‫مقدمة‬

‫المشكلة االقتصادية التي تواجه المجتمعات البشرّية اليوم هي ما يحاول االقتصاديون حله‪ ،‬وتكمن المشكلة االقتصادّية في الفجوة بين‬
‫الموارد المحدودة والرغبات اإلنسانّية غير المحدودة‪ ،‬لذلك تتم محاوالت السعي إليجاد التوازن بين الرغبات والموارد وتحقيق‬
‫االستغالل األمثل للموارد لتنفيذ أفضل الرغبات وتحقيق األولويات‪ ،‬ويطرح هذا المقال مفهوم المشكلة االقتصادّية وعالقة المشكلة ‪v‬‬
‫االقتصادية بتكلفة الفرصة البديلة وأسباب المشكلة االقتصادية وحلول األنظمة االقتصادية للمشكلة االقتصادية وأسئلة العالم‬
‫صامويلسون لحل المشكلة االقتصادّية‪.‬‬

‫ما هي المشكلة االقتصادية؟‬

‫المشكلة االقتصادية أو ما تسمى أيًض ا بمشكلة الُن درة‪ ،‬وهي مشكلة متعلقة بكيفية استخدام الموارد المحدودة أو النادرة والتي يمكن أن‬
‫تنفد لتلبية حاجات ورغبات المجتمع غير المحدودة‪ ،‬والذي يعني أَّن ه ال يوجد حد لكمية السلع والخدمات التي يرغب الناس في‬
‫استهالكها‪ ،‬فُيتطلب من ذلك اتخاذ قرارات حول كيفية تخصيص واستغالل الموارد بكفاءة من أجل تلبية االحتياجات األساسّية وأكبر‬
‫عدد ممكن من االحتياجات اإلضافية‪.‬‬

‫المشكلة االقتصادية وتكلفة الفرصة البديلة‬

‫تتعلق المشكلة االقتصادّية بالفجوة بين الموارد المحدودة والنادرة وبين الحاجات والرغبات غير المحدودة‪ ،‬بالتالي يجب استغالل هذه‬
‫الموارد النادرة استغالاًل أمثاًل من خالل االختيار بين البدائل المتنافسة‪ ،‬ويترتب على هذه الخيارات تكلفة الفرصة البديلة أي التكلفة‬
‫بسبب التضحية بالخيار األخر بسبب تحقيق أحد الخيارات أو البدائل‪ ،‬لذلك وبسبب وجود تكلفة لالختيار يجب على األفراد اختيار‬
‫أفضل السبل الستخدام مهاراتهم وجهودهم ويجب على الشركات والمنشآت اختيار أفضل السبل الستخدام عّمالهم وآالتهم‪ ،‬وعلى‬
‫الحكومة اختيار أفضل السبل الستخدام أموال دافعي الضرائب‪ ،‬ويؤدي اتخاذ خيار اقتصادّي إلى التضحية ألَّن ه يجب التخّلي عن‬
‫البدائل‪ ،‬أّي يؤدي االختيار إلى فقدان المنفعة التي كان سيوفرها البديل‪.‬‬

‫ما هي أسباب المشكلة االقتصادية؟‬

‫هنالك ثالث أسباب رئيسة لوجود المشكلة االقتصادية‪ ،‬فيما يأتي بيانها‪:‬‬

‫ندرة الموارد‬
‫من أهم أسباب وجود المشكلة االقتصادية أَّن الموارد المختلفة مثل األرض والعمل ورأس المال وغيرها محدودة‪ ،‬ومشكلة الندرة في‬
‫الموارد عالمّية وتنطبق على جميع األفراد والمنظمات والدول‪ ،‬ولهذا ال يستطيع أي اقتصاد إنتاج كل ما يرغبه الناس ويحتاجونه‬
‫على الرغم بأَّن ه لن يكون هنالك مشكلة اقتصادية إذا لم تكن الموارد شحيحة‪.‬‬

‫الرغبات البشرية غير المحدودة‬

‫ال تنتهي رغبات اإلنسان أبًد ا فهذه الطبيعة البشرّية‪ ،‬لذلك ال يمكن إشباع الرغبات تماًما بسبب أَّن ه بمجرد أن يتم إشباع رغبة واحدة‬
‫ستظهر رغبة جديدة أخرى تحتاج لإلشباع‪ ،‬وبسبب أَّن رغبات الناس غير محدودة وتستمر في التكاثر بالتالي ال يمكن إشباعها بسبب‬
‫محدودّية الموارد‪ ،‬ويالحظ أيًض ا أَّن االحتياجات البشرّية تختلف في األولويات‪ ،‬وذلك بسبب اختالف شّدة الرغبات بالنسبة لألفراد‪،‬‬
‫أي بعض الرغبات أكثر أهمية وإلحاًح ا بالنسبة لفئة مقارنة بفئة أخرى‪ ،‬ولهذا السبب يخصص الناس مواردهم حسب األفضلية إلشباع‬
‫بعض رغباتهم‪ ،‬فإذا كانت كل الرغبات البشرية على نفس القدر من األهمية لكان من المستحيل اتخاذ القرار باالختيار بينها‪.‬‬

‫االستخدامات البديلة‬
‫ألَّن الموارد ليست نادرة فحسب بل يمكن استغاللها في استخدامات مختلفة جعل ذلك من عملية االختيار بين الموارد أمًر ا بالغ‬
‫األهمية‪ ،‬على سبيل المثال ال تستخدم المنتجات النفطية في المركبات فقط بل تستخدم لتشغيل اآلالت والمولدات أيًض ا‪ ،‬ونتيجًة لذلك‬
‫يجب على االقتصاد االختيار بين االستخدامات البديلة للموارد المعينة وتحمل تكاليف هذا االختيار‪.‬‬
 ‫مقدمة‬
‫تحتل المشكالت االقتصادية في الوقت الحاضر أهمية آبيرة على‬
‫المستويين القومي والدولي‪ .‬ومن الثابت أن لهذه المشكالت انعكاسات سياسية‬
‫واجتماعية ال يمكن إنكارها‪ ،‬حيث يصعب إهمال دور التطورات االقتصادية فى‬
‫فهم الجوانب السياسية واالجتماعية ألى جماعة من الجماعات‪ .‬فالواقع االجتماعي‬
‫حقيقة معقدة‪ ،‬وآل علم من العلوم اإلنسانية ال يعبر إال عن وجه واحد من وجوه‬
‫هذا الواقع وال يتعلق إال بزاوية من زوايا النظر إلى النشاط اإلنساني‪.‬‬