Professional Documents
Culture Documents
-المطلب الثالث :المقومات األساسية في مقاربة ورش تنمية السلوك المدني وحسن المواطنة
1
تــقــديـم
إن األخالق دعامة وإطار مرجعي للقانون ،منها يستمد أهم مبادئه وقواعده ،كما أن القانون
هو تجسيد فعلي للقواعد األخالقية ومعايير السلوك .إذن هناك تكامل بينهما ،فال يمكن تصور
أي نظام أو قانون بدون ضوابط أخالقية توجهه ،وهذا يؤكد مشروعية الحديث عن أخالقيات
المهنة.
إن التحوالت والتغيرات التي يعرفها المغرب خاصة على مستوى المنظومة التربوية والتكوين،
أصبحت تستدعي اعتمادا نظام قيمي في دعمها وترصيدها وتحصينها ،وذلك عبر ترسيخ
مجموعة من المفاهيم والممارسات اإليجابية لدى األفراد والجماعات في أفق تثبيت مرتكزات
المواطنة ومقومات الهوية المنفتحة والنابذة لكل مظاهر الالمدنية والالإنسانية.
إن أخالقيات المهنة بصفة عامة ،مفهوم يشير إلى المبادئ والسلوكيات والمواقف والقيم التي
تستند إلى مرجعيات مهنية ودينية ووطنية وإنسانية ،والتي يفترض في الموظف أن يلتزم
ويتحلى بها ،ومن بين هذه الصفات نجد:
2
كل من األخالق والقانون ظاهرة اجتماعية :فال يتصور وجود مجتمع حيث ال يوجد
قانون وأخالق ،وكل منهما يعكس حضارة األمة ،ويواكب تطورها ويساهم في إرساء
دعائمها.
األخالق :منظومة من القواعد والمعايير المتعلقة بالسلوك ،والمنظمة لعالقات األفراد
فيما بينهم.
القانون واألخالق مجموعة من القواعد :كل منهما يدرس قواعد السلوك ،ويهدف إلى
تنظيم العالقات بين أفراد المجتمع.
القواعد القانونية هي قواعد إلزامية ،ذلك الن القانون كقيمة مشتركة ،يخضع لمقتضياته
كل شخص في المجتمع ولو كان قاصرا أو عديم األهلية ،ويلزم الجميع باحترامه.
3
المبحث األول :أخالقيات المهنة
تعتبر أخالقيات المهنة ثقافة ذات طبيعية سلوكية ووجدانية ،واهتمامها بالوجدان والسلوك
يجعلها في النهاية ترتبط كثيرا بالقيم ،ما دام السلوك يصدر عن قناعة بالقيم وتشبع بالمواقف،
لهذا يظل هاجس أخالقيات المهنة هو تكوين منظومة من قيم تحكم عالقات الموظف مع نفسه
ومع اآلخرين ،وتوجيهها نحو تحرير الذات الفردية وإبراز طاقاتها في مجال المهنة.
هي كل ما يتبادر إلى الذهن من سلوكات ومواصفات وقيم أخالقية ،ينبغي أن يتحلى بها الملحق
التربوي أثناء مزاولته لمهمته التربوية ودوره األخالقي بشكل عام.
تتجلى أهمية دراسة أخالقيات المهنة في تعزيز الممارسات األخالقية التي ينبغي أن تنعكس
بشكل أكثر إيجابية في ميدان التربية والتكوين ،وفي العالقات التربوي بين مختلف ومكونات
الوسط المدرسي ،وتكوين اتجاهات إيجابية لدى الملحق نحو المهنة ،إذ تبصره بالتزاماته
األخالقية ،وتوعيته بأبعاد الرسالة التربوية التي يتحملها تجاه الفرد والمجتمع .كما تنظم عالقاته
اإلدارية واالجتماعية ،وتدربه على أساليب التعامل الالئق مع مختلف مكونات المجتمع المحلي
والوطني ،هذا فضال عن معرفته لقواعد االنضباط األخالقية والقدوة الحسنة ،والتحلي بالضمير
المهني واالبتعاد عن كل الشبهات .وباختصار يمكن القول بأن أخالقيات المهنة تفيد في الجوانب
التالية:
4
تنمية الوعي األخالقي للمدرس وتثمين دوره االجتماعي.
