Professional Documents
Culture Documents
بعنوان :
2
أخالقيات المهنة والملكية الفكرية
-العادات والتقاليد والقيم :يعترب اجملتمع املدين الذي يعيش فيه الفرد ويتعامل معه يف عالقات متشابكة ومتداخلة مصدراً مهماً من املصادر اليت تؤثر يف
أخالقيات املهنة لألفراد الذين يتعاملون ويتعايشون يف هذا اجملتمع سواءً على مستوى عالقة املوظف باجملتمع احمللي أم على مستوى عالقته مع زمالئه داخل
املؤسسة ،أم على مستوى عالقته مع الطلبة.
-األدب الرتبوي احلديث :قد ركز األدب الرتبوي احلديث على سلوكيات أخالقية منها ) :اإلخالص يف العمل -احرتام شخصية الذين يعملون معه -
اإلنصاف باهلدوء وسعة الصدر وتفتح الذهن -التحلي بالتواضع والعفو والقناعة والعزة -الرفق واللني -اجتناب التكرب والطمع والبخل والبغضاء والغرور
والكذب ومدح النفس وسوء الظن والغضب -حماسبة النفس).
ثانيا :المبادئ األساسية ألخالقيات المهنة
االستقامة -1
استقامة املهنيني يف أداء واجبهم من شأنه إرساء دعائم الثقة وهذا ما يشكل األساس لالعتماد على آرائهم وأحكامهم.
الموضوعية -2
جيب على املهنيني مراعاة رفع مستويات املوضوعية يف مجع وتقييم وتبليغ املعلومات املتعلقة بالنشاط أو العمل الذي يكونون بصدد فحصه .وجيب على
املدققني الداخليني مراعاة التقييم املتوازن لكل الظروف ذات الصلة ،وكذلك مراعاة أال يتأثروا يف تكوينهم آلرائهم أو أحكامهم مبصاحلهم الشخصية أو بآراء
أو تأثريات اآلخرين.
السـرية -3
على املهنيني أن حيرتموا قيمة وملكية املعلومات اليت يتلقوهنا أو يطلعون عليها ،وعليهم أال يفصحوا عن تلك املعلومات بدون احلصول على اإلذن أو
التفويض املناسب الالزم وذلك ما مل يكن هناك التزام قانوين أو مهين باإلفصاح عن تلك املعلومات.
الكفـاءة -4
على املهنيني أن يستخدموا املعرفة واملهارات واخلربات الالزمة يف أداء اخلدمات و األعمال اليت يقومون هبا.
ثالثا :مميّزات أخالقيّات المهن
-1الصدق:
فالصدق عدا عن كونه أساس الفضائل النفسيّة فهو ضرورة من ضرورات اجملتمع عامة والعمل خاصة ،فالعامل الصادق أجنح ما يكون يف عمله ألنّه بصدقه
يؤمن اجلو املريح يف تعاطي اآلخرين له أل ّن فقدان الصدق يف العمل وانتشار الكذب إن يف األقوال أو األعمال أو يف النيّات أو يكسب ثقة من حوله وبالتايل ّ
وذم الكذب لقول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم" :كربت خيانة حث على الصدق ّ الكذب يف املظاهر هذا يؤدي إىل الفساد وانتشار الرذيلة .واإلسالم قد ّ
أن حت ّدث أخاك حديثاً هو لك مص ّدق وأنت له كاذب" (رواه أحم وأبو داود) .بل هو من آية النفاق الذي قال عنه النيب أيضاً" :آية املنافق ثالث :إذا
ح ّدث كذب ،وإذا وعد أخلف ،وإذا أؤمتن خان" (رواه البخاري).
-2عدم الغش والخداع والغدر:
ذلك أنه من مقتضى الصدق النصيحة واإلنصاف والوفاء ال الغش واخلداع والغدر أل ّن العامل الذي غلب عليه الصدق يف أقواله وأعماله يستحيل عليه أن
غشنا فليس منّا( ".رواه مسلم) .وقال صلى اهلليكون عكس ذلك .وقد ح ّذر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم من الغش واخلديعة والغدر فقال..." :من ّ
لكل غادر لواء يوم القيامة ،يقال :هذه غدرة فالن( ".متّفق عليه).
عليه وسلّم " ّ
ُ -3حسن الخلق:
3
أخالقيات المهنة والملكية الفكرية
يليب ما يطلب منه ولكن ينقصه أن يكون العامل خلوقاً مسحاً ،أل ّن التواصل مع اآلخرين يلزمه الكثري من األخالق فلو كان العامل جمداً يف عمله ،نشيطاًّ ،
التعامل احلسن لنفر من حوله وكرهه زمالؤه .فالنيب عليه الصالة والسالم يقول" :أكمل املؤمنني إمياناً أحسنهم أخالقاً( ".رواه الرتمذي) "وإ ّن اهلل يبغض
الرضي ينفذ إىل قلوب زمالئه فيحبّون
ّ اللني
الفاحش البذيء( ".رواه الرتمذي) ،والسماحة صفة مطلوبة للعمل ألنّه خبلقه السمح ّ
-4التواضع وعدم ِ
الكبر:
بل خفض اجلناح ومساحة النفس يف اخلصال اليت جيب أن يتحلّى العامل فيها وأن يبتعد عن احتقار الناس والسخرية منهم .قال تعاىل" :يا أيّها الذين آمنوا
يكن خرياً منهن( "...احلجرات)11:
ال يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خرياً منهم وال نساء من نساء عسى أن ّ
الحلم -5
وتأين .فالنيب عليه
بأن يتحلّى بضبط النفس عند الغضب ،أن يكون متّزناً حليماً ذو حكمة يف املواقف الصعبة ،متحكماً يف أعصابه ،حيل املشكالت هبدوء ّ
الصالة والسالم قال" :ليس الشديد بالصرعة إّّنا الشديد الذي ميلك نفسه عند الغضب" (متّفق عليه).
تروض نفس اإلنسان دوماً على احللم وكظم الغيظ منها " :والكاظمني الغيظ والعافني على الناس واهلل حيب احملسنني" ( آل
وقد وردت اآليات اليت ّ
عمران)68:
-8الصراحة وعدم الغموض:
أل ّن اإلنفتاح على اآلخرين يعطي شيئاً من الطمأنينة والثقة لدى العملني واملدراء والغموض يؤدي إىل الشك والريبة.
جرائها أنشئ العمل .ولكن ال ب ّد من تنمية هذه
هذه بعض األخالقيّات الضروريّة اليت ال ب ّد أن تتوفّر يف أي عمل أو وظيفة لكي تتحقق األهداف اليت من ّ
األخالقيّات من حني آلخر حىت ال يطغى الركون واجلمود ويغفل اإلنسان املسلم عن قيمه ومبادئه فيؤثّر على عمله وطريقة أدائه.
رابعا :إفشاء الس ــر المهني
هي اجلرمية املنصوص عليها يف املادة 101من قانون العقوبات اجلزائري.
