You are on page 1of 5

‫محاضرات في مقياس أخالقيات‬

‫العمل‬
‫موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس‬
‫تخصص علوم التسيير‬

‫إعداد‪:‬‬
‫الدكتورة بوقابة وردية‬
‫أستاذة باحثة بقسم علوم التسيير‬
‫محتوى المقياس‪:‬‬

‫المحور األول‪ :‬أخالقيات العمل‬

‫‪ -1‬مفهوم األخالق‬

‫‪ -2‬مفهوم أخالقيات العمل‬

‫‪ -3‬أهمية أخالقيات العمل‬

‫‪ -4‬مصادر أخالقيات العمل‬

‫‪ -5‬عناصر أخالقيات العمل‬

‫‪ -6‬اإلطار األخالقي للقرارات اإلدارية‬

‫‪ -7‬العوامل المؤثرة في سلوك األفراد‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬الفساد ووسائل عالجه‬

‫‪ -1‬مفهوم الفساد‬

‫‪ -2‬أنواع الفساد‬

‫‪ -3‬مظاهر الفساد اإلداري والمالي‬

‫‪ -4‬أسباب الفساد اإلداري والمالي‬

‫‪ -5‬آثار الفساد اإلداري والمالي‬

‫‪ -6‬وسائل مواجهة الفساد ومعالجته‬

‫د‪ .‬بوقابة وردية‬ ‫‪‬‬ ‫أخالقيات العمل ومكافحة الفساد‬ ‫‪2‬‬


‫المحور الثاني‪ :‬أخالقيات العمل‬
‫‪ -1‬مفهوم األخالق‪:‬‬
‫‪ -‬يقصد باألخالق في اإلسالم مجموعة القيم المشروعة التي يتحلى بها الشخص المسلم المسؤول‬
‫والتي لها تأثير واضح على السلوك العام والخاص والمحققة للخير والحق والمانعة للشر والباطل في‬
‫المجتمع ضمن قواعد ومعايير محددة تحكم هذا السلوك‪.‬‬
‫‪ -‬تشير األخالق بشكل عام إلى القيم والمعايير األخالقية التي تشير لها أفراد المجتمع لغرض التمييز‬
‫بين ما هو صحيح وما هو خطأ‪ .‬والمجتمعات قد طورت هذه القيم والمعايير لتشكل وعاء حضاريا لها‬
‫عبر فترات زمنية متعاقبة وفي هذا اإلطار يمكن أن ننظر للمجتمعات البدائية ومعاييرها األخالقية‬
‫الصارمة ثم المجتمعات الصناعية ومعاييرها األخالقية المتجددة المرنة وأخيرا المجتمع العالمي المعرفي‬
‫ومعاييره األخالقية النسبية التي تستوعب هذا التطور الهائل في مجمل األوضاع االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية والتكنولوجية وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬كما تعددت وجهة نظر المتخصصين والباحثين في مجال علم اإلدارة بشأن مفهوم األخالق فقد‬
‫أشار ‪ Rue & Byers‬إلى "أن األخالق هي المعايير والمبادئ التي تحكم سلوك الفرد أو الجماعة"‪ .‬أشار‬
‫‪ Garden‬إلى أن األخالق هي تطبيق الفرد لما يؤمن به من القيم خالل القيام بسلوك معين في موقف‬
‫معين‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم أخالقيات العمل‪:‬‬
‫لم يتفق المتخصصون على تعريف موحد ألخالقيات العمل إال أن غالبية كتاب اإلدارة قد ركزوا على‬
‫الجوانب األخالقية التي يجب أن يتمتع بها اإلداري‪ ،‬كما أن دراسة األخالق واإلدارة تناولها البعض من‬
‫زوايا متعددة‪.‬‬
‫هناك من عرف أخالقيات العمل بأنها مجموعة عامة من المعتقدات والقيم والمبادئ التي تحكم سلوك‬
‫الفرد في اتخاذ القرارات والتمييز بين ما هو صواب أو خطأ‪ ،‬وأن مصادر تلك القيم والمعتقدات للفرد‬
‫تأتي من خالل األسرة واألصدقاء والمجموعات الصغيرة المدرسية والمدرسين ومناهج التعليم المنظمة‬
‫واإلعالم العام والثقافة‪.‬‬
‫كما عرفت أخالقيات العمل على أنها سلوك مهني وظيفي يعبر عن مجموعة من القيم واألعراف‬
‫والتقاليد التي يتفق أو يتعارف عليها أفراد مجتمع أو منظمة حول ما هو خير وحق وعدل في تنظيم‬
‫أمورهم‪.‬‬
‫عموما عرفت أخالقيات العمل على أنها المبادئ والمعايير التي تعتبر أساس للسلوك المستحب من أفرد‬
‫العمل ويتعهد أفراده بااللتزام بها‪.‬‬
‫‪ -3‬أهمية أخالقيات العمل‪:‬‬
‫االلتزام بالمبادئ والسلوك األخالقي سواء على صعيد الفرد في الوظيفة أو في مهنة معينة أو مجموعة‬
‫من منظمات األعمال يعتبر ذا أهمية بالغة لمختلف شرائح المجتمع حيث أن األمر يقوي االلتزام بمبادئ‬

