You are on page 1of 149

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة محمد الصديق بن يحيى‪-‬جيجل‪-‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬


‫قسم‪ :‬علوم اقتصادية‬
‫العنوان‪:‬‬

‫تقييم أساليب تمويل عجز الموازنة في الجزائر‬

‫بعد انهيار أسعار المحروقات‬

‫)‪(2016-2000‬‬

‫مذكرة مقدمة استكماال لمتطلبات نيل شهادة الماستر في العلوم االقتصادية‬


‫تخصص‪ :‬اقتصاد دولي‬
‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبان ‪:‬‬
‫* مكرودي سالم‬ ‫‪ ‬بوبلوطة عبد الحكيم‬
‫‪ ‬بلغياط كريمة‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة جيجل‬ ‫األستاذ‪ :‬بودغدغ مسعود‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة جيجل‬ ‫األستاذ‪ :‬مكرودي سالم‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة جيجل‬ ‫األستاذ‪ :‬بومحروق خير الدين‬

‫السنة الجامعية‪2018-2017 :‬م‬


‫جرت العادة أن يكون كل وراء إعداد وبحث أشخاص منهم من‬
‫يساهم بالنصح والبعض بالتوجيه ومن باب الجميل ألن نتقدم‬
‫بتشكراتنا الخالصة إلى‪:‬‬

‫األألتاا المشرر‬
‫''مكرودي ألالم''‬
‫على قبوله تأطير هذا العمل‬
‫وإلى األألتاا‬
‫''يونس مراد''‬
‫على دعمه وتوجيهاته‬
‫والشكر موووو للجنة المناقشة لقبولهم مناقشة هذا الموووو‬

‫كما أتقدم بالشكر إلى كل األألاتذة والى كل ممء و ميمت الدراألة‬


‫فهرس المحتويات‬

‫فهرس المحتويات‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫شكر وتقدير‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس الجداول‬
‫فهرس األشكال‬
‫أ ‪-‬ه‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬
‫‪7‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪8‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الموازنة العام ة‬
‫‪8‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬ماهية الموازنة العامة‬
‫‪8‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الموازنة العامة‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية الموازنة‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع الموازنات العامة‬
‫‪16‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مبادئ ومراحل الميزانية العامة‬
‫‪16‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مبادئ الميزانية العامة‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مراحل الميزانية العامة‬
‫‪19‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬بنود الموازنة العامة‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬النفقات العامة‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اإليرادات العامة‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬العجز في الموازنة العامة‬
‫‪23‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬مفهوم العجز في الموازنة العامة وأنواعه‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف عجز الموازنة العامة‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع العجز الموازني‬
‫‪25‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬أسباب العجز في الموازنة العامة‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬زيادة النفقات‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬قمة اإليرادات‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬سوء التسيير واإلدارة المالية واإلنفاق المظهري‬
‫‪26‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬مخاطر عجز الموازنة العامة وعالجه‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪26‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مخاطر عجز الموازنة العامة‬


‫‪27‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬طرق عالج الموازنة العامة‬
‫‪29‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أساليب تمويل عجز الموازنة العامة‬
‫‪29‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬أساليب التمويل المحمي‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬االقتراض من البنك المركزي‬
‫‪30‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬االقتراض من البنوك التجارية‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬االقتراض من القطاع الخاص خارج نطاق البنوك‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬الضرائب‬
‫‪32‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬أساليب التمويل الخارجي‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬المعونات األجنبية ودورها في تمويل عجز الموازنة العامة لمدولة‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬القروض الخارجية ودورها في تمويل عجز الموازنة العامة لمدولة‬
‫‪36‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫الفصل الثاني‪ :‬مكانة قطاع المحروقات في االقتصاد الجزائري‬
‫‪38‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪39‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬لمحة عن االقتصاد الجزائري‬
‫‪39‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬االقتصاد الجزائري في ظل االقتصاد الموجه‪(1962-1989):‬‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم االقتصاد الموجه‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مميزات االقتصاد الموجه‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬المخططات التنموية‬
‫‪49‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬االقتصاد الجزائري في ظل اقتصاد السوق ( ‪ 1989‬إلى ‪)2017‬‬
‫‪49‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم اقتصاد السوق‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مبادئ اقتصاد السوق‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مراحل األزمة االقتصادية والتحول نحو اقتصاد السوق ( ‪)2010-19889‬‬
‫‪54‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬قطاع المحروقات وأهميته في االقتصاد الجزائري‬
‫‪54‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬التطور التاريخي لقطاع المحروقات‬
‫‪54‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الجزائر ما قبل النفط ( ‪)1971-1962‬‬
‫‪57‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تطور قطاع المحروقات ( ‪)2012-1971‬‬
‫‪58‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬أهمية قطاع المحروقات في االقتصاد الجزائري‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مساهمة قطاع المحروقات في حجم الصادرات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪60‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مساهمة قطاع المحروقات في الناتج الداخمي اإلجمالي‬


‫‪62‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مساهمة قطاع المحروقات في الميزانية العامة لمدولة‬
‫‪64‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى االقتصاد الجزائري واإلجراءات المتخذة‬
‫‪64‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬اآلثار االقتصادية النخفاض أسعار النفط‬
‫‪64‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى الميزانية العامة‬
‫‪66‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى صندوق ضبط الموارد‬
‫‪67‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى الميزان التجاري‬
‫‪68‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬اآلثار االجتماعية النخفاض أسعار النفط‬
‫‪68‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تقمص فرص التشغيل وبرامج التنمية‬
‫‪68‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تهديد السمم االجتماعي‬
‫‪69‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تقميص المساعدات الخارجية الممنوحة لمدول الفقيرة‬
‫‪70‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬اإلجراءات المتخذة في ظل تقمبات أسعار النفط‬
‫‪70‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اإلجراءات المتخذة في ظل الطفرة البترولية (الوفرة المالية)‬
‫‪71‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اإلجراءات المتخذة لمواجهة انهيار أسعار البترول‬
‫‪74‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫الفصل الثالث‪ :‬عجز الموازنة في الجزائر بين األساليب والبدائل لتحقيق التوازن‬
‫‪76‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪77‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬أساليب تمويل عجز الموازنة العامة في الجزائر‬
‫‪77‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬تمويل عجز الموازنة العامة عن طريق سياسة ترشيد النفقات العامة‬
‫‪77‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف ترشيد اإلنفاق العام وضوابطه‬
‫‪78‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أهم المجاالت التي تخصها عممية ترشيد اإلنفاق العام‬
‫‪80‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬ركائز نجاح ترشيد اإلنفاق العام واألساليب الحديثة في إدارته‬
‫‪82‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬سياسات ترشيد النفقات العامة‪ :‬خطة الحكومة لمواجهة األزمة‬
‫‪83‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬تمويل عجز الموازنة العامة بواسطة الضرائب‬
‫‪83‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬استخدام الضرائب المباشرة في تمويل العجز‬
‫‪85‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬استعمال الضرائب غير المباشرة في تمويل العجز‬
‫‪85‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬دور السياسة الضريبية في زيادة اإليرادات الضريبية‬
‫‪88‬‬ ‫ا المطمب الثالث‪ :‬تمويل عجز الموازنة العامة بواسطة اإلصدار النقدي‬
‫‪88‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف اإلصدار النقدي‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪89‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مبررات اإلصدار النقدي الجديد‬


‫‪89‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اآلثار الناجمة عن التمويل باإلصدار النقدي‬
‫‪91‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬دور الجباية في تغطية عجز الموازنة العامة في الجزائر‬
‫‪91‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬الجباية و اإلصالح الجبائي في الجزائر‬
‫‪91‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬ماهية الجباية‬
‫‪93‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬النظام الجبائي واصالحه‬
‫‪95‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬حدود الجباية في تغطية العجز‬
‫‪95‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬صعوبات التحكم في اإلنفاق‬
‫‪97‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اإلدارة الجبائية الفعالة‬
‫‪98‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬فعالية الجباية البترولية والجباية العادية في تمويل الميزانية العامة‬
‫‪99‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مساهمة الجباية البترولية في تمويل الميزانية العمة لمدولة‬
‫‪101‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مساهمة الجباية العادية في تمويل الميزانية العامة لمدولة‬
‫‪103‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬بدائل قطاع المحروقات في الجزائر‬
‫‪103‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬الزراعة كبديل تنموي لالقتصاد الجزائري‬
‫‪103‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬مساهمة القطاع الزراعي الجزائرية في التنمية‬
‫‪105‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬مشاكل القطاع الزراعي في الجزائر‬
‫‪106‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الحمول الممكنة لمفالحة في الجزائر‬
‫‪107‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬القطاع السياحي كبديل استراتيجي لالقتصاد الجزائري‬
‫‪107‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬واقع قطاع السياحة في الجزائر‬
‫‪110‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إستراتيجية تنمية القطاع السياحي في الجزائر‬
‫‪112‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬الطاقات المتجددة وديناميكية تفعيل النمو االقتصادي في الجزائر‬
‫‪112‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الطاقات المتجددة‬
‫‪113‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬االنعكاسات االقتصادية لمطاقة المتجددة في الجزائر‬
‫‪114‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اآلفات المستقبمية لمطاقة المتجددة في الجزائر‬
‫‪118‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪120‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪124‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫ممخص الدراسة‬
‫فهرس الجداول‬

‫فهرس الجداول‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫الرقم‬


‫‪42‬‬ ‫هيكل االستثمارات في الخطة الثالثية (‪.)1969 -1967‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪43‬‬ ‫هيكل االستثمارات ضمن المخطط الرباعي األول (‪.)1973 -1970‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪45‬‬ ‫توزيع االستثمارات في المخطط الرباعي الثاني ( ‪.)1977-1974‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪46‬‬ ‫هيكل توزيع استثمارات المخطط الخماسي األول ( ‪.)1984 -1980‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪48‬‬ ‫استثمارات المخطط الخماسي الثاني خالل الفترة( ‪.)1989 -1985‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪59‬‬ ‫يمثل مساهمة قطاع المحروقات في الصادرات‪.‬‬ ‫‪06‬‬
‫‪60‬‬ ‫مساهمة قطاع المحروقات في الناتج الداخمي اإلجمالي خالل الفترة ( ‪-2000‬‬ ‫‪07‬‬
‫‪.)2013‬‬
‫‪63‬‬ ‫تطور اإليرادات العامة والنفقات العامة ورصيد الموازنة تبعا لتطور أسعار النفط‪.‬‬ ‫‪08‬‬
‫‪64‬‬ ‫تطورات الميزانية العامة تبعا لتطورات أسعار النفط الجزائري لمفترة (‪-2007‬‬ ‫‪09‬‬
‫‪.)2016‬‬
‫‪66‬‬ ‫تطور وضعية صندوق ضبط الموارد خالل الفترة ( ‪.)2016-2007‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪67‬‬ ‫تطور رصيد الميزان التجاري تبعا ألسعار النفط خالل الفترة ( ‪.)2016-2007‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪86‬‬ ‫تطور هيكل اإليرادات الضريبية خارج المحروقات‪.‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪87‬‬ ‫تطور هيكل الضرائب على المداخيل واألرباح‪.‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪88‬‬ ‫تطور هيكل الضرائب على السلع والخدمات‪.‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪100‬‬ ‫مساهمة الجباية البترولية في اإليرادات العمومية ‪.‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪102‬‬ ‫مساهمة الجباية العادية في تمويل الميزانية العامة ‪.‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪104‬‬ ‫تطور إنتاج السمع الغذائية الرئيسية في الجزائر خالل الفترة ( ‪.)2012-2005‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪104‬‬ ‫مساهمة القطاع الفالحي الجزائري في اإلنتاج المحمي اإلجمالي‪.‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪109‬‬ ‫توزيع الفنادق حسب درجة التصنيف في الجزائر ( ‪.)2009-2005‬‬ ‫‪19‬‬
‫فهرس األشكال‬

‫فهرس األشكال‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫الرقم‬


‫‪112‬‬ ‫األهداف الخمسة ل ( م‪.‬ت‪.‬ت‪.‬ن‪.‬س ‪) 2025‬‬ ‫‪01‬‬
‫المقدمة العامة‬

‫المقدمة العامة‪:‬‬

‫اإلشكاليات االقتصادية التي كثر حوليا الجدل‪،‬‬ ‫مشكمة العجز في موازنات الدول أصبحت إحدى أىم‬
‫وما تبدلو تمك الدول والحكومات من جو د للتخمص من مشكمة العجز في ميزانيتيا‪ ،‬إال أنيا لم تتوصل حتى‬
‫إلى وجود خطر‬ ‫اآلن إلى حمول جذرية لمشكالتيا االقتصادية‪ ،‬فوجود العجز في الموازنة العامة يؤدي‬
‫اإلفالس‪.‬‬

‫إن الجزائر اليوم تواجو أعظم التحديات االقتصادية منذ الحرب األىمية التي دارت في تسعينيات القرن‬
‫أسعار النفط‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫الماضي‪ ،‬حيث أظيرت تداعيات األزمة المالية العالمية زحفيا في انخفاض‬
‫األولى‬ ‫ضعف االقتصاد المحمي‪ ،‬وترجم ىذا التقمص في عائدات الصادرات عج از في الحساب الجاري لممرة‬
‫منذ أكثر من ‪ 15‬عاما‪ ،‬وما زاد الوضع سوءا ىو تراجع ا إلنتاج المحمي لموارد الطاقة كالنفط والغاز‪.‬‬

‫العجز في الميزانية العامة يمثل مشكال كبي ار لمدولة يخل بتوازنيا االقتصادي ويؤثر عمى المؤشرات‬
‫ف‬
‫االقتصادية األخرى‪ ،‬وكل ذلك بسبب شح الموارد المالية والتي كانت الجزائر تعتمد عمى عوائد الجباية‬
‫البترولية بالدرجة األولى ‪ ،‬فانخفاض أسعار البترول أوقع الجزائر في أزمة عميقة خصوصا وأنيا كانت تقوم‬
‫بمخططات تنموية‪ ،‬وىذا ما أجبرىا عمى توقيف تمك المخططات والبدء في معالجة أوضاعيا االقتصادية‪.‬‬

‫كل ىذه المتغيرات جعل الجزائر مطالبة بمراجعة حساباتيا حول ضرورة تنويع صادراتيا والبحث عن‬
‫بدائل خارج قطاع المحروقات بالنظر لمثروات الكبيرة التي تزخر بيا ‪ ،‬والتي تسمح ليا بالنيوض باالقتصاد‬
‫وتنويعو‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إشكالية البحث‬

‫والتي انعكست عمى معظم الدول عموما‬ ‫أساليب تمويل عجز الموازنة العامة‬ ‫مما سبق ومع تغير‬
‫والجزائر خصوصا‪ ،‬أدى بيا إلى التعجيل باإلصالحات من أجل تجاوز ا إلختالالت االقتصادية عموما وعجز‬
‫الموازنة العامة خصوصا‪.‬‬

‫وبناء عمى ما تم استعراضو تتمحور إشكالية البحث والتي يمكن صياغتيا في التساؤل اآلتي ‪:‬‬
‫ً‬

‫‪ ‬ما مدى فعالية مختمف األساليب التي انتهجتها الجزائر في سد عجز الموازنة بعد انخفاض أسعار‬
‫البترول في نهاية سنة ‪ 2014‬؟‬
‫‌أ‬
‫المقدمة العامة‬

‫وسعيا منا لإلجابة عمى ىذه اإلشكالية قمنا بطرح مجموعة من التساؤالت الفرعية التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬كيف انعكست التقمبات التي شيدتيا أسعار النفط عمى اإليرادات العامة لمدولة؟‬
‫‪ ‬فيما تكمن أساليب تمويل عجز الموازنة العامة لمدولة؟‬
‫‪ ‬ىل كان لتقمبات أسعار النفط آثا ار سمبية عمى النفقات العامة الجزائرية؟‬
‫‪ ‬ما أىم االستراتيجيات البديمة لقطاع المحروقات في الجزائر؟‬

‫ثانيا‪ :‬فرضيات الدراسة‬

‫‪ ‬تعتمد الجزائر في تمويل ميزانيتيا العامة بشكل كبير عمى إيرادات الجباية العادية‪.‬‬
‫‪ ‬إن أي تغير في أسعار النفط سواء باالرتفاع أو االنخفاض ‪ ،‬سيؤدي إلى التغير في إيرادات الجباية‬
‫البترولية وبالتالي إيرادات الميزانية‪.‬‬
‫‪ ‬تمعب اإليرادات الضريبية دو ار ىاما واستراتيجيا في تمويل عجز الموازنة العامة لمدولة‪.‬‬
‫إلى تطور وتنوع وتنمية‬ ‫‪ ‬كمما أولت الحكومة الجزائرية العناية بالبدائل االقتصادية كمما أدى ذلك‬
‫االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهداف الدراسة‬

‫‪ ‬إبراز أىمية ومكانة قطاع المحروقات في االقتصاد الجزائري‪.‬‬


‫أسعار‬ ‫‪ ‬محاولة إبراز الدور الذي تمعبو بدائل قطاع المحروقات في االقتصاد الوطني بعد انييار‬
‫البترول‪.‬‬
‫‪ ‬الكشف عن األسباب الحقيقية لعجز الموازنة العامة لمدولة‪.‬‬
‫‪ ‬التعرض إلى الجباية البترولية ومساىمتيا في تمويل عجز الموازنة العامة لمدولة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أسباب اختيار الموضوع‬

‫‪ ‬أىمية قطاع المحروقات بالنسبة لالقتصاد الجزائري والذي يمثل جزءا ىاما من إيرادات الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬إيجاد حمول مناسبة لعالج عجز الموازنة العامة لمدولة‪.‬‬
‫‪ ‬أىمية الضريبة كونيا إحدى الوسائل التي تسمح بتحقيق الثبات و االستقرار االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬معرفة مدى مساىمة اإليرادات األخرى في تمويل عجز الموازنة العامة‪.‬‬

‫‌ب‬
‫المقدمة العامة‬

‫‪ ‬قمة الدراسات التي تناولتو‪ ،‬خاصة في مجال عجز الموازنة العامة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أهمية الدراسة‬

‫تتمثل أىمية الدراسة في تسميط الضوء عمى موضوع من مواضيع الساعة في الجزائر ‪ ،‬والمتعمق بعجز‬
‫الموازنة العامة لمدولة نتيجة التقمبات والتغيرات التي عرفتيا وتعرفيا أسعار البترول ىذا من جية ‪ ،‬ومن جية‬
‫أخرى تبرز أىمية الدراسة في تحديد اإلجراءات المتخذة من قبل الدولة في ظل تقمبات أسعار البترول‬
‫وانييارىا خالل السنوات األخيرة ‪ ،‬ومدى كفايتيا لمخروج من األزمة‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬منهج الدراسة‬

‫من أجل القيام باإلجابة عمى أسئمة البحث واإللمام بكل جوانبو تم االعتماد عمى المنيج الوصفي‬
‫التحميمي لمالئمتو وطبيعة الموضوع‪ ،‬من خالل وصف عجز الموازنة العامة لمدولة وأىم اإلجراءات التي‬
‫اتخذتيا الدولة الجزائرية لتمويل ىذا العجز‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬حدود الدراسة‬

‫أسعار‬ ‫نيدف من خالل ىذه الدراسة إلى معرفة أساليب تمويل عجز الموازنة العامة بعد انييار‬
‫المحروقات‪ ،‬وقد حددت دراستنا في إطارين مكاني وزماني‪ ،‬فيما يخص اإلطار المكاني تخص ىذه الدراسة‬
‫‪ ،2016-2000‬وتسمح لنا ىذه الفترة بتتبع‬ ‫االقتصاد الجزائري‪ ،‬أما اإلطار الزماني فقد حددت الفترة‬
‫األساليب المتخذة وتأثيرىا عمى تمويل عجز الموازنة العامة‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬هيكل الدراسة‬

‫لإلجابة عمى اإلشكالية والتساؤالت المطروحة قمنا بتقسيم الدراسة إلى قسمين‪ ،‬الجانب النظري والجانب‬
‫التطبيقي‪ ،‬وقد تم تخصيص فصمين لمجانب النظري أما الفصل الثالث فكان لمدراسة التطبيقية‪.‬‬

‫تطرقنا في الفصل األول إلى اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‪ ،‬حيث قمنا بتقسيمو إلى ثالثة مباحث‬
‫رئيسية‪ ،‬تناولنا في المبحث األول مفيوم الموازنة العامة‪ ،‬ثم انتقمنا لممبحث الثاني والذي خصصناه لمعجز في‬
‫الموازنة العامة‪ ،‬بينما تناول المبحث الثالث أساليب تمويل عجز الموازنة العامة في االقتصاد‪.‬‬

‫‌ج‬
‫المقدمة العامة‬

‫أما الفصل الثاني فقد خصصناه حول مكانة قطاع المحروقات في االقتصاد الجزائري وقمنا بتقسيمو إلى‬
‫ثالث مباحث حيث تناولنا في المبحث األول لمحة عن االقتصاد الجزائري‪ ،‬أما المبحث الثاني فتناولنا فيو‬
‫قطاع المحروقات وأىميتو في االقتصاد الجزائري‪ ،‬أما المبحث الثالث فخصصناه ألثر تقمبات أسعار النفط‬
‫عمى االقتصاد الجزائري واإلجراءات المتخذة‪.‬‬

‫أما الفصل الثالث قمنا بالتطرق إلى عجز الموازنة في الجزائر بين األساليب والبدائل لتحقيق التوازن‪،‬‬
‫حيث قمنا بتقسيمو إلى ثالثة مباحث تناولنا في المبحث األول أساليب تمويل عجز الموازنة العامة في‬
‫الجزائر‪ ،‬أما المبحث الثاني فتناولنا فيو دور الجباية في تغطية عجز الموازنة العامة في الجزائر‪ ،‬أما المبحث‬
‫الثالث فخصصناه لبدائل قطاع المحروقات في الجزائر‪.‬‬

‫وأخي ار قمنا بوضع خاتمة عامة لمبحث تحتوي عمى نتائج البحث ونتائج اختبار الفرضيات وتوصيات وآفاق‬
‫البحث‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬الدراسات السابقة‬

‫ىناك مجموعة من الدراسات السابقة التي عالجت موضوع الموازنة العامة‪ ،‬والتي حصرت في معظميا‬
‫أسباب العجز إما الرتفاع النفقات العامة ‪ ،‬أو لضعف اإليرادات العامة‪ ،‬أما الدراسات التي سمطت الضوء‬
‫عمى تفاقم العجز في الموازنة العامة في ظل انخفاض أسعار المحروقات فيي قميمة وبخاصة فيما يتعمق‬
‫بالجزائر و من‌بين‌أهم‌الدراسات‌والتي‌تطرقت‌لهذا‌الموضوع‌نجد‪‌:‬‬

‫‪ ‌-‬دراسة الباحث '' لحسن دردوري'' تحت عنوان‪ ( :‬سياسة الميزانية في عالج عجز الموازنة العامة لمدولة‬
‫دراسة مقارنة الجزائر‪-‬تونس)‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد خيضر – بسكرة‪،‬‬
‫‪. 2014-2013‬‬

‫وقد تناولت ىذه الدراسة اإلطار النظري لمسياسة الميزانية وأدواتيا كما تطرقت إلى عجز الموازنة العامة‬
‫لمدولة وآليات عالجو بسياسة الميزانية ‪ ،‬وأخي ار قامت بدراسة مقارنة لسياسة الميزانية بين الجزائر وتونس‪ ،‬وفي‬
‫النياية توصمت ىذه الدراسة إلى أنو رغم االستقرار االقتصادي الذي شيدتو الجزائر منذ سنة ‪ ،2000‬إال أن‬
‫اإلنتاجية‬ ‫اإليرادات البترولية رغم تشجيع القطاعات‬ ‫اإليرادات العامة الزالت تعتمد بشكل رئيسي عمى‬
‫األخرى‪ ،‬ويظير لنا ذلك من خالل العجز في الموازنة العامة منذ سنة ‪ 2009‬بسبب تذبذب أسعار النفط في‬
‫العالمي ‪.‬‬
‫ة‬ ‫األسواق‬
‫‌د‬
‫المقدمة العامة‬

‫‪ -‬دراسة الباحثة ‪'' :‬كردودي صبرينة'' تحت عنوان‪( :‬ترشيد اإلنفاق العام ودوره في عالج الموازنة العامة‬
‫لمدولة في االقتصاد اإلسالمي)‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪-‬بسكرة‪،‬‬
‫‪ .2014-2013‬وقد تناولت ىذه الدراسة مفاىيم أساسية حول اإلنفاق العام في االقتصاد اإلسالمي و موارد‬
‫اإلنفاق العام في االقتصاد اإلسالمي وكذلك الموازنة العامة لمدولة في االقتصاد اإلسالمي إضافة إلى عجز‬
‫الموازنة العامة لمدولة وفي األخير ترشيد اإلنفاق العام في االقتصاد اإلسالمي وعالج عجز الموازنة في‬
‫االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وفي النياية توصمت ىذه الدراسة إلى أن العامل األول لحدوث عجز الموازنة العامة‬
‫يتمثل في تزايد معدالت نمو النفقات العامة من ناحية ألسباب ما ىو ضروري كنتيجة لظروف طارئة مثل‬
‫الكوارث‪ ،‬ومنيا ما ىو غير ضروري كالنفقات المبالغ فييا‪.‬‬

‫تحت عنوان‪( :‬تقييم عوامل عجز الموازنة العامة في‬ ‫‪ -‬دراسة الطالبة ''ابتيال حامد عبد الحي جابر''‬
‫‪ .2016‬وقد تناولت ىذه‬ ‫السودان)‪ ،‬بحث مقدم لنيل درجة الماجستير في االقتصاد‪ ،‬جامعة الرباط الوطني‪،‬‬
‫الدراسة اإلطار المنيجي لمبحث والدراسات السابقة و أساسيات الموازنة العامة ثم عجز الموازنة العامة‬
‫باإلضافة إلى الموازنة العامة في السودان ‪ ،‬وأخي ار الدراسة التطبيقية ‪ ،‬وفي النياية توصمت ىذه الدراسة إلى‬
‫أن العجز أو الفائض في الموازنة يعكس التدىور أو التطور االقتصادي لمبمد‪ ،‬ومن خالل تحميل بيانات‬
‫السودان اتضح أن لعجز الموازنة عالقة سالبة مع الناتج المحمي اإلجمالي‪ ،‬فإذا زاد الناتج المحمي ينخفض‬
‫عجز الموازنة‪.‬‬

‫عاش ار‪ :‬صعوبات الدراسة‬

‫عند قيامنا بدراسة ىذا الموضوع واجيتنا العديد من الصعوبات نمخصيا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬ضيق الوقت المخصص لمدراسة‪.‬‬


‫‪ ‬صعوبة تمخيص بعض المعمومات‪.‬‬
‫‪ ‬التناقض والتضارب في اإلحصائيات مما يؤثر سمبا عمى الدراسة‪.‬‬

‫‌ه‬
‫تمهيد‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية الموازنة العامة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العجز في الموازنة العامة‪.‬‬

‫أساليب تمويل عجز الموازنة العامة في‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫االقتصاد ‪.‬‬

‫خالصة الفصل‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫تمييد‪:‬‬

‫إن نجاح الدول اليوم يقاس بمدى نجاح سياساتيا االقتصادية والمالية واالجتماعية‪ ،‬ولكي تستطيع الدولة‬
‫المعاصرة تحقيق أىدافيا البد ليا من إتباع سياسة مالية حكيمة‪ ،‬والسياسة المالية تعتمد أساسا عمى الموازنة‬
‫العامة بين إيرادات الدولة ونفقاتيا‪ ،‬حيث تبرز أىمية الموازنة العامة في كونيا أداة فعالة تستخدميا الدولة‬
‫لضبط إيراداتيا المحتممة من أجل أن تضع خطة لئلنفاق المحتمل‪ ،‬وىذا حتى تستطيع التأثير في المجال‬
‫االجتماعي والنشاط االقتصادي‪.‬‬
‫والعجز في الموازنة العامة قد يكون سببو زيادة النفقات العامة‪ ،‬أو قمة اإليرادات العامة أو أسباب أخرى‪،‬‬
‫والذي بدوره يؤثر عمى نشاط الحكومة وابطاء وتيرة النمو والتطور‪ ،‬ليذا فبل بد من معرفة أسباب العجز‪.‬‬

‫ومن ىذا المنطمق سنتطرق في ىذا الفصل إلى المباحث التالية‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماىية الموازنة العامة‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬العجز في الموازنة العامة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أساليب تمويل عجز الموازنة العامة في االقتصاد‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬مفيوم الموازنة العامة‬


‫لقد تطورت فكرة الميزانية العامة بشكل تدريجي خبلل مدة طويمة من الزمن تأثر خبلليا مفيوميا‬
‫‪ ،‬االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وبغية معرفة ما‬ ‫بتطور نظام الحكم ومدى تدخل الدولة في الحياة السياسية‬
‫لمميزانية العامة من أىمية ومكانة خاصة في الدولة في جميع المجاالت السياسية ‪ ،‬االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫سنتطرق في ىذا المبحث إلى تعريف الميزانية العامة‪ ،‬خصائصيا‪ ،‬أنواعيا‪ ،‬واألىمية التي تحظى بيا‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬ماىية الموازنة العامة‬
‫ىناك عدة تعاريف إلزالة المبس عن تعريف الميزانية العامة لمدولة‪ ،‬وخصائصيا‪ ،‬ومدى أىميتيا في‬
‫مختمف النواحي باإلضافة إلى أنواعيا‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الموازنة العامة‬
‫تتعدد في الحقيقة مفاىيم الموازنة العامة بتعدد كتاب المالية العامة ‪ ،‬وبتعدد قوانين المحاسبة العمومية‬
‫في مختمف الدول‪.‬‬
‫وىنا نعرض بعض من المفاىيم‪:‬‬
‫زمنية‬ ‫‪- 1‬الموازنة العامة‪« :‬بيان تقديري لما يجوز لمحكومة انفاقو وما ينتظر جبايتو من المال خبلل فترة‬
‫(‪)1‬‬
‫معينة»‪.‬‬

‫‪ -2‬الميزانية العامة‪« :‬ىي وثيقة مصادق عمييا من طرف السمطة التشريعية‪ ،‬تحدد فييا نفقات الدولة‬
‫( ‪)2‬‬
‫وايراداتيا التقديريتين خبلل فترة زمنية تقدر بسنة واحدة»‪.‬‬

‫‪ -3‬الموازنة العامة‪ :‬برنامج العمل الذي تتقدم بو الحكومة أمام ممثمي الشعب لسنة مالية مقبمة وبالتالي فيي‬
‫(‪)3‬‬
‫البرنامج المقدم إلى السمطة التشريعية في شكل وثيقة معتمدة‪.‬‬

‫وقد عرف كل من القانون الفرنسي واألمريكي الميزانية العامة كما يمي‪:‬‬

‫● القانون الفرنسي‪« :‬ىي عبارة عن القانون المالي السنوي الذي يقدر ويجيز لكل سنة ميبلدية مجموع‬
‫وايرادات الدولة وأعباءىا»‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المرسي السيد حجازي ‪ :‬مبادئ االقتصاد العام‪ ،‬الدار الجامعية لمطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2002 ،‬ص ‪.455‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أبو منصف‪ :‬مدخل لمتنظيم اإلداري والمالية العامة‪ ،‬دار المحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪.85‬‬
‫(‪)3‬‬
‫عبد المطمب عبد الحميد ‪ :‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬القاىرة – مصر‪ ،2005 ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪8‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫● القانون األمريكي عرفيا عمى أنيا‪ « :‬صك تقدر فيو نفقات السنة التالية ووارداتيا بموجب القوانين‬
‫(‪)1‬‬
‫المعمول بيا عند التقديم واقتراحات الجباية المعروضة فييا»‪.‬‬

‫وبالتالي يمكن استخبلص تعريف شامل لمموازنة العامة كما يمي‪:‬‬


‫الميزانية العامة ىي‪ « :‬التعبير المالي لبرنامج العمل المعتمد الذي تعتزم الحكومة تنفيذه في السنة القادمة‬
‫تحقيقا ألىداف المجتمع» ‪.‬‬
‫ومن خبلل التعاريف التي ذكرناىا سابقا ‪ ،‬يمكن التوصل إلى خصائص الميزانية العامة التي تتخمص‬
‫بكونيا تقديرية‪ ،‬قانونية‪ ،‬وبكونيا تتضمن اإلجازة بالجباية واإلنفاق فضبل عن تحديدىا الزمني‪ ،‬والرقابة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الصفة التخمينية أو التقديرية لمموازنة (تقدير نفقات الدولة واراداتيا)‬
‫فالموازنة تعد لممستقبل لسنة مقبمة‪ ،‬وبذلك ال يمكن معرفة النفقات التي ستصرف‪ ،‬واإليرادات التي ستجنى‬
‫بالضبط خبلل المدة المذكورة‪.‬‬
‫ولكن قد يكون من الممكن تحديد قسم من النفقات بصورة تقريبية‪ ،‬كمخصصات السمطات العامة‬
‫ورواتب الموظفين الدائمين‪ ،‬وأقساط الدين العام‪ ،‬لكن النفقات األخرى كنفقات الموازم واألشغال وغيرىا من‬
‫بيا عند تحضير مشروع‬ ‫النفقات‪ ،‬ال يمكن أن تحدد سمفا‪ ،‬ألنيا تقوم عمى اقتراضات مختمفة يصعب التنبؤ‬
‫الموازنة‪.‬‬
‫وىذا ما ينطبق أيضا عمى اإليرادات‪ ،‬فيناك ضرائب تستوفى مثبل من األرباح والضرائب الجمركية‪...‬الخ‬
‫‪ ،‬ومن الصعوبة اإلحاطة‬ ‫فالموارد تأتي من مصادر عديدة وأوعيتيا مختمفة وتخضع لظروف متباينة‬
‫بالمؤشرات االقتصادية واالجتماعية والسياسية الواقعة عمييا‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن معرفة المبالغ المستحصمة فعبل خبلل السنة يتوقف عمى نتائج الجباية‪ ،‬فيما إذا‬
‫(‪)2‬‬
‫كانت أساليب الجباية صحيحة‪ ،‬وىذا يتوقف أيضا عمى عوامل إدارية وسياسية ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الصفة القانونية لمموازنة العامة‬

‫وذلك لكونيا تنطوي‪ ،‬من جية‪ ،‬عمى موافقة السمطة التشريعية (البرلمان) عمى تقدير مجموع‬

‫(‪ )1‬خالد شحادة الخطيب وأحمد زىير شامية ‪ :‬أسس المالية العامة‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار وائل لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ -‬األردن‪ ،2005 ،‬ص‪.270‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد طاقة وىدى العزاوي‪ :‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪ -‬األردن‪ ،2007،‬ص‪. 169‬‬
‫‪9‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫النفقات والواردات السنوية‪ ،‬وتنطوي من جية ثانية عمى إذن تمك السمطة لمسمطة التنفيذية باإلنفاق‬
‫في حدود اإلعتمادات المقدرة والمرصدة في الموازنة العامة‪ ،‬وبتحصيل الواردات المقدرة‪ ،‬وفقا لؤلصول‬
‫واإلجراءات القانونية المقررة‪ ،‬كل ذلك في حدود السنة التي وضعت الموازنة العامة من أجميا‪.‬‬

‫والحقيقة أن الصفة القانونية لمموازنة ىي صفة شكمية‪ ،‬لكونيا مستمدة من السمطة التشريعية‪ ،‬لكنيا‬
‫من حيث الموضوع ال تعتبر (قانونا)؛ ألن القانون ينطوي عمى قواعد دائمة‪ ،‬بينما الموازنة ال تعد وكونيا‬
‫(بالقانونية) إال لكونيا تقترن بموافقة‬ ‫عمبل إداريا خاصا يرمي إلى تنفيذ قوانين معتمدة من قبل‪ ،‬ووصفت‬
‫(‪)1‬‬
‫السمطة التشريعية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬صفة اإلجازة بالجباية واإلنفاق‬

‫قبل البدء في تنفيذ الموازنة ال بد أن تعرض عمى السمطة التشريعية في الببلد لمموافقة عمييا‬
‫واجازتيا‪ .‬ومن ىنا تتضح عبلقة الموازنة العامة بالسمطة التشريعية‪ ،‬فيي تصدر عنيا وال تصبح نافذة‬
‫المفعول إال بعد تصديقيا منيا‪.‬‬

‫ويعني تصديق الموازنة العامة اإلجازة أو السماح لمحكومة‪ ،‬بجباية اإليرادات‪ ،‬حسب القوانين‬
‫واألنظمة المطبقة في الببلد ‪ ،‬إما إجازة اإلنفاق فتعني الموافقة عمى الصرف‪ ،‬في حدود اإلعتمادات‬
‫‪ ،‬أما بخصوص إجازة الجباية وتحصيل‬ ‫المخصصة ألوجو اإلنفاق المختمفة في فصول الموازنة العامة‬
‫اإليرادات العامة‪ ،‬فإن األرقام المقدرة في الموازنة العامة لئليرادات‪ ،‬ال تعني الحد األعمى الذي يجب أن ال‬
‫تتعداه اإليرادات المحصمة‪ ،‬ولذا يجوز تجاوز ىذه التقديرات عند التحصيل‪ ،‬وتكون الدولة في وضع مالي‬
‫(‪)2‬‬
‫أفضل‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬صفة التحديد الزمني السنوي (محددة المدة)‬

‫وقد جعمت مدة الموازنة العامة سنة كاممة ألنو لو وضعت الموازنة لسنتين أو ثبلث سنوات مثبل ‪ ،‬لكان‬
‫من المتعذر التنبؤ بما ستكون عميو اإليرادات والنفقات طوال ىذه المدة وخاصة حين تكثر تقمبات األسعار‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫فوزي عطوي‪ :‬المالية العامة ‪ -‬النظم الضريبية وموازنة الدولة‪ ،-‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،2003 ،‬ص ‪.321‬‬
‫(‪ )2‬محمد شاكر عصفور‪ :‬أصول الموازنة العامة‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪ -‬األردن‪ ، 2007 ،‬ص ص ‪.18 ،17‬‬
‫‪10‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫ومن جية أخرى لو كانت ىذه المدة أقل من سنة‪ ،‬لكانت اإليرادات تختمف في كل موازنة عنيا في‬
‫الموازنة السابقة تبعا الختبلف المواسم وتباين المحاصيل الزراعية‪.‬‬

‫وبما أن النفقات تتسم عادة بالثبات فإنو يتعذر لذلك موازنة الموازنة في الفترات التي تقل فييا اإليرادات‪.‬‬
‫ىذا باإلضافة إلى أن إعداد الموازنة واعتمادىا يتطمبان بذل مجيود شاق تشترك فيو السمطات التنفيذية‬
‫(‪)1‬‬
‫والتشريعية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬صفة الرقابة‬

‫تجمع كافة التشريعات أن ممثمي الشعب ليم الحق في رقابة تنفيذ وسير الميزانية انطبلقا من الحق‬
‫التاريخي ليم‪ ،‬غير أننا نشاىد حركة جدلية تشريعية تسعى لضبط ىذه الخاصية في حدودىا الدنيا نظ ار إلى‬
‫تعقيد الميزانية من الناحية الفنية‪ ،‬فمم يعد بمقدور ىؤالء االطبلع بيذه الميمة وانما توكل إلى الفنيين والخبراء‬
‫الذين ليم من الصفات العممية والممارسة المستمرة ما يؤىميم لمقيام بيا‪ ،‬وبيذا انتقمت ىذه الصبلحية في كثير‬
‫(‪)2‬‬
‫من الدول إلى ىيئات وأجيزة مستقمة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أىمية الموازنة‬

‫لمميزانية العامة أىمية بالغة لكونيا إحدى أدوات السياسة المالية وأداة لمكشف عن وضع الدولة المالي‬
‫واتجاىات سياسة الحكومة‪ ،‬لذا فإننا سنمقي الضوء عمى أىمية الميزانية العامة من النواحي السياسية‪،‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬والمالية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬من الناحية االقتصادية‬

‫تعكس الميزانية العامة في دول كثيرة الحياة االقتصادية واالجتماعية في مجتمعات ىذه الدول‪ ،‬فيي إدارة‬
‫تساعد في أداة وتوجيو االقتصاد القومي حيث لم تعد الميزانية أرقاما وكميات كما كانت في المفيوم التقميدي‪،‬‬
‫بل ليا آثار في كل من حجم اإلنتاج القومي وفي مستوى النشاط االقتصادي بكافة فروعو وقطاعاتو‪ .‬فغالبا‬
‫واإليرادات)‪ ،‬إلشباع الحاجات العامة التي ييدف‬ ‫تستخدم الدولة الميزانية العامة ومحتوياتيا (النفقات‬
‫االقتصاد إلى تحقيقيا‪.‬‬

‫(‪) 1‬‬
‫طارق الحاج‪ :‬المالية العامة‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الصفاء لمنشر والتوزيع‪ ،2009 ،‬ص ‪.160‬‬
‫(‪)2‬‬
‫حمدي محمد بن صالح‪ :‬توازن الموازنة العامة‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار النفائس لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ -‬األردن‪ ،2013 ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪11‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫فالعبلقة وثيقة بين النشاط المالي لمدولة (الميزانية) األوضاع االقتصادية بكل ظواىرىا من تضخم‬
‫وانكماش وانتعاش‪ ، ...‬بحيث يصبح من المتعذر فصل الميزانية العامة عن الخطة اإلقتصادية‪ ،‬وخاصة بعد‬
‫(‪)1‬‬
‫أن أصبحت أداة ميمة من أدوات تحقيق أىداف الخطة اإلقتصادية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬من الناحية السياسية‬

‫من ىذه الناحية لمميزانية أىمية كبرى في الدول ذات األنظمة النيابية والديمقراطية‪ ،‬ألن إلزام السمطة‬
‫التنفيذية بالتقدم كل عام إلى المجالس النيابية لكي يجيز ليا نواب الشعب صرف النفقات وتحصيل‬
‫اإليرادات‪ ،‬يعني إخضاعيا لمرقابة الدائمة ليذه المجالس‪ ،‬حيث تظير رقابتيا لمحكومة عن طريق تعديل‬
‫اإلعتمادات التي تطمبيا أو رفضيا مشروع الميزانية الذي يقدم إلييا‪ .‬ولعل ما يزيد في الداللة عمى ىذه‬
‫األىمية أن معظم الثورات والتغيرات الدستورية ترجع في معظميا إلى سوء واضطراب األحوال المالية وما‬
‫(‪)2‬‬
‫يترتب عميو من مطالبة الشعب بتوسيع مدى سمطتو في اإلشراف عمى المسائل المالية لمدولة ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬من الناحية االجتماعية‬


‫تقوم الدولة عن طريق الميزانية بتحويل جانب من مواردىا من مجال إلى آخر وفقا لق اررات السمطة‬
‫السياسية‪ ،‬فإنو يترتب عمى تحويل ىذه الموارد من مجال إلى آخر إعادة توزيع الدخل الوطني ‪ ،‬فعن طريق ما‬
‫ترفضو الدولة من ضرائب وما تتولى إنفاقو من نفقات عامة تعيد توزيع الدخل الوطني بين مواطنييا ‪ ،‬وىو ما‬
‫يعكس األىمية اإلجتماعية لمميزانية ‪ ،‬حيث أنو عن طريقيا يمكن التأثير في إعادة توزيع الدخل الوطني‬
‫(‪)3‬‬
‫والتأثير عمى تغيير النظام الطبقي االجتماعي وعمى مستوى التنمية االقتصادية كذلك‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬من الناحية المالية‬
‫تظير أرقام الميزانية العامة بجبلء حقيقة المركز المالي لمدولة فالميزانية تفصل وتعدد جميع‬
‫المصادر التي تغل اإليرادات العامة عمى الدولة في أثناء السنة المالية كما توضح في الوقت ذاتو النفقات‬
‫العامة التي يجب عمى الدولة إنفاقيا‪ ،‬ومن خبلل المقارنة يمكن المعرفة ما إذا كانت الميزانية في حالة توازن‬

‫(‪)1‬‬
‫محمد الصغير ويسرى أبو العبلء ‪ :‬المالية العامة‪ ،‬دار العموم لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.90‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عادل أحمد حشيش ‪ :‬أساسيات المالية العامة ‪ -‬مدخل لدراسة الفن المالي لالقتصاد العام ‪ ،-‬الدار الجامعية الجديدة لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص ‪.277‬‬
‫(‪)3‬‬
‫عمي زغدود‪ :‬المالية العامة‪ ،‬ط‪ ، 4‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪12‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫أو اختبلل‪ ،‬عجز أو فائض‪ ،‬فضبل عن ذلك فإنيا توضح ماىية النفقات وأوجو صرفيا وماىية اإليرادات‬
‫ومصادر الحصول عمييا‪ ،‬فيي إذا األداة الرئيسية لمتخطيط المالي إذا تحرك عممية التمويل واإلنفاق وتؤدي‬
‫(‪)1‬‬
‫دو ار قياديا قي نظام الدولة المالي‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع الموازنات العامة‬
‫مرت الميزانية العامة أثناء تطورىا بعدة مراحل لذا ظيرت عدة أنواع منيا ما ىو تقميدي وما ىو حديث ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬موازنة البنود واإلعتمادات (التقميدية)‬
‫في الواقع فإن موازنة البنود واالعتمادات تعد انعكاسا لمفكر المالي التقميدي ‪ ،‬والذي ظل سائدا حتى‬
‫نياية العشرينات من القرن العشرين‪.‬‬
‫وتعتمد موازنة البنود واالعتمادات عمى عدد من األساليب الفنية التقميدية في تبويب نفقات الدولة‬
‫وايراداتيا‪ ،‬حيث تعتمد بصفة رئيسية عمى تبويب مزدوج (إداري ‪ /‬نوعي) ‪ ،‬وفي نطاق ىذا التبويب المزدوج قد‬
‫يتم اإلعتماد عمى التبويب االقتصادي‪.‬‬
‫ولتسييل عمل السمطة التشريعية في متابعة ودراسة الموازنة والوقوف عمى الوظائف الحكومية‪ ،‬قد‬
‫تقوم السمطة التنفيذية بإعادة تصنيف أرقام موازنة البنود وظيفياً‪ ،‬عمى أن يرفق ىذا التصنيف بمشروع موازنة‬
‫(‪)2‬‬
‫االعتماد والبنود عند اعتماده واق ارره من السمطة التشريعية‪.‬‬
‫‪ -1‬مزايا الميزانية التقميدية‪:‬‬
‫‪ ‬وضع حد لمفوضى في استخدام المال العام أو جبايتو ‪.‬‬
‫‪ ‬مراقبة السمطة التشريعية والسمطة التنفيذية في إدارتيا لبنود الموازنة العامة ‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام المال العام لخدمة الصالح العام وتطبيق ذلك بتشريع ‪.‬‬
‫‪ -2‬عيوب الميزانية التقميدية‪:‬‬
‫اإلداري‬ ‫‪ ‬التشدد في عممية اإلنفاق والحصول عمى األموال العامة من قبل المسؤولين في رأس اليرم‬
‫خوفا من المسائمة والمحاسبة‪.‬‬
‫‪ ‬التشدد في الرقابة أدى إلى زعزعة الثقة بين الرئيس والمرؤوس واإللتزام الحرفي بالقواعد والتعميمات‬
‫خوفا من الوقوع بالخطأ والحصول عمى العقاب قمل من روح اإلبداع في العمل ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫عبد الباسط عمي جاسم الزبيدي ‪ :‬الموازنة العامة لمدولة والرقابة عمى تنفيذىا ‪ -‬دراسة مقارنة ‪ ،-‬ط ‪ ، 1‬دار حامد لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ -‬األردن‪ ، 2014 ،‬ص ‪.58‬‬
‫(‪)2‬‬
‫سعيد عبد العزيز عثمان ‪ :‬المالية العامة‪ -‬مدخل تحميل معاصر‪ ،-‬الدار الجامعية‪ ،2008 ،‬ص ص ‪.665 ،664‬‬
‫‪13‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬أغفمت جانب اإلنجاز في العمل عمما بأنيا بينت األىداف فيو مما يعني احتمالية ىدر لممال‬
‫(‪)1‬‬
‫العام‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ميزانية البرامج واألداء‬

‫تعد موازنة األداء من وسائل تحقيق كفاية األداء فيي تتضمن تقسيما وتبويبا جديدا لموازنة الدولة‬
‫يظير ما تنجزه الدولة من أعمال وليس ما تشتريو الدولة من سمع وخدمات‪ ،‬حيث تركز عمى قياس التكاليف‬
‫واالنجازات التي تحققت ‪ ،‬وبالتالي فإنيا تفيد في اقتراح التحسينات الضرورية لتنفيذ البرامج‪ ،‬واليدف من‬
‫إعدادىا وتبويبيا ىو تحقيق كفاءة األداء في مختمف وحدات التنفيذ‪ ،‬وفي مختمف البرامج الحكومية التي‬
‫تتكون منيا موازنة الدولة‪ ،‬باإلضافة إلى أنيا تيدف إلى الترشيد العممي إلدارة الوحدات الصغيرة والتنظيم‬
‫الحكومي‪.‬‬
‫وبصورة أكثر تفصيبل إفن م تطمبات تطبيق موازنة األداء تتمثل في‪:‬‬
‫‪ .1‬توافر الرغبة الجادة لدى القيادات السياسية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ .2‬تقسيم النشاط الحكومي إلى عدد من الوظائف والبرامج واألنشطة‪ ،‬وىذا يعني إعادة تبويب الموازنة‬
‫العامة وفقا لموظائف والبرامج‪.‬‬
‫‪ .3‬إعادة تنظيم الييكل اإلداري والتنظيمي لمدولة بما يتماشى مع التبويب وفقا لموظائف والبرامج‪.‬‬
‫‪ .4‬تطوير النظام المحاسبي المستخدم بما يتماشى مع التبويب وفقا لموظائف والبرامج‪.‬‬
‫‪ .5‬إيجاد مقاييس لؤلداء تتسم بالدقة والموضوعية‪.‬‬
‫كما يواجو تطبيق موازنة األداء بالعديد من المشاكل والصعوبات من بينيا‪:‬‬
‫‪ .1‬صعوبات ومشاكل تتعمق باختيار وحدات القياس والتي من خبلليا يتم قياس كفاءة األداء في مختمف‬
‫الوحدات الحكومية‪.‬‬
‫‪ .2‬صعوبات تتعمق بقياس كفاءة األداء في ظل عدم تجانس وحدات المنتج النيائي‪.‬‬
‫‪ .3‬صعوبات تتعمق بتنفيذ أىداف البرنامج الواحد من خبلل أكثر من جية حكومية‪.‬‬
‫األداء التي‬ ‫‪ .4‬صعوبات تتعمق بتوزيع بنود النفقات العامة المشتركة والتي تتعمق بعدد من وحدات‬
‫تشترك في تنفيذ برنامج معين‪.‬‬

‫(‪ )1‬حسين عبد الكريم سلوم ومحمد خالد المهايني‪ ،‬الموازنة العامة للدولة بين اإلعداد والتنفيذ والرقابة‪ ،‬مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،64‬جامعة‬
‫المستنصرية‪ ،2007/04/8 ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪14‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .5‬صعوبات تتعمق بتوافر الكوادر الفنية واإلدارية البلزمة لتطبيق أسموب موازنة األداء والبرامج فيو‬
‫(‪)1‬‬
‫يتطمب تغيي ار جذريا في األسموب اإلداري المتبع‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ميزانية التخطيط والبرمجة‬

‫إن اىتمام ميزانية التخطيط واألداء يظل قائما عمى النشاط أو البرنامج الذي تعتزم الدولة تنفيذه تحقيقا‬
‫ألىداف الخطة والتي ‪ ،‬ىي بدورىا تحقيقا ألىداف المجتمع فيبدأ التقسيم أساسا مرتك از عمى خطة معتمدة‪،‬‬
‫وتقوم اإلدارة المختصة بالمفاضمة بين البرامج البديمة عمى مستويات الوحدات العميا في التنظيم اإلداري وىكذا‬
‫ومن الطبيعي أيضا أن يستخدم في إجراء ىذه المفاضبلت واختيار البرامج ‪ ،‬كافة أساليب التحميل العممي‬
‫واتخاذ الق اررات‪.‬‬

‫أوفر من فكرة ميزانية‬ ‫إال أن فكرة ميزانية التخطيط والبرمجة لم تحظى في مجال التطبيق بحظ‬
‫األداء‪ ،‬فسرعان ما ظيرت المشاكل واالنتقادات وتعثر تطبيق الفكرة في المصالح واإلدارات الحكومية بل وفي‬
‫الميزانية بالواليات المتحدة األمريكية ‪ OMB‬نفسيا‪.‬‬

‫وانحصرت أىم المشاكل التي صادفت تطبيق ميزانية التخطيط والبرمجة في ثبلثة أمور‪:‬‬

‫‪ -1‬صعوبة تحديد أىداف بعض الوحدات اإلدارية بدقة‪ ،‬األمر الذي يجعل عممية المفاصمة واالختيار بين‬
‫البدائل غاية في الصعوبة‪.‬‬

‫‪ -2‬إن اتخاذ القرار السميم في المفاضمة بين البرامج البديمة ‪ ،‬يقتضي تقديرات دقيقة لممنافع والتكاليف المتوقعة‬
‫من كل برنامج من البرامج البديمة‪.‬‬

