You are on page 1of 88

‫الجمهوريـة الجزائـريـة الديمقراطيـة الشعبيـة‬

‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬


‫وزارة التعليــم العالـي والبحـث العلمـي‬
‫‪Ministère de l’Enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬

‫جامعة عبد الحميد بن باديس ‪ -‬مستغانم‬


‫المرجع‪........... :‬‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم القانون العام‬

‫مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة الماستر‬


‫ميدان الحقوق والعلوم السياسية‬

‫مبادئ التنظيم اإلداري الجزائري‬

‫التخصص‪ :‬القانون االداري‬ ‫الشعبة‪ :‬حقوق‬


‫تحت إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬
‫طواولة امينة‬ ‫دلة زازة‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬


‫األستاذ(ة) ‪..............................................................‬رئيسا‬
‫األستاذ(ة) ‪.........................................................‬مشرفا مقررا‬
‫األستاذ(ة) ‪............................................................‬مناقشا‬

‫السنة الجامعية‪2020/2019 :‬‬


‫تاريخ المناقشة‪2020/09/08 :‬‬
‫أ‬
‫االهداء‬

‫بعد الصالة على الحبيب المصطفى صلى هللا عليه وسلم‬


‫أهدي ثمرة جهدي إلى‬
‫من أوصانا بهما الخالق في محكم تنزيله‬
‫فوجودهما سبب للنجاح والفالح في الدنيا واآلخرة‬
‫أمي وأبي‪،‬‬
‫وإلى جميع أساتذتنا الكرام الذين لم يبخلوا علينا‬
‫في مد العون لنا‪،‬‬
‫أهدي لكم مذكرة تخرجي داعية المولى عز وجل أن يطيل أعماركم‬
‫ويمدكم بالنجاح‬

‫ب‬
‫الشكر والتقدير‬

‫نوجه الشكر أوال هلل األحد الذي ال قبله وال بعده شيء عز وجل‬
‫ونتوجه بجزيل الشكر إلى كل اساتذتنا الكرام‬
‫من السنة األولى إلى السنة الثانية ماستر على ما قدموه لنا‬

‫وباألخص األستاذة "طواولة أمينة" التي لم تبخل علينا بالتوجيهات والنصائح‬


‫والمعلومات القيمة‬
‫والتي بفضلها تم انجاز هذا العمل‬
‫وفي األخير اسال هللا تعالى ان يجعل هذا في ميزان حسناتهم وينور بصيرتهم‬
‫وأتمنى لهم المزيد من التقدم والنجاح‬

‫ج‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫إن دور الدولة قد تغير مع بدايات القرن العشرين‪ ،‬حيث تحولت من دولة حارسة تقتصر‬
‫وظائفها في األمن والدفاع والقضاء (الوظائف التقليدية)‪ ،‬إلى دولة متدخلة يتشعب عملها في مختلف‬
‫المجاالت‪ ،‬األمر الذي كان له أثر بالغ في تطور أساليب اإلدارة العامة وحتى أهدافها‪ ،‬مما استدعى‬
‫األمر إلى اعتماد تنظيم إداري يساعدها في تسيير وظائفها المختلفة والمتشعبة‪.‬‬

‫وحيث أن الدولة تتكون من مجموعة مؤسسات وهيئات إدارية التي تقوم باختصاصاتها المختلفة‬
‫من أجل تحقيق المصلحة العامة وحاجات المواطنين‪ ،‬فإنها تعتمد في ذلك على مجموعة من األساليب‬
‫كالتخطيط‪ ،‬التوجيه‪ ،‬والرقابة والتنظيم الذي يعتبر من أهم أساليب اإلدارة العامة‪ ،‬ألنه يختص في مجال‬
‫البحث في تنظيم اإلدارة‪ .‬فبدون تنظيم اداري سليم ال تنجح اإلدارة العامة في الوصول إلى غايتها‬
‫بالكفاءة المطلوبة وفي الوقت المحدد لذلك‪ ،‬مما يجعل من التنظيم ضرورة البد منها لترتيب الجهود‬
‫البشرية وتنظيمها في سبيل الوصول إلى الغايات التي أنشئت من أجلها‪.‬‬

‫والواقع أن كل دولة تسعى في سبيل تنظيم أجهزتها اإلدارية إلى االعتماد على التنظيم اإلداري‬
‫الذي يتماشى مع النظام السياسي الذي تتبعه‪ ،‬ذلك أن التنظيم اإلداري يتأثر بالظروف السياسية‪،‬‬
‫االجتماعية وحتى االقتصادية للدولة‪.‬‬

‫ويعرف التنظيم اإلداري بأنه‪" :‬تصنيف األجهزة اإلدارية المختلفة في الدولة‪ ،‬وبيان تشكيلتها‪،‬‬

‫مع توزيع االختصاصات اإلدارية عليها وكيفية ممارستها لهذه االختصاصات"‪ ،1‬فهو بذلك أمر‬
‫ضروري والزم لكي تنهض الدولة بوظائفها واختصاصاتها المنوطة بها‪ ،‬بحيث يجسد كيان وهيكل‬
‫الدولة‪ ،‬وله مكانة بارزة في قيام السلطة اإلدارية بوظائفها المختلفة‪ ،‬من أجل تحقيق أفضل السبل إلشباع‬
‫الحاجات العامة‪.‬‬

‫ويعتبر التنظيم اإلداري من أقدم موضوعات القانون اإلداري وأهم المحاور األساسية فيه‪ ،‬وقد‬
‫برزت أهميته منذ القرن التاسع عشر (‪ ،)19‬مما جعله يحوز على حيز كبير في مجال الدراسات‬
‫واألبحاث في علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري على حد سواء‪ .‬فهو موضوع جوهري‪ ،‬بحيث يعتبر‬
‫العمود الفقري لإلدارة العامة‪ ،‬وذلك لكون ان دراسة المؤسسات اإلدارية من الناحية القانونية يدخل‬

‫سعيد بوعلي‪ ،‬نسرين شريقي‪ ،‬مريم عمارة‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص‪.34.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫تحت ما يسمى بالتنظيم اإلداري‪ ،‬ودراسة هذا األخير تقتصر على تحديد المبادئ أو األسس التي يقوم‬
‫عليها‪.‬‬

‫فالتنظيم اإلداري يعتمد على مبدأين أساسين‪ :‬أحدهما قانوني‪ ،‬يتمثل في نظرية الشخصية‬
‫المعنوية‪ ،‬واآلخر فني‪ ،‬والذي يتمثل في أسلوبي التنظيم اإلداري‪ ،‬وهما نظام المركزية والالمركزية‬
‫اإلدارية‪.‬‬

‫أما نظرية الشخصية المعنوية فيستند عليها التنظيم اإلداري كمبدأ وأساس قانوني‪ ،‬وذلك أن‬
‫فكرة الشخصية المعنوية هي مقابل لما يتمتع به األشخاص الطبيعية من شخصية قانونية‪ ،1‬فنظرا‬
‫للتطورات التي عرفتها الدول كان من الضروري باالعتراف لمجموعة أشخاص أو مجموعة أموال أو‬
‫كالهما معا بالشخصية القانونية لتحقيق غرض معين‪ ،‬وهذه هي الشخصية المعنوية‪ .‬وسمي الشخص‬
‫المعنوي كذلك ألنه ليس له كيان أو وجود مادي؛ وانما له كيان معنوي فقط مع اعتراف القانون له‬
‫بالقدرة على اكتساب حقوق وتحمل التزامات‪.2‬‬

‫وهناك نوعان من األشخاص المعنوية‪ ،‬هما‪ :‬األشخاص المعنوية العامة التي تخضع لقواعد‬
‫القانون العام‪ ،‬واألشخاص المعنوية الخاصة التي تخضع للقانون الخاص‪ .‬ومع ذلك فان نظرية‬
‫الشخصية المعنوية من الناحية العملية تحتل أهمية أكبر في نطاق القانون العام أكثر من القانون الخاص‪،‬‬
‫كون أن هذا األخير يهتم أكثر باألشخاص الطبيعية الذين لهم األغلبية في المعامالت التي ينظمها القانون‬
‫الخاص‪ ،3‬أما القانون العام فال يعرف إال األشخاص المعنوية العامة‪.‬‬

‫أما األساس الفني للتنظيم اإلداري‪ ،‬فيتمثل في أسلوبي التنظيم اإلداري في الدولة‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫المركزية اإلدارية‪ ،‬وهي أول النظم التي عرفتها الدول في الحكم واإلدارة‪ ،‬وتقوم على تركيز وحصر‬
‫الوظيفة اإلدارية بيد السلطة المركزية في العاصمة‪ .‬واألسلوب الثاني هو الالمركزية االدارية‪ ،‬والذي‬
‫يقوم على أساس توزيع الوظيفة اإلدارية بين السلطة المركزية في العاصمة وهيئات عامة مستقلة إداريا‬

‫تعرف الشخصية القانونية بأنها القدرة على اكتساب حقوق وتحمل التزامات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمدي فريدة‪ ،‬المدخل للعلوم القانونية "نظرية الحق"‪( ،‬بدون طبعة)‪ ،‬المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية‪ ،‬الجزائر‪،2002 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪.103.‬‬
‫محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬النظرية العامة للقانون اإلداري‪( ،‬بدون طبعة)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،‬اإلسكندرية‪،2012 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص‪.95.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬
‫وماليا‪ ،‬تعمل تحت اشراف السلطة المركزية‪ ،‬من أجل ضمان وحدة الدولة سياسيا ودستوريا واداريا‬
‫وتحقيق التنمية وزيادة كفاءة األداء اإلداري في األقاليم‪.‬‬

‫تاريخيا‪ ،‬وبالرجوع إلى الدولة القديمة‪ ،‬يالحظ أنها كانت تطبق التركيز اإلداري المطلق والجامد‬
‫في نطاق اختصاصاتها ووظائفها اإلدارية‪ ،‬مما جعل سلطة التقرير النهائي في كل شؤون الوظيفة‬
‫اإلدارية تنحصر وترتكز في يد الملك‪ ،‬وحرمان موظفي الدولة على مختلف درجات ومستويات السلم‬
‫اإلداري للدولة مـن سلطـة اتخاذ القرارات‪.‬‬

‫لكن مع تطور األمم والمجتمعات وتوسع وظائف الدولة‪ ،‬ظهر ما يسمى بالدولة الحديثـة‪ ،‬التي‬
‫سعت إلى االعتماد على نظام اداري جديد يتماشى مع هذه التطورات ويتميز نوعا ما بالديمقراطية‪،‬‬
‫الذي يقوم على أساس توزيع الوظائف اإلدارية وعدم حصرها في يد سلطة واحدة‪ ،‬من أجل تخفيف‬
‫العبء على اإلدارة المركزية وجعلها تهتم بالقضايا التي تحتاج الدقة والتمحيص‪ .‬بحيث أن في الوقت‬
‫الراهن أصبحت الدول تجمع بين هذين األسلوبين للحرص على تكييف تنظيماتها اإلدارية‪.‬‬

‫هذا ويثير موضوع التنظيم اإلداري‪ ،‬من الناحية العملية‪ ،‬بعض اإلشكاالت‪ ،‬ففكرة الشخصية‬
‫المعنوية ليست مقصورة فقط على القانون العام‪ ،‬بل نشأت في مجال القانون الخاص أساسا‪ ،‬وهي تعتبر‬
‫نظرية كالسيكية في مجال القانون‪ ،‬قد ال تتماشى مع التطورات الراهنة التي تعرفها النظم الدستورية‬
‫اليوم‪ ،‬هذا من جهة‪ .‬ومن جهة أخرى فالمركزية والالمركزية اإلدارية تتفاوت درجات تطبيقهما حسب‬
‫ظروف كل دولة وحاجياتها‪ .‬ولذلك تطرح هذه الدراسة إشكالية مفادها‪:‬‬

‫إلى أي مدى تتناسب أسس التنظيم اإلداري التقليدية مع مقتضيات اإلدارة العامة الحديثة؟‬

‫وتتفرع عن هذه اإلشكالية أسئلة أهمها‪:‬‬

‫ما هي الشخصية المعنوية؟‬

‫ما حقيقة أسلوبي المركزية والالمركزية اإلدارية؟‬

‫ما مدى تطبيق اإلدارة في الجزائر لمبادئ التنظيم اإلداري التقليدية؟‬

‫ما مدى فاعلية الجمع بين نظامي المركزية والالمركزية في اإلدارة الجزائرية؟‬

‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية والتساؤالت الفرعية عنها‪ ،‬البد من المزج بين بعض المناهج‬
‫العلمية‪ ،‬حيث سيتم استخدام المنهج الوصفي في توضيح المفاهيم القانونية والفقهية‪ ،‬في بيان التعريفات‬
‫والخصائص بصفة عامة كتعريف الشخصية المعنوية‪ ،‬المركزية اإلدارية‪ ،‬الوالية مثال‪ ،‬والمنهج‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬
‫‪1‬‬
‫التحليلي في تحليل النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بالتنظيم اإلداري الجزائري كقانون البلدية‬
‫والوالية‪ 2‬مثال‪.‬‬

‫نهدف من خالل هذه الدراسة إلى معرفة الجانب النظري والقانوني لمبادئ التنظيم اإلداري في‬
‫الجزائر وإسقاطه على الجانب التطبيقي والعملي‪ ،‬بناءا لما جاء به الفقه من أراء (الجانب النظري)‪،‬‬
‫وما نص عليه المشرع الجزائري (الجانب القانوني)‪.‬‬

‫اختيار هذا الموضوع كان راجع ألسباب موضوعية وأخرى شخصية‪ .‬فاألسباب الموضوعية‬
‫تتمثل في كون انه ال يمكننا تصور دولة (بصفة عامة) او إدارة (بصفة خاصة)‪ ،‬قائمة بذاتها بدون‬
‫وجود نظام او تنظيم تعتمده هذه األخيرة في تسيير شؤونها ومهامها اإلدارية‪ ،‬مما جعل هذا الموضوع‬
‫يحتل مكانة بارزة وذات أهمية بالغة في المجال اإلداري‪ ،‬بحيث تخصيص محور كامل للتنظيم اإلداري‪،‬‬
‫فعندما نقول تنظيم اداري نعني به مبادئه واسسه‪ .‬أما األسباب الشخصية تتمثل في كون ان لدينا اهتمام‬
‫كبير باإلدارة‪ ،‬خاصة في مجال تنظيمها‪.‬‬

‫وعليه س تقتصر دراسة موضوع البحث في المبادئ التي يرتكز عليها التنظيم اإلداري في‬
‫الجزائر في الوقت الراهن طبقا للقوانين والتنظيمات سارية المفعول‪.‬‬

‫ولإللمام بجميع جوانب الدراسة واالجابة على التساؤالت التي تطرحها اإلشكالية‪ ،‬تم االعتماد‬
‫على التقسيم الثنائي وفق فصلين‪ ،‬الفصل األول تم التطرق فيه إلى الشخصية المعنوية كأساس قانوني‬
‫للتنظيم اإلداري‪ ،‬أما الفصل الثاني تم التعرض فيه إلى المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني‬
‫للتنظيم اإلداري‪.‬‬

‫القانون رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬رقم ‪ 37‬مؤرخة في ‪ 03‬جويلية ‪.2011‬‬ ‫‪1‬‬

‫القانون رقم ‪ 07-12‬المؤرخ في ‪ 21‬فبراير ‪ 2012‬المتعلق بالوالية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬رقم ‪ 12‬مؤرخة في ‪ 29‬فبراير ‪.2012‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪4‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫الفصل األول‪ :‬الشخصية المعنوية كأساس للتنظيم اإلداري‬

‫من األسس والمبادئ التي يقوم عليها التنظيم‬ ‫‪1‬‬


‫تعتبر الشخصية المعنوية ‪-‬أو االعتبارية‪-‬‬
‫االداري‪ ،‬فهي بمثابة سند وأداة لعملية تنظيم وتوزيع الوظائف واالختصاصات االدارية بين مختلف‬
‫هيئات الدولة واجهزتها‪.‬‬

‫واألصل أن الشخصية القانونية تنسب لإلنسان فقط‪ ،‬ألنه يتمتع منذ والدته باألهلية القانونية التي‬
‫تمكنه من اكتساب حقوق وتحمل التزامات ألداء دوره في المجتمع‪ ،‬إال ان عجزه على النهوض بكافة‬
‫متطلبات المجتمع من جهة؛ وانتهاء شخصيته بالوفاة‪ ،‬وحاجة المجتمع إلى دوام واستمرار مرافقه العامة‬
‫من جهة أخرى‪ ،2‬ك ان البد من منح األهلية القانونية ألشخاص أخرى‪ ،‬فظهرت الشخصية المعنوية‪،‬‬
‫ومقتضاها منح الشخصية القانونية إلى مجموعة من األفراد أو مجموعة من األموال أو كالهما معا‬
‫تهدف إلى تحقيق هدف معين ويكون كيان ذاتي مستقل عن األفراد المكونين لها‪.3‬‬

‫ويتشابه الشخص المعنوي مع الشخص الطبيعي في كون أن له بداية ونهاية‪ ،‬ويترتب على‬
‫االعتراف به مجموعة من اآلثار التي تجعله يكتسب حقوقا ويتحمل التزامات إال ما كان مالزما لصفة‬
‫اإلنسان‪.‬‬

‫وخالل هذا الفصل ستتم دراسة الشخصية المعنوية‪ ،‬وذلك بالتطرق إلى ماهيتها (المبحث األول)‪،‬‬
‫والنظام القانوني الذي يحكمها (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫يطلق البعض من فقهاء القانون اسم الشخصية االعتبارية إال أن المصطلح الذي سيتم اعتماده في هذه الدراسة هو الشخصية المعنوية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫مأمون عبد العزيز‪ ،‬القانون االداري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار االعصار العلمي للنشر والتوزيع‪ ،‬االردن‪ ،2017 ،‬ص‪.91.‬‬ ‫‪2‬‬

‫مازن ليو راضي‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬منشورات األكاديمية العربية‪ ،‬الدنمارك‪ ،2008 ،‬ص‪.38.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪5‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية الشخصية المعنوية‬
‫إن الشخصية المعنوية ضرورة اجتماعية ال يسع التشريعات في العصر الحديث إال االعتراف بها‪،‬‬
‫حتى تتمكن الدولة من القيام بمهامها‪ ،‬فلم يعد يعترف بالشخصية القانونية لألشخاص الطبيعية فقط؛‬
‫وإنما لألشخاص المعنوية كذلك‪ ،‬وهذا راجع إلى الضرورات االقتصادية واالجتماعية التي اقتضت‬
‫ذلك‪ ،‬فهناك الكثير من األعمال ال يستطيع االنسان القيام بها بمفرده؛ إما ألنها تتطلب جهدا أكبر أو‬
‫مجموعة رؤوس أموال‪ ،‬أو تأخذ وقتا اطول إلنجازها‪ ،‬وبسبب هذا كان ال بد من تجميع الجهود ورؤوس‬
‫االموال حتى يمكن تحقيق ما ال يمكن للفرد تحقيقه لوحده‪ ،‬وهنا جاءت فكرة الشخص المعنوي‪.‬‬

‫وسوف يتم التطرق في هذا المبحث إلى دراسة ماهية الشخصية المعنوية وذلك وفق مطلبين‪،‬‬
‫المطلب األول سيتم اإلشارة فيه إلى مفهوم الشخصية المعنوية‪ ،‬أما المطلب الثاني سيتم تناول أنواع‬
‫األشخاص المعنوية فيه‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الشخصية المعنوية‬


‫إن المرافق العامة في الدولة تباشر أعمالها وتدير شؤونها بواسطة أشخاص آدميين يتصرفون‬
‫باسمها ولحسابها‪ ،‬فاألشخاص اإلدارية لها كيان قانوني وشخصية معنوية مستقلة عن األشخاص‬
‫العاملين فيها‪ ،1‬من ثم تعد الشخصية المعنوية سندا لعملية التنظيم اإلداري‪ ،‬فهي أداة لتوزيع وتنظيم‬
‫الوظائف واالختصاصات اإلدارية في الدولة‪.‬‬

‫سيتم من خالل هذا المطلب دراسة مفهوم الشخصية المعنوية‪ ،‬وذلك من خالل ثالثة فروع‪،‬‬
‫يهدف األول إلى تعريف الشخصية المعنوية‪ ،‬أما الفرع الثاني فيدرس األهمية التي تنشدها‪ ،‬أما الفرع‬
‫الثالث فيتناول طبيعة الشخصية المعنوية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الشخصية المعنوية‬

‫ال بد من معرفة التعريف التشريعي (أوال) ثم التعريف الفقهي (ثانيا) للشخصية المعنوية‪ ،‬كما‬
‫هو مبين اسفله‪:‬‬

‫محمد علي الخاليلة‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬اثراء للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص‪.93.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪6‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫أوال‪ :‬التعريف التشريعي‪:‬‬
‫لم يتطرق المشرع الجزائري إلى تعريف الشخصية المعنوية‪ ،‬ذلك انه ليست من مهام المشرع‬
‫التعريف وانما هي مهمة الفقه‪ .‬لكنه اعترف بالشخصية المعنوية‪ ،‬فبالرجوع للقانون المدني الجزائري‬
‫نجد انه قد تطرق إلى أنواع األشخاص المعنوية من خالل نص المادة ‪ 49‬التي جاء فيها‪ " :‬األشخاص‬
‫االعتبارية هي‪:‬‬

‫‪ -‬الدولة‪ ،‬الوالية‪ ،‬البلدية‪،‬‬

‫‪ -‬المؤسسات العمومية ذات الطابع االداري؛‬

‫‪ -‬الشركات المدنية والتجارية‪،‬‬

‫‪ -‬الجمعيات‪ ،‬الوقف‪،‬‬

‫‪ -‬كل مجموعة من األشخاص أو األموال يمنحها القانون شخصية قانونية" ‪.1‬‬

‫ما يالحظ ان المشرع قد اعترف بفكرة الشخصية المعنوية دون تعريفها‪ ،‬كما ذكر أنواع‬
‫األشخاص المعنوية على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر؛ بحيث أنه‪ ،‬في الفقرة السادسة (‪)06‬‬
‫من المادة المذكورة اعاله‪ ،‬ترك المجال مفتوحا أمام أنواع أخرى من األشخاص االعتبارية التي قد‬
‫تظهر مستقبال‪ ،‬ثم قام بذكر الحقوق الي يتمتع بها األشخاص المعنوية‪ ،‬وذلك في نص المادة ‪ 50‬من‬
‫نفس القانون‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف الفقهي‪:‬‬

‫عرف ‪ M. Waline‬الشخص المعنوي بأنه "مركز للمصالح يحظى بحماية قانونية"‪.2‬‬

‫االمر رقم ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضان عام ‪ 1395‬الموافق ‪ 26‬سبتمبر سنة ‪ ،1975‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬المعدل‬ ‫‪1‬‬

‫والمتمم‪.‬‬
‫محمد رضا جنيح‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مركز النشر الجامعي‪ ،‬تونس‪ ،2008 ،‬ص‪.60.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪7‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫و هناك من اعتبر الشخصية المعنوية مثل الخيال بانها بناء للروح (الوجود المادي) التي تجعل‬
‫من الممكن التعامل مع كيانات ومجموعة مصالح مثل الحقوق كما هو الحال بالنسبة الى االشخاص‬
‫الطبيعية ‪.1‬‬

‫ودون الخوض في كل التعريفات‪ ،‬يمكن القول أن معظم الفقهاء يذهبون إلى تعريف الشخصية‬
‫المعنوية على انها "مجموعة أشخاص تسعى لتحقيق غرض معين أو مجموعة من األموال ترصد‬
‫لغرض معين‪ ،‬أو كالهما معا‪ ،‬ويعترف لها المشرع بالشخصية القانونية بالقدر الالزم لتحقيق هذا‬
‫الغرض (يعني في حدود الغرض الذي تسعى لتحقيقه)‪ ،‬وتكون مستقلة عن العناصر المكونة لها" ‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية الشخصية المعنوية‬


‫إن الشخصية المعنوية تتمتع بأهمية بالغة في المجال القانوني بصفة عامة‪ ،‬وفي مجال القانون‬
‫االداري بصفة خاصة‪ ،‬تحديدا في نطاق التنظيم االداري‪ ،‬باإلضافة إلى ان اهميتها في القانون العام‬
‫تتفوق على اهميتها في القانون الخاص‪ ،‬نظرا الهتمام القانون الخاص باألشخاص الطبيعيين على خالف‬
‫القانون العام الذي ال يعرفهم إال بصفتهم ممثلين لألشخاص المعنوية ‪.3‬‬

‫ويمكن النظر إلى هذه األهمية من زاويتين‪ :‬إحداهما فنية (أوال) واألخرى قانونية (ثانيا)‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األهمية الفنية‪:‬‬


‫تتجلى األهمية الفنية لفكرة الشخصية المعنوية في كون أنها تعتبر الوسيلة أو األداة الفنية الناجعة‬
‫في عملية تقسيم االجهزة والوحدات االدارية المكونة للنظام االداري من جهة‪ ،‬ووسيلة لتوزيع‬
‫اختصاصات السلطة االدارية إقليميا ومصلحيا وتحديد العالقات فيما بينها من جهة أخرى ‪ ،4‬بمعنى‬
‫أنها تساعد في عملية تنظيم وتسيير النشاط اإلداري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪André de L’aubaderai ; Jean Chaude Venezia ; Yves Gaudemet, droit administrative, 8 e édition, Armand Colin, France,‬‬
‫‪2002, p.169.‬‬
‫‪2‬محمد حسن قاسم‪ ،‬المدخل لدراسة القانون‪ ،‬الجزء الثاني «نظرية الحق"‪ ،‬منشورات الجبلي الحقوقية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2009 ،‬ص‪.404.‬‬
‫‪ 3‬هاني علي الطهراوي‪ ،‬القانون االداري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬االردن‪ ،2006 ،‬ص‪.123.‬‬
‫سعيد بوعلي؛ نسرين شريقة؛ مريم عمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.35.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪8‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫ثانيا‪ :‬األهمية القانونية‪:‬‬
‫تلعب الشخصية المعنوية دورا قانونيا هاما في نطاق التنظيم االداري‪ ،‬إذ بواسطتها يمكن القيام‬
‫بمختلف الوظائف االدارية من خالل األشخاص الطبيعية بصفتهم موظفي الدولة الذين يعملون باسم‬
‫اإلدارة ولحسابها‪ ،‬فتعتبر اعمالهم أعمال األشخاص االدارية رغم انها انجزت بواسطة أشخاص‬
‫طبيعيين‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األساس القانوني للشخصية المعنوية‬


