You are on page 1of 119

‫الجمهوريـــة الجزائريــة الديمقراطيــة الشعبيــة‬

‫وزارة التعليـم العالـي والبحـث العلمـي‬


‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬قالمــــة‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫قسم‪ :‬العلوم التجارية‬

‫مذكرة تخرج مقدمة الستكمال متطلبات نيل شهادة الماستر‬

‫تخصص‪ :‬مالية وتجارة دولية‬

‫دور منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية في تنمية‬


‫الصادرات الجزائرية‪ :‬الفرص والتحديات‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعـداد الطالبتين‪:‬‬


‫وليد حفاف‬ ‫❖ بشرى بوعافية‬
‫❖ دنيا عوامري‬

‫السنة الجامعية‪2022/2021 :‬‬


‫ميحرلا نمحرلا هللا مسب‬
‫رح لي َص ْد ِر وي َّسر ِلي َا ْمرى وا ْح ُلل ُع ْق َد َة ِمنْ‬
‫} برَي اش َ‬
‫ِ‬
‫ق‬‫ف‬ ‫ِّ ي‬
‫لسا ِبي هوا قولي ِ{‬

‫} سورة طه{اآليات‪.28 - 25 :‬‬


‫صدق اهلل العظيم‪.‬‬
‫كلمة شكر‬

‫نحمد هلل عز وجل الذي وفقنا إلتمام هذا العمل‪ ،‬والذي ألهمنا الصحة‬
‫والعافية والعزيمة فالحمد هلل حمدا كثيرا ‪....‬‬

‫نتقدم بالشكر والتقدير إلى األستاذ الدكتور المشرف " حفاف وليد " على‬
‫كل ما قدمه لنا من توجيهات ومعلومات قيمة ساهمت في إثراء‬
‫موضوع دراستنا في جوانبها المختلفة‪ ،‬كما نتقدم أيضا بجزيل الشكر إلى‬
‫أعضاء لجنة المناقشة الموقرة‪،‬‬
‫الشكر الموصول كذلك ألساتذة قسم العلوم التجارية ونخص بالذكر‬
‫األستاذ المحترم "سماعلي فوزي" واالستاذة "عزوزي خديجة" واألستاذ‬
‫"بوعزيز ناصر" بجامعة قالمة‪.‬‬

‫‪-I-‬‬
‫اإلهداء‬

‫الحمد هلل ربي العالمين والصالة والسالم على خاتم األنبياء والمرسلين‬

‫أهدي ثمرة جهدي إلى من قال فيهما عز وجل‪ }:‬وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ‬

‫ة وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {‬


‫حمَ ِ‬
‫الذُّلِّ مِنَ الرَّ ْ‬

‫إلى من أفضلها على نفسي ولم ال فلقد ضحت من أجلي ولم تدخر جهدا‬

‫في سبيل إسعادي على الدوام " أمي الحبيبة "‪.‬‬

‫صاحب الوجه الطيب واالفعال الحسنة‪ ،‬الذي لم يبخل عليا طيلة‬

‫حياته " والدي العزيز "‪.‬‬

‫دون أن أنسى أمي الثانية "زينب" وإلى كل أخوتي وأخواتي " بالل‪،‬‬

‫وحيدة‪ ،‬وفاء‪ ،‬مروان" حفظهم اهلل‪.‬‬

‫إلى شريكي في الحياة زوجي الغالي الذي كان لي نعم الرفيق ونعم‬

‫السند‪ ،‬وإلى األيدي الصغيرة التي تطرق بابي زائرة لتدخل االنس والحياة‬

‫إلى أيامي" أنس‪ ،‬تيم‪ ،‬أجوان‪ ،‬جود‪ ،‬أريام"‬

‫إلى رفيقة دربي وصديقتي في هذا المشوار (بشرى)‬

‫وإلى كل الصديقات واألحباب الذين ساعدوني في مشواري الدراسي‬

‫إلى كل من وسعهم قلبي ولم تسعهم هذه الورقة‪.‬‬

‫دنيا دن اي‬
‫‪- II -‬‬
‫اإلهداء‬

‫ال يطيب الكالم إال بذكر اهلل وال يصفوا المقام إال بالصالة على خير األنام وال‬

‫تستساغ الدنيا إال بالوالدين الكرام‪.‬‬

‫إلى من أنزل فيهم المولى عز وجل قوال حكيما‪} :‬وَقَضَى رَبُّكَ أَالَّ تَعْبُدُواْ ِإالَّ‬

‫حسَاناً {‬
‫ه وَبِالْوَا ِلدَيْنِ إِ ْ‬
‫ِإيَّا ُ‬

‫إلى التي كانت وما زالت الجنة تحت أقدامها إلى األعز واألقرب إلى‬

‫نفسي واألحب إلى قلبي إلى أروع أم في الكون‪.‬‬

‫إلى أعز وأغلى ما أملك في الدنيا أبي الغالي‪ ،‬أطال اهلل في عمرهما‪.‬‬

‫إلى أخي وأختي سندي في الحياة‪ " :‬محمد ونادية "‬

‫إلى قرة عيني وبهجتي الكتكوتة " جويرية "‬

‫إلى شريك حياتي ومؤنسي وسندي " حمزة "‬

‫إلى صديقة دربي ورفيقتي في مشواري الدراسي " دنيا "‬

‫إلى كل من جمعتني بهم الصداقة واألخوة وتميزوا بالوفاء والعطاء‬

‫وسعدت برفقتهم في دروب الحياة‪.‬‬

‫إلى كل طلبة الدفعة سنة ‪.2022‬‬

‫يسيسرى‬
‫رى‬
‫‪- III -‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫‪I‬‬ ‫شكر وتقدير‬
‫‪II‬‬ ‫االهداء‬
‫‪IV‬‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫‪VIII‬‬ ‫فهرس الجداول‬
‫‪IX‬‬ ‫فهرس االشكال‬
‫‪X‬‬ ‫قائمة المختصرات‬
‫أ‪ -‬ز‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬
‫‪9‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪10‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية التكامل االقتصادي اإلقليمي‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التكامل االقتصادي اإلقليمي‬
‫‪12‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة التكامل االقتصادي اإلقليمي‪ ،‬أهميته وأشكاله‬
‫‪18‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص التكامل االقتصادي اإلقليمي وخطوات إنشائه ودوافعه‬
‫‪21‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬نظريات وأثار التكامل االقتصادي االقليمي‬
‫‪21‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نظريات التكامل االقتصادي اإلقليمي‬
‫‪23‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أثار التكامل االقتصادي اإلقليمي‬
‫‪24‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬محددات التكامل االقتصادي اإلقليمي‬
‫‪24‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مقومات نجاح التكامل االقتصادي اإلقليمي‬
‫‪28‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أساليب التكامل االقتصادي اإلقليمي‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬معوقات التكامل االقتصادي اإلقليمي‬
‫‪33‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬
‫‪35‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪36‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية التكامالت االقتصادية اإلقليمية في إفريقيا‬
‫‪36‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نشأة التكامالت االقتصادية اإلقليمية في إفريقيا‬
‫‪40‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أهداف ودوافع التكامالت االقتصادية اإلقليمية اإلفريقية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أهم التكامالت االقتصادية اإلقليمية اإلفريقية والنتائج المحققة‬
‫‪41‬‬
‫في إطارها‬
‫‪-V-‬‬
‫‪41‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أهم التكامالت االقتصادية اإلقليمية اإلفريقية‬
‫‪51‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬النتائج المحققة في إطار التكامل االقتصادي اإلفريقي‬
‫‪52‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬مؤشرات وعراقيل التكامل االقتصادي اإلفريقي‬
‫‪52‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مؤشرات التكامل االقتصادي في إفريقيا‬
‫‪55‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬عراقيل التكامل االقتصادي اإلفريقي‬
‫‪58‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية‬
‫صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬
‫‪60‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪61‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‬
‫‪61‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية واالتفاق المؤسس لها‬
‫‪63‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أهداف منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية ومبادئها‬
‫‪66‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية وفوائدها‬
‫‪67‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬مهام ومعوقات منطقة التجارة الحرة في إفريقيا‬
‫‪70‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬المعامالت التجارية الجزائرية اإلفريقية‬
‫‪70‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬انضمام الجزائر لمنطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‬
‫‪72‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬العالقات التجارية الجزائرية اإلفريقية‬
‫‪78‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬اإلستثمارات بين الجزائر وافريقيا‬
‫‪83‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬استعدادات الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية‬
‫اإلفريقية‪ ،‬الفرص والتحديات‬
‫‪83‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬استعدادات الجزائر لدخول منطقة التجارة القارية اإلفريقية‬
‫‪87‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬فرص الجزائر في إطار منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‬
‫‪88‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تحديات الجزائر في إطار منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‬
‫‪90‬‬ ‫خاتمة الفصل‬
‫‪91‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪97‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪105‬‬ ‫الملخص‬

‫‪- VI -‬‬
‫قائمة الجداول واألشكال‬
‫قائمة الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫الرقم‬


‫‪38‬‬ ‫(‪ )01.02‬مراحل تطبيق اتفاقية " أبوجا " ‪2028-1991‬‬
‫‪42‬‬ ‫(‪ )02.02‬أهم التكامالت االقتصادية اإلقليمية في القارة اإلفريقية‬
‫‪51‬‬ ‫(‪ )03.02‬وضعية خلق مناطق التبادل الحر واالتحادات الجمركية في التكامالت الثمانية‬
‫‪53‬‬ ‫(‪ )04.02‬مؤشر التكامل االقتصادي في إفريقيا‪ :‬أبعاد ومؤشرات‬
‫‪54‬‬ ‫(‪ )05.02‬خالصة مؤشر االندماج االقتصادي اإلفريقي‬
‫‪72‬‬ ‫(‪ )01.03‬أهم الدول المصدرة إليها لسنة ‪( 2020‬حصص نسبية ‪ ،%‬القيمة‪ :‬مليون دوالر أمريكي)‬
‫‪74‬‬ ‫(‪ )02.03‬أهم الدول المستورد منها لسنة ‪( 2020‬حصص نسبية ‪ ،%‬القيمة‪ :‬مليون دوالر أمريكي)‬
‫تطور المبادالت التجارية بين الجزائر وافريقيا من ‪ 2011‬إلى ‪ 2020‬الوحدة (مليار‬
‫‪76‬‬ ‫(‪)03.03‬‬
‫دوالر)‬
‫قيمة الصادرات خارج المحروقات للدول االفريقية االكثر استرادا من الجزائر‬
‫‪77‬‬ ‫(‪)04.03‬‬
‫(‪ )2016-2020‬مليون دوالر‬
‫هيكل الصادرات خارج المحروقات للدول االفريقية االكثر استرادا من الجزائر للفترة‬
‫‪78‬‬ ‫(‪)05.03‬‬
‫(‪ )2020-2016‬مليون‪$‬‬
‫‪80‬‬ ‫(‪ )06.03‬االستثمار األجنبي المباشر بين الجزائر وافريقيا (مليون دوالر)‬
‫‪81‬‬ ‫(‪ )07.03‬أهم الدول المستثمرة في الجزائر (اجمالي الفترة ما بين جانفي ‪ – 2015‬ديسمبر ‪)2019‬‬
‫توزيع تكلفة اإلستثمارات الواردة إلى الجزائر حسب األقاليم المستثمرة (يناير‪2015‬‬
‫‪82‬‬ ‫(‪)08.03‬‬
‫– ديسمبر ‪)2019‬‬

‫‪- VIII -‬‬


‫قائمة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫الرقم‬


‫‪73‬‬ ‫(‪ )01.01‬أشكال التكامل االقتصادي اإلقليمي‬
‫‪53‬‬ ‫(‪ )01.02‬تقييم مستوى التكامل االقتصادي في إفريقيا‬
‫‪73‬‬ ‫(‪ )01.03‬توزيع الصادرات حسب المناطق الجغرافية لسنة ‪2020‬‬
‫‪75‬‬ ‫(‪ )02.03‬توزيع الواردات حسب المناطق الجغرافية لسنة ‪2020‬‬
‫‪85‬‬ ‫(‪ )03.03‬تصميم تخطيطي للطريق العابر للصحراء‬

‫‪- IX -‬‬
‫قائمة المختصرات‬

‫الترجمة باللغة العربية‬ ‫ االسم باللغة الفرنسية‬/‫االسم باللغة اإلنجليزية‬ ‫المختصر‬


‫اتحاد المغرب العربي‬ L’Union du Maghreb Arabe UMA
‫السوق المشتركة لشرق وجنوب‬ The Common Market for Eastern and
COMESA
‫إفريقيا‬ Southern Africa

‫مجموعة شرق أفريقيا‬ The East African Community EAC


‫المجموعة االقتصادية لدول وسط‬ La Communauté économique des États
CEEAC
‫أفريقيا‬ de l'Afrique centrale
La Communauté des États sahélo-
‫تجمع دول الساحل والصحراء‬ CENSAD
sahariens
The Intergovernmental Authority on
‫الهيئة الحكومية للتنمية‬ IGAD
Development
‫المجموعة االقتصادية لدول‬ Communauté économique des États de
CEDEAO
‫غرب أفريقيا‬ l'Afrique de l'Ouest
Southern African Development
‫مجموعة التنمية ألفريقيا الجنوبية‬ SADC
Community
New Partnership for Africa's
‫الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا‬ NEPAD
Development
‫االتحاد الجمركي ألفريقيا‬
Southern African Custom Union SACU
‫الجنوبية‬
‫المجموعة االقتصادية والنقدية‬ La Communauté économique et
CEMAC
‫لوسط أفريقيا‬ monétaire de l'Afrique centrale

‫منطقة التجارة الحرة األفريقية‬ The African Free Trade Zone AFTZ

‫بنك الكوميسا للتنمية والتجارة‬ Preferential Trade Area Bank PTA


BANK
‫مؤسسة الكوميسا للتأمين‬ PTA Reinsurance Company ZEP RE
‫محكمة الكوميسا لتسوية‬ COMESA Court Of Justice
CCJ
‫النزاعات‬
-X-
Africa Leather and leather Products
‫معهد الجلود والمنتجات الجلدية‬ ALLPI
Institute
‫مؤسسة االستثمار اإلقليمية‬ Regional Investment Agency RIA
The Alliance For Commodity Trade in
‫مؤسسة التجارة في السلع‬ ACTESA
Eastern and Southern Africa
‫منطقة التجارة الحرة القارية‬
African Continental Free Trade Area AFCFTA
‫اإلفريقية‬

- XI -
‫مقدمــــــــــــة‬
‫مقدمـــــــة‬

‫يعيش العالم حاليا تسارعا كبي ار في بيئة األعمال‪ ،‬نتيجة لظاهرة العولمة والتحرير المالي واالنفتاح‬
‫على أسواق واقتصاديات الدول‪ ،‬حيث فرضت هذه التحوالت على الدول الدخول في تكامالت وكيانات‬
‫اقتصادية لمواجهة المنافسة العالمية في شتى المجاالت‪ ،‬إذ ال تكاد توجد دولة في العالم ال تنتمي إلى تكامل‬
‫أو تجمع اقتصادي لما لهذه التكامالت من أهمية بالغة‪ ،‬حيث تسعى الدول إلى تدعيم قطاعاتها وتنميتها‬
‫عن طريق اإلتحاد مع دولة أو مجموعة من الدول األخرى التي تمتلك نفس األهداف من هذا اإلتحاد‪ ،‬لذلك‬
‫فإن موضوع التكامل االقتصادي أخذ اهتماما كبي ار من طرف الباحثين الذين يظنون أن السمة المشتركة في‬
‫هذه التجمعات هي أنها تضم دول متجاورة جغرافيا‪ ،‬متقاربة ثقافيا واجتماعيا‪ ،‬ومتشابهة اقتصاديا‪ ،‬بحيث‬
‫يسهل اندماجها أو تكاملها فيما بينها‪ .‬وهناك العديد من األمثلة على هذه التجمعات التي من أبرزها وأكثرها‬
‫نجاحا‪ ،‬تجربة اإلتحاد األوروبي الذي كان رائدا في مجال التكامل االقتصادي‪ ،‬وتسعى العديد من الدول‬
‫للسير على ذات المنهج الذي انتهجته دول اإلتحاد األوروبي‪.‬‬

‫للجزائر موقع مهم‪ ،‬يجمع بين امتداد جغرافي إفريقي واطاللة بحرية أورومتوسطية‪ ،‬ناهيك عن‬
‫المقومات االقتصادية التي تحتوي عليها‪ ،‬ولكن على الرغم من هذا فإن مشاركتها وفاعليتها في صنع وتسيير‬
‫المعامالت االقتصادية الدولية محدودة جدا‪ .‬ولذلك تعتبر مسيرة التكامل اإلقليمي للجزائر مسيرة ضيقة‬
‫ومنحصرة جدا‪ ،‬حيث أثرت المشاكل السياسية واالجتماعية والطبيعة الهيكلية لالقتصاد الجزائري على‬
‫عالقاته الخارجية‪ ،‬سواء المنظمات الدولية واإلقليمية أو الدول المجاورة‪.‬‬

‫ونظ ار لألوضاع الصعبة التي تعاني منها غالبية الدول اإلفريقية من ضمنها الجزائر التي تواجه‬
‫أوضاع صعبة تحتاج إلى إصالحات جذرية وعميقة على مستوى هياكلها‪ ،‬بهدف إرساء اقتصاد متوازن‬
‫مواكب التطورات العالمية‪ ،‬فقد تم اعتماد اإلصالحات بصفة تدريجية على مراحل متتالية وفقا للقدرة‬
‫االستيعابية لالقتصاد الجزائري‪ ،‬وقد تمحورت هذه اإلصالحات حول تحرير التجارة الخارجية‪ ،‬تطوير وتشجيع‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬إعادة هيكلة وخوصصة المؤسسات االقتصادية العمومية‪ ،‬وتشجيع االستثمار المحلي‬
‫واألجنبي‪ ،‬وذلك من أجل تحقيق التنمية االقتصادية والرفع في المستوى المعيشي واكتساب إمكانيات لمواجهة‬
‫المنافسة العالمية المتزايدة خاصة داخل القارة واالستفادة من منطقة التبادل الحر القارية اإلفريقية أحسن‬
‫استفادة‪.‬‬

‫‪-‬أ‪-‬‬
‫مقدمـــــــة‬

‫إشكالية الدراسة‪:‬‬

‫وبغية اإللمام بهذا الموضوع وعلى ضوء ما تقدم‪ ،‬يمكن إبراز اإلشكالية الرئيسية من خالل التساؤل‬
‫الرئيسي التالي‪:‬‬

‫ما هو دور منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية في تنمية الصادرات الجزائرية؟‬

‫ولإلجابة على السؤال الرئيسي يتعين علينا اإلجابة على األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ماهية منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية‪ ،‬وما أهميتها وفوائدها لدول القارة؟‬
‫‪ -‬ما هو واقع المبادالت التجارية الجزائرية االفريقية؟‬
‫‪ -‬ما مدى استعداد الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية؟‬
‫‪ -‬ماهي فرص وتحديات دخول الجزائر لمنطقة التجارة الحرة القارية االفريقية؟‬

‫فرضيات البحث‪:‬‬

‫ولإلجابة على هذه التساؤالت‪ ،‬نضع مبدئيا الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬هناك مكاسب وفرص للجزائر بدخولها لمنطقة التجارة الحرة القارية االفريقية في مجال‬
‫الصادرات خارج المحروقات؛‬
‫‪ -‬ستتطور المبادالت التجارية بين الجزائر ودول منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية‪ ،‬لكن‬
‫بوتيرة منخفضة؛‬
‫‪ -‬نجاح الجزائر بدخول منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية مرهون بمدى االصالحات‬
‫االقتصادية الداخلية واالستعدادات الخارجية داخل القارة‪.‬‬

‫أهداف البحث‪:‬‬

‫تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق جملة من األهداف أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬التعرف على أهم الفرص والتحديات التي تواجه الجزائر في إطار منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‪،‬‬
‫خاصة في مجال الصادرات واالستثمارات؛‬

‫‪-‬ب‪-‬‬
‫مقدمـــــــة‬
‫‪ -‬تقييم تجارب التكامالت اإلقليمية اإلفريقية في تعزيز التجارة البينية بين الدول األعضاء؛‬
‫‪ -‬محاولة الوقوف على واقع العالقات التجارية الجزائر االفريقية ومحاولة تقديم الحلول لتنميتها وتطويرها؛‬
‫‪ -‬محاولة التعرف على مدى استعداد وجاهزية الجزائر لالستفادة من منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية؛‬
‫‪ -‬استشراف مكاسب تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية على الدول االفريقية خاصة ما يعود على‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تكمن أهمية الدراسة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الوقوف على االنعكاسات الناتجة عن توقيع الجزائر إلتفاقية التجارة الحرة القارية اإلفريقية على الصادرات‬
‫الوطنية؛‬
‫‪ -‬مساهمة منطقة التجارة الحرة القارية في إنعاش القارة االفريقية ومنحها عدة مزايا تمكنها من المنافسة‬
‫على المستوى العالمي ومساهمتها في تطوير االستثمار والتجارة البينية داخل القارة‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫تعود أسباب اختيارنا لهذا الموضوع إلى عدة أسباب نوردها فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬أسباب موضوعية‪:‬‬


‫‪ -‬يعتبر موضوع منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية من المواضيع الحديثة بعد دخولها حيز التنفيذ في‬
‫‪ ،2019‬وانعكاساتها االقتصادية والتجارية على دول المنطقة التزال قيد الدراسة؛‬
‫‪ -‬إبراز الدور الذي تقوم به منطقة التجارة الحرة القارية األفريقية في دعم عملية التكامل االقليمي االفريقي‬
‫بين الدول األعضاء؛‬
‫‪ -‬في حالة ما تم تطبيق اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية على النحو المرجو فإن هذه االتفاقية‬
‫تعتبر فرصة حقيقية للنهوض بالصادرات الوطنية من الركود الذي تشهده إذ تمثل فضاءا واسعا لتسويق‬
‫المنتجات المحلية واقامة مشاريع استثمارات ناجحة‪.‬‬

‫‪-‬ج‪-‬‬
‫مقدمـــــــة‬
‫ب‪ -‬أسباب ذاتية‪:‬‬
‫‪ -‬عالقة موضوع الدراسة بالتخصص الذي ندرسه " مالية وتجارة الدولية "؛‬
‫‪ -‬الميوالت الشخصية لدراسة المواضيع التي تعرف تغيرات كثيرة‪.‬‬

‫حدود الدراسة‪:‬‬
‫تقتضي منهجية البحث العلمي الهادف إلى الموضوعية وتيسير الوصول إلى استنتاجات منطقية‬
‫لهذه الدراسة‪ ،‬وضع حدود إلشكالية مع ضبط اإلطار الذي يسمح بالفهم الصحيح للمسار المقترح لتحليلها‬
‫وكذلك لمنهجية اختيار واختبار فرضياتها‪ ،‬ولتحقيق ذلك سوف يتم انجاز الدراسة ضمن الحدود واألبعاد‬
‫التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الحدود المكانية‪:‬‬

‫تقتضي اإلجابة على اإلشكالية المقدمة عدم ربط الجاب النظري بخصوصية مكان ما‪ ،‬أما في‬
‫الجانب التطبيقي سنحاول التركيز على انضمام الجزائر لمنطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الحدود الزمنية‪:‬‬

‫يتوافق سياق التحليل في دراستنا هذه في مجاله الزمني مع تحوالت العولمة واللجوء المتزايد‬
‫للتكامالت االقتصادية اإلفريقية‪ ،‬حيث سنحاول دراسة الموضوع في بعده الزمني للفترة محل الدراسة والمحددة‬
‫خصوصا من ‪ 2011‬إلى غاية ‪ 2020‬والتي كانت فيها البيانات واالحصائيات حاضرة‪.‬‬

‫ت‪ -‬الحدود الموضوعية‪:‬‬

‫يصنف هذا البحث ضمن البحوث النظرية التي تهدف إلى اإلحاطة بجوانب معرفية ذات صلة‬
‫بم فهوم التكامل االقتصادي اإلقليمي وذلك باإلجابة على اإلشكالية المقدمة واختبار فرضياتها من خالل‬
‫التحليل العلمي وكذلك تدعيمه بتحليل معطيات عن المعامالت التجارية الجزائرية اإلفريقية‪.‬‬

‫‪-‬د‪-‬‬
‫مقدمـــــــة‬
‫المنهج المستخدم في الدراسة‬

‫من أجل محاولة اإلجابة على التساؤالت المطروحة واختبار الفرضيات ارتأينا االعتماد على المنهج‬
‫الوصفي التحليلي من أجل اإلحاطة بمختلف الجوانب المتعلقة بموضوع الدراسة من خالل تقديم أهم المفاهيم‬
‫والجوانب المتعلقة بكل من التكامل االقتصادي اإلقليمي وموضوع التكامل اإلقتصادي اإلفريقي‪ ،‬ومعرفة‬
‫وتحليل المعامالت التجارية الجزائرية اإلفريقية‪ ،‬ومحاولة استشراف أهم الفرص والتحديات التي ستكسبها أو‬
‫تواجهها الجزائر في إطار إنضمامها لمنطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة عبد الوهاب رميدي بعنوان " التكتالت االقتصادية اإلقليمية في عصر العولمة وتفعيل التكامل‬
‫اإلقليمي في الدول النامية "‪ ،‬دراسة تجارب مختلفة ‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتو اره بجامعة‬
‫الجزائر‪ :2007 ،‬حيث اعتمدت على اإلشكالية التالية‪ :‬هل التكامل االقتصادي ضروري بالنسبة لدول‬
‫النامية لتنمية اقتصاداتها ومواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين؟ وتوصلت الدراسة إلى‪:‬‬

‫✓ إن التكامل الذي يشهده العالم يختلف عن ذلك الذي يشهده العالم بعد الحرب العالمية الثانية‪،‬‬
‫كما أن التكامل االقتصادي في الدول المتقدمة والنامية يختلف في متطلباته وآلياته وذلك‬
‫الختالف الظروف السائدة في كل مجموعة؛‬
‫✓ لن تستطيع الدول النامية بوضعها الراهن تحقيق متطلبات التنمية االقتصادية ومواجهة تحديات‬
‫القرن الواحد والعشرين إال بالمزيد من التعاون والتنسيق فيما بينها‪.‬‬

‫‪-‬دراسة زخروف عامر‪ ،‬دحو سليمان‪ ،‬مستقبل منطقة التجارة الحرة اإلفريقية ودورها المتوقع في تنمية‬
‫التجارة البينية األفرو‪-‬جزائرية عرض نماذج لتكتالت إقليمية اقتصادية افريقية‪ ،‬مجلة البشائر االقتصادية‪،‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء للدور الذي‬ ‫المجلد‪ ،08‬العدد‪،01‬بشار‪ ،‬الج ازئر‪ ،‬أفريل‪:2022‬‬
‫يمكن أن تلعبه منطقة التجارة الحرة اإلفريقية في تعزيز التجارة البينية اإلفريقية واألفرو‪-‬جزائرية ‪ ،‬إذ أنها‬
‫تلعب دور كبير في هذا المجال رغم الكثير من التحديات‪ ،‬وقد اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي‬
‫التحليلي‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى أن المجموعات االقتصادية اإلفريقية لها دور كبير في تنشيط التجارة‬
‫البينية‪ ،‬وما يعزز هذا هو أن المبادالت التجارية البينية األفرو‪-‬جزائرية كانت جلها في منطقة االتحاد‬
‫المغاربي‪ ،‬ولكنها لم ترق للمستوى المطلوب مقارنة بالتكتالت والمناطق التجارية الحرة األخرى في العالم‪،‬‬

‫‪-‬ه‪-‬‬
‫مقدمـــــــة‬
‫إال أن الدراسات تتوقع أن تنفيذ إتفاقية منطقة التبادل الحر سوف يكون لها دو ار بالغا في تنمية وتعزيز‬
‫التجارة البينية مستقبال‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة وليد حفاف‪ ،‬مستقبل منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‪ :‬المزايا والتحديات‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬المجلد‪ ،13‬العدد‪ ،03‬مسيلة‪ ،‬الجزائر‪ :2020،‬هدفت هذه الدراسة‬
‫إلى التعرف على أهم المزايا والفرص التي يمكن أن توفرها إنشاء هذه المنطقة للدول اإلفريقية‪ ،‬وأهم التحديات‬
‫والعقبات التي يمكن أن تقف أمام بناء هذا الفضاء التجاري القاري‪ .‬حيث تعتبر منطقة التجارة الحرة القارية‬
‫اإلفريقية (‪ )AFCFTA‬أحد المشاريع الرئيسية التي أطلقها االتحاد اإلفريقي‪ ،‬وهذا بعد استكمال نصاب‬
‫تصديقات الدول اإلفريقية ودخول اإلتفاقية حيز النفاذ‪ ،‬وقد جاءت ضمن جدول أعمال " األجندة اإلفريقية‬
‫لعام ‪ ،" 2063‬وتوصلت الد ارسة إلى جملة من النتائج نذكر منها ما يلي‪ :‬بالرغم من العقبات والتحديات‬
‫المختلفة‪ ،‬التي تتعرض دخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية العمل فعليا‪ ،‬إال أنها تمثل فرصة تاريخية‬
‫لبلدان القارة اإلفريقية من أجل الخروج من االقتصاد المتردي الذي أدى إلى تذيل قائمة العالم من حيث‬
‫مستويات المعيشة وتصدرها لالئحة البلدان األكثر فقرا‪ ،‬كما أن تحقيق تلك الفرص والمزايا شكليا فقط دون‬
‫اتخاذ المزيد من اإلجراءات الواقعية ليس هو المطلوب‪ ،‬إذ أن هذه االتفاقية بدون خطة عمل لتعزيز التجارة‬
‫البينية اإلفريقية لمعالجة القيود الرئيسية أمام التجارة والتنويع داخل افريقيا يشمل‪ :‬السياسة التجارية‪ ،‬وتيسير‬
‫التجارة‪ ،‬القدرة اإلنتاجية‪ ،‬البنية التحتية المتداولة‪ ،‬التمويل التجاري‪....‬إلخ‪.‬‬

‫هيكل الدراسة‬

‫من أجل اإللمام بكل الجوانب المتعلقة بالموضوع تم تقسيم الدراسة إلى ثالث فصول‪:‬‬

‫‪ -‬الفصل األول بعنوان " اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية " وهو فصل اصطالحي مفاهيمي‬
‫يرتكز على الجوانب النظرية المتصلة بمفهوم التكامل االقتصادي اإلقليمي؛‬
‫‪ -‬الفصل الثاني بعنوان " التكامالت االقتصادية اإلقليمية اإلفريقية " تناول مختلف التكامالت اإلفريقية التي‬
‫طالما كانت حلم راود حكام وشعوب القارة‪ ،‬ذلك أن التكامل اإلقليمي يعتبر الحل الوحيد لألفارقة للخروج‬
‫من المشاكل السياسية واالقتصادية واالجتماعية التي تتخبط فيها إفريقيا؛‬
‫‪ -‬الفصل الثالث تم تخصيصه للتعرف على طبيعة العالقات االقتصادية بين الجزائر ودول إفريقيا مع تبيان‬
‫مهام ومعوقات منطقة التجارة الحرة في إفريقيا‪.‬‬

‫‪-‬و‪-‬‬
‫مقدمـــــــة‬
‫صعوبات الدراسة‬

‫واجهت انجاز هذه الدراسة عدة صعوبات يمكن إيجاز أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬نقص المراجع التي تناولت الموضوع باعتبار منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية منطقة حديثة النشأة؛‬
‫‪ -‬صعوبة جمع اإلحصائيات والحصول على بيانات دقيقة والنقص في البيانات المتاحة على مواقع المديرية‬
‫والو از ارت الجزائرية وتقادم البيانات المعروضة فيها‪.‬‬

‫‪-‬ز‪-‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري‬
‫للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫تميز النصف الثاني من القرن العشرين بميل بارز إلى ظاهرة التكامل االقتصادي‪ ،‬فأحتل مكانا بار از‬
‫في األدبيات االقتصادية‪ ،‬نظ ار لمجموعة من األسباب والدوافع التي جعلت مختلف دول العالم "متقدمة أو‬
‫نامية" تتجه إلى الدخول في تجمعات إقليمية‪ ،‬بعد ما أدركت ضرورة التكامل اإلقتصادي وأهميته‪.‬‬

‫هذا ما حاولنا التعرض إليه في هذا الفصل وذلك بعرض اإلطار النظري للتكامل اإلقتصادي‪ ،‬لذلك‬
‫خصصنا ثالث مباحث‪ ،‬تناولنا في المبحث األول ماهية التكامل االقتصادي اإلقليمي‪ ،‬وفي المبحث الثاني‬
‫خصص لدراسة نظريات التكامل االقتصادي اإلقليمي وأثاره‪ ،‬أما في المبحث األخير تطرقنا إلى محددات‬
‫التكامل االقتصادي اإلقليمي‪.‬‬

‫‪-9-‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية التكامل االقتصادي اإلقليمي‬

‫لقد شهدت الساحة العالمية نشاطا غير مسبوق على صعيد تكوين التكامالت والتجمعات اإلقتصادية‪،‬‬
‫حيث تنتظم الدول المتقدمة والنامية سواء في التكامالت اإلقليمية أو الترتيبات التجارية الجماعية بغرض‬
‫توفير بيئة أكثر مالئمة لنموها االقتصادي‪ ،‬وسوف يتم التطرق في هذا المبحث إلى مفهوم التكامل‬
‫اإلقتصادي‪ ،‬والمفاهيم ذات العالقة به‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التكامل االقتصادي اإلقليمي‬

‫إن عبارة التكامل االقتصادي قد فسرت بأشكال مختلفة فهو عبارة عن مسار مرحلي يهدف إلى توحيد‬
‫الدول إنطالقا من البعد االقتصادي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعاريف التكامل االقتصادي اإلقليمي‬

‫لقد تعددت تعاريف التكامل االقتصادي اإلقليمي تبعا الختالف وجهات النظر‪ ،‬ومن بين أهم التعاريف‬
‫التي نتناولها ما يلي‪:‬‬

‫تعريف بيال بالسا ‪:B. Balassa‬‬

‫حيث يعرف التكامل االقتصادي بوصفه عملية وحالة‪ ،‬فبإعتباره عملية فإنه يتضمن اإلجراءات الهادفة‬
‫إلى إلغاء التمييز بين الوحدات اإلقتصادية المنتمية إلى دول مختلفة‪ ،‬وأما بإعتباره حالة في مكان أن يتمثل‬
‫في انتقاء مختلف صور التفرقة بين اإلقتصاديات القومية (‪ ،)1‬ومن خالل هذا التعريف يالحظ أن " بالسا "‬
‫يعتمد على مناقشة قضية التمييز أو التدخل الحكومي وعالقتها بسياسة تحرير التجارة الدولية‪ ،‬إذ يعتبر أن‬
‫اختفاء التمييز أو التدخل الحكومي يعد شرطا منطقيا لتحرير التجارة بين الدول األعضاء في التنظيم‬
‫التكاملي‪.‬‬

‫أما االقتصادي "ميرال دال ‪ "Gunnar Myrdal‬فيرى أن مفهوم التكامل ال بد أن يشمل العمل على‬
‫زيادة الكفاءة اإلنتاجية ضمن الكتلة االقتصادية المشكلة‪ ،‬وذلك مع إعطاء الفرص االقتصادية المتساوية‬
‫لألعضاء في هذا التكامل بغض النظر عن سياساتهم (‪.)2‬‬

‫‪1- BELA Balassa, The theory of economic integration, George Allen and Unwin ltd, 1961, p24.‬‬
‫‪ - 2‬سامي عفيفي حاتم‪ ،‬التكتالت االقتصادية بين التنظير والتطبيق‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2003 ،4‬ص‪.30‬‬
‫‪- 10 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫ويعرف التكامل االقتصادي على أنه‪" :‬مالئمة بين عناصر متوفرة عند أحد األجزاء كالقوى البشرية والمهارات‬
‫والسوق الواسعة‪ ،‬بينما يتوفر عند الطرف الثاني رأس المال فتتشكل بذلك العناصر االقتصادية المتكاملة من أجل‬
‫العملية الصناعية التنموية‪ ،‬فهو إتجاه المشاريع االقتصادية نحو تكبير حجمها لالستفادة من مزايا اإلنتاج الكبير" (‪.)1‬‬

‫فالتكامل االقتصادي هو اصطالح عام يغطي عدة أصناف من الترتيبات التي بمقتضاها يتفق قطران‬
‫أو أكثر على تقريب وتوثيق أوضاعهم ببعضهم البعض‪ ،‬وجميع هذه الترتيبات لها سمة مشتركة وهي أنها‬
‫تستخدم التعريفة لتمييز سلعها إزاء السلع التي تنتجها األقطار غير المنظمة إلى اإلتفاق (‪.)2‬‬

‫ومن خالل ما سبق نستنتج أن التكامل االقتصادي يعني القضاء التدريجي على الحواجز بين عدد‬
‫من الدول وصوال إلى إقامة فضاء اقتصادي متجانس يعود بالفائدة على كل األطراف (‪.)3‬‬

‫وبغض النظر عن كيفية تعريف التكامل االقتصادي فإن مختلف المؤلفين الذين عالجوه يؤكدون على‬
‫تأثيراته المالئمة على اإلنتاج واإلستهالك أو على تحسين الرفاه وبصورة عامة على التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عالقة التكامل االقتصادي ببعض المفاهيم‬