ترشيد العالقات وتأصيلها وتمثل قواعد االنضباط والقدوة الحسنة.
فهم رغبات المتعلمين و ميوالتهم وتوظيفها في تنمية شخصياتهم.
لقد اقترنت التربية عند سائر األمم بتنشئة األطفال وفق القواعد األخالقية والقيم التي يقرها
المجتمع إال أن البعد األخالقي اضمحل في العقود األخيرة بحيث إن المدينة المعاصرة فرضت
قيما أخرى غير القيم األخالقية ،فسادت النزاعات المادية على العقول والنفوس ،ولم تعد
ظروف العيش تضمن لألطر التربوية االطمئنان على مستقبلهم ومستقبل أفراد أسرتهم ،فبدأ
مركزهم االجتماعي يتقلص في العقود األخيرة بفعل عدة عوامل وضغوط ،واهتزت مكانتهم
في المجتمع ،وانتقلت من التقدير واالحترام إلى الحذر والالمباالة ،وتتجلى هذه العوامل
والضغوط فيما يلي:
إن اإلداري الذي نبحث عنه في دوره المستقبلي ،هو ذلك اإلطار الذي ينتمي فعال لمهنة التربية
والتكوين قلبا وقالبا ،ويحافظ على سمعتها هو اإلطار المتغير في أدواره والمتجدد الذي يواكب
5
كل جديد وهذا األمر ليس بالميسور وال بالسهل ،بل يحتاج إلى مجموعة من الكفايات
والمهارات والقدرات التي يمتلكها الموظف ،ليتمكن من القيام بأدواره المرتقبة.
ومن األدوار التي نأمل أن يقوم بها اإلطار التربوي مستقبال ما يلي:
أن يكون نموذجا يقتدى به المتعلمون والمتعلمات فيقلدونه في جميع شؤون حياتهم
-أن يلعب دور وسيط التغيير للتطوير االجتماعي.
أن يضع احتياطات المجتمع في بؤرة الفصل التربوي.
أن يكون صانعا للقرار ،قادرا على التغير ،ولديه قدرة علمية على اإلقناع ويمتلك في
ذلك البراهين والحجج المقنعة.
أن يكون مبدعا ومفجرا لطاقات اإلبداع لدى المتعلمين
أن يكون متفاعال ،وقادرا على إقامة عالقات ودية مع المتعلمين تتميز بروح
الديمقراطية والحب وتبادل الخبرة.
أن ينخرط في األبحاث التربوية واألكاديمية ،ويتصدى لمعالجة المشكالت التربوية
بمنهجية علمية.
6
وعيه بأن التشاور مع األسرة بشأن كل أمر يهم مستقبل أبنائهم أو يؤثر في مسيرتهم
العلمية أمر بالغ النفع واألهمية باعتباره شريك الوالدين في التربية والتنشئة ،لذا ينبغي
أن يكون حريصا على توطيد أواصر الثقة بين البيت والمدرسة.
وهذا ما أكدته المادة 17من الميثاق الوطني للتربية والتكوين حيث جاء فيها" :وعلى المربين
الواجبات والمسؤوليات المرتبطة بمهمتهم ،وفي مقدمتها - :جعل مصلحة المتعلمين فوق كل
اعتبار ،إعطاء المتعلمين المثال والقدوة في المظهر والسلوك واالجتهاد والفضول الفكري
والروح النقدية البناءة ،التكوين المستمر والمستديم ،التزام الموضوعية واإلنصاف في
التقويمات واالمتحانات ومعاملة الجميع على قدم المساواة ،إمداد آباء التالميذ بالمعلومات
الكافية لقيامهم بواجباتهم المذكورة في المادة 16على الوجه األكمل وإعطاؤهم كل البيانات
المتعلقة بتمدرس أبنائهم".
