Professional Documents
Culture Documents
Aouamri Dounya
Aouamri Dounya
نحمد هلل عز وجل الذي وفقنا إلتمام هذا العمل ،والذي ألهمنا الصحة
والعافية والعزيمة فالحمد هلل حمدا كثيرا ....
نتقدم بالشكر والتقدير إلى األستاذ الدكتور المشرف " حفاف وليد " على
كل ما قدمه لنا من توجيهات ومعلومات قيمة ساهمت في إثراء
موضوع دراستنا في جوانبها المختلفة ،كما نتقدم أيضا بجزيل الشكر إلى
أعضاء لجنة المناقشة الموقرة،
الشكر الموصول كذلك ألساتذة قسم العلوم التجارية ونخص بالذكر
األستاذ المحترم "سماعلي فوزي" واالستاذة "عزوزي خديجة" واألستاذ
"بوعزيز ناصر" بجامعة قالمة.
-I-
اإلهداء
الحمد هلل ربي العالمين والصالة والسالم على خاتم األنبياء والمرسلين
أهدي ثمرة جهدي إلى من قال فيهما عز وجل }:وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ
إلى من أفضلها على نفسي ولم ال فلقد ضحت من أجلي ولم تدخر جهدا
دون أن أنسى أمي الثانية "زينب" وإلى كل أخوتي وأخواتي " بالل،
إلى شريكي في الحياة زوجي الغالي الذي كان لي نعم الرفيق ونعم
السند ،وإلى األيدي الصغيرة التي تطرق بابي زائرة لتدخل االنس والحياة
دنيا دن اي
- II -
اإلهداء
ال يطيب الكالم إال بذكر اهلل وال يصفوا المقام إال بالصالة على خير األنام وال
إلى من أنزل فيهم المولى عز وجل قوال حكيما} :وَقَضَى رَبُّكَ أَالَّ تَعْبُدُواْ ِإالَّ
حسَاناً {
ه وَبِالْوَا ِلدَيْنِ إِ ْ
ِإيَّا ُ
إلى التي كانت وما زالت الجنة تحت أقدامها إلى األعز واألقرب إلى
إلى أعز وأغلى ما أملك في الدنيا أبي الغالي ،أطال اهلل في عمرهما.
يسيسرى
رى
- III -
فهرس المحتويات
الصفحة فهرس المحتويات
I شكر وتقدير
II االهداء
IV فهرس المحتويات
VIII فهرس الجداول
IX فهرس االشكال
X قائمة المختصرات
أ -ز مقدمة
الفصل األول :اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية
9 تمهيد
10 المبحث األول :ماهية التكامل االقتصادي اإلقليمي
10 المطلب األول :مفهوم التكامل االقتصادي اإلقليمي
12 المطلب الثاني :نشأة التكامل االقتصادي اإلقليمي ،أهميته وأشكاله
18 المطلب الثالث :خصائص التكامل االقتصادي اإلقليمي وخطوات إنشائه ودوافعه
21 المبحث الثاني :نظريات وأثار التكامل االقتصادي االقليمي
21 المطلب األول :نظريات التكامل االقتصادي اإلقليمي
23 المطلب الثاني :أثار التكامل االقتصادي اإلقليمي
24 المبحث الثالث :محددات التكامل االقتصادي اإلقليمي
24 المطلب األول :مقومات نجاح التكامل االقتصادي اإلقليمي
28 المطلب الثاني :أساليب التكامل االقتصادي اإلقليمي
30 المطلب الثالث :معوقات التكامل االقتصادي اإلقليمي
33 خالصة الفصل
الفصل الثاني :التكامالت االقتصادية اإلفريقية
35 تمهيد
36 المبحث األول :ماهية التكامالت االقتصادية اإلقليمية في إفريقيا
36 المطلب األول :نشأة التكامالت االقتصادية اإلقليمية في إفريقيا
40 المطلب الثاني :أهداف ودوافع التكامالت االقتصادية اإلقليمية اإلفريقية
المبحث الثاني :أهم التكامالت االقتصادية اإلقليمية اإلفريقية والنتائج المحققة
41
في إطارها
-V-
41 المطلب األول :أهم التكامالت االقتصادية اإلقليمية اإلفريقية
51 المطلب الثاني :النتائج المحققة في إطار التكامل االقتصادي اإلفريقي
52 المبحث الثالث :مؤشرات وعراقيل التكامل االقتصادي اإلفريقي
52 المطلب األول :مؤشرات التكامل االقتصادي في إفريقيا
55 المطلب الثاني :عراقيل التكامل االقتصادي اإلفريقي
58 خالصة الفصل
الفصل الثالث :مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية
صادراتها :الفرص والتحديات
60 تمهيد
61 المبحث األول :ماهية منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية
61 المطلب األول :مفهوم منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية واالتفاق المؤسس لها
63 المطلب الثاني :أهداف منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية ومبادئها
66 المطلب الثالث :أهمية منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية وفوائدها
67 المطلب الرابع :مهام ومعوقات منطقة التجارة الحرة في إفريقيا
70 المبحث الثاني :المعامالت التجارية الجزائرية اإلفريقية
70 المطلب األول :انضمام الجزائر لمنطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية
72 المطلب الثاني :العالقات التجارية الجزائرية اإلفريقية
78 المطلب الثالث :اإلستثمارات بين الجزائر وافريقيا
83 المبحث الثالث :استعدادات الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية
اإلفريقية ،الفرص والتحديات
83 المطلب األول :استعدادات الجزائر لدخول منطقة التجارة القارية اإلفريقية
87 المطلب الثاني :فرص الجزائر في إطار منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية
88 المطلب الثالث :تحديات الجزائر في إطار منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية
90 خاتمة الفصل
91 خاتمة
97 قائمة المراجع
105 الملخص
- VI -
قائمة الجداول واألشكال
قائمة الجداول
- IX -
قائمة المختصرات
منطقة التجارة الحرة األفريقية The African Free Trade Zone AFTZ
- XI -
مقدمــــــــــــة
مقدمـــــــة
يعيش العالم حاليا تسارعا كبي ار في بيئة األعمال ،نتيجة لظاهرة العولمة والتحرير المالي واالنفتاح
على أسواق واقتصاديات الدول ،حيث فرضت هذه التحوالت على الدول الدخول في تكامالت وكيانات
اقتصادية لمواجهة المنافسة العالمية في شتى المجاالت ،إذ ال تكاد توجد دولة في العالم ال تنتمي إلى تكامل
أو تجمع اقتصادي لما لهذه التكامالت من أهمية بالغة ،حيث تسعى الدول إلى تدعيم قطاعاتها وتنميتها
عن طريق اإلتحاد مع دولة أو مجموعة من الدول األخرى التي تمتلك نفس األهداف من هذا اإلتحاد ،لذلك
فإن موضوع التكامل االقتصادي أخذ اهتماما كبي ار من طرف الباحثين الذين يظنون أن السمة المشتركة في
هذه التجمعات هي أنها تضم دول متجاورة جغرافيا ،متقاربة ثقافيا واجتماعيا ،ومتشابهة اقتصاديا ،بحيث
يسهل اندماجها أو تكاملها فيما بينها .وهناك العديد من األمثلة على هذه التجمعات التي من أبرزها وأكثرها
نجاحا ،تجربة اإلتحاد األوروبي الذي كان رائدا في مجال التكامل االقتصادي ،وتسعى العديد من الدول
للسير على ذات المنهج الذي انتهجته دول اإلتحاد األوروبي.
للجزائر موقع مهم ،يجمع بين امتداد جغرافي إفريقي واطاللة بحرية أورومتوسطية ،ناهيك عن
المقومات االقتصادية التي تحتوي عليها ،ولكن على الرغم من هذا فإن مشاركتها وفاعليتها في صنع وتسيير
المعامالت االقتصادية الدولية محدودة جدا .ولذلك تعتبر مسيرة التكامل اإلقليمي للجزائر مسيرة ضيقة
ومنحصرة جدا ،حيث أثرت المشاكل السياسية واالجتماعية والطبيعة الهيكلية لالقتصاد الجزائري على
عالقاته الخارجية ،سواء المنظمات الدولية واإلقليمية أو الدول المجاورة.
ونظ ار لألوضاع الصعبة التي تعاني منها غالبية الدول اإلفريقية من ضمنها الجزائر التي تواجه
أوضاع صعبة تحتاج إلى إصالحات جذرية وعميقة على مستوى هياكلها ،بهدف إرساء اقتصاد متوازن
مواكب التطورات العالمية ،فقد تم اعتماد اإلصالحات بصفة تدريجية على مراحل متتالية وفقا للقدرة
االستيعابية لالقتصاد الجزائري ،وقد تمحورت هذه اإلصالحات حول تحرير التجارة الخارجية ،تطوير وتشجيع
القطاع الخاص ،إعادة هيكلة وخوصصة المؤسسات االقتصادية العمومية ،وتشجيع االستثمار المحلي
واألجنبي ،وذلك من أجل تحقيق التنمية االقتصادية والرفع في المستوى المعيشي واكتساب إمكانيات لمواجهة
المنافسة العالمية المتزايدة خاصة داخل القارة واالستفادة من منطقة التبادل الحر القارية اإلفريقية أحسن
استفادة.
-أ-
مقدمـــــــة
إشكالية الدراسة:
وبغية اإللمام بهذا الموضوع وعلى ضوء ما تقدم ،يمكن إبراز اإلشكالية الرئيسية من خالل التساؤل
الرئيسي التالي:
ما هو دور منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية في تنمية الصادرات الجزائرية؟
ولإلجابة على السؤال الرئيسي يتعين علينا اإلجابة على األسئلة الفرعية التالية:
-ماهية منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية ،وما أهميتها وفوائدها لدول القارة؟
-ما هو واقع المبادالت التجارية الجزائرية االفريقية؟
-ما مدى استعداد الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية؟
-ماهي فرص وتحديات دخول الجزائر لمنطقة التجارة الحرة القارية االفريقية؟
فرضيات البحث:
-هناك مكاسب وفرص للجزائر بدخولها لمنطقة التجارة الحرة القارية االفريقية في مجال
الصادرات خارج المحروقات؛
-ستتطور المبادالت التجارية بين الجزائر ودول منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية ،لكن
بوتيرة منخفضة؛
-نجاح الجزائر بدخول منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية مرهون بمدى االصالحات
االقتصادية الداخلية واالستعدادات الخارجية داخل القارة.
أهداف البحث:
-التعرف على أهم الفرص والتحديات التي تواجه الجزائر في إطار منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية،
خاصة في مجال الصادرات واالستثمارات؛
-ب-
مقدمـــــــة
-تقييم تجارب التكامالت اإلقليمية اإلفريقية في تعزيز التجارة البينية بين الدول األعضاء؛
-محاولة الوقوف على واقع العالقات التجارية الجزائر االفريقية ومحاولة تقديم الحلول لتنميتها وتطويرها؛
-محاولة التعرف على مدى استعداد وجاهزية الجزائر لالستفادة من منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية؛
-استشراف مكاسب تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية على الدول االفريقية خاصة ما يعود على
الجزائر.
أهمية الدراسة:
-الوقوف على االنعكاسات الناتجة عن توقيع الجزائر إلتفاقية التجارة الحرة القارية اإلفريقية على الصادرات
الوطنية؛
-مساهمة منطقة التجارة الحرة القارية في إنعاش القارة االفريقية ومنحها عدة مزايا تمكنها من المنافسة
على المستوى العالمي ومساهمتها في تطوير االستثمار والتجارة البينية داخل القارة.
تعود أسباب اختيارنا لهذا الموضوع إلى عدة أسباب نوردها فيما يلي:
-ج-
مقدمـــــــة
ب -أسباب ذاتية:
-عالقة موضوع الدراسة بالتخصص الذي ندرسه " مالية وتجارة الدولية "؛
-الميوالت الشخصية لدراسة المواضيع التي تعرف تغيرات كثيرة.
حدود الدراسة:
تقتضي منهجية البحث العلمي الهادف إلى الموضوعية وتيسير الوصول إلى استنتاجات منطقية
لهذه الدراسة ،وضع حدود إلشكالية مع ضبط اإلطار الذي يسمح بالفهم الصحيح للمسار المقترح لتحليلها
وكذلك لمنهجية اختيار واختبار فرضياتها ،ولتحقيق ذلك سوف يتم انجاز الدراسة ضمن الحدود واألبعاد
التالية:
تقتضي اإلجابة على اإلشكالية المقدمة عدم ربط الجاب النظري بخصوصية مكان ما ،أما في
الجانب التطبيقي سنحاول التركيز على انضمام الجزائر لمنطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية.
يتوافق سياق التحليل في دراستنا هذه في مجاله الزمني مع تحوالت العولمة واللجوء المتزايد
للتكامالت االقتصادية اإلفريقية ،حيث سنحاول دراسة الموضوع في بعده الزمني للفترة محل الدراسة والمحددة
خصوصا من 2011إلى غاية 2020والتي كانت فيها البيانات واالحصائيات حاضرة.
يصنف هذا البحث ضمن البحوث النظرية التي تهدف إلى اإلحاطة بجوانب معرفية ذات صلة
بم فهوم التكامل االقتصادي اإلقليمي وذلك باإلجابة على اإلشكالية المقدمة واختبار فرضياتها من خالل
التحليل العلمي وكذلك تدعيمه بتحليل معطيات عن المعامالت التجارية الجزائرية اإلفريقية.
-د-
مقدمـــــــة
المنهج المستخدم في الدراسة
من أجل محاولة اإلجابة على التساؤالت المطروحة واختبار الفرضيات ارتأينا االعتماد على المنهج
الوصفي التحليلي من أجل اإلحاطة بمختلف الجوانب المتعلقة بموضوع الدراسة من خالل تقديم أهم المفاهيم
والجوانب المتعلقة بكل من التكامل االقتصادي اإلقليمي وموضوع التكامل اإلقتصادي اإلفريقي ،ومعرفة
وتحليل المعامالت التجارية الجزائرية اإلفريقية ،ومحاولة استشراف أهم الفرص والتحديات التي ستكسبها أو
تواجهها الجزائر في إطار إنضمامها لمنطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية.
الدراسات السابقة:
-دراسة عبد الوهاب رميدي بعنوان " التكتالت االقتصادية اإلقليمية في عصر العولمة وتفعيل التكامل
اإلقليمي في الدول النامية " ،دراسة تجارب مختلفة ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتو اره بجامعة
الجزائر :2007 ،حيث اعتمدت على اإلشكالية التالية :هل التكامل االقتصادي ضروري بالنسبة لدول
النامية لتنمية اقتصاداتها ومواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين؟ وتوصلت الدراسة إلى:
✓ إن التكامل الذي يشهده العالم يختلف عن ذلك الذي يشهده العالم بعد الحرب العالمية الثانية،
كما أن التكامل االقتصادي في الدول المتقدمة والنامية يختلف في متطلباته وآلياته وذلك
الختالف الظروف السائدة في كل مجموعة؛
✓ لن تستطيع الدول النامية بوضعها الراهن تحقيق متطلبات التنمية االقتصادية ومواجهة تحديات
القرن الواحد والعشرين إال بالمزيد من التعاون والتنسيق فيما بينها.
-دراسة زخروف عامر ،دحو سليمان ،مستقبل منطقة التجارة الحرة اإلفريقية ودورها المتوقع في تنمية
التجارة البينية األفرو-جزائرية عرض نماذج لتكتالت إقليمية اقتصادية افريقية ،مجلة البشائر االقتصادية،
تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء للدور الذي المجلد ،08العدد،01بشار ،الج ازئر ،أفريل:2022
يمكن أن تلعبه منطقة التجارة الحرة اإلفريقية في تعزيز التجارة البينية اإلفريقية واألفرو-جزائرية ،إذ أنها
تلعب دور كبير في هذا المجال رغم الكثير من التحديات ،وقد اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي
التحليلي ،وتوصلت الدراسة إلى أن المجموعات االقتصادية اإلفريقية لها دور كبير في تنشيط التجارة
البينية ،وما يعزز هذا هو أن المبادالت التجارية البينية األفرو-جزائرية كانت جلها في منطقة االتحاد
المغاربي ،ولكنها لم ترق للمستوى المطلوب مقارنة بالتكتالت والمناطق التجارية الحرة األخرى في العالم،
-ه-
مقدمـــــــة
إال أن الدراسات تتوقع أن تنفيذ إتفاقية منطقة التبادل الحر سوف يكون لها دو ار بالغا في تنمية وتعزيز
التجارة البينية مستقبال.
-دراسة وليد حفاف ،مستقبل منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية :المزايا والتحديات ،مجلة العلوم
االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية ،المجلد ،13العدد ،03مسيلة ،الجزائر :2020،هدفت هذه الدراسة
إلى التعرف على أهم المزايا والفرص التي يمكن أن توفرها إنشاء هذه المنطقة للدول اإلفريقية ،وأهم التحديات
والعقبات التي يمكن أن تقف أمام بناء هذا الفضاء التجاري القاري .حيث تعتبر منطقة التجارة الحرة القارية
اإلفريقية ( )AFCFTAأحد المشاريع الرئيسية التي أطلقها االتحاد اإلفريقي ،وهذا بعد استكمال نصاب
تصديقات الدول اإلفريقية ودخول اإلتفاقية حيز النفاذ ،وقد جاءت ضمن جدول أعمال " األجندة اإلفريقية
لعام ،" 2063وتوصلت الد ارسة إلى جملة من النتائج نذكر منها ما يلي :بالرغم من العقبات والتحديات
المختلفة ،التي تتعرض دخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية العمل فعليا ،إال أنها تمثل فرصة تاريخية
لبلدان القارة اإلفريقية من أجل الخروج من االقتصاد المتردي الذي أدى إلى تذيل قائمة العالم من حيث
مستويات المعيشة وتصدرها لالئحة البلدان األكثر فقرا ،كما أن تحقيق تلك الفرص والمزايا شكليا فقط دون
اتخاذ المزيد من اإلجراءات الواقعية ليس هو المطلوب ،إذ أن هذه االتفاقية بدون خطة عمل لتعزيز التجارة
البينية اإلفريقية لمعالجة القيود الرئيسية أمام التجارة والتنويع داخل افريقيا يشمل :السياسة التجارية ،وتيسير
التجارة ،القدرة اإلنتاجية ،البنية التحتية المتداولة ،التمويل التجاري....إلخ.
هيكل الدراسة
من أجل اإللمام بكل الجوانب المتعلقة بالموضوع تم تقسيم الدراسة إلى ثالث فصول:
-الفصل األول بعنوان " اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية " وهو فصل اصطالحي مفاهيمي
يرتكز على الجوانب النظرية المتصلة بمفهوم التكامل االقتصادي اإلقليمي؛
-الفصل الثاني بعنوان " التكامالت االقتصادية اإلقليمية اإلفريقية " تناول مختلف التكامالت اإلفريقية التي
طالما كانت حلم راود حكام وشعوب القارة ،ذلك أن التكامل اإلقليمي يعتبر الحل الوحيد لألفارقة للخروج
من المشاكل السياسية واالقتصادية واالجتماعية التي تتخبط فيها إفريقيا؛
-الفصل الثالث تم تخصيصه للتعرف على طبيعة العالقات االقتصادية بين الجزائر ودول إفريقيا مع تبيان
مهام ومعوقات منطقة التجارة الحرة في إفريقيا.
-و-
مقدمـــــــة
صعوبات الدراسة
واجهت انجاز هذه الدراسة عدة صعوبات يمكن إيجاز أهمها فيما يلي:
-نقص المراجع التي تناولت الموضوع باعتبار منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية منطقة حديثة النشأة؛
-صعوبة جمع اإلحصائيات والحصول على بيانات دقيقة والنقص في البيانات المتاحة على مواقع المديرية
والو از ارت الجزائرية وتقادم البيانات المعروضة فيها.
-ز-
الفصل األول :اإلطار النظري
للتكامالت االقتصادية اإلقليمية
اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية الفصل األول
تمهيد:
تميز النصف الثاني من القرن العشرين بميل بارز إلى ظاهرة التكامل االقتصادي ،فأحتل مكانا بار از
في األدبيات االقتصادية ،نظ ار لمجموعة من األسباب والدوافع التي جعلت مختلف دول العالم "متقدمة أو
نامية" تتجه إلى الدخول في تجمعات إقليمية ،بعد ما أدركت ضرورة التكامل اإلقتصادي وأهميته.
هذا ما حاولنا التعرض إليه في هذا الفصل وذلك بعرض اإلطار النظري للتكامل اإلقتصادي ،لذلك
خصصنا ثالث مباحث ،تناولنا في المبحث األول ماهية التكامل االقتصادي اإلقليمي ،وفي المبحث الثاني
خصص لدراسة نظريات التكامل االقتصادي اإلقليمي وأثاره ،أما في المبحث األخير تطرقنا إلى محددات
التكامل االقتصادي اإلقليمي.
-9-
اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية الفصل األول
المبحث األول :ماهية التكامل االقتصادي اإلقليمي
لقد شهدت الساحة العالمية نشاطا غير مسبوق على صعيد تكوين التكامالت والتجمعات اإلقتصادية،
حيث تنتظم الدول المتقدمة والنامية سواء في التكامالت اإلقليمية أو الترتيبات التجارية الجماعية بغرض
توفير بيئة أكثر مالئمة لنموها االقتصادي ،وسوف يتم التطرق في هذا المبحث إلى مفهوم التكامل
اإلقتصادي ،والمفاهيم ذات العالقة به.
إن عبارة التكامل االقتصادي قد فسرت بأشكال مختلفة فهو عبارة عن مسار مرحلي يهدف إلى توحيد
الدول إنطالقا من البعد االقتصادي.
لقد تعددت تعاريف التكامل االقتصادي اإلقليمي تبعا الختالف وجهات النظر ،ومن بين أهم التعاريف
التي نتناولها ما يلي:
حيث يعرف التكامل االقتصادي بوصفه عملية وحالة ،فبإعتباره عملية فإنه يتضمن اإلجراءات الهادفة
إلى إلغاء التمييز بين الوحدات اإلقتصادية المنتمية إلى دول مختلفة ،وأما بإعتباره حالة في مكان أن يتمثل
في انتقاء مختلف صور التفرقة بين اإلقتصاديات القومية ( ،)1ومن خالل هذا التعريف يالحظ أن " بالسا "
يعتمد على مناقشة قضية التمييز أو التدخل الحكومي وعالقتها بسياسة تحرير التجارة الدولية ،إذ يعتبر أن
اختفاء التمييز أو التدخل الحكومي يعد شرطا منطقيا لتحرير التجارة بين الدول األعضاء في التنظيم
التكاملي.
أما االقتصادي "ميرال دال "Gunnar Myrdalفيرى أن مفهوم التكامل ال بد أن يشمل العمل على
زيادة الكفاءة اإلنتاجية ضمن الكتلة االقتصادية المشكلة ،وذلك مع إعطاء الفرص االقتصادية المتساوية
لألعضاء في هذا التكامل بغض النظر عن سياساتهم (.)2
1- BELA Balassa, The theory of economic integration, George Allen and Unwin ltd, 1961, p24.
- 2سامي عفيفي حاتم ،التكتالت االقتصادية بين التنظير والتطبيق ،جامعة حلوان ،القاهرة ،ط ،2003 ،4ص.30
- 10 -
اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية الفصل األول
ويعرف التكامل االقتصادي على أنه" :مالئمة بين عناصر متوفرة عند أحد األجزاء كالقوى البشرية والمهارات
والسوق الواسعة ،بينما يتوفر عند الطرف الثاني رأس المال فتتشكل بذلك العناصر االقتصادية المتكاملة من أجل
العملية الصناعية التنموية ،فهو إتجاه المشاريع االقتصادية نحو تكبير حجمها لالستفادة من مزايا اإلنتاج الكبير" (.)1
فالتكامل االقتصادي هو اصطالح عام يغطي عدة أصناف من الترتيبات التي بمقتضاها يتفق قطران
أو أكثر على تقريب وتوثيق أوضاعهم ببعضهم البعض ،وجميع هذه الترتيبات لها سمة مشتركة وهي أنها
تستخدم التعريفة لتمييز سلعها إزاء السلع التي تنتجها األقطار غير المنظمة إلى اإلتفاق (.)2
ومن خالل ما سبق نستنتج أن التكامل االقتصادي يعني القضاء التدريجي على الحواجز بين عدد
من الدول وصوال إلى إقامة فضاء اقتصادي متجانس يعود بالفائدة على كل األطراف (.)3
وبغض النظر عن كيفية تعريف التكامل االقتصادي فإن مختلف المؤلفين الذين عالجوه يؤكدون على
تأثيراته المالئمة على اإلنتاج واإلستهالك أو على تحسين الرفاه وبصورة عامة على التنمية االقتصادية
واالجتماعية.
يختلف مفهوم التكامل االقتصادي عن التعاون االقتصادي في كون التعاون يتضمن األفعال الهادفة
إلى التقليل من التمييز كاإلتفاقيات الدولية الخاصة بالسياسات التجارية وغيرها ( ،)4حيث تحتفظ الوحدات
االقتصادية المكونة للدول المتعاونة اقتصاديا بخصائصها المتميزة واستقالليتها ،في حين أن عملية التكامل
اإلقتصادي تشمل التدابير التي تؤدي إلى قمع أشكال التمييز وازالة الحواجز التجارية واإلتفاقيات الدولية
بشأن السياسات التجارية لتكوين تعاون دولي طويل المدى (.)5
أما اإلندماج اإلقتصادي هو الحل الوسط بين إعادة تنظيم االقتصاد الدولي على أساس مبدأ حرية
التجارة وتفتت العالم إلى وحدات اقتصادية صغيرة تعجز الوسائل المتاحة لكل منها عن الوصول بها إلى
-1عبد الوهاب الكيالي ،الموسوعة السياسية ،ج ،1المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،بيروت ،1990 ،ص.791
2- A.M Freeman III، International Trade New York: Harper And Row, New York ,1971, P168 .
-3صبيحة بخوش ،اتحاد المغرب العربي بين دوافع التكامل االقتصادي ومعوقاته السياسية ،دار الحامد للنشر والتوزيع،
عمان ،األردن ،ط ،2011 ،1ص.56
4- BELA Balassa, op, cit, p 03.
