You are on page 1of 33

‫األطر المختصة – المختصون التربويون (الحراسة التربوية والتوثيق) – دورة دجنبـر ‪2023‬‬

‫مجزوءة أخالقيات المهنة‬


‫عرض حول ‪ :‬مصادر أخالقيات مهنة التدريس والمبادئ الموجهة لها‬
‫من إعداد‪:‬‬
‫تحت اشراف الدكتور ‪:‬‬ ‫امينة لطرش‬
‫ليلى لصفر‬
‫ابراهيم امغار‬ ‫اميمة الصبان‬
‫حليمة الهينا‬
‫اميمة صدقي‬
‫بوشرة النفاسي‬
‫خولة التهيم‬
‫سعاد الورضي‬
‫تقديم‬
‫تعد أخالقيات المهنة من أساسيات النجاح‪ ،‬ألنها تعكس ثقة اإلدارات‬
‫بمواردها البشرية‪ ،‬وأجهزتها التنظيمية ‪,‬لذا فالتحلي باألخالق المهنية يساهم في‬
‫تحسين أداء العاملين داخل المؤسسات وتقوية العالقات بينهم ‪,‬وكذا تقوية التالحم‬
‫االجتماعي‪ ,‬وتحسين رفاهية المجتمع من الخدمات التي تقدمها الوزارات‬
‫والهيئات ‪,‬والسلطات الحكومية من خالل مرافقها العامة ‪ ,‬كما يبرز مدى االهتمام‬
‫الذي يوليه الموظفون لاللتزام بمبادئ هذه القيم األخالقية والحضارية النابعة من‬
‫الشرائع السماوية للمجتمعات ‪ ,‬من خالل التقاسم الثقافي والفكري للقيم اإلنسانية‪،‬‬
‫أو من خالل ماراكمه من تجارب للقيم المهنية السائدة ‪.‬‬
‫ففاعلية االنسان وكفاءته مرتبطان ‪ ,‬بايمانه العميق واقتناعه بهذه المثل جمعيا‬
‫‪،‬حيث أن عدم االلتزام بها سوف يؤثر بشكل مباشر وسلبي‪ ,‬على سمعة‬
‫وسيرالمؤسسات ‪ ,‬وبالتالي فشل المنظومات ‪,‬والسياسات التعليمية‬
‫تتجلى أهمية دراسة موضوع أخالقيات المهنة في تعزيز الممارسات األخالقية التي‬
‫ينبغي أن تنعكس بشكل أكثر إيجابية في المجال المهني عامة ‪ ,‬وفي العالقات التربوية خاصة‬
‫بين مختلف مكونات الوسط المدرسي ‪,‬وتكوين لدى المدرس اتجاهات إيجابية نحو المهنة ‪,‬‬
‫إذ تبصره بالتزاماته األخالقية‪ ,‬وتوعيته بأبعاد الرسالة التعليمية التي يتحملها تجاه الفرد‬
‫والمجتمع ‪ ,‬كما تنظم عالقاته االدارية االجتماعية ‪ ,‬وتدربه على أساليب التواصل التعامل‬
‫االئق مع مختلف مكونات المجتمع ‪,‬هذا فضال عن معرفته لقواعد االنضباط األخالقية ‪,‬‬
‫والتحلي بالضمير المهني واالبتعاد عن الشبهات‪ ,‬من أجل تنمية روح التواصل والتعاون‬
‫واالحترام المتبادل بين مختلف الفرقاء ‪,‬وكذا تحقيق الوعي بأهمية البعد القيمي األخالقي‬
‫في مجال التربية والتكوين‪.‬‬
‫كيف ساهمت مصادر أخالقيات المهنة والمبادئ الموجهة لها في تجويدعمل‬
‫الموظفين داخل منظومة التربية والتكوين ؟‬
‫لمعالجة هاته االشكالية نطرح التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪.1‬ماهي أهم مصادر أخالقيات المهنة ؟‬
‫‪.2‬ماهي المبادئ القيمية الموجهة ألخالقيات المهنة؟‬
‫محاور العرض‬

‫المبادئ القيمية‬
‫مصادر أخالقيات‬
‫الموجهة ألخالقيات‬
‫المهنة‬ ‫المهنة‬
‫مصادر اخالقيات المهنة‬

