Professional Documents
Culture Documents
حبث حول:
أثر التغري الثقايف عىل سلوك الافراد
تتعدد حتدايت البيئة التنظميية يف العرص احلديث ،حيث تصبح تفاصيل التفاعل بني األفراد
والهيلك التنظميي ال تقل أمهية عن اسرتاتيجيات األعامل الناحجة .يف هذا السياق ،تربز أمهية فهم وتشكيل
الثقافة التنظميية كعامل حامس يؤثر عىل األداء والفاعلية الشامةل للمؤسسات.
تعد الثقافة التنظميية جوهرية يف حتديد هنج املؤسسة وطريقة تفاعلها مع التحدايت والتغريات املتالحقة.
فهي ال تقترص عىل جمرد رؤى وقمي ،بل متتد لتكون جوانًبا حية تؤثر عىل سلوك األفراد داخل املنظمة
وتوجه اجلهود حنو حتقيق األهداف املشرتكة.
هيدف هذا البحث إىل استكشاف جوانب الثقافة التنظميية وحتليل دورها احليوي يف حتديد الهوية
التنظميية وتوجيه السلوكيات الفردية وامجلاعية .سننظر يف خصائصها ،ومكوانهتا ،وكيفية تشكيلها ،مع
الرتكزي عىل العوامل املساعدة والتحديد يف معلية تطوير وتغيري الثقافة التنظميية.
يعترب فهم مفاهمي التغيري الثقايف ومدى تأثريه عىل سلوك األفراد داخل املؤسسة جزًء ا أساسًيا من هذا
الاستكشاف .سنلقي الضوء عىل أسباب جناح أو فشل التغيري الثقايف ،وكيف ميكن للمنظامت تطبيق
آليات فّعاةل لتحقيق حتول ثقايف يدمع رؤيهتا وأهدافها الاسرتاتيجية.
ستسامه هذه ادلراسة يف توسيع الرؤى حول الثقافة التنظميية ودورها الفاعل يف تطوير املنظامت احلديثة،
مما يسهم يف تعزيز استدامة أداهئا وقدرهتا عىل التكيف مع التحوالت املتسارعة يف ساحة األعامل.
املبحث الاول :ماهية الثقافة التنظميية
املطلب الاول :تعريف الثقافة التنظميية وأمهيهتا
اوال :تعريف الثقافة التنظميية
الثقافة يه ظاهرة شامةل تشمل مجيع جوانب حياة اإلنسان املرتبطة ابلنشاط العقيل ،واملعارف والعلوم اليت تنتج عنه.
ُيفهم الثقافة أيًض ا كظاهرة مادية تظهر يف توليد الرثوات بغرض تلبية احتياجات اإلنسان ،سواء اكنت احتياجات
بيولوجية أو اجامتعية .وبناًء عىل ذكل ،تشمل الثقافة مجيع جوانب احلياة الاجامتعية لإل نسان ،من عادات وتقاليد،
وتكل العنارص اليت حتدد سلوكه وتساعد يف التكيف مع البيئة احمليطة به( .العيرج)2009 ،
مفهوم الثقافة التنظميية:
تكتسب املنظامت ساماًت خشصية متزيها عن غريها من املنظامت األخرى من خالل مفهوم الثقافة التنظمييةُ .تعد الثقافة
التنظميية إطاًر ا يوحض املعايري اليت يمت من خاللها أداء العاملني بكفاءة ،مما حيقق الاستقرار والمنو لتكل املنظامت .وتعود
أمهية الثقافة التنظميية إىل أهنا تشلك عنًرص ا أساسًيا يف حتسني األداء التنظميي للمنظامت ،حيث تعد الوسط البييئ
اذلي تعيش فيه تكل املنظامت .يؤثر نوعية هذه الثقافة بشلك إجيايب أ و سليب عىل شعور العاملني اباللزتام والرضا
الوظيفي ،وتعزز التعاون والتضامن بيهنم .ابإلضافة إىل ذكل ،توجه سلوكهم حنو حتقيق األهداف التنظميية بكفاءة
وفاعلية ،مما يسهم يف زايدة اإلنتاجية( .مصباح)2011 ،
رمغ تناول العديد من الباحثني ملفهوم الثقافة التنظميية بتحليل ،إال أهنم مل يتفقوا عىل تعريف شامل يشمل مجيع مكوانهتا.
ويظهر أن الرتكزي عىل بعض عنارص الثقافة دون غريها يقلل من مشولية هذا املفهوم.
