You are on page 1of 13

‫الوحدة النقدية الخليجية‬

‫ضرورة‪.......‬ولكن؟‬
‫د‪.‬مصطفى عيد مصطفى ابراهيم‬
‫‪dr.mousteid@yahoo.com‬‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫التكامل القتصادي هو صيغة متقدمة من صيغ العلقات القتصادية والتي تتميز بأنها عملية من التنسيق‬
‫المستمرة والمتصل ‪ ،‬بحيث تتضمن هذه الصيغة مجموعة من الجراءات بهدف إزالة القيود على حركة‬
‫التجارة وعناصر النتاج فيما بين مجموعة من الدول لتحقيق معدلت نمو مرتفعة ‪ .‬والتكامل عملية تحتاج‬
‫إلى الزمن حتى تنضج وتكتمل عناصرها ‪ ،‬ولذا ينظر إليه على أنه عملية تدريجية تاريخية‪.‬‬

‫تتخذ مناهج التكامل القليمى صورا متعددة وفق المنهج المتبع والتى تتنوع اشكاله ما بين المنهج‬
‫التحادى‪،‬والمنهج الوظيفى ‪ ،‬والوظيفى المحدث ‪ ،‬والمنهج التعاملى‪ .‬فيما يتعلق بالمنهج التحادي نجد أننا‬
‫لسنا أمام نظرية تكامل بالمعنى العلمى الدقيق ‪ ،‬بل أننا أمام أستراتيجية تتخير أسلوبا يفترض ان تتقبله الدول‬
‫اعضاء التكامل وبعد ذلك يمكن اختيار السياسات القتصادية التى تطبقها الدول العضاء لتضييق الفروق‬
‫فى النمو ‪ .‬وفى حالة عجز دول التحاد الى الوصول الى حالت متشابهة من النمو يصبح النفصال واردا‪.‬‬
‫أما المنهج الوظيفى فيعتمد على إقامة مؤسسات تتولى مسئولية السهر على رفاهية البشر تجنبا للنزعات‬
‫الوطنية المجافية للسلم بطبيعتها ‪ .‬وهذين المنهجين يتسمان بالنهج السياسى على نحو أغلب ‪،‬أما المنهج‬
‫الوظيفى المحدث فهو يميل الى التكامل القتصادى ‪ ،‬فأحد الجوانب التى يمكن أخذها فى العتبار ان اختيار‬
‫النواحى المتعلقة برفاهة البشر كمنطلق لعملية التكامل يتطلب لفاعليته أن يكون هناك اتفاق عام بين سكان‬
‫الدول المنتمية الى القليم التكاملى المراد اقامته‪ .‬ومن ثم فان التقارب الثقافى والحضارى وتماثل النظم‬
‫السياسية والجتماعية ومستويات النمو تساعد فى تحقيق ونجاح هذا التكامل ‪ .‬اما المنهج التعاملى فيعمل‬
‫على تشجيع وتكثيف المعاملت بين الدول المعنية دون اللتزام باطار مؤسسى معين وعليه ينشأ نوعا من "‬
‫الشعور بالجماعة " بعد ان تتزايد حجم التشابكات فتتقارب المصالح وتتماثل قواعد السلوك بما يجعل‬
‫التكامل خاتمة طبيعية لهذه الشبكة من العلقات ‪ ،‬وهذا يعنى ضرورة وجود استعداد لتفهم حاجات الخرين‬
‫والتعرف على الوزن النسبى الذى تكتسبه كل دولة وقدرتها على تعزيز مسيرة التكامل ‪ ،‬وهذا المنهج‬
‫يتفادى العتماد على هياكل مؤسسية قد تتحول لعقبة فى وجه التكامل ‪ ،‬خاصة وانها قد تؤدى الى نوع من "‬
‫الفراط المؤسسى" وبالواقع العملى نرى بعض المعاملت التى كبرت دون ان تمر عبر مؤسسات تكاملية‬
‫محددة او حتى تخضع لتنظيمات قومية تنظم حركتها ‪ .‬ومن هذا المنطلق فان التبادل ليس بالضرورة معيارا‬
‫للتكامل ‪ ،‬ومن هنا يتضح الفارق بين التكامل بالمعنى العلمى والعتماد المتبادل الذى يربط دول متباينة فى‬
‫الثقافات والمشاعر‪.‬أما تحقيق التكامل القليمى فيكون وفق اعتبارين أساسين الول ‪ :‬المجال ) اقتصادى‪،‬‬
‫سياسى( الثانى ‪ :‬هو الصيغة )حالة‪ ،‬عملية( وتختلف عملية التكامل من حيث نظرتها الى كل من هذين‬
‫البعدين ‪.‬‬