‫‪3‬‬ ‫د‪ .‬بوقابة وردية‬ ‫ومكافحة الفساد ‪‬‬ ‫أخالقيات العمل‬


‫‪............................‬‬
‫العمل الصحيح والصادق ويبعد المنظمة من أن ترى مصالحها بمنظور ضيق ال يستوعب غير معايير‬
‫محدد تتجسد في االعتبارات المالية التي تحقق لها فوائد على المدى القصير ولكنها ستكون بالتأكيد ذات‬
‫أثر سلبي في األمد الطويل لذا يمكن اإلشارة إلى‪:‬‬
‫‪ -‬ال يمكن القبول بالمنظور التقليدي للعمل والذي يرى تعارضا بين تحقيق مصالح منظمة األعمال‬
‫المتمثلة بالربح المادي وبين االلتزام بالمعايير األخالقية‪.‬‬
‫‪ -‬قد تتكلف منظمات األعمال كثيرا نتيجة تجاهلها االلتزام بالمعايير األخالقية وهنا يأتي التصرف‬
‫األخالقي ليضع المنظمة في مواجهة الكثير من الدعاوى القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز سمعة المنظمة على صعيد البيئة المحلية واإلقليمية والدولية وهذا أيضا له مردود ايجابي على‬
‫المنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬الحصول على شهادات عالمية وامتيازات عمل خاصة مثل شهادة األيزو‪.‬‬
‫‪ -4‬مصادر أخالقيات العمل‪:‬‬
‫مصادر أخالقيات العمل متعددة يمكن تلخيصها في‪:‬‬
‫‪ -‬المصدر الديني‪:‬‬
‫يعتبر الدين اإلسالمي أهم مصادر األخالق لإلنسان حيث يستقي منها جميع تصرفاته وسلوكه ومنهجه‬
‫في الحياة‪.‬‬
‫‪ -‬الذات‪:‬‬
‫اإلنسان ال يسعى إلى تحقيق غاية إال إذا كان لها صدى في نفسه‪ ،‬وعليه فإن العمل البد أن يكون جيد‬
‫أمام الذات اإلنسانية وعليه فإن هذه الذاتية ستعمل على اخضاع القواعد األخالقية نفسها إلى نظرة الفرد‬
‫وتقديره الخاص وهذا أمر محفوف بالمخاطر ألنه ال يعطي القواعد األخالقية الثبات واالستقرار‬
‫واالستمرارية الالزمة له‪.‬‬
‫‪ -‬األسرة‪:‬‬
‫ينقل الفرد سلوكه الذي ورثه من أسرته إلى المنظمة وهذا السلوك يعبر عن واقع بيئته المعيشية‬
‫وظروف حياته المادية‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسات التعليمية‪:‬‬
‫تؤدي المؤسسات التعليمية دورا مهما في إعداد الطلبة لدخول مجال العمل حيث تستطيع توجيههم‬
‫وتوعيتهم وتدريسهم ببعض المسائل في األخالق والعالقات العامة حتى تنجح في تنمية سلوك الطالب‬
‫اإليجابي تجاه المسؤولية واإلخالص‪.‬‬
‫‪ -‬المجتمع‪:‬‬
‫المجتمع الذي تسوده قيم سياسية أو اجتماعية أو عقائدية متناغمة‪ ،‬ينقل أفراده إلى التنظيم كل تلك القيم‬
‫وتنعكس على ممارساتهم لوظائفهم‪ ،‬وإذا كانت هذه القيم ايجابية فإنها تحرص على وضع حد للمخالفات‬
‫واألخالقيات وتعاقب المتعدي وال تراعي فردا على آخر لجاهه أو مكانته في المجتمع‪.‬‬