ذلكل ،استعرضت ادلراسة مفهوم الثقافة التنظميية عىل أهنا مركب تفاعيل من األجزاء ،يتضمن القمي واملعتقدات ورؤية
ورساةل املنظمة ،والقصص التنظميية واأل ساطري ،والطقوس والرموز .حيدد هذا املفهوم ويوجه أمناط السلوك داخل
املنظمة نتيجة تفاعل العاملني مع بعضهم البعض .ابإلضافة إىل ذكلُ ،يعترب املكون املادي للثقافة التنظميية جزًء ا يتضمن
مجيع املمتلاكت واملوارد امللموسة اليت تقتنهيا وتستخدهما املنظمة ،ويمت تطويرها وحتسيهنا من خالل التكنولوجيا
والتدريب( .برحومة)2012 ،
اثنيا :أمهية ثقافة املنظمة
إن الوعي واإلدراك بأمهية الثقافة التنظميية وتأثريها يف الهيلك التنظميي أصبح اليوم متسًع ا يف التطبيق العميل يف ادلول
املتقدمة ،حيث يتوافر تفهم اكٍف بني املسريين حول كيفية تغيري الثقافة ،واليت متثل عائًقا أمام حتقيق فعالية املؤسسة.
ويف هذا السياقُ ،تعترب الثقافة التنظميية وسيةل لتعزيز الهوية الفردية للك منظمة .إذ مع وجود ثقافة قوية ومؤثرة،
يتحقق الاستقرار ،ويعرف العاملون ما ُيتوقع مهنم وما يه القمي واألولوايت واألنشطة اليت جُي رى معلها .وابلتأكيد،
يقاوم األفراد أي تغيري ميكن أن هيدد ثقافهتم.
ليك تكون الثقافة التنظميية مسامهة فّعاةل يف حتسني أداء املؤسسة ،جيب عىل املسريين التخطيط والتنظمي والرقابة
والقيادة بطريقة متناسبة مع الاعتقادات والقمي اليت تعكسها ثقافة املؤسسة .يمكن أمهية هذا التوجيه يف تشكيل هوية
مستقةل للمؤسسة ،حيث يتضح ذكل يف معايري انتقاء الفريق والرتقية وتوقعات السلوك يف مواهجة التحدايت
واألزمات .كام ُتشجع هذه العنارص عىل انامتء األفراد للمنظمة ،وحتفزيمه لتحقيق األهداف املشرتكة ،وتوفري معايري
سلوكية لتنظمي أعامهلم هبدف تقليل معدالت ادلوران يف العمل وأسبابه ،وخاصة فامي يتعلق برتك الوظيفة .يظهر أن
العامل ال يؤدون أعامهلم بشلك فردي كام يرغبون ،بل مضن إطار تنظميي واحد .وابلتايلُ ،تسهل الثقافة القوية هممة
اإلدارة واملديرين ،حيث ال حيتاجون إىل اختاذ إجراءات رمسية أو صارمة لتأكيد السلوك املطلوب .كام ُتعترب الثقافة
التنظميية داًمع ا فّعااًل لإل دارة ،وتساعد عىل حتقيق أهدافها وتطلعاهتا .وتكون قوية عندما يكون الغالبية العظمى من
العاملني يف املنظمة راضني عن قميها وأحاكهما وقواعدها ،ويتبنوهنا يف سلوكياهتم وعالقاهتم.
املطلب الثاين :خصائص الثقافة التنظميية
يف عامل اإلدارة واملؤسسات ،تلعب الثقافة التنظميية دوًر ا حيواًي يف حتديد وتشكيل سلوك األفراد داخل املنظمة .تتجىل
خصائص الثقافة التنظميية يف تفاعالت األفراد مع بيئهتم العملية ،ويه تعكس املبادئ والقمي اليت حتدد طرق التفكري
والترصف داخل الهيلك التنظميي .يف هذا السياق ،يسعى هذا املبحث إىل استكشاف وحتليل خصائص الثقافة
التنظميية املمتثةل يف:
نظًر ا ألن الثقافة تمتزي خبصائصها ،ميكن اعتبارها إنسانية واجامتعية ،حيث يعد اإلنسان الاكئن احلي الوحيد -
القادر عىل التفكري والتعبري ابللغة .املصطلح "الناطق" يشري هنا إىل القدرة عىل التفكري واستخدام اللغة.
اإلنسان يقوم ابلتفكري وإ نتاج األفاكر وصنع األدوات اليت ميكنه من خاللها التكيف مع الطبيعة والتحمك فهيا.
