You are on page 1of 112

‫"محاضرات في مدخل لالقتصاد"‬

‫مطبكعة مقدمة لطمبة (ؿ ـ د) لكمية العمكـ االقتصادية‬


‫ك التجارية ك عمكـ التسيير بجامعة البكيرة‬

‫مف إعداد‪:‬‬
‫انذكتىرة‪ :‬فرحي كريمة‬
‫انذكتىر‪ :‬فراح رشيذ‬

‫السنة الجامعية ‪2014-2013‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫االقتصاد عمـ مف العمكـ االجتماعية التي تدرس سمكؾ اإلنساف ‪ ،‬سكاء كاف فردا أـ‬
‫مجتمعا‪ ،‬في كيفية إشباع حاجاتو المادية مف خبلؿ استخدامو لممكارد االقتصادية‪.‬‬
‫ك يكاجو ىذا اإلنساف مشكمة دائمة في ىذا السمكؾ تكمف في أف حاجاتو تككف دائما‬
‫أكبر بكثير مف المكارد االقتصادية المتاحة لو‪ .‬ك عمـ االقتصاد يسعى لحؿ ىذه‬
‫المشكمة مف خبلؿ إيجاد الحمكؿ المثمى في كيفية تكزيع تمؾ المكارد المحدكدة بيف‬
‫االستخدامات البديمة ك المتعددة ك تحقيؽ أىداؼ معينة يسعى إلييا اإلنساف‪.‬‬
‫مف ىذه المقدـ ة المكجزة نجد أف ىناؾ عدة مصطمحات تحتاج إلى تكضيح منيا‪:‬‬
‫‪ -‬ما ىي المشكمة االقتصادية؟‬
‫‪ -‬ما ىي الحاجات؟‬
‫‪ -‬ما ىي المكارد؟‬

‫مفيوم المشكمة االقتصادية وعمم االقتصاد‪:‬‬


‫ىناؾ حقيقتاف اقتصاديتاف تصدؽ عمى كؿ المجتمعات البشرية كأدل اجتماعيما إلى‬
‫نشأة المشكمة االقتصادية التي أدت بدكرىا إلى نشأة عمـ االقتصاد الذم يدرس ىذه‬
‫المشكمة كما يتفرع عنيا ك يسعى إلى حميا كه اتيف الحقيقتيف ىما‪:‬‬
‫‪ -‬تعدد الحاجات اإلنسانية كتزايدىا‪.‬‬
‫‪ -‬الندرة النسبية لممكارد االقتصادية‪.‬‬

‫فما ىي المشكمة االقتصادية ؟‬

‫تنشأ المشكمة االقتصادية نتيجة تعدد الحاجات اإلنسانية كتزايدىا بصكرة مستمرة‬
‫االقتصادم المتاح ػة ك التي تستخدـ إلشباع تمؾ‬
‫ػة‬ ‫في ظؿ محدكدية (ندرة) المكارد‬
‫الحاجات‪ .‬كتتصؼ المشكمة االقتصادية بالعمكمية حيث تكاجييا كؿ المجتمعات‬

‫‪2‬‬
‫اإلنسانية بصرؼ النظر عف طبيعة النظاـ االقتصادم كدرجة التقدـ االقتصادم‪،‬‬
‫غير أف حدتيا تختمؼ مف دكلة إلى أخرل‪.‬‬

‫مما سبق يمكن القول أن المشكمة االقتصادية تتمخص في أن ‪ :‬الحاجات أكبر من‬
‫الموارد (الحاجات > الموارد)‪.‬‬

‫فما ىي الحاجات وما ىي الموارد ؟‬

‫الحاجات ‪ :‬ىي تمؾ الرغبػات الممحة لدل الفرد لمحصكؿ عمى سمػع أك خدمات‪.‬‬
‫كأىـ خصائص ىذه الحاجات أنيا ال تنتيي أبدا بؿ ىي متجددة كمتعددة دائما‪ .‬كلك‬
‫أخذنا مثبل لذلؾ شخص بسيط لو حاجات كطمكحات كثيرة جدا في الحياة ‪ :‬فيك‬
‫يحتاج أف يشترم شقة كيشترم سيارة تعجبو كيحتاج أف يرفو عف نفسو بالذىاب في‬
‫رحمة ترفييية كىكذا لو حاجات متعددة ال تنتيي أبدا ككمما أشبع حاجة معينة تكلدت‬
‫مكانيا حاجات أخرل ‪.‬‬
‫أما الموارد ‪ :‬تعرؼ بأنيا ‪ -‬ما يسره ك أكجده هلل عز كجؿ ‪ -‬مف كسائؿ أك مصادر‬
‫كانت طبيعية أك بشرية يؤدم استخداميا إلى إنتاج السمع ك الخدمات التي تشبع‬
‫القدر األكبر مف الحاجات غير المحدكدة لئلنساف‪.‬‬
‫ك تنقسـ المكارد إلى‪:‬‬
‫‪-1‬الموارد الحرة (غير االقتصادية) ‪ :‬كىي متكفرة في الطبيعة بكثرة كتكفي إلشباع‬
‫جميع الحاجات اإلنسانية كال ندفع ثمف مقابؿ الحصكؿ عمييا‪ .‬مثؿ‪ :‬الشمس كاليكاء‪.‬‬
‫‪-2‬الموارد االقتصادية‪ :‬كىي محدكدة كغير كافية إلشباع كؿ الحاجات اإلنسانية أم‬
‫أنيا تتميز بالمحدكدية كالندرة النسبية كمعيار الندرة ىك كجكد ثمف مقابؿ الحصكؿ‬
‫عمييا‪.‬‬
‫ك تنقسـ المكارد االقتصادية مف حيث أصميا إلى ثبلث أقساـ كىي‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬موارد طبيعية مثؿ‪ :‬األراضي ما فكقيا كما تحتيا‪.‬‬
‫‪ ‬موارد بشرية مثؿ‪ :‬العماؿ كأصحاب المشركعات‪.‬‬
‫‪ ‬موارد رأسمالية كىي اآلالت كالمعدات البلزمة إلنتاج السمع كالخدمات البلزمة‬
‫إلشباع الحاجات‪.‬‬

‫كتعتبر المكارد االقتصادية محدكدة كنادرة نسبيا مقارنة بحاجات األفراد كالمقصكد‬
‫بالندرة النسبية كجكد الشيء مع عدـ كفايتو ‪.‬‬

‫وفي ظل المشكمة االقتصادية البد لكل مجتمع أن يقرر أمرين‪:‬‬


‫‪ -‬اختيار الحاجات التي سيتـ إشباعيا‪.‬‬
‫‪ -‬االستغبلؿ األمثؿ لممكارد كاالختيار بيف االستخدامات البديمة ليا بحيث يمكف‬
‫استخداميا إلنتاج أكبر قدر ممكف مف السمع كالخدمات إلشباع أكبر قدر‬
‫ممكف مف الحاجات اإلنسانية‪.‬‬
‫ومما سبق يمكن تعريف عمم االقتصاد بأنو فرع من فروع العموم االجتماعية يبحث‬
‫إلشباع‬
‫ـ‬ ‫كيفية استخدام و تخصيص الموارد االقتصاديـة ال ّنادرة أو المـحدودة‬
‫ـ‬ ‫في‬
‫الحاجات اإلنسانية المتعددة الغير محدودة بأقل تكمفة‪.‬‬

‫تيدؼ إلى تعريؼ طمبة العمكـ اقتصادية تجارية ك عمكـ‬ ‫إف ىذه المحاضرات‬
‫التسيير (ؿ ـ د) بالمشكمة االقتصادية كما يصكرىا االقتصاد الكضعي(الرأسمالي) ‪،‬‬
‫أىـ العكامؿ المؤثرة في‬ ‫كبمفيكـ المكارد االقتصادية ‪ ،‬خصائصيا ‪ ،‬تقسيماتيا ك‬
‫تقييميا ‪ ،‬باإلضافة إلى دراسة االدخار‪ ،‬االستثمار ك الخصخصة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المحاضرة األولى‪:‬‬
‫المشكمة االقتصادية كما يصورىا‬
‫االقتصاد الوضعي(الرأسمالي)‬

‫‪5‬‬
‫تمييد‪:‬‬
‫تتمثؿ المشكمة االقتصادية في أم مجتمع مف المجتمعات في عدـ القدرة عمى‬
‫إشباع جميع االحتياجات البشرية‪ ،‬كيرجع ىذا أساسان إلى ندرة المكارد كعكامؿ‬
‫اإلنتاج‪ .‬كالنيائية الحاجات‪ .‬فمك تكافرت ىذه دائمان كبالقدر المطمكب إلنتاج السمع‬
‫كالخدمات الكافية إلشباع االحتياجات البشرية إشباعا تامان لزالت المشكمة االقتصادية‪.‬‬
‫سنحاكؿ مف خبلؿ ىذه المحاضرة عرض مفيكـ المشكمة االقتصادية في الفكر‬
‫الرأسمالي‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف المشكمة االقتصادية‪:‬‬


‫تتمثؿ المشكمة االقتصادية في أم مجتمع مف المجتمعات في عدـ القدرة عمى‬
‫إشباع جميع االحتياجات البشرية‪ ،‬ك يرجع ىذا أساسا إلى الندرة‪ ،‬أم قصكر المكارد‬
‫‪1‬‬
‫المتاحة لمجتمع مف المجتمعات عف الكفاء بكؿ ما يحتاج إليو أفراده‪.‬‬
‫فالمشكمة االقتصادية تتمثؿ ببساطة في الندرة النسبية لممكارد االقتصادية‬
‫المتاحة عمى اختبلؼ أنكاعيا‪ .‬كميما بمغت أحجاميا فيي مكارد محدكدة في كؿ‬
‫دكلة إذا ما قكرنت بالحاجات اإلنسانية المتعددة كالمتجددة باستمرار‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرة موجزة عن المشكمة االقتصادية‪:‬‬
‫تتميز طبيعة اإلنساف بأف لو رغبات متنكعة يتكؽ إلى إشباعيا كىذه الرغبات‬
‫متعددة كغير محدكدة‪ ,‬فكمما أشبع اإلنساف رغبة تثكر رغبات أخرل‪ .‬كاشباع ىذه‬
‫الرغبات يتأتى بالحصكؿ عمى السمع كالخدمات فحاجة اإلنساف إلى السمع مرتبطة‬
‫ارتباطان كثيقان بطبيعة اإلنساف كالغذاء المباس‪ ،‬كبغريزتو في حب التقميد كالمحاكاة‪.‬‬
‫كما أف العصر الذم يكجد فيو اإلنساف لو احتياجات مف السمع كالخدمات مختمفة‬

‫‪ -1‬سكينة بف حمكد‪" ،‬مدخل لعمم االقتصاد ( الجزائر‪ :‬دار المحمدية العامة‪ ،)2009 ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪6‬‬
‫عف تمؾ التي كانت سائدة في العصكر السابقة‪،‬أم أف المرحمة الحضارية التي‬
‫يعاصرىا اإلنساف تختمؼ في احتياجاتيا مف مرحمة ألخرل ‪.2‬‬
‫كتتميز المشكمة االقتصادية بصفة العمكمية فيي تكاجو الفرد كما تكاجو‬
‫الجماعة بؿ تكاجو كؿ المجتمعات سكاء كانت متقدمة اقتصاديان أك متخمفة‪ .‬فالمشكمة‬
‫مجتمع آلخر‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫االقتصادية ال تختمؼ في أركانيا (أسبابيا) كال في عناصرىا مف‬
‫فالمشكمة االقتصادية تنشأ مف ىذه العناصر‪ :‬محدكدية المكارد كعدـ محدكدية‬
‫الحاجات‪ .‬كىذه األركاف يكاد يتفؽ عمييا عمماء االقتصاد الرأسمالي‪ .‬فكمما كانت‬
‫المكارد اإلنتاجية التي تستخدـ في إنتاج السمع محدكدة‪،‬فإف السمع كالخدمات تعتبر‬
‫محدكدة أيضان‪ ،‬كعمى العكس مف ذلؾ فإف رغبات اإلنساف كاحتياجاتو غير محدكدة‬
‫في الكاقع‪ .‬كىذه الحقائؽ تضع أمامنا عنصريف أساسيف في عمـ االقتصاد كىما الندرة‬
‫كاالختيار)‪.‬‬
‫كيجب أف نعمـ عند حديثنا عف المشكمة االقتصادية أنيا ذات طابع نسبي‬
‫كليس مطمؽ كيتجمى ذلؾ فيما يمي ‪:3‬‬
‫أوال‪ :‬أف الندرة كمحرؾ لنشأة المشكمة االقتصادية تتكقؼ عمى العبلقة بيف المكارد‬
‫كالحاجات ال عمى كمياتيا المطمقة‪ ،‬أم أنيا مسألة نسبية‪ .‬فالنفط مثبلن قد ينتج‬
‫ٍ‬
‫بكميات كبيرة كمع ذلؾ يظؿ سمعة نادرة تدخؿ في نطاؽ المشكمة االقتصادية‬
‫كذلؾ ببساطة ألف الحاجة إليو تفكؽ ما ينتج منو عمى الرغـ مف ضخامتو‪،‬‬
‫كحيث أف المشكمة االقتصادية نسبية الطابع فإنو يمكف مكاجيتيا إما عف‬
‫طريؽ زيادة المكارد أك تقميؿ الحاجات أك بذؿ الجيد في االتجاىيف معان‪.‬‬

‫‪ -2‬ىذه األفكار متفؽ عمييا في الفكر االقتصادم الرأسمالي‪ .‬فأكثر كتب النظرية االقتصادية كالفكر االقتصادم تتبنى ىذه‬
‫األفكار راجع‪ :‬داككد ابراىيـ ‪" ،‬محاضرات في االقتصاد الجزئي" (المؤسسة الكطنية لمكتاب‪ ،)1984 ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ -3‬عادؿ أحمد حشيش‪ "،‬أصول االقتصاد السياسي – دراسة تحميمية مقارنة" ( اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ :‬دار الجامعة الجديدة‬
‫لمنشر)‪ ،‬ص ص ‪.42-41‬‬

‫‪7‬‬
‫ثانيا‪ :‬أف المشكمة االقتصادية كنتيجة مترتبة عمى ظاىرة الندرة كاف كانت تنتشر في‬
‫كافة المجتمعات أيان كانت درجة تقدميا‪ ،‬كأيان كانت طبيعة النظاـ االقتصادم‬
‫مجتمع‬
‫ٍ‬ ‫المطبؽ بيا‪ .‬فإف درجة حدتيا كالقدرة عمى مكاجيتيا تختمؼ مف‬
‫آلخر‪ .‬فالمشكمة االقتصادية تككف أكثر حدة في المجتمعات المتخمفة إذا ما‬
‫قكرنت بالبمداف الصناعية المتقدمة‪.‬‬
‫ك تنشأ المشكمة االقتصادية عندما تككف كسائؿ إشباع الحاجات نادرة‪ ،‬ك تختفي إذا‬
‫كانت ىناؾ كفرة في ىذه الكسائؿ‪ ،‬كما أنيا تمتاز بصفة العمكمية‪ ،‬حيث‬
‫يمكف أف تنشأ في أم مجتمع بغض النظر عف طبيعة نظامو السياسي‬
‫أك االجتماعي أك مرحمة تقدمو االقتصادم‪ ،‬ك أف طريقة حميا ىي التي‬
‫تختمؼ مف نظاـ إلى آخر ‪. 4‬‬
‫ىناؾ ثبلثة أسئمة تكاجو أم اقتصاد ك يجب اإلجابة عمييا ك ىي ‪:5‬‬
‫‪ ‬ما هي انسهع و انخذمات انمراد إنتاجها؟‬
‫يمكف التمييز بيف السمع الحرة ك السمع االقتصادية‪ ،‬فاألكلى ليس ليا سعر‪،‬‬
‫ألنيا متكفرة دكف تكمفة كاليكاء‪ ،‬الشمس‪...،‬الخ‪ ،‬ك تصبح سمعا اقتصادية‬
‫عندما يدخؿ في إنتاجيا عناصر اإلنتاج بتكمفة معينة‪ .‬أما السمع االقتصادية‬
‫فيدخؿ في إنتاجيا عناصر اإلنتاج المختمفة ك يككف ليا سعر معيف‪ ،‬كىي‬
‫سمع اقتصادية ك إنتاجية فاألكلى تستخدـ إلشباع الحاجات بصكرة مباشرة‬
‫مثؿ الغذاء ك ىي سمع معمرة تشبع الحاجة أكثر مف مرة عمى فترات متعددة‪،‬‬
‫ك سمع غير معـ ػرة تشبع الحاج ػة لمرة كاحدة كىي سمع ضركرية ك كمالي ػة‪،‬‬

‫– مصطمحات ‪ -‬أسئمة " ( الجزائر ‪ :‬دار أسامة لمطباعة‬ ‫‪ -‬عمي خالفي ‪ " ،‬المدخل إلى عمم االقتصاد مفاىيم‬ ‫‪4‬‬

‫ك النشر ك التكزيع‪ ، )2009 ،‬ص‪. 18‬‬


‫‪ -‬نفس المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.19-18‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪8‬‬
‫ك الثانية ىي سمع تشبع الحاجات بطريقة غير مباشرة‪ ،‬ك يطمؽ عمييا السمع‬
‫الرأسمالية التي تنتج سمعا أخرل ك ال تطمب لذاتيا‪.‬‬
‫‪ ‬كيف تتم عمهية إنتاج انسهع؟‬
‫أم كيؼ يتـ اختيار أسمكب اإلنتاج؟ أك كيؼ تمزج عناصر اإلنتاج؟ انطبلقا مف‬
‫كفرتيا أك ندرتيا‪ .‬فإذا تكفر عنصر العمؿ أكثر مف رأس الماؿ يتـ استخداـ‬
‫مكثؼ لمعمؿ مقارنة برأس الماؿ‪ ،‬ك ىكذا بالنسبة لمعناصر األخرل‪.‬‬
‫إف األثماف النسبية لعناصر اإلنتاج السائدة في السكؽ ىي التي تحدد طريقة‬
‫اإلنتاج التي سيستخدميا المنتجكف بحثا عف تحقيؽ أكبر ربح ك أقؿ تكمفة أم‬
‫تحقيؽ الرشادة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬نمن يتم إنتاج انسهع و انخذمات؟‬
‫أم كيؼ يتـ تكزيع السمع ك الخدمات التي اتخذ القرار بإنتاجيا؟‬
‫إف المراد ىنا ىك المستيمؾ الذم يستفيد مباشرة مف السمع ك الخدمات‪،‬‬
‫كمعنى ىذا يجب دراسة الطمب ك العكامؿ المؤثرة عميو قبؿ اإلنتاج ك أثناء‬
‫اإلنتاج ك بعده ألف اليدؼ مف اإلنتاج ىك تحقيؽ مستكل معيف مف اإلشباع‪.‬‬

‫‪ -3‬األركان العامة لممشكمة االقتصادية‪:‬‬


‫مف خبلؿ التعارؼ كالمفاىيـ التي تبناىا الفكر الرأسمالي لممشكمة‬
‫االقتصادية‪ ،‬برزت ىناؾ مجمكعو مف األسباب كالعكامؿ التي تؤدم إلى ظيكر‬
‫المشكمة االقتصادية‪ ،‬ىذه العكامؿ كاألسباب اتفؽ عمماء االقتصاد عمى أنيا ىي‬
‫األركاف الرئيسة في المشكمة االقتصادية‪ .‬مع اختبلؼ التسمية فالبعض يطمؽ عمييا‬
‫أسباب كاآلخر أركاف أك عكامؿ‪ .‬ىذه األركاف ىي سبب ظيكر المشكمة االقتصادية‬
‫كال يمكف عبلج المشكمة االقتصادية إال مف خبلؿ التعرؼ عمى ىذه األركاف كذلؾ‬
‫لفيـ طبيعة المشكمة االقتصادية‪.‬‬
‫ك تتمثؿ أركاف المشكمة االقتصادية في ‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬ندرة الموارد‪.‬‬
‫‪ -‬ال نهائية الحاجات‪.‬‬
‫‪ -‬االختيار‪.‬‬
‫فاإلنساف يمجأ إلى إشباع رغباتو البلمحدكدة بمكارد األرض المحدكدة لذلؾ‬
‫يمجأ إلى االختيار كالفرصة البديمة‪ ،‬لعدـ القدرة عمى إشباع كؿ حاجاتو‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ندرة الموارد‪.‬‬


‫كالمقصكد بالندرة ىك(الندرة النسبية لممكارد االقتصادية البلزمة إلشباع رغبات‬
‫اإلنساف)‪ .‬أك ىي عبارة عف(معنى نسبي عف العبلقة بيف الحاجات اإلنسانية ككسائؿ‬

‫إشباعيا ‪ .‬فقد تككف الكميات المكجكدة مف مكرد ما كبيرة نكعان ما كلكنو يعتبر مكردان‬
‫‪‬‬

‫ناد انر إذا ما قيس بالرغبات البشرية التي ينبغي إشباعيا‪،‬أم أنو نادر مف حيث كمية‬
‫عرضو المتاح قياسان بمستكل اإلشباع المطمكب لمحاجات)‪ .‬كمف أسباب المشكمة‬
‫االقتصادية‪:6‬‬
‫‪ -‬عدـ استغبلؿ مكارد المجتمع أك سكء استغبلليا‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ كفاءة استخداـ المكارد المتاحة‪.‬‬
‫كىذا يقكدنا إلى أف مشكمة الندرة ليست ظاىرة طبيعية فقط بؿ ليا ارتباط‬
‫مباشر باإلنساف‪ .‬كذلؾ ألنو ترتبط قدرة المجتمع في التغمب عمى ىذه الظاىرة‬
‫بدرجة تطكر المعرفة الفنية كالعممية في ذلؾ المجتمع ‪ ،‬فبقدر ما تزداد درجة‬
‫تقدـ ىذه المعرفة‪ ،‬كبقدر ما نعرؼ مف إمكانيات استخداميا إلشباع الحاجػػات‬
‫تتييأ السبػػؿ المكاتية لتنمية قدرات اإلنساف في السيطرة عمى ىذه المكارد‪.‬‬
‫‪ -‬قابمية بعض المكارد لمنفاذ كالنضكب‪.‬‬

‫‪ - ‬يمكف تعريؼ المكارد بأنيا كؿ ما تحتكيو البيئة كينفع اإلنساف كيساعده عمى البقاء‪،‬كالمكارد اما أف تككف طبيعية‬
‫جيد عقمي أك فكرم يسمى بالمكرد البشرم‪ .‬راجع أسس الجغرافية‬ ‫أك بشرية‪ ،‬فاإلنساف نفسو كما يقكـ بو مف ٍ‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -6‬سكينة بف حمكد‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪10‬‬
‫ٍ‬
‫بنسب تفكؽ الزيادة في اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪ -‬زيادة عدد السكاف‬
‫كككف الندرة نسبية يعني أف بإمكاف اإلنساف تنمية المكارد االقتصادية‪ .‬كمف‬
‫األمكر المسمـ بيا أف مشكمة الندرة تبلزـ كافة المجتمعات اإلنسانية سكاء الدكؿ‬
‫(*)‬
‫أك الدكؿ النامية كالفقيرة‪ .‬كىذه الصفة األساسية لمسألة الندرة تجعؿ منيا‬ ‫الغنية‬
‫منا دكمان حسف استغبلؿ المكارد‬
‫أم انر نسبيان‪ .‬لذلؾ فإف حؿ المشكمة االقتصادية يتطمب ّ‬
‫النادرة ذات االستعماالت المختمفة كالمتعددة عمى أفضؿ كجو ممكف كتكظيفيا في‬
‫أحسف استعماؿ عمى النحك الذم يحقؽ أقصى الغايات كيمبي أكبر إشباع ممكف مف‬
‫حاجات كمتطمبات اإلنساف‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ال نيائية الحاجات‪:‬‬
‫مف أسباب كجكد المشكمة االقتصادية ككف حاجات اإلنساف ال متناىية كغير‬
‫محدكدة‪ .‬فمف طبيعة اإلنساف أنو كمما أشبع رغبة تثكر في نفسو رغبات أخرل‪.‬‬
‫كتعرؼ الحاجة بأنيا‪ (:‬إحساس باأللـ نتيجة عدـ تحقيؽ منفعة أك إشباع‪ ،‬كىي مادية‬
‫مثؿ المباس‪ ،‬الغذاء‪ ،‬السكف‪..،‬الخ ‪ ،‬ك معنكية مثؿ الخدمات‪ ،‬النقؿ‪ ،‬التعميـ‬
‫الصحة‪...،‬الخ‪ .‬ك ىي تتغير مع تغير المرحمة الحضارية التي يعاصرىا اإلنساف‬
‫‪7‬‬
‫‪ .‬كرغـ تعدد معاني‬ ‫كمف العكامؿ المؤثرة عمييا‪ :‬التقاليد‪ ،‬الثقافة‪ ،‬المناخ‪...،‬الخ )‬
‫ٍ‬
‫حالة نفسية‪ .‬كلكف الحاجة في عمـ النفس تختمؼ عف‬ ‫الحاجة فأنيا تدؿ دائمان عمى‬
‫الحاجة في االقتصاد‪ .‬فالذم يفرؽ بيف الحاجة النفسية كالحاجة في االقتصاد ىك‬

‫كسيمة إشباع ىذه الحاجة أم مكضكع الحاجة فإذا كأف مكضكع الحاجة ماالن‬
‫اقتصاديان‪ ،‬أم ناد انر بالنسبة لمحاجات اعتبرت الحاجة اقتصادية‪.‬‬

‫*‬
‫‪ -‬لذلؾ يمكف أف نفرؽ بيف الندرة كالفقر‪ .‬فالفقر يككف في المجتمعات الفقيرة فقط‪ ،‬كيككف ناتج عف نقص المكارد‬
‫األساسية لممجتمع‪ ،‬أما الندرة فتبلزـ كؿ المجتمعات حتى الغنية كالمتطكرة‪ ،‬كتككف ىناؾ ندرة حتى مع كجكد كضع‬
‫اقتصادم في حالة انتعاش‪،‬كذلؾ ألف المقصكد بالندرة ىكا لندرة النسبية أم نسبةن لحاجات اإلنساف‪.‬‬
‫‪ -7‬عمي خالفي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.17‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬خصائص انحاجات‪:‬‬
‫أىـ خصائص الحاجات البشرية مف الناحية االقتصادية فيي‪:‬‬
‫أ‪ -‬القابمية لمتعدد‪ :‬فالحاجات اإلنسانية في األصؿ عديدة كمتنكعة كتتنكع باستمرار‬
‫تبعان لتقدـ الحضارة كتتغير بتغير العادات في المجتمعات‪ ،‬كىي كثيرة بحيث تفكؽ‬
‫حد ليا ‪.‬‬
‫القدرة عمى تحقيؽ إشباعيا‪ .‬كىذه الحاجات ال ّ‬
‫ب‪ -‬القابمية لئلشباع‪ :‬فكؿ حاجة قابمة لئلشباع‪ ،‬لذلؾ فالمنفعة تميؿ إلى التناقص‬
‫مع استمرار اإلشباع **‪ .‬كمعنى قابمية السمعة لئلشباع ىك أف مقدا انر مف الماؿ يكفي‬
‫إلشباع ىذه الحاجة‪ .‬كترد قابمية الحاجة لئلشباع إلى طبيعة اإلنساف النسبية‪،‬‬
‫فاإلنساف محدكد القدرة كلكف بعض الكتاب يستثنكف مف ىذه القاعدة الحاجة إلى‬
‫النقكد كالحاجة إلى الترؼ‪.‬‬
‫ج‪ -‬القابمية لبلستبداؿ‪ :‬كىذا يعني إمكانية االستعاضة عف قضاء حاجة معينة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫بسمعة أخرل‪ .‬كليذا العامؿ قيمةن كبرل‬ ‫بقضاء حاجة أخرل‪ ،‬أك االستعاضة بسمعة‬
‫في الحياة االقتصادية‪،‬إذ بو يحد مف سمطاف التمادم في ارتفاع األسعار مف قبؿ‬
‫نيام مف قبؿ المحتكر‪.‬‬
‫المحتكر‪ ،‬مثبلن في رفع ثمف السمعة التي يحتكرىا إلى ماال ة‬
‫د‪ -‬الحاجات كالرغبات غير محدكدة( ال نيائية)‪ :‬أم عدـ كجكد نياية لرغبات‬
‫مر الزمف‪.‬‬
‫اإلنساف‪ ،‬فيي قابمة لمزيادة عمى ّ‬
‫ىػ‪ -‬ككذلؾ مف خصائص الحاجات القابمية لمقياس كالقابمية لبلنقساـ‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬االختيار‪:‬‬
‫نتيجة لتعدد كتطكر الحاجات اإلنسانية كندرة المكارد االقتصادية‪ ،‬يجد اإلنساف‬
‫نفسو تحت ضغط الحاجة إلى االختيار بيف أم الحاجات يشبع أكالن‪ ،‬كذلؾ لعدـ‬
‫منا استغبلؿ المكارد‬
‫القدرة عمى إشباع كؿ ىذه الحاجات‪ .‬فندرة المكارد يتطمب ّ‬

‫**‬
‫قانكف تناقص المنفعة الحدية ينص عمى أف المنفعة المكتسبة مف السمعة تميؿ إلى التناقص مع استمرار استيبلؾ‬
‫كحدات مف نفس السمعة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫االقتصادية النادرة ذات االستعماالت المتعددة كالمختمفة عمى أفضؿ ٍ‬
‫كجو ممكف‬
‫كتكظيفيا في أحسف االستعماالت في سبيؿ تحقيؽ أقصى الغايات كأكبر قدر ممكف‬
‫مف اإلشباع لحاجاتنا البلمحدكد ة‪ .‬كىذا يتطمب مناؿ ترتيب ىذه الحاجات حسب‬
‫أكلكيتيا كأىميتيا أم سمـ األفضميات‪.‬‬
‫كيقصد باالختيار‪( :‬االختيار القائ ـ عمى المبادئ االقتصادية كالمرتكز عمى‬
‫منطؽ العقبلنية كالذم يعني التكفيؽ بيف االستعماالت البديمة المتاحة لو‪ ،‬أم‬
‫االختيار بيف أم الحاجات التي يجب عمى اإلنساف أف يقكـ بإشباعيا كأم الحاجات‬
‫‪ .8‬ككما أف الفرد يكاجو دائمان بمشكمة‬ ‫التي يضحي بيا كيتخمى عف إشباعيا)‬
‫االختيار فإف الجماعة أيضان تكاجو بنفس المشكمة ككذلؾ المجتمع كالدكلة فتدعكىا‬
‫ندرة مكاردىا إلى ضركرة تكجيييا نحك إشباع الرغبات كذلؾ عمى حساب الحرماف‬
‫مف إشباع رغبات أخرل‪.‬‬
‫أم أف الدكلة مطالبة دائمان بأف تقتصد في استخداـ مكاردىا المحدكدة كأف‬
‫تتجنب أم ضياع فييا‪ (.‬لذلؾ نجد أف الدكؿ كالجماعات المتقدمة تراعي ىذا المبدأ‬
‫حيث تختار كتنتقي طريقة االستخداـ المثمى التي تؤدم إلى تحقيؽ أعمى إشباع‬
‫ممكف ألفرادىا‪ ،‬كذلؾ بالمقارنة األخرل البديمة كيتحقؽ ذلؾ عف طريؽ القياـ بدراسة‬
‫جميع الطرؽ الممكنة الستخداـ مكرد مف المكارد كالمفاضمة عمى أساس نسبة العائد‬
‫إشباع ممكف بأقؿ‬
‫ٍ‬ ‫إلى المكارد المستخدمة كاختيار الطريقة المثمى التي تعطي أكبر‬
‫قدر مف المكارد)‪.‬‬
‫‪ -4‬عالج المشكمة االقتصادية في االقتصاد الرأسمالي‪:‬‬
‫أىـ ما يميز النظاـ الرأسمالي ىك الحرية الفردية في ممارسة النشاط‬
‫االقتصادم ككذلؾ الممكية الخاصة لعناصر اإلنتاج عمى اختبلؼ أنكاعيا‪ ،‬كعدـ‬

‫‪ -‬تكفيؽ عبد الرحيـ حسف‪" ،‬مبادئ االقتصاد الجزئي" ( عماف‪ ،‬األردف‪ :‬دار صفاء لمنشر ك التكزيع)‪ ،‬ص‪.28‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪13‬‬
‫التدخؿ الحككمي المباشر مف جية كدافع الربح لدل األفراد مف جية ثانية‪ ،‬كاالعتماد‬
‫عمى جياز الثمف ‪ .9‬أما أىـ القكاعد التي يستخدميا االقتصاد الرأسمالي في عبلج‬
‫المشكمة االقتصادية فيي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الحرية االقتصادية‪ :‬كىي تعتبر أىـ دعائـ النظاـ الرأسمالي‪ .‬كنتيجة ليذه‬
‫الدعامة كاف أحد الشعا ار ت الرأسمالية المشيكر(دعو يعمؿ دعو يمر)‪.‬كبيذا فقد‬
‫ضمف النظاـ الرأسمالي حرية االستيبلؾ كما ضمف حرية االستغبلؿ فمكؿ‬
‫شخص الحرية في إنفاؽ مالو كما يشاء عمى حاجاتو كرغباتو‪ .‬كىك الذم يختار‬
‫نكع السمع التي يستيمكيا‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرقابة عمى النشاط االقتصادم بكاسطة جياز الثمف‪ :‬يحاكؿ النظاـ‬
‫الرأسمالي حؿ المشكمة االقتصادية عف طريؽ ميكانيكية جياز الثمف‪.‬‬
‫كيقصد بجياز الثمف تمؾ الحركات التمقائية الناتجة عف تفاعؿ قكل السكؽ‬
‫( العرض كالطمب)‪.‬‬
‫‪ -‬المنتج يقدـ سمعة أك خدمة بيدؼ الحصكؿ عمى الربح‪.‬‬
‫‪ -‬المستيمؾ يحصؿ عمى السمعة بغرض تحقيؽ اإلشباع كبذلؾ تتحقؽ‬
‫مصالح الطرفيف‪.10‬‬
‫لذلؾ فجياز الثمف في االقتصاد الرأسمالي يعتبر كسيمة لحؿ المشكمة‬
‫االقتصادية مف خبلؿ ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬جياز الثمف يختار السمع التي تنتج كنكع المنتجات‪ ،‬أم تخصيص المكارد‬
‫اإلنتاجية في إنتاج السمع كالخدمات األكثر إلحاحان‪.‬‬

‫‪ -‬تكفيؽ عبد الرحيـ حسف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.37‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ ، -‬نفس المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.56‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬جياز الثمف يراقب اختيار الطرؽ الفنية لئلنتاج‪ ،‬كطرؽ تنظيـ اإلنتاج كفي‬
‫ىذه الحالة سنجد أف المنتجيف سيختاركف الطرؽ األكثر كفاءة‪،‬أم التي تنتج‬
‫ليـ أكبر كمية مف اإلنتاج بأقؿ التكاليؼ الممكنة‪.‬‬
‫‪ -‬جياز الثمف يحدد حجـ الكحدة اإلنتاجية‪،‬إذا كاف الحجـ صغير أك كبير‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المحاضرة الثانية ‪:‬‬
‫مفيوم الموارد االقتصادية‬
‫و خصائصيا‬

‫‪16‬‬
‫‪ -1‬مفيوم الموارد ‪:‬‬
‫تعرؼ المكارد بأنيا ‪ -‬ما يسره اهلل عز كجؿ ‪ -‬مف كسائؿ أك مصادر كانت طبيعية‬
‫أك بشرية يؤدم استخداميا إلى إنتاج السمع ك الخدمات التي تشبع القدر األكبر مف‬
‫‪11‬‬
‫‪.‬‬ ‫الحاجات غير المحدكدة لئلنساف‬
‫ك ال بد في ىذا الصدد ‪ ،‬أف نفرؽ بيف نكعيف مف المكارد ‪ ،‬ىما ‪:‬‬
‫المكارد االقتصادية ك المكارد غير االقتصادية أك الحرة ‪.‬‬
‫‪ -1-1‬الموارد االقتصادية ‪:‬‬
‫ك لذلؾ فإف‬ ‫‪‬‬
‫المكارد االقتصادية ق م المكارد التي تتمتع بندرة أك محدكدية نسبية‬
‫المكرد االقتصادم يتميز بأف عميو طمب كىذا الطمب مشتؽ مف الطمب عمى السمع‬
‫ك الخدمات التي يدخؿ في إنتاجيا ‪ ،‬ك لذلؾ يككف لممكرد االقتصادم سع ار مكجبا‬
‫حيث تككف الكمية المطمكبة مف المكرد االقتصادم أكبر مف الكمية المعركضة منو‬
‫عند السعر ''صفر'' ك يرتفع سعر المكرد االقتصادم مع زيادة الطمب عميو ك يتجدد‬
‫الطمب عمى المكرد االقتصادم مع زيادة المنافع التي يمكف أف تنشأ مف‬
‫استخدامو‪.12‬‬
‫إذف المكرد االقتصادم ىك الذم يتميز بالندر ة ك المحدكدية النسبية حيث يككف‬
‫المعركض أك المتاح مف المكرد أقؿ مف الطمب عمى ىذا المكرد لجميع استخداماتو‬
‫البديمة ‪.‬‬

‫‪ -‬أحمد حسيف الرفاعي ‪ ،‬خالد كاصؼ الكزني ‪ " ،‬مبادئ االقتصاد الكمي بين النظرية و التطبيق " ( ط‪ 2‬؛ عماف ‪،‬‬ ‫‪11‬‬

‫األردف ‪ :‬دار كائؿ لمنشر‪ ، )1997 ،‬ص‪. 24‬‬


‫‪_‬‬
‫يجب التفرقة بيف الندرة النسبية ك الندرة المطمقة ‪ ،‬حيث ينصرؼ مفيكـ الندرة المطمقة إلى أشياء ال كجكد ليا ‪ ،‬أم أف‬
‫المعركض منيا يعادؿ الصفر ‪ ،‬بينما ينصرؼ مفيكـ الندرة النسبية إلى مكارد متاحة ك معمكمة لكؿ البشر ‪ ،‬ك لكف‬
‫المعركض منيا أقؿ مف الطمب عمييا في استخداماتيا المتعددة ‪.‬‬
‫" مبادئ اقتصادات الموارد و البيئة " ( دمنيكر ‪ ،‬مصر ‪ :‬المكتب الجامعي الحديث ‪،‬‬ ‫‪ -‬إيماف عطية ناصؼ ‪،‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪ ، ) 2007‬ص ‪. 9‬‬

