You are on page 1of 19

‫مسلك تكوين الملحقين التربويين‬

‫الفوج ‪ 5‬المجموعة ‪A‬‬


‫مجزوءة‪ :‬التشريع اإلداري والمدرسي وأخالقيات المهنة‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد األطر التربوية‪:‬‬

‫د‪ .‬كوزي عبد المجيد‬ ‫‪ ‬خديجة جلولي‬


‫‪ ‬محمد الهمساس اليوبي‬
‫‪ ‬مليكة الضاوي‬
‫‪ ‬أحمد روضي‬
‫‪ ‬أمينة أرباح‬
‫السنة التكوينية‬ ‫‪ ‬رضوان المشاوري‬
‫‪2020-2021‬‬
‫مـحـاور الـعـرض‬
‫تـــقــديــم‬

‫‪-‬المبحث األول‪ :‬أخالقيات المهنة‬

‫‪ -‬المطلب األول‪ :‬مفهوم أخالقيات المهنة وأهميتها في المجال التربوي‬

‫‪ -‬المطلب الثاني‪ :‬دواعي االهتمام بأخالقيات المهنة ومرجعياتها‬

‫‪ -‬المطلب الثالث‪ :‬مواصفات الملحق التربوي األخالقية‬

‫‪ -‬المطلب الرابع‪ :‬مرجعيات أخالقيات المهنة‬

‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬السلوك المدني‬

‫‪ -‬المطلب األول‪ :‬مفهوم السلوك المدني وتجلياته‬

‫‪ -‬المطلب الثاني‪ :‬أهداف تنمية السلوك المدني في ميدان التربية والتكوين‬

‫‪ -‬المطلب الثالث‪ :‬المقومات األساسية في مقاربة ورش تنمية السلوك المدني وحسن المواطنة‬

‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬الديمقراطية التشاركية‬

‫‪ -‬المطلب األول‪ :‬أسس الديمقراطية التشاركية‬

‫‪ -‬المطلب الثاني‪ :‬أهمية الديمقراطية التشاركية بمؤسسات التربية والتكوين‬


‫خــاتـــمــة‬

‫‪1‬‬
‫تــقــديـم‬
‫إن األخالق دعامة وإطار مرجعي للقانون‪ ،‬منها يستمد أهم مبادئه وقواعده‪ ،‬كما أن القانون‬
‫هو تجسيد فعلي للقواعد األخالقية ومعايير السلوك ‪.‬إذن هناك تكامل بينهما‪ ،‬فال يمكن تصور‬
‫أي نظام أو قانون بدون ضوابط أخالقية توجهه‪ ،‬وهذا يؤكد مشروعية الحديث عن أخالقيات‬
‫المهنة‪.‬‬
‫إن التحوالت والتغيرات التي يعرفها المغرب خاصة على مستوى المنظومة التربوية والتكوين‪،‬‬
‫أصبحت تستدعي اعتمادا نظام قيمي في دعمها وترصيدها وتحصينها‪ ،‬وذلك عبر ترسيخ‬
‫مجموعة من المفاهيم والممارسات اإليجابية لدى األفراد والجماعات في أفق تثبيت مرتكزات‬
‫المواطنة ومقومات الهوية المنفتحة والنابذة لكل مظاهر الالمدنية والالإنسانية‪.‬‬

‫إن أخالقيات المهنة بصفة عامة‪ ،‬مفهوم يشير إلى المبادئ والسلوكيات والمواقف والقيم التي‬
‫تستند إلى مرجعيات مهنية ودينية ووطنية وإنسانية‪ ،‬والتي يفترض في الموظف أن يلتزم‬
‫ويتحلى بها‪ ،‬ومن بين هذه الصفات نجد‪:‬‬

‫احترام المقدسات الدينية والوطنية‪.‬‬


‫تفهم األنماط السلوكية للمجتمع الذي يشتغل فيه واحترام اآلداب العامة والتقاليد‪.‬‬
‫التواصل وإقامة عالقات طيبة مع الغير والتعامل معه على أساس االحترام والتسامح‬
‫والتفهم‪.‬‬
‫التواضع وعدم االستبداد بالرأي‪.‬‬
‫الموضوعية والنزاهة وحسن اإلصغاء‪.‬‬
‫الضمير المهني الحي‪.‬‬

