Professional Documents
Culture Documents
مف إعداد:
انذكتىرة :فرحي كريمة
انذكتىر :فراح رشيذ
1
مقدمة:
االقتصاد عمـ مف العمكـ االجتماعية التي تدرس سمكؾ اإلنساف ،سكاء كاف فردا أـ
مجتمعا ،في كيفية إشباع حاجاتو المادية مف خبلؿ استخدامو لممكارد االقتصادية.
ك يكاجو ىذا اإلنساف مشكمة دائمة في ىذا السمكؾ تكمف في أف حاجاتو تككف دائما
أكبر بكثير مف المكارد االقتصادية المتاحة لو .ك عمـ االقتصاد يسعى لحؿ ىذه
المشكمة مف خبلؿ إيجاد الحمكؿ المثمى في كيفية تكزيع تمؾ المكارد المحدكدة بيف
االستخدامات البديمة ك المتعددة ك تحقيؽ أىداؼ معينة يسعى إلييا اإلنساف.
مف ىذه المقدـ ة المكجزة نجد أف ىناؾ عدة مصطمحات تحتاج إلى تكضيح منيا:
-ما ىي المشكمة االقتصادية؟
-ما ىي الحاجات؟
-ما ىي المكارد؟
تنشأ المشكمة االقتصادية نتيجة تعدد الحاجات اإلنسانية كتزايدىا بصكرة مستمرة
االقتصادم المتاح ػة ك التي تستخدـ إلشباع تمؾ
ػة في ظؿ محدكدية (ندرة) المكارد
الحاجات .كتتصؼ المشكمة االقتصادية بالعمكمية حيث تكاجييا كؿ المجتمعات
2
اإلنسانية بصرؼ النظر عف طبيعة النظاـ االقتصادم كدرجة التقدـ االقتصادم،
غير أف حدتيا تختمؼ مف دكلة إلى أخرل.
مما سبق يمكن القول أن المشكمة االقتصادية تتمخص في أن :الحاجات أكبر من
الموارد (الحاجات > الموارد).
الحاجات :ىي تمؾ الرغبػات الممحة لدل الفرد لمحصكؿ عمى سمػع أك خدمات.
كأىـ خصائص ىذه الحاجات أنيا ال تنتيي أبدا بؿ ىي متجددة كمتعددة دائما .كلك
أخذنا مثبل لذلؾ شخص بسيط لو حاجات كطمكحات كثيرة جدا في الحياة :فيك
يحتاج أف يشترم شقة كيشترم سيارة تعجبو كيحتاج أف يرفو عف نفسو بالذىاب في
رحمة ترفييية كىكذا لو حاجات متعددة ال تنتيي أبدا ككمما أشبع حاجة معينة تكلدت
مكانيا حاجات أخرل .
أما الموارد :تعرؼ بأنيا -ما يسره ك أكجده هلل عز كجؿ -مف كسائؿ أك مصادر
كانت طبيعية أك بشرية يؤدم استخداميا إلى إنتاج السمع ك الخدمات التي تشبع
القدر األكبر مف الحاجات غير المحدكدة لئلنساف.
ك تنقسـ المكارد إلى:
-1الموارد الحرة (غير االقتصادية) :كىي متكفرة في الطبيعة بكثرة كتكفي إلشباع
جميع الحاجات اإلنسانية كال ندفع ثمف مقابؿ الحصكؿ عمييا .مثؿ :الشمس كاليكاء.
-2الموارد االقتصادية :كىي محدكدة كغير كافية إلشباع كؿ الحاجات اإلنسانية أم
أنيا تتميز بالمحدكدية كالندرة النسبية كمعيار الندرة ىك كجكد ثمف مقابؿ الحصكؿ
عمييا.
ك تنقسـ المكارد االقتصادية مف حيث أصميا إلى ثبلث أقساـ كىي:
3
موارد طبيعية مثؿ :األراضي ما فكقيا كما تحتيا.
موارد بشرية مثؿ :العماؿ كأصحاب المشركعات.
موارد رأسمالية كىي اآلالت كالمعدات البلزمة إلنتاج السمع كالخدمات البلزمة
إلشباع الحاجات.
كتعتبر المكارد االقتصادية محدكدة كنادرة نسبيا مقارنة بحاجات األفراد كالمقصكد
بالندرة النسبية كجكد الشيء مع عدـ كفايتو .
تيدؼ إلى تعريؼ طمبة العمكـ اقتصادية تجارية ك عمكـ إف ىذه المحاضرات
التسيير (ؿ ـ د) بالمشكمة االقتصادية كما يصكرىا االقتصاد الكضعي(الرأسمالي) ،
أىـ العكامؿ المؤثرة في كبمفيكـ المكارد االقتصادية ،خصائصيا ،تقسيماتيا ك
تقييميا ،باإلضافة إلى دراسة االدخار ،االستثمار ك الخصخصة.
4
المحاضرة األولى:
المشكمة االقتصادية كما يصورىا
االقتصاد الوضعي(الرأسمالي)
5
تمييد:
تتمثؿ المشكمة االقتصادية في أم مجتمع مف المجتمعات في عدـ القدرة عمى
إشباع جميع االحتياجات البشرية ،كيرجع ىذا أساسان إلى ندرة المكارد كعكامؿ
اإلنتاج .كالنيائية الحاجات .فمك تكافرت ىذه دائمان كبالقدر المطمكب إلنتاج السمع
كالخدمات الكافية إلشباع االحتياجات البشرية إشباعا تامان لزالت المشكمة االقتصادية.
سنحاكؿ مف خبلؿ ىذه المحاضرة عرض مفيكـ المشكمة االقتصادية في الفكر
الرأسمالي.
-1سكينة بف حمكد" ،مدخل لعمم االقتصاد ( الجزائر :دار المحمدية العامة ،)2009 ،ص .19
6
عف تمؾ التي كانت سائدة في العصكر السابقة،أم أف المرحمة الحضارية التي
يعاصرىا اإلنساف تختمؼ في احتياجاتيا مف مرحمة ألخرل .2
كتتميز المشكمة االقتصادية بصفة العمكمية فيي تكاجو الفرد كما تكاجو
الجماعة بؿ تكاجو كؿ المجتمعات سكاء كانت متقدمة اقتصاديان أك متخمفة .فالمشكمة
مجتمع آلخر.
ٍ االقتصادية ال تختمؼ في أركانيا (أسبابيا) كال في عناصرىا مف
فالمشكمة االقتصادية تنشأ مف ىذه العناصر :محدكدية المكارد كعدـ محدكدية
الحاجات .كىذه األركاف يكاد يتفؽ عمييا عمماء االقتصاد الرأسمالي .فكمما كانت
المكارد اإلنتاجية التي تستخدـ في إنتاج السمع محدكدة،فإف السمع كالخدمات تعتبر
محدكدة أيضان ،كعمى العكس مف ذلؾ فإف رغبات اإلنساف كاحتياجاتو غير محدكدة
في الكاقع .كىذه الحقائؽ تضع أمامنا عنصريف أساسيف في عمـ االقتصاد كىما الندرة
كاالختيار).
كيجب أف نعمـ عند حديثنا عف المشكمة االقتصادية أنيا ذات طابع نسبي
كليس مطمؽ كيتجمى ذلؾ فيما يمي :3
أوال :أف الندرة كمحرؾ لنشأة المشكمة االقتصادية تتكقؼ عمى العبلقة بيف المكارد
كالحاجات ال عمى كمياتيا المطمقة ،أم أنيا مسألة نسبية .فالنفط مثبلن قد ينتج
ٍ
بكميات كبيرة كمع ذلؾ يظؿ سمعة نادرة تدخؿ في نطاؽ المشكمة االقتصادية
كذلؾ ببساطة ألف الحاجة إليو تفكؽ ما ينتج منو عمى الرغـ مف ضخامتو،
كحيث أف المشكمة االقتصادية نسبية الطابع فإنو يمكف مكاجيتيا إما عف
طريؽ زيادة المكارد أك تقميؿ الحاجات أك بذؿ الجيد في االتجاىيف معان.
-2ىذه األفكار متفؽ عمييا في الفكر االقتصادم الرأسمالي .فأكثر كتب النظرية االقتصادية كالفكر االقتصادم تتبنى ىذه
األفكار راجع :داككد ابراىيـ " ،محاضرات في االقتصاد الجزئي" (المؤسسة الكطنية لمكتاب ،)1984 ،ص.9
-3عادؿ أحمد حشيش "،أصول االقتصاد السياسي – دراسة تحميمية مقارنة" ( اإلسكندرية ،مصر :دار الجامعة الجديدة
لمنشر) ،ص ص .42-41
7
ثانيا :أف المشكمة االقتصادية كنتيجة مترتبة عمى ظاىرة الندرة كاف كانت تنتشر في
كافة المجتمعات أيان كانت درجة تقدميا ،كأيان كانت طبيعة النظاـ االقتصادم
مجتمع
ٍ المطبؽ بيا .فإف درجة حدتيا كالقدرة عمى مكاجيتيا تختمؼ مف
آلخر .فالمشكمة االقتصادية تككف أكثر حدة في المجتمعات المتخمفة إذا ما
قكرنت بالبمداف الصناعية المتقدمة.
ك تنشأ المشكمة االقتصادية عندما تككف كسائؿ إشباع الحاجات نادرة ،ك تختفي إذا
كانت ىناؾ كفرة في ىذه الكسائؿ ،كما أنيا تمتاز بصفة العمكمية ،حيث
يمكف أف تنشأ في أم مجتمع بغض النظر عف طبيعة نظامو السياسي
أك االجتماعي أك مرحمة تقدمو االقتصادم ،ك أف طريقة حميا ىي التي
تختمؼ مف نظاـ إلى آخر . 4
ىناؾ ثبلثة أسئمة تكاجو أم اقتصاد ك يجب اإلجابة عمييا ك ىي :5
ما هي انسهع و انخذمات انمراد إنتاجها؟
يمكف التمييز بيف السمع الحرة ك السمع االقتصادية ،فاألكلى ليس ليا سعر،
ألنيا متكفرة دكف تكمفة كاليكاء ،الشمس...،الخ ،ك تصبح سمعا اقتصادية
عندما يدخؿ في إنتاجيا عناصر اإلنتاج بتكمفة معينة .أما السمع االقتصادية
فيدخؿ في إنتاجيا عناصر اإلنتاج المختمفة ك يككف ليا سعر معيف ،كىي
سمع اقتصادية ك إنتاجية فاألكلى تستخدـ إلشباع الحاجات بصكرة مباشرة
مثؿ الغذاء ك ىي سمع معمرة تشبع الحاجة أكثر مف مرة عمى فترات متعددة،
ك سمع غير معـ ػرة تشبع الحاج ػة لمرة كاحدة كىي سمع ضركرية ك كمالي ػة،
– مصطمحات -أسئمة " ( الجزائر :دار أسامة لمطباعة -عمي خالفي " ،المدخل إلى عمم االقتصاد مفاىيم 4
8
ك الثانية ىي سمع تشبع الحاجات بطريقة غير مباشرة ،ك يطمؽ عمييا السمع
الرأسمالية التي تنتج سمعا أخرل ك ال تطمب لذاتيا.
كيف تتم عمهية إنتاج انسهع؟
أم كيؼ يتـ اختيار أسمكب اإلنتاج؟ أك كيؼ تمزج عناصر اإلنتاج؟ انطبلقا مف
كفرتيا أك ندرتيا .فإذا تكفر عنصر العمؿ أكثر مف رأس الماؿ يتـ استخداـ
مكثؼ لمعمؿ مقارنة برأس الماؿ ،ك ىكذا بالنسبة لمعناصر األخرل.
إف األثماف النسبية لعناصر اإلنتاج السائدة في السكؽ ىي التي تحدد طريقة
اإلنتاج التي سيستخدميا المنتجكف بحثا عف تحقيؽ أكبر ربح ك أقؿ تكمفة أم
تحقيؽ الرشادة االقتصادية.
نمن يتم إنتاج انسهع و انخذمات؟
أم كيؼ يتـ تكزيع السمع ك الخدمات التي اتخذ القرار بإنتاجيا؟
إف المراد ىنا ىك المستيمؾ الذم يستفيد مباشرة مف السمع ك الخدمات،
كمعنى ىذا يجب دراسة الطمب ك العكامؿ المؤثرة عميو قبؿ اإلنتاج ك أثناء
اإلنتاج ك بعده ألف اليدؼ مف اإلنتاج ىك تحقيؽ مستكل معيف مف اإلشباع.
9
-ندرة الموارد.
-ال نهائية الحاجات.
-االختيار.
فاإلنساف يمجأ إلى إشباع رغباتو البلمحدكدة بمكارد األرض المحدكدة لذلؾ
يمجأ إلى االختيار كالفرصة البديمة ،لعدـ القدرة عمى إشباع كؿ حاجاتو.
إشباعيا .فقد تككف الكميات المكجكدة مف مكرد ما كبيرة نكعان ما كلكنو يعتبر مكردان
ناد انر إذا ما قيس بالرغبات البشرية التي ينبغي إشباعيا،أم أنو نادر مف حيث كمية
عرضو المتاح قياسان بمستكل اإلشباع المطمكب لمحاجات) .كمف أسباب المشكمة
االقتصادية:6
-عدـ استغبلؿ مكارد المجتمع أك سكء استغبلليا.
-عدـ كفاءة استخداـ المكارد المتاحة.
كىذا يقكدنا إلى أف مشكمة الندرة ليست ظاىرة طبيعية فقط بؿ ليا ارتباط
مباشر باإلنساف .كذلؾ ألنو ترتبط قدرة المجتمع في التغمب عمى ىذه الظاىرة
بدرجة تطكر المعرفة الفنية كالعممية في ذلؾ المجتمع ،فبقدر ما تزداد درجة
تقدـ ىذه المعرفة ،كبقدر ما نعرؼ مف إمكانيات استخداميا إلشباع الحاجػػات
تتييأ السبػػؿ المكاتية لتنمية قدرات اإلنساف في السيطرة عمى ىذه المكارد.
-قابمية بعض المكارد لمنفاذ كالنضكب.
- يمكف تعريؼ المكارد بأنيا كؿ ما تحتكيو البيئة كينفع اإلنساف كيساعده عمى البقاء،كالمكارد اما أف تككف طبيعية
جيد عقمي أك فكرم يسمى بالمكرد البشرم .راجع أسس الجغرافية أك بشرية ،فاإلنساف نفسو كما يقكـ بو مف ٍ
االقتصادية.
-6سكينة بف حمكد ،مرجع سبؽ ذكره ،ص .19
10
ٍ
بنسب تفكؽ الزيادة في اإلنتاج. -زيادة عدد السكاف
كككف الندرة نسبية يعني أف بإمكاف اإلنساف تنمية المكارد االقتصادية .كمف
األمكر المسمـ بيا أف مشكمة الندرة تبلزـ كافة المجتمعات اإلنسانية سكاء الدكؿ
(*)
أك الدكؿ النامية كالفقيرة .كىذه الصفة األساسية لمسألة الندرة تجعؿ منيا الغنية
منا دكمان حسف استغبلؿ المكارد
أم انر نسبيان .لذلؾ فإف حؿ المشكمة االقتصادية يتطمب ّ
النادرة ذات االستعماالت المختمفة كالمتعددة عمى أفضؿ كجو ممكف كتكظيفيا في
أحسف استعماؿ عمى النحك الذم يحقؽ أقصى الغايات كيمبي أكبر إشباع ممكف مف
حاجات كمتطمبات اإلنساف.
ثانيا :ال نيائية الحاجات:
مف أسباب كجكد المشكمة االقتصادية ككف حاجات اإلنساف ال متناىية كغير
محدكدة .فمف طبيعة اإلنساف أنو كمما أشبع رغبة تثكر في نفسو رغبات أخرل.
كتعرؼ الحاجة بأنيا (:إحساس باأللـ نتيجة عدـ تحقيؽ منفعة أك إشباع ،كىي مادية
مثؿ المباس ،الغذاء ،السكف..،الخ ،ك معنكية مثؿ الخدمات ،النقؿ ،التعميـ
الصحة...،الخ .ك ىي تتغير مع تغير المرحمة الحضارية التي يعاصرىا اإلنساف
7
.كرغـ تعدد معاني كمف العكامؿ المؤثرة عمييا :التقاليد ،الثقافة ،المناخ...،الخ )
ٍ
حالة نفسية .كلكف الحاجة في عمـ النفس تختمؼ عف الحاجة فأنيا تدؿ دائمان عمى
الحاجة في االقتصاد .فالذم يفرؽ بيف الحاجة النفسية كالحاجة في االقتصاد ىك
كسيمة إشباع ىذه الحاجة أم مكضكع الحاجة فإذا كأف مكضكع الحاجة ماالن
اقتصاديان ،أم ناد انر بالنسبة لمحاجات اعتبرت الحاجة اقتصادية.
*
-لذلؾ يمكف أف نفرؽ بيف الندرة كالفقر .فالفقر يككف في المجتمعات الفقيرة فقط ،كيككف ناتج عف نقص المكارد
األساسية لممجتمع ،أما الندرة فتبلزـ كؿ المجتمعات حتى الغنية كالمتطكرة ،كتككف ىناؾ ندرة حتى مع كجكد كضع
اقتصادم في حالة انتعاش،كذلؾ ألف المقصكد بالندرة ىكا لندرة النسبية أم نسبةن لحاجات اإلنساف.
-7عمي خالفي ،مرجع سبؽ ذكره ،ص.17
11
-خصائص انحاجات:
أىـ خصائص الحاجات البشرية مف الناحية االقتصادية فيي:
أ -القابمية لمتعدد :فالحاجات اإلنسانية في األصؿ عديدة كمتنكعة كتتنكع باستمرار
تبعان لتقدـ الحضارة كتتغير بتغير العادات في المجتمعات ،كىي كثيرة بحيث تفكؽ
حد ليا .
القدرة عمى تحقيؽ إشباعيا .كىذه الحاجات ال ّ
ب -القابمية لئلشباع :فكؿ حاجة قابمة لئلشباع ،لذلؾ فالمنفعة تميؿ إلى التناقص
مع استمرار اإلشباع ** .كمعنى قابمية السمعة لئلشباع ىك أف مقدا انر مف الماؿ يكفي
إلشباع ىذه الحاجة .كترد قابمية الحاجة لئلشباع إلى طبيعة اإلنساف النسبية،
فاإلنساف محدكد القدرة كلكف بعض الكتاب يستثنكف مف ىذه القاعدة الحاجة إلى
النقكد كالحاجة إلى الترؼ.
ج -القابمية لبلستبداؿ :كىذا يعني إمكانية االستعاضة عف قضاء حاجة معينة،
ٍ
بسمعة أخرل .كليذا العامؿ قيمةن كبرل بقضاء حاجة أخرل ،أك االستعاضة بسمعة
في الحياة االقتصادية،إذ بو يحد مف سمطاف التمادم في ارتفاع األسعار مف قبؿ
نيام مف قبؿ المحتكر.
المحتكر ،مثبلن في رفع ثمف السمعة التي يحتكرىا إلى ماال ة
د -الحاجات كالرغبات غير محدكدة( ال نيائية) :أم عدـ كجكد نياية لرغبات
مر الزمف.
اإلنساف ،فيي قابمة لمزيادة عمى ّ
ىػ -ككذلؾ مف خصائص الحاجات القابمية لمقياس كالقابمية لبلنقساـ.
ثالثاً :االختيار:
نتيجة لتعدد كتطكر الحاجات اإلنسانية كندرة المكارد االقتصادية ،يجد اإلنساف
نفسو تحت ضغط الحاجة إلى االختيار بيف أم الحاجات يشبع أكالن ،كذلؾ لعدـ
منا استغبلؿ المكارد
القدرة عمى إشباع كؿ ىذه الحاجات .فندرة المكارد يتطمب ّ
**
قانكف تناقص المنفعة الحدية ينص عمى أف المنفعة المكتسبة مف السمعة تميؿ إلى التناقص مع استمرار استيبلؾ
كحدات مف نفس السمعة.
12
االقتصادية النادرة ذات االستعماالت المتعددة كالمختمفة عمى أفضؿ ٍ
كجو ممكف
كتكظيفيا في أحسف االستعماالت في سبيؿ تحقيؽ أقصى الغايات كأكبر قدر ممكف
مف اإلشباع لحاجاتنا البلمحدكد ة .كىذا يتطمب مناؿ ترتيب ىذه الحاجات حسب
أكلكيتيا كأىميتيا أم سمـ األفضميات.
كيقصد باالختيار( :االختيار القائ ـ عمى المبادئ االقتصادية كالمرتكز عمى
منطؽ العقبلنية كالذم يعني التكفيؽ بيف االستعماالت البديمة المتاحة لو ،أم
االختيار بيف أم الحاجات التي يجب عمى اإلنساف أف يقكـ بإشباعيا كأم الحاجات
.8ككما أف الفرد يكاجو دائمان بمشكمة التي يضحي بيا كيتخمى عف إشباعيا)
االختيار فإف الجماعة أيضان تكاجو بنفس المشكمة ككذلؾ المجتمع كالدكلة فتدعكىا
ندرة مكاردىا إلى ضركرة تكجيييا نحك إشباع الرغبات كذلؾ عمى حساب الحرماف
مف إشباع رغبات أخرل.
أم أف الدكلة مطالبة دائمان بأف تقتصد في استخداـ مكاردىا المحدكدة كأف
تتجنب أم ضياع فييا (.لذلؾ نجد أف الدكؿ كالجماعات المتقدمة تراعي ىذا المبدأ
حيث تختار كتنتقي طريقة االستخداـ المثمى التي تؤدم إلى تحقيؽ أعمى إشباع
ممكف ألفرادىا ،كذلؾ بالمقارنة األخرل البديمة كيتحقؽ ذلؾ عف طريؽ القياـ بدراسة
جميع الطرؽ الممكنة الستخداـ مكرد مف المكارد كالمفاضمة عمى أساس نسبة العائد
إشباع ممكف بأقؿ
ٍ إلى المكارد المستخدمة كاختيار الطريقة المثمى التي تعطي أكبر
قدر مف المكارد).
-4عالج المشكمة االقتصادية في االقتصاد الرأسمالي:
أىـ ما يميز النظاـ الرأسمالي ىك الحرية الفردية في ممارسة النشاط
االقتصادم ككذلؾ الممكية الخاصة لعناصر اإلنتاج عمى اختبلؼ أنكاعيا ،كعدـ
-تكفيؽ عبد الرحيـ حسف" ،مبادئ االقتصاد الجزئي" ( عماف ،األردف :دار صفاء لمنشر ك التكزيع) ،ص.28 8
13
التدخؿ الحككمي المباشر مف جية كدافع الربح لدل األفراد مف جية ثانية ،كاالعتماد
عمى جياز الثمف .9أما أىـ القكاعد التي يستخدميا االقتصاد الرأسمالي في عبلج
المشكمة االقتصادية فيي:
أ -الحرية االقتصادية :كىي تعتبر أىـ دعائـ النظاـ الرأسمالي .كنتيجة ليذه
الدعامة كاف أحد الشعا ار ت الرأسمالية المشيكر(دعو يعمؿ دعو يمر).كبيذا فقد
ضمف النظاـ الرأسمالي حرية االستيبلؾ كما ضمف حرية االستغبلؿ فمكؿ
شخص الحرية في إنفاؽ مالو كما يشاء عمى حاجاتو كرغباتو .كىك الذم يختار
نكع السمع التي يستيمكيا.
ب -الرقابة عمى النشاط االقتصادم بكاسطة جياز الثمف :يحاكؿ النظاـ
الرأسمالي حؿ المشكمة االقتصادية عف طريؽ ميكانيكية جياز الثمف.
كيقصد بجياز الثمف تمؾ الحركات التمقائية الناتجة عف تفاعؿ قكل السكؽ
( العرض كالطمب).
-المنتج يقدـ سمعة أك خدمة بيدؼ الحصكؿ عمى الربح.
-المستيمؾ يحصؿ عمى السمعة بغرض تحقيؽ اإلشباع كبذلؾ تتحقؽ
مصالح الطرفيف.10
لذلؾ فجياز الثمف في االقتصاد الرأسمالي يعتبر كسيمة لحؿ المشكمة
االقتصادية مف خبلؿ ما يمي:
-جياز الثمف يختار السمع التي تنتج كنكع المنتجات ،أم تخصيص المكارد
اإلنتاجية في إنتاج السمع كالخدمات األكثر إلحاحان.
-تكفيؽ عبد الرحيـ حسف ،مرجع سبؽ ذكره ،ص .37 9
14
-جياز الثمف يراقب اختيار الطرؽ الفنية لئلنتاج ،كطرؽ تنظيـ اإلنتاج كفي
ىذه الحالة سنجد أف المنتجيف سيختاركف الطرؽ األكثر كفاءة،أم التي تنتج
ليـ أكبر كمية مف اإلنتاج بأقؿ التكاليؼ الممكنة.
-جياز الثمف يحدد حجـ الكحدة اإلنتاجية،إذا كاف الحجـ صغير أك كبير.
15
المحاضرة الثانية :
مفيوم الموارد االقتصادية
و خصائصيا
16
-1مفيوم الموارد :
تعرؼ المكارد بأنيا -ما يسره اهلل عز كجؿ -مف كسائؿ أك مصادر كانت طبيعية
أك بشرية يؤدم استخداميا إلى إنتاج السمع ك الخدمات التي تشبع القدر األكبر مف
11
. الحاجات غير المحدكدة لئلنساف
ك ال بد في ىذا الصدد ،أف نفرؽ بيف نكعيف مف المكارد ،ىما :
المكارد االقتصادية ك المكارد غير االقتصادية أك الحرة .
-1-1الموارد االقتصادية :
ك لذلؾ فإف
المكارد االقتصادية ق م المكارد التي تتمتع بندرة أك محدكدية نسبية
المكرد االقتصادم يتميز بأف عميو طمب كىذا الطمب مشتؽ مف الطمب عمى السمع
ك الخدمات التي يدخؿ في إنتاجيا ،ك لذلؾ يككف لممكرد االقتصادم سع ار مكجبا
حيث تككف الكمية المطمكبة مف المكرد االقتصادم أكبر مف الكمية المعركضة منو
عند السعر ''صفر'' ك يرتفع سعر المكرد االقتصادم مع زيادة الطمب عميو ك يتجدد
الطمب عمى المكرد االقتصادم مع زيادة المنافع التي يمكف أف تنشأ مف
استخدامو.12
إذف المكرد االقتصادم ىك الذم يتميز بالندر ة ك المحدكدية النسبية حيث يككف
المعركض أك المتاح مف المكرد أقؿ مف الطمب عمى ىذا المكرد لجميع استخداماتو
البديمة .
-أحمد حسيف الرفاعي ،خالد كاصؼ الكزني " ،مبادئ االقتصاد الكمي بين النظرية و التطبيق " ( ط 2؛ عماف ، 11
، ) 2007ص . 9
17
ك لعمو مف المفيد التنبيو ىنا إلى أف الندرة أك المحدكدية ال تعني أف ىذه المكارد
قميمة ،ك إنما المقصكد ىنا أف تمؾ المكارد محدكدة نسبة إلى الحاجات التي يمكف أف
تمبييا ،أك بمعنى آخر أنيا ال تكفي إلشباع الحاجات المتعددة التي يمكف أف
يحصؿ عمييا اإلنساف مف تمؾ المكارد .ك يمكف القكؿ بشكؿ عاـ أف لممكرد شركط
13
: ثبلث لكي يندرج تحت مسمى المكارد االقتصادية
-الشرط األول :ىك الندرة أك المحدكدية النسبية ،ك المقصكد ىنا أف المكرد نادر
أك محدكد نسبة إلى الحاجات الت م يمكف أف يشبعيا .إذف فالندر ة ىنا نسبة إلى
االستخدامات التي يمكف أف يخصص ليا ىذا المكرد إلنتاج سمع ك خدمات مختمفة .