‫ويعد المنهج الوظيفى المحدث هو النهج المتبع فى عملية التكامل القتصادى المؤسسى ‪ ،‬حيث يرى " بيل‬
‫بلسا" ان هناك صور مختلفة للتكامل القتصادى تكون الغلبة فيه للدوات السلبية فى بادىء المر ثم‬
‫التدرج للدوات اليجابية ‪ ،‬كما انها عملية تتضمن النتقال من مرحلة الى التى تليها حتى تتحقق الصورة‬
‫النهائية التى تتخذ شكل اندماج اقتصادى وهذه المراحل هى ‪:‬منطقة التجارة الحرة ‪ :‬وبمقتضاها يتم الغاء‬
‫الحواجز الجمركية فيما بين الدول المنضمة للمنطقة ‪ ،‬وتحتفظ كل دولة بتعريفتها الجمركية تجاه الدول غير‬
‫المشاركة فى المنطقة ‪ .‬وتزال الحواجز الجمركية على المنتج غير المستورد والذى ينتج محليا ‪ .‬وينظر اليها‬
‫على انها تكامل سلبى يعتمد على تخفيض تدريجى للتعريفة الجمركية دون الخوض فى تنسيق‬
‫السياسات‪.‬التحاد الجمركى ‪ :‬حيث يتم اللتزام بتوحيد التعريفة الجمركية تجاه العالم الخارجى وان يكون‬
‫هذا بعد الغاء الرسوم الجمركية والقيود الخرى فيما بين الدول العضاء بالتحاد ‪.‬السوق المشتركة‪ :‬حيث‬
‫يتم تطبيق كل ماسبق من ازالة للقيود الجمركية وغير الجمركية وتوحيد التعريفة الجمركية وايضا حرية‬
‫انتقال عناصر النتاج ‪ .‬ومن المهام الولى للتكامل هى تحقيق تقارب بين مستويات النشاط القتصادى وذلك‬
‫قبل ان تتاح حرية انتقال عناصر النتاج لمواجهة اى فروق قد تنشأ عن التطورات القتصادية الداخلية‬
‫والخارجية ‪ ،‬وبناءا عليه فعندما يصل التحاد الجمركى الى غايته من حيث " اعادة تقسيم العمل " يبدأ فى‬
‫ازالة العوائق التى تحول دون النتقال الحر لعناصر النتاج على مستوى التحاد تماما كما يتحركون داخل‬
‫القتصاد القطرى الواحد ‪ .‬وعليه يصبح دور السوق المشتركة هو توفير متطلبات سلمة الحركة فى اسواق‬
‫المنتجات وعناصر النتاج بما يكفل كفاءة عمل السواق‪ .‬كما ينبغى الشارة الى ان مرحلة السوق المشتركة‬
‫تظهر الحاجة الى تجاوز السياسات التجارية الى تنسيق سياسات اخرى ‪ ،‬وهذا التنسيق يتطلب توافر‬
‫المشاركة الشعبية نظرا لن الكثير من هذه السياسات يؤثر على حركة البشر ‪ ،‬وعدم استخدام السياسات‬
‫على نحو يحقق مزايا مفتعلة لقتصاد معين على حساب القتصاديات الخرى ‪ ،‬والموازنة بين دور‬
‫السياسات فى رفع كفاءة اداء القتصاد الوطنى ومتطلبات تحقيق اهداف التجمع التكاملى ‪.‬التحاد القتصادى‬
‫حيث يجرى توحيد السياسات القتصادية والنقدية والمالية بحيث تتحول الدول المندمجة الى اقتصاد واحد‬
‫للقضاء على التمييز ‪ ،‬وهنا يتجاوز التكامل نواحى التبادل التجارى التى تنجز فى التحاد الجمركى ‪،‬‬
‫وانتقال عناصر النتاج التى تنجز فى ظل السوق المشتركة ‪ ،‬الى التنسيق العام للنشاط القتصادى من خلل‬
‫أمرين ‪ ،‬إما بتوحيد السياسات حيث تفرض صيغة واحدة تلتزم بها الطراف بغض النظر عن مدى تاثيراتها‬
‫على الهداف القطرية مثل ما يحدث عند فرض تعريفة مشتركة فى التحاد الجمركى‪ .‬وإما من خلل‬
‫التوفيق بين السياسات القتصادية المختلفة ‪.‬الوحدة القتصادية ‪ :‬وتشهد تكامل فى التجارة وعوامل النتاج‬
‫والسوق والسياسات وتحدد سياسته سلطة عليا فوق وطنية بقرارات ملزمة لجميع العضاء‪.‬أما الفلسفة‬
‫القتصادية التى يقوم التكامل على أساسها هى " الحرية القتصادية" لضمان بلوغ اقصى حدود الرفاهة ‪،‬‬
‫والتنسيق أو التكامل اليجابى يقتصر على متطلبات تحقيق المنافسة وحمايتها ليتحقق الصالح للجميع ‪ ،‬وقد‬
‫يشير الواقع العملى الى ان هذا ليكفى ‪ ،‬اذ تجد الحكومات نفسها مضطرة لتحقيق أهداف تشكل عناصر‬
‫هامة فى تكوين ما يسمى بالرفاهة ‪ ،‬تفوق مجرد الحرية القتصادية مثل تحقيق الستقرار فى السعار‬
‫وميزان المدفوعات ومواجهة التقلبات الدورية ‪ ،‬كما يرى بعض الكتاب عدم التقيد بالمراحل الخمس وفق‬
‫المنهج الذى صاغه " بلسا" حيث يرى كل من " بيندر" و " تنبرجن" ان تنسيق السياسات يلعب دورا مهما‬
‫فى مراحل مبكرة للتكامل ‪.‬‬

‫دول الخليج والطريق الى الوحدة‪:‬‬


‫دول الخليج هى المملكة السعودية ومملكة البحرين والكويت وقطر والمارات وسلطنة عمان ويبلغ عدد‬
‫السكان نحو ‪ 36‬مليون نسمة واجمالى ناتجها المحلى أكثر من ‪ 800‬مليار دولر ونصيب الفرد من الناتج‬
‫المحلى الجمالى أكثر من ‪ 20‬الف دولر وتنتج نحو ‪ %23‬من اجمالى انتاج النفط العالمى و ‪ %8‬من انتاج‬
‫الغاز ولديها مخزون ‪ %40‬من اجمالى مخزون النفط العالمى و ‪ %23‬من احتياطات الغاز الطبيعى ولكنها‬
‫ل تمثل أكثر من ‪5‬ر ‪ % 1‬من الناتج المحلى العالمى‪ .‬ولقد تم العلن عن نشأة مجلس التعاون الخليجى فى‬
‫شهر مايو من عام ‪ 1981‬فى الدورة التأسيسية للمجلس العلى التى عقدت بدولة المارات العربية‬
‫المتحدة‪،‬حيث تم إقرار النظام الساسى للمجلس‪،‬وفى نفس العام تم التوقيع على التفاقية القتصادية الموحدة‬
‫والتى اصبحت سارية المفعول بحلول مارس عام ‪ 1982‬حيث تم البدء فى اتخاذ خطوات تنفيذية لتطبيق‬
‫احكامها ونصوصها اعتبارا من مارس ‪ 1983‬وكانت الخطوة الولى هى انشاء منطقة التجارة الحرة فيما‬
‫بين دول المجلس والتى بموجبها تم اعفاء كافة المنتجات الوطنية من الرسوم الجمركية والرسوم ذات الثر‬
‫المماثل وفق شروط معينة‪.‬وبعد عقدين من هذا جاءت التفاقية القتصادية الجديدة التى اقرها دول المجلس‬
‫فى قمة مسقط ديسمبر ‪ 2001‬وتضمنت هذه التفاقية نصوصا جديدة ومطورة للعمل المشترك مثل التحاد‬
‫الجمركى والسوق الخليجية والتحاد النقدى‪.‬ثم تطورت عملية التكامل لتشهد نشأة التحاد الجمركى والذى تم‬
‫العمل به فى يناير ‪، 2003‬وهو منطقة يتم استبعاد الرسوم الجمركية ويتم تطبيق رسوم جمركية ولوائح‬
‫تجارية موحدة تجاه العالم الخارجى‪ .‬وتبنى التحاد توحيد التعريفة امام تجاه العالم الخارجى‪ ،‬وان تعامل‬
‫السلع المنتجة فى اى دول التحاد الجمركى لدول المجلس معاملة المنتجات الوطنية ويسمح لها بالتنقل‬
‫بكامل حريتها بين الدول العضاء بموجب الفواتير المحلية الخاصة بها والبيان الجمركى الموحد للغراض‬
‫الجمركية والحصائية‪.‬وكذلك تبنى قانون جمركى موحد ولوائح وانظمة متماثلة وتوحيد النظم والجراءات‬
‫الجمركية والمالية والدارية الداخلية المتعلقة بالستيراد والتصدير واعادة التصدير فى دول المجلس‪،‬وان‬
‫تكون هناك نقطة دخول واحدة يتم عندها تحصيل الرسوم الجمركية‪.‬ومر التحاد الجمركى بعدة‬
‫مراحل‪،‬الولى‪ :‬من يناير ‪ ) 2003‬لمدة عام( حيث كانت تتركز على إستكمال الجراءات الجمركية‬
‫الخاصة باقامة التحاد الجمركى‪.‬والمرحلة الثانية من يناير ‪ 2004‬لمدة عام للعمل على تدعيم روابط التحاد‬
‫الجمركى وتعزيز الثقة به والستفادة من النتائج اليجابية للمرحلة الولى‪ .‬أما المرحلة الثالثة من يناير‬
‫‪ 2005‬ويتم فيها الغاء المهام الجمركية للمراكز البينية للدول العضاء فى ضوء النتائج التى تحققت فى‬
‫المراحل السابقة ‪.‬وعمليا تشير الحصاءات الى زيادة حجم التبادل التجارى بين الدول العضاء بعد عام‬
‫‪ 2003‬الى ‪ %20‬سنويا مقارنة ب ‪5‬ر ‪ %7‬سنويا بعد قيام التحاد‪ .‬وبرغم الغايات النبيلة للتحاد الجمركى‬
‫ال أنه مازالت قضية تحصيل وتوزيع نسب اليرادات الجمركية من أهم المشكلت التى تواجه قيام السوق‬
‫المشتركة ومن ثم العملة الموحدة ولقد كانت نسب التوزيع المقترحة كما يلى ‪ :‬المارات ‪75‬ر ‪-%25‬‬
‫البحرين ‪15‬ر ‪-%3‬السعودية ‪77‬ر ‪-%42‬عمان ‪52‬ر ‪-%9‬قطر ‪90‬ر ‪– 7‬الكويت ‪52‬ر ‪.%10‬‬
‫ال ان هذه القضية مازات مثار شد وجذب رغم إن اليرادات الجمركية في دول مجلس التعاون الخليجي‬
‫تسهم بنسبة ل تتجاوز ‪ 10‬في المائة من مجموع اليرادات الحكومية التي تتراوح بين ‪ 300‬و ‪ 600‬مليار‬
‫دولر سنويا على مدار السنوات الثلث الماضية‪ ..‬ومع ذلك استطاعت هذه القضية أن تعمل على تعطيل‬
‫قيام التحاد الجمركي الموحد لكثر من خمس سنوات‪ .‬فكيف لو أن هذه اليرادات تشكل حصة السد في‬
‫اليرادات الحكومية الخليجية؟ ولحسم هذه القضية نجد أننا أمام خياران في كيفية احتساب اليرادات‬
‫الجمركية في دول المجلس إما بنسب معينة من هذه اليرادات لكل دولة وباتفاقهم وتقبلهم هذه النسب ‪،‬وإما‬
‫أن تذهب اليرادات الجمركية كلها إلى الصندوق المخصص لها " وهو القتراح المحبذ عمليا"‪.‬‬
‫ويرى مراقبون أن استعصاء حل مسألة توزيع اليرادات ووجود اعتراضات كثيرة على نتائج الدراسة‬
‫الستشارية تثير التساؤل نظرا لكون هذه النسب جاءت مستقاة من تجارب عالمية كثيرة سبقتنا في هذا‬
‫المجال وأكدت نجاحها‪.‬‬

