Professional Documents
Culture Documents
ب
الشكر والتقدير
نوجه الشكر أوال هلل األحد الذي ال قبله وال بعده شيء عز وجل
ونتوجه بجزيل الشكر إلى كل اساتذتنا الكرام
من السنة األولى إلى السنة الثانية ماستر على ما قدموه لنا
ج
مقدمة
مقدمة:
إن دور الدولة قد تغير مع بدايات القرن العشرين ،حيث تحولت من دولة حارسة تقتصر
وظائفها في األمن والدفاع والقضاء (الوظائف التقليدية) ،إلى دولة متدخلة يتشعب عملها في مختلف
المجاالت ،األمر الذي كان له أثر بالغ في تطور أساليب اإلدارة العامة وحتى أهدافها ،مما استدعى
األمر إلى اعتماد تنظيم إداري يساعدها في تسيير وظائفها المختلفة والمتشعبة.
وحيث أن الدولة تتكون من مجموعة مؤسسات وهيئات إدارية التي تقوم باختصاصاتها المختلفة
من أجل تحقيق المصلحة العامة وحاجات المواطنين ،فإنها تعتمد في ذلك على مجموعة من األساليب
كالتخطيط ،التوجيه ،والرقابة والتنظيم الذي يعتبر من أهم أساليب اإلدارة العامة ،ألنه يختص في مجال
البحث في تنظيم اإلدارة .فبدون تنظيم اداري سليم ال تنجح اإلدارة العامة في الوصول إلى غايتها
بالكفاءة المطلوبة وفي الوقت المحدد لذلك ،مما يجعل من التنظيم ضرورة البد منها لترتيب الجهود
البشرية وتنظيمها في سبيل الوصول إلى الغايات التي أنشئت من أجلها.
والواقع أن كل دولة تسعى في سبيل تنظيم أجهزتها اإلدارية إلى االعتماد على التنظيم اإلداري
الذي يتماشى مع النظام السياسي الذي تتبعه ،ذلك أن التنظيم اإلداري يتأثر بالظروف السياسية،
االجتماعية وحتى االقتصادية للدولة.
ويعرف التنظيم اإلداري بأنه" :تصنيف األجهزة اإلدارية المختلفة في الدولة ،وبيان تشكيلتها،
مع توزيع االختصاصات اإلدارية عليها وكيفية ممارستها لهذه االختصاصات" ،1فهو بذلك أمر
ضروري والزم لكي تنهض الدولة بوظائفها واختصاصاتها المنوطة بها ،بحيث يجسد كيان وهيكل
الدولة ،وله مكانة بارزة في قيام السلطة اإلدارية بوظائفها المختلفة ،من أجل تحقيق أفضل السبل إلشباع
الحاجات العامة.
ويعتبر التنظيم اإلداري من أقدم موضوعات القانون اإلداري وأهم المحاور األساسية فيه ،وقد
برزت أهميته منذ القرن التاسع عشر ( ،)19مما جعله يحوز على حيز كبير في مجال الدراسات
واألبحاث في علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري على حد سواء .فهو موضوع جوهري ،بحيث يعتبر
العمود الفقري لإلدارة العامة ،وذلك لكون ان دراسة المؤسسات اإلدارية من الناحية القانونية يدخل
سعيد بوعلي ،نسرين شريقي ،مريم عمارة ،القانون اإلداري ،دار بلقيس ،الطبعة الثانية ،الجزائر ،2016 ،ص.34. 1
1
مقدمة
تحت ما يسمى بالتنظيم اإلداري ،ودراسة هذا األخير تقتصر على تحديد المبادئ أو األسس التي يقوم
عليها.
فالتنظيم اإلداري يعتمد على مبدأين أساسين :أحدهما قانوني ،يتمثل في نظرية الشخصية
المعنوية ،واآلخر فني ،والذي يتمثل في أسلوبي التنظيم اإلداري ،وهما نظام المركزية والالمركزية
اإلدارية.
أما نظرية الشخصية المعنوية فيستند عليها التنظيم اإلداري كمبدأ وأساس قانوني ،وذلك أن
فكرة الشخصية المعنوية هي مقابل لما يتمتع به األشخاص الطبيعية من شخصية قانونية ،1فنظرا
للتطورات التي عرفتها الدول كان من الضروري باالعتراف لمجموعة أشخاص أو مجموعة أموال أو
كالهما معا بالشخصية القانونية لتحقيق غرض معين ،وهذه هي الشخصية المعنوية .وسمي الشخص
المعنوي كذلك ألنه ليس له كيان أو وجود مادي؛ وانما له كيان معنوي فقط مع اعتراف القانون له
بالقدرة على اكتساب حقوق وتحمل التزامات.2
وهناك نوعان من األشخاص المعنوية ،هما :األشخاص المعنوية العامة التي تخضع لقواعد
القانون العام ،واألشخاص المعنوية الخاصة التي تخضع للقانون الخاص .ومع ذلك فان نظرية
الشخصية المعنوية من الناحية العملية تحتل أهمية أكبر في نطاق القانون العام أكثر من القانون الخاص،
كون أن هذا األخير يهتم أكثر باألشخاص الطبيعية الذين لهم األغلبية في المعامالت التي ينظمها القانون
الخاص ،3أما القانون العام فال يعرف إال األشخاص المعنوية العامة.
أما األساس الفني للتنظيم اإلداري ،فيتمثل في أسلوبي التنظيم اإلداري في الدولة ،وهما:
المركزية اإلدارية ،وهي أول النظم التي عرفتها الدول في الحكم واإلدارة ،وتقوم على تركيز وحصر
الوظيفة اإلدارية بيد السلطة المركزية في العاصمة .واألسلوب الثاني هو الالمركزية االدارية ،والذي
يقوم على أساس توزيع الوظيفة اإلدارية بين السلطة المركزية في العاصمة وهيئات عامة مستقلة إداريا
تعرف الشخصية القانونية بأنها القدرة على اكتساب حقوق وتحمل التزامات. 1
محمدي فريدة ،المدخل للعلوم القانونية "نظرية الحق"( ،بدون طبعة) ،المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ،الجزائر،2002 ، 2
ص.103.
محمد رفعت عبد الوهاب ،النظرية العامة للقانون اإلداري( ،بدون طبعة) ،دار الجامعة الجديدة ،مصر ،اإلسكندرية،2012 ، 3
ص.95.
2
مقدمة
وماليا ،تعمل تحت اشراف السلطة المركزية ،من أجل ضمان وحدة الدولة سياسيا ودستوريا واداريا
وتحقيق التنمية وزيادة كفاءة األداء اإلداري في األقاليم.
تاريخيا ،وبالرجوع إلى الدولة القديمة ،يالحظ أنها كانت تطبق التركيز اإلداري المطلق والجامد
في نطاق اختصاصاتها ووظائفها اإلدارية ،مما جعل سلطة التقرير النهائي في كل شؤون الوظيفة
اإلدارية تنحصر وترتكز في يد الملك ،وحرمان موظفي الدولة على مختلف درجات ومستويات السلم
اإلداري للدولة مـن سلطـة اتخاذ القرارات.
لكن مع تطور األمم والمجتمعات وتوسع وظائف الدولة ،ظهر ما يسمى بالدولة الحديثـة ،التي
سعت إلى االعتماد على نظام اداري جديد يتماشى مع هذه التطورات ويتميز نوعا ما بالديمقراطية،
الذي يقوم على أساس توزيع الوظائف اإلدارية وعدم حصرها في يد سلطة واحدة ،من أجل تخفيف
العبء على اإلدارة المركزية وجعلها تهتم بالقضايا التي تحتاج الدقة والتمحيص .بحيث أن في الوقت
الراهن أصبحت الدول تجمع بين هذين األسلوبين للحرص على تكييف تنظيماتها اإلدارية.
هذا ويثير موضوع التنظيم اإلداري ،من الناحية العملية ،بعض اإلشكاالت ،ففكرة الشخصية
المعنوية ليست مقصورة فقط على القانون العام ،بل نشأت في مجال القانون الخاص أساسا ،وهي تعتبر
نظرية كالسيكية في مجال القانون ،قد ال تتماشى مع التطورات الراهنة التي تعرفها النظم الدستورية
اليوم ،هذا من جهة .ومن جهة أخرى فالمركزية والالمركزية اإلدارية تتفاوت درجات تطبيقهما حسب
ظروف كل دولة وحاجياتها .ولذلك تطرح هذه الدراسة إشكالية مفادها:
إلى أي مدى تتناسب أسس التنظيم اإلداري التقليدية مع مقتضيات اإلدارة العامة الحديثة؟
ما مدى فاعلية الجمع بين نظامي المركزية والالمركزية في اإلدارة الجزائرية؟
ولإلجابة على هذه اإلشكالية والتساؤالت الفرعية عنها ،البد من المزج بين بعض المناهج
العلمية ،حيث سيتم استخدام المنهج الوصفي في توضيح المفاهيم القانونية والفقهية ،في بيان التعريفات
والخصائص بصفة عامة كتعريف الشخصية المعنوية ،المركزية اإلدارية ،الوالية مثال ،والمنهج
3
مقدمة
1
التحليلي في تحليل النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بالتنظيم اإلداري الجزائري كقانون البلدية
والوالية 2مثال.
نهدف من خالل هذه الدراسة إلى معرفة الجانب النظري والقانوني لمبادئ التنظيم اإلداري في
الجزائر وإسقاطه على الجانب التطبيقي والعملي ،بناءا لما جاء به الفقه من أراء (الجانب النظري)،
وما نص عليه المشرع الجزائري (الجانب القانوني).
اختيار هذا الموضوع كان راجع ألسباب موضوعية وأخرى شخصية .فاألسباب الموضوعية
تتمثل في كون انه ال يمكننا تصور دولة (بصفة عامة) او إدارة (بصفة خاصة) ،قائمة بذاتها بدون
وجود نظام او تنظيم تعتمده هذه األخيرة في تسيير شؤونها ومهامها اإلدارية ،مما جعل هذا الموضوع
يحتل مكانة بارزة وذات أهمية بالغة في المجال اإلداري ،بحيث تخصيص محور كامل للتنظيم اإلداري،
فعندما نقول تنظيم اداري نعني به مبادئه واسسه .أما األسباب الشخصية تتمثل في كون ان لدينا اهتمام
كبير باإلدارة ،خاصة في مجال تنظيمها.
وعليه س تقتصر دراسة موضوع البحث في المبادئ التي يرتكز عليها التنظيم اإلداري في
الجزائر في الوقت الراهن طبقا للقوانين والتنظيمات سارية المفعول.
ولإللمام بجميع جوانب الدراسة واالجابة على التساؤالت التي تطرحها اإلشكالية ،تم االعتماد
على التقسيم الثنائي وفق فصلين ،الفصل األول تم التطرق فيه إلى الشخصية المعنوية كأساس قانوني
للتنظيم اإلداري ،أما الفصل الثاني تم التعرض فيه إلى المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني
للتنظيم اإلداري.
القانون رقم 10-11المؤرخ في 22فبراير 2011المتعلق بالبلدية ،ج.ر .رقم 37مؤرخة في 03جويلية .2011 1
القانون رقم 07-12المؤرخ في 21فبراير 2012المتعلق بالوالية ،ج.ر .رقم 12مؤرخة في 29فبراير .2012 2
4
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
الفصل األول :الشخصية المعنوية كأساس للتنظيم اإلداري
واألصل أن الشخصية القانونية تنسب لإلنسان فقط ،ألنه يتمتع منذ والدته باألهلية القانونية التي
تمكنه من اكتساب حقوق وتحمل التزامات ألداء دوره في المجتمع ،إال ان عجزه على النهوض بكافة
متطلبات المجتمع من جهة؛ وانتهاء شخصيته بالوفاة ،وحاجة المجتمع إلى دوام واستمرار مرافقه العامة
من جهة أخرى ،2ك ان البد من منح األهلية القانونية ألشخاص أخرى ،فظهرت الشخصية المعنوية،
ومقتضاها منح الشخصية القانونية إلى مجموعة من األفراد أو مجموعة من األموال أو كالهما معا
تهدف إلى تحقيق هدف معين ويكون كيان ذاتي مستقل عن األفراد المكونين لها.3
ويتشابه الشخص المعنوي مع الشخص الطبيعي في كون أن له بداية ونهاية ،ويترتب على
االعتراف به مجموعة من اآلثار التي تجعله يكتسب حقوقا ويتحمل التزامات إال ما كان مالزما لصفة
اإلنسان.
وخالل هذا الفصل ستتم دراسة الشخصية المعنوية ،وذلك بالتطرق إلى ماهيتها (المبحث األول)،
والنظام القانوني الذي يحكمها (المبحث الثاني).
يطلق البعض من فقهاء القانون اسم الشخصية االعتبارية إال أن المصطلح الذي سيتم اعتماده في هذه الدراسة هو الشخصية المعنوية. 1
مأمون عبد العزيز ،القانون االداري ،الطبعة األولى ،دار االعصار العلمي للنشر والتوزيع ،االردن ،2017 ،ص.91. 2
مازن ليو راضي ،الوجيز في القانون اإلداري ،الطبعة الثالثة ،منشورات األكاديمية العربية ،الدنمارك ،2008 ،ص.38. 3
5
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
المبحث األول :ماهية الشخصية المعنوية
إن الشخصية المعنوية ضرورة اجتماعية ال يسع التشريعات في العصر الحديث إال االعتراف بها،
حتى تتمكن الدولة من القيام بمهامها ،فلم يعد يعترف بالشخصية القانونية لألشخاص الطبيعية فقط؛
وإنما لألشخاص المعنوية كذلك ،وهذا راجع إلى الضرورات االقتصادية واالجتماعية التي اقتضت
ذلك ،فهناك الكثير من األعمال ال يستطيع االنسان القيام بها بمفرده؛ إما ألنها تتطلب جهدا أكبر أو
مجموعة رؤوس أموال ،أو تأخذ وقتا اطول إلنجازها ،وبسبب هذا كان ال بد من تجميع الجهود ورؤوس
االموال حتى يمكن تحقيق ما ال يمكن للفرد تحقيقه لوحده ،وهنا جاءت فكرة الشخص المعنوي.
وسوف يتم التطرق في هذا المبحث إلى دراسة ماهية الشخصية المعنوية وذلك وفق مطلبين،
المطلب األول سيتم اإلشارة فيه إلى مفهوم الشخصية المعنوية ،أما المطلب الثاني سيتم تناول أنواع
األشخاص المعنوية فيه.
سيتم من خالل هذا المطلب دراسة مفهوم الشخصية المعنوية ،وذلك من خالل ثالثة فروع،
يهدف األول إلى تعريف الشخصية المعنوية ،أما الفرع الثاني فيدرس األهمية التي تنشدها ،أما الفرع
الثالث فيتناول طبيعة الشخصية المعنوية.
ال بد من معرفة التعريف التشريعي (أوال) ثم التعريف الفقهي (ثانيا) للشخصية المعنوية ،كما
هو مبين اسفله:
محمد علي الخاليلة ،القانون اإلداري ،الكتاب األول ،الطبعة األولى ،اثراء للنشر والتوزيع ،األردن ،2010 ،ص.93. 1
6
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
أوال :التعريف التشريعي:
لم يتطرق المشرع الجزائري إلى تعريف الشخصية المعنوية ،ذلك انه ليست من مهام المشرع
التعريف وانما هي مهمة الفقه .لكنه اعترف بالشخصية المعنوية ،فبالرجوع للقانون المدني الجزائري
نجد انه قد تطرق إلى أنواع األشخاص المعنوية من خالل نص المادة 49التي جاء فيها " :األشخاص
االعتبارية هي:
-الجمعيات ،الوقف،
ما يالحظ ان المشرع قد اعترف بفكرة الشخصية المعنوية دون تعريفها ،كما ذكر أنواع
األشخاص المعنوية على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر؛ بحيث أنه ،في الفقرة السادسة ()06
من المادة المذكورة اعاله ،ترك المجال مفتوحا أمام أنواع أخرى من األشخاص االعتبارية التي قد
تظهر مستقبال ،ثم قام بذكر الحقوق الي يتمتع بها األشخاص المعنوية ،وذلك في نص المادة 50من
نفس القانون.