‫يختلف مفهوم التكامل االقتصادي عن التعاون االقتصادي في كون التعاون يتضمن األفعال الهادفة‬
‫إلى التقليل من التمييز كاإلتفاقيات الدولية الخاصة بالسياسات التجارية وغيرها (‪ ،)4‬حيث تحتفظ الوحدات‬
‫االقتصادية المكونة للدول المتعاونة اقتصاديا بخصائصها المتميزة واستقالليتها‪ ،‬في حين أن عملية التكامل‬
‫اإلقتصادي تشمل التدابير التي تؤدي إلى قمع أشكال التمييز وازالة الحواجز التجارية واإلتفاقيات الدولية‬
‫بشأن السياسات التجارية لتكوين تعاون دولي طويل المدى (‪.)5‬‬

‫أما اإلندماج اإلقتصادي هو الحل الوسط بين إعادة تنظيم االقتصاد الدولي على أساس مبدأ حرية‬
‫التجارة وتفتت العالم إلى وحدات اقتصادية صغيرة تعجز الوسائل المتاحة لكل منها عن الوصول بها إلى‬

‫‪ -1‬عبد الوهاب الكيالي‪ ،‬الموسوعة السياسية‪ ،‬ج‪ ،1‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،1990 ،‬ص‪.791‬‬
‫‪2- A.M Freeman III، International Trade New York: Harper And Row, New York ,1971, P168 .‬‬
‫‪ -3‬صبيحة بخوش‪ ،‬اتحاد المغرب العربي بين دوافع التكامل االقتصادي ومعوقاته السياسية‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،2011 ،1‬ص‪.56‬‬
‫‪4- BELA Balassa, op, cit, p 03.‬‬
‫‪ -5‬حسين عمر‪ ،‬التكامل االقتصادي أنشودة العالم المعاصر‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،1998 ،‬ص‪.08‬‬
‫‪- 11 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫المستوى المرغوب فيه من الرفاهية اإلقتصادية‪ ،‬ومن هذا المنظور تتحقق الطبيعة االنتمائية للتكامل‪ ،‬حيث‬
‫أنه يتضمن دمج أجزاء اقتصادية قومية متعددة لتكوين وحدة اقتصادية إقليمية (‪.)1‬‬

‫ثالثا‪ :‬شروط االندماج للتكامل االقتصادي اإلقليمي‬

‫يرى بعض االقتصاديين أن التكامل يعني أساس إنشاء كيان اقتصادي جديد ومجال للتضامن الحقيقي‬
‫وأن تحقيقه يتطلب توفر عدة شروط يجملها "روبرت أيريس ‪ "Robert Ayres‬فيما يلي (‪:)2‬‬

‫‪ -‬وجود روابط توحد بين عناصر مختلفة لمجموعة واحدة على الصعيد الجغرافي وصعيد المعلومات‬
‫والمستوى الوظيفي أو التقني؛‬
‫‪ -‬التنسيق بين البرامج اإلقتصادية أو السعي إلى تحقيق التماسك بين هذه البرامج على مستوى المجموعة‬
‫المعنية؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬التجانس الجغرافي والتاريخي والديمغرافي وتجانس الهياكل االجتماعية االقتصادية للمجال الذي يراد دمجه؛‬
‫‪ -‬التأكيد على مسألة تجانس االقتصاديات المندمجة وعلى ضرورة التوازن من حيث النمو بين األمم المندمجة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة التكامل االقتصادي اإلقليمي‪ ،‬اهميته وأشكاله‬

‫سيتم في هذا العنصر التطرق إلى نشأة التكامل االقتصادي اإلقليمي‪ ،‬واألهمية التي يسعى إلى تحقيقها‪،‬‬
‫واألشكال التي تميزه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نشأة التكامل االقتصادي اإلقليمي‬

‫ترجع فكرة التكامالت االقتصادية إلى أكثر من مئة عام فقد نشأ أول تكامل من هذا النوع في الواليات‬
‫األلمانية قبل وحدة ألمانيا‪ ،‬ثم أعقبتها تكامالت أخرى مثل تكامالت المستعمرات اإلنجليزية مع الدولة األم التي‬
‫عرفت باسم سياسة التفضيل اإلمبراطوري‪ ،‬كذلك تكامل فرنسا ومستعمراتها وغير ذلك من التكامالت األخرى إال‬

‫‪ -1‬نزيه عبد المقصود‪ ،‬محمد مبروك‪ ،‬التكامل االقتصادي العربي وتحديات العولمة‪ :‬رؤية إسالمية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1‬ص‪.13‬‬
‫‪ -2‬عبد الجليل جميل‪ ،‬اقتصاديات التكامل واشكالية التكتل االقتصادي االفريقي‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص تحليل اقتصادي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة سيدي بلعباس‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2015-2014 ،‬ص‪.16‬‬
‫‪- 12 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫أن خصائص هذه التكامالت القديمة كانت تتسم بسياسة ربط المستعمرات بالدولة الحاكمة ومحاولة استغالل‬
‫موارد هذه المستعمرات وذلك لتحقيق الرخاء للدولة األم‪.‬‬

‫لهذا نقول أن ظاهرة التكامالت االقتصادية ليست بالظاهرة الجديدة إال أن ظهورها كتجربة اقتصادية‬
‫كانت بعد الحرب العالمية الثانية اتخذتها مجموعة من الدول سواء كانت نامية أو متقدمة‪ ،‬رأسمالية أو اشتراكية‪،‬‬
‫وهذا لمواجهة مختلف التحوالت التي شهدها العالم في تلك الفترة فظهرت هذه التكامالت كنتيجة للقيود في‬
‫العالقات الدولية وكمحاولة جزئية لتحرير التجارة بين عدد من الدول‪ ،‬فظهرت التكامالت االقتصادية في صورة‬
‫مشروعات فردية قدمتها أمريكا للدول األوروبية ودول الشرق األوسط مثل مشروع "مارشال" الذي يهدف إلى‬
‫تقديم المساعدات االقتصادية المصحوبة بشروط سياسية وعسكرية‪ ،‬وقد كانت شعوب قارة أوروبا أول من ساهم‬
‫في نشأة هذه التكامالت وذلك بحكم ما تعرضت إليه هذه الشعوب من أزمات اقتصادية نتيجة للحرب العالمية‬
‫الثانية‪ ،‬فذاقت ويالت الهزيمة وأصبحت دول هذه الشعوب منهارة اقتصاديا وعاجزة عن النمو‪ ،‬فأدركت أنه البد‬
‫من تكاملها ومن جميع النواحي إلعادة بناء اقتصاداتها ومواجهة السيطرة المفروضة من طرف الواليات المتحدة‬
‫األمريكية واإلتحاد السوفياتي‪ ،‬ومواكبة مختلف التطورات الكبيرة في العلم والتكنولوجيا‪.‬‬

‫ومن هنا تكتلت دول أوروبا الغربية في شكل سوق مشتركة سنة ‪ ،1957‬وكانت هذه األخيرة صورة‬
‫مثلى للعديد من االقتصادين والسياسيين الذين اعتبروها نموذجا يحتذى به بين مجموعات دولية أخرى‪ ،‬ثم انتقلت‬
‫ظاهرة التكامالت إلى مجموعة أخرى من الدول‪ ،‬فنشأت منطقة التجارة الحرة ألمريكا الالتينية والسوق المشتركة‬
‫لدول أمريكا الوسطى‪ ،‬عمدت دول أوروبا الشرقية على إنشاء منطقة "الكوميكون" أما في المنطقة العربية تم‬
‫إنشاء السوق العربية المشتركة‪ ،‬كما أنشأت أيضا اتفاقيات إقليمية في المنطقة اإلفريقية والمنطقة األسيوية (‪.)1‬‬

‫وتزامنا مع التغيرات التي تعرض لها االقتصاد العالمي انطالقا من ال سبعينات القرن الماضي‪،‬‬
‫التي تمثلت في انهيار نظام "بروتون ودوز" والتحول إ لى نظام األسعار المعومة‪ ،‬والتقلبات الحادة في‬
‫أسعار الصرف للعمالت الرئيسي ة وارتفاع أسعار الطاقة وزياد ة أزمة المديونية الخارجية في بداية‬
‫الثمانينات األمر الذي أدى إلى ظهور سياسات حمائية في الدول الصناعية‪ ،‬مما أثر سلبا على حرية‬
‫التجارة والتدفقات السلعية خاصة بالنسبة لصادرات الدول النامية إلى األسواق العالمية‪ ،‬وبعد هذه‬

‫‪ -1‬عبد الجليل جميل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.17‬‬


‫‪- 13 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫األزمات تنامت ظاهرة التكامالت االقتصادية في شكل ترتيبات إقليمية‪ ،‬والتي أصبحت من السمات‬
‫البارزة في تشكيل النظام االقتصادي العالمي الجديد (‪.)1‬‬

‫أما في افريقيا قامت ترتيبات وتكامالت إقليمية لعل أبرزها إقامة السوق المشتركة لشرق وجنوب‬
‫افريقيا "الكوميسا" التي تسعى إلى تنسيق الجهود لمواجهة ما يحدث في البيئة االقتصادية العالمية‪.‬‬

‫ومن غير المستبعد أن تظهر تكامالت اقتصادية أخرى في مناطق جديدة من العالم‪ ،‬وهذا لما‬
‫تفرضه التحوالت والتغيرات الراهنة تحت المسمى العولمة اإلقتصادية‪ ،‬فيمكن القول إن هذه التكامالت‬
‫أصبحت أم ار واقعيا يجب التكيف والتعامل معه‪ ،‬كما أن التكامالت االقتصادية تختلف باختالف ظروف‬
‫تكوينها وأهداف إقامتها فقيام التكامل االقتصادي في الدول النامية تختلف ظروفه الموضوعية والذاتية عن‬
‫ظروف الدول المتقدمة على النمط نفسه كما قامت التكامالت االقتصادية القديمة وتوجهات السياسات‬
‫االقتصادية للتكامالت الجديدة على ما يلي‪:‬‬

‫فبالنسبة ألسس قيام التكامالت االقتصادية القديمة فتتمثل فيما يلي (‪:)2‬‬

‫‪ -‬التصنيع بإتجاه اإلحالل محل الواردات؛‬


‫‪ -‬تخصيص الموارد وفقا لخطط مركزية أو ق اررات سياسية؛‬
‫‪ -‬قيادة الحكومة والقطاع العام لإلقتصاد الوطني أو تنامي دور الدولة في إدارة وتوجيه اإلقتصاد؛‬
‫‪ -‬تكثيف اإلعتماد على السلع الصناعية؛‬
‫‪ -‬معاملة تفضيلية للدول أقل نموا؛‬
‫‪ -‬اإلعتماد على الحواجز الجمركية والسياسات الحمائية‪.‬‬

‫أما التوجهات السياسية االقتصادية التي تعمل في ظلها التكامالت اإلقتصادية الجديدة فهي تتضمن‬
‫في الغالب ما يلي (‪:)3‬‬

‫‪ -‬التوجه في التصنيع نحو الصناعات التصديرية؛‬


‫‪ -‬تخصيص الموارد يكون أو يتم وفقا لقوى السوق؛‬

‫‪ -2‬أحمد برقاوي وآخرون‪ ،‬الدولة الوطنية وتحديات العولمة‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة‪ ،2004 ،‬ص ص‪.74-76‬‬
‫‪2- Jean coussy ،Economic politic des intégrations régionales: une approche historique, Mondes en‬‬
‫‪développement, / 3,N° 115/ 116, pays non mentionné, 2001, p p15.16.‬‬
‫‪3- UNCTAD, Report the least developed countries, 26 Nov 2015, 29/03/2022, 18:06,‬‬
‫‪https://unctad.org/system/files/official-document/ldc2015_fr.pdf.‬‬
‫‪- 14 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -‬قيادة القطاع الخاص للنشاط اإلقتصادي؛‬
‫‪ -‬إلى جانب اإلعتماد على السلع الصناعية في المبادالت فقد دخلت تجارة الخدمات واإلستثمار إلى ميدان‬
‫اإلتفاقيات اإلقليمية الجديدة؛‬
‫‪ -‬اإلتجاه إلى تعميق اإلندماج عن طريق تنسيق السياسات؛‬
‫‪ -‬المعاملة مماثلة لجميع األطراف على السماح بفترات التكيف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية التكامل االقتصادي اإلقليمي‪:‬‬

‫تتمثل أهمية التكامل االقتصادي اإلقليمي فيما يلي (‪:)1‬‬

‫‪ -‬االستفادة من مزايا التخصص وتقسيم العمل بين الدول األعضاء؛‬


‫‪ -‬تؤدي المنافسة الكاملة بين المؤسسات االقتصادية المختلفة للدول األعضاء إلى توسع تلك المؤسسات‬
‫اتجاهها نحو االندماج سويا لالستفادة من مزايا اإلنتاج الكبير؛‬
‫‪ -‬اتباع سياسة تجارب موحدة للدول األعضاء اتجاه العالم الخارجي؛‬
‫‪ -‬تعبئة الموارد االقتصادية التي تتوفر في الدول األعضاء ضمن خطة للتنمية المشتركة؛‬
‫‪ -‬تنسيق مشروعات التخطيط االقتصادي بين الدول األعضاء وتنسيق السياسات الضريبية والمالية والنقدية‬
‫بالشكل الذي يحقق قيام صناعات متكاملة ومترابطة وفق لألسس االقتصادية الصحيحة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أشكال التكامل االقتصادي اإلقليمي‬

‫إن أشكال التكامل االقتصادي تتمثل في التي‪:‬‬

‫‪ -1‬شكل التفضيل الجزئي‪:‬‬

‫في هذا الشكل من التكامل تقوم الدول األعضاء بالتقليل أو التخفيف من القيود التي تعيق حركة‬
‫السلع والخدمات بين الدول المتكاملة‪ ،‬إضافة إلى التقليل من الحواجز الجمركية دون اإللغاء النهائي للرسوم‪،‬‬
‫وتتخذ من أجل ذلك مجموعة من اإلجراءات والقواعد (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬عبد الجليل جميل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.20‬‬


‫‪ -1‬محسن الندوي‪ ،‬تحديات التكامل االقتصادي العربي في عصر العولمة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،2011‬ص ص ‪.93-92‬‬
‫‪- 15 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -2‬منطقة التجارة الحرة‪:‬‬

‫ويتم االتفاق في هذا الشكل بإلغاء الرسوم الجمركية على تدفق السلع بين الدول األعضاء وفي الوقت‬
‫نفسه تحتفظ كل دولة عضوة بحقها في فرض ما تريده من قيود على باقي دول العالم خارج منطقة التجارة‪.‬‬
‫ولعل ذلك ما يجعل أي دولة خارج المنطقة الحرة تسعى إلى التكامل مع بعض الدول داخل المنطقة الحرة‬
‫خاصة الدول التي تتميز ب قيودها التجارية التي تفرضها على غير األعضاء باالنخفاض وذلك كوسيلة‬
‫للدخول إلى باقي األعضاء (‪.)1‬‬

‫‪ -3‬االتحاد الجمركي‪:‬‬

‫في هذا الشكل إضافة إلى اإلجراءات التي تم تطبيقها في منطقة التجارة الحرة‪ ،‬من إلغاء للقيود والتعريفات‬
‫الجمركية‪ ،‬يتم فرض تعريفة جمركية موحدة للبلدان األعضاء في مواجهة بقية بلدان العالم‪ ،‬فتصبح كل الدول‬
‫األعضاء تتعامل مع العالم الخارجي في مجال التجارة الخارجية كأنها دولة واحدة جمركيا (‪.)2‬‬

‫‪ -4‬السوق المشتركة‪:‬‬

‫باإلضافة إلى ما تم تطبيقه في االتحاد الجمركي من حرية حركة السلع بين الدول األعضاء وتطبيق‬
‫تعريفة جمركية موحدة تجاه الدول الخارجية فإنه يتم تحرير حركة عناصر اإلنتاج‪ ،‬العمل ورأس المال بين‬
‫الدول األعضاء في السوق‪ ،‬وبذلك يتم تشكيل سوق موحدة يتم من خاللها وبحرية تامة انتقال السلع‬
‫واألشخاص ورؤوس األموال (‪.)3‬‬

‫‪ -5‬الوحدة االقتصادية‪:‬‬

‫هي المرحلة األعلى درجة من مرحلة السوق المشتركة‪ ،‬حيث باإلضافة إلغاء القيود على حركة السلع‬
‫والخدمات وانتقال عناصر اإلنتاج ‪ -‬العمل ورأس المال ‪ -‬بين الدول األعضاء‪ ،‬وتوحيد التعريفة الجمركية‬
‫للدول األعضاء تجاه العالم الخارجي‪ ،‬فإنه يتم من خالل هذه المرحلة أيضا تنسيق السياسات االقتصادية‬

‫‪ -1‬محمد سيد عابد‪ ،‬التجارة الدولية‪ ،‬مكتبة ومطبعة االشعاع الفنية‪ ،‬مصر‪ ،1999،‬ص‪.256‬‬
‫‪ -2‬فليح حسن خلف‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬مؤسسة الوراق‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،2001 ،1‬ص‪.169‬‬
‫‪ -3‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.170‬‬
‫‪- 16 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫والمالية والنقدية‪ ،‬هذا على جانب السياسات االجتماعية والضريبية األخرى التي تتجسد في تشريعات العمل‬
‫والضرائب وغيرها (‪.)1‬‬

‫‪ -6‬التكامل االقتصادي التام‪:‬‬

‫وهو أرقى مرحلة من مراحل التكامل‪ ،‬حيث يتم تحقيق وحدة اقتصادية يتم في إطارها حرية انتقال‬
‫السلع والخدمات‪ ،‬وعناصر اإلنتاج‪ ،‬وتوحيد السياسات االقتصادية والمالية وغيرها‪ ،‬وبالشكل الذي يجعل‬
‫شخصية الدولة اإلتحادية الناتجة عن االتحاد االقتصادي التام‪ ،‬تحل محل شخصية الدولة السابقة وهذا‬
‫يعني بالضرورة إنشاء سلطة اتحادية تفوق سلطتها سلطة الدول التي يتكون منها هذا االتحاد‪ ،‬وبحيث يمكن‬
‫أن تكون هناك عملة تتعامل بها الدول المتكاملة في كافة معامالتها ونشاطاتها االقتصادية (‪.)2‬‬

‫شكل رقم (‪ :)01.01‬أشكال التكامل االقتصادي اإلقليمي‬

‫المصدر‪ :‬سحنون فاروق‪ ،‬بن رقرق فارس‪ ،‬السوق االفريقية المشتركة كأداة للتكامل االقتصادي‪ ،‬ورقة مقدمة في كتاب‬
‫جماعي محكم حول‪ :‬آفاق التكامل االقتصادي االفريقي في ظل تفعيل منطقة التجارة الحرة االفريقية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،2021 ،1‬ص ‪.199‬‬

‫‪ -1‬محسن الندوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.94‬‬


‫‪ -2‬فليح حسن خلف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.171‬‬
‫‪- 17 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص التكامل االقتصادي اإلقليمي وخطوات إنشائه ودوافعه‬

‫للتكامالت االقتصادية عدة خصائص تميزها‪ ،‬في ظل اتباع مجموعة من الخطوات الالزمة لتحقيق الدوافع‬
‫التي أوجدت ألجلها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص التكامل االقتصادي اإلقليمي‬

‫تتصف التكامالت االقتصادية بعدة خصائص يمكن إجمالها فيما يلي (‪:)1‬‬

‫‪ -‬تتصف التكامالت االقتصادية بأحجامها الضخمة من حيث مواردها وانتاجها‪ ،‬واتساع أسواقها االستهالكية‬
‫واإلنتاجية‪ ،‬وتتنوع هياكلها االقتصادية ومواردها وكثافة حجم سكانها؛‬

‫‪ -‬حرية تنقل السلع والخدمات واألشخاص ورؤوس األموال واالستثمار بين الدول المتكاملة؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬المنافسة الحرة بين الدول المتكتلة في المنطقة المتكاملة ولها سياسة تجارية موحدة تجاه الدول األخرى‬
‫خارج نطاق التكامل؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬ارتفاع نسبة التجارة البينية من مجمل تجارتها الخارجية وهذا ما يجعلها تخفض من التبعية االقتصادية‬
‫أو تكون لها درجة عالية من االستقاللية االقتصادية بالنسبة للدول الخارجة عن المنطقة التكاملية‪ ،‬هذا ما‬
‫يؤدي إلى االرتباط بين الدول المتكاملة من خالل تشابك اقتصاداتها وأسواقها؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬قوتها في التفاوض على المستوى الدولي هذا للدفاع عن مصالحها ضد التكامالت االقتصادية األخرى‪،‬‬
‫ومن ثم تكون الدول التي تنتمي إلى التكامل في موقع أفضل من ناحية المساومة أو التفاوض مهما كان‬
‫شكله؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬توفير مزايا ومكاسب تعجز الدولة المنفردة عن تحقيقها؛‬


‫‪-‬‬

‫‪ -‬االستفادة من رؤوس األموال واأليدي العاملة الماهرة واإلستغالل األمثل للموارد المتاحة في المنطقة‬
‫التكاملية؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬تحقيق النمو االقتصادي مستمر كنتيجة لألثار الديناميكية المتعلقة بحجم السوق وتحسين مناخ االستثمار‬
‫وزيادة المنافسة عند فتح األسواق‪.‬‬

‫‪ -1‬صبيحة بخوش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.65-64‬‬


‫‪- 18 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫ثانيا‪ :‬خطوات إنشاء التكامل االقتصادي اإلقليمي‬

‫التكامالت االقتصادية تستطيع تنمية الفعاليات االقتصادية للدول األعضاء تنمية سليمة وهذا وفقا للمبادئ‬
‫النظرية االقتصادية وبالتالي تحقيق الرفاهية لشعوبها إال أن هذه التكامالت يجب أن تتبع الخطوات التالية‬
‫حتى تسعى لتحقيق أهدافها (‪:)1‬‬

‫‪ -‬أن تكون لدول التكامل سياسة تجارية موحدة تجاه العالم الخارجي‪ ،‬مع تطوير هذه السياسة وامتيازها‬
‫بالمرونة وفقا لتطور األوضاع والعالقات الدولية االقتصادية؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬االلتزام بالمنافسة الحرة داخل المنطقة التكاملية هذا ما يستدعي منع المنتجين على تقسيم األسواق وتحديد‬
‫األسعار؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬إلغاء القيود على حركة السلع وعناصر اإلنتاج بين الدول األعضاء مع خضوع تحركات األشخاص للقوانين‬
‫السائدة في كل من هذه الدول؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬التعاون مع الدول األعضاء على تحقيق التوازن في موازين المدفوعات بالنسبة للدول التي تحقق عجز في‬
‫موازينها خاصة في بداية قيام التكامل االقتصادي؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬إنشاء الصندوق الموحدة للتعاون االجتماعي بين دول التكامل يكون هدفه تدريب العمال وتأهيلهم تأهيل‬
‫تكنولوجي؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬إنشاء بنك االستثمار الموحد خاص بدول التكامل‪ ،‬يهدف إلى تمويل الصناعات التي يجب إقامتها الستغالل‬
‫اإلمكانات الصناعية المتاحة في هذه الدول واعادة بناء الصناعات القائمة مع صراعات التقدم العلمي‬
‫والتكنولوجي الحديث؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬إنشاء األجهزة اإلدارية المختلفة بجانب اإلدارة الفنية الضرورية التي تستلزمها تنفيذ األهداف المختلفة‬
‫التي يحددها التكتل لنفسه في كل مرحلة من مراحل تطوره (‪)2‬؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬يجب أال تقتصر وظيفة اإلدارات واألجهزة المختلفة على إعداد خطط التنسيق‪ ،‬وانما يجب أن تمتد كذلك‬
‫لتشمل تتبع التنفيذ وتقديم النتائج على أساس ما يجتمع لديها من معلومات وبيانات إحصائية‪.‬‬

‫‪1- Jean coussy, op, cit, p 21.‬‬


‫‪2- Bulletin mensuel de la BCE, L’ouverture économique de la zone euro mesure par le commerce extérieur,‬‬
‫‪problèmes économiques, N° 2,pays non mentionnée, 2 Février 2000, p p, 20-28.‬‬
‫‪- 19 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫ثالثا‪ :‬دوافع التكامل االقتصادي اإلقليمي‬

‫من المؤكد أن هناك أسبابا عامة لها أثر كبير في تفضيل دول للتكامل االقتصادي اإلقليمي نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬وجود روابط تاريخية قوية بين شعوب دول المجموعة والقرب الجغرافي والتشابه أو التقارب الحضاري‪،‬‬
‫غير أن هذه الشروط ال تكفي وحدها ويكمن فضلها في كونها تولد خلفية مشتركة من شأنها تحقيق درجة‬
‫االستعداد للتفاهم المشترك والعمل معا؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬وجود الدافع السياسي‪ :‬فهو يلعب دو ار مهما في قيام التكامالت اإلقليمية‪ ،‬فمن بين دوافع قيام المجموعة‬
‫األوربية المشت ت ت تتتركة (على ست ت ت تتبيل المثال) الدافع الست ت ت تتياست ت ت تتي‪ ،‬حيث أنه بعد الحرب العالمية الثانية أدركت‬
‫مجموعة من دول أوروبا الغربية وفي ظل ست تتيطرت اإلتحاد الست تتوفياتي والواليات المتحدة األمريكية أنها لن‬
‫تست ت تتتطيع إذا بقيت منفردة أن تحافظ بشت ت تتكل حقيقي على است ت تتتقالليتها وأن ال تؤثر على ست ت تتير األحداث في‬
‫العالم وتطورها (‪)1‬؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬الرغبة في التصنيع خاصة بالنسبة للدول النامية حيث أثبتت الدراسات أن فرص نجاح عملية التصنيع في‬
‫هذه الدول تكاد تكون منعدمة في حالة اعتماد كل واحدة منها على سوقها الداخلية لتصريف المنتجات الصناعية‪،‬‬
‫وقد لخص االقتصاديان السويسريان "جيرار" و "فيكتوريا كرزون" أهمية التكامل االقتصادي لألقطار المتخلفة‬
‫من هذه الناحية بقولهما‪ " :‬يبدو أن الترتيبات اإلقليمية هي الحل المالئم لالقتصادات النامية‪ ،‬ألن أغلبها من‬
‫الصغر على نحو ال يسمح لها بأن تنغمس في أبسط الصور السياسية االقتصادية التي تعتمد على االعتبارات‬
‫الوطنية والسوق الوطنية وحدها‪ ،‬ومن عدم اكتمال النمو االقتصادي على نحو ال يمكنها معه الثقة في إقامة‬
‫اقتصاد منفتح نسبيا على الخارج‪ ،‬ويبدو أن التكامل االقتصادي اإلقليمي هو الطريق البارع للخروج من هذا‬
‫اإلشكال‪ ،‬ألنه يجمع بين عناصر تحقق تحرير أكبر للتجارة بين األقطار واألطراف" وعناصر تحقق حماية أكبر‬
‫في مواجهة العالم الخارجي‪ ،‬وقد توصلت كثير من األقطار المتخلفة إلى هذه النتيجة بنفسها إذا أخذنا دليال على‬
‫ذلك عدد الترتيبات اإلقليمية التي بدء فيها خالل الستينات (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬شقير محمد لبيب‪ ،‬االقتصادية العربية‪ :‬تجاربها وتوقعاتها‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،1986 ،‬ص‬
‫‪.74‬‬
‫‪ -2‬صبيحة بخوش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪- 20 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نظريات وأثار التكامل االقتصادي االقليمي‬

‫أصبح التكامل االقتصادي الدولي السمة المميزة لالقتصاد الدولي في العصر الحديث‪ ،‬فلم يعد بإمكان‬
‫البشر العيش في حدود رقعة ضيقة من األرض ولم تعد أي دولة تستطيع أن تعيش بمعزل عن الدول‬
‫األخرى‪ ،‬وانما أصبح اإلنسان والدولة كالهما مرتبطين بأحداث العالم االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪.‬‬
‫ويأتي التكامل االقتصادي عادة من خالل تنسيق عوامل اإلنتاج االقتصادي ضمن رقعة جغرافية تتعدى‬
‫الحدود السياسية للدولة‪ ،‬والسبيل الوحيد لتحقيق هذا التنسيق هو التكامل االقتصادي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نظريات التكامل االقتصادي اإلقليمي‬

‫يمكن اعتبار التكامالت االقتصادية اإلقليمية أحد النماذج التنموية الحديثة التي تتخذها مجموعة من‬
‫الدول عن طريق االتفاق بينها‪ ،‬وتقضي بتنسيق السياسات االقتصادية في جوانبها المختلفة والغاء الحواجز‬
‫الجمركية والغير جمركية بغية اكتساب منافع متبادلة بين دول العالم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬النظريات التقليدية للتكامل االقتصادي اإلقليمي‬

‫تقوم النظرية التقليدية لالتحاد الجمركي بتحليل األثار المترتبة على إقامة اتحاد جمركي على تخصيص‬
‫الموارد في الدول األعضاء في اإلتحاد‪ ،‬وفي هذا اإلطار يفرق " فاينر " بين نوعين من أثار اإلتحاد‬
‫الجمركي على الرفاهية‪:‬‬

‫‪ .1‬خلق التجارة ‪:Trade creation‬‬

‫قيت تتام اإلتحت تتاد الجمركت تتي إلت تتى نقت تتل إنتت تتاج الست تتلعة مت تتن الدولت ت ة ذات التكلفت تتة األعلت تتى محليت تتا إلت تتى الدول ت تتة‬
‫ذات التكلف ت ت تتة األق ت ت تتل العض ت ت تتو ف ت ت تتي اإلتح ت ت تتاد‪ ،‬مم ت ت تتا يعن ت ت تتي خل ت ت تتق تج ت ت تتارة يك ت ت تتون أثره ت ت تتا إيجابي ت ت تتا ألنه ت ت تتا تعن ت ت تتي‬
‫است تتتخداما أفضت تتل لمجمت تتوع م ت توارد أعضت تتاء اإلتحت تتاد‪ ،‬وبالت ت تتالي االقت ت تراب مت تتن توزيت تتع اإلنت ت تتاج فت تتي ظت تتل حري ت تتة‬
‫التجارة وهذه المكاسب المحققة من التجارة (‪.)1‬‬

‫‪ -1‬عبد الجليل جميل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.34‬‬


‫‪- 21 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ .2‬تحويل التجارة‪:‬‬

‫أما أثر تحويل التجارة فيحدث عندما يتم نتيجة اعتماد اتحاد جمركي‪ ،‬تحول االستيراد من المنتجين‬
‫ذوي الكلفة األدنى في بقية العالم نحو السلع والخدمات ذات التكلفة األعلى في الدولة العضو في اإلتحاد‪،‬‬
‫كما يجب مقارنة أثر خلق التجارة مع أثر تحول التجارة‪ ،‬فإذا زاد أثر خلق التجارة على أثر تحويل التجارة‬
‫فإن إقامة اإلتحاد الجمركي ستؤدي إلى توزيع أمثل للموارد االقتصادية وتحقيق االقتصاد الوطني زيادة‬
‫صافية في رفاهيته االقتصادية (‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬النظرية الحديثة للتكامل االقتصادي اإلقليمي‬

‫يالحظ أن التحليل السابق تركز فقط على األثار اإلستاتيكية لالتحاد الجمركي‪ ،‬غير أن اتفاقيات‬
‫التكامل االقتصادي يمكن أن تؤدي إلى ظهور العديد من األثار الديناميكية التي ال تؤثر في مستوى الرفاهية‬
‫االقتصادية‪ ،‬وانما تؤدي كذلك إلى تغيير في طبيعة ومستوى النمو االقتصادي والى العوامل التالية (‪:)2‬‬

‫‪ .1‬وفورات الحجم‪:‬‬

‫إن اإلتحاد الجمركي وغيره من أشكال التكامل المعروفة ونتيجة إللغاء كل القيود التجارية واتاحة‬
‫الحرية النتقال السلع‪ ،‬من شأنه أن يخفض من تكاليف إنتاج السلع‪ ،‬ويرجع ذلك إلى االستفادة من إمكانيات‬
‫اإلنتاج الكبير التي كانت مستحيلة قبل حدوث عملية التكامل االقتصادي بسبب ضيق سوق كل دولة‬
‫معزولة‪.‬‬

‫‪ .2‬الوفورات الخارجية‪:‬‬

‫يؤدي اتساع السوق بين الدول األعضاء في التكامل اإلقليمي إلى االستفادة من الوفورات الخارجية‪،‬‬
‫مما يساعد على تشجيع النمو االقتصادي وزيادة الرفاهية‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الجليل جميل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.35‬‬


‫‪ -2‬موريس شيف ول‪ ،‬ألن وينترز‪ ،‬التكامل اإلقليمي والتنمية‪ ،‬مركز معلومات قراء الشرق األوسط‪ ،‬ترجمة كوميت للتصميم‬
‫الفني‪ ،‬القاهرة‪ ،2003 ،‬ص ص ‪.107-102‬‬
‫‪- 22 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ .3‬المنافسة‪:‬‬

‫إن انخفاض مستوى العوائق التجارية بين الدول األعضاء في االتحاد من شأنه زيادة حدة المنافسة‬
‫والكفاءة عن طريق إحداث تخفيض تكاليف اإلنتاج وادخال تحسينات تقنية على هذه الصناعات‪ .‬أما‬
‫الصناعات التي تفشل في مواكبة ال بيئة التنافسية الجديدة فعليها أن تخرج من السباق وتتحول مواردها إلى‬
‫قطاعات أكثر إنتاجية في االقتصاد القومي‪ ،‬وسوف تكون المحصلة النهائية اقتصادا يستخدم موارده بطريقة‬
‫أكثر كفاءة مما يزيد من رفاهية األمة االقتصادية‪.‬‬

‫‪ .4‬عوامل أخرى‪:‬‬

‫‪ -‬التوقعات التفاؤلية؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬زيادة فرص االستثمار واجتذاب األموال األجنبية؛‬


‫‪-‬‬

‫‪ -‬زيادة قوة المساومة وتحسين شروط التجارة للدول األعضاء مع العالم الخارجي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أثار التكامل االقتصادي اإلقليمي‬

‫أوال‪ :‬االثار اإليجابية‪:‬‬

‫من أهم األثار اإليجابية للتكامالت االقتصادية ما يلي (‪:)1‬‬

‫‪ -‬العوائد الضخمة جراء تكامل إمكانات المؤسسة المتكاملة؛‬


‫‪-‬‬

‫‪ -‬إن وجود التكامالت االقتصادية سوف يؤدي إلى خلق عالقات تكامل أمامية وخلفية بين أوجه النشاط‬
‫االقتصادي المختلفة في الدولة؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬إن توسع التكامالت االقتصادية في أنشطتها على المستوى األ فقي والعمودي مع اإلنتشار الجغرافي‬
‫في هذه ا ألنشطة يؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة في مناطق المحافظات النائية المختلفة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد اهلل شاهين‪ ،‬التكتالت االقتصادية المعاصرة‪ ،‬االبتكار للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،2018 ،1‬ص ‪.36‬‬
‫‪- 23 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫ثانيا‪ :‬األثار السلبية‪:‬‬

‫بطبيعة الحال إن الشعوب النامية هي التي تمثل هذه األثار (‪:)1‬‬

‫‪ -‬صعوبة تحقيق العدالة في توزيع الدخول على مستوى الدولة مما يؤدي إلى خلق الطبقية االجتماعية؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬تفعيل السياسة اال حتكارية خاصة إذا كانت أطراف االتفاق من دول نامية‪ ،‬وبالتالي القضاء على‬
‫المشروعات الصغيرة كالقضاء على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تمثل أساس االقتصاد القومي‬
‫في أي دولة وبالتالي تُروح على هذه الدول فرصة زيادة الدخل العام القومي وامتصاص البطالة؛‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬ال تكامالت االقتصادية الضخمة تؤثر على الشؤون الداخلية للبلدان وبالتالي السيطرة عليها اقتصاديا‬
‫ومنه الوصول إلى مراكز القرار في الدولة بما يخدم المصالح السياسية لدول أخرى‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬محددات التكامل االقتصادي اإلقليمي‬

‫إن توجه مختلف دول العالم لإلنضمام إلى تكامالت اقتصادية يرمي إلى تحقيق هدفين رئيسيين قد‬
‫يتدخالن معا‪ ،‬األول تعظيم النفع أو المكاسب التي تعود على مختلف األطراف‪ ،‬وثانيها الحد من النزاعات‬
‫والصراعات وما تسببه من خسائر تصيب الجميع‪ ،‬وفيما يلي سوف نقوم بدراسة مختلف المحددات التي‬
‫تتحكم في إنشاء التكامالت االقتصادية اإلقليمية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مقومات نجاح التكامل االقتصادي اإلقليمي‬

‫يتوقف نجاح عملية التكامل االقتصادي اإلقليمي على مدى توفر األدوات والسبل التي تؤمن استم اررية‬
‫التكامل وتواصل وتطور العملية التكاملية مع مرور الزمن‪ ،‬تتمثل أهم هذه المقومات في‪:‬‬

‫‪ -1‬الروابط التاريخية والتقارب الجغرافي‪:‬‬

‫إن وجود روابط تاريخية قوية بين شعوب المجموعة والقرب الجغرافي والتشابه أو التقارب الحضاري‪،‬‬
‫يمكن أن تولد خلفية مشتركة من شأنها تحقيق درجة من االستعداد والتفاهم للعمل المشترك (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد اهلل شاهين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.37‬‬


‫‪ -2‬صبيحة بكوش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫‪- 24 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -2‬التدرج وتنسيق السياسات االقتصادية‪:‬‬

‫يجب أن يكون تدريجيا وآليا‪ ،‬بشكل يسمح لالقتصاديات المختلفة التأقلم مع حجم السوق الجديد وآليا‪،‬‬
‫أل ن التحوالت الداخلية للبضائع واألموال تخلق بعض المشاكل بحيث ال يمكن تجاوزها إال في المراحل‬
‫األخيرة من التكامل كما يجب االتفاق على صيغة تدريجية وآلية تأخذ بعين االعتبار األوضاع الخاصة لكل‬
‫بلد‪ ،‬أما انسجام السياسات التجارية النقدية والمالية فهي ضرورية لضمان استم اررية التكامل االقتصادي‬
‫اإلقليمي‪ ،‬وال يتطلب بالضرورة هذا التنسيق توحيد السياسات‪ ،‬إضافة لذلك سياسات االستثمار بشكل يؤمن‬
‫تنمية اقتصادية متوازنة‪ ،‬حيث يمكن التوفيق بين المصالح الوطنية واإلقليمية ويتم ذلك بإعداد سياسة إقليمية‬
‫لالستثمار تضمن تنمية متجانسة بين الدول األعضاء (‪.)1‬‬