-الشرط الثاني :ىك كجكد ثمف لذلؾ المكرد ،فالمكرد االقتصادم يحتاج إلى ثمف
لكي يمكف الحصكؿ عميو .ك يرتبط الثمف ىنا بالندرة ،فكمما كاف المكرد أكثر ندرة
كمما ارتفع ثمنو ليستخدـ استخداما أفضؿ .فندرة المياه في بعض الدكؿ مثبل ألزمت
فرض أسعار معينة الستخداميا ،ك ارتفاع أسعار المياه يؤدم إلى االستخداـ
األفضؿ ليا ،ك إال فإف رخص أسعار المياه سيجعؿ المستيمؾ يسرؼ في استخداـ
بالنسب لمكيرباء ،أك الكقكد ك غيرىا ،في حيف مكرد كاليكاء
ة المياه .ك كذلؾ الحاؿ
ليس لو ثمف كبتالي فيك مكرد غير اقتصادم .
-الشرط الثالث :فيك ارتباط الحصكؿ عمى المكرد االقتصادم بجيد ،فاليكاء ،
ك ىك مكرد غير اقتصادم ،ال يحتاج إلى جيد لمحصكؿ عميو ،فاإلنساف يتنفس
ك ىك نائـ أك ك ىك يأكؿ ك في كؿ األحكاؿ دكف أف يشعر بذلؾ .أما الحصكؿ
عمي أم مكرد اقتصادم فبل بد أف يرتبط بجيد معيف .
ك لعؿ المياه أيضا مف األمثمة عمى ذلؾ ،فاألمر ال يعني مجرد الذىاب إلى صنبكر
المياه لمشرب بؿ في كيفية كصكؿ المياه إلى الصنبكر أك الحنفية .
-أحمد حسيف الرفاعي ،خالد كاصؼ الكزني ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 25 13
18
ك لعمنا ال ننسى أف األمر يحتاج في بعض الدكؿ إلى سحب المياه مف مناطؽ بعيدة
د البسيط ،ناىيؾ عف جيد بعض الدكؿ بمئات الكيمكمترات ك ىذا ليس بالجو
العربيػة في تحميػة مياه البحر ك غيرىا مف الجيكد .ك مف الناحية المجردة يمكف أف
تككف الكمية المتاحة مف مكرد ما كبيرة جدا غير أف الطمب عمى ىذا المكرد كذلؾ
كبي ار جدا بدرجة تفكؽ ىذا المعركض اليائؿ مف ىذا المكرد ،ك مف ثـ يككف ىذا
المكرد مكردا اقتصاديا أك مكردا ناد ار .
يمكف القكؿ أف اإلنساف ىك الذم يخمؽ منافع المكارد ك يزيد مف ىذه المنافع .
ال تصمح لبلستخداـ في مكاف تكاجدىا ،ك لكف
فالجانب األكبر لممكارد الطبيعية
العنصر البشرم ىك الذم يييئ المكارد لبلستخداـ ك االنتفاع بيا ك ذلؾ مف خبلؿ
إعدادىا بصكرة خاصة ك تكفير المعرفة الفنية لكي تصبح صالحة لبلستخداـ في
إنتاج السمع ك الخدمات المختمفة .
إذف ك مما سبؽ يمكف القكؿ أف المكارد االقتصادية ىي المكارد التي تتسـ بالندرة
النسبية ،ك بسبب عامؿ ىذه الندرة أك المحدكدية النسبية لممكرد االقتصادم ،يككف
عمى األفراد أف يتحممكا تكاليؼ معينة أثناء محاكلتيـ الحصكؿ عمى المكارد
االقتصادية .ليذا يككف ليذه المكارد االقتصادية ثمف .
ك يرتفع ثمف المكرد االقتصادم كمما كاف أكثر ندرة ك زاد الطمب عميو ك كمما ارتبط
الحصكؿ عميو بجيد أكبر مف أجؿ الحصكؿ عمى منافع ك إشباع الحاجات ك مف
ثـ البد مف تكفر المعرفة الفنية التي تييئ المكرد لبلستخداـ .
-
تـ استخداـ مصطمح المكرد الطبيعي لئلشارة إلى صكرة المكرد المكجكد في الطبيعة قبؿ أف يتعامؿ اإلنساف معو ،
فالمكارد الطبيعية ىي تمؾ اليبات التي أكدعيا الخالؽ سبحانو كتعالى في أرضو ك يكشؼ عنيا لئلنساف في الكقت
المناسب .أم أنيا أشياء مادية ليا قيمة اقتصادية أصميا مف الطبيعة ،ك ليس لئلنساف دخؿ مباشر في إيجادىا .
فيذا المكرد الطبيعي مادة خاـ لـ يتـ تعديميا بعد .
19
-2-1الموارد غير االقتصادية :
بناءا عمى التعريؼ لممكرد االقتصادم فكؿ شيء معركؼ في أم كقت مف األكقات
أك مكاف مف األمكنة ،ك لكف ال يكجد لو استخداـ يحقؽ منفعة ما أك لـ يستخدـ
ألم سبب مف األسبا ب ال يعتبر مكردا اقتصاديا في ذلؾ الكقت أك ذلؾ المكاف .
كما أف األشياء التي ليا منفعة ك لكنيا مكجكدة بكميات كافرة بحيث يمكف الحصكؿ
14
. عمييا ببل ثمف ( مجانا ) ال تعتبر مكارد اقتصادية
فالمكارد الطبيعية مثبل التي لـ تستخدـ بعد ،ال تعتبر مكارد اقتصادية إال بعد
استخراجيا مف كضعيا الطبيعي ك استخداميا فعبل لتحقيؽ منفعة ما .ك ىناؾ كثير
مف الدكؿ ك بخاصة الدكؿ النامية تعمـ أف لدييا بعض المكارد الحيكية كالميمة
كلكنيا لـ تستخرجيا أك لـ تستغميا بعد ،كذلؾ إما ألنيا ال تستطيع تحمؿ تكاليؼ
استخراجيا أك تكاليؼ استغبلليا ،أك ألف ليا أكلكيات أخرل أك تكد استخداميا في
المستقبؿ .فيذه المكارد ال تعتبر مكارد اقتصادية إال بعد استخداميا فعبل .ك لكف
يمكف اعتبارىا مكارد اقتصادية كامنة .فعمى مستكل الدكؿ فإف المكارد االقتصادية
ىي التي تساىـ فعبل في تحقيؽ الناتج القكمي لمدكلة ،ك عمى مستكل األفراد فإف
المكارد االقتصادية ىي كؿ ما يساىـ في تحقيؽ الدخؿ الذم يتحصؿ عميو فرد مف
األفراد .ك كؿ مف يمتمؾ أرضا مثبل كال يستخدميا لتحقيؽ عائد منيا بطريقة مباشرة
أك غير مباشرة ،فبل تعتبر مف مكارده االقتصادية ك إف اعتبرت جزءا مف
ثركتو.15
إذف يمكف القكؿ أف المكرد غير االقتصادم أك الحر يتمثؿ في تمؾ المكارد التي يتاح
منيا مخزكف ال نيائي ال ينفذ ميما بمغت ضخامة الطمب عمى ىذا المكرد ،أم
-محمد حامد عبد اهلل " ،اقتصاديات الموارد " ( ط 1؛ الرياض ،المممكة العربية السعكدية :جامعة الممؾ سعكد ، 14
، ) 1991ص . 2
_ 15
سبؽ ،ص . 3
نفس اؿمرجع اؿ ا
20
يككف المعركض منيا في أم فترة زمنية أكبر مف الطمب عمييا ،ك بالتالي ال يككف
ليذه المكارد سعر يدفع مقابؿ استغبلليا ك االنتفاع بيا . 16كمثاؿ ذلؾ مكرد اليكاء
ك مكرد أشعة الشمس ،ك مكرد المياه المالحة في البحار ك المحيطات ...الخ .
ك مف الناحية المجردة يمكف أف تتاح كمية قميمة مف مكرد ما كلكف ال يكجد أم طمب
عمى ىذا المكرد ،ك مف ثـ يككف ىذا المكرد مكردا ح ار أك مكردا غير نادر.
ك قد يككف المعركض مف المكرد في الكقت الحاضر كبي ار بدرجة تفكؽ الطمب عمى
ىذا المكرد اآلف ،ك مف ثـ يككف ىذا المكرد ح ار في الكقت الحاضر .ك لكف ينمك
الطمب عمى ىذا المكرد في المستقبؿ بما يجعؿ الطمب عميو مستقببل يفكؽ المعركض
مف ىذا المكرد ،ك مف ثـ يتحكؿ ىذا المكرد مف مكرد غير اقتصادم في الكقت
الحاضر ليصبح مكرد اقتصادم في المستقبؿ. 17
-2خصائص الموارد االقتصادية :
تختمؼ خصائص المكارد االقتصادية أيضا باختبلؼ نظرتنا إلييا .فمف الناحية
االقتصادية فإف مف أىـ خصائصيا :الندرة عبر الزماف ك المكاف ،ك الحركية
أك الديناميكية كيعني ىذا المفيكـ أف األىمية االقتصادية لممكارد تتغير مف زماف
آلخر ك مف مكاف آلخر .كما أف المكارد االقتصادية قابمة إلحبلؿ بعضيا محؿ
اآلخر ك لتخصيصيا بيف استخداماتيا المختمفة ك ذلؾ لتعدد استخداماتيا في اإلنتاج
ك االستيبلؾ . 18
-1-2الندرة :تكاجو كافة المجتمعات مشكمة اقتصادية تتمثؿ في ندرة المتاح لدييا
مف المكارد االقتصادية في الكقت الذم تتعدد في ق حاجات سكانيا ك تتزايد بصفة
_ 16
طمعت الدمرداش إبراىيـ " ،الموارد االقتصادية " ( ط 1؛ الزقازيؽ ،مصر :مكتبة القدس ، )2007 ،ص . 10
-نفس المرجع السابؽ ،ص . 11 17
- 18أمؿ حمد عمي العمياف " ،األمن المائي العربي مطمب اقتصادي أم سياسي " ( ط 1؛ الرياض ،المممكة العربية
السعكدية :دار العمكـ لمطباعة ك النشر ، ) 1996 ،ص . 29
21
مستمرة .ك تبدك خطكرة ىذه المشكمة عندما نعرؼ أف ىذه المكارد -حتى في حالة
زيادتيا -تنمك بمعدؿ يقؿ كثي ار عف معدؿ زيادة السكاف ك حاجاتيـ .ك ىذه الحقيقة
معركفة منذ القدـ ،فقد نبو إلييا " مالتس " منذ القرف الثامف عشر ،حيث قرر ما
معناه أف معدؿ نمك السكاف يسير كفؽ متتالية ىندسية بينما تأخذ الزيادة في المكارد
شكؿ متتالية عددية. 19
إف ندرة المكارد تعد مف أىـ الخصائص عمى اإلطبلؽ مف الناحية االقتصادية ،
ك لكالىا لما احتاج اإلنساف لبلقتصاد أصبل .فالندرة االقتصادية نعني بيا الندرة
النسبية لممكارد االقتصادية ك ليست بصكرتيا المطمقة أم أف ىذه المكارد تككف
مكجكدة ك متكفرة لكنيا تبقى قميمة نسبيا إذا ما قكرنت بحجـ االحتياجات
ك المتطمبات اإلنسانية البلمحدكدة .ك قد تككف بعض المكارد متكفرة بكميات كبيرة
ك لكف ندرتيا النسبية عالية ،ك بعض المكارد متكفرة بكميات قميمة ك لكف ندرتيا
النسبية قميمة .ك تفسير ذلؾ يعكد إلى درجة ك شدة الحاجة إلييا ك تزايد الطمب
عمييا ك إسياميا في مكاجية تحقيؽ إشباع احتياجات أفراد المجتمع . 20
إذف فالندرة تعني أف المكارد متكافرة بكميات محدكدة ك ال تكفي إلشباع جميع
االحتياجات كالرغبات ،ك الندرة ال ترتبط بكمية ك نكعية المكرد فحسب ،بؿ ترتبط
باحتماالت الفناء ك البقاء لممكرد ،إمكانيات الزيادة ك النقصاف لممكرد ،أنماط
اإلنتاج ك االستيبلؾ لممكرد ،كذلؾ احتماالت تطكر مستكيات المعرفة ك التقنية ،
ك تطكر الحاجات ك العادات ك تغير األذكاؽ . 21ك مف ثـ فندرة المكرد ىي ندرة
-أحمد محمد مندكر ،أحمد رمضاف نعمو اهلل " ،اقتصاديات الموارد و البيئة " ( مصر :مؤسسة شباب الجامعة ، 19
، ) 1995ص . 349
-تكفيؽ عبد الرحيـ حسف " ،مبادئ االقتصاد الجزئي " ( ط 1؛ عماف ،األردف :دار الصفاء لمنشر ك التكزيع ، 20
، ) 2005ص . 27
- 21حمد بف محمد آؿ الشيخ " ،اقتصاديات الموارد الطبيعية و البيئة " ( ط 1؛ الرياض ،المممكة العربية السعكدية :
العبيكاف ، ) 2007 ،ص . 392
22
نسبية ،فقد نعاني مف ندرة في مكرد ما ك قد ال نعاني مف ندرة في مكرد آخر.
ك يمكف إجماال تكضيح تأثير مفيكـ الندرة االقتصادية كمفيكـ اقتصادم عمى المكارد
الطبيعية فيما يأتي: 22
-أف المكارد التي لـ يكف ليا ثمف ( قيمة تدفع ) في الماضي أصبح ليا ثمف
مع تزايد ندرتيا النسبية.
-أف الندرة النسبية في المكارد تؤثر عمى أفضمية تكزيع المكارد .
-أف زيادة استنزاؼ المكارد يؤدم إلى ارتفاع التكاليؼ الحدية ك المتكسطة
الستخراجيا ك استخداميا ،ك مف ثـ تتفاقـ مشكمة الندرة نتيجة لعدـ استخداـ
المكرد االستخداـ األمثؿ .
-أف المكارد القابمة لمنضكب ليا خاصية التداخؿ الزمني ك المكاني في
االستخداـ عبر الزمف ،ك مف ثـ تعتبر المكارد القابمة لمنضكب مف أكثر
المكارد ندرة ك مف ثـ يزداد سعرىا عبر الزمف بزيادة ندرتيا .
إف ندرة المكارد االقتصادية ىي التي تحتـ االختيار بيف الرغبات التي يمكف تمبيتيا
ك إشباعيا ك مقدار كؿ منيما .لذا فإف عمـ االقتصاد يسمى بعمـ االختيار ،إذ أف
عمى اإلنساف أف يختار السمع ك الخدمات ك الكميات التي يستطيع إنتاجيا مف
مكارده المحدكدة .أما إذا لـ تكف المكارد محدكدة ك نادرة فإف اإلنساف يستطيع أف
ينتج ما يرغب مف السمع ك الخدمات كبالكميات التي تمبي جميع رغباتو دكف الحاجة
إلى االختيار أك التفضيؿ .ك بمعنى أخر لكال ندرة المكارد لتمكف كؿ فرد ك كؿ
مجتمع مف الحصكؿ عمى مستكل المعيشة الذم يرغب فيو . 23
- 22
نفس المرجع السابؽ ،ص . 392
-محمد حامد عبد اهلل ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 17 23
23
-2-2ديناميكية أو حركية الموارد االقتصادية :
تتميز المكارد االقتصادية بأنيا ذات أىمية متغيرة عبر الزماف ،ك ذلؾ كفقا لممعرفة
المتزايدة ك التحسينات التي طرأت عمى المستكل التكنكلكجي ك التنمية الثقافية
ك االجتماعية ،كقد انعكس كؿ ذلؾ عمى مطالب اإلنساف ك احتياجاتو ،فما كاف
كماليا في كقت مف األكقات أصبح ضركريا في الكقت الحاضر ،كما أف كثي ار مف
المكارد لـ يكف لدل اإلنساف أم دراية باستخداماتيا أصبحت ذات استخدامات متعددة
في الكقت الحاضر.
ك عمى الرغـ مف أف معطيات الطبيعة ثابتة إال أف المكارد متغيرة ببل حدكد ،فتاريخ
استخداـ اإلنساف لممكارد ىك سمسمة متصمة مف االكتشافات فمثبل كانت المكارد التي
يستخدميا إنساف العصر الحجرم القديـ محدكدة .ك تتمثؿ في عدد قميؿ مف
الحيكانات ك النباتات ك األحجار .كبحمكؿ العصر الحجرم الحديث تحكؿ جامعك
الغذاء البدائيكف إلى مزارعيف ك استخدمكا المعادف في مصر ك سكمر ك الصيف
ك ترتب عمى ذلؾ تغير في بناء ك تنظيـ المجتمع ك ىكذا بمركر الزمف . 24
ك ال بد مف اإلشارة بأف محدكدية المكارد االقتصادية ال تعني أنيا ثابتة أك غير قابمة
لمتغيير ،ك إنما يمكف أف تزداد أك تنقص عبر الزمف .فعنصر العمؿ مثبل ،يمكف
أف يزداد مع زيادة السكاف ،مع التأكيد عمى أىمية الجانب النكعي ك ليس الجانب
الكمي في عدد السكاف .كذلؾ يمكف زيادة مساحة األراضي الصالحة لمزراعة مف
خبلؿ مشركعات استصبلح األراضي ك إزالة ممكحة التربة ك تحكيؿ األراضي
الصحراكية إلى أراض صالحة لمزراعة بتكفير المياه ،عف طريؽ حفر اآلبار
االرتكازية أك تحمية مياه البحر .إال أف ىذا النكع مف االستثمارات يتطمب ليس فقط
-أماؿ إسماعيؿ شاكر " ،الموارد االقتصادية " ( القاىرة ،مصر :جامعة القاىرة ، ) 2000 ،ص . 20 24
24
تكفر المكارد المالية الكبيرة ،كانما أيضا تكفر القدرات البشرية المؤىمة لتنفيذ ىذه
المشركعات .
كذلؾ الحاؿ بالنسبة لرأس الماؿ ( أك القدرات اإلنتاجية لممجتمع ) ،فيمكف أيضا
زيادتو مف خبلؿ تكثيؼ االستثمارات اإلنتاجية ك تحسيف البنى التحتية لبلقتصاد
25
.أما فيما يتعمؽ باحتماؿ انخفاض المكارد االقتصادية ك تراجع نمك القكمي
االقتصاد القكمي ،فيمكف أف يحصؿ ذلؾ نتيجة لحدكث الككارث الطبيعية ،
كالزالزؿ ك الفيضانات ك األعاصير ،أك بسبب نشكب الحركب األىمية أك الخارجية،
حيث تتعرض الصناعات ك محطات تكليد الطاقة ك المطاراتك المكانئ ك الجسكر
ك غير ذلؾ مف البنى التحتية األساسية لبلقتصاد القكمي إلى التدمير ،باإلضافة
إلى الخسائر البشرية .
ك تختمؼ أيضا األىمية النسبية لممكارد االقتصادية مف مجتمع ك مف مكاف ألخر،
فما يعد مكردا لو قيمة كبيرة في مجتمع ما في مكاف ما ،قد يككف غير ذم قيمة
عمى اإلطبلؽ في مجتمع آخر في مكاف آخر ك ىكذا ،ك في ضكء ىذه االختبلفات
في التقييـ ،تقع الصراعات الحالية حكؿ استخداـ ك أىمية المكارد االقتصادية في
الكقت الحاضر.
إذف مفيكـ حركية أك ديناميكية المكارد االقتصادية يعني أف األىمية االقتصادية
لممكارد تتغير ك تتسع مف زمف آلخر ك مف مكاف آلخر.
-3-2الموارد االقتصادية قابمة إلحالل بعضيا محل اآلخر و لتخصيصيا بين
استخداماتيا المختمفة:
مف المعركؼ أف كؿ مكرد مف المكارد االقتصادية لو أكثر مف استخداـ بديؿ ،أم
أف المكرد الكاحد يستخدـ ك يدخؿ في إنتاج عدة سمع .فالماء عمى سبيؿ المثاؿ
-عبد الكىاب األميف " ،مبادئ االقتصاد الكمي " ( ط 1؛ عماف ،األردف :الحامد لمنشر ك التكزيع ، ) 2002 ، 25
ص . 38
25
يستخدـ في الشرب ك االستخدامات المنزلية ك في الرم الزراعي ك تربية الحيكانات
ك في الصناعة ككسيمة لمطاقة ك الغمي ك التبريد ك التسخيف ك النظافة .ك تتفاكت
الطاقات مف حيث الكميات التي تستخدميا مف مكرد الماء ،فقطاع الزراعة مثبل
يحتاج لكميات أكبر مف المياه بالمقارنة مع القطاع الصناعي أك االستخداـ المنزلي .
ك كذلؾ إذا كاف لدينا كمية معينة مف مكرد إنتاجي ما ،ك ليكف ىكتار مف األرض
مثبل ،فإننا يمكننا أف نزرعيا أك نبني عمييا مجمع سكني ،أك نشيد فكقيا مصنعا
مف المصانع .ك إذا قررنا زراعتيا فإننا يمكف أف نزرعيا قمحا أك شعي ار أك أم نكع
أخر مف المحاصيؿ الزراعية .ك ىكذا تتعدد استخدامات كؿ مكرد إنتاجي .
ك حيث أف المكارد االقتصادية أك اإلنتاجية أصبل نادرة ك المعركض منيا في كؿ
مجتمع ىك حجـ ثابت ،فبل بد أف تككف ىذه االستخدامات البديمة متنافسة في نفس
الكقت ،بمعنى أف تحقؽ بعض ىذه االستخدامات ال بد أف يككف عمى حساب عدـ
تحقؽ بعض االستخدامات األخرل .26
ك مف ىذه الخاصية لممكارد االقتصادية جاءت نظرية تخصيص المكارد أم تكزيعيا
عمى النشاطات االقتصادية المختمفة التي تتنافس عمييا حاليا أك تكزيعيا عبر الزمف
ك األجياؿ .ك تعرؼ ىذه الطرؽ التي يتـ بيا تكزيع المكارد االقتصادية باسـ أنماط
تخصيص المكارد .ك تختمؼ أنماط التخصيص فيما بينيا باختبلؼ مدل استخداـ
المكارد المتاحة ك كيفية استخداميا .
كذلؾ يمكف إحبلؿ مكرد مف المكارد االقتصادية محؿ مكرد آخر إلى حد ما ك ذلؾ
بيدؼ تقميؿ تكاليؼ اإلنتاج .فكما نعمـ السمعة الكاحدة تحتاج إلى عدة مكارد
إلنتاجيا ،فعمى سبيؿ المثاؿ تحتاج السمع الزراعية لرأس الماؿ ك العمؿ ك األرض .
فيمكف زيادة العمؿ ك تخفيض رأس الماؿ مع ثبات األرض إذا كاف العمؿ أقؿ
-أحمد محمد مندكر ،أحمد رمضاف نعمو اهلل ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 350 26
26
تكمفة مف رأس الماؿ ك العكس صحيح .كما يمكف إحبلؿ رأس الماؿ محؿ األرض
ك ذلؾ باستخداـ التقنية الحديثة لزيادة اإلنتاج عمى رقعة األرض نفسيا .ك مف ىنا
جاء مبدأ اإلحبلؿ أك نظرية اإلحبلؿ . 27
ـ كخبلصة القكؿ أف ىذه الخصائص الثبلث لممكارد االقتصادية تحدد محكر عؿ
االقتصاد كأىـ النظريات المتعمقة بو .فالندرة تعتبر المحكر الرئيسي الذم يدكر حكلو
عمـ االقتصاد ك لكال ندرة المكارد لما كاف ىنالؾ حاجة لعمـ االقتصاد نفسو ك تعزل
28
: ظاىرة الندرة إلى حقيقتيف أساسيتيف ىما
-أكال :أف الحاجات المادية ألم مجتمع تعتبر غير محدكدة مف الناحية العممية .
-ثانيا :المكارد االقتصادية تككف عادة محدكدة أك نادرة كما أف نظريات العرض
كالطمب تعتمد أساسا عمى ىذه الخاصية لممكارد االقتصادية .ك إمكانية استخداـ كؿ
مكرد مف المكارد في إنتاج العديد مف السمع أكجدت نكعا مف المنافسة بيف السمع
المختمفة لمحصكؿ عمى أكبر قدر مف كؿ مكرد ،ك مف ىنا جاءت نظرية تخصيص
المكارد بيف استخداماتيا المختمفة ،ك مف ضركرة استخداـ عدة مكارد إلنتاج سمعة
كاحدة انبثقت نظرية إحبلؿ المكارد. 29
-محمد حامد عبد اهلل ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 19 27
-محمد حامد عبد اهلل ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 19 29
27
المحاضرة الثالثة :
تقسيمات الموارد االقتصادية
28
تمييد:
تتبنى معظـ الكتابات التقميدية اتجاىا مؤداه تقسيـ المكارد االقتصادية استنادا إلى
30
:معيار األصؿ ،معيار التكزيع الجغرافي ك معيار القدرة عمى ثبلث معايير كىي
التجدد .
فإذا نظرنا إلييا مف حيث معيار األصؿ فإف المكرد االقتصادم يككف إما طبيعيا
أك بشريا أك رأس الماؿ ك التقنية .أما إذا نظرنا إلييا مف معيار التكزيع الجغرافي
فإنيا تقسـ إلى مكارد مكجكدة في كؿ مكاف ك أخرل مكجكدة في أماكف كثيرة
ك أخرل مكجكدة في أماكف قميمة أك في مكاف كاحد .أما إذا نظرنا إلييا مف حيث
عمرىا الزمني فيي إما مكارد متجددة أك قابمة لمنضكب أك جارية( متدفقة ) .
-1معيار األصل :
تنقسـ المكارد االقتصادية مف حيث أصميا إلى ثبلث أقساـ كىي :المكارد الطبيعية ،
المكارد البشرية ،ك رأس الماؿ ك التقنية .ك لقد درج االقتصاديكف في الماضي عمى
تقسيـ المكارد االقتصادية مف حيث أصميا إلى األرض كالعمؿ ك رأس الماؿ .
ك حديثا ،فإف ىناؾ بعدا جديدا يضاؼ إلى تعريؼ رأس الماؿ ك ىك مستكل
" المعرفة التقنية " لما لذلؾ مف آثار مباشرة ك مممكسة عمى مستكل اإلنتاج
خصكصا مع استمرار التقدـ ك التغير التقني .