‫هناك مجموعة من المصادر التي تعتبر االساس الذي تنطلق منه اخالقيات‬
‫المهن كافة في بلورة اخالقياتها ‪,‬والتي تعكس واقع المجتمع في شتى‬
‫ميادينه ‪,‬ويرى الباحثون ان هناك اربعة مصادر ألخالقيات المهنية وهي ‪:‬‬
‫‪ .1‬المصدر الديني او العقائدي‬
‫‪ .2‬العادات والتقاليد االجتماعية والقيم األخالقية‬
‫‪ .3‬األنظمة والقوانين والتشريعات‬
‫‪ .4‬الثقافة‬
‫المصدر الديني او العقائدي‬
‫تعد األديان السماوية أهم مصدر من مصادر األخالقيات فتمثل األخالقيات‬
‫للفرد صفة اسياسية في بناء اي مجتمع ‪ ,‬وقاعدة اساسية تقوم عليها الحياة ‪,‬فلو‬
‫اطلعنا على المجتمعات الغربية القديمة والمعاصرة لوجدانها تمجد فالسفتها‬
‫وثقافتها ‪,‬وتخلد أخالقهم وأقوالهم وحكمهم ‪,‬ونحن المسلمين قد سبقانهم بهذا وكنا‬
‫افضل منهم بمراحل ‪,‬فإن اإلسالم دين الحق ودين خلق ‪,‬حيث لم يقم بترك اي‬
‫شيء ينفع األمة واحترامها اإل وقدمه لنا وقام بشرحه شرحا مفصال ‪,‬فلو بحثنا‬
‫في كتاب هللا تعالى وسنة نبيه محمد صلى هللا عليه وسلم لوجدنا فيها االالف‬
‫من النمادج األخالقية التي يجب ان يقتدي بها كل مسلم‬
‫فقال صلى هللا عليه وسلم في وصفه هلل عز وجل «إن هللا جواد يحب الجود‬
‫‪,‬ويحب معالي األخالق ‪,‬ويكره سفسافها « ‪.‬‬
‫العادات والتقاليد االجتماعية والقيم األخالقية‬

‫في الحديث عن العادات والتقاليد ‪,‬نجد هناك خلطا واضحا في المفاهيم على‬
‫نحو قد يبدو فيه اللفظين مشتركين لمعنى واحد وهو األمر المنافي للحقيقة على‬
‫الرغم من ارتباطهما الوثيق دوما ‪,‬وفي مجاالت الحياة ‪,‬فال نكاد نذكر اللفظ‬
‫األخر ‪,‬فالعادات هي اعراف يتوارثها األجيال لتصبح جزءا من عقيدتهم ‪,‬‬
‫وتستمر مادامت تتعلق بالمعتقدات على أنها موروث ثقافي‪ ,‬فهي تعبير عن‬
‫معتقد معين ‪ ,‬أما التقاليد فهي مجموعة من قواعد السلوك التي تنتج عن إتفاق‬
‫مجموعة من األشخاص وتستمد قوتها من المجتمع‪ ,‬وتدل على األفعال الماضية‬
‫القديمة والحكم المتراكمة التي مر بها المجتمع ويتناقلها الخلف عن السلف جيال‬
‫بعد جيل وهي عادات اجتماعية استمرت فترات طويلة حتى أصبحت تقليدا‪,‬‬
‫ويتم إقتباسها من الماضي إلى الحاضر ثم إلى المستقبل ‪ ,‬فهي بمثابة نظام داخلي‬
‫لمجتمع معين ‪.‬‬
‫األنظمة والتشريعات والقوانين‬