‫‪ -3‬توافر البنية المالئمة‪:‬‬


‫يعتبر هذا العنصر أساسي لنجاح وفعالية التكامل االقتصادي‪ ،‬ألنه حتى وان توفرت الحرية في انتقال‬
‫السلع والخدمات وعناصر اإلنتاج‪ ،‬فإن مدى التكامل وفاعليته تبقى محدودة إذا افتقرت هذه الدول للبنية‬
‫التحتية المالئمة من طرف وسائل النقل البحري والجوي مما يؤدي إلى إعاقة حركة االنتقال‪ ،‬والى ضعف‬
‫مدى االستفادة من مزايا التخصص وتقسيم العمل بين الدول المتكاملة (‪ ،)2‬كما أن ضعف وسائل االتصال‬
‫بمختلف أنواعها يؤدي إلى الحد من القدرة للتعرف على األسواق‪ ،‬ألن العلم المسبق بحالة السوق يشكل‬
‫األساس الذي تستند إليه حركة عناصر اإلنتاج‪ ،‬وكذا السلع والخدمات وهو ما يحد من فعالية التكامل‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫‪ -4‬التقارب في مستويات النمو‪:‬‬


‫إذ يؤدي التباعد في مستويات النمو بين أطراف التكامل إلى أثار عكسية‪ ،‬وذلك من خالل توليد‬
‫فرص لالستقطاب باتجاه االقتصاديات األقوى في التجمع التكاملي‪ ،‬على نحو ما يحدث في الدولة الواحدة‬
‫إذا غاب دور المركزية في إعادة التوازن وتطوير المناطق األقل نموا (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬عبد الرحمان روابح‪ ،‬حركة التجارة الدولية في إطار التكامل االقتصادي في ضوء التغيرات االقتصادية الحديثة‪ ،‬رسالة‬
‫مقدمة لنيل شهادة ماجيستر في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية‪ ،‬والتسيير‪ ،‬جامعة بسكرة‪،2013/2012 ،‬‬
‫ص‪.22‬‬
‫‪ -2‬فليح حسن خلف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.236‬‬
‫‪ -3‬محمد محمود اإلمام‪ ،‬التكامل االقتصادي العربي بين عقدين‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،138‬بيروت‪ ،‬أوت ‪ ،1990‬ص‪.37‬‬
‫‪- 25 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -5‬اضطالع مؤسسات فوق القطرية‪:‬‬

‫يتطلب قيام التكامل وانجاحه وجود أجهزة متخصصة‪ ،‬ومؤسسات تخول لها صالحية اتخاذ الق اررات‬
‫الخاصة بالسوق اإلقليمية وتنفيذها‪ ،‬دون إلزامها بالرجوع في كل مرة إلى الدول األعضاء‪ ،‬غير أن هذا ال‬
‫يعني انضمام السلطات القومية أو خضوعها إلى سلطات أعلى منها‪ ،‬وتعتبر هذه الهيئات والمؤسسات‬
‫فضاء للتشاور وفك الخالفات وتقريب وجهات النظر وممثال لهذا التجمع مع أطراف وهيئات نضيرة (‪.)1‬‬

‫‪ -6‬توفر األيدي العاملة المدربة‪:‬‬

‫من العوامل المؤدية إلى نجاح التكامل االقتصادي وتثبيت دعائمه وجود األيدي العاملة المؤهلة‬
‫وضمان حرية انتقالها بين دول التكامل مما يتيح لها استغالل مواردها اإلنتاجية بطريقة فعالة وباستمرار‪،‬‬
‫وهو ما يؤدي إلى زيادة اإلنتاج ورفع مستوى المعيشة وتقوية التعاون االقتصادي بين الدول األعضاء‪.‬‬

‫‪ -7‬تخصيص المشاريع اإلنتاجية على أساس إقليمي‪:‬‬

‫كذلك نجد المقومات الالزمة إلنجاح التكامل اإلقليمي وتأمين مستقبله‪ ،‬تخصيص المشاريع اإلنتاجية‬
‫في الدول األعضاء على أساس إقليمي حتى تتسم اقتصاديات تلك الدول بالتكامل ال التنافس والتنافر‪ ،‬وهو‬
‫ما يرفع حجم المبادالت التجارية ويزيد من درجة االعتماد بين الدول األعضاء‪.‬‬

‫‪-8‬اختيار مرحلة التكامل المناسبة‪:‬‬

‫من الضروري اختيار شكل أو مرحلة التكامل االقتصادي التي تتناسب وظروف هذه الدول والمشاكل‬
‫التي تواجهها‪ ،‬إذ يعتبر ذلك من العوامل المساعدة على نجاح التكامل ويالحظ في كثير من التجارب التي‬
‫لم يحالفها النجاح في التكامل‪ ،‬أن الدول األعضاء قد أخذها الطموح لتحقيق درجة عالية من التكامل بما‬
‫ال يتناسب مع مراحل النمو التي تجتازها (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬سليمان بلعور‪ ،‬التكامل االقتصادي العربي حتمية لمواجهة تحديات المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬دراسة مجلس التعاون‬
‫الخليجي‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في علوم التسيير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪ ،2009/2008‬ص‪.21‬‬
‫‪ -2‬إبراهيم العيسوي وآخرون‪ ،‬االعتماد المتبادل والتكامل االقتصادي والواقع العربي‪ ،‬مقاربات نظرية مركز الدراسات الوحدة‬
‫العربية‪ ،‬بيروت‪ ،1990 ،‬ص ‪.224‬‬
‫‪- 26 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -9‬وجود العجز والفائض‪:‬‬

‫البد أن تتوفر في دولة ما أرادت االنضمام إلى التكامل االقتصادي‪ ،‬العجز والفائض في اقتصاداتها مع‬
‫التناسب والتناظر في سد هذا العجز والتخلص من الفائض بين الدول المتكاملة‪ ،‬ولكن هذا ليس باألمر الهين‬
‫ألن الدولة ال تستطيع التخلص من الفائض أو العجز إال إذا كانت تتوفر على منافع تستبدلها مع غيرها من‬
‫الدول‪.‬‬

‫‪ -10‬توزيع مكاسب التكامل‪:‬‬

‫من الشروط الصعبة التحقيق هي التحديد الدقيق لمكاسب التكامل وكذا توزيعها العادل على مختلف‬
‫األعضاء‪ ،‬ولكن من الممكن إقامة سياسة مشتركة بهدف اتخاذ مجموعة من اإلجراءات التصحيحية تفاديا‬
‫ألن تعمل البلدان األكثر تقدما أو األغنى على سحب عوامل اإلنتاج والكفاءات‪ ،‬ملحقة بذلك ضر ار بالبلدان‬
‫المتأخرة فينبغي اتخاذ إجراءات مشتركة حول هياكل اإلنتاج الصناعي والزراعي للحيلولة دون حدوث‬
‫اختالالت اقتصادية واجتماعية تعيق عملية اإلنتاج‪ ،‬ويجب أن تقترن اإلجراءات الهيكلية أيضا بإجراءات‬
‫أخرى لحم اية البلدان األضعف في المنطقة‪ ،‬فيمكن على سبيل المثال أن يواجه بلد خسارة في العوائد إثر‬
‫إلغاء رسوم االستيراد على المنتجات القادمة من البلدان األعضاء‪ ،‬والتي كان يستوردها فيما قبل من بلدان‬
‫أجنبية‪ ،‬فتحرير التبادل يمكن أن يسفر على أثر سلبي على ميزان مدفوعات البلدان الفقيرة‪ ،‬التي تستورد‬
‫منتجات الشركاء األخرين بأسعار أعلى من تلك التي تتحدد في السوق الدولي(‪.)1‬‬

‫‪ -11‬المقومات السياسية‪:‬‬

‫وتتجلى المقومات السياسية بصورة رئيسية في توافر إرادة سياسية مشتركة وقدر كاف من التوافق‬
‫بين األنظمة السياسية‪ ،‬واإلدراك منذ البداية بضرورة االلتزام بوضع حدود متفق عليها لحرية العمل الوطني‬
‫باإلضافة إلى أهمية خلق مؤسسات االندماج اإلقليمي‪ ،‬التي تضطلع بمهام ضبط السياسات العامة‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والعالقات السياسية بين الدول‪ ،‬ومن أهم الترتيبات اإلقليمية الواجبة في سياق‬
‫توفير المناخ السياسي المالئم نجد (‪:)2‬‬

‫‪ -‬تواجد هياكل متماثلة لصنع القرار؛‬

‫‪ -1‬إبراهيم العيسوي وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.225‬‬


‫‪ -2‬سليمان بلعور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪- 27 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -‬التوصل إلى حالة من القبول المشترك لتحقيق التوافق والتجانس؛‬
‫‪ -‬توافر المرونة والقدرة على االستجابة لألهداف السياسية واالقتصادية؛‬
‫‪ -‬التوصل ألحكام مشتركة في مرحلة مبكرة حول االستثمار‪ ،‬وتسوية المنازعات‪ ،‬ومعايير العمل؛‬
‫‪ -‬العمل على زيادة القدرة التفاوضية لمجموعة الدول المتكاملة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أساليب التكامل االقتصادي اإلقليمي‬

‫لقد اختلفت الدراسات االقتصادية في تقسيمها ألساليب التكامل االقتصادي‪ ،‬فمنها من قسمها إلى أسلوب‬
‫التكامل الكلي‪ ،‬وأسلوب التكامل الجزئي‪ ،‬ومنها من قسمها إلى أسلوب مباشر‪ ،‬وأسلوب غير مباشر وذلك كما‬
‫يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أسلوب التكامل الكلي‬

‫وهذا األسلوب يعمل تغيير اإلطار التنظيمي للنشاط االقتصادي‪ ،‬وذلك بإزالة العقبات المصطنعة أمام‬
‫حركة السلع وعناصر اإلنتاج وينقسم هذا األسلوب إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬أسلوب التكامل الكلي بال تنسيق (أسلوب السوق)‪ :‬ويقتصر هذا األسلوب على تحرير‬

‫السلع وعناصر اإلنتاج بين الدول المتكاملة‪ ،‬تاركا تحقيق التكامل لقوى السوق التلقائية‪ .‬ويؤيد هذا األسلوب‬
‫أصحاب فكرة الحرية االقتصادية‪ ،‬وهو أسلوب ال يصلح في الوقت الحاضر ألنه يصعب عليه مواجهة‬
‫مشاكل دول التكام ل أو حتى تحقيق مفهوم التكامل‪ ،‬ألن التكامل يبدأ من مرحلة تدخل الدولة للتنسيق بين‬
‫سياستها وأنشطتها اإلنتاجية (‪.)1‬‬

‫‪ -2‬أسلوب التكامل الكلي مع التنسيق‪ :‬ويعتمد هذا األسلوب بجانب تحرير حركة السلع بين‬

‫الدول المتكاملة‪ ،‬على التدخل للتنسيق بين مختلف السياسات المنظمة للنشاط االقتصادي في الدول األعضاء‪،‬‬
‫فهو أسلوب يصلح لدول تتقارب هياكلها االقتصادية والتنظيمية مثل‪ :‬دول السوق األوروبية المشتركة (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬حسين عقيل عابد عقيل‪ ،‬االقتصاد اإلقليمي والنظام الجديد للتجارة العالمية التكامل االقتصادي والمشكالت التي توجهه‪،‬‬
‫دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2019 ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ -2‬مرجع نفسه‪.65،‬‬
‫‪- 28 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫ثانيا‪ :‬أسلوب التكامل الجزئي‬

‫ويقوم هذا األسلوب على تدخل الدولة في النشاط االقتصادي بالتنسيق أو بالتخطيط‪ ،‬وذلك للقضاء‬
‫على التم ييز بين الوحدات االقتصادية التابعة لدول التكامل حتى ال يحدث ازدواج بين اقتصاديات هذه‬
‫الدول‪ ،‬وينقسم ذلك األسلوب إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬أسلوب التنسيق الشامل‪ :‬ويقصد به إجراء تنسيق شامل لجميع األنشطة االقتصادية في‬

‫الدول المتكاملة‪ ،‬بوضع خطة إقليمية مشتركة ذات سياسة استثمارية ويشترط لنجاح هذا األسلوب قيام‬
‫اقتصاد الدول المتكاملة على أساس التخطيط الملزم‪ ،‬كما يتطلب عدة إجراءات تساعد وتسهل العمل عليه‬
‫ومن أهم هذه اإلجراءات ما يلي (‪:)1‬‬

‫‪ -‬توحيد خطط التنمية في دول التكامل من حيث المدة والزمن؛‬


‫‪ -‬عمل موازين سلعية حاضرة ومستقبلية لمختلف الموارد واالستخدامات على المستوى القومي واإلقليمي؛‬
‫‪ -‬تكوين هيئة عليا‪ ،‬لها سلطات أعلى من السلطات المحلية للدول المتكاملة‪.‬‬

‫‪ -2‬أسلوب التنسيق الجزئي‪:‬‬

‫ويقصد به حدوث نوع من التنسيق أقل من التنسيق الشامل‪ ،‬حيث يتم التنسيق وفق هذا األسلوب‬
‫على مستوى قطاع معين من ال قطاعات سواء كان زراعي أو صناعي‪ ،‬أو يتم التنسيق على مستوى‬
‫مشروع من المشروعات‪ ،‬وبذلك يتخذ هذا األسلوب إحدى الصورتين‪:‬‬

‫‪ -1.2‬التنسيق على مستوى القطاع‪:‬‬

‫ويقصد به اتفاق الدول ا لمتكاملة على حدوث تنسي ق فيما بينها على مستوى قطاع معين وذلك‬
‫بإجراء دراسة نفقات اإلنتاج المختلفة لهذا القطاع على مستوى الدول المتكاملة مع التعرف على سياسات‬
‫األعضاء وأهدافهم المتعلقة بهذا القطاع حتى يمكن التنسيق بينها‪.‬‬

‫‪ -1‬حسين عقيل عابد عقيل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.66- 65‬‬
‫‪- 29 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -2.2‬التنسيق على مستوى المشروع المشترك‪:‬‬

‫ويعني هذا األسلوب تعاون دولتين أو أكثر لتنسيق سياسات االستثمار في مجال اإلنتاج‪ ،‬سواء‬
‫ك ان اإلنتاج قائم بالفعل أو إنتاج جديد‪ ،‬ويتميز هذا األسلوب بالكثير من المزايا منها‪:‬‬

‫‪ -‬أن هذا األسلوب ال يتطلب من الدول المتكاملة التخلي عن سياساتها أو أنظمتها الخاصة‪ ،‬كما أنه ال‬
‫يتعارض مع حالة اختالف مستويات النمو والتقدم بين الدول المتكاملة؛‬
‫‪ -‬أن هذا األسلوب ال يثير مشاكل التكامل االقتصادي التي تثيرها غيره من األساليب‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬معوقات التكامل االقتصادي اإلقليمي‬

‫يمكن اعتبار التكامل االقتصادي عملية مضمونة النتائج لكل األطراف‪ ،‬فعلى الرغم من االمتيازات‬
‫التي يوفرها فإنه في الكثير من األحيان ال يعود بنفس العوائد على أطراف العملية التكاملية‪ ،‬وعادة تنتج‬
‫هذه المشاكل نتيجة عدم تكافؤ أطراف العملية التكاملية وتتمثل أهم هذه المعوقات فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المعوقات السياسية‬

‫تتمثل المعوقات السياسية في (‪:)1‬‬

‫‪ -1‬غموض وضعف اإلرادة السياسية‪:‬‬

‫عادة ما يكون هذا السبب السياسي هو المفسر الرئيسي لتعطل أي مسيرة للتكامل االقتصادي‪ ،‬خاصة‬
‫إذا كان هذا الضعف في اإلرادة السياسية يمارس بصفة سرية أي مستمد من تراخي بعض أطراف التكامل‬
‫االقتصادي في تنفيذ االتفاقيات البينية‪ ،‬أو عدم جديتها في دفع العملية التكاملية‪ ،‬رغم أن الممارسات‬
‫والمساهمات الرسمية لتلك األطراف توحي بأنها ال تعارض العملية التكاملية عن طريق الحضور الدائم في‬
‫االجتماعات الرسمية لمختلف هيئات االتحاد وعلى أعلى المستويات وبشكل طبيعي في جميع المناسبات‪،‬‬
‫لكنها تتهاون في تتبع مراحل تنفيذ آليات التكامل ميدانيا‪ ،‬من لحظة المصادقة إلى غاية وضعها موضع‬
‫التنفيذ‪ ،‬حيث يمكن أن تكون اإلرادة السياسية قوية في االلتزام بلوائح التكامل‪ ،‬في حين أن هناك قوى عكسية‬

‫‪ -1‬عزالدين بو حبل‪ ،‬أهمية التكتل االقتصادي العربي في ظل األزمات المالية العالمية خالل الفترة ‪،2014-2007‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص علوم اقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‬
‫‪،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2019-2018 ،‬ص ص ‪.16-15‬‬
‫‪- 30 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫ال يروقها تقدم عملية التكامل‪ ،‬أي أن هناك أطرافا في السلطة تبدي رفضا ومقاومة لعملية التكامل‪ ،‬لدوافع‬
‫تتعلق بمراكزهم ونفوذهم والسعي للمحافظة عليها بأي وسيلة‪ ،‬وقد تتحد هذه القوى مع أطراف أخرى في‬
‫المستويات الدنيا للتنفيذ لتستفيد هي األخرى من التعطيل‪.‬‬

‫‪ -2‬العوامل السياسية الخارجية‪:‬‬

‫قد تتحد مصالح أطراف أجنبية مع أطراف داخلية لالستفادة من الوضع القائم في بلد ما من البلدان‬
‫األعضاء‪ ،‬وبالتالي تعمل على تقوية أطرافا في السلطة معروفة بنزعتها المعارضة للتكامل االقتصادي سواء‬
‫بطرق مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬

‫‪ -3‬الخوف من الذوبان وفقدان السيادة الوطنية‪:‬‬

‫ويعتبر من العوائق الكبيرة للتكامل االقتص ادي حيث يؤدي إلى التباطؤ والتردد السياسي في االلتزام‬
‫بشروط التكامل‪ ،‬خاصة في المراحل الم تقدمة منه أين يكون االلتزام بق اررات السلطة فوق القومية يتطلب‬
‫التنازل عن جزء كبير من السيادة القومية (القطرية)‪.‬‬

‫‪ -4‬ضعف الحرية السياسية والممارسة الديمقراطية‪:‬‬

‫وهو ما ينعكس ع لى الشفافية اال قتصادية‪ ،‬حيث يؤدي إلى تحكم أطراف محدودة في كامل‬
‫قطاعات الدولة وبالتالي يؤثر على قرارات السلطة السياسية في موقفها من التكامل كما يؤدي ضعف‬
‫الحريات السياسية في استبعاد دور القوى االجتماعية في تدعيم دور التكامل ورهنه في يد المستفيدين‬
‫من تعطيله‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المعوقات االقتصادية‬

‫تتمثل المعوقات االقتصادية في‪:‬‬

‫‪ -1‬مشكل التعريفة الموحدة‪:‬‬

‫إن االختالف في مستويات التعريفات الجمركية للدول األعضاء قبل قيام التكامل قد ينتج عنه مشاكل‬
‫عند وضع تعريفة جمركية موحدة بين الدول األعضاء ويرجع ذلك األمر لصعوبة التوفيق بين المصالح‬

‫‪- 31 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫المختلفة للدول األعضاء‪ ،‬فبعضها قد ال تقبل أن تفرض عليها تعريفة موحدة تقل أو تزيد عن التعريفة التي‬
‫تفرضها على وارداتها من السلع األجنبية خوفا من تعرض مصالحها التجارية للخطر (‪.)1‬‬

‫‪ -2‬مشكلة الحماية الجمركية‪:‬‬

‫تظهر هذه المشكلة نتيجة اختالف ظروف وامكانات المشاريع اإلنتاجية‪ ،‬التي أدت إلى اختالف درجة‬
‫الحماية الجمركية من دولة ألخرى ومن قطاع ألخر‪ ،‬وفي ظل التكامل قد يصعب التخلي عن هذه الحماية‬
‫خوفا من المنافسة‪ ،‬لكن هذا المشكل قد يظهر بحدة في بداية مشروع التكامل لكن سرعان ما يتراجع وقد‬
‫يزول في المدى الطويل‪ ،‬إذا تم رسم سياسات خاصة بدعم المشاريع االستراتيجية وتأهيل القطاعات التي‬
‫يمكن أن يظهر فيها هذا الشكل حتى ال يبقى مبر ار لحمايته (‪.)2‬‬

‫‪ -3‬عدم مالئمة آليات التكامل لظروف كل األطراف‪:‬‬

‫كل دولة من دول التكامل لها ظروف اقتصادية خاصة بها‪ ،‬وبالتالي يجب مراعاتها أثناء تنفيذ‬
‫اتفاقي ات التكامل‪ ،‬خاصة في الشق الذي يتعلق بتنسيق السياسات االقتصادية فمثال توحيد نسب الضرائب‬
‫قد يقلل من إيرادات بعض الدول األعضاء‪ ،‬كما أن تثبيت سعر الصرف قد يؤدي إلى تسرب رؤوس‬
‫األموال إلى بعض الدول األعضاء‪ ،‬باإلضافة إلى مشكل توزيع اإليرادات وتعويض الخسائر بين دول‬
‫التجمع االقتصادي فال بد من إيجاد آلية تسمح بتوزيع المكاسب بما يتالءم والوضع االقتصادي لكل‬
‫دولة من الدول األعضاء (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬سليمان بلعور‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.25‬‬


‫‪ -2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -3‬عزالدين بوحبل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪- 32 -‬‬
‫اإلطار النظري للتكامالت االقتصادية اإلقليمية‬ ‫الفصل األول‬
‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫ال شك أن ظاهرة انخراط الدول في تكامالت جماعية واقليمية غالبا ما تحصل نتيجة لدوافع وحوافز‬
‫عديدة اقتصادية وغير اقتصادية‪ ،‬إال أن الجوانب االقتصادية هي التي تلعب الدور البارز والحاسم في حث‬
‫الدول على التكاثف والتالحم ضمن مجموعات تضم واحدة منها أطرافا متألفة اجتماعيا وحضاريا‪.‬‬

‫ويظهر دور العوامل االقتصادية جليا في حاالت عديدة‪ ،‬بل في كل الحاالت تقريبا‪ .‬فهناك مثال‬
‫فئات كثيرة من األقطار والدول تكون مجتمعاتها مشتركة في نفس الخصائص االجتماعية والحضارية ومع‬
‫ذلك لم تصل إلى تكامالت جماعية بسبب غياب المقومات االقتصادية المواتية للتكامل‪.‬‬

‫إن التكامل االقتصادي يستدعي توفر مقومات اقتصادية وموارد إنتاجية إضافة إلى مقومات سياسية‬
‫وايديولوجية وثقافية وغيرها تزيد من درجة تآلف سياستها وتعاظم منافعها‪.‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫تبنت غالبية الدول اإلفريقية بعد حصولها على استقاللها فكرة التكامل اإلقليمي كإستراتيجية لمواجهة‬
‫التحديات التنمية واالندماج في االقتصاد العالمي‪ ،‬حيث كانت النظرية السائدة في تلك الفترة أن عملية‬
‫التكامل اإلقليمي تمنح اإلطار الذي يسمح بتجاوز عقبات تحول بين ترقية التجارة البينية وأن تجاوز هذه‬
‫العقبات يساهم في إنشاء أسواق مشتركة تسمح بتحقيق اقتصاديات الحجم‪ ،‬دعم الجهاز اإلنتاجي‪ ،‬ودعم‬
‫درجة التنافسية إلفريقيا‪ ،‬وفي هذا اإلطار الذي عرف باالتجاه المتزايد لإلقليمية عرفت سنوات الستينات‬
‫والثمانينيات إنشاء عدة تكامالت إقليمية لدعم التعاون والتكامل االقتصادي بين الدول اإلفريقية والتي كانت‬
‫تهدف في مجملها إلى‪:‬‬

‫‪ -‬ترقية التجارة البينية والحد من العراقيل الجمركية وغير الجمركية؛‬

‫‪-‬دعم التنمية اإلقليمية من خالل تنمية القطاع االقتصادي‪ ،‬الهياكل القاعدية واطالق مشاريع كبرى في‬
‫القطاعات المصنعة؛‬

‫‪ -‬العمل على حرية تنقل وسائل اإلنتاج؛‬

‫‪ -‬ترقية التعاون النقدي‪.‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية التكامالت االقتصادية اإلقليمية في إفريقيا‬

‫إن االهتمام بالتجمعات االقتصادية في القارة اإلفريقية ضرورة تحتمها الظروف التي يعيشها العالم‪،‬‬
‫إذ لم يعد للكيانات الصغيرة ناهيك عن الدول التي تقف وحيدة‪ ،‬لذلك وجدت الرغبة لدى دول القارة في أال‬
‫تكون مهمشة في عالم لم يعد للضعيف فيه مكان‪ ،‬حيث أصبح االقتصاد هو القوة األعظم مما جعل دول‬
‫القارة على اختالفها تحرص لالنضمام لهذه التجمعات‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة التكامالت االقتصادية اإلقليمية في إفريقيا‬

‫حاولت الدول اإلفريقية الدخول في عالقات اندماج وتكامل فيما بينها فظهرت محاوالت عديدة وعلى‬
‫مستويات مختلفة‪ ،‬كما أن بعض المحاوالت ظهرت قبل االستقالل‪ ،‬ضمن إطار وضعته بعض الدول‬
‫االستعمارية لتجميع مستعمراتها وربطها مع بعضها البعض (‪.)1‬‬

‫وليصبح فيما بعد التكامل االقتصادي أحد أهم أهداف البلدان اإلفريقية منذ استقاللها في سنوات‬
‫الستينات معب ار بذلك عن ضرورة ملحة لتحقيق التنمية في القارة اإلفريقية‪.‬‬

‫لقد أصبح التكامل االقتصادي ضرورة ملحة نتيجة اإلرث االستعماري‪ ،‬ففي نهاية عهد االستعمار‪،‬‬
‫كانت القارة مجزأة إلى بلدان واسعة المساحة وقليلة الكثافة السكانية من خالل مساحتها يمكن إلفريقيا أن‬
‫تحتضن كل من‪ :‬الصين‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية والهند‪ ،‬أوروبا وكذا اليابان‪ ،‬رغم ذلك فإن تعداد سكانها‬
‫ال يمثل سوى ربع سكان الدول السابقة الذكر‪.‬‬

‫بعد استقالل هذه البلدان‪ ،‬أعطت األولوية لتوحيد إفريقيا اقتصاديا وسياسيا هذه الوحدة كانت البد أن‬
‫تمر عن طريق خلق التجمعات االقتصادية اإلقليمية والتي تهدف بدورها إلى تكامل القارة‪ .‬كما عمدت الدول‬
‫اإلفريقية إلى دخول في تكامالت اقتصادية إقليمية إذ يوجد اليوم العديد من التجمعات االقتصادية اإلقليمية‬
‫في القارة اإلفريقية على غرار باقي مناطق العالم‪ ،‬ومعظم هذه البلدان تساهم في العديد من المبادرات‬
‫التكاملية اإلقليمية‪.‬‬

‫‪ -1‬نبيل عثمان‪ ،‬خطوات على طريق الوحدة االقتصادية‪ ،‬دورية أفاق إفريقية‪ ،‬الهيئة العامة لالستعالمات‪ ،‬المجلد الثاني‪،‬‬
‫العدد السابع‪ ،2001 ،‬مصر‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪- 36 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫باعتبار أن هذا التنظيم يمنح إطار تخطي عقبات التجارة البينية اإلفريقية وازالة هذه األخيرة يؤدي‬
‫إلى خلق أسواق إقليمية أكثر اتساع مما يحقق اقتصاديات الحجم‪ ،‬دعم نظم اإلنتاج‪ ،‬واألسواق‪ ،‬تعزيز القدرة‬
‫التنافسية إلفريقيا‪ ،‬من سنوات الستينيات والثمانينيات كانت هناك أكثر من ‪ 200‬مبادرة حكومية دولية‬
‫واتفاقيات التعاون االقتصادي واإلقليمي (‪.)1‬‬

‫بدء التوجه نحو التكامل االقتصادي والسياسي في القارة اإلفريقية منذ سنة ‪ 1963‬تاريخ إنشاء‬
‫منظمة الوحدة اإلفريقية والتي لها أغراض سياسية في المقام األول إذ نصت من خالل المادة الثانية في‬
‫اتفاقية النشأة على تعزيز الوحدة‪ ،‬تكثيف التعاون المشترك عن األراضي‪ ،‬النزاهة والقضاء على جميع أشكال‬
‫االستعمار (‪.)2‬‬

‫لتأتي فيما بعد خطة عمل " الغوس " والتي اعتمدت في أبريل ‪ ،1980‬كرد على تدهور الوضعية‬
‫االقتصادية للبلدان اإلفريقية‪ ،‬مقترحة إستراتيجيات إلشراك إفريقيا في العملية التنموية المستدامة معارضة‬
‫السياسات السائدة منذ سنوات الستينات‪ ،‬وقد عمدت خطة " الغوس " إلى تحقيق ثالثة أهداف رئيسية‪:‬‬

‫‪ -‬نمو اقتصادي قوي ومستدام؛‬

‫‪ -‬تحويل الهياكل االقتصادية؛‬

‫‪ -‬قاعدة الموارد المستدامة‪.‬‬

‫واعتماد التكامل على المستويات اإلقليمية وشبه اإلقليمية كآلية رئيسة إلعادة هيكلة القارة اإلفريقية‬
‫المجزأة وتحويلها إلى كيانات اقتصادية إقليمية ليبقى الهدف الجوهري لخطة عمل " الغوس " هو تحقيق‬
‫تكامل إقليمي فعال مرو ار باستقالل ذاتي على المستوى الوطني والجماعي‪.‬‬

‫وقد استمرت البلدان اإلفريقية في االعتقاد أن المقارنة اإلقليمية هي أفضل وسيلة لتحقيق التنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬ليفتح فصل جديد في قضية التكامل اإلقليمي في إفريقيا يوم ‪ 3‬جوان ‪ 1991‬بأبوجا بنيجيريا‪،‬‬

‫‪ -1‬البشير الكوت‪ ،‬المنظمات اإلقليمية الفرعية في إفريقيا‪ :‬دراسة ألبرز المنظمات‪ ،‬المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب‬
‫األخضر‪ ،‬ليبيا‪،‬ط‪ ،2008 ،1‬ص ‪.25‬‬
‫‪2- Rasul shams, The drive to economic integration in Africa, discussion paper, Hamburg institute of‬‬
‫‪international economics,contry not mentioned, 2005, p08.‬‬
‫‪- 37 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أين تم التوقيع على اتفاقية أبوجا ودخلت حيز التنفيذ في سنة ‪ ،1994‬راسمة خريطة واضحة لمراحل‬
‫االندماج االقتصادي في إفريقيا (‪.)1‬‬

‫والجدول رقم (‪ )01.02‬يمثل مراحل تطبيق اتفاقية أبوجا‬

‫جدول رقم (‪ :)01.02‬مراحل تطبيق اتفاقية " أبوجا " ‪2028-1991‬‬

‫تفعيل التكامالت االقتصادية المالية وخلق تكامالت جديدة في ظرف ‪ 5‬سنوات‬ ‫المرحلة ‪1‬‬

‫تثبيت الحقوق الجمركية والعراقيل األخرى ضد التجارة اإلقليمية وتثمين التكامل القطاعي‬
‫خاصة في التجارة‪ ،‬الزراعة‪ ،‬المالية‪ ،‬النقل واالتصاالت‪ ،‬الصناعة‪ ،‬الطاقة وكذلك تنسيق‬ ‫المرحلة ‪2‬‬
‫النشاطات بين التجمعات في ظرف ‪ 8‬سنوات‪.‬‬

‫خلق مناطق التبادل الحر واالتحادات الجمركية في كل تكامل إقليمي في ظرف ‪10‬‬
‫المرحلة ‪3‬‬
‫سنوات‪.‬‬

‫تنسيق وتجانس األنظمة الجمركية وغير الجمركية بين التجمعات‪ ،‬من أجل الوصول إلى‬
‫المرحلة ‪4‬‬
‫مرحلة اتحاد جمركي قاري‪.‬‬

‫وضع سوق إفريقية مشتركة وتبني سياسة مشتركة في ظرف ‪ 4‬سنوات‪.‬‬ ‫المرحلة ‪5‬‬

‫اندماج جميع القطاعات‪ ،‬إنشاء بنك مركزي إفريقي وعملة إفريقية موحدة‪ ،‬إنشاء وحدة‬
‫المرحلة ‪6‬‬
‫اقتصادية ونقدية وانتخاب برلمان إفريقي في ظرف ‪ 5‬سنوات‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬جمال الدين العاقر‪ ،‬دور التكامل اإلقليمي في تحقيق التنمية االقتصادية دراسة التجربة التكاملية في القارة‬
‫اإلفريقية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتورة في علوم اقتصادية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫تخصص علوم اقتصادية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر ‪ ،2018/2017‬ص ‪.129‬‬

‫من أجل تحقيق األهداف التي جاءت بها هذه االتفاقية على المجموعة أن تقوم بتأمين‪ ،‬وعلى مراحل (‪:)2‬‬

‫‪ -‬تقوية التجمعات االقتصادية اإلقليمية الحالية وانشاء أخرى في األماكن التي ال تتواجد بها؛‬

‫‪1- Commission économique pour l’Afrique, Rapport économique sur l’Afrique 2017 l’industrialisation et‬‬
‫‪l’urbanisation au service de la transformation l’Afrique nations-unies, Addis-Abeba, Ethiopie, 2017, p20.‬‬
‫‪ -2‬جمال الدين العاقر‪ ،‬دور التكتل اإلقليمي في تحقيق التنمية االقتصادية دراسة التجربة التكاملية في القارة اإلفريقية‪،‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتورة في علوم اقتصادية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬تخصص علوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر ‪ ،2018/2017‬ص ص ‪.131-130‬‬
‫‪- 38 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬المصادقة على اتفاقيات من أجل تنسيق السياسات في المجموعات االقتصادية اإلقليمية المتواجدة أو المستقلة؛‬
‫‪ -‬ترقية وتحسين البرامج الثنائية لالستثمار في مجاالت اإلنتاج والمتاجرة بمختلف المنتجات والمدخالت‬
‫في إطار استقاللية جماعية؛‬

‫‪ -‬تحرير التجارة بين الدول اإلفريقية واألعضاء في هذه التكامالت من خالل تقليص الحقوق الجمركية‬
‫على االستيراد والتصدير‪ ،‬إزالة العراقيل غير الجمركية بين الدول األعضاء من أجل خلق منطقة تبادل حر‬
‫على مستوى كل مجموعة اقتصادية إقليمية؛‬

‫‪ -‬تنسيق السياسات الوطنية من أجل تطوير النشاطات اإلقليمية‪ ،‬خاصة في قطاعات الزراعة‪ ،‬الصناعة‪،‬‬
‫النقل واالتصاالت‪ ،‬الطاقة والموارد الطبيعية‪ ،‬التجارة‪ ،‬النقد والمالية‪ ،‬الموارد البشرية‪ ،‬التعليم والثقافة والعلوم‬
‫والتكنولوجيا؛‬

‫‪ -‬تبني سياسة تجارية مشتركة اتجاه باقي الدول؛‬

‫‪ -‬خلق والمحافظة على تعريفة خارجية مشتركة؛‬

‫‪ -‬خلق سوق مشتركة؛‬

‫‪ -‬إزالة وبصورة تدريجية للعوائق أمام حرية انتقال األشخاص‪ ،‬السلع والخدمات ورؤوس األموال؛‬

‫‪ -‬خلق صندوق للتضامن‪ ،‬التنمية والتعويض للتجمعات اإلقليمية؛‬

‫‪ -‬منح معادالت خاصة وتبني إجراءات لصالح الدول األعضاء األمثل تقدما؛‬

‫‪ -‬تنسيق وترشيد نشاطات المنظمات الدولية اإلفريقية الحالية وخلق هيئات حديثة في حال تطلب األمر‪،‬‬
‫من أجل تحويلها إلى أعضاء المجموعة؛‬

‫‪ -‬خلق هيئات دولية من أجل تبادل الخبرات في المجال الزراعي؛‬

‫‪ -‬تعاون وتنسيق السياسات من أجل المحافظة على البيئة‪.‬‬

‫في ‪ 2001‬تم تسريع المحادثات حول التكامل االقتصادي مع تنصيب مجموعة اإلتحاد اإلفريقي وبعث‬
‫االتفاقية الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (‪ )NEPAD‬والذي يهدف إلى تخصيص وعلى المستوى اإلقليمي‬
‫منتجات عمومية مهمة (النقل‪ ،‬الطاقة‪ ،‬تكنولوجيات االتصال) إضافة إلى تعزيز التجارة واالستثمارات البينية‪.‬‬

‫‪- 39 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ومن أهداف اإلتحاد اإلفريقي (‪:)1‬‬

‫‪ -‬تحقيق وحدة وتضامن أكبر بين البلدان والشعوب اإلفريقية؛‬

‫‪ -‬تعزيز الوحدة والتضامن بين الدول اإلفريقية؛‬

‫‪ -‬الدفاع عن سيادة دول القارة وسالمة أراضيها واستقاللها؛‬

‫‪ -‬التعجيل بالتكامل السياسي‪ ،‬االجتماعي واالقتصادي للقارة؛‬

‫‪ -‬تعزيز األمن واالستقرار في القارة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهداف ودوافع التكامالت االقتصادية اإلقليمية اإلفريقية‬