-1-1الموارد الطبيعية :ينظر الفكر االقتصادم إلى المكارد الطبيعية نظرة أكثر
عمكمية ك شمكال ،فيعرفيا أنيا أشياء مادية ليا قيمة اقتصادية ليس لئلنساف دخؿ
-كامؿ بكرم ،محمكد يكنس ،عبد النعيـ مبارؾ " ،الموارد و اقتصادياتيا " ( بيركت ،لبناف :دار النيضة العربية 30
29
مباشر في إيجادىا كالمخزكف الطبيعي مف المعادف ،ك كذلؾ المناخ ك التضاريس
ك المساقط المائية ،كميا أشياء ليا تأثير عمى الثركة القكمية . 31
ك ما يميز المكارد الطبيعية أنيا تكجد بصكرة تمقائية دكف دخؿ لئلنساف فييا ألنيا
ىبة مف الخالؽ سبحانو ك تعالى .فمثبل ،المخزكف الطبيعي مف المعادف ك كذلؾ
المناخ ك التضاريس ك المساقط المائية كميا أشياء ليا تأثير عمى الثركة القكمية ،
ك ذلؾ دكف أف يككف لئلنساف دخؿ مباشر في إيجادىا ،كعمى ذلؾ يمكف القكؿ بأف
32
. سطح األرض ك ما عميو ،ك ما في داخمو ،ىك ما نقصده بالمكارد الطبيعية
فسطح األرض مف يابس كماء ،ك ما يتميز بو مف تضاريس ك مناطؽ مناخية
متباينة ،يؤثر بطريقة مباشرة عمى نكعية النشاط االقتصادم الذم يمارسو سكاف
كؿ منطقة .فعمى سبيؿ المثاؿ ،نجد سكاف المناطؽ الساحمية ك المناطؽ المشتممة
عمى مسطحات مائية كبيرة ،يتميز نشاطيـ االقتصادم أساسا بالتجارة ( النقؿ
– باإلضافة البحرم ) ك الصيد .كما أف المناخ الذم تتميز بو المناطؽ المختمفة
إلى نكعية التربة المكجكدة -يؤثر بطريقة مباشرة في تحديد نكعية النشاط الزراعي
الذم يمارسو سكاف كؿ منطقة .
ك مف أىـ الخصائص االقتصادية لممكارد الطبيعية أف استغبلؿ ىذه المكارد كثي ار ما
يترتب عميو ما يسمى بالعكارض االقتصادية أك اآلثار الخارجية ك ىذه اآلثار عادة
ما تككف غير مقصكدة ك لكنيا تؤثر عمى كفاءة اإلنتاج مف ىذه المكارد أك تؤثر
33
. عمى البيئة االقتصادية بصفة عامة
-محمد يسرل إبراىيـ دعبس "،الموارد االقتصادية ،ماىيتيا ،أنواعيا ،اقتصادياتيا " ( اإلسكندرية ،مصر :دار 31
-كامؿ بكرم ،محمكد يكنس ،عبد النعيـ مبارؾ ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 23 32
" مقدمة في اقتصاديات الموارد و البيئة " ( اإلسكندرية ،مصر :الدار -محمدم فكزم أبك السعكد ك آخركف ، 33
30
فعمى سبيؿ المثاؿ إقامة سد في أعالي نير معيف قد يؤثر سمبا عمى المستفيديف مف
ىذا النير في دلتػاه ك ذلؾ باحتجازه لكميات الطمي التي اعتادت عمييا األراضي
في دلتا األنيار سنكيا لتضيؼ قكة إنتاجية جديدة لؤلرض الزراعية .كذلؾ القطع
الزائد لؤلشجار يككف لو آثار سمبية ربما عمى دكؿ ك شعكب بعيدة جدا عف ىذه
الغابات .فأشجار الغابات تعمؿ كمصدات طبيعية لمياه السيكؿ ك مف ثـ فإف
اختفاء ىذه الغابات يحدث فيضانات لمناطؽ دلتا األنيار ك كذلؾ يؤدم إلى
اضمحبلؿ مجارم ىذه األنيار .كؿ ىذه اآلثار الجانبية تؤثر فعبل في دكاؿ اإلنتاج
المختمفة بطرؽ غير مباشرة .
-2-1الموارد البشرية :
تشمؿ المكارد البشرية القكل العاممة( العمؿ اليدكم ك الذىني ك الفني ك التنظيمي
ك اإلدارم ،ك كؿ جيد بشرم ) ،كما تشمؿ المكارد البشرية التي في طكر اإلعداد
لمعمؿ ك اإلنتاج كالطبلب ك المتدربيف كربات البيكت المكاتي يؤديف عمبل لو منفعة
مباشرة لممجتمع كتربية النشء ك إعدادىـ لممستقبؿ . 34
ك مما يدؿ عمى أىمية العنصر البشرم في إعداد المكارد االقتصادية كعنصر قادر
عمى اإلنتاج ك خمؽ المنافع الحقيقية ىك ما حدث خبلؿ الكساد الكبير خبلؿ الفترة
مف 1929إلى . 1933فمقد تعطؿ خبلؿ ىذه الفترة حكالي %25مف القكة العاممة
األمريكية ك انخفض حجـ الدخؿ األمريكي مف ( 103مميار دكالر) سنة 1929إلى
1933أم بحكالي( 57مميار دكالر) .35كىذا حكالي ( 46مميار دكالر) سنة
االنخفاض في تيار الدخؿ القكمي األمريكي لـ يحدث نتيجة نقص في المكارد
الطبيعية ك لكف نتيجة تعطؿ ربع القكل العاممة فييا .
-محمد حامد عبد اهلل ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 6 34
-محمدم فكزم أبك السعكد ك آخركف ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 17 35
31
ك مف ناحية أخرل إذا جاز لنا أف نتكمـ عف فئات نكعية لممكرد البشرم كمصدر
لعنصر العمؿ ك التنظيـ .ألمكف أف نقكؿ أف العامؿ غير الماىر ذم الخبرة
المتكاضعة ىك عنصر متكافر في أماكف عديدة ،بؿ في كؿ مكاف مأىكؿ بالبشر،
أما العامؿ ذك الخبرة العالية ك الميارة الفنية المتقدمة ك عنصر التنظيـ ،فيي مف
قبيؿ المكارد النادرة التي ال تتكافر إال في أماكف محدكدة . 36
ك غالبا ما يككف عدد العماؿ مف ذكم الخبرة العالية ك الميارة الفنية المتقدمة قميبل
ك محدكدا نسبيا .ك مف الميـ أف نذكر أف األماكف التي ال يتكافر فييا العمؿ
الماىر أك التنظيـ ال يعني أنيا ستظؿ محركمة منيا دائما ألف عامؿ اليجرة يمارس
تأثيره الممحكظ في إعادة تشكيؿ نمط التكزيع الجغرافي ليذيف العنصريف بيف الدكؿ
المختمفة ،ك بذلؾ يعمؿ عمى تحقيؽ قدر مف التكازف النسبي بيف العمؿ ك عكامؿ
اإلنتاج األخرل .
ك تحدد أىمية المكارد البشرية بعدد العماؿ ك درجة الميارة المتكفرة لدييا ك المستكل
التعميمي ك المعرفة التكنكلكجية ك التدريب .ك كذلؾ يجب اإلشارة إلى أف الكفاءات
العالية التدريب مف العمماء ك الباحثيف أصبحت تكتسب أىمية متزايدة في تقدـ
المجتمعات ك تطكرىا .لذلؾ ،بدأ مؤخ ار يطمؽ عمى اإلنفاؽ في مجاؿ إعداد ىذه
الكفاءات العالية باالستثمار في رأس الماؿ البشرم ،الذم أصبح أكثر أىمية مف
رأس الماؿ المادم في تحقيؽ أىداؼ التنمية االقتصادية ك االجتماعية . 37
-36كامؿ بكرم ،محمكد يكنس ،عبد النعيـ مبارؾ ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 28
-37عبد الكىاب األميف ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 36
32
-3-1رأس المال و التقنية :
رأس الماؿ أك السمع االستثمارية ىي المكارد التي تـ صنعيا عف طريؽ العنصر
البشرم مف خبلؿ ما كىبو اهلل مف فكر ك عمـ لتساىـ في استغبلؿ المكارد الطبيعية
38
.ك ليذا السبب فقد سميت بعكامؿ اإلنتاج المنتجة . ك تزيد قدرتو عمى اإلنتاج
ك يتمثؿ رأس الماؿ بيذا المفيكـ المعدات ك اآلالت ك الطرؽ البرية ك المبلحية
ك السكؾ الحديدية ك شبكات المياه ك المدارس ك المستشفيات ك غيرىا مف المرافؽ
العامة ك الخاصة كميا مكارد مادية مممكسة تمثؿ أرصدة اقتصادية تساىـ في رفع
إنتاجية ككفاءة استخداـ المكارد البشرية كما تساعد عمى تحكيؿ المكارد الطبيعية إلى
مكارد اقتصادية ك تؤدم إلى زيادة منفعتيا ك فكائدىا االجتماعية ك الخاصة ،كما
تمكف حائزييا مف الحصكؿ عمى تيار مف الدخؿ شأنيا في ذلؾ شأف المكارد
39
.ك كثي ار ما الطبيعية بؿ ربما بدكنيا ال يككف لممكارد الطبيعية قيمة اقتصادية
تعكض مثؿ ىذه المكارد عف االفتقار في المكارد الطبيعية .
ك حديثا ،فإف ىناؾ بعدا جديدا يضاؼ إلى تعريؼ رأس الماؿ ك ىك مستكل
" المعرفة التقنية " لما لذلؾ مف آثار مباشرة ك مممكسة عمى مستكل اإلنتاج
خصكصا مع استمرار التقدـ ك التغير التقني .
- 2معيار التوزيع الجغرافي :
تقسـ المكارد االقتصادية مف حيث تكزيعيا الجغرافي إلى مكارد مكجكدة في كؿ
مكاف ،ك مكارد مكجكدة في أماكف كثيرة ،ك مكارد مكجكدة في أماكف قميمة ،ك قد
تكجد في كقت مف األكقات بعض المكارد التي تكجد في مكاف كاحد مما يحدد مدل
33
ندرتيا ك ىيكؿ سكقيا .فكمما تعددت أماكف تكاجدىا ازداد تكافرىا مما يقمؿ سعرىا
اعتمادا عمى حجـ الطمب عمييا ك العكس بالعكس . 40
-1-2الموارد الموجودة في جميع األماكن :
يكاجو اإلنساف أية صعكبات في المكارد المتكفرة في جميع األماكف ىي مكارد ال
يصاحب عممية إنتاجيا أك تكزيعيا أية مشكمة سبيؿ الحصكؿ عمييا ،ك مف ثـ ال
اقتصادية . 41ك مف أمثمة ذلؾ غاز األككسجيف المكجكد في اليكاء فيك متكافر بحيث
ال يكاجو اإلنساف أية صعكبات في سبيؿ الحصكؿ عميو ك ال يكجد تنافس عميو ك ال
يكمؼ الحصكؿ عميو شيئا مما جعمو سمعة مجانية يحصؿ كؿ كائف حي عمى
احتياجاتو منو دكف مقابؿ ،ك بالتالي فيك ال يدخؿ ضمف المكارد االقتصادية .غير
أنو يجب اإلشارة ىنا ،إلى أف ذلؾ ليس صحيحا دائما ،ففي بعض األحياف يطمب
األككسجيف معبئا في صكرة خاصة لمكاجية احتياجات طبية أك صناعية مختمفة ،
ك عندئذ يككف لو تكمفة ك سع ار .ك حديثا ،أصبح عمى اإلنساف لكي يحصؿ عمى
األككسجيف الذم مصدره اليكاء ،أف يدفع في سبيؿ ذلؾ مقاببل غير مباشر ،يتمثؿ
في تكاليؼ تنقية اليكاء الجكم مف التمكث المصاحب لمتقدـ الصناعي .ك كذلؾ فإف
المياه كانت مف السمع المجانية ألنيا مكجكدة في كؿ مكاف إال أف تمكث البيئة قد
أسيـ في ازدياد ندرة المياه النقية ،فأصبحت مكردا اقتصاديا البد لمحصكؿ عميو مف
تكمفة ك سعر في بعض األكقات أك بعض األماكف .إذف القيمة المادية ىنا ىي
قيمة تجييز المكرد ك جعمو أفضؿ في االستخداـ .
-2-2الموارد الموجودة في أماكن متعددة :
المكارد المكجكدة في أماكف متعددة كاألراضي الصالحة لمزراعة فيي ذات سعر
ك تكاليؼ ألنيا أكثر ندرة مف المكارد المكجكدة في كؿ مكاف ،ك تتزايد أسعارىا
34
ك تكاليؼ الحصكؿ عمييا ك استخداماتيا في األماكف ذات الكثافة السكانية العالية
حيث يتزايد الطمب عمييا مقارنة بعرضيا .ك لكف نسبة لكجكدىا في أماكف كثيرة
ك تفاكت درجة تكافرىا أك ندرتيا مف إقميـ آلخر فإف سعرىا يتحدد كما ىك الحاؿ
بالنسبة ألم سمعة مف السمع بتفاعؿ قكل العرض ك الطمب . 42ك تخضع في سكقيا
لنمكذج المنافسة التامة لكثرة مالكييا ك صغر حجـ حيازاتيـ منيا بالمقارنة مع الكمية
الكمية المتاحة منيا .
-3-2الموارد الموجودة في أماكن محدودة :
المكارد المكجكدة في أماكف محدكدة ىي مكارد تتكفر في أماكف قميمة دكف أخرل،
األمر الذم ينجـ عنو مشاكؿ اقتصادية تتعمؽ بتسعيرىا نظ ار الختبلؼ ظركؼ
الطمب عمييا ك العرض منيا .فقد تككف أسعار ىذه المكارد أعمى مف المكارد
المكجكدة في أماكف كثيرة ألنيا أكثر ندرة ،إال أف سعرىا في النياية يتحدد بدرجة
الطمب عمييا مقارنة بالكميات التي تعرض منيا مف كقت آلخر .كعمى كجو العمكـ
فإف المكارد المكجكدة في أماكف قميمة غالبا ما يخضع سكقيا لممنافسة غير الكاممة
43
ك ذلؾ ألف ك جكدىا في أماكف قميمة أك أقطار ك بالتحديد يخضع الحتكار القمة
قميمة يتيح لمدكؿ التي تنتج مثؿ ىذه المكارد التكتؿ في شكؿ منظمات تبيع مف خبللو
ما تنتجو مف ذلؾ المكرد .
كلك كجد مكرد اقتصادم في مكاف كاحد أم في قطر كاحد لتمكف ذلؾ القطر مف
السيطرة التامة عمى سكقو فيصبح محتك ار لو احتكا ار بحتا ك لكف ىذا نادر الحدكث
إذ سرعاف ما يكتشؼ المكرد المعني في أماكف أخرل عندما تثبت جدكاه االقتصادية
.كبذا يمكف التعميـ بأنو كمما تعددت أماكف كجكد المكرد اقترب سكقو مف المنافسة
-السيدة إبراىيـ مصطفى ،أحمد رمضاف نعمو اهلل ،السيد محمد أحمد السريتي " ،اقتصاديات الموارد و البيئة " 42
35
التامة ،ك كمما قمت أماكف ك جكده اقترب سكقو مف االحتكار ك خاصة احتكار القمة
.كما أف أسعار المكرد تتزايد كمما قمت أماكف ك جكده بشرط أف يككف الطمب عميو
مرتفعا نسبيا ،إذ قد يكجد مكرد في مكاف كاحد يككف سعره قميبل نسبيا ألف الطمب
عميو قميؿ .
-3معيار القدرة عمى التجدد :
44
:مكارد متجددة ،مكارد غير يمكف تقسيـ المكارد االقتصادية كفقا ليذا المعيار إلى
متجددة ،ك مكارد جارية .ك لعؿ التقسيميف األكليف ( مكارد متجددة ك مكارد غير
متجددة ) مف أىـ التقسيمات لممكارد مف الناحية االقتصادية ك اإلدارية ،ألنو يتعمؽ
بشركط فعالية استخداميا ك تخصيصيا ك كيفية المحافظة عمييا .أما فيما يخص
التفرقة بيف المكارد المتجددة ك غير المتجددة فإف أىمية ىذه التفرقة إنما ترجع إلى
ضركرة تحديد المعدؿ األمثؿ الستغبلؿ المكارد في كؿ حالة عمى حده .
-1-3الموارد المتجددة :
المكارد المتجددة ىي المكارد التي تتجدد تمقائيا ك مف ذات نفسيا ،فيي مكارد ال
يفنى رصيدىا بمجرد االستخداـ ،بؿ إف ىذا الرصيد قابؿ لبلنتفاع بو مرات ك مرات
،ك لمدة زمنية طكيمة إذا أحسف استغبلؿ ىذا المصدر الطبيعي ك لـ يتعرض
لئلفراط في االستخداـ بالشكؿ الذم يؤدم إلى تدىكره تدريجيا ك االنتقاص مف
45
.ك مف األمثمة عمى تمؾ المكارد نذكر المياه المختمفة مف صبلحيتو لبلستخداـ
مياه سطحية كاألنيار ك البحيرات ك مياه جكفية ك كذلؾ مياه البحار ك المحيطات
...الخ .
-السيدة إبراىيـ مصطفى ك آخركف " ،اقتصاديات الموارد و البيئة " ( مصر :الدار الجامعية ، )2007 ،ص . 89 45
36
ك يجب أف نذكر ىنا أف خاصية " النمك الذاتي أك التمقائي" التي تتسـ بيا المكارد
46
: االقتصادية المتجددة تعتمد عمى تكفر مجمكعتيف أساسيتيف مف العكامؿ ىما
أ -عوامل بيولوجية :ك ىي تتعمؽ أساسا بمعدؿ النمك الطبيعي ليذا النكع مف
المكارد ،مثؿ معدؿ نمك األشجار بالغابات ،ك معدؿ نمك األسماؾ .ك ىي في
العادة عكامؿ غير خاضعة لتأثير اإلنساف .
ب-عوامل غير بيولوجية :ك ىي العكامؿ التي تتأثر بسمكؾ اإلنساف في التعامؿ
مع تمؾ المكارد الطبيعية ك كيفية استخداميا .مثؿ الفترة التي تترؾ لممكرد الطبيعي
كي يعيد تككيف رصيده .فقد ال يترؾ المستغؿ لمغابات فترة زمنية كافية لؤلشجار
حتى تنمك ك يقكـ بقطعيا مبك ار .
ك إذا كانت ىذه المكارد تتميز بالنمك الطبيعي إال أنو ال يفيـ مف ذلؾ أنيا غير
معرضة لمنفاذ ،فاستمرار استخداـ المكارد المتجددة قد يؤدم إلى تعرضيا لمنفاذ إذا
كاف معدؿ السحب منيا أك معدؿ استيبلؾ اإلنساف ليا يفكؽ معدؿ التجدد . 47فعمى
سبيؿ المثاؿ نجد أف المياه الجكفية تعتبر مكرد طبيعي متجدد ك لكف إذا كانت
معدالت السحب مف المياه الجكفية مف أحد اآلبار تفكؽ معدالت التجدد فإف مياه
البئر قد تتعرض لمنفاذ في كقت ما .
ك يعني ما سبؽ أنو ال يشترط أف يككف المكرد المتجدد غير قابؿ لمنفاذ .فالمكرد
المتجدد قد يتعرض لمنفاذ إذا كاف معدؿ التجدد فيو أقؿ مف معدؿ االستخداـ .
ك عميو حتى يستمر المكرد الطبيعي في النمك التمقائي يتعيف عمى اإلنساف القياـ بما
48
: يمي
-أال يستخدـ ىذا المكرد بمعدالت تفكؽ معدؿ النمك الطبيعي لو .
-السيدة إبراىيـ مصطفى ،أحمد رمضاف نعمو اهلل ،السيد محمد أحمد السريتي ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 10 48
37
-أال يسئ استخداـ الرصيد المتاح مف المكارد الطبيعية المتجددة .حيث يؤثر إساءة
االستخداـ لتمؾ المكارد عمى قدرتيا البيكلكجية الطبيعية في استمرار تجديد رصيدىا
ك البقاء عميو دكف تدىكر .فعمى سبيؿ المثاؿ ،قد يسيء اإلنساف استخداـ مكرد
مائي معيف مثؿ نير أك بحيرة ،بإبقاء الكثير مف الممكثات العضكية أك الكيماكية في
ىذه المياه .كمف شأف ىذه الممكثات أف تغير الصفات البيكلكجية ك الطبيعية ليذه
المياه مما قد يدمر البيئة المناسبة لككنيا مياه نقية صالحة لبلستخداـ أك صالحة
لكثير مف األحياء المائية بداخميا .فقد يقضي سكء االستخداـ ىذا عمى العديد مف
الكائنات الحية التي تعيش في ىذه المياه ،كما أنو قد يحكؿ تمؾ المياه إلى مياه
غير صالحة لبلستخداـ اآلدمي .
-2-3الموارد غير المتجددة أو الناضبة :
المكارد غير المتجددة أك الناضبة ىي المكارد ذات الرصيد الثابت الذم ال يمكف
زيادتو خبلؿ أم فترة زمنية قصيرة أك طكيمة نسبيا .فيذا الرصيد تككف نتيجة
. 49 تفاعبلت كيميائية معينة تحت ظركؼ جيكلكجية خاصة عبر أزماف طكيمة
ك تشمؿ المكارد المعدنية المختمفة ك كذلؾ مصادر الطاقة مثؿ البتركؿ ك المياه
الجكفية العميقة التي ال تتجدد بشكؿ طبيعي لعدـ كصكؿ مياه األمطار إلييا...الخ .
50
: ك تنقسـ المكارد الناضبة إلى قسميف ىما
أ -مكارد ال يمكف إعادة استخداميا ك أم ذرة مف ذراتيا استخدمت ال يمكف
استخداميا مرة أخرل كالبتركؿ .
ب -مكارد يمكف إعادة استخداميا مرة أخرل كالمعادف .
ك يفرؽ عمـ االقتصاد بيف النضكب الطبيعي ك النضكب االقتصادم .فمف الناحية
النظرية يعني النضكب الطبيعي استخراج كؿ احتياطي المكرد بما فيو االحتياطي
-محمد يسرل إبراىيـ دعبس ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 15 49
38
المؤكد ك غير المؤكد ك ىك أمر غير متكقع ك ربما يككف غير ممكف .أما النضكب
االقتصادم فيك يعني التكقؼ عف اإلنتاج ليس بسبب انتياء احتياطي المكرد ك إنما
51
.أم أف بسبب زيادة تكاليؼ اإلنتاج أك االستخراج عمى اإليراد المتكقع مف المكرد
كمفة إنتاج الكحدة اإلضافية بعد حد معيف تفكؽ سعرىا مما يؤدم إلى خسارة
فيستدعي ذلؾ التكقؼ عف استخراج المزيد مف ذلؾ المكرد ،ك يمكف إعادة
االستخراج مرة أخرل في حالة انخفاض كمفة اإلنتاج مع التقدـ التقني أك في حالة
زيادة العائد منو بسبب ارتفاع سعره .فعمى سبيؿ المثاؿ قد يصبح مف غير الممكف
استخراج جميع ما ىك متاح مف مكرد ما أك كؿ االحتياطي منو ،كذلؾ ألف تكاليؼ
االستخراج بعد عمؽ معيف في منجـ أك بئر قد تفكؽ اإليرادات المتكقعة فيتكقؼ
اإلنتاج قبؿ الحصكؿ عمى كمية المعدف أك المكرد المكجكد فيو ك يتـ إغبلؽ المنجـ
أك البئر .إال أنو إذا ارتفعت أسعار المكرد في كقت الحؽ بحيث أصبحت أعمى مف
تكاليؼ االستخراج أك إذا تغير المستكل التقني بحيث انخفضت تكاليؼ االستخراج،
فإنو يمكف إعادة فتح المنجـ أك البئر الستخراج المزيد مف المكرد نفسو .
تكجد حدكد عمى استيبلؾ اإلنساف لممكارد الناضبة ،ألف ىذه األخيرة كما قمنا مف
قبؿ تكجد في الطبيعة في صكرة مخزكف متناقص في باطف األرض ك بالتالي فإف
استيبلؾ أم كحدة مف ىذا النكع يعني تناقصيا ك تعرضيا لمنضكب ك الفناء .
ك ىنا يجب عمؿ نكع مف التكازف بيف المكجكد مف ىذه المكارد في الطبيعة ك بيف
معدالت استيبلكيا ،ك ذلؾ بيدؼ اإلبقاء عمى جزء منيا لؤلجياؿ القادمة حتى
تستطيع ىذه األجياؿ أف تحقؽ معدالت تنمية معقكلة ليا ك مستكيات معيشة مرتفعة.
-أمؿ حمد عمي العمياف ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 31 51
39
المحاضرة الرابعة :
قيمـة المـوارد االقتصاديـة
و التخصيص األمثل ليا
40
تمييد:
القيمة ىي األىمية االقتصادية التي يخمعيا الفرد أك المجتمع عمى ماؿ ما
( شيء ما ) ،كتسمى األىمية التي يخمعيا الفرد عمى ماؿ ما " بقيمة االستعمال "،
بينما تسمى األىمية التي يخمعيا المجتمع عمى ماؿ ما " بقيمة المبادلة ". 52
كتحدد قيمة المكارد االقتصادية بقيمتيا في السكؽ الفعمية ،أ م بالثمف الذم تحققو
في السكؽ ،إذا كانت قكل السكؽ تعمؿ بكفاءة .ليذا فنحف دائما نتخذ السعر في
السكؽ كمؤشر جيد لقيمة المكرد االقتصادم في كقت معيف .
سنحاكؿ مف خبلؿ ىذه المحاضرة التطرؽ إلى قيمة المكارد االقتصادية ك التخصيص
األمثؿ ليا.
-1النظريات المفسرة لمقيمة :
يبلحظ أف السمع كالخدمات ليست ليا قيمة في حد ذاتيا كانما تستمد قيمتيا مف
المنفعة التي يحصؿ عمييا األفراد مف استيبلكيا .فبل فائدة ك بمعنى آخر ال منفعة
مف تخزيف كميات كبيرة مف سمعة معينة لف تستخدـ في الحاضرأك المستقبؿ .كيتـ
في مجاؿ الدراسات االقتصادية التمييز بيف نكعيف مف القيمة أم قيمة الشيء :
قيمة االستعماؿ ،ك قيمة المبادلة . 53
أ -قيمة االستعمال أو القيمة الفردية :
يقصد بالقيمة اإلستعمالية قدرة الشيء عمى إشباع حاجة إنسانية مباشرة عندما
يستعممو اإلنساف أك مقدار المنفعة التي يحصؿ عمييا اإلنساف إلشباع حاجتو ،
- 42عادؿ أحمد حشيش ،زينب حسيف عكض اهلل " ،مبادئ عمم االقتصاد "(اإلسكندرية ،مصر :دار الجامعة الجديدة
لمنشر ، )1999 ،ص . 191
- 43محمكد الطنطاكم الباز " ،مدخل لدراسة االقتصاد السياسي " ( اإلسكندرية ،مصر :مؤسسة الثقافة الجامعية ،
، ) 2004ص. 79
41
كتعتمد درجة اإلشباع ىذه عمى المكاصفات التي تتجسد في الشيء المستعمؿ نفسو.
ك يبلحظ أف قيمة االستعماؿ ىذه ال تتطمب بالضركرة كجكد سكؽ أك كجكد مبادلة
بيف األفراد فيي قيمة شخصية تكجد لمشيء حتى كاف كاف الفرد يعيش منعزال بمفرده
فإنو يستطيع الحصكؿ عمييا .كما أف جميع األمكاؿ ليا قيمة استعماليو طالما أنيا
األشياء المادية التي تشبع الحاجات اإلنسانية .