‫عالقة القانون باألخالق‬


‫على الرغم من االختالف البسيط بين األخالق والقانون‪ ،‬هناك عدة نقط التقاء بينهما‪،‬‬
‫يمكن أن نجملها فيما يلي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫كل من األخالق والقانون ظاهرة اجتماعية ‪:‬فال يتصور وجود مجتمع حيث ال يوجد‬
‫قانون وأخالق‪ ،‬وكل منهما يعكس حضارة األمة‪ ،‬ويواكب تطورها ويساهم في إرساء‬
‫دعائمها‪.‬‬
‫األخالق ‪:‬منظومة من القواعد والمعايير المتعلقة بالسلوك‪ ،‬والمنظمة لعالقات األفراد‬
‫فيما بينهم‪.‬‬
‫القانون واألخالق مجموعة من القواعد ‪:‬كل منهما يدرس قواعد السلوك‪ ،‬ويهدف إلى‬
‫تنظيم العالقات بين أفراد المجتمع‪.‬‬
‫القواعد القانونية هي قواعد إلزامية‪ ،‬ذلك الن القانون كقيمة مشتركة‪ ،‬يخضع لمقتضياته‬
‫كل شخص في المجتمع ولو كان قاصرا أو عديم األهلية‪ ،‬ويلزم الجميع باحترامه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أخالقيات المهنة‬
‫تعتبر أخالقيات المهنة ثقافة ذات طبيعية سلوكية ووجدانية‪ ،‬واهتمامها بالوجدان والسلوك‬
‫يجعلها في النهاية ترتبط كثيرا بالقيم‪ ،‬ما دام السلوك يصدر عن قناعة بالقيم وتشبع بالمواقف‪،‬‬
‫لهذا يظل هاجس أخالقيات المهنة هو تكوين منظومة من قيم تحكم عالقات الموظف مع نفسه‬
‫ومع اآلخرين‪ ،‬وتوجيهها نحو تحرير الذات الفردية وإبراز طاقاتها في مجال المهنة‪.‬‬

‫وسنتناول هذا الموضوع من الجوانب التالية‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم أخالقيات المهنة وأهميتها في المجال التربوي‬

‫هي كل ما يتبادر إلى الذهن من سلوكات ومواصفات وقيم أخالقية‪ ،‬ينبغي أن يتحلى بها الملحق‬
‫التربوي أثناء مزاولته لمهمته التربوية ودوره األخالقي بشكل عام‪.‬‬

‫تتجلى أهمية دراسة أخالقيات المهنة في تعزيز الممارسات األخالقية التي ينبغي أن تنعكس‬
‫بشكل أكثر إيجابية في ميدان التربية والتكوين‪ ،‬وفي العالقات التربوي بين مختلف ومكونات‬
‫الوسط المدرسي‪ ،‬وتكوين اتجاهات إيجابية لدى الملحق نحو المهنة‪ ،‬إذ تبصره بالتزاماته‬
‫األخالقية‪ ،‬وتوعيته بأبعاد الرسالة التربوية التي يتحملها تجاه الفرد والمجتمع‪ .‬كما تنظم عالقاته‬
‫اإلدارية واالجتماعية‪ ،‬وتدربه على أساليب التعامل الالئق مع مختلف مكونات المجتمع المحلي‬
‫والوطني‪ ،‬هذا فضال عن معرفته لقواعد االنضباط األخالقية والقدوة الحسنة‪ ،‬والتحلي بالضمير‬
‫المهني واالبتعاد عن كل الشبهات‪ .‬وباختصار يمكن القول بأن أخالقيات المهنة تفيد في الجوانب‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تمثل القيم الدينية والوطنية واإلنسانية وترجمتها إلى سلوك وممارسة‪.‬‬


‫‪ ‬تكوين قناعة فكرية ووجدانية لدى الملحق بضرورة العمل على ترسيخ تقاليد وأخالقيات‬
‫المهنة داخل المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬اتخاذ مواقف إيجابية تجاه المجتمع المحلي‪.‬‬
‫‪ ‬تنشيط فضاء المؤسسة وإبراز دوره الوظيفي في تنمية الفرد والمجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬احترام مبادئ حقوق اإلنسان والطفل واألسرة والوعي بها أثناء الممارسة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬تنمية الوعي األخالقي للمدرس وتثمين دوره االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬ترشيد العالقات وتأصيلها وتمثل قواعد االنضباط والقدوة الحسنة‪.‬‬
‫‪ ‬فهم رغبات المتعلمين و ميوالتهم وتوظيفها في تنمية شخصياتهم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دواعي االهتمام بأخالقيات المهنة ومرجعياتها‬

‫لقد اقترنت التربية عند سائر األمم بتنشئة األطفال وفق القواعد األخالقية والقيم التي يقرها‬
‫المجتمع إال أن البعد األخالقي اضمحل في العقود األخيرة بحيث إن المدينة المعاصرة فرضت‬
‫قيما أخرى غير القيم األخالقية‪ ،‬فسادت النزاعات المادية على العقول والنفوس‪ ،‬ولم تعد‬
‫ظروف العيش تضمن لألطر التربوية االطمئنان على مستقبلهم ومستقبل أفراد أسرتهم‪ ،‬فبدأ‬
‫مركزهم االجتماعي يتقلص في العقود األخيرة بفعل عدة عوامل وضغوط‪ ،‬واهتزت مكانتهم‬
‫في المجتمع‪ ،‬وانتقلت من التقدير واالحترام إلى الحذر والالمباالة‪ ،‬وتتجلى هذه العوامل‬
‫والضغوط فيما يلي‪:‬‬

