You are on page 1of 8

‫رؤية اقتصادية للمشكلت البيئية للدول النامية‬

‫فى كوبنهاجن‬
‫د‪.‬مصطفى عيد مصطفى ابراهيم‬
‫‪dr.mousteid@yahoo.com‬‬
‫بزغت القضية البيئية على الساحة العالمية فى الثلث العقود الخيرة من القرن العشرين‬
‫وتحديدا فى عام ‪ 1972‬عندما انعقد مؤتمر ستكهولم وظهور البعد البيئى فى المنهج‬
‫القتصادى‪.‬واصبح الهتمام بالبيئة ذو طبيعة واقعية تعدت مجرد عقد المؤتمرات والقاء الخطب‬
‫فى القاعات وانعكس ذلك فى اداء كل من المنظمات الدولية والحكومات وكذلك فى فكر واداء‬
‫المجتمع المدنى‪.‬فعلى نطاق المنظمات الدولية نرى قفزات هائلة فى فكر تلك المنظمات بدءا من‬
‫المم المتحدة وعبورا بمؤسسات بريتون وودز )صندوق النقد والبنك الدولى ومنظمة التجارة‬
‫العالمية(‪،‬وانعكس ذلك فى تغيير مفاهيم وتعاريف اقتصادية تنال من النظرية القتصادية‬
‫التقليدية التى طالما اعتمدنا عليها فظهرت مفاهيم جديدة للتنمية اعتمادا على المنظور البيئى‬
‫فسادت التنمية المتواصلة وحل الناتج القومى الجمالى المعدل بيئيا محل الناتج القومى‬
‫الجمالى وحل معيار الثروة محل معيار الدخل وتم الخذ فى العتبار التكلفة الجتماعية لتضع‬
‫شكل جديدا لدوال العرض والطلب والنتاج وظهرت نظرية المزايا الجتماعية النسبية لتحل‬
‫محل المزايا النسبية واصبحت كل هذه المور تؤثر على سياسات المنظمات الدولية القتصادية‬
‫تجاه الدول النامية ولزم على الخيرة ان تراعى البعد البيئى فى سياستها الداخلية حتى تجد‬
‫المساعدة من المنظمات الدولية‪.‬‬
‫وعلى نطاق الحكومات ‪,‬فى الدول الغنية‪ ,‬نجد انها تبنت السياسات البيئية فظهرت القوانين‬
‫المنظمة للبيئة واصبح للبيئة بعدا اقتصاديا لما لها من تاثير على المقدرة التنافسية وشرعت‬
‫من القوانين مايحمى بيئتها من واردات من الدول الخرى بل وامتد المر الى ‪،‬اما فرض توافر‬
‫شروط بيئية معينة لتلقى الدول النامية لرؤوس الموال بصوره المختلفة ‪ ،‬واصبح راس المال‬
‫اما يذهب الى الدول النامية تحت شروط بيئية ايمانا من الدول الغنية بالبعد الدولى للبيئة ومن‬
‫ثم وجب الحفاظ عليها‪ ،‬او لتخاذ البيئة كسلح موجه ضد الدول النامية لتحقيق اهداف سياسية‬
‫او عسكرية معينة ‪ .‬او ان راس المال يهرب من الدول الغنية لوجود تشريعات بيئية صارمة بها‬
‫الى الدول النامية للستفادة من التكلفة الجتماعية المنخفضة والمتمثلة فى الجور المنخفضة‬
‫والضرائب والتامينات ناهيك عن عدم وجود اى تكلفة اجتماعية لما يسمى بالخارجيات‬
‫‪.externalities‬كما لم تستثنى الجمعيات الهلية والمجتمع المدنى من هذا الهتمام لضمان‬
‫بيئة اكثر استمرارية والعيش على فوائد البيئة وليس على راس المال ‪ ،‬فضل عن ان الهتمام‬
‫بالبيئة اصبح اداة للوصول الى الراى العام الوروبى والغربى‪ .‬والواقع ان السياسة البيئية‬
‫السليمة يجب ان تعمل على خفض التلوث الى اقصى حد باقل نفقة ممكنة ‪ ،‬ال ان الوصول‬
‫بالتلوث الى نقطة "صفر" قد يكون مستحيل عمليا ‪ ،‬كما انه غير مطلوب اقتصاديا لنه يكون‬
‫على حساب النتاج " بالنخفاض ‪ ،‬ولكن المطلوب تخفيض التلوث الى نطاق المقدرة التمثيلية‬
‫الطبيعية للبيئة‪.‬‬
‫والواقع ان اقتصاديات السوق لتستعمل الموارد بالطريقة التى تحقق القيمة الكثر ‪ .‬ولو ان‬
‫السعار تعكس التكاليف الجتماعية ‪ ،‬فانه سيتم استخدام المقادير المرغوبة اجتماعيا من العمل‬
‫وراس المال والموارد الخرى ‪ .‬وفى هذه الظروف ليست هناك مشكلة ‪ .‬ال ان المشكلة تظهر‬
‫لن السعار لتعكس التكاليف الجتماعية ‪ ،‬اى ان التكاليف الخاصة لتساوى التكلفة‬
‫الجتماعية ‪ .‬مثلما يحدث مثل عند استهلك الماء والهواء ‪ ،‬فهناك افراد ومؤسسات يستطيعون‬
‫استعمالهما دون دفع التكاليف ‪ .‬وفى هذه الحالة تختلف التكاليف الخاصة لستعمال الماء‬
‫والهواء عن التكاليف الجتماعية ‪ .‬حيث ان السعر الذى دفعه مستعمل الماء والهواء اقل من‬
‫التكلفة الحقيقية بالنسبة للمجتمع ‪ .‬واذا كان السترشاد من قبل متخذى القرار بالتكاليف‬