يرتك اإلنسان تأثريات ذهنية وفنية وقانونية ال ميكن لغريه من الاكئنات احلية حتقيقها ،سواء من خالل تنظمي
نفسه اقتصاداًي وسياسًيا يف جممتعات تمتزي بأمناطها وقميها الثقافية ،أو من خالل الاسهتالك املبارش والتكوين
والعديد من اجلوانب األخرى.
كام يعمتد االتصال بني األفراد داخل نفس اجملمتع أو بني جممتعات خمتلفة عىل اكتساب هؤالء األفراد للثقافة بعد -
والدهتم ،إذ ال تتكون متاًم ا مع والدهتم كام تكون خصائصهم الفزييولوجية .ميكن للشخص اكتساب الثقافة من
جممتعه األصيل أو من جممتعات أخرى وفًقا ملوقعه أو التفاعالت اليت خيوضها مع حميطه .عند مراقبة الثقافات
اخملتلفة ،بغض النظر عن تقدهما أو ختلفها وتصنيفاهتا املتنوعة واألسس اليت تستند إلهيا ،ميكن وجود نظم
متشاهبة ،مثل نظام الغذاء واللباس ،نظام األرسة ،وغريها من النظم اليت تمتزي هبا سواء اكنت صغرية أو
كبرية .ويف مجيع احلاالت ،يتكون دلينا من ثالثة قطاعات للثقافة :املادية ،الاجامتعية ،والفكرية أو الرمزية.
إ ًذ ا ،تكون الثقافة متشاهبة يف الشلك ومتنوعة يف احملتوى.
تمتزي الثقافة أيًض ا خباصية الاسمترارية ،حيث حتتفظ السامت الثقافية هبويهتا لعدة أجيال ،عىل الرمغ من -
التغريات املفاجئة أو التدرجيية اليت قد تتعرض لها اجملمتعات أو املؤسسات اإلدارية .وعىل الرمغ من أن
األجيال املتعاقبة قد متر بتغريات وتطورات ،إال أن الثقافة تظل مسمترة لتتوارهثا األجيال القادمة ،وتصبح
جزًء ا من تراث امجلاعة.
ُتسامه قدرة الثقافة عىل اإلشباع وتوفري احلد األدىن من التوازن يف اسمتراريهتا ،حيث ُيعزز هذا اإلشباع -
القمي واخلربات واملهارات دلى األفراد .وعىل الرمغ من أن الثقافة التنظميية تتأثر بشلك كبري بتواجدها دلى
األفراد ،إال أن تأثريها يظل قاًمئا عىل إدارة املؤسسات اإلدارية حىت بعد انقضاء جيل من العاملني .يرتتب
عىل اسمترار الثقافة ترامك السامت الثقافية ،وتشابكها وتعقدها عىل مر العصور ،وينتج عن ذكل انتقال األمناط
الثقافية بني األوساط الاجامتعية اخملتلفة.
ويمت هذا الرتامك بطرق متنوعة حسب نوعية الثقافة ،إذ خيتلف ترامك اللغة عن ترامك القمي التنظميية ،حيث -
يظهر الطابع الرتامكي للثقافة بشلك أكرب يف العنارص املادية للثقافة أكرث من العنارص املعنوية .وتنتقل العنارص
الثقافية داخل الثقافة نفسها بطريقة انتقالية واعية ،من جزء إىل أجزاء أخرى من ثقافة جممتع إىل ثقافة جممتع
آخر .وتنترش الثقافة التنظميية داخل املنظامت اإلدارية والوحدات اإلدارية ابملنظمة ،حيث حيدث انتقال
الهيالك التنظميية واإلجراءات واألمناط القيادية بصورة أرسع من انتقال املفاهمي والاجتاهات والعادات
السلوكية وغريها من العنارص املتصةل بأمناط السلوك التنظميي.
تتجه املكوانت الثقافية حنو الاحتاد والالتحام ،حيث تشلك نسقًا متاكمًال ومتوازًاي مع السامت الثقافية لتحقيق -
جناح معلية التكيف مع التغريات املتنوعة اليت تطرأ عىل اجملمتعات .تمتزي الثقافة بقدرهتا عىل التغيري استجابًة
لأل حداث اجلارية يف اجملمتعات ،حيث يصبح النسق الثقايف السائد غري مناسب إلشباع الاحتياجات اليت
تفرضها اخلربات وأمناط السلوك .حيدث التغيري يف لك جوانب الثقافة ،ولكن يعزى إقبال األفراد وامجلاعات
وتقبلهم للتغيري يف األدوات واألهجزة والتقنيات ،إىل جانب مقاومهتم للتغيري يف العادات والتقاليد والقمي ،إىل
حتقيق التغري الثقايف بشلك أرسع يف العنارص املادية وبشلك أبطأ يف العنارص املعنوية .وهذا يتسبب يف
ظاهرة التخلف الثقايف.