‫إقناعيم أوالً بجدوى ومزايا استخدام ميزانية‬ ‫‪ -3‬مشاكل تتعمق بالقوى العاممة في ىذا المجال من حيث‬
‫(‪)2‬‬
‫التخطيط والبرمجة‪ ،‬ثم مشاكل تدريبيم وتطويرىم لتصبح لدييم الخبرة الفنية البلزمة لتطبيق ىذا النظام‪.‬‬

‫(‪ )1‬يونس أحمد البطريق وآخرون ‪ :‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬مصر‪ ،‬ص ص ‪.241 -233‬‬
‫(‪ )2‬حامد عبد المجيد دراز‪ :‬مبادئ االقتصاد العام‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مركز اإلسكندرية لمكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص ص‪-611‬‬
‫‪.613‬‬
‫‪15‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫رابعاًا‪ :‬ميزانية األساس الصفري‬

‫اإلنفاق‪ ،‬وتيدف إلى إعادة توجيو وتحويل‬ ‫بأنيا أداة إدارية عممية لتقييم‬ ‫تعرف ىذه الموازنة‬
‫المخصصات من برامج ذات أفضمية متدينة إلى برامج ذات أولوية عالية‪.‬‬

‫أداء األنشطة‬ ‫أىداف الحكومة في مجال رفع درجة الكفاءة والفعالية في‬ ‫تسعى الموازنة الصفرية لخدمة‬
‫الحكومية من خبلل تحديد أولويات برامج الحكومات‪ ،‬والغاء البرامج التي ليس ليا جدوى اقتصادية من أجل‬
‫(‪)1‬‬
‫تخصيص الموارد بشكل أفضل‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مبادئ ومراحل الميزانية العامة‬

‫من خبلل ىذا المطمب سنحاول اإللمام بجميع المبادئ التي تمر بيا الميزانية العامة والتي تتمثل في‬
‫اإلعداد والتحضير‪ ،‬اإلقرار أو‬ ‫إضافة إلى المراحل والمتمثمة في‬ ‫السنوية‪ ،‬الوحدة‪ ،‬التوازن‪ ،‬والعمومية‪،‬‬
‫االعتماد‪ ،‬ثم التنفيذ وأخي ار مرحمة المراقبة والمراجعة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبادئ الميزانية العامة‬

‫في ميزانية اي دولة ىناك مبادئ معينة البد من إتباعيا لكي تكون الميزانية العامة سميمة وصحيحة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مبدأ سنوية الموازنة‬

‫وىذا المبدأ يعني أن تغطي الميزانية العامة مدة اثني عشر شيرا‪ ،‬ويترتب عمى ذلك بأ ن تقوم السمطة‬
‫التنفيذية بإعداد تقديرات أرقام الميزانية لمدة سنة مالية مقبمة ؛ أي أن تكون ىذه التقديرات قابمة لمتنفيذ خبلل‬
‫‪ ،‬وىذا يقتضي تجديد ىذا‬ ‫سنة‪ ،‬باإلضافة إلى إقرار الميزانية من قبل السمطة التشريعية صالحا لمدة سنة‬
‫(‪)2‬‬
‫التطبيق سنويا‪.‬‬

‫(‪)1‬لعمارة جمال‪ :‬أساسيات الموازنة العامة لمدولة (المفاىيم والقواعد والمراحل واالتجاىات الحديثة)‪ ،‬دار الفجر لمنشر والتوزيع‪،2004 ،‬‬
‫ص ص ‪.221 -218‬‬
‫(‪ )2‬عبد اهلل الشيخ محمود الطاىر‪ :‬مقدمة في اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مطابع جامعية الممك سعود‪ ،‬المممكة العربية‬
‫السعودية‪ ،1988 ،‬ص ص ‪.410 ،409‬‬
‫‪16‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ وحدة الميزانية‬

‫يقصد بمبدأ وحدة الميزانية أن تدرج جميع نفقات الدولة وجميع إيراداتيا في وثيقة واحد حتى يسيل‬
‫أجيزة الرقابة المختمفة من مراقبة تصرفات الدولة المالية ومطابقتيا‬ ‫معرفة مركزىا المالي‪ ،‬وحتى تتمكن‬
‫(‪)1‬‬
‫لؤلىداف المحددة واالعتمادات الواردة في الميزانية كما وافقت عمييا السمطة التشريعية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مبدأ توازن الميزانية‬
‫يعد ىذا المبدأ أحد مرتكزات النظرية التقميدية وىي التوازن المستوي بين النفقات العامة واإليرادات العامة‬
‫بشكل مطمق‪ ،‬واعتبرت أن حسن اإلدارة المالية يستمزم التوازن بين جانبي الميزانية (النفقات‪ ،‬اإليرادات) من‬
‫أثر تضخمي ‪ ،‬أو‬ ‫جية‪ ،‬وإلى الرغبة في تفادي مخاطر العجز في الميزانية وما قد يترتب عمى تغطيتو من‬
‫(‪)2‬‬
‫فائض ال تستطيع الدولة التصرف بو من جية أخرى‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مبدأ العمومية‬


‫أو‬ ‫وفقا ليذا المبدأ يتعين '' إظيار كافة نفقات وايرادات الدولة دون إنقاص اي جزء من النفقات‬
‫اإليرادات‪ ،‬وبدون إجراء أية مقاصة بين بنود اإليرادات والنفقات ''‪ .‬ولتطبيق ىذا المبدأ يستمزم أن ال تسجل‬
‫(‪)3‬‬
‫كافة بنود اإليرادات منفصمة من بنود النفقات‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مراحل الميزانية العامة‬
‫إذا سنحاول اإللمام‬ ‫إن عممية الميزانية تتضمن القيام بخطوات متتالية تتكرر في كل سنة مالية‪،‬‬
‫بالمراحل التي تمر بيا الميزانية العامة أو ما تعرف بدورة الميزانية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مرحمة إعداد وتحضير الميزانية العامة‬
‫وتحضر من قبل المؤسسات الحكومية المختصة وتحديد التقديرات المتعمقة بما يخصيا من‬
‫ّ‬ ‫تعد‬
‫نفقات وايرادات لمسنة المالية القادمة (‪ ،)4‬أي أنو يتم في ىذه المرحمة تقدير اإليرادات العامة المتوقعة من‬
‫أو غير‬ ‫مختمف مصادرىا بصورة أكثر دقة ‪ ،‬وإن عدم الدقة في التقديرات لو حصمت قد تكون مقصودة‬

‫(‪ )1‬محرزي محمد عباس‪ :‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬اإليرادات العامة‪ ،‬الميزانية العامة لمدولة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دون‬
‫سنة نشر‪ ،‬ص ص ‪.399 ،398‬‬
‫(‪ )2‬محمد جمال دنيبات‪ :‬المالية العامة والتشريع المالي‪ ،‬الدار العممية الدولية ودار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2003 ،‬ص ص‪،278‬‬
‫‪.279‬‬
‫(‪ )3‬سعيد عبد العزيز عثمان‪ :‬االقتصاد العام‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الدار الجامعية لمطباعة والنشر‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫(‪ )4‬عبد الغفور إبراىيم أحمد‪ :‬مبادئ االقتصاد والمالية العامة‪ ،‬دار زىران لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ، 2009 ،‬ص ‪.258‬‬
‫‪17‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫مقصودة‪ ،‬وىناك عدة طرق لتقدير اإليرادات العامة وتتمثل في طريقة التقدير المباشر‪ ،‬طريقة إضافة الزيادات‬
‫وطريقة التقدير اآللي‪.‬‬
‫إضافة إلى تقدير النفقات العامة التي تتم في ىذه المرحمة ‪ ،‬إذ يترك لمقائمين في التقدير مسألة دراسة‬
‫‪ ،‬ناىيك عن تجميع وتوحيد‬ ‫الظروف االقتصادية واالجتماعية القائمة وتقدير اإلنفاق العام لمسنة القادمة‬
‫التقديرات في نفس المرحمة ويتم ذلك في ديوان كل و ازرة مالية ‪ ،‬وذلك من قبل المختصين وذوي العبلقة من‬
‫(‪)1‬‬
‫الو ازرات األخرى‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحمة اعتماد الميزانية العامة‬
‫تتم من قبل السمطة التشريعية (المجمس الوطني)‪ ،‬وىي مسؤولية ميمة وكبيرة لما ينطوي عميو تغير‬
‫(‪)2‬‬
‫الموازنة العامة والتي تتناول جميع قطاعات المجتمع وأنشطتو االقتصادية المختمفة‪.‬‬
‫وعموما ىناك ثبلث خطوات في مجال اعتماد الموازنة العامة تتمثل في ‪ :‬المناقشة العامة‪ ،‬المناقشة‬
‫(‪)3‬‬
‫التفصيمية المختصة‪ ،‬والمناقشة النيائية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مرحمة تنفيذ الميزانية العامة‬
‫تتم من طرف (قبل) السمطة التنفيذية بأجيزتيا المختمفة وفقا لما اعتمدتو السمطة التشريعية وتحت‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬حيث تبدأ دوائر الدولة بعممية التنفيذ أي تقوم باستحصال اإليرادات العامة وفق التقديرات وكذلك‬ ‫رقابتيا‬
‫صرف النفقات العامة‪ ،‬فعممية التنفيذ تغير دخول الموازنة العامة مراحل التطبيق والعمل وتتضمن ىذه‬
‫المرحمة تنفيذ النفقات من خبلل أربع مراحل تتمثل في مرحمة االرتباط بالنفقة‪ ،‬مرحمة تحديد النفقة ن مرحمة‬
‫اإلذن بالصرف أو األمر بالنفقة‪ ،‬ومرحمة تنفيذ أمر الصرف أو أمر الدفع‪ .‬باإلضافة إلى أن ىذه المرحمة‬
‫(‪)5‬‬
‫تتضمن تنفيذ اإليرادات العامة‪ ،‬وعمميات الخزينة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مرحمة مراقبة ومراجعة الميزانية العامة‬
‫معناه أن العمل يجري لرقابة سبلمة تنفيذ الخطة المالية لمدولة إنفاقا أو إيرادات وفق ما قرره قانون‬
‫الموازنة العامة(‪ .)6‬إذ كان اليدف منيا ىو فحص الحسابات العامة فحصا حسابيا ومراجعتيا مراجعة مستندية‬

‫(‪ )1‬عمي محمد خميل وسميمان أحمد الموزي‪ :‬المالية العامة‪ ،‬دار زىران لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2000 ،‬ص ‪.323‬‬
‫(‪ )2‬عبد الغفور إبراىيم أحمد‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.258‬‬
‫(‪ )3‬سعيد عمي العبيدي‪ :‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار دجمة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2011،‬ص‪.213‬‬
‫(‪ )4‬عبد الغفور إبراىيم أحمد‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.258‬‬
‫(‪ )5‬محمد جمال دنيبات‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.292‬‬
‫(‪)6‬عبد الغفور إبراىيم أحمد‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.258‬‬
‫‪18‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫مستندية دقيقة لمتأكد من مطابقتيا لؤلصول العممية المحاسبية والتحقق من صحة تطبيق القوانين والموائح‬
‫والتعميمات المالية‪.‬‬
‫اإلدارية‬ ‫أنواع تتمثل في النوع األول وىو الرقابة‬ ‫وىذه الرقابة عمى تنفيذ الميزانية تتكون من ثبلثة‬
‫أما النوع الثاني فيو الرقابة‬ ‫التي تنقسم بدورىا إلى قسمين ىما رقابة الحقة لمصرف ورقابة سابقة لمصرف‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫البرلمانية أو التشريعية وآخر نوع ىو الرقابة عمى طريق ىيئة مستقمة‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬بنود الموازنة العامة‬
‫واسياميا في الحياة االقتصادية واالجتماعية تزايد االىتمام بالنفقات‬ ‫نظ ار لتطور مفيوم الدولة‬
‫‪ ،‬وتكون في نفس الوقت‬ ‫واإليرادات‪ ،‬باعتبارىا عناصر رئيسية لمحور النشاط االقتصادي والمالي لمدولة‬
‫األدوات الرئيسية لرسم وتنفيذ السياسة المالية لمدولة ‪ ،‬وفي ىذا المطمب سنتطرق الى عرض كل من النفقات‬
‫واإليرادات العامة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬النفقات العامة‬
‫أوال‪ :‬تعريف النفقات العامة‬
‫من أىم التعاريف الشائعة لمنفقة العامة ما يمي‪:‬‬
‫«النفقة العامة ىي مبمغ نقدي يخرج من الذمة المالية لمدولة او احد تنظيماتيا بيدف إشباع حاجة عامة»‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تعرف النفقة العامة بأنيا‪ «:‬كم قابل لمتقويم النقدي يأمر بإنفاقو شخص معنوي عام لتحقيق منفعة عامة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫تتوافق مع أىداف الدولة»‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص النفقات العامة‬
‫من خبلل التعاريف السابقة لمنفقات العامة نستخمص ثبلثة خصائص وىي‪:‬‬
‫‪ ‬النفقة العامة كم قابل لمتقويم النقدي (الصيغة النقدية لمنفقات العامة)‪.‬‬
‫‪ ‬النفقة العامة يأمر بيا شخص عام‪.‬‬
‫‪ ‬النفقة العامة تستيدف إشباع حاجة عامة‪.‬‬

‫(‪) 1‬‬
‫دراسة مقارنة الجزائر‪ -‬تونس‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬ ‫لحسن دردوري‪ :‬سياسة الميزانية في عجز الموازنة العامة لمدولة‬
‫‪ ،2014-2013‬ص ‪.110‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫حامد عبد المجيد دراز‪ ،‬المرسي السيد حجازي‪ :‬مبادئ االقتصاد العام‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الدار الجامعية لمنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬ص ‪.259‬‬
‫(‪ )3‬فاطمة السويسي‪ :‬المالية العامة‪ ،‬المؤسسة الحديثة لمكتاب‪ ،‬طرابمس‪ ،‬لبنان‪ ،2005 ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬تقسيمات النفقات العامة‬


‫مرت النفقات العامة بتقسيمات مختمفة نذكر أىميا‪:‬‬
‫‪ -1‬حسب المعيار الدوري‪ :‬تنقسم إلى نفقات عادية ونفقات غير عادية نجمميا كما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬النفقات العادية ىي التي تتجدد كل فترة معينة وتتضمن ما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬اإلنفاق السنوي المفروض بموجب القانون عمى المؤسسات العامة‪.‬‬
‫‪ ‬قروض االستيبلك العادية‪.‬‬
‫‪ ‬التكاليف التشغيمية لمختمف الخدمات بما في ذلك تكاليف الصيانة واإلصبلح الحالية‪.‬‬
‫‪ ‬الفائدة والنفقات المالية وغيرىا من الديون المتعمقة بالمؤسسات العامة‪.‬‬
‫أما النفقات الغير عادية في تمك النفقات التي ال تتكرر كل سنة بصفة منتظمة في الميزانية ‪ ،‬بل تدعو‬
‫(‪)1‬‬
‫الحاجة الييا في فترات متباعدة تزيد عن السنة‪.‬‬
‫‪ -2‬حسب المعيار االقتصادي‪ :‬تنقسم إلى نفقات حقيقية ونفقات تحويمية‪.‬‬
‫‪ ‬أن النفقات الفعمية ىي تمك النفقات التي تتكبدىا الدولة في سبيل الحصول عمى السمع والخدمات‬
‫الضرورية لتسيير المرافق العامة‪ ،‬ولمقيام بوظائفيا المختمفة‪.‬‬
‫أي مرفق من مرافق‬ ‫‪ ‬أما النفقات التحويمية فيي ال تتصل بصورة مباشرة بسير العمل والنشاط في‬
‫(‪)2‬‬
‫الدولة‪ ،‬وليس ليا ارتباط مباشر أيضا بحدوث أية زيادة في الدخل القومي‪.‬‬
‫‪ -3‬حسب المعيار الوظيفي‪ :‬تنقسم إلى نفقات إدارية اجتماعية‪ ،‬ونفقات اقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬النفقات اإلدارية ىي التي تتضمن نفقات عامة مخصصة لتسيير المرافق العامة‪.‬‬
‫‪ ‬النفقات االجتماعية ىي التي تتضمن النفقات البلزمة لمقيام بالخدمات االجتماعية‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ‬النفقات االقتصادية ىي التي تتعمق بقيام الدولة بخدمات تحقيقا ألىداف اقتصادية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإليرادات العامة‬
‫أوال‪ :‬تعريف اإليرادات العامة‬
‫تعددت تعاريف اإليرادات العامة ومن بينيا ما يمي‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫عادل أحمد حشيش‪ :‬أصول الفن المالي لالقتصاد العام – مدخل لدراسة أساسيات المالية العامة ‪ ،-‬الدار الجامعية الجديدة لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص ‪.26‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عمي العربي وعبد المعطي عساف‪ ،‬إدارة المالية العامة‪ ،‬الكويت‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫(‪)3‬‬
‫بن نوار بومدين ‪ :‬النفقات العامة عمى التعميم‪ ،‬دراسة حالة قطاع التربية الوطنية بالجزائر‪ ،2008-1980 ،‬رسالة مقدمة لنيل شيادة‬
‫ماجيستر في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة أبو بكر بمقايد‪ ،‬تممسان‪ ،‬الجزائر‪ ،2011-2010 ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪20‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫يقصد باإليرادات العامة كأداة مالية ‪ « :‬مجموعة الدخول التي تحصل عمييا الدولة من المصادر‬
‫المختمفة‪ ،‬من أجل تغطية نفقاتيا العامة وتحقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي» ‪.‬‬
‫تعرف اإليرادات العامة بأنيا‪ « :‬تمك اإليرادات التي تحصل عمييا الدولة بصفتيا شخص اعتباري‬
‫(‪)1‬‬
‫قانوني يممك ثروة ويقدم خدمات عامة»‪.‬‬
‫من خبلل التعاريف نستنتج أن اإليرادات العامة ىي أموال تجمعيا الدولة من أجل مواجية مختمف‬
‫نفقاتيا العامة‪ ،‬ومن ىنا يمكن استخبلص خصائص اإليرادات العامة وىي‪:‬‬
‫‪ ‬المورد المالي‪ :‬بمعنى تحصيل النقود ودون غيرىا‪.‬‬
‫‪ ‬الييئة العامة‪ :‬الدولة كشخصية معنوية عامة مخولة قانونا بتحصيل اإليرادات‪.‬‬
‫‪ ‬اليدف‪ :‬تغطية النفقات العامة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع اإليرادات العامة‬
‫سنتطرق ىنا إلى أىم مصادر اإليرادات التي تتحصل عمييا الدولة وىي كما يمي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إيرادات ممتمكات الدولة‪:‬‬
‫يقصد بدومين الدولة األموال العقارية والمنقولة التي تممكيا الدولة ‪ ،‬سواء كان ذلك ممكية عامة‬
‫ألحكام‬ ‫وتخضع ألحكام القانون العام وىي ما يعرف بالدومين العام‪ ،‬أو ممكية خاصة وىي التي تخضع‬
‫القانون الخاص مثل ممكية األفراد تماما وىي ما يعرف بالدومين الخاص ‪ ،‬ويعتبر دخل الدومين الخاص‬
‫(‪)2‬‬
‫موردا من موارد اإليرادات العامة حيث يكون متجددا أو مستم ار‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الضرائب‪:‬‬
‫أىم أنواع اإليرادات العامة والتي تعتمد عمييا الدولة لتغطية‬ ‫تمثل الضريبة في العصر الحديث‬
‫نفقاتيا‪ ،‬حيث ساىمت الضريبة في تحقيق التنمية في شتى المجاالت‪ ،‬وظيرت أىداف مختمفة ليا مع سعي‬
‫(‪)3‬‬
‫دائم من قبل الحكومات في دول العالم‪.‬‬
‫األشخاص الطبيعيين‬ ‫وبالتالي فإ ن الضريبة ىي‪« :‬عبارة عن اقتطاع تفرضيا الدولة عمى‬
‫واالعتباريين بدون مقابل وبغرض تغطية أعباءىا العامة‪ ،‬وبما يحقق أىدافيا االقتصادية واالجتماعية‬

‫(‪)1‬‬
‫زينب حسين عوض ‪ :‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬دار الفتح لمنشر‪ ،‬القاىرة‪ ،2003 ،‬ص ‪.95‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمود حسين الوادي‪ ،‬وزكرياء أحمد عزام ‪ :‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الميسرة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان – األردن‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص ‪.101‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حميدة بوزيدة‪ :‬جباية المؤسسة‪ ،‬الطبعة الثالث‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪21‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫(‪)1‬‬
‫والسياسية»‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الرسوم‪:‬‬
‫يعد الرسم مصد ار آخر من مصادر اإليرادات العامة في الدولة‪ ،‬كما أنو يعد من اإليرادات الدورية‬
‫والمنتظمة التي تدخل خزانة الدولة وتساىم في تمويل نفقاتيا العامة‪.‬‬
‫فن الرسم ىو‪ « :‬مبمغ من المال تجنيو الدولة أو أحد الشخصيات العامة األخرى جب ار من‬
‫وبالتالي إ‬
‫(‪)2‬‬
‫األفراد‪ ،‬مقابل خدمة خاصة تقدميا ليم أو مقابل نفع خاص يعود عمييم من ىذه الخدمة»‪.‬‬
‫إلى خدمة خاصة تنفرد‬ ‫كما أنو عبارة عن مورد مالي تحصل عميو الدولة ممن يكون في حاجة‬
‫الدولة بأدائيا‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ القرض العام‪:‬‬
‫أجل تغطية مختمف‬ ‫تعتبر القروض العامة أيضا من الموارد العامة التي تعتمد عمييا الدولة من‬
‫نفقاتيا‪.‬‬
‫ومنو إفن القرض العام ىو‪« :‬عقد دين تستمف بموجبو الدولة مبالغ من النقود من األفراد أو المصالح‬
‫لمدائنين في التاريخ المحدد وفقا لشروط‬ ‫أو الييئات المحمية أو الدولية‪ ،‬مع التعيد بوفاء القرض وفوائده‬
‫العقد»‪.‬‬
‫األفراد أو الييئات أو‬ ‫فن القرض يمثل عقد تحصل الدولة بموجبو عمى مبمغ من المال من‬
‫وعميو إ‬
‫(‪)3‬‬
‫المؤسسات العامة محمية أو أجنبية تتعيد فيو برد المبمغ مضاف إليو فوائد سنوية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العجز في الموازنة العامة‬


‫يعد العجز في الميزانية العامة من أعقد وأخطر المشاكل التي تواجو كافة دول العالم وبصفة خاصة‬
‫الدول النامية‪ ،‬ويمكن النظر إلى عجز الميزانية باعتباره أحد أىم المحاور الرئيسية التي تقع في دائرة النشاط‬
‫المالي لمدولة‪ ،‬فضبل عن أن حجم ىذا العجز ونطاقو بل وطبيعة تخصيصو لتمويل مختمف مجاالت اإلنفاق‬
‫العام‪ ،‬واضافة ما سبق فإن عجز الميزانية العامة وأسموب تمويمو سواء من مصادر داخمية أو خارجية‪،‬‬
‫سوف يترتب عميو العديد من اآلثار االقتصادية واالجتماعية وكذلك السياسية التي تؤثر‬

‫(‪)1‬‬
‫حسني خربوش وحسين اليحيى ‪ :‬المالية العامة‪ ،‬الشركة العربية لمتسويق والتوريدات‪ ،‬القاىرة‪ ،2013 ،‬ص ‪.46‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عادل فميح العمي‪ :‬المالية العامة والتشريع المالي الضريبي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الحامد لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان – األردن‪ ،2007 ،‬ص‬
‫‪.84‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نوزاد عبد الرحمان الييني ومجيد عبد المطيف الخشابي ‪ :‬المدخل الحديث في اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬دار المناىج لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان – األردن‪ ،2004 ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪22‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫في قدرة الدولة عمى إنجاز معدالت نمو حقيقية‪.‬‬


‫المطمب األول‪ :‬مفيوم العجز في الموازنة العامة وأنواعو‬
‫لمتعرف عمى ماىية العجز في الموازنة العامة‪ ،‬ال بد من تحديد دقيق لمفيوم العجز‪ ،‬والبحث عن‬
‫مقاييس مناسبة تتفق والموضوع المراد قياسو‪ ،‬لذلك سنحاول في ىذا المطمب عرض مختمف تعاريف العجز‬
‫في الموازنة العامة وأنواعو‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف عجز الموازنة العامة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -1‬التعريف المغوي‪ :‬العجز يعني الضعف‪ ،‬فيقال عجز عن الشيء إذ ضعف عنو ولم يقدر عميو‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -2‬التعريف االصطالحي‪ :‬في تمك الوضعية التي تكون فييا النفقات العامة أكبر من اإليرادات العامة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ -3‬بالمفيوم المالي الحسابي‪ :‬ىو قصور اإليرادات العامة المقدرة لمدولة لسداد النفقات العامة المقدرة‪.‬‬
‫‪ -4‬بالمفيوم االقتصادي االجتماعي‪ :‬يشمل عجز الموازنة باآلثار السمبية التي تنجم عمى السياسة المالية‬
‫المتبعة وعن المنيج المتبع في إعداد الموازنة وتنفيذىا‪ ،‬ىذا عندما تكون النتائج المحققة من وراء الموازنة‬
‫(‪)4‬‬
‫يجابي‪.‬‬
‫والسياسة المالية سمبية أكثر منيا إ ة‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ -‬وقد عرفو ماريو بميجير بأنو‪ « :‬الفرق بين إجمالي النفقات واإليرادات الحكومية باستثناء المديونية»‪.‬‬
‫ويمكن القول بأن المفيوم العام لعجز المواز نة العامة لمدولة يمثل زيادة النفقات العامة عن اإليرادات‬
‫العامة في الموازنة العامة ‪ ،‬بحيث ال تستطيع االيرادات مجارات الزيادة المضطرة في النفقات العامة‪ ،‬فالنفقات‬
‫التي تحدد غالبا حجم العجز وطبيعتو ‪ ،‬حيث تميل إلى الزيادة في مختمف دول العالم الذي سببو تطور‬
‫الحاجات العامة ونمو وظائف الدولة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع العجز الموازني‬
‫إن عجز الموازنة متعدد األشكال ومختمف األسباب‪ ،‬ولكن عمماء الفكر المالي قد صنفوه إلى األنواع‬
‫التالية‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬ص ص ‪.28 -17‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عبد الحميد قدي‪ :‬المدخل إلى السياسات االقتصادية الكمية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.187‬‬
‫(‪)3‬‬
‫واالقتصاد‬ ‫ىزرشي طارق‪ ،‬لباز األمين ‪ :‬مداخمة بعنوان ''دراسة مقارنة لتمويل عجز الموازنة العامة بين االقتصاد اإلسالمي‬
‫الوضعي''‪ ،‬جامعة الجمفة‪ ،‬يومي ‪ 24-23‬فيفري ‪ ،2011‬ص ‪.6‬‬
‫(‪)4‬‬
‫كردودي صبرينة‪ :‬تمويل عجز الموازنة العامة في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار الخمدونية‪ ،2007 ،‬ص ‪.135‬‬
‫(‪)5‬‬
‫وائل إبراىيم الراشد ‪ :‬العجز في الموازنة العامة لدولة الكويت‪ ،‬المجمة العممية لبلقتصاد والتجارة‪ ،‬العدد األول‪ ،‬جامعة عين الشمس‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،1995 ،‬ص ص ‪.4 ،3‬‬
‫‪23‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬العجز المتوقع من قبل السمطات‬


‫وىو الذي يتضمنو قانون الموازنة وتضعو السمطة التي تعد الموازنة العامة لمدولة ويظير في السنة‬
‫المالية ويسمى أيضا العجز المقدر أو المخطط ‪ ،‬وتسمح بو الدولة وفق دراسات دقيقة موضوعية‪ ،‬بحيث تقوم‬
‫(‪)1‬‬
‫الدولة بزيادة نفقاتيا بصورة مقصودة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العجز المؤقت (طارئ)‬
‫وينشأ من مثل ىذا العجز نتيجة تبدل الحالة االقتصادية أثناء السنة المالية فقد تضع الدولة في‬
‫بداية السنة المالية موازنة وبتقديرات صحيحة بحيث تتساوى فييا النفقات مع اإليرادات وفق الحالة‬
‫االقتصادية المتوقعة‪ ،‬إال أنو عند تنفيذ الموازنة أثناء السنة المالية قد تعصف باالقتصاد الوطني ظروف‬
‫صعبة تؤدي إلى انخفاض الدخل القومي فيؤثر ىذا في مجمل الضريبة‪ ،‬ويظير ىذا العجز كذلك في حالة‬
‫األزمات االقتصادية التي تعمل الدولة ىنا عمى زيادة حجم إنفاقيا من أجل لعمل عمى حل الزمة وبالتالي‬
‫(‪)2‬‬
‫يحصل عجز ي الموازنة العامة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬العجز الييكمي (البنيوي)‬
‫وىو العجز الذي ينتج عن الخمل البنيوي أو الييكمي لبلقتصاد‪ ،‬ويظير بشكل عجوز مالية ضخمة‬
‫متتالية ال يمكن إصبلحيا بالحمول التي تتبناىا الحكومة ‪ ،‬والخمل الييكمي لبلقتصاد ناتج لظروف تكون غير‬
‫مواتية وىو أخطر أنواع العجز ‪ ،‬ألن جذوره عميقة في مالية الدولة واقتصادىا ‪ ،‬وال يمكن لمزيادة في الضرائب‬
‫من أجل أن تحل مشكمة ىذا العجز والزيادة في نسبة الضرائب كانت لؤلسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬رد فعل المكمف تجاه النظام الضريبي‪ :‬فعندما يشعر المكمف بثقل العبء الناشئ عن مجمل الضرائب‬
‫والرسوم فإن ذلك يدفعو إلى التيرب من دفع الضرائب‪.‬‬
‫‪ -‬الزيادة المضطرة والسريعة في النفقات‪ :‬فعندما تزيد النفقات زيادة سريعة ومستمرة ال يمكن أن تمحق بيا زيادة‬
‫اإليرادات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬االرتفاع في نسبة حجم النفقات عمى الدخل القومي‪ :‬بحيث أن الزيادة في الدخل القومي ال تنعكس بزيادة في‬
‫(‪)3‬‬
‫اإليرادات العامة مماثمة لمزيادة في النفقات العامة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫كردودي صبرينة‪ ،‬ترشيد اإلنفاق العام ودوره في عالج عجز الموازنة العامة في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬أطروحة الدكتوراه (غير منشورة)‬
‫في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2014 ،‬ص‪.172‬‬
‫(‪)2‬‬
‫حسين راتب يوسف ريان ‪ :‬عجز الموازنة وعالجو في الفقو اإلسالمي‪ ،‬دار النفاس‪ ،‬األردن‪ ،1999 ،‬ص ‪.100‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رسالة ماجستير‪( ،‬غير‬ ‫وليد خالد يوسف الشايخي ‪ :‬وسائل سد عجز الموازنة العامة في اإلقتصاد اإلسالمي‪ -‬دراسة مقارنة‪-‬‬
‫منشورة)‪ ،‬كمية الشريعة و الدراسات اإلسبلمية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬المممكة السعودية‪ 1410 ،‬ىجري‪ ،‬ص ‪. 74‬‬
‫‪24‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أسباب العجز في الموازنة العامة‬


‫يرجع العجز الموازني إلى ثبلثة أسباب رئيسية‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬زيادة النفقات‬
‫اإلنفاق الحكومي يجد أن‬ ‫اىتم عمماء المالية العامة كثي ار بدراسة ظاىرة النفقات العامة‪ ،‬والمتتبع بطرق‬
‫زيادة النفقات ترجع ألحد األسباب التالية‪.‬‬
‫‪ -1‬الزيادة الطبيعية في عدد السكان‪ :‬بالخصوص نموا مطردا في عدد سكانيا‪ ،‬ما حيث شيدت الدول‬
‫واعداد‬ ‫اإلنفاق عمى الخدمات العمومية‬ ‫النامية بالخصوص نموا في عدد سكانيا‪ ،‬ما تطمب مضاعفة‬
‫اعتمادات متزايدة تتماشى مع الزيادة السكانية‪.‬‬
‫‪ -2‬الزيادة في النفقات الموجية إلى الخدمات العامة والتوظيف‪ :‬حيث شيد الجياز اإلداري لمدولة توسعا‬
‫ممحوظا أدى إلى ارتفاع بند األجور والمرتبات في الموازنة العامة‪ ،‬وأصبح اإلنفاق العام يمتص نسبة ال بأس‬
‫بيا من اإلنفاق العام الجاري‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلنفاق العسكري الضخم‪ :‬ويتكون ىذا النوع من اإلنفاق من شقين ىما‪:‬‬
‫أ‪ .‬مخصصات األجور والرواتب والمستمزمات السمعية والخدمية الجارية‪.‬‬
‫ب‪ .‬مخصصات استيراد السبلح والذخيرة وكمفة الصيانة‪ ،‬والتي ال تكون عادة بالعممة المحمية وانما‬
‫(‪)1‬‬
‫بالعمبلت األجنبية‪.‬‬
‫اإلنفاق التبذيري إلى إرىاق الموازنة عمى حساب‬ ‫‪ -4‬اإلنفاق المظيري التفاخري‪ :‬يؤدي ىذا النوع من‬
‫االحتياجات األساسية‪ ،‬مما يدفع الدولة إلى التوسع في االقتراض أو فرض ضرائب‪.‬‬
‫‪ -5‬تزايد أعباء خدمة الدين العام الداخمي والخارجي ‪ :‬إن كثرة االقتراض وتراكم الديون تجعل أعباء خدمة‬
‫( ‪)2‬‬
‫الدين غير محتممة‪.‬‬
‫‪ -6‬الظروف الطارئة‪ :‬كالكوارث الطبيعية من قحط وفياضانات وزالزل‪ ،‬ما يتطمب نفقات إضافية لم تكن في‬
‫الحسبان‪ ،‬أو اعتماد موازنات تكميمية‪.‬‬
‫‪ -7‬التضخم‪ :‬حيث يكمن تأثيره المباشر في دفع النفقات نحو االرتفاع فيحدث زيادة في كمفة المستمزمات‬
‫السمعية والخدمية التي تحتاجيا الدولة‪ ،‬كم تجدر اإلشارة إلى وجود عبلقة جدلية قائمة بين عج ـز‬

‫(‪)1‬‬
‫حسن الحاج ‪ :‬عجز الموازنة المشكالت والحمول‪ ،‬مجمة جسر التنمية‪ ،‬العدد ‪ ،63‬ماي ‪ ،2007‬المعيد العربي لمتخطيط‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫ص‪.09‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Www.En.Wikipedia.Org,Last Visited: Augudt6,2018.‬‬
‫‪25‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫الموازنة من ناحية والتضخم من ناحية أخرى‪.‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬قمة اإليرادات‬
‫اإليرادات وانخفاضيا‪ ،‬وقد يحصل ذلك نتيجة حالة‬ ‫والسبب الثاني من أسباب العجز في الموازنة ىو قمة‬
‫غير متوقعة‪ ،‬ومن ىذه الحاالت التي ينجم عنيا قمة اإليرادات ما يمي‪:‬‬
‫‪ .1‬انخفاض حصيمة الضريبة وخصوصا في حاالت الركود االقتصادي‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم كفاءة وفعالية الجيات المسؤولة عن جمع وتحصيل المال العام‪.‬‬
‫‪ .3‬انخفاض مستويات الدخل وضعف النمو االقتصادي وخاصة عند حدوث الحروب والكوارث الطبيعية‬
‫التي تؤثر عمى االقتصاد سمبا بسبب تخريب وسائل اإلنتاج وتعطميا‪.‬‬
‫‪ .4‬الضغط في العبء الضريبي وفرض الضرائب غير العادلة تحدث نزعة عند الكثير من الممولين‬
‫لمتيرب من دفع الضرائب‪.‬‬
‫‪ .5‬التراجع في النشاط االقتصادي والتنمية بسب فرض نسبة ضريبة عالية تثقل كاىل المستثمرين‬
‫(‪)1‬‬
‫وتقضي عمى حوافز اإلنتاج وتجعميم يفقدون األمل في تحقيق الربح‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬سوء التسيير واإلدارة المالية واإلنفاق المظيري‪:‬‬
‫يفترس اإلنفاق الحكومي المظيري غير الرشيد موارد مالية ضخمة عمى المباني الحكومية الفاخرة‬
‫الميرجانات التي تستيمك أمواال طائمة دون تحقيق نتائج من ورائيا‪ ،‬زيادة عمى تفشي حاالت االختبلس‬
‫واىدار المال العام‪ ،‬وتيميش مناطق مقابل استثمارات أخرى بمقدارات الدولة واىتماميا‪ ،‬وتراكم الثروات غير‬
‫(‪)2‬‬
‫المشروعة‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬مخاطر عجز الموازنة العامة وعالجو‬
‫سنتطرق في ىذا المطمب إلى عرض مخاطر عجز الموازنة العامة إضافة إلى طرق عبلجو‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مخاطر عجز الموازنة العامة‬
‫لمعجز الموازني مجموعة كبيرة من المخاطر أىميا‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫عمر عبد العزيز العاني‪ ،‬تمويل السياسة الشرعية في مواجية عجز الموازنة ‪ ،‬عمى الموقع االلكتروني‪ ،www.alshaab.org ،‬تاريخ‬
‫اإلطبلع ‪.2018-04-10‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بمخير قسوم ‪ :‬دور االستثمار الخميجي في تمويل البمدان العربية ذات العجز المالي ‪ ،‬مذكرة الماجستير في االقتصاد‪ ،‬جامعة العقيد‬
‫الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2014 ،‬ص ‪. 179‬‬
‫‪26‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬وقوع الدولة في حالة تضخم‪ :‬عند زيادة نفقات الدولة عن إيراداتيا تتجو الدولة الى تغطية العجز بالمجوء‬
‫إلى مؤسسة اإلصدار النقدي وطبع كميات إضافية من األوراق النقدية فتزداد الكتمة النقدية المتداولة‪ ،‬فيرتفع‬
‫حجم الطمب الكمي مع بقاء العرض ثابتا‪ ،‬فترجع األسعار ويحصل التضخم وتنخفض قيمة العممة‪.‬‬
‫‪ -2‬إن وجود العجز في الموازنة سيدفع الحكومة إلى اإلقراض‪.‬‬
‫إلى وجود خطر اإلفبلس‪ ،‬حيث أنو لوجود العجز تمجأ‬ ‫‪ -3‬إن وجود العجز في الموازنة العامة نقد يؤدي‬
‫الدولة إلى االقتراض لتغطية ىذا العجز ‪ ،‬األمر الذي سيترتب عميو وجود نفقات إضافية في موازنات السنوات‬
‫القادمة لسداد أقساط القروض وفوائدىا‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -4‬إن وجود العجز في الموازنة العامة يؤدي إلى تقميل االستـثمار الخاص وزيادة االستيبلك العام‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طرق عالج الموازنة العامة‬
‫تكون الدولة في مواجية العجز المالي أمام مجموعة من الخيارات أىميا‪:‬‬
‫أوال‪ :‬توسيع الوعاء الضريبي‬
‫اإلنفاق‬ ‫تعد الضرائب من الروافد الرئيسية التي تمد خزينة الدولة بالمال‪ ،‬وتمول الضرائب ثبلثة أرباع‬
‫الحكومي في الدول المتقدمة (‪ ،)2‬ولما كان تزايد اإلنفاق الحكومي يقتضي الزيادة في الحصيمة الضريبية‬
‫لتمويمو‪ ،‬فإن توسيع الوعاء الضريبي يضمن تمك الزيادة المطموبة لممساىمة في سد العجز‪ ،‬ويسمح توسيع‬
‫الوعاء الضريبي بزيادة كفاءتو ككل‪ ،‬مما يتيح الوصول إلى شرائح لم تغطى في السابق من أجل خمق أنواع‬
‫جديدة من الضرائب تتبلءم مع طبيعة االقتصاد الوطني‪ ،‬وتقميل اإلعفاءات الضريبية والعبلوات واالستثناءات‬
‫الخاصة عمى الدخل‪ ،‬كما يفترض أن يتوافق ذلك مع توافر اإلرادة السياسية إلخضاع جميع شرائح المجتمع‬
‫لدفع الضرائب المستحقة من دون إقامة اعتبار لمنفوذ والثروة التي تتمتع بيا بعض الشرائح‪ ،‬مع التأكيد عمى‬
‫‪ ،‬مما ينعكس عمى الحصيمة الضريبية سمبا‪،‬‬ ‫أنو كمما صغر الوعاء الضريبي كمما ارتفع معدل الضريبة‬
‫وبالعكس يكون توسيع الوعاء الضريبي المصحوب بخفض معدل‬

‫(‪)1‬‬
‫ىزرشي طارق ولباز أمين‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عايب وليد عبد الحميد ‪ :‬اآلثار االقتصادية الكمية لسياسة اإلنفاق الحكومي‪ :‬دراسة تطبيقية قياسية لنماذج التنمية االقتصادية‪ ،‬مكتبة‬
‫حسن العصرية‪ ،‬لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪27‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫(‪)1‬‬
‫الضريبة أفضل وسيمة إلحداث الزيادة المتوخاة في الحصيمة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إصدار القروض العامة المحمية‬
‫أصبح لجوء الحكومات إلى القروض العامة المحمية من أكثر أساليب التمويل أىمية في البمدان النامية‪،‬‬
‫حيث تقوم الدولة بالمجوء إلى النظام المصرفي واألفراد لسحب الفائض من الكتمة النقدية ويشترط لنجاح ىذه‬
‫الوسيمة التنموية توفر االقتصاد الوطني عمى الحجم الكافي من المدخرات القابمة لمتوظيف في شكل قروض‬
‫محمية‪ ،‬ووجود سوق نشطة لؤلوراق المالية باإلضافة إلى الثقة في األوراق المالية التي تصدرىا الحكومة‬
‫لبلكتتاب(‪ .)2‬يتم إصدار القروض عن طريق االكتتاب العام أو بيع سندات القرض لمبنك‪ ،‬حيث تقوم ىذه‬
‫األخيرة بتوظيفيا وتقدم لمدولة مبمغ القرض كامبل لتسترده فيما بعد من المكتتبين‪ ،‬أو تقوم الدولة ببيع سندات‬
‫قرضيا في بورصة األوراق المالية كأي شخص آخر (‪ .)3‬ويعتبر القرض العام المحمي نوعا من االقتراض‬
‫الحقيقي الذي يرتب عمى الدولة التزاما برد أصل الدين مضافا إليو الفوائد‪ ،‬بينما يؤدي اعتماده كمصدر دائم‬
‫لتمويل العجز إلى تزايد اإلنفاق العام ‪ ،‬مما يجعل من العجز الحالي سببا لعجز جديد بمعدالت أكبر في‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلصدار النقدي الجديد‬
‫إن إصدار النقود الجديدة أو ما يصطمح عميو بالتمويل بالعجز أو التمويل التضخمي يعتبر الخط‬
‫الدفاعي األخير في مواجية عجز الموازنة‪ ،‬وىنا يجب التفرقة بين التضخم كظاىرة‪ ،‬والتضخم كوسيمة‪ ،‬فمن‬
‫إلى‬ ‫المعروف أن التضخم ظاىرة اقتصادية تنتج عن زيادة التدفقات النقدية عن السمعية‪ ،‬حيث يؤدي ذلك‬
‫ارتفاع المستوى العام لؤلسعار‪ ،‬وأما التضخم كوسيمة فينشأ عادة من االختبلل المالي الذي ينتج عن التوسع‬
‫في اإلصدار النقدي لوسائل النقد المتاحة بيدف تمويل العجز في الموازنة العامة‪ ،‬بحيث تزداد كمية النقود‬
‫(‪)4‬‬
‫وحجم السيولة بقدر تتجاوز معدل زيادة الدخل القومي الحقيقي‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ناجي التوني ‪ :‬سياسات اإلصالح الضريبي ‪ ،‬مجمة جسر التنمية‪ ،‬العدد ‪ ، 13‬الكويت‪ ،‬المعيد العربي لمتخطيط‪ ،‬جانفي ‪ ،2003‬ص‪06‬‬
‫بواسطة الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪Http://Www.Arabapi.Org/Delivery/Develop-Bardge13.Pdf,Last Visited:April 30,2018/a16h‬‬
‫(‪)2‬‬
‫رضا أحمد صديق‪ :‬أسس المالية العامة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الدار العربية لمعموم‪ ،2004 ،‬ص ص ‪.265 ،264‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد حممي مراد‪ :‬المالية الدولية‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،2000 ،‬ص ‪.239‬‬
‫(‪)4‬‬
‫المغربي وابراىيم متولي حسن ‪ :‬اآلثار االقتصادية لمتمويل بالعجز من منظور الفقو اإلسالمي واالقتصاد الوضعي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2010 ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪28‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫إن االعتماد المتزايد عمى اإلصدار النقدي في ظل انخفاض مرونة الجياز االنتاجي يؤدي إلى المزيد‬
‫من الضغوطات التضخمية التي تحدث آثا ار سمبية وبالتالي فيو صالح لبلقتصاديات المتقدمة التي تتميز‬
‫( ‪)1‬‬
‫بالمرونة العالية في الجياز اإلنتاجي أكثر منو في االقتصاديات النامية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أساليب تمويل عجز الموازنة العامة في االقتصاد‪:‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫انطبلقا من المفاىيم السابقة يمكن ان نفرق بين مصطمحين يحدث أحيانا الخمط بينيما وىما‪:‬‬
‫‪ ‬مصطمح (عبلج العجز الموازنة ) وىو مصطمح عام يشمل جميع وسائل العبلج لمعجز إما بتخفيض‬
‫أشيرىا‬ ‫بأساليبو المتعددة ومن‬ ‫النفقات أو زيادة الموارد‪ ،‬ثم التمويل غير الذاتي من اآلخرين‬
‫االقتراض‪.‬‬
‫‪ ‬مصطمح (تمويل العجز ) ويعني البحث عن مصدر تمويل آخر من الغير إن لم يمكن عبلج العجز‬
‫عن طريق تخفيض النفقات أو زيادة اإليرادات‪.‬‬
‫وانما الوسائل المستخدمة في‬ ‫وان ما ييم بالنسبة لمعجز ليس مجرد وجوده في الموازنة العامة لمدولة‪،‬‬
‫تمويمو‪ ،‬فمن المعروف أن القطاع الحكومي يقوم بتمويل نفقاتيا مستخدما في ذلك عددا من الوسائل يعكسيا‬
‫إلى‬ ‫ما يسمى ـب( قيد الميزانية ) أو ( قيد الموازنة )‪ ،‬وىو قيد يصور العبلقة بين التدفقات المالية الداخمة‬
‫القطاع الحكومي والخارجة منو‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬أساليب التمويل المحمي‬
‫لنفترض أن ثمة عج از في الموازنة العامة لمدولة وقد حدث ألي سبب من األسباب‪ ،‬وإن ىذا العجز من‬
‫الممكن تمويمو محميا‪ ،‬والتمويل المحمي يمكن أن يأخذ أحد األشكال الثبلثة التالية‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االقتراض من البنك المركزي‬
‫يعمل‬ ‫وىذا التمويل لمعجز ليس لو أثر انكماشي مباشر عمى الطمب الكمي‪ ،‬ألن البنك المركزي ال‬
‫تحت قيد ضرورة تقميل االئتمان الممنوح لآلخرين إذا توسع في منح االئتمان لمحكومة‪ ،‬ومن ىنا يقال بأن‬
‫اإلنفاق المحمي المصحوب باالقتراض من البنك المركزي لو أثر توسعي في الطمب الكمي والزيادة في عرض‬
‫األرصدة النقدية‬ ‫النقود المتضمنة في تمويل عجز الموازنة يمكن ان تكون أكثر من الزيادة المطموبة في‬
‫الحقيقية الناتجة عن الزيادة في الدخل المتولد من الزيادة في اإلنفاق الحـكومي‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أبو دوح‪ ،‬محمد عمر‪ :‬ترشيد اإلنفاق العام وعجز ميزانية الدولة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،2006 ،‬ص ‪.62‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد عبد الحميم عمر ‪ :‬األدوات المالية اإلسالمية لمتمويل الحكومي‪ ،‬ورقة مقدمة إلى ندوة الصناعة المالية اإلسبلمية‪ ،‬التي يعقدىا‬
‫المعيد اإلسبلمي لمبحوث والتدريب‪ -‬التابع لمبنك اإلسبلمي لمتنمية‪ ،‬جدة‪ ،‬في الفترة ‪ 18-15‬أكتوبر ‪ ،2000‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.07‬‬
‫‪29‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫األرصدة النقدية سوف‬ ‫وفي ىذه الحالة فان محاولة الوحدات االقتصادية التخمص من الزيادة في‬
‫تؤدي إلى رفع األسعار في أسواق السمع والخدمات واألصول المالية‪ ،‬وىو ما يطمق عميو بضريبة التضخم ن‬
‫وىو ما يزيد أيضا من سوء ميزان المدفوعات‪ ،‬بما يصاحبو من زيادة في معدالت الضرائب التي تقتطعيا‬
‫الحكومة من دخل الفرد (في الحاالت التي تؤدي فييا ارتفاع معدالت التضخم إلى زيادة معدالت األجور مما‬
‫قد يدخل المكمف في فئة دخمية أعمى ينطبق عمييا معدل ضريبي أعمى‪ ،‬وتظير سريعا اآلثار االقتصادية‬
‫(‪)1‬‬
‫السالبة التضخيم عمى االقتصاد الوطني) ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االقتراض من البنوك التجارية‬

‫تمويل عجز الموازنة عن طريق بيع السندات الحكومية لمبنوك التجارية‪ ،‬أو الحصول عمى تسييبلت‬
‫احتياطات زائدة‪ ،‬واإلنفاق المحمي الذي‬ ‫ائتمانية منيا‪ ،‬لن يؤثر سمبيا عمى الطمب الكمي إذا كان لدى البنوك‬
‫يمول من االقتراض سيكون لو أثر توسعي شبيو باإلنفاق الممول من البنك المركزي‪ ،‬أما إذا لم تكن البنوك‬
‫التجارية تممك ىذه الفوائض‪ ،‬فإن تمويل عجز الموازنة سوف يؤثر عمى االئتمان الممنوح لمقطاع الخاص أي‬
‫مزاحمة القطاع الخاص‪ ،‬وىو ما يزيل األثر التوسعي لمزيادة في اإلنفاق الحكومي ويمكن أن يؤثر بصورة‬
‫غير مباشرة عمى االستثمار الخاص‪ ،‬السيما وأنو مع ضيق وعدم نمو األسواق المالية في الدول النامية‪ ،‬يعد‬
‫(‪)2‬‬
‫االئتمان الممنوح لمقطاع الخاص عامبل ىاما في استثمار ىذا القطاع ‪.‬‬

‫وىكذا فان جزًء ال يستيان بو من السيولة الخاصة قد تم امتصاصيا في القنوات الحكومية مما قد‬
‫إلى رفع أسعار الفائدة‬ ‫يكون لو آثار انكماشية‪ ،‬ولتشجيع االكتتاب في الدين العام قد تمجأ السمطات العامة‬
‫عمى السندات الحكومية‪ ،‬والنتائج المحتممة لذلك في انخفاض االستثمار الخاص وارتفاع معدالت التضخم‪،‬‬
‫ألنو يمكنيا بيذه الطريقة زيادة‬ ‫ولكن ىذه الطريقة مرغوبة من قبل السمطات السياسية مقارنة بالضرائب‬
‫اإلنفاق العام دون زيادة الراتب‪ ،‬ودون خضوعيا لتساؤل المؤسسات التشريعية أو لمحاسبتيا‪.‬‬

‫ولن يكون ليذا التمويل أثر في الطمب الكمي إذا كان لدى البنوك احتياطات زائدة‪ ،‬أما إذا لم يكن ليا‬
‫احتياطات فيكون ذلك عمى حساب القطاع الخاص وىذه يخمق أثر المزاحمة فيخمق ضغوطا تنزيل األثر‬

‫(‪ )1‬عبد الرزاق الفارس ‪ :‬الحكومة والفقراء واإلنفاق العام‪ ،‬دراسة لظاىرة عجز الموازنة وآثارىا االقتصادية واالجتماعية في البمدان العربية‪،‬‬
‫مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1997 ،‬ص ‪.134‬‬
‫(‪ )2‬المرجع تفسو‪ ،‬ص ‪.135‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫التوسعي لمزيادة في اإلنفاق الحكومي وبدال من الحد من اإلئتمان لمقطاع الخاص تمجأ ىذه البنوك إلى البنك‬
‫المركزي لمساعدتيا والنتيجة تشبو الحال التي تقترض فييا الحكومة من البنك المركزي مباشرة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬االقتراض من القطاع الخاص خارج نطاق البنوك‬