‫والحقيقة ان استمرار عدم حسم آلية توزيع اليرادات الجمركية بين دول مجلس التعاون الخليجي وامكانية‬
‫اعتراض دولتين هما المارات وقطر على النسب الموضوعة في هذا الخصوص عملية تثير المخاوف حول‬
‫امكانية السير قدما وبخطى ثابتة وواثقة تجاه عملية السوق المشتركة‪..‬‬

‫ويمكن للمجلس أن يقتضى بتجربة صندوق التحاد الوروبي الذي تجمع فيه اليرادات الجمركية‪ ،‬ويتم‬
‫الصرف منها على دول التحاد‪ ،‬طالما ان اللية الحالية غير مرضية‪.‬‬
‫و إن بقاء هذه المسألة معلقة لكثر من خمس سنوات يكشف جانبا مما يعتري مسيرة العمل الخليجي‬
‫المشترك من تباطؤ‪ ،‬حيث تحرص تلك الدول على إيجاد آلية مقنعة لجميع الطراف‪.‬‬

‫ولقد كان من المقرر أن يتم العمل بالنسب بعد التفاق عليها اعتبارا من مطلع العام الماضي ‪ 2008‬وذلك‬
‫بالتزامن مع السوق الخليجية المشتركة‪ ،‬إل أن اختلفا في وجهات النظر بين دول المجلس حول النسب‬
‫المقترحة في الدراسة الولى للية تحصيل ونسب توزيع حصيلة اليرادات الجمركية المشتركة أعاد ملف‬
‫الدراسة إلى المانة العامة لخضاعه لمزيد من الدراسة‪.‬‬
‫وتاريخيا بدأت الدول الخليجية الست مطلع ‪ 2003‬تطبيق التحاد الجمركي الموحد‪ ،‬حيث تم تطبيق قانون‬
‫موحد للجمارك في كانون الثاني )يناير( ‪ ،2002‬وتم التفاق على تعرفة جمركية موحدة للتحاد الجمركي‬
‫لدول المجلس بواقع ‪ 5‬في المائة على جميع السلع الجنبية المستوردة من خارج التحاد الجمركي والعمل‬
‫بها من الول من كانون الثاني )يناير( ‪ ،2003‬مع إعفاء ‪ 417‬سلعة ضرورية من الرسوم الجمركية‪ ،‬إضافة‬
‫للعفاءات الجمركية الواردة في نظام القانون الموحد للجمارك‪.‬‬

‫ومددت الدول الخليجية المرحلة النتقالية الثانية حتى ‪ 2007‬بعد أن انتهت الفترة الولى بنهاية ‪ ،2004‬دون‬
‫استكمال إجراءاته التي كان معظمها نتيجة التحول من العمل الفردي إلى الجماعي وعلى اعتبار أن دول‬
‫المجلس تغلب عليها صفة الدول المستوردة والمستهلكة‪.‬‬

‫ويرى مراقبون أن حصيلة الرسوم التي تجبى في دول التكامل في مجموعها تكون شبه مملوكة للتحاد‬
‫بوصفه وحدة مستقلة عن الدول الداخلة في نطاقه ول تحصل كل دولة من هذه الدول على جزء من هذه‬
‫الحصيلة المشتركة إل بناء على توزيع هذه الحصيلة بينها طبقا للطريقة التي يتفق عليها‪ .‬وعموما فإن‬
‫مشكلة تقسيم إيرادات الجمارك بين الدول العضاء في التكامل يجب أل تقف حجر عثرة في سبيل إتمام‬
‫التكامل والتفاق على أسس التعريفة الموحدة‪ .‬ولعل أخف الحلول التي يلتجأ إليها في هذا الشأن هو تسليم كل‬
‫دولة ما يتحصل لها من إيرادات مع إيداع نسبة معينة من مجموعها في صندوق يخصص لعانة الدولة التي‬
‫تعاني نقصا في إيراداتها الجمركية بسبب انضمامها للتكامل‪.‬‬
‫‪‬‬

