Professional Documents
Culture Documents
MM18 210
MM18 210
)(2016-2000
األألتاا المشرر
''مكرودي ألالم''
على قبوله تأطير هذا العمل
وإلى األألتاا
''يونس مراد''
على دعمه وتوجيهاته
والشكر موووو للجنة المناقشة لقبولهم مناقشة هذا الموووو
فهرس المحتويات:
الصفحة المحتوى
شكر وتقدير
فهرس المحتويات
فهرس الجداول
فهرس األشكال
أ -ه مقدمة
الفصل األول :اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة
7 تمهيد
8 المبحث األول :مفهوم الموازنة العام ة
8 المطمب األول :ماهية الموازنة العامة
8 الفرع األول :تعريف الموازنة العامة
11 الفرع الثاني :أهمية الموازنة
13 الفرع الثالث :أنواع الموازنات العامة
16 المطمب الثاني :مبادئ ومراحل الميزانية العامة
16 الفرع األول :مبادئ الميزانية العامة
17 الفرع الثاني :مراحل الميزانية العامة
19 المطمب الثالث :بنود الموازنة العامة
19 الفرع األول :النفقات العامة
20 الفرع الثاني :اإليرادات العامة
22 المبحث الثاني :العجز في الموازنة العامة
23 المطمب األول :مفهوم العجز في الموازنة العامة وأنواعه
23 الفرع األول :تعريف عجز الموازنة العامة
23 الفرع الثاني :أنواع العجز الموازني
25 المطمب الثاني :أسباب العجز في الموازنة العامة
25 الفرع األول :زيادة النفقات
26 الفرع الثاني :قمة اإليرادات
26 الفرع الثالث :سوء التسيير واإلدارة المالية واإلنفاق المظهري
26 المطمب الثالث :مخاطر عجز الموازنة العامة وعالجه
فهرس المحتويات
فهرس الجداول:
فهرس األشكال:
المقدمة العامة:
اإلشكاليات االقتصادية التي كثر حوليا الجدل، مشكمة العجز في موازنات الدول أصبحت إحدى أىم
وما تبدلو تمك الدول والحكومات من جو د للتخمص من مشكمة العجز في ميزانيتيا ،إال أنيا لم تتوصل حتى
إلى وجود خطر اآلن إلى حمول جذرية لمشكالتيا االقتصادية ،فوجود العجز في الموازنة العامة يؤدي
اإلفالس.
إن الجزائر اليوم تواجو أعظم التحديات االقتصادية منذ الحرب األىمية التي دارت في تسعينيات القرن
أسعار النفط ،مما أدى إلى الماضي ،حيث أظيرت تداعيات األزمة المالية العالمية زحفيا في انخفاض
األولى ضعف االقتصاد المحمي ،وترجم ىذا التقمص في عائدات الصادرات عج از في الحساب الجاري لممرة
منذ أكثر من 15عاما ،وما زاد الوضع سوءا ىو تراجع ا إلنتاج المحمي لموارد الطاقة كالنفط والغاز.
العجز في الميزانية العامة يمثل مشكال كبي ار لمدولة يخل بتوازنيا االقتصادي ويؤثر عمى المؤشرات
ف
االقتصادية األخرى ،وكل ذلك بسبب شح الموارد المالية والتي كانت الجزائر تعتمد عمى عوائد الجباية
البترولية بالدرجة األولى ،فانخفاض أسعار البترول أوقع الجزائر في أزمة عميقة خصوصا وأنيا كانت تقوم
بمخططات تنموية ،وىذا ما أجبرىا عمى توقيف تمك المخططات والبدء في معالجة أوضاعيا االقتصادية.
كل ىذه المتغيرات جعل الجزائر مطالبة بمراجعة حساباتيا حول ضرورة تنويع صادراتيا والبحث عن
بدائل خارج قطاع المحروقات بالنظر لمثروات الكبيرة التي تزخر بيا ،والتي تسمح ليا بالنيوض باالقتصاد
وتنويعو.
والتي انعكست عمى معظم الدول عموما أساليب تمويل عجز الموازنة العامة مما سبق ومع تغير
والجزائر خصوصا ،أدى بيا إلى التعجيل باإلصالحات من أجل تجاوز ا إلختالالت االقتصادية عموما وعجز
الموازنة العامة خصوصا.
وبناء عمى ما تم استعراضو تتمحور إشكالية البحث والتي يمكن صياغتيا في التساؤل اآلتي :
ً
ما مدى فعالية مختمف األساليب التي انتهجتها الجزائر في سد عجز الموازنة بعد انخفاض أسعار
البترول في نهاية سنة 2014؟
أ
المقدمة العامة
وسعيا منا لإلجابة عمى ىذه اإلشكالية قمنا بطرح مجموعة من التساؤالت الفرعية التالية :
كيف انعكست التقمبات التي شيدتيا أسعار النفط عمى اإليرادات العامة لمدولة؟
فيما تكمن أساليب تمويل عجز الموازنة العامة لمدولة؟
ىل كان لتقمبات أسعار النفط آثا ار سمبية عمى النفقات العامة الجزائرية؟
ما أىم االستراتيجيات البديمة لقطاع المحروقات في الجزائر؟
تعتمد الجزائر في تمويل ميزانيتيا العامة بشكل كبير عمى إيرادات الجباية العادية.
إن أي تغير في أسعار النفط سواء باالرتفاع أو االنخفاض ،سيؤدي إلى التغير في إيرادات الجباية
البترولية وبالتالي إيرادات الميزانية.
تمعب اإليرادات الضريبية دو ار ىاما واستراتيجيا في تمويل عجز الموازنة العامة لمدولة.
إلى تطور وتنوع وتنمية كمما أولت الحكومة الجزائرية العناية بالبدائل االقتصادية كمما أدى ذلك
االقتصاد الوطني.
أىمية قطاع المحروقات بالنسبة لالقتصاد الجزائري والذي يمثل جزءا ىاما من إيرادات الدولة.
إيجاد حمول مناسبة لعالج عجز الموازنة العامة لمدولة.
أىمية الضريبة كونيا إحدى الوسائل التي تسمح بتحقيق الثبات و االستقرار االقتصادي.
معرفة مدى مساىمة اإليرادات األخرى في تمويل عجز الموازنة العامة.
ب
المقدمة العامة
تتمثل أىمية الدراسة في تسميط الضوء عمى موضوع من مواضيع الساعة في الجزائر ،والمتعمق بعجز
الموازنة العامة لمدولة نتيجة التقمبات والتغيرات التي عرفتيا وتعرفيا أسعار البترول ىذا من جية ،ومن جية
أخرى تبرز أىمية الدراسة في تحديد اإلجراءات المتخذة من قبل الدولة في ظل تقمبات أسعار البترول
وانييارىا خالل السنوات األخيرة ،ومدى كفايتيا لمخروج من األزمة.
من أجل القيام باإلجابة عمى أسئمة البحث واإللمام بكل جوانبو تم االعتماد عمى المنيج الوصفي
التحميمي لمالئمتو وطبيعة الموضوع ،من خالل وصف عجز الموازنة العامة لمدولة وأىم اإلجراءات التي
اتخذتيا الدولة الجزائرية لتمويل ىذا العجز.
أسعار نيدف من خالل ىذه الدراسة إلى معرفة أساليب تمويل عجز الموازنة العامة بعد انييار
المحروقات ،وقد حددت دراستنا في إطارين مكاني وزماني ،فيما يخص اإلطار المكاني تخص ىذه الدراسة
،2016-2000وتسمح لنا ىذه الفترة بتتبع االقتصاد الجزائري ،أما اإلطار الزماني فقد حددت الفترة
األساليب المتخذة وتأثيرىا عمى تمويل عجز الموازنة العامة.
لإلجابة عمى اإلشكالية والتساؤالت المطروحة قمنا بتقسيم الدراسة إلى قسمين ،الجانب النظري والجانب
التطبيقي ،وقد تم تخصيص فصمين لمجانب النظري أما الفصل الثالث فكان لمدراسة التطبيقية.
تطرقنا في الفصل األول إلى اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة ،حيث قمنا بتقسيمو إلى ثالثة مباحث
رئيسية ،تناولنا في المبحث األول مفيوم الموازنة العامة ،ثم انتقمنا لممبحث الثاني والذي خصصناه لمعجز في
الموازنة العامة ،بينما تناول المبحث الثالث أساليب تمويل عجز الموازنة العامة في االقتصاد.
ج
المقدمة العامة
أما الفصل الثاني فقد خصصناه حول مكانة قطاع المحروقات في االقتصاد الجزائري وقمنا بتقسيمو إلى
ثالث مباحث حيث تناولنا في المبحث األول لمحة عن االقتصاد الجزائري ،أما المبحث الثاني فتناولنا فيو
قطاع المحروقات وأىميتو في االقتصاد الجزائري ،أما المبحث الثالث فخصصناه ألثر تقمبات أسعار النفط
عمى االقتصاد الجزائري واإلجراءات المتخذة.
أما الفصل الثالث قمنا بالتطرق إلى عجز الموازنة في الجزائر بين األساليب والبدائل لتحقيق التوازن،
حيث قمنا بتقسيمو إلى ثالثة مباحث تناولنا في المبحث األول أساليب تمويل عجز الموازنة العامة في
الجزائر ،أما المبحث الثاني فتناولنا فيو دور الجباية في تغطية عجز الموازنة العامة في الجزائر ،أما المبحث
الثالث فخصصناه لبدائل قطاع المحروقات في الجزائر.
وأخي ار قمنا بوضع خاتمة عامة لمبحث تحتوي عمى نتائج البحث ونتائج اختبار الفرضيات وتوصيات وآفاق
البحث.
ىناك مجموعة من الدراسات السابقة التي عالجت موضوع الموازنة العامة ،والتي حصرت في معظميا
أسباب العجز إما الرتفاع النفقات العامة ،أو لضعف اإليرادات العامة ،أما الدراسات التي سمطت الضوء
عمى تفاقم العجز في الموازنة العامة في ظل انخفاض أسعار المحروقات فيي قميمة وبخاصة فيما يتعمق
بالجزائر و منبينأهمالدراساتوالتيتطرقتلهذاالموضوعنجد:
-دراسة الباحث '' لحسن دردوري'' تحت عنوان ( :سياسة الميزانية في عالج عجز الموازنة العامة لمدولة
دراسة مقارنة الجزائر-تونس) ،أطروحة دكتوراه في العموم االقتصادية ،جامعة محمد خيضر – بسكرة،
. 2014-2013
وقد تناولت ىذه الدراسة اإلطار النظري لمسياسة الميزانية وأدواتيا كما تطرقت إلى عجز الموازنة العامة
لمدولة وآليات عالجو بسياسة الميزانية ،وأخي ار قامت بدراسة مقارنة لسياسة الميزانية بين الجزائر وتونس ،وفي
النياية توصمت ىذه الدراسة إلى أنو رغم االستقرار االقتصادي الذي شيدتو الجزائر منذ سنة ،2000إال أن
اإلنتاجية اإليرادات البترولية رغم تشجيع القطاعات اإليرادات العامة الزالت تعتمد بشكل رئيسي عمى
األخرى ،ويظير لنا ذلك من خالل العجز في الموازنة العامة منذ سنة 2009بسبب تذبذب أسعار النفط في
العالمي .
ة األسواق
د
المقدمة العامة
-دراسة الباحثة '' :كردودي صبرينة'' تحت عنوان( :ترشيد اإلنفاق العام ودوره في عالج الموازنة العامة
لمدولة في االقتصاد اإلسالمي) ،أطروحة دكتوراه في العموم االقتصادية ،جامعة محمد خيضر-بسكرة،
.2014-2013وقد تناولت ىذه الدراسة مفاىيم أساسية حول اإلنفاق العام في االقتصاد اإلسالمي و موارد
اإلنفاق العام في االقتصاد اإلسالمي وكذلك الموازنة العامة لمدولة في االقتصاد اإلسالمي إضافة إلى عجز
الموازنة العامة لمدولة وفي األخير ترشيد اإلنفاق العام في االقتصاد اإلسالمي وعالج عجز الموازنة في
االقتصاد اإلسالمي ،وفي النياية توصمت ىذه الدراسة إلى أن العامل األول لحدوث عجز الموازنة العامة
يتمثل في تزايد معدالت نمو النفقات العامة من ناحية ألسباب ما ىو ضروري كنتيجة لظروف طارئة مثل
الكوارث ،ومنيا ما ىو غير ضروري كالنفقات المبالغ فييا.
تحت عنوان( :تقييم عوامل عجز الموازنة العامة في -دراسة الطالبة ''ابتيال حامد عبد الحي جابر''
.2016وقد تناولت ىذه السودان) ،بحث مقدم لنيل درجة الماجستير في االقتصاد ،جامعة الرباط الوطني،
الدراسة اإلطار المنيجي لمبحث والدراسات السابقة و أساسيات الموازنة العامة ثم عجز الموازنة العامة
باإلضافة إلى الموازنة العامة في السودان ،وأخي ار الدراسة التطبيقية ،وفي النياية توصمت ىذه الدراسة إلى
أن العجز أو الفائض في الموازنة يعكس التدىور أو التطور االقتصادي لمبمد ،ومن خالل تحميل بيانات
السودان اتضح أن لعجز الموازنة عالقة سالبة مع الناتج المحمي اإلجمالي ،فإذا زاد الناتج المحمي ينخفض
عجز الموازنة.
عند قيامنا بدراسة ىذا الموضوع واجيتنا العديد من الصعوبات نمخصيا فيما يمي:
ه
تمهيد.
االقتصاد .
خالصة الفصل
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
تمييد:
إن نجاح الدول اليوم يقاس بمدى نجاح سياساتيا االقتصادية والمالية واالجتماعية ،ولكي تستطيع الدولة
المعاصرة تحقيق أىدافيا البد ليا من إتباع سياسة مالية حكيمة ،والسياسة المالية تعتمد أساسا عمى الموازنة
العامة بين إيرادات الدولة ونفقاتيا ،حيث تبرز أىمية الموازنة العامة في كونيا أداة فعالة تستخدميا الدولة
لضبط إيراداتيا المحتممة من أجل أن تضع خطة لئلنفاق المحتمل ،وىذا حتى تستطيع التأثير في المجال
االجتماعي والنشاط االقتصادي.
والعجز في الموازنة العامة قد يكون سببو زيادة النفقات العامة ،أو قمة اإليرادات العامة أو أسباب أخرى،
والذي بدوره يؤثر عمى نشاط الحكومة وابطاء وتيرة النمو والتطور ،ليذا فبل بد من معرفة أسباب العجز.
7
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
-2الميزانية العامة« :ىي وثيقة مصادق عمييا من طرف السمطة التشريعية ،تحدد فييا نفقات الدولة
( )2
وايراداتيا التقديريتين خبلل فترة زمنية تقدر بسنة واحدة».
-3الموازنة العامة :برنامج العمل الذي تتقدم بو الحكومة أمام ممثمي الشعب لسنة مالية مقبمة وبالتالي فيي
()3
البرنامج المقدم إلى السمطة التشريعية في شكل وثيقة معتمدة.
● القانون الفرنسي« :ىي عبارة عن القانون المالي السنوي الذي يقدر ويجيز لكل سنة ميبلدية مجموع
وايرادات الدولة وأعباءىا».
()1
المرسي السيد حجازي :مبادئ االقتصاد العام ،الدار الجامعية لمطباعة والنشر ،بيروت ،لبنان ،2002 ،ص .455
()2
أبو منصف :مدخل لمتنظيم اإلداري والمالية العامة ،دار المحمدية العامة ،الجزائر ،2004 ،ص .85
()3
عبد المطمب عبد الحميد :اقتصاديات المالية العامة ،الدار الجامعية ،القاىرة – مصر ،2005 ،ص .54
8
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
● القانون األمريكي عرفيا عمى أنيا « :صك تقدر فيو نفقات السنة التالية ووارداتيا بموجب القوانين
()1
المعمول بيا عند التقديم واقتراحات الجباية المعروضة فييا».
وذلك لكونيا تنطوي ،من جية ،عمى موافقة السمطة التشريعية (البرلمان) عمى تقدير مجموع
( )1خالد شحادة الخطيب وأحمد زىير شامية :أسس المالية العامة ،ط ، 2دار وائل لمنشر والتوزيع ،عمان -األردن ،2005 ،ص.270
()2
محمد طاقة وىدى العزاوي :اقتصاديات المالية العامة ،ط ، 1دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة ،عمان -األردن ،2007،ص. 169
9
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
النفقات والواردات السنوية ،وتنطوي من جية ثانية عمى إذن تمك السمطة لمسمطة التنفيذية باإلنفاق
في حدود اإلعتمادات المقدرة والمرصدة في الموازنة العامة ،وبتحصيل الواردات المقدرة ،وفقا لؤلصول
واإلجراءات القانونية المقررة ،كل ذلك في حدود السنة التي وضعت الموازنة العامة من أجميا.
والحقيقة أن الصفة القانونية لمموازنة ىي صفة شكمية ،لكونيا مستمدة من السمطة التشريعية ،لكنيا
من حيث الموضوع ال تعتبر (قانونا)؛ ألن القانون ينطوي عمى قواعد دائمة ،بينما الموازنة ال تعد وكونيا
(بالقانونية) إال لكونيا تقترن بموافقة عمبل إداريا خاصا يرمي إلى تنفيذ قوانين معتمدة من قبل ،ووصفت
()1
السمطة التشريعية.
قبل البدء في تنفيذ الموازنة ال بد أن تعرض عمى السمطة التشريعية في الببلد لمموافقة عمييا
واجازتيا .ومن ىنا تتضح عبلقة الموازنة العامة بالسمطة التشريعية ،فيي تصدر عنيا وال تصبح نافذة
المفعول إال بعد تصديقيا منيا.
ويعني تصديق الموازنة العامة اإلجازة أو السماح لمحكومة ،بجباية اإليرادات ،حسب القوانين
واألنظمة المطبقة في الببلد ،إما إجازة اإلنفاق فتعني الموافقة عمى الصرف ،في حدود اإلعتمادات
،أما بخصوص إجازة الجباية وتحصيل المخصصة ألوجو اإلنفاق المختمفة في فصول الموازنة العامة
اإليرادات العامة ،فإن األرقام المقدرة في الموازنة العامة لئليرادات ،ال تعني الحد األعمى الذي يجب أن ال
تتعداه اإليرادات المحصمة ،ولذا يجوز تجاوز ىذه التقديرات عند التحصيل ،وتكون الدولة في وضع مالي
()2
أفضل.
وقد جعمت مدة الموازنة العامة سنة كاممة ألنو لو وضعت الموازنة لسنتين أو ثبلث سنوات مثبل ،لكان
من المتعذر التنبؤ بما ستكون عميو اإليرادات والنفقات طوال ىذه المدة وخاصة حين تكثر تقمبات األسعار.
()1
فوزي عطوي :المالية العامة -النظم الضريبية وموازنة الدولة ،-منشورات الحمبي الحقوقية ،بيروت-لبنان ،2003 ،ص .321
( )2محمد شاكر عصفور :أصول الموازنة العامة ،دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة ،عمان -األردن ، 2007 ،ص ص .18 ،17
10
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
ومن جية أخرى لو كانت ىذه المدة أقل من سنة ،لكانت اإليرادات تختمف في كل موازنة عنيا في
الموازنة السابقة تبعا الختبلف المواسم وتباين المحاصيل الزراعية.
وبما أن النفقات تتسم عادة بالثبات فإنو يتعذر لذلك موازنة الموازنة في الفترات التي تقل فييا اإليرادات.
ىذا باإلضافة إلى أن إعداد الموازنة واعتمادىا يتطمبان بذل مجيود شاق تشترك فيو السمطات التنفيذية
()1
والتشريعية.
تجمع كافة التشريعات أن ممثمي الشعب ليم الحق في رقابة تنفيذ وسير الميزانية انطبلقا من الحق
التاريخي ليم ،غير أننا نشاىد حركة جدلية تشريعية تسعى لضبط ىذه الخاصية في حدودىا الدنيا نظ ار إلى
تعقيد الميزانية من الناحية الفنية ،فمم يعد بمقدور ىؤالء االطبلع بيذه الميمة وانما توكل إلى الفنيين والخبراء
الذين ليم من الصفات العممية والممارسة المستمرة ما يؤىميم لمقيام بيا ،وبيذا انتقمت ىذه الصبلحية في كثير
()2
من الدول إلى ىيئات وأجيزة مستقمة.
لمميزانية العامة أىمية بالغة لكونيا إحدى أدوات السياسة المالية وأداة لمكشف عن وضع الدولة المالي
واتجاىات سياسة الحكومة ،لذا فإننا سنمقي الضوء عمى أىمية الميزانية العامة من النواحي السياسية،
االقتصادية ،االجتماعية ،والمالية.
تعكس الميزانية العامة في دول كثيرة الحياة االقتصادية واالجتماعية في مجتمعات ىذه الدول ،فيي إدارة
تساعد في أداة وتوجيو االقتصاد القومي حيث لم تعد الميزانية أرقاما وكميات كما كانت في المفيوم التقميدي،
بل ليا آثار في كل من حجم اإلنتاج القومي وفي مستوى النشاط االقتصادي بكافة فروعو وقطاعاتو .فغالبا
واإليرادات) ،إلشباع الحاجات العامة التي ييدف تستخدم الدولة الميزانية العامة ومحتوياتيا (النفقات
االقتصاد إلى تحقيقيا.
() 1
طارق الحاج :المالية العامة ،ط ، 1دار الصفاء لمنشر والتوزيع ،2009 ،ص .160
()2
حمدي محمد بن صالح :توازن الموازنة العامة ،ط ، 1دار النفائس لمنشر والتوزيع ،عمان -األردن ،2013 ،ص .26
11
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
فالعبلقة وثيقة بين النشاط المالي لمدولة (الميزانية) األوضاع االقتصادية بكل ظواىرىا من تضخم
وانكماش وانتعاش ، ...بحيث يصبح من المتعذر فصل الميزانية العامة عن الخطة اإلقتصادية ،وخاصة بعد
()1
أن أصبحت أداة ميمة من أدوات تحقيق أىداف الخطة اإلقتصادية.
من ىذه الناحية لمميزانية أىمية كبرى في الدول ذات األنظمة النيابية والديمقراطية ،ألن إلزام السمطة
التنفيذية بالتقدم كل عام إلى المجالس النيابية لكي يجيز ليا نواب الشعب صرف النفقات وتحصيل
اإليرادات ،يعني إخضاعيا لمرقابة الدائمة ليذه المجالس ،حيث تظير رقابتيا لمحكومة عن طريق تعديل
اإلعتمادات التي تطمبيا أو رفضيا مشروع الميزانية الذي يقدم إلييا .ولعل ما يزيد في الداللة عمى ىذه
األىمية أن معظم الثورات والتغيرات الدستورية ترجع في معظميا إلى سوء واضطراب األحوال المالية وما
()2
يترتب عميو من مطالبة الشعب بتوسيع مدى سمطتو في اإلشراف عمى المسائل المالية لمدولة .
()1
محمد الصغير ويسرى أبو العبلء :المالية العامة ،دار العموم لمنشر والتوزيع ،الجزائر ،2003 ،ص .90
()2
عادل أحمد حشيش :أساسيات المالية العامة -مدخل لدراسة الفن المالي لالقتصاد العام ،-الدار الجامعية الجديدة لمنشر والتوزيع،
اإلسكندرية ،مصر ،2006 ،ص .277
()3
عمي زغدود :المالية العامة ،ط ، 4ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2011 ،ص .71
12
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
أو اختبلل ،عجز أو فائض ،فضبل عن ذلك فإنيا توضح ماىية النفقات وأوجو صرفيا وماىية اإليرادات
ومصادر الحصول عمييا ،فيي إذا األداة الرئيسية لمتخطيط المالي إذا تحرك عممية التمويل واإلنفاق وتؤدي
()1
دو ار قياديا قي نظام الدولة المالي.
الفرع الثالث :أنواع الموازنات العامة
مرت الميزانية العامة أثناء تطورىا بعدة مراحل لذا ظيرت عدة أنواع منيا ما ىو تقميدي وما ىو حديث .
أوال :موازنة البنود واإلعتمادات (التقميدية)
في الواقع فإن موازنة البنود واالعتمادات تعد انعكاسا لمفكر المالي التقميدي ،والذي ظل سائدا حتى
نياية العشرينات من القرن العشرين.
وتعتمد موازنة البنود واالعتمادات عمى عدد من األساليب الفنية التقميدية في تبويب نفقات الدولة
وايراداتيا ،حيث تعتمد بصفة رئيسية عمى تبويب مزدوج (إداري /نوعي) ،وفي نطاق ىذا التبويب المزدوج قد
يتم اإلعتماد عمى التبويب االقتصادي.
ولتسييل عمل السمطة التشريعية في متابعة ودراسة الموازنة والوقوف عمى الوظائف الحكومية ،قد
تقوم السمطة التنفيذية بإعادة تصنيف أرقام موازنة البنود وظيفياً ،عمى أن يرفق ىذا التصنيف بمشروع موازنة
()2
االعتماد والبنود عند اعتماده واق ارره من السمطة التشريعية.
-1مزايا الميزانية التقميدية:
وضع حد لمفوضى في استخدام المال العام أو جبايتو .
مراقبة السمطة التشريعية والسمطة التنفيذية في إدارتيا لبنود الموازنة العامة .
استخدام المال العام لخدمة الصالح العام وتطبيق ذلك بتشريع .
-2عيوب الميزانية التقميدية:
اإلداري التشدد في عممية اإلنفاق والحصول عمى األموال العامة من قبل المسؤولين في رأس اليرم
خوفا من المسائمة والمحاسبة.
التشدد في الرقابة أدى إلى زعزعة الثقة بين الرئيس والمرؤوس واإللتزام الحرفي بالقواعد والتعميمات
خوفا من الوقوع بالخطأ والحصول عمى العقاب قمل من روح اإلبداع في العمل .
()1
عبد الباسط عمي جاسم الزبيدي :الموازنة العامة لمدولة والرقابة عمى تنفيذىا -دراسة مقارنة ،-ط ، 1دار حامد لمنشر والتوزيع،
عمان -األردن ، 2014 ،ص .58
()2
سعيد عبد العزيز عثمان :المالية العامة -مدخل تحميل معاصر ،-الدار الجامعية ،2008 ،ص ص .665 ،664
13
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
أغفمت جانب اإلنجاز في العمل عمما بأنيا بينت األىداف فيو مما يعني احتمالية ىدر لممال
()1
العام.
ثانيا :ميزانية البرامج واألداء
تعد موازنة األداء من وسائل تحقيق كفاية األداء فيي تتضمن تقسيما وتبويبا جديدا لموازنة الدولة
يظير ما تنجزه الدولة من أعمال وليس ما تشتريو الدولة من سمع وخدمات ،حيث تركز عمى قياس التكاليف
واالنجازات التي تحققت ،وبالتالي فإنيا تفيد في اقتراح التحسينات الضرورية لتنفيذ البرامج ،واليدف من
إعدادىا وتبويبيا ىو تحقيق كفاءة األداء في مختمف وحدات التنفيذ ،وفي مختمف البرامج الحكومية التي
تتكون منيا موازنة الدولة ،باإلضافة إلى أنيا تيدف إلى الترشيد العممي إلدارة الوحدات الصغيرة والتنظيم
الحكومي.
وبصورة أكثر تفصيبل إفن م تطمبات تطبيق موازنة األداء تتمثل في:
.1توافر الرغبة الجادة لدى القيادات السياسية واإلدارية.
.2تقسيم النشاط الحكومي إلى عدد من الوظائف والبرامج واألنشطة ،وىذا يعني إعادة تبويب الموازنة
العامة وفقا لموظائف والبرامج.
.3إعادة تنظيم الييكل اإلداري والتنظيمي لمدولة بما يتماشى مع التبويب وفقا لموظائف والبرامج.
.4تطوير النظام المحاسبي المستخدم بما يتماشى مع التبويب وفقا لموظائف والبرامج.
.5إيجاد مقاييس لؤلداء تتسم بالدقة والموضوعية.
كما يواجو تطبيق موازنة األداء بالعديد من المشاكل والصعوبات من بينيا:
.1صعوبات ومشاكل تتعمق باختيار وحدات القياس والتي من خبلليا يتم قياس كفاءة األداء في مختمف
الوحدات الحكومية.
.2صعوبات تتعمق بقياس كفاءة األداء في ظل عدم تجانس وحدات المنتج النيائي.
.3صعوبات تتعمق بتنفيذ أىداف البرنامج الواحد من خبلل أكثر من جية حكومية.
األداء التي .4صعوبات تتعمق بتوزيع بنود النفقات العامة المشتركة والتي تتعمق بعدد من وحدات
تشترك في تنفيذ برنامج معين.
( )1حسين عبد الكريم سلوم ومحمد خالد المهايني ،الموازنة العامة للدولة بين اإلعداد والتنفيذ والرقابة ،مجلة اإلدارة واالقتصاد ،العدد ،64جامعة
المستنصرية ،2007/04/8 ،ص .107
14
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
.5صعوبات تتعمق بتوافر الكوادر الفنية واإلدارية البلزمة لتطبيق أسموب موازنة األداء والبرامج فيو
()1
يتطمب تغيي ار جذريا في األسموب اإلداري المتبع.
إن اىتمام ميزانية التخطيط واألداء يظل قائما عمى النشاط أو البرنامج الذي تعتزم الدولة تنفيذه تحقيقا
ألىداف الخطة والتي ،ىي بدورىا تحقيقا ألىداف المجتمع فيبدأ التقسيم أساسا مرتك از عمى خطة معتمدة،
وتقوم اإلدارة المختصة بالمفاضمة بين البرامج البديمة عمى مستويات الوحدات العميا في التنظيم اإلداري وىكذا
ومن الطبيعي أيضا أن يستخدم في إجراء ىذه المفاضبلت واختيار البرامج ،كافة أساليب التحميل العممي
واتخاذ الق اررات.
أوفر من فكرة ميزانية إال أن فكرة ميزانية التخطيط والبرمجة لم تحظى في مجال التطبيق بحظ
األداء ،فسرعان ما ظيرت المشاكل واالنتقادات وتعثر تطبيق الفكرة في المصالح واإلدارات الحكومية بل وفي
الميزانية بالواليات المتحدة األمريكية OMBنفسيا.
وانحصرت أىم المشاكل التي صادفت تطبيق ميزانية التخطيط والبرمجة في ثبلثة أمور:
-1صعوبة تحديد أىداف بعض الوحدات اإلدارية بدقة ،األمر الذي يجعل عممية المفاصمة واالختيار بين
البدائل غاية في الصعوبة.
-2إن اتخاذ القرار السميم في المفاضمة بين البرامج البديمة ،يقتضي تقديرات دقيقة لممنافع والتكاليف المتوقعة
من كل برنامج من البرامج البديمة.
إقناعيم أوالً بجدوى ومزايا استخدام ميزانية -3مشاكل تتعمق بالقوى العاممة في ىذا المجال من حيث
()2
التخطيط والبرمجة ،ثم مشاكل تدريبيم وتطويرىم لتصبح لدييم الخبرة الفنية البلزمة لتطبيق ىذا النظام.
( )1يونس أحمد البطريق وآخرون :مبادئ المالية العامة ،الدار الجامعية اإلسكندرية ،مصر ،2000 ،مصر ،ص ص .241 -233
( )2حامد عبد المجيد دراز :مبادئ االقتصاد العام ،الطبعة األولى ،مركز اإلسكندرية لمكتاب ،اإلسكندرية ،مصر ،2001 ،ص ص-611
.613
15
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
اإلنفاق ،وتيدف إلى إعادة توجيو وتحويل بأنيا أداة إدارية عممية لتقييم تعرف ىذه الموازنة
المخصصات من برامج ذات أفضمية متدينة إلى برامج ذات أولوية عالية.
أداء األنشطة أىداف الحكومة في مجال رفع درجة الكفاءة والفعالية في تسعى الموازنة الصفرية لخدمة
الحكومية من خبلل تحديد أولويات برامج الحكومات ،والغاء البرامج التي ليس ليا جدوى اقتصادية من أجل
()1
تخصيص الموارد بشكل أفضل.
من خبلل ىذا المطمب سنحاول اإللمام بجميع المبادئ التي تمر بيا الميزانية العامة والتي تتمثل في
اإلعداد والتحضير ،اإلقرار أو إضافة إلى المراحل والمتمثمة في السنوية ،الوحدة ،التوازن ،والعمومية،
االعتماد ،ثم التنفيذ وأخي ار مرحمة المراقبة والمراجعة.
في ميزانية اي دولة ىناك مبادئ معينة البد من إتباعيا لكي تكون الميزانية العامة سميمة وصحيحة.
وىذا المبدأ يعني أن تغطي الميزانية العامة مدة اثني عشر شيرا ،ويترتب عمى ذلك بأ ن تقوم السمطة
التنفيذية بإعداد تقديرات أرقام الميزانية لمدة سنة مالية مقبمة ؛ أي أن تكون ىذه التقديرات قابمة لمتنفيذ خبلل
،وىذا يقتضي تجديد ىذا سنة ،باإلضافة إلى إقرار الميزانية من قبل السمطة التشريعية صالحا لمدة سنة
()2
التطبيق سنويا.
()1لعمارة جمال :أساسيات الموازنة العامة لمدولة (المفاىيم والقواعد والمراحل واالتجاىات الحديثة) ،دار الفجر لمنشر والتوزيع،2004 ،
ص ص .221 -218
( )2عبد اهلل الشيخ محمود الطاىر :مقدمة في اقتصاديات المالية العامة ،الطبعة األولى ،مطابع جامعية الممك سعود ،المممكة العربية
السعودية ،1988 ،ص ص .410 ،409
16
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
يقصد بمبدأ وحدة الميزانية أن تدرج جميع نفقات الدولة وجميع إيراداتيا في وثيقة واحد حتى يسيل
أجيزة الرقابة المختمفة من مراقبة تصرفات الدولة المالية ومطابقتيا معرفة مركزىا المالي ،وحتى تتمكن
()1
لؤلىداف المحددة واالعتمادات الواردة في الميزانية كما وافقت عمييا السمطة التشريعية.
ثالثا :مبدأ توازن الميزانية
يعد ىذا المبدأ أحد مرتكزات النظرية التقميدية وىي التوازن المستوي بين النفقات العامة واإليرادات العامة
بشكل مطمق ،واعتبرت أن حسن اإلدارة المالية يستمزم التوازن بين جانبي الميزانية (النفقات ،اإليرادات) من
أثر تضخمي ،أو جية ،وإلى الرغبة في تفادي مخاطر العجز في الميزانية وما قد يترتب عمى تغطيتو من
()2
فائض ال تستطيع الدولة التصرف بو من جية أخرى.