-1أركان الجريمة و هي ثالث أركان
صفة من أأتمن على السر :و هم األمناء حبكم الضرورة و نص املادة 101ال يسري على طائفة معينة من األمناء للسر و مل يشأ املشرع اجلزائري
حصرهم و اكتفى بذكر البعض مثل األطباء و اجلراحني و الصيادلة و القابالت و عموما يستنتج أن السر املهين يكون عموما سرا وظيفيا .إضافة لتلك
الطائفة يف نص املادة 101جند للقضاة و كل من ساهم يف إجراء التحقيقات و احملامون و املوثقون و احملضرون و حمافظو البيع باملزايدة و الوكالء
املتصرفون القضائيون و ...الذين هم ملزمون باحلفاظ على السر املهين و نص على ذلك نص القانون املنظم ملهنتهم.
و بطبيعة احلال و الضرورة عن النص السابق األشخاص الذين ال يؤمتنون بالضرورة على األسرار حبكم مهنتهم و أن كان عملهم يسمح هلم باالطالع على
بعض األسرار مثل اخلدم الكتاب اخلصوصيني و السماسرة و ...كوهنم ال يؤدون وظيفة عامة للجمهور.
إفشاء السر :مل يرد يف القانون تعريف حمدد ملفهوم سر املهنة كونه مسألة نسبية و ما يعترب سرا لشخص قد يعترب غري سر آلخر و إفشاء السر هو اطالع
الغري عليه بأي طريقة كانت سواء كتابة أو شفاهة أو باإلشارة معينة و ال يشرتط أن يكون إفشاء السر كامال كما ال يشرتط أن يكون علنا بل يكفي أن
يكون لشخص واحد فقط و حىت لو انصب على واقعة غري مؤكدة فعال و هذا ما استقر عليه القضاء الفرنسي.
القصد الجنائي :ال تقوم اجلرمية إال إذا تعمد الفاعل إفشاء فال حتصل إن مت اإلفشاء على إمهال أو عدم احتياط و عليه ال تقوم اجلرمية يف حث الطبيب
ان ترك معلومات سرية يف مكان غري آمن.
4
أخالقيات المهنة والملكية الفكرية
إباحة اإلفشاء :و يباح السر املهين يف حاالت مثل التصرحيات اإلدارية و ما ينجر عنها من تبليغ و تصرحيات لدى املصاحل املختصة .أو أعمال
اخلربة اليت يقيمها القضاء أو...
-2العقوبة:
يعاقب القانون اجلزائري على جنحة اإلفشاء للسر املهين باحلبس من شهر إىل 8أشهر و غرامة من 000إىل 0000دج و ميكن إضافة عقوبات
تكميلية على الشخص املدان مثل املنع من ممارسة مهنة أو نشاط أو إغالق مؤسسة أو غريها يقرها القاضي
الهدف التشريعي المتوخى من السر المهني -1
ال شك أن صياغة املشرع لنصوص وجرمية للعقاب على اإلخالل بااللتزام بالسر املهين كان الغرض منه هو محاية عدة مصلح سواء املصلحة اخلاصة للعميل،
أو مصلحة املهنة ،وكذالك مصلحة اجملتمع
الفقرة األولى :حماية مصلحة العميل
ال شك أن للعميل مصلحة أدبية أو مادية من حفظ السر املهين ،فإفشاء السر يرتتب عليه حتما إحلاق الضرر به أدبيا كان أو ماديا ،فمن الناحية األدبية
جند أن املصلحة ختتلف باختالف املركز أو اخلرب الذي يراد بقاؤه سرا ،فاملتهم مثال له مصلحة يف سرية التحقيق حفاظا على كرامته ،فقد تظهر براءته بعد
ذالك ،فيكون قد أضر يف مسعته واعتباره .هلذا جند أن املشرع املغريب قد نص يف املادة 10من قانون املسطرة اجلنائية على سرية التحقيق وال تقتصر احلماية
القانونية للسر على احلماية األدبية للعميل ،وإّنا متتد لتشمل املصاحل املادية
الفقرة الثانية :حماية مصلحة المهنة
لقد عرب عن هذه القواعد اخلاصة بالتنظيمات املهنية املختلفة يف النقابات ،كنقابة األطباء ،ونقابة احملامني ، ...وهذه املصلحة ميكن ان تتمثل يف أمرين
األمر األول :ويتعلق بكرامة املهنة وآداهبا ،فكل وظيفة أو مهنة أو صناعة اّنا تتكون من جانبني ،جانب مادي ،وهي األفعال اليت يقوم هبا صاحب املهنة،
وجانب معنوي ،وهو أخالقيات هذه املهنة .واملهين ملزم قانونا حنو عمله ،وحنو اجملتمع الذي ميثله بواسطة الطائفة اليت ينتمي إليها ،وان حيافظ على السر
املهين ،والتزامه بآداب املهنة من النظام العام الذي ال ميكنه خمالفته
أما األمر الثاني :وهو تأكيد الثقة الواجبة يف ممارسة بعض املهن ،فكل نشاط مهين يتطلب معرفة فنية خاصة ،حىت يكون معرتفا به من جانب الدولة
واجلمهور .وهذا االعرتاف قائم أساسا على الثقة املفرتضة يف معامالته مع الغري ،فكان لزاما ان ال خيون الثقة اليت تنتج له فرصة التعرف على خصوصيات
الناس
الفقرة الثالثة :حماية المصلحة العامة للمجتمع
تعترب املصلحة العامة أساسا للسر املهين ،وخاصة بالنسبة لألسرار احلكومية اليت ختتلف من حيث موضوعها عن السر املهين الذي يلتزم به احملامي والطبيب
فال ميكن للدولة بإرادهتا املختلفة أن تعمل دون أن تضفي السرية على أوجه نشاطاهتا املختلفة .لذالك تفرض الدولة على األشخاص الذين يعملون يف
خدمتها عدم إفشاء شيء من أعماهلم إىل العامة مما عرفوه أثناء ممارستهم لوظيفتهم ،وقد ورد النص على التزام املوظف بالسر املهين يف العديد من القوانني،
منها املادة 10من قانون املسطرة اجلنائية املغريب يف البحث يف اجلرائم والتثبت من وقوعها ،وكذالك الفصل 16من الظهري الشريف رقم 01.06.006
بتاريخ 00شعبان 1111املوافق لـ 21فرباير 1060املتعلق بالنظام األساسي للوظيفة العمومية ...فاملشرع مل يتوان يف محاية مصلحة اجملتمع من خالل
رصد اآلثار النامجة عن اإلفشاء
تنازع المصالح -4
وهي الوضعية اليت يوجد فيها موظف عمومي له مصلحة خاصة ،من شأهنا أن تؤثر على السري املوضوعي والعادل ملهامه الرمسية ،أو بصورة أدق هي
الوضعية الناجتة عن احلالة اليت يكون فيها شخص يعمل لدى مرفق عمومي أو القطاع اخلاص ،يستحوذ على مصاحل من شأهنا أن تؤثر أو بإمكاهنا أن تؤثر
على الطريقة اليت ينجز هبا عمله أو املسؤولية املوكولة له.
