You are on page 1of 28

‫الجمهورية الجزائرية الديمقرلطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة جياللي بونعامة _ خميس مليانة_‬

‫كلية العلوم اإلقتصادية و التجارية و علوم التسيير‬

‫الفرع ‪02:‬‬

‫الفوج ‪06:‬‬

‫المقياس‪ :‬مدخل لإلقتصاد‬

‫البحث حول ‪:‬‬

‫المشكلة اإلقتصادية‬

‫تحت إشراف األستاذة ‪:‬‬ ‫تحت إعداد ‪:‬‬

‫قروين فتيحة‬ ‫بن عودة بن سلطان نبيل‬

‫حمايدي يوسف‬

‫حسايني فتحي‬

‫السنة الجامعية ‪)2024__2023( :‬‬

‫‪4‬‬
‫خطة البحث المشكلة اإلقتصادية ‪:‬‬

‫مقدمة‬

‫تمهيد‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية المشكلة اإلقتصادية‬

‫المطلب األول ‪:‬تعريف المشكلة اإلقتصادية‬

‫المطلب الثاني ‪:‬طبيعة المشكلة اإلقتصادية خصائصها‬

‫ملخص المبحث األول‬

‫المبحث الثاني ‪:‬أسباب المشكلة اإلقتصادية وعناصرها ‪.‬‬

‫تمهيد‬

‫المطلب األول ‪:‬الحاجات اإلقتصادية‬

‫المطلب الثاني ‪:‬الموارد اإلقتصادية‬

‫المطلب الثالث‪:‬عناصر و حلول المشكلة اإلقتصادية‬

‫ملخص المبحث الثاني‬

‫خاتمة‬

‫قائمة المراجع‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تعتبر المشكلة اإلقتصادية و التي يرى أغلب اإلقتصاديين أن أساسها الندرة ‪،‬جوهر و‬
‫لب موضوع اإلقتصاد ‪،‬حيث تكمن في توليفة أساسية تتمثل في العالقة بين متغيرين‬
‫أساسين في الحياة البشرية ‪ ،‬أال و هي محدودية الموارد اإلقتصادية و ما تتميز به ندرة‬
‫نسبية و عدم محدودية الحاجات و الرغبات المتعددة و المتزايدة باستمرار ‪،‬فالمشكلة‬
‫اإلقتصادية واجهت اإلنسان و المجتمعات البشرية منذ القدم إلى يومنا هذا ‪ ،‬فاألنظمة‬
‫اإلقتصادية على اختالفها عانت منها و ال تزال ‪ ،‬و حاول كل نظام أن يتجاوب معها‬
‫بفلسفته و مبادئه في إيجاد توازن بين تعدد الحاجات و ندرة الموارد اإلقتصادية‬
‫لتلبيتها‪،‬فمن هنا يمكن طرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬
‫ماذا تعرف عن المشكلة اإلقتصادية ؟‬

‫وطرحنا لهذه اإلشكالية يقودنا الى طرح بعض األسئلة و هي كالتالي ‪:‬‬

‫ماهي الحاجات و ماهي الموارد ؟‬ ‫‪‬‬

‫فرق بين الندرة و اإلختيار؟‬ ‫‪‬‬


‫لإل جابة على هذه التساؤالت قمنا بصياغة بعض الفرضيات ‪:‬‬
‫ُتعرف الموارد االقتصادية بأنها العوامل المستخدمة في إنتاج السلع أو تقديم‬ ‫‪‬‬
‫الخدمات و تعرف الموارد على انها كل ما يفتقر إليه اإلنسان في الحياة‪ .‬والحاجة‬
‫وضرورة إشباعها هما القوة الدافعة إلى النشاط االقتصادي‬
‫اذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺪرة ﻫﻲ ﺳﺒﺐ اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﱵ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ اﻻﻧﺴﺎن ﻓﺈن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺬي‬ ‫‪‬‬
‫ﳚﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻻن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﻮازﻧﺔ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺣﺮة ﺑﺒﺪاﺋﻞ ﳑﻜﻨﺔ‬
‫وﻻﺧﺘﻴﺎر اﻓﻀﻞ ﺑﺪﻳﻞ ممكن‪.‬‬
‫المبحث األول‬
‫ماهية المشكلة اإلقتصادية‬ ‫المبحث األول‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫ال تزال المشكلة اإلقتصادية تشغل بال و اهتمام رجال الفكر خصوصًا في ظل‬
‫المتغيرات الحالية و قد ركزنا في هذا المبحث على ‪:‬‬