( )1محرزي محمد عباس :اقتصاديات المالية العامة ،اإليرادات العامة ،الميزانية العامة لمدولة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،دون
سنة نشر ،ص ص .399 ،398
( )2محمد جمال دنيبات :المالية العامة والتشريع المالي ،الدار العممية الدولية ودار الثقافة لمنشر والتوزيع ،عمان ،2003 ،ص ص،278
.279
( )3سعيد عبد العزيز عثمان :االقتصاد العام ،الجزء األول ،الدار الجامعية لمطباعة والنشر ،ص .136
( )4عبد الغفور إبراىيم أحمد :مبادئ االقتصاد والمالية العامة ،دار زىران لمطباعة والنشر والتوزيع ،األردن ، 2009 ،ص .258
17
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
مقصودة ،وىناك عدة طرق لتقدير اإليرادات العامة وتتمثل في طريقة التقدير المباشر ،طريقة إضافة الزيادات
وطريقة التقدير اآللي.
إضافة إلى تقدير النفقات العامة التي تتم في ىذه المرحمة ،إذ يترك لمقائمين في التقدير مسألة دراسة
،ناىيك عن تجميع وتوحيد الظروف االقتصادية واالجتماعية القائمة وتقدير اإلنفاق العام لمسنة القادمة
التقديرات في نفس المرحمة ويتم ذلك في ديوان كل و ازرة مالية ،وذلك من قبل المختصين وذوي العبلقة من
()1
الو ازرات األخرى.
ثانيا :مرحمة اعتماد الميزانية العامة
تتم من قبل السمطة التشريعية (المجمس الوطني) ،وىي مسؤولية ميمة وكبيرة لما ينطوي عميو تغير
()2
الموازنة العامة والتي تتناول جميع قطاعات المجتمع وأنشطتو االقتصادية المختمفة.
وعموما ىناك ثبلث خطوات في مجال اعتماد الموازنة العامة تتمثل في :المناقشة العامة ،المناقشة
()3
التفصيمية المختصة ،والمناقشة النيائية.
ثالثا :مرحمة تنفيذ الميزانية العامة
تتم من طرف (قبل) السمطة التنفيذية بأجيزتيا المختمفة وفقا لما اعتمدتو السمطة التشريعية وتحت
()4
،حيث تبدأ دوائر الدولة بعممية التنفيذ أي تقوم باستحصال اإليرادات العامة وفق التقديرات وكذلك رقابتيا
صرف النفقات العامة ،فعممية التنفيذ تغير دخول الموازنة العامة مراحل التطبيق والعمل وتتضمن ىذه
المرحمة تنفيذ النفقات من خبلل أربع مراحل تتمثل في مرحمة االرتباط بالنفقة ،مرحمة تحديد النفقة ن مرحمة
اإلذن بالصرف أو األمر بالنفقة ،ومرحمة تنفيذ أمر الصرف أو أمر الدفع .باإلضافة إلى أن ىذه المرحمة
()5
تتضمن تنفيذ اإليرادات العامة ،وعمميات الخزينة.
رابعا :مرحمة مراقبة ومراجعة الميزانية العامة
معناه أن العمل يجري لرقابة سبلمة تنفيذ الخطة المالية لمدولة إنفاقا أو إيرادات وفق ما قرره قانون
الموازنة العامة( .)6إذ كان اليدف منيا ىو فحص الحسابات العامة فحصا حسابيا ومراجعتيا مراجعة مستندية
( )1عمي محمد خميل وسميمان أحمد الموزي :المالية العامة ،دار زىران لمنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2000 ،ص .323
( )2عبد الغفور إبراىيم أحمد :مرجع سبق ذكره ،ص .258
( )3سعيد عمي العبيدي :اقتصاديات المالية العامة ،الطبعة األولى ،دار دجمة لمنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2011،ص.213
( )4عبد الغفور إبراىيم أحمد :مرجع سبق ذكره ،ص .258
( )5محمد جمال دنيبات :مرجع سبق ذكره ،ص .292
()6عبد الغفور إبراىيم أحمد :مرجع سبق ذكره ،ص .258
18
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
مستندية دقيقة لمتأكد من مطابقتيا لؤلصول العممية المحاسبية والتحقق من صحة تطبيق القوانين والموائح
والتعميمات المالية.
اإلدارية أنواع تتمثل في النوع األول وىو الرقابة وىذه الرقابة عمى تنفيذ الميزانية تتكون من ثبلثة
أما النوع الثاني فيو الرقابة التي تنقسم بدورىا إلى قسمين ىما رقابة الحقة لمصرف ورقابة سابقة لمصرف،
()1
البرلمانية أو التشريعية وآخر نوع ىو الرقابة عمى طريق ىيئة مستقمة.
المطمب الثالث :بنود الموازنة العامة
واسياميا في الحياة االقتصادية واالجتماعية تزايد االىتمام بالنفقات نظ ار لتطور مفيوم الدولة
،وتكون في نفس الوقت واإليرادات ،باعتبارىا عناصر رئيسية لمحور النشاط االقتصادي والمالي لمدولة
األدوات الرئيسية لرسم وتنفيذ السياسة المالية لمدولة ،وفي ىذا المطمب سنتطرق الى عرض كل من النفقات
واإليرادات العامة.
الفرع األول :النفقات العامة
أوال :تعريف النفقات العامة
من أىم التعاريف الشائعة لمنفقة العامة ما يمي:
«النفقة العامة ىي مبمغ نقدي يخرج من الذمة المالية لمدولة او احد تنظيماتيا بيدف إشباع حاجة عامة».
()2
تعرف النفقة العامة بأنيا «:كم قابل لمتقويم النقدي يأمر بإنفاقو شخص معنوي عام لتحقيق منفعة عامة.
()3
تتوافق مع أىداف الدولة».
ثانيا :خصائص النفقات العامة
من خبلل التعاريف السابقة لمنفقات العامة نستخمص ثبلثة خصائص وىي:
النفقة العامة كم قابل لمتقويم النقدي (الصيغة النقدية لمنفقات العامة).
النفقة العامة يأمر بيا شخص عام.
النفقة العامة تستيدف إشباع حاجة عامة.
() 1
دراسة مقارنة الجزائر -تونس ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة، لحسن دردوري :سياسة الميزانية في عجز الموازنة العامة لمدولة
،2014-2013ص .110
() 2
حامد عبد المجيد دراز ،المرسي السيد حجازي :مبادئ االقتصاد العام ،الطبعة الثانية ،الدار الجامعية لمنشر والتوزيع ،اإلسكندرية،
مصر ،ص .259
( )3فاطمة السويسي :المالية العامة ،المؤسسة الحديثة لمكتاب ،طرابمس ،لبنان ،2005 ،ص .38
19
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
()1
عادل أحمد حشيش :أصول الفن المالي لالقتصاد العام – مدخل لدراسة أساسيات المالية العامة ،-الدار الجامعية الجديدة لمنشر
والتوزيع ،اإلسكندرية ،مصر ،2001 ،ص .26
()2
عمي العربي وعبد المعطي عساف ،إدارة المالية العامة ،الكويت ،ص .38
()3
بن نوار بومدين :النفقات العامة عمى التعميم ،دراسة حالة قطاع التربية الوطنية بالجزائر ،2008-1980 ،رسالة مقدمة لنيل شيادة
ماجيستر في العموم االقتصادية ،جامعة أبو بكر بمقايد ،تممسان ،الجزائر ،2011-2010 ،ص .23
20
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
يقصد باإليرادات العامة كأداة مالية « :مجموعة الدخول التي تحصل عمييا الدولة من المصادر
المختمفة ،من أجل تغطية نفقاتيا العامة وتحقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي» .
تعرف اإليرادات العامة بأنيا « :تمك اإليرادات التي تحصل عمييا الدولة بصفتيا شخص اعتباري
()1
قانوني يممك ثروة ويقدم خدمات عامة».
من خبلل التعاريف نستنتج أن اإليرادات العامة ىي أموال تجمعيا الدولة من أجل مواجية مختمف
نفقاتيا العامة ،ومن ىنا يمكن استخبلص خصائص اإليرادات العامة وىي:
المورد المالي :بمعنى تحصيل النقود ودون غيرىا.
الييئة العامة :الدولة كشخصية معنوية عامة مخولة قانونا بتحصيل اإليرادات.
اليدف :تغطية النفقات العامة.
ثانيا :أنواع اإليرادات العامة
سنتطرق ىنا إلى أىم مصادر اإليرادات التي تتحصل عمييا الدولة وىي كما يمي:
1ـ إيرادات ممتمكات الدولة:
يقصد بدومين الدولة األموال العقارية والمنقولة التي تممكيا الدولة ،سواء كان ذلك ممكية عامة
ألحكام وتخضع ألحكام القانون العام وىي ما يعرف بالدومين العام ،أو ممكية خاصة وىي التي تخضع
القانون الخاص مثل ممكية األفراد تماما وىي ما يعرف بالدومين الخاص ،ويعتبر دخل الدومين الخاص
()2
موردا من موارد اإليرادات العامة حيث يكون متجددا أو مستم ار.
2ـ الضرائب:
أىم أنواع اإليرادات العامة والتي تعتمد عمييا الدولة لتغطية تمثل الضريبة في العصر الحديث
نفقاتيا ،حيث ساىمت الضريبة في تحقيق التنمية في شتى المجاالت ،وظيرت أىداف مختمفة ليا مع سعي
()3
دائم من قبل الحكومات في دول العالم.
األشخاص الطبيعيين وبالتالي فإ ن الضريبة ىي« :عبارة عن اقتطاع تفرضيا الدولة عمى
واالعتباريين بدون مقابل وبغرض تغطية أعباءىا العامة ،وبما يحقق أىدافيا االقتصادية واالجتماعية
()1
زينب حسين عوض :مبادئ المالية العامة ،دار الفتح لمنشر ،القاىرة ،2003 ،ص .95
()2
محمود حسين الوادي ،وزكرياء أحمد عزام :مبادئ المالية العامة ،الطبعة األولى ،دار الميسرة لمنشر والتوزيع ،عمان – األردن،
،2007ص .101
()3
حميدة بوزيدة :جباية المؤسسة ،الطبعة الثالث ،ديوان المطبوعات الجامعية لمنشر والتوزيع ،الجزائر ،2010 ،ص .08
21
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
()1
والسياسية».
3ـ الرسوم:
يعد الرسم مصد ار آخر من مصادر اإليرادات العامة في الدولة ،كما أنو يعد من اإليرادات الدورية
والمنتظمة التي تدخل خزانة الدولة وتساىم في تمويل نفقاتيا العامة.
فن الرسم ىو « :مبمغ من المال تجنيو الدولة أو أحد الشخصيات العامة األخرى جب ار من
وبالتالي إ
()2
األفراد ،مقابل خدمة خاصة تقدميا ليم أو مقابل نفع خاص يعود عمييم من ىذه الخدمة».
إلى خدمة خاصة تنفرد كما أنو عبارة عن مورد مالي تحصل عميو الدولة ممن يكون في حاجة
الدولة بأدائيا.
4ـ القرض العام:
أجل تغطية مختمف تعتبر القروض العامة أيضا من الموارد العامة التي تعتمد عمييا الدولة من
نفقاتيا.
ومنو إفن القرض العام ىو« :عقد دين تستمف بموجبو الدولة مبالغ من النقود من األفراد أو المصالح
لمدائنين في التاريخ المحدد وفقا لشروط أو الييئات المحمية أو الدولية ،مع التعيد بوفاء القرض وفوائده
العقد».
األفراد أو الييئات أو فن القرض يمثل عقد تحصل الدولة بموجبو عمى مبمغ من المال من
وعميو إ
()3
المؤسسات العامة محمية أو أجنبية تتعيد فيو برد المبمغ مضاف إليو فوائد سنوية.
()1
حسني خربوش وحسين اليحيى :المالية العامة ،الشركة العربية لمتسويق والتوريدات ،القاىرة ،2013 ،ص .46
()2
عادل فميح العمي :المالية العامة والتشريع المالي الضريبي ،الطبعة األولى ،دار الحامد لمنشر والتوزيع ،عمان – األردن ،2007 ،ص
.84
()3
نوزاد عبد الرحمان الييني ومجيد عبد المطيف الخشابي :المدخل الحديث في اقتصاديات المالية العامة ،دار المناىج لمنشر والتوزيع،
عمان – األردن ،2004 ،ص .87
22
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
()1
ابن منظور :لسان العرب ،الطبعة األولى ،الجزء الرابع ،ص ص .28 -17
()2
عبد الحميد قدي :المدخل إلى السياسات االقتصادية الكمية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2003 ،ص .187
()3
واالقتصاد ىزرشي طارق ،لباز األمين :مداخمة بعنوان ''دراسة مقارنة لتمويل عجز الموازنة العامة بين االقتصاد اإلسالمي
الوضعي'' ،جامعة الجمفة ،يومي 24-23فيفري ،2011ص .6
()4
كردودي صبرينة :تمويل عجز الموازنة العامة في االقتصاد اإلسالمي ،الجزائر ،دار الخمدونية ،2007 ،ص .135
()5
وائل إبراىيم الراشد :العجز في الموازنة العامة لدولة الكويت ،المجمة العممية لبلقتصاد والتجارة ،العدد األول ،جامعة عين الشمس،
القاىرة ،1995 ،ص ص .4 ،3
23
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
()1
كردودي صبرينة ،ترشيد اإلنفاق العام ودوره في عالج عجز الموازنة العامة في االقتصاد اإلسالمي ،أطروحة الدكتوراه (غير منشورة)
في العموم االقتصادية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،2014 ،ص.172
()2
حسين راتب يوسف ريان :عجز الموازنة وعالجو في الفقو اإلسالمي ،دار النفاس ،األردن ،1999 ،ص .100
()3
رسالة ماجستير( ،غير وليد خالد يوسف الشايخي :وسائل سد عجز الموازنة العامة في اإلقتصاد اإلسالمي -دراسة مقارنة-
منشورة) ،كمية الشريعة و الدراسات اإلسبلمية ،جامعة أم القرى ،المممكة السعودية 1410 ،ىجري ،ص . 74
24
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
()1
حسن الحاج :عجز الموازنة المشكالت والحمول ،مجمة جسر التنمية ،العدد ،63ماي ،2007المعيد العربي لمتخطيط ،الكويت،
ص.09
()2
Www.En.Wikipedia.Org,Last Visited: Augudt6,2018.
25
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
()1
عمر عبد العزيز العاني ،تمويل السياسة الشرعية في مواجية عجز الموازنة ،عمى الموقع االلكتروني ،www.alshaab.org ،تاريخ
اإلطبلع .2018-04-10
()2
بمخير قسوم :دور االستثمار الخميجي في تمويل البمدان العربية ذات العجز المالي ،مذكرة الماجستير في االقتصاد ،جامعة العقيد
الحاج لخضر ،باتنة ،2014 ،ص . 179
26
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
-1وقوع الدولة في حالة تضخم :عند زيادة نفقات الدولة عن إيراداتيا تتجو الدولة الى تغطية العجز بالمجوء
إلى مؤسسة اإلصدار النقدي وطبع كميات إضافية من األوراق النقدية فتزداد الكتمة النقدية المتداولة ،فيرتفع
حجم الطمب الكمي مع بقاء العرض ثابتا ،فترجع األسعار ويحصل التضخم وتنخفض قيمة العممة.
-2إن وجود العجز في الموازنة سيدفع الحكومة إلى اإلقراض.
إلى وجود خطر اإلفبلس ،حيث أنو لوجود العجز تمجأ -3إن وجود العجز في الموازنة العامة نقد يؤدي
الدولة إلى االقتراض لتغطية ىذا العجز ،األمر الذي سيترتب عميو وجود نفقات إضافية في موازنات السنوات
القادمة لسداد أقساط القروض وفوائدىا.
()1
-4إن وجود العجز في الموازنة العامة يؤدي إلى تقميل االستـثمار الخاص وزيادة االستيبلك العام.
الفرع الثاني :طرق عالج الموازنة العامة
تكون الدولة في مواجية العجز المالي أمام مجموعة من الخيارات أىميا:
أوال :توسيع الوعاء الضريبي
اإلنفاق تعد الضرائب من الروافد الرئيسية التي تمد خزينة الدولة بالمال ،وتمول الضرائب ثبلثة أرباع
الحكومي في الدول المتقدمة ( ،)2ولما كان تزايد اإلنفاق الحكومي يقتضي الزيادة في الحصيمة الضريبية
لتمويمو ،فإن توسيع الوعاء الضريبي يضمن تمك الزيادة المطموبة لممساىمة في سد العجز ،ويسمح توسيع
الوعاء الضريبي بزيادة كفاءتو ككل ،مما يتيح الوصول إلى شرائح لم تغطى في السابق من أجل خمق أنواع
جديدة من الضرائب تتبلءم مع طبيعة االقتصاد الوطني ،وتقميل اإلعفاءات الضريبية والعبلوات واالستثناءات
الخاصة عمى الدخل ،كما يفترض أن يتوافق ذلك مع توافر اإلرادة السياسية إلخضاع جميع شرائح المجتمع
لدفع الضرائب المستحقة من دون إقامة اعتبار لمنفوذ والثروة التي تتمتع بيا بعض الشرائح ،مع التأكيد عمى
،مما ينعكس عمى الحصيمة الضريبية سمبا، أنو كمما صغر الوعاء الضريبي كمما ارتفع معدل الضريبة
وبالعكس يكون توسيع الوعاء الضريبي المصحوب بخفض معدل
()1
ىزرشي طارق ولباز أمين :مرجع سبق ذكره ،ص .13
()2
عايب وليد عبد الحميد :اآلثار االقتصادية الكمية لسياسة اإلنفاق الحكومي :دراسة تطبيقية قياسية لنماذج التنمية االقتصادية ،مكتبة
حسن العصرية ،لمطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت ،ص .121
27
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
()1
الضريبة أفضل وسيمة إلحداث الزيادة المتوخاة في الحصيمة.
ثانيا :إصدار القروض العامة المحمية
أصبح لجوء الحكومات إلى القروض العامة المحمية من أكثر أساليب التمويل أىمية في البمدان النامية،
حيث تقوم الدولة بالمجوء إلى النظام المصرفي واألفراد لسحب الفائض من الكتمة النقدية ويشترط لنجاح ىذه
الوسيمة التنموية توفر االقتصاد الوطني عمى الحجم الكافي من المدخرات القابمة لمتوظيف في شكل قروض
محمية ،ووجود سوق نشطة لؤلوراق المالية باإلضافة إلى الثقة في األوراق المالية التي تصدرىا الحكومة
لبلكتتاب( .)2يتم إصدار القروض عن طريق االكتتاب العام أو بيع سندات القرض لمبنك ،حيث تقوم ىذه
األخيرة بتوظيفيا وتقدم لمدولة مبمغ القرض كامبل لتسترده فيما بعد من المكتتبين ،أو تقوم الدولة ببيع سندات
قرضيا في بورصة األوراق المالية كأي شخص آخر ( .)3ويعتبر القرض العام المحمي نوعا من االقتراض
الحقيقي الذي يرتب عمى الدولة التزاما برد أصل الدين مضافا إليو الفوائد ،بينما يؤدي اعتماده كمصدر دائم
لتمويل العجز إلى تزايد اإلنفاق العام ،مما يجعل من العجز الحالي سببا لعجز جديد بمعدالت أكبر في
المستقبل.
ثالثا :اإلصدار النقدي الجديد
إن إصدار النقود الجديدة أو ما يصطمح عميو بالتمويل بالعجز أو التمويل التضخمي يعتبر الخط
الدفاعي األخير في مواجية عجز الموازنة ،وىنا يجب التفرقة بين التضخم كظاىرة ،والتضخم كوسيمة ،فمن
إلى المعروف أن التضخم ظاىرة اقتصادية تنتج عن زيادة التدفقات النقدية عن السمعية ،حيث يؤدي ذلك
ارتفاع المستوى العام لؤلسعار ،وأما التضخم كوسيمة فينشأ عادة من االختبلل المالي الذي ينتج عن التوسع
في اإلصدار النقدي لوسائل النقد المتاحة بيدف تمويل العجز في الموازنة العامة ،بحيث تزداد كمية النقود
()4
وحجم السيولة بقدر تتجاوز معدل زيادة الدخل القومي الحقيقي.
()1
ناجي التوني :سياسات اإلصالح الضريبي ،مجمة جسر التنمية ،العدد ، 13الكويت ،المعيد العربي لمتخطيط ،جانفي ،2003ص06
بواسطة الموقع اإللكتروني:
Http://Www.Arabapi.Org/Delivery/Develop-Bardge13.Pdf,Last Visited:April 30,2018/a16h
()2
رضا أحمد صديق :أسس المالية العامة ،بيروت ،الدار العربية لمعموم ،2004 ،ص ص .265 ،264
()3
محمد حممي مراد :المالية الدولية ،دار النيضة العربية ،القاىرة ،2000 ،ص .239
()4
المغربي وابراىيم متولي حسن :اآلثار االقتصادية لمتمويل بالعجز من منظور الفقو اإلسالمي واالقتصاد الوضعي ،دار الفكر الجامعي،
اإلسكندرية ،مصر ،2010 ،ص .79
28
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
إن االعتماد المتزايد عمى اإلصدار النقدي في ظل انخفاض مرونة الجياز االنتاجي يؤدي إلى المزيد
من الضغوطات التضخمية التي تحدث آثا ار سمبية وبالتالي فيو صالح لبلقتصاديات المتقدمة التي تتميز
( )1
بالمرونة العالية في الجياز اإلنتاجي أكثر منو في االقتصاديات النامية.
المبحث الثالث :أساليب تمويل عجز الموازنة العامة في االقتصاد:
( )2
انطبلقا من المفاىيم السابقة يمكن ان نفرق بين مصطمحين يحدث أحيانا الخمط بينيما وىما:
مصطمح (عبلج العجز الموازنة ) وىو مصطمح عام يشمل جميع وسائل العبلج لمعجز إما بتخفيض
أشيرىا بأساليبو المتعددة ومن النفقات أو زيادة الموارد ،ثم التمويل غير الذاتي من اآلخرين
االقتراض.
مصطمح (تمويل العجز ) ويعني البحث عن مصدر تمويل آخر من الغير إن لم يمكن عبلج العجز
عن طريق تخفيض النفقات أو زيادة اإليرادات.
وانما الوسائل المستخدمة في وان ما ييم بالنسبة لمعجز ليس مجرد وجوده في الموازنة العامة لمدولة،
تمويمو ،فمن المعروف أن القطاع الحكومي يقوم بتمويل نفقاتيا مستخدما في ذلك عددا من الوسائل يعكسيا
إلى ما يسمى ـب( قيد الميزانية ) أو ( قيد الموازنة ) ،وىو قيد يصور العبلقة بين التدفقات المالية الداخمة
القطاع الحكومي والخارجة منو.
المطمب األول :أساليب التمويل المحمي
لنفترض أن ثمة عج از في الموازنة العامة لمدولة وقد حدث ألي سبب من األسباب ،وإن ىذا العجز من
الممكن تمويمو محميا ،والتمويل المحمي يمكن أن يأخذ أحد األشكال الثبلثة التالية:
الفرع األول :االقتراض من البنك المركزي
يعمل وىذا التمويل لمعجز ليس لو أثر انكماشي مباشر عمى الطمب الكمي ،ألن البنك المركزي ال
تحت قيد ضرورة تقميل االئتمان الممنوح لآلخرين إذا توسع في منح االئتمان لمحكومة ،ومن ىنا يقال بأن
اإلنفاق المحمي المصحوب باالقتراض من البنك المركزي لو أثر توسعي في الطمب الكمي والزيادة في عرض
األرصدة النقدية النقود المتضمنة في تمويل عجز الموازنة يمكن ان تكون أكثر من الزيادة المطموبة في
الحقيقية الناتجة عن الزيادة في الدخل المتولد من الزيادة في اإلنفاق الحـكومي.
()1
أبو دوح ،محمد عمر :ترشيد اإلنفاق العام وعجز ميزانية الدولة ،اإلسكندرية ،الدار الجامعية ،2006 ،ص .62
()2
محمد عبد الحميم عمر :األدوات المالية اإلسالمية لمتمويل الحكومي ،ورقة مقدمة إلى ندوة الصناعة المالية اإلسبلمية ،التي يعقدىا
المعيد اإلسبلمي لمبحوث والتدريب -التابع لمبنك اإلسبلمي لمتنمية ،جدة ،في الفترة 18-15أكتوبر ،2000اإلسكندرية ،ص.07
29
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
األرصدة النقدية سوف وفي ىذه الحالة فان محاولة الوحدات االقتصادية التخمص من الزيادة في
تؤدي إلى رفع األسعار في أسواق السمع والخدمات واألصول المالية ،وىو ما يطمق عميو بضريبة التضخم ن
وىو ما يزيد أيضا من سوء ميزان المدفوعات ،بما يصاحبو من زيادة في معدالت الضرائب التي تقتطعيا
الحكومة من دخل الفرد (في الحاالت التي تؤدي فييا ارتفاع معدالت التضخم إلى زيادة معدالت األجور مما
قد يدخل المكمف في فئة دخمية أعمى ينطبق عمييا معدل ضريبي أعمى ،وتظير سريعا اآلثار االقتصادية
()1
السالبة التضخيم عمى االقتصاد الوطني) .
الفرع الثاني :االقتراض من البنوك التجارية
تمويل عجز الموازنة عن طريق بيع السندات الحكومية لمبنوك التجارية ،أو الحصول عمى تسييبلت
احتياطات زائدة ،واإلنفاق المحمي الذي ائتمانية منيا ،لن يؤثر سمبيا عمى الطمب الكمي إذا كان لدى البنوك
يمول من االقتراض سيكون لو أثر توسعي شبيو باإلنفاق الممول من البنك المركزي ،أما إذا لم تكن البنوك
التجارية تممك ىذه الفوائض ،فإن تمويل عجز الموازنة سوف يؤثر عمى االئتمان الممنوح لمقطاع الخاص أي
مزاحمة القطاع الخاص ،وىو ما يزيل األثر التوسعي لمزيادة في اإلنفاق الحكومي ويمكن أن يؤثر بصورة
غير مباشرة عمى االستثمار الخاص ،السيما وأنو مع ضيق وعدم نمو األسواق المالية في الدول النامية ،يعد
()2
االئتمان الممنوح لمقطاع الخاص عامبل ىاما في استثمار ىذا القطاع .
وىكذا فان جزًء ال يستيان بو من السيولة الخاصة قد تم امتصاصيا في القنوات الحكومية مما قد
إلى رفع أسعار الفائدة يكون لو آثار انكماشية ،ولتشجيع االكتتاب في الدين العام قد تمجأ السمطات العامة
عمى السندات الحكومية ،والنتائج المحتممة لذلك في انخفاض االستثمار الخاص وارتفاع معدالت التضخم،
ألنو يمكنيا بيذه الطريقة زيادة ولكن ىذه الطريقة مرغوبة من قبل السمطات السياسية مقارنة بالضرائب
اإلنفاق العام دون زيادة الراتب ،ودون خضوعيا لتساؤل المؤسسات التشريعية أو لمحاسبتيا.
ولن يكون ليذا التمويل أثر في الطمب الكمي إذا كان لدى البنوك احتياطات زائدة ،أما إذا لم يكن ليا
احتياطات فيكون ذلك عمى حساب القطاع الخاص وىذه يخمق أثر المزاحمة فيخمق ضغوطا تنزيل األثر
( )1عبد الرزاق الفارس :الحكومة والفقراء واإلنفاق العام ،دراسة لظاىرة عجز الموازنة وآثارىا االقتصادية واالجتماعية في البمدان العربية،
مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت ،لبنان ،1997 ،ص .134
( )2المرجع تفسو ،ص .135
30
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
التوسعي لمزيادة في اإلنفاق الحكومي وبدال من الحد من اإلئتمان لمقطاع الخاص تمجأ ىذه البنوك إلى البنك
المركزي لمساعدتيا والنتيجة تشبو الحال التي تقترض فييا الحكومة من البنك المركزي مباشرة.
يأخذ تمويل عجز الموازنة من القطاع غير المصرفي صورة االقتراض من صناديق التأمينات
والمعاشات وعمميات السوق المفتوحة مع ىذا القطاع ،وكذا من األسواق المالية لبيع السندات الحكومية ،فإذا
االقتراض سوف كان إقراض القطاع غير البنكي لمحكومة يأتي من موارد مخصصة لئلستيبلك فإن ىذا
يكون لو تأثي ار إنكماشي عمى طمب القطاع الخاص ،أما إذا كانت ىذه الموارد مخصصة لئلدخار فإن التأثير
االنكماشي المحتمل ليذا اإلقتراض يكون غير مباشر ومن خبلل الجياز المصرفي ،أما إذا كان إقتراض
القطاع غير المصرفي يأتي من موارد معطمة أي من إكتناز ـ فإنو لن يكون لو أي تأثير إنكماشي عمى طمب
ىذا القطاع ،ولكنو يؤدي إلى زيادة في مستوى الطمب واإلنفاق الكمي مما قد يزيد عن قدرة العرض وىو ما
يتزامن معو توسع نقدي ،فإن ارتفاع يعني ارتفاع مستوى األسعار ومع فرض أن التمويل بالسندات ال
األسعار سوف يقمل من القيمة الحقيقية لممعروض النقدي ويمارس تأثيرات سمبية عمى الدخل واإليرادات
الحكومية ويعوق انخفاض العجز ،مما يعني أن العجز الممول بالسندات يؤدي باالقتصاد الى حالة من عدم
االستقرار قد تستمر لفترات طويمة يعاني خبللو االقتصاد من التضخم ،أو من البطالة والكساد وفقا لموضع
()1
التوازني األولي وسموك األسعار مع تزايد التمويل بالسندات .
والطريقة األولى من االقتراض (االقتراض من البنك المركزي أو خمق نقود) تختمف عن الثانية والثالثة
في أنيا ال تؤدي إلى أية زيادة في حجم الديون ،وليذا فيي تشبو الضرائب من حيث اآلثار ،وبالمقابل فإن
،من خبلل الطريقة الثانية والثالثة سيترتب عمييا الدين الواقع عمى الحكومة إذا ما اختارت تمويل العجز
فن صافي المساىمة التي يقدميا ىذا التمويل لمعجز تعتبر اقل من المساىمة
تحمل مدفوعات الفوائد ،ولذا إ
الكمية.
31
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
اإلنفاق العام ،فزيادة اإلنفاق العام قد تتطمب زيادة في معدالت تعتبر الضرائب أىم وسائل تمويل
تؤخذ من المعدالت الصافية لؤلرباح التي الضرائب ،وىذه الزيادة في المعدالت الصافية لمضرائب إما أن
تجنييا مؤسسات القطاع الخاص أو من األجور والمرتبات.
واذا تم تمويل اإلنفاق العام من خبلل زيادة الضرائب عمى األرباح التي يجنييا القطـاع الخاص فإ ن
ىذا األخير ولمحفاظ عمى نفس نسبة األرباح ،قد يقرر تحويل ىذه التكاليف إلى المستيمكين من خبلل رفع
األسعار ،وبالتالي فإ ن الضرائب قد تحمل عبئيا العاممون عن طريق ارتفاع تكاليف السمع والبضائع
المستيمكة ،وفي المقابل قد يطالب العمال بالرفع في معدالت األجور بمقدار يكافئ مقدار الزيادة في ارتفاع
السمع والخدمات (معدالت التضخم ) ،وىذا من ش أ نو بالتحميل السابق تقميل ىامش ربح المؤسسات ،ونفس
النتيجة تتحقق إذا تم تمويل الزيادة في اإلنفاق العام من خبلل الضرائب المباشرة عمى األجور والمرتبات.
ومما سبق نستنتج أن الزيادة في اإلنفاق العام من خبلل زيادة معدالت الضرائب يؤدي إلى تخفيض
()1
أرباح القطاع الخاص ،مما ينعكس سمبيا عمى معدالت االستثمار وبالتالي تدىور معدالت نمو إنتاجية.
الفرع األول :المعونات األجنبية ودورىا في تمويل عجز الموازنة العامة لمدولة.
تحتل المعونات واليبات األجنبية أىمية كبرى لبعض الدول ،خاصة النامية منيا ،األمر الذي جعل
بعض من ىذه الدول ،تعتمد بشكل كبير عمى ىذه المساعدات في تمويل عجز موازنتيا العامة سواء كان
العجز مؤقتا أو مؤمنا ،حيث يمكن أن تكون عمى شكل نقدي ،حيث تقوم الدولة المانحة بتوفير حجم معين
من النقد األجنبي لدولة أخرى تعاني العجز ،كما يمكن أن تأخذ شكل مساعدات سمعية كمواد غذائية أو مواد
سمعية أخرى ،وىذه السمع تباع محميا ،ويتم استخدام المبالغ المتحصل عمييا لتمويل العجز ،وسمكن أن تكون
المنح المخصصة لتمويل مشروعات تنموية أو الستكمال بعض مشروعات البنية األساسية ،بيدف مساعدتيا
()1
عبد الرزاق الفارس :مرجع سبق ذكره ،ص .134
32
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
عمى زيادة معدل التنمية اإلقتصادية ،وىذا بدوره يساعد الحكومة المستممة لممساعدة عمى تخصيص بعض
()1
موارد الموازنة لمعالجة العجز.
والمعروف أن نسبة المعوقات إلى الدخل القومي اإلجمالي لمدول الغنية المعروفة باسم دول مجموعة
"الداك" (لجنة المساعدات االجتماعية لمنظمة التعاون واإلنماء االقتصادي)مازالت دون المستوى المطموب وال
تتبلءم مع حجم األموال البلزمة لتحقيق األىداف اإلنمائية األلفية ،إذ يبمغ متوسط نسبة ىذه المعونات نحو
%0.25من إجمالي دخميا القومي ،وىي نسبة اقل مما كانت عميو في عام ،1990واقل من ىدف األمم
المتحدة المعروف التي طالبت الدول الغنية بإنفاق %0.7من إجمالي دخميا القومي عمى المعونات بالرغم
من أن المبالغ المطموبة لمساعدة الدول النامية عمى تحقيق األىداف اإلنمائية لؤللفية متواضعة بحجم ثروات
()2
الدول المتقدمة اقتصاديا.