5
أخالقيات المهنة والملكية الفكرية
أ -أحكام تنازع المصالح
ـ إبرام الشخص لصفقة مع نفسه نيابة عن مؤسسة يترأسها :تتمثل هذه الواقعة يف أن تسعى مؤسسة أو مرفق عمومي إىل تفويت بعض أمالكها من أجل
احلصول على السيولة املالية ،فيقوم املسؤول األول عن هذه املؤسسة باقتناء تلك األمالك لفائدته.
ـ تنازع االختصاص :ويتمثل باحلالة اليت يكون فيها أحد األشخاص رئيسا جلماعة حملية ومكرتيا مللك من أمالكها ويتقاعس عن أداء مستحقات الكراء
فيكلف حماميا من أفراد عائلته برفع دعاوى قضائية ضد املكرتي هو نفسه من أجل أداء الوجبات الكرائية لفائدة اجلماعة املذكورة.
ـ الجمع بين المراقبة والتسيير :يف الشركات العائلية قد يعني صاحب الشركة قريبا له من أجل القيام مبهام مراقب احلسابات ،أو أن تعلن إحدى الشركات
أو املقاوالت عن الرغبة يف التوظيف ،ويكون من بني املرشحني أحد أقارب عضوا يف جلنة االختيار.
ـ الهدايا والدعوات :بعض املؤسسات عوضا أن تعطي رشاوى مالية إىل املراقبني املاليني ،أو الوصاية اإلدارية تقدم هلم هدايا عينية من قبيل العطور الثمينة
أو املالبس املستوردة أو إقامة جمانية يف فنادق ضخمة خالل العطل أو سفريات إىل اخلارج على حساهبا.
ـ التوظيف بعد التقاعد :هناك من حيجز مكانه داخل املؤسسة أو املرفق اإلداري الذي كان يباشر جتاهه املراقبة املالية أو اإلدارية ،كأن يعني مراقب مايل
تابع لوزارة املالية كمستشار قانوين أو مايل يف املؤسسة اليت كان يؤشر على نفقاهتا أثناء مزاولته لوظيفته.
ب -سبل محاربة تنازع المصالح
إن التشريع اجلزائري سعى من خالل مجلة من النصوص القانونية إىل ضرورة تفادي الوقوع يف تنازع املصاحل دفعا للشبهات وإبقاء على الثقة واملصداقية
والشفافية يف كل املواقع اإلدارية والصفقات العمومية ،إال أن ما يالحظ أن جممل هذه املقتضيات تبقى جمرد أماين ونصائح مل ترق إىل قواعد قانونية آمرة
يرتتب على خمالفتها الزجر اجلنائي.
* اإلفصاح المالي:
وهو إجراء تنص عليه سياسات منع تضارب املصاحل ويُ َلزم املوظفون مبوجبه بتقدمي إقرارات تتعلق بأنفسهم وزوجاهتم أو أزواجهم وأبنائهم القاصرين .وحتتوي
هذه اإلقرارات على شهادة تفيد بأن األصول املالية اململوكة هلم ال متثل تضاربا يف املصلحة بني أداء واجبات املوظف الرمسية ومصاحل اهليئة اليت يعمل لديها.
* الهدايا والضيافة:
متنع سياسات منع تضارب املصاحل للهيئات موظفيها من قبول أو تقدمي أي هدية أو ضيافة أو تكرمي من املتعاملني معهم ،إذا كان من شأهنا أن تؤثر على
واجباهتم الرمسية أو تتعارض مع التزاماهتم القانونية أو اإلدارية .ويشرتط بعض اهليئات احلصول على موافقة مسبقة من إدارهتا عند قبول موظفيها ألي من
ذلك ،أو توجب تسليم اهلدايا العينية إىل اإلدارة عند قبضها.
* استغالل المعلومات:
تُلزم سياسات منع تضارب املصاحل للهيئات موظفيها مبنع استخدام املعلومات اليت تكون متاحة هلم حبكم مناصبهم -أيا كان متعلقها -لتحقيق مصلحة له
أو جلهة أخرى رحبية أو غري رحبية ،أو اإلفصاح عنها ألي كان لتوظيفها يف مصلحته أو اإلضرار باآلخرين.
وتضع هذه املعايري واإلجراءات على املوظفني واجبني عند حصول تضارب يف املصاحل ،مها:
-واجب اإلفصاح :وهو أن يتقدم املوظف باإلفصاح عن "تضارب املصاحل" حال وجوده أو احتمال وجوده يف أي معاملة أو إجراء خيصه أو يكلف به أو
يشارك فيه.
-واجب االمتناع :وهو أن يلتزم املوظف الذي أفصح عن وجود تضارب مصاحل يتعلق به باالمتناع عن استخدام نفوذه للتأثري يف سري املعاملة أو اإلجراء ذي
بت خالهلا يف تلك املعاملة.
العالقة ،مبا يف ذلك واجب االمتناع عن حضور االجتماعات اليت سيُ ّ
*أن يأخذ اجملتمع املدين بيده هذا امللف ،ملا قد يلعبه من دور يف القضاء على الفساد ،وذلك عن طريق تقدمي عرائض يف املوضوع.
*أن تبادر السلطة التنفيذية أو التشريعية بوضع مقرتح قانون أو مشروع قانون يزاوج بني زجر وإصالح كل من ثبت أنه استغل موقعه السياسي أو االعتباري
6
أخالقيات المهنة والملكية الفكرية
أو اإلداري من أجل املسامهة أو املشاركة يف املخالفات املتعلقة حباالت تنازع املصاحل.
*ختصيص عقوبة مالية رادعة لكل من سولت له نفسه التالعب باملال العام تصل إىل حد مصادرة مجيع ممتلكاته.
*منع املتالعب باملال من مزاولة أي نشاط له عالقة باحلياة العامة مدى احلياة
* االهتمام بالطبقة العمالية الضعيفة الدخل وتكثيف الرقابة و املساواة يف العقاب للكل سوى موظف بسيط أو مدير أو حىت أكثر.
ج -نماذج وحاالت عن تنازع المصالح
تضع احلكومات عادة قوانني خاصة بـ"تضارب املصاحل" تنظم العالقة بني املصاحل اخلاصة والعامة للمسؤولني احلكوميني أيا كانت مواقعهم ،وتُلزم املسؤولني
احلكوميني بإعالن حجم أمالكهم وثرواهتم قبل وبعد توليهم املناصب العامة .وتشكل هلذا الغرض أيضا هيئات مؤسسية رمسية مثل جلان النزاهة وأجهزة
تنظيم املنافسة ومنع االحتكار.