‫الخاصة عند اتخاذ قراراتهم ‪ ,‬اى بالسعار التى يدفعونها فعل ‪ ,‬لذلك فانهم سيستعملون كثيرا‬
‫من هذه الموارد من وجهة نظر المجتمع ‪ .‬ونفس الوضع اذا قام مصنع ما بطرح نفايات مؤذية‬
‫بالبيئة الخارجية بما يضر المحيطين به ‪ ،‬او يلوث الهواء ‪ .‬وليدفع عن هذا اية تكاليف او‬
‫تعويضات ‪ .‬وتلك النشاطات المسببة للتلوث تمثل الداء السىء لنظام السوق ‪ .‬وهذا ما يسمى‬
‫بفشل السوق ‪ ،‬اى عدم قدرة نظام السوق على عكس اواستيعاب التكلفة الحقيقية للموارد وهى‬
‫التكلفة الخاصة بالضافة الى التكلفة الجتماعية ‪ .‬هذا على الصعيد المحلى‪،‬أما على الصعيد‬
‫العالمى فان الدول الغنية استباحت الموارد الطبيعية للدول النامية وحولتها لملجئ بيئية‬
‫وحولوا تربتها الى مقابر للنفايات الصلبة والسامة‪ ،‬ولقد عمقت الدبيات القتصادية‬
‫والممارسات السياسية هذه المفاهيم لفترات طويلة عبر التاريخ النسانى‪.‬‬
‫فالتلوث البيئى يعد اثرا خارجيا سلبيا لن الضرار التى تنتج عنه ل تدخل فى حسابات السوق‬
‫حيث ليوجد الى جانب بند الجور او بند المواد الولية بند محاسبى اخر اخر عنوانه الضرار‬
‫الناجمة عن التلوث او تعويضات عن الضرار الناجمة عن التلوث‪.‬‬
‫ولقد ساهم الفكر القتصادى المعاصر فى ظهور الدراسات فى اطار برجماتى وفى اطار معطيات‬
‫نقدية بعيدة عن الهموم الكونية فقط ‪ ،‬بحيث اصبحت العلقة بين القتصاد والبيئة تنعكس فى‬
‫السعى نحو بلورة نظرية " للدارة القتصادية الرشيدة للبيئة " او " الستغلل المثل للموارد‬
‫البيئية " والتى تمثل وعاء الحضارة‪.‬‬
‫وحيث ان العلقة بين علمى القتصاد والخلق ليست وثيقة ‪ ،‬اضحى القتصاديون يقبلون نوعا‬
‫من تدهور البيئة ولكن تدهور يمكن التحكم فيه ‪ ,‬ولم يصبح الهدف هو كيف نقضى على التلوث‬
‫) المستحيل اقتصاديا و عمليا( ولكن اصبح هو كيفية التعامل مع هذا التلوث والى اى مدى‬
‫يمكن ان نقبل التلوث وكميته وباى ثمن ‪ .‬وعليه اصبح التعامل مع قضية التلوث لتنبنى على‬
‫اسس اخلقية ولكن على اسس اقتصادية ‪ ،‬وحيث انه يستحيل الوصول بالتلوث الى صفر ‪,‬‬
‫حيث تزيد تكلفة النتاج او يتوقف المشروع تماما عن العمل ‪ ,‬اصبح الهدف هو ترشيد هذا‬
‫التلوث والوصول به الى ادنى خطورة على النسان والحيوان والنبات وهو ما يسمى بالكفاءة‬
‫البيئية ‪. ENVIRONMENTAL – MANAGEMENT EFFECIENCY‬‬
‫وشهدنا بالفعل تطور فى اداء النظرية القتصادية لتعكس هذا الفهم ‪ ,‬فالطبيعة لتسمح بتدمير‬
‫المادة ‪ MATTER‬وان طرق التخلص من المخلفات غير المرغوبة تتجه اساسا الى البيئة‬
‫وبصفة خاصة مجارى المياه والطبقات السفلى من الهواء ‪ ,‬ويتجلى هذا فى عوامل النتاج التى‬
‫تستخدم لنتاج سلعة معينة ‪ ,‬نجدها لتتحول كلها الى سلع نهائية بل لبد من ظهور مخلفات تنتج‬
‫من عملية النتاج ‪ ,‬كما ان المخلفات تظهر من عملية الستهلك ‪ ,‬حيث ل يتصور وجود‬
‫استهلك او افناء للسلعة بالمعنى المادى للكلمة ‪,‬بحيث لتختفى السلعة بالستعمال ‪ ,‬فقد تختفى‬
‫السلعة بخصائص معينة ل تؤهلها لستخدام معين ‪ ,‬ولكن يتولد عنها بقايا ومخلفات بخصائص‬
‫اخرى قد تكون اكثر ضررا بالبيئة وهذه المخلفات يتعين التفكير فيها ‪ ,‬وهو ما تسعى اليه النظم‬
‫القتصادية الحديثة ‪ ,‬فى شكل اعادة استخدامه او التخلص منه فى البيئة المحيطة ‪ ,‬وايضا توسيع‬
‫دائرة الفكر والبداع والستخدام التكنولوجى الذى يوسع بدوره القدرة الستيعابية للبيئة ‪ .‬فمثل‬
‫السيارة ل تفنى بالستخدام‪ .‬فقد تتهالك وتنعدم صلحيتها وفق الخصائص الميكانيكية ‪ ,‬ولكن تبقى‬
‫اجزائها ويتعين اعادة استخدامها او اتاحة الفرصة للتخلص منها على نحو ل يضر بالبيئة وهكذا‬
‫كافة السلع حتى تصل للسلع الستهلكية والمعلبات‪ .‬فوفقا لقانون حفظ المواد فان اى زيادة فى‬
‫الطاقة النتاجية للسلع لبد وان يصاحبها زيادة مماثلة فى حجم المخلفات والبقايا التى ينبغى‬
‫تصريفها فى الوسط البيئى وان حجم الخطورة يتوقف على حجم تلك المخلفات ونوعيتها‬
