Professional Documents
Culture Documents
كتاب الاقتصاد السادس الادبي
كتاب الاقتصاد السادس الادبي
وزارة التربية
المديرية العامة للمناهج
االقتصاد
للصف السادس األدبي
تأليف
أ.د .عبدعلي كاظم المعموري
أ.د .عماد محمد علي العاني أ.د .جواد كاظم البكري
أ.م.د .حمدية شاكر االيدامي
2
المقدمة
انطالقاً من رؤية الفلسفة التربوية الحديثة ،تسعى وزارة التربية الى أداء رسالتها المتضمنة
تطوير المناهج الدراسية ،بغية تحقيق التعلم النوعي المتميز على النحو الذي يالئم االحتياجات
الفعلية للطلبة ،وإعداد جيل من المتعلمين على قدر من التمكن من المهارات األساسية
الالزمة لمواجهة متطلبات الحياة الحالية ،مزودين بمعارف ومهارات وقيم تساعدهم على
بناء شخصياتهم من جوانبها المختلفة ،ليكونوا واثقين بأنفسهم ومنتجين ومتعلمين في مدى
الحياة.
لذا بني هذا المنهج على وفق النظرية البنائية المعرفية ،من أجل النهوض بالمعرفة االقتصادية
من خالل حصولهم على المعرفة والمفاهيم واالدوات والمهارات الكافية التي تعينهم فيما بعد
في حياتهم العملية.
وال شك في أن إدراج مادة االقتصاد من ضمن المناهج الدراسية للصف السادس االدبي ،هو
أكثر الطرائق كفاية وفاعلية في الوصول إلى الشباب على نطاق واسع ،بشكل يكفي لتحسين
المفاهيم والعادات االستهالكية والمالية لألجيال الحالية والمستقبلية ،وقد روعي عند تأليف
هذا الكتاب الفروق الفردية بين الطلبة ،وذلك بتنويع االنشطة واالمثلة بما يتالءم مع قدراتهم
فضال عن ذلك يمكن من خالل تلك ً المختلفة ،واإلمكانات المتوافرة في البيئة التعليمية،
األنشطة تنمية مهارات التفكير المختلفة ،وال سيّما مهارات التفكير االستداللي والناقد ،عن
طريق اختيار الموضوعات القريبة نوعاً ما إلى الواقع الحياتي اليومي للطلبة ،بما يحفزهم
ويحثهم على العمل التعاوني.
عزيزي المدرس ...
عليك أن تجتهد في توضيح األفكار وتطبيق االنشطة على وفق خطوات محددة منظمة
مترابطة االجزاء ،وبغية تحقيق األهداف الخاصة بهذا الكتاب ،وعليك اختيار الطرائق
التدريسية المناسبة ،التي تساعد على تحديد أفضل الممارسات لتنفيذ خطوات الدرس وتقييمه
بما يحقق الهدف المرجو منه.
علما أن عملية تطوير المناهج الدراسية عملية مستمرة ،لذا نرجو من زمالئنا المدرسين
وأولياء األمور تزويدنا بأي مالحظات تغني الكتاب وتساعد على تحسينه ،بما يلبي حاجات
طلبتنا االعزاء ،ويخدم مستقبل عراقنا العزيز.
3
محتويات الكتاب
الصفحة العنوان الفصل
6 علم االقتصاد ،المشكلة االقتصادية ،مالمح من الفكر االقتصادي األول
12-7 المبحث األول :علم االقتصاد والمشكلة االقتصادية
المطلب األول :علم االقتصاد وعالقاته بالعلوم االخرى
المطلب الثاني :المشكلة االقتصادية (الندرة واالختيار)
22-13 المبحث الثاني :مالمح من تاريخ االفكار االقتصادية
المطلب األول :التنظيم االقتصادي في حضارة وادي الرافدين
المطلب الثاني :الفكر االقتصادي عند االغريق
المطلب الثالث :الفكر االقتصادي للرأسمالية التجارية
المطلب الرابع :الفكر االقتصادي للرأسمالية الصناعية
المطلب الخامس :الفكر االشتراكي وفكر العالم الثالث
25-23 المبحث الثالث :المفاهيم االقتصادية المعاصرة
27-26 أسئلة الفصل األول
28 العرض والطلب وسلوك المستهلك الثاني
32-29 المبحث األول :الطلب والتغيرات في الطلب
المطلب األول :الطلب :شروطه ومحدداته
المطلب الثاني :قانون الطلب والتغيرات في الطلب
38-33 المبحث الثاني :العرض والتغيرات في العرض
المطلب االول :العرض :شروطه ومحدداته
المطلب الثاني :قانون العرض والتغيرات في العرض
44-39 المبحث الثالث :توازن السوق وسلوك المستهلك
المطلب األول :توازن السوق
المطلب الثاني :سلوك المستهلك
46-45 أسئلة الفصل الثاني
47 الدخل واالستهالك واالدخار الثالث
52-48 المبحث األول :الدخل القومي والتدفق الدوري
المطلب األول :مفهوم الدخل القومي وأهميته
المطلب الثاني :التدفق الدوري للدخل
المطلب الثالث :التسرب والحقن
58-53 المبحث الثاني :االستهالك والميل لالستهالك
المطلب األول :االستهالك والعوامل المؤثرة فيه
المطلب الثاني :دوال االستهالك والميل لالستهالك
4
61-59 المبحث الثالث :االدخار :أهميته وعالقته باالستهالك
المطلب األول :مفهوم االدخار وأهميته
المطلب الثاني :الميل لالدخار وعالقته باالستهالك
62 أسئلة الفصل الثالث
63 المالية العامة والسياسة النقدية الرابع
68-64 المبحث األول :عناصر المالية العامة ودور الحكومة
المطلب األول :المالية العامة والحاجات العامة
المطلب الثاني :النفقات العامة :قواعدها والرقابة عليها
المطلب الثالث :تقسيمات النفقات العامة
71-69 المبحث الثاني :االيرادات العامة
المطلب األول :مفهوم االيرادات وتقسيمها
المطلب الثاني :اإليرادات االقتصادية
المطلب الثالث :الموازنة العامة
77-72 المبحث الثالث :النقود والسياسة النقدية
المطلب األول :النقود :أنواعها وجهة إصدارها
المطلب الثاني :البنك المركزي والسياسة النقدية
المطلب الثالث :المصارف التجارية واألسواق المالية
78 أسئلة الفصل الرابع
79 التخلف والتنمية االقتصادية والتنمية البشرية الخامس
87-80 المبحث األول :التخلف والتنمية االقتصادية
المطلب األول :مفهوم التخلف ومؤشراته
المطلب الثاني :مفهوم التنمية االقتصادية ومقوماتها
المطلب الثالث :نظريات التنمية االقتصادية ومصادر التمويل
93-88 المبحث الثاني :التنمية البشرية والتنمية المستدامة واقتصاد المعرفة
المطلب األول :التنمية البشرية :المعايير والقيم
المطلب الثاني :مفهوم التنمية المستدامة وابعادها
المطلب الثالث :طبيعة اقتصاد المعرفة وخصائصه
94 أسئلة الفصل الخامس
95 التجارة الخارجية والمنظمات االقتصادية الدولية السادس
102-96 المبحث األول :أهمية التجارة الخارجية والنظريات المفسرة لها
المطلب األول :أهمية التجارة الدولية وأسباب قيامها
المطلب الثاني :نظريات التجارة الدولية
109-103 المبحث الثاني :المنظمات والتكتالت االقتصادية الدولية
المطلب األول :المنظمات االقتصادية الدولية
المطلب الثاني :التكتالت االقتصادية الدولية
111-110 أسئلة الفصل السادس
5
الفصل األول
أهداف الفصل
6
المبحث األول
أوالً :أهمية علم االقتصاد :كثيرة هي األسباب التي تدفعنا إلى دراسة علم االقتصاد،
سواء على مستوى الفرد أو المجتمع أو مؤسسات المجتمع (الحكومة) ،ففي كل يوم
تتخذ ماليين القرارات االقتصادية من قبل االفراد والحكومات معاً ،في عالم باتت
القوة االقتصادية معياراً للقوة والمنعة ،ومسنداً لترتيب وضع الدولة في هرم النظام
االقتصادي العالمي ،بجانب عدها أحد مرتكزات القوة الشاملة للدولة .عليه فأن جوهر
علم االقتصاد هو تدبر كيفية تنظيم المجتمع بشكل يسمح له بتحقيق أعلى درجات
الكفاية في استغالل الموارد المتاحة له ،وهذا هو اإلسهام الفريد الذي يقدمه علم
االقتصاد لمنظومة الحضارة البشرية.
لذلك لم تعد القوة البشرية (عدد السكان) وال أعداد (الجيش) ،هو المعيار لمكانة
الدولة وقوتها ،بل هي القوة االقتصادية ،لذلك تحرص أغلب دول العالم على جعل
السياسة في خدمة االقتصاد ،من أجل الحصول على المكاسب االقتصادية المتمثلة
باالستثمارات لشركاتها وتصدير سلعها لهذه االسواق.
وعليه يمكن تعريف علم االقتصاد ،بأنه ذلك العلم الذي يبحث في كيفية استعمال
الموارد النادرة (المحدودة) إلشباع الحاجات اإلنسانية المتعددة و(غير المحدودة).
عرفه االقتصاديون الكالسيكيون (التقليديون) ،بأنّه علم الثروة :أي العلم الذيأو كما َّ
يدرس الوسائل التي تمكن األمة من أن تغتني مادياً.
ويعد تعريف (ساميلسون) لعلم االقتصاد أكثر التعريفات ً
قبوال ،الذي ينص على:
((دراسة الكيفية التي يختار فيها االفراد والمجتمع ،الطريقة التي بوساطتها تستخدم
الموارد االنتاجية (النادرة) ،إلنتاج السلع المختلفة وتوزيعها لغرض االستهالك
ً
ومستقبال)). حاضراً
ثانياً :عالقة علم االقتصاد بالعلوم األخرى
يرتبط علم االقتصاد بالعديد من العلوم األخرى ،وهذا يتأتى من ارتباطه بسلوك
اإلنسان وبيئته ،لذلك فهو ينحو منحى اجتماعياً هنا ،كما أنه يرتبط بالعلوم األخرى
ً
وحلوال للكثير من المشكالت التطبيقية، كالرياضيات واإلحصاء ،كونها تقدم معطيات
وهنا يأخذ طابعاً علمياً صرفاً.
7
شكل ( : )1عالقة علم االقتصاد بالعلوم االخرى
العلوم
الجغرافية
السياسية
االحصاء
والرياضيات
علم
علم االقتصاد النفس
التاريخ
علم القانون
االجتماع
-1علم االقتصاد والعلوم السياسية :يشكل االقتصاد أحد أهم جوانب القوة في الحياة السياسية
المعاصرة ،وبات يؤدي دوراً كبيراً في تحديد مكانة الدولة ودورها على الصعيدين
اإلقليمي والدولي ،وتوصف العالقة بين السياسة واالقتصاد بأنهما طرفا مقص إذ ال
يجوز االستغناء عن أحدهما ،وكلما تطورت الدولة وبلغت مبلغاً مهماً من التقدم ،الحظنا
اهتمامها بالنشاط االقتصادي ،كما أن تقدم الحياة االقتصادية في أية دولة يظل رهناً
باالستقرار السياسي ونجاح اإلدارة الحكومية والسياسات المعتمدة.
-2علم االقتصاد وعلم االجتماع :علم االجتماع هو العلم الذي يدرس عالقة اإلنسان بالبيئة
والمجتمع والثقافة ،بينما يهتم علم االقتصاد بمعرفة كيفية تصرف اإلنسان واآلثار المترتبة
على تصرفاتهم ،لذا تبدو عالقة االقتصاد باالجتماع قوية؛ ألنَّها قائمة على أساس التأثير
المتبادل بينهما.
-3علم االقتصاد والقانون :يرتبط االقتصاد بالقانون بقوة لما لهذا من تأثير في ضبط عالقات
الملكية والعقود وفرض الضرائب ،وهذه من شأنها تسهيل عمل االقتصاد ومؤسساته،
كونها توفر بيئة تشريعية وقانونية داعمة له ،وحتى الموازنة العامة للدولة تصدر بقانون
وتصوَّت عليها السلطة التشريعية (مجلس النواب) ،حتى تكتسب صفتها اإللزامية التي
تحتم على السلطة التنفيذية (الحكومة) تنفيذها.
-4علم االقتصاد وعلم النفس :يرى علم االقتصاد أن الجوانب النفسية والسلوكية للمستهلك
تؤثر في اختياراته ،إال أنه ال يهتم باألحاسيس الداخلية كما يفعل علم النفس ،بل يركز في
السلوك الخارجي لألفراد الذي يتمثل في اختياراتهم االقتصادية.
-5العالقة بالرياضيات واإلحصاء :ارتبط علم االقتصاد بالرياضيات واإلحصاء والحقاً
بالحاسبات ،في إطار البحث عن إمكانية التعبير عن العالقات بين المتغيرات االقتصادية
8
واختزال العدد الكبير منها بصيغ رياضية ،وهو ما أتاح للمتخصصين تقدير العالقة بين
هذه المتغيرات االقتصادية ،والذي بات يعرف ب(القياس االقتصادي).
-6علم االقتصاد والتاريخ :يعد التاريخ االقتصادي مرتكزاً لتفسير الظواهر االقتصادية في
ضوء الخبرة التاريخية المكتسبة ،مما يتطلب تحليل سلوك المؤشرات االقتصادية من
أجل التنبؤ بمسارات االقتصاد في المستقبل.
-7علم االقتصاد والجغرافية :الجغرافية هي علم دراسة المكان وتتقارب مع علم االقتصاد،
من خالل الجغرافية االقتصادية التي تدرس العالقة بين العوامل الطبيعية والظروف
االقتصادية ،ودراسة إنتاج الحرف والنشاط االقتصادي ،لتشمل الزراعة والصناعة
بأن الظروف الطبيعية،والنقل والتجارة ،وتذهب نظرية الحتمية الجغرافية إلى االعتقاد َّ
هي من تصوغ مجمل الحياة االقتصادية ،والسياسية ،والثقافية ،للمجتمعات البشرية.
كل علم من العلوم القائمة يختص بالبحث عن مشكلة معينة لغرض ايجاد الحلول لها،
وعلم االقتصاد يختص بالمشكلة االقتصادية ومحاولة ايجاد الحل لها ،وهي مشكلة عامة
تعانيها كل المجتمعات بغض النظر عن طبيعة نظمها السياسية أو االقتصادية ،وال تختلف
أسبابها وال عناصرها من مجتمع آلخر ،بل االختالف يكمن في طريقة حلها ،التي تتمثل
في إشكالية توزيع الموارد المحدودة (القليلة) بين استعماالت المجتمع الكثيرة والمختلفة،
بسبب أن الموارد المتاحة ألي مجتمع لن تكفي باستمرار لتلبية واشباع االحتياجات البشرية
المتعددة ،أذا ما أخذنا بنظر االعتبار العوامل المؤثرة في ازدياد االحتياجات وتنوعها،
ومنها:
-1زيادة عدد السكان .
-2ارتفاع درجة التطور والتحضر.
-3ظهور سلع جديدة باستمرار لتلبية حاجات االفراد.
اإلنسان الطبيعة
(الحاجات المتعددة التكنولوجيا الموارد المحدودة
والمتجددة)
9
وعليه بات من غير الممكن ألية دولة مهما بلغت من التقدم العلمي والصناعي ،توفير جميع
السلع والخدمات لمواطنيها ،الختالف توزيع الموارد على األرض وما بين الدول ،لذلك
تتباين المواقف من حلها تبعاً لفلسفة النظام االقتصادي المتبع ،ولكنها جميعاً تتفق على أن
العناصر األساسية للمشكلة االقتصادية هي ثالثة عناصر.
أوالً :العناصر األساسية للمشكلة االقتصادية:
-1الندرة النسبية للموارد االقتصادية:
أ -الندرة Scarcity :من الحقائق التي ظلت تواجهها البشرية على مر تاريخها بغض
النظر عن درجة التطور الذي بلغته في الجوانب االقتصادية ،واالجتماعية ،والسياسية
ومستوى التكنولوجيا ،هو الصراع المستمر بين اإلنسان والطبيعة ،وسعيه الدائم
والحثيث لبلوغ الكيفية التي يستطيع بها زيادة سيطرته عليها ،بيد أن الندرة تعد حالة
نسبية وليست مطلقة ،وهي حالة تتسم بها جميع المجتمعات وفي كل مراحل تطور
البشرية ،فالندرة هي من يعطي للمورد صفته االقتصادية ،والموارد النادرة هي موارد
اقتصادية لها (سعر) ينبغي دفعه مقابل الحصول عليها ،مثل األخشاب والمعادن والنفط
وخدمات الطبيب والمالبس ،أما الموارد غير النادرة فهي موارد غير اقتصادية ،ال
يتطلب األمر دفع أي مبلغ لقاء الحصول عليها فهي متاحة بالمجان لجميع البشر من
مثل الهواء وأشعة الشمس ،ويعد السعر معياراً لمستوى ندرة الموارد.
ب -خصائص الندرة :تتميز ظاهرة الندرة بعدد من الخصائص هي:
-1إنها ظاهرة نسبية ،فكثير من السلع -مثل النفط على سبيل المثال -ينتج بكميات
كبيرة ،إال أنه يبقى سلعة نادرةّ ،
ألن الحاجة إليه تفوق ما ينتج منه ،وكذا الحال
للذهب والماس.
-2إنها ظاهرة مستمرة ال يمكن التغلب عليها أو القضاء عليها بشكل نهائي.
-3إنها تمثل عالقة بين متغيرين هما اإلنتاج والرغبات البشرية.
ألن الفقر هو عدم الحصول على الدخل المادي إلشباع الحاجات -4إنها ال تعني الفقرَّ ،
اإلنسانية الضرورية لحياة اإلنسان.
-2تعدد الحاجات البشرية وتجددها:
منذ أن وطأ االنسان برجليه االرض تولدت مجموعة من الحاجات كالمأوى والمأكل
واألمن ،التي سعى إلى إشباعها في ظل ما هو متاح له من وسائل آنذاك ،وكلما اشبع
حاجة تولدت حاجة جديدة تنتظر اشباعها ،والحاجة اإلنسانية هي (الرغبة التي يسعى
البشر إلشباعها) ،وتنقسم هذه الحاجات من حيث أنواعها ،على حاجات (خاصة) فردية،
وأخرى عامة (جماعية) ،وتقسم من حيث أهميتها على ضرورية وأخرى ثانوية (كمالية)،
كما أنها تقسم من حيث ديمومتها على حاجات متكررة ،وأخرى متجددة (متطورة) مع
التقدم الفني والتكنولوجي.
10
أن رغباتنا في األشياء هو أكبر مما هو متاح منها لنا ،فكل البشر يرغبون في زيادة
رفاهيتهم من خالل شراء أحدث موديالت المالبس ،وركوب أحدث السيارات ،واستهالك
األطعمة الغالية ،ونتطلع إلى السفر إلى بلدان عديدة ،ولكن كل ذلك يحتاج إلى أموال
ندفعها لغرض تحقيق ذلك ،لهذا نقدم على استهالك /أو اقتناء ما نستطيع تحمل تكاليفه/
أو دفع مقابله.
-3االختيار ( :)Choiceطالما يواجه الفرد والمجتمع حالة عدم كفاية الموارد المتاحة
لتلبية الحاجات المتعددة والمتجددة باستمرار ،فإن هذا يترتب عليه التضحية ببعض
الحاجات من أجل إشباع حاجات أخرى ،أي إن قرار الفرد والمجتمع سيذهب إلى وضع
أولوية للحاجات من أجل تلبيتها ،وتأجيل الحاجات التي ليست لها األولوية القصوى ،هذا
التصرف جزء من حلول المشكلة االقتصادية ،أي أن يتم التضحية ببعض الحاجات مقابل
تأمين بعضها اآلخر ،تبعاً لدرجة أهميتها لدى الفرد أو المجتمع.
فمثال في العراق وعلى مستوى المجتمع ،هل األولويةً وهذا يمثل االختيار بين الحاجات،
إلى تأمين الكهرباء أو االنترنت الضوئي؟ .وعلى مستوى الفرد والعائلة ،هل األولوية
لتوفير الغذاء أو حضور حفل غنائي؟ ،لذا فأن على المجتمع أن يتخذ الوسائل المناسبة
أوال ،ثم األقل منها أهمية ثانياً .ويدخل علم
التي تضمن إشباع الحاجات األكثر أهمية ً
االقتصاد عبر ما يسمى (الكفاءة االقتصادية) :إلشباع أكبر ما يمكن من الحاجات بأقل ما
يمكن من الموارد .وهذا يخضع لمحددات هي:
أ -إن عملية االختيار يجب أن تهدف للحصول على أقصى منفعة /إشباع بأقل الموارد.