‫إن األهداف الكامنة وراء التكامل االقتصادي واحدة بوجه عام‪ ،‬وان كانت في حالة الدول اإلفريقية‬
‫هي األكثر إلحاحا‪ ،‬فلم يكن الغرض من المجموعة األوروبية اقتصاديا فقط‪ ،‬بل يتعداه إلى النواحي السياسية‪،‬‬
‫وان كان التعاون االقتصادي يأتي في المرتبة األولى‪ ،‬ومن ثم فقد ال يؤدي التعاون االقتصادي إلى اتساع‬
‫التنمية االقتصادية فحسب‪ ،‬بل قد يتضمن االهتمام بالتعاون على المستوى السياسي للوقوف كجبهة إفريقية‬
‫واحدة في شؤون الخارجية للنهوض بإفريقيا اقتصاديا واجتماعيا‪ ،‬وهناك عدة أهداف للتعاون اإلفريقي‪ ،‬ويمكن‬
‫أن نجعلها في النقاط التالية (‪:)2‬‬

‫‪ -‬الحد من مسلسل نهب ثروات إفريقيا من قبل الدول الرأسمالية والحد من التخلف والتبعية؛‬

‫‪ -‬تقوية موقف الدول اإلفريقية إزاء المشاكل والقضايا العالمية‪ ،‬دفع تجارب التكامل لمجابهة التكامالت‬
‫األخرى ونظم الحماية فيها؛‬

‫‪ -‬تعزيز نمو التجارة اإلقليمية بإلغاء الحواجز الجمركية وغير الجمركية‪ ،‬تقوية التنمية اإلقليمية من خالل‬
‫ترقية القطاعات االقتصادية والهياكل اإلقليمية‪ ،‬الحواجز أمام التنقل الحر لعوامل اإلنتاج‪ ،‬وكذا تعزيز‬
‫التعاون النقدي (‪)3‬؛‬

‫‪ -1‬مهدي دهب حسن دهب‪ ،‬االتفاقية الجديدة من أجل تنمية إفريقية‪ ،‬اإلتحاد اإلفريقي واإلصالح السياسي‪ ،‬مجلة دراسات‬
‫إفريقية‪ ،‬جامعة إفريقيا العالمية‪ ،‬العدد‪ ،51‬سنة ‪ ،30‬السودان‪ ،‬جوان ‪ ،2014‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -2‬يوسف خميس أبو فارس‪ ،‬دور التكامالت اإلقليمية في تعزيز الوحدة االقتصادية والسياسية في إفريقيا‪ ،‬مجلة دراسات‬
‫إفريقية‪ ،‬جامعة إفريقيا العالمية‪ ،‬العدد ‪ ،32‬السودان‪ ،2004 ،‬ص ص ‪.106 -105‬‬
‫‪3- Conférence des nations unies sur le commerce et le développement, op, cit, p 09.‬‬
‫‪- 40 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬دفع عمليات اإلنماء الزراعي والصناعي فإن التخصص في اإلنتاج الزراعي على أساس االختالفات في‬
‫نوع التربة وفي األحوال الجوية فضال عن المهارات المتوفرة‪ ،‬هو أفضل األساليب لزيادة اإلنتاج الزراعي‪،‬‬
‫وكذلك لدعم التبادل التجاري على المستوى اإلقليمي من الدول النامية‪.‬‬

‫في األخير يمكن القول إن التكامل االقتصادي اإلفريقي يجيب عن خاصيتين أساسيتين‪ :‬األولى‬
‫وتتمثل في تعزيز الوحدة السياسية على المستوى اإلفريقي‪ ،‬والثانية تتمثل في تفعيل النمو االقتصادي والتنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬إ ذ تعد اإلقليمية وبصفة خاصة تلك التي تتعلق بتكامل األسواق على المستوى القاري‪ ،‬وسيلة‬
‫لمساعدة البلدان اإلفريقية على تخطي المشاكل الهيكلية التي واجهتها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهم التكامالت االقتصادية اإلقليمية اإلفريقية والنتائج المحققة في اطارها‬

‫شهدت القارة ميالد العديد من التكامالت االقتصادية داخل األقاليم الفرعية والتي كانت تهدف إلى‬
‫تلبية طموحات وأمال الشعوب والتغلب على الظروف االقتصادية واالجتماعية الصعبة عبر التعاون والتكامل‬
‫االقتصادي‪ ،‬ومن هنا نتطرق إلى أهم التكامالت االقتصادية التي شهدتها القارة االفريقية والتي كان لها‬
‫الدور البارز في النهوض بالتنمية االقتصادية للدول األعضاء‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أهم التكامالت االقتصادية اإلقليمية اإلفريقية‬

‫إن الهدف األساسي من فكرة التكامل االقتصادي اإلفريقي هو خلق مجموعة اقتصادية إفريقية‪،‬‬
‫ومن أجل ذلك إعترف اإلتحاد اإلفريقي بثمانية تكامالت اقتصادية إقليمية وهي (‪:)1‬‬

‫‪ -‬اتحاد المغرب العربي "‪"UMA‬؛‬

‫‪ -‬السوق المشتركة لشرق وجنوب افريقيا "كوميسا" ‪COMESA‬؛‬

‫‪ -‬مجموعة إفريقيا الشرقية ‪EAC‬؛‬

‫‪ -‬المجموعة االقتصادية لدول وسط أفريقيا ‪CEEAC‬؛‬

‫‪ -‬تجمع دول الساحل والصحراء ‪CENSAD‬؛‬

‫‪ -‬الهيئة الحكومية للتنمية ‪IGAD‬؛‬

‫‪1- Groupe de la banque africaine de développement, p 10.‬‬


‫‪- 41 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬المجموعة االقتصادية لدول غرب إفريقيا ‪CEDEAO‬؛‬

‫‪ -‬مجموعة التنمية إلفريقيا الجنوبية ‪.SADC‬‬

‫قطعت هذه التكامالت أشواطا متباينة من مراحل التكامل االقتصادي والجدول رقم (‪ )02.02‬يبين‬
‫أهم تكامالت القارة اإلفريقية‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)02.02‬أهم التكامالت االقتصادية اإلقليمية في القارة اإلفريقية‬

‫الهدف‬ ‫تاريخ‬ ‫المجموعة االقتصادية‬


‫الدول األعضاء‬ ‫قطاع التكامل والتعاون‬ ‫النوع‬
‫الخاص‬ ‫النشأة‬ ‫اإلقليمية األساسية‬
‫تكامل‬
‫الجزائر‪ ،‬ليبيا‪ ،‬تونس‪ ،‬المغرب‪،‬‬ ‫سلع‪ ،‬خدمات‪ ،‬استثمار‪ 14 ،‬فيفري‬ ‫اتحاد‬
‫اقتصادي‬ ‫اتحاد المغرب العربي‬
‫موريتانيا‬ ‫‪1989‬‬ ‫هجرة‬ ‫جمركي‬
‫تام‬
‫أنغوال‪ ،‬بورندي‪ ،‬كموروس‪ ،‬جيبوتي‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬إريتريا‪ ،‬إثيوبيا‪ ،‬كينيا‪،‬‬
‫مدغشقر‪ ،‬مالوي‪ ،‬موزنبيق‪ ،‬ناميبيا‪ ،‬سوق‬ ‫سلع‪ ،‬خدمات‪ ،‬استثمار‪ 8 ،‬ديسمبر‬ ‫السوق المشتركة إلفريقيا منطقة‬
‫مشتركة‬ ‫أوغندا‪ ،‬كونغو الدمقراطية‪ ،‬روندا‪،‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫الشرقية وافريقيا الجنوبية تبادل حر هجرة‬
‫سيشل‪ ،‬سودان‪ ،‬سوازيالند‪ ،‬زامبيا‪،‬‬
‫زيمبابوي‬
‫البينين‪ ،‬بوركينا فاسو‪ ،‬ساحل العاج‪،‬‬
‫تكامل‬ ‫جيبوتي‪ ،‬مصر‪ ،‬اريتريا‪ ،‬غامبيا‪،‬‬
‫سلع‪ ،‬خدمات‪ ،‬استثمار‪ 4 ،‬فيفري‬ ‫منطقة‬ ‫مجموعة الساحل‬
‫اقتصادي‬ ‫ليبيا‪ ،‬مالي‪ ،‬المغرب‪ ،‬النيجر‪،‬‬
‫‪1998‬‬ ‫تبادل حر هجرة‬ ‫الصحراوي‬
‫تام‬ ‫نيجريا‪ ،‬إفريقيا الوسطى‪ ،‬كونغو‬
‫الديمقراطية‪ ،‬رواندا‪ ،‬ساوتومي‪ ،‬تشاد‬
‫البينين‪ ،‬بوركينا فاسو‪ ،‬ساحل العاج‪،‬‬
‫تكامل‬
‫سلع‪ ،‬خدمات‪ ،‬استثمار‪ 24 ،‬جويلية ساحل األخضر‪ ،‬غامبيا‪ ،‬غانا‪،‬‬ ‫منطقة‬ ‫المجموعة االقتصادية‬
‫اقتصادي‬
‫غينيا‪ ،‬غينيا بيساو‪ ،‬ليبيريا‪ ،‬مالي‪،‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫تبادل حر هجرة‬ ‫لدول إفريقيا الغربية‬
‫تام‬
‫نيجر‪ ،‬سينغال‪ ،‬سيراليون‪ ،‬طوغو‬
‫تكامل‬
‫سلع‪ ،‬خدمات‪ ،‬استثمار‪ 25 ،‬نوفمبر جيبوتي‪ ،‬إرتيريا‪ ،‬إثيوبيا‪ ،‬كينيا‪،‬‬ ‫منطقة‬ ‫الهيئة الحكومية من‬
‫اقتصادي‬
‫اوغندا‪ ،‬صومال‪ ،‬السودان‬ ‫‪1996‬‬ ‫تبادل حر هجرة‬ ‫اجل التنمية‬
‫تام‬
‫تكامل‬
‫أفريقيا الجنوبية‪ ،‬انغوال‪ ،‬بوتسوانا‪،‬‬ ‫سلع‪ ،‬خدمات‪ ،‬استثمار‪ 1 ،‬ديسمبر‬ ‫منطقة‬ ‫مجموعة تنمية إفريقيا‬
‫اقتصادي‬
‫ليزوتو‪ ،‬ماالوي‪ ،‬موريس‪ ،‬موزنبيق‪،‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫تبادل حر هجرة‬ ‫الجنوبية‬
‫تام‬

‫‪- 42 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ناميبيا‪ ،‬كونغو الديمقراطية‪ ،‬تنزانيا‪،‬‬
‫سوازيالند‪ ،‬زامبيا‪ ،‬زيمبابوي‬
‫تكامل‬
‫كاميرون‪ ،‬كونغو‪ ،‬غابون‪ ،‬غينيا‬ ‫سلع‪ ،‬خدمات‪ ،‬استثمار‪ 24 ،‬جوان‬ ‫اتحاد‬ ‫المجموعة االقتصادية‬
‫اقتصادي‬
‫االستوائية‪ ،‬إفريقيا الوسطى‪ ،‬التشاد‬ ‫‪1999‬‬ ‫هجرة‬ ‫والنقدية إلفريقيا الوسطى جمركي‬
‫تام‬
‫تكامل‬
‫‪ 4‬جويلية‬ ‫اتحاد‬
‫بورندي‪ ،‬كينيا‪ ،‬أوغندا‪ ،‬تنزانيا‪ ،‬روندا اقتصادي‬ ‫تكامل اقتصادي تام‬ ‫مجموعة إفريقيا الشرقية‬
‫‪2000‬‬ ‫جمركي‬
‫تام‬
‫اتحاد‬ ‫‪ 15‬جويلية إفريقيا الجنوبية‪ ،‬بوتسوانا‪ ،‬ليزوتو‪،‬‬ ‫اتحاد‬ ‫اإلتحاد الجمركي‬
‫تكامل اقتصادي تام‬
‫جمركي‬ ‫ناميبيا‪ ،‬سوازيالند‬ ‫‪2004‬‬ ‫جمركي‬ ‫إلفريقيا الجنوبية‬
‫البنين‪ ،‬بوركينا فاسو‪ ،‬ساحل العاج‪،‬‬ ‫تجانس قانون تجاري‪،‬‬
‫اتحاد‬ ‫‪ 10‬جانفي‬ ‫اتحاد‬ ‫اإلتحاد االقتصادي‬
‫غينيا بيساو‪ ،‬مالي‪ ،‬نيجر‪ ،‬سينغال‪،‬‬ ‫تقارب السياسات‬
‫جمركي‬ ‫‪1994‬‬ ‫جمركي‬ ‫والنقدي إلفريقيا‬
‫طوغو‬ ‫االقتصادية الكلية‬

‫‪Source : Conférence des nations unies sur le commerce et le développement, op, cit, p 01‬‬
‫يوجد حاليا ستة عشر (‪ )16‬تكامل إقليمي‪ ،‬ثمانية منها معترف بها من قبل اإلتحاد اإلفريقي‪ ،‬تعمل‬
‫كدعامة إلنشاء المجموعة االقتصادية اإلفريقية‪ ،‬يحتوي الجزء الغربي من القارة على ثالث تكامالت على‬
‫غرار‪ " :‬اإليكواس"‪" ،‬السيدياو" واتحاد بحيرة مانو‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المجموعة االقتصادية لدول غرب إفريقيا ‪:CEDEAO‬‬

‫تعود فكرة إنشاء مجموعة غرب افريقية إلى العام ‪ 1964‬على أيدي الرئيس الليبري "وليام طوبمان"‬
‫الذي أطلقها بعدما وقع في فبراير ‪ 1965‬على اتفاق يضم إلى جانب بالده؛ كال من الكوت ديفوار (ساحل‬
‫العاج) وغينيا والسيراليون‪ .‬لكن التجربة لم تقوى أمام األزمات الحدودية ومصاعب التدخالت الغربية ففشلت‬
‫سريعا‪ .‬ومع تسلق الجيل الثاني من القادة القادمين إلى السلطة بواسطة االنقالبات العسكرية أعيد استئناف‬
‫المشروع على يدي الجنرال " ياكوبو دان يوما جوون " (رئيس نيجيريا) والجنرال " أكناسينغ بي أياديما "‬
‫(رئيس الطوغو)؛ اللذين تزعما جهود قيام االتحاد وجمع مساهمات اثنتي عشرة دولة في المشروع‪ .‬فخصصا‬
‫أول اجتماع بالعاصمة الطوغولية لومي سنة ‪ 1972‬لدراسة معاهدة التجمع المقترحة‪ ،‬وفي جانفي ‪1974‬‬
‫بأك ار (غانا) انعقد اجتماع الخبراء للنظر في الجوانب المؤسسية‪ ،‬وفي جانفي ‪ 1975‬بمونروفيا عقد اجتماع‬
‫للحكومات إلقرار مضامين المعاهدة المقترحة‪ ،‬وأخي ار وقعت أربعة عشر دولة غرب افريقية على معاهدة‬
‫المجموعة االقتصادية لدول غرب أفريقيا في ‪ 28‬ماي ‪ 1975‬بالغوس‪ .‬وتتكون المجموعة من‪ :‬داهومي‪،‬‬

‫‪- 43 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫غامبيا‪ ،‬غانا‪ ،‬غينيا‪ ،‬ساحل العاج‪ ،‬ليبيريا‪ ،‬مالي‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬النيجر‪ ،‬نيجيريا‪ ،‬السنغال‪ ،‬سيراليون‪ ،‬الطوغو‬
‫وبوركينافاسو‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار اتجهت دول غرب افريقيا إلى إقامة عالقات اندماجية متكافئة فيما بينها بهدف تبادل‬
‫المصالح االقتصادية واالستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية المتاحة‪ ،‬وتوحيد القواعد واإلجراءات مما يؤدي‬
‫إلى زيادة اإلنتاج وتطوير التبادل التجاري بين بلدان المجموعة االقتصادية‪ .‬هذه األخيرة كانت تهدف إلى‬
‫إنشاء سوق موحدة‪ ،‬لزيادة التبادل للسلع والخدمات‪ ،‬وتحرير انتقال عوامل اإلنتاج‪ ،‬وتنسيق السياسات‬
‫االقتصادية‪ ،‬إضافة إلى التخفيض التدريجي والمستمر للتعريفات الجمركية‪ ،‬وازالتها نهائيا بحلول عام‬
‫‪ ،1989‬وتطبيق تعريفة موحدة بحلول عام ‪.)1( 1990‬‬

‫وبهدف تعزيز االندماج االقتصادي من أجل الوصول إلى وحدة اقتصادية إلفريقيا الغربية عن طريق‬
‫مجموعة من األهداف التي ترمي إلى تحقيق تجانس السياسات الوطنية في جميع القطاعات االقتصادية‬
‫(الزراعة‪ ،‬صناعة‪ ،‬نقل‪ ،‬اتصاالت‪ ،‬طاقة‪ ،‬تجارة‪ ،‬نقود ومالية)‪ ،‬خلق سوق مشتركة وتحقيق وحدة نقدية‪،‬‬
‫يشترك في هذا التكامل خمسة عشرة دولة ويعد أكبر تكامل إقليمي إفريقي من حيث عدد السكان حيث‬
‫يحتوي على أكثر من ‪ 302‬مليون نسمة وهو ما يمثل ثلث سكان القارة (‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬السوق المشتركة لشرق وجنوب افريقيا ‪:COMESA‬‬

‫تعتبر أحد أعمدة المجموعة االقتصادية اإلفريقية‪ ،‬وقد ظهرت السوق المشتركة لدول شرق وجنوب‬
‫إفريقيا على مراحل منذ عام ‪ 1960‬إلى أن تحققت بالصورة التي نراها اليوم في شكل منظمة الكوميسا‪ .‬وقد‬
‫عقد أوال اتحاد جمركي بين غينيا وأوغندا ثم عدلت أحكامها‪ ،‬ففي مارس ‪ 1978‬تم التوقيع على إعالن‬
‫لوزاكا المتضمن مشروع إقامة وحدة اقتصادية بين دول اإلقليم‪ ،‬وفي ديسمبر ‪ 1981‬تم التوقيع على معاهدة‬
‫إنشاء منطقة التجارة الحرة التفضيلية بعاصمة زامبيا لوزاكا‪ ،‬ودخلت المعاهدة حيز التنفيذ في ‪ 30‬سبتمبر‬
‫‪ ،1982‬ثم تحولت هذه المعاهدة لتأخذ شكل تجمع الكوميسا في ‪ 05‬نوفمبر ‪ ،1993‬وتم طرح فكرة تحويل‬

‫‪ -1‬شليحي الطاهر‪ ،‬مختاري مصطفى‪ ،‬تقييم لتجارب التكامل االقتصادي في إفريقيا‪ ،‬مجلة الدراسات االقتصادية المعاصرة‪،‬‬
‫جامعة الجلفة‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ،06‬الجلفة‪ ،2018 ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -2‬جمال الدين العاقر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪- 44 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫منطقة التجارة التفضيلية إلى سوق مشتركة‪ ،‬ليتم التوقيع على المعاهدة الجديدة لسوق الكوميسا اإلفريقي في‬
‫‪ 08‬ديسمبر ‪ 1994‬في ليونجوي عاصمة ماالوي‪.‬‬

‫وتضم حاليا ‪ 19‬دولة واقعة في جنوب وشرق إفريقيا‪ ،‬وتسعى الدول من خالل هذه السوق إلى‬
‫إقامة اتحاد نقدي عام ‪ .2025‬مع العلم أنه في سنة ‪ 2000‬تم التحرك نحو إقامة منطقة التجارة الحرة‬
‫والقضاء على كافة القيود الجمركية وغير الجمركية‪ ،‬واالتفاق على انشاء االتحاد الجمركي بحلول ديسمبر‬
‫‪ 2004‬بهدف وضع تعريفة جمركية موحدة اتجاه السلع الواردة من الدول غير األعضاء‪ ،‬وقد تأخرت هذه‬
‫العملية إلى غاية جوان ‪.2009‬‬

‫تتشكل سوق الكوميسا من الدول التالية‪ :‬مصر‪ ،‬كينيا‪ ،‬السودان‪ ،‬موريشيوس‪ ،‬زامبيا‪ ،‬زيمبابوي‪،‬‬
‫جيبوتي‪ ،‬ماالوي‪ ،‬مدغشقر‪ ،‬رواندا‪ ،‬بوروندي‪ ،‬جزر القمر‪ ،‬ناميبيا‪ ،‬السيشل‪ ،‬اريتريا‪ ،‬أوغندا‪ ،‬اثيوبيا‪ ،‬الكونغو‬
‫الديموقراطية‪ ،‬سوازيالند‪ .‬وقد انسحبت كل من ليزوتو في ‪ 1996‬والموزمبيق سنة ‪ ،1997‬تنزانيا سنة‬
‫‪ 2000‬كما تم تعليق عضوية انغوال‪.‬‬

‫تتداخل هذه المنظمة مع منظمات أخرى من حيث العضوية مثل تجمع الساحل والصحراء‪ ،‬وااليكاس‪.‬‬
‫كما أنها تمتلك ميزة اقتصادية مهمة تتمثل في تنوع المناخ للدول األعضاء نظ ار للتوزيع الرأسي لدول‬
‫الكوميسا‪ ،‬وتعد الكوميسا من أكبر التجمعات االقتصادية االقليمية الفرعية‪ ،‬إذ تغطي ما يعادل ‪ % 41‬من‬
‫مساحة القارة االفريقية‪.‬‬

‫هناك ‪ 14‬دولة تطبق االعفاء الكامل من الرسوم الجمركية على السلع الواردة من الدول األعضاء‬
‫في منطقة التجارة الحرة‪ ،‬بينما تطبق دولة إرتيريا اعفاء جمركي بنسبة ‪ % 80‬واثيوبيا بنسبة ‪ % 10‬أما‬
‫الكونغو الديمقراطية فتطبق تخفيض تدريجي وفق النسب التالية‪ % 30 ،% 30 ،% 40 :‬على مدار ثالث‬
‫سنوات ابتداء من يناير ‪ ،2016‬في حين أن سوازيالند لم تطبق أي إعفاءات جمركية‪.‬‬

‫ومن أهدافها الرئيسية (‪:)1‬‬

‫‪ -‬السعي إلى تنمية الدول األعضاء عن طريق تشجيع التنمية المتوازنة والمتناسقة بين هيكل انتاجها‬
‫وتسويق منتجاتها؛‬

‫‪ - 1‬جمال الدين العاقر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.137‬‬


‫‪- 45 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬تعزيز التعاون والتنمية في كافة قطاعات النشاط االقتصادي لرفع المستوى المعيشي؛‬

‫‪ -‬تقوية العالقات بين الدول األعضاء؛‬

‫‪ -‬التعاون على خلق بيئة مشجعة لالستثمار األجنبي؛‬

‫‪ -‬تشجيع البحث العلمي والتطوير؛‬

‫‪ -‬التعاون لتعزيز السالم والمن واالستقرار بين الدول األعضاء؛‬

‫‪ -‬التعاون في توثيق العالقات بين السوق االفريقية المشتركة وباقي دول مناطق العالم‪ ،‬وتبني مواقف‬
‫مشتركة في المحافل الدولية؛‬

‫‪ -‬دفع عجلة التنمية المشتركة في كافة مجاالت النشاط االقتصادي (الزراعة‪ ،‬المن الغذائي‪ ،‬النقل‬
‫والمواصالت‪ ،‬الخدمات‪ ،‬الصناعة‪ ،‬الطاقة‪ ،‬الثروة الحيوانية‪)...‬؛‬

‫‪ -‬تحقيق النمو والتنمية المستدامة في الدول األعضاء؛‬

‫‪ -‬إيجاد بيئة مشجعة لالستثمار المحلي واألجنبي‪ ،‬وتشجيع أنشطة البحث والتطوير؛‬

‫‪ -‬تشجيع السلم والمن واالستق ارر بين الدول األعضاء بهدف تعزيز التنمية االقتصادية في المنطقة؛‬

‫‪ -‬تقوية العالقات بين دول السوق المشتركة وبقية دول العالم واتخاذ مواقف مشتركة في المجال الدولي؛‬

‫‪ -‬تشجيع التجارة االقليمية وانشاء المؤسسات التي تكفل تنفيذ التعاون بين الدول األعضاء بحيث يمكن‬
‫من خاللها ضمان االستغالل األمثل للموارد االفريقية‪.‬‬

‫يتواجد المقر الرئيسي للتكامل بمدينة لوساكا – زامبيا‪ ،‬كما يضم هذا التكامل مجموعة من‬
‫المؤسسات تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬بنك الكوميسا للتنمية والتجارة ‪ PTA BANK‬ومقره في كينيا؛‬

‫‪ -‬مؤسسة الكوميسا للتأمين ‪ ZIP RI‬ومقرها في كينيا؛‬

‫‪ -‬محكمة الكوميسا لتسوية النزاعات ‪ CCJ‬ومقرها في مصر؛‬

‫‪ -‬معهد الجلود والمنتجات الجلدية ‪ LLI‬ومقره في اثيوبيا؛‬

‫‪ -‬مؤسسة االستثمار اإلقليمية ‪ RIA‬ومقرها في مصر؛‬

‫‪- 46 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬مؤسسة التجارة في السلع ‪.ACTESA‬‬

‫ومن المبادئ الرئيسية للكوميسا ما يلي‪:‬‬

‫✓ المساواة واالعتماد المتبادل بين الدول األعضاء؛‬

‫✓ التضامن واالعتماد الجماعي على الذات بين الدول األعضاء؛‬

‫✓ تنسيق السياسات وتكامل البرامج بين الدول األعضاء؛‬


‫✓ تحقيق المن والسالم واالستقرار؛‬

‫✓ االعتراف بحقوق االنسان والشعوب وحمايتها؛‬

‫✓ تسوية المنازعات بين الدول األعضاء سلميا والتعاون الفعال بين الدول المتجاورة وتشجيع الحفاظ على‬
‫بيئة سليمة كأحد متطلبات التنمية االقتصادية (‪.)1‬‬

‫ثالثا‪ :‬مجموعة إفريقيا الشرقية ‪:EAC‬‬

‫تم التوقيع على معاهدة للتعاون الشرق االفريقي بأوغندا في ‪ 06‬جوان ‪ 1967‬من طرف أوغندا‪ ،‬كينيا‬
‫وتنزانيا‪ .‬وقد أنشئت بمقتضاها جماعة شرق افريقيا ‪ EAC‬وأرست المبادئ التي أخذت بها منظمة الخدمات‬
‫المشتركة لنشرق افريقيا ومقرها في أروشا )تنزانيا)‪ ،‬ودخلت حيز التنفيذ في ‪ 01‬ديسمبر ‪ .1967‬ووضعت‬
‫االتفاقية أسس السوق المشتركة لشرق افريقيا ومدتها ‪ 15‬سنة وكان هدفها هو إقامة اتحاد اقتصادي‪ ،‬غير‬
‫أن هذه الخطوة لم تكلل بالنجاح وانهارت الجماعة‪ .‬والى غاية سنة ‪ 1999‬تم التوقيع على معاهدة إلعادة‬
‫بناء الجماعة لتدخل حيز التنفيذ بعد استكمال الدول الثالث التصديق عليها في منتصف ‪ 2000‬على أساس‬
‫تشكيل سوق مشتركة‪.‬‬

‫يضم التجمع ‪ 05‬دول وهي‪ :‬أوغندا‪ ،‬كينيا‪ ،‬تنزانيا‪ ،‬رواندا‪ ،‬وبورندي‪ .‬والهدف منه يتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬تعزيز قيم الوحدة اإلفريقية؛‬

‫‪ -‬حرية تنقل االفارقة بين الدول اإلفريقية؛‬

‫‪ -‬إقامة المؤسسات المالية والنقدية اإلفريقية؛‬

‫‪ -1‬شليحي الطاهر‪ ،‬مختاري مصطفى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.71-70‬‬


‫‪- 47 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬ترشيد المجموعات االقتصادية اإلفريقية وذلك عبر إزالة جوانب التداخل واالزدواجية بين المجموعات‬
‫االقتصادية اإلفريقية؛‬

‫‪ -‬إقامة سوق مشتركة وتيسير إجراءات السفر والتنسيق في مجال التعريفات الجمركية (‪.)1‬‬

‫رابعا‪ :‬تجمع دول الساحل والصحراء ‪:CENSAD‬‬

‫تأسس سنة ‪ 1998‬على أساس منطقة للتبادل الحر‪ ،‬ويتشكل من ‪ 27‬دولة وهي كل دول شمال‬
‫افريقيا ما عدا الجزائر وكل دول غرب افريقيا ما عدا الرأس األخضر إضافة إلى خمس دول من شرق أفريقيا‬
‫وهي‪ :‬جزر القمر‪ ،‬جيبوتي‪ ،‬اريتريا‪ ،‬الصومال والسودان ودولتان من افريقيا الوسطى وهي‪ :‬جمهورية إفريقيا‬
‫الوسطى وتشاد وساو تومي برنسيبي من جنوب أفريقيا‪.‬‬

‫ومن أهداف هذا التجمع‪:‬‬

‫‪ -‬إقامة اتحاد اقتصادي شامل يستند على استراتيجية تنفذ من خالل مخطط تنموي متكامل مع مخططات‬
‫التنمية على المستوى الوطني للدول األعضاء؛‬
‫‪ -‬اتخاذ االجراءات الالزمة لضمان تسهيل تحرك األشخاص ورؤوس األموال بين الدول األعضاء؛‬
‫‪ -‬تنسيق النظم التعليمية في مختلف مستويات التعليم والتنسيق في المجاالت الثقافية والعلمية التكنولوجية‬
‫والفنية‪.‬‬
‫ويعتبر هذا التجمع األكبر من حيث عدد السكان (‪ )% 48‬والناتج (‪ )% 55‬تتقدمهم نيجيريا‬
‫ومصر بت ‪ %35‬و ‪ %26‬من حجم الناتج لهذه المجموعة‪ ،‬وتشكل الزراعة المورد االقتصادي األساسي‬
‫للدول األعضاء (‪ % 75‬من الناتج اإلجمالي) والتي تشغل حوالي ‪ % 65‬من اليد العاملة فيه‪ .‬وبالرغم‬
‫من أهمية هذه المجموعة فإن التجارة البينية تكاد تكون مفقودة بين أعضائها (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬شليحي الطاهر‪ ،‬مختاري مصطفى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.72-71‬‬


‫‪ -2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪- 48 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫خامسا‪ :‬مجموعة التنمية إلفريقيا الجنوبية ‪:SADC‬‬

‫تأسس هذا التجمع في أفريل ‪ 1980‬تحت إسم “مؤتمر تنسيق تطوير الجنوب اإلفريقي التنمية الجنوب‬
‫افريقي )‪ "(SADCC‬قبل أن يتحول إلى تجمع التنمية الجنوب إفريقي في أوت ‪ .1992‬يتواجد مقر التجمع‬
‫بجابرونى ببتسوانا ويضم ‪ 14‬دولة وهي‪ :‬كل دول إفريقيا الجنوبية ما عدى ساو تومي وبرينسيبي إضافة‬
‫إلى مدغشقر والكنغو الديمقراطية من إفريقيا الوسطى وتنزانيا من شرق إفريقيا‪ ،‬ويمثل هذا التجمع حوالي‬
‫ربع سكان افريقيا و ‪ % 27‬من ناتجها اإلجمالي سنة ‪ 2016‬تتقدمهم جنوب إفريقيا من حيث حجم اإلنتاج‬
‫بت ‪ % 49,5‬والكونغو الديمقراطية من حيث عدد السكان بنسبة ‪.)1( % 24,2‬‬

‫وتنص اتفاقية النشأة على تحقيق نمو اقتصادي دائم وتنمية اقتصادية واجتماعية تسمح بالقضاء على‬
‫الفقر‪ ،‬تحسين المستوى المعيشي للمواطنين والقضاء على التفاوتات الجهوية‪ ،‬الدفاع ونشر الديمقراطية‪،‬‬
‫يتميز هذا التكامل بوفرة الموارد الطبيعية وامكانات اقتصادية ال بأس بها‪ ،‬خاصة مع الدور الرئيسي الذي‬
‫يلعبه اقتصاد جنوب إفريقيا مما يمكن البلدان األعضاء من الخروج نوعا ما من التهميش االقتصادي (‪.)2‬‬

‫سادسا‪ :‬المجموعة االقتصادية لدول وسط إفريقيا ‪:CEEAC‬‬

‫تأسست هذه المجموعة في أكتوبر ‪ 1983‬وتضم في عضويتها ‪ 11‬دولة‪ 7 ،‬دول من إفريقيا الوسطى‬
‫وهي‪ :‬الكاميرون‪ ،‬جمهورية وسط إفريقيا‪ ،‬تشاد‪ ،‬الكونغو (ب ارزافيل)‪ ،‬جمهورية الكونغو الديمقراطية‪ ،‬غينيا‬
‫االستوائية‪ ،‬الغابون ودولتان من كل من شرق أفريقيا وهي البوروندى ورواندا وجنوب أفريقيا وهي أنجوال‬
‫وساوتومى وبرنسيب‪.‬‬

‫وعشر إنتاجها‪ .‬وتعتبر هذه المجموعة من أضعف‬


‫تمثل هذه المجموعة تقريبا ‪ % 15‬من سكان القارة ُ‬
‫المنظمات القائمة في إفريقيا وأشدها تعرضا للصراعات حيث لم تتخلص بعد من آثار الصراعات البينية‬
‫واألهلية مما يجعل الطريق أمام تحقيق أهداف التجمع صعبا (‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬شليحي الطاهر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.73‬‬


‫‪ -2‬جمال الدين العاقر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪ -3‬شليحي الطاهر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪- 49 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫سابعا‪ :‬الهيئة الحكومية للتنمية ‪:IGAD‬‬

‫وهي معروفة بإسم الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة التصحر وقد أنشأت عام ‪ 1986‬ثم تحولت إلى‬
‫الهيئة الحكومية للتنمية سنة ‪ 1995‬وتضم كال من‪ :‬جيبوتي‪ ،‬إريتريا‪ ،‬إثيوبيا‪ ،‬كينيا‪ ،‬اوغندا‪ ،‬صومال‪،‬‬
‫السودان‪ ،‬غانا‪ ،‬تنزانيا‪ ،‬روندا‪ ،‬بورندي ويقع مقرها الرسمي في جيبوتي (‪.)1‬‬

‫تهدف منظمة " اإليقاد " على تحقيق هدفين صريحين‪ :‬السالم واألمن وكذا التكامل االقتصادي من‬
‫الدول األعضاء‪ ،‬إذ ترى أن السالم واألمن شرط مسبق لزيادة السوق اإلقليمية مع زيادة التكامل االقتصادي‬
‫اإلقليمي ويعزز االعتماد االقتصادي المتبادل بين الدول األعضاء‪ ،‬وهو أمر مهم للتصدي للتحديات‬
‫اإلقليمية األخرى مثل التحديات المتعلقة باألمن الغذائي‪ ،‬نوع الجنس والمساواة وآثار تغير المناخ (‪.)2‬‬

‫ثامنا‪ :‬اتحاد المغرب العربي ‪:UMA‬‬

‫تأسس اتحاد المغرب العربي في ‪ 17‬فيفري ‪ 1989‬قمة رؤساء دول المغرب العربي بتوقيع معاهدة‬
‫تأسيس اإلتحاد بمراكش‪ ،‬والتي تعد بمثابة التحول التاريخي للعالقات المغاربية‪ ،‬إن فكرة إنشاء تكامل مغاربي‬
‫تعود إلى سنة ‪ 1964‬من خالل إنشاء لجنة استشارية مغاربية دائمة بعد انعقاد مؤتمر ضم وزراء االقتصاد لكل‬
‫من تونس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المغرب وليبيا‪ ،‬قصد ضبط محاور التعاون االقتصادي (‪.)3‬‬

‫والهدف من انشاء اإلتحاد المغاربي ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تمتين أواصر األخوة التي تربط الدول األعضاء وشعوبها ببعضها البعض؛‬

‫‪ -‬العمل على تحقيق تقدم ورفاهية مجتمعاتها وكذا الدفاع عن حقوقها بما يجسم التضامن ويسمح بتحقيق‬
‫اندماج أفضل القتصاديات الدول األعضاء؛‬

‫‪ -‬تحرير انتقال رؤوس األموال بين الدول األعضاء؛‬

‫‪ -‬تنسيق السياسات النقدية وتنسيق أنظمة الرقابة على الصرف‪.‬‬

‫‪ -1‬فوزية خدا كرم‪ ،‬التكامالت االقتصادية العالمية وانعكاساتها على الدول النامية‪ ،‬مجلة العلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،43‬جامعة بغداد‪ ،‬سنة‬
‫غير مذكورة‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫‪2- Bruce Byiers, The political economic of regional integration in africa intergouvernemental, Autorithy on developments,‬‬
‫‪county not mentioned,2016, p 4.‬‬
‫‪3- Khadra Bichera, Le grand Maghreb et l’Europe, enjeux et perspectives, publisud-quorum, CERAMAC paris,‬‬
‫‪1992, p 55.‬‬
‫‪- 50 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النتائج المحققة في إطار التكامل االقتصادي اإلفريقي‬

‫إن عدد كبير من التكامالت اإلقليمية قد حقق قفزة نوعية في مجال التكامل اإلفريقي‪ ،‬فبعض التكامالت مثل‪:‬‬
‫كوميسا‪ ،‬مجموعة إفريقيا الشرقية " سياك " (‪ " ،)CEEAC‬سيد ياو " (‪ ،)CEDEAO‬و " ساداك " (‪.)SADC‬‬

