You are on page 1of 147

‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪1945‬‬

‫ال ـمـ ـ ـ ـ ـ ـة‬


‫ـق ـ ـ‬
‫كلية العلوم الاقتصادًة والتجازية وعلوم التسيير‬
‫قسم العلوم الاقتصادًة‬

‫مــركسة ثخسج مقدمة الستكمال متطلبات هيل شهادة الماستر في العلوم الاقتصادًة‬
‫ثخصص‪ :‬هقود ومؤسسات مالية‬

‫ثحت عنوان‪:‬‬

‫سياسة التقشف في الميزانية العامة في ظل‬


‫تداعيات انخفاض أسعار النفط‬
‫‪ -‬دراسة حالة الجزائر ‪-‬‬

‫إشساف ألاستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬


‫موس ى الباهي‬ ‫‪ ‬هناء حابس‬

‫املوسم الجامعي‪2016 /2015 :‬‬


‫ال يَيا‬ ‫ال يا آ ُع ِذاآ ْر ُع ا ِذ‬ ‫﴿ا َي ا اا ِذ‬
‫ْر َي‬ ‫َي ْر ُع ُع َي َي‬
‫ُع وُع ا ِذال ْر َيا َي َي َي ٕتاا َي اُعاِذ َي اوَيلْر َيُع وَيا َيِذ ا﴾‬
‫ااصدقا اا الظ ا‬
‫را ا م ايا‪-‬ا‬ ‫‪-‬ا ا يا‪11‬ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫نحمد اهلل مالؾ الممؾ أف منحنا القدرة كاالستطاعة عمى إتماـ ىدا العمؿ المتكاضع‬
‫كمنحنا الصبر كالقكة لمكاجية العراقيؿ‪.‬‬

‫ْع ﴾[سوزة الضحى‪]11 :‬‬ ‫﴿ َو أَو َّم ِبِب ْع َو ِب َورِّب َو َو َو ِّب‬


‫صدق هللا العظيم‬
‫ال يسعين وأنا يف مقامي ىدا إال أن أتقدم بشكري وتقديري وعرفاين وامتناين‬
‫إىل األستاذ املشرف‪":‬الب هي وسى"‪.‬‬
‫الذي مل يبخل علي بإرشاداتو واليت كان هلا بليغ األثر يف اجناز ىدا العمل وكدا صربه وسعة‬
‫صدره وحرصو الدائم إلمتام ىدا العمل يف أحسن الظروف‪.‬‬
‫ع دل" على توجيهاتو القيمة فجزاه‬ ‫كما أتقدم بالشكر اجلزيل لألستاذ الفاضل‪" :‬س‬
‫اهلل ألف خري‪،‬‬
‫كما ال يفوتين تقدمي كثري االمتنان للدكتور‪ " :‬وعزيز ن صر" على نصائحو القيمة فلكم منا‬
‫فائق التقدير واالحرتام‪.‬‬
‫كـ ــما نـ ــتقدم ب ـ ــالشـكر الــجزي ـ ــل إلـ ـ ــى كـ ــل مـ ــن سـاعـدن ـ ــا‬
‫م ــن ق ـ ـريب أو م ـ ــن بـ ــعيــد‬
‫ي رب‬
‫ال ت عي أص ب لغر ر إدا نج ت‬
‫ال ليأس إدا شلت‬
‫ل ذكرني أن الفشل هو التج رب التي تسبق ال ج ح‬
‫ي رب عل ي أن التس ح هو أكبر راتب القوة أن حب االنتق م‬
‫هو أ ل ظ هر الض ف‬
‫ي رب إدا حر ت ي ن ال ج ح أترك لي قوة ال ت د حتى أتغلب على الفشل‬
‫اإلي ن‬ ‫أترك لي ن‬ ‫الص‬ ‫إدا جردت ي ن ن‬
‫ي رب إدا أسئت إلى ال س أعط ي شج ع االعت ار‬
‫إدا أس ء لي ال س أعطي ي شج ع ال فو‬
‫ي رب إدا نسيت ال ت س ني‪.‬‬
‫آ ين‪.‬‬
‫الصفحة‬ ‫العناكيف‬
‫الشكر واإلىداء‬
‫‪VI - I‬‬ ‫فيرس المحتويات‬
‫‪VIII - VII‬‬ ‫فيرس الجداول‬
‫‪IX‬‬ ‫فيرس األشكال‬
‫أ‪ -‬ج‬ ‫المقدمة العامة‬
‫‪1‬ػ ػ ػ‪38‬‬ ‫الفصل األول‪:‬اإلطار النظري لمميزانية العامة‬
‫‪02‬‬ ‫تمييد‬
‫‪03‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬اإلطار العام لمميزانية العامة‬
‫‪03‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬ماىية الميزانية العامة‬
‫‪03‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬نشأة الميزانية العامة‬

‫‪03‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مفيكـ الميزانية العامة‬

‫‪06‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أىمية الميزانية العامة‬

‫‪07‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬أىداؼ الميزانية العامة‬

‫‪08‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مبادئ الميزانية العامة‬

‫‪08‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬مبدأ سنكية الميزانية العامة‬

‫‪09‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ كحدة الميزانية العامة‬

‫‪09‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مبدأ عمكمية الميزانية العامة‬


‫‪10‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬مبدأ تكازف الميزانية العامة‬

‫‪10‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬أنواع الميزانيات العامة‬

‫‪11‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬الميزانية التقميدية‬


‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬ميزانية البرامج كاألداء‬

‫‪13‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار التنظيمي لمميزانية العامة‬

‫‪13‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬دورة الميزانية العامة‬

‫‪14‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬تحضير الميزانية العامة‬

‫‪15‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اعتماد الميزانية العامة‬


‫‪16‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مرحمة تنفيذ الميزانية‬

‫‪17‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬مراقبة تنفيذ الميزانية العامة‬

‫‪18‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬اإليرادات العامة‬

‫‪18‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬الضرائب‬

‫‪21‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الرسكـ‬

‫‪22‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الثمف العاـ‬

‫‪23‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬اإلتاكة‬


‫‪23‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬الدكميف العاـ‬

‫‪24‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬التمكيؿ التضخمي أك اإلصدار النقد م‬

‫‪24‬‬ ‫الفرع السابع‪ :‬القركض العامة‬

‫‪26‬‬ ‫الفرع الثامف‪ :‬اليبات‬

‫‪26‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬النفقات العامة‬

‫‪26‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬مفيكـ النفقة العامة‬

‫‪27‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تقسيـ النفقات العامة‬

‫‪29‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬طرق تبويب الميزانية‬

‫‪29‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬تبكيب النفقات العامة‬


‫‪31‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تبكيب االيرادات العامة‬

‫‪31‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬الوضعية العامة لمميزانية‬


‫‪31‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬توازن الميزانية العامة‬

‫‪31‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬تطكر مفيكـ تكازف الميزانية‬


‫‪32‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تكازف الميزانية العامة في الفكر االقتصادم‬

‫‪33‬‬ ‫وضعية عجز الميزانية العامة المطمب الثاني‪:‬‬


‫‪33‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬مفيكـ عجز الميزانية العامة في الفكر االقتصادم‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مفيكـ عجز الميزانية العامة‬
‫‪35‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬العوامل المؤدية إلى عجز الميزانية العامة‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬عكامؿ مؤدية إلى زيادة النفقات العامة‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عكامؿ مؤدية إلى تناقص اإليرادات العامة‬
‫‪38‬‬ ‫خبلصة الفصؿ‪:‬‬

‫‪71 -39‬‬ ‫شف‬


‫الفصل الثاني‪ :‬األسس النظرية لسياسة التق ّ‬
‫‪40‬‬ ‫تمييد‪:‬‬

‫‪41‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول سياسة التقشف‬


‫‪41‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬ماىية سياسة التقشف‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬مفيكـ سياسة التقشؼ‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬سياسة التقشؼ سياسة تكسعية كانكماشية‬

‫‪45‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تأثير سياسة التقشؼ عمى المتغيرات االقتصادية‬

‫‪46‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬سياسة التقشف أىدافيا‪ ،‬آثارىا‬

‫‪46‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬أىداؼ سياسة التقشؼ‬

‫‪48‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬آثار سياسة التقشؼ‬

‫‪49‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬سياسة ترشيد اإلنفاق العام مقابل من سياسة التقشف‬

‫‪49‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬مفيكـ سياسة ترشيد اإلنفاؽ العاـ‬

‫‪50‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أىداؼ سياسة ترشيد اإلنفاؽ العاـ‬

‫‪51‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬المجاالت األساسية لترشيد اإلنفاؽ العاـ‬

‫‪53‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬سياسة التقشف كجزء من اإلصالح المالي‬

‫‪53‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬ماىية اإلصالح المالي‬

‫‪53‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬مفيكـ اإلصبلح المالي‬

‫‪53‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المصطمحات المتداكلة كالقريبة مف مفيكـ اإلصبلح المالي‬

‫‪54‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مفيكـ شامؿ لئلصبلح المالي‬


‫‪55‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬اإلصالح المالي في إطار سياسات المؤسسات الدولية‬
‫‪55‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬منيج صندكؽ النقد الدكلي‬

‫‪55‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬منيج البنؾ الدكلي‬


‫‪56‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬السياسات المعتمدة في اإلصالح المالي‬

‫‪56‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬إصبلح الميزانية العامة‬

‫‪58‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إصبلح ىيكؿ تمكيؿ عجز الميزانية العامة‬

‫‪59‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬دعـ اقتصاد السكؽ كزيادة معدالت النمك االقتصادم‬

‫‪61‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬إصبلح ىيكؿ األسعار كاالئتماف‬

‫‪62‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تجارب بعض الدول مع سياسة التقشف‬


‫‪63‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬تدابير مقترحة من طرف صندوق النقد الدولي في إطار سياسة التقشف‬

‫‪65‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬تجربة دولة نامية مع سياسة التقشف ـــــ جميورية مصر العربية ـــــ‬
‫‪65‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬كاقع عجز الميزانية العامة كالديف العاـ في مصر‬

‫‪66‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التدابير التقشفية المصرية‬

‫‪67‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬تجربة دولة متقدمة مع سياسة التقشف ـــــ اليونان ـــــ‬

‫‪71‬‬ ‫خالصة الفصل‪:‬‬


‫‪115 -72‬‬ ‫شف آلية لمواجية تداعيات انخفاض أسار النفط‬
‫الفصل الثالث‪ :‬سياسة التق ّ‬
‫–حالة الجزائر‪-‬‬
‫‪73‬‬ ‫تمييد‪:‬‬

‫‪74‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬االقتصاد الجزائري في ظل تقمبات أسعار النفط خالل الفترة‬
‫(‪)2015-2000‬‬

‫‪74‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬تطور أسعار النفط خالل الفترة ( ‪)2015-2000‬‬

‫‪74‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬تطكر أسعار النفط خبلؿ الفترة ( ‪)2008-2000‬‬

‫‪75‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تطكر أسعار النفط خبلؿ الفترة ( ‪)2015-2000‬‬

‫‪77‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى المتغيرات االقتصادية الخارجية‬
‫‪78‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى الميزاف التجارم الجزائرم‬

‫‪79‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى المديكنية الخارجية الجزائرية‬

‫‪80‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى االستثمار األجنبي في الجزائر‬

‫‪81‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى سعر صرؼ الدينار الجزائرم‬
‫‪82‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى المتغيرات االقتصادية الداخمية‬
‫‪82‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى الناتج المحمي اإلجمالي‬

‫‪83‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى رصيد الميزانية العامة‬

‫‪84‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى المستكل العاـ لؤلسعار كالتضخـ‬

‫‪85‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى كتمة األجكر‬

‫‪86‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬تأثير تقمبات أسعار النفط عمى الجكانب االجتماعية‬

‫‪86‬‬ ‫االمبحث الثاني‪ :‬اإلجراءات التقشفية المطبقة في الجزائر‬


‫‪86‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬إعادة النظر في النفقات العامة واإليرادات العامة‬

‫‪86‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬إعادة النظر في تركيبة النفقات العامة‬

‫‪88‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إعادة النظر في تركيبة اإليرادات العامة‬


‫‪93‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬التخمي عن االستيراد والتوجو إلى االستيالك المحمي‬

‫‪93‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬التخمي عف االستيراد‬


‫‪94‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التكجو إلى االستيبلؾ المحمي‬
‫‪95‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬تدعيم االستثمارات المنتجة و احتواء االقتصاد غير الرسمي‬
‫‪95‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬تدعيـ االستثمارات المنتجة‬
‫‪97‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬آليات احتكاء االقتصاد غير الرسمي‬
‫‪99‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬إجراءات أخرى تندرج ضمن سياسة التقشف في الجزائر‬

‫‪99‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬إعادة النظر في العبلقات االقتصادية مع دكؿ الجكار‬

‫‪99‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬االستفادة مف اإلنجازات الكبرل‬

‫‪100‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬بدائل واستراتيجيات الحتواء تقمبات أسعار النفط عمى الميزانية العامة في‬
‫الجزائر‬
‫‪100‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬المجوء إلى صندوق ضبط الموارد‬

‫‪100‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬ماىية صندكؽ ضبط المكارد‬

‫‪102‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تطكر كضعية صندكؽ ضبط المكارد مف تاريخ إنشائية إلى غاية ‪2015‬‬

‫‪103‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬دكر صندكؽ ضبط المكارد في تمكيؿ العجز المكازني خبلؿ الفترة‬
‫(‪)2015-2000‬‬

‫‪105‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬المجوء إلى احتياطي الصرف الخارجي‬

‫‪106‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬انعاش القطاعات االقتصادية الجزائرية‬

‫‪106‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬انعاش القطاع الزراعي الجزائرم‬


‫‪108‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬انعاش القطاع الصناعي الجزائرم‬

‫‪109‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬انعاش القطاع السياحي الجزائرم‬

‫‪110‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬الطاقات المتجددة كسبيل لمخروج من التبعية النفطية‬


‫‪110‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬قدرات الجزائر في الطاقات المتجددة‬

‫‪112‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اليياكؿ التنظيمية كالمؤسساتية في مجاؿ الطاقات المتجددة في الجزائر‬

‫‪115‬‬ ‫خالصة الفصل‬


‫‪119-116‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪128 -120‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬
‫‪23‬‬ ‫مقارنة بين الضريبة‪ ،‬الرسم والثمن العام‬ ‫(‪)01‬‬
‫‪67‬‬ ‫قيم العجز الكمي في جميورية مصر العربية‬ ‫(‪)02‬‬
‫‪68‬‬ ‫مؤشرات أداء االقتصاد اليوناني ( ‪)2011-2008‬‬ ‫(‪)03‬‬

‫‪76‬‬ ‫أسعار النفط الشيرية خالل سنة ‪2014‬‬ ‫(‪)04‬‬

‫‪77‬‬ ‫تطور أسعار النفط خالل سنة ‪2015‬‬ ‫(‪)05‬‬


‫‪78‬‬ ‫تطور بنود الميزان التجاري خالل الفترة ( ‪2014-2000‬‬ ‫(‪)06‬‬
‫‪79‬‬ ‫تطور المديونية الخارجية الجزائرية خالل الفترة ( ‪)2014-2000‬‬ ‫(‪)07‬‬
‫‪80‬‬ ‫تطور معدل االستثمار في الجزائر خالل الفترة ( ‪)2012-2000‬‬ ‫(‪)08‬‬
‫تطور سعر صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر خالل الفترة( ‪81 )2015-2000‬‬ ‫(‪)09‬‬
‫‪82‬‬ ‫تطور الناتج المحمي اإلجمالي خالل الفترة ( ‪)2014-2000‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫‪83‬‬ ‫تطور رصيد الميزانية العامة خالل الفترة ( ‪)2014-2000‬‬ ‫)‪(11‬‬
‫‪84‬‬ ‫تطور معدل التضخم خالل الفترة الممتدة من ‪ 2006‬إلى ‪2012‬‬ ‫(‪)12‬‬
‫‪85‬‬ ‫تطور معدل التضخم خالل الفترة الممتدة من ‪ 2010‬إلى ‪2014913‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫‪85‬‬ ‫تطور الدخل الفردي خالل الفترة (‪)2014-2010‬‬ ‫(‪)14‬‬
‫‪85‬‬ ‫تطور معدل البطالة خالل الفترة (‪)2014-2010‬‬ ‫(‪)15‬‬
‫‪89‬‬ ‫(‪ )16‬الزيادات الحاصمة في قسيمة السيارات‬

‫‪90‬‬ ‫تحديد نوع السيارات مع مبمغ القسيمة‬ ‫(‪)17‬‬


‫‪90‬‬ ‫(‪ )18‬قيمة الرسم عمى بعض المنتوجات البترولية‬

‫‪91‬‬ ‫قيم تأجير الورشات الصناعية حسب المناطق‬ ‫(‪)19‬‬


‫‪94‬‬ ‫نشاطات ونوع الموارد المؤىمة لمقرض االستيالكي‬ ‫(‪)20‬‬
‫‪102‬‬ ‫تطور وضعية صندوق ضبط الموارد خالل الفترة (‪)2015-2000‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫‪104‬‬ ‫مدى مساىمة صندوق ضبط الموارد في تمويل العجز الموازني خالل الفترة‬ ‫(‪)22‬‬
‫(‪)2015-2000‬‬
‫‪105‬‬ ‫تطور احتياطي الصرف الخارجي في الجزائر خالل الفترة ( ‪)2015-2000‬‬ ‫(‪)23‬‬
‫‪111‬‬ ‫حجم التشمس السنوي في الجزائر حسب المناطق‬ ‫(‪)24‬‬
‫‪113‬‬ ‫مشاريع انتاج الطاقة الشمسية في الجزائر‬ ‫(‪)25‬‬
‫‪113‬‬ ‫مراحل برنامج انتاج الطاقة المتجددة في الجزائر حتى سنة ‪2030‬‬ ‫(‪)26‬‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬
‫‪10‬‬ ‫أنكاع الميزانية العامة‬ ‫(‪)01‬‬
‫‪13‬‬ ‫عمميات التخطيط كالمكازنة ألسمكب الميزانية الصفرية‬ ‫(‪)02‬‬

‫‪27‬‬ ‫التقسيمات العممية لمنفقات العامة‬ ‫(‪)03‬‬


‫‪30‬‬ ‫تبكيب لمنفقات العامة‬ ‫(‪)04‬‬
‫‪45‬‬ ‫الرسـ البياني "االدخار‪/‬االستثـ ار"‬ ‫(‪)05‬‬
‫‪66‬‬ ‫تطكر إجمالي الديف العاـ المحمي‬ ‫(‪)06‬‬
‫‪66‬‬ ‫تطكر إجمالي الديف العاـ الخارجي‬ ‫(‪)07‬‬
‫لقد ازدادت أىمية الميزانية العامة بازدياد الدكر الذم تؤديو الدكلة في الكقت الحاضر في إدارة‬
‫الحياة االقتصادية‪ ،‬باعتبارىا مف الكسائؿ اليامة التي تتدخؿ بيا الدكلة إلحداث اآلثار المرغكبة عمى كافة‬
‫متغيرات النشاط االقتصادم كاالجتماعي كالسياسي‪ ،‬مستخدمة في ذلؾ إيراداتيا كبرامجيا اإلتفاقية محققة‬
‫أىدافيا كأىداؼ المجتمع عمى حد سكاء‪ ،‬حيث أف جممة األىداؼ الكاجب تحقيقيا ال تفرض عشكائيا إنما‬
‫تأخذ صفة الفرض كاإلجبار مف طرؼ البيئة االقتصادية كاالجتماعية كالسياسية كما تحكيو مف مشاكؿ‬
‫تستدعي اتخاذ ق اررات كاجراءات مالية صارمة لمكاجية المستجدات كالظركؼ‪ ،‬كال نككف في ظرؼ‬
‫المبالغة إذ كصفناىا باألزمات كلعؿ أىـ األزمات الممكف أف يشار إلييا في الكقت الراىف ىي األزمة‬
‫النفطية التي اعترضت مسار التنمية االقتصادية لمدكؿ المنتجة كالمصدرة لمنفط‪ ،‬كالتي تعتمده مصد ار‬
‫رئيسيا لئليرادات‪ ،‬أم ار جعميا ترتبط االرتباط الكثيؽ بالسكؽ النفطية العالمية‪ ،‬كشكؿ تحديا لكاضعي‬
‫السياسات المالية في إطار الميزانية العامة نظ ار ألف ذلؾ يحد مف القدرة عمى تغيير ىذه السياسات‬
‫لتستجيب لتطكرات النشاط االقتصادم‪ ،‬فحجـ اإليرادات العامة كمف ثـ النفقات العامة ال تتحدد تبعا‬
‫لمنشاط االقتصادم المحمي بؿ لمتطكرات االقتصادية الخارجية التي ال يمكف لكاضعي السياسات‬
‫االقتصادية كالمالية التحكـ فييا‪.‬‬
‫ال يجدر تفادم الحديث عف االقتصاد الجزائرم إذا ما طرح الحديث عف االقتصاديات النفطية‪،‬‬
‫ناىيؾ عف االرتباط الكبير إليرادات‬ ‫حيث تشؾؿ الصادرات النفطية ‪ % 98‬مف إجمالي الصادرات‪،‬‬
‫الميزانية العامة بالجباية البتركلية المحصمة مف النشاط البتركلي‪ ،‬كلقد أدت أزمة انييار أسعار النفط إلى‬
‫مما استدعى الحككمة إلى‬ ‫تراجع جؿ مؤشرات االقتصاد الكمي كعكدة اإلختبلالت المالية كاالقتصادية‪،‬‬
‫اتخاذ جممة مف اإلجراءات التدابير التي تضمف ليا عمى األقؿ الحد مف العجز الحاصؿ عمى مستكل‬
‫الميزانية العامة‪ ،‬الناتج عف تنامي اإلنفاؽ العاـ الذم يصعب التخمي عنو في الكقت الراىف باعتباره‬
‫المحرؾ األساسي لمنشاط االقتصادم‪ .‬كقد حممت اإلجراءات كالتدابير عنكاف سياسة التقشؼ التي جاءت‬
‫في صكرة قكانيف كتشريعات تنص عمى التقميؿ مف االنفاؽ العاـ كتحث عمى البحث عف مصادر تمكيمية‬
‫جديدة بعيدا عف الدائرة النفطية في ظؿ ما يمتمكو االقتصاد الجزائرم مف إمكانيات كفرص متاحة لمنيكض‬
‫بمختمؼ القطاعات االقتصادية األخرل‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إشكالية البحث والتساؤالت الفرعية‬
‫انطبلقا مما سبؽ‪ ،‬فإف مكضكع بحثنا يضعنا أماـ التساؤؿ التالي‪:‬‬
‫ما مدى فعالية سياسة التقشف في الميزانية العامة لمواجية تداعيات انخفاض أسعار النفط‬ ‫‪‬‬
‫عمى االقتصاد الجزائري ؟‬
‫ينبثؽ عف التساؤؿ الرئيسي مجمكعة مف التساؤالت الفرعية‪ ،‬كالتي يمكف صياغتيا عمى النحك التالي‪:‬‬
‫‪ .1‬ما ىك مضمكف سياسة التقشؼ في الميزانية العامة؟‬
‫‪ .2‬ما الفرؽ بيف سياسة التقشؼ كسياسة ترشيد اإلنفاؽ العاـ؟‬
‫‪ .3‬ىؿ ستتمكف سياسة التقشؼ في الميزانية العامة مف معالجة اآلثار السمبية لؤلزمة النفطية؟‬
‫‪ .4‬ىؿ اتخذت الحككمة الجزائرية إجراءات أخرل إلى جانب سياسة التقشؼ لحماية الميزانية‬
‫العامة مف اآلثار السمبية لؤلزمة النفطية؟‬
‫‪ .5‬ماىي السبؿ كاآلليات لمخركج باالقتصاد الجزائرم مف دائرتو النفطية ككذا تمكيؿ الميزانية‬
‫العامة بعيدا عف الجباية النفطية؟‬
‫ثانيا‪ :‬فرضيات البحث‬
‫تقكدنا اإلجابة عف التساؤؿ الرئيسي ككذا التساؤالت الفرعية إلى طرح الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬سياسة التقشؼ المطبقة في الجزائر يمكف أف تعمؿ عمى تخفيض العجز في الميزانية العامة‬
‫في ظؿ تراجع المستمر في اإليرادات النفطية؛‬
‫‪ .2‬سياسة التقشؼ في الميزانية ال تمثؿ عبلجا لمعضمة االقتصاد الجزائرم المتمثمة في عدـ تنكع‬
‫اقتصاده كبالتالي مصادر دخمو‪.‬‬
‫‪ .3‬تعتبر سياسة ترشيد اإلنفاؽ العاـ أكسع كأشمؿ مف سياسة التقشؼ في الميزانية كليا آثار‬
‫إيجابية عمى الصعيد كاإلقتصادم االجتماعي؛‬
‫‪ .4‬تممؾ الجزائر إمكانيات طبيعية كبشرية تمكنيا مف التخمص مف التبعية النفطية كتمكيؿ‬
‫الميزانية العامة بعيدا عف الجباية النفطية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مبررات اختيار موضوع البحث‬
‫ىناؾ أسباب دفعتنا لمبحث في ىذا المكضكع أىميا‪:‬‬
‫‪ ‬مقتضيات تخصص العممي المنكط باالقتصاد النقدم كالمالي؛‬
‫‪ ‬الميؿ الشخصي لمكضكع الدراسة كالرغبة في دراسة حيثياتو بالنظر إلى الجدؿ الدائر حكؿ ىذا‬
‫المكضكع كتعرض العديد الباحثيف في عمكـ االجتماع كاالقتصاد كالسياسة لو ؛‬
‫‪ ‬التحكالت االقتصادية كالمالية التي تشيدىا الجزائر في ظؿ انخفاض أسعار النفط‪ ،‬كحداثة المكضكع‬
‫كاالىتماـ المتزايد بسياسة التقشؼ كاعتبارىا مكضكع الساعة؛‬
‫‪ ‬الرغبة في إثراء المكتبة الجامعية بمكاضيع جديدة كحديثة تتماشى مع التطكرات كالمستجدات الحاصمة‬
‫عمى المستكل الدكلي‪ ،‬مثؿ االنخفاض الذم تشيده أسعار النفط‪ ،‬كعمى المستكل الكطني انتياج‬
‫سياسة التقشؼ في الميزانية العامة الجزائرية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أىمية البحث‬


‫تكمف أىمية البحث في دراسة مدل فعالية سياسة التقشؼ في الميزانية العامة‪ ،‬التي اعتمدتيا‬
‫الجزائر خبلؿ الفترة الراىنة كإحدل الحمكؿ االستعجالية لحماية االقتصاد الجزائرم مف المخاطر كاآلثار‬
‫السمبية لمتقمبات الفجائية في أسعار النفط‪ ،‬كحتى تحافظ الدكلة عمى المكتسبات كاإلنجازات السابقة سيما‬
‫المحافظة عمى التكازنات االقتصادية كالمالية‪ ،‬مف خبلؿ مراجعة العديد مف القكانيف كالمبادئ التي تحكـ‬
‫تسيير المكارد المالية كالتقميؿ كترشيد النفقات العامة كالضبط المالي لنفقات الدكلة‪ ،‬ككنتيجتو حتمية‬
‫أممتيا ظركؼ تراجع العكائد النفطية كبالتالي االنخفاض الكبير في إيرادات الميزانية العامة الجزائرية‪ ،‬كىك‬
‫األمر الذم استدعى كبإلحاح اتخاذ تدابير تقشفية‪ ،‬مستعجمة في ظؿ غياب رؤية كاضحة لممتغيرات‬
‫الخارجية كالداخمية التي تحكـ عمؿ االقتصاد الجزائرم‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬أىدف البحث‬


‫نسعى مف خبلؿ ىذا البحث إلى تحقيؽ األىداؼ التالية‪:‬‬
‫‪ ‬التعرؼ عمى مدل مساىمة الميزانية العامة في تحقيؽ أىداؼ المالية العامة كمف ثـ أىداؼ الدكلة‬
‫ككؿ؛‬
‫‪ ‬إبراز مضمكف سياسة التقشؼ في الميزانية كدعكل تطبيقيا في الكقت الراىف ‪ ،‬كمحاكلة مقاربتيا مع‬
‫المفاىيـ األكثر إيجابية منيا كسياسة ترشيد اإلنفاؽ العاـ بالنظر لآلثار السمبية ليا سيما في األجؿ‬
‫القصير كالمتكسط؛‬
‫‪ ‬الكقكؼ عمى أىـ التحديات كالمشاكؿ التي تكاجو االقتصاد الجزائرم باعتباره اقتصاد نفطي بامتياز؛‬
‫‪ ‬اقتراح استراتيجية بديمة لمخركج باقتصاد حقيقي أكثر إستقرار كتنكعا كبعيدا عف لعنة المكارد النفطية‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬المنيج واألدوات المستخدمة في البحث‬


‫بغية التكصؿ إلى أجكبة حكؿ التساؤالت السابقة‪ ،‬كلئللماـ بمختمؼ جكانب المكضكع محؿ البحث‬
‫ارتأينا اتباع المناىج التالية‪:‬‬
‫‪ ‬المنيج الوصفي‪ :‬استخدـ فيما تعمؽ بالمفاىيـ العامة التي تمحكرت أساسا حكؿ الميزانية العامة‬
‫كمختمؼ أنكاعيا كتبياف أىميتيا كأىدافيا‪ ،‬ككذا عرض ألىـ ما يتعمؽ بالسياسة التقشفية؛‬
‫‪ ‬المنيج التاريخي ‪ :‬طبقناه باعتباره أكثر مبلئمة لمحديث عف نشأة الميزانية العامة كتكضيح آراء‬
‫المدارس االقتصادية فيما تعمؽ بالعجز فييا‪ ،‬كما استخدـ أيضا عند التطرؽ إلى أىـ المحطات‬
‫السعرية التي شيدتيا أسعار النفط؛‬
‫‪ ‬المنيج التحميمي ‪ :‬برز عند تحميمنا لمسار المؤشرات االقتصادية الجزائرية كربطيا بالكقائع االقتصادية‬
‫العالمية‪ ،‬كاعتمد أيضا عند تحميمنا إلجراءات السياسة التقشفية في الجزائر‪.‬‬
‫أما فيما تعمؽ باألدكات المستخدمة في الدراسة فقد كانت كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬المسح المكتبي لمختمؼ المراجع ذات العبلقة بمكضكع الدراسة‪ ،‬سكاء كانت كتب أك رسائؿ‬
‫ماجستير كدكتكراه؛‬
‫‪ ‬المسح المعمكماتي عف طريؽ شبكة األنترنات؛‬
‫‪ ‬النصكص القانكنية خاصة تمؾ المتعمقة بقكانيف المالية؛‬
‫‪ ‬البحكث كالدراسات المنشكرة في الدكريات كالمقاالت المنشكرة في المجبلت أك المقدمة في شكؿ‬
‫أكراؽ بحثية في الممتقيات العممية‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬أقسام البحث‬


‫لدراسة ىذا المكضكع كاثرائو كتحميؿ اإلشكالية المحددة في البحث كاختيار الفرضيات المقترحة‬
‫قمنا بتقسيـ مكضكعنا إلى ثبلثة فصكؿ مترابطة كتعالج جكىر البحث كفؽ النسؽ التالي‪:‬‬
‫‪ ‬الفصل األول‪ :‬حمؿ عنكاف " اإلطار النظري الميزانية العامة "‪ ،‬كقد عكلج ىذا الفصؿ مف خبلؿ‬
‫ثبلث مباحث‪ ،‬اشتمؿ األكؿ عمى ماىية الميزانية العامة‪ ،‬أنكاعيا كمبادئيا األربعة‪ ،‬أما المبحث‬
‫الثاني فقد تطرقنا فيو إلى دكرة الميزانية العامة‪ ،‬أشكاؿ إيراداتيا كمختمؼ نفقاتيا‪ ،‬كفي المبحث‬
‫األخير كاف لنا كقفة عند آراء المدارس االقتصادية فيما تعمؽ بتكازف كعجز الميزانية العامة‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل الثاني‪ :‬حمؿ عنكاف "األسس النظري لسياسة التقشف"‪ ،‬كىك مقسـ إلى ثبلثة مباحث‪،‬‬
‫حيث خصصنا المبحث األكؿ لعرض مفاىيـ عامة حكؿ سياسة التقشؼ‪ ،‬أما البحث الثاني فقد‬
‫خصص لدراسة اإلصبلح المالي الذم ىك جزء مف السياسة التقشفية‪ ،‬في حيف تناكؿ المبحث‬
‫الثالث السياسة التقشفية‪ ،‬في إطار صندكؽ النقد الدكلي‪ ،‬ثـ مثاؿ عف دكلة نامية كأخرل متقدمة‬
‫انتيجت سياسة التقشؼ‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل الثالث‪ :‬حمؿ عنكاف "سياسة التقشؼ آلية لمكاجية تداعيات انخفاض أسعار النفط ػػحالة‬
‫الجزائر ػ"‪ ،‬ىك الفصؿ الذم سنحاكؿ فيو ربط الجانب النظرم بالكاقع‪ ،‬كتـ ذلؾ في ثبلث مباحث‪،‬‬
‫أكليا تناكؿ التطكر التاريخي ألسعار النفط كما ليا مف تأثير عمى المتغيرات االقتصادية الجزائرية‬
‫الداخمية منيا كالخارجية‪ ،‬أما المبحث الثاني فقد حمؿ في طياتو أىـ اإلجراءات التقشفية في‬
‫الميزانية العامة الجزائرية لمكاجية تداعيات انخفاض أسعار النفط‪ ،‬أما المبحث األخير فقد كضح‬
‫البدائؿ كاإلستراتيجيات البلزمة لتمكيؿ الميزانية العامة بعيدا عف العكائد النفطية‪.‬‬
‫كأخي ار ختمنا بحثنا ككؿ بخاتمة أكدنا فييا عمى النقاط الرئيسية التي انطكل عمييا مكضكع البحث مع‬
‫ارفاقنا ليا بأىـ النتائج التي تكصمنا إلييا مف خبلؿ معالجتنا لو‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬صعوبات البحث‬


‫يعترض أم بحث مجمكعة مف الصعكبات كالعراقيؿ كذلؾ ىك الحاؿ فيما تعمؽ ببحثنا‪:‬‬
‫‪ ‬النقص الكاضح في المراجع خاصة تمؾ المتعمقة بسياسة التقشؼ‪ ،‬كاف كجدت فيي بالمّغة‬
‫الفرنسية‪ ،‬كبالتالي يتكلد لنا صعكبة الحصكؿ عمى الترجمة الصحيحة لبعض المصطمحات خاصة‬
‫كأنيا تمثؿ األساس في الدراسة؛‬
‫‪ ‬النقص في اإلحصائيات كىك األمر الذم خمؽ صعكبة في الجانب التطبيقي؛‬
‫‪ ‬التضارب في اإلحصائيات المعمف عنيا‪ ،‬فاإلحصائيات الخاصة بسنة معينة نجدىا تتغير مف‬
‫تقرير إلى آخر‪ ،‬كىذا ماحاؿ دكف إجراء الدراسة بالشكؿ المرغكب فيو‪.‬‬
‫هيــد‪:‬‬
‫ــتم ـ ـ‬

‫تعتبر الميزانية العامة مف الكسائؿ اليامة التي تتدخؿ بيا الدكلة في الحياة االقتصادية كالمالية‬
‫كؾذا االجتماعية‪ ،‬ذلؾ ألنيا السبيؿ لتحقيؽ جممة مف األىداؼ المالية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬كأخرل اجتماعية‬
‫كحتى سياسية‪ ،‬كه ذا ما أدل إلى تطكر دكرىا الذم لـ يعد منحص ار في تحقيؽ التكازف المالي كانما امتد‬
‫مرآة عاكسة لمحالة‬ ‫إلى تحقيؽ التكازف االقتصادم كاالجتماعي‪ ،‬كبالتالي يمكف اعتبار الميزانية العامة‬
‫المالية كالمسار االقتصادم لمدكلة‪ ،‬كتؤدم الدكر المنكط بيا مف خبلؿ تحديد جممة ما يجب تغطيتو مف‬
‫نفقات‪ ،‬كما يجب تحقيقو مف إيرادات‪ ،‬كيتـ ذ لؾ مف خبلؿ دكرة الميزانية العامة ‪ ،‬كمف أجؿ تأدية دكرىا‬
‫بفعالية تزايد البحث عف أفضؿ الطرؽ كاألساليب التي تعد كتسير عمى أساسيا‪ ،‬حيث كاف نتاج ذلؾ‬
‫ظيكر أشكاؿ متعددة لمميزانية العامة تختمؼ مف حيث ىيكمتيا كتخطيطيا كتتماشى مع الكعي االقتصادم‬
‫كاالجتماعي كالسياسي المؤطر لعممية تسيير مكارد الدكلة كتكظيفيا‪ ،‬كلتقديـ شرح أكثر ارتأينا دراسة‬
‫الفصؿ األكؿ في ثبلث مباحث ىي كالتالي‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬اإلطار العاـ لمميزانية العامة ؛‬


‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬اإلطار التنظيمي الميزانية العامة ؛‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬الكضعية العامة لمميزانية‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار العام لمميزانية العامة‬
‫تمثؿ الميزانية العامة صكرة لمالية الدكلة في ظؿ تطكر دكرىا كزيادة تدخميا في الحياة‬
‫االقتصادية‪ ،‬ؿذلؾ ازدادت أىميتيا كأصبحت أداة ميمة لتحقيؽ األىداؼ المسطرة مف قبؿ الدكلة‪ ،‬كمف‬
‫أجؿ التعرؼ أكثر عمى الميزانية العامة يجب التعرؼ عمى أىـ حيثياتيا‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬ماىية الميزانية العامة‬


‫تمجأ الدكلة لتسيير دكرتيا المالية إلى رسـ برنامج مالي يعرؼ بالميزانية العامة‪ ،‬كقبؿ الخكض في‬
‫أساسيات قذا البرنامج مجب التطرؽ إلى‪ :‬نشأتو‪ ،‬مفيكمو‪ ،‬أىميتو كأىدافو‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة الميزانية العامة‬


‫إف فكرة الميزانية العامة ليست فكرة حديثة كما يعتقد معظـ المفكريف المعاصريف‪ ،‬كانما تعكد إلى‬
‫اؿميزانية‬ ‫عقكد قديمة‪ ،‬حيث أشار القرآف الكريـ في سكرة يكسؼ إلى أف النبي يكسؼ عميو السبلـ‪ ،‬كضع‬
‫اج َع ْم ِني َعمَى‬ ‫العامة إلدارة الشؤكف االقتصادية كاالجتماعية لمصر في ذلؾ الكقت‪ .‬قاؿ اهلل تعالى‪" :‬قَا َل ْ‬
‫صيب ِبَر ْح َم ِت َنا‬‫شاء َن ِ‬ ‫ض َيتََب َّوأَ ِم ْن َيا َح ْي ُ‬
‫ث َي َ ُ‬ ‫ف ِفي األ َْر ِ‬
‫وس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض إِني َحفَيظ َعميم‪َ ،‬و َك َذل َك َم َّك َنا ل ُي ُ‬
‫َخَزِائ ِن األَر ِ ِ‬
‫ْ‬
‫ين"‪.1‬‬‫الم ْح ِس ِن َ‬
‫َجَر ُ‬
‫ض ِّيي ُع أ ْ‬
‫اء َوَال ُن َ‬‫ش ُ‬
‫َم ْن َن َ‬
‫غير أ ّف الميزانية العامة التي عرفت في تمؾ الحقبة الزمنية الماضية‪ ،‬شكميا بسيط مقارنة بما ىي‬
‫عميو في الكقت الحاضر‪ ،‬كيرل معظـ المفكريف المعاصريف أف فكرة الميزانية العامة كمفيكـ عممي حديث‬
‫أم السمطة التنفيذية ‪،‬‬ ‫ارتبط ارتباطا كثيقا بكجكد الدكلة الحديثة القائمة عمى مبدأ الفصؿ بيف السمطات‬
‫التشريعية كالقضائية‪ ،‬كؿذلؾ فإف أكؿ ظيكر لمميزانية العامة بمفيكميا الحديث كاف في انجمترا‪ ،‬ثـ انتقمت‬
‫إلى باقي الدكؿ األكركبية األخرل‪ ،‬كالى الكاليات المتحدة األمريكية ثـ انتقمت فكرة الميزانية العامة‬
‫كالتطكرات التي أدخمت عمييا إلى باقي الدكؿ األخرل ‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مفيوم الميزانية العامة‬


‫الميزانية العامة ليس ليا تعبي ار مكحدا كشامبل بؿ اختمفت التعاريؼ كالمفاىيـ التي تمثميا‪ ،‬كالسبب‬
‫راجع إلى اختبلؼ القكانيف كالتشريعات التي تحدثت عنيا‪.‬‬

‫القرآف الكريـ‪ ،‬سورة يوسف‪ِّ ،‬‬


‫مكية‪ ،‬ص ‪ ،235‬اآلية رقـ ‪.55،56‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫محمد شاكر عصفكر‪ ،‬أصول الموازنة العامة‪ ،‬دار الميسرة‪ ،‬عماف‪ ،2008 ،‬ص‪.19‬‬
‫أوال‪.‬الميزانية العامة في مختمف تشريعات دول العالم‬
‫عرفيا التشريع األمريكي بأنيا‪" :‬صؾ تشريعي تقدر فيو نفقات السنة التالية ككارداتيا بمكجب القكانيف‬
‫‪ّ ‬‬
‫المعمكؿ بيا عند التقديـ‪ ،‬كاقتراح الجباية المبسكطة فييا" ‪.1‬‬
‫يعرؼ التشريع الفرنسي الميزانية العامة عمى أنيا‪" :‬القانكف المالي السنكم الذم يقدر كيجيز لكؿ سنة‬
‫‪ّ ‬‬
‫ميبلدية مجمكع كاردات الدكلة كأعباءىا" ‪.2‬‬
‫‪ ‬أما دليل المحاسبة الحكومية الصادر عف الندكة اإلقميمية لييئة األمم المتحدة المنعقدة في بيركت‬
‫عرؼ الميزانية العامة كمايمي‪" :‬المكازنة العامة ىي عممية سنكية تتركز عمى‬
‫في عاـ ‪ ،1969‬فقد ّ‬
‫التخطيط كالتنسيؽ كرقابة استعماؿ األمكاؿ لتحقيؽ األعراض المطمكبة بكفاءة فيي أساسا عممية اتخاذ‬
‫القرار بطريقة يمكف أف يقكـ بيا المكظفكف الرسميكف عمى مختمؼ المستكيات اإلدارية بالتخطيط‬
‫كالتنفيذ لعمميات البرامج مخططة لمحصكؿ عمى أفضؿ النتائج مف خبلؿ التكزيع كاالستخداـ األكثر‬
‫فعالية لممكاد المتاحة" ‪.3‬‬
‫‪ 17-84‬ذكر بأف‪" :‬الميزانية العامة لمدكلة‬ ‫‪ ‬التشريع الجزائري كحسب المادة السادسة مف القانكف‬
‫تتشكؿ مف النفقات كاإليرادات النيائية لمدكلة المحددة سنكيا بمكجب قانكف المالية كالمكزعة كفؽ‬
‫األحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا" ‪.4‬‬
‫أما المادة الثالثة مف القانكف ‪ 21-90‬ؼالميزانية العامة تتمثؿ في ‪" :‬الكثيقة التي تقدر لمسنة المدنية‬
‫مجمكع اإليرادات كالنفقات الخاصة بالتسيير كاالستثمار كمنيا نفقات التجييز العمكمي كالنفقات‬
‫برأسماؿ كترخص بيا" ‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫سعيد عبد العزيز عثماف‪ ،‬مقدمة في االقتصاد العام‪ ،‬الدار الجامعية لمطباعة كالنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دكف سنة النشر‪،‬‬
‫ص‪.104‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد الجبير‪ ،‬المالية العامة والتشريع المالي ‪ ،‬اآلفاؽ المشرقة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،2010 ،‬ص‪.240‬‬
‫‪3‬‬
‫حسف عبد الكريـ كمحمد خالد الميايني‪ ،‬الموازنة العامة لمدولة بين اإلعداد والتنفيذ والرقابة‪ ،‬مجمة اإلدارة كاالقتصاد‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2007 ،64‬ص‪.96‬‬
‫‪4‬‬
‫القانكف رقـ ‪ 17-84‬الـ ؤرخ في‪ 17 :‬جكيمية ‪ 1984‬يتعمؽ بقكانيف المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،18‬الصادرة في‬
‫‪.1984/07/10‬‬
‫‪5‬‬
‫القانكف رقـ ‪ 21-90‬المؤرخ في‪ 21 :‬أكت ‪ 1990‬يتعمؽ بقكانيف المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،35‬الصادرة في‬
‫‪.1990/08/15‬‬
‫‪ :‬قدـ الباحثكف في مختمؼ‬ ‫ثانيا‪.‬الميزانية العامة من وجية نظر الباحثين في مختمف التخصصات‬
‫التخصصات مفاىيـ ا تعبر عف الميزانية العامة كلكف كؿ حسب تخصصو‪ ،‬فكاف نتاج ذلؾ التعرؼ عمى‬
‫الميزانية العامة مف جكانب عديدة‪ ،‬تتمثؿ في‪:1‬‬
‫عمى أنيا أرقاـ حسابية تشمؿ‬ ‫ينظر إلى الميزانية العامة‬ ‫‪-1‬المفيوم المحاسبي لمميزانية العامة‪:‬‬
‫اإلعتمادات المخصصة كالمتكقع انفاقيا كاإليرادات المتكقع تحصيميا خبلؿ فترة زمنية قادمة عادة ما تككف‬
‫سنة‪ .‬كلذا تتعامؿ المحاسبة مع ق ذا المفيكـ بالتسجيؿ كاظيار النتائج بما تتطمبو التقسيمات الكاردة في‬
‫الميزانية العامة‪.‬‬
‫‪-2‬المفيوم الرقابي لمميزانية العامة‪ :‬تعتبر الميزانية العامة األداة الرقابية لمسمطة الشريعية لمراقبة أعماؿ‬
‫السمطة التنفيذية مف خبلؿ االلتزاـ باإلعتمادات المخصصة كما لصرفيا لؤلنكاع المحددة كضمف الفترة‬
‫ذا ما تؤكد عميو الميزانية‬ ‫المخصصة ليا لمتحقؽ بأف الكحدات قد قامت بتحقيؽ األىداؼ المطمكبة كه‬
‫التقميدية (مكازنة اإلعتمادات) كال ييتـ المفيكـ الرقابي لمميزانية بالتخطيط كاعداد البرامج‪.‬‬
‫‪-3‬المفيوم السياسي لمميزانية العامة‪ :‬يعكس البرلماف (السمطة التشريعية) فمسفتو السياسية في إدارة‬
‫الحكـ مف الناحية االقتصادية كاالجتماعية لتحقيؽ أىدافو مف خبلؿ الميزانية العامة إذ تعد األرقاـ مف‬
‫الكحدات كتتنافس مع السمطة المركزية كفؽ الضكابط كالتعميمات المعدة سمفا كالمكجية إلعداد مشركع‬
‫الميزانية في ضكء السياسة العامة التي يرغب بيا الحزب الحاكـ‪.‬‬
‫‪-4‬المفيوم االقتصادي لمميزانية العامة‪ :‬إف تدخؿ الدكلة المباشر في النشاط االقتصادم لغرض تحفيز‬
‫االقتصاد القكمي ؿرفع معدالت النمك كتحقيؽ االستقرار االقتصادم يككف عف طريؽ الميزانية ا لعاـ ة التي‬
‫يتـ بكاسطتيا كبح جماح التضخـ أك الكساد االقتصادم كىي كسيمة لدعـ التخطيط عمى المستكل القكمي‪.‬‬
‫‪-5‬المفيوم القانوني لمميزانية العامة‪ :‬يعتبر فقياء القانكف بأف الميزانية العامة لمدكلة ىي قانكف ألنيا‬
‫تمر بنفس اإلجراءات التي يمر بيا تشريع أم قانكف كشمكليا عمى أحكاـ قانكنية تنظـ مالية الدكلة‪.‬‬
‫إلى أف تصدر‬ ‫كما أف معظـ الدساتير تتضمف أسس كقكاعد إعداد الميزانية مف اإلعداد إلى التشريع‬
‫أرقاميا بمكجب قانكف الميزانية السنكم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صبرينة كردكدم‪ ،‬ترشيد اإلنفاق العام ودوره في عالج عجز الموازنة العامة لمدولة في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مذكرة‬
‫الدكتراه‪ ،‬تخصص نقكد كتمكيؿ‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ اإلقتصادية‬
‫ك‬ ‫مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة‬
‫كالتجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪ ،2014-2013‬ص‪.111‬‬
‫ثالثا‪.‬باالعتماد عمى ما كرد سابقا يمكف اعتماد تعريف شامل وجامع لمميزانية العامة كالتالي‪:‬‬
‫"الميزانية العامة لمدكلة عبارة عف برنامج عمؿ مالي يتبمكر في شكؿ كثيقة معتمدة مف السمطة‬
‫التشريعية كينطكم عمى تقديرات مفصمة لكؿ مف النفقات العامة كاإليرادات العامة لسنة قادمة‪ ،‬كىي األداة‬
‫الرئيسية التي تستخدميا السياسة المالية لتحقيؽ مجمكعة مف األىداؼ االقتصادية كاالجتماعية كالمالية" ‪.1‬‬
‫كعميو يمكف استخبلص أىـ خصائص الميزانية العامة ‪:‬‬
‫يعكس دكر‬ ‫‪ ‬الميزانية العامة تعتبر برنامج عمؿ مالي لمسمطة التنفيذية الممثمة في الحككمة كبالتالي‬
‫قذق الحككمة في النشاط االقتصادم؛‬
‫‪ ‬برنامج يعبر عما تمتزـ الحككمة بتحقيقو كتنفيذه خبلؿ سنة قادمة؛‬
‫‪ ‬الميزانية تظؿ مجرد مشركعا حتى يتـ اعتمادىا مف السمطة التشريعية كتصبح كثيقة معتمدة؛‬
‫‪ ‬الميزانية العامة تمثؿ اإلدارة الرئيسية لمسياسة المالية؛‬
‫‪ ‬برنامج الميزانية العامة‪ ،‬ينطكم عمى تقديرات مفصمة لكؿ مف النفقات كاإليرادات العامة مبنية عمى‬
‫أسس كقكاعد محددة؛‬
‫‪ ‬الميزانية العامة تعمؿ عمى تحقيؽ مجمكعة مف األىداؼ االقتصادية كاالجتماعية كالمالية أم أىداؼ‬
‫تنؼ فيو‪.‬‬
‫المجتمع الذم ذ‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أىمية الميزانية العامة‬


‫تظير أىمية الميزانية العامة في مختمؼ النكاحي‪ :‬السياسية ‪،‬االقتصادية‪ ،‬االجتماعية ككذا المالية‪.‬‬
‫أوال‪.‬من الناحية السياسية ‪ :‬شكؿ إعداد الميزانية كاعتمادىا مجاال حساسا مف الناحية السياسية‪ ،‬حيث‬
‫تعتبر كسيمة ضغط يشيدىا البرلماف لمتأثير عمى عمؿ الحككمة سكاء مف حيث تعديميا أك حتى رفضيا‬
‫حتى تظير الحككمة إتباع نيج سياسي معيف تحقيقا لبعض األىداؼ‪ :‬السياسية كاالجتماعية ‪.2‬‬
‫ثانيا‪.‬من الناحية االقتصادية ‪ :‬الميزانية أداة تساعد في إدارة كتكجيو االقتصاد القكمي‪ ،‬حيث لـ تعد‬
‫الميزانية أرقاما ككميات كما كانت في المفيكـ التقميدم‪ ،‬بؿ ليا آثار في كؿ مف حجـ اإلنتاج القكمي كفي‬
‫مستكل النشاط االقتصادم بكافة فركعو كقطاعاتو‪ ،‬فيي تؤثر كتتأثر بيذه القطاعات االقتصادية‪ ،‬فغالبا‬
‫ما تستخدـ الدكلة الميزانية العامة كمحتكياتيا (النفقات كاإليرادات) إلشباع الحاجات العامة التي ييدؼ‬
‫االقتصاد إلى تحقيقيا ‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص‪.59‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد الصغير بعمي كأبك العبل يسرم‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار العمكـ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص‪.89‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد الصغير بعمي كأبك العبل يسرم‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫ألنيا كثيقة مالية تفصؿ‬ ‫ثالثا‪.‬من الناحية المالية ‪ :‬تعد الميزانية المرآة التي تعكس المركز المالي لمدكلة‬
‫‪ ،‬كما أنيا تضع الجداكؿ المفصمة‬ ‫كتعدد كؿ المصادر التي تدر اإليرادات العامة خبلؿ السنة المالية‬
‫لمنفقات العامة كاألغراض التي اعتمدت ألجميا لذلؾ فيي تكشؼ بجبلء حقيقة الكضع المالي لمدكلة ‪.1‬‬
‫رابعا‪.‬من الناحية االجتماعية ‪ :‬إف أىمية الميزانية العامة االجتماعية تتعمؽ بمفاىيـ العدالة االجتماعية‪،‬‬
‫كتقميؿ الفكارؽ بيف الطبقات كتحقيؽ الرفاه االجتماعي ‪.2‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أىداف الميزانية العامة‬


‫الميزانية العامة تسعى لتحقيؽ عدة أىداؼ يمكف حصرىا في النقاط التالية ‪:3‬‬
‫أوال‪.‬األىداف التخطيطية‪ :‬يمكف حصر األىداؼ التخطيطية في العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ ‬حصر المكارد كمصادر التمكيؿ األخرل؛‬
‫‪ ‬التنسيؽ بيف كحدات الجياز الحككمي؛‬
‫‪ ‬حصر احتياجات إنفاؽ كحدات الجياز الحككمي خبلؿ الفترة القادمة؛‬
‫‪ ‬التنسيؽ بيف الميزانية كبرنامج سنكم كبيف خطط التنمية االقتصادية كاالجتماعية؛‬
‫‪ ‬كضع البرنامج الزمني لمتنفيذ‪.‬‬
‫ثانيا‪.‬األىداف الرقابية ‪ :‬تيدؼ الميزانية العامة إلى المساعدة في تحقيؽ رقابة أكثر فعالية عمى عمميات‬
‫التنفيذ‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ‪:‬‬
‫‪ ‬قياس األداء الفعمي لمبرامج كاألنشطة الحككمية؛‬
‫‪ ‬متابعة البرامج كاألنشطة الحككمية؛‬
‫‪ ‬التحقؽ مف أف االلتزاـ بكافة القكانيف كالتعميمات كالقكاعد الحككمية المالية منيا كاإلدارية؛‬
‫‪ ‬المساعدة في تخفيض كضبط كترشيد اإلنفاؽ الحككمي‪.‬‬
‫ثالثا‪.‬األىداف السموكية ‪ :‬ؿلميزانية العامة تأثير عمى سمكؾ كاتجاىات العامميف بالجياز الحككمي لمدكلة‪،‬‬
‫كذلؾ مف خبلؿ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد اهلل إبراىيـ عمي كأنكر العجارمة‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار الصفاء لمطباعة كالنشر‪ ،‬عماف‪ ،2009 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪3‬‬
‫نكر محمد لميف ‪ ،‬دور الموازنة العامة في التنمية الفالحية والريفية كبديل اقتصادي خارج قطاع المحروقات ‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كالتجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة تممساف‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫دفعة ‪ ،2012-2011‬ص‪.43‬‬
‫‪ ‬التشجيع عمى نشر ركح المبادرة كاالبتكار؛‬
‫‪ ‬افتتاح المجاؿ لمعامميف لممشاركة في إعداد الميزانية‪ ،‬ككضع أىداؼ كمعايير مقبكلة مف جانبيـ‪،‬‬
‫كغير مفركضة عمييـ مف سمطات أعمى‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مبادئ الميزانية العامة‬


‫يتعيف عمى السمطة التنفيذية‪ ،‬كىي بصدد تحضير الميزانية‪ ،‬أف تضع في اعتبارىا عدد مف‬
‫المبادئ العامة التي تحكـ الميزانية كالتي صارت مف البديييات في عمـ المالية العامة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبدأ سنوية الميزانية العامة‬


