Professional Documents
Culture Documents
ضرورة.......ولكن؟
د.مصطفى عيد مصطفى ابراهيم
dr.mousteid@yahoo.com
تمهيد:
التكامل القتصادي هو صيغة متقدمة من صيغ العلقات القتصادية والتي تتميز بأنها عملية من التنسيق
المستمرة والمتصل ،بحيث تتضمن هذه الصيغة مجموعة من الجراءات بهدف إزالة القيود على حركة
التجارة وعناصر النتاج فيما بين مجموعة من الدول لتحقيق معدلت نمو مرتفعة .والتكامل عملية تحتاج
إلى الزمن حتى تنضج وتكتمل عناصرها ،ولذا ينظر إليه على أنه عملية تدريجية تاريخية.
تتخذ مناهج التكامل القليمى صورا متعددة وفق المنهج المتبع والتى تتنوع اشكاله ما بين المنهج
التحادى،والمنهج الوظيفى ،والوظيفى المحدث ،والمنهج التعاملى .فيما يتعلق بالمنهج التحادي نجد أننا
لسنا أمام نظرية تكامل بالمعنى العلمى الدقيق ،بل أننا أمام أستراتيجية تتخير أسلوبا يفترض ان تتقبله الدول
اعضاء التكامل وبعد ذلك يمكن اختيار السياسات القتصادية التى تطبقها الدول العضاء لتضييق الفروق
فى النمو .وفى حالة عجز دول التحاد الى الوصول الى حالت متشابهة من النمو يصبح النفصال واردا.
أما المنهج الوظيفى فيعتمد على إقامة مؤسسات تتولى مسئولية السهر على رفاهية البشر تجنبا للنزعات
الوطنية المجافية للسلم بطبيعتها .وهذين المنهجين يتسمان بالنهج السياسى على نحو أغلب ،أما المنهج
الوظيفى المحدث فهو يميل الى التكامل القتصادى ،فأحد الجوانب التى يمكن أخذها فى العتبار ان اختيار
النواحى المتعلقة برفاهة البشر كمنطلق لعملية التكامل يتطلب لفاعليته أن يكون هناك اتفاق عام بين سكان
الدول المنتمية الى القليم التكاملى المراد اقامته .ومن ثم فان التقارب الثقافى والحضارى وتماثل النظم
السياسية والجتماعية ومستويات النمو تساعد فى تحقيق ونجاح هذا التكامل .اما المنهج التعاملى فيعمل
على تشجيع وتكثيف المعاملت بين الدول المعنية دون اللتزام باطار مؤسسى معين وعليه ينشأ نوعا من "
الشعور بالجماعة " بعد ان تتزايد حجم التشابكات فتتقارب المصالح وتتماثل قواعد السلوك بما يجعل
التكامل خاتمة طبيعية لهذه الشبكة من العلقات ،وهذا يعنى ضرورة وجود استعداد لتفهم حاجات الخرين
والتعرف على الوزن النسبى الذى تكتسبه كل دولة وقدرتها على تعزيز مسيرة التكامل ،وهذا المنهج
يتفادى العتماد على هياكل مؤسسية قد تتحول لعقبة فى وجه التكامل ،خاصة وانها قد تؤدى الى نوع من "
الفراط المؤسسى" وبالواقع العملى نرى بعض المعاملت التى كبرت دون ان تمر عبر مؤسسات تكاملية
محددة او حتى تخضع لتنظيمات قومية تنظم حركتها .ومن هذا المنطلق فان التبادل ليس بالضرورة معيارا
للتكامل ،ومن هنا يتضح الفارق بين التكامل بالمعنى العلمى والعتماد المتبادل الذى يربط دول متباينة فى
الثقافات والمشاعر.أما تحقيق التكامل القليمى فيكون وفق اعتبارين أساسين الول :المجال ) اقتصادى،
سياسى( الثانى :هو الصيغة )حالة ،عملية( وتختلف عملية التكامل من حيث نظرتها الى كل من هذين
البعدين .