المرجعية الوطنية
هي مرجعية عامة تتضمن مقومات المغرب الحضارية وهويته الثقافية وأصالته ،باإلضافة إلى
اختياراته الكبرى المتبناة في مشروعه التربوي ،والغايات التي يسعى التعليم المغربي بلوغها:
-غاية ثقافية :التركيز على الثقافة الوطنية لترسيخ القيم الروحية واألخالقية للهوية المغربية
مع االنفتاح على الثقافات والحضارات األخرى.
-غاية اقتصادية :كون التربية عامل أساسي في التنمية للرفع من المؤهالت المهنية وتكوين
األطر الضرورية للتنمية االقتصادية.
7
-غاية اجتماعية :كون التربية تشكل أحد عناصر التقدم االجتماعي ألنها تجعل المواطنين
يساهمون بفعالية في التنمية االجتماعية وفي التوازن الديمغرافي والبيئي.
كما تعتمد أخالقيات المهنة على مرجعية خاصة تتضح في المرتكزات الثابتة التي جاء بها
الميثاق الوطني للتربية والتكوين والرؤية االستراتيجية والقانون اإلطار .17.51
8
المبحث الثاني :السلوك المدني
السلوك المدني هو التجلي والتطبيق العملي لقيم حقوق اإلنسان والمواطنة .ويندرج هذا المفهوم في شبكة
واسعة تتداخل فيها وتتعدد الدالالت ،وإذا كان المفهوم ،بمكونيه :السلوك والمدنية ،يحيل في نفس الوقت
على األخالق ) (éthiqueوإلى التمدن كحالة مجتمعية ترادف التحضر ،فإنه يستدعي في اآلن ذاته مفاهيم
أخرى محورية مثل الديمقراطية ،والمواطنة ،والوطنية ،واحترام حقوق اإلنسان ،والمدنية ،والحس المدني،
والتربية المدنية ،أو التربية على المواطنة ،والتربية على حقوق اإلنسان ،بعبارة أخرى فالسلوك المدني هو
مجموعة من العادات السلوكية والفكرية واالجتماعية واالنفعالية التي تقطع مع كل الممارسات الالمدنية
وتعمل على محاربتها واقتالع مظاهرها.
إن هذا التعدد الداللي الذي يرتبط بمفهوم السلوك المدني ،والذي يحيل إلى حقول واسعة مثل القانون
واألخالق وقواعد السلوك وأنماط التربية ،بقدر ما يغني تحديد المفهوم نظريا بقدر ما يجعل تحديده على
صعيد الممارسة صعبا وغير يسير .إال أن هناك مجموعة من التحديدات األولية تمكن من تشخيص هذا
المفهوم في عمليات أساسية لها بعدها التربوي مثل:
-فهم قواعد الحياة المجتمعية بمعناها الواسع ،واكتساب حس المسؤولية الفردية والجماعية.
-الوعي بالحرية في التفكير والتعبير في ممارسة الحياة العامة والخاصة مع احترام حرية اآلخرين.
-احترام الفرد لمبادئ ومقومات وثوابت مجتمعه ووطنه وهويته وأرضه وبيئته.
9
-استحضار الوازع األخالقي.
وبشكل عام تتجلى تنمية السلوك المدني في اكتساب أفراد المجتمع بطريقة علمية وفعالة مبادئ
السلوك االجتماعي المواطن والمسؤول في البيت والمدرسة والشارع واألماكن العامة وعند
ممارسة المهنة ،وكذلك مبادئ احترام الغير وتقبل رأيه ومساعدته والتضامن معه وتجنب
إلحاق الضرر به ،وذلك بخلق ضمير اجتماعي لدى كل مواطن (ة) يستند على قيم التعاون
والعدالة والديمقراطية وحب الوطن والغيرة عليه وتوظيف كل الطاقات لبنائه ورفعته ألداء
رسالته الحضارية كجزء من الحضارة اإلنسانية.