‫يأخذ تمويل عجز الموازنة من القطاع غير المصرفي صورة االقتراض من صناديق التأمينات‬
‫والمعاشات وعمميات السوق المفتوحة مع ىذا القطاع‪ ،‬وكذا من األسواق المالية لبيع السندات الحكومية‪ ،‬فإذا‬
‫االقتراض سوف‬ ‫كان إقراض القطاع غير البنكي لمحكومة يأتي من موارد مخصصة لئلستيبلك فإن ىذا‬
‫يكون لو تأثي ار إنكماشي عمى طمب القطاع الخاص‪ ،‬أما إذا كانت ىذه الموارد مخصصة لئلدخار فإن التأثير‬
‫االنكماشي المحتمل ليذا اإلقتراض يكون غير مباشر ومن خبلل الجياز المصرفي‪ ،‬أما إذا كان إقتراض‬
‫القطاع غير المصرفي يأتي من موارد معطمة أي من إكتناز ـ فإنو لن يكون لو أي تأثير إنكماشي عمى طمب‬
‫ىذا القطاع‪ ،‬ولكنو يؤدي إلى زيادة في مستوى الطمب واإلنفاق الكمي مما قد يزيد عن قدرة العرض وىو ما‬
‫يتزامن معو توسع نقدي‪ ،‬فإن ارتفاع‬ ‫يعني ارتفاع مستوى األسعار ومع فرض أن التمويل بالسندات ال‬
‫األسعار سوف يقمل من القيمة الحقيقية لممعروض النقدي ويمارس تأثيرات سمبية عمى الدخل واإليرادات‬
‫الحكومية ويعوق انخفاض العجز‪ ،‬مما يعني أن العجز الممول بالسندات يؤدي باالقتصاد الى حالة من عدم‬
‫االستقرار قد تستمر لفترات طويمة يعاني خبللو االقتصاد من التضخم‪ ،‬أو من البطالة والكساد وفقا لموضع‬
‫(‪)1‬‬
‫التوازني األولي وسموك األسعار مع تزايد التمويل بالسندات ‪.‬‬

‫والطريقة األولى من االقتراض (االقتراض من البنك المركزي أو خمق نقود) تختمف عن الثانية والثالثة‬
‫في أنيا ال تؤدي إلى أية زيادة في حجم الديون‪ ،‬وليذا فيي تشبو الضرائب من حيث اآلثار‪ ،‬وبالمقابل فإن‬
‫‪ ،‬من خبلل الطريقة الثانية والثالثة سيترتب عمييا‬ ‫الدين الواقع عمى الحكومة إذا ما اختارت تمويل العجز‬
‫فن صافي المساىمة التي يقدميا ىذا التمويل لمعجز تعتبر اقل من المساىمة‬
‫تحمل مدفوعات الفوائد‪ ،‬ولذا إ‬
‫الكمية‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد الرزاق الفارس‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.136‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الضرائب‬

‫اإلنفاق العام‪ ،‬فزيادة اإلنفاق العام قد تتطمب زيادة في معدالت‬ ‫تعتبر الضرائب أىم وسائل تمويل‬
‫تؤخذ من المعدالت الصافية لؤلرباح التي‬ ‫الضرائب‪ ،‬وىذه الزيادة في المعدالت الصافية لمضرائب إما أن‬
‫تجنييا مؤسسات القطاع الخاص أو من األجور والمرتبات‪.‬‬

‫واذا تم تمويل اإلنفاق العام من خبلل زيادة الضرائب عمى األرباح التي يجنييا القطـاع الخاص فإ ن‬
‫ىذا األخير ولمحفاظ عمى نفس نسبة األرباح‪ ،‬قد يقرر تحويل ىذه التكاليف إلى المستيمكين من خبلل رفع‬
‫األسعار‪ ،‬وبالتالي فإ ن الضرائب قد تحمل عبئيا العاممون عن طريق ارتفاع تكاليف السمع والبضائع‬
‫المستيمكة‪ ،‬وفي المقابل قد يطالب العمال بالرفع في معدالت األجور بمقدار يكافئ مقدار الزيادة في ارتفاع‬
‫السمع والخدمات (معدالت التضخم )‪ ،‬وىذا من ش أ نو بالتحميل السابق تقميل ىامش ربح المؤسسات‪ ،‬ونفس‬
‫النتيجة تتحقق إذا تم تمويل الزيادة في اإلنفاق العام من خبلل الضرائب المباشرة عمى األجور والمرتبات‪.‬‬

‫ومما سبق نستنتج أن الزيادة في اإلنفاق العام من خبلل زيادة معدالت الضرائب يؤدي إلى تخفيض‬
‫(‪)1‬‬
‫أرباح القطاع الخاص‪ ،‬مما ينعكس سمبيا عمى معدالت االستثمار وبالتالي تدىور معدالت نمو إنتاجية‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أساليب التمويل الخارجي‬

‫ويأخذ أحد أشكال المنح والقروض المسيرة أو التفضيمية والقروض التجارية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المعونات األجنبية ودورىا في تمويل عجز الموازنة العامة لمدولة‪.‬‬

‫تحتل المعونات واليبات األجنبية أىمية كبرى لبعض الدول‪ ،‬خاصة النامية منيا‪ ،‬األمر الذي جعل‬
‫بعض من ىذه الدول‪ ،‬تعتمد بشكل كبير عمى ىذه المساعدات في تمويل عجز موازنتيا العامة سواء كان‬
‫العجز مؤقتا أو مؤمنا‪ ،‬حيث يمكن أن تكون عمى شكل نقدي‪ ،‬حيث تقوم الدولة المانحة بتوفير حجم معين‬
‫من النقد األجنبي لدولة أخرى تعاني العجز‪ ،‬كما يمكن أن تأخذ شكل مساعدات سمعية كمواد غذائية أو مواد‬
‫سمعية أخرى‪ ،‬وىذه السمع تباع محميا‪ ،‬ويتم استخدام المبالغ المتحصل عمييا لتمويل العجز‪ ،‬وسمكن أن تكون‬
‫المنح المخصصة لتمويل مشروعات تنموية أو الستكمال بعض مشروعات البنية األساسية‪ ،‬بيدف مساعدتيا‬

‫(‪)1‬‬
‫عبد الرزاق الفارس ‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪32‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫عمى زيادة معدل التنمية اإلقتصادية‪ ،‬وىذا بدوره يساعد الحكومة المستممة لممساعدة عمى تخصيص بعض‬
‫(‪)1‬‬
‫موارد الموازنة لمعالجة العجز‪.‬‬

‫والمعروف أن نسبة المعوقات إلى الدخل القومي اإلجمالي لمدول الغنية المعروفة باسم دول مجموعة‬
‫"الداك" (لجنة المساعدات االجتماعية لمنظمة التعاون واإلنماء االقتصادي)مازالت دون المستوى المطموب وال‬
‫تتبلءم مع حجم األموال البلزمة لتحقيق األىداف اإلنمائية األلفية‪ ،‬إذ يبمغ متوسط نسبة ىذه المعونات نحو‬
‫‪ %0.25‬من إجمالي دخميا القومي‪ ،‬وىي نسبة اقل مما كانت عميو في عام ‪ ،1990‬واقل من ىدف األمم‬
‫المتحدة المعروف التي طالبت الدول الغنية بإنفاق ‪ %0.7‬من إجمالي دخميا القومي عمى المعونات بالرغم‬
‫من أن المبالغ المطموبة لمساعدة الدول النامية عمى تحقيق األىداف اإلنمائية لؤللفية متواضعة بحجم ثروات‬
‫(‪)2‬‬
‫الدول المتقدمة اقتصاديا‪.‬‬

‫غير أنو إلى جانب اآلثار االيجابية التي يمكن أن تمعبيا المعونات األجنبية‪ ،‬خاصة المتقدمة منيا‬
‫احتياجاتيا التمويمية تساعدىا في تغطية عجز موازنتيا العامة‪ ،‬وتمبية‬ ‫لمدول النامية‪ ،‬في توفير قدر من‬
‫(‪)3‬‬
‫احتياجاتيا‪ ،‬فإن اآلثار البيئية التي تنجم عنيا أيضا كثيرة‪ ،‬يمكن أن نورد أىميا في النقاط التالية‪:‬‬

‫أو قروض عمى زيادة األعباء المالية الممقاة عمى‬ ‫‪ -‬أوال‪ :‬تعمل المعونات المالية التي ترد في شكل منح‬
‫عاتق موازنات البمدان النامية‪ ،‬لما يشترط فييما من فوائد عالية ن وىو ما يؤدي إلى أن تكون الدول المتقدمة‬
‫ىي المستفيد الحقيقي من المساعدة‪.‬‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬إن المعونات الغذائية األجنبية‪ ،‬وعمى األخص األمريكية ال تركز عمى الدول التي يفتك بيا الجوع‬
‫األعظم‪ ،‬وانما تركز عمى الدول التي تعتبر حكوماتيا حمفاء لبلحتكارات األمريكية‪.‬‬

‫أوال وذلك بتشجيع‬ ‫‪ -‬ثالثا‪ :‬تعمل المؤسسات والجيات المقدمة لممعونة عمى مراعاة مصمحة الدول المانحة‬
‫صادرات التكنولوجيا في ىذه الدول‪ ،‬دون األخذ في االعتبار صالح الدولة المتمقية إلى جانب ذلك قد تكون‬

‫(‪)1‬‬
‫عبد الرزاق الفارس ‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫(‪)2‬‬
‫سميح مسعود‪ ،‬المعونات الدولية في خدمة أىداف التنمية عمى الموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪http://www.elaph.com/web/economics/2018/03/htm?sectionarcgive=economics#sthash‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ط ‪،1‬‬ ‫محمد حممي الطوابي ‪ :‬أثر السياسة المالية الشرعية لتحقيق التوازن المالي العام في الدولة الحديثة‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،2007 ،‬‬
‫‪33‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫أو ىي معونات‬ ‫أمثال ىذه المعونات محاولة الختبار العممية التكنولوجية‪ ،‬مما يعني فساد ىذه المعونات‬
‫مموثة كما يراىا آخرون‪.‬‬

‫‪ -‬رابعا‪ :‬تثير المعونات االقتصادية الكثير من المشاكل كمشكمة تقييد المعونات االقتصادية أو مشكمة أعباء‬
‫انسياب رؤوس األموال األجنبية عمى الموارد القومية لمدول النامية في المستقبل‪ ،‬فمثبل قد ينص عقد القرض‬
‫أو المنحة عمى أن الدولة المقترضة يجب أن تقوم بإنفاق القرض فيما يتعمق باستيراد السمع والخدمات من‬
‫السوق أو المصدر التي يتحدد ليا في العقد‪ ،‬وقد يتم اإليحاء لمدولة المقترضة أو التي تمقت المعونة أن عدم‬
‫إنفاقيا في سوق معين قد ييدد استم اررية المعونة أو القروض في المستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬خامسا‪ :‬كذلك فان المعونة قد تستخدم لتحقيق أىداف سياسية لصالح الدولة المقدمة لممعونة‪ ،‬مما يجعميا‬
‫(‪)1‬‬
‫معونات مموثة عمى حد تعبير البعض‪.‬‬
‫كأداة لتوجيو السياسات االقتصادية‪ ،‬مما قد يؤدي في‬ ‫‪ -‬سادسا‪ :‬استخدام المؤسسات االقتصادية الدولية‬
‫كثير من األحيان إلى التخمف‪ ،‬وتفاقم مشكمة التفكك االقتصادي والتبعية واالرتفاع اليائل لحجم الديون‬
‫الخارجية وأعباءىا‪ ،‬مما يجعل طاحونة المديونية تدور عمى قواعد من القروض والمساعدات المموثة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القروض الخارجية ودورىا في تمويل عجز الموازنة العامة لمدولة‬
‫ويقصد بالقروض العامة الخارجية تمك القروض التي تحصل عمييا الدولة من األفراد والمؤسسات‬
‫الحكومية األجنبية والييئات الدولية‪ ،‬ويترتب عمى ىذا النوع من القروض وضع قوة شرائية جديدة تحت‬
‫تصرف الدولة المقترضة‪ ،‬وبالتالي زيادة كمية الموارد االقتصادية الممكن استخداميا فو ار‪.‬‬
‫ويعد االقتراض الخارجي أحد الوسائل غير التضخمية‪ ،‬التي يمكن لمدولة أن تمجا إلييا لسد جانب من‬
‫بنفقاتيا بالنقد األجنبي مثل دفع التعويضات األجنبية‬ ‫عجز موازناتيا العامة‪ ،‬وخاصة ذلك الجزء المتعمق‬
‫األجنبية البلزمة لتنفيذ مشروعات الحكومات والقطاع‬ ‫وأعباء الديون الخارجية‪ ،‬ومشتريات السبلح‪ ،‬والسمع‬
‫العام ‪...‬إلخ ‪ ،‬وتعتبر الموارد التي تحصل عمييا الدولة من ىذا المصدر من قبيل الموارد الحقيقة غير‬
‫التضخمية‪ ،‬التي ال تسبب عند مجيئيا لمبمد ضغطا تضخميا‪.‬‬
‫وخبلل حقبة السبعينيات‪ ،‬و إلى حد ما حتى أوائل الثمانينات ن توسعات أغمبية الدول النامية ذات‬
‫العجز المالي إلى المجوء إلى مصادر االقتراض الخارجي كالقروض الحكومية الثنائية‪ ،‬والقروض من مصادر‬

‫(‪)1‬‬
‫مرغاد لخضر ‪ :‬نظم التمويل المحمي‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬أطروحة مقدمة لنيل شيادة الدكتوراه في العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص نقود‬
‫وتمويل‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ -‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪34‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫خاصة مثل البنوك التجارية والقروض متعددة األطراف وآنذاك كانت ىناك تخمة في السيولة الدولية‪ ،‬وفيض‬
‫كبير من المدخرات في األسواق العالمية تبحث عن تصريف ليا‪ ،‬وخاصة بعد تدوير الفوائض النفطية والنمو‬
‫العارم الذي حدث في السوق األوروبي لمدوالر‪.‬‬
‫وقد تمكنت ببلد نامية كثيرة من تمويل جانب كبير من نفقاتيا العامة الجارية واالستثمارية من خبلل‬
‫ىذا المصدر‪ ،‬حيث زادت سرعة االستدانة بشكل خطير في كثير من ىذه الدول توىما منيا بأنو من الممكن‬
‫االستعانة إلى ىذا المصدر التمويمي دون حدوث مشكبلت في األجل الطويل أو المتوسط‪ .‬لكن سرعان ما‬
‫نمت أعباء ىذه الديون بمعدالت أسرع من معدالت نمو الصادرات وموارد النقد األجنبي األخرى‪ ،‬وظيرت‬
‫متاعب شديدة في خدمة ىذه الديون األمر الذي اضطـر دوال مثل المكسيك ‪،‬األرجنتين‪ ،‬وشيمي إلى طمب‬
‫الدائنين‬ ‫‪ 1982‬وما انطوى عميو من تدخل سافر من جانب‬ ‫إعادة جدولة ديونيا في نادي باريس عام‬
‫والمنظمات الدولية في الشؤون الداخمية لمبمد الذي طمب إعادة جدولت ديونو‪ ،‬وبالتالي انتقال صناعة القرار‬
‫االقتصادي من الصعيد الداخمي إلى الصعيد الخارجي وما ينجم عنو من توترات اجتماعية وسياسية‪.‬‬
‫ومما سبق يتبين لنا أن المجوء إلى االقتراض الخارجي‪ ،‬ىو من بين أىم األسباب التي أدت إلى تفاقم‬
‫عجز الموازنة العامة في الدول النامية‪ ،‬نتيجة لتراكم حجم الديون وفوائدىا‪ ،‬وتجاوزىا الحدود المعقولة‪ ،‬وبقاء‬
‫(‪)1‬‬
‫ىذه الدول في حمقة مفرغة بين زيادة االستدانة لسداد القروض السابقة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫رمزي زكي‪ ،‬إنفجار العجز‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪35‬‬
‫اإلطار النظري لعجز الموازنة العامة‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫تناولنا في ىذا الفصل بنية أو ىيكل الميزانية العامة لمدولة فتطرقنا إلى أىم الجوانب النظرية المتعمقة‬
‫بالنفقات واإليرادات العامة‪ ،‬باإلضافة إلى تناولنا لعجز الموازنة ناىيك عن أساليب تمويل العجز في الموازنة‬
‫ومن ىنا توصمنا إلى االستنتاجات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أن الميزانية العامة لمدولة ىي أحد العناصر اليامة في النظام المالي باعتبارىا المرآة العاكسة لمحياة‬
‫االقتصادية واالجتماعية لمدولة‪ ،‬وىي تمثل أسموبا منظما من اإلجراءات لوضع مقترحات بتقدير النفقات‬
‫واإليرادات العامة لفترة زمنية مقبمة تقوم بإعدادىا السمطة التنفيذية‪.‬‬
‫‪ ‬تكون الموازنة العامة في حالة توازن عند تساوي مجموع اإليرادات مع مجموع النفقات‪ .‬ويحدث العجز في‬
‫الموازنة عندما تفوق النفقات مجموع اإليرادات‪ ،‬وتسعى الدول بشتى الوسائل من أجل حل مشكمة العجز‪،‬‬
‫وتحقيق التوازن االجتماعي واالقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬كما أن العجز في الموازنة يمكن أن يكون متوقعا‪ ،‬ومخططا لو‪ ،‬وقد يكون ىيكميا وىو األخطر‪ ،‬ألنو‬
‫يعود إلى خمل ىيكمي في االقتصاد يصعب يطول عبلجو‪.‬‬
‫‪ ‬إن عبلج عجز الموازنة العامة لمدولة باعتباره اختبلال ىيكميا لو تداعيات وآثار سمبية عديدة البد أن‬
‫يحتل ما يستحقو من مكانة في أي برنامج لئلصبلح االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬يتم عادة تمويل عجز الموازنة العامة في االقتصاديات المعاصرة‪ ،‬المتقدمة منيا‪ ،‬والنامية‪ ،‬إما باالعتماد‬
‫عمى مصادر تمويل محمية‪ :‬االقتراض من الجياز المصرفي ومن الجياز الغير مصرفي‪ ،‬أو باالعتماد‬
‫عمى مصادر تمويل خارجية‪ ،‬القروض الخارجية‪ ،‬المساعدات األجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬يرتبط تمويل عجز الموازنة العامة عادة ببعض المظاىر االقتصادية السمبية التي تصاحب طرق تمويمو‪،‬‬
‫ومن بينيا ظاىرة التضخم التي يمكن أن تصاحب تمويل العجز باإلصدار النقدي الجديد‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫تمهيد‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬لمحة عن االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬قطاع المحروقات وأهميته في االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أثر تقلبات أسعار النفط على االقتصاد الجزائري‬

‫واإلجراءات المتخذة‪.‬‬

‫خالصة الفصل‪.‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫تمييد‪:‬‬
‫يعتبر االقتصاد الجزائرم مف بيف االقتصاديات الريعية التي تعتمد عمى عكائد المحركقات كىك ما‬
‫يجعؿ الميزاف التجارم شديد التأثير بالتغيرات الحاصمة عمى مستكل السكؽ النفطية العالمية‪.‬‬
‫كما يمعب قطاع المحركقات دك ار ميما في بناء كارساء قكاعد االقتصاد الكطني خاصة كأف الجزائر تمتمؾ‬
‫ميزة نسبية في إنتاج المكارد الطاقكية (البتركؿ كالغاز)‪.‬‬
‫إف الجزائر منذ االستقالؿ تعتمد عمى ريعيا البتركلي في مسيرتيا التنمكية كخاصة في فترة السبعينيات‬
‫كالثمانينات األلفينات‪ ،‬كتسعى إلى البحث عف السياسة الرشيدة فيما يتعمؽ بنظاـ استغالؿ ىذه الثركة النفطية‪،‬‬
‫كبما يتماشى مع سياستيا التنمكية كأىدافيا المسطرة التي تعتبر ركيزة االقتصاد الكطني‪ ،‬إذ أف جؿ التغيرات‬
‫تطر عمى سكؽ النفط ستنعكس حتما عمى أسعار النفط‪ ،‬كالذم سينتج عنو حالة مف عدـ االستقرار‬
‫التي أ‬
‫كبالتالي حدكث تراكـ في االقتصاد الكطني الذم يعتبر أكثر االقتصاديات تأث ار بتقمبات أسعار النفط كالتي‬
‫تنعكس إيجابا أك سمبا عمى صادراتيا النفطية ثـ عمى االقتصاد الكطني كمف ىذا المنطمؽ سنتطرؽ في ىذا‬
‫الفصؿ إلى ثالث مباحث كىي كالتالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬لمحة عن االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬قطاع المحروقات و أىميتو في االقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى االقتصاد الجزائري واإلجراءات المتخذة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬لمحة عن االقتصاد الجزائري‬


‫يعد االقتصاد الجزائرم مف بيف االقتصادات السائرة عمى طريؽ النمك‪ ،‬حيث عرؼ تاريخو عدة مراحؿ‬
‫مختمفة‪ i‬تميزت بتحكالت كاصالحات عميقة ابتداء مف النظاـ االشتراكي الذم اتخذ كخيار سياسي كاقتصادم‬
‫لتسيير اقتصادىا كبفشؿ ىذا األخير في تحقيؽ الجزائر لما كانت تصبك إليو بأكضاع اقتصادية متدىكرة‪ ،‬إلى‬
‫أف كصؿ إلى إتباع سياسة النظاـ الرأسمالي الذم يقكـ عمى أساس الممكية الفردية لكسائؿ اإلنتاج كالحرية‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫كسيتـ مف خالؿ ىذا المبحث إلى تقسيـ الدراسة إلى مرحمتيف مختمفتيف‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬االقتصاد الجزائري في ظل االقتصاد الموجو)‪(1962-1989‬‬
‫لقد كاف اتخاذ الجزائر لمنظاـ المكجو بعد االستقالؿ ضركرة أممتيا الظركؼ كالمعطيات‪ ،‬كجاء ىذا‬
‫االختيار نظ ار لما يتميز بو ىذا النظاـ مف مميزات كخصائص‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفيوم االقتصاد الموجو‬
‫كىك اقتصاد تحكمو قكانيف تسير إداريا أم أف الدكلة ىي التي تتدخؿ في جميع الحاالت كبيذا اتبعت‬
‫الجزائر النيج االشتراكي لتحقيؽ تنميتيا االقتصادية كحققت مستكيات نمك مرتفعة في السبعينيات بمعدؿ‬
‫يقارب ‪ %7‬لكف في بداية النصؼ الثاني مف الثمانينيات عرفت البالد أزمة مالية حادة‪ ،‬إذ شيدت مداخميا‬
‫مف العممة الصعبة تدىك ار مطمقا( قيمة كحجما )األمر الذم جعميا تفكر في تغيير نمط تسيير اقتصادىا‪ ،‬لذا‬
‫بادرت الجزائر بالقياـ ببعض اإلصالحات ككذلؾ بذلت مجيكدات كبيرة في كضع المخططات كىذا كمو مف‬
‫(‪)1‬‬
‫أجؿ تحسيف تنميتيا االقتصادية ككذا قطاعاتيا بشكؿ متكازف‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬مميزات االقتصاد الموجو‬
‫(‪)2‬‬
‫يتميز ىذا النظاـ بعدة مميزات كمف أىميا‪:‬‬
‫‪ .1‬يعتبر ىذا النظاـ نظاما يرفض الصرع بيف طبقات المجتمع‪.‬‬
‫‪ .2‬نظاـ يتميز بكاقعية فيك ممارسة قبؿ أف يككف نظرية‪.‬‬
‫‪ .3‬ىك نظاـ ييدؼ لتحقيؽ العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .4‬ىك نظاـ ييدؼ إلى خدمة المصمحة العامة دكف المصمحة الخاصة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ناصر دادم عدكف‪ :‬اقتصاد المؤسسة‪ ،‬دار المحمدية‪ ،‬الجزائر‪ ، 1998،‬ص‪.152‬‬
‫(‪)2‬‬
‫سميـ سعداكم‪ :‬الجزائر ومنظمة التجارة العالمية‪ ،‬آفاق ومعوقات االنضمام‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الخمدكنية لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪، 2008،‬‬
‫ص‪.64‬‬
‫‪39‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫كمف أىـ ما حققو ىذا النظاـ كبيف فعاليتو آنذاؾ تأميـ المؤسسات المنجمية ‪ 08‬مام ‪ 1966‬كالجياز‬
‫المصرفي ‪ 1969‬كفي نفس السنة ثـ استرجاع مشركع مركب الحجار بعنابة ػ ثـ القياـ بمجمكعة مف‬
‫التأمينات الخاصة بشركة تكزيع المحركقات كىذا مف ‪ 1968‬إلى غاية ‪ ،1970‬أما في سنة ‪ 1971‬تـ تأميـ‬
‫)‪ (45‬مؤسسة في مختمؼ الصناعات الميكانيكية كااللكتركنية ككذا البناء مع إكماؿ تأميـ باقي المؤسسات‬
‫الخاصة بالمحركقات‪.‬‬
‫كما تـ بذؿ جيكد جبارة في ميداف التككيف بحيث بمغت مصاريؼ التربية الكطنية حكالي(‪ )10‬مف الناتج‬
‫الخاـ‪ ،‬باإلضافة إلى ‪ 13‬معيدا تكنكلكجيا كعدة ك ازرات تقكـ بالتككيف داخميا‪ .‬ػ ػ‪ ،‬عممت الدكلة عمى إنشاء‬
‫عدة ىياكؿ لمبحث لمطمبة الجامعييف الجزائرييف بغرض تنكيع التحميؿ العممي عمى المستكل الكطني كاكتساب‬
‫(‪)1‬‬
‫التكنكلكجيا‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كما يمكف تمخيص مميزات كسمات االقتصاد الجزائرم في ظؿ ىذه المرحمة في اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬الدكلة ىي المالكة كالمحتكرة لمقرار االقتصادم إنتاجا كاستيالكا كتبادال‪.‬‬
‫‪ .2‬غياب المناخ االستثمارم في البيئة الخارجية كالداخمية لممؤسسة االقتصادية كالتي يفترض فييا اتخاذ‬
‫القرار االقتصادم‪.‬‬
‫‪ .3‬حجـ المؤسسات االقتصادية كبير بحيث تمثؿ في أغمب األحياف قطاعا بعينو مما جعؿ اكبر‬
‫المؤسسات تشارؾ في تخصيص المكارد حسب رغباتيـ دكف القدرة عمى استغالليا مما يعطؿ‬
‫المكارد‪.‬‬
‫‪ .4‬عجز في تنظيـ ىذه المؤسسات كتسييرىا‪.‬‬
‫‪ .5‬غياب المنافسة الداخمية كالخارجية‪.‬‬
‫‪ .6‬غياب ثقافة الجكدة ناىيؾ عف الجكدة الشاممة‪.‬‬
‫‪ .7‬تضخـ المشاريع كارتفاع تكاليؼ االستثمار كاالستغالؿ‪.‬‬
‫‪ .8‬النظرة الساكنة لالقتصاد‪.‬‬
‫‪ .9‬جمكد الجياز اإلنتاجي كعدـ مركنة العرض‪.‬‬
‫‪ .10‬الصعكبة في التمكيؿ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ناصر دادم عدكف‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.172‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عمي كساب‪ :‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية وتأىيميا‪ ،‬ممتقى كمية العمكـ االقتصادية كعمكـ التسيير ‪ ،‬المعيد‬
‫اإلسالمي لمبحكث كالتدريب‪ 28-25،‬مام‪ ،2003‬ص ‪.07‬‬
‫‪40‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪ .11‬االعتماد عمى األسكاؽ الخارجية بشكؿ كبير‪.‬‬


‫الفرع الثالث‪ :‬المخططات التنموية‬
‫لكي يحقؽ النظاـ االستراتيجي جدكل قيامو اعتمد نمطا تنظيميا لمتسيير الذم كاف المسار إلدارة التنمية‬
‫كيتضح ىذا مف خالؿ مخططات التنمية اآلتية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المخطط الثالثي )‪(1967-1969‬‬
‫ىك أكؿ مخطط بعد االستقالؿ‪ ،‬كقد اعتبر بمثابة مخطط تجريبي بالنظر لككنو أكؿ مخطط تنمكم تعده‬
‫كتنفذه الجزائر‪ ،‬حيث شمؿ القطاع اإلنتاجي بفرعيو الصناعي كالزراعي كالقطاع شبو المنتج (الخدمات)‬
‫كالقطاع غير المنتج ( البيئة التحتية االقتصادية كاالجتماعية) جاء لتحقيؽ التقدـ االقتصادم كاالجتماعي‬
‫كتضمف إجراءات تنظيمية النطالؽ التنمية ككضع قاعدة تكتيكية بيدؼ تحضير الكسائؿ المادية كالبشرية‬
‫إلنجاز المخططات التي تميو لكف افتقر ىذا المخطط إلى شركط التخطيط كالشمكؿ‪ ،‬تحديد األىداؼ‪ ،‬الدقة‬
‫‪....‬الخ‪ ،‬كقد تـ تحقيقو فمف أصؿ حجـ االستثمارات قدره ‪ 08.11‬مميار دينار جزائرم استيالؾ منيا ‪16.9‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪ 82‬كلقد كزعت االستثمارات عمى ثالث مجمكعات متجانسة كىي‪:‬‬ ‫مميار دينار أم بمعدؿ انجاز قدره ‪.‬‬
‫‪ 88.1‬مميار‬ ‫‪ ‬االستثمارات اإلنتاجية المباشرة ‪ 79.60‬مميار دينار جزائرم مكزعة عمى الزراعة ب‬
‫دينار جزائرم كالصناعة ‪ 91.4‬مميار دينار جزائرم‪.‬‬
‫‪ ‬االستثمارات شبة اإلنتاجية كالتجارة كالمكاصالت ب ‪ 36‬مميار دينار جزائرم‪.‬‬
‫‪ ‬االستثمارات غير اإلنتاجية كالمدارس ‪ 1.2‬مميار دينار جزائرم مكزعة عمى التقنية كاالقتصادية ‪28‬‬
‫مميار دينار جزائرم البينة التحتية ‪ 73.1‬مميار دينار جزائرم‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫محمد بالرابح‪ :‬آفاق التنمية في الجزائر‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬بف عكنكف‪ ،‬الجزائر‪ ،2007،‬ص ص ‪.60 ،59‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كليد عبد الحميد ‪ :‬اآلثار االقتصادية الكمية لسياسة اإلنفاق الحكومي دراسة تطبيقية قياسية الندماج التنمية االقتصادية‪ ،‬ط‪ ، 1‬مكتبة‬
‫حسف العصرية‪ ،‬لبناف‪ ،2010 ،‬ص ص ‪.201 ،209‬‬
‫‪41‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الجدول رقم (‪ :)01‬ىيكل االستثمارات في الخطة الثالثية (‪.)1969-1967‬‬


‫الكحدة مميار دينار جزائرم‬
‫المنفذة ومعدل تنفيذ االستثمارات‬ ‫االستثمارات المخططة‬
‫‪%‬معدل التنفيذ‬ ‫المبمغ‬ ‫النسبة‬ ‫المبمغ‬ ‫القطاعات‬

‫‪87‬‬ ‫‪4.750‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪5.400‬‬ ‫الصناعة‬


‫‪85.9‬‬ ‫‪1.606‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪1.869‬‬ ‫الفالحة‬
‫‪76‬‬ ‫‪0.855‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1.124‬‬ ‫القاعدة الييكمية‬
‫‪60.2‬‬ ‫‪0.249‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪0.413‬‬ ‫السكن‬
‫‪77‬‬ ‫‪0.704‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪0.912‬‬ ‫التربية‬
‫‪71.6‬‬ ‫‪0.103‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪0.127‬‬ ‫التكوين‬
‫‪60‬‬ ‫‪0.177‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪0.285‬‬ ‫السياحة‬
‫‪76‬‬ ‫‪0.299‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫الشؤون االجتماعية ‪0.295‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪0.304‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0.441‬‬ ‫اإلدارة‬
‫‪70‬‬ ‫‪0.147‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪0.215‬‬ ‫استثمارات مختمفة‬
‫‪82.0‬‬ ‫‪9.124‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪11.081‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬ياسمينة زرنكح‪ ،‬إشكالية التنمية المستدامة في الجزائر ‪ ،‬رسالة ماجستير (غير منشكرة)‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية‪،‬‬
‫تخصص تخطيط‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر ‪ ،2006‬ص ‪.151‬‬

‫يتضح مف الجدكؿ أعاله أف األىمية المعطاة لمصناعة حظيت بنسبة ‪ %49‬مف مجمؿ االستثمارات‬
‫المخططة أم بمبمغ ‪ 5.400‬مميار دينار جزائرم لكف ما نفذ كاف ‪ 4.750‬مميار دينار جزائرم أم ‪ %87‬مف‬
‫مبمغ الصناعة المخططة ‪ ،‬كبفارؽ كبير جدا تأتي الزراعة في المرتبة الثانية مف حيث مبالغ االستثمار‬
‫المخطط كالمقدر ب ‪ 1.869‬مميار دينار جزائرم بنسبة ‪ ،%17‬كىذا ما يكضح التكجو اإلنمائي التي اختارتو‬
‫الجزائر كىك التصنيع مف أجؿ إرساء قاعدة صناعية‪ ،‬ترتكز عمييا أىداؼ المخططات الالحقة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المخطط الرباعي األول ( ‪)1973-1970‬‬

‫لقد كاف التكجو السائد في ىذا المخطط نحك الصناعات الثقيمة‪ ،‬حيث جاء ليؤكد عمى نقطتيف رئيسيتيف‪،‬‬
‫األكلى ىي ( تقكية كدعـ بناء االقتصاد االشتراكي كتعزيز االستقالؿ االقتصادم لمبالد )‪ ،‬كالثانية ىي التي‬

‫‪42‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫تؤكد بأنو ( في ىذا التغيير العميؽ المنطمؽ فاف استراتيجياتنا تجعؿ التصنيع في المرتبة األكلى مف بيف‬
‫عكامؿ التنمية ) ككذلؾ تطكير المناطؽ الريفية إلحداث التكازف بينيما كبيف مناطؽ المدف‪ ،‬كاقامة المؤسسات‬
‫العمكمية بفتح حسابيف أحدىما لإلستغالؿ كاآلخر لإلستثمار ‪ ،‬حيث يتـ تمكيؿ نفقات االستغالؿ بقركض‬
‫قصيرة األجؿ ‪ ،‬بينما تمكيؿ نفقات االستثمار بقركض طكيمة األجؿ مف طرؼ البنكؾ التجارية العمكمية‬
‫كالخزينة العمكمية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كلقد سعى ىذا المخطط إلى تحقيؽ مجمكعة مف األىداؼ ‪:‬‬

‫‪ ‬تحقيؽ معدؿ نمك سنكم يقدر ب ‪ %9‬مف الناتج المحمي الخاـ‪.‬‬


‫‪ ‬تعميـ االستقالؿ االقتصادم عف طريؽ تدعيـ كانشاء الصناعة‪.‬‬
‫‪ ‬تحسيف كرفع مستكل المعيشة لمسكاف عف طريؽ دعـ أسعار المكاد الكاسعة االستيالؾ كتكجيو‬
‫االستيالؾ العاـ كالخاص‪.‬‬

‫كلقد خصص ليذا المخطط مبمغ ‪ 27.740‬مميار دينار جزائرم كاستثمار تـ تكزيعو حسب الجدكؿ‬
‫التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)02‬ىيكل االستثمارات ضمن المخطط الرباعي األول ( ‪1970‬ـ ‪.)1973‬‬
‫الكحدة مميار دينار جزائرم‬
‫نسبة‬ ‫‪-1970‬‬ ‫‪1973‬‬ ‫‪1972‬‬ ‫‪1971‬‬ ‫‪1970‬‬ ‫القطاع‬
‫االستثمار ‪%‬‬ ‫‪1973‬‬
‫‪%45‬‬ ‫‪12.400 3.100‬‬ ‫‪3.100‬‬ ‫‪3.100‬‬ ‫‪3.100‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪%15‬‬ ‫‪4.170‬‬ ‫‪1.400‬‬ ‫‪1.100‬‬ ‫‪9100‬‬ ‫‪0.720‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪%8‬‬ ‫‪2.307‬‬ ‫‪7300‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪0.404‬‬ ‫المرافق األساسية‬
‫‪%10‬‬ ‫‪2.720‬‬ ‫‪7210‬‬ ‫‪6820‬‬ ‫‪6650‬‬ ‫‪0.650‬‬ ‫التعميم‬
‫‪%2‬‬ ‫‪5870‬‬ ‫‪1320‬‬ ‫‪1600‬‬ ‫‪0600‬‬ ‫‪0.135‬‬ ‫التكوين‬
‫‪%5‬‬ ‫‪1.520‬‬ ‫‪4760‬‬ ‫‪4380‬‬ ‫‪2680‬‬ ‫‪0.238‬‬ ‫السكن‬
‫‪%3‬‬ ‫‪8000‬‬ ‫‪930‬‬ ‫‪1310‬‬ ‫‪3080‬‬ ‫‪0.268‬‬ ‫النقل‬
‫‪%2.5‬‬ ‫‪7000‬‬ ‫‪1850‬‬ ‫‪1800‬‬ ‫‪1700‬‬ ‫‪0.165‬‬ ‫السياحة‬
‫‪%3.5‬‬ ‫‪9340‬‬ ‫‪2880‬‬ ‫‪2430‬‬ ‫‪2130‬‬ ‫‪0.190‬‬ ‫الشؤون االجتماعية‬

‫(‪)1‬‬
‫مصطفى محمد عبد اهلل كآخركف‪ :‬اإلصالحات االقتصادية وسياسة الخصوصية في البمدان العربية‪ ،‬ط‪ ، 1‬مركز دراسات الكحدة العربية‬
‫بيركت‪ ،1999 ،‬ص ‪.365‬‬
‫‪43‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪%3‬‬ ‫‪7620‬‬ ‫‪2550‬‬ ‫‪1950‬‬ ‫‪1750‬‬ ‫‪0.165‬‬ ‫التجييزات العامة‬


‫‪%3‬‬ ‫‪8700‬‬ ‫‪2300‬‬ ‫‪2200‬‬ ‫‪2100‬‬ ‫‪0.210‬‬ ‫التجييزات اإلدارية‬
‫‪%100‬‬ ‫‪27.740 7.563‬‬ ‫‪7.059‬‬ ‫‪6.679‬‬ ‫‪6.435‬‬ ‫المجموع‬

‫‪ ،‬أطركحة‬ ‫المصدر‪ :‬عبد القادر بابا‪ ،‬سياسة االستثمارات في الجزائر وتحديات التنمية في ظل التطورات العالمية الراىنة‬
‫دكتكراه (غير منشكرة) كمية العمكـ االقتصادية‪ ،‬تخصص تخطيط‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪.217‬‬

‫كيتضح مف ىذا الجدكؿ أف المخطط الرباعي األكؿ أكلى اىتماما كبي ار لمصناعة إذ خصص ليا مبمغ‬
‫‪ 12.400‬مميار دينار مف مجمؿ االستثمارات المخططة‪ ،‬كىذا ما يؤكد استم اررية المسار الذم اختارتو‬
‫الجزائر في ميداف التنمية أال كىك االعتماد عمى الصناعة بصفة عامة‪ ،‬كما انو لـ ييمؿ الزراعة حيث‬
‫خصص ليا مبمغ‪ 4.170 :‬مميار دينار جزائرم‪ ،‬أم نسبة ‪ %15‬مف مجمؿ االستثمارات المخططة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المخطط الرباعي الثاني ( ‪)1977 -1974‬‬
‫كىك ثالث مخطط أعدتو الدكلة منذ االستقالؿ‪ ،‬فأىـ ما ميزه اىتمامو الكبير بقطاع الصناعة حيث قدر‬
‫‪ 12‬مرة حجـ االستثمارات في المخطط‬ ‫حجمو االستثمارم ب ‪ 110‬مميار دينار جزائرم‪ ،‬كىك ما يعادؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫الثالثي كأربع مرات لممخطط الرباعي األكؿ كتتخمص أىـ اتجاىات كأىداؼ ىذا المخطط فيما يمي ‪:‬‬
‫اإلنتاج كتكسيع التنمية بكامؿ‬ ‫‪ ‬تدعيـ االستقالؿ االقتصادم كبناء اقتصاد اشتراكي عف طريؽ زيادة‬
‫التراب الكطني‪.‬‬
‫‪ ‬رفع الناتج المحمي اإلجمالي عند حمكؿ اآلجاؿ الحقيقية ب ‪ %40‬عمى األقؿ أم بزيادة سنكية قدرىا‬
‫‪.%10‬‬
‫‪ ‬اعتماد مبدأ الالمركزية لتحقيؽ التكازف الجيكم‪.‬‬
‫‪ ‬تطكير عالقات التعاكف االقتصادم بيف دكؿ العالـ الثالث‪.‬‬
‫يصؿ معدؿ االستثمار الحككمي إلى ‪ %46‬عامي ‪ 1979-1978‬بينما لـ يتجاكز ‪ %35‬سنة ‪1970‬‬
‫حيث شكمت حصة قطاع الصناعة ‪ ،%62‬كارتفع االستثمار اإلجمالي في الفترة ‪ 1969-1968‬باألسعار‬
‫الجارية مف ‪ 3409‬مميكف دينار إلى ‪ 5342‬مميكف دينار‪ ،‬كىك ما يمثؿ ‪ %52‬مف الناتج لكف رغـ الحجـ‬
‫(‪)2‬‬
‫الكبير لالستثمارات إؼف النتائج لـ تكف في حجـ التطمعات كه ذا لمتأخر في االنجاز كالبيركقراطية‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫محمد بمقاسـ بيمكؿ ‪ :‬سياسة تخطيط التنمية واعادة تنظيم مسارىا في الجزائر ‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،1999‬ص‪.223‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مراد زايد‪ :‬دور الجمارك في ظل اقتصاد السوق‪ ،‬أطركحة دكتكراه (غير منشكرة)‪ ،‬كمية عمكـ التسيير‪ ،‬تخصص تسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.72‬‬
‫‪44‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الجدول رقم (‪ :)03‬توزيع االستثمارات في المخطط الرباعي الثاني ( ‪.)1977-1974‬‬


‫الكحدة‪ :‬مميار دينار جزائرم‬
‫‪%‬‬ ‫تكاليف البرنامج‬ ‫‪%‬‬ ‫مجموع النفقات المرخصة‬ ‫القطاعات‬
‫‪51,7‬‬ ‫‪65.350‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪42.000‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪7,3‬‬ ‫‪9.222‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪12.005‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪3,8‬‬ ‫‪4.840‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4.600‬‬ ‫الري‬
‫‪0,9‬‬ ‫‪1.200‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪1.500‬‬ ‫السياحة‬
‫‪-‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1550‬‬ ‫الصيد البحري‬
‫‪13,2‬‬ ‫‪16.718‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪15.521‬‬ ‫المرافق األساسية‬
‫‪7,1‬‬ ‫‪8.988‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪9.947‬‬ ‫التكوين والتعميم‬
‫‪12,9‬‬ ‫‪12.330‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪14.610‬‬ ‫الشؤون االجتماعية‬
‫‪1,2‬‬ ‫‪1.304‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1.399‬‬ ‫التجييز اإلداري‬
‫‪1,9‬‬ ‫‪2.463‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2.520‬‬ ‫شؤون أخرى‬
‫‪100‬‬ ‫‪126.471‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪110.217‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬ياسمينة زرنكح‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.151‬‬

‫نالحظ مف الجدكؿ أف الصناعة الزلت تستحكذ عمى الحصة األكبر مف مجمكع االستثمارات الكمية‬
‫المخططة‪ ،‬حمث شكمت نسبة ‪ %38‬ثـ ارتفعت إلى ‪ %51,7‬بعد مراجعة تكاليؼ اإلنتاج ‪ ،‬ك قذا يعني أف‬
‫المراجعة كانت لصالح القطاع الصناعي حيث كجيت كؿ المبالغ المضافة لو‪.‬‬

‫‪%12‬‬ ‫إضافة إلى ذلؾ أعيد ىيكمة القطاع الفالحي بحيث تحصمت عمى استثمارات بمغت نسبتيا‬
‫تكزعت بيف الزراعة ‪ %8‬كالرم ‪%4‬‬

‫رابعا‪ :‬المخطط الخماسي األول(‪)1984-1980‬‬

‫إف اليدؼ الرئيسي ليدا المخطط ىك إعادة التكازف الشامؿ لالقتصاد الكطني ك ذلؾ مف خالؿ تحقيؽ‬
‫التكازف بيف المكارد كاالستخدامات في جميع القطاعات االقتصادية‪ ،‬بحيث خصصت مكارد معتبرة لتمكيؿ‬
‫برامج المخططات السابقة لـ يتـ انجازىا‪ ،‬كما اعتمدت الجزائر المخطط الخماسي األكؿ عمى فترة زمنية‬
‫ذا‬ ‫أطكؿ مف تمؾ التي اعتمدتيا المخططات الثالثة السابقة كىي فترة خمس سنكات‪ ،‬كتتمثؿ أىداؼ ق‬

‫‪45‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المخطط في مضاعفة العمؿ الصناعي مف أجؿ إتماـ المشاريع الجارم انجازىا في نياية سنة ‪ ،1979‬كمنح‬
‫األكلكية لمقطاعات التي تخدـ قطاعات الفالحة كالرم مف أجؿ تمبية الحاجات الكطنية‪ ،‬كمساىمة الجماعات‬
‫(‪)1‬‬
‫المحمية في عممية التصنيع‪ ،‬كؾذا إدماج القطاع الخاص في عممية تطكير الصناعة‪.‬‬

‫ككاف ىيكؿ تكزيع االستثمارات في المخطط الخماسي األكؿ كما يمي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)04‬ىيكل توزيع استثمارات المخطط الخماسي األول (‪.)1984-1980‬‬

‫الكحدة‪ :‬مميار دينار جزائرم‬

‫األوزان النسبية‬ ‫الترخيص‬ ‫تكمفة‬ ‫برامج‬ ‫باقي سنة‬ ‫القطاعات‬


‫لمترخيص‪%‬‬ ‫المالي‬ ‫البرامج‬ ‫جديدة‬ ‫‪1970‬‬
‫‪%43.8‬‬ ‫‪174.5‬‬ ‫‪236.7‬‬ ‫‪153.6‬‬ ‫‪82.9‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪11.8%‬‬ ‫‪47.1‬‬ ‫‪59.4‬‬ ‫‪41.6‬‬ ‫‪17.8‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪%3.2‬‬ ‫‪13.0‬‬ ‫‪15.8‬‬ ‫‪13.4‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫النقل‬
‫‪%1.5‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪8.0‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫البريد والمواصالت‬
‫‪3.2%‬‬ ‫‪13.0‬‬ ‫‪17.8‬‬ ‫‪9.0‬‬ ‫‪8.8‬‬ ‫التخزين والتوزيع‬
‫‪4.3%‬‬ ‫‪17.5‬‬ ‫‪28.2‬‬ ‫‪19.6‬‬ ‫‪8.6‬‬ ‫الطرق ومحطات النقل‬
‫‪%0.3‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫تييئة المناطق الصناعية‬
‫‪2.4%‬‬ ‫‪9.6‬‬ ‫‪13.3‬‬ ‫‪10.9‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫التجييزات الجماعية‬
‫‪%10.5‬‬ ‫‪42.2‬‬ ‫‪65.7‬‬ ‫‪35.4‬‬ ‫‪30.3‬‬ ‫التربية والتكوين‬
‫‪15%‬‬ ‫‪60.0‬‬ ‫‪29.5‬‬ ‫‪58.0‬‬ ‫‪34.5‬‬ ‫السكن‬
‫‪%1.7‬‬ ‫‪7.0‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫الصحة‬
‫‪2.3%‬‬ ‫‪9.3‬‬ ‫‪12.2‬‬ ‫‪8.1‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫البنايات االجتماعية األخرى‬
‫‪%100‬‬ ‫‪400.6‬‬ ‫‪560.5‬‬ ‫‪163.6‬‬ ‫‪196.9‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬عبد القادر بابا‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.219‬‬

‫نالحظ أف المخطط الخماسي األكؿ قد حدد ترخيصا ماليا لالستثمارات مقدارىا ‪ 400.6‬مميار دينار‬
‫‪ 560.5‬مميار دينار‬ ‫جزائرم‪ ،‬كىي أقؿ مف حجـ االستثمارات التقديرية المقررة في ىدا البرنامج كالبالغة‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Hocine Benissad، Algérie: Restructurations Et Réformes Economiques 1979-1993 , OPU, Alger,2018,P :06‬‬

‫‪46‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫جزائرم‪ ،‬مما يدؿ عمى أف جزء مف االستثمار في ىدا البرنامج يبقى غير منجز في نياية الفترة كىك ‪159.9‬‬
‫مميار دينار جزائرم سيتـ نقمو إلى المخطط التالي‪.‬‬

‫كما يبرز تكزيع االستثمارات في قذا المخطط أف ‪ %63.3‬مف االستثمارات تعتبر استثمارات إنتاجية‬
‫اإلنتاجية‬ ‫كالباقي استثمارات غير إنتاجية‪ ،‬كىي أكلكية متكافقة مع أىداؼ المخطط في استغالؿ المكارد‬
‫الذم يمثؿ معدؿ استثماراتو المعتمدة ما‬ ‫المتاحة في المجتمع‪ ،‬كبذلؾ أعطيت األكلكية لمقطاع الصناعي‬
‫يقارب ‪ 44%‬مف االستثمارات‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬المخطط الخماسي الثاني (‪)1985-1989‬‬

‫كالذم يتميز بأنو تكممة لممخطط الخماسي األكؿ مف جية‪ ،‬كأنو أعطى األكلكية لقطاع الفالحة كالرم‬
‫كاالعتماد عمى الخارج مف جية أخرل‪ ،‬كقد شكؿ مرحمة ىامة في مسيرة التنمية االقتصادية كاالجتماعية‬
‫لمبالد‪ ،‬كقد كانت تستيدؼ تكقيع كتنظيـ كتنفيذ البرامج الرامية إلى تدعيـ الكفؿ بطمكحات األمة كتمبية‬
‫إلى بمكغ‬ ‫متطمبات البناء االشتراكي‪ ،‬كتقكية استقاللية االختبارات االقتصادية كاالجتماعية لمبالد حيث سعى‬
‫(‪)1‬‬
‫غايتيف‪:‬‬

‫‪- 1‬تنظيـ مختمؼ األنشطة التنمكية مع مراعاة القيكد الخاصة بالمرحمة الراىنة كالكسائؿ الممكف تعبئتيا‬
‫مف جية‪.‬‬
‫‪- 2‬إدراج المخطط في منظكر تنمكم طكيؿ األمد مف جية أخرل‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلؾ كانت تكجد أكلكيات رئيسية لممخطط الخماسي الثاني كالتي تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ ‬تطكير قطاع الفالحة‪.‬‬


‫‪ ‬تقميؿ االعتماد عمى الخارج‪.‬‬

‫كمف األىداؼ العامة التي كضع المخطط الخماسي الثاني مف أجميا نذكر ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬تمبية االحتياجات األساسية لمسكاف‪.‬‬


‫‪ ‬المحافظة عمى االستقالؿ االقتصادم‪ ،‬كذلؾ بالتحكـ في التكازنات المالية الخارجية‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫سعدكف بك كبكس ‪ :‬االقتصاد الجزائري – محاولتان من أجل التنمية ‪ ،-‬ط‪ ، 1‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاىرة‪ ،2012 ،‬ص ص‪،186‬‬
‫‪.187‬‬
‫‪47‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪ ‬المحافظة عمى مكارد البالد الغير قابمة لمتجديد‪.‬‬


‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬تحسيف فعالية جياز اإلنتاج كالتنمية‪.‬‬

‫كقد خصص المخطط الخماسي الثاني ‪ 550‬مميار دينار جزائرم كغالؼ استثمارم ‪ ،‬كفيما يمي تكزيع‬
‫االستثمارات المخطط الخماسي الثاني خالؿ الفترة (‪:)1989-1985‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)05‬استثمارات المخطط الخماسي الثاني خالل الفترة( ‪:)1989-1985‬‬

‫الكحدة‪ :‬مميار دينار جزائرم‬

‫االستثمار‬ ‫الترخيص‬ ‫تكاليف البرامج‬ ‫القطاعات‬


‫الفعمي‬ ‫المالي‬ ‫(مميار دج)‬
‫‪42.301‬‬ ‫‪79.00‬‬ ‫‪115.42‬‬ ‫الفالحة والري‬
‫‪85.512‬‬ ‫‪174.2‬‬ ‫‪251.60‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪15.255‬‬ ‫‪19.00‬‬ ‫‪33.20‬‬ ‫مؤسسة انجاز أشغال البناء واألشغال‬
‫العمومية‬
‫‪24.462‬‬ ‫‪40.65‬‬ ‫‪66.03‬‬ ‫القطاع شبو المنتج (السياحة‪ ،‬المواصالت‬
‫السمكية والالسمكية‪ ،‬التخزين والتوزيع)‬
‫‪202.290‬‬ ‫‪237.15‬‬ ‫‪362.13‬‬ ‫اليياكل األساسية‬
‫‪370.5‬‬ ‫‪550.00‬‬ ‫‪828.38‬‬ ‫مجموع االستثمارات‬
‫المصدر‪ :‬محمد بمقاسـ حسف بيمكؿ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.257‬‬

‫كالنتائج التي يمكف استخالصيما مف الجدكؿ السابؽ ىي‪:‬‬

‫‪ ‬اتجاه االستثمارات الصناعية إلى صناعات أخرل غير المحركقات بتكثيؼ االستثمارات في القطاع‬
‫الزراعي كالخدماتي‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ،2004-1990‬أطركحة دكتكراه (غير‬ ‫مسعكد دركاسي‪ :‬السياسة المالية ودورىا في تحقيق التوازن االقتصادي – حالة الجزائر –‬
‫منشكرة) ‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.354‬‬