االمر رقم 58-75المؤرخ في 20رمضان عام 1395الموافق 26سبتمبر سنة ،1975المتضمن القانون المدني ،المعدل 1
والمتمم.
محمد رضا جنيح ،القانون اإلداري ،الطبعة الثانية ،مركز النشر الجامعي ،تونس ،2008 ،ص.60. 2
7
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
و هناك من اعتبر الشخصية المعنوية مثل الخيال بانها بناء للروح (الوجود المادي) التي تجعل
من الممكن التعامل مع كيانات ومجموعة مصالح مثل الحقوق كما هو الحال بالنسبة الى االشخاص
الطبيعية .1
ودون الخوض في كل التعريفات ،يمكن القول أن معظم الفقهاء يذهبون إلى تعريف الشخصية
المعنوية على انها "مجموعة أشخاص تسعى لتحقيق غرض معين أو مجموعة من األموال ترصد
لغرض معين ،أو كالهما معا ،ويعترف لها المشرع بالشخصية القانونية بالقدر الالزم لتحقيق هذا
الغرض (يعني في حدود الغرض الذي تسعى لتحقيقه) ،وتكون مستقلة عن العناصر المكونة لها" .2
ويمكن النظر إلى هذه األهمية من زاويتين :إحداهما فنية (أوال) واألخرى قانونية (ثانيا):
1
André de L’aubaderai ; Jean Chaude Venezia ; Yves Gaudemet, droit administrative, 8 e édition, Armand Colin, France,
2002, p.169.
2محمد حسن قاسم ،المدخل لدراسة القانون ،الجزء الثاني «نظرية الحق" ،منشورات الجبلي الحقوقية ،اإلسكندرية ،2009 ،ص.404.
3هاني علي الطهراوي ،القانون االداري ،الطبعة األولى ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،االردن ،2006 ،ص.123.
سعيد بوعلي؛ نسرين شريقة؛ مريم عمارة ،المرجع السابق ،ص.35. 4
8
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
ثانيا :األهمية القانونية:
تلعب الشخصية المعنوية دورا قانونيا هاما في نطاق التنظيم االداري ،إذ بواسطتها يمكن القيام
بمختلف الوظائف االدارية من خالل األشخاص الطبيعية بصفتهم موظفي الدولة الذين يعملون باسم
اإلدارة ولحسابها ،فتعتبر اعمالهم أعمال األشخاص االدارية رغم انها انجزت بواسطة أشخاص
طبيعيين.1
وسوف تتم دراسة هذه النظريات مع بيان موقف المشرع الجزائري منها.
لكن يعاب على هذه النظرية أنها تستند إلى فكرة ارتباط الحق بوجود اإلنسان وإرادته ،إال أنه قد
يوجد اإلنسان لكن بدون إرادة كالمجنون مثال.
سعيد بوعلي؛ نسرين شريقة؛ مريم عمارة ،المرجع السابق ،ص.35. 1
محمد الصغير بعلي ،المدخل للعلوم القانونية( ،بدون طبعة) ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2006 ،ص.160. 2
9
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
ان تتجسد الحقائق القانونية في هياكل مادية؛ فحين يجتمع عدد من االفراد مستهدفين غرضا مشتركا
فانه يتكون شعور وارادة جماعية مستقلة عن ارادة االفراد المكونين لهذه المجموعة .1
بالرغم من ان ألصحاب هذه النظرية قاموا بتفسير الشخصية القانونية وتأصيلها لجماعات افراد،
إال انه تم توجيه انتقاد لهم في كون انهم عجزوا عن تفسير بعض التجمعات كتجمعات أموال.
إال أن تطبيقها ينتج عنه الرجوع بالفكر القانوني إلى الوراء ،كون ان فكرة الملكية المشتركة
ظهرت قبل ظهور فكرة الشخصية المعنوية ،وهذا يعتبر كانتقاد لها.
ويتضح من مضمون النصوص القانونية المتعلقة بتنظيم فكرة الشخصية المعنوية في النظام
القانوني الجزائري وعلى رأسها القانون المدني؛ ان المشرع الجزائري يميل إلى نظرية االفتراض
والمجاز في تحديد طبيعة الشخصية المعنوية .4وذلك بناء على ما جاءت به المادة 49من القانون
المدني (سابقة الذكر).
1فريجة حسين ،شرح القانون االداري "دراسة مقارنة" ،بدون طبعة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2009 ،ص.95.
محمد الصغير بعلي ،المدخل للعلوم القانونية ،المرجع السابق ،ص.160. 2
2عمار عوابدي ،القانون االداري ،الجزء األول "النظام االداري" ،الطبعة الرابعة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،2007 ،
ص.188.
10
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
المطلب الثاني :أنواع األشخاص المعنوية
تنقسم األشخاص المعنوية إلى نوعين :عامة وأخرى خاصة ،ومرجع هذا التقسيم يعود إلى تقسيم
القانون إلى قانون عام وقانون خاص ،1لكن بالرغم من ذلك هناك عدة معايير وضعها الفقه من أجل
االعتماد عليها عند التمييز بين األشخاص المعنوية.
ويمكن تلخيص هذه المعايير في :معيار الهدف ،الذي ينظر إلى الغرض من الشخص المعنوي
إذا ما كان يهدف إلى تحقيق المصلحة العامة (شخص معنوي عام) أو إلى تحقيق مصلحة خاصة
(شخص معنوي خاص) ،ومعيار النشأة ،الذي ينظر إلى الجهة التي انشاته؛ إذا ما كانت الدولة أو
الخواص ،2ومعيار االمتيازات العامة ،ومفاده إذا ما كان الشخص المعنوي حائزا على امتيازات عامة
أو ال ،باإلضافة إلى معيار االنضمام االجباري بحيث يكون انضمام االفراد إلى األشخاص المعنوية
العامة اجباري وإلى األشخاص المعنوية الخاصة اختياري .3
ومن خالل هذا المطلب ،سيتم دراسة أنواع األشخاص المعنوية بالتفصيل ،وذلك باإلشارة إلى
األشخاص المعنوية العامة (الفرع األول) واألشخاص المعنوية الخاصة (الفرع الثاني) ،باإلضافة إلى
الفرق بين األشخاص المعنوية العامة واألشخاص المعنوية الخاصة (الفرع الثالث).
محمد الصغير بعلي ،المدخل إلى العلوم القانونية ،المرجع السابق ،ص.164. 2
ناصر لباد ،األساسي في القانون اإلداري ،الطبعة األولى ،دار المجدد للنشر والتوزيع ،الجزائر( ،بدون سنة) ،ص.50. 4
11
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
وفقا للمادة 49من القانون المدني الجزائري ،التي سبق ذكرها ،نجد ان المشرع ذكر األشخاص
المعنوية العامة بشكل غير حصري ،ومع ذلك يمكن تقسيم األشخاص المعنوية العامة إلى أشخاص
معنوية إقليمية وأشخاص معنوية مرفقية.
يقصد بها األشخاص المعنوية التي تمارس اختصاصها في مجال جغرافي معين ،1وحسب المادة
49سالفة الذكر ،تتمثل هذه األشخاص في الدولة والجماعات االقليمية (الوالية والبلدية):
أ) -الدولة:
تعتبر أول األشخاص المعنوية في التشريع الجزائري ،فقد جاء ذكرها على راس المادة 49من
القانون المدني (سالقة الذكر) وذلك نظرا ألهميتها؛ النها تشكل الشخص المعنوي االم الذي تتفرع عنه
األشخاص المعنوية األخرى ،والتي بدورها هي التي تمنح الشخصية المعنوية الخاصة لألفراد والهيئات
الخاصة مع ممارسة سلطة االشراف والرقابة عليها .2
و ينحصر اختصاص الدولة في نطاق اقليم معين وال يحتاج وجودها إلى نص في الدستور أو
قانون أو اي وثيقة أخرى ذات طابع دولي أو داخلي .3
كما أنه هاجم البعض فكرة الشخصية المعنوية للدولة ،وهذا انطالقا من فكرة أن الدولة توجد
بمجرد أن ينقسم المجتمع الواحد إلى حكام ومحكومين ،غير أن الفقه الغالب سواء في القانون الدستوري
أو اإلداري يعترف للدولة بالشخصية المعنوية ،وذلك أنه لوال الشخصية المعنوية لما تم الفصل بين
ممتلكات الدولة واألفراد من جهة ،وعدم إقرار مسؤولية الدولة من جهة أخرى.4
12
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
ب) -الجماعات االقليمية (الوالية والبلدية):
نص المشرع الجزائري من خالل المادة 16من الدستور الجزائري لسنة 12016على ان:
"الجماعات االقليمية للدولة تتمثل في الوالية والبلدية".
-)1الوالية:
بالرجوع إلى المادة األولى من قانون الوالية 2أن المشرع اعتبر الوالية جماعة إقليمية تتمتع بالشخصية
المعنوية والذمة المالية المستقلة.
فهي تتمتع بالشخصية القانونية واالستقالل المالي تمارس مهامها المحددة في القانون على
مستوى إقليم الوالية ،بحيث انها استقلت عن الدولة ماليا واداريا من أجل تخفيف العبء عليها وحتى
تساعدها في أداء مهامها حسب ما تتطلب الظروف في كل جزء من االقليم ،واستقلت عن الدولة ماليا
وإداريا حتى تساعد الدولة ذاتها في أداء مهامها بحسب ما تتطلبه الظروف الخاصة بكل جزء من
اإلقليم.3
-)2البلدية:
نص المشرع في الفقرة الثانية من المادة األولى من قانون البلدية" 4على ان البلدية تتمتع
بالشخصية القانونية والذمة المالية المستقلة".
فالبلدية هي الجماعة القاعدية لإلدارة المحلية ،5فعبارة عن منظمة اقليمية مستقلة تمارس مهامها
المحددة في القانون على مستوى رقعة جغرافية (اقليم البلدية) ،اعترف لها المشرع الجزائري
بالشخصية االعتبارية دستوريا ومدنيا .بحيث أن نطاقها الجغرافي أضيق من النطاق الجغرافي للوالية.
القانون رقم 01-16المؤرخ في 06مارس 2016ج.ر .رقم 14المؤرخة في 7مارس ،2016المتضمن التعديل الدستوري. 1
القانون رقم 07-12المؤرخ في 21فبراير سنة 2012المتعلق بالوالية ،ج.ر .رقم 12المؤرخة في 29فبراير .2012 2
القانون رقم 10-11المؤرخ في 22يونيو 2011المتعلق بالبلدية ،ج.ر .رقم 37المؤرخة في 03جويلية .2011 4
13
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
مما ال شك فيه أن االعتراف بالشخصية المعنوية للبلدية سوف يخفف العبء فعال على كل من
الدولة والوالية ،وذلك بما ينجم عن هذا االستقالل والفصل من آثار قانونية سواء في مجال التعاقد أو
الذمة المالية أو المسؤولية القانونية.
يطلق عليها الفقه اسم المؤسسات العامة ،اختصاصها مقيد بالغرض الذي انشئت من اجله،1
بحيث ترتكز في وجودها على االختصاص المرفقي اي التكفل بنشاط معين ،فهي تنشأ من أجل
تحقيق مصالح عامة لألفراد تحت رقابة الدولة أو أحد األشخاص االعتبارية التابعة لها؛ والتي لجأ
إليها المشرع من أجل إدارة المرافق العامة التي تتطلب نوعا من االستقاللية لضمان فعاليتها وحسن
ادارتها ،2بحيث لها دور ال يستهان به في مساعدة الدولة في أداء مهامها.
وبالرجوع إلى نص المادة 49من القانون المدني قد أطلق عليا المشرع المؤسسات العمومي
ذات الطابع اإلداري ،مما ينجم عن هذا االعتراف باختصاص القاضي اإلداري بالفصل في المنازعات
التي تكون طرفا فيها.
وتنقسم هذه المؤسسات إلى نوعين :المؤسسات العامة الوطنية والمؤسسات المحلية اإلقليمية،
والتي سوف يتم دراستها بالتفصيل فيما يلي:
محمد الصغير بعلي ،القانون االداري "التنظيم االداري"( ،بدون طبعة) ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2002 ،ص.35. 2
14
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
ب) المؤسسات المحلية االقليمية:
هي المؤسسات التي تنشا بقرار أو مداولة من الهيئات المحلية (الوالية والبلدية) وعادة ما يرتبط
جاء في المادة 153من قانون البلدية رقم 10-11انه" :يمكن للبلدية ان تنشئ مؤسسات
عمومية تتمتع بالشخصية المعنوي والذمة المالية المستقلة من أجل تسير مصالحها" ،كما اشارت المادة
154من نفس القانون ،على انه قد تكون هذه المؤسسات ذات طابع اداري ،أو ذات طابع صناعي
وتجاري.
نصت المادة 146من قانون الوالية رقم 07-12على انه" :يمكن للمجلس الشعبي الوالئي ان
ينشئ مؤسسات عمومية والئية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي قصد تسيير المصالح
العمومية" ،كما اشارت المادة 147من نفس القانون على انه قد تأخذ هذه المؤسسات شكل مؤسسات
ذات طابع اداري ،أو ذات طابع صناعي ،ويتم انشاؤها بموجب مداولة من المجلس الشعبي الوالئي.
وتنقسم األشخاص المعنوية الخاصة إلى نوعين :مجموعات أشخاص (أوال) ومجموعات اموال
(ثانيا).
1
عمار بوضياف ،المرجع السابق ،ص.151.
2محمد علي الخاليلة ،المرجع السابق ،ص.98.
15
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
أوال :مجموعات األشخاص:
يقوم هذا النوع من األشخاص المعنوية على اجتماع عدد من األشخاص الطبيعية والمعنوية،
وتنقسم بدورها على حسب الغرض منها ما إذا كان الهدف منها تحقيق ربح مادي والمتمثلة في الشركات
(أ) ،أو تحقيق غرض اخر كأعمال خيرية والتي نقصد بها الجمعيات (ب) .1
أ) -الشركات:
بالرجوع إلى المادة 416من القانون المدني الجزائري؛ يمكن تعريف الشركة بانها" :عقد
بمقتضاه يلتزم شخصان طبيعيان أو اعتباريان أو أكثر على المساهمة في نشاط مشترك بتقديم حصة
من عمل أو مال أو نقد ،بهدف اقتسام الربح الذي قد ينتج أو تحقيق اقتصاد أو بلوغ هدف اقتصادي
ذي منفعة مشتركة؛ كما يتحملون الخسائر التي قد تنجر عن ذلك" .فنالحظ أن المشرع اعتبر الشركات
أشخاص معنوية يتم إنشاؤها عن طريق التعاقد بهدف تحقيق الربح.
ب) -الجمعيات:
الجمعيات هي كل جماعة ذات تنظيم مستمر لمدة معينة أو غير معينة تتألف من أشخاص
طبيعية أو اعتبارية بغرض غير الحصول على ربح مادي .2
نجد ان المشرع قد أشار في المادة 02من قانون الجمعيات 3إلى انه "تعتبر الجمعية في مفهوم
هذا القانون تجمع أشخاص طبيعيين و/أو معنويين على أساس تعاقدي لمدة محددة أو غير محددة.
ويشترك هؤالء األشخاص في تسخير معارفهم ووسائلهم تطوعا ولغرض غير مربح من أجل ترقية
األنشطة وتشجيعها."...
وتجدر اإلشارة إلى انه تمثل الشخصية المعنوية من طرف شخص طبيعي مفوض خصيصا
لهذا الغرض.
