Professional Documents
Culture Documents
المبادئ القيمية
مصادر أخالقيات
الموجهة ألخالقيات
المهنة المهنة
مصادر اخالقيات المهنة
هناك مجموعة من المصادر التي تعتبر االساس الذي تنطلق منه اخالقيات
المهن كافة في بلورة اخالقياتها ,والتي تعكس واقع المجتمع في شتى
ميادينه ,ويرى الباحثون ان هناك اربعة مصادر ألخالقيات المهنية وهي :
.1المصدر الديني او العقائدي
.2العادات والتقاليد االجتماعية والقيم األخالقية
.3األنظمة والقوانين والتشريعات
.4الثقافة
المصدر الديني او العقائدي
تعد األديان السماوية أهم مصدر من مصادر األخالقيات فتمثل األخالقيات
للفرد صفة اسياسية في بناء اي مجتمع ,وقاعدة اساسية تقوم عليها الحياة ,فلو
اطلعنا على المجتمعات الغربية القديمة والمعاصرة لوجدانها تمجد فالسفتها
وثقافتها ,وتخلد أخالقهم وأقوالهم وحكمهم ,ونحن المسلمين قد سبقانهم بهذا وكنا
افضل منهم بمراحل ,فإن اإلسالم دين الحق ودين خلق ,حيث لم يقم بترك اي
شيء ينفع األمة واحترامها اإل وقدمه لنا وقام بشرحه شرحا مفصال ,فلو بحثنا
في كتاب هللا تعالى وسنة نبيه محمد صلى هللا عليه وسلم لوجدنا فيها االالف
من النمادج األخالقية التي يجب ان يقتدي بها كل مسلم
فقال صلى هللا عليه وسلم في وصفه هلل عز وجل «إن هللا جواد يحب الجود
,ويحب معالي األخالق ,ويكره سفسافها « .
العادات والتقاليد االجتماعية والقيم األخالقية
في الحديث عن العادات والتقاليد ,نجد هناك خلطا واضحا في المفاهيم على
نحو قد يبدو فيه اللفظين مشتركين لمعنى واحد وهو األمر المنافي للحقيقة على
الرغم من ارتباطهما الوثيق دوما ,وفي مجاالت الحياة ,فال نكاد نذكر اللفظ
األخر ,فالعادات هي اعراف يتوارثها األجيال لتصبح جزءا من عقيدتهم ,
وتستمر مادامت تتعلق بالمعتقدات على أنها موروث ثقافي ,فهي تعبير عن
معتقد معين ,أما التقاليد فهي مجموعة من قواعد السلوك التي تنتج عن إتفاق
مجموعة من األشخاص وتستمد قوتها من المجتمع ,وتدل على األفعال الماضية
القديمة والحكم المتراكمة التي مر بها المجتمع ويتناقلها الخلف عن السلف جيال
بعد جيل وهي عادات اجتماعية استمرت فترات طويلة حتى أصبحت تقليدا,
ويتم إقتباسها من الماضي إلى الحاضر ثم إلى المستقبل ,فهي بمثابة نظام داخلي
لمجتمع معين .
األنظمة والتشريعات والقوانين
تعد التشريعات والقوانين واألنظمة من المصادر األخالقية التي تهدف الى تصويب اإلختالالت وبناء
أخالقيات مهنية من أجل ارساء ادارة حديثة ومسؤولة ومواطنة و ضبظ السلوك المهني الشخصي الذي يجب أن
يتحلى به المؤتمنون على المؤسسات التعليمية إضافة الى ضمان التوازن بين األحكام األخالقية وضرورة المحافظة
على حقوق الموظفين والعاملين بها وأيضا ازالة الطابع التسلطي الذي يمكن ان يتصف به بعض األطر اإلدارية ومن
بين هاته النصوص
دستور المملكة المغربية في بابه العاشر من خالل تنصيصه على دور المجلس األعلى للحسابات في رصد
وتتبع اإلختالالت ,وكذلك الباب الثاني عشر الذي ينص على الحكامة الجيدة والتي لتحقيقها البد من تخليق الحياة
العامة السيما المؤسسات التعليمية بكافة أطرها من خالل المساواة بين المواطنين والمواطنات و تكريس
الديموقراطية عبر الجودة في تقديم الخدمات والشفافية والنزاهة و تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة
الميثاق الوطني للتربية والتكوين في القسم األول المتعلق المبادئ األساسية والذي قضى باهتداء نظام التربية
والتكوين بمبادئ العقيدة اإلسالمية وقيمها الرامية لتكوين مواطن متصف باالستقامة والصالح المتسم باالعتدال
والتسامح كما حث ايضا على حقوق وواجبات االفراد والجاعات وعلى احترامها
نص ميثاق حسن سلوك الموظف العمومي الذي صدر بموجب المذكرة الوزارية رقم 46بتاريخ 26مايو 2004
الذي جاء من أجل حفز الموظفين العموميين لتخليق الحياة اإلدارية واإلنظباط لقواعد األخالق المهنية وتدعيم
الشفافية وضبط العالقة بين الموظفين العموميين والمواطنين
منشور رقم 04-2الصادر عن وزارة تحديث اإلقتطاعات حول ميثاق حسن سلوك الموظف العمومي الذي جاء
لدعوة المصالح العتماد مضامينه المبنية على أهمية المعطى األخالقي ودوره في االلتزام واإلنضباط والتوافق بين
الموظفين بقواعد األخالقيات المهنية
المذكرة : 804/22اكدت على أن الموظف العمومي يعتبر ممثًال للمرفق العمومي العامل به مما يجعله في إحتكاك
وعالقة مباشرة مع المواطنين وهو ما يستلزم تمثيل اإلدارة تمثيال الئقا ،كما نصت على أن حضور بعض الموظفين
والموظفات لمقرات عملهم بلباس غير الئق مع المرفق العمومي ،يعد سلوًك ا مرفوضًا وغير مقبول ،و ال يعكس ما
يجب أن يكون عليه ممثل المرفق العمومي.
