You are on page 1of 37

‫جامعة الجزائر ‪1‬‬

‫بن يوسف بن خدة‬


‫كلية الحقوق – سعيد حمدين‬

‫التنظيم اإلداري و تطبيقاته‬


‫في اإلدارة المعاصرة‬

‫مذكرة لنيل شهادة الماستر‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبتان ‪:‬‬


‫د‪ .‬لعبدي رابح‬ ‫‪ ‬منصوري فتيحة‬
‫‪ ‬زروقي صبرينة‬
‫أعضاء لجنة المناقشة‬
‫بن نملة صليحة ‪....................‬رئيسا‬ ‫‪‬‬
‫العبدي رابح ‪ .......................‬مشرفا‬ ‫‪‬‬
‫برطال حمزة ‪ .........................‬عضوا‬ ‫‪‬‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2016/2017‬‬

‫‪ ‬شكر وتقدير‪:‬‬
‫أحمد هللا َ‬
‫جل وعلى أن وفقنا إلتمام هذا العمل املتواضع وما توفيقنا إال بإذنه وعونه‬

‫ورحمته‪.‬‬

‫أتقدم بجزيل الشكر لألستاذ الدكتور لعبدي رابح لقبوله اإلشراف على هذه املذكرة‬

‫وملا بذله من جهد وتوجيه رشيد فله منا خالص الشكر والتقدير‪.‬‬

‫الشكر ألساتذتي األفاضل أعضاء لجنة املناقشة الذين تفضلوا باملوافقة على مناقشة‬

‫املذكرة‪ ،‬مما يضفي عليها تشريفا كبيرا لكم مني أسمى عبارات التقدير‪.‬‬

‫كما ال يفوتني في هذا املقام أن أشكر كل أساتذتي بكلية الحقوق على ما بذلوه معنا من‬

‫جهد في تحصيل العلم واملعرفة‪.‬‬

‫‪ ‬اإلهداء‪:‬‬
‫َ‬
‫‪ -‬إلى معلم األمة وإمام املرسلين‪ ،‬محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ -‬إلى كل من عائلتي منصوري و زروقي‪.‬‬

‫‪ -‬إلى من جعل مشواري العلمي ممكنا رمزا للعطاء واإللهام‪ ،‬أبي وأمي حفظهما هللا‪.‬‬

‫‪ -‬إلى كل من إخوتي وأخواتي وكل العائلة صغيرا وكبيرا‪.‬‬

‫‪ -‬إلى ك ل أص حاب الفض ل من أه ل العلم َ‬


‫علي‪ ،‬إلى جمي ع معلمي وأس اتذتي في ك ل مراح ل‬

‫تعليمي‪ ،‬عرفانا بما بذلوه من جهد‪.‬‬

‫‪ -‬إلى كل طاقم كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة سعيد حمدين‪.‬‬

‫‪ -‬على من تحل و باإلخ اء وتم يزوا بالوف اء والعط اء‪ ،‬إلى من معهم س عدت‪ ،‬وب رفقتهم في‬

‫دروب الحي اة الحل وة والحزين ة س رت‪ ،‬إلى من ك انوا معي بطري ق النج اح والخ ير إلى من‬

‫عرفت كيف أجدهم وعلموني أن ال أضيعهم‪.‬‬


‫المقدمة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لم تعد الدولة الحديثة دولة القبيلة التي هي أقدم أشكال نظم السلطة التي عرفته ا البش رية‪،‬‬

‫والتي كان يعهد بجميع شؤونها الزعماء القبائل‪.‬‬

‫كما ان ه لم تع د الدول ة الملكي ة المركزي ة أو الدول ة األرس توقراطية‪ ،‬ب ل أص بحت دول ة‬

‫الديمرقراطية ودولة الخدمات والرفاهية القائم ة على توف ير الحي اة الكريم ة لمواطنيه ا‪ ،‬في‬

‫مجاالت الحياة المختلفة لذلك فقد بات التنظيم اإلداري يحتل اهتماما متزايدا في الدولة كاف ة‪،‬‬

‫بغية تطويره لزيادة فاعليته وكفاءته‪.‬‬

‫فعملي ة التنظيم هي المرحل ة الثاني ة من مراح ل العملي ة اإلداري ة‪ ،‬كم ا تعت بر من أهم‬

‫الوظ ائف اإلداري ة في وقتن ا ال راهن إذ ال تس تطيع اإلدارة دون تنظيم س ليم أن تق وم بتنفي ذ‬

‫السياسة العامة التي ترسمها السلطات المختصة في الدولة‪.‬‬

‫فالتنظيم هو ذلك اإلط ار أو البن اء أو الهيك ل ال ذي يح دد القطاع ات واألقس ام واإلدارات‬

‫والوحدات وخطوط السلطة فيها ويتم بموجبه ترتيب جهود الجماع ة من األف راد‪ ،‬وتقس يمها‬

‫في سبيل تحقيق أهداف محددة‪.‬‬

‫عرفه الدكتور إبراهيم درويش بأنه‪" :‬البناء ال ذي يق دم العم ل اإلداري من خالل ه ومن ثم‬

‫تتحقق وظائف اإلدارة العامة في واقع الحياة الجماعية"‪.‬‬

‫ويعرفه سليمان الطماوي‪" :‬الشكل الذي تفرغ فيه جهود جماعية لتحقيق غرض مرسوم"‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ويرتبط وجود التنظيم بوجود هدف أو أهداف محددة وهي مبررات وجوده‪ ،‬فالتنظيم ليس‬

‫وليد فك رة عش وائية ب ل ه و مجموع ة من اإلج راءات المرن ة والمدروس ة والمعتم دة على‬

‫المعلومات والتحليالت‪ ،‬وتدور عملية التنظيم حول األنش طة و المه ام واألعم ال ال تي تق وم‬

‫بها المؤسسة‪.‬‬

‫ويتعدد شكل التنظيم وخصائص ه‪ ،‬انطالق ا من تحلي ل العم ل ووص ف الوظ ائف وتحدي د‬

‫المالمح الرئيسية للهيكل التنظيمي‪ ،‬بما يتالءم م ع أه داف ك ل مؤسس ة وظروفه ا‪ ،‬وترتك ز‬

‫عملية التنظيم اإلداري على تحديد ش كل وطبيع ة العالق ات التنظيمي ة بين األنش طة والمه ام‬

‫واألعمال من جانب العالقات الوظيفية بين الوظائف واألفراد من جانب آخر‪ ،‬والتنظيم غ ير‬

‫جامد ويتطلب تطوير وتغيير دوري حتى يتالءم مع التغيرات الداخلية والخارجية‪.‬‬

‫ولوظيفة التنظيم أهمية كبيرة حيث يعرفها ‪ Henry Fayol‬بأنها " إمداد المؤسس ة بك ل‬

‫ما يساعدها على تأدية مهمتها من المواد األولي ة ورأس الم ال واألف راد‪ ،‬وه و ي وجب على‬

‫المدير إقامة عالقات بين األفراد بعضهم البعض وبعض األشياء بعضها البعض أيضا"‪.‬‬

‫لذلك بات تنظيم الجهاز اإلداري للدولة يحتل اهتماما متزاي دا مستفيض ا في الدول ة كاف ة‪،‬‬

‫بغية تطويره على نحو يمكنه معه القيام بالمهام المكلف بها‪ ،‬نظير ازدياد مسؤولية الدولة في‬

‫الجوانب الخدماتية والتنموية‪ ،‬باإلضافة إلى مسؤوليتها‪ ،‬وتضخم أجهزته ا‪ ،‬فه و ينعكس م ع‬

‫األسلوب الذي تتجه الدولة في تنظيمها اإلداري الذي يتأثر بالظروف السياسية و االقتصادية‬

‫و االجتماعية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫فهي تأخذ بإح دى الص ورتين والمتمثل تين في أس لوب المركزي ة والالمركزي ة اإلداري ة‪،‬‬
‫والمشرع الجزائري أخذ بالنظامين‪.‬‬

‫وتتجلى أس باب اختيارن ا له ذا الموض وع في إث راء رص يدنا المع رفي في مج ال التنظيم‬

‫اإلداري وتطبيقات ه في اإلدارة المعاص رة‪ ،‬م ع العلم أنن ا مقبلين على التخ رج وااللتح اق‬

‫بمناصب الشغل في اإلدارة‪ ،‬سواء كانت مركزية أو المركزية‪ ،‬وكذلك إتاحة فرص ة البحث‬

‫وإثراء المعلومات وتعميقها في ه ذا المج ال‪ ،‬كم ا أن تس ليط الض وء على موض وع التنظيم‬

‫اإلداري في اإلدارة المعاصرة‪ .‬يهتم بالدرج ة األولى‪ ،‬بكيفي ة التنظيم اإلداري ومقومات ه في‬

‫اإلدارة المعاصرة‪ ،‬وكذا أهميته بالنسبة للمدير أو المرؤوسين‪.‬‬

‫وكذا مواكبة التنظيم اإلداري للتطور الذي تستمده مختلف الدول‪.‬‬

‫كذلك فيما يخص ترسيخ الديمقراطية التي ال تكون غال بترسيخ المركزي ة اإلداري ة‪ ،‬مم ا‬

‫يساهم في ازدهار الالمركزية اإلدارية وهذا ما يجعل سلطا رئيس الدول ة اإلداري ة‪ ،‬تختل ف‬

‫ضيقا واتساعا بحسب النظام الذي تأخذ به الدولة‪.‬‬

‫كما تساعدنا هذه الدراس ة في معرف ة عملي ة التوجي ه المس تمرة للعناص ر البش رية وذل ك‬

‫للوص ول غلى األه داف المرس ومة بأق ل وقت وجه د وتكلف ة ممكن ة كم ا يس تخدم التنظيم‬

‫ألغراض كث يرة في المؤسس ات ليعلم الع املون مه امهم الموكل ة إليهم‪ ،‬لتجنب الفوض ى في‬

‫إطار المؤسسة وكذا تحقيق الشرط األساسي من العملية التنظيمية وهي تحقيق األهداف وكذا‬

‫تساعدنا في معرفة صرامة القرارات وقوتها وكذا تنفيذها‪ ،‬وال تي يق وم به ا الم دير اإلداري‬

‫لحل المشاكل التي قد تواجه المؤسسة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫كما يس اعدنا على معرف ة العالق ة بين الم وظفين ومس تواهم على أس اس التوزي ع العلمي‬
‫الصحيح‪.‬‬

‫نسعى من خالل هذا البحث إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫معرفة النصوص الثانوية التي تتعلق باإلدارة سواء كانت مركزي ة أو الالمركزي ة وكي ف‬

‫تنظمه ا ومن جه ة أخ رى م دى تطبيقه ا في الواق ع العلمي‪ ،‬وم دى مواكبته ا للتط ورات‬

‫والتحوالت التي يشهدها العالم اليوم‪.‬‬

‫وكذا معرفة آخر التعديالت التي قام بها المشرع الجزائري في الدستور الجديد لـ ‪16‬من ه‬

‫فيما يخص اإلدارة الالمركزية‪.‬‬

‫وك ذا اإلطالع على أجه زة اإلدارة المعاص رة بص فة عام ة س واء ك انت مركزي ة أو‬

‫الالمركزية وكيفية تسييرها واختصاصات كل واحدة منها على حدى‪.‬‬

‫اعتمدنا في دراستنا لهذا الموضوع على المنهج الوصفي بجميع عناص ره من خالل س رد‬

‫األفكار والعناص ر ذات الص لة المباش رة بالموض وع مح ل الدراس ة‪ ،‬وك ذا المنهج التحليلي‬