‫والماكن الملقاه فيها وعدد السكان والمقدرة الستيعابية للبيئة المحيطة والمقدرة المالية والفكرية‬
‫والبداعية والتصنيعية والتكنولوجية ‪ .‬وهذا يعنى ان الفكر القتصادى الحديث اصبح ليقتصر‬
‫على التقسيم التقليدى ) النتاج‪-‬الستهلك( اضافة الى التوزيع ‪ ,‬ولكنه يندرج فى منظومة جديدة‬
‫اكثر تعقيدا تربط مابين النتاج والستهلك والتوزيع والمخلفات ‪ ,,‬ووفقا لقوانين الطبيعة والمادة‬
‫فان قانون المادة يعنى ان المادة لتفنى ولتخلق من عدم ‪ ,‬وجدير بعلم كالقتصاد ‪ ,‬وهو علم‬
‫تجريدى وواقعى ومادى ‪ ,‬ان يعى هذا وان تدخل المخلفات ضمن ادارته ‪ ,‬حيث يمكن التعامل‬
‫معها كمورد اقتصادى ينبغى ‪,‬اما التعامل معها لتقليل الخطورة على البيئة ‪ ,‬واما الستفادة منها‬
‫كمورد جديد حيث ليعد الستهلك افناء للسلع‪.‬‬
‫وترتبط التنمية بالبيئة من خلل زوايا متعددة وهى ان تحقيق التنمية رهن لتحقيق التوازن‬
‫الطبيعى للعناصر والموارد الطبيعية ‪ .‬ان تحقيق التنمية من حيث ارتباطها بالبيئة رهن بوجود ما‬
‫يسمى بالقدرات المتميزة فى الدولة والتى تستطيع ان تحقق هذا التوازن فى اشارة الى مسئولية‬
‫المنظومة الجتماعية او المجال الجتماعى تجاه ادارة التنمية‪.‬ان المعيار لتحقيق هذه التنمية او‬
‫تحقيق التوازن البيئى هو عدم وجود فجوة بيولوجية بين العمليات الطبيعية والبيولوجية لبناء‬
‫الموارد من ناحية وانشطة هدم النسان من ناحية اخرى ‪ .‬اما الرابع والخير ‪ ،‬ان التنمية فى‬
‫التطور البيئى لتتم بمعزل عن السياسات القليمية والدولية والعالمية للمحافظة على التوازن‬
‫البيئى ‪ .‬للل لل للللل للللللل للللل لل للللل‬
‫للللللل لل للللل لل للللللل للللل لل‬
‫لللللل للللللللل لللل لل للللللل للللل‬
‫للللللللل لللللللل لل لللللللل للل‬
‫للللللل لللللللل لللللل للللللل لللللل‪.‬‬
‫أما عن العتماد المتبادل بين البيئة والقتصاد‪ .‬فان هذا العتماد اصبح حقيقة واقعة واخذه فى‬
‫النمو ‪ ,‬رغم ان التوجه القتصادى الغالب لمجتمعاتنا سواء فى البلدان المتقدمة او البلدان النامية‬
‫هو توجه للجل القصير دون الجل الطويل وتكون النتيجة ان احتياجات الجل الطويل ل تؤخذ‬
‫فى الحسبان فى حين ان الجل القصير يقوم على نظرة قصيرة الجل ومن ثم فان التقديرات‬
‫القتصادية واطر التقييم القتصادى تميل الى تجاهل حقيقة العتماد المتبادل فى الجل الطويل‬
‫فضل عن ان الجهزة القتصادية المركزية والوزارات مازالت غير مدرجة بدرجة كافية لحقيقة‬
‫العتماد المتبادل بين البيئة والفتصاد‪.‬‬
‫بممل ان البعممد الممبيئى مممازال ليممدخل ضمممن مممايعرف ببرامممج الصمملح القتصممادى او ممماتعرفه‬
‫المنظمات الدولية ببرامج التكيف الهيكلى ‪ structural adjustment‬والذى تعتبره شرطا لتجدد‬
‫النمممو القتصممادى‪ ،‬والممذى يرتبممط بالتوجهممات السياسممية اكممثر مممن ارتبمماطه بتوجهممات القتصمماد‬
‫الجتماعى ‪ .‬وهذا يعنى انه لم يعد من المقبول النظر الى الفكممر القتصممادى التقليممدى الممذى يحتممل‬
‫موقع الصدارة فى تخصيص الموارد والعمل والتمويل والضممرائب وفممى تحديممد النتمماج والممثروة‬
‫وتوزيعها واستهلكها ولتوجيه القرارات الخاصة بكل ناحية بهمما ‪ ,‬ولن قمموانينه اصممبحت واسممعة‬
‫النتشار اصبحنا ننظر اليها كامر مسلم به الى حد كبير ‪ .‬ال انه فممى ظممل تممدهور الممموارد البيئيممة‬
‫واستنزاف راس المال البيئى فان هذا النظممام القتصممادى فممى ظممل هممذا الفكممر يعممد كفيممف البصممر‬
‫جزئيا‪.‬حيث يرى بعض الشياء وليرى البعض الخر فيتجاهل هممذا النظممام قيممما ضممرورية مثممل‬
‫قيمة الماء العذب والهواء النظيف والغابات والجبال والراضممى الخصممبة وكلهما تمدفع الممى اتخماذ‬
‫قرارات غير رشيدة فيما يتعلق بالبيئة العالمية‪.‬‬

‫ومن هنا كان الهتمام بالقتصاد الجتماعى والهتمام بالبعد القتصادى فممى قضممية الممبيئة والبعممد‬