-5حسين عمر ،التكامل االقتصادي أنشودة العالم المعاصر ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،1998 ،ص.08
- 11 -
اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية الفصل األول
المستوى المرغوب فيه من الرفاهية اإلقتصادية ،ومن هذا المنظور تتحقق الطبيعة االنتمائية للتكامل ،حيث
أنه يتضمن دمج أجزاء اقتصادية قومية متعددة لتكوين وحدة اقتصادية إقليمية (.)1
يرى بعض االقتصاديين أن التكامل يعني أساس إنشاء كيان اقتصادي جديد ومجال للتضامن الحقيقي
وأن تحقيقه يتطلب توفر عدة شروط يجملها "روبرت أيريس "Robert Ayresفيما يلي (:)2
-وجود روابط توحد بين عناصر مختلفة لمجموعة واحدة على الصعيد الجغرافي وصعيد المعلومات
والمستوى الوظيفي أو التقني؛
-التنسيق بين البرامج اإلقتصادية أو السعي إلى تحقيق التماسك بين هذه البرامج على مستوى المجموعة
المعنية؛
-
-التجانس الجغرافي والتاريخي والديمغرافي وتجانس الهياكل االجتماعية االقتصادية للمجال الذي يراد دمجه؛
-التأكيد على مسألة تجانس االقتصاديات المندمجة وعلى ضرورة التوازن من حيث النمو بين األمم المندمجة.
سيتم في هذا العنصر التطرق إلى نشأة التكامل االقتصادي اإلقليمي ،واألهمية التي يسعى إلى تحقيقها،
واألشكال التي تميزه.
ترجع فكرة التكامالت االقتصادية إلى أكثر من مئة عام فقد نشأ أول تكامل من هذا النوع في الواليات
األلمانية قبل وحدة ألمانيا ،ثم أعقبتها تكامالت أخرى مثل تكامالت المستعمرات اإلنجليزية مع الدولة األم التي
عرفت باسم سياسة التفضيل اإلمبراطوري ،كذلك تكامل فرنسا ومستعمراتها وغير ذلك من التكامالت األخرى إال
-1نزيه عبد المقصود ،محمد مبروك ،التكامل االقتصادي العربي وتحديات العولمة :رؤية إسالمية ،دار الفكر الجامعي،
مصر ،ط ،2006 ،1ص.13
-2عبد الجليل جميل ،اقتصاديات التكامل واشكالية التكتل االقتصادي االفريقي ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في
العلوم االقتصادية ،تخصص تحليل اقتصادي ،كلية العلوم االقتصادية ،التجارية وعلوم التسيير ،جامعة سيدي بلعباس،
الجزائر ،2015-2014 ،ص.16
- 12 -
اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية الفصل األول
أن خصائص هذه التكامالت القديمة كانت تتسم بسياسة ربط المستعمرات بالدولة الحاكمة ومحاولة استغالل
موارد هذه المستعمرات وذلك لتحقيق الرخاء للدولة األم.
لهذا نقول أن ظاهرة التكامالت االقتصادية ليست بالظاهرة الجديدة إال أن ظهورها كتجربة اقتصادية
كانت بعد الحرب العالمية الثانية اتخذتها مجموعة من الدول سواء كانت نامية أو متقدمة ،رأسمالية أو اشتراكية،
وهذا لمواجهة مختلف التحوالت التي شهدها العالم في تلك الفترة فظهرت هذه التكامالت كنتيجة للقيود في
العالقات الدولية وكمحاولة جزئية لتحرير التجارة بين عدد من الدول ،فظهرت التكامالت االقتصادية في صورة
مشروعات فردية قدمتها أمريكا للدول األوروبية ودول الشرق األوسط مثل مشروع "مارشال" الذي يهدف إلى
تقديم المساعدات االقتصادية المصحوبة بشروط سياسية وعسكرية ،وقد كانت شعوب قارة أوروبا أول من ساهم
في نشأة هذه التكامالت وذلك بحكم ما تعرضت إليه هذه الشعوب من أزمات اقتصادية نتيجة للحرب العالمية
الثانية ،فذاقت ويالت الهزيمة وأصبحت دول هذه الشعوب منهارة اقتصاديا وعاجزة عن النمو ،فأدركت أنه البد
من تكاملها ومن جميع النواحي إلعادة بناء اقتصاداتها ومواجهة السيطرة المفروضة من طرف الواليات المتحدة
األمريكية واإلتحاد السوفياتي ،ومواكبة مختلف التطورات الكبيرة في العلم والتكنولوجيا.
ومن هنا تكتلت دول أوروبا الغربية في شكل سوق مشتركة سنة ،1957وكانت هذه األخيرة صورة
مثلى للعديد من االقتصادين والسياسيين الذين اعتبروها نموذجا يحتذى به بين مجموعات دولية أخرى ،ثم انتقلت
ظاهرة التكامالت إلى مجموعة أخرى من الدول ،فنشأت منطقة التجارة الحرة ألمريكا الالتينية والسوق المشتركة
لدول أمريكا الوسطى ،عمدت دول أوروبا الشرقية على إنشاء منطقة "الكوميكون" أما في المنطقة العربية تم
إنشاء السوق العربية المشتركة ،كما أنشأت أيضا اتفاقيات إقليمية في المنطقة اإلفريقية والمنطقة األسيوية (.)1
وتزامنا مع التغيرات التي تعرض لها االقتصاد العالمي انطالقا من ال سبعينات القرن الماضي،
التي تمثلت في انهيار نظام "بروتون ودوز" والتحول إ لى نظام األسعار المعومة ،والتقلبات الحادة في
أسعار الصرف للعمالت الرئيسي ة وارتفاع أسعار الطاقة وزياد ة أزمة المديونية الخارجية في بداية
الثمانينات األمر الذي أدى إلى ظهور سياسات حمائية في الدول الصناعية ،مما أثر سلبا على حرية
التجارة والتدفقات السلعية خاصة بالنسبة لصادرات الدول النامية إلى األسواق العالمية ،وبعد هذه
أما في افريقيا قامت ترتيبات وتكامالت إقليمية لعل أبرزها إقامة السوق المشتركة لشرق وجنوب
افريقيا "الكوميسا" التي تسعى إلى تنسيق الجهود لمواجهة ما يحدث في البيئة االقتصادية العالمية.
ومن غير المستبعد أن تظهر تكامالت اقتصادية أخرى في مناطق جديدة من العالم ،وهذا لما
تفرضه التحوالت والتغيرات الراهنة تحت المسمى العولمة اإلقتصادية ،فيمكن القول إن هذه التكامالت
أصبحت أم ار واقعيا يجب التكيف والتعامل معه ،كما أن التكامالت االقتصادية تختلف باختالف ظروف
تكوينها وأهداف إقامتها فقيام التكامل االقتصادي في الدول النامية تختلف ظروفه الموضوعية والذاتية عن
ظروف الدول المتقدمة على النمط نفسه كما قامت التكامالت االقتصادية القديمة وتوجهات السياسات
االقتصادية للتكامالت الجديدة على ما يلي:
فبالنسبة ألسس قيام التكامالت االقتصادية القديمة فتتمثل فيما يلي (:)2
أما التوجهات السياسية االقتصادية التي تعمل في ظلها التكامالت اإلقتصادية الجديدة فهي تتضمن
في الغالب ما يلي (:)3
-2أحمد برقاوي وآخرون ،الدولة الوطنية وتحديات العولمة ،مكتبة مدبولي ،القاهرة ،2004 ،ص ص.74-76
2- Jean coussy ،Economic politic des intégrations régionales: une approche historique, Mondes en
développement, / 3,N° 115/ 116, pays non mentionné, 2001, p p15.16.
3- UNCTAD, Report the least developed countries, 26 Nov 2015, 29/03/2022, 18:06,
https://unctad.org/system/files/official-document/ldc2015_fr.pdf.
- 14 -
اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية الفصل األول
-قيادة القطاع الخاص للنشاط اإلقتصادي؛
-إلى جانب اإلعتماد على السلع الصناعية في المبادالت فقد دخلت تجارة الخدمات واإلستثمار إلى ميدان
اإلتفاقيات اإلقليمية الجديدة؛
-اإلتجاه إلى تعميق اإلندماج عن طريق تنسيق السياسات؛
-المعاملة مماثلة لجميع األطراف على السماح بفترات التكيف.
في هذا الشكل من التكامل تقوم الدول األعضاء بالتقليل أو التخفيف من القيود التي تعيق حركة
السلع والخدمات بين الدول المتكاملة ،إضافة إلى التقليل من الحواجز الجمركية دون اإللغاء النهائي للرسوم،
وتتخذ من أجل ذلك مجموعة من اإلجراءات والقواعد (.)2
ويتم االتفاق في هذا الشكل بإلغاء الرسوم الجمركية على تدفق السلع بين الدول األعضاء وفي الوقت
نفسه تحتفظ كل دولة عضوة بحقها في فرض ما تريده من قيود على باقي دول العالم خارج منطقة التجارة.
ولعل ذلك ما يجعل أي دولة خارج المنطقة الحرة تسعى إلى التكامل مع بعض الدول داخل المنطقة الحرة
خاصة الدول التي تتميز ب قيودها التجارية التي تفرضها على غير األعضاء باالنخفاض وذلك كوسيلة
للدخول إلى باقي األعضاء (.)1
-3االتحاد الجمركي:
في هذا الشكل إضافة إلى اإلجراءات التي تم تطبيقها في منطقة التجارة الحرة ،من إلغاء للقيود والتعريفات
الجمركية ،يتم فرض تعريفة جمركية موحدة للبلدان األعضاء في مواجهة بقية بلدان العالم ،فتصبح كل الدول
األعضاء تتعامل مع العالم الخارجي في مجال التجارة الخارجية كأنها دولة واحدة جمركيا (.)2
-4السوق المشتركة:
باإلضافة إلى ما تم تطبيقه في االتحاد الجمركي من حرية حركة السلع بين الدول األعضاء وتطبيق
تعريفة جمركية موحدة تجاه الدول الخارجية فإنه يتم تحرير حركة عناصر اإلنتاج ،العمل ورأس المال بين
الدول األعضاء في السوق ،وبذلك يتم تشكيل سوق موحدة يتم من خاللها وبحرية تامة انتقال السلع
واألشخاص ورؤوس األموال (.)3
-5الوحدة االقتصادية:
هي المرحلة األعلى درجة من مرحلة السوق المشتركة ،حيث باإلضافة إلغاء القيود على حركة السلع
والخدمات وانتقال عناصر اإلنتاج -العمل ورأس المال -بين الدول األعضاء ،وتوحيد التعريفة الجمركية
للدول األعضاء تجاه العالم الخارجي ،فإنه يتم من خالل هذه المرحلة أيضا تنسيق السياسات االقتصادية
-1محمد سيد عابد ،التجارة الدولية ،مكتبة ومطبعة االشعاع الفنية ،مصر ،1999،ص.256
-2فليح حسن خلف ،العالقات االقتصادية الدولية ،مؤسسة الوراق ،األردن ،ط ،2001 ،1ص.169
-3مرجع نفسه ،ص.170
- 16 -
اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية الفصل األول
والمالية والنقدية ،هذا على جانب السياسات االجتماعية والضريبية األخرى التي تتجسد في تشريعات العمل
والضرائب وغيرها (.)1
وهو أرقى مرحلة من مراحل التكامل ،حيث يتم تحقيق وحدة اقتصادية يتم في إطارها حرية انتقال
السلع والخدمات ،وعناصر اإلنتاج ،وتوحيد السياسات االقتصادية والمالية وغيرها ،وبالشكل الذي يجعل
شخصية الدولة اإلتحادية الناتجة عن االتحاد االقتصادي التام ،تحل محل شخصية الدولة السابقة وهذا
يعني بالضرورة إنشاء سلطة اتحادية تفوق سلطتها سلطة الدول التي يتكون منها هذا االتحاد ،وبحيث يمكن
أن تكون هناك عملة تتعامل بها الدول المتكاملة في كافة معامالتها ونشاطاتها االقتصادية (.)2
المصدر :سحنون فاروق ،بن رقرق فارس ،السوق االفريقية المشتركة كأداة للتكامل االقتصادي ،ورقة مقدمة في كتاب
جماعي محكم حول :آفاق التكامل االقتصادي االفريقي في ظل تفعيل منطقة التجارة الحرة االفريقية ،كلية العلوم االقتصادية
والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة فرحات عباس سطيف ،2021 ،1ص .199
للتكامالت االقتصادية عدة خصائص تميزها ،في ظل اتباع مجموعة من الخطوات الالزمة لتحقيق الدوافع
التي أوجدت ألجلها.
تتصف التكامالت االقتصادية بعدة خصائص يمكن إجمالها فيما يلي (:)1
-تتصف التكامالت االقتصادية بأحجامها الضخمة من حيث مواردها وانتاجها ،واتساع أسواقها االستهالكية
واإلنتاجية ،وتتنوع هياكلها االقتصادية ومواردها وكثافة حجم سكانها؛
-حرية تنقل السلع والخدمات واألشخاص ورؤوس األموال واالستثمار بين الدول المتكاملة؛
-
-المنافسة الحرة بين الدول المتكتلة في المنطقة المتكاملة ولها سياسة تجارية موحدة تجاه الدول األخرى
خارج نطاق التكامل؛
-
-ارتفاع نسبة التجارة البينية من مجمل تجارتها الخارجية وهذا ما يجعلها تخفض من التبعية االقتصادية
أو تكون لها درجة عالية من االستقاللية االقتصادية بالنسبة للدول الخارجة عن المنطقة التكاملية ،هذا ما
يؤدي إلى االرتباط بين الدول المتكاملة من خالل تشابك اقتصاداتها وأسواقها؛
-
-قوتها في التفاوض على المستوى الدولي هذا للدفاع عن مصالحها ضد التكامالت االقتصادية األخرى،
ومن ثم تكون الدول التي تنتمي إلى التكامل في موقع أفضل من ناحية المساومة أو التفاوض مهما كان
شكله؛
-
-االستفادة من رؤوس األموال واأليدي العاملة الماهرة واإلستغالل األمثل للموارد المتاحة في المنطقة
التكاملية؛
-
-تحقيق النمو االقتصادي مستمر كنتيجة لألثار الديناميكية المتعلقة بحجم السوق وتحسين مناخ االستثمار
وزيادة المنافسة عند فتح األسواق.
التكامالت االقتصادية تستطيع تنمية الفعاليات االقتصادية للدول األعضاء تنمية سليمة وهذا وفقا للمبادئ
النظرية االقتصادية وبالتالي تحقيق الرفاهية لشعوبها إال أن هذه التكامالت يجب أن تتبع الخطوات التالية
حتى تسعى لتحقيق أهدافها (:)1
-أن تكون لدول التكامل سياسة تجارية موحدة تجاه العالم الخارجي ،مع تطوير هذه السياسة وامتيازها
بالمرونة وفقا لتطور األوضاع والعالقات الدولية االقتصادية؛
-
-االلتزام بالمنافسة الحرة داخل المنطقة التكاملية هذا ما يستدعي منع المنتجين على تقسيم األسواق وتحديد
األسعار؛
-
-إلغاء القيود على حركة السلع وعناصر اإلنتاج بين الدول األعضاء مع خضوع تحركات األشخاص للقوانين
السائدة في كل من هذه الدول؛
-
-التعاون مع الدول األعضاء على تحقيق التوازن في موازين المدفوعات بالنسبة للدول التي تحقق عجز في
موازينها خاصة في بداية قيام التكامل االقتصادي؛
-
-إنشاء الصندوق الموحدة للتعاون االجتماعي بين دول التكامل يكون هدفه تدريب العمال وتأهيلهم تأهيل
تكنولوجي؛
-
-إنشاء بنك االستثمار الموحد خاص بدول التكامل ،يهدف إلى تمويل الصناعات التي يجب إقامتها الستغالل
اإلمكانات الصناعية المتاحة في هذه الدول واعادة بناء الصناعات القائمة مع صراعات التقدم العلمي
والتكنولوجي الحديث؛
-
-إنشاء األجهزة اإلدارية المختلفة بجانب اإلدارة الفنية الضرورية التي تستلزمها تنفيذ األهداف المختلفة
التي يحددها التكتل لنفسه في كل مرحلة من مراحل تطوره ()2؛
-
-يجب أال تقتصر وظيفة اإلدارات واألجهزة المختلفة على إعداد خطط التنسيق ،وانما يجب أن تمتد كذلك
لتشمل تتبع التنفيذ وتقديم النتائج على أساس ما يجتمع لديها من معلومات وبيانات إحصائية.
من المؤكد أن هناك أسبابا عامة لها أثر كبير في تفضيل دول للتكامل االقتصادي اإلقليمي نذكر منها:
-وجود روابط تاريخية قوية بين شعوب دول المجموعة والقرب الجغرافي والتشابه أو التقارب الحضاري،
غير أن هذه الشروط ال تكفي وحدها ويكمن فضلها في كونها تولد خلفية مشتركة من شأنها تحقيق درجة
االستعداد للتفاهم المشترك والعمل معا؛
-
-وجود الدافع السياسي :فهو يلعب دو ار مهما في قيام التكامالت اإلقليمية ،فمن بين دوافع قيام المجموعة
األوربية المشت ت ت تتتركة (على ست ت ت تتبيل المثال) الدافع الست ت ت تتياست ت ت تتي ،حيث أنه بعد الحرب العالمية الثانية أدركت
مجموعة من دول أوروبا الغربية وفي ظل ست تتيطرت اإلتحاد الست تتوفياتي والواليات المتحدة األمريكية أنها لن
تست ت تتتطيع إذا بقيت منفردة أن تحافظ بشت ت تتكل حقيقي على است ت تتتقالليتها وأن ال تؤثر على ست ت تتير األحداث في
العالم وتطورها ()1؛
-
-الرغبة في التصنيع خاصة بالنسبة للدول النامية حيث أثبتت الدراسات أن فرص نجاح عملية التصنيع في
هذه الدول تكاد تكون منعدمة في حالة اعتماد كل واحدة منها على سوقها الداخلية لتصريف المنتجات الصناعية،
وقد لخص االقتصاديان السويسريان "جيرار" و "فيكتوريا كرزون" أهمية التكامل االقتصادي لألقطار المتخلفة
من هذه الناحية بقولهما " :يبدو أن الترتيبات اإلقليمية هي الحل المالئم لالقتصادات النامية ،ألن أغلبها من
الصغر على نحو ال يسمح لها بأن تنغمس في أبسط الصور السياسية االقتصادية التي تعتمد على االعتبارات
الوطنية والسوق الوطنية وحدها ،ومن عدم اكتمال النمو االقتصادي على نحو ال يمكنها معه الثقة في إقامة
اقتصاد منفتح نسبيا على الخارج ،ويبدو أن التكامل االقتصادي اإلقليمي هو الطريق البارع للخروج من هذا
اإلشكال ،ألنه يجمع بين عناصر تحقق تحرير أكبر للتجارة بين األقطار واألطراف" وعناصر تحقق حماية أكبر
في مواجهة العالم الخارجي ،وقد توصلت كثير من األقطار المتخلفة إلى هذه النتيجة بنفسها إذا أخذنا دليال على
ذلك عدد الترتيبات اإلقليمية التي بدء فيها خالل الستينات (.)2
-1شقير محمد لبيب ،االقتصادية العربية :تجاربها وتوقعاتها ،مركز دراسات الوحدة العربية ،لبنان ،بيروت ،1986 ،ص
.74
-2صبيحة بخوش ،مرجع سبق ذكره ،ص .58
- 20 -
اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية الفصل األول
المبحث الثاني :نظريات وأثار التكامل االقتصادي االقليمي
أصبح التكامل االقتصادي الدولي السمة المميزة لالقتصاد الدولي في العصر الحديث ،فلم يعد بإمكان
البشر العيش في حدود رقعة ضيقة من األرض ولم تعد أي دولة تستطيع أن تعيش بمعزل عن الدول
األخرى ،وانما أصبح اإلنسان والدولة كالهما مرتبطين بأحداث العالم االقتصادية والسياسية واالجتماعية.
ويأتي التكامل االقتصادي عادة من خالل تنسيق عوامل اإلنتاج االقتصادي ضمن رقعة جغرافية تتعدى
الحدود السياسية للدولة ،والسبيل الوحيد لتحقيق هذا التنسيق هو التكامل االقتصادي.
يمكن اعتبار التكامالت االقتصادية اإلقليمية أحد النماذج التنموية الحديثة التي تتخذها مجموعة من
الدول عن طريق االتفاق بينها ،وتقضي بتنسيق السياسات االقتصادية في جوانبها المختلفة والغاء الحواجز
الجمركية والغير جمركية بغية اكتساب منافع متبادلة بين دول العالم.
تقوم النظرية التقليدية لالتحاد الجمركي بتحليل األثار المترتبة على إقامة اتحاد جمركي على تخصيص
الموارد في الدول األعضاء في اإلتحاد ،وفي هذا اإلطار يفرق " فاينر " بين نوعين من أثار اإلتحاد
الجمركي على الرفاهية:
قيت تتام اإلتحت تتاد الجمركت تتي إلت تتى نقت تتل إنتت تتاج الست تتلعة مت تتن الدولت ت ة ذات التكلفت تتة األعلت تتى محليت تتا إلت تتى الدول ت تتة
ذات التكلف ت ت تتة األق ت ت تتل العض ت ت تتو ف ت ت تتي اإلتح ت ت تتاد ،مم ت ت تتا يعن ت ت تتي خل ت ت تتق تج ت ت تتارة يك ت ت تتون أثره ت ت تتا إيجابي ت ت تتا ألنه ت ت تتا تعن ت ت تتي
است تتتخداما أفضت تتل لمجمت تتوع م ت توارد أعضت تتاء اإلتحت تتاد ،وبالت ت تتالي االقت ت تراب مت تتن توزيت تتع اإلنت ت تتاج فت تتي ظت تتل حري ت تتة
التجارة وهذه المكاسب المحققة من التجارة (.)1
أما أثر تحويل التجارة فيحدث عندما يتم نتيجة اعتماد اتحاد جمركي ،تحول االستيراد من المنتجين
ذوي الكلفة األدنى في بقية العالم نحو السلع والخدمات ذات التكلفة األعلى في الدولة العضو في اإلتحاد،
كما يجب مقارنة أثر خلق التجارة مع أثر تحول التجارة ،فإذا زاد أثر خلق التجارة على أثر تحويل التجارة
فإن إقامة اإلتحاد الجمركي ستؤدي إلى توزيع أمثل للموارد االقتصادية وتحقيق االقتصاد الوطني زيادة
صافية في رفاهيته االقتصادية (.)1
يالحظ أن التحليل السابق تركز فقط على األثار اإلستاتيكية لالتحاد الجمركي ،غير أن اتفاقيات
التكامل االقتصادي يمكن أن تؤدي إلى ظهور العديد من األثار الديناميكية التي ال تؤثر في مستوى الرفاهية
االقتصادية ،وانما تؤدي كذلك إلى تغيير في طبيعة ومستوى النمو االقتصادي والى العوامل التالية (:)2
.1وفورات الحجم:
إن اإلتحاد الجمركي وغيره من أشكال التكامل المعروفة ونتيجة إللغاء كل القيود التجارية واتاحة
الحرية النتقال السلع ،من شأنه أن يخفض من تكاليف إنتاج السلع ،ويرجع ذلك إلى االستفادة من إمكانيات
اإلنتاج الكبير التي كانت مستحيلة قبل حدوث عملية التكامل االقتصادي بسبب ضيق سوق كل دولة
معزولة.
.2الوفورات الخارجية:
يؤدي اتساع السوق بين الدول األعضاء في التكامل اإلقليمي إلى االستفادة من الوفورات الخارجية،
مما يساعد على تشجيع النمو االقتصادي وزيادة الرفاهية.
إن انخفاض مستوى العوائق التجارية بين الدول األعضاء في االتحاد من شأنه زيادة حدة المنافسة
والكفاءة عن طريق إحداث تخفيض تكاليف اإلنتاج وادخال تحسينات تقنية على هذه الصناعات .أما
الصناعات التي تفشل في مواكبة ال بيئة التنافسية الجديدة فعليها أن تخرج من السباق وتتحول مواردها إلى
قطاعات أكثر إنتاجية في االقتصاد القومي ،وسوف تكون المحصلة النهائية اقتصادا يستخدم موارده بطريقة
أكثر كفاءة مما يزيد من رفاهية األمة االقتصادية.
.4عوامل أخرى:
-التوقعات التفاؤلية؛
-
-زيادة قوة المساومة وتحسين شروط التجارة للدول األعضاء مع العالم الخارجي.
-إن وجود التكامالت االقتصادية سوف يؤدي إلى خلق عالقات تكامل أمامية وخلفية بين أوجه النشاط
االقتصادي المختلفة في الدولة؛
-
-إن توسع التكامالت االقتصادية في أنشطتها على المستوى األ فقي والعمودي مع اإلنتشار الجغرافي
في هذه ا ألنشطة يؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة في مناطق المحافظات النائية المختلفة.
-1محمد عبد اهلل شاهين ،التكتالت االقتصادية المعاصرة ،االبتكار للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،ط ،2018 ،1ص .36
- 23 -
اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية الفصل األول
ثانيا :األثار السلبية:
-صعوبة تحقيق العدالة في توزيع الدخول على مستوى الدولة مما يؤدي إلى خلق الطبقية االجتماعية؛
-
-تفعيل السياسة اال حتكارية خاصة إذا كانت أطراف االتفاق من دول نامية ،وبالتالي القضاء على
المشروعات الصغيرة كالقضاء على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تمثل أساس االقتصاد القومي
في أي دولة وبالتالي تُروح على هذه الدول فرصة زيادة الدخل العام القومي وامتصاص البطالة؛
-
-ال تكامالت االقتصادية الضخمة تؤثر على الشؤون الداخلية للبلدان وبالتالي السيطرة عليها اقتصاديا
ومنه الوصول إلى مراكز القرار في الدولة بما يخدم المصالح السياسية لدول أخرى.
إن توجه مختلف دول العالم لإلنضمام إلى تكامالت اقتصادية يرمي إلى تحقيق هدفين رئيسيين قد
يتدخالن معا ،األول تعظيم النفع أو المكاسب التي تعود على مختلف األطراف ،وثانيها الحد من النزاعات
والصراعات وما تسببه من خسائر تصيب الجميع ،وفيما يلي سوف نقوم بدراسة مختلف المحددات التي
تتحكم في إنشاء التكامالت االقتصادية اإلقليمية.