‫‪17‬‬
‫ك لعمو مف المفيد التنبيو ىنا إلى أف الندرة أك المحدكدية ال تعني أف ىذه المكارد‬
‫قميمة‪ ،‬ك إنما المقصكد ىنا أف تمؾ المكارد محدكدة نسبة إلى الحاجات التي يمكف أف‬
‫تمبييا ‪ ،‬أك بمعنى آخر أنيا ال تكفي إلشباع الحاجات المتعددة التي يمكف أف‬
‫يحصؿ عمييا اإلنساف مف تمؾ المكارد ‪ .‬ك يمكف القكؿ بشكؿ عاـ أف لممكرد شركط‬
‫‪13‬‬
‫‪:‬‬ ‫ثبلث لكي يندرج تحت مسمى المكارد االقتصادية‬
‫‪ -‬الشرط األول ‪ :‬ىك الندرة أك المحدكدية النسبية ‪ ،‬ك المقصكد ىنا أف المكرد نادر‬
‫أك محدكد نسبة إلى الحاجات الت م يمكف أف يشبعيا ‪ .‬إذف فالندر ة ىنا نسبة إلى‬
‫االستخدامات التي يمكف أف يخصص ليا ىذا المكرد إلنتاج سمع ك خدمات مختمفة ‪.‬‬
‫‪ -‬الشرط الثاني ‪ :‬ىك كجكد ثمف لذلؾ المكرد ‪ ،‬فالمكرد االقتصادم يحتاج إلى ثمف‬
‫لكي يمكف الحصكؿ عميو ‪ .‬ك يرتبط الثمف ىنا بالندرة ‪ ،‬فكمما كاف المكرد أكثر ندرة‬
‫كمما ارتفع ثمنو ليستخدـ استخداما أفضؿ ‪ .‬فندرة المياه في بعض الدكؿ مثبل ألزمت‬
‫فرض أسعار معينة الستخداميا ‪ ،‬ك ارتفاع أسعار المياه يؤدم إلى االستخداـ‬
‫األفضؿ ليا ‪ ،‬ك إال فإف رخص أسعار المياه سيجعؿ المستيمؾ يسرؼ في استخداـ‬
‫بالنسب لمكيرباء ‪ ،‬أك الكقكد ك غيرىا ‪ ،‬في حيف مكرد كاليكاء‬
‫ة‬ ‫المياه ‪ .‬ك كذلؾ الحاؿ‬
‫ليس لو ثمف كبتالي فيك مكرد غير اقتصادم ‪.‬‬
‫‪ -‬الشرط الثالث ‪ :‬فيك ارتباط الحصكؿ عمى المكرد االقتصادم بجيد ‪ ،‬فاليكاء ‪،‬‬
‫ك ىك مكرد غير اقتصادم ‪ ،‬ال يحتاج إلى جيد لمحصكؿ عميو ‪ ،‬فاإلنساف يتنفس‬
‫ك ىك نائـ أك ك ىك يأكؿ ك في كؿ األحكاؿ دكف أف يشعر بذلؾ ‪ .‬أما الحصكؿ‬
‫عمي أم مكرد اقتصادم فبل بد أف يرتبط بجيد معيف ‪.‬‬
‫ك لعؿ المياه أيضا مف األمثمة عمى ذلؾ ‪ ،‬فاألمر ال يعني مجرد الذىاب إلى صنبكر‬
‫المياه لمشرب بؿ في كيفية كصكؿ المياه إلى الصنبكر أك الحنفية ‪.‬‬

‫‪ -‬أحمد حسيف الرفاعي ‪ ،‬خالد كاصؼ الكزني ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 25‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪18‬‬
‫ك لعمنا ال ننسى أف األمر يحتاج في بعض الدكؿ إلى سحب المياه مف مناطؽ بعيدة‬
‫د البسيط ‪ ،‬ناىيؾ عف جيد بعض الدكؿ‬ ‫بمئات الكيمكمترات ك ىذا ليس بالجو‬
‫العربيػة في تحميػة مياه البحر ك غيرىا مف الجيكد ‪ .‬ك مف الناحية المجردة يمكف أف‬
‫تككف الكمية المتاحة مف مكرد ما كبيرة جدا غير أف الطمب عمى ىذا المكرد كذلؾ‬
‫كبي ار جدا بدرجة تفكؽ ىذا المعركض اليائؿ مف ىذا المكرد ‪ ،‬ك مف ثـ يككف ىذا‬
‫المكرد مكردا اقتصاديا أك مكردا ناد ار ‪.‬‬
‫يمكف القكؿ أف اإلنساف ىك الذم يخمؽ منافع المكارد ك يزيد مف ىذه المنافع ‪.‬‬
‫ال تصمح لبلستخداـ في مكاف تكاجدىا ‪ ،‬ك لكف‬ ‫‪‬‬
‫فالجانب األكبر لممكارد الطبيعية‬
‫العنصر البشرم ىك الذم يييئ المكارد لبلستخداـ ك االنتفاع بيا ك ذلؾ مف خبلؿ‬
‫إعدادىا بصكرة خاصة ك تكفير المعرفة الفنية لكي تصبح صالحة لبلستخداـ في‬
‫إنتاج السمع ك الخدمات المختمفة ‪.‬‬
‫إذف ك مما سبؽ يمكف القكؿ أف المكارد االقتصادية ىي المكارد التي تتسـ بالندرة‬
‫النسبية‪ ،‬ك بسبب عامؿ ىذه الندرة أك المحدكدية النسبية لممكرد االقتصادم ‪ ،‬يككف‬
‫عمى األفراد أف يتحممكا تكاليؼ معينة أثناء محاكلتيـ الحصكؿ عمى المكارد‬
‫االقتصادية ‪ .‬ليذا يككف ليذه المكارد االقتصادية ثمف ‪.‬‬
‫ك يرتفع ثمف المكرد االقتصادم كمما كاف أكثر ندرة ك زاد الطمب عميو ك كمما ارتبط‬
‫الحصكؿ عميو بجيد أكبر مف أجؿ الحصكؿ عمى منافع ك إشباع الحاجات ك مف‬
‫ثـ البد مف تكفر المعرفة الفنية التي تييئ المكرد لبلستخداـ ‪.‬‬

‫‪-‬‬
‫تـ استخداـ مصطمح المكرد الطبيعي لئلشارة إلى صكرة المكرد المكجكد في الطبيعة قبؿ أف يتعامؿ اإلنساف معو ‪،‬‬
‫فالمكارد الطبيعية ىي تمؾ اليبات التي أكدعيا الخالؽ سبحانو كتعالى في أرضو ك يكشؼ عنيا لئلنساف في الكقت‬
‫المناسب ‪ .‬أم أنيا أشياء مادية ليا قيمة اقتصادية أصميا مف الطبيعة ‪ ،‬ك ليس لئلنساف دخؿ مباشر في إيجادىا ‪.‬‬
‫فيذا المكرد الطبيعي مادة خاـ لـ يتـ تعديميا بعد ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -2-1‬الموارد غير االقتصادية ‪:‬‬
‫بناءا عمى التعريؼ لممكرد االقتصادم فكؿ شيء معركؼ في أم كقت مف األكقات‬
‫أك مكاف مف األمكنة ‪ ،‬ك لكف ال يكجد لو استخداـ يحقؽ منفعة ما أك لـ يستخدـ‬
‫ألم سبب مف األسبا ب ال يعتبر مكردا اقتصاديا في ذلؾ الكقت أك ذلؾ المكاف ‪.‬‬
‫كما أف األشياء التي ليا منفعة ك لكنيا مكجكدة بكميات كافرة بحيث يمكف الحصكؿ‬
‫‪14‬‬
‫‪.‬‬ ‫عمييا ببل ثمف ( مجانا ) ال تعتبر مكارد اقتصادية‬
‫فالمكارد الطبيعية مثبل التي لـ تستخدـ بعد ‪ ،‬ال تعتبر مكارد اقتصادية إال بعد‬
‫استخراجيا مف كضعيا الطبيعي ك استخداميا فعبل لتحقيؽ منفعة ما ‪ .‬ك ىناؾ كثير‬
‫مف الدكؿ ك بخاصة الدكؿ النامية تعمـ أف لدييا بعض المكارد الحيكية كالميمة‬
‫كلكنيا لـ تستخرجيا أك لـ تستغميا بعد ‪ ،‬كذلؾ إما ألنيا ال تستطيع تحمؿ تكاليؼ‬
‫استخراجيا أك تكاليؼ استغبلليا ‪ ،‬أك ألف ليا أكلكيات أخرل أك تكد استخداميا في‬
‫المستقبؿ ‪ .‬فيذه المكارد ال تعتبر مكارد اقتصادية إال بعد استخداميا فعبل ‪ .‬ك لكف‬
‫يمكف اعتبارىا مكارد اقتصادية كامنة ‪ .‬فعمى مستكل الدكؿ فإف المكارد االقتصادية‬
‫ىي التي تساىـ فعبل في تحقيؽ الناتج القكمي لمدكلة ‪ ،‬ك عمى مستكل األفراد فإف‬
‫المكارد االقتصادية ىي كؿ ما يساىـ في تحقيؽ الدخؿ الذم يتحصؿ عميو فرد مف‬
‫األفراد ‪ .‬ك كؿ مف يمتمؾ أرضا مثبل كال يستخدميا لتحقيؽ عائد منيا بطريقة مباشرة‬
‫أك غير مباشرة ‪ ،‬فبل تعتبر مف مكارده االقتصادية ك إف اعتبرت جزءا مف‬
‫ثركتو‪.15‬‬
‫إذف يمكف القكؿ أف المكرد غير االقتصادم أك الحر يتمثؿ في تمؾ المكارد التي يتاح‬
‫منيا مخزكف ال نيائي ال ينفذ ميما بمغت ضخامة الطمب عمى ىذا المكرد ‪ ،‬أم‬

‫‪ -‬محمد حامد عبد اهلل ‪ " ،‬اقتصاديات الموارد " ( ط‪ 1‬؛ الرياض ‪ ،‬المممكة العربية السعكدية ‪ :‬جامعة الممؾ سعكد ‪،‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪ ، ) 1991‬ص ‪. 2‬‬
‫‪_ 15‬‬
‫سبؽ ‪ ،‬ص ‪. 3‬‬
‫نفس اؿمرجع اؿ ا‬

‫‪20‬‬
‫يككف المعركض منيا في أم فترة زمنية أكبر مف الطمب عمييا ‪ ،‬ك بالتالي ال يككف‬
‫ليذه المكارد سعر يدفع مقابؿ استغبلليا ك االنتفاع بيا ‪ . 16‬كمثاؿ ذلؾ مكرد اليكاء‬
‫ك مكرد أشعة الشمس ‪ ،‬ك مكرد المياه المالحة في البحار ك المحيطات ‪...‬الخ ‪.‬‬
‫ك مف الناحية المجردة يمكف أف تتاح كمية قميمة مف مكرد ما كلكف ال يكجد أم طمب‬
‫عمى ىذا المكرد ‪ ،‬ك مف ثـ يككف ىذا المكرد مكردا ح ار أك مكردا غير نادر‪.‬‬
‫ك قد يككف المعركض مف المكرد في الكقت الحاضر كبي ار بدرجة تفكؽ الطمب عمى‬
‫ىذا المكرد اآلف ‪ ،‬ك مف ثـ يككف ىذا المكرد ح ار في الكقت الحاضر‪ .‬ك لكف ينمك‬
‫الطمب عمى ىذا المكرد في المستقبؿ بما يجعؿ الطمب عميو مستقببل يفكؽ المعركض‬
‫مف ىذا المكرد‪ ،‬ك مف ثـ يتحكؿ ىذا المكرد مف مكرد غير اقتصادم في الكقت‬
‫الحاضر ليصبح مكرد اقتصادم في المستقبؿ‪. 17‬‬
‫‪ -2‬خصائص الموارد االقتصادية ‪:‬‬
‫تختمؼ خصائص المكارد االقتصادية أيضا باختبلؼ نظرتنا إلييا ‪ .‬فمف الناحية‬
‫االقتصادية فإف مف أىـ خصائصيا ‪ :‬الندرة عبر الزماف ك المكاف ‪ ،‬ك الحركية‬
‫أك الديناميكية كيعني ىذا المفيكـ أف األىمية االقتصادية لممكارد تتغير مف زماف‬
‫آلخر ك مف مكاف آلخر‪ .‬كما أف المكارد االقتصادية قابمة إلحبلؿ بعضيا محؿ‬
‫اآلخر ك لتخصيصيا بيف استخداماتيا المختمفة ك ذلؾ لتعدد استخداماتيا في اإلنتاج‬
‫ك االستيبلؾ ‪. 18‬‬
‫‪ -1-2‬الندرة ‪ :‬تكاجو كافة المجتمعات مشكمة اقتصادية تتمثؿ في ندرة المتاح لدييا‬
‫مف المكارد االقتصادية في الكقت الذم تتعدد في ق حاجات سكانيا ك تتزايد بصفة‬

‫‪_ 16‬‬
‫طمعت الدمرداش إبراىيـ ‪ " ،‬الموارد االقتصادية " ( ط‪ 1‬؛ الزقازيؽ ‪ ،‬مصر ‪ :‬مكتبة القدس ‪ ، )2007 ،‬ص ‪. 10‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪ - 18‬أمؿ حمد عمي العمياف ‪ " ،‬األمن المائي العربي مطمب اقتصادي أم سياسي " ( ط ‪ 1‬؛ الرياض ‪ ،‬المممكة العربية‬
‫السعكدية ‪ :‬دار العمكـ لمطباعة ك النشر ‪ ، ) 1996 ،‬ص ‪. 29‬‬

‫‪21‬‬
‫مستمرة ‪ .‬ك تبدك خطكرة ىذه المشكمة عندما نعرؼ أف ىذه المكارد ‪ -‬حتى في حالة‬
‫زيادتيا ‪ -‬تنمك بمعدؿ يقؿ كثي ار عف معدؿ زيادة السكاف ك حاجاتيـ ‪ .‬ك ىذه الحقيقة‬
‫معركفة منذ القدـ ‪ ،‬فقد نبو إلييا " مالتس " منذ القرف الثامف عشر ‪ ،‬حيث قرر ما‬
‫معناه أف معدؿ نمك السكاف يسير كفؽ متتالية ىندسية بينما تأخذ الزيادة في المكارد‬
‫شكؿ متتالية عددية‪. 19‬‬
‫إف ندرة المكارد تعد مف أىـ الخصائص عمى اإلطبلؽ مف الناحية االقتصادية ‪،‬‬
‫ك لكالىا لما احتاج اإلنساف لبلقتصاد أصبل ‪ .‬فالندرة االقتصادية نعني بيا الندرة‬
‫النسبية لممكارد االقتصادية ك ليست بصكرتيا المطمقة أم أف ىذه المكارد تككف‬
‫مكجكدة ك متكفرة لكنيا تبقى قميمة نسبيا إذا ما قكرنت بحجـ االحتياجات‬
‫ك المتطمبات اإلنسانية البلمحدكدة ‪ .‬ك قد تككف بعض المكارد متكفرة بكميات كبيرة‬
‫ك لكف ندرتيا النسبية عالية ‪ ،‬ك بعض المكارد متكفرة بكميات قميمة ك لكف ندرتيا‬
‫النسبية قميمة ‪ .‬ك تفسير ذلؾ يعكد إلى درجة ك شدة الحاجة إلييا ك تزايد الطمب‬
‫عمييا ك إسياميا في مكاجية تحقيؽ إشباع احتياجات أفراد المجتمع ‪. 20‬‬
‫إذف فالندرة تعني أف المكارد متكافرة بكميات محدكدة ك ال تكفي إلشباع جميع‬
‫االحتياجات كالرغبات ‪ ،‬ك الندرة ال ترتبط بكمية ك نكعية المكرد فحسب ‪ ،‬بؿ ترتبط‬
‫باحتماالت الفناء ك البقاء لممكرد ‪ ،‬إمكانيات الزيادة ك النقصاف لممكرد ‪ ،‬أنماط‬
‫اإلنتاج ك االستيبلؾ لممكرد ‪ ،‬كذلؾ احتماالت تطكر مستكيات المعرفة ك التقنية ‪،‬‬
‫ك تطكر الحاجات ك العادات ك تغير األذكاؽ ‪ . 21‬ك مف ثـ فندرة المكرد ىي ندرة‬

‫‪ -‬أحمد محمد مندكر‪ ،‬أحمد رمضاف نعمو اهلل ‪ " ،‬اقتصاديات الموارد و البيئة " ( مصر‪ :‬مؤسسة شباب الجامعة ‪،‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪ ، ) 1995‬ص ‪. 349‬‬
‫‪ -‬تكفيؽ عبد الرحيـ حسف ‪ " ،‬مبادئ االقتصاد الجزئي " ( ط ‪ 1‬؛ عماف ‪ ،‬األردف ‪ :‬دار الصفاء لمنشر ك التكزيع ‪،‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪ ، ) 2005‬ص ‪. 27‬‬
‫‪ - 21‬حمد بف محمد آؿ الشيخ ‪ " ،‬اقتصاديات الموارد الطبيعية و البيئة " ( ط ‪ 1‬؛ الرياض ‪ ،‬المممكة العربية السعكدية ‪:‬‬
‫العبيكاف ‪ ، ) 2007 ،‬ص ‪. 392‬‬

‫‪22‬‬
‫نسبية ‪ ،‬فقد نعاني مف ندرة في مكرد ما ك قد ال نعاني مف ندرة في مكرد آخر‪.‬‬
‫ك يمكف إجماال تكضيح تأثير مفيكـ الندرة االقتصادية كمفيكـ اقتصادم عمى المكارد‬
‫الطبيعية فيما يأتي‪: 22‬‬
‫‪ -‬أف المكارد التي لـ يكف ليا ثمف ( قيمة تدفع ) في الماضي أصبح ليا ثمف‬
‫مع تزايد ندرتيا النسبية‪.‬‬
‫‪ -‬أف الندرة النسبية في المكارد تؤثر عمى أفضمية تكزيع المكارد ‪.‬‬
‫‪ -‬أف زيادة استنزاؼ المكارد يؤدم إلى ارتفاع التكاليؼ الحدية ك المتكسطة‬
‫الستخراجيا ك استخداميا ‪ ،‬ك مف ثـ تتفاقـ مشكمة الندرة نتيجة لعدـ استخداـ‬
‫المكرد االستخداـ األمثؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬أف المكارد القابمة لمنضكب ليا خاصية التداخؿ الزمني ك المكاني في‬
‫االستخداـ عبر الزمف ‪ ،‬ك مف ثـ تعتبر المكارد القابمة لمنضكب مف أكثر‬
‫المكارد ندرة ك مف ثـ يزداد سعرىا عبر الزمف بزيادة ندرتيا ‪.‬‬
‫إف ندرة المكارد االقتصادية ىي التي تحتـ االختيار بيف الرغبات التي يمكف تمبيتيا‬
‫ك إشباعيا ك مقدار كؿ منيما ‪ .‬لذا فإف عمـ االقتصاد يسمى بعمـ االختيار‪ ،‬إذ أف‬
‫عمى اإلنساف أف يختار السمع ك الخدمات ك الكميات التي يستطيع إنتاجيا مف‬
‫مكارده المحدكدة ‪ .‬أما إذا لـ تكف المكارد محدكدة ك نادرة فإف اإلنساف يستطيع أف‬
‫ينتج ما يرغب مف السمع ك الخدمات كبالكميات التي تمبي جميع رغباتو دكف الحاجة‬
‫إلى االختيار أك التفضيؿ ‪ .‬ك بمعنى أخر لكال ندرة المكارد لتمكف كؿ فرد ك كؿ‬
‫مجتمع مف الحصكؿ عمى مستكل المعيشة الذم يرغب فيو ‪. 23‬‬

‫‪- 22‬‬
‫نفس المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 392‬‬
‫‪ -‬محمد حامد عبد اهلل ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -2-2‬ديناميكية أو حركية الموارد االقتصادية ‪:‬‬
‫تتميز المكارد االقتصادية بأنيا ذات أىمية متغيرة عبر الزماف ‪ ،‬ك ذلؾ كفقا لممعرفة‬
‫المتزايدة ك التحسينات التي طرأت عمى المستكل التكنكلكجي ك التنمية الثقافية‬
‫ك االجتماعية ‪ ،‬كقد انعكس كؿ ذلؾ عمى مطالب اإلنساف ك احتياجاتو ‪ ،‬فما كاف‬
‫كماليا في كقت مف األكقات أصبح ضركريا في الكقت الحاضر ‪ ،‬كما أف كثي ار مف‬
‫المكارد لـ يكف لدل اإلنساف أم دراية باستخداماتيا أصبحت ذات استخدامات متعددة‬
‫في الكقت الحاضر‪.‬‬
‫ك عمى الرغـ مف أف معطيات الطبيعة ثابتة إال أف المكارد متغيرة ببل حدكد ‪ ،‬فتاريخ‬
‫استخداـ اإلنساف لممكارد ىك سمسمة متصمة مف االكتشافات فمثبل كانت المكارد التي‬
‫يستخدميا إنساف العصر الحجرم القديـ محدكدة ‪ .‬ك تتمثؿ في عدد قميؿ مف‬
‫الحيكانات ك النباتات ك األحجار‪ .‬كبحمكؿ العصر الحجرم الحديث تحكؿ جامعك‬
‫الغذاء البدائيكف إلى مزارعيف ك استخدمكا المعادف في مصر ك سكمر ك الصيف‬
‫ك ترتب عمى ذلؾ تغير في بناء ك تنظيـ المجتمع ك ىكذا بمركر الزمف ‪. 24‬‬
‫ك ال بد مف اإلشارة بأف محدكدية المكارد االقتصادية ال تعني أنيا ثابتة أك غير قابمة‬
‫لمتغيير ‪ ،‬ك إنما يمكف أف تزداد أك تنقص عبر الزمف‪ .‬فعنصر العمؿ مثبل ‪ ،‬يمكف‬
‫أف يزداد مع زيادة السكاف‪ ،‬مع التأكيد عمى أىمية الجانب النكعي ك ليس الجانب‬
‫الكمي في عدد السكاف ‪ .‬كذلؾ يمكف زيادة مساحة األراضي الصالحة لمزراعة مف‬
‫خبلؿ مشركعات استصبلح األراضي ك إزالة ممكحة التربة ك تحكيؿ األراضي‬
‫الصحراكية إلى أراض صالحة لمزراعة بتكفير المياه ‪ ،‬عف طريؽ حفر اآلبار‬
‫االرتكازية أك تحمية مياه البحر ‪ .‬إال أف ىذا النكع مف االستثمارات يتطمب ليس فقط‬

‫‪ -‬أماؿ إسماعيؿ شاكر ‪ " ،‬الموارد االقتصادية " ( القاىرة ‪ ،‬مصر ‪ :‬جامعة القاىرة ‪، ) 2000 ،‬ص ‪. 20‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪24‬‬
‫تكفر المكارد المالية الكبيرة ‪ ،‬كانما أيضا تكفر القدرات البشرية المؤىمة لتنفيذ ىذه‬
‫المشركعات ‪.‬‬
‫كذلؾ الحاؿ بالنسبة لرأس الماؿ ( أك القدرات اإلنتاجية لممجتمع ) ‪ ،‬فيمكف أيضا‬
‫زيادتو مف خبلؿ تكثيؼ االستثمارات اإلنتاجية ك تحسيف البنى التحتية لبلقتصاد‬
‫‪25‬‬
‫‪ .‬أما فيما يتعمؽ باحتماؿ انخفاض المكارد االقتصادية ك تراجع نمك‬ ‫القكمي‬
‫االقتصاد القكمي ‪ ،‬فيمكف أف يحصؿ ذلؾ نتيجة لحدكث الككارث الطبيعية ‪،‬‬
‫كالزالزؿ ك الفيضانات ك األعاصير ‪ ،‬أك بسبب نشكب الحركب األىمية أك الخارجية‪،‬‬
‫حيث تتعرض الصناعات ك محطات تكليد الطاقة ك المطاراتك المكانئ ك الجسكر‬
‫ك غير ذلؾ مف البنى التحتية األساسية لبلقتصاد القكمي إلى التدمير ‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى الخسائر البشرية ‪.‬‬
‫ك تختمؼ أيضا األىمية النسبية لممكارد االقتصادية مف مجتمع ك مف مكاف ألخر‪،‬‬
‫فما يعد مكردا لو قيمة كبيرة في مجتمع ما في مكاف ما ‪ ،‬قد يككف غير ذم قيمة‬
‫عمى اإلطبلؽ في مجتمع آخر في مكاف آخر ك ىكذا ‪ ،‬ك في ضكء ىذه االختبلفات‬
‫في التقييـ ‪ ،‬تقع الصراعات الحالية حكؿ استخداـ ك أىمية المكارد االقتصادية في‬
‫الكقت الحاضر‪.‬‬
‫إذف مفيكـ حركية أك ديناميكية المكارد االقتصادية يعني أف األىمية االقتصادية‬
‫لممكارد تتغير ك تتسع مف زمف آلخر ك مف مكاف آلخر‪.‬‬
‫‪-3-2‬الموارد االقتصادية قابمة إلحالل بعضيا محل اآلخر و لتخصيصيا بين‬
‫استخداماتيا المختمفة‪:‬‬
‫مف المعركؼ أف كؿ مكرد مف المكارد االقتصادية لو أكثر مف استخداـ بديؿ ‪ ،‬أم‬
‫أف المكرد الكاحد يستخدـ ك يدخؿ في إنتاج عدة سمع ‪ .‬فالماء عمى سبيؿ المثاؿ‬

‫‪ -‬عبد الكىاب األميف ‪ " ،‬مبادئ االقتصاد الكمي " ( ط‪ 1‬؛ عماف ‪ ،‬األردف ‪ :‬الحامد لمنشر ك التكزيع ‪، ) 2002 ،‬‬ ‫‪25‬‬

‫ص ‪. 38‬‬

‫‪25‬‬
‫يستخدـ في الشرب ك االستخدامات المنزلية ك في الرم الزراعي ك تربية الحيكانات‬
‫ك في الصناعة ككسيمة لمطاقة ك الغمي ك التبريد ك التسخيف ك النظافة ‪ .‬ك تتفاكت‬
‫الطاقات مف حيث الكميات التي تستخدميا مف مكرد الماء ‪ ،‬فقطاع الزراعة مثبل‬
‫يحتاج لكميات أكبر مف المياه بالمقارنة مع القطاع الصناعي أك االستخداـ المنزلي ‪.‬‬
‫ك كذلؾ إذا كاف لدينا كمية معينة مف مكرد إنتاجي ما ‪ ،‬ك ليكف ىكتار مف األرض‬
‫مثبل ‪ ،‬فإننا يمكننا أف نزرعيا أك نبني عمييا مجمع سكني ‪ ،‬أك نشيد فكقيا مصنعا‬
‫مف المصانع ‪ .‬ك إذا قررنا زراعتيا فإننا يمكف أف نزرعيا قمحا أك شعي ار أك أم نكع‬
‫أخر مف المحاصيؿ الزراعية ‪ .‬ك ىكذا تتعدد استخدامات كؿ مكرد إنتاجي ‪.‬‬
‫ك حيث أف المكارد االقتصادية أك اإلنتاجية أصبل نادرة ك المعركض منيا في كؿ‬
‫مجتمع ىك حجـ ثابت ‪ ،‬فبل بد أف تككف ىذه االستخدامات البديمة متنافسة في نفس‬
‫الكقت ‪ ،‬بمعنى أف تحقؽ بعض ىذه االستخدامات ال بد أف يككف عمى حساب عدـ‬
‫تحقؽ بعض االستخدامات األخرل ‪.26‬‬
‫ك مف ىذه الخاصية لممكارد االقتصادية جاءت نظرية تخصيص المكارد أم تكزيعيا‬
‫عمى النشاطات االقتصادية المختمفة التي تتنافس عمييا حاليا أك تكزيعيا عبر الزمف‬
‫ك األجياؿ ‪ .‬ك تعرؼ ىذه الطرؽ التي يتـ بيا تكزيع المكارد االقتصادية باسـ أنماط‬
‫تخصيص المكارد ‪ .‬ك تختمؼ أنماط التخصيص فيما بينيا باختبلؼ مدل استخداـ‬
‫المكارد المتاحة ك كيفية استخداميا ‪.‬‬
‫كذلؾ يمكف إحبلؿ مكرد مف المكارد االقتصادية محؿ مكرد آخر إلى حد ما ك ذلؾ‬
‫بيدؼ تقميؿ تكاليؼ اإلنتاج ‪ .‬فكما نعمـ السمعة الكاحدة تحتاج إلى عدة مكارد‬
‫إلنتاجيا ‪ ،‬فعمى سبيؿ المثاؿ تحتاج السمع الزراعية لرأس الماؿ ك العمؿ ك األرض ‪.‬‬
‫فيمكف زيادة العمؿ ك تخفيض رأس الماؿ مع ثبات األرض إذا كاف العمؿ أقؿ‬

‫‪ -‬أحمد محمد مندكر ‪ ،‬أحمد رمضاف نعمو اهلل ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 350‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪26‬‬
‫تكمفة مف رأس الماؿ ك العكس صحيح ‪ .‬كما يمكف إحبلؿ رأس الماؿ محؿ األرض‬
‫ك ذلؾ باستخداـ التقنية الحديثة لزيادة اإلنتاج عمى رقعة األرض نفسيا ‪ .‬ك مف ىنا‬
‫جاء مبدأ اإلحبلؿ أك نظرية اإلحبلؿ ‪. 27‬‬
‫ـ‬ ‫كخبلصة القكؿ أف ىذه الخصائص الثبلث لممكارد االقتصادية تحدد محكر عؿ‬
‫االقتصاد كأىـ النظريات المتعمقة بو ‪ .‬فالندرة تعتبر المحكر الرئيسي الذم يدكر حكلو‬
‫عمـ االقتصاد ك لكال ندرة المكارد لما كاف ىنالؾ حاجة لعمـ االقتصاد نفسو ك تعزل‬
‫‪28‬‬
‫‪:‬‬ ‫ظاىرة الندرة إلى حقيقتيف أساسيتيف ىما‬
‫‪ -‬أكال ‪ :‬أف الحاجات المادية ألم مجتمع تعتبر غير محدكدة مف الناحية العممية ‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا ‪ :‬المكارد االقتصادية تككف عادة محدكدة أك نادرة كما أف نظريات العرض‬
‫كالطمب تعتمد أساسا عمى ىذه الخاصية لممكارد االقتصادية ‪ .‬ك إمكانية استخداـ كؿ‬
‫مكرد مف المكارد في إنتاج العديد مف السمع أكجدت نكعا مف المنافسة بيف السمع‬
‫المختمفة لمحصكؿ عمى أكبر قدر مف كؿ مكرد‪ ،‬ك مف ىنا جاءت نظرية تخصيص‬
‫المكارد بيف استخداماتيا المختمفة ‪ ،‬ك مف ضركرة استخداـ عدة مكارد إلنتاج سمعة‬
‫كاحدة انبثقت نظرية إحبلؿ المكارد‪. 29‬‬

‫‪ -‬محمد حامد عبد اهلل ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 19‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪ -‬عبد الكىاب األميف ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 38‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪ -‬محمد حامد عبد اهلل ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 19‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪27‬‬
‫المحاضرة الثالثة ‪:‬‬
‫تقسيمات الموارد االقتصادية‬

‫‪28‬‬
‫تمييد‪:‬‬

‫تتبنى معظـ الكتابات التقميدية اتجاىا مؤداه تقسيـ المكارد االقتصادية استنادا إلى‬
‫‪30‬‬
‫‪ :‬معيار األصؿ ‪ ،‬معيار التكزيع الجغرافي ك معيار القدرة عمى‬ ‫ثبلث معايير كىي‬
‫التجدد ‪.‬‬
‫فإذا نظرنا إلييا مف حيث معيار األصؿ فإف المكرد االقتصادم يككف إما طبيعيا‬
‫أك بشريا أك رأس الماؿ ك التقنية ‪ .‬أما إذا نظرنا إلييا مف معيار التكزيع الجغرافي‬
‫فإنيا تقسـ إلى مكارد مكجكدة في كؿ مكاف ك أخرل مكجكدة في أماكف كثيرة‬
‫ك أخرل مكجكدة في أماكف قميمة أك في مكاف كاحد ‪ .‬أما إذا نظرنا إلييا مف حيث‬
‫عمرىا الزمني فيي إما مكارد متجددة أك قابمة لمنضكب أك جارية( متدفقة ) ‪.‬‬
‫‪ -1‬معيار األصل ‪:‬‬
‫تنقسـ المكارد االقتصادية مف حيث أصميا إلى ثبلث أقساـ كىي ‪ :‬المكارد الطبيعية ‪،‬‬
‫المكارد البشرية ‪ ،‬ك رأس الماؿ ك التقنية ‪ .‬ك لقد درج االقتصاديكف في الماضي عمى‬
‫تقسيـ المكارد االقتصادية مف حيث أصميا إلى األرض كالعمؿ ك رأس الماؿ ‪.‬‬
‫ك حديثا ‪ ،‬فإف ىناؾ بعدا جديدا يضاؼ إلى تعريؼ رأس الماؿ ك ىك مستكل‬
‫" المعرفة التقنية " لما لذلؾ مف آثار مباشرة ك مممكسة عمى مستكل اإلنتاج‬
‫خصكصا مع استمرار التقدـ ك التغير التقني ‪.‬‬
‫‪ -1-1‬الموارد الطبيعية ‪ :‬ينظر الفكر االقتصادم إلى المكارد الطبيعية نظرة أكثر‬
‫عمكمية ك شمكال ‪ ،‬فيعرفيا أنيا أشياء مادية ليا قيمة اقتصادية ليس لئلنساف دخؿ‬

‫‪ -‬كامؿ بكرم ‪ ،‬محمكد يكنس‪ ،‬عبد النعيـ مبارؾ ‪ " ،‬الموارد و اقتصادياتيا " ( بيركت ‪ ،‬لبناف ‪ :‬دار النيضة العربية‬ ‫‪30‬‬

‫لمطباعة ك النشر ‪ ،‬دكف تاريخ ) ‪ ،‬ص ‪. 29‬‬

‫‪29‬‬
‫مباشر في إيجادىا كالمخزكف الطبيعي مف المعادف ‪ ،‬ك كذلؾ المناخ ك التضاريس‬
‫ك المساقط المائية ‪ ،‬كميا أشياء ليا تأثير عمى الثركة القكمية ‪. 31‬‬
‫ك ما يميز المكارد الطبيعية أنيا تكجد بصكرة تمقائية دكف دخؿ لئلنساف فييا ألنيا‬
‫ىبة مف الخالؽ سبحانو ك تعالى ‪ .‬فمثبل ‪ ،‬المخزكف الطبيعي مف المعادف ك كذلؾ‬
‫المناخ ك التضاريس ك المساقط المائية كميا أشياء ليا تأثير عمى الثركة القكمية ‪،‬‬
‫ك ذلؾ دكف أف يككف لئلنساف دخؿ مباشر في إيجادىا ‪ ،‬كعمى ذلؾ يمكف القكؿ بأف‬
‫‪32‬‬
‫‪.‬‬ ‫سطح األرض ك ما عميو ‪ ،‬ك ما في داخمو ‪ ،‬ىك ما نقصده بالمكارد الطبيعية‬
‫فسطح األرض مف يابس كماء ‪ ،‬ك ما يتميز بو مف تضاريس ك مناطؽ مناخية‬
‫متباينة ‪ ،‬يؤثر بطريقة مباشرة عمى نكعية النشاط االقتصادم الذم يمارسو سكاف‬
‫كؿ منطقة ‪ .‬فعمى سبيؿ المثاؿ ‪ ،‬نجد سكاف المناطؽ الساحمية ك المناطؽ المشتممة‬
‫عمى مسطحات مائية كبيرة ‪ ،‬يتميز نشاطيـ االقتصادم أساسا بالتجارة ( النقؿ‬
‫– باإلضافة‬ ‫البحرم ) ك الصيد ‪ .‬كما أف المناخ الذم تتميز بو المناطؽ المختمفة‬
‫إلى نكعية التربة المكجكدة ‪ -‬يؤثر بطريقة مباشرة في تحديد نكعية النشاط الزراعي‬
‫الذم يمارسو سكاف كؿ منطقة ‪.‬‬
‫ك مف أىـ الخصائص االقتصادية لممكارد الطبيعية أف استغبلؿ ىذه المكارد كثي ار ما‬
‫يترتب عميو ما يسمى بالعكارض االقتصادية أك اآلثار الخارجية ك ىذه اآلثار عادة‬
‫ما تككف غير مقصكدة ك لكنيا تؤثر عمى كفاءة اإلنتاج مف ىذه المكارد أك تؤثر‬
‫‪33‬‬
‫‪.‬‬ ‫عمى البيئة االقتصادية بصفة عامة‬

‫‪ -‬محمد يسرل إبراىيـ دعبس ‪ "،‬الموارد االقتصادية ‪ ،‬ماىيتيا‪ ،‬أنواعيا ‪ ،‬اقتصادياتيا " ( اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ :‬دار‬ ‫‪31‬‬

‫المعارؼ ‪ ، ) 1996 ،‬ص ‪. 14‬‬

‫‪ -‬كامؿ بكرم ‪ ،‬محمكد يكنس ‪ ،‬عبد النعيـ مبارؾ ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 23‬‬ ‫‪32‬‬

‫" مقدمة في اقتصاديات الموارد و البيئة " ( اإلسكندرية ‪ ،‬مصر‪ :‬الدار‬ ‫‪ -‬محمدم فكزم أبك السعكد ك آخركف ‪،‬‬ ‫‪33‬‬

