Professional Documents
Culture Documents
Egy 2
Egy 2
المقدمة
تدلنا معظم الدراسات التي تناولت التنظيم اإلداري ،أن دور اإلدارة المحلية يختلف
نماء
ً تبعا لألسلوب اإلدارى الذى تتبعه الدولة ،فنجد دور اإلدارة المحلية يكون أكثر
وتقدماً للشعوب في بالد الالمركزية اإلدارية ،على عكس الدول التي تطبق المركزية في
أسلوب تنظيمها اإلداري .وتلعب المحليات في جميع الدول الديمقراطية -التي تأخذ
بالنظام الالمركزي -دو اًر بار اًز في تغيير الواقع ،والتطوير والتحديث ،واألهم من ذلك أنها
تسهم بشكل حقيقي في حل المشكالت التي تواجه القرى والمدن .والذي يحدث فى هذه
البلدان أن أحدا من أبناء المحليات ال يلجأ إلى الجهات المركزية ،وال يحتاج إلى ق اررات
و ازرية؛ فهناك مجالس بلدية -توازي المجالس المحلية لدينا -تقوم بكل االختصاصات،
ولها ق اررات ذات حجية والزام عكس حال البالد التي تطبق المركزية اإلدارية نجد إن
دور اإلدارة المحلية محدود ويتسم بالروتين ومركزية القرار .ويستلزم األخذ بالمركزية
اإلدارية عند عدم تقسيم أو توزيع المظاهر المختلفة لممارسة الوظيفة اإلدارية ،فيما بين
السلطات المركزية وفروعها اإلقليمية أو المرفقية ،ومن ثم قصر حق إدارة الدولة بمرافقها
وخدماتها العامة على السلطة المركزية وحدها .على حين يقضي اعتناق الالمركزية
توزيع هذه المسئولية فيما بين األشخاص اإلدارية المركزية ،وفروعها اإلقليمية أو
المرفقية ،المستقلة قانونا وعمالً عنها(.)1
( )1من الدراسات التي تناولت التنظيم اإلداري واإلدارة المحلية سابقاً :
د .رمضان محمد بطيخ :الوسيط في القانون اإلداري .1991 -
د.أحمد حافظ نجم :المجالس المحلية بين االستقالل والتبعية ،دراسة مقارنة للعالقة بين -
الحكومة المركزية والمجالس المحلية في كل من المملكة المتحدة وفرنسا واالتحاد السوفيتى
ومصر ،القاهرة ،دار النهضة العربية.1911 ،
622
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
واذا كانت المركزية والالمركزية هما أسلوبا ممارسة الوظيفة اإلدارية ،إال أن األنظمة
اإلدارية المتبعة بالفعل في الدول المختلفة ،تبنت شكال أو آخر من األشكال البيئية
وتبعا لدرجة وعي
المخففة لمضمونها؛ وفقاً لظروفها االجتماعية واالقتصادية والسياسيةً ،
الشعوب .حيث نجد الدول التي تبنت النظام المركزي اإلداري تعمل على تخفيف حدته،
من خالل إعمال مبدأ عدم التركيز اإلداري كصورة تطبيقية له فيها .وأن الدول التي
اعتنقت الالمركزية اإلدارية تسعى بدورها إلى التخفيف ،بإدخال نوع أو آخر من أنواع
الوصاية اإلدارية من السلطة المركزية عليه .ومن ثم فال نكون بصدد مركزية مفرطة ،أو
على العكس المركزية مطلقة بصدد ممارسة العمل اإلداري العام 0ولهذا كان من
الطبيعي أن تلجأ الدولة الحديثة في بداية نشأتها بعد انهيار نظام اإلقطاع ،الذي كان
سائدا في العصور الوسطى ،إلى األخذ بالمركزية اإلدارية لتقوية السلطة المركزية،
كضمان لفرض سلطتها اإلدارية بجوار سلطتها السياسية على جميع أجزاء أقاليم
الدولة(.)2
إن الزيادة المطردة في وظائف الدولة ،لها أثر مباشر على السلطات العامة فيما
يتعلق بوظائفها وكيفية أدائها ،على نحو يستجيب للتطورات الحديثة التي طرأت على
الدولة(.)3
كما أن مهمة اإلدارة لم تعد مقصورة على التنفيذ ،بل أصبحت هي التي ترسم
السياسة العامة؛ على ضوء ما لديها من وظائف فنية وما يتجمع لديها من معلومات.
د .عبد الغنى بسيونى :القانون اإلداري ،دراسة تطبيقية ألسس ومبادئ القانون اإلداري -
وتطبيقها في مصر ،منشأة المعارف باإلسكندرية2002 ،
( )2د .سلوى شعراوى جمعه :تضخم الدور البيروقراطى وسيطرة الجهاز التنفيذى أفقد المحليات دورها،
مقال منشور بجريدة األهرام ،القاهرة ،السنة 32العدد 12611فى ،2001/3/22ص.19
( )3د .محمد عبد الحميد أبوزيد :مبادئ القانون اإلداري ،دراسة مقارنة ،النسر الذهبي ،القاهرة،
،2006ص ،.211والمرجع في القانون اإلداري ،2001ص 21
- Annuaire de administration Locale, edition, Cujas, Paris.1980.
- Alex ,Caroll :Constitutional and Administrative Law, Fourth Edition
Pearson Education Limited, British Library,2007.
622
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
ويترتب على ذلك أن الدولة تحتاج – بعد أن ازدادت الخدمات التي تؤديها – في سبيل
تنفيذ خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية إلى األخذ بنظام الالمركزية اإلدارية .وهذا
ما حدا بجمهورية مصر العربية أن تهجر – ليس بصفة مطلقة – النظام المركزي
لإلدارة ،الذي تستأثر فيه الحكومة المركزية في العاصمة بالوظيفة اإلدارية ،حيث ال
يشاركها في ذلك أي سلطة أخرى .ألنه قد غدا من المستحيل أن تمتد يد الوزير من قمة
و ازرته لكي يباشر االختصاصات المتشعبة في ربوع األقاليم المختلفة .ولجأت باألخذ
باألسلوب الالمركزي ،ال ذي يقوم على أساس توزيع هذه الوظيفة بين الحكومة المستقرة
في العاصمة وبين مجالس أخرى منتخبة محلية أو مصلحيه .وعلى ذلك يكون الطابع
المميز حالياً في جمهورية مصر -بل وفي غالبية الدول األخرى -هو الميل إلى
التوسع في األخذ بالنظام الالمركزي لإلدارة .وهذا النظام يهدف إلى توزيع السلطة
اإلدارية بين جهات متعددة في الدولة .ويجيء التفويض باعتباره أحد الوسائل التي تتم
بمقتضاها توزيع الوظيفة اإلدارية ،محتالً الزعامة في ذلك الخصوص .ولالعتبارات
السابقة المحيطة بتنفيذ الوظيفة اإلدارية وأدائها ،على نحو ُي َم ّكن الجمهور من االنتفاع
بخبراتها ،يستلزم أن يتوسع الرؤساء اإلداريون في مستويات القيادة في تفويض
اختصاصاتهم إلى مرؤوسيهم على طول السلم الوظيفي ،مع تحميلهم المسئولية عن
نتائج أعمالهم.
فاإلصالح اإلداري هو عبارة عن تغيير شامل في األشخاص والمفاهيم .فهو ليس
مجرد تعديل بسيط ،وانما هو تحول كامل وتغيير جذري في الفكر وأنماط السلوك،
وتنظيم العنصر البشرى .لذلك يجب أن يشيد صرح اإلصالح اإلداري على خطط
مدروسة ومعالم واضحة ،وينفذ على مراحل مخطط لها سلفا ،حتى تجيء عملية
اإلصالح محققة لألهداف المنشودة واآلمال المرجوة .وعملية اإلصالح اإلداري تعتبر
عملية متجددة ومتطورة ،ألن تجارب اإلصالح -التي سبق التخطيط لها وتنفيذها-
سرعان ما تلبث أن تكون بعد مدة عاجزة عن االستجابة للتطور الذي يلحق بالدولة ،أو
المطالب الجديدة التقدمية ،خاصة في الدول التي تقدم فيها الوعي السياسي واالجتماعي،
وتقدمت فيها أساليب ا لصناعة ،وتعددت وتطورت فيها وظائف اإلدارة ،وتشعبت لكي
622
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
تواجه االختصاصات المتشعبة .ويترتب على ذلك أن القائد اإلداري يجب أن يكون من
العناصر التي تؤمن باألهداف واالتجاهات الجديدة ،التي تؤمن بضرورة اإلصالح،
ويجب تأمين هؤالء القادة ،ومنحهم الثقة الواجبة ،واالستقرار المطلوب؛ لشحذ هممهم
على اإلنتاج ،والعمل على ممارسة التجربة واالبتكار والطابع الذي يسجله فقهاء اإلدارة
العامة األمريكيون لنظام اإلدارة العامة في بالدهم ،هو االتجاه نحو التوسع في تطبيق
الالمركزية اإلدارية ،والى توزيع السلطة اإلدارية بين جهات إدارية متعددة ،وهو االتجاه
السائد في معظم دول العالم( ،)1وهو ذاته ما أنتهجه الدستور المصري في المادة 116
من دستور مصر 2011التي تنص على أن " تكفل الدولة دعم الالمركزية اإلدارية
والمالية واالقتصادية ،وينظم القانون وسائل تمكين الوحدات اإلدارية من توفير المرافق
المحلية والنهوض بها ،وحسن إدارتها ،ويحدد البرنامج الذمني لنقل السلطات
والموازنات إلى وحدات اإلدارة المحلية" إال أن المشرع يسير بخطى بطيئة في اصدار
قانون يعالج به سلبيات اإلدارة المحلي في مصر.
أهمية البحث:
يعتبر الفساد الذي استشرى داخل المحليات في مصر هو نتيجة اتخاذ أسلوب
مركزى إداري عقيم " يساعد على الروتين والبطء في قضاء حوائج الناس ،وانتشار الرشوة
والمحسوبية للدرجة التي قيل في وصفها عبارة "الفساد في المحليات للركب" ،في الوقت
الذي وصلت فيه إدارة المحليات في عديد من الدول إلى اتخاذ نظام الحكومة
اإلليكترونية أوالحكومة الذكية .ويرى الباحث أن أهمية هذا البحث تنبع من ضرورة
التأكيد على أن دور اإلدارة المحلية في ظل الالمركزية اإلدارية المدعم باالستقالل
اإلداري والمالي هو أنجح األساليب لتقديم الخدمات للمواطنين وقضاء حوائجهم ،في
أسرع وقت وبأقل تكلفة ،كما أن رئيس البلدية في هذا النظام بإعتباره منتخب من السكان
( )1د .محمد عبد الحميد أبو زيد :الطابع المحلي لنظام العمد ،دار النهضة العربية،2006 ،
ص .239وانظر أيضا:
Harles Eisenman: Centralisation Et Décentralisation, L.G.D.J, Paris, 1948,
pp.261.262.
622
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
المحليين ،يكون أعلم بمشاكل مجتمعه وأجدر على حلها ،باإلضافة إلى أن الدور الذي
تقوم به اإلدارة المحلية في إطار المجتمعات المحلية؛ هو أحد المتغيرات الرئيسية التي
تحدد طبيعة العالقة بين السكان في المجتمع وبين عناصر اإلدارة المحلية ،فإذا كانت
(ضبطيا)؛ تستهدف من خالله السيطرة على المجتمع ،فإن من شأن ً الدولة تلعب دو اًر
هذا الوضع أن يطور كثي اًر من االتجاهات السلبية نحو اإلدارة المحلية .أما إذا تغير دور
اإلدارة المحلية فأصبح دو اًر تطويريا أو إنمائيا ،فإن ذلك من شأنه أن يطور كثي اًر من
االتجاهات اإليجابية نحو السلطة ،واإلدارة المحلية التي تحقق غالبية أهدافها(.)2
ويرى الباحث أيضاً التأكيد على أن لإلدارة المحلية دور مهم في إرساء المناخ
الديمقراطي الذي يحدد طبيعة العالقة بين عناصر اإلدارة المحلية وبين سكان المجتمع
المحلي؛ وذلك يعني إمكانية قيام الحوار المتبادل بين مختلف االتجاهات ،أو بين طرفي
العالقة ،األمر الذي يزيد مساحة التعاون بين الطرفين لصالح تطوير المجتمع المحلي،
وأن األخذ بنظام اإلدارة المحلية القائم على إنتخاب رؤسائها من بين السكان المحليين،
يعمل على تدريب المواطنين في المجتمع على أصول الديمقراطية ،وهو ما يساعد على
اتساع مساحة المشاركة االجتماعية والسياسية ،بما يساعد على تحقيق التطور
()6
االجتماعي.
