Professional Documents
Culture Documents
دروس في إدارة الابداع والابتكار
دروس في إدارة الابداع والابتكار
الصفحة المكونات
49 -48 ثالثا :الجامعات ،مؤسسات البحث العمومي ،المجالت المتخصصة واللقاءات والندوات
العلمية
أ
50 رابعا -براءة االختراع كمصدر لالبداع واالبتكار
57 -56 رابعا :نظرية ادوارد دي بونو Edward de Bonoوالتفكير االبداعي( اسلوب
القبعات الستة)
62 -60 ثامنا :اسلوب التحليل الوظيفي والتصميم ذو التكلفة الموضوعية ):)COO
ب
75 الفصل السابع :االشكال التنظيمية واالبداع
108 -106 خامسا :أثر االبتكار على است ارتيجيات التنافس ل porte
111 -108 سادسا :أثر االبتكار على القوى التنافسية الخمس ل porter
ت
113 -112 أوال :اإلطار ألمفاهيمي لبراءة االختراع
119 -114 ثانيا :إحصائيات حول براءات االختراع في بعض دول العالم والجزائر
ث
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
المقدمة العامة:
في ظل عالم يصغر ويتغير واقتصاديات تتالشى وتندمج ،ونماذج أعمال جديدة تسود وتتنافس ،وفي ظل
عالم معولم ،وظهور األسواق االفتراضية التي أصبح وزن خطرها يعادل خطر األسواق العادية الشديدة المنافسة،
أصبحت قوة الدول تقاس بدرجة تكيفها مع التطورات التكنولوجية ومن ثََّم مقدراتها ومؤهالتها الخالقة على
اإلبداع واالبتكار ،ال بممتلكاتها وثرواتها المالية ،حيث َّ
حدد االقتصاديون ثالث عوامل للنمو :العمل ،رأس المال
واالبتكار ،ويعتبر هذا األخير هو العامل الحقيقي الذي يتحكم في تطور المؤسسة ،كما يعتبر مصدر مهم
للتطور العلمي والتقني وتحسين المعارف والنجاح التجاري.
يوجد اختالف كبير بين القدرات االبتكارية للدول في العالم ،فمن جهة توجد دول الشمال أو الدول الصناعية
(السويد ،اليابان ،ألمانيا ،فرنسا ،الو .م.أ) ومن جهة أخرى توجد الدول الناشئة(الصين ،الهند ،الب ارزيل)....
وأخي ار هناك الدول في طريق النمو (الدول اإلفريقية ،دول أمريكا الجنوبية) .فالمؤسسة في الدول المتطورة
صناعيا كفرنسا ،ال تبتكر لتتبع الموضة ،وليس رغبة في المخاطرة ،ألن االبتكار دائما يتميز بالمخاطرة ،وانما
تبتكر ألن االبتكار هو الوسيلة التي تراها أكثر فعالية لضمان تنافسيها في مواجهة المنافسة العالمية ،والتي
تجعلها تمشي في طريق التنمية المستدامة.
وقد جاءت هذه المطبوعة في عشرة فصول مرتبطة بطريقة منطقية لإللمام بجميع المفاهيم المرتبطة باإلبداع
واالبتكار ،حيث خصص الفصل األول لالطار النظري والمفاهيمي لالبداع واالبتكار من خالل االلمام بمفهوم
االبتكار ومفهوم االبداع ومحاولة التمييز بين هذين المفهومين ،فضال عن التمييز بين االبتكار والمصطلحات
المشابهة ،اضافة الى التطرق للنظريات والنماذج االساسية لالبداع واالبتكار.
أما الفصل الثاني فقد خصص للتعرف على سيرورة االبتكار اضافة الى األنواع والتصنيفات المختلفة لهذا
االخير .في حين تناولنا في الفصل الثالث المنظور االستراتيجي لإلبداع واالبتكار من خالل تحليل مصفوفة
النمو التكنولوجي واستراتيجيات االبتكار حسب المنتج وحسب النظام التشغيلي أو السوق.
للحصول على أفكار ابداعية وتقديم منتجات مبتكرة ،تعتمد المنظمات على مصادر مختلفة سواءا داخلية
أو خارجية ،وقد جاء الفصل الرابع للتعرف على أهم مصادر االبداع واالبتكار والتي تم تناولها بشئ من
التحليل ،والستغالل هذه المصادر استغالال أمثل تعتمد ادارة االبداع واالبتكار على مجموعة من االدوات
1
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
واألساليب تشتمل على مراحل ومبادئ للتفكير العقالني وتقدم سيرورات جماعية قابلة لالستعمال مما يدعم
االبتكار ويثمن نتائجه وهذا ما تم تناوله في الفصل الخامس.
ونظ ار ألهمية إدارة الموارد التكنولوجية كنشاط ضروري يجب التركيز عليه وتوضيحه الى جانب االنشطة
االخرى إلدارة االبتكار ،جاء الفصل السادس لإللمام بهذا المفهوم من خالل توضيح مفهوم التكنولوجيا ومفهوم
الموارد التكنولوجية للمؤسسة اضافة الى عرض الوظائف الستة إلدارة الموارد التكنولوجية ومحاولة دمج ادارة
مفهوم االستثمار التكنولوجي ودور تكنولوجيا الموارد التكنولوجية في مقاربة كلية لالبتكار ،مع توضيح
المعلومات واالتصال في ادارة االبتكار .وإلدارة الموارد والعوامل السالفة الذكر البد من توافر الشكل التنظيمي
القادر على االبداع والذي يتميز بخصائص تنظيمية فعالة تمكنه من دعم االبتكار وهذا ما تم تناوله في الفصل
السابع من خالل تنظيم وظيفة البحث والتطوير وبحث العالقة بين الهيكل التنظيمي واالبداع واالبتكار.
لرفع معدالت اداء المؤسسات البد لهذه االخيرة الخلق واالبتكار في المجال التسويقي لتحقيق مزيج
تسويقي متكامل والقيام بأنشطة تسويقية ذات طابع ابتكاري باتباع استراتيجية تسويقية ابتكارية وهذا ما تم تناوله
في الفصل الثامن ،وبما ان االبتكار يعتبر السبيل االساسي -ان لم يكن الوحيد في ظل اشتداد المنافسة-
للحصول على ميزة تنافسية فقد خصصنا الفصل التاسع لإللمام بمفهوم الميزة التنافسية واالستراتيجيات التنافسية
ل porterوسلسلة القيمة ،اضافة الى تحليل اثر االبتكار على االستراتيجيات التنافسية ل porterواثره على القوى
الخمسة ل . porter
ولضمان استم ارر االبتكار في بيئة شديدة التغير خاصة مع االستخدام الواسع لتكنولوجيا المعلومات
واالتصال ال بد من حمايته قانونيا باستخدام مجموعة من األساليب والتي تعتبر براءة االختراع أهمها ،لهذا تم
تسليط الضوء على هذه االخيرة في الفصل االخير من هذه المطبوعة.
وفي األخير ارجوا ان أكون قد وفقت في تقديم االحسن وان تكون هذه المطبوعة مرجعا مفيدا لألساتذة
والطلبة ،خصوصا طلبة السنة الثانية ماستر ادارة ألعمال.
2
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
الجميع يتكلم عن االبتكار ،أصحاب السياسة ،المؤسسات واالقتصاديون ،لماذا؟ ألن االبتكار يظهر كوسيلة
وي ْخلِ ُ
ق مناصب عمل ،على ذات امتياز لضمان التطور وبقاء المؤسسات على قيد الحياة ،وبالتالي فهو ُي َؤ ِم ُن َ
الرغم من المخاوف التي قد يولدها جراء تعويض اآللة لإلنسان.
االبتكار يتعلق اليوم بجميع القطاعات ،فهو مصطلح من الصعب فهمه ،فهناك من يعتبره إبداعا ،وهناك من
يخلط بينه وبين االختراع ،البحث والتطوير ،التغيير والتجديد ويعتبرها مصطلحات تدل على نفس المعنى .كما
نجد بعض المؤسسات تستخدم االبتكار لمواجهة األحداث الغير متوقعة ،إذن فهو وسيلة لمعالجة األزمات ،في
حين بعض المؤسسات تستخدمه كرد فعل ووقاية من األخطار ،وسنسلط الضوء في هذا الفصل على محاولة
فصل اشكالية تعريف االبداع واالبتكار وتمييزه عن المصطلحات المشابهة ،اضافة الى تناول النماذج والنظريات
االساسية لالبداع واالبتكار.
أوال -مفهوم االبداع واالبتكار:
إن التحول نحو االبتكار والشركات القائمة على االبتكار يفرض على الباحث ضرورة الوقوف عند هذا
المصطلح وتحليله ،بوصفه نشاطا منظما يشتمل على مجموعة من المراحل ( سيرورة) كما َي ْعتَ ْم ُد على مجموعة
من األُ ُس ْس ،باإلضافة إلى انه يأخذ أشكاال متعددة وفق معايير مختلفة .وبما أن دراسة االبتكار سوف تكون
على مستوى المؤسسة االقتصادية ،هذه االخيرة يعتبرها شومبيتر بأنها مركز لإلبداع ومركز لإلنتاج(،)1
-1مفهوم االبداع:
يعرف الكسندر روشكا" االبداع على أنه عبارة عن الوحدة المتكاملة لمجموعة العوامل الذاتية
والموضوعية التي تقود الى تحقيق انتاج جديد وأصيل ذو قيمة من الفرد والجماعة ،واالبداع بمعناه الواسع يعني
()2
ايجاد الحلول الجديدة لالفكار والمشكالت والمناهج"
وحسب " gowanفاالبداع هو مزيج من القدرات واالستعدادات والخصائص الشخصية التي اذا وجدت بيئة
مناسبة يمكن أن ترقى بالعمليات العقلية لتؤدي الى نتائج أصلية ومفيدة للفرد أو الشركة أو المجتمع أو
()3
العامل"
()4
كما يعرف االبداع على "انه عصف ذهني او قدح زناد الفكر للتوصل الى أفكار جديدة خالقة تدفع لالبتكار"
( )1غول فرحات ( :)2008الوجيز في اقتصاد المؤسسة ،ط ،1دار الخلدونية :الجزائر ،ص.08
( )2خير اهلل جمال ( :)2008االبداع االداري ،ط ،1دار أسامة :،عمان ،االردن ،ص .06
( ) المرجع نفسه.
3
( )4سيد قنديل عالء محمد ( : )2010القيادة اإلدارية وادارة اإلبتكار ،دار الفكر :الطبعة األولى ،عمان ،األردن ،ص .125
3
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
وأخي ار فان ) ) Maslow,1972يؤكد « لكي نكون مبدعين ،يجب أن نكون مع اآلخرين وبينهم ،حساسين
للمحيط الخارجي ومتفاعلين معه «( ،)1وهذا ما ُي َؤ ِكد عليه A. Rosenbergبأن القدرات الجماعية هي أساس
اإلبداع (.)2
وعليه فاالبداع هو القدرة على انتاج األفكار وحل المشكالت بطريقة أصيلة وفريدة.
)(3
وهذا ما يوضحه الشكل التالي: إن العملية اإلبداعية ترتكز على التداخل الكامل بين نصفي المخ
التبـــــاعــــد
الفص األيمن
الموضوعية
معالجة فضائية
أحــالم
تصــور
معــارف
األهداف
تحليل
معطيات ( تفاصيل-
أرقام )
الفص األيسر اختيار
تقـــــــارب
Source : Groff Arnaud (2009):100 questions, manager l’innovation pour comprendre et agir, Afnor: Paris, France, p .
117
)1( Groff Arnaud (2009):100 questions, manager l’innovation pour comprendre et agir, Afnor: Paris, France. p
121 .
2
) ( IDEM.
(3) IDEM, p 117.
4
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
الفص األيمن :مرحلة التباعد التي يتم على مستواها التصور ،التخيل ،الحلم بأفكار جديدة ،جمع جميع الحلول
الممكنة ،تأكيد األشكال والعينات ،النغم والموسيقى ،األبعاد ونغمة األغنية.
الفص األيسر :مرحلة التقارب التي يتم على مستواها تحليل تقييم األفكار وتصفيتها الكتشاف المفيدة منها ،يؤكد
اللعب ،المعادالت الحسابية ،المنطق ،األرقام ،التسلسل وكلمات األغاني.
-1-1خصائص االبداع:
الطالقة :هي قدرة الشخص على انتاج كمية كبيرة من االفكار تفوق المتوسط العام في غضون فترة
زمنية محددة ويقال أن الطالقة بنك القدرة االبداعية(.)1
المرونة :أن تكون هذه االفكار متنوعة في جوهرها ،وأن ال يتصلب حول نوعية واحدة من الحلول أو
يقف عند طريقة واحدة إليجاد الحلول ،فهو يغير باستمرار في المعنى أو التفسير أ ,االستعمال أو فهم
المهمة أو استراتيجية العمل أو يغير في اتجاه التفكير الذي قد يعني تفسي ار جديدا للهدف ،اي أن
المرونة تتعلق بالكيف وليس الكم(.)2وتنقسم المرونة الى قسمين(:)3
المرونة التكيفية :وهي قدرة الشخص على تغير الوجهة الذهنية لمواجهة مواقف جديدة ومشكالت متغيرة.
المرونة التلقائية :تتمثل في القدرة على سرعة انتاج اكبر عدد ممكن من أألفكار المختلفة( تنوع واختالف االفكار
التي يأتي بها الفرد تتضمن جانب النوع)
الحساسية للمشكالت :تشير الى قدرة الشخص على أن يرى موقفا معينا ينطوي على عدة مشكالت
تحتاج الى حل وهذا مايتطلبه العمل االبداعي(.)4
االصالة :هي قدرة الفرد على توليد أفكار جديدة ،أو مدهشة أو نادرة لم يسبق اليها احد ،اي انتاج ما
()6
هو غير مألوف(.)5ونقصد باالصالة االفكار التي تتميز ب:
-الجدة أو( فكرة غير مسبوقة)
-الطرافة أو (فكرة طريفة أو مثيرة للدهشة أو االبتسامة)
1
( )خير هللا جمال ،مرجع سبق ذكره ،ص.29
2
( ) المرجع نفسه ،ص .30
( )3محمد جاسم العبيدي ولي ،محمد جاسم آالء والشيباني أعيريبي :)2010( ،اإلدارة الحديثة وسيكولوجية التنظيم واإلبداع ،ط ،1ديبونو
للطباعة والنشر :عمان ،األردن ،ص .47
( )المرجع نفسه ،ص .48
4
5
( ) خير هللا جمال ،مرجع سبق ذكره ،ص29
6
( ) المرجع نفسه ،ص.172
5
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
-2-1سيرورة االبداع:
تمر عملية االبداع بمراحل عدة حتى تكتمل وتظهر بصورة كاملة معبرة عن الموضوعية والنضوج الذهني،
وتت ضمن هذه العملية النضوج العقلي لألفكار وموضوعية األحكام التي يقدمها الشخص المبدع ،وقد اقترح
الباحثون عدة سيرورات لالبداع تختلف عن بعضها البعض بدرجات متفاوتة.
مراحل االبداع حسب ) : (Kreitner & Knickiاقترح الكاتبان خمس مراحل لالبداع والتي تتمثل
في(:)1
-االعداد :وتتضمن المدة التي يقضيها الفرد في التعلم والقراءة والتدريب في العمل ،وحضور المؤتمرات والندوات
وغيرها ،وذلك ليتكمن الفرد من االحاطة بكافة أبعاد المشكلة واالحساس بها.
-التركيز:في هذه المرحلة يركز الفرد اهتمامه وجهوده وتفكيره على المشكلة.
-االحتضان :هنا ي نخرط الفرد في أعماله اليومية بينما يجول ذهنه في البحث عن المعلومات ،أي هي مرحلة
تفاعل المعلومات والبيانات في العقل الباطني للمبدع ،ونتيجة لهذا التفاعل تظهر االبداعات.
-الشروق ̸ االلهام :حيث أنه بينما يبحث الفرد عن المعلومات فانه يعمل أيضا على ربطها وايجاد العالقات
فيما بين االشياء ،حيث يظهر الفكر الجديد على شكل انارة ذات لمعان تنبه الفرد المبدع مما يجعله في حالة
اكتشاف بعد اتمام عملية االيحاء حيث يتحرك تدريجيا ليحرك حالة اكتشاف بعد اتمام عملية االيحاء حيث
يتحرك تدريجيا ليحرك حالة اليقظة واالنتباه عند الفرد المبدع كي يستطيع تقديم شئ بعد مرحلة النضوج.
االثبات التحقق :تعني اعادة العملية بكاملها من أجل اثبات الفطرة أو تعديلها أو تجربتها ،أي أن الشئ
̸ -
االبداعي المقدم من الفرد والمتضمن ( فكر ،سلوك ،استجابة) يخضع لالختبار بهدف التأكد من صحته
ومصداقيته وصالحيته للتطبيق كفكر جديد.
( )1جلدة سليم بطرس ،عبوي زيد منير :)2006( ،ادارة االبداع واالبتكار ،دار كنوز المعرفة ،عمان ،االردن ،،ص .42
6
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
مراحل االبداع حسب ) :)wallasاقترح ) )wallasاربع مراحل لالبداع والتي تتمثل في(:)1
-االهتمام :تبدأ عملية االبداع باالهتمام أو الشعور بالحاجة ،اذ ال بد من وجود شيء يفرض نفسه.
-االعداد :تتمثل في جمع المعلومات حول موضوع المشكلة التي تمثل محور اهتمام المبدع ،وهنا يتم تخطيط
رحلة التفكير.
-االحتضان :تشهد هذه المرحلة عمليات التفاعل وارهاصاتها ،وتتداخل خاللهاالعوامل الشعورية والالشعورية في
شخصية االنسان ،كما وتحدث محاوالت كبيرة ارادية وعفوية لتلمس حقيقة المشكلة ،أو موضوع البحث والحلول
المناسبة ،وباختصار فانها مرحلة التفاعل بين شخصية الباحث ومعلوماته وموضوع البحث ،ومرحلة توالد الحلول
الممكنة ،وبعبارة اخرى حل المشكلة عن طريق الحدس والبديهة.
-البزوغ ̸ الشروق :فيها تنبثق بشكل مفاجئ الفكرة الجوهرية ،أو العمل النموذجي ،انها الحالة التي يتمكن فيها
االنسان من اعادة ترتيب أفكاره وبما يسمح له بالوصول الى ما يمثل حال نموذجيا.
-التحقق :وتشمل عملية التبصر بالعقل الظاهر ،وباالستعانة بأدوات البحث المتاحة في الفكرة التي نتجت
خالل مرحلة الشروق ،وذلك للتحقق من صحتها ولتحديد طرق تطبيقها ،وماهي مضاعفات التطبيق والمستلزمات
المطلوبة لذلك.
–2مفهوم االبتكار:
يحمل االبتكار معاني متعددة ويختلف مفهومه باختالف وجهات النظر وحسب السياق الذي يستخدم فيه،
لهذا سوف يتم عرض أهم المفاهيم والتعاريف لكبار المتخصصين في مجال االبتكار:
اشتقت كلمة ابتكار" " Innovationمن الكلمة الالتينية " "Innovareالتي تعني التجديد "" renouveler
والتي بدورها تتكون من الفعل " ،"novareأصل الفعل" "novusوالذي يعني جديد " In" ،التي تشير إلى التحرك
نحو الداخل ،وعليه نستنتج أن االبتكار لغويا يعني شيء يدل على الحركية أي انه عبارة عن سيرورة
" .)2( " processus
( )1حريم حسين :)2009( ،ادارة المنظمات -منظور كلي ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،ط ،2عمان ،االردن ،ص .303
)2( Groff Arnaud, op, cit, p13.
7
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
حتى القرن الثاني عشر ،كانت كلمة ابتكار تشير إلى كل ما هو حديث الظهور( ،)jeuneوفي القرن
السادس عشر توجه مفهوم االبتكار نحو كل ما هو فردي وغير منتظر ،وفي نفس الفترة أصبح معنى االبتكار
يشير إلى االختراعية وخلق ما هو جديد وهو المعنى المتداول في الوقت الراهن).(1
وقد استعمل مصطلح االبتكار بالمعنى الحديث ألول مرة من طرف االقتصادي() Josef Schumpeter
ف اإلبتكار عند أول استخدام تجاري للمنتج أو العملية والتي لم يسبق استخدامها من
سنة ،1940بقوله " ُي ْع َر ُ
)(2
. قبل"
وبنظرة أوسع لالبتكار ،يمكن القول بأنه إيجاد فكر جديد فنيا كان أم إداريا أم اجتماعيا أم اقتصاديا ،يتعلق
)(3
كما يعتبر االبتكار األسلوب بتطوير ما هو قائم فعال وتحويل هذه الفكرة إلى مشروع تنفيذي مربح اقتصاديا ،
األكثر ارضاءا وتلبية للجمع بين الموارد بهدف منح المستعمل تحسين الموجود (.)4
في حين يرى Neily & Hiiسنة " 1998أن االبتكار هو استغالل االختراع أو فكرة جديدة استغالال تجاريا،
ويحدث عند أول تداول تجاري للمنتج الجديد أو العملية الجديدة أو النظام الجديد أو الجهاز الجديد ،ويحدث
االبتكار أو التجديد عندما يطرح في السوق منتج جديد أو منتج خضع لتغيير _ ما _ وهو الجمع بين أنشطة
مختلفة كالتصميم والبحث ودراسة السوق وتطوير أساليب اإلنتاج وتغيير الهيكل التنظيمي وتطوير العاملين،
وهي أنشطة ضرورية لتطوير المنتج الجديد أو عملية اإلنتاج ودعمها " (.)5
وهذا ما يالحظ في أعمال AFNORالتي قام بنشرها من خالل كم هائل من المراجع حول إدارة االبتكار،
حيث اعتبره عملية تؤدي إلى وضع موضع التنفيذ لواحد أو عدة منتجات ،عمليات ،طرق وخدمات سواءا جديدة
أو محسنة ،وقابلة لإلجابة لحاجات الزبائن المتوقعة والغير متوقعة ،وانتاج قيمة اقتصادية بيئية واجتماعية
بالنسبة لكل أصحاب المصلحة(.)6
(1)IDEM, p11.
(2)IDEM, p 09.
( ) سيد قنديل عالء محمد ،مرجع سبق ذكره ،ص .124
3
4
) ( Lê Philippe, Rivet Philippe, (2007): piloter et réussir l’innovation en entreprise, Maxima: France, p 207.
( )5نجم عبود نجم ،)2003(،إدارة االبتكار ،المفاهيم ،الخصائص والتجارب الحديثة ،الطبعة األولى ،دار وائل للنشر :عمان ،األردن ،ص .22
(6 ) Fernez –Walch Sandrine, Romon François,(2013) :Management de l’innovation, De la stratégie aux projets, 3ème
Edition, Vuibert: Paris, France. , p 31.
8
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
كما يرى مايكل بورتر ":أن المؤسسة التي تمتلك ميزات تنافسية قائمة على االبتكار هي التي تدرج
االبتكار بمعناه الواسع ضمن وحداتها ونشاطاتها واستراتيجياتها ،وذلك عن طريق إدخال تكنولوجيا جديدة والقيام
داخل المنظمة أو بين منظمة ومنظمات أخرى ،متعمدة ومقصودة تؤدي إلى اقتراح وتبني منتج جديد داخل
المنظم ة أو على مستوى السوق ،وهذا المنتج الجديد يمكن أن يكون سلعة ملموسة ،خدمة ،عملية ،معرفة ،هيكل
تنظيمي أو الدمج بين هذه العناصر ،هذه العملية تسمح للمنظمة بتحسين مكانتها االستراتيجية كالحصول أو
زيادة حصتها السوقية أو تعزيز كفاءاتها ومعارفها.
وعليه فاالبتكار عملية متعمدة داخل المنظمة تؤدي إلى اقتراح وتبني منتج جديد ،تنظيم جديد ،أداة تسيير
جديدة ،معرفة جديدة ،هذه العملية تسمح للمؤسسة بتحسين وضعيتها اإلستراتيجية وتعزيز كفاءتها ومعارفها
التكنولوجية والسوقية.
إن بعض الكتاب والباحثين يخلطون بين مفهوم االبتكار وبعض المصطلحات كاإلبداع ،االختراع ،التجديد
التغيير ،التكييف ،التحسين ،فرغم التداخل بين االبتكار وهذه المصطلحات إال أن هذا ال يعني أنها تعبر عن
نفس المعنى.
لدراسة العالقة بين مفهوم اإلبداع واالبتكار يوجد تيارين ،يستخدم أصحاب التيار األول االبتكار بشكل
مرادف لإلبداع ،بينما أصحاب التيار الثاني يحاولون التمييز بينهما من زوايا مختلفة واعتبروها فروقا على الرغم
من عالقتهما التكاملية ،وسيتم فيما يلي توضيح وجهتي نظر كال التيارين:
( 1 ) Tidd Joe, Bessant John et Pavitt Keith,(2006): Management de l’innovation ,Intégration du changement
Technologique ,Commercial et Organisationnel , De boeck , Paris , p66.
(2 ) Loilier Thomas, Tellier Albéric, (2013):Gestion de l’innovation, comprendre le processus d’innovation pour le
piloter , 2ème édition, EMS : Paris, France, p 31 .
9
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
من أهم رواد التيار األول نجد الصيرفي الذي يرى أن اإلبداع واإلبتكار والخلق هي مصطلحات مترادفة وتؤدي
)(1
إلى نفس المعنى ،ويعبر عنها بالمعادلة التالية:
اإلبداع= اإلبتكار= الخلق نجاح يتحقق في ظل قيود معينة
وهذا المفهوم ال يختلف عن ما جاء به )القريوتي( الذي أكد أن مفاهيم اإلبداع واالبتكار تستعمل
كمترادفات وتعني جميعا اإلتيان بشيء جديد غير مألوف ،أو حتى النظر إلى األشياء بطرق جديدة ( .)2أما
)بدوي( فقد عرف االثنين معا في كتابه معجم مصطلحات العلوم اإلدارية على أنهما درجة الخلق لدى الفرد
واالنحراف بعيدا عن اإلتجاه األصلي واإلنشقاق عن التسلسل العادي في التفكير إلى تفكير مخالف كليا (.)3
ولقد أشار من جهة ( )Mealiea and Lathamبوضوح إلى أن اإلبتكار واإلبداع يمكن أن يستخدما بشكل
متبادل ( ،)4ومن جهة أخرى أكد )رعد الصرن( في كتابه ( إدارة اإلبتكار واإلبداع ،األسس التكنولوجية وطرائق
() 5
على الجمع بين مصطلحي اإلبداع واإلبتكار كمترادفتين موضحا التداخل بينهما إلعتقاده أنه ال التطبيق)
ضرر في ذلك ،فالمهم التأكيد على أن اإلبتكار أو اإلبداع فردي المنشأ واجتماعي النتائج ،وأنه ال يقتصر على
اإلنتاج المادي بل يتضمن اإلدارة بكل ما تشمله من متغيرات.
َحدثوا َخْلط في اعتبار اإلبداع مرادف لإلبتكار ،ويرجع هذا الخلط إلى تشعب
إن الكثير من الباحثين أ ْ
الباحثين ،ديناميكية مفهوم اإلبتكار ،وعدم تخصص الباحثين في مجال اإلبتكار ،إضافة إلى عدم التحكم في
الترجمة ،حيث ُيتَ ِ
رجم بعض الكتَّاب كلمة ( )Innovationفي اللغة اإلنجليزية إلى كلمة اإلبداع في اللغة العربية،
و كلمة ) )Creativityفي اللغة اإلنجليزية إلى كلمة إبتكار في اللغة العربية ،وهذا ما كان واضحا في كتاب
(إدارة اإلبداع واإلبتكار في منظمات األعمال)( .)6كما يعتقد نفس المؤلف أنه ال توجد فوارق كبيرة تُ َّش ِوه جوهر
المعني لمصطلحي اإلبداع( )Innovationواإلبتكار ( )Creativityطالما أن معظم الدراسات أجمعت على أنهما
يشتركان في نفس العناصر الرئيسة كالطالقة والبراعة ،والمرونة واألصالة ،وطالما أن ُكالًّ ِمنهما يأتي بمخرجات
( )1الصيرفي محمد عبد الفتاح :)2002( ،اإلدارة الرائدة ،الطبعة األولى ،دار صفاء للنشر :عمان ،األردن ،ص.12
( )2خصاونة عاكف لطفي :)2011( ،إدارة اإلبداع واالبتكار في منظمات األعمال ،دار الحامد للنشر والتوزيع :عمان ،األردن ،ص .37
( )3المرجع نفسه.
( )4نجم عبود نجم( :)2007إدارة االبتكار -المفاهيم والخصائص والتجارب الحديثة ،الطبعة الثانية ،دار وائل للنشر :األردن ،ص .17
( ))5الصرن رعد ( :)2000إدارة اإلبداع واالبتكار -األسس التكنولوجية وطرائق التطبيق ،الجزء األول ،سلسلة رضا للمعلومات :دمشق ،ص.31
( )6خصاونة عاكف لطفي ،مرجع سبق ذكره ،ص.38
10
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
() 1
الخْلط في الترجمة يوجد في
جديدة أو إضافات تهدف أوال وأخي ار إلى تحسين أداء المنظمة .ونفس َ
كتاب(اإلبداع اإلداري) ،حيث أن الكاتب تارة يفرق بين اإلبداع ويترجمه إلى كلمة ) ( Innovationفي االنجليزية
( في االنجليزية ،من خالل عرضه لوجهات نظر مختلف الباحثين(،)2 )Creativity واإلبتكار ويترجمه إلى كلمة
وتارة أخرى يستخدم المصطلحين كمترادفين (.)3
التيار الثاني حاول التمييز بين اإلبداع واالبتكار من زوايا مختلفة ،واعتبر أن العالقة تكاملية بينهما ،وأن
اإلبداع هو مرحلة من مراحل العملية اإلبتكارية في منظمات األعمال:
()4
أن اإلبداع هو عملية عقلية خالقة تأتي بأفكار مفيدة وغير مألوفة من قبل يرى ()Amabile, 1988
الفرد أو المجموعة التي تعمل سويا ،بينما اإلبتكار هو ناشىء ومبني على األفكار المبدعة التي تعتبر األساس
()5
فقد بين أن اإلبداع عبارة عن أفعال اإلنسان التي ينتج عنها في العملية اإلبتكارية ،أما ()Rosenberg, 1978
أفكار أصيلة جديدة تؤدي إلى تحقيق نتائج فريدة ،في حين اعتبر اإلبتكار على أنه النشاط الذي يؤدي إلى
()6
) Souder and تطبيق األفكار اإلبداعية إلى إنجاز عملي ،ويؤكد ذلك كل من)Zeigler, 1977
()7
العالقة التكاملية بين اإلبداع واالبتكار ،كما هو مبين في الشكل رقم()02 ويوضح ()cook,2000
على اعتبار أن اإلبداع هو التفكير بأفكار غير مألوفة ومناسبة تشمل :األفكار واألفراد والتمويل (مدخالت
العملية اإلبداعية) في حين أن االبتكار هو التطبيق الناجح لألفكار اإلبداعية وتشمل :اإلبداع ،النمو والعائد من
االستثمار ( مخرجات العملية اإلبداعية)
11
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
األفراد النمو
االبداع االبتكار
المصدر :خصاونة عاكف لطفي :)2011( ،إدارة اإلبداع واالبتكار في منظمات األعمال ،دار حامد للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،ص .36
كما توصل عالء سيد قنديل في كتابه " القيادة اإلدارية وادارة اإلبتكار" من خالل عرضه لوجهات نظر
مختلفة للكتاب في مجال اإلدارة ،حيث أن اإلبداع هو جزء من عملية اإلبتكار ،على أساس أن اإلبداع هو
صناعة الفكرة واالبتكار هو ترويج وتنفيذ للفكرة ،ويعتبر المصطلحين وجهان لعملة واحدة مكمالن لبعضهما
البعض ،حيث أن صاحب الفكرة يدعمها ويروجها وينميها وينفذها ويطورها بشكل مستمر حتى تتحول الفكرة إلى
إبتكار (.)1
ويرى Arnaud Groffأن اإلبداع هو المرحلة األولى لإلبتكار ويوضحها في الشكل التالي:
الشكل رقم ( : ) 03من اإلبداع إلى اإلبتكار
إنتاج أفكار
تحويلها إلى منتج
من الشكل أعاله يتضح أن اإلبداع هو القدرة على إنتاج أفكار جديدة ،أما االختراع هو تحويل هذه األفكار
إلى منتج وتجسيدها ،ويصبح ابتكا ار بمجرد وصول هذا المنتج إلى السوق.
12
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
ويختلف االبتكار عن االختراع ،حيث يعني هذا األخير إيجاد أو التوصل إلى شيء جديد لم يكن موجودا،
أو هو وقوع أول فكرة لعملية أو منتج أو إيجاد شيء له وجود مادي ملموس واستخدام محدد ،وهو أكثر ارتباطا
بتجسيد االبتكار ،أي أن التركيز هنا على الشيء المبتكر ال على الفكرة الجديدة أو الممارسة الجديدة( ،)3وفي
نفس االتجاه يتم التفريق بين االبتكار واالختراع واإلبداع على أساس أن "االبتكار هو العملية الذي يحول من
خاللها فكرة جديدة إلى عمل ملموس ،أما االختراع فهو خلق فكرة وتطويرها وعملها في الواقع ،وبالتالي نجد
اإلبداع هي أول خطوة في عملية االختراع ،فاإلبداع يولد عدد من األفكار الجديدة لنختار واحدة منها" (.)4
أما Albertiفيعرف االبتكار على انه " نتيجة عملية تسمح لنا بتحويل فكرة إلى منتج أو خدمة قابلة
للتداول التجاري ،فهو التجسيد الملموس لالختراع أو فكرة جديدة ،عكس االختراع ،فاالبتكار يتضمن القبول
االجتماعي من قبل مستعمليه "( )5و لهذا فان االختراع ال يكون بالضرورة مفيدا ،بينما االبتكار يجب أن يتميز
باالستعمال.
