيد الميزان‬
‫التجاري للبلد المعني أي يجب أن يكون الميل الحدي لالستيراد ضعيفا‪.‬‬
‫‪ ‬أال تؤدي الزيادة في االنتاج إلى زيادة قوية في االستيراد وهو ما يؤدي أيضا إلى تدهور رصيد الميزان التجاري‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أال تتجه الشركات إلى زيادة هوامش ربحها بدال من زيادة الكميات المنتجة (لتلبية الطلب اإلضافي)‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة اختيار الشركات األكثر قدرة على تنفيذ المشاريع في آجالها املحددة مع مراعاة التكاليف مهما كانت صفتها‬
‫القانونية عامة‪ ،‬خاصة أو أجنبية‪.‬‬

‫‪ -1‬وافي ناجم‪ ،‬عبد الجليل جاللية‪ ،‬نموذج النمو االقتصادي الجديد مسعى لتنويع مصادر النمو االقتصادي في الجزائر‪ ،‬مجلة الحوار‬
‫الفكري‪ ،‬العدد ‪ ،13‬املجلد ‪ ،25‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،‬الجزائر‪ ،3131،‬ص‪.15‬‬
‫‪ -2‬حكيم حداش ي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪ -3‬رشيدة أوبختي‪ ،‬محمد بن بوزيان‪ ،‬و اقع االقتصاد الجزائري في بداية األلفية الثالثة‪ ،‬مجلة االقتصاد واإلدارة‪ ،‬العدد ‪ ،13‬املجلد ‪،25‬‬
‫جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،3122 ،‬ص‪.311‬‬

‫‪33‬‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وعلى ذلك‪ ،‬يمكن القول إن سياسة اإلنعاش تكون فعالة إذا كان الناتج املحلي الخام الفعلي ودون تضخم كبير ودون‬
‫عجز خارجي هام يقترب كثيرا من الناتج الخام املحتمل أو الكامن والذي يعني االستعمال الكامل للقدرات اإلنتاجية‪ ،‬وتبعا‬
‫لذلك يصبح من الضروري القيام بالمقارنة بين الناتج املحلي الخام الكامن والناتج املحلي الخام الفعلي‪ ،‬أي حساب الفرق‬
‫بينهما أو ما يسمى بفجوة أوكن‪.1‬‬

‫مما سبق يمكن تلخيص أهم شروط تطبيق سياسة االنعاش االقتصادي في الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)00‬شروط تطبيق سياسة اإلنعاش االقتصادي‪.‬‬

‫أن تكون مرونة قوية لإلنتاج بالنسبة‬


‫للطلب‬

‫أن يكون الميل الحدي لالستيراد‬ ‫شروط تطبيق سياسة‬ ‫أال تؤدي الزيادة في اإلنتاج إلى‬
‫ضعيف‬ ‫االنعاش االقتصادي‬ ‫زيادة قوية في االستيراد‬

‫اختيار المؤسسات األكثر قدرة على تنفيذ‬


‫المشاريع والمتجهة أساسا إلى زيادة الكميات‬
‫المنتجة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على المعلومات السابقة‬

‫‪ -‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص‪.312 ،311‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪34‬‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬نتائج سياسة اإلنعاش االقتصادي‬

‫تسعى سياسة اإلنعاش االقتصادي إلى تدارك التأخر في التنمية االقتصادية‪ ،‬أو ما ينجر عن الحروب واألزمات التي‬
‫تترك وراءها آثار سلبية على االقتصاد الوطني أو العالمي حيث حققت هذه السياسة بعض التحسن في المؤشرات‬
‫االقتصادية ونتائج إيجابية تمثلت فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬التخفيف من البطالة‪ :‬تعتبر البطالة هي الحالة التي تمثل اختالال بين قوة العمل المتاحة في مجتمع معين وبين فرص‬
‫العمل المتاحة تلك التي يتمخض عنها عدم اشتغال جزء من قوة العمل بصورة كلية أو جزئية رغم قدرتها على العمل‬
‫ورغبتها فيه‪ ،‬ومرد ذلك كله‪ ،‬إلى القيود التي تفرضها حدود الطاقة االستيعابية وقدرتها في االقتصاد الوطني‪ ،1‬فالبطالة لم‬
‫تخلق من عدم بل هناك العديد من األسباب التي أدت الى نشوئها وتفاقمها في املجتمعات من بينها ما يلي‪:2‬‬

‫‪ ‬زيادة عدد الموظفين مع قلة الوظائف المعروضة‪ ،‬وهي من المؤثرات التي تنتج عن الركود االقتصادي في قطاع‬
‫األعمال‪ ،‬خصوصا مع زيادة خريجي الجامعات وعدم توفر الوظائف المناسبة لهم‪.‬‬
‫‪ ‬االستقالة من العمل والبحث عن عمل جديد‪ ،‬وهي بطالة مؤقتة تشمل كل شخص تخلى عن عمله الحالي بهدف‬
‫البحث عن عمل غيره‪ ،‬ولكنه يحتاج الى وقت طويل للحصول على عمل غيره‪ ،‬لذلك يصنف في أنه عاطل عن العمل‪.‬‬
‫‪ ‬استبدال العمال بوسائل تكنولوجية‪ ،‬والتي أدت إلى زيادة المنفعة االقتصادية للشركات بتقليل نفقات الدخل‬
‫للعمال‪ ،‬ولكنها أدت الى ارتفاع نسبة البطالة‪.‬‬
‫‪ ‬االستعانة بموظفين من خارج املجتمع‪ ،‬وهي التي ترتبط بمفهوم العمالة الوافدة سواء في المهن الحرفية‪ ،‬أو التي‬
‫تحتاج الى استقدام خبراء من الخارج‪ ،‬مما يؤدي إلى االبتعاد عن االستعانة بأي موظفين أو عمال محليين‪.‬‬

‫حيث أن سياسة تنفيذ اإلنعاش االقتصادي كانت من بين العوامل التي ساهمت بالخفض التدريجي والتقليل من‬
‫البطالة‪.‬‬

‫أما عن اآلثار السلبية للبطالةفيمكن حصرها في‪:3‬‬

‫‪ ‬تؤدي البطالة إلى دفع العديد من الكفاءات العلمية وشريحة واسعة من المتعلمين إلى الهجرة الخارجية بحثا عن‬
‫مصادر دخل جديدة لتحسين قدرتهم المعيشية ولتلبية طموحاتهم الشخصية التي يتعذر تحقيقها في مجتمعاتهم‬
‫التي تعج بأعداد العاطلين عن العمل حيث أن البطالة تؤدي إلى الظواهر التالية‪: -‬‬

‫‪ -1‬علي عبد الوهاب نجا‪ ،‬مشكلة البطالة وأثر برنامج اإلصالح االقتصادي عليها‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬الدار الجامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،3115،‬ص ص ‪.13،12‬‬
‫‪ -2‬عيس ى رحيمي‪ ،‬عادل قرقاد‪ ،‬نصرالدين العايب‪ ،‬ظاهرة البطالة‪ :‬مفهومها‪ ،‬أسبابها وآثارها‪ ،‬مجلة ارتقاء البحوث والدراسات االقتصادية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،11‬املجلد ‪ ،12‬جامعة الشاذلي بن جديد‪ ،‬الطارف‪ ،‬الجزائر‪ ،3122 ،‬ص‪.292‬‬
‫‪ -3‬هدى أحمد ابراهيم عبد النبي‪ ،‬عبير عبد الله الحكير‪ ،‬قياس مستوى البطالة لطالب كليات الشرق العربي بالرياض وآثاره على املجتمع‪،‬‬
‫املجلة الدولية للتنمية‪ ،‬العدد‪ ،12‬املجلد‪ ،21‬كليات الشرق العربي للدراسات العليا‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،3132 ،‬ص‪.22‬‬

‫‪35‬‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬ضعف األمن االقتصادي حيث يفقد العامل دخله وربما الوحيد‪.‬‬


‫‪-‬اهدار في قيمة العامل البشري وخسارة البلد للناتج القومي‪.‬‬
‫‪-‬زيادة العجز في الموازنة العامة بسبب مدفوعات الحكومة للعاطلين‪.‬‬
‫‪-‬خفض في مستويات األجور الحقيقية‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض اجمالي التكوين الرأسمالي والناتج املحلي وهذا ما يؤدي بمرور الزمن إلى انخفاض نصيب الفرد من الناتج‬
‫املحلي اإلجمالي‬
‫‪ ‬إن وجود قدر معين من البطالة في أي اقتصاد قد يكون له أهمية في دعم عملية التوظيف وتوفير األيدي العاملة‬
‫للشركات والمصانع عند الحاجة‪ ،‬فإن توافر األيدي العاملة بوفرة قد يكون له مردوده االقتصادي على تخفيض‬
‫األسعار لقلة المرتبات للعاملين حيث يمكن للشركات والمصانع والمؤسسات توظيف كوادر متخصصة بأسعار‬
‫مناسبة وبسهولة‪ ،‬إن مثل هذه األوضاع تمثل أرضا خصبة للمشاريع الصغيرة والشركات المبتدئة‪ ،‬فتكلفة تكوين‬
‫فريق عمل مؤهل زهيدة‪ ،‬ويجب على التجار والمستثمرين استغالل األوضاع الراهنة في االستفادة من الطاقة‬
‫البشرية الوفيرة لتنفيذ الكثير من المشاريع باستخدام ميزانية متواضعة ‪.‬‬
‫وتقوم الدولة بدور فعال لحل مشكلة البطالة من خالل ما يلي‪:1‬‬
‫توفير فرص عمل مناسبة لكل شخص وباألجر المناسب تحقيقا لمبدأ التوازن بين الدخول وأسعار السلع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قيام الدولة بالتخطيط لسياسة التعليم والتنسيق بين الجهات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قيام الدولة بتوجيه الشخص المناسب في المكان المناسب في حالة تعيينه حتى ال يؤدي عكس ذلك الى بطالة‬ ‫‪-‬‬
‫مقنعة ‪-‬قيام الدولة بتوجيه البطالة إلى أماكن وجهات محتاجة إلى هذه العمالة‪.‬‬
‫عدم التوسع في الخصخصة وإلغائه نظرا آلثاره السلبية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قيام الدولة بالتوسع في بناء مصانع وإنشاء المشاريع اإلنتاجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تسهيل االستثمارات أمام المستثمرين لخلق فرص عمل جديدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توجيه الحكومة بترشيد االنفاق واالستهالك في موازنة الوزارات والهيئات لدى الدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قيام الدولة بتحصيل رسوم إضافية على بعض السلع والخدمات غير الضرورية بنسبة مختلفة لتوجيهها الى‬ ‫‪-‬‬
‫الصندوق التنموي ملحاربة البطالة‪.‬‬
‫اقتطاع جزء من دخول الدولة وبنسب معينة ملحاربة البطالة‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫وال يمكن للدولة وحدها أن تساهم في القضاء على البطالة بل هناك أطراف أخرى تلعب دورا هاما في معالجة‬
‫البطالة منها‪ :‬المؤسسات التربوية من الجامعات ومعاهد متخصصة‪ ،‬ومؤسسات القطاع الخاص من شركات ومنظمات‬
‫جماعية وهيئات مهنية ونقابية والهيئات املحلية الوالئية والبلدية باإلضافة إلى النقابات العمالية والفالحية‪.1‬‬

‫‪ -1‬أسامة السيد عبد السميع‪ ،‬مشكلة البطالة في املجتمعات العربية واإلسالمية األسباب‪ -‬اآلثار‪-‬الحلول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‬
‫للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،3112 ،‬ص‪ ،‬ص‪.42،42‬‬

‫‪36‬‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪-‬انخفاض معدالت التضخم‪ :‬من المعروف أن التضخم هو " الزيادة المستمرة في المستوى العام لألسعار خالل فترة‬
‫زمنية"‪.2‬‬

‫حيث يخلف التضخم آثار وأبعاد اقتصادية كبيرة منها‪:3‬‬

‫‪ ‬القوة الشرائية للنقود‪ :‬يؤدي االرتفاع المستمر في أسعار السلع والخدمات إلى فقدان النقود جزء من قوتها‬
‫الشرائية‪.‬‬
‫‪ ‬أثرالتضخم على االدخار‪ :‬ينتج عن التضخم ارتفاع القدر املخصص من موازنات األسر والشركات والحكومات على‬
‫اإلنفاق على االستهالك‪ ،‬ومن ثم تقليل قدراتها على االدخار واالستثمار في المستقبل‬
‫‪ ‬أثر التضخم على ميزان المدفوعات‪ :‬يؤثر سلبا على ميزان المدفوعات خاصة في الدول التي تسجل معدالت‬
‫مرتفعة من التضخم‪ ،‬حيث يؤدي ارتفاع األسعار املحلية إلى انخفاض قدرة صادرات الدولة على المنافسة مقارنة‬
‫بأسعار السلع المنافسة لها دوليا فتقل الصادرات بالنسبة لتلك الدولة مما يحدث عجزا في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫‪ ‬أثر التضخم على توزيع الثروة‪ :‬يحدث التضخم تفاوتا في توزيع الدخول لصالح أصحاب الثروات‪ ،‬حيث تلجأ‬
‫البنوك المركزية عادة إلى محاربة التضخم عن طريق رفع أسعار الفائدة لخفض مستويات الطلب‪ ،‬مما يتضرر‬
‫جراء التضخم العمال والموظفون نظرا النخفاض القيمة الحقيقية ألجورهم ورواتبهم فيهدد هذا التفاوت‬
‫االستقرار االقتصادي لدفع عجلة التنمية‪.‬‬
‫‪ ‬أثر التضخم على هيكل اإلنتاج‪ :‬يوجه التضخم رؤوس األموال إلى األنشطة االقتصادية التي ال تفيد النهضة‬
‫االقتصادية في مراحلها األولى‪ ،‬وذلك بسبب ارتفاع األسعار واألجور واألرباح في القطاعات اإلنتاجية املخصصة‬
‫إلنتاج السلع االستهالكية‪ ،‬على حساب األنشطة اإلنتاجية واالستثمارية والتي هي أساس تحقيق النمو االقتصادي‪.‬‬

‫أما عن وسائل مكافحة التضخم فيمكن تلخيصها فيما يلي‪:4‬‬

‫أوال‪ :‬السياسة االنكماشية التقليدية‪ :‬أي تحجيم دور النقود في النشاط االقتصادي‪ ،‬امتصاص الزيادة في الرصيد النقدي‪،‬‬
‫تخفيض االنفاق بأنواعه الثالث (الحكومي‪ ،‬الخاص‪ ،‬االستثماري)‪ ،‬الرفع من الضغط الجبائي للحد من الدخول المتاحة‬
‫للعائالت‪ ،‬تأطير القرض‪ ،‬رفع معدل الخصم عن نمو الكتلة النقدية‪ ،‬وتحديد األسعار وهوامش الربح‪ .‬ومن ثم يقل النشاط‬
‫اإلنتاجي وتتجمد معدالت النمو‪ ،‬وتعود األسعار إلى حالتها األولى‪.‬‬

‫‪ -1‬شعيب شنوف‪ ،‬الممكن وغير الممكن في معالجة البطالة‪ -‬اقتراح نموذج للمؤسسات المتوسطة والصغيرة للحد من هذه الظاهرة‪ ،-‬مجلة‬
‫الدراسات‪ ،‬العدد‪ ،12‬املجلد‪ ،19‬جامعة عمار ثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬الجزائر‪ ،3122 ،‬ص‪.54‬‬
‫‪ -2‬محمد األحمد األفندي‪ ،‬االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مركز الكتاب األكاديمي للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،3122 ،‬ص‪.523‬‬
‫‪- 3‬رانيا شيخ طه‪ ،‬التضخم أسبابه‪ ،‬آثاره‪ ،‬وسبل معالجته‪ ،‬سلسلة كتيبات تعريفية‪ ،‬العدد‪ ،22‬صندوق النقد العربي‪ ،3132 ،‬ص ص ‪.2-2‬‬
‫‪https://www.bank-of-algeria.dz/pdf/fma18_13092021.pdf‬‬
‫‪ -4‬عبد الحفيظ إدير‪ ،‬النمذجة وتحليل القياس االقتصادي للتغيرات المستوى العام لألسعار‪-‬السيرورة التضخمية في الجزائر‪ ،-‬مذكرة‬
‫ماجيستر غير منشورة‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2442 ،‬ص ص ‪.52،51‬‬

‫‪37‬‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬السياسة النقدية‪ :‬تتمثل هذه الطريقة في اتخاذ إجراءات مبطئة وثابتة‪ ،‬تحاول أن تتجاوب مع معدل معقول من‬
‫التضخم يسود االقتصاد‪ ،‬ويمكن التحكم فيه ومعرفة مداه‪ ،‬ويكون عامال في تحقيق النمو االقتصادي‪.‬‬

‫هذه السياسة تعني مجموع االجراءات التي من شأنها تقييد معدالت الزيادة في الدخول النقدية من جهة‪ ،‬والتي‬
‫تهدف إلى تخلص قوى السوق التلقائية من ضغط وتدخل قوى العمل‪ ،‬والمشروعات‪ ،‬والجماعات الديناميكية من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬تحقيق فائض في الميزان التجاري‪ :‬يعرف الميزان التجاري على أنه رصيد المعلومات التجارية‪ ،‬أي المشتريات‬
‫والمبيعات من السلع والخدمات‪ .‬أو هو الفرق بين قيم الصادرات والواردات من السلع والخدمات خالل فترة معينة"‪ ،1‬فبعد‬
‫تبني سياسة اإلنعاش االقتصادي من بين النتائج اإليجابية تحقيق فائض في الميزان التجاري‪ ،‬حيث أن الصادرات استطاعت‬
‫تغطية الواردات وتحكم السياسة النقدية بمعدل التضخم‪ ،‬ويعتبر الفائض في الميزان مؤشرا على صحة االقتصاد وقدرته‬
‫التنافسية‪ ،‬لكنه يبقى أحيانا غير كاف إلصدار الحكم بهذا الشأن‪ ،‬خاصة إذا تعلق األمر باالقتصاديات التي تبالغ في‬
‫اعتمادها على الصناعات االستخراجية وتصدير المواد األولية المعدنية والطاقية دون تحويلها‪.2‬‬