‫لقد ثار جدل فقهي حول تحديد طبيعة الشخصية المعنوية‪ ،‬مما أدى إلى ظهور عدة نظريات في‬
‫هذا الشأن‪ ،‬فهناك من اعترف بوجودها على سبيل االفتراض (أوال)‪ ،‬وهناك من يقر بوجودها فعال‬
‫(ثانيا)‪ ،‬وهناك من ينكر وجودها (ثالثا)‪.‬‬

‫وسوف تتم دراسة هذه النظريات مع بيان موقف المشرع الجزائري منها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نظرية االفتراض (المجاز)‪:‬‬


‫يتزعمها الفقيه سافيني‪ ،‬ويرى اصحاب هذه النظرية ان الشخصية المعنوية ما هي إال مجرد‬
‫مجاز وافتراض‪ ،‬ليس لها اي أساس من الواقع؛ فهي مجرد حيلة قانونية لجأ إليها المشرع في الدولة‬
‫لتمكين الهيئات والتجمعات من تحقيق اغراضها واهدافها حتى تكون لها الشخصية القانونية‪ ،‬بحيث‬
‫يرون ان الشخص الطبيعي هو الشخص القانوني الوحيد الذي له القدرة على اكتساب الحقوق وتحمل‬
‫التزامات ‪.2‬‬

‫لكن يعاب على هذه النظرية أنها تستند إلى فكرة ارتباط الحق بوجود اإلنسان وإرادته‪ ،‬إال أنه قد‬
‫يوجد اإلنسان لكن بدون إرادة كالمجنون مثال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظرية الشخصية الحقيقة (الواقعية)‪:‬‬


‫من أنصار هذه النظرية هوريو وسالي‪ ،‬ومفاد هذه النظرية ان الشخصية المعنوية هي حقيقية‬
‫وواقعية وليست مفترضة؛ فالشخص المعنوي هو من الحقائق المعنوية المجردة فليس من الضروري‬

‫سعيد بوعلي؛ نسرين شريقة؛ مريم عمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.35.‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد الصغير بعلي‪ ،‬المدخل للعلوم القانونية‪( ،‬بدون طبعة)‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.160.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪9‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫ان تتجسد الحقائق القانونية في هياكل مادية؛ فحين يجتمع عدد من االفراد مستهدفين غرضا مشتركا‬
‫فانه يتكون شعور وارادة جماعية مستقلة عن ارادة االفراد المكونين لهذه المجموعة ‪.1‬‬

‫بالرغم من ان ألصحاب هذه النظرية قاموا بتفسير الشخصية القانونية وتأصيلها لجماعات افراد‪،‬‬
‫إال انه تم توجيه انتقاد لهم في كون انهم عجزوا عن تفسير بعض التجمعات كتجمعات أموال‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬النظرية المنكرة للشخصية المعنوية‪:‬‬


‫من اهم أنصار هذه النظرية الفقيه دوجي وبالنيول‪ ،‬حيث يرى اصحاب هذه النظرية ان‬
‫الشخصية المعنوية ليس لها اي أساس وال فائدة وال يمكن االعتداد بها في المجال القانوني‪ ،‬وفي المقابل‬
‫يمكن االعتماد على افكار ونظريات قانونية تقليدية أخرى؛ كفكرة الملكية المشتركة والتضامن‬
‫االجتماعي والمراكز القانونية ‪.2‬‬

‫إال أن تطبيقها ينتج عنه الرجوع بالفكر القانوني إلى الوراء‪ ،‬كون ان فكرة الملكية المشتركة‬
‫ظهرت قبل ظهور فكرة الشخصية المعنوية‪ ،‬وهذا يعتبر كانتقاد لها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬موقف المشرع الجزائري‪:‬‬


‫يعترف المشرع الجزائري بفكرة الشخصية المعنوية كغيره من التشريعات األخرى‪ ،‬وذلك نظرا‬
‫ألهميتها كأداة فنية لتقسيم النظام االداري الجزائري إلى مجموعة وحدات ومؤسسات ادارية وتوزيع‬
‫سلطات واختصاصات الوظيفة االدارية في الدولة؛ باإلضافة إلى تحديد العالقات بين المؤسسات على‬
‫اسس علمية وقانونية من أجل تحقيق األهداف العامة على اكمل وجه ‪.3‬‬

‫ويتضح من مضمون النصوص القانونية المتعلقة بتنظيم فكرة الشخصية المعنوية في النظام‬
‫القانوني الجزائري وعلى رأسها القانون المدني؛ ان المشرع الجزائري يميل إلى نظرية االفتراض‬
‫والمجاز في تحديد طبيعة الشخصية المعنوية ‪ .4‬وذلك بناء على ما جاءت به المادة ‪ 49‬من القانون‬
‫المدني (سابقة الذكر)‪.‬‬

‫‪ 1‬فريجة حسين‪ ،‬شرح القانون االداري "دراسة مقارنة"‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.95.‬‬
‫محمد الصغير بعلي‪ ،‬المدخل للعلوم القانونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.160.‬‬ ‫‪2‬‬

‫فريجة حسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.100.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 2‬عمار عوابدي‪ ،‬القانون االداري‪ ،‬الجزء األول "النظام االداري"‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،2007 ،‬‬
‫ص‪.188.‬‬

‫‪10‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع األشخاص المعنوية‬

‫تنقسم األشخاص المعنوية إلى نوعين‪ :‬عامة وأخرى خاصة‪ ،‬ومرجع هذا التقسيم يعود إلى تقسيم‬

‫القانون إلى قانون عام وقانون خاص‪ ،1‬لكن بالرغم من ذلك هناك عدة معايير وضعها الفقه من أجل‬
‫االعتماد عليها عند التمييز بين األشخاص المعنوية‪.‬‬

‫ويمكن تلخيص هذه المعايير في‪ :‬معيار الهدف‪ ،‬الذي ينظر إلى الغرض من الشخص المعنوي‬
‫إذا ما كان يهدف إلى تحقيق المصلحة العامة (شخص معنوي عام) أو إلى تحقيق مصلحة خاصة‬
‫(شخص معنوي خاص)‪ ،‬ومعيار النشأة‪ ،‬الذي ينظر إلى الجهة التي انشاته؛ إذا ما كانت الدولة أو‬

‫الخواص‪ ،2‬ومعيار االمتيازات العامة‪ ،‬ومفاده إذا ما كان الشخص المعنوي حائزا على امتيازات عامة‬
‫أو ال‪ ،‬باإلضافة إلى معيار االنضمام االجباري بحيث يكون انضمام االفراد إلى األشخاص المعنوية‬
‫العامة اجباري وإلى األشخاص المعنوية الخاصة اختياري ‪.3‬‬

‫ومن خالل هذا المطلب‪ ،‬سيتم دراسة أنواع األشخاص المعنوية بالتفصيل‪ ،‬وذلك باإلشارة إلى‬
‫األشخاص المعنوية العامة (الفرع األول) واألشخاص المعنوية الخاصة (الفرع الثاني)‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫الفرق بين األشخاص المعنوية العامة واألشخاص المعنوية الخاصة (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األشخاص المعنوية العامة‬


‫يقصد باألشخاص المعنوية العامة مجموعة من األشخاص واالموال التي تنشأ من قبل الدولة‬
‫بموجب نظام ويكون الهدف منها تحقيق غرض مشروع ويتميز بامتيازات عامة ويمنحه القانون‬
‫‪4‬‬
‫الشخصية القانونية‪ ،‬التي يحكمها وينظمها القانون العام‬

‫محمد حسن القاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.430.‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد الصغير بعلي‪ ،‬المدخل إلى العلوم القانونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.164.‬‬ ‫‪2‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.164.‬‬ ‫‪3‬‬

‫ناصر لباد‪ ،‬األساسي في القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المجدد للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪( ،‬بدون سنة)‪ ،‬ص‪.50.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪11‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫وفقا للمادة ‪ 49‬من القانون المدني الجزائري‪ ،‬التي سبق ذكرها‪ ،‬نجد ان المشرع ذكر األشخاص‬
‫المعنوية العامة بشكل غير حصري‪ ،‬ومع ذلك يمكن تقسيم األشخاص المعنوية العامة إلى أشخاص‬
‫معنوية إقليمية وأشخاص معنوية مرفقية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األشخاص المعنوية االقليمية‬

‫يقصد بها األشخاص المعنوية التي تمارس اختصاصها في مجال جغرافي معين‪ ،1‬وحسب المادة‬
‫‪ 49‬سالفة الذكر‪ ،‬تتمثل هذه األشخاص في الدولة والجماعات االقليمية (الوالية والبلدية)‪:‬‬

‫أ) ‪-‬الدولة‪:‬‬

‫تعتبر أول األشخاص المعنوية في التشريع الجزائري‪ ،‬فقد جاء ذكرها على راس المادة ‪ 49‬من‬
‫القانون المدني (سالقة الذكر) وذلك نظرا ألهميتها؛ النها تشكل الشخص المعنوي االم الذي تتفرع عنه‬
‫األشخاص المعنوية األخرى‪ ،‬والتي بدورها هي التي تمنح الشخصية المعنوية الخاصة لألفراد والهيئات‬
‫الخاصة مع ممارسة سلطة االشراف والرقابة عليها ‪.2‬‬

‫و ينحصر اختصاص الدولة في نطاق اقليم معين وال يحتاج وجودها إلى نص في الدستور أو‬
‫قانون أو اي وثيقة أخرى ذات طابع دولي أو داخلي ‪.3‬‬

‫كما أنه هاجم البعض فكرة الشخصية المعنوية للدولة‪ ،‬وهذا انطالقا من فكرة أن الدولة توجد‬
‫بمجرد أن ينقسم المجتمع الواحد إلى حكام ومحكومين‪ ،‬غير أن الفقه الغالب سواء في القانون الدستوري‬
‫أو اإلداري يعترف للدولة بالشخصية المعنوية‪ ،‬وذلك أنه لوال الشخصية المعنوية لما تم الفصل بين‬
‫ممتلكات الدولة واألفراد من جهة‪ ،‬وعدم إقرار مسؤولية الدولة من جهة أخرى‪.4‬‬

‫عمار عوابدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.199.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.39.‬‬


‫عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬الجزائر ‪ ،2013،‬ص‪.148.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.149.‬‬

‫‪12‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫ب) ‪-‬الجماعات االقليمية (الوالية والبلدية)‪:‬‬

‫نص المشرع الجزائري من خالل المادة ‪ 16‬من الدستور الجزائري لسنة ‪12016‬على ان‪:‬‬
‫"الجماعات االقليمية للدولة تتمثل في الوالية والبلدية"‪.‬‬

‫‪ -)1‬الوالية‪:‬‬

‫بالرجوع إلى المادة األولى من قانون الوالية‪ 2‬أن المشرع اعتبر الوالية جماعة إقليمية تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية والذمة المالية المستقلة‪.‬‬

‫فهي تتمتع بالشخصية القانونية واالستقالل المالي تمارس مهامها المحددة في القانون على‬
‫مستوى إقليم الوالية‪ ،‬بحيث انها استقلت عن الدولة ماليا واداريا من أجل تخفيف العبء عليها وحتى‬
‫تساعدها في أداء مهامها حسب ما تتطلب الظروف في كل جزء من االقليم‪ ،‬واستقلت عن الدولة ماليا‬
‫وإداريا حتى تساعد الدولة ذاتها في أداء مهامها بحسب ما تتطلبه الظروف الخاصة بكل جزء من‬
‫اإلقليم‪.3‬‬

‫‪-)2‬البلدية‪:‬‬

‫نص المشرع في الفقرة الثانية من المادة األولى من قانون البلدية‪" 4‬على ان البلدية تتمتع‬
‫بالشخصية القانونية والذمة المالية المستقلة"‪.‬‬

‫فالبلدية هي الجماعة القاعدية لإلدارة المحلية‪ ،5‬فعبارة عن منظمة اقليمية مستقلة تمارس مهامها‬
‫المحددة في القانون على مستوى رقعة جغرافية (اقليم البلدية)‪ ،‬اعترف لها المشرع الجزائري‬
‫بالشخصية االعتبارية دستوريا ومدنيا‪ .‬بحيث أن نطاقها الجغرافي أضيق من النطاق الجغرافي للوالية‪.‬‬

‫القانون رقم ‪ 01-16‬المؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ 2016‬ج‪.‬ر‪ .‬رقم ‪ 14‬المؤرخة في ‪ 7‬مارس‪ ،2016‬المتضمن التعديل الدستوري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫القانون رقم ‪ 07-12‬المؤرخ في ‪ 21‬فبراير سنة ‪ 2012‬المتعلق بالوالية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬رقم ‪ 12‬المؤرخة في ‪ 29‬فبراير ‪.2012‬‬ ‫‪2‬‬

‫عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.149.‬‬ ‫‪3‬‬

‫القانون رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو‪ 2011‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬رقم ‪ 37‬المؤرخة في ‪ 03‬جويلية ‪.2011‬‬ ‫‪4‬‬

‫المادة الفقرة الثانية ‪ 16‬من الدستور‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪13‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫مما ال شك فيه أن االعتراف بالشخصية المعنوية للبلدية سوف يخفف العبء فعال على كل من‬
‫الدولة والوالية‪ ،‬وذلك بما ينجم عن هذا االستقالل والفصل من آثار قانونية سواء في مجال التعاقد أو‬
‫الذمة المالية أو المسؤولية القانونية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األشخاص المعنوية المرفقية (المصلحية)‬

‫يطلق عليها الفقه اسم المؤسسات العامة‪ ،‬اختصاصها مقيد بالغرض الذي انشئت من اجله‪،1‬‬
‫بحيث ترتكز في وجودها على االختصاص المرفقي اي التكفل بنشاط معين‪ ،‬فهي تنشأ من أجل‬
‫تحقيق مصالح عامة لألفراد تحت رقابة الدولة أو أحد األشخاص االعتبارية التابعة لها؛ والتي لجأ‬
‫إليها المشرع من أجل إدارة المرافق العامة التي تتطلب نوعا من االستقاللية لضمان فعاليتها وحسن‬
‫ادارتها‪ ،2‬بحيث لها دور ال يستهان به في مساعدة الدولة في أداء مهامها‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 49‬من القانون المدني قد أطلق عليا المشرع المؤسسات العمومي‬
‫ذات الطابع اإلداري‪ ،‬مما ينجم عن هذا االعتراف باختصاص القاضي اإلداري بالفصل في المنازعات‬
‫التي تكون طرفا فيها‪.‬‬

‫وتنقسم هذه المؤسسات إلى نوعين‪ :‬المؤسسات العامة الوطنية والمؤسسات المحلية اإلقليمية‪،‬‬
‫والتي سوف يتم دراستها بالتفصيل فيما يلي‪:‬‬

‫أ) ‪-‬المؤسسات العامة الوطنية‪:‬‬


‫يقصد بها المؤسسات التي تحدثها الدولة وتشرف على تسييرها مع االعتراف لها بالشخصية‬
‫المعنوية‪ ،‬ولها نشاط يتجاوز حدود مقر اقليم والية واحدة أو بلدية واحدة‪ ،‬بحيث يكون اختصاصها على‬
‫كامل التراب الوطني ‪ ،3‬ومن أهمها المؤسسات العمومية الوطنية االقتصادية‪.‬‬

‫محمدي فريدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.105.‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد الصغير بعلي‪ ،‬القانون االداري "التنظيم االداري"‪( ،‬بدون طبعة)‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.35.‬‬ ‫‪2‬‬

‫عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.151.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪14‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫ب) المؤسسات المحلية االقليمية‪:‬‬

‫هي المؤسسات التي تنشا بقرار أو مداولة من الهيئات المحلية (الوالية والبلدية) وعادة ما يرتبط‬

‫نشاطها بالتنمية المحلية ‪ ،1‬وهناك مؤسسات عمومية والئية وأخرى بلدية‪:‬‬

‫‪ -1‬المؤسسات العمومية البلدية‪:‬‬

‫جاء في المادة ‪ 153‬من قانون البلدية رقم ‪ 10-11‬انه‪" :‬يمكن للبلدية ان تنشئ مؤسسات‬
‫عمومية تتمتع بالشخصية المعنوي والذمة المالية المستقلة من أجل تسير مصالحها"‪ ،‬كما اشارت المادة‬
‫‪ 154‬من نفس القانون‪ ،‬على انه قد تكون هذه المؤسسات ذات طابع اداري‪ ،‬أو ذات طابع صناعي‬
‫وتجاري‪.‬‬

‫‪ -2‬المؤسسات العمومية الوالئية‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 146‬من قانون الوالية رقم ‪ 07-12‬على انه‪" :‬يمكن للمجلس الشعبي الوالئي ان‬
‫ينشئ مؤسسات عمومية والئية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي قصد تسيير المصالح‬
‫العمومية"‪ ،‬كما اشارت المادة ‪ 147‬من نفس القانون على انه قد تأخذ هذه المؤسسات شكل مؤسسات‬
‫ذات طابع اداري‪ ،‬أو ذات طابع صناعي‪ ،‬ويتم انشاؤها بموجب مداولة من المجلس الشعبي الوالئي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األشخاص المعنوية الخاصة‬


‫تتمثل في األشخاص القانونية التي ال تتبع للدولة وانما لألفراد والجماعات الخاصة‪ ،‬وتهدف‬
‫بصورة أساسية إلى تحقيق مصالح فردية خاصة‪ ،‬وتتميز من حيث انشائها وخضوعها لرقابة الدولة‪،‬‬
‫بحيث يتم انشاؤها بموجب قرار من الجهة المختصة والتي يحكمها القانون الخاص‪.2‬‬

‫وتنقسم األشخاص المعنوية الخاصة إلى نوعين‪ :‬مجموعات أشخاص (أوال) ومجموعات اموال‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.151.‬‬
‫‪ 2‬محمد علي الخاليلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.98.‬‬

‫‪15‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫أوال‪ :‬مجموعات األشخاص‪:‬‬
‫يقوم هذا النوع من األشخاص المعنوية على اجتماع عدد من األشخاص الطبيعية والمعنوية‪،‬‬
‫وتنقسم بدورها على حسب الغرض منها ما إذا كان الهدف منها تحقيق ربح مادي والمتمثلة في الشركات‬
‫(أ)‪ ،‬أو تحقيق غرض اخر كأعمال خيرية والتي نقصد بها الجمعيات (ب) ‪.1‬‬

‫أ) ‪-‬الشركات‪:‬‬

‫بالرجوع إلى المادة ‪ 416‬من القانون المدني الجزائري؛ يمكن تعريف الشركة بانها‪" :‬عقد‬
‫بمقتضاه يلتزم شخصان طبيعيان أو اعتباريان أو أكثر على المساهمة في نشاط مشترك بتقديم حصة‬
‫من عمل أو مال أو نقد‪ ،‬بهدف اقتسام الربح الذي قد ينتج أو تحقيق اقتصاد أو بلوغ هدف اقتصادي‬
‫ذي منفعة مشتركة؛ كما يتحملون الخسائر التي قد تنجر عن ذلك"‪ .‬فنالحظ أن المشرع اعتبر الشركات‬
‫أشخاص معنوية يتم إنشاؤها عن طريق التعاقد بهدف تحقيق الربح‪.‬‬

‫ب) ‪-‬الجمعيات‪:‬‬
‫الجمعيات هي كل جماعة ذات تنظيم مستمر لمدة معينة أو غير معينة تتألف من أشخاص‬
‫طبيعية أو اعتبارية بغرض غير الحصول على ربح مادي ‪.2‬‬

‫نجد ان المشرع قد أشار في المادة ‪ 02‬من قانون الجمعيات‪ 3‬إلى انه "تعتبر الجمعية في مفهوم‬
‫هذا القانون تجمع أشخاص طبيعيين و‪/‬أو معنويين على أساس تعاقدي لمدة محددة أو غير محددة‪.‬‬
‫ويشترك هؤالء األشخاص في تسخير معارفهم ووسائلهم تطوعا ولغرض غير مربح من أجل ترقية‬
‫األنشطة وتشجيعها‪."...‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى انه تمثل الشخصية المعنوية من طرف شخص طبيعي مفوض خصيصا‬
‫لهذا الغرض‪.‬‬

‫محمدي فريدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.106.‬‬ ‫‪1‬‬

‫فاضلي سيد علي‪ ،‬نظام عمل الجمعيات في التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬بسكرة‪ ،2009/2008 ،‬ص‪.08.‬‬ ‫‪2‬‬

‫القانون رقم ‪ 06-12‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪ 1433‬الموافق ‪12‬يناير‪ 2012‬المتعلق بالجمعيات‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪16‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫ثانيا‪ :‬مجموعات األموال‬
‫يتمثل هذا النوع في تخصيص مجموعة من األموال لتحقيق مشروع يعود بالنفع العام أو عمل‬
‫تطوعي؛ ويكون ذلك أما في شكل مؤسسة خاصة أو في شكل وقف ‪.1‬‬

‫أ) ‪-‬المؤسسات الخاصة‪:‬‬


‫تنشا هذه المؤسسات عن طريق تخصيص احذ األشخاص لمجموعة أموال‪ ،‬لمدة محددة أو غير‬
‫محددة‪ ،‬بغرض تحقيق نفع عام وليس غرض مربح‪ .‬ولكي ينشا الشخص المعنوي البد ان يقصد المتبرع‬

‫إعطاء هذه األموال لشخص معنوي مستقل بذاته عن السلطة العامة ‪.2‬‬

‫ب) ‪ -‬الوقف‪:‬‬
‫هو نظام مأخوذ من الشريعة اإلسالمية وهو حبس العين عن التملك‪ ،‬وتطرق اليه المشرع‬
‫الجزائري في المادة ‪ 03‬من قانون األوقاف بانه‪ " :‬حبس العين عن التملك وجه التأبيد والتصدق‬

‫بالمنفعة على الفقراء أو على وجه من وجوه البر والخير" ‪.3‬‬

‫وال يعتبر الوقف ملكا لألشخاص الطبيعيين واالعتباريين سواء كانوا واقفين أو موقوفا عليهم؛‬
‫فالمشرع اخرج المال الموقوف من ملك الواقف ولم ينقله إلى ملكية الموقوف عليه بل اعتبر الوقف‬
‫مؤسسة قائمة بذاتها ‪ ،4‬وهذا ما أكده المشرع في المادة ‪ 05‬من قانون األوقاف (سابق الذكر)‪ ،‬والتي‬
‫تنص على ان‪ " :‬الوقف ليس ملكا لألشخاص الطبعيين وال االعتباريين"‪ ،‬بحيث ان المشرع قام من‬
‫خالل هذه المادة باالعتراف بالشخصية المعنوية للوقف وهو اعتراف منسجم مع احكام المادة ‪ 49‬من‬
‫القانون المدني المعدل والمتمم (السابق الذكر)‪.‬‬

‫محمدي فريدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.108.‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.108.‬‬ ‫‪2‬‬

‫قانون رقم ‪ 10-91‬المؤرخ في ‪ 27‬افريل ‪ 1991‬المتعلق باألوقاف‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫بن مشرنين خير الدين‪ ،‬إدارة الوقف في القانون الجزائري‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬تلمسان‪ ،2012-2011 ،‬ص‪.21.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪17‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الفرق بين األشخاص المعنوية العامة واألشخاص المعنوية الخاصة‬
‫فبعد التطرق لكال النوعين من األشخاص يتوجب اإلشارة إلى الفرق بينهما كاستنتاج أو خالصة‬
‫لما تم دراسته‪ ،‬فيكمن الفرق بين هذه األشخاص في عدة نواحي‪ ،‬كما هو مبين أدناه‪:‬‬

‫أوال‪ :‬من حيث اإلنشاء‪:‬‬


‫يتم إنشاء األشخاص المعنوية العامة من قبل الدولة بموجب قانون‪ ،‬وفي المقابل يتم إنشاء األشخاص‬
‫المعنوية الخاصة بموجب قرار إداري من الجهة المختصة من طرف أفراد عاديون‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬من حيث الوسائل‪:‬‬


‫تستخدم األشخاص المعنوية الخاصة وسائل القانون الخاص‪ ،‬في حين تستخدم األشخاص المعنوية‬
‫العامة وسائل القانون العام وتتميز بحيازتها المتيازات السلطة العامة‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬من حيث الهدف‪:‬‬


‫مما ال شك فيه أن األشخاص المعنوية العامة تهدف الى تحقيق المنفعة العامة‪ ،‬في حين أن األشخاص‬
‫المعنوية الخاصة تهدف إلى تحقيق المصلحة الخاصة المتمثلة في الربح المادي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬من حيث االنتماء لها‪:‬‬


‫يكون االنتماء لألشخاص المعنوية العامة إجباري كاالنتماء للدولة بالمواطنة‪ ،‬أما االنتماء لألشخاص‬
‫المعنوية الخاصة يكون اختياري كاالنتماء لشركة مثال‪.‬‬

‫فبعد دراسة ماهية الشخصية المعنوية‪ ،‬يتوجب التطرق إلى النظام القانوني الذي يحكم أو ينظم‬
‫الشخصية المعنوية‪.‬‬

‫سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.40.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫جورج فودال؛ بيار دلفولفيه‪ ،‬ترجمة منصور القاضي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪( ،‬دون بلد‬
‫النشر)‪ ،2001 ،‬ص‪.296.‬‬

‫‪18‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬النظام القانوني للشخصية المعنوية‬


‫الشخصية المعنوية‪ ،‬كما تم بيانه في المبحث السابق‪ ،‬هي الهيئات والجماعات التي يريد المشرع‬
‫ان يعترف بها ويعطيها الحق في ممارسة كافة أنواع التصرفات القانونية في التعامل وفي اكتساب‬
‫الحقوق وتحمل االلتزامات‪ ،‬مثل ما هو الحال بالنسبة لألشخاص الطبيعيين‪.‬‬