ب -القيمة التبادلية أو القيمة االجتماعية :
يقصد بالقيمة التبادلية قابمية الشيء ألف يككف محبل لممبادلة أم قدرتو عمى أف
يتبادؿ بشيء آخر .ك تتكقؼ ىذه القدرة عمى أف يككف الشئ نافعا اجتماعيا أم نافع
لآلخريف .ك لذلؾ تكصؼ قيمة المبادلة بأنيا قيمة اجتماعية ال يمكف أف تكجد إال
إذا كجد أفراد عديدكف ك قامت أسكاؽ ك مبادالت لؤلشياء ك تمتعت األشياء بندرة
نسبية .
إف مفيكـ القيمة التبادلية يتضمف فكرة العبلقة أك المقارنة ما بيف كميات متبادلة في
شيئيف مختمفيف .فإف كاف مثبل قيمة طف كاحد مف الحديد تساكم قيمة ثبلثة أطناف
مف القمح كلما كانت المبادالت في المجتمعات الحديثة ال تتـ عف طريؽ المقايضة
ك إنما عف طريؽ استخداـ النقكد التي تسيؿ عممية المبادلة ك بيذا تككف النقكد
المقياس العاـ كالمكحد لقيـ األشياء .كىكذا يككف لكؿ شيء قابؿ لمتبادؿ مقياس
نقدم أك مبمغ نقدم يعبر عف قيمتو كيسمى ىذا المبمغ النقدم الذم يعبر عف قيمة
54
،كبيذا يككف ثمف الشئ ىك التعبير النقدم عف الكحدة الكاحدة في الشئ بالثمف
قيمتو في السكؽ .إذف مقياس قيمة المبادلة ىك النقكد لذا يستعاض فييا عف قيمة
المبادلة بمفظ الثمف .
-عقيؿ جاسـ عبد اهلل " ،النظرية االقتصادية :التحميل االقتصادي الجزئي " ( ط1؛ عماف ،األردف :دار ك مكتبة 54
42
ك مف المؤكد كجكد عبلقة بيف قيمة االستعماؿ كقيمة المبادلة .فالمنفعة ىي كراء
فكرة قيمة االستعماؿ ضركرية لقيمة المبادلة ،بمعنى أف الماؿ ال يمكف أف تككف لو
قيمة مبادلة إف لـ يكف نافعا .غير أف المنفعة ال تكفي كحدىا ألف يككف لمماؿ قيمة
،بؿ ال بد كأف يككف ىذا الماؿ ناد ار بالنسبة لمحاجات ،ك إال فإنو ال يعدك أف
يككف مف األمكاؿ الحرة. 55
ك لقد انشغؿ الفكر االقتصادم منذ زمف بعيد عف مصدر قيمة المبادلة أم أساسيا
Aristotleىك أكؿ مف كالعكامؿ التي تحددىا .كيرل االقتصاديكف أف أرسطك
بحث في ذلؾ المجاؿ عمى أساس عممي ك قد تبعو االقتصاديكف لمئات السنيف . 56
ك نقدـ فيما يمي عرضا ألراء االقتصادييف حكؿ مصدر القيمة :
-1-1القيمة عند أرسطو :
لعؿ أكثر ما يمفت النظر في فكر أرسطك في القيمة أنو في كقت مبكر جدا أسند
القيمة إلى المنفعة ( عنصر شخصي أم قيمة االستعماؿ ) ،كما أسندىا لعنصر
57
.فمف جانب لقد بيف الندرة ( قيمة المبادلة كبالتالي نفقات الحصكؿ عمى السمعة )
أرسطك أنو مف الضركرم كجكد مقياس مشترؾ بيف األشياء المتبادلة ،ك ىذا
المقياس ىك احتياج أحدنا لآلخر ( أم المنفعة ) .ك مف جانب آخر بيف أرسطك أ ف
قيمة المبادلة تشتؽ مف قيمة االستعماؿ ك تبادؿ السمع يتـ كالتبادؿ بيف األعماؿ ،
فمكي تقكـ مبادلة بيف الميندس المعمارم ك صانع األحذية يتعيف عمى كؿ منيما أف
يقدـ عممو مقابؿ عمؿ الطرؼ الثاني ،لكف ال تكجد لدل أرسطك نظرية في
السعر.58
-عادؿ أحمد حشيش ،زينب حسيف عكض اهلل ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 192 55
-عبد الحميد زعباط " االقتصاد الجزئي " (بف عكنكف ،الجزائر :ديكاف المطبكعات الجامعية ، )2001 ،ج ، 1ص 2 58
.
43
ك بصفة عامة ،لقد استمر الكضع لمئات السنييف عمى ترديد فكر أرسطك في
القيمة ،حيث ساد االعتقاد في أف أساس القيمة ىك المنفعة ك الندرة .
-2-1القيمة عند آدم سميث :
لقد أشار " آدـ سميث " عند دراستو لمقيمة إلى مبلحظة ىامة ،كىي أف األشياء
ذات المنفعة الكبيرة مثؿ الماء أك الممح أقؿ األشياء قيمة ،بينما سمع أخرل ذات
المنفعة الضئيمة مثؿ الماس أك الذىب ىي أكبر السمع قيمة .فمبلحظة آدـ سميث
تشير إلى كجكد تناقض بيف القيمة اإلستعمالية كالقيمة التبادلية إذ أف السمع قد تتمتع
بقيمة إستعمالية كبيرة كالماء كال تتمتع إال بقيمة تبادلية ضئيمة ،ك قد تتمتع بقيمة
تبادلية كبيرة كالماس ك ال تحكز إال قيمة إستعمالية ضئيمة .ك في محاكلتو لتفسير
ذلؾ ذىب إلى اتخاذ العمؿ مقياسا لمقيمة ،ك لقد اصطمح لغز القيمة عمى ىذه
المقارنة . 59ك لقد أدل ذلؾ إلى استبعاد أثر المنفعة في تحديد قيـ السمع .
ك بالنسبة آلدـ سميث فإف العمؿ أصمح مقياس لمقيمة ،ك القيمة تتحدد بكمية العمؿ
البلزـ إلنتاجيا في المرحمة البدائية ،أما في مجتمع متطكر فإف القيمة ال تعتمد فقط
عمى كمية العمؿ المبذكؿ في إنتاجيا ك إنما أيضا عمى عنصر األرض كرأس الماؿ.
60
( أم المعدؿ الطبيعي لكؿ مف األجر ، فالقيمة تتكقؼ إذف عمى نفقات اإلنتاج
الربح ،الريع ك الفائدة) .ك لقد فرؽ آدـ سميث بيف نكعيف مف األثماف( أم مف
القيمة ) ك ىما: 61
-الثمف االسمي ك ىك أيضا ما يعرؼ " بالثمف الجارم" أك " بثمف السكؽ " .
-الثمف الحقيقي ك ىك ما يعرؼ أيضا " بالثمف الطبيعي " .
-محي محمد مسعد " ،الوجيز في مبادئ عمم االقتصاد "( اإلسكندرية ،مصر :الدار الجامعية الجديدة ، 2004 ، 59
ص . 98
_ 60
عبد الحميد زعباط ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 6
-عادؿ أحمد حشيش ،زينب حسيف عكض اهلل ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 193 61
44
أما الثمف الجارم فيتحدد عمى أساس قكل العرض ك الطمب ،ك أما الثمف الحقيقي
لشيء ما يتكقؼ عمى األلـ الذم يمزـ تحممو لمحصكؿ عمى ىذا الشيء .ك قد
خمص " آدم سميث " إلى أف مضمكف ىذا األلـ يتكقؼ عمى مدل بدائية المجتمعات
ك تمدنيا أك تطكرىا .ك لذلؾ فرؽ ،ك ىك بصدد تفسير قيمة المبادلة بيف
المجتمعات البدائية التي تعتمد في نشاطاتيا اإلنتاجية عمى عنصر العمؿ كحده
كالمجتمعات المتمدنة أك المتطكرة التي تعتمد في نشاطيا اإلنتاجي باإلضافة إلى
عنصر العمؿ ،عمى عنصر األرض ك رأس الماؿ .ك إذا اختمؼ سعر السكؽ عف
مستكل السعر الطبيعي فإف قكل المنافسة سكؼ تدفعو نحك مستكل السعر الطبيعي.
-3-1القيمة عند ريكاردو :
بدأ ريكاردك دراستو لمقيمة بالتعارض الذم أثاره " آدم سميث " ك الذم ينصرؼ إلى
االختبلؼ بيف قيمة االستعماؿ كقيمة المبادلة ،ك استبعد المنفعة مف تحديد قيمة
المبادلة مع اعترافو بضركرتيا ،ك لذا فقد اعتمد في تفسير القيمة عمى نفقة
اإلنتاج. 62
ك يفرؽ ريكاردك شأف باقي التقميديف ،بيف القيمة الجارية كالقيمة الحقيقية .ك يرل
أف القيمة الجارية تتكقؼ عمى العبلقة بيف العرض كالطمب .أما فيما يخص القيمة
الحقيقية فمقد فرؽ بيف نكعيف مف السمع ك ىما السمع التي ال يمكف مضاعفة
عرضيا ،ك السمع التي يمكف مضاعفة عرضيا .ك قد خمص إلى أف قيمة السمع
التي ال يمكف مضاعفة عرضيا كمثاليا التماثيؿ ك الصكر ك الكتب النادرة ،تتكقؼ
قيمتيا عمى ندرتيا النسبية ،أم عمى العبلقة الكمية المكجكدة منيا برغبة المشتريف
ليا .ك فيما يخص السمع التي يمكف مضاعفة عرضيا فإف قيمتيا تتحدد بكمية
" العمؿ المباشر " العمؿ البلزمة لمحصكؿ عمييا .ك العمؿ ينصرؼ إلى كمية
45
المبذكؿ في إنتاج السمعة ككمية العمؿ "غير المباشر " المستخدـ في إنتاج األدكات
63
. ك اآلالت ك المباني البلزمة إلنتاج ىذه السمعة
ك ىكذا تمكف ريكاردك مف إرجاع مشاركة رأس الماؿ في تحديد القيمة إلى عنصر
العمؿ ،ك مف ثـ أصبح عنصر العمؿ ىك كحده المحدد لمقيمة .
ك جدير بالذكر أف ريكاردك قد استبعد الريع مف تحديد القيمة ،فالريع في نظره
ال يسيـ في تككيف القيمة بؿ إف القيمة ىي التي تسيـ في تككيف الريع .فالقمح مثبل
ال يرتفع سعره ألف األرض تعطي ريعا لكف األرض تعطي ريعا ألف سعر القمح
ارتفع .
ك مف ىنا يتضح أف النظرية التقميدية ( الكبلسيكية ) ك التي تمقت أسسيا مف آدـ
سميث ،ثـ ريكاردك ك غيره تفرؽ ،ك ىي بصدد تفسير القيمة ،بيف قيمة االستعماؿ
كتفسرىا بالمنفعة ،ك قيمة مبادلة األشياء التي ال يمكف مضاعفة عرضيا كتفسرىا
بالندرة النسبية ،ك قيمة مبادلة األشيا ء التي يمكف مضاعفة عرضيا ك تفسرىا بنفقة
اإلنتاج أم بالعمؿ ك رأس الماؿ .ك ىذه الحالة األخيرة ىي التي تشكؿ الحالة
العادية .إال أف ىذه النظرية تعرضت لمجمكعة مف االنتقادات يمكف إيجازىا فيما
يمي: 64
-فشمت النظرية في تفسير أسعار الكثير مف السمع التي تتمتع بقيمة تبادلية مرتفعة
عمى الرغـ مف أنو لـ يبذؿ جيد كبير في إنتاجيا ،أك أف الجيد الذم بذؿ يتناسب
مع ىذه القيمة المرتفعة ك كمثاؿ عمى ذلؾ المعادف النفيسة التي يككف ليا سعر
مرتفع مستمد مف ندرتيا ك ليس مف جيد كبير في إنتاجيا.
مبادئ االقتصاد :التحميل الجزئي " ( ط 1؛ عماف ،األردف :دار كائؿ لمنشر -حربي محمد مكسى عريقات" ، 64
46
-فشمت ىذه النظرية في تفسير التغير في قيـ بعض السمع التي تزداد قيمتيا نتيجة
لمركر الكقت ك ليس نتيجة لجيد إضافي بذؿ إلنتاجيا أك لتغير أذكاؽ الناس تجاىيا
أك الزيادة في قيـ األراضي نتيجة لتحسف مكقعيا كالمكحات الفنية القديمة .
-ال يمكف أف نتصكر أف سمعة ما يككف ليا سعر في السكؽ ما لـ تكف ليا منفعة
ميما بذؿ في إنتاجيا مف مجيكد .ك لكف آدـ سميث ك ريكاردك لـ يبينا أف المنفعة
تعتبر ضمف العكامؿ المحددة لمقيمة بمعنى أنو لـ يشترط كجكد عبلقة سببية بيف
منفعة السمعة ك بيف سعرىا .
-أخذت ىذه النظرية في االعتبار جانب المنتجيف فقط ،أم جانب العرض ك ما
يحدده مف نفقات إنتاج دكف أف يستعرض لجانب المستيمكيف أم جانب الطمب،
ك الذم تحدده منفعة السمعة ك قدرتيا عمى إشباع الحاجات ،ك بالتالي فإف ىذه
النظرية عجزت عف تفسير قيـ السمع التي يتـ تبادليا بسعر يزيد عف نفقة إنتاجيا
بسبب زيادة إقباؿ المستيمكيف عمى شرائيا .
-إف نفقة اإلنتاج ال تعتبر في أم كقت مف األكقات كما ثابتا ك لكنيا تختمؼ مف
منتج آلخر ،فالمنتج الكؼء يستطيع أف ينتج السمعة بتكمفة منخفضة ،في حيف أف
المنتج األقؿ كفاءة ينتج نفس السمعة بتكمفة أعمى ،عمما بأف ثمف السمعة في السكؽ
يككف كاحد .فكحدة اإلنتاج تختمؼ مف كحدة إلى كحدة أخرل.
-4-1القيمة عند الحديين :
لقد تزايد االعتراض عمى نظرية العمؿ لمقيمة ك كذلؾ عمى نظرية نفقة اإلنتاج
ك خصكصا في الربع األخير مف القرف 19حيث ظيرت نظرية جديدة ىي نظرية
المنفعة الحدية .ك طبقا ليذه النظرية فإف قيمة األشياء تتحدد بمنفعتيا ،أم أف
47
منفعة السمعة ( أم النفع الذم يعكد عمى المستيمؾ مف استيبلكو السمعة ) ىي التي
تحدد قيمتيا. 65
ك لقد فرؽ مؤسسك مدرسة التحميؿ الحدم ،أمثاؿ ستانمي ،جيفكنز ك كارؿ منجر
، ىذا ك ليكف ك كلراس بيف نكعيف مف المنفعة :المنفعة الحدية ك المنفعة الكمية
كتؤكد المدرسة الحدية بأف المنفعة الحدية ك ليس المنفعة الكمية ىي العنصر المحدد
لمقيمة .ك أف المنفعة الحدية تتناقص باستمرار بزيادة كحدات السمعة المستيمكة
كيرجع ذلؾ إلى أف اإلنساف ال يمكنو أف يستمر في استيبلؾ سمعة إلى ما ال نياية ،
بؿ أف ىناؾ حدا يصؿ فيو المستيمؾ إلى حالة مف اإلشباع الكامؿ ،ك ذلؾ بعد
حصكلو عمى كمية معينة مف السمعة . 66
ك لقد ساعدت نظرية المنفعة الحدية عمى تفسير ما يسمى بمغز القيمة .فبالرغ ـ مف
أف الماء مثبل يعتبر مف أىـ السمع كأنفعيا إال أف النسبة بيف الكميات المكجكدة
ك الحاجة إليو في معظـ المجتمعات أكبر بكثير مف مثيمو الخاصة بالماس ،ك لذلؾ
كانت المنافع الحدية لمماء في معظـ المجتمعات منخفضة جدا إذ قكرنت بالمنفعة
الحدية لمماس ،ك لما كانت قيمة الشئ تتحدد عمى أساس المنفعة الحدية ال المنفعة
الكمية فإننا نجد أف لمماس قيمة أكبر مف قيمة الماء .ك لما كانت القيمة تتكقؼ
عمى العبلقة بيف العرض ك الطمب فقد انتيى التحميؿ الحدم إلى رد كؿ مف الطمب
كالعرض إلى المنفعة .67ك قد افترض الحديكف كجكد المنافسة الحرة ك قسمكا دراستيـ
لمقيمة تبعا لتقسيـ األمكاؿ ،إلى أمكاؿ االستيبلؾ ك أمكاؿ اإلنتاج .
-
تعني المنفعة الحدية مدل اإلشباع الذم يحصؿ عميو الفرد أك المستيمؾ عند إضافة ك حدة إضافية مف سمعة ما.
ك المنفعة الكمية ىي مجمكع المنافع ك تتناقص المنفعة الحدية كمما زاد عدد الكحدات المستيمكة مف سمعة معينة .
الحدية التي يحصؿ عمييا المستيمؾ مف استيبلؾ الكحدات المتعاقبة مف السمعة .
-حربي محمد مكسى عريقات ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 44 66
48
أ -أموال االستيالك :يتحدد سعرىا بتبلقي العرض كالطمب .
-فبالنسبة لمطمب عمى أمكاؿ االستيبلؾ فإنو يتحدد بناءا عمى مكازنة منفعية يجرييا
الشخص بيف المنفعة ك الضرر أك ( المنفعة السمبية ) التي تعكد عمى الشخص مف
جراء تنازلو عف منافع أخرل .لذا فإف المنفعة ىي أساس الطمب .
-أما بالنسبة لعرض أمكاؿ االستيبلؾ فإنو يتكقؼ عمى ثمف عناصر اإلنتاج .
فالمنظـ يأخذ في الحسباف التكمفة الحدية أم أف األمر يتكقؼ عمى مككنات تكمفة
أك ثمف عناصر اإلنتاج آال كىي( األجكر ،الفكائد ك الريكع ) .
ب -أموال اإلنتاج :ك يتعمؽ األمر بسكؽ العمؿ ك سكؽ رأس الماؿ ك سكؽ المكارد
الطبيعية .
-فبالنسبة لمطمب عمى أمكاؿ اإلنتاج فإنو يتكقؼ عمى الطمب عمى أمكاؿ
االستيبلؾ .ك التي كما عرفناىا تتكقؼ عمى المنفعة .
-أما عرض عكامؿ اإلنتاج فيك يتسـ بالتالي :
* عرض المكارد الطبيعية كالذم يتكقؼ عمى الكميات المكجكدة منيا ،ك ال دخؿ
لئلنساف فيو أم ال يستطيع التأثير في سعرىا بكاسطة التأثير عمى العرض ،كبالتالي
فإف طمبيا ىك الذم يحدد ثمنيا ،ك لما كاف الطمب يتحدد بالمنفعة فإف ىذه األخيرة
ىي التي تحدد عرض المكارد الطبيعية .
* أما عرض العمؿ فيك يتكقؼ أيضا عمى المنفعة .ك تفسير ذلؾ أف مف
خصائص العمؿ أنو يحقؽ منفعة لمعامؿ ( عف طريؽ األجر ) ،ك يجمب لو ألما
( منفعة سمبية ) .ك لك كاف العامؿ ح ار ،فإنو يقكـ بالمكازنة المنفعية بيف المنفعة
التي تعكد عميو مف األجر ك بيف األلـ الذم يتحممو نتيجة لقيامو بالعمؿ ،ك يتحدد
العرض بتساكم المنفعة الحدية ك األلـ الحدم ،ك بالتالي فإف المنفعة تدخؿ في
تحديد عرض العمؿ .
49
* ك أما عف عرض رأس الماؿ فإنو يتكقؼ عمى المدخريف ،أم عمى ىؤالء الذيف
يمتنعكف عف استيبلؾ جزء مف دخميـ ،ك ىنا أيضا نجد مكازنة منفعية بيف
االستيبلؾ الحالي ك االستيبلؾ المستقبمي .ك بالتالي فإف عرض رأس الماؿ يتحدد
بالمنفعة .
ك تخمص المدرسة الحدية مف ذلؾ أف المنفعة الحدية ىي أساس القيمة ،ك أف نفقة
اإلنتاج تتحمؿ في نياية األمر ،إلى منفعة سمبية .كذلؾ تخمص ىذه النظرية أف
قيمة أمكاؿ اإلنتاج تستمد مف قيـ أمكاؿ االستيبلؾ .
ك عمى الرغـ مف أف ىذه النظرية استطاعت أف تحؿ لغز القيمة إال أنيا لـ تسمـ
مف النقد حيث عاب عمييا البعض إىماليا لجانب العرض ( أم النفقات ) في
تفسير القيمة كاىتماميا بجانب الطمب ( أم المنفعة ) ،أم أنيا لـ تأخذ في
68
. حسبانيا جانب نفقة اإلنتاج
ك يؤخذ عمى تحميؿ المدرسة الحدية عند تفسيرىا لمقيمة عدة مآخذ أىميا ما يمي :69
-حينما جعمت ىذه المدرسة الطمب عمى أمكاؿ اإلنتاج مستمدا مف الطمب عمى
أمكاؿ االستيبلؾ ،فإنيا جعمت المنظـ مجرد كسيط يحترـ رغبات المستيمكيف
ك ال شؾ أف ىذا الدكر السمبي الذم خمعتو ىذه المدرسة عمى المنظـ ال يتفؽ
كحقيقة دكره .فدكر المنظـ ال يقتصر عمى ترجمة رغبات المستيمكيف ،بؿ يتعدل
ذلؾ إلى خمؽ الحاجات .ك يضاؼ إلى ذلؾ أف المنظـ يمكنو في حالة االحتكار
أف يؤثر تأثي ار كبي ار في الثمف .
-افترضت ىذه المدرسة أف عرض عكامؿ اإلنتا ج ،العمؿ ،رأس الماؿ ك المكارد
الطبيعية ،يتكقؼ عمى المنفعة .إال أف ىذا االفتراض غير صحيح ،فعرض
عكامؿ اإلنتاج ال تحكمو اعتبارات المنفعة كحدىا ،بؿ تحكمو باإلضافة إلى ذلؾ
-حربي محمد مكسى عريقات ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 44 68
-عادؿ أحمد حشيش ،زينب حسيف عكض اهلل ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 207 69
50
اعتبارات أخرل تعكد إلى المنظمات المسيطرة عمى عرض العمؿ ك عرض رأس
الماؿ .
-افترضت ىذه المدرسة عند تحميميا لمقيمة تكافر شركط المنافسة الكاممة ،ك عمى
ذلؾ فإنيا تبعد تأثير الدكلة ك تأثير العناصر االحتكارية التي قد تسكد السكؽ في
تحديد القيمة ،ك ىذا ما يخالؼ الكاقع .فمف األثماف ما ال دخؿ لممستيمؾ في
تحديدىا ،ك مثؿ ذلؾ حالة األثماف الجبرية التي تحددىا الدكلة ،ك الحالة التي يقكـ
فييا المحتكر بتحديد األثماف .
لقد قصرت كؿ مف النظريات التي اعتمدت عمى نفقة اإلنتاج ،ك تمؾ التي اعتمدت
عمى المنفعة عف تفسير القيمة .ك لذلؾ ظيرت محاكالت أخرل تيدؼ إلى الجمع بيف
عنصر العرض ك عنصر الطمب في تفسير القيمة .ك يعتبر ألفرد مارشاؿ أكؿ مف
جمع بيف جانبي العرض كالطمب في نظرية كاحدة تصمح أساسا لتحديد قيـ األشياء
أك أثمانيا .فمقد حاكؿ مارشاؿ الجمع في نظريتو لمقيمة بيف النفقة ك المنفعة ،
فالقيمة تتحدد عنده بالعرض ك الطمب معا ،ك يرل أنو مف الصعب تحديد المسؤكؿ
منيما عف تحديد القيمة فالعرض ك الطمب مسؤكالف معا كحدم المقص في تحديد
70
. القيمة ،ك يتضح ىنا أف مارشاؿ يتحدث عف القيمة باعتبارىا الثمف
-2تقييم الموارد االقتصادية :
تحدد قيمة المكارد االقتصادية بقيمتيا في السكؽ الفعمية ،أم بالثمف الذم يتحقؽ في
السكؽ ،إذا كاف ت قكل السكؽ تعمؿ بكفاءة .ليذا فنحف دائما نتخذ السعر في
السكؽ كمؤشر جيد لقيمة المكرد في كقت معيف .ك تختمؼ القيمة النسبية لبعض
المكارد عف قيمتيا االقتصادية ،فمثبل نجد أف اآلثار القديمة ( المصرية
ك البابمية...الخ ) ال تقدر بثمف ك لكنيا ذات قيمة نسبية ىائمة .
-محمد مدحت مصطفى " ،اقتصاديات الموارد المائية :رؤية شاممة إلدارة المياه " ( ط 1؛ اإلسكندرية ،مصر: 70
51
ـ ،ك ىي أف قيمة ك ييمنا في ىذا المجاؿ الطريقة االقتصادية البحتة في التقيي
المكارد تقاس بسعرىا في السكؽ ك ىك مؤشر مناسب لمقيمة الحقيقة .ك أىـ العكامؿ
71
: المؤثرة في تقييـ المكارد االقتصادية ىي
-1-2طريقة الحصول عمى المورد :
ك تعني ( السيكلة أك الصعكبة ) ك التكمفة التي يتـ بيا الحصكؿ عمى المكرد ،
فمثبل نجد أف المكارد المكجكدة بكميات كبيرة ،ك تقع بالقرب مف المراكز السكنية
الرئيسية ك يمد إلييا طرؽ المكاصبلت بسيكلة ،يفضؿ اإلنساف استغبلليا عف تمؾ
الكاقعة في مناطؽ بعيدة ك غير مأىكلة ك بكميات قميمة .فاألكلى يضمف اإلنساف
استم اررية تدفقيا لفترات طكيمة ،ك تصبح الفرصة مكاتية إلمداد المجتمع بيا
لمكاجية الطمب المستمر عمييا ك بالكميات المطمكبة في األكقات المطمكبة ك ىك ما
فعمى سبيؿ المثاؿ كمما كاف ماء الشرب متكف ار يعرؼ باسـ " تدفق المورد " .
ك كافيا مف حيث الكمية ك صالحا مف حيث النكعية نجد أف قيمتو تصبح منخفضة،
عكس الحاؿ في المناطؽ الصحراكية التي يصعب الحصكؿ فييا عمى الماء ،نجد
أف الحصكؿ عميو أم ار صعبا ك بالتالي ترتفع قيمتو ،ك يمجأ اإلنساف في ىذه
المناطؽ إما إلى حفر اآلبار الباىظة التكاليؼ أك إلى تحميو مياه البحر األكثر تكمفة
ك يصبح سعر الماء في ىذه الحالة مرتفعا ،بعكس المناطؽ الرطبة أك تمؾ التي
تجرم فييا أنيار دائمة يصبح الماء متدفقا كمتاحا بأقؿ التكاليؼ .
-2-2تجييز المورد واعداده لالستخدام :
حتى تصبح صالحة لبلستخداـ ، تحتاج معظـ المكارد إلى عمميات إعداد كتجييز
ك ترفع ىذه العمميات مف قيمة المكرد ،ألف تكمفتيا تضاؼ إلى سعره .فعمى سبيؿ
المثاؿ ،الخبز الذم نحصؿ عميو جاىز لؤلكؿ ،ىك أصبل حبكب مف القمح يقكـ
52
المزارع ببذرىا ثـ يقكـ بحصد المحصكؿ الناضج ك فصؿ الحبكب عف القشكر ،ثـ
ينقؿ المحصكؿ كيخزف ك يطحف ،ثـ ينقؿ لممخابز لكي يعجف ك يخبز ،ثـ يتـ
تكزيعو حتى يصؿ إلى المستيمؾ .