‫ويؤدي الفائض في الميزان التجاري إلى ارتفاع أرصدة الدولة التي يتحقق فيها الفائض‪ ،‬وهذا بدوره يؤدي إلى ارتفاع‬
‫أسعار صرف عملة الدولة مقارنة بالعمالت األجنبية األخرى‪ ،‬وهوما يجعل أسعار صادراتها مرتفعة قياسا بأسعار السلع‬
‫المنتجة في الدول األخرى‪ ،‬وبالتالي تتأثر الدولة سلبا وتتراجع صادراتها‪ ،‬ما يؤثر أيضا سلبيا على اإلنتاج املحلي والدخل‬
‫والتشغيل‪ ،‬ويستمر هذا األثر السلبي إلى حين يتحقق التوازن من جديد بين الصادرات والواردات‪ ،‬من خالل االنخفاض في‬
‫الصادرات والزيادة في حجم الواردات حتى الوصول إلى حالة التوازن بين الصادرات والواردات‪ ،‬فتحقيق فائض في الميزان‬
‫التجاري للدولة في ظل ظروف اقتصادية مالئمة يدل داللة أكيدة على متانة المركز االقتصادي للبد‪ ،‬والمتمثلة في التوظيف‬
‫التام للموارد االقتصادية وتحقيق التنمية االقتصادية واتباع سياسة تجارية وحكمة تعمل على تنمية الصادرات‪ ،‬أما إذا‬
‫تحقق الفائض في ظل ظروف اقتصادية غير مالئمة مع اعتماد الدولة على سياسة تقييد الواردات مع حماية االنتاج املحلي‬
‫فالفائض املحقق في الميزان التجاري في هذه الحالة يدل على نجاح البلد وتفوقه في تطبيق إحدى السياسات قصيرة المدى‬
‫وبالتالي حصول المزيد من االختالل في النشاط االقتصادي الداخلي للبلد‪. 3‬‬

‫‪ -1‬فتيحة مختاري‪ ،‬فراجي بلحاج‪ ،‬أثر تغيرات سعرالصرف على الميزان التجاري‪ :‬دراسة قياسية باستخدام نموذج اإلنحدار الذاتي للفجوات‬
‫الزمنية المتباطئة الموزعة للفترة (‪ ،)1020-2990‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،19‬املجلد‪ ،12‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،3122‬ص‪.12‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- http://www.aljazeera.net consulté le (12/05/2022).‬‬
‫‪ -3‬سلمى دوحة‪ ،‬أثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري وسبل عالجها "دراسة حالة الجزائر"‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ، 7102،‬ص‪،‬ص‪.071،001‬‬

‫‪38‬‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬مكانة الشركات الناشئة ضمن سياسة اإلنعاش االقتصادي‬

‫تشكل الشركات الناشئة حيزا كبيرا للوصول الى االنتعاش االقتصادي والنمو‪ ،‬بعد أن أوليت لها أهمية بالغة في القضاء‬
‫على المشاكل االقتصادية نظرا لسهولة تكيفها والتي تجعلها قادرة على الجمع بين التنمية االقتصادية واالجتماعية حيث‬
‫تساهم في توفير مناصب شغل جديدة وإعادة إدماج العمال المسرحين من الشركات العمومية‪.‬‬

‫إضافة إلى أن التاريخ االقتصادي لهذا النوع من الشركات يقر بقدراتها على التأقلم مع مختلف المستجدات كونها ال‬
‫تحتاج أموال ضخمة‪ ،‬وهكذا فإن المشروعات الصغيرة يمكن أن تساهم في تحقيق انتعاش قوي لالقتصاد‪ ،‬وعليه يمكن‬
‫استعراض الدور الذي تقوم به الشركات الناشئة ضمن سياسة اإلنعاش وتحقيق التنمية االقتصادية فيما يلي‪:1‬‬

‫‪ .2‬زيادة الناتج املحلي‪ :‬تتضح أهمية الدور اإلستراتيجي الذي تلعبه الشركات الناشئة في تحقيق التطور االقتصادي‬
‫للدول المتقدمة من خالل المساهمة في تكوين الناتج املحلي وذلك من خالل عملها على توفير السلع والخدمات‬
‫سواء للمستهلك النهائي أو الوسيط‪ ،‬مما يزيد عن الدخل الوطني للدولة‪ ،‬كما تحقق ارتفاعا في معدالت اإلنتاجية‬
‫لعوامل اإلنتاج التي تمثل مناسبا للتجديد واالبتكار‪ ،‬مما يرفع من استخدامها مقارنة مع العمل الوظيفي الحكومي‪،‬‬
‫كما أن إنتاجية العامل باستمرار باإلضافة الى أن المؤسسات الناشئة تساهم في التخفيف من اإلسراف والضياع‬
‫على المستوى الوطني‪ ،‬وتؤدي هذه العوامل مجتمعة الى زيادة حجم الناتج املحلي وتنوعه‪ ،‬بشموله العديد من‬
‫المنتجات البديلة أو المكملة ‪.‬‬
‫‪ .3‬معالجة بعض االختالالت االقتصادية‪ :‬تعمل األعمال الناشئة على معالجة االختالل في انخفاض معدالت االدخار‬
‫واالستثمار نظرا النخفاض تكلفة إنشائها مقارنة مع غيرها من الشركات‪ ،‬كما تساهم في عالج اختالل ميزان‬
‫المدفوعات من خالل تصنيع السلع املحلية بدال من استيرادها‪.‬‬
‫‪ .2‬تنويع الهيكل الصناعي‪ :‬تؤدي الشركات الناشئة دورا هاما في تنويع اإلنتاج وتوزيعه على مختلف الفروع الصناعية‪،‬‬
‫وذلك نظرا لصغر حجم نشاطها‪ ،‬مما يعمل على إنشاء العديد من الشركات الناشئة التي تقوم بإنتاج تشكيلة‬
‫متنوعة من السلع االستهالكية ‘فضال عن تلبية احتياجات الصناعات الكبيرة بحيث تقوم بدور الصناعات المغذية‬
‫لها‪.‬‬
‫‪ .9‬خلق فرص عمل و إيجاد أسواق جديدة‪ :‬فالمؤسسين ينتمون للقطاع الخاص في قطاعات ومجاالت األعمال‬
‫املختلفة التي تشمل الصناعة والخدمات وغيرها‪ ،‬وهذا ما يتيح الفرصة لتوظيف آالف العاملين وخلق فرص‬
‫حقيقة لهم‪ ،‬وكذلك استغالل الفرص في السوق من أجل إيجاد عمالء جدد وخلق طلب وعرض جديدين على‬
‫المنتج في السوق‪.‬‬

‫‪ -1‬صورية بوطرفة‪ ،‬نجوى نصرة‪ ،‬دور المؤسسات الناشئة في تحقيق التنمية المستدامة‪-‬حالة الجزائر‪ ،-‬مجلة االقتصاد والتنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬العدد‪ ،12‬املجلد ‪ ،15‬جامعة العربي التبس ي‪ ،‬تبسة‪ ،‬الجزائر‪ ،3133 ،‬ص ص ‪.422،422‬‬

‫‪39‬‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويمكن تلخيص ما سبق ذكره ضمن الشكل التالي‪:‬‬


‫الشكل رقم (‪ :)09‬مساهمة الشركات الناشئة في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‪.‬‬

‫زيادة الناتج املحلي‬

‫مكانة الشركات الناشئة‬ ‫تنويع الهيكل‬


‫معالجة االختالالت‬
‫ضمن سياسة االنعاش‬ ‫الصناعي‬
‫االقتصادية‬

‫خلق فرص عمل‬


‫جديدة‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الطالبتين باالعتماد على المعلومات السابقة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ماهية سياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬شروطها وعالقتها بالشركات الناشئة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫تلعب سياسة اإلنعاش االقتصادي دورا هاما في النهوض بمستقبل الدولة وتحقيق التنمية والحفاظ على التوازنات‬
‫العامة‪ ،‬وذلك باتباع الحكومات مجموعة من التدابير العالجية والوقائية‪ ،‬الواقعية‪ ،‬والرشيدة‪ ،‬والمدروسة‪ ،‬والقابلة‬
‫للتنفيذ‪ ،‬لتسيير مختلف االزمات االقتصادية‪ ،‬من خالل استخدامها ألدوات السياسة المالية وأدوات السياسة النقدية‪،‬‬
‫قصد معالجة االختالالت التي يعاني منها النشاط االقتصادي‪ ،‬وتنشيط الطلب الكلي‪ ،‬أو العرض الكلي أو االثنين معا وبالتالي‬
‫إعادة التوازنات الكلية لالقتصاد القومي‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصـ ــل الثالث‪ :‬إمكانية‬
‫مساهمة الشركات الناشئة‬
‫بالجزائر في تحقيق اإلنعاش‬
‫االقتصادي‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعمل السلطات الجزائرية بالوقت الراهن على خلق نموذج اقتصادي جديد بعيدا عن الريع الذي اعتمد عليه اقتصاد‬
‫البالد منذ عقود‪ ،‬وذلك للتحرر من تبعيتها لسعر البترول في األسواق الدولية‪ ،‬فاتجهت لالستثمار ودعم المؤسسات الناشئة‬
‫وحاملي المشاريع الصغيرة الذي أصبح من أولويات صانع القرار االقتصادي في الجزائر لتعزيز اإلنتاج وتحقيق اإلنعاش‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫سنحاول من خالل هذا الفصل إبراز مساهمة الشركات الناشئة في تحقيق اإلنعاش االقتصادي والدور الذي تلعبه هذه‬
‫المؤسسات في إعادة التوازنات الكلية لالقتصاد‪ ،‬على غرار القطاعات األخرى أو البرامج اإلصالحية المتبعة وذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬سياسة االنعاش االقتصادي في الجزائر‪.‬‬


‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬الشركات الناشئة في الجزائرومساهمتها في اإلنعاش االقتصادي‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬سياسة اإلنعاش االقتصادي في الجزائر‪.‬‬

‫نظرا للظروف المزرية التي مر بها االقتصاد الجزائري خالل عشرية التسعينات‪ ،‬حيث شهد وضعية مالية صعبة‬
‫تسببت باختالل في توزيع النشاط االقتصادي‪ ،‬وضعف أداء مختلف القطاعات االقتصادية‪ ،‬كان البد على الدولة من خوض‬
‫تجربة تنموية جديدة عرفت "بسياسة االنعاش االقتصادي"‪ ،‬تم تجسيدها من خالل مجموعة من البرامج التنموية‪ ،‬يحتوي‬
‫كل برنامج مجموعة من املحاور ذات أهداف محددة‪ ،‬قصد رفع النمو االقتصادي‪ ،‬وإعطاء دفعة قوية ملختلف القطاعات‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دو افع تطبيق برامج اإلنعاش االقتصادي بالجزائر‪.‬‬

‫مر االقتصاد الجزائري في مسيرته التنموية منذ االستقالل بالعديد من االختالالت التي أثرت تأثيرا كبيرا على المسيرة‬
‫التنموية‪ ،‬وذلك نتيجة العديد من العوامل كالتخلف االقتصادي‪ ،‬حيث شهدت الجزائر سنة ‪ 6891‬هزة عنيفة تمثلت في‬
‫انهيار أسعار النفط‪ ،‬مما أظهرت حقيقة تميز االقتصاد الوطني بالهشاشة والتبعية التامة لقطاع املحروقات‪ ،‬أدى ذلك إلى‬
‫تسجيل خلل مزدوج في ميزان المدفوعات وميزانية الدولة‪ ،‬إضافة الى انخفاض معدالت النمو وارتفاع معدالت البطالة‪ ،‬وأمال‬
‫في خلق الشروط املحفزة للنمو وتخفيف االختالالت املختلفة‪ ،‬والنهوض بالواقع االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬تبنت الجزائر‬
‫سياسة مالية توسعية متمثلة في برامج االنعاش االقتصادي لتدارك التأخر الذي أحدثته األزمة‪.‬‬

‫وسنتطرق إلى دوافع تطبيق سياسة االنعاش االقتصادي في الجزائر دون األخذ بعين االعتبار طبيعة هذه الدوافع‬
‫سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية بالنظر للتداخل الحاصل بينها في كل مما يلي‪:1‬‬

‫‪ -1‬ضعف معدل النمو االقتصادي ‪ :‬أثرت األزمة االقتصادية التي شهدتها الجزائر من عام ‪ 6891‬على معدالت النمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬والتي سجلت نسب نمو متدنية إذ بلغ متوسط معدل نمو الناتج املحلي االجمالي خالل الفترة الممتدة من‬
‫(‪ )6888-6881‬حوالي‪ %5.0‬وهو ما دفع بالحكومة إلى تطبيق سياسات إصالحية بمساعدة صندوق النقد الدولي‪.‬‬

‫ولقد قسمت الفترة التي سبقت تطبيق سياسة اإلنعاش االقتصادي وذلك اعتمادا على مؤشرات النمو االقتصادي‬
‫إلى ثالث فترات هي‪:2‬‬

‫‪-‬الفترة األولى (‪ :)3991-3991‬أهم ما يميز هذه الفترة تسجيل الناتج املحلي اإلجمالي لمعدالت نمو سلبية بلغ متوسطها‬
‫خالل نفس الفترة ‪ %6.1‬وهو ما يعني استمرار تأثر االقتصاد الوطني باألزمة التي شهدتها ابتداء من سنة ‪ 6891‬رغم‬
‫االصالحات الجزئية التي طبقت خالل الفترة ‪ ،6881-6899‬كما أن نصيب الفرد من الناتج املحلي اإلجمالي ما فتئ ينخفض‬

‫‪ -1‬راضية اسمهان خراز‪ ،‬دور سياسات االصالح االقتصادي في الدول النامية في تحقيق التنمية المستدامة‪-‬دراسة حالة الجزائرخالل الفترة‬
‫(‪ ،)1031-1003‬مذكرة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،1561 ،6‬ص‪.611‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص‪.619 ،611‬‬

‫‪44‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫من سنة ألخرى إذ انتقل من ‪ 6901‬دوالر أمريكي للفرد سنة‪ 6881‬إلى ‪6011‬دوالر أمريكي للفرد سنة ‪ 6881‬بنسبة انخفاض‬
‫قدرها ‪.%61.8‬‬

‫‪-‬الفترة الثانية ‪ :3991-3991‬حاولت الحكومة خالل هذه الفترة معالجة األزمة االقتصادية من خالل تنفيذ برنامج إصالح‬
‫اقتصادي جديد "برنامج التعديل الهيكلي" بمساعدة صندوق النقد الدولي هدف أساسا إلى إعادة التوازن لالقتصاد الوطني‬
‫من خالل تحقيق معدالت نمو موجبة ومرتفعة بالتوازي مع تقليص حجم التدخل الحكومي في النشاط االقتصادي‪ ،‬وتشجيع‬
‫القطاع الخاص على المساهمة الفعالة في رفع معدالت النمو االقتصادي‪.‬‬

‫إن أهم ما ميز هذه الفترة تسجيل معدالت نمو إيجابية وصل متوسطها إلى‪ ،%1.1‬وتعد سنة ‪ 6888‬السنة التي‬
‫حقق فيها أعلى معدل منذ سنة ‪ ،6891‬إذ وصل إلى ‪ ،%0.6‬إال أن نصيب الفرد من الناتج املحلي االجمالي سجل خالل نفس‬
‫السنة انخفاضا بنسبة‪ %0.6‬حيث قدر بحوالي ‪ 6115‬دوالر أمريكي للفرد بعدما كان قد بلغ ‪ 6109‬دوالر امريكي للفرد‬
‫سنة‪ ،6881‬وهو ما يدل على أن معدالت النمو املحققة لم تكن كافية لزيادة الدخل الفردي‪.‬‬

‫‪-3‬الفترة الثالثة ‪ :1000-3999‬ما ميزها أن معدالت النمو االقتصادي املحققة عرفت تراجعا مقارنة بالفترة السابقة إذ قدر‬
‫متوسط نمو الناتج املحلي اإلجمالي ‪ ،%1.9‬وهوما مثل انخفاضا بحوالي ‪ %5.9‬عن متوسط النمو المسجل خالل الفترة‬
‫السابقة‪ ،‬وذلك رغم تحسن المؤشرات االقتصادية الكلية نتيجة ارتفاع أسعار املحروقات‪ ،‬إذ وصل متوسط سعر برميل‬
‫النفط الجزائري إلى ‪19.0‬دوالر أمريكي سنة‪1555‬وهو أعلى سعر بلغه منذ سنة ‪.6886‬‬

‫‪-1‬ارتفاع معدل البطالة‪ :‬تعد مشكلة البطالة من بين أخطر وأعقد المشاكل التي تعاني منها الجزائر بالنظر لما خلفته من‬
‫آثار اقتصادية واجتماعية‪ ،‬لهذا حاولت الحكومات المتعاقبة منذ االستقالل وإلى غاية يومنا الحالي محاربة هذه الظاهرة عن‬
‫طريق تنفيذ برامج وسياسات باختالف الظروف االقتصادية‪ ،‬فتزامنا مع األزمة االقتصادية التي عرفتها الجزائر سنة ‪،6891‬‬
‫ارتفع معدل البطالة من ‪%8.1‬سنة ‪6890‬إلى ‪%16.1‬سنة‪6891‬أي بزيادة قدرها ‪ 66.1‬نقطة مئوية ثم عرفت هذه النسبة‬
‫تراجعا طفيفا سنة‪ 6898‬حيث وصل المعدل إلى ‪ %69.6‬وابتداء من سنة ‪6885‬شهدت نسبة البطالة تطورا منتظما إلى أن‬
‫وصلت إلى أعلى معدل لها سنة ‪ ،6881‬في حين وصلت نسبتها إلى‪%18.9‬سنة ‪ .1555‬ويرجع السبب في ذلك إلى عدة عوامل‬
‫متداخلة فباإلضافة إلى عامل النمو الديموغرافي‪ ،‬ساهمت األزمة االقتصادية لسنة ‪ 6891‬في رفع معدالت البطالة من خالل‬
‫ضعف نسبة النمو االقتصادي وتوقف االستثمارات العمومية منذ سنة ‪ ،6891‬كما أن عدد مناصب الشغل الموفرة خالل‬
‫الفترة (‪ )6898-6890‬لم يتعد ‪10555‬منصب شغل كمتوسط سنوي خالل تلك الفترة بعدما كان قد بلغ ‪ 615555‬منصب‬
‫شغل خالل الفترة (‪.1)6891-6895‬‬

‫‪ -1‬نبيل بوفليح‪ ،‬دراسة تقييمية لسياسة االنعاش االقتصادي المطبقة في الجزائر في الفترة ‪ ،1030-1000‬أبحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،58‬املجلد ‪ ،51‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،1561،‬ص‪.11‬‬

