You are on page 1of 15

‫بحث حول ‪:‬علم االقتصاد و المشكلة االقتصادية‬

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬
‫المبحث األول ‪:‬طبيعة وأبعاد المشكلة االقتصادية‬
‫المطلب األول ‪ :‬طبيعة المشكلة االقتصادية‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أسباب المشكلة االقتصادية‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المشكالت االقتصادية األساسية‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬الندرةواالختيار وتكلفة الفرصة البديلة‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬منحنى تكاليف االنتاج‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬خصائص الرغبات االنسانية وأنواع السلع والثروة‪.‬‬

‫العطلب األول‪ :‬خصائص الرغبات االنسانية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع السلع‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع الثروة‪.‬‬


‫المبحث الثالث‪ :‬حل المشكلة االقتصادية‬
‫المطلب األول ‪ :‬حل المشكلة االقتصادية وفق النظام الرأسمالي‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬حل المشكلة االقتصادية وفق النظام االشتراكي‪.‬‬


‫الخاتمة‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫منذ بدء الخليقة على األرض واالنسان يواجه مشكلة تتمثل في أن رغباته عديدةو متزايدة‬
‫وغير محدودة‬

‫‪ .‬فقد يحصل الفرد على كل حاجاتقه في الوقت الحاضر ‪ ,‬ولكن رغبة األفراد في طلب‬
‫حاجات جديدة بمجرد انتهائهم من اشباع حاجاتهم القديمة أمر معروف سيكولوجيا‪.‬‬
‫فحاجات األفراد تزداد مع مرور الزمن واتصفت بأنها غير نهائية ‪...‬مما ترتب عليها أن‬
‫الموارد الموجودة في المجتمع ال تعد كافية لمقابلة تلك االحتياجات ‪ ,‬ومن هنا ظهرت‬
‫المشكلة االقتصادية كما ظهر علم االقتصاد ‪ -‬قرين المشكلة االقتصادية‪ -‬محاوال دراسة‬
‫المشكلة وحلها‪.‬‬

‫ومن هنا يمكن طرح االشكالية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ما طبيعة المشكلة االقتصادية وما أبعادها ؟‬

‫‪ -‬ما هي أهم المشكالت االقتصادية؟‬

‫‪ -‬ماهي حلول المشكلة االقتصادية ؟‬

‫المبحث األول‪:‬طبيعة وأبعاد المشكلة االقتصادية‬


‫المطلب األول ‪ :‬طبيعة المشكلة االقتصادية‬

‫تتمثل المشكلة االقتصادية في أي مجتمع‪ ,‬مهما كان نظامه االقتصادي أو السياسي ‪ ,‬في‬
‫كيفية توزيع الموارد النادرة بين االستعماالت المختلفة ‪ ,‬ذلك أن الموارد المتاحة‬
‫لي أي مجتمع لن تكفي باستمرار لتلبية واشباع االحتياجات البشرية المتعددة‪ ,‬أي أنه‬
‫يمكن تحليل عناصر المشكلة االقتصادية الى ثالثة عناصر أساسيية ‪ :‬أولهما يتمثل في‬
‫الندرة النسبية للموارد االقتصادية والثاني يتمثل في تعدد الحاجات البشرية والعنصر‬
‫الثالث يتمثل في االختيار ‪.‬‬

‫وتتميز المشكلة االقتصادية بصفة العمومية فهي تواجه الفرد كما تواجه الجماعة ‪.‬بل هي‬
‫تواجه كل المجتمعات سواء كانت متقدمة أو متخلفة‪ ...‬زراعية أم اقتصادية‪ ...‬رأسمالية‬
‫أم اشتراكية‪.‬فالمشكلة ال تختلف في أسبابها و ال عناصرها من مجتع الخر ‪ ,‬أما الذي‬
‫يختلف فهو طريقة حلها ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب المشكلة االقتصادية‬