‫صعوبة الجمع بين المبادئ والمصالح في ظل التحوالت االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬


‫تزايد الحاجة إلى األطر التربوية نتيجة االنفجار الديمغرافي وتشجيع التمدرس خاصة‬
‫في العالم القروي‪.‬‬
‫تفشي ظاهرة الغياب والتأخر المتكرر خاصة في الوسط القروي‪.‬‬
‫صدور مذكرة وزارة التربية الوطنية وتكوين األطر رقم ‪ 1350.60‬حول موضوع‬
‫إدراج أخالقيات المهنة ضمن مقررات التكوين‪ ،‬بتاريخ ‪ 28‬نونبر ‪ 1996‬وكذا قرار‬
‫وزير التربية الوطنية رقم ‪ 797.99‬بتاريخ ‪ 26‬محرم ‪ 13( 1420‬ماي ‪ ،)1999‬وكذا‬
‫صدور مراسلة عن مديرية المناهج قسم برامج تكوين األطر‪ ،‬حول إدراج موضوع‬
‫"أخالقيات المهنة" ضمن المواد التكوينية بالسنة األولى بمراكز تكوين األطر التربوية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مواصفات الملحق التربوي األخالقية‬

‫إن اإلداري الذي نبحث عنه في دوره المستقبلي‪ ،‬هو ذلك اإلطار الذي ينتمي فعال لمهنة التربية‬
‫والتكوين قلبا وقالبا‪ ،‬ويحافظ على سمعتها هو اإلطار المتغير في أدواره والمتجدد الذي يواكب‬

‫‪5‬‬
‫كل جديد وهذا األمر ليس بالميسور وال بالسهل‪ ،‬بل يحتاج إلى مجموعة من الكفايات‬
‫والمهارات والقدرات التي يمتلكها الموظف‪ ،‬ليتمكن من القيام بأدواره المرتقبة‪.‬‬

‫ومن األدوار التي نأمل أن يقوم بها اإلطار التربوي مستقبال ما يلي‪:‬‬

‫أن يكون نموذجا يقتدى به المتعلمون والمتعلمات فيقلدونه في جميع شؤون حياتهم‬
‫‪ -‬أن يلعب دور وسيط التغيير للتطوير االجتماعي‪.‬‬
‫أن يضع احتياطات المجتمع في بؤرة الفصل التربوي‪.‬‬
‫أن يكون صانعا للقرار‪ ،‬قادرا على التغير‪ ،‬ولديه قدرة علمية على اإلقناع ويمتلك في‬
‫ذلك البراهين والحجج المقنعة‪.‬‬
‫أن يكون مبدعا ومفجرا لطاقات اإلبداع لدى المتعلمين‬
‫أن يكون متفاعال‪ ،‬وقادرا على إقامة عالقات ودية مع المتعلمين تتميز بروح‬
‫الديمقراطية والحب وتبادل الخبرة‪.‬‬
‫أن ينخرط في األبحاث التربوية واألكاديمية‪ ،‬ويتصدى لمعالجة المشكالت التربوية‬
‫بمنهجية علمية‪.‬‬

‫ومن المواصفات التي ينبغي أن يتحلى بها أيضا ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬اعتزازه بمهنته وإدراكه المستمر لرسالته التربوية‬


‫‪ ‬إدراكه أن االستقامة والصدق واألمانة‪ ،‬والحلم‪ ،‬والحزم‪ ،‬واالنضباط والتسامح‪ ،‬وحسن‬
‫المظهر‪ ،‬وبشاشة الوجه‪ ،‬سمات رئيسية في تكوين شخصيته‪.‬‬
‫‪ ‬إدراكه أن الرقيب الحقيقي على سلوكه‪ ،‬بعد هللا سبحانه وتعالى هو ضميره اليقظ وحسه‬
‫الناقد‪ ،‬ألن الرقابة الخارجية مهما تنوعن أساليبها ال ترقى إلى الرقابة الذاتية‪ ،‬لذلك‬
‫ينبغي للموظف أن يسعى بكل وسيلة متاحة إلى بث هذه الروح بين طالبه ومجتمعه‪،‬‬
‫ويضرب المثل والقدوة في التمسك بذلك‪.‬‬
‫‪ ‬إدراكه أن احترام قواعد السلوك الوظيفي وااللتزام باألنظمة والتعليمات وتنفيذها‬
‫والمشاركة اإليجابية في نشاطات المدرسة وفعاليتها المختلفة‪ ،‬أركان أساسية في تحقيق‬
‫أهداف المؤسسة التعليمية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ ‬وعيه بأن التشاور مع األسرة بشأن كل أمر يهم مستقبل أبنائهم أو يؤثر في مسيرتهم‬
‫العلمية أمر بالغ النفع واألهمية باعتباره شريك الوالدين في التربية والتنشئة‪ ،‬لذا ينبغي‬
‫أن يكون حريصا على توطيد أواصر الثقة بين البيت والمدرسة‪.‬‬