ترتبط أهداف تنمية السلوك المدني عامة بالغايات الكبرى للتربية بمفهومها الشامل من جهة،
وبوظائف المدرسة كمؤسسة من مؤسسات التربية من جهة ثانية فالغاية الكبرى للتربية الحديثة
هي السعي إلى تحقيق التوازن النفسي للفرد سواء في مظهره الخارجي التجسد في العالقات
مع األ فراد والجماعات ،أو في مظهره الداخلي أي التوازن بين المكون النفسي للشخصية
اإلنسانية .لما يتطلبه ذلك من النظر الشمولي إلى الفرد كإنسان ،وتنمية حسه النقدي واحترام
حريته في التفكير والتعبير ،واالعتراف بحقه في االختالف واستقالليته.
أما الوظائف األساسية للمدرسة كمؤسسة اجتماعية فتحدد بشكل عام فيما يلي:
* الوظيفة البيداغوجية :وتعتبر أساس وجود المدرسة ،فهي توفر التعليم ونقل المعرفة.
10
* الوظيفة االجتماعية :وتقدم المبادئ األساسية للحياة داخل مجموعة أو جماعة.
* الوظيفة التربوية :وتوجه الطفل نحو احترام القواعد والقوانين التي تنظم وتحكم المجتمع.
* الوظيفة السيكولوجية :إذ أنها مجال للحياة يعبر الطفل من خالله عن رغباته وحاجاته
العاطفية.
إن استحضار غاية التربية ووظائف المدرسة عامة ،يمكن من تحديد واسع لألهداف لتنمية
السلوك المدني كما يلي:
-تنمية المعارف حول مبادئ الديمقراطية والمواطنة وحقوق اإلنسان والقيم المجتمعية.
-تنمية ممارسة المواطنة ومهارات المشاركة والتفكير إليجاد الحلول للقضايا العامة.
المطلب الثالث :المقومات األساسية في مقاربة ورش تنمية السلوك المدني وحسن
المواطنة
إذا كان النهوض بالسلوك المدني ،يعد مهمة تربوية مطروحة بإلحاح على المجتمعات
المعاصرة ،فإن االضطالع بها يسائل بالدرجة األولى ،المنظومات التربوية ،ويجعل مسؤوليتها
مركزية ودورها راهنيا وحاسما في هذا المضمار.
لذلك فإن المدرسة مدعوة ،قبل غيرها ألن تكون منفتحة باستمرار على محيطها باعتماد ونهج
تربوي قوامه جعل المجتمع في صلب اهتماماتها ،بما يعود بالنفع على أمتنا عامة وشبابنا بصفة
خاصة وهو ما يتطلب دعم تفاعلها مع المجاالت المجتمعية والثقافية واالقتصادية.
ومن ثم فإن مقاربة تنمية السلوك يستدعي استحضار خمس مقومات رئيسية:
-أولها :االقتناع الجماعي بكون المدرسة هي مرآة متجددة ،لمعالم مجتمع الغد وبأن تحصين
المجتمع يبدأ من تحصين هذه المؤسسة ،هذا االقتناع يجعل االهتمام بالسلوك المدني مسؤولية
طبيعية ال انشغاال ظرفيا ويجعله موضوعا حيويا ال يفقد أبدا راهنيته.
11
ومن هذا المنظور ،فإن الركن األساس للسلوك المدني يتجلى في احترام القيم والقواعد والقوانين
المنظمة للحياة الجماعية ،كما أن من مسؤولية الدولة والمجتمع ،ومن واجب الفاعلين التربويين
على الخصوص ،السهر على أن تكون المؤسسات المدرسية فضاءات للتعليم والمواطنة،
ومجاالت منزهة عن كل المزايدات العقيمة البعيدة كل البعد عن رسالتها التربوية النبيلة.
-ويأتي في المقام الثاني ،اعتبار السلوك المدني باألساس – منظومة قيمية أخالقية متكاملة-
ال تقبل التجزئة ،وتتخذ مسارين متوازيين ومتوازنين:
-1مسار التشبع بقيم المواطنة الكاملة وإشاعتها ،من حيث أنها تقوم على التمتع بالحقوق
األساسية ،وااللتزام الفعلي بالواجبات الفردية والجماعية.