ب -إن عملية االختيار هذه يجب أن تأخذ بنظر االعتبار ،مشكالت عدم تلبية الحاجات
األخرى التي يحتاج اليها الفرد أو المجتمع.
ثانياً :حدود إمكانية االنتاج:
إن أي مجتمع ليس بمقدوره أن يلبي جميع احتياجاته في وقت واحد ،لعدم توافر الموارد
المتاحة ،لذلك يميل إلى العمل في حدود المتاح من الموارد ،وفي ظل مستوى معين من
التكنولوجيا ،أو يحدد حجماً معيناً من الموارد النادرة ،لذلك توضع بإزاء قرارته ثالثة
أسئلة جوهرية وهي:
-1ماذا ( )Whatننتج وما مقدار السلعة التي تُنتج؟
-2كيف ( )Howننتج السلعة؟ ما طرائق انتاج هذه السلع ؟
-3لمن ( )For Whomتُنتج السلع ؟ وما مستوى العدالة في التوزيع؟
ولكل دولة حدود إلمكانية االنتاج ( )The limits for Possibility of Productionفي
زمن معين ،وهو يختلف داخل االقتصاد الواحد من مرحلة زمنية إلى أخرى ،ويختلف
من اقتصاد إلى آخر ،وتتأثر حدود إمكانية االنتاج بما يحصل من تطور في الدخل
القومي ،نتيجة تغير حجم الموارد المتاحة ،ومستويات التكنولوجيا المستعملة ،وهو ما
11
يؤدي إلى انتقال منحنى إمكانية اإلنتاج نحو اليمين ،نتيجة زيادة الناتج المحلي اإلجمالي
( )GDP) (Gross Domestic Productالشكل ( ،)3إذ نلحظ أن منحنى حدود
إمكانية االنتاج وبالموارد نفسها ( )Aانتقل إلى اليمين من النقطة ( )Bإلى (.)C
شكل ( : )3توسع حدود إمكانية االنتاج (لالطالع)
كما أن االختيار على مستوى المجتمع يتم من خالل تخصيص الموارد في المفاضلة
بين هذه السلعة أو تلك ،أو انتاج كميات منهما بحسب حاجة المجتمع ،ولغرض التبسيط سيتم
التعبير عن إنتاج سلعتين فقط هما :المواد الغذائية التي تعبر عن السلع ذات الطابع المدني،
بينما إنتاج البنادق يمثل اإلنفاق العسكري ،فأما أن تتوجه الموارد كلها إلى انتاج المواد
الغذائية أو إلنتاج البنادق ،فيما يتم انتاج كميات من السلعتين معاً عند النقاط ( Bأو Dأو
،)Cوهي تشكيالت مختلفة من السلعتين ،كما في الشكل (.)4
مواد غذائية
12
المبحث الثاني
-1ظهور السلطة/الدولة :إن دراسة تأريخ حضارة وادي الرافدين تكشف عن وجود
تنظيمات وقوانين وإجراءات اعتمدت في حقبة تاريخية طويلـة ،ولما كان المجتمع
منظماً على هيئة طبقات ،البد من وجود سلطة /دولة ،لهذا تفردت هذه الحضارة بكونها
احتضنت أول ظهور للسلطة /أو الدولة في التاريخ ،وهي دولة المدينة في (الوركاء–
أور– نفر– بابل -الحضر) ،وهي أول شكل من أشكال الحكم في التاريخ البشري.
طبقاً للفكر السياسي القديم في بالد وادي الرافدين ،فأن اإلله األعلى هو الذي
يمسك بكل السلطات ،وكان يعين الحاكم /الملـك الذي يكون بديله في األرض ،والذي
يودع له قوته ويكون مجرد منفذ إلرادته ،هذا من شأنه أن يحمل الناس على االلتزام
وطاعة الملوك ،خوفاً من غضب اآللهة وثورتها .هذه السلطة /الدولة كان لها تنظيمها
وأجهزتها وقوانينها التي تحاول من خاللها ضبط األوضاع ،فهي تمارس التدخل في كل
شيء اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً .وقد نتج عن دور السلطة /الدولة هذا وظائف أساسية
هي:
أ -وظيفة تنظيم مياه الري وشق األقنية وتنظيف األنهار.
ب -حماية خطوط التجارة الخارجية مع األقاليم المجاورة.
ت -وضع التشريعات والقوانين الالزمة لضمان سير عمل النظام العبودي.
ث -حماية السكان من المجاعة عند حصول األزمات أو القحط.
ً
أشكاال عدة من الملكية الزراعية ،كون السمة -2الملكيــة :شهدت مدن وادي الرافدين
الغالبة للنشاط االقتصادي هو الطابع الزراعي:
أ -ملكية المعابد :مزارع تدار وتخضع إلشراف كاهن المعبد ( – Sangaسانغا) .
ب -ملكية الحكام المسـتقلة :التي كان هدفها تلبية حاجيات الحاكم وحاشيته .فقد كان
الملوك باستمرار يضعون أيديهم على بعض الحقول والمراعي ألغراضهم
الخاصة.
ت -ملكية المزارع العامة :ظهرت عن اندماج مزارع الحكام المحليين مع مزارع
13
المعابد في مزرعة ملكية موحدة تشمل المنطقة برمتها.
ث -الملكية الفردية :وظهرت نتيجة تدهور نظم الملكية األخرى ،فيما شهد النشاط
االقتصادي الفردي تطوراً كبيراً نتيجة النمو التدريجي لملكية االرض والعبيد.
-3الضرائـب :كان للملك الحق باسم اآللهة فرض الضرائب ،ومصادرة العبيد
و(الحيوانات) والعربات ،وله حق اإلعفاء أو االسـتثناء ،وكان هناك عمال مختصون
فرض بجمع الضرائب ،ويذهب جزء من الضرائب إلى المعابد واآلخر إلى ال َملِك ،وتُ َ
الضرائب على:
أ -التمور واالسماك والماشية واالراضي الزراعية.
ب -القنوات المائية.
ت -ضريبة (الرأس) وهي تفرض على كل مواطن من ضمن القرى والمدن البابلية
والسومرية واالشورية ،وتدفع في أغلب االحوال بشكل محاصيل زراعية وخاصة
(الشعير).
أشكاال مختلفة من القروض ،وشهدت ً -4القروض والفائدة :عرفت مدن بالد وادي الرافدين
مدينة بابل أول ظهور للمصارف التي تقوم باإلقراض مقابل الفائدة ،وكان من يمارس
االقراض هم األثرياء والتجار البابليون من مثل «بيت ايكيبي»* ( )Egibiفي مدينة
بابل ،كذلك موراشو (َ )Murasuوأوالده** ،الذين كانوا يمتلكون مصرفاً في مدينة
(نفر).
-5النقــود :استعمل البابليون الشعير مقام النقود في تسهيل المبادالت التجارية ،ومن ثَّم
أدخلت الفضة مع الشعير في تحديد قيم السلع المتبادلة ،وتشير المصادر إلى أن سنحاريب
( 607-681ق .م) أمر بضرب النقود من قطع صغيرة من الفضة ،وكانت العمالت
البابلية مختومة ببعض الشعارات من مثل رأس عشتار أو رأس شمس.
-6التجـارة :فرضت قلة بعض المواد األولية على سكان وادي الرافدين ،إنشاء عالقات
تجارية مع مختلف الدول ومنها :عيالم (بالد فارس) ،وآسيا الصغرى ،ودلمون (البحرين)،
ومصر ،وكان عصرها الذهبي في زمن سرجون اآلشوري ،ومعظم التجارة تجري
لحساب المعابد والملوك لتأمين احتياجاتهم ،وتتركز في :األخشاب للمعابد واألحجار
لنحت التماثيل.
يكلف مدرس المادة الطلبة كتابة ورقة عن االحوال االقتصادية في إحدى مدن نـشـــاط 1
حضارة وادي الرافدين (بابل ،أور ،الوركاء ،الحضر)
* معلومة اثرائية (لالطالع)
** عوائل ثرية مارست األقراض مقابل فائدة.
14
المطلب الثاني :الفكر االقتصادي عند االغريق
قدمت أثينا للعالم مختلف صنوف المعرفة كالفلسفة والسياسة واألخالق ،وإلى حد ما في
االقتصاد ،متقدمة في ذلك على الكثير من المدن األوربية األخرى ،بحيث أضحت الفلسفة
اليونانية قاعدة للثقافة األوربية حتى عصر النهضة والتنوير ،وأول بوادر الحديث عن
(الشأن االقتصادي) ،بدأ عند اإلغريق في القرن الخامس (ق .م) ،حتى أن كلمة (اقتصادي)
هي كلمة يونانية استعملها كسينافون ( ،)Xenophonألول مرة عنواناً لكتابه الذي خصصه
لدراسة أسس (إدارة المنزل) ،ويمكن تناول األفكار االقتصادية عند األغريق من خالل
اآلتي:
-1العبودية :تمثل أثينا أنموذجاً تقليدياً (كالسيكي) للعبودية التي سادت أوربا ،بسبب
الحروب والفقر وتفاقم النزاعات بين المدن اإلغريقية آنذاك ،ومن َث َّم ما بين فئات المجتمع
اليوناني ،وبخاصة الطبقة التجارية ومالك العبيد ،فكانت الفلسفة والفكر تعبيراً عن ذلك.
ولما كان المجتمع اليوناني عبودياً ،فقد انحازت الدولة بما تمتلكه من إمكانات (القوة
والنفوذ والتشريعات القانونية) لحماية التجار ومالك العبيد ،مسوغة ذلك في إطار فلسفي
وفكري وسياسي ،لهذا جاءت أفكار فالسفة اليونان معبرة عن هذه الحاجة .وهو أول
انحياز فكري في التاريخ من خالل مالحظة ما يلي:
أ -إن اليونانيين ولدوا أحراراً وال يمكن أن يكونوا عبيداً مثل اآلخرين.
ب -إن اليونانيين لن ينشغلوا بأمور االقتصاد والسعي المادي ،بل يتفرغوا للتأمل الفلسفي
واالهتمامات السياسية.
ت -إرساء دعائم حكم سياسي يضمن للمجتمع اإلغريقي القوة والمنعة إزاء العدو
الخارجي (إسبارطة وبالد فارس).
-2الدولة :ينطلق افالطون من افتراض ثبات الطبيعة البشرية كون (اإلنسان بطبيعته
مخلوق سياسي) ،وهذا ما يدفع الناس جميعاً إلى أن يساعد بعضهم بعضاً ،بشكل غريزي
في محاولة إلنشاء حياة مشتركة ،هذا الدافع الطبيعي للناس نحو التقارب أدى إلى تشكل
العائلة والتجمعات البشرية ومن َث َّم الدولة ،ويشترط افالطون أن تكون الدولة متدخلة في
شؤون الحياة العامة لكي توطد األمن واالستقرار.
15
-3طبقات المجتمعَّ :
قسم افالطون المجتمع على طبقات ثالث هي:
الح َّكام ومثَّلهم (بالرأس الذي يمثل الذكاء) ،ويحرم عليهم الملكية وتكوين األسرة.
أُ -
عد االغريق الزراعة المهنة الرئيسة في النشاط االقتصادي ،ومصدر -4الزراعة والملكيةَّ :
شجع
الح َرف (الصنائع) ،واختلفوا بشأن الملكية فقد َّ
عيش الشعب ،ونظروا بنظرة أقل إلى ِ
افالطون الملكية المشاعية ،في حين عارضه تلميذه (أرسطو) ،العتقاده أن الملكية العامة
غير عملية ،وال تلبي ميول النفس البشرية وطبيعتها ،لذلك وجدت نوعان من الملكية:
-5النقود والفائدة :اعتقد اإلغريق أن النقود ماهي إال وسيلة لتبادل السلع وتسهيل التجارة،
وأن النقود تحظى بقبول عام بسبب المادة التي تصنع منها (الذهب أو الفضة) .وعارضوا
بشدة إقراض النقود من أجل الحصول على الفائدة ،العتقادهم أن النقود نفسها عقيمة
وغير منتجة( ،فالنقود ال تلد نقوداً) وعليه فالفائدة تخلق من النقود نقوداً جديدة ،وهذا
يتناقض مع طبيعة االشياء.
تقديم ورقة ع َّما قدمه مفكرو االغريق (افالطون ،أرسطو) في المجال نـشـــاط 2
االقتصادي.
16
اإلقطاعيون ،إلى زيادة االستغالل والقهر لألقنان (عبيد األرض) ،وهو ما دفعهم إلى الهرب
صوب المدن للتخلص من قسوة االقطاعيين عليهم .وهذا جاء لصالح نشوء الدولة القومية
والملوك والتجار ،ويمكن بيان األسباب التي شاركت في انهيار االقطاع ،وهي:
-1طابع االستغالل الذي مارسه االقطاعيون إزاء الفالحين (األقنان عبيد األرض).
-2تراخي سلطة الكنيسة وظهور دعوات االصالح الديني.
-3االستكشافات الجغرافية التي جلبت الذهب والفضة من الدول المكتشفة ،والتي تحولت
إلى مستعمرات تابعة إلسبانيا والبرتغال وهولندا وانكلترا.
-4ظهور الدول القومية في غرب أوربا نتيجة معاهدة وستفاليا عام 1648في فرنسا ،وهو
ما أطاح بسلطة االقطاع والكنيسة معاً.
-5استعمال البارود الذي ُجلِ َب من الصين لدك حصون النبالء (االقطاعيين) وقالعهم.
ثانياً :الفكر االقتصادي للرأسمالية التجارية (الماركنتيلية)*
تُستعمل الرأسمالية التجارية (الماركنتيلية) لوصف الحقبة التي تمتد في أوربا من عهد
النهضة حتى ظهور الفكر الكالسيكي أي ما بين ( ،)1776 -1500وهي تعد مرحلة انتقالية
مهدت إلى ظهور الرأسمالية الصناعية التي تمثل الشكل المكتمل للرأسمالية.
واتسم الفكر االقتصادي لهذه المرحلة بأنه تعبير عن حاجة التجار أي (مصالحهم
وحمايتهم) ،لذلك نالحظ االهتمام بالحماية الجمركية وفرض رسوم على السلع المستوردة
من الخارج ،بجانب تشجيع الصادرات ،وهذا تطلب أن يكون للدولة دور قوي ،حتى يكون
بمقدورها حماية التجار في الخارج من منافسيهم األوربيين.
وما يميز الفكر االقتصادي للمرحلة التجارية هو اآلتي:
-1عد الثروة في أي دولة محصورة بمقدار ما متوافر لها من ذهب وفضة.
-2ظهور الدولة القومية األوربية التي سعت إلى امتالك الجيوش ومصادر القوة األخرى.
-3الدعوة إلى استغالل المستعمرات واحتكار التجارة معها ،وإخضاع اقتصادها كلياً
القتصاد الدولة األوربية التي تستعمره.
-4أدت حاجة الرأسمالية التجارية إلى والدة المؤسسة الرأسمالية األولى ،وهي المشغل
اليدوي الصغير (المانيفكتورة)** ،التي أصبحت نظاماً سائداً في الصناعة األوربية.
-5انحسار دور االقطاع والكنيسة مع اتساع مساحة النشاط الرأسمالي وقوة الدولة.
-6ازدياد التعامالت الربوية (اسعار الفائدة) ،فنشأت طبقة مرابين جمعت ثروات كبيرة.
* -مذهب سياسي -اقتصادي ساد اوربا بداية القرن السادس عشر ،لتعزيز ثروة الدولة من الذهب
والفضة عن طريق هيمنة الدولة.
معلومة اثرائية (لالطالع) ** ( -الورشة -المعمل الصغير)
17
المطلب الرابع :الفكر االقتصادي للرأسمالية الصناعية
18
-2تدخل الدولة :يعارض آدم سميث تدخل الدولة في النشاط االقتصادي ،ويدعو إلى تحديد
دورها ،وهذا تعبير عن مصالح الطبقة الرأسمالية ،ويسوغ ذلك باآلتي:
أ -إن تدخل الدولة يقيد الحريات بما فيها الحرية االقتصادية.
ب -تعتمد الدولة في نشاطاتها على (اإليرادات) المتأتية من الضرائب على األفراد
والمؤسسات ،فكلما ازداد دور الدولة ازدادت الضرائب.
ت -إن مجمل أنشطة الدولة هي استهالكية؛ فالدولة مبذرة لألموال وادارتها سيئة للموارد
االقتصادية المتاحة.
لذلك يذهب آدم سميث إلى تقييد دور الدولة بقوة ،من خالل تحديد وظائفها على النحو اآلتي:
الوظيفة األولى :حماية الحدود الخارجية للدولة من االعتداء الخارجي (جندي حدود).
الوظيفة الثانية :ضبط األمن والنظام وحماية ممتلكات ومصالح الطبقة الرأسمالية
(شرطي أمن).
(قاض).
ٍ الوظيفة الثالثة :المحافظة على تطبيق القوانين واألنظمة التي شرعتها الدولة
قدم آدم سميث فهماً مختلفاً للثروة انطالقاً من كتابه الذي سماه (دراسة في أسباب
-3الثروةَّ :
ثروة األمم) ،منتقداً مبدأ التجاريين (الماركنتيليين) من أن التجارة هي مكمن الثروة،
فبحسب اعتقاده أن الثروة هي في االنتاج ،وباألخص (االنتاج المادي) ،وأن االنتاج
كمصدر للثروة يعتمد على رأس المال والتخصص وتقسيم العمل لزيادته وتطويره ،لكي
يشارك في إشباع الحاجات اإلنسانية ،والتي يحصل عليها األفراد نتيجة عملهم بصورة
مباشرة أو غير مباشرة عن طريق المبادلة .وجل هذه الثروة يحصل عليها الرأسماليون،
والتي يستعملونها لتوسيع مشروعاتهم بغية الحصول على االرباح.
-4األجور :يرى آدم سميث أن األجر المدفوع إلى العامل ،هو تعبير عن تكلفة الحفاظ
واإلبقاء على حياته وحياة أسرت ِه ،ولكي يستمر بتقديم عمله إلى المنتج الرأسمالي ،وهو
بذلك يقر (نظرية أجر الكفاف) تعويضاً من جهد العامل ،وهو ما جعل االنتقادات تطال
أسلوب االنتاج الرأسمالي ،من المدارس االشتراكية المدافعة عن حقوق العمال ،كون هذا
األسلوب ذا طبيعة استغاللية للعمال ،من خالل احتجاز جزء من أجر العامل (أجور غير
مدفوعة) لصالح الرأسمالي.
* -أجر الكفاف -هو األجر الذي يلبي أدنى المتطلبات إلبقاء العامل حياً.
19
-5التجارة الخارجية :تعود الى آدم سميث أول محاولة جادة لتفسير التجارة الدولية تفسيراً
علمياً ،من خالل تركيزه في التخصص وتقسيم العمل ،على مستوى العالقات االقتصادية
بين الدول؛ إذ يجبر تقسيم العمل الدولة على التخصص في إنتاج السلع التي تمكنها
احوالها الطبيعية من انتاجها ،ومبادلة ما يفيض عن حاجتها ،مع الدول األخرى عن
طريق التجارة.
20
ت -تسهيل انفتاح االقتصادات بعضها على بعض ،من خالل تحرير التجارة وانتقال
رأس المال.
ث -النقود هي محور االقتصاد والبد من ضبط كمية النقود في التداول ،وأن زيادتها عما
هو متناسب مع حاجة االقتصاد من شأنه أن يؤدي إلى حدوث األزمات والمشكالت.
يوزع مدرس المادة الطلبة في مجموعات لكتابة اوراق بحثية في مجال تطور نـشـــاط 3
الفكر الرأسمالي.
اعتمد ماركس على منهج منطقي تاريخي في تحليل الظواهر االقتصادية ،من خالل تحليل
أسلوب اإلنتاج الرأسمالي وقوانينه الحاكمة ،بد ًء من تحليل األهمية الرئيسة للسلعة في النظام
الرأسمالي التي سماها(وثنية السلعة) ،وانتهاء بتحليل عالقات اإلنتاج الرأسمالي ،التي تشكل
مرحلة عليا في تطور العالقات السلعية .
وتوصل كارل ماركس مع رفيقه فريدريك انجلز ،إلى أن النظام الرأسمالي في سعيه
للحصول على االرباح من خالل زيادة االنتاج ،يخلق فيضاً كبيراً من السلع في االسواق
يصعب تصريفها ،وهو ما يقود النظام الرأسمالي نحو المزيد من األزمات المتتالية .ومرد
ذلك إلى االسلوب الذي يعتمد عليه الرأسماليون في انتزاع (فائض القيمة -الذي هو الفرق
بين األجر المستحق واألجر المدفوع) من العمال.