‫‪45‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪-1‬أزمة كوفيد و انعكاساتها على االقتصاد الوطني‪ :‬خالل األشهر الـ ‪ 66‬األولى من عام ‪ ،1515‬انخفض الميزان التجاري‬
‫بنسبة‪%91‬مقارنة بالفترة نفسها من عام‪ ،1568‬على الرغم من االنخفاض في الواردات المقدر بـ ‪ %69.10‬ويرجع ذلك إلى‬
‫االعتماد الكبير على املحروقات‪ ،‬فبعد صدمتي انخفاض أسعار النفط في ‪1559‬و‪ ،1561‬تسببت األزمة الصحية جراء تفش ي‬
‫جائحة كورونا في ‪ 1515‬صدمة نفطية جديدة مع انخفاض سعر برنت الخام دون ‪ 10‬دوالر أمريكي انعكس سلبا على عائدات‬
‫النفط وأدت عمليات االحتواء التي تم اتخاذها كجزء من مكافحة الوباء‪ ،‬إلى تعطيل أداء القطاعات االقتصادية مسببة‬
‫ركودا غير مسبوق‪ ،‬ومن أجل تنفيذ جميع التدابير الوقائية كان على الدولة تعبئة مخصصات عامة قدرها ‪ 10.0‬مليار دينار‪،‬‬
‫في حين بلغت الميزانية املخصصة للتحويالت االجتماعية نحو‪6955‬مليار دينار‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهم برامج اإلنعاش االقتصادي في الجزائر‬

‫قصد تحريك النشاط االقتصادي وتحقيق االستقرار‪ ،‬انتهجت الجزائر سياسة مالية توسعية بداية من ‪،1006‬‬
‫طبقتها عبر عدة برامج منفذة وأخرى جاري تنفيذها على طول الفترتين ‪ 1561-1556‬و‪ 1515-1560‬والمتمثلة أساسا في‪:‬‬
‫أوال‪ :‬برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي (‪)1001-1003‬‬
‫برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي ‪ ،le programme de soutien à la relance économique‬هو برنامج االستثمارات‬
‫العمومية الذي طرحته السلطات العمومية للفترة ‪ 1551-1556‬بميزانية أولية تجاوزت ‪ 51‬مليار دوالر‪ ،‬وتم اإلعالن رسميا‬
‫عن هذا البرنامج خالل الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية في افتتاح الندوة الوطنية إلطارات األمة يوم ‪11‬أفريل ‪.1556‬‬
‫يتبنى هذا البرنامج النظرية الكينزية الخاصة بالطلب الكلي الفعال‪ ،‬ويستهدف هذا البرنامج دعم النمو االقتصادي من خالل‬
‫تفعيل األنشطة اإلنتاجية الفالحية وتدعيم الخدمات العمومية في مجال الري‪ ،‬النقل‪ ،‬البنية التحتية‪ ،‬تحسين اإلطار‬
‫المعيش ي للسكان‪.2‬‬

‫‪ ‬محتوى برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي‪ :‬تم تقسيم برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي إلى أربع قطاعات رئيسية‪،‬‬
‫والجدول التالي يبين تقسيم القطاعات خالل الفترة ‪ 1551-1556‬والمبالغ املخصصة لكل قطاع‪.‬‬

‫‪ -1‬مخطط اإلنعاش االقتصادي ‪ 0202-0202‬خارطة طريق لفك االرتباط عن التبعية للمحروقات‪،1516/56/58 ،‬‬
‫‪http://www.premier-ministre.gov.dz/ar/gouvernement/dossiers-de-l-heure/pre-2020-2024-‬‬
‫‪ar.html?fbclid=IwAR1nUsXgvgQC4aNOBBMyAPwt-RHGofCRPxVPqOnSLlxW-lwzZht4Xuummyo‬‬
‫‪ -2‬فرحات عباس‪ ،‬وسيلة سعود‪ ،‬عرض عام لبرامج التنمية االقتصادية في الجزائر خالل الفترة ‪ ،0222-0222‬مجلة االقتصاد والقانون‪،‬‬
‫العدد‪ ،56‬جامعة محمد الشريف مساعدية‪ ،‬سوق اهراس‪ ،‬الجزائر‪ ،1569 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪46‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)03‬محتوى برنامج اإلنعاش االقتصادي (‪)1001-1003‬‬

‫النسب‪%‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪1001‬‬ ‫‪1001‬‬ ‫‪1001‬‬ ‫‪1003‬‬ ‫السنوات‬


‫القطاعات‬

‫‪%15.6‬‬ ‫‪165.0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11.1‬‬ ‫‪15.1‬‬ ‫‪655.1‬‬ ‫أشغال كبرى وهياكل قاعدية‬

‫‪%19.9‬‬ ‫‪151.1‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪01.6‬‬ ‫‪11.9‬‬ ‫‪16.9‬‬ ‫التنمية املحلية والبشرية‬

‫‪% 61.1‬‬ ‫‪10.1‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪11.0‬‬ ‫‪15.1‬‬ ‫‪65.1‬‬ ‫قطاع الفالحة والصيد البحري‬

‫‪%9.1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪15‬‬ ‫دعم اإلصالحات‬

‫‪%655‬‬ ‫‪01.0‬‬ ‫‪15.0‬‬ ‫‪661.8‬‬ ‫‪690.8‬‬ ‫‪150.1‬‬ ‫املجموع‬

‫المصدر‪ :‬هدى بن محمد‪ ،‬عرض وتحليل البرامج التنموية في الجزائر خالل الفترة‪ ،1039-1003‬مجلة كلية السياسة واالقتصاد‪،‬‬
‫العدد‪ ،50‬جامعة بني سويف‪ ،‬بني سويف‪ ،‬مصر‪ ،1569 ،‬ص ‪.16‬‬

‫ولتدعيم الجدول السابق يمكن توضيح قيمه بالشكل الموالي‪:‬‬

‫الشكل رقم‪ :00‬توزيع القطاعات ملخصصات برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي‬

‫‪9%‬‬
‫‪12%‬‬
‫‪40%‬‬

‫‪39%‬‬

‫أشغال كبرى وهياكل قاعدية‬ ‫تنمية محلية وبشرية‬ ‫قطاع الفالحة وصيد البحري‬ ‫دعم اإلصالحات‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على معلومات الجدول السابق‪.‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول أعاله أن قطاع األشغال الكبرى والتنمية املحلية تأخذان أكبر نسبة من املخصصات‬
‫خاصة سنتي ‪ 1556‬و‪ ،1551‬حيث قدرت المبالغ لقطاع األشغال خالل السنتين ‪ 615.8‬مليار دج وقطاع التنمية البشرية‬
‫‪ 611.1‬مليار دينار كونهما يساهمان في خلق مناصب عمل بشكل كبير على غرار باقي القطاعات التي كان الدعم المالي‬

‫‪47‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫املخصص لها بنسب قليلة كون أن قطاع الفالحة استفاد من البرنامج الوطني للفالحة والذي يعتبر برنامج مستقل عن برنامج‬
‫دعم اإلنعاش‪ ،‬حيث يسعى هذا البرنامج للعمل على الحد من الفقر والقضاء على البطالة‪ ،‬تعزيز الخدمات العامة وتحسين‬
‫المستوى المعيش ي‪ ،‬توزيع الثروة على مناطق الوطن ودفع التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬البرنامج التكميلي لدعم النمو (‪)1009-1001‬‬

‫‪le programme complémentaire de soutien à la‬‬ ‫البرنامج التكميلي لدعم النمو االقتصادي‬
‫‪ ،croissance‬هو أداة لمواصلة التنمية االقتصادية التي شهدتها الجزائر خالل الفترة ‪ 1551-6888‬طرحته السلطات‬
‫العمومية ‪ 51‬أفريل ‪ 1550‬ليكمل مسعى التنمية املحلية والبرامج‪ ،‬ويقتض ي إلنجازه غالفا ماليا شامال يفوق ‪0100‬مليار دج‪،‬‬
‫هذا كونه برنامج واسع النطاق يصبو الى تحقيق االختيارات التنموية الكبرى بشكل أكثر عمقا على غرار البرامج الطموحة التي‬
‫تمت صياغتها لصالح واليات الجنوب والهضاب العليا‪ ،‬كما يرجى منه محو كافة النقائص من خالل تجسيد المشاريع‬
‫القطاعية الكبرى‪ ،‬وتحقيق خطة البرامج المتكونة من ‪ 50‬محاور أساسية‪. 1‬حيث تم التوزيع المبدئي للغالف المالي عليها على‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم‪ :01‬مبالغ البرنامج التكميلي لدعم النمو ‪1009-1001‬‬

‫النسب‪%‬‬ ‫المبالغ‬ ‫القطاعات‬


‫‪%10.0‬‬ ‫‪6859.0‬‬ ‫تحسين الظروف المعيشية للسكان‬
‫‪%15.0‬‬ ‫‪6151.6‬‬ ‫تطويرالمنشآت األساسية‬
‫‪%9‬‬ ‫‪111.1‬‬ ‫دعم التنمية االقتصادية‬
‫‪%1.9‬‬ ‫‪151.8‬‬ ‫تطويرالخدمات العمومية‬
‫‪%6.6‬‬ ‫‪05‬‬ ‫تطويرتكنولوجيات االتصال‬
‫‪%655‬‬ ‫‪1151.1‬‬ ‫املجموع‬
‫المصدر‪ :‬هدى بن محمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.10‬‬

‫ولتوضيح الجدول السابق أكثر‪ ،‬ندرج الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬لخضر بن أحمد‪ ،‬أمين لباز‪ ،‬االستثمارات العامة في الجزائر وانعكاساتها على المتغيرات االقتصادية الكلية‪-‬دراسة تقييمية للفترة الممتدة‬
‫بين ‪ ،1030-1003‬دراسات اقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،01‬املجلد ‪ ،01‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،1559 ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪48‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم‪ :01‬توزيع المبالغ حسب القطاعات للبرنامج التكميلي لدعم النمو ‪1009-1001‬‬

‫‪1%‬‬
‫‪5%‬‬
‫‪8%‬‬

‫‪46%‬‬

‫‪40%‬‬

‫تحسين الظروف المعيشية‬ ‫تطوير المنشآت األساسية‬ ‫دعم التنمية االقتصادية‬


‫تطوير الخدمات العمومية‬ ‫تطوير تكنولوجيات االتصال‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على معلومات الجدول السابق‪.‬‬

‫من خالل قراءة الجدول نالحظ أن نسبة كبيرة موجهة لتحسين اإلطار المعيش ي للسكان‪ ،‬لذا خصصت أكبر من‬
‫‪ %10‬من مخصصات هذا البرنامج لدعم التنمية البشرية من خالل إصالح المنظومة التربوية والتعليم العالي والتكوين‪،‬‬
‫توفير السكن‪ ،‬تزويد السكان بالماء والكهرباء‪ ،‬كذلك دعم التنمية االقتصادية بنسبة ‪ %9‬المتمثلة في دعم الفالحة والتنمية‬
‫الريفية والصيد البحري‪ ،‬السياحة‪ ،‬تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ .‬ومنه نستنتج أن البرنامج التكميلي لدعم النمو‬
‫سار على منحنى برنامج اإلنعاش االقتصادي‪( ،‬مكمل له)‪ ،‬نظرا للنتائج اإليجابية التي حققها البرنامج السابق‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬برنامج توطيد النمو االقتصادي ‪:1039-1030‬‬

‫‪ ‬البرنامج الخماس ي للتنمية أو برنامج االستثمارات العمومية الذي صادق عليه مجلس الوزراء في ‪ 10‬ماي ‪1060‬‬
‫يعتبر القاعدة واملحرك لرؤية وسياسة تنموية محددتين من قبل السلطات العمومية‪ ،‬كما يعتبر كبرنامج خماس ي‬
‫ثاني في مجال التنمية الشاملة خالل الفترة ‪ .1561-1565‬فحسب خطاب عبد العزيز بوتفليقة عملت الجزائر‬
‫خالل العشر سنوات على استعادة وتعزيز األمن والسلم‪ ،‬وخوض غمار المصالحة الوطنية التي تجني الجزائر‬
‫ثمارها من تحرير طاقتها لتدارك التأخر في التنمية الموروث عن أزمة اقتصادية وأمنية ومالية وبعث حركية‬
‫االستثمار والنمو من جديد‪ ،‬ولقد خصص لهذا البرنامج غالفا ماليا استثنائيا قدر ب ‪ 16.161‬مليار دج (ما يعادل‬
‫‪ 191‬مليار دوالر)‪ ،1‬ويشمل شقين هما‪:1‬‬

‫ي ‪ ،1031-1030‬بيان اجتماع مجلس الوزراء‪ ،1565 ،‬ص ص ‪.1-1‬‬ ‫‪-1‬برنامج التنمية الخماس‬
‫‪http://algerianembassy-saudi.com/PDF/quint.pdf‬‬

‫‪49‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫استكمال المشاريع الكبرى الجاري إنجازها على الخصوص في قطاعات السكة الحديدية والطرق والمياه بمبلغ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 8155‬مليار دج ما يعادل ‪ 615‬مليار دوالر‪.‬‬
‫إطالق مشاريع جديدة بمبلغ ‪ 66.011‬مليار دج ما يعادل حوالي ‪ 601‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬برنامج توطيد النمو أو البرنامج الخماس ي الثالث ‪ :0222-0222‬في ظل استكمال عملية التنمية التي عمدت الدولة‬
‫على تنفيذها مطلع ‪ 1556‬تبنت الحكومة برنامجا جديدا إلنعاش القطاعات التي الزالت في قيد اإلنجاز والعمل على‬
‫تطبيق محاوالت جديدة بإمكانها النهوض باالقتصاد الوطني وخصوصا اإلنتاجي‪ ،‬وسيتم تجسيد البرنامج العمومي‬
‫لالستثمار في الفترة ‪ 1568-1560‬بفضل احتياطي الصرف يناهز ‪ 155‬مليار دوالر وأرصدة صندوق ضبط إيرادات‬
‫قدرت ب ‪ 0155‬مليار دوالر وديون خارجية منعدمة تقريبا‪.2‬‬

‫وهدفت الجزائر من خالل برنامج توطيد النمو االقتصادي إلى تطوير مجموعة من القطاعات والفروع والجدول الموالي‬
‫يوضح ذلك‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)01‬مبالغ برنامج توطيد النمو االقتصادي خالل الفترة (‪( )1031-1030‬المبلغ‪ :‬بالملياردينار)‬

‫النسب‪%‬‬ ‫المبالغ‬ ‫املحاور‬


‫‪18.0‬‬ ‫‪61165‬‬ ‫التنمية البشرية‬
‫‪16.0‬‬ ‫‪1191‬‬ ‫المنشآت األساسية‬
‫‪9.6‬‬ ‫‪1116‬‬ ‫تحسين الخدمة العمومية‬
‫‪1.1‬‬ ‫‪0116‬‬ ‫التنمية االقتصادية‬
‫‪6.1‬‬ ‫‪115‬‬ ‫مكافحة البطالة‬
‫‪6.1‬‬ ‫‪105‬‬ ‫البحث العلمي والتكنولوجيا الجديدة لالتصال‬
‫‪655‬‬ ‫‪16115‬‬ ‫املجموع‬
‫المصدر‪ :‬عابد شريط‪ ،‬جلول ياسين بن الحاج‪ ،‬أداء االقتصاد الوطني من خالل البرامج التنموية البرنامج الخماس ي ‪1031-1030‬‬

‫نموذجا‪ ،‬مجلة االقتصاد والتنمية البشرية‪ ،‬العدد‪ ،56 :‬املجلد‪ ،51 :‬جامعة البليدة ‪ ،1‬البليدة‪ ،‬الجزائر‪ ،1560 ،‬ص ‪.81‬‬

‫ولتوضيح الجدول أكثر‪ ،‬ندرج الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫‪ -2‬ناصر بوشارب‪ ،‬راضية اسمهان خزاز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.616‬‬

‫‪50‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)09‬نسب توزيع المبالغ حسب القطاعات لبرنامج الخماس ي للتنمية خالل الفترة (‪)1031-1030‬‬

‫‪49,50%‬‬
‫‪50,00%‬‬
‫‪40,00%‬‬ ‫‪31,50%‬‬
‫‪30,00%‬‬
‫‪20,00%‬‬
‫‪8,10%‬‬ ‫‪7,60%‬‬
‫‪10,00%‬‬ ‫‪1,70%‬‬ ‫‪1,60%‬‬
‫النسب‬
‫‪0,00%‬‬
‫التنمية البشرية‬ ‫المنشآت‬ ‫تحسين الخدمة‬ ‫التنمية‬ ‫مكافحة البطالة‬ ‫البحث العلمي‬
‫األساسية‬ ‫العمومية‬ ‫االقتصادية‬ ‫والتكنولوجيا‬
‫الجديدة لالتصال‬

‫النسب‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على المعلومات السابقة‬

‫انطالقا من الجدول نالحظ أنه تم إعطاء أولية لقطاع الموارد البشرية وبناء المدارس والجامعات ومعاهد التكوين‬
‫حيث قدرت بنسبة ‪ %18.0‬من إجمالي مخصصات البرنامج بقيمة ‪ 61165‬مليار دينار جزائري‪ ،‬ليأتي بعدها قطاع المنشآت‬
‫القاعدية والذي حظي بنسبة ‪ % 16.0‬بقيمة ما يعادل ‪ 1191‬مليار دينار نظرا ألهمية هذا القطاع فهي لم تهمله وأعطته‬
‫أهمية كبيرة من أجل دعم التنمية االقتصادية وبعث النمو في البالد‪ ،‬أما مخصصات البرنامج المتبقية قد وزعت بنسب‬
‫متفاوتة نحو تحسين وتطوير الخدمات العمومية والتنمية االقتصادية والحد من البطالة‪ ،‬كما عملت على تطوير اقتصاد‬
‫المعرفة من خالل دعم البحث العلمي واستعمال وسيلة االعالم اآللي داخل المنظومة التربوية وفي المرافق العمومية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬النموذج الجديد للنمو االقتصادي)‪(2015-2030‬‬

‫أعلنت الجزائر العضو في منظمة *األوبيك* عن هذا النموذج الجديد للنمو االقتصادي حتى ‪ ،1515‬من خالل رؤية‬
‫طويلة األجل تطمح من خالله أن تصبح القوة الناشئة كنتيجة للتحول الهيكلي على مدى العقد المقبل‪.‬‬

‫مراحل النموذج الجديد للنمو االقتصادي‪ :‬يمكن تنفيذ هذا النموذج من خالل ثالثة مراحل تتمثل فيما يلي‪:1‬‬
‫‪ .6‬مرحلة اإلقالع (‪ :)1568-1561‬وهي مرحلة تسعى إلى رفع مساهمة مختلف القطاعات االقتصادية في خلق القيمة‬
‫المضافة الى المستويات المستهدفة‪.‬‬