‫يذكر مسؤولون خليجيون إن أمانة مجلس التعاون الخليجي عرضت في العام ‪ 2005‬على لجنة التحاد الجمركي دراسة تتضمن آلية‬
‫تحصيل ونسب توزيع حصيلة اليرادات الجمركية بين الدول الست‪ ،‬بعد انتهاء الفترة النتقالية‪ .‬مشيرة إلى أن الدراسة لقت قبول من‬
‫أعضاء اللجنة‪ ،‬حيث وصفوا القتراح الذي تضمنته الدراسة بأنه مخرج في حالة إقراره أو على القل أرضية للنقاش‪ ،‬يمكن أن تسهم‬
‫في التوصل إلى حل‪ ،‬ولسيما أن الدول كانت ترفض حجز جميع الموال‪ ،‬مما يعوق استفادتها منها‪ .‬وتتضمن الدراسة استقطاع ما‬
‫نسبته ‪ 5‬في المائة من اليرادات الجمركية لكل دولة مع العالم الخارجي‪ .‬ويشمل القتراح أن يتم إيداع اليرادات المستحصل عليها‪ ،‬في‬
‫صندوق مشترك‪ ،‬فيما تبقى النسبة المتبقية الـ ‪ 95‬في المائة في تصرف الدول العضاء‪ ،‬على أن تتم إعادة النظر في هذه النسبة بعد‬
‫انتهاء العام الول للتطبيق‪ ،‬بناء على النتائج التي ستحقق‪ .‬وكان يفترض في حال إقرار التحصيل المشترك فستتحول المراكز البينية بين‬
‫دول الخليج العربية إلى مراكز أمنية بدل من أن تكون أمنية ومصدر ترسيم‪ .‬ويتضمن القتراح فتح حساب لصالح صندوق التحصيل‬
‫المشترك‪ ،‬تودع فيه النسبة المستحصلة والبالغة ‪ 5‬في المائة‪ ،‬على أن تتم إدارته من قبل المانة العامة للمجلس‪ ،‬ويوظف الحساب في‬
‫الوحدة النقدية الخليجية‪:‬‬
‫وضعت اللجنة الفنية المكلفة بدراسة متطلبات تنفيذ الوحدة النقدية ثلث مراحل لتحقيق الوحدة‬
‫النقدية‪:‬‬
‫الولى‪ :‬تنفيذ الربط بالدولر المريكى كمثبت مشترك للعملت الخليجية فى موعد أقصاه ‪2002‬‬
‫وقد تم هذا فعليا من قبل جميع دول المجلس‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬التفاق على تحديد معايير الداء القتصادى اللزمة لنجاح التحاد النقدى والنسب‬
‫المتعلقة بها وكيفية احتسابها والوصول اليها فى موعد اقصاه ‪.2005‬‬
‫ثالثا‪ :‬اصدار العملة الخليجية فى يناير ‪.2010‬‬
‫الدوافع والمزايا من وراء الوحدة النقدية‪:‬‬
‫تحسين الموقف التفاوضى مثل مايحدث مع التحاد الوروبى واستراليا‬ ‫‪-‬‬

‫والتكتلت القليمية التى يشهد العالم تطورا فى تكوينها وادائها‪.‬‬


‫زيادة قدرة الشركات الخليجية على الندماج مع أو الستحواذ على شركات‬ ‫‪-‬‬

‫اخرى فى مختلف دول المجلس ‪ ،‬وكذلك عودة رؤوس الموال المهاجرة للخارج ‪.‬‬
‫الستفادة المثلى من الموارد‪ ،‬من خلل خلق سوق مالى موحد يتصف بقدر كبير‬ ‫‪-‬‬

‫من السيولة والعمق وقادر على ايجاد مؤسسات وادوات توفر فرصا استثمارية تستقطب‬
‫الستثمارات المحلية والجنبية ‪،‬وزيادة فاعلية السواق على جذب رؤوس الموال‬
‫المهاجرة‪ ،‬وقد يؤدى الى جعل العملة الموحدة عملة عالمية تستخدم كوحدة للحساب‬
‫ووسيلة للتبادل بين مختلف دول العالم مما تساعد فى جلب عائدات اكثر وتزيد من‬
‫تنافسية اسعار المنتجات بالمجلس‪.‬‬
‫تقليل مخاطر تقلب العملة والتكاليف المدفوعة من قبل المؤسسات والشركات‬ ‫‪-‬‬

‫والفراد بغرض تبديل العملت المحلية وهى بمثابة ضريبة غير رسمية تفرض على‬
‫الستثمار والتجارة البينية وكذلك تقليل مخاطرعدم التاكد فى اسعار المنتجات والخدمات‪.‬‬

‫الصرف على المانة العامة وعلى المراكز البينية التي تحتاج إلى تطوير‪ ،‬إضافة إلى التدريب وتطوير القدرات‪.‬‬
‫كما كان يفترض أن يتم توزيع اليرادات الجمركية نهاية كل أربعة أشهر على الدول العضاء‪ ،‬وفق النسب المحددة‪ ،‬حيث سيتم التوزيع‬
‫وفقا لتجارة كل دولة مع العالم الخارجي‪ ،‬إذ ستنال المارات ‪ 26‬في المائة‪ ،‬البحرين ‪ 3‬في المائة‪ ،‬السعودية ‪ 43‬في المائة‪ ،‬عمان وقطر‬
‫بواقع ‪ 8‬في المائة لكل منهما‪ ،‬وأخيرا الكويت ‪ 12‬في المائة‪ .‬وسيتم إلغاء أعمال المقاصة في حال تطبيق التحصيل المشترك‪ ،‬بعد أن يتم‬
‫استكمال تسوية المبالغ الخاصة بالفترتين النتقاليتين‪ ،‬التي استمرت أولهما ثلثة أعوام )‪ 2003‬حتى ‪ (2006‬والثانية وهي الحالية‬
‫وتستمر لعام واحد ينتهي بنهاية ‪ ،2007‬على أن يتم التفاق قبل نهاية عام ‪ 2007‬على كثير من النقاط التي لم يتم التفاق بشأنها‪ ،‬ومنها‬
‫التحصيل المشترك‪.‬‬
‫تقليل تكاليف النتاج مما يزيد من الوضع التنافسى للسلع والمنتجات والسوق‬ ‫‪-‬‬

‫الخليجى وزيادة القاعدة النتاجية لدخول المشاريع الحدية مرة اخرى فى حلبة النتاج‬
‫والمنافسة‪.‬‬
‫جذب مزيد من الستثمارات الجنبية ‪،‬وفى هذا الطار فان الهدف ليس مزيد من‬ ‫‪-‬‬
‫الموال بقدر ما هو طلب المزيد من المعرفة الفنية والدارية وفتح فرص لمزيد من‬
‫التدريب وزيادة المنافسة وتوفير معلومات اكثر عن السواق الخارجية وخدمات‬
‫التوزيع‪.‬‬
‫القتصاديات الخليجية لطبيعتها صغيرة ولديها ثروات غير متجددة وعليه فان‬ ‫‪-‬‬