‫‪48‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪ ‬تسجيؿ تناقض في االستثمارات الفعمية أقؿ مف االستثمارات المقررة حيث أف حجـ االستثمار‬
‫الفعمي يقدر ب ‪ 370,5‬مميار دينار جزائرم بينما المقرر ىك ‪ 550.00‬مميار دينار جزائرم ‪ ،‬كبيذا‬
‫يمكف االستخالص أف النتائج المحققة في المخطط الخماسي الثاني لـ تكف في مستكل طمكحات‬
‫ىدا المخطط‪ ،‬بحيث بمغت معظـ القطاعات االقتصادية درجة رككد اقتصادم‪ ،‬كلقد انتيت ىده‬
‫النتائج السمبية إلى إعادة النظر مف جديد في اإلستراتيجية التنمكية كالتي تتماشى مع التكجيات‬
‫الجديدة لمبمد مف جية كالتكجيات االقتصادية العالمية مف جية أخرل‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬االقتصاد الجزائري في ظل اقتصاد السوق ( ‪ 1989‬إلى ‪:)2017‬‬

‫بعدما فشمت الجزائر في تنمية اقتصادىا في ظؿ النظاـ االشتراكي‪ ،‬كبعد كؿ اإلصالحات التي جربتيا‬
‫ذلؾ النظاـ نحك اقتصاد جديد كىك‬ ‫لتصحيح كضعيتيا‪ ،‬ارتأت أف الحؿ الكاحد كالكحيد أماميا ىك تغيير‬
‫اقتصاد السكؽ لعميا تستطيع الخركج مف دائرة التدىكر‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفيوم اقتصاد السوق‬

‫(‪)1‬‬
‫تتردد مند سنكات عديدة كممة اقتصاد السكؽ أك االقتصاد الحر فما ىي السكؽ‪:‬‬

‫إف السكؽ ىي السيركرة التي تجعؿ ق اررات األفراد المرتبطة باستيالؾ مختمؼ السمع كالخدمات كق اررات‬
‫المؤسسة المرتبطة بإنتاج السمع تخضع آللية السعر‪.‬‬

‫كيقصد باقتصاديات السكؽ تمؾ االقتصاديات التي تعتمد عمى ميكانيزمات قكل العرض كالطمب لتحقيؽ‬
‫التكازف‪ ،‬كىذا يعني المجكء إلى قكل السكؽ المتمثمة في العرض كالطمب لتحديد كجية المتغيرات االقتصادية‬
‫الرئيسية‪.‬‬

‫كـ ا يعرؼ اقتصاد السكؽ بأنو اقتصاد تقكـ فيو آلية السكؽ بتفرعاتيا المختمفة المعركفة بالتكفيؽ بيف‬
‫اإلنتاجية‬ ‫الحاجات الغير محدكدة لإلنساف كمكارده المحدكدة‪ ،‬كككف اقتصاد السكؽ يعني أف غالبية فعالياتو‬
‫كالمادية كغير مادية إف لـ تكف كميا يقكدىا منطؽ السكؽ القائـ عمى العرض كالطمب التبادؿ‪ ،‬الربح‬
‫كالخسارة‪ ،‬المنافسة كحسابات تكمفة الفرصة البديمة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫عبد الرزاق موالي لخضر ‪ :‬متطمبات تنمية القطاع الخاص بالدول النامية‪ ،‬أطركحة مقدمة لنيؿ شيادة الدكتكراه في العمكـ االقتصادية‪،‬‬
‫تخصص اقتصاد التنمية‪ ،‬جامعة تممساف‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪49‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبادئ اقتصاد السكؽ‬

‫مف أىـ مبادئ اقتصاد السكؽ ما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المصمحة الذاتية‬

‫ككف اقتصاد السكؽ اقتصاد حرا‪ ،‬فيك يركز أساسا عمى المصمحة الذاتية دكف أف يمغي المصمحة‬
‫العامة‪ ،‬فالمقصكد بالمصمحة الذاتية ىك أف تككف لدل الفرد الرغبة في تحقيؽ أكبر ربح ممكف‪ ،‬بينما‬
‫المصمحة العامة تعني الربح لتحقيؽ رغبات أفراد المجتمع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحرية االقتصادية‬

‫اإلنتاج‪،‬‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬إذ تخكؿ لو الحرية في‬ ‫يقصد بيا الحرية التامة في االستثمار كامتالؾ كسائؿ‬
‫االستيالؾ ككذا االدخار‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تحرير السوق‬

‫ذم يتجسد مف خالؿ تحرير‬ ‫مف بيف أىـ المبادئ التي يقكـ بيا اقتصاد السكؽ ىك تحرير السكؽ‪ ،‬اؿ‬
‫‪ ،‬فيي‬ ‫األسعار بمعنى أنيا تحدد حسب القدرة الشرائية لممستيمؾ كفؽ قانكف العرض كالطمب المنافسة الحرة‬
‫تخمؽ الرغبة في التفكؽ عمى المؤسسات المجاكرة ‪ ،‬كبالتالي سكؼ تمجأ إلى تحسيف كتطكير الجكدة كنكعية‬
‫منتجاتيا كتحرير التجارة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الممكية الفردية لوسائل اإلنتاج‬

‫اإلنتاج دكف قيكد ال عمى الكـ‬ ‫ال يمنح بمقتضى ىدا المبدأ الحؽ لمفرد في امتالؾ كاستخداـ كسائؿ‬
‫كال عمى الكيؼ‪ .‬ق ذق الممكية تشجع الخكاص عمى زيادة اإلنتاج كتطكيره كلمكصكؿ لمممكية الفردية يستكجب‬
‫اؿمجاؿ أماـ االستثمارات األجنبية كتحرير‬ ‫عمى الدكؿ المنتيجة القتصاد السكؽ أف تطبؽ الخكصصة‪ ،‬فتح‬
‫األسكاؽ العالمية‪.‬‬

‫أنيا مبادئ ىامة اعتمدتيا الجزائر مف أجؿ االنتقاؿ إلى اقتصاد السكؽ ‪ ،‬كالتخمي عف النظاـ االشتراكي‬
‫بحيث أبدت الجزائر نيتيا في الدخكؿ فيو رغـ صعكبات جمة كاجيتيا مثؿ‪:‬‬

‫‪ ‬ارتفاع الطمب‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪ ‬قمة رؤكس األمكاؿ‪.‬‬


‫‪ ‬سيطرة االحتكار في األسكاؽ كانعداـ المنافسة‪.‬‬
‫‪ ‬سيطرة التجارة عمى النشاطات األخرل‪.‬‬
‫‪ ‬فرض السياسة الجبائية عمى االستثمارات األجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬رداءة تسيير المديكنية الخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬برنامج االستعداد االئتماني األكؿ‪ :‬كقع في ‪ 31‬مام ‪.1989‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬برنامج االستعداد االئتماني الثاني‪ :‬كقع في ‪ 3‬جكاف ‪.1991‬‬

‫ىدفت االتفاقيتاف إلى منح قركض كمساعدات مف صندكؽ النقد الدكلي كالبنؾ العالمي لمجزائر ‪ ،‬مقابؿ‬
‫تنفيذ مجمكعة مف اإلصالحات االقتصادية كاف أىميا‪:‬‬

‫إصالح المنظكمة‬ ‫‪ ‬مراقبة تكسع الكتمة النقدية بالحد مف التدفؽ النقدم‪ ،‬كتقميص العجز المكازني‪،‬‬
‫الضريبية كالجمركية‪.‬‬
‫‪ ‬تحرير األسعار كتجميد األجكر كتطبيؽ أسعار فائدة مكجبة‪.‬‬
‫‪ ‬الحد مف التضخـ كتخفيض قيمة الدينار‪.‬‬
‫‪ ‬تحرير التجارة الخارجية‪ ،‬كالسماح بتدفؽ رؤكس األمكاؿ األجنبية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬بيركقراطية اإلدارة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مراحل األزمة االقتصادية والتحول نحو اقتصاد السوق ( ‪)2010-1989‬‬

‫يمكف تقسيـ ىده المراحؿ إلى مرحمتيف فرعيتيف‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مرحمة اإلصالحات االقتصادية بالتعاون مع صندوق النقد الدولي ( ‪)1998-1989‬‬

‫‪ 1988،-1986‬إال أف حدة األزمة‬ ‫اإلصالحات الجزئية خالؿ الفترة‬ ‫رغـ تطبيؽ الحككمة لبعض‬
‫االقتصادية ما فتئت تزداد مف سنة ألخرل‪ ،‬كقد تجمت مظاىرىا في ارتفاع حجـ المديكنية كما التقمب الحاد‬
‫ذلؾ أرغـ الحككمة عمى المجكء إلى‬ ‫في أسعار المحركقات قد أثر سمبا عمى حجـ صادرات البمد‪ ،‬كؿ‬

‫(‪)1‬‬
‫صالح مفتاح‪ :‬تطور االقتصاد الجزائري وسماتو مند االستقالل إلى إصالحات التحول نحو اقتصاد السوق ‪ ،‬مداخمو مقدمة إلى الممتقى‬
‫الكطني حكؿ‪ :‬اإلصالحات االقتصادية في الجزائر‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يكمي ‪ 17-16‬نكفمبر‪ ،2004 ،‬ص‪.5‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عبد المجيد قدم‪ :‬مدخل إلى السياسة االقتصادية الكمية‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص‪.148‬‬
‫‪51‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪ ،1989‬حيث تـ عقد اتفاقيتيف مع‬ ‫المؤسسات االقتصادية الدكلية كعمى رأسيا صندكؽ النقد الدكلي سنة‬
‫صندكؽ النقد الدكلي ىما عمى التكالي‪:‬‬

‫كما تـ في سنة ‪ 1990‬إصدار قانكف رقـ‪ 10-90 :‬المتعمؽ بقانكف القرض كالنقد‪ ،‬الذم اعتبر نقطة‬
‫إلى اقتصاد السكؽ‪ ،‬إذ تضمف ىدا القانكف‬ ‫تحكؿ ىامة في مسار االقتصاد الجزائرم مف االقتصاد المكجو‬
‫قكاعد أعدت كفؽ لمبادئ اقتصاد السكؽ‪ ،‬تضمف تكييؼ القطاع المصرفي كفقا ليدا التكجو الجديد‪.‬‬

‫الذم أرغـ‬ ‫كرغـ تنفيذ معظـ ق ذق اإلصالحات‪ ،‬إال أف األزمة االقتصادية ازدادت خطكرة‪ ،‬األمر‬
‫الحككمة إلى المجكء مرة أخرل لصندكؽ النقد الدكلي ‪ ،‬حيث تـ االتفاؽ عمى تطبيؽ برنامج إصالح اقتصادم‬
‫(‪)1‬‬
‫ىيكمي يمتد ألربع سنكات (‪ )1998-1994‬تحت إشراؼ صندكؽ النقد الدكلي‪.‬‬

‫نؼ قذا البرنامج عمى مرحمتيف ىما‪:‬‬


‫كقد ذ‬

‫(‪)2‬‬
‫‪ -1‬مرحمة التثبيت الييكمي‪ :)1995-1994( :‬مف خالليا عممت الجزائر عمى تحقيؽ األىداؼ التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬التخفيض مف حدة المكازنة العمكمية عف طريؽ ترشيد اإلنفاؽ الحككمي‪.‬‬


‫‪ ‬إصالح ىيكؿ اإليرادات العمكمية عف طريؽ تكسيع القاعدة الضريبية كتحسيف طرؽ تحصيؿ‬
‫الضرائب‪.‬‬
‫‪ ‬إصالح السياسة النقدية كمراجعة سعر الصرؼ الدينار الجزائرم لمكصكؿ إلى قيمتو الحقيقية‪ ،‬حيث‬
‫تـ تخفيض قيمتو بنسبة‪% 47,17 :‬في سنة ‪ ،1994‬كؾذا الحد مف التضخـ النقدم عف طريؽ‬
‫التحكـ في معدؿ نمك الكتمة النقدية كتحرير أسعار الفائدة االسمية‪.‬‬
‫‪ ‬تحسيف كضعية ميزاف المدفكعات عف طريؽ المجكء إلى التمكيؿ الخارجي الثنائي كالمتعدد األطراؼ‬
‫مع إعادة الجدكلة لكؿ الديكف الخارجية المتعمقة بفترة البرنامج‪.‬‬
‫‪ ‬تحرير التجارة الخارجية كالغاء كؿ المعكقات التي تحكؿ دكف قياـ الخكاص بعممية التصدير أك‬
‫االستيراد‪.‬‬
‫‪ ‬جعؿ الدينار قابؿ لمتحكيؿ بالنسبة لمعمالت التجارية بعد تعديؿ سعر صرفو‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫اإلصالحات االقتصادية بالجزائر‪ ،‬رسالة ماجستمر (غير منشكرة)‪ ،‬كمية العمكـ‬ ‫العباس بيناس ‪ :‬فعالية السياسة الجبائية في ظل‬
‫االقتصادية‪ ،‬تخصص نقكد مالية كبنكؾ‪ ،‬جامعة البميدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.27‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مدني بف شيرة‪ :‬سياسة اإلصالح االقتصادي في الجزائر والمؤسسات المالية الدولية‪ ،‬دار ىكمة‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.112‬‬

‫‪52‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ -2‬مرحمة التعديل الييكمي(‪ :)1998-1995‬تضمنت مجموعة من األىداف أىميا‪:‬‬
‫اإلصالحات الييكمية لممؤسسات العمكمية كالبدء‬ ‫‪ ‬مكاصمة عممية التحرير االقتصادم كتعميؽ‬
‫بخكصصة جزء منيا‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيؽ نمك اقتصادم في إطار االستقرار المالي‪ ،‬ككذا ضبط سمكؾ ميزاف المدفكعات حيث يتحقؽ‬
‫معدؿ نمك حقيقي لمناتج المحمي اإلجمالي خارج المحركقات بنسبة ‪ %5‬خالؿ فترة البرنامج‪.‬‬
‫‪ ‬التحضير إلنشاء سكؽ األكراؽ المالية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحمة تطبيق سياسة االنتعاش االقتصادي (‪)2010-2000‬‬

‫بعد انتياء فترة العمؿ ببرنامج التعديؿ الييكمي سنة ‪ 1998‬تميزت الكضعية االقتصادية بنكع مف التناقض‬
‫فمف جية ىناؾ تحسف في أداء بعض المؤشرات االقتصادية الكمية كميزاف المدفكعات كاحتياطي الصرؼ‪،‬‬
‫معدالت التضخـ‪ ،‬حجـ المديكنية بسبب ارتفاع أسعار المحركقات كاإلجراءات التي اتخذت في إطار برنامج‬
‫تباطؤ في معدالت النمك االقتصادم مصحكبة بارتفاع معدالت‬ ‫التعديؿ الييكمي‪ ،‬كمف جية أخرل ىناؾ‬
‫البطالة‪.‬‬

‫اإلنعاش‬ ‫إتباع سياسة اقتصادية جديدة تمثمت في سياسة‬ ‫أماـ ق ذا الكاقع لجأت الحككمة إلى‬
‫اإلنفاؽ‬ ‫االقتصادم‪ ،‬تيدؼ إلى رفع معدؿ النمك االقتصادم كتخفيض معدالت البطالة عف طريؽ رفع‬
‫اإلنعاش‬ ‫تنفيذ برامج متعددة عمى غرار برنامج دعـ‬ ‫الحككمي االستثمارم‪ ،‬كقد تضمنت ىذه السياسة‬
‫‪ 07‬مميار دكالر أمريكي‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫االقتصادم(‪ )2004-2001‬بقيمة ‪ 525‬مميار دينار جزائرم‪،‬‬
‫برنامج دعـ النمك (‪ )2009-2005‬الذم خصص لو مبمغ ‪ 4202,7‬مميار دينار جزائرم‪ 150( ،‬مميار‬
‫تنفيذ برنامج ثالث في الفترة (‪ )2014-2010‬تقدر قيمتو ب ‪250‬‬ ‫دكالر)‪ ،‬مع العمـ أف الحككمة بصدد‬
‫(‪)2‬‬
‫مميار دكالر‪ ،‬كاؿذم يعتبر أكبر برنامج تنمكم تشيده البالد مند استقالليا‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫سامية نزالي‪ :‬التأىيل المصرفي لمخوصصة –دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬رسالة ماجستير (غير منشكرة)‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية‪ ،‬تخصص‬
‫نقد كمالية كبنكؾ‪ ،‬جامعة البميدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ص ‪.192 ،191‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بف عزكز بف عمي ‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.196‬‬

‫‪53‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬قطاع المحروقات وأىميتو في االقتصاد الجزائري‬

‫كارساء قكاعد االقتصاد الكطني ‪ ،‬خاصة كأف الجزائر تممؾ‬ ‫يمعب قطاع المحركقات دك ار ميما في بناء‬
‫‪ ،‬كالتي كانت محتكرة مف طرؼ الشركات‬ ‫ثركات طبيعية ىامة تتمثؿ في مكارد الطاقة مف بتركؿ كغاز‬
‫األجنبية‪ ،‬مما دفع بالجزائر باسترجاعيا عف طريؽ التأميـ كاستغالليا لفائدة االقتصاد الكطني‪ ،‬حيث أف‬
‫إجراءات المحركقات تعتبر المصدر الرئيسي لتمكيؿ مشاريع التنمية الكطنية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬التطور التاريخي لقطاع المحروقات‬

‫لقد مر إنتاج النفط في الجزائر بعدة مراحؿ كلعؿ مف أبرزىا ما يمي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الجزائر ما قبل النفط ( ‪)1971-1962‬‬

‫أوال‪ :‬اكتشاف النفط في الجزائر‬

‫بالرغـ مف استقالؿ الجزائر سنة ‪ 1962‬إال أنيا بقيت في تبعية خارجية لفرنسا‪ ،‬حيث كانت ىذه‬
‫األخيرة تسيطر عمى الصحراء الجزائرية‪ ،‬تغير أف الحقكؿ البتركلية كانت مشتغمة مف طرؼ الشركات‬
‫(‪)1‬‬
‫حيث بادرت فرنسا سنة ‪ 1952‬إلى القياـ بعمميات االكتشاؼ كالتنقيب في الجزائر باإلضافة إلى‬ ‫األجنبية‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫استغالؿ بعض اآلبار التي تـ اكتشافيا مف قبؿ‪.‬‬

‫كشيدت سنة ‪ 1956‬اكتشاؼ أكؿ حقؿ بتركلي ىاـ في الصحراء الجزائرية ىك حقؿ "عجيمة" كفي‬
‫‪،1956‬‬ ‫نفس السنة تـ اكتشاؼ أكبر الحقكؿ النفطية في الجزائر كىك حقؿ حاسي مسعكد كذلؾ في جكاف‬
‫كىي السنة التي شيدت بداية نشاط صناعة المحركقات في الجزائر‪.‬‬

‫كاإلدارية‬ ‫كبعدما تأكدت اإلمكانات الباطنية لمصحراء الجزائرية‪ ،‬تجمت سمسمة مف المشاكؿ القانكنية‬
‫فحاكؿ المشرع تجاكزىا بتكييفيا لشركط المكاف كالزماف مع األخذ بعيف االعتبار خصكصية المنتج‬
‫‪،)code pétrolé saharien‬‬ ‫(المحركقات) ككانت األداة األساسية لدلؾ ىك قانكف البتركؿ الصحراكم (‬
‫الذم حؿ محؿ قانكف المناجـ الفرنسي ( ‪ )Droit Minier Français‬كىك عبارة عف تكافؽ مبدئي بيف التقاليد‬

‫(‪)1‬‬
‫عصاـ بف الشيخ‪ :‬قرار تأميم النفط الجزائري‪ ،‬مجمة الباحث‪ ،‬جامعة كرقمة‪ ،‬العدد‪ ،2012 ،6‬ص‪.19‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪Compagnie Française Des Pétroles (Algérie) , Et , Société Nationale De Recherche Et D’exploitation Des‬‬
‫‪Pétroles En Algérie .‬‬

‫‪54‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫( ‪)1‬‬
‫حيث يمكف حصر أىـ ما جاء بو‬ ‫المنجمية الفرنسية كالنظاـ المطبقة عامة آنذاؾ في الشرؽ األكسط‪،‬‬
‫القانكف‪:‬‬

‫‪ ‬كضع نظاـ لالمتيازات‪ ،‬مع كضع حد أدنى لإلنتاج يتكافؽ مع تحقيؽ أكبر قدر مف سمب الثركات‬
‫البتركلية‪.‬‬
‫تشجيع رؤكس األمكاؿ األجنبية في االستثمارات البتركلية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬خصـ ‪ %27.5‬مف إنتاج البتركؿ تحت بند "صندكؽ تجديد المخزكف" دكف أف يدخؿ في حساب‬
‫الضرائب أك األرباح‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تأسيس الشركة الوطنية سوناطراك "‪"Sonatrach‬‬

‫بعد االستقالؿ مباشرة اتجيت الجزائر صكب قطاع المحركقات الذم بدأت أىميتو تتضح في االقتصاد‬
‫الكطني كفي سبيؿ كسر االحتكار الذم تفرضو الشركات األجنبية خاصة الفرنسية منيا أقدمت الجزائر عمى‬
‫تأسيس شركة كطنية لنقؿ كتسكيؽ المحركقات "سكناطراؾ" بتاريخ ‪ 1963/12/31‬مف أجؿ حماية المصالح‬
‫الكطنية كضماف االستغالؿ األمثؿ ليدا المكرد الحيكم‪ ،‬كمند تأسيس ق ذق الشركة بدأت السياسة الجزائرية‬
‫الستعادة الرقابة عمى المحركقات بدأ بالنقؿ ثـ التنقيب ك اإلنتاج الحقا ‪ ،‬كقد ارتفع رأس ماليا مف ‪ 40‬مميكف‬
‫دكالر إلى ‪ 400‬مميكف‪ ،‬لتأتي قضية ‪"La Trapal‬الثغرة التي استغمتيا الجزائر آنذاؾ اإلعادة التفاكض حكؿ‬
‫قانكف البتركؿ الصحراكم حيث تسبب الخالؼ بيف الحككمة كشركات فرنسية حكؿ مد أنبكب غاز مف حاسي‬
‫مسعكد إلى بجاية إلحالة القضية إلى محكمة العدؿ الدكلية كالتي حكمت لصالح الجزائر كبيذا تـ تكقيع اتفاؽ‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 1965/07/29‬بيف سكناطراؾ كتجمع " ‪."L’erap‬‬

‫إنشاء الشركة المختمطة الجزائرية لمغاز بشكؿ عالمي كرسمي إثر مرسكميف بتاريخ‬ ‫كما قد تـ‬
‫‪ ،1967/09/01‬كما أنيا قامت بشرائو قدرت نسبتيا ب ‪% 51‬ك ‪ %49‬التي كانت ىي األكلى مف نكعيا‬
‫‪ 1968‬كانت بداية سيطرت سكناطراؾ عمى القطاع‬ ‫بيف سكناطراؾ كشركة غنية األمريكية‪ ،‬كفي نياية‬
‫النفطي‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Sonatrach: Rapport Annuel 2005.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬مجمة األكاديمية العربية‬ ‫زغيب شيرزاد‪ ،‬حميمي حكيمة ‪ :‬القطاع النفطي بين الواقع االرتباط وحتمية الزوال في االقتصاد الجزائري‬
‫المفتكحة في الدنمارؾ‪ ،‬العدد‪ ،2011/04/27 ،9‬ص‪.50‬‬
‫‪55‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫مع بداية ‪ 1969‬طالبت الجزائر بإعادة النظر في السعر المرجعي المحدد في ‪ ،1965‬كالتي تـ غييا اعتبار‬
‫البتركؿ الميبي كمرجع لتحديد سعر البتركؿ الجزائرم‪ ،‬إال أف المفاكضات باءت بالفشؿ‪ ،‬مما استكجب عمى‬
‫الجزائر تحديد السعر الضريبي لمبتركؿ الجزائرم ب ػ ‪ 2,85‬دكالر لمبرميؿ‪ ،‬كقد لقي ق ذا اإلجراء الرفض مف‬
‫الطرؼ الفرنسي فأدل بيما إلى إجراء مفاكضات جديدة في ‪ 28‬أكت ‪ ،1970‬كقد فشمت مف جديد تمؾ‬
‫ذا الفشؿ عف انسحاب فرنسا مف‬ ‫المفاكضات بسبب التبايف الكبير بيف أىداؼ الطرفيف‪ ،‬كقد أسفر ق‬
‫(‪)1‬‬
‫المفاكضات في ‪.1971/02/04‬‬

‫ثالثا‪ :‬تأميم المحروقات‬

‫إف استعادة السيطرة عمى الثركات الكطنية كانت مسألة أكثر مف ضركرة يمكف أف تضاىي حتى‬
‫مسألة تحقيؽ االستقالؿ‪ ،‬ليدا أعطت الدكلة الجزائرية أىمية بالغة ليده العممية فقامت بإقرار مبدأ السيادة‬
‫الكاممة عمى الثركات الكطنية كأقرت بضركرة تصفية جميع بقايا االستعمار‪.‬‬

‫‪ 1971‬عندما أممت الجزائر قطاع المحركقات كألغت نظاـ‬ ‫كىذا ما تجسد عمى أرض الكاقع عاـ‬
‫االمتياز بصفة قطعية ك نيائية‪ ،‬ك أرسمت بدلؾ أسس نظاـ جديد الستغالؿ محركقاتيا‪ ،‬كأعطى لشركة‬
‫سكناطراؾ كامؿ الصالحيات التي تسمح ليا بسيط سيطرتيا عمى القطاع‪.‬‬

‫كفي ‪ 1971/02/24‬تـ اإلعالف عف تأميـ المحركقات مف طرؼ الرئيس الجزائرم "ىكارم بكمديف"‬
‫الذم صرح قائال ‪ « :‬أكد أف أعمف رسميا كبالنيابة عف مجمس الثكرة كالحككمة تطبيؽ الق اررات التالية ابتداء‬
‫(‪)2‬‬
‫مف تاريخ اليكـ»‪:‬‬

‫‪- 1‬رفع المشاركة الجزائرية في جميع شركات النفط الفرنسية إلى نسبة ‪.%51‬‬
‫‪- 2‬تأميـ النقؿ الجزائرم‪.‬‬
‫‪- 3‬تأميـ النقؿ البرم لجميع األنابيب المكجكدة عمى التراب الكطني‪.‬‬

‫كبيذا القرار فقد أعمف الرئيس ىكارم بكمديف استرجاع السيادة الكطنية عمى النفط كالغاء االمتيازات التي‬

‫(‪)1‬‬
‫يسرل محمد أبك العال ‪ :‬مبادئ االقتصاد البترولي وتطبيقاتيا عمى التشريع االقتصادي‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،1996 ،‬ص ص‪-103‬‬
‫‪.106‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ، 1985-1930‬الديكاف الكطني لممطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،1992 ،‬‬ ‫عبد العزيز كطباف ‪ :‬االقتصاد الجزائري ماضيو وحاضره‬
‫ص‪.151‬‬
‫‪56‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫كانت ممنكحة لمشركات الفرنسية‪ ،‬كما قدمت الجزائر مقابؿ ىده الق اررات ضمانات تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ ‬تمكيؿ السكؽ الفرنسي بالبتركؿ الجزائرم مضمكنا بسعر السكؽ‪.‬‬


‫‪ ‬تقديـ تعكيضات الشركات األجنبية نقدا باستثناء شركات "جيني" فيدفع ليا التعكيض بالنفط الخاـ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تطور قطاع المحروقات ( ‪)2012-1971‬‬

‫‪ )1979-1970‬حيث تميزت بثركة تنمكية‬ ‫تنطمؽ ىده الفترة مع بداية تنفيذ المخطط الرباعي (‬
‫حاسمة في قطاع الغاز بالخصكص‪.‬‬

‫أما سنة ‪ 1973‬فشيدت اندالع الحرب العربية اإلسرائيمية مما دفع باألكبيؾ إلى التخفيض التدريجي‬
‫أدل إلى الحصكؿ عمى إرادات‬ ‫إلنتاجيا البتركلي كالدم أدل إلى زيادة كبيرة في أسعار البتركؿ الخاـ مما‬
‫كفكائد ىامة كانت تعتبر الحؿ األمثؿ لتمكيؿ مشاريع التنمية االقتصادية المعتمدة عمى الصناعات الثقيمة‪.‬‬

‫أما في الثمانينات فقد فرضت السكؽ البتركلية العالمية عمى الجزائر سياسة تتعمؽ بالبتركؿ الخاـ‬
‫كالغاز الطبيعي كىدا داخؿ في مخصصات الخماسي األكؿ‪ ،‬كالتي دعمت خالؿ المخطط الخماسي الثاني‪،‬‬
‫أما فترة ‪ 1989-1986‬فقد شيدت الصدمة البتركلية األكلى كالتي كاف ليا أثر سمبي عمى االقتصاد‪ ،‬بحيث‬
‫‪ 1993‬ب ‪ %0,8‬أما في سنة ‪ 1991‬فقد ميز قطاع المحركقات‬ ‫قدر العجز المالي بالخزينة في نياية‬
‫بإدخاؿ تعديالت عمى قانكف االستغالؿ كانتاج المحركقات في ‪ 1992/12/24‬كمف أىـ ىده التعديالت‪:‬‬

‫‪ ‬تكسيع ميداف تدخؿ اإلستثمار األجنبية‪.‬‬


‫‪ ‬تشجيع التنقيب‪.‬‬
‫‪ ‬تسييالت فيما يخص منيجية إبراـ العقكد‪.‬‬
‫‪ ‬تسييالت فيما يخص أقساـ المنتكج‪.‬‬

‫أما فترة ‪ 2012-2000‬فقد كاف نشاط قطاع المحركقات مكثفا ك ذلؾ في مختمؼ المياديف إلى جانب‬
‫إبراـ العديد مف االتفاقيات انجاز المشاريع مثؿ‪ :‬مصفاة تكرير أكؿ لمنفط الخاـ كالتكثيؼ ببسكرة في مارس‬
‫الذم بمغ في ق ذق الفترة ‪90‬‬ ‫‪ ،2005‬إلى جانب ارتفاع العكائد البتركلية نتيجة االرتفاع المتزايد لألسعار‬
‫‪ )2012-2007‬فقد كاف‬ ‫إلى‪ 100‬دكالر‪ ،‬مما مكف الدكلة مف تسديد كتخفيض المديكنية‪ ،‬كفي الفترة مف (‬

‫‪57‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫اإلنتاج‪ ،‬النقؿ‪ ،‬التمييع‪،‬‬ ‫نشاط قطاع المحركقات مكثؼ ‪ ،‬ك ذلؾ مف مختمؼ المياديف ( البحث‪ ،‬التنقيب‪،‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫التسكيؽ‪ ،‬إلى جانب إبراـ العديد مف االتفاقيات كانجاز الكثير مف المشاريع‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أىمية قطاع المحروقات في االقتصاد الجزائري‬

‫لمنفط أىمية كبرل ككنو مصدر ىاـ لمطاقة التي تحرؾ الصناعة العالمية مف جية‪ ،‬كمصدر بالغ‬
‫األىمية لممكارد المالية بالنسبة لمدكؿ المنتجة كالمصدر مف جية ثانية‪ ،‬كباعتبار الجزائر مف بيف ىذه الدكؿ‬
‫فإف النفط أخد مكانتو اليامة في كؿ االستراتيجيات التنمكية التي باشرتيا الجزائر منذ االستقالؿ‪.‬‬

‫لذلؾ سنتطرؽ في ىذا المطمب إلى مساىمة قطاع المحركقات في كؿ مف حجـ الصادرات الناتج‬
‫الداخمي اإلجمالي كالميزانية العامة لمدكلة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مساىمة قطاع المحروقات في حجم الصادرات‬

‫احتمت المحركقات مكانة ىامة في الصادرات الجزائرية منذ االستقالؿ إلى مرحمة المخططات كخالؿ‬
‫مرحمة االنتقاؿ إلى اقتصاد السكؽ كالى يكمنا ىذا‪ ،‬فال طالما كانت صادرات المحركقات المصدر األكؿ‬
‫لمعممة الصعبة في الجزائر‪.‬‬

‫كعبر كؿ المراحؿ التي مر بيا االقتصاد الجزائرم فقد كانت صادرات المحركقات تمثؿ ما يقؿ عف‬
‫‪ %97‬مف حجـ الصادرات الجزائرية كذلؾ رغـ كؿ الجيكد المبذكلة كرغـ النداءات المتكررة بضركرة تطكير‬
‫صادرات أخرل مف غير المحركقات‪ ،‬كلقد كاف لإليرادات المالية الناتجة عف تصدير البتركؿ كمكارده المشتقة‬
‫في ظؿ أسعار البتركؿ المرتفعة‪ ،‬ساعدت كثي ار في تحسيف مؤشرات التجارة الخارجية كمكنت الجزائر مف‬
‫تحقيؽ فكائض مالية ميمة عمى مستكل الميزاف التجارم كتمكنت مف خالؿ ذلؾ مف الحفاظ عمى تكازف‬
‫(‪)2‬‬
‫كاستقرار ميزاف المدفكعات‪.‬‬

‫إليو كأف الميزاف التجارم يعتمد في تحقيؽ فكاضو عمى صادرات‬ ‫كالجدكؿ التالي يكضح ما تطرقنا‬
‫المحركقات‪ ،‬كذلؾ عمى األقؿ خالؿ الفترة ( ‪:)2016-2005‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Http/ WWW. ENTV. Dz. / Le 15 Avril 2018/ A 21h‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪-1980‬‬ ‫لطرش فاطمة‪ ،‬مبركؾ خديجة ‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى اإلنفاق العام دراسة تحميمية لحالة الجزائر خالل الفترة (‬
‫‪ ،)2015‬مذكرة مقدمة استكماال لمتطمبات نيؿ شيادة الماستر في العمكـ االقتصادية تخصص نقكد كمالية دكلية‪ ،‬جامعة محمد الصديؽ‬
‫بف يحي جيجؿ‪ ،2016 -2015 ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪58‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الجدول رقم (‪ :)06‬مساىمة قطاع المحروقات في الصادرات (الوحدة مميون دينار)‬

‫القيمة‬
‫‪2016‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2005‬‬
‫بالمميون‬
‫دينار‬
‫الصادرات‬
‫‪2781‬‬

‫‪1969‬‬

‫‪2582‬‬

‫‪2165‬‬

‫‪2062‬‬

‫‪2062‬‬

‫‪1526‬‬

‫‪1066‬‬

‫‪1937‬‬

‫‪1332‬‬

‫‪1158‬‬

‫‪1099‬‬
‫خارج مجال‬
‫المحروقات‬
‫صادرات‬
‫‪27102‬‬

‫‪32599‬‬

‫‪60304‬‬

‫‪63752‬‬

‫‪69804‬‬

‫‪71427‬‬

‫‪55527‬‬

‫‪44128‬‬

‫‪77361‬‬

‫‪58831‬‬

‫‪53456‬‬

‫‪43937‬‬
‫المحروقات‬

‫مجموع‬
‫‪659.17‬‬

‫‪659.17‬‬
‫‪28883‬‬

‫‪34568‬‬

‫‪62886‬‬

‫‪73489‬‬

‫‪57053‬‬

‫‪45194‬‬

‫‪79298‬‬

‫‪60163‬‬

‫‪54613‬‬

‫‪45036‬‬
‫الصادرات‬

‫الواردات‬
‫‪46727‬‬

‫‪51702‬‬

‫‪58580‬‬

‫‪54852‬‬

‫‪50376‬‬

‫‪47247‬‬

‫‪40473‬‬

‫‪39294‬‬

‫‪39479‬‬

‫‪27631‬‬

‫‪21456‬‬

‫‪20048‬‬
‫الميزان‬
‫‪-17844‬‬

‫‪-17034‬‬

‫‪4306‬‬

‫‪11065‬‬

‫‪21490‬‬

‫‪26242‬‬

‫‪16580‬‬

‫‪5900‬‬

‫‪39819‬‬

‫‪32532‬‬

‫‪33157‬‬

‫‪24989‬‬ ‫التجاري‬

‫المصدر‪ :‬عف المكقع االلكتركني‪Http://Www.Andi.Dz/Index.Php/Ar/Statistique‬‬

‫مف خالؿ الجدكؿ نالحظ أف ىيكؿ الصادرات الجزائرية يرتكز عمى سمعة كاحدة تتمثؿ في صادرات‬
‫‪ 2016‬تطك ار معتب ار فيما يخص الييكؿ السمعي خارج المحركقات‪ ،‬فمف‬ ‫المحركقات‪ ،‬كالتي عرفت سنة‬
‫‪ 1969‬مميكف دكالر سنة ‪ 2015‬إلى ‪ 2781‬مميكف دكالر سنة ‪ 2016‬بنسبة زيادة ‪ ، %8,12‬بخالؼ‬
‫المحركقات التي عرفت تراجعا محسكسا في صادراتيا ‪،‬‬

‫‪59‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫فمف قيمة ‪ 32599‬مميكف دكالر سنة ‪ 2015‬إلى قيمة ‪ 1781‬مميكف دكالر سنة ‪ 2016‬أم بنسبة ‪54,97‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.%‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مساىمة قطاع المحروقات في الناتج الداخمي اإلجمالي‬

‫يعتبر الناتج الداخمي اإلجمالي عف مجمكع السمع كالخدمات التي ينتجيا المجتمع خالؿ فترة زمنية معينة‬
‫عادة ما تككف سنة داخؿ دكلة ما‪.‬‬

‫كبما أف النفط سمعة ىامة تنتجيا الجزائر‪ ،‬كنظ ار لألىمية الكبيرة التي احتمتيا ىذه السمعة أصبحت تشكؿ‬
‫إحدل فركع اإلنتاج في‬ ‫قطاعا اقتصاديا كامال لو كزنو الخاص في االقتصاد الكطني الجزائرم‪ ،‬إذ أصبح‬
‫( ‪)2‬‬
‫كىذا ما يكضحو الجدكؿ‬ ‫االقتصاد الكطني كنمك ىذا األخير مرتبط جد االرتباط نحك القطاع النفطي‪،‬‬
‫التالي‪:‬‬

‫اإلجمالي خالل الفترة ( ‪-2000‬‬ ‫الجدول رقم (‪ :)07‬مساىمة قطاع المحروقات في الناتج الداخمي‬
‫‪.)2014‬‬

‫الكحدة‪ :‬مميار دينار جزائرم‪.‬‬

‫النسبة ‪%‬‬ ‫المحروقات‬ ‫الناتج الداخمي اإلجمالي‬ ‫السنوات‬

‫‪39.43‬‬ ‫‪1616.3‬‬ ‫‪4098.8‬‬ ‫‪2000‬‬

‫‪34.03‬‬ ‫‪1443.9‬‬ ‫‪4241.8‬‬ ‫‪2001‬‬

‫‪32.80‬‬ ‫‪1461.3‬‬ ‫‪4454.7‬‬ ‫‪2002‬‬

‫‪36.08‬‬ ‫‪1849.0‬‬ ‫‪5124.0‬‬ ‫‪2003‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ربيع قريف‪ ،‬شراؼ عقكف ‪ :‬إستراتيجية ترقية الصادرات الجزائرية بين اتجاىات التفاؤل وعوامل الحذر‪ ،‬مجمة ميالؼ لمبحكث كالدراسات‪،‬‬
‫المركز الجامعي عبد الحفيظ بالصكؼ‪ ،‬ميمة ػ الجزائر‪ ،‬العدد الخامس‪ ،2017/04/30 ،‬ص ‪.16‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كيحؿ محمد كآخركف‪ :‬استخدام العوائد النفطية‪ :‬دراسة مقارنة بين تجربة الجزائر وتجربة النرويج‪ ،‬مذكرة مقدمة لمحصكؿ عمى شيادة‬
‫ماجستير في العمكـ االقتصادية تخصص اقتصاد دكلي‪ ،‬جامعة كىراف ‪2015 ،2‬ػ‪ ،2016 -‬ص ‪.95‬‬

‫‪60‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪37.71‬‬ ‫‪2319.8‬‬ ‫‪6150.4‬‬ ‫‪2004‬‬

‫‪44.32‬‬ ‫‪3352.9‬‬ ‫‪7563.6‬‬ ‫‪2005‬‬

‫‪45.56‬‬ ‫‪3882.2‬‬ ‫‪8520.6‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪43.94‬‬ ‫‪4089.3‬‬ ‫‪9305.2‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪45.48‬‬ ‫‪5000.1‬‬ ‫‪10993.8‬‬ ‫‪2008‬‬

‫‪31.19‬‬ ‫‪3109.1‬‬ ‫‪9968.0‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪34.86‬‬ ‫‪4180.4‬‬ ‫‪11991.6‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪36.08‬‬ ‫‪5242.1‬‬ ‫‪14526.6‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪34.35‬‬ ‫‪5536.4‬‬ ‫‪16115.4‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪29.98‬‬ ‫‪4968.0‬‬ ‫‪16569.3‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪27.07‬‬ ‫‪4657.8‬‬ ‫‪17205.1‬‬ ‫‪2014‬‬

‫المصدر‪ :‬التقارير السنكية لبنؾ الجزائر ‪.2014 ،2010 ،2006 ،2002:‬‬

‫مف خالؿ الجدكؿ نالحظ بكضكح شدة التأثير الذم تمثمو أسعار البتركؿ عمى نمك الناتج الداخمي‬
‫اإلجمالي مما يدؿ عمى كجكد عالقة قكية تربط بيف تطكرات الناتج كتطكرات أسعار البتركؿ كالكاضح مف‬
‫أسعار البتركؿ في األسكاؽ‬ ‫الجدكؿ ىك أف أصؿ عدـ االستقرار في النمك االقتصادم بشكؿ كبير بتقمبات‬
‫الدكلية‪ ،‬كمنو يتضح أف نسبة إنتاج قطاع المحركقات مف الناتج الداخمي اإلجمالي في تزايد مستمر خالؿ‬
‫الفترة (‪ )2014 -2000‬إذ تقدر بنسبة الزيادة ‪ %422.83‬في سنة ‪ 2014‬مقارنة بنسبة ‪ ،2000‬كىذا راجع‬
‫إلى زيادة الطمب عمى البتركؿ في السكؽ العالمية‪ ،‬كقد حقؽ قطاع المحركقات نسبة معتبرة بالنسبة لمناتج‬
‫ب ‪ %45.56‬فالمالحظ أف حصة القطاع‬
‫الداخمي اإلجمالي‪ ،‬حيث سجمت أعمى نسبة في سنة ‪ 2006‬ػ‬
‫األخرل حتى كاف كاف ىناؾ‬ ‫اإلجمالي تمثؿ أكثر نسبة مقارنة بالقطاعات‬ ‫البتركلي في الناتج الداخمي‬
‫انخفاض في بعض السنكات بسبب انخفاض أسعار البتركؿ مف جية‪ ،‬كسياسة الجزائر في تقميؿ االعتماد‬

‫‪61‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫األخرل مف جية أخرل‪ .‬كعميو فالتناسب الطردم كاضح بيف‬ ‫عمى قطاع المحركقات كتشجيع القطاعات‬
‫األكؿ يؤدم إلى إنعاش االقتصاد‬ ‫تطكر كؿ مف قطاع المحركقات كالناتج المحمي الخاـ‪ ،‬فأم تحسف يعرفو‬
‫(‪)1‬‬
‫كبالتالي ارتفاع الناتج الداخمي اإلجمالي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مساىمة قطاع المحروقات في الميزانية العامة لمدولة‬

‫إف إيرادات الميزانية العامة لمدكلة تتككف أساسا مف الجباية البتركلية التي ىي عبارة عف ذلؾ النظاـ‬
‫التشريعي المكضكع حيز التطبيؽ لضماف إجراءات‪ ،‬مف أجؿ تحصيؿ إيرادات لتغطية نفقات الدكلة بصفة‬
‫(‪)2‬‬
‫مباشرة‪ ،‬إذ تحتؿ مكانة بارزة نظ ار الكتسابيا كإلزاميتيا بنكعييا النفطية كالعادية‪.‬‬

‫كبما أف اىتماـ الدكلة كاف كبي ار بالقطاع النفطي‪ ،‬فيذا يرجع لسبب كاحد كىك مساىمتو الكبيرة في‬
‫تنمية االقتصاد الكطني مف خالؿ الجباية البتركلية كالتي تشكؿ المكرد األساسي لمميزانية العامة لمدكلة كالتي‬
‫تتكقؼ طبيعتيا عمى مستكل أسعار النفط كالتي عرفت تطك ار كبي ار تتجو إلى ارتفاع أسعار النفط لمفترة‬
‫‪ 2015-2006‬كتراكحت نسبة مساىمة الجباية البتركلية في اإليرادات العامة لمدكلة بيف ‪ %60‬لعاـ ‪2002‬‬
‫لتصؿ إلى ‪ % 78.88‬سنة ‪ 2008‬كتبمغ‪ % 61.91 :‬سنة ‪ 2014‬كإلبراز العالقة بيف المكازنة العامة لمدكلة‬
‫كأسعار النفط ظير جميا مف خالؿ التقمبات الحادة التي عرفتيا أسعار النفط خالؿ النصؼ الثاني مف ‪2008‬‬
‫كبداية ‪ 2009‬تقمبات حادة‪ ،‬إذ انخفضت بنسبة ‪ %35.4‬مسجمة ‪ 61‬دكالر لمبرميؿ مما اثر عمى إجمالي‬
‫اإليرادات كالنفقات‪.‬‬

‫عرفت اإليرادات ارتفاعا مطردا بانتقاليا مف ‪ 3639.9‬مميار لسنة ‪ 2006‬لتصؿ إلى ‪ 3676‬مميار‬
‫دينار سنة ‪ 2009‬كتصؿ إلى ‪ 59 57.5‬مميار دينار سنة ‪ ،2013‬ككصمت مساىمتيا في اجمالي اإليرادات‬
‫حكالي ‪ %66‬تزامنا مع المنحنى التصاعدم ليا‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ،)2014-1999‬مذكرة‬ ‫صبرينة بف عبدة‪ ،‬كريمة سميـ ‪ :‬عالقة تغيرات أسعار البترول باالستقرار النقدي في الجزائر خالل الفترة(‬
‫مقدمة استكماؿ لمتطمبات شيادة ماستر أكاديمي‪ ،‬جامعة العربي التبسي‪ ،‬تبسة‪ ،2016 ،‬ص‪.50‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫(‪ ،)VAR‬مذكرة‬ ‫بكعكينة مكلكد ‪ :‬العالقة بين سعر البترول وبعض المتغيرات االقتصادية الكمية في الجزائر باستخدام منيجية‬
‫ماجستير في العمكـ االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،2010-2009 ،‬ص ‪.37‬‬

‫‪62‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الجدول رقم (‪ :)08‬تطور اإليرادات العامة والنفقات العامة ورصيد الموازنة تبعا لتطور أسعار النفط‬

‫السنوات‬
‫‪2015‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪2006‬‬
‫اإليرادات العامة‬

‫‪3676‬‬
‫‪5103.1‬‬

‫‪5738.4‬‬

‫‪5957.5‬‬

‫‪6339.3‬‬

‫‪5790.1‬‬

‫‪4392.9‬‬

‫‪5190.5‬‬

‫‪3687.9‬‬

‫‪3639.9‬‬
‫(مميار دج)‬

‫الجباية البترولية‬
‫‪2905‬‬

‫‪2714‬‬
‫‪2373.5‬‬

‫‪3388.4‬‬

‫‪3678.1‬‬

‫‪4184.3‬‬

‫‪3979.7‬‬

‫‪2412.7‬‬

‫‪1715.4‬‬

‫‪2711.8‬‬
‫(مميار دج)‬

‫النفقات (مميار دج)‬


‫‪4191‬‬

‫‪2453‬‬
‫‪7656.3‬‬

‫‪6995.7‬‬

‫‪6024.1‬‬

‫‪7058.1‬‬

‫‪5853.6‬‬

‫‪4466.9‬‬

‫‪4214.4‬‬

‫‪3108.5‬‬ ‫رصيد الموازنة مميار‬


‫‪-2553.2‬‬

‫‪-1257.3‬‬

‫‪1186.8‬‬
‫‪-718.8‬‬

‫‪-541.5‬‬

‫‪999.5‬‬

‫‪579.3‬‬
‫‪-74‬‬
‫‪-63.5‬‬
‫‪66.6-‬‬

‫دج)‬

‫المصدر‪ :‬تقارير بنؾ الجزائر سنكات ‪* .2015 ،2013 ،2010‬التقرير اإلحصائي السنكم لمنظمة األقطار العربية المصدرة‬
‫لمبتركؿ (أكبؾ ‪.)2016‬‬

‫مف خالؿ ما سبؽ تتضح العالقة الطردية المباشرة بيف المكازنة العامة كعائدات قطاع المحركقات‬
‫كيمكف إجماؿ ما سبؽ مف خالؿ رصد تطكر اإليرادات الجبائية كالنفقات كرصيد المكازنة تبعا لتطكر أسعار‬
‫(‪)1‬‬
‫النفط كفؽ ما يكضحو الجدكؿ السابؽ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫حيدكشي عاشكر‪ ،‬كعيؿ ميمكد‪ :‬أثر الموارد المالية النفطية عمى المتغيرات االقتصادية الكمية لالقتصاد الجزائري‪ ،‬مجمة ميالؼ لمبحكث‬
‫كالدراسات‪ ،‬جامعة أكمي محند أكلحاج ػ البكيرة الجزائر‪ ،‬العدد الخامس‪ ،2017/06/05 ،‬ص ‪.5‬‬

‫‪63‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى االقتصاد الجزائري واإلجراءات المتخذة‬

‫مف تقمبات أسعار النفط‬ ‫نظ ار لتبعية االقتصاد الكطني إلى قطاع النفط تبقى الجزائر أكبر دكلة متضررة‬
‫كانعكاساتو عمى االقتصاد الجزائرم‪ ،‬فقد خمؼ انخفاض أسعار البتركؿ آثا ار بارزة عمى الجانب االقتصادم‬
‫كاالجتماعي في الجزائر كيمكف معرفة ذلؾ مف خالؿ بعض المؤشرات االقتصادية كاالجتماعية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬اآلثار االقتصادية النخفاض أسعار النفط‪:‬‬

‫يحتؿ قطاع النفط مكقعا متمي از في االقتصاد الجزائرم كسنحاكؿ مف خالؿ ىذا المطمب دراسة أىـ اآلثار‬
‫االقتصادية النخفاض أسعار النفط في الجزائر خالؿ الفترة ( ‪.)2016-2007‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى الميزانية العامة‬

‫تعتبر اإليرادات المالية شديدة الحساسية اتجاه تقمبات أسعار النفط في بمداف أحادية المكرد كعمى اعتبارات‬
‫تمكيؿ الميزانية العامة لمدكلة في الجزائر يعتمد بشؾ لكبير عمى الجباية البتركلية‪ ،‬كالتي ترتبط بشكؿ مباشر‬
‫بأسعار النفط‪ ،‬فالتغيرات في أسعار ىذا األخير يؤثر حتما عمى حصيمة الجباية البتركلية كمف ثـ عمى رصيد‬
‫الميزانية‪.‬‬

‫جدول رقم‪ :)09( :‬تطورات الميزانية العامة تبعا لتطورات أسعار النفط الجزائري لمفترة (‪.)2016-2007‬‬
‫الكحدة (مميكف‪ /‬دينار)‬

‫سعر النفط‬ ‫رصيد‬ ‫إجمالي‬ ‫نسبة الجباية‬ ‫إيرادات الجباية‬ ‫إجمالي‬ ‫السنة‬
‫السنوي (دوالر‬ ‫الميزانية‬ ‫النفقات‬ ‫البترولية من‬ ‫البترولية‬ ‫اإليرادات‬
‫‪/‬برميل)‬ ‫إجمالي‬
‫اإليرادات‬
‫‪74.66 -1281954‬‬ ‫‪3108569‬‬ ‫‪48.7‬‬ ‫‪937000 1949050 2007‬‬
‫‪98.96 -1381158‬‬ ‫‪4191051‬‬ ‫‪59.1‬‬ ‫‪1715400 2902448 2008‬‬
‫‪62.35 -1113701‬‬ ‫‪4246334‬‬ ‫‪58.8‬‬ ‫‪1927000 3275362 2009‬‬
‫‪80.35 -1496476‬‬ ‫‪4466940‬‬ ‫‪48.9‬‬ ‫‪1501700 3074644 2010‬‬
‫‪112.92 -2468847‬‬ ‫‪5853569‬‬ ‫‪43.8‬‬ ‫‪1529400 3489810 2011‬‬
‫‪111.49 -3245197‬‬ ‫‪7058173‬‬ ‫‪39.9‬‬ ‫‪1519040 3804030 2012‬‬

‫‪64‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪109.38 -2205945‬‬ ‫‪6024131‬‬ ‫‪41.48‬‬ ‫‪1615900 3895315 2013‬‬


‫‪99.68 -3185994‬‬ ‫‪6995769‬‬ ‫‪40.1‬‬ ‫‪1577730 3927748 2014‬‬
‫‪52.79 -3172340‬‬ ‫‪7656331‬‬ ‫‪37.9‬‬ ‫‪1722940 4552542 2015‬‬
‫‪44.28 -2343735‬‬ ‫‪7279494‬‬ ‫‪33.58‬‬ ‫‪1682250 5011581 2016‬‬
‫المصدر‪ :‬مف إ عداد الباحثيف اعتمادا عمى ك ازرة المالية كالتقارير السنكية لمنظمة الدكؿ المصدرة لمنفط (‪)OPEC‬‬