‫البيئى فممى التحليممل القتصممادى والهتمممام بدراسمة نظريممات وقموانين اقتصمادية تعمممل فممى اطمار‬
‫التوازن البيئى ‪.‬‬

‫اما عن الطبيعة القتصادية للمشكلة البيئية فيمكن تحديدها من خلل ثلث دوال‬
‫الولى ما يعرف بدالة الضرار البيئية وهى تشمل النفقات والتكاليف الى لحقت بعناصر النظممام‬
‫البيئى مممن جممراء تممدهور الوضمماع البيئيممة وحممدوث التلمموث مثممل الخسممائر الممتى تلحممق بالصممحة‬
‫النسانية وما ينجم عنها مممن تغيممب عممن العمممل وانخفمماض فممى مسممتوى النتاجيممة والخسممائر فممى‬
‫خصوبة الرض وانتاجيتها وفى الثروة السمكية والمائية والسياحة‪.‬‬

‫الثانية فهى دالة العلج وتشمل النفقات الممتى يتحملهمما المجتمممع ومؤسسمماته القتصممادية لمعالجممة‬
‫وازالة بعض اثار التلوث ان امكن ذلك ‪ ,‬كمما تشممل همذه الدالمة نفقمات غيمر مباشمرة مثمل نفقمات‬
‫العلج والدواء واصلح ما اصاب الرض من دمممار وكلهمما لهمما تمماثير علممى نفقممة النتمماج وعلممى‬
‫اثمان المنتجات مما ينعكس على التجارة الدولية للدول سواء كانت صادرات او واردات‪.‬‬
‫اما الدالة الثالثة فتشمل دالة النفقات الوقائية وهممى تلممك النفقممات الممتى تتحملهمما الدولممة وعناصممرها‬
‫القتصادية من اجل منع حدوث التلوث او جعله فى حدود مقبوله بيئيا لستحالة جعلممه صممفرا مممن‬
‫الناحية العملية مابقيت النشطة النسانية‪.‬‬

‫والواقع ان التحليلت القتصادية لقضية البيئة ظهرت فى الدول النامية مممن عممدة مممداخل تنمموعت‬
‫مابين المدخل الصحى)مياه ملوثه وعدم وجود صممرف صممحى( مممرورا بممالفقر والتلمموث بممانواعه‬
‫المحتلفة والذى يؤثر على النتاج فيما يسمى بالمدخل النتاجى‪ ،‬ثم المدخل الجتماعى الذى يجمع‬
‫مابين الثنين والهتمام بمشروعات تطهيممر الهممواء والمجممارى ثممم انتقلممت الدراسممات البيئيممة الممى‬
‫تقدير العائد من تطهير البيئة –العائد التقديرى‪-‬حيث انه اعتبر مساويا للضرار التى سممتحدث لممو‬
‫لم يتم التطهير‪ .‬وحينما تكممون التكلفممة الحديممة اعلممى مممن العممائد الحممدى بالنسممبة لمكونممات التلمموث‬
‫المختلفة كل على حده ‪ ,‬ليصمبح ممن المفيممد اقتصمماديا متابعمة الرتفمماع بالتكلفمة لتخفيممض درجمة‬
‫التلوث الى ابعد من وضع الموازنة ‪.‬‬
‫وعلممى ايممة حممال فممأنه خلل عقممدى السممبعينات والثمانينممات مممن هممذا القممرن تركممزت المناقشممات‬
‫القتصادية حول افضل النماذج القتصادية معالجة لقضية البيئة وتحددت عموما فى اربعة نماذج‬
‫هى ‪-:‬‬

‫النموذج الول ‪ :‬ويركز على رفع المستوى الكلى للنتاج وعلى انماط توزيع الدخل ويهتممم بممراس‬
‫المممال لجممذب السممتثمارات ويعتمممد هممذا النممموذج علممى قممدرة نظممام السمموق والتكنولوجيمما علممى‬
‫امتصاص التلوث وتحقيق التكيف البيئى والكفاءة فى استغلل الموارد الطبيعية ‪.‬‬
‫النمموذج الثمانى‪:‬يتشمابه ممع الول ولكنمه يمدعو المى تموفير نموع ممن السميطرة الجتماعيمة علمى‬
‫القتصاد والتركيز على عنصر العمل وزيادة معدلت النمو القتصادى كاسمماس لحممل المشممكلت‬
‫الجتماعية والبيئية ولكنه ل يقدم بدائل لحل المشكلت المتعلقة بالموارد الطبيعية‪.‬‬
‫النموذج الثالث‪ :‬حيث يركز هذا النموذج على مراقبة التلوث ونفاد الموارد علممى اعتبممار ان راس‬
‫المال والعمل وحدهم ليسوا العوامل الحاسمة فى النتماج بمل هنماك المموارد والطاقمة وينظمر المى‬
‫التنمية من خلل خفض الحتياجات المتزايدة والمفرطة للسكان من النتاج ومحاولة تثبيت اعممداد‬
‫السكان او حتى تقليلها لمواجهة الحلقة المفرغة ) السكان‪-‬الفقر‪-‬الممبيئة( والتمموازن فممى كثافممة راس‬
‫المال واختيار تكنولوجيات متقدمة تزيد من رصيد الموارد الطبيعية واجراء تعديلت فممى السمموق‬
‫بحيث تتصمن السعار الخسائر البيئية الحقيقية مع وجود تدابير تنظيمية لمنممع المؤسسممات العامممة‬
‫والخاصة على حد سواء من تدمير الموارد ‪.‬‬