يتوقف نجاح عملية التكامل االقتصادي اإلقليمي على مدى توفر األدوات والسبل التي تؤمن استم اررية
التكامل وتواصل وتطور العملية التكاملية مع مرور الزمن ،تتمثل أهم هذه المقومات في:
إن وجود روابط تاريخية قوية بين شعوب المجموعة والقرب الجغرافي والتشابه أو التقارب الحضاري،
يمكن أن تولد خلفية مشتركة من شأنها تحقيق درجة من االستعداد والتفاهم للعمل المشترك (.)2
يجب أن يكون تدريجيا وآليا ،بشكل يسمح لالقتصاديات المختلفة التأقلم مع حجم السوق الجديد وآليا،
أل ن التحوالت الداخلية للبضائع واألموال تخلق بعض المشاكل بحيث ال يمكن تجاوزها إال في المراحل
األخيرة من التكامل كما يجب االتفاق على صيغة تدريجية وآلية تأخذ بعين االعتبار األوضاع الخاصة لكل
بلد ،أما انسجام السياسات التجارية النقدية والمالية فهي ضرورية لضمان استم اررية التكامل االقتصادي
اإلقليمي ،وال يتطلب بالضرورة هذا التنسيق توحيد السياسات ،إضافة لذلك سياسات االستثمار بشكل يؤمن
تنمية اقتصادية متوازنة ،حيث يمكن التوفيق بين المصالح الوطنية واإلقليمية ويتم ذلك بإعداد سياسة إقليمية
لالستثمار تضمن تنمية متجانسة بين الدول األعضاء (.)1
-1عبد الرحمان روابح ،حركة التجارة الدولية في إطار التكامل االقتصادي في ضوء التغيرات االقتصادية الحديثة ،رسالة
مقدمة لنيل شهادة ماجيستر في العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية ،والتسيير ،جامعة بسكرة،2013/2012 ،
ص.22
-2فليح حسن خلف ،مرجع سبق ذكره ،ص.236
-3محمد محمود اإلمام ،التكامل االقتصادي العربي بين عقدين ،مجلة المستقبل العربي ،مركز دراسات الوحدة العربية،
العدد ،138بيروت ،أوت ،1990ص.37
- 25 -
اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية الفصل األول
-5اضطالع مؤسسات فوق القطرية:
يتطلب قيام التكامل وانجاحه وجود أجهزة متخصصة ،ومؤسسات تخول لها صالحية اتخاذ الق اررات
الخاصة بالسوق اإلقليمية وتنفيذها ،دون إلزامها بالرجوع في كل مرة إلى الدول األعضاء ،غير أن هذا ال
يعني انضمام السلطات القومية أو خضوعها إلى سلطات أعلى منها ،وتعتبر هذه الهيئات والمؤسسات
فضاء للتشاور وفك الخالفات وتقريب وجهات النظر وممثال لهذا التجمع مع أطراف وهيئات نضيرة (.)1
من العوامل المؤدية إلى نجاح التكامل االقتصادي وتثبيت دعائمه وجود األيدي العاملة المؤهلة
وضمان حرية انتقالها بين دول التكامل مما يتيح لها استغالل مواردها اإلنتاجية بطريقة فعالة وباستمرار،
وهو ما يؤدي إلى زيادة اإلنتاج ورفع مستوى المعيشة وتقوية التعاون االقتصادي بين الدول األعضاء.
كذلك نجد المقومات الالزمة إلنجاح التكامل اإلقليمي وتأمين مستقبله ،تخصيص المشاريع اإلنتاجية
في الدول األعضاء على أساس إقليمي حتى تتسم اقتصاديات تلك الدول بالتكامل ال التنافس والتنافر ،وهو
ما يرفع حجم المبادالت التجارية ويزيد من درجة االعتماد بين الدول األعضاء.
من الضروري اختيار شكل أو مرحلة التكامل االقتصادي التي تتناسب وظروف هذه الدول والمشاكل
التي تواجهها ،إذ يعتبر ذلك من العوامل المساعدة على نجاح التكامل ويالحظ في كثير من التجارب التي
لم يحالفها النجاح في التكامل ،أن الدول األعضاء قد أخذها الطموح لتحقيق درجة عالية من التكامل بما
ال يتناسب مع مراحل النمو التي تجتازها (.)2
-1سليمان بلعور ،التكامل االقتصادي العربي حتمية لمواجهة تحديات المنظمة العالمية للتجارة ،دراسة مجلس التعاون
الخليجي ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في علوم التسيير ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة
الجزائر ،2009/2008ص.21
-2إبراهيم العيسوي وآخرون ،االعتماد المتبادل والتكامل االقتصادي والواقع العربي ،مقاربات نظرية مركز الدراسات الوحدة
العربية ،بيروت ،1990 ،ص .224
- 26 -
اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية الفصل األول
-9وجود العجز والفائض:
البد أن تتوفر في دولة ما أرادت االنضمام إلى التكامل االقتصادي ،العجز والفائض في اقتصاداتها مع
التناسب والتناظر في سد هذا العجز والتخلص من الفائض بين الدول المتكاملة ،ولكن هذا ليس باألمر الهين
ألن الدولة ال تستطيع التخلص من الفائض أو العجز إال إذا كانت تتوفر على منافع تستبدلها مع غيرها من
الدول.
من الشروط الصعبة التحقيق هي التحديد الدقيق لمكاسب التكامل وكذا توزيعها العادل على مختلف
األعضاء ،ولكن من الممكن إقامة سياسة مشتركة بهدف اتخاذ مجموعة من اإلجراءات التصحيحية تفاديا
ألن تعمل البلدان األكثر تقدما أو األغنى على سحب عوامل اإلنتاج والكفاءات ،ملحقة بذلك ضر ار بالبلدان
المتأخرة فينبغي اتخاذ إجراءات مشتركة حول هياكل اإلنتاج الصناعي والزراعي للحيلولة دون حدوث
اختالالت اقتصادية واجتماعية تعيق عملية اإلنتاج ،ويجب أن تقترن اإلجراءات الهيكلية أيضا بإجراءات
أخرى لحم اية البلدان األضعف في المنطقة ،فيمكن على سبيل المثال أن يواجه بلد خسارة في العوائد إثر
إلغاء رسوم االستيراد على المنتجات القادمة من البلدان األعضاء ،والتي كان يستوردها فيما قبل من بلدان
أجنبية ،فتحرير التبادل يمكن أن يسفر على أثر سلبي على ميزان مدفوعات البلدان الفقيرة ،التي تستورد
منتجات الشركاء األخرين بأسعار أعلى من تلك التي تتحدد في السوق الدولي(.)1
-11المقومات السياسية:
وتتجلى المقومات السياسية بصورة رئيسية في توافر إرادة سياسية مشتركة وقدر كاف من التوافق
بين األنظمة السياسية ،واإلدراك منذ البداية بضرورة االلتزام بوضع حدود متفق عليها لحرية العمل الوطني
باإلضافة إلى أهمية خلق مؤسسات االندماج اإلقليمي ،التي تضطلع بمهام ضبط السياسات العامة
واالقتصادية واالجتماعية والعالقات السياسية بين الدول ،ومن أهم الترتيبات اإلقليمية الواجبة في سياق
توفير المناخ السياسي المالئم نجد (:)2
لقد اختلفت الدراسات االقتصادية في تقسيمها ألساليب التكامل االقتصادي ،فمنها من قسمها إلى أسلوب
التكامل الكلي ،وأسلوب التكامل الجزئي ،ومنها من قسمها إلى أسلوب مباشر ،وأسلوب غير مباشر وذلك كما
يلي:
وهذا األسلوب يعمل تغيير اإلطار التنظيمي للنشاط االقتصادي ،وذلك بإزالة العقبات المصطنعة أمام
حركة السلع وعناصر اإلنتاج وينقسم هذا األسلوب إلى:
-1أسلوب التكامل الكلي بال تنسيق (أسلوب السوق) :ويقتصر هذا األسلوب على تحرير
السلع وعناصر اإلنتاج بين الدول المتكاملة ،تاركا تحقيق التكامل لقوى السوق التلقائية .ويؤيد هذا األسلوب
أصحاب فكرة الحرية االقتصادية ،وهو أسلوب ال يصلح في الوقت الحاضر ألنه يصعب عليه مواجهة
مشاكل دول التكام ل أو حتى تحقيق مفهوم التكامل ،ألن التكامل يبدأ من مرحلة تدخل الدولة للتنسيق بين
سياستها وأنشطتها اإلنتاجية (.)1
-2أسلوب التكامل الكلي مع التنسيق :ويعتمد هذا األسلوب بجانب تحرير حركة السلع بين
الدول المتكاملة ،على التدخل للتنسيق بين مختلف السياسات المنظمة للنشاط االقتصادي في الدول األعضاء،
فهو أسلوب يصلح لدول تتقارب هياكلها االقتصادية والتنظيمية مثل :دول السوق األوروبية المشتركة (.)2
-1حسين عقيل عابد عقيل ،االقتصاد اإلقليمي والنظام الجديد للتجارة العالمية التكامل االقتصادي والمشكالت التي توجهه،
دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،2019 ،ص .64
-2مرجع نفسه.65،
- 28 -
اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية الفصل األول
ثانيا :أسلوب التكامل الجزئي
ويقوم هذا األسلوب على تدخل الدولة في النشاط االقتصادي بالتنسيق أو بالتخطيط ،وذلك للقضاء
على التم ييز بين الوحدات االقتصادية التابعة لدول التكامل حتى ال يحدث ازدواج بين اقتصاديات هذه
الدول ،وينقسم ذلك األسلوب إلى:
-1أسلوب التنسيق الشامل :ويقصد به إجراء تنسيق شامل لجميع األنشطة االقتصادية في
الدول المتكاملة ،بوضع خطة إقليمية مشتركة ذات سياسة استثمارية ويشترط لنجاح هذا األسلوب قيام
اقتصاد الدول المتكاملة على أساس التخطيط الملزم ،كما يتطلب عدة إجراءات تساعد وتسهل العمل عليه
ومن أهم هذه اإلجراءات ما يلي (:)1
ويقصد به حدوث نوع من التنسيق أقل من التنسيق الشامل ،حيث يتم التنسيق وفق هذا األسلوب
على مستوى قطاع معين من ال قطاعات سواء كان زراعي أو صناعي ،أو يتم التنسيق على مستوى
مشروع من المشروعات ،وبذلك يتخذ هذا األسلوب إحدى الصورتين:
ويقصد به اتفاق الدول ا لمتكاملة على حدوث تنسي ق فيما بينها على مستوى قطاع معين وذلك
بإجراء دراسة نفقات اإلنتاج المختلفة لهذا القطاع على مستوى الدول المتكاملة مع التعرف على سياسات
األعضاء وأهدافهم المتعلقة بهذا القطاع حتى يمكن التنسيق بينها.
-1حسين عقيل عابد عقيل ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .66- 65
- 29 -
اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية الفصل األول
-2.2التنسيق على مستوى المشروع المشترك:
ويعني هذا األسلوب تعاون دولتين أو أكثر لتنسيق سياسات االستثمار في مجال اإلنتاج ،سواء
ك ان اإلنتاج قائم بالفعل أو إنتاج جديد ،ويتميز هذا األسلوب بالكثير من المزايا منها:
-أن هذا األسلوب ال يتطلب من الدول المتكاملة التخلي عن سياساتها أو أنظمتها الخاصة ،كما أنه ال
يتعارض مع حالة اختالف مستويات النمو والتقدم بين الدول المتكاملة؛
-أن هذا األسلوب ال يثير مشاكل التكامل االقتصادي التي تثيرها غيره من األساليب.
يمكن اعتبار التكامل االقتصادي عملية مضمونة النتائج لكل األطراف ،فعلى الرغم من االمتيازات
التي يوفرها فإنه في الكثير من األحيان ال يعود بنفس العوائد على أطراف العملية التكاملية ،وعادة تنتج
هذه المشاكل نتيجة عدم تكافؤ أطراف العملية التكاملية وتتمثل أهم هذه المعوقات فيما يلي:
عادة ما يكون هذا السبب السياسي هو المفسر الرئيسي لتعطل أي مسيرة للتكامل االقتصادي ،خاصة
إذا كان هذا الضعف في اإلرادة السياسية يمارس بصفة سرية أي مستمد من تراخي بعض أطراف التكامل
االقتصادي في تنفيذ االتفاقيات البينية ،أو عدم جديتها في دفع العملية التكاملية ،رغم أن الممارسات
والمساهمات الرسمية لتلك األطراف توحي بأنها ال تعارض العملية التكاملية عن طريق الحضور الدائم في
االجتماعات الرسمية لمختلف هيئات االتحاد وعلى أعلى المستويات وبشكل طبيعي في جميع المناسبات،
لكنها تتهاون في تتبع مراحل تنفيذ آليات التكامل ميدانيا ،من لحظة المصادقة إلى غاية وضعها موضع
التنفيذ ،حيث يمكن أن تكون اإلرادة السياسية قوية في االلتزام بلوائح التكامل ،في حين أن هناك قوى عكسية
-1عزالدين بو حبل ،أهمية التكتل االقتصادي العربي في ظل األزمات المالية العالمية خالل الفترة ،2014-2007
أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية ،تخصص علوم اقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير
،جامعة محمد بوضياف ،المسيلة ،الجزائر ،2019-2018 ،ص ص .16-15
- 30 -
اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية الفصل األول
ال يروقها تقدم عملية التكامل ،أي أن هناك أطرافا في السلطة تبدي رفضا ومقاومة لعملية التكامل ،لدوافع
تتعلق بمراكزهم ونفوذهم والسعي للمحافظة عليها بأي وسيلة ،وقد تتحد هذه القوى مع أطراف أخرى في
المستويات الدنيا للتنفيذ لتستفيد هي األخرى من التعطيل.
قد تتحد مصالح أطراف أجنبية مع أطراف داخلية لالستفادة من الوضع القائم في بلد ما من البلدان
األعضاء ،وبالتالي تعمل على تقوية أطرافا في السلطة معروفة بنزعتها المعارضة للتكامل االقتصادي سواء
بطرق مباشرة أو غير مباشرة.
ويعتبر من العوائق الكبيرة للتكامل االقتص ادي حيث يؤدي إلى التباطؤ والتردد السياسي في االلتزام
بشروط التكامل ،خاصة في المراحل الم تقدمة منه أين يكون االلتزام بق اررات السلطة فوق القومية يتطلب
التنازل عن جزء كبير من السيادة القومية (القطرية).
وهو ما ينعكس ع لى الشفافية اال قتصادية ،حيث يؤدي إلى تحكم أطراف محدودة في كامل
قطاعات الدولة وبالتالي يؤثر على قرارات السلطة السياسية في موقفها من التكامل كما يؤدي ضعف
الحريات السياسية في استبعاد دور القوى االجتماعية في تدعيم دور التكامل ورهنه في يد المستفيدين
من تعطيله.
إن االختالف في مستويات التعريفات الجمركية للدول األعضاء قبل قيام التكامل قد ينتج عنه مشاكل
عند وضع تعريفة جمركية موحدة بين الدول األعضاء ويرجع ذلك األمر لصعوبة التوفيق بين المصالح
- 31 -
اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية الفصل األول
المختلفة للدول األعضاء ،فبعضها قد ال تقبل أن تفرض عليها تعريفة موحدة تقل أو تزيد عن التعريفة التي
تفرضها على وارداتها من السلع األجنبية خوفا من تعرض مصالحها التجارية للخطر (.)1
تظهر هذه المشكلة نتيجة اختالف ظروف وامكانات المشاريع اإلنتاجية ،التي أدت إلى اختالف درجة
الحماية الجمركية من دولة ألخرى ومن قطاع ألخر ،وفي ظل التكامل قد يصعب التخلي عن هذه الحماية
خوفا من المنافسة ،لكن هذا المشكل قد يظهر بحدة في بداية مشروع التكامل لكن سرعان ما يتراجع وقد
يزول في المدى الطويل ،إذا تم رسم سياسات خاصة بدعم المشاريع االستراتيجية وتأهيل القطاعات التي
يمكن أن يظهر فيها هذا الشكل حتى ال يبقى مبر ار لحمايته (.)2
كل دولة من دول التكامل لها ظروف اقتصادية خاصة بها ،وبالتالي يجب مراعاتها أثناء تنفيذ
اتفاقي ات التكامل ،خاصة في الشق الذي يتعلق بتنسيق السياسات االقتصادية فمثال توحيد نسب الضرائب
قد يقلل من إيرادات بعض الدول األعضاء ،كما أن تثبيت سعر الصرف قد يؤدي إلى تسرب رؤوس
األموال إلى بعض الدول األعضاء ،باإلضافة إلى مشكل توزيع اإليرادات وتعويض الخسائر بين دول
التجمع االقتصادي فال بد من إيجاد آلية تسمح بتوزيع المكاسب بما يتالءم والوضع االقتصادي لكل
دولة من الدول األعضاء (.)3
ال شك أن ظاهرة انخراط الدول في تكامالت جماعية واقليمية غالبا ما تحصل نتيجة لدوافع وحوافز
عديدة اقتصادية وغير اقتصادية ،إال أن الجوانب االقتصادية هي التي تلعب الدور البارز والحاسم في حث
الدول على التكاثف والتالحم ضمن مجموعات تضم واحدة منها أطرافا متألفة اجتماعيا وحضاريا.
ويظهر دور العوامل االقتصادية جليا في حاالت عديدة ،بل في كل الحاالت تقريبا .فهناك مثال
فئات كثيرة من األقطار والدول تكون مجتمعاتها مشتركة في نفس الخصائص االجتماعية والحضارية ومع
ذلك لم تصل إلى تكامالت جماعية بسبب غياب المقومات االقتصادية المواتية للتكامل.
إن التكامل االقتصادي يستدعي توفر مقومات اقتصادية وموارد إنتاجية إضافة إلى مقومات سياسية
وايديولوجية وثقافية وغيرها تزيد من درجة تآلف سياستها وتعاظم منافعها.
- 33 -
الفصل الثاني:
التكامالت االقتصادية اإلفريقية
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
تمهيد:
تبنت غالبية الدول اإلفريقية بعد حصولها على استقاللها فكرة التكامل اإلقليمي كإستراتيجية لمواجهة
التحديات التنمية واالندماج في االقتصاد العالمي ،حيث كانت النظرية السائدة في تلك الفترة أن عملية
التكامل اإلقليمي تمنح اإلطار الذي يسمح بتجاوز عقبات تحول بين ترقية التجارة البينية وأن تجاوز هذه
العقبات يساهم في إنشاء أسواق مشتركة تسمح بتحقيق اقتصاديات الحجم ،دعم الجهاز اإلنتاجي ،ودعم
درجة التنافسية إلفريقيا ،وفي هذا اإلطار الذي عرف باالتجاه المتزايد لإلقليمية عرفت سنوات الستينات
والثمانينيات إنشاء عدة تكامالت إقليمية لدعم التعاون والتكامل االقتصادي بين الدول اإلفريقية والتي كانت
تهدف في مجملها إلى:
-دعم التنمية اإلقليمية من خالل تنمية القطاع االقتصادي ،الهياكل القاعدية واطالق مشاريع كبرى في
القطاعات المصنعة؛
- 35 -
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
المبحث األول :ماهية التكامالت االقتصادية اإلقليمية في إفريقيا
إن االهتمام بالتجمعات االقتصادية في القارة اإلفريقية ضرورة تحتمها الظروف التي يعيشها العالم،
إذ لم يعد للكيانات الصغيرة ناهيك عن الدول التي تقف وحيدة ،لذلك وجدت الرغبة لدى دول القارة في أال
تكون مهمشة في عالم لم يعد للضعيف فيه مكان ،حيث أصبح االقتصاد هو القوة األعظم مما جعل دول
القارة على اختالفها تحرص لالنضمام لهذه التجمعات.
حاولت الدول اإلفريقية الدخول في عالقات اندماج وتكامل فيما بينها فظهرت محاوالت عديدة وعلى
مستويات مختلفة ،كما أن بعض المحاوالت ظهرت قبل االستقالل ،ضمن إطار وضعته بعض الدول
االستعمارية لتجميع مستعمراتها وربطها مع بعضها البعض (.)1
وليصبح فيما بعد التكامل االقتصادي أحد أهم أهداف البلدان اإلفريقية منذ استقاللها في سنوات
الستينات معب ار بذلك عن ضرورة ملحة لتحقيق التنمية في القارة اإلفريقية.
لقد أصبح التكامل االقتصادي ضرورة ملحة نتيجة اإلرث االستعماري ،ففي نهاية عهد االستعمار،
كانت القارة مجزأة إلى بلدان واسعة المساحة وقليلة الكثافة السكانية من خالل مساحتها يمكن إلفريقيا أن
تحتضن كل من :الصين ،الواليات المتحدة األمريكية والهند ،أوروبا وكذا اليابان ،رغم ذلك فإن تعداد سكانها
ال يمثل سوى ربع سكان الدول السابقة الذكر.
بعد استقالل هذه البلدان ،أعطت األولوية لتوحيد إفريقيا اقتصاديا وسياسيا هذه الوحدة كانت البد أن
تمر عن طريق خلق التجمعات االقتصادية اإلقليمية والتي تهدف بدورها إلى تكامل القارة .كما عمدت الدول
اإلفريقية إلى دخول في تكامالت اقتصادية إقليمية إذ يوجد اليوم العديد من التجمعات االقتصادية اإلقليمية
في القارة اإلفريقية على غرار باقي مناطق العالم ،ومعظم هذه البلدان تساهم في العديد من المبادرات
التكاملية اإلقليمية.
-1نبيل عثمان ،خطوات على طريق الوحدة االقتصادية ،دورية أفاق إفريقية ،الهيئة العامة لالستعالمات ،المجلد الثاني،
العدد السابع ،2001 ،مصر ،ص .05
- 36 -
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
باعتبار أن هذا التنظيم يمنح إطار تخطي عقبات التجارة البينية اإلفريقية وازالة هذه األخيرة يؤدي
إلى خلق أسواق إقليمية أكثر اتساع مما يحقق اقتصاديات الحجم ،دعم نظم اإلنتاج ،واألسواق ،تعزيز القدرة
التنافسية إلفريقيا ،من سنوات الستينيات والثمانينيات كانت هناك أكثر من 200مبادرة حكومية دولية
واتفاقيات التعاون االقتصادي واإلقليمي (.)1
بدء التوجه نحو التكامل االقتصادي والسياسي في القارة اإلفريقية منذ سنة 1963تاريخ إنشاء
منظمة الوحدة اإلفريقية والتي لها أغراض سياسية في المقام األول إذ نصت من خالل المادة الثانية في
اتفاقية النشأة على تعزيز الوحدة ،تكثيف التعاون المشترك عن األراضي ،النزاهة والقضاء على جميع أشكال
االستعمار (.)2
لتأتي فيما بعد خطة عمل " الغوس " والتي اعتمدت في أبريل ،1980كرد على تدهور الوضعية
االقتصادية للبلدان اإلفريقية ،مقترحة إستراتيجيات إلشراك إفريقيا في العملية التنموية المستدامة معارضة
السياسات السائدة منذ سنوات الستينات ،وقد عمدت خطة " الغوس " إلى تحقيق ثالثة أهداف رئيسية:
واعتماد التكامل على المستويات اإلقليمية وشبه اإلقليمية كآلية رئيسة إلعادة هيكلة القارة اإلفريقية
المجزأة وتحويلها إلى كيانات اقتصادية إقليمية ليبقى الهدف الجوهري لخطة عمل " الغوس " هو تحقيق
تكامل إقليمي فعال مرو ار باستقالل ذاتي على المستوى الوطني والجماعي.
وقد استمرت البلدان اإلفريقية في االعتقاد أن المقارنة اإلقليمية هي أفضل وسيلة لتحقيق التنمية
االقتصادية ،ليفتح فصل جديد في قضية التكامل اإلقليمي في إفريقيا يوم 3جوان 1991بأبوجا بنيجيريا،
-1البشير الكوت ،المنظمات اإلقليمية الفرعية في إفريقيا :دراسة ألبرز المنظمات ،المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب
األخضر ،ليبيا،ط ،2008 ،1ص .25
2- Rasul shams, The drive to economic integration in Africa, discussion paper, Hamburg institute of
international economics,contry not mentioned, 2005, p08.
- 37 -
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
أين تم التوقيع على اتفاقية أبوجا ودخلت حيز التنفيذ في سنة ،1994راسمة خريطة واضحة لمراحل
االندماج االقتصادي في إفريقيا (.)1
تفعيل التكامالت االقتصادية المالية وخلق تكامالت جديدة في ظرف 5سنوات المرحلة 1
تثبيت الحقوق الجمركية والعراقيل األخرى ضد التجارة اإلقليمية وتثمين التكامل القطاعي
خاصة في التجارة ،الزراعة ،المالية ،النقل واالتصاالت ،الصناعة ،الطاقة وكذلك تنسيق المرحلة 2
النشاطات بين التجمعات في ظرف 8سنوات.
خلق مناطق التبادل الحر واالتحادات الجمركية في كل تكامل إقليمي في ظرف 10
المرحلة 3
سنوات.
تنسيق وتجانس األنظمة الجمركية وغير الجمركية بين التجمعات ،من أجل الوصول إلى
المرحلة 4
مرحلة اتحاد جمركي قاري.
وضع سوق إفريقية مشتركة وتبني سياسة مشتركة في ظرف 4سنوات. المرحلة 5
اندماج جميع القطاعات ،إنشاء بنك مركزي إفريقي وعملة إفريقية موحدة ،إنشاء وحدة
المرحلة 6
اقتصادية ونقدية وانتخاب برلمان إفريقي في ظرف 5سنوات.
المصدر :جمال الدين العاقر ،دور التكامل اإلقليمي في تحقيق التنمية االقتصادية دراسة التجربة التكاملية في القارة
اإلفريقية ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتورة في علوم اقتصادية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير،
تخصص علوم اقتصادية ،جامعة قسنطينة ،الجزائر ،2018/2017ص .129
من أجل تحقيق األهداف التي جاءت بها هذه االتفاقية على المجموعة أن تقوم بتأمين ،وعلى مراحل (:)2
-تقوية التجمعات االقتصادية اإلقليمية الحالية وانشاء أخرى في األماكن التي ال تتواجد بها؛
1- Commission économique pour l’Afrique, Rapport économique sur l’Afrique 2017 l’industrialisation et
l’urbanisation au service de la transformation l’Afrique nations-unies, Addis-Abeba, Ethiopie, 2017, p20.