‫_تعريف المشكلة اإلقتصادية‬

‫_طبيعة المشكلة اإلقتصادية (خصائصها)‬


‫ماهية المشكلة اإلقتصادية‬ ‫المبحث األول‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية المشكلة اإلقتصادية‬

‫المطلب األول ‪:‬تعريف المشكلة اإلقتصادية ‪.‬‬

‫تعرف المشكلة اإلقتصادية (‪ )economic problem‬أو ما يطلق عليها مشكلة‬

‫الندرة (‪ )scarcity problem‬بالفجوة بين الموارد المحدودة و اإلحتياجات الالمحدودة ‪،‬‬


‫مما يجعل هناك حاجة إلتخاذالقرارات المتعلقة باالستخدام األمثل لهذه المصادر و بأعلى‬
‫كفاءة ‪ ،‬وذلك لتحقيق جميع اإلحتياجات األساسية باإلضافة إلى أكبر عدد من الرغبات‬
‫‪1‬‬
‫األخرى‪.‬‬

‫ان المشكلة اإلقتصادية تتمثل ببساطة في الندرة النسبية للموارد اإلقتصادية المتاحة‬
‫على اختالف أنواعها ومهما بلغت أحجامها فهي موارد اقتصادية محدودة في كل دولة اذا‬
‫‪2‬‬
‫ما قورنت بالحاجات اإلنسانية المتعددة و المتجددة و المتباينة باستمرار‪.‬‬

‫تبرز المشكلة االقتصادية نظرا لعدم كفاية الموارد االقتصادية لتلبية جميع الحاجات‬
‫اإلنسانية لدرجة اإلشباع و لإلنسان متطلبات متعددة من مأكل ومشرب وملبس‬
‫ومسكن ‪...‬ومن المتطلبات و اإلمكانيات ما هو ضروري وما هو فرعي ‪.3‬‬
‫عرفت بعدم إمكانية الموارد االقتصادية المحدودة –المتناقصة عادة أو المتزايدة بعضها‬
‫بنسبة حسابية أو اقل من حسابية‪ -‬من تلبية كافة االحتياجات المتزايدة باضطراد وفق‬
‫قانون تزايد الحاجات وال تظهر المشكلة االقتصادية بشكل كبير في البلدان المتقدمة‬
‫صناعيا أو في البلدان الخليجية ذات الدخل المرتفع مع الفرد الواحد في حين تبدوا‬

‫‪ ^ . 1‬أ ب ‪Economico Online (13/1/2020), "the economic problem", economicsonline, Retrieved‬‬


‫‪.30/12/2021. Edited‬‬

‫‪.‬د‪.‬حربي محمد عريقات ‪،‬مبادئ االقتصاد ; التحليل الجزئي ‪،‬دار وائل ‪،‬عمان ‪،‬األردن ‪ 2005،‬ص ‪.22:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫المشكلة بشكل واضح لدى غالبية السكان في البلدان قليلة الموارد ‪ ،‬المكتظة بالسكان‬
‫الراغبين باالستهالك رغم عدم توفر لديهم اإلمكانيات الالزمة‪.‬‬
‫ماهية المشكلة اإلقتصادية‬ ‫المبحث األول‬

‫و هنا تظهر مشكلة ارتفاع األسعار نتيجة نقصان العرض عن الطلب للمنتجات المحلية ‪،‬‬
‫أو رغم توفر العرض من المستوردات و كثرة الحاجة لها يقابله ارتفاع األسعار بسبب‬
‫ارتفاع تكلفة المستوردات أو لجشع البعض المستوردين المحتكرين أو كليهما معا يحول‬
‫دون تلبيتهما‪..‬‬
‫فنجد أن أساس المشكلة االقتصادیة ھي في العالقة بین متغیرین اثنین‪ ،‬ھما الموارد والتي‬
‫نعني بھا الثروة‪ ،‬والحاجات أو الرغبات والتي تمثل المصاریف المختلفة‪ ،‬حیث یمكن‬
‫‪1‬‬
‫توضیح العالقة بین ھاذین المتغیرین في الشكل التالي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪:)01‬العالقة بين الموارد و الحاجات و الفرق في الزيادة بينهما‬