‫د‪ .‬بوقابة وردية‬ ‫‪‬‬ ‫أخالقيات العمل ومكافحة الفساد‬ ‫‪4‬‬


‫‪ -‬القيادة القدوة‪:‬‬
‫القيادة اإلدارية الناجحة هي التي تستطيع أن تثبت في الهياكل الجامحة روح الحياة عن طريق إشعار‬
‫كل موظف في اإلدارة بأنه عضو في جماعة تعمل متساندة ومجتمعة لتحقيق هدف معين في التنظيم‬
‫والقيادة هي التي تأخذ األمور بقوة ليس فيها شدة ولين ليس فيها ضعف تستطيع أن تغرس فضائل‬
‫األخالق في نفوس المرؤوسين وتوجد الروح الجماعية التي تتعاون فيها بينها وتحترم األخرين وتكون‬
‫خادمة للمصالح العامة ال سيادة لها ألنها اكتسبت هذه األخالق من رؤسائها وستسقيها لمرؤوسيها‪.‬‬
‫‪ -‬تشريعات الخدمة المدنية‪:‬‬
‫استنادا إلى المصادر التشريعية المعمول بها في الدول تعتبر مجموعة التشريعات والقوانين الصادرة‬
‫عنها من المصادر المهمة لألخالقيات وذلك ألنها تضبط وتتحكم في تسيير اإلدارة في االتجاه الذي تراه‬
‫يخدم سياسة الدولة ويحقق أهدافها ومن زاوية أخرى ألنها بناء على ذلك تعمل على تحديد واجبات‬
‫ومسؤوليات الوظيفة التي هي الركيزة األساسية في التنظيم اإلداري فتبين ما هي الواجبات التي تفرضها‬
‫الوظيفة وما هي المحظورات التي يتوجب عدم االقتراب منها في هذه الوظيفة‪.‬‬
‫‪ -5‬عناصر أخالقيات العمل‪:‬‬
‫أكد ‪ Canter‬أن هناك قوى تمس القرارات األخالقية وتسهم في صنعها وفيما يلي أهم تلك القوى والتي‬
‫تمثل عناصر أخالقيات العمل‪:‬‬
‫‪ -1-5‬الثقافة التنظيمية‪ :‬والتي تمثل االطار القيمي واألخالقي والسلوكي الذي تعتمده المنظمة في تعاملها‬
‫مع مختلف األطراف‪ .‬كما أن الثقافة التنظيمية تتأثر بشكل كبير بثالث قضايا أساسية هي‪:‬‬
‫‪ -‬بيئة األعمال التي توجد فيها المنظمة؛‬
‫‪ -‬القادة االستراتيجيون والذين تنتشر أفكارهم وآراؤهم إلى باقي أجزاء المنظمة والعاملين فيها؛‬
‫‪ -‬خبرة هؤالء القادة وممارستهم السابقة وتجربتهم‪.‬‬
‫‪ -2-5‬أخالق الفرد‪ :‬تشكل منظومة األخالق والسلوك أهم عناصر الشخصية القيادية اإلدارية في الوظيفة‬
‫العامة والخاصة‪ ،‬فاألخالق جوهر الكائن اإلداري كما هي جوهر اإلنسان بشكل عام ويعتبر التزام القادة‬
‫والمديرين وجميع العاملين بقواعد األخالق والسلوك التي تحددها المنشأة والنظام العام أو الخاص صفة‬
‫أساسية من صفات المنظمة الصحية وهذا االلتزام بالضرورة سوف يحقق المحافظة على استقرار الوضع‬
‫الحالي‪ ،‬والنمو والتطور لألفراد وللمنشآت‪.‬‬
‫‪ -3-5‬أنظمة المنظمة‪ :‬تشكل كل من األنظمة والسياسات ومبادئ األخالق ونظم المكافأة بمجملها واحدة‬
‫من القوى المساهمة في تشك يل أخالقيات اإلدارة والتي من شأنها أن توجه السلوك باتجاه معين‪ ،‬لكل نظام‬
‫من أنظمة المنظمة تأثير خاص على طبيعة سلوك العاملين وبمجمل هذه التأثيرات تتولد قوة تشد السلوك‬
‫وتدفعه باالتجاه الذي قد يعزز أو يضعف العمل بأخالقيات اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -4-5‬الجمهور الخارجي‪ :‬األنظمة الحكومية والزبائن والجماعات المستفيدة وقوى السوق تشكل بمجملها‬
‫القوة الرابعة التي تسهم في تكوين أخالقيات اإلدارة وتوجيهها باتجاه معين دون غيره سيما في عصر‬
‫تزداد فيه المنافسة وتحول األسواق والتطور التكنولوجي‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫د‪ .‬بوقابة وردية‬ ‫ومكافحة الفساد ‪‬‬ ‫أخالقيات العمل‬


‫‪............................‬‬

You might also like