أهداف البحث:
-عرض موجز للتطور التشريعي لإلدارة المحلية في مصر.
-عرض أسلوبي التنظيم اإلداري مع بيان سلبيات وايجابيات كال األسلوبين.
-إلقاء الضوء على اإلدارة المحلية ورؤساء البلديات في دول المركزية اإلدارية.
( )2د .أمانى عزت طوالن :المتغيرات المؤثرة في فاعلية اإلدارة المحلية في الريف المصري ،مركز
البحوث للدراسات السياسية ،جامعة القاهرة ،كلية االقتصاد والعلوم السياسية،أعمال المؤتمر
السنوى الثامن للبحوث السياسية القاهرة 2 – 3ديسمبر ،1991منشور في في مجموعة أبحاث
د .السيد عبد المطلب غانم (محرر) السياسة والنظام المحلى في مصر ،1992 ،بحث رقم ،11
ص 229وما بعدها.
( )6د .مصطفى عفيفي :النظام القانوني لإلدارة المحلية في مصر والدول األجنبية ،بين المركزية
والالمركزية اإلدارية القاهرة .2002ص.101
622
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
-إلقاء الضوء على اإلدارة المحلية ورؤساء البلديات في دول الالمركزية اإلدارية.
-بيان أهمية اإلدارة المحلية في ظل الالمركزية اإلدارية القائمة على اإلستقالل المالي
واإلداري.
المنهج المستخدم:
لما كانت هذه الدراسة تهدف للتعرف على التطور التشريعي لإلدارة المحلية
وصورة اإلدارة المحلية ورؤساء البلديات بين أسلوبي التنظيم اإلداري فإن الباحث سوف
يعتمد على المنهج التحليلي المقارن ،حيث سيتم عرض وتحليل الموضوع من كافة
جوانبه بأسلوب علمي دقيق باإلضافة إلى المقارنه بين أسلوبي التنظيم اإلداري وصورة
اإلدارة المحلية في إطارهما مع إبراز سلبيات وايجابيات كل أسلوب حتى نصل إلى
استخالص النتائج والتوصيات وسوف يستخدم الباحث المنهج المشار إليه كما يلي:
-تناول موضوع البحث بنظرة تحليلية لكل جزء فيه.
-تقصي دور اإلدا رة المحلية في ظل أسلوبي التنظيم اإلداري وكذلك دور روساء
البلديات فيهما بدقة.
-اعتماد المنهج المقارن بجانب المنهج التحليلي ،حيث يقوم الباحث بمقارنة الوضع
في مصر بنظيره في دول الالمركزية اإلدارية.
-توثيق المراجع واألبحاث بشكل علمي دقيق.
-عرض أراء الفقهاء في الموضوع مع إبراز وجهة نظر الباحث
خطة البحث:
وسوف يقوم الباحث بتفصيل ما أجمله من خالل ثالثة مباحث وذلك فيما يلي:
المبحث األول :التطور التشريعي لإلدارة المحلية في مصر.
المبحث الثاني :أسلوبي التنظيم اإلداري.
المبحث الثالث :دور رؤساء البلديات في ظل أسلوبي التنظيم اإلداري.
المبحث األول
التطور التشريعي لإلدارة المحلية في مصر
622
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
مرت اإلدارة المحلية في مصر بتطورات عديدة منذ نشأتها ،وحتى اآلن تبعا لتغير
النظام الحاكم بها ،وسوف يتم عرض لمحة عن التطور التشريعي ،مع ذكر االعتبارات
الموجبة لتطبيقها وأخي ار ذكر أهم ركائز اإلدارة المحلية وذلك فيما يلي:
أولا -التطور التاريخي لنظام اإلدارة المحلية في مصر:
مر نظام اإلدارة المحلبة في مصر بتغيرات بسبب ما شهدته مصر من تغييرات
سياسية إبان العهدين الملكي والجمهوري وسوف نفصل ما أجملناه من خالل عرض
لتطور اإلدارة المحلية قبل ثورة يوليو 1922إبان العهد الملكي وبعد ثورة 1922إبان
العهد الجمهوري وذلك فيما يلي:
( )1د .عطية حسين أفندى :النظام القانوني لإلدارة المحلية في مصر ومطالب تطويره ،في مجموعة
أبحاث د .السيد عبد المطلب غانم (محرر) السياسة والنظام المحلى في مصر ،مركز البحوث
للدراسات السياسية ،جامعة القاهرة ،كلية االقتصاد والعلوم السياسية،أعمال المؤتمر السنوى الثامن
للبحوث السياسية القاهرة 2 - 3ديسمبر ،1992 ،1991ص.32
626
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
وانشاء مجالس للمديريات( ،)1مما يعد بداية لنظام إدارة محلية -رغم ثانوية
االختصاصات ،وعدم االعتراف بمجالس المديريات كشخصية معنوية أو اعتبارية .وكان
ذلك ألول مرة في تاريخ اإلدارة المصرية؛ بغرض تعليم الشعب العناية بالشئون العامة،
وأساليب الحياة النيابية(.)9
وقد أنشىء أول مجلس بلدي باإلسكندرية عام .1190ثم في عام 1193تم إنشاء
مجالس بلدية في بعض مدن القطر ،مش ّكلة من أعضاء وطنيين .وتعتمد في مواردها
على إعانات الحكومة( .)10ثم أنشئت بعد ذلك مجالس بلدية مختلطة في بعض المدن
الهامة؛ لتفادي اإلعانات ،وااللتجاء إلى رسوم اختيارية ،مع ترغيب األجانب في دفعها؛
بنفسها .في عضوية هذه المجالس(.)11
وجاء عام 1909ليعتبر الميالد الحقيقي للبلديات (نظام اإلدارة المحلية)؛ وذلك
بصدور القانون رقم 22لسنة 1909؛ الذي اعترف بالشخصية المعنوية لمجالس
المديريات ،وتصرفها في أمورها بنفسها .وحدد اختصاصاتها ،وحقها في فرض رسوم
مؤقتة ،بل وحقها في إبداء الرأي في كل األمور التي تهم المديرية وسكانها 0وقد تأكدت
هذه المبادئ بالقانونين 20و 29لسنة ،)12(1913ومع صدور دستور 1923اتخذت
المجالس البلدية مك انها الدستوري ،وما يسمى بالحماية الدستورية؛ حيث نظم دستور
1923اختصاصات هذه المجالس .كما نص على المبادئ الواجب إتباعها في القوانين
622
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
التي تنظم عملها وانتخاب أعضائها .وبذلك اعتبر هذا أول اعتراف دستوري بالنظام
المحلي -خاصة المادتين -133 ،132وما نصت عليهما من تشكيل جميع مجالس
المديريات والبلديات باالنتخاب ،ومنحها اختصاصات تتعلق بتنفيذ السياسة العامة محلياً،
والزامها بنشر ميزانياتها ،وفتح جلساتها أمام المواطنين ( ،)13و كانت تلك الفترة من أهم
المراحل التي تتعلق بالنظام المحلي في مصر.
( )13د .محمد عبد اهلل العربى :اإلدارة المحلية من الوجهتين اإلدارية والمالية ،مجلة القانون
واالقتصاد ،العددان الرابع والخامس ،السنة الثانية عشر ،أبريل ومايو .1912
( )11د .عبد المجيد عبد الحفيظ سليمان :الوجيز في القانون اإلداري ،ج ،1مرجع سابق ،ص .212
622
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
ثم صدر القانون رقم 21لسنة 1911وكان بداية فصل التكوين التنفيذي عن
الشعبي .حيث قضى بإنشاء مجالس شعبية محلية على مستوى المحافظات فقط برئاسة
أمين عام االتحاد االشتراكي ،ولجنة تنفيذية برئاسة المحافظ.
وكان صدور القانون رقم 22لسنة 1912انفتاحا هائال على الديمقراطية وقد قضى
بإنشاء مجالس شعبية محلية منتخبة انتخابا مباش ار على كافة مستويات اإلدارة المحلية
في القرية والحي والمدينة والمركز والمحافظة تكون مدرسة حقيقية للديمقراطية لتنمية
الكوادر القادرة على تحمل مسئوليات التنمية وتحمل تبعاتها ،فكان أول قانون يفصل بين
المجالس المحلية واللجان التنفيذية ،ونظم انتخاب المجالس المحلية على كافة المستويات
وحدد اختصاصات المجالس المحلية واللجان التنفيذية بصورة أكثر وضوحاً عما كانت
عليه.
ثم صدر القانون رقم 13لسنة 1919بإصدار قانون نظام اإلدارة المحلية ،وما تاله
من تعديالت .وقد تميز باآلتي(:)12
-1استبدل مسمى المجالس الشعبية المحلية بالمجالس المحلية.
-2استبدل اللجان التنفيذية لوحدات اإلدارة المحلية بالمجالس التنفيذية.
أعطى وحدات اإلدارة المحلية االختصاص األصيل في إنشاء وادارة جميع المرافق
العامة الواقعة في دائرتها .وصدر القانون رقم 112لسنة ،1911وعمل على استبدال
عبارتي (اإلدارة المحلية) و(الوزير المختص باإلدارة المحلية)( .)16بعبارتي (الحكم
المحلي) و(وزير الحكم المحلي).
( )12د .عطية حسين أفندى :النظام القانوني لإلدارة المحلية في مصر ومطالب تطويره ،مرجع
سابق ،ص 33
- Rishard H : Development and Social Change in Rural Egypt, op.cit.,
1981, p. 32
( )16المادة األولى من القانون رقم 112لسنة ،1911منشور بالجريدة الرسمية العدد رقم 23تابع 1
في 9يونيو .1911
622
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
ورغم المحاوالت الكثيرة للمشرع المصري ،إال أنها لم تكن كفيلة ببناء واستقرار
وتنامي نظام محلي ،يمكن السكان المحليين من إدارة شئونهم بأنفسهم.
( )11د .على محمود المبيض وآخرون :اإلدارة العامة ،مطبعة الحريرى ،القاهرة ،رقم اإليداع ،2112
،2006ص.221 ،220
622
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
-3ضرورة تقتضيها الديمقراطية في الحكم ،حيث يتم توزيع إمكانات الدولة وخدماتها توزيعًا
متوازناً على األقاليم المختلفة ،وتحقيق مشاركة الشعب في الحكم من خالل المنظمات
اإلقليمية(.)11
-1الرغبة في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية لمختلف أقاليم الدولة من خالل توفير
أكبر قدر من المرونة في تخطيط برامج التنمية وسبل تنفيذها في األقاليم المختلفة حيث
تكون هذه األقاليم أو المحليات على دراية تامة بظروفها البيئية ومشكالتها وامكاناتها
المالية من الحكومة المركزية(.)19
-2تعتبر اإلدارة المحلية بمثابة مدرسة لصقل وتنمية الكفاءات والخبرات السياسية واإلدارية
الالزمة لتنفيذ السياسة العامة للدولة في مختلف المجاالت على المستوى المحلي و
المركزي(.)20
( )11د .إسماعيل صبرى مقلد :دراسات في اإلدارة العامة ،القاهرة ،دار المعارف ،1913 ،ص.322
( )19د .سمير محمد عبد الوهاب :النظام المحلى المصرى بين المركزية والالمركزية – دراسة مقارنة
لقوانين اإلدارة المحلية من سنة 1960إلى ،1911سلسلة بحوث سياسية ،القاهرة – مركز
البحوث والدراسات السياسية رقم ،12مارس ،1991ص.112
( )20د .على محمود المبيض وآخرون :مرجع سابق ،ص.220
( )21أستاذ /محمد رضا رجب :اإلدارة المحلية فى مصر ،الواقع وأفاق المستقبل ،بحث تطبيقى تم
اإلطالع عليه بتاريخ 2009/6/2ومتاح فى الشبكة الدولية للمعلومات على موقع:
- www.pidegypt.org/download/Local-election/dr%20reda%20ragab.doc.