ويعد المنهج الوظيفى المحدث هو النهج المتبع فى عملية التكامل القتصادى المؤسسى ،حيث يرى " بيل
بلسا" ان هناك صور مختلفة للتكامل القتصادى تكون الغلبة فيه للدوات السلبية فى بادىء المر ثم
التدرج للدوات اليجابية ،كما انها عملية تتضمن النتقال من مرحلة الى التى تليها حتى تتحقق الصورة
النهائية التى تتخذ شكل اندماج اقتصادى وهذه المراحل هى :منطقة التجارة الحرة :وبمقتضاها يتم الغاء
الحواجز الجمركية فيما بين الدول المنضمة للمنطقة ،وتحتفظ كل دولة بتعريفتها الجمركية تجاه الدول غير
المشاركة فى المنطقة .وتزال الحواجز الجمركية على المنتج غير المستورد والذى ينتج محليا .وينظر اليها
على انها تكامل سلبى يعتمد على تخفيض تدريجى للتعريفة الجمركية دون الخوض فى تنسيق
السياسات.التحاد الجمركى :حيث يتم اللتزام بتوحيد التعريفة الجمركية تجاه العالم الخارجى وان يكون
هذا بعد الغاء الرسوم الجمركية والقيود الخرى فيما بين الدول العضاء بالتحاد .السوق المشتركة :حيث
يتم تطبيق كل ماسبق من ازالة للقيود الجمركية وغير الجمركية وتوحيد التعريفة الجمركية وايضا حرية
انتقال عناصر النتاج .ومن المهام الولى للتكامل هى تحقيق تقارب بين مستويات النشاط القتصادى وذلك
قبل ان تتاح حرية انتقال عناصر النتاج لمواجهة اى فروق قد تنشأ عن التطورات القتصادية الداخلية
والخارجية ،وبناءا عليه فعندما يصل التحاد الجمركى الى غايته من حيث " اعادة تقسيم العمل " يبدأ فى
ازالة العوائق التى تحول دون النتقال الحر لعناصر النتاج على مستوى التحاد تماما كما يتحركون داخل
القتصاد القطرى الواحد .وعليه يصبح دور السوق المشتركة هو توفير متطلبات سلمة الحركة فى اسواق
المنتجات وعناصر النتاج بما يكفل كفاءة عمل السواق .كما ينبغى الشارة الى ان مرحلة السوق المشتركة
تظهر الحاجة الى تجاوز السياسات التجارية الى تنسيق سياسات اخرى ،وهذا التنسيق يتطلب توافر
المشاركة الشعبية نظرا لن الكثير من هذه السياسات يؤثر على حركة البشر ،وعدم استخدام السياسات
على نحو يحقق مزايا مفتعلة لقتصاد معين على حساب القتصاديات الخرى ،والموازنة بين دور
السياسات فى رفع كفاءة اداء القتصاد الوطنى ومتطلبات تحقيق اهداف التجمع التكاملى .التحاد القتصادى
حيث يجرى توحيد السياسات القتصادية والنقدية والمالية بحيث تتحول الدول المندمجة الى اقتصاد واحد
للقضاء على التمييز ،وهنا يتجاوز التكامل نواحى التبادل التجارى التى تنجز فى التحاد الجمركى ،
وانتقال عناصر النتاج التى تنجز فى ظل السوق المشتركة ،الى التنسيق العام للنشاط القتصادى من خلل
أمرين ،إما بتوحيد السياسات حيث تفرض صيغة واحدة تلتزم بها الطراف بغض النظر عن مدى تاثيراتها
على الهداف القطرية مثل ما يحدث عند فرض تعريفة مشتركة فى التحاد الجمركى .وإما من خلل
التوفيق بين السياسات القتصادية المختلفة .الوحدة القتصادية :وتشهد تكامل فى التجارة وعوامل النتاج
والسوق والسياسات وتحدد سياسته سلطة عليا فوق وطنية بقرارات ملزمة لجميع العضاء.أما الفلسفة
القتصادية التى يقوم التكامل على أساسها هى " الحرية القتصادية" لضمان بلوغ اقصى حدود الرفاهة ،
والتنسيق أو التكامل اليجابى يقتصر على متطلبات تحقيق المنافسة وحمايتها ليتحقق الصالح للجميع ،وقد
يشير الواقع العملى الى ان هذا ليكفى ،اذ تجد الحكومات نفسها مضطرة لتحقيق أهداف تشكل عناصر
هامة فى تكوين ما يسمى بالرفاهة ،تفوق مجرد الحرية القتصادية مثل تحقيق الستقرار فى السعار
وميزان المدفوعات ومواجهة التقلبات الدورية ،كما يرى بعض الكتاب عدم التقيد بالمراحل الخمس وفق
المنهج الذى صاغه " بلسا" حيث يرى كل من " بيندر" و " تنبرجن" ان تنسيق السياسات يلعب دورا مهما
فى مراحل مبكرة للتكامل .
والحقيقة ان استمرار عدم حسم آلية توزيع اليرادات الجمركية بين دول مجلس التعاون الخليجي وامكانية
اعتراض دولتين هما المارات وقطر على النسب الموضوعة في هذا الخصوص عملية تثير المخاوف حول
امكانية السير قدما وبخطى ثابتة وواثقة تجاه عملية السوق المشتركة..
ويمكن للمجلس أن يقتضى بتجربة صندوق التحاد الوروبي الذي تجمع فيه اليرادات الجمركية ،ويتم
الصرف منها على دول التحاد ،طالما ان اللية الحالية غير مرضية.
و إن بقاء هذه المسألة معلقة لكثر من خمس سنوات يكشف جانبا مما يعتري مسيرة العمل الخليجي
المشترك من تباطؤ ،حيث تحرص تلك الدول على إيجاد آلية مقنعة لجميع الطراف.
ولقد كان من المقرر أن يتم العمل بالنسب بعد التفاق عليها اعتبارا من مطلع العام الماضي 2008وذلك
بالتزامن مع السوق الخليجية المشتركة ،إل أن اختلفا في وجهات النظر بين دول المجلس حول النسب
المقترحة في الدراسة الولى للية تحصيل ونسب توزيع حصيلة اليرادات الجمركية المشتركة أعاد ملف
الدراسة إلى المانة العامة لخضاعه لمزيد من الدراسة.