‫كما يشكك هذا النموذج فى قدرات التكنولوجيا وحدها على تحقيممق الزيممادة المسممتمرة فممى النتمماج‬
‫وتلبية الحتياجات المتزايدة للسكان‪.‬‬
‫النممموذج الرابممع‪ :‬ويعتممبر هممذا النممموذج التنميممة والتقممدم ناتجممان عممن العتممماد علممى النفممس ‪ ,‬و‬
‫التكنولوجيات المناسبة هى تلك التى تستخدم ادوات يمكن صنعها وصيانتها على المستوى المحلى‬
‫والعمالة التى لها المام بالتكنولوجيا على نمط فرق السلم ‪ ,‬والقروض الصغيرة جممدا هممى الطممار‬
‫الداعم لتوجيه المؤسسات القتصادية ونظام حوافز السموق همى افضمل الدوات لتحفيمز النشمطة‬
‫القتصادية على الستمرار فى اللتزام بمعممايير الجممودة البيئيممة وتحسممين الكفمماءة القصممادية مممن‬
‫خلل التكنولوجيا وراس المال والعمالة وان البيئة هى اطار مادى عامل فاعل وليس مادى ساكن‬
‫قضايا ومشكلت البيئة ودورها فى اعاقة عملية التنمية ‪.‬‬

‫مشكلت البيئة لتحترم الحدود السياسة ‪ ,‬وهى دولية بطبيعتها ‪ .‬ومع ذلك مممازال هنمماك مشممكلت‬
‫بيئية تعد ممن مشمكلت العمالم المتقمدم ولكنهما تمؤثر علمى العمالم النمامى بحكمم طبيعمة المشمكلت‬
‫البيئية ‪ ,‬وهناك مشكلت خاصة بالعالم النامى فقط ولكنها يوما ستؤثر على العالم باثرة ‪.‬‬
‫ومن المشكلت التى يمكن ان نطلق عليها انها مشتركة مشكلة مثل ارتفاع درجة الحرارة التى‬
‫تنجم من ممارسة النشطة البشرية التى ضاعفت من تركيز الغازات التى ادت بدورها الى رفع‬
‫درجة الحرارة ‪ ,‬وهناك مشكلة تاكل طبقة الوزون التى تعمل كدرع واق للرض من اشعة‬
‫الشمس فوق البنفسجية الضارة ‪ ,‬ولوحظ انخفاض هذه الطبقة الكونية وان السبب الرئيسى وراء‬
‫هذه النشطة النسانية تزايد تركيز ذرات الكلورين والبرومين وغاز الهالونز‬
‫والكلوروفلوركاربون ‪ ,‬وهذه المشكلة كونية ولها تاثيرات ضارة فى شكل انتشار مرض سرطان‬
‫الجلد وضعف مناعة الجسم وازدياد المراض الطفيلية مثل الدفتيريا والسل لعدم فاعلية‬
‫لمضادات الحيوية وهذه المراض تؤثر على النواحى القتصادية والجتماعية للبلدان النامية‬
‫والحقيقة ان الدول النامية تعد متلقية لتلك المشكلة واثارها وليست مسببة لها ‪ ,‬ومشكلة انقراض او‬
‫فقدان فصائل الحياء المتعددة بسبب فقدانها لما تعتمد عليه فى معيشتها الطبيعية ‪ .‬والفصائل‬
‫والحياء المتنوعة لها منافع عدة للنسان لنها مصدر جديد للمكونات الوراثية الى تساهم فى‬
‫تحسين السللت وتطوير تكنولوجيا الحياء حيث ان نصف الدوية المستخدمة تستخرج من‬
‫الفصائل البرية ‪ .‬كما ان هناك مشكلة تلوث الغلف الجوى للنبعاثات الكبرى التى تنطلق فى‬
‫الهواء والذى يؤثر بشكل كبير على صحة البشر والغطاء النباتى وانتشار امراض النسداد‬
‫الرئوى المزمن والسرطان النفى البلعومى والتهاب الشعب واللتهابات الرئوية الحادة فضل عن‬
‫الثار القتصادية والجتماعية الخرى‪.‬اما عن القضايا والمشكلت البيئية التى تخص الدول‬
‫النامية خاصة الفريقية منها فهناك الجفاف والتصحر حيث القارة الفريقية تستحوذ على مايزيد‬
‫عن ‪ %45‬من صحراء العالم واكثر من ‪ %50‬من اراضيها تغطيها الصحراء الحارة او‬
‫المتصحرة بسبب الجفاف وهى لتنال ال قدرا ضئيل من المطار السنوية ‪ ,‬ولذلك فان موسم‬
‫المحاصيل السنوية الزراعية قصير واصبح الجفاف هو العامل الرئيسى فى تحديد ‪ %44‬من‬
‫الزراعة التى تعتمد على المطار )الزراعة الموسمية(‪ .‬وتزداد خطورة المشكلة مع ازدياد‬
‫معدلت التبخر عن معدلت المطار فى معظم دول افريقيا والتى تعد كمية المياه فيها قليلة جدا‬
‫مقارنة بالقارات الخرى‪.‬اما الوطن العربى بمساحته الكبيرة )‪3‬ر ‪ 14‬كم مربع( وابعاده الشاسعه‬
‫وبحكم وقوع معظم اراضيه فى المنطقتين الجافه وشبه الجافه ‪ ,‬يعانى من ظاهرة التصحر‬
‫بمختلف انواعه واشكاله ‪ ,‬ويلحظ ان الكثير من موارده قد تعرضت منذ ابد بعيد للستنزاف‬
‫الجائر مما ادى الى تدهورها وبروز مشكلة التصحر فيه على شكل تدنى او فقد القدرات النتاجية‬
‫للنظم الزراعية‪.‬‬
‫والجنين الشرعى للتصحر هو الجفاف والنتيجة الحتمية للجفاف هو انحباس المطر وقلته عن‬