فاضلي سيد علي ،نظام عمل الجمعيات في التشريع الجزائري ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق ،بسكرة ،2009/2008 ،ص.08. 2
القانون رقم 06-12المؤرخ في 18صفر عام 1433الموافق 12يناير 2012المتعلق بالجمعيات. 3
16
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
ثانيا :مجموعات األموال
يتمثل هذا النوع في تخصيص مجموعة من األموال لتحقيق مشروع يعود بالنفع العام أو عمل
تطوعي؛ ويكون ذلك أما في شكل مؤسسة خاصة أو في شكل وقف .1
إعطاء هذه األموال لشخص معنوي مستقل بذاته عن السلطة العامة .2
ب) -الوقف:
هو نظام مأخوذ من الشريعة اإلسالمية وهو حبس العين عن التملك ،وتطرق اليه المشرع
الجزائري في المادة 03من قانون األوقاف بانه " :حبس العين عن التملك وجه التأبيد والتصدق
وال يعتبر الوقف ملكا لألشخاص الطبيعيين واالعتباريين سواء كانوا واقفين أو موقوفا عليهم؛
فالمشرع اخرج المال الموقوف من ملك الواقف ولم ينقله إلى ملكية الموقوف عليه بل اعتبر الوقف
مؤسسة قائمة بذاتها ،4وهذا ما أكده المشرع في المادة 05من قانون األوقاف (سابق الذكر) ،والتي
تنص على ان " :الوقف ليس ملكا لألشخاص الطبعيين وال االعتباريين" ،بحيث ان المشرع قام من
خالل هذه المادة باالعتراف بالشخصية المعنوية للوقف وهو اعتراف منسجم مع احكام المادة 49من
القانون المدني المعدل والمتمم (السابق الذكر).
بن مشرنين خير الدين ،إدارة الوقف في القانون الجزائري ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق ،تلمسان ،2012-2011 ،ص.21. 4
17
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
الفرع الثالث :الفرق بين األشخاص المعنوية العامة واألشخاص المعنوية الخاصة
فبعد التطرق لكال النوعين من األشخاص يتوجب اإلشارة إلى الفرق بينهما كاستنتاج أو خالصة
لما تم دراسته ،فيكمن الفرق بين هذه األشخاص في عدة نواحي ،كما هو مبين أدناه:
فبعد دراسة ماهية الشخصية المعنوية ،يتوجب التطرق إلى النظام القانوني الذي يحكم أو ينظم
الشخصية المعنوية.
سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة ،المرجع السابق ،ص.40. 1
2
جورج فودال؛ بيار دلفولفيه ،ترجمة منصور القاضي ،الطبعة األولى ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع( ،دون بلد
النشر) ،2001 ،ص.296.
18
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
وللشخصية المعنوية بداية ونهاية شانها في ذلك شان الشخص الطبيعي ،فعلى الرغم من األهمية
البالغة التي تكتسيها هذه األخيرة إال انه لها نهاية تتعدد أسبابها ويترتب عنها مجموعة من النتائج.
كما يترتب على اكتساب أو التمتع بالشخصية المعنوية مجوعة من االثار التي تنتسب للشخص
المعنوي الذي اعترف له المشرع بذلك.
ولذلك سوف يتم من خالل هذا المبحث دراسة النظام القانوني للشخصية المعنوية ،وذلك بالتطرق
إلى كل من بداية ونهاية الشخصية المعنوية في المطلب األول ،واثار االعتراف بالشخصية المعنوية
في المطلب الثاني.
ان الشخصية المعنوية شانها شان الشخص الطبيعي له بداية ونهاية ،مما يستدعي االمر إلى
معرفة متى تبدأ الشخصية المعنوية؟ أو بمعنى آخر متى تكتسب الشخصية المعنوية؟ وبالمقابل متى
تنتهي هذه الشخصية؟
ولذلك سيقسم هذا المطلب إلى فرعين ،يتناول األول بداية الشخصية المعنوية ،أما الثاني
فيخصص لنهاية هذه الشخصية.
19
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
ويتوقف اتخاذ هذا القرار على توافر مجموعة مقومات أو ما يسمى باركان الشخصية المعنوية
التي من شانها أن تجعل المشرع يقر بوجود الشخص المعنوي ،وفيما يلي بيانها:
فنالحظ أن عنصر المال ضروري في كال الحالتين ،أما العنصر الشخصي في ال يتوجب توافر
مجموعة أشخاص بل يكفي شخص واحد على عكس الحالة الثانية التي يتوجب مجموعة أشخاص.
ويمكن ان نأخذ على سبيل المثال الوالية والبلدية فهي تنشأ بموجب قانون (الوسيلة القانونية)
الذي تصدره السلطة التشريعية (الجهة المختصة) ،وكذا الجمعيات التي تنشا بموجب ترخيص (الوسيلة
القانونية) الصادر عن الوالي (الجهة المختصة) بعد توافر شروطها طبقا لقانون الجمعيات.3
2محمد الصغير بعلي ،القانون االداري "التنظيم االداري" ،المرجع السابق ،ص.36.
سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة ،المرجع السابق ،ص.41. 3
20
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
وبالتالي ال يتحقق الوجود القانوني للشخصية المعنوية إال بعد تحقيق الوجود الفعلي لها وهذا
يكون بعد توافر جميع األركان التي سبق اإلشارة لها.
تنتهي الشخصية المعنوية لمجموعة من األسباب متنوعة ،تتمثل في :انتهاء األجل أو تحقيق
الغرض والحل أو اإللغاء.
تنتهي الشخصية المعنوية بانتهاء أجلها وذلك في حالة ما إذا كان وجودها مؤقتا أو محددا زمنيا.
كما قد تنتهي بتحقيق الغرض الذي أنشأت من اجله ،1فمثال يتم انشاء شركة أو جمعية لفترة معينة أو
لغرض معين ،فبمجرد انتهاء تلك اآلجال أو تحقيق ذلك الغرض تنتهي الشخصية المعنوية للشركة أو
الجمعية تلقائيا وبشكل طبيعي.
محمد الصغير بعلي ،المدخل للعلوم القانونية ،المرجع السابق ،ص.169. 1
21
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
-)1الحل االتفاقي:
يتخذ غالبا بإرادة المؤسسين في الجمعية أو مؤسسة معينة أو شركاء في شركة كشركة
التضامن ،فيقررون بإرادتهم المنفردة حل تلك الشركة أو المؤسسة ألسباب معينة .1
-)2الحل اإلداري:
يرجع صدور قرار الحل اإلداري إلى الجهة اإلدارية المختصة ،التي في الغالب تكون الجهة
المنشئة أو المستحدثة للمؤسسة أو الشركة الوطنية المتمتعة بالشخصية االعتبارية ،2مثل حل مؤسسة
بلدية بقرار بلدي أوحل جمعية وطنية بقرار وزاري نظرا لمخالفتها للقانون.
فالحل القضائي يكون بموجب رفع دعوى قضائية أمام القضاء المختص وصدور قرار قضائي
يقضي بالحل ،أما الحل القانوني يكون بتدخل المشرع بموجب قانون أو مرسوم يقضي بإلغاء الشخص
المعنوي ،كما هو الشأن في حالة الغاء بلدية أو والية في إطار إعادة التقسيم اإلقليمي للبالد النها ال
تنشا وال تلغى إال بموجب قانون من البرلمان.
-فالدولة باعتبارها أهم األشخاص المعنوية العامة تقتضي شخصيتها بزوال أو فقد ركن من
أركانها التي تقوم عليها ،كما لو انقسمت إلى عدة دول أو اندمجت بدولة أخرى.3
-أما األشخاص المعنوية اإلقليمية فتنتهي بنفس األداة التي أنشأت بها ،كما لو صدر قانون يعيد
تقسيم الوحدات المحلية ،فيلغي بعض األشخاص المعنوية اإلقليمية ويستحدث غيرها أو
يدمجها في بعضها.
-واألشخاص المعنوية المرفقية والمهنية يتم إلغاؤها أو حلها بذات الطريقة التي أنشأت بها أو
باندماجها بشخص معنوي مرفقي آخر.4
سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة ،المرجع السابق ،ص.43. 1
22
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
ثانيا :آثار انتهاء الشخصية المعنوية
إن حقوق الشخص الطبيعي عند وفاته ،تتحول إلى ما يعرف بالتركة أو الميراث ،أما بالنسبة
للشخص المعنوي فتطرح بشأنه التساؤل حول مآل حقوقه والتزاماته ومختلف عالقاته القانونية بعد
انتهائه ،فما هي آثار انتهاء الشخصية المعنوية؟
األصل ان الشخص المعنوي يبقى قائما ،ويمتد بالقدر الكافي للتصفية حيث تسدد ديونه وتحول
باقي حقوقه إلى الجهة التي يقررها سند انشائه ،أو وفقا لما يقضي به اجراء الحل أو طبقا للقانون،1
بمعنى أنه ال ينتهي الشخص المعنوي مباشرة بعد توافر أحد األسباب السابقة ،بل يبقى قائما إلى حين
أن يقوم تسديد كامل ديونه وإحالة كافة حقوقه إلى الجهة التي يتم تقريرها سابقا.
إن االعتراف بالشخصية المعنوية على هذا النحو يرتب مجموعة من اآلثار ،بحيث يصبح
الشخص المعنوي يتمتع بالحقوق وااللتزامات ،إال ما كان منها مالزما لصفة االنسان ،وذلك في الحدود
التي يقررها القانون.
ومن هذه اآلثار ما نصت عليه في المادة 50من القانون المدني الجزائري ،بحيث أشار المشرع
الى هذه اآلثار في الفقرة الثانية من هذه المادة على أنه" يكون لها خصوصا ذمة مالية ،أهلية في الحدود
التي يعينها عقد انشائها او التي يقررها القانون ،موطن ،نائب يعبر عن ارادتها وحق التقاضي" ،ومنها
ما هو غير منصوص عليه في هذه المادة.
وعليه سوف تتم دراسة هذه اآلثار وذلك في فرعين ،حيث سيتم تناول االثار الواردة في المادة
50من القانون المدني (الفرع األول) ثم اآلثار غير الواردة في هذه المادة (الفرع الثاني).
23
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
الفرع األول :اآلثار الواردة في المادة 50من القانون المدني الجزائري
بالرجوع إلى نص المادة 50من القانون الجزائري نجد ان المشرع نص على مجموعة من
الحقوق التي يتمتع بها الشخص المعنوي (غير مالزمة لصفة االنسان) والمتمثلة في كل من :االهلية،
في الحدود التي يعينها عقد انشائها أو التي يقررها القانون (أوال)؛ موطن ،وهو المكان الذي يوجد فيه
مركز ادارتها (ثانيا)؛ نائب يعبر عن ارادتها (ثالثا)؛ وحق التقاضي (رابعا) .وفيما يلي تفصيل ذلك:
يتمتع الشخص المعنوي مثل الشخص الطبيعي باألهلية القانونية بشقيها :أهلية الوجوب التي
تعني القدرة على التمتع بالحقوق وتحمل االلتزامات ،1وأهلية األداء التي يقصد بها صالحية الشخص
لمباشرة األعمال والتصرفات القانونية بنفسه ،مع اإلشارة إلى ان نطاق ومدى أهلية الشخص المعنوي
اضيق من أهلية الشخص الطبيعي بحيث انه ال تتعدى أهلية األول إلى ما كان لصيقا بصفة االنسان مثل
حقوق االسرة .2
وأهلية الشخص المعنوي مقيدة بممارسة التصرفات القانونية التي تدخل في ميدان نشاطه
وتخصصه ،ومقيدة كذلك بحدود الهدف الذي يسعى لتحقيقه ،مع اإلشارة إلى ان هذه االهلية مستقلة عن
شخصية األعضاء المكونين له ويمارسها عنهم من يمثله من األشخاص الطبيعية باسم الشخص
المعنوي.3
فبناء على ذلك فيعترف المشرع لألشخاص المعنوية العامة بالحق في القيام بالتصرفات القانونية
كالتعاقد مثال هذا من جهة ،ويترتب من جهة أخرى تحمل مجموعة من االلتزامات التي يقررها القانون،
فنأخذ على سبيل المثال الدولة كشخص معنوي عام ،فلوال االعتراف لها بالشخصية المعنوية ما أصبح
لها الحق في إبرام العقود وتحمل ما ينتج عن أعمالها وأعمال موظفيها.
سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة ،المرجع السابق ،ص.42. 3
24
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
ثانيا :الموطن:
يتمتع الشخص المعنوي بموطن مستقل عن موطن أعضائه وهو المكان الذي يوجد فيه مركز
ادارته ،ويقصد بمركز اإلدارة المركز الرئيسي وليس حتما ان يكون مركز االستغالل .1وللموطن
أهمية خاصة في تحديد االختصاص القضائي أي الجهة القضائية المختصة إقليميا بالنظر في الدعاوى
التي ترفع من قبل الشخص المعنوي أو توجه ضده .2
لذلك من الضروري ان يكون للشخص المعنوي موطن خاص به ومستقل ،وعلى سبيل المثال:
موطن الوالية هو مركز الوالية ،والشركات التي يكون مركزها الرئيسي في الخارج ولها نشاط في
الجزائر يعتبر مركزها في نظر القانون الداخلي في الجزائر .3فللموطن أهمية خاصة بالنسبة للشخص
المعنوي ،بحيث يتم تحديد الجهة القضائية المختصة بالنظر في الدعاوى التي يكون الشخص المعنوي
طرفا فيهان كما انه يجب إعالن األوراق الرسمية والقضائية.
فبالرجوع إلى المادة 803من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية 4التي نصت على أنه "يتحدد
االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية طبقا للمادتين 37و 38من هذا القانون" ،ومنه يؤول
االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه ،ان لم يكن
له موطن معروف فيعود االختصاص للجهة القضائية التي يقع فيها اخر موطن له ،وفي حالة اختيار
موطن يؤول االختصاص للجهة القضائية التي يقع فيها الموطن المختار ،ما لم ينص القانون على
خالف ذلك ،أما في حالة تعدد المدعى عليهم يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع في
دائرة اختصاصها موطن أحدهم ،5هكذا يتم تحديد االختصاص القضائي بناءا على موطن المدعى عليه
والذي في هذه الحالة الشخص المعنوي العام.
قانون رقم 09-08المؤرخ في 25فبراير 2008المتضمن لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية. 4
25
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
ثالثا :النائب:
بمجرد االعتراف بالشخص المعنوي من الجهة المختصة ،يعترف له باألهلية والتي أساسها
التمييز ،فال يمكن للشخص المعنوي ان يعبر عن ارادته بنفسه ألنه ليس له وجود مادي ملموس يمكن
ان يرى بالعين المجردة ،لذلك وجب ان يمثله شخص طبيعي يتحدث ويبرم العقود باسمه ولحسابه وحتى
أنه يتقاضى باسمه ،1فالوالي نائب عن الوالية ورئيس المجلس الشعبي البلدي نائب عن البلدية وعميد
الجامعة نائب عنها.
بحيث انه ال يمكن ألي مؤسسة أو هيئة فاقدة للشخصية االعتبارية الدفاع أو االدعاء أمام القضاء
بينما األشخاص االعتبارية تتمتع بحق مشروع وهو حق التقاضي كونها تستطيع المطالبة بحقوقها أمام
القضاء واالدعاء ضد المجموعة الخاضعة لها (األشخاص المعنوية فيما بينها) ويكون ذلك عن طريق
أشخاص طبيعيون يمثلونه ويعبرون عن إرادته في التقاضي .3فبالرجوع إلى نص المادة 828من
قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،نجد أن المشرع تناول فيها مسألة تمثيل الشخص المعنوي العام
عندما يكون طرفا في الدعوى سواء بصفة مدعي أو مدعى عليه ،فتمثل الدولة بواسطة الوزير المعني،
والوالية يتم تمثيلها من طرف الوالي ،أما البلدية فيمثلها رئيس المجلس الشعبي البلدي ،في حين أن
المؤسسات ذات الصبغة اإلدارية ينوب عنها ممثلها القانوني.