وتاريخيا بدأت الدول الخليجية الست مطلع 2003تطبيق التحاد الجمركي الموحد ،حيث تم تطبيق قانون
موحد للجمارك في كانون الثاني )يناير( ،2002وتم التفاق على تعرفة جمركية موحدة للتحاد الجمركي
لدول المجلس بواقع 5في المائة على جميع السلع الجنبية المستوردة من خارج التحاد الجمركي والعمل
بها من الول من كانون الثاني )يناير( ،2003مع إعفاء 417سلعة ضرورية من الرسوم الجمركية ،إضافة
للعفاءات الجمركية الواردة في نظام القانون الموحد للجمارك.
ومددت الدول الخليجية المرحلة النتقالية الثانية حتى 2007بعد أن انتهت الفترة الولى بنهاية ،2004دون
استكمال إجراءاته التي كان معظمها نتيجة التحول من العمل الفردي إلى الجماعي وعلى اعتبار أن دول
المجلس تغلب عليها صفة الدول المستوردة والمستهلكة.
ويرى مراقبون أن حصيلة الرسوم التي تجبى في دول التكامل في مجموعها تكون شبه مملوكة للتحاد
بوصفه وحدة مستقلة عن الدول الداخلة في نطاقه ول تحصل كل دولة من هذه الدول على جزء من هذه
الحصيلة المشتركة إل بناء على توزيع هذه الحصيلة بينها طبقا للطريقة التي يتفق عليها .وعموما فإن
مشكلة تقسيم إيرادات الجمارك بين الدول العضاء في التكامل يجب أل تقف حجر عثرة في سبيل إتمام
التكامل والتفاق على أسس التعريفة الموحدة .ولعل أخف الحلول التي يلتجأ إليها في هذا الشأن هو تسليم كل
دولة ما يتحصل لها من إيرادات مع إيداع نسبة معينة من مجموعها في صندوق يخصص لعانة الدولة التي
تعاني نقصا في إيراداتها الجمركية بسبب انضمامها للتكامل.
يذكر مسؤولون خليجيون إن أمانة مجلس التعاون الخليجي عرضت في العام 2005على لجنة التحاد الجمركي دراسة تتضمن آلية
تحصيل ونسب توزيع حصيلة اليرادات الجمركية بين الدول الست ،بعد انتهاء الفترة النتقالية .مشيرة إلى أن الدراسة لقت قبول من
أعضاء اللجنة ،حيث وصفوا القتراح الذي تضمنته الدراسة بأنه مخرج في حالة إقراره أو على القل أرضية للنقاش ،يمكن أن تسهم
في التوصل إلى حل ،ولسيما أن الدول كانت ترفض حجز جميع الموال ،مما يعوق استفادتها منها .وتتضمن الدراسة استقطاع ما
نسبته 5في المائة من اليرادات الجمركية لكل دولة مع العالم الخارجي .ويشمل القتراح أن يتم إيداع اليرادات المستحصل عليها ،في
صندوق مشترك ،فيما تبقى النسبة المتبقية الـ 95في المائة في تصرف الدول العضاء ،على أن تتم إعادة النظر في هذه النسبة بعد
انتهاء العام الول للتطبيق ،بناء على النتائج التي ستحقق .وكان يفترض في حال إقرار التحصيل المشترك فستتحول المراكز البينية بين
دول الخليج العربية إلى مراكز أمنية بدل من أن تكون أمنية ومصدر ترسيم .ويتضمن القتراح فتح حساب لصالح صندوق التحصيل
المشترك ،تودع فيه النسبة المستحصلة والبالغة 5في المائة ،على أن تتم إدارته من قبل المانة العامة للمجلس ،ويوظف الحساب في
الوحدة النقدية الخليجية:
وضعت اللجنة الفنية المكلفة بدراسة متطلبات تنفيذ الوحدة النقدية ثلث مراحل لتحقيق الوحدة
النقدية:
الولى :تنفيذ الربط بالدولر المريكى كمثبت مشترك للعملت الخليجية فى موعد أقصاه 2002
وقد تم هذا فعليا من قبل جميع دول المجلس.
الثانية :التفاق على تحديد معايير الداء القتصادى اللزمة لنجاح التحاد النقدى والنسب
المتعلقة بها وكيفية احتسابها والوصول اليها فى موعد اقصاه .2005
ثالثا :اصدار العملة الخليجية فى يناير .2010
الدوافع والمزايا من وراء الوحدة النقدية:
تحسين الموقف التفاوضى مثل مايحدث مع التحاد الوروبى واستراليا -
اخرى فى مختلف دول المجلس ،وكذلك عودة رؤوس الموال المهاجرة للخارج .
الستفادة المثلى من الموارد ،من خلل خلق سوق مالى موحد يتصف بقدر كبير -
من السيولة والعمق وقادر على ايجاد مؤسسات وادوات توفر فرصا استثمارية تستقطب
الستثمارات المحلية والجنبية ،وزيادة فاعلية السواق على جذب رؤوس الموال
المهاجرة ،وقد يؤدى الى جعل العملة الموحدة عملة عالمية تستخدم كوحدة للحساب
ووسيلة للتبادل بين مختلف دول العالم مما تساعد فى جلب عائدات اكثر وتزيد من
تنافسية اسعار المنتجات بالمجلس.
تقليل مخاطر تقلب العملة والتكاليف المدفوعة من قبل المؤسسات والشركات -
والفراد بغرض تبديل العملت المحلية وهى بمثابة ضريبة غير رسمية تفرض على
الستثمار والتجارة البينية وكذلك تقليل مخاطرعدم التاكد فى اسعار المنتجات والخدمات.