‫الجامعية ‪ ، ) 2006 ،‬ص‪.15‬‬

‫‪30‬‬
‫فعمى سبيؿ المثاؿ إقامة سد في أعالي نير معيف قد يؤثر سمبا عمى المستفيديف مف‬
‫ىذا النير في دلتػاه ك ذلؾ باحتجازه لكميات الطمي التي اعتادت عمييا األراضي‬
‫في دلتا األنيار سنكيا لتضيؼ قكة إنتاجية جديدة لؤلرض الزراعية ‪ .‬كذلؾ القطع‬
‫الزائد لؤلشجار يككف لو آثار سمبية ربما عمى دكؿ ك شعكب بعيدة جدا عف ىذه‬
‫الغابات ‪ .‬فأشجار الغابات تعمؿ كمصدات طبيعية لمياه السيكؿ ك مف ثـ فإف‬
‫اختفاء ىذه الغابات يحدث فيضانات لمناطؽ دلتا األنيار ك كذلؾ يؤدم إلى‬
‫اضمحبلؿ مجارم ىذه األنيار‪ .‬كؿ ىذه اآلثار الجانبية تؤثر فعبل في دكاؿ اإلنتاج‬
‫المختمفة بطرؽ غير مباشرة ‪.‬‬
‫‪ -2-1‬الموارد البشرية ‪:‬‬
‫تشمؿ المكارد البشرية القكل العاممة( العمؿ اليدكم ك الذىني ك الفني ك التنظيمي‬
‫ك اإلدارم ‪ ،‬ك كؿ جيد بشرم ) ‪ ،‬كما تشمؿ المكارد البشرية التي في طكر اإلعداد‬
‫لمعمؿ ك اإلنتاج كالطبلب ك المتدربيف كربات البيكت المكاتي يؤديف عمبل لو منفعة‬
‫مباشرة لممجتمع كتربية النشء ك إعدادىـ لممستقبؿ ‪. 34‬‬
‫ك مما يدؿ عمى أىمية العنصر البشرم في إعداد المكارد االقتصادية كعنصر قادر‬
‫عمى اإلنتاج ك خمؽ المنافع الحقيقية ىك ما حدث خبلؿ الكساد الكبير خبلؿ الفترة‬
‫مف ‪ 1929‬إلى ‪ . 1933‬فمقد تعطؿ خبلؿ ىذه الفترة حكالي ‪ %25‬مف القكة العاممة‬
‫األمريكية ك انخفض حجـ الدخؿ األمريكي مف ( ‪ 103‬مميار دكالر) سنة ‪ 1929‬إلى‬
‫‪ 1933‬أم بحكالي( ‪ 57‬مميار دكالر) ‪ .35‬كىذا‬ ‫حكالي ( ‪ 46‬مميار دكالر) سنة‬
‫االنخفاض في تيار الدخؿ القكمي األمريكي لـ يحدث نتيجة نقص في المكارد‬
‫الطبيعية ك لكف نتيجة تعطؿ ربع القكل العاممة فييا ‪.‬‬

‫‪ -‬محمد حامد عبد اهلل ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 6‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪ -‬محمدم فكزم أبك السعكد ك آخركف ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪31‬‬
‫ك مف ناحية أخرل إذا جاز لنا أف نتكمـ عف فئات نكعية لممكرد البشرم كمصدر‬
‫لعنصر العمؿ ك التنظيـ ‪ .‬ألمكف أف نقكؿ أف العامؿ غير الماىر ذم الخبرة‬
‫المتكاضعة ىك عنصر متكافر في أماكف عديدة ‪ ،‬بؿ في كؿ مكاف مأىكؿ بالبشر‪،‬‬
‫أما العامؿ ذك الخبرة العالية ك الميارة الفنية المتقدمة ك عنصر التنظيـ ‪ ،‬فيي مف‬
‫قبيؿ المكارد النادرة التي ال تتكافر إال في أماكف محدكدة ‪. 36‬‬
‫ك غالبا ما يككف عدد العماؿ مف ذكم الخبرة العالية ك الميارة الفنية المتقدمة قميبل‬
‫ك محدكدا نسبيا ‪ .‬ك مف الميـ أف نذكر أف األماكف التي ال يتكافر فييا العمؿ‬
‫الماىر أك التنظيـ ال يعني أنيا ستظؿ محركمة منيا دائما ألف عامؿ اليجرة يمارس‬
‫تأثيره الممحكظ في إعادة تشكيؿ نمط التكزيع الجغرافي ليذيف العنصريف بيف الدكؿ‬
‫المختمفة ‪ ،‬ك بذلؾ يعمؿ عمى تحقيؽ قدر مف التكازف النسبي بيف العمؿ ك عكامؿ‬
‫اإلنتاج األخرل ‪.‬‬
‫ك تحدد أىمية المكارد البشرية بعدد العماؿ ك درجة الميارة المتكفرة لدييا ك المستكل‬
‫التعميمي ك المعرفة التكنكلكجية ك التدريب ‪ .‬ك كذلؾ يجب اإلشارة إلى أف الكفاءات‬
‫العالية التدريب مف العمماء ك الباحثيف أصبحت تكتسب أىمية متزايدة في تقدـ‬
‫المجتمعات ك تطكرىا ‪ .‬لذلؾ ‪ ،‬بدأ مؤخ ار يطمؽ عمى اإلنفاؽ في مجاؿ إعداد ىذه‬
‫الكفاءات العالية باالستثمار في رأس الماؿ البشرم ‪ ،‬الذم أصبح أكثر أىمية مف‬
‫رأس الماؿ المادم في تحقيؽ أىداؼ التنمية االقتصادية ك االجتماعية ‪. 37‬‬

‫‪ -36‬كامؿ بكرم ‪ ،‬محمكد يكنس‪ ،‬عبد النعيـ مبارؾ ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 28‬‬
‫‪ -37‬عبد الكىاب األميف ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪. 36‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -3-1‬رأس المال و التقنية ‪:‬‬
‫رأس الماؿ أك السمع االستثمارية ىي المكارد التي تـ صنعيا عف طريؽ العنصر‬
‫البشرم مف خبلؿ ما كىبو اهلل مف فكر ك عمـ لتساىـ في استغبلؿ المكارد الطبيعية‬
‫‪38‬‬
‫‪ .‬ك ليذا السبب فقد سميت بعكامؿ اإلنتاج المنتجة ‪.‬‬ ‫ك تزيد قدرتو عمى اإلنتاج‬
‫ك يتمثؿ رأس الماؿ بيذا المفيكـ المعدات ك اآلالت ك الطرؽ البرية ك المبلحية‬
‫ك السكؾ الحديدية ك شبكات المياه ك المدارس ك المستشفيات ك غيرىا مف المرافؽ‬
‫العامة ك الخاصة كميا مكارد مادية مممكسة تمثؿ أرصدة اقتصادية تساىـ في رفع‬
‫إنتاجية ككفاءة استخداـ المكارد البشرية كما تساعد عمى تحكيؿ المكارد الطبيعية إلى‬
‫مكارد اقتصادية ك تؤدم إلى زيادة منفعتيا ك فكائدىا االجتماعية ك الخاصة ‪ ،‬كما‬
‫تمكف حائزييا مف الحصكؿ عمى تيار مف الدخؿ شأنيا في ذلؾ شأف المكارد‬
‫‪39‬‬
‫‪ .‬ك كثي ار ما‬ ‫الطبيعية بؿ ربما بدكنيا ال يككف لممكارد الطبيعية قيمة اقتصادية‬
‫تعكض مثؿ ىذه المكارد عف االفتقار في المكارد الطبيعية ‪.‬‬
‫ك حديثا ‪ ،‬فإف ىناؾ بعدا جديدا يضاؼ إلى تعريؼ رأس الماؿ ك ىك مستكل‬
‫" المعرفة التقنية " لما لذلؾ مف آثار مباشرة ك مممكسة عمى مستكل اإلنتاج‬
‫خصكصا مع استمرار التقدـ ك التغير التقني ‪.‬‬
‫‪ - 2‬معيار التوزيع الجغرافي ‪:‬‬
‫تقسـ المكارد االقتصادية مف حيث تكزيعيا الجغرافي إلى مكارد مكجكدة في كؿ‬
‫مكاف‪ ،‬ك مكارد مكجكدة في أماكف كثيرة ‪ ،‬ك مكارد مكجكدة في أماكف قميمة ‪ ،‬ك قد‬
‫تكجد في كقت مف األكقات بعض المكارد التي تكجد في مكاف كاحد مما يحدد مدل‬

‫‪ -38‬إيماف عطية ناصؼ ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪. 12‬‬


‫‪ -‬محمدم فكزم أبك السعكد ك آخركف ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪33‬‬
‫ندرتيا ك ىيكؿ سكقيا ‪ .‬فكمما تعددت أماكف تكاجدىا ازداد تكافرىا مما يقمؿ سعرىا‬
‫اعتمادا عمى حجـ الطمب عمييا ك العكس بالعكس ‪. 40‬‬
‫‪ -1-2‬الموارد الموجودة في جميع األماكن ‪:‬‬
‫يكاجو اإلنساف أية صعكبات في‬ ‫المكارد المتكفرة في جميع األماكف ىي مكارد ال‬
‫يصاحب عممية إنتاجيا أك تكزيعيا أية مشكمة‬ ‫سبيؿ الحصكؿ عمييا‪ ،‬ك مف ثـ ال‬
‫اقتصادية‪ . 41‬ك مف أمثمة ذلؾ غاز األككسجيف المكجكد في اليكاء فيك متكافر بحيث‬
‫ال يكاجو اإلنساف أية صعكبات في سبيؿ الحصكؿ عميو ك ال يكجد تنافس عميو ك ال‬
‫يكمؼ الحصكؿ عميو شيئا مما جعمو سمعة مجانية يحصؿ كؿ كائف حي عمى‬
‫احتياجاتو منو دكف مقابؿ ‪ ،‬ك بالتالي فيك ال يدخؿ ضمف المكارد االقتصادية‪ .‬غير‬
‫أنو يجب اإلشارة ىنا ‪ ،‬إلى أف ذلؾ ليس صحيحا دائما ‪ ،‬ففي بعض األحياف يطمب‬
‫األككسجيف معبئا في صكرة خاصة لمكاجية احتياجات طبية أك صناعية مختمفة ‪،‬‬
‫ك عندئذ يككف لو تكمفة ك سع ار‪ .‬ك حديثا ‪ ،‬أصبح عمى اإلنساف لكي يحصؿ عمى‬
‫األككسجيف الذم مصدره اليكاء ‪ ،‬أف يدفع في سبيؿ ذلؾ مقاببل غير مباشر‪ ،‬يتمثؿ‬
‫في تكاليؼ تنقية اليكاء الجكم مف التمكث المصاحب لمتقدـ الصناعي ‪ .‬ك كذلؾ فإف‬
‫المياه كانت مف السمع المجانية ألنيا مكجكدة في كؿ مكاف إال أف تمكث البيئة قد‬
‫أسيـ في ازدياد ندرة المياه النقية ‪ ،‬فأصبحت مكردا اقتصاديا البد لمحصكؿ عميو مف‬
‫تكمفة ك سعر في بعض األكقات أك بعض األماكف ‪ .‬إذف القيمة المادية ىنا ىي‬
‫قيمة تجييز المكرد ك جعمو أفضؿ في االستخداـ ‪.‬‬
‫‪ -2-2‬الموارد الموجودة في أماكن متعددة ‪:‬‬
‫المكارد المكجكدة في أماكف متعددة كاألراضي الصالحة لمزراعة فيي ذات سعر‬
‫ك تكاليؼ ألنيا أكثر ندرة مف المكارد المكجكدة في كؿ مكاف ‪ ،‬ك تتزايد أسعارىا‬

‫‪ - 40‬أمؿ حمد عمي العمياف ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 28‬‬


‫‪ -‬كامؿ بكرم ‪ ،‬محمكد يكنس ‪ ،‬عبد النعيـ مبارؾ ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 24‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪34‬‬
‫ك تكاليؼ الحصكؿ عمييا ك استخداماتيا في األماكف ذات الكثافة السكانية العالية‬
‫حيث يتزايد الطمب عمييا مقارنة بعرضيا ‪ .‬ك لكف نسبة لكجكدىا في أماكف كثيرة‬
‫ك تفاكت درجة تكافرىا أك ندرتيا مف إقميـ آلخر فإف سعرىا يتحدد كما ىك الحاؿ‬
‫بالنسبة ألم سمعة مف السمع بتفاعؿ قكل العرض ك الطمب ‪ . 42‬ك تخضع في سكقيا‬
‫لنمكذج المنافسة التامة لكثرة مالكييا ك صغر حجـ حيازاتيـ منيا بالمقارنة مع الكمية‬
‫الكمية المتاحة منيا ‪.‬‬
‫‪ -3-2‬الموارد الموجودة في أماكن محدودة ‪:‬‬
‫المكارد المكجكدة في أماكف محدكدة ىي مكارد تتكفر في أماكف قميمة دكف أخرل‪،‬‬
‫األمر الذم ينجـ عنو مشاكؿ اقتصادية تتعمؽ بتسعيرىا نظ ار الختبلؼ ظركؼ‬
‫الطمب عمييا ك العرض منيا ‪ .‬فقد تككف أسعار ىذه المكارد أعمى مف المكارد‬
‫المكجكدة في أماكف كثيرة ألنيا أكثر ندرة ‪ ،‬إال أف سعرىا في النياية يتحدد بدرجة‬
‫الطمب عمييا مقارنة بالكميات التي تعرض منيا مف كقت آلخر ‪ .‬كعمى كجو العمكـ‬
‫فإف المكارد المكجكدة في أماكف قميمة غالبا ما يخضع سكقيا لممنافسة غير الكاممة‬
‫‪43‬‬
‫ك ذلؾ ألف ك جكدىا في أماكف قميمة أك أقطار‬ ‫ك بالتحديد يخضع الحتكار القمة‬
‫قميمة يتيح لمدكؿ التي تنتج مثؿ ىذه المكارد التكتؿ في شكؿ منظمات تبيع مف خبللو‬
‫ما تنتجو مف ذلؾ المكرد ‪.‬‬
‫كلك كجد مكرد اقتصادم في مكاف كاحد أم في قطر كاحد لتمكف ذلؾ القطر مف‬
‫السيطرة التامة عمى سكقو فيصبح محتك ار لو احتكا ار بحتا ك لكف ىذا نادر الحدكث‬
‫إذ سرعاف ما يكتشؼ المكرد المعني في أماكف أخرل عندما تثبت جدكاه االقتصادية‬
‫‪ .‬كبذا يمكف التعميـ بأنو كمما تعددت أماكف كجكد المكرد اقترب سكقو مف المنافسة‬

‫‪ -‬السيدة إبراىيـ مصطفى ‪ ،‬أحمد رمضاف نعمو اهلل ‪ ،‬السيد محمد أحمد السريتي ‪ " ،‬اقتصاديات الموارد و البيئة "‬ ‫‪42‬‬

‫( اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ :‬الدار الجامعية ‪ ، ) 2007 ،‬ص ‪. 20‬‬


‫‪ -‬محمد حامد عبد اهلل ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 07‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪35‬‬
‫التامة ‪ ،‬ك كمما قمت أماكف ك جكده اقترب سكقو مف االحتكار ك خاصة احتكار القمة‬
‫‪ .‬كما أف أسعار المكرد تتزايد كمما قمت أماكف ك جكده بشرط أف يككف الطمب عميو‬
‫مرتفعا نسبيا ‪ ،‬إذ قد يكجد مكرد في مكاف كاحد يككف سعره قميبل نسبيا ألف الطمب‬
‫عميو قميؿ ‪.‬‬
‫‪ -3‬معيار القدرة عمى التجدد ‪:‬‬
‫‪44‬‬
‫‪ :‬مكارد متجددة ‪ ،‬مكارد غير‬ ‫يمكف تقسيـ المكارد االقتصادية كفقا ليذا المعيار إلى‬
‫متجددة ‪ ،‬ك مكارد جارية ‪ .‬ك لعؿ التقسيميف األكليف ( مكارد متجددة ك مكارد غير‬
‫متجددة ) مف أىـ التقسيمات لممكارد مف الناحية االقتصادية ك اإلدارية ‪ ،‬ألنو يتعمؽ‬
‫بشركط فعالية استخداميا ك تخصيصيا ك كيفية المحافظة عمييا ‪ .‬أما فيما يخص‬
‫التفرقة بيف المكارد المتجددة ك غير المتجددة فإف أىمية ىذه التفرقة إنما ترجع إلى‬
‫ضركرة تحديد المعدؿ األمثؿ الستغبلؿ المكارد في كؿ حالة عمى حده ‪.‬‬
‫‪ -1-3‬الموارد المتجددة ‪:‬‬
‫المكارد المتجددة ىي المكارد التي تتجدد تمقائيا ك مف ذات نفسيا ‪ ،‬فيي مكارد ال‬
‫يفنى رصيدىا بمجرد االستخداـ ‪ ،‬بؿ إف ىذا الرصيد قابؿ لبلنتفاع بو مرات ك مرات‬
‫‪ ،‬ك لمدة زمنية طكيمة إذا أحسف استغبلؿ ىذا المصدر الطبيعي ك لـ يتعرض‬
‫لئلفراط في االستخداـ بالشكؿ الذم يؤدم إلى تدىكره تدريجيا ك االنتقاص مف‬
‫‪45‬‬
‫‪ .‬ك مف األمثمة عمى تمؾ المكارد نذكر المياه المختمفة مف‬ ‫صبلحيتو لبلستخداـ‬
‫مياه سطحية كاألنيار ك البحيرات ك مياه جكفية ك كذلؾ مياه البحار ك المحيطات‬
‫‪...‬الخ ‪.‬‬

‫‪ -‬حمد بف محمد آؿ الشيخ ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 27‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪ -‬السيدة إبراىيـ مصطفى ك آخركف ‪ " ،‬اقتصاديات الموارد و البيئة " ( مصر‪ :‬الدار الجامعية‪ ، )2007 ،‬ص ‪. 89‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪36‬‬
‫ك يجب أف نذكر ىنا أف خاصية " النمك الذاتي أك التمقائي" التي تتسـ بيا المكارد‬
‫‪46‬‬
‫‪:‬‬ ‫االقتصادية المتجددة تعتمد عمى تكفر مجمكعتيف أساسيتيف مف العكامؿ ىما‬
‫أ‪ -‬عوامل بيولوجية ‪ :‬ك ىي تتعمؽ أساسا بمعدؿ النمك الطبيعي ليذا النكع مف‬
‫المكارد ‪ ،‬مثؿ معدؿ نمك األشجار بالغابات ‪ ،‬ك معدؿ نمك األسماؾ ‪ .‬ك ىي في‬
‫العادة عكامؿ غير خاضعة لتأثير اإلنساف ‪.‬‬
‫ب‪-‬عوامل غير بيولوجية ‪ :‬ك ىي العكامؿ التي تتأثر بسمكؾ اإلنساف في التعامؿ‬
‫مع تمؾ المكارد الطبيعية ك كيفية استخداميا ‪ .‬مثؿ الفترة التي تترؾ لممكرد الطبيعي‬
‫كي يعيد تككيف رصيده ‪ .‬فقد ال يترؾ المستغؿ لمغابات فترة زمنية كافية لؤلشجار‬
‫حتى تنمك ك يقكـ بقطعيا مبك ار ‪.‬‬
‫ك إذا كانت ىذه المكارد تتميز بالنمك الطبيعي إال أنو ال يفيـ مف ذلؾ أنيا غير‬
‫معرضة لمنفاذ ‪ ،‬فاستمرار استخداـ المكارد المتجددة قد يؤدم إلى تعرضيا لمنفاذ إذا‬
‫كاف معدؿ السحب منيا أك معدؿ استيبلؾ اإلنساف ليا يفكؽ معدؿ التجدد ‪ . 47‬فعمى‬
‫سبيؿ المثاؿ نجد أف المياه الجكفية تعتبر مكرد طبيعي متجدد ك لكف إذا كانت‬
‫معدالت السحب مف المياه الجكفية مف أحد اآلبار تفكؽ معدالت التجدد فإف مياه‬
‫البئر قد تتعرض لمنفاذ في كقت ما ‪.‬‬
‫ك يعني ما سبؽ أنو ال يشترط أف يككف المكرد المتجدد غير قابؿ لمنفاذ ‪ .‬فالمكرد‬
‫المتجدد قد يتعرض لمنفاذ إذا كاف معدؿ التجدد فيو أقؿ مف معدؿ االستخداـ ‪.‬‬
‫ك عميو حتى يستمر المكرد الطبيعي في النمك التمقائي يتعيف عمى اإلنساف القياـ بما‬
‫‪48‬‬
‫‪:‬‬ ‫يمي‬
‫‪ -‬أال يستخدـ ىذا المكرد بمعدالت تفكؽ معدؿ النمك الطبيعي لو ‪.‬‬

‫‪ -‬نفس المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 91‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪ -‬إيماف عطية ناصؼ ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 14‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪ -‬السيدة إبراىيـ مصطفى ‪ ،‬أحمد رمضاف نعمو اهلل ‪ ،‬السيد محمد أحمد السريتي ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 10‬‬ ‫‪48‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -‬أال يسئ استخداـ الرصيد المتاح مف المكارد الطبيعية المتجددة‪ .‬حيث يؤثر إساءة‬
‫االستخداـ لتمؾ المكارد عمى قدرتيا البيكلكجية الطبيعية في استمرار تجديد رصيدىا‬
‫ك البقاء عميو دكف تدىكر‪ .‬فعمى سبيؿ المثاؿ ‪ ،‬قد يسيء اإلنساف استخداـ مكرد‬
‫مائي معيف مثؿ نير أك بحيرة ‪ ،‬بإبقاء الكثير مف الممكثات العضكية أك الكيماكية في‬
‫ىذه المياه ‪ .‬كمف شأف ىذه الممكثات أف تغير الصفات البيكلكجية ك الطبيعية ليذه‬
‫المياه مما قد يدمر البيئة المناسبة لككنيا مياه نقية صالحة لبلستخداـ أك صالحة‬
‫لكثير مف األحياء المائية بداخميا ‪ .‬فقد يقضي سكء االستخداـ ىذا عمى العديد مف‬
‫الكائنات الحية التي تعيش في ىذه المياه ‪ ،‬كما أنو قد يحكؿ تمؾ المياه إلى مياه‬
‫غير صالحة لبلستخداـ اآلدمي ‪.‬‬
‫‪ -2-3‬الموارد غير المتجددة أو الناضبة ‪:‬‬
‫المكارد غير المتجددة أك الناضبة ىي المكارد ذات الرصيد الثابت الذم ال يمكف‬
‫زيادتو خبلؿ أم فترة زمنية قصيرة أك طكيمة نسبيا ‪ .‬فيذا الرصيد تككف نتيجة‬
‫‪. 49‬‬ ‫تفاعبلت كيميائية معينة تحت ظركؼ جيكلكجية خاصة عبر أزماف طكيمة‬
‫ك تشمؿ المكارد المعدنية المختمفة ك كذلؾ مصادر الطاقة مثؿ البتركؿ ك المياه‬
‫الجكفية العميقة التي ال تتجدد بشكؿ طبيعي لعدـ كصكؿ مياه األمطار إلييا‪...‬الخ ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪:‬‬ ‫ك تنقسـ المكارد الناضبة إلى قسميف ىما‬
‫أ ‪ -‬مكارد ال يمكف إعادة استخداميا ك أم ذرة مف ذراتيا استخدمت ال يمكف‬
‫استخداميا مرة أخرل كالبتركؿ ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬مكارد يمكف إعادة استخداميا مرة أخرل كالمعادف ‪.‬‬
‫ك يفرؽ عمـ االقتصاد بيف النضكب الطبيعي ك النضكب االقتصادم‪ .‬فمف الناحية‬
‫النظرية يعني النضكب الطبيعي استخراج كؿ احتياطي المكرد بما فيو االحتياطي‬

‫‪ -‬محمد يسرل إبراىيـ دعبس ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪ -‬حمد بف محمد آؿ الشيخ ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 27‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪38‬‬
‫المؤكد ك غير المؤكد ك ىك أمر غير متكقع ك ربما يككف غير ممكف‪ .‬أما النضكب‬
‫االقتصادم فيك يعني التكقؼ عف اإلنتاج ليس بسبب انتياء احتياطي المكرد ك إنما‬
‫‪51‬‬
‫‪ .‬أم أف‬ ‫بسبب زيادة تكاليؼ اإلنتاج أك االستخراج عمى اإليراد المتكقع مف المكرد‬
‫كمفة إنتاج الكحدة اإلضافية بعد حد معيف تفكؽ سعرىا مما يؤدم إلى خسارة‬
‫فيستدعي ذلؾ التكقؼ عف استخراج المزيد مف ذلؾ المكرد ‪ ،‬ك يمكف إعادة‬
‫االستخراج مرة أخرل في حالة انخفاض كمفة اإلنتاج مع التقدـ التقني أك في حالة‬
‫زيادة العائد منو بسبب ارتفاع سعره ‪ .‬فعمى سبيؿ المثاؿ قد يصبح مف غير الممكف‬
‫استخراج جميع ما ىك متاح مف مكرد ما أك كؿ االحتياطي منو ‪ ،‬كذلؾ ألف تكاليؼ‬
‫االستخراج بعد عمؽ معيف في منجـ أك بئر قد تفكؽ اإليرادات المتكقعة فيتكقؼ‬
‫اإلنتاج قبؿ الحصكؿ عمى كمية المعدف أك المكرد المكجكد فيو ك يتـ إغبلؽ المنجـ‬
‫أك البئر‪ .‬إال أنو إذا ارتفعت أسعار المكرد في كقت الحؽ بحيث أصبحت أعمى مف‬
‫تكاليؼ االستخراج أك إذا تغير المستكل التقني بحيث انخفضت تكاليؼ االستخراج‪،‬‬
‫فإنو يمكف إعادة فتح المنجـ أك البئر الستخراج المزيد مف المكرد نفسو ‪.‬‬
‫تكجد حدكد عمى استيبلؾ اإلنساف لممكارد الناضبة ‪ ،‬ألف ىذه األخيرة كما قمنا مف‬
‫قبؿ تكجد في الطبيعة في صكرة مخزكف متناقص في باطف األرض ك بالتالي فإف‬
‫استيبلؾ أم كحدة مف ىذا النكع يعني تناقصيا ك تعرضيا لمنضكب ك الفناء ‪.‬‬
‫ك ىنا يجب عمؿ نكع مف التكازف بيف المكجكد مف ىذه المكارد في الطبيعة ك بيف‬
‫معدالت استيبلكيا ‪ ،‬ك ذلؾ بيدؼ اإلبقاء عمى جزء منيا لؤلجياؿ القادمة حتى‬
‫تستطيع ىذه األجياؿ أف تحقؽ معدالت تنمية معقكلة ليا ك مستكيات معيشة مرتفعة‪.‬‬

‫‪ -‬أمؿ حمد عمي العمياف ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 31‬‬ ‫‪51‬‬

‫‪39‬‬
‫المحاضرة الرابعة ‪:‬‬
‫قيمـة المـوارد االقتصاديـة‬
‫و التخصيص األمثل ليا‬

‫‪40‬‬
‫تمييد‪:‬‬
‫القيمة ىي األىمية االقتصادية التي يخمعيا الفرد أك المجتمع عمى ماؿ ما‬
‫( شيء ما ) ‪ ،‬كتسمى األىمية التي يخمعيا الفرد عمى ماؿ ما " بقيمة االستعمال "‪،‬‬
‫بينما تسمى األىمية التي يخمعيا المجتمع عمى ماؿ ما " بقيمة المبادلة "‪. 52‬‬
‫كتحدد قيمة المكارد االقتصادية بقيمتيا في السكؽ الفعمية ‪ ،‬أ م بالثمف الذم تحققو‬
‫في السكؽ ‪ ،‬إذا كانت قكل السكؽ تعمؿ بكفاءة ‪ .‬ليذا فنحف دائما نتخذ السعر في‬
‫السكؽ كمؤشر جيد لقيمة المكرد االقتصادم في كقت معيف ‪.‬‬
‫سنحاكؿ مف خبلؿ ىذه المحاضرة التطرؽ إلى قيمة المكارد االقتصادية ك التخصيص‬
‫األمثؿ ليا‪.‬‬
‫‪ -1‬النظريات المفسرة لمقيمة ‪:‬‬
‫يبلحظ أف السمع كالخدمات ليست ليا قيمة في حد ذاتيا كانما تستمد قيمتيا مف‬
‫المنفعة التي يحصؿ عمييا األفراد مف استيبلكيا ‪ .‬فبل فائدة ك بمعنى آخر ال منفعة‬
‫مف تخزيف كميات كبيرة مف سمعة معينة لف تستخدـ في الحاضرأك المستقبؿ ‪ .‬كيتـ‬
‫في مجاؿ الدراسات االقتصادية التمييز بيف نكعيف مف القيمة أم قيمة الشيء ‪:‬‬
‫قيمة االستعماؿ ‪ ،‬ك قيمة المبادلة ‪. 53‬‬
‫أ‪ -‬قيمة االستعمال أو القيمة الفردية ‪:‬‬
‫يقصد بالقيمة اإلستعمالية قدرة الشيء عمى إشباع حاجة إنسانية مباشرة عندما‬
‫يستعممو اإلنساف أك مقدار المنفعة التي يحصؿ عمييا اإلنساف إلشباع حاجتو ‪،‬‬

‫‪ - 42‬عادؿ أحمد حشيش‪ ،‬زينب حسيف عكض اهلل ‪ " ،‬مبادئ عمم االقتصاد "(اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ :‬دار الجامعة الجديدة‬
‫لمنشر‪ ، )1999 ،‬ص ‪. 191‬‬
‫‪ - 43‬محمكد الطنطاكم الباز ‪ " ،‬مدخل لدراسة االقتصاد السياسي " ( اإلسكندرية ‪ ،‬مصر‪ :‬مؤسسة الثقافة الجامعية ‪،‬‬
‫‪ ، ) 2004‬ص‪. 79‬‬

‫‪41‬‬
‫كتعتمد درجة اإلشباع ىذه عمى المكاصفات التي تتجسد في الشيء المستعمؿ نفسو‪.‬‬
‫ك يبلحظ أف قيمة االستعماؿ ىذه ال تتطمب بالضركرة كجكد سكؽ أك كجكد مبادلة‬
‫بيف األفراد فيي قيمة شخصية تكجد لمشيء حتى كاف كاف الفرد يعيش منعزال بمفرده‬
‫فإنو يستطيع الحصكؿ عمييا ‪ .‬كما أف جميع األمكاؿ ليا قيمة استعماليو طالما أنيا‬
‫األشياء المادية التي تشبع الحاجات اإلنسانية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬القيمة التبادلية أو القيمة االجتماعية ‪:‬‬
‫يقصد بالقيمة التبادلية قابمية الشيء ألف يككف محبل لممبادلة أم قدرتو عمى أف‬
‫يتبادؿ بشيء آخر‪ .‬ك تتكقؼ ىذه القدرة عمى أف يككف الشئ نافعا اجتماعيا أم نافع‬
‫لآلخريف ‪ .‬ك لذلؾ تكصؼ قيمة المبادلة بأنيا قيمة اجتماعية ال يمكف أف تكجد إال‬
‫إذا كجد أفراد عديدكف ك قامت أسكاؽ ك مبادالت لؤلشياء ك تمتعت األشياء بندرة‬
‫نسبية ‪.‬‬
‫إف مفيكـ القيمة التبادلية يتضمف فكرة العبلقة أك المقارنة ما بيف كميات متبادلة في‬
‫شيئيف مختمفيف ‪ .‬فإف كاف مثبل قيمة طف كاحد مف الحديد تساكم قيمة ثبلثة أطناف‬
‫مف القمح كلما كانت المبادالت في المجتمعات الحديثة ال تتـ عف طريؽ المقايضة‬
‫ك إنما عف طريؽ استخداـ النقكد التي تسيؿ عممية المبادلة ك بيذا تككف النقكد‬
‫المقياس العاـ كالمكحد لقيـ األشياء ‪ .‬كىكذا يككف لكؿ شيء قابؿ لمتبادؿ مقياس‬
‫نقدم أك مبمغ نقدم يعبر عف قيمتو كيسمى ىذا المبمغ النقدم الذم يعبر عف قيمة‬
‫‪54‬‬
‫‪ ،‬كبيذا يككف ثمف الشئ ىك التعبير النقدم عف‬ ‫الكحدة الكاحدة في الشئ بالثمف‬
‫قيمتو في السكؽ ‪ .‬إذف مقياس قيمة المبادلة ىك النقكد لذا يستعاض فييا عف قيمة‬
‫المبادلة بمفظ الثمف ‪.‬‬

‫‪ -‬عقيؿ جاسـ عبد اهلل ‪ " ،‬النظرية االقتصادية ‪ :‬التحميل االقتصادي الجزئي " ( ط‪1‬؛ عماف ‪ ،‬األردف ‪ :‬دار ك مكتبة‬ ‫‪54‬‬

‫الحامد لمنشر ك التكزيع ‪ ، ) 1999 ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪42‬‬
‫ك مف المؤكد كجكد عبلقة بيف قيمة االستعماؿ كقيمة المبادلة ‪ .‬فالمنفعة ىي كراء‬
‫فكرة قيمة االستعماؿ ضركرية لقيمة المبادلة ‪ ،‬بمعنى أف الماؿ ال يمكف أف تككف لو‬
‫قيمة مبادلة إف لـ يكف نافعا ‪ .‬غير أف المنفعة ال تكفي كحدىا ألف يككف لمماؿ قيمة‬
‫‪ ،‬بؿ ال بد كأف يككف ىذا الماؿ ناد ار بالنسبة لمحاجات ‪ ،‬ك إال فإنو ال يعدك أف‬
‫يككف مف األمكاؿ الحرة‪. 55‬‬
‫ك لقد انشغؿ الفكر االقتصادم منذ زمف بعيد عف مصدر قيمة المبادلة أم أساسيا‬
‫‪ Aristotle‬ىك أكؿ مف‬ ‫كالعكامؿ التي تحددىا ‪ .‬كيرل االقتصاديكف أف أرسطك‬
‫بحث في ذلؾ المجاؿ عمى أساس عممي ك قد تبعو االقتصاديكف لمئات السنيف ‪. 56‬‬
‫ك نقدـ فيما يمي عرضا ألراء االقتصادييف حكؿ مصدر القيمة ‪:‬‬
‫‪ -1-1‬القيمة عند أرسطو ‪:‬‬
‫لعؿ أكثر ما يمفت النظر في فكر أرسطك في القيمة أنو في كقت مبكر جدا أسند‬
‫القيمة إلى المنفعة ( عنصر شخصي أم قيمة االستعماؿ ) ‪ ،‬كما أسندىا لعنصر‬
‫‪57‬‬
‫‪ .‬فمف جانب لقد بيف‬ ‫الندرة ( قيمة المبادلة كبالتالي نفقات الحصكؿ عمى السمعة )‬
‫أرسطك أنو مف الضركرم كجكد مقياس مشترؾ بيف األشياء المتبادلة ‪ ،‬ك ىذا‬
‫المقياس ىك احتياج أحدنا لآلخر ( أم المنفعة ) ‪ .‬ك مف جانب آخر بيف أرسطك أ ف‬
‫قيمة المبادلة تشتؽ مف قيمة االستعماؿ ك تبادؿ السمع يتـ كالتبادؿ بيف األعماؿ ‪،‬‬
‫فمكي تقكـ مبادلة بيف الميندس المعمارم ك صانع األحذية يتعيف عمى كؿ منيما أف‬
‫يقدـ عممو مقابؿ عمؿ الطرؼ الثاني ‪ ،‬لكف ال تكجد لدل أرسطك نظرية في‬
‫السعر‪.58‬‬

‫‪ -‬عادؿ أحمد حشيش ‪ ،‬زينب حسيف عكض اهلل ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 192‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪ -‬محمكد الطنطاكم الباز ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 80‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪ -‬نفس المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪. 80‬‬ ‫‪57‬‬

‫‪ -‬عبد الحميد زعباط " االقتصاد الجزئي " (بف عكنكف ‪ ،‬الجزائر‪ :‬ديكاف المطبكعات الجامعية ‪ ، )2001 ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪2‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ك بصفة عامة ‪ ،‬لقد استمر الكضع لمئات السنييف عمى ترديد فكر أرسطك في‬
‫القيمة‪ ،‬حيث ساد االعتقاد في أف أساس القيمة ىك المنفعة ك الندرة ‪.‬‬
‫‪ -2-1‬القيمة عند آدم سميث ‪:‬‬
‫لقد أشار " آدـ سميث " عند دراستو لمقيمة إلى مبلحظة ىامة ‪ ،‬كىي أف األشياء‬
‫ذات المنفعة الكبيرة مثؿ الماء أك الممح أقؿ األشياء قيمة ‪ ،‬بينما سمع أخرل ذات‬
‫المنفعة الضئيمة مثؿ الماس أك الذىب ىي أكبر السمع قيمة ‪ .‬فمبلحظة آدـ سميث‬
‫تشير إلى كجكد تناقض بيف القيمة اإلستعمالية كالقيمة التبادلية إذ أف السمع قد تتمتع‬
‫بقيمة إستعمالية كبيرة كالماء كال تتمتع إال بقيمة تبادلية ضئيمة ‪ ،‬ك قد تتمتع بقيمة‬
‫تبادلية كبيرة كالماس ك ال تحكز إال قيمة إستعمالية ضئيمة ‪ .‬ك في محاكلتو لتفسير‬
‫ذلؾ ذىب إلى اتخاذ العمؿ مقياسا لمقيمة ‪ ،‬ك لقد اصطمح لغز القيمة عمى ىذه‬
‫المقارنة‪ . 59‬ك لقد أدل ذلؾ إلى استبعاد أثر المنفعة في تحديد قيـ السمع ‪.‬‬
‫ك بالنسبة آلدـ سميث فإف العمؿ أصمح مقياس لمقيمة ‪ ،‬ك القيمة تتحدد بكمية العمؿ‬
‫البلزـ إلنتاجيا في المرحمة البدائية ‪ ،‬أما في مجتمع متطكر فإف القيمة ال تعتمد فقط‬
‫عمى كمية العمؿ المبذكؿ في إنتاجيا ك إنما أيضا عمى عنصر األرض كرأس الماؿ‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫( أم المعدؿ الطبيعي لكؿ مف األجر ‪،‬‬ ‫فالقيمة تتكقؼ إذف عمى نفقات اإلنتاج‬
‫الربح ‪ ،‬الريع ك الفائدة) ‪ .‬ك لقد فرؽ آدـ سميث بيف نكعيف مف األثماف( أم مف‬
‫القيمة ) ك ىما‪: 61‬‬
‫‪ -‬الثمف االسمي ك ىك أيضا ما يعرؼ " بالثمف الجارم" أك " بثمف السكؽ " ‪.‬‬
‫‪ -‬الثمف الحقيقي ك ىك ما يعرؼ أيضا " بالثمف الطبيعي " ‪.‬‬