‫يقصد بيذا المبدأ أف يحدث تكقع كاجازة لنفقات كايرادات الدكلة بصفة دكرية كمنتظمة كؿ عاـ ‪.1‬‬
‫كقد تككف بداية السنة المالية ىي نفسيا بداية السنة الميبلدية (‪ 01‬جانفي) في بعض الدكؿ‪ ،‬كدكؿ أخرل‬
‫الجماىرية الميبية ‪ .‬كيرجع ىذ ا المبدأ إلى‬ ‫اتخذت أول أفريل ىك بداية السنة مالية كما ىك الحاؿ في‬
‫اعتبارات سياسية كمالية معينة‪ ،‬تتمثؿ فيمايمي ‪:2‬‬
‫‪ ‬االعتبارات السياسية‪ :‬التي تتمثؿ في أف مبدأ سنكية يكفؿ دكاـ رقابة السمطة التشريعية عمى‬
‫أعماؿ السمطة التنفيذية التي تجد نفسيا مضطرة إلى الرجكع إلييا كالحصكؿ عمى مكافقتيا بصفة‬
‫دكرية كؿ عاـ؛‬
‫االعتبارات المالية‪ :‬فتتمثؿ في أف فترة السنة ىي الفترة التي تمارس في نطاقيا أغمب األنشطة‬
‫االقتصادية‪ ،‬كما أنيا تضمف دقة تقرير إيرادات الدكلة كنفقاتيا‪.‬‬
‫أكال‪.‬األسباب التي تبنى عمييا قاعدة السنوية ‪ :‬نتطرؽ إلييا كمايمي‪:3‬‬
‫‪ ‬ضماف الدقة في كضع التقديرات؛‬
‫‪ ‬فعالية التخطيط االقتصادم؛‬
‫‪ ‬تخفيؼ العبء اإلدارم كاالقتصادم الذم تفرضو عممية إعداد الميزانية ؛‬
‫‪ ‬إيجاد تنسيؽ بيف الميزانية العامة كالحسابات العامة كالخاصة األخرل ‪.‬‬
‫ثانيا‪.‬االستثناءات عمى مبدأ سنوية الميزانية العامة ‪ :‬نتطرؽ إلييا كمايمي ‪:4‬‬
‫‪ ‬اإلعتمادات الدائمة‪ :‬كىي اإلعتمادات التي تفتح ألكثر مف السنة‪ ،‬كتسمى أيضا اعتمادات ثابتة؛‬

‫‪1‬‬
‫سكزم عدلي ناشد‪ ،‬أساسيات المالية العامة‪ ،‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪ ،‬دكف بمد النشر‪ ،2008 ،‬ط‪ ،01‬ص‪.336‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد الجبير‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.253‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫‪4‬‬
‫أحمد الجبير‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.255‬‬
‫‪ ‬اعتمادات التعيد ‪ :‬كىي التي تخصص لتنفيذ بعض البرامج اإلنشائية طكيمة األمد‪ ،‬كالتي ال‬
‫يمكف إنجازىا‬
‫في سنة كاحدة‪ :‬كبناء متحؼ‪ ،‬تشييد مستشفى‪...‬‬
‫‪ ‬المكازنات ألقؿ مف سنة‪ :‬لذا يفكض البرلماف الحككمة بفتح اعتمادات شيرية عمى حساب‬
‫الميزانية القادمة لحيف التصديؽ‪.‬‬
‫‪ ‬اإلعتمادات المدكرة مف سنة إلى أخرل‪.‬‬
‫اإلعتمادات اإلضافية‪ :‬بعد إقرار الميزانية العامة قد تطمب الحككمة مف البرلماف اعتمادات تكميمية أك‬
‫طارئة‪ ،‬فيقرىا البرلماف‪ ،‬فيي في ىذه الحالة استثنائية كباقي الحاالت‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ وحدة الميزانية العامة‬


‫يقصد بمبدأ كحدة الميزانية العامة أف تدرج جميع نفقات الدكلة كجميع إيراداتيا في كثيقة كاحدة‬
‫حتى يسيؿ معرفة مركزىا المالي‪ ،‬كحتى تتمكف أجيزة الرقابة المختمفة مف مراقبة التصرفات المالية لمدكلة‪،‬‬
‫كمطبقتيا لؤلىداؼ المحددة كاإلعتمادات الكاردة في الميزانية كما كافقت عمييا السمطة التشريعية‪.‬‬
‫"قاعدة عدم تخصيص‬ ‫كيترتب عمى تطبيؽ مبدأ كحدة الميزانية العامة نتيجة ىامة تتمثؿ في‪:‬‬
‫‪ ،‬بؿ تجمع كؿ‬ ‫بعدـ تخصيص إيراد معيف لمكاجية مصركؼ معيف‬ ‫اإليرادات" كتستمزـ ىذه القاعدة‬
‫اإليرادات في قائمة كاحدة تقابميا قائمة تدرج بيا كؿ النفقات ‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مبدأ عمومية الميزانية العامة‬


‫يستمزـ تحصيؿ اإليرادات العامة القياـ ببعض النفقات‪ ،‬كما أف كثي ار مف كحدات القطاع العاـ تتمتع‬
‫بإيرادات ضخمة كليذا تكجد طريقتاف إلدراج اإليرادات كالنفقات في الميزانية العامة ‪:2‬‬
‫‪ ‬الطريقة األكلى‪ :‬تسمى بطريقة الناتج الصافي‪ ،‬كمفادىا إجراء مقاصة بيف إيرادات كؿ كحدة‬
‫كنفقاتيا بحيث ال يظير في الميزانية إال نتيجة المقاصة‪ ،‬أم صافي اإليرادات أك النفقات‪.‬‬
‫‪ ‬الطريقة الثانية‪ :‬تسمى بطريقة الميزانية الشاممة‪ ،‬كتدرج في الميزانية كؿ نفقة‪ ،‬ككؿ إيراد ميما‬
‫كاف مقداره دكف إجراء أم مقاصة بينيما‪ ،‬كىذه الطريقة ىي األكثر شيكعا كاتباعا‪ ،‬أم مبدأ‬
‫العمكمية كالشمكؿ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سكزم عدلي ناشد‪ ،‬أساسيات المالية العامة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.332‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.347‬‬
‫كعميو فمبدأ عمكمية الميزانية يعني أف تظير في كثيقة الميزانية كافة تقديرات النفقات ككافة تقديرات‬
‫اإليرادات دكف أم مقاصة بيف االثنيف ‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬مبدأ توازن الميزانية العامة‬


‫كفقا لمضمكف ىذا المبدأ‪" :‬فإف نفقات الدكلة يتعيف أف تتعادؿ تماما مع إيراداتيا العادية خبلؿ السنة‬
‫المالية‪ ،‬دكف زيادة أك نقصاف"‪.1‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أنواع الميزانيات العامة‬


‫تتخذ الميزانية العامة العديد مف األنكاع كاألشكاؿ‪ ،‬كالشكؿ المكالي يكضح ذلؾ‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)01‬أنواع الميزانية العام ة‬

‫أنكاع الميزانيات العامة‬


‫(التقميدية كالحديثة)‬

‫ؼية‬
‫الميزانية الصر‬ ‫ميزانية التخطيط كالبرمجة‬ ‫ميزانية األداء كالبرامج‬ ‫الميزانية التقميدية‬
‫(ميزانية األساس الصغرم)‬ ‫(ميزانية البرامج)‬ ‫(ميزانية األداء)‬ ‫(ميزانية البنكد)‬

‫االتجاىات الحديثة في الميزانية العامة‬


‫(الميزانيات الحديثة)‬

‫المصدر‪ :‬فاطمة مفتاح‪ ،‬تحديث النظام الميزاني في الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪،‬‬
‫قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كالتجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة تممساف‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫دفعة ‪ ،2011-2010‬ص‪.31‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الميزانية التقميدية‬


‫الميزانية التقميدية ىي ‪" :‬الميزانية التي يتـ بمكجبيا تحديد النفقات العامة لمدكلة كالبلزمة لقياميا بالمرافؽ‬
‫العامة التي تؤدم الحاجات العامة‪ ،‬كتحديد اإليرادات التي ينبغي تحصيميا لتغطية النفقات‪ ،‬بحيث يتاح‬
‫‪ ،‬بامتبلؾ البرلماف حؽ‬ ‫مف خبلؿ ق ذق الميزانية لمسمطة التشريعية الرقابة عمى النشاط المالي لمدكلة‬

‫‪1‬‬
‫سعيد عبد العزيز عثماف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.141‬‬
‫اعتمادىا سنكيا‪ ،‬كما أنو يقكـ بممارس ة دكرقالرقابي عمى تحصيؿ اإليرادات العامة‪ ،‬كالتصرؼ بيا مف‬
‫خبلؿ مطابقة إنفاقيا عمى األكجو المحددة ليا ككفقا لممبالغ المعتمدة مف قبمو كالكاردة في الميزانية ‪.1‬‬
‫كقذا النكع مف الميزانيات يمتاز بالسيكلة كالبساطة في إعدادىا كتنفيذىا كالرقابة عمييا مما يجعميا‬
‫سيمة الفيـ بالنسبة لغير المتخصصيف ‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬ميزانية البرامج واألداء‬


‫التقميدية ( البنكد) مف خبلؿ إظيار‬ ‫إف ميزانية األداء تحاكؿ أف تتحاشى القصكر في ميزانية‬
‫الميزانية ليس فقط عف طريؽ نفقاتيا حسب الكحدات اإلدارية كما تحصؿ عميو مف سمع أك خدمات نتيجة‬
‫ىذا اإلنفاؽ‪ ،‬بؿ أنيا تربط ذلؾ بـ يتحقؽ مف خبلؿ ىذا اإلنفاؽ كبالتالي المقارنة بيف المدخبلت التي يتـ‬
‫ا اإلنفاؽ‪ ،‬كلذلؾ يطمؽ عمى ىذا‬ ‫اإلنفاؽ عمييا في إطار الميزانية‪ ،‬كبيف المخرجات التي تتحقؽ مف ىذ‬
‫النكع مصطمحات مماثمة كـ تقاربة منيا‪ :‬ميزانية البرامج أك ميزانية اإلنجاز ‪.3‬‬
‫كيتسـ ىذا النكع بمجمكعة مف المفاىيـ األساسية نذكر منيا ‪ :4‬التخطيط‪ ،‬البرامج‪ ،‬تحميؿ البدائؿ‪ ،‬التقييـ ‪.‬‬
‫أما فيما يخص خطكات تطبيؽ ميزانية البرامج كاألداء‪ ،‬تككف كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬تقسيـ عمميات الحككمة إلى برامج كأنشطة؛‬
‫‪ ‬تحديد مقاييس األداء؛‬
‫‪ ‬إعداد تقارير األداء‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬ميزانية التخطيط والبرمجة‬


‫ميزانية التخطيط كالبرمجة ىي‪" :‬أداة لمتخطيط‪ ،‬ككسيمة التخاذ الق اررات التي تتعمؽ بالمفاضمة بيف‬
‫البرامج البديمة البلزمة لتحقيؽ أىداؼ معينة أك لعديؿ تمؾ األىداؼ‪ ،‬كتيدؼ إلى محاكلة تبرير ق اررات‬
‫المخطط كتنظر إلى البرامج كاألنشطة الحككمية عمى أنيا كسائؿ تيدؼ إلى تحكيؿ المكارد العامة‬

‫‪1‬‬
‫فميح حسف خمؼ‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬عالـ الكتب الحديث لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2008 ،‬ط‪ ،01‬ص ‪.316‬‬
‫‪2‬‬
‫جماؿ لعمارة‪ ،‬أساسيات الموازنة العامة لمدولة‪-‬المفاىيم والقواعد والمراحل واالتجاىات الحديثة‪ ، -‬دار الفجر لمنشر‬
‫كالتكزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،2004 ،‬ط‪ ،01‬ص‪.178‬‬
‫‪3‬‬
‫فميح حسف خمؼ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.317‬‬
‫‪4‬‬
‫فاطمة مفتاح‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص‪.35 ،34‬‬
‫أك عكامؿ اإلنتاج إلى منتجات نيائية‪ ،‬كىي األىداؼ المطمكب تحقيقيا ‪ ،1‬كيتـ ذلؾ عف الخطكات التالية ‪:2‬‬
‫‪ ‬تحديد األىداؼ المكمفة بيا الكحدة الحككمية؛‬
‫‪ ‬البحث عف البرامج التي يمكف أف تحقؽ تمؾ األىداؼ؛‬
‫‪ ‬تقييـ كؿ برنامج عف طريؽ تحميؿ الكمفة مقابؿ المنفعة لتحديد المساىمة الممكنة لكؿ برنامج في‬
‫تحقيؽ اليدؼ؛‬
‫‪ ‬اختبار أفضؿ بديؿ مف البرامج؛‬
‫‪ ‬إعداد ميزانية رئيسية تكحد البرامج المختارة حديثا مع البرامج القائمة حاليا؛‬
‫‪ ‬كضع الميزانية مكضع التنفيذ؛‬
‫‪ ‬الرقابة كاإلشراؼ عمى تنفيذ كتكفير المعمكمات المسترجعة عف نتائج التطبيؽ‪.‬‬
‫كجممة قذق الخطكات حققت ما قد يعرؼ بمزايا ميزانية البرمجة كالتخطيط‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الميزانية الصفرية‬


‫يقكـ أسمكب الميزانية الصفرية عمى أنو عند كضع تقديرات الميزانية ألم بند مف بنكد النفقات‬
‫ذا كاف ق ذا البند‬ ‫يجب أف نبدأ مف نقطة الصفر‪ ،‬أم ال ينظر إلى الكاقع المالي لمعاـ السابؽ‪ ،‬حتى إ‬
‫مكجكدا في السابؽ بؿ نضع تقديرات كفؽ الظركؼ المتكقعة في المستقبؿ أم أف كؿ عمؿ إدارم منظـ‬
‫يتطمب التخطيط الدقيؽ‪ ،‬ك ذلؾ يتطمب إعادة النظر سنكيا في البرامج كالمشركعات التي كانت تنفذ‬
‫الستبعاد أك إضافة أم منحى لمعاـ الجديد ‪ ،3‬كىذا ما تضمنو الميزانية الصفرية مف خبلؿ أسمكب التخطيط‬
‫كالشكؿ المكضح أدناه يبيف لنا عمميات‬ ‫كالتنفيذ بيف البدائؿ المتاحة التي تحقؽ األىداؼ المخطط ليا‪.‬‬
‫التخطيط كالمكازنة ألسمكب الميزانية الصفرية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خالد شحادة خطيب كأحمد زىير شامية‪ ،‬أسس المالية العامة‪ ،‬دار كائؿ لمنشر‪ ،‬األردف‪ ،2007 ،‬ط‪ ،01‬ص ‪.355‬‬
‫‪2‬‬
‫حسف عبد الكريـ كمحمد خالد الميايني‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.164‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)02‬عمميات التخطيط والموازنة ألسموب الميزانية الصفرية‬
‫التقسيم‪:‬‬ ‫ميزانية األساس‬ ‫التخطيط‪:‬‬
‫‪ -‬مقارنة المكازنة‬ ‫الصغري‪:‬‬ ‫‪ -‬تحديد كتصميـ‬
‫بالخطط‪.‬‬ ‫‪ -‬التحديد المفصؿ‬ ‫الخطط كالبرامج‪.‬‬
‫الميزانية كالخطط‬
‫‪ -‬تقرير عمميات‬ ‫كالتقسيـ كالمراجعة‬ ‫‪ -‬كضع المياـ‬
‫التشغيمية‬ ‫المبادلة كالتعديؿ‬ ‫لؤلنشطة كالبدائؿ‬ ‫كاألىداؼ‪.‬‬
‫بيف األىداؼ‬ ‫الممكنة كتكاليؼ‬ ‫‪ -‬كضع ق اررات‬
‫كالتكاليؼ‪.‬‬ ‫إنجاز الخطط‪.‬‬ ‫السياسة الرئيسة‪.‬‬

‫عمميات مراجعة مستمرة بيف الخطط كالميزانية لتعديؿ أم منيا لتحقيؽ‬


‫االستفادة القصكل مف المكارد المتاحة‪.‬‬
‫الم صدر‪ :‬حسف عبد الكريـ كمحمد خالد المياني‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.114‬‬

‫مف خبلؿ استعراض ألنكاع الميزانية العامة يمكف القكؿ‪ :‬أف االستحداث الحاصؿ كؿ مرة عمى‬
‫مستكاىا ال يعني إضفاء دكر جديد ليا كلكنو يعتبر تطكي ار في جانب النفقات لمحاكلة التغمب عمى‬
‫الثغرات التي تظير كؿ مرة كتؤدم إلى صرؼ مبالغ الدكلة في غنى عنيا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار التنظيمي للميزانية العامة‬


‫ذلؾ القكاعد‬ ‫إف اإلطار التنظيمي لمميزانية يتمثؿ في كافة القكاعد كالترتيبات المتعمقة بيا بما في‬
‫كالنصكص القانكنية التي تحكميا‪ ،‬إضافة إلى مختمؼ التصنيفات كالتبكيبات المتعمقة بالنفقات كاإليرادات‬
‫العامة‪ ،‬كطريقة تقديـ الميزانية كالكثائؽ التي تعرضيا‪ ،‬كه ذا ما سنتاكلو في المطالب المكالية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬دورة الميزانية العامة‬


‫تككف في مجمميا دكرة الميزانية كتجمع في أربعة مراحؿ كبرل‬ ‫تمر الميزانية العامة بمراحؿ عديدة َ‬
‫ىي‪ :‬مرحمة التحضير كاإلعداد‪ ،‬مرحمة المناقشة‪ ،‬كالمصادقة البرلمانية‪ ،‬مرحمة التنفيذ كمرحمة الرقابة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تحضير الميزانية العامة‬
‫يقصد بيذه المرحمة‪ :‬ترجمة تكاليؼ دكر الدكلة كالكصكؿ ألىداؼ المجتمع ‪ ،‬إلى مبالغ نقدية ‪ ،‬كيتـ‬
‫ذلؾ عمى أساس التقدير‪ ،‬فيجب التزاـ الدقة إلى أقصى حد‪ ،‬حتى ال تفاجئ الحككمة خبلؿ مرحمة التنفيذ‬
‫بغير ما تكقعت‪ ،‬فينتج عف ذلؾ آثار سيئة‪ ،‬كاف يمكف تجنبيا في مرحمة اإلعداد ‪.1‬‬
‫‪ :‬تؤدم السمطة التنفيذية الدكر األساسي في إعداد‬ ‫أوال‪.‬السمطة التي تتولى تحضير الميزانية العامة‬
‫الميزانية العامة‪ ،‬كذلؾ لعدة مبررات نذكر منيا ‪:2‬‬
‫‪ ‬الحككمة ىي المختصة بتنفيذ الميزانية‪ ،‬مما يقتضي ضركرة اختصاصيا بإعدادىا لتجنب احتماالت‬
‫التبايف في طرؽ اإلعداد كأساليب التنفيذ ؛‬
‫‪ ‬ىي المسؤكلة عف تسيير المرافؽ العامة مما يجعميا أقدر عمى تقدير حجـ احتياجات ىذه المرافؽ ؛‬
‫‪ ‬تحضير مشركع القانكف المالي (مشركع الميزانية) ميمة صعبة تتطمب عدة بيانات كدراسات دقيقة‬
‫كامكانيات بشرية كمادية ال يمكف أف تتكفر إال لدل السمطة التنفيذية ؛‬
‫‪ ‬الميزانية في الحقيقة ىي سياسة الدكلة معب ار عنو باألرقاـ كبالتالي فالسمطة التنفيذية عندما تتقدـ‬
‫لمبرلماف بمشركع الميزانية إنما تطرح نفسيا لمثقة كاف إقرار الميزانية ىك في الحقيقة منح الحككمة ثقة‬
‫البرلماف‪.‬‬
‫ثانيا‪.‬اإلجراءات الفنية إلعداد الميزانية ‪ :‬إف معظـ العمميات في مختمؼ الدكؿ تتشابو فيما يخص خطكات‬
‫إعداد كتحضير الميزانية كتككف العمميات سمسمة مف الخطكات إلعداد الميزانية العامة لمدكلة‪ ،‬كما يمي ‪:3‬‬
‫‪ ‬تقكـ ك ازرة المالية بإصدار تعميـ خاص إلى جميع الجيات الحككمية لتخبرىا فيو بقرب انتياء السنة‬
‫المالية‪ ،‬كببدء الفترة الزمنية التي يجب أف تعد مشركعات الميزانية خبلليا ؛‬
‫كمتطمباتيا بتقديـ تكقعاتيا عف‬ ‫‪ ‬تقكـ الك ازرات بتزكيد كحداتيا بالنماذج المقدمة مف ك ازرة المالية‬
‫نشاطاتيا لمسنة المالية القادمة‪ ،‬كمحاكلة كضع المشركع النيائي لؿميزانية‪ ،‬كتقديميا إلى ك ازرة المالية ؛‬
‫‪ ‬تتسمـ ك ازرة المالية مقترحات الجيات الحككمية ‪ ،‬ثـ تبدأ بالمناقشة مع الجيات صاحبة العبلقة كذلؾ‬
‫دراسة المشركع مف قبؿ كزير‬ ‫بيدؼ تعديؿ ىذه الـ قترحات كالكصكؿ إلى مكاقؼ نيائية‪ ،‬ثـ رفع‬
‫المالية إلى مجمس الكزراء ؛‬

‫‪1‬‬
‫جماؿ لعمارة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد الجبير‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص ‪.268،267‬‬
‫صبرينة كردكدم‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص ‪.127،126‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬يستمـ مجمس الكزراء أك السمطة التنفيذية مشركع الميزانية ثـ يبدأ بدراستو كمناقشتو بعناية مع كزير‬
‫المالية‪ ،‬كاجراء أية تعديبلت يراىا مناسبة ‪ ،‬كمف ثـ يتـ كضع الميزانية في صكرتيا شبو النيائية‪ ،‬حيث‬
‫(السمطة التشريعية) لؿمناقشة النيائية‬ ‫يتـ رفع المشركع العاـ لمميزانية إلى السمطة السياسية العميا‬
‫كالمصادقة عمييا‪.‬‬
‫ثالثا‪.‬تقدير اإليرادات والنفقات ‪ :‬لما كانت الميزانية بطبيعتيا تقدي ار لممبالغ التي ينتظر إ ففاقيا كالتي تتكقع‬
‫تحصيميا خبلؿ سنة مالية مقبمة‪ ،‬فإف طرؽ التقدير كأساليبو يعد مف أىـ خصائص مرحمة التحضير‬
‫كاإلعداد كأدؽ متطمباتيا‪ ،‬كيمكف تقدير النفقات كاإليرادات في الميزانية طبقا لعدة طرؽ ‪:‬‬
‫‪ -1‬تقدير النفقات‪ :‬تقدير النفقات في المعتاد ال يثير صعكبات فنية كثيرة كال يتطمب إال أف يككف صادقا‪،‬‬
‫إذ أف كؿ مرفؽ يحدد نفقاتو المستقبمية عمى أساس حجـ نفقاتو السابقة مضافا إلييا ما سيقكـ بو المرفؽ‬
‫مف نفقات خاصة باالستثمارات أك اإلنشاءات خبلؿ السنة المالية المقبمة ‪.1‬‬
‫‪ -2‬تقدير اإليرادات‪ :‬تثير تقدير اإليرادات العامة صعكبة فنية‪ ،‬إذ أنو يرتبط أساسا بالتكقع بالظركؼ‬
‫كالمتغيرات االقتصادية التي قد تط أر عمى االقتصاد القكمي مف أجؿ تحديد مصادر اإليرادات المختمفة‪،‬‬
‫كخاصة الضرائب في السنة المالية المقبمة‪ .‬كىناؾ عدة طرؽ لتقدير اإليرادات العامة كىي كما يمي ‪:2‬‬
‫‪ ‬طريقة التقدير المباشر ؛‬
‫‪ ‬طريقة المتكسطات؛‬
‫‪ ‬طريقة الزيادة أك النقص النسبي ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اعتماد الميزانية العامة‬


‫يقصد باعتماد الميزانية العامة إقرارىا‪ ،‬أك إجازتيا أك المكافقة عمى عمييا مف قبؿ السمطة‬
‫المختصة‪ ،‬كتعتبر السمطة التشريعية في معظـ دكؿ العالـ‪ ،‬السمطة المختصة باعتماد الميزانية العامة ‪.3‬‬
‫كتتـ ىذه المرحمة أم اعتماد الميزانية العامة مف خبلؿ ثبلث مراحؿ ىي ‪:4‬‬
‫‪ ‬مرحمة المناقشة العامة‪ :‬يعرض مشركع الميزانية العامة لممناقشة العامة في البرلماف كىذه المناقشة‬
‫تنصب غالبا عمى كميات الميزانية العامة كارتباطيا باألىداؼ القكمية كما يراىا أعضاء المجمس‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سكزم عدلي ناشد‪ ،‬أساسيات المالية العامة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.318‬‬
‫‪2‬‬
‫زينب كريـ الداكدم‪ ،‬دور اإلدارة في إعداد وتنفيذ الموازنة العامة ‪ ،‬دار الصفاء لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪،2013 ،‬‬
‫ص‪ -‬ص ‪.140-137‬‬
‫‪3‬‬
‫مؤيد عبد الرحمف الدكرم كطاىر مكسى الحناكم‪ ،‬إدارة الموازنات العامة‪ ،‬دار زىراف‪ ،‬عماف‪ ،2000 ،‬ص ص‪.33،32‬‬
‫‪4‬‬
‫أبك منصؼ‪ ،‬مدخل لمتنظيم اإلداري والمالية العامة‪ ،‬دار المحمدية‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.90‬‬
‫‪ ‬مرحمة المناقشة التفصيمية المتخصصة‪ :‬تقكـ لجنة متخصصة متفرعة عف المجمس النيابي(لجنة‬
‫الشؤكف االقتصادية كالمالية) كليا أف تستعيف بما تراه مف خبراء استشارييف مف خارج البرلماف‪ ،‬كتقكـ‬
‫المجنة بمناقشة مشركع الميزانية في جكانبيا التفصيمية ثـ ترفع بعد ذلؾ تقريرىا إلى المجمس‪.‬‬
‫‪ ‬مرحمة المناقشة النيائية‪ :‬حيث يناقش المجمس مجتمعا تقرير المجنة‪ ،‬ثـ يصير التصكيت عمى‬
‫الميزانية العامة بأبكابيا كفركعيا كفقا لمدستكر كالقكانيف المعمكؿ بيا في ىذا الشأف‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مرحمة تنفيذ الميزانية‬


‫ىي المرحمة األساسية التي تتضمف تحكيؿ التقديرات الخاصة باإليرادات كالنفقات إلى إيرادات‬
‫تتحقؽ فعبل‪ ،‬بما يقكد إلى تحقيؽ ما يترتب عمييا مف آثار كنتائج تتحقؽ عف طريقيا األىداؼ االقتصادية‬
‫كاالجتماعية التي تسعى الدكلة إلى تحقيقيا ‪ ،‬كينفذ ىذا التحكيؿ مف طرؼ السمطة التنفيذية التي تمثميا‬
‫الجيات كالدكائر الحككمية كالييئات العامة ‪ ،1‬كتتـ ضمف عمميتيف ىما‪:‬‬
‫أوال‪.‬عممية تحصيل اإل يرادات العامة ‪ :‬ىذه اإليرادات ىي إيرادات تقديرية كبالتالي مف الممكف أف يككف‬
‫تحصيميا بقدر يزيد أك يقؿ عف ما تـ تقديره كحسب طبيعة الظركؼ كاألكضاع كالعكامؿ التي تؤثر في‬
‫ذلؾ‪ .2‬كيراعا ىنا حالتيف ىما‪:3‬‬
‫‪ ‬يمكف تحصيؿ اإليرادات ألعمى قدر مف الجدية كلكف دكف التعسؼ في استخداـ السمطة ؛‬
‫‪ ‬كجكب عدـ التراخي أك التقاعس أك التقصير في عممية تحصيؿ اإليرادات التقديرية‪ ،‬كمف يفعؿ‬
‫ذلؾ فسيككف عرضة لؿمسائمة القانكنية‪.‬‬
‫كيتطمب تحصيؿ كؿ إيراد تنفيذ عمميتيف ىما ‪:4‬‬
‫‪ ‬عممية إدارية‪ :‬عممية التحقيؽ مف قياـ الحؽ لمصمحة الدكلة‪ ،‬كمعرفة مقداره‪ ،‬كتتكالىا مكظفكف‬
‫إداريكف‪.‬‬
‫‪ ‬عمميات حسابية‪ :‬جباية كتحصيؿ المبمغ المتحققة أم تسمـ مبالغ اإليرادات‪ ،‬كتقكـ بيا عادة‬
‫المحاسبكف‪.‬‬
‫ثاني‪.‬عممية صرف النفقات العامة ‪ :‬إف إجازة البرلماف العتماد النفقات ال يعني التزاـ الحككمة بإنفاؽ كافة‬
‫ا‬
‫مبالغ ىذه اإلعتمادات‪ ،‬كلكنو يعني الترخيص ليا بأف تنفؽ في حدكد ىذه المبالغ عمى الكجكه المعتمدة مف‬

‫‪1‬‬
‫فميح حسف خمؼ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص‪.305،306‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد الجبير‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.277‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.277‬‬
‫‪4‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.278‬‬
‫أجميا كعدـ تجاكز ىذه الحدكد قبؿ مكافقة البرلماف‪ ،‬كلضماف عدـ إساءة استعماؿ أمكاؿ الدكلة‪ ،‬كالتأكد‬
‫مف إنفاقيا عمى نحك مبلئـ‪ ،‬فقد نظـ القانكف عمميات صرؼ األمكاؿ عمى الشكؿ التالي‪:‬‬
‫‪-1‬االرتباط بالنفقة‪ :‬كينشأ االرتباط بالنفقة العامة نتيجة لقياـ السمطة التنفيذية بمختمؼ كحداتيا اإلدارية‬
‫باتخاذ أم قرار لمقياـ بأم عمؿ يترتب عميو التزاما أك دنيا عمى الدكلة ‪.1‬‬
‫‪-2‬تحديد النفقة‪ :‬خبلؿ ىذه المرحمة يتـ إصدار مجمكعة مف الق اررات داخؿ مختمؼ الكحدات الحككمية‪،‬‬
‫يتـ بمقتضاىا تحديد المبالغ المستحقة لمدائنيف كالتي يسبؽ إتماـ عممية إجراءات ربط النفقة عمييا‪.‬‬
‫‪ -3‬األمر با لصرف‪ :‬كىك األمر المكجو إلى أميف الصندكؽ في الدكائر كالييئات الحككمية يدفع مبمغ مف‬
‫الماؿ لشخص طبيعي أك اعتبارم بعينو‪ ،‬كيصدر أمر الصرؼ ىذا مف جية رسمية مفكضة بذؿ ؾ (الكزير‬
‫أك مف ينكب عنو قانكنا)‪.2‬‬
‫‪ -4‬عممية صرف النفقة‪ :‬كيقصد بيا عممية الدفع اؿفعلي لؿمبالغ الصادر بيا أمر دفع أك أذكنات صرؼ‬
‫أك حكاالت صرؼ كذلؾ إلى دائني الحككمة بمختمؼ كحداتيا‪ ،‬كيككف الدفع إما في صكرة حكالة أك شيؾ‬
‫مسحكب عمى المصرؼ المركزم‪ ،‬كيتكلى عممية الدفع الفعمي مكظفكف تابعكف لك ازرة المالية‪ ،‬مكجكدكف‬
‫في إدارة الحسابات بمختمؼ المصالح كالكحدات الحككمية ‪.3‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬مراقبة تنفيذ الميزانية العامة‬
‫كتتزامف قذق المرحمة مع التنفيذ بيدؼ التأكد مف سبلمة تنفيذ اإلجراءات المالية‪ ،‬كضماف التزاـ‬
‫السمطة التنفيذية بالتطبيؽ الصادؽ لبنكد الميزانية العامة ‪ ،4‬كذلؾ حفاظا عمى األمكاؿ العامة كردعا لمتبذير‬
‫كالتبديد كاالختبلس‪ ،‬كقصد تحقيؽ قذق الغاية فالرقابة تأخذ عدة أشكاؿ ىي‪:‬‬
‫‪ ‬الرقابة اإلدارية‪ :‬ىي تمؾ الرقابة التي تمارسيا ىيئات اإلدارة العامة عمى بعضيا البعض‪ ،‬فيي إذف‬
‫رقابة تتـ داخؿ السمطة التنفيذية‪ ،‬مما يجعميا داخمية كذاتية‪ ،‬كما يمكف أف تككف سابقة أك الحقة ‪5‬؛‬
‫‪ ‬الرقابة التشريعية ‪ :‬يطمؽ عمييا اسـ الرقابة البرلمانية كىي رقابة خارجية تقكـ بيا السمطة التشريعية‬
‫عف طريؽ مراقبة تنفيذ السمطة التنفيذية لمميزانية ‪6‬؛‬

‫‪1‬‬
‫سعيد عبد العزيز عثماف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.177‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد الجبير‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.280‬‬
‫‪3‬‬
‫سعيد عبد العزيز عثماف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.177‬‬
‫‪4‬‬
‫فؤاد حيدر‪ ،‬عمم اإلقتصاد العام‪ ،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات كالنشر كالتكزيع‪ ،2001 ،‬ط‪ ،01‬ص‪.58‬‬
‫‪5‬‬
‫محمد الصغير بعمي كيسرم أبك العبل‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص ‪.111،110‬‬
‫‪6‬‬
‫طارؽ الحاج‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار الصفاء لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2009 ،‬ص‪.183‬‬
‫‪ ‬الرقابة المستقمة‪ :‬كىي رقابة خارجية‪ ،‬تتكالىا ىيئة مستقمة‪ ،‬كال تستطيع أم جية أف تتدخؿ في‬
‫عمميا‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬اإليرادات العامة‬


‫تعبر اإليرادات العامة عف مصادر تمكيؿ النشاط المالي لبلقتصاد العاـ‪ ،‬حيث يتطمب القياـ‬
‫بتغطية النفقات العامة تدبير المكارد المالية البلزمة‪ ،‬كت حصؿ الدكلة عمى ىذه المكارد أساسا مف الدخؿ‬
‫الكطني في حدكد المقدرة المالية الكطنية أك مف الخارج عند عدـ كفاية ىذه المكارد لمكاجية متطمبات‬
‫اإلنفاؽ العاـ‪ .1‬كفيما يمي استعراض ألنكاع اإليرادات العامة‪ ،‬كىي كالتالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الضرائب‬


‫كىي أداة لتمكيؿ النفقات الحككمية فقط بؿ‬ ‫تعتبر الضرائب مف أىـ مصادر إيرادات الدكلة‪،‬‬
‫أصبحت أداة ىامة تعتمد عمييا الدكلة في تحقيؽ أىدافيا االقتصادية كاالجتماعية كالسياسية‪.‬‬
‫أوال‪.‬مفيوم الضريبة‪ :‬مساىمة نقدية تفرض عمى المكمفيف بيا حسب قدراتيـ التساىمية كالتي تقكـ عف‬
‫طريؽ السمطة بتحكيؿ األمكاؿ المحصمة كبشكؿ نيائي كدكف مقابؿ محدد نحك تطبيؽ األىداؼ المحددة‬
‫مف طرؼ السمطة العمكمية ‪.2‬‬
‫ثانيا‪.‬خصائص الضريبة‪ :‬يمكف إجماليا فيمايمي‪:‬‬
‫‪-1‬الضريبة مبمغ مالي ‪ :‬اكتسبت الضريبة صفة نقدية في األنظمة الجبائية الحديثة فقط‪ ،‬ؿذلؾ فيي تدفع‬
‫نقدا تماشي مع مقتضيات النظاـ االقتصادم ‪.3‬‬
‫‪-2‬الضريبة فريضة جبرية‪ :‬الضريبة تفرض جبرا‪ ،‬أم أف المكمؼ ليس ح ار في دفعيا‪ ،‬بؿ السمطات‬
‫العامة ىي التي تحدد مقدار الضريبة‪ ،‬ككيفيتيا كمكعد دفعيا‪.‬‬
‫‪-3‬الضريبة تدفع بصفة نيائية‪ :‬الدكلة غير ممزمة برد قيـ ة الضريبة لممكمفيف بيا‪ ،‬فنجد أف الفرد ينتفع‬
‫بالخدمات التي تصفيا الدكلة لصالح فئات الشعب عف طريؽ مرافقيا العامة المختمفة ‪.4‬‬
‫‪-4‬الضريبة تفرض من قبل الدولة‪ :‬إف الضريبة ال يمكف أف تفرض أك تعدؿ أك تمقى إال بقانكف ‪ ،‬فاإلدارة‬
‫الضريبية التي تقكـ بتنفيذ إدارة السمطة العامة ال يحؽ ليا إال جباية الضرائب المسمكح بيا كتحصيميا مف‬
‫قبؿ السمطات المختصة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد طاقة كىدل العزاكم‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عماف‪ ،2008 ،‬ص‪.21‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Pierre beltrame , lafiscalite en France, hachettelire , 6ème èdition, paris, 1998, p12.‬‬
‫‪3‬‬
‫سكزم عدلي ناشد‪ ،‬الوجيز في المالية العامة ‪ ،‬دار الجامعية الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2000 ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪4‬‬
‫محمد عباس المحريزم‪ ،‬اقتصاديات الجباية والضرائب ‪ ،‬دار ىكمة لمطباعة كالنشر زالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص‪.17‬‬
‫‪-5‬الضريبة تفرض وفقا المقدرة التكميفية لممكمفين ‪ :‬فيي تفرض عمى الشخص تبعا لمقدرتو المالية‪،‬‬
‫فالضريبة ىي طريقة لتقسيـ األعباء العامة بيف األفراد كفؽ قدرتيـ التكميفية‪ ،‬كىذا ما ناد ل بو "آدـ سميث"‬
‫مف خبلؿ قاعدة العدالة أم أف يساىـ كؿ أعضاء المجتمع في تحمؿ أعباء الدكلة تبعا لمقدرتيـ النسبية‬
‫عمى الدفع‪.1‬‬
‫‪-6‬تفرض الضريبة ببل مقابؿ كمف أجؿ تحقيؽ منفعة عامة ‪.2‬‬
‫ثالثا‪.‬تقسيم الضرائب ‪ :‬تعددت المعايير التي عمى أساسيا تقسـ الضرائب‪ ،‬كلكف التصنيؼ األكثر شيكعا‬
‫كاستعماال ىك الذم يسمح لنا بالتفريؽ بيف الضرائب المباشرة كغير المباشرة ‪.3‬‬
‫‪-1‬الضرائب المباشرة‪ :‬تمؾ التي تككف فييا العبلقة مباشرة بيف المكمؼ كمصمحة الضرائب كذلؾ بمعرفة‬
‫المصمحة لمعمكمات دقيقة عف المكمؼ كاالسـ‪ ،‬نكع النشاط‪ ،‬رقـ األعماؿ‪ ،‬الربح المحقؽ‪.‬‬
‫‪-2‬الضرائب غير المباشرة‪ :‬كالتي تككف فييا العبلقة غير مباشرة بيف المكمؼ كاإلدارة الضريبية بؿ تككف‬
‫ضمنية في االستيبلؾ (الرسـ عمى القيمة المضافة الحقيقية ‪ TVA‬يككف مبمغ الضريبة مدمجا مع سعر‬
‫التكمفة)‪ ،‬كبذلؾ فيذه األخيرة تفرض عمى الفرد عندما ينفؽ رأس مالو أك دخمو في سبيؿ تحقيؽ حاجة‬
‫كعميو فإنيا تفرض كتشمؿ جميع الضرائب التي تفرض عمى بيع السمع كالخدمات‪.‬‬
‫رابعا‪.‬أىداف الضريبة‪ :‬يتـ فرض الضرائب تحقيقا لعدة أىداؼ مالية كاقتصادية كسياسية كاجتماعية تتمثؿ‬
‫أىـ ىذه األىداؼ فيما يمي‪:‬‬
‫‪-1‬اليدف المالي‪ :‬كىك اليدؼ األصمي كالثابت لمضريبة‪ ،‬إذ رغـ كجكد عدة إمكانيات لتمكيؿ اإلنفاؽ‬
‫العاـ‪ ،‬فإف المجكء إلى الضريبة يتميز بككنو إجراء غير تضخمي ‪.4‬‬
‫‪-2‬األىداف االجتماعية‪ :‬يمكف استخداـ الضريبة لتحقيؽ أىداؼ اجتماعية مثؿ تخفيؼ العبء الضريبي‬
‫عمى ذكم األعباء العائمية الكبيرة‪ ،‬أك إعفاء بعض الييئات التي تقكـ بخدمات اجتماعية مف الضرائب‪ ،‬أك‬
‫فرض ضرائب مرتفعة عمى بعض السمع التي تنتج عنيا أضرار اجتماعية كالمشركبات الحككمية ‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫زينب حسيف عكض اهلل‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬لبناف‪ ،1978 ،‬ص‪.65‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الحميد محمد قاضي‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬دارالجامعات العربية‪ ،‬مصر‪ ،1976 ،‬ص‪.63‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد الحميد عفيؼ‪ ،‬فعالية السياسة الضريبية في تحقيق التنمية المستدامة ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة‬
‫الماجستير‪ ،‬قسـ عمكـ التسيير‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كالتجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬سطيؼ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة‪،2014-2013‬‬
‫ص ‪.07‬‬
‫‪5‬‬
‫محمد دكيدار‪ ،‬مبادئ االقتصاد السياسي (االقتصاد المالي)‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.181‬‬
‫‪-3‬األىداف االقتصادية‪ :‬ىدؼ الضريبة في المجاؿ االقتصادم ىدؼ جكىرم كىاـ فيي تسعى إلى‬
‫تحقيؽ استقرار اقتصادم كذلؾ بمعالجة ظاىرة التضخـ كاالنكماش ‪ .‬فيي تسعى إلى تحقيؽ ما يسمى‬
‫بالمربع السحرم لمسياسات االقتصادية بزكاياه األربعة التي تعبر عف االستقرار‪ ،‬اليالة‪ ،‬النمك‪ ،‬التكازف‬
‫الداخمي مف خبلؿ تكازف الميزانية العامة كالتكازف الخارجي مف خبلؿ تكازف ميزاف المدفكعات ‪.1‬‬
‫‪-4‬اليدف السياسي‪ :‬لمضريبة عدة أىداؼ سياسية تتمثؿ أحيانا بفرض رسكـ جمركية عالية عمى منتجات‬
‫بعض الدكؿ كتخفيضيا عمى منتجات أخرل‪ ،‬يككف اليدؼ منيا حماية السمع المحمية مف المنافسة‬
‫الدكلية‪ ،‬كما تستعمؿ الضريبة ألىداؼ سياسية كما ىك الحاؿ في الحركب التجارية بيف مختمؼ الدكؿ‬
‫خاصة بيف الدكؿ المتقدمة (فرنسا‪ ،‬الياباف‪ ،‬الكاليات المتحدة األمريكية) كقد تستعمؿ الضريبة مف أجؿ‬
‫محاربة فئة معينة مف المجتمع برفع معدؿ الضريبة عمى مداخيميا ‪.2‬‬
‫خامسا‪.‬أثر الضريبة ‪ :‬سكؼ نمخص أثر الضرائب عمى االستيبلؾ‪ ،‬االدخار‪ ،‬المستكل العاـ لؤلسعار‪،‬‬
‫اإلنتاج كعمى عرض كطمب رؤكس األمكاؿ ‪ ،‬باعتبارىا أىـ إيراد‪ ،‬كىي كما يمي‪:3‬‬
‫‪-1‬أثر الضرائب عمى االستيالك‪ :‬تقتضي دراسة أثر الضرائب عمى االستيبلؾ معرفة المتغيرات التي‬
‫تحدد حجـ االستيبلؾ‪ ،‬كفي ىذا المجاؿ يتكقؼ االستيبلؾ عمى حجـ الدخؿ كالميؿ لبلستيبلؾ كتؤثر‬
‫الضرائب المفركضة عمى دخكؿ المكمفيف سمبا عمى حجـ االستيبلؾ‪ ،‬حيث تؤدم الضرائب إلى تخفيض‬
‫‪ ،‬كبذلؾ‬ ‫دخكؿ المكمفيف‪ ،‬مما يدفعيـ إلى التضحية بجزء مف السمع كالخدمات‪ ،‬فينخفض الطمب عمييا‬
‫نستنتج أف طبيعة التأثير التي تحدثو الضرائب عمى االستيبلؾ يتكقؼ عمى عدة عكامؿ كيتناسب ذلؾ‬
‫التأثير تناسبا عكسيا مع حجـ الدخكؿ اإلجمالية التي بحكزة المكمفيف‪.‬‬
‫‪-2‬أثر الضرائب عمى االدخار‪ :‬يشكؿ االدخار ذلؾ الجزء الذم لـ يستيمؾ مف الدخؿ‪ ،‬لذلؾ يتحدد حسب‬
‫حجـ الدخؿ كالميؿ لبلدخار إذ تقمؿ حجـ االدخار كبنسبة تفكؽ نسبة انخفاض االستيبلؾ حيث يستمر‬
‫األفراد في االستيبلؾ عمى حساب االدخا ر‪ .‬كبذلؾ فالضريبة تؤثر سمبيا عمى االدخار‪ ،‬لكف بالمقابؿ قد‬
‫تعتبر الضريبة ادخا ار جبريا تنفقو الدكلة لتمكيؿ االستثمارات العامة البلزمة لدفع عجمة التنمية‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حمدم أحمد الغاني‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة ونظام السوق ‪ ،‬دار المصرية المبنانية‪ ،‬مصر‪ ،1992 ،‬ص ‪.242‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الحميد عفيؼ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪3‬‬
‫ناصر مراد‪ ،‬فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪-‬ص‬
‫‪.70-62‬‬
‫‪-3‬أثر الضرائب عمى المستوى العام لألسعار‪ :‬لقد اعتبر المفكر "‪ "LERNER‬في دراستو عف المالية‬
‫الكظيفية التي أكردىا في كتابو(اقتصاديات الرقابة)‪ ،‬أف الضريبة أداة فعالة لتحقيؽ االستقرار في المستكل‬
‫العاـ لؤلسعار إذ تؤدم زيادة حصيمتيا إلى تقييد اإلنفاؽ الخاص كالحد مف التضخـ‪ ،‬كما يؤدم انخفاض‬
‫حصيمتيا الحد مف ىبكط مستكل اإلنفاؽ النقدم الكمي‪.‬‬
‫‪-4‬أثر الضريبة عمى اإلنتاج‪ :‬تؤثر الضرائب عمى اإلنتاج مف خبلؿ تأثيرىا عمى عكامؿ اإلنتاج أم رأس‬
‫الماؿ كاليد العاممة كالمكاد المستعممة‪ ،‬ككذلؾ عمى عرض كطمب رؤكس األمكاؿ‪ ،‬باإلضافة إلى أثر‬
‫الضرائب عمى نفقات اإلنتاج‪.‬‬
‫يتكقؼ عرض رؤكس األمكاؿ اإلنتاجية عمى‬ ‫‪-5‬أثر الضرائب عمى عرض وطمب رؤوس األموال‪:‬‬
‫االدخار‪ ،‬كما دامت الضرائب تؤدم إلى نقص االدخار‪ ،‬لذا فإنيا تؤدم إلى قمة عرض رؤكس األمكاؿ‪،‬‬
‫كيتحقؽ ذلؾ خاصة بالنسبة لمضرائب المباشرة التصاعدية‪ ،‬ألف عبئيا يقع عمى دخؿ الطبقات المدخرة‪،‬‬
‫أما طمب رؤكس األمكاؿ فيتكقؼ عمى فرص الربح‪ ،‬مما ال يشجع الطمب عمى رؤكس األمكاؿ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الرسوم‬
‫تعتبر الرسكـ مف مصادر اإليرادات العامة لمدكلة ذات األىمية الخاصة‪ ،‬كتحصؿ عمييا بشكؿ‬
‫دكرم منتظـ‪.‬‬
‫أوال‪.‬مفيوم الرسم ‪ :‬مبمغ مف النقكد يدفعو الفرد لييئة عامة‪ ،‬نظير خدمة معينة ذات نفع عاـ تؤدييا لو‬
‫بناء عمى طمبو‪ ،‬كىذه الخدمة يستفيد منيا الفرد الذم طمبيا كمجمكع أفراد المجتمع ‪ ،‬كتكثيؽ عقكد الممكية‬
‫كقيد الدعاكم القضائية‪ ،‬كدخكؿ االمتحاف‪ ،‬كتحدد قيمة الرسـ بناء عمى نسبة المنفعة الخاصة إلى المنفعة‬
‫العامة مف تكفير الخدمة المطمكبة‪ ،‬كلذا يككف الرسـ عادة أقؿ مف تكمفة أداء الخدمة ‪.1‬‬
‫ثانيا‪.‬خصائص الرسم‪ :‬لمرسـ خصائص أربعة تميزقعف أنكاع اإليرادات األخرل‪ ،‬تتمثؿ في‪:2‬‬
‫‪-1‬الصفة النقدية لمرسم‪ :‬كاف الرسـ قديما يعمؿ في صكرة عينة‪ ،‬كفقا لؤلكضاع االقتصادية العامة‬
‫القائمة في ذلؾ الكقت‪ ،‬كمع تطكر مالية الدكلة‪ ،‬كبعد أف أصبحت النقكد قم كسيمة التعامؿ الرئيسية إف‬
‫لـ تكف الكحيدة‪ ،‬أصبح مف المنطقي أف يتـ دفع الرسكـ في صكرة نقدية‪ ،‬فالدكلة تقكـ بنفقاتيا العامة في‬
‫صكرة نقدية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المرسي السيد حجازم‪ ،‬مبادئ اإلقتصاد العام‪-‬الموازنة العامة‪-‬اإليرادات العامة‪-‬القروض‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.194‬‬
‫‪2‬‬
‫سكزم عدلي ناشد‪ ،‬المالية العامة النفقات العامة‪-‬اإليرادات العامة‪ -‬الميزانية العامة‪ ،‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪،‬‬
‫بيركت‪ ،2003 ،‬ص‪-‬ص‪.103-102‬‬
‫‪-2‬صفة اإلجبار لمرسم‪ :‬يدفع الرسـ جب ار مف جانب األفراد الذيف يتقدمكف بطمب الخدمة كقد أثار عنصر‬
‫الجبر أك اإلكراه باؿفسبة لمرسـ جدال كاسعا بيف الكتاب‪ ،‬عمى أساس أف ىذا العنصر ال يظير إال عند‬
‫طمب الحرية في طمب الخدمة مف عدمو ‪.‬‬

‫أك ىيئاتيا العامة كقد‬ ‫‪-3‬صفة المقابل لمرسم‪ :‬يدفع الفرد الرسـ مقابؿ الحصكؿ عمى خدمة مف الدكلة‬
‫تككف ىذه الخدمة عمبل يتكاله أحد المرافؽ العامة لصالح األفراد‪.‬‬
‫‪-4‬صفة النفع‪ :‬ىذه الصفة تميز الرسـ عف الضرائب‪ ،‬فطالب الخدمة يسعى مف كراء ذلؾ إلى تحقيؽ‬
‫منفعة خاصة تتعمؽ بو كحده دكف أف يشاركو فييا شخص آخر‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الثمن العام‬


‫ببعض الخدمات العامة التي تقدميا‬ ‫الثمف العاـ ىك‪" :‬مبمغ يدفعو بعض األفراد مقابؿ انتفاعيـ‬
‫الحككمة‪ ،‬بمعنى آخر ىك تمؾ المبالغ التي تحصؿ عمييا الدكلة بعد تقديميا لخدمات عامة تعكد عمى‬
‫إال مف‬ ‫األفراد بمنفعة خاصة‪ ،‬حيث يمكف تحديد المنتفع بيا‪ ،‬كالثمف العاـ يدفع اختياريا حيث ال يدفعو‬
‫ينتفع بالخدمة ‪ ،‬عكس الضريبة التي تدفع جب ار" ‪ .1‬كالجدكؿ التالي يكضح أكجو االختبلؼ بيف الضريبة‪،‬‬
‫الرسـ كالثمف العاـ‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)01‬مقارنة بين الضريبة‪ ،‬الرسم والثمن العام‬


‫الثمن العام‬ ‫الرسم‬ ‫الضريبة‬ ‫اإليراد‬
‫‪Prix- p‬‬ ‫‪Taxe‬‬ ‫‪Impôt‬‬ ‫الخصائص‬
‫تقاعدم‬ ‫اختيارم‬ ‫ممزمة‬ ‫اإللزاـ(الجبر)‬
‫بعكض‬ ‫لو مقابؿ خاص كمباشر‬ ‫دكف مقابؿ خاص كمباشر‬ ‫المقابؿ‬
‫بالمنافسة‬ ‫بقانكف(حسب نكع الخدمة)‬ ‫بقانكف المقدرة(التكميفية)‬ ‫تحديد القيمة‬
‫المصدر‪ :‬محمد الصغير بعمي كيسرم أبك العبل‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.59‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬اإلتاوة‬


‫مبمغ مف الماؿ تقكـ الدكلة بتحديده كيقتصر دفعو عمى طبقة معينة مف أفراد المجتمع ‪ ،‬ىي طبقة‬
‫مبلؾ العقارات مقابؿ عمؿ قامت بو الدكلة فترتب عميو منفعة خاصة ‪ ،‬كاإلتاكة بيذا المعنى ترتبط ارتباطا‬

‫‪ 1‬زيف العابديف ناصر‪ ،‬عمم المالية العامة والتشريع المالي‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،1971 ،‬ص‪.135‬‬
‫كثيقيا باألعماؿ العامة تقكـ بيا الحككمة فإذا انتفت ىذه األعماؿ انتفى بالتبعية أساس فرض اإلتاكة‬
‫فاألصؿ في اإلتاكة أف تككف مقابؿ التحسيف الذم أدخؿ عمى العقارات التي في نطاؽ األعماؿ العامة" ‪.1‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬الدومين العام‬
‫يعتبر الدكميف العاـ مف اإليرادات االقتصادية التي تعتمد عمييا الدكلة في تحصيؿ إيراداتيا‬
‫كتغطية نفقاتيا‪.‬‬
‫أوال‪.‬مفيوم الدومين‪ :‬تطمؽ كممة الدكميف عمى كؿ ممتمكات الدكلة سكاء كانت مخصصة لبلستخداـ العاـ‬
‫كالطرؽ أك أبنية الك ازرات‪ ،‬كالمكانئ كالممتمكات التي لـ تعد لبلستخداـ العاـ بؿ معدة االستعماؿ الخاص‬
‫كمثاؿ ذلؾ‪ :‬األراضي الزراعية‪ ،‬كالمشاريع الصناعية كالتجارية ك األمكاؿ التي تككف ممكا لمدكلة كمنو يمكف‬
‫القكؿ أف الدكميف ىك‪" :‬األمكاؿ العقارية كالمنقكلة التي تممكيا الدكلة كالمؤسسات كالييئات العامة ممكية‬
‫عامة أك خاصة"‪.2‬‬
‫ثانيا‪.‬أقسام الدومين‪ :‬يمكف تقسيـ الدكميف(األمبلؾ الكطنية) إلى نكعيف أساسييف ىما ‪:3‬‬
‫‪-1‬الدومين العام(األمالك الوطنية العامة)‪ :‬كىي األمكاؿ التي تممكيا الدكلة ممكية عامة كىي تخضع‬
‫لمقانكف العاـ كتخصص لمنفع العاـ كالطرؽ كالشكاطئ كاألنيار كالمكانئ كالحدائؽ العامة‪.‬‬
‫‪-2‬الدومين الخاص‪ :‬كىي األمكاؿ التي تممكيا الدكلة ممكية خاصة‪ ،‬كتخضع ألحكاـ القانكف الخاص‬
‫(خاصة أحكاـ الممكية في القانكف المدني) كتدر إيرادا ‪ ،‬كيمكف تقسيـ الدكميف الخاص لثبلثة أنكاع‪:‬‬
‫‪ ‬الدكميف العقارم( ممتمكات الدكلة العقارية)؛‬
‫‪ ‬الدكميف المالي؛‬
‫‪ ‬الدكميف الصناعي كالتجارم ‪.‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬التمويل التضخمي أو اإلصدار النقدي‬
‫قد تستخدـ الحككمة التمكيؿ التضخمي لتكفير مكارد لتمكيؿ برامجيا‪ ،‬كفقا ليذا األسمكب تعمؿ‬
‫الحككمة عمى تحقيؽ زيادة سنكية في األسعار عف طريؽ زيادة معدؿ التكسع في العرض النقدم‪ ،‬كمف‬
‫خبلؿ ذلؾ يمكنيا تحقيؽ مكارد تستخدميا في تمكيؿ برامجيا‪ ،‬كقد تتـ زيادة العرض النقدم مف خبلؿ ما‬