وهذا ما يؤكده كل من Stieglerبقوله "أن االبتكار هو قدرة المؤسسة على إيجاد معرفة اختراعية ذات منفعة
اجتماعية " (6)،و(( 7))Utterback,1971الذي يعتبر أن االبتكار هو االختراع الذي تم تقديمه إلى السوق في حالة
وجود منتج جديد أو االستخدام األول في عملية اإلنتاج وذلك في حالة ابتكار العملية .كما يقدم
( )7رفاعي ممدوح عبد العزيز :)2012( ،استراتيجيات االبتكار ،طريق اإلدارة نحو االبتكار الجذري ،المؤتمر العلمي األول بعنوان دعم
وتنمية المشروعات الصغيرة بعنوان" استراتيجيات االبتكار ،يومي 12-11مارس ،كلية التجارة ،جامعة عين شمس ،القاهرة ،مصر ،ص
.04
13
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
()1
تميي از اقتصاديا بين االختراع واالبتكار ،مشي ار إلى أن االختراع يعمل على التأثيرات الفنية ()F.M.Scherer
في توليد الفكرة الجديدة حيث الموارد غير الملموسة ( الوقت ،ومضة العبقرية والتقدم الكلي في العلم) تكون أكثر
أهمية في ضمان تحقيقه ،أما االبتكار فإنه يحقق التأثيرات االقتصادية وتكون الموارد المادية والبشرية
وتخصيصها لحل المشكالت الفنية والتجربة والخطأ هي العناصر األساسية في نقل الفكرة إلى المنتج الجديد.
يترجم البعض كلمة ( )Innovationبالتجديد كما في ترجمة كتاب بيتر دراكر( Innovation and
)Entrepreneurshipوالذي تُْرِجم ( التجديد والمقاولة) ،فالتجديد يعني إعادة القيمة الجمالية واإلستخدامية للشيء
إلى ما كانت عليه ،وقد يصاحب التجديد تطوير وتحديث بإدخال إضافات على الشيء تعيد له القيمة الجمالية
أو اإلستخدامية وتجعله يساير الوقت الحالي أما اإلبتكار فهو أشمل من ذلك(.)2
كما أنه من الضروري التمييز بين اإلبتكار والتغيير ،فهذا األخير هو أي بديل للوضع الراهن ،أما اإلبتكار
هو النوع األكثر تخصصا للتغيير ،وعليه فجميع اإلبتكارات تشير للتغيير ،ولكن ليس جميع التغييرات ابتكارات،
بإعتبار أن التغييرات يمكن أن ال تتطلب أفكا ار جديدة أو تقود إلى تحسينات هامة (.)3
ويعتبر التمييز بين االبتكار ونشاط البحث والتطوير أم ار ضروريا ،حيث أن هذا األخير يمثل مرحلة واحدة
وهذا ما تم توضيحه ِم ْن ِقَب ْل منظمة التعاون والتنمية االقتصادية لالبتكار على انه " مجموع ) )
من االبتكار
الخطوات العلمية والفنية والتجارية والمالية الالزمة لنجاح تطوير وتسويق منتجات صناعية جديدة أو محسنة،
واالستخدام التجاري ألساليب وعمليات أو معدات جديدة أو محسنة ،أو إدخال طريقة جديدة في الخدمة
االجتماعية وليس البحث والتطوير إال خطوة واحدة من هذه الخطوات " (.)4
( )1نجم عبود نجم :)2007( ،إدارة االبتكار ،المفاهيم ،الخصائص والتجارب الحديثة ،مرجع سبق ذكره ،ص .17
( )2سيد قنديل عالء محمد ،مرجع سبق ذكره ،ص .124
( )3الصرن رعد ،إدارة اإلبداع واالبتكار ،األسس التكنولوجية وطرائق التطبيق ،مرجع سبق ذكره ،ص .91
( )سيتم تحليله في الفصل الرابع.
( )4جواد نبيل :)2006( ،إدارة وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،المؤسسة الجامعية للدراسات" ،مجد" :بيروت ،لبنان ،ص .182
14
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
- 4أهمية االبتكار:
يعتبر االبتكار عملية حاسمة في بقاء شركات األعمال في ظل اقتصاد المعرفة واالقتصاد الرقمي ،وقد
ازداد التركيز عليه إلى درجة إعداد تقرير إجباري سنوي يتضمن معلومات مفصلة عنه في كل دولة من دول
( ،)1وأصبحت الدول والمؤسسات تعي OCDE أوروبا وأمريكا واليابان وغيرها من الدول المتقدمة تصدره منظمة
بان فوائد اإلبداع واالبتكار هي أكثر بكثير من تكلفته .فعند نجاح االبتكار يحقق للشركة مرك از احتكاريا مؤقتا
يمكنها من الحصول على األرباح العالية غير االعتيادية قصيرة األجل .كما ُي َم ِّكن المنظمة من إيجاد فرص
جديدة للبيع في أسواق جديدة ،وذلك يؤدي إلى زيادة حجم المبيعات ومن ثم زيادة الربحية.
إن التمييز في السلع والخدمات المقدمة والذي تحققه المنظمة من جراء قيامها باالبتكار يمكن أن يحميها من
منافسيها لدرجة خلق نوع من الوالء للعالمة من قبل الزبائن حيال منتجاتها .
وقد أولت الجامعات في مختلف بالد العالم موضوع االبتكار أهمية خاصة إلى درجة تخصيص مواد دراسية
في مختلف االختصاصات لتنمية اإلبداع والقدرات اإلبداعية وكيفية تجسيد ما يتوصل إليه البحث بشكل منتجات
مفيدة ،كما ال يخفى دور االبتكار في توفير أموال طائلة للدول سواءا كان في شكل تصدير لهذه االبتكارات أو
توفير بدائل لمنتجات أو تجهيزات تشتريها بعمالت صعبة.
()1العامري صالح مهدي ،اإلبداع التكنولوجي :قاعدة المنافسة األساسية للشركات الكبرى ،الجريدة االقتصادية اإللكترونية ،العدد ،4631
تاريخ التصفح.2015/01/06 ،
( )2نجم عبود نجم :)2008 (،إدارة المعرفة -المفاهيم واالستراتيجيات والعمليات ،الطبعة ،2مؤسسة الوراق :عمان ،األردن ،ص . 149
15
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
ان الجديد الذي يأتي به االبتكار ليس له شكل واحد وال مدى واحد وال أسلوب واحد للتشكل والتطور ،لهذا
فان تفسير االبتكار وتوصيفه عادة ما يكون من خالل نظريات ونماذج عديدة يمكن ان تعرج على حاالته
المختلفة ،كما أن الختالف المدارس واالتجاهات التي ينتمي اليها الباحثون االثر الكبير في تعدد واختالف
النماذج في ميدان االبداع واالبتكار كما يلي:
() 1
B. waterman and T.peters -1نظرية ووترمان وبيترز والبحث عن التفوق:
يخلص بيترز ووترمان في كتابهما بعنوان " البحث عن التفوق" بعد دراسة تحليلية لمجموعة من المنظمات
المتفوقة الى القول بان القيم والمبادئ المشتركة للمنظمات المتفوقة التي تتسم بدرجة عالية من االبتكار واالبداع
تتمثل في :
الرغبة والتحفيز لإلنجاز واعطاء االسبقية دائما للفعل والشروع في االداء اكثر من مجرد انفاق الكثير
من الوقت في التحليل وفي االجتماعات والتقارير التفصيلية للجان.
تنمية ا لعالقات والصالت مع المستفيدين من الخدمة أو الراغبين في السلعة المقدمة من المنظمة
للتعرف عليهم واالستفادة من اقتراحاتهم.
اعطاء استقاللية للوحدات واالقسام بما يشجعها على التفكير المقل واالبداع ويحفزها لمنافسة الوحدات
واالقسام االخرى في االداء المتميز.
تأصيل مفهوم االنتاجية وتحقيقها بتنمية قدرات جميع العاملين وتعميق المبادئ التي تجعل كل فرد يقدم
أفضل قدراته وجهوده ،علما بانه مشارك في كل النتائج االيجابية المترتبة على تفوق المنظمة.
تبسيط المستويات االدارية باالعتماد على القليل منها ،وان يكون الميل بصورة دائمة للحد من الوظائف
القيادية.
تنمية وتطوير بيئة تنظيمية تؤمن االنتماء للقيم الرئيسية للمنظمة ،وتحقق في ذات الوقت المرونة
المطلوبة والمحددة.
استمرار المنظمة في تقديم السلع أو الخدمات التي اثبتت فيها القدرة والتميز ،والحد من التوسع في
مجاالت ليس للمنظمة بها معرفة او خبرة.
( ) الصرن رعد ،إدارة اإلبداع واالبتكار -األسس التكنولوجية وطرائق التطبيق ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.42-38
1
16
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
أن تظل القيادات التنفيذية للمنظمة ذات صلة دائمة ومتصلة بالنشاطات الرئيسية للتعرف على مدى
تطابق النشاطات مع القيم والمبادئ التي تعمل وفقها المنظمة.
()1
-2نظرية كليفورد وكافيني واالداء الظافرR .Cavangh and D.Clifford :
توصل كليفورد وكافيني في دراستهما عن االداء الظافر الى ان المنظمات الصغيرة المتميزة ذات القدرات
االبداعية واالبتكارية العالية تتصف بسمات متعددة تميز بيئتها التنظيمية وهي:
وضع وتطوير رسالة محددة للمنظمة ومن الضروري ان تكون هذه الرسالة بمثابة القيم المشتركة
للعاملين؛
من الضروري ان يتركز االهتمام على المقومات والمكونات الجوهرية للعمل؛
ان يتم النظر الى المنهج البيروقراطي على انه عدو رئيسي؛
تحفيز جميع العاملين للتدريب والتجريب؛
تطوير وتعزيز العالقات الوثيقة مع المستفيدين من الخدمة أو الراغبين في السلعة وبالقدر الذي يجعل
جميع عمليات التطوير واالبتكار واالبداع جهودا موظفة لتحقيق رغبات المتعاملين مع المنظمة.
اعطاء اسبقية متميزة لتنمية وتطوير قدرات العاملين وحفزهم لألداء المتميز واالبداع فيه.
حسب ) )Torrington and Wieghmanهناك ثالث نماذج حول االبتكار(:)2
-1النموذج الفائق أو ما وراء النطاق المادي:
يقوم هذا النموذج على اساس أن االبتكار يعتمد على نمط خاص من االفراد هم المبتكرون العباقرة ،
وبالتالي فان على الشركات أن تبحث عن االفراد من بين هؤالء العباقرة الذين هم قادرون على التوصل الى
االبتكارات الجديدة أسرع وأفضل من غيرهم ( العباقرة غير مبتكرين) ،حتى توفر لهذه الفئة االخيرة ظروف
وموارد أفضل ،وحسب هذا النموذج فان هناك عددا قليال من االفراد في الشركة هم المبتكرون الذين يبحثون
ويقدمون النسبة االكبر من االفكار الجديدة واالبتكارية.
-2النموذج االلي:
يقوم هذا النموذج على أساس أن الحاجة هي ام االبتكار ،فاالبتكار يمكن أن يظهر بيسر أكبر عندما تكون
هناك مشكلة تواجه الشركة أو االفراد وتلح عليهم من أجل حلها .يقوم هذا النموذج على اساس وجود المشكلة
التي تدفع االفراد الى توجيه جهودهم الخاصة تلقائيا الى ابتكار ما يعالجون به هذه المشكلة.
1
( ) جلدة بطرس سليم ،منير عبوي زيد ،مرجع سبق ذكره ،ص .34
( ) نجم عبود نجم :) 2012 ( ،القيادة وادارة االبتكار ،ط ،1دار صفاء للنشر والتوزيع :عمان ،األردن ،ص ص .158-157
2
17
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
كما قام عدد من المفكرين والعلماء والكتاب بطرح مجموعة من االفكار التي اصبحت فيما بعد تسمى بنماذج
تعرف بأسماء مؤلفيها ،وقد قدمت هذه النماذج اراء ومعالجات مختلفة حول االبداع ،ويمكن تلخيص هذه النماذج
()1
: فيما يلي
18
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
االب داع ،كما يرى أن الحوافز لها تأثير ايجابي لتوليد االفكار واالقتراحات ،وحفز االخرين في المنظمة على
االسهامات االبداعية.
-4نموذج ( : (Harvey and Mill, 1970
انصب االهتمام والتركيز على وصف انواع المشاكل التي تواجهها المنظمات ،وانواع الحلول التي قد
تطبق ها من خالل ادراك المشكلة عن طريق ما تحتاجه من رد فعل لمواجهة المشاكل والمخاطر المحتمل حدوثها
مسبقا او لتفادي وقوع أي مشكلة قد تحدث في المستقبل ،أي تسعى المنظمة الستحضار حلول ابداعية لم يتم
استخدامها من قبل بهدف معالجة المشاكل التي قد تحدث بشكل استثنائي وغير اعتيادي من خالل تبني الهياكل
التنظيمية والميكانيكية والعضوية ،كما تناول هذا النموذج العوامل التي يمكن أن تؤثر في الحلول االبداعية مثل:
عمر وحجم المنظمة ،مستوى المنافسة ،مدى استخدام التكنولوجيا ،نمط االتصال المستخدم داخل المنظمة،
حيث يعتقدون أنه كلما زادت مثل تلك الضغوطات قاد ذلك المنظمة الى اعطاء االمر أكثر اهتمام بالجوانب
االبداعية من أجل الحد منها ومواجهتها.
-5نموذج ): ) Hage and Aiken ;1970
يتميز هذا النموذج بشموليته وتناوله للمراحل المختلفة للعملية االبداعية ،فضال عن العوامل المؤثرة فيه،
وفسرت العملية االبداعية على انها تغيير حاصل في برامج المنظمة وذلك عن طريق اضافة خدمات جديدة ،وقد
حدد هذا النموذج مراحل االبداع كاالتي:
مرحلة التقييم :هي المرحلة التي تقيم النظام ومدى تحقيقه ألهدافه.
مرحلة االعداد :هي المرحلة التي يتم من خاللها الحصول على المهارات الوظيفية الالزمة وكذلك توفير الدعم
المالي.
مرحلة التطبيق :وهي مرحلة البدء بإتمام االبداع.
الروتينية :اي سلوكيات ومعتقدات تنظيمية.
اما العوامل المؤثرة في االبداع التي تناولها هذا النموذج يتمثل في زيادة التخصصات المهنية وتنوعها ،المركزية،
الرسمية ،االنتاج ،الكفاءة والرضا عن العمل.
-6نموذج ) :)Zaltman et al ;1973اعتبر رواد هذا النموذج ان العملية االبداعية هي عملية جماعية
وليست فردية ،كما أنها تتكون من مرحلتين هما :
مرحلة البدء وتشمل مرحلة ثانوية لوعي المعرفة ،مرحلة ثانوية حول مراحل االبداع ،ومرحلة ثانوية لالبداع).
مرحلة التطبيق :وتشمل تطبيق تجريبي وتطبيق متواصل.
19
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
إن االبتكار ليس فعل معزول لمخترع خارق ،االبتكار ُيفَ َك ُر ِفيه ،االبتكار ُي َّس َي ُر ،االبتكار ُي َنظَّ ُم داخل كل
مؤسسة .كما أنه يمكن أن يأخذ أشكاال متعددة ،فنجد ابتكارات حسب الطبيعة (منتج ،خدمة ،عملية ،تنظيم) من
مصادر مختلفة (تقدم علمي ،تطورات تكنولوجية ،مؤشرات سوقية) أو حسب درجة التأثيرات المحدثة (تحسينات
أو ابتكارات جذرية).
قبل تحديد نماذج سيرورة االبتكار ،من الضروري اإلشارة إلى أهم خصائص وأسس االبتكار والمتمثلة
في:
أ -خصائص االبتكار :يتميز االبتكار بمجموعة من الخصائص تتمثل في:
االبتكار يولد ويبدع ثروات جديدة ،ويؤكد ذلك «Bonnaureاالبتكار هو فن تحويل المعارف إلى ثروات»
()1؛
االبتكار يعني التمايز( :)2أي اإلتيان بما هو مختلف عن المنافسين ،حيث ُينشئ شريحة سوقية من خالل
االستجابة المنفردة لحاجاتها عن طريق االبتكار؛
االبتكار يشتمل على عبارة ِ
الج َّدة؛
المخاطرة :تعتبر المخاطرة جوهر االستراتيجية االبتكارية ،وبالتالي المخاطرة في عمل منتجات لم يكن
المستهلك على دراية بالحاجة لها ،ومن ثم يجب أن يكون هناك توازن بين المخاطرة ( االبتكار ) واألمان؛
المنفعة والجاذبية والقبول :يجب أن يحقق االبتكار منفعة أو قيمة أو إضافة منفعة وقيمة جديدة عما
سبقه ،وأن يحظ ى بقبول الفرد دون أن يتعارض مع معتقدات وقيم واتجاهات المجتمع .كما أن التغيير الذي
ينتجه االبتكار يجب أن يكون مقبول من طرف نظام القيمة لألفراد المعنيين؛
التزامنية :اختيار الوقت المناسب لتقديم المنتج االبتكاري.
ب -أسس االبتكار :يتوقف االبتكار على ثالث عوامل أساسية وهي (:)3
اإلبداع :هو القدرة على إنتاج أشياء جديدة لمواجهة وضعية معينة.
القيمة :تعتبر قلب االبتكار ،خلق القيمة هي سبب وجود عملية االبتكار حيث تعرف على أنها النسبة بين
الرضا والمصادر المستعملة.
20
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
قيادة التغيير :إذ يتوقف االبتكار على مدى قبول ومالئمة الجديد من قبل القطاع المستهدف.
هذه الخصائص واألسس ساهمت في جعل االبتكار عملية " "Processusتتميز بالديناميكية والحركية ،وقد
اجمع كل من Marquis، Bouquetو Mayersعلى مفهوم يدل على حركية االبتكار " :االبتكار عملية
()1
شاملة تتضمن عمليات جزئية مترابطة داخليا وهي :عملية الدعم ،عملية التسيير وعملية التصميم »
توجد العديد من النماذج التسلسلية التي تحاول فهم وتنظيم سيرورة االبتكار ،أهمها نموذج Booz Allen
()2
خ َل مفاهيم االستراتيجية واألبعاد االقتصادية في سيرورة االبتكار ،نموذج Arnaud
،and Hamiltonالذي أ ْد َ
()3
والشكل التالي يبين ضح من خالل اقتراح تنظيم عملية االبتكار في خمس مراحل أساسية.
Groffالذي ُي َّو َ
ذلك :
يشتمل االبتكار على خلق القيمة للمؤسسة ،للقيام بهذا يجب التركيز على مساهمات اإلدارة والمساعدين،
كما يجب تعريف وتجزئة االستراتيجية مسبقا .إن اإلدارة تعاني دائما من عقم فرق االبتكار ،إذ أنه رغم وجود
مساهمات فكرية ،إال أن هذه األفكار ال تدخل ضمن رؤية اإلدارة ،وهذا يعود أساسا إلى غياب نشر ووضوح
21
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
-1بناء االبتكار :ويعتمد على بناء استراتيجية المؤسسة واستنباط استراتيجية االبتكار ،ربط االبتكار
بالمنظمة المالئمة واقتراح إدارة مالئمة.
-2إدراك إرادة االبتكار( :لماذا نبتكر) وتعتمد على طرح رسالة قوية لجذب المشاركين ،تحديد وسائل
االبتكار وتوجيه إدارة التغيير نحو ثقافة االبتكار.
-3معرفة وادارة األخطار المرتبطة باالبتكار.
يجب تركيز الجهود على تحليل قيمة المنتوج أو الخدمة أو التنظيم ،وذلك لتحديد النشاطات التي يمكن على
مستواها البحث عن الحلول اإلبداعية المستقبلية وتَ ْشتَ ِمل هذه المرحلة على:
-1تشجيع اإلدارة االستراتيجية لالبتكار :وذلك بالتوفيق بين توجهات اإلدارة واالستراتيجية ،كما يجب تحويل
وتوجيه التوجهات إلى نشاطات فعلية في مجال العمل وهذا يتطلب التحسين ،االختيار والتوفيق بين
الحاجة وامكانيات المؤسسة ،تحسين اليقظة الداخلية و الخارجية وتسيير المعارف.
-2إيجاد بؤر القيمة ،إنتاج الفرص وتنظيمها :وذلك باالعتماد على أدوات التحليل الوظيفي ،تحليل التكاليف
واستعمال المنتجات الحالية والمستقبلية.
المرحلة الثالثة :اإلبداع :اإلبداع أو القدرة على إنتاج الجديد في المجال المستهدف هو األساس الثاني
لالبتكار ،عادة يتم ربط اإلبداع فقط بالقدرة على إنتاج األفكار ،لَ ِك َّن عملية َ
الخْل ْق ال تعتمد فقط على إنتاج
ته ِمي ُشهُ َما وذلك كالتالي:
األفكار بل تعتمد كذلك على كفاء تين هامتين لطالما تم ْ
-1معرفة تحفيز اإلبداع :ويعتمد ذلك على معرفة التقاط جميع اإلبداعات ،تحسين اإلبداع بصورة يومية،
-2معرفة تنظيم اإلبداع :ويعتمد ذلك على معرفة التمييز بين اإلبداع واالبتكار ،معرفة ونشر المبادئ
األساسية لإلبداع وتوفير األجهزة واألدوات وتنظيم االبتكار.
المرحلة الرابعة :التصميم(الترجمة) :ال يمكن إيجاد االبتكار إال إذا تم تجسيده في الواقع ،يجب مواجهة االبتكار
بالواقع التقني وقيود االنجاز سواء بالنسبة لمنتج ملموس أو غير ملموس .فالتصميم عنصر ضروري لعملية
االبتكار ،وتشتمل هذه المرحلة على:
-1التحكم وضبط تطوير المنتج :من خالل الوعي بالعوامل الدالة للتطوير الفعال ومعرفة عملية التطوير
واألدوات التي تتطلبها وادخال أدوات التحكم في الجودة في تصميم المنتج.
-2إدراك منتجات تخلق قيمة :من خالل تحديد هندسة للمنتج بتكلفة مناسبة ،دمج الموردين في عملية التحويل،
يعتبر قبول المجتمع لالبتكار األساس الثاني لالبتكار ،وقد أُ ْه ِم َل هذا الجانب في الهندسة وفي الكثير
الءمتِ ِه لحاجات المستهلك المستهدف ويعتمد
وم َ
ِ
وج ْد ابتكار دون قُبوله ُ
ِ
من المجاالت التكنولوجية ،فال ُي ْمكن أن ُي َ
نجاح هذه المرحلة على ما يلي:
-1توقع وتقليل أخطار الرفض :من خالل تحسين االستجابة لحاجات المستهلك والفهم الجيد لخصائص
كل فرد باالعتماد على التخصصات الجديدة كعلم النفس ،التركيز على التسويق التشغيلي مع
المساعدين في التسويق االستراتيجي ووضع حواجز للتقليد ومنع دخول التابعين للسوق.
-2تحسين االبتكارات إلى حد أقصى من خالل التركيز على االبتكار في الجوانب التشغيلية والحرص
واالستعداد لمواجهة المشاكل.
23
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
قدمت تصنيفات عديدة لالبتكار حسب خصائص طبيعة مجال االبتكار أو دالالته المختلفة بوصفه ظاهرة
معقدة المضامين متعددة األبعاد ،فأول تصنيف لالبتكار اُ ْقتُِرَح من طرف الرائد جوزيف شومبيتر سنة1912
قسم شومبيتر االبتكار إلى خمس أشكال كما يلي (:)1
الذي أولى أهمية قصوى لالبتكار وعالقته بالتنمية ،وقد َّ
كما قدم باحثون آخرون أنواع مختلفة لالبتكار معتمدين في ذلك على مجموعة من المعايير و كانت أهمها:
صنِ ُ
ف ( )Berthon et alاالبتكارات بالعالقة مع التوجه نحو الزبون إلى أربعة أنواع (:)2 ُي َ
ابتكارات العزلة :وهي التي تطور في الشركة بدون عالقة مع الزبون ،ترتكز إستراتيجيتها على المحافظة على
ابتكارها الحالي ،كما تكون من الناحية التنظيمية بيروقراطية داخلية.
ابتكارات اإلتباع :تتبع االحتياجات الحالية في السوق باالعتماد على بحوث السوق ،ويتسم تطوير المنتجات في
هذا النوع من االبتكارات بأنه تدريجي ،واستراتيجية الشركة استِ َجابَِية كما تكون ذات ثقافة موجهة للزبون ،فهي
ِ
وجد في تطوير شركة مازدا( )Mazdaباعتماد بحوث السوق غير الرسمية. تَ ِّتبع السوق وال تُْنش ُؤهُ .وهذا ما ُي َ
ابتكارات التشكيل :هذه االبتكارات تقوم بإنشاء وتشكيل السوق ،حيث أن الزبائن فيها ال يكونوا واعين لحاجاتهم،
ف إلى ذلك فان استراتيجية الشركة حازمة في خيار تطوير المنتج يتسم بالوثبات واالنقطاع بين هذه الوثباتِ ،
ض ْ
التطوير خاصة وأنها موجهة للتكنولوجيا.
( 1 ) Cabagnols Alexandre,( 2000): les déterminants des types de comportements innovants et de leur persistance :
analyse évolutionniste et étude économique, thèse de doctorat non publié, Faculté de Sciences Économiques et de
Gestion, université louis lumière- Lyon 2, France, p 16 .
( )2نجم عبود نجم :) 2007 ( ،إدارة االبتكار ،المفاهيم و الخصائص و التجارب الحديثة ،مرجع سبق ذكره ،ص .110
24
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
الزبون ابتكارات التفاعل :يتحق ق هذا النوع من االبتكارات عبر التفاعل والعالقة بين التكنولوجيا والسوق
باالعتماد على المحاورة والتفاوض ،وتكون المعرفة بالسوق هي األصل االستراتيجي الرئيسي في الشركة ،ويكون
تطوير المنتجات واستراتيجية الشركة تشاركية ،كما يكون توجه الشركة وثقافتها تفاعلية ومرنة.
ب-حسب درجة التأثيرات المحدثة :يمكن التمييز بين نوعين من االبتكار حسب درجة التأثيرات التي يحدثها
االبتكار ،االبتكار الجذري واالبتكار التحسيني (التدريجي) حيث أن كال النوعين يمثالن مسارين متميزين أمام
الشركة من أجل النمو والتوسع واستدامة الميزة التنافسية.
االبتكار الجذري :هو عملية متكاملة العناصر من إنتاج ،تسويق وادارة إستراتيجية تؤدي إلى طرح سلعة أو خدمة
مختلفة جذريا عن تلك المعروفة في األسواق ( ،) 1بحيث يجعل استثمارات ضخمة ومع ِ
امل وخطوط إنتاجية ََ
ومنتجات كثيرة خارج االستخدام ،كما أن مصادر تحقيقه محدودة ،وال يتحقق إال في فترات زمنية طويلة
ومتباعدة.
فاالبتكار ال يكون جذريا إال اذا نجمت عنه سلعة أو خدمة تحقق بعض الشروط التالية(:)2
إشباع حاجة لدى المشترين لم يسبق إشباعها من قبل؛
إشباع حاجة قائمة لدى المشترين ،ولكن بفاعلية تزيد 5مرات عما عرفه هؤالء المشترون من قبل؛
تخفيض تكاليف اإلنتاج بنسبة ال تقل عن %30عما هو سائد لدى المنتجين المنافسين؛
تحقيق نجاح تسويقي وأرقام مبيعات تفوق المتوقع مرتين على األقل في الطرح األول ،أو أربعة
أضعاف المتوقع في الطرح الثاني.
إذا توافرت األربعة الشروط السابقة مجتمعة في إحدى السلع أو الخدمات المبتكرة ،استحقت لقب" االبتكار
الجذري" بجدارة ،ومن أمثلة االبتكار الجذري نجد :طرح قارئ أقراص ،CDتطوير الحاسب الشخصي مقارنة
بالحاسبات العمالقة واصدار الهواتف النقالة مقارنة بالهواتف السلكية.
( )1ليفر ريتشارد :(2001) ،اإلبتكار الجذري :كيف يمكن للشركات القائدة أن تتصدى للشركات الصاعدة ،خالصات كتب المدير ورجل
األعمال ،الشركة العربية لإلعالم العلمي(شعاع) :العدد ( ،)21ص.02
( )2المرجع نفسه
25
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
في فشل العديد من المؤسسات الكبرى ،وقد اعتمد في أبحاثه على المقاربة الشومبيترية حول االبتكار ،حيث أن
ظهور تكنولوجيا معينة يؤدي إلى تهميش تكنولوجيا قديمة وذلك بهدم الكفاءات العلمية والتقنية المكونة لها ،مما
يجعل قادة السوق َيعتَبِرون هذا المكسب العلمي كميزة استراتيجية ويتوجهون لتعزيزها في استثمارات ضخمة .ففي
االبتكار الجذري يكون هناك انقطاع في التكنولوجيا القديمة كما في التلكس لتَ ُحل محله تكنولوجيا مبتكرة جديدة
تماما كما في الفاكس لتحل محله تكنولوجيا ثالثة جديدة هي البريد االلكتروني ( .)E Mailفكلما تصاعد منتج
جديد يؤدي إلى إزاحة المنتج القديم ولن يغير من خروج هذا األخير إلى السوق إدخال التحسينات عليه ،وان
كانت هذه التحسينات تطيل ُع ْمره في السوق لفترة الستنفاذ كل إمكانياته بما فيها والء الزبون للمنتج القديم (.)2
مما سبق يمكن استنتاج الخصائص التالية لالبتكار الجذري:
يؤدي إلى انقطاعات تكنولوجية وبالتالي يعتبر مح ِّ
طما ألعمال واستثمارات كثيرة؛ َُ
تغيير موازين القوى في السوق وبالتالي اضطراب الحصص النسبية في السوق؛
يؤدي إلى تغييرات في الهيكل االقتصادي واإلجتماعي ،كما يعتبر محرك النمو االقتصادي.
يتطلب االبتكار الجذري استثمارات ضخمة وتصاحبه مخاطر جسيمة بعيدة المدى.
تدر نواتج االبتكار الجذري( المنتجات ،البراءات ،النماذج) عوائد مالية معتبرة.
رغم هذه الخصائص الهامة إال أن المؤسسة المتوجهة نحو االبتكار الجذري ستواجه مخاطر جمة أهمها ما يلي:
() 3
إلى أن االقتصاد االحتمال العالي للفشل بفعل المخاطرة وزيادة عدم التأكد ،حيث أشارت دراسة
األمريكي ُي ْنتِ ُج ما يقارب 10000منتجا جديدا كل سنة وأن %80منها تموت في مهدها أو مرحلتها
األولى ،وأن المتبقي %20من المنتجات الجديدة لم ي ْشتَمل إال على %5منها منتجات جديدة تمثل تقدما
تكنولوجيا ذا داللة وتلبي طلبا في السوق.
التكاليف العالية لالستثمار في مجال البحث والتطوير والتكنولوجيا والمعرفة (.)4
)1( Le Leorne Séverine, Blanco Sylvie (2009): Management de l’innovation, Pearson éducation : France, p 40 .
()2
نجم عبود نجم :)2007( ،إدارة االبتكار -المفاهيم والخصائص والتجارب ،مرجع سبق ذكره ،ص .170
()3
نجم عبود نجم :)2003( ،إدارة االبتكار -المفاهيم والخصائص والتجارب ،مرجع سبق ذكره ،ص .174
) )4ماليكية عامر :) 2012 ( ،واقع االبتكار في المؤسسة االقتصادية الجزائرية ـ دراسة ميدانية لحالة المؤسسة الوطنية للدهن بسوق أهراس ،مجلة العلوم
االنسانية العدد ( ،) 28 ̸ 27ص .121
26
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
مشكلة التقليد والمحاكاة التي تُؤدي إلى إضعاف القدرة التنافسية للمؤسسة(.)1
الفترة الزمنية الطويلة التي يتطلبها هذا النوع من االبتكار.
-االبتكار التدريجي :ويسمى كذلك التحسين المتواصل ،يقوم على إدخال تحسينات صغيرة نسبيا في المنتجات
والعمليات واإلجراءات التي تكون خصائصها التكنولوجية قد سبق تحسينها أو تحديثها ،كإضافة رقائق متطورة
في االلكترونيات ( ،)2وزيادة سعة المحرك في السيارات والدراجات البخارية تدريجيا مع كل إصدار جديد لنفس
الموديل مثل شركة تويوتا مما يساهم في تحسين الميزة التنافسية ،وقد يأخذ التحسين العديد من الصور كإزالة
كل أشكال التبذير والهَ ْدر في العملية اإلنتاجية أو إضافة مزايا جديدة للمنتج الحالي أو تطوير تصميمه أو
تحسين تعليبه واستخدامه.
يعتبر االبتكار التدريجي هو السبيل الوحيد للمؤسسات االقتصادية الجزائرية نادرة الموارد.
ويمكن التمييز بين نوعي االبتكار على أساس النتائج التقنية المحققة وحجم االستثمارات المتراكمة في البحث
والتطوير كما هو موضح في الشكل التالي:
))1
المرجع نفسه.
()2
جواد نبيل ،مرجع سبق ذكره ،ص 184
()3
ماليكية عامر ،واقع االبتكار في المؤسسة االقتصادية الجزائرية ـ دراسة ميدانية لحالة المؤسسة الوطنية للدهن بسوق أهراس ،مرجع سبق ذكره ،ص.122
(4 ) Patris Cécile, Valenduc Gérard, Warrant Françoise,) 2001 ( : L’innovation technologique au service du
développement durable, Rapport de synthèse, Centre de recherche Travail & Technologies, Fondation Travail-
Université asbl, Namur, Belgique, P 12
27
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
النتائج
التقنية
الحدود الطبيعية للتكنولوجية
االبتكار الجذري
االبتكارالتدريجي
التدريجياي
المصدر :دويس محمد الطيب :)2012( ،محاولة تشخيص وتقييم النظام الوطني لالبتكار في الجزائر خالل الفترة (،)2009-1996
أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم اإلقتصادية ،غير منشورة ،كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة ورقلة ،.ص .43
يظهر من الشكل أعاله أن االبتكار الجذري يحتاج إلى استثمارات أكبر بكثير من االبتكار التدريجي ،كما
انه يحقق نتائج تقنية عالية.
()1
أن االبتكار له اثر على مستويين ،على المستوى الكلي وقد اعتبر كل من ) ) Garcia et Cantalone
(الشعبة ،السوق ،العالم) في المجال التجاري والتقني ،وعلى المستوى الجزئي( المؤسسة واألفراد) في المجال
التجاري والتقني ،كما يحمل االبتكار الجذري ِ
الج َّدة على المستويين الجزئي والكلي ،وفي المجالين التجاري
والتقني ،في حين االبتكارات التدريجية لها اثر فقط على المستوى الجزئي.
(،)2
يمكن تقسيم االبتكارات إلى 4أنواع: وحسب Dominique Millet
)1( Boly Vincent, (2008) : Ingénierie de l’innovation, organisation et méthodologies des entreprises innovantes,
2EME édition, Lavoisier : Paris, France., p 55.
2
( )Groff Arnaud, op, cit, pp 15-20.