وهتدف احلكومات من ذلك إىل مواجهة حاالت الفساد الناجتة عن الرتبح باملنصب واستغالل النفوذ من قبل املسؤولني واملوظفني (مصاحل رجال األعمال
وأصحاب النفوذ) ،والتمكن من الكشف عنها إعالميا مبقتضى قوانني حرية تداول املعلومات ،ومالحقة أصحاهبا قضائيا أمام احملاكم.
ومن ّناذج ذلك ما جرى يوم 1أكتوبر 2004حني وافق الربملان يف إيطاليا على "قانون تعارض املصاحل" ،من أجل منع رئيس الوزراء آنذاك سيلفيو
برلسكوين من استغالل صالحيات منصبه احلكومي يف تعزيز وضع إمرباطوريته االقتصادية الكبرية.
وقضى القانون بعدم السماح لربلسكوين بإدارة شركاته رمسيا مبا فيها أكرب شبكة تلفزيون خاصة يف البالد وهي شبكة "ميدياست" ،لكنه مسح له باحلفاظ
على ملكيتها ومل يُلزمه بوضع شركاته يف أيدي شخص يثق به كما هو احلال يف دول أخرى.
تضمن ،يف كنف احرتام الغري والتحلي بالضمري املهين ،التعبري عن اآلراء النقدية بدون رقابة أو إكراه؛
المسؤولية والكفاءة ،إن مفهومي املسؤولية والكفاءة متكاملني ،ويتعززان بفضل تسيري املؤسسة اجلامعية تسيريا قائما على الدميقراطية واألخالق ،وعلى
املؤسسة اجلامعية أن تضمن التوازن اجليد بني ضرورة فعالية دور اإلدارة ،وتشجيع مسامهة األسرة اجلامعية بإشراكها يف سريورة اختاذ القرار ،مع التأكيد
على أن املسائل تبقى من صالحيات األساتذة الباحثني دون سواهم؛
االحترام المتبادل ،يرتكز احرتام الغري على احرتام الذات .لذا جيب على أفراد األسرة اجلامعية االمتناع عن مجيع أشكال العنف الرمزي واملادي
واللفظي .وينبغي أن يعامل بعضهم بعضا باحرتام وإنصاف ،بصرف النظر عن املستوى اهلرمي لكل واحد منهم؛
وجوب التقيد بالحقيقة العلمية والموضوعية والفكر النقدي ،يرتكز السعي للمعرفة ومساءلتها وتبليغها على مبدأين أساسيني يتمثالن يف تقصي
احلقيقة واعتماد الفكر النقدي .إن وجوب التقيد باحلقيقة العلمية يفرتض الكفاءة ،واملالحظة النقدية لألحداث ،والتجريب ،ومقارنة وجهات النظر،
ووجاهة املصادر ،والصرامة الفكرية .لذا جيب أن يقوم البحث العلمي على األمانة األكادميية؛
اإلنصاف ،متثل املوضوعية وعدم التحيز شرطني أساسيني لعملية التقييم والرتقية والتوظيف والتعيني؛
7
أخالقيات المهنة والملكية الفكرية
احترام الحرم الجامعي ،تساهم مجيع فئات األسرة اجلامعية بسلوكياهتا يف إعالء شأن احلريات اجلامعية حىت تضمن خصوصيتها وحصانتها ،ومتتنع عن
احملاباة ،وعن تشجيع املمارسات اليت قد متس مببادئ اجلامعة وحرياهتا وحقوقها .وعلى األسرة اجلامعية جتنب كل نشاط سياسي متحزب يف رحاب
الفضاءات اجلامعية.
محاربة السرقة العلمية :عن طريق إصالح أنظمة الرتقية والتقييم.
و ميكن تعريفها "كل عمل يقوم به الطالب أو األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث أالستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم أو كل من يشارك يف عمل
ثابت لالنتحال وتزوير النتائج أو غش يف األعمال العلمية املطالب هبا أو يف أي منشورات علمية أو بيداغوجية أخرى"
كما عرفت على أهنا":استخدام غري معرتف به ألفكار وأعمال اآلخرين حيدث بقصد أو غري قصد ،وسواء أكانت السرقة مقصودة أو غري مقصودة
ميثل انتهاكا أكادمييا خطريا".
استعمال برهان أو استدالل معني دون ذكر مصدره وأصحابه األصليني؛
نشر نص أو مقال أو مطبوعة أو تقرير أجنز من طرف هيئة أو مؤسسة واعتباره عمال شخصيا؛
استعمال إنتاج فين معني أو إدراج خرائط أو صور أو منحنيات بيانية أو جداول إحصائية أو خمططات يف نص أو مقال دون اإلشارة إىل مصدرها
وأصحاهبا األصليني؛
الرتمجة من إحدى اللغات إىل اللغة اليت يستعملها الطالب أو األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث أالستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم بصفة كلية
أو جزئية دون ذكر املرتجم واملصدر.
المجموعة الثانية ،ترتبط بأعمال املشاركة وإدراج أمساء يف أحباث غري مشارك فيها أو استغالل أعمال ومنجزات الطلبة وتقدميها يف مؤمترات وما شابه ،وتتضمن:
قيام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث أالستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص آخر بإدراج امسه يف حبث أو أي عمل علمي دون
املشاركة يف إعداده؛
قيام الباحث الرئيسي بإدراج اسم باحث آخر مل يشارك يف اجناز العمل بإذهنا و دون إذنه بغرض املساعدة على نشر العمل استنادا لسمعته العلمية؛
قيام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث اجلامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص آخر بتكليف الطلبة أو أطرافا أخرى باجناز أعمال علمية من أجل
تبنيها يف مشروع حبث أو اجناز كتاب علمي أو مطبوعة بيداغوجية أو تقرير علمي؛
استعمال األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث أالستشفائي اجلامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص آخر أعمال الطلبة ومذكراهتم كمداخالت يف
امللتقيات الوطنية والدولية أو لنشر مقاالت علمية باجملالت والدوريات.
ثانيا :أسباب عدم االلتزام المهني بأخالقيات المهنة
8
أخالقيات المهنة والملكية الفكرية
هتتم الدول املتقدمة واجملتمعات املتطورة بالوظيفة ،من خالل ضبطها بقوانني وآداب بسبب أمهيتها يف إحداث التنمية الشاملة ،ويف بيئة األعمال ،واليوم
عندما يتنافس األفراد يلجؤون إىل املمارسات التجارية غري األخالقيّة من أجل حتقيق النجاح والسبب األساسي وراء السلوك غري األخالقي هو أهنم يعتقدون
حصلوا التعليم اجلامعي يف املمارسات التجارية غري
أ ّن العمل حرب ،وكل شيء عادل يف احلرب ،وقد وجدوا األفراد من ذوي التأهيل العايل ،والذين َّ
األخالقية ،وما حيزن يف األمر هو عدم شعورهم بالذنب حيال ذلك ،وفيما يلي أهم األسباب اليت تدفع املوظف لعدم االلتزام بأخالقيات املهنة ما يلي:
-ضعف الوازع الديني :يعد ضعف الوازع الديين السبب األبرز يف الكثري من السلوكيات غري األخالقيّة يف الكثري من مناحي احلياة ،ليس فقط يف أماكن
العمل.