‫‪2019 2018‬‬ ‫‪201 2016 2015‬‬ ‫ر‬


‫‪7‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الموارد‬
‫‪32‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الحاجا‬
‫ت‬

‫‪.1‬محاضرات في مقياس مدخل لالقتصاد موجهة للطلبة السنة اولى ‪ lmd‬سنة ‪ 2022‬جامعة بسكرة كيلة العلوم‬
‫االقتصادية‬
‫ماهية المشكلة اإلقتصادية‬ ‫المبحث األول‬

‫نسبة الزيادة‬
‫‪35‬‬ ‫الموارد‬ ‫الحاجات‬
‫‪32‬‬
‫‪30‬‬

‫‪25‬‬

‫‪20‬‬

‫‪16‬‬
‫‪15‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪6‬‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫السنوات‬

‫ومن خالل الشكل نالحظ‪:‬‬

‫الموارد تتزاید بمتتالیة حسابیة‪ :‬حیث بالرجوع لقانون المتتالیة الحسابیة والمصاغ‬ ‫‪‬‬
‫كاألتي‪:‬‬
‫(‪ ،)Un+1=Un+r‬حیث الفرق بین الحد األول و الحد الثاني دائما یساوي جمع‬
‫عدد ثابت ھو األساس ‪ .r‬فلو افترضنا أن الحد األول ‪ Un‬یساوي ‪ 2،‬واألساس ‪r‬‬
‫یساوي ‪ 2،‬فإن حدود المتتالیة الحسابیة یصبح كاألتي‪....، 10، 8، 6، 4، 2، :‬‬
‫كما ھو موضح في الجدول أعاله‪.‬‬

‫ماهية المشكلة اإلقتصادية‬ ‫المبحث األول‬

‫اما الحاجات فتتزید بمتتالیة ھندسیة‪ :‬حیث بالرجوع لقانون المتتالیة الھندسیة‬ ‫‪‬‬
‫والمصاغ كاألتي‪:‬‬

‫(‪ )Un+1=Un*r‬حیث الفرق بین الحد األول والحد الثاني دائما یساوي ضرب عدد‬
‫ثابت ھو األساس ‪.r‬فلو افترضنا أن الحد األول ‪ Un‬یساوي ‪ 2،‬واألساس ‪ r‬یساوي ‪ 2‬فإن‬
‫حدود المتتالیة الحسابیة یصبح كاألتي‪ ....، 32، 16، 8، 4، 2، :‬كما ھو موضح في‬
‫الجدول أعاله‪.‬‬

‫علیه ومن خالل الشرح السابق یمكن صیاغة تعریف للمشكلة االقتصادیة كاألتي‪ - :‬ھي‬
‫عبارة عن تلك الفجوة الناتجة عن الزیادة المتفاوتة ( الغیر متساویة) بین الموارد "‬
‫الثروة "‪ ،‬التي تتزاید وفق متتالیة حسابیة‪ ،‬وبین الحاجات أو الرغبات التي تتزاید وفق‬
‫متتالیة ھندسیة‪.‬‬
‫ماهية المشكلة اإلقتصادية‬ ‫المبحث األول‬

‫المطلب الثاني ‪:‬طبيعة المشكلة اإلقتصادية ‪-‬خصائصها‪.-‬‬

‫تدور المشكلة اإلقتصادية حول ما هو مشاهد في الحياة الواقعية من ندرة نسبية في الموارد القابلة‬
‫إلشباع الحاجات المتعددة لإلنسان ‪،‬مما يحتم عليه إستخدام تلك الموارد المحدودة على أفضل نحو‬
‫مستطاع حتى يمكنه الوصول إلى أقصى إشباع ممكن لهذه الحاجات‪،‬وما ينشأ بهذه المناسبة من‬
‫‪1‬‬
‫عالقات متطورة تاريخيا مابين أفراد المجتمع اإلنساني و خاصة فيما يتعلق بالملكية و التوزيع‪.‬‬

‫وللمشكلة االقتصادية ركنان أساسيان هما "الندرة"و "االختيار" فالندرة هي التي تعلل وجود المشكلة‬
‫‪32‬‬
‫أصال واالختيار هو الذي يصيغ هذه المشكلة بالصيغة االقتصادية‪.‬‬