28
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
هذه االبتكارات تتميز بطابعها االبتكاري من ُو ْجهَة نظر تسويقية من جهة ،ومن ُو ْجهَة نظر تكنولوجية من
جهة أخرى والشكل التالي يوضح ذلك:
ابتكارات
تسويقية
ابتكار شامل ابتكار متقطع
ابتكارات تقنية
أ-االبتكار التراكمي :يسمى أيضا باالبتكار التحسيني ،ويتمثل في إجراء تعديالت مستمرة على المنتج أو الخدمة
الموجودة ،وبما أن هذا النوع من االبتكار ال يتطلب تغييرات أساسية على مستوى المؤسسة وبالتالي فهو ال يخلق
تغييرات عميقة في السوق ،ومن ناحية استراتيجية فالمؤسسات تلجأ لهذا النوع من االبتكار للمحافظة على تقدمها
التكنولوجي على منافسيها.
ب-االبتكار الهندسي :يتكون المنتوج من مجموعة أجزاء تطبيقية والتي تتكون بدورها من وحدات تقنية تسمى
األنظمة الجزئية ،هاته األخيرة مرتبطة ببعضها البعض حيث أن منتجات نظام جزئي معينة هي مخرجات نظام
جزئي آخر وتعمل في إطار النظام الكلي .يتضمن القيام باالبتكار الهندسي تعديل ترتيب قواعد جمع األنظمة
الجزئية التقنية ،تعديل الروابط وتعديل التداخل بين األجزاء التقنية.
ج-االبتكار الشامل :هو الجمع بين عدة منتجات تؤدي وظائف مختلفة في منتوج واحد مثال:
د-االبتكار المتقطع :يتطلب كفاءة تكنولوجية عالية ومعرفة كاملة بالسوق ،يتميز بدرجة خطورة أكبر ألنه يعتمد
على قفزات تكنولوجية وبالتالي فهو يعدل المعالم التكنولوجية ومعالم السوق معا.
29
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
وفي نفس االتجاه يقسم الكاتبان" "Geroski et Marksidesفي كتابهما " "Fast secondاالبتكار إلى أربعة
أنواع باالعتماد على بعدين :األثر التسويقي الذي يوضح أثر االبتكار على عادات وسلوكات المستهلكين،
واألثر التكنولوجي الذي يتعلق بتأثير االبتكار على التكنولوجيا المحصلة وعلى الكفاءات الضرورية لتبنيها (.)1
أثر تسويقي
صغير
كبير
Source : Benoit-Cervantes Géraldine, (2008): la boite outils de l’innovation, Dunod : Paris, France, p 66.
االبتكار التراكمي :ال يؤدي إلى اضطراب عادات الزبائن وال كفاءات المؤسسة الالزمة من الناحية التكنولوجية
على سبيل المثال ،تطوير محرك سيارة أقل استهالك للطاقة.
(1) Benoit-Cervantes Géraldine,(2008): la boite outils de l’innovation, Dunod : Paris, France, p 67 .
30
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
االبتكار االستراتيجي :يتميز بقفزة تكنولوجية وأقل تأثير على الزبون ،وهذا يؤدي إلى تغيير في تنظيم المؤسسة،
يبين قصور تنظيم المؤسسة ويعدل المعارف الضرورية مثال :التلفاز بشاشة مسطحة ظاهر بتصميمات وأشكال
متنوعة ( )LCD, plasmaنتيجة التطور المستمر للتكنولوجيا وهذا دون تغيير الزبائن لطريقة استعمالهم للتلفاز.
االبتكار الرئيسي :يركز على الجمع بين الوظائف وتقديم خدمة مشتركة لها تأثير كبير على الزبائن دون التأثير
على األساليب التكنولوجية التي تستخدمها المنظمات كتقديم الخدمة البنكية عبر االنترنيت.
االبتكار المتقطع :له تأثير كبير على التكنولوجيا المستخدمة من قبل المنظمات وتأثير كبير على الزبون سواء
بطرح استعماالت جديدة أو وظائف غير منتظرة ،وفي حالة نجاح هذا االبتكار يعود على المنظمة بأرباح كبيرة.
-االبتكار التكنولوجي :يمكن تعريفه على أنه كل جديد أو كل تحسين صغير أو كبير في المنتجات وأساليب
اإلنتاج الذي يحصل بمجهود فردي أو جماعي ،والذي يثبت نجاحه من الناحية الفنية أو التكنولوجية وكذلك
حسب المجلس االستشاري المركزي للعلوم والتكنولوجيا فيها يتعلق باالبتكارات ،أن أي بلد يرتبط بالتجارة
31
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
() 1
أن االبتكار التكنولوجي هو نتيجة تكمن في إنتاج كما أكد كل من ()Broustail et Fréry ,1993
والمالية والتجارية ،بما فيها االستثمارات في المعرفة الجديدة ،والتي تكون ُم ِعدة لتقود إلى تنفيذ العمليات
والمنتجات الجديدة والمحسنة من الناحية التقنية .وهو ما يتفق مع تعريف ")3(OCDEبأن االبتكارات التكنولوجية
تُ َغطِّ ي المنتجات الجديدة واألساليب الفنية الجديدة ،وأيضا التغييرات التكنولوجية المهمة للمنتجات ولألساليب
الفنية ،ويكتمل االبتكار التكنولوجي عندما يتم إدخاله للسوق (ابتكار المنتج) أو استعماله في أساليب اإلنتاج
(ابتكار العمليات) ،وعليه فاالبتكارات التكنولوجية تؤدي إلى تدخل كل أشكال النشاطات العلمية ،التكنولوجية،
التنظيمية ،المالية والتجارية ".
يتضح من التعاريف السابقة أن االبتكار التكنولوجي يمس مجال جد حساس بالنسبة للمؤسسة ،ألنه
يتعلق مباشرة بمجموع خصائص المنتج ألمطروح في السوق.
بالنسبة لتعريف محمد السعيد أوكيل لالبتكار التكنولوجي ال يخرج عن إطار المفاهيم السابقة حيث
يعتبره " تلك العملية التي تستلزم كل ما هو جديد والتي تمس األنواع المختلفة (تجهيزات ،آالت ،مواد أولية)
وكذلك أساليب اإلنتاج"(.)4
مستخدما مصطلح اإلبداع التقني كمرادف () 5 ويرى غسان قاسم َّ
الالمي في كتابه إدارة التكنولوجيا
لالبتكار التكنولوجي أن هذا األخير يركز على المكونات التشغيلية للعملية اإلنتاجية وما تتضمنه من معدات
وقواعد وطرق العمليات المستخدمة للحصول على سلعة أو خدمة ،فهو يشتمل على ابتكار المنتج ،العملية سواء
كان تحسينا مستم ار أو جذريا.
32
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
أما عالء محمد سيد قنديل يطلق على االبتكار التكنولوجي مصطلح االبتكار الفني ويرى أن "
االبتكارات الفنية تحدث في النظام الفني للمنظمة وترتبط بالعمل الرئيس ،ويمكن أن تكون االبتكارات الفنية
بمثابة تنفيذ لمنتج أو خدمة جديدة ،أو تقديم أنشطة أو خطوات جديدة إلى نظم اإلنتاج أو الخدمة في المؤسسة،
()1
فاالبتكار الفني ُيعتبر وسيلة للتغيير وتحسين أداء النظام الفني"
ويعتبر االبتكار التكنولوجي في مجموعة "" :"Société Généraleأحد الوسائل األساسية للحصول على ميزة
تنافسية وذلك لتلبية حاجات السوق ،نبتكر بمعنى خلق منتجات جديدة ،تطوير منتجات حالية مع ُم ْثلَ ِوَية أنظمة
اإلنتاج ،وتبني التكنولوجيات األخيرة الناتجة عن البحث األساسي كأهم قسم للبحث والتطوير"( .)2يظهر من
التعريف السابق أن " "Société Généraleتعتبر البحث والتطوير المغذي األساسي لالبتكارات التكنولوجية
()3
وتُسَّطر الشركة األهداف االبتكارية التالية :
-إذا لم يبتكر البنك فإنه سوف يموت؛
-يجب أن يكون البنك في مرحلة متقدمة عن منافسيه؛
-يجب أن تكون ابتكارات المنظمة عند حسن ظن الزبائن.
وفي دراسة أجرتها OCDEعلى االبتكارات التكنولوجية في 1991عرفته على أنه " عملية متكررة تبدأ
بتصور وادراك الفرصة في سوق جديد أو خدمة جديدة من أجل اختراع تكنولوجي ،هذه العملية تؤدي إلى القيام
بنشاطات التطوير ،اإلنتاج والتسويق والتي تحقق نجاح تجاري لهذا االختراع "( .)4ومن وجهة نظر تسويقية يرى
()
هو عملية تقديم منتج حالي أو تقديم منتج جديد ،أو تصميم عملية إنتاجية جديدة العبيدي()5أن" اإلبداع التقني
أو تحسين عملية إنتاجية قائمة ،وذلك إلشباع حاجات الزبائن (الضيوف) ورغباتهم ،فضال عن إيجاد الفرص
الجديدة لجذب الزبائن والتكيف مع متطلبات األسواق ،وزيادة قدرة المنظمة على المنافسة في األسواق مما يؤدي
ف من خالل أنو ِ
اعه األربعة، إلى نمو وبقاء وتطور المنظمة " .حسب هذا التعريف فاالبتكار التكنولوجي ُيع ََّر ُ
() 6
الذي يترجم كلمة ) ( Innovationإلى مصطلح اإلبداع وبالتالي يعرف وهذا ما يؤكده صالح العامري
االبتكار التكنولوجي على انه يع ني واحدا من أربعة عناصر :تقديم منتج (سلعة أو خدمة) جديدا تماما للسوق أو
( )1سيد قنديل عالء محمد ،مرجع سبق ذكره ،ص .123
2
( ) L'hotellier Jean-Christophe, Revault Sébastien, (2012) : innovation technologique, management stratégique,
colloque esiea , société générale ,corporate and investment banking, 13 Mars, p 20.
(3)IDEM
(4)OCDE (1991): the nature of innovation and the Evolution of the productive system, technologie and productivity -
the challenge for Economic Policy, Paris, OCDE p p 303-314.
) )5محمد حسين يسرى :) 2010( ،عالقة اإلبداع التقني برضا الزبون ،مجلة اإلدارة واالقتصاد ،العدد ( ،)81ص .129
) َ (يستخدم المؤلف كلمتي ابداع وابتكار كمترافتين.
()6العامري صالح مهدي :المشاريع الصغيرة مصدرهم لإلبداع التكنولوجي ،الجريدة االقتصادية االلكترونية ،العدد( .)4491
33
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
تحسين المنتجات الموجودة حاليا وتحويرها ،وكذلك ابتكار عمليات وأساليب إنتاجية جديدة أو تحسين وتحوير
العمليات واألساليب اإلنتاجية المستخدمة حاليا.
-1االبتكار التكنولوجي للمنتج:
يقصد باالبتكار التكنولوجي للمنتج ،التداول التجاري لمنتج أكثر فعالية ،بهدف تزويد المستهلك
()2 ()1
أن ابتكار المنتجات هي العملية التي تُ َجسِّد بخدمات جديدة أو محسنة .ويوضح ()lin and Chen,2006
الموارد والقدرات الموجودة بالشركة ،كما أن قدرة تطوير المنتج هو مصدر مستدام للميزة التنافسية لكثير من
الم َك ِّملة لبعضها البعض مع
المنظمات ،وأن التكامل المعرفي البتكار المنتج بين المنظمات هو تكامل األصول ُ
المعرفة لتطوير عملية التوجه بالسوق للمنتجات الجديدة من خالل مشاركة المعلومات وعملية االتصال.
حسب محمد السعيد أوكيل( ،)3فإن ابتكار المنتجات هو القيام بتغييرات تتعلق بخصائص المنتج (جزئية أو
كلية) لتلبية الحاجات بطريقة جيدة.
ويتعلق االبتكار في المنتج بتصميم سلعة ،آلة ،جهاز ،ثروات ،منتجات أو خدمات ،والتي تكون جديدة أو
()4
محسنة على الصعيد التكنولوجي.
ويمكن تعريف إمكاني ة ابتكار المنتجات كمجموعة من محاور خلق القيمة الممكنة على طول دورة حياة
المنتج ،كما تعتمد إمكانية ابتكار المنتجات على نوع المنافسة الحالية والمحتملة ،مجموع المعارف ،الوسائل،
الثقافات ،...وتختلف من مؤسسة إلى أخرى (.)5
وحسب )6( Alexandre Cabagnolsيمكن تعريف ابتكارات المنتجات حسب ثالث محاور أساسية:
عرف ابتكار المنتجات بأنها االبتكارات المتعلقة بالسلع الموجهة لالستعمال( سواءا
التعريف اإلنتاجيُ :ي َّ
لالستهالك النهائي أو الوسيط ).
المنتجة في قطاع وتُستعمل في قطاع
َ عرف ابتكارات المنتج على أنها" االبتكارات
التعريف القطاعي :تُ َّ
آخر" ،وحسب هذا التعريف فان ابتكارات المنتج في قطاع السلع الرأسمالية يمكن أن تُشكل ابتكارات
ستع ِملة.
الم ْ
عملية بالنسبة للقطاعات ُ
34
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
التعريف على المستوى الجزئي :فان ابتكارات المنتج تشتمل على تقديم سلعة جديدة للزبونُ ،ي ْفتَرض
أنها تلبي حاجات غير متوقعة أو غير ُم ْشبعة أو الحاجات التي تم تلبيتها بطريقة ناقصة .
من التعاريف والمفاهيم السابقة يتضح أن ابتكار المنتجات ُي َّركز على تعريف المنتج من خالل بعدين :البعد
التقني وبعد الزبون.
( )1الموسوي عطية خلف ،بتول م م :)2009( ،تأثير اإلبداع التكنولوجي في تطوير منتجات الشركة ،دراسة حالة في الشركة العامة للصناعات الكهربائية،
مجلة اإلدارة واإلقتصاد -العدد( ،)78ص .73
(2) Cabagnols Alexandre, op, cit, p 21 .
(3)Soparnot Richard, Stevens Eric, (2007): Management de l’innovation, Dunod , Paris, France , p 19.
(4)Angelier Clarisse, Courouble Jeanne, ( 2012): Ces Créateurs d’entreprises innovantes , Quand doctorat se
conjugue avec entrepreneuriat, EyRolles : Paris, p 132 .
(5) Cabagnols Alexandre, op, cit, p 20.
(6) IDEM.
35
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
( )1
مركز تطوير على ابتكار العمليات هي العمليات التي تقوم بها مؤسسة ()Tétra pak
))
وأحسن مثال
العمليات الذي يقوم بمعالجة وتوفير شروط المواد الغذائية ،خاصة شروط حفظ حليب العلب
( .)conditionnement en continu du lait en briquesهذه المؤسسة تبذل مجهودات لتخفيض استهالك
المواد األولية والطاقة خالل عملية التصنيع والتوزيع ،بهدف تحسين جودة المنتوج وتخفيض تكاليف اإلنتاج،
علما أن ( )Tétra pakتحتوي على 11مركز للبحث والتطوير َيستثمر في مشاريع مختلفة في مختلف أنحاء
العالم لالستجابة لتوقعات الزبائن والتأقلم مع دينامكية السوق.
-االبتكار التنظيمي (اإلداري) :هو عملية االستغالل الناجح لألفكار الجديدة التي تزيد من كفاءة اإلدارة وكفاءة
()2
استخدام الموارد البشرية ،أي إدخال تغييرات على اإلدارة وتنظيم العمل وظروف العمل ومهارات القوة العاملة
ويشتمل االبتكار التنظيمي على(:)3
ويحدث االبتكار اإلداري في النظام االجتماعي واإلداري داخل المؤسسة ،فالنظام االجتماعي يشير إلى
العالقات بين األفراد الذين يتفاعلون معا من أجل تحقيق هدف أو مهمة معينة ،ويشتمل على القواعد واألدوار
واإلجراءات والهياكل المتعلقة بعملية االتصال والتبادل بين األفراد ،أما النظام اإلداري يشمل تنفيذ طريقة جديدة
لتعيين األفراد أو ممارسة سلطة أو تحفيز األفراد أو صناعة القرار أو التخطيط والتنظيم والتوجيه ورقابة
العاملين ،وعليه فاالبتكارات اإلدارية تتعلق باالبتكار في الوظائف اإلدارية وادارة الموارد البشرية (.)4
36
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
-االبتكار التسويقي( :)يقصد به وضع األفكار الجديدة موضع التطبيق الفعلي في الممارسات التسويقية"(.)1
وعليه فاالبتكار كلمة متعددة المعاني ،تعريفها يختلف حسب وجهات النظر وحسب السياق الذي تستخدم فيه
لكن المتفق عليه أن االبتكار َي ْشتَ ِمل على الجدة ،المخاطرة ،يحقق المنفعة والجاذبية فضال على انه يخلق قيمة،
فهو نتيجة ( منتج جديد ،خدمة جديدة ،عملية جديدة ،تكنولوجيا جديدة ،تنظيم جديد) ،كما انه سيرورة أي
مجموعة من المراحل تسمى سيرورة االبتكار ،لذلك يجب على المسير معرفة وبطريقة متزامنة :النتيجة المراد
الوصول إليها ،وتحديد الطريقة التي تؤدي إلى الوصول إلى هذه النتيجة.
37
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
إن المتطلب األول لالبتكار هو تحديد المدخل االستراتيجي لالبتكار واستعماالته ضمن إستراتيجية المنظمة،
حيث يجب أن يكون للمنظمة إستراتيجية لالبتكار تتمكن من خاللها من مواجهة التحديات في البيئة الخارجية
المتمثلة في اشتداد المنافسة وندرة الموارد فضال عن التغيرات العلمية والتكنولوجية األخرى.
تعرف إستراتيجية اإلبتكار بأنها " :اإلتجاه العام والمستقبلي في إبتكار المنتج أو إبتكار العملية اإلنتاجية،
والذي يت م تحديده بما يتالءم مع ما تتمتع به المؤسسة من إمكانيات وموارد بالشكل الذي يحقق أهدافها المتمثلة
في البقاء والنمو"(.)1
ويمكن تصنيف اإلستراتيجيات حسب االبتكار إلى:
أوال :مصفوفة النمو التكنولوجي :
إذا أ ُْد ِخ َل اإلبداع التكنولوجي كبعد جديد على مصفوفة النمو ل ( )Ansoffيتم االنتقال من الفضاء
الثنائي األبعاد المزدوج المركبة ( منتجات /خدمات ،سوق) إلى الفضاء ثالثي األبعاد ،حينها يصبح اإلبداع
التكنولوجي كمركبة ثالثة ( منتجات ،سوق ،إبداع تكنولوجي) وتتحول مصفوفة Ansoffفي ظل هذا اإلبداع
التكنولوجي إلى مصفوفة النمو ثالثية األبعاد والتي تتكون من 8استراتيجيات ،تمثل األربعة األولى منها
مصفوفة النمو للتحليل االستراتيجي ل ،Ansoffأما األربعة المتبقية وهي االستراتيجيات المعتمدة على اإلبداع
التكنولوجي الجديد وهذا ما يوضحه الشكل التالي :
( )1بلحدي سيد علي ،خالفي خالد ( :) 2007اإلبداع التكنولوجي كأداة لدعم تنافسية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة المعاصرة ،ورقة بحثية مقدمة إلى
الملتقى الدولي حول ":المقاولة واإلبداع في الدول النامية ،قسم علوم التسيير ،المنعقد يومي 13و 14نوفمبر ،معهد العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،
جامعة خميس مليانة ،المسيلة ،الجزائر ،ص .360
38
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
المصدر :بختي إبراهيم :)2002( ،تنمية وتطوي ر المنتجات والقيمة المضافة في االقتصاد الرقمي ،المؤتمر العلمي الدولي األول ،كلية العلوم االقتصادية
وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر ،الجزائر ،ص ص.9-6
يتكون الشكل أعاله من ثمانية مكعبات جزئية تمثل المكعبات األربعة في القاعدة ()4،3،2،1المصفوفة
التقليدية ،بينما تمثل المكعبات األربعة في القمة ( )8،7،6،5االستراتيجيات المعتمدة على اإلبداع التكنولوجي
الجديد ( .)1ويمكن توضيح كل مربع من مصفوفة النمو التكنولوجي وما يقابله من استراتيجية كما يلي:
-1إستراتيجية الالمباالة ( االختراق):
تنتج حالة الالمباالة عندما ال يؤثر اإلبداع التكنولوجي في السوق وال يؤثر أيضا في أنشطة الشركة
وكأن التجديد التكنولوجي لم يظهر أصال ،ولذلك تعتبر هذه االستراتيجية نقطة البداية للشركة ،تمثل هذه الحالة
في مصفوفة النمو التكنولوجي ( بالمربع رقم )1من الشكل (.)09
-2استراتيجية التكيف (تنمية المنتجات) :تَْنتُج هذه االستراتيجية عندما تُ ْج َب ُر الشركة على االتجاه نحو تنمية
منتجاتها أو نحو نشاط جديد أو نحو منتج جديد من طرف المحيط ،الن احتياجات السوق تأثرت باإلبداع
التكنولوجي الموجود ،تُ َمثَّل هذه الحالة في مصفوفة النمو التكنولوجي ( بالمربع رقم )2من الشكل (.)09
( )1بختي إبراهيم :)2002( ،دور االنترنت وتطبيقاته في مجال التسويق – دراسة حالة الجزائر -رسالة دكتوراه دولة غير منشورة ،كلية العلوم االقتصادية
وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر ،ص ص .56 -54
39
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
-3استراتيجية تنمية السوق :استراتيجية تنمية السوق يتم الحصول عليها عندما تُ ِ
وسع الشركة سوق تصريف
منتجاتها لتعظيم أرباحها ورفع حصتها وذلك بالبحث عن سوق جديد بنفس المنطقة الجغرافية أو خارجها عن
طريق التصدير ،تمثل هذه الحالة في مصفوفة النمو التكنولوجي ( بالمربع رقم )3من الشكل (.)09
-4استراتيجية التنوع في المنتجات :تظهر استراتيجية التنوع في المنتجات عند شروع الشركة في طرح منتجات
أو خدمات جديدة بسوق جديد يستخدم التكنولوجيا الموجودة ،تمثل هذه الحالة في مصفوفة النمو التكنولوجي
( بالمربع رقم )4من الشكل (.)09
-5استراتيجية األمثلية :تسعى هذه االستراتيجية إلى دفع الشركة إلى استغالل اإلبداع التكنولوجي في ظل
السوق الموجود من أجل تصريف منتجات أو خدماتها بصفة مثلى ،تمثل هذه الحالة في مصفوفة النمو
التكنولوجي ( بالمربع رقم )5من الشكل (.)09
-6استراتيجية التغيير :تنتج هذه االستراتيجية عن طرح خدمة أو سلعة جديدة في ظل السوق الموجود
(القائم) نتيجة ظهور اإلبداع التكنولوجي ،تمثل هذه الحالة في مصفوفة النمو التكنولوجي ( بالمربع رقم )6من
الشكل (.)09
-7استراتيجية التوسع :في هذه االستراتيجية تستغل الشركة اإلبداع التكنولوجي الجديد لتَُّو ِس َع من توزيع
منتجاتها أو خدماتها الموجودة في أسواق جديدة ،تمثل هذه الحالة في مصفوفة النمو التكنولوجي ( بالمربع رقم
)7من الشكل (.)09
-8استراتيجية التجديد :تنتج هذه االستراتيجية عند استغالل اإلبداع التكنولوجي الجديد في تنمية سلع أو
خدمات جديدة من أجل التوسع في األسواق أو االستيالء على سوق جديد ،تمثل هذه الحالة في مصفوفة النمو
التكنولوجي ( بالمربع رقم )8من الشكل (.)09
ثانيا:استراتيجيات االبتكار حسب المنتج :إن قرار المنتج الذي ستقوم الشركة بإنتاجه يعتبر ق ار ار استراتيجيا ،الن
هذا القرار يرتبط باختيار قطاع اإلنتاج وحجم المصنع ونمط اإلنتاج والتنظيم الداخلي ،ويترتب على قرار المنتج
غير المالئم تكلفة عالية وآثار طويلة األمد ،لهذا فالقرار يعتمد عادة على دراسات اقتصادية معمقة ،ويمكن
تحديد أربع استراتيجيات للمنتج حيث يتم االختيار من بينها حسب ظروف وامكانيات كل شركة وهذه
االستراتيجيات هي (:)1
( )1نجم عبود نجم ،القيادة وادارة االبتكار ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .154 -151
40
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
-1استراتيجية التغيير الجذري :تُ َّسمى كذلك باالستراتيجية الهجومية ،وتهدف هذه االستراتيجية إلى أن تكون
المنظمة هي األولى في مجالها في إدخال المنتجات الجديدة أو التكنولوجيا الجديدة ،وهي األولى في تطوير
الجيل من المنتج الجديد باالعتماد على قدرتها التكنولوجية ومن ثم الوصول أوال إلى السوق ،وتعتمد االستراتيجية
الهجومية على العناصر التالية :
-أن تكون الشركة القائدة دائمة البحث والتطوير مما يستلزم موارد كبيرة وقدرة على تحمل مخاطر كبيرة؛
-تعتمد على الهيمنة على السوق في مجالها باالعتماد على التكنولوجيا الجديدة التي تملكها.
-2استراتيجية التحسين الجوهري :هي استراتيجية دفاعية ،وألن االستراتيجية السابقة تحمل عدم تأكد وخطر
كبيرين وتكاليف عالية ،فالمنظمات تُفَ ِّ
ضل تبني وضعية دفاعية تمكنها من تجنب المخاطرة الناتجة من أن تكون
هي األولى في السوق .ولهذا تتبنى االستراتيجية الدفاعية عندما ال تكون لديها القدرة على التطوير واللحاق
بسرعة بالمنظمات القائدة ،وهذه االستراتيجية تتطلب قدرة ضئيلة في مجال البحث األساسي ،إال أنها تستلزم قدرة
تطوير كبيرة تمكنها من االستجابة السريعة.
-3استراتيجية التحسين الموجهة نحو التميز :وهي االستراتيجية الموجهة للتطبيقات والتي تعتمد على قدرة
الشركة على إدخال التعديالت على المنتج الحالي وتكييفه ليخدم قسما محدودا من السوق ،إن المنظمة التي تَتَِّبع
هذه االستراتيجية عادة هي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تدخل السوق في مرحلة نضوج المنتج ،لتقوم
بتوجيهه من خالل التحسين والتطوير نحو فئة معينة من السوق ،وهذه االستراتيجية تستلزم جهود ضئيلة في
البحث والتطوير مع جهد قوي وكثيف في هندسة اإلنتاج.
-4إستراتيجية اإلنتاج الفعال :هذه االستراتيجية تعتمد على كفاءة عالية في التصنيف والسيطرة على التكاليف،
فالمنافسة بالسعر والتوزيع الفعال يكونان أكثر أهمية في هذه االستراتيجية ،هذه األخيرة ال تتطلب جهود كبيرة
في البحث والتطوير ولكن بالمقابل تستلزم جهودا إنتاجية كبيرة وكفاءة عالية في السيطرة على اإلنتاج ،والواقع
أن هذه االستراتيجية قد ال تحمل تجديدا في منتجاتها المقدمة ،إال أنها ترتبط بالتجديد من جانب التعلم في إنتاج
المنتج الجديد الذي يكون قد بلغ ذروته في هذه المرحلة.
41
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
ب -استراتيجية جذب السوق :في هذه االستراتيجية يركز االبتكار على الزبون واحتياجاته ورغباته ،فابتكار
المنتج يتم باالعتماد أوال على السوق مع أقل قدر من االهتمام بالتكنولوجيا الموجودة وعمليات اإلنتاج .أي أن
حاجات الزبون هي األساس في عمليات االبتكار ،وتعتمد هذه االستراتيجية على المدخل التسويقي ،وفيها يكون
للجهد التسويقي ولبحوث التسويق وآلراء المستهلكين وللموزعين دو ار كبي ار في توجيه االبتكار واتجاهاته
المستقبلية.
ج -استراتيجية التفاعل الوظيفي :يتم االبتكار في المنتج من خالل التفاعل الوظيفي القائم على التعاون
والتنسيق والتكامل بين الوظائف المختلفة في المنظمة كاإلنتاج ،التصميم والتسويق .تهدف هذه االستراتيجية إلى
إيجاد رؤية وظيفية متبادلة بين مختلف الوظائف ،ورغم أنها األفضل إال أنها األصعب في التنفيذ بالنظر إلى
التنافس بين الوظائف المختلفة.
مما تقدم يتبين أن لكل استراتيجية ابتكارية مزايا وعيوب ومصادر قوة ونقاط ضعف وال يمكن للمنظمات
تحديد االستراتيجية المثلى لالبتكار بشكل مطلق ،وانما يمكن لكل منظمة تحديد االستراتيجية المالئمة حسب
ظروفها الداخلية والخارجية وامكاناتها وحجمها وطبيعة المجال الذي تعمل فيه ،مما يتطلب القيام بالتحليل
العميق للبيئة الداخلية والخارجية من أجل تحديد االستراتيجية المالئمة التي تحقق لها الميزة في السوق وتجعلها
من المنظمات األكثر ابتكار.
42
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
إن المحور الجوهري للمنظمات اإلبتكارية يقوم على تطويرها لبيئة تنظيمية تعمل على بلورة اإلتجاهات
اإلبتكارية في منهج فكري وعملي ،يعتمد على تبني نشاط البحث والتطوير ،حيث تشير العديد من األبحاث إلى
أن القسم األكبر من المؤسسات تعتبر البحث والتطوير كأهم مصدر من مصادر االبتكار باعتبارها مكون محوري
له .وسيتم في هذا الفصل التعرف على مصادر االبتكار والمتمثلة في البحث والتطوير ،الزبائن ،الموردين،
المنافسين والمؤسسات التكميلية ،الجامعات ومؤسسات البحث العمومي ،براءة االختراع ومصادر أخرى.
البحث األساسي :عمل تجريبي أو نظري يتم أساسا الكتساب َم ْعرفة جديدة على أسس الظواهر والحقائق الجديرة
بالمالحظة ،دون الوضع في االعتبار أي تطبيق معين.
البحث التطبيقي :هو تحقيق أصلي يتم الكتساب معرفة جديدة موجهة أساسا إلى مجال أو هدف عملي محدد.
التطوير التجريبي :هو عمل نظامي ُي ْب َنى على معرفة قائمة مكتسبة من البحث والخبرة العملية الموجهة إلى
إنتاج خدمات ومنتجات وآالت جديدة أو تركيب عمليات ونظم وخدمات جديدة ،ونحو تحسين تلك التي تم
إنتاجها أو تركيبها فعال.
( )1براون كريستو فريدريك فون :) 2000( ،حرب اإلبداع ،فن اإلدارة باألفكار ،ترجمة :إصدارات بميك ،مركز الخبرات المهنية لإلدارة :مصر ،ص
ص.25 -24
) (2المرجع نفسه.
43
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
-2اإلختيار بين القيام بمشاريع البحث والتطوير داخل المؤسسة أو االستعانة بمصادر خارجية:
التعقيد المستمر الذي تعرفه التكنولوجيا ودورة الحياة التي تتسارع ،يفرض على مسؤولي أقسام البحث
والتطوير اللجوء إلى البحث عن معارف موجودة خارج القسم ،هذا الخيار يعتمد أساسا على :طبيعة المعارف
)1 (Schiling Mellissa , Therin François, (2006): Gestion de l’innovation technologique, Maxima: Paris, p42.
)2 (Loilier Thomas, Tellier Albéric, (2013):Gestion de l’innovation, comprendre le processus d’innovation pour le
piloter , 2ème édition, EMS : Paris, France, p245.
)3 (IDEM, p246.
) (4
Boly Vincent(2008): op, cit, p190.
) (5
IDEM .
)6) Assielou N’Doli Guillaume, (2008):Evaluation des processus d’innovation, thèse non publié, présentée en vue de
l’obtention du titre de docteur de L’INPL ,Génie de systèmes industriels, Institut National polytechnique de Lorraine
INPL), Université Nancy-Université, France, p 91.
)* (القدرة على اإلمتصاص :قدرة المؤسسة على استيعاب واستعمال المعارف والمعلومات المحصل عليها من الخارج.
( )7
L oilier Thomas, Tellier Albéric, op, cit, p246.
44
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
المنتجة من جهة ،ومن جهة أخرى على مدى تحكم القسم في المعارف التي َي ْب َحث عنها ،وأيضا درجة مراقبة
التكنولوجيا المحصل عليها( .)1حيث ُيالحظ ميول قوي إلى اللجوء إلى االستعانة بمصادر خارجية للقيام بالبحث
في بعض القطاعات ،ففي القطاع الصيدالني في فرنسا انتقل البحث والتطوير الذي تم فيه االستعانة بمصادر
خارجية من %4في سنة 1996إلى %30سنة .)2(2000طبيعة المعارف التي ُي ْب َحث عنها تُسهل اختيار
الشراكة المحتملة ،وكذلك الحصول على معارف علمية أساسية يعتمد أساسا على الروابط القوية مع الجامعات
ومؤسسات البحث األساسي .وعلى العكس فإن المعارف المتعلقة بالدعائم التقنية ُيمكن شراؤها على شكل خدمة
من المؤسسات األخرى .ولتوضيح عملية االنتقال من التطوير التكنولوجي إلى التطبيقات الفعليةُ ،ي ْستدل
بمؤسسة ( )Sensitive Objectكمثال( ،)3أوال ُنعرف بمؤسسة CNRSالتي تعتبر مؤسسة عمومية للبحث تعمل
على اإلمضاء الصوتي لألشياء ،فعندما يتم ضرب جزء معين من شيء-ما -باألصبع -فإنه من الممكن
معرفة وبصورة دقيقة مكان الصدمة عن طريق وضع كاميرات صوت يتم إلصاقها على الواجهة ،ثم القيام
بمعالجة اإلشارة الصوتية الناتجة بمساعدة برنامج لإلعالم اآللي ،وبذلك يكون باإلمكان التحكم في الحاسوب
أو القاطعة على أي شيء أو واجهة .واعتمادا على هذه التكنولوجيا التي حصلت على براءة اإلختراع تم إنشاء
المنتَجة من طرف هذه التكنولوجيا .في البداية كانت
مؤسسة Sensitive Objectلتطوير واستغالل الحلول ْ
التطبيقات في مجال الطب حيث أن لوحة الكتابة ( )clavierللحاسوب صعبة التنظيف فهي تحتوي على جراثيم
عديدة ،بمساعدة هذه التكنولوجيا من الممكن تعويض لوحة الكتابة بواجهة مكتب ،نقوم بوضع الصقات عليها
تمثل مفاتيح اللوحة .هذه الطريقة تسمح بتحقيق تقدم كبير فيما يخص النظافة.