‫مف خالؿ الجدكؿ أعاله يتبيف أف عجز المكازنة العامة قد أصبح ظاىرة مستمرة عمى طكؿ فترة ( ‪-2007‬‬
‫إلى انخفاض‬ ‫‪ )2016‬كذلؾ بسبب عد االستقرار الذم تعرفو السكؽ النفطية فانخفاض أسعار النفط يفضي‬
‫اإليرادات النفطية مف جية‪ ،‬كفي الكقت ذاتو لـ يجرم تخفيض مماثؿ لإلنفاؽ العاـ ليتناسب مع انخفاض‬
‫اإليرادات مف جية ثانية كبالعكدة إلى الجدكؿ كمحاكلة التمعف نجد انو تـ تسجيؿ عجز في المكازنة العامة‬
‫اإليرادات العامة‬ ‫كصؿ إلى ( ‪ )-3246197‬في سنة ‪ ،2012‬كبالرغـ مف االرتفاع المسجؿ في جانب‬
‫خصكصا المكارد العادية التي كصمت ‪ 2284990‬مميكف دينار كأصبحت تمثؿ ‪ %60‬مف إجمالي الكاردات‬
‫كىذا راجع إلى االرتفاع في الضرائب عمى الخدمات كالحقكؽ الجمركية‪ ،‬باإلضافة إلى االقتطاعات الخاصة‬
‫بالزيادات عمى الكظيؼ العمكمي‪ ،‬إال أف ىذا العجز يرجع أساسا إلى الزيادة في حجـ اإلنفاؽ الحككمي الذم‬
‫كصؿ إلى ‪ 7058173‬مميكف دينار سنة ‪ 2012‬بفعؿ القفزات السعرية ألسعار النفط ‪ ،‬حيث كصمت إلى‬
‫‪ 111.49‬دكالر لمبرميؿ خالؿ نفس السنة ‪ ،‬ككاف ليا األثر الكبير في االقتصاد الجزائرم كزيادة اإليرادات‬
‫(‪)1‬‬
‫العامة لمدكلة كتنشيط اقتصادىا‪.‬‬

‫‪2015‬ك‪ 2016‬في حدكد ‪ 52.79‬ك ‪ 44.28‬عمى التكالي‪ ،‬ثـ‬ ‫كرغـ استمرار تدني أسعار النفط سنة‬
‫تسجيؿ عجز مكازني قدر ب( ‪ )-2343735‬مميكف دينار سنة ‪ 2016‬مقابؿ ( ‪ )-3172340‬مميكف دينار‬
‫سنة ‪ 2015‬كقدرت إيرادات الميزانية سنة ‪ 2015‬ب ‪ 4552542‬مميكف دينار مقابؿ ‪ 3927748‬مميكف‬
‫دينار سنة ‪ 2014‬مسجمة بذلؾ زيادة قدرىا ‪ 624794‬مميكف دينار بارتفاع ‪ %15.9‬كيرجع ذلؾ أساس إلى‬
‫زيادة الجباية البتركلية ب ‪ 145210‬مميكف دينار بارتفاع ‪.%9.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى صندوق ضبط الموارد‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ،)2016-2000‬مجمة إدارة األعماؿ‬ ‫شميحي الطاىر ‪ :‬الميزانية العامة لمدولة في ظل تقمبات أسعار البترول‪-‬حالة الجزائر (‬
‫كالدراسات االقتصادية‪ ،‬العدد الرابع‪ ،2016 ،‬ص‪.39‬‬
‫‪65‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫أسعار‬ ‫تتأثر مكارد صندكؽ ضبط المكارد بأسعار النفط بشكؿ كبير‪ ،‬فأم تغير يحصؿ في مستكيات‬
‫النفط يفضي إلى تقمب في تدفقات مكارد الصندكؽ عمى اعتبار أنو يمكؿ مباشرة مف فائض إيرادات الجباية‬
‫المكازنة العامة‪ ،‬كيمكف تكضيح أثر تقمبات‬ ‫البتركلية‪ ،‬كأف اليدؼ األساسي لمصندكؽ ىك تغطية العجز في‬
‫أسعار النفط عمى مكجكدات الصندكؽ في الجدكؿ التالي‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)10‬تطور وضعية صندوق ضبط الموارد خالل الفترة ( ‪(2016 -2007‬‬
‫الكحدة (مميكف‪/‬دينار)‬
‫رصيد‬ ‫المديونية‬ ‫تسبيقات‬ ‫تمويل عجز‬ ‫رصيد‬ ‫إجمالي‬ ‫السنة‬
‫الصندوق في‬ ‫العمومية‬ ‫بنك الجزائر‬ ‫الميزانية‬ ‫الميزانية‬ ‫موارد‬
‫نياية السنة‬ ‫الصندوق‬
‫‪3215530‬‬ ‫‪314455‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪531952 -1281954‬‬ ‫‪4669893‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪4280073‬‬ ‫‪465437‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪758180 -1381158‬‬ ‫‪5503690‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪4316465‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪364282 -1113701‬‬ ‫‪4680747‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪4842837‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪791938 -1496476‬‬ ‫‪5634775‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪5381702‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪1761455 -2468847‬‬ ‫‪7143157‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪5633751‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪2283260 -3246197‬‬ ‫‪7917011‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪5563511‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪2132471 -2205945‬‬ ‫‪7695982‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪4408159‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪2965672 -3185994‬‬ ‫‪7373831‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪2073846‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪2886505 -3172340‬‬ ‫‪4960351‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪784458‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪1387938 -2343735‬‬ ‫‪2172396‬‬ ‫‪2016‬‬
‫المصدر‪ :‬مف إ عداد الباحثيف باالعتماد عمى تقارير المديرية العامة لمتنبؤ كالسياسات بك ازرة المالية لعاـ ‪.2016‬‬

‫مف خالؿ الجدكؿ أعاله يتبيف أف رصيد صندكؽ ضبط المكارد ظؿ في ارتفاع مطرد مف سنة ‪2007‬‬
‫حيث سجؿ ‪ 3215530‬مميكف دينار إلى سنة ‪ 2013‬أيف سجؿ ‪ 5563511‬مميكف دينار لينخفض رصيد‬
‫الصندكؽ بعد ذلؾ إلى ‪ 4408159‬مميكف دينار سنة ‪ 2014‬إلى أف كصؿ إلى ‪ 784458‬سنة ‪2016‬‬
‫‪ ،‬التي تعد الممكؿ‬ ‫كالسبب في ذلؾ يرجع باألساس إلى انخفاض مداخيؿ الصندكؽ مف الجباية البتركلية‬

‫‪66‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الرئيسي لمصندكؽ ‪ ،‬باإلضافة إلى ارتفاع قيمة السحكبات منو المكجية باألساس إلى تمكيؿ العجز المكازنة‬
‫(‪)1‬‬
‫كالتي بمغت ما يقارب ب ‪ %91‬مف التغطية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى الميزان التجاري‬
‫يشير التغير في رصيد الميزاف التجارم محصمة لمتغيرات الحاصمة في كؿ مف الصادرات كالكاردات‪ ،‬كفي‬
‫ؼف نتيجة رصيد الميزاف التجارم ما ىي إال انعكاس لتقمبات‬
‫ظؿ ىيمنة النفط عمى ىيكؿ الصادرات لمجزائر‪ ،‬إ‬
‫أث ار سمبيا عمى عائدات المحركقات ‪ ،‬التي تمثؿ حجر الزاكية لبنية االقتصاد‬ ‫أسعار النفط التي تمارس‬
‫الجزائرم ككنيا تمثؿ ما نسبة ‪ %97.5‬مف صادرات الجزائر أنيا اعتمدت التصدير األحادم مما يجعؿ‬
‫الميزاف التجارم جد متأثر بأسعار النفط كىذا ما يمكف تكضيحو في الجدكؿ التالي‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)11‬يبين تطور رصيد الميزان التجاري تبعا ألسعار النفط خالل الفترة ( ‪)2016-2011‬‬
‫(الكحدة مميكف‪ /‬دكالر)‬
‫سعر النفط‬ ‫الميزان‬ ‫الواردات‬ ‫مجموع‬ ‫صادرات‬ ‫الصادرات‬ ‫السنة‬
‫السنوي‬ ‫التجاري‬ ‫الصادرات‬ ‫المحروقات‬ ‫خارج‬
‫(دوالر‪/‬برميل)‬ ‫المحروقات‬
‫‪112.92‬‬ ‫‪26242‬‬ ‫‪26242‬‬ ‫‪73489‬‬ ‫‪71427‬‬ ‫‪2062‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪111.49‬‬ ‫‪21490‬‬ ‫‪21490‬‬ ‫‪71866‬‬ ‫‪69804‬‬ ‫‪2062‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪109.38‬‬ ‫‪9946‬‬ ‫‪9946‬‬ ‫‪65917‬‬ ‫‪62960‬‬ ‫‪2957‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪99.68‬‬ ‫‪4306‬‬ ‫‪8580‬‬ ‫‪62886‬‬ ‫‪60304‬‬ ‫‪2582‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪52.79‬‬ ‫‪17034‬‬ ‫‪-5702‬‬ ‫‪37787‬‬ ‫‪32699‬‬ ‫‪5088‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪44.28‬‬ ‫‪17844‬‬ ‫‪17844‬‬ ‫‪28883‬‬ ‫‪27102‬‬ ‫‪1781‬‬ ‫‪2016‬‬
‫المصدر‪ :‬مف إعداد الباحثيف عمى تقارير ك ازرة المالية كالتقارير السنكية لمنظمة الدكؿ المصدرة لمنفط (‪.)opec‬‬

‫يتبيف مف الجدكؿ أعاله الضعؼ الييكمي لالقتصاد الجزائرم كاعتماده بشكؿ كمي عمى عائدات‬
‫صادرات المحركقات التي تتقمب نتيجة أسعار النفط في السكؽ العالمية‪ ،‬فالمالحظ تراجع أداء صادرات‬
‫المحركقات مف ‪ 71427‬مميكف دكالر سنة ‪ 2011‬إلى ‪ 32699‬مميكف دكالر سنة ‪ ،2015‬كيرجع ذلؾ إلى‬

‫(‪)1‬‬
‫العدد ‪،2007 ،11‬‬ ‫كفو فاطمة‪ ،‬بكفميح نبيؿ‪ ،‬انعكاسات األزمة النفطية ل ـ ‪ 2014‬عمى الحسابات الخاصة لمخزينة في الجزائر‪،‬‬
‫ص‪.157‬‬
‫‪67‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫االتجاه التنازلي المستمر في مستكيات أسعار النفط مف ‪ 111.49‬دكالر لمبرميؿ سنة ‪ 2012‬إلى ‪44.28‬‬
‫دكالر لمبرميؿ في ‪ ،2016‬أما فيما يخص الصادرات خارج المحركقات فتبقى مستكياتيا ضعيفة‪.‬‬
‫‪ 2015‬التي بمغت ‪ 5702‬مميكف دكالر‬ ‫كما تشير بيانات الجدكؿ إلى االنخفاض في قيمة الكاردات سنة‬
‫إبتداء مف سنة ‪2015‬‬
‫ن‬ ‫مقارنة بسنة ‪ 2014‬التي قدرت ب ‪ 8580‬مميكف دكالر ‪ ،‬كقد ساىـ ىذا الكضع قيدا‬
‫لمتدابير اليادفة الحتكاء االرتفاع المفرط في الكاردات‪ ،‬كفي ضكء ىذه التطكرات سجؿ رصيد الميزاف التجارم‬
‫(‪)1‬‬
‫سنة ‪ 2015‬أكؿ عجز بعد أكثر مف ‪ 18‬سنة مف الفكائض المتتالية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬اآلثار االجتماعية النخفاض أسعار النفط‬
‫ال يتكقؼ الدكر الذم يمعبو النفط كعكائده عمى الجانب االقتصادم فحسب‪ ،‬بؿ يتعدل ذلؾ ليؤثر‬
‫بطريقة مباشرة أك غير مباشرة في الجانب االحتمالي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تقمص فرص التشغيل وبرامج التنمية‬
‫أف كؿ تحسف في األسعار يعني‬ ‫إف ىناؾ عالقة عكسية بيف أسعار النفط كمعدالت البطالة باعتبار‬
‫زيادة في العكائد كاإليرادات ‪ ،‬كالتي يمكف مف خالليا تنفيذ الخطط التنمكية المعتمدة بدكرىا عمى تشجيع‬
‫االستثمارات كمف تـ تقميص البطالة في المجتمع الجزائرم‪.‬‬
‫فمف بيف اإلجراءات التقشفية التي اتخذتيا السمطات الجزائرية لمكاجية انخفاض أسعار النفط كتراجع‬
‫العكائد منذ جكاف ‪ 2014‬ىك تجميد التكظيؼ في الكظيفة العمكمية لسنة ‪ ،2015‬كعالكة عمى ذلؾ تـ تجميد‬
‫المشاريع الكبرل التي ال ترتدم طابعا عاجال كال تحظى باألكلكية كليس ليا أثر اقتصادم كاجتماعي مثؿ‬
‫النقؿ الحديدم كالطريؽ السيار‪.‬‬
‫الخ‪ ،‬تحت ضغط عجز المكازنة حيث‬ ‫كما أف مف مشاريع سكنية كاقتصادية كاجتماعية كثقافية ‪...‬‬
‫(‪)2‬‬
‫يتطمب تنفيذ المخطط معدؿ ‪ 55.2‬مميار دكالر سنكيا كذلؾ لمدة ‪ 05‬سنكات‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تيديد السمم االجتماعي‬

‫إف استمرار انييار أسعار النفط مف شانو التأثير بشكؿ مباشر عمى الجبية االجتماعية في الجزائر‪،‬‬
‫حيث أف أزمة البتركؿ تمعب دك ار في تغذية التكترات االجتماعية ‪ ،‬كىك ما ال تبدك الجزائر في منأل عنو‬
‫‪ ،‬حيث تتكاصؿ‬ ‫إيرادات النفط في تحقيؽ التنمية كتكفير مناصب الشغؿ لمبطاليف‬ ‫بالنظر إلى دكر‬

‫(‪)1‬‬
‫التقرير السنكم لبنؾ الجزائر‪ ،‬التقرير السنكم ‪ ،2015‬التطور االقتصادي والنقدي لمجزائر‪ ،‬نكفمبر ‪ ،2016‬ص ‪.63‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪Http://Www.France24.Com,07/04/2018‬‬
‫‪68‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫أف تصبح أكثر‬ ‫االحتجاجات االجتماعية في العديد مف مناطؽ القطر الكطني كىي احتجاجات مف المتكقع‬
‫(‪)1‬‬
‫حدة مستقبال بسبب تقمص فرص التشغيؿ كبرامج التنمية ‪.‬‬

‫كما أف تدىكر القدرة الشرائية لممكاطنيف كارتفاع األسعار ‪ ،‬قد يؤدم إلى غصب شعبي كبير في األجؿ‬
‫القريب مما ييدد السمـ االجتماعي‪.‬‬

‫لكف الحككمة قد سعت بحكـ انييار أسعار النفط إلى التطميف أف ىذا اإلنييار لف يؤثر عمى البالد‬
‫‪ ،‬لكف ىذه التطمينات‬ ‫بشكؿ كبير ‪ ،‬معتمدة في ذلؾ عمى الفكائض المالية التي حققتيا خالؿ سنكات الكفرة‬
‫‪ 55‬دكالر حيث أعمف الكزير األكؿ عف‬ ‫سرعاف ما تغيرت بعد استمرار تياكم النفط ككصكلو إلى ما دكف‬
‫(‪)2‬‬
‫سياسة التقشؼ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تقميص المساعدات الخارجية الممنوحة لمدول الفقيرة‬

‫ال تزاؿ تداعيات التراجع المستمر ألسعار النفط تمقي بظالليا عمى سير عمؿ الحككمة‪ ،‬فبعد اإلجراءات‬
‫التقشفية التي اتخذت عمى الصعيد االقتصادم جاء الدكر ىذه المرة عمى المساعدات الخارجية المكجية إلى‬
‫الدكؿ الفقيرة حيث أعطيت تعميمات رئاسية إلى كؿ مف ك ازرتي الشؤكف الخارجية كالمالية بتخفيض قيمة‬
‫المساعدات السنكية التي اعتادت الجزائر تقديميا إلى بعض الدكؿ اإلفريقية‪ ،‬كىي إما دكؿ مجاكرة لمجزائر أك‬
‫تنتمي إلى منطقة الساحؿ كجميعيا يعتبر مف أكثر الدكؿ فق ار في العالـ مثؿ مكريتانيا كالنيجر كمالي‬
‫كبكركينافاسك‪.‬‬

‫فالمبمغ الذم كانت تستفيد منو ىذه الدكؿ بعنكاف المساعدات الخارجية لمجزائر يعادؿ تمانيف مميكف‬
‫دكالر‪ ،‬كسيخفض إلى أقؿ مف النصؼ في محاكلة لمحد مف تداعيات تراجع أسعار النفط عمى الخزينة‬
‫العمكمية‪.‬‬

‫كاألمني كمنح الدراسة في الجامعات‬ ‫كيستثنى مف القرار المساعدات المتعمقة ببرامج التدريب العسكرم‬
‫كالمعاىد الجزائرية المتخصصة‪ ،‬كىي المساعدات التي تمنحيا الجزائر سنكيا لنحك ‪ 14‬دكلة‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Https:// Maghress.Com./ 2018-05-07‬‬
‫(‪)2‬‬
‫صحيفة البالد‪ :‬انخفاض أسعار النفط‪ ،‬اجتماعيات األوبك‪ ،‬متكفرة عمى الرابط‪:‬‬
‫‪http://ellbiladdetaill/ article/ Net .‬‬
‫‪69‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫(‪)1‬‬
‫افريقية‪ ،‬كىك القرار الذم جاء في سياؽ تنفيذ التزامات الدكلة الجزائرية إزاء دعميا لمتنمية في إفريقيا‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬اإلجراءات المتخذة في ظل تقمبات أسعار النفط‬

‫اإلجراءات المتخذة في ظؿ تقمبات أسعار النفط كىي‬ ‫سنحاكؿ في ىذا المطمب عرض مختمؼ‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلجراءات المتخذة في ظل الطفرة البترولية (الوفرة المالية)‬

‫اتخذت الجزائر جممة مف اإلجراءات في ظؿ الكفرة المالية الناتجة عف طفرة أسعار البتركؿ الثالثة‬
‫كالتي ارتكزت أساسا عمى سياسة المخططات اإلنمائية المتمثمة في‪:‬‬

‫أكلي‬ ‫‪ :)2004-2001‬خصص لو غالؼ مالي‬ ‫‪ -‬برنامج دعـ اإلنعاش االقتصادم (المخطط الثالثي‬
‫ػػب‪ 525‬مميار دينار (حكالي ‪ 7‬ماليير دكالر أمريكي)‪ ،‬قبؿ أف يبمغ غالفو المالي النيائي ‪ 1216‬مميار دينار‬
‫(ما يعادؿ ‪ 16‬مميار دكالر)‪.‬‬

‫‪ -‬البرنامج التكميمي لدعـ النمك (المخطط الخماسي األكؿ ‪ :)2009/2005‬خصص لو ‪ 8705‬مميار دينار‬
‫‪ 1216‬مميار دينار) كمختمؼ البرامج‬ ‫(‪ 114‬مميار دكالر‪ ،‬بما في ذلؾ مخصصات البرنامج السابؽ (‬
‫اإلضافية‪ ،‬السيما برنامج الجنكب كاليضاب العميا‪ ،‬كالبرنامج التكميمي المكجو المتصاص السكف اليش‪،‬‬
‫كالبرامج التكميمية المحمية‪ ،‬أما الغالؼ النيائي فقد قدر ‪ 9680‬مميار دينار (حكالي ‪ 130‬مميار دكالر) في‬
‫نياية ‪ ،2006‬بعد إضافة عمميات إعادة التقييـ لممشاريع الجارية كمختمؼ التمكيالت اإلضافية األخرل‪.‬‬

‫‪ -‬برنامج تكطيد النمك االقتصادم (المخطط الخماسي الثاني ‪ :)2014/2010‬خصص لو ‪ 21214‬مميار‬


‫دينار (ما يعادؿ حكالي ‪ 286‬مميار دكالر)‪ ،‬بما في ذلؾ الغالؼ اإلجمالي لمبرنامج السابؽ ( ‪ 9680‬مميار‬
‫دينار)‪ ،‬أم أف البرنامج خصص لو ‪ 11534‬مميار دينار ( ‪ 155‬مميار دكالر) ‪ ،‬إضافة إلى إجراءات أخرل‬
‫عمى المستكل االجتماعي كالمتعمقة بسياسات الدعـ المختمفة كفي مختمؼ المجاالت الحياتية (كالتعميـ‪،‬‬
‫السكف‪ ،‬الصحة‪.)...‬‬

‫)‪(1‬‬
‫مريـ شطيبي محمكد ‪ ،‬انعكاسات إنخفاض أسعار النفط عمى االقتصاد الجزائري‪ ،‬مداخمة مقدمة في إطار أشغاؿ الندكة المنظمة مف‬
‫طرؼ قسـ االقتصاد كاإلدارة حكؿ '' أزمة األسكاؽ الطاقة كتداعياتيا عمى االقتصاد الجزائرم '' ‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر لمعمكـ اإلسالمية‪،‬‬
‫أياـ ‪ 14‬مام ‪ ، 2015‬قسنطينة‪ ،‬ص ص ‪.11 ،10‬‬
‫‪70‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلجراءات المتخذة لمواجية انييار أسعار البترول‬

‫نتيجة تراجع أسعار البتركؿ كتقمص مداخيؿ البالد مف العممة الصعبة مما حتـ عمى الدكلة اتخاذ مجمكعة‬
‫مف اإلجراءات المتمثمة في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اإلجراءات التي جاء بيا قانون المالية التكميمي لسنة ‪ 2015‬وقانون المالية لسنة ‪2016‬‬

‫جاءت اإلجراءات التي تخص اإليرادات العامة متأخرة نكعا ما ‪ ،‬حيث انتظرت الحككمة إلى غاية منتصؼ‬
‫سنة ‪ 2015‬لتصدر قانكف المالية التكميمي لنفس السنة ‪ ،‬الذم حمؿ بعض المكاد التي يتيح لمدكلة الحصكؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫عمى مكارد إضافية كجديدة‪ ،‬حيث يمكف إبراز أىميا في اآلتي‪.‬‬

‫‪ 23‬بالمائة‬ ‫أرباح الشركات لتصبح ‪ 19‬بالمائة ألنشطة إنتاج السمع‪،‬‬ ‫‪ -1‬مراجعة معدؿ الضريبة عمى‬
‫ألنشطة البناء‪ ،‬األشغاؿ العمكمية كالرم‪ ،‬كاألنشطة السياحية‪ ،‬ك ‪ 26‬بالمائة لباقي األنشطة‪.‬‬

‫‪ -2‬تأسيس رسـ عقارم سنكم عمى الممكيات المبنية‪.‬‬

‫‪ -3‬تعديؿ الرسـ عمى المحالت ميما كانت طبيعة نشاطيا‪.‬‬

‫‪ -4‬تعديؿ تعريفة الرسـ عمى السيارات الجديدة‪ ،‬حيث تذىب ‪ 15‬بالمائة مف قيمة الرسـ لميزانية الدكلة‪.‬‬

‫‪ -5‬فرض رسـ جديد عمى مصنكعات الذىب‪ ،‬البالتيف كالفضة‪.‬‬

‫‪ -6‬رسـ طابع جبائي عمى شيادات البيطرية بقيمة ‪1000‬دج تذىب لخزينة الدكلة‪.‬‬

‫‪ -7‬رسـ سنكم عمى السكف باإلضافة إلى مضاعفة غرامات التأخير كالبضائع المغشكشة‪.‬‬

‫‪ -8‬تحديد الرسـ عمى القيمة المضافة لبعض المنتجات‪.‬‬

‫‪ -9‬تأسيس رسـ خاص عمى عمميات التكظيؼ المصرفي‪.‬‬

‫‪ -10‬تجميع بعض الحسابات الخاصة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ، 2015‬الجميكرية الجزائرية‬ ‫الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية ‪ ،‬األمر رقـ‪ ، 01/15‬المتضمف قانكف المالية التكميمي لسنة‬
‫الديمقراطية الشعبية‪ ،‬رئاسة الحككمة‪ ،‬العدد ‪ 23 ،40‬جكيمية ‪ ،2018‬ص ‪.8‬‬

‫‪71‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫نص قانكف المالية لسنة ‪ 2016‬عمى العديد مف التعديالت الجبائية سكاء تعمؽ األمر بقانكف الضرائب‬
‫األعماؿ أك قانكف الضرائب غير‬ ‫المباشرة كالرسكـ المماثمة أك قانكف الطابع أك قانكف الرسكـ عمى رقـ‬
‫المباشرة أك قانكف اإلجراءات الجبائية‪ ،‬كتأتي ىذه التعديالت مكممة لتمؾ الصادرة في قانكف المالية لسنة‬
‫‪ 2015‬كقانكف المالية التكميمي لنفس السنة‪.‬‬

‫كالتي ىدفت في مجمميا إلى زيادة حصيمة الجباية العادية لمكاجية اإلنخفاض الحاد في حصيمة الجباية‬
‫أىميا تخفيض اإلنفاؽ العاـ بنسبة ‪8.8‬‬ ‫البتركلية بعد انخفاض أسعار البتركؿ‪ ،‬كما تضمف تعديالت لعمى‬
‫إيراداتيا كتخفيض حجـ‬ ‫بالمائة عف نسبة ‪ ،2015‬ككذا تضميف بعض المكاد التي تسمح لمدكلة بتنكيع‬
‫نفقاتيا‪ ،‬حيث يمكف إيضاح أىـ ىذه اإلجراءات في النقاط اآلتية‪:‬‬

‫‪- 1‬إجبارية إعادة استثمار ‪ 30‬بالمائة مف حصة االمتيازات بالنسبة لممشاريع التي تستفيد مف خفض أك‬
‫إلغاء الضريبة عمى أرباح الشركات‪.‬‬
‫تميف‬
‫أجؿ أ‬ ‫‪- 2‬زيادة في تعريفو قسيمة السيارات (رفع قسيمة المركبات النفعية كمركبات االستغالؿ مف‬
‫مكارد جديدة لتغطية مصاريؼ صيانة كتأىيؿ الطرؽ)‪ ،‬تخصص ‪ 50‬بالمائة منيا إلى ميزانية الدكلة‪.‬‬
‫‪- 3‬تأسيس رسـ عمى المنتكجات البتركلية لصالح ميزانية الدكلة‪.‬‬
‫‪- 4‬رسـ ثابت عمى خدمات الكيرباء بقيمة ‪ 25‬دج‪.‬‬
‫‪- 5‬تعديؿ ىيكمة الكضعية التعريفية الفرعية ككذا الرسكـ الجمركية‪.‬‬
‫‪- 6‬تأسيس إتاكة سنكية عمى سفف صيد المرجاف بقيمة ‪150000‬دج‪.‬‬
‫‪- 7‬رفع إتاكات الخاصة باستغالؿ المكارد المائية‪ ،‬الثركة الغابية‪.‬‬
‫‪- 8‬دمج كاقفاؿ بعض الحسابات الخاصة في الميزانية‪.‬‬
‫‪- 9‬فتح حساب خاص مكجو لمصندكؽ الخاص لترقية الصادرات‪.‬‬
‫‪- 10‬فتح رأس ماؿ المؤسسات العمكمية لالكتئاب‪.‬‬

‫مف المالحظ عمى قانكف المالية التكميمي لسنة ‪ 2015‬كقانكف المالية لسنة ‪ 2016‬ىك التكجو لالعتماد‬
‫عمى اإليرادات الجباية العادية لتغطية العجز في الميزانية كمكاجية تأثير تراجع أسعار البتركؿ عمى الجباية‬
‫(‪)1‬‬
‫البتركلية كعمى اإليرادات العامة لمدكلة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪72‬‬
‫مكانة قطاع المحركقات في االقتصاد الجزائرم‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫يعتبر النفط إحدل الكسائؿ التي مكنت االقتصاد الجزائرم مف بناء قاعدة مادية ىامة‪ ،‬تشكؿ أساسا‬
‫إلمكانية انطالقة تنمكية‪ ،‬إذا تـ دعميا عف طريؽ االىتماـ بالمكارد البشرية كعقمنة تخصيص المكارد المتاحة‪،‬‬
‫ذلؾ أف ىذه المكارد بإمكانيا أف تتقمب سمبا عمى أداء االقتصاد الجزائرم ‪.‬‬

‫كمف خالؿ ىذا يمكننا تثبيت االستنتاجات التالية‪:‬‬

‫‪- 1‬االقتصاد الجزائرم اقتصاد ريعي مف الدرجة األكلى فكمما حدثت ىزة بتركية قابمتيا أزمة اقتصادية‬
‫كىذه الحالة منذ تأميـ قطاع المحركقات‪.‬‬
‫‪- 2‬شيد االقتصاد الجزائرم منذ االستقالؿ قفزة نكعية ككاف ذلؾ بفضؿ تبني الدكلة الجزائرية لمجمكعة‬
‫مف السياسات كاإلصالحات مست البنية الييكمية لالقتصاد الكطني كالمتمثمة أساسا في مخططات‬
‫التنمية كاعادة الييكمة االقتصادية‪.‬‬
‫‪- 3‬يعتبر قطاع المحركقات القطاع الرائد كالمكجو لالقتصاد الجزائرم حيث يظير تأثيره مف خالؿ‬
‫ىيمنتو عمى الناتج المحمي اإلجمالي كالصادرات باإلضافة إلى اإليرادات العامة لمدكلة ‪.‬‬
‫‪- 4‬الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحركقات شبو منعدمة‪ ،‬فصادرات الجزائر مف المحركقات تمثؿ‬
‫نسبة ‪ ℅ 98‬مف إجمالي الصادرات‪.‬‬
‫‪- 5‬إف تقمبات أسعار النفط تشكؿ مصدر الخطر الذم يتعرض لو اقتصاديات الدكؿ المنتجة لو كمف بيف‬
‫ىذه االقتصاديات االقتصاد الجزائرم الذم يعتبر فيو قطاع المحركقات العمكد الفقرم لو‪.‬‬
‫‪- 6‬كؿ مف اإليرادات العامة كالنفقات العامة في الجزائر ترتبط ارتباطا شديدا بأسعار النفط‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫تمهيد‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أساليب تمويل عجز الموازنة العامة في الجزائر‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور الجباية في تغطية عجز الموازنة العامة في‬


‫الجزائر‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬بدائل قطاع المحروقات في الجزائر‪.‬‬

‫خالصة الفصل‪.‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫تمييد‪:‬‬

‫تتدخؿ الدكلة في النشاط االقتصادم كذلؾ بكاسطة العديد مف الطرؽ كالكسائؿ مف أجؿ ضماف االستقرار‬
‫االقتصادم‪ ،‬فعندما يقع خمؿ في الييكؿ االقتصادم تنشأ أزمة كمشكمة في اقتصاد الدكلة‪ ،‬كمف أبرز ىذه‬
‫المشاكؿ التي تعاني منيا الدكلة كالتي نحف بصدد دراستيا ىي عجز المكازنة العامة‪ ،‬حيث تقكـ الدكلة بمكاجية‬
‫ىذا العجز كمحاكلتيا عمى األقؿ التخفيض منو كذلؾ باعتمادىا عمى السياسات االقتصادية المتاحة ليا‪ ،‬كترشيد‬
‫النفقات العامة كاإلصدار النقدم كزيادة الضرائب‪ ،‬باإلضافة إلى الجباية التي تمثؿ المصدر الرئيسي في تمكيؿ‬
‫نفقاتيا‪.‬‬

‫كالجزائر عمى غرار جميع الدكؿ تطمح إلى تحقيؽ نمك اقتصادم يؤىميا إلى االندماج في االقتصاد‬
‫العالمي‪ ،‬كلكف ىذا الطمكح كاف باالعتماد عمى نشاط تصديرم مكحد‪ ،‬فصادرات النفط كانت سريعة التأثر‬
‫بالتقمبات التي تحدث في األسكاؽ العالمية مما جعؿ االقتصاد الجزائرم يتأثر باعتباره يتركز عمى تصدير ىذا‬
‫إلى انخفاض الصادرات‪ ،‬كبالتالي إعاقة‬ ‫النكع مف الثركات‪ ،‬كنظ ار ليذا التذبذب الذم عرفتو أسعار النفط أدل‬
‫إيجاد كالبحث عف مكارد بديمة لقطاع المحركقات‪،‬‬ ‫الحركة التنمكية‪ ،‬كؿ ىذا أرغـ الدكلة في إعادة النظر في‬
‫تككف كقطاعات دائمة كليست زائمة‪ ،‬كتساىـ في تنكيع االقتصاد الجزائرم‪.‬‬

‫كمف أجؿ تكضيح كؿ ىذه النقاط ارتأينا تقسيـ الفصؿ الثالث إلى ثالث مباحث كىي كالتالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أساليب تمكيؿ عجز المكازنة العامة في الجزائر‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دكر الجباية في تغطية عجز المكازنة العامة في الجزائر‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬بدائؿ قطاع المحركقات في الجزائر‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫المبحث األول‪ :‬أساليب تمويل عجز الموازنة العامة في الجزائر‬

‫أماـ تعذر لجكء الجزائر في كثير مف الحاالت إلى خفض اإلنفاؽ العاـ لتغطية فجكة المكارد المالية التي‬
‫تعانييا كتحقيؽ نكع مف التكازف في مكازنتيا العامة ألسباب اقتصادية أك اجتماعية‪ ،‬كرغـ تعدد الرؤل التقميدية‬
‫حكؿ آليات تمكيؿ العجز المكازني‪ ،‬فإنيا لف تخرج مف ثالكث ترشيد النفقات كالضرائب كاإلصدار النقدم‪ ،‬كالتي‬
‫سنتطرؽ إلييا في دراستنا ىذه ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تمويل عجز الموازنة العامة عن طريق سياسة ترشيد النفقات العامة‬

‫يعتبر ترشيد اإلنفاؽ العاـ مف أبرز الطرؽ المستعممة في تخفيض كعالج عجز المكازنة العامة لمدكلة لذلؾ‬
‫تقكـ ىذه األخيرة عند مكاجيتيا لعجز حاد في مكازنتيا إلى ترشيد نفقاتيا لمتخفيؼ مف حدتو‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف ترشيد اإلنفاق العام وضوابطو‬

‫أوال‪ :‬تعريف ترشيد اإلنفاق العام‬

‫يعرؼ ترشيد اإلنفاؽ العاـ عمى أنو ‪ « :‬تحقيؽ أكبر نفع لألفراد بكاسطة زيادة كفاءة ىذا اإلنفاؽ إلى أعمى‬
‫درجة ممكنة‪ ،‬كالقضاء عمى جميع أكجو اإلسراؼ كالتبذير ‪ ،‬كمحاكلة تحقيؽ التكازف بيف النفقات العامة كأقصى ما‬
‫(‪)1‬‬
‫يمكف تدبيره مف المكارد المالية لمدكلة»‪.‬‬

‫كيعرؼ أيضا ترشيد اإلنفاؽ العاـ عمى أنو ‪ « :‬تكجيو اإلنفاؽ العاـ مف أجؿ زيادة حجـ كنكع النفع العاـ‬
‫‪ ،‬كفقا ألكلكيات كاضحة‬ ‫بتكزيعيا‪ ،‬كفقا لمنظكر شامؿ كعاـ لمجمكع حاجات المجتمع كالعمؿ عمى إشباعيا‬
‫(‪)2‬‬
‫األىمية بعيدا عف التبذير كاإلسراؼ كاىدار األمكاؿ العمكمية ‪ ،‬كذلؾ بأدنى حد مف التكمفة»‪.‬‬

‫كمما سبؽ يمكف إعطاء تعريؼ شامؿ لترشيد اإلنفاؽ العاـ ىك تحديد الحد األمثؿ إلنفاؽ العاـ كاالعتماد‬
‫عمى الرشادة في عممية صرؼ النفقات العامة ‪ ،‬كتجنب إىدار األمكاؿ العمكمية كبالتالي تحقيؽ األىداؼ المرجكة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬حسف عكاضة‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.412‬‬


‫(‪ )2‬زيف العابديف ناصر‪ :‬عمم المالية العامة والتشريع المالي‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دكف سنة النشر‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪77‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫ثانيا‪ :‬ضوابط ترشيد اإلنفاق العام‬

‫ىناؾ العديد مف الضكابط التي تحكـ عممية ترشيد اإلنفاؽ العاـ كأىميا‪:‬‬

‫‪ .1‬االبتعاد عف اإلسراؼ كالتبذير‪.‬‬


‫‪ .2‬تحديد حجـ أمثؿ لمنفقات العامة‪.‬‬
‫‪ .3‬فرض رقابة عمى اإلنفاؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ .4‬االقتصاد في التكمفة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .5‬الحرص عمى ضماف الجكدة كالرفع مف المر دكدية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أىم المجاالت التي تخصيا عممية ترشيد اإلنفاق العام‬

‫(‪)2‬‬
‫ىناؾ العديد مف البنكد التي تمسيا عممية ترشيد اإلنفاؽ العاـ نذكرىا بإيجاز فيما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ترشيد الرواتب واألجور‬

‫يعتبر بند الركاتب كاألجكر مف البنكد التي تأخذ حصة كبيرة مف إجمالي النفقات العامة‪ ،‬لذلؾ فإف عممية‬
‫ترشيد ىذا البند سكؼ يساىـ بصكرة كبيرة في تقميص عجز المكازنة العامة لمدكلة‪ ،‬كيتـ ذلؾ كما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬إلغاء الكظائؼ الشاغرة خاصة تمؾ الكظائؼ الزائدة عف المزكـ‪.‬‬


‫‪ ‬القياـ بإعادة تكزيع المكظفيف كالكظائؼ بيف األجيزة الحككمية كاإلدارات كاألقساـ عمى حسب الحاجة‬
‫فييا‪.‬‬
‫‪ ‬االستعانة باآلالت كاألجيزة الحديثة كالتي مف شأنيا التقميؿ مف عدد العامميف كتككف بديمة ليـ كأكثر‬
‫كفاءة في العمؿ‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيض أعداد المكظفيف في اإلدارات الحككمية ‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيض ركاتب كأجكر العامميف كالمكظفيف في اإلدارات الحككمية‪.‬‬

‫(‪ )1‬إبراىيـ أحمد عبد اهلل‪ :‬المالية العامة والمالية العامة اإلسالمية‪ ،‬مطبعة جامعة النيميف‪ ،‬الخرطكـ‪ ،1996 ،‬ص ‪.72‬‬
‫(‪ )2‬محمد شاكر عصفكر‪ :‬أصول الموازنة العامة‪ ،‬دار المة‪ ،‬عماف‪ ، 2008 ،‬ص ‪.401‬‬
‫‪78‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫ثانيا‪ :‬ترشيد النفقات االستثمارية‬

‫تعتبر النفقات العامة االستثمارية مف النفقات التي تمعب دك ار بار از في التنمية االقتصادية‪ ،‬خصكصا‬
‫عندما يتـ تكجيييا إلى مجاالت البنية التحتية‪ ،‬فكؿ إجراء لترشيد اإلنفاؽ العاـ ال يجب أف يؤثر عمى معدؿ‬
‫اإلنفاؽ العاـ االستثمارم أك عمى إنتاجيتو كمف أىـ اإلجراءات المفتكحة لعممية الترشيد في ىذا البند ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬القياـ بإنجاز المشاريع الرئيسية كاليامة جدا ك تأجيؿ إنجاز المشاريع األقؿ أىمية‪.‬‬
‫‪ ‬تقديـ األكلكية لممشاريع المنخفضة التكاليؼ التي تدر عائد مالي‪.‬‬
‫‪ ‬القياـ بإجراء دراسات دكرية لمبرامج كالمشاريع الحككمية كاعادة النظر فييا عمى ضكء نتائج الدراسات‬
‫كتقييميا كبعد ذلؾ يتـ تخفيض اإلعتمادات المالية لممشاريع التي تككف منخفضة النفع‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز الرقابة المالية عمى عمميات الصرؼ خصكصا ما يتعمؽ بالتكاليؼ كالمشتريات‪.‬‬
‫‪ ‬الدراسة المعمقة لألسباب المؤدية لكقكع المؤسسات العامة في خسائر كبيرة ك انتقاؿ ىذه المؤسسات‬
‫إلى مرحمة االعتماد عمى التمكيؿ الذاتي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ترشيد النفقات التشغيمية‬

‫مف أىـ النقاط األساسية التي يجب االعتماد عمييا في ترشيد النفقات التشغيمية ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬االستغناء عف المباني المؤجرة لألجيزة الحككمية كالتي تككف ثانكية كغير ىامة بالنسبة لألعماؿ‬
‫األساسية لمدكلة ‪.‬‬
‫‪ ‬القياـ برفع المدة الزمنية الستعماؿ األجيزة كاآلالت كاألثاث كالسيارات ألقصى مدة زمنية ممكنة‬
‫بكاسطة تكفير الصيانة الالزمة ليا كالمحافظة عمييا‪.‬‬
‫‪ ‬القياـ بتخفيض نفقات إقامة المعارض الدكلية كالمشاركة فييا‪.‬‬
‫‪ ‬البحث عف كيفية تخفيض إيجارات المباني التي تستأجرىا الدكلة إلى أقؿ مستكل‪ ،‬كدراسة إيجاد بدائؿ‬
‫أخرل بتكاليؼ أقؿ‪.‬‬
‫‪ ‬كمنو ال بد مف ترشيد اإلنفاؽ العاـ في كؿ ىذه الجكانب مف أجؿ التقميص مف حجمو لتخفيض عجز‬
‫المكازنة العامة‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫كمما سبؽ نالحظ أنو مف أجؿ نجاح سياسة ترشيد اإلنفاؽ العاـ ال بد أف تطبؽ كفؽ الضكابط السالفة‬
‫(‪)1‬‬
‫الذكر‪ ،‬بإضافة إلى ذلؾ يجب كضع معايير معينة ال بد مف احتراميا كمف أبرزىا ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬ال بد أف يفكؽ معدؿ النمك في اإلنفاؽ االستيالكي الحككمي معدؿ النمك في الناتج المحمي اإلجمالي‪.‬‬
‫‪ ‬السعي كالعمؿ مف أجؿ الكصكؿ لحالة يككف فييا الصرؼ في مجاؿ اإلنفاؽ العاـ الجارم متعادال مع‬
‫اإليرادات الحالية لمدكلة‪.‬‬
‫إنتاجيتو‬ ‫‪ ‬يجب أف تمس عممية الترشيد معالجة مشكالت القطاع العمكمي كالسعي قدما مف أجؿ رفع‬
‫كأداءه بصكرة تؤدم بالمشركعات التي تممكيا الدكلة باالعتماد عمى نفسيا في التمكيؿ‪ ،‬كبالتالي ال‬
‫تككف ىذه المؤسسات سببا في تفاقـ العجز في المكازنة العامة لمدكلة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬ركائز نجاح ترشيد اإلنفاق العام واألساليب الحديثة في إدارتو‬

‫أوال‪ :‬ركائز نجاح ترشيد اإلنفاق العام‬

‫مف أجؿ أف تصؿ عممية ترشيد اإلنفاؽ العاـ لتحقيؽ أىدافيا المرجكة يجب أف تككف مؤسسة عمى ركائز‬
‫(‪)2‬‬
‫ضركرية لنجاحيا كمف أبرزىا ما يمي‪:‬‬

‫‪ .1‬توفير بيئة مالئمة ‪ :‬ال بد مف تكفرىا مف أجؿ نجاح عممية ترشيد اإلنفاؽ العاـ ‪ ،‬فاإلدارة الجيدة لمكارد‬
‫‪ ،‬سيساىـ في‬ ‫الدكلة كتكفر الشفافية في تدفؽ المعمكمات كالرقابة كالمساءلة الجادة عف مكارد الدكلة‬
‫تحقيؽ أىداؼ ترشيد اإلنفاؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ .2‬كفاءة األجيزة المالية ‪ :‬تعتبر مف أبرز العكامؿ األساسية لنجاح عممية ترشيد اإلنفاؽ العاـ فكمما كانت‬
‫‪ ،‬كمما انعكس عمى عممية ترشيد اإلنفاؽ العاـ‬ ‫ىذه األجيزة تعمؿ بكفاءة كاممة كمنظمة بشكؿ جيد‬
‫باعتبار ىذا الجياز القمب النابض لممكازنة العامة لمدكلة‪.‬‬
‫‪ :‬بحيث يسمح بالتعرؼ عمى كؿ عمميات اإلنفاؽ‬ ‫‪ .3‬العمل عمى إرساء نظام محاسبي ورقابي فعال‬
‫كمجاالتو كيقكـ بمراقبة كتقييـ كؿ العمميات اإلنفاقية كتقديـ نشرات دكرية حكؿ النشاط المالي لمدكلة‪.‬‬

‫(‪ )1‬رمزم زكي‪ :‬الصراع الفكري واالجتماعي حول عجز الموازنة العامة في العالم الثالث‪ ،‬دار اليدل لمثقافة كالنشر‪ ،‬سكريا‪ ،‬ص ‪.255‬‬
‫أطركحة دكتكراه (غبر منشكرة) كمية االقتصاد‪ ،‬قسـ‬ ‫(‪ )2‬شعباف فرج ‪ :‬الحكم الراشد كمدخل حديث لترشيد اإلنفاق العام والحد من الفقر‪،‬‬
‫االقتصاد‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2012 ،3‬ص ص ‪.91،90‬‬
‫‪80‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫‪ .4‬إفساح المجال لمقطاع الخاص ‪ :‬كذلؾ مف أجؿ االستثمار في كؿ المجاالت بحيث ينعكس إيجابا عمى‬
‫جانب اإلنفاؽ العاـ ‪ ،‬كذلؾ القتصار نفقات الدكلة عمى مجاالت محددة كىك ما يقمص مف عجزىا المالي‬
‫مف جية‪ ،‬كيمكنيا مف التحكـ الجيد في نفقاتيا مف جية أخرل‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األساليب الحديثة في إدارة النفقات العامة‬

‫ىدؼ اإلنفاؽ كىدؼ تخطيط‬ ‫تحتكم المكازنات العامة في الغالب عمى عناصر لمفاىيـ متعددة كىي‪:‬‬
‫البرامج كىدؼ األداء‪.‬‬

‫كتقكـ الييئة التشريعية بدراسة المكازنة كتقكـ بإجراء تغييرات فييا إذا كانت ضركرية كتقكـ بتقدير‬
‫المخصصات‪ ،‬كذلؾ حسب بنكد كمبدأ ىدؼ اإلنفاؽ كيمكف أف يشمؿ تقرير تقديـ المكازنة معمكمات إضافية عف‬
‫المدخالت كحتى عف بيانات حكؿ األداء أك البرامج ‪ ،‬لكنيا تستعمؿ فقط لدعـ طمبات ىدؼ اإلنفاؽ كمف أىـ‬
‫(‪)1‬‬
‫مميزاتو ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬سيكلة إعداده كفيمو‪.‬‬


‫‪ ‬إعداد المكازنة العامة بحسب المؤسسة كأىداؼ اإلنفاؽ تتناسب إلى حد كبير مع نماذج محاسبة‬
‫المسؤكلية‪.‬‬
‫‪ ‬يسيؿ مراقبة المحاسبة أثناء عممية تنفيذ المكازنة‪.‬‬
‫‪ ‬يمكف استخداـ البيانات خالؿ فترة مف السنكات إلجراء المقارنات‪.‬‬
‫‪ ‬يتميز بأف معظـ البرامج تسير في معظـ النفقات التي ال يمكف تجنبيا‪ ،‬كتستند الق اررات السنكية إلى‬
‫التغيرات في البرامج كليس إلى إجمالي إعادة التخميف‪.‬‬
‫‪ ‬استخدامو ال يحكؿ دكف إتماـ بيانات ىدؼ اإلنفاؽ ببيانات التخطيط كالتقييـ المترافقة عمكما مع‬
‫مفاىيـ أخرل لممكازنة‪.‬‬

‫إف التكجو الحديث لمتطمبات نجاح عممية ترشيد اإلنفاؽ العاـ ‪ ،‬تقتضي بتكامؿ تقسيمات المكازنة سكاء‬
‫ميزانية االعتمادات أك ميزانية األداء أك ميزانية التخطيط كالبرامج ‪ ،‬بحيث يبرز كؿ تقسيـ أكجو قصكر التقسيمات‬
‫األخرل كذلؾ في إطار تقسيـ مركب تتكافر فيو متطمبات ترشيد اإلنفاؽ العاـ‪.‬‬

‫(‪ )1‬خالد الميياني ‪ :‬األساليب الحديثة في إدارة المالية العامة ‪ ،‬كرقة عمؿ مقدمة لمممتقى العربي الرابع ''األساليب الحديثة في اإلدارة المالية‬
‫العامة''‪ ،‬بيركت‪ ،2008 ،‬ص ‪.337‬‬
‫‪81‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫الفرع الرابع‪ :‬سياسات ترشيد النفقات العامة‪ :‬خطة الحكومة لمواجية األزمة‬

‫‪ -1‬ترشيد الواردات ( سياسة رخص الواردات )‪ :‬لقد سارعت الحككمة إلى إيجاد الحمكؿ المناسبة لمكاجية عجز‬
‫المكازنة العامة ‪ ،‬بسف مجمكعة مف اإلجراءات أغمبيا أخذت طابعا إداريا إلعادة تنظيـ التجارة الخارجية‪ .‬كلعؿ‬
‫االستيراد لنظاـ الرخص ‪ ،‬بحيث ييدؼ ىذا‬ ‫أىـ اإلجراءات التي أعمنت عنيا ك ازرة التجارة ىي إخضاع نشاط‬
‫المشركع بالدرجة األكلى إلى ضبط قائمة المكاد الضركرية المسمكح باستيرادىا‪ ،‬كبالكميات التي تكفي احتياجات‬
‫المكاطف الجزائرم‪.‬‬

‫● تعريف رخص االستيراد‪ :‬ىي رخصة أك تصريح تصدرىا إلى المستكرد سمطة حككمية مختصة ‪ ،‬تسمح لو‬
‫بمكجبيا بجمب كميات محددة مف بضائع كسمع محددة ال يمكف استيرادىا إال بمثؿ ىذه الرخصة‪ .‬كىي أداة‬
‫حككمية لضبط كمراقبة حركة التجارة عبر الحدكد الكطنية‪ ،‬كىي آلية لمتأكد مف السياسات التجارية كتنفيذىا في‬
‫ما يتعمؽ بمنح معاممة تفضيمية كاستيفاء متطمبات ما قبؿ المكافقة ‪ ،‬ككذلؾ متطمبات الصحة كالسالمة اإلجبارية ‪.‬‬

‫‪ ،‬فيي ستطبؽ فقط عمى المنتجات التي‬ ‫بما أف القكانيف الجديدة ستسمح بالتحكـ أفضؿ في المصاريؼ‬
‫أصبحت تثقؿ كثي ار فاتكرة االستيراد كمنيا ‪ :‬المكاد االستيالكية المصنعة كميا سكاء كانت مكاد غذائية أك غير‬
‫غذائية‪ ،‬كبالتالي فإف تدخؿ الك ازرة سيشمؿ ىذا النكع مف الكاردات بغرض التحكـ فييا‪.‬‬

‫فاتساع نشاط االستيراد أصبح يثقؿ الخزينة العمكمية‪ ،‬فقيمة المنتجات الغذائية المصنكعة كميا كالمستكردة بمغت‬
‫حكالي ‪ 15‬مميار دكالر سنكيا ‪ ،‬إلى جانب حكالي ‪ 5‬ماليير دكالر الستيراد السيارات ك ‪ 1.6‬مميار دكالر ألغذية‬
‫الحيكانات ك ‪ 600‬مميكف دكالر قيمة األدكات الكيركمنزلية ‪ ،‬كأزيد مف ‪ 600‬مميكف دكالر الستيراد مكاد التجميؿ‬
‫كغيرىا‪.‬‬

‫‪ ،‬فستمكف مف‬ ‫فيما يخص الرخص الجديدة سكاء المتعمقة بالمكاد االستيالكية أك السيارات أك بمكاد البناء‬
‫تحديد حجـ الكاردات حسب االحتياجات الكطنية ‪ ،‬قصد تجنب الكقكع في الفائض الذم يثقؿ الخزينة كيضر‬
‫اإلنتاج المحمي‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫‪ -2‬تبني معايير الكفاءة المالية‪ :‬إف تطبيؽ قكاعد الحككمة في االقتصاديات الكفؤة يؤدم بالضركرة إلى ترشيد‬
‫بي كاالقتصاد الجزائرم‪ ،‬فإف البيئة مناسبة لتفشي التبذير داخؿ المجتمعات مما‬
‫النفقات‪ ،‬لكف ؼم الدكؿ اؿعر ة‬
‫يتطمب سياسة صارمة لترشيد النفقات كالتسيير الفعاؿ الحتياطي الصرؼ‪.‬‬

‫كما شرعت الجزائر بتسطير سياسة متعمقة بالتصدير لتعكيض ما فقدتو مف إيرادات بسبب تراجع أسعار البتركؿ‬
‫( ‪)1‬‬
‫كذلؾ عف طريؽ ‪:‬‬