‫وهذا ما أكدته المادة ‪ 17‬من الميثاق الوطني للتربية والتكوين حيث جاء فيها‪" :‬وعلى المربين‬
‫الواجبات والمسؤوليات المرتبطة بمهمتهم‪ ،‬وفي مقدمتها‪ - :‬جعل مصلحة المتعلمين فوق كل‬
‫اعتبار‪ ،‬إعطاء المتعلمين المثال والقدوة في المظهر والسلوك واالجتهاد والفضول الفكري‬
‫والروح النقدية البناءة‪ ،‬التكوين المستمر والمستديم‪ ،‬التزام الموضوعية واإلنصاف في‬
‫التقويمات واالمتحانات ومعاملة الجميع على قدم المساواة‪ ،‬إمداد آباء التالميذ بالمعلومات‬
‫الكافية لقيامهم بواجباتهم المذكورة في المادة ‪ 16‬على الوجه األكمل وإعطاؤهم كل البيانات‬
‫المتعلقة بتمدرس أبنائهم"‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬مرجعيات أخالقيات المهنة‬


‫المرجعية اإلسالمية‬
‫إن الشريعة اإلسالمية ومحدداتها القيمية تشكل اإلطار المرجعي لمجال أخالقيات المهنة‪،‬‬
‫وبالتالي تحث األطر التربوية على التحلي باالستقامة والنزاهة وصفاء الضمير وضمان العدل‬
‫والمساواة بين المتعلمين‪ ،‬والتطهر من جميع الرذائل والتحلي بالصفات األخالقية الحميدة‪.‬‬

‫المرجعية الوطنية‬
‫هي مرجعية عامة تتضمن مقومات المغرب الحضارية وهويته الثقافية وأصالته‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫اختياراته الكبرى المتبناة في مشروعه التربوي‪ ،‬والغايات التي يسعى التعليم المغربي بلوغها‪:‬‬

‫‪ -‬غاية ثقافية‪ :‬التركيز على الثقافة الوطنية لترسيخ القيم الروحية واألخالقية للهوية المغربية‬
‫مع االنفتاح على الثقافات والحضارات األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬غاية اقتصادية‪ :‬كون التربية عامل أساسي في التنمية للرفع من المؤهالت المهنية وتكوين‬
‫األطر الضرورية للتنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬غاية اجتماعية‪ :‬كون التربية تشكل أحد عناصر التقدم االجتماعي ألنها تجعل المواطنين‬
‫يساهمون بفعالية في التنمية االجتماعية وفي التوازن الديمغرافي والبيئي‪.‬‬

‫كما تعتمد أخالقيات المهنة على مرجعية خاصة تتضح في المرتكزات الثابتة التي جاء بها‬
‫الميثاق الوطني للتربية والتكوين والرؤية االستراتيجية والقانون اإلطار ‪.17.51‬‬

‫‪8‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬السلوك المدني‬

‫السلوك المدني هو التجلي والتطبيق العملي لقيم حقوق اإلنسان والمواطنة‪ .‬ويندرج هذا المفهوم في شبكة‬
‫واسعة تتداخل فيها وتتعدد الدالالت‪ ،‬وإذا كان المفهوم‪ ،‬بمكونيه‪ :‬السلوك والمدنية‪ ،‬يحيل في نفس الوقت‬
‫على األخالق )‪ (éthique‬وإلى التمدن كحالة مجتمعية ترادف التحضر‪ ،‬فإنه يستدعي في اآلن ذاته مفاهيم‬
‫أخرى محورية مثل الديمقراطية‪ ،‬والمواطنة‪ ،‬والوطنية‪ ،‬واحترام حقوق اإلنسان‪ ،‬والمدنية‪ ،‬والحس المدني‪،‬‬
‫والتربية المدنية‪ ،‬أو التربية على المواطنة‪ ،‬والتربية على حقوق اإلنسان‪ ،‬بعبارة أخرى فالسلوك المدني هو‬
‫مجموعة من العادات السلوكية والفكرية واالجتماعية واالنفعالية التي تقطع مع كل الممارسات الالمدنية‬
‫وتعمل على محاربتها واقتالع مظاهرها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم السلوك المدني وتجلياته‬

‫إن هذا التعدد الداللي الذي يرتبط بمفهوم السلوك المدني‪ ،‬والذي يحيل إلى حقول واسعة مثل القانون‬
‫واألخالق وقواعد السلوك وأنماط التربية‪ ،‬بقدر ما يغني تحديد المفهوم نظريا بقدر ما يجعل تحديده على‬
‫صعيد الممارسة صعبا وغير يسير‪ .‬إال أن هناك مجموعة من التحديدات األولية تمكن من تشخيص هذا‬
‫المفهوم في عمليات أساسية لها بعدها التربوي مثل‪:‬‬