المذكرة 93-17بشأن العناية بالهندام التي نصت على ضرورة العناية بالهندام اذ يعتبر من العناصر الهامة التي
تساهم في تعزيز المكانة اإلعتبارية لحاملي رسالة التربية والتكوين وترسيخ مكانة المنظومة التربوية كما انه فيه
تعبير عن مدى تقدير الموظف واعتزازه بإنتمائه لها
المذكرة 132-19بشأن تعزيز التسامح والسلوك المدني والمواطنة والوقاية من السلوكات المشينة بالوسط
المدرسي والتي جاءت في إطار تنزيل الرؤية اإلستراتيجية 2030-2015خاصة الرافعة 18المتعلقة بترسيخ
مجتمع المواطنة والديموقراطية والمساواة
المذكرة 14-55بشأن المشاركة التربوية في فعاليات المنتدى العالمي حول حقوق اإلنسان التي جاءت في إطار
تخليق الحياة المدرسية عن طريق ما راكمه المغرب من مكتسبات في مسار النهوض بحقوق اإلنسان وبالتربية
على قيمها الثقافية وتعزيز مسار ادماج ثقافة حقوق االنسان بالمنظومة التربوية سواء بالمناهج الدراسية او على
مستوى أنشطة الحياة المدرسية
النظام الداخلي النموذجي لمؤسسات التربية والتعليم العمومي :الذي نص بدوره على ضرورة التحلي بروح
االنضباط واحترام أوقات العمل وعدم التغيب غير المشروع عن العمل دون مبرر قانوني
مرسوم رقم 2.24.140في شأن النظام األساسي الخاص بموظفي الوزارة المكلفة بالتربية الوطنية
الذي نص في المادة 8على انه تضع الوزارة المكلفة بالتربية الوطنية ميثاقا ألخالقيات المهنة يحدد على
الخصوص المبادئ والمرتكزات وقواعد السلوك المهني يتعين على الموظفين التقيد بها
الثقافة
تنبثق أخالقيات مهنة التدريس من مبادئ وأسس عديدة يمكن اإلشارة اليها بما يأتي:
االلتزام بتقديم الخدمة والتحفظ
االلتزام بمقتضيات الشرف واألمانة والصدق
المشاركة في تنفيذ وتنزيل السياسة التعليمية
تقدير االنتماء الى منظومة التربية والتعليم
الفطنة والعدالة والنزاهة
التفاني في أداء الواجب وحس المسؤولية
االنفتاح والتسامح
العمل تبعا للضمير والمواطنة
االلتزام بتقديم الخدمة والتحفظ
عندما نتحدث عن التزامات المدرس ،فإننا غالبا ما نركز على التزامه بتقديم
الخدمة سواء كانت خدمة تربوية و خدمة تعليمية تجاه المتعلمين بالدرجة
األولى ،وهنا سنتحدث عن المدرس داخل الفصل الدراسي وما يسبقه من تهييئ
وتحضير وما يتبعه من تقييم وتصحيح وما يتطلبه ذلك من معارف ومهارات،
وذلك بتنويع البيداغوجية لبلوغ تحقيق الكفايات المنشودة ،باإلضافة إلى تحفيز
التالميذ لالنخراط في أنشطة التعلم والتعليم وكذلك القيام بدور المسهل والمنشط
والموجه والمحفز لتعلمات التالميذ وتشخيص الثغرات وعوائق التعلمات
وتقديم الدعم المالئم.