‫الفرع "‪:"1‬الندرة‬
‫الندرة هي كلمة يستخدمها االقتصاديون لتوضيح إن الرغبة اإلنسانية في شيء معين تزيد عن الكمية‬
‫المتوافرة منه والتي تمدنا بها الطبيعية ومن أمثلة السلع النادرة الطعام ‪,‬المالبس ‪ ,‬وقت الفراغ ‪...‬الندرة‬
‫التي تواجه الفرد ناتجة عن محدودية الموارد اإلنتاجية كا األرض بمختلف درجة خصوبتها والمياه و‬
‫المعادن والموارد الحيوانية و الموارد البشرية (المعرفة ‪,‬المهارة‪,‬الخبرات اإلنسانية) ‪.‬‬
‫وأيضا محدودية الوقت حيث يمتلك ‪24‬ساعة فقط في اليوم فما يضع حدودا على مقدرتنا على عمل‬
‫الكثير من األشياء التي نرغب في القيام بها‪,‬أخيرا محدودية الدخل‪.‬‬
‫ويقصد بالندرة النسبية وليست المطلقة‪,‬وهي عبارة عن معنى نسبي يعبر عن العالقة بين‬
‫الحاجات اإلنسانية ووسائل إشباعها فمهما كانت كمية الموارد إال أنها تعجز عن الوفاء باحتياجات‬
‫األفراد بسبب تعدد وتطور وتداخل حاجات األفراد‪.‬‬

‫الفرع"‪ :"2‬اإلختيار‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪.‬د‪.‬رفعت المحجوب ‪،‬االقتصاد السياسي ‪،‬الجزء األول ‪،‬دار النهضة العربية ‪،‬القاهرة ‪،‬مصر ‪ 1977‬ص ‪.61‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬د‪.‬احمد جامع ‪،‬النظرية االقتصادية ‪،‬الجزء األول ‪،‬دار النهضة العربية ‪،‬القاهرة ‪،‬مصر ‪، 1986‬ص ‪.4‬‬
‫االختيار هو العملية التي يقوم بها الشخص و تكون بانتقاء من البدائل المحدودة ‪.‬ينجم عن االختيار‬
‫التضحية بمقدار من السلعة للحصول على قدر معين من سلعة أخرى‪,‬في اللحظة التي تدرك منها أننا‬
‫ماهية المشكلة اإلقتصادية‬ ‫المبحث األول‬

‫ضحينا بسلعة ذات قيمة في نظرنا للحصول على سلعة أخرى نكون قد وصلنا لفهم المعنى االقتصادي‬
‫للتكلفة‪.‬‬
‫ولما كانت ندرة الموارد اإلنتاجية و الوقت والدخل وليس الندرة المطلقة‪ ,‬وهي عبارة عن معنى‬
‫نسبي يعبر عن العالقة بين الحاجات اإلنسانية ووسائل إشباعها‪.‬‬
‫إن حاجات اإلفراد ورغباتهم ال حدود لها بسبب تعددها يقال مثال إن معدنا مثل اليورانيموم نادر‬
‫ويقصد بذلك انه ال توجد منه اال كميات محدودة في العالم‪,‬هذا المعنى هو الشائع في لغة االستعمال‬
‫اليومي‬
‫أما في لغة االقتصاد فالندرة هي معنى نسبي يعبر عن العالقة بين الرغبات اإلنسانية و كمية الموارد‬
‫االقتصادية الالزمة إلشباعها‪.‬‬
‫ومن أهم أسباب مشكلة الندرة‪:‬‬
‫*عدم استغالل موارد المجتمع او سوء استغاللها‬
‫*قابلية بعض الموارد للنفاذ و النضوب‬
‫*زيادة عدد السكان بنسب تفوق الزيادة في اإلنتاج ويقصد بالندرة النسبية وليست المطلقة‪,‬وهي عبارة‬
‫عن معنى نسبي يعبر عن العالقة بين الحاجات اإلنسانية ووسائل إشباعها فمهما كانت كمية الموارد إال‬
‫أنها تعجز عن الوفاء باحتياجات األفراد بسبب تعدد وتطور وتداخل حاجات األفراد‪.1‬‬

‫‪. . 1‬د‪.‬حربي محمد عريقات ‪،‬مبادئ االقتصاد ; التحليل الجزئي ‪،‬دار وائل ‪،‬عمان ‪،‬األردن ‪ 2005،‬ص ‪.23:‬‬
‫ماهية المشكلة اإلقتصادية‬ ‫المبحث األول‬