‫‪1‬‬
‫رفعت محجكب‪ ،‬المالية العامة‪ :‬النفقات العامة واإليرادات العامة‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬األردف‪ ،1995 ،‬ص‪.181‬‬
‫‪2‬‬
‫بعمي محمد الصغير كيسرم أبك العبل‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص‪-‬ص‪.56-54‬‬
‫يسمى باإلصدار النقدم حيث تقكـ الحككمة بطبع البنكؾ لتمكيؿ أنشطتيا ‪.1‬‬
‫يمكف تعريؼ اإلصدار النقدم بأنو ذلؾ‪" :‬اإلصدار الكبير كالجديد لكميات مف النقكد تحت إشراؼ‬
‫الجيات المخكلة قانكنيا (البنؾ المركزم) كذلؾ بما يتبلءـ مع احتياجات النشاط االقتصادم" ‪.2‬‬

‫سابعا‪ :‬القروض العامة‬


‫تعتبر القركض العامة مف أىـ مصادر اإليرادات غير العادية في الكقت الحاضر‪ ،‬كتقترض‬
‫الدكلة مف الجميكر مباشرة عف طريؽ سندات االكتئاب أك مف البنكؾ أك المؤسسات المالية‪ ،‬أك مف‬
‫الحككمة األجنبية‪.‬‬
‫أوال‪.‬مفيوم القرض العام ‪ :‬يعرؼ القرض العاـ بالمكرد المالي الذم يدفع ألحد األشخاص العامة مقابؿ‬
‫تعيد ىذا األخير بتسديد المبمغ المقترض كدفع فكائد القرض طبقا لشركطو ‪.3‬‬
‫ثانيا‪.‬طبيعة القرض العام ‪ :‬لتحديد طبيعة القرض العاـ يجدر مقارنتو بالضريبة التي يختمؼ عنيا مف‬
‫حيث طبيعتو القانكنية كاالقتصادية ‪.4‬‬
‫‪-1‬الطبيعة القانونية لمقرض العام‪:‬‬
‫أ‪.‬الطبيعة التعاقدية لمقرض‪ :‬يعتبر القرض العاـ عقدا مف العقكد اإلدارية يقكـ عمى الرضا ك تقابؿ اإليجاب‬
‫مف جانب الدكلة المقترضة مف ناحية كالقبكؿ مف جانب المكتتبيف مف ناحية أخرل ‪ ،‬كما أنو يرتب حقكقا‬
‫‪ ،‬إذ يقكـ عمى أساس التعاقد كاالختيار بينما‬ ‫كالتزامات لكبل الطرفيف المتعاقديف ال يجكز المساس بيا‬
‫تتصؼ الضريبة بطابع اإللزاـ الناتج عف قرار إدارم فردم‪ ،‬ينشأ القرض بمكجب اتفاؽ‪ ،‬كىك عقد تنفرد‬
‫الدكلة بتحديد كافة شركطو‪.‬‬
‫ب‪.‬وجود مقابل‪ :‬يتضمف القرض بالنسبة لممقرض (المكتتب) مقاببل يتمثؿ في استرجاع المبالغ المقترضة‬
‫كالفكائد عمى ىذه المبالغ‪ ،‬في حيف يككف دفع الضريبة نيائيا كبدكف مقابؿ‪.‬‬
‫‪-2‬الطبيعة االقتصادية لمقرض العام‪ :‬تعتبر النظرية التقميدية القرض العاـ ضريبة مؤجمة ‪ ،‬عندما يحيف‬
‫كقت تسديد القرض تمجأ الدكلة إلى تحصيؿ ضرائب إضافية مما يسمح القكؿ أف القرض العاـ يستفيد‬
‫منو الجيؿ لكنو يمقي عبء تسديده عمى األجياؿ البلحقة خاصة عندما يتعمؽ األمر بالقركض الخارجية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عاطؼ كليـ أندراكس‪ ،‬االقتصاد المالي العام في ظل التحوالت االقتصادية المعاصرة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص‪.465‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد المنعـ فكزم‪ ،‬المالية العامة والسياسة المالية ‪ ،‬دار النيضة العربية لمطباعة كالنشر‪ ،‬لبناف‪ ،2000 ،‬ص‪.308‬‬
‫‪3‬‬
‫غازم حسيف عناية‪ ،‬المالية العامة والتشريع الضريبي‪ ،‬دار البياف‪ ،‬األردف‪ ،1998 ،‬ص‪.59‬‬
‫‪4‬‬
‫بشير يمس شاكش‪ ،‬المالية العامة‪-‬مبادئ العامة وتطبيقاتيا في القانون الجزائري‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2013‬ص‪.250‬‬
‫ثالثا‪.‬أنواع القروض العامة‪ :‬ىناؾ عدة معايير لتقسيـ القركض العامة نمخصيا فيما يمي‪:‬‬
‫‪-1‬من ناحية مصدر القروض المكاني‪ :‬يمكف تقسيـ القركض العامة إلى قركض داخمية كخارجية ‪.‬‬
‫أ‪.‬القرض الداخمي ‪ :‬تحصؿ عميو الدكلة مف األشخاص الطبيعييف أك االعتبارييف المقيميف داخؿ أراضييا‪،‬‬
‫أم عندما يككف السكؽ المالي الذم يعقد فيو القرض داخؿ الدكلة ‪.1‬‬
‫ب‪.‬القرض الخارجي‪ :‬يكتتب فيو األشخاص‪ ،‬الطبيعيكف كاالعتبارييف‪ ،‬المقيمكف خارج الدكلة‪ ،‬فالسكؽ‬
‫الخارجي ىك الذم يغطي ىذا القرض ‪.2‬‬
‫‪-2‬من ناحية الحرية في االكتتاب‪ :‬يمكف تقسيـ القركض العامة إلى قركض داخمية كخارجية ‪.‬‬
‫أ‪.‬القروض االختيارية‪ :‬كيتـ االكتتاب فييا األفراد كالييئات العامة كالخاصة الكطنية طكاعية ‪.3‬‬
‫ب‪.‬القروض اإلجبارية ‪ :‬ال يترؾ لؤلفراد حرية االكتتاب‪ ،‬بؿ يجبركف عمييا كفقا لؤلحكاـ التي يقررىا‬
‫القانكف ‪.4‬‬
‫‪-3‬من ناحية توقيت القرض‪ :‬يمكف تقسيـ القركض العامة إلى قركض مؤبدة كقركض مؤقتة ‪.‬‬
‫أ‪.‬قروض مؤبدة‪ :‬ال تمتزـ الدكلة بالكفاء بيا‪ ،‬مع االلتزاـ بدفع الفكائد إلى حيف الكفاء بالقرض ‪.5‬‬
‫ب‪.‬قروض مؤقتة‪ :‬تتميز بأف الدكلة تمتزـ بالكفاء بالديف أم القرض في ميعاده ‪.6‬‬
‫الفرع الثامن‪ :‬اليبات‬
‫تعرؼ اليبات عمى أنيا‪ " :‬مساىمات طكعية يقدميا األفراد أك المؤسسات لمحككمة سكاء في صكرة‬
‫نقدية أك عينية‪ ،‬كتستخدـ أحيانا لتمكيؿ برامج إنفاؽ معينة‪ ،‬فقد ترصد الحككمة بعضيا لتمكيؿ المساعدات‬
‫لضحايا الككارث الطبيعية‪ ،‬كفي أكقات الحركب يتـ دعكة رعايا كمكاطني الدكلة بتقديـ التبرعات النقدية‬
‫كالعينية لدعـ المجيكد الحربي‪ ،‬كفي أكقات السمـ تتمقى الحككمة العديد مف المنح لدعـ مجمكعات معينة‬

‫‪1‬‬
‫محمكد حسيف الكادم كزكريا أحمد عزاـ‪ ،‬المالية العامة والنظام المالي في اإلسالم‪ ،‬دار المسيرة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص‪.63‬‬
‫‪2‬‬
‫سكزم عدلي ناشد‪ ،‬الوجيز في المالية العامة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.245‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد عباس محريزم‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ :‬النفقات العامة‪-‬اإليرادات العامة‪-‬الميزانية العامة لمدولة ‪ ،‬ديكاف‬
‫المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ط‪،05‬ص‪.115‬‬
‫‪4‬‬
‫سكزم عدلي ناشد‪ ،‬الوجيز في المالية العامة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.243‬‬
‫‪5‬‬
‫فكزم عطكم‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪ ،‬بيركت‪ ،2003 ،‬ص‪.134‬‬
‫‪6‬‬
‫سكزم عدلي ناشد‪ ،‬الوجيز في المالية العامة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص ‪.249،248‬‬
‫أك لتمكيؿ أنشطة معينة‪ ،‬كقد تككف اإلعانات مقيدة بتمكيؿ أكجو إنفاؽ معينة‪ ،‬كقد تككف غير مقيدة يترؾ‬
‫لمحككمة تحديد أكجو استخداميا "‪.1‬‬
‫كؿ أنكاع اإليرادات السابقة تجتيد السمطات الخاصة بجمعيا‪ ،‬ك ذلؾ مف أجؿ تغطية ماعمى الدكلة‬
‫مف التزامات‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬النفقات العامة‬


‫ازدادت أىمية دراسة نظرية النفقات العامة في الفترة األخيرة مع تكسع دكر الدكلة كزيادة تدخميا‬
‫في الحياة االقتصادية‪ ،‬لذلؾ سكؼ نتعرؼ عمى مفيكـ النفقة العامة كصفاتيا‪ ،‬كما نتطرؽ إلى تقسيميا‬
‫كفي األخير عمى أثرىا عمى مختمؼ المتغيرات االقتصادية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفيوم النفقة العامة‬


‫لمنفقة العامة تعاريؼ عديدة كمختمفة يمكف عرضيا كما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬النفقة العامة ىي‪" :‬مبمغ نقدم يخرج مف الذمة المالية لشخص معنكم عاـ بقصد إشباع حاجة‬

‫عامة"‪.2‬‬
‫‪ ‬النفقات العامة ىي‪" :‬مبالغ أقرت مف قبؿ السمطة التشريعية ليقكـ شخص عاـ بإنفاقيا في تكفير سمع‬
‫كخدمات عامة‪ ،‬كتحقيؽ األىداؼ االقتصادية كاالجتماعية "‪.3‬‬
‫كبعد التعريفيف السابؽيف يمكف إدراج خصائص النفقة العامة كالتالي‪:4‬‬
‫إنفاق مبمغ من النقود‪ :‬أم إنفاؽ مبالغ في صكرة نقدية لمحصكؿ عمى السمع كالخدمات الضركرية‬ ‫‪‬‬
‫لممصمحة العامة‪ ،‬كعميو فاألعماؿ غير النقدية لمدكلة ال تدخؿ في مفيكـ النفقات العامة ؛‬
‫‪ ‬قيام شخص عام باإلنفاق‪ :‬ال يعتبر النفقات العامة النفقات التي تقكـ بيا األفراد أك المشركعات‬
‫الخاصة حتى كلك كاف ىدفيا تحقيؽ نفع عاـ مثبل‪ :‬التبرعات لؤلفراد إلقامة مدرسة أك مسجد ؛‬
‫‪ ‬استخدام النفقة لتحقيق منفعة عامة‪ :‬كمعناه ضركرة أف يككف القصد منيا إشباع حاجيات عامة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقسيم النفقات العامة‬


‫مف الطبيعي أف يزداد تنكع النفقات العامة بازدياد مظاىر تدخؿ الدكلة في الحياة العامة‪ ،‬لذلؾ نجد العديد‬
‫مف التقسيمات كينتج عف كؿ تقسيـ عدة أنكاع مف النفقات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عاطؼ كليـ أندراكس‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.456‬‬
‫‪2‬‬
‫حسف مصطفى الحسيف‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،2001 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪3‬‬
‫عمي خميؿ سميماف كأحمد المكزم‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار زىراف لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،2000 ،‬ص‪.89‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد المنعـ فكزم‪ ،‬المالية العامة والسياسات المالية ‪ ،‬دار النيضة العربية كالنشر‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪ ،2000 ،‬ص‪.41‬‬
‫الشكل رقم(‪ :)03‬التقسيمات العممية لمنفقات العا مة‬

‫عادية‬
‫الدكرية‬
‫غير عادية‬

‫حقيقية‬
‫الطبيعة‬
‫تحكيمية‬ ‫النفقات العامة‬

‫إدارية‬

‫اقتصادية‬

‫اجتماعية‬ ‫الغرض‬

‫مالية‬

‫عسكرية‬

‫المصدر‪ :‬محمد شاكر عصفكر‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.28‬‬

‫أوال‪.‬تقسيم النفقات العامة حسب دوريتيا‪ :‬نتائج ىذا التقسيـ مايمي‪:‬‬


‫‪-1‬النفقات العادية‪ :‬ىي النفقات التي تتصؼ بالدكرية‪ ،‬أم تتكرر سنكيا في مكازنة الدكلة‪ ،‬كاف اختمؼ‬
‫مقدارىا مف سنة إلى أخرل ‪.1‬‬
‫‪-2‬النفقات الغير عادية‪ :‬أك كما تعرؼ بالنفقات الرأسمالية كىذه النفقات ترتبط بفترة زمنية معينة كمحددة‬
‫مف خبلؿ مصادر تمكيمية غير عادية كالقركض كاإلصدار النقدم كمنيا اإلنفاؽ عمى المشاريع التنمكية‪،‬‬
‫كالنفقات االستثنائية كالتي تتطمبيا االحتياجات الطارئة كالنفقات الحربية كنفقات إصبلح األضرار كنفقات‬
‫مكافحة البطالة‪ ،‬كنفقات اإلنعاش االقتصادم ‪.2‬‬
‫ثانيا‪.‬تقسيم النفقات العامة حسب طبيعتيا ‪ :‬مف خبلؿ ىذا التقسيـ ينتج لنا نكعيف مف النفقات ىما ‪:3‬‬
‫‪-1‬النفقات الحقيقية‪ :‬يقصد بيا تمؾ التي تقكـ بيا الدكلة مقابؿ الحصكؿ عمى سمع كخدمات أك رؤكس‬
‫أمكاؿ إنتاجية‪ ،‬فالنفقات العامة ىنا تؤدم إلى حصكؿ الدكلة عمى مقابؿ‪.‬‬

‫محمد شاكر عصفكر‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.282‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫محمد بف عزة‪ ،‬ترشيد اإلنفاق العام باتباع منيج االنضباط باألىداف ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة‬
‫الماجستير‪ ،‬كمية العمكـ اإلقتصادية كعمكـ التسيير كالعمكـ التجارية‪ ،‬جامعة تممساف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪،2010-2009‬‬
‫ص‪.18‬‬
‫‪3‬‬
‫عادؿ أحمد حشيش‪ ،‬مقدمة في االقتصاد العام‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1998 ،‬ص‪.153‬‬
‫‪-2‬النفقات التحويمية‪ :‬تشكؿ النفقات التي تقكـ بيا الدكلة دكف أف تحصؿ مقابميا عمى سمع كخدمات‬
‫فيي تيدؼ مف كرائيا إلى تحكيؿ جزء مف المكارد المتاحة مف مساره األصمي بغرض تحقيؽ ىدؼ‬
‫اقتصادم أك مالي أك اجتماعي‪.‬‬
‫ثالثا‪.‬تقسيم النفقات العامة حسب أغراضيا ‪ :‬مف خبلؿ ىذا التقسيـ ينتج لنا خمسة أنكاع لمنفقات كىي ‪:1‬‬
‫‪-1‬النفقات اإلدارية‪ :‬تمثؿ النفقات المتعمقة بتسيير المرافؽ العامة كالبلزمة لقياـ الدكلة‪ ،‬كتشمؿ ىذه‬
‫النفقات مرتبات العماؿ كمعاشاتيـ‪.‬‬
‫‪-2‬النفقات المالية‪ :‬كتشمؿ أقساط استيبلؾ الديف العاـ كفكائده السنكية‪.‬‬
‫‪-3‬النفقات االقتصادية‪ :‬ىي نفقات متعمقة باألغراض االقتصادية لمدكلة‪ ،‬أم النفقات المرتبطة بقياـ‬
‫الدكلة بأنشطة معينة بيدؼ تحقيؽ أىداؼ اقتصادية‪.‬‬
‫‪-4‬النفقات االجتماعية‪ :‬كىي النفقات المتعمقة باألغراض االجتماعية لمدكلة‪ ،‬أم النفقات الخاصة بتحقيؽ‬
‫األىداؼ االجتماعية لؤلفراد‪ ،‬كمف أىـ بنكد ىذه النفقات‪ ،‬النفقات الخاصة بالتعميـ كالصحة‪ ،‬كالتأمينات‬
‫االجتماعية كالثقافية‪.‬‬
‫‪-5‬النفقات العسكرية‪ :‬كتشمؿ نفقات األجيزة العسكرية في الدكلة‪ ،‬كنفقات شراء األسمحة كالتجييزات‬
‫العسكرية‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬طرق تبويب الميزانية‬


‫تعتبر عممية التبكيب مف أىـ المراحؿ في النظاـ المحاسبي كالتبكيب المناسب أك المثالي ىك الذم يحقؽ‬
‫عدة أىداؼ تتمثؿ في‪:‬‬
‫‪ ‬مبلئمتو بصفة عامة لطبيعتو االنشطة الحككمية كاف يظيرىا بشكؿ كاضح ؛‬
‫‪ ‬تحقيؽ أغراض الرقابة المالية كاإلدارية المختمفة ؛‬
‫‪ ‬تسييؿ ميمة إعداد كتنفيذ الميزانية العامة كالرقابة عمييا ؛‬
‫‪ ‬إعداد كتصميـ المجمكعة المستندية كالدفترية لنظاـ المحاسبة الحككمية ؛‬
‫‪ ‬إعداد الحساب الختامي لمدكلة‪.‬‬
‫كىذه األىداؼ يصعب تحقيقيا مف خبلؿ طريقة كاحدة‪ ،‬األمر الذم يستمزـ استخداـ أكثر مف طريقة‬
‫لمتبكيب بغية تحقيؽ المزيد مف األىداؼ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مجدم محمكد شياب‪ ،‬االقتصاد المالي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1999 ،‬ص ‪.57‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تبويب النفقات العامة‬
‫كنميز ستة طرؽ لتبكيب النفقات العامة ‪:1‬‬
‫أوال‪.‬التبويب النوعي أو الموضوعي ‪ :‬يقصد بو تبكيب نفقات الدكلة كفقا لنكع النفقة أك السمعة التي تقدميا‬
‫الدكلة أك كفقا لمغرض مف النفقة أك السمعة كمف ثـ تقسـ النفقات إلى أنكاع أك أبكاب ككؿ باب إلى‬
‫مجمكعات ككؿ مجمكعة إلى بنكد ككؿ بند إلى أنكاع‪.‬‬
‫ثانيا‪.‬التبويب الطبيعي أو االقتصادي ‪ :‬يعتمد عمى نكع النفقة كلكف يتـ التمييز بينيما كفقا لمبعد الزمني أم‬
‫يتـ التمييز بيف النفقات الجارية كالنفقات الرأسمالية ‪.‬‬
‫ثالثا‪.‬التبويب اإلداري أو التنظيمي ‪ :‬يتـ تجميع البيانات ىرميا مف األسفؿ إلى األعمى أك تكزع مف أعمى‬
‫ل الك ازرات‬ ‫إلى أسفؿ كفقا لطبيعة الييكؿ التنظيمي كالمستكيات اإلدارية‪ ،‬حيث تقسـ النفقات عمى مستك‬
‫كتقسـ كؿ ك ازرة إلى مصالح حككمية أك مديريات كتقسـ كؿ مصمحة إلى إدارات‪.‬‬
‫رابعا‪.‬التبويب الوظيفي‪ :‬تنسب النفقات لنكع الخدمة أك الكظيفة بصرؼ النظر عف الكحدة الحككمية القائمة‬
‫عمى أدائيا حيث يتـ تقسيـ أنشطة ككظائؼ الدكلة إلى عدة مجمكعات عامة ككؿ مجمكعة عامة تنقسـ‬
‫بدكرىا إلى عدة مجمكعات رئيسية ككؿ مجمكعة رئيسية تنقسـ ىي األخرل إلى عدة مجمكعات فرعية‬
‫حسب كظيفتيا‪.‬‬
‫خامسا‪.‬التبويب حسب البرامج ‪ :‬يتـ إعداد الميزانية عمى أساس البرامج بصرؼ النظر عف الكحدة‬
‫الحككمية القائمة عمى أدائيا حيث يتـ تقسيـ اإلعتمادات المالية عمى البرامج الرئيسية ككؿ برنامج رئيسي‬
‫إلى عدة برامج فرعية‪.‬‬
‫سادسا‪.‬تبويب حسب األنشطة ‪ :‬يتـ بمكجبو تقسيـ اإلعتمادات المالية عمى البرامج الرئيسية ‪ ،‬ككؿ برنامج‬
‫رئيسي إلى عدة برامج فرعية ‪ ،‬تنقسـ بدكرىا إلى أنشطة كيعرؼ النشاط بأنو تجميع األعماؿ المتجانسة‬
‫التي تقكـ بيا الكحدات التنفيذية المساىمة في إنجاز برنامج رئيسي أك فرعي كالغرض مف النشاط ىك‬
‫إنجاز المنتج النيائي لمبرنامج‪ .‬كالشكؿ التالي يكضح طرؽ التبكيب حسب نكع الميزانية العامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمكد شاكر عصفكر‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.300-289‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)04‬تبويب لمنفقات العامة‬

‫أنكاع التقسيمات لمنفقات العامة‬

‫التبوٌب على‬ ‫التبوٌب على‬ ‫التبوٌب‬ ‫التبوٌب‬ ‫التبوٌب‬


‫أساس األداء‬ ‫أساس البرامج‬ ‫الوظٍفً‬ ‫النوعً‬ ‫اإلداري‬

‫مٍزانٍة األداء والبرامج‬ ‫المٍزانٍة التقلٍدٌة أو مٍزانٍة البنود‬

‫المصدر‪ :‬محمكد شاكر عصفكر‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.288‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تبويب االيرادات العامة‬


‫في حالة تبكيب اإليرادات العامة يتـ المجكء إلى ‪:‬‬
‫التبويب النوعي أو الموضوعي ‪ :‬ىك التبكيب الشائع ؿإليرادات كذلؾ بتبكيبيا كفقا لمصادرىا الرئيسية ‪،‬‬
‫كلكف ألغراض الرقابة كالتخطيط كاتخاذ الق اررات يتـ إعادة تبكيب كؿ نكع رئيسي إلى تبكيبات فرعية‪.‬‬
‫كينبغي أف يحقؽ تبكيب اإليرادات العامة األىداؼ التالية‪:‬‬
‫َ‬
‫‪ ‬تكفير الكسائؿ التي تحدد فييا إذا كانت اإليرادات المقدرة قد تـ تحصيميا فعبل أكال ؛‬
‫‪ ‬تكفير المعمكمات المبلئمة التي تساعد في التخطيط كاعداد الميزانية في المستقبؿ‪.‬‬
‫لذلؾ نجد أنو عند إتباع الطرؽ السميمة كالصحيحة لجمع النفقات كصرؼ اإليرادات‪ ،‬أم تبكيب كؿ‬
‫منيما‪ ،‬فإف عمؿ القائميف عمى إعداد الميزانية العامة كتنفيذىا‪ ،‬يككف سيبل ال تضيع فيو الحقكؽ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الوضعية العامة للميزانية‬


‫لمميزانية العامة أىمية جد بالغة في تسيير الشؤكف المالية لمدكلة‪ ،‬كالحفاظ عمى استقرارىا المالي‬
‫كاالقتصادم‪ ،‬كذلؾ عبر المحطات التاريخية التالية‪ :‬التقميدية‪ ،‬الكينزية‪ ،‬الحديثة‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬توازن الميزانية‬
‫الفرع األول‪ :‬تطور مفيوم توازن الميزانية‬
‫لقد تطكر مفيكـ تكازف الميزانية العامة مف تكازف كمي بيف اإليرادات العامة كالنفقات العامة‪ ،‬إلى‬
‫تكازف مالي كاقتصادم كاجتماعي‪ ،‬فالتكازف المالي لمميزانية العامة يسعى إلى إقامة تكازف بيف األصكؿ‬
‫كالخصكـ كتحسيف النفقات في جانب الخصكـ كاإليرادات في جانب األصكؿ‪ ،‬كيفترض في ق ذا التكازف أال‬
‫يككف حياديا في الحياة االقتصادية لمببلد‪ ،‬بؿ يجب أف يككف فاعبل كمؤث ار كمتدخبل كمنفعبل لتطكر كاقعيا‬
‫بشكؿ إيجابي ‪ ،‬ؿذا فالتكازف المالي بصفة عامة ىك ما تحدثو المصادر اإليجابية في الميزانية الدكلية مف‬
‫حقف يعكض ما يترتب عمى مصادرىا السالبة (النفقات) مف تسرب بما يؤدم إلى التطابؽ بيف العناصر‬
‫المالية كالعناصر االقتصادية التي يتككف منيا ىيكؿ االقتصاد الكطني‪ ،‬أم ما يقكد في النياية عبلكة عمى‬
‫التكازف الكمي (الحسابي) إلى إحداث تكازف كيفي يتمثؿ في التكازف االقتصادم العاـ‪.‬‬
‫فيو بعيف‬ ‫كبعنى آخر يمكف القكؿ أف تكازف النفقات مع اإليرادات في فترة الميزانية يجب األخذ‬
‫ـ‬
‫االعتبار التكازف الكمي كالكيفي لمجانبيف السمبي كاإليجابي في ميزانية الدكلة كيدخؿ عمكما في الجانب‬
‫اإليجابي إيرادات الدكلة االقتصادية كحصيمة الضرائب المفركضة‪ ،‬أما في الجانب السمبي فالديف العاـ‬
‫بكافة صكره كجميع االلتزامات التي تتحمميا الدكلة‪ ،‬كيمكف تفسير ذ لؾ بما ىك معمكـ مف أف عرض كؿ‬
‫ذلؾ عف طريؽ‬ ‫عنصر مف العناصر السابقة يتمثؿ في إنتاج مقدار معيف مف المنافع االقتصادية‪ ،‬ك‬
‫استخداـ الدخؿ فيتحقؽ التكازف االقتصادم لممالية العامة ‪.1‬‬
‫فالتكازف المالي لمتمكيؿ بالعجز يفترض استخداـ القركض كاإلصدار النقدم في استثمارات ذات‬
‫طابع انتاجي تستطيع عكائدىا مف أرباح كسمع كخدمات كفاءا لخدمة قذا الديف كخدمتو‪.‬‬
‫أما التكازف االقتصادم لمميزانية العامة يفترض أف تككف منفعتو إنفاؽ اإليرادات العامة ال تقؿ عف‬
‫منفعة بقائيا لدل القطاع الخاص‪ ،‬كىكذا فالتكازف االقتصادم لممالية العامة يتحقؽ عندما تككف زيادة‬
‫الدخؿ الكطني أك زيادة المنفعة االقتصادية العامة في االقتصاد الكطني معادلة عمى األقؿ لممنفعة التي‬
‫حجبت عف الدخؿ الكطني نتيجة اقتطاع ىذق األمكاؿ‪ ،‬أما إذا انخفض الدخؿ الكطني نتيجة ذلؾ فو ذا‬
‫يعني أف النفقات العامة قد تجاكزت حدىا األعمى في حيف تظير زيادة الدخؿ الكطني مف حيث النتيجة‬
‫سياسة مالية سالبة تتجمى في عدـ الكصكؿ إلى مرحمة الضغط الضريبي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نكر محمد لميف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫ذات‬ ‫أما التكارف االجتماعي لمميزانية العامة فيقكـ عمى أساس زيادة القكة الشرائية لدل الطبقات‬
‫الدخؿ المحدكد‪ ،‬كؾذا رفع مستكاىا المعيشي‪ ،‬كتخفيض حدة التفاكت الطبقي بيف فئات المجتمع المختمفة‪،‬‬
‫فالدكلة تقطع أمكاال كتعيد تكزيعيا في ـ ا بعد بشكؿ يفترض تخفيض حدة الطبقة الفقيرة كتخفيض فحش‬
‫الطبقة الغنية‪.‬‬
‫كعمى قذا األساس فقد أصبح ينظر إلى تكازف الميزانية مف خبلؿ التكازف المالي‪ ،‬فأم زيادة في‬
‫الجانب السمبي مف الذمة المالية لمدكلة يجب أف تتمخض عنو زيادة في الجانب اإليجابي تككف مساكية‬
‫ليا عمى األقؿ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬توازن الميزانية العامة في الفكر االقتصادي‬


‫إف تكازف الميزانية في الفكر التقميدم يقضي تكازف اإليرادات العامة مع النفقات العامة‪ ،‬أما التكازف‬
‫في الفكر الحديث فيستكجب تحقيؽ التكازف االقتصادم بدؿ التكازف المالي‪.‬‬
‫أوال‪.‬توازن الميزانية العامة في الفكر االقتصادي التقميدي ‪ :‬إف تكازف الميزانية العامة في الفكر االقتصادم‬
‫التقميدم كاف شرطا أساسيا ال يجب االبتعاد عنو‪ ،‬ألف في نظرىـ المجكء إلى االقتراض أك اإلصدار‬
‫اؿفقدم الجديد يؤدم إلى التضخـ‪ .‬كفي ذلؾ يقكؿ"آدم سميث"‪" :‬المكازنة الجيدة ىي المكازنة المتكازنة" ‪،‬‬
‫كلقد بنى التقميديكف أفكارىـ عؿ ل حيادية الحككمة‪ ،‬حيث أف دكرىا كاف يقتصر عمى تحصيؿ اإليرادات‬
‫لتغطية النفقات كالتكازف االقتصادم قائـ‪ ،‬طالما أف الطمب الكمي يعادؿ العرض الكمي‪ ،‬أما عدـ تكازف‬
‫فيككف جزئيا كسرع اف ما يزكؿ شرط عمى أف تككف الحرية سائدة ‪ ،‬كما أف حالة العجز كالفائض تشكبلف‬
‫خط ار عمى الميزانية‪.‬‬
‫إف تخصيص المكارد العامة في ظؿ الفكر الكبلسيكي ينطكم عمى الكظائؼ األساسية* لمحفاظ‬
‫عمى النظاـ العاـ لتكفير البيئة االقتصادية المناسبة لقياـ الكحدات االقتصادية الصغيرة بدفع عممية تكازف‬
‫االقتصادم‪.1‬‬
‫ثانيا‪.‬توازن الميزانية العامة في الفكر الحديث‪ :‬تعتبر األزمة العالمية لمكساد لسنة‪ ،1929‬ىي الفاصؿ‬
‫لمخركج مف الفكر التقميدم إلى الحديث‪ ،‬كالسماح لمحككمة بالتدخؿ في الحياة االقتصادية‪ ،‬كالتي قامت‬
‫عمى أساسيا النظرية الكينزية التي قامت عمى جممة مف الفركض أىموا‪ :‬إ قامة بعض المشركعات التي‬
‫تحرؾ النشاط االقتصادم لمدكلة مف الرككد الذم قد يحدث في أكقات معينة‪ ،‬كيتـ تحريؾ ىذا النشاط مف‬
‫خبلؿ االنفاؽ العاـ باعتباره المضخة التي تنشط االقتصاد الكطني‪ ،‬كلـ يعد ىدؼ الحككمة تحقيؽ التكازف‬

‫* الكظائؼ األساسية‪ :‬تأميف الكضع األمف كاإلنفاؽ عمى الكظائؼ التقميدية‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫نكر محمد لميف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫االقتصادم حتى كإف استمزـ االبتعاد عف مبدأ تكازف الميزانية‪ .‬كلقد أكلى الفكر الحديث االىتماـ بالتكازف‬
‫االقتصادم كاالجتماعي بدال مف االىتماـ بالتكازف المحاسبم‪ ،‬حيث كجد أف ىذا التكازف يحدث أحيانا‬
‫عمى حساب العجز في الميزانية كىذا ما دفع إلى األخذ بنظرية العجز المنظـ الذم يككف في بعض‬
‫الحاالت كسيمة االنماء االقتصادم كحؿ األزمات بشرط أف يستخدـ بطريقة سميمة كمبلئمة‪.‬‬
‫كيعتبر الفكر الحديث الميزانية العامة مرتبطة باؿحياة االقتصادية‪ ،‬عكس الفكرة التقميدية القائمة‪":‬أف‬
‫ميزانية الدكلة ال دخؿ ليا في الحياة االقتصادية‪ ،‬كأف تأثيرىا محايد"‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬وضعية عجز الميزانية العامة‬
‫تعتبر حالة عجز الميزانية العامة مف المسائؿ كالقضايا الجكىرية التي أثارت اىتماـ الباحثيف في‬
‫دكؿ العالـ المختمفة‪ ،‬سكاء الدكؿ النامية كحتى المتقدمة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفيوم عجز الميزانية العامة في الفكر االقتصادي‬
‫يعد عجز الميزانية مف أىـ القضايا التي القت اىتماـ المدارس االقتصادية منذ القدـ‪ ،‬كفيما يمي‬
‫عرض ألىـ كجيات النظر المعبرة عف عجز الميزانية‪.‬‬
‫أوال‪.‬عجز الميزانية العامة في الفكر التقميدي‪ :‬لشرح عجز الميزانية في الفكر التقميدم يجب التطرؽ إلى‬
‫رأم الكبلسيؾ ثـ الكينزييف إليو‪.‬‬
‫‪-1‬عجز الميزانية العامة في الفكر الكالسيكي‪ :‬تبنى الفكر الكبلسيؾم مبدأ حياد الدكلة‪ ،‬كعدـ تدخميا في‬
‫النشاط االقتصادم‪ ،‬أم حياد السياسة المالية‪ ،‬مبدأ تكازف الميزانية العامة لمدكلة‪ ،‬كعدـ المجكء إلى عجز‬
‫الميزانية العامة‪ ،‬كيرجع تبني ىذا المبدأ إلى ارتكاز الفكر الكبلسيكي عمى العديد مف الحجج منيا‪:1‬‬
‫‪ ‬إف اقتراض الحككمة يؤدم إلى عدـ القدرة عمى تمكيؿ الميزانية العامة مستقببل حيث تنقؿ أعباء خدمة‬
‫الديف سداد أصؿ القرض لمميزانية العامة في السنكات المقبمة؛‬
‫‪ ‬عدـ تكازف الميزانية يساىـ في نمك االنفاؽ الحككمي‪ ،‬كتؤدم إلى اتخاذ إجراءات مف شأنيا الضغط‬
‫عمى دافع الضرائب لزيادة حصيمة الضرائب؛‬
‫‪ ‬إف كجكد العجز المالي يؤدم إلى تدىكر قيمة النقكد كزيادة مستكيات األسعار‪ ،‬كلما كاف ىذا األخير‬
‫يتطمب كمية كبيرة مف النقكد بالتالي سكؼ تنخفض قيمتيا‪ ،‬بالتالي زيادة األسعار مما يؤدم إلى‬
‫استمرار العجز أم الدخكؿ في دائرة مفرغة مف التضخـ الحمزكني كاعتماد الميزانية‪.‬‬
‫‪-2‬عجز الميزانية العامة في الفكر الكينزي‪ :‬رفض كينز* قانكف سام لؤلسكاؽ‪ ،‬كىك أحد معتقدات‬
‫الكبلسيؾ‪ ،‬كأشار إلى عدـ كجكد نظاـ أك آلية تستند إلى اليد الخفية التي يؤمف بيا الكبلسيؾ‪ ،‬كما أقر‬
‫بكاقعية البطالة اإلجبارية كمف ثـ الخطأ بافتراض التشغيؿ الكامؿ الذم كضعو الكبلسيؾ كأساس لمتحميؿ‪،‬‬
‫كأف األسعار كاألجكر ال تتسـ بالمركنة التي افترضيا الكبلسيؾ كأرجع ذلؾ إلى نمك نقابات العماؿ‪ ،‬كليذا‬

‫‪1‬‬
‫سعيد عبد العزيز عثماف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.144‬‬
‫*جون مينارد كينز(‪ ،)1946-1883‬أسس النظرية الكينزية مف خبلؿ كتابو "النظرية العامة في التشغيؿ كالفائدة كالنقكد"‪.‬‬
‫اقترح كينز تدخؿ الدكلة لتحقيؽ التكظيؼ الكامؿ كإيجاد التكازف لمدخؿ الكطني مف خبلؿ السياسات المالية‬
‫كالسياسات النقدية‪ .‬فقد نادل كينز بتدخؿ الدكلة إلعادة التكازف االقتصادم كتفعيؿ السياسة المالية كعدـ‬
‫تكازف الميزانية العامة كذلؾ مف خبلؿ استعادة ىذا التكازف‪ ،‬كبيذا إؼف كينز قد أباح عدـ االلتزاـ بمبدأ‬
‫تكازف الميزانية‪ ،‬كأف عجز الميزانية يككف مرغكبا فيو طالما يؤدم إلى تحقيؽ مستكل معيف مف التشغيؿ‬
‫اإلنتج عند حدكث خمؿ في التكازف بيف الطمب كالعرض‪.‬‬
‫ك ا‬
‫يتعرض االقتصاد لؿبطالة‪ ،‬التي يمكف القضاء علييا كإحبلؿ التكازف االقتصادم العاـ مف خبلؿ‬
‫التمكيؿ بالعجز ( عجز الميزانية)‪ ،‬مف خبلؿ زيادة االنفاؽ العاـ بالمقدار الذم يتطمبو تحقيؽ االستقرار‬
‫كأيضا عندما يتعرض االقتصاد لمتضخـ فإنو باإلمكاف القضاء عميو مف خبل ؿ تحقيؽ فائض باإليرادات‬
‫العامة مف خبلؿ زيادة الضرائب كتخفيض اإلنفاؽ العاـ بالمقدار الذم يتطمبو تحقيؽ االستقرار ‪.1‬‬
‫كعميو يمكف القكؿ أف الفكر الكينزم يؤمف بفاعمية الميزانية العامة كعدـ حياد السياسة المالية‪،‬‬
‫كبإمكانية إحداث عجز الميزانية العامة أم عدـ تكازف فييا في سبيؿ تحقيؽ التكازف العاـ لبلقتصاد‬
‫الكطني‪.‬‬
‫ثانيا‪.‬عجز الميزانية العامة في الفكر الحديث ‪ :‬عمى أنقاذ الفكر الكينزم قاـ الفكر الحديث ‪ ،‬كالذم كاف‬
‫معارضا لممبادئ التي جاء بيا كينز بخصكص العجز في الميزانية العامة كمؤيدا لما كاف عميو الفكر‬
‫التقميدم‪ ،‬كمف أىـ الفركض التي قاـ عمييا اآلتي ‪ :‬االقتصاد الحر مستقر نكعا ما حكؿ مستكل العمالة‬
‫كأف القطاع‬ ‫الكاممة كأف تقمبات النشاط االقتصادم تعكد إلى إدارة كتدخؿ الحككمة في المجاؿ النقدم‪،‬‬
‫الخاص يتسـ أساسا باالستقرار لك ترؾ دكف تدخؿ مف الحككمة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مفيوم عجز الميزانية العامة‬
‫ىناؾ العديد مف التعريفات التي تشرح لنا في مضمكنيا عجز الميزانية العامة نذكر منيا‪:‬‬
‫‪ ‬عجز الميزانية العامة ىك‪" :‬عبارة عف رصيد مكازني سالب بحيث نفقات الدكلة تككف أعمى مف‬
‫إيراداتيا"‪.2‬‬
‫‪ ‬عجز الميزانية العامة ىك‪" :‬نقص اإليرادات العامة عف النفقات العامة نتيجة الخمؿ الييكمي القائـ بيف‬
‫تيارات المكارد ك بيف تيارات اإلنتاج‪ ،‬األمر الذم يؤدم إلى االقتراض بيدؼ تمكيؿ اإلنفاؽ العاـ‪،‬‬
‫كيؤدم ذلؾ إلى زيادة الخمؿ الييكمي مف جديد"‪.‬‬
‫يف السابؽيف نجد‪:3‬‬
‫ككخبلصة لمتعريؼ‬

‫‪1‬‬
‫مسعكد دركاسي‪ ،‬السياسة المالية ودورىا في تحقيق التوازن االقتصادي حالة الجزائر‪ ،2004-1990 :‬مذكرة مقدمة‬
‫ضمف متطمبات نيؿ شيادة الدكتكراه في العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬دفعة‪ ،2006-2005‬ص ‪.146‬‬
‫‪2‬‬
‫صبرينة كردكدم‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.170‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد المجيد قدم‪ ،‬مدخل إلى السياسات االقتصادية الكمية‪-‬دراسة تحميمية تقييمية ‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ط‪ ،01‬ص‪.203‬‬
‫عجز الميزانية العامة ىو‪" :‬الكضعية التي تككف فييا النفقات العامة أكبر مف اإليرادات العامة‪ ،‬كىك سمة‬
‫تكاد تككف في معظـ سكاء المتقدمة أك النامية‪ ،‬كقد يككف قذا العجز نتيجة إدارة عمكمية تيدؼ إلى زيادة‬
‫اإلنفاؽ العاـ كتخفيض اإليرادات العامة‪ ،‬كقد يككف غير مقصكد ناتج عف قصكر الدكلة في تحصيميا‬
‫لئليرادات أك زيادة النفقات العامة عما كاف مقر ار"‪.‬‬
‫المؤدي إلى عجز الميزانية العامة‬
‫ة‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬العوامل‬
‫يحدث العجز نتيجة عدة عكامؿ يمكف تقسيميا إلى مجمكعتيف ىما كماملي‪:1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عوامل مؤدية إلى زيادة النفقات العامة‬
‫كتضـ قذق المجمكعة عدةعكامؿ يتعمؽ بػ‪:‬‬
‫‪ ‬الجوانب االقتصادية‪ :‬مف أىـ السمككات االقتصادية الداعية إلى زيادة النفقات العامة‪ ،‬زيادة الدخؿ‬
‫القكمي ك زيادة تدخؿ الدكلة في الحياة االقتصادية ك كذلؾ تصاعد مكجة التنافس الدكلي ؛‬
‫‪ ‬الجوانب اإلجتماعية‪ :‬مع تطكر دكر الدكلة الذم تعدل إلى ضماف التكازف االجتماعي كاقامة العدالة‬
‫االجتماعية‪ ،‬كذلؾ تقديـ مختمؼ الخدمات التعميمية كالصحية كالسكينة ؛‬
‫‪ ‬الجوانب السياسية‪ :‬ال يمكف حصر األسباب السياسية المؤدية إلى زيادة النفقات العامة فيي تختمؼ‬
‫مف دكلة إلى أخرل‪ ،‬كلكف يمكف ذكر بعضيا كمايمي‪:‬‬
‫‪ ‬تنامي الكعي السياسي‪ :‬مف خبلؿ زيادة عدد األحزاب رغبة في تمبية رغبات الشعكب في‬
‫المجالس النيابية كالدعكة لممشاركة الشعبية في صناعة القرار السياسي ؛‬
‫‪ ‬زيادة العمؿ الدبمكماسي‪ :‬نظ ار لمتطكر العبلقات الدكلية ذات المصالح االقتصادية كالسياسية‬
‫ذا أدل تنامي‬ ‫كالرغبة في تكسيع الدكر الدكلي إلى جانب انفتاح الدكلة عمى الخارج كؿ ق‬
‫النفقات العامة؛‬
‫‪ ‬التعاكف كالتضامف الدكلي‪ :‬بسبب تكطد العبلقات السياسية كالدكلية التي كانت كراء ضركرة‬
‫التعاكف كالتضامف بيف الدكؿ في حاؿ الككارث كاألزمات مف خبلؿ تقديـ اإلعانات‬
‫كالمساعدات‪.‬‬
‫‪ ‬الجوانب العسكرية‪ :‬يعد نمك ق ذا النكع مف اإلنفاؽ ظاىرة عالمية‪ ،‬في ظؿ الحركب كعدـ االستقرار‬
‫الذم يشيده العالـ إلى جانب تصاعد مكجيات التكترات زاد التيافت عمى اقتناء األسمحة رغبة في‬
‫األماف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد بف عزة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪.46-43‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عوامل مؤدية إلى تناقص اإليرادات العامة‬
‫كتضـ قذق المجمكعة عدة سمككات أىميا‪:‬‬
‫‪ ‬اختالل الجيد المالي وضعف الجيد الضريبي‪ :‬أم ضعؼ الحصيمة الضريبية كالتي تتعمؽ بمستكل‬
‫الدخؿ القكمي كتكزيعو‪ ،‬ك طبيعة الييكؿ االقتصادم القائـ‪ ،‬كدرجة اتساع اليكة بيف الشرائح‬
‫االجتماعية‪ ،‬كما تتكقؼ عمى األىداؼ اآلنية كالمستقبمية لمسياسات االقتصادية كالمالية لمدكلة ؛‬
‫‪ ‬االختالل في الييكل الضريبي ‪ :‬حيث يبلحظ عمى الدكؿ النامية ارتفاع نسبة الضرائب عمى اإلنتاج‬
‫كاالستيبلؾ كاإلنفاؽ كالتجارة الخارجية كباألخص الضرائب عمى الكاردات ك ذلؾ لسيكلة الحصكؿ‬
‫عمييا كعدـ تنكع القاعدة اإلنتاجية؛‬
‫‪ ‬جمود النظام الضريبي‪ :‬كذلؾ مف خبلؿ عدـ تطكيره كاثقالو بالتعقيدات التي تسيـ بشكؿ كبير في‬
‫إضعاؼ كالتقميؿ مف أىـ مكارد الدكلة (الضرائب) ؛‬
‫‪ ‬ضعف الجياز اإلداري‪ :‬أم عدـ كفاءتو كفعاليتو في جمع المعمكمات كالبيانات اإلحصائية األمر‬
‫الذم ينتج عنو تيرب ضريبي‪ ،‬عبلكة عمى الفساد كانتشار ظاىرة الرشكة‪ ،‬كىي مسائؿ تؤدم في‬
‫مجمميا إلى إعاقة مشاريع اإلصبلح الضريبي ؛‬
‫‪ ‬ظاىرة المستحقات متأخرة الدفع لمدولة‪ :‬التي تؤثر بشكؿ خطير في إضعاؼ كتدىكر المكارد العامة‬
‫‪ ،‬مشكمة المستحقات الضريبية المتأخرة كمشكمة‬ ‫لمدكلة‪ ،‬كتبرز أمامنا عمى كجو الخصكص‬
‫المستحقات المالية المتأخرة الدفع عمى بعض الخدمات التي تؤدييا الدكلة لممكاطنيف مثؿ‪ :‬إيصاالت‬
‫الياتؼ‪ ،‬المياه كالكيرباء‪.‬‬
‫الصة الـفـصـل‪:‬‬
‫خــ ـ‬
‫مما سبؽ يتضح بأف الميزانية العامة ىي بياف كاضح عف العمميات المالية لمدكلة‪ ،‬مف خبلؿ‬
‫رصد اإليرادات العامة كتكضيح مجاؿ صرؼ ىا (إنفاقيا) مف أجؿ تحقيؽ األىداؼ التنمكية المسطرة‬
‫كالمبرمجة مف قبؿ الجياز التنفيذم عمى صعيد اؿمالي‪ ،‬االقتصادم‪ ،‬االجتماعي‪ .‬كما أف الميزانية تتككف‬
‫مف النفقات كاإليرادات العامة كتسعى الدكلة إلى تحقيؽ التكازف المالي مف خبلؿ تعديؿ كتصحيح‬
‫اإلختبلالت الناجمة عف عكامؿ عديدة تؤدم إلى حالة العجز‪ ،‬حيث تباينت آراء ككجيات النظر بيف‬
‫نظريات الفكر االقتصادم في تفسير طبيعة كأسباب العجز كبالتالي الحمكؿ كالمعالجات ىي األخرل كانت‬
‫متابينة االتجاه‪ ،‬بالنظر الختبل ؼ السياسات المتبعة مف طرؼ الحككمات‪ ،‬كحسب طبيعة الظرؼ‬
‫االقتصادم لمبمد كامكانياتو االقتصادية‪.‬‬
‫كلقد ركزت العديد مف البمداف في السنكات األخيرة عمى االىتماـ بالسياسة المالية كأداة لمعالجة‬
‫اإلختبلالت االقتصادية الناتجة عف األزمات المالية المتكررة مف خبلؿ البرامج اإلصبلحية الرامية لتحقيؽ‬
‫االستقرار المالي‪ ،‬النقدم كاالقتصادم‪ ،‬كلعؿ إحدل ىذه المعالجات العاجمة المتبعة مف طرؼ الحككمات‬
‫بإيعاز مف المنظمات الدكلية ىي سياسات التقشؼ أك ضبط الميزانية أك ترشيد اإلنفاؽ كآلية لمخركج مف‬
‫الكضع المالي المتدىكر‪ .‬كعميو سكؼ نتناكؿ في الفصؿ المكالي ماىية ىذه السياسة أىدافيا‪ ،‬مضمكنيا‬
‫كتجارب تطبيقاتيا‪.‬‬
‫هيــد‪:‬‬
‫ــتم ـ ـ‬

‫تعاني ج ّؿ دكؿ العالـ حاليا مف مشكمة صعبة كمتنامية‪ ،‬أال كىي الشح في المكارد المالية‪ ،‬ىذا‬
‫مف جية‪ ،‬كمف جية أخرل ىناؾ نمك الطمب عمى متطمبات الحياة األساسية‪ ،‬كقد تتعدل في ذلؾ إلى حياة‬
‫الرفاىية‪ ،‬كىك ما أثقؿ كاىؿ الدكلة بنفقات قد تككف في غنى عنيا‪ ،‬مما أدل إلى زيادة اإلنفاؽ العاـ الذم‬
‫ال يقابمو زيادة في اإلنتاج أم عدـ تحقيؽ مردكد فعمي مممكس‪ ،‬ما جعؿ الدكلة تتخذ إجراءات أك أساسيات‬
‫تيدؼ مف خبلليا المكازنة بيف األىداؼ كاألكليات الكاجب تحقيقيا في ظؿ مكارد مالية تتصؼ باألقمية‪،‬‬
‫كعنكاف ىذه اإلجراءات‪ :‬ىي السياسة التقشفية‪ ،‬باعتبارىا حبل لمخركج مف المعضمة التي يعاني منيا العالـ‬
‫بأسره في ظؿ األزمات المالية كاالقتصادية التي يعاني منيا‪.‬‬
‫كسكؼ نتناكؿ في ىذا الفصؿ السياسة التقشفية مف خبلؿ ثبلث مباحث كىي كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬عمكميات حكؿ سياسة التقشؼ ؛‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬سياسة التقشؼ كجزء مف اإلصبلح المالي ؛‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬تجارب بعض الدكؿ مع سياسة التقشؼ‪.‬‬
‫شف‬
‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول سياسة التق ّ‬
‫مف خبلؿ ىذا المبحث سكؼ نقكـ بقراءة مفصمة ؿسياسة التقشؼ كالتدابير المتخذة تحت عنكانيا ‪،‬‬
‫مع إيضاح السياسة المشابية ليا أال كىي‪ :‬سياسة ترشيد اإلنفاؽ العاـ‪.‬‬

‫شف‬
‫المطمب األول‪ :‬ماىية سياسة التق ّ‬
‫لقد حاكؿ بعض الكتاب كضع معايير يمكف عمى أساسيا تحديد مفيكـ كاضح سياسة التقشؼ‪،‬‬
‫كتكضيح كضعية االقتصاد المناسبة لتطبيؽىا كذلؾ لمكصكؿ إلى األىداؼ المرجكة منيا‪.‬‬

‫شف‬
‫الفرع األول‪ :‬مفيوم سياسة التق ّ‬
‫حتى‬ ‫سعى خبراء اقتصاديكف كثيركف لمكصكؿ إلى مفيكـ أكثر شمكلية ككاقعية لسياسة التقشؼ‪ ،‬ك‬
‫يتسنى ليـ الكصكؿ إلى ىذا المفيكـ كانت ليـ كقفة مع الشرح المغكم لمعنى التقشؼ بعدىا الكصكؿ إلى‬
‫المعنى االصطبلحي كاالقتصادم لسياسة التقشؼ‪.‬‬
‫شف لغة ‪ :‬اسـ لو معنى مجازم في األدب االقتصادم بالمغة العربية‪ ،‬كيعني العيش الكفيؼ‪،‬‬
‫أوال‪.‬التق ّ‬
‫كاستخدـ بالمّغة االنجميزية بمعنى فرض سياسات اقتصادية شحيحة‪.‬‬
‫أما كممة التق ّشؼ(‪ )Austerity‬كىي ذات أصؿ التيني تعني‪:‬‬
‫‪ ‬التق ّشؼ‪ :‬يعني الشدة كالجدية أم التجرد مف األخبلؽ كالصرامة في األفعاؿ؛‬
‫‪ ‬التق ّشؼ‪ :‬يعني تجرد العمؿ مف الحكاس كالمسائؿ الدينية؛‬
‫الشدة في التسيير‪ ،‬أم عكس المركنة كاإلمتثاؿ الدقيؽ؛‬
‫‪ ‬التق ّشؼ‪ :‬يعني الصرامة‪ ،‬الصبلبة ك ّ‬
‫‪ ‬التق ّشؼ‪ :‬ىك دقة التفكير المنطقي كالقائـ بو ذك فكر عظيـ‪.‬‬
‫التقشؼ‪ ،‬فمـ يتفؽ عمماء‬ ‫شف ‪ :‬تعددت كجيات النظر فيما يخص سياسة‬
‫ثانيا‪.‬تعريف سياسة التق ّ‬
‫االقتصاد كالخبراء االقتصاديكف عمى مفيكـ شامؿ يشرح لنا في مضمكنو سياسة التقشؼ‪ ،‬لذلؾ نجد جممة‬
‫مف المفاىيـ نذكر منيا‪:‬‬
‫شف‪" :‬سياسة اقتصادية يدعك ليا عدد كبير مف الخبراء االقتصادييف لمتغمب عمى األزمة‬
‫سياسة التق ّ‬
‫المالية التي يمر بيا العالـ بأسره"‪.‬‬
‫شف‪" :‬تدىكر قدرة الدكؿ عمى اإلنفاؽ العاـ كمف أىـ مصادره غياب الشفافية كسكء اإلدارة‬
‫سياسة التق ّ‬
‫المالية كاإلفراط في اإلنفاؽ العاـ كالمديكنيات" ‪ ،1‬أك بتعبير آخر ىك خفض اإلنفاؽ العاـ عمى المشاريع‬
‫العامة المصنفة ضمف البنى التحتية كرفع الدعـ عمى المكاد األساسية بالنسبة لمدكؿ التي تكزع الربح مثؿ ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مجمة العربية‪ ،‬اقتصاديات التقشف‪ ،Html/http//www.alarably.net/ar/aswaq/ ،‬تاريخ اإلطبلع‪.2016-03-12 :‬‬
‫مؤسسات دعـ التشغيؿ الشباب عبر قركض إنشاء المشاريع الصغيرة كالمتكسطة كدعـ المكاد األساسية‬
‫لؤلسر كالخدمات المجانية كالصحة كالتعميـ‪.‬‬
‫شف كىك كتالي ‪" :‬جممة مف السياسات‬
‫كما يمكف إدراج التعريؼ التالي كالذم يخص سياسة التق ّ‬
‫التي تيدؼ إلى تخفيض حجـ اإلنفاؽ الحككمي أك رفع الضرائب بيدؼ خفض عجز الميزانيات العامة‬
‫لمحككمات كتجنب تصاعد الديكف الحككمية كنسبة مف الناتج المحمي اإلجمالي‪ ،‬كغالبا ما تمجأ الحككمات‬
‫إلى السياسات التقشفية أثناء الكساد أك التراجع الحاد لمستكيات النشاط االقتصادم"‪.‬‬
‫شف‪" :‬ىي تمؾ السياسات التي تيدؼ إلى الحد مف العجز في دكلة ما‪ ،‬أم الفرؽ ما‬
‫سياسة التق ّ‬
‫بيف ما تنفقو الحككمة كما تحصمو مف إيرادات‪ ،‬كتشمؿ تدابير التق ّشؼ مزيجا مف إجراءات تخفيض‬
‫اإلنفاؽ العاـ كزيادة الضرائب‪ ،‬كبطبيعة الحاؿ تخضع كؿ دكلة لظركؼ سياسية كاجتماعية مختمفة عف‬
‫‪ ،‬أم أف اإلجراءات المتخذة تختمؼ مف دكلة‬ ‫األخرل كالتي يجب أف تأتي في إطارىا سياسة التق ّشؼ‬
‫ألخرل‪.1‬‬
‫شف‪ :‬بتاريخ فكرة خطيرة" التق ّشؼ‬
‫يعرؼ "مارك بميث" مف جامعة "براون" كمؤلؼ كتاب "التق ّ‬
‫فيقكؿ‪" :‬نتاج أزمة عنيفة كاجراء تقكـ بو الدكلة حتى تتمكف مف التعايش المالي في حدكد إمكانياتيا كبدكف‬
‫ؽراض الخارجي"‪.‬‬
‫المجكء إلى مزيد مف اال ت‬
‫سياسة التقشؼ نستخمص التالي‪:‬‬ ‫كمف المفاىيـ السابقة كالتي تشرح لنا في مضمكنيا معنى‬
‫سياسة التقشف ىي ‪" :‬لجكء الدكلة إلى إتباع سياسات مالية تيدؼ إلى إحداث قدر مف التكازف‬
‫بيف اإلنفاؽ العاـ لمدكلة كايراداتيا العامة‪ ،‬باستخداـ األدكات المعمكمة لمسياسة المالية مثؿ‪:‬‬
‫‪ ‬رفع الضرائب بكافة أشكاليا؛‬
‫زيادة الرسكـ التي تحصميا الدكلة عمى ما تقدمو مف سمع كخدمات عامة‪ ،‬كىذه تؤثر عمى مستكيات‬
‫الدخكؿ المتاحة لمجميكر أك صافي أرباح الشركات كىك ما يؤدم إلى خفض اإلنفاؽ بشكميو االستيبلكي‬
‫كاالستثمارم؛‬
‫‪ ‬أف تمجأ الدكلة إلى خفض اإلنفاؽ العاـ بأشكالو المختمفة ‪ ،‬مثؿ‪:‬‬
‫‪ ‬اإلنفاؽ عمى البنى التحتية ؛‬
‫‪ ‬اإلنفاؽ عمى المشركعات العامة؛‬