‫تعد التشريعات والقوانين واألنظمة من المصادر األخالقية التي تهدف الى تصويب اإلختالالت وبناء‬
‫أخالقيات مهنية من أجل ارساء ادارة حديثة ومسؤولة ومواطنة و ضبظ السلوك المهني الشخصي الذي يجب أن‬
‫يتحلى به المؤتمنون على المؤسسات التعليمية إضافة الى ضمان التوازن بين األحكام األخالقية وضرورة المحافظة‬
‫على حقوق الموظفين والعاملين بها وأيضا ازالة الطابع التسلطي الذي يمكن ان يتصف به بعض األطر اإلدارية ومن‬
‫بين هاته النصوص‬
‫دستور المملكة المغربية في بابه العاشر من خالل تنصيصه على دور المجلس األعلى للحسابات في رصد‬
‫وتتبع اإلختالالت ‪ ,‬وكذلك الباب الثاني عشر الذي ينص على الحكامة الجيدة والتي لتحقيقها البد من تخليق الحياة‬
‫العامة السيما المؤسسات التعليمية بكافة أطرها من خالل المساواة بين المواطنين والمواطنات و تكريس‬
‫الديموقراطية عبر الجودة في تقديم الخدمات والشفافية والنزاهة و تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة‬
‫الميثاق الوطني للتربية والتكوين في القسم األول المتعلق المبادئ األساسية والذي قضى باهتداء نظام التربية‬
‫والتكوين بمبادئ العقيدة اإلسالمية وقيمها الرامية لتكوين مواطن متصف باالستقامة والصالح المتسم باالعتدال‬
‫والتسامح كما حث ايضا على حقوق وواجبات االفراد والجاعات وعلى احترامها‬
‫نص ميثاق حسن سلوك الموظف العمومي الذي صدر بموجب المذكرة الوزارية رقم ‪ 46‬بتاريخ ‪ 26‬مايو ‪2004‬‬
‫الذي جاء من أجل حفز الموظفين العموميين لتخليق الحياة اإلدارية واإلنظباط لقواعد األخالق المهنية وتدعيم‬
‫الشفافية وضبط العالقة بين الموظفين العموميين والمواطنين‬
‫منشور رقم ‪ 04-2‬الصادر عن وزارة تحديث اإلقتطاعات حول ميثاق حسن سلوك الموظف العمومي الذي جاء‬
‫لدعوة المصالح العتماد مضامينه المبنية على أهمية المعطى األخالقي ودوره في االلتزام واإلنضباط والتوافق بين‬
‫الموظفين بقواعد األخالقيات المهنية‬
‫المذكرة ‪: 804/22‬اكدت على أن الموظف العمومي يعتبر ممثًال للمرفق العمومي العامل به مما يجعله في إحتكاك‬
‫وعالقة مباشرة مع المواطنين وهو ما يستلزم تمثيل اإلدارة تمثيال الئقا ‪،‬كما نصت على أن حضور بعض الموظفين‬
‫والموظفات لمقرات عملهم بلباس غير الئق مع المرفق العمومي‪ ،‬يعد سلوًك ا مرفوضًا وغير مقبول‪ ،‬و ال يعكس ما‬
‫يجب أن يكون عليه ممثل المرفق العمومي‪.‬‬
‫المذكرة ‪ 93-17‬بشأن العناية بالهندام التي نصت على ضرورة العناية بالهندام اذ يعتبر من العناصر الهامة التي‬
‫تساهم في تعزيز المكانة اإلعتبارية لحاملي رسالة التربية والتكوين وترسيخ مكانة المنظومة التربوية كما انه فيه‬
‫تعبير عن مدى تقدير الموظف واعتزازه بإنتمائه لها‬
‫المذكرة ‪ 132-19‬بشأن تعزيز التسامح والسلوك المدني والمواطنة والوقاية من السلوكات المشينة بالوسط‬
‫المدرسي والتي جاءت في إطار تنزيل الرؤية اإلستراتيجية ‪ 2030-2015‬خاصة الرافعة ‪ 18‬المتعلقة بترسيخ‬
‫مجتمع المواطنة والديموقراطية والمساواة‬
‫المذكرة ‪ 14-55‬بشأن المشاركة التربوية في فعاليات المنتدى العالمي حول حقوق اإلنسان التي جاءت في إطار‬
‫تخليق الحياة المدرسية عن طريق ما راكمه المغرب من مكتسبات في مسار النهوض بحقوق اإلنسان وبالتربية‬
‫على قيمها الثقافية وتعزيز مسار ادماج ثقافة حقوق االنسان بالمنظومة التربوية سواء بالمناهج الدراسية او على‬
‫مستوى أنشطة الحياة المدرسية‬
‫النظام الداخلي النموذجي لمؤسسات التربية والتعليم العمومي ‪ :‬الذي نص بدوره على ضرورة التحلي بروح‬
‫االنضباط واحترام أوقات العمل وعدم التغيب غير المشروع عن العمل دون مبرر قانوني‬
‫مرسوم رقم ‪ 2.24.140‬في شأن النظام األساسي الخاص بموظفي الوزارة المكلفة بالتربية الوطنية‬
‫الذي نص في المادة ‪ 8‬على انه تضع الوزارة المكلفة بالتربية الوطنية ميثاقا ألخالقيات المهنة يحدد على‬
‫الخصوص المبادئ والمرتكزات وقواعد السلوك المهني يتعين على الموظفين التقيد بها‬
‫الثقافة‬