‫ال ذي يس مح ب التعرض إلى مس ألة التنظيم اإلداري في اإلدارة المعاص رة بص ورة علمي ة‬

‫واقعية دقيقة واالستدالل بالقوانين التي تخدم اإلدارة المركزية واإلدارة الالمركزية‪.‬‬

‫ال يخلو أي عم ل أو بحث من ص عوبات أو عوائ ق ومن أهم الص عوبات ال تي واجهتن ا‪:‬‬

‫نقص المراجع المتعلقة بالموضوع رغم شساعته وأهميت ه وك ذا ص عوبة في تلقي المعلوم ة‬

‫رغم وفرتها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وبناءا على ما سبق يمكن طرح اإلشكالية التالية‪ :‬ما هي أس س النظ ام اإلداري المرك زي‬

‫والالمركزية ‪ ،‬وكيف تتجلى تطبيقاته على اإلدارة الجزائرية المعاصرة ؟‬

‫وقصد تسهيل الدراس ة وإلجاب ة ع ل إش كالية البحث قمن ا بتقس يمها إلى األس ئلة الفرعي ة‬

‫التالية‪:‬‬

‫‪ )1‬فيما يتمثل النظام اإلداري المركزي وما هو أساس الثانوي؟‬

‫‪ )2‬وفيما يتمثل النظام اإلداري الالمركزي وفيما يتجلى أساس الثانوي؟‬

‫واإلجاب ة على اإلش كالية المطروح ة أعاله‪ ،‬تم االعتم اد في ه ذا البحث على الخط ة‬
‫المقترحة التالية‪ ،‬والمقسمة إلى فصلين‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬النظام اإلداري المركزي‪.‬‬

‫تضمن هذا الفصل ‪ 3‬مباحث وفيه سنتطرق إلى‪:‬‬

‫مفهوم المركزية اإلدارة‪ ،‬هياكل رئاسة الجمهورية وتسييرها وكذا الوزارة وإدارتها‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬النظام اإلداري الالمركزي تضمن هو اآلخر ‪ 3‬مب احث‪ :‬األول ينص على‬
‫المفهوم العام للنظام الالمركزي ومقوماته‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬يتناول الوالي ة كهيئ ة إقليمي ة مس تقلة‪ ،‬أم ا المبحث الث الث‪ :‬البلدي ة كأص غر‬
‫وحدة في التنظيم اإلداري وكيفية تسيير إدارتها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬النظام المركزي اإلداري‬
‫يعرف النظام المركزي بأنه تجميع كافة الصالحيات في يد واحدة في جميع أنح اء الدول ة‬
‫فهذا األسلوب يعني بتركيز الوظيفة التنفيذية في يد الحكومة المركزية‪.1‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المركزية اإلدارية‬


‫المركزية بصفة عامة تركيز السلطة في يد رئيس واحد و يستوي في ه ذا أن تك ون ه ذه‬
‫الهيئة الرئيسية فردا أو لجنة أو هيئة أو مجلسا وقد يوجد في الدول المعاصرة ثالث مجاالت‬
‫للمركزية‪ :‬مركزية سياسية‪ /‬مركزية اقتصادية‪ ،‬مركزية إدارية‪.‬‬

‫بينما الموضوع الذي يهم مجال دراستنا هي المركزية اإلدارية الذي سوف نحاول ش رح‬
‫كل محتوياتها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المركزية اإلدارية‬


‫يقصد بالمركزية اإلدارية قصر الوظيفة اإلدارية في الدولة على ممثلي في العاصمة وهم‬
‫وزراء دون مشاركة من هيئات أخرى فهي بالتالي تق وم على توحي د اإلدارة وجعله ا تنبث ق‬
‫من مصدر واحد مقره العاصمة‪.2‬‬

‫ففي ضوء النظام المركزي تباش ر الس لطة المركزي ة الش ؤون الوطني ة المحلي ة عن طري ق‬
‫ممثليه ا في العاص مة‪ ،‬فهي إذن تق وم على اس تقطاب الس لطات اإلداري ة وتجميعه ا في ي د‬
‫شخص واح د أو هيئ ة واح دة غ ير أن ه ال ينبغي أن يفهم من أن ترك يز الس لطة يع ني ع دم‬
‫تقسيم أراضي الدولة إلى أقسام إدارية على أسس جغرافية أو اجتماعية أو تاريخية ذل ك أن ه‬
‫ال يمكن تصور قيام الدولة بتسيير شؤون ك ل أج زاء اإلقليم عن طري ق جهازه ا المرك زي‬
‫وحده‪ ،‬بل ال مقر من توزيع العمل على إدارتها المختلفة غاية ما في األمر أن هذاه الوحدات‬
‫تباشر عملها تحت إشراف مباشر وكامل للسلطة المركزي ة وليس له ا وج ود ذاتي وق انوني‬
‫مستقل‪.3‬‬

‫‪ -‬زهدي يكن‪ ،‬تنظيم اإلدارة المركزية والمحلية‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الثقافة د‪ .‬ت‪ .‬ن‪ ،‬ص ‪.10-9‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الدكتور سليمان الطماوي‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري‪ ،‬ص ‪.93‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬الدكتور عبد الغني بسيوني عبد هللا‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬ص ‪.117‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪7‬‬
‫المطلب الثاني‪ ":‬أركان" المركزية اإلدارية‬
‫نس تنتج من تعري ف المركزي ة اإلداري ة الس ابق ذك ره أن النظ ام المرك زي يق وم على‬
‫دعامتين‪:‬‬

‫‪ -1‬تركيز السلطة بين يدي اإلدارة المركزية‪.‬‬

‫‪ -2‬خضوع ممثلي الحكومة للسلطة الرئاسية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ترك يز الس لطة اإلداري ة في أي دي المركزي ة كلم ا اس تأثرت اإلدارة المركزي ة في‬
‫العاصمة بكل السلطات المخولة لها إداريا فإن ه ي ترتب على ذل ك تجري د أع وان اإلدارة في‬
‫مختلف األجهزة والنواحي على سلطة القرار‪،‬‬

‫وهذا يعني أن يقوم الوزير المخصص بكل ص غيرة وكب يرة في إقليم الدول ة ألن ه ذا األم ر‬
‫من المجال تحقيقه في أرض الواقع اعملي بل القصد من ذلك أن يت ولى اإلش راف والهيمن ة‬
‫على معاوني ه مهم ا اختل ف مس تواهم و س واءا وج دوا في العاص مة أو بقي ة أج زاء اإلقليم‬
‫بمعنى آخر‪.1‬‬

‫يقوم النظام المركزي على حصر النشاط اإلداري وجمعه بي د ش خص معن وي واح د ه و‬
‫الدولة بمفهومها الضيق أي‪ :‬مجم وع الهيئ ات واألجه زة ال تي تتك ون منه ا خاص ة الس لطة‬
‫التنفيذية (الحكومة) بصورة يشرف معها الوزراء من العاصمة على جميع مظ اهر و أوج ه‬
‫ذلك النشاط والتي يتوالها أشخاص خاضعين مباشرة للسلطة المركزية وتابعين لها في إطار‬
‫سلم إداري متدرج‪ ،‬دون التمتع باستقالل قانوني عنها‪.2‬‬

‫وفي ظل هذا النظام ال يوجد للوحدات المحلية كيان قانوني مستقل و حتى إذا وجدت فهي‬
‫ال تتمت ع بالشخص ية المعنوي ة وتخض ع س لطتها وهيئاته ا خض وعا ش به مطل ق للس لطات‬
‫المركزية‪.‬‬

‫يستتبع حصر الوظيفة اإلداري ة في ي د الحكوم ة المركزي ة أن تبقى وح دات ه ذا الجه از‬
‫اإلداري للدولة متدرجة تدرجا هرميا‪.‬‬
‫‪ -‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬عمار بوضياف‪ ،‬ص ‪.156‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬القانون اإلداري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬النظام اإلداري‪ ،‬عمار عوابدي‪ ،‬ص ‪.47‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪8‬‬
‫وهناك بعض الحاالت التي تعطى فيها لف روع ال وزارات المختلف ة س لطة البث في بعض‬
‫المسائل دون الرجوع إلى الحكومة المركزية في العاصمة‪.‬‬

‫وال تخرج هذه الصورة أيض ا على أن تك ون مركزي ة إداري ة والتبعي ة الرئاس ية لف روع‬
‫الوزارات المختلفة في األقاليم‪.‬‬

‫تتضمن أعضاء الوزارات المركزية في العاصمة عدة صالحيات أهمها‪:‬‬

‫سلطات تمارسها الوزارة على األشخاص العاملين التابعين لها‪ ،‬وتتمثل في التعيين‪ ،‬الترقي ة‪،‬‬
‫النقل وتوقيع إج راءات عليهم وس لطات تمارس ها ال وزارة على أعم ال ه ؤالء المرؤوس ين‬
‫وتتمثل في سلطة التوجيه السابق‪ ،‬سلطة التعقيب الالحق على أعمال المرؤوس‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬خضوع ممثلي الحكومة للسلطة الرئاسية‪.‬‬

‫طالما كانت مجموعة الوحدات اإلدارية والمرافق مرتبطة أشد ارتباط باإلدارة المركزية‬
‫خاضعا لقرارها ونشاطاتها‪ ،‬فإن هذا الخضوع والسلطة يتجسد في سلم إداري يعلوه ال وزير‬
‫الذي يملك سلطة التعيين ويحتل فيه الموظف مرتب ة الم رؤوس وه ذه الس لطة الرئاس ية من‬
‫شأنها أن تجعل للرئيس هيمنة تامة على أعمال المرؤوس فيكون له الحق المصادقة عليها أو‬
‫إلغاءها أو تعديلها أو استبدالها دون يكون ح ق االع تراض كم ا يمتل ك ال رئيس اإلداري أي‬
‫الوزير س لطة إداري ة على الش خص الم رؤوس أو الموظ ف تب دأ بتعيين ه وتتواص ل ط وال‬
‫مساره الوظيفي لتمس سلطات أخرى كالنق ل والترقي ة والت أديب وه و م ا يجع ل في النهاي ة‬
‫المرؤوس خاضعا في شخصه وأعماله للرئيس اإلداري‪.‬‬

‫السلطة الرئاسية‪:‬‬

‫تش كل لس لطة الرئاس ية ال ركن األساس ي للمركزي ة اإلداري ة حيث يق وم النظ ام المرك زي‬
‫اإلداري على وجود عالقة قانونية بين األشخاص العاملين والموظفين ب اإلدارة العام ة وف ق‬
‫تسلس ل معين "الس لم اإلداري" إذ يتمت ع الموظ ف األعلى (ال رئيس) بس لطات معين ة تج اه‬

‫‪ - 1‬الدكتور صفوان المبيضيين‪ ،‬دكتور حسين الطراونة‪ ،‬توفيق عبد الهادي‪ ،‬تنظيم المركزية والالمركزي ة في تنظيم اإلدارة المحلي ة‪،‬‬
‫ص ‪.27-26‬‬
‫‪9‬‬
‫الموظف األدنى من ه (الم رؤوس) بالنس بة لشخص ه أو أعمال ه‪ ،‬مم ا ي ؤدي إلى وض ع ه ذا‬
‫األخير في عالقة تبعية لألول فالسلطة الرئاسية هي –إذن‪ -‬عبارة عن‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫العالقة القانونية بين الرئيس والمرؤوس أثناء ممارسة النشاط اإلداري‬