املطلب الثالث :مكوانت الثقافة التنظميية وآليات تشكيلها
أوال :مكوانت الثقافة التنظميية:
تتضمن معلية التغيري الثقايف يف املنظامت ثالث مراحل أساسية ،نربزها فامي ييل (ماهر( )2007 ،
السكارنة:)2009 ،
ذوابن اجلليد من حول الثقافة احلالية يوعز إىل املوظفني بأن املنظمة تواجه أزمة جوهرية هُت دد وجودها ،وهيدف -
إىل جذب انتباههم حنو التحدايت اليت تعرتض تقدهمم يف العمل .يشجع عىل حتفزيمه للبحث عن حلول إبداعية
لتكل التحدايت ،مما حيمت علهيم احلاجة إىل التغيريُ .يعرّب هذا املرحةل عن التدخل لنقل وتوجيه قمي جديدة للعاملني،
وذكل يف سياق يتعلق.
التغيري يعين يف هذه املرحةل التدخل لنقل وتوجيه قمي جديدة للعاملني ،وذكل يف سياق يتعلق ابلوضع احلايل -
للمنظمة ورؤيهتا املستقبلية وسبل الوصول إلهيا .يتضمن ذكل تغيري بعض األنظمة وأساليب العمل واإلجراءات
التنظميية ،فضًال عن تعديل العنارص البارزة يف ثقافة املنظمة .جُي ري املوظفون هذه التغيريات للتعبري عن املعاين
واملفاهمي ونقلها ،ويتضمن ذكل استخدام رموز ولغة وطقوس ومراسمي جديدة ،فضًال عن تبين أمناط سلوك
جديدة والتعبري العلين عن الرؤية املستقبلية .تساعد هذه التغيريات املوظفني يف مواهجة التحدايت وحتقيق التحول
حنو األفضل .مضن اإلجراءات اليت تسهم يف ذكل ،يأيت التطوير التنظميي اذلي يعمتد عىل التعرف عىل القمي احلالية
ووضع توهجات جديدة ،وحتديد معايري وقمي جديدة ،وكذكل حتديد الفجوات الثقافية وسدها.
التجميدُ :يفهم بتحديد اإلجنازات اليت مت الوصول إلهيا من خالل معلييت إذابة اجلليد والتغيري ،واحلفاظ عىل األمناط -
اجلديدة للسلوك والترصف ،مبا يف ذكل املعايري والقمي الثقافية واملهارات اليت مت اكتساهبا ،ودجمها يف السياق
الفعيل للمنظمة وضامن اسمترارها لفرتة أطول.
املطلب الرابع :وسائل التغيري الثقايف
عندما يسعى املديرون إىل تغيري ثقافة املنظمة ،ينبغي علهيم حتويل الافرتاضات واملفاهمي واملعتقدات دلى األفراد حول
موضوع حمدد ،ابإلضافة إىل حتديد السلوك غري املالمئ للمنظمة .يمت ذكل من خالل استخدام مجموعة من اآلليات اليت
متّكهنم من تغيري الثقافة الهمينة يف املنظمة إىل ثقافة جديدةُ ،تمِّكن من قبول التغيري من ِق َبل األفراد .ومن بني هذه
اآلليات املتاحة ،ميكن العثور عىل (سالم:)2006 ،
اللغة :يتوجب عىل قادة املنظمة واملسؤولني تغيري املصطلحات القدمية واستبدالها مبصطلحات تناسب معلية التغيري.
التعلمي والتكوين :يعين تدريب األفراد عىل تطبيقات ومفاهمي وممارسات جديدة تتناسب مع معلية التغيري.
االتصال :يتعني عىل القادة فهم األفراد وإ عالهمم وختفيف أي قلق أو خوف حيال التغيري ،وتوفري اكفة املعلومات
الرضورية حوهل.
التوقع والرؤية :جيب عىل القادة توقع التحدايت اليت قد تواجه املنظمة ،ومن مث تنبيه األفراد حول كيفية التعامل معها
وتوجيه املنظمة حنو املستقبل.