‫‪ -‬محي محمد مسعد ‪ " ،‬الوجيز في مبادئ عمم االقتصاد "( اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ :‬الدار الجامعية الجديدة ‪، 2004 ،‬‬ ‫‪59‬‬

‫ص ‪. 98‬‬
‫‪_ 60‬‬
‫عبد الحميد زعباط ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 6‬‬
‫‪ -‬عادؿ أحمد حشيش ‪ ،‬زينب حسيف عكض اهلل ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 193‬‬ ‫‪61‬‬

‫‪44‬‬
‫أما الثمف الجارم فيتحدد عمى أساس قكل العرض ك الطمب ‪ ،‬ك أما الثمف الحقيقي‬
‫لشيء ما يتكقؼ عمى األلـ الذم يمزـ تحممو لمحصكؿ عمى ىذا الشيء ‪ .‬ك قد‬
‫خمص " آدم سميث " إلى أف مضمكف ىذا األلـ يتكقؼ عمى مدل بدائية المجتمعات‬
‫ك تمدنيا أك تطكرىا ‪ .‬ك لذلؾ فرؽ ‪ ،‬ك ىك بصدد تفسير قيمة المبادلة بيف‬
‫المجتمعات البدائية التي تعتمد في نشاطاتيا اإلنتاجية عمى عنصر العمؿ كحده‬
‫كالمجتمعات المتمدنة أك المتطكرة التي تعتمد في نشاطيا اإلنتاجي باإلضافة إلى‬
‫عنصر العمؿ ‪ ،‬عمى عنصر األرض ك رأس الماؿ ‪ .‬ك إذا اختمؼ سعر السكؽ عف‬
‫مستكل السعر الطبيعي فإف قكل المنافسة سكؼ تدفعو نحك مستكل السعر الطبيعي‪.‬‬
‫‪ -3-1‬القيمة عند ريكاردو ‪:‬‬
‫بدأ ريكاردك دراستو لمقيمة بالتعارض الذم أثاره " آدم سميث " ك الذم ينصرؼ إلى‬
‫االختبلؼ بيف قيمة االستعماؿ كقيمة المبادلة ‪ ،‬ك استبعد المنفعة مف تحديد قيمة‬
‫المبادلة مع اعترافو بضركرتيا ‪ ،‬ك لذا فقد اعتمد في تفسير القيمة عمى نفقة‬
‫اإلنتاج‪. 62‬‬
‫ك يفرؽ ريكاردك شأف باقي التقميديف ‪ ،‬بيف القيمة الجارية كالقيمة الحقيقية‪ .‬ك يرل‬
‫أف القيمة الجارية تتكقؼ عمى العبلقة بيف العرض كالطمب ‪ .‬أما فيما يخص القيمة‬
‫الحقيقية فمقد فرؽ بيف نكعيف مف السمع ك ىما السمع التي ال يمكف مضاعفة‬
‫عرضيا ‪ ،‬ك السمع التي يمكف مضاعفة عرضيا ‪ .‬ك قد خمص إلى أف قيمة السمع‬
‫التي ال يمكف مضاعفة عرضيا كمثاليا التماثيؿ ك الصكر ك الكتب النادرة ‪ ،‬تتكقؼ‬
‫قيمتيا عمى ندرتيا النسبية ‪ ،‬أم عمى العبلقة الكمية المكجكدة منيا برغبة المشتريف‬
‫ليا ‪ .‬ك فيما يخص السمع التي يمكف مضاعفة عرضيا فإف قيمتيا تتحدد بكمية‬
‫" العمؿ المباشر "‬ ‫العمؿ البلزمة لمحصكؿ عمييا ‪ .‬ك العمؿ ينصرؼ إلى كمية‬

‫‪ -‬نفس المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪. 194‬‬ ‫‪62‬‬

‫‪45‬‬
‫المبذكؿ في إنتاج السمعة ككمية العمؿ "غير المباشر " المستخدـ في إنتاج األدكات‬
‫‪63‬‬
‫‪.‬‬ ‫ك اآلالت ك المباني البلزمة إلنتاج ىذه السمعة‬
‫ك ىكذا تمكف ريكاردك مف إرجاع مشاركة رأس الماؿ في تحديد القيمة إلى عنصر‬
‫العمؿ ‪ ،‬ك مف ثـ أصبح عنصر العمؿ ىك كحده المحدد لمقيمة ‪.‬‬
‫ك جدير بالذكر أف ريكاردك قد استبعد الريع مف تحديد القيمة ‪ ،‬فالريع في نظره‬
‫ال يسيـ في تككيف القيمة بؿ إف القيمة ىي التي تسيـ في تككيف الريع ‪ .‬فالقمح مثبل‬
‫ال يرتفع سعره ألف األرض تعطي ريعا لكف األرض تعطي ريعا ألف سعر القمح‬
‫ارتفع ‪.‬‬
‫ك مف ىنا يتضح أف النظرية التقميدية ( الكبلسيكية ) ك التي تمقت أسسيا مف آدـ‬
‫سميث ‪ ،‬ثـ ريكاردك ك غيره تفرؽ ‪ ،‬ك ىي بصدد تفسير القيمة ‪ ،‬بيف قيمة االستعماؿ‬
‫كتفسرىا بالمنفعة ‪ ،‬ك قيمة مبادلة األشياء التي ال يمكف مضاعفة عرضيا كتفسرىا‬
‫بالندرة النسبية ‪ ،‬ك قيمة مبادلة األشيا ء التي يمكف مضاعفة عرضيا ك تفسرىا بنفقة‬
‫اإلنتاج أم بالعمؿ ك رأس الماؿ ‪ .‬ك ىذه الحالة األخيرة ىي التي تشكؿ الحالة‬
‫العادية ‪ .‬إال أف ىذه النظرية تعرضت لمجمكعة مف االنتقادات يمكف إيجازىا فيما‬
‫يمي‪: 64‬‬
‫‪ -‬فشمت النظرية في تفسير أسعار الكثير مف السمع التي تتمتع بقيمة تبادلية مرتفعة‬
‫عمى الرغـ مف أنو لـ يبذؿ جيد كبير في إنتاجيا ‪ ،‬أك أف الجيد الذم بذؿ يتناسب‬
‫مع ىذه القيمة المرتفعة ك كمثاؿ عمى ذلؾ المعادف النفيسة التي يككف ليا سعر‬
‫مرتفع مستمد مف ندرتيا ك ليس مف جيد كبير في إنتاجيا‪.‬‬

‫‪ -‬عبد الحميد زعباط ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 7‬‬ ‫‪63‬‬

‫مبادئ االقتصاد ‪ :‬التحميل الجزئي " ( ط ‪1‬؛ عماف ‪ ،‬األردف ‪ :‬دار كائؿ لمنشر‬ ‫‪ -‬حربي محمد مكسى عريقات‪" ،‬‬ ‫‪64‬‬

‫ك التكزيع ‪ ، ) 2005 ،‬ص ص ‪. 43 - 42‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ -‬فشمت ىذه النظرية في تفسير التغير في قيـ بعض السمع التي تزداد قيمتيا نتيجة‬
‫لمركر الكقت ك ليس نتيجة لجيد إضافي بذؿ إلنتاجيا أك لتغير أذكاؽ الناس تجاىيا‬
‫أك الزيادة في قيـ األراضي نتيجة لتحسف مكقعيا كالمكحات الفنية القديمة ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكف أف نتصكر أف سمعة ما يككف ليا سعر في السكؽ ما لـ تكف ليا منفعة‬
‫ميما بذؿ في إنتاجيا مف مجيكد ‪ .‬ك لكف آدـ سميث ك ريكاردك لـ يبينا أف المنفعة‬
‫تعتبر ضمف العكامؿ المحددة لمقيمة بمعنى أنو لـ يشترط كجكد عبلقة سببية بيف‬
‫منفعة السمعة ك بيف سعرىا ‪.‬‬
‫‪ -‬أخذت ىذه النظرية في االعتبار جانب المنتجيف فقط ‪ ،‬أم جانب العرض ك ما‬
‫يحدده مف نفقات إنتاج دكف أف يستعرض لجانب المستيمكيف أم جانب الطمب‪،‬‬
‫ك الذم تحدده منفعة السمعة ك قدرتيا عمى إشباع الحاجات ‪ ،‬ك بالتالي فإف ىذه‬
‫النظرية عجزت عف تفسير قيـ السمع التي يتـ تبادليا بسعر يزيد عف نفقة إنتاجيا‬
‫بسبب زيادة إقباؿ المستيمكيف عمى شرائيا ‪.‬‬
‫‪ -‬إف نفقة اإلنتاج ال تعتبر في أم كقت مف األكقات كما ثابتا ك لكنيا تختمؼ مف‬
‫منتج آلخر ‪ ،‬فالمنتج الكؼء يستطيع أف ينتج السمعة بتكمفة منخفضة ‪ ،‬في حيف أف‬
‫المنتج األقؿ كفاءة ينتج نفس السمعة بتكمفة أعمى ‪ ،‬عمما بأف ثمف السمعة في السكؽ‬
‫يككف كاحد ‪ .‬فكحدة اإلنتاج تختمؼ مف كحدة إلى كحدة أخرل‪.‬‬
‫‪ -4-1‬القيمة عند الحديين ‪:‬‬
‫لقد تزايد االعتراض عمى نظرية العمؿ لمقيمة ك كذلؾ عمى نظرية نفقة اإلنتاج‬
‫ك خصكصا في الربع األخير مف القرف ‪ 19‬حيث ظيرت نظرية جديدة ىي نظرية‬
‫المنفعة الحدية ‪ .‬ك طبقا ليذه النظرية فإف قيمة األشياء تتحدد بمنفعتيا ‪ ،‬أم أف‬

‫‪47‬‬
‫منفعة السمعة ( أم النفع الذم يعكد عمى المستيمؾ مف استيبلكو السمعة ) ىي التي‬
‫تحدد قيمتيا‪. 65‬‬
‫ك لقد فرؽ مؤسسك مدرسة التحميؿ الحدم ‪ ،‬أمثاؿ ستانمي ‪ ،‬جيفكنز ك كارؿ منجر‬
‫‪ ، ‬ىذا‬ ‫ك ليكف ك كلراس بيف نكعيف مف المنفعة ‪ :‬المنفعة الحدية ك المنفعة الكمية‬
‫كتؤكد المدرسة الحدية بأف المنفعة الحدية ك ليس المنفعة الكمية ىي العنصر المحدد‬
‫لمقيمة‪ .‬ك أف المنفعة الحدية تتناقص باستمرار بزيادة كحدات السمعة المستيمكة‬
‫كيرجع ذلؾ إلى أف اإلنساف ال يمكنو أف يستمر في استيبلؾ سمعة إلى ما ال نياية ‪،‬‬
‫بؿ أف ىناؾ حدا يصؿ فيو المستيمؾ إلى حالة مف اإلشباع الكامؿ ‪ ،‬ك ذلؾ بعد‬
‫حصكلو عمى كمية معينة مف السمعة ‪. 66‬‬
‫ك لقد ساعدت نظرية المنفعة الحدية عمى تفسير ما يسمى بمغز القيمة ‪ .‬فبالرغ ـ مف‬
‫أف الماء مثبل يعتبر مف أىـ السمع كأنفعيا إال أف النسبة بيف الكميات المكجكدة‬
‫ك الحاجة إليو في معظـ المجتمعات أكبر بكثير مف مثيمو الخاصة بالماس ‪ ،‬ك لذلؾ‬
‫كانت المنافع الحدية لمماء في معظـ المجتمعات منخفضة جدا إذ قكرنت بالمنفعة‬
‫الحدية لمماس ‪ ،‬ك لما كانت قيمة الشئ تتحدد عمى أساس المنفعة الحدية ال المنفعة‬
‫الكمية فإننا نجد أف لمماس قيمة أكبر مف قيمة الماء ‪ .‬ك لما كانت القيمة تتكقؼ‬
‫عمى العبلقة بيف العرض ك الطمب فقد انتيى التحميؿ الحدم إلى رد كؿ مف الطمب‬
‫كالعرض إلى المنفعة‪ .67‬ك قد افترض الحديكف كجكد المنافسة الحرة ك قسمكا دراستيـ‬
‫لمقيمة تبعا لتقسيـ األمكاؿ ‪ ،‬إلى أمكاؿ االستيبلؾ ك أمكاؿ اإلنتاج ‪.‬‬

‫‪ -‬محي محمد مسعد‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪98‬‬ ‫‪65‬‬

‫‪- ‬‬
‫تعني المنفعة الحدية مدل اإلشباع الذم يحصؿ عميو الفرد أك المستيمؾ عند إضافة ك حدة إضافية مف سمعة ما‪.‬‬
‫ك المنفعة الكمية ىي مجمكع المنافع‬ ‫ك تتناقص المنفعة الحدية كمما زاد عدد الكحدات المستيمكة مف سمعة معينة ‪.‬‬
‫الحدية التي يحصؿ عمييا المستيمؾ مف استيبلؾ الكحدات المتعاقبة مف السمعة ‪.‬‬
‫‪ -‬حربي محمد مكسى عريقات ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 44‬‬ ‫‪66‬‬

‫‪ -‬عبد الحميد زعباط ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 14‬‬ ‫‪67‬‬

‫‪48‬‬
‫أ ‪ -‬أموال االستيالك ‪ :‬يتحدد سعرىا بتبلقي العرض كالطمب ‪.‬‬
‫‪ -‬فبالنسبة لمطمب عمى أمكاؿ االستيبلؾ فإنو يتحدد بناءا عمى مكازنة منفعية يجرييا‬
‫الشخص بيف المنفعة ك الضرر أك ( المنفعة السمبية ) التي تعكد عمى الشخص مف‬
‫جراء تنازلو عف منافع أخرل ‪ .‬لذا فإف المنفعة ىي أساس الطمب ‪.‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة لعرض أمكاؿ االستيبلؾ فإنو يتكقؼ عمى ثمف عناصر اإلنتاج ‪.‬‬
‫فالمنظـ يأخذ في الحسباف التكمفة الحدية أم أف األمر يتكقؼ عمى مككنات تكمفة‬
‫أك ثمف عناصر اإلنتاج آال كىي( األجكر‪ ،‬الفكائد ك الريكع ) ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أموال اإلنتاج ‪ :‬ك يتعمؽ األمر بسكؽ العمؿ ك سكؽ رأس الماؿ ك سكؽ المكارد‬
‫الطبيعية ‪.‬‬
‫‪ -‬فبالنسبة لمطمب عمى أمكاؿ اإلنتاج فإنو يتكقؼ عمى الطمب عمى أمكاؿ‬
‫االستيبلؾ‪ .‬ك التي كما عرفناىا تتكقؼ عمى المنفعة ‪.‬‬
‫‪ -‬أما عرض عكامؿ اإلنتاج فيك يتسـ بالتالي ‪:‬‬
‫* عرض المكارد الطبيعية كالذم يتكقؼ عمى الكميات المكجكدة منيا ‪ ،‬ك ال دخؿ‬
‫لئلنساف فيو أم ال يستطيع التأثير في سعرىا بكاسطة التأثير عمى العرض‪ ،‬كبالتالي‬
‫فإف طمبيا ىك الذم يحدد ثمنيا ‪ ،‬ك لما كاف الطمب يتحدد بالمنفعة فإف ىذه األخيرة‬
‫ىي التي تحدد عرض المكارد الطبيعية ‪.‬‬
‫* أما عرض العمؿ فيك يتكقؼ أيضا عمى المنفعة ‪ .‬ك تفسير ذلؾ أف مف‬
‫خصائص العمؿ أنو يحقؽ منفعة لمعامؿ ( عف طريؽ األجر ) ‪ ،‬ك يجمب لو ألما‬
‫( منفعة سمبية ) ‪ .‬ك لك كاف العامؿ ح ار ‪ ،‬فإنو يقكـ بالمكازنة المنفعية بيف المنفعة‬
‫التي تعكد عميو مف األجر ك بيف األلـ الذم يتحممو نتيجة لقيامو بالعمؿ ‪ ،‬ك يتحدد‬
‫العرض بتساكم المنفعة الحدية ك األلـ الحدم ‪ ،‬ك بالتالي فإف المنفعة تدخؿ في‬
‫تحديد عرض العمؿ ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫* ك أما عف عرض رأس الماؿ فإنو يتكقؼ عمى المدخريف ‪ ،‬أم عمى ىؤالء الذيف‬
‫يمتنعكف عف استيبلؾ جزء مف دخميـ ‪ ،‬ك ىنا أيضا نجد مكازنة منفعية بيف‬
‫االستيبلؾ الحالي ك االستيبلؾ المستقبمي ‪ .‬ك بالتالي فإف عرض رأس الماؿ يتحدد‬
‫بالمنفعة ‪.‬‬
‫ك تخمص المدرسة الحدية مف ذلؾ أف المنفعة الحدية ىي أساس القيمة ‪ ،‬ك أف نفقة‬
‫اإلنتاج تتحمؿ في نياية األمر‪ ،‬إلى منفعة سمبية ‪ .‬كذلؾ تخمص ىذه النظرية أف‬
‫قيمة أمكاؿ اإلنتاج تستمد مف قيـ أمكاؿ االستيبلؾ ‪.‬‬
‫ك عمى الرغـ مف أف ىذه النظرية استطاعت أف تحؿ لغز القيمة إال أنيا لـ تسمـ‬
‫مف النقد حيث عاب عمييا البعض إىماليا لجانب العرض ( أم النفقات ) في‬
‫تفسير القيمة كاىتماميا بجانب الطمب ( أم المنفعة ) ‪ ،‬أم أنيا لـ تأخذ في‬
‫‪68‬‬
‫‪.‬‬ ‫حسبانيا جانب نفقة اإلنتاج‬
‫ك يؤخذ عمى تحميؿ المدرسة الحدية عند تفسيرىا لمقيمة عدة مآخذ أىميا ما يمي ‪:69‬‬
‫‪ -‬حينما جعمت ىذه المدرسة الطمب عمى أمكاؿ اإلنتاج مستمدا مف الطمب عمى‬
‫أمكاؿ االستيبلؾ‪ ،‬فإنيا جعمت المنظـ مجرد كسيط يحترـ رغبات المستيمكيف‬
‫ك ال شؾ أف ىذا الدكر السمبي الذم خمعتو ىذه المدرسة عمى المنظـ ال يتفؽ‬
‫كحقيقة دكره ‪ .‬فدكر المنظـ ال يقتصر عمى ترجمة رغبات المستيمكيف ‪ ،‬بؿ يتعدل‬
‫ذلؾ إلى خمؽ الحاجات ‪ .‬ك يضاؼ إلى ذلؾ أف المنظـ يمكنو في حالة االحتكار‬
‫أف يؤثر تأثي ار كبي ار في الثمف ‪.‬‬
‫‪ -‬افترضت ىذه المدرسة أف عرض عكامؿ اإلنتا ج ‪ ،‬العمؿ‪ ،‬رأس الماؿ ك المكارد‬
‫الطبيعية ‪ ،‬يتكقؼ عمى المنفعة ‪ .‬إال أف ىذا االفتراض غير صحيح ‪ ،‬فعرض‬
‫عكامؿ اإلنتاج ال تحكمو اعتبارات المنفعة كحدىا ‪ ،‬بؿ تحكمو باإلضافة إلى ذلؾ‬

‫‪ -‬حربي محمد مكسى عريقات‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 44‬‬ ‫‪68‬‬

‫‪ -‬عادؿ أحمد حشيش ‪ ،‬زينب حسيف عكض اهلل ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 207‬‬ ‫‪69‬‬

‫‪50‬‬
‫اعتبارات أخرل تعكد إلى المنظمات المسيطرة عمى عرض العمؿ ك عرض رأس‬
‫الماؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬افترضت ىذه المدرسة عند تحميميا لمقيمة تكافر شركط المنافسة الكاممة ‪ ،‬ك عمى‬
‫ذلؾ فإنيا تبعد تأثير الدكلة ك تأثير العناصر االحتكارية التي قد تسكد السكؽ في‬
‫تحديد القيمة ‪ ،‬ك ىذا ما يخالؼ الكاقع ‪ .‬فمف األثماف ما ال دخؿ لممستيمؾ في‬
‫تحديدىا ‪ ،‬ك مثؿ ذلؾ حالة األثماف الجبرية التي تحددىا الدكلة ‪ ،‬ك الحالة التي يقكـ‬
‫فييا المحتكر بتحديد األثماف ‪.‬‬
‫لقد قصرت كؿ مف النظريات التي اعتمدت عمى نفقة اإلنتاج ‪ ،‬ك تمؾ التي اعتمدت‬
‫عمى المنفعة عف تفسير القيمة ‪ .‬ك لذلؾ ظيرت محاكالت أخرل تيدؼ إلى الجمع بيف‬
‫عنصر العرض ك عنصر الطمب في تفسير القيمة ‪ .‬ك يعتبر ألفرد مارشاؿ أكؿ مف‬
‫جمع بيف جانبي العرض كالطمب في نظرية كاحدة تصمح أساسا لتحديد قيـ األشياء‬
‫أك أثمانيا ‪ .‬فمقد حاكؿ مارشاؿ الجمع في نظريتو لمقيمة بيف النفقة ك المنفعة ‪،‬‬
‫فالقيمة تتحدد عنده بالعرض ك الطمب معا ‪ ،‬ك يرل أنو مف الصعب تحديد المسؤكؿ‬
‫منيما عف تحديد القيمة فالعرض ك الطمب مسؤكالف معا كحدم المقص في تحديد‬
‫‪70‬‬
‫‪.‬‬ ‫القيمة ‪ ،‬ك يتضح ىنا أف مارشاؿ يتحدث عف القيمة باعتبارىا الثمف‬
‫‪ -2‬تقييم الموارد االقتصادية ‪:‬‬
‫تحدد قيمة المكارد االقتصادية بقيمتيا في السكؽ الفعمية ‪ ،‬أم بالثمف الذم يتحقؽ في‬
‫السكؽ ‪ ،‬إذا كاف ت قكل السكؽ تعمؿ بكفاءة ‪ .‬ليذا فنحف دائما نتخذ السعر في‬
‫السكؽ كمؤشر جيد لقيمة المكرد في كقت معيف ‪ .‬ك تختمؼ القيمة النسبية لبعض‬
‫المكارد عف قيمتيا االقتصادية ‪ ،‬فمثبل نجد أف اآلثار القديمة ( المصرية‬
‫ك البابمية‪...‬الخ ) ال تقدر بثمف ك لكنيا ذات قيمة نسبية ىائمة ‪.‬‬

‫‪ -‬محمد مدحت مصطفى ‪ " ،‬اقتصاديات الموارد المائية ‪ :‬رؤية شاممة إلدارة المياه " ( ط ‪ 1‬؛ اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪:‬‬ ‫‪70‬‬

‫مكتبة كمطبعة اإلشعاع الفنية ‪ ، ) 2001‬ص ‪. 55‬‬

‫‪51‬‬
‫ـ‪ ،‬ك ىي أف قيمة‬ ‫ك ييمنا في ىذا المجاؿ الطريقة االقتصادية البحتة في التقيي‬
‫المكارد تقاس بسعرىا في السكؽ ك ىك مؤشر مناسب لمقيمة الحقيقة ‪ .‬ك أىـ العكامؿ‬
‫‪71‬‬
‫‪:‬‬ ‫المؤثرة في تقييـ المكارد االقتصادية ىي‬
‫‪ -1-2‬طريقة الحصول عمى المورد ‪:‬‬
‫ك تعني ( السيكلة أك الصعكبة ) ك التكمفة التي يتـ بيا الحصكؿ عمى المكرد ‪،‬‬
‫فمثبل نجد أف المكارد المكجكدة بكميات كبيرة ‪ ،‬ك تقع بالقرب مف المراكز السكنية‬
‫الرئيسية ك يمد إلييا طرؽ المكاصبلت بسيكلة ‪ ،‬يفضؿ اإلنساف استغبلليا عف تمؾ‬
‫الكاقعة في مناطؽ بعيدة ك غير مأىكلة ك بكميات قميمة ‪ .‬فاألكلى يضمف اإلنساف‬
‫استم اررية تدفقيا لفترات طكيمة ‪ ،‬ك تصبح الفرصة مكاتية إلمداد المجتمع بيا‬
‫لمكاجية الطمب المستمر عمييا ك بالكميات المطمكبة في األكقات المطمكبة ك ىك ما‬
‫فعمى سبيؿ المثاؿ كمما كاف ماء الشرب متكف ار‬ ‫يعرؼ باسـ " تدفق المورد " ‪.‬‬
‫ك كافيا مف حيث الكمية ك صالحا مف حيث النكعية نجد أف قيمتو تصبح منخفضة‪،‬‬
‫عكس الحاؿ في المناطؽ الصحراكية التي يصعب الحصكؿ فييا عمى الماء ‪ ،‬نجد‬
‫أف الحصكؿ عميو أم ار صعبا ك بالتالي ترتفع قيمتو ‪ ،‬ك يمجأ اإلنساف في ىذه‬
‫المناطؽ إما إلى حفر اآلبار الباىظة التكاليؼ أك إلى تحميو مياه البحر األكثر تكمفة‬
‫ك يصبح سعر الماء في ىذه الحالة مرتفعا ‪ ،‬بعكس المناطؽ الرطبة أك تمؾ التي‬
‫تجرم فييا أنيار دائمة يصبح الماء متدفقا كمتاحا بأقؿ التكاليؼ ‪.‬‬
‫‪ -2-2‬تجييز المورد واعداده لالستخدام ‪:‬‬
‫حتى تصبح صالحة لبلستخداـ ‪،‬‬ ‫تحتاج معظـ المكارد إلى عمميات إعداد كتجييز‬
‫ك ترفع ىذه العمميات مف قيمة المكرد ‪ ،‬ألف تكمفتيا تضاؼ إلى سعره ‪ .‬فعمى سبيؿ‬
‫المثاؿ ‪ ،‬الخبز الذم نحصؿ عميو جاىز لؤلكؿ ‪ ،‬ىك أصبل حبكب مف القمح يقكـ‬

‫‪ -‬أماؿ إسماعيؿ شاكر‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ص ‪. 42 -39‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪52‬‬
‫المزارع ببذرىا ثـ يقكـ بحصد المحصكؿ الناضج ك فصؿ الحبكب عف القشكر ‪ ،‬ثـ‬
‫ينقؿ المحصكؿ كيخزف ك يطحف ‪ ،‬ثـ ينقؿ لممخابز لكي يعجف ك يخبز ‪ ،‬ثـ يتـ‬
‫تكزيعو حتى يصؿ إلى المستيمؾ ‪.‬‬
‫كذلؾ المياه ال بد مف إنشاء السدكد لتخزينيا ثـ تطييرىا ك تنقيتيا ك مد األنابيب‬
‫لنقميا ك تكصيميا إلى المنازؿ حتى تصبح صالحة لبلستخداـ ‪ ،‬ك ىذا ما يسمى‬
‫بتييئة المكرد لبلستخداـ ك ىذا يجعمنا نقبؿ أف ندفع التكمفة التي تفرضيا ظركؼ‬
‫اإلعداد ‪.‬‬
‫ك جميع ما سبؽ ما ىي إال خدمات إضافية تضاؼ إلى طبيعة المكارد ‪ ،‬ك ىي‬
‫خدمات أساسية تزيد مف راحة المستيمكيف كمف مدل االستفادة مف المكرد ‪.‬‬
‫‪ -3-2‬الطمب عمى المورد ‪:‬‬
‫الطمب عمى أم مكرد ىك الكمية المطمكبة منو بسعر معيف ‪ ،‬ك لكي يككف الطمب‬
‫فعاال ال بد ك أف تتكفر القدرة عمى الدفع كاال كاف الطمب غير فعاؿ ‪.‬‬
‫‪ ،‬ك أسعار المكارد‬ ‫‪‬‬
‫ك الطمب عمى المكارد نكعاف ‪ :‬طمب مرف كطمب غير مرف‬
‫تكجد طمبا متناسبا في الحجـ أك الكمية مع السعر المطركح في السكؽ ‪ ،‬أم أف‬
‫العبلقة كثيقة كعكسية بيف الطمب ك السعر ‪ ،‬ك األسعار المعقكلة تفتح شيية‬
‫المستيمكيف فتدخؿ مجمكعة جديدة في المساىمة في الطمب ‪ ،‬ك العكس بالنسبة‬
‫لؤلسعار الباىظة التي تؤدم إلى خركج شريحة مف المستيمكيف ك تقمؿ الطمب عمى‬
‫المكارد ‪.‬‬

‫‪ -‬طمب مرن ‪ ،‬بمعنى أنو غير ثابت كمتغير دائما ‪،‬فإذا زادت األسعار قؿ الطمب كالعكس إذا انخفضت األسعار زاد‬ ‫‪‬‬

‫الطمب‪ ،‬كال شؾ أف ىذه المركنة في الطمب قد تزيد الضغط عمى بعض المكارد إذ انيارت أسعارىا فيمجأ الناس إلى‬
‫استنزافيا كاىدارىا ‪.‬‬
‫‪ -‬طمب غير مرن ‪ ،‬بمعنى أف الطمب عمى المكرد ال يتأثر بارتفاع سعره أك انخفاضو‪ ،‬كينطبؽ ذلؾ عمى المكاد الغذائية‬
‫األساسية كالخبز مثبل "فالكمية الكافية مف الخبز ىي كمية كافية منو" كال يمكف لئلنساف أف يزيد منيا ميما انخفض‬
‫سعره ‪ ،‬ك ال يقمؿ استيبلكو منو مع ارتفاع سعره ‪ ،‬بصرؼ النظر عف الغني كالفقير ‪ .‬كذلؾ فالطمب عمى المياه غير‬
‫مرف ألننا نحتاجيا بغض النظر عف سعرىا‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ك كثي ار ما يمجأ المنتجكف لتحقيؽ التكازف بيف الطمب ك السعر ‪ ،‬ك يضعكف‬
‫إستراتيجية لحماية منتجاتيـ مف انييار أسعارىا ‪ ،‬مثؿ تحديد سقؼ إنتاج البتركؿ في‬
‫الدكؿ المصدرة ‪ ،‬بعد أف انيارت أسعار البتركؿ نتيجة لزيادة المطركح منيا في‬
‫السكؽ العالمية ‪.‬‬
‫ك قد أدت التطكرات التي حدثت إثر الثكرة الصناعية ‪ ،‬ك الزيادة السكانية اليائمة إلى‬
‫زيادة الطمب عمى المكارد الطبيعية ك كذلؾ استنزاؼ المكارد المائية ‪ .‬ك أصبح الماء‬
‫مف المكارد النادرة بسبب ازدياد الطمب عميو ك ازدادت الفجكة بيف المطمكب كالمتكافر‬
‫ك أديا إلى تفاقـ العجز المائي في معظـ دكؿ العالـ ‪.‬‬
‫‪-3‬تخصيص الموارد االقتصادية‪.‬‬
‫مف المعركؼ أف كؿ مكرد مف المكارد اإلنتاجية لو أكثر مف استخداـ بديؿ ‪.‬‬
‫ك حيث أف المكارد اإلنتاجية أصبل نادرة ك المعركض منيا في كؿ مجتمع ىك حجـ‬
‫ثابت ‪ ،‬فبل بد أف تككف ىذه االستخدامات البديمة متنافسة في نفس الكقت ‪ ،‬بمعنى‬
‫أف تحقؽ بعض ىذه االستخدامات ال بد أف يككف عمى حساب عدـ تحقؽ بعض‬
‫االستخدامات األخرل ‪ .‬ك تعرؼ ىذه الطرؽ التي يتـ بيا تكزيع المكارد باسـ أنماط‬
‫تخصيص المكارد‪ .‬ك يتكلد عف كؿ نمط مف أنماط تخصيص المكارد مستكل مف‬
‫الناتج القكمي ‪.‬‬
‫‪ -1-3‬التخصيص األمثل لمموارد االقتصادية‪:‬‬
‫بصفة عامة يمكف أف نقكؿ أنو إذا كاف لدينا كمية معينة مف مكرد إنتاجي ما‪ ،‬فإف‬
‫أقصى مساىمة ليا بالنسبة لمرفاىية االقتصادية لممجتمع تتحقؽ عندما تتساكل قيمة‬
‫الناتج الحدم ليذا المكرد في أم استخداـ مف استخداماتو مع قيمة الناتج الحدم لو‬
‫في جميع استخداماتو األخرل البديمة ‪ .72‬حيث إذا افترضنا انو تـ تكزيع الكمية‬

‫‪ -‬أحمد محمد مندكر ‪ ،‬أحمد رمضاف نعمو اهلل ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 351‬‬ ‫‪72‬‬

‫‪54‬‬
‫المتاحة مف ىذا المكرد بحيث كانت قيمة الناتج الحدم ليذا المكرد في أحد‬
‫االستخدامات أكبر منيا في استخداـ آخر ‪ ،‬فإف تحكيؿ قدر مف ىذا المكرد مف‬
‫االستخداـ ذم القيمة المنخفضة لمناتج الحدم إلى االستخداـ اآلخر ذم القيمة‬
‫المرتفعة لمناتج الحدم ال بد أف يؤدم إلى زيادة صافية في الناتج الكمي ‪ .‬ك تستمر‬
‫عممية التحكيؿ ىذه حتى يعكد التساكم بيف قيمة الناتج الحدم ليذا المكرد في كافة‬
‫استخداماتو البديمة‪ .‬ك ىكذا بالنسبة لكافة المكارد االقتصادية المتاحة في المجتمع‬
‫تستمر عممية تحكيؿ المكارد مف االستخدامات التي تككف فييا قيمة الناتج الحدم‬
‫منخفضة إلى استخدامات أخرل تككف فييا قيمة الناتج الحدم مرتفعة طالما أف ذلؾ‬
‫يؤدم إلى زيادة الناتج ك بالتالي الرفاىية ك الكفاءة االقتصادية ‪ .‬ك بالطبع تتحقؽ‬
‫الرفاىية العظمى عندما نصؿ إلى النقطة التي تككف عندىا قيمة الناتج الحدم لكؿ‬
‫فقط ‪ ،‬تتكقؼ‬ ‫مكرد متساكية تماما في جميع استخداماتو البديمة ‪ .‬ك عند ىذا الحد‬
‫عممية إعادة تخصيص المكارد ك نككف قد كصمنا فعبل إلى التخصيص األمثؿ حيث‬
‫ال يمكف أف نحقؽ أم زيادة صافية في الناتج الكطني عند أم تخصيص آخر‬
‫‪73‬‬
‫‪.‬‬ ‫غيره‬

‫‪ -‬نقس المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪. 352‬‬ ‫‪73‬‬

‫‪55‬‬
‫المحاضرة الخامسة ‪:‬‬

‫االدخار واالكتناز واالستثمار‬

‫‪56‬‬
‫تمييد‪:‬‬

‫ىناؾ ثبلث مفاىيـ البد مف التفرقة بينيـ في إطار الكشؼ عف المزيد مف‬
‫المفاىيـ األساسية حكؿ االستثمار مع إدراؾ العبلقة بيف االدخار كاالستثمار عمى‬
‫النحك التالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االدخار‬
‫يقصد باالدخار ذلؾ الجزء مف الدخؿ (الناتج) الجارم الذم لـ يستخدـ في‬
‫االستيبلؾ الجارم خبلؿ فترة ما كانما تـ تكجييو لبناء الطاقات اإلنتاجية التي تعمؿ‬
‫عمى زيادة ىذا الدخؿ أك تحافظ عمى مستكاه المحقؽ فعبل مف خبلؿ كفي إطار‬
‫كداخؿ دكرة النشاط االقتصادم‪.‬‬

‫كىناؾ مف يعرؼ االدخار بأنو ناتج النشاط االقتصادم الذم ال سيتيمؾ بؿ‬
‫يكجو بطريقة تجعؿ لو في المستقبؿ قدرة أكبر عمى اشباع الحاجات ك ىذا يعني أف‬
‫االدخار مف المتغيرات األساسية بالنسبة لمبمداف النامية‪ ،‬كاف ىذا التعريؼ يبرز ثبلثة‬
‫جكانب جكىرية مترابطة في قضية التنمية ك ىي‪ :‬االستعداد لمقياـ بنشاط إنتاجي‬
‫ال يككف جزء مف ناتجو مكجيا لبلستيبلؾ ‪ ،‬ثـ تكافر اإلرادة الجماعية كالقدرات الفنية‬
‫كاإلدارية البلزمة لتحقيؽ تراكـ رأس الماؿ المادم كالبشرم‪ .‬كأخي ار المستقبؿ الذم‬
‫يككف ىذا التراكـ إعدادا لو‪.‬‬

‫كيسرم التعريؼ السابؽ لبلدخار عمى المستكييف المجتمعي كالفردم‪ :‬فبالنسبة‬


‫لممجتمع يبلحظ أف ناتج االقتصاد القكمي خبلؿ سنة معينة ال ينفؽ كمية‬
‫– في أغمب األحكاؿ – عمى األغراض االستيبلكية الجارية‪ ،‬بؿ يقتطع جزء منو‬
‫ليككف االدخار القكمي‪ ،‬كعند ىذا المستكل يككف االدخار القكمي بمثابة تيار‬
‫‪ "Aggregate‬لبلقتصاد كاالدخار‪،‬‬ ‫أك تدفؽ " ‪ "Flow‬مرتبط بالمستكل الكمي "‬

‫‪57‬‬
‫ىنا يستنتج بطريقة الباقي أم أف االدخار يساكم (الدخؿ القابؿ لمتصرؼ فيو ناقصا‬
‫االستيبلؾ الخاص الكمي)‪.‬‬

