Professional Documents
Culture Documents
تاريخ النشر 2019/11/01 : تاريخ القبول 2019/08/19: تاريخ االرسال 2019/07/10 :
Abstract: ملخص:
sustainable development Located at the تقع التنمية املستدمية عند نقطة االلتقاء بني البيئة واالقتصاد
point of convergence Between
واجملتمع ،لذلك كان على احلكومات أن تعمل على جعل
environment, economy and society, so it was
سكان العامل أكثر وعيا واهتماما ابلبيئة وابملشاكل املتعلقة
governments, to make the world's
population more aware and interested in the
هبا ،ليمتلكو املعرفة واملهارة والسبل واحلوافز وااللتزام للعمل
environment and related problems, to have كأفراد ،أو جمموعات ،من أجل إجياد احللول للمشاكل
the knowledge, skills, ways, incentives, and اآلنية واحليلولة دون نشوء مشاكل جديدة.
commitment to work as individuals or نسعى من خالل هذه الدراسة اىل التعرف على التنمية
groups, in order to find solutions. املستدامة واملعوقات اليت تواجهها لتحقيقها وأبعادها
In this study we seek to identify sustainable
وأهدافها ومبادئها ،ومعرفة جممل التحدايت اليت تقف يف
development, And the obstacles they face to
وجه حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر ،ومعرفة احللول
achieve their dimensions, objectives and
principles, and to identify the challenges
الواجب اختاذها لتجاوز املعوقات ،ابإلضافة اىل معرفة واقع
facing sustainable development in Algeria, التنمية املستدامة يف اجلزائر مع ذكر التحدايت الالزمة
and to identify solutions to overcome لتحقيق نسبة منو مزدهرة.
الكلمات املفتاحية :التنمية املستدامة ،البيئة ،اجملتمعobstacles, With the challenges to achieve ،
growth. النمو االقتصادي.
Keywords: Total sustainable development, *
environment, society, Economic growth.
ISSN 2352-9741 جملة دراسات اقتصادية
ولإلجابة على االشكالية الرئيسية يتم طرح اشكاليات العاملي الذي صار يعين حقيقة ان عملية التنمية ما مل
9
دراسات اقتصادية
كما تعرف أيضا أبهنا التنمية احلقيقية ذات .1اإلطار النظري للتنمية املستدامة
القدرة على االستمرار والتواصل من منظور استخدامها املستدامة التنمية مصطلح اكتسب
للموارد الطبيعية واليت ميكن أن حتدث من خالل ) (Sustainable Developmentاهتماما
اسرتاتيجية تتخذ التوازن البيئي كمحور ضابط هلا لذلك عامليا كبريا بعد صدور تقرير مستقبلنا املشرتك الذي
التوازن الذي ميكن أن يتحقق من خالل اإلطار أعدته اللجنة العاملية للبيئة والتنمية سنة ،1987ويعود
االجتماعي البيئي والذي يهدف إىل رفع معيشة األفراد أول استخدام هلذا املصطلح إىل رئيسة وزراء النرويج
من خالل النظم السياسية واالقتصادية واالجتماعية ( )Gro Harlem Brundtlandللتعبري عن
والثقافية اليت حتافظ على تكامل اإلطار البيئي (هنى ، السعي لتحقيق نوع من العدالة واملساواة بني األجيال
،2000صفحة .)220 احلالية واملستقبلية.
وعلى هذا فإن التنمية املستدامة تصبح عملية .1.2مفهوم التنمية املستدامة
تراكمية ممتدة الزمان واالجيال وصوالً إىل مستقبل آمن، االستدامة تعين مفردات التنمية النمو املسؤول أي
وهى تقوم على ثالثة مكوانت متفاعلة ومتكاملة هي ذل النمو الذي يتحقق عندما يتم توفيق االهتمامات
النمو االقتصادي والعدالة االجتماعية ومحاية البيئية االجتماعية والبيئية مع االحتياجات االقتصادية للناس،
(إبراهيم ،1996 ،صفحة )20 واالستخدام الرشيد للموارد الطبيعية والطاقة ،والتلوث،
تعريف اللجنة العاملية للتنمية املستدامة :انتهت وتغري املناخ (زكي ،1998 ،صفحة .)80
اللجنة يف تقريرها املعنون ب" مستقبلنا املشرتك" إىل" :أن
تعرف على أبهنا التنمية احلقيقية ذات القدرة
هناك حاجة إىل سبيل جديد للتنمية ،سبيل يستدمي
على االستمرار والتواصل من منظور استخدامها للموارد
التقدم البشري ليس يف جمرد أماكن حمدودة ،أو لبضع
الطبيعية واليت ميكن أن حتدث من خالل اسرتاتيجية
سنوات قليلة ،بل للكرة األرضية أبسرها وصوال إىل
تتخذ التوازن البيئي كمحور ضابط هلا لذلك التوازن
املستقبل البعيد" .فالتنمية املستدامة حسب هذه اللجنة
الذي ميكن أن يتحقق من خالل اإلطار االجتماعي
تعمل على تلبية احتياجات اجليل احلايل دون تدمري قدرة
البيئي والذي يهدف إىل رفع معيشة األفراد من خالل
األجيال القادمة على تلبية احتياجا (بوهزة و بن سديرة
النظم السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية اليت
.)2008 ،
حتافظ على تكامل اإلطار البيئي (هاجر ب ،.صفحة
.)2
10
دراسات اقتصادية
لقد حددت إحدى الدراسات ل تعريف هيئة األمم املتحدة :لقد عرف املبدأ
) (Edward Barbierأربع ) ( 4مسات للتنمية الثالث يف مؤمتر األمم املتحدة للبيئة والتنمية الذي انعقد
املستدامة هي كاآليت (رمية ،2008 ،صفحة يف ريو دجيانريو عام 1992التنمية املستدامة أبهنا:
:)102.101 "ضرورة اجناز احلق يف التنمية" حبيث يتحقق أعلى منو
متساوي احلاجات التنموية والبيئية ألجيال احلاضر
أن التنمية املستدامة ختتلف عن التنمية
واملستقبل .وأشار املبدأ الرابع الذي أقره املؤمتر إىل أنه:
يف كوهنا أشد تداخال وأكثر تعقيدا
"لكي تتحقق التنمية املستدامة ينبغي أن متثل احلماية
خاصة فيما يتعلق مبا هو طبيعي وما
البيئية جزءا ال يتجزأ من عملية التنمية ،وال ميكن التفكري
هو اجتماعي يف التنمية؛
فيها مبعزل عنها" (هاجر س ،.صفحة .)126
أ ن التنمية املستدامة تتوجه أساسا
لتلبية احتياجات أكثر الطبقات فقرا
ومن خالل كل هذه التعاريف أمكننا القول أن
أي أن هذه التنمية تسعى للحد من
التنمية املستدامة تسعى لتحقيق نوعية حلياة اإلنسان
الفقر العاملي؛
واستغالل املوارد الطبيعية بطريقة عقالنية وحماولة إبقائها
أن التنمية املستدامة حترص على تطوير
ملدة زمنية بعيدة ،وضمان متطلبات األجيال املقبلة ،
اجلوانب الثقافية واإلبقاء على احلضارة
حبيث أنه ال ميكن جتاوز هذا االستغالل واالستخدام
اخلاصة بكل جمتمع؛
املوارد اخلاصة يف حالة املورد غري املتجددة ،ويف حالة
أن عناصر التنمية املستدامة ال ميكن
املوارد املتجددة جيب ترشيد يف استخدامها مع حماولة
فصل بعضها عن البعض اآلخر،
وجود بدائل هلذه املوارد لتستغل لفرتة زمنية طويلة األجل،
وذلك لشدة تداخل األبعاد والعناصر
وجيب أن تستخدم هذه املوارد يف كلتا احلالتني بطريقة
الكمية والنوعية هلذه التنمية.