-صعوبة الحياة :إ ّن صعوبة احلياة املادية املرتافقة بضعف الرواتب ،و ً
كثريا ما تدفع العديد من املوظفني إىل اخرتاق القوانني وأخالقيات املهنة.
نظرا لذكائهم يف التّمويه واحلرص الشديد ،ولكن ليس هناك -االعتقاد بأنه لن ينكشفً :
كثريا ما يعتقد العديد من العمال واملوظفني بأنه لن ينكشفوا ً
جرمية كاملة والبد من اكتشاف اجلرم الوظيفي.
-الضغوطات العليا :وتكون هذه الضغوطات من قِبل اإلدارة على املوظفني لتحقيق النجاح والتميز ،والتنافس غري الشريف بني الزمالء.
-الجهل بسياسات الشركة :يعد اجلهل بسياسات الشركة سببًا آخر ميكن أن يؤدي إىل السلوك غري األخالقي يف مكان العمل.
-جذب المزيد من المستثمرين :أو اعطاء صورة إجيابية للشركة ،وذلك عن طريق األعمال غري األخالقية اخلطرية ،مثل التالعب بالتقارير املالية للمؤسسة.
-تضخيم الفواتير ودفع مبالغ أعلى للمنتج :يع ّد من أساليب االحتيال على الفاتورة وهي من املمارسات التجارية غري األخالقية الشائعة هبدف احلصول
على حصتهم من العمولة.
-تحقيق مكاسب مالية خاصة :وذلك عن طريق مشاركة معلومات الشركة السرية مع املنافسني ،وعندما ختلق املؤسسة ً
جوا يشعر فيه املوظفون بالفخر
مبنظمتهم فسيبتعدون عن ارتكاب أي من هذه األعمال ،وسيتوخون احلذر يف تعامالهتم ويلتزمون يف أخالقياهتم املهنية
ثالثا :الممارسات المهنية غير المقبولة
إ ن من أخالقيات املهنة أن يكتسب ممارس املهنة اخلربة الكافية يف التعرف على بعض األنواع اخلاصة من املشكالت ذات الطبيعة األخالقية ،وفهم ما هو
احملمود وما هو املذموم ،وتدريبه على مواجهتها منهجيًا وباحرتاف واختاذ القرارات املناسبة هلا ،ومن أبرز املشاكل أو اإلغراءات غري األخالقية اليت من املمكن
أن يواجهها املوظف ،وتصنف يف خانة املمارسات املهنية غري املقبولة ما يلي:
احلصول على أعمال بطرق غري مشروعة ،مثل :الرشاوى و احملسوبيات؛
التعدي على حقوق زمالئه يف العمل بإستعمال احليلة و احملسوبية ،
ممارسة الكذب إلخفاء أخطاء زمالئه خاصة يف حالة الغياب أو التأخر؛
متدن لغرض التنافس وإضرار اخلصم وإحلاق اخلسارة بتجارته؛ حلصول على أتعاب لقاء اخلدمة أو السلعة بسعر ٍ
ّ
تدين مستوى اخلدمة املقدمة ،أو التعامل غري الالئق مع العمالء أو املستهلكني؛
تضارب املصاحل بني العمالء ،مثل أن يقدم احملامي املشورة القانونية لكل من الطرفني اخلصمني واالطالع على ملفيهما واحلاالت القانونية اخلاصة
هبما ،ومن مث االستفادة منها ألخذ من يدفع أكثر؛
تضر اجملتمع سواء على املستوى املعنوي أو املادي.
التغاضي عن اآلثار اجلانبية اليت تعد مضرةً للبيئة أو ّ
الملكية الفكرية .iii
الشمايل من إيطاليا أثناء عصر النهضة،
ّ للمرةِ األوىل يف القسم
تاريخ الملكية الفكرية :إن املصطلح اخلاص باملُلكيّة الفكريّة ليس جديداً ،بل ظهر ّ
ويف عام 1414صدر يف مدينة البندقيّة قانون خاص بتوفري احلماية لالخرتاعات ،واعتمد على منح املخرتع كافة حقوقهّ ،أما محاية حق املؤلف فيعود
ُ ُ
اهتمت
ّ ّ امليالدي عشر التاسع القرن اخر
و أ إىل عام 1440م ،عندما ابتكر املخرتع يوهانس غوتنربغ اآللة الطابعة ،وحروف الطباعة املنفصلة ،ويف
ُ ُ
9
أخالقيات المهنة والملكية الفكرية
األساسي
ّ العديد من دول العامل يف إعداد القوانني اخلاصة بتنظيم حقوق املُلكيّة الفكريّة ،ودوليّاً متّ االتفاق على توقيع ُمعاهدتني تُع ّدان املصدر القانوينّ
للملكيّة الفكريّة ،ومها :االتفاقيّة اخلاصة يف محاية امللكيّة الصناعيّة املوقعة يف باريس عام 1661م ،واالتفاقيّة اخلاصة يف محاية املصنفات الفنيّة واألدبيّة
ُ
ُ ُ ُ
املوقعة يف برن عام 1668م
ُ
أوال :تعريف الملكية الفكرية :
عرفت بأهنا " جمموع احلقوق اليت ترد على أي إنتاج أو عمل ذهين يقوم به املبدع يف خمتلف جماالت اإلبتكار الفكري اليت إعرتف هلا املشرع باحلماية
القانونية وفق شروط حمددة"
كما عرفت بـأهنا " سلطة مباشرة يعطيها القانون للشخص على كافة منتجات عقله وتفكريه ومتنحه مكنة االستئثار و االنتفاع مبا تدر عليه هذه األفكار
من مردود مايل للمدة احملددة قانونا دون منازعة أو اعرتاض من أحد"
ثانيا :خصائص الملكية الفكرية :تتميز امللكية الفكرية ببعض اخلصائص ،نوجزها فيا يلي:
-حق جامع :يقصد هبذا احلق أن حقوق امللكية الفكرية ختول صاحبها مجيع املزايا اليت ميكن احلصول عليها من الشيء ،فلمالك احلق الفكري أن
يستعمله و يتصرف فيه كما يشاء دون قيد أو شرط باستثناء تلك اليت يفرضها القانون.
-حق مانع :أي أن احلق الفكري مقصور على صاحبه ،فللمالك أن يستغل و يستأثر جبميع مزايا ملكه دون مشاركة من أي أحد.
-حق دائم :ختص الدميومة الشيء اململوك ال الشخص املالك أي أن امللكية الفكرية دائمة مادام الشيء اململوك باقيا و مل يهلك ،و لدوام امللكية
معنيان ،المعنى األول أن حق امللكية يدوم مادام حمله دائم ،أما المعنى الثاني فإن حق امللكية ال يسقط بعدم اإلستعمال.