‫‪ -‬ترسيخ مبادئ وقيم المجتمع في انفتاحها على القيم الكونية‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة المؤسسات والقوانين والمعايير الوطنية وااللتزام بقواعدها‪.‬‬

‫‪ -‬فهم قواعد الحياة المجتمعية بمعناها الواسع‪ ،‬واكتساب حس المسؤولية الفردية والجماعية‪.‬‬

‫‪ -‬الوعي بالحرية في التفكير والتعبير في ممارسة الحياة العامة والخاصة مع احترام حرية اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -‬إعمال الفكر النقدي والدفاع عن الرأي‪.‬‬

‫التجليات األساسية للمفهوم‬

‫يتجلى مفهوم السلوك المدني أساسا في‪:‬‬

‫‪ -‬احترام الفرد لمبادئ ومقومات وثوابت مجتمعه ووطنه وهويته وأرضه وبيئته‪.‬‬

‫‪ -‬إدراك الفرد لوجوده كعضو داخل جماعة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬استحضار الوازع األخالقي‪.‬‬

‫‪ -‬االلتزام بالواجبات واحترام الحقوق‪.‬‬

‫‪ -‬اعتماد مبادئ العدالة والديمقراطية والتضامن اجتماعيا وسياسيا وتربويا‪.‬‬

‫‪ -‬ممارسة الحرية في إطار المسؤولية‪.‬‬

‫‪ -‬احترام األفراد والجماعة لمبادئ وقيم اإلنسان‪.‬‬

‫‪ -‬المشاركة في الحياة العامة‪ ،‬واإلهتمام بالشأن العام‪.‬‬

‫وبشكل عام تتجلى تنمية السلوك المدني في اكتساب أفراد المجتمع بطريقة علمية وفعالة مبادئ‬
‫السلوك االجتماعي المواطن والمسؤول في البيت والمدرسة والشارع واألماكن العامة وعند‬
‫ممارسة المهنة‪ ،‬وكذلك مبادئ احترام الغير وتقبل رأيه ومساعدته والتضامن معه وتجنب‬
‫إلحاق الضرر به‪ ،‬وذلك بخلق ضمير اجتماعي لدى كل مواطن (ة) يستند على قيم التعاون‬
‫والعدالة والديمقراطية وحب الوطن والغيرة عليه وتوظيف كل الطاقات لبنائه ورفعته ألداء‬
‫رسالته الحضارية كجزء من الحضارة اإلنسانية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهداف تنمية السلوك المدني في ميدان التربية والتكوين‬

‫ترتبط أهداف تنمية السلوك المدني عامة بالغايات الكبرى للتربية بمفهومها الشامل من جهة‪،‬‬
‫وبوظائف المدرسة كمؤسسة من مؤسسات التربية من جهة ثانية فالغاية الكبرى للتربية الحديثة‬
‫هي السعي إلى تحقيق التوازن النفسي للفرد سواء في مظهره الخارجي التجسد في العالقات‬
‫مع األ فراد والجماعات‪ ،‬أو في مظهره الداخلي أي التوازن بين المكون النفسي للشخصية‬
‫اإلنسانية‪ .‬لما يتطلبه ذلك من النظر الشمولي إلى الفرد كإنسان‪ ،‬وتنمية حسه النقدي واحترام‬
‫حريته في التفكير والتعبير‪ ،‬واالعتراف بحقه في االختالف واستقالليته‪.‬‬

‫أما الوظائف األساسية للمدرسة كمؤسسة اجتماعية فتحدد بشكل عام فيما يلي‪:‬‬

‫* الوظيفة البيداغوجية‪ :‬وتعتبر أساس وجود المدرسة‪ ،‬فهي توفر التعليم ونقل المعرفة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫* الوظيفة االجتماعية‪ :‬وتقدم المبادئ األساسية للحياة داخل مجموعة أو جماعة‪.‬‬

‫* الوظيفة التربوية‪ :‬وتوجه الطفل نحو احترام القواعد والقوانين التي تنظم وتحكم المجتمع‪.‬‬

‫* الوظيفة السيكولوجية‪ :‬إذ أنها مجال للحياة يعبر الطفل من خالله عن رغباته وحاجاته‬
‫العاطفية‪.‬‬

‫إن استحضار غاية التربية ووظائف المدرسة عامة‪ ،‬يمكن من تحديد واسع لألهداف لتنمية‬
‫السلوك المدني كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تنمية المعارف حول مبادئ الديمقراطية والمواطنة وحقوق اإلنسان والقيم المجتمعية‪.‬‬

‫‪ -‬تنمية ممارسة المواطنة ومهارات المشاركة والتفكير إليجاد الحلول للقضايا العامة‪.‬‬

‫‪ -‬تعزيز قيم المواطنة واحترام الثوابت الوطنية ومقومات الهوية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المقومات األساسية في مقاربة ورش تنمية السلوك المدني وحسن‬
‫المواطنة‬