‫‪1‬‬
‫إبراىيـ الغيطاني‪ ،‬سياسات التقشف في مصر‪ :‬مبررات التطبيق وضوابيا النجاح ‪ ،‬مركز المصرم لمدراسات كالمعمكمات‪،‬‬
‫ديسمبر ‪ ،2012‬ص‪.03‬‬
‫‪ ‬الميزانيات التي تخصصيا الدكلة لمدفكعات الدعـ أك مساعدات األسر منخفضة‬
‫الدخكؿ؛‬
‫‪ ‬تقكـ الدكلة بخفض أجكر العامميف في الخدمة المدنية ؛‬
‫‪ ‬تخفيض أشكاؿ اإلنفاؽ العاـ المؤثر ‪.‬‬
‫كأخي ار يمكننا القكؿ إ ّف سياسة التق ّشؼ ق م‪ " :‬ركشتة تكصؼ لمدكؿ التي تعيش خارج إطار إمكانيتيا‬
‫المالية كلذلؾ تحتاج ىذه الدكؿ إلى شد الحزاـ‪ ،‬لكي تتمكف مف أف تتعايش في حدكد إمكانياتيا المالية‬
‫بدكف المجكء إلى المزيد مف االقتراض"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سياسة التقشف سياسة توسعية وانكماشية‬


‫طرح مكضكع سياسة التقشؼ لمنقاش مف طرؼ عمماء االقتصاد‪ ،‬فمكحظ أف ىناؾ مف يقكؿ أف‬
‫سياسة التقشؼ ىي سياسة تكسعية تقكـ بيا الدكلة في حالة الركاج االقتصادم‪ ،‬كىناؾ فريؽ نقيض ليذا‬
‫الفريؽ يقكؿ أف سياسة التقشؼ ىي سياسة انكماشية تنتيجيا الدكلة في حالة الكساد ‪.1‬‬
‫أوال‪ :‬سياسة التقشف سياسة توسعية‪:‬‬
‫سياسة التقشؼ سياسة تكسعية مف اآلثار المتكقعة لمتقشؼ عمى‬ ‫تنطمؽ كجية النظر القائمة بأف‬
‫اتجاىات التكقعات‪ ،‬بصفة خاصة تكقعات قطاع األعماؿ الخاص‪ ،‬فكفقا لكجية النظر ىذه يترتب عمى‬
‫إتباع سياسات تقشفية كما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬أف يتـ كضع الميزانية العامة لمدكلة كعجزىا تحت السيطرة كىك ما يعني السيطرة عمى الديف العاـ‬
‫لمدكلة مف خبلؿ إجراءات التقشؼ األمر الذم يؤدم إلى تدعيـ الثقة في االقتصاد القكمي لمدكلة‪،‬‬
‫كىك ما يشجع المستثمريف عمى المزيد مف االستثمار‪ ،‬كزيادة اإلنفاؽ االستثمارم‪ ،‬كمعو تزداد‬
‫مستكيات اؿطلب الكي‪ ،‬كىك ما يؤدم إلى زيادة مستكيات التكظيؼ كالخركج مف حالة الكساد ؛‬
‫‪ ‬زيادة مستكيات الثقة التي تؤدم إلى تحسيف اتجاه التكقعات لقطاع األعماؿ ككذلؾ قطاع‬
‫المستيمكيف األمر الذم يدفعيـ إلى زيادة مستكيات اإلنفاؽ كتحسف الكضع االقتصادم لمدكلة‬
‫كخركجيا مف حالة الكساد؛‬
‫‪ ‬قياـ الحككمات بتخفيض نسبة الضرائب إلى الناتج عندما تقكـ بإنفاؽ نسبة أقؿ إلى الناتج كيترتب‬
‫عمى ىذا التكقعات التفاؤلية حكؿ اتجاىات الضرائب‪ ،‬كمنو زيادة االستثمار كزيادة اإلنفاؽ‬
‫االستيبلكي كمف ثـ زيادة حجـ الطمب الكمي‪.‬‬

‫‪ 1‬االقتصاد بعيكف الخبراء‪ ،‬سياسات التقشؼ االقتصادم في العالـ‪،‬‬

‫تاريخ اإلطبلع‪.2016-03-12:‬‬ ‫‪http//economyofkuwait.blogspot.com/2013/08/blog-post-7-htm‬‬


‫كبذلؾ تككف سياسة التقشؼ قد حققت كضعا يككف فيو االقتصاد عمى األقؿ في ظركفو الطبيعية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬سياسة التقشف سياسة انكماشية‬
‫نصار المدرسة الكينزية تعتبر فترات الركاج ىي الكقت المناسب لتطبيؽ خطط التقشؼ‬ ‫بالنسبة أل‬
‫كليس أكقات الكساد‪ ،‬بينما يتطمب الكساد أف تحقؽ الدكلة عج از في ميزانيتيا كتتبع سياسة مالية تكسعية‪.‬‬
‫ينزييف فإف اإلنفاؽ الخاص يتراجع في أكقات الكساد‪ ،‬ألف القطاع الخاص‪ ،‬إما‬ ‫فمف كجية نظر الؾ‬
‫أف يككف غير قادر عمى اإلنفاؽ أك غير راغب فيو عند المستكيات التي تضمف لبلقتصاد الخركج مف‬
‫‪ ،‬فأف‬ ‫اإلنفاؽ الحككمي في تعكيض النقص الحادث في اإلنفاؽ الخاص‬ ‫حالة الكساد‪ ،‬كىنا يأتي دكر‬
‫الدكلة إذا قامت بتطبيؽ خطط التقشؼ في أكقات الكساد‪ ،‬حيث يحتاج االقتصاد أساسا إلى المزيد مف‬
‫اإلنفاؽ‪ ،‬فإف حجـ الطمب الكمي يتراجع كىك ما يكفر الشركط البلزمة لدخكؿ االقتصاد مصيدة الكساد‪.‬‬
‫أف‬ ‫جون مينارد كينز" يرد عمى معارضيو مف الكبلسيؾ حكؿ فكرة أف األسكاؽ ال بد‬ ‫لقد كاف "‬
‫تعمؿ عمى النحك الصحيح بدكف الحاجة إلى التدخؿ الحككمي في األجؿ الطكيؿ‪ ،‬بأنو صحيح أف‬
‫األسكاؽ سكؼ تعمؿ بشكؿ صحيح في األجؿ الطكيؿ‪ ،‬كلكننا جميعا سكؼ نككف مكتى في األجؿ‬
‫الطكيؿ‪ ،‬بمعنى أف االقتصاد ال يجب أف ينتظر مف أف تستجيب األسكاؽ ليعاني االقتصاد مف كيبلت‬
‫الكساد‪ ،‬كأف التدخؿ الحككمي يصبح ضركرة في مثؿ ىذه الحاالت‪.‬‬
‫كبالمقابؿ التقشؼ فكرة خطيرة اقتصاديا لثبلثة أسباب كىي‪:‬‬
‫‪ ‬سياسات التقشؼ يترتب عمييا إعادة تكزيع الدخؿ بصكرة غير متساكية بيف السكاف ؛‬
‫‪ ‬سياسات التقشؼ ال تعمؿ كما ىك متكقع مف الناحية العممية‪ ،‬خاصة فيما يتعمؽ باآلثار الناتجة عف‬
‫تطبيقيا؛‬
‫‪ ‬ال يمكف لجميع الدكؿ في العالـ أف تنتيج سياسة التقشؼ في ذات الكقت‪ ،‬ألف النمك في العالـ كمو‬
‫سكؼ يتراجع‪ ،‬كيككف ذلؾ مدم ار كىذا ما يحدث حاليا‪ ،‬حيث يترتب عمى السياسات التقشفية في‬
‫أكركبا كالكاليات المتحدة التأثير سمبيا عمى اتجاىات النمك في الدكؿ الناشئة كالدكؿ المصدرة لممكاد‬
‫األكلية مثؿ‪ :‬دكؿ األكبؾ كمف ثـ عمى النمك العالمي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تأثير سياسة التقشف عمى المتغيرات االقتصادية‬


‫إف التقشؼ المتزايد يؤدم إلى نقؿ منحنى االدخار نحك األعمى‪ ،‬ككتكضيح ليذا نجد‪ :‬إذا‬
‫أخفضت األسر القسـ المستيمؾ مف دخكليا‪ ،‬كاذا لـ تكف المؤسسات قابمة لممزيد مف االستثمار‪ ،‬فإف‬
‫المبيعات ستنخفض كيجب أف يضغط اإلنتاج ببل تأخير‪ ،‬كذلؾ إلى النقطة التي ستشعر فييا األسر‬
‫بالحرماف بعد أف أنقض الدخؿ الكطني بما فيو الكفاية‪ ،‬كحينيا ستتكقؼ في النياية عف ادخار المزيد‬
‫كتقبؿ المؤسسات بمتابعة االستثمار ‪ .1‬كالشكؿ المكالي يبيف كيؼ أف التقشؼ يمكف أف يدمر الدخؿ‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)05‬الرسم البياني "االدخار‪ /‬االستثمار"‬

‫ر‬
‫‪400‬‬

‫‪100‬‬ ‫ر‬
‫‪300‬‬

‫ثر‬
‫ث‬
‫‪200‬‬

‫ث‬
‫ر‬

‫‪0‬‬ ‫ن وخ‬
‫ر‬
‫‪2000‬‬ ‫‪2500‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫ملٍار ‪$‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪300‬‬

‫المصدر‪ :‬بكؿ أسامكيمسكف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.220‬‬

‫الشكؿ رقـ ( ‪ )05‬يعطي معمكمة غير منتظرة‪ ،‬إذ يكضح لنا بأف منحنى االدخار ينتقؿ نحك األسفؿ بمعدؿ‬
‫‪1‬دكالر‪ ،‬سيدمر ‪3‬دكالرات مف الدخؿ‪.‬‬
‫إف الرغبة في استيبلؾ أقؿ في مستكل مف مستكيات الدخؿ ينقؿ منحنى االدخار نحك األعمى‪،‬‬
‫كاذا لـ يتغير المنحنى "ث‪ ،‬ث" فإف نقطة التكازف تتراجع مف نقطة التقاطع الجديدة "ثر"‪ ،‬ألف الدخؿ يجب‬
‫أف ينخفض حتى النقطة التي يشعر فييا الجميكر كفاية بالحرماف حتى ال يعكد راغبا في ادخار المزيد‬
‫أكثر ـ ما يمكف لمنظاـ االقتصادم استثماره‪.‬‬
‫كفي الخبلصة‪ ،‬إذا كانت نفقات االستثمار نفقات ذات قكة كبيرة تمارس تأثيرات الض ارئب عمى‬
‫الدخؿ‪ ،‬فإف نفقات االستيبلؾ التي تقابؿ تغير مماثبل لمميكؿ لبلستيبلؾ كاالدخار ستمارس تأثيرات قكية‬

‫‪1‬‬
‫بكؿ أسامكيمسكف‪ ،‬عمم االقتصاد‪( 2‬الدور االقتصادي لمدولة‪ ،‬ومحددات الدخل الوطني)‪ ،‬ترجمو إلى العربية‪ :‬مصطفى‬
‫مكفؽ‪ ،‬ديكاف الكطني لممطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.222‬‬
‫الشكؿ رقـ( ‪ )05‬قد نبينا إلى محاكلة االدخار ربما‬
‫أيضا‪ .‬كلتحضير"التناظر االقتصادي (التقشف)"‪ ،‬ؼ‬
‫تنتيي بفشؿ ‪ .1‬في حاؿ ظؿ االستثمار المخطط ثابتا‪ ،‬فإف انتقاؿ منحنى االدخار نحك األعمى كالمترافؽ‬
‫إلى تدمير الدخؿ الكطني إلى الحد الذم‬ ‫مع انتقاؿ مساك م نحك األسفؿ لمنحنى االستيبلؾ‪ ،‬سيؤدم‬
‫سينخفض فيو ىذا األخير حتى تتكلد المساكاة بيف االدخار الذم ترغبو األسر كبيف فرص االستثمار‪ ،‬كفي‬
‫النتيجة فإف محاكلة االدخار يمكف أف ال تؤدم إلى ا ستثمار متزايد‪ ،‬كلكف إلى تخفيض في الدخؿ الكطني‬
‫بكؿ بساطة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬سياسة التقشف أىدافيا‪ ،‬آثارىا‬


‫تنتيج الحككمة سياسة تقشفية في خضـ ما تكاجو مف عسر مالي‪ ،‬راجية مف كراء تطبيقيا ليذه‬
‫السياسة تحقيؽ اؿمسر في المجاؿ المالي‪ ،‬كتكفير مناخ اقتصادم إلنشاء عبلقات اقتصادية محمية كدكلية‬
‫جيدة‪ ،‬كمف خبلؿ التالي سكؼ نتطرؽ إلى األىداؼ المرجكة مف سياسة التقشؼ‪ ،‬كاآلثار الناتجة عنيا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أىداف سياسة التقشف‬


‫إذا كانت تدابير التقشؼ ىي ضارة لمغاية باالقتصاد‪ ،‬فمماذا نحف كضعناىا مكضع التنفيذ؟‬
‫ككجكاب لمسؤاؿ المكضكع مسبقا نقكؿ‪ :‬لمدكلة أىداؼ قصيرة المدل كأخرل طكيمة المدل‪ ،‬كلتحقيؽ جممة‬
‫ىذه األىداؼ تقع في تعارض اإلجراءات‪.‬‬
‫أوال‪.‬أىداف قصيرة المدى ‪ :‬في ظؿ الكساد االقتصادم‪ ،‬اليدؼ ىك إحياء النشاط االقتصادم كلتحقيؽ ىذا‬
‫ينبغي لمدكؿ أف تزيد مف إنفاقيا لتحفيز االقتصاد سكاء مف خبلؿ االستثمارات أك زيادة األجكر كالمكافآت‬
‫لتدعيـ اإلنتاج‪ ،‬ككذا تنشيط البرامج االجتماعية‪.‬‬
‫ثانيا‪.‬أىداف متوسطة وطويمة المدى ‪ :‬إذا كانت الدكلة تعاني بشكؿ كبير مف العجز المالي كتفاقـ الديف‬
‫العاـ‪ ،‬فيي مجبرة عمى تشديد إنفاقيا الستعادة التكازف المالي طكيؿ األجؿ ‪ ،‬لذلؾ يتعيف عمييا أف تفعؿ‬
‫التحكيـ بيف األىداؼ عمى المدل القصير لتحضير كتنشيط االقتصاد‪ ،‬كعمى اؿ ـ دل الطكيؿ التي تحد مف‬
‫‪ ،‬ك مف أجؿ تحقيؽ ذلؾ يجب أف تجرم الدكلة جممة مف‬ ‫الديكف كتحقيؽ التكازف في المالية العامة‬
‫اإلجراءات كالمتمثمة فيما يمي‪:‬‬
‫سياسة التقشؼ تيدؼ الستعادة الثقة في االقتصاد كتحسيف القدرة التنافسية االقتصادية كذلؾ مف خبلؿ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بكؿ أسامكيمسكف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.222‬‬
‫‪ ‬كبح جماح التضخـ المرتفعة جدا‪ ،‬كتعكير صفك العممية االقتصادية‪ ،‬كفي ذلؾ تسعى الدكلة إلى‬
‫تجنب الزيادات في األجكر المفرطة التي مف شأنيا رفع تكاليؼ اإلنتاج كبالتالي زيادة أسعار‬
‫المنتجات لمشركات الخاسرة‪ ،‬كبالتالي تجنب زيادة في معدؿ البطالة كبالتالي خمؽ حمقة مفرغة ؛‬
‫‪ ‬تجنب تراكـ العجز العمـ كتضخـ الديف العاـ‪ ،‬كبالتالي خدمة الديف العاـ ؛‬
‫‪ ‬التكجو نحك الخصخصة كتحضير االستثمار األجنبي المباشر كبالتالي تدفؽ رأس الماؿ األجنبي‬
‫الذم يؤدم إلى زيادة فرص العمؿ في االقتصاد ال سيما في القطاع الخاص ؛‬
‫‪ ‬التقميؿ مف االستيراد أك الخدمة في بعض األحياف‪ ،‬كتشجيع عممية التصدير كذلؾ لتحسيف كضعية‬
‫ميزاف المدفكعات كبذلؾ الكصكؿ إلى حالة مف االستقرار في أسعار الصرؼ ؛‬
‫‪ ‬الرفع في معدالت الضرائب كزيادة العبء الضريبي ؛‬
‫‪ ‬التقميؿ مف المساىمات االجتماعية؛‬
‫‪ ‬التقميؿ مف اإلنفاؽ العاـ أك الحككمي ؛‬
‫‪ ‬تجنب االستثمار غير الحقيقي كذلؾ لتجنب الكقكع في فقاعات األصكؿ كفقاعات المضاربة ؛‬
‫‪ ‬الحد مف الطمب كخمؽ الفقكد‪ ،‬كيتـ ذلؾ عف طريؽ‪ :‬الرفع مف أسعار الفائدة خاصة تمؾ التي تمنح‬
‫عمى القركض االستيبلكية ال اإلنتاجية منيا‪ ،‬كبالتالي ال تمنح لنا زيادة فعمية كحقيقية في‬
‫االقتصاد‪.‬‬
‫كجممة األىداؼ المسطرة لسياسة التقشؼ كالكاجب الكصكؿ إلييا‪ ،‬سكاء كاف ذلؾ عمى المدل‬
‫القصير أك الطكيؿ‪ ،‬قد تككف متناقضة‪ ،‬كلكنيا في األخير ليا ىدؼ مكحد‪ :‬كىك تحسيف مستكل المعيشة‬
‫كتحسيف األكضاع االقتصادية كالمالية كتحقيؽ التكازف المالي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬آثار سياسة التقشف‬


‫عنيا جممة مف اآلثار‪ ،‬كسياسة التق ّشؼ شأنيا شأف كؿ السياسات‬ ‫كؿ سياسة تطبقيا الدكلة ينجر‬
‫األخرل كآثارىا تتمخص في‪:‬‬
‫‪ ‬تقييد أك خفض اإلنفاؽ العاـ الذم ينطكم عمى تجميد األجكر كخفض عدد مناصب الكظائؼ كالحد‬
‫مف المكافآت؛‬
‫‪ ‬زيادة الضغكط عمى المكظفيف مما يؤدم إلى زيادة عدـ المساكاة ؛‬
‫‪ ‬مكاجية مكظفي الدكلة العديد مف المشاكؿ بسبب تأخر االنتعاش االقتصادم كاالجتماعي ‪.‬‬
‫كىذا لو تأثير سمبي عمى االقتصاد كال سيما عف طريؽ إضعاؼ اإلنفاؽ االستيبلكي‪ ،‬الذم يؤثر مباشرة‬
‫عمى الشركات الخاصة كىذا بدكره سيقؿ التكظيؼ الخاص بيذه الشركات‪.‬‬
‫‪ ‬التأثير السمبي الكبير كالمباشر عمى مشاريع التنمية كالرعاية االجتماعية كغيرىا مف النفقات‬
‫االجتماعية كبرامج مشتركة لخفض اإلنفاؽ العاـ مف جية كزيادة المعدالت الضريبية‪ ،‬كرسكـ‬
‫المكانئ كالمطارات كالقطارات كالحافبلت‪...‬الخ مف جية أخرل‪ ،‬إال أف خفض النفقات العامة يؤدم‬
‫إلى تفاقـ االنكماش االقتصادم مما يؤدم إلى خفض اإليرادات الضريبية الحككمية كيتعدل ذلؾ إلى‬
‫انخفاض صافي الدخؿ؛‬
‫‪ ‬تخفيض النشاط االقتصادم أم الرككد االقتصادم يؤدم إلى تخفيض القكة الشرائية مف الرعاية‬
‫االجتماعية مما يؤدم إلى تعميؽ الفكارؽ االجتماعية ؛‬
‫‪ ‬خفض المكارد المستثمرة في الخدمات العامة لبعض البرامج االجتماعية التي يصعب التخمي عنيا‪.‬‬
‫كفي النياية فإف خفض اإلنفاؽ العاـ يؤدم إلى التباطؤ االقتصادم كالذم نتيجتو الحتمية خفض‬
‫الصؼ‪.‬‬
‫ر‬ ‫قيمة العائدات اإلنتاجية كالضريبية كبالتالي النتيجة في النياية ىي‪:‬‬

‫اإلنفق العام مقابل من سياسة التقشف‬


‫ا‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬سياسة ترشيد‬
‫مف األمكر المسمـ بيا أف المكارد المالية المتاحة ألم دكلة تبقى محدكدة بالنسبة لما يجب إنفاقو‬
‫إلقامة المشاريع التنمكية‪ ،‬ؿ ذلؾ بحثت عف سبؿ تقمص الفجكة بيف ما لدييا مف إيرادات كما يجب أف‬
‫تنفقو‪ ،‬كمف بيف السبؿ المتاحة نجد‪ :‬سياسة ترشيد اإلنفاؽ العاـ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفيوم سياسة ترشيد اإلنفاق العام‬


‫تكجد مصطمحات كثيرة تيدؼ إلى ضركرة التحكـ في اإلنفاؽ العاـ كلعؿ أىميا‪ :‬أكلكيات اإلنفاؽ‬
‫العاـ‪ ،‬ضبط اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬تحسيف كفاءة اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬كربما يككف مصطمح الترشيد أدؽ كأشمؿ‪.‬‬
‫أوال‪.‬مفيوم الترشيد ‪ :‬لمكصكؿ إلى المعنى الحقيقي لسياسة ترشيد اإلنفاؽ العاـ يجب التطرؽ أكال إلى‬
‫المعنى المغكم كاالصطبلحي لمترشيد‪.‬‬
‫ادا‪ ،‬أم اىتدل كاستقاـ‪.‬‬ ‫‪-1‬التَْر ِش ُ‬
‫يد لغة‪ :‬الترشيد مف الفعؿِ َر َش َد‪ُ ،‬ر ْش ندا‪َ ،‬ر َش ن‬
‫يد يعني ذلؾ أنو‪ :‬صائب‪ ،‬حكيـ‪ ،‬ق ارره سميـ كصائب‪.‬‬ ‫أما إذا قمنا فبلف شخص َرِش ُ‬
‫يد ىك اليادم إلى الطريؽ القكيـ الذم حسف تقديره في ما قدر كالذم ينساؽ إلى غاياتو عمى‬ ‫الرِش َ‬
‫كما أف ّ‬
‫سبيؿ السداد‪ ،‬أم مطابؽ لمعقؿ كالحؽ كالصكاب أم‪" :‬سياستو َرِش َ‬
‫يدةُ"‪.‬‬
‫أما لفظ "تَْر ِشيد" أك "إِرشاد" أم تكجيو كىداية إلى الخير كالصبلح كداللة عمى الطريؽ الصحيح كالرشادة‪،‬‬
‫كىك نقيض الظبلؿ‪.‬‬
‫‪-2‬الترشيد اصطالحا‪:‬‬
‫يد‪ :‬بمعناه االقتصادم كالذم يعبر عف التصرؼ بعقبلنية كحكمة‪ ،‬كعمى أساس َرِشي ٍد‪ ،‬كطبقا لما‬ ‫التَْرِش ُ‬
‫يممي بو العقؿ‪ ،‬كيتضمف التَْرِش ُ‬
‫يد إحكاـ الرقابة كالكصكؿ بالتبذير كاإلسراؼ إلى الحد األدنى‪ ،‬كمحاكلة‬
‫االستفادة القصكل مف المكارد االقتصادية كالبشرية كالطبيعية المتكفرة ‪.1‬‬
‫ثانيا‪.‬تعريف سياسة ترشيد اإلنفاق العام ‪" :‬العمؿ عمى زيادة فعالية اإلنفاؽ العاـ بالقدر الذم يمكف معو‬
‫زيادة قدرة الحككمة عمى تمكيؿ كمكاجية التزاماتيا الداخمية كالخارجية مع القضاء عمى مصادر التبديد‬
‫كاإلسراؼ إلى أدنى حد ممكف" ‪.2‬‬
‫كما يمكف القكؿ أف سياسة ترشيد اإلنفاق العام تعمؿ عمى‪" :‬تحقيؽ أكبر نفع لممجتمع عف‬
‫طريؽ رفع كفاءة قذا اإلنفاؽ إلى أعمى درجة ممكنة كالقضاء عمى أكجو اإلسراؼ كالتبذير كمحاكلة تحقيؽ‬
‫التكازف بيف النفقات العامة كأقصى مايمكف تدبيره مف المكارد العادية لمدكلة" ‪.3‬‬
‫سياسة ترشيد اإلنفاق العام ىي‪ " :‬التزاـ الفعالية في‬ ‫كمف خبلؿ التعريفيف السابقيف يمكف القكؿ أف‬
‫تخصيص المكارد كالكفاءة في استخداميا بما يعظـ رفاىية المجتمع" ‪.4‬‬
‫‪ ‬المقصود بالفعالية‪ :‬تكجيو المكارد العامة إلى االستخدامات التي ينشأ عنيا مزيج مف المخرجات‬
‫تتفؽ مع تفضيبلت أفراد المجتمع؛‬
‫‪ ‬المقصود بالكفاءة‪ :‬تقنيف العبلقة بيف المدخبلت كالمخرجات‪ ،‬بما يعني العبلقة النسبية بيف‬
‫التكمفة كالناتج‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أىداف سياسة ترشيد اإلنفاق العام‬


‫ييدؼ القائمكف عمى سياسة ترشيد اإلنفاؽ العاـ إلى الكصكؿ ؿجممة مف األىداؼ كتتمخص فيمايمي ‪:5‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد شاكر عصفكر‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.399‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد بف عزة‪ ،‬ترشيد اإلنفاق العام بإتباع منيج االنضباط باألىداف ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة‬
‫الماجستير‪ ،‬تخصص تسيير المالية العامة‪ ،‬كمية العمكـ اإلقتصادية كعمكـ التسيير كالعمكـ التجارية‪ ،‬جامعة تممساف‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬دفعة ‪ ،2010-2009‬ص‪.56‬‬
‫‪3‬‬
‫مسعكد دركاسي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.171‬‬
‫‪4‬‬
‫محمد عمر أبك دكح‪ ،‬ترشيد اإلنفاق العام وعجز ميزانية الدولة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2006 ،‬ص‪.44‬‬
‫‪5‬‬
‫شعباف فرج‪ ،‬الحكم الراشد كمدخل حديث لترشيد اإلنفاق العام والحد من الفقر‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة‬
‫الدككتراه في العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ اإلقتصادية كعمكـ التسيير كالعمكـ التجارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫دفعة‪ ،2012-2011‬ص‪.89‬‬
‫‪ ‬رفع الكفاءة االقتصادية عند استخداـ المكارد كاإلمكانات المتاحة عمى نحك يزيد مف كمية كنكعية‬
‫المخرجات بنفس مستكل المدخبلت؛‬
‫كالرقابة‪ ،‬كادخاؿ األساليب التقنية‪ ،‬كدراسة‬ ‫‪ ‬تحسيف طرؽ اإلنتاج الحالية‪ ،‬كتطكير نظـ اإلدارة‬
‫الدكافع كاإلتجاىات؛‬
‫‪ ‬خفض عجز الميزانية كتقميص الفجكة بيف اإليرادات المتاحة كاإلنفاؽ المطمكب‪ ،‬كالمساعدة في‬
‫السيطرة عمى التضخـ كالمديكنية‪ ،‬كالمساىمة في تدعيـ كاحبلؿ كتجديد مشركعات البنية‬
‫األساسية؛‬
‫‪ ‬مراجعة ىيكمية لممصركفات‪ ،‬عف طريؽ تقميص نكعية كحجـ المصركفات التي ال تحقؽ مردكدية‬
‫كبيرة؛‬
‫‪ ‬دفع عجمة التطكر كالتنمية كاجتياز المشاكؿ االقتصادية كاالجتماعية التي تكاجو الدكلة تحدياتيا؛‬
‫‪ ‬محاربة اإلسراؼ كالتبذير ككافة مظاىر كأشكاؿ سكء استعماؿ السمطة كالماؿ العاـ؛‬
‫‪ ‬االحتياط لكافة األكضاع المالية الجيدة كالمستقرة كالصعبة كالمتغيرة محميا كعالميا؛‬
‫‪ ‬المحافظة عمى التكازف بيف السكاف كالمكارد في مختمؼ المراحؿ الزمنية القصيرة كالمتكسطة‬
‫كالطكيمة؛‬
‫‪ ‬تجنب مخاطر المديكنية الحالية كأثارىا خصكصا كاف كثير مف الدكؿ النامية تعاني مف مشكمة‬
‫تسديد الديكنيا التي مف المحتمؿ أنيا أسرفت فييا في الماضي؛‬
‫‪ ‬المساعدة عمى تعزيز القدرات الكطنية في االكتفاء الذاتي النسبي في األمد الطكيؿ كبالتالي تجنب‬
‫المجتمع مخاطر التبعية االقتصادية كالسياسية كغيرىا؛‬
‫‪ ‬تحقيؽ االنسجاـ بيف المعتقدات الدينية كالقيـ االجتماعية لممجتمعات العربية كاإلسبلمية مف جية‬
‫كالسمكؾ االقتصادم في قذق المجتمعات مف جية أخرل‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المجاالت األساسية لترشيد اإلنفاق العام‬


‫تتمخص المجاالت األساسية لترشيد اإلنفاؽ العاـ في ثبلث مجاالت ىي ‪ :1‬مجاؿ الخدمات العامة‪،‬‬
‫مجاؿ األشغاؿ العامة اإلنشائية‪ ،‬كمجاؿ المشركعات العامة التجارية كالصناعية‪.‬‬
‫أوال‪.‬مجال الخدمات العامة ‪ :‬يتكقؼ حجـ الخدمات العامة عمى الفمسفة المذىبية كاإليديكلكجية السائدة في‬
‫الدكلة‪ ،‬فيناؾ الدكلة التي تنادم بالحرية كالدكر الريادم لمقطاع الخاص كبالتالي تقؿ خدماتيا‪ ،‬أما الدكلة‬

‫‪1‬‬
‫محمد بف عزة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.64-61‬‬
‫المتدخمة فإف حجـ الخدمات متزايدة بصكرة ممحكظة‪ ،‬كبالتالي زيادة حجـ اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬كفيما يمي تحديد‬
‫ألىـ األساليب كالطرؽ المدرجة ضمف ترشيد اإلنفاؽ العاـ في مجاؿ الخدمات العامة ‪:‬‬
‫‪ ‬االقتصاد في النفقة الخدمة العامة ما أمكف دكف المساس بأدائيا؛‬
‫‪ ‬تحديد التكمفة الدنيا لمخدمات العامة بإجراء مقارنات بيف تكمفة الخدمات التي تؤدييا الحككمة‬
‫كمثيبلتيا التي يؤدييا القطاع الخاص أك إجراء المقارنة بيف دكلتيف تتشابو ظركفيا‪.‬‬
‫ذلؾ أف االقتصاد في النفقة كتحديد التكمفة الدنيا لكؿ خدمة عامة يسمح بالحكـ عمى سبلمة اإلنفاؽ العاـ‬
‫ذق المقارنات أف التكمفة الفعمية لكحدة الخدمة مرتفعة عف‬ ‫في الدكلة المعنية‪ ،‬فإذا تبيف عمى ضكء ق‬
‫ذا متـ بالكسائؿ‬ ‫المستكل المبلئـ فإنو يتعيف دراسة أسباب ق ذا االرتفاع كالبحث عف طرؽ عبلجو كه‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إعادة تنظيـ مرافؽ الخدمات العامة كتكزيع االختصاصات بينيا؛‬
‫‪ ‬التنسيؽ بيف أعماليا المختمفة؛‬
‫‪ ‬محاربة بعض التصرفات المنجرفة لممسيريف؛‬
‫‪ ‬الضغط عمى بعض النفقات المظيرية غير األساسية‪.‬‬
‫ثانيا‪.‬مجال األشغال العامة اإلنشائية ‪ :‬تكاجو الحككمة عند كضع برنامج لمشركعات األشغاؿ العامة‬
‫اإلنشائية التي ستنفذىا في المستقبؿ مشكمة تحديد أكثر ق ذق المشركعات تعظيما لمنفع العاـ‪ ،‬ؿذلؾ تقكـ‬
‫بالمفاضمة بيف قذق المشركعات باالعتماد عمى قاعدتيف أساسيتيف ىما‪:‬‬
‫‪ ‬االنفاؽ األمثؿ عمى ق ذق المشركعات يتحقؽ بتساكم المنفعة الحدية االجتماعية في كؿ كجو مف‬
‫أكجو االنفاؽ مع التكمفة الحدية االجتماعية لو ؛‬
‫‪ ‬مقارنة التكمفة كالمنفعة الحدية لمشركع آخر كيطمؽ عمى قذا األسمكب تحميؿ المزايا كالتكاليؼ ‪.‬‬
‫نظ ار لمصعكبات التي تكشؼ تطبيؽ القاعدة األكلى كالمتمثمة في العجز عف قياس كؿ مف المنفعة كالتكمفة‬
‫الحدية االجتماعية‪.‬‬
‫ثالثا‪.‬مجال المشروعات العامة التجارية والصناعية ‪ :‬يمكف تنظيـ اإلنفاؽ العاـ المتعمؽ بو ذق المشركعات‬
‫عمى أساس األساليب المتبعة في المشركعات الخاصة مع مراعاة االستعانة بكؿ مف جياز السكؽ‬
‫كالحكافز الفردية عمى النحك المتبع في حالة القطاع الخاص لتعظيـ النفع العاـ تعترضو بعض العقبات‬
‫في حالة المشركعات العامة‪:‬‬
‫‪ ‬بالنسبة لبلستعانة بجياز لسكؽ ‪ :‬في مجاؿ المشركعات العامة ففي جانب منيا يكف قياس إنتاجية‬
‫النفقة‪ ،‬إذ يتـ تحديد حجـ االنفاؽ كاإلنتاج عمى ضكء معيار الربحية كحده ‪ ،‬كىناؾ مشاريع أخرل‬
‫انتاجيا اليمكف قياسو ألنو يتمثؿ في تحقيؽ أىداؼ اجتماعية فقط؛‬
‫ذا يؤدم‬ ‫عند ربط الترؽ مات كالمكافآت بتحسيف اإلنتاج في المشركع فو‬ ‫‪ ‬بالنسبة لمحكافز الفردية‪:‬‬
‫بالعالميف إلى تحسيف كفاءتيـ التي يظيركنيا في العمؿ‪.‬‬
‫مف خبلؿ ما سبؽ نجد أف‪ :‬ترشيد اإلنفاؽ العاـ أشمؿ كأىـ مف سياسات التقشؼ ‪ ،‬ألنو يتضمف‬
‫مجرد إجراءات مف شأنيا تخفيض اإلنفاؽ العاـ ‪ ،‬كلكنو يعني التحكؿ نحك سياسات أكثر فاعمية في إدارة‬
‫سكاء كاف ذلؾ عمى‬ ‫أكثر فعالية في إدارة الميزانية العامة‪،‬‬ ‫الماؿ العاـ ‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ اتباع طرؽ‬
‫مستكل إعدادىا أك الرقابة عمييا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سياسة التقشف كجزء من اإلصالح المالي‬


‫بات اإلصبلح المالي مف الضركرة المكضكعية تبنيو مف طرؼ الدكؿ التي تعاني مف إختبلالت‬
‫مالية كتبعتىا أخرل اقتصادية‪ ،‬لككف ثماره تأتي بالنتائج المرضية القتصاديات تمؾ الدكؿ‪ ،‬ككمحاكلة مف‬
‫ندكؽ النقد الدكلي كبفؾ العالمي‪.‬‬
‫قذق الدكؿ كلحؿ مشاكميا تبنت برامج إصبلحية مف طرؼ ص‬

‫المطمب األول‪ :‬ماىية اإلصالح المالي‬


‫ا ألىمية البالغة ‪،‬‬ ‫يكتسي اإلصبلح المالي في النظاـ المالي لمدكؿ التي تعاني عجكزات مالية‬
‫جعمت الكثير مف االقتصادييف يجتيدكف في البحث في طياتو لمكصكؿ إلى مفيكـ شامؿ يكصؿ معنى‬
‫اإلصبلح المالي لكؿ مف يحتاجو‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفيوم اإلصالح المالي‬


‫قبؿ التطرؽ لمفيكـ اإلصبلح المالي‪ ،‬نتعرؼ أكال عمى مفيكـ االصبلح‪.‬‬
‫أوال‪.‬مفيوم اإلصالح‪ :‬ىك جعؿ الشيء أكثر صبلحا يقابؿ ذلؾ باالنجميزية (‪ ،)the reform‬كبالفرنسية‬
‫(‪ ،)la reforme‬أم التعديؿ في االتجاه المرغكب فيو‪.‬‬
‫ثانيا‪.‬اإلصالح المالي من المنظور الضيق ‪" :‬إصبلح المالية العامة ك النظاـ المصرفي في آف كاحد" ‪.‬‬
‫ثالثا‪.‬اإلصالح المالي من المنظور الواسع ‪" :‬إصبلح النظاـ المالي بمككناتو مف مالية عامة كأجيزة‬
‫كىيئات مالية قائـ عمييا ‪ ،‬كىك جزء مف اإلصبلح الشامؿ ألجيزة الدكلة كأساليب عمميا كأنو يستكجب‬
‫فحصا كتعديبل لؤلنظمة الجزئية لممالية العامة" ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المصطمحات المتداولة والقريبة من مفيوم اإلصالح المالي‬


‫عند البحث في طيات اإلصبلح المالي نجد العديد مف المصطمحات التي يمكف إدراجيا تحت قذق‬
‫السياسة نذكر منيا‪:‬‬
‫أوال‪.‬البرمجة المالية ‪ :‬كىي جممة مف السياسات اليادفة إلى إزالة االختبلؿ بيف إجمالي العرض المحمي‬
‫كالطمب المحمي كما يترتب عف ذلؾ االختبلؿ مف عجكزات في مكازيف المدفكعات كارتفاع بالمستكل العاـ‬
‫كاالحتياجات كعمى‬ ‫لؤلسعار‪ ،‬كتسعى تمؾ السياسات إلى إحداث حالة مف التكفيؽ بيف المكارد المتاحة‬
‫النحك الذم يقضي إلى تحقيؽ نتيجة مرغكبة لميزاف المدفكعات كأقؿ قدر ممكف مف الضغكط عمى‬
‫مستكيات األسعار المحمية‪.‬‬
‫ثانيا‪.‬التكييف الييكمي‪ :‬ىي إجراءات تستيدؼ تحقيؽ نمك اقتصادم سريع إلزالة التشكىات كاإلختبلالت‬
‫االقتصادية الخارجية كالداخمية كاف ق ذق اإلجراءات ليا أبعاد اقتصادية كمية كجزئية باالعتماد عمى طبيعة‬
‫االختبلؿ‪.2‬‬
‫ثالثا‪.‬اإلصالح االقتصادي ‪ :‬ىك عممية منظمة لمتغيير في االقتصاد بيدؼ خفض كازالة اإلختبلالت‬
‫المحمية أك الخارجية مف خبلؿ مجمكعة متنكعة مف التغيرات في السياسة العامة كأساس لتحقيؽ نمك قابؿ‬
‫لبلستمرار"‪ .3‬كجممة اآلراء تقسـ اإلصبلح االقتصادم إلى ‪ :4‬إصبلح ىيكمي كسياسات التثبيت‪.‬‬
‫‪ ‬اإلصالح الييكمي‪ :‬قذا النكع مف اإلصبلح ييدؼ إلى التغمب عمى ظاىرة الرككد االقتصادم كتعطيؿ‬
‫جيات الكبح كايجاد ديناميكية جديدة مف أجؿ تحكيؿ البنية التحتية لبلقتصاد كاعادة ىيكمتو مف أجؿ‬
‫اإلدماج في االقتصاد العالمي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إلياس سمبا‪ ،‬إصالح النظام المالي العالمي ‪ ،‬مداخمة مقدمة ضمف الممتقى الثالث لمتجمع الكطني لدعـ خيار المقاكمة‬
‫بعنكاف‪" :‬خيار المقاكمة كبناء الدكلة"‪ ،‬بيركت‪ ،‬يكمي ‪ 21-19‬فيفرم ‪ ،2011‬ص‪.03‬‬
‫‪2‬‬
‫سيد البكاب‪ ،‬برامج التثبيت والتكييف الييكمي لصندوق النقد الدولي والبنك العالمي ‪ ،‬البياف لمطباعة كالنشر‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ط‪ ،02‬ص‪.102‬‬
‫‪3‬‬
‫حمزة سيبلـ كآخركف‪ ،‬فعالية السياسة المالية في تحقيق اإلصالح اإلقتصادي‪-‬دراسة حالة الجزائر ‪ ،-‬مذكرة مقدمة‬
‫ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير قي العمكـ االقتصادية‪ ،‬جامعة البكيرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة‪ ،2014-2013‬ص‪.33‬‬
‫‪4‬‬
‫أحمد النجار‪ ،‬اإلصالح االقتصادي في الدول العربية حالة مصر‪ ،‬المغرب‪ ،‬اليمن ‪ ،‬المركز العربي لمدراسات اإلستراتيجية‪،‬‬
‫سكريا‪ ،1996 ،‬ص‪.09‬‬
‫‪ ‬سياسات التثبيت‪ :‬ييدؼ ق ذا النكع مف السياسات إلى إعادة التكازف في االقتصاد الكمي في مدة‬
‫كه ذا النكع مف السياسات اإلصبلحية يككف اتفاقية بيف‬ ‫قصيرة عادة ما تككف بيف عاـ أك عاميف‪.‬‬
‫اؿحككمة المعنية كصندكؽ النقد الدكلي كه ذق السياسات تمثؿ مشركطية الصندكؽ التي متـ االتفاؽ‬
‫عمييا في خطاب النكايا المبرمج مع الحككمة المعنية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مفيوم شامل لإلصالح المالي‬


‫اإلصالح المالي‪" :‬يعني تعديؿ مفردات النسؽ المالي في االتجاه المرغكب فيو‪ ،‬بمعنى إعادة‬
‫النظر بكاقع المالية العامة‪ ،‬أسكاؽ كمؤسسات رأس الماؿ‪ ،‬ككضع الجياز المصرفي‪ ،‬كنظاـ الرقابة‬
‫كاإلشراؼ‪ ،‬كطبيعة التداخؿ مابيف السياستيف النقدية كالمالية‪ ،‬كحجـ االرتكاز عمى إجراءات اإلصبلح‬
‫المساندة فضبل عف إعادة تصييغ الق اررات المالية‪ ،‬كطبقا لو ذا المنظكر يتضح بأف اإلصبلح المالي يعد‬
‫برمجة مالية كإطار عمؿ ككمديات زمنية لسمسمة اإلجراءات الكاسعة المعتمدة‪ ،‬كمف زاكية أخرل فإف‬
‫التكييؼ المالي ال يتضمف بالضركرة إصبلحا ماليا إال أف اإلصبلح المالي يشمؿ عمى تكييؼ مالي‪ ،‬فيك‬
‫يعد مرحمة متقدمة كذات محتكل أعمؽ حيث أنو عممية تعديؿ ج ذرم كعميؽ لمنظاـ المالي بيدؼ تحسيف‬
‫أدائو كبفعؿ سابؽ كمدبر أك مخطط" ‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬اإلصالح المالي في إطار سياسات المؤسسات الدولية‬


‫ظيرت فجكة كبيرة في االقتصاد العالمي خاصة في جانبو المالي بعد الحرب العالمية الثانية‬
‫فتمخض عف ذلؾ ميبلد تكأـ بريتف ككدز ىما‪ :‬صندكؽ النقد الدكلي كالبنؾ العالمي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬منيج صندوق النقد الدولي‬


‫أنشأ صندكؽ النقد الدكلي بمكجب اتفاقية بريتف ككدز بكالية نيوىامشير في الفترة ‪ 22-1‬جويمية‬
‫‪ ،1944‬كالتي أقرىا ممثمك ‪ 44‬دولة ‪ ،‬اجتمعكا لمناقشة أىـ القضايا كالمشاكؿ االقتصادية الدكلية مف‬
‫ناحية‪ ،‬كالعمؿ نحك إعادة االقتصادات التي دمرتيا الحرب العالمية الثانية‪ ،‬فيك ككالة مختصة مف‬
‫ككاالت منظكمة األمـ المتحدة‪ ،‬باعتباره المؤسسة المركزية في النظاـ النقدم الدكلي‪ ،‬أم نظاـ المدفكعات‬
‫الدكلية كأسعار صرؼ العمبلت الذم يسمح بإجراء المعامبلت التجارية بيف البمداف المختمفة‪ ،‬كما يتكلى‬

‫‪1‬‬
‫إكراـ عبد العزيز‪ ،‬اإلصالح المالي بين نيج صندوق النقد الدولي والخيار البديل ‪ ،‬بيت الحكمة‪ ،‬العراؽ‪ ،2002 ،‬ط‪،01‬‬
‫ص‪.17‬‬
‫المحافظة عمى االستقرار في قيمة العمبلت مف خبلؿ تكفير التمكيؿ قصير األجؿ لمعالجة العجز المؤقت‬
‫في مكازيف المدفكعات‪.1‬‬
‫كما يعمؿ الصندكؽ مف ذ تأسيسو عمى تقديـ قركض طارئة لبلقتصادات المتضررة تساعد‬
‫خاصة كأف الدكؿ النامية كىي األكثر تعامبل مع‬ ‫بالنيكض باالقتصاد كتسيؿ النمك كتحد مف الفقر‬
‫الصندكؽ تككف دائما في حاجة إلى التمكيؿ التعكيضي ألنيا أحادية التصدير أم مجمكع صادراتيا عبارة‬
‫عف مكاد أكلية قد تتعرض أسعارىا إلى االنخفاض المفاجئ مما يعرضيا إلى عجز شديد في ميزانيا‬
‫التجارم ؼتقدـ ليا المعكنة مف طرؼ صندكؽ النقد الدكلي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬منيج البنك الدولي‬


‫عام ‪ ،1945‬فالبنؾ الدكلي ىك المؤسسة الشقيقة‬ ‫أنشأ قذا البنؾ بمقتضى اتفاقية بريتف ككدز‬
‫‪ 184‬في ‪ ،2002‬ك لو العديد مف النقاط المشتركة مع بنية‬ ‫لصندكؽ النقد الدكلي كعدد أعضائو ىك‬
‫صندكؽ النقد الدكلي غير أف آلية تمكيمو مختمفة‪ ،‬ففي األصؿ جرل تأسيس البنؾ الدكلي لمساعدة أكركبا‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية كتطكر دكره بمركر الزمف ليصبح رسـ ام ممكال لمتنمية في ا لبمداف النامية كىك‬
‫تمكيؿ يتـ باختبارات مشبكىة لمغاية ‪.2‬‬
‫يمارس البنؾ الدكلي عدة أنشطة منيا االستثمارية كأخرل غير استثمارية ‪:3‬‬
‫‪ ‬األنشطة االستثمارية‪ :‬تشمؿ آليات سياسة االقتراض كدفع الدكؿ إلى تشجيع االستثمارات األجنبية‬
‫الخاصة؛‬
‫‪ ‬األنشطة غير االستثمارية تتمثؿ في‪:‬‬
‫‪ ‬تقديـ المساعدات الفنية لمدكؿ األعضاء ؛‬
‫‪ ‬التنسيؽ بيف مصادر التمكيؿ المختمفة كتسكية منازعات االستثمار ؛‬
‫‪ ‬تقديـ المعكنة الفنية الختيار المشركعات التنمكية ككيفية إعدادىا كتقديـ الدراسة الكاممة ليا مع‬
‫تحديد الكسائؿ الكفيمة بتحقيقيا؛‬
‫‪ ‬تككيف كتدريب مكظفي الدكؿ األعضاء عمى أساليب اإلدارة العممية كسياسات اإلدارة االقتصادية‬
‫الحديثة؛‬

‫‪1‬‬
‫عرفاف تقي الحسيني‪ ،‬التمويل الدولي‪ ،‬دار محدالكم‪ ،‬األردف‪ ،2002 ،‬ط‪ ،02‬ص‪.285‬‬
‫‪2‬‬
‫ساـ الحجار‪ ،‬العالقات اإلقتصادية الدولية ‪ ،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات كالنشر كالتكزيع‪ ،‬بيركت‪ ،2003 ،‬ط‪،01‬‬
‫ص‪.201‬‬
‫‪3‬‬
‫عادؿ أحمد حشيش‪ ،‬أساسيات اإلقتصاد الدولي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1998 ،‬ص‪.174‬‬
‫‪ %3‬مف ميزانيتو اإلدارية لمبحكث االقتصادية‬ ‫‪ ‬االىتماـ بمجاؿ البحث العممي حيث يخصص‬
‫كاالجتماعية كتنشر نتائج البحكث في المجاالت المتخصصة أك كتب مطبكعة أك نشرات؛‬
‫حد السكاء‪ ،‬ك ذلؾ بتنسيؽ بيف أصناؼ‬ ‫‪ ‬تحقيؽ مصمحة الدكؿ المستثمرة كالدكؿ المضيفة عمى‬
‫التمكيؿ المختمفة التي تحصؿ عمييا الدكؿ النامية‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬السياسات المعتمدة في اإلصالح المالي‬


‫مف المعمكـ أف عممية االنتقاؿ مف نظاـ مقيد إلى نظاـ أكثر حرية تقتضي االعتماد عمى جممة‬
‫مف السياسات المالية كاالقتصادية‪ ،‬كىك ماسنتعرؼ عميو مف خبلؿ قذا المطمب‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إصالح الميزانية العامة‬