( )22د .سمير محمد عبد الوهاب :مرجع سابق ،ص.220
622
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
-1يبقى دور الحكومة المركزية عند :وضع السياسة العامة ثم الرقابة والمتابعة
والتوجيه لألداء المحلى(.)23
المبحث الثاني
أسـلوبي التنظيـم اإلداري
تعتبر المركزية والالمركزية هما أسلوبا التنظيم اإلداري .والمقصود هنا صورتهما
اإلدارية ال السياسية ،أي بوضع الوظيفة اإلدارية بيد الحكومة ،أو توزيعها بين هذه
الحكومة وبي ن هيئات محلية منتخبة أو خاصة .وبذلك ال تمس سيادة الدولة ،أي اليمتد
التوزيع مطلقاً إلى وظيفتي التشريع والقضاء ،ألن ذلك هو موضوع المركزية والالمركزية
السياسيتين ،اللتين تعتبران من موضوعات القانون الدستوري( ،)21وعلى ذلك فالتنظيم
اإلداري قاصر على وظيفة تنفيذ القانون ،ال َسنِّه أو القضاء به.
ويعتبر التنظيم اإلداري هو "تصنيف األجهزة اإلدارية المختلفة في الدول ،وبيان
تشكيلها وتوزيع وممارسة االختصاصات اإلدارية؛ لتنفيذ السياسة العامة للدولة .وهو
صلب نهوض السلطة اإلدارية بوظائفها؛ من أجل تحقيق أهدافها ،ولهذا يحتل أهمية
كبيرة لدى فقهاء القانون اإلداري(.")22
( )23أستاذ /محمد رضا رجب :اإلدارة المحلية فى مصر– الواقع وأفاق المستقبل ،مرجع سابق،
ص.9
( )21د .أشرف حسين عطوه :القانون اإلداري ،مكتبة الفالح للتوزيع والنشر ،دبي ،2013 ،ص .21
يجب عدم الخلط بين الالمركزية اإلدارية Décentralisation administrativeوبين نظام
االتحاد المركزي الذي يسمى كذلك باسم الالمركزية السياسية Décentralisation politique
د .عثمان خليل :رسالته السابقة ،ص .12وكل من :
- Eisenmann: problèmes d,organisation de l,administration,cours de droit
administratif ,British Library, 1966-67 ,P153.
- Dendlias la centralisation et la décentralisation administrative, 1930 ,
P.22.
( )22د .عبد الغنى بسيونى :القانون اإلداري ،دراسة تطبيقية ألسس ومبادئ القانون اإلداري وتطبيقها
في مصر ،مرجع سابق ،ص.112
622
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
وممارسة الوظيفة اإلدارية في الدولة ،وتسيير المرافق العامة يقع على عاتق السلطة
التنفيذية ،بوصفها التعبير عن الشق اإلداري المكون ،إلى جانب الشق السياسي لعملها
الدستوري المسند إليها .والقيام بهذه الوظيفة اإلدارية ال يقوم على أسلوب واحد ،وانما
يأخذ بأسلوبين أساسيين:
األول :مركزي تستند فيه هذه الروابط إلى الخضوع والتبعية اإلدارية ،كما هو ملموس
بصدد العالقات السارية بين الو ازرات واإلدارات المركزية في العاصمة ،وفروعها
من أشخاص إدارية إقليمية أو مرفقيه بالمحافظات ،أو بالمدن وعواصم األقاليم
المختلفة(.)26
الثاني :ال مركزي ،توصف في ظله الروابط القائمة بين األشخاص اإلدارية بالتعاونية
المتبادلة ،كما هو الشأن بالنسبة للعالقات الدائرة بين الو ازرات المختلفة للدولة،
والمكلفة بمهام تنسيق العمل اإلداري العام فيما بينها ،ولهذين النوعين عديد من
المشكالت الجديرة بالحسم ،سواء بواسطة الرئيس اإلداري األعلى لطرفي
العالقة ،أو من خالل تدخل القضاء للفصل فيها بصفة احتياطية ،عند اإلخفاق
في حلها بالطريق اإلداري ذاته ،وسوف نفصل ما أجملناه في هذا الفصل في
المطلبين التاليين:
المطلب األول :نظام المركزية اإلدارية.
المطلب الثاني :نظام الالمركزية اإلدارية.
( )26د .مصطفي عفيفي :النظام القانوني لإلدارة المحلية في مصر والدول األجنبية بين المركزية
والالمركزية اإلدارية ،القاهرة ،2002-2001 ،ص.11
622
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
المطلب األول
نظام المركزية اإلدارية
أولا -تعريف المركزية اإلدارية:
()21
المركزية اإلدارية La Centralisation Administrative يعرف الفقه اإلداري
بأنها حصر الوظيفة اإلدارية وتجميعها في يد سلطة واحدة رئيسية ،تنفرد بالبت النهائي
في جميع االختصاصات الداخلة في هذه الوظيفة ،عن طريق ممثليها في عاصمة
الدولة ،أو في أقاليمها ،وتسمى السلطة المركزية 0 Le pouvoir centralويحقق
النظام المركزي -بهذا المعنى -الوحدة ،وعدم تجزئة السلطة اإلدارية ،ألن سلطة التقرير
والبت النهائي تكون من اختصاص هيئات السلطة المركزية وادارتها الموجودة في
العاصمة ،وفروعها في األقاليم ،التي ترتبط بها برباط التبعية اإلدارية ،وتخضع لسلطتها
الرئاسية (.)21
ثاني ا -أركان المركزية اإلدارية:
وتتحقق المركزية اإلدارية إذا تجمعت الوظيفة اإلدارية ،وانحصرت سلطة التقرير
النهائي في جميع االختصاصات المتعلقة بها في يد السلطة المركزية ،بحيث تمارسها
بنفسها أو بواسطة الموظفين التابعين لها ،الذين يشملهم التدرج الوظيفي ،ويكونون
خاضعين لسلطتها الرئاسية سواء أكانوا في العاصمة أو في أقاليم الدولة( ،)29وتتدرج
( )21د .سليمان الطماوي :مبادئ القانون اإلداري ،دراسة مقارن ،القاهرة طبعة ،1911ص،12
د .ثروت بدوى :القانون اإلداري ،المجلد األول ،القاهرة ،1911 ،ص ،.313ومرجعه :توازن
السلطات ورقابتها ،دراسة مقارنة ،النسر الذهبى للطباعة ،القاهرة ،2003 ،ص.211- 213
( )21د .عبد الغنى بسيونى :القانون اإلداري ،دراسة تطبيقية ألسس ومبادئ القانون اإلداري وتطبيقها
في مصر ،مرجع سابق ،ص.112
( )29د .سامى جمال الدين :أصول القانون اإلداري ،مرجع سابق ،ص ،161د .عبد الغنى بسيونى:
النظرية العامة في القانون اإلداري ،دراسة مقارنة ألسس ومبادئ القانون اإلداري وتطبيقها في
مصر ،مرجع سابق ،ص 111وما بعدها.
- Max Gounelle: Indroduction au droit public Française, Paris, British
Library, 1979, P.55.
622
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
تبعية الموظفين من القاعدة إلى القمة( .)30وبذلك يمكن القول أن للمركزية اإلدارية ركنان
أساسيان :األول :حصر الوظيفة اإلدارية في يد السلطة المركزية ،والثاني :التبعية
اإلدارية المتدرجة وذلك كما يلي:
الركن األول :حصر الوظيفة اإلدارية في يد السلطة المركزية:
يتمثل هذا العنصر في استئثار السلطة المركزية بمباشرة الوظيفة اإلدارية في الدولة.
بمعنى أن سلطة التقرير النهائي ،أو البت فيه في جميع الشئون الداخلة في الوظيفة
اإلدارية ،تكون في يد اإلدارة المركزية ،وأن كل ذلك ال يحول دون ما تقوم به اإلدارة
المركزية من منح بعض االختصاصات لهيئات إدارية تابعة لها ،للمعاونة في هذه
االختصاصات ،مع احتفاظ اإلدارة المركزية بسلطة البت أو التقرير النهائي( .)31وتمتد
سلطة الحكومة المركزية إلى جميع أنحاء أقاليم الدولة ،ومن مظاهر حصر الوظيفة
اإلدارية ما يلي:
تحتكر السلطة المركزية اإلشراف على جميع المرافق والهيئات اإلدارية الموجودة أ-
في الدولة سواء أكانت مرافق عامة قومية ،أومرافق محلية؛ ألنه ال توجد هيئات
ال مركزية مستقلة في النظام المركزي .وفي هذا النظام نجد أن عمال الحكومة
المركزية ال يتركون أي خيار للهيئات المنتخبة المحلية أو المصلحية ،وانما
يتصرفون بمحض إرادتهم وطبقًا لما يتراءى لهم ،خاضعين في ذلك لهيمنة اإلدارة
المركزية(.)32
مركز لتوحيد اإلدارة ،وجعلها متسقة متجانسة في الدولة ،تعتمد على
ًا فهي تنشىء
مجموعة من الموظفين يخضع المرؤوس منهم لرئيسه ،ويصدع ألمره .وتسمى
هذه الخاصية باسم التبعية أو السلطة الرئاسية ،Pouvoir Hiérarchique
األساسيات
ً ( )30األستاذ /عبد الوهاب شكرى :العالقة بين السلطات المحلية ،موسوعة الحكم المحلى،
النظرية للحكم المحلى ،المنظمة العربية للعلوم اإلدارية ،جامعة الدول العربية ،الجزء
األول ،1911،ص.1
( )31د .عبد المجيد سليمان :القانون اإلداري المصري ،ص ،16د .عبد الغنى بسيونى :النظرية
العامة في القانون اإلداري ،مرجع سابق ،ص.121
( )32د .محمد عبد الحميد أبو زيد :الطابع المحلى لنظام العمد ،مرجع سابق ،ص.223
622
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
ويرجع إلى هذه المركزية اإلدارية الفضل في القضاء على سلطات اإلشراف
المشتتة في العهد اإلقطاعي ،وفي وضع حد للسلطات البلدية المحلية المتناثرة–
إلى جانب أمراء اإلقطاع– التي قاسمت الملوك السلطة.