-حق مطلق :أي أن احلق الذي متنحه امللكية الفكرية للشخص هو حق حيتج به يف مواجهة الكافة ..
ثالثا :حماية الملكية الفكرية
إن توفري احلماية لكافة حقوق امللكيّة الفكريّة يُع ّد من احلقوق التابعة حلقوق اإلنسان العامليّة؛ حيث أشارت املادة 21من إعالن حقوق اإلنسان إىل حق
ُ
توفري احلماية للمصاحل املاديّة واملعنويّة اخلاصة باألفراد واملرتبطة باملؤلفات الفنيّة أو األدبيّة أو العلميّة ،وتعتمد هذه احلماية على أمهيتها املرتبطة مع احلاجات
ُ
التقين،
و ، العلمي
و ، االقتصادي و ، الثقايف التطور يز
ز تع يف منهما كل ساهم ي حيث ختلفة؛ اإلنسانيّة اليت تسعى إىل االبتكار واإلبداع يف اجملاالت احلياتية امل
ّ ّ ّ ّ ّ ُ ّ ُ
وتُساعد مجيعها على حتسني حياة اإلنسان املعيشيّة.
/1انتهاك الملكية الفكرية :ظهرت العديد من أنواع االنتهاكات اليت أثّرت على حقوق امللكيّة الفكريّة ،وختتلف وفقاً لطبيعة احلقوق اليت ُهتامجها ،فاحلقوق
رق غري م ٍ
رخصة من قبل اخلاصة باملؤلفني مثل املصنفات الفنية واألدبية من املمكن أن تتعرض للهجوم والسرقة؛ عنُ طريق بيعها أو تأجريها أو نشرها بطُ ٍ
ُ ّ ّ ّ ُ
ٍ ٍ
فتتعرض للهجوم من خالل تقليدها بطُرق غري مشروعة أو اعات، رتاالخ و ة، الصناعي التصميماتو ة، ي
ر التجا بالعالمات اخلاصة احلقوق صاحب املصنفاتّ ،أما
ّ ّ ّ ُ
سليب على أصحاب حقوق امللكيّة الفكريّة، ٍّ ٍ
بشكل قرصنتها .ينتج عن كافة االنتهاكات السابقة ع ّدة أضرار اقتصاديّة تؤدي إىل نتائج خطرية ،وتؤثر
ُ
ٍ
بشكل عام ،ومن األمثلة على هذه األضرار: واجملتمعات والدول
أي مبالغاإلبداعي :ينتج عن هذا ضعف يف العوائد املاليّة مقابل تقدميهم لإلبداعات؛ نتيجةً الستغالهلا دون تقدمي ّ ّ المؤثر على أصحاب اإلنتاج /2الضرر ُ
ماليّة هلم ،كما أ ّن اإلنتاجات املبدعة تُصبح غري قادرةٍ على تغطية التكاليف املاليّة للنشاطات اخلاصة بالتطوير ،والبحث اليت تؤدي إىل االبتكار؛ بسبب أ ّن
العوائد املالية هلذه االستثمارات ُال تُغطّي كافة مصروفاهتا؛ نتيجةً لظهور م ٍ
نافسة غري قانونيّة يُطبقها املقلدون ومهامجو حقوق امللكيّة الفكريّة.
ُ ُ ُ ّ
المؤثر على الدول :هو تراجع حجم اإليرادات الناجتة عن الضرائب املحصلة؛ أل ّن معظم اجلرائم املؤثرة على حقوق امللكيّة الفكريّة تُن ّفذ من قبل الضرر ُ
ُ ُ
أي ضرائب مقابل عملهم غري القانوينّ ،كما يؤدي ذلك إىل تقليل حجم االستثمار ،وضياع الرمسي ،وال يدفعون للدول ّ
أشخاص بعيدين عن قطاع العمل ّ
النمو.
الفرص املناسبة للتطور و ّ
01
أخالقيات المهنة والملكية الفكرية
رابعا :أهميّة حماية حقوق الملكية الفكرية تعتبر حماية حقوق الملكية الفكريّة أمراً مهماً ،ألنها تم ّكن صاحبها من:
*تقدمي شيء جديد ومميّز للعمالء.
*متييّز العمل اخلاص به عن أعمال املنافسني.
*استخدام هذه احلقوق كضمان للقروض.
*تشكيل جزء أساسي من عملية التسويق أو العالمة التجاريّة.
*محاية هذه اإلنتاجات الفكرية من االستخدام ،أو الصنع ،أو البيع من قبل اآلخرين من دون ترخيص.
ختول الشخص للجوء إىل القضاء إذا مت انتهاكها. *محايتها من التعدي ،فهذه احلقوق ّ
*كسب اإليرادات عن طريق ترخيصها ،وبيعها ،واالستثمار فيها.
خامسا :أنواع الملكيّة الفكريّة
/1العالمة التجارية :حتمل كل سلعة أو خدمة عالمة جتاريّة معيّنة ،تساعد على متييّزها عن باقي السلع ،وميكن أن تكون هذه العالمات على عدة شكل
شعارات ،أو كلمات ،أو أشكال ،أو ألوان ،أو أصوات ،ومن اجلدير بالذكر أنه يتم تسجيل العالمات التجاريّة للسلع أو اخلدمات ضمن أصناف أو
فئات معينة ،لذا عند تسجيل أي عالمة جتارية يصبح من غري املمكن ألي شخص آخر أن يقوم بتسجيل عالمة مشاهبة أو مطابقة هلا ،إال إذا كانت من
صنف "فئة" أخرى.
على سبيل املثال ،العالمة التجاريّة سوان" ، "Swanمت تسجيلها يف أكثر من فئة مثل :سوان لتأجري السيارات ،وسوان ألعواد الثقاب ،و سوان
املسجلة ،أو األمساء التجارية األخرى ،كما يُفضَّل عدم الوصف يف العالمات
للكهربائيات ،كما ينبغي جتنُّب تضمني الكنيات املشرتكة ،أو أمساء الشركات ّ
التجاريّة
/2حقوق النشر :تساعد حقوق النشر على محاية العمل الفكري ألي مؤلف ،حيث متنع أي طرف آخر غري املؤلف ّ
بتغيري أو عمل نُسخ عن هذا العمل
املصورة ،أو النُسخ املباشرة ،ال يتم محايتها حبقوق الطبع والنشر ،أل ّن هذه األعمال ال تعترب أعمال
ّ من دون إذنه ،ولكن من اجلدير بالذكر أ ّن النُسخ
"أصليّة" ،أما العمل األصلي إذا مت أخذ نُسخ منه بدون إذن من املؤلف ،فهذا غري قانوين ويعترب انتهاكاً حلقوق النشر ،كما أن ذلك خيالف عليه القانون،
وعادةً ما يكون املالك األول للعمل هو املؤلف الذي أنتجه ،مثل ملحن املوسيقى ،أو مؤلف النص ،أو الفنان ،أو املصور ،ولكن يوجد استثناءات معيّنة،
مفوض العمل. يرخص املؤلف حقوق الطبع والنشر لطرف ثالث مثل الناشر ،أو ّ خاصةّ يف حالة األفالم ،أو الصور الفوتوغرافية ،حيث ميكن أن ّ
ومؤلفاهتم الفنيّة واألدبيّة ،وتشمل كافة/3حق المؤلف :هو املفهوم القانوينّ املُستخدم يف وصف احلقوق اخلاصة باملُبدعني ،واملرتبطة مع مصنفاهتم ُ
املصنفات اليت حتصل على حق محاية املؤلف ،وتُقسم إىل ع ّدة أنو ٍاع ،هي :األفالم ،وأعمال النحت ،واللوحات ،واألعمال املوسيقيّة ،وال ُكتب املؤلّفة ،كما
ُ ُ
تتضمن الرسوم التقنيّة ،واإلعالنات ،والربامج احلاسوبيّة ،وقواعد البيانات.
