You are on page 1of 22

‫‪ISSN 2352-9741‬‬ ‫جملة دراسات اقتصادية‬

‫رقم العدد التسلسلي ‪30‬‬ ‫اجمللد ‪ 20 :‬العدد ‪ 01 :‬السنة ‪2019 :‬‬


‫أبعاد التنمية املستدامة يف اجلزائر‬
‫‪Dimensions of sustainable development in Algeria‬‬
‫زاوية رشيدة‬
‫جامعة غرداية (غرداية)‬
‫‪zaouiarachida@gmail.com‬‬

‫تاريخ النشر ‪2019/11/01 :‬‬ ‫تاريخ القبول ‪2019/08/19:‬‬ ‫تاريخ االرسال ‪2019/07/10 :‬‬

‫‪Abstract:‬‬ ‫ملخص‪:‬‬
‫‪sustainable development Located at the‬‬ ‫تقع التنمية املستدمية عند نقطة االلتقاء بني البيئة واالقتصاد‬
‫‪point‬‬ ‫‪of‬‬ ‫‪convergence‬‬ ‫‪Between‬‬
‫واجملتمع‪ ،‬لذلك كان على احلكومات أن تعمل على جعل‬
‫‪environment, economy and society, so it was‬‬
‫سكان العامل أكثر وعيا واهتماما ابلبيئة وابملشاكل املتعلقة‬
‫‪governments, to make the world's‬‬
‫‪population more aware and interested in the‬‬
‫هبا‪ ،‬ليمتلكو املعرفة واملهارة والسبل واحلوافز وااللتزام للعمل‬
‫‪environment and related problems, to have‬‬ ‫كأفراد‪ ،‬أو جمموعات‪ ،‬من أجل إجياد احللول للمشاكل‬
‫‪the knowledge, skills, ways, incentives, and‬‬ ‫اآلنية واحليلولة دون نشوء مشاكل جديدة‪.‬‬
‫‪commitment to work as individuals or‬‬ ‫نسعى من خالل هذه الدراسة اىل التعرف على التنمية‬
‫‪groups, in order to find solutions.‬‬ ‫املستدامة واملعوقات اليت تواجهها لتحقيقها وأبعادها‬
‫‪In this study we seek to identify sustainable‬‬
‫وأهدافها ومبادئها‪ ،‬ومعرفة جممل التحدايت اليت تقف يف‬
‫‪development, And the obstacles they face to‬‬
‫وجه حتقيق التنمية املستدامة يف اجلزائر‪ ،‬ومعرفة احللول‬
‫‪achieve their dimensions, objectives and‬‬
‫‪principles, and to identify the challenges‬‬
‫الواجب اختاذها لتجاوز املعوقات‪ ،‬ابإلضافة اىل معرفة واقع‬
‫‪facing sustainable development in Algeria,‬‬ ‫التنمية املستدامة يف اجلزائر مع ذكر التحدايت الالزمة‬
‫‪and to identify solutions to overcome‬‬ ‫لتحقيق نسبة منو مزدهرة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬التنمية املستدامة‪ ،‬البيئة‪ ،‬اجملتمع‪obstacles, With the challenges to achieve ،‬‬
‫‪growth.‬‬ ‫النمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪Keywords: Total sustainable development,‬‬ ‫*‬
‫‪environment, society, Economic growth.‬‬
‫‪ISSN 2352-9741‬‬ ‫جملة دراسات اقتصادية‬

‫رقم العدد التسلسلي ‪30‬‬ ‫اجمللد ‪ 20 :‬العدد ‪ 01 :‬السنة ‪2019 :‬‬


‫وهي تنمية قابلة لالستمرار واليت هتدف اىل االهتمام‬ ‫مقدمة‪:‬‬
‫ابلعالقة املتبادلة ما بني االنسان وحميطه الطبيعي وبني‬
‫يعترب موضوع التنمية من بني املواضيع اهلامة اليت‬
‫اجملتمع وتنميته‪ ،‬حيث ان البيئة هي املخزون الطبيعي‬
‫لقيت اهتمام الباحثني يف امليادين السياسية واالقتصادية‬
‫للموارد اليت يعتمد عليها االنسان‪ ،‬وان التنمية هي‬
‫واالجتماعية والبيئية‪ ،‬حيث ظهر هذا املفهوم بعد احلرب‬
‫االسلوب الذي تتبعه اجملتمعات للوصول اىل الرفاهية‬
‫العاملية الثانية وابألخص بعد ظهور الدول املستقلة حديثا‬
‫واملنفعة‪ ،‬كما مت حتديد األولوايت التنمية املستدامة يف‬
‫فقد استخدمت عبارة التنمية املستدامة ألول مرة علم‬
‫‪2002‬يف القمة العاملية للتنمية املستدامة يف‬
‫‪1980‬يف االسرتاتيجية العاملية للبقاء من طرف االحتاد‬
‫جوهانسبورغ ومن بني الدول اليت سعت إىل حتقيق هذا‬
‫الدويل للحفاظ على الطبيعة مث تطور عام ‪ 1991‬يف‬
‫األخري ''اجلزائر ''اليت تسري حنو استكمال مشاريعها يف‬
‫برانمج األمم املتحدة للبيئة التنمية‪ ،‬ويف ‪ 1992‬مت‬
‫التنمية بكل أبعادها السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫التأكيد على ضرورة اعتماد اسرتاتيجية وطنية للتنمية‬
‫وذلك بوضع سياسات وإجراءات لتحقيقها‪.‬‬
‫املستدامة‪.‬‬
‫من خالل ما سبق ميكننا صياغة اشكالية هذه الورقة‬
‫وقد أحدث موضوع التنمية نقلة نوعية بني‬
‫البحثية يف التساؤل اجلوهري اآليت‪:‬‬
‫مفهوم العالقة بني التنمية من جهة واالعتيادات البيئية‬
‫ما هي ابعاد وواقع التنمية املستدامة يف اجلزائر؟‬ ‫من جهة اخرى كاستجابة طبيعية لتنامي الوعي البيئي‬

‫ولإلجابة على االشكالية الرئيسية يتم طرح اشكاليات‬ ‫العاملي الذي صار يعين حقيقة ان عملية التنمية ما مل‬

‫فرعية‪:‬‬ ‫تسرتشد ابالعتبارات البيئية واالجتماعية والثقافية‬


‫واالخالقية‪ ،‬فان كثريا منها سوف أييت بنتائج غري مرغوبة‬
‫‪ -‬ماهي التنمية املستدامة وما أبعادها يف‬
‫أو حيقق فوائد قليلة‪ ،‬او رمبا يفشل متاما بل ان التنمية غري‬
‫االقتصاد؟؛‬
‫القابلة لالستمرار ستعمل على تفاقم املشكالت البيئة‬
‫‪ -‬فيما تتمثل مؤشرات التنمية املستدامة؟؛‬
‫املوجودة حاليا مما يوجب إدراك حقيقة حمدودة املوارد‬
‫‪ -‬ما واقع التنمية املستدامة يف اجلزائر‪ ،‬وماهي‬
‫وقدرات النظم البيئية‪.‬‬
‫املعوقات والتحدايت؟‬
‫وقدى أدى االرتباط الوثيق بني البيئة و التنمية‬
‫اىل ظهور مفهوم جديد للتنمية يسمى ابلتنمية املستدامة‬

‫‪9‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫كما تعرف أيضا أبهنا التنمية احلقيقية ذات‬ ‫‪ .1‬اإلطار النظري للتنمية املستدامة‬
‫القدرة على االستمرار والتواصل من منظور استخدامها‬ ‫املستدامة‬ ‫التنمية‬ ‫مصطلح‬ ‫اكتسب‬
‫للموارد الطبيعية واليت ميكن أن حتدث من خالل‬ ‫)‪ (Sustainable Development‬اهتماما‬
‫اسرتاتيجية تتخذ التوازن البيئي كمحور ضابط هلا لذلك‬ ‫عامليا كبريا بعد صدور تقرير مستقبلنا املشرتك الذي‬
‫التوازن الذي ميكن أن يتحقق من خالل اإلطار‬ ‫أعدته اللجنة العاملية للبيئة والتنمية سنة ‪ ،1987‬ويعود‬
‫االجتماعي البيئي والذي يهدف إىل رفع معيشة األفراد‬ ‫أول استخدام هلذا املصطلح إىل رئيسة وزراء النرويج‬
‫من خالل النظم السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫(‪ )Gro Harlem Brundtland‬للتعبري عن‬
‫والثقافية اليت حتافظ على تكامل اإلطار البيئي (هنى ‪،‬‬ ‫السعي لتحقيق نوع من العدالة واملساواة بني األجيال‬
‫‪ ،2000‬صفحة ‪.)220‬‬ ‫احلالية واملستقبلية‪.‬‬
‫وعلى هذا فإن التنمية املستدامة تصبح عملية‬ ‫‪ .1.2‬مفهوم التنمية املستدامة‬
‫تراكمية ممتدة الزمان واالجيال وصوالً إىل مستقبل آمن‪،‬‬ ‫االستدامة تعين مفردات التنمية النمو املسؤول أي‬
‫وهى تقوم على ثالثة مكوانت متفاعلة ومتكاملة هي‬ ‫ذل النمو الذي يتحقق عندما يتم توفيق االهتمامات‬
‫النمو االقتصادي والعدالة االجتماعية ومحاية البيئية‬ ‫االجتماعية والبيئية مع االحتياجات االقتصادية للناس‪،‬‬
‫(إبراهيم‪ ،1996 ،‬صفحة ‪)20‬‬ ‫واالستخدام الرشيد للموارد الطبيعية والطاقة‪ ،‬والتلوث‪،‬‬
‫تعريف اللجنة العاملية للتنمية املستدامة‪ :‬انتهت‬ ‫وتغري املناخ (زكي‪ ،1998 ،‬صفحة ‪.)80‬‬
‫اللجنة يف تقريرها املعنون ب" مستقبلنا املشرتك" إىل‪" :‬أن‬
‫تعرف على أبهنا التنمية احلقيقية ذات القدرة‬
‫هناك حاجة إىل سبيل جديد للتنمية‪ ،‬سبيل يستدمي‬
‫على االستمرار والتواصل من منظور استخدامها للموارد‬
‫التقدم البشري ليس يف جمرد أماكن حمدودة‪ ،‬أو لبضع‬
‫الطبيعية واليت ميكن أن حتدث من خالل اسرتاتيجية‬
‫سنوات قليلة‪ ،‬بل للكرة األرضية أبسرها وصوال إىل‬
‫تتخذ التوازن البيئي كمحور ضابط هلا لذلك التوازن‬
‫املستقبل البعيد"‪ .‬فالتنمية املستدامة حسب هذه اللجنة‬
‫الذي ميكن أن يتحقق من خالل اإلطار االجتماعي‬
‫تعمل على تلبية احتياجات اجليل احلايل دون تدمري قدرة‬
‫البيئي والذي يهدف إىل رفع معيشة األفراد من خالل‬
‫األجيال القادمة على تلبية احتياجا (بوهزة و بن سديرة‬
‫النظم السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية اليت‬
‫‪.)2008 ،‬‬
‫حتافظ على تكامل اإلطار البيئي (هاجر ب‪ ،.‬صفحة‬
‫‪.)2‬‬