-3مصادر البحث والتطوير:
توجه االنتقادات عادة للمؤسسات التي تَستخدم مصادر خارجية لإلبتكار بدال من االستثمار في البحث
عوض البحث
األصلي .ولكن البحث التجريبي َي ْقترح بأن المصادر الخارجية للمعلومات تكون عادة تكميلية وال تَ ِّ
والتطوير الداخلي .ففي دراسة قامت بها رابطة المصنعين البريطانيين بينت بأن المؤسسات التي لها مراكز بحث
وتطوير خاصة بها كانت هي أيضا من اكبر المستعملين لشبكات التعاون الخارجي .كما أن القيام بالبحث
45
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
والتطوير الداخلي يساعد المؤسسة على تكوين القدرة على اإلمتصاص( .)1ويوضح الجدول التالي تصنيف من
طرف المؤسسات ألهم مصادر البحث والتطوير:
الجدول رقم ( :)01تصنيف من طرف المؤسسات ألهم المصادر للبحث والتطوير سنة 1999
يتضح من الجدول أعاله أنه توجد مصادر مشتركة يمكن االعتماد عليها خالل عملية البحث وخالل
عملية التطوير ،وتتمثل في البحث والتطوير الداخلي داخل األقسام ،البحث المركزي ،التكوين المستمر،
تحالفات /مؤسسات مشتركة.
المؤسسات تشكل عادة تحالفات مع الزبائن ،الموردين ،المؤسسات التكميلية(*) وأيضا مع المنافسين ،هؤالء
يمكن لهم توف ير فرص ابتكار للمؤسسة إذا ما أحسنت استغاللهم في العمل على مشروع إبتكار أو لتبادل
المعلومة من اجل ابتكار منتجات جديدة أو عمليات جديدة ،بعض التوجهات الكبرى تُؤيد هذه الفكرة ( السباق
()2
التعاون يمكن أن يكون على شكل تحالف ،موافقات نحو العملقة ،العولمة ،التطور السريع للتكنولوجيا .)...
1
( )Schiling Mellissa , Therin François, op, cit, p47.
)*)المؤسسات التكميلية :عبارة عن منظمات (أو أفراد) تقوم بإنتاج سلع وخدمات مكملة مثل :األفالم الموضوعة على DVDبالنسبة
لقارئ ،DVDصانعي األلعاب اإللكترونية مثل Nintendoأو sonyفإن مطوروا األلعاب هم مؤسسات تكميلية.
2
( )Loilier Thomas, Tellier Albéric, op, cit, p262.
46
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
على تراخيص ،عقود البحث والتطوير... ،المنظمات المشتركة يمكن أن تكون لها مصادر مشتركة (معارف أو
رأس المال) ويمكن لها أيضا أن تتقاسم الخطر الناجم عن مشروع تطوير منتج جديد .التعاون األكثر انتشا ار هو
التعاون بين المؤسسة وزبائنها ومورديها ومراكز البحث الجامعية المجاورة لها( .)1والجدول التالي يوضح ذلك.
الجدول رقم ( :)02التعاون بين المؤسسة والزبائن ،الموردين والجامعات
يبين الجدول أعاله أن المؤسسات اليابانية تَعتبر الزبائن كأهم مصدر لألفكار بالنسبة للمنتجات الجديدة،
تليها المؤسسات األوروبية ثم شمال أمريكا .في المقابل نجد المؤسسات األمريكية واألوروبية تميل أكثر إلى
التعاون مع الموردين لجلب األفكار الجديدة.
كما أن االستفسارات التي يطلبها الزبون حول المنتجات واالحتجاجات التي يقدمونها سواءا على مستوى نقاط
البيع والموزعين أو على مستوى المصالح المختصة بالمؤسسة ،يمكن أن توحي للمؤسسة ببعض األفكار التي
تؤدي بها إلى تحسين منتجاتها أو تطوير منتجات أخرى جديدة ،ويمكنها أيضا الحصول على األفكار من
()2
المنظمات الخاصة كجمعيات حماية المستهلكين والمنظمات المهنية .
المؤسسات يمكن لها أيضا التعاون مع المنافسين أو المؤسسات التكميلية ،ففي بعض القطاعات المؤسسات
تقوم بإنتاج عدد كبير من السلع حيث تكون التفرقة أو الخط الفاصل بين المنافسين والمؤسسات التكميلية صعب
التحديد Kodak .ينافس Fujiفي سوق آالت التصوير وفي نفس الوقت شريط األفالم ،ولكن أشرطة أفالم Fuji
يمكن لها أن تكون مكملة آلالت التصوير Kodakوالعكس ،وهذا ما يمكن أن يجعل العالقة بين المؤسسات ِجد
معقدة(.)3
47
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
ثالثا :الجامعات ،مؤسسات البحث العمومي ،المجالت المتخصصة واللقاءات والندوات العلمية :ومنها الوطنية
والجهوية وكذا الدولية وتقام عادة بصورة منتظمة كل سنة .احدى مزايا هذه الملتقيات تتمثل في امكانية المناقشة
المباشرة ،ومنه احتمال اثراء االفكار وتبادلها بأسرع وقت(.)1
هناك مصدر مهم لإلبتكار يأتي من مؤسسات البحث العمومية مثل الجامعات ،المخابر العمومية
والحاضنات) .(عدد معتبر من المؤسسات ُيبين أن البحث الذي تقوم به المنظمات العمومية والذي ليس له
أهداف ربحية َيسمح لهم بتطوير ابتكارات لم يكن بإمكانهم تطويرها بطريقة أخرى.
-1الجامعات:
للجامعات دور كبير في الصناعة ،حيث تتعلق بالمناقشات الحالية للتكنولوجيا الحيوية ،وهذا يجب أن يتم
بالعالقة والتعاون والدور المحتمل للجامعات في مساعدة الصناعات عن طريق البحوث المشتركة لفهم التطبيقات
المجتمعية األوسع لمثل هذه النشاطات التكنولوجية وتقييمها ( ،) 2فالكثير من الجامعات تشجع األساتذة على
البحث الذي ي ؤدي إلى اإلبتكارات المفيدة .عادة السياسة المتبعة في الجامعات والخاصة بالملكية الفكرية تتعلق
باإلبتكارات التي لها براءات اختراع وكذلك التي ليست لها براءات اختراع ،فالجامعة تملك حقوق تسويق
اإلبتكار ،إذا تم تسويق ابتكار بنجاح فالجامعة تتقاسم العوائد مع المبتكر الفردي وهذا لرفع نسبة البحث المؤدي
()3
لإلبتكارات التي يمكن تسويقها .العديد من الجامعات قاموا بتأسيس مكاتب التحويل التكنولوجي ( Bureaux de
،) transfert technologiqueففي الواليات المتحدة خلق مثل هذه المكاتب في الجامعات تَطَور بشكل سريع بعد
التصويت على قانون Bayh-Doleسنة ،1980هذا القانون سمح للجامعات بتجميع اإلتاوات على االختراعات
الممولة من طرف المواطنين (الذين يدفعون الضرائب) ،ألنه قبل هذا الحكومة الفد ارلية هي التي كانت تمتلك كل
الحقوق على اإلختراعات الممولة من طرفها ،أين كان رقم أعمال أنشطة التحويل التكنولوجي في الجامعات
ضعيف نسبيا مقارنة بميزانية البحث ،لكنه تطور بسرعة( .)4وأخي ار فالجامعات تساهم أيضا بصفة معتبرة في
اإلبتكار عن طريق نشر نتائج األبحاث المستعملة من طرف منظمات أو أشخاص.
48
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
-2البحث العمومي:
حكومات عدد كبير من المؤسسات يستثمرون فعليا في البحث عن طريق مختبراتهم الخاصة ،خلق
حاضنات تكنولوجية وتقديم الدعم المالي لهياكل البحث الخاصة والعمومية .فالحكومة األمريكية كانت الممول
الرئيسي للبحث والتطوير في سنوات الخمسينات والستينات من القرن الماضي ،حيث وصلت إلى نسبة %66.5
في ،1964هذه المساهمة انخفضت بشدة منذ ذلك الوقت .ففي سنة ،2002نفقات الحكومة األمريكية لم تُمثل
سوى %26.3من نفقات البحث والتطوير .هذا االنخفاض ناجم عن تطور سريع في تمويل البحث والتطوير من
طرف المؤسسات وليس تخفيض في المبالغ المنفقة .وفي سنة ،2000التمويل العمومي للبحث والتطوير بلغ
أعلى مستوى من ناحية القيمة المطلقة ب 69.6مليار دوالر ،في حين 180مليار دوالر تم إنفاقها من طرف
المؤسسات .وتجدر اإلشارة إلى أن حصة النفقات بالنسبة للمؤسسات في البحث والتطوير مقارنة مع النفقات
()1
العمومية تختلف بصفة معتبرة حسب الدول .
كما توجد طريقة أخرى للحكومات لدعم مجهودات البحث والتطوير في القطاع الخاص وكذلك العمومي
تتعلق بخلق حاضنات علمية( .)Incubateurs))فمنذ سنوات 1950الحكومات استثمرت بصورة فعالة في تطوير
الحاضنات العلمية من أجل ترقية التعاون بين الهياكل العمومية المحلية والوطنية ،الجامعات والمؤسسات .هذه
الحاضنات العلمية تتوفر على تنظيمات تم خلقها للمساعدة في تطوير المؤسسات الجديدة التي ال يمكن لها
الحصول على التمويالت المناسبة وال المساعدة التقنية .هذه الحاضنات تساعد على تجاوز النقائص الموجودة
في السوق عندما تكون هناك تكنولوجيا جديدة تمثل فائدة كامنة هامة للمؤسسة ولكن الربح المالي المباشر غير
ُمؤكد(.)2
-3المجالت المتخصصة في الفرع أو االختصاص :اذ تحتوي على مساهمات ومستجدات في الميدانين النظري
والتطبيقي ،ضمن مجاالت المعالجة التي تتبناها المجلة ،وفي كثير من تلك المجالت تنشر نماذج ،أشكال
وشروحات حول االبداعات واالختراعات التقنية(.)3
1
) )IDEM.
الحاضنات :هي عبارة عن مؤسسات تم وضعها خصيصا لدعم تطوير المؤسسات الجديدة التي ال تستطيع الحصول على نصائح أو تمويل.
(2)Schiling Mellissa , Therin François, op, cit, pp, 49-50.
( ) أوكيل محمد السعيد :)1994( ،اقتصاد وتسيير اإلبداع التكنولوجي ،ديوان المطبوعات الجامعية :الجزائر ،ص.58
3
49
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
-4اللقاءات والندوات العلمية :ومنها الوطنية والجهوية وكذا الدولية وتقام عادة بصورة منتظمة كل سنة .احدى
مزايا هذه الملتقيات تتمثل في امكانية المناقشة المباشرة ،ومنه احتمال اثراء االفكار وتبادلها بأسرع وقت(.)1
على مستوى البحث والتطوير بالسماح لهم بتقييم جيد إلمكانياتهم التكنولوجية ،كما أن نقل التكنولوجيات يكون
سهل عندما يتم وضعه على أساس براءات االختراع.
كما تعتبر براءة االختراع مصدر هام جدا للمعلومات ،األفكار والمعارف ،بما أنها عبارة عن وثائق تشرح
بالتفصيل موضوع االختراع والمعلومات المتعلقة بالمخترع ،ففي ذلك فائدة للجميع خاصة أصحاب
50
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
()1
االختصاص ،كما تعتبر وسيلة لنشر المعلومات عن المؤسسات ،عن تكنولوجيتها ،طموحاتها ،فهي تمثل أداة
في خدمة سياسة االتصال وذلك باستهداف 4نقاط :الشركاء الصناعيون ،الممولون ،الزبائن ،والمنافسين (.)2
51
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
المجتمع الذي تعمل فيه ،بينما تعتمد المؤسسات في المجتمعات النامية بصفة اساسية على المصادر
()1
الخارجية:
الشركات الصناعية الكبرى متعددة الجنسيات وما تنقله من تكنولوجيات حديثة وذلك من خالل ما تجلبه
معها من تجهيزات تكنولوجية متطورة ومنتجات وخبراء للدولة النامية.
حصول المؤسسات على براءات االختراع ،التراخيص والعالمات والخدمات التكنولوجية المتطورة من
الخارج
الشركات الصناعية الكبرى المتخصصة في تصنيع التكنولوجيا -الماكنات -حيث تعمل هذه الشركات
على فتح أسواق جديدة لها بالدول النامية لترويج منتجاتها.
المكاتب االستشارية ،باعتبارها مراكز اتصال بين الشركات المنتجة للتكنولوجيا وبين الدول التي تطلبه.
المراكز البحثية الفنية المتخصصة وهي التي تتخصص في اجراءات بحوثفنية متعمقة في مجال ما أو
صناعة منتج معين.
المنظمات الدولية حيث تقوم هذه االخيرة بتقديم معونات فنية في شكل خبرات ومنح العداد االطارات
الفنية المتخصصة في مجال معين.
الكتب والمراجع االجنبية التي يتم تداولها وتتضمن نتائج دراسات وابحاث معينة.
( ) زايدي عبد السالم :)2008 ( ،واقع االبداع التكنولوجي في المؤسسة الصناعية الجزائرية -دراسة حالة :مؤسسة صناعة الكوابل الكهربائية ،.الملتقى
1
العلمي الدولي حول المؤسسة االقتصادية الجزائرية واالبتكار في ظل االلفية الثالثة ،يومي 16و 17نوفمبر ،قالمة ،ص .58
52
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
53
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
إدارة االبتكار هي إيجاد نقطة التوازن بين عملية مهيكلة ومنظمة والتي تعتبر ضروررية لتسيير التعقد
وهيكلة مرنة ورخوة تسمح بتطوير األفكار( ،)1كما أنه ال يمكن تصور إمكانية االبتكار من قبل األفراد إال في
بيئة ابتكارية تعظم االبتكار وأصحابه.
اساليب وادوات ادارة االبداع واالبتكار تتكون من اسلوب عمل ومنهجية لجمع ومعالجة المعلومة المناسبة لعدم
الشك ،تجمع هذه االدوات بين مجموعة من المراحل ومبادئ للتفكير العقالني حيث تقدم سيرورات جماعية قابلة
لالستعمال بما فيه التكوينات التقنية الفردية ،كما أنها تسهل طريقة عمل المؤسسة في شكل فريق مشترك
وموحد ،حيث توجد العديد من األدوات واالساليب التي تستخدمها المنظمات لخلق االفكار ودعم االبتكار في
المنظمات ،وعلى متخذي القرار االختيار من بينها بما يتالءم مع المنظمة او المشروع وفي ما يلي عرض ألهم
الطرق المستخدمة في ادارة االبداع واالبتكار:
أوال :اسلوب العصف الذهني:
قدم ) )Alex Osborn, 1953اسلوب العصف الذهني ألول مرة ،ومنذ ذلك الحين وهو يستخدم في انواع
عديدة من المنظمات حول العالم ،للتعامل مع كثير من أنواع المهام والمشاكل .وهذا االسلوب مبني على أساس
ان احدى العقبات الرئيسية التي تقف دون نشأة االفكار االبداعية في المنظمات هي الخشية من التقييم والخوف
من تواجه الفكرة الجديدة بالسخرية أو بالعداء من جانب الزمالء أو الرؤساء(.)2
-1استبعاد النقد :في مرحلة توليد االفكار ،ال يسمح ألعضاء الجماعة بتوجيه االنتقادات لـأفكار االخرين،
مهما كانت درجة سخافة االفكار ،وذلك للفصل بين انتاج األفكار وتقييمها.
-2الترحيب باالنطالق :ينبغي تشجيع الناس على اطالق العنان لتخيالتهم بحرية تامة ،وال يجب اعتبار
فكرة معينة جامحة او غير عملية.
-3الرغبة في الكمية :يجب تشجيع أفراد الجماعة بشكل واضح بأن يطرحوا اقصى قدر من االفكار على
اساس ان الكم يأتي بالنوع.
54
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
-4الترحيب بعمل ت وليفات أو تحسينات بمعنى تشجيع االفراد على البناء على االفكار التي اقترحها أفراد
اخرين بالجماعة ،من خالل دمج عناصر تخص اثنين أو أكثر من األفكار التي سبق طرحها ،فهم غير
مقيدين بضرورة اقتراح أفكار تكون جديدة تماما خالل جلسة العمل.
تعتمد هذه الطريقة على تحديد البدائل ومناقشتها غيابيا في اجتماع أعضاء غير موجودين وجها لوجه وتمر
هذه الطريقة بالخطوات التالية(:)1
حسب هذا األسلوب ال يوجد نقاش فعلي وشفوي بين أفراد الجماعة بل يتم على الورق وفقا للخطوات
التالية(:)2
55
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
-6يقوم القائد بتجميع الرتب ألفراد الجماعة والبديل الذي يأخذ أكبر مجموع يكون هو أحسن بديل.
رابعا :نظرية ادوارد دي بونو Edward de Bonoوالتفكير االبداعي( اسلوب القبعات الستة):
يسمى أسلوب دي بونو في التفكير االبداعي أو طريقته المبتكرة للتفكير باسم القبعات الست ،حيث يعتمد
هذا االسلوب على مواقف عقلية تساعد صناع القرار على القيام بما يسمى بالتفكير المتوازي ،اي أن الجميع
يفكرون بطريقة واحدة أو منهج واحد حتى تكون الطاقة العقلية المجتمعة قادرة على تحقيق أعلى قدرة تفكير
ممكنة.
تفيد القبعات في االجتماعات االبتكارية حيث تساعد على التفكير الجمعي المتوازي الذي يعتمد على ارتداء
الجميع لنفس القبعة ليكون عندهم نفس طريقة التفكير .ولكن فيما تتمثل الوان هذه القبعات وما هو دور كل
منها؟
قسم دي بونو ألوان القبعات الست الى االلوان التالية(:)1
القبعة البيضاء :هي مسؤولة عن جمع المعلومات ومعرفة الوضع الحالي وما يحيط به من مشاكل
ومالبسات ،تركز فقط على الحقائق واالرقام اي النظرة الموضوعية لألمور ،فهي تمثل النظرة الحيادية
لألمور.
القبعة الحمراء :اللون االحمر يرمز للغضب ( يحمر غضبا) والغيظ والعواطف ،وهي خاصة بالمشاعر،
اي انك حين ترتديها تقول فقط ما تشعر به تجاه اقتراح ما دون ابداء االسباب ،فهي خاصة باالنفعال
والحدس والتفكير الفطري وتمثل وجهة النظر العاطفية.
القبعة الخضراء :اللون االخضر يدل على العشب الكثير والنمو والخصوبة ،فالقبعة الخضراء تزودنا
باألفكار االبداعية والبدائل والخيارات واالحتماالت ،وهي مسؤولة عن االقتراحات ،انها قبعة االفكار
الجديدة والتفكير الخالق.
القبعة الزرقاء :اللون االزرق بارد وهو لون السماء التي تعلو كل شئ ،ومهمتها مساعدتنا في التحكم
المنظم لعملية التفكير والوصول الى الق اررات وتوقع النتائج ،اي بمعنى اخر ضبط عملية التفكير.
القبعة الصفراء :اللون االصفر مشرق وايجابي والقبعة الصفراء رمز التفاؤل واألمل ،فهي مسؤولة عن
المنطق والفوائد واظهار قيمة االشياء ،انها قبعة الممكن والمنطق االيجابي.
1
( ) ادوارد دي بونو ،) 2001 ( :قبعات التفكير الست ،ترجمة خليل الجيوسي ،المجمع الثقافي ،أبو ظبي ،االمارات العربية المتحدة ،ص ص .50 -49
56
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
القبعة السوداء :اللون االسود يوحي بالحزن والسلبية ،وهي قبعة التشاؤم والحذر ،ويتم التفكير بها
لمعرفة مشاكل ونقاط الضعف في الموضوع الذي نعالجه ،فهي قبعة التفكير السلبي.
ان عملية تذكر وظيفة كل قبعة سهلة اذا ارتبطت باللون ومدلوالته وتداعي المعاني أو االفكار ،ويتميز
هذ ا االسلوب بسهولة تطبيقه ،اذ يغير طريقة التفكير السائدة في االجتماعات ،كما يمكن لكل مشارك ان يرتدي
القبعة المناسبة أو يخلعها ويمكن لكل المشاركين في اجتماع –ما -أن يرتدوا قبعات ذات لون واحد في نفس
الوقت وهو ما يعني أن الجميع يشاركون في نشاط ذهني واحد.
ومن مميزات هذه الطريقة في التفكير كما يراها مبتكرها دي بونو ما يلي:
سهولة التعلم واالستخدام والتأثير الفوري.
توفر وقتا للجهد االبتكاري المنظم.
تسمح بالتفكير الحر غير المقيد بالوقت.
تبتعد عن أسلوب الجدل في الحوار وتسمح لجميع االطراف بالتعاون على الكشف واالبتكار.
تؤدي الى اجتماعات أكثر انتاجية وفاعلية.
يعد هذا االسلوب في التفكير االبداعي مسؤوال فقط عن االفكار وتقديم البدائل ،وعليك ان تختار
وتأخذ القرار فهو ال يجبرك على استخدام فكرة معينة ،وهو ال يتخذ القرار.
برزت الحاجة الى بناء السيناريوهات كأحد االساليب النوعية في التفكير االستراتيجي بسبب التحديات التي
تواجهها منظمات االعمال وخاصة المتأتية منها من البيئة الخارجية .ان أول استعمال لهذا االسلوب كان في
سنة .1967
ان اعتماد السيناريو سيسمح بوضع التصورات عن عدة مواقف بديلة للمشكلة التي ال يمكن معالجتها باستخدام
اساليب التنبؤ األخرى ،وقد أكد ) )Aries de Gevsعام 1988على أهمية استخدام أسلوب السيناريوهات
لكونه يصور لمتخذ القرار بدائل مختلفة لما سيكون عليه الحال في المستقبل وبما يمكنهم من تقويم الموقف
الحالي ،وهذا التقويم سيعمل على تنشيط تفكيرهم الذهني.
( )1الفضل مؤيد عبد الحسين :)2009( ،اإلبداع في إتخاذ الق اررات اإلدارية ،ط ،1أثراء للنشر والتوزيع :األردن ،ص .70
57
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
ظهرت نظريـة تريز في االتحاد السوفيتي على يد العالم الروسي ( ،) Henry Altchullerواطلق عليها
نظرية الحل االبتكاري للمشكالت .حسب نظرية TRIZاالبتكار هو عملية تقود نظام تقني الى المثالية من خالل
تحقيق ثالث معايير :الدقة ،البساطة ،الفعالية ،هذه المعايير هي التي تعطي معنى لوظائف المصمم( .)1تهدف
TRIZإلى حل المشكالت بطريقة إبداعية كما تستند الى قاعدة معرفية والى وجود إجراءات محددة لحل
المشكالت ،وأدوات يتم بناؤها لتوفير االستخدام الفاعل في حل المشكالت الجديدة(.)2
االفتراضات األساسية في نظرية : TRIZ
تم تطوير نظرية تريز في سنوات الخمسينات من القرن الماضي عن طريق التحليل المكثف آلالف براءات
االختراع في مجاالت تقنية مختلفة ،حيث تم التوصل الى ثالث افتراضات اساسيـة للنظريـة وهي(:)3
) 1الحل المثالي والنهائي للمشكلة ،وهي النتيجة النهائية التي من المفروض ان نوصل إليـها .
)2التناقضات لها دور كبير في هذه النظريـة .
)3االبداع يعتبر عملية منهجيـة منتظمة تسير وفق عدد من الخطوات
المفاهــيم االساسيـة في نظرية :)4( TRIZ
-1االستراتيجيات االبداعيــة :
أدرك هنري من خالل تحليله ودراستـه أن هناك عددا صغي ار من المبادئ التي تتكرر عبر العديد من المجاالت
المختلفـة ,وبعد الدراسة العميقة لها تبين أن هناك 40مبدا ابداعيا استخدمــت بشكل متكرر للوصول لحل
المشكلـة ,فاستخدمـت هذه المبادئ في القدرة على حل المشاكـل .
-2التناقضات :
تستنـد النظريـة الى شيئين أساسيين هما التناقض والمثاليـة ،حيث تم االثبات في الواقع أن االبتكار يشتمل
على بلورة مشكل في شكل تناقض ،وأن الحلول االكثر ابتكارية هي حلول لتناقضات تقنية .ويتطلب لحل
المشكلة بطريقة ابداعية تحسين احدى خصائص النظام دون ان تتأثر الخصائص االخرى ,واذا كان هناك
1
) (Boly Vincent, (2008) : Ingénierie de l’innovation, organisation et méthodologies des entreprises
innovantes, 2EME édition, Lavoisier : Paris, France, p 232
( ( ابو عمرو رشيد ابراهيم نظرية تريز على الموقع http://www.ibrahimrashidacademy.net/2016/03/triz.htmlبتاريخ 2017 -09-09
2
3
( ) المرجع نفسه.
4
( ) المرجع نفسه.
58
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
تناقض فيجب ا ازلتـه وازالة االشياء اللي تسببت في وجوده ,فمن هنا نستطيع ان نقول انه يوجد عدد من
التناقضات المختلفة التي تتطلب حلول مناسبة لها للتخلص منها .
-3الناتج المثالي النهائي :
تعتبر المثاليـة ركن مهم وأساسي في نظرية تريز ،فيجب ان يكون الناتج النهائي خال من الجوانب السلبية
ويحتل درجه كبيره من المثاليـة ,فيعتبر الحل المثالي من اقوى مفاهي ــم النظريـة.
-4مصفوفـه التناقضات :
تعتبر مصفوفة التناقضات من أكثر أدوات النظريـة أهميـة وفاعليـة وقد بدأت تطويرها عن طريق تحليل هنري
لـبراءات االختراع في مجاالت الهندسـة والتقنيـة ،ومن خالل هذه المصفوفة فُتحـت قاعدة براءات االختراع في
العالم لتحديد المبادئ التي يمكن أن تقدم حلوال ممكنة.
سابعا:أسلوب خريطة الطريق :)1( Roadmapهي نشاط يهدف الى التعريف الجيد لنتائج التطورات التكنولوجية
التي يعرفها محيط المؤسسة ،فهو مخطط يوضح امكانيات التغير في المنتوجات واالسواق بسبب ظهور
تكنولوجيات جديدة.
-1مبادئ :Roadmapيتمثل هدفه االساسي في الحصول على فوائد من الفرص التي يمكن أن تتاح بسبب
ظهور تكنولوجيات جديدة حيث يتم تقييم وتثمين الوظائف والخدمات التي تقدمها التكنولوجيات الجديدة ومقارنتها
بالوظائف الحالية في المؤسسة ،فتظهر عدة حاالت:
التكنولوجيا الجديدة :تقدم نفس الخدمات التي توجد في المؤسسة وبالتالي يمكن أن تكون المؤسسة في
مواجهة منافسين جدد أو من جهة أخرى في مواجهة فرصة ابتكار.
التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تقدم نفس الخدمات التي تقدمها وظائف المؤسسة اضافة الى وظائف
اضافية ال توجد لدى المؤسسة وبالتالي فهناك في نفس الوقت تهديد باالختفاء وكذلك فرصة تطور.
التكنولوجيا الجديدة تسمح بخلق وظائف جديدة لما تقدمه المؤسسة وبالتالي فهي فرصة ومصدر نمو
داخلي أو بالتعاون مع أصحاب هذه التكنولوجيا.
ثم يتم التفكير من اجل تخيل المنتوج أو الخدمة الممكنة والتي تتوافق مع التكنولوجيا الجديدة( تجسيد الوظائف).
ومن ثم دراسة وتحليل االسواق وطريقة تطبيق المنتجات.
1
) (Boly Vincent, op, cit, pp 226-229
59
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
وعليه فطريقة خريطة الطريق هي وسيلة مساعدة على الكشف ،تلعب دور في تعريف االستراتيجية التكنولوجية
للمؤسسة ،بفضل هذه الطريقة يمكن للمسير اخذ الق اررات المتعلقة بالميادين الجديدة التي يجب االستثمار فيها
والحصول على كفاءات ،كما انه يمكن أن يكون مفيد في مرحلة االبداع ألننا نصمم المنتوج انطالقا من
التكنولوجيات الجديدة.
المرحلة االولى :تشتمل على يقظة علمية جد عالية ،االهتمام بالبحث واالنتاج العلمي للمنافسين الحاليين وكذلك
مراكز البحث القريبة من االختصاص ،مع توسيع منطقة البحث الى قطاعات أخرى بهدف التحويل.
المرحلة الثانية :يتم القيام بتحديد تواريخ ظهور التكنولوجيات ( بالنظر الى تقادمها) من خالل طريقتين:
سواءا باستشارة مختصين أو باستخدام أساليب حسابية كنموذج فيشر والذي من خالله نقوم بتحديد مدة صالحية
التكنولوجيا بحساب المعدل السنوي لوضع براءات االختراع وطباعة المنشورات العلمية.
المرحلة الثالثة :القيام بالتحليل الوظيفي للتكنولوجيات التي تم احصاؤها.
المرحلة الرابعة :القيام بالمقارنة بين الوظائف ( طبيعة وأداء) للخدمات المقدمة من طرف التكنولوجيا الموجودة
والتكنولوجيا المقترحة.
المرحلة الخامسة :وهي مرحلة االبداع ،نقوم بتوقع المنتجات المحتملة التي تسمح بها التكنولوجيات الجديدة ،ثم
نقوم بدراسة مفاهيم انقطاع او تطوير المنتوجات الحالية.
المرحلة السادسة :يتم القيام بإحصاء االسواق المحتملة لمنتوجات المرحلة السابقة.
المرحلة السابعة :المؤسسة تتموضع على خريطة الطريق وتقرر ما يلي :التكنولوجيا ،الوظائف ،المنتج والسوق
الذي تريد االستثمار فيهم على المدى الطويل.
()1
ثامنا :اسلوب التحليل الوظيفي والتصميم ذو التكلفة الموضوعية ):)COO
تاريخيا التحليل الوظيفي هو االداة االولى المدعمة بخطة عمل والتي تم تطويرها في وسط صناعي خالل
الحرب العالمية الثانية ،فقد اعتمد على المعيار NF X50-150الذي يضع كيفية تشكيل وتصميم المنتوج أو
العملية .وكذلك هذه األداة تعتبر جد فعالة في تشكيل ( تصميم) منظمات جديدة ،فحسب التحريات التي تم القيام
بها فان هذه االداة هي األكثر استعماال في المؤسسات.
1
) (Boly Vincent , op, cit, pp 235-237
60
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
التحليل الوظيفي يعتبر كل منتوج كمجموعة خدمات ( أو وظائف) أكثر منه كمجموع العناصر
الفيزيائية أو الكيميائية داخل نظام معين ،أي أن المنتوج يتم وصفه من خالل عالقاته بالمحيط،
وعليه فالتحليل الوظيفي يرتكز على النظرة الموضوعية.
تطوير المنتوج اذن يكون موجه عن طريق تصميم أنشطة لهذا االخير ،وكذلك أهدافه بدال من
البحث عن حلول جديدة .تصميم المنتوج يعني كشف االهداف عند مرحلة الخلق أي طبيعته
الحقيقية.
اضافة الى ما سبق ،فان هدف ) )COOيتمثل في تحديد تكلفة المنتوج المستقبلي وذلك ابتداءا من
أول مرحلة م ن مراحل التطور ،فالفريق يجب عليه اعداد موضوع ذو قيمة معينة ،فهذا يبدو سهل
ولكن هذه الطريقة ينجم عنها تغيير في التفكير فعادة نقوم بالقيام بالتصميم التقني ثم نقوم بانجاز
الدراسة الخاصة بقابلية التطبيق المالي للحلول.
-2سيرورة اسلوب التحليل الوظيفي والتصميم ذو التكلفة الموضوعية:
يشتمل اسلوب التحليل الوظيفي والتصميم ذو التكلفة الموضوعية على المراحل التالية:
المرحلة االولى :خاصة بالبحث على المعلومات الخاصة بالمنتوج والتكنولوجيا المناسبة والسوق وكل العناصر
المتعلقة بدورة الحياة (من الخلق الى التدهور) ،كل مرحلة من دورة الحياة يتم تحليلها خالل التحليل الوظيفي،
ويكمن العائق الرئيسي لهذه المرحلة في التحديد وبدقة لحدود النظام الذي يتم تصميمه.
المرحلة الثانية :الفريق يقوم بتقسيم وظيفي للمنتوج المستقبلي عن طريق اعداد قائمة لجميع عالقات المنتوج
بمحيطه .التمثيل البياني عل ى شكل اخطبوط يعتبر أداة هامة من أجل الحصول على قائمة مكتملة لكل وظائف
المنتوج المحتملة ،وكل وظيفة يتم كتابتها على شكل هدف حيث نتحصل في النهاية على مجموعة من :
وظائف االستعمال( مفيدة للمستعمل)
وظائف تقنية ( ضرورية للتصنيع ،توزيع وتشغيل المنتوج)
وظائف التقدير ( صورة المنتوج)
المرحلة الثالثة :الوظائف يتم ترتيبها حسب أهميتها داخل المنحنى البياني على شكل شجرة ،هذا الشكل يمثل
االولويات االستراتيجية للمشروع.
المرحلة الرابعة :كل وظيفة تتميز بالعناصر التالية:
المؤشرات :يوضح التوافق بين الوظيفة والحاجيات التي يجب تبنيها.
61
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
من خالل عرض مختلف الطرق وأدوات ادارة االبداع واالبتكار ،نجد أن هذه االدوات لها طابع متعدد
الوظائف ،كما أنها تساهم في تطوير طرق وأنماط جديدة للتفكير ،تسهيل تحديد واثبات المعلومة المفيدة،
تسهيل تصميم خطوط المنتجات ،تشجيع االبتكار وتقييمه ،فضال على أنها تسمح باالتصال الجيد.
62
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
التحكم في التكنولوجيا من طرف المؤسسة ذو أهمية كبيرة من أجل تشكيل عرض ابتكاري ذو العالقة
بتموقعها االستراتيجي .بعد تعريف ماهية الموارد التكنولوجية للمؤسسة نشير الى أن ادارة الموارد التكنولوجية
هدفها تشكيل وبناء مجموع هذه الموارد الى ارث تكنولوجي حقيقي يسمح للمؤسسة ليس فقط بوضع المعارف
المناسبة للمشاريع االبتكارية الحالية بل كذلك بالمباشرة في مشاريع ابتكارية جديدة في المستقبل .وعليه فإدارة
الموارد التكنولوجية هي نشاط ضروري يجب التركيز عليه وتوضيحه الى جانب االنشطة االخرى إلدارة االبتكار.