الصرف على المانة العامة وعلى المراكز البينية التي تحتاج إلى تطوير ،إضافة إلى التدريب وتطوير القدرات.
كما كان يفترض أن يتم توزيع اليرادات الجمركية نهاية كل أربعة أشهر على الدول العضاء ،وفق النسب المحددة ،حيث سيتم التوزيع
وفقا لتجارة كل دولة مع العالم الخارجي ،إذ ستنال المارات 26في المائة ،البحرين 3في المائة ،السعودية 43في المائة ،عمان وقطر
بواقع 8في المائة لكل منهما ،وأخيرا الكويت 12في المائة .وسيتم إلغاء أعمال المقاصة في حال تطبيق التحصيل المشترك ،بعد أن يتم
استكمال تسوية المبالغ الخاصة بالفترتين النتقاليتين ،التي استمرت أولهما ثلثة أعوام ) 2003حتى (2006والثانية وهي الحالية
وتستمر لعام واحد ينتهي بنهاية ،2007على أن يتم التفاق قبل نهاية عام 2007على كثير من النقاط التي لم يتم التفاق بشأنها ،ومنها
التحصيل المشترك.
تقليل تكاليف النتاج مما يزيد من الوضع التنافسى للسلع والمنتجات والسوق -
الخليجى وزيادة القاعدة النتاجية لدخول المشاريع الحدية مرة اخرى فى حلبة النتاج
والمنافسة.
جذب مزيد من الستثمارات الجنبية ،وفى هذا الطار فان الهدف ليس مزيد من -
الموال بقدر ما هو طلب المزيد من المعرفة الفنية والدارية وفتح فرص لمزيد من
التدريب وزيادة المنافسة وتوفير معلومات اكثر عن السواق الخارجية وخدمات
التوزيع.
القتصاديات الخليجية لطبيعتها صغيرة ولديها ثروات غير متجددة وعليه فان -
الحاجة لتوسيع السوق ضرورية واستبدال مصادر الدخل " وتنويعها" بأخرى دائمة
متطلب أساسى.
التحديات والعوائق:
-من التحديات السياسية والتشريعية فى نفس الوقت تحقيق مايسمى بالمواطنة القتصادية
الخليجية)بشكل كامل( فى شكل حرية النتقال والعمل والقامة وحق التملك والرث واليصاء
وحرية ممارسة النشاط القتصادى وحرية انتقال رؤوس الموال وهو ما تضمنته المادة) (3فى
التفاقية القتصادية لعام 2001بخصوص المواطنة القتصادية والتى تنص على اقرار مبدأ
المساواة الكاملة لجميع مواطنى دول المجلس،
والمضى قدما فى دراسة وتطبيق توحيد جواز السفر واستكمال اصدار البطاقة الذكية والتى تمت
بالفعل فى مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان .فما زال الخليجيين
يصنفون بعضهم على انهم أجانب مما يمثل عائقا امام تنقل الستثمارات الخليجية بين الدول
العضاء.وفى هذا الطار تم انجاز بعض التقدم،أل أن هناك المزيد فى طلب توظيف القوى
العاملة الخليجية وتسهيل تنقلها فيما بين دول المجلس وفقا لما اقرته الدورة العشرين للمجلس
العلى عام 1999وتفعيل المواطنة القتصادية وفق ما أقرته الدورة السابعة والعشرين عام
.2006
-تظل هناك مشكلة أساسية ،وهى المشاركة الشعبية ،بمعنى ان معظم القرارات ان لم يكن كلها
قرارات سيادية بالوحدة وباصدار العملة الموحدة وقرارات سيادية بالنسحاب،وبدون هذه
المشاركة الشعبية نكون قد فقدنا جزء كبير من المساندة والمشاركة.وبهذا يكون الدافع وراء
الوحدة النقدية دافعا سياسيا وجغرافيا قبل ان يكون اقتصاديا.
-ثم تأتى قضية الخلف على مقر البنك المركزى القليمى وهو ماأدى الى إعلن المارات عن
انسحابها من العملة الخليجية الموحدة لتعكس الصراع بين المملكة العربية السعودية والمارات
وكذلك بين الدول الخليجية وبعضها على مبدأ السيطرة وعدم تنازل كل منها عن جزء من السيادة
القليمية كنهج أساسى من مبادئ الوحدة ،وتقبل مزايا الوحدة الجماعية عن النظرة الضيقة لمور
تتعلق بالمكان والفراد.
-ثم قضية التطبيق الكامل أو شبه الكامل للعريفة الجمركية والسوق الخليجية المشتركة وايجاد
الية دائمة لتوزيع اليرادات الحكومية وموضوع الحماية الجمركية والوكالت التجارية .والتنسيق
الكامل للسياسات القتصادية ونظام المدفوعات والتسويات ورسم السياسة المالية والنقدية
واصدار العملة.