كذلؾ المياه ال بد مف إنشاء السدكد لتخزينيا ثـ تطييرىا ك تنقيتيا ك مد األنابيب
لنقميا ك تكصيميا إلى المنازؿ حتى تصبح صالحة لبلستخداـ ،ك ىذا ما يسمى
بتييئة المكرد لبلستخداـ ك ىذا يجعمنا نقبؿ أف ندفع التكمفة التي تفرضيا ظركؼ
اإلعداد .
ك جميع ما سبؽ ما ىي إال خدمات إضافية تضاؼ إلى طبيعة المكارد ،ك ىي
خدمات أساسية تزيد مف راحة المستيمكيف كمف مدل االستفادة مف المكرد .
-3-2الطمب عمى المورد :
الطمب عمى أم مكرد ىك الكمية المطمكبة منو بسعر معيف ،ك لكي يككف الطمب
فعاال ال بد ك أف تتكفر القدرة عمى الدفع كاال كاف الطمب غير فعاؿ .
،ك أسعار المكارد
ك الطمب عمى المكارد نكعاف :طمب مرف كطمب غير مرف
تكجد طمبا متناسبا في الحجـ أك الكمية مع السعر المطركح في السكؽ ،أم أف
العبلقة كثيقة كعكسية بيف الطمب ك السعر ،ك األسعار المعقكلة تفتح شيية
المستيمكيف فتدخؿ مجمكعة جديدة في المساىمة في الطمب ،ك العكس بالنسبة
لؤلسعار الباىظة التي تؤدم إلى خركج شريحة مف المستيمكيف ك تقمؿ الطمب عمى
المكارد .
-طمب مرن ،بمعنى أنو غير ثابت كمتغير دائما ،فإذا زادت األسعار قؿ الطمب كالعكس إذا انخفضت األسعار زاد
الطمب ،كال شؾ أف ىذه المركنة في الطمب قد تزيد الضغط عمى بعض المكارد إذ انيارت أسعارىا فيمجأ الناس إلى
استنزافيا كاىدارىا .
-طمب غير مرن ،بمعنى أف الطمب عمى المكرد ال يتأثر بارتفاع سعره أك انخفاضو ،كينطبؽ ذلؾ عمى المكاد الغذائية
األساسية كالخبز مثبل "فالكمية الكافية مف الخبز ىي كمية كافية منو" كال يمكف لئلنساف أف يزيد منيا ميما انخفض
سعره ،ك ال يقمؿ استيبلكو منو مع ارتفاع سعره ،بصرؼ النظر عف الغني كالفقير .كذلؾ فالطمب عمى المياه غير
مرف ألننا نحتاجيا بغض النظر عف سعرىا.
53
ك كثي ار ما يمجأ المنتجكف لتحقيؽ التكازف بيف الطمب ك السعر ،ك يضعكف
إستراتيجية لحماية منتجاتيـ مف انييار أسعارىا ،مثؿ تحديد سقؼ إنتاج البتركؿ في
الدكؿ المصدرة ،بعد أف انيارت أسعار البتركؿ نتيجة لزيادة المطركح منيا في
السكؽ العالمية .
ك قد أدت التطكرات التي حدثت إثر الثكرة الصناعية ،ك الزيادة السكانية اليائمة إلى
زيادة الطمب عمى المكارد الطبيعية ك كذلؾ استنزاؼ المكارد المائية .ك أصبح الماء
مف المكارد النادرة بسبب ازدياد الطمب عميو ك ازدادت الفجكة بيف المطمكب كالمتكافر
ك أديا إلى تفاقـ العجز المائي في معظـ دكؿ العالـ .
-3تخصيص الموارد االقتصادية.
مف المعركؼ أف كؿ مكرد مف المكارد اإلنتاجية لو أكثر مف استخداـ بديؿ .
ك حيث أف المكارد اإلنتاجية أصبل نادرة ك المعركض منيا في كؿ مجتمع ىك حجـ
ثابت ،فبل بد أف تككف ىذه االستخدامات البديمة متنافسة في نفس الكقت ،بمعنى
أف تحقؽ بعض ىذه االستخدامات ال بد أف يككف عمى حساب عدـ تحقؽ بعض
االستخدامات األخرل .ك تعرؼ ىذه الطرؽ التي يتـ بيا تكزيع المكارد باسـ أنماط
تخصيص المكارد .ك يتكلد عف كؿ نمط مف أنماط تخصيص المكارد مستكل مف
الناتج القكمي .
-1-3التخصيص األمثل لمموارد االقتصادية:
بصفة عامة يمكف أف نقكؿ أنو إذا كاف لدينا كمية معينة مف مكرد إنتاجي ما ،فإف
أقصى مساىمة ليا بالنسبة لمرفاىية االقتصادية لممجتمع تتحقؽ عندما تتساكل قيمة
الناتج الحدم ليذا المكرد في أم استخداـ مف استخداماتو مع قيمة الناتج الحدم لو
في جميع استخداماتو األخرل البديمة .72حيث إذا افترضنا انو تـ تكزيع الكمية
-أحمد محمد مندكر ،أحمد رمضاف نعمو اهلل ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 351 72
54
المتاحة مف ىذا المكرد بحيث كانت قيمة الناتج الحدم ليذا المكرد في أحد
االستخدامات أكبر منيا في استخداـ آخر ،فإف تحكيؿ قدر مف ىذا المكرد مف
االستخداـ ذم القيمة المنخفضة لمناتج الحدم إلى االستخداـ اآلخر ذم القيمة
المرتفعة لمناتج الحدم ال بد أف يؤدم إلى زيادة صافية في الناتج الكمي .ك تستمر
عممية التحكيؿ ىذه حتى يعكد التساكم بيف قيمة الناتج الحدم ليذا المكرد في كافة
استخداماتو البديمة .ك ىكذا بالنسبة لكافة المكارد االقتصادية المتاحة في المجتمع
تستمر عممية تحكيؿ المكارد مف االستخدامات التي تككف فييا قيمة الناتج الحدم
منخفضة إلى استخدامات أخرل تككف فييا قيمة الناتج الحدم مرتفعة طالما أف ذلؾ
يؤدم إلى زيادة الناتج ك بالتالي الرفاىية ك الكفاءة االقتصادية .ك بالطبع تتحقؽ
الرفاىية العظمى عندما نصؿ إلى النقطة التي تككف عندىا قيمة الناتج الحدم لكؿ
فقط ،تتكقؼ مكرد متساكية تماما في جميع استخداماتو البديمة .ك عند ىذا الحد
عممية إعادة تخصيص المكارد ك نككف قد كصمنا فعبل إلى التخصيص األمثؿ حيث
ال يمكف أف نحقؽ أم زيادة صافية في الناتج الكطني عند أم تخصيص آخر
73
. غيره
55
المحاضرة الخامسة :
56
تمييد:
ىناؾ ثبلث مفاىيـ البد مف التفرقة بينيـ في إطار الكشؼ عف المزيد مف
المفاىيـ األساسية حكؿ االستثمار مع إدراؾ العبلقة بيف االدخار كاالستثمار عمى
النحك التالي:
أوال :االدخار
يقصد باالدخار ذلؾ الجزء مف الدخؿ (الناتج) الجارم الذم لـ يستخدـ في
االستيبلؾ الجارم خبلؿ فترة ما كانما تـ تكجييو لبناء الطاقات اإلنتاجية التي تعمؿ
عمى زيادة ىذا الدخؿ أك تحافظ عمى مستكاه المحقؽ فعبل مف خبلؿ كفي إطار
كداخؿ دكرة النشاط االقتصادم.
كىناؾ مف يعرؼ االدخار بأنو ناتج النشاط االقتصادم الذم ال سيتيمؾ بؿ
يكجو بطريقة تجعؿ لو في المستقبؿ قدرة أكبر عمى اشباع الحاجات ك ىذا يعني أف
االدخار مف المتغيرات األساسية بالنسبة لمبمداف النامية ،كاف ىذا التعريؼ يبرز ثبلثة
جكانب جكىرية مترابطة في قضية التنمية ك ىي :االستعداد لمقياـ بنشاط إنتاجي
ال يككف جزء مف ناتجو مكجيا لبلستيبلؾ ،ثـ تكافر اإلرادة الجماعية كالقدرات الفنية
كاإلدارية البلزمة لتحقيؽ تراكـ رأس الماؿ المادم كالبشرم .كأخي ار المستقبؿ الذم
يككف ىذا التراكـ إعدادا لو.
57
ىنا يستنتج بطريقة الباقي أم أف االدخار يساكم (الدخؿ القابؿ لمتصرؼ فيو ناقصا
االستيبلؾ الخاص الكمي).
أما بالنسبة لؤلفراد ،فإف أغمبيـ ال ينفقكف كؿ دخكليـ الجارية عمى االستيبلؾ
الجارم في السمع كالخدمات كانما يجنبكف جزءا منيا ليكدعكه في البنكؾ أك صناديؽ
تكفير البريد أك ليشتركا بو أسيما أك سندات مف البكرصة أك يشتركا كثائؽ كصككؾ
مف صناديؽ االستثمار أك ليسددكا التزاماتيـ أك ليشتركا أصكال مادية كمف ثـ يتمثؿ
ادخار األفراد –خبلؿ أية فترة مف الفترات – في الفرؽ بيف دخميـ المتاح كانفاقيـ
الجارم عمى السمع كالخدمات خبلؿ نفس الفترة.74
كاالدخار قد يككف نقديا أك عينيا :فاالدخار النقدم يمثؿ الصكرة الغالبة في
الكقت الحالي ،كذلؾ ألف الطابع النقدم يصبغ معظـ جكانب النشاط االقتصادم في
االقتصاد المعاصر .كمف ثـ يتككف الجانب األكبر مف االدخار البلزـ لتمكيؿ
التككيف الرأسمالي مف عدة أشكاؿ نقدية تتمثؿ في األصكؿ المالية أك األمكاؿ السائمة
كالكدائع الجارية ككذلؾ الكدائع االدخارية بأنكاعيا كالمدخرات التعاقدية كالتي يمكف
تحكيميا إلى الصكرة السائمة بسيكلة نسبية.
كحيث أف النقكد تعتبر قكة شرائية عامة ،بمعنى أنيا تمكف حامميا مف مبادلتيا
بأم شكؿ مف أشكاؿ الثركة األخرل ،فإف األفراد الذيف قامكا بيذه المدخرات النقدية
يستطيعكف تحكيميا إلى رأسماؿ عيني كذلؾ باستثمار ىذه األمكاؿ المدخرة في
العمميات كالمشركعات اإلنتاجية سكاء بأنفسيـ -كذلؾ بشراء أك استئجار عكامؿ
اإلنتاج األخرل كالتكليؼ بينيا إلنتاج سمعة أك خدمة ليا قيمة نقدية فتتكلد ليـ أرباح
باعتبارىـ منظميف -أك بأف يقكمكا بإقراض ىذه المدخرات النقدية -عف طريؽ سكؽ
-عبد المطمب عبد الحميد ،مبادئ ك سياسات االستثمار(ط ،1اإلسكندرية :الدار الجامعية،)2010 ،ص ص .28-27 74
58
الماؿ أك سكؽ رأس الماؿ أك البكرصة -إلى المنظميف ليتمكنكا مف شراء السمع
اإلنتاجية كالكسيطة البلزمة لمشركعاتيـ كيحصؿ المدخركف -في ىذه الحالة -عمى
عكائد نتيجة إقراضيـ ىذه المدخرات النقدية لممنظميف خبلؿ فترة معينة.
كمف ىنا يمكف استخبلص النتيجة التالية كىي أف االدخار في حد ذاتو ال يدر
دخبل بمجرد تككينو .كانما يجب -لكي ينتج االدخار دخبل -أف يتحكؿ إلى رأسماؿ
عيني منتج .أم البد لو أف يستثمر استثما ار منتجا ذك عائد يسمى العائد عمى
االستثمار كبالتالي ال استثمار ببل ادخار.
-عبد المطمب عبد الحميد ،مرجع سبؽ ذكره ،ص .29 75
59
ثانيا :االكتناز
يتشابو االكتناز مع االدخار -بمفيكمو السابؽ -في ككف كؿ منيما جزء مف
الدخؿ الجارم لـ ينفؽ عمى االستيبلؾ الجارم ،كيختمفاف في أف االكتناز يمثؿ
احتجا از لجزء مف الدخؿ (الناتج) سكاء في شكؿ نقدم أك عيني بعيدا عف دكرة
النشاط االقتصادم كمف ثـ يعتبر تسربا مف دكرة الدخؿ القكمي كما يطمؽ عمييا دكرة
النشاط االقتصادم مما يخرجو عف مفيكـ االدخار تماما عمى مستكل االقتصاد
الكمي.
كىناؾ مف يعرؼ االكتناز بأنو عبارة عف رغبة األفراد في االحتفاظ بالثركة في
شكؿ نقدم .كىذا المفيكـ يتشابو مع مفيكـ «كينز» عف تفضيؿ السيكلة .كيمجأ
األفراد إلى االحتفاظ بالسيكلة ىنا لتمكنيـ مف دفع المخاطر النقدية أك االقتصادية
أك السياسية أك مف تحقيؽ اآلماؿ ،كمف الكاضح أف تعريؼ االكتناز ىنا غير جامع.
كيمكف القكؿ انو إذا كاف االستيبلؾ ىك البديؿ لبلدخار فإف االدخار
ك (أك) االستيبلؾ ىما بديبل االكتناز ،كانو إذا كاف االدخار يتضمف التضحية
باالستيبلؾ الحاضر فإف االكتناز يتضمف التضحية باالستيبلؾ الحاضر كبالفكائد
التي لف تعكد عمى الفرد عندما يمتنع عف إقراض أك استثمار الفائض الذم يتبقى مف
دخمو بعد االستيبلؾ.
كيتخذ االكتناز عدة صكر منيا احتفاظ األفراد بالذىب أك العمبلت األجنبية
ككذلؾ المبالغ السائمة في صكرة نقكد يحتفظ بيا قطاع األعماؿ المنظـ ،كما يمكف
اف يككف االكتناز في صكرة نقكد يحتفظ بيا األفراد لمدة قصيرة جدا -كىذا ىك
المعنى الضيؽ جدا لبلكتناز -كمثاؿ ذلؾ احتفاظ المكظؼ بمرتبو لينفؽ منو بانتظاـ
طكاؿ الشير كيطمؽ بعض االقتصادييف عمى ىذا النكع مصطمح
« االدخار االحتياطي» " "reserve savingألف ىذه األمكاؿ تمثؿ احتياطيا
60
لمكاجية الحاجة لبلستيبلؾ في المستقبؿ ،كىذا النكع مف االكتناز ال يمكف أف يتحكؿ
إلى رأسماؿ عيني ما داـ الفرد يحتفظ بو لفترة قصيرة في صكرة نقكد ،كمف ثـ فإنو
ال يزيد دخؿ المجتمع أك ثركتو كىذا النكع مف االكتناز يختمؼ عف « االدخار
المنشئ» " "creative savingsكيطمؽ عميو ىذه الصفة ألنو يساىـ في إنشاء
كتككيف الدخؿ كذلؾ بتحكيمو إلى استثمار عيني منتج.
كلبلكتناز -بمعناه السابؽ -آثار ضارة بالتنمية االقتصادية .خاصة إذا عممنا
أف بعض الدراسات أكضحت انو يمكف تحرير جزء مف المكتنزات (التي تأخذ شكؿ
ذىب كأحجار كريمة كعمبلت أجنبية) الستخدامو في تمكيؿ االستثمارات المطمكبة
لمتنمية ،كعمى الرغـ مف صعكبة تقدير حجـ أك قيمة ىذه المكتنزات خاصة في الدكؿ
النامية إال أف بعض الدراسات أكضحت أف ما يكتنزه األفراد مف الذىب فقط بمغ
حكالي %10مف الدخؿ القكمي في بعض دكؿ الشرؽ األكسط كجنكب شرؽ آسيا .76
كتكفي اإلشارة إلى تحريـ االكتناز صراحة في القرآف الكريـ حيث يقكؿ اهلل سبحانو
ك تعالى « :كالذيف يكنزكف الذىب كالفضة كال ينفقكنيا في سبيؿ اهلل فبشرىـ بعذاب
صدؽ اهلل العظيـ (سكرة التكبة :اآلية .)34 أليـ ».
ثالثا :االستثمار
يمثؿ االستثمار أحد العكامؿ األساسية التي تدخؿ في تطكير المؤسسات ككذا
االقتصاد الكطني كلتحديد مفيكمو نستعيف في ىذا المجاؿ ببعض كجيات النظر
المختمفة في تعريفو كأىـ األنكاع الخاصة بو.
-عبد المطمب عبد الحميد ،مرجع سبؽ ذكره ،ص .31 76
61
_1تعريف االستثمار:
لقد تعددت التعاريؼ التي صيغت لبلستثمار بتعدد الجكانب التي انطمؽ منيا
الباحثكف لمحاكلة فيمو كتحديد أبعاده ،كمف ىذه التعاريؼ نجد:
-77صفكت أحمد عبد الحفيظ " دور االستثمار األجنبي في تطوير أحكام القانون الدولي الخاص" ،دار المطبكعات
الجامعية ،اإلسكندرية مصر ، 2005ص.18
-78عبد اهلل عبد الكريـ عبد اهلل " ضمانات االستثمار في الدول العربية" ،دار الثقافة لمنشر كالتكزيع ،الطبعة األكلى،
عماف ،األردف ،2008 ،ص.18
-79قربكع عميكش كماؿ " قانون االستثمارات في الجزائر" ،ديكاف المطبكعات الجامعية ،1999 ،ص.2
62
_3_1التعريف االقتصادي لالستثمار:
يعرؼ االستثمار لدل رجاؿ االقتصاد بأنو:
80
" أم استعماؿ لرأس الماؿ سعيا لتحقيؽ الربح"
كما يعرؼ عمى أنو " كؿ اكتساب ألمكاؿ مف أجؿ الحصكؿ عمى منتكج
أك استيبلكو ".81
ك يمثؿ أيضا " كؿ إضافة جديدة إلى األصكؿ اإلنتاجية المكجكدة في المجتمع
بقصد زيادة الناتج في الفترات التالية ".82
أك " استخداـ المدخرات في تككيف االستثمارات أك الطاقات اإلنتاجية الجديدة
البلزمة لعمميات إنتاج السمع كالخدمات ،كالمحافظة عمى الطاقات اإلنتاجية القائمة
أك تجديدىا ".83
ك بعبارة أخرل " تكجيو األمكاؿ نحك استخدامات تؤدم إلى إشباع حاجة
أك حاجيات اقتصادية".84
ك جاء بأنو " تكظيؼ النقكد ألم أجؿ في أم أصؿ أك ممكية أك ممتمكات
أك مشاركات ،يحتفظ بيا لممحافظة عمى الماؿ أك تنميتو سكاء بأرباح دكرية
أك بزيادات في قيمة األمكاؿ في نياية المدة ،أك بمنافع غير مادية " .85
أك أنو" ذلؾ الجزء المستقطع مف الدخؿ الستخدامو في العممية اإلنتاجية بيدؼ
تككيف رأس الماؿ ".86
-80محمد عبد العزيز عبد اهلل عبد " االستثمار األجنبي المباشر في الدول اإلسالمية في ضوء االقتصاد اإلسالمي" ،دار
النفائس لمنشر كالتكزيع ،عماف األردف ،2005 ،ص.14
-81قربكع عميكش كماؿ ،مرجع سبؽ ذكره ،ص.2
-82صفكت أحمد عبد الحفيظ :مرجع سبؽ ذكره ،ص.18
-83حسيف عمر " االستثمار والعولمة" ،دار الكتاب الحديث ،الطبعة األكلى ،2000 ،ص.37
-84محمكد محمد حمكدة" االستثمار والمعامالت المالية في اإلسالم" ،دار الكراؽ لمنشر كالتكزيع ،الطبعة األكلى ،األردف،
،2006ص.30
-85عبد اهلل عبد الكريـ عبد اهلل ،مرجع سبؽ ذكره ،ص.18
63
كما يعتبر " تككينا لرأس الماؿ ك استخدامو بيدؼ تحقيؽ الربح في األجؿ القريب
أك البعيد بشكؿ مباشر أك غير مباشر بما يشمؿ إنشاء نشاط إنتاجي أك تكسيع طاقة
إنتاجية قائمة ،أك حيازة ممكية عقارية أك إصدار أسيـ أك شرائيا مف اآلخريف ".87
كبشكؿ عاـ فإف االستثمار " عبارة عف تكظيؼ أمكاؿ حالية في سبيؿ الحصكؿ
عمى إيرادات (عكائد) أكبر في المستقبؿ".88
،حيث مف كؿ ىذه التعاريؼ نجد أف االقتصادييف أسيبكا في تعريؼ االستثمار
نراىا متقاربة المعاني ترتكز في مجمميا عمى تكظيؼ األمكاؿ المتاحة في اقتناء
مختمؼ األصكؿ بقصد تحقيؽ مجمكعة مف األغراض كمف ثـ فإف:
األمكاؿ المتاحة :ىي األمكاؿ التي يمكف تكفيرىا سكاء كاف مصدرىا األرباح
أك المدخرات.
األصكؿ :كىي مختمؼ االستثمارات التي يكظؼ فييا المستثمر أمكالو سكاء
عمى شكؿ شراء سمع ،أسيـ ،أك كضع المدخرات في مؤسسات لتكظيفيا ...الخ.
األغراض :كىي النتائج المتكقعة مف االستثمارات أك اليدؼ مف االستثمار.
_4_1التعريف المحاسبي لالستثمار:
ينظر إلى االستثمار مف الناحية المحاسبية عمى أنو " مجمكع األمبلؾ كالقيـ
الدائمة المادية أك غير المادية التي اكتسبتيا أك التي أنشأتيا المؤسسة مف أجؿ
استخداميا ككسائؿ استغبلؿ دائمة كالمحافظة عمى شكميا لمدة طكيمة " .89
،2003 " مبادئ االستثمار" ،دار المناىج لمنشر كالتكزيع ،الطبعة الثانية ،عماف ،األردف، -86أحمد زكريا صياـ
ص.17
-87نفس المرجع السابؽ ،ص.18
-88بريش السعيد "االقتصاد الكمي" ،دار العمكـ لمنشر ،عنابة ،الجزائر ،2007 ،ص121
89
-Khafralri medzine «techniques comptables», 4eme éd, tome1, berti édition. Alger,1999
p33.
64
أك بمعنى آخر تعبر االستثمارات عف " األصكؿ الثابتة التي تستعمميا
المؤسسة بصفة دائمة إلنتاج كبيع السمع كالخدمات ،كال يتـ حيازتيا بيدؼ البيع بؿ
،فيي مجمؿ األمبلؾ لبلستخداـ الدائـ لذلؾ سميت بكسائؿ االستغبلؿ الدائمة
كالقيـ الدائمة المعنكية ( حقكؽ الممكية الصناعية كالتجارية ،حقكؽ االختراع شيرة
المحؿ ،العبلمات التجارية )..كغير المعنكية أك المممكسة ( التجييزات،
األراضي ،)...المنقكلة (التجييزات )..كغير المنقكلة (األراضي )...التي اشترتيا
المؤسسة أك أنجزتيا بكسائميا الخاصة ،ال مف أجؿ بيعيا أك تحكيميا كانما
الستعماليا ككسائؿ دائمة لبلستغبلؿ سكاء المخصصة لئلنتاج أك المكجية لمعمميات
90
غير المينية (تجييزات اجتماعية).
91
أك التي يمكف تصنيفيا إلى:
التثبيتات المرتبطة باالستغالل :كؿ القيـ ذات طبيعة منقكلة أك غير
منقكلة ،مادية أك غير مادية سكاء التي اكتسبتيا أك أنشأتيا المؤسسة
ال مف أجؿ بيعيا أك تحكيميا ،كانما لكي تستخدـ ككسائؿ عمؿ دائمة
( الكمبيكتر ،المنقكالت المادية.)...
التثبيتات خارج االستغالل :سكاء التي أنشأتيا أك اكتسبتيا المؤسسة
لتستجيب لبعض االىتمامات األخرل مثؿ:
_المنشآت االجتماعية (مطعـ المؤسسة ،مراكز االصطياؼ ،قاعات
الرياضة،الركضات)..
_ شراء األراضي ألغراض المضاربة.
_ تحسيف ظركؼ النظافة ك األمف.
-90عاشكر كتكش " المحاسبة العامة ،أصول ومبادئ وفقا لممخطط المحاسبي الوطني" ،ديكاف المطبكعات الجامعية،
الجزائر ،2003 ،ص.77
9
1 -Jacque Margerin et Gérard Ausset « choix des investissements», 1ere éd, 1979, p34.
65
فيي إذف كسائؿ منتجة بطريقة غير مباشرة كال تشكؿ كسائؿ عمؿ.
،2003 -92شكاـ بكشامة " تقييم واختيار االستثمارات " ،دار الغرب لمنشر كالتكزيع ،الطبعة الثانية ،كىراف ،الجزائر،
ص.22
-93دريد كامؿ آؿ الشبيب" مقدمة في اإلدارة المالية المعاصرة" ،دار الميسرة لمنشر كالتكزيع كالطباعة ،الطبعة األكلى،
عماف ،األردف 2007 ،ص.264
-94نفس المرجع السابؽ ،ص .265
-95نفس المرجع السابؽ ،ص .266
،دار طيبة لمنشر -96عادؿ محمد رزؽ " االستثمارات في البنوك والمؤسسات المالية من منظور إداري محاسبي"
كالتكزيع ،القاىرة ،مصر 2004 ،ص.3
66
التضحية بقيـ أك مبالغ نقدية حالية.
تكقع الحصكؿ عمى قيـ أك مبالغ نقدية أكبر.
عائد مستقبمي غير مؤكد الحدكث.
97
كبالتالي فالنظرة المالية تعطي أىمية لػ :
المدة الزمنية.
فعالية كمردكدية العممية أك النشاط.
الخطر المتكقع أك المستقبمي.
نستنتج مما سبؽ أف مفيكـ االستثمار يرتكز عمى تكظيؼ األصكؿ ليدر
عكائد كمنافع مستقبمية ميما كانت كجية النظر التي يرل منيا.
_2أصناف االستثمار:
تكجد أنكاع كثيرة مف االستثمارات ،كذلؾ الختبلؼ المعايير كأسس تقسيميا.
إذ تصنؼ مف عدة زكايا مختمفة كأف تمؾ التصنيفات قد تتداخؿ فيما بينيا أك مع
بعضيا البعض ،كمنو سكؼ نحاكؿ التطرؽ ألىـ التصنيفات المتعارؼ عمييا كىي:
97
- Abdellah Boughaba « Analyse et évaluation de projets», éd berti, 2eme ed ,
Alger,2005,p1.
-98عبد اهلل عبد الكريـ عبد اهلل ،مرجع سبؽ ذكره ،ص.22
67
ب_ االستثمار الحكومي :يتككف مف رأس الماؿ الحقيقي الجديد الذم تقكـ
الدكؿ بتككينو كتمكيمو سكاء مف فائض اإليرادات أـ مف القركض الداخمية كالخارجية
أـ مف المساعدات األجنبية.