فعلى أنقاض هذه السلطات غير المتجانسة أقامت المركزية إدارة حكومية موحدة،
جمعت في يدها القوة العامة من الجيش والبوليس .وتمثل هذه الحكومة اليوم
الو ازرات المتعددة القائمة في عاصمة الدولة ،مع من يتبعون لها من موظفين
حكوميين منبثين في مختلف ربوع البالد (.)33
ب -تركيز سلطة اإلكراه ،واستخدام القوة الجبرية القانونية أو المادية بين يدي السلطات
أيضا ،وهو ما يعني بعبارة أخرى وضع كافة مصادر اإلكراه القانوني
المركزيةـ ً
المتمثل في تبعية مرفق القضاء والعدالة ،واإلجبار المادي المتمثل في الشرطة
والق وات المسلحة ،وهو ما يطلق عليه "تركيز القوة العامة بين يدي السلطات
المركزية بالعاصمة" ،بحيث تستخدمها في فرض أوامرها ،وتنفيذ ق ارراتها ،وجلب
االحترام والطاعة المعلنة من خاللهما على امتداد أقاليم الدولة ،وفي مختلف
المجاالت المرفقية للمنفعة العامة( .)31وبالرغم من أن العديد من الدول تأخذ
بنظام الالمركزية اإلدارية ،فإنها ال تسمح لهيئات أو جماعات أن تكون تشكيالت
عسكرية أو شبه عسكرية ال تتفرع عن الجيش ،ويتم حصر هذه القوة العامة في
يد رئيس الدولة .كذلك سلطة إصدار الق اررات تكون بيد الوزير المختص .واذا
كان الوزير يعهد بإعداد القرار إلى بعض الفنيين التابعين له ،كما يعهد بتنفيذه
إلى البعض اآلخر ،وينفرد هو باتخاذ القرار ،فإن النظام مع ذلك يعتبر نظاما
مركزيا (.)32
626
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
622
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
( )39د .عبد الغنى بسيونى :القانون اإلداري ،دراسة تطبيقية ألسس ومبادئ القانون اإلداري وتطبيقها
في مصر ،مرجع سابق ،ص.123
( )10د .سامى جمال الدين :أصول القانون اإلداري ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،2001 ،ص.112
622
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
( )11د .مصطفي عفيفي:النظام القانوني لإلدارة المحلية في مصر والدول األجنبية،بين المركزية
والالمركزية اإلدارية ،مرجع سابق ،ص.91
( )12د .محمد عبد الحميد أبو زيد :الطابع المحلى لنظام العمد ،دار النهضة العربية،2006 ،
ص.260
( )13د .سامى جمال الدين :أصول القانون اإلداري ،مرجع سابق ،ص.261
- Homont : La Déconcentration des Services Publics, paris ,1984,p20.
- Dellon : réforme Administrative, déconcentration Et Unité d'actation ,
A.J.D.A. 1963. p.4.
622
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
هم ال يزالون يمارسون هذه االختصاصات ،ويصدرون تلك الق اررات؛ بوصفهم ممثلين
مفوضين في ذلك من السلطة المركزية ،وخاضعين لرقابتها واشرافها الرئاسي( .)11وبذلك
تعني هذه الصورة "تمتع العاملين اإلقليميين في الفروع اإلدارية والمرفقية المختلفة
للسلطات المركزية باالستقالل الذاتي وبحرية التصرف ،واصدار الق اررات النهائية في
بعض المسائل الخاصة بإداراتهم ومرافقهم المحلية ،دون الرجوع في ذلك إلى السلطة
المركزية ،بعد أن كانوا أدوات تنفيذية آلية لوضع ق اررات هذه السلطة موضع التنفيذ"(.)12
ويوجد اختالف بين معنى الالمركزية وعدم التركيز اإلداري ،وان كانا يتشابهان من حيث
المعنى اللغوي؛ حيث إنهما يعبران عن مدلول واحد ،وهو االبتعاد عن المركز ،لكنهما
يختلفان من ناحية المدلول القانوني .ألن نظام عدم التركيز يؤسس على منح بعض
األجهزة اإلدارية سلطة البت النهائي في بعض األمور ،دون الرجوع إلى السلطة
المركزية ،أي الو ازرات .إال أن القائمين على تلك األجهزة اإلدارية يظلون خاضعين
للسلطات الرئاسية ،ويتخذون ق ارراتهم باسم الدولة ال باسم هيئات إقليمية مستقلة ،بخالف
الق اررات التي تتخذها األجهزة الالمركزية ،فإنها تنسب إلى الشخص اإلداري الالمركزي
دون الدولة ،كما أن عمال تلك الهيئات الالمركزية ال يرتبطون بالدولة برابطة تبعية
مباشرة ،ومن ثم ال تستطيع هذه األخيرة أن تمارس عليهم سلطة رئاسية(.)16
( )11د .مصطفي عفيفي:النظام القانوني لإلدارة المحلية في مصر والدول األجنبية ،بين المركزية
والالمركزية اإلدارية ،مرجع سابق ،ص.92
(45) Mallet: La Déconcentration Administrative, Règles et Réalité, Rev, Adm,
1962, P.5.
( )16د .محمد عبد الحميد أبوزيد :الطابع المحلى لنظام العمد ،مرجع سابق ،ص.261
( )11د .عبد المجيد سليمان :القانون اإلداري المصري ،القسم األول ،تنظيم اإلدارة المركزية والمحلية،
مرجع سابق ،ص.19
622
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
توجد إال في بعض المدن السياسية اإلغريقية القديمة ،التي ساعدت ضآلة
حجمها ،وبساطة الحياة اإلدارية فيها على تطبيق النظام المركزي (.)11
-2أداء الخدمات العامة على نحو أفضل؛ فالمركزية هي الوسيلة الهامة لتقديم
الخدمات العامة لجمهور المواطنين ،تلك الخدمات التي ال يقتصر نفعها على
الشخص بعينه أو إقليم محدود ،وانما تشمل الدولة وأقاليمها المختلفة (.)19
-3إدخال النظام على الجهاز اإلداري؛ حيث تبعية الموظفين في النظام المركزي
كل لرئيسه .ومن ثم يسير بانتظام واستمرار في سبيل أداء الخدمات العامة.
لذلك قيل عن المركزية أنها تخلع على اإلدارة طابعا من العدالة وعدم المحاباة
ونبذ المحسوبية (.)20
-4النظام المركزي بما يؤدي إليه من توحيد اإلدارة في الدولة ،وتجانس األساليب
اإلدارية ،واتساق الروح ،يؤدي إلى استقرار اإلجراءات ،واكسابها دقة
ووضوحا ،األمر الذي يسهل على الموظفين تطبيقها ،كما يسهل في الوقت ً
نفسه على الجمهور فهمها .وهذا يؤدي في النهاية إلى سالمة الحياة اإلدارية،
وبعدها عن التقصير ،وتحقيق السرعة المطلوبة ،وانجاز الخدمات ،والسير
المنظم المستمر للمرافق العامة (.)21
-5المقدرة المالية للموازنة العامة في النظام المركزي تفوق بكثير المقدرة المالية
للموازنات المحلية في النظام الالمركزي؛ مما يجعل النوع األول أقدر على
ال عما يمتاز به عمال الحكومة المركزية من
سير المرافق العامة باطراد .فض ً
القصد في النفقات العامة ،والمهارة والمران ،مما ال يتوفر لدى الهيئات
الالمركزية (.)22
622
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
-6يالءم المرافق العامة التي تهدف إلى تقديم خدمات إلى جمهور المواطنين
دون االقتصار على إقليم معين ،وما دامت هذه المرافق تهم الدولة وتصبو
إلى تقديم خدماتها العامة للشعب .فال يعقل إلقاء عبء هذه المرافق على
الهيئات الالمركزية محدودة الدخل .أي أنه من األفضل ترك االختصاص
بشأن تسيير هذا النوع من المرافق العامة عن طريق اإلدارة المركزية ،حيث
يتساوى أفراد الشعب جميعا في تحمل تكاليفها ومن ثم يتساوون في اإلفادة
منها (.)23
-7ضروري للتخطيط الشامل في البرامج الخاصة بالبحوث واإلحصاءات وتحديد
األهداف ،كما أنه يكفل استمرار السياسة العامة تجاه شتى قطاعات المجتمع
مثل :األمن والتعليم والعدل ،وهو الذي يمنح الفرصة الستعمال اقتصادي
كفء للموارد القومية ،وعائدات الضرائب التي تحصل وتنفق طبقاً ألسس
علمية مدروسة (.)21
خامس ا -مثالب النظام المركزي:
للنظام المركزي العديد من العيوب منها:
-1أن االلتزام بالتطبيق الحرفي المتشدد للنظام المركزي اإلداري ،يؤدي إلى بطء
سير العمل اإلداري ،وطول اإلجراءات وارهاق المتعاملين مع اإلدارة؛ نتيجة
التعقيدات المكتبية ،والروتين اإلداري ،الذي يتطلب العديد من التأشيرات
والموافقات ،مع ضرورة انتقال سكان األقاليم إلى العاصمة لقضاء
مصالحهم(.)22
-2أنه من الثابت عمالً استحالة التطبيق الحرفي للنظام المركزي اإلداري؛ بسبب
التشعب والزيادة المتناهية في مهام ومسئوليات العمل اإلداري العام ،والتي
ألزمت اإلدارة بمجابهتها في ظل نظام الدولة الحديثة؛ حيث ال يقتصر ذلك
( )23د .سامى جمال الدين :أصول القانون اإلداري ،مرجع سابق ،ص.119
( )21د .محمد عبد الحميد أبوزيد :توازن السلطات ورقابتها ،دراسة مقارنة ،المرجع السابق ،ص.211
( )22د .سامى جمال الدين :أصول القانون اإلداري ،مرجع سابق ،ص.119
622
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
على عاصمة الدولة فحسب ،بل يمتد ليشمل كافة أجزاء أقاليمها دون تفرقة
فيما بينها .وبذلك فإن الق اررات المركزية – في ظل هذا النظام– سوف تصبح
تماما ،وغير معبرة على اإلطالق عن الظروف المحلية واإلقليمية منفصلة ً
المتنوعة ،أو علي األقل غير متطابقة أو مالئمة لها (.)26
-3أن أعمال النظام المركزي اإلداري يتنافي صراحة مع االلتزام السياسي بتطبيق
المبدأ الديمقراطي في مجال اإلدارة الحديثة؛ إذ هو يحجب أصحاب المصلحة
الحقيقية عن المشاركة في تسيير وأداء الخدمات العامة واألعمال اإلدارية
الخاصة بهم.
المطلب الثاني
نظام الالمركزية اإلدارية
تتبع الدولة الحديثة األسلوب اإلداري الذي يتفق مع ظروفها وأوضاعها الخاصة بها؛
حيث أن االت جاه الحديث في نظم الحكم بصفة عامة يميل نحو األخذ بالنظام
نظر لوجود العديد من االعتبارات ذات الطابع السياسي والقانوني ًا الالمركزي؛
واالجتماعي ،ونظ اًر لزيادة الخدمات المطلوبة من السلطة المركزية فقد أدت تلك
االعتبارات إلى رسوخ مبادئ إنشاء هيئات إقليمية إدارية ،أو مرفقيه منتخبة ،غير
خاضعة اللتزام الطاعة الرئاسية ،تكون أكثر التصاقا بجماهير الخدمة العامة حيث
تتولى سلطة إصدار الق اررات اإلدارية النهائية المسيرة للمصالح اإلقليمية الخاصة بها
لذلك برزت فكرة الالمركزية في الدولة الحديثة ( .)21وعلى ضوء ما سبق سوف نقوم
بعرض موجز لنظام الالمركزية اإلدارية من خالل العناصر التالية:
( )26د .مصطفي عفيفي :النظام القانوني لإلدارة المحلية في مصر والدول األجنبية ،بين المركزية
والالمركزية اإلدارية مرجع سابق ،ص.91
( )21د .عبد المجيد سليمان :القانون اإلداري المصري ،القسم األول ،تنظيم اإلدارة المركزية
والمحلية،مرجع سابق ص.19
622
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
تنشأ الالمركزية اإلدارية على أساس توزيع الوظيفة اإلدارية بين الحكومة المركزية
الكائنة في العاصمة ،وهيئات إقليمية أو مصلحية .وتباشر هذه الهيئات سلطاتها في
النطاق المرسوم لها قانونا تحت إشراف الحكومة ورقابتها ،دون أن تكون خاضعة لها
خضوعا رئاسياً( .)21وتأخذ الالمركزية اإلدارية شكلين أساسيين ،هما :الالمركزية
ً
اإلقليمية والالمركزية المصلحية .والالمركزية اإلقليمية هي التي عرف بها النظام
الالمركزي في بادئ األمر .وتقتضى أ ن ينشأ جهاز إداري في كل إقليم من أقاليم الدولة
يتخصص في إدارة مصالح األقاليم المختلفة ( ،)29وكان نتيجة تطبيق مذهب التدخل في
النشاط االجتماعي واالقتصادي ،ازدياد األعباء الملقاة على عاتق الدولة .لذلك فقد
ظهرت ضرورة توزيع النشاط االقتصادي بين الحكومة المركزية وبين هيئات عامة،
تتخصص في مزاولة نشاط معين ويكون لها نظام خاص ومستقل عن الحكومة
المركزية ،وهو ما يعرف بـ " الالمركزية المصلحية " أو " المرفقية " ،بحيث تختص
بالمشروعات العامة التي اليالئمها النشاط الحكومي إلدارة هذه المشروعات ،وانما
تتطلب بحكم طبيعتها الخاص ة إشرافا من قبل أجهزة إدارية مستقلة في تصرفاتها ،معتمدة
على الفنيين والخبراء المتخصصين (.)60
لذلك تعتبر الالمركزية طريقا من طرق اإلدارة ،وليست أسلوبا من أساليب الحكم،
وتتضمن توزيع االختصاصات اإلدارية بين الحكومة المركزية -من ناحية ،وهيئات
أخرى مستقلة ومنتخبة ومتخصصة على أساس إقليمي أو مصلحي -من ناحية أخرى.