‫ملخص مبحث األول ‪:‬‬

‫في هذا المبحث اعتمدنا على مطلبين حيث تحدثنا في المطلب األول على تعريف المشكلة اإلقتصادية‬

‫حيث ُع رفت بعدم إمكانية الموارد االقتصادية المحدودة من تلبية كافة االحتياجات المتزايدة باضطراد‬
‫وفق قانون تزايد الحاجات ‪،‬و تحدثنا في المطلب الثاني على طبيعة المشكلة اإلقتصادية حيث ال يمكننا‬
‫دراسة المشكلة االقتصادية كليا أو جزئيا إال من خالل التعرف على العناصر المكونة لها‪.‬و التي ال‬
‫تخرج عن نطاق العناصر التالية و هي الندرة و اإلختيار‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫أسباب المشكلة اإلقتصادية‬ ‫المبحث الثاني‬
‫وعناصرها‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫و قد أدت أسباب كثيرة إلى ظهور المشكلة االقتصادية تجدر اإلشارة إلى أهمها فيما‬
‫يلي‪- :‬تعدد الحاجات اإلنسانية و تجددها كما و كيفا‪- .‬الندرة النسبية للموارد االقتصادية‬
‫على الرغم من توافرها في اي مجتمع‪،‬ذلك أنها ال تكفي لسد حاجات األفراد و رغباتهم‪.‬‬
‫أسباب المشكلة اإلقتصادية‬ ‫المبحث الثاني‬
‫وعناصرها‬

‫المبحث الثاني ‪:‬أسباب المشكلة اإلقتصادية وعناصرها‬

‫المطلب األول ‪:‬الحاجات اإلقتصادية‬


‫‪1‬‬
‫‪ .1‬تعريف الحاجة‬

‫تمثل الحاجة الواعز األساسي للنشاط االقتصادي حيث يسعى اإلنسان لتلبيتها عن طريق‬
‫اإلنتاج‪ .‬فال وجود إلنتاج بدون توّفر الحاجة إلى تلك السلع سواء كان ذلك لدى نفس‬
‫الشخص أو لدى باقي أفراد المجتمع ومن هنا يمّثل االستهالك أهّم ركائز النشاط‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫الحاجة االقتصادّية هي تلك الّر غبة التي تهّم وسيلة معروفة محددة تعتبر قادرة على‬
‫تلبية نقص معّي ن لدى اإلنسان أوتمكينه من الحصول على منفعّة أو امتياز ما مّم ا يحّثه‬
‫على العمل القتنائها‪.‬‬
‫من هذا المنظور نجد أّن الحاجة تستوجب ثالثة شروط هي‪:‬‬
‫الوعي والّتصّو ر واإلرادة‪:‬الّش عور والوعي بالنقص والرغبة‪ :‬يتمّثل في الشعور بنقص ما‬
‫ثّم بالّر غبة في سّد هذا النقص ‪.‬‬
‫الّتصّو ر والتمّثل للوسيلة ‪ :‬ال بّد من معرفة السلعة التي تمّك ن اإلنسان من تلبية الحاجة‬
‫التي يحّس بها‪.‬‬
‫اإلرادة والعمل على تلبية الحاجة ‪ :‬وهي شرط أساسي لكي يتمّك ن من يشعر بالحاجة من‬
‫العمل قدر اإلمكان طبعا على تلبية تلك الحاجة ومن هنا يأتي عنصر العمل على اقتناء‬
‫السلع المعنية‪ .‬فالركنان األّو الن غير كافيين لكي تتحّو ل الّر غبة إلى حاجة وتختلف‬
‫الحاجات حسب األفراد والمكان والزمان ودرجة التطّو ر االقتصادي واالجتماعي للمجتمع‬

‫‪. 1‬د‪.‬مصطفى كمال العبد ود‪.‬احمد رشاد موسى ‪،‬محاضرات في مبادئ علم االقتصاد ‪،‬دار النهضة العربية ‪،‬القاهرة ‪،‬مصر ‪.1991‬ص ‪_.153‬‬
‫‪.161‬‬
‫مّم ا يطرح مشكل تلبية هذه الحاجات وكيفية التعديل والموازنة بين مختلف األطرافوالمهنة‬
‫والوسط‪.‬‬