الانتظار املعياري :يتضمن استخدام القمي واملؤرشات واألهداف والتقدير والاحرتام ،ابإلضافة إىل احلوافز واملاكفآت
والاعرتافات لتحقيق التغيري املرجو.
املوضة :تعين قدرة املنظمة عىل متابعة التطورات يف عامل األعامل والتعرف علهيا والاستفادة مهنا ،مثل إدارة اجلودة
الشامةل وإ دارة اإلنتاج يف الوقت احملدد وتكنولوجيا املعلومات.
األمثةل والامنذج الثقافية :تعترب رموزًا حيتذى هبا ،مثل القادة البارعني أو املنظامت الرائدة أو األبطال.
إن E. Scheinقدم مجموعة من الوسائل اليت ميكن من خاللها تغيري ثقافة املؤسسة ،حيث قسمها إىل مجموعتني:
إن استكشاف عنارص ومفاهمي الثقافة التنظميية والتعمق يف فهم خصائصها ومكوانهتا ميثل مساًر ا أساسًيا
لفهم ادليناميات اليت حتدث داخل املنظامت .حيث أظهرت هذه البحوث والتحليالت كيف ميكن للثقافة أن
تكون قوة مؤثرة يف توجيه الترصفات واختاذ القرارات داخل الهيالك التنظميية.
من خالل توضيح خطوات تشكيل الثقافة التنظميية ،وفهم العوامل املساعدة عىل تشكيل ثقافة تنظميية
ممزية ،أصبح من الواحض أن التغيري الثقايف يعد معلية حيوية هتدف إىل حتسني أداء املؤسسة وتكييفها مع
التحوالت ادلاخلية واخلارجية.
ويف مرحةل فهم مفهوم التغيري الثقايف ،ومعرفة أسبابه ومراحهل ،يتضح دور القادة واملوظفني يف حتقيق تكل
التحوالت وتغيري السلوكيات امجلاعية داخل املنظمة .يظهر أيًض ا أن آليات تغيري ثقافة املنظمة ميكن أن
تتباين وتتأثر بعوامل متعددة ،بدًء ا من التوجيه القيادي حىت التفاعالت الاجامتعية.
وفامي يتعلق بسلوك األفراد داخل املنظمة ،فإن فهم حمدداته ووضوابطه يسهم يف تشكيل السياق اذلي
حيدد مناذج السلوك الفردي وامجلاعي .ومن مث ،ميكن للقادة وصناع القرار داخل املنظمة توجيه اجلهود حنو
حتقيق أفضل نتاجئ.
ابلنظر إىل أسباب فشل وجناح التغيري الثقايف ،ندرك أمهية التخطيط ادلقيق والتواصل الفّع ال والتفاعل
اإلجيايب بني خمتلف أطراف املنظمة .يظهر أن فهم طرق استجابة العاملني للتغيري الثقايف يلعب دوًر ا حاًمسا
يف حتديد مسارات النجاح أو الفشل.
ويف اخلتامُ ،يظهر هذا البحث أمهية الثقافة التنظميية كعامل حامس يف حتديد مسار وأداء املؤسسات.
ابلتايل ،يتعني عىل املنظامت أن تكون عىل دراية بتأثريات الثقافة وأمهيهتا ،وأن تتبىن إسرتاتيجيات فّع اةل
لتشجيع التغيري الثقايف وحتقيق النجاح والاستدامة يف مسارها التنظميي.
املبحث الثالث :تأثري التغيري الثقايف عىل سلوك األفراد
املطلب األول :تعريف سلوك األفراد داخل املنظمة
يعرفه " روبزن" عىل انه جمال ادلراس هيمت بفحص األثر اذلي ميكن ان حيدثه لك فرد وامجلاعة والهيلك عىل السلوك
داخل املنظامت ،وذكل بغرض تطبيق هذه املعرفة لزايدة فعالية املنظمة.
عرفه أيضا ابتشن عىل ان" السلوك التنظميي هو فهم العمليات اإلدارية اليت تتضمن أدوار وامناط السلوك واملهارات
الرضورية والالزمة ألداء إداري الفعال حيث تمتثل بعض املهارات السلوكية يف التواصل مع الزمالء واملساعدين
والرؤساء واحلصول عىل املعلومات واملشاركة فهيا وإ دارة امجلاعات وتوزيع املوارد عىل جامعات العمل وإ دارة
الرصاعات التنظميية.