غير أنو إلى جانب اآلثار االيجابية التي يمكن أن تمعبيا المعونات األجنبية ،خاصة المتقدمة منيا
احتياجاتيا التمويمية تساعدىا في تغطية عجز موازنتيا العامة ،وتمبية لمدول النامية ،في توفير قدر من
()3
احتياجاتيا ،فإن اآلثار البيئية التي تنجم عنيا أيضا كثيرة ،يمكن أن نورد أىميا في النقاط التالية:
أو قروض عمى زيادة األعباء المالية الممقاة عمى -أوال :تعمل المعونات المالية التي ترد في شكل منح
عاتق موازنات البمدان النامية ،لما يشترط فييما من فوائد عالية ن وىو ما يؤدي إلى أن تكون الدول المتقدمة
ىي المستفيد الحقيقي من المساعدة.
-ثانيا :إن المعونات الغذائية األجنبية ،وعمى األخص األمريكية ال تركز عمى الدول التي يفتك بيا الجوع
األعظم ،وانما تركز عمى الدول التي تعتبر حكوماتيا حمفاء لبلحتكارات األمريكية.
أوال وذلك بتشجيع -ثالثا :تعمل المؤسسات والجيات المقدمة لممعونة عمى مراعاة مصمحة الدول المانحة
صادرات التكنولوجيا في ىذه الدول ،دون األخذ في االعتبار صالح الدولة المتمقية إلى جانب ذلك قد تكون
()1
عبد الرزاق الفارس :مرجع سبق ذكره ،ص .133
()2
سميح مسعود ،المعونات الدولية في خدمة أىداف التنمية عمى الموقع االلكتروني:
http://www.elaph.com/web/economics/2018/03/htm?sectionarcgive=economics#sthash
()3
ط ،1 محمد حممي الطوابي :أثر السياسة المالية الشرعية لتحقيق التوازن المالي العام في الدولة الحديثة ،دراسة مقارنة،
اإلسكندرية ،دار الفكر الجامعي،2007 ،
33
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
أو ىي معونات أمثال ىذه المعونات محاولة الختبار العممية التكنولوجية ،مما يعني فساد ىذه المعونات
مموثة كما يراىا آخرون.
-رابعا :تثير المعونات االقتصادية الكثير من المشاكل كمشكمة تقييد المعونات االقتصادية أو مشكمة أعباء
انسياب رؤوس األموال األجنبية عمى الموارد القومية لمدول النامية في المستقبل ،فمثبل قد ينص عقد القرض
أو المنحة عمى أن الدولة المقترضة يجب أن تقوم بإنفاق القرض فيما يتعمق باستيراد السمع والخدمات من
السوق أو المصدر التي يتحدد ليا في العقد ،وقد يتم اإليحاء لمدولة المقترضة أو التي تمقت المعونة أن عدم
إنفاقيا في سوق معين قد ييدد استم اررية المعونة أو القروض في المستقبل.
-خامسا :كذلك فان المعونة قد تستخدم لتحقيق أىداف سياسية لصالح الدولة المقدمة لممعونة ،مما يجعميا
()1
معونات مموثة عمى حد تعبير البعض.
كأداة لتوجيو السياسات االقتصادية ،مما قد يؤدي في -سادسا :استخدام المؤسسات االقتصادية الدولية
كثير من األحيان إلى التخمف ،وتفاقم مشكمة التفكك االقتصادي والتبعية واالرتفاع اليائل لحجم الديون
الخارجية وأعباءىا ،مما يجعل طاحونة المديونية تدور عمى قواعد من القروض والمساعدات المموثة.
الفرع الثاني :القروض الخارجية ودورىا في تمويل عجز الموازنة العامة لمدولة
ويقصد بالقروض العامة الخارجية تمك القروض التي تحصل عمييا الدولة من األفراد والمؤسسات
الحكومية األجنبية والييئات الدولية ،ويترتب عمى ىذا النوع من القروض وضع قوة شرائية جديدة تحت
تصرف الدولة المقترضة ،وبالتالي زيادة كمية الموارد االقتصادية الممكن استخداميا فو ار.
ويعد االقتراض الخارجي أحد الوسائل غير التضخمية ،التي يمكن لمدولة أن تمجا إلييا لسد جانب من
بنفقاتيا بالنقد األجنبي مثل دفع التعويضات األجنبية عجز موازناتيا العامة ،وخاصة ذلك الجزء المتعمق
األجنبية البلزمة لتنفيذ مشروعات الحكومات والقطاع وأعباء الديون الخارجية ،ومشتريات السبلح ،والسمع
العام ...إلخ ،وتعتبر الموارد التي تحصل عمييا الدولة من ىذا المصدر من قبيل الموارد الحقيقة غير
التضخمية ،التي ال تسبب عند مجيئيا لمبمد ضغطا تضخميا.
وخبلل حقبة السبعينيات ،و إلى حد ما حتى أوائل الثمانينات ن توسعات أغمبية الدول النامية ذات
العجز المالي إلى المجوء إلى مصادر االقتراض الخارجي كالقروض الحكومية الثنائية ،والقروض من مصادر
()1
مرغاد لخضر :نظم التمويل المحمي-دراسة مقارنة ،-أطروحة مقدمة لنيل شيادة الدكتوراه في العموم االقتصادية ،تخصص نقود
وتمويل ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة -الجزائر ،2008 ،ص .48
34
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
خاصة مثل البنوك التجارية والقروض متعددة األطراف وآنذاك كانت ىناك تخمة في السيولة الدولية ،وفيض
كبير من المدخرات في األسواق العالمية تبحث عن تصريف ليا ،وخاصة بعد تدوير الفوائض النفطية والنمو
العارم الذي حدث في السوق األوروبي لمدوالر.
وقد تمكنت ببلد نامية كثيرة من تمويل جانب كبير من نفقاتيا العامة الجارية واالستثمارية من خبلل
ىذا المصدر ،حيث زادت سرعة االستدانة بشكل خطير في كثير من ىذه الدول توىما منيا بأنو من الممكن
االستعانة إلى ىذا المصدر التمويمي دون حدوث مشكبلت في األجل الطويل أو المتوسط .لكن سرعان ما
نمت أعباء ىذه الديون بمعدالت أسرع من معدالت نمو الصادرات وموارد النقد األجنبي األخرى ،وظيرت
متاعب شديدة في خدمة ىذه الديون األمر الذي اضطـر دوال مثل المكسيك ،األرجنتين ،وشيمي إلى طمب
الدائنين 1982وما انطوى عميو من تدخل سافر من جانب إعادة جدولة ديونيا في نادي باريس عام
والمنظمات الدولية في الشؤون الداخمية لمبمد الذي طمب إعادة جدولت ديونو ،وبالتالي انتقال صناعة القرار
االقتصادي من الصعيد الداخمي إلى الصعيد الخارجي وما ينجم عنو من توترات اجتماعية وسياسية.
ومما سبق يتبين لنا أن المجوء إلى االقتراض الخارجي ،ىو من بين أىم األسباب التي أدت إلى تفاقم
عجز الموازنة العامة في الدول النامية ،نتيجة لتراكم حجم الديون وفوائدىا ،وتجاوزىا الحدود المعقولة ،وبقاء
()1
ىذه الدول في حمقة مفرغة بين زيادة االستدانة لسداد القروض السابقة.
()1
رمزي زكي ،إنفجار العجز :مرجع سبق ذكره ،ص .130
35
اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة الفصل األول
خالصة الفصل:
تناولنا في ىذا الفصل بنية أو ىيكل الميزانية العامة لمدولة فتطرقنا إلى أىم الجوانب النظرية المتعمقة
بالنفقات واإليرادات العامة ،باإلضافة إلى تناولنا لعجز الموازنة ناىيك عن أساليب تمويل العجز في الموازنة
ومن ىنا توصمنا إلى االستنتاجات التالية:
أن الميزانية العامة لمدولة ىي أحد العناصر اليامة في النظام المالي باعتبارىا المرآة العاكسة لمحياة
االقتصادية واالجتماعية لمدولة ،وىي تمثل أسموبا منظما من اإلجراءات لوضع مقترحات بتقدير النفقات
واإليرادات العامة لفترة زمنية مقبمة تقوم بإعدادىا السمطة التنفيذية.
تكون الموازنة العامة في حالة توازن عند تساوي مجموع اإليرادات مع مجموع النفقات .ويحدث العجز في
الموازنة عندما تفوق النفقات مجموع اإليرادات ،وتسعى الدول بشتى الوسائل من أجل حل مشكمة العجز،
وتحقيق التوازن االجتماعي واالقتصادي.
كما أن العجز في الموازنة يمكن أن يكون متوقعا ،ومخططا لو ،وقد يكون ىيكميا وىو األخطر ،ألنو
يعود إلى خمل ىيكمي في االقتصاد يصعب يطول عبلجو.
إن عبلج عجز الموازنة العامة لمدولة باعتباره اختبلال ىيكميا لو تداعيات وآثار سمبية عديدة البد أن
يحتل ما يستحقو من مكانة في أي برنامج لئلصبلح االقتصادي.
يتم عادة تمويل عجز الموازنة العامة في االقتصاديات المعاصرة ،المتقدمة منيا ،والنامية ،إما باالعتماد
عمى مصادر تمويل محمية :االقتراض من الجياز المصرفي ومن الجياز الغير مصرفي ،أو باالعتماد
عمى مصادر تمويل خارجية ،القروض الخارجية ،المساعدات األجنبية.
يرتبط تمويل عجز الموازنة العامة عادة ببعض المظاىر االقتصادية السمبية التي تصاحب طرق تمويمو،
ومن بينيا ظاىرة التضخم التي يمكن أن تصاحب تمويل العجز باإلصدار النقدي الجديد.
36
تمهيد.
واإلجراءات المتخذة.
خالصة الفصل.
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
تمييد:
يعتبر االقتصاد الجزائرم مف بيف االقتصاديات الريعية التي تعتمد عمى عكائد المحركقات كىك ما
يجعؿ الميزاف التجارم شديد التأثير بالتغيرات الحاصمة عمى مستكل السكؽ النفطية العالمية.
كما يمعب قطاع المحركقات دك ار ميما في بناء كارساء قكاعد االقتصاد الكطني خاصة كأف الجزائر تمتمؾ
ميزة نسبية في إنتاج المكارد الطاقكية (البتركؿ كالغاز).
إف الجزائر منذ االستقالؿ تعتمد عمى ريعيا البتركلي في مسيرتيا التنمكية كخاصة في فترة السبعينيات
كالثمانينات األلفينات ،كتسعى إلى البحث عف السياسة الرشيدة فيما يتعمؽ بنظاـ استغالؿ ىذه الثركة النفطية،
كبما يتماشى مع سياستيا التنمكية كأىدافيا المسطرة التي تعتبر ركيزة االقتصاد الكطني ،إذ أف جؿ التغيرات
تطر عمى سكؽ النفط ستنعكس حتما عمى أسعار النفط ،كالذم سينتج عنو حالة مف عدـ االستقرار
التي أ
كبالتالي حدكث تراكـ في االقتصاد الكطني الذم يعتبر أكثر االقتصاديات تأث ار بتقمبات أسعار النفط كالتي
تنعكس إيجابا أك سمبا عمى صادراتيا النفطية ثـ عمى االقتصاد الكطني كمف ىذا المنطمؽ سنتطرؽ في ىذا
الفصؿ إلى ثالث مباحث كىي كالتالي:
المبحث األول :لمحة عن االقتصاد الجزائري.
المبحث الثاني :قطاع المحروقات و أىميتو في االقتصاد الجزائري.
المبحث الثالث :أثر تقمبات أسعار النفط عمى االقتصاد الجزائري واإلجراءات المتخذة.
38
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
()1
ناصر دادم عدكف :اقتصاد المؤسسة ،دار المحمدية ،الجزائر ، 1998،ص.152
()2
سميـ سعداكم :الجزائر ومنظمة التجارة العالمية ،آفاق ومعوقات االنضمام ،ط ،1دار الخمدكنية لمنشر كالتكزيع ،الجزائر، 2008،
ص.64
39
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
كمف أىـ ما حققو ىذا النظاـ كبيف فعاليتو آنذاؾ تأميـ المؤسسات المنجمية 08مام 1966كالجياز
المصرفي 1969كفي نفس السنة ثـ استرجاع مشركع مركب الحجار بعنابة ػ ثـ القياـ بمجمكعة مف
التأمينات الخاصة بشركة تكزيع المحركقات كىذا مف 1968إلى غاية ،1970أما في سنة 1971تـ تأميـ
) (45مؤسسة في مختمؼ الصناعات الميكانيكية كااللكتركنية ككذا البناء مع إكماؿ تأميـ باقي المؤسسات
الخاصة بالمحركقات.
كما تـ بذؿ جيكد جبارة في ميداف التككيف بحيث بمغت مصاريؼ التربية الكطنية حكالي( )10مف الناتج
الخاـ ،باإلضافة إلى 13معيدا تكنكلكجيا كعدة ك ازرات تقكـ بالتككيف داخميا .ػ ػ ،عممت الدكلة عمى إنشاء
عدة ىياكؿ لمبحث لمطمبة الجامعييف الجزائرييف بغرض تنكيع التحميؿ العممي عمى المستكل الكطني كاكتساب
()1
التكنكلكجيا.
()2
كما يمكف تمخيص مميزات كسمات االقتصاد الجزائرم في ظؿ ىذه المرحمة في اآلتي:
.1الدكلة ىي المالكة كالمحتكرة لمقرار االقتصادم إنتاجا كاستيالكا كتبادال.
.2غياب المناخ االستثمارم في البيئة الخارجية كالداخمية لممؤسسة االقتصادية كالتي يفترض فييا اتخاذ
القرار االقتصادم.
.3حجـ المؤسسات االقتصادية كبير بحيث تمثؿ في أغمب األحياف قطاعا بعينو مما جعؿ اكبر
المؤسسات تشارؾ في تخصيص المكارد حسب رغباتيـ دكف القدرة عمى استغالليا مما يعطؿ
المكارد.
.4عجز في تنظيـ ىذه المؤسسات كتسييرىا.
.5غياب المنافسة الداخمية كالخارجية.
.6غياب ثقافة الجكدة ناىيؾ عف الجكدة الشاممة.
.7تضخـ المشاريع كارتفاع تكاليؼ االستثمار كاالستغالؿ.
.8النظرة الساكنة لالقتصاد.
.9جمكد الجياز اإلنتاجي كعدـ مركنة العرض.
.10الصعكبة في التمكيؿ.
()1
ناصر دادم عدكف :مرجع سبؽ ذكره ،ص.172
()2
عمي كساب :دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية وتأىيميا ،ممتقى كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ التسيير ،المعيد
اإلسالمي لمبحكث كالتدريب 28-25،مام ،2003ص .07
40
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
()1
محمد بالرابح :آفاق التنمية في الجزائر ،ديكاف المطبكعات الجامعية ،بف عكنكف ،الجزائر ،2007،ص ص .60 ،59
()2
كليد عبد الحميد :اآلثار االقتصادية الكمية لسياسة اإلنفاق الحكومي دراسة تطبيقية قياسية الندماج التنمية االقتصادية ،ط ، 1مكتبة
حسف العصرية ،لبناف ،2010 ،ص ص .201 ،209
41
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
يتضح مف الجدكؿ أعاله أف األىمية المعطاة لمصناعة حظيت بنسبة %49مف مجمؿ االستثمارات
المخططة أم بمبمغ 5.400مميار دينار جزائرم لكف ما نفذ كاف 4.750مميار دينار جزائرم أم %87مف
مبمغ الصناعة المخططة ،كبفارؽ كبير جدا تأتي الزراعة في المرتبة الثانية مف حيث مبالغ االستثمار
المخطط كالمقدر ب 1.869مميار دينار جزائرم بنسبة ،%17كىذا ما يكضح التكجو اإلنمائي التي اختارتو
الجزائر كىك التصنيع مف أجؿ إرساء قاعدة صناعية ،ترتكز عمييا أىداؼ المخططات الالحقة.
لقد كاف التكجو السائد في ىذا المخطط نحك الصناعات الثقيمة ،حيث جاء ليؤكد عمى نقطتيف رئيسيتيف،
األكلى ىي ( تقكية كدعـ بناء االقتصاد االشتراكي كتعزيز االستقالؿ االقتصادم لمبالد ) ،كالثانية ىي التي
42
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
تؤكد بأنو ( في ىذا التغيير العميؽ المنطمؽ فاف استراتيجياتنا تجعؿ التصنيع في المرتبة األكلى مف بيف
عكامؿ التنمية ) ككذلؾ تطكير المناطؽ الريفية إلحداث التكازف بينيما كبيف مناطؽ المدف ،كاقامة المؤسسات
العمكمية بفتح حسابيف أحدىما لإلستغالؿ كاآلخر لإلستثمار ،حيث يتـ تمكيؿ نفقات االستغالؿ بقركض
قصيرة األجؿ ،بينما تمكيؿ نفقات االستثمار بقركض طكيمة األجؿ مف طرؼ البنكؾ التجارية العمكمية
كالخزينة العمكمية.
()1
كلقد سعى ىذا المخطط إلى تحقيؽ مجمكعة مف األىداؼ :
كلقد خصص ليذا المخطط مبمغ 27.740مميار دينار جزائرم كاستثمار تـ تكزيعو حسب الجدكؿ
التالي:
الجدول رقم ( :)02ىيكل االستثمارات ضمن المخطط الرباعي األول ( 1970ـ .)1973
الكحدة مميار دينار جزائرم
نسبة -1970 1973 1972 1971 1970 القطاع
االستثمار % 1973
%45 12.400 3.100 3.100 3.100 3.100 الصناعة
%15 4.170 1.400 1.100 9100 0.720 الزراعة
%8 2.307 7300 6000 5000 0.404 المرافق األساسية
%10 2.720 7210 6820 6650 0.650 التعميم
%2 5870 1320 1600 0600 0.135 التكوين
%5 1.520 4760 4380 2680 0.238 السكن
%3 8000 930 1310 3080 0.268 النقل
%2.5 7000 1850 1800 1700 0.165 السياحة
%3.5 9340 2880 2430 2130 0.190 الشؤون االجتماعية
()1
مصطفى محمد عبد اهلل كآخركف :اإلصالحات االقتصادية وسياسة الخصوصية في البمدان العربية ،ط ، 1مركز دراسات الكحدة العربية
بيركت ،1999 ،ص .365
43
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
،أطركحة المصدر :عبد القادر بابا ،سياسة االستثمارات في الجزائر وتحديات التنمية في ظل التطورات العالمية الراىنة
دكتكراه (غير منشكرة) كمية العمكـ االقتصادية ،تخصص تخطيط ،الجزائر ،2004 ،ص .217
كيتضح مف ىذا الجدكؿ أف المخطط الرباعي األكؿ أكلى اىتماما كبي ار لمصناعة إذ خصص ليا مبمغ
12.400مميار دينار مف مجمؿ االستثمارات المخططة ،كىذا ما يؤكد استم اررية المسار الذم اختارتو
الجزائر في ميداف التنمية أال كىك االعتماد عمى الصناعة بصفة عامة ،كما انو لـ ييمؿ الزراعة حيث
خصص ليا مبمغ 4.170 :مميار دينار جزائرم ،أم نسبة %15مف مجمؿ االستثمارات المخططة.
ثالثا :المخطط الرباعي الثاني ( )1977 -1974
كىك ثالث مخطط أعدتو الدكلة منذ االستقالؿ ،فأىـ ما ميزه اىتمامو الكبير بقطاع الصناعة حيث قدر
12مرة حجـ االستثمارات في المخطط حجمو االستثمارم ب 110مميار دينار جزائرم ،كىك ما يعادؿ
()1
الثالثي كأربع مرات لممخطط الرباعي األكؿ كتتخمص أىـ اتجاىات كأىداؼ ىذا المخطط فيما يمي :
اإلنتاج كتكسيع التنمية بكامؿ تدعيـ االستقالؿ االقتصادم كبناء اقتصاد اشتراكي عف طريؽ زيادة
التراب الكطني.
رفع الناتج المحمي اإلجمالي عند حمكؿ اآلجاؿ الحقيقية ب %40عمى األقؿ أم بزيادة سنكية قدرىا
.%10
اعتماد مبدأ الالمركزية لتحقيؽ التكازف الجيكم.
تطكير عالقات التعاكف االقتصادم بيف دكؿ العالـ الثالث.
يصؿ معدؿ االستثمار الحككمي إلى %46عامي 1979-1978بينما لـ يتجاكز %35سنة 1970
حيث شكمت حصة قطاع الصناعة ،%62كارتفع االستثمار اإلجمالي في الفترة 1969-1968باألسعار
الجارية مف 3409مميكف دينار إلى 5342مميكف دينار ،كىك ما يمثؿ %52مف الناتج لكف رغـ الحجـ
()2
الكبير لالستثمارات إؼف النتائج لـ تكف في حجـ التطمعات كه ذا لمتأخر في االنجاز كالبيركقراطية.
()1
محمد بمقاسـ بيمكؿ :سياسة تخطيط التنمية واعادة تنظيم مسارىا في الجزائر ،الجزء الثاني ،ديكاف المطبكعات الجامعية ،الجزائر،
،1999ص.223
()2
مراد زايد :دور الجمارك في ظل اقتصاد السوق ،أطركحة دكتكراه (غير منشكرة) ،كمية عمكـ التسيير ،تخصص تسيير ،جامعة الجزائر،
الجزائر ،2006 ،ص.72
44
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
نالحظ مف الجدكؿ أف الصناعة الزلت تستحكذ عمى الحصة األكبر مف مجمكع االستثمارات الكمية
المخططة ،حمث شكمت نسبة %38ثـ ارتفعت إلى %51,7بعد مراجعة تكاليؼ اإلنتاج ،ك قذا يعني أف
المراجعة كانت لصالح القطاع الصناعي حيث كجيت كؿ المبالغ المضافة لو.
%12 إضافة إلى ذلؾ أعيد ىيكمة القطاع الفالحي بحيث تحصمت عمى استثمارات بمغت نسبتيا
تكزعت بيف الزراعة %8كالرم %4
إف اليدؼ الرئيسي ليدا المخطط ىك إعادة التكازف الشامؿ لالقتصاد الكطني ك ذلؾ مف خالؿ تحقيؽ
التكازف بيف المكارد كاالستخدامات في جميع القطاعات االقتصادية ،بحيث خصصت مكارد معتبرة لتمكيؿ
برامج المخططات السابقة لـ يتـ انجازىا ،كما اعتمدت الجزائر المخطط الخماسي األكؿ عمى فترة زمنية
ذا أطكؿ مف تمؾ التي اعتمدتيا المخططات الثالثة السابقة كىي فترة خمس سنكات ،كتتمثؿ أىداؼ ق
45
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
المخطط في مضاعفة العمؿ الصناعي مف أجؿ إتماـ المشاريع الجارم انجازىا في نياية سنة ،1979كمنح
األكلكية لمقطاعات التي تخدـ قطاعات الفالحة كالرم مف أجؿ تمبية الحاجات الكطنية ،كمساىمة الجماعات
()1
المحمية في عممية التصنيع ،كؾذا إدماج القطاع الخاص في عممية تطكير الصناعة.
نالحظ أف المخطط الخماسي األكؿ قد حدد ترخيصا ماليا لالستثمارات مقدارىا 400.6مميار دينار
560.5مميار دينار جزائرم ،كىي أقؿ مف حجـ االستثمارات التقديرية المقررة في ىدا البرنامج كالبالغة
)(1
Hocine Benissad، Algérie: Restructurations Et Réformes Economiques 1979-1993 , OPU, Alger,2018,P :06
46
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
جزائرم ،مما يدؿ عمى أف جزء مف االستثمار في ىدا البرنامج يبقى غير منجز في نياية الفترة كىك 159.9
مميار دينار جزائرم سيتـ نقمو إلى المخطط التالي.
كما يبرز تكزيع االستثمارات في قذا المخطط أف %63.3مف االستثمارات تعتبر استثمارات إنتاجية
اإلنتاجية كالباقي استثمارات غير إنتاجية ،كىي أكلكية متكافقة مع أىداؼ المخطط في استغالؿ المكارد
الذم يمثؿ معدؿ استثماراتو المعتمدة ما المتاحة في المجتمع ،كبذلؾ أعطيت األكلكية لمقطاع الصناعي
يقارب 44%مف االستثمارات.
كالذم يتميز بأنو تكممة لممخطط الخماسي األكؿ مف جية ،كأنو أعطى األكلكية لقطاع الفالحة كالرم
كاالعتماد عمى الخارج مف جية أخرل ،كقد شكؿ مرحمة ىامة في مسيرة التنمية االقتصادية كاالجتماعية
لمبالد ،كقد كانت تستيدؼ تكقيع كتنظيـ كتنفيذ البرامج الرامية إلى تدعيـ الكفؿ بطمكحات األمة كتمبية
إلى بمكغ متطمبات البناء االشتراكي ،كتقكية استقاللية االختبارات االقتصادية كاالجتماعية لمبالد حيث سعى
()1
غايتيف:
- 1تنظيـ مختمؼ األنشطة التنمكية مع مراعاة القيكد الخاصة بالمرحمة الراىنة كالكسائؿ الممكف تعبئتيا
مف جية.
- 2إدراج المخطط في منظكر تنمكم طكيؿ األمد مف جية أخرل.
إضافة إلى ذلؾ كانت تكجد أكلكيات رئيسية لممخطط الخماسي الثاني كالتي تتمثؿ في:
كمف األىداؼ العامة التي كضع المخطط الخماسي الثاني مف أجميا نذكر ما يمي:
()1
سعدكف بك كبكس :االقتصاد الجزائري – محاولتان من أجل التنمية ،-ط ، 1دار الكتاب الحديث ،القاىرة ،2012 ،ص ص،186
.187
47
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
كقد خصص المخطط الخماسي الثاني 550مميار دينار جزائرم كغالؼ استثمارم ،كفيما يمي تكزيع
االستثمارات المخطط الخماسي الثاني خالؿ الفترة (:)1989-1985
اتجاه االستثمارات الصناعية إلى صناعات أخرل غير المحركقات بتكثيؼ االستثمارات في القطاع
الزراعي كالخدماتي.
()1
،2004-1990أطركحة دكتكراه (غير مسعكد دركاسي :السياسة المالية ودورىا في تحقيق التوازن االقتصادي – حالة الجزائر –
منشكرة) ،كمية العمكـ االقتصادية ،جامعة الجزائر ،الجزائر ،2006 ،ص.354
48
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
تسجيؿ تناقض في االستثمارات الفعمية أقؿ مف االستثمارات المقررة حيث أف حجـ االستثمار
الفعمي يقدر ب 370,5مميار دينار جزائرم بينما المقرر ىك 550.00مميار دينار جزائرم ،كبيذا
يمكف االستخالص أف النتائج المحققة في المخطط الخماسي الثاني لـ تكف في مستكل طمكحات
ىدا المخطط ،بحيث بمغت معظـ القطاعات االقتصادية درجة رككد اقتصادم ،كلقد انتيت ىده
النتائج السمبية إلى إعادة النظر مف جديد في اإلستراتيجية التنمكية كالتي تتماشى مع التكجيات
الجديدة لمبمد مف جية كالتكجيات االقتصادية العالمية مف جية أخرل.
بعدما فشمت الجزائر في تنمية اقتصادىا في ظؿ النظاـ االشتراكي ،كبعد كؿ اإلصالحات التي جربتيا
ذلؾ النظاـ نحك اقتصاد جديد كىك لتصحيح كضعيتيا ،ارتأت أف الحؿ الكاحد كالكحيد أماميا ىك تغيير
اقتصاد السكؽ لعميا تستطيع الخركج مف دائرة التدىكر.
()1
تتردد مند سنكات عديدة كممة اقتصاد السكؽ أك االقتصاد الحر فما ىي السكؽ:
إف السكؽ ىي السيركرة التي تجعؿ ق اررات األفراد المرتبطة باستيالؾ مختمؼ السمع كالخدمات كق اررات
المؤسسة المرتبطة بإنتاج السمع تخضع آللية السعر.
كيقصد باقتصاديات السكؽ تمؾ االقتصاديات التي تعتمد عمى ميكانيزمات قكل العرض كالطمب لتحقيؽ
التكازف ،كىذا يعني المجكء إلى قكل السكؽ المتمثمة في العرض كالطمب لتحديد كجية المتغيرات االقتصادية
الرئيسية.
كـ ا يعرؼ اقتصاد السكؽ بأنو اقتصاد تقكـ فيو آلية السكؽ بتفرعاتيا المختمفة المعركفة بالتكفيؽ بيف
اإلنتاجية الحاجات الغير محدكدة لإلنساف كمكارده المحدكدة ،كككف اقتصاد السكؽ يعني أف غالبية فعالياتو
كالمادية كغير مادية إف لـ تكف كميا يقكدىا منطؽ السكؽ القائـ عمى العرض كالطمب التبادؿ ،الربح
كالخسارة ،المنافسة كحسابات تكمفة الفرصة البديمة.
()1
عبد الرزاق موالي لخضر :متطمبات تنمية القطاع الخاص بالدول النامية ،أطركحة مقدمة لنيؿ شيادة الدكتكراه في العمكـ االقتصادية،
تخصص اقتصاد التنمية ،جامعة تممساف ،الجزائر ،2010 ،ص .15
49
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
ككف اقتصاد السكؽ اقتصاد حرا ،فيك يركز أساسا عمى المصمحة الذاتية دكف أف يمغي المصمحة
العامة ،فالمقصكد بالمصمحة الذاتية ىك أف تككف لدل الفرد الرغبة في تحقيؽ أكبر ربح ممكف ،بينما
المصمحة العامة تعني الربح لتحقيؽ رغبات أفراد المجتمع.
اإلنتاج، اإلنتاج ،إذ تخكؿ لو الحرية في يقصد بيا الحرية التامة في االستثمار كامتالؾ كسائؿ
االستيالؾ ككذا االدخار.
ذم يتجسد مف خالؿ تحرير مف بيف أىـ المبادئ التي يقكـ بيا اقتصاد السكؽ ىك تحرير السكؽ ،اؿ
،فيي األسعار بمعنى أنيا تحدد حسب القدرة الشرائية لممستيمؾ كفؽ قانكف العرض كالطمب المنافسة الحرة
تخمؽ الرغبة في التفكؽ عمى المؤسسات المجاكرة ،كبالتالي سكؼ تمجأ إلى تحسيف كتطكير الجكدة كنكعية
منتجاتيا كتحرير التجارة.
اإلنتاج دكف قيكد ال عمى الكـ ال يمنح بمقتضى ىدا المبدأ الحؽ لمفرد في امتالؾ كاستخداـ كسائؿ
كال عمى الكيؼ .ق ذق الممكية تشجع الخكاص عمى زيادة اإلنتاج كتطكيره كلمكصكؿ لمممكية الفردية يستكجب
اؿمجاؿ أماـ االستثمارات األجنبية كتحرير عمى الدكؿ المنتيجة القتصاد السكؽ أف تطبؽ الخكصصة ،فتح
األسكاؽ العالمية.
أنيا مبادئ ىامة اعتمدتيا الجزائر مف أجؿ االنتقاؿ إلى اقتصاد السكؽ ،كالتخمي عف النظاـ االشتراكي
بحيث أبدت الجزائر نيتيا في الدخكؿ فيو رغـ صعكبات جمة كاجيتيا مثؿ:
ارتفاع الطمب.
50
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
ىدفت االتفاقيتاف إلى منح قركض كمساعدات مف صندكؽ النقد الدكلي كالبنؾ العالمي لمجزائر ،مقابؿ
تنفيذ مجمكعة مف اإلصالحات االقتصادية كاف أىميا:
إصالح المنظكمة مراقبة تكسع الكتمة النقدية بالحد مف التدفؽ النقدم ،كتقميص العجز المكازني،
الضريبية كالجمركية.
تحرير األسعار كتجميد األجكر كتطبيؽ أسعار فائدة مكجبة.
الحد مف التضخـ كتخفيض قيمة الدينار.
تحرير التجارة الخارجية ،كالسماح بتدفؽ رؤكس األمكاؿ األجنبية.
()2
بيركقراطية اإلدارة.
الفرع الثالث :مراحل األزمة االقتصادية والتحول نحو اقتصاد السوق ( )2010-1989
1988،-1986إال أف حدة األزمة اإلصالحات الجزئية خالؿ الفترة رغـ تطبيؽ الحككمة لبعض
االقتصادية ما فتئت تزداد مف سنة ألخرل ،كقد تجمت مظاىرىا في ارتفاع حجـ المديكنية كما التقمب الحاد
ذلؾ أرغـ الحككمة عمى المجكء إلى في أسعار المحركقات قد أثر سمبا عمى حجـ صادرات البمد ،كؿ
()1
صالح مفتاح :تطور االقتصاد الجزائري وسماتو مند االستقالل إلى إصالحات التحول نحو اقتصاد السوق ،مداخمو مقدمة إلى الممتقى
الكطني حكؿ :اإلصالحات االقتصادية في الجزائر ،جامعة بسكرة ،الجزائر ،يكمي 17-16نكفمبر ،2004 ،ص.5
()2
عبد المجيد قدم :مدخل إلى السياسة االقتصادية الكمية ،ديكاف المطبكعات الجامعية ،الجزائر ،2003 ،ص.148
51
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
،1989حيث تـ عقد اتفاقيتيف مع المؤسسات االقتصادية الدكلية كعمى رأسيا صندكؽ النقد الدكلي سنة
صندكؽ النقد الدكلي ىما عمى التكالي:
كما تـ في سنة 1990إصدار قانكف رقـ 10-90 :المتعمؽ بقانكف القرض كالنقد ،الذم اعتبر نقطة
إلى اقتصاد السكؽ ،إذ تضمف ىدا القانكف تحكؿ ىامة في مسار االقتصاد الجزائرم مف االقتصاد المكجو
قكاعد أعدت كفؽ لمبادئ اقتصاد السكؽ ،تضمف تكييؼ القطاع المصرفي كفقا ليدا التكجو الجديد.
الذم أرغـ كرغـ تنفيذ معظـ ق ذق اإلصالحات ،إال أف األزمة االقتصادية ازدادت خطكرة ،األمر
الحككمة إلى المجكء مرة أخرل لصندكؽ النقد الدكلي ،حيث تـ االتفاؽ عمى تطبيؽ برنامج إصالح اقتصادم
()1
ىيكمي يمتد ألربع سنكات ( )1998-1994تحت إشراؼ صندكؽ النقد الدكلي.