-2جمال الدين العاقر ،دور التكتل اإلقليمي في تحقيق التنمية االقتصادية دراسة التجربة التكاملية في القارة اإلفريقية،
أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتورة في علوم اقتصادية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،تخصص علوم
التسيير ،جامعة قسنطينة ،الجزائر ،2018/2017ص ص .131-130
- 38 -
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
-المصادقة على اتفاقيات من أجل تنسيق السياسات في المجموعات االقتصادية اإلقليمية المتواجدة أو المستقلة؛
-ترقية وتحسين البرامج الثنائية لالستثمار في مجاالت اإلنتاج والمتاجرة بمختلف المنتجات والمدخالت
في إطار استقاللية جماعية؛
-تحرير التجارة بين الدول اإلفريقية واألعضاء في هذه التكامالت من خالل تقليص الحقوق الجمركية
على االستيراد والتصدير ،إزالة العراقيل غير الجمركية بين الدول األعضاء من أجل خلق منطقة تبادل حر
على مستوى كل مجموعة اقتصادية إقليمية؛
-تنسيق السياسات الوطنية من أجل تطوير النشاطات اإلقليمية ،خاصة في قطاعات الزراعة ،الصناعة،
النقل واالتصاالت ،الطاقة والموارد الطبيعية ،التجارة ،النقد والمالية ،الموارد البشرية ،التعليم والثقافة والعلوم
والتكنولوجيا؛
-إزالة وبصورة تدريجية للعوائق أمام حرية انتقال األشخاص ،السلع والخدمات ورؤوس األموال؛
-منح معادالت خاصة وتبني إجراءات لصالح الدول األعضاء األمثل تقدما؛
-تنسيق وترشيد نشاطات المنظمات الدولية اإلفريقية الحالية وخلق هيئات حديثة في حال تطلب األمر،
من أجل تحويلها إلى أعضاء المجموعة؛
في 2001تم تسريع المحادثات حول التكامل االقتصادي مع تنصيب مجموعة اإلتحاد اإلفريقي وبعث
االتفاقية الجديدة من أجل تنمية إفريقيا ( )NEPADوالذي يهدف إلى تخصيص وعلى المستوى اإلقليمي
منتجات عمومية مهمة (النقل ،الطاقة ،تكنولوجيات االتصال) إضافة إلى تعزيز التجارة واالستثمارات البينية.
- 39 -
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
ومن أهداف اإلتحاد اإلفريقي (:)1
إن األهداف الكامنة وراء التكامل االقتصادي واحدة بوجه عام ،وان كانت في حالة الدول اإلفريقية
هي األكثر إلحاحا ،فلم يكن الغرض من المجموعة األوروبية اقتصاديا فقط ،بل يتعداه إلى النواحي السياسية،
وان كان التعاون االقتصادي يأتي في المرتبة األولى ،ومن ثم فقد ال يؤدي التعاون االقتصادي إلى اتساع
التنمية االقتصادية فحسب ،بل قد يتضمن االهتمام بالتعاون على المستوى السياسي للوقوف كجبهة إفريقية
واحدة في شؤون الخارجية للنهوض بإفريقيا اقتصاديا واجتماعيا ،وهناك عدة أهداف للتعاون اإلفريقي ،ويمكن
أن نجعلها في النقاط التالية (:)2
-الحد من مسلسل نهب ثروات إفريقيا من قبل الدول الرأسمالية والحد من التخلف والتبعية؛
-تقوية موقف الدول اإلفريقية إزاء المشاكل والقضايا العالمية ،دفع تجارب التكامل لمجابهة التكامالت
األخرى ونظم الحماية فيها؛
-تعزيز نمو التجارة اإلقليمية بإلغاء الحواجز الجمركية وغير الجمركية ،تقوية التنمية اإلقليمية من خالل
ترقية القطاعات االقتصادية والهياكل اإلقليمية ،الحواجز أمام التنقل الحر لعوامل اإلنتاج ،وكذا تعزيز
التعاون النقدي ()3؛
-1مهدي دهب حسن دهب ،االتفاقية الجديدة من أجل تنمية إفريقية ،اإلتحاد اإلفريقي واإلصالح السياسي ،مجلة دراسات
إفريقية ،جامعة إفريقيا العالمية ،العدد ،51سنة ،30السودان ،جوان ،2014ص .30
-2يوسف خميس أبو فارس ،دور التكامالت اإلقليمية في تعزيز الوحدة االقتصادية والسياسية في إفريقيا ،مجلة دراسات
إفريقية ،جامعة إفريقيا العالمية ،العدد ،32السودان ،2004 ،ص ص .106 -105
3- Conférence des nations unies sur le commerce et le développement, op, cit, p 09.
- 40 -
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
-دفع عمليات اإلنماء الزراعي والصناعي فإن التخصص في اإلنتاج الزراعي على أساس االختالفات في
نوع التربة وفي األحوال الجوية فضال عن المهارات المتوفرة ،هو أفضل األساليب لزيادة اإلنتاج الزراعي،
وكذلك لدعم التبادل التجاري على المستوى اإلقليمي من الدول النامية.
في األخير يمكن القول إن التكامل االقتصادي اإلفريقي يجيب عن خاصيتين أساسيتين :األولى
وتتمثل في تعزيز الوحدة السياسية على المستوى اإلفريقي ،والثانية تتمثل في تفعيل النمو االقتصادي والتنمية
االقتصادية ،إ ذ تعد اإلقليمية وبصفة خاصة تلك التي تتعلق بتكامل األسواق على المستوى القاري ،وسيلة
لمساعدة البلدان اإلفريقية على تخطي المشاكل الهيكلية التي واجهتها.
المبحث الثاني :أهم التكامالت االقتصادية اإلقليمية اإلفريقية والنتائج المحققة في اطارها
شهدت القارة ميالد العديد من التكامالت االقتصادية داخل األقاليم الفرعية والتي كانت تهدف إلى
تلبية طموحات وأمال الشعوب والتغلب على الظروف االقتصادية واالجتماعية الصعبة عبر التعاون والتكامل
االقتصادي ،ومن هنا نتطرق إلى أهم التكامالت االقتصادية التي شهدتها القارة االفريقية والتي كان لها
الدور البارز في النهوض بالتنمية االقتصادية للدول األعضاء.
إن الهدف األساسي من فكرة التكامل االقتصادي اإلفريقي هو خلق مجموعة اقتصادية إفريقية،
ومن أجل ذلك إعترف اإلتحاد اإلفريقي بثمانية تكامالت اقتصادية إقليمية وهي (:)1
قطعت هذه التكامالت أشواطا متباينة من مراحل التكامل االقتصادي والجدول رقم ( )02.02يبين
أهم تكامالت القارة اإلفريقية.
- 42 -
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
ناميبيا ،كونغو الديمقراطية ،تنزانيا،
سوازيالند ،زامبيا ،زيمبابوي
تكامل
كاميرون ،كونغو ،غابون ،غينيا سلع ،خدمات ،استثمار 24 ،جوان اتحاد المجموعة االقتصادية
اقتصادي
االستوائية ،إفريقيا الوسطى ،التشاد 1999 هجرة والنقدية إلفريقيا الوسطى جمركي
تام
تكامل
4جويلية اتحاد
بورندي ،كينيا ،أوغندا ،تنزانيا ،روندا اقتصادي تكامل اقتصادي تام مجموعة إفريقيا الشرقية
2000 جمركي
تام
اتحاد 15جويلية إفريقيا الجنوبية ،بوتسوانا ،ليزوتو، اتحاد اإلتحاد الجمركي
تكامل اقتصادي تام
جمركي ناميبيا ،سوازيالند 2004 جمركي إلفريقيا الجنوبية
البنين ،بوركينا فاسو ،ساحل العاج، تجانس قانون تجاري،
اتحاد 10جانفي اتحاد اإلتحاد االقتصادي
غينيا بيساو ،مالي ،نيجر ،سينغال، تقارب السياسات
جمركي 1994 جمركي والنقدي إلفريقيا
طوغو االقتصادية الكلية
Source : Conférence des nations unies sur le commerce et le développement, op, cit, p 01
يوجد حاليا ستة عشر ( )16تكامل إقليمي ،ثمانية منها معترف بها من قبل اإلتحاد اإلفريقي ،تعمل
كدعامة إلنشاء المجموعة االقتصادية اإلفريقية ،يحتوي الجزء الغربي من القارة على ثالث تكامالت على
غرار " :اإليكواس"" ،السيدياو" واتحاد بحيرة مانو.
تعود فكرة إنشاء مجموعة غرب افريقية إلى العام 1964على أيدي الرئيس الليبري "وليام طوبمان"
الذي أطلقها بعدما وقع في فبراير 1965على اتفاق يضم إلى جانب بالده؛ كال من الكوت ديفوار (ساحل
العاج) وغينيا والسيراليون .لكن التجربة لم تقوى أمام األزمات الحدودية ومصاعب التدخالت الغربية ففشلت
سريعا .ومع تسلق الجيل الثاني من القادة القادمين إلى السلطة بواسطة االنقالبات العسكرية أعيد استئناف
المشروع على يدي الجنرال " ياكوبو دان يوما جوون " (رئيس نيجيريا) والجنرال " أكناسينغ بي أياديما "
(رئيس الطوغو)؛ اللذين تزعما جهود قيام االتحاد وجمع مساهمات اثنتي عشرة دولة في المشروع .فخصصا
أول اجتماع بالعاصمة الطوغولية لومي سنة 1972لدراسة معاهدة التجمع المقترحة ،وفي جانفي 1974
بأك ار (غانا) انعقد اجتماع الخبراء للنظر في الجوانب المؤسسية ،وفي جانفي 1975بمونروفيا عقد اجتماع
للحكومات إلقرار مضامين المعاهدة المقترحة ،وأخي ار وقعت أربعة عشر دولة غرب افريقية على معاهدة
المجموعة االقتصادية لدول غرب أفريقيا في 28ماي 1975بالغوس .وتتكون المجموعة من :داهومي،
- 43 -
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
غامبيا ،غانا ،غينيا ،ساحل العاج ،ليبيريا ،مالي ،موريتانيا ،النيجر ،نيجيريا ،السنغال ،سيراليون ،الطوغو
وبوركينافاسو.
وفي هذا اإلطار اتجهت دول غرب افريقيا إلى إقامة عالقات اندماجية متكافئة فيما بينها بهدف تبادل
المصالح االقتصادية واالستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية المتاحة ،وتوحيد القواعد واإلجراءات مما يؤدي
إلى زيادة اإلنتاج وتطوير التبادل التجاري بين بلدان المجموعة االقتصادية .هذه األخيرة كانت تهدف إلى
إنشاء سوق موحدة ،لزيادة التبادل للسلع والخدمات ،وتحرير انتقال عوامل اإلنتاج ،وتنسيق السياسات
االقتصادية ،إضافة إلى التخفيض التدريجي والمستمر للتعريفات الجمركية ،وازالتها نهائيا بحلول عام
،1989وتطبيق تعريفة موحدة بحلول عام .)1( 1990
وبهدف تعزيز االندماج االقتصادي من أجل الوصول إلى وحدة اقتصادية إلفريقيا الغربية عن طريق
مجموعة من األهداف التي ترمي إلى تحقيق تجانس السياسات الوطنية في جميع القطاعات االقتصادية
(الزراعة ،صناعة ،نقل ،اتصاالت ،طاقة ،تجارة ،نقود ومالية) ،خلق سوق مشتركة وتحقيق وحدة نقدية،
يشترك في هذا التكامل خمسة عشرة دولة ويعد أكبر تكامل إقليمي إفريقي من حيث عدد السكان حيث
يحتوي على أكثر من 302مليون نسمة وهو ما يمثل ثلث سكان القارة (.)2
تعتبر أحد أعمدة المجموعة االقتصادية اإلفريقية ،وقد ظهرت السوق المشتركة لدول شرق وجنوب
إفريقيا على مراحل منذ عام 1960إلى أن تحققت بالصورة التي نراها اليوم في شكل منظمة الكوميسا .وقد
عقد أوال اتحاد جمركي بين غينيا وأوغندا ثم عدلت أحكامها ،ففي مارس 1978تم التوقيع على إعالن
لوزاكا المتضمن مشروع إقامة وحدة اقتصادية بين دول اإلقليم ،وفي ديسمبر 1981تم التوقيع على معاهدة
إنشاء منطقة التجارة الحرة التفضيلية بعاصمة زامبيا لوزاكا ،ودخلت المعاهدة حيز التنفيذ في 30سبتمبر
،1982ثم تحولت هذه المعاهدة لتأخذ شكل تجمع الكوميسا في 05نوفمبر ،1993وتم طرح فكرة تحويل
-1شليحي الطاهر ،مختاري مصطفى ،تقييم لتجارب التكامل االقتصادي في إفريقيا ،مجلة الدراسات االقتصادية المعاصرة،
جامعة الجلفة ،المجلد ،03العدد ،06الجلفة ،2018 ،ص .69
-2جمال الدين العاقر ،مرجع سبق ذكره ،ص .137
- 44 -
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
منطقة التجارة التفضيلية إلى سوق مشتركة ،ليتم التوقيع على المعاهدة الجديدة لسوق الكوميسا اإلفريقي في
08ديسمبر 1994في ليونجوي عاصمة ماالوي.
وتضم حاليا 19دولة واقعة في جنوب وشرق إفريقيا ،وتسعى الدول من خالل هذه السوق إلى
إقامة اتحاد نقدي عام .2025مع العلم أنه في سنة 2000تم التحرك نحو إقامة منطقة التجارة الحرة
والقضاء على كافة القيود الجمركية وغير الجمركية ،واالتفاق على انشاء االتحاد الجمركي بحلول ديسمبر
2004بهدف وضع تعريفة جمركية موحدة اتجاه السلع الواردة من الدول غير األعضاء ،وقد تأخرت هذه
العملية إلى غاية جوان .2009
تتشكل سوق الكوميسا من الدول التالية :مصر ،كينيا ،السودان ،موريشيوس ،زامبيا ،زيمبابوي،
جيبوتي ،ماالوي ،مدغشقر ،رواندا ،بوروندي ،جزر القمر ،ناميبيا ،السيشل ،اريتريا ،أوغندا ،اثيوبيا ،الكونغو
الديموقراطية ،سوازيالند .وقد انسحبت كل من ليزوتو في 1996والموزمبيق سنة ،1997تنزانيا سنة
2000كما تم تعليق عضوية انغوال.
تتداخل هذه المنظمة مع منظمات أخرى من حيث العضوية مثل تجمع الساحل والصحراء ،وااليكاس.
كما أنها تمتلك ميزة اقتصادية مهمة تتمثل في تنوع المناخ للدول األعضاء نظ ار للتوزيع الرأسي لدول
الكوميسا ،وتعد الكوميسا من أكبر التجمعات االقتصادية االقليمية الفرعية ،إذ تغطي ما يعادل % 41من
مساحة القارة االفريقية.
هناك 14دولة تطبق االعفاء الكامل من الرسوم الجمركية على السلع الواردة من الدول األعضاء
في منطقة التجارة الحرة ،بينما تطبق دولة إرتيريا اعفاء جمركي بنسبة % 80واثيوبيا بنسبة % 10أما
الكونغو الديمقراطية فتطبق تخفيض تدريجي وفق النسب التالية % 30 ،% 30 ،% 40 :على مدار ثالث
سنوات ابتداء من يناير ،2016في حين أن سوازيالند لم تطبق أي إعفاءات جمركية.
-السعي إلى تنمية الدول األعضاء عن طريق تشجيع التنمية المتوازنة والمتناسقة بين هيكل انتاجها
وتسويق منتجاتها؛
-التعاون في توثيق العالقات بين السوق االفريقية المشتركة وباقي دول مناطق العالم ،وتبني مواقف
مشتركة في المحافل الدولية؛
-دفع عجلة التنمية المشتركة في كافة مجاالت النشاط االقتصادي (الزراعة ،المن الغذائي ،النقل
والمواصالت ،الخدمات ،الصناعة ،الطاقة ،الثروة الحيوانية)...؛
-إيجاد بيئة مشجعة لالستثمار المحلي واألجنبي ،وتشجيع أنشطة البحث والتطوير؛
-تشجيع السلم والمن واالستق ارر بين الدول األعضاء بهدف تعزيز التنمية االقتصادية في المنطقة؛
-تقوية العالقات بين دول السوق المشتركة وبقية دول العالم واتخاذ مواقف مشتركة في المجال الدولي؛
-تشجيع التجارة االقليمية وانشاء المؤسسات التي تكفل تنفيذ التعاون بين الدول األعضاء بحيث يمكن
من خاللها ضمان االستغالل األمثل للموارد االفريقية.
يتواجد المقر الرئيسي للتكامل بمدينة لوساكا – زامبيا ،كما يضم هذا التكامل مجموعة من
المؤسسات تتمثل في:
- 46 -
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
-مؤسسة التجارة في السلع .ACTESA
✓ تسوية المنازعات بين الدول األعضاء سلميا والتعاون الفعال بين الدول المتجاورة وتشجيع الحفاظ على
بيئة سليمة كأحد متطلبات التنمية االقتصادية (.)1
تم التوقيع على معاهدة للتعاون الشرق االفريقي بأوغندا في 06جوان 1967من طرف أوغندا ،كينيا
وتنزانيا .وقد أنشئت بمقتضاها جماعة شرق افريقيا EACوأرست المبادئ التي أخذت بها منظمة الخدمات
المشتركة لنشرق افريقيا ومقرها في أروشا )تنزانيا) ،ودخلت حيز التنفيذ في 01ديسمبر .1967ووضعت
االتفاقية أسس السوق المشتركة لشرق افريقيا ومدتها 15سنة وكان هدفها هو إقامة اتحاد اقتصادي ،غير
أن هذه الخطوة لم تكلل بالنجاح وانهارت الجماعة .والى غاية سنة 1999تم التوقيع على معاهدة إلعادة
بناء الجماعة لتدخل حيز التنفيذ بعد استكمال الدول الثالث التصديق عليها في منتصف 2000على أساس
تشكيل سوق مشتركة.
يضم التجمع 05دول وهي :أوغندا ،كينيا ،تنزانيا ،رواندا ،وبورندي .والهدف منه يتمثل في:
-إقامة سوق مشتركة وتيسير إجراءات السفر والتنسيق في مجال التعريفات الجمركية (.)1
تأسس سنة 1998على أساس منطقة للتبادل الحر ،ويتشكل من 27دولة وهي كل دول شمال
افريقيا ما عدا الجزائر وكل دول غرب افريقيا ما عدا الرأس األخضر إضافة إلى خمس دول من شرق أفريقيا
وهي :جزر القمر ،جيبوتي ،اريتريا ،الصومال والسودان ودولتان من افريقيا الوسطى وهي :جمهورية إفريقيا
الوسطى وتشاد وساو تومي برنسيبي من جنوب أفريقيا.
-إقامة اتحاد اقتصادي شامل يستند على استراتيجية تنفذ من خالل مخطط تنموي متكامل مع مخططات
التنمية على المستوى الوطني للدول األعضاء؛
-اتخاذ االجراءات الالزمة لضمان تسهيل تحرك األشخاص ورؤوس األموال بين الدول األعضاء؛
-تنسيق النظم التعليمية في مختلف مستويات التعليم والتنسيق في المجاالت الثقافية والعلمية التكنولوجية
والفنية.
ويعتبر هذا التجمع األكبر من حيث عدد السكان ( )% 48والناتج ( )% 55تتقدمهم نيجيريا
ومصر بت %35و %26من حجم الناتج لهذه المجموعة ،وتشكل الزراعة المورد االقتصادي األساسي
للدول األعضاء ( % 75من الناتج اإلجمالي) والتي تشغل حوالي % 65من اليد العاملة فيه .وبالرغم
من أهمية هذه المجموعة فإن التجارة البينية تكاد تكون مفقودة بين أعضائها (.)2
تأسس هذا التجمع في أفريل 1980تحت إسم “مؤتمر تنسيق تطوير الجنوب اإلفريقي التنمية الجنوب
افريقي ) "(SADCCقبل أن يتحول إلى تجمع التنمية الجنوب إفريقي في أوت .1992يتواجد مقر التجمع
بجابرونى ببتسوانا ويضم 14دولة وهي :كل دول إفريقيا الجنوبية ما عدى ساو تومي وبرينسيبي إضافة
إلى مدغشقر والكنغو الديمقراطية من إفريقيا الوسطى وتنزانيا من شرق إفريقيا ،ويمثل هذا التجمع حوالي
ربع سكان افريقيا و % 27من ناتجها اإلجمالي سنة 2016تتقدمهم جنوب إفريقيا من حيث حجم اإلنتاج
بت % 49,5والكونغو الديمقراطية من حيث عدد السكان بنسبة .)1( % 24,2
وتنص اتفاقية النشأة على تحقيق نمو اقتصادي دائم وتنمية اقتصادية واجتماعية تسمح بالقضاء على
الفقر ،تحسين المستوى المعيشي للمواطنين والقضاء على التفاوتات الجهوية ،الدفاع ونشر الديمقراطية،
يتميز هذا التكامل بوفرة الموارد الطبيعية وامكانات اقتصادية ال بأس بها ،خاصة مع الدور الرئيسي الذي
يلعبه اقتصاد جنوب إفريقيا مما يمكن البلدان األعضاء من الخروج نوعا ما من التهميش االقتصادي (.)2
تأسست هذه المجموعة في أكتوبر 1983وتضم في عضويتها 11دولة 7 ،دول من إفريقيا الوسطى
وهي :الكاميرون ،جمهورية وسط إفريقيا ،تشاد ،الكونغو (ب ارزافيل) ،جمهورية الكونغو الديمقراطية ،غينيا
االستوائية ،الغابون ودولتان من كل من شرق أفريقيا وهي البوروندى ورواندا وجنوب أفريقيا وهي أنجوال
وساوتومى وبرنسيب.
وهي معروفة بإسم الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة التصحر وقد أنشأت عام 1986ثم تحولت إلى
الهيئة الحكومية للتنمية سنة 1995وتضم كال من :جيبوتي ،إريتريا ،إثيوبيا ،كينيا ،اوغندا ،صومال،
السودان ،غانا ،تنزانيا ،روندا ،بورندي ويقع مقرها الرسمي في جيبوتي (.)1
تهدف منظمة " اإليقاد " على تحقيق هدفين صريحين :السالم واألمن وكذا التكامل االقتصادي من
الدول األعضاء ،إذ ترى أن السالم واألمن شرط مسبق لزيادة السوق اإلقليمية مع زيادة التكامل االقتصادي
اإلقليمي ويعزز االعتماد االقتصادي المتبادل بين الدول األعضاء ،وهو أمر مهم للتصدي للتحديات
اإلقليمية األخرى مثل التحديات المتعلقة باألمن الغذائي ،نوع الجنس والمساواة وآثار تغير المناخ (.)2
تأسس اتحاد المغرب العربي في 17فيفري 1989قمة رؤساء دول المغرب العربي بتوقيع معاهدة
تأسيس اإلتحاد بمراكش ،والتي تعد بمثابة التحول التاريخي للعالقات المغاربية ،إن فكرة إنشاء تكامل مغاربي
تعود إلى سنة 1964من خالل إنشاء لجنة استشارية مغاربية دائمة بعد انعقاد مؤتمر ضم وزراء االقتصاد لكل
من تونس ،الجزائر ،المغرب وليبيا ،قصد ضبط محاور التعاون االقتصادي (.)3
-تمتين أواصر األخوة التي تربط الدول األعضاء وشعوبها ببعضها البعض؛
-العمل على تحقيق تقدم ورفاهية مجتمعاتها وكذا الدفاع عن حقوقها بما يجسم التضامن ويسمح بتحقيق
اندماج أفضل القتصاديات الدول األعضاء؛
-1فوزية خدا كرم ،التكامالت االقتصادية العالمية وانعكاساتها على الدول النامية ،مجلة العلوم السياسية ،العدد ،43جامعة بغداد ،سنة
غير مذكورة ،ص .183
2- Bruce Byiers, The political economic of regional integration in africa intergouvernemental, Autorithy on developments,
county not mentioned,2016, p 4.
3- Khadra Bichera, Le grand Maghreb et l’Europe, enjeux et perspectives, publisud-quorum, CERAMAC paris,
1992, p 55.
- 50 -
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
المطلب الثاني :النتائج المحققة في إطار التكامل االقتصادي اإلفريقي
إن عدد كبير من التكامالت اإلقليمية قد حقق قفزة نوعية في مجال التكامل اإلفريقي ،فبعض التكامالت مثل:
كوميسا ،مجموعة إفريقيا الشرقية " سياك " ( " ،)CEEACسيد ياو " ( ،)CEDEAOو " ساداك " (.)SADC
لحقت لمرحلة منطقة التبادل الحر ،في حين أن كل من السانساد ( )CENSADواإليجاد ( )IGADفهما
في مرحلة تشكل منطقة تبادل حر ،أما كوميسا فقد كونت اتحادها الجمركي في جوان ،)1( 2009أما مجموعة
إفريقيا الشرقية فلديها اتحاد جمركي فعال ،الجدير بالذكر هنا تباين األشواط التي قطعتها التكامالت االقتصادية
اإلفريقية في مراحل التكامل االقتصادي بما يتماشى مع طموحات كل تكامل وكل دولة عضو.
جدول رقم ( :)02.03وضعية خلق مناطق التبادل الحر واالتحادات الجمركية في التكامالت الثمانية
منطقة
أطلق تقدم تحقق تحقق (وضع) تحقق وعملي تحقق ال تقدم جاري ال تقدم
تبادل حر
نالحظ من خالل الجدول رقم ( )02.03أن خلق المجموعة االقتصادية اإلفريقية كما اقترحت في
اتفاقية " أبوجا " ال بد أن يمر بعدة مراحل ،المرحلة الثانية المنتهية سنة 2007تتطلب تعزيز التكامل
االقتصادي داخل التكامالت اإلقليمية الثمانية والتنسيق بينهما.
أما المرحلة الثالثة والمبرمجة سنة 2017وتتمثل في إنشاء منطقة تبادل حر واتحاد جمركي في كل
تكامل إقليمي.
1- La commission économique pour l’Afrique, état l’intégration régionale en Afrique V ; vers une zone de libre-
échange continentale africaines, Addis-Abeba, Ethiopie, 2012, p 18.
- 51 -
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
إال أن وتيرة تحقيق هذه المراحل تختلف من شكل إلى آخر ،باستثناء اإليقاد ،اتحاد المغرب العربي،
(سنصاد) ،الذين وصلوا لمرحلة مناطق التبادل الحر فبعض الدول األعضاء لم ينظموا بعد إلى هذه المناطق
وهو ما يعود سلبا على المبادالت البينية لهذه التكامالت.
تسمح هذه الدراسة بتقييم أداء المجموعات االقتصادية االفريقية من خالل المؤشرات الفرعية التي
تندرج تحتها ،كما أن وجود النزاعات األمنية والسياسية بين دول االتحاد االفريقي يعد من أبرز العراقيل
لجهود التكامل االقتصادي والتنمية بدول القارة االفريقية.