‫لحقت لمرحلة منطقة التبادل الحر‪ ،‬في حين أن كل من السانساد (‪ )CENSAD‬واإليجاد (‪ )IGAD‬فهما‬
‫في مرحلة تشكل منطقة تبادل حر‪ ،‬أما كوميسا فقد كونت اتحادها الجمركي في جوان ‪ ،)1( 2009‬أما مجموعة‬
‫إفريقيا الشرقية فلديها اتحاد جمركي فعال‪ ،‬الجدير بالذكر هنا تباين األشواط التي قطعتها التكامالت االقتصادية‬
‫اإلفريقية في مراحل التكامل االقتصادي بما يتماشى مع طموحات كل تكامل وكل دولة عضو‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)02.03‬وضعية خلق مناطق التبادل الحر واالتحادات الجمركية في التكامالت الثمانية‬

‫الهيئة‬ ‫المجموعة‬ ‫المجموعة‬


‫مجموعة‬ ‫مجموعة‬ ‫السوق المشتركة‬ ‫مجموعة‬ ‫اتحاد‬
‫الحكومية‬ ‫االقتصادية‬ ‫اإلفريقية‬
‫إفريقيا‬ ‫إفريقيا‬ ‫إلفريقيا الجنوبية‬ ‫إفريقيا‬ ‫المغرب‬ ‫المرحلة‬
‫من أجل‬ ‫لدول إفريقيا‬ ‫لدول إفريقيا‬
‫الجنوبية‬ ‫الشرقية‬ ‫والشرقية‬ ‫الشرقية‬ ‫العربي‬
‫التنمية‬ ‫الشرقية‬ ‫الغربية‬

‫منطقة‬
‫أطلق‬ ‫تقدم‬ ‫تحقق‬ ‫تحقق (وضع)‬ ‫تحقق وعملي‬ ‫تحقق‬ ‫ال تقدم جاري‬ ‫ال تقدم‬
‫تبادل حر‬

‫مقرر سنة‬ ‫عملي‬ ‫مقرر سنة‬ ‫في طريق‬ ‫اتحاد‬


‫ال تقدم‬ ‫انطلق‬ ‫ال تقدم‬ ‫ال تقدم‬
‫‪2010‬‬ ‫بالكامل‬ ‫‪2010‬‬ ‫التحقق‬ ‫جمركي‬

‫‪Source : LA commission économique pour l’Afrique, état de l’intégration économique en‬‬


‫‪Afrique : développer le commerce interafricain, aria 4, Addis Abeba, 2010, p 14.‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول رقم (‪ )02.03‬أن خلق المجموعة االقتصادية اإلفريقية كما اقترحت في‬
‫اتفاقية " أبوجا " ال بد أن يمر بعدة مراحل‪ ،‬المرحلة الثانية المنتهية سنة ‪ 2007‬تتطلب تعزيز التكامل‬
‫االقتصادي داخل التكامالت اإلقليمية الثمانية والتنسيق بينهما‪.‬‬

‫أما المرحلة الثالثة والمبرمجة سنة ‪ 2017‬وتتمثل في إنشاء منطقة تبادل حر واتحاد جمركي في كل‬
‫تكامل إقليمي‪.‬‬

‫‪1- La commission économique pour l’Afrique, état l’intégration régionale en Afrique V ; vers une zone de libre-‬‬
‫‪échange continentale africaines, Addis-Abeba, Ethiopie, 2012, p 18.‬‬
‫‪- 51 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫إال أن وتيرة تحقيق هذه المراحل تختلف من شكل إلى آخر‪ ،‬باستثناء اإليقاد‪ ،‬اتحاد المغرب العربي‪،‬‬
‫(سنصاد)‪ ،‬الذين وصلوا لمرحلة مناطق التبادل الحر فبعض الدول األعضاء لم ينظموا بعد إلى هذه المناطق‬
‫وهو ما يعود سلبا على المبادالت البينية لهذه التكامالت‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مؤشرات وعراقيل التكامل االقتصادي اإلفريقي‬

‫تسمح هذه الدراسة بتقييم أداء المجموعات االقتصادية االفريقية من خالل المؤشرات الفرعية التي‬
‫تندرج تحتها‪ ،‬كما أن وجود النزاعات األمنية والسياسية بين دول االتحاد االفريقي يعد من أبرز العراقيل‬
‫لجهود التكامل االقتصادي والتنمية بدول القارة االفريقية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مؤشرات التكامل االقتصادي في إفريقيا‬

‫إن قياس مستوى التكامل االقتصادي في إفريقيا يسمح لنا بتقييم تطور الوضعية على مستوى القارة‬
‫وكما يسمح بتسليط الضوء على العراقيل المتواجدة أمام التكامالت االقتصادية اإلفريقية‪.‬‬

‫يوم ‪ 5‬أفريل ‪ 2016‬بت " أديسا بابا " بإثيوبيا‪ ،‬تم وضع أول مبادرة إفريقية من أجل قياس درجة التكامل‬
‫في القارة‪ ،‬وتم ذلك من خالل اتفاق عمل بين كل من البنك اإلفريقي للتنمية‪ ،‬جمعية اإلتحاد اإلفريقي واللجنة‬
‫االقتصادية من أجل إفريقيا‪ ،‬لتكون النتيجة وضع مؤشر للتكامل االقتصادي للقارة يهدف إلى جمع مختلف‬
‫البيانات وتبويبها‪ ،‬وتمركزها حول آثار التكامل االقتصادي في القارة اإلفريقية‪.‬‬

‫يهتم هذا المؤشر اإلفريقي للتكامل االقتصادي (‪ )L’indice africain de l’intégration‬بقياس خمسة‬
‫أبعاد (‪ :)1‬المبادالت التجارية‪ ،‬البنى التحتية اإلقليمية‪ ،‬التكامل اإلنتاجي‪ ،‬حرية انتقال األشخاص‪ ،‬االندماج‬
‫المالي والكلي‪ ،‬ويتم ذلك من خالل التطرق لستة عشر مؤشر اقتصادي‪ ،‬كما هي موضحة في الشكل رقم‬
‫(‪.)01.02‬‬

‫‪1- Carlos Lopez, l’intégration pas à pas, in finances et développement, FMI, pays nom mentionnée, Juin 2016,‬‬
‫‪p 19.‬‬
‫‪- 52 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫شكل رقم (‪ :)01.02‬تقييم مستوى التكامل االقتصادي في إفريقيا‬

‫مؤشر البنى التحتية‪ :‬النقل‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬الماء‬ ‫مستوى الحقوق الجمركية على الواردات‬
‫•‬ ‫•‬
‫إجمالي التجارة اإلقليمية للكهرباء‬
‫•‬ ‫•‬ ‫نسبة الصادرات البينية للسلع‬ ‫‪% PIB‬‬

‫نسبة الرحالت الجوية اإلقليمية‬


‫•‬ ‫البنى التحتية‬ ‫التكامل‬ ‫نسبة الواردات البينية للسلع •‬ ‫‪% PIB‬‬

‫التجاري‬
‫متوسط تكلفة الجوال‬ ‫•‬ ‫اإلقليمية‬
‫حصة التجارة البينية للسلع •‬
‫حصة الصادرات اإلقليمية للسلع الوسيطة‬
‫•‬ ‫(‪ )%‬صادرات إقليمية‬
‫قابلية التحويل اإلقليمية للعملة الوطنية‬ ‫•‬ ‫التكامل المالي‬ ‫التكامل‬
‫والكلي‬ ‫اإلنتاجي‬ ‫حصة الواردات اإلقليمية للسلع الوسيطة‬
‫•‬ ‫(‪ )%‬صادرات إقليمية‬
‫اختالف معدالت التضخم‬ ‫حرية انتقال‬
‫•‬ ‫األشخاص‬
‫•‬ ‫مؤشر تكامل السلع‬

‫بنية الدول األعضاء التي يمكن لمواطنيها الحصول‬ ‫•‬ ‫•‬ ‫نسبة الدول األعضاء في التجمعات‬
‫على تأشيرة عند الدخول‬ ‫•‬
‫والتي تتميز بعدد المواطنين دون تأشيرة مصادقة على البروتوكول اإلقليمي‬
‫لحرية تنقل األشخاص‬

‫‪Source : Carlos Lopez, L’intégration pas à pas, in finances et développement, pays nom‬‬
‫‪mentionnée Juin 2016, p 19.‬‬

‫يهدف هذا المؤشر ألن يصبح وسيلة للتكامل االقتصادي في إفريقيا مترك از أساسا على ما يتحقق في‬
‫مختلف ا لسياسات على الميدان‪ ،‬كما عرفه رئيس االقتصاديين في اللجنة االقتصادية من أجل إفريقيا على‬
‫أن هذا المؤشر هو عبارة عن تمرين قياس للتكامل في القارة وفي نفس الوقت دعوة التخاذ اإلجراءات‬
‫الالزمة لذلك‪ ،‬والجدول رقم (‪ )04.02‬يوضح ذلك‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)04.02‬مؤشر التكامل االقتصادي في إفريقيا‪ :‬أبعاد ومؤشرات‬

‫المؤشر‬ ‫أبعاد المؤشر‬


‫تعيين هذا المؤشر متوسط الحقوق الجمركية المطبقة على الواردات‬ ‫مستوى الحقوق الجمركية على‬
‫اإلقليمية البينية‬ ‫الواردات‬
‫حصة الصادرات البينية للسلع‬
‫يحدد قيمة الصادرات اإلقليمية البينية للناتج الداخلي الخام‬ ‫مؤشر التكامل‬
‫(‪)BIP%‬‬
‫التجاري‬
‫النسبة المئوية لقيمة الواردات البينية بالنسبة للناتج الداخلي الخام‬ ‫حصة الواردات البينية للسلع‬
‫حصة التجارة اإلقليمية البينية (‪ %‬العالقة بين حصة البلد العضو من التجارة اإلقليمية مقارنة بالتجارة البينية‬
‫الكلية‬ ‫إجمالي التجارة البينية للكتل)‬
‫يعتمد على أربع مجموعات‪ :‬النقل‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات‬
‫مؤشر البنى التحتية معيار تطور البنى التحتية‬
‫واالتصال‪ ،‬الماء وشبكات تصريف المياه‬

‫‪- 53 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫عدد الرحالت الجوية داخل التكامالت ذهابا وايابا بالنسبة لعدد الرحالت‬ ‫نسبة الرحالت الجوية داخل‬
‫الدولية‬ ‫التكامالت ذهاب واياب‬
‫تقييم الحجم السنوي للواردات اإلقليمية في الكهرباء ناقص الحجم السنوي‬
‫إجمالي التجارة اإلقليمية للكهرباء‬
‫للصادرات‬
‫متوسط تكاليف (االتصاالت) مكالمات الجوال من بلد باتجاه باقي الدول‬ ‫التكلفة المتوسطة للمكالمات‬
‫األعضاء في الدقيقة بالدوالر‬ ‫الخارجية‬
‫حصة الصادرات البينية مع السلع النسبة المئوية للصادرات البينية للسلع الوسطية مقارنة بإجمالي الصادرات‬
‫اإلقليمية‬ ‫الوسطية‬
‫النسبة المئوية للواردات البينية للسلع الوسطية مقارنة بإجمالي الواردات‬ ‫حصة الواردات البينية للسلع‬ ‫مؤشر االندماج‬
‫اإلقليمية‬ ‫الوسطية‬ ‫اإلنتاجي‬
‫القيمة المطلقة للفرق بين حصة الواردات وحصة الصادرات مقارنة بباقي‬
‫مؤشر تكامل السلع‬
‫الدول األعضاء‬
‫مصادقة على اتفاقية الجهوية لحرية المعيار الكمي يسمح بقياس ما إذا كان البلد قد صادق أو ال على اتفاقية‬
‫حرية تنقل األفراد‬ ‫تنقل األشخاص‬
‫عدد الدول األعضاء لدى مواطنين دون تأشيرة بالنسبة لعدد إجمالي الدول‬ ‫حصة الدول األعضاء أين‬
‫مؤشر حرية تنقل‬
‫مواطنيهم ال يمتلكون تأشيرة الدخول األعضاء في التكامالت‬
‫األشخاص‬
‫حصة الدول األعضاء أين‬
‫عدد الدول األعضاء أين مواطنيهم يحصلون على تأشيرة الدخول عند‬
‫مواطنيهم ال يمتلكون تأشيرة الدخول‬
‫الوصول‪ ،‬مقارنة ما بين دول التكامل اإلقليمي‬
‫عند الوصول‬
‫المؤشر يقوم بحساب عدد دول المنطقة التي تتشارك في عملة نقدية واحدة‬ ‫التحويل اإلقليمي للعملة النقدية‬
‫أو تكون عملتها قابلة للتحويل‬ ‫التكامل النقدي والكلي الوطنية‬
‫وهو الفرق بين معدل التضخم الوطني ومتوسط معدل التضخم اإلقليمي‬ ‫فارق معدالت التضخم‬

‫‪Source : Groupe de la banque africaine, union africaine, commission économique pour‬‬


‫‪l’Afrique, l’indice de l’intégration régionale en Afrique, union africaine, Addis Abeba,‬‬
‫‪Ethiopie, 2016, p 48.‬‬

‫ويمكن جمع هذا المؤشر وتلخيص أهم نتائجه في الجدول رقم (‪:)05.02‬‬

‫جدول (‪ :)05.02‬خالصة مؤشر االندماج االقتصادي اإلفريقي‬

‫التكامل المالي‬ ‫حرية تنقل‬ ‫التكامل‬ ‫البنى التحتية‬


‫االندماج التجاري‬ ‫التكامالت االقتصادية‬
‫الكلي‬ ‫األشخاص‬ ‫اإلنتاجي‬ ‫اإلقليمية‬

‫‪0,156‬‬ ‫‪0,715‬‬ ‫‪0,553‬‬ ‫‪0,496‬‬ ‫‪0,780‬‬ ‫مجموعة إفريقيا الشرقية‬

‫‪0,611‬‬ ‫‪0,800‬‬ ‫‪0,265‬‬ ‫‪0,426‬‬ ‫‪0,442‬‬ ‫المجموعة االقتصادية لدول إفريقيا الغربية‬

‫‪- 54 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪0,599‬‬ ‫‪0,400‬‬ ‫‪0,293‬‬ ‫‪0,451‬‬ ‫‪0,526‬‬ ‫المجموعة االقتصادية لدول إفريقيا الشرقية‬

‫‪0,524‬‬ ‫‪0,479‬‬ ‫‪0,247‬‬ ‫‪0,251‬‬ ‫‪0,353‬‬ ‫المجموعة االقتصادية لدول الساحل‬

‫‪0,343‬‬ ‫‪0,268‬‬ ‫‪0,452‬‬ ‫‪0,439‬‬ ‫‪0,572‬‬ ‫الكوميسا‬

‫‪0,221‬‬ ‫‪0,454‬‬ ‫‪0,434‬‬ ‫‪0,630‬‬ ‫‪0,505‬‬ ‫إيجاد‬

‫‪0,397‬‬ ‫‪0,530‬‬ ‫‪0,350‬‬ ‫‪0,502‬‬ ‫‪0,508‬‬ ‫سادك‬

‫‪0,199‬‬ ‫‪0,481‬‬ ‫‪0,481‬‬ ‫‪0,491‬‬ ‫‪0,631‬‬ ‫اتحاد المغرب العربي‬

‫‪0,381‬‬ ‫‪0,384‬‬ ‫‪0.381‬‬ ‫‪0,461‬‬ ‫‪0,540‬‬ ‫المتوسط الحسابي‬

‫‪Source : Jacob Kotcho, Intégration commerciale de l’Afrique et libre-échange global :‬‬


‫‪déficit perspectives, in Transformations, revue Interventions économiques, pays nom‬‬
‫‪mentionnée Mars 2017, p 53.‬‬

‫نالحظ من الجدول رقم (‪ )05.02‬أن النتائج المعتبرة تم تحقيقها في مجال التكامل االقتصادي‬
‫التجاري بمعدل ‪ 0,54‬بالنسبة لمجموع التكامالت االقتصادية وذلك باعتبارها أولوية مختلف التجمعات‬
‫االقتصادية منذ فترة طويلة‪ ،‬تليها نتائج التكامل اإلنتاجي والبنى التحتية بمعدالت متوسطة‪ ،‬لتبقى النتائج‬
‫المحققة في مجال التكامل المالي والكلي األقل أهمية بمعدل ‪ 0,381‬لمتوسط التجمعات الثمانية‪.‬‬

‫أما فيما يخص التكامل االقتصادي األكثر اندماجا‪ ،‬حسب هذا المؤشر‪ ،‬فيبقى مجموعة إفريقيا الشرقية‬
‫بتحقيقه ألفضل المعدالت في كل أبعاد مؤشر االندماج للقارة اإلفريقية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عراقيل التكامل االقتصادي اإلفريقي‬

‫تعاني التكامالت االقتصادية اإلفريقية من العديد من العراقيل‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬السياسات السابقة والتي كانت مضادة القتصاد السوق‪ ،‬فمكافحة القطاع واالستثمار األجنبي المباشر‬
‫أدت إلى تحقيق القارة لمعدالت نمو ضعيفة إضافة إلى انعدام الثقة واإليمان بعملية التكامل‪ ،‬زد على ذلك‬
‫عدم استعداد البلدان اإلفريقية التخلي عن سيادتها الوطنية لصالح هيئات فوق قومية (‪)1‬؛‬

‫‪1- Mzuki Qobo, The challenges of regional integration in Africa, in the context of globalization and the‬‬
‫‪prospects for the united states of Africa, ISS paper n° 145, country not mentioned,June 2007, p 03.‬‬
‫‪- 55 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬غياب البنى التحتية كشبكات النقل‪ ،‬نتيجة عدم بذل مجهودات لتحسينها من قبل حكومات الدول األعضاء‬
‫(‪ ،)1‬وهو ما تم تأكيده من خالل مؤشر التكامل االقتصادي في إفريقيا؛‬

‫‪ -‬فيما يتعلق بالتجارة البينية فإن الوضعية مخيبة لآلمال إن لم تكون أكثر من ذلك‪ ،‬إذ ظلت التجارة البينية‬
‫بين الدول اإلفريقية منخفضة مقارنة بتجارتها مع العالم الخارجي‪ ،‬فأكثر من ‪ %80‬من صادرات إفريقيا‬
‫توجه نحو األسواق الخارجية‪ ،‬كما تستورد القارة ‪ %90‬من بضاعتها من خارج الحدود القارية‪ ،‬على الرغم‬
‫من ثرواتها التي تمكنها من توفير احتياجاتها الخاصة من الواردات (‪.)2‬‬

‫ويمكن إرجاع أهم القيود أمام التجارة البينية اإلفريقية إلى (‪:)3‬‬

‫‪ -‬طبيعة االقتصادات اإلفريقية وعدم إحراز تقدم في التكامل اإلقليمي؛‬

‫‪ -‬غياب أو ضعف البنى التحتية؛‬

‫‪ -‬المشاكل المتعلقة بالسياسات الكلية مثل عدم وجود تنسيق لالقتصاد الكلي بما في ذلك تعدد العمالت‬
‫وعدم قابليتها للتحويل؛‬

‫‪ -‬مشاكل أخرى من جانب العرض كتشجيع الصادرات وعدم كفاءة اإلدارات الجمركية‪ ،‬آليات الدفع الدولي‬
‫والمرافق التجارية ذات الصلة؛‬

‫‪ -‬وجود اتفاقيات متعددة واستراتيجيات منافسة‪ ،‬يعد أمر غير صحي‪ ،‬وتنتمي الدول اإلفريقية إلى عدد‬
‫كبير من التكامالت اإلقليمية في نفس الوقت‪ ،‬فباستثناء الجزائر‪ ،‬الموزمبيق والغابون التي تنتمي إلى تكامل‬
‫واحد‪ ،‬فإن ‪ 14‬دولة تنتمي إلى تكاملين اقتصاديين‪ 19 ،‬بلد ينتمي إلى ثالث تجمعات‪ 16 ،‬دولة تنتمي إلى‬
‫أربع تكامالت‪ ،‬أما ساحل العاج فهي عضو في خمس تكامالت (‪.)4‬‬

‫تعاني جميع خطوط التكامل اإلقليمي اإلفريقي من مشكل في التصميم أو أكثر وفي كثير من الحاالت‬
‫فإن ترتيبات اتخاذ الق اررات يتم بتوافق الراء‪ ،‬إن عدم وجود ترتيبات إقليمية لتنفيذ الق اررات وانعدام سلطة‬

‫‪1- Daniel Skyi, Eric Evans, Osei Opoku, Regionalism and economic integration; a conceptional and the critical‬‬
‫‪perspectives, occasional paper n° 24, country not mentioned ,2014, p 76.‬‬
‫‪2- Trudi HARTZENBERG, Regional integration in Africa, working paper, economic research and statistics‬‬
‫‪division, World trade organization, country not mentioned ,2011, p 10.‬‬
‫‪ -3‬جمال الدين العاقر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.147 -146‬‬
‫‪4- Banque africaine de développement, op, cit, p 17.‬‬
‫‪- 56 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬
‫فوق قومية إقليمية جعل مخططات التكامل عاجزة (‪ ،)1‬وعلى العموم فإن التكامل االقتصادي تقنية ويمكن‬
‫أن يجسد على النحو المناسب‪ ،‬بمشاركة األجهزة السياسية على مستوى الو ازرات أو اللجان وأن ال يقتصر‬
‫على اجتماعات رؤساء الدول والحكومات‪.‬‬

‫وبصفة عامة يبقى العائق األكبر أمام التكامل االقتصادي اإلفريقي هو التفاوت بين التوجهات‬
‫السياسية الوطنية واإلقليمية وأكثر دقة فإن معظم المبادرات اإلقليمية تتطلب التخلي عن جزء من السيادة‬
‫الوطنية لصالح الهيئات اإلقليمية‪ ،‬وهو ما يبقى صعبا نوعا ما نتيجة مشاكل التنسيق‪ ،‬األهمية الممنوحة‬
‫للمصالح الوطنية وكذا نقص الموارد الطبيعية‪.‬‬

‫‪1- Ade molaoyejide, regional integration and trade liberalization in sub-Saharian Africa, AERC special paper‬‬
‫‪28, November 1997, p 21.‬‬
‫‪- 57 -‬‬
‫التكامالت االقتصادية اإلفريقية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫إن ظهور العديد من التكامالت االقتصادية في إفريقيا وانعدام الشروط والمعايير التي يجب على‬
‫الدول الوفاء بها مسبقا قبل االنضمام إليها‪ ،‬ترتب عنه تمتع غالبية دول المنطقة بالعضوية في أكثر من‬
‫تكامل اقتصادي وبالتالي نتج عن ذلك تداخل كبير بين بعض التكامالت االقتصادية وتعدد التزامات الدول‬
‫وبذلك أصبحت كل دولة مجبرة على تبني أكثر من سياسة وبرنامج باإلضافة إلى االلتزامات المالية وتعارض‬
‫المصالح‪ ،‬وهذا ما يتعارض مع قواعد المنظمة العالمية للتجارة التي تنص على أن الدولة العضوة في تجمع‬
‫اقتصادي إقليمي ينبغي عليها أال تنضم إلى أكثر من اتحاد جمركي‪.‬‬

‫ولنجاح هذه التكامالت االقتصادية يجب ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة تحقيق االستقرار السياسي للدول األعضاء؛‬

‫‪ -‬وضع استراتيجيات طويلة المدى واعادة النظر في اتفاقيات التكامل الحالية بهدف تجنب حالة تعدد‬
‫عضوية الدول في أكثر من تكامل اقتصادي؛‬

‫‪ -‬التنسيق بين التكامالت االقتصادية في القارة اإلفريقية‪ ،‬وتطوير عالقات الشراكة بينها وبين التكامالت‬
‫خارج القارة اإلفريقية‪.‬‬

‫‪- 58 -‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية‬
‫اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫اعتمدت خطة االتحاد اإلفريقي على ضرورة انشاء منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية في تعزيز‬
‫التجارة البينية اإلفريقية وتحقيق التنمية الشاملة‪ ،‬وتعتبر الجزائر من الدول الداعمة والمدافعة عن وحدة‬
‫وتكامل القارة اإلفريقيةت حيث كان لها دور في دعم وتطوير االقتصاد اإلفريقي من خالل المشاريع االستثمارية‬
‫التي بادرت بها الجزائر في ظل شراكة التنمية اإلفريقية وتنوعت في عديد القطاعات من بينها البنى التحتية‪،‬‬
‫الطاقة واالتصاالت‪.‬‬

‫ويقول خبراء اقتصاديون أن دور منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية سيكون لها دور في تنمية‬
‫الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات ويحسن التبادل التجاري البيني بين الجزائر والدول االفريقية‪،‬‬
‫إال أنه بالمقابل ستكون هناك تحديات كبيرة ستوجهها الجزائر في إطار هذا االنضمام‪.‬‬

‫‪- 60 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‬

‫يمكن اعتبار اتفاقية التجارة الحرة القارية كأحد أعظم اإلنجازات اإلفريقية في القرن الواحد والعشرين‬
‫إذا ما أحسن تنفيذها‪ ،‬كما أن بدء العمل تحت مظلة منطقة التجارة الحرة القارية سيؤدي بجوالت المفاوضات‬
‫التي سيشهدها مقر اإلتحاد اإلفريقي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية واالتفاق المؤسس لها‬

‫تعتبر منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية أحد المشاريع الرئيسية التي أطلقها اإلتحاد اإلفريقي‪ ،‬وهذا‬
‫بعد استكمال نصاب تصديقات الدول اإلفريقية ودخول االتفاقية حيز التنفيذ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‬

‫منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية عبارة عن منطقة تجارة حرة تضم في عضويتها كافة دول اإلتحاد‬
‫اإلفريقي (‪ 55‬دولة)‪ ،‬تهدف إلى إزالة الضرائب الجمركية وغير الجمركية أمام حركة التجارة البينية اإلفريقية‪،‬‬
‫وبالتالي خلق سوق قاري لكافة السلع والخدمات داخلة القارة اإلفريقية يضم أكثر من مليار نسمة ويفوق‬
‫حجم الناتج المحلي اإلجمالي له إلى ‪ 3‬ترليون دوالر‪ ،‬ما يؤدي إلى إنشاء اتحاد جمركي إفريقي تطبق من‬
‫خالله تعريفة جمركية موحدة اتجاه واردات القارة اإلفريقية من الخارج (‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬االتفاق المؤسس لمنطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‬

‫هذا االتفاق دولي متعدد األطراف مؤسس لمنطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية بين الدول األعضاء‪،‬‬
‫وتم توق يعه في كيجالي‪ ،‬حيث يتكون االتفاق المنشئ لها من النصوص العامة الحاكمة لالتفاق وعددها‬
‫(‪ 31‬مادة)‪ ،‬إلى جانب عدد (‪ 3‬بروتكوالت) مرفقة باالتفاق‪ ،‬تشكل هي وملحقاتها جزءا ال يتج أز من االتفاق‪،‬‬
‫ويشمل مضمون االتفاق فيما يلي ‪ :‬تتماشى أهداف هذا االتفاق مع األهداف والمبادئ المنصوص عليها‬
‫في معاهدة أبوجا ( المعاهدة المؤسسة للجامعة االقتصادية اإلفريقية‪ 3 ،‬يونيو ‪ ،) 1991‬بشكل من‬
‫شأنه أن يسهل االندماج بين األسواق اإلفريقية‪.‬‬

‫‪ -1‬وليد حفاف‪ ،‬مستقبل منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‪ ،‬المزايا والتحديات‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم‬
‫التجارية‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪ ،03‬المسيلة‪ ،2020 ،‬ص ‪.601‬‬
‫‪- 61 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬
‫ويتضمن هذا االتفاق أيضا بروتكول التجارة في السلع وبروتكول التجارة في الخدمات وبروتكول قواعد‬
‫واجراءات تسوية المنازعات‪ ،‬ويتألف اإلطار المؤسسي لتنفيذ منطقة التجارة الحرة اإلفريقية وادارتها وتسهيلها‬
‫ومتابعتها وتقييمها من المؤتمر ومجلس الوزراء‪ ،‬ولجنة كبار المسؤولين المكلفين بالتجارة واألمانة‪.‬‬

‫وطبقا لمقتضيات المادة ‪ 8‬من هذا االتفاق‪ ،‬تشكل البروتوكوال ت حول التجارة في السلع‪ ،‬والتجارة‬
‫في الخدمات‪ ،‬واالستثمار‪ ،‬وحقوق الملكية الفكرية‪ ،‬وسياسة المنافسة‪ ،‬وقواعد واجراءات آلية تسوية‬
‫النزاعات‪ ،‬والمالحق والمرفقات المرتبطة بها‪ ،‬جزء ال يتج أز من هذا االتفاق بعد اعتماده من قبل المؤتمر‪،‬‬
‫وتعهدا وحيدا ع ند دخولها حيز التنف يذ‪ ،‬كما أن كل الصكوك اإلضافية في نطاق هذا االتفاق‪ ،‬تعتبر‬
‫ضرورية ويتم إبرامها تعزي از ألهداف منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية‪ ،‬والتي فور اعتمادها تشكل‬
‫جزءا ال يتج أز من هذا االتفاق‪.‬‬

‫وينص هذا االتفاق على إدارة آلية تسوية النزاعات المنشأة طبقا للمادة (‪ )20‬منه والتي تهدف إلى‬
‫ضمان سير عملية تسوية النزاعات بطريقة شفافة وخاضعة للمساءلة وعادلة ويمكن التنبؤ بها بما يتطابق‬
‫مع أحكام هذا االتفاق ليشكل بذلك عنص ار مرك از لتوفير األمن والقدرة على التنبؤ فيما يخص نظام التجارة‬
‫اإلقليمية ويحافظ نظام تسوية المنازعات على حقوق الدول األطراف والتزامها بموجب هذا االتفاق وكذلك‬
‫توضيح األحكام السارية وفقا للقواعد العرفية في تفسير أحكام القانون الدولي العام‪.‬‬

‫وتتخذ ق اررات مؤسسات منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‪ ،‬بشأن المسائل الجوهرية بتوافق الراء‪،‬‬
‫كما تنشر كل دولة طرق قوانينها ولوائحها واجراءاتها والق اررات اإلدارية ذات التطبيق العام‪.‬‬

‫فضال عن التزامات أخرى بموجب اتفاق دولي يتعلق بأي مسألة تجارية يشملها هذا االتفاق على‬
‫جناح السرعة أ و تجعلها في متناول عامة الناس من خالل مختلف الوسائط وال يبطل هذا االتفاق وال‬
‫يعدل وال يلغي الحقوق وا لواجبات بمقتضى االتفاقيات التجارية القائمة مسبقا والتي أبرمتها الدول األطراف‬
‫مع أطراف ثالثة (‪.)1‬‬

‫ويفتح هذا االتفاق للتوقيع والتصديق أو لالنضمام أمام جميع الدول األعضاء في االتحاد اإلفريقي‬
‫طبقا إلجراءاتها الدستورية‪ ،‬ويدخل االتفاق وبروتوكول التجارة في السلع‪ ،‬وبروتوكول التجارة في الخدمات‬

‫‪ -1‬وليد حفاف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.602-601‬‬


‫‪- 62 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬
‫وبروتوكول قواعد واجراءات تسوية المنازعات حيز التنفيذ بعد ثالثين (‪ )30‬يوما من إيداع وثيقة التصديق‬
‫الثانية والعشرين (‪ )22‬لدى رئيس المفوضية‪ ،‬بصفته وديعا لهذا االتفاق‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهداف منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية ومبادئها‬

‫سيتم في هذا العنصر التطرق إلى أهداف منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية‪ ،‬والمبادئ التي تقوم‬
‫عليها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أهداف منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‬

‫تتمثل أهداف منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية فما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬إنشاء سوق قارية موحد للسلع والخدمات‪ ،‬مع حرية تنقل رجال األعمال واالستثمارات‪ ،‬فهو ما يسهل‬
‫ويسرع إنشاء اإلتحاد الجمركي االفريقي القاري (‪)1‬؛‬

‫‪ -‬توسيع التجارة البينية اإلفريقية من خالل تنسيق أفضل األنظمة وأدوات تحرير التجارة وتنظيم التسهيالت الملحة‬
‫عبر المجموعات االقتصادية اإلقليمية‪ ،‬ومن خالل المنظمات التجارية في جميع أنحاء إفريقيا؛‬

‫‪ -‬تعزيز القدرة التنافسية على مستوى الصناعة والمؤسسات من خالل استغالل فرص اإلنتاج واسعة النطاق (‪)2‬؛‬

‫‪ -‬تسهيل االستثمارات المبنية على المبادرات والتطورات في الدول األطراف والمجموعات اإلقليمية؛‬

‫‪ -‬إرساء األسس إلقامة اتحاد جمركي قاري وسوق مشتركة قارية موحدة في مرحلة الحقة؛‬

‫‪ -‬تشجيع وتحقيق التنمية االجتماعية واالقتصادية المستدامة والشاملة والمساواة بين الجنسين والتحول‬
‫الهيكلي للدول األطراف (‪)3‬؛‬

‫‪ -‬تحسين القدرة التنافسية القتصاديات الدول األطراف داخل القارة في السوق العالمية؛‬

‫‪ -‬تشجيع التنمية الصناعية من خالل التنويع وتنمية سالسل القيمة اإلقليمية والتنمية الزراعية واألمن‬
‫الغذائي؛‬

‫‪ -1‬حكيم أالدي نجم الدين‪" ،‬منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية‪ :‬فرصة أخرى للشركات الناشئة وتوفير اإلقامة الرقمية‪ ،‬قراءات‬
‫الموقع‪:‬‬ ‫‪..12:37‬‬ ‫إفريقية‪ 21 ،‬يناير ‪/‬كانون الثاني‪ ،2021‬تاريخ االطالع‪ ،2022/04/29 :‬على الساعة‪:‬‬
‫‪https://studies.aljazeera.net/ar/article/4904‬‬
‫‪. https://studies.aljazeera.net/ar/article/4904‬‬ ‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬تاريخ االطالع‪ ،2022/04/29 :‬على الساعة‪12:37 :‬الموقع‪:‬‬
‫‪ -3‬وليد حفاف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.602‬‬
‫‪- 63 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬تيسير الوصول إلى األسواق القارية واعادة تخصيص الموارد وتوزيعها بشكل أفضل (‪)1‬؛‬

‫‪ -‬حل تحديات تعدد وتداخل العضوية داخل المجموعات االقتصادية اإلقليمية وتسريع عمليات التكامل‬
‫اإلقليمي والقاري؛‬

‫‪ -‬وطبقا للمادة (‪ )4‬وألغراض تنفيذ وتحقيق األهداف المنصوص عليها في المادة (‪ )3‬من هذا االتفاق‬
‫تتمثل األهداف المحددة فما يلي (‪:)2‬‬

‫✓ اإللغاء التدريجي للحواجز الجمركية وغير الجمركية التي تعترض التجارة في السلع؛‬

‫✓ التحرير التدريجي للتجارة في الخدمات؛‬

‫✓ التعاون بشأن االستثمار وحقوق الملكية الفكرية وسياسة المنافسة؛‬

‫✓ التعاون في جميع المجاالت المتصلة بالتجارة؛‬

‫✓ التعاون في المسائل الجمركية وفي تنفيذ تدابير تيسير التجارة؛‬

‫✓ إنشاء آلية لتسوية المنازعات فيما يتعلق بالحقوق والواجبات؛‬

‫✓ إنشاء إطار مؤسسي لتنفيذ وا دارة منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية وضمان استمراريته‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبادئ منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية‬

‫تخضع منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية للمبادئ االتية (‪:)3‬‬

‫‪ -1‬تقودها الدول األعضاء في االتحاد االفريقي‪:‬‬

‫أي أن هذه المنطقة تقودها مجموعة من الدول األعضاء في االتحاد االفريقي وتتحكم في إدارتها هذه‬
‫الدول وتضع القوانين الخاصة بها فيما يتعلق بالسياسات التجارية بين الدول األعضاء داخل منطقة التبادل‬
‫الحر االفريقية؛‬

‫‪ -1‬حكيم أالدي نجم الدين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬تاريخ االطالع‪ ،2022/04/29 :‬على الساعة‬
‫‪22.47‬الموقع‪. https://studies.aljazeera.net/ar/article/4904:‬‬
‫‪ -2‬وليد حفاف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.603‬‬
‫‪ -3‬القانون رقم ‪ ،19-11‬المؤرخ في ‪ 21‬مارس ‪ ،2018‬المتعلق باالتفاق المؤسس لمنطقة التجارة الحرة القارية االفريقية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬المملكة المغربية‪ ،‬مديرية الشؤون القانونية والمعاهدات‪ ،‬رقم نبيل ‪ ،19‬الموافق ل ‪ 24‬يونيو ‪ ،2020‬المادة ‪.6‬‬
‫‪- 64 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -2‬المرونة والمعاملة الخاصة والتفاضلية‪:‬‬

‫وتعني إعطاء الدول األقل نموا داخ ل المنطقة مرونة كبيرة فيما يتعلق بتنفيذ االلتزامات ومن‬
‫جانب أخر تعطي الحق للدول األكثر نموا في معاملة الدول األقل نموا بصورة تفضيلية وا عطاء وقت‬
‫أكثر وا عفاءات جمركية أقل للدول أقل نموا؛‬

‫‪ -3‬الشفافية والكشف عن المعلومات؛‬

‫‪ -4‬الحفاظ على المكتسبات؛‬

‫‪ -5‬معاملة الدولة األولى بالرعاية‪:‬‬

‫أي أن تمنح الدولة المستقبلة للسلع جميع المزايا التجارية المذكورة والمتفق عليها بين الدول داخل‬
‫منطقة التبادل الحر االفريقية على حساب الدول األخرى الموجودة خارج التكامل مثل‪ :‬التعريفات الجمركية‬
‫المنخفضة؛‬