‫تتمثل الثقافة في مجموعة من العوامل االجتماعية والقيم المعنوية‬


‫اي كل ما يسود في المجتمع من افكار وتصورات وقيم أخالقية وعادات‬
‫اجتماعية وطقوس يومية وخبرات يكتسبها الموظف من بيئته باعتباره‬
‫فردا في المجتمع و تساهم الثقافة في تعزيز التزام األفراد بأمور تتجاوز‬
‫المصلحة الشخصية ‪،‬فوجود ثقافة قوية في المؤسسة التعليمية يساعد‬
‫على التكامل الداخلي ألن الموظفين يكون لديهم نفس المبادئ عن أسلوب‬
‫التعامل وما هو مقبول وما هو مرفوض‪ ،‬كذلك فإن الثقافة القوية تساعد‬
‫في التفاعل الخارجي بحيث تكون كل االطر التربوية في المؤسسة على‬
‫علم بأسلوبها في تحقيق أهدافها والتعامل مع المتغيرات الخارجية‪ .‬فهي‬
‫لها دور كبير في ترسيخ قيم الوالء واالنتماء والوفاء واالنظباط‬
‫واالحترام والصدق التي من الضروري التحلي بها في الحياة المهنية‪.‬‬
‫المبادئ القيمية الموجهة ألخالقيات مهنة‬
‫التدريس‬

‫تنبثق أخالقيات مهنة التدريس من مبادئ وأسس عديدة يمكن اإلشارة اليها بما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬االلتزام بتقديم الخدمة والتحفظ‬
‫‪ ‬االلتزام بمقتضيات الشرف واألمانة والصدق‬
‫‪ ‬المشاركة في تنفيذ وتنزيل السياسة التعليمية‬
‫‪ ‬تقدير االنتماء الى منظومة التربية والتعليم‬
‫‪ ‬الفطنة والعدالة والنزاهة‬
‫‪ ‬التفاني في أداء الواجب وحس المسؤولية‬
‫‪ ‬االنفتاح والتسامح‬
‫‪ ‬العمل تبعا للضمير والمواطنة‬
‫االلتزام بتقديم الخدمة والتحفظ‬

‫عندما نتحدث عن التزامات المدرس ‪ ،‬فإننا غالبا ما نركز على التزامه بتقديم‬
‫الخدمة سواء كانت خدمة تربوية و خدمة تعليمية تجاه المتعلمين بالدرجة‬
‫األولى‪ ،‬وهنا سنتحدث عن المدرس داخل الفصل الدراسي وما يسبقه من تهييئ‬
‫وتحضير وما يتبعه من تقييم وتصحيح وما يتطلبه ذلك من معارف ومهارات‪،‬‬
‫وذلك بتنويع البيداغوجية لبلوغ تحقيق الكفايات المنشودة‪ ،‬باإلضافة إلى تحفيز‬
‫التالميذ لالنخراط في أنشطة التعلم والتعليم وكذلك القيام بدور المسهل والمنشط‬
‫والموجه والمحفز لتعلمات التالميذ وتشخيص الثغرات وعوائق التعلمات‬
‫وتقديم الدعم المالئم‪.‬‬
‫بالنسبة للخدمات التربوية فتتجلي في األنشطة التي يقوم بها المدرس بتعاون مع‬
‫باقي االطر وذلك بانفتاح المؤسسة على محيطها االجتماعي والثقافي‬
‫واالقتصادي‪.‬‬
‫وينبغي كذلك على المدرس أن يلتزم بالتحفظ بمعنى أن يؤدي عمله بإخالص‬
‫وتفاني‪ ،‬وأن ال ينشر أيضا أفكار خارجة عن الدرس أو المنهاج الدراسي‪.‬‬
‫االلتزام بمقتضيات الشرف واألمانة والصدق‬
‫فاألستاذ هو صاحب رسالة ودوره محوري ومهم ومؤثر في التلميذ والمدرسة‬
‫والمجتمع ككل‪ ،‬لذلك يجب عليه أن يلتزم بمقتضيات الشرف واألمانة والصدق‪.‬‬
‫فبالنسبة للشرف يشير هذا المصطلح إلى األخالق العالية في التصرف والسلوك‬
‫ويتضمن االلتزام بالقيم األخالقية والمعايير السامية في التعامل مع األخرين لذلك‬
‫ينبغي على المدرس أن يبتعد عن كل األمور التي تخل بشرف المهنة ‪.‬‬
‫أما فيما يخص األمانة فتقتضي من المدرس صيانة كل ماينبغي عليه صيانته من‬
‫حقوق وواجبات وأشياء مادية أو معنوية‪ ،‬سواء أكانت تجاه هللا تعالي أم تجاه‬
‫الناس الذين يتعامل معهم‪ ،‬من إدارة أو متعلمين أو أولياء األمور‪ ،‬لقوله تعالى «‬
‫ياأيها الذين آمنو ال تخونوا هللا والرسول وتخونوا امانتكم وأنتم تعلمون»‬
‫‪ -‬فأمانته تجاه اإلدارة تلزمه بالسر المهني لجميع األعمال التي تنجز داخل‬
‫المؤسسة سواء أكانت أعماال او وثائق او تصرفات أو قرارات‪.‬‬
‫‪ -‬وأما أمانته تجاه المتعلمين فتكمن باألساس في الحرص على تعليمهم كل ما‬
‫ينفعهم في حياتهم العامة‪.‬‬
‫كما ينبغي عليه أيضا أن يتحلى بالصدق بمعنى أن يكون صادق فيما يقوله وفيما‬
‫يدعو إليه ألن منزلته منزلة القدوة التي يتأسى بها‪.‬‬
‫المشاركة في تنفيذ وتنزيل السياسة التعليمية و أهدافها‬