شكلت الماركسية تناقضا ً فكريا ً مع أفكار الرأسمالية :يكتب الطالب في نـشـــاط 4
أي تناقض فكري يرجحه.
21
ثانياً :الفكر االقتصادي في العالم الثالث
لقد اخضعت الدول الرأسمالية ،الدول في آسيا وافريقيا وأميركا الالتينية لسيطرتها السياسية
واالقتصادية ،وسخرت أمكانات هذه الدول النامية لمشيئتها واستنزاف ثرواتها ،ونقلها إلى
أوربا ،ونظمت العالقة بينها وبين هذه الدول على قاعدة القوي والضعيف ،لذلك ظهر
الالتكافؤ فيما بينهما ،فأصبحت الدول األوربية هي المركز والدول النامية هي الدول التابعة.
فنشأت بذلك التبعية التي ظلت إلى يومنا هذا ،ووفقاً لهذا ظهرت مدرسة التبعية كإحدى
المدارس الفكرية التي نمت في الدول النامية ،على خلفية استعمار الدول األوربية لدولها؛
إذ تؤكد هذه المدرسة أن الدول الرأسمالية المتقدمة ،كانت متقصدة في خلق آليات وسياسات
من شأنها أن تؤدي إلى استمرار تبعية الدول النامية إلى الدولة المتقدمة في المجاالت كافة،
ومنها :التكنولوجية – المالية – الثقافية ...الخ ،وأن ما تدعيه الدول المتقدمة من أن زيادة
العالقات االقتصادية بينها وبين الدول النامية (دول العالم الثالث) ،سوف يؤدي إلى تحويل
مجتمعاتها التقليدية إلى مجتمعات حديثة ،محض افتراء ،وما حدث هو العكس تماماً ،إذ
باتت الدول النامية أكثر اعتمادية على الدول المتقدمة في كل شيء ،ويعود هذا إلى طبيعة
السياسات التي اعتمدتها الدول المتقدمة وشركاتها ،ومنها:
ُ -1ف ِر َ
ض على الدول النامية التخصص بإنتاج المواد األولية واألنشطة الزراعية والرعوية.
-2اعتمدت الدول المتقدمة سياسات تجارية منحازة لصالح منتجاتها وشركاتها ،وهي معيقة
لدخول سلع الدول النامية ألسواقها.
-3اعتمدت اسلوب التبادل الالمتكافىء ،ويتمثل هذا باستيراد المواد األولية من البلدان
النامية بأثمان بخسة (رخيصة) ،وتصنيعها وتصديرها إلى اسواق الدول النامية بأسعار
مرتفعة.
يكتب الطالب ورقة بحثية عن طبيعة العالقات االقتصادية بين البلدان نـشـــاط 5
المتقدمة والدول النامية.
22
المبحث الثالث
-1السياسة االقتصادية وهي استعمال مجموعة من األدوات (المالية– النقدية– السعرية ...
الخ)( ،بصورة مباشرة أو غير مباشرة) لتحقيق أهداف اقتصادية معينة ،وأدوات السياسة
االقتصادية هي:
* أدوات السياسة المالية :من مثل:
-السياسة الضريبية
-السياسة االيرادية
-السياسة االنفاقية
-السياسة االئتمانية
* أدوات السياسة النقدية :من مثل :
-سعر الصرف
-سعر الخصم
-سعر الفائدة
-االحتياطي النقدي القانوني
وتهدف السياسة االقتصادية إلى تحقيق األهداف اآلتية:
أ -تحقيق االستخدام (التشغيل) الكامل للموارد المادية والبشرية المتاحة.
ب -تحقيق االستقراراالقتصادي.
ت -تحفيز النمو االقتصادي.
ث -تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات (أي معامالت الدولة االقتصادية مع العالم
الخارجي).
-2النظرية االقتصادية هي مجموعة قواعد ومبادئ اقتصادية تكون مرشداً (دليل) في اتخاذ
القرارات في ظل مجموعة من الظروف.
23
أ -اإلنتاج :هو خلق القيم المادية النافعة أو زيادتها ،والتي تشارك بصورة مباشرة أو
غير مباشرة في إشباع حاجات اإلنسان التي تعد إنتاجاً ،ومن الناحية العملية إن أغلب
ما يستهلكه اإلنسان البد أن يمر بمراحل متعددة ،فالخبز يأتي من زراعة الحنطة
ُسوق إلى منافذ التوزيع للمستهلك،والشعير ،ثم يطحن ،ومن الدقيق يصنع الخبز ،ثم ي َّ
عد إنتاجاً ،ويتوقف حجم اإلنتاج على الكيفية التي يستطيع فيها المجتمع
وهذه جميعاً تُ ُّ
توظيف الموارد المتاحة لديه ،وبالوسائل الفنية واألساليب التنظيمية المعتمدة في
اإلنتاج.
ب -التبادل :ال يوجد فرد أو مجتمع بإمكانه أن ينتج كل شيء ،لذلك البد من مبادلة السلع
الفائضة عن حاجته بسلع أخرى يحتاج اليها ،وقد استعملت النقود لتسهيل عملية
المبادلة ،وتاريخياً كانت هناك المقايضة سلعة مقابل سلعة ،ثم جرى االهتداء إلى
النقود للتخلص من قيود المقايضة ،وظهرت النقود المعدنية ثم الورقية.
ت -التوزيع :ويقصد به توزيع الدخل الناتج عن عملية اإلنتاج على المشاركين في عملية
اإلنتاج ،أو هو توزيع الدخل القومي (كما سيوضح الفصل الثالث) على عناصر
اإلنتاج التي شاركت في خلق الناتج القومي ،وفي كال الحالتين فالتوزيع يعني عوائد
اإلنتاج أو مكافآت عناصر اإلنتاج (األرض والموارد الطبيعية -العمل– رأس المال-
التنظيم) ،كاآلتي:
التنظيم رأس المال العمل الموارد الطبيعية واألرض عنصر اإلنتاج
الربح الفائدة األجر الريع نوع المكافأة
ث -االستهالك :وهو غاية النشاط االقتصادي ،وهو الهدف النهائي من العملية اإلنتاجية،
لغرض انتفاع اإلنسان من السلع والخدمات إلشباع حاجاته ،ويتوقف الطلب على السلع
والخدمات؛ ألغراض االستهالك على القدرة الشرائية التي يتمتع بها المستهلكون،
والمعبر عنها بالدخل وبمستوى األسعار (مستوى التضخم).
-4طرائق التحليل االقتصادي :هناك طرائق عدة للتحليل االقتصادي تتوزع على النحو
اآلتي:
24
-5الرفاهية االقتصادية :تُ ٌّ
عد الرفاهية االقتصادية جزء من الرفاهية االجتماعية العامة
للمجتمع ،والذي نستطيع قياسها من خالل النقود (نقدياً) ،سواء تم ذلك بصورة مباشرة
أو غير مباشرة ،وبهذا يمكن للرفاهية الفردية أن تؤدي مع الزمن إلى ارتفاع مستوى
رفاهية المجتمع ،وهذا يرتبط بارتفاع مستوى متوسط دخل الفرد المتأتي من ارتفاع
الدخل القومي.
متساو
ٍ -6العدالة االقتصادية :وتعني إتاحة الفرصة كاملة ألفراد المجتمع كافة وبشكل
للمشاركة في النشاط االقتصادي ،وإزاحة كل العوائق التي تحول دون اغتنام الفرصة
المتاحة ،وتسعى الدول المتقدمة إلى االنتقال من المفهوم الضيق للعدالة االقتصادية إلى
مفهوم أوسع ،يتضمن عدالة توزيع اإلنفاق العام أو العائد ما بين األقاليم أو بين األجيال
المتعاقبة أو بين الرجال والنساء.
-7العدالة االجتماعية :هي تلك الحالة التي ينعدم فيها الظلم واالستغالل والقهر والحرمان
من الثروة والسلطة أو من كليهما ،والتي يغيب فيها الفقر والتهميش واإلقصاء االجتماعي،
وتنعدم فيها الفروق غير المقبولة اجتماعياً بين األفراد والجماعات واألقاليم داخل الدولة،
ويتمتع فيها الجميع بحقوق اقتصادية واجتماعية وسياسية وبيئية متساوية وحريات
متكافئة.
-8التوازن الكلي :يتحقق التوازن في االقتصاد بتساوي الطلب الكلي مع العرض الكلي.
فإذا زاد الطلب على العرض عند مستوى التشغيل الكامل ،أدى ذلك إلى حدوث فجوة
تضخمية .أما إذا حدث قصور في الطلب عن العرض عند مستوى التشغيل الكامل،
فسيؤدي ذلك إلى حدوث فجوة انكماشية.
-9التيار (التدفق) :وهي كمية مستمرة من السلع المادية أو المتحصالت النقدية ،يجري
قياس حجمها أو تغيرها خالل مدة زمنية معينة من مثل (الساعة– اليوم– األسبوع–
الشهر– السنة) ،من مثل الدخل (األجر أو الراتب) فهو يقاس إما يومياً أو أسبوعياً أو
شهرياً ،وكذا الحال لإلنفاق الحكومي الذي يقاس سنوياً وسعر الفائدة التي تحدد بالسنة.
-10الرصيد :هو كمية ثابتة يمكن قياسها في لحظة زمنية معينة ،من مثل :اآلالت ،المخزون
السلعي ،رأس المال ،الثروة (كمية الذهب -الرصيد في البنك -األسهم).
25
اسئلة للفصل األول
ب -ال تُ َع ُّد الموارد غير النادرة مثل (الهواء) موارد اقتصادية؟
26
س :5أجب عن فرعين:
أ -ع ّدد الخصائص التي تتسم بها ظاهرة الندرة .
ب -ع ّدد األسباب التي ساعدت على انهيار االقطاع في أوربا.
ج -يقسم افالطون المجتمع على ثالث طبقات هي .......... :و
.............و . .............
27
الفصل الثاني
أهداف الفصل
-1يبين دور السوق وتفاعالت العرض والطلب في تحديد االسعار لمختلف السلع
والخدمات.
-2يعدد العوامل المؤثرة في طلب الفرد ألي سلعة أو خدمة.
-3يتعرف على العوامل المؤثرة في عرض السلع والخدمات من قبل المنتجين.
-4يبين المحددات التي تحكم طبيعة السلعة ودرجة أهميتها.
-5يفهم ماهية العوامل التي تحدد سلوك المستهلك.
-6يدرك دور السوق في مختلف اقتصادات عالمنا المعاصر.
-7يوضح أهمية سلوك المستهلك في التأثير في السلع والخدمات.
28
المبحث األول
أوالً :تعريف الطلب :يُعرف الطلب على سلعة ما ،بأنه الكميات من سلعة معينة أو خدمة
معينة التي يكون المستهلكون راغبين وقادرين على شرائها باألسعار السائدة في
السوق خالل مدة زمنية معينة.
ثانياً :شروط الطلب :إن الطلب ال يكون طلباً إال إذا توافرت فيه مجموعة شروط وهي:
-1الرغبة في الشراء :أي إن لدى المستهلك رغبة في اقتناء السلعة أو الخدمة التي
يريد شراءها.
-2القدرة على الشراء :ينبغي أن يمتلك المستهلك القدرة المادية على شراء السلعة
التي يرغب في شرائها ،ومن دون تلك القدرة ال يعد ذلك طلباً ،فالرغبة وحدها ال
تكفي القتناء السلعة أو الخدمة.
-3وجود سعر محدد للسلعة أو الخدمة التي يروم المستهلك شراءها.
-4وجود سوق يتم فيه تبادل السلع والخدمات بنقود.
-5يكون الطلب خالل مدة زمنية محددة :أي إن الطلب في مدة محددة يختلف عنه في
مدة أخرى نتيجة لتغير محددات الطلب ،فعلى سبيل المثال يقال (إن الطلب على
المالبس المدرسية يزداد خالل شهر أيلول).
ثالثاً :محددات الطلب :المقصود بمحددات الطلب ،هي العوامل المؤثرة في الطلب على
سلعة أو خدمة ما ،أي هي العوامل التي تؤدي إلى زيادة أو انخفاض الكمية المطلوبة
من سلعة ما ،ومن الممكن إجمالها باآلتي:
-1سعر السلعة :فكلما زاد سعر السلعة ،انخفض طلب المستهلك عليها ،والعكس
صحيح ،كلما انخفض سعر السلعة ،ازداد الطلب عليها.
-2دخل المستهلك :كلما ارتفع دخل المستهلك ،ازداد طلبه على السلع والخدمات ،أما
إذا انخفض دخله فمن الطبيعي أن يخفض طلبه على السلع والخدمات.
-3أسعار السلع األخرى (البديلة أو المكملة) :السلع البديلة هي التي يمكن أن تحلَّ
محل بعض ،والتي يهتم المستهلك باقتناء إحداها عندما ترتفع اسعارها بعضها َّ
29
األخرى (الشاي والقهوة) ،فزيادة سعر السلعة األولى (الشاي) يقلل الطلب عليه،
ويزيد الطلب على السلعة األخرى البديلة (القهوة).
ً
أما السلع المكملة فهي السلع التي تكمل بعضها بعضا ،فهي السلع المرتبطة
ببعضها ،وتستهلك معاً (الشاي والسكر) فاذا ازداد سعر السكر ينخفض الطلب
على الشاي.
-4ذوق المستهلك :إن ذوق المستهلك وتفضيالته ال تبقى ثابتة بل تتغير على
الدوام ،ألسباب عديدة ،فزيادة رغبة المستهلك في اقتناء سلعة محددة تؤدي إلى
زيادة طلبه على تلك السلعة ،ويحدث العكس إذا انخفض ذوق المستهلك تجاه
سلعة محددة ،ويعد الترويج واإلعالن من أهم العوامل المؤثرة ،في ظل وسائل
االتصال المتاحة (التلفزيون– االنترنيت ...الخ).
أوالً :قانون الطلب :يوضح قانون الطلب العالقة بين سعر السلعة والكمية المطلوبة منها،
إذ إن الكمية المطلوبة من سلعة معينة تتغير بتغير سعر تلك السلعة ،وتكون العالقة
عكسية بين السعر والكمية المطلوبة ،فنقول [إن الطلب على سلعة ما قد انخفض
نتيجة ارتفاع سعرها ،والعكس صحيح ،أي أن الطلب على تلك السلعة يزداد نتيجة
النخفاض سعرها] ،وبعبارة أخرى أن قانون الطلب ينص على أن المستهلك يطلب
كمية أكبر من السلعة عند سعر منخفض ،وكمية أقل منها عند سعر مرتفع على شرط
بقاء العوامل األخرى ثابتة.
مثال تطبيقي :لدينا الجدول اآلتي الذي يمثل أسعار مختلفة لمحصول البرتقال والكميات
المطلوبة منه:
جدول ( )1جدول الطلب
الكمية المطلوبة (كغم) سعر الكيلو الواحد من البرتقال (دينار)
10 500
9 750
8 1000
7 1250
6
1500
5 1750
4
2000
30
من خالل الجدول ( )1الذي يسمى بـ(جدول الطلب) ،والذي يعبر عن الكميات المطلوبة
من سلعة ما عند أسعار مختلفة خالل مدة زمنية معينة ،مع بقاء العوامل المؤثرة في الطلب
ثابتة ،نستنتج اآلتي:
-1إن سعر الكيلو غرام الواحد من البرتقال كان ( )500دينار ،وكانت الكمية المطلوبة
منه في هذا السعر ( )10كغم ،وعندما ارتفع سعر الكيلو غرام الواحد إلى ()750
ديناراً ،انخفضت الكمية المطلوبة إلى ( )9كغم ،لتبلغ ( )4كغم عند سعر 2000
ديناراً ،وهذا يعني كلما ارتفع سعر الكيلو غرام الواحد من البرتقال ،انخفضت الكمية
المطلوبة منه.
-2إن هناك عالقة عكسية بين الكمية المطلوبة من البرتقال وسعره ،وهذه العالقة يطلق
عليها (قانون الطلب) ،الذي ينص على أن هناك عالقة عكسية بين سعر سلعة معينة
والكمية المطلوبة منها.
ثانياً :منحنى الطلب :منحنى الطلب يمثل العالقة بين سعر السلعة والكمية المطلوبة منها
بيانياً ،وهو منحنى ينحدر من أعلى إلى أسفل ،ويعكس ميل المنحنى السالب قانون
الطلب ،أي العالقة العكسية بين سعر السلعة والكمية المطلوبة منها.
ولو حاولنا تمثيل العالقة القائمة بين سعر السلعة والكمية المطلوبة منها ،التي وردت في
جدول الطلب السابق ( )1بيانياً ،لسوف يظهر لدينا الشكل اآلتي:
2000
1750 منحنى الطلب
1500
1250
1000
750
500
الكمية المطلوبة
4 5 6 7 8 9 10
يالحظ من الشكل البياني ( )5أن منحنى الطلب (باللون االحمر) سالب الميل أي
ينحدر من األعلى إلى األسفل ومن اليسار إلى اليمين ،ويعكس شكل المنحنى منطق قانون
الطلب ،الذي يؤكد وجود العالقة العكسية بين سعر السلعة والكمية المطلوبة منها.
31
ثالثاً :التغير في الطلب والتغير في الكمية المطلوبة ،من الممكن أن ينتقل منحنى الطلب
إلى االعلى أو االسفل في الحاالت اآلتية:
-1ارتفاع دخول المستهلكين.
-2زيادة عدد المشترين أو مستهلكي السلعة.
-3تغير أذواق المستهلكين لصالح السلعة.
-4زيادة أسعار السلع البديلة.
-5انخفاض أسعار السلع المكملة.
أما تغير الكمية المطلوبة نتيجة تغير السعر ،فيكون االنتقال من نقطة إلى أخرى على
المنحنى نفسه.
رابعاً :الفرق بين التغير في الطلب والتغير في الكمية المطلوبة :يمكن التمييز بين التغير
في (الطلب) والتغير في (الكمية المطلوبة) وكاآلتي:
-1إن التغير في الطلب يتم نتيجة لتغير أحد العوامل األخرى المؤثرة في الطلب
غير سعر السلعة المعينة ،مثل دخل المستهلك ،أسعار السلع األخرى ،أو ذوق
المستهلك ،ويترتب على ذلك انتقال منحنى الطلب إلى اليمين (في حالة الزيادة)،
أو إلى اليسار(في حالة االنخفاض).
-2أما التغير في الكمية المطلوبة فيتم نتيجة لتغير سعر السلعة المعينة مع بقاء العوامل
األخرى ثابتة ،واالنتقال في هذه الحالة يكون من نقطة إلى نقطة أخرى ،على
منحنى الطلب نفسه أي االنتقال على منحنى ( )Dأو ( )D1أو ( )D2نفسه وليس
االنتقال من منحنى إلى آخر كما في الشكل اآلتي.
شكل ( : )6التغير في الطلب (لالطالع)
السعر
D2
D
2000
1750 D1
1500
1250
1000
750
500
الكمية المطلوبة
4 5 6 7 8 9 10
32
المبحث الثاني
يمثل العرض الجانب اآلخر من السوق ،فبينما كان الطلب يخص المستهلك ،فأن العرض
يخص المنتج؛ إذ يقوم المنتج بإنتاج السلع والخدمات المختلفة وبيعها.
أوالً :تعريف العرض وشروطه
-1تعريف العرض :ي ّ
ُعرف العرض بأنه رغبة المنتج وقدرته على إنتاج كميات معينة
من السلعة أو الخدمة ،وعرضها في السوق لبيعها بالسعر السائد خالل مدة زمنية
معينة.
-2شروط العرض:
أ -الرغبة في االنتاج :أي إن لدى المنتج رغبة في انتاج سلعة أو خدمة يتطلبها
السوق لتقديمها للمجتمع.
ب -القدرة على االنتاج :ينبغي أن يمتلك المنتج القدرة المادية على انتاج السلعة
التي يطلبها السوق.
ت -وجود سعر محدد للسلعة أو الخدمة التي يروم المنتج انتاجها وبيعها.
ث -وجود سوق يتم فيه تبادل السلع والخدمات بنقود.
ج -يكون العرض خالل مدة زمنية محددة ،أي إن العرض في مدة محددة يختلف
عنه في مدة أخرى نتيجة لتغير محددات العرض.