‫إف عممية إصبلح عجز الميزانية العامة تتطمب البحث في جكانب شتى تكمف كراء استمرار العجز‬
‫كتناميو كتراكمو‪ ،‬كعميو فإف البحث عف مخرج لتجاكز مشكمة العجز في الميزانية العامة ال بد كأف يصب‬
‫في إصبلح المالية العامة‪ ،‬مف نفقات كايرادات األمر الذم يستمزـ البحث في ترشيد كاعادة ىيكمة النفقات‬
‫العامة فضبل عف البحث في إصبلح الكاقع الضريبي كتنكيع اإليرادات‪.‬‬
‫أوال‪.‬إصالح ىيكل النفقات العامة ‪ :‬يقتضي إصبلح ىيكؿ النفقات العامة األخذ بالحسباف كاقعية كمنطقية‬
‫قذق النفقات‪ ،‬كأف تككف قابمة لمتنفيذ مف نكاحي اقتصادية كسياسية كاجتماعية‪ ،‬كبيدؼ احتكاء أم مكقؼ‬
‫مالي متدىكر فإف إصبلح اإلنفاؽ العاـ يقتضي أف تككف ىناؾ مراجعة لمسياسات الحككمية األساسية‪،‬‬
‫كدراسة كافية لتركيبة اإلنفاؽ العاـ كطبيعة أنشطة القطاع العا ـ كأنماط تقديـ الخدمات العامة كفي أحياف‬
‫كثيرة ال يمكف القياـ بإصبلح ىيكمي شامؿ لسياسات اإلنفاؽ الحككمية إال في إطار متكسط‬
‫المدل‪.1‬كفيمايمي جممة مف أىـ ما يجب البدأ بو عند اتخاذ قرار سياسة ترشيد اإلنفاؽ ‪:2‬‬
‫‪ ‬تغيير سياسة التشغيؿ كذلؾ بالحد مف تعييف الخريجيف مف الجامعات كالمعاىدات كالمدارس؛‬
‫‪ ‬تجميد كؿ أنكاع اإلعانات كالدعـ كيككف ذلؾ بطريقة تدريجية؛‬
‫‪ ‬تخفيض اإلنفاؽ الحككمي عمى السمع التي تستخدميا الك ازرات كالييئات العامة؛‬
‫‪ ‬تخفيض اإلنفاؽ العاـ لممؤسسات كالمشركعات اإلنتاجية العمكمية كزيادتو في المشركعات البينية‬
‫األساسية التي تتكامؿ كال تتنافس مع مشركعات القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إكراـ عبد العزيز‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪2‬‬
‫مدني بف شيرة‪ ،‬سياسة اإلصالح االقتصادي في الجزائر والمؤسسات المالية الدولية‪ ،‬دار ىكمو‪ ،‬الجزائر‪،2008 ،‬‬
‫ص ص ‪.28،29‬‬
‫ثانيا‪.‬إصالح ىيكل اإليرادات العامة ‪ :‬في البرامج التي يدعميا البنؾ الدكلي كصندكؽ النقد الدكلي‬
‫كالتكجييات الذاتية لئلصبلح‪ ،‬بات اإلصبلح الضريبي عنص ار ميما كلو دك ار فعاال في األكساط‬
‫ذلؾ عف طريؽ البحث في كاقع‬ ‫االقتصادية كمعالجة اإلختبلالت المالية بجانب خفض المصركفات ك‬
‫اؿسياسات الكمية كسياسات اإلصبلح‬ ‫اؿنظـ الضريبية كاعادة ىيكمتيا بصفتيا أم ار حيكيا لنجاح كؿ مف‬
‫الييكمي كيتـ ذلؾ مف خبلؿ‪ :‬رفع ا ؿمعدالت الضريبية كالزيادة مف حصيمتيا كاعادة تنظيميا كايجاد أكعية‬
‫اؿتحصيؿ الضريبي‬ ‫ضريبية أخرل كزيادة قاعدة الممكليف كالحد مف اإلعفاءات الضريبية كتطكير طرؽ‬
‫كمحاربة التيرب الضريبي‪ ،‬كينطكم إصبلح النظاـ الضريبي عمى ‪:1‬‬
‫‪ ‬اإلنتقاؿ مف الضرائب النكعية عمى الدخؿ إلى الضرائب الشاممة‪ ،‬أم بتطبيؽ الضريبة عمى الدخؿ‬
‫اإلجمالي‪ ،‬مع فرضيا عمى األجكر كالزيادة في االشتراكات المكجية إلى الضماف االجتماعي؛‬
‫‪ ‬رفع معدالت الضرائب عمى دخكؿ المؤسسات االقتصادية كتغيير قيمة الضرائب عمى األرباح بما‬
‫يتناسب كاإلصبلحات العامة؛‬
‫‪ ‬رفع قيمة الضرائب العقارية كاألمبلؾ المدنية؛‬
‫‪ ‬رفع الرسكـ عمى المنتجات البتركلية؛‬
‫‪ ‬فرض ضرائب عمى المبيعات العامة؛‬
‫‪ ‬االنتقاؿ مف الضرائب الجمركية المتعددة األسعار إلى الضرائب الجمركية األكثر تكحيدا؛‬
‫‪ ‬التخفيض أك حذؼ بعض رسكـ االستيراد؛‬
‫‪ ‬إلغاء اإلعفاءات الجمركية إذ أف قذق اإلعفاءات تشكه جياز األسعار‪.‬‬
‫ثالثا‪.‬تخفيض الدعم ‪ :‬يكصي صندكؽ النقد الدكلي بتخفيض كؿ أشكاؿ الدعـ سكاء الدعـ المكجو إلى‬
‫الخدمات أك المكاد الغذائية األساسية كدعـ الصادرات كدعـ القركض أك دعـ بعض األنشطة اإلنتاجية أك‬
‫الخدماتية األخرل ألف ق ذا الدخؿ يؤدم إلى اختبلؿ ىيكؿ األسعار كالنفقات كىك ما يؤدم إلى تدىكر‬
‫مستكل الكفاءة االقتصادية‪ ،‬كبالتالي انخفاض مستكل الناتج إف انخفاض الدعـ في الميزانية العامة لو‬
‫أثاره اإليجابية عمى مستكل الكفاءة االقتصادية كيقمؿ مف معدؿ التضخـ كمف ىنا يؤكد الصندكؽ أف‬
‫الدعـ يمثؿ أحد أسباب التضخـ ‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫اؿمرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.25،26‬‬
‫‪2‬‬
‫رمزم زكي كآخركف‪ ،‬السياسات التصحيحية في الوطن العربي ‪ ،‬دار الرازم لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬بيركت ‪،1989 ،‬‬
‫ط ‪ ،01‬ص‪.75‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إصالح ىيكل تمويل عجز الميزانية العامة‬
‫القتصاديات الدكؿ التي تبنت برنامج‬ ‫يعد العجز في الميزانية العامة أحد اإلشكاليات المزمنة‬
‫أىـ الحمكؿ‬ ‫اإلصبلح‪ ،‬كأف معالجة العجز تقتضي البحث عف مسبباتو كالبحث عف حمكؿ لمعالجتو‪ ،‬ك‬
‫المقترحة لمعالجة قذا العجز نجد‪:‬‬
‫أوال‪.‬التمويل من البنوك ‪ :‬كيتـ ذلؾ إما بالتكسع في االقتراض الحككمي مف البنؾ المركزم حيث تمجأ إليو‬
‫لتغطية العجز في ميزانيتيا كتدعـ بيا ففقاتيا‪ ،‬حيث يقكـ بتقديـ قركض أك اإلصدار النقدم الجديد شريطة‬
‫باالقتراض مف البنكؾ التجارية عف طريؽ بيع‬ ‫أف ال يتعدل ق ذا اإلصدار الحدكد المسمكح بيا‪ ،‬أك‬
‫السندات الحككمية لمبنكؾ التجارية أك الحصكؿ عمى تسييبلت ائتمانية منيا‪.1‬‬
‫ثانيا‪.‬التمويل غير البنكي ‪ :‬ىك دالة لتطكر أسكاؽ الماؿ كحجـ الطمب العاـ عمى السندات الحككمية‬
‫كبالتالي تظير الميزة الكبيرة ؼم انخفاض التضخـ‪ ،‬إال أنو يكاد يككف منعدما في الدكؿ النامية بسبب‬
‫طبيعة القطاع الخاص غير البنكي‪ ،‬كلو أثر يككف انكماشا عمى الطمب مف خبلؿ أف طريقة التمكيؿ‬
‫الحككمي قد تفضي إلى تحكيؿ القكة الشرائية لمقطاع الخاص مف التكجو نحك ممارسة الطمب عمى شراء‬
‫السمع كالخدمات كالسندات الخاصة إلى شراء السندات الحككمية‪ ،‬كمف ثـ تدفع نحك ارتفاع أسعار الفائدة‬
‫كىك ما يؤثر سمبيا عمى استثمارات القطاع الخاص ‪.2‬‬
‫ثالثا‪.‬التمويل الخارجي ‪ :‬يعتبر مف أىـ الكسائؿ التي يمكف لمدكلة أف تمجأ إلييا مف أجؿ تغطية جزء مف‬
‫عجز مكازنتيا العامة‪ ،‬كتتمثؿ أىـ صكره فيمايمي ‪:3‬‬
‫‪ ‬المنح األجنبية‪ :‬تحتؿ المنح كالمساعدات الخارجية أىمية كبرل بالنسبة لبعض الدكؿ‪ ،‬كىي عبارة‬
‫عف تحكيبلت نقدية أك عينة تقدميا اؿدكؿ لغيرىا العتبارات سياسية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬إنسانية كمجمكعيا‬
‫يسيـ في تمكيؿ العجز الحا صؿ في الميزانية العامة ؛‬
‫‪ ‬القروض الخارجية ‪ :‬كيقصد بيا تمؾ القركض التي ت حصؿ عمييا الدكلة مف األفراد كالمؤسسات‬
‫الحككمية األجنبية كالييئات الدكلية‪ ،‬كيعد أحد الكسائؿ غير تضخمية التي يمكف لمدكلة أف تمجأ‬
‫إلييا لسد جانب مف عجز مكازنتيا العامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد حميدات‪ ،‬النظريات والسياسات النقدية ‪ ،‬دار الممكية لمطباعة كالنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،1996 ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪2‬‬
‫إكراـ عبد العزيز‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد حميدات‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬دعم اقتصاد السوق وزيادة معدالت النمو االقتصادي‬
‫مفذ بداية الثمانينات تبنت مؤسستيف اإلصبلح المالي كاالقتصادم –البنؾ الدكلي كصندكؽ النقد‬
‫الدكلي ‪ -‬سياسة ليبيرالية جديدة تقكم مف كجكد القطاع الخاص كفتح المجاالت التنافسية كمعنى ذلؾ دعـ‬
‫القتصاديات السكؽ كيظير ذلؾ مف خبلؿ‪:1‬‬
‫أوال‪.‬تقميص دور القطاع العام ‪ :‬يقصد بيذا تحكيؿ المكارد مف القطاع العاـ إلى القطاع الخاص أم تحكيؿ‬
‫كما‬ ‫المكارد مف استخدامات أقؿ كفاءة إلى استخدامات أكثر كفاءة مما يؤدم إلى زيادة الناتج الكطني‪،‬‬
‫أف تقميص دكر القطاع العاـ يستند إلى‪:‬‬
‫ذات الطابع االجتماعي التي تتـ مف خبلؿ الكحدات اإلنتاجية‬ ‫‪ ‬تخفيض بند النفقات التحكيمية‬
‫لمقطاع العاـ؛‬
‫‪ ‬التقميؿ مف قيمة الضرائب المختمفة عمى القطاع الخاص ؛‬
‫‪ ‬التخمص مف المؤسسات المفمسة أك التي حققت خسارة حتى ال تككف عبء عمى االقتصاد‬
‫الكطني‪.‬‬
‫ثانيا‪.‬دعم وتشجيع االستثمار األجنبي المباشر ‪ :‬إف تدخؿ الدكلة في النشاط االقتصادم يخمؽ معكقات‬
‫ذلؾ يجب عمى الدكؿ انتياج السياسات‬ ‫أماـ تدفؽ رؤكس األمكاؿ خاصة األجنبية منيا كلتفادم حدكث‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إعفاء رأس الماؿ األجنبي مف كؿ أنكاع الضرائب كالرسكـ إما كميا أك جزئيا ؛‬
‫اؿ‬
‫‪ ‬تقديـ ضمانات تشجيع االستثمار لو ذق األمك ؛‬
‫‪ ‬عدـ تقييد االستثمارات االجتماعية في مجاالت معينة كاعطائيا الفرصة في الكلكج في جميع‬
‫األنشطة االقتصادية كاالستثمار في القطاع العاـ ؛‬
‫‪ ‬إعطاء ديناميكية جديدة لحرية رؤكس األمكاؿ منيا تحكيؿ األرباح إلى الخارج ؛‬
‫‪ ‬إجراء تعديبلت في مجاؿ التشريعي بما يضمف تطبيؽ قكاعد آليات اقتصاد السكؽ ‪.‬‬
‫كجممة قذق اإلجراءات تجعؿ تدفؽ االستثمار األجنبي يكفر عمبلت أجنبية كتكنكلكجية متقدمة كخبرات‬
‫إدارية ك عممية تضاؼ إلى االقتصاد الكطني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مدني بف شيرة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪.41-38‬‬
‫االحتكار الحككمي في إدارة‬ ‫ثالثا‪.‬الخوصصة‪ :‬ىي تمؾ السياسة التي تدعك في مضمكنيا لمتخمص مف‬
‫المشركعات العامة إلى تأجير ق ذق المشركعات ثـ التخمص منيا جزئيا أك كميا‪ ،‬كتحكيميا إلى يد‬
‫الخكاص‪ .1‬كبتطبيؽ الخكصصة تكفر جممة مف اآلثار اإليجابية عمى عدة محاكر كىي‪:‬‬
‫ذق الكحدات كبالتالي تكفر أمكاؿ الدعـ في‬ ‫‪ ‬التخفيؼ مف أعباء ميزانية الدكلة في دعـ ق‬
‫تخصيصيا في المجاالت اقتصادية أخرل أكثر إنتاجية؛‬
‫‪ ‬التقميؿ مف أعباء اإلدارة التي تتحممو الدكلة؛‬
‫‪ ‬استفادة الدكلة مف المكارد الضريبية عند بيع الكحدات العامة إلى القطاع الخاص بسبب زيادة‬
‫إنتاجية قذا األخير؛‬
‫‪ ‬عائد قذق الكحدات يستخدـ لسداد جزء مف الديكف كتمكيؿ التقاعد المسبؽ لمستخدمييا‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬اصالح ىيكل األسعار واالئتمان‬


‫إف المشاكؿ كاالنعكاسات الناتجة عف مجريات عمؿ أسعار السمع كخدمات أسعار الصرؼ‬
‫كأسعار الفائدة كتأثيرىا عمى تخصيص المكارد االقتصادية كىك ما كاف سببا في لجكء العديد مف‬
‫الحككمات لؤلخذ بمسألة إصبلح كاقع معدالت سعر الصرؼ كاعادة النظر في ىيكؿ أسعار الفائدة‪،‬‬
‫كنمخصيا كمايمي‪:2‬‬
‫أوال‪.‬إصالح سعر الصرف ‪ :‬ترد مسألة تعديؿ سعر صرؼ العممة بكصفو حالة ميمة لمكاجية أكضاع‬
‫االختبلؿ بيف جانبي العرض كالطمب كلعؿ ق ذا االختبلؿ قد ينجـ عف تنفيذ سياسات اقتصاد كمي ال‬
‫تنسجـ كقدرة االقتصاد عمى اإلنتاج‪ ،‬أم بمعنى آخر ىناؾ مغاالة في تقييـ قيمة العممة‪ ،‬كظيكر السكؽ‬
‫المكازم كمف ثـ ضياع القدرة التنافسية لممنتكجات في السكؽ العالمية مما يعرقؿ عمميات التصدير كىركب‬
‫رؤكس األمكاؿ إلى الخارج بعد تحكيميا إلى نقد أجنبي في السكؽ المكازم‪.‬‬
‫الذم يريد اإلصبلح‬ ‫ؿذلؾ يكصي صندكؽ النقد الدكلي بإجراء تعديؿ في سعر صرؼ عممة البمد‬
‫(التخفيض)‪ ،‬كذلؾ لمكصكؿ إلى أفضؿ النتائج‪.‬‬
‫ثانيا‪.‬إصالح ىيكل أسعار الفائدة ‪ :‬إف سعر الفائدة عمى القركض كالكدائع ال يؤثر فقط عمى مستكل‬
‫اإلنفاؽ كالتضخـ كتكازف ميزاف المدفكعات بؿ يؤثر كبدرجة أكبر عمى االدخار كاالستثمار‪ ،‬كه ذا في ظؿ‬
‫قطاع مصرفي ضعيؼ كمثقؿ باألعباء كيككف أمر إعادة ىيكمة المؤسسات المصرفية الضعيفة إجراء‬

‫‪1‬‬
‫حمزة سيبلـ كآخركف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪2‬‬
‫إكراـ عبد العزيز‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪.39-28‬‬
‫ؿتعمؿ‬ ‫ضركريا مف أجؿ إعادة رسممة كدمج كتصفية المؤسسات المصرفية كلعؿ تحرير أسعار الفائدة‬
‫بفاعمية يحقؽ‪:‬‬
‫‪ ‬المحافظة عمى المدخرات المتكلدة في الداخؿ مف اليركب إلى الخارج ؛‬
‫‪ ‬تشجيع تدفؽ رؤكس األمكاؿ األجنبية لمداخؿ تبعا لعنصر المنافسة؛‬
‫‪ ‬تحقيؽ حالة تحسف في ميزاف المدفكعات؛‬
‫‪ ‬تعزيز عممية االدخار كاالستثمار كمف ثـ تؤثر إيجابيا عمى الحساب الجارم لميزاف المدفكعات‬
‫كالكضع الخارجي عمى المد ل البعيد‪.‬‬

‫ثالثا‪.‬إصالح السياسة االئتمانية‪ :‬لمكصكؿ إلى سياسة ائتمانية مثمى يجب العبكر بالمحطات التالية ‪:1‬‬
‫‪ ‬زيادة استقبللية البنكؾ المركزية في اإلدارة النقدية؛‬
‫‪ ‬رفع كفاءة عمؿ السياسة النقدية بما يكفؿ تحسيف كاقع أسعار الصرؼ؛‬
‫‪ ‬إصبلح األنظمة التدبيرية كنظاـ مراقبة المصارؼ كاإلشراؼ عمييا؛‬
‫‪ ‬إعادة تحكيؿ كىيكمة المؤسسات المالية الضعيفة عمى نحك الذم يرفع مف كفاءة أدائيا؛‬
‫‪ ‬إصبلح أنظمة االئتماف كأسعار الفائدة؛‬
‫‪ ‬تعزيز استقبلؿ كتنافس المؤسسات المالية كتشجيع التنمية المؤسسية لممصارؼ كمؤسسات الكساطة‬
‫المالية غير المصرفية؛‬
‫‪ ‬رفع كفاءة كفعالية أسكاؽ رأس الماؿ طكيؿ األجؿ مف خبلؿ تحسيف إدارة الديف العاـ كاصبلح أنظمة‬
‫التسكية لممدفكعات؛‬
‫‪ ‬تطكير أسكاؽ الصرؼ األجنبي بدعـ مف لكائح احت ارزية تتعمؽ بمخاطر الصرؼ األجنبي؛‬
‫‪ ‬رفع القيكد عف المدفكعات كالتحكيبلت بالنسبة لمصفقات الدكلية الجارية كتحرير حركات رأس الماؿ‬
‫مف السيطرة؛‬
‫كعند تطبيؽ جممة قذقاإلجراءات نصؿ إلى‪ :‬تحرير النظاـ المالي الداخمي كبالتالي السماح بحرية دخكؿ‬
‫المؤسسات األجنبية‪ ،‬كتدفؽ رؤكس األمكاؿ األجنبية كالربط بيف األسكاؽ المالية الداخمية كالخارجية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إكراـ عبد العزيز‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تجارب بعض الدول مع سياسة التقشف‬
‫لمجانب المالي أىمية كبيرة في الحياة االقتصادية لمدكؿ خاصة تمؾ التي تعاني مف مشاكؿ مالية‬
‫قد اجتيد صندكؽ‬ ‫كعجكزات في الميزانية العامة مف جية كفي الميزاف المدفكعات مف جية أخرل‪ ،‬لذلؾ‬
‫النقد الدكلي عمى المحافظة عمى التكازف المالي لجميع الدكؿ مف خبلؿ الكصفات المقدمة ليا في إطار‬
‫اإلصبلح المالي‪ ،‬كمف بيف الكاصفات نجد سياسة التقشؼ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تدابير مقترحة من طرف صندوق النقد الدولي في إطار سياسة التقشف‬
‫تدخؿ سياسة تقشؼ في صمب اىتماـ صندكؽ النقد الدكلي‪ ،‬كتقكـ فمسفتو عمى أف خطط التقشؼ‬
‫كالضبط المالي ينبغي أف تركز عمى اإلصبلحات المتكاصمة بدال مف التدابير المؤقتة أك قصيرة األجؿ‬
‫حتى تؤتي ثمارىا‪.‬‬
‫كتؤكد دراسات صندكؽ النقد الدكلي أف عممية إصبلح الخمؿ المالي‪ ،‬أم عجز الميزانية كتخفيض‬
‫الديكف‪ ،‬تستغرؽ كقتا طكيبل‪ ،‬ففي بعض الحاالت لـ يتراجع الديف العاـ في بعض الدكؿ إال بنسبة ىامشية‬
‫في المتكسط بعد مركر ‪ 15‬عاما مف تجاكز نسبة ‪% 100‬مف الناتج المحمي اإلجمالي‪ ،‬كأحد أسباب ذلؾ‬
‫ىك صعكبة تخفيض العجز األكلي بسرعة‪ ،‬لذلؾ ينبغي مراعاة الكاقعية عند تحديد ما يمكف تحقيقو مف‬
‫خفض عجز الميزانية كالديكف‪.‬‬
‫كقد كضع صندكؽ النقد الدكلي في إطار ذلؾ خارطة طريؽ لمنجاح لتطبيؽ سياسات التقشؼ‬
‫كتسكية أعباء الديكف المفرطة الحالية‪ ،‬تتخمص في التالي ‪:1‬‬
‫‪ ‬دعـ النمك يمثؿ أىـ األكليات لمكاكبة اآلثار االنكماشية المترتبة عمى التقشؼ المالي ؛‬
‫‪ ‬يجب أف تركز السياسات عمى حؿ المشكبلت الييكمية األساسية داخؿ االقتصاد‪ ،‬كما يجب أف‬
‫تككف السياسة النقدية داعمة بقدر اإلمكاف؛‬
‫‪ ‬نظ ار لمكقت الذم يستغرقو تخفيض الديكف‪ ،‬ينبغي التركيز في عممية الضبط المالي عمى التغيرات‬
‫الييكمية الدائمة‪ ،‬كيمكف أف تساعد في ىذا الخصكص قكاعد المالية العامة‪ ،‬كالتي تعزز الشفافية‬
‫كالمساءلة في عممية الميزانية‪.‬‬
‫كما أف صندكؽ النقد كالبنؾ الدكلييف مف خبلؿ إصدار التقارير السنكية كالحمكؿ المتعمقة بسياسة التقشؼ‪،‬‬
‫بينكا ثبلث إتجاىات محبذة مف قبميا كتتمحكر فيما يمي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫إبراىيـ الغيطاني‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.06‬‬
‫‪ ‬تخفيض النفقات العامة غير المنتجة‪ :‬كيككف ىذا التخفيض مف خبلؿ تحديد الخدمات التي يمكف‬
‫لمدكلة التخمي عنيا كتركيا لمقطاع الخاص‪ ،‬كرفع كفاءة المؤسسات العامة بخصكص الخدمات التي‬
‫ال يمكف أف يقكـ بيا القطاع الخاص باعتبار أف المؤسسات العامة ىي المسؤكلة عف االسثمارات‬
‫الكبرل في مجاؿ البنى التحتية‪.‬‬
‫كفي ظؿ شح المكارد المالية في كثير مف الدكؿ تمجأ إلى برامج تصحيحية مف طرؼ صندكؽ النقد‬
‫الدكلي‪ ،‬كبذلؾ ىي مجبرة عمى خفض االنفاؽ الحككمي‪ ،‬الذم بمغ في ‪ 15‬بمد عالية المديكنية بمعدؿ‬
‫‪ %35‬في حيف‬ ‫يزيد عف ‪ %18‬في أكائؿ الثمانينات كعرؼ اإلنفاؽ االستثمارم انخفاض يتجاكز‬
‫عرؼ االنفاؽ الجارم انخفاض قدره ‪.% 8‬‬
‫‪ ‬تخطيط وضبط الميزانية العامة‪:‬‬
‫كيتـ ذلؾ كما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬تخطيط المالية العامة بصيانة برامج استثمار مقسـ إلى مراحؿ تقدير احتياجات االنفاؽ العاـ الجارم‬
‫ك تقسيـ الحجـ المتاح مف اإليرادات كاحتياجات اإلقتراض لمفترة مابيف ثبلث إلى خمس سنكات‪.‬‬
‫‪ ‬الميزانية السنكية‪ :‬بصياغة برامج اإلستثمار تمكف مف إعداد ميزانية شاممة لفترة عاـ كاحد مف أعكاـ‬
‫الخطة متكسطة المدل‪ ،‬كينبغي أف تككف الخطط كالميزانيات اليادفة إلى تشجيع كفاءة اتخاذ القرار‬
‫تعتمد مفاضبلت كاضحة كصريحة بيف البرامج كالمشاريع‪ ،‬كما يجب أف تخضع لقيكد حازمة‪.‬‬
‫‪ ‬تدعيـ أنظمة ضبط الميزانية كاإلنفاؽ‪ :‬كىذا بزيادة شفافية كتكقيت رفع تقارير المالية العامة‪ ،‬خاصة‬
‫تمؾ التي تتسـ بأىمية خاصة لفاعمية إدارة المالية العامة كالرقابة عمى أعماؿ الحككمة كالمشاريع‬
‫العامة‪.‬‬
‫كما أف صندكؽ النقد الدكلي أقر بدكر الخزينة العامة في تحسيف أداء برامج اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬كذلؾ مف‬
‫خبلؿ‪:‬‬
‫‪ ‬التسيير الجيد لحركة األمكاؿ الداخمة كالخارجة مف الحسابات الخاصة بالخزينة؛‬
‫‪ ‬التخطيط المالي كالتقدير الجيد لممدخبلت كالمخرجات؛‬
‫‪ ‬التسيير العقبلني لمديف العمكمي فالعيب ليس في حجـ الديف كانما في طريقة تسييره؛‬
‫‪ ‬تسيير األصكؿ المالية الحككمية‪.‬‬
‫أكد صندكؽ النقد الدكلي عمى ضركرة كضع معايير‬ ‫‪ ‬اعتماد معايير الشفافية في المالية العامة‪:‬‬
‫كمكاثيؽ الممارسات السميمة المعترؼ بيا دكليا كالتي مف شأنيا أف تدعـ االستقرار االقتصادم الكمي‬
‫كالمالي‪ ،‬كذلؾ لمرفع مف قدرة الحككمات عمى صنع السياسات المالية كادارة الديف العاـ كتنفيذ الـ مزانية‬
‫العامة‪.‬‬
‫كيتضمف ميثاؽ الممارسات السميمة في مجاؿ شفافية المالية العامة لصندكؽ النقد الدكلي النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬كضكح األدكار كالمسؤكليات؛‬
‫‪ ‬إتاحة المعمكمات لمجميكر‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تجربة دولة نامية مع سياسة التقشف "جميورية مصر العربية"‬
‫أشارت الكقائع االقتصادية إلى أف الدكؿ النامية لـ تكاجو صعكبات عمى الصعيد المالي‬
‫كباألخص في االقتراض مف أجؿ تغطية الكضع المتأزـ في الجانب المالي كذلؾ قبؿ مطمع السبعينات‪،‬‬
‫كبدأ الكضع يتغير تدريجيا بسبب التأثر بحاالت االنكماش االقتصادم لدل الدكؿ المتقدمة‪ ،‬كلكف تبقى‬
‫االقتصاديات النامية كالمارة بمرحمة تحكؿ نحك التقدـ تؤدم دكر محرؾ االقتصاد الدكلي‪ ،‬رغـ تراجع‬
‫معدالت النمك فييا بسبب زيادة الركابط االقتصادية بيف الدكؿ النامية كالمتقدمة كما أصابيا‬
‫مف أزمات اقتصادية‪.‬‬
‫كبسبب تباطؤ النمك االقتصادم الذم أصاب جؿ الدكؿ النامية كزيادة معدالت البطالة كزيادة الديف العاـ‬
‫لجأت الدكؿ النامية إلى اتخاذ سياسة التقشؼ عنكانا لسياستيا المالية كمثاؿ عف الدكؿ النامية المنتيجة‬
‫لسياسة التقشؼ نجد‪ :‬جميورية مصر العربية‪ ،‬ا لتي بمغ عجز الميزانية العامة فييا خبلؿ العاـ المالي‬
‫‪%68‬مف الناتج المحمي‬ ‫‪ 2012-2011‬نحك ‪ 1708‬مميار جنيو‪ ،‬كقد ارتفع الديف العاـ المحمي ليبمغ‬
‫اإلجمالي في ‪ ،2011‬بينما بمغت نسبة الديف الخارجي نحك ‪%152‬مف إجمالي الناتج المحمي في نفس‬
‫العاـ‪ .‬كمع إعبلف الحككمة اعتزاميا تطبيؽ سياسات تقشفية لعبلج عجز الميزانية الذم بمغ ما يزيد عف‬
‫‪ 135‬مميار جنيو في حالة عدـ تطبيؽ ىذه اإلجراءات‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬واقع عجز الميزانية العامة والدين العام في مصر‬


‫بمغ العجز الكمي لمميزانية العامة سنة ‪ 2002-2001‬قيمة ‪ 221‬مميار جنيو‪ ،‬ككصؿ‬
‫‪ 1708‬مميار جنيو في العاـ المالي ‪ ،2011-2010‬أما الديف العاـ المحمي تطكر خبلؿ الفترة‬

‫الممتدة مف ‪ 2007‬إلى ‪ ،2012‬كالشكؿ المكالي يكضح ذلؾ‪.‬‬


‫الشكل رقم (‪ :)06‬تطور إجمالي الدين العام المحمي‬
‫مميار جنيو‬
‫‪1200‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪800‬‬

‫‪600‬‬

‫‪400‬‬

‫‪200‬‬

‫‪0‬‬
‫يونيو ‪2007‬‬ ‫يونيو ‪2008‬‬ ‫يونيو ‪2009‬‬ ‫يونيو ‪2010‬‬ ‫يونيو ‪2011‬‬ ‫مارس ‪2012‬‬

‫المصدر‪ :‬إبراىيـ الغيطاني‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.08‬‬

‫أما الديف العاـ الخارجي في مصر فقد انتيج المسار المكضح في الشكؿ التالي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)07‬تطور إجمالي الدين العام الخارجي‬
‫مميار دكالر‬

‫‪1200‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪800‬‬

‫‪600‬‬

‫‪400‬‬

‫‪200‬‬

‫‪0‬‬
‫يونيو ‪2007‬‬ ‫يونيو ‪2008‬‬ ‫يونيو ‪2009‬‬ ‫يونيو ‪2010‬‬ ‫يونيو ‪2011‬‬ ‫مارس ‪2012‬‬

‫المصدر‪ :‬إبراىيـ الغيطاني‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.09‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التدابير التقشفية المصرية‬


‫إف التدابير التقشفية المصرية مزيجا بيف تخفيض اإلنفاؽ العاـ كزيادة الضرائب مف خبلؿ‬
‫تعديبلت عمى الضرائب الدخؿ كالمبيعات كالدمغة كالعقارات‪ ،‬كاعادة النظر في تعريفة أسعار خدمات‬
‫المرافؽ (الكيرباء‪ ،‬المياه‪ ،‬الغاز الطبيعي) كاتفاؽ عمى قرض ممنكح مف صندكؽ النقد الدكلي إلى مصر‬
‫بقيمة ‪ 4.8‬مميار دكال‪ ،‬كالجدكؿ المكالي يكضح انخفاض العجز الكمي كذلؾ عف طريؽ اتباع كصفة‬
‫صندكؽ النقد الدكلي‪ ،‬التي ترتكز عمى ثبلث محاكر‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)02‬قيم العجز الكمي في جميورية مصر العربية‬
‫‪2017-2016‬‬ ‫‪2014-2013‬‬ ‫‪2012-2011‬‬ ‫السنوات‬
‫‪6,5‬‬ ‫‪8,5‬‬ ‫‪11‬‬ ‫قيـ العجز الكمي (‪)%‬‬
‫المصدر‪ :‬إبراىيـ الغيطاني‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.10‬‬

‫كفيمايمي المحاكر الثبلثة التي طبقت في إطار سياسة التقشؼ في جميكرية مصر العربية‪:‬‬
‫‪ ‬تعظيم الحصيمة الضريبية‪ :‬التي شممت عدة أنكاع مف الضرائب كىي‪ :‬ضريبة الدخؿ‪ ،‬ضريبة‬
‫المبيعات‪ ،‬ضريبة الدمغة‪ ،‬الضريبة العقارية ىذه األنكاع األربعة مف الضرائب قد رفع مف قيمتيا كتـ‬
‫ذلؾ بمكجب مراسيـ صادرة عف رئيس الجميكرية المصرية؛‬
‫‪ ‬ىيكمة دعم الوقود‪ :‬كافؽ مجمس الكزراء عمى إلغاء دعـ المكاد البتركلية باعتبار أف ىذا الدعـ يمثؿ‬
‫مصركفات زائدة عمى الحككمة المصرية؛‬
‫‪ ‬تحرير أسعار خدمات المرافق‪ :‬في ىذا الخصكص أقررت الجيات التنفيذية بشأف قطاع الكيرباء‬
‫كالمياه كالغاز الطبيعي إعادة النظر في تعريفو كؿ منيا كذلؾ مف خبلؿ زيادتيا كرفع الدعـ عنيا‪.‬‬
‫ككخبلصة بشأف انتياج سياسة تقشفية في إحدل الدكؿ النامية كىي جميورية مصر العربية يمكننا القكؿ‬
‫بأف الدكلة كفي ظؿ انتياجيا ليذه السياسة‪ ،‬غابت عنيا العدالة االجتماعية التي أدت إلى عدـ االستقرار‬
‫السياسي‪ ،‬األمر الذم مف شأنو أف يعرقؿ مسار التنمية كحتى مسار كفعالية ىذه السياسة كالجيكد‬
‫اإلصبلحية‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬تجربة دولة متقدمة مع سياسة التقشف "اليونان"‬


‫ديفيد كاميرون ‪*1‬يقكؿ‪" :‬إف مف يحاجكف بأف التصدم لمعجز لدينا كالنيكض بالنمك أمراف‬
‫متعرضاف مخطئكف نكعا ما فأنت ال تستطيع القياـ باألكؿ لمنيكض بالثاني"‪.‬‬
‫التحدم الذم يكاجو االقتصادات المتقدمة ىك كيفية تخفيض الديكف إلى مستكيات آمنة‪ ،‬كتخفيض العجز‬
‫في النمك كتكفير فرص عمؿ خاصة في األجؿ القصير كبالتالي ضبط أكضاع المالية العامة كىك ما يدفع‬
‫اقتصاديات المتقدمة إلى اتباع خطط لمتقشؼ المالي تحظى بالمصداقية كىك أمر يجبرنا عمى القياـ‬

‫‪ *1‬ديفيد كاميركف‪ :‬رئيس الكزراء البريطاني‪.‬‬


‫بمكازنة بيف المنافع األطكؿ أجبل المحتممة لمتقشؼ المالي مقابؿ التأثيرات المعاكسة قصيرة األجؿ عمى‬
‫النمك كالكظائؼ‪.‬‬
‫كفي ظؿ ىذه األكضاع اعتمدت الحككمات سياسات لمتقميؿ الديكف كالعجز الحككمي‪ ،‬كذلؾ بأف‬
‫يعتزـ تكليفة مف تخفيض اإلنفاؽ كزيادة الضرائب‪ ،‬كىذه الخطط كانت شائعة مف خبلؿ ‪ 173‬نكبة اعتمد‬
‫فييا ‪ 17‬اقتصادا متقدما تدابير خاصة بالميزانية العامة ترمي إلى التقشؼ المالي‪ ،‬كىذه الدكؿ ىي‪:‬‬
‫إسبانيا‪ ،‬استراليا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬إيرلندا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬البرتغاؿ‪ ،‬بمجيكا‪ ،‬الدنمارؾ‪ ،‬السكيد‪ ،‬فرنسا‪ ،‬فرلندا‪ ،‬كندا‪ ،‬المممكة‬
‫المتحدة كالنمسا‪ ،‬ىكلندا‪ ،‬الكاليات المتحدة األمريكية‪ ،‬الياباف‪ ،‬باإلضافة إلى اليكناف التي كجدت الخيار‬
‫األمثؿ لمخركج مف أزمة الديون السيادية ‪.**1‬‬
‫حيث بمغ العجز في الميزاف التجارم اليكناني ‪ %14,4‬سنة ‪ ،2008‬كفي الميزانية ‪ %7,7‬مف الناتج‬
‫‪ %112,9‬سنة ‪ .2008‬كارتفعت جراء ذلؾ نسبة الفائدة عمى الديكف‬ ‫المحمي‪ ،‬كحجـ الديف العاـ‬
‫المستحقة‪ ،‬كارتفع كذلؾ العجز اإلنمائي لمديكف الحككمية‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)03‬مؤشرات أداء االقتصاد اليوناني ( ‪)2011-2008‬‬
‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫البيان‬
‫‪215,088‬‬ ‫‪227,3318‬‬ ‫‪231,642‬‬ ‫‪232,920‬‬ ‫الناتج المحمي اإلجمالي (مميار دكالر)‬
‫‪170,6‬‬ ‫‪148,3‬‬ ‫‪129,7‬‬ ‫‪112,9‬‬ ‫إجمالي الديف العاـ مف الناتج المحمي اإلجمالي (‪)%‬‬
‫‪658,0355‬‬ ‫‪513,0329‬‬ ‫‪682,0299‬‬ ‫‪284,0263‬‬ ‫إجمالي الديف العاـ (مميار يكرك)‬
‫‪-7,1‬‬ ‫‪-4,9‬‬ ‫‪-3,1‬‬ ‫‪-0,2‬‬ ‫معدؿ النمك االقتصادم(‪)%‬‬
‫المصدر‪ :‬إبراىيـ الغيطاني‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.18‬‬

‫في ظؿ الظركؼ االقتصادية المزرية التي آال ليا االقتصاد اليكناني في خضـ أزمة الديكف‬
‫السيادية تبنى السياسة التقشفية أمبل في الخركج مف المأزؽ االقتصادم‪ ،‬كالتي كانت بدايتيا في‬
‫ماي‪ ،2010‬عندما صادؽ كؿ مف اإلتحاد األكركبي كصندكؽ النقد الدكلي عمى خطة انقاذ مدتيا ثبلثة‬
‫سنكات بقيمة ‪ 110‬مميارات يورو (‪ 151‬مميار دكالر)‪ ،‬عمى أف تمتزـ اليكناف خبلليا بتنفيذ تدابير تقشفية‬

‫‪**1‬أزمة الديون السيادية‪ :‬فالديف السيادم إذف ىك ديف عمى حككمة دكلة مف دكؿ العالـ مقكـ بعممة غير عممتيا المحمية‪،‬‬
‫كعمى ذلؾ فإف الفرؽ بيف الديف الحككمي كالديف السيادم ىك في طبيعة عممة اإلصدار التي يتـ عمى أساسيا اقتراض‬
‫الحككمة‪.‬‬
‫"حزمة اإلنقاذ األولى"‬ ‫قاسية لخفض ديكنيا بقيمة ‪ 30‬مميار يورو ( ‪ 43‬مميار دكالر) فيما يعرؼ بػ‪:‬‬
‫ككانت نتائجيا كمايمي‪:1‬‬
‫‪ 2011‬كذلؾ نتيجة خفض المعاشات‪ ،‬خكصصة بعض‬ ‫‪ ‬تكفير‪ 6,5‬مميار دكالر في جكاف‬
‫المنشآت كزيادة الضرائب عمى الدخؿ؛‬
‫‪ ‬كفي أكتكبر ‪ 2011‬تـ خفض األجكر بنسبة ‪%20‬؛‬
‫‪ %22‬كتسريح ‪ 15‬ألؼ مكظؼ‬ ‫‪ ‬كفي فيفرم ‪ 2012‬تـ تقميص الحد األدنى لؤلجكر بنسبة‬
‫حككمي‪ ،‬نتج عنو ارتفاع معدالت البطالة إلى ‪ ،%21‬كانخفاض الناتج المحمي اإلجمالي بنسبة‬
‫‪ %7‬في الربح األخير مف العاـ ‪.2011‬‬
‫كتزامنا مع خطة اإلنقاذ األكلى تكاصمت االحتجاجات المناىضة لمتقشؼ مع أكثر مف ‪ %40‬مف الشباب‬
‫العاطميف عف العمؿ كعدـ الثقة المتزايدة المصاحبة لفقداف أىـ ما يطمبو أم فرد في المجتمع عمى إثر‬
‫زيادة في السف لمتعاقد في العمؿ كرفع سف التقاعد كبالتالي انتياؾ حقكؽ االنساف ‪ ،2‬كزيادة عدد المنتحريف‬
‫‪ ،3‬كحتى ذنب كؿ طفؿ يكلد في‬ ‫كما كاف الحاؿ مع الشيخ الذم لـ يرد أف يكرث ألبنائو ديكف المعيشة‬
‫‪ 950‬يورو‬ ‫أسرة لـ تممؾ حؽ دفع رسكـ المستشفى لكالدة في ظركؼ صحية جيدة‪ ،‬إذ بمغت الرسكـ‬
‫كبذلؾ أصبحت الكالدة حك ار عمى األسر الغنية فقط ‪.‬‬
‫كفي ظؿ كؿ ىذه الظركؼ تكاصمت الخطط التقشفية مع الحزمة الثانية كبذلؾ زاد معدؿ البطالة‬
‫ليصؿ ‪ %25,4‬في أكت ‪ ،2012‬كبعدىا أقر البرلماف اليكناني إجراءات تقشفية أشد قصكل تتضمف‪:‬‬
‫‪ ‬زيادات جديدة في الضرائب عمى مختمؼ أنكاعيا؛‬
‫‪ ‬خفض قيمة الركاتب التقاعدية كذلؾ بيدؼ تكفير ‪ 135‬مميار يكرك‪.‬‬
‫لترتفع ذلؾ نسبة االنتحار إلى ‪ %40‬مقارنة بالسنكات القميمة الماضية‪.‬‬
‫كمف خبلؿ دراسة سياسة التقشؼ في جميكرية مصر العربية كاليكناف نجد أف ذات السياسة‬
‫طبقت في دكلتيف عمى درجتيف مختمفتيف مف النمك االقتصادم كالعجز المالي الداخمي كالخارجي‪ ،‬إال أف‬
‫اليدؼ مف انتياجيا ىك ذاتو في الدكلتيف رغـ اختبلؼ اإلجراءات المطبقة بعنكاف ىذه السياسة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لكفا ار ككتكماالال‪ ،‬ترجمة تاليا رحمة‪ ،‬األزمة المالية اليونانية بأقالم األفارقة‪ ،‬مقاؿ مقدـ ضمف الكتاب اإللكتركني‬
‫"أوروبا في خضم األزمة"‪ ،‬كتب األصكات العربية‪ ،‬نكفمبر ‪ ،2012‬النسخة األكلى‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫استيريس ماسكراس‪ ،‬ترجمة نايا فارس‪ ،‬األزمة المالية اليونانية واإلحتجاجات المناىضة لمتقشف ‪ ،‬مقاؿ مقدـ ضمف‬
‫الكتاب اإللكتركني "أوروبا في خضم األزمة"‪ ،‬كتب األصكات العربية‪ ،‬نكفمبر ‪ ،2012‬النسخة األكلى‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪3‬‬
‫فيركنيكي كريككني‪ ،‬ترجمة محمد عادؿ‪ ،‬اليونان‪ :‬الوالدة ليست حك ار عمى األغنياء ‪ ،‬مقاؿ مقدـ ضمف الكتاب اإللكتركني‬
‫"أوروبا في خضم األزمة"‪ ،‬كتب األصكات العربية‪ ،‬نكفمبر ‪ ،2012‬النسخة األكلى‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫يمكف القكؿ أف السياسة المنتيجة لحفظ إيرادات الدكلة أك البحث عف مصادر أخرل لئليرادات‪،‬‬
‫أك حتى الخركج مف األزمات المالية كاالقتصادية كالحمكؿ لمعالجة مختمؼ العجكزات عمى مستكل‬
‫المؤشرات االقتصادية الداخمية كالخارجية ىي سياسة التقشؼ‪ ،‬إال أف مضمكف ىذه السياسة كمختمؼ‬
‫اإلجراءات المطبقة في إطارىا كتحت عنكانيا يختمؼ مف دكلة إلى أخرل‪ ،‬كذلؾ تبعا ألداء اقتصادىا‬
‫كامكانياتو المتاحة كالمسخرة مف أجؿ النيكض بمختمؼ القطاعات االقتصادية كمدل تقبؿ الشعب ىذه‬
‫السياسة كمساندة الحككمة لتطبيقيا باعتبارىا حؽ ككاجب عمى الشعب كالحككمة في آف كاحد‪ ،‬كالحككمة‬
‫الجزائرية كاحدة مف الحككمات التي لجأت إلى سياسة التقشؼ في ظؿ ما عانت منو مف شح في المكارد‬
‫المالية أدل إلى سكء تسيير المالية العامة‪ ،‬نتج عنيا خمؿ في النظاـ المالي كاالقتصادم كاالجتماعي عمى‬
‫حد سكاء‪ ،‬كىذا ما سنتطرؽ إليو في الفصؿ األخير‪.‬‬
‫تمييد‪:‬‬
‫شيد العالـ منذ األليفة الثالثة عدـ استقرار في أسعار الطاقة النفطية‪ ،‬مما أثر عمى الدكؿ‬
‫المصدرة كالمستكردة ليا عمى حد السكاء‪ ،‬كىذا التذبذب كعدـ االستقرار راجع لعدة عكامؿ دكلية‬
‫اقتصادية كأخرل سياسية‪ ،‬كحتى بيئية بإضافة إلى العقبات المتعمقة بإمكانيات نفا ذ ىذا النكع مف الطاقة‪.‬‬
‫حيث أف فترة ( ‪ )2015-2000‬كانت جديرة بالدراسة نظ ار لما حممت أسعار النفط مف مفاجئات تعمقت‬
‫بارتفاع أسعارىا إلى حد خيالي‪ ،‬أك انخفاضيا بشكؿ غير معقكؿ لذلؾ كاف عمى الجزائر باعتبارىا دكلة‬
‫نفطية (ريعية) تأثرت بالتذبذبات الحاصمة في أسعار النفط سكاء عمى مستكل‪ :‬االقتصادم أك السياسي‬
‫كحتى االجتماعي أف تتخذ جممة مف اإلجراءات كالسياسات لمكاجية انخفاض المداخيؿ النفطية‪ ،‬كحتى‬
‫التحكؿ باقتصادىا مف اقتصاد يعتمد عمى مكرد كاحد إلى اقتصاد متنكع يستطيع أف يمكؿ الميزانية العامة‬
‫كاعطائيا القدرة عمى تغطية جممة نفقاتيا في مختمؼ القطاعات االقتصادية كالمشاريع التنمكية دكف‬
‫االعتماد المباشر كالكمي عمى النفط‪ .‬كلشرح ىذه اإلجراءات كالسياسات كحتى اإلستراتيجيات المتخذة مف‬
‫قبؿ الحككمة الجزائرية لمكاجية تداعيات األزمة النفطية ككذا تجنب التضرر منيا مستقببل‪ ،‬ارتأينا معالجة‬
‫ىذا الفصؿ في ثبلث مباحث ىي كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬االقتصاد الجزائرم في ظؿ تقمبات أسعار النفط خبلؿ الفترة (‪)2015-2000‬‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬اإلجراءات التقشفية المطبقة في الجزائر ؛‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬بدائؿ كاستراتيجيات لتمكيؿ الميزانية العامة في ظؿ األزمة النفطية‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬االقتصاد الجزائري في ظل تقمبات أسعار النفط خالل الفترة‬
‫(‪)2015-2000‬‬
‫يعتبر القطاع النفطي أىـ قطاع اقتصادم في الجزائر‪ ،‬إذ أف الجانب المالي الجزائرم يسير عمى‬
‫خطى نفس أسعار النفط في العالـ الخارجي‪ ،‬كفي ظؿ التراجع الكبير الذم شيدتو أسعار النفط في السكؽ‬
‫العالمية ظيرت العديد مف اآلثار كالتداعيات عمى مختمؼ المؤشرات االقتصادية الجزائرية الداخمية منيا‬
‫كالخارجية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تطور أسعار النفط خالل الفترة (‪)2015-2000‬‬


‫مع بداية القرف الكاحد كالعشريف استعادت أسعار النفط انتعاشيا‪ ،‬كلكف كانت ىناؾ بعض‬
‫األحداث كالكقائع التي عرقمة ذلؾ كلمتعرؼ أكثر عمى ىذه المعيقات نتتبع مسار أسعار النفط مف سنة‬
‫‪ 2000‬إلى غاية سنة ‪.2015‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تطور أسعار النفط خالل الفترة (‪)2008-2000‬‬


‫شيدت الفترة ( ‪ )2015-2000‬ارتفاعا متكاصبل ألسعار النفط عمى العمكـ دكف أف نتجاىؿ‬
‫سنة ‪ 2000‬قدر سعر برميؿ النفط‬ ‫بعض االنخفاضات الناتجة عف بعض األسباب الطارئة‪ ،‬ففي‬
‫‪ 23,12‬دكالر‪،‬‬ ‫‪ 27,6‬دكالر ‪ ،‬أما سنة ‪ 2001‬شيدت أسعا ر النفط انخفاضا فقدر سعر البرميؿ بػ‬
‫‪ 120‬ألؼ‬ ‫كالسبب في ذلؾ أحداث ‪11‬سبتمبر‪ ،2001‬التي نتج عنيا انخفاض في طمب النفط ليصؿ‬
‫برميؿ يكميا ‪ ،1‬إال أف األمر تـ تداركو في سنة ‪ 2002‬ليبمغ سعر البرميؿ ‪ 24,3‬دكالر كذلؾ راجع لعدة‬
‫أسباب منيا ‪ :2‬الكضع غير المستقر في منطقة الشرؽ األكسط كفنزكيبل‪ ،‬كاستمر االرتفاع سنة ‪2003‬‬
‫ليبمغ سعر اؿبرميؿ ‪ 28,2‬دكالر‪ ،‬أما سنة ‪ 2004‬فقد اتسمت بجممة مف األحداث التي ساىمت في رفع‬
‫أسعار النفط إلى ‪ 36‬دكالر لمبرميؿ في الربع األكؿ مف ىا‪ ،‬ك ‪ 42‬دكالر في الربع الثاني ك ‪ 50‬دكالر في‬

‫نعيمة حمادم‪ ،‬تقمبات أسعار النفط وانعكاسات عمى تمويل التنمية في الدول العربية خالل الفترة ‪1986‬ــ‪،2008‬‬ ‫‪1‬‬

‫مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص نقكد كمالية‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية‬
‫كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة الشمؼ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪ ،2009-2008‬ص ‪.94‬‬
‫سمية مكرم‪ ،‬أثر تقمبات أسعار البترول عمى التنمية االقتصادية في الجزائر ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة‬ ‫‪2‬‬

‫الدكتكراه‪ ،‬تخصص مالية دكلية‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة تممساف‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫دفعة ‪ ،2015-2014‬ص ‪.82‬‬
‫لتصؿ ‪ 57,92‬دوالر في‬ ‫الربع األخير مف نفس السنة ‪ ،1‬ك كاصمت أسعار النفط مسارىا التصاعدم‬
‫سبتمبر ‪ 2005‬كذلؾ راجع إلى ال رتفاع معدؿ نمك االقتصاد العالمي إلى ‪ %4,9‬أمر أدل إلى ارتفاع‬
‫‪ 83,3‬مميكف برميؿ بداية ‪ 2005‬إلى ‪ 84,3‬مميكف برميؿ في‬ ‫إجمالي الطمب العالمي عمى النفط مف‬
‫نياية السنة نفسيا ‪ ،2‬كتكاصؿ االرتفاع سنة ‪ 2006‬ليبمغ في أفريؿ ‪ 70,26‬دكالر كفي جكيمية‪ 78‬دكالر‬
‫كالعراؽ كاستيداؼ المنشآت‬ ‫كىذا االرتفاع كاف نتاج االضطرابات السياسية كأعماؿ العنؼ في نيجريا‬
‫النفطية بيما باإلضافة إلى تكقؼ اإلنتاج في شركة البتركؿ البريطانية كتعطؿ اإلنتاج الركسي ككؿ ىذا‬
‫في ظؿ ارتفاع الطمب العالمي عمى النفط بسبب نمك الصيف كالياباف ‪ ،3‬إال أف ىذا االرتفاع لـ بدـ طكيبل‬
‫فقد شيدت أسعار النفط انحدا ار قكيا ليصؿ سعر البرميؿ في شير أكتكبر مف نفس السنة ‪ 53,37‬دكالر‪.‬‬
‫أما السعر سنة ‪ 2007‬فقد انتيج المسار التصاعدم ؿ قدر بػ ‪ 90‬دكالر‪ ،‬كذلؾ نتيجة لػ ‪ :4‬المضاربات‬
‫اتجاه‬ ‫ك استمرار ضعؼ سعر صرؼ الدكالر‬ ‫كزيادة تدفؽ االستثمارات إلى أسكاؽ النفط المستقبمية‬
‫العمبلت الرئيسية األخرل ‪ ،‬أما سنة ‪ 2008‬فقد شيدت عدة تقمبات ألسعار النفط فقد كاف السعر في‬
‫‪ 117,6‬دكالر‪ ،‬الفصؿ الثالث ‪113,5‬‬ ‫الفصؿ األكؿ منيا يقدر بػ ‪ 92,7‬دكالر‪ ،‬كفي الفصؿ الثاني‬
‫دكالر كالفصؿ األخير ‪ 52,5‬دكالر لمبرميؿ‪ .‬كىذا التدىكر راجع إلى األزمة المالية التي ألقت بضبلليا‬
‫عمى السكؽ النفطية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تطور أسعار النفط خالل الفترة (‪)2015-2000‬‬


‫شيدت الساحة االقتصادية‪ ،‬المالية كالسياسية العالمية عدة أحداث كاف ليا التأثير السمبي أك‬
‫اإليجابي عمى أسعار النفط‪ ،‬ففي سنة ‪ 2009‬ارتفع الطمب عمى النفط مف طرؼ "ثاني بمد مستيمؾ لو"‬

‫أماؿ رحماف‪ ،‬مستقبل الصناعة النفطية في ظل التنمية المستدامة ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الدكتكراه‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫تخصص اقتصاد كتسيير البيئة‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كالعمكـ التجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫كرقمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪ ،2014-2013‬ص ‪.28‬‬
‫نعيمة حمادم‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.95‬‬ ‫‪2‬‬

‫جميمة قنادزة‪ ،‬الجباية البترولية في الجزائر ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص تسيير المالية‬ ‫‪3‬‬

‫العامة‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة تممساف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪،2011-2010‬‬
‫ص‪.51‬‬
‫مسعكد مييكب‪ ،‬دراسة قياسية النعكاسات تقمبات أسعار النفط عمى بعض متغيرات االقتصاد الكمي الجزائري‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪4‬‬

‫مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كالتجارية كعمكـ التسيير‪،‬‬
‫جامعة المسيمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪ ،2012-2011‬ص‪.115‬‬
‫كىك الصيف ‪ 1‬فارتفع السعر إلى حدكد ‪ 65‬دكالر لؿبرميؿ في منتصؼ ىذه السنة‪ ،‬كبقيت األسعار تتحسف‬
‫إلى أف بمغت في أكتكبر ‪ 2009‬حكالي ‪ 73,36‬دكالر‪ ،‬كفي نكفمبر مف نفس السنة بمغ سعر البرميؿ‬
‫الكاحد مف النفط ‪ 76‬دكالر‪ ،‬كفي ‪ 22‬ديسمبر ‪ 2009‬السعر قدر بػ ‪ 73,77‬دكالر لمبرميؿ كفي سنة‬
‫‪ 2010‬قدر بػ ‪ 77,45‬دكالر لمبرميؿ‪ ،‬أما سنة ‪ 2011‬فالسعر فييا بمغ حكالي ‪ 107,46‬دكالر كذلؾ‬
‫بسبب‪ :2‬عكدة الحالة الطبيعية الدكرية لئلنتاج كالتجارة العالمية مف قبؿ االقتصاديات الصاعدة في كؿ مف‬
‫أسيا‪ ،‬إفريقيا الجنكبية كالقمؽ مف تكقؼ الصادرات النفطية الميبية كبالتالي الكقكع في قمة العرض‪.‬‬
‫أما في سنة ‪ 2012‬بمغ سعر برميؿ النفط ‪ 109,45‬دكالر ‪ ،‬كفي سنة ‪ 2013‬بمغ السعر ‪105,87‬‬
‫دكالر‪ ،‬كبقي السعر يتسـ باالستقرار إلى غاية أوت ‪ 2014‬ثـ بدأ باالنخفاض كالجدكؿيف التالييف يكضحاف‬
‫تطكر أسعار البرميؿ الكاحد مف النفط مف أكت ‪ 2014‬إلى أكت ‪.32015‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)04‬أسعار النفط الشيرية خالل سنة ‪2014‬‬
‫دكالر‪/‬لمبرميؿ‬
‫سنة ‪2014‬‬
‫ديسمبر‬ ‫نكفمبر‬ ‫أكتكبر‬ ‫سبتمبر‬ ‫أكت‬
‫‪59,46‬‬ ‫‪75,57‬‬ ‫‪85,06‬‬ ‫‪95,98‬‬ ‫‪100,75‬‬
‫المصدر‪ :‬إيماف العيداني‪ ،‬دراماتيكية انخفاض أسعار النفط‪ :‬األسباب وطرق العالج ‪ ،‬كرقة بحثية مقدمة إلى الممتقى الدكلي‬
‫بعنكاف‪" :‬انعكاسات انييار أسعار النفط عمى الدول المصدرة لو (المخاطر والحمول)"‪ ،‬جامعة المدية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يكمي‬
‫‪ 08/07‬أكتكبر‪.2015‬‬

‫أما الجدكؿ المكالي فيك يكضح تطكر أسعار النفط خبلؿ سنة ‪:2015‬‬

‫‪ 1‬بنيف بغداد‪ ،‬نمذجة قياسية لدراسة أسعار بترول الجزائر(دراسة حالة صحاري بالند)‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ‬
‫شيادة الماجستير في العمكـ االقتصادية ‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪-2008‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.45‬‬
‫أحمد يكزبرة‪ ،‬أثر تقمبات أسعار البترول وانعكاساتيا عمى االقتصاد الجزائري خالل الفترة ‪ ،2013-1998‬مذكرة مقدمة‬ ‫‪2‬‬

‫ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص اقتصاد دكلي‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كالتجارية‬
‫كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة سكيكدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪ ،2014-2013‬ص ‪.48‬‬
‫إيماف العيداني‪ ،‬دراماتيكية انخفاض أسعار النفط‪ :‬األسباب وطرق العالج ‪ ،‬كرقة بحثية مقدمة إلى الممتقى الدكلي بعنكاف‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫"انعكاسات انييار أسعار النفط عمى الدول المصدرة لو "المخاطر والحمول""‪ ،‬جامعة المدية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يكمي ‪08/07‬‬
‫أكتكبر‪.2015‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)05‬تطور أسعار النفط خالل سنة ‪2015‬‬
‫سنة ‪2015‬‬
‫أكت‬ ‫جكيمية‬ ‫جكاف‬ ‫مام‬ ‫أفريؿ‬ ‫مارس‬ ‫فيفرم‬ ‫جانفي‬
‫‪46,20‬‬ ‫‪54,19‬‬ ‫‪60,21‬‬ ‫‪62,16‬‬ ‫‪57,30‬‬ ‫‪52,46‬‬ ‫‪54,06‬‬ ‫‪44,38‬‬
‫المصدر‪ :‬إيماف العيداني‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬

‫مف خبلؿ الجدكليف نبلحظ أف ىناؾ تدىكر ممحكظ في أسعار النفط كىذا راجع إلى أسباب‬
‫مختمفة‪ ،‬أبرزىا مايمي ‪:1‬‬
‫‪ ‬الطمب والعرض العالمي عمى النفط ‪ :‬تتحكـ في الطمب كالعرض عمى النفط كؿ عمى حدل جممة مف‬
‫األسباب‪ ،‬كفيمايمي تطرؽ ألىـ ىا‪:‬‬
‫الطمب عمى النفط‪ :‬تأثر بالرككد الحاصؿ في أكركبا ككذا تراجع الصيف بعد األداء القكم لو كارتفاع سعر‬
‫صرؼ الدكالر مما أدل إلى تراجع الطمب عميو‪.‬‬
‫كتزايد انتاج النفط‬ ‫العرض العالمي عمى النفط ‪ :‬عند تركيز األكبؾ عمى الحصص بدال مف األسعار‬
‫الصخرم زاد عرض النفط مما أدل إلى انخفاض سعره‪.‬‬
‫‪ ‬العوامل جيوسياسية (الجيوبوليتيكية)‪ :‬كالمتمثمة في التكترات كاالضطرابات كالنزاعات التي تحدث في‬
‫مناطؽ انتاج النفط كتكريره؛‬
‫‪ ‬العوامل المناخية‪ :‬حيث أف بركدة الطقس تؤدم إلى زيادة الطمب عمى النفط كبالتالي زيادة سعره؛‬
‫‪ ‬تغير سعر الصرف الدوالر‪ :‬حيث أنو ىناؾ عبلقة عكسية بيف سعر النفط كسعر صرؼ الدكالر؛‬
‫‪ ‬نفاذ المستثمرين الماليين إلى سوق النفط‪.‬‬
‫كجممة ىذه األسباب أدت بأسعار النفط إلى االنخفاض المشيكد في السكؽ العالمية حاليا‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى المتغيرات االقتصادية الخارجية‬
‫مؤشرات التكازف الخارجي تتمثؿ في‪ :‬الصادرات‪ ،‬الكاردات كمنو رصيد الميزاف التجارم‪ ،‬االستثمار‬
‫األجنبي كاالستثمار الخارجي‪ ،‬المديكنية الخارجية‪ ،‬كؿ ىذه المتغيرات كاف ألسعار النفط بالغ األىمية في‬
‫التأثير عمييا‪ .‬ككاف ذلؾ كمايمي‪:‬‬