للتوصل إلى مفهوم واضح لما تغطيه كلمة تكنولوجي ،ال بد من الرجوع إلى بداية القرن العشرين لتحليل
العوامل التي أدت إلى ظهوره وظهور الفضاء الصناعي أو ما يسمى بالرأسمالية التكنولوجية " Capitalisme
."technologiqueنظ ار لتزايد الطلب على السلع والتجهيزات ،كثافة الصناعة التي ركزت مجهوداتها بطريقة آلية
في البحث والتطوير بهدف زيادة سالسل التصنيع ،أدى هذا بالمؤسسات إلى تخصيص وحدات متخصصة في
البحث على مستوى هياكلها التنظيمية ،وذلك بهدف تشجيع تطوير مكتسبات علمية جديدة ،وتسريع تطبيقها في
تقسيمات جديدة لإلنتاج تكون فعالة عن طريق التسيير اآللي لعملية االنتقال من البحث إلى التطوير ،وبهذا فإن
المؤسسات تتزود ألول مرة بإمكانيات تكنولوجية الستغالل مكتسبات البحث العلمي ألغراض صناعية ،كما أن
وحدات البحث والتطوير أصبحت أماكن لميالد االبتكار ،محتوى االبتكار داخل المؤسسة هو محتوى تكنولوجي
ويمس أساسا العمليات وتقنيات اإلنتاج ألن االقتصاد يشهد نقص في السلع الصناعية(.)1
إن كلمة تكنولوجيا هي تعريب لكلمة " " technologieوهي مشتقة من الكلمة اليونانية " "technoوتعني
الفن أو المهارة ،أما الجزء الثاني من الكلمة " "logyفهي مأخوذة من " "logosوالتي تعني علما أو دراسة
وبالتالي تكون بكلمة واحدة هي علم الفن(.)2
في حين هناك من االقتصاديين من يرى أن المقطع األول " "technoتعني التشغيل الصناعي ،والثاني
" "logosأي العلم ،وبذلك يقصد بالتكنولوجيا علم التشغيل الصناعي(.)3
1
( )Lê Philippe, Rivet Philippe, Op, cit, p p 212-213.
( )2شريف علي سلمان :)2003( ،اإلدارة المعاصرة ،الدار الجامعية :اإلسكندرية ،مصر ،ص .330
()3الالمي غسان قاسم ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.23 ،22
63
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
لقد تعددت واختلفت آراء المختصين لتحديد مفهوم التكنولوجيا تبعا الختالف وجهات النظر ،فهناك من
يرى أنها تطوير العملية اإلنتاجية واألساليب المستخدمة لتخفيض تكاليف اإلنتاج وتطوير أساليب العمل (،) 1
وبهذا التعريف فالتكنولوجيا تمثل بعد من أبعاد االبتكار التكنولوجي أي االبتكار التكنولوجي للعملية.
"ج ْملة المعارف والخبرات والممارسات التقنية ،والعالقات المتبادلة بين األنظمة
كما تشير كلمة تكنولوجيا إلى ُ
الفرعية للعمل ،إذ ُيساهم تطبيقها في إشباع الحاجات االقتصادية واالجتماعية الحقيقية أو المتوقعة " (.)2
وتعرف أيضا على أنها" مجموعة المجاالت المعرفية من علمية وتقنية وهندسية وانسانية واجتماعية،
واإلجراءات اإلدارية والتقنيات المختلفة المستخدمة ،والجهود البشرية المبذولة في جمع المعلومات المختلفة،
وتخزينها ومعالجتها ونقلها وبثها واسترجاعها ،مما ينشئ تفاعالت بين هذه التقنيات والمعارف واإلنسان المتعامل
()3
. معها بكافة حواسه وادراكاته"
()4
يعرف االبتكار التكنولوجي على أنه تحويل الفكرة إلى منتج قابل للبيع حسب دليل ()Frascati 1981
جديد أو محسن ،ويعتبره كعملية لتحسين التطور التقني والشكل التالي يوضح ذلك:
Source : Fernez –Walch Sandrine, Romon François,(2013) :Management de l’innovation, De la stratégie aux projets ,
3ème Edition, Vuibert: Paris, France, p 23.
64
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
من الشكل أعاله يتضح أنه يجب على المؤسسة أن تَ ْد َمج االختراعات أو االكتشافات الناجمة عن
رجم بظهور تقنية أو عدة تقنيات جديدة ،هذه التقنيات الجديدة سوف تَ ُح ُل
البحوث األساسية ،فالتغيير التقني ُيتَ َ
تدريجيا محل التقنيات الحالية .إن تطبيق التغيير التقني على مجال نشاط محدد ُي ِّ
ؤدي إلى خلق التكنولوجيات
والكفاءات الجديدة والتي سيتم دمجها من طرف المؤسسة (لوحدها أوفي إطار شراكة) في منتج معروض ،هذا
العرض للمنتج يتم نشره في السوق أين سيحمل قيمة اقتصادية وبذلك يمكن القول أن االبتكار التكنولوجي هو
ون ْشر حلول تكنولوجية في السوق يتم تحليلها من قبل المؤسسة.
عملية تحويل َ
فالتكنولوجيا هي مورد استراتيجي للمؤسسة ،حيث يعرف االبتكار كعملية تحويل ونشر حلول تكنولوجية
في السوق يتم تحليلها من قبل المؤسسة(.)1
يستخدم بعض الكتاب كلمة تكنولوجيا كمرادف للتقنية ( )techniqueبمعنى أن التكنولوجيا تعني علم
ويطلَق عليها باللغة العربية التقانات ،وبذلك فإن إدارة
التكنيك أو التقنية أو العلم التطبيقي للفنون الصناعيةُ ،
التكنولوجيا تعني فن استخدام التقانات واألنماط والطرائق واألدوات التكنولوجية من أجل تحقيق أهداف وغايات
المنظمات على اختالف أنواعها( ،)2في حين يرى آخرون اختالفا واضحا بينهما ،حيث تُ ْع َني التقنية بأسلوب
إنتاج سلعة معينة أو أداء نشاط محدد ،وتُ َع َّرف أيضا بأنها التركيبة المناسبة من مخرجات أو منتجات
التكنولوجيا لتحقيق أهداف إنتاجية محددة أو المعرفة المتجسدة في الواقع المادي لتحقيق غايات معينة ،بينما
التكنولوجيا فتَ ْعنِي تطبيق المعرفة العلمية لتصنيع منتجات معينة(.)3
وحسب مقولة ( ")Khalilفان التقنية والمعارف العلمية ال تخلق قيمة ،بل التكنولوجيا وباألخص إدارة
التكنولوجيا هي التي تنتج قيمة "(.)4
( 1 )Fernez –Walch Sandrine, Romon François, (2013) :Management de l’innovation, De la stratégie aux
projets ,op, cit , pp22- 23.
( )2الصرن رعد ،إدارة اإلبداع واالبتكار -األسس التكنولوجية وطرائق التطبيق ،مرجع سبق ذكره ،ص .133
()3الالمي غسان قاسم ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .23-22
(4) Boly Vincent, op, cit, p 61.
65
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
حسب ) " :)MORIN ET SEURAT ; 1989الموارد التكنولوجية للمؤسسة هي التكنولوجيات التي تملكها
أو التي تستطيع الوصول اليها لتصميم ،انتاج ،تسويق منتجاتها أو خدماتها ،ووضع عملياتها موضع التنفيذ(")1
اقترح ( ) 2()SOPARNOT ET STEVENS ; 2007تصنيف للتكنولوجيات يرتكز على درجة النضج ،وصوال
الى تصنيف في أربع طبقات:
.1الطبقة التكنولوجية االولى :تتشكل من أسس علمية مرتبطة بالنشاط قيد النظر.
.2الطبقة الثانية تعرف بالتكنولوجيات الجنيسة ،القريبة جدا من التخصصات العلمية التي تقوم بتجميع
مجموعة معارف قابلة للمشاركة من طرف العديد من القطاعات المختلفة.
.3الطبقة الثالثة تتشكل من مفاهيم تكنولوجية تطبيقية والتي تجمع بين الحلول المختلفة التي تم الحصول
عليها على مستوى نفس التكنولوجيا الجنيسة.
.4الطبقة الرابعة تتشكل من تكييفات تقنية ،والتي ال تخلق تكنولوجيا ،لكن تسمح بمثلوية النتائج المحصلة
داخل مفهوم معين.
اقترح ) ) Arthur D .Little ; 1981تصنيف للموارد التكنولوجية الى موارد ناشئة موجودة في كل
مؤسسة ،موارد تكنولوجية مفتاحية وموارد تكنولوجية أساسية.
الجدول رقم ( : )03تصنيف الموارد التكنولوجية
1
) (Fernez –Walch Sandrine, Romon François, (2013) :Management de l’innovation, De la stratégie aux projets,
op, cit, P 138 .
2
) ( IDEM, p 139.
66
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
النشاطات والسيرورات التي تهدف الى التحول الى مزايا تنافسية وسبق تنافسي حاسم ،معارف ومهارات
()1
سواءا تتوافر داخل المؤسسة أو التي يمكن الوصول اليها"
اقترح ) ) 2()MORIN ET SEURAT ; 1989دمج مجموعة طرق وادوات مطورة بطريقة منفصلة في ستة
وظائف عامة وهي:
-1جرد الموارد التكنولوجية في المؤسسة:
يجب وصف مجموع التكنولوجيات التي تمارس تأثير على وظيفة أو عدة وظائف في المؤسسة ،أو على
سلسلة القيمة ،يجب اذن القيام بجرد منظم ومنهجي للتكنولوجيات المحتجزة من طرف المؤسسة وتحديد
موقعها مقارنة بالتكنولوجيات المتحكم فيها من طرف المنافسين.
-2تقييم االرث التكنولوجي للمؤسسة:
للحصول على نظرة حقيقية حول االرث التكنولوجي للمؤسسة يجب عليها ان تستفسر حول امكانية
االبتكار لمواردها التكنولوجية وعلى درجة التحكم فيها .والتقييم يمكن القيام به بمساعدة مصفوفة النجاح
والجذب Atouts- Attraitsكتلك المستخدمة في تقييم محفظة االنشطة للمؤسسة ،والجدول ادناه يوضح ذلك:
الجدول رقم ( :)04معايير تقييم عوامل النجاح والجذب ( ) Atouts- Attraitsلتكنولوجيات المؤسسة
عوامل النجاح ( خاصة بمؤسسة معينة) عوامل الجذب( خاصة بالتكنولوجيا معينة)
1
) ( Fernez –Walch Sandrine, Romon François, (2013) : Management de l’innovation, De la stratégie aux projets, op,
cit, p 139.
2
) ( IDEM ; PP 140- 142 .
67
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
التطوير الداخلي ينت ج عادة من برنامج تطوعي لالثراء ومن عملية رسملة للتكنولوجيات المطورة داخل
مشروع االبتكار.
ب-الحصول على التكنولوجيات:)BUY( :
المؤسسات تفتح تدريجيا أخرجة أنشطة البحث والتطوير الخاصة بها ،هذا التوجه نحو األخرجة يمكن القيام
به حسب طرق مختلفة ،كل طريقة تقدم للمؤسسة فوائد ممكنة كما تشتمل على أخطار خاصة:
المقاولة من الباطن للبحث االساسي.
المقاولة من الباطن لتطوير العملية.
المقاولة من الباطن لتطوير المنتج.
شراء مؤسسات.
ج -الشراكة التكنولوجية ( :) share
تحسين بعض التكنولوجيات في مشاريع االبتكار ال يتطلب بالضرورة أن تكون المؤسسة هي المالك
الحصري ،بل تسطيع التقاسم مع مؤسسة أخرى االستثمارات المتفق عليها واالخطار التي تواجهها ،وبفضل هذه
التكنولوجيات يمكن لكل شريك تحسين منتجاته وعملياته.
ان االختيار بين طريقة او اخرى من طرق االثراء هذه يعتمد على نتائج تقييم االرث التكنولوجي للمؤسسة
وعلى استراتيجية التطوير.
يقترح ) ) D.Little ; 1981ما يلي:
شراء التكنولوجيات االساسية عندما تكون في قلب أنشطة المؤسسة وبالعكس بيعها عندما تكون
ثانوية.
تطوير التكنولوجيات الناشئة بالشراكة لتقاسم االخطار الكبيرة.
تطوير التكنولوجيات المفتاحية في الداخل بالنسبة الستراتيجية المؤسسة.
68
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
)1 (Fernez –Walch Sandrine, Romon François, (2006) : Management de l’innovation, de la stratégie aux projets ,
Vuibert : France , p 108.
69
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
تحسين الموارد التكنولوجية الناشئة والموارد التكنولوجية المفتاحية في شكل منتج أو خدمات جديدة .المؤسسة قد
تكون مشلولة بواسطة مواردها في بعض الظروف فعلى سبيل المثال :يمكن أن تقع في مصيدة ارثها التكنولوجي
عندما تنهار أسواقها (LEONARD- BARTON ; 1992) ،يشرح أن الكفاءات المفتاحية للمؤسسة يمكن أن تحول
الى جمود مفتاحي أي الى كفاءات سلبية في مواجهة تغيرات تجعلها متقادمة كلها أو جزء من خبراتها المتراكمة
الماضية ،كمحاولة للتأقلم مع متطلبات جديدة للسوق ،المؤسسة تتجه الى االرتكاز على كفاءتها القاعدية
وتطويرها ،اضافة الى أن التغيرات في محيطها تتطلب التخلي عن كل ما أصبح غير مفيد.
خامسا:االستثمار التكنولوجي:
يجب على المؤسسة أن تأخذ بعين االعتبار ما يسمى باالستثمار التكنولوجي وهذا وفقا لإلجراءات التالية):(1
-1توزيع االستثمار التكنولوجي :يجب االشارة والتركيز على أن العائد أو المردود المتأتى من أي استثمار
تكنولوجي يتبع نفس ميل تطور التكنولوجيا المعنية ،ويتبع هذا العائد قانون الغلة المتناقصة ،حيث تكون مرحلة
االنطالق ذات تكاليف جد مرتفعة ،الن هذه التكنولوجيا حديثة الوالدة ،ومازالت محال للتجربة وتحتاج الى
تكاليف إلدخالها الى الميادين العلمية واظهارها في السوق ،ثم تأتي مرحلة النمو وفيها تكون التكاليف أقل
ارتفاعا حيث عادة تقتصر على تكاليف الدعاية واالعالن للتعريف أكثر بالتكنولوجيا ،هنا يعرف العائد نموا قويا،
فالتكنولوجيا قد وضعت محل التطبيق ،وبدخول مرحلة النضج يعرف العائد تناقصا ،فالمنافسة تشتد وحظوظ
المؤسسة تتناقص في المحافظة على أكبر حصة في السوق ،وبذلك تعرف االرباح تراجعا وتدخل المؤسسة في
هذه المرحلة مرحلة التخلي عن هذه التكنولوجيا ،ويطرح اذن مشكل اعادة االستثمار في تكنولوجيا جديدة.
-2ان أي تهاون في الحساب الدقيق للوقت الذي تبدأ فيه التكنولوجيا بالتراجع ،وعدم االنطالق مبك ار في البحث
عن تكنولوجيا جديدة ،قد يتسبب في تأخير دخول التكنولوجيا البديلة للمؤسسة الى السوق ،ويعد السبب الرئيسي
لذلك هو أن المؤسسة تستمر في االستثمار التكنولوجي للتكنولوجيا القديمة ،وال تتحضر جيدا لالنطالق في
استثمار تكنولوجي جديد في الوقت المناسب ،ويكون لهذا االنقطاع بين ظهور التكنولوجيا الجديدة وتراجع القديمة
أثر مزدوج على المؤسسة ،فقد يؤدي هذا الى أن المنافسين يستغلون الفرصة ويستفيدون من الفارق الزمني
للظهور بالتكنولوجيا المنافسة البديلة ،اضافة الى أن غياب المؤسسة على السوق لفترة له تأثير سلبي على
الصورة االيجابية لها في السوق الذي تنشط فيه والشكلين يشمالن ما سبق:
) ( قرين علي ،هبال عبد المالك ،) 2005( :تسـيير المـوارد التـكنولوجية وتطويـ ر اإلبداع التكنولوجي في المؤسسة ،الملتقى الدولي حول اقتصاد المعرفة،
1
جامعة المسيلة ،كلية العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير ،نوفمبر .
70
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
التراجع اختياريا
تطوير الكفاءة
التقنية (الميل إلى تطويرها ومراقبتها
أساسية
التشبع)
االستثمار بصفة اختيارية
الرئيسية
البارزة
جينية
المصدر :قرين علي ،هبال عبد المالك ،) 2005( :تسـيير المـوارد التـكنولوجية وتطويـ ر اإلبداع التكنولوجي في المؤسسة ،الملتقى الدولي حول اقتصاد
المعرفة ،جامعة المسيلة ،كلية العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير ،نوفمبر .
الكفاءة
1
تكنولوجيا ()2
(اإلنقطاع)
Discontinuité
المجهودات االستثمارية
المصدر :قرين علي ،هبال عبد المالك ،مرجع سبق ذكره.
71
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
طريق إدخال قفزات كمية ونوعية في أسلوب عمل وتنظيم المؤسسة كالتالي:
أوال :اإلسهامات الكمية لـ :TICتتمحور حول زيادة حجم المعطيات المعالَجة والسرعة في التنفيذ من خالل:
72
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
النموذج المبدئي لمنتوج جديد خيالي (وهمي) بفضل استعمال برامج تسيير المعطيات التقنية أو التصميم المعتمد
على الحواسيب ا آللية ،مما يسمح بالقيام بتبادالت للمعلومات بصورة مستمرة بين المصممين ،وبصورة متكررة،
وبالتالي تخفيض التكاليف وكذلك أخطار التصميم.
يحسن ويوسع إمكانية التعلم الجماعي من خالل تعدد العناصر التي تخلق
كما يتجلى دور TICفي كونه ِّ
المعارف وتُ َسهِّل االلتقاء فيما بينها من جهة ،وعن طريق التفاعل وتبادل األنشطة من جهة أخرى(.)1
وتظهر أهمية تكنولوجيا المعلومات في المنظمات الخدمية ،هذه األخيرة كمنظمات التمويل والسياحة
واالستشارة تقوم بتداولها بهدف عرض خدماتها للزبائن العالميين في المواقع المناسبة للقيام باألعمال(.)2
ولتكنولوجيا المعلومات فائدة كبرى في التوريد والتصنيع ووظائف التسويق ،إضافة إلى نشاطات الرقابة
وعموما تفيد تكنولوجيا المعلومات العالمية ،والشبكات المعيارية في تخفيض
ً كالمحاسبة والتنبؤ والتخطيط،
تكاليف التنسيق ضمن وبين المنظمات ،وهي عامل رئيسي في نظم اإلنتاج المرن ،حيث يمكن اإلستفادة مثال
من آالت الفاكسيميلي إلرسال الطلبات بهدف الحصول على شحنة تالية من األجزاء وايصالها في الساعات
القليلة القادمة ( .)3كما تساعد تكنولوجيا المعلومات على تحرير العنصر البشري من قيود األعمال الروتينية،
وبالتالي تزيد مقدرة الموظفين على اإلبداع.
ولتكنولوجيا المعلومات دور كبير في تصميم المنتوج المستقبلي من خالل إدماج الزبائن المحتملين في
التصميم المبدئي للمنتجات الجديدة وذلك بتقديم أفكارهم لتصميم المنتجات والخدمات وسهولة تبادل اآلراء معهم،
ومن األمثلة على ذلك ( ،) 4الموقع االلكتروني الخاص بمصنع ليجو ،الذي من خالله يستطيع المستخدمون
تصميم ألعابهم المفضلة في ماركة ليجو ،وكذا شركات ،BMWوبونيلفر الذين قاموا بصنع وكاالت لالبتكارات
الخاصة باالنترنيت ،هذه األخيرة تفتح الباب ألفكار المستخدمين باستخدام االنترنيت لجذب ومراجعة تلك
مفيدا لجذب أفكار المستخدمين
األفكار ،وحتى الترتيبات البسيطة مثل التنافسات والتحديات التي تُشكل أسلوبا ً
التي تُركز على تحد معين أو هدف ،خاصة إن تم توزيعهم على االنترنيت لتشجيع عدد أكبر من المشتركين.
ولتوضيح أثر TICعلى تصميم سيارات جديدة ُيستدل بمثال عن نموذج Puntoالجديد ل ،Fiatحيث قامت
رحت عليهم
هذه األخيرة بإدماج الزبائن المحتملين في تقييم بعض خيارات التصميم لنموذج ،Puntoحيث ا ْقتَ َ
)(1
Hakmi Larbi, (2010): Management de l’innovation, théorie et méthodes, horizon : l’Harmattan, Rabat, Maroc , p27.
()2الصرن رعد ،األسس التكنولوجية وطرائق التطبيق -إدارة اإلبداع واالبتكار ،مرجع سبق ذكره ،ص.164
()3المرجع نفسه.
()4
بسنت جون :) 2012( ،االبتكار( إبداع ،ثقافة ،مفاهيم ،منهج ،تطبيق) ،ترجمة سلسلة دليلك األساسي لإلدارة ،ط ،1مكتبة لبنان ناشرون ،صائع :لبنان.
،ص.63
73
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
القيام بهذه الخيارات عبر موقع األنترنيت ،وفي مدة ثالث أشهر ،تم تعبئة 3000استمارة ،مما سمح بتكوين
قاعدة بيانات من أجل تصميم السيارة(.)1
حس ن تطبيق تكنولوجيا المعلومات طاقة المنشأة على اإلبتكار ،ويزيد عملياتها التشغيلية كفاءة،
ُي َّ
واستراتيجياتها وعملياتها اإلدارية والتسويقية فعالية ( ،) 2حيث انعكست آثارها على طرائق وأساليب النشاط
اإلقتصادي ،فالتصنيع أو اإلنتاج والعملية المتميزة للبحوث والتطوير والتصميم ،كل ذلك أصبح اآلن بالتصنيع
()3
فشركة كينيدو التي تعتبر من الشركات األكثر تقدما المتكامل بالحواسيب والتشكيالت األخرى لإلنتاج المرن.
في توجهها إلى تكنولوجيا المعلومات ،أنشأت نظاما لتكنولوجيا المعلومات تعتمد عليه في دورة التصنيع،
واالستعانة بالمصادر الخارجية والتسويق ،التوزيع ،جرد البضائع واستطالع رأي الزبائن .وطبَّقت الشركة نظام
التصميم والتصنيع بمعونة الحاسوب ،وأقامت روابط حاسوبية مع مصانعها صاحبة االمتياز التي تستعمل برامج
طورتها الشركة بنفسها ،فحصلت بذلك على نظام البيانات الموصول ( )on.lineلتحقيق الكفاءة في مراقبة حركة
َّ
البضائع في كل نقاط البيع(.)4
)(1
Fernez –Walch Sandrine, Romon François, (2013) :Management de l’innovation, De la stratégie aux projets ,op, cit,
p356.
) (2جواد نبيل ،مرجع سبق ذكره ،ص.193
((3الصرن رعد ،األسس التكنولوجية وطرائق التطبيق -إدارة اإلبداع واالبتكار ،مرجع سبق ذكره ،ص.162
( )4جواد نبيل ،مرجع سبق ذكره ،ص.227
74
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
إدارة االبتكار هي إيجاد نقطة التوازن بين عملية مهيكلة ومنظمة والتي تعتبر ضروررية لتسيير التعقد
()1
ظر للمنظمات االبتكارية على" أنها الشكل التنظيمي الوحيد الذي
وهيكلة مرنة ورخوة تسمح بتطوير األفكار ُ،ين َ
عتبر فيه االبتكار هو المحور الرئيسي في بناء وحداتها التنظيمية ،ومن المالمح المميزة للمنظمات اإلبتكارية
ُي َ
صعوبة الفصل بين تخطيط وتصميم العمل وتنفيذه " (.)2
كما أن المنظمات االبتكارية ال ترتكز على أي هيكلة مثالية لربط أنشطتها أو التنسيق بينها ،فهي يجب أن
تتجنب الهيكلة البيروقراطية وخصوصا التمييز الملحوظ بين الوحدات ،السلوكيات األكثر رسمية واالستخدام
المكثف ألنظمة التخطيط والرقابة ،كما يجب عليها قبل كل شيء أن تكون مرنة ( .) 3وفي المنظمات عالية
اإلبدا ع فان الهياكل التنظيمية للمنظمة تدعم االبتكار واإلبداع ،فالكثير من المنظمات تحاول بناء هياكل مرنة
قادرة على اإلبداع (.)4
يعرف ) ") Brown and harvey, 2006 : 40التنظيم بانه نظام يتداخل فيه مجموعة من األطراف ذات
العالقة التي تهدف الى عملية تنسيق الجهود بينهم بهدف تحقيق أهداف معينة"(.)5
ويعرف ) ")challahan et al, 1986 : 316التنظيم بانه عبارة عن مجموعة من العالقات الرسمية
التي تنشأ بين مجموعة من االفراد الذين يتم تشكيلهم من المنظمة ليقوموا بمجموعة محددة من االعمال
واالنشطة الموكلة اليهم وتقديمها للسلطة األعلى حال االنتهاء منها"(.)6
وي َع َرف الهيكل التنظيمي بأنه "اإلطار المؤسس الواضح لمكونات المنظمة ،وما تضمه من األقسام والفروع
ُ
التي تتبعها ،والمحدد للمستويات التي تتدرج عليها ،ولالتصاالت التي ينبغي أن تتفاعل عن طريقها ،ولألنشطة
75
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
يرى ( " )Goldhaberان التنظيمات المؤسسية تتميز من حيث تواصلها المستمر مع محيطها بطريقة تأخذ
شكل المدخالت والعمليات التحويلية والمخرجات والتغذية الراجعة ،ويرى أيضا بان التنظيم ال يمكن أن يستمر
()2
في اداء وظيفته دون أحداث تغيرات في بنائه وأهدافه ووظيفته من حين آلخر"
ويتكون الهيكل الرسمي للتنظيم من" التقسيمات الداخلية واليات التنسيق المختلفة التي تهدف الى ضمان
السيطرة والرقابة على ما يجري داخل التنظيم ،وضمان التعاون بين الوحدات المختلفة والعاملين فيها ،وأكثر
مظاهر التنظيم الرسمي وضوحا هي الخارطة التنظيمية ،التعليمات واالجراءات المتبعة في التنظيم وقد حظي
()3
التنظيم الرسمي باهتمام رئيسي في نظرية التنظيم "
ثانيا :األبعاد الرئيسية للهيكل التنظيمي :يتفق الباحثون االداريون على ثالثة أبعاد رئيسية للهيكل وهي(:)4
-التعقيد والضخامة :يعتبر مبدا تقسيم العمل والتخصص أساسا مهما في عملية التنظيم ،ويتضمن تقسيم
المنظمة الى عدد من الوحدات وفق أسس معينة ،ويتم ترتيب هذه الوحدات عموديا ،يشرف كل منها على عدد
من االقسام والفروع ،مما يضمن االشراف الدقيق والمساءلة ،والتعقيد التنظيمي محصلة أسباب كثيرة اهمها تنوع
الوحدات االدارية افقيا ،عموديا وجغرافيا .حيث أن توسع التنظيم حسب هذه االشكال االخيرة يؤدي الى زيادة
درجة تعقيده وزيادة المشاكل ،مما يوجب حلها بإيجاد وسائل واليات خاصة بالتنسيق والرقابة وهو ما يشكل عبئا
اضافيا على المد يرين .ان قرار التوسع بالحجم في التنظيم يجب أن يكون محسوبا بحيث ال تكون تكلفته أكبر
من العائد المتوقع.
-الرسمية :يشير مفهوم الرسمية الى الدرجة التي يتم فيها تقنين القواعد واجراءات العمل ،بحيث تتم تأدية
االعمال بشكل محدد ومنمط .وكلما زاد التقنين والرسمية كان المجال الجتهاد الموظفين قليال وبالتالي عم تشجيع
الموظفين على المبادرة واالبداع .وتتبع التنظيمات االدارية عدة وسائل تضمن من خاللها قد ار كبي ار من الرسمية
في السلوك ،ومن الوسائل المتبعة :انتقاء الموظفين الذين يتوافقون مع قيمها وأهدافها ،توضيح متطلبات الدور
من خالل اعداد الوصف الوظيفي ،العمل على ايجاد ثقافات تنظيمية خاصة بها ،اصدار التعليمات.
( (1رحيم حسين ،عالوي عبد الفتاح ،)2010 (:التغيير التنظيمي في منظمات االعمال :دوافعه ،أهدافه ومداخله ،الملتقى الدولي حول االبداع والتغيير
التنظيمي في المنظمات الحديثة يومي 13 ،12ماي ،جامعة البليدة .ص .56
( )2خصاونة عاكف لطفي ،مرجع سبق ذكره ،ص .161
( )3القريوتي محمد قاسم( :)2008نظرية المنظمة والتنظيم ،دار وائل للنشر :ط ، 3عمان ،االردن ،ص .143
( ) المرجع نفسه ،ص ص .151 ،143
4
76
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
-المركزية :وهي قصر حق اتخاذ الق اررات بيد جهة واحدة او مستوى اداري واحد أو شخص واحد في قمة الهرم
التنظيمي ،ويعتمد الحكم على وجود المركزية أو الالمركزية على أسلوب اتخاذ الق اررات ،فمن المعروف أن أحد
معايير المركزية هو درجة التحكم في اتخاذ القرار .فاذا تجمعت مراحل اتخاذ القرار بيد جهة واحدة فان هذا
يعني مركزية مطلقة ،أما اذا توزعت هذه المراحل بين عدة جهات ،فان ذلك يعني أن هناك توزيعا للسلطة بدرجة
ما .حيث يوجد في كل تنظيم درجات مختلفة من المركزية ،اذ يصعب وجود المركزية المطلقة في التنظيمات
المعاصرة التي تتميز بالتعقيد وضخامة الحجم.
تحتل وظيفة البحث والتطوير مكانة هامة في تنظيم المؤسسة ،بكيفية تسمح بالتنقل الجيد للمعلومات ،وتتكون
وظيفة البحث والتطوير من عمال ،وسائل ،واجراءات التسيير وكلها مجندة النجاز مشاريع البحث والتطوير
داخل المؤسسة ،ويقوم باالشراف على هاته الوظيفة مسؤول يسمى مدير البحث والتطوير والذي يقوم بتوجيه
العمال بغية تنفيذ النشاطات المعنية بالوظيفة حسب المشاريع المحددة من طرف االدارة العليا للمؤسسة ،ويمكن
تمييز االشكال التالية في تنظيم البحث والتطوير داخل المؤسسات االقتصادية ،وهي كالتالي:
-1التنظيم الوظيفي :ضمن الهيكلة الوظيفية يقسم مشروع البحث والتطوير الى أجزاء ،ويتم اسناد كل جزء الى
وحدة تنفيذية خاصة ،تتكفل بانجاز العمليات المسندة لها ،والتي تقع ضمن اختصاصها ،ويتراس كل وحدة
مسؤول يقوم بعملية االشراف على الوحدة ,اما عملية التنسيق بين االجزاء والعمليات المنفذة تتم عبر عالقات
مباشرة بين مسؤولي الوحدات التنفيذية ،ويمكن توضيح تنظيم وظيفة البحث والتطوير حسب التنظيم الوظيفي
وفق الشكل التالي:
77
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
بن نذير نصر الدين :)2012 ( ،دراسة استراتيجية لالبداع التكنولوجي في تكوين القدرة التنافسية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة- المصدر:
حالة الجزائر -اطروحة دكتوراه في علوم التسيير غير منشورة جامعة الجزائر ، 3ص .219
المصدر :بن نذير نصر الدين ،مرجع سبق ذكره ,ص .220
78
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
رئيس المشروع
رئيس المشروع
رئيس المشروع
المصدر :عرابة الحاج ,تمجغدين نور الدين :)2007 ( ،وظيفة البحث والتطوير كأساس لتحقيق ميزة تنافسية جديدة في المؤسسات االقتصادية ،الملتقى
الدولي :المعرفة في ظ ل االقتصاد الرقمي ومساهمتها في تكوي المزايا التنافسية للبلدان العربية ،يومي 28 -27نوفمبر ،جامعة الشلف.
ويتم جمع مختلف عمال البحث والتطوير وتجزئتهم على أساس تخصصهم (المسؤوليات الوظيفية) ويتم
تكليف رئيس لكل مشروع بحث تطبيقي المراد إنجازه ,بحيث يشرف على فريق عمل الذي يضم عماال يشتغلون
بكيفية دائمة وبأوقات جزئية ويضمن عملية التنسيق بين المشاريع مدير خاص بها.
ومن إيجابيات هذا التنظيم هي اإلستفادة من كال التنظيمين السابقين الذكر ،وتقديم عمل جماعي أفضل،
واستغالل المعارف ،القدرات المتاحة ،وفرصا لتبادل المعلومات التقنية ،وتمنح لكل مشروع إمكانية اللجوء إلى
جميع القدرات و الكفاءات البشرية المتاحة.
كما أنه يجب االنسجام بين الهيكل التنظيمي وبين نشاط البحث والتطوير ،بمعنى ان هذا األخير يحتاج الى
هيكلة تتوقف على طبيعة النشاط ،أهدافه ،وسائله ،نطاقه وخاصة التقارب أو المنظور المعتمد ،بالنسبة لهذا
األخير فيميز بين تقاربين اثنين هما التقارب باعتبار تخصص علمي معين أو وظيفة خاصة محددة والتقارب
الذي يأخذ مجموعة من المنتجات حسب طبيعتها .وكال التقاربان يتطلبان هيكلة تنظيمية معينة ،أما االختيار
بين التقاربين فيتوقف على نوع الصناعة والشروط السائدة فيها ،ومهما كان االختيار فان أمران في غاية من
79
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
األهمية يجب أخذهما بعين االعتبار وهما :التنسيق مع قسم االنتاج ووجود تعليمات واضحة في متناول جميع
االفراد المعنيين ،ومن حيث الفعالية يستوجب وضع تلك التعليمات في مستندات أو وثائق ليحتفظ بها(.)1
تم دراسة الروابط بين الهيكل التنظيمي وقدرة المؤسسة على االبتكار بصورة مستمرة منذ الستينات ،اال انه
لم يتم التوصل الى جميع هذه الروابط ،لذلك سيتم توضيح اهم الدراسات المتوصل اليها ،حيث أن االوائل الذين
قاموا بدراسة العالقات بين الهياكل التنظيمية وخصائص المحيط هم أصحاب منهج الطوارئ l’approche
" " contingenteوالذين نلخص اهم اسهاماتهم في ما يلي(:)2
-1نظرية الطوارئ للمنظمات:
هي تيار اشتهر في سنوات الستينات من القرن الماضي ،حيث يعتبر أن هناك طريقة وحيدة وفقط لفعل
االشياء تعطي نتائج عالية ) ،)one best wayحيث اعتمد رواده على دراسة منظمات تواجه بيئات
مختلفة ،اي حاجات ابتكارية مختلفة من أجل دعم مبرراتها ،.فحسب دراسة في المؤسسات البريطانية في
قطاع االلكترونيك ،والتي أجريت في سنوات الخمسينات من القرن الماضي ،توصال كل من Tom Burns
" " et G .M.Stalkerالى أن الهياكل التنظيمية الموجهة لمواجهة محيط ثابت ومتوقع كانت أساسا مختلفة
مقارنة بهياكل تتناسب مع معدل سريع من التغيرات التقنية.