-99محمد مطر" إدارة االستثمارات" ،دار كائؿ لمنشر ،الطبعة الثالثة ،عماف ،األردف ،2004 ،ص ص .78،77
⁾السمع الرأسمالية :ىي السمع اإلنتاجية أم سمع ال تشبع أغراض االستيبلؾ بؿ تساىـ في إنتاج غيرىا مف السمع
أك الخدمات أك التي تتمثؿ في ر أس الماؿ العيني أك الحقيقي الذم ال غنى عنو ألم عممية إنتاجية ،انظر في :
حسيف عمر :االستثمار كالعكلمة ،دار الكتاب الحديث ،الطبعة األكلى 2000،ص.37
-100طاىر حيدر حرداف" مبادئ االستثمار" ،دار المستقبؿ لمنشر كالتكزيع ،األردف ،1997 ،ص.14
68
رأس ماؿ الشركة أك في سنداتيا ،كيعتبر ىذا األصؿ حقا ماليا يخكؿ لصاحبو الحؽ
في المطالبة باألرباح أك الفكائد.101
كيتـ االستثمار المالي أيضا مف خبلؿ نقؿ ممكية كسائؿ اإلنتاج ،األمكاؿ
المستثمرة مف مستثمر آلخرمما يعمؿ عمى تحقيؽ إيرادات ككفرات مالية كال ينتج عنو
أم زيادة حقيقية في إنتاج السمع كالخدمات.102
103
كىكاالستثمار في البنكؾ كما يعتبر االستثمار المصرفي استثما ار ماليا
مقابؿ معدالت فائدة معينة.
69
ب_ استثمارات متوسطة األجـل :ىي أطكؿ مف سابقتيا كقد تصؿ إلى خمس
5سنكات :شراء أكراؽ مالية لمدة ال تزيد عف سنكات ،كمف أمثمة ذلؾ
أك استئجار أصؿ ما كتشغيمو في حدكد ال تتعدل مدتو 5سنكات.
ج_ استثمـارات طويمـة األجـل :تتجاكز مدة تكظيؼ األمكاؿ كفقا ليذا النكع
مف االستثمارات خمس سنكات كقد تصؿ إلى 15سنة أك أكثر ،كإيداع األمكاؿ لدل
البنكؾ ضمف المدة المذككرة.
-106محمد عبد الفتاح العشماكم " دراسات جدوى المشروعـات االستثمـارية ( مع نمـاذج عممـية)" ،المنظمة العربية
لمتنمية اإلداريػة ،مصر ، 2007،ص ص .12،13
70
د_ المشروعات الخدميـة :تعمؿ ىذه المشركعات عمى تقديـ خدمات لؤلفراد
بيدؼ تحقيؽ الربح.
إلى جانب ىذا فإف االستثمارات العقارية التي تقكـ عمى امتبلؾ العقارات
كبيعيا أك تأجيرىا تمثؿ نكعا مف أنكاع االستثمار حسب النشاط االقتصادم .107
-107مركاف شمكط ك كنجك عبكد كنجك ،مرجع سبؽ ذكره ،ص .20
-108دريد كامؿ آؿ شبيب ،مرجع سبؽ ذكره ،ص.272
109
- Kamel Hamdi « Analyse des projets et leur financement », imprimerie Essalem , 2000
,p11 .
-110إسماعيؿ عرباجي " اقتصاد المؤسسة ،أىمية التنظيم ديناميكية اليباكل" ،الطبعة الثانية ( ،د ت ) ،ص .175
111
-Jacqueline et Florence delahaye « Finance d’entreprise, manuel et applications », éd
Dunod , paris ,2007, p306.
112
-Kamel Hamdi , op. cit, p12.
71
د_ ا ستثمارات التجديد :كىي االستثمارات التي تعتمد عمى استغبلؿ
التكنكلكجيا الجديدة لمكاكبة التطكر التكنكلكجي .113
ىـ _ االستثمارات االستراتيجية :تيدؼ بيا المؤسسة إلى زيادة حصتيا
السكقية لمسيطرة عمى األسكاؽ فيي بذلؾ تتبنى إستراتيجية ىجكمية ،أك تستعمؿ
إستراتيجية دفاعية مف خبلؿ المحافظة عمى كضعيتيا التنافسية في حالة المنافسة
الشديدة.114
د_ االستثمارات االجتماعـــيــة :تيدؼ االستثمارات االجتماعية إلى تحسيف
ظركؼ العمؿ ك تككف ليا أثر إيجابي غير مباشر عمى مردكدية المؤسسة مثؿ
مطاعـ المؤسسة ،قاعات الرياضة ،مراكز االصطياؼ كركضة األطفاؿ .مف خبلؿ
استقرار كضعية العماؿ كانتاجية أحسف.115
إال أنو قد نجد أف استثما ار معينا يجمع بيف مختمؼ األنكاع في نفس الكقت
كاالستثمارات التكسعية مثبل التي قد تؤدم أيضا إلى تحقيؽ أغراض اإلحبلؿ
ك إلى جانب خدمة مجاؿ البحث .كما يمكف أيضا أف يككف سبب االستثمارات
اإلحبللية ىك تحسيف إنتاجية المؤسسة ،إذف نحف في استثمارات التحديث.
113
- Jacqueline et Florence delahaye , op. cit, p306.
114
-K. Chiha « Finance d’entreprise : approche stratégique», édition houma , Alger,
2009,p138.
115
-Jacqueline et Florence delahaye , op. cit, p306.
116
-Jacques Margerin et Gérard Ausset ,op.cit , p40 .
-117شكاـ بكشامة ،مرجع سبؽ ذكره ،ص.27
72
رأس الماؿ الثابت :يجمع كؿ النفقات التي تمت لمحصكؿ عمى
أراضي ،مباني ،أدكات عمؿ ماكنات ،تجييزات...
رأس الماؿ المتداكؿ :يجمع كؿ النفقات التي تساىـ في تككيف مخزكف
المكاد األكلية كانشاء المكاد المصنعة...
ب_ االستثمارات غير المادية :ىي الفئة األكسع مف سابقتيا ك تتضمف:
اكتساب األصكؿ غير المادية مثؿ :محؿ تجارم ،براءات االختراع،
التراخيص ك غيرىا.
كؿ النفقات المتعمقة ببرامج تككيف العماؿ ،الحمبلت اإلعبلمية
لمتعريؼ بالمؤسسة كمكانتيا الدراسات كالبحث كالتطكير...
ج_ االستثمارات المالية :يمكف تعريؼ االستثمارات المالية بأنيا " مجمكع
االستثمارات في األدكات المالية المتاحة لبلستثمار ،بيدؼ اقتنائيا لفترة زمنية معينة
.118كيمكف تقسيـ ثـ بيعيا عندما يرتفع سعرىا كالحصكؿ عمى أرباح إضافية"
119
االستثمارات المالية إلى ثبلثة مجمكعات رئيسية ىي:
االستثمارات غير القابمة لمتداكؿ :كالكدائع ألجؿ ،كدائع التكفير
ك شيادات اإليداع غير القابمة لمتداكؿ.
االستثمار في أدكات السكؽ النقدم :كاألكراؽ التجارية ،شيادات
اإليداع القابمة لمتداكؿ أذكنات الخزينة ك القبكالت المصرفية .
االستثمار في أدكات سكؽ رأس الماؿ :كاألسيـ العادية ،األسيـ
الممتازة كالسندات.
،2009 -118دريد كامؿ آؿ شبيب " االستثمار كالتحميؿ االستثمارم " ،دار اليازكرم ،الطبعة العربية ،عماف ،األردف،
ص ص.51 -50
-119نفس المرجع السابؽ ،ص.52
73
_7_2التصنيف حسب الجنسية:
تشمؿ أصناؼ االستثمار حسب الجنسية ما يمي:
أ_ االستثمارات المحمية أو الوطنية :كىي االستثمارات التي ال تنتقؿ فييا قيـ
مادية أك معنكية عبر الحدكد ،فالمستثمر كطني ك المشركع االستثمارم كطني
ك رأس الماؿ كطني كيتـ داخؿ الكطف .120
ب_ االستثمارات األجنبية ( الخارجية أو الدولية) :يمكف تعريفيا مثمما جاء
عند جيؿ برتاف عمى أنيا " كؿ استخداـ يجرم في الخارج لمكارد مالية يممكيا بمد ما
مف البمداف ".121
كيمكف تعريؼ االستثمار األجنبي " بأنو االستثمار الذم يقكـ بو األفراد
أك الشركات أك الييئات التي تتمتع بالجنسية األجنبية" .122
كما أنو أيضا " تكجيو جانب مف أمكاؿ المشركع أك خبرتو التكنكلكجية إلى
العمؿ في مناطؽ جغرافية خارج حدكد دكلتو األصمية " .123
كيكجد أكثر مف أساس لتحديد أنكاع االستثمارات الدكلية ،فمف بيف األسس
التي يمكف عمى ضكئيا تحديد ىذه األنكاع نجد:
كفقا لصفة القائـ بعمؿ االستثمار :مف خبلؿ ىذا يتنكع االستثمار
الدكلي إلى االستثمار الخاص الذم يقكـ بو األفراد أك الشركات
(المشركعات) ،كاالستثمار الحككمي أك العمكمي الذم تجريو الدكلة
مف خبلؿ حككمتيا أك مف قبؿ الييئات العميا سكاء كانت قكمية
أك دكلية.
-120عبد اهلل عبد الكريـ عبد اهلل ،مرجع سبؽ ذكره ،ص ص .19،20
-121جيؿ برتاف " االستثمار الدولي" ،ترجمة عمي مقمد كعمي زيعكر ،مكتبة الفكر الجامعي ،الطبعة ألكلى ،لبناف،
، 1970ص.7
-122عبد اهلل عبد الكريـ عبد اهلل ،مرجع سبؽ ذكره ،ص.20
-123نفس المرجع السابؽ ،ص.20
74
كفقا لمشكؿ :يمكف التفريؽ ىنا بيف االستثمار بدكف مقابؿ
كالمساعدات المقدمة لمدكؿ المختمفة كاالستثمار لقاء مقابؿ كىذا
يشمؿ القركض ميما كانت مدتيا كاالستثمار المحفظي باإلضافة إلى
االستثمار المباشر.
-124عبد اهلل عبد الكريـ عبد اهلل ،مرجع سبؽ ذكره ،ص.21
-125عمر ىاشـ محمد صدقة " ضمانات االستثمارات األجنبية في القانون الدولي" ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،
مصر( ،د.ت) ،ص.17
75
بحيث ينطكم االستثمار المحفظي عمى شراء أصكؿ بيدؼ كسب معدؿ
العائد الذم يعتبر جذابا لمستكل معيف مف المخاطر ،مع عدـ كجكد حؽ مكتسب في
126
أما المحفظة فيي تعبير يطمؽ عمى الرقابة عمى الييئة التي تصدر ىذه األصكؿ
مجمكع ما يممكو المستثمر مف أصكؿ بشرط أف يككف اليدؼ مف ىذا االمتبلؾ ىك
تنمية القيمة السكقية ليا ،كمنو تحقيؽ أكبر عائد ،لذلؾ فإف أم محفظة استثمارية
يجب أف تجمع بيف أصميف عمى األقؿ مف بيف :السندات الحككمية ،السندات التي
تصدرىا الشركات ك أسيـ الشركات بنسب ال تخكؿ لممستثمريف حؽ الرقابة عمى مف
أصدرىا.
ب_ االستثمار المباشر :كرد ألكؿ مرة مصطمح االستثمار المباشر في
1930حيث كاف مفيكـ االستثمارات الدكلية ىك الشائع قبؿ ىذا التاريخ ،في حيف
استمر الخمط بيف ما يعرؼ باالستثمار المباشر ك االستثمار المحفظي كذلؾ حتى
127
.كأصبح االستثمار المباشر عمى عاـ 1968عندما تـ التمييز بيف المفيكميف
خبلؼ االستثمار غير المباشر ينطكم عمى اكتساب حؽ في الرقابة عمى
المؤسسات ،كتتضمف الحالة النمطية لبلستثمارالمباشرمؤسسة كطنية تمتمؾ أسيـ
عادية في شركة أجنبية تكفي إعطاء المؤسسة الكطنية حؽ التحكـ في ىذه
المؤسسة.كبيذا تصبح المؤسسة الكطنية الشركة األـ كالمؤسسةاألجنبية الشركة
التابعة فإف رغبت المؤسسة الكطنية السيطرة التامة عمى المؤسسة األجنبية فيجب
عمييا أف تصبح مالكة لكؿ أسيـ الشركة التابعة.128
-126جكف ىدسكف ،كمارؾ ىدندر " العالقات االقتصادية الدولية " ،دار المريخ لمنشر ،الرياض ،1987 ،ص.339
-127ثريا عمي حسيف الكرفمي " محددات االستثمار األجنبي المباشر ،الدروس المستفادة " ،أكراؽ عمؿ مقدمة لممؤتمر
الكطني حكؿ االستثمار األجنبي في الجماىيرية الميبية العظمى 29 ،أفريؿ ، 2006ص.3
-128جكف ىدسكف ،مارؾ ىدندر ،مرجع سبؽ ذكره ،ص.339
76
-3أىداف االستثمار
يعتبر االستثمار المالي مف أكفأ أنكاع تشغيؿ األمكاؿ ،ذلؾ انو يستطيع تحقيؽ
األىداؼ التي يسعى إلييا المستثمر ،كىذه األخيرة تتمثؿ في ما يمي :129
-تأمين المستقبل :عادة ما يقكـ بمثؿ ىذا النكع مف االستثمارات األشخاص الذيف
بمغكا سنا معينا ،كىـ عمى أبكاب التقاعد حيث ميميـ لتأميف مستقبميـ يحمميـ عمى
استثمار ما لدييـ مف أمكاؿ في األكراؽ المالية ذات العائد المتكسط المضمكف دكريا
مع درجة ضعيفة مف المخاطرة.
-تحقيق تنمية مستمرة في الثورة مع عائد مقبول :يككف ىدؼ المستثمر تحقيؽ
عائد جارم مقبكؿ مع نسبة زيادة مقبكلة في قيمة رأس الماؿ المستثمر عمى الدكاـ،
حيث أف المكاسب الرأسمالية التي يمكف الحصكؿ عمييا تعتبر ىدؼ المستثمر،
كمضافا إلييا العائد المحصؿ.
-تحقيق أكبر دخل جاري :يركز المستثمر بالغ اىتمامو عمى االستثمارات التي
تحقؽ أكبر عائد حالي ممكف بغض النظر عف االعتبارات األخرل.
-حماية األموال من انخفاض قوتيا الشرائية نتيجة التضخم :إف ىدؼ المستثمر
يتمثؿ في تحقيؽ مكاسب رأسمالية ،كعكائد جارية تحقؽ المحافظة عمى القدرة
الشرائية لنقكده المستثمرة.
-تحقيق أكبر نمو ممكن لمثروة :يميؿ إلى تحقيؽ مثؿ ىذا اليدؼ المضاربكف،
حيث يختاركف االستثمارات التي ليا درجة مخاطرة عالية كيقبمكف عندىا ما يترتب
عف اختيارىـ ،إما بتحقيؽ تكقعاتيـ أك تخطئتيا.
،)2011 إدارة اإلستثمار (ط ،1عماف ،األردف :دار أسامة لمنشر ك التكزيع، -ماجد أحمد عطا اهلل، 129
.13-12 صص
77
-حماية الدخول من الضرائب :يككف ىدؼ المستثمر في ىذه الحالة االستفادة مف
خبلؿ استثماره ىذا مف المزايا الضريبية التي تمنحيا التشريعات كالتنظيمات المعمكؿ
بيا ،حيث أنو إذا قاـ بتكظيفيا في غير ىذا النكع سيتـ إخضاعو إلى شرائح ضريبية
عالية.
-4أىمية االستثمار:
-زيادة اإلنتاج كاإلنتاجية مما يؤدم إلى زيادة الدخؿ القكمي كارتفاع متكسط
نصيب الفرد منو كبالتالي تحسيف مستكل معيشة المكاطنيف.
-تكفير الخدمات لممكاطنيف كلممستثمريف.
-تكفير فرص عمؿ كتقميؿ نسبة البطالة.
-زيادة معدالت التككيف الرأسمالي لمدكلة.
-تكفير التخصصات المختمفة مف الفنييف كاإلدارييف كالعمالة الماىرة.
-إنتاج السمع كالخدمات التي تشبع حاجات المكاطنيف كتصدير الفائض منيا
لمخارج مما يكفر العمبلت األجنبية البلزمة لشراء اآلالت كالمعدات كزيادة
التككيف الرأسمالي.
-5محددات االستثمار:
حيث تكجد العديد مف العكامؿ المؤثرة عمى القرار االستثمارم ،مف الضركرم
أخذىا في االعتبار ضمف تصميـ سياسة االستثمار ،كدراستيا بالتفصيؿ عند اإلعداد
التخاذ القرار االستثمارم ،كاتخاذ قرار بزيادة االستثمار مف عدمو فيما يعرؼ بدراسة
دالة االستثمار كأىـ ىذه العكامؿ:131
-ماجد أحمد عطا اهلل ،مرجع سبؽ ذكره ،ص ص .14-13 130
-عبد المطمب عبد الحميد ،مرجع سبؽ ذكره ،ص ص 110-103 131
78
-انكفاية انحذية نالستثمار:
كىك سعر الخصـ الذم يجعؿ القيمة الحالية لصافي العائد المتكقع مف البديؿ
(المشركع) االستثمارم مساكيا تماما لتكمفة االستثمار المبدئي .كذلؾ خبلؿ العمر
االفتراضي لمبديؿ االستثمارم الذم تحسب الكفاية الحدية لبلستثمار فيو .كاذا لـ نكف
بصدد دراسة الكفاية الحدية لبلستثمار بالتفصيؿ فيمكف اإلشارة فقط إلى أف ىناؾ
عبلقة عكسية بيف حجـ االستثمار كالكفاية الحدية لبلستثمار ،ذلؾ ألف ىناؾ عبلقة
طردية بيف الكفاية الحدية لبلستثمار كسعر الفائدة ،ألف زيادة سعر الفائدة يؤدم إلى
انخفاض الطمب عمى االستثمار كمف ثـ انخفاض حجـ االستثمار طبقا لمتحميؿ
االقتصاد الكمي ،أم أف العبلقة عكسية بيف الكفاية الحدية لبلستثمار كحجـ
االستثمار .كيمكف تكضيح ذلؾ مف خبلؿ جدكؿ الكفاية الحدية لبلستثمار:
الكفاية الحدية لالستثمار حجم االستثمار(باأللف دينار)
%19 100
%16 150
%14 16
190
%13
200
%12
240
%9
فإذا افترضنا أف سعر الفائدة يبمغ %11فإف ذلؾ يعني حتمية تكقؼ المشركع
عند استثمار قدره 200ألؼ دينار كما يزيد دكف الكصكؿ إلى 240ألؼ بأم حاؿ
مف األحكاؿ إذ أنو في ىذه الحالة سيحقؽ خسائر مؤكدة.
79
كىناؾ عكامؿ أخرل تؤثر عمى االستثمار ىي:
-سعر انفائذة:
حيث أف انخفاض سعر الفائدة عمى االقتراض يؤدم إلى المشركع االقتصادم
عمى المزيد مف االستثمار كارتفاع سعر الفائدة يؤدم إلى حدكث العكس ،أم اف
اتجاه المشركع االقتصادم إلى تخفيض االستثمار مع ثبات العكامؿ األخرل كىنا
تجدر اإلشارة إلى أف سعر الفائدة قد ال يككف العامؿ الحاسـ في تغيير االستثمار
عمى مستكل المشركع ألف ىناؾ عكامؿ أخرل ،مثؿ األرباح كحجـ المبيعات كتغيرات
أسعار السمع كالخدمات كالدخؿ كحجـ األصكؿ الرأسمالية المتاحة لممشركعات
أك الثركة السائمة لدل رجاؿ األعماؿ كغيرىا باإلضافة إلى أنو ثبت عف العديد مف
الدراسات أف سعر الفائدة يمثؿ نسبة منخفضة كقميمة مف تكاليؼ اإلنتاج عمى مستكل
المشركع االقتصادم أك الشركة أك المنشأة.
80
المعدات الرأسمالية مف جانب دكائر األعماؿ ال يعتبر شديد الحساسية لمتغيرات في
سعر الفائدة.
كمع ذلؾ فإف ىذه النتائج مف المشاىدات الكاقعية ال تعني أف رجاؿ األعماؿ ال
يمقكف باال كال اىتماـ بالنفقات االستثمارية ممثمة في سعر الفائدة ،بؿ أف ىذه النتائج
تدؿ عمى أف ثمة عكامؿ بخبلؼ تكمفة االقتراض ليا دك ار أكثر أىمية في تشكيؿ
تكقعات رجاؿ األعماؿ حكؿ كيفية ممارسة نشاطيـ االستثمارم بصكرة مربحة أما
تأثير سعر الفائدة عمى ىذا النكع مف االستثمار فإنو يتكارل إذف ك إلى حد كبير
خمؼ ستار العكامؿ األخرل المؤثرة في اتخاذ القرار االستثمارم.
-سعر انخصم:
كألف سعر الخصـ يتحدد في ضكء تغيرات سعر الفائدة ،كتغيرات قيمة النقكد،
فإف سعر الخصـ لو نفس تأثير سعر الفائدة عمى حجـ االستثمار في المشركع،
كالعبلقة العكسية ،ألنو في حالة انخفاض سعر الخصـ يزداد االستثمار ،كفي حالة
ارتفاع سعر الخصـ ينخفض االستثمار ،مع ثبات العكامؿ األخرل ،ألف سعر
الخصـ يمثؿ تكمفة عمى القيمة الصافية لمتدفقات النقدية لممشركع.
-حوافز االستثمار:
كمما زادت الحكافز التي تعطييا الحككمة لبلستثمار في بعض المجاالت زاد
االستثمار في ىذا المجاؿ كالتكسع فيو كالعكس صحيح مع ثبات العكامؿ األخرل.
فكمما تكافرت مصادر التمكيؿ سكاء الذاتية أك الخارجية ،كمما زاد االتجاه
لممزيد مف االستثمار ،كالعكس مع ثبات العكامؿ األخرل.
81
-حالة التفاؤل وحالة التشاؤم لدى صانع القرار االستثماري والتوقعات:
إذا كاف صانع القرار االستثمارم في حالة تفاؤؿ زاد االستثمار كالعكس في
حالة التشاؤـ .كالتفاؤؿ كالتشاؤـ ىنا يتعمؽ بالتكقعات المستقبمية.
حيث يحتاج االستثمار إلى بعض الكقت ليسيـ في إنتاج المنتجات التي تجعمو
مجزيا لممستثمر في نياية المطاؼ .كمف ثـ فإف رجؿ األعماؿ الذم يقرر ىذا العاـ
أف يكسع مف الطاقة اإلنتاجية لمنشأتو سكؼ ال يرل ثمار استثماره مباشرة ،بؿ أنيا
سكؼ تنتشر عمى مدار عدة أعكاـ .بعبارة أخرل :أف القرار االستثمارم الذم يصدره
المستثمر ىك إذف -كالى حد بعيد -تصرؼ ينـ الثقة في المستقبؿ ،كمف ىنا فمك أف
رجؿ األعماؿ ينزلؽ إلى الخطأ في حدسو لمتكقعات ،فانو يمكف أف يتعرض لمجزاءات
الجسيمة كالخسائر الكبيرة .مثاؿ ذلؾ انو لك قرر رجؿ أعماؿ عدـ التكسع في الطاقة
اإلنتاجية لمنشأتو ،بينما يتكسع الطمب في السكؽ عمى منتج منشأتو فإنو يتخمؼ ببل
مراء عف منافسيو األكثر حصافة في بعد نظرىـ أما لك حدث العكس كقاـ رجؿ
األعماؿ ىذا بالتصرؼ بشكؿ مبالغ فيو ك زاد الطمب عمى معدات رأسمالية قد تككف
غير مستخدمة في اإلنتاج كنفقاتيا باىظة فقد يؤدم ىذا إلى تحقيؽ خسائر تجبر
المنشأة عمى التكقؼ عف اإلنتاج.
الكاقع أف رجؿ األعماؿ الذم يقسـ بالرشادة االقتصادية يبذؿ قصارل جيده في
التنبؤ حكؿ مدل تكسع السكؽ في المستقبؿ المنظكر ،كاف ىناؾ عكامؿ أخرل عديدة
يمكف أف تؤثر عمى مدل ىذا التكسع في السكؽ بخبلؼ أذكاؽ كأعداد كدخكؿ
مستيمكي منتج المنشأة التي يمارس المستثمر نشاطو مف خبلليا كىذه العكامؿ
األخرل مثؿ التغير في السياسة الضريبية ،أك التغير في سياسة اإلنفاؽ الحككمي،
كىك ما يكشؼ لو أف بعض مجاالت اإلنتاج أكثر ربحية كبعضيا اقؿ ربحية كاف
82
مثؿ ىذه العكامؿ يمكف أف تؤثر عمى تكقعات المستثمر بصكرة فاعمة ،لكف مف
الصعب التنبؤ بيا مسبقا.
تدؿ الدالئؿ المشاىدة عمى أف خطط االستثمار في تككيف رأس الماؿ الثابت
في المعدات الرأسمالية تتجاكب مع مستكل الطمب عمى السمع بدرجة اكبر مف
تجاكبيا مع أسعار الفائدة .بمعنى انو عندما يككف الدخؿ القكمي مرتفعا -كالطمب
عمى السمع االستيبلكية مرتفعا تبعا لذلؾ -يميؿ رجاؿ األعماؿ إلى إنفاؽ قدر اكبر
مف أصكليـ النقدية عمى االستثمار .كعمى النقيض مف ذلؾ فإنو عندما يككف الدخؿ
القكمي منخفضا في مستكاه -كالطمب عمى السمع االستيبلكية تبعا لذلؾ -يعزؼ
رجاؿ األعماؿ عف اإلنفاؽ بغ ازرة عمى االستثمار .كىذا السمكؾ االستثمارم -مف
جانب رجاؿ األعماؿ -يجعؿ االستثمار دالة في الدخؿ القكمي.
83
كىنا تجدر اإلشارة إلى أف أحد التفسيرات المقترحة لمثؿ ىذه الدالة ىك العبلقة
بيف مستكل الدخؿ القكمي كالتكقعات حكؿ المستقبؿ .إذ عندما يككف النشاط في دنيا
األعماؿ طيبا فإف رجاؿ األعماؿ يظنكف أنو سكؼ يظؿ كذلؾ كعندما يككف سيئا
سكؼ ينتابيـ شعكر بالقمؽ كالتفسير األرجح ىك تأثير األرباح عمى االستثمار .ذلؾ
أنو مف المفترض أنو إذا لـ تكف مؤسسات األعماؿ قادرة عمى اقتراض األمكاؿ التي
تحتاجيا فإنيا قد تستخدـ أمكاليا الخاصة لتمكيؿ مشركعاتيا االستثمارية ،كيمكف أف
نحصؿ عمييا عف طريؽ احتجاز األرباح المحققة لدييا عف التكزيع عمى المساىميف
كميا أك جزئيا .كمف ىنا تقدـ األرباح المحتجزة مصد ار ىاما لؤلمكاؿ القابمة لبلستثمار
مما يجعؿ االستثمار دالة لمربح.