‫وللشخصية المعنوية بداية ونهاية شانها في ذلك شان الشخص الطبيعي‪ ،‬فعلى الرغم من األهمية‬
‫البالغة التي تكتسيها هذه األخيرة إال انه لها نهاية تتعدد أسبابها ويترتب عنها مجموعة من النتائج‪.‬‬

‫كما يترتب على اكتساب أو التمتع بالشخصية المعنوية مجوعة من االثار التي تنتسب للشخص‬
‫المعنوي الذي اعترف له المشرع بذلك‪.‬‬

‫ولذلك سوف يتم من خالل هذا المبحث دراسة النظام القانوني للشخصية المعنوية‪ ،‬وذلك بالتطرق‬
‫إلى كل من بداية ونهاية الشخصية المعنوية في المطلب األول‪ ،‬واثار االعتراف بالشخصية المعنوية‬
‫في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬بداية ونهاية الشخصية المعنوية‬

‫ان الشخصية المعنوية شانها شان الشخص الطبيعي له بداية ونهاية‪ ،‬مما يستدعي االمر إلى‬
‫معرفة متى تبدأ الشخصية المعنوية؟ أو بمعنى آخر متى تكتسب الشخصية المعنوية؟ وبالمقابل متى‬
‫تنتهي هذه الشخصية؟‬
‫ولذلك سيقسم هذا المطلب إلى فرعين‪ ،‬يتناول األول بداية الشخصية المعنوية‪ ،‬أما الثاني‬
‫فيخصص لنهاية هذه الشخصية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬بداية الشخصية المعنوية‬


‫يتوقف اكتساب الشخصية المعنوية على اعتراف القانون بها لجماعة من األشخاص أو مجموعة‬
‫أموال أو كالهما معا‪ ،‬ويعتبر هذا االعتراف بمثابة إقرار بوجود الشخصية المعنوية واكتسابها‬
‫الشخصية القانونية ‪.1‬‬

‫محمد حسن القاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.406.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪19‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫ويتوقف اتخاذ هذا القرار على توافر مجموعة مقومات أو ما يسمى باركان الشخصية المعنوية‬
‫التي من شانها أن تجعل المشرع يقر بوجود الشخص المعنوي‪ ،‬وفيما يلي بيانها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الركن المادي‪:‬‬


‫يستند وجود الشخص المعنوي إلى توافر مجموعة أشخاص أو مجموعة اموال أوكالهما معا‪،‬‬
‫ففي مجموعة األموال البد من توافر المال الكافي لتحقيق الغرض المنشود أما العنصر الشخصي يكفي‬
‫فقط تبرع شخص واحد بالمال‪ ،‬أما في مجموعة األشخاص فيلزم توافر األشخاص إلى جانب توافر مال‬
‫كاف‪.1‬‬

‫فنالحظ أن عنصر المال ضروري في كال الحالتين‪ ،‬أما العنصر الشخصي في ال يتوجب توافر‬
‫مجموعة أشخاص بل يكفي شخص واحد على عكس الحالة الثانية التي يتوجب مجموعة أشخاص‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي‪:‬‬


‫والذي يتمثل في الغرض المشروع‪ ،‬فال وجود للشخص المعنوي من الناحية القانونية إذا لم يكن‬
‫الهدف من وراء نشاطاته هدفا مشروعا غير مخالف للقانون والتنظيم ‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬الركن الشكلي‪:‬‬


‫ويقصد به االعتراف بوجود الشخص المعنوي من طرف السلطة المختصة بذلك وبوجود الوسيلة‬
‫القانونية الالزمة إلى ذلك‪.‬‬

‫ويمكن ان نأخذ على سبيل المثال الوالية والبلدية فهي تنشأ بموجب قانون (الوسيلة القانونية)‬
‫الذي تصدره السلطة التشريعية (الجهة المختصة)‪ ،‬وكذا الجمعيات التي تنشا بموجب ترخيص (الوسيلة‬

‫القانونية) الصادر عن الوالي (الجهة المختصة) بعد توافر شروطها طبقا لقانون الجمعيات‪.3‬‬

‫محمدي فريدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.111.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القانون االداري "التنظيم االداري"‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.36.‬‬
‫سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.41.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪20‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫وبالتالي ال يتحقق الوجود القانوني للشخصية المعنوية إال بعد تحقيق الوجود الفعلي لها وهذا‬
‫يكون بعد توافر جميع األركان التي سبق اإلشارة لها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نهاية الشخصية المعنوية‬


‫ان الشخص المعنوي شانه شان الشخص الطبيعي مآله الزوال واالنتهاء‪ ،‬وتتعدد أسباب انقضاء‬
‫الشخصية المعنوية (أوال) كما أنها ترتب مجموعة من اآلثار (ثانيا)‪ ،‬وهذا ما سيتم دراسته في هذا‬
‫الفرع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أسباب نهاية الشخصية المعنوية‪:‬‬

‫تنتهي الشخصية المعنوية لمجموعة من األسباب متنوعة‪ ،‬تتمثل في‪ :‬انتهاء األجل أو تحقيق‬
‫الغرض والحل أو اإللغاء‪.‬‬

‫أ) ‪-‬انتهاء االجل أو تحقيق الغرض‪:‬‬

‫تنتهي الشخصية المعنوية بانتهاء أجلها وذلك في حالة ما إذا كان وجودها مؤقتا أو محددا زمنيا‪.‬‬

‫كما قد تنتهي بتحقيق الغرض الذي أنشأت من اجله ‪ ،1‬فمثال يتم انشاء شركة أو جمعية لفترة معينة أو‬
‫لغرض معين‪ ،‬فبمجرد انتهاء تلك اآلجال أو تحقيق ذلك الغرض تنتهي الشخصية المعنوية للشركة أو‬
‫الجمعية تلقائيا وبشكل طبيعي‪.‬‬

‫ب) ‪-‬الحل أو اإللغاء‪:‬‬


‫يظهر الحل واإللغاء في عدة صور‪ ،‬فيأخذ صورة الحل االتفاقي‪ ،‬الحل اإلرادي‪ ،‬كما يأخذ كذلك‬
‫صورة الحل القضائي والقانوني‪ ،‬والتي سيتم تناولها فيما يلي‪:‬‬

‫محمد الصغير بعلي‪ ،‬المدخل للعلوم القانونية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.169.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪21‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫‪-)1‬الحل االتفاقي‪:‬‬

‫يتخذ غالبا بإرادة المؤسسين في الجمعية أو مؤسسة معينة أو شركاء في شركة كشركة‬
‫التضامن‪ ،‬فيقررون بإرادتهم المنفردة حل تلك الشركة أو المؤسسة ألسباب معينة ‪.1‬‬

‫‪ -)2‬الحل اإلداري‪:‬‬

‫يرجع صدور قرار الحل اإلداري إلى الجهة اإلدارية المختصة‪ ،‬التي في الغالب تكون الجهة‬
‫المنشئة أو المستحدثة للمؤسسة أو الشركة الوطنية المتمتعة بالشخصية االعتبارية ‪ ،2‬مثل حل مؤسسة‬
‫بلدية بقرار بلدي أوحل جمعية وطنية بقرار وزاري نظرا لمخالفتها للقانون‪.‬‬

‫‪-)3‬الحل القضائي والقانوني‪:‬‬

‫فالحل القضائي يكون بموجب رفع دعوى قضائية أمام القضاء المختص وصدور قرار قضائي‬
‫يقضي بالحل‪ ،‬أما الحل القانوني يكون بتدخل المشرع بموجب قانون أو مرسوم يقضي بإلغاء الشخص‬
‫المعنوي‪ ،‬كما هو الشأن في حالة الغاء بلدية أو والية في إطار إعادة التقسيم اإلقليمي للبالد النها ال‬
‫تنشا وال تلغى إال بموجب قانون من البرلمان‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬سيذكر كيفية انتهاء كل شخص معنوي عام فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬فالدولة باعتبارها أهم األشخاص المعنوية العامة تقتضي شخصيتها بزوال أو فقد ركن من‬
‫أركانها التي تقوم عليها‪ ،‬كما لو انقسمت إلى عدة دول أو اندمجت بدولة أخرى‪.3‬‬
‫‪ -‬أما األشخاص المعنوية اإلقليمية فتنتهي بنفس األداة التي أنشأت بها‪ ،‬كما لو صدر قانون يعيد‬
‫تقسيم الوحدات المحلية‪ ،‬فيلغي بعض األشخاص المعنوية اإلقليمية ويستحدث غيرها أو‬
‫يدمجها في بعضها‪.‬‬
‫‪ -‬واألشخاص المعنوية المرفقية والمهنية يتم إلغاؤها أو حلها بذات الطريقة التي أنشأت بها أو‬
‫باندماجها بشخص معنوي مرفقي آخر‪.4‬‬

‫سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.43.‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.43‬‬ ‫‪2‬‬

‫مازن ليو راضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.44.‬‬ ‫‪3‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.44.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪22‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫ثانيا‪ :‬آثار انتهاء الشخصية المعنوية‬
‫إن حقوق الشخص الطبيعي عند وفاته‪ ،‬تتحول إلى ما يعرف بالتركة أو الميراث‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫للشخص المعنوي فتطرح بشأنه التساؤل حول مآل حقوقه والتزاماته ومختلف عالقاته القانونية بعد‬
‫انتهائه‪ ،‬فما هي آثار انتهاء الشخصية المعنوية؟‬
‫األصل ان الشخص المعنوي يبقى قائما‪ ،‬ويمتد بالقدر الكافي للتصفية حيث تسدد ديونه وتحول‬
‫باقي حقوقه إلى الجهة التي يقررها سند انشائه‪ ،‬أو وفقا لما يقضي به اجراء الحل أو طبقا للقانون‪،1‬‬
‫بمعنى أنه ال ينتهي الشخص المعنوي مباشرة بعد توافر أحد األسباب السابقة‪ ،‬بل يبقى قائما إلى حين‬
‫أن يقوم تسديد كامل ديونه وإحالة كافة حقوقه إلى الجهة التي يتم تقريرها سابقا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار االعتراف بالشخصية المعنوية‬


‫بمجرد توافر أركان ومقومات الشخص المعنوي‪ ،‬السالف ذكرها‪ ،‬يتم االعتراف له بالشخصية‬
‫القانونية مما يخوله القدرة على اكتساب حقوق (الشق اإليجابي) وتحمل التزامات (الشق السلبي) ‪.2‬‬

‫إن االعتراف بالشخصية المعنوية على هذا النحو يرتب مجموعة من اآلثار‪ ،‬بحيث يصبح‬
‫الشخص المعنوي يتمتع بالحقوق وااللتزامات‪ ،‬إال ما كان منها مالزما لصفة االنسان‪ ،‬وذلك في الحدود‬
‫التي يقررها القانون‪.‬‬

‫ومن هذه اآلثار ما نصت عليه في المادة ‪ 50‬من القانون المدني الجزائري‪ ،‬بحيث أشار المشرع‬
‫الى هذه اآلثار في الفقرة الثانية من هذه المادة على أنه" يكون لها خصوصا ذمة مالية‪ ،‬أهلية في الحدود‬
‫التي يعينها عقد انشائها او التي يقررها القانون‪ ،‬موطن‪ ،‬نائب يعبر عن ارادتها وحق التقاضي"‪ ،‬ومنها‬
‫ما هو غير منصوص عليه في هذه المادة‪.‬‬

‫وعليه سوف تتم دراسة هذه اآلثار وذلك في فرعين‪ ،‬حيث سيتم تناول االثار الواردة في المادة‬
‫‪ 50‬من القانون المدني (الفرع األول) ثم اآلثار غير الواردة في هذه المادة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫محمد الصغير بعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.170.‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.165.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪23‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫الفرع األول‪ :‬اآلثار الواردة في المادة ‪ 50‬من القانون المدني الجزائري‬

‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 50‬من القانون الجزائري نجد ان المشرع نص على مجموعة من‬
‫الحقوق التي يتمتع بها الشخص المعنوي (غير مالزمة لصفة االنسان) والمتمثلة في كل من‪ :‬االهلية‪،‬‬
‫في الحدود التي يعينها عقد انشائها أو التي يقررها القانون (أوال)؛ موطن‪ ،‬وهو المكان الذي يوجد فيه‬
‫مركز ادارتها (ثانيا)؛ نائب يعبر عن ارادتها (ثالثا)؛ وحق التقاضي (رابعا)‪ .‬وفيما يلي تفصيل ذلك‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األهلية القانونية‪:‬‬

‫يتمتع الشخص المعنوي مثل الشخص الطبيعي باألهلية القانونية بشقيها‪ :‬أهلية الوجوب التي‬

‫تعني القدرة على التمتع بالحقوق وتحمل االلتزامات‪ ،1‬وأهلية األداء التي يقصد بها صالحية الشخص‬
‫لمباشرة األعمال والتصرفات القانونية بنفسه‪ ،‬مع اإلشارة إلى ان نطاق ومدى أهلية الشخص المعنوي‬
‫اضيق من أهلية الشخص الطبيعي بحيث انه ال تتعدى أهلية األول إلى ما كان لصيقا بصفة االنسان مثل‬
‫حقوق االسرة ‪.2‬‬

‫وأهلية الشخص المعنوي مقيدة بممارسة التصرفات القانونية التي تدخل في ميدان نشاطه‬
‫وتخصصه‪ ،‬ومقيدة كذلك بحدود الهدف الذي يسعى لتحقيقه‪ ،‬مع اإلشارة إلى ان هذه االهلية مستقلة عن‬
‫شخصية األعضاء المكونين له ويمارسها عنهم من يمثله من األشخاص الطبيعية باسم الشخص‬
‫المعنوي‪.3‬‬

‫فبناء على ذلك فيعترف المشرع لألشخاص المعنوية العامة بالحق في القيام بالتصرفات القانونية‬
‫كالتعاقد مثال هذا من جهة‪ ،‬ويترتب من جهة أخرى تحمل مجموعة من االلتزامات التي يقررها القانون‪،‬‬
‫فنأخذ على سبيل المثال الدولة كشخص معنوي عام‪ ،‬فلوال االعتراف لها بالشخصية المعنوية ما أصبح‬
‫لها الحق في إبرام العقود وتحمل ما ينتج عن أعمالها وأعمال موظفيها‪.‬‬

‫محمد رضا جنيح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.60.‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد الصغير بعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.166.‬‬ ‫‪2‬‬

‫سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.42.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪24‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫ثانيا‪ :‬الموطن‪:‬‬
‫يتمتع الشخص المعنوي بموطن مستقل عن موطن أعضائه وهو المكان الذي يوجد فيه مركز‬
‫ادارته‪ ،‬ويقصد بمركز اإلدارة المركز الرئيسي وليس حتما ان يكون مركز االستغالل‪ .1‬وللموطن‬
‫أهمية خاصة في تحديد االختصاص القضائي أي الجهة القضائية المختصة إقليميا بالنظر في الدعاوى‬
‫التي ترفع من قبل الشخص المعنوي أو توجه ضده ‪.2‬‬

‫لذلك من الضروري ان يكون للشخص المعنوي موطن خاص به ومستقل‪ ،‬وعلى سبيل المثال‪:‬‬
‫موطن الوالية هو مركز الوالية‪ ،‬والشركات التي يكون مركزها الرئيسي في الخارج ولها نشاط في‬
‫الجزائر يعتبر مركزها في نظر القانون الداخلي في الجزائر‪ .3‬فللموطن أهمية خاصة بالنسبة للشخص‬
‫المعنوي‪ ،‬بحيث يتم تحديد الجهة القضائية المختصة بالنظر في الدعاوى التي يكون الشخص المعنوي‬
‫طرفا فيهان كما انه يجب إعالن األوراق الرسمية والقضائية‪.‬‬

‫فبالرجوع إلى المادة ‪ 803‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ 4‬التي نصت على أنه "يتحدد‬
‫االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية طبقا للمادتين ‪ 37‬و‪ 38‬من هذا القانون"‪ ،‬ومنه يؤول‬
‫االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه‪ ،‬ان لم يكن‬
‫له موطن معروف فيعود االختصاص للجهة القضائية التي يقع فيها اخر موطن له‪ ،‬وفي حالة اختيار‬
‫موطن يؤول االختصاص للجهة القضائية التي يقع فيها الموطن المختار‪ ،‬ما لم ينص القانون على‬
‫خالف ذلك‪ ،‬أما في حالة تعدد المدعى عليهم يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع في‬
‫دائرة اختصاصها موطن أحدهم‪ ،5‬هكذا يتم تحديد االختصاص القضائي بناءا على موطن المدعى عليه‬
‫والذي في هذه الحالة الشخص المعنوي العام‪.‬‬

‫محمدي فريدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.116.‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد الصغير بعلي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.168.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 50‬الفقرة ‪ 06‬من القانون المدني‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫قانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ 2008‬المتضمن لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫المادة ‪ 37‬و‪ 38‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪25‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫ثالثا‪ :‬النائب‪:‬‬
‫بمجرد االعتراف بالشخص المعنوي من الجهة المختصة‪ ،‬يعترف له باألهلية والتي أساسها‬
‫التمييز‪ ،‬فال يمكن للشخص المعنوي ان يعبر عن ارادته بنفسه ألنه ليس له وجود مادي ملموس يمكن‬
‫ان يرى بالعين المجردة‪ ،‬لذلك وجب ان يمثله شخص طبيعي يتحدث ويبرم العقود باسمه ولحسابه وحتى‬
‫أنه يتقاضى باسمه‪ ،1‬فالوالي نائب عن الوالية ورئيس المجلس الشعبي البلدي نائب عن البلدية وعميد‬
‫الجامعة نائب عنها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬حق التقاضي‪:‬‬


‫للشخص المعنوي أهلية التقاضي‪ ،‬فله الحق في ان يكون مدعيا أو مدعى عليه‪ ،‬ويباشر هذا‬
‫الحق عنه شخص طبيعي والذي يطلق عليه الممثل القانوني‪.2‬‬

‫بحيث انه ال يمكن ألي مؤسسة أو هيئة فاقدة للشخصية االعتبارية الدفاع أو االدعاء أمام القضاء‬
‫بينما األشخاص االعتبارية تتمتع بحق مشروع وهو حق التقاضي كونها تستطيع المطالبة بحقوقها أمام‬
‫القضاء واالدعاء ضد المجموعة الخاضعة لها (األشخاص المعنوية فيما بينها) ويكون ذلك عن طريق‬

‫أشخاص طبيعيون يمثلونه ويعبرون عن إرادته في التقاضي‪ .3‬فبالرجوع إلى نص المادة ‪ 828‬من‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬نجد أن المشرع تناول فيها مسألة تمثيل الشخص المعنوي العام‬
‫عندما يكون طرفا في الدعوى سواء بصفة مدعي أو مدعى عليه‪ ،‬فتمثل الدولة بواسطة الوزير المعني‪،‬‬
‫والوالية يتم تمثيلها من طرف الوالي‪ ،‬أما البلدية فيمثلها رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬في حين أن‬
‫المؤسسات ذات الصبغة اإلدارية ينوب عنها ممثلها القانوني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اآلثار غير الواردة في المادة ‪ 50‬من القانون المدني‬

‫كما سبق اإلشارة على ان المادة ‪ 50‬من القانون المدني؛ تضمنت العديد من اآلثار القانونية‬
‫المترتبة على اكتساب الشخصية المعنوية‪ ،‬إال ان هناك آثارا أخرى لم تشر إليها بالرغم من انها‬

‫محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.125.‬‬ ‫‪1‬‬

‫سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.42.‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.126.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪26‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫ضرورية وبالغة األهمية‪ ،‬وتتمثل في االستقالل المالية واإلدارية (أوال)‪ ،‬وكذلك المسؤولية المدنية‬
‫والجزائية للشخص المعنوي (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االستقالل‬
‫من اآلثار بالغة األهمية انه بمجرد االعتراف بالشخص المعنوي يترتب عن هذه الصفة االعتراف‬
‫له باالستقالل المالي (أ) واإلداري (ب)‪.‬‬

‫أ) ‪-‬االستقالل المالي‪:‬‬


‫يتمتع الشخص المعنوي بذمة مالية مستقلة عن الدولة من جهة‪ ،‬وعن األعضاء المكونين له من‬
‫جهة أخرى فله كامل الحرية في التصرف بأمواله وال يحق ألي شخص بالتصرف فيها ‪.1‬‬

‫تمثل الذمة المالية الوعاء الذي يتكون من الحقوق وااللتزامات المالية للشخص المعنوي المترتبة‬
‫عن نشاطه‪ ،‬فالذمة المالية للبلدية مثال مستقلة تماما عن الذمة المالية للدولة حيث تعتبر ضمانا لدائنيها‬
‫ووسيلة للقيام بمهامها ولتسيير مهامها‪.‬‬

‫ب) ‪-‬االستقالل اإلداري‪:‬‬


‫ويتمثل هذا االستقالل في انشاء مجموعة أجهزة وتنظيمات على مستوى الشخص المعنوي وذلك‬
‫من أجل تسييره وادارته حتى يعمل بصورة منتظمة ومستمرة‪ .‬وتختلف هذه األجهزة على حسب طبيعة‬

‫الشخص المعنوي مع ان هذا االستقالل ليس تاما وانما تبقى خاضعة لرقابة الدولة ‪.2‬‬

‫ومن األمثلة على االستقالل اإلداري‪ ،‬نذكر البلدية والتي تتمثل أجهزتها وهيئاتها اإلدارية التي‬
‫تستقل بها عن باقي األجهزة في المجلس الشعبي البلدي ورئيس البلدية‪ ،‬كذلك نشير الى الجامعة التي‬
‫تستقل بمجلس للتوجيه‪ ،‬المجلس العلمي ورئيس الجامعة‪.‬‬

‫محمدي فريدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.118.‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد الصغير بعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.167.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪27‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫ثانيا‪ :‬المسؤولية‪:‬‬
‫ان طبيعة الشخص المعنوي الخاصة والتي جعلته ال يستطيع القيام بالتصرفات القانونية بنفسه‬
‫بل بواسطة نائبه أو ممثله القانوني تثير قيام مسؤولية الشخص المعنوي عندما يترتب عن هذه التصرفات‬
‫أو عن أعمال ممثله ضرر يلحق الغير‪ .1‬وبذلك يترتب قيام المسؤولية المدنية والجزائية للشخص‬
‫المعنوي باإلضافة إلى المسؤولية اإلدارية‬

‫أ) ‪-‬المسؤولية المدنية للشخص المعنوي‪:‬‬


‫كما سبق القول فانه يترتب على االعتراف بالشخصية المعنوية اكتسابها االهلية القانونية‪ ،‬مما يترتب‬
‫على ذلك امكانيتها القيام بتصرفات قانونية‪ ،‬مما قد ينتج عن ذلك اضرار للغير؛ ولحماية الغير تقرر‬
‫قيام مسؤولية الشخص المعنوي‪.‬‬

‫في حالة ما كان مصدر األهلية هو القانون‪ ،‬فأساس االلتزام هو نص القانون ذاته باعتباره‬
‫كشخص قانوني يتمتع بكامل األهلية‪ ،‬أما في حالة ما إذا كانت ناشئة عن التعاقد فأساس االلتزام يكون‬
‫بسبب اكتسابها الشخصية المعنوية إرادة تعبر عنها (اي نائب عنها) ‪ ،‬فإرادة الممثل القانوني هي نفسها‬
‫إرادة الشخص المعنوي طالما يقوم بأعمال لحسابه وباسمه فالشخص المعنوي يكون مسؤوال عن عمل‬
‫ممثله القانوني مادام هذا األخير يكون قد سبب ضررا للغير بسبب النشاط الذي يقوم به لحساب الشخص‬
‫االعتباري ويكون مسؤوال مسؤولية المتبوع عن أعمال تابعه‪.‬‬

‫ب) ‪-‬المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي‪:‬‬


‫اثير جدل حول قيام المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي‪ ،‬ففريق معارض على أساس انعدام‬
‫اإلرادة والتمييز للشخص المعنوي الن أساس قيام المسؤولية الجزائية هو اإلرادة‪ ،‬وفريق آخر مؤيد‪،‬‬
‫على أساس ان الشخص المعنوي حقيقة قانونية يتمتع بإرادته المستقلة باإلضافة إلى انه معترف له‬
‫بالمسؤولية المدنية فمن الطبيعي قيام مسؤوليته الجزائية‪.‬‬

‫محمدي فريدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.119.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪28‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫أما المشرع الجزائري فقد اعترف بقيام المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي وذلك من خالل‬
‫المادة ‪ 65‬مكرر من قانون اإلجراءات الجزائية والتي اكدت على تطبيق قواعد المتابعة والتحقيق‬

‫والمحاكمة على الشخص المعنوي ‪.1‬‬


‫كما أكد المشرع الجزائري موقفه من قيام المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي من خالل ما‬
‫جاءت به المادة ‪ 53‬من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬التي نصت على انه "يكون الشخص المعنوي‬

‫مسؤوال جزائيا عن الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون وفقا للقواعد المقررة في قانون العقوبات"‪.2‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى انه من المستحيل تطبيق العقوبات الجسمانية على الشخص المعنوي لذك يتم‬
‫تطبيق عليه ما يتالءم مع طبيعته الخاصة‪ ،‬كالمصادرة مثال والغرامة المالية والحل وغيرها من‬
‫العقوبات غير جسمانية ‪.3‬‬

‫ج) ‪-‬المسؤولية اإلدارية‪:‬‬


‫ينتج عن االعتراف بالشخص المعنوي قيام مسؤوليته االدارية والتي تسمى بمسؤولية السلطة‬
‫العامة‪ ،‬مع أنه في المبدأ األصلي (قديما) لم تكن اإلدارة مسؤولة وذلك على أساس أنها تهدف إلى‬
‫تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬إال أنه تغير األمر خاصة بعد القرار بالنكو الشهير الذي اعترف ألول مرة‬
‫بمسؤولية اإلدارة‪.‬‬