‫المعتاد فتنخفض الرطوبة الممثلة فى ماء المطر وانخفاض الرطوبة يترك اثاره على البيئة‬
‫الطبيعية والسكان الذين يعيشون فى نطاق هذه البيئة وتصعب حياتهم ‪ ,‬ولقد امتد الجفاف ليشمل‬
‫شرايين الحياة وهى النهار وكثير من مناهل الحياة التى يتجمع حولها السكان الرحل وتاثرت به‬
‫النهار الموسمية والودية ‪ ,‬وظهرهذا التاثير فى النهار الكبرى التى تقطع السنغال والنيجر‬
‫وكذلك الوضع فى بحيرة تشاد ‪ .‬كما ان هناك مشكلة ازالة الغابات ‪ ,‬تلك الغابات التى تعد من اهم‬
‫الممتلكات الطبيعية للدول النامية ‪ ,‬لنها تحمى الرض من التاكل وهى محل اقامة المليين من‬
‫فصائل النباتات والحيوانات وتساعد على اعتدال المناخ لنها العامل الرئيسى فى عملية تبادل‬
‫الكربون فى الجو وهى اكبر بالوعة بعد المحيطات لمتصاص الكربون ‪.‬‬
‫ولقد بلغت نسبة ازالة الغابات الستوائية من عام ‪ 1976‬مثل الى عام ‪ 1980‬حوالى مليون‬
‫هكتار سنويا‪ ,‬اما السباب وراء ذلك فتتمثل فى تحويل الغابات الى اراضى زراعية او الى‬
‫مراعى كما فى امريكا اللتينية وافريقيا ‪ ,‬كما يشكل قطع الخشاب للستعمال التجارى عامل‬
‫رئيسيا اخر يتسبب فى فقد الغابات فى افريقيا ومشكلة تاكل الرض ‪ ,‬حيث ان درجة العتماد‬
‫تكون مباشرة وقوية على الموارد الطبيعية لتوفير الطعام والعمل والدخل ‪ ,‬وعموما فان عملية‬
‫تاكل الرض له اشكال عديدة منها تعرية التربة والتاكل الطبيعى والكيماوى والبيولوجى‬
‫والملوحة والتلوث وجميعها تؤدى الى نقص خصوبة التربة وقدرتها النتاجية ‪ ,‬اما عن اسباب‬
‫تفشى هذه الظاهرة فيرجع لعوامل عديدة منها فقد الطبقة النتاجية العليا بسبب التعرية الناجمة‬
‫عن حركة التربة من مكانها بسبب الرياح او المطار او الجاذبية ‪ ,‬كما تنتشر عملية تاكل التربة‬
‫فى المناطق الرطبة بسبب الماء فى الماكن التى يكثر فيها المطار والعواصف الرعدية وكثيرا‬
‫ما يظهر التاكل بسبب الرياح فى المناطق الجافة فى العديد من الدول الفريقية لن الرياح‬
‫تعصف ببعض مكونات التربة مثل الطمى والطين مما ينتج عنه غالبا فقدان طبقة التربة التى‬
‫تساعد على الزراعة وكلها تخفض من خصوبة التربة‪ .‬وعلوة على كل ذلك هناك مشكلت بيئية‬
‫تواجه العالم النامى ولكنها تتعلق بالهيكل الجتماعى والسياسى والقتصادى‪ .‬وعلى راسها ظاهرة‬
‫التحضر ‪ ,‬حيث تشهد الدول النامية موجه من التحضر السريعة الغير مدروسة وغير المخططة‬
‫فتؤدى بدورها الى نمو سريع فى المدن دون اعداد كاف لهذا المر الذى يؤدى الى انتشار‬
‫العشوائيات الحضرية وظهور مشاكل بيئية تتمثل فى ظهور مشاكل صحية وفقر وبطالة وغيرها‬
‫من مشكلت مياه الشرب والصرف الصحى والتلوث وكلها تهدد مسيرة التنمية بل والوجود‬
‫النسانى ذاته‪ .‬ومشكلة الفقر حيث تذكر هيئة ‪ BRUNDLAND‬ان الفقر هو احد السباب‬
‫الرئيسية لمشكلت البيئة العالمية مثلما كان احد نتائجها ‪ .‬لذلك فمن غير المجدى القيام بمحاولة‬
‫تناول مشكلت البيئة العالمية دون وضع منظور اوسع يشمل العوامل المسببة للفقر والتفاوت فى‬
‫العالم ‪ ,‬خاصة وان اهمال وضع مثل هذا المنظور يؤدى الى المزيد من التدهور البيئى لن‬
‫الفقراء مجبرون على اختيار الفائدة المضمونة على المدى القصير على حساب الجل الطويل‪.‬‬
‫وفى هذا الطار يحضرنا تعريف روبرت مكنمارا الرئيس السابق للبنك الدولى للفقر ‪ ،‬حيث يرى‬
‫انه " ظرف من الحياة محدود جدا بفعل سوء التغذية والمية والمرض والبيئة المتدهورة‬
‫ومعدلت وفيات الرضع المرتفعة ومتوسط عمرمتوقع منخفض ‪ .‬وهذا يبين ان الفقر ليس مجرد‬
‫حالة اقتصادية ولكنه يجب ان يطرح فى كافة القضايا القتصادية والبيئية والجتماعية‬
‫والسياسية‪.‬‬
‫ويقدر برنامج المم المتحدة للبيئة ان عدد الفقراء فى البلدان النامية سيقدر بنحو ‪5‬ر ‪ 1‬مليار نسمة‬
‫بحلول عام ‪ . 2025‬ليس هذا فقط ‪ ,‬بل ان هناك تفاوتمما شممديدا داخممل البلممدان الناميممة ‪ ,‬كممما يمموزع‬