‫‪ -6‬المعاملة الوطنية‪:‬‬
‫الذي يمنح المنتجات والخدمات األجنبية المستوردة من الدول داخل منطقة التبادل الحر القارية حق‬
‫المساواة في النفاذ لألسواق مع مثيالتها الوطنية أي معاملة المنتجات مثل‪ :‬المنتجات المحلية في السوق‬
‫المحلية؛‬

‫‪ -7‬مبدأ المعاملة بالمثل‪:‬‬

‫هو أداة توازن بين أطراف العالقات القانونية الدولية باعتباره يهدف إلى إقامة عالقة بين الحقوق‬
‫وااللتزامات أي أنه يجب على الدول داخل منطقة التبادل الحر القارية المحافظة على حقوقها والتزاماتها‬
‫اتجاه الدول األعضاء فيما يخص السياسات التجارية خاصة تلك المتعلقة بالتعريفات الجمركية وغير‬
‫جمركية؛‬

‫‪ -8‬توافق اآلراء في صنع القرار‪:‬‬

‫أي توافق إرادات الدول وصناع القرار داخل التكامل من أجل إنجاح سير التكامل والبحث عن هذا‬
‫االندماج ليصبح أكثر تكامال وتجانسا وتماسكا‪.‬‬

‫‪- 65 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية وفوائدها‬

‫لمنطقة التجارة الحرة القارية االفريقية أهمية تسعى إلى بلوغها‪ ،‬وكذا الفوائد المرجوة منها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أهمية منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية‬

‫ال شك أن بإقامة منطقة التجارة الحرة االفريقية فإنها سوف تسهم بتطوير البنية التحتية للقارة وكذلك‬
‫تحقيق التنمية الصناعية بين دولها‪ ،‬كما أنها سوف تسهم في تسهيل وحرية حركة األشخاص ونقل الخبرات‬
‫الفنية والخدمات األخرى المتصلة بالتجارة بين دول القارة وخارجها‪ ،‬ومن المتوقع أن تساهم االتفاقية في‬
‫تطوير خدمات الطاقة وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت بين دول القارة االفريقية (‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفوائد المحتملة لمنطقة التجارة القارية االفريقية‬

‫يتضمن إنشاء منطقة التجارة الحرة االفريقية مجموعة من الفوائد (اإلفريقي‪ ،‬مشروع اإلطار‪ ،‬خارطة‬
‫الطريق‪ ،‬والمنظومة) للتعجيل بإنشاء منطقة التجارة الحرة القارية كما يلي (‪:)2‬‬

‫‪ -‬يقضي إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية إلى نمو كب ير في التجارة البيني ة االفريقية ويساعد إفريقيا‬
‫على استخدام التجارة بمزيد من الفاعلية باعتبارها محركا للنمو والتنمية المستدامة‪ ،‬ومن المتوقع أن‬
‫يؤدي تحقيق منطقة التجارة الحرة إلى المزيد من النمو في التجارة البينية االفريقية في حين تستفيد‬
‫منطقة التجارة الحرة ا الفريقية من هذه الن جاحات القائمة وتمكن إفريقيا من المشاركة في التجارة العالمية‬
‫باعتبارها شريكا فعاال ومحترما؛‬

‫‪ -‬إن إقامة منطقة تجارة حرة بين المجموعات المتكاملة في المنطقة بذات الوقت من شأنه أن يقلل‬
‫من الحماية العالمية إلفريقيا بواقع ‪ ، %68.7‬ومن ثم يقلص حماي ة التجارة البينية ا الفريقية من‬
‫‪ %8.7‬إلى ‪ %2.7‬في المتوسط‪ ،‬وفي ضوء ما تقدم يكون لمنطقة التجارة الحرة القارية فائد ة أكبر ؛‬
‫‪-1‬‬

‫‪ -1‬خليل عمر‪ ،‬اتفاقية التجارة الحرة االفريقية‪ ،‬خطوة حاسمة نحو التكامل االقتصادي‪ ،‬المركز العربي للبحوث‬
‫الموقع‪:‬‬ ‫‪12:38‬‬ ‫الساعة‪:‬‬ ‫على‬ ‫‪،2022/04/29‬‬ ‫االطالع‪:‬‬ ‫تاريخ‬ ‫‪،2019‬‬ ‫جويلية‬ ‫والدراسات‪11،‬‬
‫‪.، http://www.acrseg.org/41269‬‬
‫‪ -2‬سهيلة مصطفى‪ ،‬التقليل من الحواجز غير التعريفية المتعلقة بقواعد المنشأ كألية لتفعيل منطقة التجارة الحرة االفريقية‪،‬‬
‫مجلة النمو االقتصادي والمقاوالتية‪ ،‬المجلد‪ ،5‬العدد‪ ،1‬جامعة الجزائر‪ ،2022 ،3‬ص ‪.160‬‬
‫‪- 66 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬
‫‪ -‬زيادة االمن الغذائي من خالل خفض معدل الحماية على التجارة في المنتجات الزراعية بين البلدان‬
‫االفريقية؛‬

‫‪ -‬زيادة القدرة التنافسية للمنتجات الصناعية إلفريقيا من خالل استغالل وفورات الحجم لسوق قارية واسعة‬
‫تضم نحو مليار شخص؛‬

‫‪ -‬زيادة معدل تنويع وتحول اقتصاد إفريقيا وقدرة القارة على توفير احتياجاتها من الواردات من‬
‫مواردها الذاتية؛‬

‫‪ -‬تحسين تخصيص الموارد والمنافسة وخفض األسعار التفضيلية بين البلدان االفريقية؛‬

‫‪ -‬نمو التجارة البينية في قطاع صناعة وتطوير التخصص القائم على أساس جغرافي في إفريقيا؛‬

‫‪ -‬الحد من تعرض إفريقيا لصدمات التجارة الخارجية؛‬

‫‪ -‬تعزيز مشاركة إفريقيا في التجارة العالمية وتقليل اعتماد القارة على المساعدات والقروض الخارجية‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬مهام ومعوقات منطقة التجارة الحرة في إفريقيا‬

‫سنعرض مهام منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية وكذا بعض المعوقات والقيود التي تقف حاج از‬
‫في وجه التكامل االقتصادي االفريقي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مهام منطقة التجارة الحرة في إفريقيا‬

‫يمكن حصر أهم مهام منطقة التجارة الحرة االفريقية فيما يلي (‪:)1‬‬

‫‪ -‬تحرير التجارة بين الدول االفريقية؛‬

‫‪ -‬رفع القيود الجمركية بين الدول المتبادلة ضمانا النسيابية التجارة بينهما؛‬

‫‪ -‬تنمية االقتصاد االفريقي على جميع األصعدة؛‬

‫‪ -‬تعزيز الوحدة والتضامن بين الدول اإلفريقية على الصعيد االقتصادي؛‬

‫‪ -‬االرتقاء بأليات تنفيذ عملية اإلصالح المؤسسي والهيكلي لالتحاد االفريقي؛‬

‫‪ -‬وقف تهميش القارة اقتصاديا‪.‬‬

‫‪ -1‬حيدوسي أحمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.193‬‬


‫‪- 67 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثانيا‪ :‬معوقات منطقة التجارة الحرة في إفريقيا‬

‫يمكن القول أنه بعد مرور وقت طويل من التفاوض الصعب النطالق المرحلة التشغيلية‬
‫لمنطقة التجارة الحرة في إفريقيا‪ ،‬إال أن المشروع يواجه العديد من العقبات حيث أعلن ت مديرة‬
‫مركز" أتراالك" القانوني في جنوب إفريقيا "ترودي هارتزنبرغ" أ ن المفاوضات حول بعض النقاط‬
‫البالغ ة األهمية لم تنجز بعد وذكرت أن من بين هذه النقاط الجدول الزمني لخفض الرسوم الجمركية‬
‫المرتقب في منتصف ‪ 2020‬والقواعد التي تحكم تصنيف سلع عل ى أنها صنعت في إفري قيا وكذلك‬
‫قوانين المنافسة بين الدول وآ ليات التحكيم في الخالفات‪ ،‬هذا فيما يخص الجانب الفني أو التقني‬
‫لمنطقة التجارة الحرة االفريقية‪.‬‬

‫أما عن باقي المعوقات فنحصرها فيما يلي (‪:)1‬‬

‫‪ -‬عدم وجود إرادة سياسية كافية لدعم ومساندة التكامل ومن ثم فإن االلتزامات التي يتم التعهد بها على‬
‫المستوى اإلقليمي ال يتم تنفيذها من جانب الدول؛‬

‫‪ -‬تفاوت االحجام االقتصادية للدول األعضاء وموقف القطاع الخاص (حالة نيجيريا التي ماطلت في‬
‫انضمامها إلى منطقة التجارة الحرة االفريقية)؛‬

‫‪ -‬ضعف البنية التحتية الكافية لتسيير المبادالت والتي تنعكس في نقص شبكات الطرقات‪ ،‬والسكك الحديدية‬
‫والمنشآت القاعدية التي تسهل نقل البضائع؛‬

‫‪ -‬عدم وجود تنوع في مصادر الدخل التي ترجع إلى اعتماد أغلب دول إفريقيا أساسا في صادراتها على‬
‫المواد األولية والخام كالمواد البترولية والحديد والفوسفات وغياب صناعات ارئدة أخرى؛‬

‫‪ -‬تفشي ظاهرة البيروقراطية والرشوة وسوء التسيير اإلداري يشكل تحديا حقيقيا يهدد أي تكامل اقتصادي؛‬

‫‪ -‬االضطرابات السياسية التي تعيشها الكثير من الدول باإلضافة لعدم استقاللية القرار السياسي حيث تعد‬
‫إفريقيا من أكثر المناطق التي تحصل فيها االنقالبات العسكرية وما يعقبها عادة من انقالب أمني وتدخل‬
‫أجنبي وانتشار الجماعات اإلرهابية المسلحة العابرة للحدود؛‬

‫‪ -1‬حيدوسي أحمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.195-194‬‬


‫‪- 68 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬
‫‪ -‬عدم اعتراف مفوضية االتحاد االفريقي إال بثمانية من التكامالت االقتصادية فقط‪ ،‬في حين أن القارة‬
‫يوجد بها ما ال يقل عن ‪ 14‬مجموعة إقليمية والتي نذكر منها‪ :‬اتحاد المغرب العربي (‪ ،)UMA‬السوق‬
‫المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (‪ ،)COMESA‬تجمع دول الساحل والصحراء (‪ ،)SEN-SAD‬الجماعة‬
‫االقتصادية لدول شرق إفريقيا (‪ ،)EAC‬الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق إفريقيا (‪ ،)IGAD‬المجموعة‬
‫االقتصادية لدول غرب إفريقيا (‪ ،)ECOWAS‬الشراكة الجديدة لتطير إفريقيا (‪ ،)NEPAD‬مجموعة التنمية‬
‫إلفريقيا الجنوبية (‪ ،)SADC‬االتحاد الجمركي إلفريقيا الجنوبية (‪ ،)SACU‬المجموعة االقتصادية والنقدية‬
‫لوسط إفريقيا (‪........)CEMAC‬إلخ‪.‬‬

‫‪ -‬عدم وضع شروط ومعايير مسبقة ضمن التجمعات االفريقية والتي ينبغي على الدول الوفاء بها قبل‬
‫اإلنضمام إلى هذه التكامالت ونتيجة لذلك تتمتع أغلبية دول إفريقيا بعضوية في أكثر من تكامل إقليمي‬
‫مما يخلق تداخال وتشابكا كبي ار بين معظم التجمعات القائمة‪ ،‬فتتعدد التزامات الدولة وقد تتضارب في بعض‬
‫األحيان حيث تصبح مضطرة لتبني أكثر من سياسة وحاصل القول أن التشابك والتداخل بين التكامالت‬
‫اإلقليمية يقود التكامل اإلقليمي ويجعله أكثر صعوبة؛‬

‫‪ -‬انتهاج معظم الدول سياسة حمائية‪ ،‬وهذا بسبب عدم االستقرار في الشؤون االفريقية وجود خطر نشوب‬
‫حروب تجعل معظم البلدان تميل إلى االنغالق وعدم االعتماد على الخارج باإلضافة إلى سياسة دعم المنتوج‬
‫المحلي وتشجيع الصناعات المحلية الناشئة وخوف بعض معارضي مشروع المنطقة الحرة أن يتضرر بعض‬
‫صغار المنتجين الزراعيين والصناعيين جراء تدفق بضائع مستوردة متدنية السعر؛‬

‫‪ -‬ضعف مستوى التنسيق وازدواجية الجهود مما يجهض معظم تجارب التكامل االفريقي على المستوى‬
‫القاري أو اإلقليمي؛‬

‫‪ -‬تجاوز األهداف والغايات المنشودة للقدرات والمقومات الفعلية التي تؤدي إلى اإلخفاق في تحقيقها وأحسن‬
‫مثال على ذلك هو ما سعت إليه " نيباد " وأثبتت فشلها؛‬

‫‪ -‬تردد الدول في االلتزام ببرامج التكامل بسبب مخاوفها من الخسائر أو المكاسب غير المتساوية واتباع‬
‫سياسات اقتصادية كلية متباينة وغير مستقرة‪.‬‬

‫‪- 69 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المعامالت التجارية الجزائرية اإلفريقية‬

‫تعتبر الجزائر من الدول الداعمة والمدافعة عن الوحدة وتكامل القارة اإلفريقية‪ ،‬وذلك مواصلة إليمان‬
‫الرعيل األول من القادة األفارقة غداة االستقالل بأن توجه التكامل هو الحل األمثل للبقاء في ظل المتغيرات‬
‫والتوازنات الدولية وتحقيق التنمية المنشودة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬انضمام الجزائر لمنطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‬

‫وقعت الجزائر في ‪ 21‬مارس ‪ 2018‬على االتفاق المؤسس للمنطقة التجارية الحرة القارية اإلفريقية‪،‬‬
‫وعلى بروتوكول استتحداث المجموعة االقتصتادية اإلفريقية المتعلقة بالتنقل الحر لألشتخاص الذي ستيضتمن‬
‫ست ت ت تتيولة أكبر لنقل اإلست ت ت تتتثمارات عبر الفضت ت ت تتاء اإلفريقي لرفع مست ت ت تتتوى المبادالت في مجال الخبرة والثقافة‬
‫والعلوم‪ ،‬وتكون الجزائر بذلك قد انضت ت ت ت ت ت تمتت إلى ‪ 44‬دولة إفريقيتة ممن وقعوا على هذه المعتاهدة التتاريخية‪،‬‬
‫ويأتي هذا التوقيع انطالقا من التزام الجزائر بتحقيق التكامل اإلفريقي‪ ،‬وإلدراك صتتانع القرار في الجزائر أن‬
‫ذلك س ت تتيعود إيجابا على اقتص ت تتادها الذي يش ت تتهد مرحلة من التدعيم والتنويع‪ ،‬وايجاد بدائل اقتص ت تتادية خارج‬
‫قطاع المحروقات (‪.)1‬‬

‫ووضعت الجزائر الخطوات األولى نحو اقتحام السوق اإلفريقية تجاريا عبر بوابة " السوق الحرة‬
‫" في محاولة لتنويع صادراتها والبحث عن مالذ قد يكون أمنا من " ألغام الربح المتبادل‪ " ،‬حيث وضعت‬
‫الحكومة الجزائرية خارطة طريق جديدة للرفع من قيمة صادراتها خارج المحروقات لتصل إلى نحو‬
‫‪ 5‬مليارات دوالر ‪ ،‬معولة في ذلك على األسواق اإلفريقية‪ ،‬وصادقت الجزائر في ديسمبر كانون األول‬
‫الماضي على اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية ضمن الدول المصادقة على االتفاقية‪ ،‬ودخلت‬
‫حيز التنفيذ في األول من شهر يناير‪.2021‬‬

‫وحددت أهدافها في إنشاء سوق موحدة للسلع والخدمات داخل القارة ترتكز على حرية اإلستثمارات‬
‫ونقل البضائع دون قيود بين الدول األعضاء في االتفاقية‪ ،‬وأعطى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون‬
‫تعليمات لحكومته عقب اجتماع لمجلس الوزراء لالستفادة من تجارب التبادل الحر التي عرفتها الجزائر مع‬

‫‪ -1‬ياسين شكيمة‪ ،‬دور الجزائر في إنشاء منطقة التبادل التجاري الحر في إفريقيا (‪ :)AFTZ‬رؤية مستقبلية‪ ،‬ورقة بحثية‬
‫مقدمة في اليوم الدراسي حول‪ :‬دور الجزائر في اإلقليمي‪ :‬اتحاد المغرب العربي‪ -‬االتحاد االفريقي‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬يوم ‪11‬‬
‫ديسمبر ‪ ،2018‬ص ص ‪.7-6‬‬
‫‪- 70 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المجموعات اإلقليمية األخرى‪ ،‬كما طالب الوزراء المختصين (التجارة‪ ،‬الصناعة والمالية) بالتأكد من المنشأ‬
‫األصلي اإلفريقي للسلع والبضائع المتداولة في منطقة التبادل الحر‪ ،‬والتي ال يجب أن تقل نسبة إدماجها‬
‫عن ‪ %50‬حتى ال تسرب إلى السوق الوطنية مواد مصنوعة من خارج القارة اإلفريقية على حساب اإلنتاج‬
‫المحلي(‪.)1‬‬

‫ودعا المشاركون في الطبعة الت ‪ 7‬لملتقى إفريقيا لالستثمار واإلنتاج يوم اإلثنين بالعاصمة الجزائر إلى‬
‫قيادة الدول اإلفريقية نحو تجسيد سوقهم الموحد المنشودة في إطار منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‪ ،‬حيث‬
‫قال مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون االقتصادية والمالية عبد العزيز خالف‪ ،‬الذي شارك في هذا‬
‫الملتقى الذي جمع أزيد من ‪ 350‬متعامال اقتصاديا وأكثر من ‪ 49‬دولة إفريقية تحت شعار " اإلنتاج اإلفريقي "‬
‫عن الجزائر توجد على رأس القاطرة االقتصادية اإلفريقية وأن هدفها األسمى هو الخروج بالقارة من مستوى الدول‬
‫النامية إلى مستوى الدول المتقدمة من خالل تشجيع التعاون البيني‪ ،‬مؤكدا أن الجزائر ستلعب دور رائد لتحقيق‬
‫التنمية المستدامة بالقارة وأن إفريقيا ستشهد خالل السنوات العشر المقبلة نهضة اقتصادية كبيرة بفضل الموارد‬
‫والخبرات التي تزخر بها (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬يونس بورنان‪ ،‬العين اإلخبارية‪ ،‬السوق اإلفريقية مالذ الجزائر الجديد من " ألغام الربح المتبادل "‪ ،‬تاريخ‬
‫اإلطالع‪ ،2022/05/29:‬الساعة ‪ ،01:19‬الموقع‪.https://al-ain.com :‬‬
‫‪ -2‬ملتقى إفريقيا لإلستتثمار‪ :‬دعوة الجزائر لقيادة الدول اإلفريقية نحو تجسـيد سـوقهم الموحد‪ ،‬وكالة األنباء الجزائرية‪ ،‬اإلثنين ‪ 24‬ماي‬
‫‪ ،2022‬تاريخ االطالع‪ ،2022/05/13 :‬على الست تتاعة‪ .16:35 :‬الموقع‪https://www.aps.dz/ar/economie/106997-2021-05-24- :‬‬
‫‪17-54-23‬‬

‫‪- 71 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العالقات التجارية الجزائرية اإلفريقية‬

‫عرفت العالقات التجارية بين الجزائر ودول إفريقيا تطو ار كبي ار مع مرور السنوات وهذا راجع إلى‬
‫زيادة الترابط بين الدول اإلفريقية خاصة بعد اإلعالن عن إنشاء اإلتحاد اإلفريقي وفيما يلي نوضح تطور‬
‫العالقات التجارية بين الجزائر ودول إفريقيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المبادالت التجارية للجزائر (تصدير‪ ،‬إستيراد)‬

‫‪ -1‬أهم الدول المصدر إليها وأهم الشركاء التجاريين حسب المناطق‪:‬‬


‫جدول رقم (‪ :)01.03‬أهم الدول المصدرة إليها لسنة ‪( 2020‬حصص نسبية ‪ ،%‬القيمة‪ :‬مليون دوالر أمريكي)‬

‫الحصة التراكمية ‪%‬‬ ‫الحصة النسبية ‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫أهم الدول المصدر اليها‬
‫‪14,47%‬‬ ‫‪14,47%‬‬ ‫‪3 444,18‬‬ ‫إيطاليا‬
‫‪28,16%‬‬ ‫‪13,69%‬‬ ‫‪3 257,06‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪38,00%‬‬ ‫‪9,84%‬‬ ‫‪2 341,37‬‬ ‫إسبانيا‬
‫‪46,91%‬‬ ‫‪8,91%‬‬ ‫‪2 121,44‬‬ ‫تركيا‬
‫‪51,81%‬‬ ‫‪4,89%‬‬ ‫‪1 164,82‬‬ ‫الصين‬
‫‪56,15%‬‬ ‫‪4.34%‬‬ ‫‪1 032,74‬‬ ‫تونس‬
‫‪60,46%‬‬ ‫‪4,31%‬‬ ‫‪1 025,93‬‬ ‫هولندا‬
‫‪63,91%‬‬ ‫‪3,30%‬‬ ‫‪821,34‬‬ ‫اليونان‬
‫‪67,18%‬‬ ‫‪3,27%‬‬ ‫‪778,66‬‬ ‫ماليزيا‬
‫‪70,24%‬‬ ‫‪3,05%‬‬ ‫‪726,98‬‬ ‫البرازيل‬
‫‪73,10%‬‬ ‫‪2,86%‬‬ ‫‪680,46‬‬ ‫بلجيكا‬
‫‪75,86%‬‬ ‫‪2,76%‬‬ ‫‪656,42‬‬ ‫الهند‬
‫‪78,55%‬‬ ‫‪2,68%‬‬ ‫‪636,78‬‬ ‫المملكة المتحدة‬
‫‪81,17%‬‬ ‫‪2,63%‬‬ ‫‪627,03‬‬ ‫مالطا‬
‫‪83,17%‬‬ ‫‪2,41%‬‬ ‫‪573,35‬‬ ‫كوريا الجنوبية‬
‫‪-‬‬ ‫‪83,58%‬‬ ‫‪19 88,57‬‬ ‫المجموع الجزئي‬
‫‪100%‬‬ ‫‪16,42%‬‬ ‫‪3 888,57‬‬ ‫بقية العالم (‪ 115‬دولة)‬
‫‪100%‬‬ ‫‪23 796,60‬‬ ‫المجموع الكلي‬

‫المصدر‪ :‬المديرية العامة للجمارك‪ ،‬مديرة الدراسات واالستشراف احصائيات التجارة الخارجية للجزائر‪ ،‬و ازرة المالية‪،‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬تاريخ االطالع‪ ،2022/05/13 :‬على الساعة‪.16:35 :‬‬
‫‪www.douane.gov.dz/statistiques‬‬

‫‪- 72 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬
‫من خالل الجدول رقم (‪ )01.03‬الذي يمثل أهم الدول المصدر إليها خالل سنة ‪ 2020‬نالحظ‬
‫أن إيطاليا تحتل المرتبة األولى وهي الزبون الرئيسي للجزائر بحصة نسبتها ‪ %14,47‬تليها كل من‬
‫فرنسا بحصة نسبتها ‪ %13,69‬واسبانيا بنسبة ‪ %9,84‬وتركيا بنسبة ‪ %08,91‬والصين بنسبة‬
‫‪ %04,89‬وتونس بنسبة ‪ %04,34‬وتليها كل من هولندا‪ ،‬اليونان‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬البرازيل‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬الهند‪،‬‬
‫المملكة المتحدة‪ ،‬مالطا وكوريا الجنوبية على التوالي بنسب التالية ‪،3,27% ،3,30% ،4,31%‬‬
‫‪.2,41% ،2,63% ،2,68% ،2,76% ،2,86% ،3,05%‬‬

‫ومن هنا نستنتج أنه ال توجد أي دولة إفريقية من الدول العشرة األوائل التي نصدر إليها ما عدا‬
‫تونس الدولة اإلفريقية الوحيدة التي نتعامل معها‪ ،‬وتحتل المرتبة السادسة بحصة نسبتها ‪ %04,34‬بقيمة‬
‫‪ 1032,74‬مليون دوالر سنة ‪ 2020‬وهي أكثر الدول المتعامل معها إفريقيا وذلك بحكم االتفاق التجاري‬
‫بينها وبين الجزائر‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ :)01.03‬توزيع الصادرات حسب المناطق الجغرافية لسنة ‪2020‬‬

‫أ و روب ا‬ ‫‪56,76‬‬

‫أ س ي ا وأ وق ي ا ن وس ي ا‬ ‫‪28,67‬‬

‫إ ف ري ق ي ا‬ ‫‪8,1‬‬

‫أ م ري ك ا‬ ‫‪6,46‬‬

‫المصدر‪ :‬لمديرية العامة للجمارك‪ ،‬مديرة الدراسات واالستشراف احصائيات التجارة الخارجية للجزائر‪ ،‬و ازرة المالية‪ ،‬الجمهورية‬
‫‪www.douane.gov.dz/statistiques‬‬ ‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬تاريخ االطالع‪ ،2022/05/13 :‬على الساعة‪.16:35 :‬‬

‫نالحظ من خالل الشكل رقم (‪ )01.03‬أن أهم الشركاء التجاريين حسب المناطق المصدر إليها‬
‫بالنسبة للجزائر أن دول أوروبا هم أهم الشركاء التجاريين مع الجزائر‪ ،‬حيث تمثل نسبة الصادرات‬
‫‪ %56,76‬بقيمة ‪ 13507,70‬مليون دوالر الموجهة للدول األوروبية منها اإلتحاد األوروبي حيث تحتل‬
‫المرتبة األولى في التبادل مع الجزائر‪ ،‬تليها بلدان أسيا وأوقيانوسيا في المرتبة الثانية بنسبة ‪%28,67‬‬
‫بقيمة ‪ 6822,94‬مليون دوالر من الصادرات الموجهة إليها خاصة الصين‪ ،‬تركيا‪ ،‬ماليزيا وكوريا الجنوبية‪،‬‬
‫أما بالنسبة لدول أمريكا فتكون نسبة التبادل منخفضة جدا تقدر بنسبة ‪ %6,46‬بقيمة ‪ 1537,39‬مليون‬
‫دوالر من الصادرات‪ ،‬في حين يكون التبادل مع الدول اإلفريقية قليل جدا ويقدر بنسبة ضئيلة ‪%08,10‬‬
‫بقيمة ‪ 1928,57‬مليون دوالر من الصادرات الجزائرية الموجهة لدول إفريقيا خاصة تونس‪ ،‬المغرب ومصر‪،‬‬
‫ومن هنا نستنتج أن حجم التبادل مع الدول اإلفريقية قليل جدا مقارنة مع الدول األوروبية ودول أسيا‪.‬‬

‫‪- 73 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-2‬أهم الدول المستورد منها وأهم الشركاء التجاريين حسب المناطق‪:‬‬


‫سيتم من خالل الجدول رقم(‪ )02.03‬توضيح أهم الدول المستورد منها وأهم الشركاء التجاريين حسب‬
‫المناطق‬

‫جدول رقم (‪ :)02.03‬أهم الدول المستورد منها لسنة ‪( 2020‬حصص نسبية ‪ ،%‬القيمة‪ :‬مليون دوالر أمريكي)‬

‫الحصة التراكمية ‪%‬‬ ‫الحصة النسبية ‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫أهم الدول المستورد منها‬
‫‪16,81%‬‬ ‫‪16,81%‬‬ ‫‪5 782,35‬‬ ‫الصين‬
‫‪27,42%‬‬ ‫‪10,60%‬‬ ‫‪3 646,30‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪34,47%‬‬ ‫‪7,05%‬‬ ‫‪2 424,79‬‬ ‫إيطاليا‬
‫‪40,95%‬‬ ‫‪6,48%‬‬ ‫‪2 228,59‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪47,17%‬‬ ‫‪6,22%‬‬ ‫‪2 139,20‬‬ ‫إسبانيا‬
‫‪51,47%‬‬ ‫‪4,30%‬‬ ‫‪1 478,43‬‬ ‫تركيا‬
‫‪55,54%‬‬ ‫‪4,07%‬‬ ‫‪1 400,98‬‬ ‫الواليات المتحدة‬
‫‪59,56%‬‬ ‫‪4,02%‬‬ ‫‪1 384,04‬‬ ‫األرجنتين‬
‫‪63,45%‬‬ ‫‪3,89%‬‬ ‫‪1 336,36‬‬ ‫البرازيل‬
‫‪65,94%‬‬ ‫‪2,49%‬‬ ‫‪857,99‬‬ ‫روسيا‬
‫‪68,07%‬‬ ‫‪2,13%‬‬ ‫‪751,88‬‬ ‫الهند‬
‫‪69,76%‬‬ ‫‪1,69%‬‬ ‫‪579,86‬‬ ‫بولندا‬
‫‪71,38%‬‬ ‫‪1,63%‬‬ ‫‪559,55‬‬ ‫مصر‬
‫‪72,99%‬‬ ‫‪1,61%‬‬ ‫‪552,57‬‬ ‫السعودية‬
‫‪74,43%‬‬ ‫‪1,44%‬‬ ‫‪494,52‬‬ ‫كندا‬
‫‪74,43%‬‬ ‫‪25 597,40‬‬ ‫المجموع الجزئي‬
‫‪100%‬‬ ‫‪25,57%‬‬ ‫‪8 794,24‬‬ ‫بقية العالم (‪ 166‬دولة)‬
‫‪100%‬‬ ‫‪34 391,64‬‬ ‫المجموع الكلي‬

‫المصدر‪ :‬المديرية العامة للجمارك‪ ،‬مديرة الدراسات واالستشراف احصائيات التجارة الخارجية للجزائر‪ ،‬و ازرة‬
‫المالية‪ ،‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬تاريخ االطالع‪ ،2022/05/13 :‬على الساعة‪.16:35 :‬‬
‫‪www.douane.gov.dz/statistiques‬‬

‫يوضح الجدول رقم (‪ )02.03‬أهم الدول المستورد منها لسنة ‪ 2020‬حيث الحظنا من خالله أن‬
‫الصين برزت كمورد رئيسي للجزائر حيث ساهمت بنسبة ‪ 16,81%‬وتقدر بقيمة ‪ 5782,35‬مليون دوالر‬
‫أمريكي من أجمالي واردات الجزائر وتليها على التوالي كل من فرنسا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬اسبانيا‪ ،‬تركيا‪،‬‬
‫الواليات المتحدة‪ ،‬األرجنتين‪ ،‬الب ارزيل وروسيا بالنسبة التالية‪،06,48% ،07,05% ،10,60% :‬‬

‫‪- 74 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬
‫‪ ،02,49% ،03,89% ،04,02% ،04,07% ،04,30% ،06,22%‬وهم من أهم الدول العشرة األوائل‬
‫التي تتعامل معهم الجزائر كشركاء تجاريين وكدولة مستوردة منهم‪ ،‬تليهم الهند بنسبة ‪ 02,13%‬وبولندا‬
‫بنسبة ‪ 01,69%‬ومصر بنسبة ‪ 01,63%‬والسعودية بنسبة ‪ 01.61%‬وكندا بنسبة ‪. 01,44%‬‬

‫أما بالنسبة للدول اإلفريقية ال توجد أي دولة إفريقية من العشرة األوائل كشركاء تجاريين فيما يتعلق‬
‫بسلع المستوردة أو بدول المستوردة منها ما عدا مصر التي تحتل المرتبة الثالثة عشر بقيمة تقدر ب‬
‫ت‪ 559,55‬مليون دوالر‪ ،‬وتعتبر من أكثر الدول تعامال معها من الدول اإلفريقية‪ .‬ومن هنا يتبين لنا أن حجم‬
‫التبادل التجاري بين الجزائر وافريقيا قليل جدا‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ :)02.03‬توزيع الواردات حسب المناطق الجغرافية لسنة ‪2020‬‬

‫أ و روب ا‬ ‫‪48,45‬‬

‫أ س ي ا وأ وق ي ا ن وس ي ا‬ ‫‪32,73‬‬

‫إ ف ري ق ي ا‬ ‫‪3,27‬‬

‫أ م ري ك ا‬ ‫‪15,55‬‬

‫المصدر‪ :‬المديرية العامة للجمارك‪ ،‬مديرة الدراسات واالستشراف احصائيات التجارة الخارجية للج ازئر‪ ،‬و ازرة المالية‪،‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬تاريخ االطالع‪ ،2022/05/13 :‬على الساعة‪.16:35 :‬‬
‫‪www.douane.gov.dz/statistiques‬‬

‫نالحظ من خالل الشكل رقم (‪ )02.03‬أن واردات الجزائر معظمها تكون من أوروبا حيث سجلت‬
‫نسبة الواردات سنة ‪ %48,45 2020‬بقيمة ‪ 16663,65‬مليون دوالر فهي تحتل الصدارة‪ ،‬وتأتي بعدها‬
‫أسيا وأوقيانوسيا بنسبة تقدر بت ‪ %32,73‬بقيمة ‪ 11255,27‬مليون دوالر من واردات األتية من دول أسيا‬
‫عامة والصين‪ ،‬تركيا والهند خاصة‪ ،‬تليها أمريكا بحصة نسبتها ‪ %15,55‬بقيمة ‪ 5348,33‬مليون دوالر‬
‫من الواردات األتية من دولها خاصة الب ارزيل والواليات المتحدة‪ .‬أما مع دول إفريقيا فحجم التبادل جد ضئيل‬
‫وقليل جدا حيث يقدر بنسبة ‪ %03,27‬بقيمة ‪ 1124,39‬مليون دوالر حيث تكون هذه النسبة من الواردات‬
‫آتية من مصر وتونس وهذا راجع إلى ضعف العالقات التجارية الجزائرية اإلفريقية‪.‬‬

‫‪- 75 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثانيا‪ :‬تطور حجم المبادالت الجزائرية االفريقية (‪)2020-2011‬‬

‫جدول رقم (‪ :)03.03‬تطور المبادالت التجارية بين الجزائر وافريقيا من ‪ 2011‬إلى ‪ 2020‬الوحدة (مليار دوالر)‬

‫السنوات‬
‫الميزان‬ ‫‪2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018 2019 2020‬‬
‫التجاري‬
‫الصادرات‬ ‫‪6,08‬‬ ‫‪3,13‬‬ ‫‪2,07‬‬ ‫‪1,67‬‬ ‫‪1,48‬‬ ‫‪1,51‬‬ ‫‪1,20‬‬ ‫‪1,72‬‬ ‫‪1,26‬‬ ‫‪0,65‬‬
‫الواردات‬ ‫‪3,11‬‬ ‫‪3,36‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3,28‬‬ ‫‪2,19‬‬ ‫‪1,79‬‬ ‫‪1,8‬‬ ‫‪2,26‬‬ ‫‪2,63‬‬ ‫‪0,64‬‬
‫الرصيد‬ ‫‪-2,97‬‬ ‫‪0,23‬‬ ‫‪0,93‬‬ ‫‪1,6‬‬ ‫‪0,71‬‬ ‫‪0,28‬‬ ‫‪0,6‬‬ ‫‪0,54‬‬ ‫‪1,37‬‬ ‫‪-0,01‬‬

‫الموقع‬ ‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين اعتمادا على ‪ :‬تاريخ االطالع‪ ،2022/05/16 :‬على الساعة‪01.30 :‬‬
‫‪www.trademap.org‬‬

‫يوضح الجدول رقم (‪ )03.03‬تطور المبادالت التجارية بين الجزائر وافريقيا خالل سنوات من ‪2011‬‬
‫إلى ‪ ،2020‬حيث يمكن مالحظة ان قيمة الصادرات الجزائرية إلى دول إفريقيا عرفت تفاوت مع مرور السنوات‬
‫سواء باالنخفاض أو االرتفاع‪ ،‬حيث قدرت قيمة الصادرات سنة ‪ 2011‬بت ‪ 3,11‬مليار دوالر بينما ارتفعت سنة‬
‫‪ 2012‬إلى ‪ 3,36‬مليار دوالر لتبدأ في االنخفاض سنة ‪ 2013‬إلى قيمة ‪ 3‬مليار دوالر لتصل سنة ‪2020‬‬
‫إلى قيمة ‪ 0,64‬مليار دوالر وهذا االنخفاض والتفاوت راجع إلى اعتماد الجزائر بشكل كبير في صادراتها على‬
‫المواد األولية خاصة المحروقات التي يشهد سوقها نوعا من عدم االستقرار في السعر والعرض والطلب‪.‬‬

‫أما بالنسبة للواردات الجزائرية من إفريقيا عرفت انخفاض وتراجع تدريجيا مع مرور السنوات حيث سجلت‬
‫في سنة ‪ 2011‬بقيمة ‪ 6,08‬مليار دوالر إلى غاية سنة ‪ 2015‬بقيمة ‪ 1,48‬مليار دوالر‪ ،‬أما من سنة ‪2016‬‬
‫إلى غاية ‪ 2020‬نالحظ أن حجم الواردات في تذبذب مستمر من سنة إلى أخرى وهذا راجع إلى دخول دولة‬
‫الجزائر لعدة اتفاقيات تجارية مع دول اإلتحاد األوروبي والصين وضعف العالقات التجارية الج ازئرية اإلفريقية‬
‫وكان هذا متزامنا مع جائحة كورونا‪.‬‬

‫‪- 76 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثالثا‪ :‬قيمة وهيكل الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات إلى الدول االفريقية في الفترة ‪2020-2016‬‬

‫في هذا الجزء يمكن عرض قيمة الصادرات خارج قطاع المحروقات وهيكلها وأبرز الدول المستوردة‬
‫من الجزائر في هذا المجال في الفترة ‪ 2020-2016‬كما يبينه الجدولين رقم (‪ )04.03‬و (‪)05.03‬‬