إن قياس مستوى التكامل االقتصادي في إفريقيا يسمح لنا بتقييم تطور الوضعية على مستوى القارة
وكما يسمح بتسليط الضوء على العراقيل المتواجدة أمام التكامالت االقتصادية اإلفريقية.
يوم 5أفريل 2016بت " أديسا بابا " بإثيوبيا ،تم وضع أول مبادرة إفريقية من أجل قياس درجة التكامل
في القارة ،وتم ذلك من خالل اتفاق عمل بين كل من البنك اإلفريقي للتنمية ،جمعية اإلتحاد اإلفريقي واللجنة
االقتصادية من أجل إفريقيا ،لتكون النتيجة وضع مؤشر للتكامل االقتصادي للقارة يهدف إلى جمع مختلف
البيانات وتبويبها ،وتمركزها حول آثار التكامل االقتصادي في القارة اإلفريقية.
يهتم هذا المؤشر اإلفريقي للتكامل االقتصادي ( )L’indice africain de l’intégrationبقياس خمسة
أبعاد ( :)1المبادالت التجارية ،البنى التحتية اإلقليمية ،التكامل اإلنتاجي ،حرية انتقال األشخاص ،االندماج
المالي والكلي ،ويتم ذلك من خالل التطرق لستة عشر مؤشر اقتصادي ،كما هي موضحة في الشكل رقم
(.)01.02
1- Carlos Lopez, l’intégration pas à pas, in finances et développement, FMI, pays nom mentionnée, Juin 2016,
p 19.
- 52 -
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
شكل رقم ( :)01.02تقييم مستوى التكامل االقتصادي في إفريقيا
مؤشر البنى التحتية :النقل ،الكهرباء ،الماء مستوى الحقوق الجمركية على الواردات
• •
إجمالي التجارة اإلقليمية للكهرباء
• • نسبة الصادرات البينية للسلع % PIB
التجاري
متوسط تكلفة الجوال • اإلقليمية
حصة التجارة البينية للسلع •
حصة الصادرات اإلقليمية للسلع الوسيطة
• ( )%صادرات إقليمية
قابلية التحويل اإلقليمية للعملة الوطنية • التكامل المالي التكامل
والكلي اإلنتاجي حصة الواردات اإلقليمية للسلع الوسيطة
• ( )%صادرات إقليمية
اختالف معدالت التضخم حرية انتقال
• األشخاص
• مؤشر تكامل السلع
بنية الدول األعضاء التي يمكن لمواطنيها الحصول • • نسبة الدول األعضاء في التجمعات
على تأشيرة عند الدخول •
والتي تتميز بعدد المواطنين دون تأشيرة مصادقة على البروتوكول اإلقليمي
لحرية تنقل األشخاص
Source : Carlos Lopez, L’intégration pas à pas, in finances et développement, pays nom
mentionnée Juin 2016, p 19.
يهدف هذا المؤشر ألن يصبح وسيلة للتكامل االقتصادي في إفريقيا مترك از أساسا على ما يتحقق في
مختلف ا لسياسات على الميدان ،كما عرفه رئيس االقتصاديين في اللجنة االقتصادية من أجل إفريقيا على
أن هذا المؤشر هو عبارة عن تمرين قياس للتكامل في القارة وفي نفس الوقت دعوة التخاذ اإلجراءات
الالزمة لذلك ،والجدول رقم ( )04.02يوضح ذلك.
- 53 -
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
عدد الرحالت الجوية داخل التكامالت ذهابا وايابا بالنسبة لعدد الرحالت نسبة الرحالت الجوية داخل
الدولية التكامالت ذهاب واياب
تقييم الحجم السنوي للواردات اإلقليمية في الكهرباء ناقص الحجم السنوي
إجمالي التجارة اإلقليمية للكهرباء
للصادرات
متوسط تكاليف (االتصاالت) مكالمات الجوال من بلد باتجاه باقي الدول التكلفة المتوسطة للمكالمات
األعضاء في الدقيقة بالدوالر الخارجية
حصة الصادرات البينية مع السلع النسبة المئوية للصادرات البينية للسلع الوسطية مقارنة بإجمالي الصادرات
اإلقليمية الوسطية
النسبة المئوية للواردات البينية للسلع الوسطية مقارنة بإجمالي الواردات حصة الواردات البينية للسلع مؤشر االندماج
اإلقليمية الوسطية اإلنتاجي
القيمة المطلقة للفرق بين حصة الواردات وحصة الصادرات مقارنة بباقي
مؤشر تكامل السلع
الدول األعضاء
مصادقة على اتفاقية الجهوية لحرية المعيار الكمي يسمح بقياس ما إذا كان البلد قد صادق أو ال على اتفاقية
حرية تنقل األفراد تنقل األشخاص
عدد الدول األعضاء لدى مواطنين دون تأشيرة بالنسبة لعدد إجمالي الدول حصة الدول األعضاء أين
مؤشر حرية تنقل
مواطنيهم ال يمتلكون تأشيرة الدخول األعضاء في التكامالت
األشخاص
حصة الدول األعضاء أين
عدد الدول األعضاء أين مواطنيهم يحصلون على تأشيرة الدخول عند
مواطنيهم ال يمتلكون تأشيرة الدخول
الوصول ،مقارنة ما بين دول التكامل اإلقليمي
عند الوصول
المؤشر يقوم بحساب عدد دول المنطقة التي تتشارك في عملة نقدية واحدة التحويل اإلقليمي للعملة النقدية
أو تكون عملتها قابلة للتحويل التكامل النقدي والكلي الوطنية
وهو الفرق بين معدل التضخم الوطني ومتوسط معدل التضخم اإلقليمي فارق معدالت التضخم
ويمكن جمع هذا المؤشر وتلخيص أهم نتائجه في الجدول رقم (:)05.02
0,611 0,800 0,265 0,426 0,442 المجموعة االقتصادية لدول إفريقيا الغربية
- 54 -
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
0,599 0,400 0,293 0,451 0,526 المجموعة االقتصادية لدول إفريقيا الشرقية
نالحظ من الجدول رقم ( )05.02أن النتائج المعتبرة تم تحقيقها في مجال التكامل االقتصادي
التجاري بمعدل 0,54بالنسبة لمجموع التكامالت االقتصادية وذلك باعتبارها أولوية مختلف التجمعات
االقتصادية منذ فترة طويلة ،تليها نتائج التكامل اإلنتاجي والبنى التحتية بمعدالت متوسطة ،لتبقى النتائج
المحققة في مجال التكامل المالي والكلي األقل أهمية بمعدل 0,381لمتوسط التجمعات الثمانية.
أما فيما يخص التكامل االقتصادي األكثر اندماجا ،حسب هذا المؤشر ،فيبقى مجموعة إفريقيا الشرقية
بتحقيقه ألفضل المعدالت في كل أبعاد مؤشر االندماج للقارة اإلفريقية.
-السياسات السابقة والتي كانت مضادة القتصاد السوق ،فمكافحة القطاع واالستثمار األجنبي المباشر
أدت إلى تحقيق القارة لمعدالت نمو ضعيفة إضافة إلى انعدام الثقة واإليمان بعملية التكامل ،زد على ذلك
عدم استعداد البلدان اإلفريقية التخلي عن سيادتها الوطنية لصالح هيئات فوق قومية ()1؛
1- Mzuki Qobo, The challenges of regional integration in Africa, in the context of globalization and the
prospects for the united states of Africa, ISS paper n° 145, country not mentioned,June 2007, p 03.
- 55 -
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
-غياب البنى التحتية كشبكات النقل ،نتيجة عدم بذل مجهودات لتحسينها من قبل حكومات الدول األعضاء
( ،)1وهو ما تم تأكيده من خالل مؤشر التكامل االقتصادي في إفريقيا؛
-فيما يتعلق بالتجارة البينية فإن الوضعية مخيبة لآلمال إن لم تكون أكثر من ذلك ،إذ ظلت التجارة البينية
بين الدول اإلفريقية منخفضة مقارنة بتجارتها مع العالم الخارجي ،فأكثر من %80من صادرات إفريقيا
توجه نحو األسواق الخارجية ،كما تستورد القارة %90من بضاعتها من خارج الحدود القارية ،على الرغم
من ثرواتها التي تمكنها من توفير احتياجاتها الخاصة من الواردات (.)2
ويمكن إرجاع أهم القيود أمام التجارة البينية اإلفريقية إلى (:)3
-المشاكل المتعلقة بالسياسات الكلية مثل عدم وجود تنسيق لالقتصاد الكلي بما في ذلك تعدد العمالت
وعدم قابليتها للتحويل؛
-مشاكل أخرى من جانب العرض كتشجيع الصادرات وعدم كفاءة اإلدارات الجمركية ،آليات الدفع الدولي
والمرافق التجارية ذات الصلة؛
-وجود اتفاقيات متعددة واستراتيجيات منافسة ،يعد أمر غير صحي ،وتنتمي الدول اإلفريقية إلى عدد
كبير من التكامالت اإلقليمية في نفس الوقت ،فباستثناء الجزائر ،الموزمبيق والغابون التي تنتمي إلى تكامل
واحد ،فإن 14دولة تنتمي إلى تكاملين اقتصاديين 19 ،بلد ينتمي إلى ثالث تجمعات 16 ،دولة تنتمي إلى
أربع تكامالت ،أما ساحل العاج فهي عضو في خمس تكامالت (.)4
تعاني جميع خطوط التكامل اإلقليمي اإلفريقي من مشكل في التصميم أو أكثر وفي كثير من الحاالت
فإن ترتيبات اتخاذ الق اررات يتم بتوافق الراء ،إن عدم وجود ترتيبات إقليمية لتنفيذ الق اررات وانعدام سلطة
1- Daniel Skyi, Eric Evans, Osei Opoku, Regionalism and economic integration; a conceptional and the critical
perspectives, occasional paper n° 24, country not mentioned ,2014, p 76.
2- Trudi HARTZENBERG, Regional integration in Africa, working paper, economic research and statistics
division, World trade organization, country not mentioned ,2011, p 10.
-3جمال الدين العاقر ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .147 -146
4- Banque africaine de développement, op, cit, p 17.
- 56 -
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
فوق قومية إقليمية جعل مخططات التكامل عاجزة ( ،)1وعلى العموم فإن التكامل االقتصادي تقنية ويمكن
أن يجسد على النحو المناسب ،بمشاركة األجهزة السياسية على مستوى الو ازرات أو اللجان وأن ال يقتصر
على اجتماعات رؤساء الدول والحكومات.
وبصفة عامة يبقى العائق األكبر أمام التكامل االقتصادي اإلفريقي هو التفاوت بين التوجهات
السياسية الوطنية واإلقليمية وأكثر دقة فإن معظم المبادرات اإلقليمية تتطلب التخلي عن جزء من السيادة
الوطنية لصالح الهيئات اإلقليمية ،وهو ما يبقى صعبا نوعا ما نتيجة مشاكل التنسيق ،األهمية الممنوحة
للمصالح الوطنية وكذا نقص الموارد الطبيعية.
1- Ade molaoyejide, regional integration and trade liberalization in sub-Saharian Africa, AERC special paper
28, November 1997, p 21.
- 57 -
التكامالت االقتصادية اإلفريقية الفصل الثاني
خالصة الفصل:
إن ظهور العديد من التكامالت االقتصادية في إفريقيا وانعدام الشروط والمعايير التي يجب على
الدول الوفاء بها مسبقا قبل االنضمام إليها ،ترتب عنه تمتع غالبية دول المنطقة بالعضوية في أكثر من
تكامل اقتصادي وبالتالي نتج عن ذلك تداخل كبير بين بعض التكامالت االقتصادية وتعدد التزامات الدول
وبذلك أصبحت كل دولة مجبرة على تبني أكثر من سياسة وبرنامج باإلضافة إلى االلتزامات المالية وتعارض
المصالح ،وهذا ما يتعارض مع قواعد المنظمة العالمية للتجارة التي تنص على أن الدولة العضوة في تجمع
اقتصادي إقليمي ينبغي عليها أال تنضم إلى أكثر من اتحاد جمركي.
-وضع استراتيجيات طويلة المدى واعادة النظر في اتفاقيات التكامل الحالية بهدف تجنب حالة تعدد
عضوية الدول في أكثر من تكامل اقتصادي؛
-التنسيق بين التكامالت االقتصادية في القارة اإلفريقية ،وتطوير عالقات الشراكة بينها وبين التكامالت
خارج القارة اإلفريقية.
- 58 -
الفصل الثالث:
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية
اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
تمهيد:
اعتمدت خطة االتحاد اإلفريقي على ضرورة انشاء منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية في تعزيز
التجارة البينية اإلفريقية وتحقيق التنمية الشاملة ،وتعتبر الجزائر من الدول الداعمة والمدافعة عن وحدة
وتكامل القارة اإلفريقيةت حيث كان لها دور في دعم وتطوير االقتصاد اإلفريقي من خالل المشاريع االستثمارية
التي بادرت بها الجزائر في ظل شراكة التنمية اإلفريقية وتنوعت في عديد القطاعات من بينها البنى التحتية،
الطاقة واالتصاالت.
ويقول خبراء اقتصاديون أن دور منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية سيكون لها دور في تنمية
الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات ويحسن التبادل التجاري البيني بين الجزائر والدول االفريقية،
إال أنه بالمقابل ستكون هناك تحديات كبيرة ستوجهها الجزائر في إطار هذا االنضمام.
- 60 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
يمكن اعتبار اتفاقية التجارة الحرة القارية كأحد أعظم اإلنجازات اإلفريقية في القرن الواحد والعشرين
إذا ما أحسن تنفيذها ،كما أن بدء العمل تحت مظلة منطقة التجارة الحرة القارية سيؤدي بجوالت المفاوضات
التي سيشهدها مقر اإلتحاد اإلفريقي.
المطلب األول :مفهوم منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية واالتفاق المؤسس لها
تعتبر منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية أحد المشاريع الرئيسية التي أطلقها اإلتحاد اإلفريقي ،وهذا
بعد استكمال نصاب تصديقات الدول اإلفريقية ودخول االتفاقية حيز التنفيذ.
منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية عبارة عن منطقة تجارة حرة تضم في عضويتها كافة دول اإلتحاد
اإلفريقي ( 55دولة) ،تهدف إلى إزالة الضرائب الجمركية وغير الجمركية أمام حركة التجارة البينية اإلفريقية،
وبالتالي خلق سوق قاري لكافة السلع والخدمات داخلة القارة اإلفريقية يضم أكثر من مليار نسمة ويفوق
حجم الناتج المحلي اإلجمالي له إلى 3ترليون دوالر ،ما يؤدي إلى إنشاء اتحاد جمركي إفريقي تطبق من
خالله تعريفة جمركية موحدة اتجاه واردات القارة اإلفريقية من الخارج (.)1
هذا االتفاق دولي متعدد األطراف مؤسس لمنطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية بين الدول األعضاء،
وتم توق يعه في كيجالي ،حيث يتكون االتفاق المنشئ لها من النصوص العامة الحاكمة لالتفاق وعددها
( 31مادة) ،إلى جانب عدد ( 3بروتكوالت) مرفقة باالتفاق ،تشكل هي وملحقاتها جزءا ال يتج أز من االتفاق،
ويشمل مضمون االتفاق فيما يلي :تتماشى أهداف هذا االتفاق مع األهداف والمبادئ المنصوص عليها
في معاهدة أبوجا ( المعاهدة المؤسسة للجامعة االقتصادية اإلفريقية 3 ،يونيو ،) 1991بشكل من
شأنه أن يسهل االندماج بين األسواق اإلفريقية.
-1وليد حفاف ،مستقبل منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية ،المزايا والتحديات ،مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم
التجارية ،جامعة المسيلة ،المجلد ،13العدد ،03المسيلة ،2020 ،ص .601
- 61 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
ويتضمن هذا االتفاق أيضا بروتكول التجارة في السلع وبروتكول التجارة في الخدمات وبروتكول قواعد
واجراءات تسوية المنازعات ،ويتألف اإلطار المؤسسي لتنفيذ منطقة التجارة الحرة اإلفريقية وادارتها وتسهيلها
ومتابعتها وتقييمها من المؤتمر ومجلس الوزراء ،ولجنة كبار المسؤولين المكلفين بالتجارة واألمانة.
وطبقا لمقتضيات المادة 8من هذا االتفاق ،تشكل البروتوكوال ت حول التجارة في السلع ،والتجارة
في الخدمات ،واالستثمار ،وحقوق الملكية الفكرية ،وسياسة المنافسة ،وقواعد واجراءات آلية تسوية
النزاعات ،والمالحق والمرفقات المرتبطة بها ،جزء ال يتج أز من هذا االتفاق بعد اعتماده من قبل المؤتمر،
وتعهدا وحيدا ع ند دخولها حيز التنف يذ ،كما أن كل الصكوك اإلضافية في نطاق هذا االتفاق ،تعتبر
ضرورية ويتم إبرامها تعزي از ألهداف منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية ،والتي فور اعتمادها تشكل
جزءا ال يتج أز من هذا االتفاق.
وينص هذا االتفاق على إدارة آلية تسوية النزاعات المنشأة طبقا للمادة ( )20منه والتي تهدف إلى
ضمان سير عملية تسوية النزاعات بطريقة شفافة وخاضعة للمساءلة وعادلة ويمكن التنبؤ بها بما يتطابق
مع أحكام هذا االتفاق ليشكل بذلك عنص ار مرك از لتوفير األمن والقدرة على التنبؤ فيما يخص نظام التجارة
اإلقليمية ويحافظ نظام تسوية المنازعات على حقوق الدول األطراف والتزامها بموجب هذا االتفاق وكذلك
توضيح األحكام السارية وفقا للقواعد العرفية في تفسير أحكام القانون الدولي العام.
وتتخذ ق اررات مؤسسات منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية ،بشأن المسائل الجوهرية بتوافق الراء،
كما تنشر كل دولة طرق قوانينها ولوائحها واجراءاتها والق اررات اإلدارية ذات التطبيق العام.
فضال عن التزامات أخرى بموجب اتفاق دولي يتعلق بأي مسألة تجارية يشملها هذا االتفاق على
جناح السرعة أ و تجعلها في متناول عامة الناس من خالل مختلف الوسائط وال يبطل هذا االتفاق وال
يعدل وال يلغي الحقوق وا لواجبات بمقتضى االتفاقيات التجارية القائمة مسبقا والتي أبرمتها الدول األطراف
مع أطراف ثالثة (.)1
ويفتح هذا االتفاق للتوقيع والتصديق أو لالنضمام أمام جميع الدول األعضاء في االتحاد اإلفريقي
طبقا إلجراءاتها الدستورية ،ويدخل االتفاق وبروتوكول التجارة في السلع ،وبروتوكول التجارة في الخدمات
سيتم في هذا العنصر التطرق إلى أهداف منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية ،والمبادئ التي تقوم
عليها.
-إنشاء سوق قارية موحد للسلع والخدمات ،مع حرية تنقل رجال األعمال واالستثمارات ،فهو ما يسهل
ويسرع إنشاء اإلتحاد الجمركي االفريقي القاري ()1؛
-توسيع التجارة البينية اإلفريقية من خالل تنسيق أفضل األنظمة وأدوات تحرير التجارة وتنظيم التسهيالت الملحة
عبر المجموعات االقتصادية اإلقليمية ،ومن خالل المنظمات التجارية في جميع أنحاء إفريقيا؛
-تعزيز القدرة التنافسية على مستوى الصناعة والمؤسسات من خالل استغالل فرص اإلنتاج واسعة النطاق ()2؛
-تسهيل االستثمارات المبنية على المبادرات والتطورات في الدول األطراف والمجموعات اإلقليمية؛
-إرساء األسس إلقامة اتحاد جمركي قاري وسوق مشتركة قارية موحدة في مرحلة الحقة؛
-تشجيع وتحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية المستدامة والشاملة والمساواة بين الجنسين والتحول
الهيكلي للدول األطراف ()3؛
-تحسين القدرة التنافسية القتصاديات الدول األطراف داخل القارة في السوق العالمية؛
-تشجيع التنمية الصناعية من خالل التنويع وتنمية سالسل القيمة اإلقليمية والتنمية الزراعية واألمن
الغذائي؛
-1حكيم أالدي نجم الدين" ،منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية :فرصة أخرى للشركات الناشئة وتوفير اإلقامة الرقمية ،قراءات
الموقع: ..12:37 إفريقية 21 ،يناير /كانون الثاني ،2021تاريخ االطالع ،2022/04/29 :على الساعة:
https://studies.aljazeera.net/ar/article/4904
. https://studies.aljazeera.net/ar/article/4904 -2نفس المرجع ،تاريخ االطالع ،2022/04/29 :على الساعة12:37 :الموقع:
-3وليد حفاف ،مرجع سبق ذكره ،ص .602
- 63 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
-تيسير الوصول إلى األسواق القارية واعادة تخصيص الموارد وتوزيعها بشكل أفضل ()1؛
-حل تحديات تعدد وتداخل العضوية داخل المجموعات االقتصادية اإلقليمية وتسريع عمليات التكامل
اإلقليمي والقاري؛
-وطبقا للمادة ( )4وألغراض تنفيذ وتحقيق األهداف المنصوص عليها في المادة ( )3من هذا االتفاق
تتمثل األهداف المحددة فما يلي (:)2
✓ اإللغاء التدريجي للحواجز الجمركية وغير الجمركية التي تعترض التجارة في السلع؛
✓ إنشاء إطار مؤسسي لتنفيذ وا دارة منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية وضمان استمراريته.
أي أن هذه المنطقة تقودها مجموعة من الدول األعضاء في االتحاد االفريقي وتتحكم في إدارتها هذه
الدول وتضع القوانين الخاصة بها فيما يتعلق بالسياسات التجارية بين الدول األعضاء داخل منطقة التبادل
الحر االفريقية؛
-1حكيم أالدي نجم الدين ،مرجع سبق ذكره ،تاريخ االطالع ،2022/04/29 :على الساعة
22.47الموقع. https://studies.aljazeera.net/ar/article/4904:
-2وليد حفاف ،مرجع سبق ذكره ،ص.603
-3القانون رقم ،19-11المؤرخ في 21مارس ،2018المتعلق باالتفاق المؤسس لمنطقة التجارة الحرة القارية االفريقية ،الجريدة
الرسمية ،المملكة المغربية ،مديرية الشؤون القانونية والمعاهدات ،رقم نبيل ،19الموافق ل 24يونيو ،2020المادة .6
- 64 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
وتعني إعطاء الدول األقل نموا داخ ل المنطقة مرونة كبيرة فيما يتعلق بتنفيذ االلتزامات ومن
جانب أخر تعطي الحق للدول األكثر نموا في معاملة الدول األقل نموا بصورة تفضيلية وا عطاء وقت
أكثر وا عفاءات جمركية أقل للدول أقل نموا؛
أي أن تمنح الدولة المستقبلة للسلع جميع المزايا التجارية المذكورة والمتفق عليها بين الدول داخل
منطقة التبادل الحر االفريقية على حساب الدول األخرى الموجودة خارج التكامل مثل :التعريفات الجمركية
المنخفضة؛
-6المعاملة الوطنية:
الذي يمنح المنتجات والخدمات األجنبية المستوردة من الدول داخل منطقة التبادل الحر القارية حق
المساواة في النفاذ لألسواق مع مثيالتها الوطنية أي معاملة المنتجات مثل :المنتجات المحلية في السوق
المحلية؛
هو أداة توازن بين أطراف العالقات القانونية الدولية باعتباره يهدف إلى إقامة عالقة بين الحقوق
وااللتزامات أي أنه يجب على الدول داخل منطقة التبادل الحر القارية المحافظة على حقوقها والتزاماتها
اتجاه الدول األعضاء فيما يخص السياسات التجارية خاصة تلك المتعلقة بالتعريفات الجمركية وغير
جمركية؛
أي توافق إرادات الدول وصناع القرار داخل التكامل من أجل إنجاح سير التكامل والبحث عن هذا
االندماج ليصبح أكثر تكامال وتجانسا وتماسكا.
- 65 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
لمنطقة التجارة الحرة القارية االفريقية أهمية تسعى إلى بلوغها ،وكذا الفوائد المرجوة منها.
ال شك أن بإقامة منطقة التجارة الحرة االفريقية فإنها سوف تسهم بتطوير البنية التحتية للقارة وكذلك
تحقيق التنمية الصناعية بين دولها ،كما أنها سوف تسهم في تسهيل وحرية حركة األشخاص ونقل الخبرات
الفنية والخدمات األخرى المتصلة بالتجارة بين دول القارة وخارجها ،ومن المتوقع أن تساهم االتفاقية في
تطوير خدمات الطاقة وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت بين دول القارة االفريقية (.)1
يتضمن إنشاء منطقة التجارة الحرة االفريقية مجموعة من الفوائد (اإلفريقي ،مشروع اإلطار ،خارطة
الطريق ،والمنظومة) للتعجيل بإنشاء منطقة التجارة الحرة القارية كما يلي (:)2
-يقضي إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية إلى نمو كب ير في التجارة البيني ة االفريقية ويساعد إفريقيا
على استخدام التجارة بمزيد من الفاعلية باعتبارها محركا للنمو والتنمية المستدامة ،ومن المتوقع أن
يؤدي تحقيق منطقة التجارة الحرة إلى المزيد من النمو في التجارة البينية االفريقية في حين تستفيد
منطقة التجارة الحرة ا الفريقية من هذه الن جاحات القائمة وتمكن إفريقيا من المشاركة في التجارة العالمية
باعتبارها شريكا فعاال ومحترما؛
-إن إقامة منطقة تجارة حرة بين المجموعات المتكاملة في المنطقة بذات الوقت من شأنه أن يقلل
من الحماية العالمية إلفريقيا بواقع ، %68.7ومن ثم يقلص حماي ة التجارة البينية ا الفريقية من
%8.7إلى %2.7في المتوسط ،وفي ضوء ما تقدم يكون لمنطقة التجارة الحرة القارية فائد ة أكبر ؛
-1
-1خليل عمر ،اتفاقية التجارة الحرة االفريقية ،خطوة حاسمة نحو التكامل االقتصادي ،المركز العربي للبحوث
الموقع: 12:38 الساعة: على ،2022/04/29 االطالع: تاريخ ،2019 جويلية والدراسات11،
.، http://www.acrseg.org/41269
-2سهيلة مصطفى ،التقليل من الحواجز غير التعريفية المتعلقة بقواعد المنشأ كألية لتفعيل منطقة التجارة الحرة االفريقية،
مجلة النمو االقتصادي والمقاوالتية ،المجلد ،5العدد ،1جامعة الجزائر ،2022 ،3ص .160
- 66 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
-زيادة االمن الغذائي من خالل خفض معدل الحماية على التجارة في المنتجات الزراعية بين البلدان
االفريقية؛
-زيادة القدرة التنافسية للمنتجات الصناعية إلفريقيا من خالل استغالل وفورات الحجم لسوق قارية واسعة
تضم نحو مليار شخص؛
-زيادة معدل تنويع وتحول اقتصاد إفريقيا وقدرة القارة على توفير احتياجاتها من الواردات من
مواردها الذاتية؛
-تحسين تخصيص الموارد والمنافسة وخفض األسعار التفضيلية بين البلدان االفريقية؛
-نمو التجارة البينية في قطاع صناعة وتطوير التخصص القائم على أساس جغرافي في إفريقيا؛
-تعزيز مشاركة إفريقيا في التجارة العالمية وتقليل اعتماد القارة على المساعدات والقروض الخارجية.