غير أف العبلقة الدالية بيف االستثمار كاألرباح ،أك بمعنى آخر أف النظرية
المنطكية عمى أف االستثمار يتأثر بمستكل األرباح ،قد تعرضت لمكثير مف الجدؿ
حكليا في ضكء الصعكبات اإلحصائية حكؿ تحديد ما إذا كانت المشاىدات
االقتصادية تتطابؽ مع مضمكف النظرية ،بؿ كمف بيف المشكبلت الرئيسية ىي مجرد
مشاىدة أف االستثمار مرتفع في مستكاه عندما تككف األرباح مرتفعة ال تنيض
– بالضركرة – دليبل قاطعا عمى حجية نظرية العبلقة الدالية بيف االستثمار كاألرباح
عمى النحك الذم قدمناه .إذ أف مثؿ ىذه العبلقة السببية بيف االستثمار كاألرباح قد
تككف في االتجاه العكسي ،بمعنى أف االستثمار قد يككف سببا في المستكل المرتفع
لمدخؿ الذم بدكره يككف سببا في األرباح المرتفعة.
-مناخ االستثمار:
كمما كاف مناخ االستثمار بمككناتو المختمفة جاذبا لبلستثمار كمشجعا كمكاتيا
كمما زاد االستثمار ككمما كاف مناخ االستثمار طاردا كغير مشجعا كمما انخفض
االستثمار عمى المستكل الكمي لذلؾ كؿ االقتصاديات في العالـ تسعى إلى إيجاد
84
مناخ االستثمار الجاذب بكسائؿ عديدة كمبدئيا فإف مناخ االستثمار يتككف مف أربعة
مككنات ىي:
-حجم االدخار:
كمما زاد حجـ االدخار كمما زاد االستثمار أم أف العبلقة طردية بيف االدخار
كاالستثمار كمف ثـ كمما انخفض االدخار كمما انخفض بالضركرة حجـ االستثمارات
ألف العمؿ االقتصادم يقكؿ كؿ ادخار لديؾ ال بد أف يتحكؿ إلى استثمار لذلؾ فبل
استثمار بدكف ادخار.
85
-هيكم اإلنتاج:
كمما كاف ىيكؿ اإلنتاج كبي ار كمتنكعا كمتزايدا كمما أدل ذلؾ إلى زيادة
االستثمار كالعكس صحيح كمثاؿ ذلؾ أف االتجاه إلى المشركعات االقتصادية
العمبلقة تؤدم بالضركرة إلى زيادة االستثمار.
86
-6العوامل المشجعة عمى االستثمار:
-ماجد أحمد عطا اهلل ،مرجع سبؽ ذكره ،ص ص .25-23 132
87
* -كمف الجدير باإلشارة كذلؾ إلى أف الظركؼ االقتصادية الخارجية ليا
دكرىا في االستثمار الداخمي مثؿ أسعار الفائدة العالمية ،كمعدؿ األرباح،
كظركؼ االستثمار مف حيث حرية خركج رأس الماؿ كنقؿ الممكية في الدكؿ
األخرل.
بحيث تنتيي معاناة المستثمريف الذيف يحصمكف عمى مكافقة مكتب االستثمار
مف دكامة الحصكؿ عمى تراخيص مختمفة مف ك ازرة الكيرباء كالصناعة كالتمكيف
كالبمديات ،إف ىناؾ ضركرة لمساعدة المستثمريف كتخميصيـ مف مشقة متابعة ىذه
اإلجراءات عف طريؽ تكفير نافذة كاحدة ضمف مكتب االستثمار تنيي لممستثمريف
كافة اإلجراءات المتعمقة بالك ازرات األخرل.
88
-ضرورة ترابط وانسجام القوانين مع بعضيا البعض
89
المحاضرة السادسة :
الخصخصة
90
تمييد:
منذ عدة سنكات ك حتى اآلف شاعت كممة إنجميزية ىي » « privatization
في األدبيات السياسيػة ك االقتصاديػة ،ك أصبحت مصطمحا مستخدما عمى نطاؽ
كافة دكؿ العالـ .ك قد ترجـ ىذا المصطمح إلى كاسع في كافة األكساط ك في
العربية بمسميات متعددة متفاكتة الحظ في االستخداـ ك الشيكع ،أكثرىا شيكعا كممة
133
،ك ىناؾ مصطمحات أخرل منيا الخكصصة ك التخصصية الخصخصة
ك التخاصية ك نزع الممكية العامة ...الخ .ك في ضكء اختبلؼ الكتاب ك الباحثيف
العرب في إيجاد ترجمة كاحدة لممصطمح فإف ما ينبغي تكضيحو ليس الترجمة
المفظية لو طالما أف المعنى المقصكد كاضحا في أذىاف السامعيف لو ك المتعامميف
معو ،ك لكف المفيكـ ك المحتكل الذم ينطكم عميو ك اإللماـ بكؿ جكانبو .
-1مفيوم الخصخصة :
تعريؼ الخصخصة بصفة عامة ال يخمك مف بعد أيديكلكج م ،حيث يتناكلو الباحثكف
كؿ مف منطمقاتو الفكرية التي يستند عمييا ،ك تشير الكتابات حكؿ الخصخصة
إلى أكثر مف معنى أك داللة .فيناؾ مف يشير إلى أنيا تعني " زيادة كفاءة إدارة
ك تشغيؿ المشركعات العامة مف خبلؿ االعتماد عمى آليات السكؽ ك التخمص
134
،ك يعرفيا مؤتمر األمـ مف االحتكار الحككمي ك الترتيبات البيركقراطية "
) ( UNCTADعمى أنيا " جزء مف عممية المتحدة لمتجارة ك التنمية
اإلصبلحات الييكمية لمقطاع العاـ في البنياف االقتصادم ،ك تتضمف إعادة
تحديد دكر الدكلة ك التخمي عف األنشطة التي يمكف لمقطاع الخاص القياـ بيا
-133شكقي دنيا " ،الخصخصة و تقميص دور القطاع العام :موقف االقتصاد اإلسالمي " ( بحث مقدـ لممؤتمر العالمي
الثالث لبلقتصاد اإلسبلمي الذم تنظمو كمية الشريعة -جامعة أـ القرل ، -مكة المكرمة ،المممكة العربية السعكدية
،مارس ، ) 2003ص . 7
-134رمزم زكي " ،الراىن و المحتمل في تأثير برامج التثبيت و التكيف الييكمي عمى التنمية البشرية " ،مجمة الطريؽ
( العدد األكؿ ،بيركت ،لبناف :فيفرم ، ) 1995ص . 66
91
135
،ك في تعريؼ آخر تشير مستيدفة بكجو عاـ رفع الكفاءة االقتصادية "
الخصخصة إلى " العبلقة التعاقدية بيف الدكلة ك القطاع الخاص ،ك ذلؾ بإدخاؿ
الخبرة اإلدارية ليذا القطاع في أنشطة المنشآت العامة ك إدارتيا كفقا لطريقة سير
المنشأة الخاصة ،ك يأخذ المفيكـ شكؿ عقكد اإلدارة ك عقكد التأجير ك عقكد
136
،كيشير تعريؼ رابع إلى أف الخصخصة تتمثؿ في " بيع أصكؿ االمتياز "
المشركعات العامة ك كذلؾ أسيميا إلى األفراد سكاء تـ ذلؾ بطريقة جزئية
137
،ك ىك المعنى المتداكؿ بشكؿ كاسع نظريا لمعنى الخصخصة . أك كمية "
ك مف جممة التعاريؼ السابقة يمكف أف نخمص بأف الخصخصة تعني تكسيع الممكية
الخاصة ك منح القطاع الخاص دك ار متزايدا ك فعاال في الحياة االقتصادية ،
ك يتـ ذلؾ مف خبلؿ التحكيؿ الكامؿ أك الجزئي لممكية مؤسسات القطاع العاـ
إلى القطاع الخاص ،أك منح ىذا األخير بمكجب عقد حؽ تشغيميا ك إدارتيا .
بغرض تحسيف األداء اإلنتاجي ليذه المؤسسات بما يخدـ التنمية االقتصادية
ك االجتماعية .
ك الخصخصة ليست ىدفا في حد ذاتيا ،ك إنما ىي كسيمة لزيادة كفاءة األداء
لبلقتصاد الكطني بما يكفؿ زيادة اإلنتاج ك اإلنتاجية ك يخدـ أىداؼ التنمية
-135ـ .ـ باقر كرجي ،حبيب الجبكرم " ،خصخصة القطاع العام في العراق :األسباب و النتائج المتوقعة " ،مجمة
القادسية لمعمكـ اإلدارية ك االقتصادية ( المجمد ، 11العدد ، 2العراؽ ، ) 2009 ،ص . 182
" ،مجمة جامعة تشريف لمدراسات " ،المتطمبات األساسية لنجاح برنامج الخصخصة -136محمد معف ديكب
ك البحكث العممية -سمسمة العمكـ االقتصادية ك القانكنية ( -المجمد ، 28العدد ، 2البلذقية ،سكريا ،) 2006 ،
ص . 99
" الخصخصة -اتحاد العاممين المساىمين :مفاىيم ،تجارب دولية و عربية " -137شكرم رجب العشماكم ،
( مصر :الدار الجامعية ،) 2007 ،ص . 79
92
االقتصادية ك االجتماعية ،ك مف ىذا المنطمؽ تتضمف الخصخصة عددا مف
138
: العناصر أىميا ما يمي
-إف أىـ عنصر في عممية الخصخصة ،ىك تغيير أسمكب تشغيؿ ك إدارة
المشركعات العامة ،لتتفؽ مع مبادئ القطاع الخاص ،ك التي تتمثؿ في اتخاذ
الربح أك اإلنتاجية كأساس لتقييـ األداء ،ك االعتماد عمى األسعار االقتصادية
في حساب المنافع ك التكاليؼ ،ك تبني نظاـ الحكافز في تشغيؿ ك إدارة المكارد.
ك عميو يمكف أف يتحقؽ ىذا المعنى لمخصخصة (عمى المستكل المحمي) بإسناد
المشركعات العامة إلى كحدات القطاع الخاص ،طبقا لعقكد إدارة مع احتفاظ
الدكلة بممكيتيا العامة كما يمكف أف يتحقؽ بتأجير ىذه المشركعات العامة
لكحدات القطاع الخاص ،لتتكلى تشغيميا ك إدارتيا مقابؿ األرباح بنسب معينة
يتـ االتفاؽ عمييا ،كما يتحقؽ بمساىمة كحدات القطاع الخاص سكاء المحمي
أك األجنبي في رأس ماؿ ىذه المشركعات ،مع اشتراكيا في اإلدارة .
-تتضمف الخصخصة نقؿ ممكية بعض كحدات القطاع العاـ المحمي إلى القطاع
الخاص ،ك يتـ نقؿ الممكية بأكثر أسمكب ،مثؿ بيع الشركات العامة إلى
مستثمر كاحد ،أك مجمكعة مف المستثمريف أك طرح أسيـ ىذه الشركات لمبيع
إلى الجميكر ،أك إرجاعيا ألصحابيا قبؿ التأميـ .
-ال تقتصر الخصخصة عمى مجرد تحكيؿ ما بيد القطاع العاـ إلى حكزة القطاع
الخاص ،ك إنما تتضمف زيادة الدكر الذم يككؿ إلى القطاع الخاص المحمي في
خطط التنمية عمى المستكيات المحمية مف خبلؿ الحكافز التي تقدـ لو .
ك ىكذا يتضح لنا أف الخصخصة تعد تعبي ار عف التقميؿ مف دكر الحككمة ك زيادة
مساىمة القطاع الخاص في إدارة االقتصاد ك تكليد الدخؿ ،ك لكف ذلؾ ال يعني
-فالح أبك عامرية " ،الخصخصة و تأثيراتيا االقتصادية " ( ط 1؛ عماف ،األردف :دار أسامة لمنشر ك التكزيع ، 138
93
إطبلقا إلغاء دكر الدكلة في الحياة االقتصادية ك مسؤكلياتيا االجتماعية ،بؿ
دكرىا مستمر في تقديـ الخدمات االجتماعية مثؿ (التعميـ ك الصحة ك الضماف
االجتماعي ) .كما أف دكر الدكلة الرقابي ك التنظيمي لمخدمات التي تكفرىا
شركات القطاع الخاص يصبح أكثر أىمية حتى تطمئف الدكلة إلى تكفير
الخدمات ألفراد المجتمع بالنكعية ك الكمية المبلئمة ،ك أيضا بالسعر المبلئـ .139
-2نشأة الخصخصة و تطورىا :
يذىب الكثيركف إلى القكؿ أف المفكر اإلسبلمي ابف خمدكف ىك الذم فكر في تطبيؽ
سياسة الخصخصة التي تيدؼ إلى التحكؿ نحك نمط اإلنتاج الخاص ،فقد
تحدث ابف خمدكف منذ العاـ 1377ميبلدية عف أىمية اضطبلع القطاع الخاص
باإلنتاج .ك ىي فكرة تدؿ عمى فيـ إبف خمدكف ك إدراكو في كقت مبكر ألىمية
القطاع الخاص ك سبلمة أدائو ك كفاءة أساليبو .باإلضافة إلى تدخؿ المشركع
الخاص في تنفيذ بعض األشغاؿ العامة في العصر األمكم بدال عف الحككمة
المركزية ،نظ ار الرتفاع تكمفة الحككمة بالتنفيذ أك افتقار الحككمة إلى الخبرة
140
. اإلدارية
نادل كذلؾ بالخصخصة ،العالـ االقتصادم آدـ سميث في كتابو الشيير
1776ميبلدية ،ك ذلؾ باالعتماد عمى قكل ( ثركة األمـ ) الذم نشر عاـ
السكؽ ك المبادرات الفردية مف أجؿ زيادة التخصص ك تقسيـ العمؿ ،
141
. ك بالتالي تحقيؽ الكفاءة االقتصادية سكاء عمى المستكل الكمي أك الجزئي
-139المرسي السيد حجازم " ،الخصخصة :إعادة ترتيب دور الدولة و دور القطاع الخاص " ( بيركت ،لبناف :الدار
الجامعية لمطباعة ك النشر ،دكف تاريخ ) ص . 17
-140عبده محمد فاضؿ الربيعي " ،الخصخصة و أثرىا عمى التنمية بالدول النامية " (ط ،1القاىرة ،مصر :مكتبة
مدبكلي ) 2004 ،ص . 125
-141زيد منير عبكم " ،الخصخصة في اإلدارة العامة بين النظرية و التطبيق " (ط 1؛ عماف ،األردف :دار دجمة ،
، ) 2006ص . 12
94
ك يرجع تاريخ أكؿ عممية طبقت فييا الخصخصة في العالـ بمعنى قياـ شركة خاصة
بخدمة عامة كانت تضطمع بيا مؤسسة حككمية ،يرجع إلى سماح بمدية نيكيكرؾ
142
، عاـ 1676ميبلدية لشركة خاصة بأف تقكـ بأعماؿ نظافة شكارع المدينة
ك لكف الخصخصة كسياسة اقتصادية أك كسيمة عممية إلحداث تحكؿ مبرمج في
اقتصاديات الدكؿ ظيرت في أكائؿ الثمانينات مف القرف الماضي في
بريطانيا .143ك دخؿ مصطمح الخصخصة ) ( privatizationالقامكس أكؿ
مرة عاـ 1983ميبلدية ،في عيد رئيسة كزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر
. 144 التي استطاعت بإرادة حديدية أف تمضي في تطبيؽ سياستيا االقتصادية
ك كانت الخصخصة أحد األدكات اليامة التي اتخذتيا تاتشر ،ك ذلؾ بأنيا تمت
بإطار تكجو فكرم فمسفي يتبنى أفكار االقتصادييف الكبلسيكييف الجدد الداعيف
القتصاد السكؽ ،ك إفساح المجاؿ أماـ القطاع الخاص لمقياـ بالدكر األساسي
في اإلنتاج ك االزدىار االقتصادم ،ك بذلؾ سعت حككمة تاتشر بإحداث
145
. انكماش بدكر الدكلة في القطاعات اإلنتاجية ك الخدمية
لقد بدأت أعماؿ الخصخصة ببريطانيا ببيع مشركعات عامة إلى القطاع الخاص
كاالتصاالت ك السكؾ الحديدية ك النقؿ العاـ ك الكيرباء ك الغاز الطبيعي
ك المياه كغيرىا .ك ىناؾ الكثير مف الدركس المستقاة مف تجربة الخصخصة
-142بيدم عيسى بف صالح " ،مالمح ىيكمة المؤسسة الشبكية " ،دكرية نصؼ سنكية ( العدد ، 03كمية الحقكؽ
ك العمكـ االقتصادية ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقمة ،الجزائر ، ) 2005 ،ص . 9
-143المرسي السيد حجازم ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 9
ب عامرية ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 9
-فالح أ ك 144
95
التي خاضتيا رئيسة الكزراء البريطانية السابقة " مارجريت تاتشر " نذكرىا في
146
: اآلتي
-تـ بيع سبعة مطارات حككمية ك تحكيميا إلى مطارات تجارية تعمؿ في القطاع
الخاص ،ك قد جمب أسمكب الخصخصة المعتمد دعـ الجميكر حيث اشترل
) 1,4مميار سيـ في شركات أكثر مف مميكنيف مف المكاطنيف حكالي (
المطارات.
-تـ بيع حكالي مميكف كحدة سكنية إلى الساكنيف فييا ك ذلؾ بأسعار تقؿ عف أسعار
السكؽ ،فمقد كاف الساكنكف يشتككف كثي ار مف عدـ اكتراث أجيزة الدكلة بصيانتيا
ك لكنيـ أصبحكا بعد الخصخصة ( بيع المساكف ليـ ) المالكيف ك المديريف
لمساكنيـ ،ك ىكذا تحكلت أحياء سكنية متكاممة مف مساكف تعاني مف اإلىماؿ
ك الشبابيؾ المكسرة ،ك شبكات المياه ك الصرؼ الميترئة إلى مساكف جميمة
ك أحياء نظيفة طبقا لقاعدة " إنؾ تيتـ بيا تمتمؾ ك ال تيتـ بما يممكو اآلخركف "،
كما تحررت الخزينة مف أعباء مالية ىائمة كانت قد فرضتيا إدارة المساكف
الحككمية .
-تـ بيع العديد مف الشركات البريطانية العمبلقة ك منيا شركة االتصاالت
البريطانية " " Telecomك بغية تأميف دعـ المكظفيف في تمؾ الشركات لعممية
الخصخصة فقد عرضت عمييا " خيارات شراء األسيـ " في الشركة بخصـ قياسا
باألسعار المتكقع تحقيقيا في السكؽ ،ك ىكذا حقؽ المكظفكف األرباح مف بيع
بعض األسيـ الحقا أك البقاء مساىميف في الشركة ،ك األىـ مف ذلؾ ىك
،مجمة جامعة تشريف لمدراسات " الخصخصة االقتصادية بشكل عام ،إيجابياتيا و سمبياتيا " -146نزار قنكع ،
ك البحكث العممية ،سمسمة العمكـ االقتصادية ك القانكنية ( المجمد ، 27العدد ، 2البلذقية ،سكريا ، ) 2005 ،
ص . 53
96
تحسيف مستكل الخدمات التي أخذ الجميكر يحصؿ عمييا في السكؽ ك بأسعار
منخفضة ك انخفض عبء الضرائب عمى المكاطنيف .
)40مميار دكالر أمريكي مف -في غضكف عقد مف الزمف تـ بيع ما قيمتو (
المنشآت الحككمية العاممة في القطاع العاـ ك تحكيميا إلى القطاع الخاص ،
ك ىكذا ارتفع عدد العائبلت التي تمتمؾ األسيـ مف( )02مميكف إلى( )12مميكف
فرد ك تحكؿ حكالي ثبلثة أرباع المميكف مف مكظفي الدكلة إلى عامميف في
القطاع الخاص ك تحكلت بريطانيا مف " دكلة الرجؿ األكربي المريض " إلى
الدكلة التي استعادت الحياة مجددا .
ك نتيجة لنجاح ىذه السياسة االقتصادية في بريطانيا في تحقيؽ أىداؼ النمك في تمؾ
القطاعات ،ك في تحسيف نكعية الخدمات ،ك ارتفاع معدالت الربحية
ك زيادة العمالة ،ك مع تغير البيئة السياسية ك االقتصادية العالمية في أكائؿ
التسعينات ،اقتنع العديد مف الدكؿ ذات القطاعات العامة الضخمة بإتباع ىذه
السياسية أمبل في تحقيؽ ذات النتائج ،ك ساعد عمى انتشار ىذه السياسة ،
أيضا ،ظيكر مشكمة الديكف الخارجية ك التشكىات االقتصادية في الدكؿ
المتخمفة اقتصاديا ،مما جعميا في حاجة ماسة إلى مساعدات المؤسسات
االقتصادية الدكلية كصندكؽ النقد الدكلي ك البنؾ الدكلي لئلنشاء ك التعمير
ك المذيف لعبا دك ار ىاما في تقديـ سياسة الخصخصة لتمؾ الدكؿ كإحدل أىـ
147
. سياسات اإلصبلح االقتصادم األكثر مبلئمة ليا
ك ىكذا أصبح كثيركف ينظركف إلى الخصخصة عمى أنيا األداة الفعالة ك المرجكة
مف أجؿ رفع كفاءة االقتصاد الكطني ،ك نشر ك تكزيع الثركة بيف أبناء المجتمع،
ك تقميؿ عجز الميزانية العامة ك ترتب عمى كؿ ذلؾ أف أصبحت الخصخصة
97
ظاىرة عالمية في نياية القرف العشريف تتكاجد في مختمؼ الدكؿ ،خصكصا في
دكؿ التحكؿ االقتصادم ك في الدكؿ النامية .ك كفقا لتقرير صدر عف منظمة
التعاكف االقتصادم ك التنمية عاـ 2000فقد زادت الحككمات في العالـ أجمع
مف بيع أنصبتيا في الشركات العامة إلى القطاع الخاص ،ك بمغت قيمة حصيمة
%10ما تحقؽ قبؿ عشر سنكات ،أم ما يعادؿ الخصخصة بما يفكؽ
148
. 145مميار دكالر أمريكي
-3مبررات الخصخصة :
تعددت الدراسات النظرية التي حاكلت رصد أسباب اندفاع الكثير مف السياسييف
ك االقتصادييف خمؼ عممية التحكؿ إلى اقتصاد السكؽ بما يتضمنو ذلؾ مف
إطبلؽ لعممية تخصيص كاسعة النطاؽ مف خبلؿ تخمي الدكلة عف ممكية الكثير
مف المشركعات العامة .فقد أدل تعاظـ دكر الدكلة ك تزايد تدخميا في النشاط
االقتصادم إلى كثير مف االنتقادات نتيجة لتعثر اإلدارة الحككمية في تكجيو دفة
االقتصاد بكفاءة ك فعالية .ك يعكد ىذا التعثر بشكؿ أساسي إلى طبيعة القطاع
العاـ المتمثمة في االحتكار القانكني التي ال تنسجـ كثي ار مع متطمبات المشاريع
االقتصادية .فمف مؤشرات ضعؼ أداء القطاع العاـ المقترنة بنمط الممكية
1982 / 1981التي العامة التالي :149أزمة الديكف الخارجية خبلؿ عامي
عصفت بالكثير مف إقتصادات الدكؿ النامية ،ك انخفاض العائد عمى االستثمار،
ك انخفاض مستكل الكفاءة اإلنتاجية ك تجدر البيركقراطية السمبية ،ك ارتفاع
المممكة العربية السعودية " ،مؤتمر التمكيؿ ك االستثمار " ،تطكير اإلدارة العربية لجذب االستثمار " ( المنظمة
العربية لمتنمية اإلدارية ،جامعة الدكؿ العربية ، ) 2006 ،ص . 140
98
تكمفة الخدمة العامة ،ك تقادـ األصكؿ ك التقنية المستخدمة ك استمرار ظاىرة
المشركعات العامة الخاسرة .
ك مع اكتشاؼ أىمية السكؽ مف جديد عمى المستكل العالمي لمعالجة الكضع
المتدني لممشركعات العامة ك لؤلزمات المالية التي تعاني منيا الحككمات ،
-ك عمى كجو الخصكص في الدكؿ النامية -أصبحت فكرة الخصخصة تمثؿ
قكة جذب لكثير مف الدكؿ ،العتقادىا بأف القطاع الخاص يككف في الغالب أكثر
كفاءة في إدارة المشركعات االقتصادية ك تحييد العكامؿ المعكقة إلدارة القطاع
150
.ك لذا فإف الدعكة إلى الخصخصة تستند إلى مجمكعة مف األسانيد العاـ
ك المبررات أبرزىا الحجج االقتصادية المتعمقة بالكفاءة األعمى المفترضة
لممشركعات الخاصة مقارنة بالمشركعات العامة ك لكف إلى جانب المبررات
ك الحجج االقتصادية تكجد أيضا أسانيد ذات طبيعة اجتماعية ك سياسية .
-1-3المبررات االقتصادية :
151
:تخفيؼ األعباء عف كاىؿ المكازنة يمكف تمخيص ىذه المبررات في ثبلث حجج
العامة لمدكلة ،زيادة معدؿ النمك االقتصادم ،ك رفع مستكل الكفاءة االقتصادية.
-1-1-3تخفيف األعباء عن كاىل الموازنة العامة لمدولة :
يركز أنصار الخصخصة عمى ظاىرة العجز التي تعاني منو أعداد كبيرة مف
المنشآت العامة مما يؤدم إلى مديكنية متزايدة ليذه المنشآت ،ك بالتالي التجائيا
إلى ميزانية الدكلة لتحقيؽ تكازنيا المالي .ك ىكذا أصبحت المنشآت العامة
تستنزؼ جزءا ىاما مف األمكاؿ العامة التي كاف يمكف أف تكجو نحك التعميـ
-150عبد الرحمف بف حمد الحـ مضي ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 140
-151أحمد جماؿ الديف مكسى ك آخركف " ،اآلثار االقتصادية و القانونية و االجتماعية المترتبة عمى خصخصة وحدات
قطاع األعمال العام :دراسة نظرية و تطبيقية عمى الواقع المصري " ( مصر :مطبعة جامعة المنصكرة ) 2004 ،
،ص . 15
99
أك الصحة أك غيرىما مف األنشطة العامة الضركرية ،كما أصبح العجز
152
. المستمر يمكف رده إلى تمؾ اإلعانات التي تقدـ إلى المشركعات الخاسرة
ك تتبنى بعض المنظمات الدكلية خاصة البنؾ الدكلي ك صندكؽ النقد الدكلي
ك الككالة األمريكية لمتنمية الدكلية ىذا االتجاه في أف الخصخصة تعد كسيمة
ىامة لتخفيض العجز في ميزانية الدكلة ( خفض اإلنفاؽ الحككمي ) ،ك بالتالي
الحد مف اآلثار الضارة المترتبة عميو ،خاصة فيما يتعمؽ بالتضخـ ك عجز
153
.ك سكؼ تحقؽ الخصخصة ميزاف المدفكعات ك تفاقـ المديكنية الخارجية
ىذه النتيجة اإليجابية ألنيا مف ناحية سكؼ تخمص الدكلة مف النزيؼ الذم
تسببو ممكيتيا لمشركات الخاسرة ،ك ألنو بإمكاف الدكلة مف ناحية ثانية أف
تستخدـ عائد بيع المنشآت المممككة ليا في تسديد جانب مف المديكنية العامة
ك تحقيؽ التكازف في المكازنة العامة .