‫فمسؤولية اإلدارة تكون قائمة مبدئيا على أساس الخطأ‪ ،‬بمعنى أنه يشترط وجود خطأ من جانب‬
‫الشخص المعنوي العام أو من في حكمه لقيام مسؤوليته‪ ،‬إال أن هذا أصبح غير كافي لقيام مسؤولية‬
‫اإلدارة‪ ،‬بحيث يمكن أن نكون بصدد مسؤولية بدون خطأ‪ ،‬وذلك إما لكون الضرر صادر عن اإلدارة‬
‫‪4‬‬
‫بسبب اإلخالل بمبدأ المساواة أمام األعباء العامة أو لكون نشاط اإلدارة ذو مخاطر‪.‬‬

‫قانون رقم ‪ 14-04‬المؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ 2004‬المعدل والمتمم لألمر ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 08‬يونيو‪ 1966‬لقانون‬ ‫‪1‬‬

‫اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬العدد ‪.71‬‬


‫القانون ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬المعدل والمتمم ب ‪ 05-10‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ 2010‬المتعلق بالوقاية من الفساد‬ ‫‪2‬‬

‫ومكافحته‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬العدد ‪.14‬‬


‫محمدي فريدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.119.‬‬ ‫‪3‬‬

‫لحسن بن شيخ آث ملويا‪ ،‬مسؤولية السلطة العامة‪( ،‬بدون طبعة)‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.24.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪29‬‬
‫الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل األول‬
‫وبالرجوع إلى قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،1‬نجد أن المشرع اعترف حقا بقيام المسؤولية‬
‫اإلدارية لألشخاص المعنوية العامة‪ ،‬بحيث تلتزم هذه األخيرة بالتعويض عن الضرر الناتج عن‬
‫أعمالها‪ ،‬وذلك نجده في المواد ‪ 800‬و‪ 801‬من نفس القانون التي تقتضي بأن المحاكم اإلدارية‬
‫تختص بالفصل في القضايا التي تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات‬
‫الصبغة اإلدارية طرفا فيها‪ ،‬وذلك في دعاوى إلغاء القرارات اإلدارية في الدعاوى التفسيرية‬
‫ودعاوى فحص المشروعية للقرارات الصادرة عن هذه الجهات‪ .‬ونجد كذلك المادة ‪ 802‬من نفس‬
‫القانون تشير فعال إلى قيام المسؤولية اإلدارية لألشخاص المعنوية العامة‪ ،‬والتي جاء في نصها أن‬
‫"‪ ...‬يكون من اختصاص المحاكم العادية المنازعات اآلتية‪ :‬مخالفات الطرق‪ ،‬المنازعات المتعلقة‬
‫بكل دعوى خاصة بالمسؤولية الرامية الى طلب تعويض األضرار الناجمة عن مركبة تابعة للدولة أو‬
‫لإلحدى الواليات أو البلديات أو المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية"‪ .‬وعليه يتقرر فعال قيام‬
‫المسؤولية اإلدارية لألشخاص المعنوية العامة‪.‬‬

‫قانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ 2008‬المتضمن لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪30‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الفصل الثاني‪ :‬المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس للتنظيم اإلداري‬
‫تعتبر المركزية والالمركزية األساس الفني للتنظيم اإلداري‪ ،‬ويقصد باألساس الفني الطرق‬
‫والكيفيات المتبعة من أجل توزيع نشاط اإلدارة بين مختلف أجهزة وهيئات الدولة‪ .‬فنظام المركزية‬
‫اإلدارية يجعل الوظيفة اإلدارية في سلطة واحدة‪ ،‬أما المركزية اإلدارية فتقوم بتوزيع الوظائف‬
‫اإلدارية‪ ،‬ويمثل كل واحد منهما أسلوبا من اساليب التنظيم اإلداري‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى ان الدولة يمكن ان تقوم على النظام المركزي وحده‪ ،‬أو بتطبيق الالمركزية‬
‫اإلدارية بجانبه‪ ،‬وذلك على حسب القانون الذي تختاره الدولة في تنظيمها اإلداري‪ ،‬هذا النهج يكون‬
‫وليد الظروف السياسية‪ ،‬االقتصادية واالجتماعية في الدولة من ناحية ومدى تأصل الديمقراطية في‬
‫المجالين السياسي واإلداري من ناحية أخرى ‪.1‬‬

‫ومن خالل هذا الفصل ستتم دراسة ومناقشة األساس الفني للتنظيم اإلداري وذلك وفق مبحثين‪،‬‬
‫المبحث األول سوف نشير فيه إلى مفهوم كل من النظام المركزي والالمركزي‪ ،‬أما المبحث الثاني‬
‫فيتناول تطبيق هذين األسلوبين في التنظيم اإلداري الجزائري من خالل دراسة نظام اإلدارة المركزية‬
‫والالمركزية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المركزية والالمركزية اإلدارية‬


‫يعتبر كل من المركزية والالمركزية أسلوبا من أساليب التنظيم اإلداري بل ومن أهم أسسه‪،‬‬
‫وذلك من أجل تنظيم الوظيفة اإلدارية‪ ،‬وعلى الرغم من تعارضهما إال ان كل واحد منهما يسعى إلى‬
‫تلبية حاجيات االفراد في أحسن الظروف‪.‬‬

‫تقوم الدول باختيار األسلوب اإلداري المناسب والذي يتالءم مع ظروفها السياسية‪ ،‬االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬فتلجأ كل دولة في بداية نشأتها –غالبا‪ -‬إلى أسلوب المركزية لضمان وحدتها‪ ،‬لكن مع‬
‫تزايد وظائف الدولة والضغوطات الداخلية والخارجية وظهور السوق الحر والعولمة‪ ،‬تنازلت الدولة‬
‫عن بعض مهامها مما استدعى تطبيق نظام الالمركزية كأسلوب حديث يتالءم مع الظروف واألوضاع‬
‫المستحدثة‪.‬‬

‫فارة سماح‪ ،‬مفهوم القانون اإلداري‪-‬أسس التنظيم اإلداري‪-‬التنظيم اإلداري في الجزائر‪ ،‬محاضرة في القانون االداري‪ ،‬جامعة ‪8‬‬ ‫‪1‬‬

‫ماي ‪ 1945‬قالمة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،2016-2015 ،‬ص‪.65.‬‬

‫‪31‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وفي هذا المبحث ستتم دراسة هذين االسلوبين وفق مطلبين‪ ،‬يعالج األول النظام اإلداري‬
‫المركزي‪ ،‬أما المطلب الثاني فيخصص لدراسة أسلوب النظام االداري الالمركزي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المركزية اإلدارية‬


‫إن المركزية اإلدارية نظام إداري يتميز بربط كل الوظائف اإلدارية في يد الحكومة‪ ،‬بحيث‬
‫‪1‬‬
‫تصبح كل القرارات تصدر عن المركز وتضل جميع المناطق خاضعة لرقابة الدولة‬

‫وسيتم تخصيص هذا المطلب لدراسة هذا النظام‪ ،‬بحيث يتم التطرق إلى ماهية المركزية اإلدارية‬
‫(الفرع األول) وتقديرها كنظام إداري (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ماهية المركزية اإلدارية‬

‫لمعرفة ماهية المركزية اإلدارية ال بد من تعريفها (أوال)‪ ،‬وتحديد أركانها (ثانيا) وصورها‬
‫المختلفة (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف المركزية اإلدارية‬


‫يقصد بالمركزية اإلدارية توحيد النشاط اإلداري وتجميعه في يد السلطة التنفيذية في العاصمة‪،‬‬
‫وتقوم هذه األخيرة بالسيطرة على جميع الوظائف اإلدارية من توجيه ورقابة وتنسيق‪.2‬‬

‫كما تعرف المركزية اإلدارية بانها "توحيد النشاط اإلداري من خالل حصر السلطات والوظائف‬
‫اإلدارية على مستوى اإلدارة المركزية الموجودة في العاصمة‪ ،‬بحيث ان الدولة هي التي تهيمن على‬
‫النشاط اإلداري وان تعددت الهيئات واالفراد القائمين به وفقا لنظام السلطة الرئاسية"‪.3‬‬

‫نالحظ من التعاري ف السابقة أن المركزية اإلدارية تعمل على جمع الوظائف اإلدارية في يد‬
‫السلطة المركزية في العاصمة دون مشاركة الهيئات المحلية في ذلك‪ ،‬مما يؤذي إلى غياب الديمقراطية‬
‫في توزيع الوظائف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مدوح أحمد؛ نجيمي عبد الرحمن؛ نجيمي نعاس‪ ،‬المركزية اإلدارية وعالقتها باإلدارة العامة‪ ،‬مجلة الحقوق والعلو اإلنسانية‪ ،‬جامعة‬
‫زيان عاشور الجلفة‪ ،‬المجلد ‪ ،24‬العدد ‪ ،1‬الجزائر‪( ،‬بدون سنة)‪ ،‬ص‪.193.‬‬
‫مازن ليو راضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.45.‬‬ ‫‪2‬‬

‫سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.43.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪32‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ثانيا‪ :‬أركان المركزية اإلدارية‬
‫نستنتج من التعاريف السابقة ان النظام المركزي يقوم على تركيز السلطة بين يدي اإلدارة‬
‫المركزية وخضوع ممثلي اإلدارة إلى السلطة الرئاسية ويكون ذلك وفق تدرج هرمي‪ ،‬ومنه فان‬
‫المركزية اإلدارية تقوم على ثالثة أسس (اركان) التي سوف نبينها فيما يلي‪.‬‬

‫أ) ‪-‬تركيز الوظيفة اإلدارية في يد السلطة المركزية‪:‬‬


‫في نظام المركزية اإلدارية تتركز الوظيفة اإلدارية مباشرة في يد السلطة التنفيذية بالعاصمة‪،‬‬
‫وتساعدها في ذلك الهيئات التابعة لها في االقاليم تحت اشراف ورقابه السلطة المركزية‪ .‬وال يوجد في‬
‫هذا النظام أشخاص معنوية عامة محلية أو مرفقية مستقلة عن السلطة المركزية‪ ،‬سلطة اتخاذ القرارات‬
‫وأداء المرافق العامة في يد اعضاء السلطة المركزية (الوزراء) أو ممثليهم التابعين لهم والمعينين منهم‬

‫تحت رقابتهم واشرافهم ‪.1‬‬

‫ب) ‪-‬التبعية اإلدارية‪:‬‬


‫ونعني بالتبعية اإلدارية التدرج االداري‪ ،‬وهو ان يتخذ نمط الحياة اإلدارية في النظام االداري‬
‫المركزي‪ ،‬سواء تعلق االمر باألشخاص أو األعمال أو الهيئات‪ ،‬شكل هرم أو مثلث مترابط ومتتابع‬
‫الطبقات بحيث تخضع الطبقة االدنى إلى الطبقة االعلى وصوال إلى قمة‪ ،‬الهرم وكل انفصال عن هذا‬
‫التدرج ينتج عنه أن تصبح هذه الوحدات مستقلة وتتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬إال ان كل طبقة أو درجة‬
‫في السلم ترتبط بالدرجة التي تليها برابطة قانونية مباشرة والتي تسمى بالسلطة الرئاسية‪.2‬‬

‫ج) ‪ -‬السلطة الرئاسية‪:‬‬


‫تعد السلطة الرئاسية اهم ركائز النظام المركزي وهي الوجه المقابل للتدرج اإلداري‪ ،‬ويقصد‬
‫بها الحق المعترف به للرؤساء االداريين والذي ينظمه القانون لتحقيق فعالية واستمرارية العمل‬
‫اإلداري‪ ،‬فهي سلطة مفترضة‪ ،‬وبذلك تعتبر العالقة القانونية القائمة بين الرئيس والمرؤوس اثناء‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.43.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬إيرادشة فريد‪ ،‬نظرية التنظيم اإلداري في الجزائر مبدأ السلطة الرئاسية بين النص والممارسة‪ ،‬مجلة الدراسات والبحوث القانونية‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪ ،2‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.102.‬‬

‫‪33‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ممارسته لوظيفته اإلدارية وفق تبعية إدارية‪ ،‬إال انها ليست مطلقة وليست على درجة واحدة من القوة‬
‫فهي تتأثر بصاحب السلطة ومركزه في السلم اإلداري وكذا بنوع الوظيفة التي يمارسها‪.1‬‬

‫ويمكن تقسيم عناصر السلطة الرئاسية إلى مجموعة من االختصاصات بعضها يتعلق بشخص‬
‫المرؤوس واألخرى تتعلق بأعماله‪ ،‬والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪-)1‬سلطة الرئيس على شخص مرؤوسه‪:‬‬

‫يقصد بهذه السلطة‪ ،‬ممارسة الرئيس االداري سلطات على مرؤوسيه في حياتهم الوظيفية‪ ،‬وهي‬
‫تشمل تعيين المرؤوسين وتوزيعهم على اإلدارات المختلفة‪ ،‬وتوزيع األعمال بينهم واالمور المتعلقة‬
‫بالوظيفية في مختلف مراحل حياتهم الوظيفية ‪.2‬‬

‫‪-)2‬سلطة الرئيس على أعمال مرؤوسيه‪:‬‬

‫تتمثل هذه السلطة في حق الرئيس في توجيه مرؤوسيه عن طريق اصدار األوامر والتوجيهات‬
‫اليه قبل ممارسه اعمالهم وسلطه مراقبه تنفيذهم لهذه األعمال والتعقيب عليها‪ ،‬وتشمل هذه السلطة‬
‫سلطة توجيه األوامر‪ ،‬وواجب الطاعة‪ ،‬وسلطة الرقابة والتعقيب‪:‬‬

‫‪ -1-2‬سلطة توجيه األوامر‪:‬‬

‫يملك الرئيس حق اصدار األوامر والتعليمات‪ ،‬ويعتبر اختصاصه هذا من اهم مميزات السلطة‬
‫الرئاسية‪ ،‬ذلك ان اصدار األوامر عمل قيادي له أهمية كبرى في سير األعمال اإلدارية وعلى العموم‬
‫نجد ان السلطة الرئاسية تتصف أساسا بانها سلطه امنه كونها تقوم على اصدار األوامر والنواهي‬
‫الملزمة للمرؤوسين التي تكون شفهية أو كتابيه ‪.3‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.108.‬‬ ‫‪1‬‬

‫سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.47.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪34‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -2-2‬واجب الطاعة‪:‬‬

‫كما سبق القول ان الرئيس االداري يملك سلطه اصدار األوامر والتوجيهات لمرؤوسيه وال يملك‬
‫هؤالء إال تنفيذها‪ ،‬وتنفيذ هذه األوامر يطرح اشكاال قانونيا حول مدى التزام المرؤوسين بطاعة أوامر‬
‫رئيسيهم التي قد تكون متفقه مع احكام القانون أو مخالفة ألحكامه ‪.1‬‬

‫واإلجابة على هذا االشكال طرح الفقه والقضاء اإلداريان فرضين أساسيين حول هذا الموضوع‬
‫الذي سوف نبينه كما يلي‪:‬‬

‫الفرض األول‪ :‬حالة األوامر والتعليمات الرئاسية المشروعة‪:‬‬

‫فإذا كان األمر صادرا من الرئيس االداري يتماشى في موضوعه مع مقتضيات القانون فال شك‬
‫ان طاعه المرؤوس له واجب ه غير ان ذلك ال يمنع المرؤوس من ان يناقش رئيسه االداري ويراجعه‬
‫بشان مساله معينه في حدود اخالقيات الوظيفة ‪ ،‬بحيث رأى الفقهاء ان افضل مرحلة لإلبداء الراي‬
‫تكون من جانب المرؤوس قبل اصدار القرار أي مرحلة التمهيد‪ ،‬أما إذا صدر القرار فإن تنفيذه واجب‬
‫من جانب المرؤوس وليس أن يعرقله أو أن يقف ضد تنفيذه ‪.2‬‬

‫الفرض الثاني‪ :‬حالة األوامر والتعليمات الرئاسية غير المشروعة‪:‬‬

‫وفي هذه الحالة يطرح االشكال بحيث يواجه المرؤوس الرؤساء واجبين متعارضين األول واجب‬
‫القانون‪ ،‬والثاني واجب طاعة الرؤساء‪ ،‬وإليجاد حل لهذا الوضع ظهرت عدة أراء في الفقه اإلداري‪،‬‬
‫فالرأي األول يرى أصحابه ضرورة تقديم واجب طاعة القانون على واجب طاعة الرؤساء بحجه ان‬
‫الرئيس والمرؤوس يخضعان كالهما ألحكام القانون‪ ،‬أما الرأي الثاني فيرى اصحابه بانه يجب تغليب‬
‫واجب الطاعة حيث يتحمل من أصدر االمر في هذه الحالة المسؤولية وال يقع على عاتق المرؤوس أي‬
‫مسؤولية‪ ،‬والرأي الثالث حاول أصحابه محاولة التوقيف بين الراي األول والثاني فوضع مبدا عام‬
‫يقضي بتنفيذ أوامر رئيس متى كانت مكتوبه واضحة دقيقه ومحدده على ان يتأكد من ان االمر صادر‬
‫عن السلطة المختصة وان تنقيده يدخل في نطاق اختصاصه‪ .‬وتبعا لهذا الراي‪ ،‬فان االضرار التي تنجم‬

‫عن تطبيق هذا االمر يتحملها المرفق ال الموظف ‪.3‬‬

‫إيرادشة فريد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.110.‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.110.‬‬ ‫‪2‬‬

‫إيرادشة فريد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.111‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪35‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وبناءا على ذلك نجد أن المشرع الجزائري نص في المادة ‪ 129‬من القانون المدني على انه "ال يكون‬
‫الموظفون واالعوان العموميون مسؤولين شخصيا عن افعالهم التي اضرت بالغير إذا قاموا بها تنفيذا‬
‫ألوامر صدرت إليهم من رئيس متى كانت اطاعة هذه األوامر واجبة عليهم"‪.‬‬

‫من هذه المادة يفهم ان المشرع الزم الموظف اطاعة األوامر المشروعة فقط أما األوامر غير‬
‫المشروعة فهي ليست ملزمه له وليس من واجبه تنفيذها‪ ،‬ومنه نستخلص نتيجة وهي أولوية تطبيق‬
‫القانون على األوامر غير المشروعة اي ان المشرع اخذ بالراي األول‪.‬‬

‫‪ - 3-2‬سلطة الرقابة والتعقيب‪:‬‬

‫تتيح هذه السلطة للرئيس االداري القيام بمجموعة من الصالحيات‪ ،‬فيتولى اجازة عمل المرؤوس‬
‫ويمتلك سلطه تعديل والغاء وسحب اعماله‪ ،‬كما يملك كذلك سلطة الحلول محله للقيام بأعمال معينة‪،‬‬
‫ونفصل كل ذلك فيما يلي‪:‬‬

‫‪-3-2‬أ‪ -‬سلطة االجازة أو المصادقة‪:‬‬

‫تتمثل هذه السلطة في حق الرئيس االداري في اجازه عمل مرؤوسيه‪ ،‬بحيث ال يعد نافذا وال‬
‫صحيحا هذا العمل دون مصادقة الرئيس ‪.1‬‬

‫وتكون هذه اإلجازة إما صريحة وهي ابداء الرئيس لموقفه المؤيد لعمل مرؤوسيه صراحة‪ ،‬أي‬
‫صدور قرار من الرئيس يجيز ويصادق فيه على عمل المرؤوس‪ ،‬أو تكون ضمنية وهي استنتاج موافقة‬
‫الرئيس على عمل المرؤوس بعد السكوت األول عن ابداء موقفه صراحه خالل مدة زمنية معينة مما‬
‫يدل على اقراره واجازته للعمل بصفة ضمنية ‪.2‬‬

‫‪-3-2‬ب ‪ -‬سلطة التعديل‪:‬‬

‫يملك الرئيس االداري حق تعديل تصرفات واعمال مرؤوسيه بهدف جعلها أكثر مسايرة للقانون‪،‬‬
‫وذلك حسب ما تستجوبه ظروف وطبيعة العمل اإلداري‪ ،‬فيجوز له تغيير ما يراه مناسبا‪ ،‬فقد يلغي‬

‫‪1‬‬
‫جريو مليكة‪ ،‬مظاهر السلطة الرئاسية في النظام اإلداري المركزي‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة مسيلة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫‪ ،2018-2017‬ص‪.49.‬‬
‫سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.48.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪36‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫جزءا منه ويترك الباقي أو يلغي جزءا ويعوضه بما يتالءم والعمل اإلداري‪ ،‬اي ان التعديل ال يكون‬
‫كليا واال أصبح الغاء‪ ،‬اي يقوم بتغيير جزء من القرار‪.1‬‬

‫‪-3-2‬ج‪ -‬سلطة اإللغاء‪:‬‬

‫يقصد بها قيام السلطة اإلدارية المختصة بإلغاء اثار القرارات اإلدارية وإعدامها باثر فوري‬
‫بالنسبة للمستقبل فقط مع ترك اثارها الماضية قائمة‪ ،‬فالمركز السامي الذي تتمتع به السلطة اإلدارية‬
‫يفرض عليها ان تسارع إلى الغاء القرار االداري إذا قدرت عدم مشروعيته ومخالفته للقوانين‪ ،‬كما‬
‫يجوز لها الغاء األعمال المشروعة أيضا العتبارات تمس جانب المالءمة ومعطيات العمل اإلداري‪،‬‬
‫لذلك ميز الفقه بين االلغاء االداري للقرارات اإلدارية وااللغاء القضائي؛ فالنوع األول يشمل القرارات‬
‫غير المشروعة والقرارات المشروعة‪ ،‬بينما االلغاء القضائي يقتصر على األعمال والقرارات غير‬
‫مشروعة ‪.2‬‬

‫‪-3-2‬د‪ -‬سلطة السحب‪:‬‬

‫يقصد بالسحب ازاله وانهاء االثار القانونية للقرارات والتصرفات االدارية واعدامها بأثر رجعي‬
‫بالقضاء على اثارها في الماضي والمستقبل‪ ،‬والن سلطه السحب لها اثار بالغة الخطورة فقد قيدت‬
‫ممارستها بشرطين‪ ،‬من حيث الموضوع بحيث يجب ان يشمل السحب فقط القرارات واألعمال غير‬
‫المشروعة الن هذه االخيرة ال يمكن ان تولد حقا أو تنشئ مركزا قانونيا مكتسبا‪ ،‬ومن حيث المدة فيجب‬
‫ان تمارس سلطة السحب خالل مدة معينة فان تجاوزتها اكتسبت القرارات واألعمال غير المشروعة‬
‫حصانة ضد السحب؛ حيث ان مدة السحب المقررة تختلف من تشريع إلى اخر وفي التشريع الجزائري‬
‫محددة بأربعة اشهر‪.3‬‬

‫‪-3-2‬هـ‪ -‬سلطة الحلول‪:‬‬

‫طبقا لمبدأ توزيع االختصاص‪ ،‬يتولى كل شخص اداري القيام بالمهام المنوطة به‪ ،‬غير انه في‬
‫حاالت معينه يملك الرؤساء االداريو ن سلطة الحلول محل مرؤوسيهم لضمان استمرارية الخدمات‬
‫العامة وسير المرفق العام بانتظام‪ ،‬بمعنى ان يحل الرئيس محل مرؤوسه في القيام بأعمال هي من‬

‫محمد علي الخاليلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.109.‬‬ ‫‪1‬‬

‫تو عبد الواحد‪ ،‬السلطة الرئاسية في إطار النظام اإلداري المركزي‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،‬الملحقة الجامعية مغنية‪-2015 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2016‬ص‪.49.‬‬
‫سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.49.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪37‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫اختصاص المرؤوس؛ الن هذا االخير إذا تقاعس أو امتنع عن تنفيذها يمكن لرئيسه ان يتولى هذه المهام‬
‫بنفسه بما له من سلطه حلول ‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬صور المركزية اإلدارية‬


‫تأخذ المركزية اإلدارية عده صور أو أشكال‪ ،‬وذلك على حسب درجه حصر وتركيز وجمع‬
‫الوظائف اإلدارية بشكل مطلق وبين تخويل بعض السلطات للممثلين على مستوى اجزاء اإلقليم‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك فالمركزية االدارية قد تكون متشددة يعبر عنها بالتركيز اإلداري (أ) كما قد تكون معتدلة والتي‬
‫يعبر بعدم التركيز اإلداري (ب)‪:‬‬

‫أ) ‪-‬التركيز اإلداري‪:‬‬

‫وهو الصورة البدائية للمركزية اإلدارية‪ ،‬كما تسمى بالمركزية المشددة أو المركزية الوزارية‪.‬‬
‫ويقصد به ان تتركز السلطة اإلدارية في جزئياتها وعموميات ها في يد السلطة المركزية حصرا مطلقا‬
‫حيث يجرد كل ممثلي األقاليم والهيئات من سلطة القرار ويتحتم عليهم الرجوع للوزير المختص في كل‬
‫شأن من شؤون االقليم‪.2‬‬

‫ب) ‪-‬عدم التركيز اإلداري‪:‬‬


‫وهو النوع المرن للمركزية اإلدارية‪ ،‬ويسميه البعض بالمركزية المعتدلة أو الالوزارية‪،‬‬
‫ولتوضيح هذه الصورة يجب بيان معناها (‪ )1‬ووسيلة تحقيقها المتمثلة في التفويض (‪:)2‬‬

‫‪ -1‬معنى عدم التركيز اإلداري‪:‬‬

‫عدم التركيز اإلداري يعني تحويل بعض السلطات للموظفين على المستوى المحلي للفصل في‬
‫بعض القضايا دون الرجوع للسلطة المركزية من أجل تخفيف العبء عليها‪ ،‬وهذا ال يعني ان الموظفين‬
‫أو الهيئة على المستوى المحلي اصبحت تتمتع باالستقالل التام بل تبقى دائما خاضعة للسلطة الرئاسية‬
‫للوزير وله ان يأمر أو يعدل أو يلغي وظائفها ‪.3‬‬

‫مدوح أحمد؛ نجيمي عبد الرحمن؛ نجيمي نعاس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.200.‬‬ ‫‪1‬‬

‫عمار بوضياف‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.166.‬‬ ‫‪2‬‬

‫مدوح أحمد؛ نجيمي عبد الرحمن؛ نجيمي نعاس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.200.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪38‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -2‬التفويض كوسيلة لعدم التركيز‪:‬‬