‫مظاهر السلطة الرئاسية‪:‬‬

‫من التعريف السابق نستنتج أن السلطة الرئاسية تخول لل رئيس جمل ة من االختصاص ات‬
‫على أشخاص مرؤوسيه والبعض اآلخر على أعمالهم‪:‬‬

‫أ‪ /‬سلطة الرئيس على الشخص المرؤوس‪:‬‬

‫وتتجلى في سلطة الرئيس في تعيين الم رؤوس وترقيت ه ونقل ه وتأديب ه‪ ،‬ولم ا ك انت ه ذه‬
‫السلطة ليست امتيازا للرئيس وإنما هي نوع من االختصاص يمارسه في حدود القانون‪.‬‬

‫ب‪ /‬سلطات الرئيس على أعمال مرؤوسيه‪:‬‬

‫إلى جانب ما يتمتع ب ه ال رئيس اإلداري من س لطة على ش خص الم رؤوس يمل ك س لطة‬
‫أخرى تتعلق بأعمال ه‪ ،‬وتأخ ذ ه ذه االختصاص ات مظه رين ف البعض يمكن رده إلى س لطة‬
‫الرئيس في توجيه مرؤوسيه والبعض اآلخ ر يع ود إلى حق ه في ممارس ة الرقاب ة على ه ذه‬
‫األعمال‪.‬‬

‫‪ /1‬سلطة التوجيه‪:‬‬

‫ويقصد به مالحظ ة جه ود الع املين بغي ة توجيهه ا الوجه ة الس ليمة عن طري ق األوام ر‬
‫والتعليمات واإلرشادات الشفهية والكتابية وال ش ك أن عملي ة التوجي ه تلعب دورا ب ارزا في‬
‫تقوية العالقة بين الرؤساء والمرؤوسين‪.2‬‬

‫‪ -‬القانون اإلداري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬النظام اإلداري عمار عوابدي‪ ،‬ص ‪.48‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬الدكتور عمار عوابدي‪ ،‬مبدأ تدرج فكرة السلطة الرئاسية‪ ،‬ص ‪.415‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪10‬‬
‫والحديث عن سلطة التوجي ه ال تي يتمت ع به ا الرؤس اء اإلداريين تس وقنا إلى ذك ر واجب‬
‫الطاعة ورسم حدوده القانونية وهو بدوره يدفعنا إلى التمييز بين أوام ر ال رئيس المش روعة‬
‫وأوامر المخالفة للقانون‪.‬‬

‫أوامر الرئيس المشروعة‪ :‬إذا كان األمر صادر من الرئيس اإلداري يتماشى في موض وعه‬
‫مع مقتضيات الموضوع فال شك أن طاعة المرؤوس له واجبة‪.‬‬

‫أوامر الرئيس المخالفة للقانون‪ :‬أثارت جدال على المستوى الفقهي يوجز هذا الخالف فيم ا‬
‫يلي‪:‬‬

‫الرأي األول‪ :‬األوامر الغير مشروعة ليست ملزمة للمرؤوس‪.‬‬

‫إذا بادر ال رئيس اإلداري إلى إلغ اء أوام ر منافي ة في مض مونها للق انون فال يلم الم رؤوس‬
‫بتنفيذها ألنه إذا خالف األول أي ال رئيس الق انون فليس للث اني أي الم رؤوس أن يتبع ه وق د‬
‫تبنى هذا الرأي الفقيه ‪.DUGUIT‬‬

‫الرأي الثاني‪ :‬األوامر الغير مشروعة ملزمة للمرؤوس‪.‬‬

‫ذهب مناصروه إلى القول أن المرؤوس ملزم بتنفي ذ األوام ر الص ادرة عن رئيس ه اإلداري‬
‫ولو كانت غير مشروعة فليس له أمر فحصها وتقديرها أو محاولة عرقلة تنفيذها وق د تب نى‬
‫هذا الرأي الفقيه موريس هوريو‪.‬‬

‫الرأي الثالث‪ :‬األوامر الغير المشروعة ملزمة في حدود معينة‪.‬‬

‫ذهب اتجاه وسط تصدره القضاء الفرنسي فبناه الفقه األلماني إلى محاولة التوفيق بين الرأي‬
‫األول والثاني فوضع مبدأ عام يقضي بتنفيذ أوامر الرئيس متى كانت مكتوبة واضحة دقيق ة‬
‫مح ددة عن دها يل زم بتنفي ذها على أن يتأك د من أن األم ر ص ادر عن س لطة مختص ة وأن‬
‫تنفيذها يدخل في نطاق اختصاصه‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ثالثا‪ :‬سلطة الرقابة والتعتيب‪:‬‬

‫وتتيح هذه السلطة للرئيس اإلداري القيام بمجموعة صالحيات فهو من يتولى إجازة عم ل‬
‫المرؤوس ويمتلك سلطة تعديل ه وإلغ اءه وس حبه كم ا يمل ك س لطة في الحل ول محل ه للقي ام‬
‫بأعمال معينة تفصل ذلك كله‪.‬‬

‫أ‪ /‬سلطة اإلجازة أو المصادقة‪ :‬وتتمثل في ح ق ال رئيس اإلداري في إج ازة وإق رار أعم ال‬
‫مرؤوسه وقد يكون اإلقرار ضمنيا أو صريحا‪.‬‬

‫ب‪ /‬سلطة التعديل‪ :‬يمتلك الرئيس اإلداري حق تع ديل تص رفات وأعم ال مرؤوس يه به دف‬
‫جعلها أكثر مسايرة للقانون وحسب ما تستوجبه ظروف وطبيعة العمل اإلداري‪.‬‬

‫ج‪ /‬سلطة اإللغاء‪ :‬ويقصد به قيام السلطة اإلداري ة المختص ة بالقض اء على آث ار الق رارات‬
‫اإلدارية وإعدادها بأثر فوري بالنسبة للمستقبل فقط مع ترك آثارها الماضية قائمة‪.‬‬

‫د‪ /‬سلطة السحب‪ :‬ويقصد به إزالة وإنهاء اآلثار القانوني ة للمق ررات والتص رفات اإلداري ة‬
‫وإعدامها بأثر رجعي بالقضاء على آثارها في الماضي والمستقبل‪.‬‬

‫ونظرا لما لسلطة السحب من آثار بالغة الخطورة فقد قيدت ممارسته بتوفر شرطين‪:‬‬

‫* من حيث الموضوع‪ :‬يجب أن يشمل السحب فقط القرارات واألعمال غير مشروعة‪.‬‬

‫* من حيث المدة‪ :‬يجب أن تمارس سلطة السحب خالل مدة زمنية معينة‪.‬‬

‫هـ‪ /‬سلطة الحلول‪ :‬األصل العام وطبقا لمبدأ توزيع االختص اص يت ولى ك ل ش خص إداري‬
‫القيام بالمهام المنوطة به‪ ،‬غ ير أن ه في مواض يع وح االت معين ة يمتل ك الرؤس اء اإلداريين‬
‫سلطة الحلول محل مرؤوسيهم‪.1‬‬

‫‪ -‬الدكتور سليمان محمد الطماوي‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري‪ ،‬ص ‪.112‬‬ ‫‪1‬‬

‫وانظر ‪Andre de laubadere, jean claude venizia yves gaudemet opcit ; P 375‬‬

‫‪12‬‬
‫المطلب الثالث‪ ":‬صور المركزية اإلدارية‪:‬‬
‫إن المركزية اإلدارية تختلف صورها أحيانا بين الحصر للسلطات بشكل مطل ق وه و م ا‬
‫يع بر عن ه الفقه اء ب التركيز اإلداري وبين تحوي ل بعض الس لطات للممثلين على مس توى‬
‫أجزاء اإلقليم وهو ما يعبر عنه بعدم التركيز اإلداري‪.‬‬

‫‪ /1‬التركيز اإلداري‪:‬‬

‫ويس ميه البعض ب التركيز المطل ق ويقص د ب ه أن ت تركز الس لطة اإلداري ة في جزئياته ا‬
‫وعمومياتها في يد الوزراء في العاصمة حيث يجرد كل ممثلي األق اليم والهيئ ات من س لطة‬
‫القرار ويحتم عليه الرجوع لل وزير المختص في ك ل ش أن من ش ؤون المرف ق وال ش ك أن‬
‫األخذ بهذا النمط من التنظيم واألسلوب اإلداري من شأنه أن يحدث حالة من االختناق نتيج ة‬
‫تراكم الملفات وانتظار الحسم فيها من قبل ال وزير المع ني‪ ،‬وم ا س تأخذه ه ذه العملي ات من‬
‫وقت طويل مما ينعكس سلبا على الجمهور المعني بالخدمة‪.1‬‬

‫‪ /2‬عدم التركيز اإلداري‪:‬‬

‫يسمى كذلك باألسلوب المركزي البسيط‪ .‬ومفاده أن بعض الم وظفين الحكوم يين س واء‬
‫كانوا يمارسون في العاص مة أم في إقليم الدول ة األخ رى تخ ول إليهم اختصاص ات خاص ة‬
‫تمكنهم من إص دار ق رارات نهائي ة في بعض المس ائل دون حاج ة للرج وع إلى وزرائهم‬
‫المعنيين‪.‬‬

‫ولقد ظهر هذا النموذج في األص ل في فرنس ا به دف تحقي ق ح دة النظ ام المرك زي دون‬
‫المساس بوحدة الدولة‪.2‬‬

‫وتبقى اإلدارة المركزي ة في ه ذه الحال ة على إدارة الش ؤون الموج ودة في العاص مة في‬
‫حين تلجأ إلى تفويض بعض الصالحيات إلى رؤساء مصالحهم المتواجدين في األقاليم ال تي‬
‫غالبا ما تؤثر فيها بواسطة الموظف الذي تختاره في الوحدة المحلية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬عمار بوضياف‪ ،‬ص ‪.166‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪- Ander (D-L). Traite de droit administratif, Paris, L.G.D. J, Tome 2, 1968, P 373.‬‬

‫‪13‬‬
‫الوالة في الجزائر والمحافظون في مصر‪. 1...‬‬

‫ويقتضي هذا األسلوب اإلداري تف ويض بعض الص الحيات مجتمع ة إلى ش خص واح د‪،‬‬
‫يمثل السلطة المركزية على مستوى اإلقليم‪ ،‬يكون مندوبها الوحيد ومنه الرئيس األسمى لجل‬
‫فروع مصالحها اإلدارية المتعددة في هذه الوحدة اإلقليمية وهذا ينطبق تماما على الوالي في‬
‫الجزائر‪.2‬‬

‫أما في الجزائر‪ ،‬فعدم التركيز بوصفه نمط إدارة وتعبير عن السلطة‪ ،‬يجد أساسا حقيقيا له‬
‫على مستوى الوالية رغم أنه متواجد باحتشام على مستوى ال دائرة‪ ،‬غ ير أن تف ويض بعض‬
‫الص الحيات له ؤالء الم وظفين‪ ،‬تثبت في ش ؤون المختص ين فيه ا ال يع ني عن الس لطة‬
‫المركزية‪ ،‬بل يقومون بذلك تحت السلطة الرئاسية للوزير الذي تبقى جميع القرارات الهام ة‬
‫من اختصاصه‪.‬‬