‫أسباب المشكلة اإلقتصادية‬ ‫المبحث الثاني‬


‫وعناصرها‬

‫‪1‬‬
‫‪ .2‬خصائص الحاجات االقتصادية‬
‫‪.1‬قابليتها لالشباع‪:‬إذا كانت الحاجة هي الشعور بالضيق أو األلم فهذا اإلحساس تتراوح‬
‫حدته ونوعه وفقا لظروف الحال‪,‬وتقل حدة هذا الشعور إذا اشبع اإلنسان‬
‫حاجاته‪,‬فكلماسترسل في اإلشباع تناقصت حدة األلم حتى يتالشى أو يزول كل ضيق على‬
‫األقل في الفترة الواحدة وهذا ما يعبر عنه علم االقتصاد بظاهرة تناقص المنفعة الحدية‪.‬‬

‫‪.2‬ال نهاية الحاجات‪:‬‬


‫إن حاجات اإلنسان ال تنتهي ‪,‬فإذا ما أشبعت حاجة سرعان ما تظهر له حاجة أخرى ‪,‬وإ ذا‬
‫ما شبع األخيرة سرعان ما تجد له ثالثة و رابعة‪,...‬في سلسلة ال تنتهي وهذه الخصية‬
‫للحاجات اإلنسانية إذا لم يرضى عنها أهل الزهد و القناعة لكنها ال شك من أهم دوافع‬
‫الرقي و التقدم االجتماعي ‪,‬فلوالها لبقي اإلنسان في مستويات غير مقبولة المعيشة بتاتا ‪.‬‬
‫‪.3‬نسبية الحاجات‪:‬‬
‫إن الحاجات التي يسعى اإلنسان إلى إشباعها اليوم ليست هي كالتي كانت باألمس وهذه‬
‫الخاصية انعكاس لضروريات حيوية أو نفسية بقدر ما هي تعبير عن أوضاع اجتماعية‬
‫تحكمها ظروف الزمان والمكان التي يشعر بها اإلنسان في مجتمع متمدين‪ ,‬أو في تعبير‬
‫آخر ليست حاجات األمثل حاجاتنا والتي سوف تختلف بالطبع عن حاجات األحفاد‬
‫واالجيال القادمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬د‪.‬ناظم محمد الشمري ‪.‬كتاب مدخل في علم االقتصاد ‪.‬دار النشر و التوزيع ‪.‬عمان‪ .‬ص‪.10‬‬
‫أسباب المشكلة اإلقتصادية‬ ‫المبحث الثاني‬
‫وعناصرها‬

‫‪1‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬الموارد اإلقتصادية‬

‫‪.1‬تعريف الموارد االقتصادية‬


‫تعرف على أنها عوامل اإلنتاج و عموما يمكن القول ان عوامل اإلنتاج التي يمتلكها الفرد‬
‫أو الجماعة تتمثل في الموارد الطبيعية والعامل البشري و رأس المال‪.‬‬
‫‪.2‬أنواع الموارد االقتصادية‬
‫أ‪.‬موارد طبيعية‪:‬‬
‫اإلنسان في هذه الحالة ليس له عالقة بوجودها وإ نما تعتبر هذه الموارد هبة من اهلل‬
‫سبحانه و تعالى مثل المعادن الموجودة في باطن األرض‪ ،‬و األراضي الزراعية‪ ،‬و‬
‫الشالالت و البحار و المحيطات‪.‬‬
‫فهناك دول عربية غنية بالموارد الطبيعية كالنفط مثل دول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬و‬
‫دول غنية باألراضي الزراعية مثل السودان و اليمن و الصومال لكنها فقيرة بالموارد‬
‫المادية إلستغالل هذه الثروات‪.‬‬
‫ب‪.‬موارد بشرية‪:‬‬
‫وهي الطاقات الذهنية و الجسدية لإلنسان‪ ،‬فمثال دول مصر‪ ،‬األردن‪ ،‬سوريا‪ ،‬واليمن غنية‬
‫بالموارد البشرية‪ ،‬و تعتبر دول مصدرة للعمالة‬
‫بعكس دول الخليج و التي تعتبر فقيرة بالموارد البشرية و تعتبر مستوردة للعمالة‪ ،‬لكنها‬
‫غنية بالموارد الطبيعية‪.‬‬
‫ج‪.‬موارد اقتصادية ‪:‬‬