‫الحاجة لتوسيع السوق ضرورية واستبدال مصادر الدخل " وتنويعها" بأخرى دائمة‬
‫متطلب أساسى‪.‬‬
‫التحديات والعوائق‪:‬‬
‫‪ -‬من التحديات السياسية والتشريعية فى نفس الوقت تحقيق مايسمى بالمواطنة القتصادية‬
‫الخليجية)بشكل كامل( فى شكل حرية النتقال والعمل والقامة وحق التملك والرث واليصاء‬
‫وحرية ممارسة النشاط القتصادى وحرية انتقال رؤوس الموال وهو ما تضمنته المادة)‪ (3‬فى‬
‫التفاقية القتصادية لعام ‪ 2001‬بخصوص المواطنة القتصادية والتى تنص على اقرار مبدأ‬
‫المساواة الكاملة لجميع مواطنى دول المجلس‪،‬‬
‫والمضى قدما فى دراسة وتطبيق توحيد جواز السفر واستكمال اصدار البطاقة الذكية والتى تمت‬
‫بالفعل فى مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ‪ .‬فما زال الخليجيين‬
‫يصنفون بعضهم على انهم أجانب مما يمثل عائقا امام تنقل الستثمارات الخليجية بين الدول‬
‫العضاء‪.‬وفى هذا الطار تم انجاز بعض التقدم‪،‬أل أن هناك المزيد فى طلب توظيف القوى‬
‫العاملة الخليجية وتسهيل تنقلها فيما بين دول المجلس وفقا لما اقرته الدورة العشرين للمجلس‬
‫العلى عام ‪ 1999‬وتفعيل المواطنة القتصادية وفق ما أقرته الدورة السابعة والعشرين عام‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ -‬تظل هناك مشكلة أساسية ‪،‬وهى المشاركة الشعبية ‪،‬بمعنى ان معظم القرارات ان لم يكن كلها‬
‫قرارات سيادية بالوحدة وباصدار العملة الموحدة وقرارات سيادية بالنسحاب‪،‬وبدون هذه‬
‫المشاركة الشعبية نكون قد فقدنا جزء كبير من المساندة والمشاركة‪.‬وبهذا يكون الدافع وراء‬
‫الوحدة النقدية دافعا سياسيا وجغرافيا قبل ان يكون اقتصاديا‪.‬‬
‫‪ -‬ثم تأتى قضية الخلف على مقر البنك المركزى القليمى وهو ماأدى الى إعلن المارات عن‬
‫انسحابها من العملة الخليجية الموحدة لتعكس الصراع بين المملكة العربية السعودية والمارات‬
‫وكذلك بين الدول الخليجية وبعضها على مبدأ السيطرة وعدم تنازل كل منها عن جزء من السيادة‬
‫القليمية كنهج أساسى من مبادئ الوحدة‪ ،‬وتقبل مزايا الوحدة الجماعية عن النظرة الضيقة لمور‬
‫تتعلق بالمكان والفراد‪.‬‬
‫‪ -‬ثم قضية التطبيق الكامل أو شبه الكامل للعريفة الجمركية والسوق الخليجية المشتركة وايجاد‬
‫الية دائمة لتوزيع اليرادات الحكومية وموضوع الحماية الجمركية والوكالت التجارية‪ .‬والتنسيق‬
‫الكامل للسياسات القتصادية ونظام المدفوعات والتسويات ورسم السياسة المالية والنقدية‬
‫واصدار العملة‪.‬‬
‫‪ -‬وهناك مشكلة المعايير"كشرط من شروط تحقيق الوحدة النقدية"‪،‬حيث تبنت دول الخليج معايير‬
‫التحاد الوروبى الخمس وفق اتفاقية ماستريخت وهى معايير ضرورية للنضمام للتحاد‬
‫الوروبى‪،‬واعتبرتها دول الخليج معايير للوحدة النقدية ‪ ،2010‬حيث اشترطت ان ل تزيد نسبة‬
‫العجز بالموازانات الحكومية عن ‪ %3‬وال تزيد نسبة الدين المحلى الى اجمالى الناتج القومى‬
‫الجمالى ل ‪ %60‬وعدم تجاوز نسبة التضخم عن ‪ ، %2‬وهو أمر ينبغى إعادة النظر فيه وفق‬
‫ظروف المنطقة ودول الخليج واستخراج المعايير من الواقع العملى لدول المنطقة‪.‬‬
‫‪ -‬أما تحدى إرتباط العملة بالدولر المريكى‪ :‬فامامنا ثلث مدارس بين "مؤيد" و"معارض"‬
‫و"مؤيد للعودة الى نظام الذهب"‪،‬مع التوصية بضرورة تنويع مصادر الدخل القومى وتنويع‬
‫مصادر الوارادات والحلل محل الوارادات‪.‬‬
‫‪ -‬أما عن التبادل التجارى البيينى‪ :‬حجم التجارة البينية بين دول الخليج الست تبلغ ‪ %7‬من‬
‫مجموع التبادل التجارى للدول الست مع دول العالم‪،‬فى حين يبلغ فى منطقة اليورو أكثر من‬
‫‪ %50‬من مجموعة تجارة تلك الدول مع العالم ‪ .‬لذلك تم التفاق على مبدأ تنقل المواطنين بين‬
‫الدول واصدار الجوازات المقروءة اليا ورفع كفاءة العاملين فى المنافذ ومنح سائقى الشاحنات‬
‫الوطنية التى تحمل بضائع اى من دول المجلس تاشيرات الدخول من المنافذ دون اشتراط كفيل‬
‫او وكيل محلى للمصنع او المؤسسة او الشركة المصدرة فى الدولة المقصودة والغاء ختم‬
‫جوازات مواطنى دول المجلس عند المغادرة ومنح المرافقين لمواطنى دول المجلس تاشيرات‬
‫الدخول من المنافذ بعد التأكد من سريان صلحية الجواز والقامة‪,‬وفى مجال المنازعات وافق‬
‫المجلس العلى لمجلس التعاون فى دورته الرابعة عشر بالمملكة العربية السعودية عام ‪1993‬‬
‫على اقامة مركز التحكيم التجارى ومقره مملكة البحرين واعلن رسميا فى مارس ‪. ..1995‬‬
‫‪ -‬أما التحديات العامة فهى فى غاية الهمية ‪،‬مثل عدم توافر بيانات احصائية دقيقة حول‬
‫القضايا المتعلقة بمكونات الموازنات العامة وحجم الدين واوضاع موازين المدفوعات مما‬
‫يصعب معه اجراء دراسات تحليلية وتوفير المؤشرات القتصادية والنقدية الضرورية لقيام‬
‫التحاد النقدى وكذلك عدم توافق السياسات الضريبية وتباين الهياكل القتصادية والمؤشرات‬
‫الحصائية والقتصادية والنقدية‪،‬وعدم توحيد ادوات السياسة النقدية واساليب السيطرة على‬
‫السيولة النقد وكمية النقود وتطور اسواق النقد وسعر الصرف‪.‬‬
‫‪ -‬هناك تكاليف توحيد العملت وفقد جزء من الدور السيادى فى تنظيم السياسة المالية‬
‫والقتصادية والنقدية حيث سيتولها البنك المركزى الموحد والذى سيفترض باستقللية كاملة‬
‫برسم سياساته بناء على الوضاع فى كل دولة وليس دولة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة رسم وتشكيل القوانين النقدية وإتباع سياسات بنكية ومالية موحدة‪،‬وخلق صندوق مشترك‬
‫لجمع الحتياطيات النقدية وإندماج أسواق المال وحقوق الملكية والنتقال والعمل والقامة‬
‫والتماثل فى التشريعات المالية‪.‬‬
‫‪ -‬وجود مؤسسات مدنية قوية قادرة على ضمان الديمقراطية وسيادة حكم القانون واحترام حقوق‬
‫النسان مع وجود اقتصاد قوى)معايير الستقرار الداخلى والستقرار الخارجى( قادر على تحمل‬
‫المنافسة‪.‬‬
‫ومن هنا يثور التساؤل حول جدية الطرح ومدى المكانية نحو تحقيقه فى الجل القصير‬
‫والمتوسط‪ .‬فالتجربة العملية الناجحة تكمن فى تجربة التحاد الوروبى الذى يعود تأسيس اول‬
‫تجمع له الى ابريل‪/‬نيسان ‪ 1951‬عندما اجتمعت ست دول اوروبية هى فرنسا ولوكسمبورج‬
‫وهولندا ايطاليا والمانيا وبلجيكا واتفقت على تشكيل المجموعة الوروبية للفحم والصلب ‪.‬وفى‬
‫عام ‪ 1957‬وقعت الدول اتفاقية روما واصبحت المجموعة تحمل اسم المجموعة القتصادية‬
‫الوروبية‪.‬وفى فبراير ‪ 1992‬تم توقيع معاهدة ماستريخت بهولندا والتى تم بمقتضاها تجميع‬
‫مختلف الهيئات الوروبية ضمن اطار واحد هو التحاد الوروبى ويتخذ التحاد العاصمة‬
‫البلجيكية بروكسل مقرا دائما لمانته العامة والمفوضية الوروبية‪،‬ومدينة سترازبورج الفرنسية‬
‫مقرا للبرلمان الوروبى‪.‬اما رئاسة التحاد فيتم تعاقبها بين الدول العضاء ولمدة ستة اشهر‪.‬ولقد‬
‫بدأ التحاد بست دول وفى عام ‪ 1973‬انضمت المملكة المتحدة والدانمارك ثم اليونان عام ‪1981‬‬
‫واسبانيا والبرتغال عام ‪ 1986‬وايرلندا ‪ 1993‬والسويد وفنلندا والنمسا عام ‪ 1995‬وابتداء من‬
‫عام ‪ 2004‬امتد التحاد الوروبى نحو دول اوروبا الشرقية"سابقا" وانضمت عشر‬
‫دول)استونيا‪-‬بولندا‪-‬التشيك‪-‬سلوفاكيا‪-‬سلوفينيا‪-‬لتفيا‪-‬ليتونيا‪-‬المجر كما انضمت قبرص ومالطا‬
‫وفى عام ‪ 2007‬انضمت رومانيا وبلغاريا ليصبح عدد العضاء ‪ 27‬دولة‪.‬وللتحاد الوروبى‬
‫خمسة هياكل أساسية وهى البرلمان الوروبى الذى ينتخب اعضائه مباشرة من قبل مواطنين‬
‫الدول العضاء وله دور تشريعى تعكس رغبة ومتطلبات الشعوب‪،‬والمفوضية الوروبية وهى‬
‫الجهاز التنفيذى للتحاد ثم مجلس التحاد الوروبى ويضم مجالس الوزراء وممثلى الدول‬
‫العضاء ومحكمة العدل وهى جهاز قضائى يتولى الشراف على تطبيق واحترام التشريعات‬
‫والقوانين الخاصة بالتحاد واخيرا ديوان المحاسبات وهو جهاز رقابى يشرف على مراقبة‬
‫ميزانية التحاد‪ .‬وهناك عدة مؤسسات اخرى مثل المجلس الوروبى واللجنة القتصادية‬
‫والجتماعية ثم )البنك المركزى الوروبى( وبنك الستثمار الوروبى‪.‬أما عن التطور النقدى‬
‫والذى أدى الى ظهور اليور‪.‬‬
‫حيث كانت فكرة العملة الوروبية الموحدة قديمة بعمر التحاد الوروبي نفسه‪ .‬ففي عام‬
‫‪ 1970‬كانت خطة فيرنر التي طرحها رئيس الوزراء اللوكسمبورجي بيير فيرنر‪ ،‬التي كانت‬
‫نواة التحاد القتصادي و النقدي الوروبي‪ .‬كان أمل هذه الخطة تطبيق عملة موحدة في التحاد‬
‫القتصادي الوروبي بحلول عام ‪ .1980‬لكن سرعان ما انهارت الفكرة و حل محلها عام‬
‫‪ 1972‬اتحاد تصريف العملة الوروبي و لحقا عام ‪ 1979‬النظام النقدي الوروبي‪ .‬وكان‬
‫هدف النظام النقدي الوروبي كان المحافظة على استقرار العملت المحلية‪ .‬لتحقيق هذا الهدف‪،‬‬
‫تم إنشاء عملة نقد شكلية لحساب تصريف العملة تحت اسم اليكو )‪ ،(ECU‬التي من الممكن‬
‫وصفها بأنها العملة الوروبية الموحدة السابقة لليورو‪ .‬في عام ‪ 1988‬تبنت اللجنة الوروبية‬
‫تحت رئاسة جاك ديلورس ما يسمى بتقرير ديلورس ‪ .‬هذا التقرير وضع الساس لتطبيق تنفيذ‬
‫العملة الوروبية الموحدة من خلل تطبيق ثلث‬
‫المرحلة الولى لنشأة اليورو تمت في الول من تموز‪/‬يوليو ‪ 1990‬من خلل اتفاق يسمح بتنقل‬
‫رؤوس الموال بين دول التحاد‪ .‬في ‪1‬يناير ‪ 1994‬بدأت المرحلة الثانية من خلل تأسيس‬
‫المؤسسة النقدية الوروبية‪ ،‬التي كانت سابقة لتأسيس البنك المركزي الوروبي فيما بعد‪ .‬في‬
‫‪ 16‬كانون الول‪/‬ديسمبر ‪ 1995‬تم التفاق على تسمية العملة الجديدة باليورو )‪ (Euro‬بدل‬
‫من السم القديم و ذلك بعد مداولت طويلة‪ .‬كانت هناك أسماء أخرى عديدة مقترحة‪ ،‬من بينها‬
‫فرانك أوروبي‪ ،‬جولدن أوروبي‪ ،‬كرونا أوروبية‪ .‬لكن اتفق المجتمعون على أل تكون التسمية‬
‫الجديدة للعملة المقترحة منسوبة لي عملة متواجدة في أحد الدول العضاء‪ .‬فرنسا اقترحت‬
‫‪‬‬
‫اليورو ثاني أهم عملة على مستوى النظام النقدي الدولي‪ .‬يتم التحكم به من قبل البنك المركزي الوروبي في‬
‫مقره بفرانكفورت بألمانيا‪ .‬اليوم يعد اليورو العملة الرسمية المتداولة في ‪ 16‬دولة من دول التحاد الوروبي‬
‫السبع و العشرون‪ .‬كما أنه العملة الرسمية في ست دول أخرى هي ليست أعضاء في التحاد الوروبي‪.‬‬
‫ابتداءا من عام ‪ 1999‬تم بدء التعامل باليورو على النطاق المصرفي‪ ،‬و ابتداءا من الول من كانون الثاني‪/‬يناير‬
‫عام ‪ 2002‬استبدل اليورو عملت الدول المنضمة لتفاق تطبيق اليورو و أصبح منذ ذلك الحين عملتها الرسمية‪.‬‬
‫اليورو الواحد مقسم إلى ‪ 100‬سنت‪.‬‬
‫حقق اليورو سعر صرف قياسي في ‪ 15‬يوليو ‪ 2008‬ليبلغ سعر ‪ $1.5990‬دولر أمريكي‪ .‬أدنى قيمة تعامل له‬
‫مقابل الدولر المريكي وصل إليها اليورو في ‪ 26‬أكتوبر ‪ ،2000‬بلغ حينها ‪ 0,8225‬دولر أمريكي‬
‫إبقاء السم الذي استعمل طيلة هذه الفترة 'اليكو'‪ ،‬لكن كل هذه القتراحات فشلت إلى أن إقترح‬
‫وزير المالية اللماني تيودور فايجل السم 'يورو'‪ .‬في ‪ 13‬كانون الول‪/‬ديسمبر ‪ 1996‬اتفق‬
‫وزراء التحاد الوروبي على معاهدة المحافظة على إستقرار اليورو‪ ،‬التي نصت على محافظة‬
‫الدول العضاء على استقرار اقتصادياتهم المحلية و بالتالي سعر صرف اليورو‪ .‬المرحلة الثالثة‬
‫تشكلت مع إنعقاد المجلس الوروبي ما بين ‪ 3-1‬أيار‪/‬مايو ‪ 1998‬و اتفاقه على بنود إضافية‪،‬‬
‫أهمها تحديد الدول المطبقة للعملة و القتصاد الموحد‪ .‬في ‪ 19‬حزيران‪/‬يونيو ‪ 2000‬قرر‬
‫المجلس الوروبي ضم اليونان للدول الداخلة في التحاد النقدي و القتصادي ابتداءا من عام‬
‫‪2001‬و في الول من عام ‪ 2009‬تم اعتماد اليورو كعملة رئيسية في سلوفاكيا‪.‬‬
‫في الول من كانون الثاني‪/‬يناير ‪ 1999‬تم تحديد قيمة اليورو مقابل العملت المحلية للدول‬
‫العضاء و أصبح اليورو منذ ذلك اليوم عملة بنكية لول مرة‪ .‬في اليوم التالي قامت بورصات‬
‫فرانكفورت‪ ،‬باريس و ميلنو بتدوين قيمة الوراق المالية باليورو‪ ،‬كما تم ربط العملت المحلية‬
‫سمح أيضا منذ ذلك التاريخ بفتح حسابات في‬
‫في الدول العضاء باليورو بدل من الدولر‪ُ .‬‬
‫البنوك بالعملة الجديدة‪ .‬بدأ توزيع العملة الجديدة على البنوك و المؤسسات المالية في الدول‬
‫العضاء منذ النصف الثاني للعام ‪ ،2001‬وفي شهر كانون الول‪/‬ديسمبر من نفس العام بدأت‬
‫البنوك بيع عينات من العملة الجديدة للجمهور‪ .‬بدأ التداول الرسمي لليورو في ‪ 1‬كانون‬
‫الثاني‪/‬يناير ‪ ،2002‬وأصبح العملة الرسمية في الدول العضاء بدل من العملت المحلية‪ ،‬أي‬
‫تم وقف قبول الدفع بالعملت القديمة إل في أماكن معينة )كالبنوك مثل(‪ .‬استبدلت البنوك‬
‫المركزية في الدول العضاء في الفترة اللحقة العملة القديمة لكل دولة باليورو‪ .‬هذه الفترة‬
‫مختلفة من دولة إلى أخرى‪ ،‬في ألمانيا على سبيل المثال سمح بإستبدال المارك اللماني حتى‬
‫عام ‪.2005‬‬
‫كان قبول اليورو بين الجمهور الوروبي متفاوتا من بلد إلى آخر‪‬؛ على سبيل المثال في دول‬