‫‪ -1‬ذهبية لطرش‪ ،‬شافية كتاف‪ ،‬تحديات تطويرالصناعات الزراعية الغذائية الجزائرية في إطارنموذج اقتصادي جديد للنمو ‪،1010-1032‬‬
‫املجلة الجزائرية للعولمة والسياسات االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،51‬املجلد ‪ ،59‬جامعة الجزائر‪ ،1‬الجزائر‪ ،1561 ،‬ص ‪.681‬‬

‫‪51‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ .1‬مرحلة التحول (‪ :)1510-1515‬وتسمح هذه المرحلة بإنجاز قدرات استدراك االقتصاد‪ ،‬وتتمكن الجزائر خاللها‬
‫من تجسيد إمكانية اللحاق بركب االقتصاد‪.‬‬
‫‪ .3‬مرحلة االستقرار أو التقارب (‪ :)1515-1510‬وهي المرحلة التي يتمكن فيها االقتصاد الوطني من استغالل القدرات‬
‫االستدراكية التي تراكمت ومختلف المتغيرات االقتصادية وتوظيفها لصالح استقراره‪ ،‬وستتجه مختلف القطاعات‬
‫االقتصادية نحو قيمتها التوازنية‪.‬‬
‫أهداف النموذج الجديد للنمو االقتصادي‪ :‬استهدف هذا النموذج مجموعة من النقاط األساسية هي‪:1‬‬
‫مسار مستدام للناتج الداخلي الخام خارج قطاع املحروقات في حدود ‪.%1.0‬‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفاع في دخل الفرد من الناتج املحلي اإلجمالي الذي وجب مضاعفته الى ‪.%1.1‬‬ ‫‪-‬‬
‫انتقال نسبة إسهام الصناعة التحويلية في القيمة المضافة من ‪ %0.1‬في عام ‪ 1560‬إلى ‪ %65‬من الناتج املحلي‬ ‫‪-‬‬
‫اإلجمالي بحلول عام ‪.1515‬‬
‫تحديث القطاع الزراعي لتحقيق األمن الغذائي للبالد والتوجه نحو التصدير‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقليص نسبة االستهالك السنوي للطاقة إلى النصف‪ ،‬من ‪ %1‬سنويا في عام ‪ 1560‬إلى ‪ %1‬سنويا بحلول ‪.1515‬‬ ‫‪-‬‬
‫املحاور االستراتيجية للنموذج‪ :‬يتم تجميع عناصر سياسة اقتصادية جديدة قادرة على تحقيق الرؤية وفقا‬
‫لمايلي‪:2‬‬
‫‪ .3‬تحفيز إنشاء الشركات في الجزائر‪ :‬بالنسبة للجزائر‪ ،‬تبرز مالحظة الثغرة التي يجب سدها فيما يتعلق بالروتين‬
‫اإلداري والحواجز التي تواجه الشركات‪ ،‬ومن الممكن التركيز على قطاعات حاسمة معينة ستخلق الطريق‬
‫الالزم للتغير قبل الشروع في اإلصالحات المتعمقة التي تشمل‪:‬‬
‫‪ ‬إضفاء الطابع المؤسس ي على التغيير من خالل مراجعة حالة وتكوين لجنة ممارسة أنشطة األعمال‪ ،‬مع‬
‫دمج ليس فقط الممثلين المعنيين من الحكومة والقطاع الخاص بل أيضا الباحثين واالستشاريين الذين‬
‫سيقدم وجودهم الصرامة العلمية والرؤية األوسع للتنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬االستمرار في إزالة اإلجراءات ذات القيمة المضافة المنخفضة لتسريع إنشاء األعمال من خالل تبسيط‬
‫العبء اإلداري المرتبط بتحديث تكنولوجيا المعلومات لتقليل تكاليف المعامالت‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير الشركات الناشئة سواء في قطاع الخدمات أو في القطاع الصناعي وبالتالي فمن األهمية بالنسبة‬
‫للجزائر أن تستفيد إلى أقص ى حد من هذا المصدر عن طريق تنفيذ التدابير المتعلقة بإنشاء الحاضنات‬

‫‪ -1‬الجزائرتعلن رسميا تفاصيل نموذجها الجديد للنمو االقتصادي حتى ‪ ،1010‬التاريخ‪.1511-50-11 :‬‬
‫‪https://www.aa.com.tr/ar‬‬
‫‪ -2‬العديد من المراجع‪:‬‬
‫‪-‬كريمة حبيب‪ ،‬عادل زقرير‪ ،‬إشكالية تنويع االقتصاد الجزائري وإرساء النمو المستدام بين برامج اإلنعاش والرؤية الجديدة للنمو في آفاق‬
‫‪ ،1515‬مجلة البحوث االقتصادية المتقدمة‪ ،‬العدد ‪ ،51‬املجلد ‪ ،51‬جامعة الشهيد حمى لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،1569،‬ص ص ‪.611،611‬‬
‫‪-‬عبد الحكيم قلوح‪ ،‬بن إبراهيم الغالي‪ ،‬تنمية االقتصاد الجزائري بين الو اقع والمأمول (دراسة تحليلية للنموذج الجديد للنمو‬
‫‪ ،)1010/1032‬مجلة االقتصاديات المالية البنكية وإدارة األعمال‪ ،‬العدد ‪ ،56‬املجلد‪ ،58‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،1515،‬ص‬
‫ص ‪.11-08‬‬

‫‪52‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وفقا للمتطلبات الخاصة لهذا النوع من البنية التحتية‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بمرونة التشغيل ورفع بعض‬
‫العقبات اإلجرائية التي يواجهها مطورو المشاريع الناشئة‪.‬‬
‫‪ .1‬تمويل االستثمار‪ :‬لتحقيق رؤية ‪ 1515‬يتطلب تطوير االستثمارات الخاصة خارج الطاقة ثالثة محاور‪:‬‬
‫‪ ‬تطوير نظام االستثمار الوطني في المرافق العامة‪ ،‬بتحسين الكفاءة ونوعية البنى التحتية والعمل على‬
‫انتقال تمويلها إلى سوق السندات‪ ،‬وإبرام شراكات مع دول تهدف إلى االستثمار على نحو مستدام في البالد‬
‫‪ ‬استئناف إصالح النظام البنكي عن طريق جمع وإدارة مدخرات الجمهور من خالل إنشاء بريد البنك‬
‫وتحديث خدمات ومنتجات البنوك وتحسين أداء المنافسة الحقيقية‪ ،‬تعزيز إدارة التحكم في املخاطر‬
‫على البنوك‪.‬‬
‫‪ .1‬السياسة الصناعية والتنوع‪ :‬في هذا الصدد حصر هذا النموذج السياسة الصناعية في تجديد ما يتعلق‬
‫بحماية العمالة وخفض معدالت البطالة‪ ،‬بالرغم من أن هذه اإلجراءات موجودة وبصفة قاصرة عن التطبيق‬
‫الفعلي‪ ،‬لذا فإن تفعيل هذه السياسات والذهاب الى انموذج صناعي جديد يعتمد على التخصص‪ ،‬بعيدا عن‬
‫سياسة التحفيزات ذات الجدوى االقتصادية السلبية والتي تستهلك الموارد المالية العمومية دون الذهاب إلى‬
‫إرساء قواعد صناعة محلية مستدامة‪.‬‬
‫‪ .1‬ترسيخ التنمية الصناعية‪ :‬وذلك عن طريق إعادة تنظيم األراض ي الصناعية واندماجها من خالل مراجعة‬
‫إدارة الملكية الصناعية‪ ،‬التجمع التدريجي لجميع األراض ي الصناعية تحت رعاية الوكالة الوطنية للوساطة‬
‫والضبط العقاري‪ ،‬استحداث بعثات في مجال إدارة األراض ي الصناعية بالتعاون بين وزارة الصناعة‬
‫والقطاعات األخرى المعنية باالستثمار‪.‬‬
‫‪ .1‬ضمان أمن وتنويع الموارد الطاقوية‪ :‬في هذا املجال قامت الجزائر بجهود كبيرة أهمها البرنامج الوطني للطاقة‬
‫المتجددة في الجزائر ‪ 1515-1566‬كإستراتيجية إلنجاز ‪ 15‬محطة شمسية كهروضوئية وحرارية وحقول‬
‫لطاقة الرياح ومحطات مختلفة‪ ،‬لكن ضعف التحكم التكنولوجي واالبتكار ونقص الخبرة حال دون تقدم‬
‫وتجسيد العديد من المشاريع‪ ،‬لذلك فإن تجسيد الشراكة األجنبية أمر البد منه‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم برامج االنعاش االقتصادي‪.‬‬

‫إن تقييمنا لسياسة االنعاش االقتصادي سيتم من خالل تحديد أهم النتائج اإليجابية والسلبية التي خلفتها بالنسبة‬
‫ملختلف القطاعات‪:1‬‬

‫‪ -‬لعبت برامج االنعاش االقتصادي التي تبنتها الجزائر دورا هاما في دعم القطاعات األخرى خارج قطاع املحروقات‪ ،‬فقد‬
‫كانت لها نتائج إيجابية سواء برامج تحسين مستوى المعيشة الذي مس السكنات‪ ،‬الصحة العمومية‪ ،‬التعليم‪ ،‬التزويد‬

‫‪ -1‬عبد المالك بوركوة‪ ،‬العيد صوفان‪ ،‬تقييم االستثمارات العامة في الجزائر ودورها في تحقيق ظاهرة تكامل اإلنتاج خالل الفترة ‪-0222‬‬
‫‪ ،1031‬مجلة نماء لالقتصاد والتجارة‪ ،‬العدد‪ ،1561 ،56‬ص ص‪.08-00‬‬

‫‪53‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫بالمياه‪ ....‬الخ‪ ،‬أو برامج تطوير المنشآت األساسية كالنقل‪ ،‬الموانئ‪ ،‬السكك الحديدة‪ ....‬الخ‪ ،‬أو برامج دعم التنمية‬
‫االقتصادية كالفالحة‪ ،‬التنمية الريفية‪ ،‬السياحة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬الصيد البحري‪ ....‬الخ‪ ،‬باإلضافة إلى تطوير الخدمة العمومية‬
‫وتحديثها كاإلعالم‪ ،‬العدالة‪ ،‬البريد واالتصاالت‪...‬الخ‪.‬‬

‫بالنسبة لبرنامج دعم النمو االقتصادي (املخطط الخماس ي األول) ورغم إنجازاته فيما يخص السكن‪ ،‬دعم‬
‫األنشطة االنتاجية ومشاريع البنية التحتية وكل هذا يدخل في إطار بعث حركية واستمرارية للنمو إال أنه هناك جملة من‬
‫المآخذ على تطبيق هذا البرنامج أهمها التأخر الكبير في إنجاز المشاريع ال سيما المشاريع الهيكلية (ميترو الجزائر‪ ،‬ترامواي‪،‬‬
‫الطريق السيار‪ ،‬السدود‪ ....‬الخ)‪ ،‬هذا التأخر ترتب عليه ارتفاع في التكاليف‪ ،‬حيث قدرت مبالغ إعادة التقييم لبرنامج دعم‬
‫النمو االقتصادي حوالي ‪05‬مليار دوالر‪.‬‬

‫وعليه فإنه رغم االنجازات املحققة من برامج التنمية المتبناة خالل العشرية األخيرة‪ ،‬وعلى وجه الخصوص في‬
‫مشاريع البنية األساسية ومشاريع تحسين المستوى المعيش ي لألفراد‪ ،‬تبقى هذه البرامج بعيدة نوعا ما على تحقيق أهداف‬
‫اقتصادية محددة‪ ،‬بل يمكن القول أن برنامج اإلنعاش االقتصادي (‪ )1551-1555‬وبرنامج دعم النمو األول (‪-1550‬‬
‫‪ )1558‬قد عجزا على دفع النمو االقتصادي خارج قطاع املحروقات أو تحقيق نوع من التكامل بين القطاعات االقتصادية‪،‬‬
‫وبالتالي العجز عن تحقيق تنويع اقتصادي‪.‬‬

‫أما بالنسبة للنموذج الجديد للنمو االقتصادي فقد وضع أهداف طموحة واستراتيجية مغايرة لبرنامج االنعاش‬
‫االقتصادي‪ ،‬حيث ركز على خلق القيمة المضافة وتقييم الجدوى االقتصادية للمشاريع‪ ،‬إصالح القطاع المصرفي وخلق‬
‫موارد جديدة للتمويل‪ ،‬كما اهتم بالموارد البشرية والبحث العلمي وربطها باالقتصاد‪ ،‬اضافة الى ذلك أولى اهتماما كبيرا‬
‫بالتحول الطاقوي النظيف وكفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬وعليه يمكن القول بأن هذا النموذج يمكن أن يصبح نهجا جيدا‬
‫للتحول االقتصادي السريع شريطة االلتزام باألهداف المسطرة‪ ،‬ومحاربة مختلف العراقيل البيروقراطية‪ ،‬وفتح املجال أمام‬
‫الكفاءات لتحقيق ذلك‪.1‬‬

‫‪ -1‬ذهبية لطرش‪ ،‬شافية كتاف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪54‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الشركات الناشئة بالجزائرومساهمتها في اإلنعاش االقتصادي‪.‬‬

‫خالل السنوات األخيرة‪ ،‬أولت الجزائر أهمية بالغة للشركات الناشئة‪ ،‬نظرا ألنها تعد من أفضل آليات اإلنعاش‬
‫االقتصادي فهي تساهم في تنويع االقتصاد وتخلق العديد من فرص العمل للشباب وترفع مستويات االنتاج والعائدات‪ ،‬إال‬
‫أن هذا النوع من الشركات الناشئة يواجه العديد من الصعوبات نظرا لحداثة عهده في الجزائر‪ ،‬فقد رسمت الحكومة مؤخرا‬
‫نماذج وسنت قوانين تدعم هذه الشركات للنهوض باالقتصاد الوطني ودفع عجلة التنمية بعيدا عن مداخيل الريع البترولي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الشركات الناشئة في الجزائر‬

‫سنتطرق في هذا المطلب إلى كل من القانون التأسيس ي للشركات الناشئة‪ ،‬وواقعها في الجزائر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬القانون التأسيس ي للشركات الناشئة بالجزائر‪.‬‬

‫بغية وضع إطار قانوني تنظيمي ووظيفي للشركات الناشئة تعمل الوزارة المنتدبة لدى الوزير األول المكلفة‬
‫باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة‪ ،‬على وضع خارطة لدعم وتمويل هذه المؤسسات لتتمكن من لعب دور هام‬
‫باالقتصاد‪ ،‬وذلك بإشراك البورصة ورأس المال االستثماري وتطبيق آليات إعفاء ضريبي شبه كلي للتخلص من تبعية‬
‫االقتصاد الوطني لقطاع املحروقات‪.‬‬

‫حيث أدرجت أحكام في مشروع قانون المالية لسنة ‪ 1515‬تتضمن إعفاء للشركات الشبانية واستثمارات الشباب‬
‫الحامل للمشاريع من الضرائب والرسوم الجمركية في مرحلة االستغالل مع إقرار تحفيزات وتسهيل وصولهم إلى العقار‬
‫لتوسيع مشاريعهم‪ ،‬كذلك تسهيل تسجيل الشركات الناشئة في السجل التجاري وإعفاءها من شرط إثبات امتالكها لمقر‬
‫النشاط‪.1‬‬

‫أعلنت الحكومة في ‪ 1515/51/15‬عن قرارات جديدة لتنفيذ استراتيجية تطوير الشركات الناشئة وطرق تمويلها‬
‫على رأسها إنشاء صندوق استثماري لدعمها‪.2‬‬

‫وأعلن الوزير األول عن اتخاذ قرارات لتجسيد هذه اإلستراتيجية‪ .‬تتمثل في‪:3‬‬

‫‪ ‬إنشاء صندوق استثماري مخصص لتمويل ودعم الشركات الناشئة‪.‬‬


‫‪ ‬إنشاء مجلس أعلى لالبتكار والذي سيكون حجر الزاوية للتوجه االستراتيجي في مجال تثمين األفكار والمبادرات‬
‫المبتكرة واإلمكانات الوطنية للبحث العلمي‪ ،‬في خدمة تنمية اقتصاد المعرفة‪.‬‬

‫‪ -1‬مشروع قانون المالية‪ ،‬إعفاء المؤسسات من كل الضرائب والرسوم‪. https://www.aps.dz/ar/economie/76369-2020 ،1515 ،‬‬
‫‪ -2‬فاطمة الزهراء عراب‪ ،‬خضرة صديقي‪ ،‬دور الدولة في دعم المؤسسات الناشئة بالجزائر الجديدة‪-‬دراسة في قرار انشاء صندوق تمويل‬
‫المؤسسات الناشئة‪ ،-‬حوليات جامعة بشار في العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،56‬املجلد‪ ،59‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،1516،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص‪.11.11‬‬

‫‪55‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬وضع اإلطار القانوني الذي يحدد مفاهيم الشركات الناشئة والحاضنات وكذا المصطلحات الخاصة بالنظام البيئي‬
‫القتصاد المعرفة‪ ،‬من أجل تسهيل إجراءات إنشاء هذه الكيانات‪ ،‬عالوة على عملية إعداد النصوص التنظيمية‬
‫ذات الصلة‪ ،‬التي ستفض ي إلى مراجعة النصوص الموجودة من أجل تكييف آليات التمويل مع دورة نمو الشركات‬
‫الناشئة‪.‬‬
‫‪ ‬تحويل الوكالة الوطنية لترقية الحضائر التكنولوجية وتطويرها (‪ ،)ANPT‬إلى وزارة المؤسسات الصغيرة‬
‫والشركات الناشئة واقتصاد المعرفة‬
‫‪ ‬تحويل قطب االمتياز الجهوي التكنولوجي (‪ )HUB‬للشركات الناشئة‪ ،‬الذي يجري إنجازه من قبل شركة‬
‫(سوناطراك) على مستوى حديقة الرياح الكبرى "دنيا بارك"‪ ،‬إلى وزارة المؤسسات الصغيرة والشركات الناشئة‬
‫واقتصاد المعرفة‪.‬‬
‫‪ ‬تمكين حاملي المشاريع المبتكرة والشركات الناشئة‪ ،‬من االستفادة من المساحات المتاحة داخل الشركات التابعة‬
‫لقطاعي الشباب والتكوين المنهي على المستوى الوطني‪.‬‬
‫‪ ‬تهيئة الجماعات املحلية لمساحات مخصصة للشركات الناشئة مع إعطاء األولوية للمناطق التي تتوفر فيها‬
‫إمكانيات كبيرة من حاملي المشاريع المبتكرة‪ ،‬السيما واليات بشار ورقلة‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬وهران‪ ،‬تلمسان‪ ،‬سطيف‪،‬‬
‫وباتنة‪ ،‬قبل توسيع هذا المسعى إلى كامل التراب الوطني‪.‬‬
‫‪ ‬وأخيرا‪ ،‬من أجل ضمان التآزر المشترك ما بين القطاعات لتنفيذ إستراتيجية تطوير الشركات الناشئة‪ ،‬يكلف‬
‫السيد وزير المؤسسات الصغيرة والشركات الناشئة واقتصاد المعرفة‪ ،‬بالسهر على ضبط المساهمات التي‬
‫تقدمها جميع القطاعات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬و اقع الشركات الناشئة في الجزائر‬