‫تعد السياسة التعليمية جزء أساسي من السياسة العامة‬


‫ألي دولة حيث تؤثر فيها و تتأثر بها ‪،‬وتعني تحديد‬
‫االطار العام للمراحل التعليمية واالهداف التي تتعلق‬
‫بكل مرحلة ‪ ،‬و الخطط والقوانين و القواعد والبرامج‬
‫التي تسير العملية التعليمية‬
‫اذن فالسياسة التعليمية تدل على مجموعة المبادئ التي‬
‫ينهض التعليم باالعتماد عليها ‪،‬كما تحدد فلسفته و‬
‫‪ .‬اطاره و أهدافه و نظمه‬
‫ويلعب المدرس دورا مهما في تنفيذ السياسية التعليمية‬
‫من خالل التربية االفراد وتنمية مهاراتهم و زيادة‬
‫‪ .‬كفاءاتهم ‪ ،‬وتهذيب سلوكهم وممارساتهم‬
‫أهداف السياسة التعليمية‬

‫تحقيق الخلق القرآني في المسلم ‪،‬والتأكيد على الضوابط الخلقية‬


‫الستعمال المعرفة ‪.‬‬
‫تزويد المتعلم بالقدر المناسب من المعلومات الثقافية والخبرات المختلفة‬
‫التي تجعل منه عضوا عامال في المجتمع ‪،‬‬
‫رفع مستوى الصحة النفسية إلحالل السكينة في نفس المتعلم ‪،‬وتهيئة الجو‬
‫المدرسي المناسب ‪.‬‬
‫تنمية الفكر الرياضي والمهارات الحسابية ‪،‬والتدريب على استعمال لغة‬
‫األرقام ‪.‬‬
‫تنمية القدرة اللغوية بشتى الوسائل ‪.‬‬
‫اكتساب المتعلم المهارات الحركية التي تستند إلى القواعد إلى القواعد‬
‫الرياضية لبناء الجسم السليم ‪.‬‬
‫تقدير االنتماء على منظومة التربية والتكوين‬

‫تعتبر مهنة التعليم رسالة خاصة توجب على كافة المدرسين االنتماء إليها‬
‫إخالصا في العمل وصدق مع النفس و المجتمع وحفاظا على المال العام ‪ ،‬لذا‬
‫يتوقع من العاملين في الحقل التربوي أن يؤمنوا بأهمية اإللتزام بهذه الرسالة‬
‫التي تقوم على تربية األجيال وتعليمها بما يتالئم منظومة القيم واألخالق التي‬
‫تميز مجتمعنا بهويته و أصالته و وطنيته ‪ .‬وتعتبر أول االلتزامات المدرس أن‬
‫يكون جديرا بالقيام بمهنة التربية والتكوين ‪،‬كفءا ووعيا بإلتزامه ‪ ،‬مقدرا‬
‫لعظمة األمانة المؤتمن عليها ‪ ،‬منتميا للمهنة ‪.‬‬
‫الفطنة والنزاهة والعدالة‬

‫يتعين على المدرسين أن يتحلو بالفطنة و النزاهة والعدالة‪:‬‬


‫الفطنة‪ :‬تشير إلى االدراك و العمليات العقلية و العقالنية المكتسبة عبر المدخالت الخارجية ال الداخلية‬
‫ويشارإلى الشخص الذي يستخدم الذكاء و التفكير النقدي أو التحليلي في أي من القدرات المهنية أو الشخصية‬
‫على أنه شخص فطين ‪ ،‬ولتحسين مستوى الفطنة لدى المدرس يجب اتباع الخطوات التالية‪:‬‬
‫تطوير المعرفة‬ ‫‪‬‬