-2مسار التصدي الحازم للسلوكات الالمدنية ،بمختلف أشكالها ،عبر محاربة مظاهر العنف
والغش والرشوة وسوء المعاملة ،وغيرها من الممارسات الالخالقية التي يكون وقعها أكثر
خطورة حين تتسرب إلى المؤسسات التعليمية.
-أما المقوم الثالث ،فمفاده أن رهان المدرسة في مجال التربية على السلوك المدني ،يكمن في
مدى قدرتها على تجسيده ثقافة وممارسة ،وتحويل الوعي واالقتناع به إلى التزام وفعل وذلك
بوصفها مؤسسة للتنشئة االجتماعية وراعية للقيم.
ولتمكين المدرسة من النهوض على الوجه األمثل بهذه المهمة ،فإنه ينبغي العمل على جعل
البرامج والوسائط التعليمية تستوعب بطريقة مبسطة مبتكرة ومعاصرة ،المفاهيم والقيم
والقواعد المرتبطة بالسلوك المدني ،وأن تكون مكتسبة بشكل سلس لدى المتعلمات والمتعلمين،
وهو ما يستدعي من الجميع الكثير من الجهد واإلبداع في هذا المجال.
كما أن التربية على السلوك المدني البد وأن تجد امتدادها الطبيعي والعملي في العالقات
والفضاءات التربوية ،سواء داخل الفصول الدراسية أو في المحيط المباشر للمؤسسات
التعليمية ،حيث يتعين أن تشكل الحياة المدرسية مثاال حيا للسلوك المواطن المسؤول ،ونموذجا
الحترام النظام والقانون وتجسيدا للممارسة الديمقراطية وفضاء لتنمية األنشطة الثقافية
والرياضية واإلبداعية.
12
ويتعين على الفاعلين التربويين ،بمختلف فئاتهم النهوض األمثل بالدور المنوط بهم ،في تكامل
فعال بين الوظيفة المعرفية والمهمة التربوية للمدرسة ،والسيما بإعطاء القدوة والتحلي بااللتزام
واليقظة وكذا باالنخراط في برامج تكوينية مواكبة للمستجدات.
-ويتعلق المقوم الرابع ،باإلقرار بكون النهوض بالسلوك المدني يعد مسؤولية مجتمعية
متقاسمة تتوالها المنظومة التعليمية إلى جانب األسرة ووسائل اإلعالم ،وكذا المؤسسات ذات
الوظائف التربوية والثقافية والتأطيرية .ذلك أن إبراز الدور المركزي للمدرسة في هذا الشأن،
اعتبارا لمكانتها في حياة كل فرد وبالنظر للفترة الزمنية التي يقضيها فيها ال يعني تخلي باقي
فعاليات وهيأت المجتمع عن القيام بمهامها ،بقدر ما هو تأكيد على تكامل األدوار مع اختالف
الوظائف.
-أما المقوم الخامس واألخير فيتعلق بالنظر إلى التربية على السلوك المدني بوصفها انشغاال
دائما وأفقا منفتحا ومتجددا يرتكز على آليات للرصد والتتبع ،وعلى تثمين المبادرات المتميزة،
وتعميم الممارسات الناجحة ،وتشجيع االبتكار والبحث التربوي في هذا المجال.
ولذلك فإن فاعلية منظومتنا التربوية ينبغي أن تقاس عالوة على نجاعتها في االرتقاء المتواصل
بجودة التعليم وتطوير الكفاءات ،بمدى قدرتها على تنمية السلوك المدني ،وتوطيد ممارسته
اليومية وتهذيب الذوق ،وترسيخ األساليب الراقية للحياة الجماعية لدى الناشئة.