/4براءة االختراع :حتمي براءة االخرتاع حقوق اخرتاع ّ
معني ،حيث متنح براءة اإلخرتاع صاحبها حق حصري يف منع اآلخرين من بيع ،أو استخدام ،أو
صنع ما اخرتعه لفرتة زمنيّة معيّنة ،واليت عادةً ما تكون 20سنة من تاريخ اإلخرتاع.
حقوق قواعد البيانات :متنع حقوق قواعد البيانات نسخ أجزاء كبرية من قواعد البيانات املختلفة ،فال تكون هذه احلماية ألشكال التعبري عن املعلومات،
ولكن تكون للمعلومات نفسها ،وتشبه حقوق قواعد البيانات ،يف العديد من اجلوانب األخرى ،حقوق الطبع والنشر.
الصناعي شيء ما ،ومن املمكن أن يكون التصميم /5التصاميم الصناعية :هي املظهر أو الشكل اجلمايل أو الزخريف املستخدم مع قطعة مصنوعة من ٍ
ّ ُ ّ
نائي األبعاد مثل األلوان أو اخلطوط أو الرسومات ٍ ٍ ٍ
الثي األبعاد كأشكال القطع ،أو ُعنصر ثُ ّ
عبارة عن ُجمسم؛ أي عُنصر ثُ ّ
عرف باسم تسميات املنشأ ،وتُستخدم مع املنتجات اليت تتبع لنشأةٍ ُجغرافيّ ٍة الجغرافيّة :هي نوع من أنواع اإلشارات اليت تشمل أيضاً ما يُ ّ
المؤشرات ُ ُ /6
ُ ٍ
وصفات ،أو خصائص من املمكن ربطها أساساً مع مكان إنشائها. ُمعينة ،أو ُشهرةٍ ،أو
00
أخالقيات المهنة والملكية الفكرية
/7األسرار التجارية :تشمل األسرار التجاريّة ممارسة معيّنة ،أو وصفة ،أو عملية ،أو تصميم ،أو جمموعة من املعلومات اليت تستخدمها الشركة لتتميّز هبا
عن املنافسني ،فهذه األسرار ليست مكشوفة للعامل ،بل هي سريّة للشركة فقط.
حقوق الملكية األدبية والفنية .iv
أوال :حقوق المؤلف :مل يورد املشرع اجلزائري يف األمر 00/01أي تعريف حلق املؤلف ،لكن بالرجوع إىل األمر 14/11جند أن املشرع يف ذلك
الوقت قد عرفه مبا يلي :يعترب صاحب حق على إنتاج فكري معني هو صاحب اإلنتاج ذاته .
و عرف املؤلف بأنه ذلك الشخص الذي يرد امسه أو امسه املستعار على اإلنتاج حسب الطريقة املعهودة طاملا مل يدع جماال للشك يف هويته و مل يثبت
عكس ذلك.
-وضع إسم املؤلف على الغالف يعترب قرينة بسيطة على نسبة الكتاب لذلك املؤلف ،غري أنه جيوز إثبات عكسها بكافة طرق اإلثبات؛
-إ ن املصنف إنتاج فكري ألنه متصل بالشخصية فال جيوز للمؤلف أن ينزل للغري عن صفته كمؤلف ،ألن هذه الصفة هي أول مسة من مسات احلق األديب
-حق املؤلف ميارس على إبداع فكري يتمثل يف املصنف ،فهو حق غري مادي لذلك فهو حق مؤقت؛
-تعد احلقوق املانعة للمؤلف على أهنا ذات طابع مادي
ثانيا :المصنف
إن كلمة املصنف مشتقة من كلمة تصنيف وهو يعين متييز األشياء عن بعضها البعض.
لقد أورد املشرع اجلزائري املصنف يف ضمن األمر 14/11حيث عرف املصنف يف املادة األوىل منه" بأنه كل إنتاج فكري مهما كان نوعه وّنطه وصورة تعبريه
ومهما كانت قيمته ومقصده "وهذه املادة جندها تقريبا هي املادة 01من األمر 10/01واملادة 01من األمر ، 00/01وان كان املشرع باألمرين األخريين
استبدل مصطلح " كل إنتاج فكري " مبصطلح "كل صاحب إبداع أصلي ملصنف" .
إن املصنف لكي يعترب كذلك جيب أن تستويف ركنا شكليا وآخر موضوعيا ،فالركن الشكلي هو أن يكون قد اخرج من جمال الفكر إىل جال الواقع فصار له
كيان حسي بالكتابة أو الرسم أو النحت أو الكالم....اخل ،أما الركن املوضوعي فهو أن يكون املصنف مبتكرا وليس من الضروري أن يكون اإلبتكار ذا قيمة
جدية.
-1المراحل التي يمر بها المصنف
املصنف عملية معقدة و مركبة ،مير بعدة مراحل حىت تكتمل عناصره األساسية وميكن تقسيم هذه املراحل إىل 11وهي:
-مرحلة التصور أو ميالد الفكرة :تسمى هذه املرحلة بالفكرة العامة اجملردة وهي اليت كون حمال للتأمل أو الدراسة وتشكل األرضية اليت ينطلق منها
مشروع املصنف واملادة األولية اليت يقوم عليها موضوعه.
-مرحلة رسوخ الفكرة و استقرارها :يتناول املؤلف خالل هذه املرحلة أفكاره بالدراسة والتقييم حىت يقتنع هبا هنائيا وتصبح قابلة للتصميم.
-مرحلة تصميم وتنفيذ المصنف :التصميم هو اجلمع والربط بني األفكار وتركيبها وإعطائها وجهة معينة ووضعها يف إطار حمدد قصد إخراجها إىل حيز
الوجود.
-مرحلة نشر المصنف وتداوله من طرف الجمهور :يعترب إنتاج املصنف عمال متكامال ومتداخال فيما بني أجزائه وعناصره.