‫فاطمة الزىراء سعيدم‪ ،‬تغيرات أسعار النفط في السوق الدولية خالل الفترة (‪ )205-1990‬وأىم العوامل المؤثرة فييا‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫كرقة بحثية مقدمة ضمف الممتقى الدكلي‪" :‬انعكاسات انييار أسعار النفط عمى الدول المصدرة لو (المخاطر والحمول )"‪،‬‬
‫جامعة المدية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يكمي ‪ 08/07‬أكتكبر‪ ،2015‬ص‪-‬ص ‪.14-10‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى الميزان التجاري الجزائري‬
‫إف التقمبات التي شيدتيا أسعار النفط خبلؿ الفترة الممتدة مف ‪ 2000‬إلى ‪ ،2014‬أثرت بشكؿ‬
‫كبير عمى رصيد الميزاف التجارم‪ ،‬حيث أدل االرتفاع الحاصؿ في أسعار النفط إلى تكفير العممة الصعبة‬
‫لمدكلة‪ ،‬كالتي سمحت ليا بتمكيؿ احتياجاتيا مف العالـ الخارجي‪ ،‬كالجدكؿ التالي يكضح تطكر بنكد‬
‫الميزاف التجارم في ظؿ تقمبات أسعار النفط خبلؿ الفترة الممتدة مف ‪ 2000‬إلى ‪.2014‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)06‬تطور بنود الميزان التجاري خالل الفترة ( ‪)2014-2000‬‬
‫الكحدة‪ :‬مميار دكالر‬
‫متوسط سعر‬ ‫قيمة الصادرات‬
‫البرميل من‬ ‫رصيد ميزان‬ ‫الصادرات‬ ‫الصادرات من‬ ‫إجمالي‬ ‫السنوات‬
‫النفط‬ ‫التجاري‬ ‫قيمة الواردات‬ ‫خارج‬ ‫المحروقات‬ ‫الصادرات‬
‫(الدوالر)‬ ‫المحروقات‬
‫‪27,69‬‬ ‫‪12,3‬‬ ‫‪9,35‬‬ ‫‪0,59‬‬ ‫‪21,06‬‬ ‫‪21,65‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪24,85‬‬ ‫‪9,31‬‬ ‫‪9,48‬‬ ‫‪0,56‬‬ ‫‪18,53‬‬ ‫‪19,09‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪25,24‬‬ ‫‪6,70‬‬ ‫‪12,01‬‬ ‫‪0,61‬‬ ‫‪18,10‬‬ ‫‪18,71‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪29,03‬‬ ‫‪11,14‬‬ ‫‪13,32‬‬ ‫‪0,47‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪24,47‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪38,65‬‬ ‫‪14,27‬‬ ‫‪17,95‬‬ ‫‪0,66‬‬ ‫‪31,55‬‬ ‫‪32,22‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪54,6‬‬ ‫‪26,64‬‬ ‫‪19,86‬‬ ‫‪0,74‬‬ ‫‪45,59‬‬ ‫‪46,33‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪65,7‬‬ ‫‪34,06‬‬ ‫‪20,68‬‬ ‫‪1,13‬‬ ‫‪53,61‬‬ ‫‪54,74‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪74,9‬‬ ‫‪34,23‬‬ ‫‪26,35‬‬ ‫‪0,98‬‬ ‫‪59,61‬‬ ‫‪60,59‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪99,9‬‬ ‫‪40,52‬‬ ‫‪38,07‬‬ ‫‪1,4‬‬ ‫‪77,19‬‬ ‫‪78,59‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪62,3‬‬ ‫‪7,78‬‬ ‫‪37,40‬‬ ‫‪0,77‬‬ ‫‪44,41‬‬ ‫‪45,18‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪80,2‬‬ ‫‪18,20‬‬ ‫‪38,89‬‬ ‫‪0,97‬‬ ‫‪56,12‬‬ ‫‪57,09‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪112,9‬‬ ‫‪25,96‬‬ ‫‪46,93‬‬ ‫‪1,23‬‬ ‫‪71,66‬‬ ‫‪72,89‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪111‬‬ ‫‪20,17‬‬ ‫‪51,57‬‬ ‫‪1,15‬‬ ‫‪70,32‬‬ ‫‪71,47‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪109,5‬‬ ‫‪9,38‬‬ ‫‪54,99‬‬ ‫‪1,05‬‬ ‫‪63,33‬‬ ‫‪64,38‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪100,2‬‬ ‫‪0,59‬‬ ‫‪59,44‬‬ ‫‪1,69‬‬ ‫‪58,34‬‬ ‫‪60,04‬‬ ‫‪2014‬‬
‫المصدر‪ :‬كماؿ باصكر‪ ،‬أثر تقمبات أسعار البترول عمى أداء مؤشرات االقتصاد الجزائري خالل الفترة (‪،)2014-2000‬‬
‫كرقة بحثية مقدمة ضمف الممتقى الدكلي‪" :‬انعكاسات انييار أسعار النفط عمى اقتصاديات المصدرة لو (المخاطروالحمول)"‪،‬‬
‫جامعة المدية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يكمي ‪ 08/07‬أكتكبر ‪ ،2015‬ص‪.11‬‬
‫مف خبلؿ الجدكؿ نبلحظ ارتفاعا في قيمة الصادرات اإلجمالية في الفترة ( ‪ ،)2008-2000‬حيث‬
‫سيطرت صادرات المحركقات بأكثر مف ‪ % 97‬مف إجمالي الصادرات الكطنية‪ ،‬أما سنة ‪ 2009‬شيدت‬
‫صادرات الجزائر انخفاضا بسبب انخفاض أسعار النفط‪ ،‬ثـ عاكدت اإلرتفاع في السنتيف التاليتيف‪2010 :‬‬
‫‪2013‬‬ ‫ك‪ ،2011‬حيث بمغت قيمتيا ‪ 71,74‬مميار دكالر نياية سنة ‪ ،2012‬إال أف ىذا لـ يدـ فسنة‬
‫كسنة ‪ 2014‬شيدتا عمى ذلؾ مف خبلؿ قيـ الصادرات‪ ،‬أما عف حجـ الصادرات خارج المحركقات فكانت‬
‫بنسب كقيـ ضئيمة كذلؾ بسبب ضعؼ الجياز اإلنتاجي الجزائرم‪.‬‬
‫أما بالنسبة لقيـ الكاردات اتجيت نحك االرتفاع مف سنة ‪ 2000‬إلى غاية ‪ 2014‬كىذا راجع إلى‬
‫ارتفاع العائدات مف العممة الصعبة نتيجة االرتفاع الكبير في أسعار النفط باإلضافة إلى التذبذبات‬
‫الحاصمة في سعر صرؼ الدكالر ػ ػ ػ خاصة االنخفاضات منيا ػ ػ ػ ىذا مف جية‪ ،‬كمف جية أخرل‪ ،‬مشاريع‬
‫‪ 2015-2001‬احتاجت إلى الكثير مف الكاردات‬ ‫اإلنعاش االقتصادم كدعـ النمك كالبرنامج الخماسي‬
‫خاصة المتعمقة بمكاد التجييز الصناعي‪.‬‬
‫كمف خبلؿ الجدكؿ كتحميؿ معطياتو نجد‪ :‬رصيد الميزاف التجارم سجؿ فكائض كبيرة نكعا ما‬
‫‪ 2014‬شيد عج از بقيمة‬ ‫خبلؿ الفترة ( ‪ ،)2012-2000‬كذلؾ بسبب أسعار النفط المرتفعة‪ ،‬كفي سنة‬
‫‪ 0,18‬مميار دكالر بسبب تناقص العائدات النفطية كنقص الصادرات األخرل كزيادة في قيمة الكاردات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى المديونية الخارجية الجزائرية‬
‫سجمت أسعار النفط تحسنا ممحكظا‪ ،‬كىذا التحسف انعكس بطريقة حسنة أيضا عمى المديكنية‬
‫الخارجية لمجزائر ‪ ،‬كالجدكؿ يكضح مدل تقمص مديكنية الجزائر الخارجية خبلؿ الفترة (‪)2014-2000‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)07‬تطور المديونية الخارجية الجزائرية خالل الفترة ( ‪)2014-2000‬‬
‫الكحدة‪ :‬مميار دكالر‬
‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬
‫‪5,6‬‬ ‫‪5,61‬‬ ‫‪17,19‬‬ ‫‪21,82‬‬ ‫‪23,35‬‬ ‫‪22,64‬‬ ‫‪22,57‬‬ ‫‪25,26‬‬ ‫المديونية‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬
‫‪3,9‬‬ ‫‪3,39‬‬ ‫‪3,69‬‬ ‫‪4,4‬‬ ‫‪5,45‬‬ ‫‪5,41‬‬ ‫‪5,58‬‬ ‫المديونية‬
‫المصدر‪ :‬محمد مداني‪ ،‬انييار أسعار النفط وتداعياتو عمى االقتصاد الجزائري ‪ ،‬كرقة بحثية مقدمة ضمف الممتقى الدكلي‪:‬‬
‫"انعكاسات انييار أسعار النفط عمى اقتصاديات المصدرة لو (المخاطر والحمول) "‪ ،‬جامعة المدية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫يكمي ‪ 08/07‬أكتكبر ‪.2015‬‬
‫مف خبلؿ الجدكؿ نبلحظ أف مستكيات المديكنية كانت في انخفاض مستمر متزامنا ذلؾ مع‬
‫االرتفاع الحاصؿ في أسعار النفط كلكف كاف ىناؾ بعض السنكات التي ارتفعت فييا‪:‬‬
‫سنة ‪ :2002‬شيدت ىذه السنة عج از في ميزاف المدفكعات مما أجبر الجزائر عمى االقتراض؛‬
‫سنة ‪ :2003‬ارتفع حجـ المديكنية ألف فاتكرة الكاردات ارتفعت لتبمغ ‪ 13,3‬مميار دكالر في ظؿ انخفاض‬
‫سعر صرؼ الدكالر األمريكي مقابؿ العمبلت الدكلية األخرل‪.‬‬
‫كفي السنكات التي تمت سنة ‪ 2003‬شيدت مستكيات المديكنية الخارجية انحدارا‪ ،‬بسبب العكائد‬
‫المحققة مف جراء ارتفاع أسعار النفط كما تبعيا مف ارتفاعات في حصيمة الصادرات النفطية التي سددت‬
‫الفاتكرة حتى بمغت سنة ‪ 2014‬قيمة ‪ 3,9‬مميار دكالر بعد أف كانت ‪ 25,26‬مميار دكالر سنة ‪.2000‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى االستثمار األجنبي في الجزائر‬
‫في مطمع سنة ‪ 2000‬تبنت الجزائر إصبلحات اقتصادية الستقطاب االست ثمار األجنبي مف‬
‫جية‪ ،‬كمف جية أخرل لتعزيز االستثمار المحمي كترقيتو كذلؾ مف خبلؿ التشريعات كالقكانيف المصدرة‪،‬‬
‫كعف طريؽ زيادة االنفاؽ العاـ إلنعاش النمك االقتصادم مف خبلؿ تخصيص حصص مالية ضخمة‬
‫لتييئة البنية التحتية كالتجييز‪ ،‬ككذا تخصيص حصص أخرل لنفقات التسيير كالتي تعمؿ بطريقة غير‬
‫مباشرة عمى جمب االستثمار األجنبي‪ ،‬فتحسيف اإلدارة كازالة القيكد كالعراقيؿ اإلدارية كميا تساىـ في تييئة‬
‫الجك االستثمارم‪.‬‬
‫كما أف االمتيازات الضريبية الممنكحة سعت إلى جمب المستثمر األجنبي‪ ،‬كؿ ىذه الظركؼ‬
‫المكاتية لتطكير االستثمار المحمي ككذا جذب االستثمار األجنبي كاف السبب فييا ارتفاع أسعار النفط‬
‫الذم ساىـ في زيادة المداخيؿ إلى الجزائر كبالتالي المساىمة في الزيادة اإلنتاج عمى االستثمار كتحسيف‬
‫ظركفو كالجدكؿ التالي يكضح ذلؾ‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)08‬تطور معدل االستثمار في الجزائر خالل الفترة ( ‪)2012-2000‬‬
‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنة‬
‫‪41,59‬‬ ‫‪36,11‬‬ ‫‪41,65‬‬ ‫‪37,49‬‬ ‫‪29,94‬‬ ‫‪30,80‬‬ ‫‪25,01‬‬ ‫معدل‬
‫االستثمار‬
‫‪GDP%‬‬
‫المصدر‪ :‬ببلؿ لكعيؿ‪ ،‬دور ارتفاع أسعار النفط في تنمية االستثمارات العربية البينية ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ‬
‫شيادة الدكتكراه‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪ ،2014-2013‬ص ‪.215‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى سعر صرف الدينار الجزائري‬
‫إف تراكـ العكائد المالية الناجمة عف زيادة انتعاش المكارد الطبيعية (النفط)‪ ،‬يؤدم إلى خمؽ فائض‬
‫في ميزاف المدفكعات‪ ،‬كمف ثـ ارتفاع في سعر صرؼ العممة المحمية‪ .‬كىك ما يطمؽ عميو بأثر النفقات‬
‫في ميداف "العمة اليكلندية "* ألف ىذا االرتفاع في سعر صرؼ العممة المحمية يؤدم إلى انخفاض في‬
‫ىا في برامجيا‬ ‫الصادرات غير النفطية كزيادة الكاردات‪ .‬كىذا التحميؿ ينطبؽ عمى الجزائر إال أف‬
‫"الدينار‬ ‫كاصبلحاتيا المختمفة كانتياجيا لنظاـ سعر الصرؼ المدار كانت تخفض مف قيمة عممتيا‬
‫الجزائري" كذلؾ لتشجيع الصادرات خارج المحركقات ‪ .1‬كالجدكؿ التالي يمخص لنا أىـ المحطات السعرية‬
‫لمدينار مقابؿ الدكالر‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)09‬تطور سعر صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر خالل الفترة‬
‫(‪)2015-2000‬‬
‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنة‬
‫‪69,8695‬‬ ‫‪69,0146‬‬ ‫‪76,652‬‬ ‫‪74,081‬‬ ‫‪70,5364‬‬ ‫‪67,4614‬‬ ‫سعر صرف الدينار‬
‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫السنة‬
‫‪72,0707‬‬ ‫‪70,8811‬‬ ‫‪69,9685‬‬ ‫‪66,4114‬‬ ‫‪69,3816‬‬ ‫‪71,3889‬‬ ‫سعر صرف الدينار‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫السنة‬
‫‪88,6568‬‬ ‫‪77,8952‬‬ ‫‪77,7382‬‬ ‫‪75,5866‬‬ ‫سعر صرف الدينار‬
‫‪Sourse : http://www.oa nda.com/currenay/historcal-rates.‬‬
‫تاريخ اإلطبلع‪.2016-05-22 :‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى المتغيرات االقتصادية الداخمية‬
‫م قيمة النفط في السكؽ النفطية‪ ،‬كاف‬
‫إف الجزائر باعتبارىا دكلة نفطية مداخميا تتحدد بتحد د‬
‫لبلنخفاض كاالرتفاع الحاصؿ في أسعار النفط خبلؿ اؿفترة (‪ )2014-2000‬بالغ األثر عمى مختمؼ‬
‫مؤشرات االقتصاد الداخمي‪ ،‬كفيما يمي يتبع شرح لذلؾ‪:‬‬

‫*العمة اليولندية‪ :‬تكصؼ دكلة بأنيا مصابة بالعمة اليكلندية عندما تككف تمتمؾ احتياطي كبير مف مكرد طبيعي لكف أدائيا‬
‫اإلقتصادم ضعيؼ مقارنة بما يدره عمييا ذلؾ المكرد‪.‬‬
‫‪ 1‬عبد اهلل ياسيف كزكريا نفاح‪ ،‬آثار انييار أسعار النفط عمى الجزائر ‪ ،‬كرقة بحثية مقدمة ضمف الممتقى الدكلي‪" :‬انعكاسات‬
‫انييار أسعار النفط عمى اقتصاديات المصدرة لو (المخاطر والحمول) "‪ ،‬جامعة المدية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يكمي ‪ 08/07‬أكتكبر‬
‫‪ ،2015‬ص‪.09‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى النتج المحمي اإلجمالي‬
‫يعتبر الناتج المحمي الخاـ أىـ مؤشر لمتكازف الداخمي ألم اقتصاد‪ ،‬الدكؿ النفطية كما ىك الحاؿ‬
‫في الجزائر فإف الناتج المحمي الخاـ متبكعا بناتج المحمي اإلجمالي مرتبط بمستكيات أداء قطاع‬
‫المحركقات ‪ ،‬أم حجـ االرتفاع الكمي كتقمبات أسعار النفط في األسكاؽ العالمية‬
‫الجدول رقم (‪ :)10‬تطور الناتج المحمي اإلجمالي خالل الفترة (‪)2014-2000‬‬
‫الكحدة‪ :‬مميار دكالر‬
‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬
‫‪134,16 117,29 103,10 85,34‬‬ ‫‪67,86‬‬ ‫‪56,75‬‬ ‫‪54,71‬‬ ‫‪54,79‬‬ ‫الناتج المحمي‬
‫اإلجمالي‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬
‫‪220,1‬‬ ‫‪208,7‬‬ ‫الناتج المحمي ‪207,8 199,30 161,16 137,21 170,27‬‬
‫اإلجمالي‬
‫المصدر‪ :‬محمد مداني‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬

‫مف خبلؿ الجدكؿ كالمعمكمات المطركحة في المطمب األكؿ عف تغير أسعار النفط يتضح لنا أنو‬
‫ىناؾ عبلقة تربط بيف ىذيف المتغيريف‪ ،‬إذ أف الناتج المحمي اإلجمالي سجؿ مستكيات مف النمك متزايدا‬
‫سنة بعد سنة كذلؾ تماشيا مع االرتفاعات التي حققيا أسعار النفط كذلؾ إلى غاية سنة ‪. 2008‬‬
‫أما سنة ‪ 2009‬انخؼضت فييا قيمة الناتج المحمي اإلجمالي تزامنا مع انخفاض الحاد في أسعار النفط‬
‫كذلؾ بسبب األزمة المالية العالمية لسنة ‪ 2008‬كبعد ذلؾ عرؼ الناتج المحمي اإلجمالي تحسنا في قيمتو‬
‫ابتداء مف سنة ‪ ،2010‬ليبمغ سنة ‪ 2014‬ما قدرق‪ 220,1‬مميار دكالر ‪.‬‬
‫كقد أثبتت جممة مف الدراسات باالظافة إلى النتائج الكضحة في الجدكؿ أعبله أف نسبة االرتباط بيف‬
‫أسعار النفط كالناتج المحمي اإلجمالي بمغت ‪ %95,56‬أم أف االرتباط بيف المتغيريف كثيؽ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى رصيد الميزانية العامة‬
‫إف مكارد المحركقات أصبحت تمعب دك ار ىاما في تكازف الميزانية العامة لمدكلة‪ ،‬خاصة كأف‬
‫االيرادات اؿنفطية تمثؿ أىـ مصدر إليرادات الميزانية‪ ،‬كىذه النسبة في ارتفاع مستمر طالما أف أسعار‬
‫النفط في ارتفاع كىمي ىي األخرل‪ ،‬حيث أف ىناؾ عبلقة طردية تربط بيف الرصيد الميزاني كحجـ‬
‫الصادرات اؿنفطية‪ ،‬بمعنى أف ارتفاع حجـ الصادرات اؿ نفطية في ظؿ ارتفاع أسعارىا يؤدم إلى زيادة‬
‫االيرادات المتأتية منيا‪ ،‬مما يؤدم بالدكلة إلى زيادة برامجيا التنمكية كبالتالي زيادة النفقات العامة‪،‬‬
‫كالجدكؿ التالي يكضح لنا مدل انعكاس الصادرات النفطية عمى إيرادات كنفقات الميزانية في الجزائر‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)11‬تطور رصيد الميزانية العامة خالل الفترة (‪)2014-2000‬‬
‫الكحدة‪ :‬مميار دكالر‬
‫رصيد‬ ‫اإليرادات‬
‫الميزانية‬ ‫النفقات‬ ‫إيرادات خارج‬ ‫إيرادات‬ ‫إجمالي‬ ‫السنوات‬
‫العامة‬ ‫العامة‬ ‫المحروقات‬ ‫الجباية من‬ ‫اإليرادات‬
‫المحروقات‬
‫‪400,04‬‬ ‫‪1178,12‬‬ ‫‪404,92‬‬ ‫‪1173,24‬‬ ‫‪1578,16‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪184,5‬‬ ‫‪1321,03‬‬ ‫‪555,23‬‬ ‫‪950,3‬‬ ‫‪1505,53‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪52,54‬‬ ‫‪1550,65‬‬ ‫‪595,29‬‬ ‫‪1007,9‬‬ ‫‪1603,19‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪284,20‬‬ ‫‪1690,20‬‬ ‫‪624,4‬‬ ‫‪1350‬‬ ‫‪1974,4‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪337,9‬‬ ‫‪1895,80‬‬ ‫‪659‬‬ ‫‪1570,7‬‬ ‫‪2229,7‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪1030,6‬‬ ‫‪2052‬‬ ‫‪659,9‬‬ ‫‪2352,7‬‬ ‫‪3012,6‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪1186,8‬‬ ‫‪2453‬‬ ‫‪840,5‬‬ ‫‪2799‬‬ ‫‪3693,8‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪579,3‬‬ ‫‪3108,5‬‬ ‫‪883,1‬‬ ‫‪2796,8‬‬ ‫‪3687,8‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪999,5‬‬ ‫‪4197‬‬ ‫‪1101,6‬‬ ‫‪4088,6‬‬ ‫‪5190,5‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪-570,3‬‬ ‫‪4264,3‬‬ ‫‪1262,4‬‬ ‫‪2412,7‬‬ ‫‪3676‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪-133,2‬‬ ‫‪4512,8‬‬ ‫‪1470,2‬‬ ‫‪2905‬‬ ‫‪4379,6‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪-63,5‬‬ ‫‪5853,6‬‬ ‫‪1810,4‬‬ ‫‪3979,7‬‬ ‫‪5790,1‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪-718,8‬‬ ‫‪7085,1‬‬ ‫‪2155‬‬ ‫‪4184,3‬‬ ‫‪6339,3‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪-151‬‬ ‫‪6092,1‬‬ ‫‪2262,8‬‬ ‫‪3678,1‬‬ ‫‪5940,9‬‬ ‫‪2013‬‬
‫المصدر‪ :‬كماؿ باصكر‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫النفطية‪،‬‬ ‫مف خبلؿ الجدكؿ السابؽ نبلحظ أف جزء كبير مف االيرادات الكمية يتمثؿ في الجباية‬
‫كمنو فيي مرتفعة سنكات ارتفاع أسعار النفط‪ ،‬كالعكس صحيح‪ ،‬أم فترة ( ‪ ،)2012-2000‬حيث شيدت‬
‫الجباية اؿنفطية ارتفاعا متكاصبل خبلؿ ىذه السنكات‪ .‬ىذا يؤكد الدكر الذم تمعبو أسعار النفط في رسـ‬
‫كتحديد معالـ الميزانية إال أف االيرادات المتأنية مف مصادر أخرل فيي تساىـ بشكؿ يسير في تغطية‬
‫نفقات الدكلة‪.‬‬
‫أما فيما يخص النفقات فيي انتيجت المسار التصاعدم بسبب ما كانت تنتيجو الجزائر مف‬
‫برامج انعاشية اقتصادية كذلؾ فترة ( ‪ )2015-2001‬كىذا بفضؿ القدرة التمكيمية التي تتمتع بيا الجزائر‬
‫جراء ارتفاع أسعار النفط‪.‬‬
‫إذف حجـ االيرادات الكمية كالنفقات الكمية ىي التي تحدد الرصيد الميزاني‪ ،‬فقد تؤثر أسعار النفط‬
‫عمى قيمة االيرادات كتشجع البرامج اال ففاقية كالتي تؤثر بدكرىا عمى رصيد الميزانية العامة‪ .‬كمنو يمكف‬
‫القكؿ أف ىناؾ عبلقة طردية تربط بيف أسعار النفط إيرادات كنفقات الميزانية العامة في الجزائر‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى المستوى العام لألسعار والتضخم‬
‫التضخـ ىك ارتفاع دائـ كمستمر في المستكل العاـ لؤلسعار‪ ،‬كأما عف العبلقة بيف سعر النفط‬
‫كالتضخـ فيي عبلقة طردية‪ ،‬أم أف االرتفاع الحاصؿ في أسعار النفط يمثؿ صدمة تضخمية‪ ،‬تؤدم‬
‫إلى رفع أسعار المنتجات لمشركات المستيمكة لمنفط ككذا أجكر العماؿ فييا‪.‬‬
‫فإذف االرتفاع الحاصؿ في أسعار النفط مف ‪ 2000‬إلى ‪ 2014‬أدل إلى ارتفاع معدالت التضخـ‬
‫كأسعار المنتجات كحتى أجكر العماؿ ‪ ،1‬كالجدكؿ التالي يكضح العبلقة بيف ارتفاع أسعار النفط كمعدؿ‬
‫التضخـ‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)12‬تطور معدل التضخم خالل الفترة (‪)2012 - 2006‬‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫السنة‬
‫‪4,2‬‬ ‫‪4,3‬‬ ‫‪3,8‬‬ ‫‪2,5‬‬ ‫معدل التضخم‪%‬‬
‫المصدر‪ :‬عبد الرحماف تكمي‪ ،‬اإلصالحات االقتصادية في الجزائر الواقع واآلفاق ( ‪ ،)2009-2000‬مجمة الدرسات‬
‫االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬ص‪.80‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)13‬تطور معدل التضخم خالل الفترة ( ‪)2014 - 2010‬‬


‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنة‬
‫‪3,200‬‬ ‫‪3,255‬‬ ‫‪8,890‬‬ ‫‪4,522‬‬ ‫‪3,913‬‬ ‫معدل التضخم ‪%‬‬
‫‪Sourse: http://www.inf.org/external/pubs/ft/weo/2014/02/weodata/.‬‬
‫تاريخ اإلطبلع‪.2016-05-28 :‬‬

‫‪1‬‬
‫حمزة بف سبع‪ ،‬أثر صدمات أسعار النفط عمى بعض المتغيرات االقتصادية الكمية في الجزائر لمفترة (‪،)2010-1970‬‬
‫مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير في العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية‪ ،‬العمكـ التجارية كعمكـ‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬دفعة ‪ ،2012-2011‬ص‪.30‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى كتمة األجور‬
‫إف زيادة المكارد المالية بفعؿ تصدير المادة األكلية (النفط) أدت إلى زيادة األجكر الحقيقية‬
‫لمعماؿ‪ ،‬أما كتمة األجكر في الجزائر فقد عرفت زيادة ممتفة لمنظر بفعؿ ارتفاع أسعار النفط كمطالبة‬
‫‪ 26,00‬مميار دج في‬ ‫العماؿ برفع األجكر قصد تحسيف القدرة الشرائية المتدنية‪ ،‬فقد بمغت كتمة األجكر‬
‫‪ ،2013‬كىي نفس السنة التي كصمت فييا أسعار النفط إلى ذركتيا ‪ .1‬كالجدكؿ التالي يعطي قيما حقيقية‬
‫عف تطكر الدخؿ الفردم في الجزائر‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)14‬تطور الدخل الفردي خالل الفترة (‪)2014-2010‬‬
‫الكحدة‪ :‬مميار دكالر‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنة‬
‫‪5,886367‬‬ ‫‪5,605627‬‬ ‫‪5,542122‬‬ ‫‪5,430570‬‬ ‫‪4,480719‬‬ ‫الدخل الفردي‬
‫‪Sourse: http://www.inf.org/external/pubs/ft/weo/2014/02/weodata/.‬‬
‫تاريخ اإلطبلع‪.2016-05-28 :‬‬
‫كرغـ التطكر الذم يشيده الدخؿ الفردم كمنو كتمة األجكر في الجزائر إال أف معدؿ البطالة كاف‬
‫يشيد ارتفاعا متكاصبل‪ ،‬إال أنو كاف االستثناء في سنة ‪ 2013‬التي بمغت فييا أسعار النفط الذركة‪ ،‬أم ار‬
‫أدل إلى زيادة المداخيؿ كزيادة االستثمارات كبذلؾ خمؽ مناصب شغؿ جديدة‪ ،‬كالجدكؿ التالي يترجـ تطكر‬
‫معدالت البطالة في السنكات األخيرة‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)15‬تطور معدل البطالة خالل الفترة (‪)2014-2010‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنة‬
‫‪10,775‬‬ ‫‪9,829‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9,971‬‬ ‫‪9,961‬‬ ‫معدل البطالة‪%‬‬
‫‪Sourse: http://www.inf.org/external/pubs/ft/weo/2014/02/weodata/.‬‬
‫تاريخ اإلطبلع‪.2016-05-28 :‬‬

‫عبد اهلل ياسيف‪ ،‬كزكريا نفاح‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.06‬‬ ‫‪1‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬تأثير تقمبات أسعار النفط عمى الجوانب االجتماعية‬
‫بالرغـ مف أف جميع مؤشرات تشير إلى أف المستكل المعيشي لمفرد الجزائرم في منأل عف انييار أسعار‬
‫النفط‪ ،‬إال أف ىذا التأثير يمكف مبلحظتو عؿ المدل البعيد مف خبلؿ تراجع إيرادات النفطية كىك ما سكؼ‬
‫يحتـ عمى الجزائر اتخاذ إجراءات تقشفية التي مفادىا‪:1‬‬
‫‪ ‬رفع الدعـ عمى بعض السمع األساسية التي تمثؿ حكالي ‪ %25‬مف الناتج المحمي اإلجمالي الخاـ؛‬
‫‪ ‬تجميد تشغيؿ اليد العاممة؛‬
‫‪ ‬صعكبة الحفاظ عمى مستكل العاـ لؤلجكر؛‬
‫‪ ‬انييار سعر الصرؼ الدينار الجزائرم مقابؿ العمبلت الصعبة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلجراءات التقشفية المطبقة في الجزائر‬


‫دخمت الجزائر مرحمة مالية عسيرة بعد االنخفاض الذم شيدتو أسعار النفط في السكؽ العالمية‪،‬‬
‫أمر كاف لو بالغ األثر عمى الجانب المالي كاالقتصادم كاالجتماعي كحتى السياسي‪ ،‬مما استدعى الحككمة‬
‫التخاذ جممة مف التدابير لتدارؾ الكضع كالحد مف اآلثار السمبية لؤلزمة عمى الصعيد الكطني‪ ،‬ككاف ذلؾ‬
‫مف خبلؿ ما كشؼ عنو قانكف المالية لسنة ‪ 2016‬الذم أعمف في طياتو عف كصكؿ إجراءات التقشؼ إلى‬
‫أعمى مستكل‪ ،‬كبيدؼ التعرؼ عمى جممة ىذه اإلجراءات نتتبع ما سنتطرؽ إليو في اآلتي‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬إعادة النظر في النفقات العامة واإليرادات العامة‬


‫عادة ما يقتضي تخفيض العجز الحاصؿ عمى مستكل الحاصؿ عمى مستكل الميزانية العامة اتخاذ‬
‫تدابير لزيادة اإليرادات العامة مف جية كتخفيض النفقات العامة مف جية أخرل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إعادة النظر في تركيبة النفقات العامة‬


‫أماـ تدني أسعار النفط كما أسفر عنو مف شح لممكارد كما يكشؼ عنو قانكف المالية لسنة ‪،2016‬‬
‫فقد انخفضت نفقات الميزانية العامة لتبمغ ‪ 7 984 180 243 000‬دينار‪ ،‬منيا‬
‫‪ 4 807 332 000 000‬دينار خصصت لميزانية التسيير أم بانخفاض نسبتو ‪ %3,3‬عف السنة‬

‫‪1‬‬
‫أحمد بكريش‪ ،‬تحميل أسباب وانعكاسات األزمة البترولية ‪ 2014‬عمى االقتصاد الجزائري‪ ،‬كرقة بحثية مقدمة ضمف‬
‫الممتقى الدكلي‪" :‬انعكاسات انييار أسعار النفط عمى اقتصاديات المصدرة لو (المخاطر والحمول) "‪ ،‬جامعة المدية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫يكمي ‪ 08/07‬أكتكبر ‪ ،2015‬ص ‪.12‬‬
‫الماضية‪ ،‬أما فيما يخص ميزانية التجييز فقد تـ الضغط عمييا مف خبلؿ تخفيض قيمتيا بنسبة ‪ %16‬عف‬
‫السنة الماضية كىي التي ترتبط مباشرة بمعدالت النمك ككذا مساىمتيا المباشرة في خمؽ القيمة المضافة‪،‬‬
‫لتقدر قيمتيا بعد ذلؾ بػ ‪ 3 176 848 243 000‬دينار‪ ،‬كقد حدد أيضا سقؼ تكمفة إعادة تقييـ البرنامج‬
‫الجارم كتكمفة البرامج الجديدة التي يمكف أف تسجؿ خبلؿ السنة الجارية ( ‪)2016‬‬
‫بػ ‪ 1 894 204 327 000‬دينار كىذا كاف في إطار التحكـ بالنفقات كتقميصيا‪.‬‬
‫لذلؾ يمكف القكؿ أف السياسة االنفاقية في الجزائر ال تتجو في المسار الصحيح كعمييا إعادة‬
‫النظر في نفقات التسيير المخصصة لبعض الك ازرات‪ ،‬التي تصرؼ مبالغ يمكف أف تككف كفيمة بتمكيؿ‬
‫مشاريع منتجة عمى المدل الطكيؿ تعكد بالمنفعة عمى الدكلة كالمكاطف عمى حد سكاء‪ ،‬كمثاؿ ىذه المبالغ‬
‫ما ارتبط بتمكيؿ التظاىرات الدكلية التي تسير عمى رعايتيا ك ازرة الثقافة كغيرىا كالتي تغطى بغبلؼ مالي‬
‫ضخـ يككف عمى حساب المشاريع التنمكية المنتجة‪ .‬كمف أجؿ التحكـ أكثر في نفقات الحككمة الجزائرية‬
‫‪ 2016‬كقفة إلعادة النظر في تركيبة السياسة االنفاقية كذلؾ يتـ‬ ‫كاف ليا مف خبلؿ قانكف المالية لسنة‬
‫كما يمي‪:‬‬
‫أوال‪.‬إعادة النظر في سياسة الدعم ‪ :‬ما يعاب عمى سياسة الدعـ في الجزائر أنيا مكجية لكافة المكاطنيف‬
‫كال يستفيد منيا الطبقة المعكزة فقط كأكثر مف ذلؾ أف استفادة الطبقة الميسكرة كالغنية مف الدعـ أكثر مف‬
‫الطبقة المعكزة‪ ،‬كذلؾ ما كمؼ خزينة الدكلة حكالي ‪ 25‬مميار دوالر سنة ‪ ،2013‬كفي سنة ‪ 2016‬كحسب‬
‫‪ 17‬مميار دوالر ‪ ،‬منيا ما ىك دعـ ضمني‬ ‫ما أقره قانكف المالية لنفس السنة أف حجـ الدعـ سيتجاكز‬
‫كاآلخر عبارة عف تحكيبلت اجتماعية كىذا راجع إلى تراجع دكر الدكلة في ككنيا دكلة راعية‪.‬‬
‫ككإجراء مقترح مف قبؿ الحككمة طرح في إطار سياسة التقشؼ بيدؼ التخفيؼ مف األعباء المالية لمدكلة‬
‫الجزائرية طبؽ مف قبؿ ك ازرة التضامف مف أجؿ حصر الفئة المحتاجة لمدعـ‪ ،‬كذلؾ بإنشاء بطاقة خاصة‬
‫‪ 10‬مبلييف‬ ‫بيذه الفئة تمكنيـ مف االستفادة مف الدعـ في مختمؼ المجاالت‪ ،‬كقد بمغ عدد ىؤالء األفراد‬
‫نسمة مف أصؿ ‪ 14‬مميكف جزائرم محتاج لمدعـ‪ ،‬كىذا اإلجراء مف شأنو الحد مف التياـ جزء كبير مف‬
‫إيرادات الدكلة ‪ ،‬كمف ناحية أخرل كرغبة مف الدكلة أف يشاركيا المكاطف عناء تحمؿ األزمة المالية التي تمر‬
‫بيا‪ ،‬رفعت الدعـ عمى بعض المكاد الغذائية مثؿ‪ :‬السكر‪ ،‬الزيت‪ ... ،‬لذلؾ شيدت أسعار ىذه المكاد‬
‫ارتفاعا منذ بداية السنة الجارية ( ‪.)2016‬‬
‫تخمي الحككمة عف البرامج السكنية المدعمة كميا كفؽ ما يسمى بالسكف االجتماعي‪ ،‬إذ أف الجزائر‬
‫‪10‬‬ ‫البمد الكحيد في العالـ التي تكفر سكنات لمطبقات المتدنية بشكؿ مجاني كتصرؼ عميو سنكيا ما قيمتو‬
‫مبليير دكالر سنكيا‪.‬‬
‫ثانيا‪.‬إعادة النظر في تركيبة التحويالت االجتماعية ‪ :‬إف البحبكحة المالية التي شيدتيا الجزائر خبلؿ‬
‫السنكات األخيرة أدت إلى إعادة تكزيع الدخكؿ مف دكف إنتاجية مقابمة لذلؾ فقد تـ رفع األجر القاعدم إلى‬
‫‪ 18‬ألؼ دينار‪ ،‬كاستفادت بعض الك ازرات مف رفع أجكر المتعاقديف معيا مثؿ‪ :‬ك ازرة التعميـ‪ ،‬الصحة‬
‫كالدفاع الكطني‪ ،‬فقد كاف لبلجراء تكجيا اجتماعيا لتحسيف القدرة الشرائية لممكاطنيف‪ ،‬دكف األخذ بالحسباف‬
‫ظؿ ما كصؿ إليو عدد األجراء في الجزائر كذلؾ سنة‬ ‫ما تتكبده خزينة الدكلة سنكيا مف جراءه‪ ،‬كفي‬
‫‪ 2013‬كحسب الديكاف الكطني لئلحصاء ‪ 7 393 000‬أجير‪ ،‬منيـ ‪ 3 785 000‬دائـ كالباقي عبارة‬
‫عف عماؿ مؤقتيف‪ ،‬كمجمكع التحكيبلت االجتماعية المخصصة ليـ قدرت بػ ‪ 54,98‬مميار دكالر مف نفس‬
‫السنة‪ ،‬كحسب تقديرات خبراء اقتصادييف فإف ىذا المبمغ يتزايد بػ ‪ 9‬أك ‪ 10‬مميار دكالر سنكيا‪ ،‬لذلؾ لجأت‬
‫الحككمة إلى‪:‬‬
‫التخمي عف سياسة التشغيؿ ذلؾ عف طريؽ إيقاؼ التكظيؼ العمكمي؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ 60‬لكبل الجنسيف‪ ،‬كذلؾ مف أجؿ تحقيؽ مبدأ‬ ‫تفعيؿ عممية اإلحالة عمى التقاعد بعد سف‬ ‫‪‬‬
‫تكافؤ الفرص بيف األجياؿ؛‬
‫إلغاء التقاعد المسبؽ حيث أف نصؼ المتقاعديف في الجزائر استفادك منو كىك ما كبد‬ ‫‪‬‬
‫صندكؽ التقاعد ما قيمتو ‪ 770‬مميار دينار سنكيا‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إعادة النظر في تركيبة اإليرادات العامة‬
‫تقدر اإليرادات كالحكاصؿ كالمداخيؿ المطبقة عمى النفقات النيائية لمميزانية العامة لمدكلة لسنة‬
‫‪ 2016‬بػ‪ 4 747 430 000 000 :‬دج ‪ .‬كىك مبمغ غير قادر عمى تغطية النفقات العامة لمكاصمة‬
‫مسار التنمية االقتصادية‪ ،‬لذلؾ كاف عمى الحككمة الجزائرية استحداث جممة مف الضرائب المباشرة كأخرل‬
‫غير مباشرة كتعديؿ أخرل كاف معمكؿ بيا مسبقا‪ ،‬كنذكرىا كمايمي‪:‬‬
‫المستفيدكف مف إعفاءات أك تخفيضات في ضريبة عمى أرباح الشركات‪ ،‬كالرسـ عمى النشاط الميني‬ ‫‪‬‬
‫‪ %30‬مف‬ ‫الممنكح خبلؿ مرحمة االستغبلؿ في إطار أجيزة دعـ االستثمار‪ ،‬إعادة االستثمار ثبلثيف‬
‫حصة االمتيازات المكافقة ليذه اإلعفاءات أك التخفيضات في أجؿ ‪ 04‬سنكات؛‬
‫فرض ضرائب عمى الشركات الناشطة في النشاط المنجمي‪ ،‬البناء‪ ،‬األشغاؿ العمكمية‪ ،‬الرم‬ ‫‪‬‬
‫كالنشاطات السياحية بنسبة ‪%30‬؛‬
‫رفع الرسـ العقارم عمى الممكيات غير المبنية المتكاجدة في المناطؽ العمرانية كالكاجب تعميرىا كالتي‬ ‫‪‬‬
‫لـ تعمر بعد ‪ 03‬سنكات مف تاريخ الحصكؿ عمى رخصة البناء؛‬
‫تأخذ الخزينة العمكمية رىنا قانكنيا عمى جميع األمبلؾ العقارية لممدينيف بالضريبة كحؽ التصرؼ بيذه‬ ‫‪‬‬
‫األمبلؾ؛‬
‫زيادة قسيمة السيارات كالتي برمجت مف أجؿ ضماف مداخيؿ أكبر لمدكلة تمكنيا مف إنجاز طرقات‬ ‫‪‬‬
‫أخرل كطرقات سريعة مدرجة ضمف مخطط الحككمة‪ ،‬كما كاف حاؿ "طريؽ سيار" الذم بمغ طكلو‬
‫‪ 1226‬كمـ بتكمفة انجاز بمغت ‪ 11,2‬مميار دكالر‪ ،‬جزء منيا كاف عبارة عف عكائد الخدمات المقدمة‬
‫لمستخدمي ىذا الطريؽ‪ ،‬أما فيما تعمؽ بزيادات الحاصمة في قسيمة السيارات فيي ممخصة في‬
‫الجدكؿ المكالي‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)16‬الزيادات الحاصمة في قسيمة السيارات‬
‫السيارات التي يزيد عمرىا ‪5‬‬ ‫السيارات التي ال يزد عمرىا عن ‪ 5‬سنوات‬ ‫تعيين السيارات‬
‫سنوات‬
‫‪3000‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫السيارات النفعية المخصصة‬
‫لبلستغبلؿ حتى ‪ 2,5‬طف(باستثناء‬
‫السيارات المييأة كسيارات نفعية)‬
‫‪5000‬‬ ‫‪12000‬‬ ‫أكثر مف ‪ 2,5‬طف حتى ‪ 5,5‬طف‬
‫‪8000‬‬ ‫‪18000‬‬ ‫أكثر مف ‪ 5,5‬طف‬
‫سيارات نقل المسافرين‪:‬‬
‫‪3000‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫السيارات المييأة لنقؿ األشخاص‬
‫أقؿ مف ‪ 9‬مقاعد‬
‫‪4000‬‬ ‫‪8000‬‬ ‫حافبلت مف ‪ 9‬إلى ‪ 27‬مقعدا‬
‫‪6000‬‬ ‫‪12 000‬‬ ‫حافبلت مف ‪ 28‬إلى ‪ 61‬مقعدا‬
‫‪9000‬‬ ‫‪18000‬‬ ‫حافبلت أكثر مف ‪ 62‬مقعدا‬
‫المصدر‪ :‬قانكف رقـ ‪ 18-15‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2015‬المادة ‪ ، 09‬المتعمؽ بقكانيف المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪ ،72‬الصادرة في ‪ 31‬ديسمبر ‪.2015‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)17‬تحديد نوع السيارات مع مبمغ القسيمة‬

‫مبمغ القسمة بالدينار‬ ‫تعيين السيارات‬


‫سيارات يزيد عمرىا‬ ‫سيارات يزيد عمرىا‬ ‫سيارات يتراكح‬ ‫سيارات يقؿ‬ ‫سيارات سياحية كسيارات مييأة‬
‫عف عشر سنكات‬ ‫عف ست سنكات‬ ‫عمرىا ما بيف ثبلث‬ ‫عمرىا عف‬ ‫كسيارات نفعية ذات قكة‪:‬‬
‫إلى عشر سنكات‬ ‫إلى ست سنكات‬ ‫ثبلث سنكات‬
‫‪500‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪1500‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫حتى ‪ 6‬أحصنة بخارية‬
‫‪1500‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫مف ‪ 7‬إلى ‪ 9‬أحصنة بخارية‬
‫‪3000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫مف ‪ 10‬أحصنة بخارية فأكثر‬

‫المصدر‪ :‬قانكف رقـ ‪ 18-15‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2015‬المادة ‪ ، 09‬المتعمؽ بقكانيف المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪ ،72‬الصادرة في ‪ 31‬ديسمبر ‪.2015‬‬
‫تكزيع حاصؿ تعريفة القيسمة يككف كاآلتي‪:‬‬
‫‪ %20 ‬لمصندكؽ الكطني لمطرقات كالطرؽ السريعة؛‬
‫‪ %30 ‬لمصندكؽ التضامف كالضماف لمجمعات المحمية؛‬
‫‪%50 ‬لميزانية الدكلة‪.‬‬
‫يخضع جكاز السفر العادم المسمـ في الجزائر كؿ فترة قانكنية لرسـ قيمتو ‪ 6000‬دج؛‬ ‫‪‬‬
‫زيادة الرسـ عمى المنتكجات البتركلية أك المماثمة ليا‪ ،‬المستكردة أك المحصؿ عمييا في الجزائر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كذلؾ رغبة مف الدكلة تقريب السعر المحمي المدعـ مع السعر العالمي‪ ،‬كما انجر عنو مف زيادات‬
‫في تسعيرة النقؿ كتسعيرة استخداـ بعض المعدات الفبلحية كغيرىا‪ ،‬كالجدكؿ المكالي يكضح ذلؾ‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)18‬قيمة الرسم عمى بعض المنتوجات البترولية‬

‫الرسم (دج ‪ /‬ىكتولتر)‬ ‫تعيين المواد‬


‫‪600,00‬‬ ‫البنزيف الممتاز‬
‫‪500,00‬‬ ‫البنزيف العادم‬
‫‪600,00‬‬ ‫البنزيف الخالي مف اؿ صاص‬
‫‪100,00‬‬ ‫غاز أكيؿ‬

‫المصدر‪ :‬قانكف رقـ ‪ 18-15‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2015‬المتعمؽ بقكانيف المالية‪ ،‬المادة ‪ ،15‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪ ،72‬الصادرة في ‪ 31‬ديسمبر ‪.2015‬‬
‫أما فيما يتعمؽ بالضرائب غير مباشرة نجد‪:‬‬
‫بمكجب قانكف المالية سنة ‪- 2016‬كبالضبط في المادة ‪ -37‬أسس رسـ سنكم عمى السكف كذلؾ‬ ‫‪‬‬
‫في‪ :‬كالية الجزائر‪ ،‬عنابة‪ ،‬قسنطينة ككىراف‪ ،‬يفكتر ىذا الرسـ عمى كصكالت الكيرباء كالغاز حسب‬
‫دكرية الدفع؛‬
‫تفرض إتاكة بقيمة ‪ 150000‬دج عمى سفف صيد المرجاف؛‬ ‫‪‬‬
‫إنشاء إتاكة شيرية خاصة بتأجير الكرشات لفائدة الحرفييف داخؿ الييئات التابعة لقطاع الصناعة‬ ‫‪‬‬
‫التقميدية‪ ،‬كالمسيرة مف طرؼ غرؼ الصناعة التقميدية كالميف في إطار تبعات الخدمة العمكمية‪،‬‬
‫كالجدكؿ المكالي يكضح ذلؾ باألرقاـ‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)19‬قيم تأجير الورشات الصناعية حسب المناطق‬
‫محيط تواجد الييكل‬
‫الريفي‬ ‫حضرم‬ ‫منطقة تواجد الييكل‬

‫الطابؽ‬ ‫الطابؽ األرضي‬


‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪50‬دج ‪/‬ـ‬ ‫‪80‬دج‪/‬ـ‬ ‫‪ 100‬دج‪/‬ـ‬ ‫الجنكب‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪100‬دج‪/‬ـ‬ ‫‪120‬دج‪/‬ـ‬ ‫‪130‬دج‪/‬ـ‬ ‫اليضاب العميا‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪130‬دج‪/‬ـ‬ ‫‪150‬دج‪/‬ـ‬ ‫‪180‬دج‪/‬ـ‬ ‫الشماؿ‬

‫المصدر‪ :‬قانكف رقـ ‪ 18-15‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2015‬المتعمؽ بقكانيف المالية‪ ،‬المادة ‪ ،49‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪ ،72‬الصادرة في ‪ 31‬ديسمبر ‪.2015‬‬
‫يخصص ناتج اإلتاكة كما يمي‪:‬‬
‫‪%50 ‬لفائدة ميزانية الدكلة؛‬
‫‪%50 ‬لفائدة غرؼ الصناعة التقميدية كالحرؼ‪.‬‬
‫رسـ عمى القيمة المضافة يقدر بػ ‪ %17‬عمى استيبلؾ األنترنات أك ما يعرؼ بالجيؿ الثالث ؛‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬ ‫رفع الرسـ المطبؽ عمى رقـ األعماؿ المحقؽ مف قبؿ متعاممي الياتؼ النقاؿ كالذم يتراكح بيف‬ ‫‪‬‬
‫ك‪ %2‬كيتـ صرفو كمايمي‪:‬‬
‫‪ ‬صرؼ ‪ %0,5‬مف رقـ أعماؿ متعاممي الياتؼ النقاؿ إلى صندكؽ مكافحة السرطاف؛‬
‫‪ %4 ‬لتطكير الفنكف؛‬
‫‪ %1,1 ‬إلى ميزانية الدكلة‪.‬‬
‫اعتماد نظاـ التسقيؼ في المكاد الطاقكية أم مف يستيمؾ أكثر يدفع أكثر في مجاؿ استخداـ الطاقة‬ ‫‪‬‬
‫‪ %7‬في حالة ما لـ يتجاكز االستيبلؾ‬ ‫(الكيرباء)‪ ،‬أم فرض رسـ عمى القيمة المضافة يقدر بػ‬
‫السقؼ‪ ،‬كرفع القيمة إلى ‪ %17‬في حيف تجاكز السقؼ المحدد‪ ،‬كذلؾ بطمب مف شركة سكنمغاز‬
‫كمطالبتيا بكضع القيمة الحقيقية لمكيرباء في فكاتير المكاطنيف لتمكيف المجمع مف إنشاء مشاريعو‬
‫الخاصة بتكسيع شبكات الكيرباء كاقامة محطات التكليد‪ ،‬حيث بمغت الفاتكرة ‪ 3900‬مميار سنتيـ منيا‬
‫‪ 2200‬مميار سنتيـ لمخكاص ك ‪ 1700‬مميار سنتيـ لممؤسسات العمكمية كالمحمية‪ ،‬كؿ ىذا مف أجؿ‬
‫تدارؾ االختبلؿ المالي الحاصؿ عمى مستكل الشركة‪ ،‬كذا مطالبة الحككمة بكضع حد لسرقة الكيرباء‬
‫التي بمغت نسبتيا ‪ %16‬مف نسبة الكيرباء المنتجة‪.‬‬

‫‪ 2016‬كخصيا بجممة مف‬ ‫أما فيما يخص المكارد المائية التي كاف ليا األىمية البالغة في قانكف المالية‬
‫اإلتاكات ذلؾ لتستفيد منيا خزينة الدكلة مف جية بإعتبارىا إيرادا ليا كلتعمـ المستيمؾ الطريقة العقبلنية‬
‫مف جية أخرل‪ ،‬نذكرىا كما يمي‪:‬‬

‫فرض إتاكة عمى مستخدمي المياه مف أجؿ حقنيا في اآلبار البتركلية كغيرىا مف االستعماالت‬ ‫‪‬‬
‫األخرل كقيمة ىذه االتاكة تحدد بػ ‪130‬دج‪ /‬ـ‪ 3‬مف المياه المقتطعة‪ ،‬كتكزع إيرادىا كتالي‪:‬‬
‫‪ %50 ‬لفائدة الدكلة؛‬
‫‪%40 ‬لفائدة حساب التخصيص الخاص رقـ ‪ 302-079‬الذم عنكانو "الصندكؽ الكطني لممياه"؛‬
‫‪ %10 ‬لفائدة ككالة التحصيؿ‪.‬‬
‫عندما تستغؿ المكارد المائية ألغراض صناعية كسياحية كخدماتية فقيمة االتاكة تحدد‬ ‫‪‬‬
‫بػ ‪25‬دج‪/‬ـ‪ 3‬مف المياه المقتطعة‪ ،‬كناتج االتاكة يكزع كما يمي‪:‬‬
‫‪ %50 ‬لفائدة ميزانية الدكلة؛‬
‫‪ %40 ‬لحساب الصندكؽ الكطني لممياه؛‬
‫‪ %10 ‬لفائدة الككالة الكطنية لمتسيير المدمج لممكارد المائية‪.‬‬
‫فرض إتاكة عمى كرشات التغميؼ لمماء كالتي تقدر بػ ‪1‬دينار‪/‬ؿ ناتجيا يكزع كما يمي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ %40 ‬لفائدة ميزانية الدكلة؛‬
‫‪ %48 ‬لحساب التخفيض الخاص رقـ ‪ 302-079‬الذم عنكانو "الصندكؽ الكطني لممياه"؛‬
‫‪ %12 ‬لفائدة الككالة الكطنية لمتسيير المدمج لممكارد المائية المكمفة بالتحصيؿ‪.‬‬
‫تأسيس إتاكة اقتصاد المياه لعنكاف مشاركة مستعممي كمستخدمي المياه في برامج الحماية الكمية‬ ‫‪‬‬
‫لممكارد المائية المسيرة‪.‬‬

‫كباإلضافة إلى كؿ ماسبؽ نجد أيضا أف الدكلة قامت باسترجاع ميزانية بعض المشاريع التي تـ‬
‫تجميدىا بسبب نقص المكارد‪ ،‬كمثاؿ ذلؾ نجد مشركع ترامكام‪ ،‬األكترام كبعض الطرؽ السريعة كبعض‬
‫المستشفيات التي كانت مدرجة ضمف قائمة المشاريع لتحسيف المستكل الصحي‪ ،‬باإلضافة إلى التخمي‬
‫عف مشركع عدؿ ‪ 3‬السكني‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬التخمي عن االستيراد والتوجو إلى االستيالك المحمي‬
‫االستيبلؾ في الجزائر يعتمد عمى استيراد معظـ مكاده مف العالـ الخارجي ككاف ذلؾ في كقت‬
‫كاف لمجزائر فائض مف العمبلت األجنبية بسبب ما كاف يتأتى ليا مف الصادرات النفطية‪ ،‬إال أف األزمة‬
‫النفطية كما نتج عنيا مف تراجع في العكائد النفطية‪ ،‬غيرت قكاعد االستيراد في الجزائر حيث تـ التقميؿ‬
‫مف استيراد بعض المكاد كحذؼ أخرل مف قائمة المكاد المستكردة‪ ،‬كالتكجو إلى االستيبلؾ المحمي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التخمي عن االستيراد‬