مناسبة ال تؤدي إىل عجز بيئي وذلك للعالقة ال وطيدة
فتسعى التوجهات املرتبطة ابلتنمية املستدامة إىل
بني التنمية املستدامة والبيئة.
حتقيق مجلة من األهداف ،واليت ميكن عرض أمهها من
خالل البنود التالية (حسين ،2006 ،صفحة :)447 .2.2خصائص وأهداف التنمية املستدامة
حتقيق استغالل واستخدام عقالين للموارد؛
ابعتبارها موارد حمدودة ،لذلك حتول دون استنزافها أو
11
دراسات اقتصادية
يتمحور البعد االقتصادي للتنمية املستدامة حول تدمريها وتعمل على استخدامها وتوظيفها بشكل
عمليات التحسني والتغيري يف أمناط اإلنتاج استعمال عقالين؛
الطاقات النظيفة ،األخذ ابلتكنولوجيات احملسنة ،مسألة ضمان نوعية حياة أفضل للسكان من
اختيار ومتويل وحتسني التقنيات الصناعية يف جمال خالل عمليات التخطيط وتنفيذ
توظيف املوارد الطبيعية؛ إضافة إىل النشاطات املرتبطة السياسات التنموية لتحسني نوعية متع
ابالستهالك (التسيري املستدام للموارد الطبيعية)؛ وكذلك اقتصاداي واجتماعيا ،عن طريق الرتكيز
الشروع يف جتسيد اسرتاتيجيات وتوجهات تتشارك فيها على اجلوانب النوعية للنمو ،وليس
مجيع الشرائح هذه النظرة أُكدت من خالل مؤمتر ريو الكمية وبشكل احلياة يف عادل
دي جانريو (مؤمتر األمم املتحدة للبيئة والتنمية ومقبول؛
،)1992والذي قرر أن عملية التنمية املستدامة كمبدأ تعزيز وعي السكان ابملشكالت البيئية
جديد للتنمية االقتصادية ال تتطلب التأكيد املطلق على القائمة ،وتنمية إحساسهم ابملسؤولية
االعتبارات االقتصادية ،دون األخذ يف عني االعتبار جتاهها ،وحث ّهم على املشاركة
العدالة االجتماعية ،حماربة الفقر ،محاية البيئة واملوارد الفاعلة يف إجياد حلول مناسبة هلا من
الطبيعية .ووفقا للبعد االقتصادي تعمل التنمية املستدامة خالل إشراكهم يف إعداد وتنفيذ
على تطوير التنمية االقتصادية مع األخذ ابحلسبان ومتابعة وتقييم برامج ومشاريع التنمية
التوازانت البيئية على املدى البعيد (العلمي، املستدامة؛
،2013/2012صفحة .)57 .3.2أبعاد التنمية املستدامة
ومتثل العناصر اآلتية حماور البعد االقتصادي : ان التنمية املستدامة تتضمن أبعادا متعددة تتداخل
-النمو االقتصادي املستدمي؛ فيما بينها من شأن الرتكيز على معاجلتها إحراز تقدم
-كفاءة رأس املال؛ ملموس يف حتقيق التنمية املستهدفة ،وميكن اإلشارة هنا
-إشباع احلاجات األساسية؛ إىل أربعة أبعاد حامسة ومتفاعلة هي كل من األبعاد
-العدالة االقتصادية. االقتصادية والبشرية والبيئية والتكنولوجية:
البعد البشري وتتمثل يف (اديب ،صفحة :)5
البعد االقتصادية
أ .تثبيت النمو الدميوغرايف
12
دراسات اقتصادية
ت .أمهية توزيع السكان وتعين التنمية املستدامة فيما ابألبعاد البشرية
كما أن لتوزيع السكان أمهيته :فاالجتاهات العمل على حتقيق تقدم كبري يف سبيل تثبيت منو
احلالية حنو توسيع املناطق احلضرية ،والسيما تطور السكان ،وهو أمر بدأ يكتسي أمهية ابلغة ،ليس ألن
املدن الكبرية هلا عواقب بيئية ضخمة .فاملدن تقوم النمو املستمر للسكان لفرتة طويلة ومبعدالت شبيهة
برتكيز النفاايت واملواد امللوثة فتتسبب يف كثري من ابملعدالت احلالية أصبح أمرا مستحيال استحالة
األحيان يف أوضاع هلا خطورهتا على الناس وتدمر واضحة فقط ،بل كذلك ألن النمو السريع حيدث
النظم الطبيعية احمليطة هبا .ومن هنا ،فإن التنمية ضغوطا حادة على املوارد الطبيعية وعلى قدرة
املستدامة تعين النهوض ابلتنمية القروية النشيطة احلكومات على توفري اخلدمات .كما أن النمو
للمساعدة على إبطاء حركة اهلجرة إىل املدن ،وتعين السريع للسكان يف بلد أو منطقة ما حيد من التنمية،
اختاذ تدابري سياسية خاصة من قبيل اعتماد اإلصالح ويقلص من قاعدة املوارد الطبيعية املتاحة إلعالة كل
الزراعي واعتماد تكنولوجيات تؤدي إىل التقليص إىل ساكن.