‫يجدر الذكر‪ ،‬بأن ه ال يمكن تط بيق أح د األس لوبين (المركزي ة وع دم الترك يز) على ح ده‬
‫وبحذافيره دون أن يؤدي ذلك إلى نت ائج س يئة وبطء إداري وعلي ه فالغ الب ه و الم زج بين‬
‫األسلوبين‪ ،‬بما يخدم حسن األداء اإلداري‪ ،‬النجاعة والسرعة في معالج ة الملف ات والقض ايا‬
‫المطروحة‪.‬‬

‫ومهما نمت وازدادت االختصاصات الممارسة في إطار هذا النموذج‪ ،‬فإن ه لن ي رقى إلى‬
‫مستوى الالمركزية التي تبقى صورة مختلفة عن عدم التركيز اإلداري ال ذي تربط ه عالق ة‬
‫نسبية بالمركزية التي يستمد منها وجوده ونطاقه ومداه‪.3‬‬

‫وعلى الرغم ما تحتويه المركزية عن مزايا كاقتصاد في النفقات وعدال ة إداري ة وحفاظ ا‬
‫على الوحدة السياسية واإلدارية للدول ة إال أن عيوبه ا ق د طلعت علي ه مم ا ول د ل دى ال دول‬
‫غروف ا تجاه ه ونش أت ل ديهم رغب ة ملح ة في إيج اد نظ ام ب ديل يتالئم م ع المس تجدات‬
‫والمعطيات المطروحة‪ ،‬فكان النظام الالمركزي هو البديل األنجع واألسلوب األمثل‪.4‬‬
‫‪ - 1‬ناصر المطيري‪ ،‬اإلدارة المحلية في المملكة العربية السعودية الرياض‪ ،‬معهد اإلدارة العلمية‪ ،1989 ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ - 2‬أحمد السيد عوضين حجازي‪ ،‬الرقاب ة الذاتي ة لإلدارة العام ة على أعماله ا‪ ،‬أطروح ة لني ل ش هادة ال دكتوراه في الق انون‪ ،‬جامع ة‬
‫القاهرة مصر‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ - 3‬أحمد محيو‪ ،‬محاضرات في القانون اإلداري‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ - 4‬التنظيم اإلداري اإلقليمي في الجزائر‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬زراولية محمد الصالح‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪14‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬رئاسة الجمهورية‪:‬‬
‫ال شك أن الحديث عن رئاسة الجمهوري ة كمؤسس ة دس تورية يف رض الرج وع للدس تور‬
‫لمعرفة صالحياته ذات الطابع اإلداري والسلطات التي يتمتع بها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الوظائف اإلدارية لرئيس الجمهورية‬


‫رجوعا للمادة ‪ 91‬و ‪ 92‬للقانون ‪ 16/01‬المؤرخ في ‪ 6‬م ارس ‪ 2016‬وم واد أخ رى‬
‫كث يرة نس تنتج أن ص الحيات ال رئيس ذات العالق ة بالمج ال اإلداري يمكن حص رها في‬
‫المجاالت التالية‪:‬‬

‫سلطة و وظيفة التعيين‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫إن موق ع رئيس الجمهوري ة في أعلى اله رم اإلداري يخ ول ل ه ص الحية تع يين بعض‬
‫المسؤولين السامين في الدولة آلن الرئيس ال يس تطيع عمال أن يباش ر ص الحية التع يين في‬
‫جميع الوظائف السامية وكذلك إنهاء المهام وإال أمضى ج زءا كب يرا من وقت ه في اس تعمال‬
‫هذه الصالحية على حساب مهام أخرى قد تفوق في أهميتها سلطة التعيين‪.‬‬

‫ورجوعا لدستور ‪ 1989‬نجد أن سلطة التعيين تقاسمها كل من رئيس الجمهورية ورئيس‬


‫الحكومة وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 74‬أما دستور ‪ 1996‬فتناولتها تحدي دا الم ادة ‪ 77‬من ه‬
‫المعدلة منه ‪ 2008‬نجدها أكثر دقة‪.‬‬

‫السلطة التنظيمية‬

‫تعرف السلطة التنظيمية بأنها السلطة التي تمرسها بعض السلطات اإلدارية والتي تتمثل‬
‫في إصدار قواعد قانوني ة عام ة ومج ردة على ش كل مراس يم وق رارات إداري ة تطب ق على‬
‫جميع األفراد أو على فئة معينة منهم دون تحديد ذواتهم وتختلف عن القرارات الفردية ال تي‬
‫تتخذها نفس السلطات اإلدارية‪.‬‬

‫والس لطة التنظيمي ة تش مل المج ال ال ذي يخ رج عن اختص اص المش رع فيع ود ل رئيس‬


‫الجمهورية ومجال تنفيذ القوانين الذي يعود للوزير األول‪.‬‬

‫إن السلطة التنظيمية للرئيس هي االختصاص األساسي للسلطة التنفيذية ال تي من مهامه ا‬


‫اتخاذ اإلجراءات التنفيذية واإللزامية بالنسبة لإلدارة والمواطنين فإن المي دان التنظيمي يب دو‬
‫واسعا ج دا ويس مح لل رئيس بالت دخل في ك ل مك ان وفي أي وقت فه ذا الت دخل عن طري ق‬
‫الق رار التنظيمي يح دد ش روط إح داث وتنظيم وعم ل مختل ف المراف ق العمومي ة وس يرهم‬
‫العادي ومن جهة نظر قانونية فإن هذا القرار التنظيمي يظهر في شكل مراسيم رئاسية‪.1‬‬

‫بينما الدستور الجديد ‪ 2016‬نص عليها في المادة ‪ 92‬منه‪:‬‬

‫يعين رئيس الجمهورية في الوظائف والمهام اآلتية‪:‬‬

‫‪ -6‬األمين العام للحكومة‬ ‫‪ -1‬الوظائف والمهام المنصوص عليها في الدستور‬


‫‪ -‬الدكتور ناصر لباد‪ /‬التنظيم اإلداري‪ /‬منشورات دحلب‪ /‬حسين داي‪ /‬الجزائر‪ /1999 /‬ص ‪.69‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -7‬محافظ بنك الجزائر‬ ‫‪ -2‬الوظائف المدنية والعسكرية في الدولة‬

‫‪ -8‬القضاة‬ ‫‪ -3‬التعيينات التي تتم في مجلس الوزراء‬

‫‪ -9‬مسؤولو أجهزة األمن‬ ‫‪ -4‬الرئيس األول للمحكمة العليا‬

‫‪ -10‬الوالة‬ ‫‪ -5‬رئيس مجلس الدولة‬

‫ويعين رئيس الجمهورية س فراء الجمهوري ة والمبع وثين ف وق الع ادة إلى الخ ارج وينهي‬
‫مهامهم ويتسلم أوراق اعتماد الممثلين الدبلوماسيين وأوراق إنهاء مهامهم‪.‬‬

‫وزيادة على الوظائف المنصوص عليها في الفقرتين ‪ 4‬و ‪ 5‬أعاله يح دد ق انون عض وي‬
‫الوظائف القضائية األخرى التي يعين فيها رئيس الجمهورية‪ 1‬وبصفة عامة الوظائف المدنية‬
‫والعسكرية في الدولة منها‪.‬‬

‫حالة الطوارئ وحالة الحصار والحالة االستثنائية و الحرب‪.‬‬

‫‪ -1‬حال ة الط وارئ‪ :‬جاء في الم ادة ‪ 105‬من الدس تور "يق رر رئيس الجمهوري ة إذا دعت‬
‫الضرورة الملحة حالة الطوارئ أو الحصار لمدة معين ة بع د اجتم اع المجلس األعلى لألمن‬
‫واستش ارة ال وزير األول ورئيس مجلس األم ة ورئيس المجلس الش عبي الوط ني ورئيس‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 92‬من القانون ‪ 16/01‬المؤرخ في ‪ 7‬مارس ‪ 2016‬ج ر‪ .‬العدد ‪.14‬‬


‫‪17‬‬
‫المجلس الدستوري ويتخذ التدابير الستباب الوضع وال يمكن تمديد حالة الط وارئ أو الح ار‬
‫إلى بعد موافقة البرلمان بغرفتيه المجتمعتين معا‪.1‬‬

‫‪ /2‬حالة الحصار‪ :‬ذكر المؤسس الدستوري حالة الحصار مع حالة الطوارئ في نص واح د‬
‫هو نص المادة ‪ 105‬وقد تحدد أيضا بموجب ق انون عض وي وه ذا م ا نص ت علي ه الم ادة‬
‫‪ ،2106‬وقد يرى أغلبية الفقهاء أن حال ة الط وارئ تتم يز عن حال ة الحص ار لك ون الثاني ة‬
‫تتصل باألعمال الحربية أو المسلحة كالعصيان والتمرد وهي حال ة أق ل خط ورة من الحال ة‬
‫االستثنائية أساسها وقوامها حالة الضرورة التي يعود لرئيس الجمهورية صالحية تقريرها‪.‬‬

‫‪ /3‬الحالة االستثنائية‪ :‬جاء في المادة ‪" 107‬يقرر رئيس الجمهوري ة الحال ة االس تثنائية إذا‬
‫كانت البالد مهددة بخطر داهم يوشك أن يصيب مؤسساتها الدستورية أو استقاللها أو سالمة‬
‫ترابها وال يتخذ هذا اإلجراء إال بع د استش ارة رئيس المجلس الوط ني ورئيس مجلس األم ة‬
‫والمجلس الدستوري واالستماع إلى المجلس األعلى لألمن‪.3‬‬

‫يمارس رئيس الجمهورية س لطته التنظيمي ة في المس ائل غ ير المخصص ة للق انون حيث‬
‫يندرج تطبيق القوانين في المجال التنظيمي للوزير األول وهذا ما تض منته الم ادة ‪ 143‬من‬
‫القانون ‪ 16/01‬المؤرخ في ‪ 7‬مارس ‪.42016‬‬

‫إن ح ديثنا عن المج ال التنظيمي ي دفعنا للح ديث عن مج ال التش ريع ألن المؤس س‬
‫الدستوري حدد مجال التنظيم تحديدا سلبيا وهذا ما جاءت به المادة ‪.143‬‬

‫مج ال التش ريع‪ :‬حرص ا على ع دم ت داخل الص الحيات بين الس لطة التش ريعية والس لطة‬
‫التنفيذية وتطبيقا لمبدأ الفصل بين السلطات‪ 5‬سارع المؤس س الدس توري إلى توض يح مج ال‬
‫التش ريع وه ذا بم وجب الم ادة ‪ 140‬من الدس تور‪ 6‬الجدي د وال تي احت وت على ‪ 29‬نقط ة‬

‫‪ -‬انظر المادة ‪ 105‬من القانون ‪ 16/01‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬انظر المادة ‪ 106‬من القانون ‪ 16/01‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬انظر المادة ‪ 107‬من القانون ‪ 16/01‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 143‬من القانون ‪ 16/01‬المؤرخ في ‪ 7‬مارس ‪ ،2016‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬لتفصيل المبدأ راجع خاصة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -‬انظر المادة ‪ 140‬من القانون ‪ 16/01‬المؤرخ في ‪ 7‬مارس ‪ ،2016‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪18‬‬
‫فالتشريع على هذا النحو يهتم بوضع القواعد العامة في المجاالت المذكورة في الم ادة ‪140‬‬
‫أما التنظيم فيكرس قواعد جديدة خارج التشريع‪.‬‬