ثانياً :محددات العرض :المقصود بمحددات العرض هي العوامل المؤثرة في عرض سلعة
أو خدمة ما ،بمعنى آخر هي العوامل التي تؤدي إلى زيادة أو انخفاض العرض
(وليس الكمية المعروضة) من سلعة ما ،ومن الممكن إجمالها باآلتي:
-1أسعار عناصر اإلنتاج :يؤدي ارتفاع أسعار عناصر اإلنتاج المستعملة في عملية إنتاج
السلعة أو الخدمة على رفع تكلفة اإلنتاج مما يؤدي بالمنتج إلى إنتاج كميات أقل منها
33
مما يدفع العرض لالنخفاض ،ومن ثم انتقال منحنى العرض بالكامل إلى األعلى وإلى
اليسار ،مما يعني أن الكميات المعروضة ستكون أقل من السابق عند كل مستوى
سعري ،من جهة أخرى ،فإن انخفاض أسعار عناصر اإلنتاج يعني انخفاض تكلفة
إنتاج هذه السلعة ،وهذا يساعد المنتج على إنتاج كميات أكبر منها ،مما يؤدي إلى
انتقال منحنى العرض إلى األسفل وإلى اليمين ،مما يعني كميات معروضة أكبر عند
كل مستوى سعري للسلعة.
-2عدد المنتجين :كلما ارتفع عدد منتجي السلعة ارتفع العرض من هذه السلعة ،ومن ثم
انتقال منحنى العرض إلى األسفل وإلى اليمين ،وكلما انخفض عدد منتجي السلعة،
انخفض العرض منها ،ومن َث ًَّم ينتقل منحنى العرض إلى األعلى وإلى اليسار.
-3التكنولوجيا المستخدمة :إن تطور مستوى التكنولوجيا المستخدم في عملية إنتاج
السلعة يعمل على تخفيض تكلفة اإلنتاج ،ومن ثم ارتفاع العرض منها ،ومن َث ًَّم انتقال
منحنى العرض بالكامل إلى األسفل وإلى اليمين ،أما انخفاض مستوى التكنولوجيا
المستخدم أو تراجعه فسيؤدي إلى زيادة تكلفة اإلنتاج ،أي انخفاض عرض السلعة
وانتقال منحنى العرض لألعلى وإلى اليسار.
-4الضرائب والمعونات الحكومية :عند قيام الحكومة بفرض ضريبة على اإلنتاج ،فإن
ذلك يعني ارتفاع تكلفة اإلنتاج ،ومن َث َّم قيام المنتج بإنتاج كميات أقل من السلعة ،وهو
ما يؤدي إلى تخفيض عرض السلعة ،وانتقال منحنى العرض بالكامل إلى األعلى
وإلى اليسار ،أما عند قيام الحكومة بإعطاء معونات للمنتج ،فإن هذا يعني انخفاض
تكلفة اإلنتاج ،مما يساعد المنتج على إنتاج كميات أكبر من السلعة ،وزيادة العرض
وانتقال منحنى العرض بالكامل إلى األسفل ونحو اليمين.
عبد هللا طالب في الصف السادس االدبي طلب إليه مدرس مادة االقتصاد جلب نـشــاط 6
دفتر لغرض تدوين المالحظات حول المادة ،ذهب عبد هللا إلى المكتبة لشراء
الدفتر ،كان بحوزته خمسة آالف دينار ،وجد مجموعة مختلفة من الدفاتر
لكل دفتر سعر مختلف ،أعجبه دفتر بسعر ستة آالف دينار ورغب في شرائه،
ولكن المبلغ الذي يمتلكه ال يكفي ،هل يُعد ذلك طلبا ً أو ال ،ولماذا؟
34
المطلب الثاني :قانون العرض والتغيرات في العرض
أوالً :قانون العرض ،هو العالقة بين سعر سلعة ما والكمية المعروضة منها ،وينص قانون
العرض على أن :تزداد الكمية المعروضة من سلعة ما بارتفاع سعرها وتنخفض
بانخفاضه في مدة زمنية معينة ،بشرط ثبات العوامل المؤثرة في العرض عدا سعر
السلعة نفسها ،وهذا يعني أن هناك عالقة طردية بين السعر والكمية المعروضة من
السلعة المحددة.
مثال :الجدول اآلتي يمثل أسعاراً مختلفة لمحصول البرتقال والكميات المعروضة منه:
جدول ( )2جدول العرض
من خالل الجدول ( )2الذي يسمى بـ(جدول العرض) ،والذي يعبر عن الكميات
المعروضة من سلعة ما عند أسعار مختلفة خالل مدة زمنية معينة مع بقاء العوامل األخرى
المؤثرة في العرض ثابتة ،نستنتج اآلتي:
.1إن سعر الكيلو غرام الواحد من البرتقال كان ( )500دينار ،وكانت الكمية المعروضة
منه من قبل المنتجين في هذا السعر ( )10كغم ،وعندما ارتفع سعر الكيلو غرام
الواحد الى ( )750ديناراً ،ارتفعت الكمية المعروضة إلى ( )11كغم ،وهكذا يصل
العرض إلى (16كغم) عند سعر ( )2000دينار ،لهذا كلما ارتفع سعر الكيلو غرام
الواحد من البرتقال ،ارتفعت الكمية المعروضة منه.
.2إن هناك عالقة طردية بين الكمية المعروضة من البرتقال وسعره ،وهذه العالقة
يطلق عليها (قانون العرض) ،الذي ينص على أن هناك عالقة طردية بين سعر سلعة
معينة والكمية المعروضة منها.
35
ثانياً :منحنى العرض :منحنى العرض يمثل العالقة بين سعر السلعة والكمية المعروضة
منها بيانياً ،وهو منحنى موجب الميل ،ويعكس ميل المنحنى الموجب قانون العرض،
أي العالقة الطردية بين سعر السلعة والكمية المعروضة منها .ولو حاولنا تمثيل
العالقة القائمة بين سعر السلعة والكمية المعروضة منها التي وردت في جدول
العرض السابق ( )2بيانياً ،لظهر لدينا الشكل اآلتي:
شكل ( : )7منحنى العرض (لالطالع)
السعر
S
2000
1750
1500
1250
1000
750
500 S
الكمية
10 11 12 13 14 15 16
يالحظ من الشكل البياني ( )7أن منحنى العرض (باللون االحمر) موجب الميل ،ويعكس
شكل المنحنى منطق قانون العرض ،الذي يؤكد وجود عالقة طردية بين سعر السلعة والكمية
المعروضة منها.
36
أما ارتفاع وانخفاض سعر السلعة نفسها (أي تغير الكمية المعروضة) ،فال ينقل
منحنى العرض إلى األعلى أو إلى األسفل ،بل يكون االنتقال من نقطة إلى أخرى
على المنحنى نفسه.
-2الفرق بين التغير في العرض والتغير في الكمية المعروضة ،يمكن التفريق بين التغير
في (العرض) والتغير في (الكمية المعروضة) ،كاآلتي:
أ -التغير في العرض :وهو ناتج عن التغير في العوامل األخرى غير سعر السلعة نفسها،
وهي التي أسميناها محددات العرض ،ويتمثل بيانياً في انتقال منحنى العرض بأكمله
إلى اليمين (أسفل) من Sإلى S1في حالة زيادة العرض ،وإلى اليسار (أعلى) من S
إلى S2في حالة نقص العرض ،كما يتضح من الشكل البياني (.)8
ب -التغير في الكمية المعروضة :يتم نتيجة لتغير سعر السلعة نفسها مع بقاء العوامل
األخرى ثابتة ،واالنتقال في هذه الحالة يكون من نقطة إلى نقطة أخرى على منحنى
العرض نفسه ،أي االنتقال على منحنى ( )Sأو ( )S1أو ( )S2نفسه ،وليس االنتقال
من منحنى إلى آخر كما في الشكل (.)8
شكل ( : )8التغير في العرض (لالطالع)
السعر s2
2000
s
1750
1500 s1
1250
1000
750
500
الكمية المعروضة
10 11 12 13 14 15 16
نلحظ من خالل الشكل البياني ( )8أن المنحنى ( )Sيمثل منحنى العرض األصلي قبل
حدوث التغيير ،أما منحنى ( )S1فيمثل منحنى العرض بعد زيادة عرض السلعة ،بينما يمثل
المنحنى ( )S2منحنى العرض بعد نقص عرض السلعة ،نتيجة للتغير في محددات العرض.
37
نشاط اثرائي
مقدار ما يتوفر من سلعة ما. العرض
مقدار ما يطلب المستهلك من سلعة ما. الطلب
طلب مرتفع عدد كبير من الناس يرغبون في الحصول على
السلع.
(الكمية المتوفرة قليلة) ،مما يؤدي إلى ارتفاع عرض
السعر. منخفض
طلب منخفض عدد قليل من الناس يرغب في الحصول على السلع.
عرض مرتفع (الكمية المتوفرة كبيرة) ،مما يؤدي إلى انخفاض
السعر.
38
المبحث الثالث
في االقتصاد يحدث التوازن عند تساوي الطلب مع العرض ،ومن المعروف أن
جانب الطلب يأتي من المستهلكين للسلعة المنتجة في االقتصاد ،وجانب العرض يأتي من
المنتجين لجميع السلع والخدمات الموجودة في االقتصاد.
إننا نقوم بدراسة التوازن على أساس تساوي طلب السوق لسلعة واحدة مع عرض هذه
السلعة خالل مدة زمنية معينة ،ويحدث التوازن بيانياً عند تقاطع منحنى الطلب مع منحنى
العرض ،وينتج عن هذا التوازن ما يسمى بالسعر التوازني (،)Equilibrium Price
وكمية التوازن ( ،)Equilibrium Quantityويقصد بسعر التوازن هو السعر الذي يتحقق
عند تساوي الكمية المعروضة مع الكمية المطلوبة في السوق ،لسلعة معينة في زمن معين،
فهو الذي يعكس التوافق بين رغبة البائعين ورغبة المشترين.
ويتحقق هذا السعر(سعر التوازن) عند نقطة تقاطع منحنى الطلب مع منحنى العرض
مثل النقطة ( )Eفي الشكل (:)9
شكل ( : )9توازن السوق
السعر
منحنى الطلب D منحنى العرض S
الكمية المطلوبة
S D
والمعروضة
كمية التوازن
39
المطلب الثاني :سلوك المستهلك Consumer Behavior
إن أهم النظريات االقتصادية التي تحلل سلوك المستهلك نظريتان رئيستان ،هما-:
نظريـة المنفعـة ،ونظرية منحنيات السواء ،وفيما يلي نتناول بشيء من التفصيل كلتا
النظريتين:
أوالً :تحليل سلوك المستهلك باستعمال نظرية المنفعة :إن المنفعة Utilityهي األداة
التي تفسر طلب المستهلك على السلع ،وتفسر العالقة العكسية بين ثمن السلعة والكمية
المطلوبة منها ،ولتحليل سلوك المستهلك باستعمال نظرية المنفعة يلزم في البداية أن
نتعرف معنى المنفعة والمفاهيم المختلفة لها ،ونعرف قانون تناقص المنفعة الحدية.
مفهوم المنفعة :المنفعة هي اإلشباع Satisfactionالذي يحصل عليه الفرد من
استهالكه للسلعة أو الخدمة ،وهذه المنفعة تختلف من شخص آلخر نظراً الختالف
األذواق واألعمار والدخول النقدية ،وهناك فرق بين المنفعـة الكليـة والمنفعـة الحدية
وكما يلي:
-المنفعة الكلية :Total Utilityهي تعبير عن إجمالي ما يحصل عليه المستهلك
جراء استهالكه لكمية معينة من سلعة معينة في زمن معين ،والمنفعـة الكليـة ألربع
برتقاالت هي اإلشباع الذي يحصل عليه المستهلك من استهالكه للبرتقاالت األربع
كلها.
-المنفعة الحدية :Marginal Utilityوهي مقدار الزيادة في المنفعـة الكليـة ،نتيجة
لزيادة الكمية المستهلكة من السلعة بوحدة واحدة أو هي منفعـة الوحـدة اإلضـافية،
التـي يستهلكها المستهلك من السلعة ،بمعنى آخر أنها مقدار التغير في المنفعة الكليـة
ً
فمثال المنفعة الحدية نتيجـة لتغيـر عـدد الوحدات المستهلكة من السلعة بوحدة واحدة،
الرابعة تعني ما حصل عليه المستهلك من منفعة نتيجة استهالكه للبرتقالة الرابعة،
ويمكن قياس المنفعة الحديـة بالطريقة اآلتية:
∆TU
MU= ∆Q
40
إذ إن:
: MUالمنفعة الحدية
: TUالمنفعة الكلية
: Qالكمية المستهلكة من السلعة
∆ :مقدار التغير
مثال :الجدول ( )3يتضمن الكميات المستهلكة من سلعة معينة والمنفعة الكلية والحدية التي
يحصل عليها المستهلك:
والمالحظ من الجدول ( )3أن المنفعة الكلية تتزايد مع زيادة الكمية المستهلكة من السلعة،
ولكنها تتزايـد بمعـدل متناقص أو بكميات متناقصة؛ ألن المنفعة الحدية أي منفعة كل وحدة
إضافية من السلعة تتنـاقص مع زيادة كمية االستهالك ،وهذا ما يعرف بمبدأ أو قـانون
تنـاقص المنفعـة الحديـة.
-2قـانون تنـاقص المنفعـة الحديـة :إن مضمون قـانون تنـاقص المنفعـة الحديـة هو
أن اإلشباع ،الذي يحصل عليه المستهلك يتناقص مع كل وحدة إضافية يستهلكها ،أو
أنه مع زيادة الكمية المستهلكة من السلعة تتناقص المنفعة الحدية .أي إن المستهلك
سوف يحصل على منفعة أقل من كل وحدة إضافية يستهلكها من السلعة ،وتفسير هذا
القانون يرجع إلى أن الحاجات اإلنسانية بطبيعتها قابلة لإلشباع ،ومن َث َّم مع استهالك
المستهلك لوحدات متتابعة من السلعة تبدأ حاجته في التشبع تدريجياً ،وعليه تتناقص
منفعة كل وحدة إضافية يقوم المستهلك باستهالكها من السلعة خالل مدة معينة.
41
والشكل البياني ( )10يوضح اشتقاق منحنى المنفعة الحدية من منحنى المنفعة الكلية:
MU
10
8 M
6 U
4
2
كمية السلعة
0 المستهلكة
منحنى المنفعة الحدية
والمالحظ من الشكل البياني في أعاله أن المنفعة الحدية تكون قيمتها (صفر) عندما تكون
المنفعة الكلية في أعلى قيمة لها ،ففي الجدول ( )3السابق نجد أنه عندما وصلت المنفعة
الكلية إلى ( )30وحدة منفعة ،عند استهالك الوحدة السادسة من السلعة ،فأن المنفعة الحدية
بلغت صفراً.
42
ويتضح من قانون تناقص المنفعة الحدية أن هناك عالقة عكسية بين كمية االسـتهالك
والمنفعـة الحدية ،فكلما زادت كمية االستهالك من السلعة تناقصت المنفعة الحدية ،وإذا قلَّت
كمية االسـتهالك تزداد المنفعة الحدية.
ثانياً :تحليل سلوك المستهلك باستعمال نظرية منحنيات السواء :اعتمدت نظرية المنفعة
على افتراض غير واقعي ،وهو قابلية المنفعة للقياس الكمي ،أي إمكانية التعبير عنها
ُجهت انتقادات عديدة إلى نظرية المنفعة ،وبدأ فريق من بشكل أرقام عددية ،لذلك و ِّ
االقتصاديين يعتمد على نظرية حديثة في تحليل سلوك المستهلك ،تقوم على أساس
مقارنة درجة المنفعة التي يحصل عليها المستهلك من استهالكه للسلع ،أي ترتيب
درجة المنفعة التي يحصل عليها المستهلك من االستهالك ،وهي نظرية منحنيات
تعرف في البداية على منحنيات السواء ،ومعرفة استخدامها بعد ذلك في السواءَ .و َس َن َّ
تحليل سلوك المستهلك.
يمثل منحنى السواء( :توليفات) مختلفة من سلعتين تحقق للمستهلك المستوى نفسه
من اإلشباع أو المنفعة ،بمعنى آخر فأن أية نقطة واقعة على منحنى السواء ،تشتمل
على توليفة سلعتين تُ َع ُّد سواء في نظر المستهلك ،أي تعطي االشباع نفسه ،ومن
الطبيعي أن هذه التوليفات تختلف من شخص ألخر تبعاً الختالف أذواق المستهلكين
وتفضيالتهم ،والجدول ( )4يمثل تفضيالت أحد المستهلكين لسلعتين (الخبز واللحم)،
وبتمثيل الجدول بيانياً نحصل على منحنى السواء:
43
شكل ( )11منحنى السواء (لالطالع)
يفترض المدرس أن كل طالب الصف الدراسي يمتلكون المبلغ نفسه ،ويقترح نـشــاط 8
سلعتين ليشتريها الطالب ،السلعة األولى (قطعة واحدة من الصمون) ،والسلعة
الثانية (قطعة من الهمبركر) ،ويقترح توليفات مختلفة لتلك السلعتين ،ويبدأ
الطالب باالختيار بحسب اذواقهم وتفضيالتهم.
44
أسئلة الفصل الثاني
45
س :4أمالء الفراغات اآلتية بما يناسبها:
أ -تكون العالقة بين الكمية المطلوبة من السلعة وسعرها عالقة ......
ب -تؤدي الضرائب الحكومية على المنتجين الى .....االنتاج وبالتالي
المعروض من السلع.
ت -يؤدي زيادة طلب االفراد (المستهلكين) على سلعة معينة الى .....
سعرها.
ث -يؤدي امتناع عدد من المنتجين من انتاج سلعة ما الى ....عرضها
في االسواق.
ج -يترتب على زيادة دخل الفرد (المستهلك) .....طلبه على السلع.
ح -يتسبب تغير الكمية المعروضة نتيجة تغير سعرها الى االنتقال من
نقطة الى أخرى على منحنى .....نفسه.
46
الفصل الثالث
أهداف الفصل
47
المبحث األول
48
يقوم مدرس المادة بتقسيم الصف الدراسي على أربع مجموعات ،المجموعة نـشـــاط 9
األولى تمثل (القطاع العائلي) ،والمجموعة الثانية تمثل (قطاع االعمال)
والمجموعة الثالثة تمثل (الحكومة) ،فيما تمثل المجموعة الرابعة (القطاع
الخارجي) ،ثم توضح كل مجموعة مصادر التسرب والحقن التي تخصها.
49
فالقطاع العائلي يحصل على الدخول النقدية جراء بيع خدمات عناصر االنتاج لقطاع
االعمال ،ويستعمل القطاع العائلي كل الدخول النقدية التي يحصل عليها لشراء انتاج قطاع
االعمال (السلع والخدمات).
أما الشكل ( )13فيتضمن متطابقتين من التدفق الدوري ،فالدخل النقدي الذي يحصل
عليه القطاع العائلي يساوي قيمة انتاج قطاع االعمال ،وايرادات قطاع االعمال تساوي انفاق
القطاع العائلي.
شكل ( : )13متطابقة التدفق الدوري للدخل
فاذا كانت ايرادات قطاع االعمال تعادل مصروفات القطاع العائلي فسيستمر قطاع
االعمال باإلنتاج بمعدالته الجارية ،وبالعكس سيزداد االنتاج كلما زادت ايرادات قطاع
االعمال ألي سبب كان ،أما اذا قلَّت ايرادات قطاعات االعمال عن مصروفات القطاع
العائلي فهذا يؤدي إلى تخفيض االنتاج.
50
والقطاعات األربعة تتمثل بقطاع االعمال والقطاع العائلي والقطاع الخارجي جنباً إلى جنب
مع القطاع الحكومي ،والشكل البياني ( )14يوضح آلية عمل القطاع الحكومي في سلسلة
التدفق الدائري للدخل في اقتصاد مفتوح مكون من أربعة قطاعات.
سلع وخدمات
خدمات عناصر االنتاج
وباالضافة إلى قطاع األعمال والعائلي فأن القطاعات الجديدة (الخارجي والحكومي) تقوم
باآلتي:
-يدفع قطاع االعمال جزء من ايراداته على شكل ضرائب إلى القطاع الحكومي.
-ينفق القطاع الحكومي جزء مما يحصل عليه من ضرائب من قطاع االعمال أما في
شراء السلع والخدمات ويقدمها للقطاع العائلي أو بهيئة (مدفوعات) اجتماعية (رواتب
الرعاية االجتماعية -دور االيتام -دور المسنين ...الخ).
-يُص ّدر قطاع االعمال جزء من انتاجه إلى الدول األخرى عبر القطاع الخارجي ويستورد
سلعاً وخدمات إلى القطاع العائلي.