ان الهيكل الميكانيكي أو البيروقراطي تكون فيه االدوار معرفة بوضوح والمهام متخصصة والعالقات
فيه اساسا تكون عمودية ،أما الهيكل العضوي فانه يساعد على التغيير حيث تكون األدوار فيه معرفة بشكل
غير دقيق مما يؤدي الى تصور اوسع للمجال الممكن ،كما أن العالقات االفقية كذلك لها أهمية مثلها مثل
العالقات العمودية مما يسمح بوضع لغة مشتركة.
" " Tom Burns et G .M.Stalkerأوضحا أيضا أنه في حالة تغير المحيط الذي تعمل فيه المؤسسة فان
التوجه من هيكل نحو نوع اخر من الهياكل يكون جد صعب بسبب الفاعلين واالفراد الذين ينظرون الى هذا
التغيير كتهديد لهم .فوضع مختبر للبحث والتطوير كان ينظر اليه على أنه تهديد من طرف بعض مسؤولي
1
. ( ) أوكيل محمد السعيد ،مرجع سبق ذكره ،ص .83
2
) (Corbel Pascal, (2009): Technologie, Innovation, Stratégie, de l’innovation technologique à l’innovation
Stratégique, Gualino Lextenson: France ; pp 210-214
80
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
الوظائف التجارية او االنتاجية ،فهم ينظرون الى الباحثين على انهم نخبة يمكن لها ان تهدد السلطة التي
يتمتعون بها وهذا من شانه ان يجعل الحوار بين أي قسم وباقي المؤسسة اكثر صعوبة.
" " Paul lawrence et jay lorschقاموا بتوضيح امكانية تعايش اقسام مهيكلة بطرق مختلفة في مؤسسة
واحدة ،حيث يفضل وضع ما يسمى "باجراءات تصفية النزاعات" وهذا يعني ايضا وضع اقسام التنسيق
(حيث تكون الهيكلة وسيطة بين االقسام الوظيفية) وتكون لها سلطة عالية ،كما تجدر االشارة الى انه من
المهم بان يكون مسيري كل قسم من االقسام يشعرون بانه يصغى اليهم في كل قرار يتخذ.
-2ادخال الهيكل العضوي في الهيكل الميكانيكي :
انطالقا من مميزات الهيكل العضوي وميكانيزمات االندماج مع أقسام لها منطق ميكانيكي أكثر من
عضوي ،فانه من المفيد االهتمام بالطريقة التي استطاع هيكل ان يحقق ابتكار كبير مثل "،" Swatch
رغم انه تم تصميم هذا الهيكل من أجل مواجهة محيط يعتبر نسبيا ثابت يرتبط بصناعة الساعات قبل ظهور
الساعات االلكترونية ،فعندما وجدت مؤسسة الساعات السويسرية ETAنفسها في مواجهة المنافسة الشرسة
للمؤسسات االسيوية التي أدخلت االلكترونيك على الساعات ،كان لها رد فعل بفضل مديرها العام الجديد
القادم من الصناعة الصيدالنية ،حيث أصدرت هذه المؤسسة الساعة األصلية ) .) Swatchولكن هذه
العملية عرفت عدة مراحل ،فأحد أهم المراحل األساسية لمشروع ) ) Swatchقبل وضع االساس للمنتج في
حد ذاته ،هو تغيير المنظمة بعمق بحيث تم تعزيز االبداع وهذا ما تم ترجمته بتقليص الخطوط المشكلة
لهرم السلطة ،ومحاربة التجاوزات البيروقراطية وكذلك اتخاذ اجراءات تشجع على االتصال بين الخطوط
المشكلة لهرم السلطة وكذلك االقسام ،اضافة الى تشجيع العمال على طرح أفكارهم .هذا المثال يعكس أهمية
اشراك المدراء في االستراتيجية التكنولوجية للمؤسسة .وبصورة سريعة قام " " Thomkeبتطوير مشروع
يهدف الى انشاء الساعة األرق في العالم معب ار عن ارادته بأن يخرج مؤسسة "" ETAمن الروتين بفضل
االبتكار التكنولوجي .وأيضا يوضح ""GESTبأن المكانة الهامة للتكنولوجيا في المؤسسة تتمثل في وجود
كفاءات من المستوى العالي في أعلى هرم السلطة أو في مجالس االدارة.
" "Gérard koenigيلخص معضلة المنظمة الكبيرة ،فمن جهة االستثمارات في الجانب البشري والتنظيمي
هدفها تحقيق االستم اررية ،ومن جهة أخرى التغيرات في المحيط وتطور الطلب والمنافسة تفرض التغيير،
مما يطرح مسألة ادماج ما هو جديد في اطار هياكل مفروض عليها المحافظة على درجة من االستم اررية.
حالة المؤسسات المتعددة االنشطة والمقسمة الى أجزاء أو أقسام مستقلة توضح جيدا هذه االشكالية .في كل
81
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
مرة تكون هناك فرصة ( مثال نوع جديد من منتوج) تطرح اشكالية القسم الذي تمنح له تطوير هذا السوق
الجديد حيث:
-عندما يتطلب السوق تطوير الكفاءات التي ال تتمتع بها المؤسسة أو أن السوق كبير مقارنة بحجم
المؤسسة فان خلق قسم جديد يجب أن يكون مبرمج.
-عندما تكون الكفاءات قريبة من قسم موجود ،فان النشاط الجديد يمنح له ولكن في افواج أين تكون
االنشطة عادة مرتبطة ببعضها وتتوافق من حيث الكفاءات.
يؤثر الهيكل بشكله والتركيب التنظيمي فيه على االبداع من خالل الهيكل العضوي الذي تكون فيه
السلطة المركزية مع القليل من االجراءات والقواعد ،كما أن االفراد فيه يستطيعون التحرك بحرية كعامل أول.
العامل الثاني يتمثل في وفرة الموارد التي من شانها تسهيل بناء لإلبداع ،وبها يستطيع المدراء أن يؤمنوا كل
البنى التحتية التي تشجع عمل المبدعين وتسهل شراء ملكياتهم الفكرية مع تجسيدها كمنتجات ،كما أن العامل
الثالث ممثل في توافر االتصاالت بمختلف انواعها يؤثر على عمليات الجمع والمبادلة ايجابيا ،ويقضي على
بعض مصاعب االبداع ،فتوفر اتصاالت االنترنيت مثال يمكن الحصول من خالله على تسهيل تفاعل أقسام
وفروع المؤسسة فيما بينها ويمكن أن يقضي كذلك على صعوبة تقاطع الثقافات(.)1
ينطوي اعتماد استراتيجية جديدة وادخال تكنولوجيا جديدة ،في كثير من االحيان على احداث تغيرات كثيرة
في الهيكل التنظيمي للشركة كما هي حال شركة بيالدونا .حيث نفذت الشركة عملية اعادة هيكلة تنظيمية كبيرة
في تطبيق استراتيجيتها التسويقية الجديدة التي استهدفت المستهلك االوروبي الرفيع الذوق في مجال الموضة
الراقية .واستلزمت هذه العملية فصل االنتاج عن التسويق وتحويلهما الى كيانين مستقلين واالستعاضة عن
اآلالت القديمة باالت حديثة وتخفيض عدد الموظفين واعتماد طرق دولية في تحديد التكلفة ،واختيار شريك
اجنبي له اسم تجاري واالعتماد على حق االمتياز كطريقة لتوزيع المبيعات ،ويفرض تشجيع ظهور االفكار
الجديدة واالبتكار على االدارة اعتماد منهج قائم على المشاركة للتشاور واتخاذ القرار وتوخي المزيد من المرونة
ومنح هامش من االستقاللية حسب ما تقتضيه الحاجة وبدرجات متفاوتة للدوائر االدارية المتعددة(.)2
Indevcoو Sekemوالشركة المصرية للحياكة وااللبسة الجاهزة والرشيدي واعترفت الشركات المبتكرة
و Timezeroبالدور الهام الذي يضطلع به الموظفون االفراد وروح الجماعة في المساهمة في االفكار الجديدة
( ) 1سمسوم عائشة :)2016( ،تنمية االبدا ع التنظيمي ضمن نموذج التخطيط االستراتيجي للموارد البشرية في المؤسسة ،مجلة االقتصاد الجديد ،العدد
( ،)14المجلد ( ،)01ص .56
( )2جواد نبيل ،مرجع سبق ذكره ،ص .225
82
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
وتعزيز قدرة الشركة االبتكارية ،وهذا يتطلب تعزيز االحترام المتبادل والقضاء على الوظائف المخيفة في الشركة
واستحداث هيكل اداري مشجع .وقد استحدثت بعض الشركات كشركتي Indevcoو Sekemبعض المشاريع
وخطط العمل لهذه الغاية واعتمدت شركتا Timezeroوكوم دوت كوم منهجا لالدارة قائما على عمل الفريق.
وأرست شركة الرشيدي منهج تخطيط من االسفل الى األعلى فاسحة المجال أمام مختلف االقسام ومديريها
لمواكبة االفكار االبتكارية .كما يساعد المنهج القائم على المشاركة والمرونة في االدارة في زيادة العاملين حماسا
والتزاما ووالء للمجموعة وبالتالي تزداد قدرتهم على االبتكار(.)1
-وجود هيكل مناسب لتقدم فكرة االبتكار ،اذ أن التسلسالت الهرمية الصارمة قد تعوق االفكار الجديدة مثل
الموظفين ذوي الرتبة االدنى قد ال يستطيعون توصيل مقترحاتهم الى االدارة.
-التعاون بين الفريق األساسي كاسهامات من مجموعات ذات مهارات مختلفة في غاية األهمية لتطبيق فكرة
جديدة ،وهذا لن يحدث لو أن كل قسم يعمل متفردا.
-التواصل الجيد عبر المنظمة وايضا التواصل على مستويات التسلسل الهرمي المختلفة ،وبذلك يتم تبادل
األفكار ،كما أنه ال يشعر أي فرد باإلهمال عند تقديم االبتكار.
-وجود الهيكل الفردي للفريق ،حيث يتم مناقشة الفكرة وتطويرها من خالل الفريق ويتم تشجيع كل أعضاء
الفريق على المساهمة.
-التأكيد على كل الفرق أن مساهماتهم في موضع ترحيب ،بدال من التعامل مع االبتكار على انه وظيفة
الخبراء فقط.
83
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
يتطلب االبتكار التسويقي أن تقوم المنظمات باستمرار في البحث عن تطوير منتجاتها وخدماتها بما يحقق
فوائد كبيرة وجديدة لدى المستهلكين ،وتعمل على تحقيق أقصى اشباع ممكن لحاجاتهم ورغباتهم لتحقيق الميزة
التنافسية التي تميز المنظمة عن غيرها .فاالبتكار التسويقي نشاط منظم ومتمي از من أجل الوصول الى ما هو
جديد في المنتجات وفي االسعار وفي الترويج والتوزيع ،وسنتناول في هذا الفصل مفهوم التسويق االبتكاري ،
أنواعه ،استراتيجيته واالبتكار في عناصر المزيج التسويقي.
ويمكن تعريفه بأنه " طرح منتجات جديدة ذات قيمة وظيفية واقتصادية ونفسية عالية تفوق توقعات الزبائن ،والتي
من شأنها تحقيق الشعور بالسعادة وبشكل استباقي من خالل االستخدام الناجح لعمليات التسويق المبني على
()2
المعرفة ،مما يجعل المنظمة متميزة ومتفردة عن منافسيها"
يهدف االبتكار التسويقي الى ارضاء المستهلكين بشكل أفضل من المنافسين ،من خالل براعة في تحديد
وتلبية حاجاتهم ورغباتهم بشكل دقيق والمواءمة بينها وبين قدرات وامكانيات المؤسسة ،كما يسعى االبتكار
التسويقي ا لى اكتشاف الحاجات الكامنة للمستهلكين وتلبيتها ،على سبيل المثال لم ير الزبائن اية حاجة في
جهاز walkmanحتى طرحته شركة sonyودفعت بالسوق نحوه ،وبالتالي فان تحديد هذا النوع من الحاجة
يتطلب استخدام وسائل وطرق مبتكرة في بحوث التسويق(.)3
84
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
شامبو مقدم لألطفال بعد ذلك يقدم لذوي البشرة الحساسة من ايجاد تموضع جديد للسلعة الحالية في السوق
البالغين
فيلم عرض في قاعات السينما ثم يسوق في اشرطة فيديو او تقديم الجديد لنفس المنتج
اقراص مضغوطة من نوع DVD
المصدر :يحياوي نصيرة ،مهدي مراد ،االبتكار التسويقي ودوره في رفع اداء المؤسسة االقتصادية -دراسة حالة مركب المنظفات ( ) SIDERبسور الغزالن
– الجزائر ،كتاب األبحاث العلمية ،المؤتمر الدولي السنوي 14لألعمال ،إدارة االبتكار في األعمال 22 -20نيسان ،جامعة الزيتونة األردنية ،عمان،
األردن ،ص.196
ينصب التسويق االبتكاري على عنصر المنتج ( سلعة أو خدمة) ،عنصر السعر ،عنصر الترويج أو
عنصر المكان( التوزيع) أو على كل هذه العناصر في ان واحد ،اي أن هذا النوع من االبتكار يوجه الى
عناصر المزيج التسويقي ،وقد يكون االبتكار في مجال بحوث التسويق ،كما قد يأخذ التسويق االبتكاري شكل
تبني قضية معينة ،أو االختالف عن المنافسين في موقفهم اتجاه قضية معينة أو موضوع معين أو أي ممارسة
تسويقية(.)1
لقد تعددت المعايير المستخدمة في تصنيف التسويق االبتكاري وذلك بخالف المجال التسويق أو الوظيفة
التسويقية موضع االبتكار ،وسيتم التعرف على التصنيفات االكثر استخداما(:)2
يمكن أن يكون التسويق االبتكاري طبقا لنوع المنتجات سواءا كانت سلعة او خدمة او منظمة أو شخص
او فكرة .استنادا الى المفهوم الموسع للتسويق ومما الريب فيه أن الهدف االساسي من التسويق االبتكاري
والشكل الذي يتخذه يمكن أن يتأثر بدرجة كبيرة بنوع المنتج الذي ينصب عليه.
85
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
يمكن تقسيم التسويق االبتكاري حسب نوع المنظمة المبتكرة واعتمادا على هذا االساس يمكن التقسيم بحسب
الغرض من وجود المنظمة ،فقد يختلف التسويق االبتكاري من المنظمة التي تهدف الى الربح عن التي ال تهدف
الى ذلك ،كما يمكن التقسيم حسب النشاط األساسي للمنظمة كأن تكون صناعية او تجارية أو خدمية أو غير
ذلك من األسس مثل نوع الملكية.
-3التصنيف طبقا للهدف :يمكن تقسيمه الى تسويق ابتكاري يهدف الى حل مشكلة معينة تواجهها المنظمة،
او مواجهة ظاهرة غير مرغوب فيها تعاني منها المنظمة مثل تدهور المبيعات ،وقد يكون االبتكار بهدف تحسين
االداء واالرتقاء به ،وبالتالي فان التسويق االبتكاري في الحالة االولى يكون رد فعل ،بينما في الحالة الثانية
يكون مبادأة ،وقد تجمع المنظمة بين النوعين من التسويق االبتكاري اذا كانت تتعامل في أكثر من منتوج أو
أكثر من سوق.
-4التصنيف طبق للعميل :يقسم التسويق االبتكاري طبقا للعميل المستهدف الى تسويق ابتكاري موجه
للمستهلكين النهائيين( االفراد) وتسويق ابتكاري موجه للمشترين الصناعيين ( المنظمات) ،حيث يعتمد النوع
االول بدرجة كبيرة على اثارة الدوافع العاطفية غير الرشيدة أكثر من اعتماده على اثارة الدوافع العقالنية الرشيدة
والتي تخص النوع الثاني من التسويق االبتكاري.
ثالثا :متطلبات االبتكار التسويقي :تشير متطلبات التسويق االبتكاري الى العناصر أو المتغيرات التي يجب أن
تتواجد في المنظمات حتى يمكن تبنيه وتطبيقه واالستفادة منه في تحقيق أهدافها ،ويمكن تقسيم المتطلبات الى
خمسة مجموعات رئيسية والتي يوضحها الشكل التالي:
86
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
من الشكل أعاله يظهر أن متطلبات االبتكار التسويقي تتمثل في متطلبات ادارية وتنظيمية من خالل اقناع
االدارة العليا للمؤسسة والتنسيق بين االدارات المهتمة باالنشطة االبتكارية ،متطلبات خاصة بالمعلومات من
خالل المعالجة االلية للمعلومات مع وجود نظام لحمايتها وتوفر نظام فرعي للمعلومات التسويقية ،متطلبات
متعلقة بادارة االفراد العاملين من خالل اعتبار القدرات االبتكارية شرط لتشغيل الوظائف ووجود نظام فعال
للتحفيز على االبتكار ،متطلبات خاصة بالجدوى والتقييم باعتماد مجموعة من المؤشرات كالتغير في درجة رضا
العميل ونسبة زيادة الحصة السوقية للمؤسسة والتكلفة الفعلية لالبتكار مقارنة مع العائد منه ،ومتطلبات أخرى
متنوعة كتوقع مقاومة لالبتكار التسويقي واالستعداد للتعامل معها ،والتوازن في مجاالت االبتكار التسويقي.
رابعا :استراتيجية التسويق االبتكاري :ينبغي النظر الى االبتكار في مجال التسويق على انه عملية وليس
تصرف أو عمل ،ويترتب عن هذه النظرة أن االبتكار التسويقي يمر بستة مراحل ،كما أن كل مرحلة من
المراحل تخضع للتطبيق االداري ويمكن توضيح أهم مراحل التسويق االبتكاري في الشكل التالي:
87
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
المصدر :من اعداد المؤلفة باالعتماد على نعيم حافظ ابو جمعة ،مرجع سابق ،ص .68
-1اكتشاف االفكار الجديدة :بعد دراسة البيئة التسويقية والتركيز على حاجات ورغبات العمالء ومختلف
المشاكل التي تواجههم تقوم المنظمة بتوليد االفكار االبتكارية والتي يمكن أن تكون في اي عنصر من عناصر
المزيج التسويقي ،ويقصد بهذه المرحلة ايجاد أكبر عدد ممكن من األفكار االبتكارية في مجال التسويق(.)1
على تعرف الفكرة الجديدة بأنها " ذلك االمر الذي نريده جديدا وعلى شكل مادي أو غير مادي ،ويشتمل
منفعة مطلوبة أو مرغوبة من قبل األمر الذي نريده جديدا وعلى شكل مادي أو غير مادي ويشتمل على منفعة
مطلوبة أو مرغوبة من قبل المستهلكين أو المستخدمين في أسواق مستخدمة هنا أو هناك"(.)2
كما ان الفكرة الجديدة المؤدية الى ايجاد منتج جديد قد تكون ناجحة حين تحقق أهداف مقدمها أو مستخدمها
سواء بسواء ،فالفكرة ما هي اال تعبير لفظي يخبرنا عن شيء ما وعن موقف أو ادراك المستهلك أو المستخدم
نحوها بانها تحقق له منافع أو فوائد يريدها وبتكلفة معقولة.
يتضمن نظام توليد األفكار الجديدة عددا من الخطوات العملية نورها فيما يلي(:)3
تحديد المشكلة التي تعاني منها مؤسسة ما بهدف ايجاد الحل لها.
88
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
تحديد مجموعة مستخدمي أو مستهلكي نتاج الفكرة الجديدة والتي يعبر عنها في هذه المرحلة بمشروع
المنتج الجديد.
جمع كافة المعلومات والبيانات حول الفكرة المقترحة وذات االهتمام من قبل المستهلكين .
تحليل وتقييم المشاكل عن مفهوم السلعة أو الخدمة المقترحة موضوع الفكرة الجديدة وتصنيف وترتيب
المشاكل أو الفوائد المقترحة حسب أهميتها ودرجة صعوبة أو عدم صعوبة تنفيذها.
وضع التصور األولي للمجاالت الممكنة لتطوير االفكار الجديدة المرتبطة بهذه السلعة أو الخدمة.
ويتم الحصول على األفكار الجديدة من مصادر مختلفة ( انظر الفصل الرابع ) باستخدام مجموعة من االدوات
واالساليب ( انظر الفصل الخامس ).
نظ ار ألنه في مرحلة اكتشاف االفكار االبتكارية يكون الهدف هو الحصول على أكبر عدد ممكن من األفكار
دون وضع أي قيود أو محددات عليها في تلك المرحلة ،فانه ال يتوقع أن تكون جميع هذه األفكار صالحة
للتطبيق أو مالئمة للمنشأة ،لذلك فال بد من غربلة هذه االفكار قبل أن تخضع لمزيد من الدراسات التفصيلية،
حيث تعتبر هذه المرحلة تقييما مبدئيا وعاما لألفكار استنادا الى عدد من المعايير المالئمة في هذا المجال،
ومن هذه المعايير مدى تماشي الفكرة مع أهداف واستراتيجية المنشأة ،مدى الحاجة الى مهارات تسويقية
لتطبيقها ،مدى توافر هذه المهارات والخبرات لدى المنشأة والموارد المالية لعملية التنفيذ ،ومدى الحاجة الى
امكانيات فنية وغيرها من االعتبارات.
ويجب على المنظمة ان تبذل في هذه المرحلة قصارى جهدها لتجنب الوقوع في نوعين من الخطأ هما :خطأ
االسقاط ،حيث يمكن أن تتسرع المنظمة وتحذف أفكا ار تكون ناجحة ،وخطأ االستمرار :االستمرار في المراحل
التالية مع أفكار غير مالئمة قد يقود الى فشل االبتكار.
ويهدف انتقاء األفكار الجديدة الى تحقيق مايلي(:)1
تحديد الحاجة لمقدار المعرفة الفنية التي تحتاجها المؤسسات المعنية بعملية التطوير للبحث عن فكرة ما
وانتاجها وتحويلها الى منتج جديد ،اضافة الى تحديد مدى القدرات أو المعارف الفنية الالزمة التمام
عملية التطوير ،كما تتضمن عملية االنتقاء تقييم أثر العوامل االقتصادية واالجتماعية والتشريعية للفكرة
المراد تطويرها وتحويلها الى منتج جديد يطرح في السوق.
1
( ) المرجع نفسه ،ص ص .130 -129
89
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
تساعد عملية االنتقاء على تحديد نوعيات الكفاءات االدارية والتسويقية والفنية التي تحتاجها عملية
تطوير األفكار الى منتجات جديدة وقابلة لالستمرار في األسواق المستهدفة ،وفي بيئة تسويقية تتغير
باستمرار.
تساعد الغربلة المؤسسات على استبعاد األفكار التي يستحيل تنفيذها من النواحي الفنية والقانونية
والتشريعية واالقتصادية.
وتوجد عدة نماذج النتقاء االفكار الجديدة أهمها نموذج كروفورد لغربلة األفكار ،نموذج ليكرت الخماسي
والمدخل التسويقي لغربلة األفكار.
-3تقييم االفكار االبتكارية :يتم التقييم التفصيلي لألفكار االبتكارية استنادا الى عدة معايير أهمها معيار التكلفة
والعائد ،ويجب االشارة ال ى أن معايير التقييم تختلف باختالف عنصر المزيج التسويقي الذي تتعلق به الفكرة او
باختالف طبيعة المنشأة واألنشطة التي تتم فيها أو باختالف خصائص العمالء الذين تتعامل معهم المنشأة أو
غير ذلك من العوامل .ويتطلب انجاز هذه المرحلة تحديد المعايير التي تستخدم في التقييم ثم تحديد الطريقة
التي يتم استخدامها في عملية التقييم .ومن أهم الطرق المستخدمة في التقييم طريقة جوانب القوة وجوانب
الضعف في الفكرة أو االبتكار ،طريقة الحذف التدريجي وطريقة النقاط المرجحة.
-4اختبار الفكرة الخاصة باالبتكار :تخضع الفكرة الخاصة باالبتكار لالختبار أي وضعها في وضع اقرب ما
يكون الى التطبيق الفعلي ،بمعنى محاولة وضع الفكرة في ظروف سوقية فعلية ،ويفيد هذا االختبار في تحديد
ردود فعل السوق المستهدف من تطبيق الفكرة ،وما اذا كانت هناك مشاكل مرتبطة بتنفيذها وما اذا كانت هناك
معلومات اضافية يجب الحصول عليها تفيد عملية اتخاذ الق اررات ذات الصلة بهذا التنفيذ وذلك للتقليل من
المخاطر المرتبطة بوضع فكرة معينة موضع التنفيذ.
-5تطبيق االبتكار :اذا مانجح االبتكار في االختبار سواءا كما هو أو بعد اجراء تعديالت طفيفة عليه فعلى
الشركة أن تتخذ ق ار ار نهائيا يتعلق بتطبيق االبتكار على نطاق واسع.
90
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
خامسا :المزيج التسويقي االبتكاري :يقوم التسويق االبتكاري على فكرة أساسية مفادها عدم قدرة أداة واحدة على
تحقيق االهداف بأفضل االشكال وأحسن الصيغ ،لذلك فان مزج جميع عناصر المزيج التسويقي تكون أكثر قدرة
على تلبية االهداف التي تسعى اليها المنظمة من استخدام عنصر واحد ،وتتمثل عناصر المزيج التسويقي
االبتكاري في:
االبتكار في مجال المنتجات هو الوصول الى منتجات جديدة تماما في السوق أو ادخال تعديالت أو
اضافات سواء جذرية أو محدودة على المنتجات الحالية أو تحسينها بحيث تختلف عن المنتجات الحالية
بدرجة أو بأخرى.
() 1
" المنتج بأنه مجموعة من الصفات الملموسة وغير الملموسة يعرف ()Stanton, 1991, p122
المنتِجة والبائعة ،وخدمات المنتج والبائع التي
متضمنة الغالف ،اللون ،السعر ،شهرة وسمعة ومكانة الشركة ُ
يقبلها المستهلك على أنها تُشبِع حاجاته ورغباته ".
ُيمكن أن ُنميز نوعين من خصائص المنتج ألن هذه األخيرة يتم تحليلها خالل نشاطات تصميم المنتج
وتفصيلها عند تطوير المنتج(:)2
أ -الخصائص التقنية :وهي عناصر تتعلق بالشكل ،المحتوى واستعمال المنتج (األبعاد والوزن ،شروط
االستعمال ...إلخ).
درك بها المنتج من قبل المستعملين (شعار،
ب -الخصائص اإلدراكية :وهي مرتبطة بالطريقة التي ُي َ
العبوة)
ومن وجهة نظر تسويقية ُيعرف المنتج الجديد على أنه ":أي شيء ُيمكن تغييره أو إضافته أو تحسينه أو
تطويره على مواصفات وخصائص المنتج ،سواءا المادية الملموسة أو غير الملموسة أو الخدمات المرافقة لها،
وُيؤدي إلى إشباع حاجات ورغبات العمالء الحالية والمرتقبة في قطاعات سوقية مستهدفة ،يكون هذا المنتج
جديدا على المنظمة أو السوق أو العمالء أو جميعهم معا ،وبغض النظر عن درجة التقدم التكنولوجي المستخدم
في تطوير المنتج الجديد ،وهذا يشمل مواصفات المنتج ،عالمته التجارية ،خدمات العمالء ،سعره ،ترويجه،
()1الصميدعي محمود جاسم ،يوسف ردنية :)2011( ،إدارة المنتجات ،ط ،1،دار الميسرة ،عمان ،األردن ،ص .98
)2( Fernez-Walch Sandrine, Romon François, (2008) : Dictionnaire du management de l’innovation, Vuibert : Paris,
France., p 21.
91
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
توزيعه ،خدمات ما بعد البيع التغليف والتعبئة ،الضمانات المقدمة وطرق الدفع أو حتى عملية إعادة إحالل
()1
المنتج في قطاعات سوقية معينة"
( )1عكروش مأمون نديم ،عكروش سهير نديم :)2004( ،تطوير المنتجات الجديدة -مدخل استراتيجي متكامل وعصري ،ط ،1دار وائل:
عمان ،األردن .ص .94
2
( ) Le Nagard-Assayag Emmanuelle, Manceau Delphine, Marketing des nouveaux produits , de la création
au lancement, Dunod, France, p 121.
()3عكروش مأمون نديم ،عكروش سهير نديم ،مرجع سبق ذكره ،ص .234
()4العامري صالح مهدي ،اإلبداع التكنولوجي :قاعدة المنافسة األساسية للشركات الكبرى ،الجريدة االقتصادية اإللكترونية ،العدد ،4631
تاريخ التصفح.2015/01/06 ،
92
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
يوضح الشكل التالي الشكل النمطي لدورة حياة المنتج من خالل منحنيي المبيعات بداللة الزمن ،وكذلك أثر
االبتكار عليها:
الشكل رقم (: )17أثر ادخال تحسينات على اطالة دورة حياة المنتج
المصدر :يحياوي نصيرة ،مهدي مراد ،االبتكار التسويقي ودوره في رفع اداء المؤسسة االقتصادية -دراسة حالة مركب المنظفات ( ) SIDER
بسور الغزالن – الجزائر ،كتاب األبحاث العلمية ،المؤتمر الدولي السنوي 14لألعمال ،إدارة االبتكار في األعمال 22 -20نيسان ،جامعة
الزيتونة األردنية ،عمان ،األردن ،ص .199
من الشكل أعاله يتضح وجود أربعة مراحل في دورة حياة المنتج والمتمثلة في مرحلة التقديم ،النمو ثم
مرحلة النضج وأخي ار مرحلة االنحدار أو التدهور ،ومن المعروف أن األرباح تبدأ مع مرحلة النمو ،وتكون في
حدها األقصى في مرحلة النضج ،وبالتالي فاطالة الفترة الزمنية لدورة حياة المنتج خاصة مرحلتي النمو والنضج
تنعكس على تدفق المبيعات ،ومن ثم على تحقيق االرباح لفترة أطول ،ويعد االبتكار من خالل مدخل التحسين
أهم االستراتيجيات التي يمكن أن تتبعها المؤسسة ،الطالة حياة المنتج ،فاضافة مزايا جديدة أو محسنة الى
المنتج الحالي أو اضافة سمة جديدة أو أكثر للمنتج الجديد مثل :تحسين تصميمه أو تسهيل استخدامه ،أو مدى
مالءمته للغرض من استعماله للزبون تدخل ضمن االبتكار التحسيني.
93
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
-2االبتكار في السعر :يعتبر االبتكار في مجال السعر من المداخل الهامة لتحقيق التميز التسويقي ،فالسعر
هو " مجموعة القيم المتوقعة التي يستند اليها المستهلك عن المنافع المتحققة من امتالك أو استخدام أو االستفادة
من المنتوج خالل فترة زمنية معينة وفي مكان معين ويعبر عنه بالنقود أو بما يقابلها من منتوجات بانواعها ،أو
مواد أو أشياء ذات ندرة وتخضع للقوانين االقتصادية"(.)1
أما التسعير هو عملية وضع السعر المناسب الى المنتج ،وبدون عملية التسعير ال يصبح للسعر أي معنى،
وترتبط عملية التسعير بالمنفعة من السلعة واالعتبارات المتعلقة بسياسة التسعير مثل مرونة الطلب ،التكلفة،
الدخل ،المنافسة والظروف االقتصادية والقوانين التي تنظم األسعار ،كما يتطلب قرار التسعير تكامال بين
الوظائف المختلفة ذات العالقة بالمنتج الموجودة بالمنظمة(.)2
فعند التفكير في تطبيق االبتكار السعري يجب االخذ بعين االعتبار خصائص المستهلكين المستهدفين ،فهناك
ابتكارات سعرية قد تصلح لقطاع او قطاعات معينة دون األخرى ،ومن األساليب المبتكرة في هذا المجال(:)3
1
( ) السرحان فهد عطا هللا :) 2005(،دور االبتكار واالبداع التسويقي في تحقيق الميزة التنافسية للبنوك التجارية االردنية ،رسالة دكتوراه في فلسفة
التسويق غير منشورة ،كلية الدراسات االدارية والمالية العليا ،جامعة عمان العربية للدراسات العليا ،االردن ،ص .48
2
( ) المرجع نفسه ،ص 49
3
( ) ابو جمعة نعيم حافظ ،مرجع سابق ،ص ص .179 -158
4
( ) السرحان عطا هللا ،مرجع سابق ،ص .61
94
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
اجمالي تكاليفها عند معدل تقديري لحجم المبيعات ،كأن تخطط المنظمة انها ستحدد اسعارها لتحقيق
نسبة %35مثال من أصل استثمارها(.)1
مستوى االبتكار الذي يتمتع به المنتوج الجديد ،فكلما زاد هذا المستوى من االبتكار امتلك هذا المنتوج
ميزة تنافسية على األصن اف البديلة ،ثم تمتلك المنظمة هامشا ومجاال أكبر للمناورة في تحديد سعر هذا
المنتج(.)2
يعرف االبتكار واالبداع في مجال الترويج على أنه " قدرة المنظمة على عملية االبتكار واالبداع في
االتصال المباشر وغير المباشر بالمستهلك من خالل االعالن واالتصال الشخصي وتنشيط المبيعات والنشر
()3
لتعريفه بمنتوج المنظمة ومحاولة اقناعه بانه يحقق حاجاته ويلبي رغباته من خالل استخدامات جديدة مبتكرة"
-1-3االبتكار في مجال االعالن :يعتبر االبتكار جوهر العملية االعالنية ،اذ أن المتتبع لوكاالت االعالن
وأعمالها يجد أنها مؤسسات تعمل بدون بضائع ملموسة ،اال أنها تقدم خدماتها في شكل افكار مبتكرة تحقق
مصالح االطراف المشتركة في عملية االتصال االعالني ،وبهذا يكتب لهذه المؤسسات البقاء بقدر استمرارها في
االبتكار(.)4
ويمكن تعريف االبتكارية في المجال االعالني بانها "المقدرة على ايجاد افكار فريدة ومالئمة ومقبولة
اجتماعيا ،وقابلة للتطبيق كحلول لمشكالت اعالنية وهي تحدث كنتيجة لتفاعل عمليات عقلية ونفسية متداخلة
)(5
تستند الى مجموعة من المتغيرات االجتماعية والسمات الشخصية والقدرات العقلية للمبتكر االعالني "
مرتكزات االبتكار االعالني :تعتبر االبتكارية في االعالن عملية معقدة ومتداخلة ،قائمة على جملة من المرتكزات
التي ال بد من مراعاتها عند ارساء االستراتيجية االبتكارية ،حيث ترتكز فيما يلي(:)6
نجاح االعالن المبتكر يعتمد على استخدام معلومات دقيقة خاصة بتفضيالت المستهلكين ،وثقافاتهم،
تقسيماتهم الديمغرافية اضافة الى األسواق المستهدفة وخصائص ونقاط الجذب لدى المنافسين.