‫الفرق بين التشريع والتنظيم‪ :‬يشترك التش ريع م ع التنظيم ك ون أن كالهم ا ي أتي في ش كل‬
‫قاعدة عامة وملزمة ويختلفان فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬من حيث الهيئ ة المص درة للنص‪ :‬يص در التنظيم عن الس لطة التنفيذي ة بينم ا يص در‬
‫التشريع من السلطة التشريعية‪.‬‬

‫‪ -2‬من حيث الموضوع‪ :‬إن موضوع التشريع محدد كما سبق البيان وه و مم ا نص ت علي ه‬
‫المادة ‪ 143‬من الدستور بينما موضوع التنظيم غير محدد‪.‬‬

‫‪ -3‬من حيث الش كل‪ :‬يص در‪ 1‬التش ريع في ش كل ق انون عض وي‪ 2‬أو ق انون أو أم ر بينم ا‬
‫يصدر التنظيم في شكل مرسوم‪.‬‬

‫سلطة محافظة على أمن الدولة وسالمتها‪.‬‬

‫إن رئيس الجمهورية هو السلطة اإلدارية العليا والمركزية المختصة و المسؤولة في حفظ‬
‫النظام العام في الدولة‪ ،‬إن هذا االختصاص أو هذه الوظيف ة اإلداري ة هي مق ررة في النظ ام‬
‫الجزائري‪.‬‬

‫فوظيفة النظام الع ام (األمن الع ام‪ ،‬الص حة العام ة‪ ،‬الس كينة العام ة‪ ،‬اآلداب العام ة) هي‬
‫اختصاص أصيل لرئيس الجمهورية بحكم العرف الدستوري‪ ،‬ويجوز رئيس الجمهوري تبعا‬
‫لذلك الص فة القانوني ة في اس تعمال س لطة إص دار الق رارات اإلداري ة الالئحي ة والتنظيمي ة‬
‫المتعلقة بمرفق ووظيفة حفظ النظام‪.‬‬

‫وتحقيقا لغرض حفظ النظام واألمن العام للدولة أجاز الدستور تقرير‬

‫‪ - 1‬ال نقصد هنا سلطة اإلصدار المخولة لرئيس الجمهوري ة بم وجب الم ادة ‪ 144‬من الدس تور لتفص يل أك ثر راج ع ال دكتور عم ار‬
‫بوضياف‪ ،‬النظرية العامة للقانون وتطبيقاتها في التشريع‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬راجع بخصوص القانون العضوي الدكتور عمار عوابدي‪ ،‬مبدأ تدرج فكرة السلطة الرئاسية ص ‪ 97‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -4‬الحرب‪ :‬نصت عليها المادة ‪ 109‬من الدستور حيث يتض ح منه ا أن الع دوان المقص ود‬
‫هو العدوان الخارجي الذي تنظم إجراءاته وقواعده المواثيق الدولية فإن تحق ق ذل ك أو ك ان‬
‫على وشك أن يتحقق ع اد ل رئيس الجمهوري ة ص الحية إعالن الح رب بع د اجتم اع مجلس‬
‫ال وزراء واالس تماع إلى المجلس األعلى لألمن واستش ارة رئيس المجلس الش عبي الوط ني‬
‫ومجلس األم ة‪ ،‬وإذا تم إعالن الح رب يجتم ع البرلم ان وجوب ا ويوج ه رئيس الجمهوري ة‬
‫خطابا لألمة ويوقف طوال مدة الحرب العمل بالدستور‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األجهزة والوحدات اإلدارية التابعة والمساعدة للرئيس الجمهورية‪.‬‬

‫األجهزة والوحدات الفنية‪ :‬توجد عدة أجهزة ووحدات إدارية فني ة متخصص ة تتب ع رئيس‬
‫الجمهورية وتعاونه فنيا في االضطالع والقيام بوظائفه واختصاصاته اإلدارية المش ار إليه ا‬
‫سابقا‪ ،‬ومن أبرز األمثل ة على األجه زة اإلداري ة الفني ة التابع ة ل رئيس الجمهوري ة مباش رة‬
‫مجلس المحاس بة المختص بالرقاب ة الفني ة الالحق ة لجمي ع أوج ه وأن واع اإلنف اق الع ام في‬
‫الدولة الجزائرية وهو خاضع مباشرة للسلطة الرئاسية لرئيس الجمهورية‪ ،‬فمجلس المحاسبة‬
‫ملتزم ومكلف بتقديم تقرير وحساب س نوي عن جمي ع النفق ات العام ة في الدول ة إلى رئيس‬
‫الجمهورية‪. 2‬‬

‫مجلس المحاسبة‪ :‬كان مجلس المحاسبة يخض ع في نش اطه في ظ ل ق انون ‪ 10/2‬لس لطة‬
‫رئيس الجمهورية‪ 3‬ولكن رقابت ه ك انت واس عة ج دا‪ ،‬بحيث تش مل أم وال الدول ة والح زب‬
‫والجماعات المحلية وكذلك المؤسسات االشتراكية‪.‬‬

‫كما تشمل رقابته كذلك‪ ،‬كل الهيئات التي تستفيد من أموال الدولة أو من أموال الجماعات‬
‫المحلية أو من أموال أي هيئة عمومية‪ ،‬في شكل إعانات مالية أو مس اهمات في رأس الم ال‬
‫أو حتى في شكل تسبيقات وقروض أو ضمانات مالية‪.‬‬

‫‪ -‬أنظر إلى المادة ‪ 109‬من القانون ‪ ،16/01‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬الدكتور عمار عوابدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ - 3‬الم ادة ‪ 192‬من الق انون ‪ 16/01‬الم ؤرخ في ‪ 7‬م ارس ‪2016‬ن األم ر ‪ 02-10‬الم ؤرخ في أول س بتمبر ‪ 2010‬يع دل ويتمم‬
‫األمر رقم ‪ 95/20‬المؤرخ في ‪ 17‬يوليو ‪ 1995‬والمتعلق بمجلس المحاسبة‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫أما في مجال رقابته اإلدارية‪ ،‬يعمل مجلس المحاسبة على تقييم مدى فعالية التسيير المالي‬
‫للهيئ ات الخاض عة لرقابت ه‪ ،‬وه ذا ب الرجوع إلى األه داف المس طرة في المخط ط الوط ني‬
‫وبالنظر كذلك إلى المعايير المعمول بها على المستوى الدولي‪.‬‬

‫كما يشرف على توجيه أعم ال المراقب ة المالي ة الداخلي ة والخارجي ة المنوط ة بالمص الح‬
‫المالية المختصة‪ ،‬ويتابع تنفيذها واستغالل نتائجه ا حيث يبل غ نت ائج تحريات ه وتحقيقات ه إلى‬
‫الس لطات المعين ة‪ ،‬وي دلي بتوص ياته بغ رض معالج ة النق ائص المس جلة وتحس ين ط رق‬
‫وإجراءات التنظيم والتسيير المالي والمحاسبي‪.‬‬

‫غلى جانب ذل ك‪ ،‬يرس ل مجلس المحاس بة إلى رئيس الجمهوري ة تقري را س نويا يتض من‬
‫نتائج نشاطاته‪ ،‬ويقترح فيه التوصيات والتدابير التي يراها ضرورية‬

‫لتحسين ظروف تطبيق السياسة المالية واالقتصادية للدولة‪.1‬‬

‫الوح دات واألجه زة اإلداري ة التنفيذي ة من أب رز الوح دات واألجه زة اإلداري ة التنفيذي ة‬
‫المساعدة لرئيس الجمهورية‪.‬‬

‫األمانة العامة للرئاسة بمديريتها وأقس امها المختلف ة ودي وان رئاس ة الجمهوري ة واألمان ة‬
‫العامة للحكومة بكل مديريتها وأقسامها المختلفة و المفتشية العامة لرئيس الجمهورية‪.‬‬

‫وقد عرفت هذه األجهزة والهياكل منذ االستقالل تقلبات عديدة‪ ،‬بحيث لم تستقر على حال ة‬
‫وال على نظام فاختلفت باختالف الرؤساء‪.2‬‬

‫أ) األمانة العامة لرئاسة الجمهورية‪ :‬وعلى رأسها األمين العام يقوم بالمهام اآلتية‪:‬‬

‫يت ابع على المس توى الوط ني األعم ال السياس ية‪ ،‬االقتص ادية واالجتماعي ة ويع د‬ ‫‪‬‬
‫تلخيصا بها يقدمه لرئيس الجمهورية‪.‬‬

‫‪ - 1‬جلس المحاس بة في التش ريع الجزائ ري‪ ،‬م ذكرة مكمل ة من متطلب ات ني ل ش هادة الماس تر في الحق وق‪ ،‬تخص ص ق انون إداري‪،‬‬
‫منصوري الهادي ‪.2014/2015‬‬
‫‪ - 2‬انظر المرسوم الرئاسي رقم ‪ 197-01‬المؤرخ في ‪ 22‬جويلية ‪ 2001‬الذي يحدد صالحيات رئاسة الجمهورية وتنظيمها الجريدة الرسمية رقم‬
‫‪ ،40‬ص ‪.18‬‬

‫‪21‬‬
‫يعت بر الوس يط بين رئيس الجمهوري ة وب اقي هيئ ات الدول ة فيبلغه ا توجيهات ه ويع د‬ ‫‪‬‬
‫تقريرا منها‪.‬‬
‫يساعد في تحضير جدول أعمال مجلس الوزراء يشرف على أعمال هياك ل الرئاس ة‬ ‫‪‬‬
‫وعلى احترام اختصاصات كل منها‪.‬‬

‫يقوم بكل الدراسات والتحاليل ويعد كل الملخصات التي لها صلة بعمله‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يشارك ي اجتماعات مجلس الوزراء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هو اآلمر بالصرف بالنسبة لإلعتمادات المخصصة لرئاسة الجمهورية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يوقع باسم رئيس الجمهورية على كل الوثائق والقرارات الصادرة في إطار ممارس ة‬ ‫‪‬‬
‫مهامه‪.‬‬

‫ب‪ /‬ديوان رئيس الجمهورية‪ :‬يترأسه م دير دي وان وتتمث ل مه ام ه ذا ال ديوان في تحض ير‬
‫أعمال رئيس الجمهورية وتنظيمها باالتصال مع مختلف الجهات التي لها ص لة ب ذلك‪ ،‬ومن‬
‫أجل ذلك فهو يعد برنامج استقبال رئيس الجمهورية ويوميات تنقله‪ ،‬كما يقوم بتنسيق أعم ال‬
‫التشريفات واألمن الرئاسي والصحافة بمناسبة تنقل رئيس الجمهوري ة‪ ،‬وأخ يرا يت ولى ه ذا‬
‫الديوان األمانة العامة لرئيس الجمهورية‪.‬‬