‫التحليل العميق‬ ‫‪‬‬

‫التدريب العقلي‬ ‫‪‬‬

‫التعامل مع المواقف الصعبة‬ ‫‪‬‬

‫التواصل الفعال‬ ‫‪‬‬

‫االهتمام بالصحة العقلية‬ ‫‪‬‬


‫النزاهة ‪ :‬ورد في قاموس المحيط ‪ ،‬نزه الرجل ‪ :‬تباعد عن كل مكروه ‪ ،‬فهو‬
‫نزيه ‪ ،‬وفي لسان العرب النزيه ‪ :‬عفيف النفس ‪ ،‬و في اصطالح بأنها اكتساب‬
‫المال من غير مهانة ‪ ،‬وال ظلم ‪ ،‬وإنفاقه في المصاريف الحميدة ‪ .‬ويمكن القول‬
‫بأنها التزام راسخ بالمبادئ االخالقية السليمة المتكاملة غير القابلة للتجزؤ‪ ،‬و‬
‫النزاهة مصدر احترام المدرس حيثما وجدت وجد االحترام ‪ ،‬وحيثما فقدت فقد‬
‫االحترام‪.‬‬
‫وبالتالي فالنزاهة تشير على أنها االستقامة والصدق في التعامل مع المعلومات و‬
‫األموال بنية حسنة تعبر عن استخدام السلوك األخالقي في اتحاد القرارات وتحقيق‬
‫األهداف ‪.‬‬
‫العدالة من االلتزامات التي تقع على عاتق المدرس اتصافه بالعدالة واالنصاف في‬
‫التعامل مع التالميذ أي ميدأ سواسية األفراد دون تمييز بسبب أصل أو جنس أو دين‬
‫أو لغة أو مركز اجتماعي في اكتساب الحقوق أو ممارستها ‪،‬فمن حق المتعلم أن‬
‫يعامل بعدل‪ ،‬والعدل يكون في توزيع أنشطة التعلم داخل الفصل بحيث ال ينال بعض‬
‫المتعلمين نصيبا أكبر من غيرهم دون مبرر‪ ،‬ويكون العدل أيضا في التقويم بحيث‬
‫يأخد كل متعلم ما يستحقه بدون محاباة لمتعلم معين ويكون العدل في كل التصرفات‬
‫التي تتعلق بالمتعلمين مثل أماكن الجلوس أو الحصول على التشجيع وكذلك في زجر‬
‫الغش وغيرها‪.‬‬
‫هو القدرة الشخص على قبول األخرين‬
‫والتعايش معهم رغم اختالف األراء‬
‫والتقافات و المعتقدات‪ ,‬و يعتبر التسامح مفهوم‬
‫أخالقيا هاما يساعد على بناء عالقات صحية و‬
‫التسامح و االنفتاح على األخرين‬
‫مستقرة بين االفراد و المجتمعات و عامال مهما‬
‫في تحقيق السالم و التعايش السلمي بين الناس‬
‫و يساعد التسامح واالنفتاح على األخرين بناء‬
‫هعالقات صحية و مثمرة مع أخرين و تعزيز‬
‫‪.‬التفاهم و التعاون بين الناس‬
‫يتجلى التسامح في تعامل المختص التربوي من خالل‪:‬‬

‫في قبول واحترام آراء وأفكار‬


‫الزمالء العمل و التعاون معهم‬ ‫في تقبل االختالفات بين التالميذ‬
‫وتقديرها‪ ،‬وفي تقديم الدعم والمساعدة‬
‫لتحقيق األهداف المشتركة تصب في‬ ‫بالنسبة اللذين يواجهون صعوبات تعليمية‬
‫مصلحة التلميذ وترتقي بالمؤسسة‬ ‫‪ .‬أو سلوكية أو غيرها‬
‫التعليمية وترفع من مردوديتها‬

‫في التعامل بلباقة واحترام‬ ‫في قدرته على تقديم‬


‫مع أولياء األمور‪ ،‬وفي‬ ‫النصائح واإلرشادات بشكل‬
‫االستماع إلى مخاوفهم‬ ‫موضوعي وبناء‪ ،‬دون‬
‫واهتماماتهم بصدر رحب‬ ‫االنحياز أو التحامل‬
‫التفاني في أداء الواجب يعني اإلخالص‬

‫والتفرغ للقيام بالمهام الموكلة إليك بكل جدية‬

‫واهتمام‪ ،‬بغض النظر عن صعوبتها أو مدى‬


‫التفاني في أداء الواجب و حس المسؤولية‬
‫تحقيق النجاح فيها‪ .‬أما حس المسؤولية فيعني‬