51
المطلب الثالث :التسرب والحقن()Injection and Leakage
أوالً :التسرب ،طبقاً الفتراضات االقتصاد البسيط ،فأن عناصر االنتاج تقوم بإنفاق كامل
الدخل لشراء السلع والخدمات المنتجة محلياً ،ولكن هناك عناصر انتاج تقوم باالدخار،
وعناصر انتاج تدفع ضرائب للدولة ،وعناصر انتاج تشتري سلعاً منتجة في الخارج
(واردات) ،لذلك يمكن القول إن االدخار والضرائب والواردات أنفقت من خارج هذه
الحلقة.
إذن ،فالتسرب هو الجزء غير المنفق من الدخل على االنتاج المحلي ،ويخرج من
دائرة االنتاج ويكون على شكل أموال تدفع إلى االستيرادات من الخارج (تدفع إلى
دول أخرى) واألدخارات خارج المصارف ،والضرائب.
ثانياً :الحقن ،إن من يقوم باإلنفاق هو ليس القطاع العائلي فقط ،فهناك القطاع الحكومي
الذي يقوم باإلنفاق في االقتصاد لتمويل االنشطة عن طريق الضرائب المحصلة،
ويسمى هذا االنفاق باإلنفاق الحكومي ،وهناك أيضاً قطاع االنتاج الذي يقوم باإلنفاق
في االقتصاد باستعمال مدخراته ومدخرات القطاع العائلي الستثمارها ،ويسمى هذا
االنفاق باإلنفاق االستثماري ،كذلك هناك طلب خارجي على السلع والخدمات المحلية
في الخارج وتسمى (الصادرات).
إذن ،الحقن :هو إضافة تأتي من إنفاق من مصدر آخر غير الدخل المحلي لعناصر
االنتاج ،ومصادر الحقن هي االنفاق الحكومي ،االنفاق االستثماري ،الصادرات.
لذلك فأن هناك أثراً لكل من القطاع الحكومي وقطاع العالم الخارجي في االقتصاد ،وتسمى
هذه اآلثار بـ(التسرب والحقن) ويمكن توضيح ذلك من خالل الجدول ( )5اآلتي:
52
المبحث الثاني
53
جـ -من حيث عالقته بالدخل:
االستهالك التابع :وهو االستهالك الذي يعتمد على الدخل ،فيرتفع بارتفاع الدخل
وينخفض بانخفاض الدخل.
االستهالك الذاتي (المستقل) :وهو االستهالك الذي ال يعتمد على الدخل فهو قائم حتى
لو كان الدخل صفراً ،وعاد ًة ما يستعمل المستهلك مدخراته السابقة أو االقتراض
لتلبية حاجاته االساسية في حالة كون دخله صفراً.
ثانياً :العوامل المؤثرة في االستهالك :هناك عوامل عدة من شأنها التأثير في االستهالك
كماً ونوعاً ،وهي:
-1مستوى األسعار :يُعد مستوى األسعار من العوامل المهمة في التأثير في حجم
االستهالك؛ إذ إن زيادة األسعار تؤدي إلى تخفيض الفرد الستهالكه ،وانخفاضها
يؤدي الى زيادة االستهالك.
-2توقعات األسعار :تُعد التوقعات من العوامل المهمة في علم االقتصاد وفي تأثيرها
في االستهالك ،فإذا توقع األفراد ارتفاع األسعار في المستقبل فإنهم سيزيدون من
استهالكهم الحاضر على حساب االستهالك المستقبلي ،والعكس إذا توقع األفراد
انخفاض األسعار في المستقبل فإنهم سيؤجلون استهالكهم الحالي إلى المستقبل
فينخفض االستهالك.
-3التقليد والمحاكاة :إن عامل التقليد والمحاكاة من العوامل المهمة التي تؤثر في أنماط
االستهالك ،إذ يتأثر أفراد المجتمع في سلوكهم االستهالكي بمن حولهم من أقارب
وأصدقاء وجيران ،ومحاولة تقليدهم في أنماطهم االستهالكية ،وقد يلجأ بعضهم إلى
شراء سلع ال يحتاج إليها أو لم يعتد استعمالها ليس إال رغبة في محاكاة أصدقاء أو
جيران ولو اضطر إلى إنفاق معظم دخله في سبيل ذلك ،كما يالحظ أحياناً أن محاولة
أفراد المجتمع محاكاة مستويات المعيشة السائدة في الدول الغربية والمتقدمة تؤثر
كثيراً في نمط استهالكهم ،فتزيد من كمية السلع المطلوبة التي لم يعتادوا شراءها
من قبل.
-4النظرة إلى االدخار :إن نظرة المجتمع إلى االدخار ووعيه ألهميته تؤثر وبشكل
واضح في حجم االستهالك ومن َث َّم االدخار ،وهذه النظرة تحكمها عوامل اجتماعية
ونفسية واقتصادية ،فلو كان المجتمع ينظر إلى االدخار على أنه أمر مهم فأنه سوف
يدخر أكثر ويستهلك أقل كما في معظم المجتمعات المتحضرة ،أما إذا كان أفراد
المجتمع ال يولون اهتماماً يذكر لالدخار أو أنهم محبون لالستهالك بطبعهم ،فإن هذا
المجتمع يزيد فيه االستهالك وينخفض فيه االدخار.
54
-5العوامل االجتماعية :هناك عوامل اجتماعية كالعمر والحالة االجتماعية والمستوى
التعليمي والثقافي والبيئة التي يعيش فيها اإلنسان ،كلها عوامل تؤثر في حجم
االستهالك ،فبالنسبة للعمر ،نجد أن الدخل الفردي ودخل األسرة يأخذان في النمو
منذ الشباب حتى منتصف العمر ،ثم يبدأن بالتناقص في سن الشيخوخة ،وتأخذ نسبة
الدخل المدخرة نفس النمط إذ يزيد االدخار في سن الشباب ،ويصل إلى قمته في
منتصف العمر ثم يتناقص ،وهذا يدل على أن الجزء األكبر من االستهالك يكون في
سن الشباب وسن الشيخوخة ،والجزء األقل منه يكون في منتصف العمر.
-6األذواق والتفضيالت :تختلف أذواق األفراد اختالفا متبايناً ،فمن الناحية االقتصادية
هناك من يستهلك أكثر وهناك من يستهلك أقل ،ويعزى ذلك إلى اختالفات السن
فضال عن التغيرات المستمرة التي تحدث ً والتركيب األسري واألحوال االجتماعية،
في نوعية السلع وجاذبيتها والتغيرات التي تطرأ على وسائل الدعاية واإلعالن ،وكلها
أمور من شأنها تغيير أذواق المستهلكين من حقيقة إلى أخرى.
-7نمط توزيع الدخل بين أفراد المجتمع :تستهلك الطبقات الفقيرة الجزء األكبر من
دخلها ،وادخارها غالباً ما يكون منخفضاً نسبياً بسبب انخفاض مستويات دخلها،
أما الطبقات الغنية فارتفاع دخولها يسمح لها باستهالك نسبة أقل من دخلها وادخار
نسبة أكبر منه ،فالميل الحدي لالستهالك يرتفع لدى الفقراء عنه لدى األغنياء ،لذلك
كلما كان توزيع الدخل في صالح الطبقات الفقيرة زادت نسبة ما يوجه لالستهالك،
وانخفضت نسبة ما يوجه لالدخار من الدخل والعكس بالعكس.
-8الثروة :إن حصول الفرد على ثروة مفاجئة ،كاإلرث ً
مثال ،من شأنه زيادة استهالكه،
محاوال إشباع سلع كان يتطلع إلى استهالكها من قبل ،ثم بعد مدة يعتاد نمطاً استهالكياً
ً
معيناً فيثبت االستهالك نوعاً ما وقد يبدأ في زيادة مدخراته.
-9الضرائب :تؤثر الضرائب التي تفرضها الدولة في مدخرات األفراد واستهالكهم ،ومن
َث َّم في تخفيض مستويات الطلب وخاصة السلع غير الضرورية (الكمالية والترفيهية)،
وعندما تسعى الدولة إلى تشجيع االدخارات فأنها تقوم بخفض مستويات الضرائب
على االفراد والشركات.
55
المطلب الثاني :دوال االستهالك والميل لالستهالك
500 y
400
300
C
200
S
{a
100
الدخل
200 300 400 500
100-
56
إذ نجد أن المسافة ( )aتمثل االستهالك الذاتي ،وهو الجزء المقطوع من المحور العمودي،
فيما يمثل منحنى االستهالك العالقة الطردية بين االستهالك التابع ( )bYوالدخل (.)Y
ثانياً :الميل لالستهالك
-1الميل الحدي لالستهالك :وهو نسبة التغير في االستهالك نتيجة تغير الدخل ،وهو
مقدار موجب أقل من الواحد الصحيح.
MPC = ΔC
ΔY
-2الميل المتوسط لالستهالك :وهو نسبة ما يوجه لالستهالك من الدخل ،وهو مقدار
موجب أقل من الواحد الصحيح ،ويستفاد منه لمعرفة نسبة االستهالك إلى الدخل،
والميل المتوسط لالستهالك يتناقص مع كل زيادة في الدخل ،وقانون الميل المتوسط
لالستهالك هو:
APC = C
Y
مثال تطبيقي على دالة االستهالك :من خالل الجدول ( )6نجد أنه عندما يكون الدخل صفراً
فأن االستهالك ( )80إذ يقوم الفرد باالستهالك حتى لو كان دخله صفراً؛ ألنه سيستعمل
مدخراته السابقة أو االقتراض لغرض االستمرار باالستهالك الضروري الذي يبقيه في قيد
الحياة.
وكلما زاد الدخل زاد معه االستهالك وانخفضت الحاجة الستعمال المدخرات السابقة أو
االقتراض ،إلى أن يصل الفرد للحالة التي يستعمل فيها كل دخله لالستهالك ،ويكون ادخاره
صفراً ،وبعد ذلك يبدأ االدخار بالتزايد مع تزايد الدخل.
جدول ( )6مثال توضيحي على دالة االستهالك
االدخار االستهالك الدخل
80- 80 صفر
60- 160 100
40- 240 200
20- 320 300
صفر 400 400
20 480 500
40 560 600
60 640 700
80 720 800
57
وهنا فأن الميل الحدي لالستهالك هو:
MPC = ΔC
ΔY
وهكذا بالنسبة لجميع مراحل الدخل فأن الميل الحدي لالستهالك يكون ثابتاً ومقداره (،)0.80
وبذلك يكون الجدول ( )7كاآلتي:
مجتمعان ،األول ميله الحدي لالستهالك ( ،)0.80والثاني ميله الحدي نـشـاط 10
لالستهالك ( ،)0.60ما تأثير ذلك من الناحية االقتصادية واالجتماعية ؟
58
المبحث الثالث
ثانياً :أهمية االدخار :إن أهمية االدخار ال تشمل الفرد فقط ،بل المجتمع كله ويتمثل باآلتي:
-1من خالل االستفادة من الفوائد التي تمنحها البنوك على المدخرات ،إن االدخار ينمي
رؤوس االموال.
ً
-2توفير االموال الالزمة لمن هم بحاجة اليها بدال من تجميدها ،وبذلك فأن االدخار يؤدي
إلى زيادة االستثمارات في االقتصاد الوطني وزيادة االنتاج.
-3تحسين المستوى المعيشي لألفراد وتقليل معدالت البطالة.
59
-4زيادة معدالت نمو االقتصاد الوطني وازدهار المجتمع.
-5زيادة حصيلة المدخرات يؤدي إلى فتح أفاق ومجاالت اقتصادية جديدة وذات نفع عام،
كاستصالح األراضي وبناء المدن.
-6يؤدي تشغيل األموال المدخرة إلى زيادة االستثمارات بما يحقق فائضاً في الدخل
القومي.
-7يؤدي اإلدخار إلى اكتفاء الدولة تدريجياً مما يمنعها من الحاجة لطلب معونة أو
اقتراض من أية دولة أجنبية.
عمار طالب في الصف السادس االدبي ،والده يتقاضى راتبا ً شهريا ً مقدارهُ نـشـاط 11
(مليون دينار عراقي) ،تنفق العائلة ( )%75من ذلك الراتب كاستهالك شهري،
بماذا ينصح عمار والده بخصوص المبلغ المتبقي من الراتب؟ ولماذا؟
60
وهكذا بالنسبة لجميع مراحل الدخل فأن الميل الحدي لالدخار ثابت في مدة زمنية معينة،
كما يتضح من جدول (: )8
جدول ( )8االستهالك واالدخار والميل الحدي لالستهالك ولالدخار
الميل الحدي الميل الحدي االدخار االستهالك الدخل
لالدخار لالستهالك
- - 80- 80 صفر
0.20 0.80 60- 160 100
0.20 0.80 40- 240 200
0.20 0.80 20- 320 300
0.20 0.80 صفر 400 400
0.20 0.80 20 480 500
0.20 0.80 40 560 600
0.20 0.80 60 640 700
0.20 0.80 80 720 800
Y=c+s
MPC+MPS=1
61
أسئلة الفصل الثالث
62
الفصل الرابع
أهداف الفصل
-1يتعرف إلى المفاهيم اآلتية (المالية العامة والسياسة المالية والسياسة النقدية).
-2يتعرف إلى الحاجات العامة للمجتمع وكيفية اشباعها.
-3يفهم الدور الحكومي في استعمال االيرادات العامة لخدمة المجتمع .
-4يفهم الدور الرقابي على الموازنة وكيفية تنفيذ الحكومة لها.
-5يعدد المجاالت التي يمكن من خاللها الحصول على االيرادات العامة.
-6يطلع على ماهية البنوك المركزية والمصارف التجارية ودورها في النشاط
االقتصادي.
-7يفهم كيفية تنفيذ البنك المركزي للسياسة النقدية في الدولة.
-8يدرك أهمية االسواق المالية ودورها في االقتصادات المعاصرة.
63
المبحث األول
أوالً :علم المالية العامة :هو ذلك العلم الذي يدرس طبيعة الحاجات العامة (حاجات المجتمع
المختلفة) وكيفية اشباعها من قبل الحكومة ،وبذلك فهو يتضمن نفقات الحكومة
(النفقات العامة) ومصادر تمويلها (االيرادات العامة) ،وتلك العملية تسمى بالنشاط
المالي للحكومة.
ثانياً :أهداف المالية العامة :تتمثل أهداف المالية العامة باألهداف التي ترغب في تحقيقها
الحكومة للمجتمع من خالل نشاطها المالي ،وهي أهداف اجتماعية واقتصادية بالدرجة
األساسية والتي تنعكس في تحقيق الرفاهية للمجتمع .من خالل اآلتي:
-1حماية المجتمع من العدوان الخارجي.
-2الحفاظ على األمن والنظام وحماية الملكية الخاصة.
-3إعادة توزيع الدخل لتخفيف الفوارق االجتماعية.
-4ضمان االستقرار االقتصادي بالشكل الذي يساعد على زيادة استعمال الموارد
المادية والبشرية.
-5تحقيق توزيع أمثل للموارد ،ودعم النمو االقتصادي.
ثالثاً :الحاجات اإلنسانية :تقسم الحاجات اإلنسانية بشكل عام على قسمين هما:
-1الحاجات الخاصة (الفردية) :هي تلك الحاجات التي يستطيع الفرد إشباعها بمفرده،
مثل حاجة الغذاء والسكن والملبس ...الخ .
-2الحاجات العامة (الجماعية) :وهي الحاجات التي تقدمها الحكومة أو احدى هيئاتها
من خالل قيامها باألنفاق العام (النفقات الحكومية) التي تستطيع تأمينها عن طريق
االيرادات العامة ،وترتبط بدور الحكومة ،وتشمل المجاالت اآلتية:
أ -حاجات األمن والدفاع (القوات المسلحة ،قوات األمن).
ب -حفظ النظام العام (القضاء ،الشرطة...،الخ ).
ت -العالقات الخارجية.
ث -الصحة والتعليم.
ج -المرافق العامة (الجسور ،الطرق ،الصحة ،البيئة ...الخ).
64
رابعاً :دور الحكومة في اشباع الحاجات العامة :تقدم الحكومة من خالل نشاطها المالي
الخدمات العامة ألفراد المجتمع كافة ،بهدف اشباع حاجاتهم العامة ،إذ على سبيل
المثال تقدم خدمات الشرطة وخدمات حماية المجتمع من أجل اشباع حاجة األمن
وتوفير االطمئنان للمجتمع .كما تقدم الحكومة عن طريق الهيئات العامة التابعة لها
خدمات تدعى الخدمات العامة ،وهي على نوعين :خدمات عامة غير قابلة للتجزئة
تقدم لجميع افراد المجتمع مثل الدفاع عن الوطن ،مكافحة االمراض السارية ،درء
مخاطر الفيضانات ...الخ ،وأخرى خدمات عامة قابلة للتجزئة مثل الخدمات الطبية
في المستشفيات العامة والمقدمة بشكل فردي مما يستوجب على الفرد دفع تكاليفها
كاملة أو جزء منها أو االعفاء من دفعها.
الموازنة العامة
ومن خالل جمع النفقات العامة وااليرادات العامة يتم الحصول على الموازنة العامة ،التي
عدها من قبل الحكومة في بداية كل سنة لتحديد طبيعة انفاقها وأوجهه ،الذي يهدف إلى تُ ُّ
اشباع الحاجات العامة ،وتحديد مصادر الحصول على االموال الالزمة لتغطية تلك النفقات،
التي تصنف تحت بند اإليرادات العامة.
ناقش مع التالميذ الحاجات العامة التي يكون اشباعها من ضمن مسؤولية نـشاط 12
الحكومة.
65
خامساً :عناصر المالية العامة ،وتتكون من اآلتي:
-1النفقات العامة :إن الحكومة في سبيل القيام بوظائفها التي تهدف إلى إشباع الحاجات
العامة ،ال بد من انفاق قدر من األموال سواء كان ذلك بشكل انتاج سلع وخدمات من
أجل اشباع الحاجات العامة ،أو بشكل توزيع دخول تحويلية كمساعدة األسر محدودة
الدخل (الطبقة الفقيرة) ،فأن ذلك يدعى بالنفقات العامة التي تهدف الحكومة من خاللها
إلى تحقيق أهداف اجتماعية أو اقتصادية.
-2اإليرادات العامة :يلزم للقيام بالنفقات العامة التي تقوم بها الحكومة تدبير االموال
والموارد المالية الالزمة لتغطيتها ،وتحصل الحكومة على هذه اإليرادات أساساً من
الدخل القومي ،ولقد تعددت أنواع اإليرادات العامة ،إال أن الجانب األعظم منها
يستمد من ثالثة مصادر أساسية هي على التوالي الضرائب ،وإيرادات الحكومة من
أمالكها ،باإلضافة إلى ما تحصل عليه من رسوم نظير قيامها بتقديم الخدمات العامة.
-3الموازنة العامة :هي خطة مالية تتضمن ارقاماً تقديرية لكل من النفقات العامة
وااليرادات العامة ،لمدة مقبلة هي سنة عادة (تسمى بالسنة المالية) ،مع استحصال
موافقة السلطة التشريعية (البرلمان) ،بغية توفير فرصة اإللزام في تحقيق االهداف
االجتماعية واالقتصادية للحكومة .وتسعى وزارة المالية إلى أن تكون الموازنة
متوازنة ،أي أن تتساوى النفقات مع االيرادات ،أما إذا كانت النفقات العامة (أكبر)
من االيرادات العامة ،فتكون في حالة (عجز) ،في حين إذا كانت النفقات العامة (أقل)
من االيرادات العامة فأن الموازنة تكون في حالة (فائض).
أوالً :ماهية النفقة العامة :هي مبلغ من المال تقوم بإنفاقه الحكومة أو إحدى هيئاتها بقصد
تحقيق نفع عام (المنفعة العامة للمجتمع) واشباع الحاجات العامة ،وتشتمل النفقة
العامة على عناصر ثالثة وهي:
-1إن النفقة العامة عبارة عن مبلغ من المال تقوم الحكومة بإنفاقه لتسيير المرافق العامة،
وتقديم الخدمات لعموم المجتمع من أجل اشباع الحاجات العامة.
-2النفقة العامة تقوم بها (هيئة عامة) أي الحكومة أو إحدى هيئاتها العامة؛ وذلك ألن
66
عمل الحكومة يكون عاماً ولجميع أفراد المجتمع دون تمييز ،كون االموال التي تنفقها
الحكومة ،هي أموال للمجتمع كله وال تعد نفقات المشروعات الخاصة واألفراد نفقة
عامة حتى إن كان الهدف منها خدمة عامة.