()2
-1مرحمة التثبيت الييكمي :)1995-1994( :مف خالليا عممت الجزائر عمى تحقيؽ األىداؼ التالية :
()1
اإلصالحات االقتصادية بالجزائر ،رسالة ماجستمر (غير منشكرة) ،كمية العمكـ العباس بيناس :فعالية السياسة الجبائية في ظل
االقتصادية ،تخصص نقكد مالية كبنكؾ ،جامعة البميدة ،الجزائر ،2005 ،ص.27
()2
مدني بف شيرة :سياسة اإلصالح االقتصادي في الجزائر والمؤسسات المالية الدولية ،دار ىكمة ،الجزائر ،2008 ،ص.112
52
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
()1
-2مرحمة التعديل الييكمي( :)1998-1995تضمنت مجموعة من األىداف أىميا:
اإلصالحات الييكمية لممؤسسات العمكمية كالبدء مكاصمة عممية التحرير االقتصادم كتعميؽ
بخكصصة جزء منيا.
تحقيؽ نمك اقتصادم في إطار االستقرار المالي ،ككذا ضبط سمكؾ ميزاف المدفكعات حيث يتحقؽ
معدؿ نمك حقيقي لمناتج المحمي اإلجمالي خارج المحركقات بنسبة %5خالؿ فترة البرنامج.
التحضير إلنشاء سكؽ األكراؽ المالية.
بعد انتياء فترة العمؿ ببرنامج التعديؿ الييكمي سنة 1998تميزت الكضعية االقتصادية بنكع مف التناقض
فمف جية ىناؾ تحسف في أداء بعض المؤشرات االقتصادية الكمية كميزاف المدفكعات كاحتياطي الصرؼ،
معدالت التضخـ ،حجـ المديكنية بسبب ارتفاع أسعار المحركقات كاإلجراءات التي اتخذت في إطار برنامج
تباطؤ في معدالت النمك االقتصادم مصحكبة بارتفاع معدالت التعديؿ الييكمي ،كمف جية أخرل ىناؾ
البطالة.
اإلنعاش إتباع سياسة اقتصادية جديدة تمثمت في سياسة أماـ ق ذا الكاقع لجأت الحككمة إلى
اإلنفاؽ االقتصادم ،تيدؼ إلى رفع معدؿ النمك االقتصادم كتخفيض معدالت البطالة عف طريؽ رفع
اإلنعاش تنفيذ برامج متعددة عمى غرار برنامج دعـ الحككمي االستثمارم ،كقد تضمنت ىذه السياسة
07مميار دكالر أمريكي ،باإلضافة إلى االقتصادم( )2004-2001بقيمة 525مميار دينار جزائرم،
برنامج دعـ النمك ( )2009-2005الذم خصص لو مبمغ 4202,7مميار دينار جزائرم 150( ،مميار
تنفيذ برنامج ثالث في الفترة ( )2014-2010تقدر قيمتو ب 250 دكالر) ،مع العمـ أف الحككمة بصدد
()2
مميار دكالر ،كاؿذم يعتبر أكبر برنامج تنمكم تشيده البالد مند استقالليا.
()1
سامية نزالي :التأىيل المصرفي لمخوصصة –دراسة حالة الجزائر ،-رسالة ماجستير (غير منشكرة) ،كمية العمكـ االقتصادية ،تخصص
نقد كمالية كبنكؾ ،جامعة البميدة ،الجزائر ،2005 ،ص ص .192 ،191
()2
بف عزكز بف عمي :مرجع سبؽ ذكره ،ص .196
53
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
كارساء قكاعد االقتصاد الكطني ،خاصة كأف الجزائر تممؾ يمعب قطاع المحركقات دك ار ميما في بناء
،كالتي كانت محتكرة مف طرؼ الشركات ثركات طبيعية ىامة تتمثؿ في مكارد الطاقة مف بتركؿ كغاز
األجنبية ،مما دفع بالجزائر باسترجاعيا عف طريؽ التأميـ كاستغالليا لفائدة االقتصاد الكطني ،حيث أف
إجراءات المحركقات تعتبر المصدر الرئيسي لتمكيؿ مشاريع التنمية الكطنية.
بالرغـ مف استقالؿ الجزائر سنة 1962إال أنيا بقيت في تبعية خارجية لفرنسا ،حيث كانت ىذه
األخيرة تسيطر عمى الصحراء الجزائرية ،تغير أف الحقكؿ البتركلية كانت مشتغمة مف طرؼ الشركات
()1
حيث بادرت فرنسا سنة 1952إلى القياـ بعمميات االكتشاؼ كالتنقيب في الجزائر باإلضافة إلى األجنبية،
()2
استغالؿ بعض اآلبار التي تـ اكتشافيا مف قبؿ.
كشيدت سنة 1956اكتشاؼ أكؿ حقؿ بتركلي ىاـ في الصحراء الجزائرية ىك حقؿ "عجيمة" كفي
،1956 نفس السنة تـ اكتشاؼ أكبر الحقكؿ النفطية في الجزائر كىك حقؿ حاسي مسعكد كذلؾ في جكاف
كىي السنة التي شيدت بداية نشاط صناعة المحركقات في الجزائر.
كاإلدارية كبعدما تأكدت اإلمكانات الباطنية لمصحراء الجزائرية ،تجمت سمسمة مف المشاكؿ القانكنية
فحاكؿ المشرع تجاكزىا بتكييفيا لشركط المكاف كالزماف مع األخذ بعيف االعتبار خصكصية المنتج
،)code pétrolé saharien (المحركقات) ككانت األداة األساسية لدلؾ ىك قانكف البتركؿ الصحراكم (
الذم حؿ محؿ قانكف المناجـ الفرنسي ( )Droit Minier Françaisكىك عبارة عف تكافؽ مبدئي بيف التقاليد
()1
عصاـ بف الشيخ :قرار تأميم النفط الجزائري ،مجمة الباحث ،جامعة كرقمة ،العدد ،2012 ،6ص.19
)(2
Compagnie Française Des Pétroles (Algérie) , Et , Société Nationale De Recherche Et D’exploitation Des
Pétroles En Algérie .
54
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
( )1
حيث يمكف حصر أىـ ما جاء بو المنجمية الفرنسية كالنظاـ المطبقة عامة آنذاؾ في الشرؽ األكسط،
القانكف:
كضع نظاـ لالمتيازات ،مع كضع حد أدنى لإلنتاج يتكافؽ مع تحقيؽ أكبر قدر مف سمب الثركات
البتركلية.
تشجيع رؤكس األمكاؿ األجنبية في االستثمارات البتركلية.
خصـ %27.5مف إنتاج البتركؿ تحت بند "صندكؽ تجديد المخزكف" دكف أف يدخؿ في حساب
الضرائب أك األرباح.
بعد االستقالؿ مباشرة اتجيت الجزائر صكب قطاع المحركقات الذم بدأت أىميتو تتضح في االقتصاد
الكطني كفي سبيؿ كسر االحتكار الذم تفرضو الشركات األجنبية خاصة الفرنسية منيا أقدمت الجزائر عمى
تأسيس شركة كطنية لنقؿ كتسكيؽ المحركقات "سكناطراؾ" بتاريخ 1963/12/31مف أجؿ حماية المصالح
الكطنية كضماف االستغالؿ األمثؿ ليدا المكرد الحيكم ،كمند تأسيس ق ذق الشركة بدأت السياسة الجزائرية
الستعادة الرقابة عمى المحركقات بدأ بالنقؿ ثـ التنقيب ك اإلنتاج الحقا ،كقد ارتفع رأس ماليا مف 40مميكف
دكالر إلى 400مميكف ،لتأتي قضية "La Trapalالثغرة التي استغمتيا الجزائر آنذاؾ اإلعادة التفاكض حكؿ
قانكف البتركؿ الصحراكم حيث تسبب الخالؼ بيف الحككمة كشركات فرنسية حكؿ مد أنبكب غاز مف حاسي
مسعكد إلى بجاية إلحالة القضية إلى محكمة العدؿ الدكلية كالتي حكمت لصالح الجزائر كبيذا تـ تكقيع اتفاؽ
()2
1965/07/29بيف سكناطراؾ كتجمع " ."L’erap
إنشاء الشركة المختمطة الجزائرية لمغاز بشكؿ عالمي كرسمي إثر مرسكميف بتاريخ كما قد تـ
،1967/09/01كما أنيا قامت بشرائو قدرت نسبتيا ب % 51ك %49التي كانت ىي األكلى مف نكعيا
1968كانت بداية سيطرت سكناطراؾ عمى القطاع بيف سكناطراؾ كشركة غنية األمريكية ،كفي نياية
النفطي.
)(1
Sonatrach: Rapport Annuel 2005.
()2
،مجمة األكاديمية العربية زغيب شيرزاد ،حميمي حكيمة :القطاع النفطي بين الواقع االرتباط وحتمية الزوال في االقتصاد الجزائري
المفتكحة في الدنمارؾ ،العدد ،2011/04/27 ،9ص.50
55
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
مع بداية 1969طالبت الجزائر بإعادة النظر في السعر المرجعي المحدد في ،1965كالتي تـ غييا اعتبار
البتركؿ الميبي كمرجع لتحديد سعر البتركؿ الجزائرم ،إال أف المفاكضات باءت بالفشؿ ،مما استكجب عمى
الجزائر تحديد السعر الضريبي لمبتركؿ الجزائرم ب ػ 2,85دكالر لمبرميؿ ،كقد لقي ق ذا اإلجراء الرفض مف
الطرؼ الفرنسي فأدل بيما إلى إجراء مفاكضات جديدة في 28أكت ،1970كقد فشمت مف جديد تمؾ
ذا الفشؿ عف انسحاب فرنسا مف المفاكضات بسبب التبايف الكبير بيف أىداؼ الطرفيف ،كقد أسفر ق
()1
المفاكضات في .1971/02/04
إف استعادة السيطرة عمى الثركات الكطنية كانت مسألة أكثر مف ضركرة يمكف أف تضاىي حتى
مسألة تحقيؽ االستقالؿ ،ليدا أعطت الدكلة الجزائرية أىمية بالغة ليده العممية فقامت بإقرار مبدأ السيادة
الكاممة عمى الثركات الكطنية كأقرت بضركرة تصفية جميع بقايا االستعمار.
1971عندما أممت الجزائر قطاع المحركقات كألغت نظاـ كىذا ما تجسد عمى أرض الكاقع عاـ
االمتياز بصفة قطعية ك نيائية ،ك أرسمت بدلؾ أسس نظاـ جديد الستغالؿ محركقاتيا ،كأعطى لشركة
سكناطراؾ كامؿ الصالحيات التي تسمح ليا بسيط سيطرتيا عمى القطاع.
كفي 1971/02/24تـ اإلعالف عف تأميـ المحركقات مف طرؼ الرئيس الجزائرم "ىكارم بكمديف"
الذم صرح قائال « :أكد أف أعمف رسميا كبالنيابة عف مجمس الثكرة كالحككمة تطبيؽ الق اررات التالية ابتداء
()2
مف تاريخ اليكـ»:
- 1رفع المشاركة الجزائرية في جميع شركات النفط الفرنسية إلى نسبة .%51
- 2تأميـ النقؿ الجزائرم.
- 3تأميـ النقؿ البرم لجميع األنابيب المكجكدة عمى التراب الكطني.
كبيذا القرار فقد أعمف الرئيس ىكارم بكمديف استرجاع السيادة الكطنية عمى النفط كالغاء االمتيازات التي
()1
يسرل محمد أبك العال :مبادئ االقتصاد البترولي وتطبيقاتيا عمى التشريع االقتصادي ،دار النيضة العربية ،1996 ،ص ص-103
.106
()2
، 1985-1930الديكاف الكطني لممطبكعات الجامعية ،الجزائر،1992 ، عبد العزيز كطباف :االقتصاد الجزائري ماضيو وحاضره
ص.151
56
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
كانت ممنكحة لمشركات الفرنسية ،كما قدمت الجزائر مقابؿ ىده الق اررات ضمانات تتمثؿ في:
)1979-1970حيث تميزت بثركة تنمكية تنطمؽ ىده الفترة مع بداية تنفيذ المخطط الرباعي (
حاسمة في قطاع الغاز بالخصكص.
أما سنة 1973فشيدت اندالع الحرب العربية اإلسرائيمية مما دفع باألكبيؾ إلى التخفيض التدريجي
أدل إلى الحصكؿ عمى إرادات إلنتاجيا البتركلي كالدم أدل إلى زيادة كبيرة في أسعار البتركؿ الخاـ مما
كفكائد ىامة كانت تعتبر الحؿ األمثؿ لتمكيؿ مشاريع التنمية االقتصادية المعتمدة عمى الصناعات الثقيمة.
أما في الثمانينات فقد فرضت السكؽ البتركلية العالمية عمى الجزائر سياسة تتعمؽ بالبتركؿ الخاـ
كالغاز الطبيعي كىدا داخؿ في مخصصات الخماسي األكؿ ،كالتي دعمت خالؿ المخطط الخماسي الثاني،
أما فترة 1989-1986فقد شيدت الصدمة البتركلية األكلى كالتي كاف ليا أثر سمبي عمى االقتصاد ،بحيث
1993ب %0,8أما في سنة 1991فقد ميز قطاع المحركقات قدر العجز المالي بالخزينة في نياية
بإدخاؿ تعديالت عمى قانكف االستغالؿ كانتاج المحركقات في 1992/12/24كمف أىـ ىده التعديالت:
أما فترة 2012-2000فقد كاف نشاط قطاع المحركقات مكثفا ك ذلؾ في مختمؼ المياديف إلى جانب
إبراـ العديد مف االتفاقيات انجاز المشاريع مثؿ :مصفاة تكرير أكؿ لمنفط الخاـ كالتكثيؼ ببسكرة في مارس
الذم بمغ في ق ذق الفترة 90 ،2005إلى جانب ارتفاع العكائد البتركلية نتيجة االرتفاع المتزايد لألسعار
)2012-2007فقد كاف إلى 100دكالر ،مما مكف الدكلة مف تسديد كتخفيض المديكنية ،كفي الفترة مف (
57
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
اإلنتاج ،النقؿ ،التمييع، نشاط قطاع المحركقات مكثؼ ،ك ذلؾ مف مختمؼ المياديف ( البحث ،التنقيب،
( )1
التسكيؽ ،إلى جانب إبراـ العديد مف االتفاقيات كانجاز الكثير مف المشاريع.
لمنفط أىمية كبرل ككنو مصدر ىاـ لمطاقة التي تحرؾ الصناعة العالمية مف جية ،كمصدر بالغ
األىمية لممكارد المالية بالنسبة لمدكؿ المنتجة كالمصدر مف جية ثانية ،كباعتبار الجزائر مف بيف ىذه الدكؿ
فإف النفط أخد مكانتو اليامة في كؿ االستراتيجيات التنمكية التي باشرتيا الجزائر منذ االستقالؿ.
لذلؾ سنتطرؽ في ىذا المطمب إلى مساىمة قطاع المحركقات في كؿ مف حجـ الصادرات الناتج
الداخمي اإلجمالي كالميزانية العامة لمدكلة.
احتمت المحركقات مكانة ىامة في الصادرات الجزائرية منذ االستقالؿ إلى مرحمة المخططات كخالؿ
مرحمة االنتقاؿ إلى اقتصاد السكؽ كالى يكمنا ىذا ،فال طالما كانت صادرات المحركقات المصدر األكؿ
لمعممة الصعبة في الجزائر.
كعبر كؿ المراحؿ التي مر بيا االقتصاد الجزائرم فقد كانت صادرات المحركقات تمثؿ ما يقؿ عف
%97مف حجـ الصادرات الجزائرية كذلؾ رغـ كؿ الجيكد المبذكلة كرغـ النداءات المتكررة بضركرة تطكير
صادرات أخرل مف غير المحركقات ،كلقد كاف لإليرادات المالية الناتجة عف تصدير البتركؿ كمكارده المشتقة
في ظؿ أسعار البتركؿ المرتفعة ،ساعدت كثي ار في تحسيف مؤشرات التجارة الخارجية كمكنت الجزائر مف
تحقيؽ فكائض مالية ميمة عمى مستكل الميزاف التجارم كتمكنت مف خالؿ ذلؾ مف الحفاظ عمى تكازف
()2
كاستقرار ميزاف المدفكعات.
إليو كأف الميزاف التجارم يعتمد في تحقيؽ فكاضو عمى صادرات كالجدكؿ التالي يكضح ما تطرقنا
المحركقات ،كذلؾ عمى األقؿ خالؿ الفترة ( :)2016-2005
)(1
Http/ WWW. ENTV. Dz. / Le 15 Avril 2018/ A 21h
()2
-1980 لطرش فاطمة ،مبركؾ خديجة :أثر تقمبات أسعار النفط عمى اإلنفاق العام دراسة تحميمية لحالة الجزائر خالل الفترة (
،)2015مذكرة مقدمة استكماال لمتطمبات نيؿ شيادة الماستر في العمكـ االقتصادية تخصص نقكد كمالية دكلية ،جامعة محمد الصديؽ
بف يحي جيجؿ ،2016 -2015 ،ص .81
58
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
القيمة
2016
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
بالمميون
دينار
الصادرات
2781
1969
2582
2165
2062
2062
1526
1066
1937
1332
1158
1099
خارج مجال
المحروقات
صادرات
27102
32599
60304
63752
69804
71427
55527
44128
77361
58831
53456
43937
المحروقات
مجموع
659.17
659.17
28883
34568
62886
73489
57053
45194
79298
60163
54613
45036
الصادرات
الواردات
46727
51702
58580
54852
50376
47247
40473
39294
39479
27631
21456
20048
الميزان
-17844
-17034
4306
11065
21490
26242
16580
5900
39819
32532
33157
24989 التجاري
مف خالؿ الجدكؿ نالحظ أف ىيكؿ الصادرات الجزائرية يرتكز عمى سمعة كاحدة تتمثؿ في صادرات
2016تطك ار معتب ار فيما يخص الييكؿ السمعي خارج المحركقات ،فمف المحركقات ،كالتي عرفت سنة
1969مميكف دكالر سنة 2015إلى 2781مميكف دكالر سنة 2016بنسبة زيادة ، %8,12بخالؼ
المحركقات التي عرفت تراجعا محسكسا في صادراتيا ،
59
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
فمف قيمة 32599مميكف دكالر سنة 2015إلى قيمة 1781مميكف دكالر سنة 2016أم بنسبة 54,97
()1
.%
يعتبر الناتج الداخمي اإلجمالي عف مجمكع السمع كالخدمات التي ينتجيا المجتمع خالؿ فترة زمنية معينة
عادة ما تككف سنة داخؿ دكلة ما.
كبما أف النفط سمعة ىامة تنتجيا الجزائر ،كنظ ار لألىمية الكبيرة التي احتمتيا ىذه السمعة أصبحت تشكؿ
إحدل فركع اإلنتاج في قطاعا اقتصاديا كامال لو كزنو الخاص في االقتصاد الكطني الجزائرم ،إذ أصبح
( )2
كىذا ما يكضحو الجدكؿ االقتصاد الكطني كنمك ىذا األخير مرتبط جد االرتباط نحك القطاع النفطي،
التالي:
اإلجمالي خالل الفترة ( -2000 الجدول رقم ( :)07مساىمة قطاع المحروقات في الناتج الداخمي
.)2014
()1
ربيع قريف ،شراؼ عقكف :إستراتيجية ترقية الصادرات الجزائرية بين اتجاىات التفاؤل وعوامل الحذر ،مجمة ميالؼ لمبحكث كالدراسات،
المركز الجامعي عبد الحفيظ بالصكؼ ،ميمة ػ الجزائر ،العدد الخامس ،2017/04/30 ،ص .16
()2
كيحؿ محمد كآخركف :استخدام العوائد النفطية :دراسة مقارنة بين تجربة الجزائر وتجربة النرويج ،مذكرة مقدمة لمحصكؿ عمى شيادة
ماجستير في العمكـ االقتصادية تخصص اقتصاد دكلي ،جامعة كىراف 2015 ،2ػ ،2016 -ص .95
60
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
مف خالؿ الجدكؿ نالحظ بكضكح شدة التأثير الذم تمثمو أسعار البتركؿ عمى نمك الناتج الداخمي
اإلجمالي مما يدؿ عمى كجكد عالقة قكية تربط بيف تطكرات الناتج كتطكرات أسعار البتركؿ كالكاضح مف
أسعار البتركؿ في األسكاؽ الجدكؿ ىك أف أصؿ عدـ االستقرار في النمك االقتصادم بشكؿ كبير بتقمبات
الدكلية ،كمنو يتضح أف نسبة إنتاج قطاع المحركقات مف الناتج الداخمي اإلجمالي في تزايد مستمر خالؿ
الفترة ( )2014 -2000إذ تقدر بنسبة الزيادة %422.83في سنة 2014مقارنة بنسبة ،2000كىذا راجع
إلى زيادة الطمب عمى البتركؿ في السكؽ العالمية ،كقد حقؽ قطاع المحركقات نسبة معتبرة بالنسبة لمناتج
ب %45.56فالمالحظ أف حصة القطاع
الداخمي اإلجمالي ،حيث سجمت أعمى نسبة في سنة 2006ػ
األخرل حتى كاف كاف ىناؾ اإلجمالي تمثؿ أكثر نسبة مقارنة بالقطاعات البتركلي في الناتج الداخمي
انخفاض في بعض السنكات بسبب انخفاض أسعار البتركؿ مف جية ،كسياسة الجزائر في تقميؿ االعتماد
61
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
األخرل مف جية أخرل .كعميو فالتناسب الطردم كاضح بيف عمى قطاع المحركقات كتشجيع القطاعات
األكؿ يؤدم إلى إنعاش االقتصاد تطكر كؿ مف قطاع المحركقات كالناتج المحمي الخاـ ،فأم تحسف يعرفو
()1
كبالتالي ارتفاع الناتج الداخمي اإلجمالي.
إف إيرادات الميزانية العامة لمدكلة تتككف أساسا مف الجباية البتركلية التي ىي عبارة عف ذلؾ النظاـ
التشريعي المكضكع حيز التطبيؽ لضماف إجراءات ،مف أجؿ تحصيؿ إيرادات لتغطية نفقات الدكلة بصفة
()2
مباشرة ،إذ تحتؿ مكانة بارزة نظ ار الكتسابيا كإلزاميتيا بنكعييا النفطية كالعادية.
كبما أف اىتماـ الدكلة كاف كبي ار بالقطاع النفطي ،فيذا يرجع لسبب كاحد كىك مساىمتو الكبيرة في
تنمية االقتصاد الكطني مف خالؿ الجباية البتركلية كالتي تشكؿ المكرد األساسي لمميزانية العامة لمدكلة كالتي
تتكقؼ طبيعتيا عمى مستكل أسعار النفط كالتي عرفت تطك ار كبي ار تتجو إلى ارتفاع أسعار النفط لمفترة
2015-2006كتراكحت نسبة مساىمة الجباية البتركلية في اإليرادات العامة لمدكلة بيف %60لعاـ 2002
لتصؿ إلى % 78.88سنة 2008كتبمغ % 61.91 :سنة 2014كإلبراز العالقة بيف المكازنة العامة لمدكلة
كأسعار النفط ظير جميا مف خالؿ التقمبات الحادة التي عرفتيا أسعار النفط خالؿ النصؼ الثاني مف 2008
كبداية 2009تقمبات حادة ،إذ انخفضت بنسبة %35.4مسجمة 61دكالر لمبرميؿ مما اثر عمى إجمالي
اإليرادات كالنفقات.
عرفت اإليرادات ارتفاعا مطردا بانتقاليا مف 3639.9مميار لسنة 2006لتصؿ إلى 3676مميار
دينار سنة 2009كتصؿ إلى 59 57.5مميار دينار سنة ،2013ككصمت مساىمتيا في اجمالي اإليرادات
حكالي %66تزامنا مع المنحنى التصاعدم ليا.
()1
،)2014-1999مذكرة صبرينة بف عبدة ،كريمة سميـ :عالقة تغيرات أسعار البترول باالستقرار النقدي في الجزائر خالل الفترة(
مقدمة استكماؿ لمتطمبات شيادة ماستر أكاديمي ،جامعة العربي التبسي ،تبسة ،2016 ،ص.50
( )2
( ،)VARمذكرة بكعكينة مكلكد :العالقة بين سعر البترول وبعض المتغيرات االقتصادية الكمية في الجزائر باستخدام منيجية
ماجستير في العمكـ االقتصادية ،جامعة الجزائر ،الجزائر ،2010-2009 ،ص .37
62
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
الجدول رقم ( :)08تطور اإليرادات العامة والنفقات العامة ورصيد الموازنة تبعا لتطور أسعار النفط
السنوات
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
اإليرادات العامة
3676
5103.1
5738.4
5957.5
6339.3
5790.1
4392.9
5190.5
3687.9
3639.9
(مميار دج)
الجباية البترولية
2905
2714
2373.5
3388.4
3678.1
4184.3
3979.7
2412.7
1715.4
2711.8
(مميار دج)
2453
7656.3
6995.7
6024.1
7058.1
5853.6
4466.9
4214.4
-1257.3
1186.8
-718.8
-541.5
999.5
579.3
-74
-63.5
66.6-
دج)
المصدر :تقارير بنؾ الجزائر سنكات * .2015 ،2013 ،2010التقرير اإلحصائي السنكم لمنظمة األقطار العربية المصدرة
لمبتركؿ (أكبؾ .)2016
مف خالؿ ما سبؽ تتضح العالقة الطردية المباشرة بيف المكازنة العامة كعائدات قطاع المحركقات
كيمكف إجماؿ ما سبؽ مف خالؿ رصد تطكر اإليرادات الجبائية كالنفقات كرصيد المكازنة تبعا لتطكر أسعار
()1
النفط كفؽ ما يكضحو الجدكؿ السابؽ.
()1
حيدكشي عاشكر ،كعيؿ ميمكد :أثر الموارد المالية النفطية عمى المتغيرات االقتصادية الكمية لالقتصاد الجزائري ،مجمة ميالؼ لمبحكث
كالدراسات ،جامعة أكمي محند أكلحاج ػ البكيرة الجزائر ،العدد الخامس ،2017/06/05 ،ص .5
63
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
المبحث الثالث :أثر تقمبات أسعار النفط عمى االقتصاد الجزائري واإلجراءات المتخذة
مف تقمبات أسعار النفط نظ ار لتبعية االقتصاد الكطني إلى قطاع النفط تبقى الجزائر أكبر دكلة متضررة
كانعكاساتو عمى االقتصاد الجزائرم ،فقد خمؼ انخفاض أسعار البتركؿ آثا ار بارزة عمى الجانب االقتصادم
كاالجتماعي في الجزائر كيمكف معرفة ذلؾ مف خالؿ بعض المؤشرات االقتصادية كاالجتماعية.
يحتؿ قطاع النفط مكقعا متمي از في االقتصاد الجزائرم كسنحاكؿ مف خالؿ ىذا المطمب دراسة أىـ اآلثار
االقتصادية النخفاض أسعار النفط في الجزائر خالؿ الفترة ( .)2016-2007
تعتبر اإليرادات المالية شديدة الحساسية اتجاه تقمبات أسعار النفط في بمداف أحادية المكرد كعمى اعتبارات
تمكيؿ الميزانية العامة لمدكلة في الجزائر يعتمد بشؾ لكبير عمى الجباية البتركلية ،كالتي ترتبط بشكؿ مباشر
بأسعار النفط ،فالتغيرات في أسعار ىذا األخير يؤثر حتما عمى حصيمة الجباية البتركلية كمف ثـ عمى رصيد
الميزانية.
جدول رقم :)09( :تطورات الميزانية العامة تبعا لتطورات أسعار النفط الجزائري لمفترة (.)2016-2007
الكحدة (مميكف /دينار)
سعر النفط رصيد إجمالي نسبة الجباية إيرادات الجباية إجمالي السنة
السنوي (دوالر الميزانية النفقات البترولية من البترولية اإليرادات
/برميل) إجمالي
اإليرادات
74.66 -1281954 3108569 48.7 937000 1949050 2007
98.96 -1381158 4191051 59.1 1715400 2902448 2008
62.35 -1113701 4246334 58.8 1927000 3275362 2009
80.35 -1496476 4466940 48.9 1501700 3074644 2010
112.92 -2468847 5853569 43.8 1529400 3489810 2011
111.49 -3245197 7058173 39.9 1519040 3804030 2012
64
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
مف خالؿ الجدكؿ أعاله يتبيف أف عجز المكازنة العامة قد أصبح ظاىرة مستمرة عمى طكؿ فترة ( -2007
إلى انخفاض )2016كذلؾ بسبب عد االستقرار الذم تعرفو السكؽ النفطية فانخفاض أسعار النفط يفضي
اإليرادات النفطية مف جية ،كفي الكقت ذاتو لـ يجرم تخفيض مماثؿ لإلنفاؽ العاـ ليتناسب مع انخفاض
اإليرادات مف جية ثانية كبالعكدة إلى الجدكؿ كمحاكلة التمعف نجد انو تـ تسجيؿ عجز في المكازنة العامة
اإليرادات العامة كصؿ إلى ( )-3246197في سنة ،2012كبالرغـ مف االرتفاع المسجؿ في جانب
خصكصا المكارد العادية التي كصمت 2284990مميكف دينار كأصبحت تمثؿ %60مف إجمالي الكاردات
كىذا راجع إلى االرتفاع في الضرائب عمى الخدمات كالحقكؽ الجمركية ،باإلضافة إلى االقتطاعات الخاصة
بالزيادات عمى الكظيؼ العمكمي ،إال أف ىذا العجز يرجع أساسا إلى الزيادة في حجـ اإلنفاؽ الحككمي الذم
كصؿ إلى 7058173مميكف دينار سنة 2012بفعؿ القفزات السعرية ألسعار النفط ،حيث كصمت إلى
111.49دكالر لمبرميؿ خالؿ نفس السنة ،ككاف ليا األثر الكبير في االقتصاد الجزائرم كزيادة اإليرادات
()1
العامة لمدكلة كتنشيط اقتصادىا.
2015ك 2016في حدكد 52.79ك 44.28عمى التكالي ،ثـ كرغـ استمرار تدني أسعار النفط سنة
تسجيؿ عجز مكازني قدر ب( )-2343735مميكف دينار سنة 2016مقابؿ ( )-3172340مميكف دينار
سنة 2015كقدرت إيرادات الميزانية سنة 2015ب 4552542مميكف دينار مقابؿ 3927748مميكف
دينار سنة 2014مسجمة بذلؾ زيادة قدرىا 624794مميكف دينار بارتفاع %15.9كيرجع ذلؾ أساس إلى
زيادة الجباية البتركلية ب 145210مميكف دينار بارتفاع .%9.2
الفرع الثاني :أثر تقمبات أسعار النفط عمى صندوق ضبط الموارد
()1
،)2016-2000مجمة إدارة األعماؿ شميحي الطاىر :الميزانية العامة لمدولة في ظل تقمبات أسعار البترول-حالة الجزائر (
كالدراسات االقتصادية ،العدد الرابع ،2016 ،ص.39
65
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
أسعار تتأثر مكارد صندكؽ ضبط المكارد بأسعار النفط بشكؿ كبير ،فأم تغير يحصؿ في مستكيات
النفط يفضي إلى تقمب في تدفقات مكارد الصندكؽ عمى اعتبار أنو يمكؿ مباشرة مف فائض إيرادات الجباية
المكازنة العامة ،كيمكف تكضيح أثر تقمبات البتركلية ،كأف اليدؼ األساسي لمصندكؽ ىك تغطية العجز في
أسعار النفط عمى مكجكدات الصندكؽ في الجدكؿ التالي:
جدول رقم ( :)10تطور وضعية صندوق ضبط الموارد خالل الفترة ( (2016 -2007
الكحدة (مميكف/دينار)
رصيد المديونية تسبيقات تمويل عجز رصيد إجمالي السنة
الصندوق في العمومية بنك الجزائر الميزانية الميزانية موارد
نياية السنة الصندوق
3215530 314455 00 531952 -1281954 4669893 2007
4280073 465437 00 758180 -1381158 5503690 2008
4316465 00 00 364282 -1113701 4680747 2009
4842837 00 00 791938 -1496476 5634775 2010
5381702 00 00 1761455 -2468847 7143157 2011
5633751 00 00 2283260 -3246197 7917011 2012
5563511 00 00 2132471 -2205945 7695982 2013
4408159 00 00 2965672 -3185994 7373831 2014
2073846 00 00 2886505 -3172340 4960351 2015
784458 00 00 1387938 -2343735 2172396 2016
المصدر :مف إ عداد الباحثيف باالعتماد عمى تقارير المديرية العامة لمتنبؤ كالسياسات بك ازرة المالية لعاـ .2016
مف خالؿ الجدكؿ أعاله يتبيف أف رصيد صندكؽ ضبط المكارد ظؿ في ارتفاع مطرد مف سنة 2007
حيث سجؿ 3215530مميكف دينار إلى سنة 2013أيف سجؿ 5563511مميكف دينار لينخفض رصيد
الصندكؽ بعد ذلؾ إلى 4408159مميكف دينار سنة 2014إلى أف كصؿ إلى 784458سنة 2016
،التي تعد الممكؿ كالسبب في ذلؾ يرجع باألساس إلى انخفاض مداخيؿ الصندكؽ مف الجباية البتركلية
66
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
الرئيسي لمصندكؽ ،باإلضافة إلى ارتفاع قيمة السحكبات منو المكجية باألساس إلى تمكيؿ العجز المكازنة
()1
كالتي بمغت ما يقارب ب %91مف التغطية.
الفرع الثالث :أثر تقمبات أسعار النفط عمى الميزان التجاري
يشير التغير في رصيد الميزاف التجارم محصمة لمتغيرات الحاصمة في كؿ مف الصادرات كالكاردات ،كفي
ؼف نتيجة رصيد الميزاف التجارم ما ىي إال انعكاس لتقمبات
ظؿ ىيمنة النفط عمى ىيكؿ الصادرات لمجزائر ،إ
أث ار سمبيا عمى عائدات المحركقات ،التي تمثؿ حجر الزاكية لبنية االقتصاد أسعار النفط التي تمارس
الجزائرم ككنيا تمثؿ ما نسبة %97.5مف صادرات الجزائر أنيا اعتمدت التصدير األحادم مما يجعؿ
الميزاف التجارم جد متأثر بأسعار النفط كىذا ما يمكف تكضيحو في الجدكؿ التالي:
جدول رقم ( :)11يبين تطور رصيد الميزان التجاري تبعا ألسعار النفط خالل الفترة ( )2016-2011
(الكحدة مميكف /دكالر)
سعر النفط الميزان الواردات مجموع صادرات الصادرات السنة
السنوي التجاري الصادرات المحروقات خارج
(دوالر/برميل) المحروقات
112.92 26242 26242 73489 71427 2062 2011
111.49 21490 21490 71866 69804 2062 2012
109.38 9946 9946 65917 62960 2957 2013
99.68 4306 8580 62886 60304 2582 2014
52.79 17034 -5702 37787 32699 5088 2015
44.28 17844 17844 28883 27102 1781 2016
المصدر :مف إعداد الباحثيف عمى تقارير ك ازرة المالية كالتقارير السنكية لمنظمة الدكؿ المصدرة لمنفط (.)opec
يتبيف مف الجدكؿ أعاله الضعؼ الييكمي لالقتصاد الجزائرم كاعتماده بشكؿ كمي عمى عائدات
صادرات المحركقات التي تتقمب نتيجة أسعار النفط في السكؽ العالمية ،فالمالحظ تراجع أداء صادرات
المحركقات مف 71427مميكف دكالر سنة 2011إلى 32699مميكف دكالر سنة ،2015كيرجع ذلؾ إلى
()1
العدد ،2007 ،11 كفو فاطمة ،بكفميح نبيؿ ،انعكاسات األزمة النفطية ل ـ 2014عمى الحسابات الخاصة لمخزينة في الجزائر،
ص.157
67
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
االتجاه التنازلي المستمر في مستكيات أسعار النفط مف 111.49دكالر لمبرميؿ سنة 2012إلى 44.28
دكالر لمبرميؿ في ،2016أما فيما يخص الصادرات خارج المحركقات فتبقى مستكياتيا ضعيفة.