‫يعتبر موضوع الشركات الناشئة من أكثر المواضيع التي يسلط عليها الضوء في بيئة األعمال الجزائرية مؤخرا‪،‬‬
‫وتجدر االشارة أن الجزائر تأخرت قليال في إطال ق هذا النوع من المشاريع‪ ،‬خاصة في ظل التأخر التكنولوجي على مختلف‬
‫األصعدة‪ ،‬باإلضافة إلى ضعف اإلنفاق الحكومي على البحث العلمي والتطوير الذي لم يتجاوز ‪ %7‬من إجمالي الناتج املحلي‬
‫محتلة بذلك المرتبة ‪ 11‬على المستوى العالمي‪.1‬‬ ‫سنة‪1561‬‬

‫بالنسبة للجزائر وبالرغم من وجود بعض المبادرات املحدودة في إنشاء شركات ناشئة‪ ،‬إال أنه ولحد اآلن ال توجد‬
‫تجربة رائدة‪ ،‬كما يالحظ أن أغلب الشركات الناشئة تنشط في مجال التسويق االلكتروني‪ ،‬كما أنها مجرد محاكاة لتجارب‬
‫سابقة في العالم‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة ألنجح الشركات الناشئة على المستوى الوطني‪ ،‬شركة واد‬

‫‪ -1‬عائشة بنو جعفر‪ ،‬ابراهيم شاال‪ ،‬أحمد طبوش‪ ،‬المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ :‬الو اقع والتحديات‪ -‬مع االشارة الى التجارب الرائدة في‬
‫العالم العربي‪ ،-‬حوليات جامعة بشار في العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،56‬املجلد ‪ ،59‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،1515 ،‬ص‪.81‬‬

‫‪56‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫كنيس )‪(ouedkniss.com‬وهو موقع الكتروني مخصص لإلعالنات تم إطالقه سنة ‪ ،1551‬وهو عبارة عن إعادة لفكرة تم‬
‫تطبيقها في فرنسا ‪.(leboncoin.fr)1‬‬

‫وحسب موقع ‪Startup Ranking‬المتخصص في اكتشاف الشركات الناشئة من جميع أنحاء العالم‪ ،‬فإن ترتيب‬
‫الشركات الناشئة األكثر رواجا في الجزائر كما يلي‪:2‬‬

‫‪ ‬احتل موقع ‪ Siamois QCM‬المرتبة األولى‪ :‬وهو عبارة عن منصة تدريب إلكترونية لطالب الطب الجزائريين‪ ،‬فهي‬
‫تتيح لهم توفير الكثير من الوقت والمال‪ ،‬ولكن قبل كل ش يء تساعدهم على أن يكونوا أكثر تنظيما في عملهم‪.‬‬
‫‪ ‬أما المرتبة الثانية‪ :‬فقد عادت لموقع ‪ Batolis‬وهو موقع بيع إلكتروني جزائري ‪%600‬تم إنشاؤه في ‪ 1062‬بواسطة‬
‫‪.SARL MAMS BROS‬‬
‫‪ ‬وعادت المرتبة الثالثة لـ ‪Sekoir‬ـ وهي عبارة عن منصة لتبادل األموال‪ ،‬تركز على توفير حلول لتحويل أموال آمنة‬
‫ومأمونة‪ ،‬وجلب تحويل األموال إلى أصولها من نظير إلى نظير‪.‬‬
‫‪ ‬أما المرتبة الرابعة فكانت من نصيب ‪ YASSIR‬حيث تم إنشاؤها لبناء عالقات مفيدة بين مقدمي الخدمات‬
‫وعمالئهم املحتملين في مختلف املجاالت‪ ،‬من النقل والصحة واألغذية والخدمات اللوجستية‪ .....‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ ‬وعادت المرتبة الخامسة إلى ‪ Zawwali‬وهو تطبيق يمكن من ربط المستخدمين ببائعي التجزئة بأفضل سعر‪،‬‬
‫حيث يوفر فهرسا غنيا بالمراجع والخدمات العالية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬متطلبات إنشاء الشركات الناشئة في الجزائر وأسباب فشلها‬

‫من أهم متطلبات إنشاء الشركات الناشئة في الجزائر ما يلي‪:3‬‬

‫‪ ‬البد من الدولة أن تتحمل كافة املخاطر في حالة فشل مشاريع الشركات الناشئة بعد التدقيق في وضعياتها‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء صندوق مرافق بأطر قانونية جديدة ومناسبة إلبعاد الشركات الناشئة عن البيروقراطية والبنوك ألن هذا‬
‫يثبط عزيمة الشباب حاملي المشاريع‪،‬‬
‫‪ ‬إنشاء صندوق تمويل الشركات الناشئة في إطار التحديات المؤسسة على اقتصاد المعرفة لدعم االقتصاد‬
‫بمداخيل جديدة خارج قطاع املحروقات‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم إعفاءات ضريبية جديدة لفائدة الشركات الناشئة‪ ،‬وتسهيالت لالستفادة من العقار إلنشاء الحاضنات‬
‫والمسرعات‪.‬‬

‫‪ -1‬شريفة بالشعور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.111‬‬


‫‪2‬‬
‫(‪- https://www.startupranking.com/top/algeria consulté(21 mais 2022‬‬
‫خالل الملتقى السنوي للمؤسسات الناشئة‪http://edd-dz.net/35159.htm ،‬‬ ‫‪ -3‬ملخص تصريحات رئيس الجمهورية اليوم‬
‫(‪.)1515/50/61‬‬

‫‪57‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬ينبغي على أصحاب الشركات الناشئة االنفتاح على محيطهم للتكيف مع التكنولوجيات الحديثة والتخصصات‬
‫الدقيقة‪.‬‬
‫‪ ‬رفع تحدي التغيير واالنفتاح على األسواق الدولية‪ ،‬واالستغالل األمثل للشركات الناشئة واإليمان بمقدرات نجاحها‪.‬‬

‫ويصعب على الشركة الناشئة تحديد نقاط قوتها وضعفها في بدايات نشاطها وبالتالي كسب ميزة تنافسية في مجالها ليس‬
‫باألمر الهين خاصة وأن السوق غالبا ما يكون لديه قادته الذي يديرونه من موردين ومنتجين‪ ،‬وحتى المستهلك من الصعب‬
‫جذبه نحو استهالك منتج جديد أو استعمال عالمة جديدة‪ ،‬وهو ما سيخلق تحديات أمام هذه الشركة وعراقي تحول دون‬
‫السماح لها بالتوسع وبالتالي إمكانية إفالسها‪ ،‬ومن األسباب التي قد تؤدي إلى فشلها نذكر‪:1‬‬

‫‪ ‬إهمال دراسة الجدوى إذا كانت دراسة جدوى المشروع وعوائده المتوقعة وتكاليفه ومخاطره مبنية على معلومات‬
‫غير دقيقة وتتسم بالعمومية سيجعلها في األجل القريب مهددة بصرف الكثير من األموال والجهد والوقت دون رقابة‬
‫أو مراعاة ملحدودية قدراتها‪.‬‬
‫‪ ‬عدم دراسة السوق وإجراء تحليل المستهلك إن كان فعال يحتاج هذا المنتج أو الخدمة المنافس وموقعه في‬
‫الموردين ومدى تعاونهم وتحليل البيئة العامة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم التركيز على هدف محدد ورؤى واضحة لمستقبل الشركة واستراتيجيتها التي ستتبناها في المراحل التالية من‬
‫فترة حياتها‪.‬‬
‫‪ ‬االعتماد على صيغ تمويل خاطئة كالقروض قصيرة األجل أو صيغ تمويل ال تصل فيها نسبة صاحب المشروع‬
‫أحيانا إلى‪ %65‬كما الحال في حالة القرض المصغر‪.‬‬
‫‪ ‬عدم وجود الحافز والحماس للمض ي في المشروع في ظل تشكيل فريق عمل يسوده الصراع‪.‬‬
‫‪ ‬نقص االستشارة المتخصصة وهيئات المرافقة والتأهيل الحكومية منها والخاصة‪.‬‬
‫‪ ‬العوائق اللوجستية أمام الراغبين في التصدير كما يحدث للفائض من المنتجات الزراعية في الجنوب‪.‬‬
‫‪ ‬فكرة المنتج قد تكون متقدمة ولم تتميز بأي إضافة أو قيمة للمستهلك أو عدم تطويرها بعد إطالقها واالكتفاء‬
‫بمداخيلها األولية التي سرعان ما تتراجع مع وجود منافسة وبدائل‪.‬‬
‫‪ ‬الهيكل التنظيمي يتسم بالركود اإلبداعي وال يحدث هندسة للمورد البشري دوريا لتحسين أدائه ورفع كفاءته‪.‬‬

‫وللوقوف على بيئة عمل الشركات الناشئة في الجزائر‪ ،‬يكفي إلقاء الضوء على رتبة الجزائر عربيا وعالميا في مؤشر ريادة‬
‫األعمال ومؤسسات التنمية‪ ،‬حيث يشير الجدول الموالي إلى ذلك‪:‬‬

‫‪ - 1‬مروى رمضاني‪ ،‬كريمة بوقرة‪ ،‬تحديات المؤسسات الناشئة في الجزائر‪(-‬نماذج لشركات ناشئة ناجحة عربيا)‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.190‬‬

‫‪58‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)01‬ترتيب الدول العربية في تقريرممارسة األعمال ‪.1010‬‬

‫الترتيب العالمي‬ ‫الترتيب العالمي‬ ‫الدولة‬


‫‪1569‬‬ ‫‪1568‬‬

‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬ ‫االمارات‬


‫‪21‬‬ ‫‪11‬‬ ‫البحرين‬
‫‪20‬‬ ‫‪11‬‬ ‫المغرب‬
‫‪91‬‬ ‫‪21‬‬ ‫السعودية‬
‫‪01‬‬ ‫‪21‬‬ ‫سلطنة عمان‬
‫‪301‬‬ ‫‪01‬‬ ‫األردن‬
‫‪11‬‬ ‫‪00‬‬ ‫قطر‬
‫‪10‬‬ ‫‪01‬‬ ‫تونس‬
‫‪90‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الكويت‬
‫‪99‬‬ ‫‪331‬‬ ‫جيبوتي‬
‫‪310‬‬ ‫‪331‬‬ ‫مصر‬
‫‪311‬‬ ‫‪311‬‬ ‫لبنان‬
‫‪310‬‬ ‫‪310‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪321‬‬ ‫‪303‬‬ ‫السودان‬
‫‪303‬‬ ‫‪301‬‬ ‫العراق‬
‫‪309‬‬ ‫‪302‬‬ ‫سوريا‬
‫‪312‬‬ ‫‪312‬‬ ‫ليبيا‬
‫‪310‬‬ ‫‪310‬‬ ‫اليمن‬
‫‪390‬‬ ‫‪390‬‬ ‫الصومال‬
‫المصدر‪ :‬الدول العربية‪...‬وتقرير ممارسة األعمال ‪ ،1010‬االقتصاد اليوم‪68 ،‬ديسمبر‪.‬‬

‫‪http://www.economy-today.com.2019 consulté (27/05/2022).‬‬

‫ولتوضيح الدول أكثر ندرج الشكل الموالي‪:‬‬

‫‪59‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)30‬ترتيب الدول العربية في تقريرممارسة األعمال ‪.1010‬‬

‫‪200‬‬
‫‪180‬‬
‫‪160‬‬
‫‪140‬‬
‫‪120‬‬
‫‪100‬‬
‫الترتيب العالمي ‪2019‬‬
‫‪80‬‬
‫الترتيب العالمي ‪2018‬‬
‫‪60‬‬
‫‪40‬‬
‫‪20‬‬
‫‪0‬‬
‫المغرب‬

‫مصر‬
‫سلطنة عمان‬

‫الكويت‬

‫لبنان‬

‫سوريا‬
‫السعودية‬

‫األردن‬

‫تونس‬

‫الصومال‬
‫ليبيا‬
‫االمارات‬

‫قطر‬

‫العراق‬

‫اليمن‬
‫البحرين‬

‫الجزائر‬
‫السودان‬
‫جيبوتي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على معطيات الجدول السابق‪.‬‬

‫مما سبق نجد أن الجزائر في تقرير ممارسة األعمال ‪ ،1515‬من بين الدول التي حافظت على ترتيبها دون تغيير‬
‫محتلة بذلك المرتبة ‪601‬عالميا عام ‪ 1569‬و‪ 1568‬على التوالي‪ ،‬وهذا راجع إلى نقص تكوين لجنة ممارسة األعمال الذين‬
‫يفتقدون للرؤية األوسع للتنمية االقتصادية‪ ،‬كذلك عدم اتخاذ الجزائر للتدابير واإلصالحات الالزمة في مجال األعمال‬
‫ونشاط المقاوالت‪ ،‬وعدم تطوير اإلطارين القانوني والتنظيمي لألعمال‪ ،‬إضافة إلى تعقيد االجراءات اإلدارية الخاصة ببدء‬
‫األعمال خاصة في املجاالت التالية‪ :‬بدء النشاط التجاري‪ ،‬الحصول على الكهرباء‪ ،‬حماية المستثمرين األقلية‪ ،‬ودفع‬
‫الضرائب‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التأثيراالقتصادي للشركات الناشئة في الجزائر‪.‬‬

‫أمام االنسحاب الجزئي للدولة من املجال االقتصادي‪ ،‬فكرت السلطات الجزائرية في نموذج اقتصادي جديد بغية‬
‫توفير فرص عمل جديدة‪ ،‬وتحقيق زيادة متنامية في حجم االستثمار‪ ،‬وتعظيم القيمة المضافة‪ ،‬وزيادة حجم المبيعات‪،‬‬
‫باعتبارها منبعا للحلول الذكية والمبتكرة لفائدة التنمية الوطنية‪ ،‬إذ تعد من أفضل وسائل االنعاش االقتصادي نظرا‬
‫لسهولة إنشائها ومرونتها التي تجعلها قادرة على الجمع بين التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫إن أهم ما توفره المؤسسات الناشئة إلنعاش االقتصاد الوطني ما يلي‪:1‬‬

‫‪ -1‬جليلة بن عالية‪ ،‬دور المؤسسات الناشئة في التنمية االقتصادية‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية‪ ،‬العدد‪ ،56‬املجلد‪ ،59‬جامعة احمد بوقرة‪،‬‬
‫بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،1511 ،‬ص‪.611-681‬‬

‫‪60‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ .3‬خلق الثروة‪:‬‬

‫إن الشركة الناشئة في الجزائر قادرة على خلق الثروة على غرار ما وصلت إليه اليوم العديد من بلدان العالم‪ ،‬إذ‬
‫تمكنت من توفير عائدات كبيرة‪ ،‬كما تساعد على زيادة الدخل الوطني خالل مدة قصيرة نسبيا نظرا لسهولة إنشائها‪ ،‬ففترة‬
‫اإلنشاء قصيرة مقارنة بالشركات الكبيرة وبذلك يكون دخولها بشكل أسرع في الدورة اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪ .1‬خلق مواطن شغل جديدة‪:‬‬

‫تساهم الشركة الناشئة في تطوير التشغيل الذاتي وتشجيع االستثمار وهذا بسبب اعتمادها على رأس مال محدود‬
‫لبداية النشاط إذ بإمكانها خلق مواطن شغل جديدة وتخفيض نسبة البطالة‪ ،‬إضافة إلى الحد من موجة هجرة األدمغة‪ ،‬كما‬
‫تساهم في القضاء على نظرية التواكل وتدفع على خلق وتنمية روح المبادرة الفردية واالبداعية لدى الشباب‪.‬‬

‫فالشركة الناشئة تعمل على تنمية المبدعين والرياديين‪ ،‬فقد لوحظ أنه من خالل هذه المشاريع قد ظهرت العديد‬
‫من االختراعات وذلك لوجود بيئة تساعد في ذلك‪ ،‬وهو األمر الذي يفتقد في المشاريع الكبيرة‪ ،‬لذلك تعد الشركة الناشئة‬
‫استراتيجية للبناء واملحافظة على رأسمال الفكري‪ ،‬والحد قدر اإلمكان من هجرته من جهة‪ ،‬وحل الكثير من المشاكل التي‬
‫يعاني منها الشباب من جهة أخرى ويظهر ذلك من خالل القضاء على الفقر‪ ،‬توفير الفرص والمكافآت العادلة‪ ،‬إنشاء‬
‫وظائف‪ ،‬توفير الفرص للموظفين المباشرين‪.‬‬

‫‪ .1‬تحقيق التنمية المستدامة‪:‬‬

‫تعتبر المشاريع الناشئة من املحركات الرئيسية لإلنعاش االقتصادي‪ ،‬وأهم دعائم ضمان التنمية المستدامة‪ ،‬وقد‬
‫أصبح االهتمام بها في دول العالم باختالف مستوى تطورها‪ ،‬يأخذ حيزا أكثر أهمية مع مرور الوقت‪ ،‬حيث رسخت القناعة إلى‬
‫ضرورة تشجيع المنشآت الصغيرة واستخدامها كأداة لتحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية المسطرة في أي بلد بعد أن‬
‫كان االهتمام ينصب على الشركات الكبيرة والمركبات الضخمة واألقطاب الصناعية‪ .‬فالجزائر بحاجة إلى تحول اقتصادي‬
‫جذري‪ ،‬وتعد الشركات الناشئة األداة التي تفض ي إلى إحداث تحول اقتصادي جذري‪ ،‬فالشركات الناشئة تخلق منتجات‬
‫ونماذج أعمال جديدة مبنية على االبتكار فيؤدي نجاحها إلى التحسين في نوعية الحياة وتعزيز التنمية المستدامة‪.‬‬

‫ويمكن للشركات الناشئة المساهمة في تنمية االقتصاد الوطني من خالل عدة قنوات رئيسية منها‪:1‬‬