‫أما بالنسبة لؤلفراد‪ ،‬فإف أغمبيـ ال ينفقكف كؿ دخكليـ الجارية عمى االستيبلؾ‬
‫الجارم في السمع كالخدمات كانما يجنبكف جزءا منيا ليكدعكه في البنكؾ أك صناديؽ‬
‫تكفير البريد أك ليشتركا بو أسيما أك سندات مف البكرصة أك يشتركا كثائؽ كصككؾ‬
‫مف صناديؽ االستثمار أك ليسددكا التزاماتيـ أك ليشتركا أصكال مادية كمف ثـ يتمثؿ‬
‫ادخار األفراد –خبلؿ أية فترة مف الفترات – في الفرؽ بيف دخميـ المتاح كانفاقيـ‬
‫الجارم عمى السمع كالخدمات خبلؿ نفس الفترة‪.74‬‬

‫كاالدخار قد يككف نقديا أك عينيا‪ :‬فاالدخار النقدم يمثؿ الصكرة الغالبة في‬
‫الكقت الحالي‪ ،‬كذلؾ ألف الطابع النقدم يصبغ معظـ جكانب النشاط االقتصادم في‬
‫االقتصاد المعاصر‪ .‬كمف ثـ يتككف الجانب األكبر مف االدخار البلزـ لتمكيؿ‬
‫التككيف الرأسمالي مف عدة أشكاؿ نقدية تتمثؿ في األصكؿ المالية أك األمكاؿ السائمة‬
‫كالكدائع الجارية ككذلؾ الكدائع االدخارية بأنكاعيا كالمدخرات التعاقدية كالتي يمكف‬
‫تحكيميا إلى الصكرة السائمة بسيكلة نسبية‪.‬‬

‫كحيث أف النقكد تعتبر قكة شرائية عامة‪ ،‬بمعنى أنيا تمكف حامميا مف مبادلتيا‬
‫بأم شكؿ مف أشكاؿ الثركة األخرل‪ ،‬فإف األفراد الذيف قامكا بيذه المدخرات النقدية‬
‫يستطيعكف تحكيميا إلى رأسماؿ عيني كذلؾ باستثمار ىذه األمكاؿ المدخرة في‬
‫العمميات كالمشركعات اإلنتاجية سكاء بأنفسيـ‪ -‬كذلؾ بشراء أك استئجار عكامؿ‬
‫اإلنتاج األخرل كالتكليؼ بينيا إلنتاج سمعة أك خدمة ليا قيمة نقدية فتتكلد ليـ أرباح‬
‫باعتبارىـ منظميف‪ -‬أك بأف يقكمكا بإقراض ىذه المدخرات النقدية‪ -‬عف طريؽ سكؽ‬

‫‪ -‬عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬مبادئ ك سياسات االستثمار(ط‪ ،1‬اإلسكندرية‪ :‬الدار الجامعية‪،)2010 ،‬ص ص ‪.28-27‬‬ ‫‪74‬‬

‫‪58‬‬
‫الماؿ أك سكؽ رأس الماؿ أك البكرصة‪ -‬إلى المنظميف ليتمكنكا مف شراء السمع‬
‫اإلنتاجية كالكسيطة البلزمة لمشركعاتيـ كيحصؿ المدخركف‪ -‬في ىذه الحالة ‪ -‬عمى‬
‫عكائد نتيجة إقراضيـ ىذه المدخرات النقدية لممنظميف خبلؿ فترة معينة‪.‬‬

‫كمف ىنا يمكف استخبلص النتيجة التالية كىي أف االدخار في حد ذاتو ال يدر‬
‫دخبل بمجرد تككينو‪ .‬كانما يجب‪ -‬لكي ينتج االدخار دخبل ‪ -‬أف يتحكؿ إلى رأسماؿ‬
‫عيني منتج‪ .‬أم البد لو أف يستثمر استثما ار منتجا ذك عائد يسمى العائد عمى‬
‫االستثمار كبالتالي ال استثمار ببل ادخار‪.‬‬

‫أما االدخار العيني فيمثؿ الصكرة المحدكدة جدا لبلدخار في االقتصاد‬


‫‪ excess labor‬كبالنسبة‬ ‫المعاصر كقد يتخذ شكؿ فائض سمعي أك فائض عمؿ‬
‫لمشكؿ السمعي فيمكف مبلحظتو في قطاع الزراعة كذلؾ مثؿ المحاصيؿ التي يحتفظ‬
‫بيا المزارعكف الستخداميا كبذكر أك الستيبلكيا في فترات تالية‪ .‬أما االدخار العيني‬
‫في شكؿ « فائض عمؿ» فيمكف أف يتحقؽ في حالة القياـ بعمؿ إضافي يبذؿ‬
‫كيتبمكر مباشرة في شكؿ استثمار إنتاجي‪ .‬كالتجربة الصينية المعاصرة مثاؿ لذلؾ‪:‬‬
‫فقد استطاعت الصيف أف تزيد االستثمار دكف إنقاص االستيبلؾ الجارم كذلؾ‬
‫باعتماد عمى « فائض عمؿ» كشكؿ مف أشكاؿ االدخار كتككيف رأس الماؿ‪.‬‬

‫كىكذا يبلحظ أف االدخار بصكرتو‪ -‬النقدية كالعينية ‪ -‬ينتيي في النياية إلى‬


‫شكؿ مف أشكاؿ االستثمار العيني‪ ،‬كمف ىنا تتضح العبلقة الكثيقة التي تصؿ إلى‬
‫حد التطابؽ بيف االدخار كالتككيف الرأسمالي" ‪ "capital formation‬كاالستثمار‪.75‬‬

‫‪ -‬عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.29‬‬ ‫‪75‬‬

‫‪59‬‬
‫ثانيا‪ :‬االكتناز‬

‫يتشابو االكتناز مع االدخار‪ -‬بمفيكمو السابؽ‪ -‬في ككف كؿ منيما جزء مف‬
‫الدخؿ الجارم لـ ينفؽ عمى االستيبلؾ الجارم‪ ،‬كيختمفاف في أف االكتناز يمثؿ‬
‫احتجا از لجزء مف الدخؿ (الناتج) سكاء في شكؿ نقدم أك عيني بعيدا عف دكرة‬
‫النشاط االقتصادم كمف ثـ يعتبر تسربا مف دكرة الدخؿ القكمي كما يطمؽ عمييا دكرة‬
‫النشاط االقتصادم مما يخرجو عف مفيكـ االدخار تماما عمى مستكل االقتصاد‬
‫الكمي‪.‬‬

‫كىناؾ مف يعرؼ االكتناز بأنو عبارة عف رغبة األفراد في االحتفاظ بالثركة في‬
‫شكؿ نقدم‪ .‬كىذا المفيكـ يتشابو مع مفيكـ «كينز» عف تفضيؿ السيكلة‪ .‬كيمجأ‬
‫األفراد إلى االحتفاظ بالسيكلة ىنا لتمكنيـ مف دفع المخاطر النقدية أك االقتصادية‬
‫أك السياسية أك مف تحقيؽ اآلماؿ‪ ،‬كمف الكاضح أف تعريؼ االكتناز ىنا غير جامع‪.‬‬

‫كيمكف القكؿ انو إذا كاف االستيبلؾ ىك البديؿ لبلدخار فإف االدخار‬
‫ك (أك) االستيبلؾ ىما بديبل االكتناز‪ ،‬كانو إذا كاف االدخار يتضمف التضحية‬
‫باالستيبلؾ الحاضر فإف االكتناز يتضمف التضحية باالستيبلؾ الحاضر كبالفكائد‬
‫التي لف تعكد عمى الفرد عندما يمتنع عف إقراض أك استثمار الفائض الذم يتبقى مف‬
‫دخمو بعد االستيبلؾ‪.‬‬

‫كيتخذ االكتناز عدة صكر منيا احتفاظ األفراد بالذىب أك العمبلت األجنبية‬
‫ككذلؾ المبالغ السائمة في صكرة نقكد يحتفظ بيا قطاع األعماؿ المنظـ‪ ،‬كما يمكف‬
‫اف يككف االكتناز في صكرة نقكد يحتفظ بيا األفراد لمدة قصيرة جدا‪ -‬كىذا ىك‬
‫المعنى الضيؽ جدا لبلكتناز‪ -‬كمثاؿ ذلؾ احتفاظ المكظؼ بمرتبو لينفؽ منو بانتظاـ‬
‫طكاؿ الشير كيطمؽ بعض االقتصادييف عمى ىذا النكع مصطمح‬
‫« االدخار االحتياطي» " ‪ "reserve saving‬ألف ىذه األمكاؿ تمثؿ احتياطيا‬

‫‪60‬‬
‫لمكاجية الحاجة لبلستيبلؾ في المستقبؿ‪ ،‬كىذا النكع مف االكتناز ال يمكف أف يتحكؿ‬
‫إلى رأسماؿ عيني ما داـ الفرد يحتفظ بو لفترة قصيرة في صكرة نقكد‪ ،‬كمف ثـ فإنو‬
‫ال يزيد دخؿ المجتمع أك ثركتو كىذا النكع مف االكتناز يختمؼ عف « االدخار‬
‫المنشئ» " ‪ "creative savings‬كيطمؽ عميو ىذه الصفة ألنو يساىـ في إنشاء‬
‫كتككيف الدخؿ كذلؾ بتحكيمو إلى استثمار عيني منتج‪.‬‬

‫كلبلكتناز‪ -‬بمعناه السابؽ‪ -‬آثار ضارة بالتنمية االقتصادية‪ .‬خاصة إذا عممنا‬
‫أف بعض الدراسات أكضحت انو يمكف تحرير جزء مف المكتنزات (التي تأخذ شكؿ‬
‫ذىب كأحجار كريمة كعمبلت أجنبية) الستخدامو في تمكيؿ االستثمارات المطمكبة‬
‫لمتنمية‪ ،‬كعمى الرغـ مف صعكبة تقدير حجـ أك قيمة ىذه المكتنزات خاصة في الدكؿ‬
‫النامية إال أف بعض الدراسات أكضحت أف ما يكتنزه األفراد مف الذىب فقط بمغ‬
‫حكالي ‪ %10‬مف الدخؿ القكمي في بعض دكؿ الشرؽ األكسط كجنكب شرؽ آسيا ‪.76‬‬

‫كتكفي اإلشارة إلى تحريـ االكتناز صراحة في القرآف الكريـ حيث يقكؿ اهلل سبحانو‬
‫ك تعالى‪ « :‬كالذيف يكنزكف الذىب كالفضة كال ينفقكنيا في سبيؿ اهلل فبشرىـ بعذاب‬
‫صدؽ اهلل العظيـ (سكرة التكبة‪ :‬اآلية ‪.)34‬‬ ‫أليـ »‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االستثمار‬
‫يمثؿ االستثمار أحد العكامؿ األساسية التي تدخؿ في تطكير المؤسسات ككذا‬
‫االقتصاد الكطني كلتحديد مفيكمو نستعيف في ىذا المجاؿ ببعض كجيات النظر‬
‫المختمفة في تعريفو كأىـ األنكاع الخاصة بو‪.‬‬

‫‪ -‬عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪76‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ _1‬تعريف االستثمار‪:‬‬
‫لقد تعددت التعاريؼ التي صيغت لبلستثمار بتعدد الجكانب التي انطمؽ منيا‬
‫الباحثكف لمحاكلة فيمو كتحديد أبعاده‪ ،‬كمف ىذه التعاريؼ نجد‪:‬‬

‫‪ _1_1‬التعريف المغوي لالستثمار‪:‬‬


‫االستثمار لغة ىك " طمب الحصكؿ عمى الثمرة ‪ ،‬كثمر الرجؿ مالو أم أحسف‬
‫‪77‬‬
‫‪ ،‬لذلؾ فإف المفيكـ المغكم لبلستثمار يقكـ عمى "استخداـ الماؿ‬ ‫القياـ عميو كنماه"‬
‫كتشغيمو بقصد تحقيؽ ثمرة ىذا االستخداـ فيكثر الماؿ كينمك عمى مدل الزمف" ‪.78‬‬

‫‪ _2_1‬التعريف القانوني لالستثمار‪:‬‬


‫معنى االستثمار في القانكف ال يخرج عف معناه في المغة‪ ،‬فقد عرفو أحد‬
‫رجاؿ القانكف بأنو " عمؿ أك تصرؼ لمدة معينة مف أجؿ تطكير نشاط اقتصادم‬
‫سكاء كاف ىذا العمؿ في شكؿ أمكاؿ مادية أك غير مادية (مف بينيا الممكية‬
‫‪79‬‬
‫الصناعية‪ ،‬الميارة التقنية‪ ،‬نتائج البحث) أك في شكؿ قركض "‬
‫يغمب عمى ىذا التعريؼ الطابع االقتصادم أكثر منو القانكني كذلؾ لتداخؿ‬
‫العناصر القانكنية كاالقتصادية في مككنات عممية االستثمار‪.‬‬

‫‪ -77‬صفكت أحمد عبد الحفيظ " دور االستثمار األجنبي في تطوير أحكام القانون الدولي الخاص" ‪ ،‬دار المطبكعات‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية مصر ‪ ، 2005‬ص‪.18‬‬
‫‪ -78‬عبد اهلل عبد الكريـ عبد اهلل " ضمانات االستثمار في الدول العربية" ‪ ،‬دار الثقافة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الطبعة األكلى‪،‬‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪ ،2008 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -79‬قربكع عميكش كماؿ " قانون االستثمارات في الجزائر" ‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،1999 ،‬ص‪.2‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ _3_1‬التعريف االقتصادي لالستثمار‪:‬‬
‫يعرؼ االستثمار لدل رجاؿ االقتصاد بأنو‪:‬‬
‫‪80‬‬
‫" أم استعماؿ لرأس الماؿ سعيا لتحقيؽ الربح"‬
‫كما يعرؼ عمى أنو " كؿ اكتساب ألمكاؿ مف أجؿ الحصكؿ عمى منتكج‬
‫أك استيبلكو "‪.81‬‬
‫ك يمثؿ أيضا " كؿ إضافة جديدة إلى األصكؿ اإلنتاجية المكجكدة في المجتمع‬
‫بقصد زيادة الناتج في الفترات التالية "‪.82‬‬
‫أك " استخداـ المدخرات في تككيف االستثمارات أك الطاقات اإلنتاجية الجديدة‬
‫البلزمة لعمميات إنتاج السمع كالخدمات‪ ،‬كالمحافظة عمى الطاقات اإلنتاجية القائمة‬
‫أك تجديدىا "‪.83‬‬
‫ك بعبارة أخرل " تكجيو األمكاؿ نحك استخدامات تؤدم إلى إشباع حاجة‬
‫أك حاجيات اقتصادية"‪.84‬‬
‫ك جاء بأنو " تكظيؼ النقكد ألم أجؿ في أم أصؿ أك ممكية أك ممتمكات‬
‫أك مشاركات‪ ،‬يحتفظ بيا لممحافظة عمى الماؿ أك تنميتو سكاء بأرباح دكرية‬
‫أك بزيادات في قيمة األمكاؿ في نياية المدة‪ ،‬أك بمنافع غير مادية " ‪.85‬‬
‫أك أنو" ذلؾ الجزء المستقطع مف الدخؿ الستخدامو في العممية اإلنتاجية بيدؼ‬
‫تككيف رأس الماؿ "‪.86‬‬

‫‪ -80‬محمد عبد العزيز عبد اهلل عبد " االستثمار األجنبي المباشر في الدول اإلسالمية في ضوء االقتصاد اإلسالمي"‪ ،‬دار‬
‫النفائس لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عماف األردف‪ ،2005 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -81‬قربكع عميكش كماؿ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪ -82‬صفكت أحمد عبد الحفيظ‪ :‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -83‬حسيف عمر " االستثمار والعولمة"‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬الطبعة األكلى‪ ،2000 ،‬ص‪.37‬‬
‫‪ -84‬محمكد محمد حمكدة" االستثمار والمعامالت المالية في اإلسالم" ‪،‬دار الكراؽ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الطبعة األكلى‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص‪.30‬‬
‫‪ -85‬عبد اهلل عبد الكريـ عبد اهلل‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.18‬‬

‫‪63‬‬
‫كما يعتبر " تككينا لرأس الماؿ ك استخدامو بيدؼ تحقيؽ الربح في األجؿ القريب‬
‫أك البعيد بشكؿ مباشر أك غير مباشر بما يشمؿ إنشاء نشاط إنتاجي أك تكسيع طاقة‬
‫إنتاجية قائمة‪ ،‬أك حيازة ممكية عقارية أك إصدار أسيـ أك شرائيا مف اآلخريف "‪.87‬‬
‫كبشكؿ عاـ فإف االستثمار " عبارة عف تكظيؼ أمكاؿ حالية في سبيؿ الحصكؿ‬
‫عمى إيرادات (عكائد) أكبر في المستقبؿ"‪.88‬‬
‫‪ ،‬حيث‬ ‫مف كؿ ىذه التعاريؼ نجد أف االقتصادييف أسيبكا في تعريؼ االستثمار‬
‫نراىا متقاربة المعاني ترتكز في مجمميا عمى تكظيؼ األمكاؿ المتاحة في اقتناء‬
‫مختمؼ األصكؿ بقصد تحقيؽ مجمكعة مف األغراض كمف ثـ فإف‪:‬‬
‫األمكاؿ المتاحة ‪ :‬ىي األمكاؿ التي يمكف تكفيرىا سكاء كاف مصدرىا األرباح‬
‫أك المدخرات‪.‬‬
‫األصكؿ‪ :‬كىي مختمؼ االستثمارات التي يكظؼ فييا المستثمر أمكالو سكاء‬
‫عمى شكؿ شراء سمع‪ ،‬أسيـ ‪ ،‬أك كضع المدخرات في مؤسسات لتكظيفيا ‪...‬الخ‪.‬‬
‫األغراض‪ :‬كىي النتائج المتكقعة مف االستثمارات أك اليدؼ مف االستثمار‪.‬‬
‫‪ _4_1‬التعريف المحاسبي لالستثمار‪:‬‬
‫ينظر إلى االستثمار مف الناحية المحاسبية عمى أنو " مجمكع األمبلؾ كالقيـ‬
‫الدائمة المادية أك غير المادية التي اكتسبتيا أك التي أنشأتيا المؤسسة مف أجؿ‬
‫استخداميا ككسائؿ استغبلؿ دائمة كالمحافظة عمى شكميا لمدة طكيمة " ‪.89‬‬

‫‪،2003‬‬ ‫" مبادئ االستثمار" ‪،‬دار المناىج لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪،‬‬ ‫‪ -86‬أحمد زكريا صياـ‬
‫ص‪.17‬‬
‫‪ -87‬نفس المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -88‬بريش السعيد "االقتصاد الكمي" ‪ ،‬دار العمكـ لمنشر‪ ،‬عنابة ‪،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪121‬‬

‫‪89‬‬
‫‪-Khafralri medzine «techniques comptables», 4eme éd, tome1, berti édition. Alger,1999‬‬
‫‪p33.‬‬

‫‪64‬‬
‫أك بمعنى آخر تعبر االستثمارات عف " األصكؿ الثابتة التي تستعمميا‬
‫المؤسسة بصفة دائمة إلنتاج كبيع السمع كالخدمات ‪ ،‬كال يتـ حيازتيا بيدؼ البيع بؿ‬
‫‪ ،‬فيي مجمؿ األمبلؾ‬ ‫لبلستخداـ الدائـ لذلؾ سميت بكسائؿ االستغبلؿ الدائمة‬
‫كالقيـ الدائمة المعنكية ( حقكؽ الممكية الصناعية كالتجارية‪ ،‬حقكؽ االختراع شيرة‬
‫المحؿ ‪ ،‬العبلمات التجارية‪ )..‬كغير المعنكية أك المممكسة ( التجييزات‪،‬‬
‫األراضي‪ ،)...‬المنقكلة (التجييزات‪ )..‬كغير المنقكلة (األراضي‪ )...‬التي اشترتيا‬
‫المؤسسة أك أنجزتيا بكسائميا الخاصة‪ ،‬ال مف أجؿ بيعيا أك تحكيميا كانما‬
‫الستعماليا ككسائؿ دائمة لبلستغبلؿ سكاء المخصصة لئلنتاج أك المكجية لمعمميات‬
‫‪90‬‬
‫غير المينية (تجييزات اجتماعية)‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫أك التي يمكف تصنيفيا إلى‪:‬‬
‫‪ ‬التثبيتات المرتبطة باالستغالل ‪ :‬كؿ القيـ ذات طبيعة منقكلة أك غير‬
‫منقكلة‪ ،‬مادية أك غير مادية سكاء التي اكتسبتيا أك أنشأتيا المؤسسة‬
‫ال مف أجؿ بيعيا أك تحكيميا ‪ ،‬كانما لكي تستخدـ ككسائؿ عمؿ دائمة‬
‫( الكمبيكتر‪ ،‬المنقكالت المادية‪.)...‬‬
‫‪ ‬التثبيتات خارج االستغالل ‪ :‬سكاء التي أنشأتيا أك اكتسبتيا المؤسسة‬
‫لتستجيب لبعض االىتمامات األخرل مثؿ‪:‬‬
‫_المنشآت االجتماعية (مطعـ المؤسسة‪ ،‬مراكز االصطياؼ‪ ،‬قاعات‬
‫الرياضة‪،‬الركضات‪)..‬‬
‫_ شراء األراضي ألغراض المضاربة‪.‬‬
‫_ تحسيف ظركؼ النظافة ك األمف‪.‬‬

‫‪ -90‬عاشكر كتكش " المحاسبة العامة‪ ،‬أصول ومبادئ وفقا لممخطط المحاسبي الوطني" ‪،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2003 ،‬ص‪.77‬‬
‫‪9‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪-Jacque Margerin et Gérard Ausset « choix des investissements», 1ere éd, 1979, p34.‬‬

‫‪65‬‬
‫فيي إذف كسائؿ منتجة بطريقة غير مباشرة كال تشكؿ كسائؿ عمؿ‪.‬‬

‫‪ _5_1‬التعريف المالي لالستثمار‪:‬‬


‫مف الناحية المالية ينظر إلى االستثمار عمى أنو " تبديؿ قيمة مالية حالية‬
‫مقابؿ أمؿ تحقيؽ إيرادات مستقبمية " ‪.92‬‬
‫كما يعني " التخمي عف إيرادات مالية سائمة مقابؿ تكقع الحصكؿ عمى‬
‫‪93‬‬
‫مكاسب مالية بديمة في فترات زمنية الحقة "‬
‫كبمعنى آخر يمكف أف نقكؿ بأنو يمثؿ "مقدار التضحية التي يتحمميا‬
‫المستثمر بمنفعة حالية يمكف تأجيؿ تحقيقيا إلى المستقبؿ بقصد الحصكؿ عمى‬
‫‪94‬‬
‫منفعة مستقبمية أكبر مف تمؾ التي يمكف إشباعيا اآلف"‬
‫كعمى ضكء ذلؾ فإف االستثمار ىك " التخمي عف أمكاؿ يممكيا المستثمر في‬
‫الكقت الحاضر مقابؿ االنتظار لفترة زمنية مستقبمية بيدؼ الحصكؿ عمى تدفقات‬
‫مالية الحقة تعكض عف القيمة الحالية ليذه األمكاؿ ككذلؾ عمى النقص المتكقع في‬
‫قيمتيا الشرائية بفعؿ عامؿ التضخـ‪ ،‬إضافة إلى الحصكؿ عمى عائد مجزم مقابؿ‬
‫تحمؿ الخطر الناجـ عف تغير الظركؼ كاحتماالت عدـ تحقيؽ التدفقات الداخمة‬
‫‪95‬‬
‫المتكقع الحصكؿ عمييا في المستقبؿ"‬
‫‪96‬‬
‫فالمفيكـ المالي لبلستثمار يقكـ عمى‪:‬‬

‫‪،2003‬‬ ‫‪ -92‬شكاـ بكشامة " تقييم واختيار االستثمارات " ‪ ،‬دار الغرب لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬كىراف‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫ص‪.22‬‬
‫‪ -93‬دريد كامؿ آؿ الشبيب" مقدمة في اإلدارة المالية المعاصرة" ‪ ،‬دار الميسرة لمنشر كالتكزيع كالطباعة‪ ،‬الطبعة األكلى‪،‬‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪ 2007 ،‬ص‪.264‬‬
‫‪ -94‬نفس المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.265‬‬
‫‪ -95‬نفس المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.266‬‬
‫‪،‬دار طيبة لمنشر‬ ‫‪ -96‬عادؿ محمد رزؽ " االستثمارات في البنوك والمؤسسات المالية من منظور إداري محاسبي"‬
‫كالتكزيع‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مصر‪ 2004 ،‬ص‪.3‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ ‬التضحية بقيـ أك مبالغ نقدية حالية‪.‬‬
‫‪ ‬تكقع الحصكؿ عمى قيـ أك مبالغ نقدية أكبر‪.‬‬
‫‪ ‬عائد مستقبمي غير مؤكد الحدكث‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫كبالتالي فالنظرة المالية تعطي أىمية لػ ‪:‬‬
‫‪ ‬المدة الزمنية‪.‬‬
‫‪ ‬فعالية كمردكدية العممية أك النشاط‪.‬‬
‫‪ ‬الخطر المتكقع أك المستقبمي‪.‬‬
‫نستنتج مما سبؽ أف مفيكـ االستثمار يرتكز عمى تكظيؼ األصكؿ ليدر‬
‫عكائد كمنافع مستقبمية ميما كانت كجية النظر التي يرل منيا‪.‬‬

‫‪ _2‬أصناف االستثمار‪:‬‬
‫تكجد أنكاع كثيرة مف االستثمارات ‪ ،‬كذلؾ الختبلؼ المعايير كأسس تقسيميا‪.‬‬
‫إذ تصنؼ مف عدة زكايا مختمفة كأف تمؾ التصنيفات قد تتداخؿ فيما بينيا أك مع‬
‫بعضيا البعض‪ ،‬كمنو سكؼ نحاكؿ التطرؽ ألىـ التصنيفات المتعارؼ عمييا كىي‪:‬‬

‫‪ _1_2‬التصنيف حسب الجية التي تقوم بيا‪:‬‬


‫‪98‬‬
‫يمكف تصنيؼ االستثمارات مف ىذه الزاكية إلى ‪:‬‬
‫أ_ االستثمار الخاص ‪ :‬ىك االستثمار الذم تمارسو جية خاصة سكاء كاف‬
‫فرديا أـ عبر شركات خاصة‪ ،‬ك يتمثؿ برأس الماؿ الذم يقكـ األفراد أك ىذه‬
‫الشركات بتحكيمو سكاء مف المدخرات أك مف األرباح إلى ما يحقؽ في النياية‬
‫استثما ار خاصا لتمؾ األمكاؿ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪- Abdellah‬‬ ‫‪Boughaba « Analyse et évaluation de projets», éd berti, 2eme ed ,‬‬
‫‪Alger,2005,p1.‬‬
‫‪ -98‬عبد اهلل عبد الكريـ عبد اهلل‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪67‬‬
‫ب_ االستثمار الحكومي ‪ :‬يتككف مف رأس الماؿ الحقيقي الجديد الذم تقكـ‬
‫الدكؿ بتككينو كتمكيمو سكاء مف فائض اإليرادات أـ مف القركض الداخمية كالخارجية‬
‫أـ مف المساعدات األجنبية‪.‬‬

‫‪ _2_2‬التصنيف حسب األصل محل االستثمار‪:‬‬


‫يقصد بأصؿ االستثمار أداة االستثمار أك في بعض األحياف كاسطة‬
‫االستثمار كىي متنكعة ككثيرة تجعؿ مف الصعب عرضيا جميعا‪ ،‬مف بينيا ‪ :‬األكراؽ‬
‫المالية‪ ،‬العقارات‪ ،‬السمع‪ ،‬العمبلت األجنبية‪ ،‬المعادف‪ .‬لذا تصنؼ االستثمارات مف‬
‫زاكية نكع األصؿ محؿ االستثمار إلى‪:‬‬
‫أ_ االستثمارات الحقيقية أو االقتصادية ‪ :‬يعتبر االستثمار حقيقيا إذا تـ‬
‫تكظيؼ األمكاؿ في حيازة أصكؿ حقيقية‪ .‬كيعرؼ األصؿ الحقيقي بأنو " كؿ أصؿ لو‬
‫قيمة اقتصادية‪ ،‬كيترتب عمى استخدامو منفعة اقتصادية إضافية تظير عمى شكؿ‬
‫خدمات أك سمع تزيد مف ثركة المستثمر‪ ،‬كمنو ثركة المجتمع كذلؾ بما تخمفو مف‬
‫قيمة مضافة" ‪ ،99‬حيث أف االستثمار في ىذا المجاؿ يؤدم إلى زيادة الدخؿ القكمي‬
‫⁽‪ ⁾‬كباشتراؾ ىذه األخيرة مع‬ ‫ألف االستثمار الحقيقي يككف في السمع الرأسمالية‬
‫العنصر البشرم تصبح أدكات لتكليد كخمؽ الدخؿ المستقبمي ‪.100‬‬
‫إذف نفيـ مف االستثمار الحقيقي أنو يتطمب حيازة كاستخداـ األصكؿ الحقيقية‪.‬‬
‫ب_ االستثمارات المالية أو الظاىرية ‪ :‬كىي تشمؿ االستثمار في األكراؽ‬
‫المالية مف خبلؿ حيازة المستثمر ألصؿ مالي غير حقيقي‪ ،‬يتخذ شكؿ حصة في‬

‫‪ -99‬محمد مطر" إدارة االستثمارات"‪ ،‬دار كائؿ لمنشر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،2004 ،‬ص ص ‪.78،77‬‬
‫‪ ⁾‬السمع الرأسمالية ‪ :‬ىي السمع اإلنتاجية أم سمع ال تشبع أغراض االستيبلؾ بؿ تساىـ في إنتاج غيرىا مف السمع‬
‫أك الخدمات أك التي تتمثؿ في ر أس الماؿ العيني أك الحقيقي الذم ال غنى عنو ألم عممية إنتاجية‪ ،‬انظر في ‪:‬‬
‫حسيف عمر‪ :‬االستثمار كالعكلمة‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬الطبعة األكلى‪ 2000،‬ص‪.37‬‬
‫‪ -100‬طاىر حيدر حرداف" مبادئ االستثمار" ‪،‬دار المستقبؿ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬األردف‪ ،1997 ،‬ص‪.14‬‬

‫‪68‬‬
‫رأس ماؿ الشركة أك في سنداتيا‪ ،‬كيعتبر ىذا األصؿ حقا ماليا يخكؿ لصاحبو الحؽ‬
‫في المطالبة باألرباح أك الفكائد‪.101‬‬
‫كيتـ االستثمار المالي أيضا مف خبلؿ نقؿ ممكية كسائؿ اإلنتاج‪ ،‬األمكاؿ‬
‫المستثمرة مف مستثمر آلخرمما يعمؿ عمى تحقيؽ إيرادات ككفرات مالية كال ينتج عنو‬
‫أم زيادة حقيقية في إنتاج السمع كالخدمات‪.102‬‬
‫‪103‬‬
‫كىكاالستثمار في البنكؾ‬ ‫كما يعتبر االستثمار المصرفي استثما ار ماليا‬
‫مقابؿ معدالت فائدة معينة‪.‬‬

‫‪ _3_2‬التصنيف حسب مدة االستثمار‪:‬‬


‫‪104‬‬
‫يتفرع االستثمار مف حيث المدة إلى‪:‬‬
‫استثمار طكيؿ المدل ألكثر مف خمس سنكات أك استثمار متكسط المدل‬
‫أكثر مف سنة ك أقؿ مف خمس سنكات‪ ،‬كقد يككف استثما ار قصير المدة ألقؿ مف‬
‫‪105‬‬
‫سنة‪ .‬كعمى ىذا األساس تقسـ إلى‪:‬‬
‫أ_ استثمارات قصيرة األجـل ‪ :‬تككف مدة التكظيؼ فييا قصيرة ال تزيد عف‬
‫سنة‪ ،‬كاالستثمار في أذكنات الخزانة أكسندات قصيرة األجؿ صادرة عف مؤسسات‬
‫مختمفة‪ ،‬أكالتعامؿ باألكراؽ التجارية‪ ،‬كتيدؼ مثؿ ىذه االستثمارات إلى تكفير السيكلة‬
‫النقدية إضافة إلى تحقيؽ العائد كىي تتميز بسيكلة كسرعة تحكيميا إلى نقدية‪.‬‬

‫‪ -101‬محمد مطر‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.79‬‬


‫‪ -102‬أحمد زكريا صياـ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪ -103‬بريش السعيد‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص ‪.122،124‬‬
‫‪ ،‬دار كائؿ لمنشر‬ ‫‪ -104‬فيصؿ محمكد الشكاكرة " االستثمار في بورصة األوراق المالية ‪:‬األسس النظرية والعممية"‬
‫كالتكزيع‪ ،‬الطبعة االكلى‪ ،‬األردف ‪ ، 2008‬ص‪.36‬‬
‫‪ -105‬مركاف شمكط ككنجك عبكد كنجك " أسس االستثمار"‪ ،‬الشركة العربية المتحدة لمتسكيؽ كالتكريدات‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪.18‬‬

‫‪69‬‬
‫ب_ استثمارات متوسطة األجـل ‪ :‬ىي أطكؿ مف سابقتيا كقد تصؿ إلى خمس‬
‫‪ 5‬سنكات‬ ‫‪ :‬شراء أكراؽ مالية لمدة ال تزيد عف‬ ‫سنكات ‪ ،‬كمف أمثمة ذلؾ‬
‫أك استئجار أصؿ ما كتشغيمو في حدكد ال تتعدل مدتو ‪ 5‬سنكات‪.‬‬
‫ج_ استثمـارات طويمـة األجـل ‪ :‬تتجاكز مدة تكظيؼ األمكاؿ كفقا ليذا النكع‬
‫مف االستثمارات خمس سنكات كقد تصؿ إلى ‪ 15‬سنة أك أكثر ‪ ،‬كإيداع األمكاؿ لدل‬
‫البنكؾ ضمف المدة المذككرة‪.‬‬

‫‪ _4_2‬التصنيف حسب مجاالت االستثمار‪:‬‬


‫يقصد بمجاؿ االستثمار نكع أك طبيعة النشاط االقتصادم الذم سكؼ يكظؼ‬
‫فيو المستثمر أمكالو بقصد الحصكؿ عمى عائد‪ ،‬كبيذا المفيكـ فإف المستثمر يمكف‬
‫‪106‬‬
‫لو تكظيؼ أمكالو في المشركعات االستثمارية التالية‪:‬‬
‫أ_ المشروعات الصناعيـة ‪ :‬سكاء تمثمت في الصناعات االستخراجية‪ ،‬التي‬
‫تقكـ بتكفير المنتج دكف إحداث تغيرات جكىرية في خكاصو الطبيعية‪ ،‬مثؿ‪:‬‬
‫صناعات استخراج البتركؿ‪ ،‬الفحـ‪ ،‬الذىب كالمعادف األخرل‪ .‬أك تمثمت في‬
‫الصناعات التحكيمية التي تقكـ بتكفير المنتج مع إحداث تغييرات جكىرية في شكؿ‬
‫المكاد الخاـ أثناء عممية اإلنتاج‪ ،‬مثؿ الصناعات الغذائية‪ ،‬الغزؿ كالنسيج‪.‬‬
‫ب_ المشروعات الزراعيــة ‪ :‬كىي المشركعات التي تقاـ في مجاؿ الزراعة‪،‬‬
‫استصبلح األراضي كاإلنتاج الحيكاني‪.‬‬
‫ج_ المشروعات التجاريـة ‪ :‬كىي المشركعات التي تعتمد أساسا عمى عمميات‬
‫الشراء بغرض البيع لتحقيؽ الربح‪ ،‬مثؿ‪ :‬االستيراد كالتصدير كتجارة الجممة كالتجزئة‪.‬‬

‫‪ -106‬محمد عبد الفتاح العشماكم " دراسات جدوى المشروعـات االستثمـارية ( مع نمـاذج عممـية)" ‪ ،‬المنظمة العربية‬
‫لمتنمية اإلداريػة ‪ ،‬مصر‪ ، 2007،‬ص ص ‪.12،13‬‬

‫‪70‬‬
‫د_ المشروعات الخدميـة ‪ :‬تعمؿ ىذه المشركعات عمى تقديـ خدمات لؤلفراد‬
‫بيدؼ تحقيؽ الربح‪.‬‬
‫إلى جانب ىذا فإف االستثمارات العقارية التي تقكـ عمى امتبلؾ العقارات‬
‫كبيعيا أك تأجيرىا تمثؿ نكعا مف أنكاع االستثمار حسب النشاط االقتصادم ‪.107‬‬

‫‪ _5_2‬التصنيف حسب اليدف من االستثمار‪:‬‬


‫يمكف تصنيؼ االستثمارات حسب اليدؼ إلى‪:‬‬
‫أ_ استثمارات اإلحالل ‪ :‬يقكـ ىذا الصنؼ مف االستثمارات عمى استبداؿ‬
‫‪ ،108‬أك نظ ار إلى ارتفاع‬ ‫التجييزات كالمعدات القديمة بسبب إىتبلكيا أك تقادميا‬
‫تكاليؼ الصيانة ‪ ،‬التعطيبلت المستمرة ‪ ،‬بطئ في اإلنتاج‪ ...‬بتجييزات جديدة ليا‬
‫نفس الخصائص التقنية ( القدرة اإلنتاجية‪ ،‬مستكل تكاليؼ اإلنتاج) ‪ ،109‬ألف اليدؼ‬
‫مف ىذه االستثمارات ىك المحافظة عمى إمكانيات كقدرات المؤسسة‪.110‬‬
‫ب_ استثمارات التوســـع ‪ :‬تيدؼ إلى رفع القدرة اإلنتاجية كالتكزيعية لممؤسسة‬
‫لمكاجية الزيادة في الطمب‪.111‬‬
‫ج_ استثمارات التحديث أو الترشيد ‪ :‬تسمح مثؿ ىذه االستثمارات بتحسيف‬
‫إنتاجية المؤسسة كىي مكجية لتخفيض التكاليؼ مع الحفاظ عمى نفس حجـ‬
‫‪112‬‬
‫‪.‬‬ ‫اإلنتاج‬