‫إذا كان النهوض بالسلوك المدني‪ ،‬يعد مهمة تربوية مطروحة بإلحاح على المجتمعات‬
‫المعاصرة‪ ،‬فإن االضطالع بها يسائل بالدرجة األولى‪ ،‬المنظومات التربوية‪ ،‬ويجعل مسؤوليتها‬
‫مركزية ودورها راهنيا وحاسما في هذا المضمار‪.‬‬

‫لذلك فإن المدرسة مدعوة‪ ،‬قبل غيرها ألن تكون منفتحة باستمرار على محيطها باعتماد ونهج‬
‫تربوي قوامه جعل المجتمع في صلب اهتماماتها‪ ،‬بما يعود بالنفع على أمتنا عامة وشبابنا بصفة‬
‫خاصة وهو ما يتطلب دعم تفاعلها مع المجاالت المجتمعية والثقافية واالقتصادية‪.‬‬

‫ومن ثم فإن مقاربة تنمية السلوك يستدعي استحضار خمس مقومات رئيسية‪:‬‬

‫‪ -‬أولها‪ :‬االقتناع الجماعي بكون المدرسة هي مرآة متجددة‪ ،‬لمعالم مجتمع الغد وبأن تحصين‬
‫المجتمع يبدأ من تحصين هذه المؤسسة‪ ،‬هذا االقتناع يجعل االهتمام بالسلوك المدني مسؤولية‬
‫طبيعية ال انشغاال ظرفيا ويجعله موضوعا حيويا ال يفقد أبدا راهنيته‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ومن هذا المنظور‪ ،‬فإن الركن األساس للسلوك المدني يتجلى في احترام القيم والقواعد والقوانين‬
‫المنظمة للحياة الجماعية‪ ،‬كما أن من مسؤولية الدولة والمجتمع‪ ،‬ومن واجب الفاعلين التربويين‬
‫على الخصوص‪ ،‬السهر على أن تكون المؤسسات المدرسية فضاءات للتعليم والمواطنة‪،‬‬
‫ومجاالت منزهة عن كل المزايدات العقيمة البعيدة كل البعد عن رسالتها التربوية النبيلة‪.‬‬

‫‪ -‬ويأتي في المقام الثاني‪ ،‬اعتبار السلوك المدني باألساس – منظومة قيمية أخالقية متكاملة‪-‬‬
‫ال تقبل التجزئة‪ ،‬وتتخذ مسارين متوازيين ومتوازنين‪:‬‬

‫‪ -1‬مسار التشبع بقيم المواطنة الكاملة وإشاعتها‪ ،‬من حيث أنها تقوم على التمتع بالحقوق‬
‫األساسية‪ ،‬وااللتزام الفعلي بالواجبات الفردية والجماعية‪.‬‬

‫‪ -2‬مسار التصدي الحازم للسلوكات الالمدنية‪ ،‬بمختلف أشكالها‪ ،‬عبر محاربة مظاهر العنف‬
‫والغش والرشوة وسوء المعاملة‪ ،‬وغيرها من الممارسات الالخالقية التي يكون وقعها أكثر‬
‫خطورة حين تتسرب إلى المؤسسات التعليمية‪.‬‬

‫‪ -‬أما المقوم الثالث‪ ،‬فمفاده أن رهان المدرسة في مجال التربية على السلوك المدني‪ ،‬يكمن في‬
‫مدى قدرتها على تجسيده ثقافة وممارسة‪ ،‬وتحويل الوعي واالقتناع به إلى التزام وفعل وذلك‬
‫بوصفها مؤسسة للتنشئة االجتماعية وراعية للقيم‪.‬‬

‫ولتمكين المدرسة من النهوض على الوجه األمثل بهذه المهمة‪ ،‬فإنه ينبغي العمل على جعل‬
‫البرامج والوسائط التعليمية تستوعب بطريقة مبسطة مبتكرة ومعاصرة‪ ،‬المفاهيم والقيم‬
‫والقواعد المرتبطة بالسلوك المدني‪ ،‬وأن تكون مكتسبة بشكل سلس لدى المتعلمات والمتعلمين‪،‬‬
‫وهو ما يستدعي من الجميع الكثير من الجهد واإلبداع في هذا المجال‪.‬‬

‫كما أن التربية على السلوك المدني البد وأن تجد امتدادها الطبيعي والعملي في العالقات‬
‫والفضاءات التربوية‪ ،‬سواء داخل الفصول الدراسية أو في المحيط المباشر للمؤسسات‬
‫التعليمية‪ ،‬حيث يتعين أن تشكل الحياة المدرسية مثاال حيا للسلوك المواطن المسؤول‪ ،‬ونموذجا‬
‫الحترام النظام والقانون وتجسيدا للممارسة الديمقراطية وفضاء لتنمية األنشطة الثقافية‬
‫والرياضية واإلبداعية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ويتعين على الفاعلين التربويين‪ ،‬بمختلف فئاتهم النهوض األمثل بالدور المنوط بهم‪ ،‬في تكامل‬
‫فعال بين الوظيفة المعرفية والمهمة التربوية للمدرسة‪ ،‬والسيما بإعطاء القدوة والتحلي بااللتزام‬
‫واليقظة وكذا باالنخراط في برامج تكوينية مواكبة للمستجدات‪.‬‬