‫إف العيب ليس في االستيراد في حد ذاتو‪ ،‬كانما في السمع التي يتـ استيرادىا كالتي ال تمبي في‬
‫بعض األحياف أم حاجة حقيقية لممكاطف‪ ،‬بؿ عبارة عف إجراء انتيازم لمقدرة الشرائية الضعيفة لممكاطف‬
‫مف أجؿ استغبللو كالنصب عميو القتناء سمع في بعض األحياف عمرىا أياـ أك أشير مف االستعماؿ‬
‫عكض سنكات‪ ،‬كما قد تككف مضرة بالصحة أك خطرة مثؿ‪ :‬ألعاب األطفاؿ أك األلبسة‪ ،‬أم أف االستيراد‬
‫يقكـ باستنزاؼ العممة األجنبية‪ ،‬لذلؾ طبقت الجزائر سياسة عسيرة عمى عممية االستيراد بمكجب ق اررات‬
‫إدارية أدت إلى تراجع نسبتيا بػ ‪ %13,7‬في مدة ستة أشير منذ بداية تطبيؽ ىذه السياسة‪ ،‬كقد أخذت‬
‫سياسة الحد مف االستيراد أك حتى التقميؿ منو المعالـ التالية‪:‬‬
‫كقؼ استيراد بعض األدكية التي تنتج في الجزائر حيث سجمت قيمة الكاردات الجزائرية مف المكارد‬ ‫‪‬‬
‫الصيدالنية خبلؿ السداسي األكؿ مف العاـ الجارم ‪ 842,124‬مميكف دكالر مقابؿ ‪ 1,2‬مميار دكالر‬
‫في نفس الفترة سنة ‪2014‬؛‬
‫تراجع فاتكرة استيراد الحبكب بػ ‪ %28‬في الربع األكؿ مف السنة الجارية ( ‪)2016‬؛‬ ‫‪‬‬
‫االستغناء نيائيا عف استيراد مادة اإلسمنت؛‬ ‫‪‬‬
‫تراجع نسبة استيراد مادة الحميب بمعدؿ ‪%36,31‬؛‬ ‫‪‬‬
‫فرض رخص االستيراد عمى بعض المنتجات منيا‪ :‬السيارات؛‬ ‫‪‬‬
‫فرض ‪ %60‬رسكـ عمى استيراد المكز ك ‪ %40‬عمى الكيكم كاألناناس؛‬ ‫‪‬‬
‫فرض رسكـ جمركية تقدر بػ ‪%30‬عمى أجيزة اإلعبلـ اآللي كقد شمؿ ىذا اإلجراء أجيزة الحاسكب‬ ‫‪‬‬
‫كاممة كأجيزة الحاسكب النقالة‪ ،‬كىذا اإلجراء جاء مف أجؿ الحد مف المنافسة غير الشرعية لممنتجات‬
‫المصنعة محميا‪ ،‬كتعزيز نمك الصناعة الكطنية فيما يخص صناعة أجيزة الحكاسيب‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التوجو إلى االستيالك المحمي‬
‫إف الحد مف االستيراد قابمو تشجيع عمى االستيبلؾ المحمي كذلؾ بتشجيع اإلنتاج الكطني‬
‫الجزائرم كقد أتيح ىذا النكع مف االستيبلؾ حتى لذكم الدخؿ كاالدخار القميميف‪ ،‬كتـ ذلؾ مف خبلؿ تقديـ‬
‫‪19‬‬ ‫الحككمة فرصة االستفادة مف القرض االستيبلكي‪ ،‬كذلؾ بمكجب القرار الكزارم المشترؾ المؤرخ في‬
‫ربيع األكؿ ‪1437‬ق المكافؽ لػ ‪ 31‬ديسمبر سنة ‪ ،2005‬كالذم يحدد شركط ككيفيات العركض في مجاؿ‬
‫القرض االستيبلكي‪ ،‬كالتي جاءت كما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬يمكف االستفادة مف القرض االستيبلكي في حاؿ إذا ما كانت المنتجات تصنعيا مؤسسات ممارسة‬
‫لنشاط اإلنتاج فكؽ التراب الكطني؛‬
‫‪ ‬الراغب في االستفادة مف القرض االستيبلكي لمتقرب مف بنؾ إلتماـ اإلجراءات البلزمة؛‬
‫‪ ‬تقديـ فاتكرة باسـ المستفيد‪ ،‬كارفاقيا بشيادة تثبيت مكانية المؤسسة طالبة القرض أما فيما يتعمؽ بقائمة‬
‫السمع المؤىمة لمقرض االستيبلكي فيي تحدد مف قبؿ لجنة ك ازرية مشتركة مف ك ازرة المالية‪ ،‬الصناعة‬
‫كالمناجـ كالتجارة‪ ،‬كفيما يمي نشاطات كنكع المكارد المؤىمة لمقرض االستيبلكي‪:‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)20‬نشاطات ونوع الموارد المؤىمة لمقرض االستيالكي‬
‫نوع المواد‬ ‫النشاطات‬
‫السيارات السياحة‬ ‫تصنيع السيارات كالدراجات النارية‬
‫الدرجات النارية كثبلثية العجبلت‬
‫الحكاسيب كباقي العتاد المعمكماتي كممحقاتو‬ ‫تصنيع أجيزة المكتبية كمعالجة المعمكمات‬
‫اليكاتؼ كاليكاتؼ الخمكية كاأللكاح االلكتركنية‬ ‫تصنيع اليكاتؼ كاأللكاح االلكتركنية كاليكاتؼ الذكية‬
‫أجيزة التمفزيكف‪ ،‬الفيديك‪،‬الصكت(‪ ،)mp3‬آالت التصكير‪،‬‬ ‫تصنيع األجيزة االلكتركنية كمختمؼ األجيزة الكيركمنزلية‬
‫الكاميرات الرقمية‪ ،‬أجيزة التدفئة‪ ،‬المكيفات اليكائية‪،‬‬
‫المبردات‪ ،‬معدات المطبخ المنزلي‪ ،‬معدات الغسيؿ المنزلي‪،‬‬
‫األجيزة الكيركمنزلية الصغيرة‬
‫األثاث‪ ،‬جميع األثاث الخشب‪ ،‬كممحقاتو أك كؿ ما لو صمبة‬ ‫اإلنتاج الصناعي لجميع األثاث الخشبي لبلستخداـ المنزلي‬
‫باالستخداـ المنزلي‬
‫صناعة أقمشة المفركشات‪ ،‬السجاد‪ ،‬البساط كاألغطية‬ ‫صناعة الشيخ كالجمكد‬
‫الخزؼ كالخزؼ الصحي‬ ‫مكاد البناء‬

‫المصدر‪ :‬قانكف كزارم مشترؾ مؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2015‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،01‬الصادرة في ‪ 06‬يناير ‪.2016‬‬
‫إف استغبلؿ القرض االستيبلكي كما ىك مخطط لو مف طرؼ الحككمة‪ ،‬كتجاكب الجزائرييف معو‬
‫كاعتمادىـ ثقافة استيبلكية عقبلنية تعتمد عمى بالدرجة األكلى عمى استيبلؾ مكاد مصنعة في الجزائر‪،‬‬
‫أمر سيؤدم إلى النيكض باالقتصاد كمنع استنزاؼ احتياطي الدكلة مف العممة الصعبة‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬تدعيم االستثمارات المنتجة واحتواء االقتصاد غير الرسمي‬


‫انتيجت الجزائر منذ االستقبلؿ سياسة استثمارية ذات طابع اجتماعي مدعـ‪ ،‬لذلؾ لـ تتمكف مف‬
‫تقييـ مدل جدكل ىذه االستثمارات كمعرفة القيمة الحقيقية التي تضيفيا لبلقتصاد‪ ،‬كلكف الكضع تغير في‬
‫ظؿ شح المكارد المالية التي تدعـ االستثمارات غير المنتجة أمر أجبر الحككمة عمى تغيير مسارىا‬
‫االستثمارم كالتكجو بو إلى استثمارات منتجة ليا دكر في ترقية االقتصاد كتنكيعو‪ ،‬ككذا احتكاء االقتصاد‬
‫غير الرسمي (المكازم)‪ ،‬مف خبلؿ خمؽ آلية جديدة تتمثؿ في القرض السندم‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تدعيم االستثمارات المنتجة‬


‫‪ 2016‬إجراءات تحفيزية لتشجيع االستثمارات خاصة المنتجة كتمؾ‬ ‫يقترح مشركع قانكف المالية لسنة‬
‫التابعة لمصناعات الناشئة‪ ،‬حيث تسيؿ الكصكؿ العقار االقتصادم كالتمكيؿ ككذا تبسيط اإلجراءات‬
‫لقامة المشاريع االستثمارية‪ ،‬كلتفصيؿ أكثر نجد‪:‬‬
‫ألغى قانكف الممية لسنة ‪ 2016‬كممة الخكصصة كعكضيا بالشراكة؛‬ ‫‪‬‬
‫منح فرصة لمخكاص مف أجؿ دخكؿ سكؽ العقار الصناعي الذم تحتكره الدكلة‪ ،‬كعميو سيككف‬ ‫‪‬‬
‫بإمكاف الخكاص المناطؽ الصناعية عمى مستكل األكعية العقارية التي يمتمككنيا‪ ،‬بينما تكفي الدكلة‬
‫بمنح التحفيزات كالدعـ لممستثمريف الذيف يتكيفكف مع السياسة االقتصادية الجديدة المتمثمة في‪:‬‬
‫"تنكيع االقتصاد كاإلنتاج كمصادر الدخؿ"؛‬
‫إعادة النظر في قاعدة الشراكة ‪ %51‬ك‪%49‬؛‬ ‫‪‬‬
‫تمكيف المستثمر في الجزائر مف تحكيؿ أمكالو إلى الخارج؛‬ ‫‪‬‬
‫تمكيف المستثمريف األجانب في الجزائر مف االقتراض مف الخارج بضماف مف الدكلة‪ ،‬كذلؾ لتفادم‬ ‫‪‬‬
‫االستدانة الخارجية المباشرة؛‬
‫تبسيط اإلجراءات الضريبية مف أجؿ السماح لممتعامميف الخكاص بتييئة كتسيير مناطؽ النشاط‬ ‫‪‬‬
‫كالمناطؽ الصناعية؛‬
‫إلغاء إجبارية إعادة استثمار الفكائد المحققة في حصة األرباح الخاصة باإلعفاءات أك تخفيضات‬ ‫‪‬‬
‫الضرائب كالتي تعتبر مف االمتيازات الممنكحة في إطار إجراءات دعـ االستثمار؛‬
‫الترخيص بمنح األراضي التابعة ألمبلؾ الدكلة كالمخصصة إلنجاز مشاريع استثمارية سياحية‬ ‫‪‬‬
‫بصيغة االمتياز القابمة لمتحكؿ إلى صيغة التنازؿ طبقا لدفتر شركط شريطة اإلنجاز الفعمي لممشركع‬
‫المرفؽ بشيادة مطابقة؛‬
‫الترخيص لممساىميف المقيميف بشراء أسيـ الشركات االقتصادية العمكمية‪ ،‬كقد تـ ذلؾ بمكجب‬ ‫‪‬‬
‫مشركع قانكف المالية الجديد‪ ،‬فإف الشركات االقتصادية العمكمية التي تقكـ بعممية فتح رأس الماؿ‬
‫االجتماعي‪ ،‬يجب أف يحتفظكا بػ ‪ %51‬مف األسيـ أك الحصص االجتماعية في حاؿ ما إذا كاف‬
‫الفتح نحك الشراكة لممساىميف غير المقيميف‪ ،‬أما في حاؿ ما إذا كاف فتح رأس الماؿ االجتماعي‬
‫‪ %34‬مف األسيـ كالحصص االقتصادية‪ ،‬كحسب‬ ‫لممقيميف فيتعيف عمى الشركات االحتفاظ بػ‬
‫نصكص القانكف الجديد‪ ،‬فإنو في حاؿ انقضاء مدة ‪ 5‬سنكات بداية مف فتح رأس الماؿ لممساىميف‬
‫المقيميف سيككف بإمكانيـ شراء ما تبقى مف حصص اجتماعية كأسيـ عمى مستكل مجمس‬
‫المساىمات؛‬
‫يمكف لؤلشخاص الطبيعييف أـ المعنكييف مف القطاع الخاص إنشاء كتييئة كتسيير مناطؽ النشاط‬ ‫‪‬‬
‫كمناطؽ صناعية عمى أراض غير فبلحية تشكؿ ممكيتيـ؛‬
‫تقديـ رخص االستثمار لمجمعيات الرياضية الكطنية المعترؼ بيا كالتي تممؾ أمكاال راغبة في‬ ‫‪‬‬
‫استثمارىا‪.‬‬

‫إف جممة ىذه اإلجراءات التي حمميا قانكف المالية لسنة ‪ 2016‬مف شأنيا أف تككف داعمة لمقطاع‬
‫االستثمارم المنتج في الجزائر مف جية‪ ،‬كمف جية أخرل فيي تؤثر سمبا عميو كذلؾ مف خبلؿ العكدة‬
‫إلى االستدانة الخارجية بطريقة غير مباشرة عند المجكء إلى طمب التمكيؿ مف الخارج‪ ،‬كاستنزاؼ‬
‫االحتياطي الجزائرم مف العممة الصعبة عند السماح لممستثمريف األجانب في الجزائر مف تحكيؿ أرباحيـ‬
‫إلى دكليـ األصمية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬احتواء االقتصاد غير الرسمي‬


‫إف ظاىرة االقتصاد غير رسمي نتجت ألسباب عديدة مف بينيا‪:‬‬
‫ندرة المنتكجات الزراعية كالصناعية؛‬ ‫‪‬‬
‫االنفجار السكاني كانعكاساتو عمى الطمب مما يؤدم إلى ظيكر تضخـ الطمب؛‬ ‫‪‬‬
‫األزمات االقتصادية كتأثيرىا عمى مداخيؿ العماؿ‪ ،‬البطالة كعمى الفقر؛‬ ‫‪‬‬
‫عدـ كجكد إطارات كفؤة كفتية يؤدم إلى سكء التسيير اإلدارم؛‬ ‫‪‬‬
‫المراقبة الصارمة عمى الصرؼ لحماية االحتياطات الدكلية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كفي الجزائر ىناؾ ‪ 50000‬مستكرد مصرح بيـ‪ ،‬مضافا ليـ عدد ال متناىي مف التجار غير الرسمييف‪،‬‬
‫قيمة منتجاتيـ المستكردة تتراكح مابيف ‪ 30‬إلى ‪ 40‬مميار دكالر‪ ،‬تمثؿ ‪ %27‬مف حجـ النقد المتداكؿ في‬
‫االقتصاد ك ‪ %46‬مف إجمالي النشاط‪ ،‬أمر يجعؿ منو اقتصادا مكازيا يتمتع بجميع قكاعد السكؽ‬
‫كيحتاجكف إلى تحكيؿ العممة المحمية إلى عممة أجنبية لتسديد فاتكرة الكاردات كمنو يمكف لمدكلة االستفادة‬
‫مف بيع العممة الصعبة بالسعر المحدد إداريا كاالستفادة مف الرسكـ في حاؿ ما تـ األمر بطريقة قانكنية‪،‬‬
‫كلكف األمر بالنسبة ليؤالء التجار يتـ بصكرة غير قانكنية مما يؤدم إلى استعماؿ السكؽ السكداء لتأميف‬
‫العممة الصعبة كمنو ينتج لنا سعر صرؼ جديد لمعممة غير المقرر مف طرؼ البنؾ المركزم‪ ،‬لذلؾ أبدت‬
‫الدكلة رغبتيا في احتكاء االقتصاد غير الرسمي كذلؾ عف طريؽ‪:‬‬
‫أوال‪.‬القرض السندي ‪ :‬يتـ بمكجب إصدار سندات تطرحيا في التداكؿ مؤسسات ليا غاية الحصكؿ عمى‬
‫أمكاؿ كىذه السندات أداة ديف عمى عاتؽ المؤسسة المصدرة ليا‪ ،‬كقد أطمؽ القرض بيدؼ خمؽ مكارد‬
‫مالية جديدة لمكاجية التراجع الحاد لمداخيؿ الببلد بسبب انييار أسعار النفط في األسكاؽ العالمية كيتـ‬
‫‪ %5‬كذلؾ السترجاع‬ ‫ذلؾ مف خبلؿ استرجاع أمكاؿ السكؽ المكازية‪ ،‬كقد طرح لبلكتتاب فيو بنسبة فائدة‬
‫‪ 37‬مميار دكالر متداكلة في السكؽ المكازية‪ ،‬باعتباره آلية كفيمة باسترجاع األمكاؿ الضخمة المتداكلة‬
‫خارج القنكات الرسمية‪ ،‬كبديبل صائبا لتمكيؿ الميزانية العامة‪.‬‬
‫حيث اعتبره الخبير االقتصادم "شريف بممييوب" أم ار جيد ألنو الكسيمة الكحيدة التي بقيت لتعبئة االدخار‬
‫الكطني كتحقيؽ االلتزامات الميزاناتية لمببلد‪ ،‬كما سيسمح بتفادم المجكء المستعجؿ لممديكنية الخارجية‪.‬‬
‫ثانيا‪.‬محاربة الغش الضريبي ‪ :‬عرفت ظاىرة الغش الضريبي في الجزائر تفاقما كبي ار في السنكات األخيرة‪،‬‬
‫‪ 8000‬مميار دينار أم حكالي ‪ 80‬مميار دكالر لـ تجبى‬ ‫حيث أشارت اإلحصائيات أف ىناؾ أكثر مف‬
‫مف طرؼ مصمحة الضرائب‪ ،‬كىك أمر مف شأنو تخفيض االعتماد عمى الجباية النفطية إذا تـ استغبللو‬
‫ككذا تحقيؽ العدالة االجتماعية كاعادة تكزيع الدخؿ‪ ،‬مثؿ ذلؾ تيرب "المجمع الصناعي ربراب" الذم‬
‫‪ 5 640 501 988‬دج ‪ ،‬أمر أدل بالحككمة الجزائرية إلى أخذ ىذا‬ ‫بمغت قيمة ضرائبو ما يساكم‬
‫االعتداء عمى مكارد الخزينة محؿ اىتماميا كتبمكر ذلؾ عمى أرض الكاقع مف خبلؿ االتفاقية المبرمة بينيا‬
‫كبيف المممكة العربية السعكدية مف أجؿ تكثيؼ الجيكد مف أجؿ الحد مف الظكاىر التي مف شأنيا التقميؿ‬
‫مف إيرادات الخزينة كعرقمة التنمية االقتصادية‪ ،‬باإلضافة إلى جممة مف اإلجراءات التي تساعد عمى‬
‫جباية المبالغ الضخمة الناتجة عف الغش كالتيرب الضريبييف ككاف ذلؾ مف خبلؿ‪ :‬إعادة ىيكمة النظاـ‬
‫الضريبي ككضع أسس التصريح الشخصي لمضريبة الذم أصبح يطبؽ عمى نطاؽ كاسع في أغمب دكؿ‬
‫العالـ كالذم يحمؿ المسؤكلية لممصرح كلكف يتابع التصريح الكاذب‪ ،‬كال يستدعي تطبيؽ مثؿ ىذا اإلجراء‬
‫نفقات كبيرة‪.‬‬
‫‪ 11‬مام ‪ 2016‬عف صندكؽ النقد الدكلي بعنكاف‬ ‫ثالثا‪.‬محاربة الفساد ‪ :‬أشار التقرير الصادر يكـ‬
‫"الفساد‪ :‬تكاليفو واستراتجيات تخفيف حدتو"‪ ،‬إلى أف الفساد يعيؽ إدارة سياسة الميزانية كالسياسة النقدية‬
‫كيضعؼ اإلشراؼ المالي‪ ،‬كيضر في نياية المطاؼ بمسيرة النمك االقتصادم‪ ،‬لذلؾ أقر بفضؿ خبرتو‬
‫أربع لبنات أساسية لمكافحة كتخفيؼ الفساد‪ ،‬كتتمثؿ في‪:‬‬
‫‪ ‬الشفافية مطمب أساسي‪ :‬يجب اعتماد المعايير الدكلية لشفافية المالية العامة كالقطاع المالي‪ ،‬لذلؾ‬
‫يتعيف عمى الحككمة أف تدعـ المعايير الدكلية لشفافية ممكية الشركات‪ ،‬كلحرية الصحافة كذلؾ دكر‬
‫رئيسي في الكشؼ عف ممارسات الفساد؛‬
‫‪ ‬تعزيز سياحة القانون‪ :‬يجب أف يككف ىناؾ تيديد مؤكد بالمبلحقة القضائية‪ ،‬كعممية اإلنقاذ يجب أف‬
‫تستيدؼ القطاع الخاص كذلؾ‪ ،‬كيجب كضع إطار فعاؿ لمكافحة غسيؿ األمكاؿ لتقميؿ غسؿ عائدات‬
‫الفساد إلى أدنى حد؛‬
‫‪ ‬اإلفراد في التنظيـ يكلد البحث عف الربع الذم يخصص بناء عمى تقدير المسؤكليف كيجب القضاء‬
‫عميو‪ ،‬فإلغاء القيكد التنظيمية كالتبسيطيا حجر الزاكية في استراتيجيات مكافحة الفساد بكفاءة؛‬
‫يقضي األمر مكافحة الفساد كضع إطار قانكني كاضح المعالـ يمتزـ بو فبل جدكل مف كضع أفضؿ‬
‫األطر ما لـ تطبؽ كالتطبيؽ يعني كجكد مؤسسات فعالة‪ ،‬يتسمكف بالكفاءة كيتمتعكف باالستقبللية‬
‫بعيديف عف التأثير الخاص كالتدخؿ السياسي التخاذ ق اررات حاسمة مف شأنيا التقميؿ مف عمميات‬
‫الفساد أك حتى الحد منو نيائيا‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬إجراءات أخرى تندرج ضمن سياسة التقشف في الجزائر‬


‫باإلضافة إلى اإلجراءات السابقة سعت الحككمة الجزائرية إلى تطبيؽ جممة مف اإلجراءات‬
‫المساعدة عمى تكفير الجك المناسب لمتقميص مف النفقات كزيادة اإليرادات سكاء كاف ذلؾ بطريقة مباشرة‬
‫أك غير مباشرة‪ ،‬كفيما يأتي تفصيؿ لبعض ىذه اإلجراءات‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إعادة النظر في العالقات االقتصادية مع دول الجوار‬


‫يمكف اعتبار دكؿ الجكار كأكؿ نافدة لمدكلة عمى الخارج‪ ،‬كما تعتبر حدكد الدكلة مع جيرانيا مصدر‬
‫لمتبادالت االقتصادية كعبكر األشخاص دخكال كخركجا‪ ،‬التي تتـ عبر منافذ رسمية يمكف مف خبلليا‬
‫مراقبة تدفؽ السمع كاألشخاص مف جية‪ ،‬كمف جية أخرل تحصيؿ لحقكؽ الدكلة الجمركية كالضريبية‬
‫اتجاه الخدمات المقدمة‪ ،‬إف غمؽ الحدكد ألسباب سياسية مثؿ ما ىك جار مع المغرب مف شأنو تضييع‬
‫فرص كثيرة كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬تبادؿ منتجات زراعية كحيكانية عبر الطريؽ البرم دكف المجكء إلى استعماؿ العممة الصعبة؛‬
‫‪ ‬الحصكؿ عمى عائدات جمركية كضريبية؛‬
‫‪ ‬مراقبة تنقؿ السمع كالخدمات‪ ،‬كتفكيت الفرصة عمى الميربيف كالتنقؿ غير المشركع لؤلشخاص؛‬
‫‪ ‬تنفيذ مشاريع بيف أرباب األعماؿ مف الجيتيف؛‬
‫‪ ‬تنمية المناطؽ الحدكدية‪ ،‬مف خبلؿ مشاريع مشتركة بيف الدكلتيف‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االستفادة من اإلنجازات الكبرى‬


‫تميزت السنكات األخيرة بكثرة المشاريع المخططة كالمنجزة‪ ،‬السيما تمؾ المتعمقة بالطرقات كاألشغاؿ‬
‫العمكمية كالمشاريع السكنية الضخمة التي بمغت في المتكسط ‪ 200000‬سكف منجز سنكيا‪ ،‬مماثمة حالة‬
‫احتراـ أجاؿ التسميـ مف جية‪ ،‬كمف جية أخرل انتياز أقرب فرصة لبدأ تشغيميا بغرض تقميص التكاليؼ‬
‫الثابتة‪ ،‬كتزكيد خزينة الدكلة باإليرادات البلزمة لتمكيؿ نفقاتيا العامة‪ .‬يمكف ذكر في ىذا الصدد الطريؽ‬
‫‪ 100000‬دكالر نتيجة استقباؿ‬ ‫"السيار شرؽ غرب"‪ ،‬الذم بإمكانو تحصيؿ إيرادات يكمية تصؿ إلى‬
‫‪ 1000000‬سيارة تسير في المتكسط ‪ 100‬كمـ في الساعة بسعر ‪ 1‬دج لمكيمكمتر الكاحد‪ ،‬ىذا دكف‬
‫احتساب اإليرادات المتأنية مف استغبلؿ الخدمات المرفقة ليذا الطريؽ السريع‪ ،‬كما يمكف استغبلؿ أماكف‬
‫ركف السيارات في المدف الكبرل لخمؽ مناصب شغؿ مف جية‪ ،‬كمف جية أخرل تزكيد خزينة الدكلة‬
‫بإيرادات يكمية متجددة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬بدائل واستراتيجيات الحتواء تقمبات أسعار النفط عمى الميزانية العامة‬
‫في الجزائر‬
‫شيدت الجزائر بحبكحة مالية خبلؿ السنكات األخيرة ناتجة عف ارتفاع أسعار النفط‪ ،‬ساىمت في‬
‫زيادة النفقات العامة كتحسيف الكضع االقتصادم كاالجتماعي كلكف لـ تنمي القطاع اإلنتاجي لتنكيع‬
‫مصادر اإليرادات كتخفيؼ االعتماد عمى المداخيؿ النفطية‪ ،‬مما أكقع الجزائر في ضيؽ مالي رىيب‬
‫بسبب االنييار الحاصؿ في أسعار النفط‪ ،‬أم ار استدعى مف الحككمة الجزائرية تدارؾ الكضع لمحيمكلة دكف‬
‫دكف العجز المالي كاالقتصادم ككاف ذلؾ مف خبلؿ المجكء إلى المكارد المالية المتاحة ليا كىذه‬
‫اإلجراءات المتخذة عمى المدل القصير‪ ،‬أما كبيدؼ تنكيع االقتصاد كتطكير انتاجيتو اتباع استراتيجيات‬
‫تظير نتائجيا عمى المدل الطكيؿ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬المجوء إلى صندوق ضبط الموارد‬


‫كذلؾ بسبب التذبذبات‬ ‫نتيجة المشكبلت التي تعاني منيا الكثير مف الدكؿ المنتجة لمنفط‪،‬‬
‫الحاصمة في األسعار لذلؾ قامت ىذه الدكؿ بإنشاء صناديؽ الثركة السيادية لتحقيؽ التكازنات االقتصادية‪،‬‬
‫لكف تختمؼ تسمية ىذه الصناديؽ مف دكلة إلى أخرل إال أف غايتيا كاحدة‪ ،‬كالجزائر كبا قي الدكؿ األخرل‬
‫أنشأت "صندوق ضبط اإليرادات"‪.1‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ماىية صندوق ضبط الموارد‬


‫أماـ الكضعية غير المستقرة كفي ظؿ التقمبات الحادة كالخطيرة ألسعار النفط‪ ،‬ككآلية جديدة تعمؿ‬
‫عمى امتصاص الفكائض المالية الناتجة عف الصدمات اإليجابية كاالحتفاظ بيا في شكؿ احتياطات‬
‫لمكاجية الصدمات السمبية‪ ،‬التي يتعرض ليا االقتصاد الجزائرم كالناتجة عف أم انييار قد يمس أسعار‬
‫النفط مستقببل‪ ،‬نتج لنا صندكؽ ضبط المكارد‪.‬‬
‫أوال‪.‬تعريف صندوق ضبط الموارد‪:‬‬
‫*‬
‫كبالضبط إلى حسابات التخصيص الخاص‪،‬‬ ‫ىك صندكؽ ينتمي إلى الحسابات الخاصة لمخزينة‬
‫أىـ ما يميز ىذه الحسابات أنيا مستقمة عف الميزانية العامة لمدكلة أم أنيا ال تخضع لرقابة السمطة‬
‫التشريعية ‪.2‬‬
‫ثانيا‪.‬ظروف إنشائو ‪ :‬أنشأ صندكؽ ضبط المكارد سنة ‪ 2000‬بمكجب المادة رقـ ‪ 10‬مف قانكف الميزانية‬
‫التكميمي لسنة ‪ ،2000‬كىي السنة التي سجمت فييا الجزائر فكائض مالية معتبرة ناتجة عف االرتفاع‬

‫‪1‬‬
‫سعد اهلل داكد‪ ،‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى السياسة المالية في الجزائر ‪ ،2010-2000‬مذكرة مقدمة ضمف‬
‫متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص التحميؿ االقتصادم‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪ ،2012-2011‬ص ‪.148‬‬
‫* حسابات التخصيص الخاصة لمخزينة‪ :‬تضمف ىذه الحسابات مختمؼ العمميات المالية المترتبة عف خركج أمكاؿ مف‬
‫الخزينة العامة أك دخكليا إلييا بصكرة غير نيائية‪ ،‬فيي ال تعتبر إنفاقا أك إيرادات بالمعنى الصحيح لمكممة‪ ،‬بؿ عبارة عف‬
‫أمكاؿ تدخؿ كتخرج منيا فقط‪ ،‬كعميو اقتضى المنطؽ العممي بعدـ تدكيف ىذه العمميات في الميزانية عمى أف يقدـ ليا في‬
‫قيكد الخزينة حسابات مستقمة تعرؼ بالحساب الخاص لمخزينة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫سييمة بغتة‪ ،‬صندوق ضبط الموارد كآلية الحتواء تقمبات أسعار النفط في الجزائر‪ ،‬كرقة بحثية مقدمة ضمف الممتقى‬
‫الدكلي‪" :‬انعكاسات انييار أسعار النفط عمى اقتصاديات المصدرة لو (المخاطر والحمول) "‪ ،‬جامعة المدية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يكمي‬
‫‪ 08/07‬أكتكبر ‪.2015‬‬
‫حيث حقؽ رصيد‬ ‫كمنو ارتفاع العكائد النفطية الجزائرية‪،‬‬ ‫القياسي ألسعار النفط في األسكاؽ العالمية‪،‬‬
‫‪ 400‬مميار دينار جزائرم‪ ،‬كمف أجؿ االستفادة مف ىذه الفكائض‬ ‫الميزانية العامة لمدكلة فائض قدره‬
‫بالنظر لعدـ اليقيف الذم يميز أسعار النفط‬ ‫كاستعماليا في الحفاظ عمى استقرار الميزانية العامة لمدكلة‪،‬‬
‫المتصاص فائض إيرادات‬ ‫قررت الحككمة تأسيس ىذا الصندكؽ‬ ‫عمى المدل المتكسط كالبعيد المدل‪،‬‬
‫الجباية البتركلية ‪.1‬‬
‫ثالثا‪.‬أىداف الصندوق ضبط الموارد ‪ :‬ييدؼ صندكؽ ضبط المكارد إلى تمكيؿ عجز الميزانية العامة‬
‫بإضافة إلى‬ ‫لمدكلة الناتج عف انخفاض إيرادات الجباية البتركلية لمستكل أقؿ مف تقديرات قانكف المالية‪،‬‬
‫لقد أدخمت خبلؿ سنتي‬ ‫تخفيض المديكنية العمكمية الداخمية كالخارجية بالتنسيؽ مع البنؾ المركزم‪،‬‬
‫‪ 2004‬ك ‪ 2006‬ليصبح ىدؼ الصندكؽ الرئيسي ‪ :‬ىك تمكيؿ عجز الميزانية دكف أف يقؿ رصيد‬
‫الصندكؽ عف ‪ 740‬مميار دينار جزائرم ‪.2‬‬
‫رابعا‪.‬أىمية صندوق ضبط الموارد ‪ :‬يستمد الصندكؽ أىميتو مف ككنو أداة فعالة لمسياسة المالية العامة‬
‫لمحككمة‪ ،‬كيمكف إيضاح أىمية صندكؽ ضبط المكارد كاآلتي ‪:3‬‬
‫‪ ‬مساىمة المكارد المالية لمصندكؽ في التقميؿ مف مديكنية الدكلة ؛‬
‫‪ ‬ضبط فكائض اؿنفط كتكجيييا في مسار يخدـ مصمحة االقتصاد الكطني ؛‬
‫‪ ‬تغطية العجز في الميزانية العامة كاالنتقاؿ مف حالة العجز إلى حالة التكازف كالفائض ؛‬
‫‪ ‬يمكف أف يأخذ الصندكؽ أدكار مزدكجة حسب أىدافو فإما أف ييتـ بمعالجة المشكبلت المتعمقة‬
‫بتقمب اإليرادات النفطية كسكء تقديرىا‪ ،‬كىنا يـ ثؿ صندكؽ ضبط أك تثبيت كما يمكف أف مستخدـ في‬
‫ادخار جزء مف إيرادات النفط لؤلجياؿ القادمة كىنا يسمى صندكؽ االدخار ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫باعتماد عمى المرجعيف‪:‬‬
‫نبيؿ بكفميح‪ ،‬صندوق ضبط الموارد في الجزائر أداة لضبط وتعديل الميزانية العامة في الجزائر ‪ ،‬مجمة اقتصاديات شماؿ‬
‫إفريقيا‪ ،‬العدد ‪ ،01‬ص‪.240‬‬
‫عبد المطيؼ بف أشنيك‪ ،‬عصرنة الجزائر حصيمة وآفاق ‪ ، 2009-1999‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.133‬‬
‫‪2‬‬
‫بكجمعة قكيدرم قكشيح‪ ،‬انعكاسات تقمبات أسعار البترول عمى التوازنات اإلقتصادية اكمية في الجزائر ‪ ،‬مذكرة مقدمة‬
‫ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص نقكد كمالية‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة الشمؼ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪ ،2009-2008‬ص‪.158‬‬
‫شيرزاد زغيب كحميمة حميمي‪ ،‬االقتصاد الجزائري بين واقع اإلرتباط وحتمية الزوال ‪ ،‬مجمة دراسات اقتصادية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫العدد ‪ ،2008 ،04‬ص ‪.09‬‬


‫كمف خبلؿ المعطيات المقدمة عف صندكؽ ضبط المكارد كمعطيات أخرل يمكف انجاز بطاقة معمكماتية‬
‫عف صندكؽ ضبط المكارد‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تطور وضعية صندوق ضبط الموارد من تاريخ إنشائية إلى غاية ‪2015‬‬
‫لمتعرؼ عمى كضعية الصندكؽ يجب تتبع المحطات السعرية لمنفط ألف كضعية الصندكؽ ترتبط‬
‫كثير االرتباط بارتفاعات كاالنخفاضات الحاصمة في أسعار النفط كمف ثـ العكائد النفطية باعتبارىا‬
‫الممكؿ الرئيسي لمصندكؽ‪ ،‬كعمى ذلؾ نقسـ فترة تطكر صندكؽ ضبط المكارد إلى فترتيف كيبدك ذلؾ مف‬
‫خبلؿ الجدكؿ التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)21‬تطور وضعية صندوق ضبط الموارد خالل الفترة (‪)2015-2000‬‬
‫الكحدة‪ :‬مميكف دينار‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫تراكم ‪2013-2000‬‬ ‫السنوات‬
‫‪7919009‬‬ ‫‪8056740‬‬ ‫‪174867707‬‬ ‫مجمكع المكارد‬
‫‪3489710‬‬ ‫‪277892‬‬ ‫‪11923196‬‬ ‫مجمكع االستخدمات‬
‫‪4429290‬‬ ‫‪5284848‬‬ ‫‪5563511‬‬ ‫رصيد الصندكؽ في نياية‬
‫السنة‬
‫المصدر‪ :‬سييمة بغتة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬

‫الفترة األولى من ‪ 2000‬إلى ‪ :2013‬عرفت أسعار النفط ارتفاعا ممحكضا خبلؿ ىذه الفترة‪،‬‬
‫أمر أثر باإليجاب عمى مكارد الصندكؽ الذم سجؿ نمكا في مبالغة مف سنة إلى أخرل‪ ،‬كنستنثي السنتيف‬
‫‪ 2012‬السنة التي‬ ‫التاليتيف‪ 2002 ،2001:‬التي عرفت تراجعا طفيفا في عكائد الصندكؽ‪ .‬كتبقى سنة‬
‫سجؿ فييا الصندكؽ أكبر قيمة في إيراداتو ‪.‬‬
‫كرغـ ىذه الكفرة في الصندكؽ إال أف استخداماتو لـ تكف كبيرة‪ ،‬عدا سنكات ‪ 2011،2012،2007‬التي‬
‫شيدت ارتفاع محسكس في قيمة استخداـ مبالغ الصندكؽ ‪.‬‬
‫الفترة الثانية من ‪ :2015 - 2014‬تراجعت أسعار النفط في السكؽ العالمية في الربع األخير‬
‫‪ 2015‬بعد أف‬ ‫مف سنة ‪ ،2014‬أم ار انعكس مباشرة عمى مكارد الصندكؽ كاستمر ىذا االنخفاض سنة‬
‫أصبحت أسعار النفط ‪ 52‬دكالر لمبرميؿ بعد أف كانت تقدر بػ ‪ 109‬دكالر لمبرميؿ سنة ‪.2013‬‬
‫كما أف قيمة استخدمات الصندكؽ كانت في ارتفاع مستمر نتيجة الستخداـ ىا في تغطية عجز الميزانية‬
‫العامة الناتج عف انخفاض العكائد النفطية ‪.‬‬
‫‪ 2000‬إلى ‪ 2015‬إلى جانب‬ ‫كمف خبلؿ تتبع تطكر كضعية صندكؽ ضبط المكارد مف سنة‬
‫‪-‬كما ىك مكضح في اؿ ـ بحث السابؽ ‪ -‬يتضح لنا كجكد عبلقة‬ ‫تطكر أسعار النفط خبلؿ نفس الفترة‬
‫طردية بيف أسعار النفط كايرادات صندكؽ ضبط المكارد‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬دور صندوق ضبط الموارد في تمويل العجز الموازني خالل الفترة‬
‫(‪)2015-2000‬‬
‫تتأثر الميزانية العامة لمدكلة الجزائرية بتغيرات أسعار النفط‪ ،‬كيعتبر صندكؽ ضبط المكارد آلية‬
‫قامت الدكلة بإنشائيا بدافع العمؿ عمى استقرار االيرادات العامة لمدكلة كمف ثـ الحفاظ عمى استقرار‬
‫الميزانية العامة‪ ،‬الشيء الذم جعميا قادرة عمى تنفيذ مختمؼ السياسات االقتصادية كمنو التخفيؼ‬
‫لمتعرض لمصدمات التي يتعرض ليا االقتصاد الجزائرم مف كراء تقمبات أسعار النفط العالمية ‪ ،‬كالجدكؿ‬
‫المكالي سيكضح مدل مساىمة صندكؽ ضبط المكارد في تغطية العجز الحاصؿ عمى مستكل رصيد‬
‫الميزانية العامة ‪ ،‬الذم جاء نتيجة لمعجز المسجؿ في رصيد ىا كذلؾ لتغطية العجز الحاصؿ ككاف ذلؾ‬
‫ابتداءا مف سنة ‪ ،2006‬كقبلو فقد استخدمت االقتراض الداخمي لتغطية العجز المكازني ‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)22‬مدى مساىمة صندوق ضبط الموارد في تمويل العجز الموازني خالل الفترة‬
‫(‪)2015-2000‬‬
‫الكحدة‪ :‬مميكف دينار‬
‫الرصيد‬ ‫استخدمات‬ ‫تمويل عجز‬ ‫تسبيقات بنك‬ ‫تخفيض‬ ‫صندوق ضبط‬ ‫السنوات‬
‫المتبقى في‬ ‫الصندوق‬ ‫الميزانية‬ ‫الجزائر‬ ‫المديونية‬ ‫الموارد‬
‫الصندوق‬
‫‪232137‬‬ ‫‪221100‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪221100‬‬ ‫‪453237‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪171534‬‬ ‫‪184467‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪184467‬‬ ‫‪356001‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪27978‬‬ ‫‪170060‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪170060‬‬ ‫‪198038‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪320892‬‬ ‫‪156000‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪156000‬‬ ‫‪476892‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪721688‬‬ ‫‪222703‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪222703‬‬ ‫‪944391‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪1842686‬‬ ‫‪247838‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪247838‬‬ ‫‪2090524‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪2931045‬‬ ‫‪709641‬‬ ‫‪91530‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪618111‬‬ ‫‪3640686‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪3215530‬‬ ‫‪1454363‬‬ ‫‪531952‬‬ ‫‪607956‬‬ ‫‪314455‬‬ ‫‪4669893‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪4280073‬‬ ‫‪1223617‬‬ ‫‪758180‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪465437‬‬ ‫‪5503690‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪4316465‬‬ ‫‪364282‬‬ ‫‪364282‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4680747‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪4842837‬‬ ‫‪791938‬‬ ‫‪791938‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5634775‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪5381703‬‬ ‫‪1761455‬‬ ‫‪1761455‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7143157‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪5633752‬‬ ‫‪2283260‬‬ ‫‪2283260‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7917012‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪7005169‬‬ ‫‪1138527‬‬ ‫‪1138527‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7005169‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪5284848‬‬ ‫‪277892‬‬ ‫‪277892‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪8056740‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪4429290‬‬ ‫‪3489710‬‬ ‫‪3489710‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7919009‬‬ ‫‪2015‬‬
‫المصدر‪ :‬سييمة بغتة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬

‫إذف يمكف استخبلص أف مساىمة صندكؽ ضبط المكارد في تمكيؿ العجز المكازني كحمايتيا مف‬
‫كيككف ذلؾ عف‬ ‫خطر تقمبات أسعار النفط في األسكاؽ العالمية كالتكسع في اإلنفاؽ الحككمي كبيرة‪،‬‬
‫إال أنو‬ ‫طريؽ امتصاص الفكائض المالية المتأ تية مف العكائد النفطية كاستخداميا في الحاالت العجز‪،‬‬
‫ىناؾ تكقعات بشأف رصيد صندكؽ ضبط المكارد كالتي تفيد بأنو إذا بقيت أسعار النفط عمى حاليا إلى‬
‫غاية سنة ‪ 2017‬كمنو ثبات العكائد النفطية أمر سيؤدم إلى نفاذ رصيد الصندكؽ ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬المجوء إلى احتياطي الصرف الخارجي‬


‫استطاعت الجزائر أف تستفيد مف ارتفاع أسعار النفط عمى الصعيد العالمي‪ ،‬فتمكنت مف تككيف احتياطات‬
‫مالية ضخمة بمغت سنة ‪ 2004‬ما قيمة ‪ 43,11‬مميار دكالر كسنة ‪ 2006‬ما قيمة ‪ 77,91‬مميار دكالر‪،‬‬
‫كما قيمة ‪ 110,31‬مميار دكالر سنة ‪ ،2007‬ثـ ‪ 147‬مميار دكالر نياية ‪ ،2009‬حيث مثمت ىذه‬
‫القدرة‬ ‫االحتياطات دعما لمميزانية العامة كحتى االقتصاد الجزائرم ككسيمة لتعزيز االستقرار المالي كدعـ‬
‫عمى سعر‬ ‫عمى التعامؿ مع الصدمات الخارجية (االزمات النفطية كتراجع العكائد النفطية )‪ ،‬كالحفاظ‬
‫صرؼ الدينار الجزائرم كتغطية العجز الطارئ في ميزاف المدفكعات‪.‬‬
‫كقد شكؿ الدكالر االمريكي العممة األساسية لئلحتياطات الجزائرية‪ ،‬أمر جعميا عرضة لتقمبات سعر صرفو‬
‫أماـ األكرك مما كلد رغبة في تشكيؿ احتياطي باألكرك بنسبة ‪ %51‬كبالدكالر نسبة ‪ ،%49‬كذلؾ لضماف‬
‫ىامش أكسع مف الحركة بعد أف كاف االحتياطي بشكؿ أساسا مف الدكالر‪ ،‬كما أف كاردات الجزائر جميا‬
‫كصادرتيا متأ تية بالدكالر (النفط مسعر بالدكالر)‪ ،‬ففي ظؿ انخفاض سعر صرؼ‬
‫ا‬ ‫مف منطقة األكرك‪،‬‬
‫الدكالر مقابؿ األكرك ارتفعت تكمفة الكاردات مما كلد عج از في ميزاف المدفكعات كالراجعة لتراجع القكة‬
‫الشرائية لبرميؿ النفط *‪.‬‬
‫كبعد ىذه الحركة الذكية مف قبؿ الجزائر‪ ،‬أصبحت تستفيد مف الفائض المحقؽ بفضؿ التقمبات الحاصمة‬
‫في أسعار الصرؼ‪ ،‬كجيتو إلى تمكيؿ االقتصاد مف أجؿ الرفع مف مستكل اإلنتاج كالنمك كاالستثمار‬
‫كالقضاء عمى معدالت البطالة مع احتماؿ تكجيو ىذا الفائض إلى تمكيؿ النفقات العمكمية كتنفيذ الخطط‬
‫اؿفترة ( ‪-2002‬‬ ‫التنمكية إلنعاش االقتصاد‪ .1‬كلمتعرؼ عمى قيمة احتياطي الصرؼ الخارجي خبلؿ‬
‫‪ ،)2015‬الجدكؿ التالي يكضح ذلؾ ‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)23‬تطور احتياطي الصرف الخارجي في الجزائر خالل الفترة (‪)2015-2000‬‬
‫الكحدة‪ :‬ـ ليار دكالر‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫السنة‬
‫‪143,10‬‬ ‫‪110,18‬‬ ‫‪77,78‬‬ ‫‪56,18‬‬ ‫‪43,11‬‬ ‫‪23,11‬‬ ‫القيمة‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫السنة‬
‫‪172,6‬‬ ‫‪193,269‬‬ ‫‪194‬‬ ‫‪186,32‬‬ ‫‪182,22‬‬ ‫‪147,22‬‬ ‫القيمة‬
‫المصدر‪ :‬بإعتماد عمى المرجعيف التالييف‪:‬‬
‫سمية مكرم‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫أحمد بكريش‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫تزامنا مع االرتفاع في أسعار النفط حقؽ احتياطي الصرؼ الخارجي في الجزائر ارتفاعا محسكسا‪ ،‬كلكف‬
‫االستثناء حصؿ سنة ‪ ،2014‬حيث شيدت أسعار النفط انخفاض ا أثر عمى قيمة العكائد النفطية كتعدل‬
‫األثر إلى احتياطي الصرؼ ‪ ،‬بسبب المجكء إليو لتغطية العجز الحاصؿ عمى مستكل الميزانية العامة ككذا‬
‫الحاؿ بالنسبة لسنة ‪ ،2015‬كفي شكؿ تكقع بطرح بخصكص احتياطي الصرؼ الخارجي في الجزائر فإنو‬
‫سينفذ في آفاؽ ‪ 2020‬إذا ما بقيت أسعار النفط عمى حالو ا‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬انعاش القطاعات االقتصادية الجزائرية‬


‫القطاعات االقتصادية الجزائرية (الزراعية ‪ ،‬الصناعية‪ ،‬السياحية)‪ ،‬لـ يكف ينظر إلييا عمى أنيا قادرة عمى‬
‫مف خبلؿ تكفير اإليرادات التي تكظؼ في تغطية‬ ‫تمكيؿ االقتصاد كالكصكؿ بو إلى مرحمة الرفاىية‪،‬‬
‫نفقات‪ .‬إال أنو كمف خبلؿ التكجو إلى التنمية بعيدا عف القطاع النفطي ثـ النظر إلى ىذه القطاعات‬
‫كامكانية مساىمتيا في تنمية االقتصاد الجزائرم كتخمصو مف التبعية النفطية ‪.‬‬

‫*القوة الشرائية لبرميل النفط‪ :‬مقدار السمع كالخدمات العينية التي يمكف الحصكؿ عمييا مقابؿ ما يدره برميؿ النفط المصدر‬
‫مف ماؿ‪ ،‬كيعني ذلؾ أف السعر النقدم ينبغي أف يككف بالقدار الذم يستطيع شراء نفس كمية السمع كالخدمات التي كاف مف‬
‫الممكف الحصكؿ عمييا بالقياس إلى نقطة زمنية محددة ىي سنة األساس‪.‬‬
‫سمية مكرم‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.165‬‬ ‫‪1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬انعاش القطاع الزراعي الجزائري‬
‫تعتبر اؿزراعة مف أىـ النشاطات التي ساعدت االنساف عمى كسب رزقو باعتبارىا تكفر المادة األكلية‬
‫كقد تكضح ذلؾ‬ ‫لكؿ الصناعات الغذائية‪ ،‬لذلؾ سعت الجزائر منذ الستينات عمى النيكض بيذا القطاع‪،‬‬
‫بشكؿ جميا مف خبلؿ المخطط الكطني لمتنمية الفبلحية كبرنامج التجديد الفبلحي كالريفي سنة ‪.2008‬‬
‫كذلؾ إلى جانب ما تمتمكو الجزائر مف إمكانيات زراعية تتمثؿ في ‪:1‬‬
‫‪ ‬الموارد المائية‪ :‬التي تنقسـ بدكرىا إلى مكارد المطرية كالمكارد السطحية ككبلىما تممؾ الجزائر كميات‬
‫معتبرة‪ ،‬باإلضافة إلى المكارد الجكفية ؛‬
‫‪ ‬الموارد األرضية‪ :‬خاصة الفبلحة الخصبة‪ ،‬التي تقدر بحكالي ‪ 2,46‬مميكف ىكتار‪ ،‬مستغمة منيا‬
‫‪ 8,42‬مميكف ىكتار؛‬
‫‪ ‬الموارد الرأسمالية‪ :‬تخصصيا الدكلة سنكيا في ميزانيتيا كذلؾ بحسب احتياجات القطاع ؛‬
‫تعتمد أساسا في اإلنتاج الفبلحي عمى العنصر‬ ‫‪ ‬الموارد البشرية ‪ :‬الجزائر ككؿ دكؿ العالـ الثالث‪،‬‬
‫البشرم بسبب قمة التكنكلكجيا في المعدات الفبلحية المستخدمة ‪.‬‬
‫الجزائرم انتيجت سياسة زراعية كاضحة كدقيقة‬ ‫كفي ظؿ اإلمكانيات كالفرص المتاحة لمقطاع الزراعي‬
‫كذلؾ مف خبلؿ‪:2‬‬
‫‪ ‬تنمية القطاع الزراعي التي تتطمب إدماجو في الحركة العامة لمتنمية الشاممة ؛‬
‫بحيث‬ ‫‪ ‬إقامة العبلقات منسجمة بيف مختمؼ القطاعات االقتصادية كالعبلقة بيف الزراعة كالصناعة‪،‬‬
‫تساىـ الصناعة في تطكير الزراعة كتكفر الزراعة المكاد الزراعية لمصناعات المختمفة كتمبية الحاجات‬
‫الغذائية لممجتمع؛‬
‫‪ ‬ضركرة تطبيؽ القكانيف المنظمة لمعقار الفبلحي كبشكؿ صارـ كحماية حقكؽ الفبلحيف ؛‬
‫‪ ‬إيجاد إطار قانكفم ينظـ استغبلؿ األراضي الفبلحية ؛‬
‫‪ ‬ضبط كتنظيـ العمراف كىذا لمحد مف التكسع العمراني عمى حساب األراضي الزراعية ؛‬
‫‪ ‬استصبلح المزيد مف األراضي ؛‬

‫‪ 1‬زىير عمارم‪ ،‬إشكالية تنظيم العقار الفالحي الجزائري وأىم الخيارات الممكنة لتطوره ‪ ،‬مجمة أبحاث اقتصادية‪ ،‬سطيؼ‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،2013 ،13‬ص ص ‪.138 ،137‬‬
‫‪2‬‬
‫سامية سعداكم‪ ،‬حتمية انتقال االقتصاد الجزائري من االقتصاد الريعي إلى االقتصاد المتنوع في ظل تقمبات أسعار‬
‫النفط‪ ،‬كرقة بحثية مقدمة ضمف الممتقى الدكلي‪" :‬انعكاسات انييار أسعار النفط عمى اقتصاديات المصدرة لو (المخاطر‬
‫والحمول)"‪ ،‬جامعة المدية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يكمي ‪ 08/07‬أكتكبر ‪ ،2015‬ص ص‪.15 ،14‬‬
‫‪ ‬العمؿ عمى زيادة رأسية أم زيادة معدؿ إنتاج الكحدة المنتجة ؛‬
‫‪ ‬االستغبلؿ الجيد كالعقبلني لؤلراضي الزراعية المستغمة ؛‬
‫‪ ‬االىتماـ بترقية كتشجيع االستثمار في القطاع الزراعي ؛‬
‫‪ ‬االستغبلؿ األمثؿ لممياه خاصة مع قمة تساقط األمطار ؛‬
‫‪ ‬االىتماـ بالبحث العممي الزراعي كتطكير التكنكلكجيا كاألبحاث العممية ؛‬
‫‪ ‬القياـ بدكرات تككينية لمفبلحيف قصد تكعيتيـ كاعطائيـ عمى األقؿ الخطكط العريضة في الميداف‬
‫الفبلحي‪.‬‬
‫يمكف القكؿ أف الجزائر تممؾ البديؿ الحقيقي لقطاع المحركقات كىك القطاع اؿ زراعي‪ ،‬خاصة أنيا تممؾ‬
‫في ىذا الخيار االستراتيجي كؿ المؤىبلت كالمقاكمات التي تسمح ليا بتحقيؽ نمك اقتصادم‪ ،‬فالقطاع‬
‫خاصة في ظؿ تكفر البنية التحتية مف أراضي‬ ‫الزراعي يمكف الجزائر مف تحقيؽ نمكا حقيقيا كمستمرا‪،‬‬
‫كلذلؾ فالقطاع‬ ‫صالحة لمزراعة‪ ،‬كأخرل قابمة لبلستصبلح‪ ،‬كتكفر مخزكف ىائؿ مف الثركة المائية‪،‬‬
‫الزراعي الجزائرم يممؾ آفاؽ مستقبمية كاعدة خاصة كلـ يبقى ينقص سكل التكظيؼ الجيد لممعطيات‬
‫المتاحة عمى أرض الكاقع‪ ،‬كىذا عف طريؽ انتياج سياسة زراعية كاضحة المعالـ كاألىداؼ ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬انعاش القطاع الصناعي الجزائري‬


‫كيترتب عنو تنكيع االقتصاد‬ ‫يعد التصنيع أحد الكسائؿ األساسية لمقضاء عمى االختبلالت الييكمية‪،‬‬
‫كاد‬ ‫الكطني كاتساع القاعدة الصناعية كدخكؿ الصناعة مجاؿ التصدير كبالتالي التقميؿ مف تصدير الـ‬
‫األكلية فقط‪ ،‬األمر الذم يقمؿ مف تأثر االقتصاد الكطني بظركؼ السكؽ الدكلية كما ىك حاؿ الجزائر‬
‫كمدل معاناتيا مف التقمبات الحاصمة في السكؽ النفطية العالمية‪.‬‬
‫لذلؾ سعت الجزائر إلقامة صناعية عمكمية متنكعة تساعد في بناء المجتمع كبناء االقتصاد الكطني‪،‬‬
‫حيث كاف اإلنتاج مكجيا حصريا لمسكؽ اؿداخمية‪ ،‬كمع بداية التسعينات مثؿ القطاع الصناعي ‪ %80‬مف‬
‫مجمكع المؤسسات‪ ،‬إال أنو ال يقكـ بتغذية االقتصاد الكطني كما‪ ،‬لذلؾ قامت الجزائر بانتياج خطة تنمكية‬
‫ككذا تجاكز اؿعقبات لمنيكض‬ ‫بيدؼ تنكيع االقتصاد الجزائرم كالخركج مف دائرة االقتصاد الريعي‬
‫بالقطاعات المصنعة كالمنتجة‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ‪:1‬‬
‫‪ ‬إعداد استراتجية تركيجية لبلستثمار‪ :‬مف خبلؿ إنشاء ككالة تككف ميمتيا األساسية القياـ بالتركيج‬
‫لبلستثمار بحيث تختار الككالة األسمكب األنسب لمتركيج‪ ،‬كىي أساليب كثيرة نذكر منيا‪:‬‬

‫نصيرة قكريش‪ ،‬أبعاد وتوجيات استراتيجية انعاش الصناعة في الجزائر ‪ ،‬عمى المكقع‪ ،www.univ-chelef.dz:‬تاريخ‬ ‫‪1‬‬