‫‪. 1‬موقع ‪.https://mawdoo3.com 16/10/2023. 30:20‬‬


‫و هو نتاج التفاعل بين الموارد البشرية و الطبيعية‪ ،‬مثل إنتاج االآلت و المعدات الالزمة‬
‫إلنتاج السلع اإلستهالكية و غيرها‪.‬‬

‫أسباب المشكلة اإلقتصادية‬ ‫المبحث الثاني‬


‫وعناصرها‬

‫المطلب الثالث‪:‬عناصر وحلول المشكلة اإلقتصادية‬


‫‪1‬‬
‫‪.1‬عناصر المشكلة اإلقتصادية ‪:‬‬

‫یختار كل مجتمع سواء كان غنیا أم فقیر‪ ،‬ما بین الرعایة الصحیة والیخوت‪ ،‬ومابین‬
‫الطرق العامة والدبابات‪ ،‬وكذلك ما بین التعلیم ووجبات المطاعم‪ ،‬وھذا یعني أن یكون لكل‬
‫مجتمع طریقة في تقریر أي السلع یجب أن تنتج ونقصد بھا "ماذا" ننتج‪ ،‬و "كیف" ستنتج‬
‫ھذه السلع‪ ،‬و"لمن" ستنتج‪ .‬في الواقع نجد أن ھذه ھي األسئلة القاعدیة واألساسیة الثالث‬
‫للتنظیم االقتصادي‪ ،‬حیث تكون في مجملھا األركان األساسیة للمشكلة االقتصادیة‪ ،‬والتي‬
‫یمكن تلخیصھا في الشكل التالي‪:‬‬

‫كيف ننتج؟‬

‫?‪How to produce‬‬

‫لمن ننتج ؟‬
‫ماذا ننتج ؟‬
‫? ‪For Whom to Produce‬‬
‫? ‪What to Produce‬‬

‫األسئلة القاعدية لإلقتصاد‬ ‫حيث ‪:‬‬

‫‪Basics Ecnomics Qustions‬‬ ‫أ‪.‬ماذا تنتج؟ ‪:‬‬


‫‪ . 1‬نفس المرجع السابق‪.‬‬
‫أسباب المشكلة اإلقتصادية‬ ‫المبحث الثاني‬
‫وعناصرها‬

‫أ‪.‬ماذا تنتج ؟ ‪:‬‬

‫تحديد نوع ومقدار السلع و الخدمات التي يتم انتاجها أي ماهي السلع و الخدمات التي‬
‫يرغب المجتمع في إنتاجها‪ ،‬و بأي كمية‪ ،‬وتعتمد بعض المجتمعات على جهاز الثمن لحل‬
‫قوى السوق هذه المشكلة بينما تأخذ بعض المجتمعات األخرى بأسلوب التخطيط كوسيلة‬
‫لتحقيق التخصيص األمثل للموارد‪.‬‬

‫ب‪ .‬كيف تنتج؟ ‪:‬‬

‫اإلختيار بين األساليب اإلنتاجية أي ما هي طرق إنتاج السلعة؟ هناك أكثر من طريقة‬
‫إنتاجية إلنتاج السلع‪ ،‬فالسلع الزراعية مثال يمكن الحصول على قدر معين منها باستخدام‬
‫مساحة صغيرة من األرض مع االعتماد المكثف على المخصبات و اآلالت وأيدي عاملة‪.‬‬

‫بينما يمكن الحصول على نفس القدر من المحصول باستخدام مساحة أكبر من األرض مع‬
‫االعتماد البسيط على العوامل األخرى‪ .‬ويهتم فرع علم اقتصاديات اإلنتاج بهذا النوع من‬
‫المشاكل‪.‬‬
‫ج‪ .‬لمن تنتج ؟‪:‬‬
‫توزيع اإلنتاج على سكان المقتصد أي كيف يمكن توزيع السلع و الخدمات المنتجة على‬
‫أفراد المجتمع الواحد‪.‬؟‬
‫و هذا يتطلب دراسة األسواق أي أسواق الخدمات اإلنتاجية لتحديد العائد الخاص بكل‬
‫منها‪ ...‬ويطلق على فرع علم اإلقتصاد الذي يهتم بدراسة هذه المشكلة "نظرية التوازي"‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬د‪.‬احمد محمد ابو طه ‪.‬المشاكل االقتصادية ‪.‬مكتية الوفاء القانونية ‪ 2016.‬ص ‪25‬‬
‫أسباب المشكلة اإلقتصادية‬ ‫المبحث الثاني‬
‫وعناصرها‬