‫‪10‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫لقد حددت إحدى الدراسات ل‬ ‫تعريف هيئة األمم املتحدة‪ :‬لقد عرف املبدأ‬
‫)‪ (Edward Barbier‬أربع )‪ ( 4‬مسات للتنمية‬ ‫الثالث يف مؤمتر األمم املتحدة للبيئة والتنمية الذي انعقد‬
‫املستدامة هي كاآليت (رمية‪ ،2008 ،‬صفحة‬ ‫يف ريو دجيانريو عام ‪ 1992‬التنمية املستدامة أبهنا‪:‬‬
‫‪:)102.101‬‬ ‫"ضرورة اجناز احلق يف التنمية" حبيث يتحقق أعلى منو‬
‫متساوي احلاجات التنموية والبيئية ألجيال احلاضر‬
‫‪ ‬أن التنمية املستدامة ختتلف عن التنمية‬
‫واملستقبل‪ .‬وأشار املبدأ الرابع الذي أقره املؤمتر إىل أنه‪:‬‬
‫يف كوهنا أشد تداخال وأكثر تعقيدا‬
‫"لكي تتحقق التنمية املستدامة ينبغي أن متثل احلماية‬
‫خاصة فيما يتعلق مبا هو طبيعي وما‬
‫البيئية جزءا ال يتجزأ من عملية التنمية‪ ،‬وال ميكن التفكري‬
‫هو اجتماعي يف التنمية؛‬
‫فيها مبعزل عنها" (هاجر س‪ ،.‬صفحة ‪.)126‬‬
‫‪ ‬أ ن التنمية املستدامة تتوجه أساسا‬
‫لتلبية احتياجات أكثر الطبقات فقرا‬
‫ومن خالل كل هذه التعاريف أمكننا القول أن‬
‫أي أن هذه التنمية تسعى للحد من‬
‫التنمية املستدامة تسعى لتحقيق نوعية حلياة اإلنسان‬
‫الفقر العاملي؛‬
‫واستغالل املوارد الطبيعية بطريقة عقالنية وحماولة إبقائها‬
‫‪ ‬أن التنمية املستدامة حترص على تطوير‬
‫ملدة زمنية بعيدة ‪ ،‬وضمان متطلبات األجيال املقبلة ‪،‬‬
‫اجلوانب الثقافية واإلبقاء على احلضارة‬
‫حبيث أنه ال ميكن جتاوز هذا االستغالل واالستخدام‬
‫اخلاصة بكل جمتمع؛‬
‫املوارد اخلاصة يف حالة املورد غري املتجددة ‪ ،‬ويف حالة‬
‫‪ ‬أن عناصر التنمية املستدامة ال ميكن‬
‫املوارد املتجددة جيب ترشيد يف استخدامها مع حماولة‬
‫فصل بعضها عن البعض اآلخر‪،‬‬
‫وجود بدائل هلذه املوارد لتستغل لفرتة زمنية طويلة األجل‪،‬‬
‫وذلك لشدة تداخل األبعاد والعناصر‬
‫وجيب أن تستخدم هذه املوارد يف كلتا احلالتني بطريقة‬
‫الكمية والنوعية هلذه التنمية‪.‬‬
‫مناسبة ال تؤدي إىل عجز بيئي وذلك للعالقة ال وطيدة‬
‫فتسعى التوجهات املرتبطة ابلتنمية املستدامة إىل‬
‫بني التنمية املستدامة والبيئة‪.‬‬
‫حتقيق مجلة من األهداف‪ ،‬واليت ميكن عرض أمهها من‬
‫خالل البنود التالية (حسين‪ ،2006 ،‬صفحة ‪:)447‬‬ ‫‪ .2.2‬خصائص وأهداف التنمية املستدامة‬
‫حتقيق استغالل واستخدام عقالين للموارد؛‬
‫ابعتبارها موارد حمدودة‪ ،‬لذلك حتول دون استنزافها أو‬

‫‪11‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫يتمحور البعد االقتصادي للتنمية املستدامة حول‬ ‫تدمريها وتعمل على استخدامها وتوظيفها بشكل‬
‫عمليات التحسني والتغيري يف أمناط اإلنتاج استعمال‬ ‫عقالين؛‬
‫الطاقات النظيفة‪ ،‬األخذ ابلتكنولوجيات احملسنة‪ ،‬مسألة‬ ‫‪ ‬ضمان نوعية حياة أفضل للسكان من‬
‫اختيار ومتويل وحتسني التقنيات الصناعية يف جمال‬ ‫خالل عمليات التخطيط وتنفيذ‬
‫توظيف املوارد الطبيعية؛ إضافة إىل النشاطات املرتبطة‬ ‫السياسات التنموية لتحسني نوعية متع‬
‫ابالستهالك (التسيري املستدام للموارد الطبيعية)؛ وكذلك‬ ‫اقتصاداي واجتماعيا‪ ،‬عن طريق الرتكيز‬
‫الشروع يف جتسيد اسرتاتيجيات وتوجهات تتشارك فيها‬ ‫على اجلوانب النوعية للنمو‪ ،‬وليس‬
‫مجيع الشرائح هذه النظرة أُكدت من خالل مؤمتر ريو‬ ‫الكمية وبشكل احلياة يف عادل‬
‫دي جانريو (مؤمتر األمم املتحدة للبيئة والتنمية‬ ‫ومقبول؛‬
‫‪ ،)1992‬والذي قرر أن عملية التنمية املستدامة كمبدأ‬ ‫‪ ‬تعزيز وعي السكان ابملشكالت البيئية‬
‫جديد للتنمية االقتصادية ال تتطلب التأكيد املطلق على‬ ‫القائمة‪ ،‬وتنمية إحساسهم ابملسؤولية‬
‫االعتبارات االقتصادية‪ ،‬دون األخذ يف عني االعتبار‬ ‫جتاهها‪ ،‬وحث ّهم على املشاركة‬
‫العدالة االجتماعية‪ ،‬حماربة الفقر‪ ،‬محاية البيئة واملوارد‬ ‫الفاعلة يف إجياد حلول مناسبة هلا من‬
‫الطبيعية ‪.‬ووفقا للبعد االقتصادي تعمل التنمية املستدامة‬ ‫خالل إشراكهم يف إعداد وتنفيذ‬
‫على تطوير التنمية االقتصادية مع األخذ ابحلسبان‬ ‫ومتابعة وتقييم برامج ومشاريع التنمية‬
‫التوازانت البيئية على املدى البعيد (العلمي‪،‬‬ ‫املستدامة؛‬
‫‪ ،2013/2012‬صفحة ‪.)57‬‬ ‫‪ .3.2‬أبعاد التنمية املستدامة‬
‫ومتثل العناصر اآلتية حماور البعد االقتصادي ‪:‬‬ ‫ان التنمية املستدامة تتضمن أبعادا متعددة تتداخل‬
‫‪ -‬النمو االقتصادي املستدمي؛‬ ‫فيما بينها من شأن الرتكيز على معاجلتها إحراز تقدم‬
‫‪ -‬كفاءة رأس املال؛‬ ‫ملموس يف حتقيق التنمية املستهدفة‪ ،‬وميكن اإلشارة هنا‬
‫‪ -‬إشباع احلاجات األساسية؛‬ ‫إىل أربعة أبعاد حامسة ومتفاعلة هي كل من األبعاد‬
‫‪ -‬العدالة االقتصادية‪.‬‬ ‫االقتصادية والبشرية والبيئية والتكنولوجية‪:‬‬
‫‪ ‬البعد البشري وتتمثل يف (اديب‪ ،‬صفحة ‪:)5‬‬
‫‪ ‬البعد االقتصادية‬
‫أ‪ .‬تثبيت النمو الدميوغرايف‬