-3النفقة العامة يقصد بها تحقيق نفع عام :إذ ينبغي أن تتوجه النفقات العامة بشكل أساسي
إلشباع الحاجات العامة وتحقيق الصالح العام ،ومن دون ذلك ال يمكن ع ّدها نفقات
عامة؛ فاألفراد جميعاً متساوون بإزاء الخضوع للضريبة لذلك يجب أن يتساووا
باالنتفاع من النفقات العامة.
ثانياً :قواعد النفقات العامة :تقتضي سالمة مالية الحكومة ،والتزام مختلف الوحدات
المكونة لها عند قيامها باإلنفاق العام ،احترام القواعد التي ينص عليها قانون الموازنة
العامة وااللتزام بها ،وهذه القواعد هي:
-1قاعدة المنفعة :وتعني أال توجه النفقة العامة لتحقيق المصالح الخاصة لبعض األفراد
أو الجهات أو الفئات ،بل لتحقيق مصالح عامة أو جماعية ،كما هو الحال للشرائح
الفقيرة لتحقيق أكبر قدر من المنفعة االجتماعية.
-2قاعدة االقتصاد في اإلنفاق :بمعنى أن تحقق النفقة العامة أقصى منفعة (اشباع)
للمجتمع ،بأقل نفقات ممكنة ،وينبغي للهيئات العامة تجنب التبذير واالسراف.
-3قاعدة الترخيص :إن عملية االنفاق يجب أن تستند إلى القوانين النافذة ،وال سيّما
قانون الموازنة السنوي ،وأن تأذن (تجيز) السلطة التشريعية والرقابية (البرلمان)
للحكومة القيام باإلنفاق العام.
ثالثاً :الرقابة على اإلنفاق العام :تتضمن عملية الرقابة على اإلنفاق العام ثالثة أشكال هي:
-1رقابة إدارية :وهي رقابة تقوم بها وزارة المالية على مختلف الوزارات والهيئات
العامة ،إذ ال تسمح بصرف أي مبلغ ،إال إذا كان وارداً في الموازنة وبالمقدار المقرر
له.
-2رقابة محاسبية مستقلة :مهمتها التأكد من أن جميع عمليات اإلنفاق قد تمت على
الوجه القانوني والقواعد المالية والمحاسبية المعتمدة.
-3رقابة برلمانية :وتتوالها السلطة التشريعية (البرلمان) ،التي لها حق التحقيق
واالستجواب للوزير أو الحكومة ممثلة برئيس الوزراء عند مراجعة الحسابات
الختامية.
67
المطلب الثالث :تقسيمات النفقات العامة
تقسم النفقات العامة على اقسام عديدة يمكن إجمالها على النحو اآلتي:
أوالً :بحسب الوظائف األساسية التي تقوم بها الحكومة وتشمل:
-1النفقات اإلدارية :وهي النفقات المتعلقة بسير المرافق العامة والالزمة لقيام الحكومة
بواجباتها ،وتشتمل على نفقات اإلدارة العامة والدفاع واألمن والعدالة والتمثيل
السياسي (السفارات).
-2النفقات االجتماعية :وهي التي تنصرف إلى تحقيق آثار اجتماعية معينة بين األفراد،
مثل نشر الثقافة وإشاعة التعليم وتوفير الرعاية الصحية.
-3النفقات االقتصادية :وهي النفقات التي تقوم بها الحكومة لتحفيز النشاط االقتصادي،
مثل انشاء الطرق والجسور ،ومحطات توليد الطاقة الكهربائية ،ومشروعات الري
والصرف الصحي ،وتقديم اإلعانات االقتصادية للمشروعات العامة والخاصة بهدف
حماية المنتوج الوطني ودعم الشرائح الضعيفة.
ثانياً :التقسيم االقتصادي للنفقات العامة ،وتشمل نوعين هما:
-1النفقات الحقيقية أو الفعلية :وهي النفقات التي تنفقها الحكومة للحصول على سلع
وخدمات أو رؤوس أموال إنتاجية (أجهزة ،مكائن) ،لتحقيق االهداف االقتصادية
واالجتماعية.
-2النفقات التحويلية أو الناقلة :وتتمثل بقيام الحكومة بتحويل جزء من الدخل القومي
من فئات اجتماعية (االغنياء) ،إلى بعض الفئات األخرى محدودة الدخل (الفقراء).
ثالثاً :تقسيم النفقات العامة بحسب مدى انتظامها في الموازنة العامة:
-1النفقات االعتيادية والنفقات غير االعتيادية :ويقصد بالنفقات االعتيادية التي تتكرر
كل سنة بصفة منتظمة في الموازنة العامة ،مثل رواتب الموظفين ،وتكاليف صيانة
المباني والجسور والمدارس والمستشفيات والطرق ...الخ .أما غير االعتيادية فهي
النفقات التي ال تتكرر كل سنة في الموازنة العامة ،وتظهر عند الحاجة إليها في
ظروف الحرب والكوارث الطبيعية (الزالزل واالعاصير).
-2تقسيم النفقات العامة بحسب معيار نطاق سريان النفقات العامة :تقسم النفقات
العامة على نفقات قومية على مستوى الدولة كله مثل نفقة الدفاع والعدالة واألمن،
ونفقات محلية على مستوى (محافظات) ،وتخدم باألساس األنفاق على توصيل مياه
الشرب والكهرباء والطرق...الخ.
68
المبحث الثاني
اإليرادات العامة
أوالً :مفهوم اإليرادات العامة :هي مجموع األموال التي تجبيها الحكومة من مختلف
المصادر والجهات لتمويل النفقات العامة واإليفاء بالحاجات العامة.
ثانياً :تقسيم اإليرادات العامة ،بحسب اآلتي:
-1من حيث مصدر اإليرادات :تقسم على:
أ -إيرادات أصلية :ويقصد باإليرادات األصلية تلك التي تحصل عليها الحكومة من
ممتلكاتها.
ب -إيرادات مشتقة :فهي تلك اإليرادات التي تحصل عليها الحكومة عن طريق
اقتطاع جزء من ثروة اآلخرين مثل الضرائب.
-2من حيث سلطة الحكومة في الحصول على اإليرادات :قسمت على إيرادات تستند
إلى اإلجبار وإيرادات ال تستند إليه ،كما يأتي:
أ -اإليرادات المستندة إلى اإلكراه (االجبار) :تحصل عليها الحكومة استناداً إلى سيادتها
وتشمل :الضرائب ،الغرامات ،الرسوم ،التعويضات ،والقروض اإلجبارية.
ب -اإليرادات التي ال تستند إلى اإلجبار :وتحصل عليها الحكومة من تأجير
األراضي الزراعية التي تمتلكها ،أو من سلعة أو خدمة تبيعها ،أو االقتراض من
الجمهور(المواطنين).
-3من حيث دورية اإليرادات العامة واستثنائيتها :وهي ايرادات اعتيادية ذات طابع
دوري (سنوي) منتظم ،ايجار ممتلكات الحكومة ،والضرائب والرسوم ،أما غير
االعتيادية (االستثنائية) ،فتحصل عليها عندما تلجأ إلى االقتراض أو بيع جزء من
ممتلكاتها.
69
المطلب الثاني :اإليرادات االقتصادية
-1مفهوم الموازنة العامة :هي خطة تتضمن تقديراً لنفقات الحكومة وايراداتها خالل
حقبة زمنية قادمة ،غالباً ما تكون سنة واحدة ،ويتم هذا التقدير في ضوء االهداف
التي تسعى إليها السلطة السياسية وتصدر بقانون يسمى قانون الموازنة.
ويتم اجازة الموازنة التي تتقدم بها السلطة التنفيذية من قبل السلطة التشريعية أو
يقرها ،وهذه االجازة القانونية تسمح للسلطةالمخولة بالتشريع (البرلمان) ،الذي ّ
التنفيذية (الحكومة) القيام بالنفقات وتحصيل االيرادات.
70
-2مبادئ الموازنة العامة
هناك مجموعة من المبادئ التي يجب أن تراعيها الموازنة العامة للدولة لكي تؤدي الغرض
المطلوب منها ،هذه المبادئ باختصار هي:
أ -سنوية الموازنة :عادة ما يتم إعداد الموازنة العامة للدولة على أساس مدة سنة واحدة،
ولكن هذا ال يمنع من إمكانية إعداد الموازنة العامة لزمن أقل من سنة واحدة ،أو ألكثر
من سنة واحدة ،كما في الخطط الخمسية والخطط طويلة األجل.
ب -شمول الموازنة :أي إن الموازنة العامة يجب أن تشمل جميع إيرادات الحكومة
ونفقاتها ،فال يتم مصروف للحكومة خارج الموازنة العامة ،وال يتحقق أي إيراد لها
إال ويدرج من ضمن الموازنة .ويتطلب ذلك اإلفصاح والشفافية من قبل األجهزة
الحكومية.
ت -عمومية الموازنة :أي ال يجوز تخصيص إيراد معين لإلنفاق على خدمة معينة أو
لنشاط بالذات ،ويجب أن تدرج جميع اإليرادات العامة في جانب والمصروفات العامة
في جانب آخر.
ث -وحدة الموازنة :أي أن تكون للدولة موازنة واحدة تحتوي على النفقات كافة
واإليرادات كافة ،وهذا ال يعني عدم إمكانية وجود موازنات متعددة من ضمن الدولة
الواحدة ،إال أنه يعني وجوب وجود موازنة واحدة تجمع كل الموازنات المتعددة إن
وجدت.
ج -وضوح الموازنة :أي أن تتسم الموازنة بالوضوح الكافي الذي يمكن من فهم
محتوياتها ،سواء بالنسبة لممثلي الشعب أو للقائمين بتنفيذها أو غيرهم من المهتمين
بدراستها.
ح -دقة الموازنة :أي أن تتسم تقديرات الموارد واالستعماالت بالدقة الكبيرة والواقعية
من المجاالت كافة.
خ -مرونة الموازنة :أي السهولة في تنفيذها ومراعاة االحتماالت خالل السنة المالية
وإمكانية مواجهة الظروف الطارئة.
د -توازن الموازنة :ويعني أن األساس هو أن تكون نفقات الحكومة مساوية تماماً
إليراداتها ،إال أنه من الصعب جداً االلتزام بهذا المبدأ ،إذ إنه غالباً ما يكون هناك إما
عجز في الموازنة ناتج عن زيادة النفقات على اإليرادات أو فائض ناتج عن زيادة
اإليرادات على النفقات.
71
المبحث الثالث
72
-4النقود االلكترونية :أمثلتها بطاقة االئتمان Credit cardبأنواعها المختلفة ،مثل
بطاقات الصرف اآللي وبطاقات الفيزا كارد ،إذ إن تطور التقنيات الرقمية ونظم
المعلومات مكنت االفراد في مختلف بقاع االرض من تسديد المبالغ بشكل الكتروني
مثل التحويالت المالية والشيكات.
بطاقة الصراف اآللي:
بطاقة الصراف اآللي (المعروفة تحت عدد من األسماء) هي بطاقة صادرة عن مؤسسة
مالية يمكن استعمالها في ماكنة الصراف اآللي ( )ATMللمعامالت مثل :اإليداعات
والسحوبات النقدية ،والحصول على معلومات الحساب ،وغيرها من أنواع المعامالت.
طريقة استعمال الصراف اآللي (لالطالع)
73
أكتب بحثا ً عن آلية ظهور النقود الورقية وتطورها باالستعانة بمكتبة نـشـاط 15
المدرسة.
اكتب أمام كل دولة من الدول التالية أسم العملة التي تستعملها. نـشـاط 16
اسم العملة اسم الدولة
العراق
لبنان
الواليات المتحدة االمريكية
األتحاد االوربي
االمارات العربية المتحدة
الصين
أوالً :البنك المركزي ،يعد البنك المركزي الجهة المسؤولة عن النظام النقدي وعمود الجهاز
المصرفي.
-1تعريف البنك المركزي :هو مؤسسة حكومية تعنى بإدارة السياسة النقدية ،وتنظيم عمل
الجهاز المصرفي ،من أجل تحقيق أهداف اقتصادية عدة منها :االستقرار االقتصادي،
والحفاظ على مستويات االسعار (التضخم) ،وسعر صرف العملة ،وادارة المدفوعات
الدولية .ومراقبة التطورات المالية الدولية.
-2وظائف البنك المركزي :يؤدي البنك المركزي الوظائف التقليدية اآلتية:
أ -إصدار العملة :الجهة الوحيدة التي لها حق اصدار العملة المحلية هو البنك
المركزي ،وهو المسؤول عن توفير الغطاء النقدي لها من الذهب والعمالت
االجنبية والسندات االجنبية والمحلية.
ب -بنك البنوك :يُ َع ّد الملجأ األخير الذي تلجأ اليه المصارف عندما تواجه انخفاضاً
بنسبة الودائع وزيادة عمليات السحب غير المتوقعة ،ليقف بجانبها في توفير السيولة
الالزمة لعملياتها الجارية ،كما أنه يمارس الرقابة عليها والتحكم باحتياطاتها النقدية.
ت -الوكيل المالي للحكومة :يعمل البنك المركزي كوكيل مالي للحكومة ،وذلك كونه
يحتفظ بالودائع الحكومية ،وينقل االموال الحكومية داخل الدولة وخارجها ،وتسويق
السندات الحكومية ودفعها عند االستحقاق .وادارة الدين العام.
74
قم بزيارة لموقع البنك المركزي العراقي االلكتروني ،ثم لخص المعلومات نـشـاط 17
الجديدة واعرضها أمام زمالئك في الصف.
www.cbi.iq
ثانياً :السياسة النقدية :هي مجموعة اإلجراءات والتدابير التي يتخذها البنك المركزي
للتأثير في نسبة السيولة النقدية في التداول (عرض النقد) ،وبما يتناسب مع حالة
النشاط االقتصادي.
وتعبر السياسة النقدية عن مدى قدرة البنك المركزي على التأثير في عرض النقد
(السيولة النقدية أو كمية النقود المعروضة) في االقتصاد الوطني ،من خالل مجموعة
ادوات السياسة النقدية المتمثلة باآلتي:
-1سعر الفائدة :إن البنك المركزي هو السلطة الوحيدة القادرة على تحديد سعر الفائدة
في االقتصاد ،وإلزام الجهاز المصرفي بالعمل بها.
-2سعر الخصم :وهو السعر الذي يحكم العالقة بين البنك المركزي و المصارف
التجارية في مجال خصم الودائع.
-3نسبة االحتياطي القانوني :وهي نسبة يحددها البنك المركزي ،والتي يجب أن يحتفظ
بها المصرف التجاري من الودائع على شكل سيولة نقدية ،يقوم بإيداعها لدى البنك
المركزي كاحتياطي قانوني.
-4عمليات السوق المفتوحة :وهي أداة يعتمدها البنك المركزي عن طريق شراء
السندات الحكومية من المصارف التجارية ،وهو ما يؤدي الى زيادة السيولة النقدية
(عرض النقد) لديها ،ومن َث َّم تزداد قدرتها على اقراض االفراد والمؤسسات ،وفي
حالة بيع البنك للسندات يحدث العكس تماماً.
ضع عبارة (صح) أمام العبارة الصحيحة وعبارة (خطأ) أمام العبارة نشــــــاط 18
الخاطئة في كل مما يأتي:
-1يستطيع أي بنك في وطننا العراق إصدار أوراق النقد
والمسكوكات.
-2يعد البنك المركزي الملجأ األخير الذي تلجأ إليه المصارف
األخرى عندما تواجه انخفاضا ً بنسبة الودائع.
-3من وظائف البنك المركزي مراقبة البنوك األخرى.
75
المطلب الثالث :المصارف التجارية واالسواق المالية
أوالً :معنى (المصرف) التجاري :هو مؤسسة مالية هادفة للربح تقبل الودائع وتمنح
القروض والسلف ،وتقدم مجموعة متنوعة من الخدمات المصرفية.
-1وظيفة المصرف التجاري :تمارس المصارف التجارية الوظائف اآلتية:
أ -قبول الودائع.
ب -خصم االوراق التجارية (الكمبياالت).
ت -االستثمار في االوراق المالية االسهم والسندات.
ث -اقراض االموال للغير ومنح التسهيالت االئتمانية.
ج -خلق النقود المصرفية (نقود الودائع).
-2مصادر أموال المصارف التجارية :تشكل الودائع بأنواعها (الودائع الجارية ،الودائع
الثابتة ،ودائع التوفير) أهم مصادر تمويل البنوك والمصارف التجارية.
يكتب الطلبة ورقة عما تقدمه المصارف التجارية في محافظاتهم من خدمات نـشـاط 19
للمتعاملين معها.
76
ثانياً :األسواق المالية :هي السوق التي تنظم تدفق االوراق المالية بين المدخرين
والمستثمرين ،من خالل عمليات تداول االوراق المالية .وهي سوق منظمة تنظيماً
دقيقاً لتداول األسهم والسندات.
-1خصائص االسواق المالية
أ -تعد إحدى االسواق الرئيسة التي يقوم عليها أي نشاط اقتصادي في المجتمع.
ب -تعد إحدى مكونات القطاع المالي الحديث.
ت -تمثل وسائل لتمويل االستثمارات من خالل طرح اسهم و سندات المشروعات.
-2وظائف االسواق المالية
تعمل االسواق المالية على توفير التكاليف للمقترض والمقرض ،بشكل منظم أ-
ومتسم بدرجة عالية من األمانة والثقة في التعامل.
تقدم االسواق المالية معلومات دقيقة وصحيحة للمستثمرين عن الوضع المالي ب-
للشركات صاحبة األسهم والسندات .مما يسهل معرفة العائد والمخاطرة.
ضمان سيولة عالية لألصول المالية. ت-
يتم تحديد سعر االوراق المالية من خالل آلية عرض االسهم والسندات والطلب ث-
عليها.
:3أنواع االسواق المالية
من حيث المعنى:
أ -االسواق األولية (الرئيسة) :هي االسواق التي تطرح فيها جميع االصدارات
الجديدة من االسهم والسندات .
ب -االسواق الثانوية :هي االسواق التي يتم فيها بيع وشراء االدوات المالية التي تم
طرحها.
من حيث المكان:
أ -االسواق المنظمة (البورصة) :وهي هيئة رسمية يتم فيها بيع وشراء االسهم
والسندات ،وتوجد قوانين تحكم عمل هذه االسواق.
ب -االسواق غير المنظمة :وهي ال تمثل مكاناً معيناً ،ويقوم المتعاملون مع السوق
المنظمة (البورصة) بتداول االسهم والسندات خارجها.
يكلف الطلبة بمناقشة دور سوق بغداد لألوراق المالية. نـشـاط 20
77
أسئلة الفصل الرابع
78
الفصل الخامس
أهداف الفصل
79
المبحث األول
أوالً :مفهوم التخلف ،تنتشر ظاهرة التخلف في دول عدة وفي قارات مختلفة ،تختلف
ظروف تطورها وأوضاعها االقتصادية والسياسية واالجتماعية ،وكذلك إمكاناتها
المادية والطبيعية ،وعلى الرغم من تلك االختالفات إال إنها تشترك جميعها ببعض
من السمات التي تصفها بأنها دول متخلفة ،وهذه تعد مظاهر للتخلف ،ولكون مشكلة
التخلف تعد معقدة ومركبة وذات بعد تاريخي ،وتتصل بعوامل تشابكت فيما بينها من
اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية ،لذلك يصعب إعطاء تعريف يحظى بالقبول
العام ،إذ توجد تعاريف عديدة كل منها ينظر إلى المشكلة من زاوية االهتمام ،ولكن
يمكن التعبير عن التخلف باآلتي( :هي حالة المجتمع الذي تتمازج فيه مظاهر عدة،
تتوزع ما بين اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية ،من شأنها أن تعمل على إعاقة
وكبح فرص تطوره االقتصادي واالجتماعي) ،لذلك يمكن وصف المجتمع المتخلف
اقتصادياً باآلتي:
عدم االستغالل األمثل للموارد االقتصادية المتاحة -ضعف انتاجية الفرد -انخفاض
متوسط دخل الفرد الحقيقي -البطالة المقنعة ،وتعمل هذه العوامل بشكل دائري يسميها
البعض بالحلقة المفرغة للتخلف ،والشكل اآلتي يوضح احدى حلقات التخلف:
شكل ( )17الحلقة الدائرية
80
والتخلف ليست حالة دائمة أو حتمية ،أو هي مرحلة تاريخية البد من المرور بها ،كما
تزعم بعض اآلراء واألفكار ،بل هي حالة تعبر عن ظروف تاريخية معينة ،وهي
حالة نسبية ولم تكن حالة مطلقة ،نتجت عن ظروف تاريخية ترافقت مع ظاهرة
االستعمار ،وعليه يمكن تجاوز ظاهرة التخلف ،كما هو حاصل في العديد من الدول
من مثل :الصين -ماليزيا -البرازيل– تركيا -ايران -كوريا الجنوبية ...الخ.