‫‪ -‬ويتعلق المقوم الرابع‪ ،‬باإلقرار بكون النهوض بالسلوك المدني يعد مسؤولية مجتمعية‬
‫متقاسمة تتوالها المنظومة التعليمية إلى جانب األسرة ووسائل اإلعالم‪ ،‬وكذا المؤسسات ذات‬
‫الوظائف التربوية والثقافية والتأطيرية‪ .‬ذلك أن إبراز الدور المركزي للمدرسة في هذا الشأن‪،‬‬
‫اعتبارا لمكانتها في حياة كل فرد وبالنظر للفترة الزمنية التي يقضيها فيها ال يعني تخلي باقي‬
‫فعاليات وهيأت المجتمع عن القيام بمهامها‪ ،‬بقدر ما هو تأكيد على تكامل األدوار مع اختالف‬
‫الوظائف‪.‬‬

‫‪ -‬أما المقوم الخامس واألخير فيتعلق بالنظر إلى التربية على السلوك المدني بوصفها انشغاال‬
‫دائما وأفقا منفتحا ومتجددا يرتكز على آليات للرصد والتتبع‪ ،‬وعلى تثمين المبادرات المتميزة‪،‬‬
‫وتعميم الممارسات الناجحة‪ ،‬وتشجيع االبتكار والبحث التربوي في هذا المجال‪.‬‬

‫ولذلك فإن فاعلية منظومتنا التربوية ينبغي أن تقاس عالوة على نجاعتها في االرتقاء المتواصل‬
‫بجودة التعليم وتطوير الكفاءات‪ ،‬بمدى قدرتها على تنمية السلوك المدني‪ ،‬وتوطيد ممارسته‬
‫اليومية وتهذيب الذوق‪ ،‬وترسيخ األساليب الراقية للحياة الجماعية لدى الناشئة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الديمقراطية التشاركية‬

‫الديمقراطية التشاركية هي نظام يمكن من مشاركة المواطنين والمواطنات في صنع القرارات‬


‫السياسية ذات األولويات بالنسبة إليهم‪ ،‬عن طريق التفاعل المباشر والمستمر مع السلطات‬
‫بشأن المشكالت والقضايا المطروحة‪ ،‬وتبنت مفهوما جوهريا يأخذ بعين االعتبار دور‬
‫المواطنين في المشاركة في صنع القرار السياسي وتدبير الشأن العام‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أسس الديمقراطية التشاركية وأسباب تبني الديمقراطية التشاركية بالمغرب‬

‫النقاش العام‪ :‬يعتمد على المناقشات المباشرة مع السكان‪ ،‬واللقاءات وجها لوجه والتي تمكن‬
‫السكان من التعبير عن احتياجاتهم الحقيقية‪ ،‬وتوليد برامج تنموية وفقا لتلك المتطلبات‪.‬‬
‫االتفاق العام بشأن بين مكونات المجتمع المحلي‪ ،‬ويعد هذا الشرط من أهم الشروط التي تقوم‬
‫عليها المقاربة التشاركية على مستوى الجهات‪ ،‬والغرض منه هو تعبئة جميع مكونات المجتمع‬
‫داخل الجهة في أفق بلورة فلسفة التوافق والتعاقد السياسي واالجتماعي‪ ،‬كأحد مرتكزات‬
‫المجتمع الديمقراطي‪.‬‬
‫دوافع وأسباب تبني الديمقراطية التشاركية بالمغرب‬
‫أ‪ -‬العولمة واكتساح اقتصاد السوق‪.‬‬
‫ب‪ -‬أزمة الديمقراطية التمثيلية والفساد السياسي‪.‬‬
‫ت‪ -‬اختالالت على مستوى تنزيل الالمركزية وتفعيل الالتركيز اإلداري‪.‬‬
‫ث‪ -‬محدودية النتائج على مستوى تحقيق العدالة االجتماعية أو المجالية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية الديمقراطية التشاركية بمؤسسات التربية والتكوين‬


‫تعتمد الحياة المدرسية على فلسفة التشارك‪ ،‬وهو ما يعني ضرورة إشراك العديد من الفاعلين‬
‫سواء من داخل المؤسسة أو من خارجها‪ ،‬عالوة على ذلك تتخذ القرارات بشكل تشاركي‬
‫جماعي بغية الوصول إلى نتائج مثمرة وهادفة‪.‬‬