‫‪12‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫ت‪ .‬أمهية توزيع السكان‬ ‫وتعين التنمية املستدامة فيما ابألبعاد البشرية‬
‫كما أن لتوزيع السكان أمهيته‪ :‬فاالجتاهات‬ ‫العمل على حتقيق تقدم كبري يف سبيل تثبيت منو‬
‫احلالية حنو توسيع املناطق احلضرية‪ ،‬والسيما تطور‬ ‫السكان‪ ،‬وهو أمر بدأ يكتسي أمهية ابلغة‪ ،‬ليس ألن‬
‫املدن الكبرية هلا عواقب بيئية ضخمة‪ .‬فاملدن تقوم‬ ‫النمو املستمر للسكان لفرتة طويلة ومبعدالت شبيهة‬
‫برتكيز النفاايت واملواد امللوثة فتتسبب يف كثري من‬ ‫ابملعدالت احلالية أصبح أمرا مستحيال استحالة‬
‫األحيان يف أوضاع هلا خطورهتا على الناس وتدمر‬ ‫واضحة فقط‪ ،‬بل كذلك ألن النمو السريع حيدث‬
‫النظم الطبيعية احمليطة هبا‪ .‬ومن هنا‪ ،‬فإن التنمية‬ ‫ضغوطا حادة على املوارد الطبيعية وعلى قدرة‬
‫املستدامة تعين النهوض ابلتنمية القروية النشيطة‬ ‫احلكومات على توفري اخلدمات‪ .‬كما أن النمو‬
‫للمساعدة على إبطاء حركة اهلجرة إىل املدن‪ ،‬وتعين‬ ‫السريع للسكان يف بلد أو منطقة ما حيد من التنمية‪،‬‬
‫اختاذ تدابري سياسية خاصة من قبيل اعتماد اإلصالح‬ ‫ويقلص من قاعدة املوارد الطبيعية املتاحة إلعالة كل‬
‫الزراعي واعتماد تكنولوجيات تؤدي إىل التقليص إىل‬ ‫ساكن‪.‬‬
‫احلد األدىن من اآلاثر البيئية للتحضر‪.‬‬ ‫ب‪ .‬مكانة احلجم النهائي للسكان‬
‫وللحجم النهائي الذي يصل إليه السكان يف‬
‫ث‪ .‬االستخدام الكامل للموارد البشرية‬
‫الكرة األرضية أمهيته أيضا‪ ،‬ألن حدود قدرة األرض‬
‫كما تنطوي التنمية املستدامة على استخدام‬ ‫على إعالة احلياة البشرية غري معروفة بدقة‪ .‬وتوحي‬
‫املوارد البشرية استخداما كامال‪ ،‬وذلك بتحسني‬ ‫اإلسقاطات احلالية‪ ،‬يف ضوء االجتاهات احلاضرة‬
‫التعليم واخلدمات الصحية وحماربة اجلوع‪ .‬ومن املهم‬ ‫للخصوبة‪ ،‬أبن عدد سكان العامل سيستقر عند حوايل‬
‫بصورة خاصة أن تصل اخلدمات األساسية إىل الذين‬ ‫‪ 11,6‬مليار نسمة‪ ،‬وهو أكثر من ضعف عدد‬
‫يعيشون يف فقر مطلق أو يف املناطق النائية؛ ومن هنا‬ ‫السكان احلاليني‪ .‬وضغط السكان‪ ،‬حىت ابملستوايت‬
‫فإن التنمية املستدامة تعين إعادة توجيه املوارد أو‬ ‫احلالية‪ ،‬هو عامل متنام من عوامل تدمري املساحات‬
‫إعادة ختصيصها لضمان الوفاء أوال ابالحتياجات‬ ‫اخلضراء وتدهور الرتبة واإلفراط يف استغالل احلياة‬
‫البشرية األساسية مثل تعلم القراءة والكتابة‪ ،‬وتوفري‬ ‫الربية واملوارد الطبيعية األخرى؛ ألن منو السكان‬
‫الرعاية الصحية األولية‪ ،‬واملياه النظيفة‪ ،‬والتنمية‬ ‫يؤدي هبم إىل األراضي احلدية‪ ،‬أو يتعني عليهم‬
‫املستدامة تعين فيما وراء االحتياجات األساسية‬ ‫اإلفراط يف استخدام املوارد الطبيعية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫على وسائل منع احلمل‪ ،‬كما أن معدالت خصوبتها‬ ‫حتسني الرفاه االجتماعي‪ ،‬ومحاية التنوع الثقايف‪،‬‬
‫أقل يف املتوسط‪ ،‬وأطفاهلا أكثر صحة‪ ،‬ومن شأن‬ ‫واالستثمار يف رأس املال البشري بتدريب املربني‬
‫االستثمار يف صحة املرأة وتعليمها أن يعود على‬ ‫والعاملني يف الرعاية الصحية والفنيني والعلماء وغريهم‬
‫القابلية لالستدامة مبزااي متعددة‪.‬‬ ‫من املتخصصني الذين تدعو إليهم احلاجة الستمرار‬
‫ه‪ .‬األسلوب الدميقراطي االشرتاكي يف احلكم‬ ‫التنمية‪.‬‬
‫مث إن التنمية املستدامة على املستوى السياسي‬ ‫ج‪ .‬الصحة والتعليم‬
‫حتتاج إىل مشاركة من متسهم القرارات‪ ،‬يف التخطيط‬ ‫مث إن التنمية البشرية تتفاعل تفاعال قواي مع‬
‫هلذه القرارات وتنفيذها‪ ،‬وذلك لسبب عملي هو أن‬ ‫األبعاد األخرى للتنمية املستدامة‪ .‬من ذلك مثال أن‬
‫جهود التنمية اليت ال تشرك اجلماعات احمللية كثريا ما‬ ‫السكان األصحاء الذين انلوا من التغذية اجليدة ما‬
‫يصيبها اإلخفاق‪ .‬لذلك فإن اعتماد النمط‬ ‫يكفيهم للعمل‪ ،‬ووجود قوة العمل احلسنة التعليم‪،‬‬
‫الدميقراطي االشرتاكي يف احلكم يشكل القاعدة‬ ‫أمر يساعد على التنمية االقتصادية‪ .‬ومن شأن‬
‫األساسية للتنمية البشرية املستدامة يف املستقبل‪.‬‬ ‫التعليم أن يساعد املزارعني وغريهم من سكان البادية‬
‫‪ ‬البعد االجتماعي‬ ‫على محاية الغاابت وموارد الرتبة والتنوع البيولوجي‬
‫تعترب التنمية املستدامة هبذا البعد بشكل خاص‪،‬‬ ‫محاية أفضل‪.‬‬
‫وهو ميثل البعد اإلنساين ابملعىن الضيق‪ ،‬إذ جيعل من‬ ‫د‪ .‬أمهية دور املرأة‬
‫النمو وسيلة لاللتحام االجتماعي‪ ،‬وضرورة اختيار‬ ‫ولدور املرأة أمهية خاصة ففي كثري من البلدان‬
‫اإلنصاف بني األجيال؛ إذ يتوجب على األجيال‬ ‫النامية يقوم النساء واألطفال ابلزراعات املعيشية‪،‬‬
‫الراهنة النظر ملهمة وضرورة عملية اإلنصاف‬ ‫والرعي ومجع احلطب ونقل املاء‪ ،‬وهم يستخدمون‬
‫والعدل‪ ،‬والقيام ابختيارات النمو وفقا لرغباهتا‬ ‫معظم طاقتهم يف الطبخ‪ ،‬ويعتنون ابلبيئة املنزلية‬
‫ورغبات األجيال القادمة‪ ،‬وهكذا فإن كال من البعد‬ ‫مباشرة‪ .‬واملرأة بعبارة أخرى هي املدبر األول للموارد‬
‫البيئي واالقتصادي يرتبط بشكل كبري ابلبعد‬ ‫والبيئة يف املنزل كما أهنا هي أول من يقدم الرعاية‬
‫االجتماعي الذي ميثله اإلنسان أو الفرد وفيما يلي‬ ‫لألطفال ومع ذلك فكثريا ما تلقى صحتها وتعليمها‬
‫(العلمي‪،‬‬ ‫االجتماعي‬ ‫البعد‬ ‫عناصر‬ ‫أهم‬ ‫اإلمهال الصارخ مقارنة بصحة الرجال وتعليمهم‪.‬‬
‫‪ ،2013/2012‬صفحة ‪:)57‬‬ ‫واملرأة األكثر تعليما‪ ،‬لديها فرص أكرب يف احلصول‬

‫‪14‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫عليها الزراعة كفيل حبدوث نقص يف األغذية يف املستقبل‪.‬‬ ‫‪ -‬املساواة يف التوزيع؛‬


‫وتعين التنمية املستدامة هنا استخدام األراضي القابلة‬ ‫‪ -‬احلراك االجتماعي واملشاركة الشعبية؛‬
‫للزراعة وإمدادات املياه استخداما أكثر كفاءة‪ ،‬وكذلك‬ ‫‪ -‬التنوع الثقايف؛‬
‫استحداث وتبين ممارسات وتكنولوجيات زراعية حمسنة‬ ‫‪ -‬استدامة املؤسسات‪.‬‬
‫تزيد الغلة‪ .‬وهذا حيتاج إىل اجتناب اإلسراف يف استخدام‬ ‫‪ ‬البعد البيئي ويتمثل البعد البيئي يف (اديب‪،‬‬
‫األمسدة الكيميائية واملبيدات حىت ال تؤدي إىل تدهور‬ ‫صفحة ‪:)8‬‬
‫األهنر والبحريات‪ ،‬وهتدد احلياة الربية‪ ،‬وتلوث األغذية‬ ‫أ‪ .‬إتالف الرتبة‪ ،‬استعمال املبيدات‪ ،‬تدمري‬
‫البشرية واإلمدادات املائية‪ .‬وهذا يعين استخدام الري‬ ‫الغطاء النبايت واملصايد‬
‫استخداما حذرا‪ ،‬واجتناب متليح أراضي احملاصيل‬
‫ابلنسبة لألبعاد البيئية نالحظ أن تعرية الرتبة وفقدان‬
‫وتشبعها ابملاء‪.‬‬
‫إنتاجيتها يؤداين إىل التقليص من غلتها‪ ،‬وخيرجان سنواي‬
‫ت‪ .‬صيانة املياه‬
‫من دائرة اإلنتاج مساحات كبرية من األراضي الزراعية‪.‬‬
‫ويف بعض املناطق تقل إمدادات املياه‪ ،‬ويهدد السحب‬
‫كما أن اإلفراط يف استخدام األمسدة ومبيدات احلشرات‬
‫من األهنار ابستنفاد اإلمدادات املتاحة‪ ،‬كما أن املياه‬
‫يؤدي إىل تلويث املياه السطحية واملياه اجلوفية‪ .‬أما‬
‫اجلوفية يتم ضخها مبعدالت غري مستدامة‪ .‬كما أن‬
‫الضغوط البشرية واحليوانية‪ ،‬فإهنا تضر ابلغطاء النبايت‬
‫النفاايت الصناعية والزراعية والبشرية تلوث املياه السطحية‬
‫والغاابت أو تدمرمها‪ .‬وهناك مصايد كثرية لألمساك يف املياه‬
‫واملياه اجلوفية‪ ،‬وهتدد البحريات واملصبات يف كل بلد‬
‫العذبة أو املياه البحرية جيري استغالهلا فعال مبستوايت غري‬
‫تقريبا‪ .‬والتنمية املستدامة تعين صيانة املياه بوضع حد‬
‫مستدامة‪ ،‬أو أهنا توشك أن تصبح كذلك‪.‬‬
‫لالستخدامات املبددة وحتسني كفاءة شبكات املياه‪.‬‬
‫ب‪ .‬محاية املوارد الطبيعية‬
‫وهي تعين أيضا حتسني نوعية املياه وقصر املسحوابت من‬
‫والتنمية املستدامة حتتاج إىل محاية املوارد الطبيعية‬
‫املياه السطحية على معدل ال حيدث اضطرااب يف النظم‬
‫الالزمة إلنتاج املواد الغذائية والوقود ابتداء من محاية الرتبة‬
‫اإليكولوجية اليت تعتمد على هذه املياه‪ ،‬وقصر‬
‫إىل محاية األراضي املخصصة لألشجار وإىل محاية مصايد‬
‫املسحوابت من املياه اجلوفية على معدل جتددها‪.‬‬
‫األمساك‪ -‬مع التوسع يف اإلنتاج لتلبية احتياجات السكان‬
‫ث‪ .‬تقليص مالجئ األنواع البيولوجية‬ ‫اآلخذين يف التزايد‪ ،‬وهذه األهداف حيتمل تضارهبا‪ ،‬ومع‬
‫ذلك فإن الفشل يف صيانة املوارد الطبيعية اليت تعتمد‬