‫الشعور بااللتزام والواجب تجاه اآلخرين‬

‫والمجتمع‪ ،‬وتحمل المسؤولية عن أفعالك‬

‫‪.‬وقراراتك‬
‫عندما يجتمع التفاني في أداء الواجب مع حس المسؤولية‪ ،‬يمكنك أن تصبح‬

‫شخًص ا موثوًقا به ومحترًفا ناجًح ا‪ .‬فالتفاني يساعدك على تحقيق النجاح‬

‫والتميز في عملك‪ ،‬بينما حس المسؤولية يجعلك تتحمل العواقب وتتصرف‬

‫‪.‬بنية حسنة وأخالقية في كل موقف‬

‫لذا‪ ،‬يجب علينا جميًعا أن نسعى لتطوير هذه الصفتين وتعزيزهما في حياتنا‬

‫اليومية‪ ،‬لنكون أشخاًص ا مسؤولين وملتزمين بأعمالنا وواجباتنا تجاه‬

‫‪.‬اآلخرين والمجتمع بشكل عام‬


‫تعزيز الروح اإليجابية ‪2.‬‬

‫أهمية التفاني في‬


‫بناء عالقات جيدة‪3.‬‬ ‫العمل بالنسبة‬ ‫تحسين األداء‪1.‬‬
‫للمختص التربوي‬

‫تطوير الذات‪4.‬‬
‫العمل تبع للضمير والمواظبة‬

‫‪ ‬يعد مفهوم الضمير من القضايا األساسية ‪،‬التي نالت وال زالت تنال حيزا مهم من‬
‫جهود الفالسفة و االدباء و علماء االخالق‪ ،‬فهو من اكثر االلفاظ األخالقية تداوال‬
‫بين الناس ‪،‬فكثيرا مثال ما نسمع فالنا من الناس فاقدا للضمير ‪،‬او انه ذو ضمير‬
‫ميت ‪،‬او أن ضميره في إجازة‪،‬وفي المقابل يقال فالنا يتمتع بضمير حي ‪،‬مما يدل‬
‫على الدور البالغ الذي يلعبه الضمير في منظومة االخالق بشكل عام ‪،‬في توجيه‬
‫سلوك المرء و تقنينه‪.‬‬
‫و اذا ما بحثنا عن المدلول اللغوي للضمير ‪،‬فانه وعلى الرغم من اختالف علماء االخالق حول‬
‫تعريفه ‪،‬اال اننا نجد تعريفا اجمع عليه اكثرهم أنه‪:‬القدرة ‪،‬او الملكة ‪،‬أو الوازع‪،‬الذي يعين العقل‬
‫على التمييز بين الخير و الشر ‪،‬وانه صوت باطني ينبعث من أعماق االنسان ‪،‬مناصرا للخير‬
‫يرشده ويحثه عليه‪،‬و ينفره من سلوك طريق الشر ‪،‬وهو يعبر عن نفسه من خالل مشاعر التأنيب‬
‫والندم الذي ينتاب االنسان اذا ما ارتكب خطأ ما ‪،‬ومن خالل مشاعر السعادة التي تغمر االنسان‬
‫عندما ينجز عمال أخالقيا او إنسانيا ‪،‬او يتجنب عمال كان يمكن ان يسبب له نتائج سيئة‪.‬‬

‫اختلف علماء االخالق حول ما اذا كان الضمير غريزة فطرية يولد االنسان و هو مزود بها ‪،‬ودور‬
‫التربية و الوعي في صقله و تنميته ‪،‬أو انه مكتسب ينشأ وينمو بفعل التربية التي يتلقاها‬
‫االنسان‪،‬أي انه يتشكل على النحو الذي تقاس به المثل و القيم األخالقية التي يسير عليها المجتمع‬
‫الذي ينشأ فيه الفرد ‪،‬و أيا كان االمر فان االنسان اكثر استعدادا الن ينشأ و في أعماقه الوازع‬
‫األخالقي الباطني { الضمير} ‪،‬ويبقى للتربية األهمية البالغة و الدور الرئيس في تنشئته و توجيهه‪،‬‬