احلد األدىن من اآلاثر البيئية للتحضر. ب .مكانة احلجم النهائي للسكان
وللحجم النهائي الذي يصل إليه السكان يف
ث .االستخدام الكامل للموارد البشرية
الكرة األرضية أمهيته أيضا ،ألن حدود قدرة األرض
كما تنطوي التنمية املستدامة على استخدام على إعالة احلياة البشرية غري معروفة بدقة .وتوحي
املوارد البشرية استخداما كامال ،وذلك بتحسني اإلسقاطات احلالية ،يف ضوء االجتاهات احلاضرة
التعليم واخلدمات الصحية وحماربة اجلوع .ومن املهم للخصوبة ،أبن عدد سكان العامل سيستقر عند حوايل
بصورة خاصة أن تصل اخلدمات األساسية إىل الذين 11,6مليار نسمة ،وهو أكثر من ضعف عدد
يعيشون يف فقر مطلق أو يف املناطق النائية؛ ومن هنا السكان احلاليني .وضغط السكان ،حىت ابملستوايت
فإن التنمية املستدامة تعين إعادة توجيه املوارد أو احلالية ،هو عامل متنام من عوامل تدمري املساحات
إعادة ختصيصها لضمان الوفاء أوال ابالحتياجات اخلضراء وتدهور الرتبة واإلفراط يف استغالل احلياة
البشرية األساسية مثل تعلم القراءة والكتابة ،وتوفري الربية واملوارد الطبيعية األخرى؛ ألن منو السكان
الرعاية الصحية األولية ،واملياه النظيفة ،والتنمية يؤدي هبم إىل األراضي احلدية ،أو يتعني عليهم
املستدامة تعين فيما وراء االحتياجات األساسية اإلفراط يف استخدام املوارد الطبيعية.
13
دراسات اقتصادية
على وسائل منع احلمل ،كما أن معدالت خصوبتها حتسني الرفاه االجتماعي ،ومحاية التنوع الثقايف،
أقل يف املتوسط ،وأطفاهلا أكثر صحة ،ومن شأن واالستثمار يف رأس املال البشري بتدريب املربني
االستثمار يف صحة املرأة وتعليمها أن يعود على والعاملني يف الرعاية الصحية والفنيني والعلماء وغريهم
القابلية لالستدامة مبزااي متعددة. من املتخصصني الذين تدعو إليهم احلاجة الستمرار
ه .األسلوب الدميقراطي االشرتاكي يف احلكم التنمية.
مث إن التنمية املستدامة على املستوى السياسي ج .الصحة والتعليم
حتتاج إىل مشاركة من متسهم القرارات ،يف التخطيط مث إن التنمية البشرية تتفاعل تفاعال قواي مع
هلذه القرارات وتنفيذها ،وذلك لسبب عملي هو أن األبعاد األخرى للتنمية املستدامة .من ذلك مثال أن
جهود التنمية اليت ال تشرك اجلماعات احمللية كثريا ما السكان األصحاء الذين انلوا من التغذية اجليدة ما
يصيبها اإلخفاق .لذلك فإن اعتماد النمط يكفيهم للعمل ،ووجود قوة العمل احلسنة التعليم،
الدميقراطي االشرتاكي يف احلكم يشكل القاعدة أمر يساعد على التنمية االقتصادية .ومن شأن
األساسية للتنمية البشرية املستدامة يف املستقبل. التعليم أن يساعد املزارعني وغريهم من سكان البادية
البعد االجتماعي على محاية الغاابت وموارد الرتبة والتنوع البيولوجي
تعترب التنمية املستدامة هبذا البعد بشكل خاص، محاية أفضل.
وهو ميثل البعد اإلنساين ابملعىن الضيق ،إذ جيعل من د .أمهية دور املرأة
النمو وسيلة لاللتحام االجتماعي ،وضرورة اختيار ولدور املرأة أمهية خاصة ففي كثري من البلدان
اإلنصاف بني األجيال؛ إذ يتوجب على األجيال النامية يقوم النساء واألطفال ابلزراعات املعيشية،
الراهنة النظر ملهمة وضرورة عملية اإلنصاف والرعي ومجع احلطب ونقل املاء ،وهم يستخدمون
والعدل ،والقيام ابختيارات النمو وفقا لرغباهتا معظم طاقتهم يف الطبخ ،ويعتنون ابلبيئة املنزلية
ورغبات األجيال القادمة ،وهكذا فإن كال من البعد مباشرة .واملرأة بعبارة أخرى هي املدبر األول للموارد
البيئي واالقتصادي يرتبط بشكل كبري ابلبعد والبيئة يف املنزل كما أهنا هي أول من يقدم الرعاية
االجتماعي الذي ميثله اإلنسان أو الفرد وفيما يلي لألطفال ومع ذلك فكثريا ما تلقى صحتها وتعليمها
(العلمي، االجتماعي البعد عناصر أهم اإلمهال الصارخ مقارنة بصحة الرجال وتعليمهم.
،2013/2012صفحة :)57 واملرأة األكثر تعليما ،لديها فرص أكرب يف احلصول
14
دراسات اقتصادية
15
دراسات اقتصادية
أ .استعمال تكنولوجيات أنظف يف املرافق وتواصل مساحة األراضي القابلة للزراعة وهي األراضي
الصناعية اليت مل تدخل بعد يف االستخدام البشري – اخنفاضها،
كثريا ما تؤدي املرافق الصناعية إىل تلويث ما حييط هبا مما يقلص من املالجئ املتاحة لألنواع احليوانية والنباتية،
من هواء ومياه وأرض .ويف البلدان املتقدمة النمو ،يتم ابستثناء القلة اليت يديرها البشر إدارة مكتفة ،أو اليت
احلد من تدفق النفاايت وتنظيف التلوث بنفقات كبرية؛ تستطيع العيش يف البيئة املستأنسة .وتتعرض الغاابت
أما يف البلدان النامية ،فإن النفاايت املتدفقة يف كثري منها املدارية والنظم اإليكولوجية للشعب املرجانية والغاابت
ال خيضع للرقابة إىل حد كبري .ومع هذا فليس التلوث الساحلية وغريها من األراضي الرطبة وسواها من املالجئ
نتيجة ال مفر منها من نتائج النشاط الصناعي .وأمثال الفريدة األخرى لتدمري سريع ،كما أن انقراض األنواع
هذه النفاايت املتدفقة تكون نتيجة لتكنولوجيات تفتقر احليوانية والنباتية آخذا يف التسارع .والتنمية املستدامة يف
إىل الكفاءة أو لعمليات التبديد ،وتكون نتيجة أيضا هذا اجملال تعين أن يتم صيانة ثراء األرض يف التنوع
لإلمهال واالفتقار إىل فرض العقوابت االقتصادية .وتعين البيولوجي لألجيال املقبلة ،وذلك إببطاء عمليات
التنمية املستدامة هنا التحول إىل تكنولوجيات أنظف االنقراض وتدمري املالجئ والنظم اإليكولوجية بدرجة
وأكفأ وتقلص من استهالك الطاقة وغريها من املوارد كبرية وإن أمكن وقفها.