كام عرفه أيضا لك من " برون وغرين برغ "عىل انه "جمال هيمت مبعرفة لك جوانب السلوك اإلنساين يف املنظامت،
وذكل من خالل ادلراسة النظامية للفرد ،وامجلاعة والعمليات التنظميية ،وان الهدف األسايس لهذه املعرفة هو زايدة
الفعاليات التنظميية وزايدة رفاهية.
املطلب الثاين :حمددات السلوك التنظميي :
احملددات الفردية: أ-
يه عبارة عن تكل املتغريات او العنارص اليت تؤثر ابدلرجة األوىل عىل السلوك الفردي ،واليت جيب دراسهتا لفهم
هذا السلوك ،والتنبؤ هبذه العنارص.
التعمل :وهو املوضوع اذلي يفيد املديرين والعاملني يف فهم كيف يكتسب العاملون سلوكهم ،وكيف ميكن تقوية أو
إضعاف أمناط معينة من السلوك.
اإلدراك :وهو موضوع يفيد املديرين والعاملني يف فهم كيف يفرس ويصور ويفهم األخرون ما يتعرضون هل من مواقف
وأحداث ،وكيف يؤثر هذا اإلدراك عىل ترصفاهتم فاختاذ قراراهتم .
الشخصية :يه عبارة عن نظم من اإلجتاهات وامليول واإلستعدادات اليت حتدد منط استجابة الفرد وتكييفه مع البيئة
احمليطة ،وهناك من يرى أن الشخصية تتكون من خالل عوامل وراثية ،إىل اهنا ال تكمتل إال من خالل معليات
التنشئة اإلجامتعية ،وميكن تعريف الشخصية بأهنا "تكل اخلصائص والسلوكيات املنظمة بطريقة معينة حبيث تعكس
فردية التأقمل اذلي يبذهل الفرد جتاه البيئة.
والشخصية لها عدة أمناط خمتلفة نتيجة تباين واختالف األفراد وهذا يساعد عىل إجياد مجموعات معل متجانسة ويف
اختبار أساليب القيادة والتوجيه والتحفزي املناسبة لمنط الشخصية ،كام يفيد يف تدريب االفراد وتلكيفهم ابألعامل
املناسبة هلم.
ادلافعية :متثل ادلافعية عامل هاما يتفاعل مع قدرات الفرد ليؤثر عىل السلوك اذلي يبديه الفرد يف العمل ،ويه متثل
القوة اليت حترك وتستثري الفرد ليك يؤدي العمل ،أي قوة امحلاس او الرغبة للقيام مبهام العمل ،وهذه القوة تنعكس يف
كثافة اجلهد اذلي يبذهل الفرد ويف درجة مثابرته واسمتراره يف األداء ومدى تقيميه ألفضل ما عنده من قدرات وهمارات
يف العمل ،وهو موضوع يفيد املديرين يف فهم العنارص اليت تؤثر يف رفع حامس ودافعية.
القدرات :تشمل لك ما ميكن تقدميه كحصيةل من املعلومات وتتفاوت حسب درجة اكتساب هذه املعلومات وترمجهتا
اىل إجنازات ،ومن هنا ميكننا تعريف القدرات عىل اهنا "السامت اخلاصة ابألفراد فالكثري مهنم قد تعمها من خالل
مرحةل الطفوةل والشباب ،حيث يكتسب الافراد القدرات عندما يبدؤون التعمل من جديد
احملددات امجلاعية: ب-
جامعات العمل :من خاللها يمت التعرف واخلوض يف تكوين امجلاعات وظواهر الامتسك امجلاعي وعالقهتا يف السلوك
العمل كام تتناول ظاهرة اختاذ القرارات داخل جامعة العمل• .
القيادة :ويساعد املوضوع يف فهم والتعرف عىل كيفية اكتساب الترصفات واألمناط القيادية املؤثرة يف سلوك األخرين
والظروف احملددة للترصفات واألمناط القيادية املؤثرة يف سلوك األخرين والظروف احملددة للترصفات واألمناط القيادية
املناسبة
االتصال :ويساعد هذا املوضوع املدراء او العاملني يف فهم كيف يمت اإلتصال داخل العمل وكيف ميكن جعهل بدون
معوقات وكيف ميكن رفع همارات االتصال ابلطرق اخملتلفة مثل اإلسامتع ،املقابالت الشخصية والاجامتعية• .
القمي :وتعرب عام يعتقده الفرد وامجلاعة بيشء معني ويلزتمون به ويؤثر يف اختياراهتم لطرق وأساليب وغاايت الترصف،
ويه معان لها أمهيهتا من قبل املديرين وذكل لتأثريها الكبري يف سلوك األفراد داخل املنظمة.