2015التي بمغت 5702مميكف دكالر كما تشير بيانات الجدكؿ إلى االنخفاض في قيمة الكاردات سنة
إبتداء مف سنة 2015
ن مقارنة بسنة 2014التي قدرت ب 8580مميكف دكالر ،كقد ساىـ ىذا الكضع قيدا
لمتدابير اليادفة الحتكاء االرتفاع المفرط في الكاردات ،كفي ضكء ىذه التطكرات سجؿ رصيد الميزاف التجارم
()1
سنة 2015أكؿ عجز بعد أكثر مف 18سنة مف الفكائض المتتالية.
المطمب الثاني :اآلثار االجتماعية النخفاض أسعار النفط
ال يتكقؼ الدكر الذم يمعبو النفط كعكائده عمى الجانب االقتصادم فحسب ،بؿ يتعدل ذلؾ ليؤثر
بطريقة مباشرة أك غير مباشرة في الجانب االحتمالي.
الفرع األول :تقمص فرص التشغيل وبرامج التنمية
أف كؿ تحسف في األسعار يعني إف ىناؾ عالقة عكسية بيف أسعار النفط كمعدالت البطالة باعتبار
زيادة في العكائد كاإليرادات ،كالتي يمكف مف خالليا تنفيذ الخطط التنمكية المعتمدة بدكرىا عمى تشجيع
االستثمارات كمف تـ تقميص البطالة في المجتمع الجزائرم.
فمف بيف اإلجراءات التقشفية التي اتخذتيا السمطات الجزائرية لمكاجية انخفاض أسعار النفط كتراجع
العكائد منذ جكاف 2014ىك تجميد التكظيؼ في الكظيفة العمكمية لسنة ،2015كعالكة عمى ذلؾ تـ تجميد
المشاريع الكبرل التي ال ترتدم طابعا عاجال كال تحظى باألكلكية كليس ليا أثر اقتصادم كاجتماعي مثؿ
النقؿ الحديدم كالطريؽ السيار.
الخ ،تحت ضغط عجز المكازنة حيث كما أف مف مشاريع سكنية كاقتصادية كاجتماعية كثقافية ...
()2
يتطمب تنفيذ المخطط معدؿ 55.2مميار دكالر سنكيا كذلؾ لمدة 05سنكات.
الفرع الثاني :تيديد السمم االجتماعي
إف استمرار انييار أسعار النفط مف شانو التأثير بشكؿ مباشر عمى الجبية االجتماعية في الجزائر،
حيث أف أزمة البتركؿ تمعب دك ار في تغذية التكترات االجتماعية ،كىك ما ال تبدك الجزائر في منأل عنو
،حيث تتكاصؿ إيرادات النفط في تحقيؽ التنمية كتكفير مناصب الشغؿ لمبطاليف بالنظر إلى دكر
()1
التقرير السنكم لبنؾ الجزائر ،التقرير السنكم ،2015التطور االقتصادي والنقدي لمجزائر ،نكفمبر ،2016ص .63
)(2
Http://Www.France24.Com,07/04/2018
68
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
أف تصبح أكثر االحتجاجات االجتماعية في العديد مف مناطؽ القطر الكطني كىي احتجاجات مف المتكقع
()1
حدة مستقبال بسبب تقمص فرص التشغيؿ كبرامج التنمية .
كما أف تدىكر القدرة الشرائية لممكاطنيف كارتفاع األسعار ،قد يؤدم إلى غصب شعبي كبير في األجؿ
القريب مما ييدد السمـ االجتماعي.
لكف الحككمة قد سعت بحكـ انييار أسعار النفط إلى التطميف أف ىذا اإلنييار لف يؤثر عمى البالد
،لكف ىذه التطمينات بشكؿ كبير ،معتمدة في ذلؾ عمى الفكائض المالية التي حققتيا خالؿ سنكات الكفرة
55دكالر حيث أعمف الكزير األكؿ عف سرعاف ما تغيرت بعد استمرار تياكم النفط ككصكلو إلى ما دكف
()2
سياسة التقشؼ.
ال تزاؿ تداعيات التراجع المستمر ألسعار النفط تمقي بظالليا عمى سير عمؿ الحككمة ،فبعد اإلجراءات
التقشفية التي اتخذت عمى الصعيد االقتصادم جاء الدكر ىذه المرة عمى المساعدات الخارجية المكجية إلى
الدكؿ الفقيرة حيث أعطيت تعميمات رئاسية إلى كؿ مف ك ازرتي الشؤكف الخارجية كالمالية بتخفيض قيمة
المساعدات السنكية التي اعتادت الجزائر تقديميا إلى بعض الدكؿ اإلفريقية ،كىي إما دكؿ مجاكرة لمجزائر أك
تنتمي إلى منطقة الساحؿ كجميعيا يعتبر مف أكثر الدكؿ فق ار في العالـ مثؿ مكريتانيا كالنيجر كمالي
كبكركينافاسك.
فالمبمغ الذم كانت تستفيد منو ىذه الدكؿ بعنكاف المساعدات الخارجية لمجزائر يعادؿ تمانيف مميكف
دكالر ،كسيخفض إلى أقؿ مف النصؼ في محاكلة لمحد مف تداعيات تراجع أسعار النفط عمى الخزينة
العمكمية.
كاألمني كمنح الدراسة في الجامعات كيستثنى مف القرار المساعدات المتعمقة ببرامج التدريب العسكرم
كالمعاىد الجزائرية المتخصصة ،كىي المساعدات التي تمنحيا الجزائر سنكيا لنحك 14دكلة
)(1
Https:// Maghress.Com./ 2018-05-07
()2
صحيفة البالد :انخفاض أسعار النفط ،اجتماعيات األوبك ،متكفرة عمى الرابط:
http://ellbiladdetaill/ article/ Net .
69
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
()1
افريقية ،كىك القرار الذم جاء في سياؽ تنفيذ التزامات الدكلة الجزائرية إزاء دعميا لمتنمية في إفريقيا.
اإلجراءات المتخذة في ظؿ تقمبات أسعار النفط كىي سنحاكؿ في ىذا المطمب عرض مختمؼ
كالتالي:
اتخذت الجزائر جممة مف اإلجراءات في ظؿ الكفرة المالية الناتجة عف طفرة أسعار البتركؿ الثالثة
كالتي ارتكزت أساسا عمى سياسة المخططات اإلنمائية المتمثمة في:
أكلي :)2004-2001خصص لو غالؼ مالي -برنامج دعـ اإلنعاش االقتصادم (المخطط الثالثي
ػػب 525مميار دينار (حكالي 7ماليير دكالر أمريكي) ،قبؿ أف يبمغ غالفو المالي النيائي 1216مميار دينار
(ما يعادؿ 16مميار دكالر).
-البرنامج التكميمي لدعـ النمك (المخطط الخماسي األكؿ :)2009/2005خصص لو 8705مميار دينار
1216مميار دينار) كمختمؼ البرامج ( 114مميار دكالر ،بما في ذلؾ مخصصات البرنامج السابؽ (
اإلضافية ،السيما برنامج الجنكب كاليضاب العميا ،كالبرنامج التكميمي المكجو المتصاص السكف اليش،
كالبرامج التكميمية المحمية ،أما الغالؼ النيائي فقد قدر 9680مميار دينار (حكالي 130مميار دكالر) في
نياية ،2006بعد إضافة عمميات إعادة التقييـ لممشاريع الجارية كمختمؼ التمكيالت اإلضافية األخرل.
)(1
مريـ شطيبي محمكد ،انعكاسات إنخفاض أسعار النفط عمى االقتصاد الجزائري ،مداخمة مقدمة في إطار أشغاؿ الندكة المنظمة مف
طرؼ قسـ االقتصاد كاإلدارة حكؿ '' أزمة األسكاؽ الطاقة كتداعياتيا عمى االقتصاد الجزائرم '' ،جامعة األمير عبد القادر لمعمكـ اإلسالمية،
أياـ 14مام ، 2015قسنطينة ،ص ص .11 ،10
70
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
نتيجة تراجع أسعار البتركؿ كتقمص مداخيؿ البالد مف العممة الصعبة مما حتـ عمى الدكلة اتخاذ مجمكعة
مف اإلجراءات المتمثمة في:
أوال :اإلجراءات التي جاء بيا قانون المالية التكميمي لسنة 2015وقانون المالية لسنة 2016
جاءت اإلجراءات التي تخص اإليرادات العامة متأخرة نكعا ما ،حيث انتظرت الحككمة إلى غاية منتصؼ
سنة 2015لتصدر قانكف المالية التكميمي لنفس السنة ،الذم حمؿ بعض المكاد التي يتيح لمدكلة الحصكؿ
()1
عمى مكارد إضافية كجديدة ،حيث يمكف إبراز أىميا في اآلتي.
23بالمائة أرباح الشركات لتصبح 19بالمائة ألنشطة إنتاج السمع، -1مراجعة معدؿ الضريبة عمى
ألنشطة البناء ،األشغاؿ العمكمية كالرم ،كاألنشطة السياحية ،ك 26بالمائة لباقي األنشطة.
-4تعديؿ تعريفة الرسـ عمى السيارات الجديدة ،حيث تذىب 15بالمائة مف قيمة الرسـ لميزانية الدكلة.
-6رسـ طابع جبائي عمى شيادات البيطرية بقيمة 1000دج تذىب لخزينة الدكلة.
-7رسـ سنكم عمى السكف باإلضافة إلى مضاعفة غرامات التأخير كالبضائع المغشكشة.
()1
، 2015الجميكرية الجزائرية الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية ،األمر رقـ ، 01/15المتضمف قانكف المالية التكميمي لسنة
الديمقراطية الشعبية ،رئاسة الحككمة ،العدد 23 ،40جكيمية ،2018ص .8
71
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
نص قانكف المالية لسنة 2016عمى العديد مف التعديالت الجبائية سكاء تعمؽ األمر بقانكف الضرائب
األعماؿ أك قانكف الضرائب غير المباشرة كالرسكـ المماثمة أك قانكف الطابع أك قانكف الرسكـ عمى رقـ
المباشرة أك قانكف اإلجراءات الجبائية ،كتأتي ىذه التعديالت مكممة لتمؾ الصادرة في قانكف المالية لسنة
2015كقانكف المالية التكميمي لنفس السنة.
كالتي ىدفت في مجمميا إلى زيادة حصيمة الجباية العادية لمكاجية اإلنخفاض الحاد في حصيمة الجباية
أىميا تخفيض اإلنفاؽ العاـ بنسبة 8.8 البتركلية بعد انخفاض أسعار البتركؿ ،كما تضمف تعديالت لعمى
إيراداتيا كتخفيض حجـ بالمائة عف نسبة ،2015ككذا تضميف بعض المكاد التي تسمح لمدكلة بتنكيع
نفقاتيا ،حيث يمكف إيضاح أىـ ىذه اإلجراءات في النقاط اآلتية:
- 1إجبارية إعادة استثمار 30بالمائة مف حصة االمتيازات بالنسبة لممشاريع التي تستفيد مف خفض أك
إلغاء الضريبة عمى أرباح الشركات.
تميف
أجؿ أ - 2زيادة في تعريفو قسيمة السيارات (رفع قسيمة المركبات النفعية كمركبات االستغالؿ مف
مكارد جديدة لتغطية مصاريؼ صيانة كتأىيؿ الطرؽ) ،تخصص 50بالمائة منيا إلى ميزانية الدكلة.
- 3تأسيس رسـ عمى المنتكجات البتركلية لصالح ميزانية الدكلة.
- 4رسـ ثابت عمى خدمات الكيرباء بقيمة 25دج.
- 5تعديؿ ىيكمة الكضعية التعريفية الفرعية ككذا الرسكـ الجمركية.
- 6تأسيس إتاكة سنكية عمى سفف صيد المرجاف بقيمة 150000دج.
- 7رفع إتاكات الخاصة باستغالؿ المكارد المائية ،الثركة الغابية.
- 8دمج كاقفاؿ بعض الحسابات الخاصة في الميزانية.
- 9فتح حساب خاص مكجو لمصندكؽ الخاص لترقية الصادرات.
- 10فتح رأس ماؿ المؤسسات العمكمية لالكتئاب.
مف المالحظ عمى قانكف المالية التكميمي لسنة 2015كقانكف المالية لسنة 2016ىك التكجو لالعتماد
عمى اإليرادات الجباية العادية لتغطية العجز في الميزانية كمكاجية تأثير تراجع أسعار البتركؿ عمى الجباية
()1
البتركلية كعمى اإليرادات العامة لمدكلة.
()1
الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية ،مرجع سبؽ ذكره ،ص .20
72
مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم الفصؿ الثاني
خالصة الفصل:
يعتبر النفط إحدل الكسائؿ التي مكنت االقتصاد الجزائرم مف بناء قاعدة مادية ىامة ،تشكؿ أساسا
إلمكانية انطالقة تنمكية ،إذا تـ دعميا عف طريؽ االىتماـ بالمكارد البشرية كعقمنة تخصيص المكارد المتاحة،
ذلؾ أف ىذه المكارد بإمكانيا أف تتقمب سمبا عمى أداء االقتصاد الجزائرم .
- 1االقتصاد الجزائرم اقتصاد ريعي مف الدرجة األكلى فكمما حدثت ىزة بتركية قابمتيا أزمة اقتصادية
كىذه الحالة منذ تأميـ قطاع المحركقات.
- 2شيد االقتصاد الجزائرم منذ االستقالؿ قفزة نكعية ككاف ذلؾ بفضؿ تبني الدكلة الجزائرية لمجمكعة
مف السياسات كاإلصالحات مست البنية الييكمية لالقتصاد الكطني كالمتمثمة أساسا في مخططات
التنمية كاعادة الييكمة االقتصادية.
- 3يعتبر قطاع المحركقات القطاع الرائد كالمكجو لالقتصاد الجزائرم حيث يظير تأثيره مف خالؿ
ىيمنتو عمى الناتج المحمي اإلجمالي كالصادرات باإلضافة إلى اإليرادات العامة لمدكلة .
- 4الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحركقات شبو منعدمة ،فصادرات الجزائر مف المحركقات تمثؿ
نسبة ℅ 98مف إجمالي الصادرات.
- 5إف تقمبات أسعار النفط تشكؿ مصدر الخطر الذم يتعرض لو اقتصاديات الدكؿ المنتجة لو كمف بيف
ىذه االقتصاديات االقتصاد الجزائرم الذم يعتبر فيو قطاع المحركقات العمكد الفقرم لو.
- 6كؿ مف اإليرادات العامة كالنفقات العامة في الجزائر ترتبط ارتباطا شديدا بأسعار النفط.
73
تمهيد.
خالصة الفصل.
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
تمييد:
تتدخؿ الدكلة في النشاط االقتصادم كذلؾ بكاسطة العديد مف الطرؽ كالكسائؿ مف أجؿ ضماف االستقرار
االقتصادم ،فعندما يقع خمؿ في الييكؿ االقتصادم تنشأ أزمة كمشكمة في اقتصاد الدكلة ،كمف أبرز ىذه
المشاكؿ التي تعاني منيا الدكلة كالتي نحف بصدد دراستيا ىي عجز المكازنة العامة ،حيث تقكـ الدكلة بمكاجية
ىذا العجز كمحاكلتيا عمى األقؿ التخفيض منو كذلؾ باعتمادىا عمى السياسات االقتصادية المتاحة ليا ،كترشيد
النفقات العامة كاإلصدار النقدم كزيادة الضرائب ،باإلضافة إلى الجباية التي تمثؿ المصدر الرئيسي في تمكيؿ
نفقاتيا.
كالجزائر عمى غرار جميع الدكؿ تطمح إلى تحقيؽ نمك اقتصادم يؤىميا إلى االندماج في االقتصاد
العالمي ،كلكف ىذا الطمكح كاف باالعتماد عمى نشاط تصديرم مكحد ،فصادرات النفط كانت سريعة التأثر
بالتقمبات التي تحدث في األسكاؽ العالمية مما جعؿ االقتصاد الجزائرم يتأثر باعتباره يتركز عمى تصدير ىذا
إلى انخفاض الصادرات ،كبالتالي إعاقة النكع مف الثركات ،كنظ ار ليذا التذبذب الذم عرفتو أسعار النفط أدل
إيجاد كالبحث عف مكارد بديمة لقطاع المحركقات، الحركة التنمكية ،كؿ ىذا أرغـ الدكلة في إعادة النظر في
تككف كقطاعات دائمة كليست زائمة ،كتساىـ في تنكيع االقتصاد الجزائرم.
كمف أجؿ تكضيح كؿ ىذه النقاط ارتأينا تقسيـ الفصؿ الثالث إلى ثالث مباحث كىي كالتالي:
76
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
أماـ تعذر لجكء الجزائر في كثير مف الحاالت إلى خفض اإلنفاؽ العاـ لتغطية فجكة المكارد المالية التي
تعانييا كتحقيؽ نكع مف التكازف في مكازنتيا العامة ألسباب اقتصادية أك اجتماعية ،كرغـ تعدد الرؤل التقميدية
حكؿ آليات تمكيؿ العجز المكازني ،فإنيا لف تخرج مف ثالكث ترشيد النفقات كالضرائب كاإلصدار النقدم ،كالتي
سنتطرؽ إلييا في دراستنا ىذه .
المطمب األول :تمويل عجز الموازنة العامة عن طريق سياسة ترشيد النفقات العامة
يعتبر ترشيد اإلنفاؽ العاـ مف أبرز الطرؽ المستعممة في تخفيض كعالج عجز المكازنة العامة لمدكلة لذلؾ
تقكـ ىذه األخيرة عند مكاجيتيا لعجز حاد في مكازنتيا إلى ترشيد نفقاتيا لمتخفيؼ مف حدتو.
يعرؼ ترشيد اإلنفاؽ العاـ عمى أنو « :تحقيؽ أكبر نفع لألفراد بكاسطة زيادة كفاءة ىذا اإلنفاؽ إلى أعمى
درجة ممكنة ،كالقضاء عمى جميع أكجو اإلسراؼ كالتبذير ،كمحاكلة تحقيؽ التكازف بيف النفقات العامة كأقصى ما
()1
يمكف تدبيره مف المكارد المالية لمدكلة».
كيعرؼ أيضا ترشيد اإلنفاؽ العاـ عمى أنو « :تكجيو اإلنفاؽ العاـ مف أجؿ زيادة حجـ كنكع النفع العاـ
،كفقا ألكلكيات كاضحة بتكزيعيا ،كفقا لمنظكر شامؿ كعاـ لمجمكع حاجات المجتمع كالعمؿ عمى إشباعيا
()2
األىمية بعيدا عف التبذير كاإلسراؼ كاىدار األمكاؿ العمكمية ،كذلؾ بأدنى حد مف التكمفة».
كمما سبؽ يمكف إعطاء تعريؼ شامؿ لترشيد اإلنفاؽ العاـ ىك تحديد الحد األمثؿ إلنفاؽ العاـ كاالعتماد
عمى الرشادة في عممية صرؼ النفقات العامة ،كتجنب إىدار األمكاؿ العمكمية كبالتالي تحقيؽ األىداؼ المرجكة .
ىناؾ العديد مف الضكابط التي تحكـ عممية ترشيد اإلنفاؽ العاـ كأىميا:
الفرع الثاني :أىم المجاالت التي تخصيا عممية ترشيد اإلنفاق العام
()2
ىناؾ العديد مف البنكد التي تمسيا عممية ترشيد اإلنفاؽ العاـ نذكرىا بإيجاز فيما يمي:
يعتبر بند الركاتب كاألجكر مف البنكد التي تأخذ حصة كبيرة مف إجمالي النفقات العامة ،لذلؾ فإف عممية
ترشيد ىذا البند سكؼ يساىـ بصكرة كبيرة في تقميص عجز المكازنة العامة لمدكلة ،كيتـ ذلؾ كما يمي:
( )1إبراىيـ أحمد عبد اهلل :المالية العامة والمالية العامة اإلسالمية ،مطبعة جامعة النيميف ،الخرطكـ ،1996 ،ص .72
( )2محمد شاكر عصفكر :أصول الموازنة العامة ،دار المة ،عماف ، 2008 ،ص .401
78
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
تعتبر النفقات العامة االستثمارية مف النفقات التي تمعب دك ار بار از في التنمية االقتصادية ،خصكصا
عندما يتـ تكجيييا إلى مجاالت البنية التحتية ،فكؿ إجراء لترشيد اإلنفاؽ العاـ ال يجب أف يؤثر عمى معدؿ
اإلنفاؽ العاـ االستثمارم أك عمى إنتاجيتو كمف أىـ اإلجراءات المفتكحة لعممية الترشيد في ىذا البند ما يمي:
القياـ بإنجاز المشاريع الرئيسية كاليامة جدا ك تأجيؿ إنجاز المشاريع األقؿ أىمية.
تقديـ األكلكية لممشاريع المنخفضة التكاليؼ التي تدر عائد مالي.
القياـ بإجراء دراسات دكرية لمبرامج كالمشاريع الحككمية كاعادة النظر فييا عمى ضكء نتائج الدراسات
كتقييميا كبعد ذلؾ يتـ تخفيض اإلعتمادات المالية لممشاريع التي تككف منخفضة النفع.
تعزيز الرقابة المالية عمى عمميات الصرؼ خصكصا ما يتعمؽ بالتكاليؼ كالمشتريات.
الدراسة المعمقة لألسباب المؤدية لكقكع المؤسسات العامة في خسائر كبيرة ك انتقاؿ ىذه المؤسسات
إلى مرحمة االعتماد عمى التمكيؿ الذاتي.
مف أىـ النقاط األساسية التي يجب االعتماد عمييا في ترشيد النفقات التشغيمية ما يمي:
االستغناء عف المباني المؤجرة لألجيزة الحككمية كالتي تككف ثانكية كغير ىامة بالنسبة لألعماؿ
األساسية لمدكلة .
القياـ برفع المدة الزمنية الستعماؿ األجيزة كاآلالت كاألثاث كالسيارات ألقصى مدة زمنية ممكنة
بكاسطة تكفير الصيانة الالزمة ليا كالمحافظة عمييا.
القياـ بتخفيض نفقات إقامة المعارض الدكلية كالمشاركة فييا.
البحث عف كيفية تخفيض إيجارات المباني التي تستأجرىا الدكلة إلى أقؿ مستكل ،كدراسة إيجاد بدائؿ
أخرل بتكاليؼ أقؿ.
كمنو ال بد مف ترشيد اإلنفاؽ العاـ في كؿ ىذه الجكانب مف أجؿ التقميص مف حجمو لتخفيض عجز
المكازنة العامة.
79
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
كمما سبؽ نالحظ أنو مف أجؿ نجاح سياسة ترشيد اإلنفاؽ العاـ ال بد أف تطبؽ كفؽ الضكابط السالفة
()1
الذكر ،بإضافة إلى ذلؾ يجب كضع معايير معينة ال بد مف احتراميا كمف أبرزىا ما يمي:
ال بد أف يفكؽ معدؿ النمك في اإلنفاؽ االستيالكي الحككمي معدؿ النمك في الناتج المحمي اإلجمالي.
السعي كالعمؿ مف أجؿ الكصكؿ لحالة يككف فييا الصرؼ في مجاؿ اإلنفاؽ العاـ الجارم متعادال مع
اإليرادات الحالية لمدكلة.
إنتاجيتو يجب أف تمس عممية الترشيد معالجة مشكالت القطاع العمكمي كالسعي قدما مف أجؿ رفع
كأداءه بصكرة تؤدم بالمشركعات التي تممكيا الدكلة باالعتماد عمى نفسيا في التمكيؿ ،كبالتالي ال
تككف ىذه المؤسسات سببا في تفاقـ العجز في المكازنة العامة لمدكلة.
الفرع الثالث :ركائز نجاح ترشيد اإلنفاق العام واألساليب الحديثة في إدارتو
مف أجؿ أف تصؿ عممية ترشيد اإلنفاؽ العاـ لتحقيؽ أىدافيا المرجكة يجب أف تككف مؤسسة عمى ركائز
()2
ضركرية لنجاحيا كمف أبرزىا ما يمي:
.1توفير بيئة مالئمة :ال بد مف تكفرىا مف أجؿ نجاح عممية ترشيد اإلنفاؽ العاـ ،فاإلدارة الجيدة لمكارد
،سيساىـ في الدكلة كتكفر الشفافية في تدفؽ المعمكمات كالرقابة كالمساءلة الجادة عف مكارد الدكلة
تحقيؽ أىداؼ ترشيد اإلنفاؽ العاـ.
.2كفاءة األجيزة المالية :تعتبر مف أبرز العكامؿ األساسية لنجاح عممية ترشيد اإلنفاؽ العاـ فكمما كانت
،كمما انعكس عمى عممية ترشيد اإلنفاؽ العاـ ىذه األجيزة تعمؿ بكفاءة كاممة كمنظمة بشكؿ جيد
باعتبار ىذا الجياز القمب النابض لممكازنة العامة لمدكلة.
:بحيث يسمح بالتعرؼ عمى كؿ عمميات اإلنفاؽ .3العمل عمى إرساء نظام محاسبي ورقابي فعال
كمجاالتو كيقكـ بمراقبة كتقييـ كؿ العمميات اإلنفاقية كتقديـ نشرات دكرية حكؿ النشاط المالي لمدكلة.
( )1رمزم زكي :الصراع الفكري واالجتماعي حول عجز الموازنة العامة في العالم الثالث ،دار اليدل لمثقافة كالنشر ،سكريا ،ص .255
أطركحة دكتكراه (غبر منشكرة) كمية االقتصاد ،قسـ ( )2شعباف فرج :الحكم الراشد كمدخل حديث لترشيد اإلنفاق العام والحد من الفقر،
االقتصاد ،جامعة الجزائر ،2012 ،3ص ص .91،90
80
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
.4إفساح المجال لمقطاع الخاص :كذلؾ مف أجؿ االستثمار في كؿ المجاالت بحيث ينعكس إيجابا عمى
جانب اإلنفاؽ العاـ ،كذلؾ القتصار نفقات الدكلة عمى مجاالت محددة كىك ما يقمص مف عجزىا المالي
مف جية ،كيمكنيا مف التحكـ الجيد في نفقاتيا مف جية أخرل.
ىدؼ اإلنفاؽ كىدؼ تخطيط تحتكم المكازنات العامة في الغالب عمى عناصر لمفاىيـ متعددة كىي:
البرامج كىدؼ األداء.
كتقكـ الييئة التشريعية بدراسة المكازنة كتقكـ بإجراء تغييرات فييا إذا كانت ضركرية كتقكـ بتقدير
المخصصات ،كذلؾ حسب بنكد كمبدأ ىدؼ اإلنفاؽ كيمكف أف يشمؿ تقرير تقديـ المكازنة معمكمات إضافية عف
المدخالت كحتى عف بيانات حكؿ األداء أك البرامج ،لكنيا تستعمؿ فقط لدعـ طمبات ىدؼ اإلنفاؽ كمف أىـ
()1
مميزاتو ما يمي:
إف التكجو الحديث لمتطمبات نجاح عممية ترشيد اإلنفاؽ العاـ ،تقتضي بتكامؿ تقسيمات المكازنة سكاء
ميزانية االعتمادات أك ميزانية األداء أك ميزانية التخطيط كالبرامج ،بحيث يبرز كؿ تقسيـ أكجو قصكر التقسيمات
األخرل كذلؾ في إطار تقسيـ مركب تتكافر فيو متطمبات ترشيد اإلنفاؽ العاـ.
( )1خالد الميياني :األساليب الحديثة في إدارة المالية العامة ،كرقة عمؿ مقدمة لمممتقى العربي الرابع ''األساليب الحديثة في اإلدارة المالية
العامة'' ،بيركت ،2008 ،ص .337
81
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
الفرع الرابع :سياسات ترشيد النفقات العامة :خطة الحكومة لمواجية األزمة
-1ترشيد الواردات ( سياسة رخص الواردات ) :لقد سارعت الحككمة إلى إيجاد الحمكؿ المناسبة لمكاجية عجز
المكازنة العامة ،بسف مجمكعة مف اإلجراءات أغمبيا أخذت طابعا إداريا إلعادة تنظيـ التجارة الخارجية .كلعؿ
االستيراد لنظاـ الرخص ،بحيث ييدؼ ىذا أىـ اإلجراءات التي أعمنت عنيا ك ازرة التجارة ىي إخضاع نشاط
المشركع بالدرجة األكلى إلى ضبط قائمة المكاد الضركرية المسمكح باستيرادىا ،كبالكميات التي تكفي احتياجات
المكاطف الجزائرم.
● تعريف رخص االستيراد :ىي رخصة أك تصريح تصدرىا إلى المستكرد سمطة حككمية مختصة ،تسمح لو
بمكجبيا بجمب كميات محددة مف بضائع كسمع محددة ال يمكف استيرادىا إال بمثؿ ىذه الرخصة .كىي أداة
حككمية لضبط كمراقبة حركة التجارة عبر الحدكد الكطنية ،كىي آلية لمتأكد مف السياسات التجارية كتنفيذىا في
ما يتعمؽ بمنح معاممة تفضيمية كاستيفاء متطمبات ما قبؿ المكافقة ،ككذلؾ متطمبات الصحة كالسالمة اإلجبارية .
،فيي ستطبؽ فقط عمى المنتجات التي بما أف القكانيف الجديدة ستسمح بالتحكـ أفضؿ في المصاريؼ
أصبحت تثقؿ كثي ار فاتكرة االستيراد كمنيا :المكاد االستيالكية المصنعة كميا سكاء كانت مكاد غذائية أك غير
غذائية ،كبالتالي فإف تدخؿ الك ازرة سيشمؿ ىذا النكع مف الكاردات بغرض التحكـ فييا.
فاتساع نشاط االستيراد أصبح يثقؿ الخزينة العمكمية ،فقيمة المنتجات الغذائية المصنكعة كميا كالمستكردة بمغت
حكالي 15مميار دكالر سنكيا ،إلى جانب حكالي 5ماليير دكالر الستيراد السيارات ك 1.6مميار دكالر ألغذية
الحيكانات ك 600مميكف دكالر قيمة األدكات الكيركمنزلية ،كأزيد مف 600مميكف دكالر الستيراد مكاد التجميؿ
كغيرىا.
،فستمكف مف فيما يخص الرخص الجديدة سكاء المتعمقة بالمكاد االستيالكية أك السيارات أك بمكاد البناء
تحديد حجـ الكاردات حسب االحتياجات الكطنية ،قصد تجنب الكقكع في الفائض الذم يثقؿ الخزينة كيضر
اإلنتاج المحمي.
82
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
-2تبني معايير الكفاءة المالية :إف تطبيؽ قكاعد الحككمة في االقتصاديات الكفؤة يؤدم بالضركرة إلى ترشيد
بي كاالقتصاد الجزائرم ،فإف البيئة مناسبة لتفشي التبذير داخؿ المجتمعات مما
النفقات ،لكف ؼم الدكؿ اؿعر ة
يتطمب سياسة صارمة لترشيد النفقات كالتسيير الفعاؿ الحتياطي الصرؼ.
كما شرعت الجزائر بتسطير سياسة متعمقة بالتصدير لتعكيض ما فقدتو مف إيرادات بسبب تراجع أسعار البتركؿ
( )1
كذلؾ عف طريؽ :
ضمان الجودة :فحسب ك ازرة الصناعة كالمناجـ أف الجزائر سجمت تأخ ار كبي ار في مجاؿ التقييس ألف
℅ 10مف 7500معيار ،كىك ما اضعؼ المنتج مطابقة المنتج المحمي لممعايير الدكلية ال يتعدل
الجزائرم محميا كدكليا كترتب عنو خسارة تقارب حكالي 128مميار دكالر بيف 1963ك. 2013
دعم المنتج المحمي :تستكجب عممية دعـ المنتج المحمي ظركفا اجتماعية معينة ،كذلؾ تتعمؽ بالقدرة
الشرائية لممستيمؾ الجزائرم حتى يتسنى لو اقتناء ىذا المنتج ،مما دفع بالسمطات النقدية إلى عكدة
القركض االستيالكية بعد تكقفيا لمدة 5سنكات كذلؾ كفؽ اإلجراءات التالية:
-تعريؼ كتكصيؼ المنتج الجزائرم.
-كضع اآلليات المتعمقة بسياسة القركض.
-تحديد قائمة المنتجات القابمة لمدعـ.
تعتبر الضريبة مف أىـ األدكات التي تستخدميا الدكلة الجزائرية ،في الحصكؿ عمى المكارد المالية التي
أىداؼ تضمف مف خالليا مكاجية نفقاتيا العامة ،إضافة إلى دكر جديد يتمثؿ في ككنيا أداة تدخؿ لتحقيؽ
المجتمع كأداة لمتكجيو كالضبط االقتصادم كسياسة مف سياسات معالجة العجز في ميزانية الدكلة الجزائرية.
يمكف لمدكلة أف تؤثر في العديد مف نسب الضرائب المباشرة لكي تستعمؿ حصيمتيا في تمكيؿ عجز
( )1بكشميط ىاجر أميرة :إشكالية اإلنفاق العمومي في الجزائر وأزمة تراجع أسعار النفط سنة ،2014المجمة الجزائرية لمعكلمة كالسياسات
االقتصادية ،العدد ، 2016-07جامعة الجزائر ، 3ص ص .180 -178
83
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
()1
المكازنة العامة كمف ابرز ىده الضرائب المباشرة التي يمكف لمدكلة أف تؤثر فييا ما يمي :
أوال :الضرائب عمى أرباح رؤوس األموال
تعتبر مف أىـ الضرائب التي تحقؽ عكائد مالية معتبرة لخزينة الدكلة ،كزيادة نسبتيا ليس أم ار سيال ألنيا
تمارس ضغطا كبي ار عمى األفراد إذا كاف سعرىا مرتفع ،لذلؾ تراعي في زيادة نسبة ىذه الضريبة الكثير مف
االعتبارات.