الطبيعية إىل أدىن حد .وينبغي أن يتمثل اهلدف يف ج .محاية املناخ من االحتباس احلراري
عمليات أو نظم تكنولوجية تتسبب يف نفاايت أو ملواثت والتنمية املستدامة تعين كذلك عدم املخاطرة إبجراء
أقل يف املقام األول ،وتعيد تدوير النفاايت داخليا ،وتعمل تغيريات كبرية يف البيئة العاملية بزايدة مستوى سطح البحر،
مع النظم الطبيعية أو تساندها .ويف بعض احلاالت اليت أو تغيري أمناط سقوط األمطار والغطاء النبايت ،أو زايدة
تفي التكنولوجيات التقليدية هبذه املعايري فينبغي احملافظة األشعة فوق البنفسجية يكون من شأهنا إحداث تغيري يف
عليها. الفرص املتاحة لألجيال املقبلة .ويعين ذلك احليلولة دون
زعزعة استقرار املناخ ،أو النظم اجلغرافية الفيزايئية
ب .األخذ ابلتكنولوجيات احملسنة وابلنصوص
والبيولوجية أو تدمري طبقة األزون احلامية لألرض من جراء
القانونية الزاجرة
أفعال اإلنسان.
والتكنولوجيات املستخدمة اآلن يف البلدان النامية األبعاد التكنولوجية
كثريا ما تكون أقل كفاءة وأكثر تسببا يف التلوث من
16
دراسات اقتصادية
واضحة املعامل ،فإن معظم العلماء متفقون على أن أمثال التكنولوجيات املتاحة يف البلدان الصناعية .والتنمية
هذه االنبعاث ال ميكن هلا أن تستمر إىل ما ال هناية سواء املستدامة تعين اإلسراع ابألخذ ابلتكنولوجيات احملسنة،
ابملستوايت احلالية أو مبستوايت متزايدة ،دون أن تتسبب وكذلك ابلنصوص القانونية اخلاصة بفرض العقوابت يف
يف احرتار عاملي للمناخ .وسيكون للتغيريات اليت ترتتب هذا اجملال وتطبيقها .ومن شأن التعاون التكنولوجي –
عن ذلك يف درجات احلرارة وأمناط سقوط األمطار سواء ابالستحداث أو التطويع لتكنولوجيات أنظف
ومستوايت سطح البحر فيما بعد – والسيما إذا جرت وأكفأ تناسب االحتياجات احمللية –الذي يهدف إىل سد
التغيريات سريعا -آاثر مدمرة على النظم اإليكولوجية الفجوة بني البلدان الصناعية والنامية أن يزيد من اإلنتاجية
وعلى رفاه الناس ومعاشهم ،والسيما ابلنسبة ملن يعتمدون االقتصادية ،وأن حيول أيضا دون مزيد من التدهور يف
اعتمادا مباشرا على النظم الطبيعية. نوعية البيئة .وحىت تنجح هذه اجلهود ،فهي حتتاج أيضا
إىل استثمارات كبرية يف التعليم والتنمية البشرية ،والسيما
ث .احلد من انبعاث الغازات
يف البلدان األشد فقرا .والتعاون التكنولوجي يوضح
وترمي التنمية املستدامة يف هذا اجملال إىل احلد التفاعل بني األبعاد االقتصادية والبشرية والبيئية
من املعدل العاملي لزايدة انبعاث الغازات احلرارية .وذلك والتكنولوجية يف سبيل حتقيق التنمية املستدامة.
عرب احلد بصورة كبرية من استخدام احملروقات ،وإجياد
ت .احملروقات واالحتباس احلراري
مصادر أخرى للطاقة إلمداد اجملتمعات الصناعية.
وسيكون من املتعني على البلدان الصناعية أن تتخذ كما أن استخدام احملروقات يستدعي اهتماما خاصا
اخلطوات األوىل للحد من انبعاث اثين أكسيد الكربون ألنه مثال واضح على العمليات الصناعية غري املغلقة.
واستحداث تكنولوجيات جديدة الستخدام الطاقة فاحملروقات جيري استخراجها وإحراقها وطرح نفاايهتا
احلرارية بكفاءة أكرب ،وتوفري إمدادات من الطاقة غري داخل البيئة ،فتصبح بسبب ذلك مصدرا رئيسيا لتلوت
احلرارية تكون مأمونة وتكون نفقتها حمتملة .على أنه حىت اهلواء يف املناطق العمرانية ،ولألمطار احلمضية اليت تصيب
تتوافر أمثال هذه التكنولوجيات ،فالتنمية املستدامة تعين مناطق كبرية ،واالحتباس احلراري الذي يهدد بتغري املناخ.
استخدام احملروقات أبكفأ ما يستطاع يف مجيع البلدان. واملستوايت احلالية النبعاث الغازات احلرارية من أنشطة
البشر تتجاوز قدرة األرض على امتصاصها؛ وإذا كانت
ج .احليلولة دون تدهور طبقة األزون
اآلاثر قد أصبحت خالل العقد األخري من القرن العشرين
17
دراسات اقتصادية
18
دراسات اقتصادية
مثل النساء ،والشباب ،واألطفال املعاقني ،والعالقة وإضافة إىل تعزيز األنشطة احلالية اخلاصة جبمع
القائمة بني هذه امليادين ومشكلة البيئة. البياانت املتعلقة ابلتنمية املستدامة ،فقد طلب من
البلدان على اخلصوص إيالء اهتمام خاص مليادين مثل
إن الغاية من برانمج عمل جلنة األمم املتحدة للتنمية
العوامل الدميوغرافية ،وختطيط املدن ،والفقر ،والصحة،
املستدامة هي ابخلصوص التوصل ،إىل حدود عام
وحق احلصول على املوارد وكذلك اجملموعات اخلاصة
،2001إىل قائمة مبؤشرات للتنمية املستدامة مكيفة
مثل النساء ،والشباب ،واألطفال املعاقني ،والعالقة
على املستوى الوطين ،وتتسم ابملرونة الكافية حبيث ميكن
القائمة بني هذه امليادين ومشكلة البيئة.
قياسها واستخدامها يف بلدان ذات مستوايت تنموية
خمتلفة ومتناسقة على حنو ميكن من إجراء املقارانت إن الغاية من برانمج عمل جلنة األمم املتحدة للتنمية
ووضع هذه املؤشرات حتت تصرف صانعي القرار على املستدامة هي ابخلصوص التوصل ،إىل حدود عام
املستوى الوطين (اسم)., 2012 ،2001إىل قائمة مبؤشرات للتنمية املستدامة مكيفة
على املستوى الوطين ،وتتسم ابملرونة الكافية حبيث ميكن
قياسها واستخدامها يف بلدان ذات مستوايت تنموية
ب .معايري إعداد مؤشرات جيدة للتنمية خمتلفة ومتناسقة على حنو ميكن من إجراء املقارانت
املستدامة: ووضع هذه املؤشرات حتت تصرف صانعي القرار على
أن تعكس شيئا أساسيا وجوهراي لصحة اجملتمع املستوى الوطين منظمات حكومية ومجاعات أساسية
االقتصادية أو االجتماعية أو البيئية طويلة األمد متدخلة كوكاالت مسؤولة عن مؤشرات معينة ،يف بلورة
على مر األجيال. هذا الربانمج.