‫‪‬‬
‫‪.‬أما عن الدول المشاركة‬
‫هناك إلى حد الن ‪ 16‬دولة مطبقة لليورو‪:‬‬
‫عملة تحويل‪/‬عملة متداولة‪ .‬وفي عام ‪ 2004‬تم العلن بأن اليونان لم تكن مؤهلة أبدًا في يوم من اليام بالدخول في النظام النقدي الوروبي عنها‬
‫معلومات خاطئة عن صحة أداء القتصاد اليوناني‪.‬‬
‫ل من العملة القديمة‪.‬‬
‫وهناك دول أخرى في أوروبا كانت تطبق قبل مجيء اليورو عملت لحدى الدول المطبقة لليورو‪ ،‬لذا تبنت العملة الجديدة بد ً‬
‫هذه الدول تشمل‪ :‬موناكو‪ ،‬سان مارينو والفاتيكان‪ .‬وهناك دول تطبق اليورو أيضا بطريقة غير رسمية‪ ،‬هي‪ :‬أندورا‪ ،‬كوسوفو والجبل السود‪.‬‬
‫بالنسبة لدول التحاد الوروبي العشرة الجديدة التي انضمت للتحاد عام ‪ ،2004‬هناك سقف عامان على القل بشكل عام لكل هذه الدول‪ ،‬وخلل‬
‫هذه الفترة يجب على الدولة المعنية إستيفاء الشروط القانونية والقتصادية‪ ،‬التي قد تؤهلها لتطبيق العملة‪ .‬تعرف هذه الفترة باللية الوروبية لتحديد‬
‫أسعار العملت )‪ .(ERM II‬وكل دولة تحدد بمحض إرادتها وقت بدء تنفيذ هذا السقف‪ ،‬لكن عند دخولها هذه الفترة تتعهد بإستيفاء الشروط عند‬
‫إنتهاءها وإل واجهت عقوبات‪ ،‬وبعد ذلك يجب طرح اليورو للتداول في الدولة المعنية‪ ،‬ولن يكون الموضوع اختياريًا كما حصل من قبل مع‬
‫بريطانيا والدانمارك‪.‬‬
‫كانت قيمة عملتها منخفضة كإيطاليا و اليونان‪ ،‬لقي اليورو ترحيب أوسع من دول ذو عملة‬
‫أقوى كألمانيا و فرنسا‪ .‬كما أن سعر اليورو القوي مقابل معظم العملت القديمة أعطى النطباع‬
‫بأن اليورو أتى و معه غلء السعار‪ .‬في أمور أخرى كالسفر و السياحة‪ ،‬لقى اليورو ترحاب‬
‫كبير بين السياح لنه وفر عليهم تغيير العملة و سهل مهمة الدفع‪.‬‬