‫من الممكن حصر أسباب حدوث المشكلة االقتصادية في ثالثة أسباب رئيسة وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الندرة النسبية للموارد االقتصادية‪ :‬ان سبب ظهور المشكلة االقتصادية هو الندرة‪.‬‬
‫فاالنسان عندما يشعر بالحاجة ويفتقد في الوقت نفسه وسيلة الشباعها فانه سيعتقد أن‬
‫سبب مشكلته هو الندرة اال أن مايحتاجه من سلع وخدمات ال يأتي من العدم ‪ ,‬بل األمر‬
‫يتطلب ضرورة توافر ومساهمة مجموعة من العوامل معاءهي عوامل االنتاج ‪,‬خالل‬
‫عملية معينة هي عملية االنتاج وأن هذه العوامل هي التي أصال نادرة‪.‬اذا تظهر المشكلة‬
‫االقتصادية أساسا نتيجة ندرة عوامل االنتاج سواء ما كان منها هبة من هبات الطبيعة أو‬
‫نتاج عن جهود االنسان وغير خاف أن ماتهبه الطبيعة من خيرات ليس متاحا في كل‬
‫مكان بالقدر الالزم وال بالصورة المرغوبة‪.‬فنجد مجتمعات منحتها الطبيعة فيضا من المواد‬
‫األولية في الوقت الذي يعاني فيه من ندرة رأس المال أو العمل وكالهما مطلوب لتجهيز‬
‫المواد االولية بحيث تصبح صالحة‬
‫الشباع رغبات االنسان‪ .‬لذلك وجب على االنسان أن يبذل جهده وفكره في كل لحضة وال‬
‫بد عليه االنتظار حتى تؤتي جهوده ثمارها‪.‬ويعود عجز الموارد االقتصادية عن اشباع‬
‫جميع الحاجات االنسانية الى األسباب التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬أن المورد االقتصادي موجود ولكن قليل نسبيا بسبب عدم االستغالل األمثل لهذا المورد‬
‫أو لسوء استغالل هذا المورد‪ ,‬وتمتاز كثير من الموارد االقتصادية بقابليتها للنفاذ بسبب‬
‫االستخدام الجائر‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة عدد السكان بنسبة أكبر من الزيادة في حجم االنتاج ‪,‬وبالتالي يؤدي هذا الى ندرة‬
‫نسبية للموارد المستخدمة كوسيلة الشباع الحاجات االنسانية‪.‬‬
‫ب‪ -‬كثرة الحاجات االنسانية وتعددها وتطورها وتزايدها‪:‬من المعروف أن لالنسان ومنذ‬
‫بدء الخليقة مجموعة من الحاجات التي يهدف الى اشباعها ‪,‬وكلما أشبع حاجة تولد لديه‬
‫حاجة أخرى بحاجة الى اشباع ‪ .‬وتعرف الحاجة االنسانية بأنها (الرغبة التي يسعى‬
‫االنسان الى اشباعها)‪.‬وتقسم هذه الحاجات الى نوعين‪:‬‬

‫‪ -1‬الحاجات األولية (األساسية) وهي مجموع الرغبات االنسانية التي ال تحتمل التأجيل‬
‫في اشباعها ‪ ,‬والتي اذا أفنيت يفنى االنسان ورائها ‪,‬بمعنى أنها ضرورية لبقاء االنسان‬
‫على قيد الحياة كحاجته الى الغذاء والماء والمسكن ‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ -2‬الحاجات الثانوية (الكمالية)‪١ :‬‬


‫وهي مجموع الرغبات االنسانية التي تحتمل التأجيل في اشباعها ‪ ,‬على اعتبار أنها ال‬
‫ترتبط بأن يكون االنسان أو ال يكون على قيد الحياة‪ .‬وتمتاز الحاجات االنسانية بعجموعة‬
‫من الخصائص مثل‪:‬‬
‫‪3-‬الحاجات االنسانية متزايدة ‪,‬وتتزايد هذه الحاجات مع تزايد المواليد‪.‬‬

‫‪4-‬الحاجات االنسانية متطورة‪,‬وتتطور الحاجة مع التقدم الفني والتكنولوجي الذي يحدث‬


‫على وسائل اشباع الحاجات ‪.‬‬
‫الحاجات االنسانية متكررة‪ ,‬وتتكرر الحاجة مع تكرارو تعاقب األجيال ‪ ,‬فحاجة أجدادنا‬
‫للغداء هي نفس حاجاتنا له مع اختالف نوع الغداء‪.‬‬
‫الحاجات االنسانية متجددة‪,‬وتتجدد الحاجة مع االكتشافات و االختراعات الجديدة التي يقوم‬
‫بها االنسان‪.‬‬
‫ج‪ -‬االختيار اذا كانت الندرة هي سبب المشكلة التي يعيشها االنسان‪ ,‬فان االختيار هو‬
‫بالتأكيد السبب الذي يجعل منها مشكلة اقتصادية بالذات وليست تقنية‪.‬فاالختيار وهو‬
‫عملية تنطوي على الرشد يتمثل في القيام بموازنة منفعية حرة بين بدائل ممكنة مختلفة ‪,‬‬
‫الختيار أفضل بديل ممكن‪.‬وبالطبع لن تكون هناك فرصة للقيام بعملية االختيار ما‬
‫لم تكن رغبات وحاجات و تفضيالت االنسان متعددة وبهذا تكون المشكلة االقتصادية‬
‫بالفعل هي مشكلة اقتصادية فحاجات االنسان متعددة متجددة و متزايدة‪.‬‬
‫وبالطبع لو اختفت الندرة الختفت المشكلة‪ ...‬ولو لم تتعدد الحاجات لما كان هناك مجال‬
‫لالختيار وبالتالي لما كانت المشكلة االقتصادية بل تصبح مشكلة فنية تكنولوجية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المشكالت االقتصادية االساسية‬