‫‪15‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫أ‪ .‬استعمال تكنولوجيات أنظف يف املرافق‬ ‫وتواصل مساحة األراضي القابلة للزراعة وهي األراضي‬
‫الصناعية‬ ‫اليت مل تدخل بعد يف االستخدام البشري – اخنفاضها‪،‬‬
‫كثريا ما تؤدي املرافق الصناعية إىل تلويث ما حييط هبا‬ ‫مما يقلص من املالجئ املتاحة لألنواع احليوانية والنباتية‪،‬‬
‫من هواء ومياه وأرض‪ .‬ويف البلدان املتقدمة النمو‪ ،‬يتم‬ ‫ابستثناء القلة اليت يديرها البشر إدارة مكتفة‪ ،‬أو اليت‬
‫احلد من تدفق النفاايت وتنظيف التلوث بنفقات كبرية؛‬ ‫تستطيع العيش يف البيئة املستأنسة‪ .‬وتتعرض الغاابت‬
‫أما يف البلدان النامية‪ ،‬فإن النفاايت املتدفقة يف كثري منها‬ ‫املدارية والنظم اإليكولوجية للشعب املرجانية والغاابت‬
‫ال خيضع للرقابة إىل حد كبري‪ .‬ومع هذا فليس التلوث‬ ‫الساحلية وغريها من األراضي الرطبة وسواها من املالجئ‬
‫نتيجة ال مفر منها من نتائج النشاط الصناعي‪ .‬وأمثال‬ ‫الفريدة األخرى لتدمري سريع‪ ،‬كما أن انقراض األنواع‬
‫هذه النفاايت املتدفقة تكون نتيجة لتكنولوجيات تفتقر‬ ‫احليوانية والنباتية آخذا يف التسارع‪ .‬والتنمية املستدامة يف‬
‫إىل الكفاءة أو لعمليات التبديد‪ ،‬وتكون نتيجة أيضا‬ ‫هذا اجملال تعين أن يتم صيانة ثراء األرض يف التنوع‬
‫لإلمهال واالفتقار إىل فرض العقوابت االقتصادية‪ .‬وتعين‬ ‫البيولوجي لألجيال املقبلة‪ ،‬وذلك إببطاء عمليات‬
‫التنمية املستدامة هنا التحول إىل تكنولوجيات أنظف‬ ‫االنقراض وتدمري املالجئ والنظم اإليكولوجية بدرجة‬
‫وأكفأ وتقلص من استهالك الطاقة وغريها من املوارد‬ ‫كبرية وإن أمكن وقفها‪.‬‬
‫الطبيعية إىل أدىن حد‪ .‬وينبغي أن يتمثل اهلدف يف‬ ‫ج‪ .‬محاية املناخ من االحتباس احلراري‬
‫عمليات أو نظم تكنولوجية تتسبب يف نفاايت أو ملواثت‬ ‫والتنمية املستدامة تعين كذلك عدم املخاطرة إبجراء‬
‫أقل يف املقام األول‪ ،‬وتعيد تدوير النفاايت داخليا‪ ،‬وتعمل‬ ‫تغيريات كبرية يف البيئة العاملية بزايدة مستوى سطح البحر‪،‬‬
‫مع النظم الطبيعية أو تساندها‪ .‬ويف بعض احلاالت اليت‬ ‫أو تغيري أمناط سقوط األمطار والغطاء النبايت‪ ،‬أو زايدة‬
‫تفي التكنولوجيات التقليدية هبذه املعايري فينبغي احملافظة‬ ‫األشعة فوق البنفسجية يكون من شأهنا إحداث تغيري يف‬
‫عليها‪.‬‬ ‫الفرص املتاحة لألجيال املقبلة‪ .‬ويعين ذلك احليلولة دون‬
‫زعزعة استقرار املناخ‪ ،‬أو النظم اجلغرافية الفيزايئية‬
‫ب‪ .‬األخذ ابلتكنولوجيات احملسنة وابلنصوص‬
‫والبيولوجية أو تدمري طبقة األزون احلامية لألرض من جراء‬
‫القانونية الزاجرة‬
‫أفعال اإلنسان‪.‬‬
‫والتكنولوجيات املستخدمة اآلن يف البلدان النامية‬ ‫‪ ‬األبعاد التكنولوجية‬
‫كثريا ما تكون أقل كفاءة وأكثر تسببا يف التلوث من‬

‫‪16‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫واضحة املعامل‪ ،‬فإن معظم العلماء متفقون على أن أمثال‬ ‫التكنولوجيات املتاحة يف البلدان الصناعية‪ .‬والتنمية‬
‫هذه االنبعاث ال ميكن هلا أن تستمر إىل ما ال هناية سواء‬ ‫املستدامة تعين اإلسراع ابألخذ ابلتكنولوجيات احملسنة‪،‬‬
‫ابملستوايت احلالية أو مبستوايت متزايدة‪ ،‬دون أن تتسبب‬ ‫وكذلك ابلنصوص القانونية اخلاصة بفرض العقوابت يف‬
‫يف احرتار عاملي للمناخ‪ .‬وسيكون للتغيريات اليت ترتتب‬ ‫هذا اجملال وتطبيقها‪ .‬ومن شأن التعاون التكنولوجي –‬
‫عن ذلك يف درجات احلرارة وأمناط سقوط األمطار‬ ‫سواء ابالستحداث أو التطويع لتكنولوجيات أنظف‬
‫ومستوايت سطح البحر فيما بعد – والسيما إذا جرت‬ ‫وأكفأ تناسب االحتياجات احمللية –الذي يهدف إىل سد‬
‫التغيريات سريعا‪ -‬آاثر مدمرة على النظم اإليكولوجية‬ ‫الفجوة بني البلدان الصناعية والنامية أن يزيد من اإلنتاجية‬
‫وعلى رفاه الناس ومعاشهم‪ ،‬والسيما ابلنسبة ملن يعتمدون‬ ‫االقتصادية‪ ،‬وأن حيول أيضا دون مزيد من التدهور يف‬
‫اعتمادا مباشرا على النظم الطبيعية‪.‬‬ ‫نوعية البيئة‪ .‬وحىت تنجح هذه اجلهود‪ ،‬فهي حتتاج أيضا‬
‫إىل استثمارات كبرية يف التعليم والتنمية البشرية‪ ،‬والسيما‬
‫ث‪ .‬احلد من انبعاث الغازات‬
‫يف البلدان األشد فقرا‪ .‬والتعاون التكنولوجي يوضح‬
‫وترمي التنمية املستدامة يف هذا اجملال إىل احلد‬ ‫التفاعل بني األبعاد االقتصادية والبشرية والبيئية‬
‫من املعدل العاملي لزايدة انبعاث الغازات احلرارية‪ .‬وذلك‬ ‫والتكنولوجية يف سبيل حتقيق التنمية املستدامة‪.‬‬
‫عرب احلد بصورة كبرية من استخدام احملروقات‪ ،‬وإجياد‬
‫ت‪ .‬احملروقات واالحتباس احلراري‬
‫مصادر أخرى للطاقة إلمداد اجملتمعات الصناعية‪.‬‬
‫وسيكون من املتعني على البلدان الصناعية أن تتخذ‬ ‫كما أن استخدام احملروقات يستدعي اهتماما خاصا‬
‫اخلطوات األوىل للحد من انبعاث اثين أكسيد الكربون‬ ‫ألنه مثال واضح على العمليات الصناعية غري املغلقة‪.‬‬
‫واستحداث تكنولوجيات جديدة الستخدام الطاقة‬ ‫فاحملروقات جيري استخراجها وإحراقها وطرح نفاايهتا‬
‫احلرارية بكفاءة أكرب‪ ،‬وتوفري إمدادات من الطاقة غري‬ ‫داخل البيئة‪ ،‬فتصبح بسبب ذلك مصدرا رئيسيا لتلوت‬
‫احلرارية تكون مأمونة وتكون نفقتها حمتملة‪ .‬على أنه حىت‬ ‫اهلواء يف املناطق العمرانية‪ ،‬ولألمطار احلمضية اليت تصيب‬
‫تتوافر أمثال هذه التكنولوجيات‪ ،‬فالتنمية املستدامة تعين‬ ‫مناطق كبرية‪ ،‬واالحتباس احلراري الذي يهدد بتغري املناخ‪.‬‬
‫استخدام احملروقات أبكفأ ما يستطاع يف مجيع البلدان‪.‬‬ ‫واملستوايت احلالية النبعاث الغازات احلرارية من أنشطة‬
‫البشر تتجاوز قدرة األرض على امتصاصها؛ وإذا كانت‬
‫ج‪ .‬احليلولة دون تدهور طبقة األزون‬
‫اآلاثر قد أصبحت خالل العقد األخري من القرن العشرين‬

‫‪17‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫والتنمية املستدامة تعين أيضا احليلولة دون تدهور‬