كما سبق اإلشارة على ان المادة 50من القانون المدني؛ تضمنت العديد من اآلثار القانونية
المترتبة على اكتساب الشخصية المعنوية ،إال ان هناك آثارا أخرى لم تشر إليها بالرغم من انها
سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة ،المرجع السابق ،ص.42. 2
26
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
ضرورية وبالغة األهمية ،وتتمثل في االستقالل المالية واإلدارية (أوال) ،وكذلك المسؤولية المدنية
والجزائية للشخص المعنوي (ثانيا).
أوال :االستقالل
من اآلثار بالغة األهمية انه بمجرد االعتراف بالشخص المعنوي يترتب عن هذه الصفة االعتراف
له باالستقالل المالي (أ) واإلداري (ب).
تمثل الذمة المالية الوعاء الذي يتكون من الحقوق وااللتزامات المالية للشخص المعنوي المترتبة
عن نشاطه ،فالذمة المالية للبلدية مثال مستقلة تماما عن الذمة المالية للدولة حيث تعتبر ضمانا لدائنيها
ووسيلة للقيام بمهامها ولتسيير مهامها.
الشخص المعنوي مع ان هذا االستقالل ليس تاما وانما تبقى خاضعة لرقابة الدولة .2
ومن األمثلة على االستقالل اإلداري ،نذكر البلدية والتي تتمثل أجهزتها وهيئاتها اإلدارية التي
تستقل بها عن باقي األجهزة في المجلس الشعبي البلدي ورئيس البلدية ،كذلك نشير الى الجامعة التي
تستقل بمجلس للتوجيه ،المجلس العلمي ورئيس الجامعة.
27
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
ثانيا :المسؤولية:
ان طبيعة الشخص المعنوي الخاصة والتي جعلته ال يستطيع القيام بالتصرفات القانونية بنفسه
بل بواسطة نائبه أو ممثله القانوني تثير قيام مسؤولية الشخص المعنوي عندما يترتب عن هذه التصرفات
أو عن أعمال ممثله ضرر يلحق الغير .1وبذلك يترتب قيام المسؤولية المدنية والجزائية للشخص
المعنوي باإلضافة إلى المسؤولية اإلدارية
في حالة ما كان مصدر األهلية هو القانون ،فأساس االلتزام هو نص القانون ذاته باعتباره
كشخص قانوني يتمتع بكامل األهلية ،أما في حالة ما إذا كانت ناشئة عن التعاقد فأساس االلتزام يكون
بسبب اكتسابها الشخصية المعنوية إرادة تعبر عنها (اي نائب عنها) ،فإرادة الممثل القانوني هي نفسها
إرادة الشخص المعنوي طالما يقوم بأعمال لحسابه وباسمه فالشخص المعنوي يكون مسؤوال عن عمل
ممثله القانوني مادام هذا األخير يكون قد سبب ضررا للغير بسبب النشاط الذي يقوم به لحساب الشخص
االعتباري ويكون مسؤوال مسؤولية المتبوع عن أعمال تابعه.
28
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
أما المشرع الجزائري فقد اعترف بقيام المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي وذلك من خالل
المادة 65مكرر من قانون اإلجراءات الجزائية والتي اكدت على تطبيق قواعد المتابعة والتحقيق
مسؤوال جزائيا عن الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون وفقا للقواعد المقررة في قانون العقوبات".2
وتجدر اإلشارة إلى انه من المستحيل تطبيق العقوبات الجسمانية على الشخص المعنوي لذك يتم
تطبيق عليه ما يتالءم مع طبيعته الخاصة ،كالمصادرة مثال والغرامة المالية والحل وغيرها من
العقوبات غير جسمانية .3
فمسؤولية اإلدارة تكون قائمة مبدئيا على أساس الخطأ ،بمعنى أنه يشترط وجود خطأ من جانب
الشخص المعنوي العام أو من في حكمه لقيام مسؤوليته ،إال أن هذا أصبح غير كافي لقيام مسؤولية
اإلدارة ،بحيث يمكن أن نكون بصدد مسؤولية بدون خطأ ،وذلك إما لكون الضرر صادر عن اإلدارة
4
بسبب اإلخالل بمبدأ المساواة أمام األعباء العامة أو لكون نشاط اإلدارة ذو مخاطر.
قانون رقم 14-04المؤرخ في 10نوفمبر 2004المعدل والمتمم لألمر 155-66المؤرخ في 08يونيو 1966لقانون 1
لحسن بن شيخ آث ملويا ،مسؤولية السلطة العامة( ،بدون طبعة) ،دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2013 ،ص.24. 4
29
الشخصية المعنوية كأساس قانوني للتنظيم االداري الفصل األول
وبالرجوع إلى قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،1نجد أن المشرع اعترف حقا بقيام المسؤولية
اإلدارية لألشخاص المعنوية العامة ،بحيث تلتزم هذه األخيرة بالتعويض عن الضرر الناتج عن
أعمالها ،وذلك نجده في المواد 800و 801من نفس القانون التي تقتضي بأن المحاكم اإلدارية
تختص بالفصل في القضايا التي تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات
الصبغة اإلدارية طرفا فيها ،وذلك في دعاوى إلغاء القرارات اإلدارية في الدعاوى التفسيرية
ودعاوى فحص المشروعية للقرارات الصادرة عن هذه الجهات .ونجد كذلك المادة 802من نفس
القانون تشير فعال إلى قيام المسؤولية اإلدارية لألشخاص المعنوية العامة ،والتي جاء في نصها أن
" ...يكون من اختصاص المحاكم العادية المنازعات اآلتية :مخالفات الطرق ،المنازعات المتعلقة
بكل دعوى خاصة بالمسؤولية الرامية الى طلب تعويض األضرار الناجمة عن مركبة تابعة للدولة أو
لإلحدى الواليات أو البلديات أو المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية" .وعليه يتقرر فعال قيام
المسؤولية اإلدارية لألشخاص المعنوية العامة.
قانون رقم 09-08المؤرخ في 25فبراير 2008المتضمن لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية. 1
30
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
الفصل الثاني :المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس للتنظيم اإلداري
تعتبر المركزية والالمركزية األساس الفني للتنظيم اإلداري ،ويقصد باألساس الفني الطرق
والكيفيات المتبعة من أجل توزيع نشاط اإلدارة بين مختلف أجهزة وهيئات الدولة .فنظام المركزية
اإلدارية يجعل الوظيفة اإلدارية في سلطة واحدة ،أما المركزية اإلدارية فتقوم بتوزيع الوظائف
اإلدارية ،ويمثل كل واحد منهما أسلوبا من اساليب التنظيم اإلداري.
تجدر اإلشارة إلى ان الدولة يمكن ان تقوم على النظام المركزي وحده ،أو بتطبيق الالمركزية
اإلدارية بجانبه ،وذلك على حسب القانون الذي تختاره الدولة في تنظيمها اإلداري ،هذا النهج يكون
وليد الظروف السياسية ،االقتصادية واالجتماعية في الدولة من ناحية ومدى تأصل الديمقراطية في
المجالين السياسي واإلداري من ناحية أخرى .1
ومن خالل هذا الفصل ستتم دراسة ومناقشة األساس الفني للتنظيم اإلداري وذلك وفق مبحثين،
المبحث األول سوف نشير فيه إلى مفهوم كل من النظام المركزي والالمركزي ،أما المبحث الثاني
فيتناول تطبيق هذين األسلوبين في التنظيم اإلداري الجزائري من خالل دراسة نظام اإلدارة المركزية
والالمركزية.
تقوم الدول باختيار األسلوب اإلداري المناسب والذي يتالءم مع ظروفها السياسية ،االقتصادية
واالجتماعية ،فتلجأ كل دولة في بداية نشأتها –غالبا -إلى أسلوب المركزية لضمان وحدتها ،لكن مع
تزايد وظائف الدولة والضغوطات الداخلية والخارجية وظهور السوق الحر والعولمة ،تنازلت الدولة
عن بعض مهامها مما استدعى تطبيق نظام الالمركزية كأسلوب حديث يتالءم مع الظروف واألوضاع
المستحدثة.
فارة سماح ،مفهوم القانون اإلداري-أسس التنظيم اإلداري-التنظيم اإلداري في الجزائر ،محاضرة في القانون االداري ،جامعة 8 1
31
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
وفي هذا المبحث ستتم دراسة هذين االسلوبين وفق مطلبين ،يعالج األول النظام اإلداري
المركزي ،أما المطلب الثاني فيخصص لدراسة أسلوب النظام االداري الالمركزي.
وسيتم تخصيص هذا المطلب لدراسة هذا النظام ،بحيث يتم التطرق إلى ماهية المركزية اإلدارية
(الفرع األول) وتقديرها كنظام إداري (الفرع الثاني).
لمعرفة ماهية المركزية اإلدارية ال بد من تعريفها (أوال) ،وتحديد أركانها (ثانيا) وصورها
المختلفة (ثالثا).
كما تعرف المركزية اإلدارية بانها "توحيد النشاط اإلداري من خالل حصر السلطات والوظائف
اإلدارية على مستوى اإلدارة المركزية الموجودة في العاصمة ،بحيث ان الدولة هي التي تهيمن على
النشاط اإلداري وان تعددت الهيئات واالفراد القائمين به وفقا لنظام السلطة الرئاسية".3
نالحظ من التعاري ف السابقة أن المركزية اإلدارية تعمل على جمع الوظائف اإلدارية في يد
السلطة المركزية في العاصمة دون مشاركة الهيئات المحلية في ذلك ،مما يؤذي إلى غياب الديمقراطية
في توزيع الوظائف.
1
مدوح أحمد؛ نجيمي عبد الرحمن؛ نجيمي نعاس ،المركزية اإلدارية وعالقتها باإلدارة العامة ،مجلة الحقوق والعلو اإلنسانية ،جامعة
زيان عاشور الجلفة ،المجلد ،24العدد ،1الجزائر( ،بدون سنة) ،ص.193.
مازن ليو راضي ،المرجع السابق ،ص.45. 2
سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة ،المرجع السابق ،ص.43. 3
32
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
ثانيا :أركان المركزية اإلدارية
نستنتج من التعاريف السابقة ان النظام المركزي يقوم على تركيز السلطة بين يدي اإلدارة
المركزية وخضوع ممثلي اإلدارة إلى السلطة الرئاسية ويكون ذلك وفق تدرج هرمي ،ومنه فان
المركزية اإلدارية تقوم على ثالثة أسس (اركان) التي سوف نبينها فيما يلي.
2إيرادشة فريد ،نظرية التنظيم اإلداري في الجزائر مبدأ السلطة الرئاسية بين النص والممارسة ،مجلة الدراسات والبحوث القانونية،
المجلد ،4العدد ،2الجزائر ،2018 ،ص.102.
33
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
ممارسته لوظيفته اإلدارية وفق تبعية إدارية ،إال انها ليست مطلقة وليست على درجة واحدة من القوة
فهي تتأثر بصاحب السلطة ومركزه في السلم اإلداري وكذا بنوع الوظيفة التي يمارسها.1
ويمكن تقسيم عناصر السلطة الرئاسية إلى مجموعة من االختصاصات بعضها يتعلق بشخص
المرؤوس واألخرى تتعلق بأعماله ،والمتمثلة في:
يقصد بهذه السلطة ،ممارسة الرئيس االداري سلطات على مرؤوسيه في حياتهم الوظيفية ،وهي
تشمل تعيين المرؤوسين وتوزيعهم على اإلدارات المختلفة ،وتوزيع األعمال بينهم واالمور المتعلقة
بالوظيفية في مختلف مراحل حياتهم الوظيفية .2
تتمثل هذه السلطة في حق الرئيس في توجيه مرؤوسيه عن طريق اصدار األوامر والتوجيهات
اليه قبل ممارسه اعمالهم وسلطه مراقبه تنفيذهم لهذه األعمال والتعقيب عليها ،وتشمل هذه السلطة
سلطة توجيه األوامر ،وواجب الطاعة ،وسلطة الرقابة والتعقيب:
يملك الرئيس حق اصدار األوامر والتعليمات ،ويعتبر اختصاصه هذا من اهم مميزات السلطة
الرئاسية ،ذلك ان اصدار األوامر عمل قيادي له أهمية كبرى في سير األعمال اإلدارية وعلى العموم
نجد ان السلطة الرئاسية تتصف أساسا بانها سلطه امنه كونها تقوم على اصدار األوامر والنواهي
الملزمة للمرؤوسين التي تكون شفهية أو كتابيه .3
سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة ،المرجع السابق ،ص.47. 2
34
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
-2-2واجب الطاعة:
كما سبق القول ان الرئيس االداري يملك سلطه اصدار األوامر والتوجيهات لمرؤوسيه وال يملك
هؤالء إال تنفيذها ،وتنفيذ هذه األوامر يطرح اشكاال قانونيا حول مدى التزام المرؤوسين بطاعة أوامر
رئيسيهم التي قد تكون متفقه مع احكام القانون أو مخالفة ألحكامه .1
واإلجابة على هذا االشكال طرح الفقه والقضاء اإلداريان فرضين أساسيين حول هذا الموضوع
الذي سوف نبينه كما يلي:
فإذا كان األمر صادرا من الرئيس االداري يتماشى في موضوعه مع مقتضيات القانون فال شك
ان طاعه المرؤوس له واجب ه غير ان ذلك ال يمنع المرؤوس من ان يناقش رئيسه االداري ويراجعه
بشان مساله معينه في حدود اخالقيات الوظيفة ،بحيث رأى الفقهاء ان افضل مرحلة لإلبداء الراي
تكون من جانب المرؤوس قبل اصدار القرار أي مرحلة التمهيد ،أما إذا صدر القرار فإن تنفيذه واجب
من جانب المرؤوس وليس أن يعرقله أو أن يقف ضد تنفيذه .2
وفي هذه الحالة يطرح االشكال بحيث يواجه المرؤوس الرؤساء واجبين متعارضين األول واجب
القانون ،والثاني واجب طاعة الرؤساء ،وإليجاد حل لهذا الوضع ظهرت عدة أراء في الفقه اإلداري،
فالرأي األول يرى أصحابه ضرورة تقديم واجب طاعة القانون على واجب طاعة الرؤساء بحجه ان
الرئيس والمرؤوس يخضعان كالهما ألحكام القانون ،أما الرأي الثاني فيرى اصحابه بانه يجب تغليب
واجب الطاعة حيث يتحمل من أصدر االمر في هذه الحالة المسؤولية وال يقع على عاتق المرؤوس أي
مسؤولية ،والرأي الثالث حاول أصحابه محاولة التوقيف بين الراي األول والثاني فوضع مبدا عام
يقضي بتنفيذ أوامر رئيس متى كانت مكتوبه واضحة دقيقه ومحدده على ان يتأكد من ان االمر صادر
عن السلطة المختصة وان تنقيده يدخل في نطاق اختصاصه .وتبعا لهذا الراي ،فان االضرار التي تنجم
35
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
وبناءا على ذلك نجد أن المشرع الجزائري نص في المادة 129من القانون المدني على انه "ال يكون
الموظفون واالعوان العموميون مسؤولين شخصيا عن افعالهم التي اضرت بالغير إذا قاموا بها تنفيذا
ألوامر صدرت إليهم من رئيس متى كانت اطاعة هذه األوامر واجبة عليهم".
من هذه المادة يفهم ان المشرع الزم الموظف اطاعة األوامر المشروعة فقط أما األوامر غير
المشروعة فهي ليست ملزمه له وليس من واجبه تنفيذها ،ومنه نستخلص نتيجة وهي أولوية تطبيق
القانون على األوامر غير المشروعة اي ان المشرع اخذ بالراي األول.