‫‪ ‬المساهمة في تنويع مصادر الدخل من خالل إنتاج السلع البديلة للواردات‪ ،‬وإمداد المشروعات الكبيرة بما‬
‫تحتاجه من مدخالت إنتاج‪ ،‬إضافة إلى أنها تدعم مساهمة القطاع الخاص في الناتج املحلي اإلجمالي‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد شقرون‪ ،‬دور المشاريع الصغيرة في التنمية االقتصادية واالجتماعية ومحاربة الفقر في الجزائر‪-‬حالة مشاريع القطاع الزراعي‪-‬‬
‫‪،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة جياللي اليابس‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،‬الجزائر‪ ،1516،‬ص‬
‫ص‪.119 ،111‬‬

‫‪61‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬تشكل نواة للمشاريع الكبيرة‪.‬‬


‫‪ ‬تعتبر موقعا مهما لتنمية مهارات الرياديين الضرورية لنمو أي اقتصاد معاصر‪ ،‬فاالقتصاد الذي تهيمن عليه‬
‫الشركات الكبيرة والبيروقراطية ال يوفر فرصا كهذه‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في توفير فرص العمل للمواطنين ففي ظل الزيادة المطردة في أعداد الخريجين من الجامعات والمعاهد‬
‫والكليات التقنية‪ ،‬وفي ظل انحسار فرص العمل في الدوائر الحكومية‪ ،‬أصبح من الضروري البحث عن قنوات‬
‫تستوعب هؤالء الخريجين‪.‬‬
‫‪ ‬تساعد على زيادة الدخل الوطني خالل فترة قصيرة نسبيا‪ ،‬ألن إنشاء هذه الشركات يتم خالل فترة أقل مقارنة مع‬
‫المشاريع الكبيرة وبالتالي فهي تدخل في دورة االنتاج بشكل أسرع‪.‬‬
‫‪ ‬إمكانية تأثير هذه الشركات على بعض المتغيرات االقتصادية‪ ،‬من خالل المساهمة في الناتج املحلي اإلجمالي‪ ،‬وفي‬
‫تعبئة المدخرات الوطنية فنظرا لصغر متطلباتها االستثمارية وبساطة تقنيات اإلنتاج فإن هذه الشركات قد تكون‬
‫أكثر كفاءة في تعبئة وتوظيف المدخرات‪ ،‬وزيادة حجم االستثمارات املحلية‪ ،‬ودعم القيمة المضافة‪ ،‬وبالتالي‬
‫تحسين الميزان التجاري عن طريق المساهمة في خفض الواردات وزيادة الصادرات‪،‬‬
‫‪ ‬تقدم منتجات وخدمات جديدة باعتبارها مصدر لألفكار الجديدة واالبتكارات الحديثة بحيث تقوم بإنتاج السلع‬
‫والخدمات المبتكرة‪.‬‬

‫ولقد أقرت الحكومة في مخطط عملها من أجل تطبيق برنامج السيد رئيس الجمهورية‪ ،‬حيزا هاما لوضع أسس تطوير‬
‫الشركات الناشئة وتفعيل دورها للمساهمة في تحقيق اإلنعاش االقتصادي من خالل مجموعة من اإلجراءات أهمها‪:1‬‬

‫أوال‪ :‬وضع اإلطار التنظيمي لالبتكار وتدعيمه وكذا وسائط الدفع االلكتروني ومراجعة اإلطار التشريعي للتجارة االلكترونية‪،‬‬
‫حيث يتم حاليا استكمال مراجعة القانون التجاري‪ ،‬بما يجعله أكثر مرونة مع الشركات الناشئة وهو حاليا قيد الدراسة على‬
‫مستوى البرلمان‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تبسيط وتسهيل إجراءات إنشاء الشركات الناشئة وغيرها من نشاطات المستثمرين المبتدئين‪ ،‬حيث تم إصدار‬
‫العديد من النصوص التنظيمية والتطبيقية‪ ،‬مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الشركات الناشئة والمشاريع المبتكرة التي‬
‫تحصلت على عالمة ‪ label‬وتحفيزات ضريبية‪ ،‬بلغت أكثر من ‪ 720‬مؤسسة ناشئة خالل سنة ونصف األخيرة‪ ،‬ونحن نتطلع‬
‫إلى مضاعفة هذا العدد‪.‬‬

‫كما نأمل في مضاعفة عدد الحاضنات‪ ،‬الذي يبلغ حاليا أكثر من ‪ 39‬حاضنة تحصلت على عالمة ‪ label‬والعديد منها‬
‫قيد الدراسة‪ ،‬خاصة بعد التقدم في وضع النظام البيئي المالئم والمشجع على إنشائها السيما في الوسط الجامعي‪ ،‬الذي يعد‬
‫البيئة األكثر مالئمة والذي يحص ي أزيد من ‪6100‬مخبر بحث و‪00000‬أستاذ باحث و‪ 1100‬باحث دائم‪.‬‬

‫‪ - 1‬كلمة الوزيراألول بمناسبة الطبعة الثانية للمؤتمرالوطني للشركات الناشئة‪0 ،‬مارس‪.1511‬‬


‫‪http://www.premier-ministre.gov.dz/ar/premier-ministre/activites/com-discours-05-03-2022-‬‬
‫‪ar.html?fbclid=IwAR2gzfd6iT65GNraSlKO8wcJSjcm7RMrJu_3cNiZFngbVAi-bqwLTI7h9eU‬‬

‫‪62‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬مواصلة العمل على تحسين مناخ األعمال وتبسيط إجراءات العمل االستثماري‪ ،‬من خالل تسريع وتيرة الرقمنة‬
‫الشاملة للمعامالت اإلدارية‪ ،‬خاصة تلك التي لها عالقة مباشرة بتحسين نوعية الخدمات العمومية المقدمة لمواطناتنا‬
‫ومواطنينا‪ ،‬باإلضافة إلى تعزيز خدمات التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬تحديات الشركات الناشئة‪ ،‬ومستقبلها في الجزائر‪.‬‬

‫نظرا لحداثة تطبيق فكرة الشركات الناشئة بالجزائر‪ ،‬فإن هذه األخيرة تواجه عدة تحديات أدت إلى ضرورة تحرك‬
‫السلطات الحكومية من أجل تقديم حلول بناءة لدعم هذه الشركات ومحاربة العراقيل التي قد تواجهها مستقبال‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التحديات التي تواجهها الشركات الناشئة في الجزائر‪.‬‬

‫تعاني الشركات الناشئة في الجزائر جملة من النقائص وتواجه تحديات تقف حائال أمام تطورها والمتمثلة فيما يلي‪:1‬‬

‫‪ ‬تحديات الثقافة والوعي‪:‬‬


‫‪ ‬إشكالية خلق الوعي في األسواق حيث تفشل الشركات الناشئة بسبب عدم االنتباه إلى القيود في األسواق‬
‫فتزيد حدة الصعوبات عند طرح منتوج جديد منفرد قد يتعرض إلخفاق سوقي‪ ،‬فضال عن حساسية‬
‫المستهلكين الجزائريين لألسعار‪ ،‬وعدم استعدادهم للدفع مقابل المنتوجات والخدمات رغم أنها تطلبت‬
‫إبداعا‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للعديد من طالبي العمل فإن االنضمام إلى شركة ناشئة ليس بالخيار الوظيفي الجذاب‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب الخطر الكامن في فشل الشركة الناشئة‪ ،‬فالغالبية تفضل العمل لصالح الشركات الكبرى‪ ،‬التي‬
‫تعد بوظائف أكثر استقرارا‪.‬‬
‫‪ ‬األفراد غالبا ما يكونوا غير واعين بكيفية مساهمة الشركات الناشئة في إنعاش االقتصاد الوطني‪ ،‬وتوليد‬
‫فرص العمل والمساهمة في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬التحديات المالية‪:‬‬
‫‪ ‬يعد الحصول على التمويل الكافي لدعم الشركات الناشئة خالل مختلف مراحل دورة حياتها‪ ،‬أكبر تحدي‬
‫يواجه رواد األعمال‪ ،‬فبناء شركة من الصفر وولوجها إلى عالم أعمال يشهد منافسة شرسة وتغيرات‬
‫دورية واالستمرار فيه يتطلب تحسينات مستمرة‪ ،‬وتطوير لكافة مواردها‪ ،‬وهو ما يعني نفقات كبيرة‬
‫ومستمرة‪.‬‬

‫‪ 1‬العديد من المراجع‪:‬‬
‫‪-‬الزهراء بن سفيان‪ ،‬حسين نصر الدين العوطي‪ ،‬المؤسسات الناشئة وتحدياتها في الجزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.168-161‬‬
‫‪-‬نبيلة بلغنامي‪ ،‬و اقع وتحديات المؤسسات الناشئة في الجزائر –دراسة حالة الجزائر ‪ ،‬حوليات جامعة بشار في العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،56‬املجلد ‪ ،59‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،1516 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪-‬ياسين مرباح طه‪ ،‬أبو بكر بوسالم‪ ،‬فطيمة الزهرة عيسات‪ ،‬المؤسسات الناشئة بين آلية الدعم وو اقع التسيير في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‬
‫ذكره‪ ،‬ص‪.111‬‬

‫‪63‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬عدم توافر الضمانات الكافية لمنح التمويل للشركة الناشئة التي تتصف غالبا بانخفاض حجم أصولها‬
‫الرأسمالية‪ ،‬وتمثل هذه األصول عادة الضمانات التي تعتمد عليها شركات التمويل عند منح االئتمان‪،‬‬
‫وعادة ما تتجاوز احتياجات تمويل الشركة الناشئة قيمة هذه األصول نظرا لحاجة المشروع إلى رأس مال‬
‫عامل بصورة دورية‪ ،‬مما يحول دون حصولها على التمويل الكافي‪.‬‬
‫‪ ‬غياب عنصر الثقة بين شركات التمويل والشركات الناشئة‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف األطر القانونية الخاصة بتمويل الشركات الناشئة‪ ،‬كيفيته وشروطه‪ ،‬خاصة ما تعلق برأس المال‬
‫املخاطر‪ ،‬والذي يمثل صيغة مهمة من صيغ تمويل الشركات الناشئة‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة تحضير دراسة الجدوى وهذا نظرا لعدم توافر البيانات والمعلومات من جهة‪ ،‬وارتفاع تكلفة‬
‫إعدادها من جهة أخرى‪،‬‬
‫‪ ‬نقص خبرة الشركات الناشئة في أسس المعامالت البنكية والتي تعتبر أحد سمات الشركات الكبيرة‪،‬‬
‫وزيادة على ذلك عدم قدرتها على االستعانة بالخبرات المتخصصة في هذا املجال‪ ،‬وهذا نتيجة الفتقارها‬
‫للسجالت املحاسبية‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة تقديم منتوجات وخدمات بأسعار منخفضة والذي غالبا ما يكون على حساب الجودة‪ ،‬ووجود‬
‫قصور من النواحي االدارية والتنظيمية للمقاولين القائمين على الشركات الناشئة‪.‬‬
‫‪ ‬التحديات التكنولوجية‪:‬‬
‫‪ ‬البنية التحتية المناسبة للتكنولوجيا والتي أصبحت حاجة ماسة للشركات الجزائرية نظرا للعدد المتزايد‬
‫من المستهلكين عبر األنترنيت‪ ،‬ليترتب عنها ضرورة تدريب الشركات الناشئة الجديدة لموظفيها وتمكينهم‬
‫من التعامل مع المعلومات الزبائن المهمة بطريقة آلية‪.‬‬
‫‪ ‬افتقار سوق العمل إلى اليد العاملة العالية المهارة والتخصص‪ ،‬القادرة على التعامل مع التكنولوجيات‬
‫الجديدة خاصة مع التوجهات الحديثة في الصناعة‪ ،‬بحيث تفرض هذه التكنولوجيات على الشركة‬
‫الناشئة ابتكار جديد يتفوق على االبتكارات الموجودة في السوق‪ ،‬لتظل قادرة على تلبية توقعات الزبائن‬
‫وتحقيق التميز والسبق والريادة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تطابق اإلنتاج مع المعايير الدولية‪ ،‬مما يجعل المنتج الجزائري عاجزا أمام الدخول لألسواق الخارجية الكبرى‬
‫وعدم قدرته على التنافس‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف اإلنفاق الحكومي على البحث العلمي‪ ،‬ووجود فجوة أو انفصال بين الجامعة ومراكز البحث وأرض الواقع‪.‬‬
‫‪ ‬حداثة فكرة الشركات الناشئة في الجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬عدم استمرارية البرامج في توفير الدعم الفني المكثف المطلوب‪.‬‬
‫‪ ‬العولمة وما يرافقها من انفتاح االسواق وتراجع االجراءات الحمائية املحلية‪ :‬حيث تعتبر من أهم التحديات بسبب‬
‫ضعف القدرة التنافسية‪ ،‬ومن التحديات أيضا في هذا املجال متطلبات التسويق الخارجي‪ ،‬والحاجة لتوفير‬

‫‪64‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المتطلبات الصحية والبيئية المناسبة‪ ،‬وضعف المعرفة بالتشريعات واإلجراءات المتعلقة بحماية حقوق الملكية‬
‫الفكرية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مستقبل الشركات الناشئة للمساهمة في إنعاش االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫حدد رئيس الجمهورية أهم معالم الخطة الجديدة للشركات الناشئة إلنعاش االقتصاد الوطني عبر ثالث مراحل إلى‬
‫آفاق سنة ‪ 1511‬من خالل النقاط التالية‪: 1‬‬

‫‪ ‬تفعيل مليون شركة مصغرة وناشئة بغرض تطوير النسيج االقتصادي وجلب القيمة المضافة‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير الشركات المصغرة والناشئة الناشطة في القطاعين الزراعي والصناعي‪ ،‬وابتعاث شركات ناشئة لتطوير‬
‫برامج ومنصات لرقمنه املجتمع وأخرى لترقية الحلول المدمجة وتحسين األنشطة والتمويل‪ ،‬وما يتصل بالذكاء‬
‫الصناعي‪ ،‬وتشجيع حاملي المشروعات االبتكارية لبناء أرضية خصبة للمقاوالتية ونقل المعرفة ورفع جودة ونوعية‬
‫المنتوج املحلي وتعزيز قدرته التنافسية‪.‬‬
‫‪ ‬تسهيل منح القروض ودعم الشركات الناشئة لالستثمار في إفريقيا‪.‬‬
‫‪ ‬ترقية ودعم األنشطة االقتصادية القائمة على المعرفة‪ ،‬ذات القيمة التكنولوجية العالية‪ ،‬ودعم الشركات‬
‫الصغيرة وتشجيع الشركات الناشئة التي يقودها أصحاب الشهادات من الشباب ودعم وترقية دور قطاع البناء‬
‫واألشغال العمومية لما له من دور محوري في دعم النمو االقتصادي وامتصاص البطالة‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين مناخ األعمال من خالل تبسيط إجراءات إنشاء الشركات‪.‬‬
‫‪ ‬تجسيد خطة اإلنعاش االقتصادي الجديدة ستسمح بإزالة حاالت انسداد استمرت طويال‪ ،‬وهذه الخطة ستحافظ‬
‫على الطابع االجتماعي للدولة‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ خطة االنعاش وفق رزنامة تمتد على المدى القصير جدا بنهاية سنة ‪ ،1515‬والمدى القصير بنهاية‬
‫سنة‪ ،1516‬والمدى المتوسط بنهاية سنة ‪.1511‬‬
‫‪ ‬استبدال المنتجات المستوردة بالمنتجات المصنعة محليا‪ ،‬قصد احتواء احتياطي الصرف وترقية نسيج‬
‫الشركات الوطنية مع إعطاء اهتمام خاص للشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة‪.‬‬

‫‪ -1‬صورية بوطرفة‪ ،‬نجوى نصرة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.896،891‬‬

‫‪65‬‬
‫إمكانية مساهمة الشركات الناشئة بالجزائر في تحقيق اإلنعاش االقتصادي‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫نظرا للتحوالت االقتصادية التي مست االقتصاد الجزائري‪ ،‬انتهجت الدولة سياسة اقتصادية معتمدة أساسا على‬
‫قوى السوق‪ ،‬مما زاد االهتمام بقطاع الشركات الناشئة التي أصبحت تشكل الشريان الرئيس ي في االقتصاد‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫اآلثار االيجابية التي خلفتها على العمالة‪ ،‬خلق فرص العمل‪ ،‬وتنمية النسيج االقتصادي واالجتماعي في الدولة للنهوض‬
‫باالقتصاد الجزائري‪ ،‬بشرط تهيئة مختلف السبل التي من شأنها تطوير أداء هذه الشركات وضمان استمرار نشاطها على‬
‫المدى البعيد‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الخاتمة العامة‬
‫الخاتمة العامة‬
‫الخاتمة العامة‬

‫عمدت الجزائر إلى تبني نموذج جديد للنمو االقتصادي المبرمج ضمن سياسة االنعاش االقتصادي‪ ،‬ساعية‬
‫بذلك إلى تحقيق تغيير جذري لهيكل اقتصادها بحلول عام ‪ ،0202‬من أجل الوصول إلى حلم األجيال المتعاقبة منذ‬
‫االستقالل في رؤية اقتصاد حقيقي متنوع‪ ،‬مستدام‪ ،‬وتنافس ي قادر على التصدير‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار ينظر اليوم إلى الشركات الناشئة كخيار اقتصادي هام إلنعاش االقتصاد الوطني من خالل‬
‫دورها الفعال في جذب المدخرات وتحقيق التوازن الجهوي من ناحية التنمية ودورها في تشجيع الصادرات‪ ،‬وخلق فرص‬
‫عمل جديدة‪ ،‬وخلق الثروة نظرا لتميزها عن الشركات الكبيرة بمجموعة من الخصائص مثل‪ :‬سهولة تأسيسها‪ ،‬وقلة‬
‫رأسمالها‪ ،‬ومرونتها الكبيرة‪ ،‬لكن على الرغم من ذلك نجدها تواجه مجموعة من العراقيل والصدمات خاصة في بدايتها‬
‫مما يجعلها عرضة للفشل إن لم تحظى بالعناية والمرافقة الالزمة وهوما أجبر الجزائر على اتخاذ مجموعة من اآلليات‬
‫الداعمة والحاضنة للشركات الناشئة لتكون مصدر التنويع االقتصادي في الدولة‪.‬‬