‫‪ ‬ضمان الجودة‪ :‬فحسب ك ازرة الصناعة كالمناجـ أف الجزائر سجمت تأخ ار كبي ار في مجاؿ التقييس ألف‬
‫‪ ℅ 10‬مف ‪ 7500‬معيار ‪ ،‬كىك ما اضعؼ المنتج‬ ‫مطابقة المنتج المحمي لممعايير الدكلية ال يتعدل‬
‫الجزائرم محميا كدكليا كترتب عنو خسارة تقارب حكالي ‪ 128‬مميار دكالر بيف ‪ 1963‬ك‪. 2013‬‬
‫‪ ‬دعم المنتج المحمي‪ :‬تستكجب عممية دعـ المنتج المحمي ظركفا اجتماعية معينة ‪ ،‬كذلؾ تتعمؽ بالقدرة‬
‫الشرائية لممستيمؾ الجزائرم حتى يتسنى لو اقتناء ىذا المنتج‪ ،‬مما دفع بالسمطات النقدية إلى عكدة‬
‫القركض االستيالكية بعد تكقفيا لمدة ‪ 5‬سنكات كذلؾ كفؽ اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تعريؼ كتكصيؼ المنتج الجزائرم‪.‬‬
‫‪ -‬كضع اآلليات المتعمقة بسياسة القركض‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد قائمة المنتجات القابمة لمدعـ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تمويل عجز الموازنة العامة بواسطة الضرائب‬

‫تعتبر الضريبة مف أىـ األدكات التي تستخدميا الدكلة الجزائرية ‪ ،‬في الحصكؿ عمى المكارد المالية التي‬
‫أىداؼ‬ ‫تضمف مف خالليا مكاجية نفقاتيا العامة‪ ،‬إضافة إلى دكر جديد يتمثؿ في ككنيا أداة تدخؿ لتحقيؽ‬
‫المجتمع كأداة لمتكجيو كالضبط االقتصادم كسياسة مف سياسات معالجة العجز في ميزانية الدكلة الجزائرية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬استخدام الضرائب المباشرة في تمويل العجز‬

‫يمكف لمدكلة أف تؤثر في العديد مف نسب الضرائب المباشرة لكي تستعمؿ حصيمتيا في تمكيؿ عجز‬

‫(‪ )1‬بكشميط ىاجر أميرة ‪ :‬إشكالية اإلنفاق العمومي في الجزائر وأزمة تراجع أسعار النفط سنة ‪ ،2014‬المجمة الجزائرية لمعكلمة كالسياسات‬
‫االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ، 2016-07‬جامعة الجزائر ‪ ، 3‬ص ص ‪.180 -178‬‬
‫‪83‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫(‪)1‬‬
‫المكازنة العامة كمف ابرز ىده الضرائب المباشرة التي يمكف لمدكلة أف تؤثر فييا ما يمي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الضرائب عمى أرباح رؤوس األموال‬

‫تعتبر مف أىـ الضرائب التي تحقؽ عكائد مالية معتبرة لخزينة الدكلة‪ ،‬كزيادة نسبتيا ليس أم ار سيال ألنيا‬
‫تمارس ضغطا كبي ار عمى األفراد إذا كاف سعرىا مرتفع ‪ ،‬لذلؾ تراعي في زيادة نسبة ىذه الضريبة الكثير مف‬
‫االعتبارات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضرائب العقارية‬

‫اإليرادات الضريبية المتأنية مف قطاع العمراف تطك ار‬ ‫مع التطكر العمراني الذم شيدتو الجزائر كانت‬
‫ممحكظا‪ ،‬لذلؾ غالبا ما تمجأ الدكلة إلى زيادات مدركسة عمى ق ذا النكع مف الضرائب مف أجؿ تفعيؿ اإليرادات‬
‫الضريبية العقارية ‪ ،‬كذلؾ باعتبار أف جبايتيا سيمة كال يشعر األفراد بعبء ىذه الضريبة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الضرائب عمى الشركات‬

‫كىي تعرؼ أيضا بالضريبة المؤجمة عمى الدخؿ بحيث تفرض ىذه الضريبة عمى إجمالي التركة أك تفرض‬
‫عمى نصيب الفرد مف التركة‪ ،‬جراء انتقاؿ رأس الماؿ مف المكركث إلى كرثتو‪ ،‬كلكف تعتبر حصيمة ىذا النكع مف‬
‫الضرائب ضعيفة بسبب عدـ ثبات حصيمتيا لذلؾ ال تعتمد عمييا الجزائر في تمكيؿ عجز مكازنتيا‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الضرائب عمى الدخل‬

‫تعمؿ الضريبة عمى الدخؿ عمى خفض مقدار الدخؿ الصافي مف العمؿ الذم يقكـ بو األفراد‪ ،‬كتعتبر‬
‫الضريبة عمى الدخؿ مف أىـ الضرائب التي تمثؿ إيرادات عالية لمكازنة الدكلة بسبب شمكليتيا لطبقة كاسعة مف‬
‫األفراد مف جية كعدـ قدرة األفراد مف التيرب مف دفعيا‪ ،‬لذلؾ تعتبر ىذه الضرائب مف أبرز المداخيؿ المالية‬
‫لمدكلة التي تساىـ بشكؿ كبير في تمكيؿ عجز المكازنة العامة‪.‬‬

‫(‪ )1‬رمزم زكي‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.233‬‬


‫‪84‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫الفرع الثاني‪ :‬استعمال الضرائب غير المباشرة في تمويل العجز‬

‫يتـ فرض الضرائب غير المباشرة عمى الماؿ بسبب استعمالو أك تداكلو‪ ،‬فالفرد عادة ال يشعر بيذا النكع‬
‫مف الضرائب ‪ ،‬ألف الضريبة ىنا مدرجة ضمف ثمف السمعة كالخدمة التي يقتنييا الفرد ‪ ،‬كمف أىـ الضرائب غير‬
‫(‪)1‬‬
‫المباشرة التي تساىـ في تمكيؿ عجز الميزانية لمدكلة ما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ضرائب اإلنتاج‬

‫يقكـ المنتجيف بنقؿ ىذه الضريبة إلى المستيمكيف ‪ ،‬باعتبار أف المنتج تفرض عميو ىذه الضريبة عندما تمر‬
‫السمعة بمرحمة اإلنتاج النيائي كبالتالي يمكف لو أف يحمميا لممستيمؾ‪ ،‬كتعتبر ىذه الضرائب مف أبرز الضرائب‬
‫‪ ،‬لذلؾ ففي الغالب تستعمؿ ىذه‬ ‫غير المباشرة كالتي تدر أمكاال كبيرة لخزينة الدكلة بسبب سيكلة جبايتيا‬
‫الضرائب في تميؿ عجز المكازنة العامة لمدكلة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضرائب الجمركية‬

‫كىي تمؾ الضرائب التي تفرض عمى عمميات التجارة الخارجية ‪ ،‬كتكتسي أىمية بارزة في تمكيؿ المكازنة‬
‫لمركنتيا كاتساع نطاقيا ‪ ،‬خصكصا كأف حركة السمع كالخدمات نشطة في مجاؿ التجارة الخارجية ‪ ،‬لذلؾ تعتبر‬
‫حصيمة ىذه الضرائب حصيمة ىامة بالنسبة لتمكيؿ عجز المكازنة العامة لمدكلة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الضريبة عمى القيمة المضافة‬

‫اإلنتاج في كؿ مرحمة مف‬ ‫تفرض الضريبة عمى القيمة المضافة عمى الزيادات التي تتحقؽ في قيمة‬
‫مراحؿ اإلنتاج كالتكزيع ‪ ،‬كتتميز الضريبة عمى القيمة المضافة بكفرة حصيمتيا كخصكصا إذا تـ االختيار الجيد‬
‫لنسبتيا كطرؽ جبايتيا كتحصيميا ‪ ،‬بحيث تتصؼ بالديمكمة اإلرادية طكاؿ العاـ دكف التقييد بفترة زمنية محددة ‪،‬‬
‫كتعتبر أخؼ كقعا عمى المكمفيف بدفعيا الندماج قيمتيا في أسعار السمع التي يقكمكف بشرائيا ‪ ،‬كبالتالي ال يشعر‬
‫بيا المكمؼ لذلؾ غالبا ما تستعمميا الدكلة لتمكيؿ العجز في مكازنتيا‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬دور السياسة الضريبية في زيادة اإليرادات الضريبية‬

‫بسبب االنخفاض الشديد في أسعار البتركؿ خاصة في ‪ ،2015‬عرفت إيرادات المحركقات انخفاضا في‬

‫(‪ )1‬رمزم زكي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.252‬‬


‫‪85‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫إيرادات الميزانية الكمية التي بمغت ‪ ℅ 59‬في ‪ ،2014‬انخفاضا إلى ‪ ℅ 46.5‬في ‪ ،2015‬ثـ إلى ‪℅ 35.3‬‬
‫في ‪ ℅ 61.7 ( 2016‬في ‪ ،) 2013‬حيث لـ تعد تغطي سكل ‪ ℅24.1‬مف نفقات الميزانية الكمية في ‪،2016‬‬
‫مقابؿ ‪ ℅ 31‬في ‪ 2015‬ك‪ ℅ 48.4‬في ‪ ℅ 61.1 ( 2014‬في ‪. ) 2013‬‬

‫فاإليرادات الضريبية بمغت ‪ 2422.9‬مميار دينار في ‪ ،2016‬مقابؿ ‪ 2354.7‬مميار دينار في ‪،2015‬‬


‫اإليرادات الضريبية‪،‬‬ ‫أم ارتفاع بنسبة ‪ ℅2.3‬مقابؿ ‪ ℅12.6‬في ‪ .2015‬نتج ىذا التباطئ النسبي في نمك‬
‫بشكؿ أساسي عف االرتفاع الضعيؼ في الضرائب عمى المداخيؿ كاألرباح (‪ 69.3‬مميار دينار) كالضرائب عمى‬
‫السمع كالخدمات (‪ 32.9‬مميار دينار)‪ ،‬كاالنخفاض في اإليرادات الجمركية (‪ 43.6-‬مميار دينار)‪.‬‬

‫نالحظ أنو في ‪ 2016‬بمغت الضرائب عمى المداخيؿ األرباح ‪ ،℅ 45.6‬بعدما كانت تمثؿ سكل ‪23.2‬‬
‫℅ مف اإليرادات الضريبة في ‪ ،2002‬أم في ارتفاع قدره ‪ 1.6‬نقطة مئكية مقارنة بسنة ‪ ،2015‬بالمقابؿ تمثؿ‬
‫‪ ،℅ 36.8‬مقابؿ ‪ ℅35‬في ‪ ،2015‬عمما أنيا بمغت ‪ ℅ 46.3‬في‬ ‫نسبة الضريبة عمى السمع كالخدمات‬
‫‪.2002‬‬

‫كسجمت نسبة الحقكؽ الجمركية تراجعا ب ‪ 2.3‬نقطة إلى ‪ ℅ 17.6‬في ‪ ،2016‬مقابؿ ‪ ℅ 26.6‬في‬
‫‪.2002‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)12‬تطور ىيكل اإليرادات الضريبية خارج المحروقات‬


‫( بالنسب المئكية )‬
‫‪2016 2015 2014 2013 2012 2007 2002‬‬ ‫السنوات‬
‫‪45.6‬‬ ‫‪43.9‬‬ ‫‪42.1‬‬ ‫‪40.5‬‬ ‫‪45.2‬‬ ‫‪33.7‬‬ ‫‪23.2‬‬ ‫الضرائب عمى المداخيل و األرباح‬
‫‪36.8‬‬ ‫‪35.0‬‬ ‫‪36.7‬‬ ‫‪36.5‬‬ ‫‪34.2‬‬ ‫‪45.3‬‬ ‫‪46.3‬‬ ‫الضرائب عمى السمع و الخدمات‬

‫‪17.6‬‬ ‫‪17.5‬‬ ‫‪17.7‬‬ ‫‪19.9‬‬ ‫‪17.7‬‬ ‫‪17.4‬‬ ‫‪26.6‬‬ ‫الحقوق الجمركية‬


‫المصدر‪ :‬مف إعداد الطمبة بناء عمى التقرير السنكم ‪ 2016‬لبنؾ الجزائر‪.‬‬

‫مف خالؿ قذا الجدكؿ يتبيف لنا تطكر ىيكؿ الضرائب عمى المداخيؿ كاألرباح كىيكؿ الضرائب عمى السمع‬
‫كالخدمات‪ ،‬نقائص في تحصيؿ الضريبة المباشرة خارج األجكر كالضريبة غير المباشرة عمى األنشطة الداخمية‪.‬‬

‫بالفعؿ كعمى الرغـ مف أف سنتي ‪ 2015‬ك‪ 2016‬ال تؤكداف التكجيات القكية التي لكحظت خالؿ الفترة ما‬
‫بيف ‪ ،2014-2002‬أم ارتفاع ( أكال) كزف الضرائب عمى األجكر في الضرائب المباشرة تزامنا مع انخفاض‬
‫‪86‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫كزف الضرائب عمى أرباح الشراكات‪ ،‬ك ( ثانيا ) فيما يخص حصة الضريبة عمى القيمة المضافة كاالقتطاعات‬
‫أف تطكر‬ ‫مف الكاردات تزامنا مع انخفاض كزف الضريبة عمى القيمة المضافة عمى النشاطات الداخمية‪ ،‬إال‬
‫ىيكؿ الضرائب المباشرة كغير المباشرة يتعارض بقكة مع التكجو نحك االرتفاع‪:‬‬

‫‪ ‬فيما يخص حصة صافي فكائض االستغالؿ في القيمة المضافة الصافية الخاصة بالنشاطات‬
‫االقتصادية خارج المحركقات كالفالحة‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫‪ ‬كفيما يخص القيمة المضافة في االقتصاد الحقيقي‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)13‬تطور ىيكل الضرائب عمى المداخيل واألرباح‬

‫( بالنسب المئكية )‬

‫‪2016 2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013 2012 2007‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫الضرائب عمى المداخيل واألرباح‬
‫‪57.1‬‬ ‫‪57.7‬‬ ‫‪60.4‬‬ ‫‪60.1‬‬ ‫‪64.1‬‬ ‫‪48.4‬‬ ‫‪47‬‬ ‫الضرائب عمى األجور‬
‫‪42.9‬‬ ‫‪42.3‬‬ ‫‪39.6‬‬ ‫‪39.9‬‬ ‫‪35.9‬‬ ‫‪51.6‬‬ ‫‪53‬‬ ‫ضرائب أخرى‬
‫المصدر مف إعداد الطمبة بناء عمى التقرير السنكم ‪ 2016‬لبنؾ الجزائر‪.‬‬

‫(‪ )1‬التقرير السنكم لبنؾ الجزائر ‪ :2016‬التطور االقتصادي والنقدي لمجزائر‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2017‬ص ص‪.71-70‬‬

‫‪87‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫الجدول رقم (‪ :)14‬تطور ىيكل الضرائب عمى السمع والخدمات‬

‫( بالنسب المئكية )‬

‫‪2016 2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013 2012 2007 2002‬‬ ‫الضرائب عمى السمع والخدمات‬
‫رسم عمى القيمة المضافة‬
‫‪53.4‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪57.2‬‬ ‫‪59.7‬‬ ‫‪57.9‬‬ ‫‪49.5‬‬ ‫‪35.4‬‬
‫واالقتطاعات عمى الواردات‬
‫رسم عمى القيمة المضافة‬
‫‪39.2‬‬ ‫‪39.6‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪37.2‬‬ ‫‪39.3‬‬ ‫‪48.6‬‬ ‫‪45.2‬‬
‫واالقتطاعات عمى األنشطة الداخمية‬
‫رسم عمى القيمة المضافة عمى‬
‫‪0.0‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪4.4‬‬
‫المواد البترولية‬
‫‪6.0‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪14.5‬‬ ‫اقتطاعات عمى المواد البترولية‬
‫المصدر‪ :‬مف إعداد الطمبة بناءا عمى التقرير السنكم ‪ 2016‬لبؾ الجزائر‪.‬‬

‫عرفت االقتطاعات كالضريبة عمى القيمة المضافة عمى المنتجات البتركلية في الضريبة غير المباشرة‬
‫انخفاضا متكاصال بمغت مستكيات شبو معدكمة في السنكات األخيرة‪ ،‬كفي ‪ 2016‬أدت اإلجراءات الخاصة برفع‬
‫بعض رسكـ المحركقات إلى رفع ىده الحصة إلى ‪ ℅ 6‬مف الضرائب غير المباشرة‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬تمويل عجز الموازنة العامة بواسطة اإلصدار النقدي‬

‫يعتبر اإلصدار النقدم الجديد كأسمكب لتمكيؿ عجز المكازنة العامة لمدكلة ‪ ،‬كذلؾ عف طريؽ خمؽ كمية‬
‫جديدة مف النقكد بدكف تغطية ‪ ،‬فيذه السياسة التي تعد تمكيال بالعجز أك تمكيال تضخميا ىي زيادة تستيدؼ بيا‬
‫الدكلة تمكيؿ الزيادة في اإلنفاؽ الحككمي ‪ ،‬ألنو يترتب عمى إصدار النقكد الجديدة غير المغطاة ارتفاعا في‬
‫اإلنتاجي‪ ،‬كنظ ار لما ليذه الطريقة مف آثار‬ ‫األسعار‪ ،‬كىذه الضغكط تفاكتت قكتيا عمى حسب مركنة الجياز‬
‫ؼف الدكؿ ناد ار ما تمجأ إلى عممية تمكيؿ عجز المكازنة العامة‪.‬‬
‫سمبية عمى االقتصاد الكطني إ‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف اإلصدار النقدي‬

‫«ىك خمؽ كمية مف كسائؿ الدفع المتداكلة خالؿ فترة زمنية معينة ‪ ،‬كىذا يمثؿ خمؽ النقكد التي تشمؿ كال‬
‫مف النقكد الداخمية المتمثمة في ‪ :‬النقكد المصرفية كالتسييالت االئتمانية كالنقكد الخارجية ككحدات‬

‫‪88‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫(‪)1‬‬
‫النقكد القانكنية »‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبررات اإلصدار النقدي الجديد‬

‫غالبا ما تككف عممية اإلصدار النقدم الجديد أم ار متعمدا كأحد كسائؿ السياسات االقتصادية لتحقيؽ آثار‬
‫تكسعية عمى االقتصاد‪ ،‬مف أجؿ حثو عمى النمك كتحقيؽ التشغيؿ الكامؿ ‪ .‬فاليدؼ مف ىذا التمكيؿ ىك التعكيض‬
‫إنتاجي معطؿ ‪ ،‬فارتفاع الطمب الكمي يؤدم في ىذه الحالة إلى‬ ‫عف النقص الفعمي الكمي بسبب كجكد جياز‬
‫ارتفاع حجـ التشغيؿ كاإلنتاج الكمي كالى رفع مستكل التشغيؿ نظ ار لمركنة الجياز اإلنتاجي‪.‬‬

‫فاإلصدار النقدم الجديد يعتبر الممجأ األخير التي تمجأ إليو الدكلة مف أجؿ تمكيؿ عجز المكازنة العامة ‪،‬‬
‫إمكانية‬ ‫اإلصدار النقدم حتى مع كجكد‬ ‫كاف كاف ىناؾ بعض االقتصادييف يركف إمكانية االعتماد عمى‬
‫القتراض مف القطاع الخاص ‪ ،‬كذلؾ إذا كاف ىذا االقتراض سيؤدم إلى ارتفاع سعر الفائدة ‪ ،‬كمنو التأثير عمى‬
‫مستكل االستثمار‪ .‬أما الدكؿ النامية فال يمكف ليا أف تمجأ لإلصدار النقدم الجديد ‪ ،‬إال إف كاف مكجيا لالستثمار‬
‫أك أف يستعمؿ بكميات صغيرة لكي ال تنجر عميو أثار تضخمية كخيمة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اآلثار الناجمة عن التمويل باإلصدار النقدي‬

‫يعرؼ التمكيؿ التضخمي بأنو سداد العجز في المكازنة بالكسائؿ النقدية أم بإصدار نقدم جديد أك خمؽ‬
‫كمية جديدة مف النقكد الكتابية ( نقكد الكدائع ) ‪ ،‬كذلؾ مف أجؿ تغطية الفرؽ بيف النفقات العامة كاإليرادات‬
‫العامة كىذه الزيادة في العرض النقدم ‪ ،‬ال تتناسب مع حصيمة الناتج المحمي اإلجمالي مما يدفع المستكل العاـ‬
‫لإلرادات‪ ،‬كبالتالي حدكث التضخـ كفيما يمي أىـ اآلثار المترتبة عف التمكيؿ التضخمي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إعادة توزيع الدخل لصالح الطبقة الغنية عمى حساب الطبقة الفقيرة والمتوسطة‬

‫حيث يؤدم ىذا االرتفاع في المستكل العاـ لألسعار إلى ارتفاع مداخيؿ أصحاب رؤكس األمكاؿ محققيف‬
‫أرباح‪ ،‬كبالمقابؿ تتدىكر المداخيؿ الحقيقية ألصحاب الدخؿ الثابت كاألجكر ‪ ،‬مف جراء ىذا االرتفاع المستمر في‬
‫( ‪)2‬‬
‫األسعار تتدنى مستكياتيـ المعيشية‪.‬‬

‫(‪ )1‬التقرير السنكم لبنؾ الجزائر ‪ :2016‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص‪.73 ،72‬‬
‫(‪ )2‬عادؿ أحمد حشيش‪ :‬أصول الفن المالي لالقتصاد العام‪ ،‬ص ‪.190‬‬

‫‪89‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫ثانيا ‪ :‬إحداث تفاوت في توزيع الثروة القومية‬

‫إف عجز المكازنة يؤدم مف خالؿ التضخـ إلى إحداث تفاكت في تكزيع الثركات حيث أف أصحاب‬
‫الثركات كالمدخرات المالية كالنقدية خسارتيـ مؤكدة بسبب تدىكر القكة الشرائية لمنقكد مما يؤدم إلى تناقص‬
‫القيمة الحقيقية لممدخرات كالثركات أما مف جسد ثركاتو في شكؿ مادم فإف ربحو مؤكدا حيث أف ىذا النكع مف‬
‫الثركات يرتفع مع ارتفاع المستكل العاـ لألسعار‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تدىور قيمة العممة‬

‫تؤدم زيادة كمية النقكد المتداكلة إلى تدىكر قيمتيا كقد يترتب عمى ذلؾ ارتفاع األسعار لدرجة غير معقكلة‬
‫كيككف ىذا االرتفاع مصحكبا بعدـ الثبات في االئتماف‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التأثير عمى ميزان المدفوعات بسبب التضخم‬

‫إف ارتفاع المستكل العاـ لألسعار يؤدم إلى ارتفاع التكاليؼ بالنسبة لمقطاعات التي تعمؿ في مجاؿ‬
‫التصدير‪ ،‬كىذا ما يدفع إلى ارتفاع األسعار النيائية ليذه المنتجات كتتدىكر قيمتيا في السكؽ العالمي كبالتالي‬
‫تنخفض حصيمة الصادرات ‪ ،‬كمف الجانب اآلخر ترتفع الكاردات بسبب التضخـ فتصبح أسعار السمع المستكردة‬
‫تنافس أسعار السمع المحمية ‪ ،‬كبالتالي حدكث عجز في ميزاف المدفكعات‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬تدىور سعر صرف العممة المحمية‬

‫يقصد بو مبادلة كحدة النقد الكطني مع العمالت األجنبية ‪ ،‬كحيث يتدىكر سعر الصرؼ ينتج عنو ارتفاع‬
‫أسعار الكاردات المقكمة بالنقد الكطني ‪ ،‬كبالتالي ارتفاع أسعار السمع االستيالكية كالسمع الكسيطة كالسمع‬
‫اإلنتاجية المستكردة المكجية لتنفيذ البرامج االستثمارية ‪ ،‬كفي ظؿ ىذه الحالة ينخفض المستكل المعيشي‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬تفاقم عجز الموازنة‬

‫‪ ،‬كذلؾ مف جراء عدـ استجابة‬ ‫إف تمكيؿ العجز المكازني بكاسطة التضخـ يزيد مف تعقيد مشكؿ العجز‬
‫الحصيمة الضريبية لمزيادة في المستكل العاـ لألسعار ‪ ،‬فيدخؿ االقتصاد في حمقة مفرغة كؿ عامؿ فييا ىك‬

‫‪90‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫(‪)1‬‬
‫النتيجة كالسبب في آف كاحد‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور الجباية في تغطية عجز الموازنة العامة في الجزائر‬

‫لقد عرفت الجزائر كباقي الدكؿ تغيرات ك إصالحات جذرية بإتباعيا لسياسة الخكصصة‬
‫كالبحث عمى أحسف الطرؽ لتحقيؽ التنمية االقتصادية ك إعادة االعتبار لمقطاع الجبائي باعتباره‬
‫الممكؿ الرئيسي لمخزينة العمكمية‪ ،‬فكاف عمى الجزائر تبني سياسة جبائية تتماشى مع متطمبات‬
‫السكؽ ك مكاكبة التكنكلكجيا العالمية‪ ،‬مف خالؿ دراستنا ىده سنتطرؽ إلى الجباية ك اإلصالح‬
‫الجبائي في الجزائر‪ ،‬حدكد الجباية في تغطية العجز باإلضافة إلى فعالية الجباية البتركلية كالجباية‬
‫العادية في تمكيؿ الميزانية العامة‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬الجباية واإلصالح الجبائي في الجزائر‬

‫تعتبر الجباية مف أىـ مكاضيع عمـ المالية العامة‪ ،‬حيث مرت الجباية بعدة مراحؿ حيث كانت في بداية‬
‫األمر اختيارية‪ ،‬ثـ تحكلت إلى رسكـ مقابؿ خدمات ثـ تطكر مفيكميا كىدفيا كأصبحت أداة لتحقيؽ أىداؼ‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ماىية الجباية‬

‫أوال‪ :‬مفيوم الجباية‬

‫نرل الجباية عمى أنيا ‪« :‬مجمكع االقتطاعات اإلجبارية المفركضة مف طرؼ الدكلة كالتي تضـ الضرائب‬
‫(‪)2‬‬
‫كالرسكـ»‪.‬‬

‫كيمكننا أف نعرؼ كؿ مف الضرائب كالرسكـ كما يمي ‪:‬‬

‫‪ ‬الضرائب‪ :‬ىي اقتطاع مبمغ نقدم بشكؿ إجبارم يدفعو الممكؿ لمدكلة كبدكف حصكلو عمى مقابؿ‬

‫(‪ )1‬حمدم بف محمد صالح ‪ :‬توازن الموازنة العامة دراسة مقارنة بين االقتصاد اإلسالمي والوضعي‪ ،‬دار النفائس لمنشر كالتكزيع‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫ط ‪ ،2013 ،1‬ص ص ‪.158-156‬‬
‫(‪ )2‬حمدم بف محمد صالح‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪91‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫( ‪)1‬‬
‫خاص مباشر‪ ،‬لتحقيؽ نفع عاـ يتماشى مع أىداؼ الدكلة كيسيـ في تحقيقيا‪.‬‬

‫‪ ‬الرسوم‪ :‬ىي فريضة مالية يؤدييا الفرد جب ار لمدكلة مقابؿ انتفاعو بخدمة معينة ‪ ،‬يترتب عمييا نفع خاص‬
‫( ‪)2‬‬
‫إلى جانب النفع العاـ الناشئ عف أداة ىذه الخدمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أىداف الجباية‬


‫(‪)3‬‬
‫تتمثؿ أىداؼ الجباية فيما يمي‪:‬‬
‫‪ ،‬كيتضمف دائما حاجة الدكلة إلى‬ ‫‪ -1‬األىداف المالية ‪ :‬كتعتبر مف أىـ األىداؼ األساسية كالرئيسية لمدكلة‬
‫تكفير أكبر حصيمة مف الضرائب لتغطية النفقات العامة كتطكير القطاعات المختمفة ‪.‬‬
‫‪ -2‬األىداف االجتماعية‪ :‬كمنيا‪:‬‬
‫‪ ‬إعادة تكزيع الدخؿ بيف أفراد المجتمع‪ :‬أم عدـ تمركز الثركات في أيدم عدد قميؿ مف أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيـ النسؿ كىذا يتمركز في المجتمعات التي تعاني األزمة السكانية بحيث يتـ فرض ضريبة لكؿ‬
‫طفؿ يكلد بعد عدد معيف مف األطفاؿ عمى مستكل المكمؼ الكاحد‪.‬‬
‫‪ ‬إيجاد الحمكؿ الممكنة لكثير مف الظكاىر االجتماعية كالعادات السيئة‪ :‬أم ىناؾ الكثير مف الظكاىر‬
‫االجتماعية السيئة الساندة في المجتمع كالتي يجب أف تفرض عمييا ضرائب مرتفعة بقصد التخمص‬
‫الجزئي كالكمي منيا مثؿ‪ :‬الخمر السجائر كغيرىا‪.‬‬

‫‪ -3‬األىداف االقتصادية‪ :‬كتتمثؿ فيما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬العمؿ عمى حماية الصناعات الكطنية كتشجيعيا عمى التطكر كالتقدـ‪.‬‬


‫‪ ‬الكصكؿ إلى حالة االستقرار االقتصادم ‪.‬‬
‫‪ ‬التشجيع االستثمارم لممشاريع االقتصادية المختمفة ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع الجباية‬

‫‪.‬‬ ‫تعتمد الدكلة لتمكيؿ ميزانيتيا العامة عمى نكعيف مف الجباية ىما الجباية العادية كالجباية البتركلية‬

‫(‪ )1‬محمد عباس محرزم‪ :‬اقتصاديات الجباية والضرائب‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ :‬دار ىكمة لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.217‬‬
‫(‪ )2‬فميح حسف خمؼ ‪ :‬المالية العامة ‪ ،‬الطبعة األكلى‪ ،‬عالـ الكتاب الحديث لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف‪ ،2008 ،‬ص ص ‪.217-170‬‬
‫(‪ )3‬إبراىيـ عمي عبد اهلل كأنكر العجارمة ‪ :‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬دار صفاء لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف بدكف سنة نشر‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪92‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫أ ‪ -‬الجباية العادية‪ :‬يمكف تعريؼ الجباية العادية مف أنيا تمؾ اإلجراءات التي تحصؿ عمييا الدكلة سنكيا‬
‫(‪)1‬‬
‫بصكرة دكرية كالضرائب كالرسكـ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬الجباية البترولية ‪ :‬يمكف تعريؼ الجباية البتركلية عمى أنيا ‪ :‬إف الضرائب البتركلية تدفع عمى أساس أنيا‬
‫مقابؿ الترخيص مف قبؿ الدكلة الستغالؿ باطف األرضي التي ىي ممؾ لمدكلة ‪.‬‬

‫كيمكف تقسيـ الضرائب البتركلية إلى‪:‬‬

‫‪ ‬الضرائب المفروضة في مرحمة البحث ‪ :‬تفرض عمى الشركات مف أجؿ السماح ليا مف االستفادة مف‬
‫رقعة لمتنقيب فييا‪ ،‬كنميز ضريبتيف‪ :‬ضريبة حؽ الدخكؿ ضريبة حؽ اإليجار‪.‬‬
‫‪ ‬الضرائب المفروضة في مرحمة االستغالل ‪ :‬كنجد الضرائب التالية ‪ :‬ضريبة حؽ الدخكؿ في اإلنتاج‬
‫(‪)2‬‬
‫اإلتاكة الضريبية عمى الدخؿ حؽ اإليجار في مرحمة االستغالؿ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬النظام الجبائي واصالحو‬

‫‪ ،‬التي تمكف مف االستقطاع الضريبي في مراحمو‬ ‫النظاـ الضريبي ىك مجمكعة القكاعد الفنية كالقانكنية‬
‫( ‪)3‬‬
‫المتتالية مف التشريع إلى الربط كالتحصيؿ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف اإلصالح الضريبي‬

‫يمكف تعريؼ اإلصالح الضريبي عمى أنو ‪« :‬مجمكع التغيرات المتعمقة بالضرائب الحككمية كالمحمية بيدؼ‬
‫تحسينيا‪ ،‬كال يغني اإلصالح بأم حاؿ مف األحكاؿ مجرد إدخاؿ تعديالت عمى النظاـ الضريبي‪ ،‬فيك خالصة‬
‫(‪)4‬‬
‫مسار معقد مف العمميات كاإلجراءات يتـ التخطيط ليا ك تنفيذىا عبر فترة زمنية طكيمة»‪.‬‬

‫(‪ )1‬ياسر صالح الفريجات‪ :‬المحاسبة في عمم الضرائب‪ ،‬الطبعة األكلى‪ ،‬دار المناىج لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف ‪ ،2009 ،‬ص ‪.19-18‬‬
‫(‪ )2‬مجدم محمد شياب‪ :‬اإلقتصاد المالي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1999 ،‬ص ‪.117‬‬
‫(‪ )3‬سمير بف عمكر ‪ :‬إشكالية إحالل الجباية العادية محل الجباية البترولية لتمويل ميزانية الدولة‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة ماجستير‪ ،‬تخصص‬
‫إدارة أعماؿ‪ ،‬جامعة سعد‪ ،‬حمب البميدة‪ ،‬فيفرم ‪ ،2006‬ص ص ‪.63-60‬‬
‫(‪)4‬‬
‫سعيد عبد العزيز عثماف كشكرم رجب العشماكم ‪ :‬النظم الضريبية‪ ،‬مكتبة كمطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬بدكف سنة النشر‪،‬‬
‫ص‪.13‬‬
‫‪93‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫ثانيا‪ :‬مراحل اإلصالح الضريبي‬

‫يتـ تطبيؽ اإلصالح الضريبي في أم بمد مف البمداف ‪ ،‬باحتراـ مجمكعة مف الخطكات كاإلجراءات الممكف‬
‫(‪)1‬‬
‫تقييميا في مجمكعة مف المراحؿ عمى النحك التالي‪:‬‬

‫ب‬
‫‪ -1‬القيام بالتشخيص الضريبي‪ :‬ك ىذا ػ‪:‬‬

‫‪ -‬تحميؿ الكضعية القائمة عمى اإلصالحات ‪.‬‬

‫‪ -‬تحميؿ اإلمكانيات كالقدرات الضريبة مف خالؿ ‪:‬‬

‫‪ ‬تقدير ىكامش الربح الحقيقة بالنسبة لكؿ قطاع ك ىذا بالتميز بيف مختمؼ األعكاف المككنة لكؿ قطاع ‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد الضغط الضريبي الحالي‪.‬‬
‫‪ ‬تقدير العالقة بيف الضغط الضريبي الحالي كالضغط المكجكد أخذا بعيف االعتبار األىمية النسبية‬
‫لميكامش تنافسية القطاع ك مساىمتو في الناتج المحمي الخاـ ‪.‬‬
‫‪ ‬تقييـ مدل قدرة الدكلة عمى ضماف التحصيؿ الضريبي المستيدؼ‪.‬‬
‫ب‬
‫‪ -2‬اقتراح اإلصالح الضريبي‪ :‬كيككف ذلؾ ػ‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد التدابير القابمة لمتنفيذ ك ال بد أف تككف ىذه التدابير كاضحة كقابمة لمتنفيذ ‪.‬‬
‫‪ ‬كضع قيد التنفيذ كحدة لمسياسة الضريبية‪ ،‬بحيث تككف اإلصالحات الضريبة متكافقة مع البرامج أك‬
‫المخطط الشفكم لمبالد‪ ،‬كىذا الضماف انسجاـ األىداؼ االقتصادية كالكطنية‪ ،‬كليذا ال بد مف تككيف‬
‫مجمكعة (فريؽ أشخاص) مكمفيف بإعداد السياسة الضريبية لمبالد ‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة اإلدارة الضريبية لمكقكؼ عمى مكامف الخمؿ فييا‪.‬‬

‫‪ -3‬تطبيق اإلصالح الضريبي‪ :‬كىذا عف طريؽ‪:‬‬

‫‪ ‬إقرار كاعتماد التدابير المقترحة‬


‫‪ ‬نشر كاعالف أثار اإلصالح‬
‫‪ ‬تككيف المكارد البشرية المعينة بالتطبيؽ ‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد المجيد قدم‪ :‬دراسات في عمم الضرائب‪ ،‬الطبعة األكلى‪ ،‬دار جرير لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف ‪ ،2011 ،‬ص‪.249‬‬

‫‪94‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫المطمب الثاني‪ :‬حدود الجباية في تغطية العجز‬

‫رغـ الدكر المميز الذم اكسبو الجباية ككسيمة مالية تستخدميا الدكلة لمتأثير في الحيمة المالية كاالقتصادية‬
‫كاالجتماعية‪ ،‬إال أنو يكاجو صعكبات قد تككف عائؽ أماـ سياسات الدكلة ‪ ،‬كتمكف ىذه الصعكبات في عامميف‬
‫أساسييف ىما عامؿ اإلنفاؽ كعامؿ اإلدارة‪.‬‬

‫ذكره‪ ،‬كذلؾ بالتطرؼ إلى صعكبات التحكـ في اإلنفاؽ أك عراقيؿ‬ ‫كمف ىذا سكؼ نحاكؿ تبيف ما سبؽ‬
‫السيطرة عمى اإلنفاؽ في الفرع األكؿ ‪ ،‬ككذلؾ ما يجب مراعاتو مف أجؿ الكصكؿ إلى إدارة جبائية فعالة‪ ،‬تتماشى‬
‫مع متطمبات المرحمة الراىنة كذلؾ في الفرع الثاني ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬صعوبات التحكم في اإلنفاق‬

‫تعمؿ الدكلة عمى الضغط في حجـ النفقات ككسيمة كلك مؤقتا‪ ،‬حتى تتمكف مف العمؿ عمى جعؿ اإليرادات‬
‫كافية لتغطية أكجو اإلنفاؽ العامة لمدكلة ‪ ،‬نظ ار لتعدد ىذه األخيرة كتزايدىا كفي حالة حدكث عجز في الميزانية ‪،‬‬
‫يرجع ذلؾ إلى ظاىرة الزيادة في اإلنفاؽ العاـ ‪ ،‬مما يؤدم بالدكلة إلى التحكـ في ضبطيا ككضع جدكؿ ليا ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ظاىرة زيادة النفقات العام ة‬

‫عبر االقتصادم األلماني "أكدلؼ فانجر" عف ظاىرة ازدياد النفقات العامة بقانكنو المصرفي ‪ ،‬الذم أثبت أف‬
‫كؿ األمـ السائرة في طريؽ التطكر يزداد نشاطيا المالي الع ا ـ ازديادا مضط ار مف حيث الكـ كالكيؼ بنسبة أكبر‬
‫مف نسبة تعداد السكاف ‪ ،‬بحيث يؤدم ذلؾ إلى زيادة مطردة في نسبة اإلنفاؽ العاـ إلى الدخؿ القكمي بسبب‬
‫التقدـ الصناعي كما رافقو مف ارتفاع مستكل المعيشة ‪ ،‬كزيادة الحاجات العامة التي تسعى الدكلة إتباعيا (‪،)1‬كمنو‬
‫يمكف تميز الزيادة في النفقات العامة بيف أسباب ظاىرة كأسباب حقيقية ‪.‬‬

‫‪ -1‬األسباب الظاىرية‪:‬‬

‫يمكف إرجاعيا إلى األسباب التالية ‪:‬‬

‫(‪ )1‬عبد المجيد قدم‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص ‪.254 ،253‬‬
‫‪95‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫أ‪ .‬رفع الدعم‪ :‬إف إجراء عممية رفع الدعـ عمى األسعار بغية تحريرىا تؤدم إلى رفع مستكل األسعار لمسمع‬
‫كالخدمات كخاصة االستيالكية ‪ ،‬كنظ ار لما يترتب عمى ىذا اإلجراء مف اختالالت اجتماعية تعمد‬
‫الدكلة عمى التكفؿ بالطبقات االجتماعية ذات الدخؿ الضعيؼ ‪.‬‬
‫ب‪ .‬زيادة النمو الديموغرافي‪ :‬إف ىذه المشكمة تتفاقـ في الدكؿ النامية التي يزداد سكانيا بشكؿ مستمر‬
‫كالزيادة السكانية تغير الزيادة في النفقات العامة‪ ،‬ألف الدكلة عمييا أف تمبي احتياجات مكاطنييا مف‬
‫(‪)1‬‬
‫أمف‪ ،‬تنمية‪ ،‬ك تعميـ ‪...‬الخ‪.‬‬
‫ج‪ .‬انخفاض القيمة الحقيقية لمنقود ‪ :‬كيعبر عف ىذه القيمة بكمية السمع كالخدمات التي تستطيع الحصكؿ‬
‫عمييا بكحدة النقد الكاحد كىك ما يعرؼ أيضا بالقكة الشرائية لمنقكد‪ ،‬كالتي تعني الزيادة في المبالغ‬
‫المخصصة لإلنفاؽ العاـ إذف ىناؾ عالقة ما بيف قيمة النقكد كالنفقات العامة ‪.‬‬
‫د‪ .‬اختالف طرق الحسابات القومية ‪ :‬كجب إدراج جميع اإليرادات كالنفقات في كثيقة كاحدة‪ ،‬باستخداـ ما‬
‫يطمؽ عميو بطريقة المكازنة اإلجمالية‪ ،‬كفي بعض الدكؿ تدخؿ ىناؾ بعض البنكد الجديدة لإليرادات‬
‫(‪)2‬‬
‫كالنفقات دكف أف يتغير الحجـ الحقيقي لإلنفاؽ العاـ‪.‬‬

‫‪ -2‬األسباب الحقيقية‪ :‬تتمثؿ فيما يمي‪:‬‬

‫أ‪ .‬أسباب اقتصادية‪ :‬كتقؼ كراء ظاىرة ازدياد اإلنفاؽ العاـ في المجتمعات الحديثة أىميا ‪:‬‬
‫‪ ‬تطكر الدخؿ القكمي‪.‬‬
‫‪ ‬تطكر دكر دكلة مع تطكر الفكر السياسي االقتصادم‪.‬‬
‫ب‪ .‬أسباب عسكرية‪ :‬إذف كثرة الحركب تؤدم إلى تخصيص جزء كبير مف بنكد المكازنة العامة لإلنفاؽ‪،‬‬
‫ككما أف التكترات الحدكدية كالصراعات بيف الدكؿ تزيد مف النفقات العامة كليا أسباب كنتائج سياسية‬
‫كاقتصادية كاستراتيجية‪.‬‬
‫ج‪ .‬أسباب إدارية‪ :‬إف تعدد كظائؼ الدكلة خمؽ العديد مف الك ازرات كاإلدارات لمقياـ بيذه المياـ يؤدم إلى‬
‫الزيادة في حجـ النفقات العامة لمدكلة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬قحطاف السكقي‪ :‬واالقتصادي المالية العامة‪ ،‬دار الطالب لمدراسات كالترجمة كالنشر ‪ ،1989 ،‬ص ‪.314‬‬
‫(‪ )2‬طارؽ الحاج‪ :‬المالية العامة‪ ،‬الطبعة األكلى‪ ،‬دار الصفاء لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪96‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫د‪ .‬أسباب سياسية‪ :‬يمكف إرجاع الزيادة في النفقات العامة إلى تطكر الفمسفة السياسية سكاء في الداخؿ أك‬
‫نتيجة انتشار المبادئ الديمقراطية كنمك مسؤكلية الدكلة ‪ ،‬أك في الخارج نتيجة شعكر الدكلة بكاجب‬
‫( ‪)1‬‬
‫التضامف الدكلي‪.‬‬
‫ق‪ .‬أسباب اجتماعية ‪ :‬إف تعدد االجتماعية كتجددىا ككجكد التبايف الطبقي بيف الفئات االجتماعية ‪ ،‬أكجب‬
‫عمى الدكلة التكفؿ بالمتطمبات االجتماعية لمفئات داخؿ مدخؿ الضعؼ ‪.‬‬
‫ك‪ .‬أسباب مالية‪ :‬إف لجكء الدكلة إلى القركض كاإلصدار النقدم لتغطية عجز ميزانيتيا يساىـ بشكؿ كبير‬
‫في زيادة حجـ اإلنفاؽ‪ ،‬فالقركض كلد قدرة شرائية كبيرة في صفكؼ األفراد‪ ،‬ك اإلصدار النقدم يكلد كتمة‬
‫نقدية زائدة ال تجدليا مقابؿ في السكؽ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلدارة الجبائية الفعالة‬

‫‪ ،‬يجب بطبيعة الحاؿ أف تتكفر لدل‬ ‫لكي يستطيع الجباية أف تؤدم أىدافيا كخاصة اليدؼ التمكيمي‬
‫اإلدارة كاؿ اإلمكانيات الضركرية ‪ ،‬كأف تكفر أفضؿ الطرؽ كأحسف األساليب سكاء في الربط كالتحصيؿ ‪ ،‬لكف‬
‫اإلدارة الجبائية تعاني مف التسبب كالالمباالة ‪ ،‬باإلضافة إلى النقص الفادح في اإلمكانيات المادية الضركرية‪.‬‬
‫كلقد فرضت عمى اإلدارة الجبائية أف تأخذ المكانة الرائدة كالمنكطة بيا في االقتصاد ‪ ،‬كذلؾ بتحسيف إمكانياتيا‬
‫(‪)2‬‬
‫ككسائميا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الوسائل البشرية‬

‫أدت الحاجات المتزايدة لمدكلة إلى تزايد في حجـ إيراداتيا مما أصبح مف الضركرم تطكر النظاـ الجبائي‬
‫‪ ،‬ككذا إخضاع عدد أكبر مف األنشطة كالقطاعات‬ ‫كاقتباس فنكف ضريبة متقدمة كادخاؿ ضرائب جديدة‬
‫لالقتطاعات الجبائية ‪ ،‬كالكفاءة ليست كحدىا التي تمثؿ الضعؼ الذم تعاني منو اإلدارة الجبائية كانما لمجانب‬
‫الكمي دكره في ذلؾ‪ ،‬كىذا مقارنة بعدد المفتشيات كالمديريات المكجكدة بالعدد اليائؿ مف األنشطة الممارسة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوسائل المادية‬

‫(‪ )1‬حسيف مصطفى حسيف ‪ :‬المالية العامة‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،1995 ،‬ص ‪.24‬‬
‫(‪ )2‬لجمط محمد‪ :‬دور الجباية في تغطية عجز الميزانية العامة لمدولة وتنمية لالقتصاد الوطني‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماستر‪ ،‬المركز الجامعي‬
‫بالمدرسة‪ ،‬دفعة ‪ ،2007‬ص ‪.59‬‬

‫‪97‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫مف البدييي أف تكفر جياز إدارم قادر عمى القياـ بميامو عمى أحسف كجو يفرض إضافة إلى تحسيف‬
‫اإلمكانيات البشرية تكفير الكسائؿ المادية ‪ ،‬حيث أف السير العادم لممصالح الجبائية عمى كؿ المستكيات يحتـ‬
‫التغير يزكد التدعيـ بالكسائؿ ‪ ،‬فإف تسيير مرافؽ كمصالح اإلدارة الجبائية يتطمب كسائؿ حديثة تؤدم إلى رفع‬
‫مستكل الخدمات‪ ،‬كىذا ما نالحظو في مختمؼ المصالح الجبائية في بالدنا كالمتمثمة في ‪:‬‬

‫‪ .1‬وسائل النقل‪ :‬تتطمب طبيعة العمؿ لممصالح الجبائية الحركة الدائمة‪ ،‬لذلؾ يكجد بالضركرة تكفير كسيمة‬
‫لمنقؿ خاصة إذا تعمؽ األمر بمكاف بعيد عف المصالح الجبائية ‪ ،‬كلكف لألسؼ تبقى اإلدارة الجبائية األقؿ‬
‫تجيي از بكسائؿ النقؿ اآلزمة إلكماؿ مياميا ‪ ،‬كىذا يعجز ألكاف الضرائب ألداء مفاىيـ نظ ار لمنقص الكبير‬
‫لكسائؿ النقؿ‪ .‬كىذه النقائص تؤثر سمبا في كثير مف المرات عمى إمكانية إجراء حمالت الرقابة ألنشطة‬
‫تتكاجد في مناطؽ معزكلة‪.‬‬
‫الرىاف؛ أم غير كافية كؿ‬ ‫‪ .2‬المقررات اإلدارية ‪ :‬إف اإلدارة الجبائية تممؾ مقرات ال تتماشى مع الكقت‬
‫تتجاكز مع احتياجات المصالح الجبائية ‪ .‬ىذا النقص يؤثر سمبا عمى مردكدية اإلدارة ‪ ،‬كعمى ىذا كجب‬
‫اإلسراع في اتخاذ إجراءات عاجمة لحؿ مثؿ ىذه المشاكؿ ‪ ،‬مف خالؿ تجديد ىذه المقرات كالشركع في‬
‫تشيد أك بناء منشآت إدارية جديدة تحسف ظركؼ العمؿ ‪.‬‬
‫‪ .3‬الموازم والتجييزات ‪ :‬إضافة إلى تكفير الكسائؿ السابقة فإف مف الضركرم تكفير المكازـ كالتجييزات ‪ ،‬مف‬
‫أجؿ تسيير كمتابعة جيدة لممفات المكمفيف المتزايدة سنكيا ‪ ،‬ككذا تحميؿ كحصر المعمكمات كالمعطيات‬
‫الخاصة بكؿ ممؼ في أكقات قياسية ضمانا لمصالح الخزينة العامة ‪.‬‬
‫إف ما يميز ىذه المعالجة تستحميا في أكبر عدد مف المعطيات كالبيانات الخاصة بالمكمفيف في ساحة‬
‫‪ ،‬كما تفتح أفاؽ كبيرة‬ ‫صغيرة سيمة البرمجة كالترتيب‪ ،‬مكفرة لمكقت مف حيث االطالع كاستقصاء المعمكمات‬
‫(‪)1‬‬
‫تحكؿ دكف الكثير مف التجاكزات‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬فعالية الجباية البترولية والجباية العادية في تمويل الميزانية العامة ‪:‬‬

‫تمثؿ الجباية عنص ار ميما في اإليرادات العامة في الجزائر‪ ،‬كالمتمثمة أساسا في الجباية العادية كالجباية‬
‫البتركلية‪ ،‬لذا سنحاكؿ معرفة مساىمة كؿ منيما في تمكيؿ الميزانية العامة ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مساىمة الجباية البترولية في تمويل الميزانية العمة لمدولة‬

‫(‪ )1‬لجمط محمد‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.64‬‬


‫‪98‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫عرفت الجباية البتركلية مجمكعة مف اإلصالحات اليامة تجسدت في التعديالت الصادرة في األمريف‪:‬‬
‫‪ 07-05‬كالقانكف ‪.01-13‬‬

‫كرغـ مركر أكثر مف عقديف مف اإلصالحات الضريبية كالتي كاف أىـ أىدافيا إحالؿ الجباية العادية محؿ‬
‫الجباية البتركلية‪ ،‬إال أف ىذه األخيرة مازالت مييمنة عمى ىيكؿ اإليرادات الضريبية العامة لمدكلة‪ .‬فقد تجاكزت‬
‫‪ %50‬باستثناء سنة ‪ 2009‬التي عرفت‬ ‫حصيمة الجباية البتركلية المكجية لصندكؽ ضبط اإليرادات معدؿ‬
‫انخفاضا في حصيمة الجباية البتركلية مف جية‪ .‬كما نالحظ أف السمة الغالبة ىي تطكر حصيمة الجباية‬
‫البتركلية مف سنة ألخرل مع بعض االستثناءات بسبب عكامؿ داخمية كخارجية‪ ،‬فالعكامؿ الخارجية تتمثؿ في‬
‫‪ 2005‬كصؿ إلى ‪ 54,64‬دكالر أما في سنة‬ ‫تقمب أسعار البتركؿ فارتفاع حصيمة الجباية البتركلية في سنة‬
‫‪ 32‬دكالر في ‪2011‬‬ ‫‪ 2008‬فقد كصؿ إلى ‪ 98,76‬دكالر‪ ،‬في حيف ارتفاع سعر الخاـ الجزائرم بأكثر مف‬
‫ليبمغ ‪ 112,92‬دكالر‪ ،‬كذلؾ الحاؿ بالنسبة إلى االنخفاض في حصيمة الجباية البتركلية‪ .‬فمرده االنخفاض في‬
‫السعر‪ ،‬حيث انخفض السعر سنة ‪ 2009‬بسبب األزمة العالمية ستة ‪ 2009‬بسبب األزمة العالمية ليصؿ إلى‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ 62.35‬دكالر مقارنة ػب‪ 98,96‬دكالر سنة ‪.2008‬‬