-وهناك مشكلة المعايير"كشرط من شروط تحقيق الوحدة النقدية"،حيث تبنت دول الخليج معايير
التحاد الوروبى الخمس وفق اتفاقية ماستريخت وهى معايير ضرورية للنضمام للتحاد
الوروبى،واعتبرتها دول الخليج معايير للوحدة النقدية ،2010حيث اشترطت ان ل تزيد نسبة
العجز بالموازانات الحكومية عن %3وال تزيد نسبة الدين المحلى الى اجمالى الناتج القومى
الجمالى ل %60وعدم تجاوز نسبة التضخم عن ، %2وهو أمر ينبغى إعادة النظر فيه وفق
ظروف المنطقة ودول الخليج واستخراج المعايير من الواقع العملى لدول المنطقة.
-أما تحدى إرتباط العملة بالدولر المريكى :فامامنا ثلث مدارس بين "مؤيد" و"معارض"
و"مؤيد للعودة الى نظام الذهب"،مع التوصية بضرورة تنويع مصادر الدخل القومى وتنويع
مصادر الوارادات والحلل محل الوارادات.
-أما عن التبادل التجارى البيينى :حجم التجارة البينية بين دول الخليج الست تبلغ %7من
مجموع التبادل التجارى للدول الست مع دول العالم،فى حين يبلغ فى منطقة اليورو أكثر من
%50من مجموعة تجارة تلك الدول مع العالم .لذلك تم التفاق على مبدأ تنقل المواطنين بين
الدول واصدار الجوازات المقروءة اليا ورفع كفاءة العاملين فى المنافذ ومنح سائقى الشاحنات
الوطنية التى تحمل بضائع اى من دول المجلس تاشيرات الدخول من المنافذ دون اشتراط كفيل
او وكيل محلى للمصنع او المؤسسة او الشركة المصدرة فى الدولة المقصودة والغاء ختم
جوازات مواطنى دول المجلس عند المغادرة ومنح المرافقين لمواطنى دول المجلس تاشيرات
الدخول من المنافذ بعد التأكد من سريان صلحية الجواز والقامة,وفى مجال المنازعات وافق
المجلس العلى لمجلس التعاون فى دورته الرابعة عشر بالمملكة العربية السعودية عام 1993
على اقامة مركز التحكيم التجارى ومقره مملكة البحرين واعلن رسميا فى مارس . ..1995
-أما التحديات العامة فهى فى غاية الهمية ،مثل عدم توافر بيانات احصائية دقيقة حول
القضايا المتعلقة بمكونات الموازنات العامة وحجم الدين واوضاع موازين المدفوعات مما
يصعب معه اجراء دراسات تحليلية وتوفير المؤشرات القتصادية والنقدية الضرورية لقيام
التحاد النقدى وكذلك عدم توافق السياسات الضريبية وتباين الهياكل القتصادية والمؤشرات
الحصائية والقتصادية والنقدية،وعدم توحيد ادوات السياسة النقدية واساليب السيطرة على
السيولة النقد وكمية النقود وتطور اسواق النقد وسعر الصرف.
-هناك تكاليف توحيد العملت وفقد جزء من الدور السيادى فى تنظيم السياسة المالية
والقتصادية والنقدية حيث سيتولها البنك المركزى الموحد والذى سيفترض باستقللية كاملة
برسم سياساته بناء على الوضاع فى كل دولة وليس دولة واحدة.
-إعادة رسم وتشكيل القوانين النقدية وإتباع سياسات بنكية ومالية موحدة،وخلق صندوق مشترك
لجمع الحتياطيات النقدية وإندماج أسواق المال وحقوق الملكية والنتقال والعمل والقامة
والتماثل فى التشريعات المالية.
-وجود مؤسسات مدنية قوية قادرة على ضمان الديمقراطية وسيادة حكم القانون واحترام حقوق
النسان مع وجود اقتصاد قوى)معايير الستقرار الداخلى والستقرار الخارجى( قادر على تحمل
المنافسة.
ومن هنا يثور التساؤل حول جدية الطرح ومدى المكانية نحو تحقيقه فى الجل القصير
والمتوسط .فالتجربة العملية الناجحة تكمن فى تجربة التحاد الوروبى الذى يعود تأسيس اول
تجمع له الى ابريل/نيسان 1951عندما اجتمعت ست دول اوروبية هى فرنسا ولوكسمبورج
وهولندا ايطاليا والمانيا وبلجيكا واتفقت على تشكيل المجموعة الوروبية للفحم والصلب .وفى
عام 1957وقعت الدول اتفاقية روما واصبحت المجموعة تحمل اسم المجموعة القتصادية
الوروبية.وفى فبراير 1992تم توقيع معاهدة ماستريخت بهولندا والتى تم بمقتضاها تجميع
مختلف الهيئات الوروبية ضمن اطار واحد هو التحاد الوروبى ويتخذ التحاد العاصمة
البلجيكية بروكسل مقرا دائما لمانته العامة والمفوضية الوروبية،ومدينة سترازبورج الفرنسية
مقرا للبرلمان الوروبى.اما رئاسة التحاد فيتم تعاقبها بين الدول العضاء ولمدة ستة اشهر.ولقد
بدأ التحاد بست دول وفى عام 1973انضمت المملكة المتحدة والدانمارك ثم اليونان عام 1981
واسبانيا والبرتغال عام 1986وايرلندا 1993والسويد وفنلندا والنمسا عام 1995وابتداء من
عام 2004امتد التحاد الوروبى نحو دول اوروبا الشرقية"سابقا" وانضمت عشر
دول)استونيا-بولندا-التشيك-سلوفاكيا-سلوفينيا-لتفيا-ليتونيا-المجر كما انضمت قبرص ومالطا
وفى عام 2007انضمت رومانيا وبلغاريا ليصبح عدد العضاء 27دولة.وللتحاد الوروبى
خمسة هياكل أساسية وهى البرلمان الوروبى الذى ينتخب اعضائه مباشرة من قبل مواطنين
الدول العضاء وله دور تشريعى تعكس رغبة ومتطلبات الشعوب،والمفوضية الوروبية وهى
الجهاز التنفيذى للتحاد ثم مجلس التحاد الوروبى ويضم مجالس الوزراء وممثلى الدول
العضاء ومحكمة العدل وهى جهاز قضائى يتولى الشراف على تطبيق واحترام التشريعات
والقوانين الخاصة بالتحاد واخيرا ديوان المحاسبات وهو جهاز رقابى يشرف على مراقبة
ميزانية التحاد .وهناك عدة مؤسسات اخرى مثل المجلس الوروبى واللجنة القتصادية
والجتماعية ثم )البنك المركزى الوروبى( وبنك الستثمار الوروبى.أما عن التطور النقدى
والذى أدى الى ظهور اليور.