تتيح هذه السلطة للرئيس االداري القيام بمجموعة من الصالحيات ،فيتولى اجازة عمل المرؤوس
ويمتلك سلطه تعديل والغاء وسحب اعماله ،كما يملك كذلك سلطة الحلول محله للقيام بأعمال معينة،
ونفصل كل ذلك فيما يلي:
تتمثل هذه السلطة في حق الرئيس االداري في اجازه عمل مرؤوسيه ،بحيث ال يعد نافذا وال
صحيحا هذا العمل دون مصادقة الرئيس .1
وتكون هذه اإلجازة إما صريحة وهي ابداء الرئيس لموقفه المؤيد لعمل مرؤوسيه صراحة ،أي
صدور قرار من الرئيس يجيز ويصادق فيه على عمل المرؤوس ،أو تكون ضمنية وهي استنتاج موافقة
الرئيس على عمل المرؤوس بعد السكوت األول عن ابداء موقفه صراحه خالل مدة زمنية معينة مما
يدل على اقراره واجازته للعمل بصفة ضمنية .2
يملك الرئيس االداري حق تعديل تصرفات واعمال مرؤوسيه بهدف جعلها أكثر مسايرة للقانون،
وذلك حسب ما تستجوبه ظروف وطبيعة العمل اإلداري ،فيجوز له تغيير ما يراه مناسبا ،فقد يلغي
1
جريو مليكة ،مظاهر السلطة الرئاسية في النظام اإلداري المركزي ،مذكرة ماستر ،جامعة مسيلة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
،2018-2017ص.49.
سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة ،المرجع السابق ،ص.48. 2
36
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
جزءا منه ويترك الباقي أو يلغي جزءا ويعوضه بما يتالءم والعمل اإلداري ،اي ان التعديل ال يكون
كليا واال أصبح الغاء ،اي يقوم بتغيير جزء من القرار.1
يقصد بها قيام السلطة اإلدارية المختصة بإلغاء اثار القرارات اإلدارية وإعدامها باثر فوري
بالنسبة للمستقبل فقط مع ترك اثارها الماضية قائمة ،فالمركز السامي الذي تتمتع به السلطة اإلدارية
يفرض عليها ان تسارع إلى الغاء القرار االداري إذا قدرت عدم مشروعيته ومخالفته للقوانين ،كما
يجوز لها الغاء األعمال المشروعة أيضا العتبارات تمس جانب المالءمة ومعطيات العمل اإلداري،
لذلك ميز الفقه بين االلغاء االداري للقرارات اإلدارية وااللغاء القضائي؛ فالنوع األول يشمل القرارات
غير المشروعة والقرارات المشروعة ،بينما االلغاء القضائي يقتصر على األعمال والقرارات غير
مشروعة .2
يقصد بالسحب ازاله وانهاء االثار القانونية للقرارات والتصرفات االدارية واعدامها بأثر رجعي
بالقضاء على اثارها في الماضي والمستقبل ،والن سلطه السحب لها اثار بالغة الخطورة فقد قيدت
ممارستها بشرطين ،من حيث الموضوع بحيث يجب ان يشمل السحب فقط القرارات واألعمال غير
المشروعة الن هذه االخيرة ال يمكن ان تولد حقا أو تنشئ مركزا قانونيا مكتسبا ،ومن حيث المدة فيجب
ان تمارس سلطة السحب خالل مدة معينة فان تجاوزتها اكتسبت القرارات واألعمال غير المشروعة
حصانة ضد السحب؛ حيث ان مدة السحب المقررة تختلف من تشريع إلى اخر وفي التشريع الجزائري
محددة بأربعة اشهر.3
طبقا لمبدأ توزيع االختصاص ،يتولى كل شخص اداري القيام بالمهام المنوطة به ،غير انه في
حاالت معينه يملك الرؤساء االداريو ن سلطة الحلول محل مرؤوسيهم لضمان استمرارية الخدمات
العامة وسير المرفق العام بانتظام ،بمعنى ان يحل الرئيس محل مرؤوسه في القيام بأعمال هي من
تو عبد الواحد ،السلطة الرئاسية في إطار النظام اإلداري المركزي ،مذكرة ماستر ،جامعة تلمسان ،الملحقة الجامعية مغنية-2015 ، 2
،2016ص.49.
سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة ،المرجع السابق ،ص.49. 3
37
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
اختصاص المرؤوس؛ الن هذا االخير إذا تقاعس أو امتنع عن تنفيذها يمكن لرئيسه ان يتولى هذه المهام
بنفسه بما له من سلطه حلول .1
وهو الصورة البدائية للمركزية اإلدارية ،كما تسمى بالمركزية المشددة أو المركزية الوزارية.
ويقصد به ان تتركز السلطة اإلدارية في جزئياتها وعموميات ها في يد السلطة المركزية حصرا مطلقا
حيث يجرد كل ممثلي األقاليم والهيئات من سلطة القرار ويتحتم عليهم الرجوع للوزير المختص في كل
شأن من شؤون االقليم.2
عدم التركيز اإلداري يعني تحويل بعض السلطات للموظفين على المستوى المحلي للفصل في
بعض القضايا دون الرجوع للسلطة المركزية من أجل تخفيف العبء عليها ،وهذا ال يعني ان الموظفين
أو الهيئة على المستوى المحلي اصبحت تتمتع باالستقالل التام بل تبقى دائما خاضعة للسلطة الرئاسية
للوزير وله ان يأمر أو يعدل أو يلغي وظائفها .3
مدوح أحمد؛ نجيمي عبد الرحمن؛ نجيمي نعاس ،المرجع السابق ،ص.200. 1
مدوح أحمد؛ نجيمي عبد الرحمن؛ نجيمي نعاس ،المرجع السابق ،ص.200. 3
38
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
-2التفويض كوسيلة لعدم التركيز:
من أبرز وسائل تحقيق عدم التركيز اإلداري نظام التفويض ،وهذا لضمان فعالية النشاط
اإلداري ،ومعناه ان يعهد صاحب االختصاص بممارسة جزء من اختصاصه إلى أحد مرؤوسيه.
ويشترط فيه بان يكون بنص قانوني ،وان يكون جزئيا ومؤقتا ،وان يبقى الرئيس مسؤوال عن األعمال
التي فوضها مع مسؤولية الشخص المفوض اليه ،وال يجوز للمفوض اليه ان يفوض غيره .1والتفويض
نوعان ،تفويض في االختصاص الذي بمقتضاه ينقل المفوض السلطات بأكملها إلى الموظف اليه ،وال
يمكن في هذه الحالة من التفويض ال يمارس المفوض المهام التي فوضها كما ان في نطاق تفويض
االختصاص تكون القرارات منسوبة للمفوض بصفته ال بشخصه ،معنى انه ال ينتهي في حاله ما إذا
تغير الشخص المفوض اليه ،وتفويض في التوقيع بحيث يمنح الرئيس حق التوقيع على بعض الوثائق
إلى موظف ادنى منه درجة ،فتفويض التوقيع هو تفويض شخصي يمنح لشخص معين؛ فإذا ما تغير
ينتهي التفويض ،كما انه يمكن لشخص الرئيس ان يمارس اختصاصه في التوقيع إلى جانب المفوض
اليه.2
فنالحظ بان تفويض االختصاص على عكس تفويض التوقيع من ناحية أن المفوض ال يمارس
االختصاصات المفوضة ،أما تفويض التوقيع يبقى يمارس اختصاصه في التوقيع.
ان المركزية اإلدارية كغيرها من األنظمة تتمتع بالعديد من المزايا (أوال) ،كما يؤخذ عليها بعض
العيوب (ثانيا) ،ولذلك ينبغي تقييمها في هذا الفرع.
مدوح أحمد؛ نجيمي عبد الرحمن؛ نجيمي نعاس ،المرجع السابق ،ص.201. 2
39
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
-يدعم االخذ بالمركزية الوحدة الوطنية للدولة سياسيا ودستوريا بموجب الرقابة واالشراف العام على
الوظيفة اإلدارية وبسط النفوذ السلطة المركزية عبر مختلف ارجاء الدولة .1
-ويحقق هذا النظام تجانس بين النظم واالنماط االدارية في الدولة مما يوفر استمرار ووضوح
االجراءات والمعامالت اإلدارية ،االمر الذي ينتج عنه تفهم المتعاملين مع اإلدارة وارتفاع األداء
اإلداري ،مما يرتب على االقالل من االنفاق العام وتقليصه إلى اقصى حد وذلك من خالل االكتفاء
بعدد محدد من الهيئات والموظفين مما يوفر مصاريف واموال كثيرة.2
-يكفل ويضمن نظام المركزي مبدأ العدالة والمساواة بين جميع المواطنين بموجب اشراف ورقابه
السلطة المركزية على مختلف المرافق ،فهو ضروري إلدارة المرافق التي ال يتعلق نشاطها بفئه معينة
أو اقليم معين كمرفق االمن ،الدفاع ،المواصالت والعدالة فهذه المرافق ال يمكن تسييرها إال بواسطة
الدولة عن طريق النظام اإلداري المركزي.
-المركزية هي المجال الطبيعي لنمو ظاهرة البيروقراطية والروتين اإلداري نتيجة البطء في اتخاذ
القرارات المناسبة في الوقت المناسب ،و استئثار العاصمة والمدن الكبرى على معظم المرافق
والمقاوالت يجعل المناطق النائية تعاني من عدم تجانس النمو االجتماعي واالقتصادي في الدولة.3
-المركزية المطلقة تؤدي إلى تجاهل الحاجيات العامة وعدم اخذها بعين االعتبار مما يضعف قرارات
الجهاز االداري وخططه التنفيذية ،فالمركزية ال تتالءم مع بعض المرافق العامة الفنية التي تحتاج إلى
تخصص وإدارة مستقلة.4
مدوح أحمد؛ نجيمي عبد الرحمن؛ نجيمي نعاس ،المرجع السابق ،ص.202. 1
40
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
-يسبب تركيز السلطة بيد الوزراء وفئة قليلة من الرؤساء االداريين في العاصمة ،مما يؤدي إلى قتل
روح المبادرة واالبداع لدى الموظفين الن دورهم ينحصر في تنفيذ األوامر والتعليمات الصادرة عن
السلطة المركزية وعدم مشاركتهم فيها .1
ومن خالل هذا المطلب وباتباع نفس الخطوات التي تم اتباعها في نظام المركزية ،سيتم التعرف
على ماهية هذا األسلوب اإلداري (الفرع األول) ثم تقديره (الفرع الثاني) .
لتحديد ماهية الالمركزية اإلدارية ،ينبغي تعريفها (أوال) ،وبيان أركانها (ثانيا) ،وصورها (ثالثا)
وذلك فيما يلي:
فالجانب السياسي فيتمثل في تمكين األجهزة المحلية المنتخبة من قبل الشعب من تسيير شؤونها
بيدها مما يحقق مبدا الديمقراطية اإلدارية ،أما الجانب القانوني فيتجسد في توزيع الوظيفة اإلدارية في
الدولة بين األجهزة المركزية والهيئات المستقلة ذات الطابع المرفقي أو المحلي الذي من شانه ان يقرب
اإلدارة أكثر من الجمهور.3
2
Le droit administratif en France, Édition livres pour tous. www.livrespourtous.com, p.38.
3
ناصر لباد ،المرجع السابق ،ص.54.
41
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
نالحظ من خالل ما سبق ان هناك اختالفا بين الالمركزية والنظام االداري المركزي الذي سبق
دراسته ،ويتجلى ذلك في كون المركزية اإلدارية تعمل على تجميع الوظيفة اإلدارية في السلطة
المركزية ،في حين أن النظام الالمركزي يعمل على توزيع الوظيفة اإلدارية بين السلطة المركزية
والهيئات المحلية ،ويلجأ في النظام المركزي إلى تطبيق الرقابة الرئاسية كما سبق بيانه ،أما في النظام
الالمركزي يتم تطبيق الرقابة الوصائية ،التي سيتم توضيحها في الفقرة الموالية.
وقد وجد الفقه صعوبة كبيرة في ايجاد معيار فاصل بين المهام الوطنية والمهام المحلية ،إال أنه
قيل بأنه متى اتصلت المهام بإقليم واحد كنا أمام شؤون محلية ،ومتى كانت تخص مجموع المواطنين
وكل المناطق فهي شأن من شؤون السلطة المركزية.
42
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
وعليه ،ال يتحقق استقالل هذه الهيئات والوحدات اإلدارية الالمركزية عن السلطة اإلدارية
الالمركزية إال باالعتماد على اسلوب االنتخاب في اختيار االعضاء المسيرة لإلدارة المركزية من أجل
تحقيق مبدا الديمقراطية ومبدأ مشاركه الشعب في تسيير الشؤون المحلية.1
ويقصد بالوصاية اإلدارية مجموع السلطات التي يقررها القانون لسلطة عليا على أشخاص
الهيئات الالمركزية واعمالهم بقصد حماية المصلحة العامة ،ومن هنا فان نظام الوصاية هو أداة قانونية
بموجبها نضمن وحدة الدولة؛ وذلك بإقامة عالقة قانونية دائمة ومستمرة بين األجهزة المستقلة والسلطة
المركزي ،ويشمل مجال الوصاية اإلدارية ،الرقابة على هيئات ومجالس اإلدارة الالمركزية ،كحق
اإلدارة المركزية في ايقاف وحل المجلس البلدي والوالئي ،الرقابة على األشخاص واالعضاء في تلك
الهيئات كالتوقيف واإلقالة والعزل ،الرقابة على االعوان والتصرفات الصادرة عن اإلدارة الالمركزية
كالمصادقة وااللغاء والتعديل والحلول.3
تتخذ الالمركزية اإلدارية في العمل االداري احدى الصورتين أما :الالمركزية اإلقليمية
(المحلية) أو الالمركزية المرفقية (المصلحية).
شوايدية منية ،الرقابة اإلدارية بين الوصاية اإلدارية والسلطة الرئاسية ،حوليات قالمة للعلوم االجتماعية واإلنسانية ،العدد ،13 3
43
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
أ) -الالمركزية اإلقليمية (المحلية):
تتجسد الالمركزية اإلقليمية في النطاق االقليمي للدولة عندما يمنح المشرع الشخصية القانونية
المعنوية ألجزاء محددة من الدولة والتي تتمثل طبقا للدستور الجزائري في الواليات والبلديات.
وهي تمثل الصورة الواضحة والكاملة لتطبيق فكرة الديمقراطية والنظام الالمركزي ،وتقوم
على االختصاص اإلقليمي ،بحيث تباشر الهيئات الالمركزية صالحياتها (الشؤون المحلية) في نطاق
حيز جغرافي معين ،كما هو الشأن بالنسبة لوحدات اإلدارة المحلية (البلدية والوالية) وإال كانت
قرارتها وأعمالها مشوبة بعيب تجاوز االختصاص اإلقليمي مما يعرضها لإللغاء في حالة الطعن
فيها.1
بكفاءة إدارة المرفق فهي تستهدف بالمقام األول تقديم خذمة أفضل وبإنتاجية أكثر.2
فالالمركزية المرفقية ترتكز على االختصاص الموضوعي الوظيفـي مما استدعى تسميتهـا
أيضـا بالالمركزية المصلحية دون االهتمام بالنطاق والمجال اإلقليمي الذي يمارس فيه ذلك النشاط
أكان وطنيا أو محليا.