‫من أبرز وسائل تحقيق عدم التركيز اإلداري نظام التفويض‪ ،‬وهذا لضمان فعالية النشاط‬
‫اإلداري‪ ،‬ومعناه ان يعهد صاحب االختصاص بممارسة جزء من اختصاصه إلى أحد مرؤوسيه‪.‬‬
‫ويشترط فيه بان يكون بنص قانوني‪ ،‬وان يكون جزئيا ومؤقتا‪ ،‬وان يبقى الرئيس مسؤوال عن األعمال‬
‫التي فوضها مع مسؤولية الشخص المفوض اليه‪ ،‬وال يجوز للمفوض اليه ان يفوض غيره‪ .1‬والتفويض‬
‫نوعان‪ ،‬تفويض في االختصاص الذي بمقتضاه ينقل المفوض السلطات بأكملها إلى الموظف اليه‪ ،‬وال‬
‫يمكن في هذه الحالة من التفويض ال يمارس المفوض المهام التي فوضها كما ان في نطاق تفويض‬
‫االختصاص تكون القرارات منسوبة للمفوض بصفته ال بشخصه‪ ،‬معنى انه ال ينتهي في حاله ما إذا‬
‫تغير الشخص المفوض اليه‪ ،‬وتفويض في التوقيع بحيث يمنح الرئيس حق التوقيع على بعض الوثائق‬
‫إلى موظف ادنى منه درجة‪ ،‬فتفويض التوقيع هو تفويض شخصي يمنح لشخص معين؛ فإذا ما تغير‬
‫ينتهي التفويض‪ ،‬كما انه يمكن لشخص الرئيس ان يمارس اختصاصه في التوقيع إلى جانب المفوض‬
‫اليه‪.2‬‬

‫فنالحظ بان تفويض االختصاص على عكس تفويض التوقيع من ناحية أن المفوض ال يمارس‬
‫االختصاصات المفوضة‪ ،‬أما تفويض التوقيع يبقى يمارس اختصاصه في التوقيع‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقدير المركزية اإلدارية‬

‫ان المركزية اإلدارية كغيرها من األنظمة تتمتع بالعديد من المزايا (أوال)‪ ،‬كما يؤخذ عليها بعض‬
‫العيوب (ثانيا)‪ ،‬ولذلك ينبغي تقييمها في هذا الفرع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مزايا المركزية اإلدارية‪:‬‬

‫تتمتع المركزية اإلدارية بمزايا يمكن أن ينظر إليها من عدة نواحي‪:‬‬

‫محمد الصغير بعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.56.‬‬ ‫‪1‬‬

‫مدوح أحمد؛ نجيمي عبد الرحمن؛ نجيمي نعاس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.201.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪39‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬يدعم االخذ بالمركزية الوحدة الوطنية للدولة سياسيا ودستوريا بموجب الرقابة واالشراف العام على‬

‫الوظيفة اإلدارية وبسط النفوذ السلطة المركزية عبر مختلف ارجاء الدولة ‪.1‬‬

‫‪ -‬ويحقق هذا النظام تجانس بين النظم واالنماط االدارية في الدولة مما يوفر استمرار ووضوح‬
‫االجراءات والمعامالت اإلدارية‪ ،‬االمر الذي ينتج عنه تفهم المتعاملين مع اإلدارة وارتفاع األداء‬
‫اإلداري‪ ،‬مما يرتب على االقالل من االنفاق العام وتقليصه إلى اقصى حد وذلك من خالل االكتفاء‬
‫بعدد محدد من الهيئات والموظفين مما يوفر مصاريف واموال كثيرة‪.2‬‬

‫‪ -‬يكفل ويضمن نظام المركزي مبدأ العدالة والمساواة بين جميع المواطنين بموجب اشراف ورقابه‬
‫السلطة المركزية على مختلف المرافق‪ ،‬فهو ضروري إلدارة المرافق التي ال يتعلق نشاطها بفئه معينة‬
‫أو اقليم معين كمرفق االمن‪ ،‬الدفاع‪ ،‬المواصالت والعدالة فهذه المرافق ال يمكن تسييرها إال بواسطة‬
‫الدولة عن طريق النظام اإلداري المركزي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عيوب المركزية اإلدارية‪:‬‬


‫على الرغم من المزايا المتعددة التي تتمتع بها‪ ،‬إال انه يعاب على المركزية اإلدارية الكثير من‬
‫المساوئ‪ ،‬والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬المركزية هي المجال الطبيعي لنمو ظاهرة البيروقراطية والروتين اإلداري نتيجة البطء في اتخاذ‬
‫القرارات المناسبة في الوقت المناسب‪ ،‬و استئثار العاصمة والمدن الكبرى على معظم المرافق‬
‫والمقاوالت يجعل المناطق النائية تعاني من عدم تجانس النمو االجتماعي واالقتصادي في الدولة‪.3‬‬

‫‪ -‬المركزية المطلقة تؤدي إلى تجاهل الحاجيات العامة وعدم اخذها بعين االعتبار مما يضعف قرارات‬
‫الجهاز االداري وخططه التنفيذية‪ ،‬فالمركزية ال تتالءم مع بعض المرافق العامة الفنية التي تحتاج إلى‬
‫تخصص وإدارة مستقلة‪.4‬‬

‫مدوح أحمد؛ نجيمي عبد الرحمن؛ نجيمي نعاس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.202.‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد علي الخاليلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.111.‬‬ ‫‪2‬‬

‫مازن ليو راضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.54.‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.142.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪40‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬يسبب تركيز السلطة بيد الوزراء وفئة قليلة من الرؤساء االداريين في العاصمة‪ ،‬مما يؤدي إلى قتل‬
‫روح المبادرة واالبداع لدى الموظفين الن دورهم ينحصر في تنفيذ األوامر والتعليمات الصادرة عن‬
‫السلطة المركزية وعدم مشاركتهم فيها ‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الالمركزية اإلدارية‬


‫الالمركزية اإلدارية هي األسلوب الفني الثاني إلدارة الدولة‪ ،‬الالمركزية هي تقنية لتنظيم‬
‫اإلدارات التي تتكون من توزيع المهارات داخل نفس الشخص االعتباري من اإلدارة المركزية إلى‬
‫خدماتها الالمركزية‪.2‬‬

‫ومن خالل هذا المطلب وباتباع نفس الخطوات التي تم اتباعها في نظام المركزية‪ ،‬سيتم التعرف‬
‫على ماهية هذا األسلوب اإلداري (الفرع األول) ثم تقديره (الفرع الثاني) ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ماهية الالمركزية اإلدارية‬

‫لتحديد ماهية الالمركزية اإلدارية‪ ،‬ينبغي تعريفها (أوال)‪ ،‬وبيان أركانها (ثانيا)‪ ،‬وصورها (ثالثا)‬
‫وذلك فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الالمركزية اإلدارية‪:‬‬


‫يقصد بالالمركزية اإلدارية توزيع الوظائف اإلدارية بيـن الحكومة المركزية بالعاصمة وبين‬
‫هيئات محلية منتخبة تتمتع بالشخصية المعنوية المستقلة‪ ،‬بحيث تكون هذه الهيئات خاضعة إلشراف‬
‫ورقابة اإلدارة المركزية‪ ،‬وال تكون خاضعة لها خضوعا رئاسيا وإنما في إطار ما يعرف بالرقابة‬
‫الوصائية‪ .‬ولالمركزية اإلدارية وجهان أحدهما سياسي واآلخر قانوني‪:‬‬

‫فالجانب السياسي فيتمثل في تمكين األجهزة المحلية المنتخبة من قبل الشعب من تسيير شؤونها‬
‫بيدها مما يحقق مبدا الديمقراطية اإلدارية‪ ،‬أما الجانب القانوني فيتجسد في توزيع الوظيفة اإلدارية في‬
‫الدولة بين األجهزة المركزية والهيئات المستقلة ذات الطابع المرفقي أو المحلي الذي من شانه ان يقرب‬
‫اإلدارة أكثر من الجمهور‪.3‬‬

‫مازن ليو راضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.53.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Le droit administratif en France, Édition livres pour tous. www.livrespourtous.com, p.38.‬‬
‫‪3‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.54.‬‬

‫‪41‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫نالحظ من خالل ما سبق ان هناك اختالفا بين الالمركزية والنظام االداري المركزي الذي سبق‬
‫دراسته‪ ،‬ويتجلى ذلك في كون المركزية اإلدارية تعمل على تجميع الوظيفة اإلدارية في السلطة‬
‫المركزية‪ ،‬في حين أن النظام الالمركزي يعمل على توزيع الوظيفة اإلدارية بين السلطة المركزية‬
‫والهيئات المحلية‪ ،‬ويلجأ في النظام المركزي إلى تطبيق الرقابة الرئاسية كما سبق بيانه‪ ،‬أما في النظام‬
‫الالمركزي يتم تطبيق الرقابة الوصائية‪ ،‬التي سيتم توضيحها في الفقرة الموالية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أركان الالمركزية اإلدارية‪:‬‬


‫يقوم النظام الالمركزي على ثالثة أركان تستهدف الصالح العام المحلي والصالح العام للدولة‪،‬‬
‫والمتمثلة في وجود مصالح محلية متميزة عن المصالح الوطنية (أ) ووجود هيئات محلية أو مرفقية‬
‫(ب) وخضوع األجهزة المستقلة لوصاية السلطة المركزية‪:‬‬

‫أ) ‪ -‬وجود مصالح محلية متميزة عن المصالح الوطنية‪:‬‬


‫ترتكز سياسة الالمركزية على توزيع متزن للصالحيات والمهام حسب تقسيم منطقي للمسؤولية‬
‫داخل إطار وحدة الدولة‪ ،‬فتتولى أجهزة المركزية القيام بمهام معينة والتي تسمى بالمهام الوطنية‬
‫كشؤون الدفاع واالمن والشؤون الخارجية‪ ،‬ورسم السياسة العامة في المجال التربوي واالقتصادي‬
‫والتعليم العالي‪ ،‬أما األجهزة المحلية البلدية والواليات تتولى النظر في كل المشاكل ذات المصلحة‬
‫المحلية أو الجهوية مثل بعض األعمال كالنقل وتوزيع المياه ونظافة المدينة والصحة وغيرها وهذا من‬
‫خالل ايجاد حلول لها‪.1‬‬

‫وقد وجد الفقه صعوبة كبيرة في ايجاد معيار فاصل بين المهام الوطنية والمهام المحلية‪ ،‬إال أنه‬
‫قيل بأنه متى اتصلت المهام بإقليم واحد كنا أمام شؤون محلية‪ ،‬ومتى كانت تخص مجموع المواطنين‬
‫وكل المناطق فهي شأن من شؤون السلطة المركزية‪.‬‬

‫ب) ‪ -‬وجود هيئات محلية أو مرفقية مستقلة‪:‬‬


‫يقصد بهذا الركن أن هذه الهيئات المحلية مستقلة عن السلطة المركزية‪ ،‬بحيث أن هذا االستقالل‬
‫يخولها حق اتخاذ قرارات اإلدارية وتسيير شؤونها دون تدخل الجهاز المركزي‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫االعتراف لها بالشخصية المعنوية واالعالن الرسمي لفصلها عن الدولة‪ ،‬كما يخولها أيضا القدرة الذاتية‬
‫على اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات (االهلية القانونية)‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد علي الخاليلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.113.‬‬

‫‪42‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وعليه‪ ،‬ال يتحقق استقالل هذه الهيئات والوحدات اإلدارية الالمركزية عن السلطة اإلدارية‬
‫الالمركزية إال باالعتماد على اسلوب االنتخاب في اختيار االعضاء المسيرة لإلدارة المركزية من أجل‬
‫تحقيق مبدا الديمقراطية ومبدأ مشاركه الشعب في تسيير الشؤون المحلية‪.1‬‬

‫ج) ‪-‬خضوع األجهزة المستقلة لوصاية السلطة المركزية‪:‬‬


‫بما ان اسلوب النظام االداري الالمركزي هو مجرد وسيله فنية وقانونية وإدارية لتقنين وتوزيع‬
‫سلطات وامتيازات الوظيفة اإلدارية بين السلطات اإلدارية المركزية والسلطات اإلدارية الالمركزية‪،‬‬
‫وفقا لمبدأ وحدة الدولة دستوريا وسياسيا ووطنيا‪ ،‬بحيث يعتبر استقالل الهيئات الالمركزية استقالل‬
‫نسبي‪ ،‬بحيث تخضع هذه الهيئات الالمركزية إلشراف ورقابة السلطة المركزية أو ما يعرف بالوصاية‬
‫اإلدارية‪ ،‬والتي تختلف في جوهرها عن السلطة الرئاسية في ظل النظام المركزي‪.2‬‬

‫ويقصد بالوصاية اإلدارية مجموع السلطات التي يقررها القانون لسلطة عليا على أشخاص‬
‫الهيئات الالمركزية واعمالهم بقصد حماية المصلحة العامة‪ ،‬ومن هنا فان نظام الوصاية هو أداة قانونية‬
‫بموجبها نضمن وحدة الدولة؛ وذلك بإقامة عالقة قانونية دائمة ومستمرة بين األجهزة المستقلة والسلطة‬
‫المركزي‪ ،‬ويشمل مجال الوصاية اإلدارية‪ ،‬الرقابة على هيئات ومجالس اإلدارة الالمركزية‪ ،‬كحق‬
‫اإلدارة المركزية في ايقاف وحل المجلس البلدي والوالئي‪ ،‬الرقابة على األشخاص واالعضاء في تلك‬
‫الهيئات كالتوقيف واإلقالة والعزل‪ ،‬الرقابة على االعوان والتصرفات الصادرة عن اإلدارة الالمركزية‬
‫كالمصادقة وااللغاء والتعديل والحلول‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬صور الالمركزية اإلدارية‪:‬‬

‫تتخذ الالمركزية اإلدارية في العمل االداري احدى الصورتين أما‪ :‬الالمركزية اإلقليمية‬
‫(المحلية) أو الالمركزية المرفقية (المصلحية)‪.‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.114.‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد علي الخاليلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115.‬‬ ‫‪2‬‬

‫شوايدية منية‪ ،‬الرقابة اإلدارية بين الوصاية اإلدارية والسلطة الرئاسية‪ ،‬حوليات قالمة للعلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪،13‬‬ ‫‪3‬‬

‫الجزائر‪ ،2015 ،‬ص‪.388.‬‬

‫‪43‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أ) ‪ -‬الالمركزية اإلقليمية (المحلية)‪:‬‬
‫تتجسد الالمركزية اإلقليمية في النطاق االقليمي للدولة عندما يمنح المشرع الشخصية القانونية‬
‫المعنوية ألجزاء محددة من الدولة والتي تتمثل طبقا للدستور الجزائري في الواليات والبلديات‪.‬‬

‫وهي تمثل الصورة الواضحة والكاملة لتطبيق فكرة الديمقراطية والنظام الالمركزي‪ ،‬وتقوم‬
‫على االختصاص اإلقليمي‪ ،‬بحيث تباشر الهيئات الالمركزية صالحياتها (الشؤون المحلية) في نطاق‬
‫حيز جغرافي معين‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لوحدات اإلدارة المحلية (البلدية والوالية) وإال كانت‬
‫قرارتها وأعمالها مشوبة بعيب تجاوز االختصاص اإلقليمي مما يعرضها لإللغاء في حالة الطعن‬
‫فيها‪.1‬‬

‫ب) ‪ -‬الالمركزية المرفقية (المصلحية)‪:‬‬


‫وتتمثل في ان يمنح لبعض المشاريع والمرافق والمصالح العامة الشخصية المعنوية قدر من‬
‫االستقالل على عن اإلدارة المركزية مع خضوعها إلشرافها لتسهيل ممارستها لنشاطها بعيدا عن‬
‫التعقيدات اإلدارية‪ .‬وهذا االسلوب ال يستند على فكرة الديمقراطية‪ ،‬وانما تستند على فكرة فنية تتصل‬

‫بكفاءة إدارة المرفق فهي تستهدف بالمقام األول تقديم خذمة أفضل وبإنتاجية أكثر‪.2‬‬

‫فالالمركزية المرفقية ترتكز على االختصاص الموضوعي الوظيفـي مما استدعى تسميتهـا‬
‫أيضـا بالالمركزية المصلحية دون االهتمام بالنطاق والمجال اإلقليمي الذي يمارس فيه ذلك النشاط‬
‫أكان وطنيا أو محليا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقدير الالمركزية اإلدارية‬


‫مما ال شك فيه ان كل نظام يتميز بمجموعه من المحاسن وفي الجانب االخر يؤخذ عليه مجموعه‬
‫من العيوب وسوف نقوم من خالل هذا المطلب اإلشارة إلى مزايا (أوال) وعيوب (ثانيا) النظام اإلداري‬
‫الالمركزي‪.‬‬

‫محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.144.‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد علي الخاليلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.121.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪44‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أوال‪ :‬مزايا الالمركزية اإلدارية‬
‫تتمتع الالمركزية اإلدارية بمجموعة من المزايا‪ ،‬مما تجعل الدول تتبعها وتتخذها صورة‬
‫لتنظيمها اإلداري‪ ،‬وتتمثل هذه المزايا فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تعتبر الالمركزية اإلدارية ضرورة ديمقراطية وتعد الوسيلة القانونية والفنية في تجسيد مبدأ‬
‫‪1‬‬
‫الديمقراطية‪ ،‬وتحقيق التنمية‪ ،‬وذلك لما تتمتع به اإلدارة المحلية من أهداف مختلفة‬
‫‪ -‬تواجه الالمركزية اإلدارية الحاجات المتنوعة في إقليم الدولة‪ ،‬ألن األفراد القاطنين في جزء‬
‫من اإلقليم لهم القدرة على معرفة احتياجاتهم وتحديدها من حيث األهمية واألولية‪.‬‬
‫‪ -‬االبتعاد عـن الروتين اإلداري والبطء في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمصالح المحلية‪.‬‬

‫‪ -‬تساهم الالمركزية في توفير مصادر التمويل المحلي من خالل الضرائب والرسوم المحلية‪.2‬‬
‫‪ -‬إن أسلوب النظام اإلداري الالمركزي وسيلة جيدة لتطبيق مبادئ علم اإلدارة العامة في‬
‫المجال العلمي والتطبيقي‪ ،‬وتفويض سلطة االختصاص وذلك لكون نظام الالمركزية وسيلة قانونية‬
‫وفنية لتقسيم وتوزيع السلطة الوظيفية اإلدارية في الدولة بين السلطات اإلدارية المركزية والهيئات‬
‫الالمركزية المحلية‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬عيوب الالمركزية اإلدارية‬

‫على الرغم من المزايا التي يتمتع بها هذا النظام إال انه يؤخذ عليه مجموعة من العيوب‪ ،‬ونذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬يؤدي هذا النظام إلى المساس بوحدة الدولة من خالل توزيع الوظيفة اإلدارية بين الوزارات‬
‫والهيئات المحلية‪ ،‬وقد ينشا صراع بين الهيئات الالمركزية والسلطة المركزية للتمتع االثنين‬
‫الشخصية االعتبارية‪ ،‬والن الهيئات المحلية اإلقليمية غالبا ما تقدم المصالح المحلية على‬
‫المصلحة الوطنية العامة ‪.4‬‬

‫طيبي سعاد‪ ،‬الالمركزية اإلدارية واالستقالل المالي للوالية‪ ،‬مجلة صوت القانون‪ ،‬العدد ‪ ،2‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص‪.291.‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد علي الخاليلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.125.‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.150.‬‬ ‫‪3‬‬

‫مازن ليو راضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.59.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪45‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬وغالبا ما تكون الهيئات الالمركزية اقل خبرة ودراية من السلطات المركزية فهي اكثر اسرافا‬
‫بالمقارنة مع اإلدارة المركزية‪ ،‬كما يمكن ان ال تكون لها الكفاء الفنية لمواجهة األمور المعقدة‬
‫التي تعرض عليها‪.1‬‬
‫ولكن هذه العيوب المشار إليها أعاله ال تصيب جوهر الالمركزية‪ ،‬بل تعبر عن األسلوب‬
‫السيء في تطبيقها‪ ،‬وتصبح هذه العيوب ال محل لها مع الرقابة اإلدارية التي تفرضها السلطة‬
‫المركزية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المركزية والالمركزية في التنظيم اإلداري الجزائري‬


‫يقوم التنظيم اإلداري في الجزائر كما هو الشأن في مختلف الدول واالنظمة‪ ،‬على وجود إدارة‬
‫مركزية إلى جانب اإلدارة الالمركزية‪ ،‬وذلك نتيجة ان الجزائر تأخذ بالنظام اإلداري المركزي والنظام‬
‫اإلداري الالمركزي معا‪ ،‬وذلك من خالل اخذ من كل نظام بما يتماشى مع نظام السياسي الذي تتبعه‪.‬‬

‫ومن خالل هذا المبحث‪ ،‬ستتم دراسة التنظيم اإلداري في الجزائر‪ ،‬وذلك وفق مطلبين‪ ،‬المطلب‬
‫األول يعالج اإلدارة المركزية في الجزائر‪ ،‬أما المطلب الثاني فتم تخصيصه لإلدارة الالمركزية في‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلدارة المركزية في الجزائر‬


‫يطلق مصطلح اإلدارة المركزية عادة على مصالح اإلدارة الموجودة في قمة الهرم اإلداري‬
‫بالعاصمة‪ ،‬ذلك أن اإلدارة المركزية في الجزائر تتمثل في السلطة التنفيذية‪ ،‬والتي تتشكل من رئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬الوزير األول‪ ،‬الوزراء والسلطات اإلدارية المستقلة‪.2‬‬

‫ولذلك خالل هذا المطلب البد من بالتطرق إلى الهيئات المركزية في الجزائر وهي رئيس‬
‫الجمهورية (الفرع األول)‪ ،‬الحكومة (الفرع الثاني)‪ ،‬والهيئات اإلدارية المستقلة (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.152.‬‬ ‫‪1‬‬

‫الماد ‪ 16‬و‪ 17‬من دستور ‪.2016‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪46‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الفرع األول‪ :‬رئيس الجمهورية‬
‫الرئيس اإلداري األعلى في النظام اإلداري الجزائري‪ ،‬وهو رئيس‬‫يعد رئيس الجمهورية ّ‬
‫السلطة التنفيذية‪ ،‬كما أنه يجسد الدولة ووحدة االمة‪ ،‬وهو حامي الدستور‪ ،‬وكذا يمثل الدولة داخل بالد‬
‫وخارجها وله ان يخاطب االمة مباشرة ‪.1‬‬

‫و يتمتع رئيس الجمهورية بمجموعة من الصالحيات والسلطات التي منحها له الدستور‪ ،‬وفيما‬
‫يلي سوف نقوم بإبراز هذه السلطات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬سلطة التعيين‪:‬‬


‫نظرا لموقع رئيس الجمهورية في اعلى الهرم اإلداري خول له الدستور صالحية تعيين بعض‬
‫المسؤولين السامين في الدولة‪ ،‬فمثال يقوم بتعين الوزير األول بعد استشارة األغلبية البرلمانية‪،2‬‬

‫وأعضاء الحكومة أي الوزراء بعد استشارة الوزير األول‪ .3‬وباإلضافة إلى ذلك يعين رئيس الجمهورية‬
‫في كل من الوظائف المدنية والعسكرية في الدولة؛ التعيينات التي تتم في مجلس الوزراء؛ الرئيس‬
‫األول للمحكمة العليا؛ رئيس مجلس الدولة؛ االمين العام للحكومة؛ محافظ بنك الجزائر؛ القضاة؛ مسؤولو‬
‫أجهزة االمن؛ الوالة؛ وسفراء الجمهورية إلى الخارج‪.4‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلطة التنظيم‪:‬‬

‫استنادا إلى المادة ‪ 1/143‬من الدستور "يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل‬
‫غير المخصصة للقانون"‪.‬‬

‫ويالحظ من خالل هذه المادة ان الدستور فتح المجال أمام رئيس الجمهورية ليقوم بعملية التنظيم‪،‬‬
‫فجعله يمتلك سلطه تنظيم مستقلة والمتمثلة في تنفيذ القوانين والتشريع في المجاالت غير مخصصة‬
‫للبرلمان وهذا بسن قواعد قانونية عامة ومجردة تحكم وضعية قانونية ما‪ ،‬وهي تشبه خصائص القاعدة‬
‫القانونية‪ ،‬ويمارسها رئيس الجمهورية في شكل مراسيم رئاسية‪.‬‬

‫المادة ‪ 84‬من دستور ‪.2016‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 91‬الفقرة ‪ 5‬من دستور ‪.2016‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 93‬الفقرة ‪ 1‬من دستور ‪.2016‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬المادة ‪ 92‬من دستور ‪.2016‬‬

‫‪47‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ثالثا‪ :‬الحفاظ على أمن الدولة‪:‬‬
‫أوكل الدستور مهمة ا لحفاظ على كيان الدولة وسالمتها داخليا وخارجيا لرئيس الجمهورية‪،‬‬
‫ويتمتع رئيس الجمهورية بسلطة إصدار قرارات إدارية الئحية وتنظيمية من أجل حفظ النظام العام‬
‫صحة العا ّمة‪ ،‬والسكينة العامـة)‪.‬‬
‫بعناصره (األمن العام‪ ،‬ال ّ‬

‫ففي الظروف العادية‪ ،‬يسود المجتمع األمن العام ويباشر رئيس الجمهورية صالحياته ومهامه‬
‫بصورة طبيعية ويتمتـع األفراد بالحقوق والحريات المنصوص عليها في الدستور‪ .‬أما في الظروف‬
‫غير العادية‪ ،‬والتي قد يمر بها المجتمع تفرض بعض األحكام االستثنائية تتمثـل في حالة الطوارئ (أ)‪،‬‬
‫حالة الحصار (ب)‪ ،‬الحالة االستثنائية (ج)‪ ،‬وحالة الحرب(د)‪ ،‬وقد أشار الدستور إلى هذه الظروف في‬
‫المواد من ‪ 105‬إلى ‪ 111‬منه‪ ،‬وفيما يلي بيانها‪:‬‬