ثانياً :مؤشرات التخلف ،يمكن تحديد بعض المؤشرات المعتمدة لوصف المجتمع بالتخلف
وهي كاآلتي:
-1قلة رؤوس االموال وانخفاض التكوين الرأسمالي :تعاني الدول النامية من قلة في
رؤوس األموال الالزمة لتمويل التنمية ،نتيجة لضعف االدخارات أو نتيجة لغياب
السياسات التي توطن رؤوس االموال المحلية لالستثمار في قطاعات االقتصاد ،لهذا
ظل التكوين الرأسمالي في الدول المتخلفة يتسم باالنخفاض الشديد ،ويتضح ذلك من
خالل انخفاض حجم القطاع الصناعي والبنى التحتية في االقتصاد.
-2غلبة طرق اإلنتاج البدائية :يالحظ على الكثير من الدول المتخلفة استعمالها ألساليب
إنتاج بسيطة وبدائية ،مما أدى إلى عدم إمكانية النهوض بقطاعاتها ،وأحداث زيادات
ملموسة في الناتج القومي ورفع مستويات الدخول ألفراد ،باتجاه تحسين مستويات
معيشتهم.
-3انتشار البطالة :تشهد الدول المتخلفة شيوع ظاهرة البطالة ،التي تنتج عن ضعف
االقتصاد المحلي في توفير فرص عمل بصورة مستمرة ومتناسبة مع النمو السكاني،
فضال عن مستويات البطالة المقنعة ،وبخاصة في القطاعات الرسمية والقطاع ً
ً
واجماال تعد البطالة في الدول المتخلفة مشكلة هيكلية (بنيوية). الزراعي،
-4ارتفاع معدالت نمو السكان :يعد ارتفاع معدل المواليد المؤدي إلى تزايد أعداد
السكان ،أحد خصائص البلدان المتخلفة ،بحيث يصبح معدل نمو السكان السنوي
أكبر من معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي ،وقد شارك التحسن في مستوى الخدمات
الصحية وانخفاض معدالت الوفيات ،إلى أن يكون معدل النمو السكاني في أغلب
البلدان المتخلفة ما بين ( )%3-2سنوياً ،بينما ال يتجاوز في البلدان المتقدمة (،)%1
وهو ما ينعكس في ارتفاع أعداد األسر في البلدان المتخلفة.
-5نقص المهارات الفنية واالدارية :نتيجة انخفاض مستويات التعليم بكل أشكاله ،فأن
البلدان المتخلفة تعاني نقصاً في المالكات الفنية والعلمية واالدارية وبخاصة في طبقة
(المنظمين) ،والتي تعد أخطر العوامل المعيقة للتطور ،مما يتطلب كسر حدة هذه
81
الحلقة عن طريق توسيع قاعدة التعليم وتنويعه ،مع التركيز في بناء القدرات الفنية
واالدارية.
-6الفقر :تتصف البلدان المتخلفة بارتفاع مستويات الفقر ،وهي األعلى عالمياً ،وأبرز
مناطق العالم التي تسجل نسباً مرتفعة للفقر هي عدد من الدول االسيوية ،ودول أفريقيا
جنوب الصحراء ،وغالباً ما تتركز نسباً الفقر في االرياف نتيجة ارتفاع مستويات
البطالة وانخفاض الدخول ،وهو ما يترك آثاره بوضوح في تدني عدد المتعلمين
وتدهور مستويات الصحة العامة .وأصبح الفقر ظاهرة عالمية تهتم بها دول العالم
كافة وتنعقد المؤتمرات للتخفيف من حدتها.
طرحت قضية التنمية نفسها على شعوب العالم المتخلف منذ حصولها على استقاللها
السياسي ،في أطار مهمة بناء اقتصاداتها التي كانت ترزح تحت ظل االستعمار السياسي
واالقتصادي ،والذي استمر لسنين طويلة ،ترتب عليه استنزاف مواردها لصالح اقتصادات
الدول االستعمارية ،وجعلها سوقاً لتصريف منتجاته ونهب خيراتها.
وظلت قضية التنمية االقتصادية إحدى أهم الخيارات للتحرر من التخلف االقتصادي،
وتقليل الفوارق التي تفصل شعوب هذه البلدان عن الشعوب المتقدمة ،في ميادين تراكم
الثروة والمعرفة والحرية والتقدم االقتصادي.
82
جدول ( )9الفرق بين النمو والتنمية
الهدف من التنمية االقتصادية (هدف يحدث النمو جزئياً في قطاعات أو 4
كلي) يشمل قطاعات االقتصاد كافة صناعات معينة
ثالثاً :مقومات التنمية االقتصادية :إن من أهم المقومات الواجب توفرها للدول التي تسعى
إلى تحقيق التنمية اآلتي:
شكل ( )18مقومات التنمية االقتصادية
االرادة
الرؤية التنموية
الواضحة التخطيط
83
-1االرادة :وتشمل االرادة السياسية والمجتمعية للنهوض بأوضاع المجتمع وفي مقدمتها
االوضاع االقتصادية واالجتماعية.
-2الرؤية التنموية الواضحة :ضرورة توافر الرؤية الواضحة إلدارة عملية التنمية
وكيفية الوصول إلى أهدافها.
-3التخطيط :يعد ركناً مهماً في عملية التنمية ،ال سيّما في أطار حشد الموارد المادية
والبشرية صوب مجاالت التنمية المختلفة وأن ال تترك قضايا االقتصاد للمصادفة.
-4األطر الداعمة للتنمية :تحتاج التنمية الى أطر تنظيمية وبيئة مساندة تتصل بالسيطرة
الوطنية على القرار السياسي ،وكذلك االقتصادي الذي يترتب عليه السيطرة على
الموارد المتاحة للمجتمع ،وتوجيه الفائض االقتصادي المتحقق نحو القطاعات
االقتصاديةً ،
بدال من تسربه إلى خارج البلد.
-6زيادة مستوى االستثمارات :لكي يتم انطالق االقتصاد في مسار التنمية ،يتطلب
األمر زيادة حجم االستثمارات في القطاعات المنتجة وفي البنى التحتية (الطرق–
الجسور -محطات الكهرباء -مشروعات المياه– المدارس ...الخ) ،والتي من شأنها
تدعيم نجاح وتحفيز التنمية.
أوالً :نماذج من نظريات التنمية االقتصادية ،لمعالجة أوضاع البلدان التي نالت استقاللها بعد
الحرب العالمية الثانية ،ظهرت العديد من النظريات التي استهدفت االنتقال بأوضاع
اقتصاداتها من حالة التخلف االقتصادي إلى التنمية االقتصادية ،وقد تباينت هذه
النظريات في اهتماماتها وطبيعة القطاعات التي تركز فيها ،كما أن البلدان النامية هي
84
األخرى اختلفت في اعتماد هذا االنموذج التنموي عن ذاك ،تبعاً لظروفها وأوضاعها
االقتصادية واالجتماعية ،ومن أهم النظريات هي:
)1نظرية الدفعة القوية :انصب اهتمام هذه النظرية حول كيفية تخلص المجتمع التقليدي
من مشكلة التخلف ،عن طريق الدفعة القوية لرفع المستوى االقتصادي القومي
فوق مستوى الكفاف ،بدرجة تسمح باالنطالق في مسار النمو الذاتي ،وهذا يتم عن
طريق استيراد رأس المال والمعرفة التكنولوجية من الخارج ،واالستعانة بالقروض
والمساعدات األجنبية ،والعمل على الحد من الزيادات السكانية.
)2نظرية النمو المتوازن :تؤكد هذه النظرية أهمية االستثمار في إحداث التنمية ،وأن
يتوافر حد أدنى من الموارد الرأسمالية ألغراض التنمية ،والسبيل أمام البلدان النامية
هو في إقامة العديد من األنشطة االقتصادية ،وإقامة مشروعات (صناعية) متعددة في
وقت واحد ،وهذا يتطلب موارد مالية كبيرة ،ربما لن يكون البلد النامي قادراً على
توفيرها لجميع القطاعات االقتصادية بوقت واحد.
)3نظرية النمو غير المتوازن :ترى هذه النظرية أن التنمية تقوم بوساطة تركيز الموارد
في عدد محدود من األنشطة والقطاعات ،بحيث يؤدي التقدم فيها ،إلى تحفيز القطاعات
االقتصادية األخرى على النمو والتطور ،هذه النظرية ال تؤمن بنمو قطاعات االقتصاد
بشكل متدرج ،بل تعتمد النمو بقفزات عن طريق اختيار قطاع معين سمته (القطاع
القائد ،)Leading Sector -ويتم تركيز اإلمكانات المتاحة له .لكي يكون هو القاطرة
التي تجر عربات القطار (القطاعات االقتصادية األخرى).
)4نظرية مراحل النمو :هذه النظرية ترى أن عملية التنمية هي عبارة عن مسار تاريخي
حتمي ،على المجتمعات المرور بمراحلها لتحقيق التنمية االقتصادية االجتماعية ،وهذه
المراحل هي:
85
وتركز هذه النظرية في جانبين مهمين هما وجود (الدفعة القوية) ،للخروج من االقتصاد
أال يكون متوازناً فيما بين القطاعات ،وتستند
التقليدي (المتخلف) ،بجانب أن هذا النمو يجب ّ
إلى ثالثة فروض أساسية ،هي:
.1إن مشكلة النمو مشكلة تاريخية ،يمكن التعامل معها على أساس تعاقب زمني.
تسير سيراً سلساً ومتدرجاً ،بل بقفزات متتابعة.
.2إن عملية النمو االقتصادي ال ُ
.3إن عملية النمـو ال تتم على أسـاس نمو متوازن ،بل على أسـاس نمو غير متوازن,
وإن يتوافر قطاع قائد يقوم بالدور القيادي في تنمية بقية القطاعات.
ثانياً :مصادر تمويل التنمية االقتصادية
تعد قضية تمويل التنمية قضية مجتمعية ،وهي شغل شاغل للحكومات في البلدان
المتخلفة ،إذ يقع النصيب األكبر في تحمل عبء التنمية على الدول نفسها ،نظراً لطبيعة
اقتصاداتها من جهة ،ولكون القطاع الخاص في هذه البلدان ،يوصف بأنه قطاع ضعيف
ومتخلف ،بجانب أن مجتمعات الدول المتخلفة تتسم بضعف االدخارات الوطنية ،نظراً
لضعف مستويات الدخول فيها ،مما يجعل مسألة تمويل الجهود التنموية ،أمراً في غاية
الصعوبة ،وتتوزع مصادر تمويل التنمية على اآلتي:
حاو ْل وضع مخطط بحسب رأيك ألفضل الحلول لتمويل التنمية في العراق. نـشـاط 21
86
-2المصادر الخارجية (األجنبية):
أ .الدَّين (االقتراض) ،ويحدث بسبب عدم كفاية الموارد المحلية لسداد التزامات
الحكومة ،أو إلقامة مشروعات ال تتوافر موارد مالية لدى الحكومة إلقامتها ،من
مثل مشروعات البنية التحتية اآلن في العراق ،وهو آخر الحلول لمعالجة نقص
الموارد المحلية ،ويتم من جهات مختلفة ،هي:
ب .المنح والهبات :تستطيع أي دولة تبعاً لنشاط السياسة الخارجية لها ،الحصول
على المنح والهبات الدولية لتمويل جزء من مشروعاتها التنموية ،سواء أكانت
مشروعات انتاجية أم تدريبية أم استشارية .وهناك دول عديدة تتلقى هبات ومنحاً
منها االردن ومصر ولبنان واليمن.
يتم تقسيم الطلبة على مجموعات وتتولى كل مجموعة كتابة ورقة نـشـاط 22
بحثية عن اآلتي:
في أي مرحلة تضع العراق بحسب نظرية المراحل لروستو؟ نـشـاط 23
87
المبحث الثاني
مع مطلع التسعينيات من القرن الماضي طرح مفهوم جديد للتنمية هو (التنمية البشرية)،
باعتماد شعار (التنمية :توسيع خيارات الناس) ،من خالل ثالثة معايير أساسية هي:
-1دخل الفرد
-3المستوى التعليمي.
واعتمدت األمم المتحدة تصنيف الدول على أساس هذه المعايير ،وهو ما جعل
االهتمام كبيراً بالبشر ورأس المال البشري ،الذي يمكن بناؤه من خالل التعليم والتدريب
والتأهيل والصحة ،وعليه يمكن تعريف التنمية البشرية بأنها( :صناعة الفرد المنتج والقادر
على تحقيق مستويات متقدمة من الرفاه االقتصادي واالجتماعي ،من خالل توفير المأكل
والملبس والمسكن والتعليم والصحة وخلق فرص العمل) ،والقيم الجوهرية التي تحكم
التنمية البشرية جرى التعبير عنها بمجموعة مؤشرات مثل( :نسبة األميين بين أفراد
المجتمع ،وسوء توزيع الدخل ،مستويات البطالة بين القوى العاملة ...الخ) ،لهذا طرحت
التنمية البشرية قيماً جوهرية تتمثل باآلتي:
88
شكل ( )19القيم الجوهرية للتنمية البشرية
االمتداد الزمني
أوالً :مفهوم التنمية المستدامة :هو مفهوم ذو بُعْد اقتصادي اجتماعي وأيكولوجي (بيئي)،
يعنى باالستعمال األمثل للموارد الطبيعية والبيئة ،من خالل تطوير أساليب إنتاج
تكنلوجية ،من شأنها ّأل تؤدي إلى استنزاف الموارد أو احداث المزيد من التلوث في
بيئة االرض ،وبما يكفل حق االجيال القادمة في الحصول على نصيبها من الموارد،
وفي بيئة خالية من التلوث.
ثانياً :أبعاد التنمية المستدامة ،هناك أبعاد عدة للتنمية المستدامة يعبر عنها الشكل ()20
أبرزها:
-1البعد االقتصادي :ويتمثل هذا البعد في اتخاذ اجراءات وسياسات وتدابير تستهدف
اآلتي:
أ -تغيير بنية االقتصادً ،
مثال خفض اعتمادية االقتصاد العراقي على النفط.
ب -تحقيق زيادة سريعة ودائمة في متوسط دخل الفرد.
ت -تقليل التفاوت في الدخول بين السكان.
ث -تحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية والتعليم وغيرها من الخدمات.
89
-2البعد البشري :الحد من النمو المطرد للسكان ،إذ إن النمو السريع للسكان يفرض
ضغوطاً حادة على الموارد الطبيعية ،وعلى قدرة الحكومات على توفير الخدمات وهو
ما يؤثر في جهود التنمية.
ب -تنمية الجوانب الثقافية والحضارية وإحياء روح التفاؤل والثقة بين أبناء المجتمع.
-4البعد التكنولوجي :ويهدف هذا البعد للتحول نحو تكنولوجيات أنظف وأكفأ ،تقلل من
استهالك الطاقة والموارد الطبيعية حتى يمكن ضمان حق االجيال القادمة منها.
-5البعد البيئي :يتمثل في حماية البيئة والمحافظة عليها وعلى مواردها من أخطار
التلوث ،من خالل خفض االنبعاثات الملوثة للبيئة ومعالجتها.
البيئي البشري
االجتماعي
كيف تفكر بإيجابية التنمية البشرية المستدامة لضمان حق الجيل الحالي نـشـاط 24
وأجيال المستقبل؟
90
المطلب الثالث :طبيعة اقتصاد المعرفة وخصائصه
يعد تحقيق التنمية البشرية واالهتمام في االستثمار في رأس المال البشري ،محطة
أساسية لبلوغ اقتصاد المعرفة ،والمعرفة هي خليط من التعلم والخبرة المتراكمة والفهم
واإلدراك البشري ،وهذه المعرفة هي التي ستحدد موقع كل بلد في المستقبل ،كونها باتت
مكوناً ترتكز عليه اقتصادات البلدان المتقدمة من اآلن ،وتحضيراً للمستقبل ،وسيصبح النمو
رهناً بزيادة مكون المعرفة في كل مجتمع ،وينطلق اقتصاد المعرفة من منصة تكنلوجيا
المعلومات واالتصال ،ومعتمداً على برامج تطوير التعليم إلى جانب البحث والتطوير
واإلبداع والتطور التكنولوجي والتدريب.
إذن ،هو نمط جديد يختلف في كثير من سماته عن االقتصاد التقليدي ،وهو يعني في
جوهره تحول المعلومات إلى أهم سلعة في المجتمع ،بحيث يتم تحويل المعارف العلمية إلى
الشكل الرقمي ،ويصبح تنظيم المعلومات وخدمات المعلومات من أهم العناصر األساسية في
االقتصاد المعرفي ،لكي تتحول المعرفة إلى مورد أساسي من الموارد االقتصادية.
و يمكن القول إن االقتصاد الجديد يتطلب التركيز في التعليم والتدريب على الصناعات
المعرفية والخدمات الجديدة ،لكون هذه الصناعات تشكل مصدراً لخلق الوظائف وتوسيع
النشاطات االقتصادية بنحو هائل.
ويعد االستثمار في رأس المال البشري من أهم المرتكزات التي يقوم عليها اقتصاد
المعرفة ،وذلك لكون الموارد البشرية عالية التأهيل والكفاية والخبرة والقادرة على التطوير
ً
مستقبال ،وليس الموارد الطبيعية أو الصناعية التقليدية. واالبتكار ،أهم مقومات االقتصادات
ويمكن تلخيص سمات اقتصاد المعرفة وخصائصه (شكل ،)21على النحو اآلتي:
-1يتسم اقتصاد المعرفة بأنه اقتصاد وفرة أكثر من كونه اقتصاد ندرة.
-2هو اقتصاد ال ينضب مثلما هو النفط أو الغاز أو الكبريت أو أي معدن طبيعي أخر.
-3يوصف اقتصاد المعرفة بأن سلعته الرئيسة هي المعرفة ،وليست السلع الحالية.
-4ال يمكن نقل ملكية المعرفة من طرف إلى أخر على عكس عناصر االنتاج األخرى.
91
قيود الزمان والمكان من خالل التجارة اإللكترونية ،مما يساعد على خفض التكاليف
وزيادة الكفاية.
-6في اقتصاد المعرفة يصعب تطبيق القوانين والقيود والضرائب على أساس قومي،
لذلك تصبح مساحة اقتصاد المعرفة العالم كله.
-7يؤدي اقتصاد المعرفة إلى نشوء مجتمع المعرفة وثقافة المعرفة.
يمكن
للدول النامية والمتقدمة
اقتصاد
العمل به وفرة وليس ندرة
خصائص
اقتصاد المعرفة
قدرة المعرفة
عالية على التجديد هي السلعة الرئيسة
والتطوير
يت ّسم
بتكلفة منخفضة وربح
كبير
92
اعلم عزيزي الطالب /ـة
أن يكون حكراً على العاملين في إن الوعي المالي ال يمكن ْ
َّ
ألمصارف والبنوك أو حتى االغنياء ،فهو جزء ال يتجزأ من
حياتك اليومية فاحرص على االطالع على الثقافة المالية.
يمكن لمجموعات مختارة من الطلبة ومن خالل أوراق عمل بيان اإلمكانات نـشـاط 25
المتاحة في مدينتهم للنهوض بالتنمية سواء كانت مادية أو بشرية.
93
أسئلة الفصل الخامس
س :6علل ما يأتي:
-1تتضمن التنمية بعداً بيئياً (ايكولوجياً) أصبح موضع اهتمام العالم.
-2البد من توفر مستوى معين من االدخارات الوطنية للقيام بالتنمية االقتصادية.
-3يعد التخلف ظاهرة نسبية وغير حتمية.
-4يزداد النمو السكاني خاصة في الدول المتخلفة ويشكل قيداً على تنميتها.
-5تهتم التنمية البشرية بالتعليم والتدريب والتأهيل للفرد (اإلنسان) بالدرجة األولى.
94
الفصل السادس
أهداف الفصل
95
المبحث األول
أوالً :أهمية التجارة (الخارجية) الدولية ،عرف اإلنسان التجارة منذ زمن بعيد ،وبمرور
الوقت أصبحت من أهم األنشطة االقتصادية في سائر المجتمعات ،ويعتمد عليها في
رفع المستوى االقتصادي وتوفير فرص العمل ،من خالل تصدير الفائض من السلع
والخدمات المنتجة محلياً ،وفي الغالب يتم ذلك التبادل بين دولتين كل واحدة منها
تمتلك من السلع والخدمات ،ما تفتقر إليه األخرى ،مما يجعلها تلجأ الستيرادها من
دول الفائض.