أن تكون واضحة وميكن حتقيقها أي ببساطة وإضافة إىل تعزيز األنشطة احلالية اخلاصة جبمع
يستطيع اجملتمع فهمها وتقبلها البياانت املتعلقة ابلتنمية املستدامة ،فقد طلب من
آن تكون قابلة للقياس وميكن التنبؤ هبا. البلدان على اخلصوص إيالء اهتمام خاص مليادين مثل
أن تكون ذات قيم حدية متاحة العوامل الدميوغرافية ،وختطيط املدن ،والفقر ،والصحة،
أن توضح ما إذا كانت املتغريات قابلة للقلب وحق احلصول على املوارد وكذلك اجملموعات اخلاصة
وميكن التحكم فيها أم ال.
19
دراسات اقتصادية
نصيب الفرد من هذا الدخل ،على أساس أن التنمية النواحي اخلاصة :ينبغي حتديد األساليب
االقتصادية هتدف يف جوهرها إىل حتسني الظروف املستخدمة يف إعداد أي مؤشر بوضوح وان يتم
االجتماعية للفرد عن طريق زايدة الطاقة اإلنتاجية توظيفها بدقة وان تكون مقبولة اجتماعيا وعلميا
لالقتصاد القومي ،لذلك فهي غاية تستهدف اجملتمعات وان يكون من السهل إعادة إنتاجها.
املتقدمة واملتخلفة على حد السواء ،ومن بني هذه احلساسية للزمن :مبعىن أن املؤشر يشري إىل
الدول جند اجلزائر ،فقد مرت اجلزائر ابلعديد من املراحل اجتاهات منوذجية إذا استخدم كل عام.
يف سبيل حتقيق التنمية االقتصادية ،واليت كانت كلها واملنشاة اخلاصة مؤسسة هتدف إىل تعظيم أرابحها
يف إطار سياسة التنمية االقتصادية اجلزائرية (العلمي، يف سوق تنافسية وان كان يف حدود ما تسمح به
،2013/2012صفحة .)108 النظم والقوانني والتقاليد (شاهني،2006 ،
يعترب النمو االقتصادي من أهم املؤشرات يف التحليل صفحة .)166.167
االقتصادي والذي يتعلق ابالرتفاع املستمر لإلنتاج،
ويعتمد الناتج الداخلي اخلام كأداة
املداخيل وثروة األمةُ ،
لقياس النمو. .2واقع التنمية املستدامة يف اجلزائر املعوقات
والتحدايت
يف سنة 2001مت اعتماد برانمج دعم اإلنعاش
تعرف التنمية على أهنا التطوير يف مجيع امليادين
صص
االقتصادي والذي امتد إىل غاية 2004وقد ُخ ّ
ابستخدام اإلمكانيات املتاحة والتنمية يف جوهرها حتمل
له غالف مايل قدره 7مليار دوال ( 525مليار دج)،
التنمية االقتصادية واالجتماعية والتنشئة السياسية
وذلك قصد حتفيز النمو من خالل إنعاش االقتصاد عن
واالجتماعية وغريها من املفاهيم وسنتطرق يف هذا احملور
طريق تفعيل الطلب الكلي ،وترقية االستثمار وكذلك
إىل واقع التنمية املستدامة يف اجلزائر ابإلضافة اىل املعوقات
هتيئة البنية التحتية لالقتصاد ال وطين وفق التحوالت اليت
والتحدايت من اجل التنمية املستدامة.
متيز املسار التنموي التنموي ،ابإلضافة إىل حتفيز
ّ
االستثمار األجنيب املباشر لقد متيزت السنوات من .1.3حملة عن التنمية املستدامة يف اجلزائر
إبنعاش مكثف للتنمية 2001اىل 2004 اجلانب االقتصادي
االقتصادية ،وجتسد هذا اإلنعاش من خالل نتائج عديدة تعرف التنمية االقتصادية على أهنا عملية رفع
مستوى الدخل القومي حيث ينبين عن هذا الرفع متوسط
20
دراسات اقتصادية
حسب ما مييزه اجلدول التايل هامة منها حتقيق معدل منو مستمر يساوي يف املتوسط
اجلدول رقم ( :)01تطور معدالت النمو % 4.7طوال السنوات
االقتصادي للفرتة 2005 -2001
2005 2004 2003 2002 2001 السنوات
5.1 5.2 6.8 4.1 2.1 معدل النمو ()%
لكن بقيت نسبة النمو اإلقتصادي شيه مستقرة مقارنة : املصدر
https://data.albankaldawli.org/indicator/NY.G
ابلسنوات اليت قبلها حيث سجل قيمة تقدر ب
DP.MKTP.KD.ZG?locations=DZ&view=char
%3 ,79سنة 2014و %3 ,76سنة ، 2015 ،tاتريخ املشاهدة 2019/07/05
وهذا بسبب السياسة النقدية اجلد حذرة و مامتلكه اجلزائر
إخنفضت نسبة النمو اإلقتصادي إىل
من إحتياطات الصرف اليت قدرت ب 144,13مليار
% 4 ,30سنة 2004وبعدها قامت الدولة بربانمج
دوالر وبسبب برانمج توطيد النمو اإلقتصادي املخصص
دعم النمو اإلقتصادي لسنة 2009-2005كآلية
لسنة 2014-2010والذي خصص له 286مليار
مكملة لسياسة اإلنعاش واهلدف منها ضخ أكرب قدر من
دوالر أمريكي،مث ارتفعت نسبة النمة االقتصادي اىل
االستثمارات احمللية واألجنبية لتسريع وثرية النمو هبدف
% s3.17سنة 2017و اىل %3.03سنة 2018
تقليص البطالة وتضييق فجوة الفقر ورفع مستوى املعيشي
والشكل املوايل يبني تطور معدالت النمو االقتصادي من
لألفراد حيث خصص هلذا الربانمج مبلغ 150مليار
الفرتة .2018-2000
دوالر أمريكي ،لكن بعدها مت املالحظة أن نسبة النمو
الشكل رقم ( :)02تطور معدالت النمو اإلقتصادي إخنفضت لتسجل 1,68%سنة ،2006ومنه لترتواح
خالل الفرتة 2018-2000 ين %3و %2من 2007إىل غاية . 2013
21
دراسات اقتصادية
.)2017 2
2018
املصدر :مت اإلعداد بناءا على معطيات البنك الدويل
اجلانب االجتماعي
ابلرغم من حتسن اإلطار املعيشي للفرد اجلزائري
واجلهود املبذولة يف التنمية البشرية حسب ما يشري إليه
تقرير اجمللس االقتصادي واالجتماعي للتنمية البشرية
) ،(2008إال أن نسبة األمية تبقى مرتفعة بشكل
ملفت لالنتباه ،إذ تقدر أبكثر من 28 %حيث أن
املصدر :البنك الدويل ،اتريخ املشاهدة
التعليم يف اجلزائر إلزامي من سن 6إىل 16سنة ،وبعدما
2019/07/05
كانت نسبة املتعلمني 10%فقط عند االستقالل،
https://data.albankaldawli.org/indicator
&/NY.GDP.PCAP.KD.ZG?end=2018 فقد تطورت لتصبح 80.6 %يف حد كبري على األمية
start=1993&view=chart اليت كانت سائدة سابقا يف الوسط النسائي بشكل
اجلانب البيئي خاص ،حيث بلغت نسبة االلتحاق ابملدارس االبتدائية
لقد ارتبطت إشكالية التلوث البيئي يف اجلزائر بطبيعة 100 %يف سنة ، 2010بينما بلغت نسبة التسجيل
السياسات التنموية االقتصادية واالجتماعية املنتهجة، يف املتوسط( من 11إىل 14سنة والثانوي (من 15إىل
حيث أ ُِهم لت االعتبارات البيئية يف املخططات التنموية
22
دراسات اقتصادية
القانون رقم 10-03املؤرخ يف 19مجادى مما أدى إىل تفاقم التلوث الصناعي وتدهور اإلطار
االوىل عام 1924ه املوافق ل 19يوليو املعيشي لألفراد ،ابإلضافة إىل التصحر وتدهور الغطاء
2003م (القانون رقم :)2003 ،10-03 النبايت.