‫جدول رقم (‪ :)04.03‬قيمة الصادرات خارج المحروقات للدول االفريقية االكثر استرادا من الجزائر‬
‫(‪ )2020-2016‬مليون دوالر‬
‫ساحل العاج‬ ‫مصر‬ ‫ليبيا‬ ‫المغرب‬ ‫موريتانيا‬ ‫تونس‬ ‫السنوات‬
‫‪0,10‬‬ ‫‪4,39‬‬ ‫‪15,03‬‬ ‫‪3,16‬‬ ‫‪10,62‬‬ ‫‪1,47‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪0,27‬‬ ‫‪1,96‬‬ ‫‪0,83‬‬ ‫‪4,79‬‬ ‫‪14,11‬‬ ‫‪9,88‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪7,78‬‬ ‫‪4,27‬‬ ‫‪2,65‬‬ ‫‪15,03‬‬ ‫‪1,02‬‬ ‫‪26,23‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪22,60‬‬ ‫‪12,20‬‬ ‫‪28,65‬‬ ‫‪36,81‬‬ ‫‪24,51‬‬ ‫‪124,71‬‬ ‫‪2019‬‬
‫‪16,69‬‬ ‫‪11,35‬‬ ‫‪34,08‬‬ ‫‪41,52‬‬ ‫‪28,38‬‬ ‫‪84,85‬‬ ‫‪2020‬‬
‫‪47,44‬‬ ‫‪34,17‬‬ ‫‪81,24‬‬ ‫‪101,32‬‬ ‫‪78,63‬‬ ‫‪247,14‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬زخروف عامر‪ ،‬دحو سليمان‪ ،‬مستقبل منطقة التجارة الحرة اإلفريقية ودورها المتوقع في تنمية التجارة البينية‬
‫األفرو‪-‬جزائرية‪ :‬عرض نماذج لتكتالت إقليمية اقتصادية افريقية‪ ،‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،08‬العدد ‪ ،01‬بشار‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬أفريل ‪ ،2022‬ص ‪.747‬‬

‫من خالل الجدول رقم (‪ )04.03‬يتبين لنا أن دول االتحاد المغاربي باإلضافة إلى مصر وساحل‬
‫العاج تعتبر أكبر الدول المستوردة من الجزائر في الفترة ‪ ،2020-2016‬حيث بلغت نسبة صادرات الجزائر‬
‫غير النفطية إلى دول المغرب العربي أكثر من ‪ % 60‬من إجمالي الصادرات غير النفطية الى الدول‬
‫اإلفريقية‪ ،‬كما أنه لوحظ ارتفاع ملموس لها في السنتين االخيرتين‪ ،‬وهذا بسبب سياسة الدولة للخروج من‬
‫تبعية المحروقات‪ ،‬في حين أن أبرز الصادرات غير النفطية تتمثل في مواد غذائية بنسبة أكثر من ‪% 51‬‬
‫من إجمالي الصادرات خارج المحروقات كما يبينه الجدول رقم (‪.)05.03‬‬

‫‪- 77 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(‪ :)05.03‬هيكل الصادرات خارج المحروقات للدول االفريقية االكثر استرادا من الجزائر للفترة‬
‫(‪ )2020-2016‬مليون‪$‬‬

‫ساحل‬
‫مصر‬ ‫ليبيا‬ ‫المغرب‬ ‫موريتانيا‬ ‫تونس‬ ‫نوع المنتجات‬
‫العاج‬
‫‪0,92‬‬ ‫‪4,40‬‬ ‫‪70,23‬‬ ‫‪28,99‬‬ ‫‪66,53‬‬ ‫‪130,77‬‬ ‫المواد الغذائية‬
‫‪0,03‬‬ ‫‪0,03‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪0,15‬‬ ‫‪0,49‬‬ ‫سلع التجهيزات الزراعية‬
‫‪0,66‬‬ ‫‪5,01‬‬ ‫‪2,03‬‬ ‫‪1,83‬‬ ‫‪0,60‬‬ ‫‪16,78‬‬ ‫سلع التجهيزات الصناعية‬
‫‪0,91‬‬ ‫‪0,82‬‬ ‫‪5,91‬‬ ‫‪4,65‬‬ ‫‪2,08‬‬ ‫‪36,62‬‬ ‫السلع االستهالكية غير الغذائية‬
‫‪44,90‬‬ ‫‪21,66‬‬ ‫‪3,05‬‬ ‫‪65,74‬‬ ‫‪9,15‬‬ ‫‪50,20‬‬ ‫منتوجات نصف مصنعة‬
‫‪0,02‬‬ ‫‪2,24‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪0,11‬‬ ‫‪0,11‬‬ ‫‪12,27‬‬ ‫المواد الخام‬
‫‪47,44‬‬ ‫‪34,17‬‬ ‫‪81,24‬‬ ‫‪101,32‬‬ ‫‪78,63‬‬ ‫‪247,14‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬زخروف عامر‪ ،‬دحو سليمان‪ ،‬مستقبل منطقة التجارة الحرة اإلفريقية ودورها المتوقع في تنمية التجارة البينية‬
‫األفرو‪-‬جزائرية‪ :‬عرض نماذج لتكتالت إقليمية اقتصادية افريقية‪ ،‬مجلة البشائر االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،08‬العدد ‪ ،01‬بشار‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬أفريل ‪ ،2022‬ص ‪.747‬‬

‫وبحكم أن الجزائر تنتمي إلى تكامل واحد في إفريقيا يمكن أن نستنتج بصفة عامة أن التجارة البينية‬
‫األفرو‪-‬جزائرية تتمركز في دول المغرب العربي باإلضافة إلى مصر‪ ،‬وهذا ما يبرز أهمية التكامل‬
‫االقتصادي والمناطق الحرة في تفعيل التجارة البينية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اإلستثمارات بين الجزائر وافريقيا‬

‫كانت وال زالت إفريقيا شريك اقتصادي مهم للجزائر‪ ،‬لذلك تبحث الجزائر دائما على االستثمار داخل‬
‫القارة اإلفريقية كذلك الحال بالنسبة للدول اإلفريقية التي تبحث عن فرص ومناخ لالستثمار في الجزائر‬
‫بسبب موقعها الجغرافي المساعد والقريب من األسواق الدولية لتسهيل المبادالت مع الدول الكبرى‪ ،‬رغم ذلك‬
‫ما تزال استثمارات بين الجزائر وافريقيا ضعيفة‪.‬‬

‫‪- 78 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أوال‪ :‬واقع اإلستثمار في إفريقيا بالنسبة للمؤسسات الجزائرية‬

‫إن تنمية العالقات االقتصادية والعمل على رفع التبادل التجاري وتنويعه وتشجيع االستثمار يساهم‬
‫بصفة حيوية في خلق أرضية لتحقيق األمن‪ ،‬لهذا ساهمت وعملت الجزائر على تطوير وتأسيس عملية‬
‫التنمية في إفريقيا من خالل دعم البنية التحتية للدول اإلفريقية وهي األرضية التي ترتكز عليها عملية‬
‫االستثمار حيث تؤكد الجزائر دورها القاري في إطار عدة مشاريع استثمارية تنموية في مختلف المجاالت‬
‫االقتصا دية‪ ،‬كما تملك الجزائر ثالث أكبر اقتصاد في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا ونيجيريا وأقوى اقتصاد في‬
‫شمال إفريقيا‪ ،‬وتعتبر الثروات التي تتمتع بها الجزائر هو ما أهلها إلنشاء مشاريع استثمارية في إفريقيا‬
‫مرهون باالستثمارات الحقيقية والمشاريع الضخمة وليس مجرد تبادل سلع معتبرة‪ ،‬وأن هذه اإلستثمارات‬
‫تحتاج إلى ميزانيات ضخمة لتغطيتها (‪.)1‬‬
‫كما تعمل الحكومة مؤخ ار على تغيير وجهة بوصلتها االقتصادية من الشمال إلى الجنوب بعدما‬
‫تجاهلت إمكانياته الكبيرة لسنوات عديدة‪ ،‬في خضم انشغالها بإقامة عالقات اقتصادية جيدة مع دول الشمال‬
‫كالدول األوروبية‪ ،‬األمريكية واألسيوية‪ ،‬بحثا عن المشاريع االستثمارية الرابحة واستقطابا للعملة الصعبة‪،‬‬
‫ويظهر ذلك جليا من خالل المجهودات التي تبذلها الحكومة لربط االقتصاد الوطني باقتصادات القارة‬
‫السمراء هادفة بذلك إلى فتح المجال للمصنع الجزائري لتسويق وترويج منتجاته ببلدان إفريقيا‪.‬‬

‫حيث يأتي توجه الجزائر لفتح أسواق استثمارية بدول إفريقيا الوسطى والساحل‪ ،‬تجسيدا للمخطط‬
‫الجديد الذي توجهت إليه الحكومة في الفترة األخيرة من خالل سعيها للخروج " مبدئيا " من االعتماد على‬
‫إرادات المحروقات كمصدر أول إليرادات الدولة المالية‪ ،‬وفي تمويل مشاريعها االقتصادية‪ ،‬بالتركيز أكثر‬
‫على القطاع الصناعي كونه المساهم الفعال في خلق الثروة وتنمية الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬وعملها‬
‫على تعزيز البنية التقنية والصناعية للمؤسسات الجزائرية داخل وخارج الوطن (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬يوسف سائحي‪ ،‬عبد الهادي خمقاني‪ ،‬سبل تنشيط التعاون التجاري واإلقتصادي بين الجزائر والدول اإلفريقية‪ ،‬مجلة‬
‫االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،09‬العدد ‪ ،04‬المركز الجامعي لتمنراست‪ ،2020 ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪ -2‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.133-132‬‬
‫‪- 79 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثانيا‪ :‬االستثمار األجنبي المباشر بين الجزائر وافريقيا‬

‫جدول رقم (‪ :)06.03‬االستثمار األجنبي المباشر بين الجزائر وافريقيا (مليون دوالر)‬

‫‪2007-2005‬‬ ‫الفترة‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬
‫(المتوسط السنوي)‬ ‫االستثمارات‬

‫اإلستثمارات الخارجة‬
‫‪83‬‬ ‫‪880‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪55‬‬
‫من الجزائر‬

‫اإلستثمارات الداخلة‬
‫‪45368‬‬ ‫‪50577‬‬ ‫‪41535‬‬ ‫‪46023‬‬ ‫‪38323‬‬
‫إلى إفريقيا‬
‫االستثمارات الخارجة من الجزائر بالنسبة‬
‫‪0,18‬‬ ‫‪0,017‬‬ ‫‪0,021‬‬ ‫‪0,1‬‬ ‫‪0,14‬‬
‫لالستثمارات الداخلة إلى إفريقيا (النسب المئوية)‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين اعتمادا على‪ :‬تاريخ االطالع‪ ،2022/05/15 :‬على الساعة‪17:35 :‬‬
‫‪https://unctad.org/‬‬ ‫الموقع‬

‫نالحظ من الجدول رقم (‪ )04.03‬أن االستثمارات األجنبية المباشرة الخارجة من الجزائر قيمتها‬
‫ضعيفة جدا حيث أن سنة ‪ 2018‬سجلت قيمة قدرها ‪ 880‬مليون دوالر كأعلى قيمة في السنوات الماضية‪،‬‬
‫واذا تمت مقارنة هذه القيمة مع قيمة االستثمارات األجنبية المباشرة الداخلة إلى إفريقيا في نفس السنة نجد‬
‫أنها ال تتعدا نسبة ‪ %0,1‬وهذا إذا اعتبرنا أن جميع االستثمارات الجزائرية موجهة إلى الدول اإلفريقية‪ ،‬فهذه‬
‫النسبة تعتبر منخفضة جدا‪ ،‬ما يدل على ضعف االستثمار الجزائري في العام بصفة عامة والقارة اإلفريقية‬
‫بشكل خاص‪ ،‬وعدم قدرة الجزائر على منافسة الدول األكثر استثما ار في القارة كدول اإلتحاد األوروبي‬
‫والواليات المتحدة األمريكية والصين‪.‬‬

‫ومن بين اإلستثمارات الجزائرية في القارة نجد استثمار شركة سوناطراك في كل من ليبيا‪ ،‬النيجر‬
‫ومالي فقط وهذا ما يدل على أن الجزائر ال تمتلك مؤهالت االستثمارية الكبيرة التي تسمح لها بالتوغل داخل‬
‫القارة خاصة في المجال االستثماري واستغالل الفرص الموجودة داخل بالقارة‪.‬‬

‫كذلك الحال بالنسبة الستثمار الدول األفريقية في الجزائر إذ نجد بعض االستثمارات من دولتي مصر‬
‫وجنوب إفريقيا‪ ،‬لكن تبقى بقيم ضعيفة وهذا راجع لضعف المناخ االستثماري في الجزائر من غياب االستقرار‬

‫‪- 80 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬
‫السياسي واألمني وكذلك ضعف االقتصاد المحلي وضعف البنوك‪ ،‬والبيئة المصرفية كلها عوامل ال تساعد‬
‫على جذب االستثمار‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)07.03‬أهم الدول المستثمرة في الجزائر (اجمالي الفترة ما بين جانفي ‪ – 2015‬ديسمبر‬
‫‪)2019‬‬

‫عدد الشركات‬ ‫عدد المشاريع‬ ‫التكلفة (مليون دوالر)‬ ‫الدولة‬


‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6.000‬‬ ‫هونج كونغ‬
‫‪7‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪3.827‬‬ ‫الصين‬
‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.151‬‬ ‫سنغافورة‬
‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪2.266‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1.533‬‬ ‫مصر‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪714‬‬ ‫تركيا‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪666‬‬ ‫قطر‬
‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪517‬‬ ‫اسبانيا‬
‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪400‬‬ ‫سويس ار‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪385‬‬ ‫اليابان‬
‫‪108‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪1.576‬‬ ‫أخرى‬
‫‪152‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪21.056‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫المصدر‪ :‬المنظمة العربية لضمان االستثمار وانتماء الصادرات‪.‬‬

‫من خالل الجدول رقم (‪ )07.03‬غياب الدول اإلفريقية عن قائمة الدول األكثر استثما ار في الجزائر‬
‫ما عدا مصر التي تمتلك حوالي ‪ 3‬شركات مستثمرة بقيمة إجمالية تقدر بت ‪ 1.5‬مليار دوالر سنة ‪.2019‬‬
‫وتعتبر دول اإلتحاد األوروبي من أكثر الدول استثما ار في الجزائر وكذلك بالنسبة للصين بقيمة تقدر بت ‪3.1‬‬
‫مليار دوالر وهونغ كونغ بقيمة ‪ 6‬مليار دوالر‪.‬‬

‫‪- 81 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫جدول رقم (‪ :)08.03‬توزيع تكلفة اإلستثمارات الواردة إلى الجزائر حسب األقاليم المستثمرة‬
‫(يناير‪ – 2015‬ديسمبر ‪)2019‬‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫التكلفة (مليون دوالر)‬ ‫األقاليم المستثمرة‬

‫‪%65‬‬ ‫‪13.606‬‬ ‫آسيا والمحيط الهادي‬

‫‪%19‬‬ ‫‪4.019‬‬ ‫أوروبا الغربية‬

‫‪%8‬‬ ‫‪1581‬‬ ‫إفريقيا‬

‫‪%4‬‬ ‫‪882‬‬ ‫الشرق األوسط‬

‫‪%3‬‬ ‫‪714‬‬ ‫الدول األوروبية الناشئة‬

‫‪%1‬‬ ‫‪254‬‬ ‫أمريكا الشمالية‬

‫المصدر‪ :‬المنظمة العربية لضمان اإلستثمار وانتماء الصادرات‪.‬‬

‫كما نالحظ من خالل الجدول رقم (‪ )08.03‬ومع فتح اإلستثمارات مع الدول اإلفريقية من خالل منطقة‬
‫التبادل الحر ستواجه الجزائر منافسة كبيرة مع الدول الكبرى المستثمرة في القارة باعتبار هذه الدول تمتلك‬
‫التكنولوجيا الحديثة التي تساعدها في الرفع من قدراتها االستثمارية عكس الجزائر التي حاليا ال تمتلك قدرات‬
‫تنافسية استثمارية تسمح لها بمنافسة هذه الدول على مستوى القارة‪ .‬كذلك الحال بالنسبة للدول اإلفريقية في‬
‫استثمارها داخل الجزائر‪ ،‬لذلك وجب على الجزائر توفير مناخ استثماري يسمح لها بالمنافسة الخارجية‪.‬‬

‫‪- 82 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الثالث‪ :‬استعدادات الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية‬
‫صادراتها وأهم الفرص والتحديات‬

‫لقد اثبتت الجزائر مرة أخرى وفاءها بالتزاماتها تجاه القارة اإلفريقية المكرس في دستورها‪ ،‬وايمانا منها‬
‫بأن منطقة التبادل الحر القارية اإلفريقية ستحقق لها منافع اقتصادية كبيرة على المدى المتوسط والبعيد وفي‬
‫هذا المبحث سنتناول استعدادات الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية وأهم الفرص والتحديات‬
‫التي تواجهها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬استعدادات الجزائر لدخول منطقة التجارة القارية اإلفريقية‬

‫حققت الجزائر حاليا مؤشرات قوية عبر المجهودات التي بذلتها من أجل ترقية المبادالت التجارية مع‬
‫البلدان اإلفريقية‪ ،‬والرفع من قيمة الصادرات خارج المحروقات وتنويعها والترويج لمنتجاتها نحو إفريقيا‪،‬‬
‫لتصبح قادرة على أن تكون منطقة عبور للبضائع بامتياز نحو دول الساحل اإلفريقي باتخاذها جملة من‬
‫التسهيالت مست عمليات التصدير(‪ ،)1‬وسطرت الجزائر عددا من التسهيالت لفائدة المتعاملين االقتصادين‬
‫لتصدير منتجاتهم نحو األسواق اإلفريقية والرفع من قيمة الصادرات وتنويعها خارج المحروقات‪ ،‬حيث‬
‫باشرت بتوقيع المجمع العمومي للنقل البري للبضائع واللوجستيك " لوجيسترانس" في وقت سابق على اتفاقية‬
‫إطار من أجل مرافقة تصدير المنتجات الجزائرية نحو البلدان اإلفريقية وتأتي هذه االتفاقية حسب ما أوردته‬
‫وكالة األنباء الجزائرية في إطار الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص لتعزيز العالقات التجارية في‬
‫مجال النقل واللوجستيك وبشكل خاص في مرافقة تصدير المنتجات الوطنية نحو تونس وبلدان الساحل‬
‫التي تضم النيجر ومالي وموريتانيا والسنغال‪.‬‬

‫كما أشار المجمع العمومي " لوجيسترانس " أن المصدرين الذين يلجؤون لهذه الصيغة ال يتحملون‬
‫إال ‪ %50‬من تكاليف النقل‪ ،‬فيما يتم دفع ‪ %50‬المتبقية مباشرة للوجيسترانس من قبل و ازرة التجارة عبر‬
‫الصندوق الخاص لترقية الصادرات‪ ،‬وأوضحت في هذا الشأن‪ " ،‬راضية سلماني " مديرة التطوير بمجمع‬
‫لوجيسترانس في تصريح لإلذاعة الوطنية مؤخ ار أنه تماشيا مع دخول منطقة التبادل الحر اإلفريقية حيز‬
‫التنفيذ‪ ،‬حيث شرع في مخطط إلنجاز مناطق عبور على مستوى الواليات الحدودية بدءا من تندوف‪،‬‬

‫‪ -1‬منال البتول‪ ،‬صادرات الجزائر‪ ...‬توغل نحو الساحل اإلفريقي‪ ،‬تاريخ االطالع‪ ،2022/05/24 :‬الساعة‪.23:15 :‬‬
‫‪www.sahm-media.dz‬‬ ‫الموقع‪:‬‬
‫‪- 83 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬
‫تمنراست واليزي‪ ،‬هدفه تسهيل ولوج المتعاملين االقتصاديين إلى األسواق اإلفريقية والتسويق للمنتجات‬
‫الجزائرية‪ ،‬وبالخصوص اإلجراءات الالزمة لتسهيل ولوج المنتجات الجزائرية إلى الدول اإلفريقية (‪.)1‬‬

‫وأكد " مصطفى روباين " رئيس المنظمة الوطنية للمؤسسات والحرف في تصريح خص به مؤخ ار‬
‫على تصدير المنتجات التي تشهد فائضا في الجزائر كالمنتوجات ذات االستهالك الواسع نحو إفريقيا ووضع‬
‫مخطط استعجالي لتسهيل اإلجراءات الجمركية والمأمورية أمام المنتجين لتصدير منتجاتهم إلى الدول‬
‫المجاورة‪ ،‬ناهيك عن تحسين المنظومة البنكية وفتح الطرقات والمعابر التجارية خاصة مع موريتانيا‪ ،‬ليبيا‪،‬‬
‫النيجر ومالي‪ ،‬وأضاف " روباين " في سياق تصريحه أن الحكومية مدعوة إلى فتح خطوط جوية تجارية‬
‫نحو دول الساحل اإلفريقي وتخفيض أسعار النقل على المنتجين والمصدرين لتوسيع منطقة التسويق‪ ،‬وتابع‬
‫ذات المتحدث أن تسهيل الحركة التجارية بين الجزائر ودول الساحل ستعكس إيجابا على االقتصاد‬
‫الوطني(‪.)2‬‬

‫كما تم االعتماد الفعلي على مشروع الطريق العابر للصحراء الكبرى بات أم ار ضروريا لولوج السوق‬
‫اإلفريقية وتحديد إمك انيات التجارة بين البلدان المعنية به مباشرة من المقاطع الرئيسية للشبكة التي تربط‬
‫عواصم ستة دول‪ :‬الجزائر‪ ،‬تونس‪ ،‬النيجر‪ ،‬مالي‪ ،‬تشاد ونيجيريا‪ ،‬ويعد أكبر خط بري للتجارة البينية في‬
‫إفريقيا‪ .‬حيث يغطي مشروع الطريق العابر للصحراء في الجزائر مسافة ‪ 3405‬كلم أكثر من ‪ %85‬منها‬
‫في حالة طريق معبدة فيما يبقى ‪ %15‬من المحور الرئيسي ترابيا غير معبدا بين إن قزام والحدود الجزائرية‬
‫النيجرية‪ .‬وتغطي شبكة الطرقات الوطنية في الجزائر ‪ 11025‬كلم من الطرقات بما في ذلك أكثر من‬
‫‪ 8100‬كلم من الطرقات المعبدة‪ ،‬يهدف برنامج تطوير شبكة الطرقات على النحو المنصوص عليه في‬
‫المخطط التسييري للطرقات ‪ 2025-2005‬على الحفاظ على التراث (‪.)3‬‬

‫ويشمل توسيع نطاقه (‪:)4‬‬

‫‪ -‬اإلنتهاء من بناء طريق سريع بطول ‪ 1200‬كلم شمال البالد (من الشرق إلى الغرب)؛‬
‫‪ -‬تحقيق ‪ 17‬طرق إختراقية شمال‪-‬جنوب تربط منطقة المرتفعات بالموانئ الرئيسة؛‬

‫‪.www.sahm-media.dz‬‬ ‫‪ -1‬منال البتول‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬تاريخ االطالع‪ ،2022/05/24 :‬الساعة‪ .23:15 :‬الموقع‪:‬‬
‫‪.www.sahm-media.dz‬‬ ‫‪ -2‬مرجع نفسه‪ ،‬تاريخ االطالع‪ ،2022/05/24 :‬الساعة‪ .23:15 :‬الموقع‪:‬‬
‫‪ -3‬لجنة الربط الطريق العابر للصحراء األمانة العامة‪ ،‬دراسة لتحديد إمكانيات التبادل التجاري بين البلدان األعضاء‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،2009‬ص ‪ .15‬تاريخ االطالع‪ ،2022/05/05:‬على الساعة‪ .02:35:‬الموقع‪،http://www.clrtafrique.com :‬‬
‫‪. http://www.clrtafrique.com‬‬ ‫‪ -4‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ ،20‬تاريخ االطالع‪ ،2022/05/05:‬على الساعة‪ 02:35:‬الموقع‪:‬‬
‫‪- 84 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬
‫‪ -‬تشييد ‪ 3700‬كلم من طرق العبور‪.‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)3.3‬تصميم تخطيطي للطريق العابر للصحراء‬

‫‪http://www.clrtafrique.com‬‬ ‫المصدر‪ :‬تاريخ االطالع‪ ،2022/05/05:‬على الساعة‪ 02:35:‬الموقع‬

‫وكذلك تغطي شبكة خطوط السكك الحديدية مسافة ‪ 4696‬كلم وتتكون من الخط الرئيسي بين الشرق‬
‫والغرب الذي يربط بين المدن الرئيسية للشمال من الحدود التونسية إلى الحدود المغربية‪ ،‬وثالثة طرق‬
‫اختراقية شمال‪-‬جنوب‪ ،‬وأما فيما يخص النقل البحري فالبلد مجهزة على طول ساحل البحر األبيض المتوسط‬
‫بت ‪ 36‬ميناء‪ 11 ،‬ميناء مختلط‪ ،‬ميناءين مخصصين للنفط‪ 22 ،‬ميناء وملجئ للصيد ومارينا‪.‬‬

‫باإلضافة إلى النقل الجوي تمتلك الجزائر إجماال ‪ 55‬مطا ار من مختلف الفئات بما في ذلك ‪ 12‬مطا ار‬
‫دوليا‪ 10 ،‬مطارات وطنية و‪ 14‬مطا ار جهويا‪.‬‬

‫‪- 85 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬
‫وبالعودة إلى كيفية اقتحام الجزائر للسوق اإلفريقية عبر الواليات الجنوبية‪ ،‬كان قد دعا وزير التجارة‬
‫وترقية الصادرات " كمال رزيق " التجار والمصدرين بالواليات الجنوبية لالستعداد القتحام السوق اإلفريقية‬
‫عبر مناطق التبادل الحر بمنتجات محلية أو عن طريق المقايضة في إطار سياسة "رابح‪-‬رابح"‪ .‬واعتبر‬
‫الوزير أن عملية المقايضة لن تكون إال بداية لتحريك عجلة التصدير نحو إفريقيا‪ ،‬مشددا على أن تكون‬
‫رهانا كبي ار إلعطاء ديناميكية للتجارة الخارجية‪ ،‬وفي هذا الخصوص شرعت الجزائر في جني ثمار سياسة‬
‫إعادة الحياة لتجارة المقايضة (سلع مقابل سلع) في أربع واليات جنوب البالد ممثلة في أدرار‪ ،‬إيليزي‪،‬‬
‫تمنراست وتندوف الحدودية مع دولتي مالي والنيجر‪ ،‬وشملت الصادرات الجزائرية عبر تجارة المقايضة‪:‬‬
‫التمور‪ ،‬الملح المنزلي‪ ،‬منتجات بالستيكية‪ ،‬األلومنيوم‪ ،‬الحديد والفوالذ‪ ،‬منتجات صناعات تقليدية وبطانيات‪،‬‬
‫أما الواردات فقد شملت‪ :‬المواشي من إبل وأنعام وأبقار‪ ،‬منتجات الحناء‪ ،‬الشاي األخضر‪ ،‬التوابل‪ ،‬اللحوم‬
‫المجففة‪ ،‬إلى جانب الذرة البيضاء‪ ،‬األرز‪ ،‬البقول الجافة وبعض األقمشة (‪.)1‬‬
‫ونقلة وكالة األنباء الجزائرية عن مصالح مديرية التجارة بأدرار أنه تم تصدير بضائع محلية نحو‬
‫السوق اإلفريقية بقيمة تفوق ‪ 170‬مليون دينار جزائري أي أكثر من مليون و‪ 270‬ألف دوالر في إطار‬
‫تجارة المقايضة الحدودية خالل السنة الفارطة‪.‬‬
‫وصدرت تلك البضائع نحو مالي والنيجر وبلدان إفريقية أخرى مقابل ما قيمته ‪ 100‬مليون دينار‬
‫جزائري (نحو ‪ 750‬ألف دوالر) من الواردات‪ ،‬كما تم تصدير ‪ 20‬طنا من التمور من محافظة إيليزي‬
‫بأقصى شرق الجزائر نحو مالي في إطار تجارة المقايضة الحدودية‪ .‬وفيما يتعلق بالمواد الممكن تصديرها‬
‫نحو السوق اإلفريقية التي تشمل المواد األولية على اختالفها المنتوجات الفالحية‪ ،‬المنتوجات اإللكترونية‬
‫والكهرومنزلية‪.‬‬
‫وتوقع " مصطفى روباين " رئيس المنظمة الوطنية للمؤسسات والحرف أن يتخطى حجم الصادرات‬
‫خارج المحروقات ‪ 05‬مليار دوالر في سنة ‪ 2022‬كون جل المؤسسات المنتجة تملك رغبة واسعة في‬
‫تصدير منتجاتها داعيا إلى إطالق قانون االستثمار الجديد لبناء قاعدة في الصناعة التحويلية وتمكين‬
‫المؤسسات على تحقيق االكتفاء الذاتي من جهة وتصدير منتوجاتها ذات الطابع التحويلي نحو السوق‬
‫اإلفريقية التي تحمل جودة ومنافسة لألسعار من جهة أخرى‪ ،‬ما سيحقق أرباحا على االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪.www.sahm-media.dz‬‬ ‫‪ -1‬منال البتول‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬تاريخ االطالع‪ ،2022/05/24 :‬الساعة‪ .23:15 :‬الموقع‪:‬‬
‫‪- 86 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬
‫وبلغت قيمة الصادرات الجزائرية من دول الساحل الثالث وهي موريتانيا‪ ،‬مالي والنيجر نحو ‪ 5‬ماليين دوالر‬
‫مع نهاية سنة ‪ ،2019‬هذا وتعول الجزائر لزيادة تدفق صادراتها إلى السوق اإلفريقية (‪.)1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬فرص الجزائر في إطار منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‬

‫يمكن أن يشكل إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية فرصة حقيقية للجزائر لمواصلة تطوير‬
‫وانعاش صادراتها خارج المحروقات مما يفتح أمامها أبواب السوق اإلفريقية التي ستنفتح بدورها على المنتج‬
‫الجزائري‪ ،‬وتعتبر هذه المنطقة فرصة هامة لتكثيف وتطوير التجارة البينية التي من المنتظر أن تعرف‬
‫ارتفاعا محسوسا‪ ،‬فضال عن دعم أهداف التكامل واالندماج القاري من خالل التجارة واالستثمار اللذان‬
‫يعتبران عنصرين رئيسيين لدعم النمو والتنمية االقتصادية المستدامة‪ ،‬فالسوق اإلفريقية تمتلك مؤهالت‬
‫وقدرات اقتصادية كبيرة إذ تشكل سوقا بت ‪ 1,2‬مليار نسمة بقيمة ‪ 3000‬مليار دوالر‪ ،‬ومن المتوقع أن ترتفع‬
‫نسبة المبادالت التجارية مع الدول اإلفريقية بنسبة ‪ %52‬بدل من النسبة الحالية التي ال تزيد عن ‪،%16‬‬
‫تنمية الت جارة البينية سيساهم في تطوير سالسل القيمة اإلقليمية والتصنيع وخلق فرص العمل‪ ،‬زيادة على‬
‫ان اإللغاء التدريجي للرسوم الجمركية بين البلدان اإلفريقية بعد الدخول الفعلي لمنطقة التجارة الحرة‪ ،‬بنسبة‬
‫‪ %90‬من بنود التعريفة الجمركية خالل مدة ‪ 5‬سنوات‪ ،‬وسيعطي أولوية للشركات اإلفريقية في تلبية حاجيات‬
‫السوق اإلفريقية المتزايدة واالستفادة من مزاياها وبالتالي استفادة الشركات الجزائرية من زيادة العائد من‬
‫األرباح بعد فتح األسواق مع الدول اإلفريقية‪ ،‬وتتمثل هذه المزايا والفرص فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ستسمح منطقة التبادل الحر القارية اإلفريقية للمتعاملين االقتصاديين والمؤسسات الناشئة بحرية التنقل‬
‫لرجال األعمال واالستثمار وهذا ما سيساهم في زيادة حجم التدفقات التجارية والمالية بين الجزائر ودول‬
‫إفريقيا؛‬
‫‪ -‬منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية ستسهل عملية استيراد المواد الخام من البلدان اإلفريقية األخرى‬
‫والعالم أجمع‪ ،‬كما ستمكن الشركات الصغيرة والمتوسطة من إنشاء شركات تجميع في البلدان اإلفريقية‬
‫األخرى من أجل الوصول إلى وسائل إنتاج أرخص وبالتالي زيادة أرباحها؛‬
‫‪ -‬ستستفيد الجزائر من المزايا التي سيوفرها الطريق العابر للصحراء الذي يربط الجزائر بالغوس في‬
‫نيجيريا‪ ،‬وخط أنابيب الغاز بين الجزائر ونيجيريا‪ ،‬الذي يعتبر بمثابة المشروع الحلم من أجل تحقيق االندماج‬
‫اإلقليمي والتكامل االقتصادي ال سيما بين دول المغرب العربي ومنطقة الساحل وتجمع دول غرب إفريقيا‬
‫وكذا ربطه بالموانئ الجزائرية خاصة ميناء شرشال الجديد وميناء جن جن بجيجل‪ ،‬وبالتالي ستستفيد الجزائر‬

‫‪.www.sahm-media.dz‬‬ ‫‪ -1‬منال البتول‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬تاريخ االطالع‪ ،2022/05/24 :‬الساعة‪ .23:15 :‬الموقع‪:‬‬
‫‪- 87 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬
‫من التعريفات الجمركية من خالل تصدير السلع الخاصة بالدول اإلفريقية‪ ،‬وتعول الجزائر على هذا المشروع‬
‫القتحام السوق اإلفريقية التي تضم أكثر من ‪ 700‬مليون نسمة من الدول التي سترتبط بالطريق وهي تونس‪،‬‬
‫النيجر‪ ،‬بوركينافاسو‪ ،‬مالي ونيجيريا والبلدان المجاورة لها‪ ،‬كما يساهم هذا المشروع في تقليص التكاليف‬
‫اللوجستية سيما المتعلقة بالنقل وكذا إنشاء بنوك جزائرية لتسهيل المعامالت كما سيربط هذا الطريق مع‬
‫طريق الحرير الصيني وهو ما يساعد على توسع الجزائر وافريقيا في السوق العالمي؛‬
‫‪ -‬ستسمح منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية للشركات متعددة الجنسيات بالشراكة مع الشركات المحلية‬
‫الجزائرية لتطوير وتدريبها على أفضل الممارسات ونقل التكنولوجيا في هذه العملية؛‬
‫‪ -‬تسعى الجزائر من خالل موقعها الجغرافي داخل إفريقيا إلى جلب اإلستثمارات والعوائد من خالل منطقة‬
‫التبادل الحر القارية اإلفريقية حيث تراهن الجزائر على إزالة كافة العوائق والقيام بإصالحات جمركية‬
‫وضريبية بهدف تحفيز االقتصاد والخروج من التبعية النفطية الحالية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تحديات الجزائر في إطار منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‬
‫من بين التحديات التي تواجه الجزائر ضمن منطقة التبادل الحر القارية اإلفريقية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تنسيق االقتصادات غير المتجانسة وغير المتناغمة مع دول إفريقيا بموجب اتفاقية واحدة بسبب التنوع‬
‫الكبير الموجود في مستويات التنمية بين مختلف الدول اإلفريقية؛‬
‫‪ -‬عدم جاهزية الجزائر للولوج إلى تجربة منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية بحكم أنها خسرت الكثير‬
‫بسبب اتفاقية الشركة مع اإلتحاد األوروبي‪ ،‬وعجزها عن الموازنة بين ما تصدره وما تستورده من شركائها‬
‫االقتصاديين (‪)1‬؛‬
‫‪ -‬تنويع الصادرات حيث أن الجزائر ضعف في صادراتها خارج المحروقات‪ ،‬فهي لم تتجاوز مليارين و‪830‬‬
‫ألف دوالر خالل سنة ‪ 2018‬احصائيات جديدة حسب الجداول السابقة‪ ،‬وأغلبها تمثل مواد نصف مصنعة‪،‬‬
‫ولذلك وجب على الجزائر تنويع صادراتها لالستفادة من المزايا المتوقعة من منطقة التبادل الحر القارية‬
‫اإلفريقية؛‬
‫‪ -‬ضعف االقتصاد " الريعي " في الجزائر واعتماد الصناعة على المواد األولية المستوردة‪ ،‬كلها عوامل‬
‫تجعلها غير قابلة للتنافس خارجيا وغير معروفة وتواجه منافسة كبيرة من الدول المستثمرة داخل القارة‬
‫اإلفريقية والسوق اإلفريقية خاصة الصين‪ ،‬الهند وتركيا؛‬