سنعرض مهام منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية وكذا بعض المعوقات والقيود التي تقف حاج از
في وجه التكامل االقتصادي االفريقي.
يمكن حصر أهم مهام منطقة التجارة الحرة االفريقية فيما يلي (:)1
-رفع القيود الجمركية بين الدول المتبادلة ضمانا النسيابية التجارة بينهما؛
يمكن القول أنه بعد مرور وقت طويل من التفاوض الصعب النطالق المرحلة التشغيلية
لمنطقة التجارة الحرة في إفريقيا ،إال أن المشروع يواجه العديد من العقبات حيث أعلن ت مديرة
مركز" أتراالك" القانوني في جنوب إفريقيا "ترودي هارتزنبرغ" أ ن المفاوضات حول بعض النقاط
البالغ ة األهمية لم تنجز بعد وذكرت أن من بين هذه النقاط الجدول الزمني لخفض الرسوم الجمركية
المرتقب في منتصف 2020والقواعد التي تحكم تصنيف سلع عل ى أنها صنعت في إفري قيا وكذلك
قوانين المنافسة بين الدول وآ ليات التحكيم في الخالفات ،هذا فيما يخص الجانب الفني أو التقني
لمنطقة التجارة الحرة االفريقية.
-عدم وجود إرادة سياسية كافية لدعم ومساندة التكامل ومن ثم فإن االلتزامات التي يتم التعهد بها على
المستوى اإلقليمي ال يتم تنفيذها من جانب الدول؛
-تفاوت االحجام االقتصادية للدول األعضاء وموقف القطاع الخاص (حالة نيجيريا التي ماطلت في
انضمامها إلى منطقة التجارة الحرة االفريقية)؛
-ضعف البنية التحتية الكافية لتسيير المبادالت والتي تنعكس في نقص شبكات الطرقات ،والسكك الحديدية
والمنشآت القاعدية التي تسهل نقل البضائع؛
-عدم وجود تنوع في مصادر الدخل التي ترجع إلى اعتماد أغلب دول إفريقيا أساسا في صادراتها على
المواد األولية والخام كالمواد البترولية والحديد والفوسفات وغياب صناعات ارئدة أخرى؛
-تفشي ظاهرة البيروقراطية والرشوة وسوء التسيير اإلداري يشكل تحديا حقيقيا يهدد أي تكامل اقتصادي؛
-االضطرابات السياسية التي تعيشها الكثير من الدول باإلضافة لعدم استقاللية القرار السياسي حيث تعد
إفريقيا من أكثر المناطق التي تحصل فيها االنقالبات العسكرية وما يعقبها عادة من انقالب أمني وتدخل
أجنبي وانتشار الجماعات اإلرهابية المسلحة العابرة للحدود؛
-عدم وضع شروط ومعايير مسبقة ضمن التجمعات االفريقية والتي ينبغي على الدول الوفاء بها قبل
اإلنضمام إلى هذه التكامالت ونتيجة لذلك تتمتع أغلبية دول إفريقيا بعضوية في أكثر من تكامل إقليمي
مما يخلق تداخال وتشابكا كبي ار بين معظم التجمعات القائمة ،فتتعدد التزامات الدولة وقد تتضارب في بعض
األحيان حيث تصبح مضطرة لتبني أكثر من سياسة وحاصل القول أن التشابك والتداخل بين التكامالت
اإلقليمية يقود التكامل اإلقليمي ويجعله أكثر صعوبة؛
-انتهاج معظم الدول سياسة حمائية ،وهذا بسبب عدم االستقرار في الشؤون االفريقية وجود خطر نشوب
حروب تجعل معظم البلدان تميل إلى االنغالق وعدم االعتماد على الخارج باإلضافة إلى سياسة دعم المنتوج
المحلي وتشجيع الصناعات المحلية الناشئة وخوف بعض معارضي مشروع المنطقة الحرة أن يتضرر بعض
صغار المنتجين الزراعيين والصناعيين جراء تدفق بضائع مستوردة متدنية السعر؛
-ضعف مستوى التنسيق وازدواجية الجهود مما يجهض معظم تجارب التكامل االفريقي على المستوى
القاري أو اإلقليمي؛
-تجاوز األهداف والغايات المنشودة للقدرات والمقومات الفعلية التي تؤدي إلى اإلخفاق في تحقيقها وأحسن
مثال على ذلك هو ما سعت إليه " نيباد " وأثبتت فشلها؛
-تردد الدول في االلتزام ببرامج التكامل بسبب مخاوفها من الخسائر أو المكاسب غير المتساوية واتباع
سياسات اقتصادية كلية متباينة وغير مستقرة.
- 69 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
تعتبر الجزائر من الدول الداعمة والمدافعة عن الوحدة وتكامل القارة اإلفريقية ،وذلك مواصلة إليمان
الرعيل األول من القادة األفارقة غداة االستقالل بأن توجه التكامل هو الحل األمثل للبقاء في ظل المتغيرات
والتوازنات الدولية وتحقيق التنمية المنشودة.
وقعت الجزائر في 21مارس 2018على االتفاق المؤسس للمنطقة التجارية الحرة القارية اإلفريقية،
وعلى بروتوكول استتحداث المجموعة االقتصتادية اإلفريقية المتعلقة بالتنقل الحر لألشتخاص الذي ستيضتمن
ست ت ت تتيولة أكبر لنقل اإلست ت ت تتتثمارات عبر الفضت ت ت تتاء اإلفريقي لرفع مست ت ت تتتوى المبادالت في مجال الخبرة والثقافة
والعلوم ،وتكون الجزائر بذلك قد انضت ت ت ت ت ت تمتت إلى 44دولة إفريقيتة ممن وقعوا على هذه المعتاهدة التتاريخية،
ويأتي هذا التوقيع انطالقا من التزام الجزائر بتحقيق التكامل اإلفريقي ،وإلدراك صتتانع القرار في الجزائر أن
ذلك س ت تتيعود إيجابا على اقتص ت تتادها الذي يش ت تتهد مرحلة من التدعيم والتنويع ،وايجاد بدائل اقتص ت تتادية خارج
قطاع المحروقات (.)1
ووضعت الجزائر الخطوات األولى نحو اقتحام السوق اإلفريقية تجاريا عبر بوابة " السوق الحرة
" في محاولة لتنويع صادراتها والبحث عن مالذ قد يكون أمنا من " ألغام الربح المتبادل " ،حيث وضعت
الحكومة الجزائرية خارطة طريق جديدة للرفع من قيمة صادراتها خارج المحروقات لتصل إلى نحو
5مليارات دوالر ،معولة في ذلك على األسواق اإلفريقية ،وصادقت الجزائر في ديسمبر كانون األول
الماضي على اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية ضمن الدول المصادقة على االتفاقية ،ودخلت
حيز التنفيذ في األول من شهر يناير.2021
وحددت أهدافها في إنشاء سوق موحدة للسلع والخدمات داخل القارة ترتكز على حرية اإلستثمارات
ونقل البضائع دون قيود بين الدول األعضاء في االتفاقية ،وأعطى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون
تعليمات لحكومته عقب اجتماع لمجلس الوزراء لالستفادة من تجارب التبادل الحر التي عرفتها الجزائر مع
-1ياسين شكيمة ،دور الجزائر في إنشاء منطقة التبادل التجاري الحر في إفريقيا ( :)AFTZرؤية مستقبلية ،ورقة بحثية
مقدمة في اليوم الدراسي حول :دور الجزائر في اإلقليمي :اتحاد المغرب العربي -االتحاد االفريقي ،جامعة الوادي ،يوم 11
ديسمبر ،2018ص ص .7-6
- 70 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
المجموعات اإلقليمية األخرى ،كما طالب الوزراء المختصين (التجارة ،الصناعة والمالية) بالتأكد من المنشأ
األصلي اإلفريقي للسلع والبضائع المتداولة في منطقة التبادل الحر ،والتي ال يجب أن تقل نسبة إدماجها
عن %50حتى ال تسرب إلى السوق الوطنية مواد مصنوعة من خارج القارة اإلفريقية على حساب اإلنتاج
المحلي(.)1
ودعا المشاركون في الطبعة الت 7لملتقى إفريقيا لالستثمار واإلنتاج يوم اإلثنين بالعاصمة الجزائر إلى
قيادة الدول اإلفريقية نحو تجسيد سوقهم الموحد المنشودة في إطار منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية ،حيث
قال مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون االقتصادية والمالية عبد العزيز خالف ،الذي شارك في هذا
الملتقى الذي جمع أزيد من 350متعامال اقتصاديا وأكثر من 49دولة إفريقية تحت شعار " اإلنتاج اإلفريقي "
عن الجزائر توجد على رأس القاطرة االقتصادية اإلفريقية وأن هدفها األسمى هو الخروج بالقارة من مستوى الدول
النامية إلى مستوى الدول المتقدمة من خالل تشجيع التعاون البيني ،مؤكدا أن الجزائر ستلعب دور رائد لتحقيق
التنمية المستدامة بالقارة وأن إفريقيا ستشهد خالل السنوات العشر المقبلة نهضة اقتصادية كبيرة بفضل الموارد
والخبرات التي تزخر بها (.)2
-1يونس بورنان ،العين اإلخبارية ،السوق اإلفريقية مالذ الجزائر الجديد من " ألغام الربح المتبادل " ،تاريخ
اإلطالع ،2022/05/29:الساعة ،01:19الموقع.https://al-ain.com :
-2ملتقى إفريقيا لإلستتثمار :دعوة الجزائر لقيادة الدول اإلفريقية نحو تجسـيد سـوقهم الموحد ،وكالة األنباء الجزائرية ،اإلثنين 24ماي
،2022تاريخ االطالع ،2022/05/13 :على الست تتاعة .16:35 :الموقعhttps://www.aps.dz/ar/economie/106997-2021-05-24- :
17-54-23
- 71 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
عرفت العالقات التجارية بين الجزائر ودول إفريقيا تطو ار كبي ار مع مرور السنوات وهذا راجع إلى
زيادة الترابط بين الدول اإلفريقية خاصة بعد اإلعالن عن إنشاء اإلتحاد اإلفريقي وفيما يلي نوضح تطور
العالقات التجارية بين الجزائر ودول إفريقيا.
الحصة التراكمية % الحصة النسبية % القيمة أهم الدول المصدر اليها
14,47% 14,47% 3 444,18 إيطاليا
28,16% 13,69% 3 257,06 فرنسا
38,00% 9,84% 2 341,37 إسبانيا
46,91% 8,91% 2 121,44 تركيا
51,81% 4,89% 1 164,82 الصين
56,15% 4.34% 1 032,74 تونس
60,46% 4,31% 1 025,93 هولندا
63,91% 3,30% 821,34 اليونان
67,18% 3,27% 778,66 ماليزيا
70,24% 3,05% 726,98 البرازيل
73,10% 2,86% 680,46 بلجيكا
75,86% 2,76% 656,42 الهند
78,55% 2,68% 636,78 المملكة المتحدة
81,17% 2,63% 627,03 مالطا
83,17% 2,41% 573,35 كوريا الجنوبية
- 83,58% 19 88,57 المجموع الجزئي
100% 16,42% 3 888,57 بقية العالم ( 115دولة)
100% 23 796,60 المجموع الكلي
المصدر :المديرية العامة للجمارك ،مديرة الدراسات واالستشراف احصائيات التجارة الخارجية للجزائر ،و ازرة المالية،
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،تاريخ االطالع ،2022/05/13 :على الساعة.16:35 :
www.douane.gov.dz/statistiques
- 72 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
من خالل الجدول رقم ( )01.03الذي يمثل أهم الدول المصدر إليها خالل سنة 2020نالحظ
أن إيطاليا تحتل المرتبة األولى وهي الزبون الرئيسي للجزائر بحصة نسبتها %14,47تليها كل من
فرنسا بحصة نسبتها %13,69واسبانيا بنسبة %9,84وتركيا بنسبة %08,91والصين بنسبة
%04,89وتونس بنسبة %04,34وتليها كل من هولندا ،اليونان ،ماليزيا ،البرازيل ،بلجيكا ،الهند،
المملكة المتحدة ،مالطا وكوريا الجنوبية على التوالي بنسب التالية ،3,27% ،3,30% ،4,31%
.2,41% ،2,63% ،2,68% ،2,76% ،2,86% ،3,05%
ومن هنا نستنتج أنه ال توجد أي دولة إفريقية من الدول العشرة األوائل التي نصدر إليها ما عدا
تونس الدولة اإلفريقية الوحيدة التي نتعامل معها ،وتحتل المرتبة السادسة بحصة نسبتها %04,34بقيمة
1032,74مليون دوالر سنة 2020وهي أكثر الدول المتعامل معها إفريقيا وذلك بحكم االتفاق التجاري
بينها وبين الجزائر.
أ و روب ا 56,76
أ س ي ا وأ وق ي ا ن وس ي ا 28,67
إ ف ري ق ي ا 8,1
أ م ري ك ا 6,46
المصدر :لمديرية العامة للجمارك ،مديرة الدراسات واالستشراف احصائيات التجارة الخارجية للجزائر ،و ازرة المالية ،الجمهورية
www.douane.gov.dz/statistiques الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،تاريخ االطالع ،2022/05/13 :على الساعة.16:35 :
نالحظ من خالل الشكل رقم ( )01.03أن أهم الشركاء التجاريين حسب المناطق المصدر إليها
بالنسبة للجزائر أن دول أوروبا هم أهم الشركاء التجاريين مع الجزائر ،حيث تمثل نسبة الصادرات
%56,76بقيمة 13507,70مليون دوالر الموجهة للدول األوروبية منها اإلتحاد األوروبي حيث تحتل
المرتبة األولى في التبادل مع الجزائر ،تليها بلدان أسيا وأوقيانوسيا في المرتبة الثانية بنسبة %28,67
بقيمة 6822,94مليون دوالر من الصادرات الموجهة إليها خاصة الصين ،تركيا ،ماليزيا وكوريا الجنوبية،
أما بالنسبة لدول أمريكا فتكون نسبة التبادل منخفضة جدا تقدر بنسبة %6,46بقيمة 1537,39مليون
دوالر من الصادرات ،في حين يكون التبادل مع الدول اإلفريقية قليل جدا ويقدر بنسبة ضئيلة %08,10
بقيمة 1928,57مليون دوالر من الصادرات الجزائرية الموجهة لدول إفريقيا خاصة تونس ،المغرب ومصر،
ومن هنا نستنتج أن حجم التبادل مع الدول اإلفريقية قليل جدا مقارنة مع الدول األوروبية ودول أسيا.
- 73 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
جدول رقم ( :)02.03أهم الدول المستورد منها لسنة ( 2020حصص نسبية ،%القيمة :مليون دوالر أمريكي)
الحصة التراكمية % الحصة النسبية % القيمة أهم الدول المستورد منها
16,81% 16,81% 5 782,35 الصين
27,42% 10,60% 3 646,30 فرنسا
34,47% 7,05% 2 424,79 إيطاليا
40,95% 6,48% 2 228,59 ألمانيا
47,17% 6,22% 2 139,20 إسبانيا
51,47% 4,30% 1 478,43 تركيا
55,54% 4,07% 1 400,98 الواليات المتحدة
59,56% 4,02% 1 384,04 األرجنتين
63,45% 3,89% 1 336,36 البرازيل
65,94% 2,49% 857,99 روسيا
68,07% 2,13% 751,88 الهند
69,76% 1,69% 579,86 بولندا
71,38% 1,63% 559,55 مصر
72,99% 1,61% 552,57 السعودية
74,43% 1,44% 494,52 كندا
74,43% 25 597,40 المجموع الجزئي
100% 25,57% 8 794,24 بقية العالم ( 166دولة)
100% 34 391,64 المجموع الكلي
المصدر :المديرية العامة للجمارك ،مديرة الدراسات واالستشراف احصائيات التجارة الخارجية للجزائر ،و ازرة
المالية ،الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،تاريخ االطالع ،2022/05/13 :على الساعة.16:35 :
www.douane.gov.dz/statistiques
يوضح الجدول رقم ( )02.03أهم الدول المستورد منها لسنة 2020حيث الحظنا من خالله أن
الصين برزت كمورد رئيسي للجزائر حيث ساهمت بنسبة 16,81%وتقدر بقيمة 5782,35مليون دوالر
أمريكي من أجمالي واردات الجزائر وتليها على التوالي كل من فرنسا ،إيطاليا ،ألمانيا ،اسبانيا ،تركيا،
الواليات المتحدة ،األرجنتين ،الب ارزيل وروسيا بالنسبة التالية،06,48% ،07,05% ،10,60% :
- 74 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
،02,49% ،03,89% ،04,02% ،04,07% ،04,30% ،06,22%وهم من أهم الدول العشرة األوائل
التي تتعامل معهم الجزائر كشركاء تجاريين وكدولة مستوردة منهم ،تليهم الهند بنسبة 02,13%وبولندا
بنسبة 01,69%ومصر بنسبة 01,63%والسعودية بنسبة 01.61%وكندا بنسبة . 01,44%
أما بالنسبة للدول اإلفريقية ال توجد أي دولة إفريقية من العشرة األوائل كشركاء تجاريين فيما يتعلق
بسلع المستوردة أو بدول المستوردة منها ما عدا مصر التي تحتل المرتبة الثالثة عشر بقيمة تقدر ب
ت 559,55مليون دوالر ،وتعتبر من أكثر الدول تعامال معها من الدول اإلفريقية .ومن هنا يتبين لنا أن حجم
التبادل التجاري بين الجزائر وافريقيا قليل جدا.
أ و روب ا 48,45
أ س ي ا وأ وق ي ا ن وس ي ا 32,73
إ ف ري ق ي ا 3,27
أ م ري ك ا 15,55
المصدر :المديرية العامة للجمارك ،مديرة الدراسات واالستشراف احصائيات التجارة الخارجية للج ازئر ،و ازرة المالية،
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،تاريخ االطالع ،2022/05/13 :على الساعة.16:35 :
www.douane.gov.dz/statistiques
نالحظ من خالل الشكل رقم ( )02.03أن واردات الجزائر معظمها تكون من أوروبا حيث سجلت
نسبة الواردات سنة %48,45 2020بقيمة 16663,65مليون دوالر فهي تحتل الصدارة ،وتأتي بعدها
أسيا وأوقيانوسيا بنسبة تقدر بت %32,73بقيمة 11255,27مليون دوالر من واردات األتية من دول أسيا
عامة والصين ،تركيا والهند خاصة ،تليها أمريكا بحصة نسبتها %15,55بقيمة 5348,33مليون دوالر
من الواردات األتية من دولها خاصة الب ارزيل والواليات المتحدة .أما مع دول إفريقيا فحجم التبادل جد ضئيل
وقليل جدا حيث يقدر بنسبة %03,27بقيمة 1124,39مليون دوالر حيث تكون هذه النسبة من الواردات
آتية من مصر وتونس وهذا راجع إلى ضعف العالقات التجارية الجزائرية اإلفريقية.
- 75 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
جدول رقم ( :)03.03تطور المبادالت التجارية بين الجزائر وافريقيا من 2011إلى 2020الوحدة (مليار دوالر)
السنوات
الميزان 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018 2019 2020
التجاري
الصادرات 6,08 3,13 2,07 1,67 1,48 1,51 1,20 1,72 1,26 0,65
الواردات 3,11 3,36 3 3,28 2,19 1,79 1,8 2,26 2,63 0,64
الرصيد -2,97 0,23 0,93 1,6 0,71 0,28 0,6 0,54 1,37 -0,01
الموقع المصدر :من إعداد الطالبتين اعتمادا على :تاريخ االطالع ،2022/05/16 :على الساعة01.30 :
www.trademap.org
يوضح الجدول رقم ( )03.03تطور المبادالت التجارية بين الجزائر وافريقيا خالل سنوات من 2011
إلى ،2020حيث يمكن مالحظة ان قيمة الصادرات الجزائرية إلى دول إفريقيا عرفت تفاوت مع مرور السنوات
سواء باالنخفاض أو االرتفاع ،حيث قدرت قيمة الصادرات سنة 2011بت 3,11مليار دوالر بينما ارتفعت سنة
2012إلى 3,36مليار دوالر لتبدأ في االنخفاض سنة 2013إلى قيمة 3مليار دوالر لتصل سنة 2020
إلى قيمة 0,64مليار دوالر وهذا االنخفاض والتفاوت راجع إلى اعتماد الجزائر بشكل كبير في صادراتها على
المواد األولية خاصة المحروقات التي يشهد سوقها نوعا من عدم االستقرار في السعر والعرض والطلب.
أما بالنسبة للواردات الجزائرية من إفريقيا عرفت انخفاض وتراجع تدريجيا مع مرور السنوات حيث سجلت
في سنة 2011بقيمة 6,08مليار دوالر إلى غاية سنة 2015بقيمة 1,48مليار دوالر ،أما من سنة 2016
إلى غاية 2020نالحظ أن حجم الواردات في تذبذب مستمر من سنة إلى أخرى وهذا راجع إلى دخول دولة
الجزائر لعدة اتفاقيات تجارية مع دول اإلتحاد األوروبي والصين وضعف العالقات التجارية الج ازئرية اإلفريقية
وكان هذا متزامنا مع جائحة كورونا.
- 76 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
ثالثا :قيمة وهيكل الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات إلى الدول االفريقية في الفترة 2020-2016
في هذا الجزء يمكن عرض قيمة الصادرات خارج قطاع المحروقات وهيكلها وأبرز الدول المستوردة
من الجزائر في هذا المجال في الفترة 2020-2016كما يبينه الجدولين رقم ( )04.03و ()05.03
جدول رقم ( :)04.03قيمة الصادرات خارج المحروقات للدول االفريقية االكثر استرادا من الجزائر
( )2020-2016مليون دوالر
ساحل العاج مصر ليبيا المغرب موريتانيا تونس السنوات
0,10 4,39 15,03 3,16 10,62 1,47 2016
0,27 1,96 0,83 4,79 14,11 9,88 2017
7,78 4,27 2,65 15,03 1,02 26,23 2018
22,60 12,20 28,65 36,81 24,51 124,71 2019
16,69 11,35 34,08 41,52 28,38 84,85 2020
47,44 34,17 81,24 101,32 78,63 247,14 المجموع
المصدر :زخروف عامر ،دحو سليمان ،مستقبل منطقة التجارة الحرة اإلفريقية ودورها المتوقع في تنمية التجارة البينية
األفرو-جزائرية :عرض نماذج لتكتالت إقليمية اقتصادية افريقية ،مجلة البشائر االقتصادية ،المجلد ،08العدد ،01بشار،
الجزائر ،أفريل ،2022ص .747
من خالل الجدول رقم ( )04.03يتبين لنا أن دول االتحاد المغاربي باإلضافة إلى مصر وساحل
العاج تعتبر أكبر الدول المستوردة من الجزائر في الفترة ،2020-2016حيث بلغت نسبة صادرات الجزائر
غير النفطية إلى دول المغرب العربي أكثر من % 60من إجمالي الصادرات غير النفطية الى الدول
اإلفريقية ،كما أنه لوحظ ارتفاع ملموس لها في السنتين االخيرتين ،وهذا بسبب سياسة الدولة للخروج من
تبعية المحروقات ،في حين أن أبرز الصادرات غير النفطية تتمثل في مواد غذائية بنسبة أكثر من % 51
من إجمالي الصادرات خارج المحروقات كما يبينه الجدول رقم (.)05.03
- 77 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
( :)05.03هيكل الصادرات خارج المحروقات للدول االفريقية االكثر استرادا من الجزائر للفترة
( )2020-2016مليون$
ساحل
مصر ليبيا المغرب موريتانيا تونس نوع المنتجات
العاج
0,92 4,40 70,23 28,99 66,53 130,77 المواد الغذائية
0,03 0,03 0,00 0,00 0,15 0,49 سلع التجهيزات الزراعية
0,66 5,01 2,03 1,83 0,60 16,78 سلع التجهيزات الصناعية
0,91 0,82 5,91 4,65 2,08 36,62 السلع االستهالكية غير الغذائية
44,90 21,66 3,05 65,74 9,15 50,20 منتوجات نصف مصنعة
0,02 2,24 0,00 0,11 0,11 12,27 المواد الخام
47,44 34,17 81,24 101,32 78,63 247,14 المجموع
المصدر :زخروف عامر ،دحو سليمان ،مستقبل منطقة التجارة الحرة اإلفريقية ودورها المتوقع في تنمية التجارة البينية
األفرو-جزائرية :عرض نماذج لتكتالت إقليمية اقتصادية افريقية ،مجلة البشائر االقتصادية ،المجلد ،08العدد ،01بشار،
الجزائر ،أفريل ،2022ص .747
وبحكم أن الجزائر تنتمي إلى تكامل واحد في إفريقيا يمكن أن نستنتج بصفة عامة أن التجارة البينية
األفرو-جزائرية تتمركز في دول المغرب العربي باإلضافة إلى مصر ،وهذا ما يبرز أهمية التكامل
االقتصادي والمناطق الحرة في تفعيل التجارة البينية.
كانت وال زالت إفريقيا شريك اقتصادي مهم للجزائر ،لذلك تبحث الجزائر دائما على االستثمار داخل
القارة اإلفريقية كذلك الحال بالنسبة للدول اإلفريقية التي تبحث عن فرص ومناخ لالستثمار في الجزائر
بسبب موقعها الجغرافي المساعد والقريب من األسواق الدولية لتسهيل المبادالت مع الدول الكبرى ،رغم ذلك
ما تزال استثمارات بين الجزائر وافريقيا ضعيفة.