‫أ) ‪-‬حالة الطوارئ‪:‬‬

‫ينص الدستور في المادة ‪ 105‬منه على أن "يقرر رئيس الجمهورية إذا دعت الضرورة الملحة‬
‫حالة الطوارئ أو الحصار لمدة معيّنة بعد اجتماع المجلس األعلى لألمن واستشارة رئيس المجلس‬
‫الشعبي الوطني‪ ،‬ورئيس مجلس األمة والوزير األول ورئيس المجلس الدستوري ويتخذ كل التدابير‬
‫الالزمة الستتباب الوضع‪ ،‬وال يمكن تمديد حالة الطوارئ إال بعد موافقة البرلمان المنعقد بغرفتيه‬
‫المجتمعتين معا"‪ .‬والغاية من منح الدستور لرئيس الجمهورية الحق في إعالن حالة الطوارئ هو‬
‫المحافظة على األمن العام‪ ،‬ويترتّب عنه تقييد الحريات العامة‪ ،‬وتجدر اإلشارة على انه طبقت هذه‬
‫الحالة بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 44/92‬المؤرخ في ‪ 09‬فيفري ‪.1992‬‬

‫ب) ‪-‬حالة الحصار‪:‬‬

‫جمع المؤسس الدستوري حـلة الطوارئ مع حالة الحصار بالرغم من انهما مختلفان‪ ،‬فهذه‬
‫الحالة ترتبط باألعمال التخريبية أو المسلحة‪ ،‬حيث تنقل اختصاصات السلطة المدنية في ممارسة‬
‫نشاط الضبط اإلداري إلى السلطة العسكرية التي تحل محلها‪ ،‬والتي تمنح سلطات استثنائية واسعة‬
‫كالتفتيش ليال ونهارا‪ ،‬والبحث عن األسلحة‪ ،‬وتنظر المحاكم العسكرية في المخالفات التي يرتكبها‬
‫المدنيون‪.1‬‬

‫المادة ‪ 105‬من دستور ‪.2016‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪48‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أما الجانب التطبيقي لحالة الحصار في الجزائر كان من خالل المرسوم الرئاسي ‪196/ 91‬‬
‫الصادر في ‪ 4‬جوان ‪ 1991‬المتضمن االعالن عن حاله الحصار‪ ،‬وهو بمثابة حالة تطبيقية للجانب‬
‫النظري المنصوص عليه في االحكام الدستورية‪.‬‬

‫ج) ‪-‬الحالة االستثنائية‪:‬‬

‫جاء في نص المادة ‪ 107‬من الدستور انه " يقرر رئيس الجمهورية الحالة االستﺜنائية إذا كانت‬
‫البﻼد مهدده بخطر داهم يوشك أن يﺼيب مؤسساتﻬا الدستورية أو استقاللها أو سالمة ترابها‪ ،‬وال يتخذ‬
‫مﺜل هذا اإلجراء إال بعد استﺸارة رئيس مجلس اﻷمة‪ ،‬ورئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬ورئيس المجلس‬
‫الدستوري‪ ،‬واالستماع إلﻰ المجلس اﻷعلﻰ لﻸمن ومجلس الوزراء‪ ،‬تخول الحالة االستﺜنائية رئيس‬
‫الجمﻬورية أن يتخذ اإلجراءات االستثنائية التي تستوجبﻬا المحافظة علﻰ استقﻼل األمة والمؤسسات‬
‫الدستورية في الجمهورية‪ ،‬ويجتمع البرلمان وجوبا"‪ ،‬ويترتب عن الحالة االستثنائية اآلثار القانونية‬
‫التالية‪:‬‬

‫يحق لرئيس الجمهورية أن يسن تشريعات في شكل أوامر‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫تتسع سلطات رئيس الجمهورية في الحالة االستثنائية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يحدد نطاق ومجال الحريات العامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬يجتمع البرلمان وجوبا ألجل متابعة األوضاع وإقرار التوضيحات الالزمة والمناسبة ‪.1‬‬
‫وتنتهي الحالة االستثنائية بانتهاء أسبابها وفقا لألشكال واإلجراءات التي تم بموجبها اإلعالن‬
‫عنها‪.2‬‬
‫د) ‪ -‬حالة الحرب‪:‬‬
‫لقد نصت المادة ‪ 109‬من الدستور على أنه "إذا وقع عدوان فعلي على البالد أو يوشك أن يقع‬
‫حسب ما نصت عليه الترتيبات المالئمة لميثاق األمم المتحدة‪ ،‬يعلن رئيس الجمهورية الحرب بعد‬
‫اجتماع مجلس الوزراء واالستماع إلى المجلس األعلى لألمن واستشارة رئيس مجلس األ ّمـة ورئيس‬

‫عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.91.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 107‬الفقرة األخيرة من دستور ‪.2016‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪49‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المجلس الشعبي الوطني ورئيس المجاس الدستوري ويجتمع البرلمان وجوبا‪ ،‬ويوجه رئيس‬
‫الجمهورية خطابا لألمة يعلمها بذلك"‪ .‬كما أن الميزة التي تميز حالة الحرب وهي انه يوقف العمل‬
‫بالدستور طيلة مدة الحرب‪ ،‬ويتولى رئيس الجمهورية جميع السلطات‪ ،‬واذا انتهت المدة الرئاسية‬
‫لرئيس الجمهورية تمتد وجوبا إلى غايه نهاية الحرب ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحكومة‬


‫يستعمل مصطلح الحكومة لداللة على معاني مختلفة فتارة يقصد بها الوزارة وتارة أخرى يقصد‬
‫بها السلطة التنفيذية‪ ،‬كما قد يقصد بها نظام الحكم في الدولة والطريقة التي يمارس بها صاحب السيادة‬
‫السلطة السياسية العامة في الدولة ‪.2‬‬

‫وأيا كان تعريف الحكومة فهي تتألف من مجموعة من الوزراء يترأسهم الوزير األول‪ ،‬وفيما‬
‫يلي تفصيل ذلك‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الوزير األول‪:‬‬


‫يعتبر الوزير األول الشخصية الثانية في السلطة التنفيذية‪ ،‬والذي يقوم بتعيينه رئيس الجمهورية‬
‫بعد استشارة األغلبية البرلمانية بموجب مرسوم رئاسي‪ ،‬وبعد تعيينه يقوم باختيار أعضاء حكومته‬
‫ويعمل على تنظيم الطاقم الوزاري‪.‬‬

‫أما فيما يخص صالحياته نجد أن رئيس الجمهورية استحوذ على صالحيات الوزير األول‪ ،‬إذ‬
‫أصبح يتدخل في صالحيته بإصدار مراسيم تنفيذية بدال منه‪ ،‬صار منصب الوزير األول مجرد رئيس‬
‫وزراء منسق للعمل الحكومي‪.‬‬

‫حيث اصبحت صالحياته المخولة له بموجب احكام الدستور في المواد من ‪ 93‬إلى ‪100‬‬
‫والمادتين ‪ 137‬فقرة ‪ 1‬والمادة ‪ 143‬فقرة ‪ 2‬منه؛ مجرد صالحيات شكلية‪ ،‬اي أصبح الوزير األول ال‬
‫يتمتع حقيقة بصالحيات دستورية‪ ،‬ما عدا الصالحيات المحددة في المادة ‪ 99‬من الدستور‪.‬‬

‫ومن أهم الصالحيات المخولة للوزير األول بسلطتين هما‪ :‬سلطة التعيين (‪ )1‬وسلطة التنظيم (‪:)2‬‬

‫المادة ‪ 110‬الفقرة ‪1‬و‪ 2‬من دستور ‪.2016‬‬ ‫‪1‬‬

‫سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.65.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪50‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪- )1‬سلطة التعيين‪:‬‬

‫من خالل الفقرة الرابعة من المادة ‪ 99‬من الدستور سالفة الذكر‪ ،‬فإن الوزير األول ال يتمتع‬
‫بسلطة تعيين مستقلة‪ ،‬ألنه يشترط في ذلك اخذ راي رئيس الجمهورية‪ ،‬وعليه يمكننا القول بأنه ال يتمتع‬
‫بسلطة التعيين مادام الراي االخير يرجع إلى رئيس الجمهورية‪ ،‬واضافة إلى ذلك تكون سلطة التعيين‬
‫خارج المادتين ‪ 91‬و‪ 92‬من الدستور‪ ،‬بمعنى تم تقليص من سلطة التعين للوزير األول‪.‬‬

‫‪- )2‬سلطة التنظيم‪:‬‬

‫بالرجوع ألحكام الفقرتين ‪ 3‬و‪ 5‬من المادة ‪ 99‬من الدستور‪ ،‬والمادة ‪ 143‬فقرة ‪ 2‬منه التي‬
‫نصت على انه "يندرج تطبيق القوانين في المجال التنظيمي الذي يعود للوزير األول‪."...‬‬

‫وعليه‪ ،‬نستنتج من احكام هذه المواد ان السلطة التنظيمية للوزير األول تتجلى فيما يوقعه من‬
‫مراسم تنفيذية تطبيقا وتجسيدا لبرنامج حكومته‪.‬‬

‫وإذا كانت السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية مستقلة عن المشرع فان السلطة التنظيمية للوزير‬
‫األول مرتبطة بالسلطة التشريعية‪ ،‬إذ تسند له مهمة تنفيذ القوانين الصادرة عن المشرع اضافة إلى‬
‫ا لمراسيم التنفيذية الصادرة عنه والمراسيم الرئاسية الصادرة عن رئيس الجمهورية‪ .‬ومن ثم سيتم‬

‫التطرق إلى الوزراء‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوزراء‬

‫ينبغي تحديد طبيعة الوزارة (أ) وصالحيات الوزير (ب) فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬طبيعة الوزارة‪:‬‬

‫إن تعدد وظائف الدولة الحديثة فرض تقسيم العمل بين الهيئات المركزية‪ ،‬لتكون كل هيئة أومأ‬
‫تسمى بالوزارة تقوم بصالحيات تحددها القوانين والتنظيمات‪ ،‬فالوزارة ال تتمتع بالشخصية المعنوية‬

‫ناصر لباد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.71.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪51‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫(طبقا للمادة ‪ 49‬من ق‪.‬م‪.‬ج)‪ ،‬لكن تستمد وجودها من الدولة فيمثل كل وزير في قطاع نشاطه الدولة‬

‫ويتصرف باسمها ولحسابها ويكون مسؤوال عن وزارته أمام الوزير األول ‪.1‬‬

‫صالحيات الوزير‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 1/99‬من الدستور‪ ،‬فان الوزير األول هو الذي يوزع الصالحيات بين اعضاء‬
‫الحكومة مع احترام االحكام الدستورية حيث يتم تحديد صالحيات كل وزير بموجب مرسوم تنفيذي‬
‫صادر عن وزير األول يبين مهام كل عضو في الحكومة المشكلة‪.‬‬

‫وعلى اعتبار الوزير الرئيس االداري على مستوى وزارته‪ ،‬فهو يمارس سلطة اتخاذ القرارات‬
‫اإلدارية ويتولى ثالث سلطات تحددها صراحة النصوص القانونية بحيث تشمل ما يلي‪:‬‬

‫‪- )1‬السلطة الرئاسية أو السلطة التسلسلية‪:‬‬

‫يعد الوزير في وزارته الممثل القانوني للدولة كشخص معنوي‪ ،‬فهو يعقد باسمها العقود ويقوم‬
‫بتمثيل وزاراته أمام القضاء بصفته كمدعي أو مدعى عليه‪ ،‬وهو اآلمر بالصرف أي يأمر بصرف‬
‫النفقات المخصصة لوزارته من طرف البرلمان‪.‬‬

‫انه يملك السلطة الرئاسية تجاه الموظفين التابعين لوزارته‪ ،‬فله الحق في توجيههم في أعمالهم‬
‫وذلك عن طريق ما يصدره من منشورات ولوائح إدارية‪ ،‬وله حق مراقبة اعمالهم االدارية وممارسة‬
‫السلطة التأديبية معاقبتهم عن االخطاء المرتكبة اثناء أداء مهامهم أو وظائفهم عن طريق اللجان‬
‫المتساوية األعضاء ‪.2‬‬

‫ب) ‪-‬السلطة التنظيمية‪:‬‬

‫الوزير ال يتمتع بالسلطة التنظيمية الن هذه السلطة هي من اختصاص الرئيس الجمهورية‬
‫والوزير األول فهوال يستطيع اتخاذ قرارات تنظيمية إال عندما يسمح القانون بذلك‪.‬‬

‫مومي عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.27.‬‬ ‫‪1‬‬

‫سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.67.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪52‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ج) ‪-‬السلطة الوصائية‪:‬‬

‫تمارس هذه السلطة على الهيئات الالمركزية‪ ،‬وهي تتمثل في اجراء الرقابة على األجهزة‬
‫اإلدارية والمؤسسات العامة والجماعات المحلية التي تخضع للوزارة المعنية‪ ،‬كالوصاية التي يمارسها‬
‫وزير التعليم العالي والبحث العلمي على الجامعات والوصاية التي يمارسها وزير الداخلية على الوالية‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬السلطات اإلدارية المستقلة‬


‫السلطات اإلدارية المستقلة والتي تسمى كذلك بالسلطات المستقلة أو الهيئات اإلدارية المستقلة‪،‬‬
‫نوع جديد من المؤسسات العمومية ظهر مع بداية التسعينات وادرجت ضمن الدولة أو الهيئات العمومية‬
‫الوطنية‪ ،‬بحيث تكون قراراتها قابلة لرقابة القاضي االداري عن طريق دعوى االلغاء حسب ما تنظمه‬
‫النصوص القانونية المؤسسة لها ‪.2‬‬

‫وتعتبر هذه السلطات هيئات وطنية تتمتع باالستقاللية العضوية والوظيفية‪ ،‬من أجل تسهيل أداء‬
‫مهامها الوظيفية المخولة لها دستوريا وقانونيا‪ ،‬الن هذه السلطات ما هي إال تجسيد لحاجة ملحة تكفل‬
‫حقوق المواطنين ضد تعسف اإلدارة‪ ،‬مع الموازنة مع مبدأ الفصل بين السلطات باعتباره أساس الحكم‬
‫‪3‬‬
‫الديمقراطي‬

‫ومن بين السلطات اإلدارية المستقلة‪ ،‬نذكر‪:‬‬

‫أ‪ -‬اللجنة الوطنية االستشارية لترقية حقوق االنسان وحمايتها‪:‬‬

‫تم انشاؤها بموجب االمر رقم ‪ 04-09‬المؤرخ في ‪ 27‬أوت سنه ‪ 2009‬المتعلق باللجنة‬
‫الوطنية االستشارية لحقوق االنسان وحمايتها بحيث تعمل هذه اللجنة على حماية الحقوق االنسان‬
‫وترقيتها‪ .‬بحيث تعمل على تقديم توصيات ومقترحات وتقارير على أساس استشاري السلطة التنفيدية‬

‫شوايدية منية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.388.‬‬ ‫‪1‬‬

‫سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪72.‬‬ ‫‪2‬‬

‫فارة سماح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.53.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪53‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أو البرلمان سواء بناءا على طلب السلطة المعنية أو بنفسها عندما يتعلق األمر بتعزيز حقوق اإلنسان‬
‫وحمايتها‪.1‬‬

‫ب‪ -‬مجلس المنافسة‪:‬‬

‫نشأ بموجب المر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ ،2003‬والذي يعمل على حماية السوق‬
‫من الممارسات المخلة بالمنافسة‪ ،‬ويرجع انشاؤه إلى ضرورة االنتقال من االقتصاد االشتراكي الموجه‬
‫إلى اقتصاد السوق الذي يقوم على أسس المنافسة والمضاربة‪.‬‬

‫ج‪ -‬سلطة الضبط للبريد والمواصالت‪:‬‬

‫انشئت بموجب القانون رقم‪ 03-2000‬في ‪ 5‬أوت ‪ 2000‬الذي يحدد القواعد المتعلقة بالبريد‬
‫والمواصالت السلكية والالسلكية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلدارة الالمركزية في الجزائر‬

‫جاء في المادة ‪ 17‬من الدستور‪" :‬يمثل المجلس المنتخب قاعده الالمركزية ومكان مشاركه‬
‫المواطنين في تسيير الشؤون العمومية"‪ .‬كما نصت المادة ‪ 16‬منه على انه "الجماعات اإلقليمية للدولة‬
‫هي البلدية والوالية"‪.‬‬

‫ومن خالل هذين النصين‪ ،‬يتبين أن النظام الالمركزي االقليمي في الجزائر يتكون من‪ :‬الوالية‬
‫باعتبارها اهم األجهزة اإلدارية الالمركزية‪ ،‬وهي همزة وصل بين اإلدارة المركزية والالمركزية؛‬
‫والبلدية التي تعتبر الخلية األساسية في الالمركزية اإلقليمية بالجزائر‪.‬‬

‫ولذلك سيتم التطرق إلى الالمركزية اإلدارية في الجزائر‪ ،‬من خالل فرعين‪ :‬الفرع األول يتناول‬
‫الوالية أما الفرع الثاني فيدرس البلدية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد كريوعات ‪ ،‬اللجنة الوطنية االستشارية لترقية حقوق اإلنسان وحمايتها قراءة في ضوء مبادئ باريس‪ ،‬مجلة الواحات للبحوث‬
‫والدراسات‪ ،‬المجلد ‪ ،8‬العدد ‪ ،1‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص‪.189.‬‬

‫‪54‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الفرع األول‪ :‬الوالية‬

‫لقد حددت المادة األولى من قانون الوالية (سالف الذكر) تعريف الوالية بقولها‪" :‬الوالية جماعة‬
‫اقليمية للدولة تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي والقانوني‪ ،‬وتشكل الدائرة الهيئة غير‬
‫ممركزة للدولة‪ ،‬بحيث تساهم مع هذه األخيرة في إدارة وتهيئة االقليم والتنمية االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية وحماية البيئة وكذلك حماية وترقية وتحسين اإلطار المعيشي للمواطنين"‪.‬‬

‫كما اضافت المادة ‪ 9‬من نفس القانون أن لكل والية اسما خاصا بها‪ ،‬واقليم‪ ،‬ومقر رئيسي يتم‬
‫تحديدها بموجب مرسوم رئاسي"‪ .‬وتتكون الوالية من هيئتين هما‪:‬‬

‫‪ -‬هيئه منتخبة‪ :‬تتمثل في المجلس الشعبي الوالئي‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ -‬هيئه معينة‪ :‬والتي تتمثل في الهيئة التنفيذية تحت رئاسة الوالي‪.‬‬

‫وعليه سيتم دراسة هذين الهيئتين وفقا لقانون الوالية‪ ،‬وذلك من خالل ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المجلس الشعبي الوالئي‬


‫يعتبر المجلس الشعبي الوالئي هيئة أساسية وحتمية في تشكيل جهاز تسيير وإدارة الوالية‬
‫باعتبارها جماعة وهيئة إدارية المركزية إقليمية ‪ .2‬فيمثل الهيئة التي تجسد الالمركزية ومبدأ‬
‫ديمقراطية اإلدارة العامة ومبدأ المشاركة الشعبية‪ ،‬إذ يعبر عن احتياجات السكان ويتم انتخابه من قبل‬
‫المواطنين الذين يقيمون في إقليم الوالية لمدة ‪ 5‬سنوات‪ .‬ويتألف المجلس الشعبي الوالئي من‬
‫األعضاء بحسب تغير عدد سكان الوالية‪ ،‬فيتكون من ‪35‬عضوا في الواليات التي يقل عدد سكانها‬

‫عن ‪ 250.000‬نسمة‪ ،‬و‪ 55‬عضوا في الواليات التي يتعدى عدد سكانها بين ‪ 1.250.000‬نسمة‪.3‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 2‬من قانون الوالية سالف الذكر‪.‬‬


‫عمار عوابدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.254.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 32‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-12‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬المتعلق بنظام االنتخابات‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬رقم‪ 01‬المؤرخة في‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 14‬يناير‪.2012‬‬

‫‪55‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫أ) ‪-‬عمل المجلس الشعبي الوالئي‪:‬‬
‫يقوم مجلس الشعب الوالئي بعمله من خالل عقد دورات عاديه وهي اربع دورات في السنه‪ ،‬مدة‬
‫كل دورة منها ‪ 15‬يوم (على األكثر)‪ .1‬كما يمكنه عقد دورات استثنائية بطلب من رئيسه‪ ،‬أو ثلث(‪)3/1‬‬

‫أعضائه أو بطلب من الوالي‪ .2‬وتكون مداوالته باللغة العربية وجلساته تكون علنية كأصل عام‪ ،‬ويمكن‬

‫ان تعقد بصوره سريه بناء على طلب من المجلس الشعبي الوالئي‪.3‬‬

‫ويحضر الوالي جميع اجتماعات المجلس ويعلن عما تم في مداولته خالل الثمانية ايام التي تلي‬
‫الدورة ويتم اعالم الجمهور في مقر الوالية محضر المداولة ‪ .4‬ويتولى عمله الداخلي لجان دائمة مع‬

‫امكانيه تكوين لجان مؤقتة‪ ،‬ويتولى الوالي تنفيذ جميع القرارات التي تسفر عنها المداوالت ‪.5‬‬

‫ب) ‪-‬صالحيات المجلس الشعبي الوالئي‪:‬‬

‫اشار المشرع إلى صالحياته في قانون الوالية (سابق الذكر) بموجب احكام المواد من ‪ 73‬إلى‬
‫‪ ،101‬وهذا ما يدل على االختصاصات الواسعة لهذا المجلس‪ .‬فيتداول المجلس الشعبي الوالئي في‬
‫مجاالت عدة ورد ذكرها في المادة ‪ 77‬من قانون الوالية‪ ،‬والتي سوف نذكره منها‪ :‬الصحة العمومية‪،‬‬
‫السياحة‪ ،‬االعالم واالتصال‪ ،‬التربية والتعليم العالي والتكوين‪ ،‬السكن والتعمير وتهيئة اقليم الوالية‪،‬‬
‫التجارة واالسعار والنقل‪ ،‬حماية البيئة‪ ،‬والتنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬وغيرها من‬
‫الصالحيات األخرى التي اشار إليها المشرع في قانون الوالية‪.6‬‬

‫المادة ‪ 14‬من القانون ‪07-12‬سالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫لمادة ‪ 15‬الفقرة ‪ 1‬من القانون البلدية سالف الذكر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 25‬و‪ 26‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫لمادة ‪ 24‬الفقرة ‪ 1‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫المادة ‪ 33‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪6‬‬
‫رزقي كريمة؛ دهوى ليندة‪ ،‬هيئات الوالية في التنظيم اإلداري الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة بويرة‪ ،‬كلية لحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،2015-2014 ،‬ص‪.25.‬‬

‫‪56‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ثانيا‪ :‬الوالي (الهيئة التنفيذية)‬
‫بالرجوع إلى الدستور وقانون الوالية نجد أن الوالي من الموظفين السامين في الدولة‪ ،‬الذي يتم‬
‫تعيينه من طرف رئيس الجمهورية بواسطة مرسوم رئاسي باقتراح من وزير الداخلية‪ ،‬كما انه يمثل‬
‫اإلدارة السياسية المركزية في الوالية‪ ،‬بصفته مندوب وممثل الحكومة والممثل المباشر للوزراء في‬
‫نطاق الحدود اإلدارية للوالية التي يتوالها‪.‬‬

‫وعليه سيتم دراسة كيفية تعين الوالي وانهاء مهامه(أ)‪ ،‬والصالحيات التي يتمتع بها (ب)‪ ،‬كما‬
‫هو مبين ادناه‪:‬‬

‫أ) ‪ -‬كيفية تعيين الوالي وانهاء مهامه‪:‬‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 92‬من الدستور‪ ،‬ونص المادة األولى من المرسوم الرئاسي رقم ‪240-99‬‬

‫ينعقد االختصاص في تعيين الوالي إلى رئيس الجمهورية وبموجب مرسوم رئاسي‪.1‬‬

‫أما بالنسبة إلنهاء مهامه‪ ،‬فهي تتم طبقا لقاعدة توازي االشكال‪ ،‬والتي تقضي في وحدة جهة‬
‫التعيين وجهة انهاء المهام وفق لنفس االشكال واإلجراءات‪ ،‬وعليه فرئيس الجمهورية هو المسؤول‬
‫وحده في انهاء مهام الوالة بمقتضى مرسوم رئاسي‪.‬‬

‫ب) ‪ -‬صالحيات الوالي‪:‬‬


‫يتمتع الوالي بازدواجية االختصاص‪ ،‬حيث يحوز على سلطات بصفته ممثال للوالية‪،‬‬
‫ويمارس سلطات أخرى باعتباره ممثال للدولة‪ ،‬والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪-)1‬صالحيات الوالي كممثل للدولة‪:‬‬

‫يجسـد الوالي صورة حقيقية لعدم التركيز اإلداري‪ ،‬وذلك نظرا للسلطات والصالحيات المسندة إليه‬
‫باعتباره ممثال للدولة في إقليم الوالية‪ ،‬وتتمثل االختصاصات الموكلة للوالي بهذه الصفة في‪:‬‬
‫‪ -1-1‬الضبط اإلداري‪ :‬حيث تنص المادة ‪ 114‬من قانون الوالية على أن الوالي مسؤول على‬
‫المحافظة على النظام العام (االمن العام‪ ،‬الصحة العامة والسكينة العامة)‪ ،‬حيث يزود الوالية بالوسائل‬

‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 240-99‬المؤرخ في ‪ 21‬اكتوبر ‪ 1999‬المتعلق بالتعيين في الوظائف المدنية والعسكرية للدولة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪57‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫البشرية والقانونية الالزمة‪.‬‬
‫‪ -2-1‬الضبط القضائي‪ :‬لقد خولت المادة ‪ 28‬من قانون اإلجراءات الجزائية سلطات للوالة في‬
‫مجال الضبط القضائي مع إحاطتها بجملة من القيود من أهمها‪ :‬ممارسة الوالي لسلطة الضبط‬
‫القضائي في حالة وقوع جناية أجنحة ضد أمن الدولة‪ ،‬توافر حالة االستعجال‪ ،‬عدم علمه أن السلطة‬
‫القضائية قد اخطرت بوقوع الجريمة‪.‬‬