‫‪ -1‬لزهاري زواويد‪ ،‬يمينة مفاتيح‪ ،‬المشاريع اإلستثمارية الجزائرية الواعدة في ظل الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا "نيباد"‪:‬‬
‫تحديات الحاضر ورؤى المستقبل‪ ،‬مجلة اإلجتهاد للدراسات القانونية واإلقتصادية‪ ،‬جامعة غرداية‪ ،‬المجلد ‪ ،09‬العدد ‪،05‬‬
‫غرداية‪ ،2020 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪- 88 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬
‫‪ -‬كذلك على الصعيد السياسات‪ ،‬فالجزائر ال تضع استراتيجيات بعيدة المدى‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالتعاون‬
‫االقتصادي البيني حيث تتعطل العالقات نتيجة لتغير الحكومات من وقت ألخر (‪)1‬؛‬
‫‪ -‬غياب االستثمار الجزائري في إفريقيا وكذلك غياب االستثمار اإلفريقي في الجزائر‪ ،‬لكن مع دخول‬
‫الجزائر لمنطقة التبادل الحر القارية اإلفريقية سيؤدي إلى فتح األبواب أمام انتقال المستثمرين بحرية أكبر‬
‫داخل القارة وبالتالي ظهور المنافسة بين الدول اإلفريقية ودول األخرى المستثمرة داخل الجزائر‪ ،‬وكذلك‬
‫المنافسة بين الجزائر والدول المستثمرة داخل القارة (‪)2‬؛‬
‫‪ -‬ال تزال المفاوضات حول بعض النقاط البالغة األهمية لم تنجز بعد‪ ،‬ومن بين هذه النقاط الجدول الزمني‬
‫لخفض الرسوم الجمركية بين الجزائر ودول األعضاء والقواعد التي تحكم تصنيف سلع على أنها صنعت‬
‫في إفريقيا وكذلك قوانين المنافسة بين الدول وآليات التحكيم في الخالفات وغيرها‪ ،‬إضافة إلى أن نجاح‬
‫المشروع يتوقف إلى حد بعيد على إزالة العقبات " غير الضريبية " مثل الفساد وترهل البنى التحتية وفترة‬
‫االنتظار على الحدود‪ ،‬وهو ما تعتزم " منطقة التبادل الحر " العمل عليه؛‬
‫‪ -‬ال شت تتك أن الثار اإليجابية لمنطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية ست تتتست تتتغرق وقت أطول من الزمن فقد‬
‫أثار بعض المحللين االقتصت تتاديين إلى أن اتفاق (التبادل الحر) بين كندا واإلتحاد األوروبي جرى التفاوض‬
‫بش تتأنه على مدى س تتبع س تتنوات رغم أنه كان يتعلق بدولة من جهة ومجموعة متجانس تتة نس تتبيا من ‪ 28‬دولة‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬فكيف س ت ت ت ت ت تتيكون بين ‪ 55‬دولة غير متجانس ت ت ت ت ت تتة وعلى مس ت ت ت ت ت تتتويات متفاوتة جدا من النمو‬
‫االقتصادي (‪.)3‬‬
‫‪ -‬فقر الدول اإلفريقية للبنى التحتية األساسية‪ ،‬كالطرق واالتصاالت والطاقة الكهربائية‪ ،‬حيث تشكل عقبات‬
‫اقتصادية إضافية تؤدي إلى تكاليف إضافية تُضعف حجم التجارة البينية بين الجزائر والدول اإلفريقية‪.‬‬

‫‪ -1‬وليد حفاف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.609‬‬


‫‪ -2‬لزهاري زواويد‪ ،‬يمينة مفاتيح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -3‬وليد حفاف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.609‬‬
‫‪- 89 -‬‬
‫مستقبل الجزائر لدخول منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية لتنمية صادراتها‪ :‬الفرص والتحديات‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة الفصل‬

‫الجزئر االمكانيات االقتصادية التي تمكنها من دخول األسواق في القارة االفريقية ومنافسة‬
‫ا‬ ‫تمتلك‬
‫الدول االقتصادية الكبرى والخروج بنتيجة ايجابية من هذه المنطقة التجارية وكل هذا رهن نجاح اإلصالحات‬
‫االقتصادية الواجب اتخادها واالستثمار المحلي الموجه للتصدير الكتساب حصة في السوق االفريقية والتي‬
‫تساهم في تنمية الصادرات خارج المحروقات وانعاش االقتصاد الوطني وجلب العملة الصعبة من جهة ومن‬
‫جهة أخرى القضاء على البطالة وتنويع الصادرات والتقليل من األزمات التي تحدث عادة بانهيار قطاع‬
‫المحروقات‪.‬‬

‫‪- 90 -‬‬
‫الخاتمة‬
‫خاتمـ ـة‬

‫تعتبر منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية أحد المشاريع الرئيسية التي أطلقها اإلتحاد اإلفريقي‪،‬‬
‫وهذا بعد استكمال نصاب تصديقات الدول اإلفريقية ودخول االتفاقية حيز النفاذ‪ ،‬حيث تهدف االتفاقية إلى‬
‫زيادة التجارة البينية بين الدول األعضاء وتعزيز القدرة التنافسية للصناعة في إفريقيا من خالل إزالة الحواجز‬
‫الجمركية وغير الجمركية‪ ،‬كما أن نجاح تجسيدها سيعود بالفائدة على التنمية االقتصادية في إفريقيا بصفة‬
‫عامة‪ ،‬وخطوة أساسية نحو إنشاء سوق إفريقية مشتركة‪ ،‬حيث دخلت منطقة التبادل الحر القارية اإلفريقية‬
‫رسميا مرحلتها العملية مع ‪ 53‬دولة و ‪ 1,2‬مليار نسمة‪ ،‬وهي بذلك أكبر قناة تجارية في العالم‪ ،‬وعلى غرار‬
‫باقي الدول اإلفريقية تسعي الجزائر لالستفادة من هذه المنطقة برفع التبادل التجاري مع بقية الدول اإلفريقية‬
‫وزيادة صادراتها نحو البلدان اإلفريقية وتطوير استثماراتها‪ ،‬حيث ال يتجاوز حاليا حجم المبادالت التجارية‬
‫الجزائرية مع المنطقة األفريقية ‪ %3‬من إجمالي المبادالت التجارية للجزائر‪.‬‬

‫وقد كانت األهداف من إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية هي‪ :‬توحيد سوق السلع والخدمات‪،‬‬
‫وزيادة التجارات البينية وحرية حركة الناس لتعميق التكامل االقتصادي للقارة في إطار رؤية االتحاد اإلفريقي‬
‫لقارة متكاملة ومزدهرة سلمية‪ ،‬وبالتالي فإن توحيد إفريقيا تحت منطقة تجارية واحدة يخلق آفاقًا إيجابية‬
‫القتصادات القارة حيث ُيتوقع أن تؤدي المبادرة إلى زيادة التدفقات التجارية وزيادة التجارة البينية داخل القارة‬
‫بنسبة من خالل إلغاء رسوم االستيراد ومضاعفة نسبة التجارة في حال تقليل الحواجز غير الجمركية‪ .‬وتوفر‬
‫فرصا مهمة ألصحاب المشاريع والشركات والمستهلكين مع خيارات متعددة لتعزيز التنمية في‬
‫أيضا ً‬
‫المبادرة ً‬
‫القارة‪.‬‬

‫كما قامت الج ازئر في إطار المبادارت التنموية إلى محاولة النهوض بالمنطقة حيث ترغب الجزائر‬
‫في االستفادة من الم ازيا التي توفرها القارة اإلفريقية التي تشكل خزان كبير لإلنتاجية وانتاج الثروات والنمو‪،‬‬
‫اإلردة للتوجه إليها والجزائر كأكبر بلد إفريقي تعد جزء ال‬
‫فإفريقيا تملك م ازيا توفرها لمن لديه الشجاعة و ا‬
‫يتج أز من إفريقيا ومن مصيرها‪.‬‬

‫‪- 92 -‬‬
‫خاتمـ ـة‬

‫‪ -1‬النتائج‬

‫من خالل ما سبق كانت النتائج التي توصلنا اليها كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬النتائج العامة‪:‬‬

‫‪ -‬إفريقيا منطقة إستراتيجية تزخر بالعديد من الثروات ما يجعلها محل أطماع القوى الكبرى مستقطبة‬
‫لالستثمارات األجنبية مما يخلق تحديات كبرى للدول اإلفريقية الغير قادرة على المنافسة من ضمنها الجزائر‪،‬‬
‫باعتبارها من أكبر التكامالت االقتصادية لما توفره من فرص كبيرة للتجارة البينية بين األعضاء؛‬

‫‪ -‬إنشاء سوق قارية موحدة للسلع والخدمات مع حرية تنقل رجال األعمال واالستثمارات‪ ،‬وهو ما يسهل‬
‫ويسرع إنشاء االتحاد الجمركي اإلفريقي القاري؛‬

‫‪ -‬توسيع التجارة البينية اإلفريقية من خالل تنسيق أفضل ألنظمة وأدوات تحرير التجارة وتنظيم التسهيالت‬
‫الملحَّة عبر المجموعات االقتصادية اإلقليمية ومن خالل المنظمات التجارية في جميع أنحاء إفريقيا‪ ،‬حيث‬
‫أنها تساهم في رفع حركة التجارة الداخلية والخارجية‪ ،‬وتساهم في تنويع النسيج الصناعي وكذا جذب‬
‫االستثمارت األجنبية التي ستدعم ميزان المدفوعات بالعملة الصعبة؛‬
‫ا‬

‫‪ -‬يجب توحيد الجهود من أجل إفريقيا مستقرة وآمنة‪ ،‬وذلك بالقضاء على كل مخلفات االستعمار الذي من‬
‫شأنه دفع عجلة التنمية وتسهيل التجارة وتطوير البنية التحتية والصناعية؛‬

‫‪ -‬تساعد منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية على تعريف المتعاملين االقتصاديين بالفرص االقتصادية‬
‫للوجود التجاري في السوق اإلفريقية وتحسيس وتوعية مؤسسات دعم التجارة الخارجية‪ ،‬باإلضافة إلى التعريف‬
‫بمتطلبات وآفاق تطوير الشراكة بين البلدان اإلفريقية؛‬

‫‪ -‬دمج منطقة تجارة حرة في إفريقيا يعني إزالة جميع الحواجز الجمركية والتعريفية لتعزيز المصالح المتبادلة‪.‬‬

‫ب‪ -‬نتائج الدراسة التطبيقية‪:‬‬

‫‪ -‬تم التوصل الى أن المبادالت التجارية الجزائرية االفريقية ضعيفة وان جل المبادالت التجارية مع افريقيا‬
‫تمت في إطار منطقة المغرب العربي مما يبرز دور التكامل المغاربي في تنشيط التجارة البينية بين الدول‬
‫األعضاء؛‬

‫‪- 93 -‬‬
‫خاتمـ ـة‬

‫‪ -‬غياب تحضير بشكل جيد للجزائر حيث لم تهيء مؤسساتها واقتصادها للمنافسة على التصدير‪ ،‬فهو‬
‫قطاع هش وأمامه تحديات كبيرة خاصة ما يتعلق بقابلية المنتجات المحلية للتنافس بسبب اعتمادها الكبير‬
‫على المواد األولية أو قطع الغيار المستوردة مما يجعل تكلفتها غير متحكم فيها و بالتالي صعوبة أن تكون‬
‫تنافسية؛‬
‫‪ -‬إن منطقة التجارة الحرة اإلفريقية سوف تحقق فرصا كبيرة للجزائر لتعزيز تجارتها البينية مع إفريقيا‬
‫خصوصا من خالل المساعي الجزائرية اللوجستية لدعم البنية التحتية للتجارة كالشراكة مع الصين في انجاز‬
‫أكبر ميناء في إفريقيا بالحمدانية في الجزائر‪ ،‬الطريق العابر للصحراء‪ ،‬فتح المعابر الحدودية ‪...‬الخ؛‬
‫‪ -‬تمتع الجزائر بمقومات اقتصادية متعددة يمكن أن تجعلها قوة اقتصادية إقليمية وعالمية؛‬

‫‪ -‬القيام بإصالحات اقتصادية شاملة تمكن الجزائر من االستفادة من منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‬
‫مما يساعد على التخلص من االقتصادي الريعي وخلق اقتصاد إنتاجي متنوع؛‬

‫‪ -‬ضعف التدفقات التجارية بين الجزائر والدول اإلفريقية نتيجة غياب التنمية داخل القارة اإلفريقية ما جعلها‬
‫تعاني من عدة مشاكل داخلية؛‬

‫‪ -‬تستشرف الجزائر مستقبل واعد في هذه المنطقة وستكون أول الخطوات هي استالم الطريق العابر‬
‫للصحراء الجزائر الغوس باستكمال الشطر المتبقي منه في دولة النيجر كما وعد رئيس دولة النيجر محمد‬
‫يوسفو‪ ،‬وبهذا تكون الجزائر مرتبطة فعليا بأفريقيا جنوب الصحراء‪.‬‬

‫‪-2‬االقتراحات‬

‫بناءا على النتائج المتوصل إليها من خالل هذه الدراسة‪ ،‬يمكن تقديم مجموعة من االقتراحات كحلول‬
‫من أجل التطوير واالستفادة من منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية استفادة كبيرة‪ ،‬وجذب المزيد االستثمارات‬
‫األجنبية للمنطقة القارية وخاصة للجزائر والموضحة كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬القيام باإلصالحات االقتصادية الالزمة في شتى المجاالت مع ترقية وتطوير المنتجات خارج قطاع‬
‫المحروقات؛‬

‫‪ -2‬على الجزائر االستفادة من التجارب الناجحة في مجال منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية والعمل‬
‫على النظر فيها من جديد نظ ار لألهمية االقتصادية التي تعود من وراءها إضافة إلى توفير المناخ االستثماري‬
‫الجيد القائم على تقديم الحوافز وتبسيط اإلجراءات؛‬
‫‪- 94 -‬‬
‫خاتمـ ـة‬

‫‪ -3‬تحقيق كفاءة المرافق والخدمات األساسية من موانئ بحرية وجوية مزودة بالوسائل المطلوبة؛‬

‫‪ -4‬توفير التيار الكهربائي بشكل دائم ومستقر‪ ،‬وتوسيع شبكة المياه من أجل تلبية حاجيات السوق‪ ،‬وكذا‬
‫وسائل االتصال السلكية أو الالسلكية من أجل سهولة التواصل‪ ،‬باإلضافة لتوسيع الشبكة الطرقية في منطقة‬
‫التجارة الحرة القارية االفريقية حتى تكون قادرة على استيعاب حركة النقل المترتبة على التجارة واالستثمار؛‬
‫‪ -5‬يجب على الدولة بناء قاعدة استثمارية صناعية تفتح الفاق أمام أصحاب المشاريع والمستثمرين لتنويع‬
‫الصادرات والتي من خاللها تفتح المجاالت لتوفير مناصب العمل هذا من جهة وتنويع الصادرات وجلب‬
‫العملة الصعبة من جهة أخرى؛‬

‫‪ -6‬من شروط نجاح المنافسة في أفريقيا نذكر من بينها "ضرورة إنشاء بنوك جزائرية في الدول األفريقية‬
‫وكذا ضرورة توفر هياكل النقل؛‬

‫‪ -7‬العمل على تنفيذ بنود اتفاقية التجارة الحرة القارية للمضي قدما نحو تحقيق اهداف االتفاقية المحددة‬
‫في اجندة ‪ 2063‬تحت شعار إفريقيا متكاملة ومزدهرة ومسالمة وتحسين مؤشرات التكامل خاصة بالنسبة‬
‫للجزائر من حيث حرية تنقل االشخاص وتطوير البنية التحتية وتعزيز التجارة البينية االفريقية؛‬
‫‪ -8‬يجب على الجزائر الرفع من تنافسية المنتجات للرفع من صادراتها نحو إفريقيا‪ ،‬خاصة في ضل إتباع‬
‫سياسة الصادرات خارج قطاع المحروقات هذا من جهة‪ ،‬واالعتماد الواردات اإلفريقية‪ ،‬بتطبيق نظرية تبادل‬
‫الموارد‪ ،‬إذ تعتبر الواردات اإلفريقية خاصة من المادة األولية اقل تكلفة‪ ،‬وهذا راجع لعامل الوفرة؛‬
‫‪ -9‬ضرورة السعي لفك النزاعات وتفعيل اتحاد المغرب العربي‪ ،‬وانشاء منطقة حرة للتبادل للدول العربية‬
‫في افريقيا؛‬
‫‪ -10‬االعتماد على سياسة ترويجية فعالة للمنتجات الجزائرية‪ ،‬وذلك عن طريق المشاركة في المؤتمرات‬
‫والمعارض الدولية في الدول االفريقية وعقد لقاءات مع المستثمرين األجانب وابرام االتفاقات مع مختلف‬
‫الدول‪ ،‬وهذا ما هو معمول به بالنسبة للجزائر في الونة األخير؛‬
‫‪ -11‬العمل على جذب االستثمارات األجنبية الستغالل الثروات الطبيعية غير النفطية والمناجم واألراضي‬
‫الزراعية ومناجم الحديد والفوسفات‪ ،‬والتي تعتبر ثروات خامدة‪ ،‬ويمكن وصف التجربة الصينية بالشراكة مع‬
‫الجزائر الستغالل منجم غار جبيالت بغرب الصحراء الجزائرية كأحسن استثمار للطرفين؛‬

‫‪- 95 -‬‬
‫خاتمـ ـة‬

‫‪ -12‬ضرورة تقوية البنية التحتية لالستثمار والتجارة بتطوير المواصالت السلكية والالسلكية وشبكات النقل‬
‫واإلمداد والتكنولوجيا وتهيئة المطارات والموانئ كشروع الصين في إنشاء أكبر ميناء في إفريقيا ليصبح بوابة‬
‫إلفريقيا؛‬
‫‪ -13‬ضرورة تدعيم السفارات الجزائرية في إفريقيا بملحقتين اقتصاديتين وملحقين تجاريين ذوي كفاءات‬
‫علمية عالية المستوى في التجارة واالقتصاد لدراسة السوق اإلفريقية دراسة علمية اقتصادية لتسهيل تنقل‬
‫رجال األعمال عن طريق تفعيل دور مجالس رجال األعمال كمحرك في تطوير وتنمية التبادالت التجارية‬
‫والشراكة‪.‬‬

‫‪ -3‬أفاق الدراسة‬

‫تبعا لنتائج الدراسة المتوصل إليها‪ ،‬وفي إطار الحديث عن منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‬
‫اتضح أن هناك جوانب هامة ومرتبطة لم يتم التطرق إليها بالتفصيل نظ ار لكون الدراسة حديثة ومتعددة‬
‫الجوانب ويصعب اإللمام بكافة جوانبها نأمل في دراسته وتحليله مستقبال أكثر من أجل الوصول إلى نتائج‬
‫أشمل وأوسع من خالل‪:‬‬

‫✓ دور منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية في تحقيق نمو اقتصادي مستديم في إفريقيا؛‬
‫✓ التكامل االقتصادي باالتحاد اإلفريقي كأداة لتدعيم االستقرار االقتصادي؛‬
‫✓ انعكاسات منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية على المبادالت التجارية بين إفريقيا وأوروبا؛‬
‫✓ إضافة متغيرات أخرى لم يتم التطرق إليها في الدراسة الحالية؛‬

‫وفي األخير نأمل أن نكون قد وفقنا في إعداد هذه المذكرة‪ ،‬والتي بكل تأكيد ال تخلو من بعض‬
‫النقائص كأي عمل بشري‪.‬‬

‫‪- 96 -‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫❖ المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الكتب‪:‬‬

‫‪ .1‬أحمد برقاوي وآخرون‪ ،‬الدولة الوطنية وتحديات العولمة‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة‪2004 ،‬‬
‫‪ .2‬البشير الكوت‪ ،‬المنظمات اإلقليمية الفرعية في إفريقيا‪ ،‬دراسة ألبرز المنظمات‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب األخضر‪ ،‬ليبيا‪.2008 ،‬‬
‫‪ .3‬إبراهيم العيسوي وآخرون‪ ،‬االعتماد المتبادل والتكامل االقتصادي والواقع العربي‪ ،‬مقاربات نظرية‬
‫مركز الدراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪.1990 ،‬‬
‫‪ .4‬حسين عقيل عابد عقيل‪ ،‬االقتصاد اإلقليمي والنظام الجديد للتجارة العالمية التكامل االقتصادي‬
‫والمشكالت التي توجهه‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2019 ،‬‬
‫‪ .5‬حسين عمر‪ ،‬التكامل االقتصادي أنشودة العالم المعاصر‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.1998 ،‬‬
‫‪ .6‬سامي عفيفي حاتم‪ ،‬التكتالت االقتصادية بين التنظير والتطبيق‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.2003 ،4‬‬
‫‪ .7‬شقير محمد لبيب‪ ،‬االقتصادية العربية‪ :‬تجاربها وتوقعاتها‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫بيروت‪.1986 ،‬‬
‫‪ .8‬صبيحة بخوش‪ ،‬اتحاد المغرب العربي بين دوافع التكامل االقتصادي ومعوقاته السياسية‪ ،‬دار‬
‫الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.2011 ،1‬‬
‫‪ .9‬عبد الوهاب الكيالي‪ ،‬الموسوعة السياسية‪ ،‬ج‪ ،1‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪.1990 ،‬‬
‫‪ .10‬فليح حسن خلف‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬مؤسسة الوراق‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.2001 ،1‬‬
‫‪ .11‬محسن الندوي‪ ،‬تحديات التكامل االقتصادي العربي في عصر العولمة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫بيروت لبنان‪ ،‬ط‪.2011 ،1‬‬
‫‪ .12‬محمد سيد عابد‪ ،‬التجارة الدولية‪ ،‬مكتبة ومطبعة االشعاع الفنية‪ ،‬مصر‪.1999 ،‬‬
‫‪ .13‬محمد عاشور‪ ،‬أحمد علي سالم‪ ،‬التكامل اإلقليمي في إفريقيا‪ :‬رؤى وأفاق‪ ،‬معهد البحوث‬
‫والدراسات اإلفريقية‪ ،‬مشروع الدعم التكامل اإلفريقي‪ ،‬جامعة القاهرة‪.2005 ،‬‬
‫‪ .14‬محمد عبد اهلل شاهين‪ ،‬التكتالت االقتصادية المعاصرة‪ ،‬االبتكار للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫ط‪.2018 ،1‬‬
‫‪ .15‬نزيه عبد المقصود‪ ،‬محمد مبروك‪ ،‬التكامل االقتصادي العربي وتحديات العولمة‪ :‬رؤية إسالمية‪،‬‬
‫دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.2006 ،1‬‬

‫‪- 98 -‬‬
‫ثانيا‪ :‬الكتب المترجمة‪:‬‬

‫‪ .1‬موريس شيف ول‪ ،‬ألن وينترز‪ ،‬التكامل اإلقليمي والتنمية‪ ،‬ترجمة كوميت للتصميم الفني‪ ،‬مركز‬
‫معلومات قراء الشرق األوسط ‪،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬

‫ثالثا‪ :‬األطروحات‪:‬‬

‫‪ .1‬جمال الدين العاقر‪ ،‬دور التكتل اإلقليمي في تحقيق التنمية االقتصادية دراسة التجربة التكاملية‬
‫في القارة اإلفريقية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتورة في علوم اقتصادية كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬تخصص علوم التسيير‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر ‪.2018/2017‬‬
‫‪ .2‬سليمان بلعور‪ ،‬التكامل االقتصادي العربي حتمية لمواجهة تحديات المنضمة العالمية للتجارة‪،‬‬
‫دراسة مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه في علوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪.2009/2008 ،‬‬
‫‪ .3‬عبد الجليل جميل‪ ،‬اقتصاديات التكامل واشكالية التكتل االقتصادي االفريقي‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل‬
‫شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص تحليل اقتصادي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيير‪،‬جامعة سيدي بلعباس‪ ،‬الجزائر ‪.2015-2014،‬‬
‫‪ .4‬عبد الرحمان روابح‪ ،‬حركة التجارة الدولية في إطار التكامل االقتصادي في ضوء التغيرات‬
‫االقتصادية الحديثة‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة ماجيستر في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة بسكرة‪،‬‬
‫‪.2013/2012‬‬
‫‪ .5‬عزالدين بو حبل‪ ،‬أهمية التكتل االقتصادي العربي في ظل األزمات المالية العالمية خالل الفترة‬
‫‪ ،2014-2007‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص علوم‬
‫اقتصادية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،‬الجزائر‪.2019-2018،‬‬

‫رابعا‪ :‬مجالت علمية محكمة‪:‬‬

‫‪ .1‬زخروف عامر‪ ،‬دحو سليمان‪ ،‬مستقبل منطقة التجارة الحرة اإلفريقية ودورها المتوقع في تنمية‬
‫التجارة البينية األفرو‪-‬جزائرية‪ :‬عرض نماذج لتكتالت إقليمية اقتصادية افريقية‪ ،‬مجلة البشائر‬
‫االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،08‬العدد ‪ ،01‬بشار‪ ،‬الجزائر‪ ،‬أفريل ‪.2022‬‬

‫‪- 99 -‬‬
‫‪.2‬سهيلة مصطفى‪ ،‬التقليل من الحواجز غير التعريفية المتعلقة بقواعد المنشأ كألية لتفعيل منطقة‬
‫التجارة الحرة االفريقية‪ ،‬مجلة النمو االقتصادي والمقاوالتية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،3‬المجلد‪ ،5‬العدد‪ ،1‬الجزائر‪،‬‬
‫سنة ‪.2022‬‬
‫‪.3‬شليحي الطاهر‪ ،‬مختاري مصطفى‪ ،‬تقييم لتجارب التكامل االقتصادي في إفريقيا‪ ،‬مجلة الدراسات‬
‫االقتصادية المعاصرة‪ ،‬جامعة الجلفة‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ،06‬الجزائر‪.2018،‬‬

‫‪ .4‬فوزية خدا كرم‪ ،‬التكامالت االقتصادية العالمية وانعكاساتها على الدول النامية‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،43‬جامعة بغداد‪ ،‬سنة غير مذكورة‪.‬‬

‫‪ .5‬لزهاري زواويد‪ ،‬يمينة مفاتيح‪ ،‬المشاريع االستثمارية الجزائرية الواعدة في ظل الشراكة الجديدة‬
‫لتنمية إفريقيا "نيباد"‪ :‬تحديات الحاضر ورؤى المستقبل‪ ،‬مجلة االجتهاد للدراسات القانونية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬جامعة غرداية‪ ،‬المجلد ‪ ،09‬العدد ‪ ،05‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2020‬‬
‫‪ .6‬محمد محمود اإلمام‪ ،‬التكامل االقتصادي العربي بين عقدين‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪،138‬‬
‫مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬أوت ‪.1990‬‬

‫‪ .7‬مهدي دهب حسن دهب‪ ،‬االتفاقية الجديدة من أجل تنمية إفريقية‪ ،‬اإلتحاد اإلفريقي واإلصالح‬
‫السياسي‪ ،‬مجلة دراسات إفريقية‪ ،‬جامعة إفريقيا العالمية‪ ،‬العدد‪ ،51‬السنة‪ ،30‬السودان‪ ،‬جوان‪.2014‬‬
‫‪ .8‬نبيل عثمان‪ ،‬خطوات على طريق الوحدة االقتصادية‪ ،‬دورية أفاق إفريقية‪ ،‬الهيئة العامة‬
‫لالستعالمات‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬
‫‪ .9‬ولد محمد عيسى محمد محمود‪ ،‬معوقات التكامالت االقتصادية اإلفريقية في البلدان النامية‪،‬‬
‫د ارسة حالة الكوميسا‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬العدد ‪ ،10‬الجزائر ‪.2012‬‬
‫‪ .10‬وليد حفاف‪ ،‬مستقبل منطقة التجارة الحرة القارية اإلفريقية‪ :‬المزايا والتحديات‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬المجلد ‪ ،13‬العدد ‪ ،03‬المسيلة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ .11‬يوسف خميس أبو فارس‪ ،‬دور التكامالت اإلقليمية في تعزيز الوحدة االقتصادية والسياسية في‬
‫إفريقيا‪ ،‬مجلة دراسات إفريقية‪ ،‬جامعة إفريقيا العالمية‪ ،‬العدد ‪ ،32‬السودان‪.2004 ،‬‬
‫‪ .12‬يوسف سائحي‪ ،‬عبد الهادي خمقاني‪ ،‬سبل تنشيط التعاون التجاري واإلقتصادي بين الجزائر‬
‫والدول اإلفريقية‪ ،‬مجلة اإلجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬المركز الجامعي لتمنراست‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،09‬العدد ‪ ،04‬الجزائر‪.2020 ،‬‬

‫‪- 100 -‬‬


‫خامسا‪ :‬األيام الدراسية‪:‬‬

‫‪ .1‬ياسين شكيمة‪ ،‬دور الجزائر في إنشاء منطقة التبادل التجاري الحر في إفريقيا (‪ :)AFTZ‬رؤية‬
‫مستقبلية‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة في اليوم الدراسي حول‪ :‬دور الجزائر في اإلقليمي‪ :‬اتحاد المغرب العربي‪-‬‬
‫االتحاد االفريقي‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬يوم ‪ 11‬ديسمبر ‪.2018‬‬

‫سادسا‪ :‬القوانين‪:‬‬

‫‪ .1‬القانون رقم ‪ ،19-11‬المؤرخ في ‪ 21‬مارس ‪ ،2018‬المتعلق باالتفاق المؤسس لمنطقة التجارة الحرة‬
‫القارية االفريقية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬المملكة المغربية‪ ،‬مديرية الشؤون القانونية والمعاهدات‪ ،‬رقم نبيل ‪،19‬‬
‫الموافق ل ‪ 24‬يونيو ‪ ،2020‬المادة ‪.6‬‬

‫سابعا‪ :‬الملفات االلكترونية‪:‬‬

‫‪ .1‬المديرية العامة للجمارك‪ ،‬مديرة الدراسات واالستشراف احصائيات التجارة الخارجية للجزائر‪ ،‬و ازرة المالية‪،‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬تاريخ االطالع‪ ،2022/05/13 :‬على الساعة‪.16.35 :‬‬
‫‪www.douane.gov.dz/statistiques‬‬

‫‪ .2‬حكيم أالدي نجم الدين‪" ،‬منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية‪ :‬فرصة أخرى للشركات الناشئة وتوفير اإلقامة‬
‫الرقمية‪ ،‬قراءات إفريقية‪ 21 ،‬يناير ‪/‬كانون الثاني‪ ،2021‬تاريخ االطالع‪ ،2022/04/29 :‬على الساعة‪:‬‬
‫‪ .12:37‬الموقع‪،https://studies.aljazeera.net/ar/article/4904 :‬‬
‫‪ .3‬خليل عمر‪ ،‬اتفاقية التجارة الحرة االفريقية‪ ،‬خطوة حاسمة نحو التكامل االقتصادي‪ ،‬المركز العربي‬
‫للبحوث والدراسات‪ 11 ،‬جويلية ‪ ،2019‬تاريخ االطالع‪ ،2022/04/29 :‬على الساعة‪.12:38 :‬‬
‫الموقع‪،http://www.acrseg.org/41269 :‬‬
‫‪ .4‬لجنة الربط الطريق العابر للصحراء األمانة العامة‪ ،‬دراسة لتحديد إمكانيات التبادل التجاري بين البلدان‬
‫األعضاء‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬ص ‪ ،15‬تاريخ االطالع‪ ،2022/05/05:‬على الساعة‪ .02:35:‬الموقع‪:‬‬
‫‪،http://www.clrtafrique.com‬‬
‫‪ .5‬ملتقى إفريقيا لإلستثمار‪ :‬دعوة الجزائر لقيادة الدول اإلفريقية نحو تجسيد سوقهم الموحد‪ ،‬وكالة‬
‫األنباء الجزائرية‪ ،‬اإلثنين ‪ 24‬ماي ‪ ،2022‬الموقع‪ :‬تاريخ االطالع‪ ،2022/05/13 :‬على الساعة‪:‬‬
‫‪https://www.aps.dz/ar/economie/106997-2021-05-24-17-54-23 .16:35‬‬

‫‪- 101 -‬‬


:‫ تاريخ االطالع‬:‫ الموقع‬،‫ توغل نحو الساحل اإلفريقي‬...‫ صادرات الجزائر‬،‫ منال البتول‬.6
،www.sahm-media.dz .23:15 :‫ الساعة‬،2022/05/24
‫ السوق اإلفريقية مالذ الجزائر الجديد من " ألغام الربح المتبادل‬،‫ العين اإلخبارية‬،‫ يونس بورنان‬.7
،https://al-ain.com :‫الموقع‬.01:19 ‫ الساعة‬،2022/05/29:‫ تاريخ اإلطالع‬،"

:‫ المواقع االلكترونية‬:‫ثامنا‬

www.trademap.org ‫ الموقع‬01.30 :‫ على الساعة‬،2022/05/16 :‫ تاريخ االطالع‬.1


https://unctad.org/ ‫ الموقع‬17:35 :‫ على الساعة‬،2022/05/15 :‫ تاريخ االطالع‬.2
http://www.clrtafrique.com ‫ الموقع‬02.35 :‫ على الساعة‬،2022/05/05 :‫ تاريخ االطالع‬.3

:‫❖ المراجع باللغة األجنبية‬


:‫ الكتب‬:‫أوال‬
1. A.M Freeman III، International Trade New York: Harper And Row, New York
1971 .
2. Ade molaoyejide, regional integration and trade liberalization in sub-Saharian
Africa, AERC special paper 28, November 1997.
3. BELA BALASSA.The theory of economic integration ،(George Allen and Unwin
ltd) ،1961.
4. Bruce Byiers, The political economic of regional integration in africa
intergouvernemental, Autorithy on developments,contry not mentioned, 2016.
5. Khadra Bichera, Le grand Maghreb et l’Europe, enjeux et perspectives, publisud-
quorum, CERAMAC paris, 1992.
6. Rasul shams, The drive to economic integration in Africa, discussion paper,
Hamburg institute of international economics, contry not mentioned, 2005.
8.Trudi HARTZENBERG, Regional integration in Africa, working paper, economic
research and statistics division, World trade organization, contry not mentioned, 2011.
9. Jacob Kotcho, Intégration commerciale de l’Afrique et libre-échange global :
déficit perspectives, in Transformations, revue Interventions économiques, pays non
mentionne, Mars 2017.

- 102 -
:‫ مجالت علمية محكمة‬:‫ثانيا‬

1.Bulletin mensuel de la BCE, L’ouverture économique de la zone euro mesure par le


commerce extérieur, problèmes économiques, N° 2, pays non mentionne, 2 Février 2000.
2.Carlos Lopez, l’intégration pas à pas, in finances et développement, FMI, Juin, 2016.
3. Daniel Skyi, Eric Evans, Osei Opoku, Regionalism and economic integration; a
conceptional and the critical perspectives, occasional paper n° 24, pays non mentionne,
2014.
4. Jean coussy ،Economic politic des intégrations régionales: une approche historique,
Mondes en développement, / 3,N° 115/ 116, pays non mentionne 2001.
5.Mzuki Qobo, The challenges of regional integration in Africa, in the context of
globalization and the prospects for the united states of Africa, ISS paper n° 145, June,
contry not mentioned, 2007.

:‫ التقارير‬:‫ثالثا‬

1.Commission économique pour l’Afrique, Rapport économique sur l’Afrique 2017


l’industrialisation et l’urbanisation au service de la transformation l’Afrique nations-
unies, Addis-Abeba, Ethiopie, 2017.
2.LA commission économique pour l’Afrique, état de l’intégration économique en
Afrique : développer le commerce interafricain, aria 4, Addis Abeba, 2010.
3.La commission économique pour l’Afrique, état l’intégration régionale en Afrique V
; vers une zone de libre-échange continentale africaines, Addis-Abeba, Ethiopie, 2012.
4.UNCTAD, Report the least developed countries, 26 Nov 2015,
https://unctad.org/system/files/official-document/ldc2015_fr.pdf, 29/03/2022, 18:06.
5. Groupe de la banque africaine, union africaine, commission économique pour
l’Afrique, l’indice de l’intégration régionale en Afrique, union africaine, Addis Abeba,
Ethiopie, 2016.

- 103 -
‫الملخص‬
‫الملخص‬

:‫الملخص‬

‫حاولت الدراسة التعرف على الدور الذي تلعبه منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية في تنمية الصادرات‬
‫الجزائرية من خالل رصد أهم الفرص التي يمكن أن توفرها منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية وابراز أهم‬
.‫التحديات التي تواجها الجزائر في اطارها‬
‫وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج كان أهمها أن المبادالت التجارية الجزائرية االفريقية ضعيفة‬
‫ كما أن هناك غياب تحضير‬،‫وأن جل المبادالت التجارية مع افريقيا تمت في إطار منطقة المغرب العربي‬
‫ بالمقابل كشفت الدراسة أن منطقة التجارة الحرة القارية‬، ‫جيد من طرف الجزائر لتوجه نحو هذا االنضمام‬
‫اإلفريقية يمكن ان توفر فرص كبيرة للجزائر لتعزيز صادراتها خارج المحروقات مع الدول االفريقية من خالل‬
‫ شق الطريق العابر‬،‫تكثيف الروابط اللوجستية المتعلقة بالبنية التحتية مع القارة االفريقية مثل تطوير الموانئ‬
‫ مع اخذ االصالحات االقتصادية الداخلية بجدية ذات المساعي‬،‫الخ‬... ‫ فتح المعابر الحدودية‬،‫للصحراء‬
.‫المتعلقة بتطوير المنتوج الوطني‬
‫ الصادرات‬،‫ المبادالت التجارية الجزائرية االفريقية‬،‫ منطقة التجارة الحرة القارية االفريقية‬:‫الكلمات المفتاحية‬
.‫ التحديات‬،‫ الفرص‬،‫الجزائرية‬
Abstract
The study endeavored to recognize the role played by the African Continental Free Trade
Region in the development of Algerian exports by monitoring the most important opportunities
that can be provided by the African Continental Free Trade Region and highlighting the most
important challenges facing Algeria within its context..
The study reached a number of results, the most important of which was that the Algerian-
African trade exchanges are weak and that most of the trade exchanges with Africa took place
within the framework of the Maghreb region, and that there is a lack of good preparation on the
part of Algeria to move towards this accession .Besides, the study revealed that the African
Continental Free Trade Region can provide abundant opportunities for Algeria to enhance its
exports outside hydrocarbons with African countries by intensifying logistical links related to
infrastructure with the African continent, such as developing ports, building the trans-Saharan
road, opening border crossings ... etc., while seriously taking internal economic reforms with
endeavors related to the development of the national product
Key Words: African Continental Free Trade Region, Algerian-African trade exchanges,
Algerian exports, opportunities, challenges..

- 105 -

You might also like