اإليرادات الضريبية المتأنية مف قطاع العمراف تطك ار مع التطكر العمراني الذم شيدتو الجزائر كانت
ممحكظا ،لذلؾ غالبا ما تمجأ الدكلة إلى زيادات مدركسة عمى ق ذا النكع مف الضرائب مف أجؿ تفعيؿ اإليرادات
الضريبية العقارية ،كذلؾ باعتبار أف جبايتيا سيمة كال يشعر األفراد بعبء ىذه الضريبة.
كىي تعرؼ أيضا بالضريبة المؤجمة عمى الدخؿ بحيث تفرض ىذه الضريبة عمى إجمالي التركة أك تفرض
عمى نصيب الفرد مف التركة ،جراء انتقاؿ رأس الماؿ مف المكركث إلى كرثتو ،كلكف تعتبر حصيمة ىذا النكع مف
الضرائب ضعيفة بسبب عدـ ثبات حصيمتيا لذلؾ ال تعتمد عمييا الجزائر في تمكيؿ عجز مكازنتيا.
تعمؿ الضريبة عمى الدخؿ عمى خفض مقدار الدخؿ الصافي مف العمؿ الذم يقكـ بو األفراد ،كتعتبر
الضريبة عمى الدخؿ مف أىـ الضرائب التي تمثؿ إيرادات عالية لمكازنة الدكلة بسبب شمكليتيا لطبقة كاسعة مف
األفراد مف جية كعدـ قدرة األفراد مف التيرب مف دفعيا ،لذلؾ تعتبر ىذه الضرائب مف أبرز المداخيؿ المالية
لمدكلة التي تساىـ بشكؿ كبير في تمكيؿ عجز المكازنة العامة.
يتـ فرض الضرائب غير المباشرة عمى الماؿ بسبب استعمالو أك تداكلو ،فالفرد عادة ال يشعر بيذا النكع
مف الضرائب ،ألف الضريبة ىنا مدرجة ضمف ثمف السمعة كالخدمة التي يقتنييا الفرد ،كمف أىـ الضرائب غير
()1
المباشرة التي تساىـ في تمكيؿ عجز الميزانية لمدكلة ما يمي:
يقكـ المنتجيف بنقؿ ىذه الضريبة إلى المستيمكيف ،باعتبار أف المنتج تفرض عميو ىذه الضريبة عندما تمر
السمعة بمرحمة اإلنتاج النيائي كبالتالي يمكف لو أف يحمميا لممستيمؾ ،كتعتبر ىذه الضرائب مف أبرز الضرائب
،لذلؾ ففي الغالب تستعمؿ ىذه غير المباشرة كالتي تدر أمكاال كبيرة لخزينة الدكلة بسبب سيكلة جبايتيا
الضرائب في تميؿ عجز المكازنة العامة لمدكلة .
كىي تمؾ الضرائب التي تفرض عمى عمميات التجارة الخارجية ،كتكتسي أىمية بارزة في تمكيؿ المكازنة
لمركنتيا كاتساع نطاقيا ،خصكصا كأف حركة السمع كالخدمات نشطة في مجاؿ التجارة الخارجية ،لذلؾ تعتبر
حصيمة ىذه الضرائب حصيمة ىامة بالنسبة لتمكيؿ عجز المكازنة العامة لمدكلة.
اإلنتاج في كؿ مرحمة مف تفرض الضريبة عمى القيمة المضافة عمى الزيادات التي تتحقؽ في قيمة
مراحؿ اإلنتاج كالتكزيع ،كتتميز الضريبة عمى القيمة المضافة بكفرة حصيمتيا كخصكصا إذا تـ االختيار الجيد
لنسبتيا كطرؽ جبايتيا كتحصيميا ،بحيث تتصؼ بالديمكمة اإلرادية طكاؿ العاـ دكف التقييد بفترة زمنية محددة ،
كتعتبر أخؼ كقعا عمى المكمفيف بدفعيا الندماج قيمتيا في أسعار السمع التي يقكمكف بشرائيا ،كبالتالي ال يشعر
بيا المكمؼ لذلؾ غالبا ما تستعمميا الدكلة لتمكيؿ العجز في مكازنتيا.
بسبب االنخفاض الشديد في أسعار البتركؿ خاصة في ،2015عرفت إيرادات المحركقات انخفاضا في
إيرادات الميزانية الكمية التي بمغت ℅ 59في ،2014انخفاضا إلى ℅ 46.5في ،2015ثـ إلى ℅ 35.3
في ℅ 61.7 ( 2016في ،) 2013حيث لـ تعد تغطي سكل ℅24.1مف نفقات الميزانية الكمية في ،2016
مقابؿ ℅ 31في 2015ك ℅ 48.4في ℅ 61.1 ( 2014في . ) 2013
نالحظ أنو في 2016بمغت الضرائب عمى المداخيؿ األرباح ،℅ 45.6بعدما كانت تمثؿ سكل 23.2
℅ مف اإليرادات الضريبة في ،2002أم في ارتفاع قدره 1.6نقطة مئكية مقارنة بسنة ،2015بالمقابؿ تمثؿ
،℅ 36.8مقابؿ ℅35في ،2015عمما أنيا بمغت ℅ 46.3في نسبة الضريبة عمى السمع كالخدمات
.2002
كسجمت نسبة الحقكؽ الجمركية تراجعا ب 2.3نقطة إلى ℅ 17.6في ،2016مقابؿ ℅ 26.6في
.2002
مف خالؿ قذا الجدكؿ يتبيف لنا تطكر ىيكؿ الضرائب عمى المداخيؿ كاألرباح كىيكؿ الضرائب عمى السمع
كالخدمات ،نقائص في تحصيؿ الضريبة المباشرة خارج األجكر كالضريبة غير المباشرة عمى األنشطة الداخمية.
بالفعؿ كعمى الرغـ مف أف سنتي 2015ك 2016ال تؤكداف التكجيات القكية التي لكحظت خالؿ الفترة ما
بيف ،2014-2002أم ارتفاع ( أكال) كزف الضرائب عمى األجكر في الضرائب المباشرة تزامنا مع انخفاض
86
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
كزف الضرائب عمى أرباح الشراكات ،ك ( ثانيا ) فيما يخص حصة الضريبة عمى القيمة المضافة كاالقتطاعات
أف تطكر مف الكاردات تزامنا مع انخفاض كزف الضريبة عمى القيمة المضافة عمى النشاطات الداخمية ،إال
ىيكؿ الضرائب المباشرة كغير المباشرة يتعارض بقكة مع التكجو نحك االرتفاع:
فيما يخص حصة صافي فكائض االستغالؿ في القيمة المضافة الصافية الخاصة بالنشاطات
االقتصادية خارج المحركقات كالفالحة.
( )1
كفيما يخص القيمة المضافة في االقتصاد الحقيقي.
( بالنسب المئكية )
2016 2015 2014 2013 2012 2007 2002 الضرائب عمى المداخيل واألرباح
57.1 57.7 60.4 60.1 64.1 48.4 47 الضرائب عمى األجور
42.9 42.3 39.6 39.9 35.9 51.6 53 ضرائب أخرى
المصدر مف إعداد الطمبة بناء عمى التقرير السنكم 2016لبنؾ الجزائر.
( )1التقرير السنكم لبنؾ الجزائر :2016التطور االقتصادي والنقدي لمجزائر ،سبتمبر ،2017ص ص.71-70
87
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
( بالنسب المئكية )
2016 2015 2014 2013 2012 2007 2002 الضرائب عمى السمع والخدمات
رسم عمى القيمة المضافة
53.4 59 57.2 59.7 57.9 49.5 35.4
واالقتطاعات عمى الواردات
رسم عمى القيمة المضافة
39.2 39.6 40 37.2 39.3 48.6 45.2
واالقتطاعات عمى األنشطة الداخمية
رسم عمى القيمة المضافة عمى
0.0 0.0 0.0 0.0 0.0 0.0 4.4
المواد البترولية
6.0 0.0 0.0 0.1 0.1 1.2 14.5 اقتطاعات عمى المواد البترولية
المصدر :مف إعداد الطمبة بناءا عمى التقرير السنكم 2016لبؾ الجزائر.
عرفت االقتطاعات كالضريبة عمى القيمة المضافة عمى المنتجات البتركلية في الضريبة غير المباشرة
انخفاضا متكاصال بمغت مستكيات شبو معدكمة في السنكات األخيرة ،كفي 2016أدت اإلجراءات الخاصة برفع
بعض رسكـ المحركقات إلى رفع ىده الحصة إلى ℅ 6مف الضرائب غير المباشرة.
يعتبر اإلصدار النقدم الجديد كأسمكب لتمكيؿ عجز المكازنة العامة لمدكلة ،كذلؾ عف طريؽ خمؽ كمية
جديدة مف النقكد بدكف تغطية ،فيذه السياسة التي تعد تمكيال بالعجز أك تمكيال تضخميا ىي زيادة تستيدؼ بيا
الدكلة تمكيؿ الزيادة في اإلنفاؽ الحككمي ،ألنو يترتب عمى إصدار النقكد الجديدة غير المغطاة ارتفاعا في
اإلنتاجي ،كنظ ار لما ليذه الطريقة مف آثار األسعار ،كىذه الضغكط تفاكتت قكتيا عمى حسب مركنة الجياز
ؼف الدكؿ ناد ار ما تمجأ إلى عممية تمكيؿ عجز المكازنة العامة.
سمبية عمى االقتصاد الكطني إ
«ىك خمؽ كمية مف كسائؿ الدفع المتداكلة خالؿ فترة زمنية معينة ،كىذا يمثؿ خمؽ النقكد التي تشمؿ كال
مف النقكد الداخمية المتمثمة في :النقكد المصرفية كالتسييالت االئتمانية كالنقكد الخارجية ككحدات
88
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
()1
النقكد القانكنية ».
غالبا ما تككف عممية اإلصدار النقدم الجديد أم ار متعمدا كأحد كسائؿ السياسات االقتصادية لتحقيؽ آثار
تكسعية عمى االقتصاد ،مف أجؿ حثو عمى النمك كتحقيؽ التشغيؿ الكامؿ .فاليدؼ مف ىذا التمكيؿ ىك التعكيض
إنتاجي معطؿ ،فارتفاع الطمب الكمي يؤدم في ىذه الحالة إلى عف النقص الفعمي الكمي بسبب كجكد جياز
ارتفاع حجـ التشغيؿ كاإلنتاج الكمي كالى رفع مستكل التشغيؿ نظ ار لمركنة الجياز اإلنتاجي.
فاإلصدار النقدم الجديد يعتبر الممجأ األخير التي تمجأ إليو الدكلة مف أجؿ تمكيؿ عجز المكازنة العامة ،
إمكانية اإلصدار النقدم حتى مع كجكد كاف كاف ىناؾ بعض االقتصادييف يركف إمكانية االعتماد عمى
القتراض مف القطاع الخاص ،كذلؾ إذا كاف ىذا االقتراض سيؤدم إلى ارتفاع سعر الفائدة ،كمنو التأثير عمى
مستكل االستثمار .أما الدكؿ النامية فال يمكف ليا أف تمجأ لإلصدار النقدم الجديد ،إال إف كاف مكجيا لالستثمار
أك أف يستعمؿ بكميات صغيرة لكي ال تنجر عميو أثار تضخمية كخيمة.
يعرؼ التمكيؿ التضخمي بأنو سداد العجز في المكازنة بالكسائؿ النقدية أم بإصدار نقدم جديد أك خمؽ
كمية جديدة مف النقكد الكتابية ( نقكد الكدائع ) ،كذلؾ مف أجؿ تغطية الفرؽ بيف النفقات العامة كاإليرادات
العامة كىذه الزيادة في العرض النقدم ،ال تتناسب مع حصيمة الناتج المحمي اإلجمالي مما يدفع المستكل العاـ
لإلرادات ،كبالتالي حدكث التضخـ كفيما يمي أىـ اآلثار المترتبة عف التمكيؿ التضخمي :
أوال :إعادة توزيع الدخل لصالح الطبقة الغنية عمى حساب الطبقة الفقيرة والمتوسطة
حيث يؤدم ىذا االرتفاع في المستكل العاـ لألسعار إلى ارتفاع مداخيؿ أصحاب رؤكس األمكاؿ محققيف
أرباح ،كبالمقابؿ تتدىكر المداخيؿ الحقيقية ألصحاب الدخؿ الثابت كاألجكر ،مف جراء ىذا االرتفاع المستمر في
( )2
األسعار تتدنى مستكياتيـ المعيشية.
( )1التقرير السنكم لبنؾ الجزائر :2016مرجع سبؽ ذكره ،ص ص.73 ،72
( )2عادؿ أحمد حشيش :أصول الفن المالي لالقتصاد العام ،ص .190
89
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
إف عجز المكازنة يؤدم مف خالؿ التضخـ إلى إحداث تفاكت في تكزيع الثركات حيث أف أصحاب
الثركات كالمدخرات المالية كالنقدية خسارتيـ مؤكدة بسبب تدىكر القكة الشرائية لمنقكد مما يؤدم إلى تناقص
القيمة الحقيقية لممدخرات كالثركات أما مف جسد ثركاتو في شكؿ مادم فإف ربحو مؤكدا حيث أف ىذا النكع مف
الثركات يرتفع مع ارتفاع المستكل العاـ لألسعار.
تؤدم زيادة كمية النقكد المتداكلة إلى تدىكر قيمتيا كقد يترتب عمى ذلؾ ارتفاع األسعار لدرجة غير معقكلة
كيككف ىذا االرتفاع مصحكبا بعدـ الثبات في االئتماف.
إف ارتفاع المستكل العاـ لألسعار يؤدم إلى ارتفاع التكاليؼ بالنسبة لمقطاعات التي تعمؿ في مجاؿ
التصدير ،كىذا ما يدفع إلى ارتفاع األسعار النيائية ليذه المنتجات كتتدىكر قيمتيا في السكؽ العالمي كبالتالي
تنخفض حصيمة الصادرات ،كمف الجانب اآلخر ترتفع الكاردات بسبب التضخـ فتصبح أسعار السمع المستكردة
تنافس أسعار السمع المحمية ،كبالتالي حدكث عجز في ميزاف المدفكعات.
يقصد بو مبادلة كحدة النقد الكطني مع العمالت األجنبية ،كحيث يتدىكر سعر الصرؼ ينتج عنو ارتفاع
أسعار الكاردات المقكمة بالنقد الكطني ،كبالتالي ارتفاع أسعار السمع االستيالكية كالسمع الكسيطة كالسمع
اإلنتاجية المستكردة المكجية لتنفيذ البرامج االستثمارية ،كفي ظؿ ىذه الحالة ينخفض المستكل المعيشي.
،كذلؾ مف جراء عدـ استجابة إف تمكيؿ العجز المكازني بكاسطة التضخـ يزيد مف تعقيد مشكؿ العجز
الحصيمة الضريبية لمزيادة في المستكل العاـ لألسعار ،فيدخؿ االقتصاد في حمقة مفرغة كؿ عامؿ فييا ىك
90
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
()1
النتيجة كالسبب في آف كاحد.
لقد عرفت الجزائر كباقي الدكؿ تغيرات ك إصالحات جذرية بإتباعيا لسياسة الخكصصة
كالبحث عمى أحسف الطرؽ لتحقيؽ التنمية االقتصادية ك إعادة االعتبار لمقطاع الجبائي باعتباره
الممكؿ الرئيسي لمخزينة العمكمية ،فكاف عمى الجزائر تبني سياسة جبائية تتماشى مع متطمبات
السكؽ ك مكاكبة التكنكلكجيا العالمية ،مف خالؿ دراستنا ىده سنتطرؽ إلى الجباية ك اإلصالح
الجبائي في الجزائر ،حدكد الجباية في تغطية العجز باإلضافة إلى فعالية الجباية البتركلية كالجباية
العادية في تمكيؿ الميزانية العامة.
تعتبر الجباية مف أىـ مكاضيع عمـ المالية العامة ،حيث مرت الجباية بعدة مراحؿ حيث كانت في بداية
األمر اختيارية ،ثـ تحكلت إلى رسكـ مقابؿ خدمات ثـ تطكر مفيكميا كىدفيا كأصبحت أداة لتحقيؽ أىداؼ
المجتمع.
نرل الجباية عمى أنيا « :مجمكع االقتطاعات اإلجبارية المفركضة مف طرؼ الدكلة كالتي تضـ الضرائب
()2
كالرسكـ».
الضرائب :ىي اقتطاع مبمغ نقدم بشكؿ إجبارم يدفعو الممكؿ لمدكلة كبدكف حصكلو عمى مقابؿ
( )1حمدم بف محمد صالح :توازن الموازنة العامة دراسة مقارنة بين االقتصاد اإلسالمي والوضعي ،دار النفائس لمنشر كالتكزيع ،األردف،
ط ،2013 ،1ص ص .158-156
( )2حمدم بف محمد صالح :مرجع سبؽ ذكره ،ص .159
91
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
( )1
خاص مباشر ،لتحقيؽ نفع عاـ يتماشى مع أىداؼ الدكلة كيسيـ في تحقيقيا.
الرسوم :ىي فريضة مالية يؤدييا الفرد جب ار لمدكلة مقابؿ انتفاعو بخدمة معينة ،يترتب عمييا نفع خاص
( )2
إلى جانب النفع العاـ الناشئ عف أداة ىذه الخدمة.
. تعتمد الدكلة لتمكيؿ ميزانيتيا العامة عمى نكعيف مف الجباية ىما الجباية العادية كالجباية البتركلية
( )1محمد عباس محرزم :اقتصاديات الجباية والضرائب ،الطبعة الرابعة :دار ىكمة لمطباعة كالنشر كالتكزيع ،الجزائر ،2008 ،ص.217
( )2فميح حسف خمؼ :المالية العامة ،الطبعة األكلى ،عالـ الكتاب الحديث لمنشر كالتكزيع ،عماف ،2008 ،ص ص .217-170
( )3إبراىيـ عمي عبد اهلل كأنكر العجارمة :مبادئ المالية العامة ،دار صفاء لمنشر كالتكزيع ،عماف بدكف سنة نشر ،ص .137
92
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
أ -الجباية العادية :يمكف تعريؼ الجباية العادية مف أنيا تمؾ اإلجراءات التي تحصؿ عمييا الدكلة سنكيا
()1
بصكرة دكرية كالضرائب كالرسكـ.
ب -الجباية البترولية :يمكف تعريؼ الجباية البتركلية عمى أنيا :إف الضرائب البتركلية تدفع عمى أساس أنيا
مقابؿ الترخيص مف قبؿ الدكلة الستغالؿ باطف األرضي التي ىي ممؾ لمدكلة .
الضرائب المفروضة في مرحمة البحث :تفرض عمى الشركات مف أجؿ السماح ليا مف االستفادة مف
رقعة لمتنقيب فييا ،كنميز ضريبتيف :ضريبة حؽ الدخكؿ ضريبة حؽ اإليجار.
الضرائب المفروضة في مرحمة االستغالل :كنجد الضرائب التالية :ضريبة حؽ الدخكؿ في اإلنتاج
()2
اإلتاكة الضريبية عمى الدخؿ حؽ اإليجار في مرحمة االستغالؿ.
،التي تمكف مف االستقطاع الضريبي في مراحمو النظاـ الضريبي ىك مجمكعة القكاعد الفنية كالقانكنية
( )3
المتتالية مف التشريع إلى الربط كالتحصيؿ.
يمكف تعريؼ اإلصالح الضريبي عمى أنو « :مجمكع التغيرات المتعمقة بالضرائب الحككمية كالمحمية بيدؼ
تحسينيا ،كال يغني اإلصالح بأم حاؿ مف األحكاؿ مجرد إدخاؿ تعديالت عمى النظاـ الضريبي ،فيك خالصة
()4
مسار معقد مف العمميات كاإلجراءات يتـ التخطيط ليا ك تنفيذىا عبر فترة زمنية طكيمة».
( )1ياسر صالح الفريجات :المحاسبة في عمم الضرائب ،الطبعة األكلى ،دار المناىج لمنشر كالتكزيع ،عماف ،2009 ،ص .19-18
( )2مجدم محمد شياب :اإلقتصاد المالي ،دار الجامعة الجديدة لمنشر ،اإلسكندرية ،1999 ،ص .117
( )3سمير بف عمكر :إشكالية إحالل الجباية العادية محل الجباية البترولية لتمويل ميزانية الدولة ،مذكرة لنيؿ شيادة ماجستير ،تخصص
إدارة أعماؿ ،جامعة سعد ،حمب البميدة ،فيفرم ،2006ص ص .63-60
()4
سعيد عبد العزيز عثماف كشكرم رجب العشماكم :النظم الضريبية ،مكتبة كمطبعة اإلشعاع الفنية ،اإلسكندرية ،بدكف سنة النشر،
ص.13
93
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
يتـ تطبيؽ اإلصالح الضريبي في أم بمد مف البمداف ،باحتراـ مجمكعة مف الخطكات كاإلجراءات الممكف
()1
تقييميا في مجمكعة مف المراحؿ عمى النحك التالي:
ب
-1القيام بالتشخيص الضريبي :ك ىذا ػ:
تقدير ىكامش الربح الحقيقة بالنسبة لكؿ قطاع ك ىذا بالتميز بيف مختمؼ األعكاف المككنة لكؿ قطاع .
تحديد الضغط الضريبي الحالي.
تقدير العالقة بيف الضغط الضريبي الحالي كالضغط المكجكد أخذا بعيف االعتبار األىمية النسبية
لميكامش تنافسية القطاع ك مساىمتو في الناتج المحمي الخاـ .
تقييـ مدل قدرة الدكلة عمى ضماف التحصيؿ الضريبي المستيدؼ.
ب
-2اقتراح اإلصالح الضريبي :كيككف ذلؾ ػ:
تحديد التدابير القابمة لمتنفيذ ك ال بد أف تككف ىذه التدابير كاضحة كقابمة لمتنفيذ .
كضع قيد التنفيذ كحدة لمسياسة الضريبية ،بحيث تككف اإلصالحات الضريبة متكافقة مع البرامج أك
المخطط الشفكم لمبالد ،كىذا الضماف انسجاـ األىداؼ االقتصادية كالكطنية ،كليذا ال بد مف تككيف
مجمكعة (فريؽ أشخاص) مكمفيف بإعداد السياسة الضريبية لمبالد .
مراجعة اإلدارة الضريبية لمكقكؼ عمى مكامف الخمؿ فييا.
( )1عبد المجيد قدم :دراسات في عمم الضرائب ،الطبعة األكلى ،دار جرير لمنشر كالتكزيع ،عماف ،2011 ،ص.249
94
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
رغـ الدكر المميز الذم اكسبو الجباية ككسيمة مالية تستخدميا الدكلة لمتأثير في الحيمة المالية كاالقتصادية
كاالجتماعية ،إال أنو يكاجو صعكبات قد تككف عائؽ أماـ سياسات الدكلة ،كتمكف ىذه الصعكبات في عامميف
أساسييف ىما عامؿ اإلنفاؽ كعامؿ اإلدارة.
ذكره ،كذلؾ بالتطرؼ إلى صعكبات التحكـ في اإلنفاؽ أك عراقيؿ كمف ىذا سكؼ نحاكؿ تبيف ما سبؽ
السيطرة عمى اإلنفاؽ في الفرع األكؿ ،ككذلؾ ما يجب مراعاتو مف أجؿ الكصكؿ إلى إدارة جبائية فعالة ،تتماشى
مع متطمبات المرحمة الراىنة كذلؾ في الفرع الثاني .
تعمؿ الدكلة عمى الضغط في حجـ النفقات ككسيمة كلك مؤقتا ،حتى تتمكف مف العمؿ عمى جعؿ اإليرادات
كافية لتغطية أكجو اإلنفاؽ العامة لمدكلة ،نظ ار لتعدد ىذه األخيرة كتزايدىا كفي حالة حدكث عجز في الميزانية ،
يرجع ذلؾ إلى ظاىرة الزيادة في اإلنفاؽ العاـ ،مما يؤدم بالدكلة إلى التحكـ في ضبطيا ككضع جدكؿ ليا .
عبر االقتصادم األلماني "أكدلؼ فانجر" عف ظاىرة ازدياد النفقات العامة بقانكنو المصرفي ،الذم أثبت أف
كؿ األمـ السائرة في طريؽ التطكر يزداد نشاطيا المالي الع ا ـ ازديادا مضط ار مف حيث الكـ كالكيؼ بنسبة أكبر
مف نسبة تعداد السكاف ،بحيث يؤدم ذلؾ إلى زيادة مطردة في نسبة اإلنفاؽ العاـ إلى الدخؿ القكمي بسبب
التقدـ الصناعي كما رافقو مف ارتفاع مستكل المعيشة ،كزيادة الحاجات العامة التي تسعى الدكلة إتباعيا (،)1كمنو
يمكف تميز الزيادة في النفقات العامة بيف أسباب ظاىرة كأسباب حقيقية .
-1األسباب الظاىرية:
( )1عبد المجيد قدم :مرجع سبؽ ذكره ،ص ص .254 ،253
95
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
أ .رفع الدعم :إف إجراء عممية رفع الدعـ عمى األسعار بغية تحريرىا تؤدم إلى رفع مستكل األسعار لمسمع
كالخدمات كخاصة االستيالكية ،كنظ ار لما يترتب عمى ىذا اإلجراء مف اختالالت اجتماعية تعمد
الدكلة عمى التكفؿ بالطبقات االجتماعية ذات الدخؿ الضعيؼ .
ب .زيادة النمو الديموغرافي :إف ىذه المشكمة تتفاقـ في الدكؿ النامية التي يزداد سكانيا بشكؿ مستمر
كالزيادة السكانية تغير الزيادة في النفقات العامة ،ألف الدكلة عمييا أف تمبي احتياجات مكاطنييا مف
()1
أمف ،تنمية ،ك تعميـ ...الخ.
ج .انخفاض القيمة الحقيقية لمنقود :كيعبر عف ىذه القيمة بكمية السمع كالخدمات التي تستطيع الحصكؿ
عمييا بكحدة النقد الكاحد كىك ما يعرؼ أيضا بالقكة الشرائية لمنقكد ،كالتي تعني الزيادة في المبالغ
المخصصة لإلنفاؽ العاـ إذف ىناؾ عالقة ما بيف قيمة النقكد كالنفقات العامة .
د .اختالف طرق الحسابات القومية :كجب إدراج جميع اإليرادات كالنفقات في كثيقة كاحدة ،باستخداـ ما
يطمؽ عميو بطريقة المكازنة اإلجمالية ،كفي بعض الدكؿ تدخؿ ىناؾ بعض البنكد الجديدة لإليرادات
()2
كالنفقات دكف أف يتغير الحجـ الحقيقي لإلنفاؽ العاـ.
أ .أسباب اقتصادية :كتقؼ كراء ظاىرة ازدياد اإلنفاؽ العاـ في المجتمعات الحديثة أىميا :
تطكر الدخؿ القكمي.
تطكر دكر دكلة مع تطكر الفكر السياسي االقتصادم.
ب .أسباب عسكرية :إذف كثرة الحركب تؤدم إلى تخصيص جزء كبير مف بنكد المكازنة العامة لإلنفاؽ،
ككما أف التكترات الحدكدية كالصراعات بيف الدكؿ تزيد مف النفقات العامة كليا أسباب كنتائج سياسية
كاقتصادية كاستراتيجية.
ج .أسباب إدارية :إف تعدد كظائؼ الدكلة خمؽ العديد مف الك ازرات كاإلدارات لمقياـ بيذه المياـ يؤدم إلى
الزيادة في حجـ النفقات العامة لمدكلة .
( )1قحطاف السكقي :واالقتصادي المالية العامة ،دار الطالب لمدراسات كالترجمة كالنشر ،1989 ،ص .314
( )2طارؽ الحاج :المالية العامة ،الطبعة األكلى ،دار الصفاء لمطباعة كالنشر كالتكزيع ،ص .136
96
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
د .أسباب سياسية :يمكف إرجاع الزيادة في النفقات العامة إلى تطكر الفمسفة السياسية سكاء في الداخؿ أك
نتيجة انتشار المبادئ الديمقراطية كنمك مسؤكلية الدكلة ،أك في الخارج نتيجة شعكر الدكلة بكاجب
( )1
التضامف الدكلي.
ق .أسباب اجتماعية :إف تعدد االجتماعية كتجددىا ككجكد التبايف الطبقي بيف الفئات االجتماعية ،أكجب
عمى الدكلة التكفؿ بالمتطمبات االجتماعية لمفئات داخؿ مدخؿ الضعؼ .
ك .أسباب مالية :إف لجكء الدكلة إلى القركض كاإلصدار النقدم لتغطية عجز ميزانيتيا يساىـ بشكؿ كبير
في زيادة حجـ اإلنفاؽ ،فالقركض كلد قدرة شرائية كبيرة في صفكؼ األفراد ،ك اإلصدار النقدم يكلد كتمة
نقدية زائدة ال تجدليا مقابؿ في السكؽ.
،يجب بطبيعة الحاؿ أف تتكفر لدل لكي يستطيع الجباية أف تؤدم أىدافيا كخاصة اليدؼ التمكيمي
اإلدارة كاؿ اإلمكانيات الضركرية ،كأف تكفر أفضؿ الطرؽ كأحسف األساليب سكاء في الربط كالتحصيؿ ،لكف
اإلدارة الجبائية تعاني مف التسبب كالالمباالة ،باإلضافة إلى النقص الفادح في اإلمكانيات المادية الضركرية.
كلقد فرضت عمى اإلدارة الجبائية أف تأخذ المكانة الرائدة كالمنكطة بيا في االقتصاد ،كذلؾ بتحسيف إمكانياتيا
()2
ككسائميا.
أدت الحاجات المتزايدة لمدكلة إلى تزايد في حجـ إيراداتيا مما أصبح مف الضركرم تطكر النظاـ الجبائي
،ككذا إخضاع عدد أكبر مف األنشطة كالقطاعات كاقتباس فنكف ضريبة متقدمة كادخاؿ ضرائب جديدة
لالقتطاعات الجبائية ،كالكفاءة ليست كحدىا التي تمثؿ الضعؼ الذم تعاني منو اإلدارة الجبائية كانما لمجانب
الكمي دكره في ذلؾ ،كىذا مقارنة بعدد المفتشيات كالمديريات المكجكدة بالعدد اليائؿ مف األنشطة الممارسة .
( )1حسيف مصطفى حسيف :المالية العامة ،ديكاف المطبكعات الجامعية ،1995 ،ص .24
( )2لجمط محمد :دور الجباية في تغطية عجز الميزانية العامة لمدولة وتنمية لالقتصاد الوطني ،مذكرة لنيؿ شيادة الماستر ،المركز الجامعي
بالمدرسة ،دفعة ،2007ص .59
97
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
مف البدييي أف تكفر جياز إدارم قادر عمى القياـ بميامو عمى أحسف كجو يفرض إضافة إلى تحسيف
اإلمكانيات البشرية تكفير الكسائؿ المادية ،حيث أف السير العادم لممصالح الجبائية عمى كؿ المستكيات يحتـ
التغير يزكد التدعيـ بالكسائؿ ،فإف تسيير مرافؽ كمصالح اإلدارة الجبائية يتطمب كسائؿ حديثة تؤدم إلى رفع
مستكل الخدمات ،كىذا ما نالحظو في مختمؼ المصالح الجبائية في بالدنا كالمتمثمة في :
.1وسائل النقل :تتطمب طبيعة العمؿ لممصالح الجبائية الحركة الدائمة ،لذلؾ يكجد بالضركرة تكفير كسيمة
لمنقؿ خاصة إذا تعمؽ األمر بمكاف بعيد عف المصالح الجبائية ،كلكف لألسؼ تبقى اإلدارة الجبائية األقؿ
تجيي از بكسائؿ النقؿ اآلزمة إلكماؿ مياميا ،كىذا يعجز ألكاف الضرائب ألداء مفاىيـ نظ ار لمنقص الكبير
لكسائؿ النقؿ .كىذه النقائص تؤثر سمبا في كثير مف المرات عمى إمكانية إجراء حمالت الرقابة ألنشطة
تتكاجد في مناطؽ معزكلة.
الرىاف؛ أم غير كافية كؿ .2المقررات اإلدارية :إف اإلدارة الجبائية تممؾ مقرات ال تتماشى مع الكقت
تتجاكز مع احتياجات المصالح الجبائية .ىذا النقص يؤثر سمبا عمى مردكدية اإلدارة ،كعمى ىذا كجب
اإلسراع في اتخاذ إجراءات عاجمة لحؿ مثؿ ىذه المشاكؿ ،مف خالؿ تجديد ىذه المقرات كالشركع في
تشيد أك بناء منشآت إدارية جديدة تحسف ظركؼ العمؿ .
.3الموازم والتجييزات :إضافة إلى تكفير الكسائؿ السابقة فإف مف الضركرم تكفير المكازـ كالتجييزات ،مف
أجؿ تسيير كمتابعة جيدة لممفات المكمفيف المتزايدة سنكيا ،ككذا تحميؿ كحصر المعمكمات كالمعطيات
الخاصة بكؿ ممؼ في أكقات قياسية ضمانا لمصالح الخزينة العامة .
إف ما يميز ىذه المعالجة تستحميا في أكبر عدد مف المعطيات كالبيانات الخاصة بالمكمفيف في ساحة
،كما تفتح أفاؽ كبيرة صغيرة سيمة البرمجة كالترتيب ،مكفرة لمكقت مف حيث االطالع كاستقصاء المعمكمات
()1
تحكؿ دكف الكثير مف التجاكزات.
المطمب الثالث :فعالية الجباية البترولية والجباية العادية في تمويل الميزانية العامة :
تمثؿ الجباية عنص ار ميما في اإليرادات العامة في الجزائر ،كالمتمثمة أساسا في الجباية العادية كالجباية
البتركلية ،لذا سنحاكؿ معرفة مساىمة كؿ منيما في تمكيؿ الميزانية العامة .