‫‪ -107‬مركاف شمكط ك كنجك عبكد كنجك‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -108‬دريد كامؿ آؿ شبيب ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص‪.272‬‬
‫‪109‬‬
‫‪- Kamel Hamdi « Analyse des projets et leur financement », imprimerie Essalem , 2000‬‬
‫‪,p11 .‬‬
‫‪ -110‬إسماعيؿ عرباجي " اقتصاد المؤسسة‪ ،‬أىمية التنظيم ديناميكية اليباكل" ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪( ،‬د ت ) ‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪111‬‬
‫‪-Jacqueline et Florence delahaye « Finance d’entreprise, manuel et applications », éd‬‬
‫‪Dunod , paris ,2007, p306.‬‬
‫‪112‬‬
‫‪-Kamel Hamdi , op. cit, p12.‬‬

‫‪71‬‬
‫د_ ا ستثمارات التجديد ‪ :‬كىي االستثمارات التي تعتمد عمى استغبلؿ‬
‫التكنكلكجيا الجديدة لمكاكبة التطكر التكنكلكجي ‪.113‬‬
‫ىـ _ االستثمارات االستراتيجية ‪ :‬تيدؼ بيا المؤسسة إلى زيادة حصتيا‬
‫السكقية لمسيطرة عمى األسكاؽ فيي بذلؾ تتبنى إستراتيجية ىجكمية‪ ،‬أك تستعمؿ‬
‫إستراتيجية دفاعية مف خبلؿ المحافظة عمى كضعيتيا التنافسية في حالة المنافسة‬
‫الشديدة‪.114‬‬
‫د_ االستثمارات االجتماعـــيــة ‪ :‬تيدؼ االستثمارات االجتماعية إلى تحسيف‬
‫ظركؼ العمؿ ك تككف ليا أثر إيجابي غير مباشر عمى مردكدية المؤسسة مثؿ‬
‫مطاعـ المؤسسة‪ ،‬قاعات الرياضة‪ ،‬مراكز االصطياؼ كركضة األطفاؿ‪ .‬مف خبلؿ‬
‫استقرار كضعية العماؿ كانتاجية أحسف‪.115‬‬
‫إال أنو قد نجد أف استثما ار معينا يجمع بيف مختمؼ األنكاع في نفس الكقت‬
‫كاالستثمارات التكسعية مثبل التي قد تؤدم أيضا إلى تحقيؽ أغراض اإلحبلؿ‬
‫ك إلى جانب خدمة مجاؿ البحث‪ .‬كما يمكف أيضا أف يككف سبب االستثمارات‬
‫اإلحبللية ىك تحسيف إنتاجية المؤسسة ‪ ،‬إذف نحف في استثمارات التحديث‪.‬‬

‫‪ _6_ 2‬التصنيف حسب طبيعة االستثمار‪:‬‬


‫‪116‬‬
‫تصنؼ االستثمارات حسب طبيعتيا إلى‪:‬‬
‫أ_ االستثمارات المادية ‪ :‬ىك اكتساب األصكؿ المادية (األصكؿ الحقيقية)‬
‫‪117‬‬
‫التي تمثؿ المنتكجات المادية كالتي يمكف تقسيميا إلى نكعيف‪:‬‬

‫‪113‬‬
‫‪- Jacqueline et Florence delahaye , op. cit, p306.‬‬
‫‪114‬‬
‫‪-K. Chiha « Finance d’entreprise : approche stratégique»,‬‬ ‫‪édition houma , Alger,‬‬
‫‪2009,p138.‬‬
‫‪115‬‬
‫‪-Jacqueline et Florence delahaye , op. cit, p306.‬‬
‫‪116‬‬
‫‪-Jacques Margerin et Gérard Ausset ,op.cit , p40 .‬‬
‫‪ -117‬شكاـ بكشامة‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص‪.27‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ ‬رأس الماؿ الثابت‪ :‬يجمع كؿ النفقات التي تمت لمحصكؿ عمى‬
‫أراضي‪ ،‬مباني‪ ،‬أدكات عمؿ ماكنات‪ ،‬تجييزات‪...‬‬
‫‪ ‬رأس الماؿ المتداكؿ‪ :‬يجمع كؿ النفقات التي تساىـ في تككيف مخزكف‬
‫المكاد األكلية كانشاء المكاد المصنعة‪...‬‬
‫ب_ االستثمارات غير المادية‪ :‬ىي الفئة األكسع مف سابقتيا ك تتضمف‪:‬‬
‫‪ ‬اكتساب األصكؿ غير المادية مثؿ‪ :‬محؿ تجارم‪ ،‬براءات االختراع‪،‬‬
‫التراخيص ك غيرىا‪.‬‬
‫‪ ‬كؿ النفقات المتعمقة ببرامج تككيف العماؿ‪ ،‬الحمبلت اإلعبلمية‬
‫لمتعريؼ بالمؤسسة كمكانتيا الدراسات كالبحث كالتطكير‪...‬‬
‫ج_ االستثمارات المالية ‪ :‬يمكف تعريؼ االستثمارات المالية بأنيا " مجمكع‬
‫االستثمارات في األدكات المالية المتاحة لبلستثمار‪ ،‬بيدؼ اقتنائيا لفترة زمنية معينة‬
‫‪ .118‬كيمكف تقسيـ‬ ‫ثـ بيعيا عندما يرتفع سعرىا كالحصكؿ عمى أرباح إضافية"‬
‫‪119‬‬
‫االستثمارات المالية إلى ثبلثة مجمكعات رئيسية ىي‪:‬‬
‫‪ ‬االستثمارات غير القابمة لمتداكؿ‪ :‬كالكدائع ألجؿ‪ ،‬كدائع التكفير‬
‫ك شيادات اإليداع غير القابمة لمتداكؿ‪.‬‬
‫‪ ‬االستثمار في أدكات السكؽ النقدم‪ :‬كاألكراؽ التجارية‪ ،‬شيادات‬
‫اإليداع القابمة لمتداكؿ أذكنات الخزينة ك القبكالت المصرفية ‪.‬‬
‫‪ ‬االستثمار في أدكات سكؽ رأس الماؿ‪ :‬كاألسيـ العادية‪ ،‬األسيـ‬
‫الممتازة كالسندات‪.‬‬

‫‪،2009‬‬ ‫‪ -118‬دريد كامؿ آؿ شبيب " االستثمار كالتحميؿ االستثمارم " ‪ ،‬دار اليازكرم‪ ،‬الطبعة العربية‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫ص ص‪.51 -50‬‬
‫‪ -119‬نفس المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.52‬‬

‫‪73‬‬
‫‪_7_2‬التصنيف حسب الجنسية‪:‬‬
‫تشمؿ أصناؼ االستثمار حسب الجنسية ما يمي‪:‬‬
‫أ_ االستثمارات المحمية أو الوطنية ‪ :‬كىي االستثمارات التي ال تنتقؿ فييا قيـ‬
‫مادية أك معنكية عبر الحدكد‪ ،‬فالمستثمر كطني ك المشركع االستثمارم كطني‬
‫ك رأس الماؿ كطني كيتـ داخؿ الكطف ‪.120‬‬
‫ب_ االستثمارات األجنبية ( الخارجية أو الدولية) ‪ :‬يمكف تعريفيا مثمما جاء‬
‫عند جيؿ برتاف عمى أنيا " كؿ استخداـ يجرم في الخارج لمكارد مالية يممكيا بمد ما‬
‫مف البمداف "‪.121‬‬
‫كيمكف تعريؼ االستثمار األجنبي " بأنو االستثمار الذم يقكـ بو األفراد‬
‫أك الشركات أك الييئات التي تتمتع بالجنسية األجنبية" ‪.122‬‬
‫كما أنو أيضا " تكجيو جانب مف أمكاؿ المشركع أك خبرتو التكنكلكجية إلى‬
‫العمؿ في مناطؽ جغرافية خارج حدكد دكلتو األصمية " ‪.123‬‬
‫كيكجد أكثر مف أساس لتحديد أنكاع االستثمارات الدكلية‪ ،‬فمف بيف األسس‬
‫التي يمكف عمى ضكئيا تحديد ىذه األنكاع نجد‪:‬‬
‫‪ ‬كفقا لصفة القائـ بعمؿ االستثمار‪ :‬مف خبلؿ ىذا يتنكع االستثمار‬
‫الدكلي إلى االستثمار الخاص الذم يقكـ بو األفراد أك الشركات‬
‫(المشركعات)‪ ،‬كاالستثمار الحككمي أك العمكمي الذم تجريو الدكلة‬
‫مف خبلؿ حككمتيا أك مف قبؿ الييئات العميا سكاء كانت قكمية‬
‫أك دكلية‪.‬‬

‫‪ -120‬عبد اهلل عبد الكريـ عبد اهلل ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص ‪.19،20‬‬
‫‪ -121‬جيؿ برتاف " االستثمار الدولي" ‪،‬ترجمة عمي مقمد كعمي زيعكر‪ ،‬مكتبة الفكر الجامعي‪ ،‬الطبعة ألكلى‪ ،‬لبناف‪،‬‬
‫‪ ، 1970‬ص‪.7‬‬
‫‪ -122‬عبد اهلل عبد الكريـ عبد اهلل‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -123‬نفس المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.20‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ ‬كفقا لمشكؿ‪ :‬يمكف التفريؽ ىنا بيف االستثمار بدكف مقابؿ‬
‫كالمساعدات المقدمة لمدكؿ المختمفة كاالستثمار لقاء مقابؿ كىذا‬
‫يشمؿ القركض ميما كانت مدتيا كاالستثمار المحفظي باإلضافة إلى‬
‫االستثمار المباشر‪.‬‬

‫‪ _8_2‬التصنيف حسب أسموب إدارة المشروع‪:‬‬


‫نرل أصناؼ االستثمار مف ىذه الزاكية في‪:‬‬
‫أ_ االستثمار غير المباشر ‪ :‬ىك ذلؾ النكع مف االستثمار الذم يقتصر عادة‬
‫عمى انتقاؿ عنصر رأس الماؿ فقط‪ ،‬دكف أف يككف لممستثمر األجنبي ممكية كؿ‬
‫‪ ،‬أك ال يتمتع المستثمر األجنبي بحؽ الرقابة‬ ‫أك جزء مف المشركع االستثمارم‬
‫أك السيطرة أك اتخاذ القرار في ىذا الشكؿ‪.124‬‬
‫كتتمثؿ أىـ االستثمارات غير المباشرة في تمؾ االستثمارات التي تتدفؽ داخؿ‬
‫الدكلة في شكؿ قركض مقدمة مف األفراد أك مؤسسات أجنبية عامة أك خاصة‬
‫أك تأتي في شكؿ اكتتاب في الصككؾ الصادرة عف تمؾ الدكلة‪ ،‬أك في المشركعات‬
‫التي تقكـ بيا‪ ،‬سكاء تـ االكتتاب عف طريؽ السندات التي تحمؿ فائدة ثابتة أك عف‬
‫طريؽ األسيـ بشرط أف ال يككف لؤلجانب الحؽ في الحصكؿ عمى نسبة مف األسيـ‬
‫تخكليـ حؽ إدارة المشركع‪.125‬‬
‫ىما‪:‬‬ ‫يتضح إذف أف االستثمارات غير المباشرة قد تأخذ أحد الشكميف ك‬
‫القركض التي تقدميا مختمؼ الييئات الخاصة ك العامة أك األفراد‪ ،‬أك االكتتاب في‬
‫السندات ك األسيـ التي تصدرىا الدكلة أك المشركعات التي تقاـ بيا‪ ،‬كيسمى ىذا‬
‫الشكؿ األخير باالستثمار المحفظي أك االستثمار في محفظة األكراؽ المالية‪.‬‬

‫‪ -124‬عبد اهلل عبد الكريـ عبد اهلل ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -125‬عمر ىاشـ محمد صدقة " ضمانات االستثمارات األجنبية في القانون الدولي" ‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬
‫مصر‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص‪.17‬‬

‫‪75‬‬
‫بحيث ينطكم االستثمار المحفظي عمى شراء أصكؿ بيدؼ كسب معدؿ‬
‫العائد الذم يعتبر جذابا لمستكل معيف مف المخاطر‪ ،‬مع عدـ كجكد حؽ مكتسب في‬
‫‪126‬‬
‫أما المحفظة فيي تعبير يطمؽ عمى‬ ‫الرقابة عمى الييئة التي تصدر ىذه األصكؿ‬
‫مجمكع ما يممكو المستثمر مف أصكؿ بشرط أف يككف اليدؼ مف ىذا االمتبلؾ ىك‬
‫تنمية القيمة السكقية ليا ‪ ،‬كمنو تحقيؽ أكبر عائد‪ ،‬لذلؾ فإف أم محفظة استثمارية‬
‫يجب أف تجمع بيف أصميف عمى األقؿ مف بيف‪ :‬السندات الحككمية‪ ،‬السندات التي‬
‫تصدرىا الشركات ك أسيـ الشركات بنسب ال تخكؿ لممستثمريف حؽ الرقابة عمى مف‬
‫أصدرىا‪.‬‬
‫ب_ االستثمار المباشر ‪ :‬كرد ألكؿ مرة مصطمح االستثمار المباشر في‬
‫‪ 1930‬حيث كاف مفيكـ االستثمارات الدكلية ىك الشائع قبؿ ىذا التاريخ‪ ،‬في حيف‬
‫استمر الخمط بيف ما يعرؼ باالستثمار المباشر ك االستثمار المحفظي كذلؾ حتى‬
‫‪127‬‬
‫‪ .‬كأصبح االستثمار المباشر عمى‬ ‫عاـ ‪ 1968‬عندما تـ التمييز بيف المفيكميف‬
‫خبلؼ االستثمار غير المباشر ينطكم عمى اكتساب حؽ في الرقابة عمى‬
‫المؤسسات‪ ،‬كتتضمف الحالة النمطية لبلستثمارالمباشرمؤسسة كطنية تمتمؾ أسيـ‬
‫عادية في شركة أجنبية تكفي إعطاء المؤسسة الكطنية حؽ التحكـ في ىذه‬
‫المؤسسة‪.‬كبيذا تصبح المؤسسة الكطنية الشركة األـ كالمؤسسةاألجنبية الشركة‬
‫التابعة فإف رغبت المؤسسة الكطنية السيطرة التامة عمى المؤسسة األجنبية فيجب‬
‫عمييا أف تصبح مالكة لكؿ أسيـ الشركة التابعة‪.128‬‬

‫‪ -126‬جكف ىدسكف‪ ،‬كمارؾ ىدندر " العالقات االقتصادية الدولية " ‪ ،‬دار المريخ لمنشر‪ ،‬الرياض‪ ،1987 ،‬ص‪.339‬‬
‫‪ -127‬ثريا عمي حسيف الكرفمي " محددات االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬الدروس المستفادة " ‪ ،‬أكراؽ عمؿ مقدمة لممؤتمر‬
‫الكطني حكؿ االستثمار األجنبي في الجماىيرية الميبية العظمى‪ 29 ،‬أفريؿ ‪ ، 2006‬ص‪.3‬‬
‫‪ -128‬جكف ىدسكف‪ ،‬مارؾ ىدندر ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص‪.339‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -3‬أىداف االستثمار‬

‫يعتبر االستثمار المالي مف أكفأ أنكاع تشغيؿ األمكاؿ‪ ،‬ذلؾ انو يستطيع تحقيؽ‬
‫األىداؼ التي يسعى إلييا المستثمر‪ ،‬كىذه األخيرة تتمثؿ في ما يمي ‪:129‬‬

‫‪ -‬تأمين المستقبل‪ :‬عادة ما يقكـ بمثؿ ىذا النكع مف االستثمارات األشخاص الذيف‬
‫بمغكا سنا معينا‪ ،‬كىـ عمى أبكاب التقاعد حيث ميميـ لتأميف مستقبميـ يحمميـ عمى‬
‫استثمار ما لدييـ مف أمكاؿ في األكراؽ المالية ذات العائد المتكسط المضمكف دكريا‬
‫مع درجة ضعيفة مف المخاطرة‪.‬‬

‫‪ -‬تحقيق تنمية مستمرة في الثورة مع عائد مقبول‪ :‬يككف ىدؼ المستثمر تحقيؽ‬
‫عائد جارم مقبكؿ مع نسبة زيادة مقبكلة في قيمة رأس الماؿ المستثمر عمى الدكاـ‪،‬‬
‫حيث أف المكاسب الرأسمالية التي يمكف الحصكؿ عمييا تعتبر ىدؼ المستثمر‪،‬‬
‫كمضافا إلييا العائد المحصؿ‪.‬‬

‫‪ -‬تحقيق أكبر دخل جاري‪ :‬يركز المستثمر بالغ اىتمامو عمى االستثمارات التي‬
‫تحقؽ أكبر عائد حالي ممكف بغض النظر عف االعتبارات األخرل‪.‬‬

‫‪ -‬حماية األموال من انخفاض قوتيا الشرائية نتيجة التضخم‪ :‬إف ىدؼ المستثمر‬
‫يتمثؿ في تحقيؽ مكاسب رأسمالية‪ ،‬كعكائد جارية تحقؽ المحافظة عمى القدرة‬
‫الشرائية لنقكده المستثمرة‪.‬‬

‫‪ -‬تحقيق أكبر نمو ممكن لمثروة‪ :‬يميؿ إلى تحقيؽ مثؿ ىذا اليدؼ المضاربكف‪،‬‬
‫حيث يختاركف االستثمارات التي ليا درجة مخاطرة عالية كيقبمكف عندىا ما يترتب‬
‫عف اختيارىـ‪ ،‬إما بتحقيؽ تكقعاتيـ أك تخطئتيا‪.‬‬

‫‪،)2011‬‬ ‫إدارة اإلستثمار (ط‪ ،1‬عماف‪ ،‬األردف‪ :‬دار أسامة لمنشر ك التكزيع‪،‬‬ ‫‪ -‬ماجد أحمد عطا اهلل‪،‬‬ ‫‪129‬‬

‫‪.13-12‬‬ ‫صص‬

‫‪77‬‬
‫‪ -‬حماية الدخول من الضرائب‪ :‬يككف ىدؼ المستثمر في ىذه الحالة االستفادة مف‬
‫خبلؿ استثماره ىذا مف المزايا الضريبية التي تمنحيا التشريعات كالتنظيمات المعمكؿ‬
‫بيا‪ ،‬حيث أنو إذا قاـ بتكظيفيا في غير ىذا النكع سيتـ إخضاعو إلى شرائح ضريبية‬
‫عالية‪.‬‬

‫‪ -4‬أىمية االستثمار‪:‬‬

‫تتمثؿ أىمية االستثمار في ‪:130‬‬

‫‪ -‬زيادة اإلنتاج كاإلنتاجية مما يؤدم إلى زيادة الدخؿ القكمي كارتفاع متكسط‬
‫نصيب الفرد منو كبالتالي تحسيف مستكل معيشة المكاطنيف‪.‬‬
‫‪ -‬تكفير الخدمات لممكاطنيف كلممستثمريف‪.‬‬
‫‪ -‬تكفير فرص عمؿ كتقميؿ نسبة البطالة‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة معدالت التككيف الرأسمالي لمدكلة‪.‬‬
‫‪ -‬تكفير التخصصات المختمفة مف الفنييف كاإلدارييف كالعمالة الماىرة‪.‬‬
‫‪ -‬إنتاج السمع كالخدمات التي تشبع حاجات المكاطنيف كتصدير الفائض منيا‬
‫لمخارج مما يكفر العمبلت األجنبية البلزمة لشراء اآلالت كالمعدات كزيادة‬
‫التككيف الرأسمالي‪.‬‬

‫‪ -5‬محددات االستثمار‪:‬‬

‫حيث تكجد العديد مف العكامؿ المؤثرة عمى القرار االستثمارم‪ ،‬مف الضركرم‬
‫أخذىا في االعتبار ضمف تصميـ سياسة االستثمار‪ ،‬كدراستيا بالتفصيؿ عند اإلعداد‬
‫التخاذ القرار االستثمارم‪ ،‬كاتخاذ قرار بزيادة االستثمار مف عدمو فيما يعرؼ بدراسة‬
‫دالة االستثمار كأىـ ىذه العكامؿ‪:131‬‬

‫‪ -‬ماجد أحمد عطا اهلل‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص ‪.14-13‬‬ ‫‪130‬‬

‫‪ -‬عبد المطمب عبد الحميد‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص ‪110-103‬‬ ‫‪131‬‬

‫‪78‬‬
‫‪-‬انكفاية انحذية نالستثمار‪:‬‬
‫كىك سعر الخصـ الذم يجعؿ القيمة الحالية لصافي العائد المتكقع مف البديؿ‬
‫(المشركع) االستثمارم مساكيا تماما لتكمفة االستثمار المبدئي‪ .‬كذلؾ خبلؿ العمر‬
‫االفتراضي لمبديؿ االستثمارم الذم تحسب الكفاية الحدية لبلستثمار فيو‪ .‬كاذا لـ نكف‬
‫بصدد دراسة الكفاية الحدية لبلستثمار بالتفصيؿ فيمكف اإلشارة فقط إلى أف ىناؾ‬
‫عبلقة عكسية بيف حجـ االستثمار كالكفاية الحدية لبلستثمار ‪ ،‬ذلؾ ألف ىناؾ عبلقة‬
‫طردية بيف الكفاية الحدية لبلستثمار كسعر الفائدة‪ ،‬ألف زيادة سعر الفائدة يؤدم إلى‬
‫انخفاض الطمب عمى االستثمار كمف ثـ انخفاض حجـ االستثمار طبقا لمتحميؿ‬
‫االقتصاد الكمي‪ ،‬أم أف العبلقة عكسية بيف الكفاية الحدية لبلستثمار كحجـ‬
‫االستثمار‪ .‬كيمكف تكضيح ذلؾ مف خبلؿ جدكؿ الكفاية الحدية لبلستثمار‪:‬‬
‫الكفاية الحدية لالستثمار‬ ‫حجم االستثمار(باأللف دينار)‬

‫‪%19‬‬ ‫‪100‬‬

‫‪%16‬‬ ‫‪150‬‬

‫‪%14‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪190‬‬
‫‪%13‬‬
‫‪200‬‬
‫‪%12‬‬
‫‪240‬‬
‫‪%9‬‬

‫فإذا افترضنا أف سعر الفائدة يبمغ ‪ %11‬فإف ذلؾ يعني حتمية تكقؼ المشركع‬
‫عند استثمار قدره ‪ 200‬ألؼ دينار كما يزيد دكف الكصكؿ إلى ‪ 240‬ألؼ بأم حاؿ‬
‫مف األحكاؿ إذ أنو في ىذه الحالة سيحقؽ خسائر مؤكدة‪.‬‬

‫فالمشركع يستطيع أف يتكسع في االستثمار كما يصاحبو مف انخفاض في‬


‫الكفاية الحدية لبلستثمار‪ ،‬تدريجيا حتى تبمغ ‪ %11‬فقط حيث يتكقؼ بعد ذلؾ عف‬
‫التكسع في االستثمار تفاديا لتحقيؽ خسائر كلعؿ ذلؾ يفسر لنا أف العائد عمى‬
‫االستثمار البد أف يككف أكبر أك يساكم سعر الفائدة في السكؽ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫كىناؾ عكامؿ أخرل تؤثر عمى االستثمار ىي‪:‬‬

‫‪ -‬سعر انفائذة‪:‬‬
‫حيث أف انخفاض سعر الفائدة عمى االقتراض يؤدم إلى المشركع االقتصادم‬
‫عمى المزيد مف االستثمار كارتفاع سعر الفائدة يؤدم إلى حدكث العكس‪ ،‬أم اف‬
‫اتجاه المشركع االقتصادم إلى تخفيض االستثمار مع ثبات العكامؿ األخرل كىنا‬
‫تجدر اإلشارة إلى أف سعر الفائدة قد ال يككف العامؿ الحاسـ في تغيير االستثمار‬
‫عمى مستكل المشركع ألف ىناؾ عكامؿ أخرل‪ ،‬مثؿ األرباح كحجـ المبيعات كتغيرات‬
‫أسعار السمع كالخدمات كالدخؿ كحجـ األصكؿ الرأسمالية المتاحة لممشركعات‬
‫أك الثركة السائمة لدل رجاؿ األعماؿ كغيرىا باإلضافة إلى أنو ثبت عف العديد مف‬
‫الدراسات أف سعر الفائدة يمثؿ نسبة منخفضة كقميمة مف تكاليؼ اإلنتاج عمى مستكل‬
‫المشركع االقتصادم أك الشركة أك المنشأة‪.‬‬

‫كيتحقؽ الكثير مف اإلنفاؽ االستثمارم عف طريؽ االقتراض‪ ،‬كىنا فإف سعر‬


‫الفائدة عف القركض الممنكحة لممستثمريف في سكؽ النقد تعبر في الكاقع عف نفقة‬
‫اقتراض النقكد كعمى ذلؾ فإنو يمكف أف نتكقع أف االستثمار الذم يككف مربحا في‬
‫اإلقداـ عميو مف جانب المستثمريف أف يتناسب عكسيا مع سعر الفائدة‪ .‬بعبارة أخرل‬
‫فإننا نتكقع أف يككف سعر الفائدة مؤث ار قكيا عمى مستكل االستثمار‪ .‬كيبدك ذلؾ‬
‫كاضحا في حالة االستثمار في األبنية السكنية‪ ،‬حيث تمثؿ أعباء الفائدة نسبة‬
‫ال يستياف بيا مف السعر الذم يدفعو مستيمؾ خدمة السكف كمع ذلؾ فإف أعباء‬
‫الفائدة ىذه تككف أقؿ كضكحا بالنسبة لبلستثمار في تككيف رأس الماؿ الثابت مف‬
‫اآلالت كالمعدات كتكحي بعض الدراسات العممية في بعض المجتمعات بأنو لك أخذنا‬
‫في االعتبار بالتغيرات قصيرة المدل فإف الطمب عمى االستثمارات الجديدة في‬

‫‪80‬‬
‫المعدات الرأسمالية مف جانب دكائر األعماؿ ال يعتبر شديد الحساسية لمتغيرات في‬
‫سعر الفائدة‪.‬‬

‫كمع ذلؾ فإف ىذه النتائج مف المشاىدات الكاقعية ال تعني أف رجاؿ األعماؿ ال‬
‫يمقكف باال كال اىتماـ بالنفقات االستثمارية ممثمة في سعر الفائدة‪ ،‬بؿ أف ىذه النتائج‬
‫تدؿ عمى أف ثمة عكامؿ بخبلؼ تكمفة االقتراض ليا دك ار أكثر أىمية في تشكيؿ‬
‫تكقعات رجاؿ األعماؿ حكؿ كيفية ممارسة نشاطيـ االستثمارم بصكرة مربحة أما‬
‫تأثير سعر الفائدة عمى ىذا النكع مف االستثمار فإنو يتكارل إذف ك إلى حد كبير‬
‫خمؼ ستار العكامؿ األخرل المؤثرة في اتخاذ القرار االستثمارم‪.‬‬

‫‪ -‬سعر انخصم‪:‬‬
‫كألف سعر الخصـ يتحدد في ضكء تغيرات سعر الفائدة‪ ،‬كتغيرات قيمة النقكد‪،‬‬
‫فإف سعر الخصـ لو نفس تأثير سعر الفائدة عمى حجـ االستثمار في المشركع‪،‬‬
‫كالعبلقة العكسية‪ ،‬ألنو في حالة انخفاض سعر الخصـ يزداد االستثمار‪ ،‬كفي حالة‬
‫ارتفاع سعر الخصـ ينخفض االستثمار‪ ،‬مع ثبات العكامؿ األخرل‪ ،‬ألف سعر‬
‫الخصـ يمثؿ تكمفة عمى القيمة الصافية لمتدفقات النقدية لممشركع‪.‬‬

‫‪ -‬حوافز االستثمار‪:‬‬

‫كمما زادت الحكافز التي تعطييا الحككمة لبلستثمار في بعض المجاالت زاد‬
‫االستثمار في ىذا المجاؿ كالتكسع فيو كالعكس صحيح مع ثبات العكامؿ األخرل‪.‬‬

‫‪ -‬مدى توافر مصادر تمويل االستثمار‪:‬‬

‫فكمما تكافرت مصادر التمكيؿ سكاء الذاتية أك الخارجية ‪ ،‬كمما زاد االتجاه‬
‫لممزيد مف االستثمار‪ ،‬كالعكس مع ثبات العكامؿ األخرل‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ -‬حالة التفاؤل وحالة التشاؤم لدى صانع القرار االستثماري والتوقعات‪:‬‬

‫إذا كاف صانع القرار االستثمارم في حالة تفاؤؿ زاد االستثمار كالعكس في‬
‫حالة التشاؤـ‪ .‬كالتفاؤؿ كالتشاؤـ ىنا يتعمؽ بالتكقعات المستقبمية‪.‬‬

‫حيث يحتاج االستثمار إلى بعض الكقت ليسيـ في إنتاج المنتجات التي تجعمو‬
‫مجزيا لممستثمر في نياية المطاؼ‪ .‬كمف ثـ فإف رجؿ األعماؿ الذم يقرر ىذا العاـ‬
‫أف يكسع مف الطاقة اإلنتاجية لمنشأتو سكؼ ال يرل ثمار استثماره مباشرة‪ ،‬بؿ أنيا‬
‫سكؼ تنتشر عمى مدار عدة أعكاـ‪ .‬بعبارة أخرل‪ :‬أف القرار االستثمارم الذم يصدره‬
‫المستثمر ىك إذف‪ -‬كالى حد بعيد‪ -‬تصرؼ ينـ الثقة في المستقبؿ‪ ،‬كمف ىنا فمك أف‬
‫رجؿ األعماؿ ينزلؽ إلى الخطأ في حدسو لمتكقعات‪ ،‬فانو يمكف أف يتعرض لمجزاءات‬
‫الجسيمة كالخسائر الكبيرة‪ .‬مثاؿ ذلؾ انو لك قرر رجؿ أعماؿ عدـ التكسع في الطاقة‬
‫اإلنتاجية لمنشأتو‪ ،‬بينما يتكسع الطمب في السكؽ عمى منتج منشأتو فإنو يتخمؼ ببل‬
‫مراء عف منافسيو األكثر حصافة في بعد نظرىـ أما لك حدث العكس كقاـ رجؿ‬
‫األعماؿ ىذا بالتصرؼ بشكؿ مبالغ فيو ك زاد الطمب عمى معدات رأسمالية قد تككف‬
‫غير مستخدمة في اإلنتاج كنفقاتيا باىظة فقد يؤدم ىذا إلى تحقيؽ خسائر تجبر‬
‫المنشأة عمى التكقؼ عف اإلنتاج‪.‬‬

‫الكاقع أف رجؿ األعماؿ الذم يقسـ بالرشادة االقتصادية يبذؿ قصارل جيده في‬
‫التنبؤ حكؿ مدل تكسع السكؽ في المستقبؿ المنظكر‪ ،‬كاف ىناؾ عكامؿ أخرل عديدة‬
‫يمكف أف تؤثر عمى مدل ىذا التكسع في السكؽ بخبلؼ أذكاؽ كأعداد كدخكؿ‬
‫مستيمكي منتج المنشأة التي يمارس المستثمر نشاطو مف خبلليا كىذه العكامؿ‬
‫األخرل مثؿ التغير في السياسة الضريبية‪ ،‬أك التغير في سياسة اإلنفاؽ الحككمي‪،‬‬
‫كىك ما يكشؼ لو أف بعض مجاالت اإلنتاج أكثر ربحية كبعضيا اقؿ ربحية كاف‬

‫‪82‬‬
‫مثؿ ىذه العكامؿ يمكف أف تؤثر عمى تكقعات المستثمر بصكرة فاعمة‪ ،‬لكف مف‬
‫الصعب التنبؤ بيا مسبقا‪.‬‬

‫كيمكف القكؿ بكجو عاـ أف المنشآت أك المشركعات االقتصادية‪ -‬في معظميا‪-‬‬


‫تصدر الق اررات الحكيمة كالدقيقة كالرشيدة كالفعالة حكؿ االستثمار في معظـ الكقت‪،‬‬
‫إذ لك أنيا أخفقت في ذلؾ لكشؼ النظاـ االقتصادم عف صكرة عدـ االستقرار أكثر‬
‫حدة بكثير مما ىك عميو في الكاقع‪ .‬كمع ذلؾ فقد يحدث عرضا أف تسكد بيف رجاؿ‬
‫األعماؿ حالة نفسية تدعك إلى النظرة التشاؤمية حكؿ المستقبؿ‪ .‬كىذه يمكف أف‬
‫تتبمكر في نقص عاـ كمممكس في اإلنفاؽ االستثمارم‪ .‬كما قد يحدث عرضا أف‬
‫يككف التفاؤؿ حكؿ المستقبؿ ىك الشعكر السائد بيف رجاؿ األعماؿ‪ .‬كاف يتبمكر ىذا‬
‫التفاؤؿ في صكرة مكجبة مف التكسع في اإلنفاؽ االستثمارم‪ ،‬تنبئ عف تكقعات‬
‫تكشؼ فيما بعد عمى أنيا تكقعات خاطئة‪ .‬كأيا كاف األمر فإف مف المتفؽ عميو بكجو‬
‫عاـ بيف المحمميف االقتصادييف أف التكقعات تمعب دك ار ذا شأف في اتجاىات السمكؾ‬
‫االستثمارم‪ ،‬سكاء أثبتت ىذه التكقعات أف ليا ما يبررىا مف عدمو‪.‬‬

‫‪ -‬االستثمار ومستوى الدخل واألرباح‪:‬‬

‫تدؿ الدالئؿ المشاىدة عمى أف خطط االستثمار في تككيف رأس الماؿ الثابت‬
‫في المعدات الرأسمالية تتجاكب مع مستكل الطمب عمى السمع بدرجة اكبر مف‬
‫تجاكبيا مع أسعار الفائدة‪ .‬بمعنى انو عندما يككف الدخؿ القكمي مرتفعا‪ -‬كالطمب‬
‫عمى السمع االستيبلكية مرتفعا تبعا لذلؾ‪ -‬يميؿ رجاؿ األعماؿ إلى إنفاؽ قدر اكبر‬
‫مف أصكليـ النقدية عمى االستثمار‪ .‬كعمى النقيض مف ذلؾ فإنو عندما يككف الدخؿ‬
‫القكمي منخفضا في مستكاه‪ -‬كالطمب عمى السمع االستيبلكية تبعا لذلؾ‪ -‬يعزؼ‬
‫رجاؿ األعماؿ عف اإلنفاؽ بغ ازرة عمى االستثمار‪ .‬كىذا السمكؾ االستثمارم‪ -‬مف‬
‫جانب رجاؿ األعماؿ‪ -‬يجعؿ االستثمار دالة في الدخؿ القكمي‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫كىنا تجدر اإلشارة إلى أف أحد التفسيرات المقترحة لمثؿ ىذه الدالة ىك العبلقة‬
‫بيف مستكل الدخؿ القكمي كالتكقعات حكؿ المستقبؿ‪ .‬إذ عندما يككف النشاط في دنيا‬
‫األعماؿ طيبا فإف رجاؿ األعماؿ يظنكف أنو سكؼ يظؿ كذلؾ كعندما يككف سيئا‬
‫سكؼ ينتابيـ شعكر بالقمؽ كالتفسير األرجح ىك تأثير األرباح عمى االستثمار‪ .‬ذلؾ‬
‫أنو مف المفترض أنو إذا لـ تكف مؤسسات األعماؿ قادرة عمى اقتراض األمكاؿ التي‬
‫تحتاجيا فإنيا قد تستخدـ أمكاليا الخاصة لتمكيؿ مشركعاتيا االستثمارية‪ ،‬كيمكف أف‬
‫نحصؿ عمييا عف طريؽ احتجاز األرباح المحققة لدييا عف التكزيع عمى المساىميف‬
‫كميا أك جزئيا‪ .‬كمف ىنا تقدـ األرباح المحتجزة مصد ار ىاما لؤلمكاؿ القابمة لبلستثمار‬
‫مما يجعؿ االستثمار دالة لمربح‪.‬‬

‫غير أف العبلقة الدالية بيف االستثمار كاألرباح‪ ،‬أك بمعنى آخر أف النظرية‬
‫المنطكية عمى أف االستثمار يتأثر بمستكل األرباح‪ ،‬قد تعرضت لمكثير مف الجدؿ‬
‫حكليا في ضكء الصعكبات اإلحصائية حكؿ تحديد ما إذا كانت المشاىدات‬
‫االقتصادية تتطابؽ مع مضمكف النظرية‪ ،‬بؿ كمف بيف المشكبلت الرئيسية ىي مجرد‬
‫مشاىدة أف االستثمار مرتفع في مستكاه عندما تككف األرباح مرتفعة ال تنيض‬
‫– بالضركرة – دليبل قاطعا عمى حجية نظرية العبلقة الدالية بيف االستثمار كاألرباح‬
‫عمى النحك الذم قدمناه‪ .‬إذ أف مثؿ ىذه العبلقة السببية بيف االستثمار كاألرباح قد‬
‫تككف في االتجاه العكسي‪ ،‬بمعنى أف االستثمار قد يككف سببا في المستكل المرتفع‬
‫لمدخؿ الذم بدكره يككف سببا في األرباح المرتفعة‪.‬‬

‫‪ -‬مناخ االستثمار‪:‬‬

‫كمما كاف مناخ االستثمار بمككناتو المختمفة جاذبا لبلستثمار كمشجعا كمكاتيا‬
‫كمما زاد االستثمار ككمما كاف مناخ االستثمار طاردا كغير مشجعا كمما انخفض‬
‫االستثمار عمى المستكل الكمي لذلؾ كؿ االقتصاديات في العالـ تسعى إلى إيجاد‬

‫‪84‬‬
‫مناخ االستثمار الجاذب بكسائؿ عديدة كمبدئيا فإف مناخ االستثمار يتككف مف أربعة‬
‫مككنات ىي‪:‬‬