حيث كانت فكرة العملة الوروبية الموحدة قديمة بعمر التحاد الوروبي نفسه .ففي عام
1970كانت خطة فيرنر التي طرحها رئيس الوزراء اللوكسمبورجي بيير فيرنر ،التي كانت
نواة التحاد القتصادي و النقدي الوروبي .كان أمل هذه الخطة تطبيق عملة موحدة في التحاد
القتصادي الوروبي بحلول عام .1980لكن سرعان ما انهارت الفكرة و حل محلها عام
1972اتحاد تصريف العملة الوروبي و لحقا عام 1979النظام النقدي الوروبي .وكان
هدف النظام النقدي الوروبي كان المحافظة على استقرار العملت المحلية .لتحقيق هذا الهدف،
تم إنشاء عملة نقد شكلية لحساب تصريف العملة تحت اسم اليكو ) ،(ECUالتي من الممكن
وصفها بأنها العملة الوروبية الموحدة السابقة لليورو .في عام 1988تبنت اللجنة الوروبية
تحت رئاسة جاك ديلورس ما يسمى بتقرير ديلورس .هذا التقرير وضع الساس لتطبيق تنفيذ
العملة الوروبية الموحدة من خلل تطبيق ثلث
المرحلة الولى لنشأة اليورو تمت في الول من تموز/يوليو 1990من خلل اتفاق يسمح بتنقل
رؤوس الموال بين دول التحاد .في 1يناير 1994بدأت المرحلة الثانية من خلل تأسيس
المؤسسة النقدية الوروبية ،التي كانت سابقة لتأسيس البنك المركزي الوروبي فيما بعد .في
16كانون الول/ديسمبر 1995تم التفاق على تسمية العملة الجديدة باليورو ) (Euroبدل
من السم القديم و ذلك بعد مداولت طويلة .كانت هناك أسماء أخرى عديدة مقترحة ،من بينها
فرانك أوروبي ،جولدن أوروبي ،كرونا أوروبية .لكن اتفق المجتمعون على أل تكون التسمية
الجديدة للعملة المقترحة منسوبة لي عملة متواجدة في أحد الدول العضاء .فرنسا اقترحت
اليورو ثاني أهم عملة على مستوى النظام النقدي الدولي .يتم التحكم به من قبل البنك المركزي الوروبي في
مقره بفرانكفورت بألمانيا .اليوم يعد اليورو العملة الرسمية المتداولة في 16دولة من دول التحاد الوروبي
السبع و العشرون .كما أنه العملة الرسمية في ست دول أخرى هي ليست أعضاء في التحاد الوروبي.
ابتداءا من عام 1999تم بدء التعامل باليورو على النطاق المصرفي ،و ابتداءا من الول من كانون الثاني/يناير
عام 2002استبدل اليورو عملت الدول المنضمة لتفاق تطبيق اليورو و أصبح منذ ذلك الحين عملتها الرسمية.
اليورو الواحد مقسم إلى 100سنت.
حقق اليورو سعر صرف قياسي في 15يوليو 2008ليبلغ سعر $1.5990دولر أمريكي .أدنى قيمة تعامل له
مقابل الدولر المريكي وصل إليها اليورو في 26أكتوبر ،2000بلغ حينها 0,8225دولر أمريكي
إبقاء السم الذي استعمل طيلة هذه الفترة 'اليكو' ،لكن كل هذه القتراحات فشلت إلى أن إقترح
وزير المالية اللماني تيودور فايجل السم 'يورو' .في 13كانون الول/ديسمبر 1996اتفق
وزراء التحاد الوروبي على معاهدة المحافظة على إستقرار اليورو ،التي نصت على محافظة
الدول العضاء على استقرار اقتصادياتهم المحلية و بالتالي سعر صرف اليورو .المرحلة الثالثة
تشكلت مع إنعقاد المجلس الوروبي ما بين 3-1أيار/مايو 1998و اتفاقه على بنود إضافية،
أهمها تحديد الدول المطبقة للعملة و القتصاد الموحد .في 19حزيران/يونيو 2000قرر
المجلس الوروبي ضم اليونان للدول الداخلة في التحاد النقدي و القتصادي ابتداءا من عام
2001و في الول من عام 2009تم اعتماد اليورو كعملة رئيسية في سلوفاكيا.