بالنسبة للخدمات التربوية فتتجلي في األنشطة التي يقوم بها المدرس بتعاون مع
باقي االطر وذلك بانفتاح المؤسسة على محيطها االجتماعي والثقافي
واالقتصادي.
وينبغي كذلك على المدرس أن يلتزم بالتحفظ بمعنى أن يؤدي عمله بإخالص
وتفاني ،وأن ال ينشر أيضا أفكار خارجة عن الدرس أو المنهاج الدراسي.
االلتزام بمقتضيات الشرف واألمانة والصدق
فاألستاذ هو صاحب رسالة ودوره محوري ومهم ومؤثر في التلميذ والمدرسة
والمجتمع ككل ،لذلك يجب عليه أن يلتزم بمقتضيات الشرف واألمانة والصدق.
فبالنسبة للشرف يشير هذا المصطلح إلى األخالق العالية في التصرف والسلوك
ويتضمن االلتزام بالقيم األخالقية والمعايير السامية في التعامل مع األخرين لذلك
ينبغي على المدرس أن يبتعد عن كل األمور التي تخل بشرف المهنة .
أما فيما يخص األمانة فتقتضي من المدرس صيانة كل ماينبغي عليه صيانته من
حقوق وواجبات وأشياء مادية أو معنوية ،سواء أكانت تجاه هللا تعالي أم تجاه
الناس الذين يتعامل معهم ،من إدارة أو متعلمين أو أولياء األمور ،لقوله تعالى «
ياأيها الذين آمنو ال تخونوا هللا والرسول وتخونوا امانتكم وأنتم تعلمون»
-فأمانته تجاه اإلدارة تلزمه بالسر المهني لجميع األعمال التي تنجز داخل
المؤسسة سواء أكانت أعماال او وثائق او تصرفات أو قرارات.
-وأما أمانته تجاه المتعلمين فتكمن باألساس في الحرص على تعليمهم كل ما
ينفعهم في حياتهم العامة.
كما ينبغي عليه أيضا أن يتحلى بالصدق بمعنى أن يكون صادق فيما يقوله وفيما
يدعو إليه ألن منزلته منزلة القدوة التي يتأسى بها.
المشاركة في تنفيذ وتنزيل السياسة التعليمية و أهدافها
تعتبر مهنة التعليم رسالة خاصة توجب على كافة المدرسين االنتماء إليها
إخالصا في العمل وصدق مع النفس و المجتمع وحفاظا على المال العام ،لذا
يتوقع من العاملين في الحقل التربوي أن يؤمنوا بأهمية اإللتزام بهذه الرسالة
التي تقوم على تربية األجيال وتعليمها بما يتالئم منظومة القيم واألخالق التي
تميز مجتمعنا بهويته و أصالته و وطنيته .وتعتبر أول االلتزامات المدرس أن
يكون جديرا بالقيام بمهنة التربية والتكوين ،كفءا ووعيا بإلتزامه ،مقدرا
لعظمة األمانة المؤتمن عليها ،منتميا للمهنة .
الفطنة والنزاهة والعدالة
.وقراراتك
عندما يجتمع التفاني في أداء الواجب مع حس المسؤولية ،يمكنك أن تصبح
لذا ،يجب علينا جميًعا أن نسعى لتطوير هذه الصفتين وتعزيزهما في حياتنا
تطوير الذات4.
العمل تبع للضمير والمواظبة
يعد مفهوم الضمير من القضايا األساسية ،التي نالت وال زالت تنال حيزا مهم من
جهود الفالسفة و االدباء و علماء االخالق ،فهو من اكثر االلفاظ األخالقية تداوال
بين الناس ،فكثيرا مثال ما نسمع فالنا من الناس فاقدا للضمير ،او انه ذو ضمير
ميت ،او أن ضميره في إجازة،وفي المقابل يقال فالنا يتمتع بضمير حي ،مما يدل
على الدور البالغ الذي يلعبه الضمير في منظومة االخالق بشكل عام ،في توجيه
سلوك المرء و تقنينه.
و اذا ما بحثنا عن المدلول اللغوي للضمير ،فانه وعلى الرغم من اختالف علماء االخالق حول
تعريفه ،اال اننا نجد تعريفا اجمع عليه اكثرهم أنه:القدرة ،او الملكة ،أو الوازع،الذي يعين العقل
على التمييز بين الخير و الشر ،وانه صوت باطني ينبعث من أعماق االنسان ،مناصرا للخير
يرشده ويحثه عليه،و ينفره من سلوك طريق الشر ،وهو يعبر عن نفسه من خالل مشاعر التأنيب
والندم الذي ينتاب االنسان اذا ما ارتكب خطأ ما ،ومن خالل مشاعر السعادة التي تغمر االنسان
عندما ينجز عمال أخالقيا او إنسانيا ،او يتجنب عمال كان يمكن ان يسبب له نتائج سيئة.