-2-1-3زيادة معدل النمو االقتصادي :
تعتبر الخصخصة األداة المثمى لخمؽ المناخ المبلئـ لبلستثمار ،ك بث الثقة في
القطاع الخاص لئلقداـ عمى االستثمار طكيؿ األجؿ في القطاعات اإلنتاجية
المختمفة .كما تمعب الخصخصة دك ار خبلقا في تطكير سكؽ الماؿ ألنيا تجذب
154
. المؤسسات المالية ك المستثمريف المتخصصيف
100
يعكد إلى ككف أف الممكية
ك سر نجاح الخصخصة في تحقيؽ النمك ك التنمية
الخاصة تشجع القطاع الخاص عمى تحسيف جكدة منتجات المشركع ك االبتكار
ك المنافسة ك تخفيض التكمفة ك الزيادة في اإلنتاج ك جذب االستثمارات الجديدة
المحمية ك األجنبية في االقتصاد الكطني ،ك بالتالي فإف الممكية الخاصة
( الخصخصة ) تييئ حكافز لؤلفراد لخمؽ الثركة أكثر مف مجرد تكزيع ما يكجد
مف قبؿ .
-3-1-3زيادة الكفاءة االقتصادية :
يعتبر رفع الكفاءة االقتصادية عف طريؽ خصخصة مؤسسات القطاع العاـ ،اليدؼ
األساسي لبرامج اإلصبلح ،ىذا ك إف الكفاءة االقتصادية تتككف مف الكفاءة
اإلنتاجية ك الكفاءة التخصيصية ،ك يعتمد ىدؼ كفاءة األداء أك الكفاءة
اإلنتاجية عمى مقدرة المؤسسات عمى إنتاج نفس الكمية بأدنى حد مف التكاليؼ
155
،ك تتحقؽ كفاءة تخصيص أك بإنتاج كمية أكبر مف المنتج بنفس التكاليؼ
ك تكزيع المكارد أك الكفاءة التخصيصية عندما تعكس أسعار بيع منتجات ىذه
ك أف يستجيب اإلنتاج لرغبات ك تفضيبلت
المؤسسات نفقاتيا الحدية
156
. المستيمكيف
يعتقد مؤيدك الخصخصة أف المؤسسات العامة تتميز بعدـ كفاءة أكبر في عممياتيا
الداخمية إذا ما قكرنت بالمؤسسات الخاصة ،ك ذلؾ يرجع إلى عدة أسباب منيا
.أما الخدمات التي يمكف إنتاجيا في المجتمع مع مركر الزمف -يعرؼ النمك االقتصادم بأنو زيادة كمية السمع ك
التنمية فيي تعني زيادة الطاقة اإلنتاجية بحيث يزداد تبعا ليا الدخؿ القكمي ك متكسط الدخؿ الفردم ك تتحقؽ تمؾ
دريد محمكد السامرائي " ،االستثمار األجنبي : الزيادة عف طريؽ االرتقاء باإلنتاج ك عناصره .أنظر في :
المعوقات و الضمانات القانونية " (بيركت ،لبناف :مركز دراسات الكحدة العربية ، ) 2006 ،ص ص . 84 - 83
-155محمد معف ديكب ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 101
-النفقة أك التكمفة الحدية لئلنتاج تعرؼ بأنيا الزيادة في تكاليؼ اإلنتاج الكمية الناجمة عف زيادة اإلنتاج بمقدار كحدة
كاحدة مف المنتج.
-156أحمد جماؿ الديف مكسى ك آخركف ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 21
101
أف المؤسسة العامة غالبا ما تككف محمية مف المنافسة ،مما يؤدم إلى استخداـ
المدخبلت بصكرة ال تؤدم إلى تحقيؽ الحد األعمى مف اإلنتاج ،ك يعتقد
المؤيدكف أيضا أف المؤسسة العامة غالبا ما تتحصؿ عمى رأس الماؿ بصكرة
مدعكمة ،مما يؤدم إلى استخدامو بصكرة ال تعكس تكمفتو الحقيقية ،ك ترل
مدرسة حقكؽ الممكية أف حافز اإلدارة لتعظيـ الربحية ك تقميؿ التكمفة يككف
ضعيفا في حالة الممكية العامة ،ك ذلؾ ألف البيركقراطية ك غياب حممة األسيـ
الذيف يككف لدييـ مصمحة في تعظيـ األرباح ،يقمؿ الضغط عمى اإلدارة في
157
.ك يؤكد كتاب السعي لتحقيؽ كفاءة األداء ك تحقيؽ الحد األعمى مف الربحية
آخركف أف السبب المشترؾ في عدـ كفاءة مشركعات القطاع العاـ يكمف في
التأثير السياسي .ففي ببلد عديدة مف العالـ الثالث تعد منشأة القطاع العاـ أداة
ىامة لمييمنة السياسية .فكبار المسؤكليف في ىذه المنشآت يككنكف مف بيف "
المرضى عنيـ " ك " المدعكميف سياسيا " بينما تككف كفاءتيـ ك خبرتيـ في
اإلدارة االقتصادية محدكدة ،كذلؾ تككف ق اررات اإلنتاج ك العمالة ك األثماف
158
.ك ىكذا فإف غياب األىداؼ الكاضحة ك التسكيؽ خاضعة لمتدخؿ السياسي
ك الدقيقة التحديد ،ك محدكدية نطاؽ االستقبلؿ الذاتي الممنكح لممشركعات
العامة يؤثر عمى كفاءة المشركعات ك يقيد مبادرة القائميف عمييا .
ك ىكذا فإف أنصار الخصخصة يعتقدكف أف مشركعات القطاع العاـ أقؿ كفاءة مف
مشركعات القطاع الخاص سكاء فيما يتعمؽ بكفاءة األداء أك الكفاءة اإلنتاجية
التي يترتب عف تحقيقيا تخفيض كمفة اإلنتاج في المشركعات المعنية إلى حدىا
األدنى ،أك فيما يتعمؽ بكفاءة تخصيص كتكزيع المكارد أك الكفاءة التخصصية
102
التي يترتب عمييا انخفاض أسعار بيع منتجات ىذه المشركعات حتى تصؿ إلى
159
. مستكل التكمفة الحدية لئلنتاج
-2-3المبررات االجتماعية :
تتمثؿ المبررات االجتماعية التي يستند إلييا أنصار الخصخصة في أف الممكية
الخاصة تحسف ىيكؿ تكزيع المداخيؿ ،ك أنيا تحد مف انتشار ظاىرة الفساد .
-1-2-3الخصخصة تحسن ىيكل توزيع المداخيل :
يتضح مف كثير مف الدراسات النظرية ك المعطيات التطبيقية أف القطاع العاـ قد
فشؿ في تحقيؽ األىداؼ التكزيعية التي رسمت لو ك كانت سند ك مبرر كجكده
في ببلد كثيرة مف العالـ الثالث .فدكر المشركعات العامة في زيادة فرص
العمؿ قد تضاءؿ حينما اتجيت غالبية ىذه المشركعات لتبني تقنيات إنتاجية
قائمة عمى االستخداـ الكثيؼ لرأس الماؿ .كما أف اتجاه ىذه المشركعات لزيادة
أجكر ك مزايا العامميف فييا ك تحسيف ظركؼ العمؿ قد ساىـ في زيادة التميز
االجتماعي بخمؽ نخبة مميزة مف الطبقة العاممة في المجتمع .كذلؾ فشؿ دعـ
أثماف المنتجات في الكصكؿ إلى الجماعات صاحبة الدخكؿ الدنيا ك األكثر
160
. حاجة إليو
ك عمى النقيض مف فشؿ السياسة التكزيعية لمقطاع العاـ فإف أنصار الخصخصة
يقدمكنيا كأداة مضمكنة لنشر ممكية األسيـ بيف الجميكر العريض ك زيادة حجـ
الممكية الشعبية ك مف ثـ تقريب الفكارؽ في المداخيؿ ك الثركات بيف المكاطنيف .
ك في ضكء ذلؾ يرل بعض االقتصادييف أف األخذ بالخصخصة ك خاصة إذا
103
كانت مكجية نحك مكظفي الحككمة ك العامميف في القطاع العاـ ،سيكفؿ قد ار
161
. أكبر مف العدالة في تكزيع المداخيؿ
-2-2-3الخصخصة تحد من انتشار ظاىرة الفساد اإلداري :
تكمف بذرة الفساد في اإلدارة الحككمية لمدكؿ الشمكلية التي تعتمد عمى القطاع العاـ
في البيئة االجتماعية ك االقتصادية السائدة في ىذه الدكؿ الشمكلية ك شبو
الشمكلية ،حيث تنعدـ الشفافية بالكامؿ ،نظ ار ألف ىذه اإلدارة تحتكر كسائؿ
اإلعبلـ لنفسيا ،مما يجعؿ أمر االنكشاؼ المادم لفساد اإلدارة الحككمية أم ار
162
. جد صعب ،ك ىذا ما يجعؿ الفساد مجتمعيا أم ار مقبكال ال سبيؿ إلى تجاكزه
ك يؤكد أنصار الخصخصة عمى أف االقتصاد المدار بكاسطة الق اررات الحككمية يقكد
نفسو إلى الرشكة بسيكلة أكبر بالمقارنة بالنظاـ االقتصادم الحر .فإدارة
المشركعات العامة بكاسطة البيركقراطية تفتح الباب كاسعا لمتدخبلت السياسية ،
ك الربط أحيانا بيف ميزانية الشركات ك ميزانية الدكلة ك التداخؿ بيف األجيزة
الحككمية ك إدا ار ت المشركعات العامة يضعؼ الرقابة المالية المستقمة .كما أف
غياب المسؤكليات المالية دقيقة التحديد يقكد إلى استخداـ غير رشيد لممكارد
العامة لمدكلة .ك ال شؾ في أنو في ظؿ ىذه الظركؼ تككف فرص الرشكة
ك االستيبلء عمى الماؿ العاـ عديدة ألف المديريف ال يممككف كسائؿ رقابة كمتابعة
مرؤكسييـ .ك يقابؿ مراجعك الحسابات الذيف يأتكف مف الخارج -إف سمح
بالمجكء إلييـ -صعكبات متزايدة في تقدير المكقؼ المالي الحقيقي ليذه
163
. الشركات
-161أحمد جماؿ الديف مكسى ك آخركف ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 23
-162محمد رياض األبرش ،نبيؿ مرزكؽ " ،الخصخصة :آفاقيا و أبعادىا " ( ط 1؛ دمشؽ ،سكريا :دار الفكر ،
، ) 2002ص ص . 42 – 41
-163أحمد جماؿ الديف مكسى ك آخركف ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 24
104
ك عمى الرغـ مف أف بعض عناصر القطاع الخاص يمجأ إلى الرشكة لمكصكؿ إلى
غاياتو ،فإف اإلدارة االقتصادية السميمة ك التي تقكدىا المثؿ األخبلقية ك المراقبة
الشديدة لممدير ( مالؾ المشركع ( ك كسائؿ اإلعبلـ تجعؿ مف الفساد حاالت
164
.ك لذا يبلحظ أف الرشكة في الكاليات المتحدة األمريكية خاصة في المجتمع
تقع أكثر في القطاع العاـ ( التعاقدات العسكرية عمى سبيؿ المثاؿ ) مقارنة
باألسكاؽ الخاصة األكثر اتساعا ك انتشا ار .فاقتصاد السكؽ في ىذا الخصكص
يعتبر -في رأم دعاتو -نظاما أخبلقيا بدرجة أكبر مف النظاـ االقتصادم المدار
بكاسطة الحككمة .
-3-3المبررات السياسية :
تؤدم الخصخصة في ظؿ أسكاؽ مفتكحة إلى القضاء عمى جميع أنكاع اليدر في
المكارد االقتصادية ،ك تؤدم إلى تخمي الدكلة عف التكجيات القديمة التي ثبت
عدـ جدكاىا في الحياة العممية ك بالتالي تفرغ الدكلة لؤلعماؿ السياسية مع
مشاركة القطاع الخاص في الجانب االقتصادم ك اإلشراؼ عميو مف خبلؿ
165
. خططيا العامة
ك ال ينمك دكر القطاع الخاص بالضركرة عمى حساب دكر الدكلة ،ك إنما الغرض
مف الخصخصة ىك تغيير طبيعة الدكلة بحيث تسترد دكرىا كسمطة سيادة تراقب
ك تشرؼ عمى االقتصاد في مجمكعو عاما أك خاصا ،ك ال تتدنى لكي تككف
مجرد منتج أك مدير .ك مف ثـ ليس صحيحا االعتقاد أف اقتصاد السكؽ ىك
أضعاؼ لدكر الدكلة ،بؿ الحقيقة أف السكؽ ال تعمؿ إال في إطار دكلة قكية
تضع اإلطار العاـ لمنشاط االقتصادم ،ك تحدد الشركط المناسبة لمباشرة ىذا
-164محمد رياض األبرش ،نبيؿ مرزكؽ ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 42
-منتدل التمكيؿ اإلسبلمي " ،أبعاد الخصخصة " ،نقبل عف المكقع اإللكتركني : 165
.http://www.islamfin.go-forum.net/montada-f30/topic-t1850.htm
105
النشاط ،ك تحكؿ دكف الخركج عمى ىذا اإلطار ،ك تكقع الجزاء عمى مف
يخالؼ القكاعد التي تضعيا .فبل كجكد لمسكؽ إال في حضف دكلة قكية ،ك لكف
قكة الدكلة ليست بكثرة أك حجـ التدخؿ ك إنما بفاعميتو .فالدكلة ىي العقؿ الذم
يتخذ الق اررات الرئيسية ك يترؾ لباقي الكحدات التصرؼ في ضكء اإلطار العاـ
166
. الذم يرسمو لو
ك يرل أنصار الخصخصة أف خصخصة المؤسسات تقكم مركز الدكلة ك تدعـ
نفكذىا السياسي ك تشجع نمكىا الديمقراطي ك تدعـ كضع الدكلة في العبلقات
الدكلية ال سيما في الظركؼ التي يمر بيا عالمنا المعاصر المتميز باحتداـ
المنافسة ك االعتماد المتبادؿ ك عالمية السكؽ .
-4أىداف الخصخصة :
ىناؾ أىداؼ عديدة لمخصخصة فمنيا االقتصادية ك المالية ك السياسية
ك االجتماعية .ك فيما يمي عرض ألىـ ىذه األىداؼ :
-1-4األىداف االقتصادية :
167
: يمكف تحديد أىـ األىداؼ االقتصادية لمخصخصة بما يأتي
-تعزيز الكفاءة االقتصادية مف خبلؿ االعتماد عمى آليات السكؽ ك المنافسة .
-إعادة تكزيع األدكار بيف القطاع العاـ ك الخاص ك انسحاب الدكلة تدريجيا مف
بعض النشاطات االقتصادية ك فسح المجاؿ أماـ المبادرات الخاصة عف طريؽ
تشجيع االستثمار الخاص ك تكسيع حجـ القطاع الخاص ك االعتماد عميو أكثر
في عممية النمك ك التنمية .
-166أحمد جماؿ الديف مكسى ك آخركف ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 26
" دور المؤسسات الصغيرة في دعم عممية الخصخصة في -حسف عبد الكريـ سمكـ ،خديجة جمعة الزكيني ، 167
البمدان العربية " ،الممتقى الدكلي " ،متطمبات تأىيؿ المؤسسات الصغيرة ك المتكسطة في الدكؿ العربية " ،يكمي
18-17أفريؿ ( 2006كمية العمكـ االقتصادية ك عمكـ التسيير ،مخبر العكلمة ك اقتصاديات شماؿ إفريقيا بجامعة
حسيبة بف بكعمي ،الشمؼ ،الجزائر ، ) 2006 :ص . 10
106
-تحرير التجارة ك حرية رؤكس األمكاؿ ك األيدم العاممة .
-تكفير نكعية عالية مف السمع ك الخدمات مف قبؿ القطاع الخاص تستطيع التنافس
168
. مع المنتجات األجنبية ،ك بالتالي تحسيف كضعية مكازيف المدفكعات
-2-4األىداف المالية :
169
: تتمثؿ األىداؼ المالية لمخصخصة في اآلتي
-التخفيؼ مف األعباء التي تتحمميا ميزانية الدكلة نتيجة دعميا لممنشآت
االقتصادية الخاسرة ك تكريس مكارد لدعـ قطاعات التعميـ ك البحث العممي
ك الصحة ،ك االىتماـ بالبنية األساسية ك المنشآت االقتصادية ذات األىمية
اإلستراتيجية .
-تطكير السكؽ المالية ك تنشيطيا ك إدخاؿ الحركية عمى رأس ماؿ الشركات بقصد
تطكيرىا كتنمية قدرتيا اإلنتاجية .
-خمؽ قنكات جديدة لبلستثمار بما يسيـ في جذب االستثمارات األجنبية المباشرة
التي تكفر التمكيؿ البلزـ لممشركعات االقتصادية ك تعكض النقص في المدخرات
الكطنية ك يصاحبو في نفس الكقت تدفؽ التكنكلكجيا ك المعرفة العممية ك اإلدارية
ك فتح أسكاؽ جديدة ك يزيد مف فرص العمؿ ،ك التي سكؼ يككف ليا تأثير
إيجابي عمى النمك االقتصادم .
-تطكير الجياز البنكي :إذ ستمعب البنكؾ دك ار ميما في عمميات اإلصدار األكلي
ألسيـ المؤسسات ك في دعـ المؤسسات المالية ،إضافة إلى تكفير السيكلة ،
ك القركض البلزمة لممؤسسات التي ستتـ خصخصتيا ،كما تنتقؿ البنكؾ
107
التجارية في تعامبلتيا مع المؤسسات المخصخصة إلى عقمية قطاع األعماؿ
الخاص .
-تفعيؿ المدخرات المحمية ك دعـ الكعي االدخارم لدل األفراد مف خبلؿ فتح الباب
170
. أماميـ المتبلؾ حصص أك أسيـ في ىذه المشركعات
-تخفيض الديف العاـ ك تخفيض مف األعباء المالية المستمرة ك المرتبطة بخدمات
171
. الديف العاـ
-3-4األىداف السياسية :
172
: تتمثؿ األىداؼ السياسية لمخصخصة في اآلتي
-الحد مف فرص ممارسة الفساد ك استغبلؿ الماؿ العاـ مف قبؿ المسؤكليف
الحككمييف ك السياسييف ك إدارة المنشأة .
-إعادة الممكيات ك األصكؿ إلى القطاع الخاص التي سبؽ أف أممت يؤدم إلى
مصالحة كطنية ك زيادة الثقة بسياسة الدكلة نحك تشجيع القطاع الخاص .
-يتضمف النظاـ الرأسمالي تكفير الديمقراطيػة الميبرالية في الحقؿ السياسي ك رفع
القيػكد عف المكاطنيف ك الشعكر بالمشاركػة في صنع الق اررات عف طريؽ إشاعػة
ك نشر أجكاء الحرية ك المناقشات ك تقميص دكر السمطات البكليسية ك السمطكية
ك إنياء الضغكط عمى الحريات الشخصية ك تحقيؽ العدالة االجتماعية .
-الحد مف اآلثار السمبية التي تحدثيا الضغكط السياسية ك نقابات العماؿ
ك إضعاؼ نفكذىـ ،خصكصا عندما يككف برنامج الخصخصة شفافا ك نزييا في
173
. تصميمو ك تنفيذه
108
-4-4األىداف االجتماعية :
174
: نجاح الخصخصة يعكد عمى المجتمع بالفكائد ك المنافع اآلتية
-العمؿ عمى إعادة تكزيع المداخيؿ ك تحقيؽ العدالة االجتماعية .
-تحسيف مستكيات المعيشة لممجتمع مف خبلؿ زيادة حجـ المشاريع اإلنمائية
ك زيادة معدؿ النمك االقتصادم مما يساعد عمى تكفير فرص عمؿ جديدة لمناس.
-حصكؿ المجتمع عمى السمع ك الخدمات بجكدة أعمى ك أسعار أؽ ؿ نتيجة تكسيع
ك تنكيع قاعدة الممكية ك زيادة المنافسة مف خبلؿ تشجيع القطاع الخاص عمى
الدخكؿ في كافة المجاالت االقتصادية .
-دعـ الديمقراطية ك تشجيع البلمركزية ك معالجة القضايا اإلدارية لعبلقة األجيزة
الحككمية باألفراد .ففي المجتمع الديمقراطي ك في ظؿ االنفتاح االقتصادم
تككف األجيزة الحككمية في خدمة األفراد ك تتحكؿ ىذه األجيزة إلى حككمة
قكانيف ك ليست حككمة أفراد ،ك بذلؾ تمنع المؤسسات السياسية مف االعتداء
175
. ك التجاكز عمى الحياة الخاصة لممكاطف أك االنتقاص مف حقكقو
ك تتشابو ىذه األىداؼ بيف الدكؿ المختمفة عند تطبيقيا سياسة الخصخصة ،ك لكف
االختبلفات تككف فقط في أكلكية بعض ىذه األىداؼ بما يتناسب مع الظركؼ
المحمية في كؿ منيا .
ففي الدكؿ المتقدمة ك عمى رأسيا بريطانيا التي تعتبر دكلة رأسمالية متقدمة تمثمت
176
: أىداؼ سياسة الخصخصة في اآلتي
-زيادة الكفاءة اإلنتاجية لممؤسسات تحت الخصخصة .
109
-تقميؿ حجـ ك دكر الدكلة في إنتاج السمع ك الخدمات .
-إضعاؼ نفكذ ك دكر نقابات العماؿ في القطاع العاـ .
-تكسيع دائرة امتبلؾ األسيـ .
-تشجيع ممكية العامميف .
-الحصكؿ عمى الكسب السياسي .
أما في دكؿ التحكؿ نحك اقتصاديات السكؽ ك عمى رأسيا ركسيا ك التي عاشت في
ظؿ القطاع العاـ ألكثر مف نصؼ قرف ،تمثمت أىداؼ الخصخصة في
177
: اآلتي
-االنتقاؿ مف االقتصاد المخطط مركزيا إلى اقتصاد السكؽ .
-خمؽ بيئة تنافسية ك تقميؿ االحتكار في االقتصاد القكمي .
-جذب االستثمارات األجنبية ك تطكير البنية االجتماعية ك تحسينيا باستخداـ عكائد
الخصخصة .
-تحقيؽ االستقرار االقتصادم ك تمكيؿ خدمات الدكلة .
178
: البلتيني ،تمثمت الخصخصة في اآلتي
ة أما في أمريكا
-رفع الكفاءة اإلنتاجية في سكؽ دكلية تتزايد فييا المنافسة .
-الحد مف الصعكبات المالية التي تكاجو الدكلة ك تخفيض مستكل ديكنيا .
-تمبية احتياجات الطمب االجتماعي عمى خدمات اجتماعية أفضؿ .
ك بالنسبة لميدؼ األساسي مف تطبيؽ برامج الخصخصة في الدكؿ النامية فيك
محاكلة عبلج األزمة االقتصادية مف خبلؿ سياسات برامج اإلصبلح
110
االقتصادم .ك عميو فإف العديد مف الدكؿ النامية اضطرت خبلؿ عقد الثمانينات
نتيجة أزمة الديكف ك ما أعقبيا مف انخفاض حاد في التمكيؿ الخارجي ك مف
أجؿ تخفيض اإلختبلالت عمى مستكل االقتصاد الكمي ك معالجة األزمة
االقتصادية ،اضطرت ىذه الدكؿ تحت ضغط مؤسسات التمكيؿ الدكلية
ك بخاصة صندكؽ النقد الدكلي ك البنؾ الدكلي لتبني برامج التثبيت
179
. ك التكيؼ الييكمي
االقتصادم
ك برامج التكييؼ الييكمي ىي عبارة عف حزمة سياسات اقتصادية يقكـ بصياغتيا
البنؾ الدكلي ك تيدؼ إلى تحقيؽ االستقرار الكمي الشامؿ ك عمى المدل الطكيؿ،
ك يتقدـ بيا البنؾ الدكلي عندما تككف ىناؾ إختبلالت عميقة ،بحيث لـ تنفع
180
.ك قد تختمؼ برامج التكييؼ الييكمي بعض معيا برامج التثبيت االقتصادم
الشيء مف دكلة ألخرل ك لكنيا عادة تشمؿ سحب الدعـ الحككمي عف السمع
ك الخدمات ك مؤسسات القطاع العاـ ،ك تحرير أسعار السمع ك الخدمات ،
ك تخفيض قيمة العممة الكطنية ،ك تخفيض اإلنفاؽ الحككمي ،إضافة إلى
-سياسات اإلصبلح االقتصادم ك كما عرفتيا األمـ المتحدة ،ىي عمميات متدرجة مف أجؿ إحداث تغيرات جكىرية في
أساليب تعبئة المكارد ك إعادة تكزيعيا ،عمى النحك الذم يضمف متطمبات المجتمع عمى المدل القريب ك البعيد .أم
ىي تغيير في السياسات االقتصادية ،تبدأ بتطبيؽ سياسات التثبيت مف أجؿ إيجاد الحمكؿ ك المعالجات لئلختبلالت
قصيرة األجؿ التي يعاني منيا البمد ،ك تنتيي بسياسات التكيؼ الييكمي مف أجؿ معالجة اإلختبلالت العميقة في
اقتصاد ذلؾ البمد .أنظر في :محمد معف ديكب ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 98
-برامج التثبيت االقتصادم ىي سياسات قصيرة األجؿ ال تتجاكز الثبلث سنكات ،يقكـ صندكؽ النقد الدكلي
بصياغتيا مف أجؿ المساىمة في معالجة اإلختبلالت الطارئة التي تحدث في االقتصاد الكطني ،مثؿ العجز في
الكطنية ،أم برامج التثبيت تختص بجكانب الطمب ميزاف المدفكعات ،العجز في الميزانية العامة ،تدىكر العممة
الكمي بشقيو االستيبلكي ك االستثمارم ك تحاكؿ أف تجعمو متكازنا مع إجمالي الناتج المحمي .أنظر في :محمد معف
ديكف ،مرجع سبؽ ذكره ،ص . 98
-حساف خضر " ،خصخصة البنية التحتية " ،سمسمة جسر التنمية ( العدد ، 18الككيت ،المعيد العربي لمتخطيط 179
111
تعزيز التجارة ك تشجيع االستثمار األجنبي ك تشجيع القطاع الخاص ليقكد التنمية
االقتصادية ،ك ذلؾ بإفساح المجاؿ لو في كؿ القطاعات التي كانت حك ار
181
. لمؤسسات القطاع العاـ ك ىذا يعرؼ بالخصخصة
ك يعني ىذا أف الخصخصة ىي جزء مكمؿ لسياسات برامج اإلصبلح االقتصادم،
ك ىي المرحمة األخيرة مف مراحؿ اإلصبلح االقتصادم ك تيدؼ بصكرة أساسية
إلى عبلج األزمة االقتصادية عف طريؽ تصحيح األثر السالب لؤلداء المالي
لمؤسسات القطاع العاـ عمى الميزانية العامة لمدكلة ،ك ذلؾ بتقميؿ الدعـ المالي
ليا ك زيادة إيراداتو ا ،إضافة إلى رفع كفاءة المؤسسات المخصصة ،بافتراض
أف القطاع الخاص أكثر كفاءة مف نظيره العاـ ،بالتالي سيؤدم ذلؾ إلى زيادة
معدؿ النمك االقتصادم لمدكلة .
112