‫يمكن حصر المشكالت االقتصادية االساسية باالسئلة االتية‪:‬‬

‫المشكلة األولى ‪ :‬ما الساع التي تنتج وما كميتها ؟ (ماذا تنتج)والسؤال يتعلق بالمثال‬
‫السابق حول مشكلةاالختيار‪.‬وبمعنى اخر أنها مشكلة توزيع الموارد النادرة على‬
‫االستخدامات المختلفة‪,‬وتتطلب هذه المشكلة معرفة معابير تخصيص الموارد‪.‬‬
‫وكما سبق القول فان جهازالثمن يعد االداة في توزيع الموارد بين االستخدامات المختلفة‬
‫في نظام المنافسة التامة‪ .‬في حين توكل هذه المهمة الى األجهزة التخطيطية‬
‫في االقتصادات االشتراكية‪.‬‬
‫المشكلة الثانية ‪ :‬ما هي طرق انتاج هذه السلع ؟(كيف تنتج)‪.‬‬
‫يعكس هذا السؤال ان هناك أكثر من طريقة النتاج سلعة ما‪,‬فعلى سبيل المثال هل تنتج‬
‫محصول القطن بتكثيف رأس المال في استخدام الماكنات واألالت الزراعية أم انتاج‬
‫نفس كمية المحصول من خالل تكثيف العمل باستخدام األيدي العاملة بالعمليات المزرعية‬
‫المختلفة‪,‬وهذا يتوقف على ماهية العناصر التي تتصف بالندرة رأس مال أم العمل؟‬
‫المشكلة الثالثة ‪:‬كيف يتم توزيع السلع والخدمات المنتجة على أفراد المجتمع؟ (لمن)‪.‬‬
‫ان توزيع الناتج القومي بين أفراد المجتمع يحظى باهتمام االقتصاديين‪ ,‬وهذا الجانب من‬
‫المشكلة متعلق بمدى تدخل الدولة في الحياة االقتصادية في مجتمعات المنافسة‬
‫التامة ونتائج هذا التدخل ‪.‬وقد انعكس هذا التدخل في صورة الحد األدنى لألجور أو‬
‫ضريبة الدخل‪.‬وتتعلق هذه الجوانب بنظرية التوزيع‪.‬‬

‫المشكلة الرابعة ‪ :‬هل الموارد االقتصادية للمجتمع موظفة بصورة كاملة أم أن بعضها‬
‫عاطل ؟ با‬
‫ان عدم تشغيل بعض الموارد يؤدي الى ضياع الثروة على المجتمع ؟ وقد يبدوا ذلك‬
‫غريبا بعض الشيء فكيف تكون الموارد نادرة وكذلك تتسم بعدم التشغيل ؟‬
‫ان احدى خصائص اقتصاديات السوق أن مثل هذا الضياع قد يحدث ‪ ,‬ولهذا قد تسود في‬
‫هذه االقتصاديات بطالة في العمل وأن هناك عماال يرغبون في العمل وال يجدونه‪.‬‬
‫المشكلة الخامسة ‪:‬ما مدى الكفاية في استخدام الموارد االقتصادية؟‬
‫وهذا يعني هل االنتاج كاف ؟ وهل التوزيع كاف؟وهي مسالة مرتبطة بامكانية اعادة‬
‫تلخيص الموارد للحصول على انتاج أكبر من سلعة معينة بالموارد السابق استخدامها‬
‫دون التأثير في انتاج السلع االخرى‪ .‬كما أن االجابة عن مشكلة التوزيع تشير ‪ :‬هل‬
‫باالمكان اعادة توزيع االنتاج الحالي بين أفراد المجتمع على نحو يؤدي الى زيادة‬
‫رفاهيتهم أو تحسين رفاهية بعض األفراد ودون االضرار أو التأثير على مستوى رفاهية‬
‫بقية األفراد في المجتمع؟‬

‫المشكلة السادسة ‪:‬هل القوة الشرائية للنقود ثابتة أو أنها تتسم بالتضخم؟‬
‫والمقصود بالتضخم االرتفاع المستمر في االسعار وارتفاع األسعار معناه انخفاض القوة‬
‫الشرائية للنقود ‪,‬وأحد أسباب التضخم هو زيادة كمية النقود في االقتصاد بمعدل أسرعمن‬
‫زيادة الناتج القومي‪.‬‬

‫المشكلة السابعة‪ :‬هل يتزايد االنتاج القومي من السلع والخدمات أم أنه ثابت على مر‬
‫الزمن؟ فالمقدرة االنتاجية تنمو بسرعة في بعض الدول األخرى مما يترتب عليه زيادة‬
‫الفجوة بين مستويات المعيشة بين المجموعتين من الدول ‪ .‬ويمكن القول أن المشكالت‬
‫االقتصادية قائمة في المجتمعات كافة اال أن سيادتها بصورة متفاوتة أو أن احداها أعمق‬
‫في تأثيرها من األخرى في االقتصاد القومي‪,‬فالمجتمعات التي تعتمد على ألية‬
‫السوق تركز على مشكلة ندرة الموارد الطبيعية في حين تركز المجتمعات االشتراكية على‬
‫شكل عالقات االنتاج ومشكلة التوزيع‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬الندرة واالختيار وتكلفة الفرصة البديلة‬