‫ج‪ /‬األمانة العامة للحكومة‪ :‬خالفا لما قد يتبادر للذهن فغن األمانة العامة للحكومة هي هيئ ة‬
‫وسيطة بين رئيس الجمهورية والحكومة‪ ،‬يترأسها أمين عام للحكومة وبهذه الصفة فهو يقوم‬
‫بتحضير أعمال مجلسي الوزراء والحكومة‪ ،‬ويعد مشاريع النصوص التش ريعية والتنظيمي ة‬
‫ويت ولى نش رها في الجري دة الرس مية ويش ارك في إع داد ج داول أعم ال ك ل من مجلس‬
‫الوزراء والحكومة ويش ارك في اجتماعاتهم ا ثم يع د ملخص ا عن أعم الهم ويت ولى حفظه ا‬
‫وتوزيع القرارات المتخذة على أعضاء الحكومة وأخيرا يتابع مراحل اإلجراء التشريعي‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫المطلب" الثالث‪ :‬الرقابة الرئاسية‬
‫تعرف الرقابة الرئاسية بأنها سلطة تقديرية تجيز للرئيس اإلداري بمقتضاها حق النظ ر‬
‫على األعمال الصادرة مباشرة عن المرؤوسين الذي يتبعونه‪ ،‬وتمارس هذه الرقابة على كل‬
‫المستويات ف األعلى على األدنى من ه‪ ،‬إلى أن تص ل إلى اإلدارة ال دنيا في الت درج اإلداري‪،‬‬
‫على أن يكون الرئيس يمثل قمة الهرم‪.1‬‬

‫ومض مون ه ذه الس لطة يتجس د في إمكاني ة ال رئيس اله رمي المباش ر أن يثبت عم ل‬
‫مرؤوسيه ويقبله‪ ،‬مع إمكانية إدخال بعض التعديالت على أحكامه أو على بعض مقتض ياته‪،‬‬
‫كما يمكن للرئيس أن يلغي عمل مرؤوسه بصفة كلية أو جزئية أو إعادة صياغته‪.‬‬

‫غير أن قواعد التسيير تقتضي عدم حل ول ال رئيس مح ل الم رؤوس في أداء أعمال ه‪،‬ألن‬
‫مخالفة ذلك ي ؤدي إلى اإلخالل بمفه وم الت درج الرئاس ي‪ ،‬بحيث يص بح ال رئيس يجم ع بين‬
‫سلطات الرئيس والمرؤوس‪.‬‬

‫كما أن الرقابة الرئاسية تختلف على األنواع األخرى من الرقابة في كونه ا تم ارس أثن اء‬
‫أداء العمل اإلداري‪.2‬‬

‫كما عرفت الرقابة اإلدارية الرئاسية على أنها رقابة ذاتية ألن اإلدارة تراقب‬

‫نفسها بنفسها‪ ،‬فكبار الموظفين يشرفون على تصرفات ص غارهم وك ل طبق ة من الم وظفين‬
‫تخضع لطبقة أعلى ح تى تص ل إلى ال وزير وه و ال رئيس األعلى لجمي ع المص الح التابع ة‬
‫لوزارته‪ ،‬فهناك نوع من التدرج بين الهيئات أو السلطات اإلدارية وبين األشخاص الع املين‬
‫بها‪.‬‬

‫وتتحق ق الرقاب ة اإلداري ة بإص دار الرؤس اء المنش ورات واألوام ر والمعلوم ات إلى‬
‫مرؤوسيهم يقصد توجيههم في أعم الهم وإرش ادهم إلى كيفي ة تنفي ذ الق وانين والل وائح‪ ،‬كم ا‬
‫تظهر في حق الرؤساء عن د مراجع ة أوام ر المرؤوس ين إلقراره ا أو وقفه ا أو تع ديلها أو‬
‫إلغاءها وكذلك حقهم في توقيع العقوبات التأديبية‪.3‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Charles Debbach, instituations 4 ed. PU de France 1998 p 448.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Pierre Moor, droit adminstratif 2 ed. Stae MPFLI Editions SA Berne 2002 p 519.‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمود حافظ‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪ ،1972 ،‬ص ‪.69‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪23‬‬
‫من خالل ذلك نس تنتج أن هن اك ف رق بين الس لطة الرئاس ية والرقاب ة الرئاس ية فالس لطة‬
‫الرئاسية تتجسد في تكريس كافة السلطات في يد الرئيس وبس طها على مرؤوس يها من أج ل‬
‫تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬وبذلك فهي وسيلة لبسط إرادت ه واحترامه ا من ط رف المرؤوس ين‬
‫في حين أن الرقابة الرئاسية تمكن الرئيس من التحقق من مدى سالمة األعمال ال تي أداءه ا‬
‫المرؤوس ون‪ ،‬وبالت الي فهي أداة من أج ل قي اس العم ل الم ؤدى من قب ل المرؤوس ين م ع‬
‫المعايير الموضوعة مسبقا لقياس العمل اإلداري‪.‬‬

‫وقد تتجسد الرقابة بمظهرين‪ :‬الرقابة على األشخاص‬

‫الرقابة على األعمال‬

‫‪ /1‬الرقابة على األشخاص‪:‬‬

‫أ‪ -‬الرقابة على المرؤوس‪:‬‬

‫وتتمثل هذه الرقابة في تمتع ال رئيس اإلداري بس لطة التنظيم والتعقيب‪ ،‬فس لطة التنظيم‬
‫تتمثل في سلطة التعيين والتأديب وتقييم أداء الموظف ومراقبته وتوجيهه وإصدار أوامر إليه‬
‫وإطالعه على مختلف النصوص القانونية بما يسمح له القيام بعمله على أحسن وجه‪.‬‬

‫ب‪ -‬الرقابة على أعمال المرؤوسين‪:‬‬

‫إن الغاية النبيلة التي تنشدها اإلدارة يتطلب منها القي ام به ا على أحس ن وج ه في إط ار‬
‫المب ادئ األساس ية ال تي تحكم المرف ق الع ام‪ ،‬وانطالق ا من ذل ك نج د أن الرقاب ة اإلداري ة‬
‫يمارسها الرؤساء على أعمال مرؤوسيهم تدخل ضمن هذا السياق‪.‬‬

‫وتتخذ هذه الرقابة عدة صور كالرقابة على اإلجراءات والرقابة على التنفيذ والرقابة على‬
‫المستندات التي يقوم بإعدادها المرؤوس والرقابة المالية‪.‬‬

‫ويتمتع الرئيس تجاه جميع األعمال التي تصدر من المرؤوس بعدة سلطات‪:‬‬

‫التصديق واإللغاء والتعديل والسحب والحلول‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -1‬سلطة الترخيص واإلجازة‪ :‬تقتضي هذه السلطة أن ه ال يمكن للمرؤوس ين تنفي ذ أعم الهم‬
‫إال بعد الحصول على اإلجازة والموافقة عليها من ط رف ال رئيس اإلداري المختص‪ ،‬م ا لم‬
‫ينص القانون على خالف ذلك‪.‬‬

‫‪ -2‬سلطة التعديل‪ :‬في إطار تحقيق مبدأ المشروعية يتمت ع ال رئيس اإلداري بس لطة تع ديل‬
‫تصرفات وأعمال مرؤوسيه بالقدر الذي يجعلها متطابقة‪ ،‬وغير مخالفة للنص وص القانوني ة‬
‫والتنظيمية من أجل تحقيق المصلحة العامة‪.‬‬

‫‪ -3‬سلطة اإللغاء‪ :‬وتعتبر من السلطات المهمة ال تي يتمت ع به ا ال رئيس في إط ار ممارس ة‬


‫سلطة المتابعة والتعقيب على أعمال المرؤوسين حيث يمكن للرئيس إلغاء أعم ال مرؤوس يه‬
‫غير المشروعة في إطار حماية مبدأ المشروعية وسيادة القانون‪.‬‬

‫‪ -4‬سلطة السحب‪ :‬تمتلك السلطة الرئاسية سلطة سحب القرارات اإلداري ة غ ير المش روعة‬
‫وإعدام آثارها تجسيدا لمب دأ المش روعية وتحقي ق مالئم ة الق رار اإلداري في إط ار رقابته ا‬
‫على أعمال الهيئات المرؤوسة‪.‬‬

‫‪ -5‬سلطة الحلول‪ :‬وهي سلطة مفترضة نابعة من خضوع المرؤوس لل رئيس‪ ،‬وب ذلك يق وم‬
‫الرئيس بالحلول محل الرئيس كلما ادعت الضرورة ذلك‪ ،‬وتمارس ه ذه الس لطة على جمي ع‬
‫أعمال المرؤوس وهي سلطة واسعة ال يحدها إلى القوانين والتنظيمات بسن اس تثناءات على‬
‫ذلك‪.1‬‬

‫‪ - 1‬أطروح ة لني ل دكت وراه العل وم في العل وم القانوني ة‪ ،‬الرقاب ة على أعم ال اإلدارة العمومي ة في الجزائ ر‪ ،‬أحم د س ويقات‪،‬‬
‫‪.2014/2015‬‬
‫‪25‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الوزارات‬
‫لل وزير باعتب اره عض و من أعض اء الس لطة التنفيذي ة المس ؤولية والمض طلعة بالوظيف ة‬
‫التنفيذي ة في الدول ة ص فتان‪ :‬الص فة السياس ية باعتب اره عض و مجلس ال وزراء‪ ،‬والص فة‬
‫اإلداري ة باعتب ار أن ال وزير عض و إداري‪ ،‬ألن ه ال رئيس اإلداري لمجموع ة المراف ق‬
‫والمؤسسات واألجه زة اإلداري ة المكون ة والمؤلف ة لل وزارة ال تي يرأس ها ويش رف عليه ا‪،‬‬
‫والذي يهمنا في هذا المجال هو صفة ال وزير اإلداري ة باعتب اره س لطة إداري ة مركزي ة في‬
‫النظام اإلداري الجزائري فالوزير في نطاق اختصاص ات ووظ ائف وزارت ه‪ ،‬يع د ال رئيس‬
‫اإلداري األصيل‪.1‬‬

‫وصاحب االختصاص العام في شؤون وسائل الوظيفة اإلدارية المتعلقة والمتص لة ب إدارة‬
‫وتسيير وزارته وله سلطة اتخ اذ الق رارات اإلداري ة والتص رفات وكاف ة األعم ال القانوني ة‬
‫والمادية باسم ولحساب الدولة في نطاق االختصاص الوظيفي لوزارته‪.‬‬

‫‪ -‬انظر المرسوم ‪ 84/12‬والمؤرخ في ‪22‬يناير ‪ 1984‬والمتضمن تنظيم وتشكيل الحكومة المادة ‪.152‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪26‬‬
‫" يتولى الوزير ونائب ه ال ذي يس اعده‪ ،‬بالتنس يق بينهم ا وك ل واح د في ح دود اختصاص اته‬
‫ومس ؤولياته‪ ،‬تحقي ق األه داف المس طرة لهم ا باس تخدام الوس ائل البش رية والمديري ة‬
‫الموضوعية تحت تصرف الوزارة"‪.2‬‬

‫المطلب" األول‪ :‬االختصاص" والوظائف اإلدارية للوزير‪.‬‬


‫إن ال وزير في النظ ام اإلداري الجزائ ري ه و رئيس اإلدارة المركزي ة عل ة مس توى‬
‫الوزارة‪ ،‬ولذلك فهو يمتلك الص فة القانوني ة والح ق في ممارس ة س لطات ومظ اهر الس لطة‬
‫اإلدارية والسلطة التنظيمية في الوزارة‪.‬‬