‫إف الميزانية العامة لمدكلة تعرؼ سنكيا عج از كبي ار باستثناء سنة ‪ 2001‬ك ‪ ،2002‬كىذا بنسبة كصمت‬
‫إلى ‪ % 46.11‬مف مجمكع النفقات العامة كىك ما يؤثر عمى أىمية صندكؽ ضبط اإليرادات في تمكيؿ النفقات‬
‫‪ ،‬التي تشكؿ الجباية البتركلية أىـ‬ ‫العامة‪ ،‬فجزء كبير مف ىذه النفقات يتـ تغطيتيا عف طريؽ ىذا الصندكؽ‬
‫‪ 05‬أضعاؼ‬ ‫ق كقد شيدت النفقات العامة ارتفاعا كبي ار خالؿ السنكات األخيرة حيث تطكرت بأكثر مف‬
‫مكارد ‪.‬‬
‫كىذا راجع إلى ارتفاع نفقات التسيير بسبب ارتفاع األجكر كؾ ذا ارتفاع نفقات التجييز‪ ،‬كذلؾ بسبب االعتمادات‬
‫الضخمة المخصصة لبرامج االستثمارات العمكمية سنة ‪.2014‬‬
‫إف ارتفاع نسبة مساىمة الجباية البتركلية في تغطية األعباء العامة لمدكؿ بكضكح عمى الفشؿ في تحقيؽ‬
‫(‪)2‬‬
‫أحد أىـ األىداؼ المعانة لإلصالح الضريبي كالمتمثؿ في إحالؿ الجباية العادية محؿ الجباية البتركلية‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬مذكرة ماجستير غير‬ ‫ىندم كريـ‪ :‬الجباية البترولية وأىميتيا في اإلقتصاد الجزائري في ظل الشراكة األجنبية في قطاع المحروقات‬
‫منشكرة‪ ،‬كمية العمكـ اإلقتصادية كعمكـ التسيير ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2009 -2008 ،‬ص ‪.12‬‬
‫(‪ )2‬عفيؼ عبد الحميد ‪ :‬فعالية السيا سة الضريبية في تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬دراسة حالة الجزائر خالل الفترة ‪ ،2012_2001‬مذكرة‬
‫ماجيستر في عمكـ التسيير كمية العمكـ االقتصادية ‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيؼ‪ ،2014 -2013 ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪99‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫كيمكف تكضيح مدل مساىمة الجباية البتركلية في تككيف اإليرادات الع ا مة في الجزائر خالؿ الفترة الممتدة‬
‫مف ‪ 2000‬إلى ‪ 2015‬مف خالؿ الجدكؿ التالي ‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)15‬مساىمة الجباية البترولية في اإليرادات العمومية‬

‫الكحدة ‪ :‬مميكف دينار جزائرم‬

‫السنة‬ ‫مجموع اإليرادات‬ ‫الجباية البترولية‬ ‫نسبة جباية بتولية من إجمالي‬


‫إيرادات‬
‫‪2005‬‬ ‫‪1635830‬‬ ‫‪899000‬‬ ‫‪54.95‬‬
‫‪2006‬‬ ‫‪1667920‬‬ ‫‪916000‬‬ ‫‪54.91‬‬
‫‪2007‬‬ ‫‪1802616‬‬ ‫‪973000‬‬ ‫‪53.97‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪192400‬‬ ‫‪971200‬‬ ‫‪50.42‬‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2786600‬‬ ‫‪1628500‬‬ ‫‪58.44‬‬
‫‪2010‬‬ ‫‪3081500‬‬ ‫‪1835800‬‬ ‫‪59.58‬‬
‫‪2011‬‬ ‫‪2992400‬‬ ‫‪1472400‬‬ ‫‪49.2‬‬
‫‪2012‬‬ ‫‪3455650‬‬ ‫‪1561600‬‬ ‫‪45.18‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪3820000‬‬ ‫‪1615900‬‬ ‫‪42.3‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪4218180‬‬ ‫‪1577730‬‬ ‫‪37.4‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪4684650‬‬ ‫‪1722940‬‬ ‫‪36.77‬‬
‫المصدر‪ :‬قكانيف المالية لمسنكات‪" 2005, 2006, 2007, 2008, 2009' 2010' 2011, 2012' 2013'2014' 2015 .‬‬

‫مف خالؿ الجدكؿ نالحظ أف الجباية البتركلية في تزايد مستمر خالؿ ىذه الفترة ك ىذا راجع إلرتفاع أسعار‬
‫ببة كالسبب في ذلؾ ىك حدكث أزمة ‪ 2008‬التي أثرت عمى أسعار البتركؿ‬
‫البتركؿ لكف ىذه السنة كانت متذ ذ‬
‫كانخفضت مما أدل إلى انخفاض نسبة تمكيؿ الجباية البتركلية لمميزانية العامة مف ‪ %54‬إلى ‪ ،%50‬كيمي ذلؾ‬
‫االنخفاض في أسعار البتركؿ في اآلكنة األخيرة التي أثرت عمى نسبة الجباية البتركلية حيث كصمت نسبة‬
‫تمكيؿ الجباية البتركلية إلى ‪ %36‬في سنة ‪.2015‬‬

‫‪100‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مساىمة الجباية العادية في تمويل الميزانية العامة لمدولة‬

‫لمكقكؼ أكثر عمى تطكر الحصيمة الفعمية لمجباية العادية كجب عمينا تحميؿ بنية ىذه الحصيمة لمعرفة أكثر‬
‫الضرائب تحقيقا لإليرادات ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬حواصل الضرائب عمى الدخل واألرباح‬

‫المالحظ ارتفاع حصيمة الضرائب عمى الدخؿ كاألرباح سنكيا ىذا ما تكضحو مختمؼ النسب المحصمة‬
‫عمييا‪ ،‬لترفع بذلؾ نسبة مساىمتيا في إجمالي إيرادات الجباية العادية ‪ ،‬كيرجع ىذا االرتفاع في إيرادات الضرائب‬
‫‪ ،‬إلى‬ ‫عمى الدخؿ كاألرباح المتككنة أساسا مف الضريبية عمى الدخؿ اإلجمالي كالضريبة عمى أرباح الشركات‬
‫زيادة حصيمة الضريبة عمى الدخؿ اإلجمالي (فئة األجكر كالمرتبات )‪.‬‬

‫كرغـ الزيادة في حصيمة الضرائب عمى الدخؿ كاألرباح‪ ،‬إال أنيا ال تزاؿ غير كافية‪ ،‬إضافة ككف ىذا النكع‬
‫(‪)1‬‬
‫مف الضرائب يفترض أنو بشكؿ كاحد مف أىـ المكارد الثانية لمميزانية العامة لمدكلة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حصيمة الرسوم عمى السمع والخدمات‬

‫تبيف لنا أف نسبة معتبرة مف إيرادات الجباية العادية تتحقؽ عف طريؽ الرسكـ عمى السمع كالخدمات كيأتي‬
‫‪ ،2006‬كسبب ىذا‬ ‫في مقدمتيا الرسـ عمى القيمة المضافة‪ ،‬كقد شيدت ىذه النسبة انخفاضا ابتداء مف سنة‬
‫االنخفاض بسبب ارتفاع نسبة مساىمة الضرائب عمى الدخؿ كاألرباح‪ ،‬أما االرتفاع المسجؿ في حصيمة الرسكـ‬
‫عمى السمع كالخدمات‪ ،‬مفرده االرتفاع الكبير المسجؿ في حجـ االستيالؾ خالؿ السنكات الماضية‪ ،‬بفعؿ ارتفاع‬
‫اإلنفاؽ سكاء العمكمي أك الخاص‪ .‬ما مف شأنو زيادة حصيمة الرسـ عمى القيمة المضافة عمى العمميات‬
‫(‪)2‬‬
‫الداخمية‪ ،‬كارتفاع كاردات الجزائر كمف تـ ارتفاع حصيمة الرسـ عمى القيمة المضافة عمى الكاردات‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حصيمة الرسوم الجمركية‬

‫تشكؿ الرسكـ الجمركية مكاردىا ما مف مكارد الخزينة العمكمية يشكؿ عاـ ك الجباية العادية بشكؿ‬

‫(‪ )1‬عفيؼ عبد الحميد‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.166‬‬


‫(‪ )2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪101‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫خاص لكف فسبتىا انخفضت في السنكات بعد ‪ ،2005‬كىك ما يطرح تساؤالت كثيرة حكؿ كيفية تعكيض ىذه‬
‫اإليرادات العامة في ظؿ عمميات التفكيؾ الجارية ‪.‬‬

‫‪ %15‬سنة ‪ ،2017‬كحصيمة متكقعة مف‬ ‫رغـ التطكر في حصيمة الرسكـ الجمركية إال أنيا لف تتجاكز‬
‫إجمالي إيرادات الجباية العادية حسب ما تشير إليو تقديرات صندكؽ النقد الدكلي ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬حواصل التسجيل والطابع‬

‫تبقى حكاصؿ التسجيؿ كالطابع ضئيمة رغـ أنيا تمس جكانب عديدة مف مختمؼ المعامالت‪ ،‬كرغـ التطكر‬
‫المممكس في إيرادات التسجيؿ كالطابع مف سنة ألخرل‪ ،‬إال أنيا ال تساىـ بشكؿ كبير في إجمالي حصيمة‬
‫الجباية العادية‪ ،‬فرغـ أنيا تمس العديد مف المعامالت إال أف تطكر إيراداتيا ال يزاؿ ضئيال‪ ،‬ك يرجع ىذا أساسا‬
‫( ‪)1‬‬
‫إلى اتساع حجـ السكؽ المكازية‪.‬‬

‫كنظر لألزمات المالية المتتالية كانييار أسعار البتركؿ ‪ ،‬نجد أف مساىمة الجباية العادية في تمكيؿ الميزانية‬
‫العمة ارتفاع مف سنة ألخرل كىذا ما سنممسو مف خالؿ الجدكؿ التالي ‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)16‬مساىمة الجباية العادية في تمويل الميزانية العامة‬

‫الكحدة ‪ :‬مميكف دينار جزائرم‬

‫السنوات‬ ‫مجموع اإليرادات‬ ‫الجباية العادية‬ ‫نسبة الجباية العادية من إجمالي إيرادات‬
‫‪2005‬‬ ‫‪1635830‬‬ ‫‪736830‬‬ ‫‪45.4‬‬
‫‪2006‬‬ ‫‪1667920‬‬ ‫‪751920‬‬ ‫‪45.08‬‬
‫‪2007‬‬ ‫‪1802616‬‬ ‫‪829616‬‬ ‫‪46.02‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪1924000‬‬ ‫‪953800‬‬ ‫‪49.57‬‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2786600‬‬ ‫‪1158100‬‬ ‫‪41.55‬‬
‫‪2010‬‬ ‫‪3081500‬‬ ‫‪1245700‬‬ ‫‪40.42‬‬
‫‪2011‬‬ ‫‪2992400‬‬ ‫‪1520000‬‬ ‫‪50.79‬‬
‫‪3012‬‬ ‫‪3455650‬‬ ‫‪1894050‬‬ ‫‪54.81‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪3820000‬‬ ‫‪2204100‬‬ ‫‪57.69‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪4218180‬‬ ‫‪2640450‬‬ ‫‪62.59‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪4684650‬‬ ‫‪2961710‬‬ ‫‪63.22‬‬

‫(‪ )1‬عفيؼ عبد المجيد ‪ :‬مرجع سبؽ ذكره ص ‪.177‬‬

‫‪102‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫المصدر‪ :‬قكانيف المالية لمسنكات ‪.2015 ،2014 ،2013 ،2012 ،2011 ،2010 ،2009 ،2008 ،2007 ،2006 ،2005‬‬

‫مف خالؿ الجدكؿ نالحظ أف نسبة تغطية الجباية العادية إليرادات الميزانية ترتفع مف سنة ألخرل بنسب‬
‫متفاكتة‪ ،‬حيث نجد أنيا في سنة ‪ 2005‬لـ تكف تمثؿ سكل ‪ %45‬لترتفع سنة ‪ 2015‬إلى ما يقارب ‪% 64‬‬
‫كىذا راجع إلى االنييارات كاالنخفاضات المتتالية ألسعار البتركؿ ‪ ،‬ابتداء مف أزمة الرىف العقارم سنة ‪2008‬‬
‫إلى غاية أزمة انييار أسعار البتركؿ التي شيدتيا منظمة األكبؾ مع أكاخر سنة ‪ ،2014‬كىذا ما يكجب عمى‬
‫الدكلة البحث عف مصادر لإليرادات ماعدا الجباية البتركلية مف أجؿ تفادم الكقكع في أزمة ‪.1986‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬بدائل قطاع المحروقات في الجزائر‬

‫تعد الجزائر مف أىـ الدكؿ المنتجة كالمصدرة لمنفط‪ ،‬كباعتبار أف إيرادات ىذه األخيرة تتميز بتذبذب‪ ،‬كاف‬
‫عمى الجزائر أف تفكر في إيجاد بدائؿ أخرل كمف خالؿ دراستنا ىذه ارتأينا أف الحؿ يكمف في إعطاء أكلكية‬
‫لقطاعات أخرل كالزراعة كالسياحة كالطاقات المتجددة كاختيارات إستراتيجية تككف بديمة لقطاع المحركقات‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬الزراعة كبديل تنموي لالقتصاد الجزائري‬

‫يحتؿ القطاع الزراعي مكانة ىامة في االقتصاد الجزائرم ‪ ،‬كذلؾ نظ ار ألىميتو المتعاظمة فيما يخص دفع‬
‫عجمة التنمية االقتصادية كاالجتماعية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مساىمة القطاع الزراعي الجزائرية في التنمية‬

‫أوال‪ :‬المساىمة في تحقيق األمن الغذائي واالكتفاء الذاتي‬

‫قدرة المجتمع عمى تكفير الغذاء المناسب لممكاطنيف في المدل‬ ‫يمكف تعريؼ األمف الغذائي عمى أنو‪:‬‬
‫أما االكتفاء الذاتي فيك‪ :‬سد الحاجات‬ ‫البعيد كالقريب كما كنكعا كباألسعار التي تتناسب مع الدخؿ الفردم‪.‬‬
‫الغذائية عف طريؽ إنتاجيا محميا‪ ،‬كنظ ار ليذه األىمية التي يحضى بيا ىذا القطاع كاف عمى الجزائر أف تتبنى‬
‫إستراتيجية زراعية تنمكية تيدؼ بالدرجة األكلى إلى معالجة حؿ المشاكؿ كتفعيؿ دكره في مختمؼ السياسات‬
‫(‪)1‬‬
‫االقتصادية كاالجتماعية‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫قركمي حميد كمعزكز زكية ‪ :‬دور القطاع الفالحي في سياسة التشغيل بالجزائر ‪ ،‬أكراؽ عمؿ القطاع الفالحي في سياسة التشغيؿ‬
‫‪29/28‬‬ ‫بالجزائر‪ ،‬أكراؽ عمؿ مقدمة ضمف الممتقى العممي الدكلي بعنكاف القطاع الفالحي كمتطمبات تحقيؽ األمف الغذائي‪ ،‬جامعة المدية‪،‬‬
‫أكتكير‪ ،2014 ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪103‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫الجدول رقم (‪ :)17‬تطور إنتاج السمع الغذائية الرئيسية في الجزائر خالل الفترة ( ‪)2012-2005‬‬
‫الكحدة (ألؼ طف)‪.‬‬

‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009-2005‬‬ ‫السمع الغذائية‬


‫‪3432.23‬‬ ‫‪2554.93‬‬ ‫‪2952.70‬‬ ‫‪2330.69‬‬ ‫القمح‬
‫‪1551.72‬‬ ‫‪1104.21‬‬ ‫‪1503.90‬‬ ‫‪1209.20‬‬ ‫الشعير‬
‫‪1.75‬‬ ‫‪0.58‬‬ ‫‪0.36‬‬ ‫‪1.37‬‬ ‫الذرة الشامية‬
‫‪84.29‬‬ ‫‪78.82‬‬ ‫‪72032‬‬ ‫‪51.35‬‬ ‫البقوليات‬
‫‪284.01‬‬ ‫‪417.99‬‬ ‫‪175.31‬‬ ‫‪218.82‬‬ ‫الزيتون‬
‫‪10402.32‬‬ ‫‪9569.24‬‬ ‫‪8640.42‬‬ ‫‪5401.52‬‬ ‫الخضر‬
‫‪3067.38‬‬ ‫‪2983.42‬‬ ‫‪2705.39‬‬ ‫‪2088.19‬‬ ‫الفواكو‬
‫المصدر‪ :‬مزريؽ عاشكر كاعميش عائشة‪ :‬الرشادة الزراعية كآلية لتحقيق األمن الغذائي والتنمية المستدامة في الجزائر‪ ،‬أكراؽ‬
‫عمؿ مقدمة ضمف الممتقى العممي الدكلي بعنكاف القطاع الفالحي كمتطمبات تحقيؽ األمف الغذائي بالدكؿ العربية‪ ،‬جامعة المدية‪،‬‬
‫‪ 29-28‬أكتكبر‪ ،2014 ،‬ص ‪.430‬‬

‫إف متطمبات النمك في إنتاج المحاصيؿ الزراعية الرئيسية في الجزائر ىك معدؿ أقؿ بكثير مف المعدؿ‬
‫‪ ،‬كىذا ما سبب انخفاض معدالت‬ ‫المطمكب لمحفاظ عمى حجـ المعركض مف المكاد الغذائية كالسمع الزراعية‬
‫االكتفاء الذاتي بيذه المحاصيؿ كما أف حجـ اإلنتاج الزراعي لمختمؼ المحاصيؿ يتسـ بالتقمب كعدـ االستقرار ‪.‬‬
‫كىذا ما يستكجب الحفاظ عمى احتياطي استراتيجي مف الغداء مف أجؿ تحقيؽ كتمبية االحتياجات الغذائية‬
‫لمسكاف‪ ،‬باإلضافة إلى عدـ القدرة عمى تكفير المادة األكلية لمصناعات المحمية كىذا ما أدل إلى زيادة الكميات‬
‫( ‪)1‬‬
‫المستكردة مف المكاد الغذائية كتفاقـ العجز‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مساىمة القطاع الزراعي الجزائري في الناتج المحمي اإلجمالي‬

‫جدول رقم (‪ :)18‬مساىمة القطاع الفالحي الجزائري في اإلنتاج المحمي اإلجمالي‬

‫متوسط نصيب الفرد من الناتج الزراعي‬ ‫مساىمة القطاع الفالحي في الناتج المحمي اإلجمالي‬
‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪442.43‬‬ ‫‪382.61‬‬ ‫‪365.25‬‬ ‫‪16110.62‬‬ ‫‪13644.41‬‬ ‫‪12820.26‬‬
‫بكر كسمية بكخارم‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬محمد د‬

‫(‪ )1‬مرزيؽ عاشكر كاعميش عائشة ‪ :‬الرشادة الزراعية كآلية لتحقيق األمن الغذائي و التنمية الزراعية المستدامة في الجزائر‪ ،‬أكراؽ عمؿ‬
‫مقدمة ضمف الممتقى العممي الدكلي بعنكاف القطاع الفالحي كمتطمبات تحقيؽ األمف الغذائي بالدكؿ العربية‪ ،‬جامعة المدية‪ 29/28 ،‬أكتكبر‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.431‬‬
‫‪104‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫مف الجدكؿ نالحظ أف مساىمة الناتج الفالحي في الناتج اإلجمالي عرؼ تطك ار كبي ار خالؿ الفترة الممتدة‬
‫مف ‪ 2004‬إلى ‪ 2011‬نظ ار لتطبيؽ اإلصالحات االقتصادية ‪ ،‬كنفس الشيء بالنسبة لنصيب الفرد الجزائرم في‬
‫الناتج الزراعي التي ترجع الزيادة في كمية اإلنتاج الفالحي مف جية ‪ ،‬كالى ارتفاع أسعار المنتجات نتيجة تحرير‬
‫األسعار‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مشاكل القطاع الزراعي في الجزائر‬

‫رغـ اإلجراءات كالقكانيف كالبرامج التي كضعتيا الجزائر لمنيكض بيذا القطاع‪ ،‬إال أنيا لـ تصؿ إلى‬
‫(‪)1‬‬
‫األىداؼ المكجكدة بسبب عدة مشاكؿ مف بينيا‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مشاكل ومعوقات تتعمق بالموارد الطبيعية‬

‫‪ ‬التقميص العمدم مف طرؼ اإلنساف كىي تشمؿ مجمكعة أعماؿ التجريؼ كالتبكير كالبناء عمى‬
‫األراضي الفالحية ‪ ،‬حيث أدت ىذه العممية إلى فقداف مساحات كبيرة مف أجؿ األراضي الزراعية‪.‬‬
‫‪ ‬فقداف األراضي بسبب متطمبات الزراعة كذلؾ بسبب انتشار تفكؾ الممكيات كالحيازات‪ ،‬مما أدل إلى‬
‫فقداف الكثير مف مساحات األراضي الزراعية‪.‬‬
‫‪ ‬التصحر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مشاكل ومعوقات تتعمق بالموارد البشرية‬
‫‪ ‬نقص العمالة الزراعية المدربة ‪ :‬عمى الرغـ مف كفرة المكارد البشرية الرتباطيا باألعداد المتزايدة‬
‫بالسكاف إال أف ىذه االعتبارات تتعمؽ باتجاىات التعميـ كالتدريب‪ ،‬فإف المشركعات االستثمارية عادة ما‬
‫( ‪)2‬‬
‫تكاجييا مشكمة نقص العمالة ذات الخبرة كالميارة المدربة عمى استخداـ التكنكلكجيا الحديثة‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف البرامج التدريبية‪ :‬ال تخفى عمى المختصيف بيذا الشأف أف البرامج التدريبية المتبعة تبقى‬
‫منقكصة في مجمميا ال تكفر في أغمب األحياف التككيف الالزـ إلطارات متككنة‪.‬‬
‫‪ ‬انتشار األمية وانخفاض المستوى التعميمي‪ :‬كيعد ىذا المشكؿ القاسـ المشترؾ األكبر لمدكؿ النامية‬
‫كىي الخطر الدائـ الذم يعرقؿ كؿ مساعي التنمية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مشاكل أخرى‬

‫ىناؾ مشاكؿ أخرل مف بينيا‪:‬‬

‫(‪ )1‬فكزم غربي‪ ،‬الزراعة بين االكتفاء والتبعية‪ ،‬أطركحة دكتكراه في العمكـ االقتصادية جامعة قسنطينة‪ ،2008-2007 ،‬ص ‪.253‬‬
‫(‪ )2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.257-254‬‬
‫‪105‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫‪ ‬مشاكل التسويق‪ :‬كىي عبارة عف انتقاؿ السمع الزراعية مف المنتج إلى المستيمؾ كتبادليا ‪ ،‬كىناؾ عدة‬
‫مشاكؿ تمكؿ دكف كصكلو إلى المستكل المطمكب‪.‬‬
‫‪ ‬مشاكل تتعمق بالصادرات ‪ :‬تتصؼ الصادرات الزراعية الجزائرية بصفة العشكائية باإلضافة إلى تذبذب‬
‫اإلنتاج نتيجة اعتماد معظـ الزراعة عمى األمطار‪ ،‬مما يؤدم إلى تقمب في كمية السمع الزراعية‬
‫المصدرة‪.‬‬
‫‪ ‬مشاكل التسيير اإلداري لمزراعة ‪ :‬يتفؽ الجميع أف الزراعة الجزائرية تتكفر عمى اإلمكانيات البشرية‬
‫كالفنية لكنيا ليست مستقمة ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحمول الممكنة لمفالحة في الجزائر‬

‫يعتبر القطاع الزراعي مف بيف القطاعات اليامة في تحقيؽ التنمية االقتصادية ‪ ،‬إذ يمكف لو أف يصبح مكرد‬
‫رؤكس األمكاؿ الضركرية لتحقيؽ النمك االقتصادم مف خالؿ العمؿ عمى تحقيؽ االكتفاء الذاتي ‪ ،‬كلتحقيؽ ىذا‬
‫اليدؼ ال بد مف خمؽ فعالية إنتاجية في القطاع الزراعي كذلؾ مف خالؿ‪:‬‬

‫‪ ‬تككيف الفالحيف كاإلطارات كالمختصيف كتشجيع الشباب عمى العمؿ في القطاع الزراعي كاستخداـ‬
‫الكسائؿ الحديثة في ىذا المجاؿ‪.‬‬
‫‪ ‬ضركرة االىتماـ بالقكانيف التي تنظـ العقارات‪ ،‬ألف ىذه األخيرة ليا آثار كبيرة عمى اإلنتاجية الفالحية‪.‬‬
‫‪ ‬ضركرة خمؽ كتكسيع البنكؾ الريفية كتعاكنية القرض‪.‬‬
‫‪ ‬ضركرة خمؽ كتكسيع األسكاؽ الريفية لتمكيف الفالحيف مف تسكيؽ فائض إنتاجيـ ‪ ،‬مع ضركرة االىتماـ‬
‫(‪)1‬‬
‫بتحسيف كتخفيض تكاليؼ النقؿ ‪ ،‬التسكيؽ‪ ،‬التخزيف كالغاء االحتكار‪.‬‬
‫ك ما عرفتو مف‬ ‫‪ ‬العمؿ عمى تحرير أسعار المنتجات الفالحية‪ ،‬كذلؾ ألف مرحمة التخطيط المركزم‬
‫تحرير دكف المستكل ألسعار المنتجات الفالحية قد أثر سمبا عمى ىذه األخيرة ‪.‬‬
‫‪ ‬العمؿ عمى ترقية الصادرات خارج المحركقات ‪ ،‬كذلؾ بتطكير القطاع الزراعي كتنكيعو ليتمكف مف‬
‫تأميف الحاجيات الداخمية كتصدير الفائض ‪.‬‬
‫إستراتيجية لمصادرات الزراعية متضمنة‬ ‫‪ ‬تبني إستراتيجية كاضحة لمتصدير‪ :‬يجب العمؿ عمى إيجاد‬
‫أىداؼ التصدير‪ ،‬كمف أىـ المحاصيؿ الزراعية لمتصدير‪ :‬التمكر‪ ،‬الحمضيات‪ ،‬البطاطا‪ ،‬الفميف ‪.‬‬

‫(‪ )1‬باشي أحمد‪ :‬القطاع الفالحي بين الواقع ومتطمبات اإلصالح‪ ،‬مجمة الباحث‪( ،‬العدد ‪ ،)2‬جامعة الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪106‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫‪ ‬نشر الصناعات الزراعية الصغيرة كالمتكسطة ‪ :‬إف تطكير القطاع الزراعي كتضمينو أنشطة الصناعات‬
‫الحرفية كالصغيرة عمى أساس تعاكنية مف الممكف أف يفتح مجاالت كاسعة لمعمؿ كما يؤدم إلى زيادة‬
‫(‪)1‬‬
‫القيمة المصنعة لإلنتاج الزراعي‪ ،‬مما يعمؿ عمى تخفيض الكاردات‪.‬‬
‫‪ ‬دعـ القطاع الزراع م‪ :‬يحتؿ ىذا القطاع مكانة ىامة في االقتصاد الجزائرم كفي التنمية االقتصادية‬
‫حيث تساىـ ب ‪ % 12‬مف اإلنتاج الداخمي الخاـ كيكظؼ ‪ % 21‬مف اليد العاممة النشيطة‪ ،‬إال أف‬
‫الجزائر ال تقدـ دعما كبي ار لقطاعيا الزراعي كالذم يقدر بنسبة ‪ % 4.5‬مف قيمة اإلنتاج‪ ،‬أما الدعـ‬
‫المقدر مف خالؿ المخطط الكطني لمتنمية الفالحية ‪ ،‬كالذم خصص لو ‪ % 80‬مف مصاريفو لدعـ‬
‫االستثمار الفالحي كالذم يسمح بتكسيع المساحة الزراعية بقيمة قدرىا ‪ 419000‬ىكتار‪.‬‬

‫كفي األخير يمكف القكؿ بأف القطاع الزراعي ىك أنسب بديؿ لقطاع المحركقات ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬القطاع السياحي كبديل استراتيجي لالقتصاد الجزائري‬


‫أف يكفرىا في األمديف‬ ‫أىـ القطاعات بالنظر إلى المالية الكبيرة التي يمكف‬ ‫يعتبر قطاع السياحة مف‬
‫المتكسط كالبعيد ‪ ،‬كلما يكفره مف فرص لخمؽ الثركة ك التخفيؼ مف حدة المشاكؿ االقتصادية ‪ ،‬كعمى ذلؾ تسعى‬
‫الحككمة الجزائرية إلى جعؿ المخطط التكجييي لمتييئة السياحية ‪ ،‬المرجع الرئيسي لمسياسة السياحية لمجزائر أفاؽ‬
‫‪. 2025‬‬
‫الفرع األول‪ :‬واقع قطاع السياحة في الجزائر‬
‫أوال‪ :‬اإلمكانيات الطبيعية‬

‫تمتمؾ الجزائر إمكانيات ضخمة في المجاؿ السياحي‪ ،‬فمجاؿ الطبيعة األخاذ في الجزائر ليس لو مثيؿ في‬
‫العالـ بأسره ‪ ،‬إضافة إلى المعالـ السياحية كاألثرية التي تمتمكيا الجزائر طكؿ يتجاكز ‪ 2000‬كمـ ‪ ،‬فالجزائر البمد‬
‫القارة التي تتربع عمى مساحة ‪ 2381741‬تتكفر عمى كؿ أنكاع السياحة ‪ ،‬فالسائح في الجزائر يستمتع بجماؿ‬
‫‪ ،‬كىك منظر يقؿ تكاجده فكؽ‬ ‫القمـ الخضراء التي تطاؿ الغيكـ كتطؿ عمى زرقة مياه البحر األبيض المتكسط‬
‫ىده المعمكرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ركاينية كماؿ ‪ :‬تحرير التجارة والزراعة وأثره عمى التنمية الزراعية في الجزائر ‪ ،‬مجمة العمكـ اإلنسانية‪( ،‬العدد ‪ ،)11‬جامعة بسكرة‪ ،‬مام‬
‫‪ ،2007‬ص‪. 241‬‬
‫‪107‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫(‪)1‬‬
‫كىنا يتكاجد مناخ تكسطي معتدؿ يزيد مف متعة الزائريف‪.‬‬

‫السيمية كالتي تمأل أرضية باتجاه العرض ‪ 1000‬كمـ أكثر منيا‬ ‫إف شماؿ الجزائر يضـ التؿ كالمناطؽ‬
‫‪900‬متر‪ ،‬ك تنحدر السيكؿ العميا‬ ‫باتجاه الطكؿ ‪ ،‬كأ خصب األرض المكجكدة في الشماؿ حيث معدؿ االرتفاع‬
‫األطمسي مف ‪ 100‬إلى ‪ 600‬متر مف الغرب إلى الشرؽ ‪ ،‬كنجد أعمى قمة باألكراس ىي جباؿ‬
‫ة‬ ‫باؿسالسؿ الجبمية‬
‫شيميا بارتفاع يقدر ‪ 2328‬ـ ‪ ،‬كفي جباؿ جرجرة نجد قمة اللة خديجة بارتفاع ‪ 2308‬ـ‪ ،‬جباؿ العمكر ‪1930‬ـ‬
‫(‪)2‬‬
‫جباؿ أكالد نايؿ ‪ 1600‬ـ‪.‬‬
‫كما يستمتع الزائر لمجزائر أيضا بنقاكة كثباف الصحراء كالجماؿ كالنخيؿ التي تعطي كاحاتيا جماال خالبا‬
‫لمصحراء الجزائرية ‪ ،‬كالتي تتكفر أيضا عمى خاصية عالجية عف طريؽ الطمي كالدفف في الرماؿ مثمما ىك‬
‫( ‪)3‬‬
‫الشأف في مدينتي بسكرة ككاد سكؼ‪.‬‬
‫جماليا الشاىقة التي صقمتيا الرياح المحممة‬ ‫كما تتميز الصحراء الجزائرية بتنكع تضاريسيا كبسمسمة‬
‫بالرماؿ‪ ،‬كتحتضف قمة تاىات كتمة األتاككر بارتفاع قدره‪2918‬ـ‪ ،‬كىي أعمى قمة في الجزائر ‪ ،‬كتحتكم صخكرىا‬
‫عمى بقايا حيكانات كنباتات تدؿ عمى كجكد الحياة بيذه المنطقة مند العصكر الجيكلكجيا القديمة‪ ،‬تعكد إلى أكثر‬
‫مف مئة آالؼ سنة كالزرافة‪ ،‬كحيد القرف‪ ،‬الفيؿ‪ ،‬كيشيد عمى ذلؾ الرسكمات كالنقكش الصخرية المنتشرة في ىذا‬
‫(‪)4‬‬
‫المتحؼ التاريخي كالطبيعي‪.‬‬
‫كما تتكفر الجزائر عمى سياحة الحمامات المعدنية كالتي تتميز بخاصية عالجية حيث يتكفر عمى ما يفكؽ‬
‫‪ 200‬منبع لممياه الحمكية الجكفية‪ ،‬كأغمبيا قابمة لالستغالؿ كالمحطات حمكية عصرية‪ ،‬فضال عف فرص‬
‫االستثمار المتكفرة في الشريط الساحمي الذم يفكؽ ‪ 1200‬كمـ إلقامة مراكز لممعالجة بمياه البحر‪.‬‬

‫(‪ )1‬كحيد خير الديف ‪ :‬أىمية الثروة النفطية في االقتصاد الدولي و إستراتيجيات البديمة لقطاع المحروقات دراسة حالة‪ ،‬مذكرة ماستر جامعة‬
‫الحاج لخضر باتنة‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد دكلي‪ ،2012 ،‬ص ‪.250‬‬
‫(‪ )2‬الدليؿ االقتصادم‪ ،‬المؤسسة الكطنية لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،1987 ،‬ص‪.13‬‬
‫(‪)3‬‬
‫صميحة عشي‪ ،‬اآلراء واألثر االقتصادي واالجتماعي لمسياحة في الجزائر وتونس والمغرب ‪ ،‬أطركحة دكتكراه ‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪،‬‬
‫بسكرة‪ ،‬كمية العمكـ االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد التنمية‪ ،2011 ،‬ص ‪.54‬‬
‫(‪ )4‬كحيد خير الديف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.250‬‬
‫‪108‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫ثانيا‪ :‬اإلمكانيات المادية‬


‫رغـ اإلمكانيات المادية التي تمتمكيا الجزائر في قطاع السياحة إال أنيا تبقى ضعيفة لمغاية كال ترقى‬
‫لممستكل المطمكب ‪ ،‬كخاصة إذا ما قكرنت بما يممكو جيراننا التكنسية كالمغاربة‪ ،‬كىذا ما يجعؿ القدرة اإلستعابية‬
‫لمجزائر في مجاؿ الجذب السياحي كتكفير الخدمات لمسياح جد منخفضة ‪.‬‬
‫أحد أىـ المؤشرات التي يمكف‬ ‫كتبقى طاقات اإليكاء ك نكعية الكحدات الفندقية كجكدة خدماتيا المقدمة‬
‫بكاسطتيا قياس مدل تقدـ القطاع في بمد معيف‪ ،‬كح سب إحصائيات صادر عف ك ازرة السياحة فإف عدد األسرة‬
‫حقؽ قفزة نكعية خالؿ ‪ 2011-2010‬حيث بمغ عدد األسرة ‪ 92377‬سرير ك ‪ 93073‬سرير عمى تكالي ؛ أم‬
‫زيادة بمغت ‪ 5994‬سرير في سنة ‪ 2010‬عف سنة ‪ ،2009‬كبمغت ‪ 6690‬عاـ ‪ ،2011‬مقارنة بنسبة ‪2009‬‬
‫كىك تطكر ال بأس بو‪.‬‬
‫أما إمكانيات الجزائر مف الفنادؽ شيدت نمك بطيئا جدا‪ ،‬حيث ارتفع عدد الفنادؽ اإلجمالي‪ ،‬كخالؿ‬
‫الفترة مف ‪ 2009 -2005‬مف ‪ 1105‬فندؽ إلى ‪ 1151‬فندؽ ‪ ،‬أم بزيادة قدرىا ‪ 46‬فندؽ خالؿ ‪ 5‬سنكات أم‬
‫بسنة ‪ 9‬فنادؽ سنكيا كىك عدد ضئيؿ جدا ‪ ،‬كه ذا يدؿ عمى أف كتيرة التنمية السياحية في البالد تككف متكقفة‪ ،‬كما‬
‫يؤكد قذا ىك عدد الفنادؽ في الجزائر الذم لك يتجاكز ‪ 1151‬فندؽ عاـ ‪ ،2009‬كفي مختمؼ تصنيفات الفنادؽ‬
‫( ‪)1‬‬
‫مجتمعة كبما يكفي الفنادؽ الغير مضيفة‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)19‬توزيع الفنادق حسب درجة التصنيف في الجزائر ‪2009 -2005‬‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫فنادق درجة اولى‪ 05‬نجوم‬
‫‪57‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪23‬‬ ‫فنادق درجة أولى ‪ 04‬نجوم‬
‫‪152‬‬ ‫‪142‬‬ ‫‪154‬‬ ‫‪147‬‬ ‫‪76‬‬ ‫فنادق درجة اولى‪ 03‬نجوم‬
‫‪148‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪157‬‬ ‫‪155‬‬ ‫‪69‬‬ ‫فنادق درجة أولى ‪ 02‬نجوم‬
‫‪101‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪57‬‬ ‫فنادق من الدرجة الخامسة نجمة واحدة‬
‫‪680‬‬ ‫‪680‬‬ ‫‪674‬‬ ‫‪670‬‬ ‫‪867‬‬ ‫فنادق من الدرجة السادسة (بدون نجمة)‬
‫المصدر‪ :‬الديكاف الكطني لإلحصاء ‪ - ONS -‬عف ك ازرة السياحة‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫(‪ )1‬ك ازرة السياحة‪ :‬إحصائيات ‪.2011 – 2010‬‬


‫‪109‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫؛‬ ‫مف خالؿ الجدكؿ يتضح لنا بأف الفنادؽ مف الدرجة السادسة كالتي بدكف نجمة أم بدكف تصنيؼ‬
‫أنو كانت تستحكذ عمى ‪ %78‬مف‬ ‫تستحكذ عمى حصة األسد مف مجمؿ الفنادؽ التي تممكيا الجزائر‪ ،‬حيث‬
‫(‪)1‬‬
‫مجمؿ الفنادؽ سنة ‪ ،2005‬كانخفضت فيما بعد ىذه السنة ‪% 59‬خالؿ السنكات مف ‪ 2006‬إلى ‪.2009‬‬
‫كرغـ ىذا االنخفاض إال أنيا بقيت تسيطر عمى قطاع الفنادؽ الجزائرية‪ ،‬كنحف نعمـ كؿ العمـ بأف ىذا النكع‬
‫مف الفنادؽ ال يقدـ خدمات في مستكل تطمعات الزبكف‪ ،‬كتستحكذ الفنادؽ ذات نجمة كاحدة كذكات النجمتيف‬
‫مجتمعتيف (الفنادؽ المصنفة مف الدرجة الخامسة كالدرجة الرابعة)‪ ،‬عمى نسبة ال تقؿ عف ‪ %22‬خالؿ السنكات‬
‫‪ ،2009 - 2006‬ك تبقى الفنادؽ ذات ‪ 3‬ك ‪ 4‬نجكـ ال تستحكذ إال عمى نسبة ‪ %1‬مف مجمكع الطاقة الفندقية‬
‫الكطنية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إستراتيجية تنمية القطاع السياحي في الجزائر‬

‫إف الجزائر تعمؿ أكثر مف أم كقت مضى مت أجؿ تنمية السياحة الكطنية كالعمؿ عمى إدراجيا ضمف‬
‫القطاع‬ ‫الشبكة التجارية في العالـ‪ ،‬كبالتالي العمؿ عمى جعؿ الجزائر مقصد سياحي عالمي‪ ،‬خاصة كأف‬
‫السياحي الكطني يممؾ ما يجعمو قادر عمى تحقيؽ أكثر مف األىداؼ المنتظرة‪.‬‬
‫كلتحقيؽ كتفعيؿ عممية تنمية القطاع السياحي في الجزائر ‪ ،‬قامت الحككمة بإعداد مخطط تكجييي لمييئة‬
‫السياحية ألفاؽ عاـ ‪ 2025‬كىذا ما نتطرؽ لو في دراستنا ىذه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف التخطيط التوجييي لمييئة السياحية ( م‪ .‬ت‪ .‬ت ن‪ .‬س ‪(SDAT 2025‬‬
‫ىك مخطط تـ إعداده بناء عمى القرار الكزارم المشترؾ المؤرخ في ‪ 27‬جمادل الثانية‪ 1427‬ىجرم المكافؽ‬
‫ػؿ ‪ 9‬جكلية ‪ ،2009‬يحدد إجراءات تشغيؿ كتككيف المجنة المركزية مف أجؿ إعداد مشركع الخطة الرئيسية لمتنمية‬
‫( ‪)2‬‬
‫السياحية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األىداف العامة لممخطط التوجييي لمييئة السياحية (‪) SDAT 2025‬‬
‫تمثؿ أىداؼ المخطط التكجييي لمييئة السياحية في خمسة أىداؼ رئيسية ىي ‪:‬‬

‫‪ -1‬جعل السياحة إحدى محركات النمو االقتصادي ‪ :‬مف خالؿ تنمية القطاع السياحي ليككف قطاع بديؿ‬
‫كالميزاف التجارم‪ ،‬الناتج‬ ‫لممحركقات‪ ،‬عف طريؽ المساىمة في تحسيف التكازنات الكبرل كميزاف المدفكعات‬

‫(‪)1‬ك ازرة السياحة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.256‬‬


‫)‪(2‬‬
‫‪Journal Official De La R2 Publique Algerienne : De Mocrallque Et Populaire N 65 Du Dimanche 22 Novambre‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪1427 Correspondt Ou 15 Octobre 2006.Page 25‬‬
‫‪110‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫المحمي اإلجمالي ……الخ ‪ ,‬باإلضافة إلى إعطاء الجزائر انتشا ار سياحيا دكليا كجعميا كجية سياحية بامتياز‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كىذا قصد المساىمة في خمؽ كظائؼ جديدة ك بصكرة أساسية في اقتصاد العاـ لمبالد‪.‬‬

‫‪ -2‬الدفع بواسطة األثر العكسي عمى القطاعات األخرى‪ ( :‬الفالحة‪ ،‬البناء‪ ،‬األشغاؿ العمكمية‪ ،‬الصناعات‪،‬‬
‫السياحة في إطار مقاربة مقارنة عرضية تشمؿ‬ ‫الخدمات‪ ،‬الصناعة التقميدية)‪ :‬ىذا مف خالؿ النظر إلى‬
‫‪ ،‬كتأخذ بعيف االعتبار منطؽ جميع‬ ‫مختمؼ العكامؿ ( النقؿ‪ ،‬التعمير‪ ،‬البيئة‪ ،‬التنظيـ المحمي‪ ،‬التككيف )‬
‫إضافة إلى االستجماـ مع إستراتيجية القطاعات‬ ‫المتعامميف العمكمييف كالخكاص ( الجزائرييف كاألجانب )‪،‬‬
‫األخرل‪.‬‬

‫‪ -3‬التوفيق بين ترقية السياحة والبيئة ‪ :‬كىذا باعتبار انو ىناؾ اثر متبادؿ بيف السياحة كالبيئة الصالحة مف‬
‫إلى تدىكر‬ ‫أىـ المكارد التي تساعد عمى تقدـ السياحة كزيادة حركتيا‪ ،‬كما أف تدىكر البيئة ك تمكثيا يؤدم‬
‫( ‪)2‬‬
‫النشاط السياحي‪.‬‬

‫‪ -4‬تثمين التراث التاريخي‪ ،‬الثقافي‪ ،‬والشعائري ‪ :‬ىذا باعتبار أف استراتيجيات التنمية السياحية الدائمة‪ ،‬ىي‬
‫تمؾ التي تحترـ التنكع الثقافي كتحمي اؿتراث كتساىـ في التنمية المحمية ‪.‬‬

‫‪ -5‬التحسين الدائم لصورة الجزائر ‪ :‬ىذا مف خالؿ إحداث تغيرات في التصكر الذم يحممو المتعاممكف‬
‫الدكليكف في الجزائر بصكرة عامة كالسكؽ الجزائرم بصفة خاصة‪ ،‬ضمف آفاؽ جعؿ منيا سكؽ ىامة كليست‬
‫ثانكية‪ .‬كالشكؿ التالي يكضح األىداؼ الخمسة لمخطط التكجييي لمتييئة السياحية )‪. (SDAT 2025‬‬

‫(‪)1‬‬
‫المخطط التوجييي لمتنمية السياحية ‪ ،‬الكتاب ‪ ، 1‬تشخيص كفحص السياحة الجزائرية‪ ،‬ك ازرة تييئة األقاليـ‪ ،‬البيئة كالسياحة‪ ،‬جانفي‬
‫‪ ،2008‬ص‪. 4‬‬
‫(‪ )2‬أحمد فكزم مكلكخية‪ :‬التنمية السياحية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،2007،‬ص ‪.123‬‬
‫‪111‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫الشكل رقم (‪ :)01‬األىداف الخمسة لمخطط التوجييي لمتييئة السياحية )‪. (SDAT 2025‬‬

‫األهداف الخمسة ل ( م‪.‬ت‪.‬ت‪.‬ن‪.‬س ‪) 2025‬‬

‫تثمين صورة‬ ‫ترقية اقتصاد بديل‬


‫الجزائر‬ ‫عن المحروقات‬

‫تنشيط التوازنات‬
‫تثمين التراث‬
‫الكبرى‬
‫التاريخي‬

‫التوفيق الدائم بين ترقية السياحة‬


‫والبيئة‬

‫المصدر‪ :‬المخطط التكجييي لمييئة السياحية (ـ‪.‬ت‪.‬ت‪.‬ف‪.‬س ‪ :)SDAT2025‬تشخيص كفحص السياحة الجزائرية ك ازرة التييئة‬
‫اإلقؿممية البيئية كالسياحة ‪ ،2008‬ص ‪.24‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬الطاقات المتجددة وديناميكية تفعيل النمو االقتصادي في الجزائر‬

‫إف مستكل التقدـ الحاصؿ في التكنكلكجيات كتقنيات الطاقة المتجددة يجعميا قابمة لالستخداـ سكاء في‬
‫النظـ الصغيرة التي تؤمف اإلعدادات المحمية كالمناطؽ النائية‪ ،‬أك في النظـ المركزية لالستخداـ الحرارم في‬
‫الصناعة كغيرىا‪ ،‬باإلضافة إلى نضـ تكليد الكيرباء‪ ،‬مما جعميا تحظى باىتماـ خاص مف طرؼ السمطات‬
‫العمكمية التي تسعى إلعطاء دفعة جديدة ليدا القطاع كبديؿ لقطاع المحركقات ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفيوم الطاقات المتجددة‬

‫في‬ ‫الطاقات المتجددة ىي الطاقات التي تحصؿ عمييا مف خالؿ تيارات الطاقة التي يتكرر كجكدىا‬
‫في مخزكف جامد تحت‬ ‫الطبيعة عمى نحك تمقائي كدكرم‪ ،‬كبذلؾ عكس الطاقات غير المتجددة المكجكدة غالبا‬
‫‪112‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫األرض‪ ،‬بتعبير آخر ىي عبارة عمى مصادر طبيعية دائمة غير ناضبة متكفرة في الطبيعة بصكرة غير محدكدة‬
‫إال أنيا متجددة باستمرار‪ ،‬كاستعماليا كاستخداميا ال ينتج أم تمكث لمبيئة في طاقات نظيفة‪ ،‬ك نجد مثال الطاقة‬
‫( ‪)1‬‬
‫الشمسية ك طاقة الرياح ‪،‬الماء‪ ،‬الح اررة‪ ،‬ال ينتج عف استخداميا أم تمكث‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االنعكاسات االقتصادية لمطاقة المتجددة في الجزائر‬

‫أوال‪ :‬انعكاسات عمى توفير مناصب الشغل في الجزائر‬

‫بالنظر إلى تحقيؽ لمبدأ خمؽ‬ ‫يعتبر تشجيع االستثمار الكطني في ميداف الطاقات المتجددة ضركريا‬
‫اقتصاد يعتمد‬ ‫المزيد مف مناصب شغؿ كالتخفيؼ مف حد البطالة التي يعاني منيا االقتصاد الجزائرم‪ ،‬باعتباره‬
‫‪% 98‬أم انخفاض نسبة المؤسسات الصناعية‪ ،‬كالمنشأة التي‬ ‫في مداخيمو كايراداتو عمى المحركقات بنسبي‬
‫تعمؿ في إطار التعامالت الصناعية كالمبادالت بيف المتعامميف كفي ىذا الصدد كشفت المصادر المختصة في‬
‫‪ 2009‬بمستغانـ في‬ ‫إنتاج الطاقة المتجددة في الجزائر عمى إقامة مصنع إلنتاج الطاقة البديمة في نياية عاـ‬
‫‪03‬‬ ‫خطكة تترجـ رغبة الجزائر في تحقيؽ االكتفاء الذاتي كالحؽ في التصدير‪ ،‬كىك ما يكفر في المرحمة األكلى‬
‫أالؼ منصب شغؿ‪ ،‬بينما سيكفر االستثمار في الطاقات المتجددة عمى المدل القصير حكالي ‪ 45‬ألؼ منصب‬
‫(‪)2‬‬
‫شغؿ بالجزائر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬انعكاسات تطور الطاقات المتجددة العالمية على طمب الطاقة في الجزائر‬

‫ينتج عف تطكير الطاقات المتجددة انعكاسات عمى مختمؼ جكانب الصناعة النفطية في الجزائر ‪ ،‬كىذا ما‬
‫يشير لعدة معطيات حيث أنيا أصبحت كاقع ال يتراجع عنو‪ ،‬لككنيا تحتؿ جزءا ميما في سياسة الطاقة في‬
‫الجزائر كالعالـ ككؿ‪ ،‬كالتي بدكرىا يمكف أف تؤثر في أسعار النفط عف طريؽ اإلخالؿ ‪ ،‬كربما في السنكات المقبمة‬
‫كبدرجة كبيرة محؿ النفط كالغاز غي مجاؿ النقؿ كالكيرباء‪ ،‬كتمر تمؾ الطاقات حاليا في مرحمة مفترؽ الطرؽ‪،‬‬
‫ففي الكقت الذم تقدـ فيو المككمات بعض البمداف المستيمكة دعـ كتشجيع لصناعة الطاقة المتجددة‪ ،‬فإف التكسع‬
‫كال يبعث بنفس الدرجة مف التفاؤؿ ‪ ،‬حيث كصمت تقنيات الطاقات‬ ‫الكبير في إنتاجيا بحاجة لتحديات كبيرة‬
‫المتجددة في تكليد الكيرباء كالح اررة إلى مراحؿ ناضجة كمستكيات في المستقبؿ ‪ .‬إال أنو ال يتكقع تزايد الطمب‬

‫(‪ )1‬أبك شياب المكي‪ :‬الطاقات المتجددة المستدامة‪ ،‬متحصؿ عميو مف‪:‬‬
‫‪Http : //Www.3tkn3net/Vb/T26579.Html. Consultée Le 16-05-2018 A 20 :30‬‬
‫(‪ )2‬جريدة الجميكرية الجزائرية‪ :‬يكـ السبت ‪ 9 ،‬أفريؿ ‪.2011‬‬
‫‪113‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫‪ 11429‬مميكف طف ‪ ،‬ما يكافئ في عاـ‬ ‫العالمي عمى الطاقة كفقا لمسيناريك المرجعي لككالة الطاقة الدكلية‬
‫‪2005‬إلى ‪ 17721‬مميكف طف ما يكافئ ‪ 2030‬أم بزيادة ‪ 6292‬مميكف طف مكافئ فقط‪ ،‬كستتراجع حصة‬
‫(‪)1‬‬
‫النفط كالغاز مف حصة الطمب عمى الطاقة كسيتـ تعكيض ذلؾ النقص بمصادر الطاقة المتنكعة‪.‬‬

‫تكنكلكجي ىائؿ يقمب المكازيف رأسا عمى عقب‪ ،‬في‬ ‫كعمكما ال تكجد مؤشرات بقرب حدكث اختراؽ‬
‫صناعات الطاقات المتجددة‪ ،‬ينتج عف تفيض كبير في تكاليؼ ك طمب الطاقات الجزائرية التي تعاني منيا تمؾ‬
‫الصناعة‪ ،‬كالتي كانت السبب كراء االنتقادات ما يعني اضطرار تمؾ الصناعة إلى التعايش مع التقنيات الحالية‬
‫‪ %12,8‬في عاـ‬ ‫بكؿ مأخذىا خالؿ المستقبؿ حيث يتكقع زيادة مساىمة الطاقة المتجددة بنية متكاضعة مف‬
‫‪ 2003‬إلى ‪ %13,2‬في عاـ ‪ 2005‬مف إجمالي الطمب العالمي األكؿ في تمؾ الفترة‪ ،‬كتزايد مساىمة الكقكد‬
‫الحيكم في قطاع النقؿ مف حكالي ‪ 11‬في عاـ ‪ 2005‬إلى ‪ %3‬في عاـ ‪.2030‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اآلفات المستقبمية لمطاقة المتجددة في الجزائر‬

‫تتكاجد الطاقات المتجددة في صميـ السياسة الطاقكية كاالقتصادية في الجزائر مف اآلف إلى غاية‬
‫‪ ،2030‬كسيككف ‪ %40‬مف إنتاج الكيرباء مكجو لالستيالؾ مف األصكؿ المجددة كبالفعؿ يصبك الجزائر ألف‬
‫تككف فاعال أساسيا في إنتاج الكيرباء‪ ،‬انطالقا مف الطاقة الشمسية الكيرك‪-‬ضكئية كالح اررية المتيف ستككناف‬
‫محركا لتطكر اقتصادم مستداـ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نظرة شاممة عن اآلفات المستقبمية لمطاقة المتجددة في الجزائر‬

‫أنو كمف المتكقع أف تصبح الجزائر قكة اقتصادية ىامة في منطقة البحر األبيض المتكسط في مجاؿ‬
‫الطاقة البديمة أفاؽ ‪ ،2020‬لتدعـ بذلؾ مداخيميا مف المحركقات التي تشكؿ أساس االقتصاد الكطني‪ ،‬كالمكرد‬
‫األىـ كاألكبر في الخزينة العمكمية تتجاكز ‪ %96‬حسب إحصائيات الصادرة في بنؾ الجزائر إما مركز الجائر‬
‫( ‪)2‬‬
‫الطاقكم فإنو مف القدرة أف يتجو نحك قمة اليرـ في االتجاه المكجب خالؿ ىذه الفترة‪.‬‬