يتعلق حبماية البيئة يف إطار التنمية املستدامة اجلريدة
لقد اتبعت الدولة اجلزائرية يف ما جمال محاية البيئة
الرمسية ،العدد 43هبدف محاية البيئة يف إطار
سياسة هتدف إىل تعزيز اإلطار القانوين واملؤسسايت،
التنمية املستدامة على اخلصوص إىل ما أييت حسب املادة
وهذا ما ميكن مالحظته من خالل س ن العديد من
02منه:
القوانني اليت تنُظّم خمتلف اجملاالت االقتصادية
-حتديد املبادئ األساسية وقواعد البيئة.
واالجتماعية بطريقة تتوافق والقواعد العلمية حلماية البيئة .
-ترقية تنمية وطنية مستدامة بتحسني شروط املعيشة
يضاف إىل ذلك إنشاء عدة هيئات إدارية مركزية تسهر
والعمل على ضمان اطار معيشي سليم.
على تسيري قطاع البيئة ،كما مت إسناد اختصاصات
-إصالح األوساط املتضررة.
للبلدية والوالية ابعتبار اهنما املؤسستان الرئيسيتان حلماية
-ترقية االستعمال االيكولوجي العقالين للمواد
البيئة على املستوى احمللي (العلمي،2013/2012 ،
الطبيعية املتوفرة واستعمال التكنولوجيات األكثر نقاء.
صفحة .)108
فالتنمية املستدامة حسبه تعين التوفيق بني تنمية اجتماعية
واقتصادية قابلة لالستمرار ومحاية البيئة أي ادراج البعد .2.3السياسة احلالية واملستقبلية يف إطار التنمية
القانون رقم 20/01املؤرخ يف 27رمضان والسياسات يف سبيل حتقيق تنمية مستدامة ،وذلك من
1422املوافق ل 12ديسمرب سنة 2001واملتعلق خالل ’ إدراكها أبمهية إقامة توازن بني واجبات محاية
بتهيئة اإلقليم والتنمية املستدامة ،يهدف إىل: البيئة ومتطلبات التنمية من خالل اإلدارة احلكيمة
إعداد اسرتاتيجية إلعادة توازن توزيع نشاطات - للموارد ،ولتجسيد هذا اهلدف جلأت إىل العديد من
احملافظة على البيئة وتثمني األنظمة البيئية. - والصحية للمواطن واحلفاظ على البيئة.
ومن بني السياسات احلالية جند:
23
دراسات اقتصادية
القانون املتضمن محاية وتثمني الساحل ،من القانون رقم 19/01املؤرخ يف 27رمضان عام
القانون 02/02املؤرخ يف 05فيفري 2002حيدد هذا 1422ه املوافق ل 12ديسمرب ( :2001القانون رقم
القانون ساحل ويضع املبادئ األساسية الستعماله )2001 ،19/01
وتسيريه ومحايته وتندرج معظم آمال التنمية من اآلن واملتعلق بتسيري النفاايت ومراقبتها وهذا القانون جاء
وصاعدا ضمن بعد هتيئة اإلقليم والبيئة ،ويتوىل هذا ملراقبة وتسيري النفاايت وطرق التخلص منها ،فهو يسمح
القانون احلفاظ على طبيعة الساحل على أن يتم إي بتقرير كميتها ،كما يسنح بتحديد عدد م ا ركز ومواقع
استطالع يف إطار احرتام التام للطبيعة املناطق الساحلية املعاجلة املوجودة يف أحناء البالد...إخل.
ويف هذا اإلطار جيدد القانون القواعد العامة واخلاصة حبيث يرتكز هذا القانون على مبادئ التالية:
املتعلقة حبماية الساحل وتثمينه. الوقاية والتقليص من إنتاج وضرر النفاايت .
.3.3املعوقات والتحدايت الرئيسية للتنمية تنظيم فرز النفاايت .
املستدامة تنمية النفاايت إبعادة استعماهلا أو برسكلتها .
املعوقات التنمية املستدامة املعاجلة البيئية العقالنية للنفاايت .
على الرغم من التقدم الكبري الذي حصل خالل إعالم وحتسيس املواطنني ابألخطار النامجة عن
الفرتة اليت أعقبت إعالن ريو يف جمال العمل البيئي ومسرية النفاايت وآاثرها على الصحة والبيئة ،وكذلك
التنمية املستدامة يف الدول اإلسالمية ،فإن هناك بعض التدابري املتخذة للوقاية من هذه األخطار واحلد
تبين
املعوقات اليت واجهت العديد من هذه الدول يف ّ منها وتعويضها.
خطط وبرامج التنمية املستدامة ،كان من أمهها ما يلي
(االسالمي:)2017 ، قانون متضمن ترقية الطاقات املتجددة يف إطار
الفقر الذي هو أساس لكثري من املعضالت أ) التنمية املستدامة يدعم هذا القانون إدارة تتقامسها بالدان
النفسية واألزمات واالجتماعية الصحية مع اجملموعة الدولية لتحديد نتائج الغاز املسبب
واألخالقية ،وعلى اجملتمعات احمللية والوطنية لالحتباس احلراري يف ضمان إدخال الطاقات الطاقات
والدولية أن تضع من السياسات التنموية وخطط املتجددة ،ويهدف هذا القانون إىل ترقية مصادر جديدة
اإلصالح االقتصادي ،ما يقضي على هذه للطاقة النظيفة املتجددة وغري خطرية على البيئة .لقانون
املشاكل إبجياد فرص العمل ،والتنمية الطبيعية
24
دراسات اقتصادية
املوارد الطبيعية وإعاقة حتقيق التنمية املستدامة يف الدول والبشرية واالقتصادية والتعليمية للمناطق األكثر
النامية. فقراً ،واألش ّد ختلفاً ،والعمل على مكافحة األمية.