‫تتميز الموارد االنتاجية بأن استخداماتها بديلة متعددة‪.‬فاألرض يمكن أن تستخدم في‬
‫الزراعة أو في بناء المشروعات أو في تشييد المساكن‪ .‬وحتى اذا قررنا استخدامها في‬
‫الزراعة فاننا يمكن أن نزرعها قمحا أو شعيرا أو قطنا ‪ .‬وهكذا يمكن تصور وجود العديد‬
‫من االستخدامات البديلة (المتنافسة) لكل عنصر انتاجي ‪.‬وتعرف عملية توزيع الموارد‬
‫االنتاجية على استخداماتها المختلفة باسم مشكلة تخصيص الموارد ‪.‬‬
‫وحيث أن موارد االنتاج تتميز بصفة عامة بأنها نادرة ومحدودة فان أي مجتمع سوف‬
‫بحاول دائما الوصول الى ذلك التخصيص األمثل لموارده المحدودة ‪.‬ونقصد بالتخصيص‬
‫األمثل للموارد ذلك الشكل أو النمط الذي تكون فيه العوارد االنتاجية الموظفة قد‬
‫استخدمت بأفضل طريقة ممكنة تؤدي الى الحصول على أقصى قدر ممكن من االنتاج‬
‫وبحيث أن أي نمط اخر خالفه ال بد أن يترتب عليه انخفاض حجم الناتج المتحصل‬
‫عليه‪.‬غير أن ندرة الموارد ال تملي فقط ضرورة االستخدام الكامل واألمثل لهذه الموارد‪,‬بل‬
‫تؤدي الى ضرورة االختياربين الرغبات المتعددة ألفراد المجتمع لتحديد ما يتعين انتاجه‬
‫منها على ضوء القدر المحدود المتاح من الموارد‪.‬أي أن الندرة هي التي تولد االختيار‬
‫وعند القيام بعملية اختيار هدف أو أهداف معينة ال بد أن نضحي بهدف أو أهداف أخرى‬
‫في مقابل ذلك‪.‬فدائما ال بد أن تحل شئ محل شيئ اخر طالما أن مواردنا نادرة ومستخدمة‬
‫بالكامل‪.‬‬
‫وبالطبع ال بد أن هناك عددا كبيرا من االختيارات يتعين على المجتمع القيام بها عندما‬
‫يقرر تخصيص موارده المتاحة النادرة النتاج ما يرغبه من طيبات الحياة‪.‬حيث تقترن‬
‫التضحية باالختبار والتضحية المترتبة على اختيار بديل معين تمثل في الحقيقة تكلفة هذا‬
‫االختيار‪ .‬فعندما نريد معرفة التكلفة التي يتحملها المجتمع بصدد تنفيذ قرار معين‪ ,‬فاننا‬
‫نحسبها بعا يساوي ما ترتب عليه من التضحية بعدم تنفيذ قرار اخر‪ .‬ان وجود قدر معين‬
‫من الموارد االقتصادية يعني وجود فرص النتاج كميات مختلفة من بعض السلع و‬
‫الخدمات المختلفة ومن ثم فان تكلفة انتاج قدر معين من أحد المنتجات البديلة الممكنة‬
‫تساوي أقصى قدر ممكن انتاجه من منتج أو متجات أخرى باستخدام نفس القدر من‬
‫الموارد و تعرف التكلفة المحتسبة باسم تكلفة الفرصة البديلة‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬منحنى امكانيات االنتاج ‪15‬‬


‫يمكننا تفهم حقيقة المشكلة االقتصادية وكيفية االجابة على التساؤالت ماذا وكيف و لمن؟‬
‫وفي هذه الحالة " حالة تعطيل بعض موارد المجتمع االنتاجية" يمكن زيادة ما ينتجه هذا‬
‫المجتمع عن طريق تشغيل هذه الموارد وبالتالي االنتقال على نقطة منحنى امكانيات‬
‫االنتاج و هذا ما تهتم به نظرية التشغيل والتوظيف والدخل‪.‬‬
‫أما االنتقال بمنحنى امكانية االنتاج الى وضع أعلى فيكون عن طريق تنمية الموارد بالقدر‬
‫الذي يمكن المجتمع من انتاج أكبر في كال النوعين سلعة (‪ )1‬وسلعة ‪ )2‬وهذا ما‬
‫تهتم به نظرية النمو االقتصادي‪.‬‬
‫ويمكن تفهم حقيقة المشكلة االقتصادية من الرسم السابق لمنحنى امكانيات االنتاج‪.‬فحقيقة‬
‫ندرة الموارد تتضح من عدم القدرة على انتاج خارج المنحنى أ ب ج د كما يمكن‬
‫تفهم مشكلة االختيار من كون منحنى االمكانيات ينحدر من أعلى الى أسفل جهة اليمين‬
‫وذا ميل سالب ‪.‬أي ضرورة التضحية بانتاج سلعة على حساب انتاج سلعة أخرى‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬خصائص الرغبات االنسانية وأنواع السلع‬
‫والثروة‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬خصائص الرغبات االنسانية‬
‫وللرغبات االنسانية خصائص أربع هي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعدد‪:‬‬
‫ان الرغبات غير محدودة في عددها‪ ,‬وال يعني ذلك أن االنسان ‪,‬بطبيعته‪,‬جشع‪,‬غير أنه ما‬
‫من شك أن ثمة عددا ال نهائيا من الرغبات التي يمكن أن يستشعر االنسان بالميل الى‬
‫اشباعها‪,‬وحتى عندما تتزايد طاقة االنسان على اشباع هذه الرغبات جميعها‪ ,‬فال مناص‬
‫من أن تثور في نفسه رغبات جديدة تتطلب أنواعا أخرى من االشباع‪ .‬قد تختلف الطاقة‬
‫االشباعية من فرد الى اخر‪ ,‬وقد يقف بعض األفراد في أحوال استثنائية عند حد معين من‬
‫االشباع‪ ,‬ومع ذلك فال جدال أن الغالبية من األفراد تتطلع الى رغبات جديدة ‪ ,‬كلما‬
‫اشبعت رغبات سابقة‪.‬‬
‫ب‪ -‬التنافس‪:‬‬
‫ومن الواضح أن خاصية التنافس بين الرغبات هي النتيجة الطبيعية المباشرة للتحديد‬
‫النسبي للموارد أو وسائل االشباع‪,‬اذ تتنافس الرغبات فيما بين بعضها البعض حول‬
‫الموارد المحدودة ذات االستعماالت البديلة‪,‬فهي تتضارب وتتطاحن مع بعضها البعض ‪,‬‬
‫بحيث تجعلنا دائما تحت ضغط الحاجة الى االختيار بين ما يمكن اشباعه وما نتخلى عن‬
‫اشباعه ‪.‬بيد أن هناك معنى اخر للتنافس بين الرغبات ‪,‬فقد يخلي بعضها السبيل لبعص‬
‫االخر‪.‬‬
‫ج‪ -‬التالزم‪:‬‬
‫كما نجد في الحياة العملية أن كثيرا من الرغبات يتماشى مع بعضه البعض‪ ,‬بمعنى اخر أن‬
‫الواحدة تسوق الى األخرى‪,‬أي أن اشباع رغبة ما ال يمكن أن يتحقق اال باشباع رغبة‬
‫أخرى ‪ .‬فقد ترتبط الرغبات بعضها مع البعض االخر ارتباطا وثيقا كالرغبة في الشاي‬
‫والرغبة في السكر وهذا هو معنى كلمة التالزم أو التكامل بين الرغبات‪.‬‬
‫د‪ -‬التكرار‪:‬‬
‫كما نجد أيضا في الحياة العملية أن الرغبات التي نشعر بها تميل في معضعمها الى‬
‫التكراررحتى بعد أن نشبعها مرة بعد أخرى‪.‬وهذه الخاصية واضحة تماما في الرغبات‬
‫األساسية‪,‬كالملبس أو المأكل‪ .‬ومع ذلك فقد نالحظ أن مستوى المعيشة يسمح أيضا بتكرار‬
‫الرغبات األكثر ترفا في طبيعتها حتى يصير اشباعهاأمرا عاديا يالنسبة لمجموعة معينة‬
‫من األفراد وما من شك أن لهذه الصفة أهميتها في ايضاح نظرية االستهالك‪ .‬ا‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع السلع‬