ومما ساعد على انتشار مفهوم التجارة الدولية هو الثورة الصناعية والتطور الكبير الذي
حدث في وسائل النقل والمواصالت ،وفي ظل عصر العولمة وثورة االتصاالت ،أخذت
التجارة الدولية بعداً أكبر للمجتمعات كافة التي انتظمت في منظمة التجارة العالمية ()WTO
التي باتت مسؤولة عن تنظيم العمل التجاري العالمي .وتتبلور أهميتها في اآلتي:
-1ربط الدول والمجتمعات بعضها ببعض ،لزيادة تصريف فائض اإلنتاج عن حاجة
السوق المحلية.
-2المساهمة في تعديل الموازين التجارية للدول باالعتماد على رفع القدرة التنافسية
للمنتجات المحلية.
-3تحقيق المكاسب على أساس الحصول على سلع تكلفتها أقل مما لو أنتجت محلياً.
-5نقل التكنولوجيات والمعارف وفنون االنتاج التي تشارك في تعزيز عملية التنمية
الشاملة.
-6إقامة العالقات الودية وعالقات الصداقة مع الدول األخرى على أساس المصالح
المشتركة.
96
ثانياً :الفرق بين التجارة الداخلية والخارجية :هناك فروق أساسية بين التجارة الداخلية
والخارجية وهي:
-1التجارة الداخلية تتم داخل حدود الدولة الجغرافية أو السياسية ،في حين تكون مساحة
التجارة الخارجية على مستوى العالم.
-2التجارة الخارجية تتم مع نظم اقتصادية وسياسية مختلفة ،في حين أن التجارة الداخلية
تقوم في ظل نظام اقتصادي وسياسي واحد.
-3تتم التجارة الداخلية بالعملة المحلية الواحدة ،في حين تتعامل التجارة الخارجية بعمالت
دولية.
-4اختالف ظروف السوق والعوامل المؤثرة فيه في حالة التجارة الخارجية عنها في
حالة التجارة الداخلية.
-5سهولة انتقال عوامل اإلنتاج داخل الدولة الواحدة ،في حين يصعب ذلك على المستوى
الخارجي.
-6اختالف االذواق ومتطلبات السوق المحلية عما هو مطلوب في األسواق الخارجية.
ثالثاً :أسباب قيام التجارة الخارجية :يرجع تفسير أسباب قيام التجارة الخارجية بين الدول
إلى جذور المشكلة االقتصادية ،أو ما يسميه االقتصاديون بمشكلة الندرة النسبية،
ومدى توافر الموارد االقتصادية والطبيعية في الدولة ،وتتمثل أهم هذه األسباب في:
-1ليس لكل الدول اإلمكانيات نفسها التي تكفي إلنتاج كل السلع والخدمات التي يحتاج
اليها افرادها ،مما يتطلب استيرادها من دول أخرى.
-2اختالف تكاليف إنتاج السلع بين الدول المختلفة ،نظراً الختالف درجة توافر عناصر
االنتاج فيما بينها.
-3اختالف مستوى التكنولوجيا من دولة ألخرى.
-4عدم إمكانية تحقيق االكتفاء الذاتي ألي دولة نتيجة وجود نقص في انتاج بعض السلع
وفائض في االخرى.
-5الحصول على أرباح من التجارة الخارجية وهو ما يعزز النمو االقتصادي ،ويزيد في
الدخل القومي ويجعل الميزان التجاري موافقاً.
97
المطلب الثاني :نظريات التجارة الخارجية
حاول كثير من الباحثين والمفكرين االقتصاديين وضع النظريات التي تفسر اسباب قيام
التجارة الخارجية ،وبيان منافع قيامها على جميع الدول التي تشترك فيها ،ال سيّما وأن
الرأسمالية تظل دائما تبحث عن االسواق لتصريف بضائعها ،ونشأت هذه النظريات ردة فعل
على أفكار الرأسمالية التجارية ،التي كانت تشجع الصادرات وتضع القيود على الواردات،
من أجل الحصول على أكبر كميـة من المعادن النفيسة (الذهب والفضة) ،التي كانت تُعد أحد
مؤشرات قوة الدولة آنذاك ،وسعت مختلف النظريات سواء الكالسيكية منها أم الحديثة ،إلى
توضيح السبب األساسي لقيام التجارة الدولية ،وهذه النظريات هي:
أوالً :نظرية التكاليف المطلقة آلدم سميث ،Absolute Advantage Theoryيعد آدم
سميث أول اقتصادي كالسيكي حاول تفسير أسباب قيام التجارة الخارجية بين الدول،
ً
مستعمال مفهوم الفرق المطلق في في كتابه (ثروة األمم) الذي صدر عام ،1776
تكاليف االنتاج بين الدول ،أو ما أصبح يعرف بـالميزة المطلقـة .وقد افترض أن كل
دولة يمكن أن تنتج سلعة واحدة في األقل ،أو مجموعة من السلع بكلفة حقيقية أقل مما
تستطيع بقية الدول ،ومن َث َّم فأن كل دولة ستكسب أكثر ،فيما إذا تخصصت في تلك
السلعة (التي تتمتع فيها بميزة مطلقة) ،ومن ثم تقوم بتصدير الفائض منها وتستورد
السلع األخرى ،معتبراً أن كلفة السلعة تقاس بمقدار وقت العمل الالزم إلنتاجها.
وإليضاح نظرية التكاليف المطلقة ،نفترض أن دولتين مثل انجلترا والبرتغال ينتجان
سلعتين هما القماش والقمح ،وأن ثمن هاتين السلعتين قبل قيام التجارة الخارجية بينهما كان
على النحو الموضح في الجدول (:)11
يبدو من هذا المثال أن ثمن القماش في إنجلترا أقل منه في البرتغال ،األمر الذي يجعل
من مصلحة البرتغال استيراده من انكلترا ً
بدال من انتاجه ،فيما تنتج البرتغال القمح بتكاليف
98
أقل من منتجيه في انجلترا ،مما يعني أن مصلحة انكلترا استيراد القمح من البرتغال ً
بدال
من انتاجه محلياً ،والشيء المهم هو أن تتخلى انجلترا عن انتاج القمح وتتخصص بالقماش،
وبالمقابل تتخلى البرتغال عن انتاج القماش وتتخصص بإنتاج القمح ،ومن خالل التخصص
بانتاج السلعة التي يتميز فيها سيستفيد الجميع.
والسؤال الذي أُثير هو :ما موقف الدولة التي ليس لديها ميزة مطلقة في إنتاج سلعة ما؟ أال
تشترك بالعالقات االقتصادية مع دول أخرى؟ لهذا فشلت نظرية الميزة المطلقة آلدم سميث
في توضيح ذلك؟ لتفتح الباب لنظرية الميزة النسبية لريكاردو.
بافتراض وجود دولتين فقط هما إنجلترا والبرتغال ،كل منهما يقوم بإنتاج سلعتين فقط هما
المنـسوجات واالخشاب:
يتضح منه أن البرتغال لديها ميزة مطلقة في إنتاج السعلتين؛ إذ يمكنهـا إنتـاج السلعتين
بتكلفة مطلقة أقل ،نظراً ألن تكلفة الوحدة المنتجة من السلعتين (مقدرة بساعات العمل) في
99
البرتغال أقـل ،وإنجلترا أسوأ في إنتاج السلعتين ،ولكي تقوم التجارة بينهما على وفق الميزة
النسبية :وبافتراض وجود دولتين هما (أ ،ب) وسلعتين هما (س ،ص) ،فإنه يمكننا حساب
التكلفة النسبية وفقاً للصيغة اآلتية:
يظهر أن التكلفة النسبية إلنتاج المنسوجات كانت في انجلترا ( )0.83من تكلفة انتاج الوحدة
المنتجـة مـن االخشاب ،بينما تكلفة الوحدة المنتجة من المنسوجات في البرتغال تعادل
( )%1.12من تكلفة الوحدة من االخشاب ،وهذا يعني أن المنسوجات أرخص نسبياً في
إنجلترا ،أي إنها تنتجها بتكلفة أقل نسبياً من البرتغـال ،ولـذا فـإن إنجلترا تتمتع بميزة نسبية
في إنتاج المنسوجات ،إذ تنتجها بتكلفة أقل نسبياً .ولحساب الميزة النسبية لألخشاب في
انجلترا يتضح:
100
(تكلفة إنتاج وحدة األخشاب في إنجلترا) 120
=1.2 = التكلفة النسبية إلنتـــاج األخشــاب في إنجلترا =
(تكلفة إنتاج وحدة المنسوجات في إنجلترا) 100
فيما يمكن حساب التكلفة النسبية إلنتاج االخشاب في البرتغال على وفق اآلتي:
وهكذا نجد وجود اختالف في المزايا النسبية بين الدولتين مما يشجع على قيام التجارة
بينهما ،ويتم تبادل وحدة الخشب بوحدة المنسوجات ،وهو ما يحقق مكاسب لكال البلدين.
ثالثاً :نظرية القيم الدولية لجون ستيوارت ميل :Terms of Trade Theoryحاول
جون ستيوارت ميل تطوير نظرية ديفيد ريكاردو الميزة النسبية ،مبيناً أن سبب قيام
التجارة الدولية هو اختالف معدالت التبادل الداخلية ،وهو ما ينعكس على معدالت
التبادل الدولي ،بافتراض أن كميات انتاج العنب والذرة في كل من بلجيكا وبريطانيا
كانت كما في الجدول ( )13اآلتي:
101
وهنا معدل التبادل الداخلي للعنب في بلجيكا ( ،)1.5 :1بينما معدل التبادل الداخلي للعنب
في بريطانيا ( ،)2:1أي إن انتاج وحدة واحدة من العنب في بلجيكا ،سيكلف ( )1.5وحدة
من الذرة ،وأن انتاج وحدة واحدة من العنب في بريطانيا سيكلف ( )2وحدة من الذرة ،وبذلك
فأن العنب في بلجيكا أرخص منه في بريطانيا ،لذا فأن على بلجيكا أن تتخصص في تصدير
العنب ،بينما تتخصص بريطانيا بتصدير الذرة.
وبهذا فأن كل بلد يتمتع بميزة نسبية عندما ينتج ويصدر السلعة التي تحتاج إلى عامل
اإلنتاج األكثر وفرة نسبية فيها وبالمقابل لن يقدم على انتاج السلعة التي ال يتمتع بوفرة
عناصر انتاجها ،فيقوم باستيرادها من الدول األخرى التي فيها وفرة .وهو ما يؤدي إلى قيام
التجارة الدولية .للحصول على السلعة من الخارج بتكلفة أقل مما لو تم إنتاجها محلياً.
102
المبحث الثاني
ناقش مع استاذ المادة مدى استفادة العراق من االنضمام إلى منظمة التجارة
ْ نـشـاط 28
العالمية.
103
وعلى الرغم من الترويج الكبير لدور منظمة التجارة العالمية ،في اتاحة فرصة وصول
سلع البلدان النامية إلى االسواق العالمية ،وهو ما يرفع من مستويات الدخل القومي وحفز
اقتصاداتها ،يرى الكثير من االقتصاديين في البلدان النامية أن تحرير التجارة العالمية
هو لمصلحة االقتصادات المتقدمة وشركاتها متعددة الجنسية ،التي هي المستفيد األول من
ً
وقليال مقارنة بالدول المتقدمة. منافعها ،فيما تعد منافع البلدان النامية وما تحصل عليه هامشياً
-2المساعدة في إنشاء المشروعات االقتصادية الكبيرة ،التي ليس بمقدور الدول توفير
الموارد لها.
-3مساعدة البلدان التي تواجه عجزاً دائماً في موازين مدفوعاتها ،أما عن طريق
االقراض المباشر أو عن طريق طرح سندات قروض لالكتتاب الدولي.
-4تقديم الضمانات فيما يخص حاجة الدول إلى االقتراض من دول أخرى أو من
السوق الدولية.
104
ثالثاً :صندوق النقد الدولي ( )IMFـ International Monetary Fund
جرى التوافق على انشاء صندوق النقد الدولي في اتفاقية بريتون وودز بالواليات
المتحدة األميركية في المدة من 22-1تموز ،1944وباشر أعماله في أذار عام
،1947بعدما وقعت 29دولة على ميثاق الصندوق ،واختيرت واشنطن DCمقراً
له ،والهدف المعلن للصندوق بوصفه المؤسسة المركزية في النظام النقدي الدولي،
هو السعي لبناء نظام اقتصادي أكثر استقراراً ،وتجاوزاً للنظام النقدي السابق الذي
ترتب على أدائه الكثير من المشكالت واالزمات ،لهذا أريد لصندوق النقد الدولي
اإلتيان بنظام مدفوعات دولية جديد ،وبنظام اسعار لصرف العمالت بغية تيسير
وتسهيل إجراء المعامالت الدولية المختلفة ،ومن الطبيعي أن يكون الدوالر األميركي
هو العملة الدولية ،استناداً إلى القوة االقتصادية للواليات المتحدة األميركية ،ليزيح
عملة التسويات الدولية السابقة (الجنيه االسترليني) ،وينقل المركز المالي العالمي من
لندن إلى واشنطن.
ويهدف الصندوق إلى تشجيع البلدان المختلفة على اعتماد سياسات اقتصادية تقوم على
الحرية االقتصادية وتشجيع القطاع الخاص ،واجراء التصحيح المنظم الختالالت
موازين المدفوعات التي تتعرض لها مختلف البلدان ،ويسعى الصندوق إلى جملة
أهداف هي:
-1تحقيق التعاون الدولي فيما يخص القيود على الصرف لتستقر أسعار الصرف ،من
خالل قبول عمالت الدول االعضاء للقيام بالمدفوعات فيما بينها.
-4يجب على كل دولة عضو في الصندوق أن تأخذ موافقة الصندوق قبل خفض أو
رفع قيمة عملتها.
-5أن تتوزع حصة كل عضو في أموال الصندوق بواقع ( )%25ذهب و( )%75في
صورة نقد من عملة الدولة نفسها.
-6تحدد إمكانية االقتراض وحقوق التصويت تبعاً إلى حصة الدولة في أموال الصندوق.
105
المطلب الثاني :التكتالت االقتصادية الدولية
تعود المبادرة األولى لنشأة االتحاد األوروبي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية،
إلى أفكار بعض األوروبيين حول وضع إطار إنشاء منظمات إقليمية تؤمن للشعوب
األوروبية التعاون والتكامل فيما بينها ،بما يكفل لها األمن والسالم والتعاون ويحقق
لشعوب القارة األوروبية قدراً أفضل من الرفاهية ،وأُ ِّسس االتحاد األوروبي بناء على
معاهدة معروفة باسم (معاهدة ماسترخت) الموقعة في 7شباط 1992من قبل ()12
دولة أوروبية ،ثم أصبحت ( )27دولة والتي تنص على إقامة وحدة أوربية (قبل
انسحاب بريطانيا) ،وتهدف إلى:
-1تحقيق وحدة اقتصادية يتم فيها انتقال السلع والخدمات بحرية فيما بين الدول.
-2تحقيق وحدة نقدية عن طريق اعتماد عملة موحدة (اليورو) ،يتم التعامل فيها في
ً
فضال عن التعامالت الدولية بجانب الدوالر األميركي. كل بلدان االتحاد األوربي،
-3العمل على تأسيس مواطنة أوروبية.
-4اعتماد سياسة خارجية واحدة ودفاع مشترك عن كل بلدان االتحاد والقارة.
-5التعاون األمني والقضائي.
-6تأسيس برلمان أوربي موحد.
ويُعد االتحاد األوروبي قوة اقتصادية وسياسية مهمة في االقتصاد العالمي ،إذ يشكل
سوقاً كبيرة يبلغ عدد سكانها أكثر من ( )500مليون نسمة ،ويبلغ الناتج القومي االجمالي
لدول االتحاد األوروبي ( )19ترليون دوالر بحسب تقديرات عام ،2016ونصيبه من
التجارة العالمية بلغ نسبة (.)%20
106
ثانياً :اتفاقية التجارة الحرة لدول أميركا الشمالية (نافتا) NAFTA
وقعت الواليات المتحدة األمريكية وكندا والمكسيك في عام ،1992اتفاقية تهدف إلى
إقامة منطقة للتجارة الحرة فيما بينها لتشمل قارة أمريكا الشمالية بكاملها ،وبنا ًء على
هذه االتفاقية تزال الحواجز كافة أمام التجارة واالستثمار بين الدول الثالث ،خالل أمد
زمني يمتد نحو 15عاماً من تاريخ سريان االتفاقية ،والذي بدأ في األول من كانون
الثاني عام ،1994مما يؤدي إلى تكوين أكبر منطقة استهالكية في العالم تتمتع بحرية
التجارة الداخلية.
تكتسب هذه االتفاقية أهمية خاصة وال يقتصر السبب في ذلك على كونها تشمل في
عضويتها دولتين صناعيتين رئيستين هما الواليات المتحدة األمريكية وكندا ودولة
نامية هي المكسيك فحسب ،بل لكونها تُعد أكبر تكتل تجاري في العالم ،يوازي االتحاد
االوروبي .وتنص االتفاقية على اآلتي:
-1إلغاء الرسوم الجمركية وغير الجمركية بين الدول الثالث لنحو تسعة آالف سلّة
سلعية خالل 15عاماً.
-2زيادة التبادل التجاري عبر الحدود وتسهيل االستثمارات المختلفة.
-3إلغاء معظم التعريفات الجمركية بشكل تدريجي ووضع نظام تخلصاً من العوائق
اإلجرائية أمام حركة التبادل التجارية بين الدول الثالث.
-4مساعدة أصحاب المشاريع التجارية الصغيرة ،وذلك عبر تخفيض التكاليف وتسهيل
عمليات البيع والشراء.
هل أنت مع اقامة التكتالت االقتصادية الدولية؟ وهل هذه التكتالت تراعي نـشـاط 29
ظروف الدول الفقيرة؟
107
ثالثاً :رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) :ASEAN
وهي منظمة اقتصادية تضم 10دول في جنوب شرق آسيا ،أُ ِّسست عام 1967في
بانكوك ،وترتكز هذه الرابطة على النجاحات التي حققها ما يسمى بالنمور اآلسيوية
(تايوان وهونغ كونغ ،وكوريا الجنوبية وسنغافورة) ،تهدف إلى تحقيق تكامل
اقتصادي يتناسب مع متطلبات وتحديات القرن الواحد والعشرين .وتتمثل أهداف
رابطة األسيان في تحقيق اآلتي:
-1تجنب الصراعات اإلقليمية واشاعة السالم عن طريق اعتماد العدل وسيادة القانون
في العالقـات بـين دول اإلقليم.
-2تسريع النمو االقتصادي والتقدم االجتماعي والثقافي في جنوب شرق آسـيا ،من
خالل التعاون والتكافؤ ومشاركة جميع دول الرابطة.
-4توسيع التجارة السلعية بين اقتصادات رابطة دول اسيان ،وتحسين النقل واالتصاالت.
-5إقامة عالقات وثيقة ونافعة مع المؤسسات الدولية واإلقليمية ذات األهداف المماثلة.
رابعاً :مجموعة بريكس ( )BRICSهي مجموعة دولية تعمل على تشجيع التعاون
التجاري والسياسي والثقافي بين الدول المنضوية تحت لوائه ،إذ بدأ التفاوض لتشكيل
المجموعة عام ،2006وعقدت أول قمة بين رؤساء الدول األربع في روسيا عام
،2009وكانت تسمى مجموعة (بريك) قبل انضمام جنوب أفريقيا عام ،2010ثم
أصبح اسمها (بريكس) ،وهو اختصار للحروف األولى من أسماء الدول صاحبة
أسرع نمو اقتصادي بالعالم ،وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
ويشكل سكان دول البريكس ما نسبته ( )%43من أجمالي سكان العالم ،وتشكل
اقتصادات الدول الخمس نحو ( )%20من إجمالي الناتج المحلي العالمي ،أما مساحة
دول البريكس فتشكل ربع مساحة العالم تقريباً ،ومن المتوقع أن تنافس اقتصادات
هذه الدول اقتصادات أغنى الدول في العالم ،وتعد مجموعة البريكس واحدة من
أسرع االقتصادات نمواً في العالم ،وتؤلف سوقاً كبيرة استناداً إلى عدد سكانها وقوتها
الشرائية.
108
أهداف مجموعة البريكس:
-إدخال إصالحات جوهرية على المنظمات الدولية (البنك الدولي وصندوق النقد
ً
فضال عن األمم المتحدة. الدولي)
109
أسئلة الفصل السادس
110
أسئلة الفصل السادس
س : 6بافتراض وجود دولتين فقط هما العراق ومصر ،كل منهما يقوم بإنتاج
سلعتين فقط هما التمور والقطن وبحسب الجدول اآلتي:
111
تم بحمده تعالى
112