‫ومما تم سرده والتطرق إليه من خالل الفصول الثالثة‪ ،‬تم التوصل إلى مجموعة من النتائج التي تؤكد صحة‬
‫الفرضيات من عدمها‪ ،‬وكذا تم استخالص مجموعة من التوصيات واالقتراحات‪ ،‬كانت على النحو التالي‪:‬‬

‫إثبات صحة الفرضيات‪:‬‬

‫‪ ‬الشركات الناشئة هي شركات حديثة النشأة تبتكر منتجا جديدا كليا تسعى من خالله إيجاد نموذج ربحي يحقق‬
‫الطموح‪ ،‬تعتبر املحرك الرئيس ي للنمو االقتصادي فدورها ال يقتصر فقط على رفع مستويات االنتاج وخلق‬
‫فرص العمل‪ ،‬بل يتعدى ليشمل التجديد في النسيج االقتصادي من خالل تعويض الشركات الفاشلة وإعادة‬
‫التوازن لألسواق لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة لكل القطاعات‪ ،‬وهو ما يثبت صحة الفرضية األولى‪.‬‬
‫‪ ‬تهدف سياسة االنعاش االقتصادي إلى بعث النشاط االنتاجي عن طريق تحفيز االستثمار‪ ،‬وزيادة األجور‬
‫لتنشيط االستهالك ومنه تقوية الطلب على السلع وبالتالي تحريك النشاط االقتصادي بعدما كان يعاني من‬
‫شبه ركود في مجمل آلياته‪ ،‬وذلك من خالل برنامج دعم االنعاش االقتصادي للفترة)‪ ، (2004-2001‬البرنامج‬
‫التكميلي لدعم النمو للفترة)‪ ، (2009-2005‬برنامج التنمية الخماس ي للفترة)‪ ، (2014-2010‬والنموذج الجديد‬
‫للنمو االقتصادي للفترة)‪ . (2030-2015‬وهو ما يثبت صحة الفرضية الثانية‪.‬‬
‫‪ ‬أقرت الحكومة مجموعة من األسس لتطوير ودعم الشركات الناشئة لتؤدي الدور المنوط بها في تحقيق‬
‫االنعاش االقتصادي‪ ،‬حيث أصدرت مجموعة من القوانين التنظيمية والتطبيقية لتسهيل وتبسيط إجراءات‬
‫إنشائها ومواصلة العمل على تحسين مناخ األعمال وتبسيط إجراءات العمل االستثماري‪ .‬وهو ما يثبت صحة‬
‫الفرضية الثالثة‪.‬‬
‫‪ -1‬نتائج الدراسة‪ :‬توصلت هذه الدراسة الى عدة نتائج نذكرها أهمها في‪:‬‬
‫‪ ‬الشركة الناشئة ‪ start-up‬هي عبارة عن مشروع صغير حديث النشأة يهدف إلى ابتكار وتطوير منتج جديد‬
‫أو خدمة في أي قطاع ويتسم هذا النوع من الشركات بدرجة عالية من املخاطر‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫‪ ‬تلعب الشركات الناشئة دورا كبيرا في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية وذلك لتمتعها بمجموعة من‬
‫الخصائص التي تميزها عن باقي الشركات األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬تهدف سياسة االنعاش االقتصادي إلى تدارك التأخر في التنمية االقتصادية‪ ،‬ودفع عجلة النمو‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬تساهم الشركات الناشئة في تحقيق انتعاش قوي لالقتصاد نظرا لسهولة تكيفها التي تجعلها قادرة على‬
‫الجمع بين التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬برامج االنعاش االقتصادي المنفذة خالل الفترة (‪ )0222-0222‬لم تكن فعالة في الرفع من نسبة‬
‫الصادرات غير النفطية‪ ،‬فنتائجها كانت ظرفية ولم تستطع خلق االستدامة المطلوبة‪.‬‬
‫‪ ‬استهدف النموذج الجديد للنمو االقتصادي بالجزائر‪ ،‬اتخاذ مجموعة من التدابير االستعجالية قصد‬
‫معالجة االختالالت القائمة والوصول إلى اقتصاد مبني على موارد مالية خارج قطاع املحروقات‪.‬‬
‫‪ ‬للشركات الناشئة دور إيجابي في تنمية الصادرات وخفض الواردات‪ ،‬وذلك من خالل توفير سلع تصديرية‬
‫قادرة على المنافسة أو توفير سلع تحل محل السلع المستوردة‪.‬‬
‫‪ ‬إن دعم الشركات الناشئة عن طريق جملة التسهيالت والقوانين المبسطة‪ ،‬من شأنه أن يعطي دفعا قويا‬
‫للنسيج االقتصادي والصناعي في الجزائر‪ ،‬ويضعه على سكة تحقيق النمو والتوجه نحو التصدير خارج‬
‫قطاع املحروقات‪.‬‬
‫‪ -2‬توصيات الدراسة‪ :‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة إرفاق النموذج الجديد للنمو االقتصادي بإجراءات وإصالحات جريئة وصريحة على جميع األصعدة‬
‫االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬مع إعطاء أولوية واهتمام كبير لتحفيز خلق الشركات الناشئة بالجزائر‪.‬‬
‫‪ ‬وضع منظومة قانونية خاصة ومستقلة تناسب الشركات الناشئة‪.‬‬
‫‪ ‬توفير المناخ المالئم لعمل الشركات الناشئة‪ ،‬وتبسيط اإلجراءات اإلدارية الخاصة بإنشائها‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز مكانة الشركات الناشئة في سلم االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ ‬إعطاء تحفيزات أكبر من أجل االهتمام بالشركات الناشئة‪.‬‬
‫‪ ‬االستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال تطوير الشركات الناشئة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة إنشاء مؤسسة مالية متخصصة أو بنك متخصص لتمويل للشركات الناشئة‪.‬‬
‫‪ ‬تثمين واستغالل البحوث العلمية من أجل تطوير آليات تسيير الشركات الناشئة وتحسين إنتاجها‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ق ائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪ :‬المراجع باللغة العربية‬

‫‪ .1‬الكتب‬
‫‪ ‬أسامة السيد عبد السميع‪ ،‬مشكلة البطالة في املجتمعات العربية واإلسالمية األسباب‪ -‬اآلثار‪-‬الحلول‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.8002 ،‬‬
‫‪ ‬أمينة مزيان‪ ،‬خديجة إمان عماروش‪ ،‬الشركات الناشئة في الجزائر‪ :‬بين و اقعها ومتطلبات نجاحها‪ ،‬الكتاب‬
‫الجماعي حول‪ :‬المؤسسات الناشئة ودورها في دعم االنعاش االقتصادي في الجزائر‪ ،‬جامعة العقيد أكلي محند‬
‫أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون ذكر سنة النشر‪.‬‬
‫‪ ‬بدر الدين محمد أحمد‪ ،‬استراتيجيات النمو االقتصادي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مؤسسة طيبة للنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.8027 ،‬‬
‫‪ ‬زهرة حسن عباس التميمي‪ ،‬رجاء عبد الله عيس ى سالم‪ ،‬مصادر النمو االقتصادي ومؤشراته‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫دار األيام للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.8022 ،‬‬
‫‪ ‬سلطان النصراويي‪ ،‬كاظم أحمد البطاط‪ ،‬محمد علي العماري‪ ،‬القطاع السياحي والنمو االقتصادي‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬دار األيام للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.8022 ،‬‬
‫‪ ‬علي عبد الوهاب نجا‪ ،‬مشكلة البطالة و أثر برنامج اإلصالح االقتصادي عليها‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬الدار الجامعية‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪. 8002،‬‬
‫‪ ‬لطيفة كالخي‪ ،‬أثر السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة الوفاء‬
‫القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.8027 ،‬‬
‫‪ ‬محمد األحمد األفندي‪ ،‬االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مركز الكتاب األكاديمي للنشر‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.8022 ،‬‬
‫‪ ‬محمد داود‪ ،‬إدارة التميز واإلبداع اإلداري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار ابن النفيس للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.8080‬‬
‫‪ ‬محمد سعد الناصر‪ ،‬رأس المال املخاطر نموذج واعد لتمويل المشروعات الريادية في المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬دار اإلمام للنشر والتوزيع‪8080 ،‬‬
‫‪ ‬محمد ضيف الله القطابري‪ ،‬دور السياسة النقدية في االستقرار والتنمية االقتصادية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫غيداء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.8022 ،‬‬
‫‪ ‬محمود عبيد صالح‪ ،‬عليوي السبهاني‪ ،‬النقود والسياسة النقدية في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دون ذكر الطبعة‪،‬‬
‫دار غيداء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.8022 ،‬‬
‫‪ ‬هشام مصطفى الجمل‪ ،‬دور السياسة المالية في تحقيق التنمية االجتماعية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.8007 ،‬‬

‫‪71‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .2‬األطروحات والمذكرات‬
‫‪ ‬أحمد محمد صالح الجالل‪ ،‬دور السياسات النقدية والمالية في مكافحة التضخم في البلدان النامية ‪-‬دراسة‬
‫حالة الجمهورية اليمنية ‪ ،-2112-1991‬رسالة ماجيستر غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.8002 ،‬‬
‫‪ ‬راضية اسمهان خراز‪ ،‬دور سياسات االصالح االقتصادي في الدول النامية في تحقيق التنمية المستدامة‪-‬‬
‫دراسة حالة الجزائر خالل الفترة (‪ ،)2112-2111‬مذكرة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة سطيف‪.8028 ،2‬‬
‫‪ ‬سلمى دوحة‪ ،‬أثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري وسبل عالجها "دراسة حالة الجزائر"‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫الجزائر‪.8022،‬‬
‫‪ ‬عبد الحفيظ ادير‪ ،‬النمذجة وتحليل القياس االقتصادي لتغيرات المستوى العام لألسعار‪-‬السيرورة‬
‫التضخمية في الجزائر‪ ،-‬مذكرة ماجستير غير منشورة‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2222 ،‬‬
‫‪ ‬عبد اللطيف حدادي‪ ،‬دور السياسات النقدية والمالية في مكافحة التضخم في البلدان النامية ‪-‬دراسة حالة‬
‫الجزائر ‪ ،-2112-2111‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة جياللي اليابس‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،‬الجزائر‪.8027 ،‬‬
‫‪ ‬محمد شقرون‪ ،‬دور المشاريع الصغيرة في التنمية االقتصادية واالجتماعية ومحاربة الفقر في الجزائر‪-‬حالة‬
‫مشاريع القطاع الزراعي‪ ،-‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة جياللي اليابس‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،‬الجزائر‪8082،‬‬
‫‪ .2‬املجالت‪:‬‬
‫‪ ‬أسماء بللعما‪ ،‬التمويل الجماعي آلية مبتكرة لزيادة فرص تمويل الشركات الناشئة‪ -‬اشارة الى منطقة الشرق‬
‫األوسط وشمال إفريقيا‪ ،-‬مجلة الدراسات االقتصادية المعاصرة‪ ،‬العدد‪ ،08‬املجلد‪ ،02‬جامعة محمد‬
‫بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،‬الجزائر‪.8080،‬‬
‫‪ ‬أمينة عثامنية‪ ،‬منال بلعابد‪ ،‬المؤسسات الناشئة في الجزائر بين جهود التنظيم وهياكل الدعم‪ ،‬حوليات‬
‫جامعة بشار في العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،00‬املجلد‪ ،07‬جامعة طاهري موالي‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪.8082 ،‬‬
‫‪ ‬إنصاف قسوري‪ ،‬حاضنات األعمال التكنولوجية ودورها في دعم اإلبداع واالبتكار بالمؤسسة الناشئة‬
‫الجزائرية‪ ،‬مجلة االقتصاد واإلدارة‪ ،‬العدد ‪ ،08‬املجلد ‪ ،22‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.8080،‬‬
‫‪ ‬جليلة بن عالية‪ ،‬دور المؤسسات الناشئة في التنمية االقتصادية‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية‪ ،‬العدد‪،02‬‬
‫املجلد‪ ،02‬جامعة احمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪.8088 ،‬‬
‫‪ ‬حكيم حداش ي‪ ،‬االقتصاد الجزائري بين اإلصالحات االقتصادية واالندماج في االقتصاد الدولي‪ ،‬مجلة‬
‫البشائر االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،00‬املجلد‪ ،00‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪.8022،‬‬

‫‪72‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ ‬حمزة العوادي‪ ،‬مساهمة سياسة اإلنعاش االقتصادي في تحسين مناخ االستثمار األجنبي المباشر في‬
‫الجزائر‪ ،‬مجلة الدراسات المالية واملحاسبية واإلدارية‪ ،‬العدد ‪ ،00‬املجلد ‪ ،02‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم‬
‫البواقي‪ ،‬الجزائر‪.8022 ،‬‬
‫‪ ‬حمود عبد الله العنزي‪ ،‬بالل لعويل‪ ،‬قيادة االبداع واالبتكار بين حتمية التبني وضرورة التفعيل‪ ،‬مجلة‬
‫دراسات وأبحاث اقتصادية في الطاقات المتجددة‪ ،‬العدد ‪ ،02‬املجلد ‪ ،02‬جامعة باتنة ‪ ،2‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.8082‬‬
‫‪ ‬حياة براهيمي بن حراث‪ ،‬أمين مخفي‪ ،‬محمد بوقموم‪ ،‬الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا بالشرق‬
‫األوسط وشمال افريقيا‪ :‬بين دو افع االنشاء وعوائق االستدامة‪ ،‬مجلة االكاديمية العربية في الدانمارك‪،‬‬
‫العدد ‪ ،80‬الدانمارك‪.8022 ،‬‬
‫‪ ‬ذهبية لطرش‪ ،‬شافية كتاف‪ ،‬تحديات تطوير الصناعات الزراعية الغذائية الجزائرية في إطار نموذج‬
‫اقتصادي جديد للنمو ‪ ،2121-2112‬املجلة الجزائرية للعولمة والسياسات االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،00‬املجلد‬
‫‪ ،02‬جامعة الجزائر‪ ،0‬الجزائر‪8027 ،‬‬
‫‪ ‬رابح خوني‪ ،‬حميد عزري‪ ،‬التأصيل النظري لظاهرة الركود التضخمي في األدبيات االقتصادية‪ ،‬مجلة‬
‫االقتصاد الصناعي‪ ،‬العدد ‪ ،08‬املجلد ‪ ،20‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2‬الجزائر‪.8080 ،‬‬
‫‪ ‬رشيدة أوبختي‪ ،‬محمد بن بوزيان‪ ،‬و اقع االقتصاد الجزائري في بداية األلفية الثالثة‪ ،‬مجلة االقتصاد‬
‫واإلدارة‪ ،‬العدد ‪ ،08‬املجلد ‪ ،22‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.8022 ،‬‬
‫‪ ‬زكرياء جمعة‪ ،‬عماد هداهدية‪ ،‬دعم المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ :‬إرادة قوية من أجل اقتصاد مولد‬
‫للثروة‪ ،‬مجلة دراسات حول المؤسسات والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬املجلد‪ ،07‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪،‬‬
‫الجزائر‪.8082،‬‬
‫‪ ‬زكرياء دمدوم‪ ،‬وليد مرغني‪ ،‬وآخر‪ ،‬الحاجة الى التمويل الجماعي كآلية لدعم المؤسسات الناشئة‪ ،‬حوليات‬
‫جامعة بشار في العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،00‬املجلد ‪ ،07‬جامعة حمه لخضر‪ ،‬الجزائر‪.8080،‬‬
‫‪ ‬الزهراء بن سفيان‪ ،‬حسين نصر الدين العوطي‪ ،‬المؤسسات الناشئة وتحدياتها في الجزائر‪ ،‬حوليات جامعة‬
‫بشار في العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،00‬املجلد‪ ،07‬جامعة طاهري موالي‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪.8080،‬‬
‫‪ ‬سلمى عمارة‪ ،‬نعيمة بارك‪ ،‬حاضنات األعمال مطلب أساس ي لدعم اإلبداع واالبتكار في المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬مجلة األصيل للبحوث االقتصادية واالدارية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬املجلد ‪ ،00‬جامعة عباس لغرور‪،‬‬
‫خنشلة‪ ،‬الجزائر‪.8022 ،‬‬
‫‪ ‬سهاد شليغم‪ ،‬سياسة اإلنعاش االقتصادي ودعم النمو ضرورة االستمرارية وحتمية التراجع‪ ،‬مجلة دراسات‬
‫استراتيجية‪ ،‬العدد ‪ ،80‬املجلد ‪ ،28‬مركز البصيرة للبحوث واالستشارات والخدمات التعلمية‪ ،‬الجزائر‪.8022 ،‬‬