‫‪- 1‬مؤشرات أداء االقتصاد القكمي‪.‬‬


‫‪- 2‬النظـ المؤثرة عمى االستثمار‪:‬‬
‫‪ -‬النظاـ االقتصادم‪.‬‬
‫‪ -‬النظاـ السياسي‪.‬‬
‫‪ -‬النظاـ البيئي‪.‬‬
‫‪ -‬نظاـ المعمكمات االستثمارية‪.‬‬
‫‪ -‬النظاـ اإلدارم‪.‬‬
‫‪- 3‬السياسات النقدية‪ ،‬السياسات المالية‪ ،‬سياسة التجارة الدكلية‪ ،‬سياسات‬
‫األسعار‪.‬أك ما يطمؽ عمييا في مجمكعيا بالسياسات االقتصادية‪.‬‬

‫‪ - 4‬تشريعات كقكانيف االستثمار‪.‬‬

‫‪ -‬حجم االدخار‪:‬‬

‫كمما زاد حجـ االدخار كمما زاد االستثمار أم أف العبلقة طردية بيف االدخار‬
‫كاالستثمار كمف ثـ كمما انخفض االدخار كمما انخفض بالضركرة حجـ االستثمارات‬
‫ألف العمؿ االقتصادم يقكؿ كؿ ادخار لديؾ ال بد أف يتحكؿ إلى استثمار لذلؾ فبل‬
‫استثمار بدكف ادخار‪.‬‬

‫‪-‬معذل اننمى االقتصادي انمراد تحقيقه‪:‬‬


‫فكمما زاد معدؿ النمك المراد تحقيقو فكمما زادت الحاجة إلى زيادة االستثمار‬
‫كالعكس صحيح‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫‪-‬هيكم اإلنتاج‪:‬‬
‫كمما كاف ىيكؿ اإلنتاج كبي ار كمتنكعا كمتزايدا كمما أدل ذلؾ إلى زيادة‬
‫االستثمار كالعكس صحيح كمثاؿ ذلؾ أف االتجاه إلى المشركعات االقتصادية‬
‫العمبلقة تؤدم بالضركرة إلى زيادة االستثمار‪.‬‬

‫‪-‬االستثمار ومعذل انتغير في انذخم‪:‬‬


‫– ال يتأثر االستثمار بمستكل الدخؿ‬ ‫كأخي ار فإنو – حسب نظرية المعجؿ‬
‫القكمي بقدر ما يتأثر‪« .‬بمعدؿ التغير» في الدخؿ القكمي‪ .‬كىذه النظرية تبنى عمى‬
‫أنو عندما يرتفع مستكل الدخؿ القكمي‪ .‬فمف الضركرم اإلقداـ عمى زيادة الطاقة‬
‫البلزمة لئلنتاج‪ .‬كتفسير ذلؾ أف ارتفاع مستكل الدخؿ القكمي يتضمف زيادة رقـ‬
‫المبيعات بما يعنيو ذلؾ مف زيادة الطمب عمى السمع االستيبلكية‪ ،‬األمر الذم‬
‫يقتضي زيادة إنتاج ىذه السمع االستيبلكية لمقابمة الزيادة في الطمب عمييا‪ .‬كىذه‬
‫الزيادة في إنتاج ىذه السمع االستيبلكية تتطمب بدكرىا زيادة الطاقة اإلنتاجية‬
‫(االستثمار) بطبيعة الحاؿ كالخبلصة أف ارتفاع مستكل الدخؿ القكمي يؤدم إلى‬
‫ارتفاع مستكل االستثمار‪.‬‬

‫كالخبلصة أف االستثمار ىك دالة في التغير في الدخؿ مع ثبات العكامؿ‬


‫األخرل كالعبلقة الدالية ىنا ىي عبلقة طردية فكمما زاد الدخؿ أم تغير بالزيادة كمما‬
‫تغير كزاد االستثمار كالعكس صحيح‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ -6‬العوامل المشجعة عمى االستثمار‪:‬‬

‫ىناؾ عدة عكامؿ التي تشجع عمى االستثمار ك ىي ‪:132‬‬

‫‪ -‬السياسة االقتصادية المالئمة‪:‬‬

‫يجب أف تتسـ بالكضكح كاالستقرار‪ ،‬كأف تنسجـ القكانيف كالتشريعات معيا‬


‫كيككف ىناؾ إمكانية لتطبيؽ ىذه السياسة‪ ،‬فالسياسة يجب أف تتكافؽ مع مجمكعة‬
‫مف القكانيف المساعدة عمى تنفيذىا‪ ،‬كالقكانيف يجب أف تككف ضمف إطار محدد مف‬
‫السياسة الشاممة‪ ،‬إف االستثمار يحتاج إلى سياسة مبلئمة تعطي الحرية‪ ،‬ضمف إطار‬
‫األىداؼ العامة‪ ،‬لمقطاع الخاص في االستيراد كالتصدير كتحكيؿ األمكاؿ كالتكسع في‬
‫المشاريع‪ ،‬كيجب أف تككف مستقرة‪ ،‬كمحددة‪ ،‬كشاممة كىذا يعني أف تشجيع االستثمار‬
‫ال يتحقؽ في قانكف‪ ،‬كاف احتكل الكثير مف المزايا كاإلعفاءات كاالستثناءات‪ ،‬بؿ‬
‫يتحقؽ نتيجة جممة مف السياسات االقتصادية المتكافقة التي تكفر مستمزمات اإلنتاج‬
‫بأسعار منافسة مف ناحية‪ ،‬كتؤمف السكؽ كالطمب الفعاؿ لتصريؼ المنتجات مف‬
‫ناحية أخرل‪ ،‬كىذا مف الممكف أف يتكقؼ عمى‪:‬‬

‫* ‪ -‬إعادة تكزيع الدخؿ كزيادة حصة الركاتب كاألجكر‪.‬‬

‫* ‪ -‬تشجيع التصدير كازالة كافة العقبات مف أمامو‪.‬‬

‫* ‪ -‬تطكير إجراءات التسميؼ كتنشيط المصرؼ الصناعي‪ ،‬كتخفيض سعر‬


‫الفائدة عمى القركض المقدمة لمصناعييف‪ ،‬بشكؿ يساعد عمى تخفيض‬
‫تكاليؼ اإلنتاج كيسمح لممنتجات بالمنافسة الخارجية‪.‬‬

‫‪ -‬ماجد أحمد عطا اهلل‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ص ‪.25-23‬‬ ‫‪132‬‬

‫‪87‬‬
‫* ‪ -‬كمف الجدير باإلشارة كذلؾ إلى أف الظركؼ االقتصادية الخارجية ليا‬
‫دكرىا في االستثمار الداخمي مثؿ أسعار الفائدة العالمية‪ ،‬كمعدؿ األرباح‪،‬‬
‫كظركؼ االستثمار مف حيث حرية خركج رأس الماؿ كنقؿ الممكية في الدكؿ‬
‫األخرل‪.‬‬

‫‪ -‬البنية التحتية الالزمة لالستثمار‪:‬‬

‫كخصكصا المناطؽ الصناعية المبلئمة مف حيث تكفر الكيرباء كالماء‬


‫كالمكاصبلت كاالتصاالت‪ ،‬بدرجة أفضؿ إف لـ تككف مساكية ألغمب دكؿ العالـ‪،‬‬
‫نظرية التنمية االقتصادية تشير إلى ضركرة تكفر حد أدنى مف ىذه البنية ك كضعيا‬
‫تحت تصرؼ المستثمريف بأسعار معتدلة لكي تستطيع االستثمارات المنتجة مباشرة‬
‫اإلنتاج بتكاليؼ منافسة‪ ،‬كيندرج ضمف البنية التحتية ضركرة تكفر الكفاءات‬
‫كالعناصر الفنية‪ ،‬كالمصارؼ الخاصة‪ ،‬كأسكاؽ األكراؽ المالية‪.‬‬

‫كمف الميـ أف تككف أسعار عناصر اإلنتاج مف كيرباء كمياه كاتصاالت‬


‫كايجارات كقيمة أراضي قميمة بحيث تشجع المستثمريف كتكفر في تكاليؼ االستثمار‪.‬‬

‫‪ -‬بنيـة إداريـة مناسبةـ بعيدة عن روتين إجـراءات التأسيـس والتـرخيص وطـرق‬


‫الحصول عمى الخدمات المختمفة‪:‬‬

‫بحيث تنتيي معاناة المستثمريف الذيف يحصمكف عمى مكافقة مكتب االستثمار‬
‫مف دكامة الحصكؿ عمى تراخيص مختمفة مف ك ازرة الكيرباء كالصناعة كالتمكيف‬
‫كالبمديات‪ ،‬إف ىناؾ ضركرة لمساعدة المستثمريف كتخميصيـ مف مشقة متابعة ىذه‬
‫اإلجراءات عف طريؽ تكفير نافذة كاحدة ضمف مكتب االستثمار تنيي لممستثمريف‬
‫كافة اإلجراءات المتعمقة بالك ازرات األخرل‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -‬ضرورة ترابط وانسجام القوانين مع بعضيا البعض‬

‫المفركض أف تككف ىذه القكانيف غير متناقضة مع الق اررات كالسياسات‬


‫المختمفة‪ ،‬كضركرة عدـ تشعبيا كتعديبلتيا المتبلحقة مثؿ قكانيف االستثمار كالتجارة‬
‫كالمالية كالجمارؾ‪ ،‬كضركرة تبسيط تمؾ القكانيف كانياء إمكانية االجتياد في تفسير‬
‫نصكصيا‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫المحاضرة السادسة ‪:‬‬

‫الخصخصة‬

‫‪90‬‬
‫تمييد‪:‬‬
‫منذ عدة سنكات ك حتى اآلف شاعت كممة إنجميزية ىي » ‪« privatization‬‬
‫في األدبيات السياسيػة ك االقتصاديػة ‪ ،‬ك أصبحت مصطمحا مستخدما عمى نطاؽ‬
‫كافة دكؿ العالـ ‪ .‬ك قد ترجـ ىذا المصطمح إلى‬ ‫كاسع في كافة األكساط ك في‬
‫العربية بمسميات متعددة متفاكتة الحظ في االستخداـ ك الشيكع ‪ ،‬أكثرىا شيكعا كممة‬
‫‪133‬‬
‫‪ ،‬ك ىناؾ مصطمحات أخرل منيا الخكصصة ك التخصصية‬ ‫الخصخصة‬
‫ك التخاصية ك نزع الممكية العامة ‪ ...‬الخ ‪ .‬ك في ضكء اختبلؼ الكتاب ك الباحثيف‬
‫العرب في إيجاد ترجمة كاحدة لممصطمح فإف ما ينبغي تكضيحو ليس الترجمة‬
‫المفظية لو طالما أف المعنى المقصكد كاضحا في أذىاف السامعيف لو ك المتعامميف‬
‫معو ‪ ،‬ك لكف المفيكـ ك المحتكل الذم ينطكم عميو ك اإللماـ بكؿ جكانبو ‪.‬‬
‫‪ -1‬مفيوم الخصخصة ‪:‬‬
‫تعريؼ الخصخصة بصفة عامة ال يخمك مف بعد أيديكلكج م ‪ ،‬حيث يتناكلو الباحثكف‬
‫كؿ مف منطمقاتو الفكرية التي يستند عمييا ‪ ،‬ك تشير الكتابات حكؿ الخصخصة‬
‫إلى أكثر مف معنى أك داللة ‪ .‬فيناؾ مف يشير إلى أنيا تعني " زيادة كفاءة إدارة‬
‫ك تشغيؿ المشركعات العامة مف خبلؿ االعتماد عمى آليات السكؽ ك التخمص‬
‫‪134‬‬
‫‪ ،‬ك يعرفيا مؤتمر األمـ‬ ‫مف االحتكار الحككمي ك الترتيبات البيركقراطية "‬
‫) ‪ ( UNCTAD‬عمى أنيا " جزء مف عممية‬ ‫المتحدة لمتجارة ك التنمية‬
‫اإلصبلحات الييكمية لمقطاع العاـ في البنياف االقتصادم ‪ ،‬ك تتضمف إعادة‬
‫تحديد دكر الدكلة ك التخمي عف األنشطة التي يمكف لمقطاع الخاص القياـ بيا‬

‫‪ -133‬شكقي دنيا ‪ " ،‬الخصخصة و تقميص دور القطاع العام ‪ :‬موقف االقتصاد اإلسالمي " ( بحث مقدـ لممؤتمر العالمي‬
‫الثالث لبلقتصاد اإلسبلمي الذم تنظمو كمية الشريعة ‪ -‬جامعة أـ القرل ‪ ، -‬مكة المكرمة ‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‬
‫‪ ،‬مارس ‪ ، ) 2003‬ص ‪. 7‬‬
‫‪ -134‬رمزم زكي ‪ " ،‬الراىن و المحتمل في تأثير برامج التثبيت و التكيف الييكمي عمى التنمية البشرية " ‪ ،‬مجمة الطريؽ‬
‫( العدد األكؿ ‪ ،‬بيركت ‪ ،‬لبناف ‪ :‬فيفرم ‪ ، ) 1995‬ص ‪. 66‬‬

‫‪91‬‬
‫‪135‬‬
‫‪ ،‬ك في تعريؼ آخر تشير‬ ‫مستيدفة بكجو عاـ رفع الكفاءة االقتصادية "‬
‫الخصخصة إلى " العبلقة التعاقدية بيف الدكلة ك القطاع الخاص ‪ ،‬ك ذلؾ بإدخاؿ‬
‫الخبرة اإلدارية ليذا القطاع في أنشطة المنشآت العامة ك إدارتيا كفقا لطريقة سير‬
‫المنشأة الخاصة ‪ ،‬ك يأخذ المفيكـ شكؿ عقكد اإلدارة ك عقكد التأجير ك عقكد‬
‫‪136‬‬
‫‪ ،‬كيشير تعريؼ رابع إلى أف الخصخصة تتمثؿ في " بيع أصكؿ‬ ‫االمتياز "‬
‫المشركعات العامة ك كذلؾ أسيميا إلى األفراد سكاء تـ ذلؾ بطريقة جزئية‬
‫‪137‬‬
‫‪ ،‬ك ىك المعنى المتداكؿ بشكؿ كاسع نظريا لمعنى الخصخصة ‪.‬‬ ‫أك كمية "‬
‫ك مف جممة التعاريؼ السابقة يمكف أف نخمص بأف الخصخصة تعني تكسيع الممكية‬
‫الخاصة ك منح القطاع الخاص دك ار متزايدا ك فعاال في الحياة االقتصادية ‪،‬‬
‫ك يتـ ذلؾ مف خبلؿ التحكيؿ الكامؿ أك الجزئي لممكية مؤسسات القطاع العاـ‬
‫إلى القطاع الخاص ‪ ،‬أك منح ىذا األخير بمكجب عقد حؽ تشغيميا ك إدارتيا ‪.‬‬
‫بغرض تحسيف األداء اإلنتاجي ليذه المؤسسات بما يخدـ التنمية االقتصادية‬
‫ك االجتماعية ‪.‬‬
‫ك الخصخصة ليست ىدفا في حد ذاتيا ‪ ،‬ك إنما ىي كسيمة لزيادة كفاءة األداء‬
‫لبلقتصاد الكطني بما يكفؿ زيادة اإلنتاج ك اإلنتاجية ك يخدـ أىداؼ التنمية‬

‫‪ -135‬ـ ‪ .‬ـ باقر كرجي ‪ ،‬حبيب الجبكرم ‪ " ،‬خصخصة القطاع العام في العراق ‪ :‬األسباب و النتائج المتوقعة " ‪ ،‬مجمة‬
‫القادسية لمعمكـ اإلدارية ك االقتصادية ( المجمد ‪ ، 11‬العدد ‪ ، 2‬العراؽ ‪ ، ) 2009 ،‬ص ‪. 182‬‬
‫" ‪ ،‬مجمة جامعة تشريف لمدراسات‬ ‫‪ " ،‬المتطمبات األساسية لنجاح برنامج الخصخصة‬ ‫‪ -136‬محمد معف ديكب‬
‫ك البحكث العممية ‪ -‬سمسمة العمكـ االقتصادية ك القانكنية ‪ ( -‬المجمد ‪ ، 28‬العدد ‪ ، 2‬البلذقية ‪ ،‬سكريا ‪،) 2006 ،‬‬
‫ص ‪. 99‬‬
‫" الخصخصة ‪ -‬اتحاد العاممين المساىمين ‪ :‬مفاىيم ‪ ،‬تجارب دولية و عربية "‬ ‫‪ -137‬شكرم رجب العشماكم ‪،‬‬
‫( مصر ‪ :‬الدار الجامعية ‪ ،) 2007 ،‬ص ‪. 79‬‬

‫‪92‬‬
‫االقتصادية ك االجتماعية ‪ ،‬ك مف ىذا المنطمؽ تتضمف الخصخصة عددا مف‬
‫‪138‬‬
‫‪:‬‬ ‫العناصر أىميا ما يمي‬
‫‪ -‬إف أىـ عنصر في عممية الخصخصة ‪ ،‬ىك تغيير أسمكب تشغيؿ ك إدارة‬
‫المشركعات العامة ‪ ،‬لتتفؽ مع مبادئ القطاع الخاص ‪ ،‬ك التي تتمثؿ في اتخاذ‬
‫الربح أك اإلنتاجية كأساس لتقييـ األداء ‪ ،‬ك االعتماد عمى األسعار االقتصادية‬
‫في حساب المنافع ك التكاليؼ ‪ ،‬ك تبني نظاـ الحكافز في تشغيؿ ك إدارة المكارد‪.‬‬
‫ك عميو يمكف أف يتحقؽ ىذا المعنى لمخصخصة (عمى المستكل المحمي) بإسناد‬
‫المشركعات العامة إلى كحدات القطاع الخاص ‪ ،‬طبقا لعقكد إدارة مع احتفاظ‬
‫الدكلة بممكيتيا العامة كما يمكف أف يتحقؽ بتأجير ىذه المشركعات العامة‬
‫لكحدات القطاع الخاص ‪ ،‬لتتكلى تشغيميا ك إدارتيا مقابؿ األرباح بنسب معينة‬
‫يتـ االتفاؽ عمييا ‪ ،‬كما يتحقؽ بمساىمة كحدات القطاع الخاص سكاء المحمي‬
‫أك األجنبي في رأس ماؿ ىذه المشركعات ‪ ،‬مع اشتراكيا في اإلدارة ‪.‬‬
‫‪ -‬تتضمف الخصخصة نقؿ ممكية بعض كحدات القطاع العاـ المحمي إلى القطاع‬
‫الخاص ‪ ،‬ك يتـ نقؿ الممكية بأكثر أسمكب ‪ ،‬مثؿ بيع الشركات العامة إلى‬
‫مستثمر كاحد ‪ ،‬أك مجمكعة مف المستثمريف أك طرح أسيـ ىذه الشركات لمبيع‬
‫إلى الجميكر ‪ ،‬أك إرجاعيا ألصحابيا قبؿ التأميـ ‪.‬‬
‫‪ -‬ال تقتصر الخصخصة عمى مجرد تحكيؿ ما بيد القطاع العاـ إلى حكزة القطاع‬
‫الخاص ‪ ،‬ك إنما تتضمف زيادة الدكر الذم يككؿ إلى القطاع الخاص المحمي في‬
‫خطط التنمية عمى المستكيات المحمية مف خبلؿ الحكافز التي تقدـ لو ‪.‬‬
‫ك ىكذا يتضح لنا أف الخصخصة تعد تعبي ار عف التقميؿ مف دكر الحككمة ك زيادة‬
‫مساىمة القطاع الخاص في إدارة االقتصاد ك تكليد الدخؿ ‪ ،‬ك لكف ذلؾ ال يعني‬

‫‪ -‬فالح أبك عامرية ‪ " ،‬الخصخصة و تأثيراتيا االقتصادية " ( ط ‪ 1‬؛ عماف ‪ ،‬األردف ‪ :‬دار أسامة لمنشر ك التكزيع ‪،‬‬ ‫‪138‬‬

‫‪ ، ) 2008‬ص ص ‪.16 – 15‬‬

‫‪93‬‬
‫إطبلقا إلغاء دكر الدكلة في الحياة االقتصادية ك مسؤكلياتيا االجتماعية ‪ ،‬بؿ‬
‫دكرىا مستمر في تقديـ الخدمات االجتماعية مثؿ (التعميـ ك الصحة ك الضماف‬
‫االجتماعي ) ‪ .‬كما أف دكر الدكلة الرقابي ك التنظيمي لمخدمات التي تكفرىا‬
‫شركات القطاع الخاص يصبح أكثر أىمية حتى تطمئف الدكلة إلى تكفير‬
‫الخدمات ألفراد المجتمع بالنكعية ك الكمية المبلئمة ‪ ،‬ك أيضا بالسعر المبلئـ ‪.139‬‬
‫‪ -2‬نشأة الخصخصة و تطورىا ‪:‬‬
‫يذىب الكثيركف إلى القكؿ أف المفكر اإلسبلمي ابف خمدكف ىك الذم فكر في تطبيؽ‬
‫سياسة الخصخصة التي تيدؼ إلى التحكؿ نحك نمط اإلنتاج الخاص ‪ ،‬فقد‬
‫تحدث ابف خمدكف منذ العاـ ‪ 1377‬ميبلدية عف أىمية اضطبلع القطاع الخاص‬
‫باإلنتاج ‪ .‬ك ىي فكرة تدؿ عمى فيـ إبف خمدكف ك إدراكو في كقت مبكر ألىمية‬
‫القطاع الخاص ك سبلمة أدائو ك كفاءة أساليبو ‪ .‬باإلضافة إلى تدخؿ المشركع‬
‫الخاص في تنفيذ بعض األشغاؿ العامة في العصر األمكم بدال عف الحككمة‬
‫المركزية ‪ ،‬نظ ار الرتفاع تكمفة الحككمة بالتنفيذ أك افتقار الحككمة إلى الخبرة‬
‫‪140‬‬
‫‪.‬‬ ‫اإلدارية‬
‫نادل كذلؾ بالخصخصة ‪ ،‬العالـ االقتصادم آدـ سميث في كتابو الشيير‬
‫‪ 1776‬ميبلدية ‪ ،‬ك ذلؾ باالعتماد عمى قكل‬ ‫( ثركة األمـ ) الذم نشر عاـ‬
‫السكؽ ك المبادرات الفردية مف أجؿ زيادة التخصص ك تقسيـ العمؿ ‪،‬‬
‫‪141‬‬
‫‪.‬‬ ‫ك بالتالي تحقيؽ الكفاءة االقتصادية سكاء عمى المستكل الكمي أك الجزئي‬

‫‪ -139‬المرسي السيد حجازم ‪ " ،‬الخصخصة ‪ :‬إعادة ترتيب دور الدولة و دور القطاع الخاص " ( بيركت ‪ ،‬لبناف ‪ :‬الدار‬
‫الجامعية لمطباعة ك النشر ‪ ،‬دكف تاريخ ) ص ‪. 17‬‬
‫‪ -140‬عبده محمد فاضؿ الربيعي ‪ " ،‬الخصخصة و أثرىا عمى التنمية بالدول النامية " (ط ‪ ،1‬القاىرة ‪ ،‬مصر ‪ :‬مكتبة‬
‫مدبكلي ‪ ) 2004 ،‬ص ‪. 125‬‬
‫‪ -141‬زيد منير عبكم ‪ " ،‬الخصخصة في اإلدارة العامة بين النظرية و التطبيق " (ط ‪ 1‬؛ عماف ‪ ،‬األردف ‪ :‬دار دجمة ‪،‬‬
‫‪ ، ) 2006‬ص ‪. 12‬‬

‫‪94‬‬
‫ك يرجع تاريخ أكؿ عممية طبقت فييا الخصخصة في العالـ بمعنى قياـ شركة خاصة‬
‫بخدمة عامة كانت تضطمع بيا مؤسسة حككمية ‪ ،‬يرجع إلى سماح بمدية نيكيكرؾ‬
‫‪142‬‬
‫‪،‬‬ ‫عاـ ‪ 1676‬ميبلدية لشركة خاصة بأف تقكـ بأعماؿ نظافة شكارع المدينة‬
‫ك لكف الخصخصة كسياسة اقتصادية أك كسيمة عممية إلحداث تحكؿ مبرمج في‬
‫اقتصاديات الدكؿ ظيرت في أكائؿ الثمانينات مف القرف الماضي في‬
‫بريطانيا ‪ .143‬ك دخؿ مصطمح الخصخصة ) ‪ ( privatization‬القامكس أكؿ‬
‫مرة عاـ ‪ 1983‬ميبلدية ‪ ،‬في عيد رئيسة كزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر‬
‫‪. 144‬‬ ‫التي استطاعت بإرادة حديدية أف تمضي في تطبيؽ سياستيا االقتصادية‬
‫ك كانت الخصخصة أحد األدكات اليامة التي اتخذتيا تاتشر ‪ ،‬ك ذلؾ بأنيا تمت‬
‫بإطار تكجو فكرم فمسفي يتبنى أفكار االقتصادييف الكبلسيكييف الجدد الداعيف‬
‫القتصاد السكؽ ‪ ،‬ك إفساح المجاؿ أماـ القطاع الخاص لمقياـ بالدكر األساسي‬
‫في اإلنتاج ك االزدىار االقتصادم ‪ ،‬ك بذلؾ سعت حككمة تاتشر بإحداث‬
‫‪145‬‬
‫‪.‬‬ ‫انكماش بدكر الدكلة في القطاعات اإلنتاجية ك الخدمية‬
‫لقد بدأت أعماؿ الخصخصة ببريطانيا ببيع مشركعات عامة إلى القطاع الخاص‬
‫كاالتصاالت ك السكؾ الحديدية ك النقؿ العاـ ك الكيرباء ك الغاز الطبيعي‬
‫ك المياه كغيرىا ‪ .‬ك ىناؾ الكثير مف الدركس المستقاة مف تجربة الخصخصة‬

‫‪ -142‬بيدم عيسى بف صالح ‪ " ،‬مالمح ىيكمة المؤسسة الشبكية " ‪ ،‬دكرية نصؼ سنكية ( العدد ‪ ، 03‬كمية الحقكؽ‬
‫ك العمكـ االقتصادية ‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح ‪ ،‬كرقمة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، ) 2005 ،‬ص ‪. 9‬‬
‫‪ -143‬المرسي السيد حجازم ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 9‬‬
‫ب عامرية ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 9‬‬
‫‪ -‬فالح أ ك‬ ‫‪144‬‬

‫‪ -145‬زيد منير عبكم ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬

‫‪95‬‬
‫التي خاضتيا رئيسة الكزراء البريطانية السابقة " مارجريت تاتشر " نذكرىا في‬
‫‪146‬‬
‫‪:‬‬ ‫اآلتي‬
‫‪ -‬تـ بيع سبعة مطارات حككمية ك تحكيميا إلى مطارات تجارية تعمؿ في القطاع‬
‫الخاص ‪ ،‬ك قد جمب أسمكب الخصخصة المعتمد دعـ الجميكر حيث اشترل‬
‫‪ ) 1,4‬مميار سيـ في شركات‬ ‫أكثر مف مميكنيف مف المكاطنيف حكالي (‬
‫المطارات‪.‬‬
‫‪ -‬تـ بيع حكالي مميكف كحدة سكنية إلى الساكنيف فييا ك ذلؾ بأسعار تقؿ عف أسعار‬
‫السكؽ ‪ ،‬فمقد كاف الساكنكف يشتككف كثي ار مف عدـ اكتراث أجيزة الدكلة بصيانتيا‬
‫ك لكنيـ أصبحكا بعد الخصخصة ( بيع المساكف ليـ ) المالكيف ك المديريف‬
‫لمساكنيـ ‪ ،‬ك ىكذا تحكلت أحياء سكنية متكاممة مف مساكف تعاني مف اإلىماؿ‬
‫ك الشبابيؾ المكسرة ‪ ،‬ك شبكات المياه ك الصرؼ الميترئة إلى مساكف جميمة‬
‫ك أحياء نظيفة طبقا لقاعدة " إنؾ تيتـ بيا تمتمؾ ك ال تيتـ بما يممكو اآلخركف "‪،‬‬
‫كما تحررت الخزينة مف أعباء مالية ىائمة كانت قد فرضتيا إدارة المساكف‬
‫الحككمية ‪.‬‬
‫‪ -‬تـ بيع العديد مف الشركات البريطانية العمبلقة ك منيا شركة االتصاالت‬
‫البريطانية " ‪ " Telecom‬ك بغية تأميف دعـ المكظفيف في تمؾ الشركات لعممية‬
‫الخصخصة فقد عرضت عمييا " خيارات شراء األسيـ " في الشركة بخصـ قياسا‬
‫باألسعار المتكقع تحقيقيا في السكؽ ‪ ،‬ك ىكذا حقؽ المكظفكف األرباح مف بيع‬
‫بعض األسيـ الحقا أك البقاء مساىميف في الشركة ‪ ،‬ك األىـ مف ذلؾ ىك‬

‫‪ ،‬مجمة جامعة تشريف لمدراسات‬ ‫" الخصخصة االقتصادية بشكل عام ‪ ،‬إيجابياتيا و سمبياتيا "‬ ‫‪ -146‬نزار قنكع ‪،‬‬
‫ك البحكث العممية ‪ ،‬سمسمة العمكـ االقتصادية ك القانكنية ( المجمد ‪ ، 27‬العدد ‪ ، 2‬البلذقية ‪ ،‬سكريا ‪، ) 2005 ،‬‬
‫ص ‪. 53‬‬

‫‪96‬‬
‫تحسيف مستكل الخدمات التي أخذ الجميكر يحصؿ عمييا في السكؽ ك بأسعار‬
‫منخفضة ك انخفض عبء الضرائب عمى المكاطنيف ‪.‬‬
‫‪ )40‬مميار دكالر أمريكي مف‬ ‫‪ -‬في غضكف عقد مف الزمف تـ بيع ما قيمتو (‬
‫المنشآت الحككمية العاممة في القطاع العاـ ك تحكيميا إلى القطاع الخاص ‪،‬‬
‫ك ىكذا ارتفع عدد العائبلت التي تمتمؾ األسيـ مف( ‪ )02‬مميكف إلى( ‪ )12‬مميكف‬
‫فرد ك تحكؿ حكالي ثبلثة أرباع المميكف مف مكظفي الدكلة إلى عامميف في‬
‫القطاع الخاص ك تحكلت بريطانيا مف " دكلة الرجؿ األكربي المريض " إلى‬
‫الدكلة التي استعادت الحياة مجددا ‪.‬‬
‫ك نتيجة لنجاح ىذه السياسة االقتصادية في بريطانيا في تحقيؽ أىداؼ النمك في تمؾ‬
‫القطاعات ‪ ،‬ك في تحسيف نكعية الخدمات ‪ ،‬ك ارتفاع معدالت الربحية‬
‫ك زيادة العمالة ‪ ،‬ك مع تغير البيئة السياسية ك االقتصادية العالمية في أكائؿ‬
‫التسعينات ‪ ،‬اقتنع العديد مف الدكؿ ذات القطاعات العامة الضخمة بإتباع ىذه‬
‫السياسية أمبل في تحقيؽ ذات النتائج ‪ ،‬ك ساعد عمى انتشار ىذه السياسة ‪،‬‬
‫أيضا ‪ ،‬ظيكر مشكمة الديكف الخارجية ك التشكىات االقتصادية في الدكؿ‬
‫المتخمفة اقتصاديا ‪ ،‬مما جعميا في حاجة ماسة إلى مساعدات المؤسسات‬
‫االقتصادية الدكلية كصندكؽ النقد الدكلي ك البنؾ الدكلي لئلنشاء ك التعمير‬
‫ك المذيف لعبا دك ار ىاما في تقديـ سياسة الخصخصة لتمؾ الدكؿ كإحدل أىـ‬
‫‪147‬‬
‫‪.‬‬ ‫سياسات اإلصبلح االقتصادم األكثر مبلئمة ليا‬
‫ك ىكذا أصبح كثيركف ينظركف إلى الخصخصة عمى أنيا األداة الفعالة ك المرجكة‬
‫مف أجؿ رفع كفاءة االقتصاد الكطني ‪ ،‬ك نشر ك تكزيع الثركة بيف أبناء المجتمع‪،‬‬
‫ك تقميؿ عجز الميزانية العامة ك ترتب عمى كؿ ذلؾ أف أصبحت الخصخصة‬

‫‪ -147‬المرسي السيد حجازم ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 9‬‬

‫‪97‬‬
‫ظاىرة عالمية في نياية القرف العشريف تتكاجد في مختمؼ الدكؿ ‪ ،‬خصكصا في‬
‫دكؿ التحكؿ االقتصادم ك في الدكؿ النامية ‪ .‬ك كفقا لتقرير صدر عف منظمة‬
‫التعاكف االقتصادم ك التنمية عاـ ‪ 2000‬فقد زادت الحككمات في العالـ أجمع‬
‫مف بيع أنصبتيا في الشركات العامة إلى القطاع الخاص ‪ ،‬ك بمغت قيمة حصيمة‬
‫‪ %10‬ما تحقؽ قبؿ عشر سنكات ‪ ،‬أم ما يعادؿ‬ ‫الخصخصة بما يفكؽ‬
‫‪148‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 145‬مميار دكالر أمريكي‬
‫‪ -3‬مبررات الخصخصة ‪:‬‬
‫تعددت الدراسات النظرية التي حاكلت رصد أسباب اندفاع الكثير مف السياسييف‬
‫ك االقتصادييف خمؼ عممية التحكؿ إلى اقتصاد السكؽ بما يتضمنو ذلؾ مف‬
‫إطبلؽ لعممية تخصيص كاسعة النطاؽ مف خبلؿ تخمي الدكلة عف ممكية الكثير‬
‫مف المشركعات العامة ‪ .‬فقد أدل تعاظـ دكر الدكلة ك تزايد تدخميا في النشاط‬
‫االقتصادم إلى كثير مف االنتقادات نتيجة لتعثر اإلدارة الحككمية في تكجيو دفة‬
‫االقتصاد بكفاءة ك فعالية ‪ .‬ك يعكد ىذا التعثر بشكؿ أساسي إلى طبيعة القطاع‬
‫العاـ المتمثمة في االحتكار القانكني التي ال تنسجـ كثي ار مع متطمبات المشاريع‬
‫االقتصادية ‪ .‬فمف مؤشرات ضعؼ أداء القطاع العاـ المقترنة بنمط الممكية‬
‫‪ 1982 / 1981‬التي‬ ‫العامة التالي ‪ :149‬أزمة الديكف الخارجية خبلؿ عامي‬
‫عصفت بالكثير مف إقتصادات الدكؿ النامية ‪ ،‬ك انخفاض العائد عمى االستثمار‪،‬‬
‫ك انخفاض مستكل الكفاءة اإلنتاجية ك تجدر البيركقراطية السمبية‪ ،‬ك ارتفاع‬

‫‪ -148‬فالح أبك عامرية ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬


‫‪ -‬عبد الرحمف بف حمد الحـ مضي ‪ " ،‬استطالع و تحميل برنامج التخصيص و اتجاىات اإلصالح االقتصادي في‬ ‫‪149‬‬

‫المممكة العربية السعودية " ‪ ،‬مؤتمر التمكيؿ ك االستثمار ‪ " ،‬تطكير اإلدارة العربية لجذب االستثمار " ( المنظمة‬
‫العربية لمتنمية اإلدارية ‪ ،‬جامعة الدكؿ العربية ‪ ، ) 2006 ،‬ص ‪. 140‬‬

‫‪98‬‬
‫تكمفة الخدمة العامة ‪ ،‬ك تقادـ األصكؿ ك التقنية المستخدمة ك استمرار ظاىرة‬
‫المشركعات العامة الخاسرة ‪.‬‬
‫ك مع اكتشاؼ أىمية السكؽ مف جديد عمى المستكل العالمي لمعالجة الكضع‬
‫المتدني لممشركعات العامة ك لؤلزمات المالية التي تعاني منيا الحككمات ‪،‬‬
‫‪ -‬ك عمى كجو الخصكص في الدكؿ النامية ‪ -‬أصبحت فكرة الخصخصة تمثؿ‬
‫قكة جذب لكثير مف الدكؿ ‪ ،‬العتقادىا بأف القطاع الخاص يككف في الغالب أكثر‬
‫كفاءة في إدارة المشركعات االقتصادية ك تحييد العكامؿ المعكقة إلدارة القطاع‬
‫‪150‬‬
‫‪ .‬ك لذا فإف الدعكة إلى الخصخصة تستند إلى مجمكعة مف األسانيد‬ ‫العاـ‬
‫ك المبررات أبرزىا الحجج االقتصادية المتعمقة بالكفاءة األعمى المفترضة‬
‫لممشركعات الخاصة مقارنة بالمشركعات العامة ك لكف إلى جانب المبررات‬
‫ك الحجج االقتصادية تكجد أيضا أسانيد ذات طبيعة اجتماعية ك سياسية ‪.‬‬
‫‪ -1-3‬المبررات االقتصادية ‪:‬‬
‫‪151‬‬
‫‪ :‬تخفيؼ األعباء عف كاىؿ المكازنة‬ ‫يمكف تمخيص ىذه المبررات في ثبلث حجج‬
‫العامة لمدكلة‪ ،‬زيادة معدؿ النمك االقتصادم ‪ ،‬ك رفع مستكل الكفاءة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -1-1-3‬تخفيف األعباء عن كاىل الموازنة العامة لمدولة ‪:‬‬
‫يركز أنصار الخصخصة عمى ظاىرة العجز التي تعاني منو أعداد كبيرة مف‬
‫المنشآت العامة مما يؤدم إلى مديكنية متزايدة ليذه المنشآت ‪ ،‬ك بالتالي التجائيا‬
‫إلى ميزانية الدكلة لتحقيؽ تكازنيا المالي ‪ .‬ك ىكذا أصبحت المنشآت العامة‬
‫تستنزؼ جزءا ىاما مف األمكاؿ العامة التي كاف يمكف أف تكجو نحك التعميـ‬

‫‪ -150‬عبد الرحمف بف حمد الحـ مضي ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 140‬‬
‫‪ -151‬أحمد جماؿ الديف مكسى ك آخركف ‪ " ،‬اآلثار االقتصادية و القانونية و االجتماعية المترتبة عمى خصخصة وحدات‬
‫قطاع األعمال العام ‪ :‬دراسة نظرية و تطبيقية عمى الواقع المصري " ( مصر‪ :‬مطبعة جامعة المنصكرة ‪) 2004 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 15‬‬