44
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
أوال :مزايا الالمركزية اإلدارية
تتمتع الالمركزية اإلدارية بمجموعة من المزايا ،مما تجعل الدول تتبعها وتتخذها صورة
لتنظيمها اإلداري ،وتتمثل هذه المزايا فيما يلي:
-تعتبر الالمركزية اإلدارية ضرورة ديمقراطية وتعد الوسيلة القانونية والفنية في تجسيد مبدأ
1
الديمقراطية ،وتحقيق التنمية ،وذلك لما تتمتع به اإلدارة المحلية من أهداف مختلفة
-تواجه الالمركزية اإلدارية الحاجات المتنوعة في إقليم الدولة ،ألن األفراد القاطنين في جزء
من اإلقليم لهم القدرة على معرفة احتياجاتهم وتحديدها من حيث األهمية واألولية.
-االبتعاد عـن الروتين اإلداري والبطء في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمصالح المحلية.
-تساهم الالمركزية في توفير مصادر التمويل المحلي من خالل الضرائب والرسوم المحلية.2
-إن أسلوب النظام اإلداري الالمركزي وسيلة جيدة لتطبيق مبادئ علم اإلدارة العامة في
المجال العلمي والتطبيقي ،وتفويض سلطة االختصاص وذلك لكون نظام الالمركزية وسيلة قانونية
وفنية لتقسيم وتوزيع السلطة الوظيفية اإلدارية في الدولة بين السلطات اإلدارية المركزية والهيئات
الالمركزية المحلية.3
على الرغم من المزايا التي يتمتع بها هذا النظام إال انه يؤخذ عليه مجموعة من العيوب ،ونذكر منها:
-يؤدي هذا النظام إلى المساس بوحدة الدولة من خالل توزيع الوظيفة اإلدارية بين الوزارات
والهيئات المحلية ،وقد ينشا صراع بين الهيئات الالمركزية والسلطة المركزية للتمتع االثنين
الشخصية االعتبارية ،والن الهيئات المحلية اإلقليمية غالبا ما تقدم المصالح المحلية على
المصلحة الوطنية العامة .4
طيبي سعاد ،الالمركزية اإلدارية واالستقالل المالي للوالية ،مجلة صوت القانون ،العدد ،2الجزائر ،2014 ،ص.291. 1
45
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
-وغالبا ما تكون الهيئات الالمركزية اقل خبرة ودراية من السلطات المركزية فهي اكثر اسرافا
بالمقارنة مع اإلدارة المركزية ،كما يمكن ان ال تكون لها الكفاء الفنية لمواجهة األمور المعقدة
التي تعرض عليها.1
ولكن هذه العيوب المشار إليها أعاله ال تصيب جوهر الالمركزية ،بل تعبر عن األسلوب
السيء في تطبيقها ،وتصبح هذه العيوب ال محل لها مع الرقابة اإلدارية التي تفرضها السلطة
المركزية.
ومن خالل هذا المبحث ،ستتم دراسة التنظيم اإلداري في الجزائر ،وذلك وفق مطلبين ،المطلب
األول يعالج اإلدارة المركزية في الجزائر ،أما المطلب الثاني فتم تخصيصه لإلدارة الالمركزية في
الجزائر.
ولذلك خالل هذا المطلب البد من بالتطرق إلى الهيئات المركزية في الجزائر وهي رئيس
الجمهورية (الفرع األول) ،الحكومة (الفرع الثاني) ،والهيئات اإلدارية المستقلة (الفرع الثالث).
46
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
الفرع األول :رئيس الجمهورية
الرئيس اإلداري األعلى في النظام اإلداري الجزائري ،وهو رئيسيعد رئيس الجمهورية ّ
السلطة التنفيذية ،كما أنه يجسد الدولة ووحدة االمة ،وهو حامي الدستور ،وكذا يمثل الدولة داخل بالد
وخارجها وله ان يخاطب االمة مباشرة .1
و يتمتع رئيس الجمهورية بمجموعة من الصالحيات والسلطات التي منحها له الدستور ،وفيما
يلي سوف نقوم بإبراز هذه السلطات.
وأعضاء الحكومة أي الوزراء بعد استشارة الوزير األول .3وباإلضافة إلى ذلك يعين رئيس الجمهورية
في كل من الوظائف المدنية والعسكرية في الدولة؛ التعيينات التي تتم في مجلس الوزراء؛ الرئيس
األول للمحكمة العليا؛ رئيس مجلس الدولة؛ االمين العام للحكومة؛ محافظ بنك الجزائر؛ القضاة؛ مسؤولو
أجهزة االمن؛ الوالة؛ وسفراء الجمهورية إلى الخارج.4
استنادا إلى المادة 1/143من الدستور "يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل
غير المخصصة للقانون".
ويالحظ من خالل هذه المادة ان الدستور فتح المجال أمام رئيس الجمهورية ليقوم بعملية التنظيم،
فجعله يمتلك سلطه تنظيم مستقلة والمتمثلة في تنفيذ القوانين والتشريع في المجاالت غير مخصصة
للبرلمان وهذا بسن قواعد قانونية عامة ومجردة تحكم وضعية قانونية ما ،وهي تشبه خصائص القاعدة
القانونية ،ويمارسها رئيس الجمهورية في شكل مراسيم رئاسية.
47
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
ثالثا :الحفاظ على أمن الدولة:
أوكل الدستور مهمة ا لحفاظ على كيان الدولة وسالمتها داخليا وخارجيا لرئيس الجمهورية،
ويتمتع رئيس الجمهورية بسلطة إصدار قرارات إدارية الئحية وتنظيمية من أجل حفظ النظام العام
صحة العا ّمة ،والسكينة العامـة).
بعناصره (األمن العام ،ال ّ
ففي الظروف العادية ،يسود المجتمع األمن العام ويباشر رئيس الجمهورية صالحياته ومهامه
بصورة طبيعية ويتمتـع األفراد بالحقوق والحريات المنصوص عليها في الدستور .أما في الظروف
غير العادية ،والتي قد يمر بها المجتمع تفرض بعض األحكام االستثنائية تتمثـل في حالة الطوارئ (أ)،
حالة الحصار (ب) ،الحالة االستثنائية (ج) ،وحالة الحرب(د) ،وقد أشار الدستور إلى هذه الظروف في
المواد من 105إلى 111منه ،وفيما يلي بيانها:
ينص الدستور في المادة 105منه على أن "يقرر رئيس الجمهورية إذا دعت الضرورة الملحة
حالة الطوارئ أو الحصار لمدة معيّنة بعد اجتماع المجلس األعلى لألمن واستشارة رئيس المجلس
الشعبي الوطني ،ورئيس مجلس األمة والوزير األول ورئيس المجلس الدستوري ويتخذ كل التدابير
الالزمة الستتباب الوضع ،وال يمكن تمديد حالة الطوارئ إال بعد موافقة البرلمان المنعقد بغرفتيه
المجتمعتين معا" .والغاية من منح الدستور لرئيس الجمهورية الحق في إعالن حالة الطوارئ هو
المحافظة على األمن العام ،ويترتّب عنه تقييد الحريات العامة ،وتجدر اإلشارة على انه طبقت هذه
الحالة بموجب المرسوم الرئاسي رقم 44/92المؤرخ في 09فيفري .1992
جمع المؤسس الدستوري حـلة الطوارئ مع حالة الحصار بالرغم من انهما مختلفان ،فهذه
الحالة ترتبط باألعمال التخريبية أو المسلحة ،حيث تنقل اختصاصات السلطة المدنية في ممارسة
نشاط الضبط اإلداري إلى السلطة العسكرية التي تحل محلها ،والتي تمنح سلطات استثنائية واسعة
كالتفتيش ليال ونهارا ،والبحث عن األسلحة ،وتنظر المحاكم العسكرية في المخالفات التي يرتكبها
المدنيون.1
48
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
أما الجانب التطبيقي لحالة الحصار في الجزائر كان من خالل المرسوم الرئاسي 196/ 91
الصادر في 4جوان 1991المتضمن االعالن عن حاله الحصار ،وهو بمثابة حالة تطبيقية للجانب
النظري المنصوص عليه في االحكام الدستورية.
جاء في نص المادة 107من الدستور انه " يقرر رئيس الجمهورية الحالة االستﺜنائية إذا كانت
البﻼد مهدده بخطر داهم يوشك أن يﺼيب مؤسساتﻬا الدستورية أو استقاللها أو سالمة ترابها ،وال يتخذ
مﺜل هذا اإلجراء إال بعد استﺸارة رئيس مجلس اﻷمة ،ورئيس المجلس الشعبي البلدي ،ورئيس المجلس
الدستوري ،واالستماع إلﻰ المجلس اﻷعلﻰ لﻸمن ومجلس الوزراء ،تخول الحالة االستﺜنائية رئيس
الجمﻬورية أن يتخذ اإلجراءات االستثنائية التي تستوجبﻬا المحافظة علﻰ استقﻼل األمة والمؤسسات
الدستورية في الجمهورية ،ويجتمع البرلمان وجوبا" ،ويترتب عن الحالة االستثنائية اآلثار القانونية
التالية:
-يجتمع البرلمان وجوبا ألجل متابعة األوضاع وإقرار التوضيحات الالزمة والمناسبة .1
وتنتهي الحالة االستثنائية بانتهاء أسبابها وفقا لألشكال واإلجراءات التي تم بموجبها اإلعالن
عنها.2
د) -حالة الحرب:
لقد نصت المادة 109من الدستور على أنه "إذا وقع عدوان فعلي على البالد أو يوشك أن يقع
حسب ما نصت عليه الترتيبات المالئمة لميثاق األمم المتحدة ،يعلن رئيس الجمهورية الحرب بعد
اجتماع مجلس الوزراء واالستماع إلى المجلس األعلى لألمن واستشارة رئيس مجلس األ ّمـة ورئيس
49
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
المجلس الشعبي الوطني ورئيس المجاس الدستوري ويجتمع البرلمان وجوبا ،ويوجه رئيس
الجمهورية خطابا لألمة يعلمها بذلك" .كما أن الميزة التي تميز حالة الحرب وهي انه يوقف العمل
بالدستور طيلة مدة الحرب ،ويتولى رئيس الجمهورية جميع السلطات ،واذا انتهت المدة الرئاسية
لرئيس الجمهورية تمتد وجوبا إلى غايه نهاية الحرب .1
وأيا كان تعريف الحكومة فهي تتألف من مجموعة من الوزراء يترأسهم الوزير األول ،وفيما
يلي تفصيل ذلك:
أما فيما يخص صالحياته نجد أن رئيس الجمهورية استحوذ على صالحيات الوزير األول ،إذ
أصبح يتدخل في صالحيته بإصدار مراسيم تنفيذية بدال منه ،صار منصب الوزير األول مجرد رئيس
وزراء منسق للعمل الحكومي.
حيث اصبحت صالحياته المخولة له بموجب احكام الدستور في المواد من 93إلى 100
والمادتين 137فقرة 1والمادة 143فقرة 2منه؛ مجرد صالحيات شكلية ،اي أصبح الوزير األول ال
يتمتع حقيقة بصالحيات دستورية ،ما عدا الصالحيات المحددة في المادة 99من الدستور.
ومن أهم الصالحيات المخولة للوزير األول بسلطتين هما :سلطة التعيين ( )1وسلطة التنظيم (:)2
سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة ،المرجع السابق ،ص.65. 2
50
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
- )1سلطة التعيين:
من خالل الفقرة الرابعة من المادة 99من الدستور سالفة الذكر ،فإن الوزير األول ال يتمتع
بسلطة تعيين مستقلة ،ألنه يشترط في ذلك اخذ راي رئيس الجمهورية ،وعليه يمكننا القول بأنه ال يتمتع
بسلطة التعيين مادام الراي االخير يرجع إلى رئيس الجمهورية ،واضافة إلى ذلك تكون سلطة التعيين
خارج المادتين 91و 92من الدستور ،بمعنى تم تقليص من سلطة التعين للوزير األول.
بالرجوع ألحكام الفقرتين 3و 5من المادة 99من الدستور ،والمادة 143فقرة 2منه التي
نصت على انه "يندرج تطبيق القوانين في المجال التنظيمي الذي يعود للوزير األول."...
وعليه ،نستنتج من احكام هذه المواد ان السلطة التنظيمية للوزير األول تتجلى فيما يوقعه من
مراسم تنفيذية تطبيقا وتجسيدا لبرنامج حكومته.
وإذا كانت السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية مستقلة عن المشرع فان السلطة التنظيمية للوزير
األول مرتبطة بالسلطة التشريعية ،إذ تسند له مهمة تنفيذ القوانين الصادرة عن المشرع اضافة إلى
ا لمراسيم التنفيذية الصادرة عنه والمراسيم الرئاسية الصادرة عن رئيس الجمهورية .ومن ثم سيتم
ثانيا :الوزراء
ينبغي تحديد طبيعة الوزارة (أ) وصالحيات الوزير (ب) فيما يلي:
إن تعدد وظائف الدولة الحديثة فرض تقسيم العمل بين الهيئات المركزية ،لتكون كل هيئة أومأ
تسمى بالوزارة تقوم بصالحيات تحددها القوانين والتنظيمات ،فالوزارة ال تتمتع بالشخصية المعنوية
51
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
(طبقا للمادة 49من ق.م.ج) ،لكن تستمد وجودها من الدولة فيمثل كل وزير في قطاع نشاطه الدولة
ويتصرف باسمها ولحسابها ويكون مسؤوال عن وزارته أمام الوزير األول .1
طبقا لنص المادة 1/99من الدستور ،فان الوزير األول هو الذي يوزع الصالحيات بين اعضاء
الحكومة مع احترام االحكام الدستورية حيث يتم تحديد صالحيات كل وزير بموجب مرسوم تنفيذي
صادر عن وزير األول يبين مهام كل عضو في الحكومة المشكلة.
وعلى اعتبار الوزير الرئيس االداري على مستوى وزارته ،فهو يمارس سلطة اتخاذ القرارات
اإلدارية ويتولى ثالث سلطات تحددها صراحة النصوص القانونية بحيث تشمل ما يلي:
يعد الوزير في وزارته الممثل القانوني للدولة كشخص معنوي ،فهو يعقد باسمها العقود ويقوم
بتمثيل وزاراته أمام القضاء بصفته كمدعي أو مدعى عليه ،وهو اآلمر بالصرف أي يأمر بصرف
النفقات المخصصة لوزارته من طرف البرلمان.
انه يملك السلطة الرئاسية تجاه الموظفين التابعين لوزارته ،فله الحق في توجيههم في أعمالهم
وذلك عن طريق ما يصدره من منشورات ولوائح إدارية ،وله حق مراقبة اعمالهم االدارية وممارسة
السلطة التأديبية معاقبتهم عن االخطاء المرتكبة اثناء أداء مهامهم أو وظائفهم عن طريق اللجان
المتساوية األعضاء .2
الوزير ال يتمتع بالسلطة التنظيمية الن هذه السلطة هي من اختصاص الرئيس الجمهورية
والوزير األول فهوال يستطيع اتخاذ قرارات تنظيمية إال عندما يسمح القانون بذلك.
سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة ،مرجع سابق ،ص.67. 2
52
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
ج) -السلطة الوصائية:
تمارس هذه السلطة على الهيئات الالمركزية ،وهي تتمثل في اجراء الرقابة على األجهزة
اإلدارية والمؤسسات العامة والجماعات المحلية التي تخضع للوزارة المعنية ،كالوصاية التي يمارسها
وزير التعليم العالي والبحث العلمي على الجامعات والوصاية التي يمارسها وزير الداخلية على الوالية.1
وتعتبر هذه السلطات هيئات وطنية تتمتع باالستقاللية العضوية والوظيفية ،من أجل تسهيل أداء
مهامها الوظيفية المخولة لها دستوريا وقانونيا ،الن هذه السلطات ما هي إال تجسيد لحاجة ملحة تكفل
حقوق المواطنين ضد تعسف اإلدارة ،مع الموازنة مع مبدأ الفصل بين السلطات باعتباره أساس الحكم
3
الديمقراطي
تم انشاؤها بموجب االمر رقم 04-09المؤرخ في 27أوت سنه 2009المتعلق باللجنة
الوطنية االستشارية لحقوق االنسان وحمايتها بحيث تعمل هذه اللجنة على حماية الحقوق االنسان
وترقيتها .بحيث تعمل على تقديم توصيات ومقترحات وتقارير على أساس استشاري السلطة التنفيدية
سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة ،مرجع سابق ،ص72. 2
53
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
أو البرلمان سواء بناءا على طلب السلطة المعنية أو بنفسها عندما يتعلق األمر بتعزيز حقوق اإلنسان
وحمايتها.1
نشأ بموجب المر رقم 03-03المؤرخ في 19جويلية ،2003والذي يعمل على حماية السوق
من الممارسات المخلة بالمنافسة ،ويرجع انشاؤه إلى ضرورة االنتقال من االقتصاد االشتراكي الموجه
إلى اقتصاد السوق الذي يقوم على أسس المنافسة والمضاربة.