ويالحظ أن االنتخابات التي تعتبر الركن األساسي في النظام الالمركزي تطبق
صو ار مختلفة .فقد تكون وسيلة النتخاب مجالس القرى والمدن والمحافظات ،وتسمى
( )21د .محمد عبد الحميد أبوزيد :توازن السلطات ورقابتها ،دراسة مقارنة ،المرجع السابق ،ص.291
( )29د .محمد عبد الحميد أبوزيد :المرجع في القانون اإلداري ،الطبعة الثانية ،ص ،212د .محمد
أنس جعفر :التنظيم المحلى والديمقراطية ،1912 ،القاهرة ،ص 9وما بعدها ،وللمؤلف الوسيط
فى القانون العام ،بدون ذكر الناشر ،القاهرة ،1912-1911 ،ص.211
( )60د .سامى جمال الدين :أصول القانون اإلداري ،تنظيم السلطة اإلدارية واإلدارة المحلية ،التنظيم
القانوني للوظيفة العامة ،نظرية العمل اإلداري ،مرجع سابق ،ص.166
622
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
الالمركزية -حينئذ -الالمركزية اإلقليمية .وقد تكون وسيلة اختيار أعضاء هيئة ال
مركزية يتحدد اختصاصها تحديدا مصلحيا ال إقليميا – أي تختص هذه الهيئة بمرفق
واحد أو بعدة مرافق محددة كالمؤسسات ،و في هذه الحالة تسمى بـ " الالمركزية
المصلحية " أو " المرفقية " (.)61
رأي الفقه في النتخاب كشرط للنظام الالمركزي:
أساسيا للنظام الالمركزي .وهناك
ً طا
اختلف الفقهاء حول اعتبار االنتخاب شر ً
مذهبان:
المذهب األول :يرى تأييده لفكرة اختيار أعضاء المجالس الالمركزية عن طريق
طا أساسياً في نظام اإلدارة
االنتخاب وليس التعيين؛ باعتبار أن األسلوب األول يعتبر شر ً
الالمركزية ،ويستند إلى دعامتين ،األولى :أن االنتخاب ضرورة حتمية لضمان استقالل
الهيئات الالمركزية في مواجهة السلطة المركزية ،في حين أن التعيين يجعل هؤالء
األعضاء يرتبطون بهذه السلطة برابطة التبعية والخضوع ،مما يؤدي إلى سهولة التأثير
عليهم .والدعامة الثانية :أن الحكم المحلي في حقيقته ليس مجرد نوع من الالمركزية
فحسب ،وانما يعد مزيجاً من الالمركزية والديمقراطية في وقت واحد ،واذا كان تحقيق
استقالل الهيئات الالمركزية ممكناً أو متصو اًر دون عملية االنتخاب ،فإن ديمقراطية
اإلدارة تستلزم أن يتولى تسيير المصالح الالمركزية مجلس يمثل الشعب ،وهو ما ال
يمكن تحقيقه إال بانتخاب أعضاء هذه المجالس (.)62
المذهب الثاني :يرى أنه ال ضرورة الختيار أعضاء المجالس الالمركزية عن طريق
االنتخاب لتحقيق الالمركزية اإلقليمية؛ باعتبار أنه يكفي لتحقيق هذه الالمركزية ضمان
استقالل الهيئات الالمركزية .وهو أمر يمكن تحقيقه عن طريق االعتراف للوحدات
اإلدارية بالشخصية المعنوية .وطالما تحقق هذا االستقالل بطريقة أو بأخرى ـ كعدم
إخضاع األعضاء للسلطة الرئاسية في أي صورة ،فإن االنتخاب بهذه الصورة ليس
( )61د .محمد عبد الحميد أبوزيد :الطابع المحلى لنظام العمد ،مرجع سابق ،ص.266
( )62د .عبد المجيد سليمان :القانون اإلداري المصري ،القسم األول ،تنظيم اإلدارة المركزية والمحلية،
مرجع سابق ص.99
622
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
طا الزما لتحقيق هذا النظام .ويضرب أنصار هذا المذهب مثال لتأييد ما ذهبوا إليه،
شر ً
وهو استقالل القضاء الذي ال ينفيه كون القاضي معيناً من قبل السلطة التنفيذية (.)63
ويؤيد أستاذنا الدكتور /محمد عبد الحميد أبو زيد :المذهب األول الذي يرى أن
النظام الالمركزي يجب أن يبنى على قاعدة االنتخاب؛ ألن التطورات الحديثة في الفكر
الديمقراطي تقتضي أن يكون أداء الوظيفة اإلدارية في األقاليم بمعرفة سكان هذه
األقاليم .وهو ما يستلزم ضرورة انتخاب أعضاء المجالس المحلية من بين األشخاص
الذين يرتبطون ارتباطًا مباش اًر بالمصالح المحلية ،وهم صادقو اإلحساس بهذه المصالح،
يتهافتون على حمايتها ،ساهرون على حفظها وأدائها بصفة دائمة ومنتظمة؛ حتى يجد
الجمهور هذه الخدمات متوافرة في الزمان والمكان المتعارف عليهما ألدائها( .)61وأؤيد
سيادته في ذلك قوال واحدا.
ثانيا – أركان نظام الالمركزية اإلدارية:
-1العتراف بالشخصية المعنوية و بوجود مصالح إقليمية متميزة عن المصالح القومية:
يجب أن تعترف الدولة بوجود مصالح محلية ،تنشأ إلى جانب الحاجات أو المصالح
القومية العامة التي تتعلق بالدولة ككل ،و حاجات أخرى محلية توجد رابطة بين مصالح
()62
طا يكفي
األفراد المقيمين في إقليم معين من الدولة .بحيث ترتبط ببعضها ارتبا ً
إلمكان تركيزها لمستفيد واحد ،بشرط أن تكون هذه المصالح مشروعة؛ ألنه في الوقت
تبعا التساع الدولة؛ نزوالً على ضرورات
الحاضر قد اتسع نطاق األسلوب الالمركزيً ،
خطير لألفراد ،األمر الذي أدى إلى كثرة
ًا مذهب التدخل ،وبذلك أصبحت الدولة منافساً
المرافق العامة التي تديرها الدولة تحقيقًا للتنمية االقتصادية ،ودفع عجلة التقدم إلى
األمام في شتى الميادين .واذا كانت بعض هذه المرافق تقتضي أن تكون إدارتها
( )63د .سامى جمال الدين :أصول القانون اإلداري ،تنظيم السلطة اإلدارية واإلدارة المحلية ،التنظيم
القانوني للوظيفة العامة ،نظرية العمل اإلداري ،مرجع سابق ،ص.161
( )61د .محمد عبد الحميد أبوزيد :الطابع المحلى لنظام العمد مرجع سابق ،ص.266
( )62د .عبد المجيد سليمان :القانون اإلداري المصري ،القسم األول ،تنظيم اإلدارة المركزية والمحلية،
مرجع سابق ص.91
626
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
نظر التصالها الوثيق بالمصلحة القومية ،فإن الغالبية العامة من باألسلوب المركزي؛ ًا
هذه المرافق تتصل اتصاال مباش اًر بالمصالح المحلية لألفراد القاطنين أقاليم معينة من
بين أقاليم الدولة( .)66لذلك من األوفق أن يعقد االختصاص بشأن إدارة هذه المرافق إلى
هيئات محلية منتخبة ،قريبة من حاجات األفراد؛ تحس بإحساسهم ،وتتلمس أنسب
الحلول إلشباع حاجاتهم؛ ألنها أكثر علما بمقتضيات هذه الحاجات وأقدر معرفة على
تفهم متطلباتها.
وتحديد الحاجات المحلية وتقدير ما يالئمها من األساليب اإلدارية ال يتم بواسطة
السلطات اإلدارية سواء أكانت مركزية أم المركزية ،إنما يتصدى لها القانون .بل أن
الدستور نفسه ّبين للمشرع توجيهات عامة يتعين عليه احترامها في هذا المجال .كما فعل
المشرع الدستوري في المادة 112من دستور ،2011حيث نصت على أن ( :تقسم
الدولة إلى وحدات إدارية تتمتع بالشخصية االعتبارية ،منها المحافظات والمدن والقرى،
ويجوز إنشاء وحدات إدارية أخرى تكون لها الشخصية االعتبارية؛ إذا اقتضت المصلحة
()61
ويعني ذلك :أن االعتراف بالمصالح المحلية الجديرة بالحماية القانونية العامة ذلك)
ال يكفي لقيام النظام الالمركزي ،بل البد من وجود هيئات إدارية مستقلة تكون اإلدارة
المعبرة لهذه المصالح.
-1وجود هيئات محلية مستقلة:
يعتبر وجود هيئات منتخبة لتحقيق المصالح المحلية هو المقياس الحقيقي لوجود
النظام الالمركزي اإلداري من عدمه ،بل ودليل على تطبيق المبدأ الديمقراطي القائم على
االنتخاب في المجال اإلداري ،والذي يقضي بتوزيع ممارسة مظاهر السلطة على
األغلبية الساحقة من أبناء الشعب .والبد أن يصاحب وجود األشخاص اإلدارية القومية
نظام قانوني ،يبيح إنشاء هيئات أو مجالس تستطيع التعبير عن إرادة هذه األشخاص،
( )66د .سامى جمال الدين :أصول القانون اإلداري ،تنظيم السلطة اإلدارية واإلدارة المحلية ،التنظيم
القانوني للوظيفة العامة ،نظرية العمل اإلداري ،مرجع سابق ،ص.161
( )61المادة 112من الدستور المصري الحالى ،الصادر سنة .2011
622
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
واتيان ما يعد ضمن مصالحها من تصرفات .وقد أجمع الفقه وجرت التشريعات على
(.)61
ذلك
-3الوصاية اإلدارية:
إن األخذ بديمقراطية اإلدارة يستلزم االعتراف للهيئات الالمركزية بنوع من االستقالل
عن الهيئات المركزية ،سواء أكان مصدر هذا االستقالل القانون أم الدستور -في بعض
األحيان -لكن هذا االستقالل ال يكون كامالً أو مطلقًا وانما هو استقالل نسبى؛ بمعنى
أن الهيئات الالمركزية تمارس اختصاصاتها المقررة لها بنص القانون ،تحت رقابة
الحكومة المركزية .وقد تظهر هذه الرقابة في شكل أوامر تنظيمية ،وقد تكون في شكل
أوامر فردية ،تواجه حاالت معينة بالذات( .)69فبالنسبة الختصاص رقابة الحكومة في
صورة أوامر الئحية أو تنظيمية ،نجد أن الحكومة قد تتولى تنظيم الهيئات الالمركزية،
وذلك في الحاالت التي يتعرض فيها المشرع نفسه لتنظيم هذه الهيئات المختلفة؛ لذلك
تسمى هذه الصورة بشقيها باسم الرقابة اإلدارية الالئحية(.)10
( )61صرحت النصوص الدستورية والقانونية بااللتزام بالمبدأ الديمقراطي القائم على االنتخاب بالنسبة
للسلطات المحلية وذلك منذ صدور دستور 1923وحتى صدور الدستور الحالى 1911ومنذ
صدور أول قانون لإلدارة المحلية في مصر رقم 121لسنة 1960وباستثناء قانون الحكم
المحلى رقم 21لسنة 1911وحتى القانون الحالى رقم 13لسنة 1919وهى على سبيل
التحديد المواد 132من دستور عام 1923و 121من دستور عام 1926و 162من دستور
عام 1911والمادة 10من قانون اإلدارة المحلية عام 1960و 2من قانون عام 1912والمادة
3من قانون ،1919د .مصطفي عفيفي :النظام القانوني لإلدارة المحلية في مصر والدول
األجنبية ،بين المركزية والالمركزية اإلدارية ،مرجع سابق ،ص.110
- Luchaire: Les Fondement constitutionnels de la décentralisation,
R.D.P., 1982, P.1543
- Favoreu: Décentralisation of constitution, R.D.P., 1982, P.1259.