‫يمكن تقسيم السلع بوجه عام بطرق ثالث‪ ,‬تشير الطريقتان االولى والثانيةمنها الى‬
‫الطبيعة الماديةللسلع‪,‬أما الطريقة الثالثة فتشير الى العالقة بين كميات السلع وبين‬
‫الرغبات التي تشبعها ‪.‬‬
‫أ‪ -‬السلع االستهالكية والسلع االنتاجية ‪:‬‬
‫وتنطوي الطريقة االولى على تقسيم السلع الى نوعين رئيسيين‪:‬سلع استهالكية وسلع‬
‫انتاجية ‪.‬أما السلع االستهالكية فهي تلك السلع التي يمكن أن تشبع الرغبات االنسانية‬
‫بطريقة مباشرة ومن أمثلة ذلك السيارة و الخبز والخدمات فهذه جميعها سلع (مادية أو ال‬
‫مادية) موجهة لالستهالك المباشر‪ .‬أما السلع االنتاجية فهي تلك السلع التي تسهم بطريق‬
‫غير مباشر في اشباع الرغبات حيث نجد مثال أن تصنيع سلعة استهالكية كالسيارة يحتاج‬
‫الى توفر بعض السلع االنتاجية كالحديد والزجاج والمطاط‪.‬حيث أن السلع االنتاجية تسهم‬
‫في انتاج السلع االستهالكية المعدة ألغراض االستهالك المباشر ومن هنا تتضح حقيقة أن‬
‫االستهالك هو الهدف النهائي من جميع أوجه النشاط االقتصادي لألفراد والجماعات‪.‬‬
‫ب‪-‬السلع الفانية والسلع المعمرة‪:‬‬
‫أما التقسيم الثاني فيفرق بين السلع جميعها من حيث عدد المرات التي تستخدم فيها كل‬
‫سلعة‪ -‬سواء أكانت سلعة استهالكية أم سلعة انتاجية‪ -‬في اشباعها لرغبة انسانية معينة‬
‫‪.‬اذ هناك بعض السلع التي تستنفد قدرتها على االشباع بمجرد استعمالها مرة واحدة‬
‫وتسمى هذه السلع عادة (بالسلع الفانية) ومن أمثلة ذلك مختلف أنواع الطعام‪.‬كما ثمة‬
‫نوع اخر من السلع التي يمكن أن تحقق سلسلة متتابعة من االشباع ولكنها اذ تحقق ذلك‬
‫‪,‬تفقد قدرتها االشباعية تدريجيا ‪.‬ومن أمثلة ذلك المنازل ‪ ,‬المالبس‪..‬الخ ‪ ,‬ويطلق عليها‬
‫(السلع المعمرة) وأخيرا هناك نوع ثالث من السلع التي تنتج اشباعا يمتد الى أجيال‬
‫عديدة دون أن تفقد قدرتها االشباعية ومن أمثلة ذلك األرض التي نتوارثها جيال بعد جيل‬
‫ويطلق على األرض وما شاكلها من السلع بالسلع غير قابلة للفناء‪.‬‬
‫ج‪-‬السلع الحرة والسلع االقتصادية‪ :‬وتنطوي الطريقة الثالثة على تقسيم السلع الى نوعين‬
‫رئيسيين‪ :‬السلع الحرة والسلع االقتصادية‪ .‬السلع الحرة فهي السلع التي تتواجد بكميات‬
‫غير محدودة بالنسبة للحاجة اليها‪ ,‬وال يبذل االنسان في سبيل الحصول عليها أي جهد أو‬
‫عناء‪ ,‬أو يخصص النتاجها أي قدر من الموارد مثال‪ :‬كالهواء والماء في بعض الظروف‪.‬‬
‫وهي حرة ‪,‬ألنها ال تنطلب االختيار بين الموارد النادرة في سبيل انتاجها ‪,‬وال تتنطلب‬
‫االقتصاد في استهالكها‪ ,‬و الحصول عليها ال يقتضي انفاق الموارد‪.‬‬
‫أما السلع االقتصادية فهي تلك السلع التي ال توجد اال بكميات محدودة بالنسبة لمدى‬
‫الرغبة فيهاءوهي تلك السلع التي ال مناص من تخصيص قدر معين من الموارد في‬
‫سبيل انتاجها‪ ,‬وهي اقتصادية ألنها تنطوي على مشكلة االختيار بين االستعماالت البديلة‬
‫للموارد النادرة وألنها تتطلب االقتصاد في استعمالها‪ ,‬وتحدد لها أثمان معينة في‬
‫أسواقها الخاصة‪.‬كما تتسم هذه السلع بالندرة وبصفة المنفعة‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أنواع الثروة ‪4‬‬