انشئت بموجب القانون رقم 03-2000في 5أوت 2000الذي يحدد القواعد المتعلقة بالبريد
والمواصالت السلكية والالسلكية.
جاء في المادة 17من الدستور" :يمثل المجلس المنتخب قاعده الالمركزية ومكان مشاركه
المواطنين في تسيير الشؤون العمومية" .كما نصت المادة 16منه على انه "الجماعات اإلقليمية للدولة
هي البلدية والوالية".
ومن خالل هذين النصين ،يتبين أن النظام الالمركزي االقليمي في الجزائر يتكون من :الوالية
باعتبارها اهم األجهزة اإلدارية الالمركزية ،وهي همزة وصل بين اإلدارة المركزية والالمركزية؛
والبلدية التي تعتبر الخلية األساسية في الالمركزية اإلقليمية بالجزائر.
ولذلك سيتم التطرق إلى الالمركزية اإلدارية في الجزائر ،من خالل فرعين :الفرع األول يتناول
الوالية أما الفرع الثاني فيدرس البلدية.
1
أحمد كريوعات ،اللجنة الوطنية االستشارية لترقية حقوق اإلنسان وحمايتها قراءة في ضوء مبادئ باريس ،مجلة الواحات للبحوث
والدراسات ،المجلد ،8العدد ،1الجزائر ،2015 ،ص.189.
54
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
الفرع األول :الوالية
لقد حددت المادة األولى من قانون الوالية (سالف الذكر) تعريف الوالية بقولها" :الوالية جماعة
اقليمية للدولة تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي والقانوني ،وتشكل الدائرة الهيئة غير
ممركزة للدولة ،بحيث تساهم مع هذه األخيرة في إدارة وتهيئة االقليم والتنمية االقتصادية واالجتماعية
والثقافية وحماية البيئة وكذلك حماية وترقية وتحسين اإلطار المعيشي للمواطنين".
كما اضافت المادة 9من نفس القانون أن لكل والية اسما خاصا بها ،واقليم ،ومقر رئيسي يتم
تحديدها بموجب مرسوم رئاسي" .وتتكون الوالية من هيئتين هما:
وعليه سيتم دراسة هذين الهيئتين وفقا لقانون الوالية ،وذلك من خالل ما يلي:
عن 250.000نسمة ،و 55عضوا في الواليات التي يتعدى عدد سكانها بين 1.250.000نسمة.3
المادة 32من القانون العضوي رقم 01-12المؤرخ في 12يناير ،2012المتعلق بنظام االنتخابات ،ج.ر .رقم 01المؤرخة في 3
14يناير.2012
55
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
أ) -عمل المجلس الشعبي الوالئي:
يقوم مجلس الشعب الوالئي بعمله من خالل عقد دورات عاديه وهي اربع دورات في السنه ،مدة
كل دورة منها 15يوم (على األكثر) .1كما يمكنه عقد دورات استثنائية بطلب من رئيسه ،أو ثلث()3/1
أعضائه أو بطلب من الوالي .2وتكون مداوالته باللغة العربية وجلساته تكون علنية كأصل عام ،ويمكن
ان تعقد بصوره سريه بناء على طلب من المجلس الشعبي الوالئي.3
ويحضر الوالي جميع اجتماعات المجلس ويعلن عما تم في مداولته خالل الثمانية ايام التي تلي
الدورة ويتم اعالم الجمهور في مقر الوالية محضر المداولة .4ويتولى عمله الداخلي لجان دائمة مع
امكانيه تكوين لجان مؤقتة ،ويتولى الوالي تنفيذ جميع القرارات التي تسفر عنها المداوالت .5
اشار المشرع إلى صالحياته في قانون الوالية (سابق الذكر) بموجب احكام المواد من 73إلى
،101وهذا ما يدل على االختصاصات الواسعة لهذا المجلس .فيتداول المجلس الشعبي الوالئي في
مجاالت عدة ورد ذكرها في المادة 77من قانون الوالية ،والتي سوف نذكره منها :الصحة العمومية،
السياحة ،االعالم واالتصال ،التربية والتعليم العالي والتكوين ،السكن والتعمير وتهيئة اقليم الوالية،
التجارة واالسعار والنقل ،حماية البيئة ،والتنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،وغيرها من
الصالحيات األخرى التي اشار إليها المشرع في قانون الوالية.6
6
رزقي كريمة؛ دهوى ليندة ،هيئات الوالية في التنظيم اإلداري الجزائري ،مذكرة ماستر ،جامعة بويرة ،كلية لحقوق والعلوم
السياسية ،2015-2014 ،ص.25.
56
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
ثانيا :الوالي (الهيئة التنفيذية)
بالرجوع إلى الدستور وقانون الوالية نجد أن الوالي من الموظفين السامين في الدولة ،الذي يتم
تعيينه من طرف رئيس الجمهورية بواسطة مرسوم رئاسي باقتراح من وزير الداخلية ،كما انه يمثل
اإلدارة السياسية المركزية في الوالية ،بصفته مندوب وممثل الحكومة والممثل المباشر للوزراء في
نطاق الحدود اإلدارية للوالية التي يتوالها.
وعليه سيتم دراسة كيفية تعين الوالي وانهاء مهامه(أ) ،والصالحيات التي يتمتع بها (ب) ،كما
هو مبين ادناه:
طبقا لنص المادة 92من الدستور ،ونص المادة األولى من المرسوم الرئاسي رقم 240-99
ينعقد االختصاص في تعيين الوالي إلى رئيس الجمهورية وبموجب مرسوم رئاسي.1
أما بالنسبة إلنهاء مهامه ،فهي تتم طبقا لقاعدة توازي االشكال ،والتي تقضي في وحدة جهة
التعيين وجهة انهاء المهام وفق لنفس االشكال واإلجراءات ،وعليه فرئيس الجمهورية هو المسؤول
وحده في انهاء مهام الوالة بمقتضى مرسوم رئاسي.
يجسـد الوالي صورة حقيقية لعدم التركيز اإلداري ،وذلك نظرا للسلطات والصالحيات المسندة إليه
باعتباره ممثال للدولة في إقليم الوالية ،وتتمثل االختصاصات الموكلة للوالي بهذه الصفة في:
-1-1الضبط اإلداري :حيث تنص المادة 114من قانون الوالية على أن الوالي مسؤول على
المحافظة على النظام العام (االمن العام ،الصحة العامة والسكينة العامة) ،حيث يزود الوالية بالوسائل
المرسوم الرئاسي رقم 240-99المؤرخ في 21اكتوبر 1999المتعلق بالتعيين في الوظائف المدنية والعسكرية للدولة. 1
57
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
البشرية والقانونية الالزمة.
-2-1الضبط القضائي :لقد خولت المادة 28من قانون اإلجراءات الجزائية سلطات للوالة في
مجال الضبط القضائي مع إحاطتها بجملة من القيود من أهمها :ممارسة الوالي لسلطة الضبط
القضائي في حالة وقوع جناية أجنحة ضد أمن الدولة ،توافر حالة االستعجال ،عدم علمه أن السلطة
القضائية قد اخطرت بوقوع الجريمة.
باعتبار الوالي ممثال للهيئة التنفيذية للمجلس الشعبي الوالئي ،فبهذه الصفة يقـوم بممارسة
الصالحيات التالية:
-1-2تنفيـذ مداوالت المجلس الشعبي الوالئي :وذلك بموجب إصدار قرارات والئية باعتباره
جهاز تنفيذي لما يصادق عليه جهاز المداولة.
-2-2اإلعالم :يلزم قانون الوالية الوالي بضرورة اطالع وإعالم المجلس الشعبي الوالئي بوضعية
ونشاطات الوالية ،كتقديم تقرير حول مدى تنفيذ المداوالت عند كل دورة عادية وغيرها من
األنشطة.1
-3-2تمثيل الوالية :يمثل الوالي الوالية في جميع أعمال الحياة المدنية واإلدارية طبقا للتشريع
الساري المفعول ،كما يمثل الوالي الوالية أمام القضاء سواء كان مدعيا أو مدعى عليه.
- 4-2ممارسة السلطة الرئاسية على موظفي الوالية :كما تشير المادة 108من قانون
الوالية ،أي سلطة الرئيس على المرؤوس.
58
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
ا) -الرقابة الممارسة على أعضاء المجلس الشعبي الوالئي:
الرقابة التي تباشرها السلطة على باعتبار جميع أعضاء المجلس الشعبي الوالئي منتخبون ّ
فإن ّ
األعضاء ،وطبقا لقانون الوالية تتمثل في التوقيف واالقصاء.
-)1التوقيف:
هو االجراء المنصوص عليه في المادة 45من قانون الوالية ،07-12والذي يتم بموجب
مداولة للمجلس الشعبي الوالئي ،وبقرار من الوزير المكلف بالداخلية ولمدة غير محددة.
-)2االقصاء:
يعني اإلقصاء اسقاط العضوية عن العضو المنتخب بالمجلس ،وهو االجراء المنصوص عليه
في نص المادة 44من القانون ،07-12والذي يتم بموجب مداولة للمجلس الشعب الوالئي وبقرار
من الوزير المكلف بالداخلية ،بسبب التغيب الكثر من ثالث مرات (المادة ،)46أو بسبب ادانة
جزائية نهائية (الماده ،)46أو عندما يثبت ان العضو المنتخب يوجد تحت طائلة عدم القابلية
لالنتخاب أوفي حاله تنافي (المادة .)44
59
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
-في حالة حوث ظروف استثنائية تحول دون تنصيب المجلس المنتخب .1
يترتب على مرسوم الحل تجديد كلي بإجراء انتخابات ثالثة أشهر من الحل إال في حالة
المساس الخطير بالنظام العام ،وعلى إثر ذلك يعين وزير الداخلية وباقتراح من الوالي (خالل 10أيام
للحل) للممارسة صالحيات المجلس المنحل إلى حين تنصيب مجلس جديد .2
إيداعها بالوالية ،3إال أن هناك استثناء على هذه القاعدة ،وهو أن مداوالت المجلس الشعبي الوالئي
المتضمن الميزانيات والحسابات ،التنازل عن العقار أو اقتنائه أو تبادله ،الهبات ،الوصايا األجنبية ،ال
تكون نافذة إال بعد المصادقة عليها من طرف وزير الداخلية ،خالل أجل أقصاه شهران.4
-)2اإللغاء:
ومن خالل هذا االجراء يمكن لوزير الداخلية ان يقوم بإلغاء مداوالت المجلس ،ذلك بقرار مسبب،
وتضمنت المواد 56 ،54 ،53و 57من قانون الوالية الحالت التي يكون فيها اإللغاء ،فنذكر مثال فيما
إذا تكون المداوالت تخص قضية خارجة عن صالحيات المجلس.
-)3الحلول:
يتمثل هذا االجراء بقيام وزير الداخلية بحلول محل مجلس شعبي الوالئي عندما يرفض هذا
االخير اخذ القرارات التي يزمه بها القانون ،والسيما في الحالة المنصوص عليه في المادة 169من
سعيد بوعلي؛ نسرين شريقي؛ مريم عمارة ،المرجع السابق ،ص.93. 5
60
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
الفرع الثاني :البلدية
قام المشرع بتعريف البلدية ،نص المادة األولى من قانون البلدية ،1التي نصت على ان "البلدية
هي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة ،وتتمتع بالشخصية المعنوية والذمة المالية المستقلة ،وتحدث
بموجب القانون" ،هذا باإلضافة إلى المادة الثانية من نفس القانون التي نصت على ان "البلدية هي
القاعدة اإلقليمية الالمركزية ،ومكان لممارسة المواطنة ،وتشكل إطار مشاركة المواطن في تسيير
الشؤون العمومية".
وتتكون البلدية طبقا للمادة 15القانون المتعلق بالبلدية (سالف الذكر) من هيئتين ،هما:
-هيئه مداولة :متكونه من المجلس الشعبي البلدي.
-هيئه تنفيذية :يرأسها رئيس المجلس الشعبي.
وعليه سيتم من خالل هذا الفرع بدراسة هتين الهيئتين طبقا لقانون البلدية ،وذلك كاآلتي:
قانون رقم 10،-11المؤرخ في 22فبراير ،2011المتعلق بالبلدية ،ج .ر .رقم ،37مؤرخة في 03جويلية .2011 1
61
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
وينتخب اعضاء المجلس الشعبي البلدي لمده خمس سنوات من قوائم المنتخبين التي تقدمها
االحزاب من قبل جميع سكان بلديه باالقتراع العام المباشر والسري .1
أما بالنسبة إلى تسيير اعماله فيجري المجلس اعماله من خالل عقد دورة عادية كل شهرين اي
بمعدل 06دورات في السنة ،وتحدد كل دورة بخمسة ايام كحد اقصى (المادة 16من ق.ب ،).كما
يمكنه عقد الدورات غير عاديه كلما اقتضت شؤون البلدية ذلك ،بطلب من رئيسه أو ثلثي أعضائه أو
بطلب من الوالي ،أما في الحاالت االستثنائية المرتبطة بالخطر الوشيك أو الكوارث الكبرى فيجتمع
المجلس الشعبي البلدي بقوه القانون (المادة 17و 18من قانون البلدية).
-1-2التهيئة والتنمية :يقوم المجلس الشعبي البلدي بالعديد من األنشطة في مجال التهيئة
والتنمية ،ونذكر منها ،المشاركة في اجراءات اعداد عمليات تهيئة االقليم والتنمية المستدامة وتنفيذها،2
62
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
والسهر على حماية االراضي الفالحية والمساحات الخضراء في اقليم البلدية وخاصة عند اقامة
المشاريع عليها.1
-2-2التعمير والهياكل القاعدية والتجهيز :يمكن استخالص اهم الصالحيات التي يتوالها
المجلس الشعبي البلدي في هذا المجال ،في التأكد من احترام تخصيصات االراضي وقواعد استعمالها،
السهر على المراقبة الدائمة لمطابقه البناءات للشروط المحددة في القوانين والتنظيمات ،والسهر على
احترام االحكام في مجال مكافحه السكنات الهشة غير القانونية ،كما يسهر على المحافظة وحمايه
االمالك العقارية الثقافية .2
-3-2التربية والحماية االجتماعية :تقدم البلدية بإنجاز مؤسسات التعليم االبتدائي طبقا
للمقاييس والمتطلبات الوطنية ووفقا للخريطة المدرسية وانجاز بناء مطاعم مدرسية ،على توفير النقل
المدرسي في المناطق النائية والمعزولة والتأكد من ذلك.
-4-2المجال االجتماعي :وذلك من خالل تشجيع عمليه التمهين واستحداث مناصب شغل،
التكفل بالفئات المحرومة ومعوزة ،بناء وصيانة المدارس القرآنية والمساجد المتواجدة على اقليم البلدية
والمحافظة عليها.