‫أهداف اعتماد المقاربة التشاركية بالمؤسسات التعليمية‬


‫‪ ‬إرساء أسس الحكامة التربوية الجيدة وسياسة القرب‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ ‬تكريس منهجية التدبير الجماعي للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬جعل المدرسة فضاء مفعما بالحياة عبر مختلف األنشطة المدرسية‪.‬‬
‫‪ ‬االرتقاء بجودة تدبير المؤسسة إداريا وتربويا‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل مجاالت الحياة المدرسية لتجاوز مختلف االختالالت في أفق تحقيق‬
‫اإلنتظارات والتطلعات‬

‫شروط اعتماد المقاربة التشاركية بالمؤسسات التعليمية‬


‫‪ ‬تفادي إهدار الزمن المدرسي‪ ،‬اي تحديد جدولة زمنية لمشروع المؤسسة‪.‬‬

‫‪ ‬اعتماد المقاربة التشاركية والتدبير المتمحور حول النتائج عند تشخيص وضعية‬
‫المؤسسة وتحديد األولويات‪.‬‬

‫‪ ‬تنزيل القانون اإلطار ‪ 51.17‬المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي‪.‬‬

‫‪ ‬األجرأة الفعلية للمقاربة التشاركية من أجل تجاوز حالة الفتور التي تعاني منها‬
‫االجتماعات الرسمية بالمؤسسات التعليمية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫خــاتـمـة‬
‫إن أخالقيات المهنة تتجاوز رهانات التربية بمعناها العام‪ ،‬سواء ما ارتبط منها بمجال المعرفة‬
‫الخالصة )نتعلم لنعرف ‪ (LE SAVOIR‬أو بمجال الوجود )نتعلم لنكون ‪LE SAVOIR‬‬
‫‪ (ETRE‬أو بمجال معرفة الفعل ( ‪LE SAVOIR FAIRE‬أو بمجال الوجود مع االخر‬
‫نتعلم لنكون مع اآلخر‪. (LE SAVOIR ETRE AVEC L’AUTRE) .‬‬
‫لهذا تتجلى الغاية من وراء أخالقيات المهنة في تعزيز وترسيخ القيم‪ ،‬قيم المواطنة – قيم الدين‬
‫االسالمي الحنيف ‪-‬قيم األخالق السامية‪ ،‬فضال عن توعية األطر بأبعاد الرسالة التعليمية و‬
‫التربوية تجاه الفرد و المجتمع‪ ،‬و تعرف طبيعة العالقات القائمة بين مختلف الفرقاء‪ ،‬بغية‬
‫سلوك أخالقي يلعب فيه الضمير المهني دورا فعاال و إيجابيا‪.‬‬
‫كما يكتسي موضوع السلوك المدني أهمية كبرى بالنظر لعالقته العضوية بمنظومات القيم من جهة‪ ،‬وبتطور‬
‫المجتمعات وبدرجات الوعي بمكانة األفراد وموقع المؤسسات داخلها‪ ،‬وبنوعية العالقات التي تربط فيما‬
‫بينهم من جهة ثانية ‪.‬كما تعبر تنمية السلوك المدني عن الحاجة إلى ترسيخ عالقة واضحة وواعية فيما بين‬
‫األفراد وبينهم وبين مؤسسات المجتمع ومؤسسات الدولة‪ ،‬تنبني على احترام الحقوق والواجبات الدينية‬
‫والقانونية واألخالقية‬

‫‪16‬‬
‫الفهرس‬
‫تــقــديـم ‪2 .................................................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أخالقيات المهنة ‪4 .....................................................................................‬‬

‫المط لب األول‪ :‬مفهوم أخالقيات المهنة وأهميتها في المجال التربوي ‪4 ......................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دواعي االهتمام بأخالقيات المهنة ومرجعياتها ‪5 ..............................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مواصفات الملحق التربوي األخالقية ‪5 .........................................................‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬مرجعيات أخالقيات المهنة ‪7 .....................................................................‬‬

‫المرجعية اإلسالمية ‪7 .............................................................................................‬‬

‫المرجعية الوطنية ‪7 ................................................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬السلوك المدني ‪9 ......................................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم السلوك المدني وتجلياته ‪9 ................................................................‬‬

‫التجليات األساسية للمفهوم ‪9 ....................................................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المقومات األساسية في مقاربة ورش تنمية السلوك المدني وحسن المواطنة ‪11 .......‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الديمقراطية التشاركية ‪14 ...........................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أسس الديمقراطية التشاركية وأسباب تبني الديمقراطية التشاركية بالمغرب ‪14 .........‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية الديمقراطية التشاركية بمؤسسات التربية والتكوين ‪14 .............................‬‬

‫أهداف اعتماد المقاربة التشاركية بالمؤسسات التعليمية ‪14 ................................................‬‬

‫شروط اعتماد المقاربة التشاركية بالمؤسسات التعليمية ‪15 ................................................‬‬

‫خــاتـمـة ‪16 ...............................................................................................................‬‬

‫‪17‬‬

You might also like