‫يسوقنا الحديث عن السلع الى الحديث عن الثروة‪ .‬اذ أن اصطالح الثروة يحمل معنى‬
‫الرصيد المخزون من السلع االقتصادية الموجودة في وقت معين ‪ ,‬سواء في حيازة الفرد‬
‫أو الجماعة ‪.‬ان الثروة اذن‪,‬تشمل كل السلع االقتصادية‪ ,‬وتتسم بالندرة النسبية‪.‬وهناك‬
‫أنواع ثالثة للثروة‪ :‬الثروة الفردية والثروة القومية والثروة العالمية‪.‬‬

‫أ‪ -‬الثروة الفردية‪:‬‬


‫تعرف بأنها رصيد السلع االقتصادية التي يملكها الفرد في وقت معين ‪ ,‬باستبعاد الخدمات‪,‬‬
‫زائد الحقوق التي يعملكها والديون المستحقة له على أفراد أخرين‪ ,‬ناقصا الديون‬
‫المستحقة عليه لألفراد االخريين‪ .‬غير أن الفرد ال يستمد اشباعه الكلي من ثروته الخاصة‬
‫فحسب‪ ,‬بل من الثروة القومية أيضا ‪ ,‬وان لم تكن هذه جزءا من ملكيته الفردية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الثروة القومية‪:‬‬
‫تعرف بأنها رصيد السلع االقتصادية الموجودة في دولة معينة في وقت معين ‪ ,‬باستبعاد‬
‫الخدمات‪ ,‬زائد الديون المستحقة للدولة على الدول األخرى‪ ,‬ناقصا الديون المستحقة‬
‫للدول األخرى على الدولة ‪ .‬وقد تسعى الثروة القومية‪ ,‬في بعض األحيان‪ ,‬برأس المال‬
‫القومي‪.‬‬
‫ج‪ -‬الثروة العالمية ‪:‬‬
‫تعرف بأنها رصيد السلع االقتصادية الموجودة في العالم بأسره‪,‬في وقت معين‪,‬باستبعاد‬
‫الخدمات‪ ,‬واستبعاد جميع النقود الوطنية‪ ,‬وجميع الديون القائمة بين الدول‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬حل المشكلة االقتصادية‬


‫يتم حل المشكلة االقتصادية في النظام الرأسمالي عن طريق ما يعرف ((بجهاز الثمن))‪,‬‬
‫كما يتم حلها في النظام االشتراكي عن طريق ((جهاز التخطيط))أما في النظم االقتصادية‬
‫المختلطة فيتم حلها جزئيا عن طريق جهاز الثمن وجزئيا عن طريق جهاز التخطيط‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬حل المشكلة االقتصادية وفق النظام الرأسمالي‪:‬‬