ب) الديون اليت متثّل إضافة إىل الكوارث الطبيعية مبا فيها ح) عدم توفر التقنيات احلديثة واخلربات الفنية الالزمة لتنفيذ
برامج التنمية املستدامة وخططها. مشكالت اجلفاف والتصحر والتخلف االجتماعي
املعوقات اليت خ) نقص اخلربات الالزمة لدى الدول اإلسالمية لتتمكن من
أهم ّ الناجم عن اجلهل واملرض والفقرَّ -
اإليفاء اباللتزامات حيال قضااي البيئة العاملية ومشاركة حتول دون جناح خطط التنمية املستدامة وتؤثر سلباً
اجملتمع الدويل يف اجلهود الرامية لوضع احللول هلذه يف اجملتمعات الفقرية خباصة واألسرة الدولية بعامة،
القضااي. ومن واجب اجلميع التضامن للتغلب على هذه
التحدايت التنمية املستدامة الصعوابت محاية لإلنسانية من خماطرها وأتثرياهتا
ولقد متثلت جممل التحدايت فيما يلي (االسالمي:)2017 ، السلبية على اجملتمع.
أ) إجياد مصادر التمويل الالزم لتحقيق التنمية املستدامة احلروب واملنازعات املسلحة واالحتالل األجنيب اليت ت)
يف الدول النامية والتزام الدول الصناعية بزايدة الدعم تؤثر بشكل مضر على البيئة وسالمتها ،وضرورة تنفيذ
املقدم منها للدول النامية ليصبح ( %1,5من الناتج قرارات األمم املتحدة الداعية إىل إهناء االحتالل األجنيب
الوطين) وجترم تلويث البيئة أو
حترم ّووضع تشريعات والتزامات ّ
ب) إعداد الربامج التنموية والصحية والتعليمية للشعوب قطع أشجارها أو إابدة حيواانهتا ،ومراعاة الكرامة يف
األقل منواً ،فالدولة واجملتمعات احمللية واإلقليمية والوطنية معاملة األسرى طبقاً للقوانني الدولية وعدم التمثيل ابملوتى
واملنظمات ذات االختصاص ،تشرتك يف املسؤولية -على ومنع ختريب املنازل واملنشآت املدنية ومصادر املياه.
تفاوت بينها -وهي مطالبة ابملسامهة يف رعاية الطفولة التضخم السكاين غري الرشيد وخاصة يف مدن الدول ث)
واألمومة ،وأتسيس البىن التحتية واملرافق ،وذلك بتمويل النامية وتدهور األحوال املعيشية يف املناطق العشوائية
برامج التنمية املستدامة ،ووضع اخلطط والسياسات وتزايد الطلب على املوارد واخلدمات الصحية
الفاعلة يف هذا اجملال ،وتقاس أهلية هذه األطراف مجيعاً واالجتماعية.
وكفاءهتا ،مبقدار ما تقدمه من خدمات يف هذه اجملاالت ج) تدهور قاعدة املوارد الطبيعية واستمرار استنزافها لدعم
احليوية ،ومبقدار عنايتها بتطوير برامج العمل التنموي على أمناط اإلنتاج واالستهالك احلالية مما يزيد يف نضوب قاعدة
املستويني احلكومي والشعيب ومؤسساته.
25
دراسات اقتصادية
التضرر من اإلجراءات اليت يتخذها اجملتمع الدويلز) ّ ج) حتقيق التكامل وتشجيع االستثمار الداخلي واألجنيب
جملاهبة قضااي البيئة العاملية ومسؤولية اجملتمع الدويل يف من خالل إجياد شراكة حقيقية بني الدول الصناعية
مساعدة الدول اإلسالمية املتضررة. والدول النامية وحتقيق فرص أفضل ملنتجاهتا للمنافسة يف
ح) أتمني مشاركة كاملة وفعالة للدول النامية داخل مراكز األسواق احمللية والعاملية من خالل منظمة التجارة العاملية.
اختاذ القرار واملؤسسات االقتصادية الدولية وتعزيز اجلهود د) إجياد وسائل متويل جديدة لدعم جهود التنمية للدول
اليت هتدف إىل جعل دواليب االقتصاد العاملي أكثر النامية.
شفافية وإنصافاً واحرتاماً للقوانني املعمول هبا على حنو هـ) نقل وتطويع التقنيات احلديثة املالئمة للبيئة وتشجيع
ميكن الدول النامية من رفع التحدايت اليت تواجهها الباحثني ،وتوفري إمكانيات العمل العلمي هلم ابعتباره من
بسبب العوملة. أسباب تطوير العمل التنموي واستمراره ،ويرتبط بذلك
نشر الوعي أبمهية التفكري العلمي والبحث يف جماالت
التنمية املستدامة ،وتطوير وسائل العمل يف هذا اجملال،
اخلامتة:
ونقل اجملتمع بذلك إىل مراحل متقدمة من الرقي والتنمية
حيتاج حتقيق هدف التنمية املستدامة إىل إحراز يف وقت أسرع وبتكلفة أقل.
تقدم متزامن يف أربعة أبعاد على األقل ،هي األبعاد أساس
دور ٌ و) محاية الرتاث احلضاري :للرتاث احلضاري ٌ
االقتصادية ،والبشرية والبيئية والتكنولوجية .وهناك ارتباط يف عنصر التنمية املستدامة لكونه يسهم يف أتكيد الذاتية
وثيق فيما بني هذه األبعاد املختلفة ،واإلجراءات اليت الثقافية ،وحيافظ على خصوصياهتا ،وحيمي هويتها من
تتخذ يف إحداها من شأهنا تعزيز األهداف يف بعضها الذوابن ،ويساعد على بناء الشخصية املستقلة لألفراد
اآلخر ،ومن ذلك مثال أن االستثمار الضخم يف رأس واجلماعات ،ومينح العمل التنموي دفعةً ذاتية أقوى يف
املال البشري ،والسيما فيما بني الفقراء ،يدعم اجلهود الدفاع عن الشخصية الوطنية والدينية ،وصيانة املستقبل
الرامية إىل اإلقالل من الفقر ،وإىل اإلسراع يف تثبيت عدد املشرتك ،ولذا فإن التأكيد على األبعاد الروحية واألخالقية
السكان ،وإىل تضييق الفوارق االقتصادية وإىل احليلولة اليت تدعو إليها األداين السماوية يؤثر إجيابيا يف الدفع
دون مزيد من التدهور لألراضي واملوارد ،وإىل السماح ابلتنمية حنو اخلري والعمل الصاحل والتكافل االجتماعي.