1
( ) المرجع نفسه.
2
( ) المرجع نفسه.
3
( ) المرجع نفسه ،ص .68
4
( ) حجوجة سارة ،قويدري محمد :)2016 ( ،دور االبتكار االعالني في تحفيز القرار الشرائي لدى المستهلك – دراسة استطالعية حول تأثير اعالنات
خدمة الجيل الرابع لدى عينة من مستخدمي االنترنيت في مدينة األغواط ،مجلة أداء المؤسسات الجزائرية ،العدد ،10ص .112
5
( ) المرجع نفسه.
6
( ) المرجع نفسه.
95
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
االعالن المبتكر لن يكون فعاال وحده بمعزل عن عناصر المزيج التسويقي التي يمكن أن يتفاعل معها
من انتاج ،تسعير وتوزيع.
يجب أن يكون االبتكار من أجل أن يكون المعلن في مقدمة السوق ،وليس في صفوف التابعين الذين
يحاولون اللحاق.
ومن األساليب المستخدمة في االبتكار االعالني(:)1
بدء االعالن التلفازي بمنظر أو بمشهد غير مالوف يمكن أن يجذب انتباه المشاهد ،مما يساهم في زيادة
فعالية االعالن.
استخدام عنصر المفاجأة وحدوث اشياء غير متوقعة بل وال يمكن توقعها من قبل المشاهد ،مما يثبت ما
يحتويه االعالن في ذهنه.
بيان المنفعة األساسية في المنتج من خالل توضيح أثر استخدام المنتج في معالجة نقص أو عيب
معين في شخص – ما -مما يزيد من احتمال اقتناع الموجه اليه االعالن.
اضفاء جو من المرح المعقول على االعالن.
االستعانة بمشاهير وشخصيات معروفة للتأثير على المستهلك.
-2-3االبتكار في مجال البيع الشخصي :يمكن أن يتم اللجوء الى االبتكار في مجال البيع الشخصي ،بحيث
يتم تفعيل وزيادة احتماالت نجاح العملية البيعية من المرحلة االولى فيها وهي البحث عن العمالء المرتقبين
باستخدام عدة مصادر كاالدلة التجارية ،واالستعانة بالغرف التجارية والصناعية ،واالعالنات الصحفية التي
تنشرها الشركات طلبا لمناقصات .وحتى المرحلة االخيرة وهي الرد على االعتراضات حيث تعتبر هذه االخيرة
خطوة اساسية من خطوات العملية البيعية(.)2
-3-3االبتكار في مجال النشر :االبتكار في النشر ال يكون عادة في طريقة صياغة الخبر ،انما يكون بالدرجة
االولى في مجال ما يتم نشره ،والوقت الذي يتم فيه النشر ،والوسيلة المالئمة للنشر ،وبالتالي فانه يرتبط بالدرجة
االولى بممارسات تسويقية أو ادارية بشكل عام ،والتي قد تكون مبتكرة ،ثم يتم اختيار ما يتم نشره منها ،بحيث
يحدث التأثير المطلوب في الجماهير المختلفة التي تتعامل مع المنشأة .واحسن مثال على ذلك هو قيام شركة
Giant Food Incبتبني قضية حماية المستهلك في اواخر السيتينات واوائل السبعينات من القرن العشرين،
وقامت بنشر ذلك بنجاح بوسائل االعالم ومن الوسائل المستخدمة في مجال النشر توجيه الدعوة لمسؤول كبير
1
( ) ابو جمعة نعيم حافظ ،مرجع سابق ،ص .208
2
( ) المرجع نفسه ،ص .210
96
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
بالدولة لحضور حفل افتتاح فرع جديد للشركة ،أو بدء تقديم منتج جديد لها ،التبرع للجمعيات الخيرية
والمؤسسات التي تعمل في مجال العمل االجتماعي ،وتغطية ذلك اعالميا ونشر أخبار عن المساهمين فيه(.)1
توجد العديد من أنشطة ومجاالت التوزيع التي يمكن أن يفيد االبتكار فيها كل من المسوق والعمالء ،فقد
يكون االبتكار في طريقة جديدة وغير مألوفة في توزيع المنتجات ،أو في تصميم أو شكل منفذ التوزيع نفسه،
وقد يكون االبتكار في التصميم الداخلي لمنفذ التوزيع ،أو في الجو المحيط بعملية التوزيع ،والذي يؤثر على
العمالء بدرجة أو بأخرى ،وغير ذلك من األنشطة أو المجاالت ،ومن األمثلة عن االبتكارات في مجال
التوزيع(:)3
اضافة الى التسويق االبتكاري في مجال بحوث التسويق ،هذه األخيرة تساهم في تحديد االتجاهات التي
يسير نحوها السوق ،وهو ما يعتبر مدخال لدراسة حاجات وأذواق الزبائن وبالتالي معرفة طرق التغير أو التكيف
مع متطلباتهم ،مما يمكن من إعداد استراتيجيات تسويقية ابتكارية فاعلة لضمان تسويق المنتجات(.)4
1
( ) ابوجمعة نعيم حافظ ،مرجع سابق ،ص ص .216 -214
2
( ) المرجع نفسه ،ص .216
3
( ) المرجع نفسه ،ص ص.231 ،229
4
( ) سعودي نجوى ،رابح بوقرة ،مرجع سابق ،ص .18
97
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
مما تقدم تظهر أهمية االبتكار التسويقي ،حيث اصبح بوتيرة أكبر يعطي المنظمة القائمة على االبتكار
القدرة على المنافسة والوصول الى المنتجات والخدمات الجديدة والى العمالء واألسواق الجديدة بطريقة أسرع من
منافسيها .ومن هنا يجب على المؤسسات قياس وبشكل دوري قيمة االبتكارات التسويقية التي تطرحها
للمستهلكين من أجل متابعة نجاح أو فشل هذه االبتكارات باستمرار ،مما يمكنها من تطوير أفكارها في الوقت
والمكان المناسب.
98
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
يعد االبتكار المحرك األكثر أهمية للنجاح التنافسي ،فالمؤسسات التي لها قطاعات نشاط متعددة تُحقق أكثر
من ثلث مبيعاتها وأرباحها بسبب منتجات جديدة تقل أعمارها عن خمس سنوات ،فعلى سبيل المثال
نجد ،BAXTERالرائد األول في التجهيزات الطبية حقق سنة %37 ،2002من مبيعاتها بسبب منتجات جديدة
تقل أعمارها عن خمس سنوات ،هذه النسبة وصلت إلى %45عند 3Mفي السنوات ،2005 ،2004وبذلك
أصبح االبتكار أحد مقاييس االداء والميزة التنافسية للمنظمات من أجل البقاء والنمو واالستمرار في السوق في
العديد من المجاالت ،وسنتناول في هذا الفصل مفهوم الميزة التنافسية ،محدداتها ،االستراتيجيات التنافسية،
التعرف على سلسلة القيمة وأنشطتها وتحليل أثر االبتكار على استراتيجيات التنافس وعلى القوى التنافسية ل
.porter
حسب " porterتنشأ الميزة التنافسية بمجرد توصل المؤسسة الى اكتشاف طرائق جديدة اكثر فعالية من تلك
المستعملة من قبل المنافسين ،حيث يكون بمقدورها تجسيد هذا االكتشاف ميدانيا ،وبمعنى اخر بمجرد احداث
عملية ابداع بمفهومه الواسع(.)1
وتعرف الميزة التنافسية على" انها التحكم الجيد والسيطرة التامة على عامل أو أكثر من عوامل النجاح بشكل
()2
يكون أفضل من المنافسين"
كما تعتبر الميزة التنافسية ميزة أو قيمة لمنتج أو منظمة ،وأنها ميزة أو سمة متميزة أو فريدة ،وهكذا تتيح
()3
تفوقا للمنظمة في السوق وتمكنها من تعزيز قدرتها التنافسية
وتعرف ايضا بأنها" قدرة المؤسسة على خلق وضع قابل للدفاع عنه في وجه المنافسين يمكنها من
تحقيق عوائد أعلى من المنافسين ،أو أن تكتسب عوائد مالية متميزة في الصناعة"(.)4
( ) طرشي محمد ،بربري محمد أمين ،دور وأهمية االبتكار في تعزيز الميزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية الجزائرية في ظل اقتصاد المعرفة ،الملتقى
1
العلمي الدولي حول المعرفة في ظل االقتصاد الرقمي ومساهمتها في تكوين المزايا التنافسية للبلدان العربية أيام 28 -27نوفمبر ،2008جامعة حسيبة بن
بوعلي ،الشلف .
( )2قريشي محمد ،) 2010 ( :أهمية تثمين مصادر الميزة التنافسية في المنظمة لضمان استم اررية مزاياها التنافسية ،مجلة الواحات للبحوث والدراسات ،العدد
،10جامعة غرداية ،ص .122
( )3المرجع نفسه.
( )4ماليكية عامر :) 2013( ،واقع اإلبتكار ودوره في رفع القدرات التنافسية للمؤسسات اإلقتصادية :دراسة ميدانية لعينة من المؤسسات اإلقتصادية
الجزائرية ،كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير ،رسالة دكتوراه غير منشورة ،جامعة عنابة ،ص .55
99
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
ان الميزة التنافسية لمنظمة –ما " -هي القوة الدافعة أو قيمة اساسية تتمتع بها المنظمة وتؤثر على
سلوك العمالء في اطار تعاملهم مع المنظمة ،وقد تستمر لفترة طويلة من الزمن بغض النظر عن طول
أو قصر دورة حياة السلعة أو الخدمة التي تقدمها المنظمة(.")1
وعليه فالميزة التنافسية تشير الى التقدم على االخرين بالسعر واالنتاج وحجم السوق المستهدف
والتميز بالموارد من خالل استغالل المنظمة لمصادر القوة لديها الضافة قيمة معينة لمنتجاتها بطريقة
يعجز عن تنفيذها المنافسون االخرون.
إن منظمات اليوم تميل نحو امتالك رؤية إستراتيجية لإلبداع تمكنها من تحقيق الميزة التنافسية ،ومما يدل
على ذلك هو الزيادة الكبيرة في الموارد المخصصة للبحث والتطوير ،إذ أن المنظمات في قطاعات أساسية في
منظمة التنمية والتعاون االقتصادي) )OECDتقوم بتخصيص موارد على البحث والتطوير أكثر مما تخصص
على المعدات والمصانع الثابتة ،كما أن واحداً من العوامل األساسية المؤدية إلى تقدم اليابان من حيث التنوع
الكبير والتطور السريع لمنتجاتها هو أن المنظمات اليابانية تنفق من مخرجاتها على أنشطتها الداخلية وعلى
()3
. البحث والتطوير بما يزيد عن %30مقارنة بنظريتها األمريكية
( )1قريشي محمد ،أهمية تثمين مص ادر الميزة التنافسية في المنظمة لضمان استم اررية مزاياها التنافسية ،مرجع سبق ذكره ،ص 122
2
( ) شرقي مهدي ،بوحفص رواني ،) 2007 ( :نظام حوكمة الشركات:وسيلة النشاء القيمة وتحسين نجاعة األداء في المؤسسات االقتصادية لتحقيق التميز
المستديم ،الملتقى الوطني الثاني حول تسيير المؤسسات :المؤسسة االقتصادية الجزائرية والتميز يومي 27-26نوفمبر ،جامعة 08ماي ،45ص.84
( )3نجم عبود نجم ،)2003( ،إدارة االبتكار -المفاهيم ،الخصائص والتجارب الحديثة ،مرجع سبق ذكره ،ص .16
100
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
ينطلق porterفي تناوله لمفهوم االستراتيجية بالتأكيد على انه ال يمكن ألي منظمة أن تبدع في جميع
المجاالت ولقد قدم بورتر ثالث استراتيجيات سميت باستراتيجيات بورتر التنافسية وهي:
-1السيطرة الشاملة للتكاليف :نقول عن مؤسسة أنها تحوز على ميزة التكلفة األقل ،اذا كانت تكاليفها
المتراكمة باألنشطة المنتجة للقيمة أقل من نظيراتها لدى المنافسين(.)1
للحيازة على ميزة التكلفة االقل يتم االستناد الى مراقبة عوامل تطور التكاليف ،حيث أن التحكم الجيد في هذه
العوامل مقارنة بالمنافس يكسب المؤسسة ميزة التكلفة االقل وتكون المراقبة كما يلي(:)2
مراقبة الحجم :يمكن كل من التوسع في تشكيلة المنتجات ،الحيازة على وسائل انتاج جديدة ،التوسع في السوق
أو نشاط تسويقي مكثف من تخفيض التكاليف ،غير أن الحجم الذي يحكم التكاليف يختلف من نشاط الى اخر،
ومن منطقة الى أخرى.
مراقبة التعلم :التعلم هـو نتيجـة للجهـود المتواصـلة والمبذولـة ،مـن ِقبـل اإلطـارات والمسـتخدمين علـى حـد سـواء .
لذلك يجب أال يتم التركيز على تكاليف اليد العاملة فحسب ،بل يجب أن يتعـداه إلـى تكـاليف النفايـات واألنشـطة
ـتعلم وتحديـد أهدافـه ،وليـتم ذلـك يسـتند إلـى مقارنـة درجـة
األخرى المنتجة للقيمـة ،فالمسـيرون مطـالبين بتحسـين ال ل
التعلم بين التجهيزات والمناطق ،ثم مقابلتها بالمعايير المعمول بها في القطاع.
مراقبة الروابط :تُحسِّن المؤسسة موقعها في ميدان التكاليف ،إذا تمكنت من التعرف على الروابط الموجودة بين
األنشطة المنتجة للقيمة من جهة ،واستغاللها من جهة أخرى.
-مراقبة اإللحاق :يتم هنا إما تجميع بعض األنشطة اُلمهمة والمنتجة للقيمة ،وذلك قصد استغالل اإلمكانات
المشتركة ،أو تحويل معرفة كيفية العمل في تسيير نشاط منتج للقيمة إلى وحدات استراتيجية تمارس أنشطة
مماثلة.
عادة ما تستفيد المؤسسات السباقة إلى بعض القطاعات ،من ميزة التكلفة األقل بشكل
مراقبة الرزنامة ً :
المستخدمين ،وتتعامل مع موردين
َ متواصل؛ ويرجع ذلك إلى كونها تتموقع في أحسن المواقع ،وتوظف أفضل
ذوي خبرة ودراية .أما في بعض القطاعات األخرى ،فإن التريث واالنتظار يكون أفضل ،إما لكون التكنولوجيا
المستخدمة سريعة التغير فيدخل المنتظرون إلى القطاع بتكنولوجيا جديدة ينافسون بها السباقون ،واما بغرض
دراسة سلوكات المنافسين واكتشاف نقاط القوة والضعف لديهم ،وبعدها الدخول إلى القطاع بأكثر معرفة
لألوضاع التنافسية السائدة.
1
( ) طرشي محمد ،بربري محمد أمين ،مرجع سبق ذكره.
2
( ) المرجع نفسه.
101
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
مراقبة اإلجراءات :يحدث أن تعمد المؤسسة إلى تطبيق إجراءات بصفة طوعية؛ وقد يرجع ذلك إلى سوء فهم
لهذه اإلجراءات .وسرعان ما يكشف تحليل التكاليف عن ضرورة إلغاء أو تغيير بعض اإلجراءات التي ال تساهم
إيجابا في ميزة التكلفة األقل ،بل أكثر من ذلك فهي تكلف أكثر مما يجب .وبالتالي فإن مراقبة اإلجراءات يسمح
بفهمها ومن ثمة تخفيض التكاليف.
مراقبة التموضع :إن التموضع لمختلف األنشطة سواء كان ذلك بالنسبة لألنشطة فيما بينها ،أو بالنسبة إلى
الزبائن والموردين له.
-2استراتيجية التمييز :تتميز المؤسسة عن منافسيها عندما يكون بمقدورها الحيازة على خصائص فريدة من
نوعها تجعل الزبون يتعلق بها ويفضلها ،وال يتم ذلك اال من خالل مراقبة العوامل التالية(:)1
-االج ارءات التقديرية :تعتبر االختيارات التقديرية لالنشطة التي يجب أن تعتمدها المؤسسة والكيفية التي
تمارس بها عامال مهيمنا على تفردها.
-الروابط :يمكن أن تتأتى خاصية التفرد من خالل روابط التكامل الموجودة بين االنشطة أو من العالقات
الجيدة مع الموردين وقنوات التوزيع.
-الرزنامة :قد ترتبط خاصية التفرد بالتاريخ الذي بدأت فيه المؤسسة ممارسة نشاط معين.
-التموضع :تحوز المؤسسة على خاصية التفرد اذا ما أحسنت اختيار التموضع المالئم ألنشطتها.
-االلحاق :يمكن أن تنجم خاصية التفرد لنشاط منتج للقيمة بمجرد أن يكون هذا النشاط مشتركا لعدة وحدات
تابعة لنفس المؤسسة.
-التعلم وﺁثار بثه :تنجم خاصية التفرد لنشاط معين عندما يمارس التعلم بصفة جيدة.
-التكامل :تسمح درجة التكامل بالحصول على خاصية التفرد حيث يتم ذلك بواسطة ضم انشطة جديدة منتجة
للقيمة كانت تمارس من قبل الموردين أو قنوات التوزيع.
-الحجم :ل لحجم تأثير كبير على تميز المؤسسة ،هذا التاثير يمكن أن يكون في االتجاهين ،أي اما أن يسمح
بتحقيق المرونة وسرعة االستجابة ( حالة الحجم الصغير أو المتوسط) ،واما أن يحقق قدرات عالية
لالستثمار والتطوير ( حالة الحجم الكبير).
( )1ماليكية عامر ،واقع اإلبتكار ودوره في رفع القدرات التنافسية للمؤسسات اإلقتصادية :دراسة ميدانية لعينة من المؤسسات اإلقتصادية الجزائرية ،مرجع
سبق ذكره ،ص .58
102
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
كما تجدر االشارة الى أن عوامل التميز تختلف من نشاط آلخر ومن قطاع آلخر حيث يحدد تضافرها الكيفية
التي يحوز بها نشاط معين على خاصية التفرد.
إن استراتيجية التمييز ال تسمح للمؤسسات بالتغاضي عن التكاليف ولكنها ال تمثل هدفا أساسيا أو استراتيجيا
للمؤسسات ،وفي حالة تنفيذ هذه اإلستراتيجية بنجاح من قبل المنظمة فإنها تتمكن من تحقيق أرباح مقارنة
بالمنافسين مما يعزز مركزها التنافسي ويمكنها من مجابهة قوة البيئة التنافسية(.)1
-3استراتيجية التركيز :ان المنظمات التي تننافس وفقا لهذه االستراتيجية تقدم منتجات الى مجموعة معينة
من المشترين أو تكون استراتيجيتها موجهة الى قطاع محدود من السوق المستهدف ،وذلك بتقديم منتجات ذات
تكاليف منخفضة أو منتجات متميزة.
وتتحقق الميزة الناتجة عن استراتيجية التركيز في الحاالت التالية:
-عند تواجد مجموعات مختلفة ومتميزة من الزبائن ممن لهم حاجات مختلفة أو يستخدمون المنتج بطرق
مختلفة.
-عندما ال يحاول أي منافس اخر التخصص في القطاع السوقي المستهدف.
-عندما تتفاوت قطاعات الصناعة بشكل كبير من حيث الحجم ومعدل النمو السريع.
-عندما تشتد حدة قوى التنافس الخمس بحيث تكون بعض القطاعات أكثر جاذبية من غيرها.
اما بالنسبة الستلزامات االستراتيجية فهي تتطلب خطوتين هامتين هما(:)2
-اختيار وتحديد قطاع السوق :يعتمد ذلك في القدرة على تحليل قطاعات السوق ودراستها لتحديد مدى
الجاذبية التي يتمتع بها كل قطاع من وجهة نظر المنظمة ،ويستند التحليل الى ضرورة معرفة حجم القطاع
ومدى المنافسة واألهمية النسبية للقطاعات من وجهة نظر المنافسين الرئيسيين ،ومن ثم الربحية المتوقعة
لكل قطاع ومدى التوافق بين امكانيات المنظمة واحتياجات القطاع.
-تحديد كيفية تحقيق الميزة التنافسية في القطاع المستهدف :تتم المفاضلة بين تحقيق قيادة في التكاليف
كاستراتيجية تتباناها المنظمة عند التعامل مع قطاع معين بما يتناسب مع ظروف المنظمة والقطاع ،أو تتبع
استراتيجية التمييز في ظل التوافق بين امكانيات المنظمة واحتياجات القطاع المستهدف.
( ) قريشي محمد ،أهمية تثمين مصادر الميزة التنافسية في المنظمة لضمان استم اررية مزاياها التنافسية ،مرجع سبق ذكره ،ص .134
1
2
( ) عامر بشير :)2012 ( ،دور االقتصاد المعرفي في تحقيق الميزة التنافسية للبنوك -دراسة حالة الجزائر -اطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية غير
منشورة ،جامعة الجزائر ،ص .186
103
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
()1سعد غالب ياسين :)2006( ،أساسيات نظم المعلومات اإلدارية وتكنولوجيا المعلومات ،الطبعة األولى ،دار المناهج :عمان ،األردن ،ص
.70
()2المرجع نفسه
(3) Durand Rodolphe, (2003) : Guide du Management Stratégique ,99 concepts clés , ED-Dunod: Paris,
France, p 35.
104
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
ج .الخدمات :كل األنشطة المرتبطة بتقديم الخدمة لتدعيم أو المحافظة على قيمة المنتج وتشمل خدمات
التركيب ،اإلصالح ،التدريب ،قطع الغيار واألجزاء وتعديل المنتج.
-2أنشطة قيمة الدعم :توفر المدخالت والبنية األساسية التي تدعم أنشطة القيمة األولية وتشمل:
أ .البنية األساسية للمؤسسة :وهي المديريات التي تتوفر عليها المؤسسة :كالمديرية العامة ،ومديرية المالية
والمحاسبة ،الجوانب القانونية والتخطيط االستراتيجي.
ب .إدارة الموارد البشرية :تمثل األنشطة الضرورية لضمان اختيار المزيج الصحيح من األفراد المهرة ألداء كل
ما يتعلق بأنشطة سلسلة القيمة بشكل فعال وتشمل التوظيف ،التكوين ،التدريب ،التحفيز ،ونظام التعويض
والمكافآت.
ت .التطوير التكنولوجي :هي أنشطة تتعلق بتصميم المنتج وكذلك تحسين طريقة أداء األنشطة المختلفة في كل
سلسلة القيمة وتشمل المعرفة الفنية ،اإلجراءات والمدخالت التكنولوجية المطلوبة لكل نشاط داخل سلسلة القيمة.
ث .التموين :هي األنشطة المتعلقة بظهور حاجة المؤسسة إلى مادة معينة إلى غاية إيصالها إلى المؤسسة،
وبذلك يتغلغل هذا النشاط عبر سلسلة القيمة ككل ألنها تدعم كل نشاط في حالة شراء ما يلزمه.
ويتضمن كل نشاط سواء كان أساسي (أولي) أو تدعيمي مدخالت ،موارد بشرية وتكنولوجيا ويستخدم المعلومات
وينتجها.
الشكل رقم ( :) 18سلسلة القيمة لبورتر
التصنيع
األنشطة األساسية
وبغرض التعرف على المصادر الحالية والمحتملة للميزة التنافسية يجب أن نبدأ بتحديد دور كل مستوى في
عملية خلق القيمة ،والجدول التالي يوضح مصادر القيمة في المستويات المختلفة لسلسلة القيمة:
105
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
Source : Le Leorne Séverine, Blanco Sylvie (2009) : Management de l’innovation, Pearson éducation:
France, p 236.
يتمثل االثر الحقيقي لالبتكار في تقليل التكاليف ،فمن أكثر المناورات االستراتيجية استعماال من قبل
المؤسسات هي التنافس على اساس االسعار المخفضة مما يعني التنافس على اساس الخفض المستمر للتكاليف
الوحدوية ،وهذا ما يتحقق بترشيد العملية االنتاجية الذي يحقق هوامش ربح أكبر يتم اعادة استثمارها لضمان
البقاء والنمو في المستقبل.
يشمل االبتكار المخفض للتكاليف بدرجة أولى سيرورة العمليات االنتاجية حيث قد يمس تتابع مراحل انتاج
المنتج او طريقة صنعه أو كيفية استغالل الموارد المختلفة داخل الورشات االنتاجية ،حيث ان استعمال التقنيات
الجديدة في عمليات االنتاج من شأنه رفع عدد الوحدات المنتجة أو تمكين التجهيزات واآلالت من معالجة
كميات أكبر من المدخالت في فترات زمنية قصيرة أو تحقيق مردودية أعلى باستخدام موارد أقل .كما يعتبر
االبتكار محددا أساسيا لربحية المؤسسات حيث يحقق خفضا مستم ار للتكلفة بفضل التعديالت التي تدخلها على
العمليات االدارية واالنتاجية ،ويحقق رفعا محسوسا لألسعار بفضل الحداثة واالصالة التي تقدمها في عروضها
106
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
الجديدة ،وفي كلتا الحالتين فهو يمثل العامل االكثر تحقيقا للقيمة المضافة االعلى واالكثر ضمانا للحفاظ على
الربحية االعلى في قطاع النشاط(.)1
()2
: وتسعى المؤسسات الى االبتكار المخفض للتكلفة اذا ما واجهتها احدى الحاالت الثالث التالية
-الزيادة في كمية الطلب على منتجات المؤسسة بحيث ال تستطيع الطاقة الحالية الوفاء بها.
عندما يحين موعد احالل اآلالت المتقادمة باالت وتجهيزات جديدة. -
-في حالة تنوع المواصفات الفنية المطلوبة في المنتج بحيث ال تستطيع اآلالت الحالية تحقيقها.
-2أثر االبتكار على استراتيجية التمييز :يتعين على المؤسسة لكي تتبنى إستراتيجية التمييز تطوير الكفاءة
المتميزة خصوصا في مجال البحث والتطوير وذلك من أجل إنتاج تشكيلة واسعة من المنتجات تخدم شرائح أكثر
من السوق ،أين تمثل الخصائص والتصاميم اإلبداعية واألساليب الفنية الجديدة مصد ار لتمييز المنتجات وانتاج
سلع مميزة بجودة عالية وتقديم خدمات مميزة وسريعة تختلف عما يقدمه المنافسين ،وهاته العوامل تعطي مبر ار
يدفع العمالء ( الزبائن) لدفع أسعار عالية ومميزة لهذه السلع أو الخدمات تغطي التكاليف التي تتكبدها المؤسسة
لتثبت هذه الصورة .إن التمييز في السلع والخدمات الذي تحققه المؤسسة من جراء قيامها باإلبداع التكنولوجي
يمكن أن يحميها من منافسيها لدرجة قد تصل إلى خلق الوالء للعالمة من قبل الزبائن حيال منتجاتها .إذ يعتبر
مبدأ الوالء للعالمة مصدر قوة ذات قيمة كبيرة ألنه يوفر الحماية للمؤسسة في كل األسواق أو على كل الجبهات
ويستطيع المنتجون المتميزون فرض زيادات على األسعار ،وهذا راجع إلى أن الزبائن لديهم االستعداد لدفع
أسعار استثنائية عالية .وفي األخير يمكن القول بان التمييز والوالء للعالمة قد يساهمان في خلق عوائق الدخول
في وجه المؤسسات األخرى التي تسعى إلى الدخول في نفس المجال الصناعي(.)3
-3أثر االبتكار على استراتيجية التركيز :إن اإلبداع التكنولوجي يم لكن المؤسسات من تركيز جهودها على
شريحة معينة من المستهلكين وهذا من خالل التركيز على اإلبداع في خطوط اإلنتاج ،أو اإلبداع في المنتجات
أو في سوق محددة من أجل تلبية حاجتهم ورغباتهم على أكمل وجه .فبعدما تنتهي المؤسسة من عملية اختيار
شريحة معينة من السوق تتجه للسعي وراء استراتيجية التركيز من خالل أسلوب التمييز أو أسلوب التكلفة
المنخفضة ،فع ندما تستخدم المؤسسة أسلوب التركيز على التكلفة المنخفضة فهي بذلك تدخل في منافسة
ومواجهة رائد التكلفة .واذا اتجهت المؤسسة إلى استخدام أسلوب التركيز على التمييز ،فإنه يصبح في متناولها
( )1.ماليكية عامر ،واقع اإلبتكار ودوره في رفع القدرات التنافسية للمؤسسات اإلقتصادية :دراسة ميدانية لعينة من المؤسسات اإلقتصادية الجزائرية ،مرجع
سبق ذكره ،ص .96
2
( ) المرجع نفسه.
3
( ) قريشي محمد :)2008 ( ،االبداع التكنولوجي كمدخل لتعزيز تنافسية المؤسسات االقتصادية, - ،مجلة علوم انسانية ،السنة الخامسة :العدد ،37جامعة
محمد خيضر بسكرة -الجزائرWWW.ULUM.NL .
107
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
كل وسائل التمييز المتاحة للمنتج المتميز .وما يجدر اإلشارة إليه هنا هو أن المؤسسة التي تتبنى مفهوم التركيز
تنافس المنتج المتميز في شريحة واحدة أو في عدد قليل من الشرائح ،فلو أخذنا شركة بورش للسيارات نجدها
تتبنى مفهوم التركيز ،وهي تنافس شركة جنرال موتورز في صنف السيارات الرياضية في سوق السيارات (.)1
وأخي ار نجد بأن المؤسسات التي تتبنى مفهوم التركيز تميل إلى تطوير منتجات ذات جودة متميزة بنجاح
وذلك راجع لمعرفتها وخبرتها بالمجال المستهدف .باإلضافة إلى ذلك يمكن القول بأن المؤسسة التي تركز على
نطاق محدود من المنتجات فإن عملية قيامها باإلبداع التكنولوجي تكون أسرع بكثير مما يستطيع المنتج الذي
يتبنى إستراتيجية التمييز ،إال أن المنتجات التي تقدمها هذه المؤسسة هي موجهة إلى شريحة معينة في السوق.
كما سبق وأن ذكرنا بأن اإلبداع له دور كبير في تخفيض التكاليف ومساهمته في تمييز المنتجات إذن يمكن
القول بأن اإلبداع له تأثير أيضا على إستراتيجية التركيز ( إما من خالل التركيز على التكاليف أو التركيز على
التمييز) ،ففي حالة قيام المؤسسة باالبتكار من أجل تركيزها على التكاليف لكي تحصل على ميزة تنافسية في
السوق المستهدفة فيجب عليها أن تستعمل كافة األساليب الفنية الجديدة في عملية اإلنتاج ،نفس األمر بالنسبة
للمؤسس ة التي تقوم باإلبداع التكنولوجي بهدف التركيز على تمييز منتجاتها في السوق المستهدفة ،فإنها لكي
تحقق ذلك يجب عليها استخدام كافة الخصائص والتصاميم اإلبداعية وطرق وأساليب العمل المختلفة.
سادسا :أثر االبتكار على القوى التنافسية الخمس ل : porter
تظهر قوة االبتكار على إثارة المنافسة السوقية من خالل القوى المبينة في الشكل أدناه:
( )1المرجع نفسه.
108
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
الداخلين المحتملين
تهديدات الداخلين
الجدد
قوة التفاوض المتنافسون في القطاع قوة التفاوض لدى
لدى الزبائن الموردين
الزبائن الموردون
تهديدات المنتجات
البديلة
المنتجات البديلة
1
( ) قريشي محمد ، ،االبداع التكنولوجي كمدخل لتعزيز تنافسية المؤسسات االقتصادية ،مرجع سابق.
( ) يعتبر المؤلف االبداع مرادف لالبتكار.
109
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
( )1ماليكية عامر ،واقع اإلبتكار ودوره في رفع ا لقدرات التنافسية للمؤسسات اإلقتصادية :دراسة ميدانية لعينة من المؤسسات اإلقتصادية الجزائرية ،مرجع
سبق ذكره ،ص .99
2
( ) .المرجع نفسه ،ص ص 102 ،101
110
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
يمكن ان يؤدي ابتكار المنتجات الى تعديل عميق في العملية االنتاجية او في المنتج النهائي الى درجة
االستغناء عن بعض مصادر التوريد السابقة وتعويضها بأخرى جديدة ،ويعني ذلك خسارة منفذ من
منافذ التجارة للموردين.
يؤدي االبتكار الى تطوير قدرات الموردين الحاليين ويفتح امامهم مجاالت نشاط جديدة.
يؤثر االبتكار في الزبائن من خالل تعديل أو تقليل تكاليف التبديل والمفاضلة بين الموردين.
-4أثر االبتكار على القوة التنافسية للمنتجات البديلة :
()
التكنولوجي في تحفيز المؤسسات على إحالل أحد المدخالت محل مدخل آخر يكون قد يساهم اإلبداع
دالة لكل من :األسعار النسبية للمدخالت ،وأداء المدخالت الجديدة ،وتكلفة اإلحالل بين المدخالت ،أو بعبارة
أخرى يساهم اإلبداع التكنولوجي في صناعات أخرى بشكل كبير في إنتاج منتجات تقدمها هاته األخيرة و تفي
باحتياجاتها للمستهلكين بأسلوب يشبه األسلوب الذي تفي به منتجات الصناعة محل الدراسة .