‫كتعتزـ الجزائر عمى إنتاج أكثر مف ‪ % 30‬مف الطاقة الكيربائية انطالقا مف الطاقات المتجددة أفاؽ‬
‫‪ .‬حيث يقر ىذا البرنامج إنتاج‬ ‫‪ 2050‬في إطار البرنامج الكطني لتنمية الطاقات المتجددة الجارم إعداده‬
‫‪ 12000‬ميغا كاط تكجو لمسكؽ المحمية‬ ‫‪ 22000‬ميغا كاط مف الكيرباء انطالقا مف الطاقة الشمسية منيا‬
‫ك‪ 1000‬ميغا كاط لمتصدير‪.‬‬

‫(‪ )1‬عمي رجب تطكر ‪ :‬إنتاج النفط الغير تقميدية و انعكاساتيا عمى األقطار األعضاء‪ ،‬العدد ‪ ،2008 ،125‬ص ‪.70‬‬
‫(‪ )2‬عبد الرحيـ جعيد ‪ :‬الجزائر تستطيع أن تصبح قوة عالمية في مجال الطاقة الشمسية‪ ،‬متحصؿ عميو مف‪:‬‬
‫‪Http : Www.DJAAIRESS.COM/ELAYEM/1017771.DATE 22-04-2018 H 20.00‬‬
‫‪114‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫كما يتكقع أف تكفر الطاقات المتجددة بالجزائر ‪ %36‬مف حاجتيا بحمكؿ عاـ ‪ ،2040‬كربما سيخفؼ ىذا‬
‫حاجاتيا مف البتركؿ إذا ما استغمت الطاقات المتجددة استغالال صحيحا ‪ ،‬كبالتالي إمكانية انتقاليا مف بمد يعتمد‬
‫عمى مكارد نافذة إلى بمد يعتمد عمى مكارد طاقكية متجددة‪ ،‬كىك الرىاف الكبير الذم سكؼ تكاجيو الجزائر‬
‫( ‪)1‬‬
‫كبقدرات تنافسية كبيرة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬برامج الطاقة المتجددة في الجزائر‬

‫يشمؿ البرنامج مف اآلف إلى غاية ‪ 2020‬عمى إنجاز ‪ 60‬محطة شمسية كيركضكئية كشمسية ح اررية‬
‫كحقكؿ طاقة الرياح كمحطات مختمفة ‪ ،‬كيككف إنجاز مشاريع الطاقة المتجددة إلنتاج الكيرباء المخصصة لمسكؽ‬
‫الكطنية عمى ‪ 03‬مراحؿ‪:‬‬

‫إلختبار مختمؼ‬ ‫‪ :2013 -2011‬كتخصص إلنجاز المشاريع الريادية‪،‬‬ ‫‪ -‬المرحمة األولى ما بين‬
‫التكنكلكجيات المتكفرة ‪.‬‬
‫‪ -‬المرحمة الثانية ما بين ‪ :2015 -2014‬كسكؼ تتميز بالمباشرة في نشر البرنامج ‪.‬‬
‫‪ -‬المرحمة الثالثة ما بين ‪ :2020 -2016‬كسكؼ تككف خاصة بالنشر عمى مستكل كاسع ‪.‬‬

‫ىذه المراحؿ تجسد استراتيجيات الجزائر التي تيدؼ إلى تطكير جدم لصناعة حقيقية لمطاقة الشمسية‬
‫مرفقة ببرنامج تككيني‪ ،‬كتجميع لممعارؼ التي تسمح باستغالؿ الميارات المحمية الجزائرية‪ ،‬كما يسمح بخمؽ‬
‫‪ 75‬إلى‬ ‫عدة آالؼ مناصب الشغؿ المباشرة كغير المباشرة ‪ ،‬كفي نفس السياؽ سيقدر إنتاج الكيرباء ما بيف‬
‫( ‪)2‬‬
‫‪800‬كيمك كاط ساعي في سنة ‪.2020‬‬

‫أما فيما يخص برنامج الطاقة المتجددة‪ ،‬بالمراحؿ التالية ‪:‬‬


‫‪ -‬في سنة ‪ 2014‬يفكؽ تأسيس قدرة إجمالية تقدر ب ‪11‬ميغا كاط‪.‬‬
‫‪ -‬في أفاؽ ‪ 2015‬سيتـ تأسيس قدرة إجمالية تقارب ‪ 650‬ميغا كاط‪.‬‬
‫‪ 2600‬ميغا كاط بالسكؽ الكطني‪،‬‬ ‫‪ -‬مف اآلف كالى غاية ‪ 2020‬ينتظر تأسيس قدرة إجمالية بحكالي‬
‫كاحتماؿ تصدير ‪ 200‬ميغا كاط‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد الرحماف جعيد‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.14‬‬


‫(‪ )2‬كرسي فيناؾ‪ ،‬ممتقى بعنكاف‪ :‬المسؤولية األولى في دائرة الطاقات المتجددة بوزارة االقتصاد والتكنولوجيا األلمانية ‪ ،‬ممتقى آفاؽ الشراكة‬
‫الجزائرية األلمانية‪ ،‬فندؽ الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪115‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫‪ -‬مف اآلف كالى غاية ‪ 2030‬مف المرتقب تأسيس قدرة إجمالية بقيمة ‪ 12000‬ميغا كاط لمسكؽ الكطني‪،‬‬
‫كمف المتحمؿ تصدير ما يقارب ‪ 1000‬ميغا كاط‪.‬‬
‫ممخص ىذا البرنامج يككف حسب كؿ نكع مف فركع ك مجاالت اإلنتاج كالمتمثؿ كالتالي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تطوير مصادر الطاقة المتجددة‪:‬‬
‫‪ ‬الطاقة الشمسية الكيروضوئية‪ :‬تستند اإلستراتيجية لمجزائر عمى تسريع تطكير الطاقة الشمسية‪،‬‬
‫فالحككمة تخطط إلى إلحاؽ عدة مشاريع شمسية كيركضكئية بقدرة كاممة تبمغ حكالي ‪ 800‬ميغا كاط‬
‫مف اآلف إلى غاية ‪ ،2020‬ككذا إنتاج مشاريع أخرل ذات قدرة ‪ 200‬ميغاكاط‪ ،‬في الفترة ما بيف‬
‫(‪)1‬‬
‫‪. 2030-2021‬‬
‫‪ ‬الطاقة الشمسية الحرارية ‪ :‬في المرحمة الممتدة بيف ‪ :2020 -2016‬سيتـ إنشاء كتشغيؿ ‪ 4‬محطات‬
‫شمسية كح اررية مع التخزيف بقدرة إجمالية تقدر بحكالي ‪ 1200‬ميغا كاط ‪ ،‬كيتكقع في برنامج الفترة ما‬
‫بيف ‪ 2021‬ك ‪ 2030‬إنشاء قدرة تقدر بحكالي ‪ 500‬ميغا كاط في السنة كىذا لغاية سنة ‪ ،2023‬ثـ‬
‫‪ 600‬ميغا كاط في السنة لغاية ‪. 2030‬‬
‫‪ ‬طاقة الرياح‪ :‬يرتقب برنامج الطاقة المتجددة في المرحمة األكلى الممتد ما بيف ‪ 2011‬ك‪ ،2013‬ككذا‬
‫تأسيس أكؿ مزرعة ىكائية بقدرة تبمغ ‪ 10‬ميغا كاط بأدرار‪ ،‬إنجاز بيف الفترة ‪ 2015-2014‬مزرعتيف‬
‫ىكائيتيف تقدر طاقة كؿ كاحد منيا ب ‪ 20‬ميغا كاط‪ ،‬كسكؼ يشرع في إجراء الدراسات لتحديد المكاقع‬
‫‪ 2026‬ك ‪ 2030‬بقدرة تبمغ ‪ 1700‬ميغا‬ ‫المالئمة إلنجاز المشاريع األخرل في الفترة الممتدة ما بيف‬
‫كاط‪.‬‬
‫ب‪ -‬تطوير القدرات الصناعية‪:‬‬
‫عمال عمى مرافقة كانجاز برامج الطاقات المتجددة تعتزـ الجزائر تقكية النسيج الصناعي ‪ ،‬حتى يككف في‬
‫طميعة التغيرات اإليجابية سكاء عمى الصعيديف الصناعي كالتقني‪ ،‬أك الصعيديف اليندسي كالبحثي‪ ،‬كما أف‬

‫(‪ )1‬أحمد مجازم‪ :‬الطاقة الشمسية في الجزائر‪:2010 ،‬‬


‫‪Http : //Amjadbed.Jerran.Com/Arachiv/2018.05/27839.Ml‬‬
‫‪116‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫( ‪)1‬‬
‫الجزائر عازمة عمى استثمار جميع األقساـ المبدعة كتطكيرىا محميا‪.‬‬
‫‪ -‬الطاقة الشمسية الكيركضكئية‪ :‬يرتقب في الفترة الممتدة مابيف ‪ 2013 -2011‬بمكغ نسبة ‪ %60‬في إدماج‬
‫الصناعة الجزائرية ‪ ،‬كسيتـ بمكغ ىذا اليدؼ بفضؿ إنتاج مصنع إلنتاج األلكاح الكيركضكئية بقدرة تعادؿ ‪190‬‬
‫ميغا كاط في السنة‪ ،‬مف طرؼ سكنمغاز عبر شركتيا األكركبية الفرعية ‪.‬‬

‫(‪ )1‬الريح المحمية في الكطف العربي ‪،‬‬


‫‪http://amjadbed.jerran.com/arachiv/2018.05/27839.html‬‬
‫‪117‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫خالصة الفصل‬

‫مف خالؿ ىذا الفصؿ أردنا تسميط الضكء عمى أساليب تمكيؿ عجز المكازنة العامة في الجزائر كبدائؿ‬
‫قطاع المحركقات‪ ،‬كلقد تكصمنا مف خالؿ تناكلنا ليذا الفصؿ إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬تعد الضريبة مف الكسائؿ لتمكيؿ العجز المتكرر في ميزانية الدكلة‪ ،‬ككف الضريبة مف الكسائؿ التي مف‬
‫الممكف تحقيؽ الثبات‪.‬‬

‫‪ -2‬مزاؿ الييكؿ الضريبي الجزائرم يتميز ببنية ثنائية‪ ،‬الجباية البتركلية كالجباية العادية‪.‬‬

‫‪ -3‬اعتماد االقتصاد الجزائرم بصفة كبيرة عمى المحركقات‪.‬‬

‫‪ -4‬تساىـ الجباية البتركلية بنسبة كبيرة في ميزانية الدكلة‪.‬‬

‫‪ -5‬القطاع السياحي يعتبر قطاعا خصبا لالستثمار فيو‪ ،‬فالجزائر تممؾ كؿ مقكمات النجاح لمنافسة حتى أكبر‬
‫الدكؿ السياحية في العالـ‪.‬‬

‫‪ -6‬تحاكؿ الجزائر بدؿ جيكد لتطكير كاستغالؿ الطاقات المتجددة ‪ ،‬خاصة كأف ليا إمكانات ىائمة باألخص في‬
‫الطاقة الشمسية‪ ،‬حيث كضعت سياسات كبرامج عمى المدل البعيد‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫عجز المكازنة في الجزائر بيف األساليب كالبدائؿ لتحقيؽ التكازف‬ ‫الفصؿ الثالث‬

‫‪119‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫الخاتمة العامة‪:‬‬

‫في ضوء األىمية التي يكتسييا قطاع النفط في االقتصاد الجزائري‪ ،‬وباعتباره اقتصاد رىين لمتقمبات‬
‫التي تحدث عمى مستوى السوق النفطية‪ ،‬فإن السياسة االقتصادية والمالية الجزائرية تعتمد بشكل كبير عمى‬
‫العوائد النفطية‪ ،‬التي تتغير بشكل مستمر بتغير أسعار النفط في األسواق العالمية‪.‬‬

‫فمن بين المشاكل التي تعاني منيا الدول عموما والجزائر خصوصا ىي مشكمة عجز الموازنة العامة‪،‬‬
‫وذلك بسبب ندرة وشح وقمة الموارد التي تمول نفقاتيا العامة‪ ،‬فأصبح من الضروري عمى الجزائر انتياج‬
‫سياسات اقتصادية محكمة لتخفيف العجز الذي تعاني منو وتغطية حجم اإلنفاق العام المتزايد‪.‬‬

‫‪ 2014‬راجعت الجزائر سياساتيا االقتصادية ‪ ،‬وأصبحت حذرة‬ ‫فمع تدىور أسعار البترول أواخر سنة‬
‫حيث قامت بإتباع سياسة تقشفية وذلك بترشيد اإلنفاق العام ‪ ،‬باإلضافة إلى إصالحات في السياسة الضريبية‪،‬‬
‫فمجأت إلى زيادة الضرائب من أجل تغطية العجز في الموازنة العامة‪.‬‬

‫كما قامت بالبحث عن استراتيجيات بديمة لقطاع المحروقات ‪ ،‬تقمل عمى األقل من شدة االعتماد عمى‬
‫الثرة النفطية كالطاقات المتجددة وقطاعي الزراعة والسياحة ‪ ،‬خاصة وأن الجزائر تمتمك كل مقومات النجاح‬
‫في ىذه الخيارات‪.‬‬

‫‪ -‬نتائج اختبار الفرضيات‪:‬‬

‫أثناء اإلجابة عمى إشكالية الدراسة المتمثمة في '' ما مدى فعالية السياسات التي انتيجتيا الجزائر في‬
‫‪ 2014‬؟ وما تأثير ىذه السياسات عمى‬ ‫سد عجز الموازنة بعد انخفاض أسعار البترول في نياية سنة‬
‫االقتصاد الوطني ؟''‬

‫توصمنا إلى‪:‬‬

‫‪ ‬عدم صحة الفرضية األولى ؛ حيث أن الجزائر تعتمد في تمويل ميزانيتيا العامة بشكل كبير عمى‬
‫إيرادات الجباية البترولية ‪ ،‬التي مازالت مييمنة عمى ىيكل اإليرادات الضريبية لمدولة فقد تجاوزت ‪50‬‬
‫بالمائة‪.‬‬
‫‪ ‬صحة الفرضية الثانية ؛ التي تشير إلى أنو ىناك عالقة طردية بين أسعار النفط وايرادات الميزانية‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪120‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫‪ ‬عدم صحة الفرضية الثالثة ؛ فاإليرادات الضريبية تشكل مورد جد معتبر لتمويل الموازنة العامة‬
‫لمدولة‪ ،‬ولكن تبقى إيرادات الجباية البترولية تمعب الدور الرئيسي في تمويل الميزانية العامة‪.‬‬
‫كقطاعي الزراعة والسياحة‬ ‫‪ ‬صحة الفرضية الرابعة ؛ فممجزائر بدائل اقتصادية لقطاع المحروقات‬
‫والطاقات المتجددة التي تممك الجزائر كل مقومات النجاح فييم‪.‬‬

‫‪ -‬نتائج الدراسة‪:‬‬

‫‪ ‬تميزت الضرائب بتأثيرىا الشديد في تمويل الموازنة العامة بسبب اعتماد الموازنة بشكل أساسي عمى‬
‫اإليرادات النفطية‪.‬‬
‫كانت من‬ ‫‪ ‬اعتماد الجزائر كميا عمى قطاع المحروقات مما أدى بيا إلى إىماليا لجوانب أخرى‪،‬‬
‫الممكن أن تحدث بيا قفزة نوعية في االقتصاد ‪ ،‬خاصة القطاع الزراعي والقطاع السياحي والطاقات‬
‫المتجددة‪.‬‬
‫‪ ‬أدى االنخفاض الكبير ألسعار المحروقات إلى اعتماد الجزائر في تمويل ميزانيتيا العامة عمى‬
‫الجباية العادية‪.‬‬
‫‪ ‬كل من اإليرادات العامة والنفقات العامة ترتبط ارتباطا شديدا بأسعار النفط‪.‬‬

‫‪ -‬التوصيات واالقتراحات‪:‬‬

‫‪ ،‬من خالل القيام‬ ‫‪ ‬البد من العمل عمى تفعيل دور الضرائب في تمويل الموازنة العامة لمدولة‬
‫بإصالحات جدية في النظام الضريبي من خالل إعادة النظر في قوانين الضرائب‪.‬‬
‫‪ ‬عمى الجزائر تنظيم قطاع المحروقات الوطني ‪ ،‬عن طريق االستغالل العقالني لموارد الطاقة والحد‬
‫من التوسع المفرط في استخراج وتصدير النفط‪.‬‬
‫‪ ‬إتباع سياسة تقييدية في مجال اإلنفاق يساعد عمى تخفيض عجز الميزانية‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير البحث واالبتكار في مجال الطاقات المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية ‪ ،‬خاصة أن الصحراء‬
‫الجزائرية تعتبر أكثر المناطق في العالم عرضة ألشعة الشمس‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫الخاتمة العامة‬

‫‪ -‬آفاق الدراسة‪:‬‬

‫‪ ،‬فإن ىناك بعض‬ ‫في نياية دراستنا وبعدما قمنا بالتعرض إلى أساليب تمويل عجز الميزانية العامة‬
‫األجنبي‪ ،‬دور الضريبة في ضبط التضخم‪،‬‬ ‫الجوانب لم نتطرق إلييا في ىذه الدراسة‪ ،‬كتشجيع االستثمار‬
‫والتي يمكن أن تكون مواضيع لبحوث مستقبمية‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫‪ -1‬بالمغة العربية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الكتب‬

‫اإلسالمية‪ ،‬مطبعة جامعة النيمين‪ ،‬الخرطوم‪،‬‬ ‫‪ -1‬إبراىيم أحمد عبد اهلل ‪ :‬المالية العامة والمالية العامة‬
‫‪.1996‬‬
‫‪ -2‬إبراىيم عمي عبد اهلل وأنور العجارمة ‪ :‬مبادئ المالية العامة ‪ ،‬دار صفاء لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،‬دون‬
‫سنة النشر‪.‬‬
‫‪ -3‬أبو دوح ومحمد عمر‪ :‬ترشيد اإلنفاق العام وعجز ميزانية الدولة ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الدار الجامعية‪.2006 ،‬‬
‫‪ -4‬أبو منصف‪ :‬مدخل لمتنظيم اإلداري والمالية العامة ‪ ،‬دار المحمدية العامة‪ ،‬الجزائر ‪.2004‬‬
‫‪ -5‬أحمد فوزي مولوخية‪ :‬التنمية السياحية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2007،‬‬
‫‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫‪ -6‬المرسي السيد حجازي ‪ :‬مبادئ االقتصاد العام‪ ،‬الدار الجامعية لمطباعة و النشر‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ -7‬المغربي وابراىيم متولي حسن ‪ :‬اآلثار االقتصادية لمتمويل بالعجز من منظور الفقو اإلسالمي واالقتصاد‬
‫الوضعي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2010 ،‬‬
‫‪ -8‬حامد عبد المجيد دراز‪ :‬مبادئ االقتصاد العام ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مركز اإلسكندرية لمكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪.2001 ،‬‬
‫‪ -9‬حامد عبد المجيد دراز ‪ ،‬المرسي السيد حجازي‪ :‬مبادئ االقتصاد العام ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الدار الجامعية‬
‫لمنشر والتوزيع‪،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -10‬حسني خربوش وحسين اليحيى ‪ :‬المالية العامة ‪ ،‬الشركة العربية لمتسويق والتوريدات‪ ،‬القاىرة‪.2013 ،‬‬
‫‪ -11‬حسين راتب يوسف ريان عجز الموازنة وعالجو في الفقو اإلسالمي‪ ،‬دار النفاس‪ ،‬األردن‪.1999 ،‬‬
‫‪ -12‬حسين مصطفى حسين‪ :‬المالية العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.1995 ،‬‬
‫‪ -13‬حمدي بن محمد صالح‪ :‬توازن الموازنة العامة‪ ،‬دراسة مقارنة بين االقتصاد اإلسالمي والوضعي‪ ،‬دار‬
‫النفائس لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط ‪.2013 ،1‬‬

‫‪124‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫الثالث ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬


‫ة‬ ‫‪ -14‬حميدة بوزيدة ‪ :‬جباية المؤسسة ‪ ،‬الطبعة‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ -15‬خالد شحادة الخطيب‪ ،‬وأحمد زىير شامية ‪ :‬أسس المالية العامة ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار وائل لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2005 ،‬‬
‫‪ -16‬رضا أحمد صديق‪ :‬أسس المالية العامة ‪ ،‬بيروت‪ ،‬الدار العربية لمعموم‪.2004 ،‬‬
‫‪ ،‬دار اليدى‬ ‫‪ -17‬رمزي زكي ‪ :‬الصراع الفكري واالجتماعي حول عجز الموازنة العامة في العالم الثالث‬
‫لمثقافة والنشر‪ ،‬سوريا ‪.‬‬
‫‪ -18‬زين العابدين ناصر ‪ :‬عمم المالية العامة والتشريع المالي ‪ ،‬دار النيضة العربية القاىرة‪ ،‬دون سنة‬
‫النشر‪.‬‬
‫‪ -19‬زينب حسين عوض‪ :‬مبادئ المالية العامة ‪ ،‬دار الفتح لمنشر‪ ،‬القاىرة‪.2003 ،‬‬
‫ط‪ ،1‬دار الكتاب الحديث‪،‬‬ ‫‪ -20‬سعدون بو كبوس ‪ :‬االقتصاد الجزائري – محاولتان من أجل التنمية‪،‬‬
‫القاىرة‪.2012 ،‬‬
‫‪ -21‬سعيد عبد العزيز عثمان وشكري رجب العشماوي ‪ :‬النظم الضريبية ‪ ،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬دون سنة النشر ‪.‬‬
‫‪ -22‬سعيد عبد العزيز عثمان‪ :‬االقتصاد العام‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الدار الجامعية لمطباعة والنشر ‪.‬‬
‫‪ -23‬سعيد عبد العزيز عثمان‪ :‬المالية العامة مدخل تحميل معاصر‪ ،‬الدار الجامعية‪.2008 ،‬‬
‫‪ -24‬سعيد عمي العبيدي‪ :‬اقتصاديات المالية العامة ‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،‬دار دجمة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2011،‬‬
‫‪ -25‬سميم سعداوي‪ :‬الجزائر ومنظمة التجارة العالمية ـ آفاق ومعوقات االنضمام‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الخمدونية لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2008،‬‬
‫‪ -26‬طارق الحاج‪ :‬المالية العامة ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الصفاء لمنشر والتوزيع‪.2009 ،‬‬
‫الدار‬ ‫أساسيات المالية العامة‪ ،‬مدخل لدراسة الفن المالي لالقتصاد العام‪،‬‬ ‫‪ -27‬عادل أحمد حشيش‪:‬‬
‫الجامعية الجديدة لمنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬
‫‪ -28‬عادل أحمد حشيش‪ :‬أصول الفن المالي لالقتصاد العام – مدخل لدراسة أساسيات المالية العامة ‪،-‬‬
‫الدار الجامعية الجديدة لمنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬

‫‪125‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -29‬عادل فميح العمي ‪ :‬المالية العامة والتشريع المالي الضريبي ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الحامد لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان – األردن‪.2007 ،‬‬
‫‪ -30‬عايب وليد عبد الحميد ‪ :‬اآلثار االقتصادية الكمية لسياسة اإلنفاق الحكومي‪ :‬دراسة تطبيقية قياسية‬
‫لنماذج التنمية االقتصادية‪ ،‬مكتبة حسن العصرية‪ ،‬لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دون سنة النشر‪.‬‬
‫‪ -31‬عبد الباسط عمي جاسم الزبيدي‪ :‬الموازنة العامة لمدولة والرقابة عمى تنفيذىا دراسة مقارنة ‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬دار حامد لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2014 ،‬‬
‫‪ -32‬عبد المجيد قدي ‪ :‬المدخل إلى السياسات االقتصادية الكمية ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ -33‬عبد الرزاق الفارس ‪ :‬الحكومة والفقراء واإلنفاق العام‪ ،‬دراسة لظاىرة عجز الموازنة وآثارىا االقتصادية‬
‫واالجتماعية في البمدان العربية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1997 ،‬‬
‫‪ -34‬عبد الغفور إبراىيم احمد‪ ،‬مبادئ االقتصاد والمالية العامة ‪ ،‬دار زىران لمطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪.2009 ،‬‬
‫‪ -35‬عبد الكريم بركات‪ :‬دراسة في االقتصاد المالي ‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬د ب ‪ ،‬دون سنة النشر ‪.‬‬
‫‪ -36‬عبد اهلل الشيخ محمود الطاىر‪ :‬مقدمة في اقتصاديات المالية العامة ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطابع جامعية‬
‫الممك سعود‪ ،‬المممكة العربية السعودية‪.1988 ،‬‬
‫‪ -37‬عبد المجيد قدي‪ :‬دراسات في عمم الضرائب ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار جرير لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪.2011 ،‬‬
‫‪-2004‬‬ ‫‪ -38‬عبد المطمب عبد الحميد ‪ :‬اقتصاديات المالية العامة ‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ -39‬عمي العربي وعبد المعطي عساف‪ ،‬إدارة المالية العامة ‪ ،‬الكويت‪ ،‬دون سنة النشر‪.‬‬
‫‪ -40‬عمي زغدود‪ :‬المالية العامة ‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪.2011 ،‬‬
‫‪ -41‬عمي محمد خميل وسميمان أحمد الموزي‪ :‬المالية العامة ‪ ،‬دار زىران لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ -42‬فاطمة السويسي‪ :‬المالية العامة ‪ ،‬المؤسسة الحديثة لمكتاب‪ ،‬طرابمس‪ ،‬لبنان‪.2005 ،‬‬
‫‪ -43‬فميح حسن خمف‪ :‬المالية العامة ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عالم الكتاب الحديث لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2008 ،‬‬
‫‪ -44‬فوزي عطوي‪ :‬المالية العامة ‪ ،‬النظم الضريبية وموازنة الدولة‪ ،‬منشورات الجمي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪.2003 ،‬‬

‫‪126‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -45‬قحطان السوقي‪ :‬واالقتصادي المالية العامة ‪ ،‬دار الطالب لمدراسات والترجمة والنشر ‪.1989 ،‬‬
‫‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار الخمدونية‪،‬‬ ‫‪ -46‬كردودي صبرينة ‪ :‬تمويل عجز الموازنة العامة في اإلقتصاد اإلسالمي‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ -47‬لحسن دردوري‪ :‬سياسة الميزانية في عجز الموازنة العامة لمدولة ‪ ،‬دراسة مقارنة الجزائر‪ -‬تونس‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2014-2013 ،‬‬
‫‪ -48‬لعمارة جمال‪ :‬أساسيات الموازنة العامة لمدولة (المفاىيم والقواعد والمراحل واالتجاىات الحديثة) ‪ ،‬دار‬
‫الفجر لمنشر والتوزيع‪.2004 ،‬‬
‫‪ -49‬مجدي محمد شياب‪ :‬االقتصاد المالي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫‪ -50‬محرزي محمد عباس‪ :‬اقتصاديات المالية العامة ‪ ،‬اإليرادات العامة‪ ،‬الميزانية العامة لمدولة‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدون سنة نشر ‪.‬‬
‫‪ -51‬محمد الصغير ويسرى أبو العالء‪ :‬دار المالية العامة ‪ ،‬دار العموم لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪ -52‬محمد بالرابح‪ :‬آفاق التنمية في الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.2007،‬‬
‫‪ -53‬محمد بمقاسم بيمول ‪ :‬سياسة تخطيط التنمية واعادة تنظيم مسارىا في الجزائر ‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1999 ،‬‬
‫المالية العامة والتشريع المالي ‪ ،‬الدار العممية الدولية ودار الثقافة لمنشر‬ ‫‪ -54‬محمد جمال دنيبات‪:‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2003 ،‬‬
‫‪ -55‬محمد حممي الطوابي ‪ :‬أثر السياسة المالية الشرعية لتحقيق التوازن المالي العام في الدولة الحديثة‪،‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلسكندرية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪.2007 ،‬‬
‫‪ -56‬محمد حممي مراد‪ :‬المالية الدولية‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪.2000 ،‬‬
‫‪ -57‬محمد شاكر عصفور‪ :‬أصول الموازنة العامة ‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ -58‬محمد طاقة وىدى الغزاوي‪ :‬اقتصاديات المالية العامة ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الميسرة لمنشر والتوزيع‬
‫والطباعة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2007 ،‬‬
‫‪ -59‬محمد عباس محرزي ‪ :‬اقتصاديات الجباية والضرائب ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ :‬دار ىومة لمطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪127‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -60‬محمدي محمد بن صالح‪ :‬توازن الموازنة العامة ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النفائس لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2013 ،‬‬
‫‪ -61‬محمود حسين الوادي‪ ،‬وزكرياء أحمد عزام ‪ :‬مبادئ المالية العامة ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الميسرة لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان– األردن‪.2007 ،‬‬
‫دار ىومة‪،‬‬ ‫‪ -62‬مدني بن شيرة‪ ،‬سياسة اإلصالح االقتصادي في الجزائر والمؤسسات المالية الدولية‪،‬‬
‫الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -63‬مصطفى محمد عبد اهلل وآخرون ‪ :‬اإلصالحات االقتصادية وسياسة الخصوصية في البمدان العربية‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬بيروت‪.1999 ،‬‬
‫‪ -64‬ناصر دادي عدون‪ :‬اقتصاد المؤسسة‪ ،‬دار المحمدية‪ ،‬الجزائر‪.1998 ،‬‬
‫‪ :‬المدخل الحديث في اقتصاديات المالية‬ ‫‪ -65‬نوزاد عبد الرحمان الييني ومجيد عبد المطيف الخشابي‬
‫العامة‪ ،‬دار المناىج لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان– األردن‪.2004 ،‬‬
‫‪ -66‬وليد عبد الحميد ‪ :‬اآلثار االقتصادية الكمية لسياسة اإلنفاق الحكومي ‪ ،‬دراسة تطبيقية قياسية الندماج‬
‫التنمية االقتصادية‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة حسن العصرية‪ ،‬لبنان‪.2010 ،‬‬
‫‪ -67‬ياسر صالح الفريجات ‪ :‬المحاسبة في عمم الضرائب ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المناىج لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪.2009‬‬
‫‪ -68‬يسرى محمد أبو العال ‪ :‬مبادئ االقتصاد البترولي وتطبيقاتيا عمى التشريع االقتصادي‪ ،‬دار النيضة‬
‫العربية‪.1996 ،‬‬
‫‪ -69‬يونس أحمد البطريق وآخرون‪ :‬مبادئ المالية العامة ‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرسائل الجامعية‬

‫اإلصالحات االقتصادية بالجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‬ ‫‪ -1‬العباس بيناس ‪ :‬فعالية السياسة الجبائية في ظل‬
‫(غير منشورة)‪ ،‬كمية العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص نقود مالية وبنوك‪ ،‬جامعة البميدة‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -2‬بمخير قسوم ‪ :‬دور االستثمار الخميجي في تمويل البمدان العربية ذات العجز المالي ‪ ،‬مذكرة الماجستير‬
‫في االقتصاد‪ ،‬جامعة العقيد الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.2014 ،‬‬

‫‪128‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪-1980‬‬ ‫‪ -3‬بن نوار بومدين ‪ :‬النفقات العامة عمى التعميم‪ ،‬دراسة حالة قطاع التربية الوطنية بالجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2008‬رسالة مقدمة لنيل شيادة ماجيستر في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة أبو بكر بمقايد‪ ،‬تممسان‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2011-2010‬‬
‫‪ -4‬بوعوينة مولود ‪ :‬العالقة بين سعر البترول وبعض المتغيرات االقتصادية الكمية في الجزائر باستخدام‬
‫منيجية )‪ ،(VAR‬مذكرة ماجستير في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2010 -2009 ،‬‬
‫‪ -5‬سامية نزالي ‪ :‬التأىيل المصرفي لمخوصصة –دراسة حالة الجزائر ‪ ، -‬رسالة ماجستير (غير منشورة)‪،‬‬
‫كمية العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص نقد ومالية وبنوك‪ ،‬جامعة البميدة‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -6‬سمير بن عمور ‪ :‬إشكالية إحالل الجباية العادية محل الجباية البترولية لتمويل ميزانية الدولة‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شيادة ماجستر‪ ،‬تخصص إدارة أعمال‪ ،‬جامعة سعد‪ ،‬حمب البميدة‪.2006 ،‬‬
‫‪ -7‬شعبان فرج ‪ :‬الحكم الراشد كمدخل حديث لترشيد اإلنفاق العام والحد من الفقر‪ ،‬أطروحة دكتوراه (غبر‬
‫منشورة)‪ ،‬كمية االقتصاد‪ ،‬قسم االقتصاد‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2012 ،3‬‬
‫‪ -8‬صبرينة بن عبدة‪ ،‬كريمة سميم ‪ :‬عالقة تغيرات أسعار البترول باالستقرار النقدي في الجزائر خالل‬
‫الفترة(‪ ،)2014-1999‬مذكرة مقدمة استكمال لمتطمبات شيادة ماستر أكاديمي‪ ،‬جامعة العربي التبسي‪،‬‬
‫تبسة‪.2016 ،‬‬
‫‪ -9‬صميحة عشي ‪ :‬اآلراء واألثر االقتصادي واالجتماعي لمسياحة في الجزائر وتونس والمغرب ‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬جامعة محمد خضير بسكرة ‪ ،‬كمية العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد التنمية ‪.2011 ،‬‬
‫‪ -10‬عبد الرزاق موالي لخضر‪ :‬متطمبات تنمية القطاع الخاص بالدول النامية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شيادة‬
‫الدكتوراه في العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد التنمية‪ ،‬جامعة تممسان‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬

‫‪ -10‬عبد القادر بابا‪ ،‬سياسة االستثمارات في الجزائر وتحديات التنمية في ظل التطورات العالمية الراىنة ‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه (غير منشورة) كمية العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص تخطيط‪ ،‬الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -11‬عفيف عبد الحميد ‪ :‬فعالية السياسة الضريبية في تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬دراسة حالة الجزائر‬
‫خالل الفترة ‪ ،2012_2001‬مذكرة ماجستير في عموم التسيير كمية العموم االقتصادية ‪ ،‬جامعة فرحات‬
‫عباس سطيف‪.2014-2013 ،‬‬
‫ي غربي ‪ :‬الزراعة بين االكتفاء والتبعية ‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العموم االقتصادية ‪ ،‬جامعة قسنطينة‪،‬‬
‫‪ –12‬فوز ة‬
‫‪.2008-2007‬‬

‫‪129‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -13‬كردودي صبرينة‪ ،‬ترشيد اإلنفاق العام ودوره في عالج عجز الموازنة العامة في االقتصاد اإلسالمي‪،‬‬
‫أطروحة الدكتوراه (غير منشورة) في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2014 ،‬‬
‫‪ -14‬كيحل محمد وآخرون ‪ :‬استخدام العوائد النفطية‪ :‬دراسة مقارنة بين تجربة الجزائر وتجربة النرويج‪،‬‬
‫مذكرة مقدمة لمحصول عمى شيادة ماجيستير في العموم االقتصادية تخصص اقتصاد دولي‪ ،‬جامعة وىران ‪2،‬‬
‫‪.2016 -2015‬‬
‫‪ -15‬لجمط محمد ‪ :‬دور الجباية في تغطية عجز الميزانية العامة لمدولة وتنمية لالقتصاد الوطني ‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شيادة الماستر‪ ،‬المركز الجامعي بالمدرسة‪.2007 ،‬‬
‫‪ -16‬لطرش فاطمة‪ ،‬مبروك خديجة ‪ :‬أثر تقمبات أسعار النفط عمى اإلنفاق العام ـ دراسة تحميمية لحالة‬
‫الجزائر خالل الفترة ( ‪ ،)2015-1980‬مذكرة مقدمة استكماال لمتطمبات نيل شيادة الماستر في العموم‬
‫االقتصادية تخصص نقود ومالية دولية‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحي ـ جيجل‪.2016 -2015 ،‬‬
‫‪ -17‬مراد زايد ‪ :‬دور الجمارك في ظل اقتصاد السوق‪ ،‬أطروحة دكتوراه (غير منشورة)‪ ،‬كمية عموم التسيير‪،‬‬
‫تخصص تسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.2006 ،‬‬
‫‪ -18‬مرغاد لخضر ‪ :‬نظم التمويل المحمي‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬أطروحة مقدمة لنيل شيادة الدكتوراه في العموم‬
‫االقتصادية‪ ،‬تخصص نقود وتمويل‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ -‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -19‬مسعود درواسي ‪ :‬السياسة المالية ودورىا في تحقيق التوازن االقتصادي – حالة الجزائر – ‪-1990‬‬
‫‪ ،2004‬أطروحة دكتوراه (غير منشورة)‪ ،‬كمية العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.2006 ،‬‬
‫‪ -20‬ىندي كريم‪ :‬الجباية البترولية وأىميتيا في اإلقتصاد الجزائري في ظل الشراكة األجنبية في قطاع‬
‫المحروقات‪ ،‬مذكرة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كمية العموم اإلقتصادية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪-2008 ،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫االقتصاد اإلسالمي‪ -،‬دراسة‬ ‫وسائل سد عجز الموازنة العامة في‬ ‫‪ -21‬وليد خالد يوسف الشايخي‪،‬‬
‫منشورة)‪ ،‬كمية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬المممكة‬ ‫مقارنة‪-‬رسالة ماجيستر (غير‬
‫السعودية‪ 1410 ،‬ىجري‪.‬‬
‫‪ -22‬ياسمينة زرنوح‪ ،‬إشكالية التنمية المستدامة في الجزائر ‪ ،‬رسالة ماجستير (غير منشورة)‪ ،‬كمية العموم‬
‫االقتصادية‪ ،‬تخصص تخطيط‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر ‪.2006‬‬

‫‪130‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -23‬وحيد خير الدين ‪ :‬أىمية الثروة النفطية في االقتصاد الدولي واستراتيجيات البديمة لقطاع المحروقات ‪،‬‬
‫دراسة حالة ‪ ،‬مذكرة ماستر جامعة الحاج لخضر باتنة‪ ،‬كمية العموم االقتصادية‪ ،‬تخصص اقتصاد دولي‪،‬‬
‫‪.2012‬‬

‫ثالثا‪ :‬الممتقيات والندوات والمؤتمرات‬


‫‪ -1‬خالد الميياني ‪ :‬األساليب الحديثة في إدارة المالية العامة ‪ ،‬ورقة عمل مقدمة لل م لتقى العربي الرابع‬
‫األساليب الحديثة في اإلدارة المالية العامة‪ ،‬بيروت‪.2008 ،‬‬
‫إلى إصالحات التحول نحو اقتصاد‬ ‫‪ -2‬صالح مفتاح ‪ :‬تطور االقتصاد الجزائري وسماتو مند االستقالل‬
‫اإلصالحات االقتصادية في الجزائر‪ ،‬جامعة بسكرة‪،‬‬ ‫السوق‪ ،‬مداخمو مقدمة إلى الممتقى الوطني حول‪:‬‬
‫الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 17-16‬نوفمبر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -3‬عمي كساب‪ :‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية وتأىيميا‪ ،‬ممتقى كمية العموم االقتصادية‬
‫وعموم التسيير‪ ،‬المعيد اإلسالمي لمبحوث والتدريب‪ 28 - 25 ،‬ماي ‪.2003‬‬
‫‪ -4‬قرومي حميد ومعزوز زكية ‪ :‬دور القطاع الفالحي في سياسة التشغيل بالجزائر ‪ ،‬أوراق عمل القطاع‬
‫أوراق عمل مقدمة ضمن الممتقى العممي الدولي بعنوان القطاع‬ ‫الفالحي في سياسة التشغيل بالجزائر‪،‬‬
‫الفالحي ومتطمبات تحقيق األمن الغذائي‪ ،‬جامعة المدية‪ 29-28 ،‬أكتوير‪.2014 ،‬‬
‫‪ -5‬كرسي فيناك‪ ،‬ممتقى بعنوان‪ :‬المسؤولية األولى في دائرة الطاقات المتجددة بوزارة االقتصاد والتكنولوجيا‬
‫األلمانية ‪ ،‬ممتقى آفاق الشراكة الجزائرية األلمانية‪ ،‬فندق الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪ -6‬محمد عبد الحميم عمر ‪ :‬األدوات المالية اإلسالمية لمتمويل الحكومي ‪ ،‬ورقة مقدمة إلى ندوة الصناعة‬
‫اإلسالمي لمتنمية‪ ،‬جدة‪،‬‬ ‫المالية اإلسالمية‪ ،‬التي يعقدىا المعيد اإلسالمي لمبحوث و التدريب‪ -‬التابع لمبنك‬
‫في الفترة ‪ 18-15‬أكتوبر ‪ ،2000‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ -7‬مرزيق عاشور و أعميش عائشة ‪ :‬الرشادة الزراعية كآلية لتحقيق األمن الغذائي والتنمية الزراعية‬
‫المستدامة في الجزائر‪ ،‬أوراق عمل مقدمة ضمن الممتقى العممي الدولي بعنوان القطاع الفالحي ومتطمبات‬
‫تحقيق األمن الغذائي بالدول العربية‪ ،‬جامعة المدية ‪ 29 -28 ،‬أكتوبر‪.2014 ،‬‬
‫‪ -8‬مريم شطيبي محمود‪ :‬انعكاسات انخفاض أسعار النفط عمى االقتصاد الجزائري‪ ،‬مداخمة مقدمة في إطار‬
‫أشغال الندوة المنظمة من طرف قسم االقتصاد واإلدارة حول‪ " :‬أزمة األسواق الطاقة وتداعياتيا عمى‬
‫االقتصاد الجزائري"‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر لمعموم اإلسالمية‪ ،‬أيام ‪ 14‬ماي ‪ ،2015‬قسنطينة‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -9‬ىزرشي طارق‪ ،‬لباز األمين ‪ :‬مداخمة بعنوان ‪ " :‬دراسة مقارنة لتمويل عجز الموازنة العامة بين‬
‫االقتصاد اإلسالمي واإلقتصاد الوضعي‪ ،‬جامعة الجمفة‪ ،‬يومي ‪ 24-23‬فيفري ‪.2011‬‬

‫رابعا‪ :‬الجرائد والمجالت‬

‫‪ -1‬جريدة الجميورية الجزائرية ‪ ،‬يوم السبت ‪ 9‬أفريل ‪.2011‬‬


‫‪ -2‬الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية ‪ :‬األمر رقم ‪ 15‬ـ ‪ ،01‬المتضمن قانون المالية التكميمي لسنة‬
‫‪ ،2015‬الجميورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‪ ،‬رئاسة الحكومة‪ ،‬العدد ‪ 23، 40‬جويمية ‪.2018‬‬
‫‪ ،‬مجمة الباحث ‪( ،‬العدد ‪ ،)2‬جامعة‬ ‫‪ -3‬باشي أحمد ‪ :‬القطاع الفالحي بين الواقع ومتطمبات اإلصالح‬
‫الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪،2014‬‬ ‫‪ -4‬بوشميط ىاجر أميرة ‪ :‬إشكالية اإلنفاق العمومي في الجزائر وأزمة تراجع أسعار النفط سنة‬
‫المجمة الجززائرية لمعولمة والسياسات االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،2016-07‬جامعة الجزائر ‪.3‬‬
‫‪ - 5‬حسن الحاج ‪ :‬عجز الموازنة المشكالت والحمول ‪ ،‬مجمة جسر التنمية‪ ،‬العدد ‪ ،63‬ماي ‪ ،2007‬المعيد‬
‫العربي لمتخطيط‪ ،‬الكويت ‪.‬‬
‫الموازنة العامة لمدولة بين االعداد والتنفيذ والرقابة‪،‬‬ ‫‪ -6‬حسين عبد الكريم سموم ومحمد خالد الميايني‪،‬‬
‫مجمة االدارة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،64‬جامعة المستنصرية‪.2007/04/8 ،‬‬
‫‪ -7‬حيدوشي عاشور ‪ ،‬وعيل ميمود ‪ :‬أثر الموارد المالية النفطية عمى المتغيرات االقتصادية الكمية لالقتصاد‬
‫الجزائري‪ ،‬مجمة ميالف لمبحوث والدراسات‪ ،‬جامعة أكمي محند اولحاج ـ البويرة الجزائر‪ ،‬العدد الخامس‪،‬‬
‫‪.2017/06/05‬‬
‫‪ -8‬ربيع قرين‪ ،‬شراف عقون ‪ :‬استراتيجية ترقية الصادرات الجزائرية بين اتجاىات التفاؤل وعوامل الحذر‪،‬‬
‫مجمة ميالف لمبحوث والدراسات‪ ،‬المركز الجامعي عبد الحفيظ بالصوف‪ ،‬ميمة ـ الجزائر‪ ،‬العدد الخامس‪،‬‬
‫‪.2017/04/30‬‬
‫‪ -9‬رواينية كمال ‪ :‬تحرير التجارة والزراعة وأثره عمى التنمية الزراعية في الجزائر ‪ ،‬مجمة العموم اإلنسانية‪،‬‬
‫(العدد‪ ،)11‬جامعة بسكرة‪ ،‬ماي ‪.2007‬‬
‫‪ -10‬زغيب شيرزاد‪ ،‬حميمي حكيمة ‪ :‬القطاع النفطي بين الواقع االرتباط وحتمية الزوال في االقتصاد‬
‫الجزائري‪ ،‬مجمة االكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك‪ ،‬العدد ‪.2011/04/27 ،9‬‬

‫‪132‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪-2000‬‬ ‫‪ -11‬شميحي الطاىر ‪ :‬الميزانية العامة لمدولة في ظل تقمبات أسعار البترول‪-‬حالة الجزائر (‬
‫‪ ،)2016‬مجمة إدارة االعمال والدراسات االقتصادية‪ ،‬العدد الرابع‪.2016 ،‬‬
‫‪ -12‬عصام بن الشيخ‪ :‬قرار تأميم النفط الجزائري‪ ،‬مجمة الباحث‪ ،‬جامعة ورقمة‪ ،‬العدد ‪.2012 ،6‬‬
‫‪ ،‬العدد ‪،125‬‬ ‫‪ -13‬عمي رجب تطور ‪ :‬إنتاج النفط الغير تقميدية وانعكاساتيا عمى األقطار األعضاء‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ -14‬وائل ابراىيم الراشد ‪ :‬العجز في الموازنة العامة لدولة الكويت ‪ ،‬المجمة العممية لالقتصاد والتجارة‪ ،‬العدد‬
‫األول‪ ،‬جامعة عين الشمس‪ ،‬القاىرة‪.1995 ،‬‬
‫‪ -15‬وفو فاطمة‪ ،‬بوفميح نبيل ‪ :‬انعكاسات األزمة النفطية ل ‪ 2014‬عمى الحسابات الخاصة لمخزينة في‬
‫الجزائر‪ ،‬العدد ‪.2007 ،11‬‬

‫خامسا‪ :‬التقارير‬

‫‪ -1‬الدليل االقتصادي‪ ،‬المؤسسة الوطنية لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.1987 ،‬‬


‫‪ -2‬التقارير السنوية لبنك الجزائر ‪.2014 ،2010 ،2006 ،2002 :‬‬
‫‪ -3‬المخطط التوجييي لمتنمية السياحية ‪ :‬الكتاب ‪ ،1‬تشخيص وفحص السياحة الجزائرية‪ ،‬و ازرة تييئة‬
‫األقاليم‪ ،‬البيئة والسياحة‪ ،‬جانفي ‪.2008‬‬
‫‪ -4‬و ازرة السياحة‪ ،‬إحصائيات ‪.2011 – 2010‬‬
‫‪ -5‬تقارير بنك الجزائر سنوات ‪* .2015 ،2013 ،2010‬التقرير اإلحصائي السنوي لمنظمة األقطار‬
‫العربية المصدرة لمبترول (أوبك ‪.)2016‬‬
‫‪ ،2015‬التطور االقتصادي والنقدي لمجزائر ‪ ،‬نوفمبر‬ ‫‪ -6‬التقرير السنوي لبنك الجزائر‪ ،‬التقرير السنوي‬
‫‪.2016‬‬
‫‪ -7‬صحيفة البالد‪ ،‬انخفاض أسعار النفط‪ ،‬اجتماعيات األوبك‪ ،‬عمى الرابط‪:‬‬
‫‪http://ellbilad.net/article/detaill?id:28054‬‬
‫‪ -8‬التقرير السنوي لبنك الجزائر ‪ ،2016‬التطور االقتصادي والنقدي لمجزائر ‪ ،‬سبتمبر ‪.2017‬‬

‫‪133‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫سادسا‪ :‬المعاجم‬

‫‪ -1‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الجزء الرابع ‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬المواقع االلكترونية‬

‫‪ -1‬عبد العزيز وطبان ‪ :‬االقتصاد الجزائري ماضيو وحاضره ‪ ،1985-1930‬الديوان الوطني لممطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1992 ،‬‬
‫‪-http/ www. entv. dz. / le 15 avril 2018/ a 21h‬‬

‫‪ -2‬أبو شياب المكي‪ ،‬الطاقات المتجددة المستدامة ‪ ،‬متحصل عميو من‪:‬‬


‫‪Http : //www.3tkn3net/vb/t26579.html. consultée le 16-05-2018 à 20 :30‬‬
‫‪ -3‬عمر عبد العزيز العاني‪ :‬تمويل السياسة الشرعية في مواجية عجز الموازنة‪ ،‬عمى الموقع االلكتروني ‪،‬‬
‫‪ ،www.alshaab.org‬تاريخ اإلطالع ‪.2018-03-10‬‬
‫‪ -4‬ناجي التوني ‪ :‬سياسات اإلصالح الضريبي‪ ،‬مجمة جسر التنمية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬الكويت‪ ،‬المعيد العربي‬
‫لمتخطيط‪ ،‬جانفي ‪ .2003‬بواسطة الموقع اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪http://www.arabapi.org/delivery/develop-bardge13.pdf /09-05-2018/a 16h‬‬

‫‪ -5‬سميح مسعود‪ :‬المعونات الدولية في خدمة أىداف التنمية ‪ :‬عمى الموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪http://www.elaph.com/web/economics/2018/03/htm?sectionarcgive=economics#sthash.PKsf8Z‬‬
‫‪7Y.dpuf‬‬

‫‪ -6‬عبد الرحيم جعيد‪ :‬الجزائر تستطيع أن تصبح قوة عالمية في مجال الطاقة الشمسية ‪ ،‬متحصل عميو من‬
‫الموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪http: www.DJAAIRESS.COM/ELAYEM/1017771.DATE 22-04-2018 h 20.00‬‬

‫‪ -7‬أحمد مجازي‪ ،‬الطاقة الشمسية في الجزائر ‪،2010 ،‬‬


‫‪http : //amjadbed.jerran.com/arachiv/2018.05/27839.ml‬‬

‫‪ -8‬الريح المحمية في الوطن العربي ‪،‬‬


‫‪http://amjadbed.jerran.com/arachiv/2018.02/27839.html‬‬

‫‪134‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

:‫ بالمغة األجنبية‬-2

1- Hocine Benissad، Algérie: Restructurations Et Réformes Economiques 1979-1993 ، Opu


Alger ،2018 .
2- Compagnie Française Des Pétroles (Algérie) ، Et ، Société Nationale De Recherche Et
D’exploitation Des Pétroles En Algérie .
3- Journal Official De La R2 Publique Algerienne :De Mocrallque Et Populaire, N 65 Du
Dimanche 22 Novambre 1427 ,Correspondt Ou 15 mars 2018.
4- Sonatrach: Rapport Annuel 2005.

135
‫ممخص الدراسة‬

:‫ممخص الدراسة‬

‫ عرفت إيرادات الجباية البترولية تراجعا في‬2014 ‫بعد انهيار أسعار المحروقات في أواخر سنة‬
‫ لهذا سعت الدولة إلى اتباع العديد من اإلجراءات‬،‫مساهمتها في تمويل عجز الموازنة العامة لمجزائر‬
‫ عمى الرغم من ذلك تبقى هذه السياسات كحمول‬،‫والتدابير لتغطية هذا العجز من خالل سياسات التقشف‬
‫ قطاعي السياحة‬:‫مؤقتة في ظل غياب اإلرادة السياسية لالهتمام بالقطاعات االقتصادية اإلستراتيجية مثل‬
‫ خاصة وأن الجزائر تممك كل مقومات النجاح‬،‫والزراعة التي يمكن أن يحققا التنمية لالقتصاد الجزائري‬
.‫في هذين الخيارين‬

.‫ بدائل قطاع المحروقات‬،‫ االقتصاد الجزائري‬،‫ عجز الميزانية العامة‬:‫الكممات المفتاحية‬

Résumé :
Après l'effondrement des prix des carburants fin 2014, les recettes des recettes pétrolières
ont connu une baisse de leur contribution au financement du déficit budgétaire général de
l'Algérie et l'État a cherché à mettre en place de nombreuses mesures et mesures pour combler
ce déficit par des politiques d'austérité. Absence de volonté politique de prendre soin des
secteurs économiques stratégiques tels que: les secteurs du tourisme et de l'agriculture qui
peuvent réaliser le développement de l'économie algérienne, d'autant plus que l'Algérie a tous
les éléments de réussite dans ces deux options.

Mots-clés:

déficit budgétaire, économie algérienne, alternatives au secteur des hydrocarbures

You might also like