‫اإلطبلع‪.2016/05/06 :‬‬
‫‪ ‬إعداد إعبلنات تركز فييا الككالة عمى جذب المستثمر األجنبي ؛‬
‫‪ ‬تركيج االستثمار عف طريؽ التمثيؿ الخارجي الذم يككف في شكؿ مكاتب تابعة لمككالة أك تككيؿ‬
‫ممثميف لمككالة لقنصميات‪.‬‬
‫‪ ‬الحد مف الفساد كالتعامبلت بالرشكل‪ ،‬كذلؾ باعتماد المساءلة كتبني اؿشفافية؛‬
‫‪ ‬تغيير ذىنيات كسمككات الفاعميف عمى مستكل مراكز اتخاذ القرار كمكاقع التنفيذ ؛‬
‫‪ ‬تطكير كتنمية المكارد البشرية‪ :‬تككيف كتأه مؿ الرأسماؿ البشرم‪ ،‬كفي ىذا اإلطار قامت الحككمة‬
‫الجزائرية بمايمي‪:‬‬
‫‪ ‬تطكير السياسات التعميمية كالتككينية ؛‬
‫‪ ‬رفع كزيادة األمكاؿ المخصصة لمبحث كالتطكير كالمكجية لمجامعات كمراكز البحكث؛‬
‫‪ ‬تكفير مراكز تدريب متخصصة بيدؼ تكفير العمالة الماىرة القادرة كالمؤىمة لمتعامؿ األنشطة‬
‫الخاصة بالمؤسسات األجنبية ؛‬
‫‪ ‬التركيز عمى تنمية القدرات البحثية كاإلبداعية ‪.‬‬
‫تصاالت مع‬ ‫‪ ‬العمؿ عمى زيادة نصيب الجزائر مف االستثمارات العربية البيئية‪ :‬كذلؾ بتدعيـ اال‬
‫المتعامميف العرب لرفع الحكاجز كالعراقيؿ ؛‬
‫‪ ‬تدعيـ القطاع المالي كالمصرفي ‪ :‬مف خبلؿ تطبيؽ كؼء لقكاعد الرقابة المالية كايجاد اإلطار‬
‫كتطكير الجياز المصرفي مف خبلؿ استخداـ‬ ‫التنظيمي السميـ لعمميات كسياسات البنكؾ‪،‬‬
‫التكنكلكجيا الحديثة كنظـ المعمكمات المتجددة ؛‬
‫‪ ‬إعادة النظر في قاعدة ‪ %51/49‬التي تعتبر بمثابة عائؽ بالنسبة لممستثمريف األجانب ‪.‬‬
‫كرغـ اإلستراتجية المتبعة مف قبؿ الحككمة الجزائرية كذلؾ إلرساء قاعدة صناعية قادرة عمى مكاجية‬
‫تقمبات أسعار النفط كتأثيراتيا السمبية عمى مسار التنمية‪ ،‬إال أنو كبفضؿ الكثير مف المكع مقات التي تكاجو‬
‫الصناعة الجزائرية ما زالت لـ تصؿ إلى المستكل المأمكؿ منيا‪ ،‬إذ بمغ متكسط النمك السنكم ليذا القطاع‬
‫‪ % 4,12‬في الفترة الممتدة مف ‪.2014-2000‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬انعاش القطاع السياحي الجزائري‬


‫يمكف لمسياحة أف تككف محف از لمنشاط االقتصادم‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ التأثير البميغ عمى بعض متغيرات‬
‫االقتصاد الكطني منيا‪ :‬التشغيؿ‪ ،‬ميزاف المدفكعات‪ ،‬تشكيؿ الدخؿ الكطني كاعادة تكزيعو‪ ،‬االستثمار في‬
‫‪،‬‬ ‫البنية التحتية ‪ ،1‬كألف الجزائر بحاجة إلى تنمية ىذه المتغيرات فيي لجأت إلى تنمية القطاع السياحي‬
‫أىـ‬ ‫كذلؾ لما تمتمكو الجزائر مف مؤىبلت تجعؿ منيا قطبا سياحيا فريدا مف نكعو‪ ،‬أما فيما تعمؽ ب‬
‫إجراءات دعـ االستثمار السياحي تتمثؿ فيما يمي ‪:2‬‬
‫‪ ‬التييئة والتحكم في القطاع السياحي‪ :‬كيتـ ذلؾ مف خبلؿ‪:‬‬
‫‪ ‬استحداث القطاع لنصكص قانكنية متعمقة بالتنمية المستدامة ؛‬
‫‪ ‬المساىمة في التنمية كالتكازف الجيكم كالمحافظة عمى البيئة‪ ،‬كتنكيع العرض السياحي‪ ،‬كالعمؿ‬
‫عمى رفع اإليرادات السياحية ‪.‬‬
‫‪ ‬قانون متعمق باستغالل الشوطئ‪ :‬ييدؼ إلى تثميف كحماية الشكاطئ لبلستفادة منيا‪ ،‬كتكفير شركط‬
‫تنمية منسجمة كمتكازنة‪ ،‬مع تحديد نظاـ تسمية مدمج كمنسجـ مع النشطات السياحية الشاطئية‪.‬‬
‫‪ ‬قانون متعمق بمناطق التوسع السياحي والمواقع السياحية‪ :‬كالمتعمؽ بما يمي‪:‬‬
‫السياحي‪ :‬كىي كؿ منطقة أك امتداد مف اإلقميـ يتمتع بصفات أك خصائص طبيعية‪،‬‬
‫ة‬ ‫‪ ‬مناطؽ التكسع‬
‫ثقافية‪ ،‬بشرية‪ ،‬إبداعية‪ ،‬مناسبة لمسياحة مؤىمة إلقامة أك تنمية منشأ سياحية؛‬
‫‪ ‬المكقع السياحي‪ :‬كؿ مكقع أك منظر يتميز بجاذبية سياحية ‪ ،‬بمظيره الجذاب أك بمايحتكم عميو مف‬
‫عجائب أك خصائص طبيعية أك بنايات مشيدة عميو ؛‬
‫‪ ‬منطقة محمية ‪ :‬ىي جزء مف منطقة تكسع السياحي أك مكقع سياحي‪.‬‬
‫‪ ،2025‬تخطط الك ازرة اؿ كصية إلى استقباؿ ‪ 11‬مميون سائح ‪ ،‬كىذا مايتطمب‬ ‫كفي آفاؽ‬
‫استراتيجية حكيمة مف أجؿ جعؿ الجزائر مقصدا سياحيا مف الدرجة األكلى‪ ،‬إف اختيار ىذه الفترة الزمنية‬
‫أجؿ تشجيع الشراكة مع ذكم الخبرات الكاسعة في‬ ‫لـ يحدد عفكيا ‪ ،‬بؿ ال بد مف أخذ الكقت الكافي مف‬
‫الجزائر كعبر العالـ‪ ،‬كالذيف يردكف االستثمار في ميداف السياحة بفضؿ ما جاءت بو الترتيبات القانكنية‬
‫مف آليات كبرامج مغرية معمكؿ بيا حاليا في بمدنا ‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬الطاقات المتجددة كسبيل لمخروج من التبعية النفطية‬


‫تسبب لو في أضرار اقتصادية‬ ‫إف ارتباط االقتصاد الجزائرم بمكرد كحيد لمطاقة أال كىك النفط‪،‬‬
‫كاجتماعية كبيئية كبيرة‪ ،‬كجب لحميا االستغبلؿ األمثؿ لمطاقات المتجددة خاصة مع االمكانيات الميمة‬
‫التي بحكزة الجزائر‪ ،‬كبذلؾ فيي تتخمص مف المشاكؿ الناتجة عف التبعية النفطية كتكفر مكارد طاقكية‬
‫جديدة لؤلجياؿ القادمة‪،‬‬

‫‪ 1‬نعيـ الطاىر كالياس سراب‪ ،‬مبادئ السياحة‪ ،‬دار المسيرة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬األردف‪ ،2007 ،‬ط‪ ،02‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 2‬أسامة بكشريط‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬قدرات الجزائر في الطاقات المتجددة‬
‫‪.‬‬ ‫قبؿ التطرؽ إلى قدرات الجزائر في مجاؿ الطاقة المتجددة نتطرؽ إلى مفيكـ الطاقة المتجددة‬
‫مفيوم الطاقة المتجددة‪" :‬ىي تمؾ الطاقات التي يتكرر كجكدىا في الطبيعة عمى نحك تمقائي كدكرم‬
‫بمعنى الطاقة التي تكلد مف مصدر طبيعي ال ينصب كىي متكفرة في كؿ مكاف عمى سطح األرض‬
‫كيمكف تحكيميا بسيكلة إلى طاقة ‪،‬تتميز بأنيا أبدية كصديقة لمبيئة "‪.1‬‬
‫كأبرز مصادرىا‪ :‬الطاقة الشمسية‪ ،‬الطاقة اليكائية‪ ،‬طاقة الح اررة الجكفية‪ ،‬الطاقة المائية ‪.‬‬
‫أوال‪.‬قدرات الجزائر الشمسية ‪ :‬تتميز الجزائر بميزة أساسية راجعة لمكاقعيا كقدراتيا الطاقكية‪ ،‬فيي بمد منتج‬
‫قكم لمصادر الطاقة‪ ،‬إذ سكؼ تنتقؿ إلى مرحمة جديدة تتميز باستغبلؿ الطاقة المتجددة كالشركع في‬
‫تصديره إلى أكركبا بعد عدة سنكات‪ ،‬كىكذا أثبتت الجزائر مرة أخرل بأنيا بمد طاقكم يجدد قدراتو اإلنتاجية‬
‫كالتصديرية بصكرة مستديمة‪ ،‬فيي تستفيد مف خبلؿ مكقعيا المتميز بكميات كبيرة مف التشمس الذم يمثؿ‬
‫منجما مذىبل لمطاقة‪ ،‬كالجدكؿ التالي يكضح ذلؾ ‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)24‬حجم التشمس السنوي في الجزائر حسب المناطق‬
‫صحراء‬ ‫ىضاب العميا‬ ‫منطقة سياحية‬ ‫المناطق‬
‫‪86‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪04‬‬ ‫المساحة‬
‫‪3500‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫‪2650‬‬ ‫معدؿ مدة إشراؽ‬
‫الشمس(ساعات‪/‬سنة)‬
‫‪2650‬‬ ‫‪1900‬‬ ‫‪1700‬‬ ‫معدؿ الطاقة المحصؿ‬
‫عمييا (كيمكاط‬
‫ساعي‪3/‬ـ‪/‬سنة)‬
‫المصدر‪ :‬أمينة مخمفي‪ ،‬النفط والطاقات المتجددة وغير المتجددة ‪ ،‬مجمة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ،2011 ،09‬ص‪.225‬‬

‫ثانيا‪.‬طاقة الرياح ‪ :‬في الجزائر كفي مجاؿ ترقية مجاؿ الطاقات المتجددة كبالخصكص طاقة الرياح‪ ،‬ىناؾ‬
‫عدة دراسات إلنشاء مزارع ىكائية إلنتاج الكيرباء في الجزائر‪ ،‬كنظ ار لشساعة المساحة كلضخامة العمؿ‬
‫استند مركز البحث كالتنمية في الكيرباء كالغاز إلى تحميؿ الفترات الطكيمة ذات القيمة اليكائية التي سجميا‬
‫المكتب الكطني الجزائرم لؤلرصدة الجكية‪ ،‬عمما أف لمجزائر نظاـ معتدؿ لمرياح مف ‪ 2‬إلى ‪ 6‬ـ ‪/‬ثا‪ ،‬لذلؾ‬

‫حدة فركحات‪ ،‬الطاقات المتجددة كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة في الجزائر دراسة لواقع مشروع تطبيق الطاقة‬ ‫‪1‬‬

‫الشمسية في الجنوب الكبير‪ ،‬مجمة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،11‬ص ‪.149‬‬


‫‪ 4‬ـ‪/‬ثا‪ :‬بسكرة‪،‬‬ ‫تـ تنصيب نحك عشر محطات ارصادية‪ ،‬كمف المناطؽ التي تفكؽ فييا سرعة الرياح‬
‫تندكؼ‪ ،‬تيميمكف‪ ،‬دالي إبراىيـ ‪.1‬‬
‫ثالثا‪.‬طاقة المياه ‪ :‬تشير اإلحصائيات إلى أف كميات األمطار الكمية التي تسقط عمى اإلقميـ الجزائرم‪،‬‬
‫‪ %5‬كما تقدر المياه النفعية‬ ‫كميات معتبرة حكالي ‪ 65‬مميار ـ ‪( 3‬سنكيا ) لكف ال تستغؿ منيا سكل‬
‫كالمتجددة ػب ‪ 25‬مميار ـ ‪ 3‬ثمثا ىذه الكمية ىي عبارة عف مياه سطحية ( ‪ 103‬سد منجز ك‪50‬سد في‬
‫طكر اإلنجاز)‪.‬‬
‫رابعا‪.‬الطاقة النووية في الجزائر‪ :‬عممت الجزائر عمى استيعاب تمؾ التكنكلكجيا في مجاؿ الطاقة النككية‪،‬‬
‫مف خبلؿ تعاكنيا مع بعض الدكؿ مثؿ‪ :‬ألمانيا‪ ،‬األرجنتيف‪ ،‬ككريا الشمالية مف أجؿ تنمية استخداميا في‬
‫األغراض السميمة خاصة في انتاج الطاقة الكيربائية مف النككم ‪ ،‬كتمتمؾ الجزائر أىـ مناجـ اليكرانيكـ في‬
‫سمسمة جباؿ اليكقار‪ ،‬سمسمة جباؿ أغبلب كفي سمسمة تاىيمي‪ ،‬كتستخدـ التكنكلكجيا النككية في مجاالت‬
‫الرعاية الصحية كالزراعية‪ ،‬كتقكـ حاليا بتطكير برنامج مع الككالة الدكلية لمطاقة الذرية لتكليد الكيرباء مف‬
‫الطاقة النككية‪.‬‬
‫خامسا‪.‬طاقة الكتمة الحية والطاقة الجيوحرارية بالجزائر‬
‫‪-1‬الطاقة الحية‪ :‬إف آفاؽ تطكير ىذه الطاقة قائمة في الجزائر في مزارع تربية المكاشي كتحكيؿ مخمفات‬
‫التمكر في الجنكب كمخمفات صناعة زيت الزيتكف‪ ،‬كتستحكذ الجزائر عمى مكارد غابية كمكارد طاقكية مف‬
‫النفايات الحضرية كالزراعية ‪.‬‬
‫‪-2‬الطاقة الجيوحرارية في الجزائر‪ :‬إف الح اررة الجكفية في الجزائر مصدرىا طاقكم متجدد‪ ،‬كتضمف أكثر‬
‫مف ‪ 200‬منبع ساخف في المنطقة الشمالية كالتي تستخدـ في التدفئة كالتجفيؼ الزراعي‪ ،‬كتربية الحيكانات‬
‫كصناعة األغذية الزراعية‪ ،‬كما تكجد منابع تصؿ إلى ‪ 118‬في عيف أكلماف ك‪ 199‬في بسكرة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اليياكل التنظيمية والمؤسساتية في مجال الطاقات المتجددة في الجزائر‬


‫أدركت الجزائر حقيقة قدراتيا اليائمة مف الطاقات المتجددة‪ ،‬فتكجيت إلى ترقية كتطكير إنتاجيا‪ ،‬كألجؿ‬
‫ذلؾ قامت بمجمكعة مف اإلجراءات في سبيؿ الرفع مف المشاريع الخاصة في ىذا المجاؿ ‪:2‬‬

‫‪ 1‬عماد تككاشت‪ ،‬واقع وأفاق الطاقة المتجددة ودورىا في التنمية المستدامة في الجزائر ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ‬
‫شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص اقتصاد التنمية‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كالتجارية كعمكـ التسيير‪،‬‬
‫جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪ ،2012-2011‬ص ‪.150‬‬
‫شيرزاد زغيب كحكيمة حميمي‪ ،‬االقتصاد الجزائري ما بعد النفط‪ :‬خيارات المستقبل ‪ ،‬مجمة المستقبؿ العمربي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪.119 ،118‬‬
‫كالشركة‬ ‫‪ ،‬بيف الشركة الكطنية السكناطراؾ‪،‬‬ ‫‪ ‬شركة مختمطة تسمى "الطاقة الجديدة –الجزائر"‬
‫الكطنية سكنا لمغاز‪ ،‬كمجمع "سيـ"؛‬
‫‪ ‬مركز تطكير الطاقات المتجددة؛‬
‫‪ ‬كحدة تطكير التجييزات الشمسية ؛‬
‫‪ ‬ككالة ترقية كعقمنة الطاقة ‪.‬‬
‫كؿ ىذه اليياكؿ أنجزت مف طرؼ الحككمة بيدؼ ترقية الطاقات المتجددة كاستخداميا لمنيكض بالقطاع‬
‫الطاقكم مف جية كمف جية أخرل مساعدة االقتصاد الجزائرم لمتخمص مف األحادية الطاقكية كالجدكؿ‬
‫المكالي يترجـ مجيكدات الجزائر في المجاؿ الطاقكم عمى أرض الكاقع ‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)25‬مشاريع انتاج الطاقة الشمسية في الجزائر‬
‫السنة‬ ‫قدرة المحطة الشمسية‬ ‫المنطقة‬ ‫المحطات الشمسية‬
‫(ميغاوات)‬ ‫اليجينة‬
‫سممت في جكاف ‪2011‬‬ ‫‪ 150‬ميغاكات منيا‬ ‫حاسي الرمؿ‬ ‫محطة الطاقة الشمسية‬
‫‪ 25‬ميغاكات مف أصؿ‬ ‫األكلى ‪spp‬‬
‫شمسي‬
‫آفاؽ ‪2014‬‬ ‫‪ 470‬ميغاكات منيا ‪70‬‬ ‫مغاير‬ ‫محطة الطاقة الشمسية‬
‫ميغاكات مف أصؿ شمسي‬ ‫األكلى ‪spp2‬‬
‫آفاؽ ‪2016‬‬ ‫‪ 70‬ميغاكات مف أصؿ‬ ‫مغاير‬ ‫محطة الطاقة الشمسية‬
‫شمسي‬ ‫األكلى ‪spp3‬‬
‫آفاؽ ‪2018‬‬ ‫‪ 70‬ميغاكات مف أصؿ‬ ‫مغاير‬ ‫محطة الطاقة الشمسية‬
‫شمسي‬ ‫األكلى ‪spp4‬‬
‫المصدر‪ :‬فتيحة قشرك‪ ،‬واقع استراتيجيات وبرامج استخدام الطاقة المتجددة في الجزائر‪ ،‬كرقة بحثية مقدمة ضمف الممتقى‬
‫الدكلي‪" :‬انعكاسات انييار أسعار النفط عمى اقتصاديات المصدرة لو (المخاطر والحمول) "‪ ،‬جامعة المدية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يكمي‬
‫‪ 08/07‬أكتكبر ‪ ،2015‬ص ‪.10‬‬
‫كالجدكؿ اؿمكالي يكضح مراحؿ كمحطات ىامة في تاريخ الطاقات المتجددة الجزائرية ‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)26‬مراحل برنامج انتاج الطاقة المتجددة في الجزائر حتى سنة ‪2030‬‬
‫‪2030‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫السنة‬
‫‪ 1200‬ميغاكاط‬ ‫‪ 2600‬ميغاكاط‬ ‫‪ 650‬ميغاكاط‬ ‫‪ 110‬ميغاكاط‬ ‫قدرة الطاقة المحتمؿ‬
‫مكجية لمسكؽ الكطنية‬ ‫مخصصة لمسكؽ‬ ‫تركيبيا‬
‫‪ 1000‬ميغاكاط‬ ‫الكطنية احتمالية‬
‫مخصصة لمتصدير‬ ‫تصديرىا يقارب‬
‫‪ 2000‬ميغاكاط‬
‫المصدر‪ :‬كحيد خير الديف‪ ،‬أىمية الثروة النفطية في االقتصاد الدولي واإلستراتيجيات البديمة لقطاع المحروقات‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص اقتصاد دكلي‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية‬
‫كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪ ،2013-2012‬ص ‪.165‬‬
‫أف الطاقـ المؤسساتي في مجاؿ الطاقة المتجددة الجزائرية يركز‬ ‫مف خبلؿ الجدكؿ يتضح لنا‬
‫بصفة خاصة عمى الطاقة الشمسية‪ ،‬كذلؾ لما تمتمكو الجزائر مف إمكانيات ىائمة في ىذا المجاؿ ‪ ،‬إال أف‬
‫جممة ىذه المؤسسات ال تقمؿ الطاقات األخرل فيي تعمؿ عمى تطبيؽ برنامج لتطكير الطاقة الشمسية‬
‫كالطاقة اليكائية عمى حد سكاء ‪ ،‬كىك ما يثبت أف الجزائر مقبمة عمى فترة تنمي فييا قدراتيا الطاقكية داخميا‬
‫كتصديرىا لتمبية احتياجات طاقكية خارجية ‪ ،‬كفضبل عف ذلؾ فإف ىذه المراكز الطاقكية تكفر آالؼ‬
‫مناصب تشغيؿ كتكفر طاقة نظيفة يمكف أف تستغؿ محميا أك تكجو إلى التصدير كما ىك مسطر ضمف‬
‫‪ 200‬ميغاكاط منيا طاقة الرياح‬ ‫برنامج تصدير الكيرباء الذم مقكـ بإنتاج ‪ 2000‬ميغاكاط تمثؿ‬
‫‪ 2020‬ككذا ‪ 10000‬ميغاكاط في آفاؽ‬ ‫ك‪ 1800‬ميغاكاط عبارة عف طاقة شمسية ح اررية قبؿ عاـ‬
‫‪ 2030‬منيا ‪ 1000‬ميغاكاط مف طاقة الرياح ك‪ 9000‬ميغاكاط تمثؿ الطاقة الشمسية الح اررية ‪.‬‬
‫كرغـ القدرات اليائمة التي تمتمكيا الجزائر في مجاؿ الطاقة المتجددة كرغـ رصد الدكلة لو ميزانية تقدر‬
‫ػب‪ 120‬مميار دكالر إال أف البرنامج المسطر الستغبلليا خبلؿ فترة ‪ 2030-2010‬ال يزاؿ متعث ار‪.‬‬
‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫يعتبر االقتصاد الجزائرم اقتصاد ا ريعيا بامتياز‪ ،‬يفتقر إلى التنكع‪ ،‬حيث مثمت صادرات قطاع‬
‫المحركقات كلسنكات عديدة ‪ %95‬مف إجمالي الصادرات الجزائرية‪ ،‬أما عائداتق فمثمت ‪ %30‬مف الناتج‬
‫المحمي اإلجمالي سنة ‪ ،2014‬ك‪ %60‬مف إيرادات ميزانية الدكلة نفس السنة‪ ،‬ىذا ما يجعؿ مف االقتصاد‬
‫الجزائرم عرضة لمتقمبات الحاصمة في السكؽ النفطية‪ ،‬كمثاؿ ذلؾ االنخفاض الكبير التي شيده كتشيده‬
‫أسعار النفط في األسكاؽ النفطية‪ ،‬أمر تعدل إلى تراجع عكائد الصادرات النفطية كمف ثـ تراجع إيرادات‬
‫الميزانية كأكقع الجزائر في مأزؽ مالي كتنمكم‪ ،‬أمر استدعى عمى كجو السرعة اتخاذ جممة مف اإلجراءات‬
‫يمكف إدراجيا تحت عنكاف سياسة التقشؼ‪ ،‬مضمكنيا ييدؼ إلى التقميؿ مف اإلنفاؽ العاـ كالبحث عف‬
‫سبؿ تمكيمية جديد تدر عائدا لمميزانية العامة‪ ،‬كىي إجراء ظرفي لتجاكز األزمة كلكنو ال يعني عدـ الكقكع‬
‫سعت الجزائر لمتخمص مف االقتصاد األحادم كاالنتقاؿ إلى‬ ‫في مثؿ ىذا المأزؽ مرة أخرل‪ ،‬لذلؾ‬
‫االقتصاد المتنكع يحقؽ نمكا اقتصاديا مستداـ ا يكفر إنتاج كفير يؿبم االكتفاء الذاتي كبالتالي يقمؿ مف‬
‫االستيراد‪ ،‬كلما ال يكجو إلى التصدير‪ ،‬كيكفر أيضا مناصب شغؿ لمشباب‪ .‬كؿ ىذا يككف بتسطير‬
‫استراتيجية جيدة ذات رؤية اقتصادية كاضحة مصاغة بطريقة عممية‪ ،‬تستغؿ المكارد الفبلحية كالصناعية‬
‫كالسياحية الجزائرية استغبلال أمثؿ يدعـ االنفتاح االقتصادم ‪.‬‬
‫ؿالقتصاد الجزائرم ميزات حسنة‪ ،‬كيعزز‬ ‫كما أف التكجو إلى استغبلؿ الطاقات المتجددة يكفر‬
‫ب لمجزائر‪ ،‬كيقمؿ مف استخداـ الطاقة غير متجددة –النفط كالغاز الطبيعي – باإلضافة‬
‫أمف الطاقة باؿفسة‬
‫إلى اآلثار البيئية الناتجة عف استعماليا‪.‬‬
‫تعد الميزانية الجزائرية ميزانية استيبلكية بالدرجة األكلى‪ ،‬حيث مثمت نفقات التسيير خبلؿ الفترة‬
‫الممتدة مف ‪ 2000‬إلى ‪ 2014‬نسبة ‪ %61,58‬مف إجمالي النفقات العامة‪ ،‬أما النسبة المتبقية‬
‫‪ %38,12‬فكانت لنفقات التجييز‪ ،‬كىذا ما يشكؿ عائقا أماـ االستثمارات المنتجة‪ ،‬نتيجة عدـ االستغبلؿ‬
‫األمثؿ لمكفرة المالية التي يترجميا ارتفاع أسعار النفط كمدل مساىمتيا في رسـ المسار الصحيح لمنفقات‬
‫العامة أم تكجيييا لتنمية القطاعات االقتصادية الثبلث المنتجة (الزراعة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬السياحة) مف أجؿ‬
‫النيكض باالقتصاد الحقيقي كبذلؾ استحداث مصادر تمكيمية جديدة بعيدة عف الجباية النفطية التي تعد‬
‫‪ ،%60‬أم ار جعؿ إيراداتيا تنتيج نفس‬ ‫المصدر الرئيسي إليرادات الميزانية في الجزائر بمساىمة تفكؽ‬
‫خطى التقمبات الحاصمة في أسعار النفط كالعكس‪ ،‬ما شكؿ خط ار عمى الكضع المالي كاالقتصادم في‬
‫الجزائر‪ ،‬كقد أثبت ذلؾ عمى أرض الكاقع جراء االنييار الحاصؿ عمى مستكل أسعار النفط في السكؽ‬
‫‪ %50‬مف قيمة اإليرادات المحصمة في السنكات‬ ‫العالمية كتراجع المداخيؿ النفطية الجزائرية بما قيمتو‬
‫القميمة الماضية‪ ،‬أمر نتائجو تجسدت عمى أرض الكاقع مف خبلؿ الشح المالي التي أصبحت تعاني منو‬
‫الجزائر كبذلؾ دخكليا عيد السنكات العجاؼ بعد بحبكحة مالية دامت تقريبا أربعة عشرة سنة اعتادت فييا‬
‫الحككمة كالشعب عمى اليسر المالي ككؿ صكر الرخاء‪.‬‬
‫إال أف الكضع الصعب الذم خمفو تراجع أسعار النفط أجبر الحككمة الجزائرية عمى البحث عف‬
‫السبؿ الكفيمة بامممة األكضاع العسيرة كالخركج مف االزمة‪ ،‬فأكجدت سياسة التقشؼ عنكانا لسياستيا‬
‫المالية كاالقتصادية‪ ،‬فكاف قانكف المالية لسنة ‪ 2016‬ىك إرساء لمعالـ ىذه السياسة مكضح لحيثياتيا‪.‬‬
‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫خمصنا مف خبلؿ ىذه الدراسة إلى مجمكعة مف النتائج يمكننا صياغة أىميا عمى النحك التالي ‪:‬‬
‫‪ ‬الميزانية العامة كسيمة ميمة في يد الدكلة لتحقيؽ أىدافيا االقتصادية كاالجتماعية كالسياسة‬
‫كالمالية؛‬
‫‪ ‬سياسة التقشؼ سياسة ظرفية منتيجة في الكقت الحاضر لتمرير األزمة اؿتي تعاني مفىا الجزائر‬
‫نتيجة انخفاض أسعار النفط‪ ،‬في انتظار ارتفاع سعره في القريب؛‬
‫‪ ‬سياسة التقشؼ خطة الحككمة لمكاجية انييار أسعار النفط عف طريؽ استيداؼ مدخرات‬
‫المكاطنيف؛‬

‫سياسة التقشؼ جاءت كحؿ لؤلزمة النفطية التي تعاني منيا الجزائر جراء تراجع قيمة برميؿ النفط‬
‫بحكالي ‪ ،%45‬لكنيا ستؤدم إلى أزمة اقتصادية كمالية كسياسية كاجتماعية في حاؿ لـ تنتيج بالطريقة‬
‫السميمة كفي الحدكد المطمكبة؛‬
‫سياسة التقشؼ سكؼ لف تترؾ لمحككمة الجزائرية ىامشا كبي ار لممناكرة مف أجؿ إعطاء فرصة لمشعب‬
‫في تقديـ البدائؿ التمكيمية بعيدا عف الضرائب كاإلتاكات؛‬
‫إف الجزائر ليست بحاجة إلى سياسة اقتصادية لمخركج مف األزمة النفطية كانما تحتاج إلى استراتجية‬
‫اقتصادية تعتمد عمى اختيار أفضؿ البدائؿ التي تقاد مف طرؼ ميارات تتميز بالتحكيـ الذكي كذات‬
‫مستكل عالي مف الشفافية في تسيير األعماؿ العمكمية؛‬
‫سياسة التقشؼ ىي لمخركج مف األزمة كلكف تطكير القطاعات الثبلثة االقتصادية تضمف لمجزائر‬
‫االستقبلؿ مف التبعية النفطية كبالتالي عدـ الكقكع في األزمة مرة أخرل‪.‬‬
‫التوصيات واالقترحات‪:‬‬
‫بناءا عمى ما سبؽ عرضو في ىذه الدراسة‪ ،‬كبناءا عمى النتائج المشار إلييا أعبله‪ ،‬تقكـ بإدراج‬
‫مجمكعة مف التكصيات كاالقتراحات التي مف شأنيا االرتقاء بالمصادر التمكيمية لمميزانية العامة فاالقتصاد‬
‫الجزائرم في ظؿ اإلمكانيات كالفرص المتاحة كما يصاحبيا مف المشاكؿ‪ ،‬ىي كالتالي‪:‬‬
‫ضركرة اعتماد أدكات تمكيمية جديدة تكرس عدـ االعتماد الكمي عمى اإليرادات المتأنية مف‬
‫الصادرات النفطية لتجنب تداعيات األزمة النفطية؛‬
‫ضركرة الفصؿ بيف السياسة كاالقتصاد في الجزائر ككضع ذىنية سياسية كاقتصادية تقكـ عمى‬
‫أكلكية االقتصاد عمى السياسة؛‬
‫كضع استراتجية كاضحة المعالـ لتنمية القطاعات االقتصادية المنتجة‪ ،‬كترقية المجاؿ االستثمارم‬
‫مف أجؿ ترقية الصادرات خارج المكاد النفطية‪ ،‬كبذلؾ زيادة إيرادات الدكلة؛‬
‫التكجو إلى مصادر طاقكية متجددة تضمف مف خبلليا الدكلة حؽ األجياؿ القادمة في الطاقة كفي‬
‫المكارد المتأتية منيا؛‬
‫في مساعدة المكاطنيف عمى فيـ‬ ‫ضركرة إشراؾ المختصيف في الشؤكف المالية كاإلعبلـ‬
‫اإلجراءات المالية الصعبة المنتيجة مف طرؼ الحككمة الجزائرية‪ ،‬كذلؾ مف أجؿ تنمية حس االنتماء إلى‬
‫الكطف كضركرة مساندة الدكلة كدعميا لتخطي األزـ ة‪.‬‬
‫مراجع بالمّغة العربية‪:‬‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الكتب‬
‫‪-1‬إبراىيـ عمي عبد اهلل كأنكر العجارمة ‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دار الصفاء لمطباعة كالنشر‪ ،‬عماف‪2009. ،‬‬
‫‪-2‬أبك منصؼ‪ ،‬مدخل لمتنظيم اإلداري والمالية العامة ‪ ،‬دار المحمدية‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪-3‬أحمد الجبير‪ ،‬المالية العامة والتشريع المالي ‪ ،‬اآلفاؽ المشرقة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪.2010 ،‬‬
‫‪-4‬أحمد النجار‪ ،‬اإلصالح االقتصادي في الدول العربية حالة مصر‪ ،‬المغرب‪ ،‬اليمن ‪ ،‬المركز العربي‬
‫لمدراسات اإلستراتيجية‪ ،‬سكريا‪.1996 ،‬‬
‫‪-5‬أسامكيمسكف بكؿ‪ ،‬عمم االقتصاد‪(2‬الدور االقتصادي لمدولة‪ ،‬ومحددات الدخل الوطني) ترجمة إلى‬
‫العربية مصطفى مكفؽ‪ ،‬ديكاف الكطني لممطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-6‬إكراـ عبد العزيز‪ ،‬اإلصالح المالي بين نيج صندوق النقد الدولي والخيمر البديل ‪ ،‬بيت الحكمة‪،‬‬
‫العراؽ‪ ،2002 ،‬ط‪01.‬‬
‫‪-7‬بعمي محمد الصغير كأبك العبل يسرم‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬دار العمكـ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪2003.‬‬
‫‪-8‬حسف مصطفى الحسيف‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪2001. ،‬‬
‫‪-9‬حسيف عناية غازم‪ ،‬المالية العامة والتشريع الضريبي ‪ ،‬دار البياف‪ ،‬األردف‪1998. ،‬‬
‫‪-10‬حيدر فؤاد‪ ،‬عمم اإلقتصاد العام ‪ ،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات كالنشر كالتكزيع‪ ،2001 ،‬ط‪01.‬‬
‫‪-11‬خطيب شحادة خالد كأحمد زىير شامية‪ ،‬أسس المالية العامة ‪ ،‬دار كائؿ لمنشر‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ط‪.01‬‬
‫‪-11‬رفعت محجكب‪ ،‬المالية العامة‪ :‬النفقات العامة واإليرادات العامة ‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪.1995‬‬
‫‪-12‬رمزم زكي كآخركف‪ ،‬السياسات التصحيحية في الوطن العربي ‪ ،‬دار الرازم لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪،‬‬
‫بيركت ‪ ،1989،‬ط‪.01‬‬
‫‪-13‬زيف العابديف ناصر ‪ ،‬عمم المالية العامة والتشريع المالي ‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪.1971 ،‬‬
‫‪-14‬زينب الداكدم كريـ‪ ،‬دور اإلدارة في إعداد وتنفيذ الموازنة العامة ‪ ،‬دار الصفاء لمنشر كالتكزيع‪،‬‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪.2013 ،‬‬
‫‪-15‬زينب حسيف عكض اهلل‪ ،‬مبادئ المالية العامة ‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬لبناف‪1978. ،‬‬
‫‪-16‬ساـ الحجار‪ ،‬العالقات اإلقتصادية الدولية ‪ ،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات كالنشر كالتكزيع‪ ،‬بيركت‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ط‪.01‬‬
‫‪-17‬سعيد عبد العزيز عثماف‪ ،‬مقدمة في االقتصاد العام ‪ ،‬الدار الجامعية لمطباعة كالنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫دكف سنة النشر‪.‬‬
‫‪-18‬سكزم عدلي ناشد‪ ،‬أساسيات المالية العامة ‪ ،‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪ ،‬دكف بمد النشر‪،2008 ،‬‬
‫ط‪01.‬‬
‫‪-19‬سكزم عدلي ناشد‪ ،‬المالية العامة النفقات العامة‪-‬اإليرادات العامة‪ -‬الميزانية العامة ‪ ،‬منشكرات‬
‫الحمبي الحقكقية‪ ،‬بيركت‪.2013 ،‬‬
‫‪-20‬سكزم عدلي ناشد‪ ،‬الوجيز في المالية العامة ‪ ،‬دار الجامعية الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪2000. ،‬‬
‫‪-21‬سيد البكاب‪ ،‬برامج التثبيت والتكييف الييكمي لصندوق النقد الدولي والبنك العالمي ‪ ،‬البياف لمطباعة‬
‫كالنشر‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ط‪02.‬‬
‫‪-22‬طارؽ الحاج‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬دار الصفاء لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.2009 ،‬‬
‫‪-23‬عادؿ أحمد حشيش‪ ،‬أساسيات اإلقتصاد الدولي ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪1998. ،‬‬
‫‪-24‬عاطؼ كليـ أندراكس‪ ،‬االقتصاد المالي العام في ظل التحوالت االقتصادية المعاصرة‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2010 ،‬‬
‫‪-25‬عبد الحميد محمد قاضي‪ ،‬مبادئ المالية العامة ‪ ،‬دارالجامعات العربية‪ ،‬مصر‪1976. ،‬‬
‫‪-26‬عبد المطيؼ بف أشنيك‪ ،‬عصرنة الجزائر حصيمة وآفاق ‪ ،2009-1999‬ديكاف المطبكعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-27‬عبد المجيد قدم‪ ،‬مدخل إلى السياسات االقتصادية الكمية‪-‬دراسة تحميمية تقييمية ‪ ،‬ديكاف‬
‫المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ط‪.01‬‬
‫‪-28‬عبد المطمب عبد الحميد ‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة ‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2005 ،‬‬
‫‪-29‬عبد المنعـ فكزم‪ ،‬المالية العامة والسياسات المالية ‪ ،‬دار النيضة العربية كالنشر‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪-30‬عرفاف تقي الحسيني‪ ،‬التمويل الدولي‪ ،‬دار محدالكم‪ ،‬األردف‪ ،2002 ،‬ط‪.02‬‬
‫‪-31‬عمي خميؿ سميماف كأحمد المكزم‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬دار زىراف لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪.2000 ،‬‬
‫‪-32‬الغاني حمدم أحمد‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة ونظام السوق ‪ ،‬دار المصرية المبنانية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.1992‬‬
‫‪-33‬فميح حسف خمؼ‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬عالـ الكتب الحديث لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪،2008 ،‬‬
‫ط‪.01‬‬
‫‪-34‬فؤاد حيدر‪ ،‬عمم اإلقتصاد العام ‪ ،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات كالنشر كالتكزيع‪ ،2001 ،‬ط‪.01‬‬
‫‪-35‬فكزم عطكم‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪ ،‬بيركت‪2003. ،‬‬
‫‪-36‬لعمارة جماؿ ‪ ،‬أساسيات الموازنة العامة لمدولة‪-‬المفاىيم والقواعد والمراحل واالتجاىات الحديثة‪، -‬‬
‫دار الفجر لمنشر كالتكزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،2004 ،‬ط‪01.‬‬
‫‪-37‬مجدم محمكد شياب‪ ،‬االقتصاد المالي ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪-38‬محمد حميدات‪ ،‬النظريات والسياسات النقدية‪ ،‬دار الممكية لمطباعة كالنشر‪ ،‬الجزائر‪.1996 ،‬‬
‫‪-39‬محمد دكيدار‪ ،‬مبادئ االقتصاد السياسي (االقتصاد المالي) ‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪-40‬محمد شاكر عصفكر‪ ،‬أصول الموازنة العامة ‪ ،‬دار الميسرة لمنشر كالتكزيع كالطباعة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ط‪01.‬‬
‫‪-41‬محمد طاقة كىدل العزاكم‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة ‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عماف‪.2008 ،‬‬
‫‪-42‬محمد عباس المحريزم ‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ :‬النفقات العامة‪-‬اإليرادات العامة‪-‬الميزانية‬
‫العامة لمدولة‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ط‪.05‬‬
‫‪-43‬محمد عباس المحريزم‪ ،‬اقتصاديات الجباية والضرائب ‪ ،‬دار ىكمة لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪-44‬محمد عمر أبك دكح‪ ،‬ترشيد اإلنفاق العام وعجز ميزانية الدولة ‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪-45‬مدني بف شيرة‪ ،‬سياسة اإلصالح االقتصادي في الجزائر والمؤسسات المالية الدولية‪ ،‬دار ىكمو‪،‬‬
‫الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪-46‬المرسي السيد حجازم‪ ،‬مبادئ اإلقتصاد العام‪-‬الموازنة العامة‪-‬اإليرادات العامة‪-‬القروض ‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2009 ،‬‬
‫‪-47‬مؤيد عبد الرحمف الدكرم كطاىر مكسى الحناكم ‪ ،‬إدارة الموازنات العامة ‪ ،‬دار زىراف‪ ،‬عماف‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪-48‬ناصر مراد‪ ،‬فعالية النظام الضريبي بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪-49‬الكادم محمكد حسيف كزكريا أحمد عزاـ‪ ،‬المالية العامة والنظام المالي في اإلسالم ‪ ،‬دار المسيرة‬
‫لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪.2000 ،‬‬
‫‪-50‬يمس شاكش بشير‪ ،‬المالية العامة‪-‬مبادئ العامة وتطبيقاتيا في القانون الجزائري‪ ،‬ديكاف‬
‫المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬رسائل وأطروحات جامعية‬


‫‪-1‬أماؿ رحماف‪ ،‬مستقبل الصناعة النفطية في ظل التنمية المستدامة ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ‬
‫شيادة الدكتكراه‪ ،‬تخصص اقتصاد كتسيير البيئة‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كالعمكـ‬
‫التجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة كرقمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪.2014-2013‬‬
‫‪-2‬دركاسي مسعكد‪ ،‬السياسة المالية ودورىا في تحقيق التوازن االقتصادي حالة الجزائر‪-1990 :‬‬
‫‪ ، 2004‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الدكتكراه في العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية‬
‫كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬دفعة ‪.2006-2005‬‬
‫‪-3‬سمية مكرم‪ ،‬أثر تقمبات أسعار البترول عمى التنمية االقتصادية في الجزائر ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف‬
‫متطمبات نيؿ شيادة الدكتكراه‪ ،‬تخصص مالية دكلية‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية‬
‫كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة تممساف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪.2015-2014‬‬
‫‪-4‬شعباف فرج‪ ،‬الحكم الراشد كمدخل حديث لترشيد اإلنفاق العام والحد من الفقر ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف‬
‫متطمبات نيؿ شيادة الدككتراه في العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ اإلقتصادية كعمكـ التسيير كالعمكـ‬
‫التجارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪.2012-2011‬‬
‫‪-5‬صبرينة كردكدم‪ ،‬ترشيد اإلنفاق العام ودوره في عالج عجز الموازنة العامة لمدولة في االقتصاد‬
‫اإلسالمي‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الدكتكراه‪ ،‬تخصص نقكد كتمكيؿ‪ ،‬كمية العمكـ‬
‫اإلقتصادية كالتجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪.2014-2013‬‬
‫‪-6‬أحمد يكزبرة‪ ،‬أثر تقمبات أسعار البترول وانعكاساتيا عمى االقتصاد الجزائري خالل الفترة ‪-1998‬‬
‫‪ ،2013‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص اقتصاد دكلي‪ ،‬قسـ العمكـ‬
‫االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كالتجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة سكيكدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪-2013‬‬
‫‪.2014‬‬
‫‪-7‬ببلؿ لكعيؿ‪ ،‬دور ارتفاع أسعار النفط في تنمية االستثمارات العربية البينية ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف‬
‫متطمبات نيؿ شيادة الدكتكراه‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪.2014-2013‬‬
‫‪-8‬بنيف بغداد‪ ،‬نمذجة قياسية لدراسة أسعار بترول الجزائر(دراسة حالة صحاري بالند) ‪ ،‬مذكرة مقدمة‬
‫ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير في العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ التسيير‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪.2009-2008‬‬
‫‪-9‬بكجمعة قكيدرم قكشيح‪ ،‬انعكاسات تقمبات أسعار البترول عمى التوازنات اإلقتصادية اكمية في‬
‫الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص نقكد كمالية‪ ،‬قسـ العمكـ‬
‫االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة الشمؼ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪2009.-2008‬‬
‫‪-10‬جميمة قنادزة‪ ،‬الجباية البترولية في الجزائر ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪،‬‬
‫تخصص تسيير المالية العامة‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫تممساف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪.2011-2010‬‬
‫‪-11‬حمزة بف سبع‪ ،‬أثر صدمات أسعار النفط عمى بعض المتغيرات االقتصادية الكمية في الجزائر لمفترة‬
‫(‪ ،)2010-1970‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير في العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية‬
‫العمكـ االقتصادية‪ ،‬العمكـ التجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬دفعة ‪.2012-2011‬‬
‫‪-12‬سعد اهلل داكد‪ ،‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى السياسة المالية في الجزائر ‪ ،2010-2000‬مذكرة‬
‫مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص التحميؿ االقتصادم‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية‬
‫العمكـ االقتصادية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪2012.-2011‬‬
‫‪-13‬سيبلـ حمزة كآخركف‪ ،‬فعالية السياسة المالية في تحقيق اإلصالح اإلقتصادي‪-‬دراسة حالة‬
‫الجزائر‪ ،-‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير قي العمكـ اإلقتصادية‪ ،‬جامعة البكيرة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬دفعة‪.2014-2013‬‬
‫‪-14‬عبد الحميد عفيؼ‪ ،‬فعالية السياسة الضريبية في تحقيق التنمية المستدامة ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف‬
‫متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬قسـ عمكـ التسيير‪ ،‬كمية العمكـ اإلقتصادية كالتجارية كعمكـ التسيير‪،‬‬
‫سطيؼ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة‪2014.-2013‬‬
‫‪-15‬عماد تككاشت‪ ،‬واقع وأفاق الطاقة المتجددة ودورىا في التنمية المستدامة في الجزائر ‪ ،‬مذكرة مقدمة‬
‫ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص اقتصاد التنمية‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ‬
‫االقتصادية كالتجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪.2012-2011‬‬
‫‪-16‬فاطمة مفتاح‪ ،‬تحديث النظام الميزاني في الجزائر ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة‬
‫الماجستير‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كالتجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة تممساف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪-2010‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪-17‬محمد بف عزة‪ ،‬ترشيد اإلنفاق العام بإتباع منيج االنضباط باألىداف ‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات‬
‫نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص تسيير المالية العامة‪ ،‬كمية العمكـ اإلقتصادية كعمكـ التسيير كالعمكـ‬
‫التجارية‪ ،‬جامعة تممساف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪ ،2010-2009‬ص‪.56‬‬
‫‪-18‬مسعكد مييكب‪ ،‬دراسة قياسية النعكاسات تقمبات أسعار النفط عمى بعض متغيرات االقتصاد الكمي‬
‫الجزائري‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬قسـ العمكـ االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ‬
‫االقتصادية كالتجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة المسيمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪.2012-2011‬‬
‫‪-19‬نعيمة حمادم‪ ،‬تقمبات أسعار النفط وانعكاسات عمى تمويل التنمية في الدول العربية خالل الفترة‬
‫‪1986‬ــ‪ ،2008‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص نقكد كمالية‪ ،‬قسـ العمكـ‬
‫االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة الشمؼ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪2009.-2008‬‬
‫‪-20‬نكر لميف محمد‪ ،‬دور الموازنة العامة في التنمية الفالحية والريفية كبديل اقتصادي خارج قطاع‬
‫المحروقات‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كالتجارية كعمكـ‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة تممساف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪2012.-2011‬‬
‫‪-21‬كحيد خير الديف‪ ،‬أىمية الثروة النفطية في االقتصاد الدولي واإلستراتيجيات البديمة لقطاع‬
‫المحروقات‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص اقتصاد دكلي‪ ،‬قسـ العمكـ‬
‫االقتصادية‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ التسيير ‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دفعة ‪.2013-2012‬‬

‫ثالثا‪ :‬المجالت‬
‫‪-1‬إبراىيـ الغيطاني‪ ،‬سياسات التقشف في مصر‪ :‬مبررات التطبيق وضوابيا النجاح ‪ ،‬مركز المصرم‬
‫لمدراسات كالمعمكمات‪ ،‬ديسمبر ‪.2012‬‬
‫‪-2‬أمينة مخمفي‪ ،‬النفط والطاقات المتجددة وغير المتجددة‪ ،‬مجمة الباحث‪ ،‬العدد ‪.2011 ،09‬‬
‫‪-3‬حدة فركحات‪ ،‬الطاقات المتجددة كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة في الجزائر دراسة لواقع مشروع‬
‫تطبيق الطاقة الشمسية في الجنوب الكبير ‪ ،‬مجمة الباحث‪ ،‬العدد ‪2012. ،11‬‬
‫‪ -4‬عمارم‪ ،‬إشكالية تنظيم العقار الفالحي الجزائري وأىم الخيارات الممكنة لتطوره ‪ ،‬مجمة أبحاث‬
‫اقتصادية‪ ،‬سطيؼ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪.2013 ،13‬‬
‫‪-5‬شيرزاد زغيب كحكيمة حميمي‪ ،‬االقتصاد الجزائري ما بعد النفط‪ :‬خيارات المستقبل ‪ ،‬مجمة المستقبؿ‬
‫العمربي‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-6‬شيرزاد زغيب كحميمة حميمي‪ ،‬االقتصاد الجزائري بين واقع اإلرتباط وحتمية الزوال ‪ ،‬مجمة دراسات‬
‫اقتصادية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪.2008 ،04‬‬
‫‪-7‬عبد الرحماف تكمي‪ ،‬اإلصالحات االقتصادية في الجزائر الواقع واآلفاق ( ‪ ،)2009-2000‬مجمة‬
‫الدرسات االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬ص‪80.‬‬
‫‪-8‬عبد الكريـ حسف كالميايني محمد خالد‪ ،‬الموازنة العامة لمدولة بين اإلعداد والتنفيذ والرقابة ‪ ،‬مجمة‬
‫اإلدارة كاالقتصاد‪ ،‬العدد ‪.2007 ،64‬‬
‫‪-9‬لكرانس بكؿ كآخركف‪ ،‬الدواء المر‪ ،‬مجمة التمكيؿ كالتنمية‪ ،‬سبتمبر ‪2011.‬‬
‫‪-10‬نبيؿ بكفميح‪ ،‬صندوق ضبط الموارد في الجزائر أداة لضبط وتعديل الميزانية العامة في الجزائر ‪،‬‬
‫مجمة اقتصاديات شماؿ إفريقيا‪ ،‬العدد ‪.01‬‬
‫‪-11‬الكتاب اإللكتركني "أوروبا في خضم األزمة"‪ ،‬كتب األصكات العربية‪ ،‬نكفمبر ‪ ،2012‬النسخة‬
‫األكلى‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الممتقيات والمؤتمرات‬


‫‪-1‬الممتقى الدكلي‪" :‬انعكاسات انييار أسعار النفط عمى الدول المصدرة لو (المخاطر والحمول )"‪ ،‬جامعة‬
‫المدية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يكمي ‪ 08/07‬أكتكبر‪.2015‬‬
‫‪-2‬الممتقى الثالث لمتجمع الكطني لدعـ خيار المقاكمة بعنكاف‪" :‬خيار المقاكمة كبناء الدكلة"‪ ،‬بيركت‪،‬‬
‫يكمي ‪ 21-19‬فيفرم‪.2011‬‬

‫خامسا‪ :‬التقارير والجرائد الرسمية‬


‫‪-1‬القانكف رقـ ‪ 17-84‬المؤرخ في‪ 17 :‬جكيمية ‪ 1984‬يتعمؽ بقكانيف المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،18‬الصادرة في ‪.1984/07/10‬‬
‫‪-2‬القانكف رقـ ‪ 21-90‬المؤرخ في‪ 21 :‬أكت ‪ 1990‬يتعمؽ بقكانيف المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،35‬‬
‫الصادرة في ‪.1990/08/15‬‬
‫‪-3‬قانكف رقـ ‪ 18-15‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2015‬المتعمؽ بقكانيف المالية‪ ،‬المادة ‪ ،09‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ ،72‬الصادرة في ‪ 31‬ديسمبر ‪.2015‬‬
‫‪-4‬قانكف رقـ ‪ 18-15‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2015‬المتعمؽ بقكانيف المالية‪ ،‬المادة ‪ ،15‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ ،72‬الصادرة في ‪ 31‬ديسمبر ‪.2015‬‬
‫ يناير‬06 ‫ الصادرة في‬،01 ‫ الجريدة الرسمية العدد‬،2015 ‫ ديسمبر‬30 ‫قانكف كزارم مشترؾ مؤرخ في‬-5
.2016

‫المراجع بالمّغة الفرنسية‬


Pierre beltrame , lafiscalite en France, hachettelire , 6ème èdition, paris,
1998.

:‫مواقع إلكترونية‬

1- I/http//www.alarably.net/ar/aswaq/.html
http//economyofkuwait.blogspot.com/2013/08/blog-post-7-htm
2-
3- http://www.oa nda.com/currenay/historcal-rates.
4- http://www.inf.org/external/pubs/ft/weo/2014/02/weodata/.
:‫ممخص‬
‫ تطكرات عديدة سيما عمى صعيد األسكاؽ النفطية‬،‫شيد االقتصاد العالمي في اآلك فة األخيرة‬
‫بشكؿ درامتيكي كخمؽ ذلؾ حالة مف الذعر لدل االقتصاديات المنتجة كالمصدرة لمنفط كالتي أغمبيا يعتمد‬
‫ تراجع كانخفاض في‬،‫عميو بشكؿ رئيسي كمكرد مالي كحيد ككانت مف تداعيات ىذه األزمة النفطية‬
‫ كفي محاكلة األكلى منيا‬.‫مؤشرات االقتصاد الكمي الداخمية كالخارجية لمعديد مف الدكؿ منيا الجزائر‬
‫الحتكاء ىذه لتداعيات سارعت العديد مف البمداف بإيعاز مف صندكؽ النقد الدكلي إلى تطبيؽ حزمة مف‬
‫اإلجراءات ركزت عمى ضبط المصركفات العامة كتنكيع اإليرادات العامة حممت عنكاف سياسات التقشفية‬
‫ كعميو حاكلت ىذه الدراسة إبراز مضمكف سياسة التقشؼ فالميزانية في الجزائر كدعكل‬،‫لمميزانية العامة‬
.‫تطبيقيا في ىذا الظرؼ العصيب كما ىي انعكسات ذلؾ عمى االستقرار االقتصادم كاالجتماعي‬
‫كتكصمت الدراسة التحميمية إلى أف ىذه السياسة التقشفية ال زالت فعاليتيا محدكدة التأثير نظمت‬
‫لغياب ركاية كاردة كاضحة مف طرؼ (الحككمة ) يكضح خطة استداعية لمخركج عف لعنت النفط كتسني‬
.‫سياسة تنكع االقتصاد‬
،‫ العكائد النفطية‬،‫ أسعار النفط‬،‫ األزمة النفطية‬،‫ سياسة التقشؼ‬،‫ الميزانية العامة‬: ‫الكممات المفتاحية‬
.‫االقتصاد الجزائرم‬
Résumé :
L’économie mondiale a connu ces derniers temps, beaucoup de développements
particulièrement dans les marchés pétroliers en entrée remarquée et créé la panique parmi les
producteurs de pétrole et exportez des économies, qui pour la plupart dépendent principalement
comme une ressource et les retombées financières de la crise du pétrole et une diminution des
indicateurs macroéconomiques internes et externes pour de nombreux pays dont l’Algérie. Dans
la première tentative de contenir les retombées brouillés de nombreux pays à la demande du
Fonds monétaire International à mettre en œuvre un ensemble de mesures axées sur la
maîtrise des dépenses publiques et politiques d’austérité recettes diversification intitulés budget
général, donc cette étude a tenté de mettre en évidence le contenu de la politique d’austérité
budgétaire en Algérie et sneed appliqué dans ce cas et quels sont les effets sur la stabilité
économique et sociale.
Étude analytique a constaté que ces restes de politique d’austérité efficace influence
limitée en l’absence de claire roman recommandé organisée par (le gouvernement) explique
astdaaet plan de s’écarter de l’huile maudit et la politique de diversification de l’économie.
Mots clés : Général, politique d’austérité budgétaire, la crise du pétrole, les prix du pétrole, les
recettes pétrolières, l’économie de l’Algérie.
‫المـــالحــــق‬

‫الملحق رقم (‪)10‬‬

‫المصدر‪ :‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬الصادرة بتاريخ‪ 13 :‬ديسمبر ‪.7132‬‬

‫‪130‬‬
‫المـــالحــــق‬

‫الملحق رقم (‪)10‬‬

‫المصدر‪ :‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬الصادرة بتاريخ‪ 13 :‬ديسمبر ‪.7132‬‬

‫‪131‬‬
‫المـــالحــــق‬

‫الملحق رقم (‪)10‬‬

‫المصدر‪ :‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬الصادرة بتاريخ‪ 13 :‬ديسمبر ‪.7132‬‬

‫‪132‬‬

You might also like