‫‪1‬‬
‫‪.2‬حلول المشكلة اإلقتصادية ‪:‬‬
‫تحديد او تقرير الحاجات المطلوب اشباعها او االهداف االنتاجية حسب مختلف‬ ‫‪‬‬
‫طبقات افراد المجتمع‪.‬‬
‫توزيع المنتجات على الحاجات المختلفة او ما يسمى بتوزيع الناتج الكلي على‬ ‫‪‬‬
‫االفراد المجتمع‪.‬‬
‫توزيع الموارد االقتصادية على فروع االنتاج المختلفة و هذا ما يسمى بتخصيص‬ ‫‪‬‬
‫الموارد‪.‬‬
‫تحديد اسعار السلع و الخدمات بما يتوافق و حاجيات كل طبقة من طبقات‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫‪.‬د‪.‬صالح زين الدين‪.‬مشكالت االقتصاد العالمي‪ .‬دار النهضة العربية للنشر والتوزيع‪ 2016.‬ص ‪.30‬‬ ‫‪1‬‬
‫أسباب المشكلة اإلقتصادية‬ ‫المبحث الثاني‬
‫وعناصرها‬

‫ملخص المبحث الثاني ‪:‬‬

‫في هذا المبحث اعتمدنا على ثالث مطالب حيث تحدثنا في المطلب األول على الحاجات‬
‫االقتصادية و التي هي تلك الّر غبة التي تهّم وسيلة معروفة محددة تعتبر قادرة على تلبية‬
‫نقص معّي ن لدى اإلنسان أوتمكينه من الحصول على منفعّة أو امتياز ما مّم ا يحّثه على‬
‫العمل القتنائها‪ .‬و في المطلب الثاني تحدثنا عن الموارد االقتصادية تعرف على أنها‬
‫عوامل اإلنتاج و عموما يمكن القول ان عوامل اإلنتاج التي يمتلكها الفرد أو الجماعة‬
‫تتمثل في الموارد الطبيعية والعامل البشري و رأس المال و في المطلب االخير عناصر و‬
‫حلول للمشكلة االقتصادية‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫و في االخير نستنتج ‪:‬‬

‫‪. 1‬المشكلة االقتصادية في ندرة الموارد او المستخدمات االنتاجية الالزمة النتاج ما يشبع‬
‫لحاجات االقتصادية لالنسان مع تنوع وتجدد وتعدد هده الحاجات االقتصادية‪.‬‬

‫‪.2‬ان اهم سمات الحاجات االقتصادية كعنصر في المشكلة و هي قابليتها لالشباع وامكانية‬
‫عدم حصرها مع نسبيتها اي اختالفها من شخص الخر‪.‬‬
‫‪.3‬ان اهم خصائص الموارد االقتصادية كعنصر اخر في المشكلة االقتصادية في وجود‬
‫حاجة محسوسة لدى الفرد ووجود عالقة بين الحاجة و الشيئ يعتبره الفرد و وجود عالقة‬
‫بين الحاجة و الشيئ يعتبره الفرد قادرا على اشباع هذه الحاجة‪.‬‬
‫كما يجب ان تتوافر في الشيئ النفعية اي قابليته الشباع حاجة او رغبة بطريقة مباشرة‬
‫او غير مباشرة ‪,‬واخيرا الندرة هي الخاصية التي تميز بين االموال الحرة و المتوافرة‬
‫بكميات بالنسبة الشباع الحاجات االساسية ‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫د‪.‬حربي محمد عريقات ‪،‬مبادئ االقتصاد ; التحليل الجزئي ‪،‬دار‬ ‫‪.1‬‬


‫وائل ‪،‬عمان ‪،‬األردن ‪. 2005،‬‬
‫محاضرات في مقياس مدخل لالقتصاد موجهة للطلبة السنة اولى ‪ lmd‬سنة‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ 2022‬جامعة بسكرة كيلة العلوم االقتصادية ‪.‬‬
‫‪.‬د‪.‬احمد محمد ابو طه ‪.‬المشاكل االقتصادية ‪.‬مكتية الوفاء القانونية ‪. 2016.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪.‬د‪.‬ناظم محمد الشمري ‪.‬كتاب مدخل في علم االقتصاد ‪.‬دار النشر و التوزيع عمان‬ ‫‪.4‬‬

You might also like