ابلتنمية العاجلة واستخدام مزيد من التكنولوجيات
26
دراسات اقتصادية
وحماربة كل أشكال التلوث اليت من شاهنا هتديد الثروة الناجعة يف مجيع البلدان ،والتحسني التكنولوجي هو
البيئية عامة. بدوره أمر هام يف التوفيق بني أهداف التنمية وقيود البيئة.
وتتطلب التنمية املستدامة تغيريا جوهراي يف
اتئج الدراسة وتوصياهتا: السياسات واملمارسات احلالية ،لكن هذا التغيري لن يتأتى
تتنوع أدوات اإلعالم اليت تسهم بدور فعال بسهولة ،ولن يتأتى أبدا بدون قيادة قوية وجهود متصلة
التنمية املستدامة من مسرح وإذاعة وتلفزيون يف ونضاالت مستمرة من طرف القوى العاملة والشعوب
ووسائل االتصال اجلماهريي وكذل املسرح. املقهورة يف بلدان كثرية.
كلما ركزت الرسالة اإلعالمية على موضوعات حيث ان مسايرة مؤشرات التنمية املستدامة
ترتبط ابلتنمية املستدامة كلما زاد االهتمام أصبحت حتمية ال مفر منها من اجل عدم التخلف عن
أكثر. ركب
القيام حبمالت توعية مبفاهيم وقيم متطلبات األمم سياسيا من جهة ومن جهة أخرى
التنمية. اقتصاداي كون ان ثرواتنا املستغلة يف جلب العملة الصعبة
االهتمام بربامج التنمية املستدامة ومنها قضااي غري متجددة مما يعكس مدى مالئمة املضي يف تطبيق
االهتمام ابلبيئة. مؤشرات التنمية املستدامة من استغالل لطاقات املتجددة
وعدم املساس بنصيب األجيال القادمة من الثروات.
اجلزائر وان كانت بعض املؤشرات تعكس
.4قائمة املراجع:
رغبتها القوية يف املضي قدما حنو اسرتاتيجية التنمية
املستدامة فان مثال لبسيط عن الفجوة بينها وبني الدول
-اديب ,ع .ا . (s.d.).ابعاد التنمية املستدامة. ،ورقة اجملاورة يف نفس اجملال تبني بوضوح حقيقة
حبثية . ان الرغبة غري كافية وامنا القدرة على تطبيق
-اسم ,د . (2012,جويلية 31).االمم املتحدة االمنائي
املخطط أتيت يف املقدمة لذلك وجب مواجهة كل نقاط
يف الدول العربية . Récupéré sur
الضعف املتعلقة ابملسالة االنطالق يف سياسة إعادة
http://www.arabstates.undp.org/con
tent/rbas/ar/home/library/Sustainable أتهيل للبىن التحتية اىل تكثيف سياسات الوعي البيئي
_development.html
27
دراسات اقتصادية
التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة، -االسالمي ,م .ا . (2017, 02 22). Récupéré
صفحة جامعة فرحات عباس سطيف. sur http://islamfin.go-
-حسني العلمي .)2013/2012( .دور االستثمار يف forum.net/t611-topic
تكنولوجيا االتصال و املعلومات يف حتقيق التنمية -البنك الدويل .)2017 ,02 22( .بياانت اجلزائر
املستدامة .مدكرة لنيل شهادة املاجستري ختصص االقتصاد نصيب الفرد من الناتج احمللي .مت االسرتداد من
الدويل و التنمية املستدامة .جامعة فرحات عباس سطيف http://data.albankaldawli.org/countr
.1 y/algeria
-دوجالس موسشيت ،ترمجة هباء شاهني.)2006( . -اخلطيب هنى .)2000( .اقتصادايت البيئة والتنمية.
مبادئ التنمية املستدامة .مصر :الدار الدولية مركز دراسات واستشارات اإلدارة.
لالستثمارات الثقافية. -القانون رقم .)2001( .19/01املؤرخ يف 27رمضان
-سنوسي زوليخة وبوزاين الرمحاين هاجر( .بال اتريخ). عام 1422ه املوافق ل 12ديسمرب 2001واملتعلق
البعد البيئي السرتاتيجية التنمية املستدامة .ملؤمتر العلمي بتسيري النفاايت .اجلريدة الرمسية ،اجلريدة الرمسية العدد .7
الدويل :التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد -القانون رقم .)2003( .10-03املؤرخ يف 19مجادى
املتاحة ،صفحة جامعة سطيف . االوىل عام 1924ه املوافق ل 19يوليو 2003يتعلق
-شافعي ،حممد زكي .)1998( .التنمية االقتصادية. حبماية البيئة يف اطار التنمية املستدامة .اجلريدة الرمسية،
القاهرة :مكتبة النهضة العربية. العدد .43
-صاحل صاحلي( .بال اتريخ) .التنمية الشاملة املستدامة -املسلمي إبراهيم .)1996( .الراديو والتلفزيون وتنمية
والكفاءة االستخدامية للثروة البرتولية يف اجلزائر .املؤمتر اجملتمع .القاهرة :العريب للنشر والتوزيع.
العلمي الدويل :التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية. -بوزاين الرمحاين هاجر( .بال اتريخ) ، .التنمية املستدامة يف
جامعة فرحات عباس سطيف. اجلزائر بني حتمية التطور وواقع التسيري .املركز اجلامعي
-ميشيل تودارو ترمجة حممود حسن حسين.)2006( . خبميس مليانة.
التنمية االقتصادية .الرايض :دار املريخ للنشر. -بوهزة ,م & .,بن سديرة ,ع . (2008,افريل 07-
08).االستثمار األجنيب املباشر كاسرتاتيجية للتنمية
املستدامة .املؤمتر العلمي الدويل :التنمية املستدامة
والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة , p.كلية العلوم
االقتصادية وعلوم التسيري جامعة سطيف.
-حرفوش سهام وصحراوي إميان وبوابية ذهبية رمية-07( .
08افريل .)2008 ,اإلطار النظري للتنمية الشاملة
املستدامة ومؤشرات قياسها .املؤمتر العلمي الدويل:
28
دراسات اقتصادية
املالحق:
امللحق رقم :01تطور معدل النمو االقتصادي
النمو السنوا النمو السنوا النمو السنوا
االقتصاد ت االقتصاد ت االقتصاد ت
ي ي ي
3,63 2010 3,82 2000 0,8 1990
2,89 2011 3,01 2001 -1,2 1991
3,37 2012 5,61 2002 1,8 1992
2,77 2013 7,2 2003 -2,1 1993
3,79 2014 4,3 2004 -0,9 1994
3,76 2015 5,91 2005 3,8 1995
2,75 2016 1,68 2006 4,1 1996
3,16 2017 3,37 2007 1,1 1997
- - 2,36 2008 5,1 1998
- - 1,63 2009 3,2 1999
29