- 78 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
إن تنمية العالقات االقتصادية والعمل على رفع التبادل التجاري وتنويعه وتشجيع االستثمار يساهم
بصفة حيوية في خلق أرضية لتحقيق األمن ،لهذا ساهمت وعملت الجزائر على تطوير وتأسيس عملية
التنمية في إفريقيا من خالل دعم البنية التحتية للدول اإلفريقية وهي األرضية التي ترتكز عليها عملية
االستثمار حيث تؤكد الجزائر دورها القاري في إطار عدة مشاريع استثمارية تنموية في مختلف المجاالت
االقتصا دية ،كما تملك الجزائر ثالث أكبر اقتصاد في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا ونيجيريا وأقوى اقتصاد في
شمال إفريقيا ،وتعتبر الثروات التي تتمتع بها الجزائر هو ما أهلها إلنشاء مشاريع استثمارية في إفريقيا
مرهون باالستثمارات الحقيقية والمشاريع الضخمة وليس مجرد تبادل سلع معتبرة ،وأن هذه اإلستثمارات
تحتاج إلى ميزانيات ضخمة لتغطيتها (.)1
كما تعمل الحكومة مؤخ ار على تغيير وجهة بوصلتها االقتصادية من الشمال إلى الجنوب بعدما
تجاهلت إمكانياته الكبيرة لسنوات عديدة ،في خضم انشغالها بإقامة عالقات اقتصادية جيدة مع دول الشمال
كالدول األوروبية ،األمريكية واألسيوية ،بحثا عن المشاريع االستثمارية الرابحة واستقطابا للعملة الصعبة،
ويظهر ذلك جليا من خالل المجهودات التي تبذلها الحكومة لربط االقتصاد الوطني باقتصادات القارة
السمراء هادفة بذلك إلى فتح المجال للمصنع الجزائري لتسويق وترويج منتجاته ببلدان إفريقيا.
حيث يأتي توجه الجزائر لفتح أسواق استثمارية بدول إفريقيا الوسطى والساحل ،تجسيدا للمخطط
الجديد الذي توجهت إليه الحكومة في الفترة األخيرة من خالل سعيها للخروج " مبدئيا " من االعتماد على
إرادات المحروقات كمصدر أول إليرادات الدولة المالية ،وفي تمويل مشاريعها االقتصادية ،بالتركيز أكثر
على القطاع الصناعي كونه المساهم الفعال في خلق الثروة وتنمية الصادرات خارج المحروقات ،وعملها
على تعزيز البنية التقنية والصناعية للمؤسسات الجزائرية داخل وخارج الوطن (.)2
-1يوسف سائحي ،عبد الهادي خمقاني ،سبل تنشيط التعاون التجاري واإلقتصادي بين الجزائر والدول اإلفريقية ،مجلة
االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية ،المجلد ،09العدد ،04المركز الجامعي لتمنراست ،2020 ،ص .132
-2مرجع نفسه ،ص ص .133-132
- 79 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
جدول رقم ( :)06.03االستثمار األجنبي المباشر بين الجزائر وافريقيا (مليون دوالر)
2007-2005 الفترة
2019 2018 2017 2016
(المتوسط السنوي) االستثمارات
اإلستثمارات الخارجة
83 880 09 46 55
من الجزائر
اإلستثمارات الداخلة
45368 50577 41535 46023 38323
إلى إفريقيا
االستثمارات الخارجة من الجزائر بالنسبة
0,18 0,017 0,021 0,1 0,14
لالستثمارات الداخلة إلى إفريقيا (النسب المئوية)
المصدر :من إعداد الطالبتين اعتمادا على :تاريخ االطالع ،2022/05/15 :على الساعة17:35 :
https://unctad.org/ الموقع
نالحظ من الجدول رقم ( )04.03أن االستثمارات األجنبية المباشرة الخارجة من الجزائر قيمتها
ضعيفة جدا حيث أن سنة 2018سجلت قيمة قدرها 880مليون دوالر كأعلى قيمة في السنوات الماضية،
واذا تمت مقارنة هذه القيمة مع قيمة االستثمارات األجنبية المباشرة الداخلة إلى إفريقيا في نفس السنة نجد
أنها ال تتعدا نسبة %0,1وهذا إذا اعتبرنا أن جميع االستثمارات الجزائرية موجهة إلى الدول اإلفريقية ،فهذه
النسبة تعتبر منخفضة جدا ،ما يدل على ضعف االستثمار الجزائري في العام بصفة عامة والقارة اإلفريقية
بشكل خاص ،وعدم قدرة الجزائر على منافسة الدول األكثر استثما ار في القارة كدول اإلتحاد األوروبي
والواليات المتحدة األمريكية والصين.
ومن بين اإلستثمارات الجزائرية في القارة نجد استثمار شركة سوناطراك في كل من ليبيا ،النيجر
ومالي فقط وهذا ما يدل على أن الجزائر ال تمتلك مؤهالت االستثمارية الكبيرة التي تسمح لها بالتوغل داخل
القارة خاصة في المجال االستثماري واستغالل الفرص الموجودة داخل بالقارة.
كذلك الحال بالنسبة الستثمار الدول األفريقية في الجزائر إذ نجد بعض االستثمارات من دولتي مصر
وجنوب إفريقيا ،لكن تبقى بقيم ضعيفة وهذا راجع لضعف المناخ االستثماري في الجزائر من غياب االستقرار
- 80 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
السياسي واألمني وكذلك ضعف االقتصاد المحلي وضعف البنوك ،والبيئة المصرفية كلها عوامل ال تساعد
على جذب االستثمار.
جدول رقم ( :)07.03أهم الدول المستثمرة في الجزائر (اجمالي الفترة ما بين جانفي – 2015ديسمبر
)2019
من خالل الجدول رقم ( )07.03غياب الدول اإلفريقية عن قائمة الدول األكثر استثما ار في الجزائر
ما عدا مصر التي تمتلك حوالي 3شركات مستثمرة بقيمة إجمالية تقدر بت 1.5مليار دوالر سنة .2019
وتعتبر دول اإلتحاد األوروبي من أكثر الدول استثما ار في الجزائر وكذلك بالنسبة للصين بقيمة تقدر بت 3.1
مليار دوالر وهونغ كونغ بقيمة 6مليار دوالر.
- 81 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
جدول رقم ( :)08.03توزيع تكلفة اإلستثمارات الواردة إلى الجزائر حسب األقاليم المستثمرة
(يناير – 2015ديسمبر )2019
كما نالحظ من خالل الجدول رقم ( )08.03ومع فتح اإلستثمارات مع الدول اإلفريقية من خالل منطقة
التبادل الحر ستواجه الجزائر منافسة كبيرة مع الدول الكبرى المستثمرة في القارة باعتبار هذه الدول تمتلك
التكنولوجيا الحديثة التي تساعدها في الرفع من قدراتها االستثمارية عكس الجزائر التي حاليا ال تمتلك قدرات
تنافسية استثمارية تسمح لها بمنافسة هذه الدول على مستوى القارة .كذلك الحال بالنسبة للدول اإلفريقية في
استثمارها داخل الجزائر ،لذلك وجب على الجزائر توفير مناخ استثماري يسمح لها بالمنافسة الخارجية.
- 82 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
المبحث الثالث :استعدادات الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية
صادراتها وأهم الفرص والتحديات
لقد اثبتت الجزائر مرة أخرى وفاءها بالتزاماتها تجاه القارة اإلفريقية المكرس في دستورها ،وايمانا منها
بأن منطقة التبادل الحر القارية اإلفريقية ستحقق لها منافع اقتصادية كبيرة على المدى المتوسط والبعيد وفي
هذا المبحث سنتناول استعدادات الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية وأهم الفرص والتحديات
التي تواجهها.
حققت الجزائر حاليا مؤشرات قوية عبر المجهودات التي بذلتها من أجل ترقية المبادالت التجارية مع
البلدان اإلفريقية ،والرفع من قيمة الصادرات خارج المحروقات وتنويعها والترويج لمنتجاتها نحو إفريقيا،
لتصبح قادرة على أن تكون منطقة عبور للبضائع بامتياز نحو دول الساحل اإلفريقي باتخاذها جملة من
التسهيالت مست عمليات التصدير( ،)1وسطرت الجزائر عددا من التسهيالت لفائدة المتعاملين االقتصادين
لتصدير منتجاتهم نحو األسواق اإلفريقية والرفع من قيمة الصادرات وتنويعها خارج المحروقات ،حيث
باشرت بتوقيع المجمع العمومي للنقل البري للبضائع واللوجستيك " لوجيسترانس" في وقت سابق على اتفاقية
إطار من أجل مرافقة تصدير المنتجات الجزائرية نحو البلدان اإلفريقية وتأتي هذه االتفاقية حسب ما أوردته
وكالة األنباء الجزائرية في إطار الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص لتعزيز العالقات التجارية في
مجال النقل واللوجستيك وبشكل خاص في مرافقة تصدير المنتجات الوطنية نحو تونس وبلدان الساحل
التي تضم النيجر ومالي وموريتانيا والسنغال.
كما أشار المجمع العمومي " لوجيسترانس " أن المصدرين الذين يلجؤون لهذه الصيغة ال يتحملون
إال %50من تكاليف النقل ،فيما يتم دفع %50المتبقية مباشرة للوجيسترانس من قبل و ازرة التجارة عبر
الصندوق الخاص لترقية الصادرات ،وأوضحت في هذا الشأن " ،راضية سلماني " مديرة التطوير بمجمع
لوجيسترانس في تصريح لإلذاعة الوطنية مؤخ ار أنه تماشيا مع دخول منطقة التبادل الحر اإلفريقية حيز
التنفيذ ،حيث شرع في مخطط إلنجاز مناطق عبور على مستوى الواليات الحدودية بدءا من تندوف،
-1منال البتول ،صادرات الجزائر ...توغل نحو الساحل اإلفريقي ،تاريخ االطالع ،2022/05/24 :الساعة.23:15 :
www.sahm-media.dz الموقع:
- 83 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
تمنراست واليزي ،هدفه تسهيل ولوج المتعاملين االقتصاديين إلى األسواق اإلفريقية والتسويق للمنتجات
الجزائرية ،وبالخصوص اإلجراءات الالزمة لتسهيل ولوج المنتجات الجزائرية إلى الدول اإلفريقية (.)1
وأكد " مصطفى روباين " رئيس المنظمة الوطنية للمؤسسات والحرف في تصريح خص به مؤخ ار
على تصدير المنتجات التي تشهد فائضا في الجزائر كالمنتوجات ذات االستهالك الواسع نحو إفريقيا ووضع
مخطط استعجالي لتسهيل اإلجراءات الجمركية والمأمورية أمام المنتجين لتصدير منتجاتهم إلى الدول
المجاورة ،ناهيك عن تحسين المنظومة البنكية وفتح الطرقات والمعابر التجارية خاصة مع موريتانيا ،ليبيا،
النيجر ومالي ،وأضاف " روباين " في سياق تصريحه أن الحكومية مدعوة إلى فتح خطوط جوية تجارية
نحو دول الساحل اإلفريقي وتخفيض أسعار النقل على المنتجين والمصدرين لتوسيع منطقة التسويق ،وتابع
ذات المتحدث أن تسهيل الحركة التجارية بين الجزائر ودول الساحل ستعكس إيجابا على االقتصاد
الوطني(.)2
كما تم االعتماد الفعلي على مشروع الطريق العابر للصحراء الكبرى بات أم ار ضروريا لولوج السوق
اإلفريقية وتحديد إمك انيات التجارة بين البلدان المعنية به مباشرة من المقاطع الرئيسية للشبكة التي تربط
عواصم ستة دول :الجزائر ،تونس ،النيجر ،مالي ،تشاد ونيجيريا ،ويعد أكبر خط بري للتجارة البينية في
إفريقيا .حيث يغطي مشروع الطريق العابر للصحراء في الجزائر مسافة 3405كلم أكثر من %85منها
في حالة طريق معبدة فيما يبقى %15من المحور الرئيسي ترابيا غير معبدا بين إن قزام والحدود الجزائرية
النيجرية .وتغطي شبكة الطرقات الوطنية في الجزائر 11025كلم من الطرقات بما في ذلك أكثر من
8100كلم من الطرقات المعبدة ،يهدف برنامج تطوير شبكة الطرقات على النحو المنصوص عليه في
المخطط التسييري للطرقات 2025-2005على الحفاظ على التراث (.)3
-اإلنتهاء من بناء طريق سريع بطول 1200كلم شمال البالد (من الشرق إلى الغرب)؛
-تحقيق 17طرق إختراقية شمال-جنوب تربط منطقة المرتفعات بالموانئ الرئيسة؛
.www.sahm-media.dz -1منال البتول ،مرجع سبق ذكره ،تاريخ االطالع ،2022/05/24 :الساعة .23:15 :الموقع:
.www.sahm-media.dz -2مرجع نفسه ،تاريخ االطالع ،2022/05/24 :الساعة .23:15 :الموقع:
-3لجنة الربط الطريق العابر للصحراء األمانة العامة ،دراسة لتحديد إمكانيات التبادل التجاري بين البلدان األعضاء ،سنة
،2009ص .15تاريخ االطالع ،2022/05/05:على الساعة .02:35:الموقع،http://www.clrtafrique.com :
. http://www.clrtafrique.com -4مرجع نفسه ،ص ،20تاريخ االطالع ،2022/05/05:على الساعة 02:35:الموقع:
- 84 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
-تشييد 3700كلم من طرق العبور.
وكذلك تغطي شبكة خطوط السكك الحديدية مسافة 4696كلم وتتكون من الخط الرئيسي بين الشرق
والغرب الذي يربط بين المدن الرئيسية للشمال من الحدود التونسية إلى الحدود المغربية ،وثالثة طرق
اختراقية شمال-جنوب ،وأما فيما يخص النقل البحري فالبلد مجهزة على طول ساحل البحر األبيض المتوسط
بت 36ميناء 11 ،ميناء مختلط ،ميناءين مخصصين للنفط 22 ،ميناء وملجئ للصيد ومارينا.
باإلضافة إلى النقل الجوي تمتلك الجزائر إجماال 55مطا ار من مختلف الفئات بما في ذلك 12مطا ار
دوليا 10 ،مطارات وطنية و 14مطا ار جهويا.
- 85 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
وبالعودة إلى كيفية اقتحام الجزائر للسوق اإلفريقية عبر الواليات الجنوبية ،كان قد دعا وزير التجارة
وترقية الصادرات " كمال رزيق " التجار والمصدرين بالواليات الجنوبية لالستعداد القتحام السوق اإلفريقية
عبر مناطق التبادل الحر بمنتجات محلية أو عن طريق المقايضة في إطار سياسة "رابح-رابح" .واعتبر
الوزير أن عملية المقايضة لن تكون إال بداية لتحريك عجلة التصدير نحو إفريقيا ،مشددا على أن تكون
رهانا كبي ار إلعطاء ديناميكية للتجارة الخارجية ،وفي هذا الخصوص شرعت الجزائر في جني ثمار سياسة
إعادة الحياة لتجارة المقايضة (سلع مقابل سلع) في أربع واليات جنوب البالد ممثلة في أدرار ،إيليزي،
تمنراست وتندوف الحدودية مع دولتي مالي والنيجر ،وشملت الصادرات الجزائرية عبر تجارة المقايضة:
التمور ،الملح المنزلي ،منتجات بالستيكية ،األلومنيوم ،الحديد والفوالذ ،منتجات صناعات تقليدية وبطانيات،
أما الواردات فقد شملت :المواشي من إبل وأنعام وأبقار ،منتجات الحناء ،الشاي األخضر ،التوابل ،اللحوم
المجففة ،إلى جانب الذرة البيضاء ،األرز ،البقول الجافة وبعض األقمشة (.)1
ونقلة وكالة األنباء الجزائرية عن مصالح مديرية التجارة بأدرار أنه تم تصدير بضائع محلية نحو
السوق اإلفريقية بقيمة تفوق 170مليون دينار جزائري أي أكثر من مليون و 270ألف دوالر في إطار
تجارة المقايضة الحدودية خالل السنة الفارطة.
وصدرت تلك البضائع نحو مالي والنيجر وبلدان إفريقية أخرى مقابل ما قيمته 100مليون دينار
جزائري (نحو 750ألف دوالر) من الواردات ،كما تم تصدير 20طنا من التمور من محافظة إيليزي
بأقصى شرق الجزائر نحو مالي في إطار تجارة المقايضة الحدودية .وفيما يتعلق بالمواد الممكن تصديرها
نحو السوق اإلفريقية التي تشمل المواد األولية على اختالفها المنتوجات الفالحية ،المنتوجات اإللكترونية
والكهرومنزلية.
وتوقع " مصطفى روباين " رئيس المنظمة الوطنية للمؤسسات والحرف أن يتخطى حجم الصادرات
خارج المحروقات 05مليار دوالر في سنة 2022كون جل المؤسسات المنتجة تملك رغبة واسعة في
تصدير منتجاتها داعيا إلى إطالق قانون االستثمار الجديد لبناء قاعدة في الصناعة التحويلية وتمكين
المؤسسات على تحقيق االكتفاء الذاتي من جهة وتصدير منتوجاتها ذات الطابع التحويلي نحو السوق
اإلفريقية التي تحمل جودة ومنافسة لألسعار من جهة أخرى ،ما سيحقق أرباحا على االقتصاد الوطني.
.www.sahm-media.dz -1منال البتول ،مرجع سبق ذكره ،تاريخ االطالع ،2022/05/24 :الساعة .23:15 :الموقع:
- 86 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
وبلغت قيمة الصادرات الجزائرية من دول الساحل الثالث وهي موريتانيا ،مالي والنيجر نحو 5ماليين دوالر
مع نهاية سنة ،2019هذا وتعول الجزائر لزيادة تدفق صادراتها إلى السوق اإلفريقية (.)1
المطلب الثاني :فرص الجزائر في إطار منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية
يمكن أن يشكل إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية فرصة حقيقية للجزائر لمواصلة تطوير
وانعاش صادراتها خارج المحروقات مما يفتح أمامها أبواب السوق اإلفريقية التي ستنفتح بدورها على المنتج
الجزائري ،وتعتبر هذه المنطقة فرصة هامة لتكثيف وتطوير التجارة البينية التي من المنتظر أن تعرف
ارتفاعا محسوسا ،فضال عن دعم أهداف التكامل واالندماج القاري من خالل التجارة واالستثمار اللذان
يعتبران عنصرين رئيسيين لدعم النمو والتنمية االقتصادية المستدامة ،فالسوق اإلفريقية تمتلك مؤهالت
وقدرات اقتصادية كبيرة إذ تشكل سوقا بت 1,2مليار نسمة بقيمة 3000مليار دوالر ،ومن المتوقع أن ترتفع
نسبة المبادالت التجارية مع الدول اإلفريقية بنسبة %52بدل من النسبة الحالية التي ال تزيد عن ،%16
تنمية الت جارة البينية سيساهم في تطوير سالسل القيمة اإلقليمية والتصنيع وخلق فرص العمل ،زيادة على
ان اإللغاء التدريجي للرسوم الجمركية بين البلدان اإلفريقية بعد الدخول الفعلي لمنطقة التجارة الحرة ،بنسبة
%90من بنود التعريفة الجمركية خالل مدة 5سنوات ،وسيعطي أولوية للشركات اإلفريقية في تلبية حاجيات
السوق اإلفريقية المتزايدة واالستفادة من مزاياها وبالتالي استفادة الشركات الجزائرية من زيادة العائد من
األرباح بعد فتح األسواق مع الدول اإلفريقية ،وتتمثل هذه المزايا والفرص فيما يلي:
-ستسمح منطقة التبادل الحر القارية اإلفريقية للمتعاملين االقتصاديين والمؤسسات الناشئة بحرية التنقل
لرجال األعمال واالستثمار وهذا ما سيساهم في زيادة حجم التدفقات التجارية والمالية بين الجزائر ودول
إفريقيا؛
-منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية ستسهل عملية استيراد المواد الخام من البلدان اإلفريقية األخرى
والعالم أجمع ،كما ستمكن الشركات الصغيرة والمتوسطة من إنشاء شركات تجميع في البلدان اإلفريقية
األخرى من أجل الوصول إلى وسائل إنتاج أرخص وبالتالي زيادة أرباحها؛
-ستستفيد الجزائر من المزايا التي سيوفرها الطريق العابر للصحراء الذي يربط الجزائر بالغوس في
نيجيريا ،وخط أنابيب الغاز بين الجزائر ونيجيريا ،الذي يعتبر بمثابة المشروع الحلم من أجل تحقيق االندماج
اإلقليمي والتكامل االقتصادي ال سيما بين دول المغرب العربي ومنطقة الساحل وتجمع دول غرب إفريقيا
وكذا ربطه بالموانئ الجزائرية خاصة ميناء شرشال الجديد وميناء جن جن بجيجل ،وبالتالي ستستفيد الجزائر
.www.sahm-media.dz -1منال البتول ،مرجع سبق ذكره ،تاريخ االطالع ،2022/05/24 :الساعة .23:15 :الموقع:
- 87 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
من التعريفات الجمركية من خالل تصدير السلع الخاصة بالدول اإلفريقية ،وتعول الجزائر على هذا المشروع
القتحام السوق اإلفريقية التي تضم أكثر من 700مليون نسمة من الدول التي سترتبط بالطريق وهي تونس،
النيجر ،بوركينافاسو ،مالي ونيجيريا والبلدان المجاورة لها ،كما يساهم هذا المشروع في تقليص التكاليف
اللوجستية سيما المتعلقة بالنقل وكذا إنشاء بنوك جزائرية لتسهيل المعامالت كما سيربط هذا الطريق مع
طريق الحرير الصيني وهو ما يساعد على توسع الجزائر وافريقيا في السوق العالمي؛
-ستسمح منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية للشركات متعددة الجنسيات بالشراكة مع الشركات المحلية
الجزائرية لتطوير وتدريبها على أفضل الممارسات ونقل التكنولوجيا في هذه العملية؛
-تسعى الجزائر من خالل موقعها الجغرافي داخل إفريقيا إلى جلب اإلستثمارات والعوائد من خالل منطقة
التبادل الحر القارية اإلفريقية حيث تراهن الجزائر على إزالة كافة العوائق والقيام بإصالحات جمركية
وضريبية بهدف تحفيز االقتصاد والخروج من التبعية النفطية الحالية.
المطلب الثالث :تحديات الجزائر في إطار منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية
من بين التحديات التي تواجه الجزائر ضمن منطقة التبادل الحر القارية اإلفريقية ما يلي:
-تنسيق االقتصادات غير المتجانسة وغير المتناغمة مع دول إفريقيا بموجب اتفاقية واحدة بسبب التنوع
الكبير الموجود في مستويات التنمية بين مختلف الدول اإلفريقية؛
-عدم جاهزية الجزائر للولوج إلى تجربة منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية بحكم أنها خسرت الكثير
بسبب اتفاقية الشركة مع اإلتحاد األوروبي ،وعجزها عن الموازنة بين ما تصدره وما تستورده من شركائها
االقتصاديين ()1؛
-تنويع الصادرات حيث أن الجزائر ضعف في صادراتها خارج المحروقات ،فهي لم تتجاوز مليارين و830
ألف دوالر خالل سنة 2018احصائيات جديدة حسب الجداول السابقة ،وأغلبها تمثل مواد نصف مصنعة،
ولذلك وجب على الجزائر تنويع صادراتها لالستفادة من المزايا المتوقعة من منطقة التبادل الحر القارية
اإلفريقية؛
-ضعف االقتصاد " الريعي " في الجزائر واعتماد الصناعة على المواد األولية المستوردة ،كلها عوامل
تجعلها غير قابلة للتنافس خارجيا وغير معروفة وتواجه منافسة كبيرة من الدول المستثمرة داخل القارة
اإلفريقية والسوق اإلفريقية خاصة الصين ،الهند وتركيا؛
-1لزهاري زواويد ،يمينة مفاتيح ،المشاريع اإلستثمارية الجزائرية الواعدة في ظل الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا "نيباد":
تحديات الحاضر ورؤى المستقبل ،مجلة اإلجتهاد للدراسات القانونية واإلقتصادية ،جامعة غرداية ،المجلد ،09العدد ،05
غرداية ،2020 ،ص .33
- 88 -
مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها :الفرص والتحديات الفصل الثالث
-كذلك على الصعيد السياسات ،فالجزائر ال تضع استراتيجيات بعيدة المدى ،خاصة فيما يتعلق بالتعاون
االقتصادي البيني حيث تتعطل العالقات نتيجة لتغير الحكومات من وقت ألخر ()1؛
-غياب االستثمار الجزائري في إفريقيا وكذلك غياب االستثمار اإلفريقي في الجزائر ،لكن مع دخول
الجزائر لمنطقة التبادل الحر القارية اإلفريقية سيؤدي إلى فتح األبواب أمام انتقال المستثمرين بحرية أكبر
داخل القارة وبالتالي ظهور المنافسة بين الدول اإلفريقية ودول األخرى المستثمرة داخل الجزائر ،وكذلك
المنافسة بين الجزائر والدول المستثمرة داخل القارة ()2؛
-ال تزال المفاوضات حول بعض النقاط البالغة األهمية لم تنجز بعد ،ومن بين هذه النقاط الجدول الزمني
لخفض الرسوم الجمركية بين الجزائر ودول األعضاء والقواعد التي تحكم تصنيف سلع على أنها صنعت
في إفريقيا وكذلك قوانين المنافسة بين الدول وآليات التحكيم في الخالفات وغيرها ،إضافة إلى أن نجاح
المشروع يتوقف إلى حد بعيد على إزالة العقبات " غير الضريبية " مثل الفساد وترهل البنى التحتية وفترة
االنتظار على الحدود ،وهو ما تعتزم " منطقة التبادل الحر " العمل عليه؛
-ال شت تتك أن الثار اإليجابية لمنطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية ست تتتست تتتغرق وقت أطول من الزمن فقد
أثار بعض المحللين االقتصت تتاديين إلى أن اتفاق (التبادل الحر) بين كندا واإلتحاد األوروبي جرى التفاوض
بش تتأنه على مدى س تتبع س تتنوات رغم أنه كان يتعلق بدولة من جهة ومجموعة متجانس تتة نس تتبيا من 28دولة
من جهة أخرى ،فكيف س ت ت ت ت ت تتيكون بين 55دولة غير متجانس ت ت ت ت ت تتة وعلى مس ت ت ت ت ت تتتويات متفاوتة جدا من النمو
االقتصادي (.)3
-فقر الدول اإلفريقية للبنى التحتية األساسية ،كالطرق واالتصاالت والطاقة الكهربائية ،حيث تشكل عقبات
اقتصادية إضافية تؤدي إلى تكاليف إضافية تُضعف حجم التجارة البينية بين الجزائر والدول اإلفريقية.