وبالتالي يمكن القول بأن اإلبداع التكنولوجي يمكن أن يسمح بخلق بدائل قوية ودقيقة تمثل تهديدا تنافسيا
كبيرا ،ويشكل قيودا على السعر الذي تفرضه المؤسسة ،ومن ثم تتأخر ربحيتها .أما إذا كانت منتجات المؤسسة
ليس لها بدائل قوية إال بشكل قليل ( بمعنى أن البدائل تشكل عامل تنافسي ضعيف) ومع فرض تساوي كل
األمور األخرى ،فهنا تتهيأ الفرصة أمام المؤسسة لرفع األسعار وجني أرباح إضافية .
كما ان تهديدات المنتجات البديلة تمثل دافعا طبيعيا لالبداع ،كونها نتاجا البداعات جذرية في المنتجات،
على سبيل المثال الة النسخ بالنسبة لورق الكربون ،ونجد أنه من االستثناء أن اليؤدي االبداع الجذري في المنتج
الى احالل منتج جديد محل منتج قديم ،والحاالت النادرة التي ال يترتب على االبداع الجذري فيها منتجا بديال
هي الحا الت التي يتدخل فيها جل المتعاملين المكونين لباقي القوى التنافسية االربعة ( الزبائن والداخلين الجدد
والمنافسين داخل الصناعة) اضافة الى الدولة ،حيث يقف هؤالء جميعا امام هذا االحالل وذلك العتبارات
اقتصادية ،علمية ،سياسية أو غيرها(.)1
وبناءا على ماسبق يمكن االجابة على السؤال التالي :ما الذي يميز المنظمات االبتكارية؟ ال بد أنها تتميز
بسمات تجعلها أكثر قدرة على اإلتيان باالبتكارات ،وتبنيها وطرحها في السوق أكثر وأسرع من المنافسين،
وبالتالي فهي تعتبر مكسب ،حيث أن أداءها يكون أعلى من مؤسسة ال تبتكر.
111
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
ازدادت حاجة المؤسسات إلى حماية حقوق الملكية الصناعية مع ظهور المستجدات المتسارعة التي
يعيشها العالم في السنوات األخيرة وخاصة ظاهرة العولمة ،تكنولوجيات اإلعالم واالتصال التي جعلت المنافسة
عالمية ال تقتصر داخل حدود الدولة وبدون عوائق ،هذا ما يجعل من الصعب على أي مؤسسة أن تتصور
نفسها قادرة على البقاء ضمن المنظومة االقتصادية المحلية أو العالمية بدون إطار قانوني معين خاص بحماية
أصول الملكية الصناعية ،حيث تشكل الحماية القانونية مطلبا أساسيا الستمرار االبتكار ،وسيتم تسليط الضوء
في هذا الفصل على براءة االختراع باعتبارها أهم اشكال الحماية القانونية.
إن براءة االختراع هي شهادة تمنحها الدولة بواسطة هيئة عمومية مختصة للمخترع كي يثبت له حق
المقابل الذي تُ ِّ
قد ُمهُ احتكار استغالل اختراعه ماليا ،ولمدة زمنية محدودة وفي ظروف معينة ،وبذلك فهي تُمثل ُ
ويصبح له حق احتكار استغالل اختراعه ماليا ،ولمدة زمنية الدولة والمجتمع ككل للمخترع تقدي ار لجهودهُ ،
محدودة وفي ظروف معينة ،وبذلك فهي تُمثل المقابل الذي تُقدمه الدولة والمجتمع إلى المخترع في حماية
اختراعه عن طريق فرض عقوبات رادعة على من يقوم بنقل اختراعه ،واستخدامه بدون موافقة صاحبه (.)1
وحسب ذات المصدر فانه يجوز لمالك البراءة التصريح ألطراف أخرى ،أو الترخيص لها ،باالختراع
المشمول بالبراءة خالل مدة الحماية وفقا لشروط متفق عليها ،ويجوز لمالك البراءة أيضا بيع الحق في االختراع
لشخص آخر يصبح عندئذ مالك البراءة الجديد ،وعند انقضاء مدة البراءة تنتهي الحماية ويؤول االختراع إلى
الملك العام ،ويعني هذا أن ُيصبح االختراع في متناول الغير الستغالله تجاريا دون التعدي على البراءة.
والمراد بالحماية بموجب البراءة أن االختراع ال يمكن صنعه أو االنتفاع به أو توزيعه أو بيعه ألغراض
تجارية دون موافقة مالك البراءة .ويجوز منح البراءات نظير اختراعات تُْن َجز في أي مجال في مجاالت
التكنولوجيا ،ويمكن أن يكون االختراع عبارة عن منتج مركب كيميائي أو عملية مثال -أو عملية إلنتاج مركب
كيمائي معين ،وتحتوي العديد من المنتجات في الواقع على عدد من االختراعات ،فيمكن أن تحتوي الحواسيب
المحمولة على مئات من االختراعات تعمل مع بعضها البعض (.)
()1
دويس محمد الطيب ،بختي ابراهيم :)2012( ،تقييم عملية اإلبداع في الجزائر خالل الفترة ،2007-1996مجلة الباحث ،العدد ( ،)10ص .03
( )لمزيد من المعلومات حول الجوانب القانونية لبراءة االختراع ،راجع الموقع الرسمي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية http//www.wipo.int
112
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
تعرف المعلومات المتعلقة ببراءة االختراع بجميع المعلومات التي تم نشرها مسبقا بوثيقة البراءة أو التي
()1
تم جذبها من تحليل اإلحصائيات المتعلقة بالبراءات وتتمثل في:
المعلومات التقنية :مستمدة من الوصف ورسوم االختراع؛
المعلومات القانونية :تتعلق بحق حامل البراءة والوضعية القانونية للبراءة؛
المعلومات التجارية :مستمدة من معطيات المرجع المتعلق بالمخترع ،تاريخ اإليداع والبلد األصلي.
المعلومات ذات الصلة الوثيقة بالسياسة والسلطات العمومية :مستمدة من تحليل تطور اإليداعات
لطلبات براءات االختراع والموجهة لالستعمال من طرف المسؤولين والمحللين السياسيين مثال :في
إطار إستراتيجية صناعية.
ولمنح براءة االختراع ،يجب توافر ثالث شروط مجتمعة متفق عليها على المستوى العالمي مع ترجمات
()2
مختلفة من دولة إلى أخرى وهي:
.1أن يكون االختراع جديدا )nouveauté( :أي فيه بعض الخصائص الجديدة غير المعروفة في مجموعة
المعارف المتوافرة في المجال التقني لالختراع أو ما يعرف بالحالة التقنية الصناعية " بحيث لم يسبق
ألحد استعماله ،أو تقديم طلب للحصول على براءة بشأنه ،أو حصل فعال على براءة اختراع عنه أو
سبق النشر عنه.
.2يجب أن يكون االخت راع ناجم عن نشاط اختراعي :بحيث ال يمكن منح البراءة لفكرة ،ولكن فقط الوسائل
التقنية الموضوعة موضع التطبيق.
عملية لكي يكون موضع طلب براءة اختراع.
ُ .3يشتَرط في االختراع أن يكون له فائدة َ
قرر صاحب اختراع –ما -حماية اختراعه سواءا كان شخص ،مؤسسة عمومية ،جامعة ،منظمة لها
عندما ُي ِّ
هدف غير ربحي ،..فان اإلجراء يتمثل في بادئ األمر بايداع طلب لدى الديوان الوطني لبراءات االختراع ،ما
ق
طلَ ُ
ق عليه طلب ذو أولوية ،والتاريخ الموافق لهذا التسجيل ُي ْ
ويطلَ ُ
ُي َس َّمى بالتسجيل األولي( مهما كان الديوان)ُ ،
عليه تسمية تاريخ األولوية .ديوان البراءات يقوم بدراسة الطلب من أجل التَحقق من إمكانية إصدار براءة
وي َس َّمى
االختراع (هل تتوافر فيه شروط منح براءة االختراع) ،ثم يتم نشر الطلب 18شه ار بعد تاريخ التسجيل ُ
هذا التاريخ بتاريخ النشر ،فالمستفيد الذي يرغب في الحماية داخل أكثر من دولة له الحق في تسجيل طلب
)1( OMPI, (2008) : Rapport mondial sur les brevets -Etude statistique, pp, 8-9.
http//www.wipo-int/Freepublications/fr/Patents/434/wipo pub143403.pdf.
)2( Fernez-Walch Sandrine, Romon François, Dictionnaire de management de l’innovation, op, cit, p 16.
113
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
خارج الدولة ذات األولوية وهذا لمدة سنة ابتداءا من تاريخ األولوية ،سواءا كان في دولة أخرى أو منظمة ِجهَوية
()1( (
. مثل))OBE
حسب إحصائيات المنظمة العالمية للملكية الفكرية ،يوجد 214مليون طلب براءة اختراع في سنة ،2011
وبين سنتي 1990و ،2007فقد ارتفع عدد براءات االختراع المودعة إلى % 160في الواليات المتحدة و110
%في أوروبا ،هذه الزيادة الكبيرة في عدد البراءات المودعة تمشي جنبا إلى جنب مع اإلنفاق العالمي على
،R&Dوالذي حسب OCDEقد تضاعف بين 1991و ،2008في هذه األثناء تحليل دقيق ُيشير إلى أنه في
()2
. دول R&D ،OCDEزاد إلى %70بين 1990و ،2007في حين عدد البراءات ارتفع إلى %110
تمثل براءة االختراع بدون أي شك أداه حماية ذات امتياز بالنسبة للمؤسسات االبتكارية .المودعين الكبار
لبراءة االختراع يودعون كل سنة عدة االف من طلبات براءات االختراع وهذا ما يوضحه الجدول التالي:
) : OEB(الديوان األوروبي لبراءات االختراع :هو منظمة جهوية تقوم بدراسة طلبات 19دولة أوروبية ،عند إصدار براءة االختراع ،المستفيد
يمكنه حماية اختراعه داخل كل الدول األعضاء في OBEوالتي اختارها المستفيد في الطلب األولي ،هذا اإلجراء خاص بالمستفيدين الذين
يرغبون في الحماية داخل عدة دول ،فهو أقل تكاليف من وضع طلب في كل دولة.
1
( ) Dernis Hélène, Guellec Dominique (2001): Compter les brevets pour comparer les performance technologique entre
pays, OCDE: p 143 .
)2( Loilier Thomas, Tellier Albéric, op, cit, p 215.
114
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
()
مودعي الطلبات الدولية لبراءات االختراع عن طريق ()PCT
3906 ZTEالصين
2951 PANASONICاليابان
2001 SHARPاليابان
3174 CANONاليابان
3032 SONYاليابان
2769 PANASONICاليابان
( )traité de coopération en matière de brevets( :pct )يساعد المودعين على الحصول على الحماية بواسطة براءة االختراع على
المستوى العالمي ،طلب PCTأي اتفاق التعاون في ميدان براءات االختراع ،الذي هو ساري المفعول منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي،
حيث يكون التسجيل لدى المنظمة العلمية للملكية الفكرية .إجراء PTCهو مرحلة وسيطة بين الطلب األولي ( تاريخ تسجيل البراءة من طرف
الديوان الوطني) والحماية في الخارج .فهي ال تعتبر طلب فعلي للبراءة ولكن هي خيار من أجل التحضير لطلب مستقبلي ،فهي تعطي
للمستفيد آجال أكبر لكي يقرر ما إذا يقوم بطلب في الخارج ،مع االستفادة من الحماية في هذه الفترة.
عندما يقوم المستفيد من تسجيل طلب ،PCTفهو يقوم بتعيين من بين الدول 100األعضاء في ،PCTالدول التي يرغب أن تكون له القدرة
على الحماية فيها ،فإذا قام بتعيين ،OEBالطلب يسمى .EURO– PCT
115
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
2193 SIMENSألمانيا
1713 BASFألمانيا
566 CEA
414 CNRS
Source : Loilier Thomas, Tellier Albéric, (2013): Gestion de l’innovation, comprendre le processus
d’innovation pour le piloter, 2ème édition, EMS : paris, France, p 216.
من الجدول أعاله يتضح أن أغلبية المودعين على المستوى العالمي عن طريق ( )PCTأو على مستوى
المعهد األمريكي أو األوروبي هي شركات صناعية ذات تكنولوجيات عالية تنحصر في الدول التالية :الصين،
اليابان ،ألمانيا ،الواليات المتحدة األمريكية ،كوريا الجنوبية .وبقراءة الجدول أعاله فان عدد طلبات براءات
االختراع مرتَّبة في الجدول من أكبر إلى أصغر حسب كل مستوى:
فعلى المستوى العالمي نجد ZTEالصينية تحتل المرتبة األولى من عدد الطلبات المودعة بـ( )3906طلب،
تليها Panasonicاليابان بـ( )2951طلب ،أما على مستوى المعهد األمريكي نجد IBMالواليات المتحدة تحتل
المرتبة األولى بـ( )6478طلب تليها SAMSUNGاليابان بـ( )5081طلب ،أما على مستوى المعهد األوروبي
لبراءات االختراع ( )OEBو ،EURO –PCTتحتل المرتبة األولى SAMSUNGكوريا الجنوبية ب()2289
طلب تليها SIEMENSاأللمانية بـ( )2193طلب.
أما على مستوى المعهد الوطني للملكية الصناعية L’INPIالفرنسي بالنسبة للمودعين الفرنسيين ،تحتل
PSA PEUGEOT CITROENالمرتبة األولى بـ 1348تليها CEAبـ 566طلب براءة اختراع.
116
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
أما على مستوى المعهد الوطني للملكية الصناعية الجزائري( ،)L’INAPIالجدول التالي يوضح عدد
طلبات براءات االختراع المودعة من طرف العشر بلدان األولى سنة :2010
الجدول رقم ( :)07توزيع العشر بلدان األولى التي أودعت طلبات براءات اختراع في الجزائر سنة :2010
117
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
الشكل رقم ( :)20توزيع العشر بلدان األولى التي أودعت طلبات براءات اختراع في الجزائر سنة :2010
إسبانيا
إيطاليا
إيرلندا
بريطانيا العظمى
اليابان
الجزائر
الصين
ألمانيا
و.م.أ
فرنسا
المصدر :من إعداد المؤلفة باالعتماد على معطيات الجدول رقم (.)06
يتضح من الشكل أعاله تشتت كبير في حصص البلدان المودعة ،حيث تحتل فرنسا المرتبة األولى بنسبة
،%19تليها الواليات المتحدة األمريكية وألمانيا بالنسب( )%12 ،%18على الترتيب ،ثم نجد الصين ،الجزائر
واليابان بنسب متساوية تقريبا ( ،)%11وفي المراتب األخيرة نجد بريطانيا ،ايرلندا ،ايطاليا ،اسبانيا بنسب قليلة
تتراوح مابين ( .)%7-3مما يدل على ضعف ابتكارية المؤسسات الجزائرية سنة .2010
ويوضح الجدول التالي توزيع طلبات براءات االختراع حسب طبيعة النشاط على مستوى L’INAPIلسنة
:2010
الجدول رقم ( :)07توزيع طلبات براءات االختراع حسب طبيعة النشاط في الجزائر لسنة .2010
118
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
كهرباء
فيزياء
بناء ثابت
ضروريات الحياة
الصحة والصيدلة
المصدر :من إعداد المؤلفة اعتمادا على نتائج الجدول رقم (.)07
يتضح من الشكل أعاله ،بأن طلبات براءات االختراع المودعة في الجزائر على مستوى INAPIمن قبل
األجانب تقدر ب %90مقابل %10بالنسبة للجزائريين ،وهذا ما يدل على ضعف ابتكارية المؤسسات
الجزائرية .وحسب طبيعة النشاط ،تشير النتائج إلى أن قطاع الصحة والصيدلة يحتل المرتبة األولى من حيث
عدد طلبات براءات االختراع المودعة ب %44,7لغير المقيمين و % 9للمحليين ،تليه القطاعات (الكيمياء
والمعادن) ب % 24من إجمالي الطلبات المودعة ،تليه في الترتيب القطاعات (التقني ،الصناعي ،النقل،
ضروريات الحياة ،الفيزياء ،الكهرباء ،البناء الثابت) بنسبة % 29,21مجتمعة من إجمالي عدد طلبات البراءات
المودعة ،وفي األخير نجد القطاعات (اإلضاءة ،الميكانيك ،التدفئة ،العسكري ،النسيج والورق) بنسبة .% 5,44
لبراءة االختراع أوجه متعددة تزيد من أهميتها داخل المنظمات كمحرك ومحفز ومقياس لالبتكار التكنولوجي
أهمها :
119
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
مجال التطبيق ،إمكانية االبتكار للمؤسسة ،كما يلعب دور إشهاري في إصدار التراخيص وبيع التكنولوجيات،
ويمكن استخدام براءات االختراع في اإلعالم عن منتوج (شفرة الحالقة "جيالت") أو عن المؤسسة عموما
( ،)l’Oréalكذلك فان إمكانية معرفة ما الذي فعله مكتب دراسات منذ 10سنوات أو 5سنوات تكون صعبة
براءة االختراع يمكن استخدامها في التبادالت مع الشركاء الماليين ،المستثمرين يمكنهم اإلطمئنان على قدرة
المؤسسة على التطوير ،هل تملك المؤسسة محفظة براءات اختراع واسعة؟ ( ،)3من هنا يمكن القول أن براءة
االختراع هي مقياس لمستوى االبتكار داخل المؤسسة ،كما تعتبر مؤشر خبرة في المجال التكنولوجي الذي تم
إيداع البراءات فيه.
وبما أن براءة االختراع تُغطي كافة المجاالت التكنولوجية وبشكل كلي (باستثناء برامج الكمبيوتر والتي تُ ْحمى
بحقوق المؤلف) ،هذه التغطية تعتبر مكسب خاص في حالة القيام بتحليل النشر التكنولوجي ،أو تحديد
تخصصات دولة -ما – أو مؤسسة ،كون معظم الدول تتوفر على نظام براءات االختراع ،وتعتبر التغطية
الجغرافية الكبيرة (عالميا) من طرف براءات االختراع ،من بين المبررات التي تبين مدى أهميتها من جانب
الدراسة االقتصادية والتكنولوجية(.)4
( )5
االستعمال الممكن للبراءة في بناء أكدت الدراسة التي تم تحقيقها من قبل ()Corbel 2011 , P 29-30
صورة العالمة لدى المستهلكين ،كما أن المؤسسات يمكن لها أن تستعمل إيداع البراءات لردع المنافسين عن
االستقرار في سوقها أو محاولة تقليدها ،وتؤكد ذلك األعمال التي قام كل من ()Corbel et Raytcheva ,2009
)1( IDEM.
)2(Corbel Pascal, (2009):Utiliser toutes les facettes du brevet, dans l’ingénieur(e) au cœur de l’innovation, collection
Ingénieur au XXIE siècle, op, cit, p 95.
)3( Loilier Thomas, Tellier Albéric, op, cit, p 226.
( )4بختي إبراهيم ،دويس محمد الطيب :)2006( ،ب ارءة االختراع مؤشر لتنافسية االقتصاديات -الجزائر والدول العربية ،مجلة الباحث :العدد ( ،)4ص
.149
)5 ( Loilier Thomas, Tellier Albéric, op, cit, p 226.
120
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
()1
حيث تشير إلى أن الحصول على محفظة مهمة لبراءات االختراع و( )Schankerman et Lanjouw ,2001
ُيخفض أخطار محاولة النسخ من طرف المنافسين .كما تمثل براءة االختراع وثيقة دقيقة وحيادية والتي يمكن
لكل شريك الرجوع إليها في حالة وجود مشكلة (.)2
()3
هو عنوان لجريدة يومية اقتصادية كبيرة ،اختارته حديثا من "براءة االختراع أداة استراتيجية جديدة"
أجل ملفها األسبوعي على اإلدارة ،هذا العنوان أحدث مفاجأة ،ألنه على مدى قرنين لم تتوقف براءة االختراع
كونها أداة استراتيجية بالنسبة للمؤسسات -خاصة مع تزايد ظاهرة العولمة ،والفرص الجديدة التي ولدتها
التكنولوجيات الجديدة لإلعالم واالتصال) ) NTICخصوصا االنترنت ،من خالل تقديم للحالة التقنية ،تطبيقات
جيدة في هذا المجال باالرتكاز على أمثلة Thomsonلالتصال المتعدد ،وتقديم المجاالت الناشئة (البرامج ،طرق
البزنسة والبيوتكنولوجيا).
البراءة كأداة للتسيير الداخلي:
تشكل البراءة أداة تسيير للمعارف ،حيث أن تشكيل مكتبة براءات يسمح للبحث والتطوير بتسيير مشاكل
العمال واثراء معارف فرق العمل من خالل فحص البراءات المودعة من قبل اآلخرين ،كما تمثل البراءة أداة
بسيطة لقياس أداء العمال المكلفين بالبحث والتطوير ويمكن استعمالها كأداة لتحفيز العمال (.)4
وعلى المستوى الفردي ،العديد من المؤسسات تستخدم نظام المكافآت بأشكال أخرى لتسليط الضوء على
انترنات) كوسائل تشجيع جوهرية ،ومن هنا يمكن
المخترعين من خالل (المسابقات ،مقاالت الجرائد ،انترنت ،ا
اعتبار البراءة كوسيلة معرفة واستطالع بالنسبة للعاملين ،ووسيلة لتحسين أعمالهم وتشجيعهم على إيداع
البراءات ( ،) 5كما أن عمال البحث والتطوير من باحثين ومهندسين يرون في إيداع البراءة إمكانية لتحسين
سمعتهم مقارنة بنظرائهم وهذا هو السبب الذي من أجله اعتبر) (Corbel et Chevreuil, 2009أن البراءة هي
أيضا أداة لتسيير الموارد البشرية (. )6
)1( IDEM.
)2( IDEM, p 225.
)3( Foyer Jean, (2001) : innover grâce au brevet « une révolution déclenchée par internet, INSEP consulting : Paris,
France, p 69.
)4( Loilier Thomas, Tellier Albéric, op, cit, p 226.
)5( Corbel Pascal, Utiliser toutes les facettes du brevet, dans l’ingénieur(e) au cœur de l’innovation, collection Ingénieur
au XXIE siècle , op, cit, 96.
)6( Loilier Thomas, Tellier Albéric, op, cit, p 226.
121
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
الخاتمة العامة:
االبتكار هو مجموعة مركبة من النشاطات والمراحل المتداخلة التي تحول األفكار والمعارف العلمية إلى
منتجات جديدة أو محسنة أو عمليات جديدة أو محسنة بغرض تحقيق أهداف المنظمة ،ويعتبر البحث والتطوير
النشاط األساسي للعملية االبتكارية .
تأتي أهمية تدريس هذا المقياس من واقع المؤسسات الجزائرية التي تواجه تحديات داخلية وخارجية من أجل
مواكبة التقنيات الحديثة ،حيث أن المعرفة الجيدة بالعملية االبتكارية وتنظيم المؤسسة تعتبر ضرورية للسماح
للمسيرين بالقيام بالتسيير الفعال والتكيف مع التغيرات التي تط أر على محيط المؤسسة ،من هنا تَ َوجَّب على
المؤسسة بأن تتوفر على أدوات وأساليب تسمح لها بخلق أفكار ابتكارية من مصادر مختلفة وبصورة مستمرة،
كما تبين في طيات هذه المطبوعة أن المؤسسات االبتكارية تتبنى معايير وممارسات وظيفية تَغرس
النظم واألساليب التي تجعل العملية االبتكارية ذات قيمة وظيفية تُمثل اهتماما
وتُؤصل اإلبداع وتسعى إليجاد ُ
مشتركا لدى العاملين وذلك بتبني نظام مؤسسي يقوم على هيكل تنظيمي ُيركز على التوازن الحقيقي بين
الجوانب الميكانيكية والعضوية ،ادارة فعالة لمواردها التكنولوجية ،استراتيجية للتسويق االبتكاري مما يعزز من
قدرة المؤسسات إلى الوصول إلى تحقيق ميزة تنافسية في تقديم خدماتها ومنتجاتها ،الن إدارة االبتكار تتطلب
ق اررات يجب اتخاذها على جميع مستويات المؤسسة ،فالمشاريع يجب بعثها ،وفي غياب مؤشرات أداء ابتكاري
ناجعة فإنها لن تكون مبنية على أي حسابات أو تكون مبنية على حسابات ضعيفة المصداقية.
باإلضافة الى ذلك تم تناول براءة االختراع كونها أهم أشكال الحماية القانونية ،كما تعتبر وسيلة اتصال
وتسيير المعلومة اضافة الى أنها أداة للتسيير الداخلي وأحد مؤشرات قياس االبتكار في المؤسسة.
122
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
أوال :الكتب:
-1أبو جمعة نعيم حافظ :)2003( ،التسويق االبتكاري ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة.
-2ادوارد دي بونو ،)2001 ( :قبعات التفكير الست ،ترجمة خليل الجيوسي ،المجمع الثقافي ،أبو ظبي ،االمارات
العربية المتحدة.
-3السكارنة بالل خلف :)2011( ،اإلبداع اإلداري ،دار المسيرة :عمان ،األردن.
-4الصرن رعد ( :)2000إدارة اإلبداع واالبتكار -األسس التكنولوجية وطرائق التطبيق ،الجزء األول ،سلسلة رضا
للمعلومات :دمشق.
-5الصرن رعد :) 2001(،كيف تخلق بيئة ابتكارية في المنظمات؟ إدارة اإلبداع واإلبتكار ،دار الرضا :دمشق،
سوريا.
-6الصميدعي محمود جاسم ،يوسف ردنية :)2011( ،إدارة المنتجات ،ط ،1،دار الميسرة ،عمان ،األردن.
-7الصيرفي محمد عبد الفتاح :)2002( ،اإلدارة الرائدة ،الطبعة األولى ،دار صفاء للنشر :عمان ،األردن
-8الفضل مؤيد عبد الحسين :)2009( ،اإلبداع في إتخاذ الق اررات اإلدارية ،ط ،1أثراء للنشر والتوزيع :األردن.
-9القريوتي محمد قاسم( :)2008نظرية المنظمة والتنظيم ،دار وائل للنشر :ط ، 3عمان ،االردن.
-10الالمي غسان قاسم :)2007( ،إدارة التكنولوجيا – مفاهيم ومداخل تقنيات تطبيقات عملية ،دار المناهج:
عمان ،األردن.
-11أوكيل محمد السعيد :) 1994( ،اقتصاد وتسيير اإلبداع التكنولوجي ،ديوان المطبوعات الجامعية.
-12براون كريستو فريدريك فون :)2000( ،حرب اإلبداع ،فن اإلدارة باألفكار ،ترجمة :إصدارات بميك ،مركز
الخبرات المهنية لإلدارة :مصر.
-13بسنت جون :)2012( ،االبتكار( إبداع ،ثقافة ،مفاهيم ،منهج ،تطبيق) ،ترجمة سلسلة دليلك األساسي لإلدارة،
ط ،1مكتبة لبنان ناشرون ،صائع :لبنان.
-14جاد الرب سيد محمد :)2013( ،إدارة اإلبداع والتميز التنافسي ،ط ،1الناشر خاص.
-15جلدة بطرس سليم ،منير عبوي زيد ،)2006( :ادارة االبداع واالبتكار ،دار كنوز المعرفة ،عمان ،االردن.
-16جواد نبيل :) 2006( ،إدارة وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،المؤسسة الجامعية للدراسات" ،مجد":
بيروت ،لبنان.
123
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
-17حريم حسين :)2009( ،ادارة المنظمات -منظور كلي ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،ط ،2عمان ،االردن.
-18خصاونة عاكف لطفي :)2011( ،إدارة اإلبداع واالبتكار في منظمات األعمال ،دار الحامد للنشر والتوزيع:
عمان ،األردن.
-19خير اهلل جمال ( :)2008االبداع االداري ،ط ،1دار أسامة :،عمان ،االردن.
-20خيري أسامة :)2012( ،إدارة اإلبداع واالبتكارات ،ط ،1دار الراية :عمان ،األردن.
-21سعد غالب ياسين :)2006( ،أساسيات نظم المعلومات اإلدارية وتكنولوجيا المعلومات ،الطبعة األولى ،دار
المناهج :عمان ،األردن.
-22سيد قنديل عالء محمد ( : )2010القيادة اإلدارية وادارة اإلبتكار ،دار الفكر :الطبعة األولى ،عمان ،األردن.
-23شريف علي سلمان :)2003( ،اإلدارة المعاصرة ،الدار الجامعية :اإلسكندرية ،مصر.
-24عبيدات محمد ابراهيم :)2010 ( ،تطوير المنتجات الجديدة ( مدخل سلوكي) ،الطبعة الرابعة ،دار وائل:
عمان ،االردن.
-25عكروش مأمون نديم ،عكروش سهير نديم :)2004( ،تطوير المنتجات الجديدة -مدخل استراتيجي متكامل
وعصري ،ط ،1دار وائل :عمان ،األردن.
-26غول فرحات ( :)2008الوجيز في اقتصاد المؤسسة ،ط ،1دار الخلدونية :الجزائر.
-27كنج نيجل ،أندرسون نيكل :) 2004 ( ،إدارة أنشطة االبتكار والتغيير ،دار المريخ :الرياض ،السعودية.
-28محمد جاسم العبيدي ولي ،محمد جاسم آالء والشيباني أعيريبي :)2010( ،اإلدارة الحديثة وسيكولوجية
التنظيم واإلبداع ،ط ،1ديبونو للطباعة والنشر :عمان ،األردن.
-29نجم عبود نجم( :)2007إدارة االبتكار -المفاهيم والخصائص والتجارب الحديثة ،الطبعة الثانية ،دار وائل
للنشر :األردن.
-30نجم عبود نجم :) 2012 ( ،القيادة وادارة االبتكار ،ط ،1دار صفاء للنشر والتوزيع :عمان ،األردن.
-31نجم عبود نجم :)2008 (،إدارة المعرفة -المفاهيم واالستراتيجيات والعمليات ،الطبعة ،2مؤسسة الوراق:
عمان ،األردن.
-32نجم عبود نجم ،) 2003(،إدارة االبتكار ،المفاهيم ،الخصائص والتجارب الحديثة ،الطبعة األولى ،دار وائل
للنشر :عمان ،األردن.
124
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
125
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
-14ليفر ريتشارد :(2001) ،اإلبتكار الجذري :كيف يمكن للشركات القائدة أن تتصدى للشركات الصاعدة ،خالصات
كتب المدير ورجل األعمال ،الشركة العربية لإلعالم العلمي(شعاع) :العدد (.)21
-15محمد حسين يسرى :)2010( ،عالقة اإلبداع التقني برضا الزبون ،مجلة اإلدارة واالقتصاد ،العدد (.)81
-16محمود عباس فردوس :) 2013( ،دور اإلبداع التقني في تحسين جودة المنتوج ،بحث ميداني في الشركة العامة
لصناعة الزيوت النباتية ،مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة ،العدد( .)37
-17ماليكية عامر :) 2012 ( ،واقع االبتكار في المؤسسة االقتصادية الجزائرية ـ دراسة ميدانية لحالة المؤسسة الوطنية
للدهن بسوق أهراس ،مجلة العلوم االنسانية العدد (.) 28 ̸ 27
-8عرابة الحاج ،تمجغدين نور الدين :)2007 ( ،وظيفة البحث والتطوير كأساس لتحقيق ميزة تنافسية جديدة في
المؤسسات االقتصادية ،الملتقى الدولي :المعرفة في ظل االقتصاد الرقمي ومساهمتها في تكوين المزايا التنافسية
للبلدان العربية ،يومي 28 -27نوفمبر ،جامعة الشلف.
-9قرين علي ،هبال عبد المالك ،) 2005( :تسـيير المـوارد التـكنولوجية وتطويـر اإلبداع التكنولوجي في المؤسسة،
الملتقى الدولي حول اقتصاد المعرفة ،جامعة المسيلة ،كلية العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير ،نوفمبر.
-10يحياوي نصيرة ،مهدي مراد ،االبتكار التسويقي ودوره في رفع أداء المؤسسة االقتصادية -دراسة حالة مركب
المنظفات ( ) SIDERبسور الغزالن – الجزائر ،كتاب األبحاث العلمية ،المؤتمر الدولي السنوي 14لألعمال،
إدارة االبتكار في األعمال 22 -20نيسان ،جامعة الزيتونة األردنية ،عمان ،األردن .
ابو عمرو رشيد ابراهيم نظرية تريز بتاريخ 2017 -09-09 -2
http://www.ibrahimrashidacademy.net/2016/03/triz.html
127
ادارة االبداع واالبتكار مقياس
7. Durand Rodolphe, (2003) : Guide du Management Stratégique ,99 concepts clés , ED-
Dunod: Paris, France, .
8. Fernez –Walch Sandrine, Romon François, (2008) : Dictionnaire du management de
l’innovation, Vuibert : Paris, France.
1- Assielou N’Doli Guillaume, (2008):Evaluation des processus d’innovation, thèse non publié,
présentée en vue de l’obtention du titre de docteur de L’INPL ,Génie de systèmes industriels, Institut
National polytechnique de Lorraine INPL), Université Nancy-Université, France.
2- Cabagnols Alexandre,( 2000): les déterminants des types de comportements innovants et de
leur persistance : analyse évolutionniste et étude économique, thèse de doctorat non publié,
Faculté de Sciences Économiques et de Gestion, université louis lumière- Lyon 2, France.
Revues et Articles :
1- Amabile Tersa M, (1988) : A Model of creativity and Innovation in organizations, Research in
Organizational, Behavior, Vol 10.
2- Bougrain Frédéric (1999): le processus d’innovation dans les PME , Revue Française de gestion ,
N° (121),
3- Dernis Hélène, Guellec Dominique (2001): Compter les brevets pour comparer la performance
technologique entre pays, OCDE.
4- OCDE (1991): the nature of innovation and the Evolution of the productive system, technologie
and productivity - the challenge for Economic Policy, Paris, OCDE .
Séminaires:
1- Corbel Pascal, (2009): Utiliser toutes les facettes du brevet, dans l’ingénieur(e) au cœur de
l’innovation, collection Ingénieur au XXIE siècle, (congrès industriels), université de
technologie de Belfort-Montbéliard, France.
2- L'Hotellier Jean-Christophe, Revault Sébastien, (2012) : innovation technologique,
management stratégique, colloque esiea , société générale ,corporate and investment
banking, 13 Mars.
Document divers:
2- Parker, Wayne & Kent Ltd (2005 (: The Management of Creativity in the Public
Relations Process :
http://www.pwkpr.com/downloads/The_Management_of_Creativity_in_the_PR_Process_P
W%26K.pdf Consulter le : 12 /12 / 2015.
3- OMPI, (2008) : Rapport mondial sur les brevets -Etude statistique.
http//www.wipo-int/Freepublications/fr/Patents/434/wipo pub143403.pdf.
4- Rapport Annuel d’activité de l’INAPI, 2010.
130