02
أخالقيات المهنة والملكية الفكرية
-املصنفات األدبية املكتوبة من أنواعها أخبار الصحافة ،األعمال الرمسية ،املصنفات االلكرتونية و الرقمية )برامج احلاسوب ،قواعد البيانات ،الوسائط
املتعددة (
-املصنفات الشفوية ومن أنواعها حملاضرات ،اخلطب ،املواعظ ،باقي املصنفات املائلة.
-املصنفات الفنية من أنواعها املصنفات املسرحية ،املصنفات املوسيقية ،املصنفات السينمائية أو املصنفات السمعية البصرية ،مصنفات الفنون التشكيلية.
ب -المصنفات المشتقة :يقصد هبا تلك املصنفات اليت يتم إيداعها استنادا إىل مصنفات سابقة وتظهر أصالة املصنف املشتق إما يف الرتكيب أو التعبري أو
يف كليهما معا من أنواعها
املصنفات املرتمجة :يقصد هبا نقل حمتوى املصنف األصلي بدقة وبنفس أسلوبه إىل لغة أخرى من لغات العامل -
املصنفات املقتبسة :يقصد باإلقتباس هو املصنف املأخوذ من إنتاج أصلي لنقله إىل نوع آخر من املصنفات كتحويل قصة أو رواية إىل مسرحية أو فيلم. -
التعديالت املوسيقة و التجويق :يقصد هبا تكييف مصنف موسيقي آلالت موسيقية. -
باقي التحويرات األصلية:يقصد هبا التغيريات إىل أن يتم إدخاهلا على مصنفات أصلية فتتحول إىل مصنفات مشتقة وهي أشكال متعددة. -
اجملموعات واملختارات من املصنفات :يقصد هبا املصنفات اليت تنجز عن طريق اختيار وترتيب املواد. -
مصنفات الرتاث الثقايف التقليدي :و هو ما كان متعارف عليه بالفلكلور. -
ثالثا المؤلف
-1المؤلف شخص واحد :املؤلف هو ذاك الشخص الذي أبدع املصنف وهو املالك األصلي حلقوق املؤلف ويشرتط عليه القانون .
أ -اسم المؤلف :تنص املادة 13من األمر " 00/01يعترب مالك حقوق املؤلف ...الشخص الطبيعي أو املعنوي الذي يصرح باملصنف بامسه أو يضعه
بطريقة مشروعة يف متناول اجلمهور أو يقدم تصرحيا بامسه لدى الديوان الوطين حلقوق املؤلف "...وأنواعه .
-حالة المؤلف مجهول االسم :تتعلق هذه احلالة باملؤلف الذي ينشر املصنف دون الكشف عن امسه.
-حالة االسم المستعار :فهو اسم خمتلف عن اسم املؤلف أي أنه اسم ومهي خيتاره مؤلف من أجل ينسبه مصنفه إليه دون الكشف عن هويته احلقيقة
-حالة المصنف المجهول الهوية :تكون يف هذه احلالة هوية املؤلف غري معروفة أو يتعذر معرفتها ألسباب موضوعية
ب -المؤلف الموظف :هو ذلك الشخص الذي يبدع مصنفا مقابل مرتب واملبدأ العام أن حقوق املؤلف الواردة على أعمال ذهنية ينجزها موظفون يف إطار
تنفيذ مرفق عام تعود للدولة بصفة أصلية.
-2المصنفات المنجزة من عدة أشخاص
أ -المصنف الجماعي :هو ذلك املصنف الذي يشارك يف إجنازه عدة أشخاص مببادرة شخص طبيعي أو معنوي يتوىل اإلشراف عليه ويقوم بنشره بامسه.
ب -المصنف المركب:هو ذلك املصنف الذي يدمج فيه باإلدراج أو التقريب أو التحوير الفكري مصنف أو عناصر مصنفات أصلية دون مشاركة مؤلف
املصنف األصلي أو عناصر املصنف املدرجة فيه.
ج -المصنف المنجز في إطار عالقة عمل :عقد العمل هو الذي يتعهد فيه أحد املتعاقدين بأن يعمل يف خدمة املتعاقد اآلخر وحتت إدارته أو إشرافه
مقابل أجر يتعهد به املتعاقد اآلخر
د -المصنف المنجز في إطار عقود مقاولة :املقاولة عقد يتعهد مبقتضاه أحد املتعاقدين أن يصنع شيئا و أن يؤدي عمال مقابل أجر يتعهد به املتعاقد
اآلخر.
رابعا :أنواع الحقوق المجاورة
-1الفنان المؤدي أو العازف :يعترب فنانا مؤديا ألعمال فنية أو عازفا املمثل واملغين ،املوسيقى ،الراقص وأي شخص آخر ميارس التمثيل أو الغناء أو
اإلنشاد أو العزف أو التالوة أو يقوم بأي شكل من األشكال بأدوار مصنفات فكرية أو مصنفات من الرتاث الثقايف التقليدي.
03
أخالقيات المهنة والملكية الفكرية
-2منتجي التسجيالت الصوتية :منتج التسجيل الصويت هو الشخص الطبيعي أو املعنوي الذي يثبت ألول مرة على أساس مبادرته وحتت مسؤوليته
األصوات الناجتة عن التمثيل وأصوات أخرى.
-1هيئات البث السمعي أو السمعي البصري :وفقا للمادة 111من األمر 00/01فإن هيئة البث السمعي والسمعي البصري هي كل كيان يبث
بكل أسلوب من أساليب النقل الالسلكي لإلشارات اليت حتمل أصواتا أو صورا و أصواتا يوزعها بواسطة سلك أو ليف بصري أو أي كابل آخر
بغرض استقبال الربامج املبثة إىل اجلمهور.
خامسا :مضمون حقوق المؤلف
وتناوهلا املشرع اجلزائري حتت عنوان " احلقوق احملمية"
-1الحق المعنوي للمؤلف:ويعترب من احلقوق املالزمة للشخصية أو احلريات العامة ،حيث منح املشرع سلطات وصالحيات واسعة للمؤلف وميزه
ببعض اخلصائص وهي كالتايل
احلق املعنوي حق مرتبط بالشخص -
احلق املعنوي حق دائم -
احلق املعوي غري قابل للتصرف فيه -
احلق املعنوي غري قابل للتقادم -
احلق املعنوي غري قابل للحجز عليه -
احلق املعنوي غري قابل للتخلي عنه -
-2الحق المالي للمؤلف :قصد به استغالل املؤلف ملصنفه بأي شكل من األشكال واحلصول على عائد مايل منه ون
-3خصائص الحق المالي للمؤلف
-احتكار احلقوق املالية -قابلية احلقوق املادية للمتصرف
-طابع العاملية -الطابع املؤقت للحق املايل
-انتقال احلق املايل للورثة
-4أنواع الحق المالي للمؤلف
-احلق يف نقل اإلنتاج
-حق عرض اإلنتاج على اجلمهور
-حق التتبع
04