‫بعد انهيار النظام االقطاعي الذي ساد أوروبا في القرون الوسطى‪,‬وتزايد انتشار فكرة‬
‫القومية‪,‬عرف العالم فكرة الدولة القومية كفلسفة سياسية‪,‬كان على الفكر االقتصادي‬
‫أن يقوم بتنظير فلسفة اقتصادية تتماشى مع ذات الفكر السياسي ‪.‬وهكذا عرف العالم‬
‫الرأسمالية أو النظام الرأسمالي‪.‬ويقوم النظام الرأسمالي على مجموعة من الدعامات هي‪:‬‬
‫تدني دور الدولة ‪:‬نادى أنصار الرأسمالية بتقييد دور الدولة وحصره في رعاية العدالة‬
‫واألمن‪ ,‬أما النشاط االقتصادي فيترك أمره لألفراد فهم خير من يقوم به‪.‬‬
‫الحرية‪:‬‬
‫وهي تعتبر من أهم دعائم النظام الرأسمالي‪.‬فكل فرد حر في هذا النظام‪:‬حر في أن يتملك‬
‫ما يشاء‪,‬وقتما شاء‪ ,‬وبأي قدر‪.‬حر في التعاقد والعمل في النشاط الذي يرغبه وبالشروط‬
‫الذي يرضى عنها‪9 .‬حر في انشاء المشروعات الخاصة ‪,‬مهما كان حجعها أو شكلها‬
‫القانوني أو مجال نشاطها‪ .‬ونتيجة لهذه كان أحد الشعارات الرأسمالية المشهورة هو (‬
‫دعه يعمل دعه يمر )‪.‬‬
‫الدافع الفردي ‪:‬‬
‫يهدف النظام الرأسعالي أصال الى تحقيق مصلحة الفرد أوال‪ ,‬ومصلحة الجماعة أخيرا‬
‫‪.‬حيث يسعى كل فرد نحو تحقيق مصلحته الخاصة بصرف النظر عن مصلحة‬
‫األخريين‪.‬فالمستهلك يريد الحصول على أقصى اشباع ممكن‪ ,‬والمنتج يهدف الى تحقيق‬
‫أقصى ربح ممكن‪ .‬ولذلك فان ما يحرك النظام الرأسعالي حقيقة ما هو اال الدافع الفردي‬
‫خصوصا دافع الربح‪.‬‬
‫العنافسة الحرة ‪:‬‬
‫والمنافسة الحرة كما تخيلها منظروا الرأسعالية هي صورة مثالية لما يجب أن يكون عليه‬
‫التعامل بين الغرماء في السوق ‪,‬وفي صورتها الصافية البريئة هي أمر مرغوب وان‬
‫كان مستحيال ففي الواقع وبصفة عامة نجد درجات متفاوتة من المنافسة العشوبة ببعض‬
‫النزعات االحتكارية والتي قد تصل الى حد المنافسة الدموية‪.‬‬
‫في ظل هذه الدعامات يقوم النظام الرأسعالي ويحاول حل المشكلة االقتصادية عن طريق‬
‫ميكانيكية جهاز الثمن ‪ ,‬ويقصد بجهاز الثمن تلك الحركات التلقائية لألثمان الناتجة‬
‫عن تفاعل قوى السوق (قوى العرض والطلب)‪.‬‬
‫و يتم التعرف على (ماذا تنتج) عن طريق حركة أثمان السلع والخدمات االستهالكية ‪,‬‬
‫فالسلعة أو الخدمة األكثر أهمية يزيد الطلب عليها‪.‬ومع بقاء العوامل االخرى على حالها‬
‫يرتفع ثمنها ‪ ,‬األمر الذي يغري المنتجين الى انتاج المزيد منها والعكس صحيح‪.‬‬
‫كها يتم التوصل الى (كيف تنتج) عن طريق مقارنة أثمان السلع والخدمات‬
‫االستهالكية(والتي تعكس ايرادات المنتجين) بأثمان السلع والخدمات االنتاجية (والتي‬
‫تعكس تكاليف االنتاج)‪ .‬وبهذا يتم التعرف على معدالت الربحية لمختلف نواحي النشاط‬
‫االنتاجي ‪.‬وبالطبع سوف يتم تخصيص الموارد االنتاجية ‪-‬النادرة‪ -‬بين االستخدامات ‪-‬‬
‫البديلة ‪-‬األكثر كفاءة ‪ -‬والتي سيتم تطبيقها في داخل كل قطاع أو مشروع‪.‬‬
‫كذلك يقدم جهاز الثمن حال لمشكلة توزيع االنتاج حيث يتحدد نصيب كل فرد من الناتج‬
‫القومي بحجم القوة الشرائية المتاحة لديه والتي تتحدد بشكل أو باخر بحجم دخله‪.‬ويتحدد‬
‫حجم الدخل بدوره بكمية ونوع ما يمتلكه الفرد من خدمات انتاجية من ناحية‪ ,‬وبسعر هذه‬
‫الخدمات االنتاجية من ناحية اخرى وبالطبع من يمتلك خدمات انتاجية ذات سعرأعلى‬
‫سوف‪-‬مع بقاء العوامل األخرى على حالها‪ -‬يزيد دخله فتزيد قوته الشرائية فتزيد نصيبه‬
‫من الناتج القومي ‪,‬والعكس صحيح‪.‬أما بالنسبة لضمان االستعرار‪,‬أي ضمان النمو‬
‫االقتصادي ‪,‬فان جهاز الثمن يلعب أيضا دورا في هذا الصدد‪.‬فالنمو االقتصادي يتطلب‬
‫ضرورة وجود جبهة عريضة من االستثمارات تقود عملية التقدم االقنصادي‪ .‬غير أن هذه‬
‫االستثمارات تحتاج بدورها الى رصيد ضخم من رأسمال لتمويلها وتنفيذها‪.‬وقد يمكن‬
‫الحصول على رأس المال هذا جزئيا من الداخل‪ ,‬وجزئيا من العالم الخارجي‪.‬غير أنه مهما‬
‫كان حجم المساعدات الخارجية فانها في النهاية محدودة ‪.‬وبذلك ليس هناك عفر من أن‬