‫‪ -)2‬صالحيات الوالي كممثل للوالية‪:‬‬

‫باعتبار الوالي ممثال للهيئة التنفيذية للمجلس الشعبي الوالئي‪ ،‬فبهذه الصفة يقـوم بممارسة‬
‫الصالحيات التالية‪:‬‬

‫‪ -1-2‬تنفيـذ مداوالت المجلس الشعبي الوالئي‪ :‬وذلك بموجب إصدار قرارات والئية باعتباره‬
‫جهاز تنفيذي لما يصادق عليه جهاز المداولة‪.‬‬
‫‪-2-2‬اإلعالم‪ :‬يلزم قانون الوالية الوالي بضرورة اطالع وإعالم المجلس الشعبي الوالئي بوضعية‬
‫ونشاطات الوالية‪ ،‬كتقديم تقرير حول مدى تنفيذ المداوالت عند كل دورة عادية وغيرها من‬
‫األنشطة‪.1‬‬
‫‪ -3-2‬تمثيل الوالية‪ :‬يمثل الوالي الوالية في جميع أعمال الحياة المدنية واإلدارية طبقا للتشريع‬
‫الساري المفعول‪ ،‬كما يمثل الوالي الوالية أمام القضاء سواء كان مدعيا أو مدعى عليه‪.‬‬

‫‪ - 4-2‬ممارسة السلطة الرئاسية على موظفي الوالية‪ :‬كما تشير المادة ‪ 108‬من قانون‬
‫الوالية‪ ،‬أي سلطة الرئيس على المرؤوس‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الرقابة الممارسة على الوالية‬


‫تمارس السلطة المركزية رقابة إدارية على الوالية باعتبارها هيئة المركزية‪ ،‬وتأخذ هذه‬
‫الرقابة عدة صور فتمارس على اعضاء المجلس الشعبي الوالئي‪ ،‬وعلى المجلس كهيئة وعلى أعمال‬
‫المجلس‪ ،‬والتي سوف نبينها فيما يلي‪:‬‬

‫المادة ‪ 103‬و‪ 105‬من القانون‪ 07-12.‬سالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪58‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ا) ‪ -‬الرقابة الممارسة على أعضاء المجلس الشعبي الوالئي‪:‬‬
‫الرقابة التي تباشرها السلطة على‬ ‫باعتبار جميع أعضاء المجلس الشعبي الوالئي منتخبون ّ‬
‫فإن ّ‬
‫األعضاء‪ ،‬وطبقا لقانون الوالية تتمثل في التوقيف واالقصاء‪.‬‬

‫‪-)1‬التوقيف‪:‬‬

‫هو االجراء المنصوص عليه في المادة ‪ 45‬من قانون الوالية ‪ ،07-12‬والذي يتم بموجب‬
‫مداولة للمجلس الشعبي الوالئي‪ ،‬وبقرار من الوزير المكلف بالداخلية ولمدة غير محددة‪.‬‬

‫‪ -)2‬االقصاء‪:‬‬

‫يعني اإلقصاء اسقاط العضوية عن العضو المنتخب بالمجلس‪ ،‬وهو االجراء المنصوص عليه‬
‫في نص المادة ‪ 44‬من القانون ‪ ،07-12‬والذي يتم بموجب مداولة للمجلس الشعب الوالئي وبقرار‬
‫من الوزير المكلف بالداخلية‪ ،‬بسبب التغيب الكثر من ثالث مرات (المادة ‪ ،)46‬أو بسبب ادانة‬
‫جزائية نهائية (الماده ‪ ،)46‬أو عندما يثبت ان العضو المنتخب يوجد تحت طائلة عدم القابلية‬
‫لالنتخاب أوفي حاله تنافي (المادة ‪.)44‬‬

‫ب) ‪ -‬الرقابة الممارسة على المجلس الشعبي الوالئي كهيئة‪:‬‬


‫إن الرقابة على المجلس الوالئي كهيئة تتمثل في رقابة الحل والتجديد‪ ،‬والتي نظمها قانون‬
‫الوالية في المادتان ‪ 47‬و‪ .48‬ولقد حدد المشرع الحاالت التي يحل فيها المجلس على سبيل الحصر‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ -‬في حالة خرق احكام دستورية‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة إلغاء نهائي النتخاب جميع أعضاء المجلس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة استقالة جماعية ألعضاء المجلس‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يصبح عدد المنتخبين أقل من األغلبية المطلقة‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة اندماج بلديات أو ضمها أو تجزئتها‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬في حالة حوث ظروف استثنائية تحول دون تنصيب المجلس المنتخب ‪.1‬‬
‫يترتب على مرسوم الحل تجديد كلي بإجراء انتخابات ثالثة أشهر من الحل إال في حالة‬
‫المساس الخطير بالنظام العام‪ ،‬وعلى إثر ذلك يعين وزير الداخلية وباقتراح من الوالي (خالل ‪ 10‬أيام‬

‫للحل) للممارسة صالحيات المجلس المنحل إلى حين تنصيب مجلس جديد ‪.2‬‬

‫ج) ‪ -‬الرقابة الممارسة على أعمال المجلس الشعبي الوالئي‪:‬‬


‫وهذه الرقابة تتمثل في اإلجراءات الوصائية التي يمارسها وزير الداخلية خاصة‪ ،‬والمنصوص‬
‫عليها في قانون الوالية‪ ،‬والمتمثلة في‪:‬‬
‫‪-)1‬المصادقة‪:‬‬
‫تقتضي القاعدة العامة ان مداوالت المجلس الشعبي الوالئي نافذة بقوة القانون بعد ‪ 21‬يوما من‬

‫إيداعها بالوالية‪ ،3‬إال أن هناك استثناء على هذه القاعدة‪ ،‬وهو أن مداوالت المجلس الشعبي الوالئي‬
‫المتضمن الميزانيات والحسابات‪ ،‬التنازل عن العقار أو اقتنائه أو تبادله‪ ،‬الهبات‪ ،‬الوصايا األجنبية‪ ،‬ال‬
‫تكون نافذة إال بعد المصادقة عليها من طرف وزير الداخلية‪ ،‬خالل أجل أقصاه شهران‪.4‬‬
‫‪ -)2‬اإللغاء‪:‬‬
‫ومن خالل هذا االجراء يمكن لوزير الداخلية ان يقوم بإلغاء مداوالت المجلس‪ ،‬ذلك بقرار مسبب‪،‬‬
‫وتضمنت المواد ‪ 56 ،54 ،53‬و‪ 57‬من قانون الوالية الحالت التي يكون فيها اإللغاء‪ ،‬فنذكر مثال فيما‬
‫إذا تكون المداوالت تخص قضية خارجة عن صالحيات المجلس‪.‬‬
‫‪ -)3‬الحلول‪:‬‬
‫يتمثل هذا االجراء بقيام وزير الداخلية بحلول محل مجلس شعبي الوالئي عندما يرفض هذا‬
‫االخير اخذ القرارات التي يزمه بها القانون‪ ،‬والسيما في الحالة المنصوص عليه في المادة ‪ 169‬من‬

‫قانون الوالية ‪.5‬‬

‫المادة ‪ 48‬من القانون ‪ 07-12‬سالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 49‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 54‬ال فقرة‪ 1‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫المادة ‪ 55‬من القانون ‪ ،07-12‬سالف الذكر‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.93.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪60‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الفرع الثاني‪ :‬البلدية‬

‫قام المشرع بتعريف البلدية‪ ،‬نص المادة األولى من قانون البلدية‪ ،1‬التي نصت على ان "البلدية‬
‫هي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة‪ ،‬وتتمتع بالشخصية المعنوية والذمة المالية المستقلة‪ ،‬وتحدث‬
‫بموجب القانون"‪ ،‬هذا باإلضافة إلى المادة الثانية من نفس القانون التي نصت على ان "البلدية هي‬
‫القاعدة اإلقليمية الالمركزية‪ ،‬ومكان لممارسة المواطنة‪ ،‬وتشكل إطار مشاركة المواطن في تسيير‬
‫الشؤون العمومية"‪.‬‬
‫وتتكون البلدية طبقا للمادة ‪ 15‬القانون المتعلق بالبلدية (سالف الذكر) من هيئتين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‪ -‬هيئه مداولة‪ :‬متكونه من المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫‪ -‬هيئه تنفيذية‪ :‬يرأسها رئيس المجلس الشعبي‪.‬‬
‫وعليه سيتم من خالل هذا الفرع بدراسة هتين الهيئتين طبقا لقانون البلدية‪ ،‬وذلك كاآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المجلس الشعبي البلدي (جهاز المداولة)‬


‫يعتبر المجلس الشعبي البلدي هيئه منتخبة وجهاز للمداولة‪ ،‬والجهاز األساسي في البلدية‪ ،‬بحيث‬
‫جعل منه الدستور اإلطار القانوني الذي يعبر فيه الشعب عن ارادته‪ ،‬وقاعدة الالمركزية‪ ،‬ومكان‬
‫مشاركة المواطنين في تسيير الشؤون العمومية‪.‬‬
‫وعليه سوف نقوم بدراسة المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬وذلك من ناحية تكوينه وعمله (أ)‪،‬‬
‫والصالحيات التي يتمتع بها (ب)‪.‬‬

‫ا) ‪ -‬تكوين وعمل المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫يتشكل المجلس الشعبي البلدي من عدد يتراوح حسب عدد البلديات‪:‬‬


‫‪ 13 -‬عضوا في البلديات التي يقل عدد سكانها عن ‪ 10.000‬نسمة‪.‬‬

‫‪ 43 -‬عضوا في البلديات التي يساوي عدد سكانها ‪ 200.001‬أو يفوقه‪.2‬‬

‫قانون رقم ‪ 10،-11‬المؤرخ في ‪ 22‬فبراير ‪ ،2011‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬رقم ‪ ،37‬مؤرخة في ‪ 03‬جويلية ‪.2011‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 79‬من القانون العضوي‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪61‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وينتخب اعضاء المجلس الشعبي البلدي لمده خمس سنوات من قوائم المنتخبين التي تقدمها‬
‫االحزاب من قبل جميع سكان بلديه باالقتراع العام المباشر والسري ‪.1‬‬
‫أما بالنسبة إلى تسيير اعماله فيجري المجلس اعماله من خالل عقد دورة عادية كل شهرين اي‬
‫بمعدل ‪ 06‬دورات في السنة‪ ،‬وتحدد كل دورة بخمسة ايام كحد اقصى (المادة ‪ 16‬من ق‪.‬ب‪ ،).‬كما‬
‫يمكنه عقد الدورات غير عاديه كلما اقتضت شؤون البلدية ذلك‪ ،‬بطلب من رئيسه أو ثلثي أعضائه أو‬
‫بطلب من الوالي‪ ،‬أما في الحاالت االستثنائية المرتبطة بالخطر الوشيك أو الكوارث الكبرى فيجتمع‬
‫المجلس الشعبي البلدي بقوه القانون (المادة ‪ 17‬و‪ 18‬من قانون البلدية)‪.‬‬

‫ب) ‪ -‬صالحيات المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬


‫يتولى المجلس الشعبي البلدي صالحيات تقليدية‪ ،‬وأخرى ذات طابع اقتصادي واجتماعي وثقافي‪،‬‬
‫والتي سوف نقوم باإلشارة إليها كما يلي‪:‬‬
‫‪-)1‬الصالحيات التقليدية‪:‬‬
‫وتشمل الصالحيات المنصوص عليها في قانون البلدية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬مناقشه ميزانية البلدية والمصادقة عليها (المادة ‪.)180‬‬
‫‪ -‬السهر تحت مسؤولية رئيس المجلس الشعبي البلدي على مسك وتعيين سجل االمالك العقارية‬
‫وسجل جزء االمالك المنقولة (المادة ‪.)162‬‬
‫‪ -‬اتخاذ وبصفة دورية التدابير الالزمة من أجل تثمين االمالك البلدية المنتجة للمداخيل وجعلها‬
‫أكثر مردودية (المادة ‪.)163‬‬
‫‪ -‬المصادقة على محضر المناقصة والصفقة العمومية (الماده ‪.)194‬‬
‫‪-)2‬الصالحيات ذات الطابع االقتصادي واالجتماعي والثقافي‪:‬‬

‫وهي الصالحيات المنصوص عليها في قانون البلدية‪ ،‬والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪-1-2‬التهيئة والتنمية‪ :‬يقوم المجلس الشعبي البلدي بالعديد من األنشطة في مجال التهيئة‬

‫والتنمية‪ ،‬ونذكر منها‪ ،‬المشاركة في اجراءات اعداد عمليات تهيئة االقليم والتنمية المستدامة وتنفيذها‪،2‬‬

‫المادة ‪ 65‬ال فقرة‪1‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 108‬من قانون البلدية‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪62‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫والسهر على حماية االراضي الفالحية والمساحات الخضراء في اقليم البلدية وخاصة عند اقامة‬
‫المشاريع عليها‪.1‬‬

‫‪-2-2‬التعمير والهياكل القاعدية والتجهيز‪ :‬يمكن استخالص اهم الصالحيات التي يتوالها‬
‫المجلس الشعبي البلدي في هذا المجال‪ ،‬في التأكد من احترام تخصيصات االراضي وقواعد استعمالها‪،‬‬
‫السهر على المراقبة الدائمة لمطابقه البناءات للشروط المحددة في القوانين والتنظيمات‪ ،‬والسهر على‬
‫احترام االحكام في مجال مكافحه السكنات الهشة غير القانونية‪ ،‬كما يسهر على المحافظة وحمايه‬
‫االمالك العقارية الثقافية ‪.2‬‬

‫‪-3-2‬التربية والحماية االجتماعية‪ :‬تقدم البلدية بإنجاز مؤسسات التعليم االبتدائي طبقا‬
‫للمقاييس والمتطلبات الوطنية ووفقا للخريطة المدرسية وانجاز بناء مطاعم مدرسية‪ ،‬على توفير النقل‬
‫المدرسي في المناطق النائية والمعزولة والتأكد من ذلك‪.‬‬

‫‪-4-2‬المجال االجتماعي‪ :‬وذلك من خالل تشجيع عمليه التمهين واستحداث مناصب شغل‪،‬‬
‫التكفل بالفئات المحرومة ومعوزة‪ ،‬بناء وصيانة المدارس القرآنية والمساجد المتواجدة على اقليم البلدية‬
‫والمحافظة عليها‪.‬‬

‫‪ -5-2‬الرياضة والشباب والثقافة والتسلية والسياحة‪ :‬وذلك عن طريق المساهمة في انجاز‬


‫الهياكل القاعدية البلدية الجوارية الموجهة للنشاطات الرياضة والشباب والثقافة والتسلية‪ ،‬وتقديم‬
‫المساعدات لهذه األخيرة‪ ،‬المساهمة في التنمية السياحية‪ ،‬من خالل السهر على تطبيق القوانين واألنظمة‬
‫الرامية إلى تقدم السياحة واتخاذ كل التدابير الرامية إلى توسيع ذلك‪.3‬‬

‫‪ -6-2‬في مجال النظافة وحفظ الصحة وطرقات البلدية‪ :‬يقوم بالسهر على احترام القوانين‬
‫المعمول بها والمتعلقة بحفظ الصحة والنظافة العمومية‪ ،‬والسيما في مجاالت توزيع المياه الصالحة‬
‫للشرب‪ ،‬صرف المياه المستعملة ومعالجتها‪ ،‬وجمع النفايات الصلبة ونقلها ومعالجتها‪ ،‬ومكافحة نواقل‬
‫االمراض المتنقلة‪.4‬‬

‫المادة ‪ 110‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المواد من ‪ 113‬إلى ‪ 121‬من قانون البلدية‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 122‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫المادة ‪ 123‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪63‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ثانيا‪ :‬رئيس المجلس الشعبي البلدي (الجهاز التنفيذي)‬
‫الجهاز التنفيذي للبلدية هو هيئة جماعية تمثل البلدية وتشرف على تسييرها‪ ،‬والذي سيتم‬
‫دراسته من ناحية تشكيلته (أ)‪ ،‬والصالحيات التي يتمتع بها (ب)‪.‬‬

‫ا) ‪-‬تشكيلة الهيئة التنفيذية للبلدية‪:‬‬


‫يتشكل الجهاز التنفيذي للبلدية من رئيس وعدة نواب للرئيس‪ ،‬يتراوح عددهم من نائبين إلى‬
‫أربعة نواب‪ ،‬وهذا حسب عدد المنتخبين لكل مجلس‪.‬‬

‫ينتخب رئيس المجلس الشعبي البلدي من القائمة التي فازت باألغلبية ‪ ،1‬في مدة ال تتجاوز ‪15‬‬

‫يوما الموالية إلعالن نتائج االنتخابات‪ ،‬وفي حالة تساوي األصوات يعلن رئيسا األصغر سنا‪ ،2‬ثم‬
‫يقوم الرئيس باختيار نائبين أو عدة نواب لمساعدته‪.‬‬

‫ب) ‪ -‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬

‫طبقا ألحكام القانون ‪ 11-10‬فانه يتمتع باالزدواجية في االختصاص‪ ،‬حيث يمثل البلدية تارة‬
‫ويمثل الدولة تارة أخرى‪:‬‬
‫‪ )1‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي كممثل للبلدية‪:‬‬
‫يمثل رئيس المجلس الشعبي البلدي البلدية في كل أعمال الحياة المدنية واإلدارية وكل‬
‫الرسمية واالحتفاالت‪ ،‬كما يمثلها أمام الجهات القضائية‪ ،‬كما يتولى إدارة اجتماعات‬
‫التظاهرات ّ‬
‫وأشغال المجلس الشعبي البلدي من حيث التحضيرات للدورات‪ ،‬وضبط تسيير الجلسات‪ ،‬كما يخول‬
‫القانون لرئيس البلدية إدارة أحوال البلدية والمحافظة على حقوقها‪.3‬‬
‫‪ -)2‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي كممثل للدولـة‪:‬‬
‫باعتبـاره ممثال للدولة في إقليـم البلديـة‪ ،‬يتمتع الرئيس بصالحيات واسعة تتعلق‬
‫بشتى المجاالت التي جاء بها قانون البلدية في المواد من ‪ 85‬إلى‪ ، 95‬ونذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1-2‬الحالة المدنية‪ :‬فطبقا للمادة ‪ 86‬من القانون ‪ 10-11‬سالف الذكر‪ ،‬فان للرئيس صفة ضابط‬

‫المادة ‪ 65‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬سالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 65‬فقرة ‪ 2‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المواد ‪ ،79 ،78 ،77‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪64‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫الحالة المدنية التي تخوله بنفسه‪ ،‬أو بالتفويض ألحد نوابه ولموظف بالبلدية استالم تصريحات الوالدة‬
‫والزواج والوفيات‪ ،‬وتسجيل كافة األحكام القضائية في سجالت الحالة المدنية‪ ،‬وذلك تحت رقابة ممثل‬
‫الحق العام المختص إقليميا‪.‬‬
‫‪ -‬الشرطة القضائية‪ :‬بناء على المادة ‪ ،92‬يتمتع الرئيس بصفة ضابط الشرطة القضائية‬
‫وذلك طبقا للمادة ‪ 15‬من قانون اإلجراءات الجزائية وتحت سلطة النيابة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬الشرطة اإلدارية‪ :‬طبقا للمادة ‪ 93‬فقرة ‪ 1‬فانه يتولى رئيس المجلس الشعبي البلدي مهمة‬
‫المحافظة على النظام العام وذلك باتخاذ القرارات الكفيلة بحفظ األمن العام‪ ،‬الصحة والسكينة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ القوانين والتنظيمات‪ :‬بناءا على احكام المادة ‪ 88‬فانه يكلف الرئيس بمتابعة تنفيذ القوانين‬
‫والتنظيمات عبر تراب البلدية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الرقابة اإلدارية على البلدية‪:‬‬


‫يخضع المجلس الشعبي البلدي للرقابة الوصائية‪ ،‬بحيث تمارس على اجهزته وعلى اعماله‪،‬‬
‫وذلك بالشكل التالي‪:‬‬

‫ا) ‪ -‬الرقابة الوصائية على المجلس الشعبي البلدي ككل‪:‬‬


‫وتتعلق هذه الرقابة في حل المجلس في حاله ارتكاب احدى الحاالت المنصوص عليها في المادة‬
‫‪ 46‬من قانون البلدية‪ ،‬بحيث يتم حله وتجديده بموجب مرسوم رئاسي بناء على تقرير الوزير المكلف‬
‫بالداخلية‪ ،‬ويتعين على الوالي في هذه الحالة وخالل ‪ 10‬ايام التي تلي حل المجلس تعيين متصرف‬
‫ومساعدين توكل لهم مهم تسيير شؤون البلدية إلى حين تنصيب مجلس شعبي بلدي جديد‪.‬‬

‫ب) ‪ -‬الرقابة الوصائية على اعضاء المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬


‫وتتعلق بالرقابة التي يمارسها الوالي على اعضاء المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬والمتمثلة في التوقيف‬
‫واالقصاء واإلقالة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪-)1‬التوقيف‪:‬‬
‫يتم توقيف كل نائب بلدي منتخب تعرض للمتابعة قضائية بسبب جناية أو جنحه لها صلة بالمال‬
‫العام‪ ،‬أو ألسباب مخلة بالشرف‪ ،‬أو كان محل تدابير قضائية ال تمكنه من االستمرار في ممارسة عهدته‬
‫االنتخابية ‪.1‬‬
‫‪-)2‬االقصاء‪:‬‬
‫يتم اقصاء نهائي لكل عضو منتخب من المجلس الشعبي البلدي كان محل ادانة جزائية نهائية‬
‫لألسباب السالفة الذكر‪.2‬‬
‫‪-)3‬اإلقالة‪:‬‬

‫وتتعلق بكل عضو تغيب بدون عذر مقبول اكثر من ثالثة دورات عادية خالل نفس السنة‪.3‬‬

‫ج) ‪-‬الرقابة الوصائية على أعمال المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬


‫الرقابة والمتمثلة أساسا في الوالي العديد من الصور على أعمال البلدية‬
‫تمارس جهة الوصاية أو ّ‬
‫منها‪ :‬التصديق‪ ،‬اإللغاء والحلول‪.‬‬
‫‪-)1‬التصديق أو المصادقة‪:‬‬
‫يلزم القانون المصادقة على بعض مداوالت المجلس من قبل الوالي (المادة ‪ 56‬من قانون‬
‫البلدية)‪ ،‬ونجد في هذه الحالة نوعين من التصديق‪ :‬تصديق ضمني بحيث تعتبر مداوالت المجلس‬
‫البلدي نافـذة بعد ‪ 15‬يوما من إيداعها لدى الوالية‪ ،‬وحرصا من المشرع على عدم تعطيل النشاط فقد‬
‫لجأ إلى التخفيف من شدة التصديق الضمني إلى ‪ 30‬يوما‪ ،‬وتصديق صريحبحيث اشترط المشرع‬
‫التصديق الصريح في بعض الحاالت والمتعلقة الميزانيات والحسابات‪ ،‬وعند إحداث مصالح‬
‫ومؤسسات عمومية بلدية‪.‬‬

‫المادة ‪ 43‬من قانون البلدية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 44‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬المادة ‪ 45‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-)2‬اإللغاء‪:‬‬
‫بحيث يجوز للسلطة الوصية بإلغاء مداوالت البلدية (المادة ‪ 59‬من ق‪ ،)11-10.‬وتكون أما‬
‫بطالن مطلق أنسبي‪ .‬فنكون أمام حالة البطالن المطلق إذا شابها عيب عدم االختصاص‪ ،‬ومخالفة‬
‫الشكل واإلجراءات المنصوص عليها في القانون‪ ،‬أما البطالن النسبي فيكون عند مشاركة أحد‬
‫األعضاء في مداولة له مصلحة فيها أما بصفته الشخصية وباعتباره وكيل‪.‬‬
‫‪-)3‬الحلول‪:‬‬
‫يجوز للسلطة الوصائية ان تحل محل البلدية عند امتناع هذه األخيرة ن القيام بواجباتها (المواد‬
‫من ‪ 100‬إلى ‪ 103‬من ق‪ ،)11-10.‬ومن بين هذه الحاالت ما جاء في نص المادة ‪ 100‬من قانون‬
‫البلدية (سالف الذكر)‪ ،‬والتي تتعلق بحلول الوالي باتخاذ جميع اإلجراءات المتعلقة بالحفاظ على االمن‬
‫والسكينة والصحة العامة وديمومة المرفق العام‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫في ختام هذه الدراسة يمكن القول بان التنظيم اإلداري ليس إال طريقة تعتمدها الدولة من أجل‬
‫تنظيم مهامها الوظيفية‪ ،‬فهو ضروري وفعال للدولة من أجل التسيير الحسن للهيئات اإلدارية‪ ،‬بحيث‬
‫يتأثر بالظروف السياسية واالجتماعية والثقافية ألي دولة‪ ،‬كما انه يتأثر بمدى اخذ الدولة بمبادئ‬
‫الديمقراطية في تنظيم شؤونها‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق‪ ،‬نستخلص أن التنظيم اإلداري الجزائري يقوم على مبدأين أساسين‪ ،‬األول‬
‫يتمثل في الشخصية المعنوية‪ ،‬وذلك من خالل االعتراف بالشخصية القانونية للعديد من الهيئات استجابة‬
‫للتطورات المختلفة التي عرفتها البالد‪ ،‬من أجل النهوض بكافة متطلبات الدولة وتحقيق التنمية‪.‬‬

‫أما الثاني فيتمثل في المركزية اإلدارية والالمركزية اإلدارية‪ ،‬حيث تبين أن المشرع اعتمد‬
‫على النظامين‪ ،‬وذلك باألخذ من كل نظام ما يتناسب ويتماشى مع السياسة التي تنتهجها الدولة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬قام المشرع بفرض رقابة على الهيئات الالمركزية‪ ،‬فعلى الرغم من‬
‫االعتراف لها باالستقاللية‪ ،‬واعطائها حق اصدار قرارات‪ ،‬قام بإخضاعها لرقابة إدارية من طرف‬
‫السلطة المركزية‪ .‬مما يجعلها تتمتع باستقاللية نسبية‪ ،‬تبقى خاضعة للسلطة المركزية‪.‬‬