( )69د .سامى جمال الدين :المرجع السابق ،ص ،191د .صالح الدين محمد صادق :خدمات
السلطات المركزية للهيئات المحلية والرقابة عليها ،دراسة مقارنة ،مجلة العلوم اإلدارية ،العدد
الثانى ،السنة الخامسة عشر ،أغسطس ،1913 ،ص.22
( )10د .محمد عبد الحميد أبوزيد :الطابع المحلى لنظام العمد مرجع سابق ،ص.269
622
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
وفيما يختص برقابة الحكومة المركزية في شكل ق اررات فردية ،وهي تسمى بالرقابة
اإلدارية الفردية ،نجد أن هذه الرقابة متعددة الصور ،وتختلف من دولة إلى أخرى؛
حسب أهمية الموضوع ،ومدى رغبة الدولة في بسط رقابتها على الهيئات المحلية.
وفيما يلي عرض موجز عن الرقابة المعمول بها في جمهورية مصر العربية:
أ .الرقابة الوصائية على أشخاص الهيئات المحلية:
يتمثل هذا النوع من الرقابة في "حق التعيين ،واإليقاف ،والعزل ،وحل المجالس
المنتخبة"( .)11وفيما يلي عرض موجز لذلك:
سلطة التعيين :تملك الحكومة المركزية سلطة تعيين بعض أعضاء المجالس المحلية
المختارين -رغم استقاللها -دون أن يترتب على هذا الحق إهدار الصفة الالمركزية؛
طالما كانت األغلبية لألعضاء المنتخبين .وقد يمتد هذا الحق إلى أعضاء المجالس
أنفسهم ،فيكون للحكومة الحق في تعيين بعض هؤالء األعضاء .بل وأكثر من ذلك قد
تحتفظ الحكومة ألحد أعضائها المعينين بسلطة رئاسة المجلس المحلي الممثل للشخص
الالمركزي(.)12
حق اإليقاف والعزل :يعتبر هذا حق طبيعي بالنسبة لألشخاص المعينين؛ ألن هؤالء
األعضاء يظلون تابعين للحكومة المركزية تبعية رئاسية .لكن قد تمتد إلى األعضاء
المنتخبين؛ بشرط أن تباشر الحكومة حقها في اإليقاف والعزل في الحدود ،وطبقًا
للشروط التي يقررها القانون(.)13
الحق في حل المجالس المنتخبة :وفي هذه الصورة تتجلى رقابة الحكومة المركزية على
الهيئات المحلية المنتخبة ،حيث يمكنها توجيه العقاب ضد المجلس برمته ،دون أن
( )11د .محمد إبراهيم رمضان :الوصاية على الهيئات المحلية ،رسالة دكتوراه ،حقوق عين شمس،
،1916ص 69وما بعدها.
( )12د .عبد المجيد سليمان :القانون اإلداري المصري ،القسم األول ،تنظيم اإلدارة المركزية والمحلية،
مرجع سابق ص.102
( )13د .مصطفي عفيفي :النظام القانوني لإلدارة المحلية في مصر والدول األجنبية ،بين المركزية
والالمركزية اإلدارية ،مرجع سابق ،ص.111
622
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
يقتصر على أح د أعضائها .وحل المجالس المنتخبة ال يتطلب إلغاء الوحدة اإلدارية
المستقلة نفسها .فاإللغاء ال يكون إال إذا سحبت الشخصية القانونية لهذه الوحدة،
وطبيعي أن سحب هذه الشخصية ال يكون إال بمعرفة المشرع (.)11
أ -الرقابة الوصائية على األعمال والق اررات:
تملك الحكومة المركزية حق الرقابة على أعمال الهيئات الالمركزية ،وتشمل الرقابة
على األعمال اإليجابية ،والرقابة على األعمال السلبية ،والرقابة على إجراءات التنفيذ
كما يلي:
ب -الرقابة على األعمال اإليجابية:
ويأخذ هذا النوع من الرقابة حق اإلذن باألعمال ،أو التصديق عليها بعد إجرائها ،أو
مستفادا من مجرد
ً ضمنيا
ً يحا ،وقد يكون
إلغائها أو سحبها .والتصديق قد يكون صر ً
مضي فترة محددة من الزمن ،عقب صدور قرار المجلس المحلي ،دون قرار من
الحكومة المركزية بإلغائه( .)12وكذلك تملك الحكومة المركزية حق إلغاء أو إيقاف
التصرفات التي قامت باتخاذها الهيئات المحلية .واإليقاف يعني وقف سريانها فترة من
الزمن ،ثم تستمر بعد ذلك في إنتاج آثارها القانونية .أما اإللغاء فيعتبر انعدام
التصرفات ،أي كان لم تكن (.)16
()77
تتمتع الهيئات المحلية بنوع من الحرية في أداء الرقابة على األعمال السلبية:
أعمالها .لذلك يكون لها الحق في االمتناع عن بعض التصرفات ،التي ال ترى داعي
ألدائها .ولكن قد يترتب على ذلك تعريض المرافق العامة للخطر ،أو التوقف نتيجة
لتقصير الهيئات الالمركزية .فللحكومة بعض الوسائل التي تمكنها من سير هذه المرافق
622
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
غما عن الهيئات المحلية .ومن هذه الوسائل :حل المجلس المنتخب ،أوباطراد ،ولو ر ً
الحلول محل المجلس المنتخب في إنجاز المهام التي تراخي األخير عن إنجازها.
دائما فيما
وفكرة الحلول ليست نظرية عامة ،واال لجاز للحكومة المركزية التدخل ً
خوله القانون من اختصاصات للهيئات الالمركزية ،األمر الذي يمكن أن يهدم فكرة
قيودا على حق الحلول؛ منها دعوة المجلس
الالمركزية من أساسها .لذلك وضع المشرع ً
الالمركزي -أوالً -إلى القيام بالعمل بنفسه بداية.
ت -الرقابة على إجراءات التنفيذ:
ويتضمن هذا الحق رقابة شديدة على الهيئات الالمركزية ،وهي التي تخرج ق اررات
هذه الهيئات إلى حيز الوجود؛ وذلك ألن ق اررات الجهات الالمركزية قبل تنفيذها ليست
ق اررات مكتوبة فقط .لذلك نجد أن الدولة تعتمد على هذا النوع من الرقابة وتمارسه بكل
دقة .فجميع الق اررات التي يصدرها المجلس ال يمكن أن تأخذ طريقها إلى التنفيذ إال
بتدخل جديد من الدولة ،ولمعرفة مدى خطورة هذا النوع من الرقابة ،نتصور أن كثي ار من
ق اررات الهيئات الالمركزية يحتاج عند تنفيذه إلى نزع ملكية عقارات للمنفعة العامة ،وهذا
ما ال تستطيع الهيئات المحلية القيام به ،وانما ينعقد االختصاص بشأن ذلك إلى الدولة
(السلطة المركزية) ،كان يكون نزع الملكية بواسطة قانون أو قرار جمهوري أو قرار
وزاري .ومن هنا تترك الحكومة المركزية المجالس المحلية المنتخبة حرة في التشكيل،
وفي اتخاذ ق ارراتها ،وتنسيق العمل داخلها .ولكنها تتعرض لهذه الق اررات في مرحلتها
األخيرة ،وهي مرحلة التنفيذ (.)11
( )11د .سامى جمال الدين :أصول القانون اإلداري ،مرجع سابق ،ص.261
622
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
ويكون فيها تشكيل المجالس المحلية مكوناً من عناصر منتخبة بواسطة الجمهور
القاطن في النطاق اإلقليمي ،الذي يمثله هذا المجلس المحلي .وفي هذه الصورة ال نجد
عناصر معينة من قبل الحكومة المركزية .األمر الذي يترتب عليه انعدام سلطة هذه
األخيرة في المجال اإلقليمي .وانما تكون سلطة البت في األمور جميعاً من اختصاص
األعضاء المنتخبين الممثلين لهذه المجالس .ولكن ليس معنى ذلك انعدام سلطة الدولة
بصفة مطلقة ،وانما تستطيع أن تمارس بعض مظاهر السلطة؛ بما لها من وصايا إدارية
على أعمال هذه الهيئات المحلية (.)19
( )19د .مصطفي عفيفي:النظام القانوني لإلدارة المحلية في مصر والدول األجنبية،بين المركزية
والالمركزية اإلدارية مرجع سابق،ص.119
(80) Anthony, H. Birch:The British System of Government, Tenth Edition,
Routledge, 1998.Bradley, A.W: Constitutional and Administrative Law,
Fourteenth Edition, Pearson Education Limited, 2007.Chandler, J. A. :
Local Government Today, Third Edition, Manchester Press, 2002.
622
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
622
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
-2تعميم النص في اللوائح أو التعليمات ،أو عدم مطابقتها الحرفية لبعض الظروف
واألوضاع المحلية ،يترتب عليه تعقيدات في الجهاز اإلداري ،وصعوبة التفسير ،أو
تكرار الرجوع إلى القيادات العليا ،األمر الذي قد يؤدي إلى تعطيل سير المرافق العامة.
-6يرتفع بممثلي المجالس المحلية بموقع المسئولية ،الذي يتيح لهم إبداء رأيهم دون ما
خوف أو تردد من أن هذا ال يرضي رؤساءهم .فشعور ممثلي المجالس المحلية
باالطمئنان يجعلهم دائما إيجابيين أثناء المناقشة ،دون االلتزام بالنصوص الجامدة
للتعليمات ،كما هو الشأن في النظام المركزي (.)11
-1يفتح المجال أمام اإلدارة لتجارب أفضل فتقوم اإلدارة -مثالً -بإجراء تجارب على
مستوى القرية المحدودة أو المدينة .فإذا فشلت هذه التجربة ،فإن اإلدارة ال تضار من
ومحدودا بنطاق
ً جراء ذلك ألن الضرر المترتب على هذا الفشل سوف يكون بسيطًا
نجاحا أمكن لإلدارة تطبيقها ،ليس في
ً إقليمي ال يتعداه .واذا ما صادفت التجربة
المستوى اإلقليمي الذي نشأت هذه التجربة من أجله وألجله ،وانما على مستوى جميع
أقاليم الدولة (.)12
-1الالمركزية أقدر على مواجهة األزمات األمنية والكوارث من المركزية ،فإذا ما حدث
وباء وأنتشر في دولة تأخذ بأسلوب المركزية ،فقد تنهار الحكومة المركزية في العاصمة،
أو تنقطع وسائل اتصالها بممثليها في األقاليم ،مما يؤدي إلى كارثة شاملة .على أنه في
النظم التي تتبع أسلوب الالمركزية تستطيع الجهات المحلية مواجهة الموقف ،دون
االعتماد الكامل على الحكومة المركزية (.)16
مثالب النظام الالمركزي:
أعضاء الهيئات الالمركزية قليلو الخبرة والمهارة؛ وذلك ألن عدد أعضائها قليل -1
ال يسمح بإقامة معهد لتدريبهم وتأهيلهم .ولكن يمكن تالفي هذا العيب عن طريق تعيين
( )11د .مصطفي عفيفي :النظام القانوني لإلدارة المحلية في مصر والدول األجنبية ،بين المركزية
والالمركزية اإلدارية ،مرجع سابق ،ص.111
( )12د .محمد عبد الحميد أبوزيد :الطابع المحلى لنظام العمد ،مرجع سابق.216،
( )16د .سامى جمال الدين :أصول القانون اإلداري ،مرجع سابق،ص .202
222
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
222
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
عن طريق الرقابة (الوصاية اإلدارية) ،التي يجب أن تباشرها السلطات المركزية على
الهيئات المحلية .وبذلك يوضع حد لإلسراف وتحد من خطر الالمركزية (.)90
ومما سبق عرضه عن المركزية والالمركزية ،أرى ضرورة التوسع في األخذ بنظام
الالمركزية اإلدارية الذي ُيبنى على االنتخاب في جمهورية مصر العربية .حتى يتسنى
للمحكومين رقابة حكامهم ومحاسبتهم ،والحد من الفساد اإلداري في المحليات ( ،)91الذي
قد بلغ ذروته في مصر .مما دعا إلى القول بأن " الفساد في المحليات للركب " " .فقد
بلغ حجم الفساد في المحليات طبقاً لتقرير الجهاز المركزي للمحاسبات عام – 2001
حيث بلغ 390مليون جنيهاً"(.)92
المبحث الثالث
دور رؤساء البلديات في ظل أسلوبي التنظيم اإلداري
يختلف دور رئيس البلدية من دولة إلى أخرى حسب أسلــوب تنظيمها اإلداري،
وبذلك يختلف دوره ومدى مشاركته في تنمية المجتمع تبعاً لذلك؛ فنجد أن دوره أكثر نفعاً
في الدول التي تأخذ بالنظام الالمركزى على حين يكون دوره أقل نفعاً في الدول التي
تأخذ بالنظام المركزي(.)93
( )90د .محمد عبد الحميد أبوزيد :الطابع المحلى لنظام العمد مرجع سابق ،ص.211
- Bernard Gournay: Introduction A La Science Administrative, 2 Edition, Paris,
1970, P.127 Et Suive.