‫‪73‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ ‬الشارف عتو‪ ،‬محمد حدو‪ ،‬تحليل أثر سياسة اإلنعاش االقتصادي على النمو في الجزائر خالل الفترة‪:‬‬
‫‪ ،2112-2111‬مجلة المالية واألسواق‪ ،‬العدد ‪ ،08‬املجلد ‪ ،00‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪،‬‬
‫الجزائر‪.8022 ،‬‬
‫‪ ‬شريفة بو الشعور‪ ،‬دور حاضنات األعمال في دعم وتنمية المؤسسات الناشئة ‪ :Startup‬دراسة حالة‬
‫الجزائر‪ ،‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،08‬املجلد ‪ ،00‬جامعة ‪80‬أوت ‪ ،2222‬سكيكدة‪ ،‬الجزائر‪.8022 ،‬‬
‫‪ ‬شعيب شنوف‪ ،‬الممكن وغير الممكن في معالجة البطالة‪ -‬اقتراح نموذج للمؤسسات المتوسطة والصغيرة‬
‫للحد من هذه الظاهرة‪ ،-‬مجلة الدراسات‪ ،‬العدد‪ ،02‬املجلد‪ ،00‬جامعة عمار ثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬الجزائر‪.8020 ،‬‬
‫‪ ‬صورية بوطرفة‪ ،‬نجوى نصرة‪ ،‬دور المؤسسات الناشئة في تحقيق التنمية المستدامة‪-‬حالة الجزائر‪،-‬‬
‫مجلة االقتصاد والتنمية المستدامة‪ ،‬العدد‪ ،02‬املجلد ‪ ،02‬جامعة العربي التبس ي‪ ،‬تبسة‪ ،‬الجزائر‪.8088 ،‬‬
‫‪ ‬عابد شريط‪ ،‬جلول ياسين بن الحاج‪ ،‬أداء االقتصاد الوطني من خالل البرامج التنموية البرنامج الخماس ي‬
‫‪ 2112-2111‬نموذجا‪ ،‬مجلة االقتصاد والتنمية البشرية‪ ،‬العدد‪ ،02 :‬املجلد‪ ،02 :‬جامعة البليدة ‪ ،8‬البليدة‪،‬‬
‫الجزائر‪.8022،‬‬
‫‪ ‬عائشة بنو جعفر‪ ،‬إبراهيم شاال‪ ،‬أحمد طبوش‪ ،‬المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ :‬الو اقع والتحديات‪ -‬مع‬
‫االشارة الى التجارب الرائدة في العالم العربي‪ ،-‬حوليات جامعة بشار في العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد ‪،02‬‬
‫املجلد ‪ ،02‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪.8080 ،‬‬
‫‪ ‬عباس فرحات‪ ،‬وسيلة سعود‪ ،‬عرض عام لبرامج التنمية االقتصادية في الجزائر خالل الفترة ‪،2112-2111‬‬
‫مجلة االقتصاد والقانون‪ ،‬العدد‪ ،02‬جامعة محمد الشريف مساعدية‪ ،‬سوق اهراس‪ ،‬الجزائر‪.8022 ،‬‬
‫‪ ‬عبد الحكيم قلوح‪ ،‬الغالي بن إبراهيم‪ ،‬تنمية االقتصاد الجزائري بين الو اقع والمأمول (دراسة تحليلية‬
‫للنموذج الجديد للنمو ‪ ،)2121/2112‬مجلة االقتصاديات المالية البنكية وإدارة األعمال‪ ،‬العدد ‪،02‬‬
‫املجلد‪ ،02‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.8080،‬‬
‫‪ ‬عبد المالك بوركوة‪ ،‬العيد صوفان‪ ،‬تقييم االستثمارات العامة في الجزائر ودورها في تحقيق ظاهرة تكامل‬
‫اإلنتاج خالل الفترة ‪ ،2112-2111‬مجلة نماء لالقتصاد والتجارة‪ ،‬العدد‪.8027 ،02‬‬
‫‪ ‬علي بخيتي‪ ،‬سليمة بوعوينة‪ ،‬المؤسسات الناشئة الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ :‬و اقع وتحديات‪ ،‬مجلة‬
‫دراسات وأبحاث‪ ،‬العدد‪ ،00‬املجلد‪ ،28‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪.8080 ،‬‬
‫‪ ‬علية ضياف‪ ،‬كمال حمانة‪ ،‬رأس المال املخاطر‪ :‬اتجاه عالمي حديث لتمويل المؤسسات الناشئة‪ -‬حالة‬
‫الجزائر‪ ،-‬مجلة الباحث االقتصادي‪ ،‬العدد‪ ،02‬املجلد ‪ ،00‬جامعة ‪ 80‬أوت ‪ ،2222‬سكيكدة‪ ،‬الجزائر‪.8022 ،‬‬
‫‪ ‬عيس ى رحيمي‪ ،‬عادل قرقاد‪ ،‬نصرالدين العايب‪ ،‬ظاهرة البطالة‪ :‬مفهومها‪ ،‬أسبابها و آثارها‪ ،‬مجلة ارتقاء‬
‫البحوث والدراسات االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،00‬املجلد ‪ ،02‬جامعة الشاذلي بن جديد‪ ،‬الطارف‪ ،‬الجزائر‪.8022 ،‬‬

‫‪74‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ ‬فاتح خالف‪ ،‬أثر مسرعات األعمال على دور المؤسسات الناشئة‪" :‬ألجريا فانتور" نموذجا‪ -‬قراءة تحليلية‬
‫للمرسوم التنفيذي رقم‪ ،-252/21‬مجلة البحوث في العقود وقانون األعمال‪ ،‬العدد‪ ،00‬املجلد‪ ،02‬جامعة‬
‫االخوة منتوري قسنطينة ‪ ،2‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.8082 ،‬‬
‫‪ ‬فاروق خلف‪ ،‬نتائج تطبيق برنامجي اإلنعاش والنمو االقتصاديين ما بين المنظور القانوني والتطبيق‬
‫الو اقعي‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬املجلد ‪ ،07‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪،‬‬
‫الجزائر‪.8022.،‬‬
‫‪ ‬فاطمة الزهراء عراب‪ ،‬خضرة صديقي‪ ،‬دور الدولة في دعم المؤسسات الناشئة بالجزائر الجديدة‪-‬دراسة في‬
‫قرار انشاء صندوق تمويل المؤسسات الناشئة‪ ،-‬حوليات جامعة بشار في العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد‪،02‬‬
‫املجلد‪ ،02‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪.8082،‬‬
‫‪ ‬فتيحة مختاري‪ ،‬بلحاج فراجي‪ ،‬أثر تغيرات سعر الصرف على الميزان التجاري‪ :‬دراسة قياسية باستخدام‬
‫نموذج االنحدار الذاتي للفجوات الزمنية المتباطئة الموزعة للفترة (‪ ،)2115-1991‬مجلة البشائر‬
‫االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،00‬املجلد‪ ،00‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪.8027 ،‬‬
‫‪ ‬فطوم حوحو‪ ،‬سهام عيساوي‪ ،‬تدخل الدولة في النشاط االقتصادي عبر السياسة المالية (سياسة اإلنعاش‬
‫االقتصادي والبرنامج التكميلي لدعم النمو في الجزائر)‪ ،‬اآلفاق للدراسات االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬املجلد‬
‫‪ ،00‬جامعة العربي التبس ي‪ ،‬تبسة‪ ،‬الجزائر‪.8022 ،‬‬
‫‪ ‬كريمة حبيب‪ ،‬عادل زقرير‪ ،‬إشكالية تنويع االقتصاد الجزائري وإرساء النمو المستدام بين برامج اإلنعاش‬
‫والرؤية الجديدة للنمو في آفاق ‪ ،2121‬مجلة البحوث االقتصادية المتقدمة‪ ،‬العدد ‪ ،08‬املجلد ‪ ،00‬جامعة‬
‫الشهيد حمى لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪.8022،‬‬
‫‪ ‬المية مشوك‪ ،‬سياسة اإلنعاش االقتصادي في الجزائر و أثرها على التشغيل والبطالة (‪ ،)2112-2111‬مجلة‬
‫األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،08‬املجلد ‪ ،00‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪،‬‬
‫الجزائر‪.8022 ،‬‬
‫‪ ‬لخضر بن أحمد‪ ،‬أمين لباز‪ ،‬االستثمارات العامة في الجزائر و انعكاساتها على المتغيرات االقتصادية الكلية‪-‬‬
‫دراسة تقييمية للفترة الممتدة بين ‪ ،2111-2111‬دراسات اقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،80‬املجلد ‪ ،80‬جامعة زيان‬
‫عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪.8002 ،‬‬
‫‪ ‬محمد األمين النوى‪ ،‬محمد دهان‪ ،‬نحو تنظير أدق لمفهوم المؤسسات الناشئة وخصائصها‪ :‬دراسة منهجية‬
‫مفصلة‪ ،‬مجلة اإلصالحات االقتصادية واالندماج في االقتصاد العالمي‪ ،‬العدد‪ ،00‬املجلد‪ ،20‬المدرسة العليا‬
‫للتجارة‪ ،‬العاصمة‪ ،‬الجزائر‪.8080 ،‬‬
‫‪ ‬محمد مسعى‪ ،‬سياسة اإلنعاش االقتصادي في الجزائر و أثرها على النمو‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ،20‬املجلد‬
‫‪ ،20‬جامعة قصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.8028.،‬‬

‫‪75‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ ‬مروة رمضاني‪ ،‬كريمة بوقرة‪ ،‬تحديات المؤسسات الناشئة في الجزائر‪(-‬نماذج لشركات ناشئة ناجحة‬
‫عربيا)‪ ،‬حوليات جامعة بشار في العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،00‬املجلد ‪ ،07‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.8082 ،‬‬
‫‪ ‬مصطفى بورنان‪ ،‬علي صولي‪ ،‬االستراتيجيات المستخدمة في دعم وتمويل المؤسسات الناشئة (حلول‬
‫إلنجاح المؤسسات الناشئة)‪ ،‬مجلة دفاتر اقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،02‬املجلد‪ ،22‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪،‬‬
‫الجزائر‪.8080 ،‬‬
‫‪ ‬مليكة بن علقمة‪ ،‬يوسف سائحي‪ ،‬دور التكنولوجيا المالية في دعم قطاع الخدمات المالية والمصرفية‪،‬‬
‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،00‬املجلد ‪ ،07‬المركز الجامعي لتامنغست‪،‬‬
‫تامنغست‪ ،‬الجزائر‪.8022،‬‬
‫‪ ‬ميلود بوعبيد‪ ،‬جمال جعيل‪ ،‬أزمة الكساد التضخمي في الدول الصناعية‪ :‬األسباب والحلول من المنظور‬
‫االقتصادي‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد‪ ،02‬املجلد‪ ،80‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪،2‬‬
‫الجزائر‪.8022 ،‬‬
‫‪ ‬ناصر بوشارب‪ ،‬راضية إسمهان خراز‪ ،‬انعكاسات سياسة اإلنعاش االقتصادي (‪ )2119-2111‬على التشغيل‬
‫والبطالة في الجزائر‪ ،‬مجلة التمويل واالستثمار والتنمية المستدامة‪ ،‬العدد‪ ،02‬املجلد‪ ،00‬جامعة فرحات‬
‫عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪.8022 ،‬‬
‫‪ ‬نبيل بوفليح‪ ،‬دراسة تقييمية لسياسة االنعاش االقتصادي المطبقة في الجزائر في الفترة ‪،2111-2111‬‬
‫أبحاث اقتصادية وإدارية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬املجلد ‪ ،02‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.8020،‬‬
‫‪ ‬نبيلة بلغنامي‪ ،‬و اقع وتحديات المؤسسات الناشئة في الجزائر–دراسة حالة الجزائر‪ ،‬حوليات جامعة بشار‬
‫في العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬املجلد ‪ ،02‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪.8082،‬‬
‫‪ ‬هدى إبراهيم عبد النبي أحمد‪ ،‬عبير عبد الله الحكير‪ ،‬قياس مستوى البطالة لطالب كليات الشرق العربي‬
‫بالرياض و آثاره على املجتمع‪ ،‬املجلة الدولية للتنمية‪ ،‬العدد‪ ،02‬املجلد‪ ،20‬كليات الشرق العربي للدراسات‬
‫العليا‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.8082،‬‬
‫‪ ‬هدى بن محمد‪ ،‬عرض وتحليل البرامج التنموية في الجزائر خالل الفترة‪ ،2119-2111‬مجلة كلية السياسة‬
‫واالقتصاد‪ ،‬العدد‪ ،02‬جامعة بني سويف‪ ،‬بني سويف‪ ،‬مصر‪.8022 ،‬‬
‫‪ ‬هشام بروال‪ ،‬جهاد خلوط‪ ،‬التعليم المقاوالتي وحتمية االبتكار في المؤسسات الناشئة‪ ،‬مجلة معهد العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،00‬املجلد ‪ ،80‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،0‬‬
‫الجزائر‪.8027 ،‬‬
‫‪ ‬وافي ناجم‪ ،‬عبد الجليل جاللية‪ ،‬نموذج النمو االقتصادي الجديد مسعى لتنويع مصادر النمو االقتصادي في‬
‫الجزائر‪ ،‬مجلة الحوار الفكري‪ ،‬العدد ‪ ،08‬املجلد ‪ ،22‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،‬الجزائر‪.8080،‬‬

‫‪76‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ ‬ياسين تليلي‪ ،‬أحمد رمزي سياغ‪ ،‬دراسة استكشافية للعوامل المؤثرة على نجاح وفشل المؤسسات الناشئة‬
‫في الجزائر‪-‬دراسة حالة لوالية ورقلة‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ،02‬املجلد ‪ ،80‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪،‬‬
‫الجزائر‪.8080،‬‬
‫‪ ‬ياسين مرباح طه‪ ،‬بوسالم أبو بكر‪ ،‬فطيمة الزهرة عيسات‪ ،‬المؤسسات الناشئة بين آلية الدعم وو اقع‬
‫التسيير في الجزائر‪ ،‬حوليات جامعة بشار في العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،00‬املجلد ‪ ،07‬جامعة طاهري‬
‫محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪.8082،‬‬
‫‪ ‬يوسف حسين‪ ،‬إسماعيل صديقي‪ ،‬دراسة ميدانية لو اقع إنشاء المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ ،‬حوليات‬
‫جامعة بشار في العلوم االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،02‬املجلد‪ ،02‬جامعة طاهري محمد‪ ،‬بشار‪ ،‬الجزائر‪.8082 ،‬‬
‫‪ .0‬المؤتمرات والملتقيات‪:‬‬
‫‪ ‬بدر الدين مرغني حيزوم‪ ،‬العروس ي حافة‪ ،‬وآخرون‪ ،‬اإلطار القانوني لدعم وتمويل المؤسسات الناشئة في‬
‫الجزائر‪ ،‬الملتقى الوطني حول‪ :‬المؤسسات الناشئة والحاضنات‪ ،‬جامعة الشهيد محمد خيضر‪ ،‬الوادي‪،‬‬
‫الجزائر‪.8082 ،‬‬
‫‪ ‬سميرة ناصري‪ ،‬مريم عثماني‪ ،‬المؤسسات الناشئة والحاضنات في الجزائر بين متطلبات االستقرار وتحديات‬
‫االستمرار‪ ،‬الملتقى الوطني الثاني عشر حول‪ :‬المؤسسات الناشئة والحاضنات‪ ،‬جامعة الشهيد محمد‬
‫خيضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬الجزائر‪.8082،‬‬
‫‪ ‬كلمة الوزيراألول بمناسبة الطبعة الثانية للمؤتمرالوطني للشركات الناشئة‪2 ،‬مارس‪.8088‬‬

‫‪http://www.premier-ministre.gov.dz/ar/premier-ministre/activites/com-discours-05-03-‬‬
‫‪2022-ar.html?fbclid=IwAR2gzfd6iT65GNraSlKO8wcJSjcm7RMrJu_3cNiZFngbVAi-‬‬
‫‪bqwLTI7h9eU‬‬

‫‪ ‬رانيا شيخ طه‪ ،‬التضخم أسبابه‪ ،‬آثاره‪ ،‬وسبل معالجته‪ ،‬سلسلة كتيبات تعريفية‪ ،‬العدد‪ ،81‬صندوق النقد العربي‪،‬‬
‫‪. https://www.bank-of-algeria.dz/pdf/fma18_13092021.pdf ،0208‬‬
‫‪ .5‬المو اقع باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ ‬مخطط اإلنعاش االقتصادي ‪ 8080-8080‬خارطة طريق لفك االرتباط عن التبعية للمحروقات‪،‬‬
‫‪،8082/02/02‬‬

‫‪http://www.premier-ministre.gov.dz/ar/gouvernement/dossiers-de-l-heure/pre-2020-2024-‬‬
‫‪ar.html?fbclid=IwAR1nUsXgvgQC4aNOBBMyAPwt-RHGofCRPxVPqOnSLlxW-‬‬
‫‪lwzZht4Xuummyo‬‬

‫‪ ‬برنامج التنمية الخماس ي ‪ ،8020-8020‬بيان اجتماع مجلس الوزراء‪. 8020 ،‬‬

‫‪http://algerianembassy-saudi.com/PDF/quint.pdf‬‬

‫‪77‬‬
‫قائمة المراجع‬

. 8088-02-87 :‫ التاريخ‬،8000 ‫ الجزائر تعلن رسميا تفاصيل نموذجها الجديد للنمو االقتصادي حتى‬
https://www.aa.com.tr/ar
،8080 ،‫ إعفاء المؤسسات من كل الضرائب والرسوم‬،‫ مشروع قانون المالية‬
https://www.aps.dz/ar/economie/76369-2020
‫ ملخص تصريحات رئيس الجمهورية اليوم خالل الملتقى السنوي للمؤسسات الناشئة‬
(17/05/2020).http://edd-dz.net/35159.htm

‫ المراجع األجنبية‬:‫ثانيا‬
1. Agnieszka Skala ,Digital ,Palgrave Startup In Transition Economies Macmillan,
Faculty Of Management , Warsaw Eniversity Of Technology , Warsaw ,Poland.
2. Madjid Guesmia , Financement Participatif : Mécanisme D’Appui et
D’Accompagnement Des Projets De Développement. L’Expérience Algérienne,
Revue D’études Sur Les Droits De L’homme, N=02, Vol 03, Université d’Alger 3 ,
Algérie , 2019.
Les sites :
 https://www.startupranking.com/top/algeria consulté (20/05/2022)
 www.paulgraham.com.growth.html consulté (10/03/2022).
 http://www.aljazeera.net consulté (12/05/2022).
 http://www.economy-today.com.2019 consulté (27/05/2022).

78
‫الجمـــهورية الجزائريــة الديمقراطيــة الشعبيـــة‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 5491‬قالمة‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التس يير‬
‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫التصريح الشرفي‬
‫الخاص اباللتزام بقواعد النزاهة العلمية الإنجاز مدكرة ماستر‬
‫نحن الممضون أسفله‪.‬‬

‫الصفة‪ :‬طالبة‬ ‫‪ ‬السيد (ة)‪ :‬يعقوب فريال‬

‫والصادرة بتاريخ ‪6361/30/61‬‬ ‫الحامل (ة) لبطاقة التعريف الوطنية رقم‪100060098:‬‬

‫الصفة‪ :‬طالبة‬ ‫‪ ‬السيد (ة)‪ :‬طبايبية صليحة‬

‫والصادرة بتاريخ ‪2022/06/05‬‬ ‫الحامل (ة) لبطاقة التعريف الوطنية رقم‪036330206 :‬‬

‫قسم العلوم االقتصادية‬ ‫المسجل(ون) بكلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫و المكلف(ون) بإنجاز أعمال بحث‪( :‬مدكرة ماستر)‪:‬‬

‫الشعبة العلوم االقتصادية التخصص‪ :‬اقتصاد وتسييرالمؤسسات‬

‫عنوانها‪ :‬الشركات الناشئة ودورها في تحقيق االنتعاش االقتصادي ‪-‬مع اإلشارة لحالة الجزائر‪-‬‬

‫أصرح بشرفي أني ألتزم بمراعاة المعايير العلمية والمنهجية ومعايير الخالقيات المهنية‬
‫والنزاهة الكاديمية المطلوبة في انجاز البحث المذكور أعاله‪.‬‬

‫توقيع المعني (ين)‬ ‫التاريخ‪2022/06/15 :‬‬

‫*‬
‫طبقا ٌ للقرار رقم ‪ 2801‬المؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ 1818‬الـمحدد للقـواعد المتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها‪.‬‬

You might also like