‫طبقة األوزون احلامية لألرض‪ .‬ومتثل اإلجراءات اليت‬
‫اختذت ملعاجلة هذه املشكلة سابقة مشجعة‪ :‬فاتفاقية‬
‫كيوتو جاءت للمطالبة ابلتخلص تدرجييا من املواد‬
‫الكيميائية املهددة لألزون‪ ،‬وتوضح أبن التعاون الدويل‬
‫ملعاجلة خماطر البيئة العاملية هو أمر مستطاع‪ .‬لكن تعنت‬
‫الوالايت املتحدة األمريكية واعتدادها أبن قوهتا أصبحت‬
‫املصدر‪ :‬صاحل صاحلي )‪ (2008‬التنمية الشاملة‬ ‫فوق إرادة اجملتمع الدويل جعلها ترفض التوقيع على هذه‬
‫املستدامة والكفاءة االستخدامية للثروة البرتولية يف‬ ‫االتفاقية ما دام أن ال أحدا يستطيع إجبارها على ذلك‪.‬‬
‫اجلزائر‪ ،‬املؤمتر العلمي الدويل ‪:‬التنمية املستدامة والكفاءة‬ ‫‪ -6-3‬البعد السياسي‬
‫االستخدامية ‪. 8‬أفريل‪ ،‬سطيف‪ ،‬جامعة فرحات عباس ‪:‬‬ ‫يؤدي إىل حتقيق التنمية السياسية املستدامة اليت‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬ص‪.872‬‬ ‫جتسد مبادئ احلكم الراشد وإدارة احلياة السياسية بطريقة‬
‫ّ‬
‫‪ .4.2‬مؤشرات التنمية املستدامة‬ ‫تضمن الشفافية واملشاركة يف اختاذ القرار‪ ،‬وتنامي الثقة‬
‫أ‪ .‬برانمج األمم املتحدة ملؤشرات التنمية‬ ‫واملصداقية‪ ،‬وتوايل السيادة واالستقاللية للمجتمع أبجياله‬
‫املستدامة‪ :‬يف دورهتا الثالثة عام ‪ ،1995‬وافقت جلنة‬ ‫املتالحقة ‪.‬فهذا البعد يسهم بفعالية يف جتسيد معايري‬
‫التنمية املستدامة إلدارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية‬ ‫االستدامة على مستوى البعد االقتصادي‪ ،‬االجتماعي‪،‬‬
‫لألمم املتحدة‪ ،‬اليت أنشئت يف ديسمرب ‪ 1992‬لضمان‬ ‫الثقايف والبيئي (صاحلي‪ ،‬صفحة ‪)872‬‬
‫املتابعة الفعلية ملؤمتر األمم املتحدة للبيئة والتنمية‪ ،‬على‬ ‫ميكن التأكيد على تلك األبعاد الشاملة يف الشكل‬
‫برانمج عمل بشأن مؤشرات التنمية املستدامة يغطي‬ ‫املوايل‪:‬‬
‫اجلوانب االجتماعية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والبيئية‪ ،‬واملؤسسية‬ ‫الشكل رقم (‪ :)01‬أبعاد التنمية املستدامة‬
‫للتنمية املستدامة‪ ،‬وقد أسهمت منظمات حكومية‬
‫ومجاعات أساسية متدخلة كوكاالت مسؤولة عن‬
‫مؤشرات معينة‪ ،‬يف بلورة هذا الربانمج‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫مثل النساء‪ ،‬والشباب‪ ،‬واألطفال املعاقني‪ ،‬والعالقة‬ ‫وإضافة إىل تعزيز األنشطة احلالية اخلاصة جبمع‬
‫القائمة بني هذه امليادين ومشكلة البيئة‪.‬‬ ‫البياانت املتعلقة ابلتنمية املستدامة‪ ،‬فقد طلب من‬
‫البلدان على اخلصوص إيالء اهتمام خاص مليادين مثل‬
‫إن الغاية من برانمج عمل جلنة األمم املتحدة للتنمية‬
‫العوامل الدميوغرافية‪ ،‬وختطيط املدن‪ ،‬والفقر‪ ،‬والصحة‪،‬‬
‫املستدامة هي ابخلصوص التوصل‪ ،‬إىل حدود عام‬
‫وحق احلصول على املوارد وكذلك اجملموعات اخلاصة‬
‫‪ ،2001‬إىل قائمة مبؤشرات للتنمية املستدامة مكيفة‬
‫مثل النساء‪ ،‬والشباب‪ ،‬واألطفال املعاقني‪ ،‬والعالقة‬
‫على املستوى الوطين‪ ،‬وتتسم ابملرونة الكافية حبيث ميكن‬
‫القائمة بني هذه امليادين ومشكلة البيئة‪.‬‬
‫قياسها واستخدامها يف بلدان ذات مستوايت تنموية‬
‫خمتلفة ومتناسقة على حنو ميكن من إجراء املقارانت‬ ‫إن الغاية من برانمج عمل جلنة األمم املتحدة للتنمية‬
‫ووضع هذه املؤشرات حتت تصرف صانعي القرار على‬ ‫املستدامة هي ابخلصوص التوصل‪ ،‬إىل حدود عام‬
‫املستوى الوطين (اسم)‪., 2012‬‬ ‫‪ ،2001‬إىل قائمة مبؤشرات للتنمية املستدامة مكيفة‬
‫على املستوى الوطين‪ ،‬وتتسم ابملرونة الكافية حبيث ميكن‬
‫قياسها واستخدامها يف بلدان ذات مستوايت تنموية‬
‫ب‪ .‬معايري إعداد مؤشرات جيدة للتنمية‬ ‫خمتلفة ومتناسقة على حنو ميكن من إجراء املقارانت‬
‫املستدامة‪:‬‬ ‫ووضع هذه املؤشرات حتت تصرف صانعي القرار على‬
‫‪ ‬أن تعكس شيئا أساسيا وجوهراي لصحة اجملتمع‬ ‫املستوى الوطين منظمات حكومية ومجاعات أساسية‬
‫االقتصادية أو االجتماعية أو البيئية طويلة األمد‬ ‫متدخلة كوكاالت مسؤولة عن مؤشرات معينة‪ ،‬يف بلورة‬
‫على مر األجيال‪.‬‬ ‫هذا الربانمج‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون واضحة وميكن حتقيقها أي ببساطة‬ ‫وإضافة إىل تعزيز األنشطة احلالية اخلاصة جبمع‬
‫يستطيع اجملتمع فهمها وتقبلها‬ ‫البياانت املتعلقة ابلتنمية املستدامة‪ ،‬فقد طلب من‬
‫‪ ‬آن تكون قابلة للقياس وميكن التنبؤ هبا‪.‬‬ ‫البلدان على اخلصوص إيالء اهتمام خاص مليادين مثل‬
‫‪ ‬أن تكون ذات قيم حدية متاحة‬ ‫العوامل الدميوغرافية‪ ،‬وختطيط املدن‪ ،‬والفقر‪ ،‬والصحة‪،‬‬
‫‪ ‬أن توضح ما إذا كانت املتغريات قابلة للقلب‬ ‫وحق احلصول على املوارد وكذلك اجملموعات اخلاصة‬
‫وميكن التحكم فيها أم ال‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫نصيب الفرد من هذا الدخل ‪ ،‬على أساس أن التنمية‬ ‫‪ ‬النواحي اخلاصة ‪:‬ينبغي حتديد األساليب‬
‫االقتصادية هتدف يف جوهرها إىل حتسني الظروف‬ ‫املستخدمة يف إعداد أي مؤشر بوضوح وان يتم‬
‫االجتماعية للفرد عن طريق زايدة الطاقة اإلنتاجية‬ ‫توظيفها بدقة وان تكون مقبولة اجتماعيا وعلميا‬
‫لالقتصاد القومي ‪ ،‬لذلك فهي غاية تستهدف اجملتمعات‬ ‫وان يكون من السهل إعادة إنتاجها‪.‬‬
‫املتقدمة واملتخلفة على حد السواء ‪ ،‬ومن بني هذه‬ ‫‪ ‬احلساسية للزمن ‪:‬مبعىن أن املؤشر يشري إىل‬
‫الدول جند اجلزائر‪ ،‬فقد مرت اجلزائر ابلعديد من املراحل‬ ‫اجتاهات منوذجية إذا استخدم كل عام‪.‬‬
‫يف سبيل حتقيق التنمية االقتصادية ‪ ،‬واليت كانت كلها‬ ‫‪ ‬واملنشاة اخلاصة مؤسسة هتدف إىل تعظيم أرابحها‬
‫يف إطار سياسة التنمية االقتصادية اجلزائرية (العلمي‪،‬‬ ‫يف سوق تنافسية وان كان يف حدود ما تسمح به‬
‫‪ ،2013/2012‬صفحة ‪.)108‬‬ ‫النظم والقوانني والتقاليد (شاهني‪،2006 ،‬‬
‫يعترب النمو االقتصادي من أهم املؤشرات يف التحليل‬ ‫صفحة ‪.)166.167‬‬
‫االقتصادي والذي يتعلق ابالرتفاع املستمر لإلنتاج‪،‬‬
‫ويعتمد الناتج الداخلي اخلام كأداة‬
‫املداخيل وثروة األمة‪ُ ،‬‬
‫لقياس النمو‪.‬‬ ‫‪ .2‬واقع التنمية املستدامة يف اجلزائر املعوقات‬
‫والتحدايت‬
‫يف سنة ‪ 2001‬مت اعتماد برانمج دعم اإلنعاش‬
‫تعرف التنمية على أهنا التطوير يف مجيع امليادين‬
‫صص‬
‫االقتصادي والذي امتد إىل غاية ‪ 2004‬وقد ُخ ّ‬
‫ابستخدام اإلمكانيات املتاحة والتنمية يف جوهرها حتمل‬
‫له غالف مايل قدره ‪ 7‬مليار دوال ( ‪ 525‬مليار دج)‪،‬‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية والتنشئة السياسية‬
‫وذلك قصد حتفيز النمو من خالل إنعاش االقتصاد عن‬
‫واالجتماعية وغريها من املفاهيم وسنتطرق يف هذا احملور‬
‫طريق تفعيل الطلب الكلي‪ ،‬وترقية االستثمار وكذلك‬
‫إىل واقع التنمية املستدامة يف اجلزائر ابإلضافة اىل املعوقات‬
‫هتيئة البنية التحتية لالقتصاد ال وطين وفق التحوالت اليت‬
‫والتحدايت من اجل التنمية املستدامة‪.‬‬
‫متيز املسار التنموي التنموي‪ ،‬ابإلضافة إىل حتفيز‬
‫ّ‬
‫االستثمار األجنيب املباشر لقد متيزت السنوات من‬ ‫‪ .1.3‬حملة عن التنمية املستدامة يف اجلزائر‬
‫إبنعاش مكثف للتنمية‬ ‫‪ 2001‬اىل ‪2004‬‬ ‫‪ ‬اجلانب االقتصادي‬
‫االقتصادية‪ ،‬وجتسد هذا اإلنعاش من خالل نتائج عديدة‬ ‫تعرف التنمية االقتصادية على أهنا عملية رفع‬
‫مستوى الدخل القومي حيث ينبين عن هذا الرفع متوسط‬

‫‪20‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫حسب ما مييزه اجلدول التايل‬ ‫هامة منها حتقيق معدل منو مستمر يساوي يف املتوسط‬
‫اجلدول رقم (‪ :)01‬تطور معدالت النمو‬ ‫‪ % 4.7‬طوال السنوات‬
‫االقتصادي للفرتة ‪2005 -2001‬‬
‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫السنوات‬
‫‪5.1‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫‪6.8‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫معدل النمو (‪)%‬‬