13
المبحث الثالث :الديمقراطية التشاركية
المطلب األول :أسس الديمقراطية التشاركية وأسباب تبني الديمقراطية التشاركية بالمغرب
النقاش العام :يعتمد على المناقشات المباشرة مع السكان ،واللقاءات وجها لوجه والتي تمكن
السكان من التعبير عن احتياجاتهم الحقيقية ،وتوليد برامج تنموية وفقا لتلك المتطلبات.
االتفاق العام بشأن بين مكونات المجتمع المحلي ،ويعد هذا الشرط من أهم الشروط التي تقوم
عليها المقاربة التشاركية على مستوى الجهات ،والغرض منه هو تعبئة جميع مكونات المجتمع
داخل الجهة في أفق بلورة فلسفة التوافق والتعاقد السياسي واالجتماعي ،كأحد مرتكزات
المجتمع الديمقراطي.
دوافع وأسباب تبني الديمقراطية التشاركية بالمغرب
أ -العولمة واكتساح اقتصاد السوق.
ب -أزمة الديمقراطية التمثيلية والفساد السياسي.
ت -اختالالت على مستوى تنزيل الالمركزية وتفعيل الالتركيز اإلداري.
ث -محدودية النتائج على مستوى تحقيق العدالة االجتماعية أو المجالية.
14
تكريس منهجية التدبير الجماعي للمؤسسة.
جعل المدرسة فضاء مفعما بالحياة عبر مختلف األنشطة المدرسية.
االرتقاء بجودة تدبير المؤسسة إداريا وتربويا.
تفعيل مجاالت الحياة المدرسية لتجاوز مختلف االختالالت في أفق تحقيق
اإلنتظارات والتطلعات
اعتماد المقاربة التشاركية والتدبير المتمحور حول النتائج عند تشخيص وضعية
المؤسسة وتحديد األولويات.
األجرأة الفعلية للمقاربة التشاركية من أجل تجاوز حالة الفتور التي تعاني منها
االجتماعات الرسمية بالمؤسسات التعليمية.
15
خــاتـمـة
إن أخالقيات المهنة تتجاوز رهانات التربية بمعناها العام ،سواء ما ارتبط منها بمجال المعرفة
الخالصة )نتعلم لنعرف (LE SAVOIRأو بمجال الوجود )نتعلم لنكون LE SAVOIR
(ETREأو بمجال معرفة الفعل ( LE SAVOIR FAIREأو بمجال الوجود مع االخر
نتعلم لنكون مع اآلخر. (LE SAVOIR ETRE AVEC L’AUTRE) .
لهذا تتجلى الغاية من وراء أخالقيات المهنة في تعزيز وترسيخ القيم ،قيم المواطنة – قيم الدين
االسالمي الحنيف -قيم األخالق السامية ،فضال عن توعية األطر بأبعاد الرسالة التعليمية و
التربوية تجاه الفرد و المجتمع ،و تعرف طبيعة العالقات القائمة بين مختلف الفرقاء ،بغية
سلوك أخالقي يلعب فيه الضمير المهني دورا فعاال و إيجابيا.
كما يكتسي موضوع السلوك المدني أهمية كبرى بالنظر لعالقته العضوية بمنظومات القيم من جهة ،وبتطور
المجتمعات وبدرجات الوعي بمكانة األفراد وموقع المؤسسات داخلها ،وبنوعية العالقات التي تربط فيما
بينهم من جهة ثانية .كما تعبر تنمية السلوك المدني عن الحاجة إلى ترسيخ عالقة واضحة وواعية فيما بين
األفراد وبينهم وبين مؤسسات المجتمع ومؤسسات الدولة ،تنبني على احترام الحقوق والواجبات الدينية
والقانونية واألخالقية
16
الفهرس
تــقــديـم 2 .................................................................................................................
المطلب الثالث :المقومات األساسية في مقاربة ورش تنمية السلوك المدني وحسن المواطنة 11 .......
المطلب األول :أسس الديمقراطية التشاركية وأسباب تبني الديمقراطية التشاركية بالمغرب 14 .........
المطلب الثاني :أهمية الديمقراطية التشاركية بمؤسسات التربية والتكوين 14 .............................
17