في الول من كانون الثاني/يناير 1999تم تحديد قيمة اليورو مقابل العملت المحلية للدول
العضاء و أصبح اليورو منذ ذلك اليوم عملة بنكية لول مرة .في اليوم التالي قامت بورصات
فرانكفورت ،باريس و ميلنو بتدوين قيمة الوراق المالية باليورو ،كما تم ربط العملت المحلية
سمح أيضا منذ ذلك التاريخ بفتح حسابات في
في الدول العضاء باليورو بدل من الدولرُ .
البنوك بالعملة الجديدة .بدأ توزيع العملة الجديدة على البنوك و المؤسسات المالية في الدول
العضاء منذ النصف الثاني للعام ،2001وفي شهر كانون الول/ديسمبر من نفس العام بدأت
البنوك بيع عينات من العملة الجديدة للجمهور .بدأ التداول الرسمي لليورو في 1كانون
الثاني/يناير ،2002وأصبح العملة الرسمية في الدول العضاء بدل من العملت المحلية ،أي
تم وقف قبول الدفع بالعملت القديمة إل في أماكن معينة )كالبنوك مثل( .استبدلت البنوك
المركزية في الدول العضاء في الفترة اللحقة العملة القديمة لكل دولة باليورو .هذه الفترة
مختلفة من دولة إلى أخرى ،في ألمانيا على سبيل المثال سمح بإستبدال المارك اللماني حتى
عام .2005
كان قبول اليورو بين الجمهور الوروبي متفاوتا من بلد إلى آخر؛ على سبيل المثال في دول
.أما عن الدول المشاركة
هناك إلى حد الن 16دولة مطبقة لليورو:
عملة تحويل/عملة متداولة .وفي عام 2004تم العلن بأن اليونان لم تكن مؤهلة أبدًا في يوم من اليام بالدخول في النظام النقدي الوروبي عنها
معلومات خاطئة عن صحة أداء القتصاد اليوناني.
ل من العملة القديمة.
وهناك دول أخرى في أوروبا كانت تطبق قبل مجيء اليورو عملت لحدى الدول المطبقة لليورو ،لذا تبنت العملة الجديدة بد ً
هذه الدول تشمل :موناكو ،سان مارينو والفاتيكان .وهناك دول تطبق اليورو أيضا بطريقة غير رسمية ،هي :أندورا ،كوسوفو والجبل السود.
بالنسبة لدول التحاد الوروبي العشرة الجديدة التي انضمت للتحاد عام ،2004هناك سقف عامان على القل بشكل عام لكل هذه الدول ،وخلل
هذه الفترة يجب على الدولة المعنية إستيفاء الشروط القانونية والقتصادية ،التي قد تؤهلها لتطبيق العملة .تعرف هذه الفترة باللية الوروبية لتحديد
أسعار العملت ) .(ERM IIوكل دولة تحدد بمحض إرادتها وقت بدء تنفيذ هذا السقف ،لكن عند دخولها هذه الفترة تتعهد بإستيفاء الشروط عند
إنتهاءها وإل واجهت عقوبات ،وبعد ذلك يجب طرح اليورو للتداول في الدولة المعنية ،ولن يكون الموضوع اختياريًا كما حصل من قبل مع
بريطانيا والدانمارك.
كانت قيمة عملتها منخفضة كإيطاليا و اليونان ،لقي اليورو ترحيب أوسع من دول ذو عملة
أقوى كألمانيا و فرنسا .كما أن سعر اليورو القوي مقابل معظم العملت القديمة أعطى النطباع
بأن اليورو أتى و معه غلء السعار .في أمور أخرى كالسفر و السياحة ،لقى اليورو ترحاب
كبير بين السياح لنه وفر عليهم تغيير العملة و سهل مهمة الدفع.
والتطور التاريخى والتطبيق العملى لنجح تجربة تكامل فى التاريخ القتصادى توضح لنا بجلء
انها ليست تجربة بل مشكلت أو تحديات أو عوائق ،وفى هذا درس يجب تعلمه فى تجربة
الوحدة الخليجية ولعله اهم الدروس ،ثم تاتى دروس اخرى يجلب تعلمها والتعامل معها مثل كون
بريطانيا ليست عضو بمنطقة "اليورو" وان التحاد الوروبى مقره "بروكسل" وان البنك
المركزى مقره فرانكفورت والمانيا ثالث اقتصاد اوروبى من حيث القوة.أما عن البرلمان
الوروبى فيتكون من مجموعات سياسية تضم اكثر من مائة حزب سياسى وتصل نسبة تمثيل
المرأة فيه الى 7ر %29بعد انتخابات 1999ويتوجب على اعضاء البرلمان العلن عن
اعمالهم وكل مايتقاضون منه مرتبا او دخل والعلن عن جميع مصالحهم المالية وتسجيل هذا
فى سجل عام.