‫لكن بقيت نسبة النمو اإلقتصادي شيه مستقرة مقارنة‬ ‫‪:‬‬ ‫املصدر‬
‫‪https://data.albankaldawli.org/indicator/NY.G‬‬
‫ابلسنوات اليت قبلها حيث سجل قيمة تقدر ب‬
‫‪DP.MKTP.KD.ZG?locations=DZ&view=char‬‬
‫‪ %3 ,79‬سنة ‪ 2014‬و ‪ %3 ,76‬سنة ‪، 2015‬‬ ‫‪ ،t‬اتريخ املشاهدة ‪2019/07/05‬‬
‫وهذا بسبب السياسة النقدية اجلد حذرة و مامتلكه اجلزائر‬
‫إخنفضت نسبة النمو اإلقتصادي إىل‬
‫من إحتياطات الصرف اليت قدرت ب ‪144,13‬مليار‬
‫‪ % 4 ,30‬سنة ‪ 2004‬وبعدها قامت الدولة بربانمج‬
‫دوالر وبسبب برانمج توطيد النمو اإلقتصادي املخصص‬
‫دعم النمو اإلقتصادي لسنة ‪ 2009-2005‬كآلية‬
‫لسنة ‪ 2014-2010‬والذي خصص له ‪ 286‬مليار‬
‫مكملة لسياسة اإلنعاش واهلدف منها ضخ أكرب قدر من‬
‫دوالر أمريكي‪،‬مث ارتفعت نسبة النمة االقتصادي اىل‬
‫االستثمارات احمللية واألجنبية لتسريع وثرية النمو هبدف‬
‫‪ % s3.17‬سنة ‪ 2017‬و اىل ‪ %3.03‬سنة ‪2018‬‬
‫تقليص البطالة وتضييق فجوة الفقر ورفع مستوى املعيشي‬
‫والشكل املوايل يبني تطور معدالت النمو االقتصادي من‬
‫لألفراد حيث خصص هلذا الربانمج مبلغ ‪ 150‬مليار‬
‫الفرتة ‪.2018-2000‬‬
‫دوالر أمريكي‪ ،‬لكن بعدها مت املالحظة أن نسبة النمو‬
‫الشكل رقم (‪ :)02‬تطور معدالت النمو اإلقتصادي‬ ‫إخنفضت لتسجل ‪ 1,68%‬سنة ‪ ،2006‬ومنه لترتواح‬
‫خالل الفرتة ‪2018-2000‬‬ ‫ين ‪ %3‬و ‪ %2‬من ‪ 2007‬إىل غاية ‪. 2013‬‬

‫وإبتداءا من شهر جوان ‪ 2014‬عاىن اإلقتصاد‬


‫اجلزائري من أثر إهنيار أسعار النفط‪ ،‬حيث عرف عجز‬
‫يف امليزانية ويف احلساب اجلاري اخلارجي مما أدى هذا إىل‬
‫اخنفاض يف قيمة العملة الوطنية مقابل الدوالر األمريكي‪،‬‬

‫‪21‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫‪ 17‬سنة) ‪ % 95‬و ‪ % 31‬على التوايل يف سنة ‪2009‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ ،‬كما بلغت نسبة اإلنفاق من الناتج احمللي اإلمجايل على‬ ‫‪7‬‬

‫التعليم االبتدائي واملتوسط والثانوي ‪، %11 ،18%‬‬ ‫‪6‬‬

‫و‪ %17‬على التوايل وذلك يف سنة ‪ ،2002‬ولقد بلغ‬ ‫‪5‬‬

‫نصيب الفرد من الناتج احمللي اإلمجايل ‪ 5244‬دوالر‬ ‫‪4‬‬

‫أمريكي يف سنة ‪ ، 2011‬ومبعدل منو ‪( %1‬الدويل‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.)2017‬‬ ‫‪2‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)03‬النمو يف نصيب الفرد من إمجايل‬ ‫‪1‬‬

‫الناتج احمللي (‪ %‬سنوايا) خالل الفرتة ‪-1990‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪2018‬‬
‫املصدر‪ :‬مت اإلعداد بناءا على معطيات البنك الدويل‬
‫‪ ‬اجلانب االجتماعي‬
‫ابلرغم من حتسن اإلطار املعيشي للفرد اجلزائري‬
‫واجلهود املبذولة يف التنمية البشرية حسب ما يشري إليه‬
‫تقرير اجمللس االقتصادي واالجتماعي للتنمية البشرية‬
‫)‪ ،(2008‬إال أن نسبة األمية تبقى مرتفعة بشكل‬
‫ملفت لالنتباه‪ ،‬إذ تقدر أبكثر من‪ 28 %‬حيث أن‬
‫املصدر‪ :‬البنك الدويل‪ ،‬اتريخ املشاهدة‬
‫التعليم يف اجلزائر إلزامي من سن ‪ 6‬إىل ‪ 16‬سنة‪ ،‬وبعدما‬
‫‪2019/07/05‬‬
‫كانت نسبة املتعلمني ‪ 10%‬فقط عند االستقالل‪،‬‬
‫‪https://data.albankaldawli.org/indicator‬‬
‫&‪/NY.GDP.PCAP.KD.ZG?end=2018‬‬ ‫فقد تطورت لتصبح ‪ 80.6 %‬يف حد كبري على األمية‬
‫‪start=1993&view=chart‬‬ ‫اليت كانت سائدة سابقا يف الوسط النسائي بشكل‬
‫‪ ‬اجلانب البيئي‬ ‫خاص‪ ،‬حيث بلغت نسبة االلتحاق ابملدارس االبتدائية‬
‫لقد ارتبطت إشكالية التلوث البيئي يف اجلزائر بطبيعة‬ ‫‪100 %‬يف سنة ‪ ، 2010‬بينما بلغت نسبة التسجيل‬
‫السياسات التنموية االقتصادية واالجتماعية املنتهجة‪،‬‬ ‫يف املتوسط( من ‪ 11‬إىل ‪ 14‬سنة والثانوي (من ‪ 15‬إىل‬
‫حيث أ ُِهم لت االعتبارات البيئية يف املخططات التنموية‬

‫‪22‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫‪ ‬القانون رقم ‪ 10-03‬املؤرخ يف ‪ 19‬مجادى‬ ‫مما أدى إىل تفاقم التلوث الصناعي وتدهور اإلطار‬
‫االوىل عام ‪ 1924‬ه املوافق ل ‪ 19‬يوليو‬ ‫املعيشي لألفراد‪ ،‬ابإلضافة إىل التصحر وتدهور الغطاء‬
‫‪ 2003‬م (القانون رقم ‪:)2003 ،10-03‬‬ ‫النبايت‪.‬‬
‫يتعلق حبماية البيئة يف إطار التنمية املستدامة اجلريدة‬
‫لقد اتبعت الدولة اجلزائرية يف ما جمال محاية البيئة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 43‬هبدف محاية البيئة يف إطار‬
‫سياسة هتدف إىل تعزيز اإلطار القانوين واملؤسسايت‪،‬‬
‫التنمية املستدامة على اخلصوص إىل ما أييت حسب املادة‬
‫وهذا ما ميكن مالحظته من خالل س ن العديد من‬
‫‪02‬منه‪:‬‬
‫القوانني اليت تنُظّم خمتلف اجملاالت االقتصادية‬
‫‪ -‬حتديد املبادئ األساسية وقواعد البيئة‪.‬‬
‫واالجتماعية بطريقة تتوافق والقواعد العلمية حلماية البيئة ‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية تنمية وطنية مستدامة بتحسني شروط املعيشة‬
‫يضاف إىل ذلك إنشاء عدة هيئات إدارية مركزية تسهر‬
‫والعمل على ضمان اطار معيشي سليم‪.‬‬
‫على تسيري قطاع البيئة‪ ،‬كما مت إسناد اختصاصات‬
‫‪ -‬إصالح األوساط املتضررة‪.‬‬
‫للبلدية والوالية ابعتبار اهنما املؤسستان الرئيسيتان حلماية‬
‫‪ -‬ترقية االستعمال االيكولوجي العقالين للمواد‬
‫البيئة على املستوى احمللي (العلمي‪،2013/2012 ،‬‬
‫الطبيعية املتوفرة واستعمال التكنولوجيات األكثر نقاء‪.‬‬
‫صفحة ‪.)108‬‬
‫فالتنمية املستدامة حسبه تعين التوفيق بني تنمية اجتماعية‬
‫واقتصادية قابلة لالستمرار ومحاية البيئة أي ادراج البعد‬ ‫‪ .2.3‬السياسة احلالية واملستقبلية يف إطار التنمية‬

‫البيئي يف إطار تنمية تضمن تلبية حاجات األجيال‬ ‫املستدامة‬

‫احلاضرة واألجيال املستقبلية‬ ‫شرعت اجلزائر مؤخرا يف اختاذ العديد من اإلجراءات‬

‫القانون رقم ‪ 20/01‬املؤرخ يف ‪ 27‬رمضان‬ ‫‪‬‬ ‫والسياسات يف سبيل حتقيق تنمية مستدامة‪ ،‬وذلك من‬

‫‪ 1422‬املوافق ل ‪ 12‬ديسمرب سنة ‪ 2001‬واملتعلق‬ ‫خالل ’ إدراكها أبمهية إقامة توازن بني واجبات محاية‬

‫بتهيئة اإلقليم والتنمية املستدامة‪ ،‬يهدف إىل‪:‬‬ ‫البيئة ومتطلبات التنمية من خالل اإلدارة احلكيمة‬

‫إعداد اسرتاتيجية إلعادة توازن توزيع نشاطات‬ ‫‪-‬‬ ‫للموارد‪ ،‬ولتجسيد هذا اهلدف جلأت إىل العديد من‬