عرفت الجباية البتركلية مجمكعة مف اإلصالحات اليامة تجسدت في التعديالت الصادرة في األمريف:
07-05كالقانكف .01-13
كرغـ مركر أكثر مف عقديف مف اإلصالحات الضريبية كالتي كاف أىـ أىدافيا إحالؿ الجباية العادية محؿ
الجباية البتركلية ،إال أف ىذه األخيرة مازالت مييمنة عمى ىيكؿ اإليرادات الضريبية العامة لمدكلة .فقد تجاكزت
%50باستثناء سنة 2009التي عرفت حصيمة الجباية البتركلية المكجية لصندكؽ ضبط اإليرادات معدؿ
انخفاضا في حصيمة الجباية البتركلية مف جية .كما نالحظ أف السمة الغالبة ىي تطكر حصيمة الجباية
البتركلية مف سنة ألخرل مع بعض االستثناءات بسبب عكامؿ داخمية كخارجية ،فالعكامؿ الخارجية تتمثؿ في
2005كصؿ إلى 54,64دكالر أما في سنة تقمب أسعار البتركؿ فارتفاع حصيمة الجباية البتركلية في سنة
32دكالر في 2011 2008فقد كصؿ إلى 98,76دكالر ،في حيف ارتفاع سعر الخاـ الجزائرم بأكثر مف
ليبمغ 112,92دكالر ،كذلؾ الحاؿ بالنسبة إلى االنخفاض في حصيمة الجباية البتركلية .فمرده االنخفاض في
السعر ،حيث انخفض السعر سنة 2009بسبب األزمة العالمية ستة 2009بسبب األزمة العالمية ليصؿ إلى
()1
62.35دكالر مقارنة ػب 98,96دكالر سنة .2008
إف الميزانية العامة لمدكلة تعرؼ سنكيا عج از كبي ار باستثناء سنة 2001ك ،2002كىذا بنسبة كصمت
إلى % 46.11مف مجمكع النفقات العامة كىك ما يؤثر عمى أىمية صندكؽ ضبط اإليرادات في تمكيؿ النفقات
،التي تشكؿ الجباية البتركلية أىـ العامة ،فجزء كبير مف ىذه النفقات يتـ تغطيتيا عف طريؽ ىذا الصندكؽ
05أضعاؼ ق كقد شيدت النفقات العامة ارتفاعا كبي ار خالؿ السنكات األخيرة حيث تطكرت بأكثر مف
مكارد .
كىذا راجع إلى ارتفاع نفقات التسيير بسبب ارتفاع األجكر كؾ ذا ارتفاع نفقات التجييز ،كذلؾ بسبب االعتمادات
الضخمة المخصصة لبرامج االستثمارات العمكمية سنة .2014
إف ارتفاع نسبة مساىمة الجباية البتركلية في تغطية األعباء العامة لمدكؿ بكضكح عمى الفشؿ في تحقيؽ
()2
أحد أىـ األىداؼ المعانة لإلصالح الضريبي كالمتمثؿ في إحالؿ الجباية العادية محؿ الجباية البتركلية.
()1
،مذكرة ماجستير غير ىندم كريـ :الجباية البترولية وأىميتيا في اإلقتصاد الجزائري في ظل الشراكة األجنبية في قطاع المحروقات
منشكرة ،كمية العمكـ اإلقتصادية كعمكـ التسيير ،جامعة الجزائر ،2009 -2008 ،ص .12
( )2عفيؼ عبد الحميد :فعالية السيا سة الضريبية في تحقيق التنمية المستدامة ،دراسة حالة الجزائر خالل الفترة ،2012_2001مذكرة
ماجيستر في عمكـ التسيير كمية العمكـ االقتصادية ،جامعة فرحات عباس سطيؼ ،2014 -2013 ،ص .53
99
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
كيمكف تكضيح مدل مساىمة الجباية البتركلية في تككيف اإليرادات الع ا مة في الجزائر خالؿ الفترة الممتدة
مف 2000إلى 2015مف خالؿ الجدكؿ التالي :
مف خالؿ الجدكؿ نالحظ أف الجباية البتركلية في تزايد مستمر خالؿ ىذه الفترة ك ىذا راجع إلرتفاع أسعار
ببة كالسبب في ذلؾ ىك حدكث أزمة 2008التي أثرت عمى أسعار البتركؿ
البتركؿ لكف ىذه السنة كانت متذ ذ
كانخفضت مما أدل إلى انخفاض نسبة تمكيؿ الجباية البتركلية لمميزانية العامة مف %54إلى ،%50كيمي ذلؾ
االنخفاض في أسعار البتركؿ في اآلكنة األخيرة التي أثرت عمى نسبة الجباية البتركلية حيث كصمت نسبة
تمكيؿ الجباية البتركلية إلى %36في سنة .2015
100
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
لمكقكؼ أكثر عمى تطكر الحصيمة الفعمية لمجباية العادية كجب عمينا تحميؿ بنية ىذه الحصيمة لمعرفة أكثر
الضرائب تحقيقا لإليرادات :
المالحظ ارتفاع حصيمة الضرائب عمى الدخؿ كاألرباح سنكيا ىذا ما تكضحو مختمؼ النسب المحصمة
عمييا ،لترفع بذلؾ نسبة مساىمتيا في إجمالي إيرادات الجباية العادية ،كيرجع ىذا االرتفاع في إيرادات الضرائب
،إلى عمى الدخؿ كاألرباح المتككنة أساسا مف الضريبية عمى الدخؿ اإلجمالي كالضريبة عمى أرباح الشركات
زيادة حصيمة الضريبة عمى الدخؿ اإلجمالي (فئة األجكر كالمرتبات ).
كرغـ الزيادة في حصيمة الضرائب عمى الدخؿ كاألرباح ،إال أنيا ال تزاؿ غير كافية ،إضافة ككف ىذا النكع
()1
مف الضرائب يفترض أنو بشكؿ كاحد مف أىـ المكارد الثانية لمميزانية العامة لمدكلة.
تبيف لنا أف نسبة معتبرة مف إيرادات الجباية العادية تتحقؽ عف طريؽ الرسكـ عمى السمع كالخدمات كيأتي
،2006كسبب ىذا في مقدمتيا الرسـ عمى القيمة المضافة ،كقد شيدت ىذه النسبة انخفاضا ابتداء مف سنة
االنخفاض بسبب ارتفاع نسبة مساىمة الضرائب عمى الدخؿ كاألرباح ،أما االرتفاع المسجؿ في حصيمة الرسكـ
عمى السمع كالخدمات ،مفرده االرتفاع الكبير المسجؿ في حجـ االستيالؾ خالؿ السنكات الماضية ،بفعؿ ارتفاع
اإلنفاؽ سكاء العمكمي أك الخاص .ما مف شأنو زيادة حصيمة الرسـ عمى القيمة المضافة عمى العمميات
()2
الداخمية ،كارتفاع كاردات الجزائر كمف تـ ارتفاع حصيمة الرسـ عمى القيمة المضافة عمى الكاردات.
تشكؿ الرسكـ الجمركية مكاردىا ما مف مكارد الخزينة العمكمية يشكؿ عاـ ك الجباية العادية بشكؿ
خاص لكف فسبتىا انخفضت في السنكات بعد ،2005كىك ما يطرح تساؤالت كثيرة حكؿ كيفية تعكيض ىذه
اإليرادات العامة في ظؿ عمميات التفكيؾ الجارية .
%15سنة ،2017كحصيمة متكقعة مف رغـ التطكر في حصيمة الرسكـ الجمركية إال أنيا لف تتجاكز
إجمالي إيرادات الجباية العادية حسب ما تشير إليو تقديرات صندكؽ النقد الدكلي .
تبقى حكاصؿ التسجيؿ كالطابع ضئيمة رغـ أنيا تمس جكانب عديدة مف مختمؼ المعامالت ،كرغـ التطكر
المممكس في إيرادات التسجيؿ كالطابع مف سنة ألخرل ،إال أنيا ال تساىـ بشكؿ كبير في إجمالي حصيمة
الجباية العادية ،فرغـ أنيا تمس العديد مف المعامالت إال أف تطكر إيراداتيا ال يزاؿ ضئيال ،ك يرجع ىذا أساسا
( )1
إلى اتساع حجـ السكؽ المكازية.
كنظر لألزمات المالية المتتالية كانييار أسعار البتركؿ ،نجد أف مساىمة الجباية العادية في تمكيؿ الميزانية
العمة ارتفاع مف سنة ألخرل كىذا ما سنممسو مف خالؿ الجدكؿ التالي :
السنوات مجموع اإليرادات الجباية العادية نسبة الجباية العادية من إجمالي إيرادات
2005 1635830 736830 45.4
2006 1667920 751920 45.08
2007 1802616 829616 46.02
2008 1924000 953800 49.57
2009 2786600 1158100 41.55
2010 3081500 1245700 40.42
2011 2992400 1520000 50.79
3012 3455650 1894050 54.81
2013 3820000 2204100 57.69
2014 4218180 2640450 62.59
2015 4684650 2961710 63.22
102
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
المصدر :قكانيف المالية لمسنكات .2015 ،2014 ،2013 ،2012 ،2011 ،2010 ،2009 ،2008 ،2007 ،2006 ،2005
مف خالؿ الجدكؿ نالحظ أف نسبة تغطية الجباية العادية إليرادات الميزانية ترتفع مف سنة ألخرل بنسب
متفاكتة ،حيث نجد أنيا في سنة 2005لـ تكف تمثؿ سكل %45لترتفع سنة 2015إلى ما يقارب % 64
كىذا راجع إلى االنييارات كاالنخفاضات المتتالية ألسعار البتركؿ ،ابتداء مف أزمة الرىف العقارم سنة 2008
إلى غاية أزمة انييار أسعار البتركؿ التي شيدتيا منظمة األكبؾ مع أكاخر سنة ،2014كىذا ما يكجب عمى
الدكلة البحث عف مصادر لإليرادات ماعدا الجباية البتركلية مف أجؿ تفادم الكقكع في أزمة .1986
تعد الجزائر مف أىـ الدكؿ المنتجة كالمصدرة لمنفط ،كباعتبار أف إيرادات ىذه األخيرة تتميز بتذبذب ،كاف
عمى الجزائر أف تفكر في إيجاد بدائؿ أخرل كمف خالؿ دراستنا ىذه ارتأينا أف الحؿ يكمف في إعطاء أكلكية
لقطاعات أخرل كالزراعة كالسياحة كالطاقات المتجددة كاختيارات إستراتيجية تككف بديمة لقطاع المحركقات.
يحتؿ القطاع الزراعي مكانة ىامة في االقتصاد الجزائرم ،كذلؾ نظ ار ألىميتو المتعاظمة فيما يخص دفع
عجمة التنمية االقتصادية كاالجتماعية.
قدرة المجتمع عمى تكفير الغذاء المناسب لممكاطنيف في المدل يمكف تعريؼ األمف الغذائي عمى أنو:
أما االكتفاء الذاتي فيك :سد الحاجات البعيد كالقريب كما كنكعا كباألسعار التي تتناسب مع الدخؿ الفردم.
الغذائية عف طريؽ إنتاجيا محميا ،كنظ ار ليذه األىمية التي يحضى بيا ىذا القطاع كاف عمى الجزائر أف تتبنى
إستراتيجية زراعية تنمكية تيدؼ بالدرجة األكلى إلى معالجة حؿ المشاكؿ كتفعيؿ دكره في مختمؼ السياسات
()1
االقتصادية كاالجتماعية.
()1
قركمي حميد كمعزكز زكية :دور القطاع الفالحي في سياسة التشغيل بالجزائر ،أكراؽ عمؿ القطاع الفالحي في سياسة التشغيؿ
29/28 بالجزائر ،أكراؽ عمؿ مقدمة ضمف الممتقى العممي الدكلي بعنكاف القطاع الفالحي كمتطمبات تحقيؽ األمف الغذائي ،جامعة المدية،
أكتكير ،2014 ،ص .59
103
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
الجدول رقم ( :)17تطور إنتاج السمع الغذائية الرئيسية في الجزائر خالل الفترة ( )2012-2005
الكحدة (ألؼ طف).
إف متطمبات النمك في إنتاج المحاصيؿ الزراعية الرئيسية في الجزائر ىك معدؿ أقؿ بكثير مف المعدؿ
،كىذا ما سبب انخفاض معدالت المطمكب لمحفاظ عمى حجـ المعركض مف المكاد الغذائية كالسمع الزراعية
االكتفاء الذاتي بيذه المحاصيؿ كما أف حجـ اإلنتاج الزراعي لمختمؼ المحاصيؿ يتسـ بالتقمب كعدـ االستقرار .
كىذا ما يستكجب الحفاظ عمى احتياطي استراتيجي مف الغداء مف أجؿ تحقيؽ كتمبية االحتياجات الغذائية
لمسكاف ،باإلضافة إلى عدـ القدرة عمى تكفير المادة األكلية لمصناعات المحمية كىذا ما أدل إلى زيادة الكميات
( )1
المستكردة مف المكاد الغذائية كتفاقـ العجز.
ثانيا :مساىمة القطاع الزراعي الجزائري في الناتج المحمي اإلجمالي
متوسط نصيب الفرد من الناتج الزراعي مساىمة القطاع الفالحي في الناتج المحمي اإلجمالي
2011 2010 2009 2011 2010 2009
442.43 382.61 365.25 16110.62 13644.41 12820.26
بكر كسمية بكخارم.
المصدر :محمد د
( )1مرزيؽ عاشكر كاعميش عائشة :الرشادة الزراعية كآلية لتحقيق األمن الغذائي و التنمية الزراعية المستدامة في الجزائر ،أكراؽ عمؿ
مقدمة ضمف الممتقى العممي الدكلي بعنكاف القطاع الفالحي كمتطمبات تحقيؽ األمف الغذائي بالدكؿ العربية ،جامعة المدية 29/28 ،أكتكبر،
،2014ص .431
104
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
مف الجدكؿ نالحظ أف مساىمة الناتج الفالحي في الناتج اإلجمالي عرؼ تطك ار كبي ار خالؿ الفترة الممتدة
مف 2004إلى 2011نظ ار لتطبيؽ اإلصالحات االقتصادية ،كنفس الشيء بالنسبة لنصيب الفرد الجزائرم في
الناتج الزراعي التي ترجع الزيادة في كمية اإلنتاج الفالحي مف جية ،كالى ارتفاع أسعار المنتجات نتيجة تحرير
األسعار.
رغـ اإلجراءات كالقكانيف كالبرامج التي كضعتيا الجزائر لمنيكض بيذا القطاع ،إال أنيا لـ تصؿ إلى
()1
األىداؼ المكجكدة بسبب عدة مشاكؿ مف بينيا:
التقميص العمدم مف طرؼ اإلنساف كىي تشمؿ مجمكعة أعماؿ التجريؼ كالتبكير كالبناء عمى
األراضي الفالحية ،حيث أدت ىذه العممية إلى فقداف مساحات كبيرة مف أجؿ األراضي الزراعية.
فقداف األراضي بسبب متطمبات الزراعة كذلؾ بسبب انتشار تفكؾ الممكيات كالحيازات ،مما أدل إلى
فقداف الكثير مف مساحات األراضي الزراعية.
التصحر.
ثانيا :مشاكل ومعوقات تتعمق بالموارد البشرية
نقص العمالة الزراعية المدربة :عمى الرغـ مف كفرة المكارد البشرية الرتباطيا باألعداد المتزايدة
بالسكاف إال أف ىذه االعتبارات تتعمؽ باتجاىات التعميـ كالتدريب ،فإف المشركعات االستثمارية عادة ما
( )2
تكاجييا مشكمة نقص العمالة ذات الخبرة كالميارة المدربة عمى استخداـ التكنكلكجيا الحديثة.
ضعف البرامج التدريبية :ال تخفى عمى المختصيف بيذا الشأف أف البرامج التدريبية المتبعة تبقى
منقكصة في مجمميا ال تكفر في أغمب األحياف التككيف الالزـ إلطارات متككنة.
انتشار األمية وانخفاض المستوى التعميمي :كيعد ىذا المشكؿ القاسـ المشترؾ األكبر لمدكؿ النامية
كىي الخطر الدائـ الذم يعرقؿ كؿ مساعي التنمية.
( )1فكزم غربي ،الزراعة بين االكتفاء والتبعية ،أطركحة دكتكراه في العمكـ االقتصادية جامعة قسنطينة ،2008-2007 ،ص .253
( )2المرجع نفسو ،ص ص .257-254
105
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
مشاكل التسويق :كىي عبارة عف انتقاؿ السمع الزراعية مف المنتج إلى المستيمؾ كتبادليا ،كىناؾ عدة
مشاكؿ تمكؿ دكف كصكلو إلى المستكل المطمكب.
مشاكل تتعمق بالصادرات :تتصؼ الصادرات الزراعية الجزائرية بصفة العشكائية باإلضافة إلى تذبذب
اإلنتاج نتيجة اعتماد معظـ الزراعة عمى األمطار ،مما يؤدم إلى تقمب في كمية السمع الزراعية
المصدرة.
مشاكل التسيير اإلداري لمزراعة :يتفؽ الجميع أف الزراعة الجزائرية تتكفر عمى اإلمكانيات البشرية
كالفنية لكنيا ليست مستقمة .
يعتبر القطاع الزراعي مف بيف القطاعات اليامة في تحقيؽ التنمية االقتصادية ،إذ يمكف لو أف يصبح مكرد
رؤكس األمكاؿ الضركرية لتحقيؽ النمك االقتصادم مف خالؿ العمؿ عمى تحقيؽ االكتفاء الذاتي ،كلتحقيؽ ىذا
اليدؼ ال بد مف خمؽ فعالية إنتاجية في القطاع الزراعي كذلؾ مف خالؿ:
تككيف الفالحيف كاإلطارات كالمختصيف كتشجيع الشباب عمى العمؿ في القطاع الزراعي كاستخداـ
الكسائؿ الحديثة في ىذا المجاؿ.
ضركرة االىتماـ بالقكانيف التي تنظـ العقارات ،ألف ىذه األخيرة ليا آثار كبيرة عمى اإلنتاجية الفالحية.
ضركرة خمؽ كتكسيع البنكؾ الريفية كتعاكنية القرض.
ضركرة خمؽ كتكسيع األسكاؽ الريفية لتمكيف الفالحيف مف تسكيؽ فائض إنتاجيـ ،مع ضركرة االىتماـ
()1
بتحسيف كتخفيض تكاليؼ النقؿ ،التسكيؽ ،التخزيف كالغاء االحتكار.
ك ما عرفتو مف العمؿ عمى تحرير أسعار المنتجات الفالحية ،كذلؾ ألف مرحمة التخطيط المركزم
تحرير دكف المستكل ألسعار المنتجات الفالحية قد أثر سمبا عمى ىذه األخيرة .
العمؿ عمى ترقية الصادرات خارج المحركقات ،كذلؾ بتطكير القطاع الزراعي كتنكيعو ليتمكف مف
تأميف الحاجيات الداخمية كتصدير الفائض .
إستراتيجية لمصادرات الزراعية متضمنة تبني إستراتيجية كاضحة لمتصدير :يجب العمؿ عمى إيجاد
أىداؼ التصدير ،كمف أىـ المحاصيؿ الزراعية لمتصدير :التمكر ،الحمضيات ،البطاطا ،الفميف .
( )1باشي أحمد :القطاع الفالحي بين الواقع ومتطمبات اإلصالح ،مجمة الباحث( ،العدد ،)2جامعة الجزائر ،2003 ،ص .109
106
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
نشر الصناعات الزراعية الصغيرة كالمتكسطة :إف تطكير القطاع الزراعي كتضمينو أنشطة الصناعات
الحرفية كالصغيرة عمى أساس تعاكنية مف الممكف أف يفتح مجاالت كاسعة لمعمؿ كما يؤدم إلى زيادة
()1
القيمة المصنعة لإلنتاج الزراعي ،مما يعمؿ عمى تخفيض الكاردات.
دعـ القطاع الزراع م :يحتؿ ىذا القطاع مكانة ىامة في االقتصاد الجزائرم كفي التنمية االقتصادية
حيث تساىـ ب % 12مف اإلنتاج الداخمي الخاـ كيكظؼ % 21مف اليد العاممة النشيطة ،إال أف
الجزائر ال تقدـ دعما كبي ار لقطاعيا الزراعي كالذم يقدر بنسبة % 4.5مف قيمة اإلنتاج ،أما الدعـ
المقدر مف خالؿ المخطط الكطني لمتنمية الفالحية ،كالذم خصص لو % 80مف مصاريفو لدعـ
االستثمار الفالحي كالذم يسمح بتكسيع المساحة الزراعية بقيمة قدرىا 419000ىكتار.
كفي األخير يمكف القكؿ بأف القطاع الزراعي ىك أنسب بديؿ لقطاع المحركقات .
تمتمؾ الجزائر إمكانيات ضخمة في المجاؿ السياحي ،فمجاؿ الطبيعة األخاذ في الجزائر ليس لو مثيؿ في
العالـ بأسره ،إضافة إلى المعالـ السياحية كاألثرية التي تمتمكيا الجزائر طكؿ يتجاكز 2000كمـ ،فالجزائر البمد
القارة التي تتربع عمى مساحة 2381741تتكفر عمى كؿ أنكاع السياحة ،فالسائح في الجزائر يستمتع بجماؿ
،كىك منظر يقؿ تكاجده فكؽ القمـ الخضراء التي تطاؿ الغيكـ كتطؿ عمى زرقة مياه البحر األبيض المتكسط
ىده المعمكرة.
( )1ركاينية كماؿ :تحرير التجارة والزراعة وأثره عمى التنمية الزراعية في الجزائر ،مجمة العمكـ اإلنسانية( ،العدد ،)11جامعة بسكرة ،مام
،2007ص. 241
107
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
()1
كىنا يتكاجد مناخ تكسطي معتدؿ يزيد مف متعة الزائريف.
السيمية كالتي تمأل أرضية باتجاه العرض 1000كمـ أكثر منيا إف شماؿ الجزائر يضـ التؿ كالمناطؽ
900متر ،ك تنحدر السيكؿ العميا باتجاه الطكؿ ،كأ خصب األرض المكجكدة في الشماؿ حيث معدؿ االرتفاع
األطمسي مف 100إلى 600متر مف الغرب إلى الشرؽ ،كنجد أعمى قمة باألكراس ىي جباؿ
ة باؿسالسؿ الجبمية
شيميا بارتفاع يقدر 2328ـ ،كفي جباؿ جرجرة نجد قمة اللة خديجة بارتفاع 2308ـ ،جباؿ العمكر 1930ـ
()2
جباؿ أكالد نايؿ 1600ـ.
كما يستمتع الزائر لمجزائر أيضا بنقاكة كثباف الصحراء كالجماؿ كالنخيؿ التي تعطي كاحاتيا جماال خالبا
لمصحراء الجزائرية ،كالتي تتكفر أيضا عمى خاصية عالجية عف طريؽ الطمي كالدفف في الرماؿ مثمما ىك
( )3
الشأف في مدينتي بسكرة ككاد سكؼ.
جماليا الشاىقة التي صقمتيا الرياح المحممة كما تتميز الصحراء الجزائرية بتنكع تضاريسيا كبسمسمة
بالرماؿ ،كتحتضف قمة تاىات كتمة األتاككر بارتفاع قدره2918ـ ،كىي أعمى قمة في الجزائر ،كتحتكم صخكرىا
عمى بقايا حيكانات كنباتات تدؿ عمى كجكد الحياة بيذه المنطقة مند العصكر الجيكلكجيا القديمة ،تعكد إلى أكثر
مف مئة آالؼ سنة كالزرافة ،كحيد القرف ،الفيؿ ،كيشيد عمى ذلؾ الرسكمات كالنقكش الصخرية المنتشرة في ىذا
()4
المتحؼ التاريخي كالطبيعي.
كما تتكفر الجزائر عمى سياحة الحمامات المعدنية كالتي تتميز بخاصية عالجية حيث يتكفر عمى ما يفكؽ
200منبع لممياه الحمكية الجكفية ،كأغمبيا قابمة لالستغالؿ كالمحطات حمكية عصرية ،فضال عف فرص
االستثمار المتكفرة في الشريط الساحمي الذم يفكؽ 1200كمـ إلقامة مراكز لممعالجة بمياه البحر.
( )1كحيد خير الديف :أىمية الثروة النفطية في االقتصاد الدولي و إستراتيجيات البديمة لقطاع المحروقات دراسة حالة ،مذكرة ماستر جامعة
الحاج لخضر باتنة ،كمية العمكـ االقتصادية ،تخصص اقتصاد دكلي ،2012 ،ص .250
( )2الدليؿ االقتصادم ،المؤسسة الكطنية لمنشر كالتكزيع ،الجزائر ،1987 ،ص.13
()3
صميحة عشي ،اآلراء واألثر االقتصادي واالجتماعي لمسياحة في الجزائر وتونس والمغرب ،أطركحة دكتكراه ،جامعة محمد خيضر،
بسكرة ،كمية العمكـ االقتصادية ،تخصص اقتصاد التنمية ،2011 ،ص .54
( )4كحيد خير الديف ،مرجع سبؽ ذكره ،ص .250
108
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
؛ مف خالؿ الجدكؿ يتضح لنا بأف الفنادؽ مف الدرجة السادسة كالتي بدكف نجمة أم بدكف تصنيؼ
أنو كانت تستحكذ عمى %78مف تستحكذ عمى حصة األسد مف مجمؿ الفنادؽ التي تممكيا الجزائر ،حيث
()1
مجمؿ الفنادؽ سنة ،2005كانخفضت فيما بعد ىذه السنة % 59خالؿ السنكات مف 2006إلى .2009
كرغـ ىذا االنخفاض إال أنيا بقيت تسيطر عمى قطاع الفنادؽ الجزائرية ،كنحف نعمـ كؿ العمـ بأف ىذا النكع
مف الفنادؽ ال يقدـ خدمات في مستكل تطمعات الزبكف ،كتستحكذ الفنادؽ ذات نجمة كاحدة كذكات النجمتيف
مجتمعتيف (الفنادؽ المصنفة مف الدرجة الخامسة كالدرجة الرابعة) ،عمى نسبة ال تقؿ عف %22خالؿ السنكات
،2009 - 2006ك تبقى الفنادؽ ذات 3ك 4نجكـ ال تستحكذ إال عمى نسبة %1مف مجمكع الطاقة الفندقية
الكطنية.
إف الجزائر تعمؿ أكثر مف أم كقت مضى مت أجؿ تنمية السياحة الكطنية كالعمؿ عمى إدراجيا ضمف
القطاع الشبكة التجارية في العالـ ،كبالتالي العمؿ عمى جعؿ الجزائر مقصد سياحي عالمي ،خاصة كأف
السياحي الكطني يممؾ ما يجعمو قادر عمى تحقيؽ أكثر مف األىداؼ المنتظرة.
كلتحقيؽ كتفعيؿ عممية تنمية القطاع السياحي في الجزائر ،قامت الحككمة بإعداد مخطط تكجييي لمييئة
السياحية ألفاؽ عاـ 2025كىذا ما نتطرؽ لو في دراستنا ىذه.
أوال :تعريف التخطيط التوجييي لمييئة السياحية ( م .ت .ت ن .س (SDAT 2025
ىك مخطط تـ إعداده بناء عمى القرار الكزارم المشترؾ المؤرخ في 27جمادل الثانية 1427ىجرم المكافؽ
ػؿ 9جكلية ،2009يحدد إجراءات تشغيؿ كتككيف المجنة المركزية مف أجؿ إعداد مشركع الخطة الرئيسية لمتنمية
( )2
السياحية.
ثانيا :األىداف العامة لممخطط التوجييي لمييئة السياحية () SDAT 2025
تمثؿ أىداؼ المخطط التكجييي لمييئة السياحية في خمسة أىداؼ رئيسية ىي :
-1جعل السياحة إحدى محركات النمو االقتصادي :مف خالؿ تنمية القطاع السياحي ليككف قطاع بديؿ
كالميزاف التجارم ،الناتج لممحركقات ،عف طريؽ المساىمة في تحسيف التكازنات الكبرل كميزاف المدفكعات
المحمي اإلجمالي ……الخ ,باإلضافة إلى إعطاء الجزائر انتشا ار سياحيا دكليا كجعميا كجية سياحية بامتياز،
()1
كىذا قصد المساىمة في خمؽ كظائؼ جديدة ك بصكرة أساسية في اقتصاد العاـ لمبالد.
-2الدفع بواسطة األثر العكسي عمى القطاعات األخرى ( :الفالحة ،البناء ،األشغاؿ العمكمية ،الصناعات،
السياحة في إطار مقاربة مقارنة عرضية تشمؿ الخدمات ،الصناعة التقميدية) :ىذا مف خالؿ النظر إلى
،كتأخذ بعيف االعتبار منطؽ جميع مختمؼ العكامؿ ( النقؿ ،التعمير ،البيئة ،التنظيـ المحمي ،التككيف )
إضافة إلى االستجماـ مع إستراتيجية القطاعات المتعامميف العمكمييف كالخكاص ( الجزائرييف كاألجانب )،
األخرل.
-3التوفيق بين ترقية السياحة والبيئة :كىذا باعتبار انو ىناؾ اثر متبادؿ بيف السياحة كالبيئة الصالحة مف
إلى تدىكر أىـ المكارد التي تساعد عمى تقدـ السياحة كزيادة حركتيا ،كما أف تدىكر البيئة ك تمكثيا يؤدم
( )2
النشاط السياحي.
-4تثمين التراث التاريخي ،الثقافي ،والشعائري :ىذا باعتبار أف استراتيجيات التنمية السياحية الدائمة ،ىي
تمؾ التي تحترـ التنكع الثقافي كتحمي اؿتراث كتساىـ في التنمية المحمية .
-5التحسين الدائم لصورة الجزائر :ىذا مف خالؿ إحداث تغيرات في التصكر الذم يحممو المتعاممكف
الدكليكف في الجزائر بصكرة عامة كالسكؽ الجزائرم بصفة خاصة ،ضمف آفاؽ جعؿ منيا سكؽ ىامة كليست
ثانكية .كالشكؿ التالي يكضح األىداؼ الخمسة لمخطط التكجييي لمتييئة السياحية ). (SDAT 2025
()1
المخطط التوجييي لمتنمية السياحية ،الكتاب ، 1تشخيص كفحص السياحة الجزائرية ،ك ازرة تييئة األقاليـ ،البيئة كالسياحة ،جانفي
،2008ص. 4
( )2أحمد فكزم مكلكخية :التنمية السياحية ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،2007،ص .123
111
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
الشكل رقم ( :)01األىداف الخمسة لمخطط التوجييي لمتييئة السياحية ). (SDAT 2025
تنشيط التوازنات
تثمين التراث
الكبرى
التاريخي
المصدر :المخطط التكجييي لمييئة السياحية (ـ.ت.ت.ف.س :)SDAT2025تشخيص كفحص السياحة الجزائرية ك ازرة التييئة
اإلقؿممية البيئية كالسياحة ،2008ص .24
إف مستكل التقدـ الحاصؿ في التكنكلكجيات كتقنيات الطاقة المتجددة يجعميا قابمة لالستخداـ سكاء في
النظـ الصغيرة التي تؤمف اإلعدادات المحمية كالمناطؽ النائية ،أك في النظـ المركزية لالستخداـ الحرارم في
الصناعة كغيرىا ،باإلضافة إلى نضـ تكليد الكيرباء ،مما جعميا تحظى باىتماـ خاص مف طرؼ السمطات
العمكمية التي تسعى إلعطاء دفعة جديدة ليدا القطاع كبديؿ لقطاع المحركقات .
في الطاقات المتجددة ىي الطاقات التي تحصؿ عمييا مف خالؿ تيارات الطاقة التي يتكرر كجكدىا
في مخزكف جامد تحت الطبيعة عمى نحك تمقائي كدكرم ،كبذلؾ عكس الطاقات غير المتجددة المكجكدة غالبا
112
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
األرض ،بتعبير آخر ىي عبارة عمى مصادر طبيعية دائمة غير ناضبة متكفرة في الطبيعة بصكرة غير محدكدة
إال أنيا متجددة باستمرار ،كاستعماليا كاستخداميا ال ينتج أم تمكث لمبيئة في طاقات نظيفة ،ك نجد مثال الطاقة
( )1
الشمسية ك طاقة الرياح ،الماء ،الح اررة ،ال ينتج عف استخداميا أم تمكث.
بالنظر إلى تحقيؽ لمبدأ خمؽ يعتبر تشجيع االستثمار الكطني في ميداف الطاقات المتجددة ضركريا
اقتصاد يعتمد المزيد مف مناصب شغؿ كالتخفيؼ مف حد البطالة التي يعاني منيا االقتصاد الجزائرم ،باعتباره
% 98أم انخفاض نسبة المؤسسات الصناعية ،كالمنشأة التي في مداخيمو كايراداتو عمى المحركقات بنسبي
تعمؿ في إطار التعامالت الصناعية كالمبادالت بيف المتعامميف كفي ىذا الصدد كشفت المصادر المختصة في
2009بمستغانـ في إنتاج الطاقة المتجددة في الجزائر عمى إقامة مصنع إلنتاج الطاقة البديمة في نياية عاـ
03 خطكة تترجـ رغبة الجزائر في تحقيؽ االكتفاء الذاتي كالحؽ في التصدير ،كىك ما يكفر في المرحمة األكلى
أالؼ منصب شغؿ ،بينما سيكفر االستثمار في الطاقات المتجددة عمى المدل القصير حكالي 45ألؼ منصب
()2
شغؿ بالجزائر.
ثانيا :انعكاسات تطور الطاقات المتجددة العالمية على طمب الطاقة في الجزائر
ينتج عف تطكير الطاقات المتجددة انعكاسات عمى مختمؼ جكانب الصناعة النفطية في الجزائر ،كىذا ما
يشير لعدة معطيات حيث أنيا أصبحت كاقع ال يتراجع عنو ،لككنيا تحتؿ جزءا ميما في سياسة الطاقة في
الجزائر كالعالـ ككؿ ،كالتي بدكرىا يمكف أف تؤثر في أسعار النفط عف طريؽ اإلخالؿ ،كربما في السنكات المقبمة
كبدرجة كبيرة محؿ النفط كالغاز غي مجاؿ النقؿ كالكيرباء ،كتمر تمؾ الطاقات حاليا في مرحمة مفترؽ الطرؽ،
ففي الكقت الذم تقدـ فيو المككمات بعض البمداف المستيمكة دعـ كتشجيع لصناعة الطاقة المتجددة ،فإف التكسع
كال يبعث بنفس الدرجة مف التفاؤؿ ،حيث كصمت تقنيات الطاقات الكبير في إنتاجيا بحاجة لتحديات كبيرة
المتجددة في تكليد الكيرباء كالح اررة إلى مراحؿ ناضجة كمستكيات في المستقبؿ .إال أنو ال يتكقع تزايد الطمب
( )1أبك شياب المكي :الطاقات المتجددة المستدامة ،متحصؿ عميو مف:
Http : //Www.3tkn3net/Vb/T26579.Html. Consultée Le 16-05-2018 A 20 :30
( )2جريدة الجميكرية الجزائرية :يكـ السبت 9 ،أفريؿ .2011
113
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
11429مميكف طف ،ما يكافئ في عاـ العالمي عمى الطاقة كفقا لمسيناريك المرجعي لككالة الطاقة الدكلية
2005إلى 17721مميكف طف ما يكافئ 2030أم بزيادة 6292مميكف طف مكافئ فقط ،كستتراجع حصة
()1
النفط كالغاز مف حصة الطمب عمى الطاقة كسيتـ تعكيض ذلؾ النقص بمصادر الطاقة المتنكعة.