خالصة الفصل
الجزئر االمكانيات االقتصادية التي تمكنها من دخول األسواق في القارة االفريقية ومنافسة
ا تمتلك
الدول االقتصادية الكبرى والخروج بنتيجة ايجابية من هذه المنطقة التجارية وكل هذا رهن نجاح اإلصالحات
االقتصادية الواجب اتخادها واالستثمار المحلي الموجه للتصدير الكتساب حصة في السوق االفريقية والتي
تساهم في تنمية الصادرات خارج المحروقات وانعاش االقتصاد الوطني وجلب العملة الصعبة من جهة ومن
جهة أخرى القضاء على البطالة وتنويع الصادرات والتقليل من األزمات التي تحدث عادة بانهيار قطاع
المحروقات.
- 90 -
الخاتمة
خاتمـ ـة
تعتبر منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية أحد المشاريع الرئيسية التي أطلقها اإلتحاد اإلفريقي،
وهذا بعد استكمال نصاب تصديقات الدول اإلفريقية ودخول االتفاقية حيز النفاذ ،حيث تهدف االتفاقية إلى
زيادة التجارة البينية بين الدول األعضاء وتعزيز القدرة التنافسية للصناعة في إفريقيا من خالل إزالة الحواجز
الجمركية وغير الجمركية ،كما أن نجاح تجسيدها سيعود بالفائدة على التنمية االقتصادية في إفريقيا بصفة
عامة ،وخطوة أساسية نحو إنشاء سوق إفريقية مشتركة ،حيث دخلت منطقة التبادل الحر القارية اإلفريقية
رسميا مرحلتها العملية مع 53دولة و 1,2مليار نسمة ،وهي بذلك أكبر قناة تجارية في العالم ،وعلى غرار
باقي الدول اإلفريقية تسعي الجزائر لالستفادة من هذه المنطقة برفع التبادل التجاري مع بقية الدول اإلفريقية
وزيادة صادراتها نحو البلدان اإلفريقية وتطوير استثماراتها ،حيث ال يتجاوز حاليا حجم المبادالت التجارية
الجزائرية مع المنطقة األفريقية %3من إجمالي المبادالت التجارية للجزائر.
وقد كانت األهداف من إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية هي :توحيد سوق السلع والخدمات،
وزيادة التجارات البينية وحرية حركة الناس لتعميق التكامل االقتصادي للقارة في إطار رؤية االتحاد اإلفريقي
لقارة متكاملة ومزدهرة سلمية ،وبالتالي فإن توحيد إفريقيا تحت منطقة تجارية واحدة يخلق آفاقًا إيجابية
القتصادات القارة حيث ُيتوقع أن تؤدي المبادرة إلى زيادة التدفقات التجارية وزيادة التجارة البينية داخل القارة
بنسبة من خالل إلغاء رسوم االستيراد ومضاعفة نسبة التجارة في حال تقليل الحواجز غير الجمركية .وتوفر
فرصا مهمة ألصحاب المشاريع والشركات والمستهلكين مع خيارات متعددة لتعزيز التنمية في
أيضا ً
المبادرة ً
القارة.
كما قامت الج ازئر في إطار المبادارت التنموية إلى محاولة النهوض بالمنطقة حيث ترغب الجزائر
في االستفادة من الم ازيا التي توفرها القارة اإلفريقية التي تشكل خزان كبير لإلنتاجية وانتاج الثروات والنمو،
اإلردة للتوجه إليها والجزائر كأكبر بلد إفريقي تعد جزء ال
فإفريقيا تملك م ازيا توفرها لمن لديه الشجاعة و ا
يتج أز من إفريقيا ومن مصيرها.
- 92 -
خاتمـ ـة
-1النتائج
من خالل ما سبق كانت النتائج التي توصلنا اليها كما يلي:
-إفريقيا منطقة إستراتيجية تزخر بالعديد من الثروات ما يجعلها محل أطماع القوى الكبرى مستقطبة
لالستثمارات األجنبية مما يخلق تحديات كبرى للدول اإلفريقية الغير قادرة على المنافسة من ضمنها الجزائر،
باعتبارها من أكبر التكامالت االقتصادية لما توفره من فرص كبيرة للتجارة البينية بين األعضاء؛
-إنشاء سوق قارية موحدة للسلع والخدمات مع حرية تنقل رجال األعمال واالستثمارات ،وهو ما يسهل
ويسرع إنشاء االتحاد الجمركي اإلفريقي القاري؛
-توسيع التجارة البينية اإلفريقية من خالل تنسيق أفضل ألنظمة وأدوات تحرير التجارة وتنظيم التسهيالت
الملحَّة عبر المجموعات االقتصادية اإلقليمية ومن خالل المنظمات التجارية في جميع أنحاء إفريقيا ،حيث
أنها تساهم في رفع حركة التجارة الداخلية والخارجية ،وتساهم في تنويع النسيج الصناعي وكذا جذب
االستثمارت األجنبية التي ستدعم ميزان المدفوعات بالعملة الصعبة؛
ا
-يجب توحيد الجهود من أجل إفريقيا مستقرة وآمنة ،وذلك بالقضاء على كل مخلفات االستعمار الذي من
شأنه دفع عجلة التنمية وتسهيل التجارة وتطوير البنية التحتية والصناعية؛
-تساعد منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية على تعريف المتعاملين االقتصاديين بالفرص االقتصادية
للوجود التجاري في السوق اإلفريقية وتحسيس وتوعية مؤسسات دعم التجارة الخارجية ،باإلضافة إلى التعريف
بمتطلبات وآفاق تطوير الشراكة بين البلدان اإلفريقية؛
-دمج منطقة تجارة حرة في إفريقيا يعني إزالة جميع الحواجز الجمركية والتعريفية لتعزيز المصالح المتبادلة.
-تم التوصل الى أن المبادالت التجارية الجزائرية االفريقية ضعيفة وان جل المبادالت التجارية مع افريقيا
تمت في إطار منطقة المغرب العربي مما يبرز دور التكامل المغاربي في تنشيط التجارة البينية بين الدول
األعضاء؛
- 93 -
خاتمـ ـة
-غياب تحضير بشكل جيد للجزائر حيث لم تهيء مؤسساتها واقتصادها للمنافسة على التصدير ،فهو
قطاع هش وأمامه تحديات كبيرة خاصة ما يتعلق بقابلية المنتجات المحلية للتنافس بسبب اعتمادها الكبير
على المواد األولية أو قطع الغيار المستوردة مما يجعل تكلفتها غير متحكم فيها و بالتالي صعوبة أن تكون
تنافسية؛
-إن منطقة التجارة الحرة اإلفريقية سوف تحقق فرصا كبيرة للجزائر لتعزيز تجارتها البينية مع إفريقيا
خصوصا من خالل المساعي الجزائرية اللوجستية لدعم البنية التحتية للتجارة كالشراكة مع الصين في انجاز
أكبر ميناء في إفريقيا بالحمدانية في الجزائر ،الطريق العابر للصحراء ،فتح المعابر الحدودية ...الخ؛
-تمتع الجزائر بمقومات اقتصادية متعددة يمكن أن تجعلها قوة اقتصادية إقليمية وعالمية؛
-القيام بإصالحات اقتصادية شاملة تمكن الجزائر من االستفادة من منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية
مما يساعد على التخلص من االقتصادي الريعي وخلق اقتصاد إنتاجي متنوع؛
-ضعف التدفقات التجارية بين الجزائر والدول اإلفريقية نتيجة غياب التنمية داخل القارة اإلفريقية ما جعلها
تعاني من عدة مشاكل داخلية؛
-تستشرف الجزائر مستقبل واعد في هذه المنطقة وستكون أول الخطوات هي استالم الطريق العابر
للصحراء الجزائر الغوس باستكمال الشطر المتبقي منه في دولة النيجر كما وعد رئيس دولة النيجر محمد
يوسفو ،وبهذا تكون الجزائر مرتبطة فعليا بأفريقيا جنوب الصحراء.
-2االقتراحات
بناءا على النتائج المتوصل إليها من خالل هذه الدراسة ،يمكن تقديم مجموعة من االقتراحات كحلول
من أجل التطوير واالستفادة من منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية استفادة كبيرة ،وجذب المزيد االستثمارات
األجنبية للمنطقة القارية وخاصة للجزائر والموضحة كالتالي:
-1القيام باإلصالحات االقتصادية الالزمة في شتى المجاالت مع ترقية وتطوير المنتجات خارج قطاع
المحروقات؛
-2على الجزائر االستفادة من التجارب الناجحة في مجال منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية والعمل
على النظر فيها من جديد نظ ار لألهمية االقتصادية التي تعود من وراءها إضافة إلى توفير المناخ االستثماري
الجيد القائم على تقديم الحوافز وتبسيط اإلجراءات؛
- 94 -
خاتمـ ـة
-3تحقيق كفاءة المرافق والخدمات األساسية من موانئ بحرية وجوية مزودة بالوسائل المطلوبة؛
-4توفير التيار الكهربائي بشكل دائم ومستقر ،وتوسيع شبكة المياه من أجل تلبية حاجيات السوق ،وكذا
وسائل االتصال السلكية أو الالسلكية من أجل سهولة التواصل ،باإلضافة لتوسيع الشبكة الطرقية في منطقة
التجارة الحرة القارية االفريقية حتى تكون قادرة على استيعاب حركة النقل المترتبة على التجارة واالستثمار؛
-5يجب على الدولة بناء قاعدة استثمارية صناعية تفتح الفاق أمام أصحاب المشاريع والمستثمرين لتنويع
الصادرات والتي من خاللها تفتح المجاالت لتوفير مناصب العمل هذا من جهة وتنويع الصادرات وجلب
العملة الصعبة من جهة أخرى؛
-6من شروط نجاح المنافسة في أفريقيا نذكر من بينها "ضرورة إنشاء بنوك جزائرية في الدول األفريقية
وكذا ضرورة توفر هياكل النقل؛
-7العمل على تنفيذ بنود اتفاقية التجارة الحرة القارية للمضي قدما نحو تحقيق اهداف االتفاقية المحددة
في اجندة 2063تحت شعار إفريقيا متكاملة ومزدهرة ومسالمة وتحسين مؤشرات التكامل خاصة بالنسبة
للجزائر من حيث حرية تنقل االشخاص وتطوير البنية التحتية وتعزيز التجارة البينية االفريقية؛
-8يجب على الجزائر الرفع من تنافسية المنتجات للرفع من صادراتها نحو إفريقيا ،خاصة في ضل إتباع
سياسة الصادرات خارج قطاع المحروقات هذا من جهة ،واالعتماد الواردات اإلفريقية ،بتطبيق نظرية تبادل
الموارد ،إذ تعتبر الواردات اإلفريقية خاصة من المادة األولية اقل تكلفة ،وهذا راجع لعامل الوفرة؛
-9ضرورة السعي لفك النزاعات وتفعيل اتحاد المغرب العربي ،وانشاء منطقة حرة للتبادل للدول العربية
في افريقيا؛
-10االعتماد على سياسة ترويجية فعالة للمنتجات الجزائرية ،وذلك عن طريق المشاركة في المؤتمرات
والمعارض الدولية في الدول االفريقية وعقد لقاءات مع المستثمرين األجانب وابرام االتفاقات مع مختلف
الدول ،وهذا ما هو معمول به بالنسبة للجزائر في الونة األخير؛
-11العمل على جذب االستثمارات األجنبية الستغالل الثروات الطبيعية غير النفطية والمناجم واألراضي
الزراعية ومناجم الحديد والفوسفات ،والتي تعتبر ثروات خامدة ،ويمكن وصف التجربة الصينية بالشراكة مع
الجزائر الستغالل منجم غار جبيالت بغرب الصحراء الجزائرية كأحسن استثمار للطرفين؛
- 95 -
خاتمـ ـة
-12ضرورة تقوية البنية التحتية لالستثمار والتجارة بتطوير المواصالت السلكية والالسلكية وشبكات النقل
واإلمداد والتكنولوجيا وتهيئة المطارات والموانئ كشروع الصين في إنشاء أكبر ميناء في إفريقيا ليصبح بوابة
إلفريقيا؛
-13ضرورة تدعيم السفارات الجزائرية في إفريقيا بملحقتين اقتصاديتين وملحقين تجاريين ذوي كفاءات
علمية عالية المستوى في التجارة واالقتصاد لدراسة السوق اإلفريقية دراسة علمية اقتصادية لتسهيل تنقل
رجال األعمال عن طريق تفعيل دور مجالس رجال األعمال كمحرك في تطوير وتنمية التبادالت التجارية
والشراكة.
-3أفاق الدراسة
تبعا لنتائج الدراسة المتوصل إليها ،وفي إطار الحديث عن منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية
اتضح أن هناك جوانب هامة ومرتبطة لم يتم التطرق إليها بالتفصيل نظ ار لكون الدراسة حديثة ومتعددة
الجوانب ويصعب اإللمام بكافة جوانبها نأمل في دراسته وتحليله مستقبال أكثر من أجل الوصول إلى نتائج
أشمل وأوسع من خالل:
✓ دور منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية في تحقيق نمو اقتصادي مستديم في إفريقيا؛
✓ التكامل االقتصادي باالتحاد اإلفريقي كأداة لتدعيم االستقرار االقتصادي؛
✓ انعكاسات منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية على المبادالت التجارية بين إفريقيا وأوروبا؛
✓ إضافة متغيرات أخرى لم يتم التطرق إليها في الدراسة الحالية؛
وفي األخير نأمل أن نكون قد وفقنا في إعداد هذه المذكرة ،والتي بكل تأكيد ال تخلو من بعض
النقائص كأي عمل بشري.
- 96 -
قائمة المراجع
❖ المراجع باللغة العربية:
أوال :الكتب:
.1أحمد برقاوي وآخرون ،الدولة الوطنية وتحديات العولمة ،مكتبة مدبولي ،القاهرة2004 ،
.2البشير الكوت ،المنظمات اإلقليمية الفرعية في إفريقيا ،دراسة ألبرز المنظمات ،الطبعة األولى،
المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب األخضر ،ليبيا.2008 ،
.3إبراهيم العيسوي وآخرون ،االعتماد المتبادل والتكامل االقتصادي والواقع العربي ،مقاربات نظرية
مركز الدراسات الوحدة العربية ،بيروت.1990 ،
.4حسين عقيل عابد عقيل ،االقتصاد اإلقليمي والنظام الجديد للتجارة العالمية التكامل االقتصادي
والمشكالت التي توجهه ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية.2019 ،
.5حسين عمر ،التكامل االقتصادي أنشودة العالم المعاصر ،دار الفكر العربي ،القاهرة.1998 ،
.6سامي عفيفي حاتم ،التكتالت االقتصادية بين التنظير والتطبيق ،جامعة حلوان ،القاهرة ،ط.2003 ،4
.7شقير محمد لبيب ،االقتصادية العربية :تجاربها وتوقعاتها ،مركز دراسات الوحدة العربية ،لبنان،
بيروت.1986 ،
.8صبيحة بخوش ،اتحاد المغرب العربي بين دوافع التكامل االقتصادي ومعوقاته السياسية ،دار
الحامد للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،ط.2011 ،1
.9عبد الوهاب الكيالي ،الموسوعة السياسية ،ج ،1المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،بيروت.1990 ،
.10فليح حسن خلف ،العالقات االقتصادية الدولية ،مؤسسة الوراق ،األردن ،ط.2001 ،1
.11محسن الندوي ،تحديات التكامل االقتصادي العربي في عصر العولمة ،منشورات الحلبي الحقوقية،
بيروت لبنان ،ط.2011 ،1
.12محمد سيد عابد ،التجارة الدولية ،مكتبة ومطبعة االشعاع الفنية ،مصر.1999 ،
.13محمد عاشور ،أحمد علي سالم ،التكامل اإلقليمي في إفريقيا :رؤى وأفاق ،معهد البحوث
والدراسات اإلفريقية ،مشروع الدعم التكامل اإلفريقي ،جامعة القاهرة.2005 ،
.14محمد عبد اهلل شاهين ،التكتالت االقتصادية المعاصرة ،االبتكار للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،
ط.2018 ،1
.15نزيه عبد المقصود ،محمد مبروك ،التكامل االقتصادي العربي وتحديات العولمة :رؤية إسالمية،
دار الفكر الجامعي ،مصر ،ط.2006 ،1
- 98 -
ثانيا :الكتب المترجمة:
.1موريس شيف ول ،ألن وينترز ،التكامل اإلقليمي والتنمية ،ترجمة كوميت للتصميم الفني ،مركز
معلومات قراء الشرق األوسط ،القاهرة.2003 ،
ثالثا :األطروحات:
.1جمال الدين العاقر ،دور التكتل اإلقليمي في تحقيق التنمية االقتصادية دراسة التجربة التكاملية
في القارة اإلفريقية ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتورة في علوم اقتصادية كلية العلوم االقتصادية
والتجارية وعلوم التسيير ،تخصص علوم التسيير ،جامعة قسنطينة ،الجزائر .2018/2017
.2سليمان بلعور ،التكامل االقتصادي العربي حتمية لمواجهة تحديات المنضمة العالمية للتجارة،
دراسة مجلس التعاون الخليجي ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في علوم التسيير ،جامعة
الجزائر.2009/2008 ،
.3عبد الجليل جميل ،اقتصاديات التكامل واشكالية التكتل االقتصادي االفريقي ،أطروحة مقدمة لنيل
شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية ،تخصص تحليل اقتصادي ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية
وعلوم التسيير،جامعة سيدي بلعباس ،الجزائر .2015-2014،
.4عبد الرحمان روابح ،حركة التجارة الدولية في إطار التكامل االقتصادي في ضوء التغيرات
االقتصادية الحديثة ،رسالة مقدمة لنيل شهادة ماجيستر في العلوم االقتصادية ،جامعة بسكرة،
.2013/2012
.5عزالدين بو حبل ،أهمية التكتل االقتصادي العربي في ظل األزمات المالية العالمية خالل الفترة
،2014-2007أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية ،تخصص علوم
اقتصادية ،جامعة محمد بوضياف ،المسيلة ،الجزائر.2019-2018،
.1زخروف عامر ،دحو سليمان ،مستقبل منطقة التجارة الحرة اإلفريقية ودورها المتوقع في تنمية
التجارة البينية األفرو-جزائرية :عرض نماذج لتكتالت إقليمية اقتصادية افريقية ،مجلة البشائر
االقتصادية ،المجلد ،08العدد ،01بشار ،الجزائر ،أفريل .2022
- 99 -
.2سهيلة مصطفى ،التقليل من الحواجز غير التعريفية المتعلقة بقواعد المنشأ كألية لتفعيل منطقة
التجارة الحرة االفريقية ،مجلة النمو االقتصادي والمقاوالتية ،جامعة الجزائر ،3المجلد ،5العدد ،1الجزائر،
سنة .2022
.3شليحي الطاهر ،مختاري مصطفى ،تقييم لتجارب التكامل االقتصادي في إفريقيا ،مجلة الدراسات
االقتصادية المعاصرة ،جامعة الجلفة ،المجلد ،03العدد ،06الجزائر.2018،
.4فوزية خدا كرم ،التكامالت االقتصادية العالمية وانعكاساتها على الدول النامية ،مجلة العلوم
السياسية ،العدد ،43جامعة بغداد ،سنة غير مذكورة.
.5لزهاري زواويد ،يمينة مفاتيح ،المشاريع االستثمارية الجزائرية الواعدة في ظل الشراكة الجديدة
لتنمية إفريقيا "نيباد" :تحديات الحاضر ورؤى المستقبل ،مجلة االجتهاد للدراسات القانونية
واالقتصادية ،جامعة غرداية ،المجلد ،09العدد ،05الجزائر ،سنة .2020
.6محمد محمود اإلمام ،التكامل االقتصادي العربي بين عقدين ،مجلة المستقبل العربي ،العدد ،138
مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت ،أوت .1990
.7مهدي دهب حسن دهب ،االتفاقية الجديدة من أجل تنمية إفريقية ،اإلتحاد اإلفريقي واإلصالح
السياسي ،مجلة دراسات إفريقية ،جامعة إفريقيا العالمية ،العدد ،51السنة ،30السودان ،جوان.2014
.8نبيل عثمان ،خطوات على طريق الوحدة االقتصادية ،دورية أفاق إفريقية ،الهيئة العامة
لالستعالمات ،المجلد الثاني ،العدد السابع ،مصر.2001 ،
.9ولد محمد عيسى محمد محمود ،معوقات التكامالت االقتصادية اإلفريقية في البلدان النامية،
د ارسة حالة الكوميسا ،مجلة الباحث ،جامعة ورقلة ،العدد ،10الجزائر .2012
.10وليد حفاف ،مستقبل منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية :المزايا والتحديات ،مجلة العلوم
االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية ،جامعة المسيلة ،المجلد ،13العدد ،03المسيلة ،الجزائر،
.2020
.11يوسف خميس أبو فارس ،دور التكامالت اإلقليمية في تعزيز الوحدة االقتصادية والسياسية في
إفريقيا ،مجلة دراسات إفريقية ،جامعة إفريقيا العالمية ،العدد ،32السودان.2004 ،
.12يوسف سائحي ،عبد الهادي خمقاني ،سبل تنشيط التعاون التجاري واإلقتصادي بين الجزائر
والدول اإلفريقية ،مجلة اإلجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية ،المركز الجامعي لتمنراست ،المجلد
،09العدد ،04الجزائر.2020 ،
.1ياسين شكيمة ،دور الجزائر في إنشاء منطقة التبادل التجاري الحر في إفريقيا ( :)AFTZرؤية
مستقبلية ،ورقة بحثية مقدمة في اليوم الدراسي حول :دور الجزائر في اإلقليمي :اتحاد المغرب العربي-
االتحاد االفريقي ،جامعة الوادي ،يوم 11ديسمبر .2018
سادسا :القوانين:
.1القانون رقم ،19-11المؤرخ في 21مارس ،2018المتعلق باالتفاق المؤسس لمنطقة التجارة الحرة
القارية االفريقية ،الجريدة الرسمية ،المملكة المغربية ،مديرية الشؤون القانونية والمعاهدات ،رقم نبيل ،19
الموافق ل 24يونيو ،2020المادة .6
.1المديرية العامة للجمارك ،مديرة الدراسات واالستشراف احصائيات التجارة الخارجية للجزائر ،و ازرة المالية،
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،تاريخ االطالع ،2022/05/13 :على الساعة.16.35 :
www.douane.gov.dz/statistiques
.2حكيم أالدي نجم الدين" ،منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية :فرصة أخرى للشركات الناشئة وتوفير اإلقامة
الرقمية ،قراءات إفريقية 21 ،يناير /كانون الثاني ،2021تاريخ االطالع ،2022/04/29 :على الساعة:
.12:37الموقع،https://studies.aljazeera.net/ar/article/4904 :
.3خليل عمر ،اتفاقية التجارة الحرة االفريقية ،خطوة حاسمة نحو التكامل االقتصادي ،المركز العربي
للبحوث والدراسات 11 ،جويلية ،2019تاريخ االطالع ،2022/04/29 :على الساعة.12:38 :
الموقع،http://www.acrseg.org/41269 :
.4لجنة الربط الطريق العابر للصحراء األمانة العامة ،دراسة لتحديد إمكانيات التبادل التجاري بين البلدان
األعضاء ،سنة ،2009ص ،15تاريخ االطالع ،2022/05/05:على الساعة .02:35:الموقع:
،http://www.clrtafrique.com
.5ملتقى إفريقيا لإلستثمار :دعوة الجزائر لقيادة الدول اإلفريقية نحو تجسيد سوقهم الموحد ،وكالة
األنباء الجزائرية ،اإلثنين 24ماي ،2022الموقع :تاريخ االطالع ،2022/05/13 :على الساعة:
https://www.aps.dz/ar/economie/106997-2021-05-24-17-54-23 .16:35
: المواقع االلكترونية:ثامنا
- 102 -
: مجالت علمية محكمة:ثانيا
: التقارير:ثالثا
- 103 -
الملخص
الملخص
:الملخص
حاولت الدراسة التعرف على الدور الذي تلعبه منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية في تنمية الصادرات
الجزائرية من خالل رصد أهم الفرص التي يمكن أن توفرها منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية وابراز أهم
.التحديات التي تواجها الجزائر في اطارها
وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج كان أهمها أن المبادالت التجارية الجزائرية االفريقية ضعيفة
كما أن هناك غياب تحضير،وأن جل المبادالت التجارية مع افريقيا تمت في إطار منطقة المغرب العربي
بالمقابل كشفت الدراسة أن منطقة التجارة الحرة القارية، جيد من طرف الجزائر لتوجه نحو هذا االنضمام
اإلفريقية يمكن ان توفر فرص كبيرة للجزائر لتعزيز صادراتها خارج المحروقات مع الدول االفريقية من خالل
شق الطريق العابر،تكثيف الروابط اللوجستية المتعلقة بالبنية التحتية مع القارة االفريقية مثل تطوير الموانئ
مع اخذ االصالحات االقتصادية الداخلية بجدية ذات المساعي،الخ... فتح المعابر الحدودية،للصحراء
.المتعلقة بتطوير المنتوج الوطني
الصادرات، المبادالت التجارية الجزائرية االفريقية، منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية:الكلمات المفتاحية
. التحديات، الفرص،الجزائرية
Abstract
The study endeavored to recognize the role played by the African Continental Free Trade
Region in the development of Algerian exports by monitoring the most important opportunities
that can be provided by the African Continental Free Trade Region and highlighting the most
important challenges facing Algeria within its context..
The study reached a number of results, the most important of which was that the Algerian-
African trade exchanges are weak and that most of the trade exchanges with Africa took place
within the framework of the Maghreb region, and that there is a lack of good preparation on the
part of Algeria to move towards this accession .Besides, the study revealed that the African
Continental Free Trade Region can provide abundant opportunities for Algeria to enhance its
exports outside hydrocarbons with African countries by intensifying logistical links related to
infrastructure with the African continent, such as developing ports, building the trans-Saharan
road, opening border crossings ... etc., while seriously taking internal economic reforms with
endeavors related to the development of the national product
Key Words: African Continental Free Trade Region, Algerian-African trade exchanges,
Algerian exports, opportunities, challenges..
- 105 -