( )91أ /نفيسة على عبد العال :الفساد اإلداري في مصر وطرق إصالحه حتى نهاية عصر الدولة
الحديثة ،رسالة ماجستير ،كلية اآلداب ،جامعة عين شمس ،2002 ،ص.22
( )92األستاذ /أشرف عبد الفتاح :مافيا الفساد تطيح بخطط التنمية،مقال منشور بجريدة األهرام ،العدد
1112السنة ،131السبت 21أكتوبر ،2009ص.22
(93) - Andre de L’aubader: Traite de droit administratif, Septième Edition,
Tome 1, Paris. 1976, P. 90 Et Suive.
- Charles Eisenmann: Centralisation et Décentralisation, Thèse, Pares,
édition L.G.D.J, 1948.P.50 Et Suive
- Franceis – Paul Benoit: Le Droit Administratif. Français, Ed. Dalloz,
Paris, 1968, P129 Et Suive.
226
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
ويعتبر العمل الديمقراطي المحلى الذي عرفته بلدان العالم مستمر في جهوده نحو
الحرية ،واسعاد الشعوب المحلية رغم صعوبة الهدف وضخامة كم وكيف المصاعب
()91
وسوف نفصل ما أجملناه في هذا المبحث في المطلبين التاليين: التي يواجهها
المطلب األول :دور رئيس البلدية في دول الالمركزية اإلدارية(المملكة المتحدة– فرنسا).
المطلب الثاني :دور رئيس البلدية في دول المركزية اإلدارية (جمهورية مصر العربية).
- Louis Trotabas, Paul Isoart: Manuel de Droit Public et Administratif, 20
e édition, L.G.D.J, Paris, 1982, P97 Et Suive.
- Maurice, Hauriou: Précis de Droit Administratif. et Droit Public, Onzième
Edition, Paris, 1927, P.44 Rt Suive.
وبصفة خاصة كل من:
د .أحمد حافظ نجم :القانون اإلداري ،الجزء األول ،الطبعة األولى ،دار الفكر العربي ،القاهرة،1911 ،
ص 121وما بعدها ،دد .توفيق شحاته :مبادئ القانون اإلداري ،الجزء األول ،الطبعة الثانية،
دار النشر للجامعات المصرية القاهرة ،1923 – 1922 ،ص ،11وما بعدها ،د .سليمان
الطماوي :مبادئ القانون اإلداري ،طبعة ،1911مرجع سابق ،ص 11وما بعدها ،د .طعيمة
الجرف :القانون اإلداري ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1911ص 262وما بعدها ،د .عثمان
خليل :رسالته السابقة ،ص 102وما بعدها .ومؤلفه في الكتاب األول اإلدارة العامة وتنظيمها،
الطبعة الثانية ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،1920ص 102وما بعدها ،د .فؤاد العطار :دروس
في نظم اإلدارة المحلية ،شركة مكتبة ومطبعة مصطفي البابى الحلبى وأوالًده ،القاهرة - 1929
1960ص ،36وما بعدها ،ومقاله عن نظرية الالمركزية اإلقليمية ،والمنشور بمجلة العلوم
القانونية واالقتصادية ،يناير ،1966ص 39وما بعدها ،د .محمد الشافعى أبو رأس :القانون
اإلداري ،الجزء األول ،مكتبة النصر بالزقازيق ،1911 ،ص 260وما بعدها،
( )91د .محمد زهير جرانة :القانون اإلداري المصري ،مكتبة عبد اهلل سيد وهبه ،القاهرة،1911 ،
ص ،13د .محمد فؤاد مهنا :القانون اإلداري العربى في ظل النظام االشتراكى الديمقراطى
التعاونى ،الطبعة الثأنية ،دار المعارف 1962 ،ص 119 ،وما بعدها ،د .محمود عاطف البنا:
نظم اإلدارة المحلية ،الطبعة األولى ،مكتبة القاهرة الحديثة ،القاهرة 1961 ،ص 13وما بعدها.
ومؤلفه الوسيط في القانون اإلداري دار الفكر العربى ،القاهرة ،1911ص 113وما بعدها،
د .وحيد فكرى رأفت :مذكرات في القانون اإلداري ،مطبعة العلوم 1931 – 1913 ،ص226
وما بعدها.
222
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
المطلب األول
دور رئيس البلدية في دول الالمركزية اإلدارية
( المملكة المتحدة وفرنسا)
تعتبر كل من المملكة المتحدة وفرنسا هما المثال التقليدي لتطبيق نظام الالمركزية
اإلدارية القائمة على اإلنتخاب في إدارة البلديات ،ويعتبر رئيس البلدية -في ظل النظام
الالمركزي -سلطة محلية لذلك يتمتع بقدر من االستقالل في مباشرة أعمال وظيفته(.)92
ومعظم دول العالم المعاصر تدمغ نظام رؤساء البلديات بالطابع الالمركزي؛ وذلك
()96
لقناعة تلك الدول بأن األخذ بهذا األسلوب من مقتضيات الديمقراطية السليمة .فضالً
عن أن وجود وحدات إدارية .واالعتراف بمصالح محلية تهم أهل اإلقليم أو الوحدة
المحلية ،يتطل ب قيام سلطات محلية تتولى أمر رعاية هذه المصالح ،وتكون أقدر على
القيام بالمهام المحلية على نحو أفضل ،لذلك نجد أن دول الالمركزية اإلدارية-
وخصوصا الغربية منها -أصدرت للعمدة التشريعات التي تساعده على القيام بمسئولياته،
وأعطته سلطات أوسع .وكان من نصيبه في كل من فرنسا وانجلت ار رئاسته للمجلس
البلدي ،كما أعطته حرية العمل والتطوير بعيدا عن السلطة المركزية( .)91إن أهمية دور
رئيس البلدية في بالد الالمركزية اإلدارية لم تأت من فراغ؛ ذلك ألن النظام الالمركزي
اإلداري يعمل على خلق عدد من األشخاص اإلدارية العامة بجانب الدولة ،تتخصص
في إدارتها مجالس تتشكل في مجموعها -أو أغلبها -من أعضاء منتخبين ،في
المستويات المحلية المختلفة .وهو ما يعني كفالة إشراك المواطنين في إدارة مرافقهم
المحلية .فضالً عن أن النظام الالمركزي له شقان :أحدهما :قانوني ،يتمثل في ظاهرة
تفتيت التركيز اإلداري في الدول المعاصرة .واآلخر :سياسي يتمثل فيما تقوم عليه
الالمركزية من توسيع لمفهوم الديمقراطية .حيث تنتقل سلطة التقرير النهائي في الشئون
( )92د .عبد المجيد سليمان :الوجيز في القانون اإلداري ،الجزء األول ،مرجع سابق 122 ،وما
بعدها.
( )96د .محمد عبد الحميد أبوزيد :الطابع المحلى لنظام العمد ،دراسة مقارنة ،مرجع سابق ،ص.11
( )91د .عبد الرءوف هاشم :رسالة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة الزقازيق ،1991 ،ص 10وما
بعدها.
222
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
العامة إلى هيئات محلية منتخبة تكون تطبيقًا عملياً لمعنى ما أسهمه الشعب في تحمل
مسئولياته( .)91فاالهتمام باالنتخابات المحلية يبلغ ذروته؛ بالنظر إلى اعتبار الحكم
المحلي مدرسة سياسية توصل إلى المستويات األعلى ،وحتى المستوى القومي ( .)99وفى
هذا النظام يشمل منصب العمدة الصفتين التمثيلية والتنفيذية ،فهو يمثل البلدية بصفته
رئيس المجلس البلدي المنتخب ،وفى ذات الوقت يمثل الدولة في بعض الجوانب
الخاصة أهمها الحفاظ على مصالح األمن القومي وتنفيذ القوانين واللوائح وهو المسئول
عن النظام العام بمضمونه الشامل في نطاق البلدية باإلضافة أن أعمال وظيفته تتمتع
باالستقاللية ،وفى هذا النظام يوجد منصب العمدة في كل من القرية والمدينة على حد
السواء.وسوف يتم تفصيل ما أجملناه في الفروع التالية:
الفرع األول :شمول منصب رئيس البلدية على الصفتين التنفيذية والتمثيلية.
الفرع الثاني :استقالل رئيس البلدية في أعماله الوظيفية.
الفرع الثالث :وجود منصب رئيس البلدية في كل من القرية والمدينة على حد سواء.
الفرع األول
شمول منصب رئيس البلدية على الصفتين التنفيذية والتمثيلية
في دول الالمركزية اإلدارية تشمل مهام العمدة على الصفتين التنفيذية والتمثيلية
وذلك على النحو التالي:
أولا :الصفة التنفيذية لرئيس البلدية:
رئيس البلدية في بالد الالمركزية هو الشخص الرئيسي في هيكل نظام الحكم
المحلي الذي تلتقي عنده عدة عمليات؛ هي :اإلعداد ،والتقرير ،والتنفيذ ،والمتابعة؛
باعتباره عضو المجلس المحلي ورئيسه في الوقت ذاته ( ،)100مع مراعاة أن عمد إنجلت ار
222
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
دورهم اجتماعي شرفي إلى حد ما ،باستثناء عمدة لندن فدوره تنفيذي؛ حيث إنه يجمع
تلك المراحل ويتابع ت نفيذها .وفي ضوء ذلك فإن على رئيس البلدية العمل في شراكة مع
المجلس المحلي سواء في وضع السياسة العامة ،أو في توجيه وادارة العاملين تحت
رئاسته لتنفيذ هذه السياسة(.)101
وال يكون رئيس البلدية مسئوالً عن تنفيذ ق اررات المجلس البلدي فقط ،بل عليه تنفيذ
األنشطة والمهام التي تعهد إليه بها الحكومة المركزية؛ باعتباره ممثالً لها في نطاق
المجلس البلدي ،أي جمعه بين السلطتين المركزية والالمركزية.