‫عبء الفقر بشكل غير متساوى فيما بين اقاليم العالم النامى ‪ .‬ويعيش نصف فقراء العالم تقريبا فى‬
‫جنوب اسيا ‪ ,‬غير ان هناك تركيزا للفقر فى افريقيا‪.‬‬
‫ومع تعثر البلدان النامية تحممت وطمماة القتصمماد العممالمى القاسممى ‪ ,‬اتبممع كممثير مممن البلممدان الناميممة‬
‫مايسمى بسياسمميات التكيممف الهيكلممى واتخممذت هممذه السياسممات عممادة شممكل كبممح ‪ CURB‬الطلممب‬
‫وخفض قيمة العملة ‪ DEVALUATION‬والغاء الدعم على الوقود والمممواد الغذائيممة الساسممية‬
‫والخفض الحاد فى النفاق الحكومى ‪ .‬وقد اظهرت الدراسة التى قممام بهمما صممندوق المممم المتحممدة‬
‫للطفولةانه فى ‪ 37‬بلد فقير انخفض النفاق على المممدارس بحمموالى ‪ %25‬فممى الثمانينممات وزادت‬
‫الصابة بسوء التغذية ‪ .‬ولعممل المشممكلة الساسممية فممى برامممج التكيممف الهيكلممى هممى انهمما ل تممولى‬
‫اهتمامها بالفقراء ال فيما ندر وبالتالى تزيد عمليات التدهور البيئى ‪ ,‬وتشير الدلة المتراكمممة الممى‬
‫ان كثيرا من تدابير التكيف الهيكلى اضرت بالفقراء على نحو كبير‪ .‬وتلممك المشممكلت فممى الواقممع‬
‫القتصممادى تزيممد مممن التممدهور الممبيئى ‪ENVIRONMENTAL DETERIORATION‬‬
‫وهذا يعنى ان الفقر يعد من اكبر المخاطر على البيئة وقد تلجا بلدان نامية الى خيممارات قممد تممؤدى‬
‫الممى تممردى المبيئة بسممبب الضممرورة النيممة للبقماء ‪ .‬وهكممذا يعمممل كممل ممن الحرممان القتصمادى‬
‫والتردى البيئى على تعزيز كل منهما الخر لستمرار العمموز فممى كممثير مممن البلممدان الناميممة ‪ .‬ثممم‬
‫هنمماك مشممكلة انظمممة الحكممم والسياسممة لهمما دور لينكممر فممى ادارة الممموارد وتشممكيل الهياكممل‬
‫والمؤسسات القتصادية والجتماعية وسن القوانين والتشممريعات ووضممع نظممم حيممازة الراضممى‬
‫والتشريعات العمالية وبرامج المن الجتماعى والجراءات الدارية ووضع نظام التعليممم وشممكل‬
‫الممارسات الحكومية ذاتها كل هذا له دور فى تشكيل سلوكيات البشر التى هى عامل جوهرى فى‬
‫التاثير على البيئة‪ .‬كما ان الممارسات السياسية ‪ POLICIES‬تؤثر على البيئة والنظام البيئى من‬
‫خلل توجيه المنح والمساعدات او بالسماح بدفن النفايات وغيرها ‪ .‬ثم تاتى قضية السكان لما لهمما‬
‫من تاثيرات عديدة على البيئة من عشوائيات ومايصاحبها من مشمماكل عديممدة ‪ .‬والزراعممة ‪ ,‬فهمى‬
‫تتاثر بالبيئة من خلل تاكل الرض والتجريف والتصحر والجفاف وازالة الغابات ‪ ,‬كما انها ذاتها‬
‫تؤثر فى البيئة ‪ ,‬فالزراعة مسئولة عن تسرب ما يساوى ‪ %13‬مممن غممازات الصمموبات الزراعيممة‬
‫وايضا عملية مكافحة الديدان والحشرات والعشاب والتى هى مممن اهممم مصممادر تصمماعد غممازى‬
‫ثانى اكسيد الكربون والميثان والذى يصدر من حقول الرز المغمورة بالماء وعدم تعرض التربة‬
‫للكسجين ومن خلله ينتقل التخمر المعوى الى البقر والغنام‪ ,‬كما تتسرب الغممازات مثممل اكسمميد‬
‫النترات نتيجة تنظيف الرض لغراض الزراعة من خلل حرق الغابات واسممتخدام المخصممبات‬
‫النيتروجينية واستخدام وقود الحفريات ‪.‬‬
‫ومع هذا فان العالم المتقدم مازال متخاذل فى تقديم المساعدات الفعالة للدول النامية ‪.‬فلقد اثبتت‬
‫الدراسات ان حجم المساعدات الخارجية فى حاجة لن تزيد الى ‪ 100-40‬بليون دولر سنويا ‪.‬‬
‫ولقد تعهدت الدول الصناعية الكبرى فى مؤتمر مونتيرى عام ‪ 2002‬بان اول زيادة فى حجم‬
‫المساعدات ستكون بنحو ‪ 16‬بليون دولر بحلول عام ‪ . 2016‬وان تساهم المساعدات فى عمل‬
‫ثورة خضراء وان تذهب للدول التى تسعى للتغيير والمشاركة الشعبية والشفافية والحكم الرشيد‬
‫والمسئولية وتبنى سياسات السوق وسيادة القانون والحد من الفساد والعمل على رفع مستوى‬
‫التنمية البشرية وتشجيع الدارة المحلية واللمركزية وتشجيع مؤسسات العمل المدنى ‪ ,‬ومن هنا‬
‫يجب اطلق الحرية فى اطار نظم مؤسسية جديدة للمؤسسات المدنية والهلية خاصة التى تعمل‬