‫فهو يحاول ويملك حق ممارس ة مظ اهر وس لطات الس لطة الرئاس ية والس لطة الوص ائية‬
‫على كل موظفي وعمال وزارته ومرافقها ومؤسساتها وأجهزتها ووحداتها المختلفة فالوزير‬
‫يقوم على وجه الخصوص بالوظائف واالختصاصات اإلدارية التالية‪:‬‬

‫أ‪ /‬الوظائف‪:‬‬

‫‪ -1‬يقوم الوزير في نطاق االختصاص الوظيفي لوزارته بوظيف ة التنظيم ال داخلي لوزارت ه‬
‫وض مان حس ن س يرها ب اطراد واس تمرار‪ ،‬ولل وزير في س بيل القي ام به ذه الوظيف ة س لطة‬
‫إصدار القرارات التنظيمية وكافة إجراءات التنظيم الداخلي باختالف صورها‪.‬‬

‫‪ -2‬سلطات ومظاهر السلطة الرئاسية على عم ال وم وظفي وزارت ه‪ ،‬فل ه س لطة ومظ اهر‬
‫السلطة تعيينهم إلى حد ما وسلطة نقلهم وترقيتهم وتأديبهم‪ ،2‬وتقرير مستقبلهم الوظيفي‪ ،‬ول ه‬
‫س لطة إرش ادهم وت وجيههم‪ ،‬وإج ازة أعم الهم‪ ،‬والتص ديق عليه ا أو رفض ها أو إلغاءه ا أو‬
‫تعديلها‪ ،‬وله سلطة تفويض بعض اختصاصاته إلى موظفي وزارته في ح دود الق انون‪ ،‬ول ه‬
‫حق الحلول محلهم في القيام بواجباتهم‪.‬‬

‫وله سلطة الرقابة بكل صورها وأنواعها ووسائلها على عمال وموظفي وزارته ولل وزير‬
‫من أجل القيام بوظيفته السلطة الرئاسية هذه مكانة وحق إصدار القرارات الفردية (ق رارات‬

‫‪ - 2‬أنظر كمثال‪ ،‬لهذه الق رارات اإلداري ة وإج راءات التنظيم ال داخلي ال تي يص درها ك ل وزي ر في نط اق اختصاص ات ووظ ائف وزارت ه‪ ،‬الق رار‬
‫الوزاري الصادر بـ ‪ 4‬أوت ‪ 1976‬المتعلق بتنظيم مكاتب اإلدارة المركزية‪.‬‬
‫‪ - 2‬أنظر المادة ‪ 2‬من األمر رقم ‪ 10-77‬الصادر بت اريخ أول م ارس ‪ 1977‬والمتض من الق انون األساس ي للم وظفين الدبلوماس يين‬
‫والقنصليين‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫وزارية) واللوائح وكافة إجراءات التنظيم الداخلي من تعليمات ومنشورات‪ ،‬ودوريات وذلك‬
‫في نطاق مبدأ المشروعية الشكلية والمادية‪ ،‬وفي ظل السياسة العامة للحكومة والدولة‪.‬‬

‫‪ -3‬وظيفة الوصاية والرقابة اإلدارية على األشخاص اإلدارية الالمركزية‪:‬‬

‫إن كل وزير مسؤول عن القيام واالضطالع بمهمة الرقاب ة الوص ائية (ممارس ة س لطات‬
‫الوص اية) على المجموع ات والمؤسس ات العام ة والش ركات الوطني ة وال دواوين العام ة‬
‫والمكاتب العامة واألجهزة والوحدات اإلدارية الالمركزية الخاضعة والتابعة لوزارته‪.‬‬

‫وللوزير من أجل تحقيق أهداف الوصاية اإلدارية عدة سلطات إدارية يمارس ها في ح دود‬
‫القانون في مواجهة هذه األشخاص اإلدارية الالمركزية الخاضعة لوصاية وزارته‪.1‬‬

‫ب‪ /‬االختصاصات‪:‬‬

‫ال تشير اختصاصات الوزير في الجزائر إشكاال من الممكن أن يطرح آلن ال وزير األول‬
‫في النظام الدستوري يبادر بمجرد ص دور المرس وم الرئاس ي المتض من افعالن عن الط اقم‬
‫الحكومي إلى إصدار مجموعة مراسيم تنفيذية لتوزيع االختصاص بالنس بة لجمي ع ال وزراء‬
‫وهو ما تضمنته مراسيم تنفيذية كثيرة منها مثال‪.‬‬

‫المرس وم التنفي ذي رقم ‪ 247-94‬الم ؤرخ في ‪ 10‬أوت ‪ 1994‬ال ذي يح دد ص الحيات‬


‫وزير التجهيز والهيئة العمرانية‪.‬‬

‫المرسوم التنفيذي ‪ 01/338‬المؤرخ في ‪ 28‬أكتوبر ‪ 2001‬الذي يحدد صالحيات العم ل‬


‫والضمان االجتماعي‪.‬‬

‫وعلى العم وم وانطالق ا من أن ال وزير ه و ال رئيس اإلداري األعلى في قطاع ه‪ ،‬فه و‬


‫يف رض التحكم في ش ؤون القط اع ويمل ك إص دار الق رارات والتعليم ات والمناش ير لتنظيم‬
‫ميادين ومجاالت مختلفة في قطاعه أو وزارته ه ذا فض ال عن الص الحيات الخاص ة وال تي‬
‫ترد عادة تفصيلها في المرسوم التنفيذي المتضمن تحديد الصالحيات‪.‬‬

‫‪ -‬عمار عوابدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 226‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪28‬‬
‫وال تقتصر مهام الوزير على الشؤون الداخلية للدولة‪ ،‬بل ق د تك ون ل ه مه ام خارجي ة أو‬
‫دولية ليمثل في هذا الوجه من النشاط الدولة ال القط اع أو ال وزارة ومن الفائ دة لإلش ارة أن‬
‫عمل واختصاص الوزارة الواح دة ال يع ني االنفص ال الت ام عن بقي ة ال وزارات‪ ،‬ب ل هن اك‬
‫تع اون مش ترك بين وزارتين أو أك ثر بحكم إلتص اق مي ادين العم ل وقطاع ات النش اط‬
‫وامتدادها ألكثر من وزارة لذلك ظهر على المستوى القانونين في القرار الوزاري المش ترك‬
‫بين وزارتين أو أكثر فالقانون رقم ‪ 04-91‬الم ؤرخ في ‪ 8‬ج انفي ‪ 1991‬المتض من تنظيم‬
‫مهنة المحام اة أش ار في مادت ه العاش رة على أن يتم تنظيم ش هادة الكف اءة المهني ة للمحام اة‬
‫بموجب قرار مشترك بين وزير العدل ووزير التعليم والبحث العلمي‪.‬‬

‫ويس اعد ال وزير في القي ام بأعمال ه وتحقي ق أه داف قطاع ه ومجموع ة من الموظف ون‬
‫الس اميين في المج الين اإلداري والف ني فه و يس تعين في أداء مهام ه ب الخبرات في قطاع ه‬
‫كالمدير المركزي‪ ،‬كما يستعين ال وزير ب األمين الع ام لوزارت ه ورئيس دي وان ومستش اريه‬
‫المقربين للقيام بأعباء القطاء‪.‬‬

‫وبشأن مسالة االختصاص فقد أجمعت دراس ات علم اإلدارة أن ال يش ترط في ال وزير أن‬
‫يكون فني ا أو خب يرا في األعم ال المن وط بوزارت ه فليس من الالزم أن يك ون وزي ر الع دل‬
‫محاميا أو قاضيا أو وزير األشغال العمومي ة مهندس ا إذ أن عم ل ال وزير ليس فني ا ب ل ه و‬
‫عمل سياسي وإداري‪.‬‬

‫ولقد أثبتت التجارب في ال دول المختلف ة أن نفس الش خص يمكن أن يت ولى أم ر وزارات‬
‫مختلفة وأن يقوم في كل منها بمهمته بنجاح غير انه إذا ك ان ال وزير فني ا وخب يرا في عم ل‬
‫وزارته فإن النجاح سيكون ال شك خليفه‪.1‬‬

‫المطلب" الثاني‪ :‬األجهزة اإلدارية المساعدة للوزير في القيام بوظائفه واختصاصاته‪.‬‬


‫توج د ع دة إدارات ومنه ا مؤسس ات ومراف ق إداري ة تخض ع لل وزير وتس اعده في‬
‫االضطالع بمسؤولياته واختصاصاته اإلدارية‪ ،‬فهناك أجهزة ووحدات‪.‬‬

‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 213‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪29‬‬
‫إدارية وتنفيذية واستشارية وفنية تابعة لكل وزير على حده وتعم ل وفق ا لمب دأ تقس يم العم ل‬
‫ومبدأ التخصص من أجل تنفيذ القرارات والقوانين والسياسات العامة النافذة وذلك في ح دود‬
‫االختص اص الموض وعي وال وظيفي لل وزارة كوح دة إداري ة مركزي ة تعم ل باس م الدول ة‬
‫ولحسابها‪.‬‬

‫األجهزة اإلدارية التنفيذية المساعدة والتابعة للوزير‪:‬‬

‫من ابرز األجهزة والمرافق اإلدارية التنفيذية التابعة والمساعدة للوزير في القيام بوظائف ه‬
‫اإلدارية جهاز الوزارة التي يرأسها‪ ،‬فالوزارة هي الوحدات اإلدارية التنفيذية الرئيس ية ال تي‬
‫تقسم العديد من المصالح واإلدارات المختلفة والمتخصصة في كاف ة أقس ام وأن واع األعم ال‬
‫والوظائف والتخصصات التي تتعلق وتتصل بأنشطة ومهام واختصاصات الوزارة المعني ة‪،‬‬
‫كما توجد أجهزة ووحدات إدارية تنفيذي ة خارجي ة وتابع ة وخاض عة لل وزير ومس اعديه في‬
‫تنفيذ قراراته والقوانين والسياسية المنوط بوزارته تنفيذها والقيام بها‪.‬‬

‫ومثل هذه الوحدات اإلدارية التنفيذية الخارجية التابعة لل وزير‪ :‬مديري ة ال وزراء المعني ة‬
‫على مستوى الواليات والمكاتب العامة والمؤسسات والشركات الوطنية والدواوين العام ة‬
‫الخاضعة لوصاية الوزارة المعنية والمؤسسات والشركات الوطنية والدواوين العام ة ال تي‬
‫تنشئها الوزارة‪.‬‬

‫األجهزة والوحدات اإلدارية الفنية المساعدة والتابعة للوزير‪:‬‬

‫كما توجد عدة أجهزة ووحدات إدارية متخصصة تعمل على مس اعدة ال وزراء في ص نع‬
‫القرارات اإلدارية وذلك عن طريق تقييم المشورة والخبرة الفنية له بع د اإلج راء الدراس ات‬
‫والتحقيقات واإلحصاءات الالزمة‪ ،‬فهك ذا توج د في النظ ام اإلداري الجزائ ري ع دة هيئ ات‬
‫ومكاتب ومصالح ومراكز فنية تابعة للوزير ومساعدة له ومن األمثلة هذه األجهزة‪:‬‬

‫‪ -1‬المكاتب ومصالح فنية واالستشارية بالوزارات مختلفة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -2‬اللجان الفنية المتساوية األعضاء‪.‬‬