‫تعتمد الدولة على امكاناتهاالذاتية‪.‬وهذا يعني ضرورة أن تبحث الدولة بكافة الطرق عن‬
‫مصادر تمويل داخلية جديدة‪.‬وهنا يمكن أن يلعب جهاز الثمن دورا في محاولة تعبئة‬
‫المدخرات المحلية وزيادتها‪,‬عن طريق رفع سعر الفائدة الى الحد الذي تستجيب له طاقة‬
‫االدخار المحلي‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬حل المشكلة االقتصادية وفق النظام االشتراكي‬
‫يقوم النظام االشتراكي على فلسفة اجتماعية هدفها األساسي هو المصلحة العامة وليس‬
‫المصلحة الخاصة‪,‬حيث تسود هذا النظام مجموعة من المبادئ تتماشى مع‬
‫فلسفته الجماعية األساسية‪.‬فعوامل االنتاج مملوكة بالكامل‪ -‬أو تكاد‪ -‬للدولة كما أن الملكية‬
‫الخاصة محصورة في أضيق نطاق وال تكاد تتعدى األشياء الجد شخصية‪.‬كذلك‬
‫فالدولة هي التي تقوم بحصر الموارد االقتصادية وتعبئتها وتوجيهها نحو االستخدامات‬
‫المختلفة المرغوبة فضال عن عملية تنميتها ‪.‬انها ببساطة تقوم بحل كل عناصر‬
‫المشكلة االقتصادية ‪ ,‬عن طريق ما يعرف باسم جهاز التخطيط‪.‬‬
‫وقد يأخذ جهاز التخطيط في الواقع العملي شكل هيئة أو لجنة أو وزارة أو خليط من هذه‬
‫األشكال معا‪ .‬ويقوم جهاز التخطيط بدراسات وأبحاث مستفيضة مسبقة قبل أن‬
‫يقدم على اقتراح السياسات التي تصدر بها بعد ذلك قرارات مركزية للتنفيذ‪.‬ان جهاز‬
‫التخطيط هو الذي يحدد نوعيا وكميا تلك السلع‪ .‬والخدمات المزمع انتاجها في الفترة‬
‫التالية الشباع رغبات المستهلكين‪.‬كما انه يقوم بتنظيم عملية االنتاج من حيث تعبئة‬
‫الموارد االقتصادية الالزمة لترجمة رغبات أفراد المجتمع الى سلع وخدمات متاحة‪.‬وكذلك‬
‫من حيث توزيع وتخصيص هذه الموارد على مختلف استخداماتها البديلة‪.‬‬
‫فضال عن أنه يقوم بتحديد األجور والمكافات التي يحصل عليها العاملون في مختلف‬
‫المجاالت‪.‬‬
‫وأخيرا يقوم جهاز التخطيط برسم السياسات والخطط االنمائية سواء طويلة األجل أو‬
‫متوسطة األجل أو قصيرة األجل والتي تهدف كلها الى ضمان النمو االقتصادي‬
‫للمجتمع‪.‬كما أن هذا النظام يهدف الى تحقيق مجتمع (الكفاية والعدل)‪.‬الكفاية بمعنى حسن‬
‫استغالل الموارد االقتصادية النادرة المتاحة‪.‬والعدل بمعنى عدالة توزيع الدخول والثروات‬
‫في المجتمع بين مختلف أفراده‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫نشير في األخير كخالصة أن أي وضع اقتصادي يتميز بالخصائص االتية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ندرة الموارد بالنسبة للرغبات كشرط أساسي لقيام أي مشكلة اقتصادية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االستعماالت البديلة لكل مورد ‪.‬‬
‫ثالثئا‪ :‬تعذر حل المشكلة االقتصادية اال باالختيار بين الرغبات العديدة المتنافسة‪.‬‬
‫رابعا‪:‬ارتباط حل المشكلة االقتصادية ارتباطا وثيقا بطرق االفراد في كسب مواردهم‬
‫باعتبارها الخطوة الضرورية في عملية اشباع الرغبات‪0‬ومن هنا يمكن القول أن المشكلة‬
‫االقنصادية ستضل لصيقة باالنسان يحاول حلها ما استطاع الى ذلك سبيال و لكن بينه‬
‫وبين أن نختفي تماما أمدا بعيدا ولذلك سيظل علم االقتصاد وهو قرين وجودها له صفة‬
‫الديمومة التي تجعله بحق ‪,‬درة العلوم االجتماعية جمعاء‪.‬‬

‫المراجع‬
‫‪ )1‬الدكتور عبد النعيم محمد مبارك ‪:‬مبادئ علم االقتصاد‪,‬الدار الجامعية‪,‬الطبعة األولى‬
‫‪,‬االسكندرية‬
‫‪,‬مصر‪. 1997,‬‬
‫الدكتورحسين عمر ‪:‬مبادئ علم االقتصادالمشكلة االقتصادية والسلوك الرشيد تحليل جزئي‬
‫وكلي ‪ ,‬دار الفكر العربي‪ ,‬الطبعة السابعة ‪ ,‬القاهرة‪,‬مصر ‪. 1989,‬‬

‫‪ )3‬الدكتور سالم توفيق النجفي ‪ :‬أساسيات علم االقتصاد ‪,‬الدار الدولية لالستثمارات‬
‫‪,‬الطبعة األولى ‪,‬القاهرة ‪ ,‬مصر‪. 2000,‬‬

‫‪ )4‬الدكتورمحمد عطا هللا ود‪.‬هند مشعل عودة ‪ :‬األساس في االقتصاد الكلي والجزئي‪.‬‬

You might also like