‫‪99‬‬
‫أك الصحة أك غيرىما مف األنشطة العامة الضركرية ‪ ،‬كما أصبح العجز‬
‫‪152‬‬
‫‪.‬‬ ‫المستمر يمكف رده إلى تمؾ اإلعانات التي تقدـ إلى المشركعات الخاسرة‬
‫ك تتبنى بعض المنظمات الدكلية خاصة البنؾ الدكلي ك صندكؽ النقد الدكلي‬
‫ك الككالة األمريكية لمتنمية الدكلية ىذا االتجاه في أف الخصخصة تعد كسيمة‬
‫ىامة لتخفيض العجز في ميزانية الدكلة ( خفض اإلنفاؽ الحككمي ) ‪ ،‬ك بالتالي‬
‫الحد مف اآلثار الضارة المترتبة عميو ‪ ،‬خاصة فيما يتعمؽ بالتضخـ ك عجز‬
‫‪153‬‬
‫‪ .‬ك سكؼ تحقؽ الخصخصة‬ ‫ميزاف المدفكعات ك تفاقـ المديكنية الخارجية‬
‫ىذه النتيجة اإليجابية ألنيا مف ناحية سكؼ تخمص الدكلة مف النزيؼ الذم‬
‫تسببو ممكيتيا لمشركات الخاسرة ‪ ،‬ك ألنو بإمكاف الدكلة مف ناحية ثانية أف‬
‫تستخدـ عائد بيع المنشآت المممككة ليا في تسديد جانب مف المديكنية العامة‬
‫ك تحقيؽ التكازف في المكازنة العامة ‪.‬‬
‫‪ -2-1-3‬زيادة معدل النمو االقتصادي ‪:‬‬
‫تعتبر الخصخصة األداة المثمى لخمؽ المناخ المبلئـ لبلستثمار ‪ ،‬ك بث الثقة في‬
‫القطاع الخاص لئلقداـ عمى االستثمار طكيؿ األجؿ في القطاعات اإلنتاجية‬
‫المختمفة ‪ .‬كما تمعب الخصخصة دك ار خبلقا في تطكير سكؽ الماؿ ألنيا تجذب‬
‫‪154‬‬
‫‪.‬‬ ‫المؤسسات المالية ك المستثمريف المتخصصيف‬

‫‪ -152‬شكرم رجب العشماكم ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ص ‪. 84 – 83‬‬


‫‪ -153‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪. 84‬‬
‫‪ -154‬أحمد جماؿ الديف مكسى ك آخركف ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 18‬‬

‫‪100‬‬
‫يعكد إلى ككف أف الممكية‬ ‫‪‬‬
‫ك سر نجاح الخصخصة في تحقيؽ النمك ك التنمية‬
‫الخاصة تشجع القطاع الخاص عمى تحسيف جكدة منتجات المشركع ك االبتكار‬
‫ك المنافسة ك تخفيض التكمفة ك الزيادة في اإلنتاج ك جذب االستثمارات الجديدة‬
‫المحمية ك األجنبية في االقتصاد الكطني ‪ ،‬ك بالتالي فإف الممكية الخاصة‬
‫( الخصخصة ) تييئ حكافز لؤلفراد لخمؽ الثركة أكثر مف مجرد تكزيع ما يكجد‬
‫مف قبؿ ‪.‬‬
‫‪ -3-1-3‬زيادة الكفاءة االقتصادية ‪:‬‬
‫يعتبر رفع الكفاءة االقتصادية عف طريؽ خصخصة مؤسسات القطاع العاـ ‪ ،‬اليدؼ‬
‫األساسي لبرامج اإلصبلح ‪ ،‬ىذا ك إف الكفاءة االقتصادية تتككف مف الكفاءة‬
‫اإلنتاجية ك الكفاءة التخصيصية ‪ ،‬ك يعتمد ىدؼ كفاءة األداء أك الكفاءة‬
‫اإلنتاجية عمى مقدرة المؤسسات عمى إنتاج نفس الكمية بأدنى حد مف التكاليؼ‬
‫‪155‬‬
‫‪ ،‬ك تتحقؽ كفاءة تخصيص‬ ‫أك بإنتاج كمية أكبر مف المنتج بنفس التكاليؼ‬
‫ك تكزيع المكارد أك الكفاءة التخصيصية عندما تعكس أسعار بيع منتجات ىذه‬
‫ك أف يستجيب اإلنتاج لرغبات ك تفضيبلت‬ ‫‪‬‬
‫المؤسسات نفقاتيا الحدية‬
‫‪156‬‬
‫‪.‬‬ ‫المستيمكيف‬
‫يعتقد مؤيدك الخصخصة أف المؤسسات العامة تتميز بعدـ كفاءة أكبر في عممياتيا‬
‫الداخمية إذا ما قكرنت بالمؤسسات الخاصة ‪ ،‬ك ذلؾ يرجع إلى عدة أسباب منيا‬

‫‪ .‬أما‬ ‫الخدمات التي يمكف إنتاجيا في المجتمع مع مركر الزمف‬ ‫‪ -‬يعرؼ النمك االقتصادم بأنو زيادة كمية السمع ك‬ ‫‪‬‬

‫التنمية فيي تعني زيادة الطاقة اإلنتاجية بحيث يزداد تبعا ليا الدخؿ القكمي ك متكسط الدخؿ الفردم ك تتحقؽ تمؾ‬
‫دريد محمكد السامرائي ‪ " ،‬االستثمار األجنبي ‪:‬‬ ‫الزيادة عف طريؽ االرتقاء باإلنتاج ك عناصره ‪ .‬أنظر في ‪:‬‬
‫المعوقات و الضمانات القانونية " (بيركت ‪ ،‬لبناف ‪ :‬مركز دراسات الكحدة العربية ‪ ، ) 2006 ،‬ص ص ‪. 84 - 83‬‬
‫‪ -155‬محمد معف ديكب ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 101‬‬
‫‪ -‬النفقة أك التكمفة الحدية لئلنتاج تعرؼ بأنيا الزيادة في تكاليؼ اإلنتاج الكمية الناجمة عف زيادة اإلنتاج بمقدار كحدة‬ ‫‪‬‬

‫كاحدة مف المنتج‪.‬‬
‫‪ -156‬أحمد جماؿ الديف مكسى ك آخركف ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬

‫‪101‬‬
‫أف المؤسسة العامة غالبا ما تككف محمية مف المنافسة ‪ ،‬مما يؤدم إلى استخداـ‬
‫المدخبلت بصكرة ال تؤدم إلى تحقيؽ الحد األعمى مف اإلنتاج ‪ ،‬ك يعتقد‬
‫المؤيدكف أيضا أف المؤسسة العامة غالبا ما تتحصؿ عمى رأس الماؿ بصكرة‬
‫مدعكمة ‪ ،‬مما يؤدم إلى استخدامو بصكرة ال تعكس تكمفتو الحقيقية ‪ ،‬ك ترل‬
‫مدرسة حقكؽ الممكية أف حافز اإلدارة لتعظيـ الربحية ك تقميؿ التكمفة يككف‬
‫ضعيفا في حالة الممكية العامة ‪ ،‬ك ذلؾ ألف البيركقراطية ك غياب حممة األسيـ‬
‫الذيف يككف لدييـ مصمحة في تعظيـ األرباح ‪ ،‬يقمؿ الضغط عمى اإلدارة في‬
‫‪157‬‬
‫‪ .‬ك يؤكد كتاب‬ ‫السعي لتحقيؽ كفاءة األداء ك تحقيؽ الحد األعمى مف الربحية‬
‫آخركف أف السبب المشترؾ في عدـ كفاءة مشركعات القطاع العاـ يكمف في‬
‫التأثير السياسي ‪ .‬ففي ببلد عديدة مف العالـ الثالث تعد منشأة القطاع العاـ أداة‬
‫ىامة لمييمنة السياسية ‪ .‬فكبار المسؤكليف في ىذه المنشآت يككنكف مف بيف "‬
‫المرضى عنيـ " ك " المدعكميف سياسيا " بينما تككف كفاءتيـ ك خبرتيـ في‬
‫اإلدارة االقتصادية محدكدة ‪ ،‬كذلؾ تككف ق اررات اإلنتاج ك العمالة ك األثماف‬
‫‪158‬‬
‫‪ .‬ك ىكذا فإف غياب األىداؼ الكاضحة‬ ‫ك التسكيؽ خاضعة لمتدخؿ السياسي‬
‫ك الدقيقة التحديد ‪ ،‬ك محدكدية نطاؽ االستقبلؿ الذاتي الممنكح لممشركعات‬
‫العامة يؤثر عمى كفاءة المشركعات ك يقيد مبادرة القائميف عمييا ‪.‬‬
‫ك ىكذا فإف أنصار الخصخصة يعتقدكف أف مشركعات القطاع العاـ أقؿ كفاءة مف‬
‫مشركعات القطاع الخاص سكاء فيما يتعمؽ بكفاءة األداء أك الكفاءة اإلنتاجية‬
‫التي يترتب عف تحقيقيا تخفيض كمفة اإلنتاج في المشركعات المعنية إلى حدىا‬
‫األدنى ‪ ،‬أك فيما يتعمؽ بكفاءة تخصيص كتكزيع المكارد أك الكفاءة التخصصية‬

‫‪ -157‬فالح أبكعامرية ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ص ‪. 22 – 21‬‬


‫‪ -158‬أحمد جماؿ الديف مكسى ك آخركف ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ص ‪. 20 – 19‬‬

‫‪102‬‬
‫التي يترتب عمييا انخفاض أسعار بيع منتجات ىذه المشركعات حتى تصؿ إلى‬
‫‪159‬‬
‫‪.‬‬ ‫مستكل التكمفة الحدية لئلنتاج‬
‫‪ -2-3‬المبررات االجتماعية ‪:‬‬
‫تتمثؿ المبررات االجتماعية التي يستند إلييا أنصار الخصخصة في أف الممكية‬
‫الخاصة تحسف ىيكؿ تكزيع المداخيؿ ‪ ،‬ك أنيا تحد مف انتشار ظاىرة الفساد ‪.‬‬
‫‪ -1-2-3‬الخصخصة تحسن ىيكل توزيع المداخيل ‪:‬‬
‫يتضح مف كثير مف الدراسات النظرية ك المعطيات التطبيقية أف القطاع العاـ قد‬
‫فشؿ في تحقيؽ األىداؼ التكزيعية التي رسمت لو ك كانت سند ك مبرر كجكده‬
‫في ببلد كثيرة مف العالـ الثالث ‪ .‬فدكر المشركعات العامة في زيادة فرص‬
‫العمؿ قد تضاءؿ حينما اتجيت غالبية ىذه المشركعات لتبني تقنيات إنتاجية‬
‫قائمة عمى االستخداـ الكثيؼ لرأس الماؿ ‪ .‬كما أف اتجاه ىذه المشركعات لزيادة‬
‫أجكر ك مزايا العامميف فييا ك تحسيف ظركؼ العمؿ قد ساىـ في زيادة التميز‬
‫االجتماعي بخمؽ نخبة مميزة مف الطبقة العاممة في المجتمع ‪ .‬كذلؾ فشؿ دعـ‬
‫أثماف المنتجات في الكصكؿ إلى الجماعات صاحبة الدخكؿ الدنيا ك األكثر‬
‫‪160‬‬
‫‪.‬‬ ‫حاجة إليو‬
‫ك عمى النقيض مف فشؿ السياسة التكزيعية لمقطاع العاـ فإف أنصار الخصخصة‬
‫يقدمكنيا كأداة مضمكنة لنشر ممكية األسيـ بيف الجميكر العريض ك زيادة حجـ‬
‫الممكية الشعبية ك مف ثـ تقريب الفكارؽ في المداخيؿ ك الثركات بيف المكاطنيف ‪.‬‬
‫ك في ضكء ذلؾ يرل بعض االقتصادييف أف األخذ بالخصخصة ك خاصة إذا‬

‫‪ -159‬المرسي السيد حجازم ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص‪. 19‬‬


‫‪ -160‬شكرم رجب العشماكم ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 88‬‬

‫‪103‬‬
‫كانت مكجية نحك مكظفي الحككمة ك العامميف في القطاع العاـ ‪ ،‬سيكفؿ قد ار‬
‫‪161‬‬
‫‪.‬‬ ‫أكبر مف العدالة في تكزيع المداخيؿ‬
‫‪ -2-2-3‬الخصخصة تحد من انتشار ظاىرة الفساد اإلداري ‪:‬‬
‫تكمف بذرة الفساد في اإلدارة الحككمية لمدكؿ الشمكلية التي تعتمد عمى القطاع العاـ‬
‫في البيئة االجتماعية ك االقتصادية السائدة في ىذه الدكؿ الشمكلية ك شبو‬
‫الشمكلية ‪ ،‬حيث تنعدـ الشفافية بالكامؿ ‪ ،‬نظ ار ألف ىذه اإلدارة تحتكر كسائؿ‬
‫اإلعبلـ لنفسيا ‪ ،‬مما يجعؿ أمر االنكشاؼ المادم لفساد اإلدارة الحككمية أم ار‬
‫‪162‬‬
‫‪.‬‬ ‫جد صعب ‪ ،‬ك ىذا ما يجعؿ الفساد مجتمعيا أم ار مقبكال ال سبيؿ إلى تجاكزه‬
‫ك يؤكد أنصار الخصخصة عمى أف االقتصاد المدار بكاسطة الق اررات الحككمية يقكد‬
‫نفسو إلى الرشكة بسيكلة أكبر بالمقارنة بالنظاـ االقتصادم الحر ‪ .‬فإدارة‬
‫المشركعات العامة بكاسطة البيركقراطية تفتح الباب كاسعا لمتدخبلت السياسية ‪،‬‬
‫ك الربط أحيانا بيف ميزانية الشركات ك ميزانية الدكلة ك التداخؿ بيف األجيزة‬
‫الحككمية ك إدا ار ت المشركعات العامة يضعؼ الرقابة المالية المستقمة ‪ .‬كما أف‬
‫غياب المسؤكليات المالية دقيقة التحديد يقكد إلى استخداـ غير رشيد لممكارد‬
‫العامة لمدكلة ‪ .‬ك ال شؾ في أنو في ظؿ ىذه الظركؼ تككف فرص الرشكة‬
‫ك االستيبلء عمى الماؿ العاـ عديدة ألف المديريف ال يممككف كسائؿ رقابة كمتابعة‬
‫مرؤكسييـ ‪ .‬ك يقابؿ مراجعك الحسابات الذيف يأتكف مف الخارج ‪ -‬إف سمح‬
‫بالمجكء إلييـ ‪ -‬صعكبات متزايدة في تقدير المكقؼ المالي الحقيقي ليذه‬
‫‪163‬‬
‫‪.‬‬ ‫الشركات‬

‫‪ -161‬أحمد جماؿ الديف مكسى ك آخركف ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 23‬‬
‫‪ -162‬محمد رياض األبرش ‪ ،‬نبيؿ مرزكؽ ‪ " ،‬الخصخصة ‪ :‬آفاقيا و أبعادىا " ( ط ‪ 1‬؛ دمشؽ ‪ ،‬سكريا ‪ :‬دار الفكر ‪،‬‬
‫‪ ، ) 2002‬ص ص ‪. 42 – 41‬‬
‫‪ -163‬أحمد جماؿ الديف مكسى ك آخركف ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 24‬‬

‫‪104‬‬
‫ك عمى الرغـ مف أف بعض عناصر القطاع الخاص يمجأ إلى الرشكة لمكصكؿ إلى‬
‫غاياتو ‪ ،‬فإف اإلدارة االقتصادية السميمة ك التي تقكدىا المثؿ األخبلقية ك المراقبة‬
‫الشديدة لممدير ( مالؾ المشركع ( ك كسائؿ اإلعبلـ تجعؿ مف الفساد حاالت‬
‫‪164‬‬
‫‪ .‬ك لذا يبلحظ أف الرشكة في الكاليات المتحدة األمريكية‬ ‫خاصة في المجتمع‬
‫تقع أكثر في القطاع العاـ ( التعاقدات العسكرية عمى سبيؿ المثاؿ ) مقارنة‬
‫باألسكاؽ الخاصة األكثر اتساعا ك انتشا ار ‪ .‬فاقتصاد السكؽ في ىذا الخصكص‬
‫يعتبر‪ -‬في رأم دعاتو ‪ -‬نظاما أخبلقيا بدرجة أكبر مف النظاـ االقتصادم المدار‬
‫بكاسطة الحككمة ‪.‬‬
‫‪ -3-3‬المبررات السياسية ‪:‬‬
‫تؤدم الخصخصة في ظؿ أسكاؽ مفتكحة إلى القضاء عمى جميع أنكاع اليدر في‬
‫المكارد االقتصادية ‪ ،‬ك تؤدم إلى تخمي الدكلة عف التكجيات القديمة التي ثبت‬
‫عدـ جدكاىا في الحياة العممية ك بالتالي تفرغ الدكلة لؤلعماؿ السياسية مع‬
‫مشاركة القطاع الخاص في الجانب االقتصادم ك اإلشراؼ عميو مف خبلؿ‬
‫‪165‬‬
‫‪.‬‬ ‫خططيا العامة‬
‫ك ال ينمك دكر القطاع الخاص بالضركرة عمى حساب دكر الدكلة ‪ ،‬ك إنما الغرض‬
‫مف الخصخصة ىك تغيير طبيعة الدكلة بحيث تسترد دكرىا كسمطة سيادة تراقب‬
‫ك تشرؼ عمى االقتصاد في مجمكعو عاما أك خاصا ‪ ،‬ك ال تتدنى لكي تككف‬
‫مجرد منتج أك مدير‪ .‬ك مف ثـ ليس صحيحا االعتقاد أف اقتصاد السكؽ ىك‬
‫أضعاؼ لدكر الدكلة ‪ ،‬بؿ الحقيقة أف السكؽ ال تعمؿ إال في إطار دكلة قكية‬
‫تضع اإلطار العاـ لمنشاط االقتصادم ‪ ،‬ك تحدد الشركط المناسبة لمباشرة ىذا‬

‫‪ -164‬محمد رياض األبرش ‪ ،‬نبيؿ مرزكؽ ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬
‫‪ -‬منتدل التمكيؿ اإلسبلمي ‪ " ،‬أبعاد الخصخصة " ‪ ،‬نقبل عف المكقع اإللكتركني ‪:‬‬ ‫‪165‬‬

‫‪.http://www.islamfin.go-forum.net/montada-f30/topic-t1850.htm‬‬

‫‪105‬‬
‫النشاط ‪ ،‬ك تحكؿ دكف الخركج عمى ىذا اإلطار ‪ ،‬ك تكقع الجزاء عمى مف‬
‫يخالؼ القكاعد التي تضعيا ‪ .‬فبل كجكد لمسكؽ إال في حضف دكلة قكية ‪ ،‬ك لكف‬
‫قكة الدكلة ليست بكثرة أك حجـ التدخؿ ك إنما بفاعميتو ‪ .‬فالدكلة ىي العقؿ الذم‬
‫يتخذ الق اررات الرئيسية ك يترؾ لباقي الكحدات التصرؼ في ضكء اإلطار العاـ‬
‫‪166‬‬
‫‪.‬‬ ‫الذم يرسمو لو‬
‫ك يرل أنصار الخصخصة أف خصخصة المؤسسات تقكم مركز الدكلة ك تدعـ‬
‫نفكذىا السياسي ك تشجع نمكىا الديمقراطي ك تدعـ كضع الدكلة في العبلقات‬
‫الدكلية ال سيما في الظركؼ التي يمر بيا عالمنا المعاصر المتميز باحتداـ‬
‫المنافسة ك االعتماد المتبادؿ ك عالمية السكؽ ‪.‬‬
‫‪ -4‬أىداف الخصخصة ‪:‬‬
‫ىناؾ أىداؼ عديدة لمخصخصة فمنيا االقتصادية ك المالية ك السياسية‬
‫ك االجتماعية ‪ .‬ك فيما يمي عرض ألىـ ىذه األىداؼ ‪:‬‬
‫‪ -1-4‬األىداف االقتصادية ‪:‬‬
‫‪167‬‬
‫‪:‬‬ ‫يمكف تحديد أىـ األىداؼ االقتصادية لمخصخصة بما يأتي‬
‫‪ -‬تعزيز الكفاءة االقتصادية مف خبلؿ االعتماد عمى آليات السكؽ ك المنافسة ‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة تكزيع األدكار بيف القطاع العاـ ك الخاص ك انسحاب الدكلة تدريجيا مف‬
‫بعض النشاطات االقتصادية ك فسح المجاؿ أماـ المبادرات الخاصة عف طريؽ‬
‫تشجيع االستثمار الخاص ك تكسيع حجـ القطاع الخاص ك االعتماد عميو أكثر‬
‫في عممية النمك ك التنمية ‪.‬‬

‫‪ -166‬أحمد جماؿ الديف مكسى ك آخركف ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 26‬‬
‫" دور المؤسسات الصغيرة في دعم عممية الخصخصة في‬ ‫‪ -‬حسف عبد الكريـ سمكـ ‪ ،‬خديجة جمعة الزكيني ‪،‬‬ ‫‪167‬‬

‫البمدان العربية " ‪ ،‬الممتقى الدكلي‪ " ،‬متطمبات تأىيؿ المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة في الدكؿ العربية " ‪ ،‬يكمي‬
‫‪ 18-17‬أفريؿ ‪ ( 2006‬كمية العمكـ االقتصادية ك عمكـ التسيير ‪ ،‬مخبر العكلمة ك اقتصاديات شماؿ إفريقيا بجامعة‬
‫حسيبة بف بكعمي ‪ ،‬الشمؼ ‪ ،‬الجزائر ‪ ، ) 2006 :‬ص ‪. 10‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ -‬تحرير التجارة ك حرية رؤكس األمكاؿ ك األيدم العاممة ‪.‬‬
‫‪ -‬تكفير نكعية عالية مف السمع ك الخدمات مف قبؿ القطاع الخاص تستطيع التنافس‬
‫‪168‬‬
‫‪.‬‬ ‫مع المنتجات األجنبية ‪ ،‬ك بالتالي تحسيف كضعية مكازيف المدفكعات‬
‫‪ -2-4‬األىداف المالية ‪:‬‬
‫‪169‬‬
‫‪:‬‬ ‫تتمثؿ األىداؼ المالية لمخصخصة في اآلتي‬
‫‪ -‬التخفيؼ مف األعباء التي تتحمميا ميزانية الدكلة نتيجة دعميا لممنشآت‬
‫االقتصادية الخاسرة ك تكريس مكارد لدعـ قطاعات التعميـ ك البحث العممي‬
‫ك الصحة ‪ ،‬ك االىتماـ بالبنية األساسية ك المنشآت االقتصادية ذات األىمية‬
‫اإلستراتيجية ‪.‬‬
‫‪ -‬تطكير السكؽ المالية ك تنشيطيا ك إدخاؿ الحركية عمى رأس ماؿ الشركات بقصد‬
‫تطكيرىا كتنمية قدرتيا اإلنتاجية ‪.‬‬
‫‪ -‬خمؽ قنكات جديدة لبلستثمار بما يسيـ في جذب االستثمارات األجنبية المباشرة‬
‫التي تكفر التمكيؿ البلزـ لممشركعات االقتصادية ك تعكض النقص في المدخرات‬
‫الكطنية ك يصاحبو في نفس الكقت تدفؽ التكنكلكجيا ك المعرفة العممية ك اإلدارية‬
‫ك فتح أسكاؽ جديدة ك يزيد مف فرص العمؿ ‪ ،‬ك التي سكؼ يككف ليا تأثير‬
‫إيجابي عمى النمك االقتصادم ‪.‬‬
‫‪ -‬تطكير الجياز البنكي ‪ :‬إذ ستمعب البنكؾ دك ار ميما في عمميات اإلصدار األكلي‬
‫ألسيـ المؤسسات ك في دعـ المؤسسات المالية ‪ ،‬إضافة إلى تكفير السيكلة ‪،‬‬
‫ك القركض البلزمة لممؤسسات التي ستتـ خصخصتيا ‪ ،‬كما تنتقؿ البنكؾ‬

‫‪ -168‬شكقي دنيا ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 10‬‬


‫( بيركت ‪،‬‬ ‫‪ -169‬مصطفى محمد العبد اهلل " التصحيحات الييكمية و التحول إلى اقتصاد السوق في البمدان العربية "‬
‫لبناف ‪ :‬مركز دراسات الكحدة العربية ‪ ) 1999 ،‬ص ‪. 36‬‬

‫‪107‬‬
‫التجارية في تعامبلتيا مع المؤسسات المخصخصة إلى عقمية قطاع األعماؿ‬
‫الخاص ‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيؿ المدخرات المحمية ك دعـ الكعي االدخارم لدل األفراد مف خبلؿ فتح الباب‬
‫‪170‬‬
‫‪.‬‬ ‫أماميـ المتبلؾ حصص أك أسيـ في ىذه المشركعات‬
‫‪ -‬تخفيض الديف العاـ ك تخفيض مف األعباء المالية المستمرة ك المرتبطة بخدمات‬
‫‪171‬‬
‫‪.‬‬ ‫الديف العاـ‬
‫‪ -3-4‬األىداف السياسية ‪:‬‬
‫‪172‬‬
‫‪:‬‬ ‫تتمثؿ األىداؼ السياسية لمخصخصة في اآلتي‬
‫‪ -‬الحد مف فرص ممارسة الفساد ك استغبلؿ الماؿ العاـ مف قبؿ المسؤكليف‬
‫الحككمييف ك السياسييف ك إدارة المنشأة ‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة الممكيات ك األصكؿ إلى القطاع الخاص التي سبؽ أف أممت يؤدم إلى‬
‫مصالحة كطنية ك زيادة الثقة بسياسة الدكلة نحك تشجيع القطاع الخاص ‪.‬‬
‫‪ -‬يتضمف النظاـ الرأسمالي تكفير الديمقراطيػة الميبرالية في الحقؿ السياسي ك رفع‬
‫القيػكد عف المكاطنيف ك الشعكر بالمشاركػة في صنع الق اررات عف طريؽ إشاعػة‬
‫ك نشر أجكاء الحرية ك المناقشات ك تقميص دكر السمطات البكليسية ك السمطكية‬
‫ك إنياء الضغكط عمى الحريات الشخصية ك تحقيؽ العدالة االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬الحد مف اآلثار السمبية التي تحدثيا الضغكط السياسية ك نقابات العماؿ‬
‫ك إضعاؼ نفكذىـ ‪ ،‬خصكصا عندما يككف برنامج الخصخصة شفافا ك نزييا في‬
‫‪173‬‬
‫‪.‬‬ ‫تصميمو ك تنفيذه‬

‫‪ -170‬شكقي دنيا ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 10‬‬


‫‪ -171‬المجنة االقتصادية ك االجتماعية لغربي آسيا ( اإلسككا ) ‪ " ،‬تقييم برامج الخصخصة في منطقة اإلسكوا " ( األمـ‬
‫المتحدة ‪ ،‬نيكيكرؾ ‪ ) 1999 ،‬ص ‪. 6‬‬
‫‪ -172‬حسف عبد الكريـ سمكـ ‪ ،‬خديجة جمعة الزكيني ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 10‬‬

‫‪108‬‬
‫‪ -4-4‬األىداف االجتماعية ‪:‬‬
‫‪174‬‬
‫‪:‬‬ ‫نجاح الخصخصة يعكد عمى المجتمع بالفكائد ك المنافع اآلتية‬
‫‪ -‬العمؿ عمى إعادة تكزيع المداخيؿ ك تحقيؽ العدالة االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬تحسيف مستكيات المعيشة لممجتمع مف خبلؿ زيادة حجـ المشاريع اإلنمائية‬
‫ك زيادة معدؿ النمك االقتصادم مما يساعد عمى تكفير فرص عمؿ جديدة لمناس‪.‬‬
‫‪ -‬حصكؿ المجتمع عمى السمع ك الخدمات بجكدة أعمى ك أسعار أؽ ؿ نتيجة تكسيع‬
‫ك تنكيع قاعدة الممكية ك زيادة المنافسة مف خبلؿ تشجيع القطاع الخاص عمى‬
‫الدخكؿ في كافة المجاالت االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ -‬دعـ الديمقراطية ك تشجيع البلمركزية ك معالجة القضايا اإلدارية لعبلقة األجيزة‬
‫الحككمية باألفراد ‪ .‬ففي المجتمع الديمقراطي ك في ظؿ االنفتاح االقتصادم‬
‫تككف األجيزة الحككمية في خدمة األفراد ك تتحكؿ ىذه األجيزة إلى حككمة‬
‫قكانيف ك ليست حككمة أفراد ‪ ،‬ك بذلؾ تمنع المؤسسات السياسية مف االعتداء‬
‫‪175‬‬
‫‪.‬‬ ‫ك التجاكز عمى الحياة الخاصة لممكاطف أك االنتقاص مف حقكقو‬
‫ك تتشابو ىذه األىداؼ بيف الدكؿ المختمفة عند تطبيقيا سياسة الخصخصة ‪ ،‬ك لكف‬
‫االختبلفات تككف فقط في أكلكية بعض ىذه األىداؼ بما يتناسب مع الظركؼ‬
‫المحمية في كؿ منيا ‪.‬‬
‫ففي الدكؿ المتقدمة ك عمى رأسيا بريطانيا التي تعتبر دكلة رأسمالية متقدمة تمثمت‬
‫‪176‬‬
‫‪:‬‬ ‫أىداؼ سياسة الخصخصة في اآلتي‬
‫‪ -‬زيادة الكفاءة اإلنتاجية لممؤسسات تحت الخصخصة ‪.‬‬

‫‪- Hocine Benissad , « L’Ajustement Structurel : L’Expérience Du Maghreb » ( Office‬‬


‫‪173‬‬

‫‪universitaires , Alger , 1999 ) , p 28 . des Publications‬‬


‫‪ -174‬زيد منير عبكم ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 14‬‬
‫‪ -175‬حسف عبد الكريـ سمكـ ‪ ،‬خديجة جمعة الزكيني ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 10‬‬
‫‪ -176‬فالح أبك عامرية ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 19‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ -‬تقميؿ حجـ ك دكر الدكلة في إنتاج السمع ك الخدمات ‪.‬‬
‫‪ -‬إضعاؼ نفكذ ك دكر نقابات العماؿ في القطاع العاـ ‪.‬‬
‫‪ -‬تكسيع دائرة امتبلؾ األسيـ ‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع ممكية العامميف ‪.‬‬
‫‪ -‬الحصكؿ عمى الكسب السياسي ‪.‬‬
‫أما في دكؿ التحكؿ نحك اقتصاديات السكؽ ك عمى رأسيا ركسيا ك التي عاشت في‬
‫ظؿ القطاع العاـ ألكثر مف نصؼ قرف ‪ ،‬تمثمت أىداؼ الخصخصة في‬
‫‪177‬‬
‫‪:‬‬ ‫اآلتي‬
‫‪ -‬االنتقاؿ مف االقتصاد المخطط مركزيا إلى اقتصاد السكؽ ‪.‬‬
‫‪ -‬خمؽ بيئة تنافسية ك تقميؿ االحتكار في االقتصاد القكمي ‪.‬‬
‫‪ -‬جذب االستثمارات األجنبية ك تطكير البنية االجتماعية ك تحسينيا باستخداـ عكائد‬
‫الخصخصة ‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيؽ االستقرار االقتصادم ك تمكيؿ خدمات الدكلة ‪.‬‬
‫‪178‬‬
‫‪:‬‬ ‫البلتيني ‪ ،‬تمثمت الخصخصة في اآلتي‬
‫ة‬ ‫أما في أمريكا‬
‫‪ -‬رفع الكفاءة اإلنتاجية في سكؽ دكلية تتزايد فييا المنافسة ‪.‬‬
‫‪ -‬الحد مف الصعكبات المالية التي تكاجو الدكلة ك تخفيض مستكل ديكنيا ‪.‬‬
‫‪ -‬تمبية احتياجات الطمب االجتماعي عمى خدمات اجتماعية أفضؿ ‪.‬‬
‫ك بالنسبة لميدؼ األساسي مف تطبيؽ برامج الخصخصة في الدكؿ النامية فيك‬
‫محاكلة عبلج األزمة االقتصادية مف خبلؿ سياسات برامج اإلصبلح‬

‫‪ -177‬المرسى السيد حجازم ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 18‬‬


‫‪ -178‬نفس المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ص ‪. 19 – 18‬‬

‫‪110‬‬
‫االقتصادم‪ .‬ك عميو فإف العديد مف الدكؿ النامية اضطرت خبلؿ عقد الثمانينات‬
‫نتيجة أزمة الديكف ك ما أعقبيا مف انخفاض حاد في التمكيؿ الخارجي ك مف‬
‫أجؿ تخفيض اإلختبلالت عمى مستكل االقتصاد الكمي ك معالجة األزمة‬
‫االقتصادية ‪ ،‬اضطرت ىذه الدكؿ تحت ضغط مؤسسات التمكيؿ الدكلية‬
‫ك بخاصة صندكؽ النقد الدكلي ك البنؾ الدكلي لتبني برامج التثبيت‬
‫‪179‬‬
‫‪.‬‬ ‫ك التكيؼ الييكمي‬ ‫‪‬‬
‫االقتصادم‬
‫ك برامج التكييؼ الييكمي ىي عبارة عف حزمة سياسات اقتصادية يقكـ بصياغتيا‬
‫البنؾ الدكلي ك تيدؼ إلى تحقيؽ االستقرار الكمي الشامؿ ك عمى المدل الطكيؿ‪،‬‬
‫ك يتقدـ بيا البنؾ الدكلي عندما تككف ىناؾ إختبلالت عميقة ‪ ،‬بحيث لـ تنفع‬
‫‪180‬‬
‫‪ .‬ك قد تختمؼ برامج التكييؼ الييكمي بعض‬ ‫معيا برامج التثبيت االقتصادم‬
‫الشيء مف دكلة ألخرل ك لكنيا عادة تشمؿ سحب الدعـ الحككمي عف السمع‬
‫ك الخدمات ك مؤسسات القطاع العاـ ‪ ،‬ك تحرير أسعار السمع ك الخدمات ‪،‬‬
‫ك تخفيض قيمة العممة الكطنية ‪ ،‬ك تخفيض اإلنفاؽ الحككمي ‪ ،‬إضافة إلى‬

‫‪ -‬سياسات اإلصبلح االقتصادم ك كما عرفتيا األمـ المتحدة ‪ ،‬ىي عمميات متدرجة مف أجؿ إحداث تغيرات جكىرية في‬ ‫‪‬‬

‫أساليب تعبئة المكارد ك إعادة تكزيعيا ‪ ،‬عمى النحك الذم يضمف متطمبات المجتمع عمى المدل القريب ك البعيد ‪ .‬أم‬
‫ىي تغيير في السياسات االقتصادية ‪ ،‬تبدأ بتطبيؽ سياسات التثبيت مف أجؿ إيجاد الحمكؿ ك المعالجات لئلختبلالت‬
‫قصيرة األجؿ التي يعاني منيا البمد ‪ ،‬ك تنتيي بسياسات التكيؼ الييكمي مف أجؿ معالجة اإلختبلالت العميقة في‬
‫اقتصاد ذلؾ البمد ‪ .‬أنظر في ‪ :‬محمد معف ديكب ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 98‬‬
‫‪ -‬برامج التثبيت االقتصادم ىي سياسات قصيرة األجؿ ال تتجاكز الثبلث سنكات ‪ ،‬يقكـ صندكؽ النقد الدكلي‬ ‫‪ ‬‬

‫بصياغتيا مف أجؿ المساىمة في معالجة اإلختبلالت الطارئة التي تحدث في االقتصاد الكطني ‪ ،‬مثؿ العجز في‬
‫الكطنية ‪ ،‬أم برامج التثبيت تختص بجكانب الطمب‬ ‫ميزاف المدفكعات ‪ ،‬العجز في الميزانية العامة ‪ ،‬تدىكر العممة‬
‫الكمي بشقيو االستيبلكي ك االستثمارم ك تحاكؿ أف تجعمو متكازنا مع إجمالي الناتج المحمي ‪ .‬أنظر في ‪ :‬محمد معف‬
‫ديكف ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 98‬‬
‫‪ -‬حساف خضر ‪ " ،‬خصخصة البنية التحتية " ‪ ،‬سمسمة جسر التنمية ( العدد ‪، 18‬الككيت ‪ ،‬المعيد العربي لمتخطيط‬ ‫‪179‬‬

‫‪ ، - API -‬جكاف ‪ ، ) 2003‬ص ‪. 3‬‬


‫‪ -180‬محمد معف ديكف ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ‪. 99‬‬

‫‪111‬‬
‫تعزيز التجارة ك تشجيع االستثمار األجنبي ك تشجيع القطاع الخاص ليقكد التنمية‬
‫االقتصادية ‪ ،‬ك ذلؾ بإفساح المجاؿ لو في كؿ القطاعات التي كانت حك ار‬
‫‪181‬‬
‫‪.‬‬ ‫لمؤسسات القطاع العاـ ك ىذا يعرؼ بالخصخصة‬
‫ك يعني ىذا أف الخصخصة ىي جزء مكمؿ لسياسات برامج اإلصبلح االقتصادم‪،‬‬
‫ك ىي المرحمة األخيرة مف مراحؿ اإلصبلح االقتصادم ك تيدؼ بصكرة أساسية‬
‫إلى عبلج األزمة االقتصادية عف طريؽ تصحيح األثر السالب لؤلداء المالي‬
‫لمؤسسات القطاع العاـ عمى الميزانية العامة لمدكلة ‪ ،‬ك ذلؾ بتقميؿ الدعـ المالي‬
‫ليا ك زيادة إيراداتو ا ‪ ،‬إضافة إلى رفع كفاءة المؤسسات المخصصة ‪ ،‬بافتراض‬
‫أف القطاع الخاص أكثر كفاءة مف نظيره العاـ ‪ ،‬بالتالي سيؤدم ذلؾ إلى زيادة‬
‫معدؿ النمك االقتصادم لمدكلة ‪.‬‬

‫‪ -181‬فالح أبك عامرية ‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص ص ‪. 20 - 19‬‬

‫‪112‬‬

You might also like