‫فالتربية اذن تلعب دورا هاما في تنشئة الفرد و في تشكيل شخصيته ‪ ،‬وتحديد اتجاهاته ‪.‬‬
‫ان االنسان عندما يشعر بالتأنييب و الندم ‪،‬نتيجة ارتكابه أي خطأ يحاول تجاهل هذه‬
‫المشاعر ‪،‬و لكنها تظل تالحقه و تشعره بالقلق‪،‬فذلك الذي يجعل من عمله وسيلة للكسب‬
‫غير المشروع ‪،‬وذلك الذي يمارس السرقة ‪،‬كالهما ال يشعران بالسعادة مهما اظهراها‬
‫تصنعا‪،‬كما هو الحال بالنسبة للذي ينجر وراء غرائزه الحيوانية ‪،‬ومع ذلك فان موقفا ما‬
‫من المواقف التي يواجهها االنسان‪،‬قد يحدث في ظرف معين انقالبا و تحوال جذريا في‬
‫أعماق االنسان ‪،‬و في سلوكه وحياته و عالقاته ‪،‬و قد يحدث ذلك فجأة‪،‬واذا ما تأملنا قليال‬
‫في السبب الحقيقي فسنجده نداء الضمير‪،‬والضمير ليس متماثال عند كل الناس ‪،‬فهو‬
‫يختلف من شخص الخر‪،‬واختالفه هذا يرجع الى ظروف النشأة و التربية ‪،‬و الى‬
‫التحصيل العلمي و الثقافي و الى البيئة االجتماعية ‪،‬و قبل ذلك الى الوازع الديني ّ‪،‬فكل‬
‫ذلك يكون له تأثير كبير على الضمير من حيث قوته و ضعفه ‪،‬بل أنه يختلف عند‬
‫الشخص نفسه من فترة الخرى ‪،‬اذ قد يقوى او يضعف وفقا للظروف الجديدة‬
‫العمل تبعا للمواظبة‬ ‫‪‬‬

‫فما دام االنسان اجتاز مرحلة البداية ‪،‬والتي هي اصعب المراحل ‪،‬فال يعقل أن يتوقف عن إتمام ما‬
‫بدأه بعد ذلك ‪،‬غير أنه قد يصاب االنسان بالسأم وفقدان الشغف والحماس ‪،‬فنتساءل ما ان كان ذلك‬
‫مصاحبا لنا قبل ان نبدأ العمل أم بعد مباشرته ‪،‬وبالتالي كثيرا ما نتوقف في منتصف الطريق ‪،‬وال‬
‫نمضي في طريقنا حتى نتم ما بدأناه ونحن قادرون على ذلك‪ ،‬فلو استطعنا التعامل مع هذه األمور‬
‫بشكل واع ومحكم لتمكنا من توفير الجهد والوقت بدل بعثرتهما وعدم االستفادة منهما ‪،‬فأي عمل‬
‫لكي يؤتي ثماره البد أن نداوم عليه الى ان ننتهي منه‪،‬وال يجني ثمار عمله اال من جد وثابر والجد‬
‫هو االجتهاد ‪،‬و المثابرة هي المواظبة و المداومة ‪ ،‬بمعنى أن أساس النجاح أمران اساسيان‬
‫|”السعي الجاد و المداومة "‬
‫خاتمة‬
‫من خالل كل مااستعرضناه ‪,‬يبرزبشكل جلي الدور األساسي الذي تضطلع به القيم‬
‫األخالقية في السياقات العامة داخل المجتمعات ‪ ,‬فهي المحدد لظهور قيم فرعية ناتجة‬
‫عنها ‪ ,‬كالقيم االنسانيىة التي تتقاسمها المجتمعات باختالف معتقداتها ‪ ,‬وكذا القيم المهنية‬
‫التي تحدد طبيعة الوظائف والمهن ‪.‬‬
‫هذه القيم تزداد رسوخا من خالل المبادئ الموجهة لها‪ ,‬مثل استحضار الضمير المهني‬
‫‪ ,‬ومبدأ االحترام واالنفتاح والتسامح الذي يتبغي أن يسود في سلوكات الموظفين والعاملين‬
‫داخل المرافق العمومية ‪ ,‬طلبا للحقوق وأداء الواجبات المهنية ‪ ,‬ومتى وغابت هاته المبادئ‬
‫‪ ,‬إال وأدى ذلك لضمور مبدأ التفاني وااستحضار االلتزام قبل اإللزام ‪ ,‬وظهور االختال الت‬
‫التي تؤدي للمسائلة القانونية والمهنية ‪.‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫‪ ‬أحمد أباش ‪" ,‬التشريع المدرسي وأخالقيات المهنة "‬


‫‪ ‬المعتصم باهلل هاني علي أبو الكاس ‪" ,‬أخالقيات المهنة ودورها في األداء الوظيفي للعاملين في‬
‫المنظمات غير الحكومية" رسالة لنيل شهادة الماستر‪,‬كلية جامعة األقصى ‪ ,‬فلسطين‪ ,‬سنة ‪. 2015‬‬

You might also like