‫السكان ووسائل التنمية‪.‬‬ ‫السياسات لتحسني األوضاع االقتصادية واالجتماعية‬

‫احملافظة على البيئة وتثمني األنظمة البيئية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫والصحية للمواطن واحلفاظ على البيئة‪.‬‬
‫ومن بني السياسات احلالية جند‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫القانون املتضمن محاية وتثمني الساحل‪ ،‬من‬ ‫‪‬‬ ‫القانون رقم ‪ 19/01‬املؤرخ يف ‪ 27‬رمضان عام‬ ‫‪‬‬
‫القانون ‪ 02/02‬املؤرخ يف ‪ 05‬فيفري ‪ 2002‬حيدد هذا‬ ‫‪ 1422‬ه املوافق ل ‪ 12‬ديسمرب ‪( :2001‬القانون رقم‬
‫القانون ساحل ويضع املبادئ األساسية الستعماله‬ ‫‪)2001 ،19/01‬‬
‫وتسيريه ومحايته وتندرج معظم آمال التنمية من اآلن‬ ‫واملتعلق بتسيري النفاايت ومراقبتها وهذا القانون جاء‬
‫وصاعدا ضمن بعد هتيئة اإلقليم والبيئة‪ ،‬ويتوىل هذا‬ ‫ملراقبة وتسيري النفاايت وطرق التخلص منها‪ ،‬فهو يسمح‬
‫القانون احلفاظ على طبيعة الساحل على أن يتم إي‬ ‫بتقرير كميتها‪ ،‬كما يسنح بتحديد عدد م ا ركز ومواقع‬
‫استطالع يف إطار احرتام التام للطبيعة املناطق الساحلية‬ ‫املعاجلة املوجودة يف أحناء البالد‪...‬إخل‪.‬‬
‫ويف هذا اإلطار جيدد القانون القواعد العامة واخلاصة‬ ‫حبيث يرتكز هذا القانون على مبادئ التالية‪:‬‬
‫املتعلقة حبماية الساحل وتثمينه‪.‬‬ ‫‪ ‬الوقاية والتقليص من إنتاج وضرر النفاايت ‪.‬‬
‫‪ .3.3‬املعوقات والتحدايت الرئيسية للتنمية‬ ‫‪ ‬تنظيم فرز النفاايت ‪.‬‬
‫املستدامة‬ ‫‪ ‬تنمية النفاايت إبعادة استعماهلا أو برسكلتها ‪.‬‬
‫‪ ‬املعوقات التنمية املستدامة‬ ‫‪ ‬املعاجلة البيئية العقالنية للنفاايت ‪.‬‬
‫على الرغم من التقدم الكبري الذي حصل خالل‬ ‫‪ ‬إعالم وحتسيس املواطنني ابألخطار النامجة عن‬
‫الفرتة اليت أعقبت إعالن ريو يف جمال العمل البيئي ومسرية‬ ‫النفاايت وآاثرها على الصحة والبيئة‪ ،‬وكذلك‬
‫التنمية املستدامة يف الدول اإلسالمية‪ ،‬فإن هناك بعض‬ ‫التدابري املتخذة للوقاية من هذه األخطار واحلد‬
‫تبين‬
‫املعوقات اليت واجهت العديد من هذه الدول يف ّ‬ ‫منها وتعويضها‪.‬‬
‫خطط وبرامج التنمية املستدامة‪ ،‬كان من أمهها ما يلي‬
‫(االسالمي‪:)2017 ،‬‬ ‫قانون متضمن ترقية الطاقات املتجددة يف إطار‬ ‫‪‬‬
‫الفقر الذي هو أساس لكثري من املعضالت‬ ‫أ)‬ ‫التنمية املستدامة يدعم هذا القانون إدارة تتقامسها بالدان‬
‫النفسية‬ ‫واألزمات‬ ‫واالجتماعية‬ ‫الصحية‬ ‫مع اجملموعة الدولية لتحديد نتائج الغاز املسبب‬
‫واألخالقية‪ ،‬وعلى اجملتمعات احمللية والوطنية‬ ‫لالحتباس احلراري يف ضمان إدخال الطاقات الطاقات‬
‫والدولية أن تضع من السياسات التنموية وخطط‬ ‫املتجددة‪ ،‬ويهدف هذا القانون إىل ترقية مصادر جديدة‬
‫اإلصالح االقتصادي‪ ،‬ما يقضي على هذه‬ ‫للطاقة النظيفة املتجددة وغري خطرية على البيئة‪ .‬لقانون‬
‫املشاكل إبجياد فرص العمل‪ ،‬والتنمية الطبيعية‬

‫‪24‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫املوارد الطبيعية وإعاقة حتقيق التنمية املستدامة يف الدول‬ ‫والبشرية واالقتصادية والتعليمية للمناطق األكثر‬
‫النامية‪.‬‬ ‫فقراً‪ ،‬واألش ّد ختلفاً‪ ،‬والعمل على مكافحة األمية‪.‬‬
‫ب) الديون اليت متثّل إضافة إىل الكوارث الطبيعية مبا فيها ح) عدم توفر التقنيات احلديثة واخلربات الفنية الالزمة لتنفيذ‬
‫برامج التنمية املستدامة وخططها‪.‬‬ ‫مشكالت اجلفاف والتصحر والتخلف االجتماعي‬
‫املعوقات اليت خ) نقص اخلربات الالزمة لدى الدول اإلسالمية لتتمكن من‬
‫أهم ّ‬ ‫الناجم عن اجلهل واملرض والفقر‪َّ -‬‬
‫اإليفاء اباللتزامات حيال قضااي البيئة العاملية ومشاركة‬ ‫حتول دون جناح خطط التنمية املستدامة وتؤثر سلباً‬
‫اجملتمع الدويل يف اجلهود الرامية لوضع احللول هلذه‬ ‫يف اجملتمعات الفقرية خباصة واألسرة الدولية بعامة‪،‬‬
‫القضااي‪.‬‬ ‫ومن واجب اجلميع التضامن للتغلب على هذه‬
‫‪ ‬التحدايت التنمية املستدامة‬ ‫الصعوابت محاية لإلنسانية من خماطرها وأتثرياهتا‬
‫ولقد متثلت جممل التحدايت فيما يلي (االسالمي‪:)2017 ،‬‬ ‫السلبية على اجملتمع‪.‬‬
‫أ) إجياد مصادر التمويل الالزم لتحقيق التنمية املستدامة‬ ‫احلروب واملنازعات املسلحة واالحتالل األجنيب اليت‬ ‫ت)‬
‫يف الدول النامية والتزام الدول الصناعية بزايدة الدعم‬ ‫تؤثر بشكل مضر على البيئة وسالمتها‪ ،‬وضرورة تنفيذ‬
‫املقدم منها للدول النامية ليصبح (‪ %1,5‬من الناتج‬ ‫قرارات األمم املتحدة الداعية إىل إهناء االحتالل األجنيب‬
‫الوطين)‬ ‫وجترم تلويث البيئة أو‬
‫حترم ّ‬‫ووضع تشريعات والتزامات ّ‬
‫ب) إعداد الربامج التنموية والصحية والتعليمية للشعوب‬ ‫قطع أشجارها أو إابدة حيواانهتا‪ ،‬ومراعاة الكرامة يف‬
‫األقل منواً‪ ،‬فالدولة واجملتمعات احمللية واإلقليمية والوطنية‬ ‫معاملة األسرى طبقاً للقوانني الدولية وعدم التمثيل ابملوتى‬
‫واملنظمات ذات االختصاص‪ ،‬تشرتك يف املسؤولية ‪-‬على‬ ‫ومنع ختريب املنازل واملنشآت املدنية ومصادر املياه‪.‬‬
‫تفاوت بينها‪ -‬وهي مطالبة ابملسامهة يف رعاية الطفولة‬ ‫التضخم السكاين غري الرشيد وخاصة يف مدن الدول‬ ‫ث)‬
‫واألمومة‪ ،‬وأتسيس البىن التحتية واملرافق‪ ،‬وذلك بتمويل‬ ‫النامية وتدهور األحوال املعيشية يف املناطق العشوائية‬
‫برامج التنمية املستدامة‪ ،‬ووضع اخلطط والسياسات‬ ‫وتزايد الطلب على املوارد واخلدمات الصحية‬
‫الفاعلة يف هذا اجملال‪ ،‬وتقاس أهلية هذه األطراف مجيعاً‬ ‫واالجتماعية‪.‬‬
‫وكفاءهتا‪ ،‬مبقدار ما تقدمه من خدمات يف هذه اجملاالت‬ ‫ج) تدهور قاعدة املوارد الطبيعية واستمرار استنزافها لدعم‬
‫احليوية‪ ،‬ومبقدار عنايتها بتطوير برامج العمل التنموي على‬ ‫أمناط اإلنتاج واالستهالك احلالية مما يزيد يف نضوب قاعدة‬
‫املستويني احلكومي والشعيب ومؤسساته‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫التضرر من اإلجراءات اليت يتخذها اجملتمع الدويل‬‫ز) ّ‬ ‫ج) حتقيق التكامل وتشجيع االستثمار الداخلي واألجنيب‬
‫جملاهبة قضااي البيئة العاملية ومسؤولية اجملتمع الدويل يف‬ ‫من خالل إجياد شراكة حقيقية بني الدول الصناعية‬
‫مساعدة الدول اإلسالمية املتضررة‪.‬‬ ‫والدول النامية وحتقيق فرص أفضل ملنتجاهتا للمنافسة يف‬
‫ح) أتمني مشاركة كاملة وفعالة للدول النامية داخل مراكز‬ ‫األسواق احمللية والعاملية من خالل منظمة التجارة العاملية‪.‬‬
‫اختاذ القرار واملؤسسات االقتصادية الدولية وتعزيز اجلهود‬ ‫د) إجياد وسائل متويل جديدة لدعم جهود التنمية للدول‬
‫اليت هتدف إىل جعل دواليب االقتصاد العاملي أكثر‬ ‫النامية‪.‬‬
‫شفافية وإنصافاً واحرتاماً للقوانني املعمول هبا على حنو‬ ‫هـ) نقل وتطويع التقنيات احلديثة املالئمة للبيئة وتشجيع‬
‫ميكن الدول النامية من رفع التحدايت اليت تواجهها‬ ‫الباحثني‪ ،‬وتوفري إمكانيات العمل العلمي هلم ابعتباره من‬
‫بسبب العوملة‪.‬‬ ‫أسباب تطوير العمل التنموي واستمراره‪ ،‬ويرتبط بذلك‬
‫نشر الوعي أبمهية التفكري العلمي والبحث يف جماالت‬
‫التنمية املستدامة‪ ،‬وتطوير وسائل العمل يف هذا اجملال‪،‬‬
‫اخلامتة‪:‬‬
‫ونقل اجملتمع بذلك إىل مراحل متقدمة من الرقي والتنمية‬
‫حيتاج حتقيق هدف التنمية املستدامة إىل إحراز‬ ‫يف وقت أسرع وبتكلفة أقل‪.‬‬
‫تقدم متزامن يف أربعة أبعاد على األقل‪ ،‬هي األبعاد‬ ‫أساس‬
‫دور ٌ‬ ‫و) محاية الرتاث احلضاري‪ :‬للرتاث احلضاري ٌ‬
‫االقتصادية‪ ،‬والبشرية والبيئية والتكنولوجية‪ .‬وهناك ارتباط‬ ‫يف عنصر التنمية املستدامة لكونه يسهم يف أتكيد الذاتية‬
‫وثيق فيما بني هذه األبعاد املختلفة‪ ،‬واإلجراءات اليت‬ ‫الثقافية‪ ،‬وحيافظ على خصوصياهتا‪ ،‬وحيمي هويتها من‬
‫تتخذ يف إحداها من شأهنا تعزيز األهداف يف بعضها‬ ‫الذوابن‪ ،‬ويساعد على بناء الشخصية املستقلة لألفراد‬
‫اآلخر‪ ،‬ومن ذلك مثال أن االستثمار الضخم يف رأس‬ ‫واجلماعات‪ ،‬ومينح العمل التنموي دفعةً ذاتية أقوى يف‬
‫املال البشري‪ ،‬والسيما فيما بني الفقراء‪ ،‬يدعم اجلهود‬ ‫الدفاع عن الشخصية الوطنية والدينية‪ ،‬وصيانة املستقبل‬
‫الرامية إىل اإلقالل من الفقر‪ ،‬وإىل اإلسراع يف تثبيت عدد‬ ‫املشرتك‪ ،‬ولذا فإن التأكيد على األبعاد الروحية واألخالقية‬
‫السكان‪ ،‬وإىل تضييق الفوارق االقتصادية وإىل احليلولة‬ ‫اليت تدعو إليها األداين السماوية يؤثر إجيابيا يف الدفع‬
‫دون مزيد من التدهور لألراضي واملوارد‪ ،‬وإىل السماح‬ ‫ابلتنمية حنو اخلري والعمل الصاحل والتكافل االجتماعي‪.‬‬
‫ابلتنمية العاجلة واستخدام مزيد من التكنولوجيات‬