‫والتطور التاريخى والتطبيق العملى لنجح تجربة تكامل فى التاريخ القتصادى توضح لنا بجلء‬
‫انها ليست تجربة بل مشكلت أو تحديات أو عوائق‪ ،‬وفى هذا درس يجب تعلمه فى تجربة‬
‫الوحدة الخليجية ولعله اهم الدروس‪ ،‬ثم تاتى دروس اخرى يجلب تعلمها والتعامل معها مثل كون‬
‫بريطانيا ليست عضو بمنطقة "اليورو" وان التحاد الوروبى مقره "بروكسل" وان البنك‬
‫المركزى مقره فرانكفورت والمانيا ثالث اقتصاد اوروبى من حيث القوة‪.‬أما عن البرلمان‬
‫الوروبى فيتكون من مجموعات سياسية تضم اكثر من مائة حزب سياسى وتصل نسبة تمثيل‬
‫المرأة فيه الى ‪7‬ر ‪ %29‬بعد انتخابات ‪ 1999‬ويتوجب على اعضاء البرلمان العلن عن‬
‫اعمالهم وكل مايتقاضون منه مرتبا او دخل والعلن عن جميع مصالحهم المالية وتسجيل هذا‬
‫فى سجل عام‪.‬‬
‫أى أن التجربة الوربية مرت بمراحل تاريخية‪-‬وفقا للتطور التنظيرى الذى اوردناها فى مقدمة‬
‫الدراسة‪ -‬مهدت الخطوة بانسيابية لقيام الخطوة الخرى‪،‬ولم تعتمد اقتصاديات الدول على سلعة‬
‫واحدة بل كان التنوع سبيل التوسع والتجاه الى الوحدة رغم ان لب الوحدة كان فى تجمع الصلب‬
‫والفحم ‪،‬ثم اخذت عملية الوحدة النقدية فترات قاربت الثلثة عقود سبقها عملية العملة الحسابية‬
‫‪،‬اما عملية المشاركة الشعبية وتقبل المواطنين لها فكانت ركيزة اساسية فى الوحدة الوروبية‬
‫فضل عن الستعداد عن التنازل عن جزء من السيادة الوطنية وهو ماتمثل فى قيام برلمان‬
‫مشارك والستعداد لقبول مقر احد المؤسسات فى بلدان صغيرة من الجغرافيا والثقل القتصادى‬
‫من اجل الهدف الجماعى‪ .‬واذا ما طبقنا هذا على الوحدة الخليجية فان العامل الزمنى تعدى الثلثة‬
‫عقود منذ العلن عن نشاة مجلس التعاون الخليجى ال ان هناك مشكلت يجب حلها مثل قضية‬
‫توزيع اليرادات الجمركية والتى ل تمثل جزءا كبيرا من ايرادات الدول الخليجية‪ .‬كما يجب‬