أى أن التجربة الوربية مرت بمراحل تاريخية-وفقا للتطور التنظيرى الذى اوردناها فى مقدمة
الدراسة -مهدت الخطوة بانسيابية لقيام الخطوة الخرى،ولم تعتمد اقتصاديات الدول على سلعة
واحدة بل كان التنوع سبيل التوسع والتجاه الى الوحدة رغم ان لب الوحدة كان فى تجمع الصلب
والفحم ،ثم اخذت عملية الوحدة النقدية فترات قاربت الثلثة عقود سبقها عملية العملة الحسابية
،اما عملية المشاركة الشعبية وتقبل المواطنين لها فكانت ركيزة اساسية فى الوحدة الوروبية
فضل عن الستعداد عن التنازل عن جزء من السيادة الوطنية وهو ماتمثل فى قيام برلمان
مشارك والستعداد لقبول مقر احد المؤسسات فى بلدان صغيرة من الجغرافيا والثقل القتصادى
من اجل الهدف الجماعى .واذا ما طبقنا هذا على الوحدة الخليجية فان العامل الزمنى تعدى الثلثة
عقود منذ العلن عن نشاة مجلس التعاون الخليجى ال ان هناك مشكلت يجب حلها مثل قضية
توزيع اليرادات الجمركية والتى ل تمثل جزءا كبيرا من ايرادات الدول الخليجية .كما يجب
ولقد مر التحاد الوروبى بثلث مراحل حتى تم استخدام اليورو فى التعاملت اليومية :الولى من مايو 1998الى يناير 1999حيث تم تحديد الدول
العضاء باليورو وهى الدول التى استكملت شروط النضمام كما تم انشاء النظام الوروبى للبنوك المركزية والبنك المركزى الوروبى كما قامت
الدول العضاء باجراء بعض التعديلت التشريعية والتصديق على تشريعات التحول الى اليورو كما تم اتخاذ الترتيبات الخاصة بسك الوحدات المعدنية
واصدار اوراق البنكوت ليورو .أما المرحلة الثانية فكانت من يناير 1999الى يناير 2002حيث شهدت ميلد اليورو وتحديد سعر التبادل بين اليورو
والعملت المشاركة وتم استخدام اليورو كوحدة حسابية فى تسوية التعاملت بين البنوك والبورصة كما تم اصدار السندات الحكومية باليورو،ثم تم
التحول بصورة جزئية الى اليورو اختياريا،واطلق على هذه المرحلة مرحلة التعامل المزدوج.أما المرحلة الثالثة من يناير 2002الى يونيو 2002
فشهدت طرح الوراق النقدية والقطع المعدنية لليورو للتداول فى الحياة اليومية .واتخذت البلدان المختلفة فى المنطقة الوروبية ترتيبا مختلفا بشان
تبديل العملت الوطنية ،وبشكل عام سمحت الدول بتبديل عملتها الوطنية باليورو فى المصارف العادية وذلك لفترة ل تتعدى نهاية . 2002أما
المصارف المركزية الوطنية فتستمر بتبديل العملت الوطنية لفترة عشر سنوات على القل.
الخروج من دائرة الوحدة من اجل "النفط" فقط ،وتوسيع القدرة والتنوع النتاجى والعمل على
زيادة حجم التجارة البينية وزيادة المشروعات النتاجية المتبادلة .وقبول مبدأ التنازل عن جزء
من السيادة الوطنية لصالح العمل والمصلحة الجماعية التى من شانها زيادة القوة القتصادية
والتفاوضية لدول الخليج مجتمعة ،كما يجب ان يكون مطروحا امام الجميع مزايا التى يمكن ان
تعود علية من جراء الوحدة والنضمام عليها من دراسات علمية ومستفيضة ،ومن ثم ل ينبغى
التسرع فى عملية الدخول فى مشروع الوحدة النقدية ال بعد حل واستقرار معظم التحديات
السابق الشارة اليها .حيث ان الدخول فى الوحدة دون اكتمال قواعدها مما يعرضها للفشل
سيكون له عواقب وخيمة حتى على مشروع مجلس التعاون الخليجى نفسه .كما ينبغى للوحدة ان
تتخذ من منهج التنوع فى مصادر الدخل اساسا لها وال تكون وحدة نفطية وال يتم الكتفاء
بالوبك والوابك ،فاذا كان "النفط" اساسا للوحدة الخليجية فى مطلع العقد الثامن من القرن
الماضى ،فالمر ينبغى ان يتطور ويتغير فى القرن الواحد والعشرين وفى ظل متغيرات عالمية
كبيرة ومتلحقة مثل تعثر النظام المالى العالمى والتغير المناخى والبحث عن مصادر طاقة بديلة
وظهور عملت قوية قلصت من الدور العالمى للدولر واختفاء قوى وتكتلت من الساحة
العالمية وتنامى قضية حقوق النسان والمؤسسات المدنية ،كما ينبغى النظر فى الجال الطويلة
فى امكانية توسيع الوحدة النقدية والقتصادية من خلل دخول دول اخرى بالمنطقة حيث ل
يقتصر المر على دول الخليج العربى الست .فضل عن انه يمكن دراسة الوحدة النقدية لتسوية
المعاملت حسابيا ولفترة من الزمن –خمس سنوات-تعد تمهيدا ومعمل للتغلبات على المشكلت
التى قد تطرأ من جراء الوحدة.