اختلف علماء االخالق حول ما اذا كان الضمير غريزة فطرية يولد االنسان و هو مزود بها ،ودور
التربية و الوعي في صقله و تنميته ،أو انه مكتسب ينشأ وينمو بفعل التربية التي يتلقاها
االنسان،أي انه يتشكل على النحو الذي تقاس به المثل و القيم األخالقية التي يسير عليها المجتمع
الذي ينشأ فيه الفرد ،و أيا كان االمر فان االنسان اكثر استعدادا الن ينشأ و في أعماقه الوازع
األخالقي الباطني { الضمير} ،ويبقى للتربية األهمية البالغة و الدور الرئيس في تنشئته و توجيهه،
فالتربية اذن تلعب دورا هاما في تنشئة الفرد و في تشكيل شخصيته ،وتحديد اتجاهاته .
ان االنسان عندما يشعر بالتأنييب و الندم ،نتيجة ارتكابه أي خطأ يحاول تجاهل هذه
المشاعر ،و لكنها تظل تالحقه و تشعره بالقلق،فذلك الذي يجعل من عمله وسيلة للكسب
غير المشروع ،وذلك الذي يمارس السرقة ،كالهما ال يشعران بالسعادة مهما اظهراها
تصنعا،كما هو الحال بالنسبة للذي ينجر وراء غرائزه الحيوانية ،ومع ذلك فان موقفا ما
من المواقف التي يواجهها االنسان،قد يحدث في ظرف معين انقالبا و تحوال جذريا في
أعماق االنسان ،و في سلوكه وحياته و عالقاته ،و قد يحدث ذلك فجأة،واذا ما تأملنا قليال
في السبب الحقيقي فسنجده نداء الضمير،والضمير ليس متماثال عند كل الناس ،فهو
يختلف من شخص الخر،واختالفه هذا يرجع الى ظروف النشأة و التربية ،و الى
التحصيل العلمي و الثقافي و الى البيئة االجتماعية ،و قبل ذلك الى الوازع الديني ّ،فكل
ذلك يكون له تأثير كبير على الضمير من حيث قوته و ضعفه ،بل أنه يختلف عند
الشخص نفسه من فترة الخرى ،اذ قد يقوى او يضعف وفقا للظروف الجديدة
العمل تبعا للمواظبة
فما دام االنسان اجتاز مرحلة البداية ،والتي هي اصعب المراحل ،فال يعقل أن يتوقف عن إتمام ما
بدأه بعد ذلك ،غير أنه قد يصاب االنسان بالسأم وفقدان الشغف والحماس ،فنتساءل ما ان كان ذلك
مصاحبا لنا قبل ان نبدأ العمل أم بعد مباشرته ،وبالتالي كثيرا ما نتوقف في منتصف الطريق ،وال
نمضي في طريقنا حتى نتم ما بدأناه ونحن قادرون على ذلك ،فلو استطعنا التعامل مع هذه األمور
بشكل واع ومحكم لتمكنا من توفير الجهد والوقت بدل بعثرتهما وعدم االستفادة منهما ،فأي عمل
لكي يؤتي ثماره البد أن نداوم عليه الى ان ننتهي منه،وال يجني ثمار عمله اال من جد وثابر والجد
هو االجتهاد ،و المثابرة هي المواظبة و المداومة ،بمعنى أن أساس النجاح أمران اساسيان
|”السعي الجاد و المداومة "
خاتمة
من خالل كل مااستعرضناه ,يبرزبشكل جلي الدور األساسي الذي تضطلع به القيم
األخالقية في السياقات العامة داخل المجتمعات ,فهي المحدد لظهور قيم فرعية ناتجة
عنها ,كالقيم االنسانيىة التي تتقاسمها المجتمعات باختالف معتقداتها ,وكذا القيم المهنية
التي تحدد طبيعة الوظائف والمهن .
هذه القيم تزداد رسوخا من خالل المبادئ الموجهة لها ,مثل استحضار الضمير المهني
,ومبدأ االحترام واالنفتاح والتسامح الذي يتبغي أن يسود في سلوكات الموظفين والعاملين
داخل المرافق العمومية ,طلبا للحقوق وأداء الواجبات المهنية ,ومتى وغابت هاته المبادئ
,إال وأدى ذلك لضمور مبدأ التفاني وااستحضار االلتزام قبل اإللزام ,وظهور االختال الت
التي تؤدي للمسائلة القانونية والمهنية .
الئحة المراجع