‫ولقد مر التحاد الوروبى بثلث مراحل حتى تم استخدام اليورو فى التعاملت اليومية‪ :‬الولى من مايو ‪ 1998‬الى يناير ‪ 1999‬حيث تم تحديد الدول‬
‫العضاء باليورو وهى الدول التى استكملت شروط النضمام كما تم انشاء النظام الوروبى للبنوك المركزية والبنك المركزى الوروبى كما قامت‬
‫الدول العضاء باجراء بعض التعديلت التشريعية والتصديق على تشريعات التحول الى اليورو كما تم اتخاذ الترتيبات الخاصة بسك الوحدات المعدنية‬
‫واصدار اوراق البنكوت ليورو‪ .‬أما المرحلة الثانية فكانت من يناير ‪ 1999‬الى يناير ‪ 2002‬حيث شهدت ميلد اليورو وتحديد سعر التبادل بين اليورو‬
‫والعملت المشاركة وتم استخدام اليورو كوحدة حسابية فى تسوية التعاملت بين البنوك والبورصة كما تم اصدار السندات الحكومية باليورو‪،‬ثم تم‬
‫التحول بصورة جزئية الى اليورو اختياريا‪،‬واطلق على هذه المرحلة مرحلة التعامل المزدوج‪.‬أما المرحلة الثالثة من يناير ‪ 2002‬الى يونيو ‪2002‬‬
‫فشهدت طرح الوراق النقدية والقطع المعدنية لليورو للتداول فى الحياة اليومية ‪.‬واتخذت البلدان المختلفة فى المنطقة الوروبية ترتيبا مختلفا بشان‬
‫تبديل العملت الوطنية ‪،‬وبشكل عام سمحت الدول بتبديل عملتها الوطنية باليورو فى المصارف العادية وذلك لفترة ل تتعدى نهاية ‪. 2002‬أما‬
‫المصارف المركزية الوطنية فتستمر بتبديل العملت الوطنية لفترة عشر سنوات على القل‪.‬‬
‫الخروج من دائرة الوحدة من اجل "النفط" فقط‪ ،‬وتوسيع القدرة والتنوع النتاجى والعمل على‬
‫زيادة حجم التجارة البينية وزيادة المشروعات النتاجية المتبادلة‪ .‬وقبول مبدأ التنازل عن جزء‬
‫من السيادة الوطنية لصالح العمل والمصلحة الجماعية التى من شانها زيادة القوة القتصادية‬
‫والتفاوضية لدول الخليج مجتمعة‪ ،‬كما يجب ان يكون مطروحا امام الجميع مزايا التى يمكن ان‬
‫تعود علية من جراء الوحدة والنضمام عليها من دراسات علمية ومستفيضة ‪ ،‬ومن ثم ل ينبغى‬
‫التسرع فى عملية الدخول فى مشروع الوحدة النقدية ال بعد حل واستقرار معظم التحديات‬
‫السابق الشارة اليها‪ .‬حيث ان الدخول فى الوحدة دون اكتمال قواعدها مما يعرضها للفشل‬
‫سيكون له عواقب وخيمة حتى على مشروع مجلس التعاون الخليجى نفسه‪ .‬كما ينبغى للوحدة ان‬
‫تتخذ من منهج التنوع فى مصادر الدخل اساسا لها وال تكون وحدة نفطية وال يتم الكتفاء‬
‫بالوبك والوابك ‪ ،‬فاذا كان "النفط" اساسا للوحدة الخليجية فى مطلع العقد الثامن من القرن‬
‫الماضى ‪ ،‬فالمر ينبغى ان يتطور ويتغير فى القرن الواحد والعشرين وفى ظل متغيرات عالمية‬
‫كبيرة ومتلحقة مثل تعثر النظام المالى العالمى والتغير المناخى والبحث عن مصادر طاقة بديلة‬
‫وظهور عملت قوية قلصت من الدور العالمى للدولر واختفاء قوى وتكتلت من الساحة‬
‫العالمية وتنامى قضية حقوق النسان والمؤسسات المدنية‪ ،‬كما ينبغى النظر فى الجال الطويلة‬
‫فى امكانية توسيع الوحدة النقدية والقتصادية من خلل دخول دول اخرى بالمنطقة حيث ل‬
‫يقتصر المر على دول الخليج العربى الست‪ .‬فضل عن انه يمكن دراسة الوحدة النقدية لتسوية‬
‫المعاملت حسابيا ولفترة من الزمن –خمس سنوات‪-‬تعد تمهيدا ومعمل للتغلبات على المشكلت‬
‫التى قد تطرأ من جراء الوحدة‪.‬‬

You might also like