تكنكلكجي ىائؿ يقمب المكازيف رأسا عمى عقب ،في كعمكما ال تكجد مؤشرات بقرب حدكث اختراؽ
صناعات الطاقات المتجددة ،ينتج عف تفيض كبير في تكاليؼ ك طمب الطاقات الجزائرية التي تعاني منيا تمؾ
الصناعة ،كالتي كانت السبب كراء االنتقادات ما يعني اضطرار تمؾ الصناعة إلى التعايش مع التقنيات الحالية
%12,8في عاـ بكؿ مأخذىا خالؿ المستقبؿ حيث يتكقع زيادة مساىمة الطاقة المتجددة بنية متكاضعة مف
2003إلى %13,2في عاـ 2005مف إجمالي الطمب العالمي األكؿ في تمؾ الفترة ،كتزايد مساىمة الكقكد
الحيكم في قطاع النقؿ مف حكالي 11في عاـ 2005إلى %3في عاـ .2030
تتكاجد الطاقات المتجددة في صميـ السياسة الطاقكية كاالقتصادية في الجزائر مف اآلف إلى غاية
،2030كسيككف %40مف إنتاج الكيرباء مكجو لالستيالؾ مف األصكؿ المجددة كبالفعؿ يصبك الجزائر ألف
تككف فاعال أساسيا في إنتاج الكيرباء ،انطالقا مف الطاقة الشمسية الكيرك-ضكئية كالح اررية المتيف ستككناف
محركا لتطكر اقتصادم مستداـ.
أنو كمف المتكقع أف تصبح الجزائر قكة اقتصادية ىامة في منطقة البحر األبيض المتكسط في مجاؿ
الطاقة البديمة أفاؽ ،2020لتدعـ بذلؾ مداخيميا مف المحركقات التي تشكؿ أساس االقتصاد الكطني ،كالمكرد
األىـ كاألكبر في الخزينة العمكمية تتجاكز %96حسب إحصائيات الصادرة في بنؾ الجزائر إما مركز الجائر
( )2
الطاقكم فإنو مف القدرة أف يتجو نحك قمة اليرـ في االتجاه المكجب خالؿ ىذه الفترة.
كتعتزـ الجزائر عمى إنتاج أكثر مف % 30مف الطاقة الكيربائية انطالقا مف الطاقات المتجددة أفاؽ
.حيث يقر ىذا البرنامج إنتاج 2050في إطار البرنامج الكطني لتنمية الطاقات المتجددة الجارم إعداده
12000ميغا كاط تكجو لمسكؽ المحمية 22000ميغا كاط مف الكيرباء انطالقا مف الطاقة الشمسية منيا
ك 1000ميغا كاط لمتصدير.
( )1عمي رجب تطكر :إنتاج النفط الغير تقميدية و انعكاساتيا عمى األقطار األعضاء ،العدد ،2008 ،125ص .70
( )2عبد الرحيـ جعيد :الجزائر تستطيع أن تصبح قوة عالمية في مجال الطاقة الشمسية ،متحصؿ عميو مف:
Http : Www.DJAAIRESS.COM/ELAYEM/1017771.DATE 22-04-2018 H 20.00
114
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
كما يتكقع أف تكفر الطاقات المتجددة بالجزائر %36مف حاجتيا بحمكؿ عاـ ،2040كربما سيخفؼ ىذا
حاجاتيا مف البتركؿ إذا ما استغمت الطاقات المتجددة استغالال صحيحا ،كبالتالي إمكانية انتقاليا مف بمد يعتمد
عمى مكارد نافذة إلى بمد يعتمد عمى مكارد طاقكية متجددة ،كىك الرىاف الكبير الذم سكؼ تكاجيو الجزائر
( )1
كبقدرات تنافسية كبيرة .
يشمؿ البرنامج مف اآلف إلى غاية 2020عمى إنجاز 60محطة شمسية كيركضكئية كشمسية ح اررية
كحقكؿ طاقة الرياح كمحطات مختمفة ،كيككف إنجاز مشاريع الطاقة المتجددة إلنتاج الكيرباء المخصصة لمسكؽ
الكطنية عمى 03مراحؿ:
إلختبار مختمؼ :2013 -2011كتخصص إلنجاز المشاريع الريادية، -المرحمة األولى ما بين
التكنكلكجيات المتكفرة .
-المرحمة الثانية ما بين :2015 -2014كسكؼ تتميز بالمباشرة في نشر البرنامج .
-المرحمة الثالثة ما بين :2020 -2016كسكؼ تككف خاصة بالنشر عمى مستكل كاسع .
ىذه المراحؿ تجسد استراتيجيات الجزائر التي تيدؼ إلى تطكير جدم لصناعة حقيقية لمطاقة الشمسية
مرفقة ببرنامج تككيني ،كتجميع لممعارؼ التي تسمح باستغالؿ الميارات المحمية الجزائرية ،كما يسمح بخمؽ
75إلى عدة آالؼ مناصب الشغؿ المباشرة كغير المباشرة ،كفي نفس السياؽ سيقدر إنتاج الكيرباء ما بيف
( )2
800كيمك كاط ساعي في سنة .2020
-مف اآلف كالى غاية 2030مف المرتقب تأسيس قدرة إجمالية بقيمة 12000ميغا كاط لمسكؽ الكطني،
كمف المتحمؿ تصدير ما يقارب 1000ميغا كاط.
ممخص ىذا البرنامج يككف حسب كؿ نكع مف فركع ك مجاالت اإلنتاج كالمتمثؿ كالتالي :
أ -تطوير مصادر الطاقة المتجددة:
الطاقة الشمسية الكيروضوئية :تستند اإلستراتيجية لمجزائر عمى تسريع تطكير الطاقة الشمسية،
فالحككمة تخطط إلى إلحاؽ عدة مشاريع شمسية كيركضكئية بقدرة كاممة تبمغ حكالي 800ميغا كاط
مف اآلف إلى غاية ،2020ككذا إنتاج مشاريع أخرل ذات قدرة 200ميغاكاط ،في الفترة ما بيف
()1
. 2030-2021
الطاقة الشمسية الحرارية :في المرحمة الممتدة بيف :2020 -2016سيتـ إنشاء كتشغيؿ 4محطات
شمسية كح اررية مع التخزيف بقدرة إجمالية تقدر بحكالي 1200ميغا كاط ،كيتكقع في برنامج الفترة ما
بيف 2021ك 2030إنشاء قدرة تقدر بحكالي 500ميغا كاط في السنة كىذا لغاية سنة ،2023ثـ
600ميغا كاط في السنة لغاية . 2030
طاقة الرياح :يرتقب برنامج الطاقة المتجددة في المرحمة األكلى الممتد ما بيف 2011ك ،2013ككذا
تأسيس أكؿ مزرعة ىكائية بقدرة تبمغ 10ميغا كاط بأدرار ،إنجاز بيف الفترة 2015-2014مزرعتيف
ىكائيتيف تقدر طاقة كؿ كاحد منيا ب 20ميغا كاط ،كسكؼ يشرع في إجراء الدراسات لتحديد المكاقع
2026ك 2030بقدرة تبمغ 1700ميغا المالئمة إلنجاز المشاريع األخرل في الفترة الممتدة ما بيف
كاط.
ب -تطوير القدرات الصناعية:
عمال عمى مرافقة كانجاز برامج الطاقات المتجددة تعتزـ الجزائر تقكية النسيج الصناعي ،حتى يككف في
طميعة التغيرات اإليجابية سكاء عمى الصعيديف الصناعي كالتقني ،أك الصعيديف اليندسي كالبحثي ،كما أف
( )1
الجزائر عازمة عمى استثمار جميع األقساـ المبدعة كتطكيرىا محميا.
-الطاقة الشمسية الكيركضكئية :يرتقب في الفترة الممتدة مابيف 2013 -2011بمكغ نسبة %60في إدماج
الصناعة الجزائرية ،كسيتـ بمكغ ىذا اليدؼ بفضؿ إنتاج مصنع إلنتاج األلكاح الكيركضكئية بقدرة تعادؿ 190
ميغا كاط في السنة ،مف طرؼ سكنمغاز عبر شركتيا األكركبية الفرعية .
خالصة الفصل
مف خالؿ ىذا الفصؿ أردنا تسميط الضكء عمى أساليب تمكيؿ عجز المكازنة العامة في الجزائر كبدائؿ
قطاع المحركقات ،كلقد تكصمنا مف خالؿ تناكلنا ليذا الفصؿ إلى:
-1تعد الضريبة مف الكسائؿ لتمكيؿ العجز المتكرر في ميزانية الدكلة ،ككف الضريبة مف الكسائؿ التي مف
الممكف تحقيؽ الثبات.
-2مزاؿ الييكؿ الضريبي الجزائرم يتميز ببنية ثنائية ،الجباية البتركلية كالجباية العادية.
-5القطاع السياحي يعتبر قطاعا خصبا لالستثمار فيو ،فالجزائر تممؾ كؿ مقكمات النجاح لمنافسة حتى أكبر
الدكؿ السياحية في العالـ.
-6تحاكؿ الجزائر بدؿ جيكد لتطكير كاستغالؿ الطاقات المتجددة ،خاصة كأف ليا إمكانات ىائمة باألخص في
الطاقة الشمسية ،حيث كضعت سياسات كبرامج عمى المدل البعيد.
118
عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف الفصؿ الثالث
119
الخاتمة العامة
الخاتمة العامة:
في ضوء األىمية التي يكتسييا قطاع النفط في االقتصاد الجزائري ،وباعتباره اقتصاد رىين لمتقمبات
التي تحدث عمى مستوى السوق النفطية ،فإن السياسة االقتصادية والمالية الجزائرية تعتمد بشكل كبير عمى
العوائد النفطية ،التي تتغير بشكل مستمر بتغير أسعار النفط في األسواق العالمية.
فمن بين المشاكل التي تعاني منيا الدول عموما والجزائر خصوصا ىي مشكمة عجز الموازنة العامة،
وذلك بسبب ندرة وشح وقمة الموارد التي تمول نفقاتيا العامة ،فأصبح من الضروري عمى الجزائر انتياج
سياسات اقتصادية محكمة لتخفيف العجز الذي تعاني منو وتغطية حجم اإلنفاق العام المتزايد.
2014راجعت الجزائر سياساتيا االقتصادية ،وأصبحت حذرة فمع تدىور أسعار البترول أواخر سنة
حيث قامت بإتباع سياسة تقشفية وذلك بترشيد اإلنفاق العام ،باإلضافة إلى إصالحات في السياسة الضريبية،
فمجأت إلى زيادة الضرائب من أجل تغطية العجز في الموازنة العامة.
كما قامت بالبحث عن استراتيجيات بديمة لقطاع المحروقات ،تقمل عمى األقل من شدة االعتماد عمى
الثرة النفطية كالطاقات المتجددة وقطاعي الزراعة والسياحة ،خاصة وأن الجزائر تمتمك كل مقومات النجاح
في ىذه الخيارات.
أثناء اإلجابة عمى إشكالية الدراسة المتمثمة في '' ما مدى فعالية السياسات التي انتيجتيا الجزائر في
2014؟ وما تأثير ىذه السياسات عمى سد عجز الموازنة بعد انخفاض أسعار البترول في نياية سنة
االقتصاد الوطني ؟''
توصمنا إلى:
عدم صحة الفرضية األولى ؛ حيث أن الجزائر تعتمد في تمويل ميزانيتيا العامة بشكل كبير عمى
إيرادات الجباية البترولية ،التي مازالت مييمنة عمى ىيكل اإليرادات الضريبية لمدولة فقد تجاوزت 50
بالمائة.
صحة الفرضية الثانية ؛ التي تشير إلى أنو ىناك عالقة طردية بين أسعار النفط وايرادات الميزانية
العامة.
120
الخاتمة العامة
عدم صحة الفرضية الثالثة ؛ فاإليرادات الضريبية تشكل مورد جد معتبر لتمويل الموازنة العامة
لمدولة ،ولكن تبقى إيرادات الجباية البترولية تمعب الدور الرئيسي في تمويل الميزانية العامة.
كقطاعي الزراعة والسياحة صحة الفرضية الرابعة ؛ فممجزائر بدائل اقتصادية لقطاع المحروقات
والطاقات المتجددة التي تممك الجزائر كل مقومات النجاح فييم.
-نتائج الدراسة:
تميزت الضرائب بتأثيرىا الشديد في تمويل الموازنة العامة بسبب اعتماد الموازنة بشكل أساسي عمى
اإليرادات النفطية.
كانت من اعتماد الجزائر كميا عمى قطاع المحروقات مما أدى بيا إلى إىماليا لجوانب أخرى،
الممكن أن تحدث بيا قفزة نوعية في االقتصاد ،خاصة القطاع الزراعي والقطاع السياحي والطاقات
المتجددة.
أدى االنخفاض الكبير ألسعار المحروقات إلى اعتماد الجزائر في تمويل ميزانيتيا العامة عمى
الجباية العادية.
كل من اإليرادات العامة والنفقات العامة ترتبط ارتباطا شديدا بأسعار النفط.
-التوصيات واالقتراحات:
،من خالل القيام البد من العمل عمى تفعيل دور الضرائب في تمويل الموازنة العامة لمدولة
بإصالحات جدية في النظام الضريبي من خالل إعادة النظر في قوانين الضرائب.
عمى الجزائر تنظيم قطاع المحروقات الوطني ،عن طريق االستغالل العقالني لموارد الطاقة والحد
من التوسع المفرط في استخراج وتصدير النفط.
إتباع سياسة تقييدية في مجال اإلنفاق يساعد عمى تخفيض عجز الميزانية.
تطوير البحث واالبتكار في مجال الطاقات المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية ،خاصة أن الصحراء
الجزائرية تعتبر أكثر المناطق في العالم عرضة ألشعة الشمس.
121
الخاتمة العامة
-آفاق الدراسة:
،فإن ىناك بعض في نياية دراستنا وبعدما قمنا بالتعرض إلى أساليب تمويل عجز الميزانية العامة
األجنبي ،دور الضريبة في ضبط التضخم، الجوانب لم نتطرق إلييا في ىذه الدراسة ،كتشجيع االستثمار
والتي يمكن أن تكون مواضيع لبحوث مستقبمية.
122
قائمة المصادر والمراجع
-1بالمغة العربية:
أوال :الكتب
اإلسالمية ،مطبعة جامعة النيمين ،الخرطوم، -1إبراىيم أحمد عبد اهلل :المالية العامة والمالية العامة
.1996
-2إبراىيم عمي عبد اهلل وأنور العجارمة :مبادئ المالية العامة ،دار صفاء لمنشر والتوزيع ،عمان ،دون
سنة النشر.
-3أبو دوح ومحمد عمر :ترشيد اإلنفاق العام وعجز ميزانية الدولة ،اإلسكندرية ،الدار الجامعية.2006 ،
-4أبو منصف :مدخل لمتنظيم اإلداري والمالية العامة ،دار المحمدية العامة ،الجزائر .2004
-5أحمد فوزي مولوخية :التنمية السياحية ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2007،
،بيروت ،لبنان، -6المرسي السيد حجازي :مبادئ االقتصاد العام ،الدار الجامعية لمطباعة و النشر
.2002
-7المغربي وابراىيم متولي حسن :اآلثار االقتصادية لمتمويل بالعجز من منظور الفقو اإلسالمي واالقتصاد
الوضعي ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،مصر.2010 ،
-8حامد عبد المجيد دراز :مبادئ االقتصاد العام ،الطبعة األولى ،مركز اإلسكندرية لمكتاب ،اإلسكندرية،
مصر.2001 ،
-9حامد عبد المجيد دراز ،المرسي السيد حجازي :مبادئ االقتصاد العام ،الطبعة الثانية ،الدار الجامعية
لمنشر والتوزيع،اإلسكندرية ،مصر.
-10حسني خربوش وحسين اليحيى :المالية العامة ،الشركة العربية لمتسويق والتوريدات ،القاىرة.2013 ،
-11حسين راتب يوسف ريان عجز الموازنة وعالجو في الفقو اإلسالمي ،دار النفاس ،األردن.1999 ،
-12حسين مصطفى حسين :المالية العامة ،ديوان المطبوعات الجامعية.1995 ،
-13حمدي بن محمد صالح :توازن الموازنة العامة ،دراسة مقارنة بين االقتصاد اإلسالمي والوضعي ،دار
النفائس لمنشر والتوزيع ،األردن ،ط .2013 ،1
124
قائمة المصادر والمراجع
125
قائمة المصادر والمراجع
-29عادل فميح العمي :المالية العامة والتشريع المالي الضريبي ،الطبعة األولى ،دار الحامد لمنشر
والتوزيع ،عمان – األردن.2007 ،
-30عايب وليد عبد الحميد :اآلثار االقتصادية الكمية لسياسة اإلنفاق الحكومي :دراسة تطبيقية قياسية
لنماذج التنمية االقتصادية ،مكتبة حسن العصرية ،لمطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت ،دون سنة النشر.
-31عبد الباسط عمي جاسم الزبيدي :الموازنة العامة لمدولة والرقابة عمى تنفيذىا دراسة مقارنة ،الطبعة
األولى ،دار حامد لمنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.2014 ،
-32عبد المجيد قدي :المدخل إلى السياسات االقتصادية الكمية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،
.2003
-33عبد الرزاق الفارس :الحكومة والفقراء واإلنفاق العام ،دراسة لظاىرة عجز الموازنة وآثارىا االقتصادية
واالجتماعية في البمدان العربية ،مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت ،لبنان.1997 ،
-34عبد الغفور إبراىيم احمد ،مبادئ االقتصاد والمالية العامة ،دار زىران لمطباعة والنشر والتوزيع،
األردن.2009 ،
-35عبد الكريم بركات :دراسة في االقتصاد المالي ،دار النيضة العربية ،د ب ،دون سنة النشر .
-36عبد اهلل الشيخ محمود الطاىر :مقدمة في اقتصاديات المالية العامة ،الطبعة األولى ،مطابع جامعية
الممك سعود ،المممكة العربية السعودية.1988 ،
-37عبد المجيد قدي :دراسات في عمم الضرائب ،ط ،1دار جرير لمنشر والتوزيع ،عمان .2011 ،
-2004 -38عبد المطمب عبد الحميد :اقتصاديات المالية العامة ،الدار الجامعية ،القاىرة ،مصر،
.2005
-39عمي العربي وعبد المعطي عساف ،إدارة المالية العامة ،الكويت ،دون سنة النشر.
-40عمي زغدود :المالية العامة ،الطبعة الرابعة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر .2011 ،
-41عمي محمد خميل وسميمان أحمد الموزي :المالية العامة ،دار زىران لمنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،
.2000
-42فاطمة السويسي :المالية العامة ،المؤسسة الحديثة لمكتاب ،طرابمس ،لبنان.2005 ،
-43فميح حسن خمف :المالية العامة ،الطبعة األولى ،عالم الكتاب الحديث لمنشر والتوزيع ،عمان.2008 ،
-44فوزي عطوي :المالية العامة ،النظم الضريبية وموازنة الدولة ،منشورات الجمي الحقوقية ،بيروت،
لبنان.2003 ،
126
قائمة المصادر والمراجع
-45قحطان السوقي :واالقتصادي المالية العامة ،دار الطالب لمدراسات والترجمة والنشر .1989 ،
،الجزائر ،دار الخمدونية، -46كردودي صبرينة :تمويل عجز الموازنة العامة في اإلقتصاد اإلسالمي
.2007
-47لحسن دردوري :سياسة الميزانية في عجز الموازنة العامة لمدولة ،دراسة مقارنة الجزائر -تونس،
جامعة محمد خيضر ،بسكرة.2014-2013 ،
-48لعمارة جمال :أساسيات الموازنة العامة لمدولة (المفاىيم والقواعد والمراحل واالتجاىات الحديثة) ،دار
الفجر لمنشر والتوزيع.2004 ،
-49مجدي محمد شياب :االقتصاد المالي ،دار الجامعة الجديدة لمنشر ،اإلسكندرية.1999 ،
-50محرزي محمد عباس :اقتصاديات المالية العامة ،اإليرادات العامة ،الميزانية العامة لمدولة ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،بدون سنة نشر .
-51محمد الصغير ويسرى أبو العالء :دار المالية العامة ،دار العموم لمنشر والتوزيع ،الجزائر.2003 ،
-52محمد بالرابح :آفاق التنمية في الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون ،الجزائر.2007،
-53محمد بمقاسم بيمول :سياسة تخطيط التنمية واعادة تنظيم مسارىا في الجزائر ،الجزء الثاني ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر.1999 ،
المالية العامة والتشريع المالي ،الدار العممية الدولية ودار الثقافة لمنشر -54محمد جمال دنيبات:
والتوزيع ،عمان.2003 ،
-55محمد حممي الطوابي :أثر السياسة المالية الشرعية لتحقيق التوازن المالي العام في الدولة الحديثة،
دراسة مقارنة ،ط ،1اإلسكندرية ،دار الفكر الجامعي.2007 ،
-56محمد حممي مراد :المالية الدولية ،دار النيضة العربية ،القاىرة.2000 ،
-57محمد شاكر عصفور :أصول الموازنة العامة ،دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة،عمان ،األردن،
.2007
-58محمد طاقة وىدى الغزاوي :اقتصاديات المالية العامة ،الطبعة األولى ،دار الميسرة لمنشر والتوزيع
والطباعة ،عمان ،األردن.2007 ،
-59محمد عباس محرزي :اقتصاديات الجباية والضرائب ،الطبعة الرابعة :دار ىومة لمطباعة والنشر
والتوزيع ،الجزائر.2008 ،
127
قائمة المصادر والمراجع
-60محمدي محمد بن صالح :توازن الموازنة العامة ،الطبعة األولى ،دار النفائس لمنشر والتوزيع ،عمان،
األردن.2013 ،
-61محمود حسين الوادي ،وزكرياء أحمد عزام :مبادئ المالية العامة ،الطبعة األولى ،دار الميسرة لمنشر
والتوزيع ،عمان– األردن.2007 ،
دار ىومة، -62مدني بن شيرة ،سياسة اإلصالح االقتصادي في الجزائر والمؤسسات المالية الدولية،
الجزائر.2008 ،
-63مصطفى محمد عبد اهلل وآخرون :اإلصالحات االقتصادية وسياسة الخصوصية في البمدان العربية،
ط ،1مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت.1999 ،
-64ناصر دادي عدون :اقتصاد المؤسسة ،دار المحمدية ،الجزائر.1998 ،
:المدخل الحديث في اقتصاديات المالية -65نوزاد عبد الرحمان الييني ومجيد عبد المطيف الخشابي
العامة ،دار المناىج لمنشر والتوزيع ،عمان– األردن.2004 ،
-66وليد عبد الحميد :اآلثار االقتصادية الكمية لسياسة اإلنفاق الحكومي ،دراسة تطبيقية قياسية الندماج
التنمية االقتصادية ،ط ،1مكتبة حسن العصرية ،لبنان.2010 ،
-67ياسر صالح الفريجات :المحاسبة في عمم الضرائب ،ط ،1دار المناىج لمنشر والتوزيع ،عمان .2009
-68يسرى محمد أبو العال :مبادئ االقتصاد البترولي وتطبيقاتيا عمى التشريع االقتصادي ،دار النيضة
العربية.1996 ،
-69يونس أحمد البطريق وآخرون :مبادئ المالية العامة ،الدار الجامعية اإلسكندرية ،مصر.2000 ،
اإلصالحات االقتصادية بالجزائر ،رسالة ماجستير -1العباس بيناس :فعالية السياسة الجبائية في ظل
(غير منشورة) ،كمية العموم االقتصادية ،تخصص نقود مالية وبنوك ،جامعة البميدة ،الجزائر.2005 ،
-2بمخير قسوم :دور االستثمار الخميجي في تمويل البمدان العربية ذات العجز المالي ،مذكرة الماجستير
في االقتصاد ،جامعة العقيد الحاج لخضر ،باتنة.2014 ،
128
قائمة المصادر والمراجع
-1980 -3بن نوار بومدين :النفقات العامة عمى التعميم ،دراسة حالة قطاع التربية الوطنية بالجزائر،
،2008رسالة مقدمة لنيل شيادة ماجيستر في العموم االقتصادية ،جامعة أبو بكر بمقايد ،تممسان ،الجزائر،
.2011-2010
-4بوعوينة مولود :العالقة بين سعر البترول وبعض المتغيرات االقتصادية الكمية في الجزائر باستخدام
منيجية ) ،(VARمذكرة ماجستير في العموم االقتصادية ،جامعة الجزائر.2010 -2009 ،
-5سامية نزالي :التأىيل المصرفي لمخوصصة –دراسة حالة الجزائر ، -رسالة ماجستير (غير منشورة)،
كمية العموم االقتصادية ،تخصص نقد ومالية وبنوك ،جامعة البميدة ،الجزائر.2005 ،
-6سمير بن عمور :إشكالية إحالل الجباية العادية محل الجباية البترولية لتمويل ميزانية الدولة ،مذكرة
لنيل شيادة ماجستر ،تخصص إدارة أعمال ،جامعة سعد ،حمب البميدة.2006 ،
-7شعبان فرج :الحكم الراشد كمدخل حديث لترشيد اإلنفاق العام والحد من الفقر ،أطروحة دكتوراه (غبر
منشورة) ،كمية االقتصاد ،قسم االقتصاد ،جامعة الجزائر .2012 ،3
-8صبرينة بن عبدة ،كريمة سميم :عالقة تغيرات أسعار البترول باالستقرار النقدي في الجزائر خالل
الفترة( ،)2014-1999مذكرة مقدمة استكمال لمتطمبات شيادة ماستر أكاديمي ،جامعة العربي التبسي،
تبسة.2016 ،
-9صميحة عشي :اآلراء واألثر االقتصادي واالجتماعي لمسياحة في الجزائر وتونس والمغرب ،أطروحة
دكتوراه ،جامعة محمد خضير بسكرة ،كمية العموم االقتصادية ،تخصص اقتصاد التنمية .2011 ،
-10عبد الرزاق موالي لخضر :متطمبات تنمية القطاع الخاص بالدول النامية ،أطروحة مقدمة لنيل شيادة
الدكتوراه في العموم االقتصادية ،تخصص اقتصاد التنمية ،جامعة تممسان ،الجزائر.2010 ،
-10عبد القادر بابا ،سياسة االستثمارات في الجزائر وتحديات التنمية في ظل التطورات العالمية الراىنة ،
أطروحة دكتوراه (غير منشورة) كمية العموم االقتصادية ،تخصص تخطيط ،الجزائر.2004 ،
-11عفيف عبد الحميد :فعالية السياسة الضريبية في تحقيق التنمية المستدامة ،دراسة حالة الجزائر
خالل الفترة ،2012_2001مذكرة ماجستير في عموم التسيير كمية العموم االقتصادية ،جامعة فرحات
عباس سطيف.2014-2013 ،
ي غربي :الزراعة بين االكتفاء والتبعية ،أطروحة دكتوراه في العموم االقتصادية ،جامعة قسنطينة،
–12فوز ة
.2008-2007
129
قائمة المصادر والمراجع
-13كردودي صبرينة ،ترشيد اإلنفاق العام ودوره في عالج عجز الموازنة العامة في االقتصاد اإلسالمي،
أطروحة الدكتوراه (غير منشورة) في العموم االقتصادية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة.2014 ،
-14كيحل محمد وآخرون :استخدام العوائد النفطية :دراسة مقارنة بين تجربة الجزائر وتجربة النرويج،
مذكرة مقدمة لمحصول عمى شيادة ماجيستير في العموم االقتصادية تخصص اقتصاد دولي ،جامعة وىران 2،
.2016 -2015
-15لجمط محمد :دور الجباية في تغطية عجز الميزانية العامة لمدولة وتنمية لالقتصاد الوطني ،مذكرة
لنيل شيادة الماستر ،المركز الجامعي بالمدرسة.2007 ،
-16لطرش فاطمة ،مبروك خديجة :أثر تقمبات أسعار النفط عمى اإلنفاق العام ـ دراسة تحميمية لحالة
الجزائر خالل الفترة ( ،)2015-1980مذكرة مقدمة استكماال لمتطمبات نيل شيادة الماستر في العموم
االقتصادية تخصص نقود ومالية دولية ،جامعة محمد الصديق بن يحي ـ جيجل.2016 -2015 ،
-17مراد زايد :دور الجمارك في ظل اقتصاد السوق ،أطروحة دكتوراه (غير منشورة) ،كمية عموم التسيير،
تخصص تسيير ،جامعة الجزائر ،الجزائر.2006 ،
-18مرغاد لخضر :نظم التمويل المحمي-دراسة مقارنة ،-أطروحة مقدمة لنيل شيادة الدكتوراه في العموم
االقتصادية ،تخصص نقود وتمويل ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة -الجزائر.2008 ،
-19مسعود درواسي :السياسة المالية ودورىا في تحقيق التوازن االقتصادي – حالة الجزائر – -1990
،2004أطروحة دكتوراه (غير منشورة) ،كمية العموم االقتصادية ،جامعة الجزائر ،الجزائر.2006 ،
-20ىندي كريم :الجباية البترولية وأىميتيا في اإلقتصاد الجزائري في ظل الشراكة األجنبية في قطاع
المحروقات ،مذكرة ماجستير غير منشورة ،كمية العموم اإلقتصادية وعموم التسيير ،جامعة الجزائر -2008 ،
.2009
االقتصاد اإلسالمي -،دراسة وسائل سد عجز الموازنة العامة في -21وليد خالد يوسف الشايخي،
منشورة) ،كمية الشريعة والدراسات اإلسالمية ،جامعة أم القرى ،المممكة مقارنة-رسالة ماجيستر (غير
السعودية 1410 ،ىجري.
-22ياسمينة زرنوح ،إشكالية التنمية المستدامة في الجزائر ،رسالة ماجستير (غير منشورة) ،كمية العموم
االقتصادية ،تخصص تخطيط ،جامعة الجزائر ،الجزائر .2006
130
قائمة المصادر والمراجع
-23وحيد خير الدين :أىمية الثروة النفطية في االقتصاد الدولي واستراتيجيات البديمة لقطاع المحروقات ،
دراسة حالة ،مذكرة ماستر جامعة الحاج لخضر باتنة ،كمية العموم االقتصادية ،تخصص اقتصاد دولي،
.2012
-9ىزرشي طارق ،لباز األمين :مداخمة بعنوان " :دراسة مقارنة لتمويل عجز الموازنة العامة بين
االقتصاد اإلسالمي واإلقتصاد الوضعي ،جامعة الجمفة ،يومي 24-23فيفري .2011
132
قائمة المصادر والمراجع
-2000 -11شميحي الطاىر :الميزانية العامة لمدولة في ظل تقمبات أسعار البترول-حالة الجزائر (
،)2016مجمة إدارة االعمال والدراسات االقتصادية ،العدد الرابع.2016 ،
-12عصام بن الشيخ :قرار تأميم النفط الجزائري ،مجمة الباحث ،جامعة ورقمة ،العدد .2012 ،6
،العدد ،125 -13عمي رجب تطور :إنتاج النفط الغير تقميدية وانعكاساتيا عمى األقطار األعضاء
.2008
-14وائل ابراىيم الراشد :العجز في الموازنة العامة لدولة الكويت ،المجمة العممية لالقتصاد والتجارة ،العدد
األول ،جامعة عين الشمس ،القاىرة.1995 ،
-15وفو فاطمة ،بوفميح نبيل :انعكاسات األزمة النفطية ل 2014عمى الحسابات الخاصة لمخزينة في
الجزائر ،العدد .2007 ،11
خامسا :التقارير
133
قائمة المصادر والمراجع
سادسا :المعاجم
-1عبد العزيز وطبان :االقتصاد الجزائري ماضيو وحاضره ،1985-1930الديوان الوطني لممطبوعات
الجامعية ،الجزائر.1992 ،
-http/ www. entv. dz. / le 15 avril 2018/ a 21h
-5سميح مسعود :المعونات الدولية في خدمة أىداف التنمية :عمى الموقع االلكتروني:
http://www.elaph.com/web/economics/2018/03/htm?sectionarcgive=economics#sthash.PKsf8Z
7Y.dpuf
-6عبد الرحيم جعيد :الجزائر تستطيع أن تصبح قوة عالمية في مجال الطاقة الشمسية ،متحصل عميو من
الموقع االلكتروني:
http: www.DJAAIRESS.COM/ELAYEM/1017771.DATE 22-04-2018 h 20.00
134
قائمة المصادر والمراجع
: بالمغة األجنبية-2
135
ممخص الدراسة
:ممخص الدراسة
عرفت إيرادات الجباية البترولية تراجعا في2014 بعد انهيار أسعار المحروقات في أواخر سنة
لهذا سعت الدولة إلى اتباع العديد من اإلجراءات،مساهمتها في تمويل عجز الموازنة العامة لمجزائر
عمى الرغم من ذلك تبقى هذه السياسات كحمول،والتدابير لتغطية هذا العجز من خالل سياسات التقشف
قطاعي السياحة:مؤقتة في ظل غياب اإلرادة السياسية لالهتمام بالقطاعات االقتصادية اإلستراتيجية مثل
خاصة وأن الجزائر تممك كل مقومات النجاح،والزراعة التي يمكن أن يحققا التنمية لالقتصاد الجزائري
.في هذين الخيارين
Résumé :
Après l'effondrement des prix des carburants fin 2014, les recettes des recettes pétrolières
ont connu une baisse de leur contribution au financement du déficit budgétaire général de
l'Algérie et l'État a cherché à mettre en place de nombreuses mesures et mesures pour combler
ce déficit par des politiques d'austérité. Absence de volonté politique de prendre soin des
secteurs économiques stratégiques tels que: les secteurs du tourisme et de l'agriculture qui
peuvent réaliser le développement de l'économie algérienne, d'autant plus que l'Algérie a tous
les éléments de réussite dans ces deux options.
Mots-clés: