المحاضرة : 8المدخل لمقياس التنمية المستدامة و مكافحة الفساد:
بالرجوع الى السؤال المتعلق باستدامة البيئة أم استدامة التنمية.
فبعدما تطرقنا لتعريف التنمية و التنمية االقتصادية و لتعريف النمو و لمصادر النمو ، سنتطرق للجواب على السؤال. يذهب ريكاردو بيتلريال الى أن مفهوم " التنمية المستدامة" هو " مفهوم فخ " ،و يعد من أحد المفاهيم المستعملة من قبل السلطات المهيمنة المتمثلة في الدول الغربية ،التي ال تريد احداث تغيير كبير. و فعال ،فمفهوم التنمية المستدامة طرح في سنوات الثمانينات 1980م ،و ذلك لما مجموعة من الدول المهيمنة اقتصاديا و سياسيا على العالم ،و لم تتمكن من تفسير سبب تدميرها للكون ،و من أنها تحقق التنمية ،عوض من انها تزيد من تنوع الكون و البيئة ،و االستفادة منهما بشكل عادل ،و من أن تنتج ميكانيزمات لخلق الثروة مع توفير الحاجات المتزايدة ألكبر عدد من السكان على المستوى العالمي . و انطالقا من هيمنة ثقافة مجتمع دول الشمال ،و المرتكزة على فكرة " النمو" ،على أساس أن السلع و الخدمات المستهلكة (فكرة النمو) أصبحت بمثابة المتغير لتعريف قيمة األشياء ، و من ثم فان كل ما يساهم في خلق القيمة ،من خالل نمو السلع و الخدمات المستهلكة ، اعتبر أنه جيد و ايجابي للمجتمعات. و اعتبر نمو الخدمات و األشياء على أنه عنصر هام لقياس ثروة المجتمع ،و بالتالي لم يتخلوا عن التنمية . و لما تأكد أن النمو هو مدمر و مخرب و متفرس و غير انسانية ،و استمر في الدفاع عن الخيار الهيكلي و الذي تم اختياره في الماضي . لذا ،فالقوى الغربية المهيمنة أبقت على مفهوم "التنمية " على أساس أن له معنى و مضمون إيجابي التطور ،و لما أدرك الغرب أن التنمية تسببت في دمار و خراب الكون ،قالوا "ال ال ،و لنتوقف و نقوم بتنمية مستدامة " ،و التي تعني في النهاية " تغيير ال يغير شيء " . فقالوا " :التنمية المستدامة ،فلنستمر في عمل ما تم القيام به و بطريقة تسمح لألجيال الالحقة من أن يكون لها الحق في الحياة ،و لكن بدون احداث تغييرات فيما تم القيام به في الماضي . لذا ،فأصبح هدف دول الشمال هو النمو االقتصادي و المنافسة ،و من ثم زيادة االستهـــالك و القدرة الشرائية ،لكون هذه األخيرة (القدرة الشرائية) تعني زيادة االستهــــــــــــــــالك ، و االستهالك هو الشرط الضروري للحفاظ على النمو االقتصادي ،و اذا ابقينا على النمو االقتصادي سنكون متنافسين ،و من ثم نتكلم على التنمية المستدامة. و في نفس الطرح ،يعتبر سيرج التوش أن التنمية المستدامة يعد رهان ايديولوجي للغرب ، و أن األمر يتعلق باستدامة التنمية و ليس استدامة البيئة ،و البد من الحفاظ على التنميـــــــة و النمو زمنيا ؛ آنيا و في المستقبل و على استمرارية هيمنة االقتصاد الغربي. أبعاد التنمية المستدامة: تتمثل أبعاد التنمية المستدامة في : -1البعد البيئي: و ذلك بترشيد استخدام الموارد القابلة للنضوب و المتجددة ،بغرض الحفاظ على البيئة المالئمة و النظيفة لألجيال المقبلة ،و مراعاة القدرة المحدودة للبيئة في استيعاب النفايات مع اإلبقاء على التوازنات البيئية و الحد من التأثيرات على البيئة . فالنماذج التنموية التي عرفتها الدول المصنعة انعكست سلبا على البيئة ؛ كمثال ارتفاع حرارة كوكب األرض و تآكل طبقة األوزون و تلوث الهواء و الماء و األرض. لذا ،البد من االستغالل العقالني للموارد و الثروات الطبيعية ،و كذا التسيير الحسن لها دون اإلضرار بالبيئة -2البعد االقتصادي: تهدف التنمية المستدامة الى جعل األنشطة االقتصادية المختلفة التي يقوم بها االنسان صديقة للبيئة ،بسبب انعكاسات االقتصاد على البيئة ،مع التركيز على التقنيات التكنولوجيــــــــــة و االبتكار في الصناعة و في استغالل الطبيعة لتجنب االستغالل غير العقالني و من ثم استدامة البيئة -3البعد االجتماعي: حيث تتضمن التنمية المستدامة التنمية البشرية التي تسعى الى تحسين مستوى التعليــــــــــم و الرعاية الصحية ،و كذا مشاركة المجتمعات في صناعة القرارات التنموية التي تؤثر على مبادئ المساواة و االنصاف (العدالة) ،و باإلنصاف بين الجيل اآلني و جيل المستقبل . فالبعد االجتماعي يسعى الى تحسين ظروف حياة األفراد ،مع تلبية حاجيتهم األساسية ؛ من السكن و الغذاء و الصحة و التعليم .
اهداف التنمية المستدامة :
-القضاء على الفقر والجوع . -توفير مياه نظيفة وصرف صحي نظي -توفير فرص التنمية التي تتمثل في توفير التعليم الشامل وفرص العمل للجميع -تحقيق مبدأ المساواة بين الجنسين -المحافظة على البيئة والنظم األيكولوجية المختلفة -تحقيق السالم والعدل . -إنشاء مجتمعات تحقق مفهوم اإلستدامة -تعزيز االبتكار ،واإلهتمام بالبنية التحتية -توفير حياة صحية ،وتحقيق الرفاهية لألفراد.