‫‪26‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫وحماربة كل أشكال التلوث اليت من شاهنا هتديد الثروة‬ ‫الناجعة يف مجيع البلدان‪ ،‬والتحسني التكنولوجي هو‬
‫البيئية عامة‪.‬‬ ‫بدوره أمر هام يف التوفيق بني أهداف التنمية وقيود البيئة‪.‬‬
‫وتتطلب التنمية املستدامة تغيريا جوهراي يف‬
‫اتئج الدراسة وتوصياهتا‪:‬‬ ‫السياسات واملمارسات احلالية‪ ،‬لكن هذا التغيري لن يتأتى‬
‫‪ ‬تتنوع أدوات اإلعالم اليت تسهم بدور فعال‬ ‫بسهولة‪ ،‬ولن يتأتى أبدا بدون قيادة قوية وجهود متصلة‬
‫التنمية املستدامة من مسرح وإذاعة وتلفزيون يف‬ ‫ونضاالت مستمرة من طرف القوى العاملة والشعوب‬
‫ووسائل االتصال اجلماهريي وكذل املسرح‪.‬‬ ‫املقهورة يف بلدان كثرية‪.‬‬
‫‪ ‬كلما ركزت الرسالة اإلعالمية على موضوعات‬ ‫حيث ان مسايرة مؤشرات التنمية املستدامة‬
‫ترتبط ابلتنمية املستدامة كلما زاد االهتمام‬ ‫أصبحت حتمية ال مفر منها من اجل عدم التخلف عن‬
‫أكثر‪.‬‬ ‫ركب‬
‫‪ ‬القيام حبمالت توعية مبفاهيم وقيم متطلبات‬ ‫األمم سياسيا من جهة ومن جهة أخرى‬
‫التنمية‪.‬‬ ‫اقتصاداي كون ان ثرواتنا املستغلة يف جلب العملة الصعبة‬
‫‪ ‬االهتمام بربامج التنمية املستدامة ومنها قضااي‬ ‫غري متجددة مما يعكس مدى مالئمة املضي يف تطبيق‬
‫االهتمام ابلبيئة‪.‬‬ ‫مؤشرات التنمية املستدامة من استغالل لطاقات املتجددة‬
‫وعدم املساس بنصيب األجيال القادمة من الثروات‪.‬‬
‫اجلزائر وان كانت بعض املؤشرات تعكس‬
‫‪ .4‬قائمة املراجع‪:‬‬
‫رغبتها القوية يف املضي قدما حنو اسرتاتيجية التنمية‬
‫املستدامة فان مثال لبسيط عن الفجوة بينها وبني الدول‬
‫‪ -‬اديب ‪,‬ع ‪.‬ا ‪. (s.d.).‬ابعاد التنمية املستدامة‪. ،‬ورقة‬ ‫اجملاورة يف نفس اجملال تبني بوضوح حقيقة‬
‫حبثية ‪.‬‬ ‫ان الرغبة غري كافية وامنا القدرة على تطبيق‬
‫‪ -‬اسم ‪,‬د ‪. (2012,‬جويلية ‪31).‬االمم املتحدة االمنائي‬
‫املخطط أتيت يف املقدمة لذلك وجب مواجهة كل نقاط‬
‫يف الدول العربية ‪. Récupéré sur‬‬
‫الضعف املتعلقة ابملسالة االنطالق يف سياسة إعادة‬
‫‪http://www.arabstates.undp.org/con‬‬
‫‪tent/rbas/ar/home/library/Sustainable‬‬ ‫أتهيل للبىن التحتية اىل تكثيف سياسات الوعي البيئي‬
‫‪_development.html‬‬

‫‪27‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة‪،‬‬ ‫‪ -‬االسالمي ‪,‬م ‪.‬ا ‪. (2017, 02 22). Récupéré‬‬
‫صفحة جامعة فرحات عباس سطيف‪.‬‬ ‫‪sur http://islamfin.go-‬‬
‫‪ -‬حسني العلمي‪ .)2013/2012( .‬دور االستثمار يف‬ ‫‪forum.net/t611-topic‬‬
‫تكنولوجيا االتصال و املعلومات يف حتقيق التنمية‬ ‫‪ -‬البنك الدويل‪ .)2017 ,02 22( .‬بياانت اجلزائر‬
‫املستدامة‪ .‬مدكرة لنيل شهادة املاجستري ختصص االقتصاد‬ ‫نصيب الفرد من الناتج احمللي ‪ .‬مت االسرتداد من‬
‫الدويل و التنمية املستدامة‪ .‬جامعة فرحات عباس سطيف‬ ‫‪http://data.albankaldawli.org/countr‬‬
‫‪.1‬‬ ‫‪y/algeria‬‬
‫‪ -‬دوجالس موسشيت ‪ ،‬ترمجة هباء شاهني‪.)2006( .‬‬ ‫‪ -‬اخلطيب هنى ‪ .)2000( .‬اقتصادايت البيئة والتنمية‪.‬‬
‫مبادئ التنمية املستدامة ‪ .‬مصر‪ :‬الدار الدولية‬ ‫مركز دراسات واستشارات اإلدارة‪.‬‬
‫لالستثمارات الثقافية‪.‬‬ ‫‪ -‬القانون رقم ‪ .)2001( .19/01‬املؤرخ يف ‪ 27‬رمضان‬
‫‪ -‬سنوسي زوليخة وبوزاين الرمحاين هاجر‪( .‬بال اتريخ)‪.‬‬ ‫عام ‪ 1422‬ه املوافق ل ‪ 12‬ديسمرب ‪ 2001‬واملتعلق‬
‫البعد البيئي السرتاتيجية التنمية املستدامة‪ .‬ملؤمتر العلمي‬ ‫بتسيري النفاايت‪ .‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪.7‬‬
‫الدويل‪ :‬التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد‬ ‫‪ -‬القانون رقم ‪ .)2003( .10-03‬املؤرخ يف ‪ 19‬مجادى‬
‫املتاحة‪ ،‬صفحة جامعة سطيف ‪.‬‬ ‫االوىل عام ‪ 1924‬ه املوافق ل ‪ 19‬يوليو ‪ 2003‬يتعلق‬
‫‪ -‬شافعي‪ ،‬حممد زكي‪ .)1998( .‬التنمية االقتصادية‪.‬‬ ‫حبماية البيئة يف اطار التنمية املستدامة‪ .‬اجلريدة الرمسية‪،‬‬
‫القاهرة‪ :‬مكتبة النهضة العربية‪.‬‬ ‫العدد ‪.43‬‬
‫‪ -‬صاحل صاحلي‪( .‬بال اتريخ)‪ .‬التنمية الشاملة املستدامة‬ ‫‪ -‬املسلمي إبراهيم‪ .)1996( .‬الراديو والتلفزيون وتنمية‬
‫والكفاءة االستخدامية للثروة البرتولية يف اجلزائر‪ .‬املؤمتر‬ ‫اجملتمع‪ .‬القاهرة‪ :‬العريب للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫العلمي الدويل‪ :‬التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية‪.‬‬ ‫‪ -‬بوزاين الرمحاين هاجر‪( .‬بال اتريخ)‪ ، .‬التنمية املستدامة يف‬
‫جامعة فرحات عباس سطيف‪.‬‬ ‫اجلزائر بني حتمية التطور وواقع التسيري‪ .‬املركز اجلامعي‬
‫‪ -‬ميشيل تودارو ترمجة حممود حسن حسين‪.)2006( .‬‬ ‫خبميس مليانة‪.‬‬
‫التنمية االقتصادية‪ .‬الرايض‪ :‬دار املريخ للنشر‪.‬‬ ‫‪ -‬بوهزة ‪,‬م & ‪.,‬بن سديرة ‪,‬ع ‪. (2008,‬افريل ‪07-‬‬
‫‪08).‬االستثمار األجنيب املباشر كاسرتاتيجية للتنمية‬
‫املستدامة ‪.‬املؤمتر العلمي الدويل ‪:‬التنمية املستدامة‬
‫والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة ‪, p.‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية وعلوم التسيري جامعة سطيف‪.‬‬
‫‪ -‬حرفوش سهام وصحراوي إميان وبوابية ذهبية رمية‪-07( .‬‬
‫‪ 08‬افريل‪ .)2008 ,‬اإلطار النظري للتنمية الشاملة‬
‫املستدامة ومؤشرات قياسها ‪ .‬املؤمتر العلمي الدويل‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫دراسات اقتصادية‬

‫املالحق‪:‬‬
‫امللحق رقم ‪ :01‬تطور معدل النمو االقتصادي‬
‫النمو‬ ‫السنوا‬ ‫النمو‬ ‫السنوا‬ ‫النمو‬ ‫السنوا‬
‫االقتصاد‬ ‫ت‬ ‫االقتصاد‬ ‫ت‬ ‫االقتصاد‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫‪3,63‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪3,82‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪0,8‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪2,89‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪3,01‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪-1,2‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪3,37‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪5,61‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪1,8‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪2,77‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪7,2‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪-2,1‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪3,79‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪4,3‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪-0,9‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪3,76‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪5,91‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪3,8‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪2,75‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪1,68‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪4,1‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪3,16‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪3,37‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪1,1‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2,36‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪5,1‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1,63‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪1999‬‬

‫املصدر‪ :‬البنك الدويل‬

‫‪29‬‬

You might also like