‫فى مجال حماية البيئة وتحسين نظم النتاج لجذب المزيد من المساعدات فى هذا التجاه ‪ ,‬فى ظل‬
‫القيود التى اصبحت تمارس محليا من خلل القوانين المفروضة على عمل تلك الجمعيات ‪ ,‬او من‬
‫خلل القيود الدولية والتى ظهرت بدافع حماية المن ومكافحة الرهاب والتى قلصت من هامش‬
‫حركة تلك الجمعيات او لحكام السيطرة على حركتها وادارتها لهداف معينة ‪ ,‬واحيانا تكون‬
‫تحت مسمى حماية البيئة ‪ ,‬ولذا فان الشفافية امرا لبد منه بين الدولة وبين المحكومين حتى تعمل‬
‫تلك المؤسسات فى اطار من العلنية ‪.‬‬
‫واشار مؤتمر مونتيرى الى ان غياب التنسيق ما بين الدول المانحة قد يسبب مشكلت لولويات‬
‫الدول المتلقية ‪ ,‬وان هذا التنسيق ضرورى ل نجاز اهداف اللفية ‪ .‬مع ضرورة تنفيذ تعهداتها‬
‫تجاه الدول المتلقية‪.‬‬
‫ولعل هذا ما حذا بجدول اعمال القرن ‪ 21‬بالحث على اتخاذ بعض التدابير لمكافحة تدهور‬
‫الراضى ومنها ‪.‬‬

‫ادماج العتبارات البيئية والجتماعية والقتصادية فى تخصيص موارد الرض‬ ‫‪-‬‬


‫بحيث تتم الختيارات وعمليات المفاضلة المناسبة لتعظيم النتاجية المستدامة ‪.‬‬
‫تقوية نظم متابعة القاليم المعرضة للتصحر والجفاف ‪ ,‬وتكثيف الحفاظ على‬ ‫‪-‬‬
‫التربة وانشطة زراعة الغابات واعادة التشجير‪.‬‬
‫تحسين الدارة المستدامة لراضى المراعى وتعزيز البدائل لوسائل المعيشة‬ ‫‪-‬‬
‫الزراعية الرعوية التقليدية فى المناطق الهشة‪.‬‬
‫تطوير اداة قانونية للتعاون الدولى لمنع التصحر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الستعداد الشامل لمواجهة الجفاف ووضع مشروعات للمساعدة والغوث‬ ‫‪-‬‬
‫وتشجيع مشاركة السكان والتعليم البيئى‪.‬‬
‫تعزيز المعارف بشان النظم اليكولوجية للجبال ودعم تجمعات المياه لمنع تاكل‬ ‫‪-‬‬
‫التربة والحفاظ على التوازن اليكولوجى‪.‬‬
‫تدعيم انتاج الغذاء والمن الغذائى وضمان ان يحظى النساء )لنهم يقومون‬ ‫‪-‬‬
‫بعملية الزراعة فى الدول النامية( وصغار المزارعين بفرص الوصول المتكافىء الى‬
‫الموارد والتكنولوجيات من اجل زراعة مستدامة‪.‬‬
‫زيادة انتاجية المزارع والدخول الريفية ‪ ,‬وحماية خصوبة التربة والحفاظ على‬ ‫‪-‬‬
‫الموارد من الجسام الوراثية للنباتات والحيوانات واستعمالها بصورة مستدامة لضمان‬
‫بقاء السللت المعرضة للمخاطر‪.‬‬
‫حماية النباتات من الفات بطريقة تقلل الى ادنى حد من استعمال المبيدات‬ ‫‪-‬‬
‫الحشرية وتعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة‪.‬‬

‫أى ان الهتمام بالبعاد البيئية هو اهتمام بالتنمية القتصادية والجتماعية والسياسية ‪ ،‬وعليه فان‬
‫تداول المشاكل البيئية لبد وان يكون جامعا وان تراعى فيه اجندة الدول النامية سواء بالنسبة‬
‫للنبعاثات الكربونية او قضية نقل التكنولوجيا النظيفة وليست قضية التكنولوجيا التقليدية وزيادة‬
‫كفاءة وترشيد استخدام مصادر الطاقة واليات تمويل برامج التكيف وبناء القدرات الوطنية بما‬
‫يتماشى مع قضايا البيئية المختلفة واعطاء مشكلت الفقر والتصحر والوبئة اولويات خاصة‬
‫لمكافحتها وتقليص حدتها‪.‬وكذلك التاكيد على وعود الدول المتقدمة فى تقديم المساعدات الفعالة‬
‫ومساعدة الدول النامية على تفعيل اهداف اللفية‪ .‬ان مؤتمر كوبنهاجن متعدد الطراف الذى‬
‫سيعقد فى منتصف ديسمبر ‪ 2009‬للنظر فى بديل لبروتوكول كيوتو والذى سينتهى فى ‪2012‬‬
‫سيعكف من خلل الدول المتقدمة والصراع فيما بينها على تحويل واختزال القضية البيئية فى‬
‫النبعاثات الكربونية والتغير المناخى وهو على اهميته ‪ ،‬ل تقتصر القضايا البيئية على هذا فقط‬
‫وان التغير المناخى سياهم فيه ابعادا متعددة‪-‬وليست النبعاثات الكربونية فقك‪ -‬تكمن معظمها فى‬
‫الدول النامية وهى قنبلة موقوتة تهدد الرض وماعليها ‪.‬كما ينبغى عدم الوقوع فى فك‬
‫المسئوليات المشتركة ‪ ،‬فهى وان كانت لتنكر خاصة فى حالة المشكلت البيئية ال انها متباينة‬
‫مابين الدول المتقدمة والدول النامية‪.‬‬

You might also like