البيئة والثقافة التنظميية :ابلنسبة للبيئة ميكن المتيزي بني البيئة ادلاخلية والبيئة اخلارجية اليت تتضمن بيئة ثقافة واجامتعية
وسياسية واقتصادية لها تأثريها الواحض فهي اإلعتقادات والتوقيعات والقمي اليت يشرتك هبا أعضاء املنظمة وتؤثر يف
سلوكهم.
املطلب الثالث :اسباب فشل و عوامل جناح التغيري الثقايف
اوال عوامل جناح التغيري الثقايف داخل املنظمة:
ان معلية التغيريالقميي معلية اصعب من التغيري يف املوارد والهيالك والتكنولوجيا وتأحذ وقتا طويال نسبيا يصل احياان
إىل مخس سنوات ،وأنه حىت ميكن النجاح يف حتقيق التغيري لثقافة التنظميية من املفيد معل ماييل:
-توضيح دواعي التغيري ،واألزمات املمكن حدوهثا يف حاةل عدم التغيري .
-احلصول عىل دمع الادارة العليا للتغيري وتشكيل فريق يتوىل مسؤولية إحداث التغيري ليحدد مربرات
التغيري والؤية اجلديدة والفرص املتاحة لتحقيق األهداف املنشودة .
-إعادة تنظمي سمت من خاللها دمج بعض الوحدات وإ لغاء غري املناسب مهنا وإ جياد وحدات أخرى ألن ذكل
يؤكد للعاملني وجود توجهيات إدارية جديدة ولكام اكن جحم املنظمة كبري أمكن القيام هبذه التغيريات لزايدة
نفوذ احصاب الفكر اجلديد املهمتني ابلتغيري
-إعادة النظر يف اإلجراءات املتبعة يف معليات اختيار وتقيمي املوظفني،ونظم احلوافز ،ةالتنشئة والتطبيعمن
خالل التدريب لزايدة نفوذ احصاب الفكر اجلديد املهمتني ابلتغيري.
اثنيا اسباب فشل التغيري الثقايف :
تفشل يف كثري من املنظامت هجود التغيري يف حتقيق النتاجئ املطلوبة لعدة اسباب مهنا:
الرضا ابلوضع احلايل والرتايخ -
غياب التحالف القوي بني اإلدارة واألفراد :حيتاج التغيري اىل حتالف بني الناس اذلين ميلكون القوة من -
خالل مواقعهم وخربهتم وعالقهتم لتحويل معلية التغيري من اقوال اىل افعال
انتقاد الرؤية :دون رؤية تتحلل هجود التغيري اىل قامئو من املرشوعات املربكة وغري املتوافقة واملسهتلكة -
للوقت واليت تسري يف اجتاهات متضادة
عدم توصيل الرؤية :التغيريالكبري يتطلب اانسا راغبني يف التضحية وقادرين علهيا ولكن الافراد -
اليضحون مامل يفهمو سبب تضحياهتم
العقبات اإلدارية :التغيري الكبري يتطلب معال من عدد كبري من الافراد وتفشل العديد من املبادرات -
بسبب العقبات اليت توضع يف طريق هؤالء الناس .وتوجد عقبتان اساسيتان بروقراطية املؤسسة
ونظاهما القامئ ووجود مراكز قوى ذات نفوذ تعارض التغيري
-عدم حتقيق جناحات رسيعة :تفقد اجلهود املعقدة لتغيري اسرتاتيجيات أو اعادة هيلكة الا عاملقوة ادلفع
إذا مل تكن هناك أهداف يف األجل القصري يك يمت حتقيقها ،واإلحتفال بذكل و اإلستناد الهيا اكدةل معلية
عىل أفضلية التغيري وبدون انتصارات يف األجل القصري فإن الناس يفقدون اإلميان ونضموانىل صفوف
املقاومة السلبية .
املطلب الرابع :طرق استجابة العاملني للتغيري الثقايف
قبول النشاط :يف هذه احلاةل يتبىن العاملون و يقتنعوا و يشاركوا يف هجود التغيري . -
انتقاء إعادة الاخرتاع :ينتقي العاملون العنارص اخملفية من الثقافة القدمية و يمت مزهجا مع الثقافة اجلديدة خاصة -
تكل العنارص املوثوق فهيا
إعادة الاخرتاع :يتالمئ العاملون ظاهراي و أكرث رادياكليا مع عنارص الثقافة القدمية و اجلديدة و لكن حيصل -
متويه لها حتت خصائص الثقافة اجلديدة .