‫ولم يكتف المشرع بذلك‪ ،‬بل قام بتوسيع صالحيات السلطة المركزية بصفة عامة‪ ،‬وصالحيات‬
‫رئيس الجمهورية بصفة خاصة‪ ،‬حتى انه وصل إلى درجة تضييق السلطة التنظيمية للسلطة التشريعية‪،‬‬
‫التي هي صاحبة التشريع‪ ،‬وذلك من خالل حصر مجاالت تشريعها‪ ،‬وفي هذا الشأن‪ ،‬يمكننا القول انه‬
‫أصبح رئيس الجمهورية يتمتع بسلطات واسعة‪.‬‬

‫ولقد تبين من خالل الدراسة‪ ،‬أن المشرع لم يتناول جميع تفاصيل التنظيم اإلداري‪ ،‬إذ ان الكثير‬
‫من المسائل المتعلقة به تركها إلى الفقه‪ ،‬والتي كان من األولى ان المشرع يتطرق إليها‪ ،‬ويضع نصوص‬
‫قانونية كافية لتنظيمها‪.‬‬

‫وفي األخير‪ ،‬تخلص الدراسة إلى جملة من التوصيات أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬على المشرع ان يعيد النظر في االحكام المتعلقة بصالحيات رئيس الجمهورية في‬
‫التشريع‪ ،‬بأن يقوم بتضييق السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية وحصرها في مجاالت‬
‫معينة‪.‬‬
‫‪ ‬على المشرع أن يعترف للهيئات الالمركزية بنوع من االستقاللية في الواقع‪ ،‬ألنه نجد‬
‫في الجانب التطبيقي خضوع الهيئات الالمركزية إلى السلطة المركزية خضوعا تاما‪،‬‬
‫فجاء بالنظام الالمركزي من أجل تخفيف العبء على السلطة المركزية من جهة‪،‬‬

‫‪68‬‬
‫خاتمة‬
‫والسماح للهيئات المحلية في المشاركة في الوظيفة اإلدارية من جهة أخرى‪ .‬وعلى‬
‫الرغم من محاولة المشرع الجمع بين النظام المركزي والالمركزي من أجل تخيف‬
‫العبء على السلطة المركزية وتحقيق الديمقراطية والتنمية إال أنه مازالت الممارسات‬
‫التي كانت في المركزية اإلدارية قائمة إلى حد اآلن ولم يستطع الرؤساء اإلداريون‬
‫الخروج عن األسلوب المركزي في اإلدارة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫أوال‪ :‬المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫أ) ‪ -‬النصوص القانونية‪:‬‬

‫‪/1‬الدساتير‪:‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 01-16‬المؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ 2016‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 14‬المؤرخة في‬


‫‪ 7‬مارس‪ ،2016‬المتضمن التعديل الدستوري‪.‬‬

‫‪/2‬القوانين العضوية‪:‬‬

‫‪ -‬القانون العضوي رقم ‪ 01-12‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬المتعلق بنظام االنتخابات‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬‬


‫رقم‪ ،01‬المؤرخة في ‪ 14‬يناير‪.2012‬‬

‫‪/3‬القوانين العادية‪:‬‬

‫االمر رقم ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬المتضمن القانون المدني‪،‬‬ ‫‪-1‬‬


‫المعدل والمتمم‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 14-04‬المؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ 2004‬المعدل والمتمم لألمر ‪-66‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ 155‬المؤرخ في ‪ 08‬يونيو‪ 1966‬لقانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬ال عدد‪.71‬‬
‫القانون رقم ‪ 01-06‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬المعدل والمتمم ‪05-10‬‬ ‫‪-3‬‬
‫المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ 2010‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬ال عدد‪.14‬‬
‫قانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ 2008‬المتضمن لقانون اإلجراءات‬ ‫‪-4‬‬
‫المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬فبراير ‪ 2011‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬رقم‬ ‫‪-5‬‬
‫‪ 37‬مؤرخة في ‪ 03‬جويلية ‪.2011‬‬

‫‪70‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫القانون رقم ‪ 06-12‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪ 1433‬الموافق ‪ 12‬يناير سنة‬ ‫‪-6‬‬
‫‪ 2012‬المتعلق بالجمعيات‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 07-12‬المؤرخ في ‪ 21‬فبراير ‪ 2012‬المتعلق بالوالية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫رقم ‪ 12‬مؤرخة في ‪ 29‬فبراير ‪.2012‬‬

‫‪/4‬المراسيم الرئاسية‪:‬‬

‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 240-99‬المؤرخ في ‪ 21‬اكتوبر ‪ 1999‬المتعلق بالتعيين‬ ‫‪-8‬‬


‫في الوظائف المدنية والعسكرية للدولة‪.‬‬

‫ب) ‪ -‬المؤلفات‪:‬‬

‫إسحاق إبراهيم منصور‪ ،‬نظريتا القانون والحق وتطبيقاتهما في القوانين‬ ‫‪-1‬‬


‫الجزائرية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة التاسعة‪ ،‬الجزائر‪.2001 ،‬‬
‫جورج فودال؛ بيار دلفولفيه‪ ،‬ترجمة منصور القاضي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المؤسسة‬ ‫‪-2‬‬
‫الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪.2001 ،‬‬
‫سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪-3‬‬
‫الثانية‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬
‫عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون االداري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬جسور للنشر‬ ‫‪-4‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫عمار عوابدي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الجزء األول "النظام اإلداري"‪ ،‬ديوان‬ ‫‪-5‬‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫فريجة حسين‪ ،‬شرح القانون اإلداري "دراسة مقارنة"‪ ،‬ديوان المطبوعات‬ ‫‪-6‬‬
‫الجامعية‪( ،‬بدون طبعة)‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫لحسن بن شيخ آث ملويا‪ ،‬مسؤولية السلطة العامة‪( ،‬بدون طبعة)‪ ،‬دار الهدى‬ ‫‪-7‬‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫مازن ليو راضي‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬منشورات‬ ‫‪-8‬‬
‫األكاديمية العربية‪ ،‬الدنمارك‪.2008 ،‬‬
‫مأمون عبد العزيز إبراهيم‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار االعصار‬ ‫‪-9‬‬
‫العلمي للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2017 ،‬‬
‫محمد الصغير بعلي‪ ،‬القانون اإلداري «التنظيم اإلداري"‪( ،‬بدون طبعة)‪ ،‬دار‬ ‫‪-10‬‬
‫العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬
‫محمد الصغير بعلي‪ ،‬المدخل للعلوم القانونية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪( ،‬بدون‬ ‫‪-11‬‬
‫طبعة)‪ ،‬الجزائر‪.2006 ،‬‬
‫محمد حسن قاسم‪ ،‬المدخل لدراسة القانون‪ ،‬الجزء الثاني «نظرية الحق"‪،‬‬ ‫‪-12‬‬
‫منشورات الجبلي الحقوقية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2009 ،‬‬
‫‪ -13‬محمد رضا جنيح‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مركز النشر الجامعي‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ -14‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬النظرية العامة للقانون اإلداري‪( ،‬بدون طبعة)‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2012 ،‬‬
‫‪ -15‬محمد علي الخاليلة‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬اثراء للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ -16‬محمدي فريدة‪ ،‬المدخل للعلوم القانونية "نظرية الحق"‪ ،‬المؤسسة الوطنية للفنون‬
‫المطبعية‪( ،‬بدون طبعة)‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬
‫‪ -17‬ناصر لباد‪ ،‬األساسي في القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المجدد للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪( ،‬بدون سنة)‪.‬‬
‫‪ -18‬هاني علي الطهراوي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2006 ،‬‬

‫ج) ‪ -‬المذكرات والرسائل‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫فاضلي سيد علي‪ ،‬نظام عمل الجمعيات في التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬بسكرة‪.2009/2008 ،‬‬
‫بن مشرنين خير الدين‪ ،‬إدارة الوقف في القانون الجزائري‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬تلمسان‪.2012-2011 ،‬‬
‫مومي عمار‪ ،‬أساليب التنظيم اإلداري في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة بسكرة‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪.2013-2012 ،‬‬
‫رزقي كريمة؛ دهوى ليندة‪ ،‬هيئات الوالية في التنظيم اإلداري الجزائري‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪-4‬‬
‫ماستر‪ ،‬جامعة بويرة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪.2015-2014 ،‬‬
‫تو عبد الواحد‪ ،‬السلطة الرئاسية في إطار النظام اإلداري المركزي‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪-5‬‬
‫ماستر‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،‬الملحقة الجامعية مغنية‪.2016-2015 ،‬‬
‫ولد طاطة عجال‪ ،‬التنظيم اإلداري‪ ،‬وتطبيقاته في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماستر جامعة‬ ‫‪-6‬‬
‫مستغانم‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪.2017-2016 ،‬‬

‫جريو مليكة‪ ،‬مظاهر السلطة الرئاسية في النظام اإلداري المركزي‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة مسيلة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪.2018-2017 ،‬‬

‫د) ‪ -‬المحاضرات‪:‬‬

‫فارة سماح‪ ،‬مفهوم القانون اإلداري‪-‬أسس التنظيم اإلداري‪-‬التنظيم اإلداري في‬ ‫‪-‬‬
‫الجزائر‪ ،‬محاضرات في القانون االداري‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬قالمة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪.2016-2015 ،‬‬

‫ه) ‪ -‬المقاالت‪:‬‬

‫أحمد كريوعات‪ ،‬اللجنة الوطنية االستشارية لترقية حقوق اإلنسان وحمايتها‬ ‫‪-1‬‬
‫قراءة في ضوء مبادئ باريس‪ ،‬مجلة الواحات للبحوث والدراسات‪ ،‬المجلد ‪ ،8‬العدد ‪،1‬‬
‫الجزائر‪.2015 ،‬‬
‫إيرادشة فريد‪ ،‬نظرية التنظيم اإلداري في الجزائر مبدأ السلطة الرئاسية بين‬ ‫‪-2‬‬
‫النص والممارسة‪ ،‬مجلة الدراسات والبحوث القانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد ‪ ،2‬الجزائر‪.2018 ،‬‬

‫‪73‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫شوايدية منية‪ ،‬الرقابة اإلدارية بين الوصاية اإلدارية والسلطة الرئاسية‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫حوليات قالمة للعلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬الجزائر‪.2015 ،‬‬
‫طيبي سعاد‪ ،‬الالمركزية اإلدارية واالستقالل المالي للوالية‪ ،‬مجلة صوت‬ ‫‪-4‬‬
‫القانون‪ ،‬العدد ‪ ،2‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫مدوح أحمد؛ نجيمي عبد الرحمن؛ نجيمي نعاس‪ ،‬المركزية اإلدارية وعالقتها‬ ‫‪-5‬‬
‫باإلدارة العامة‪ ،‬مجلة الحقوق والعلو اإلنسانية‪ ،‬جامعة زيان عاشور الجلفة‪ ،‬المجلد ‪ ،24‬العدد‬
‫‪ ،1‬الجزائر‪( ،‬بدون سنة)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراجع األجنبية‪:‬‬

‫‪1-‬‬ ‫‪Le droit administratif en France, Édition livres pour tous,‬‬


‫‪www.livrespourtous.com .‬‬
‫‪2-‬‬ ‫‪André de L’aubaderai ; Jean Chaude Venezia ; Yves‬‬
‫‪Gaudemet, droit administrative, 8 e édition, Armand Colin,‬‬
‫‪France, 2002.‬‬

‫‪74‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫االهداء ‪ ......................................................................‬ب‬
‫الشكر والتقدير‪ ...............................................................‬ج‬
‫مقدمة‪1 ...................................................................... :‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الشخصية المعنوية كأساس للتنظيم اإلداري ‪5 .....................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية الشخصية المعنوية‪6 .....................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الشخصية المعنوية ‪6 .................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الشخصية المعنوية‪6 ...............................................‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف التشريعي‪7 .......................................................... :‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف الفقهي‪7 ............................................................. :‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أهمية الشخصية المعنوية ‪8 ................................................‬‬

‫أوال‪ :‬األهمية الفنية‪8 ............................................................... :‬‬

‫ثانيا‪ :‬األهمية القانونية‪9 ............................................................ :‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األساس القانوني للشخصية المعنوية ‪9 .....................................‬‬

‫أوال‪ :‬نظرية االفتراض (المجاز)‪9 .................................................. :‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظرية الشخصية الحقيقة (الواقعية)‪9 .......................................... :‬‬

‫ثالثا‪ :‬النظرية المنكرة للشخصية المعنوية‪10 ......................................... :‬‬

‫رابعا‪ :‬موقف المشرع الجزائري‪10 ................................................. :‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع األشخاص المعنوية ‪11 ................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األشخاص المعنوية العامة ‪11 ..............................................‬‬

‫‪75‬‬
‫أوال‪ :‬األشخاص المعنوية االقليمية‪12 .................................................‬‬

‫أ) ‪-‬الدولة‪12 ....................................................................:‬‬

‫ب) ‪-‬الجماعات االقليمية (الوالية والبلدية)‪13 .................................... :‬‬

‫‪ -)1‬الوالية‪13 ...............................................................:‬‬

‫‪-)2‬البلدية‪13 ................................................................ :‬‬

‫ثانيا‪ :‬األشخاص المعنوية المرفقية (المصلحية) ‪14 ....................................‬‬

‫أ) ‪-‬المؤسسات العامة الوطنية‪14 ................................................ :‬‬

‫ب) المؤسسات المحلية االقليمية‪15 ...............................................:‬‬

‫‪ -1‬المؤسسات العمومية البلدية‪15 .......................................... :‬‬

‫‪ -2‬المؤسسات العمومية الوالئية‪15 ......................................... :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األشخاص المعنوية الخاصة ‪15 ............................................‬‬

‫أوال‪ :‬مجموعات األشخاص‪16 ...................................................... :‬‬

‫أ) ‪-‬الشركات‪16 ................................................................ :‬‬

‫ب) ‪-‬الجمعيات‪16 .............................................................. :‬‬

‫ثانيا‪ :‬مجموعات األموال‪17 ..........................................................‬‬

‫أ) ‪-‬المؤسسات الخاصة‪17 ...................................................... :‬‬

‫ب) ‪ -‬الوقف‪17 ................................................................ :‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الفرق بين األشخاص المعنوية العامة واألشخاص المعنوية الخاصة ‪18 ......‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬النظام القانوني للشخصية المعنوية‪19 ...........................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬بداية ونهاية الشخصية المعنوية ‪19 ..........................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬بداية الشخصية المعنوية ‪19 ................................................‬‬

‫‪76‬‬
‫أوال‪ :‬الركن المادي‪20 .............................................................. :‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي‪20 ............................................................ :‬‬

‫ثالثا‪ :‬الركن الشكلي‪20 .............................................................. :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نهاية الشخصية المعنوية‪21 ................................................‬‬

‫أوال‪ :‬أسباب نهاية الشخصية المعنوية‪21 ............................................ :‬‬

‫أ) ‪-‬انتهاء االجل أو تحقيق الغرض‪21 ........................................... :‬‬

‫ب) ‪-‬الحل أو اإللغاء‪21 ......................................................... :‬‬

‫‪-)1‬الحل االتفاقي‪22 ......................................................... :‬‬

‫‪ -)2‬الحل اإلداري‪22 ........................................................ :‬‬

‫‪-)3‬الحل القضائي والقانوني‪22 ...............................................:‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار انتهاء الشخصية المعنوية ‪23 ...............................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار االعتراف بالشخصية المعنوية ‪23 .......................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اآلثار الواردة في المادة ‪ 50‬من القانون المدني الجزائري‪24 ................‬‬

‫أوال‪ :‬األهلية القانونية‪24 ............................................................ :‬‬

‫ثانيا‪ :‬الموطن‪25 ................................................................... :‬‬

‫ثالثا‪ :‬النائب‪26 ..................................................................... :‬‬

‫رابعا‪ :‬حق التقاضي‪26 ............................................................. :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اآلثار غير الواردة في المادة ‪ 50‬من القانون المدني ‪26 .....................‬‬

‫أوال‪ :‬االستقالل ‪27 ...................................................................‬‬

‫أ) ‪-‬االستقالل المالي‪27 ......................................................... :‬‬

‫ب) ‪-‬االستقالل اإلداري‪27 ...................................................... :‬‬

‫‪77‬‬
‫ثانيا‪ :‬المسؤولية‪28 ................................................................. :‬‬

‫أ) ‪-‬المسؤولية المدنية للشخص المعنوي‪28 ....................................... :‬‬

‫ب) ‪-‬المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي‪28 ................................... :‬‬

‫ج) ‪-‬المسؤولية اإلدارية‪29 ...................................................... :‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس للتنظيم اإلداري ‪31........‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المركزية والالمركزية اإلدارية ‪31 .......................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المركزية اإلدارية ‪32 .......................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ماهية المركزية اإلدارية ‪32 ................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف المركزية اإلدارية ‪32 ...................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬أركان المركزية اإلدارية ‪33 ...................................................‬‬

‫أ) ‪-‬تركيز الوظيفة اإلدارية في يد السلطة المركزية‪33 ........................... :‬‬

‫ب) ‪-‬التبعية اإلدارية‪33 ......................................................... :‬‬

‫ج) ‪ -‬السلطة الرئاسية‪33 ....................................................... :‬‬

‫‪-)1‬سلطة الرئيس على شخص مرؤوسه‪34 ................................... :‬‬

‫‪-)2‬سلطة الرئيس على أعمال مرؤوسيه‪34 ................................... :‬‬

‫‪ -1-2‬سلطة توجيه األوامر‪34 ...........................................:‬‬

‫‪ -2-2‬واجب الطاعة‪35 ................................................. :‬‬

‫الفرض األول‪ :‬حالة األوامر والتعليمات الرئاسية المشروعة‪35 ......... :‬‬

‫الفرض الثاني‪ :‬حالة األوامر والتعليمات الرئاسية غير المشروعة‪35 ..... :‬‬

‫‪ - 3-2‬سلطة الرقابة والتعقيب‪36 ....................................... :‬‬

‫‪-3-2‬أ‪ -‬سلطة االجازة أو المصادقة‪36 ............................... :‬‬

‫‪78‬‬
‫‪-3-2‬ب ‪ -‬سلطة التعديل‪36 .......................................... :‬‬

‫‪-3-2‬ج‪ -‬سلطة اإللغاء‪37 ........................................... :‬‬

‫‪-3-2‬د‪ -‬سلطة السحب‪37 ............................................ :‬‬

‫‪-3-2‬هـ‪ -‬سلطة الحلول‪37 ........................................... :‬‬

‫ثالثا‪ :‬صور المركزية اإلدارية ‪38 ....................................................‬‬

‫أ) ‪-‬التركيز اإلداري‪38 ......................................................... :‬‬

‫ب) ‪-‬عدم التركيز اإلداري‪38 ................................................... :‬‬

‫‪1-‬معنى عدم التركيز اإلداري‪38 ...................................... …….:‬‬

‫‪-2‬التفويض كوسيلة لعدم التركيز‪39 ......................................... :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقدير المركزية اإلدارية ‪39 ................................................‬‬

‫أوال‪ :‬مزايا المركزية اإلدارية‪39 .................................................... :‬‬

‫ثانيا‪ :‬عيوب المركزية اإلدارية‪40 ................................................... :‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الالمركزية اإلدارية ‪41 .....................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ماهية الالمركزية اإلدارية ‪41 ..............................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الالمركزية اإلدارية‪41 ................................................ :‬‬

‫ثانيا‪ :‬أركان الالمركزية اإلدارية‪42 ................................................ :‬‬

‫أ) ‪ -‬وجود مصالح محلية متميزة عن المصالح الوطنية‪42 ........................ :‬‬

‫ب) ‪ -‬وجود هيئات محلية أو مرفقية مستقلة‪42 ................................... :‬‬

‫ج) ‪-‬خضوع األجهزة المستقلة لوصاية السلطة المركزية‪43 ...................... :‬‬

‫ثالثا‪ :‬صور الالمركزية اإلدارية‪43 ................................................. :‬‬

‫أ) ‪ -‬الالمركزية اإلقليمية (المحلية)‪44 ........................................... :‬‬

‫‪79‬‬
‫ب) ‪ -‬الالمركزية المرفقية (المصلحية)‪44 ....................................... :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقدير الالمركزية اإلدارية ‪44 ..............................................‬‬

‫أوال‪ :‬مزايا الالمركزية اإلدارية ‪45 ...................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬عيوب الالمركزية اإلدارية ‪45 ..................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المركزية والالمركزية في التنظيم اإلداري الجزائري ‪46 ........................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلدارة المركزية في الجزائر ‪46 ............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬رئيس الجمهورية ‪47 ......................................................‬‬

‫أوال‪ :‬سلطة التعيين‪47 .............................................................. :‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلطة التنظيم‪47 ............................................................. :‬‬

‫ثالثا‪ :‬الحفاظ على أمن الدولة‪48 .................................................... :‬‬

‫أ) ‪-‬حالة الطوارئ‪48 ........................................................... :‬‬

‫ب) ‪-‬حالة الحصار‪48 ........................................................... :‬‬

‫ج) ‪-‬الحالة االستثنائية‪49 ....................................................... :‬‬

‫د) ‪ -‬حالة الحرب‪49 ............................................................ :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحكومة ‪50 ...............................................................‬‬

‫أوال‪ :‬الوزير األول‪50 .............................................................. :‬‬

‫‪- )1‬سلطة التعيين‪51 ....................................................... :‬‬

‫‪- )2‬سلطة التنظيم‪51 ....................................................... :‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوزراء ‪51 ....................................................................‬‬

‫أ‪-‬طبيعة الوزارة‪51 ..................................................... ........:‬‬

‫ب‪-‬صالحيات الوزير‪52 ......................................................... :‬‬

‫‪80‬‬
‫‪- )1‬السلطة الرئاسية أو السلطة التسلسلية‪52 .............................. :‬‬

‫ب) ‪-‬السلطة التنظيمية‪52 .................................................... :‬‬

‫ج) ‪-‬السلطة الوصائية‪53 .....................................................:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬السلطات اإلدارية المستقلة ‪53 .............................................‬‬

‫أ‪ -‬اللجنة الوطنية االستشارية لترقية حقوق االنسان وحمايتها‪53 ................... :‬‬

‫ب‪ -‬مجلس المنافسة‪54 ............................................................ :‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلدارة الالمركزية في الجزائر ‪54 ..........................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الوالية ‪55 .................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬المجلس الشعبي الوالئي ‪55 .....................................................‬‬

‫أ) ‪-‬عمل المجلس الشعبي الوالئي‪56 ............................................ :‬‬

‫ب) ‪-‬صالحيات المجلس الشعبي الوالئي‪56 ...................................... :‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوالي (الهيئة التنفيذية)‪57 ......................................................‬‬

‫أ) ‪ -‬كيفية تعيين الوالي وانهاء مهامه‪57 ....................................... :‬‬

‫ب) ‪ -‬صالحيات الوالي‪57 ...................................................... :‬‬

‫‪-)1‬صالحيات الوالي كممثل للدولة‪57 ........................................:‬‬

‫‪ -)2‬صالحيات الوالي كممثل للوالية‪58 ...................................... :‬‬

‫ثالثا‪ :‬الرقابة الممارسة على الوالية ‪58 ................................................‬‬

‫ا) ‪ -‬الرقابة الممارسة على أعضاء المجلس الشعبي الوالئي‪59 ................. :‬‬

‫‪-)1‬التوقيف‪59 .............................................................. :‬‬

‫‪ -)2‬االقصاء‪59 ............................................................. :‬‬

‫ب) ‪ -‬الرقابة الممارسة على المجلس الشعبي الوالئي كهيئة‪59 ..................:‬‬

‫‪81‬‬
‫ج) ‪ -‬الرقابة الممارسة على أعمال المجلس الشعبي الوالئي‪60 ................... :‬‬

‫‪-)1‬المصادقة‪60 ............................................................ :‬‬

‫‪ -)2‬اإللغاء‪60 .............................................................. :‬‬

‫‪ -)3‬الحلول‪60 .............................................................. :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬البلدية ‪61 .................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬المجلس الشعبي البلدي (جهاز المداولة) ‪61 ......................................‬‬

‫ا) ‪ -‬تكوين وعمل المجلس الشعبي البلدي‪61 ..................................... :‬‬

‫ب) ‪ -‬صالحيات المجلس الشعبي البلدي‪62 ..................................... :‬‬

‫‪-)1‬الصالحيات التقليدية‪62 .................................................. :‬‬

‫‪-)2‬الصالحيات ذات الطابع االقتصادي واالجتماعي والثقافي‪62 .............. :‬‬

‫ثانيا‪ :‬رئيس المجلس الشعبي البلدي (الجهاز التنفيذي) ‪64 ..............................‬‬

‫ا) ‪-‬تشكيلة الهيئة التنفيذية للبلدية‪64 .............................................. :‬‬

‫ب) ‪ -‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي‪64 ............................... :‬‬

‫‪ )1‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي كممثل للبلدية‪64 ................ :‬‬

‫‪ -)2‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي كممثل للدولـة‪64 .............. :‬‬

‫ثالثا‪ :‬الرقابة اإلدارية على البلدية‪65 .................................................:‬‬

‫ا) ‪ -‬الرقابة الوصائية على المجلس الشعبي البلدي ككل‪65 ...................... :‬‬

‫ب) ‪ -‬الرقابة الوصائية على اعضاء المجلس الشعبي البلدي‪65 ................. :‬‬

‫‪-)1‬التوقيف‪66 .............................................................. :‬‬

‫‪-)2‬االقصاء‪66 .............................................................. :‬‬

‫‪-)3‬اإلقالة‪66 ................................................................ :‬‬

‫‪82‬‬
‫ج) ‪-‬الرقابة الوصائية على أعمال المجلس الشعبي البلدي‪66 .................... :‬‬

‫‪-)1‬التصديق أو المصادقة‪66 ................................................ :‬‬

‫‪-)3‬الحلول‪67 ............................................................... :‬‬

‫خاتمة‪68..................................................................... :‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع ‪70....................................................‬‬

‫فهرس المحتويات‪75...........................................................‬‬

‫‪83‬‬
84

You might also like