‫‪ -3‬الهيئات ومكاتب ومجالس الوطنية متخصصة‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫مكتب الوطني للمواد متفجرة فهو هيئة فنية تابعة للوزير الدفاع الوطني‪.1‬‬

‫والمكتب المركزي لدراسات األشغال العمومية والهندسة العمرانية تابعة وخاضعة لوزير‬
‫األشغال العمومية‪.2‬‬

‫فهذه بعض األجهزة والوحدات اإلدارية الفنية والمتخصصة التابعة ومساعدة لل وزراء في‬
‫صنع القرارات اإلدارية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬هيكلة وتركيب الوزارة‪.‬‬

‫تتكون هيكلة اإلدارة العام ة المركزي ة لل وزارة في النظ ام الجزائ ري من أمان ة وأجه زة‬
‫وهياكل وتشمل أجهزة اإلدارة العامة المركزي ة لل وزارة ال ديوان (دي وان ال وزير) واألمان ة‬
‫العام ة‪ ،‬والمفتش ية بينم ا تش مل وتحت وي هياك ل اإلدارة العام ة المركزي ة لل وزارة على‬
‫المديريات والمديرات الفرعية أو نيابة المديريات‪ ،‬والمكاتب‪ ،‬وتعم ل فني ا وإداري ا وقانوني ا‬
‫ووظيفيا األمانة العامة ومجموع أجهزة وهياك ل اإلدارة العام ة المركزي ة بأس اليب متناس قة‬
‫‪3‬‬
‫ومتكامل ة وموح دة تحت س لطة وقي ادة ال وزير المختص ‪ -‬كم ا س بقت اإلش ارة إلى ذلك‬
‫ويتطلب األمر ‪ -‬هنا ‪ -‬إعطاء فك رة م وجزة ودال ة عن أجه زة وهياك ل ال وزارة في النظ ام‬
‫الجزائري عضويا ووظيفيا‪.‬‬

‫‪ -1‬األمانة العامة للوزارة‪:‬‬

‫األمانة جهاز تقني وإداري يسهر على اإلصالح بعمليات تنشيط وتوحيد وتنسيق ومراقب ة‬
‫نشاط وعمل هياكل اإلدارة العامة المركزية للوزارة‪.‬‬

‫‪ -‬أنظر المرسوم رقم ‪ 76/03‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪.1976‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬أنظر األمر رقم ‪ 63/12‬المؤرخ في ‪ 23‬جانفي ‪.1963‬‬


‫‪ - 3‬المواد ‪ 20 ،11 ،3 ،1‬من المرسوم ‪ 119-85‬الصادر في ‪ 21‬مايو ‪ 1985‬والمتضمن تنظيم وتحدي د اجه زة وهياك ل اف دارة‬
‫المركزية للوزارة‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫وتدار وتسير األمانة للوزارة من طرف أمين عام بعين مرسوم من ط رف رئيس الدول ة‪،‬‬
‫ويعمل تحت سلطة وقيادة الوزير ونائب الوزيرأن وجد ‪.1-‬‬

‫أ‪ -‬يق وم األمين الع ام لل وزارة بعملي ات التنس يق والتنش يط والرقاب ة ألعم ال هياك ل اإلدارة‬
‫العامة المركزية للوزارة (المديريات‪ ،‬نياب ة الم ديريات)‪( ،‬الم ديريات الفرمي ةن والمك اتب)‬
‫وذلك تحت سلطة كل من الوزير ونائب الوزير أن وجد‪.-‬‬

‫ب‪ -‬يم ارس األمين الع ام لل وزارة س لطات ومظ اهر للس لطة الرئاس ية على أعم ال هياك ل‬
‫اإلدارة العامة المركزية للوزارة‪.2‬‬

‫ج‪ -‬ويشارك األمين العام كل من الوزير ونائب الوزير – إن وجد‪ -‬في عمليات تنظيم تنسيق‬
‫العالقات الفنية والتنظيمية بين أجهزة وهياكل اإلدارة العامة المركزية للوزارة‪ ،‬وذلك بهدف‬
‫تحقي ق مزاي ا التناس ق والتع اون والتكام ل بين أجه زة وهياك ل ال وزارة لتحقي ق الفاعلي ة‬
‫والرشادة االقتصادية واإلدارية والفنية في تحقيق األهداف وإنجاز األعمال‪.‬‬

‫‪ -2‬الديوان‪:‬‬

‫الديوان (ديوان الوزير أو نائب الوزير أو وجد) جهاز تقني تج اري يت ألف من منص ب‬
‫رئيس الديوان‪ ،‬مناصب مكلفين بالدراسات والتلخيص وال تركيب ومناص ب ملحقين ب ديوان‬
‫وتكمل أعمال جهاز الديوان أعمال هياكل اإلدارة المركزية للوزارة وأجهزتها األخرى‪.3‬‬

‫ويقوم رئيس الديوان بعمليات تنشيط وتنسيق ومتابعة أعمال أعضاء الديوان‪ ،‬وذل ك تحت‬
‫السلطة الرئاسية للوزير أو نائب الوزير إن وجد‪.4‬‬

‫والديوان جهاز تقني – إداري مساعد وخاضع للوزير أو نائب ال وزير إن اقتض ى األم ر‬
‫حيث يض طلع ال ديوان بالمه ام والص الحيات ال تي ال ت دخل في نط اق الص الحيات‬
‫واالختصاصات المقررة لهياكل وأجهزة اإلدارة العامة المركزية األخرى للوزارة‪.5‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 2‬من المرسوم ‪ 119 -85‬السابق ذكره‪.‬‬


‫‪ - 2‬الفقرة ‪ ،2‬المادة ‪ 3‬من المرسوم ‪ 119 -85‬السابق ذكره‪.‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ ،3‬الفقرة ‪ 3‬من مرسوم ‪ 85/119‬السابق ذكره‪.‬‬
‫‪ - 4‬المادة ‪ 19‬من المرسوم ‪ 85/119‬والمذكور سابقا‪.‬‬
‫‪ - 5‬المادتان ‪ 19‬و ‪ 20‬من المرسوم ‪ 85/119‬والمذكور سابقا‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫وتنحصر وتتمحور أعمال الديوان في عمليات البحث والدراسات واالستشارات المرتبطة‬
‫باختصاصات الوزير أو نائب الوزير‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وتتجسم مهام الديوان في األعمال التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬تحضير وتنظيم عملية مشاركة الوزير أو نائب الوزير إن وجد في األعمال الخارجية‪.‬‬

‫ب‪ -‬تحضير وتنظيم أعمال الوزير أو نائب الوزير إن وجد في ميدان العالقات الخارجية‪.‬‬

‫ج‪ -‬تنشيط وتنسيق ومثابرة عالقة الوزارة المعنية بالمؤسسات العامة‪.‬‬

‫د‪ -‬العمل على تعميم استعمال اللغة الوطنية‪.‬‬

‫ي‪ -‬إعداد الدراسات والحوصالت والتحاليل من األعمال لحساب الوزارة المعنية‪.‬‬

‫هـ‪ -‬متابع ة العالق ات والش ؤون االجتماعي ة والمهني ة ومتابع ة تط بيق تش ريع العم ل في‬
‫المؤسسات والهيئات والمقاوالت العامة التابعة لقطاع الوزارة المعنية‪.‬‬

‫و‪ -‬تحضير وضبط العالقات العامة للوزير أو نائب الوزير إن وج د‪ ،‬وك ذا تنش يط عالق ات‬
‫الوزير أو نائب الوزير بأجهزة اإلعالم المختلفة‪.‬‬

‫‪ -3‬المفتشية العامة‪:‬‬

‫المفتشية العامة هي جهاز إداري تقني تابع ومساعد لل وزير أو ن ائب ال وزير إن اقتض ى‬
‫األمر‪ ،‬وهي تعمل تحت السلطة الرئاسية للوزير أو ن ائب ال وزير إن اقتض ى األم ر به دف‬
‫الحرص والتأكد المستمر والمنتظم على السير الحس ن والتنظيم للهياك ل اإلداري ة المركزي ة‬
‫والهيئات والمؤسسات والمكاتب العامة الالمركزية التابعة للوزارة المعنية‪.2‬‬

‫وتعمل المفتشية العامة على أساس برنامج سنوي للتفتيش مصادق عليه من طرف الوزير‬
‫أو ن ائب ال وزير إن اقتض ى األم ر‪ ،‬وتنتهي عملي ات التف تيش بإع داد تق ارير وحوص الت‬
‫ترسلها المفتشية العامة للوزير أو نائب الوزير‪.3‬‬
‫‪ - 1‬المادة ‪ 17‬من المرسوم ‪ 85/119‬المذكور سابقا‪.‬‬
‫‪ - 2‬المواد ‪ 12 ،11‬و ‪ 13‬من المرسوم ‪ 85/119‬والمشار إليه سابقا‪.‬‬
‫‪ - 3‬المادة ‪ 14‬من المرسوم ‪ 85/119‬والمشار إليه سابقا‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫وتضطلع المفتشية العامة للوزارة على وجه الخصوص‪ ،‬المهام التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الرقابة من أن واع ومخ اطر اإلهم ال والتقص ير في تس يير المراف ق والمؤسس ات العام ة‬
‫التابعة للوزارة المعنية‪.‬‬

‫ب‪ -‬إرشاد وتوجيه المسيرين وتقديم النصح لهم‪.‬‬

‫ج‪ -‬السهر المستمر على التحكم في استعمال المواد والوسائل المخصصة للوزارة‪.‬‬

‫العمل على تجسيد متطلبات مبدأ الصرامة واالنضباط في تنظيم أعمال القطاع‪.‬‬

‫الفهرس‬
‫الفصل األول‪ :‬النظام المركزي اإلداري ‪7......................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المركزية اإلدارية ‪7.............................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف المركزية اإلدارية ‪7....................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أركان المركزية اإلدارية ‪8.....................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬صور المركزية اإلدارية‪13.................................................................. :‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬رئاسة الجمهورية‪15.......................................................................... :‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الوظائف اإلدارية لرئيس الجمهورية ‪16......................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الرقابة الرئاسية ‪23.............................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الوزارات ‪26...................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬االختصاص والوظائف اإلدارية للوزير‪27.................................................. .‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األجهزة اإلدارية المساعدة للوزير في القيام بوظائفه واختصاصاته‪30.....................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬النظام الالمركزي االداري ‪35.................................................................‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬الالمركزية االدارية‪35...................................................................... :‬‬
‫المطلب االول‪ :‬اركان الالمركزية ‪35..........................................................................‬‬
‫‪34‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اشكال الالمركزية ‪38.........................................................................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تفويض االختصاص ‪40......................................................................‬‬
‫المبحث الثاني التنظيم االداري للوالية ‪.................................................................... :‬‬
‫‪42‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬هيئات الوالية ‪43..............................................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬ادارة الوالية ‪52...............................................................................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الرقابة على الوالية ‪60.......................................................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬النظام االداري للبلدية ‪.....................................................................‬‬
‫‪64‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬هيئات البلدية ‪...............................................................................‬‬
‫‪64‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬ادارة البلدية ‪................................................................................‬‬
‫‪72‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الرقابة على البلدية ‪75........................................................................‬‬
‫الخاتمة ‪...................................................................................................... :‬‬
‫‪77‬‬
‫قائمة المراجع ‪79.............................................................................................. :‬‬

‫‪35‬‬

You might also like