بدي العاملني قبول عام للثقافة اجلديدة ألهنم ال يستطيعوا أن ينسوا الثقافة القدمية بسبب القمي و املعتقدات -
اليت ميتلكوهنا.
يبدي العاملون ردود فعل غري متجانسة ،فيواهجون بذكل اشاكل حول الثقافة اجلديدة. -
رفض عام :اليوافق العاملون عىل الثقافة اجلديدة ،رمغ أن بعض عنارصها قد يكون بسبب ضعف يف بعض -
عنارص الثقافة القدمية.
إعادة التفسري :يعيد العاملون تفسري ثقافة اجلديدة بطريقة تساعد يف تطوير قمي و سلوكيات تتناسق مع الك -
الثقافتني
إعادة التفسري الانتقايئ :يرفض العاملون بعض من عنارص الثقافة اجلديدة ،بيامن يمت إعادة تفسري بعض من -
العنارص األخرى.
رفض نشط :يرفض العاملون معرفيا و ماداي عقالنية الثقافة اجلديدة و وسائلها. -
قامئة املراجع
احمد ماهر .)2007( .التنظيم .االسكندرية :الدار الجامعية. -
الفضيل العيرج .)2009( .لثقافة الحضارية ومشاكل االندماج السوسيو ثقافي .المغرب :مطبعة الرباط نت. -
الياس سالم .) 2006( .تاثري الثقتفة التنظيمية على اداء الموارد البشرية -دراسة حالة الشركة الجزائرية لاللمنيوم -
بالمسيلة ( -مذكرة ماجستر ) .38 .كلية علوم التسيير قسم ادارة اعمال ،المسيلة :جامعة محمد بوضياف.
إيهاب مصباح .)2011( .دور الثقافة التنظيمية فى تفعيل تطبيق االدارة االلكترونية :دراسة تطبيقية على وزارة التربية -
والتعليم العالى بمحافظات غزة ،رسالة ماجستير .غزة ،كلية التجارة :الجامعة االسالمية.
بالل خلف السكارنة .)2009( .التطوير التنظيمي واالداري .عمان االردن :دار المسيرة. -
جمال الدين مرسي .)2002( .التفكير االستراتيجي واإلدارة االستراتيجية .االسكندرية :الدار الجامعية. -
حسن حريم .)2004( .السلوك التنظيمي .عمان االردن :دار الحامد. -
خلوف زهرة .)2013( .الثقافة التنظيمية كاحد العوامل المؤثرة على االداء الوظيفي .مجلة االقتصاد الجديد . -
شتاتحة عائشة .) 2007( .إحداث التغيير التنظيمي من خالل مدخل ثقافة المنظمة"دراسة حالة سونلغاز مديرية التوزيع -
باألغواط" ( مذكرة ماجيستر ) .143 .كلية علوم التسيير ،االغواط :جامعة عمار ثليجي.
عبد الحميد برحومة .)2012( .دور تغيير الثقافة التنظيمية فى تحقيق االداء المتميز لمنظمات االعمال :دراسة حالة -
المؤسسة الجزائرية كوندور إلللكترونيات .جلة كليه بغداد لللعلوم االقتصادية .33 ،
عبد الرحمن توفيق .)2011( .الجودة الشاملة الدليل المتكامل للمفاهيم واألدوات .القاهرة :مركز الخبرات المهنية لإلدار -
بميك.
عبد هللا محمد سمير يوسف .)2006( .واقع الثقافة التنظمية السائدة في الجامعات الفلسطينية بقطاع غزة واثرها على -
مستوى التطوير التنظيمي للجامعات ( مذكرة ماجستير) .38 .كلية التجارة قسم ادارة اعمال ،غزة :الجامعة االسالمية.
ليندة بن قرقورة .) 2008( .الثقافة التنظيمية مدخل استراتيجي إلحداث التطوير التنظيمي :دراسة حالة المطحنة الصناعية -
بمتيجة ( مذكرة ماجستر ) .كلية علوم التسيير قسم ادارة اعمال ،الجزائر :جامعة ابراهيم سلطان شيبوط.
محمد قاسم فرويتي .)2005( .السلوك التنظيمي .عمان االردن :دار الشروق. -
محمود سلمان العميان .)2008( .السلوك التنظيمي في منظمات األعمال .عمان :دار وائل للنشر والتوزيع. -