-6-2في مجال النظافة وحفظ الصحة وطرقات البلدية :يقوم بالسهر على احترام القوانين
المعمول بها والمتعلقة بحفظ الصحة والنظافة العمومية ،والسيما في مجاالت توزيع المياه الصالحة
للشرب ،صرف المياه المستعملة ومعالجتها ،وجمع النفايات الصلبة ونقلها ومعالجتها ،ومكافحة نواقل
االمراض المتنقلة.4
63
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
ثانيا :رئيس المجلس الشعبي البلدي (الجهاز التنفيذي)
الجهاز التنفيذي للبلدية هو هيئة جماعية تمثل البلدية وتشرف على تسييرها ،والذي سيتم
دراسته من ناحية تشكيلته (أ) ،والصالحيات التي يتمتع بها (ب).
ينتخب رئيس المجلس الشعبي البلدي من القائمة التي فازت باألغلبية ،1في مدة ال تتجاوز 15
يوما الموالية إلعالن نتائج االنتخابات ،وفي حالة تساوي األصوات يعلن رئيسا األصغر سنا ،2ثم
يقوم الرئيس باختيار نائبين أو عدة نواب لمساعدته.
طبقا ألحكام القانون 11-10فانه يتمتع باالزدواجية في االختصاص ،حيث يمثل البلدية تارة
ويمثل الدولة تارة أخرى:
)1صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي كممثل للبلدية:
يمثل رئيس المجلس الشعبي البلدي البلدية في كل أعمال الحياة المدنية واإلدارية وكل
الرسمية واالحتفاالت ،كما يمثلها أمام الجهات القضائية ،كما يتولى إدارة اجتماعات
التظاهرات ّ
وأشغال المجلس الشعبي البلدي من حيث التحضيرات للدورات ،وضبط تسيير الجلسات ،كما يخول
القانون لرئيس البلدية إدارة أحوال البلدية والمحافظة على حقوقها.3
-)2صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي كممثل للدولـة:
باعتبـاره ممثال للدولة في إقليـم البلديـة ،يتمتع الرئيس بصالحيات واسعة تتعلق
بشتى المجاالت التي جاء بها قانون البلدية في المواد من 85إلى ، 95ونذكر منها:
-1-2الحالة المدنية :فطبقا للمادة 86من القانون 10-11سالف الذكر ،فان للرئيس صفة ضابط
64
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
الحالة المدنية التي تخوله بنفسه ،أو بالتفويض ألحد نوابه ولموظف بالبلدية استالم تصريحات الوالدة
والزواج والوفيات ،وتسجيل كافة األحكام القضائية في سجالت الحالة المدنية ،وذلك تحت رقابة ممثل
الحق العام المختص إقليميا.
-الشرطة القضائية :بناء على المادة ،92يتمتع الرئيس بصفة ضابط الشرطة القضائية
وذلك طبقا للمادة 15من قانون اإلجراءات الجزائية وتحت سلطة النيابة العامة.
-الشرطة اإلدارية :طبقا للمادة 93فقرة 1فانه يتولى رئيس المجلس الشعبي البلدي مهمة
المحافظة على النظام العام وذلك باتخاذ القرارات الكفيلة بحفظ األمن العام ،الصحة والسكينة العامة.
-تنفيذ القوانين والتنظيمات :بناءا على احكام المادة 88فانه يكلف الرئيس بمتابعة تنفيذ القوانين
والتنظيمات عبر تراب البلدية.
65
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
-)1التوقيف:
يتم توقيف كل نائب بلدي منتخب تعرض للمتابعة قضائية بسبب جناية أو جنحه لها صلة بالمال
العام ،أو ألسباب مخلة بالشرف ،أو كان محل تدابير قضائية ال تمكنه من االستمرار في ممارسة عهدته
االنتخابية .1
-)2االقصاء:
يتم اقصاء نهائي لكل عضو منتخب من المجلس الشعبي البلدي كان محل ادانة جزائية نهائية
لألسباب السالفة الذكر.2
-)3اإلقالة:
وتتعلق بكل عضو تغيب بدون عذر مقبول اكثر من ثالثة دورات عادية خالل نفس السنة.3
66
المركزية والالمركزية اإلدارية كأساس فني للتنظيم االداري الفصل الثاني
-)2اإللغاء:
بحيث يجوز للسلطة الوصية بإلغاء مداوالت البلدية (المادة 59من ق ،)11-10.وتكون أما
بطالن مطلق أنسبي .فنكون أمام حالة البطالن المطلق إذا شابها عيب عدم االختصاص ،ومخالفة
الشكل واإلجراءات المنصوص عليها في القانون ،أما البطالن النسبي فيكون عند مشاركة أحد
األعضاء في مداولة له مصلحة فيها أما بصفته الشخصية وباعتباره وكيل.
-)3الحلول:
يجوز للسلطة الوصائية ان تحل محل البلدية عند امتناع هذه األخيرة ن القيام بواجباتها (المواد
من 100إلى 103من ق ،)11-10.ومن بين هذه الحاالت ما جاء في نص المادة 100من قانون
البلدية (سالف الذكر) ،والتي تتعلق بحلول الوالي باتخاذ جميع اإلجراءات المتعلقة بالحفاظ على االمن
والسكينة والصحة العامة وديمومة المرفق العام.
67
خاتمة
خاتمة:
في ختام هذه الدراسة يمكن القول بان التنظيم اإلداري ليس إال طريقة تعتمدها الدولة من أجل
تنظيم مهامها الوظيفية ،فهو ضروري وفعال للدولة من أجل التسيير الحسن للهيئات اإلدارية ،بحيث
يتأثر بالظروف السياسية واالجتماعية والثقافية ألي دولة ،كما انه يتأثر بمدى اخذ الدولة بمبادئ
الديمقراطية في تنظيم شؤونها.
وبناء على ما سبق ،نستخلص أن التنظيم اإلداري الجزائري يقوم على مبدأين أساسين ،األول
يتمثل في الشخصية المعنوية ،وذلك من خالل االعتراف بالشخصية القانونية للعديد من الهيئات استجابة
للتطورات المختلفة التي عرفتها البالد ،من أجل النهوض بكافة متطلبات الدولة وتحقيق التنمية.
أما الثاني فيتمثل في المركزية اإلدارية والالمركزية اإلدارية ،حيث تبين أن المشرع اعتمد
على النظامين ،وذلك باألخذ من كل نظام ما يتناسب ويتماشى مع السياسة التي تنتهجها الدولة.
باإلضافة إلى ذلك ،قام المشرع بفرض رقابة على الهيئات الالمركزية ،فعلى الرغم من
االعتراف لها باالستقاللية ،واعطائها حق اصدار قرارات ،قام بإخضاعها لرقابة إدارية من طرف
السلطة المركزية .مما يجعلها تتمتع باستقاللية نسبية ،تبقى خاضعة للسلطة المركزية.
ولم يكتف المشرع بذلك ،بل قام بتوسيع صالحيات السلطة المركزية بصفة عامة ،وصالحيات
رئيس الجمهورية بصفة خاصة ،حتى انه وصل إلى درجة تضييق السلطة التنظيمية للسلطة التشريعية،
التي هي صاحبة التشريع ،وذلك من خالل حصر مجاالت تشريعها ،وفي هذا الشأن ،يمكننا القول انه
أصبح رئيس الجمهورية يتمتع بسلطات واسعة.
ولقد تبين من خالل الدراسة ،أن المشرع لم يتناول جميع تفاصيل التنظيم اإلداري ،إذ ان الكثير
من المسائل المتعلقة به تركها إلى الفقه ،والتي كان من األولى ان المشرع يتطرق إليها ،ويضع نصوص
قانونية كافية لتنظيمها.
على المشرع ان يعيد النظر في االحكام المتعلقة بصالحيات رئيس الجمهورية في
التشريع ،بأن يقوم بتضييق السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية وحصرها في مجاالت
معينة.
على المشرع أن يعترف للهيئات الالمركزية بنوع من االستقاللية في الواقع ،ألنه نجد
في الجانب التطبيقي خضوع الهيئات الالمركزية إلى السلطة المركزية خضوعا تاما،
فجاء بالنظام الالمركزي من أجل تخفيف العبء على السلطة المركزية من جهة،
68
خاتمة
والسماح للهيئات المحلية في المشاركة في الوظيفة اإلدارية من جهة أخرى .وعلى
الرغم من محاولة المشرع الجمع بين النظام المركزي والالمركزي من أجل تخيف
العبء على السلطة المركزية وتحقيق الديمقراطية والتنمية إال أنه مازالت الممارسات
التي كانت في المركزية اإلدارية قائمة إلى حد اآلن ولم يستطع الرؤساء اإلداريون
الخروج عن األسلوب المركزي في اإلدارة.
69
قائمة المصادر والمراجع
قائمة المصادر والمراجع
أوال :المراجع باللغة العربية:
/1الدساتير:
/2القوانين العضوية:
/3القوانين العادية:
70
قائمة المصادر والمراجع
القانون رقم 06-12المؤرخ في 18صفر عام 1433الموافق 12يناير سنة -6
2012المتعلق بالجمعيات.
القانون رقم 07-12المؤرخ في 21فبراير 2012المتعلق بالوالية ،ج.ر. -7
رقم 12مؤرخة في 29فبراير .2012
/4المراسيم الرئاسية:
ب) -المؤلفات:
71
قائمة المصادر والمراجع
مازن ليو راضي ،الوجيز في القانون اإلداري ،الطبعة الثالثة ،منشورات -8
األكاديمية العربية ،الدنمارك.2008 ،
مأمون عبد العزيز إبراهيم ،القانون اإلداري ،الطبعة األولى ،دار االعصار -9
العلمي للنشر والتوزيع ،األردن.2017 ،
محمد الصغير بعلي ،القانون اإلداري «التنظيم اإلداري"( ،بدون طبعة) ،دار -10
العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر.2002 ،
محمد الصغير بعلي ،المدخل للعلوم القانونية ،دار العلوم للنشر والتوزيع( ،بدون -11
طبعة) ،الجزائر.2006 ،
محمد حسن قاسم ،المدخل لدراسة القانون ،الجزء الثاني «نظرية الحق"، -12
منشورات الجبلي الحقوقية ،اإلسكندرية.2009 ،
-13محمد رضا جنيح ،القانون اإلداري ،الطبعة الثانية ،مركز النشر الجامعي ،تونس،
.2008
-14محمد رفعت عبد الوهاب ،النظرية العامة للقانون اإلداري( ،بدون طبعة) ،دار
الجامعة الجديدة ،مصر ،اإلسكندرية.2012 ،
-15محمد علي الخاليلة ،القانون اإلداري ،الكتاب األول ،الطبعة األولى ،اثراء للنشر
والتوزيع ،األردن.2010 ،
-16محمدي فريدة ،المدخل للعلوم القانونية "نظرية الحق" ،المؤسسة الوطنية للفنون
المطبعية( ،بدون طبعة) ،الجزائر.2002 ،
-17ناصر لباد ،األساسي في القانون اإلداري ،الطبعة األولى ،دار المجدد للنشر
والتوزيع ،الجزائر( ،بدون سنة).
-18هاني علي الطهراوي ،القانون اإلداري ،الطبعة األولى ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،األردن.2006 ،
72
قائمة المصادر والمراجع
فاضلي سيد علي ،نظام عمل الجمعيات في التشريع الجزائري ،رسالة ماجستير، -1
كلية الحقوق ،بسكرة.2009/2008 ،
بن مشرنين خير الدين ،إدارة الوقف في القانون الجزائري ،رسالة ماجستير، -2
كلية الحقوق ،تلمسان.2012-2011 ،
مومي عمار ،أساليب التنظيم اإلداري في الجزائر ،مذكرة ماستر ،جامعة بسكرة، -3
كلية الحقوق والعلوم السياسية.2013-2012 ،
رزقي كريمة؛ دهوى ليندة ،هيئات الوالية في التنظيم اإلداري الجزائري ،مذكرة -4
ماستر ،جامعة بويرة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية.2015-2014 ،
تو عبد الواحد ،السلطة الرئاسية في إطار النظام اإلداري المركزي ،مذكرة -5
ماستر ،جامعة تلمسان ،الملحقة الجامعية مغنية.2016-2015 ،
ولد طاطة عجال ،التنظيم اإلداري ،وتطبيقاته في الجزائر ،مذكرة ماستر جامعة -6
مستغانم ،كلية الحقوق والعلوم السياسية.2017-2016 ،
جريو مليكة ،مظاهر السلطة الرئاسية في النظام اإلداري المركزي ،مذكرة ماستر ،جامعة مسيلة ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية.2018-2017 ،
د) -المحاضرات:
فارة سماح ،مفهوم القانون اإلداري-أسس التنظيم اإلداري-التنظيم اإلداري في -
الجزائر ،محاضرات في القانون االداري ،جامعة 8ماي 1945قالمة ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية.2016-2015 ،
ه) -المقاالت:
أحمد كريوعات ،اللجنة الوطنية االستشارية لترقية حقوق اإلنسان وحمايتها -1
قراءة في ضوء مبادئ باريس ،مجلة الواحات للبحوث والدراسات ،المجلد ،8العدد ،1
الجزائر.2015 ،
إيرادشة فريد ،نظرية التنظيم اإلداري في الجزائر مبدأ السلطة الرئاسية بين -2
النص والممارسة ،مجلة الدراسات والبحوث القانونية ،المجلد ،4العدد ،2الجزائر.2018 ،
73
قائمة المصادر والمراجع
شوايدية منية ،الرقابة اإلدارية بين الوصاية اإلدارية والسلطة الرئاسية، -3
حوليات قالمة للعلوم االجتماعية واإلنسانية ،العدد ،13الجزائر.2015 ،
طيبي سعاد ،الالمركزية اإلدارية واالستقالل المالي للوالية ،مجلة صوت -4
القانون ،العدد ،2الجزائر.2014 ،
مدوح أحمد؛ نجيمي عبد الرحمن؛ نجيمي نعاس ،المركزية اإلدارية وعالقتها -5
باإلدارة العامة ،مجلة الحقوق والعلو اإلنسانية ،جامعة زيان عاشور الجلفة ،المجلد ،24العدد
،1الجزائر( ،بدون سنة).
74
فهرس المحتويات
فهرس المحتويات
االهداء ......................................................................ب
الشكر والتقدير ...............................................................ج
مقدمة1 ...................................................................... :
75
أوال :األشخاص المعنوية االقليمية12 .................................................
-)1الوالية13 ...............................................................:
الفرع الثالث :الفرق بين األشخاص المعنوية العامة واألشخاص المعنوية الخاصة 18 ......
76
أوال :الركن المادي20 .............................................................. :
الفرع األول :اآلثار الواردة في المادة 50من القانون المدني الجزائري24 ................
الفرع الثاني :اآلثار غير الواردة في المادة 50من القانون المدني 26 .....................
77
ثانيا :المسؤولية28 ................................................................. :
الفرض الثاني :حالة األوامر والتعليمات الرئاسية غير المشروعة35 ..... :
78
-3-2ب -سلطة التعديل36 .......................................... :
79
ب) -الالمركزية المرفقية (المصلحية)44 ....................................... :
80
- )1السلطة الرئاسية أو السلطة التسلسلية52 .............................. :
أ -اللجنة الوطنية االستشارية لترقية حقوق االنسان وحمايتها53 ................... :
ا) -الرقابة الممارسة على أعضاء المجلس الشعبي الوالئي59 ................. :
81
ج) -الرقابة الممارسة على أعمال المجلس الشعبي الوالئي60 ................... :
ا) -الرقابة الوصائية على المجلس الشعبي البلدي ككل65 ...................... :
ب) -الرقابة الوصائية على اعضاء المجلس الشعبي البلدي65 ................. :
82
ج) -الرقابة الوصائية على أعمال المجلس الشعبي البلدي66 .................... :
خاتمة68..................................................................... :
فهرس المحتويات75...........................................................
83
84