وهذه العالقة تثير تساوالً عما إذا كان رئيس البلدية يعد مسئوالً أمام المجلس المحلي
أم أمام الحكومة المركزية ،واإلجابة على هذا التساؤل تتوقف إلى حد بعيد على مدى
وضع الحكم المحلي وديمقراطيته في دول الالمركزية اإلدارية ،وكذلك على طبيعة دور
العمدة.
ومن أهم وظائف رئيس البلدية -باعتباره ممثالً للحكومة المركزية -هي وظيفة
حفظ األمن ،والعمل على منع الجريمة في نطاق دائرته .فهو في أوقات كثيرة يقوم
بإصدار تعليمات تتعلق بالحفاظ على النظام العام بمدلوله الشامل (األمن عام -الصحة
العامة – السكينة عامة) .والعمدة في هذه الحالة مسئول أمام رؤسائه في الحكومة
المركزية ،ويعمل تحت إشرافهم ،وليس للمجلس المحلي الحق في التدخل في هذه
األنشطة التي يقوم بها لحساب الحكومة المركزية (.)102
( )101د .مصطفي أبوزيد فهمى :نظام اإلدارة المحلية في القانون المقارن ،مجلة العلوم اإلدارية السنة
الثالثة ،العدد األول ،يونيو 1961ص.123 ،119
( )102د .عبد الرءوف هاشم :رسالته السابقة ص 13وما بعدها.
222
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
موضوعات"( .)103وتجدر المالحظة أنه إذا كان العمدة يتقلد منصبه– كعضو ورئيس
للمجلس المحلي عن طريق االنتخاب– سواء أكان ذلك بطريقة مباشرة ،بواسطة ناخبي
الوحدة المحلية ،كما هو الحال في معظم الواليات األمريكية واليابان والفلبين وكندا،
وبعض مقاطعات ألمانيا االتحادية .أو بطريق غير مباشر بواسطة أعضاء المجلس
البلدي أنفسهم ،كما هو الحال في فرنسا وانجلت ار وايطاليا والجزائر وبلجيكا ،فال يوجد
تعارض بين عضوية المجلس المحلي ورئاسته ،وعضوية المجالس النيابية األخرى(.)101
الفرع الثاني
استقالل ئيس البلدية في مباشرة أعماله ومظاهر الرقابة عليه
يعتبر استقالل الهيئات الالمركزية ركنا من أركان النظام الالمركزي .وباعتبار
العمدة -في ظل النظام الالمركزي -سلطة محلية لذلك يتمتع بقدر من االستقالل في
مباشرة أعمال وظيفته .إال أنه يخضع لسلطة الوصاية اإلدارية التي تمارسها السلطة
المركزية على شخص العمدة وأعماله .وسوف يتم توضيح ذلك فيما يلى:
أولا – مضمون استقالل رئيس البلدية:
- 1استقالل الهيئات المحلية عن السلطة المركزية:
تستقل الهيئات المحلية في ممارسة نشاطها في النطاق المحدد لها ( ،)102وشرط
استقالل هذه الهيئات يقتضي أال ترتبط بالسلطة المركزية برابطة التبعية اإلدارية،
( )103األستاذ صبحى محرم و د .فتح اهلل الخطيب :اتجاهات معاصرة في نظام الحكم المحلى ،دار
النهضة العربية ،القاهرة ،1910 ،ص.112 – 111
( )101د .مصطفي أبوزيد فهمى :نظام اإلدارة المحلية في القانون المقارن ،مجلة العلوم اإلدارية السنة
الثالثة ،العدد األول ،يونيو 1961ص 123 ،119وبحث أ /ربيع السعداوى :الحكم المحلى في
اليابان ،موسوعة الحكم المحلى ،جامعة الدول العربية ،المنظمة العربية للعلوم اإلدارية ،الجزء
الثاني ،القاهرة ،1911 ،ص.11
( )102د .عادل محمود حمدى :االتجاهات المعاصرة في نظم اإلدارة المحلية ،رسالة دكتوراه ،حقوق
عين شمس ،1913 ،دار الفكر العربى ،ص ،109د .محمد نور الدين عبد الرازق :استقالل
اإلدارة المحلية في مصر والقانون المقارن ،رسالة دكتوراه ،غير منشورة ،حقوق اإلسكندرية،
،1911ص.31
222
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
والخضوع للسلطة الرئاسية ،واال تحولت إلى مجرد فروع للحكومة المركزية( ،)106ولما
كان رئيس البلدية في ظل النظام الالمركزي سلطة محلية ال مركزية ،فإنه يجب أن
يمارس وظائفه واختصاصاته بشىء من االستقالل عن الحكومة المركزية .وهذا معناه
عدم الخضوع لنظام السلم اإلداري والسلطة الرئاسية ،ومن ثم عدم ارتباطه بها برابطة
التبعية والخضوع ،فال يأتمر بأوامرها وال يعد عامال من عمالها(.)101
( )106د .محمود عاطف البنا :نظم اإلدارة المحلية ،مرجع سابق ،ص.122
المحلى، ( )101األستاذ صبحى محرم ود .فتح اهلل الخطيب :اتجاهات معاصرة في نظام الحكم
المرجع سابق ،ص .116
( )101د .فؤاد العطار :القانون اإلداري ،الجزء األول ،القاهرة ،1916 ،ص 99ودروس في نظم اإلدارة
المحلية ،المرجع السابق ،ص .26ومقاله عن الالمركزية اإلقليمية ،المرجع السابق ،ص،63
د .محمود عاطف البنا :نظم اإلدارة المحلية ،المرجع السابق ،ص .12والوسيط في القانون
اإلداري ،المرجع السابق ،ص 112وما بعدها ،أ /صبحى محرم و د .محمد فتح اهلل الخطيب:
اتجاهات معاصرة في نظام الحكم المحلي ،دار النهضة العربية ،1910 ،ص،121
د .عبد الرءوف هاشم :النظام القانوني للعمد ،المرجع السابق ،ص.12
222
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
بالرغم من أن استقالل رئيس البلدية يقتضي عدم خضوعه للسلطة المركزية خضوع
المرؤوس لرئيسه ،إال أن ذلك ال يعني االستقالل التام والمطلق ،وانما يلزم على العكس
خضوع رئيس البلدية لنوع من الرقابة واإلشراف من جانب السلطة المركزية؛ حرص ًا على
حماية المصلحة العامة القومية ،التي تمثلها هذه السلطة المركزية .ذلك أن المقصود هو
االستقالل وليس االنفصال ،فالسلطة اإلدارية المحلية الالمركزية ليست إال قطاعا من
الجهاز اإلداري العام للدولة ،تقوم بجزء من الوظيفة اإلدارية؛ لتخفيف العبء الذي يثقل
كاهل السلطة المركزية في الدولة الحديثة .لذلك فإن السلطة المحلية تخضع لرقابة
السلطة المركزية رقابة إدارية ،وتعتبر هذه الرقابة أو الوصاية قيدا يرد على االستقالل،
استثناء يرد على األصل (.)109
ً أي
ثانيا -مظاهر الرقابة على رئيس البلدية:
ا
تملك السلطة المركزية عن طريق ممثليها سلطات تمارسها على شخص العمدة
وعلى أعماله؛ تتمثل في الرقابة أو الوصاية اإلدارية كما يلي:
- 1الرقابة أو الوصاية على شخص رئيس البلدية:
ومن صور هذه الرقابة ما تقوم بإجرائه بعض الحكومات المركزية من حق تعيين
أعضاء المجالس المحلية -رغم استقاللها -دون أن يترتب على هذا الحق إهدار للصفة
الالمركزية؛ طالما كانت األغلبية لألعضاء المنتخبين( .)110كذلك حق عزل رئيس البلدية
أو وقفه عن العمل لفترة محددة ،وذلك في حاالت؛ مثل :فقد الثقة واالعتبار اللذين
انتخب رئيس البلدية على أساسهما ،أو التغيب عن حضور عدد معين من الجلسات
دون عذر مقبول ،أو التعاقد بالذات أو بالوساطة دون موافقة السلطة المركزية المختصة.
وتقوم السلطة المركزية بهذا النوع من الرقابة؛ طبقاً للشروط واألسباب التي يقررها
( )109د .محمود عاطف البنا :نظم اإلدارة المحلية ،المرجع السابق ص .31 ،والوسيط في القانون
اإلداري ،المرجع السابق ص ،132د .محمد الشافعى أبو رأس :الوصايا اإلدارية على الهيئات
الالمركزية ،عالم الكتب ،القاهرة ،1916ص ،11د .عبد المجيد سليمان :الوجيز في القانون
اإلداري ،مرجع سابق ،ص.121
( )110د .عادل محمود حمدى :رسالته السابقة ،ص.169
222
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
القانون( .)111ويكون قرار العزل نوعا من العقوبة على تصرفات رئيس البلدية وفي كثير
من األحيان يصدر المجلس البلدي نفسه قرار العزل ،وتصدق عليه الحكومة المركزية.
وفي النظام الفرنسي ال يعزل رئيس البلدية إال بمرسوم صادر من مجلس الوزراء(.)112
وجدير بالذكر أن مجازاة الحكومة المركزية لرئيس البلدية ليس مرده السلطة
الرئاسية ،وانما مرده سلطة الرقابة ،أو الوصاية اإلدارية على رئيس البلدية(.)113
- 1الرقابة أو الوصاية على أعمال رئيس البلدية:
يمنح القانون سلطة الوصاية اإلدارية اختصاصات تقوم بممارستها في مواجهة
أعمال المجالس البلدية .ورئيس البلدية بصفته عضو المجلس البلدي ورئيسه يشارك في
أعمال تلك المجالس ويقوم بتنفيذها؛ لذلك يخضع لسلطة الوصاية فيما يتعلق باألنشطة
التي يقوم بتنفيذها ،وذلك بهدف التأكد من مشروعية تلك األعمال .وتتخذ سلطة الوصاية
عددا من الصور يمكن عرضها فيما يلي:
أ -سلطة التصديق :L, approbation
ويقتضي ذلك أن تقوم سلطة الوصاية بالتصديق على ق اررات رئيس البلدية ؛ للتأكد
من مطابقتها للقوانين واللوائح ،وعدم مخالفتها المصلحة القومية( .)111ويجب النص
صراحة في قوانين اإلدارة المحلية على الحاالت التي يجب فيها خضوع ق اررات رئيس
البلدية للتصديق؛ وذلك باعتباره وسيلة استثنائية ،ال تتقرر إال بنص قانوني ،كما أن
التصديق ال يكون جزئياً ،أي ال يجوز أن توافق على جزء من القرار ،وترفض الموافقة
على الجزء الباقى؛ ألن ذلك يعد تعديالً لقرار رئيس البلدية .وال يجوز لسلطة الوصاية أن
تضيف شيئا إلى القرار .كما أنه ينبغي تحديد مدة زمنية معينة يجب على سلطة
الوصاية التصديق فيها على القرار ،واال اعتبرت موافقتها عليه ضمنية ،أو أن ترده إلى
( )111د .محمد عبد الحميد أبوزيد :الطابع المحلى لنظام العمد ،مرجع سابق ص ،210أ /صبحى
محرم ،ود .محمد فتح اهلل الخطيب :المرجع السابق ،ص.129
( )112د .عبد الرءوف هاشم :رسالته السابقة ،ص.16
( )113د .طعيمة الجرف :القانون اإلداري ،طبعة ،1911المرجع السابق ،ص.291
( )111د .محمد الشافعى أبو راس :الوصاية اإلدارية على الهيئات الالمركزية ،المرجع السابق،
ص.101
222
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
رئيس البلدية إلعادة النظر فيه ،وفقاً للقواعد المحددة في القوانين؛ ذلك ألن القاعدة
األصلية في الرقابة على السلطات المحلية أن ق ارراتها تعد نافذة ،إال في الحدود التي
(.)112
ومن أمثلة يخضعها القانون لرقابة التصديق ،وهي استثناء من هذه القاعدة
الق اررات التي تخضع للتصديق من سلطة ال وصاية (المحافظ) ،ق اررات العمدة البوليسية
في النظام الفرنسي(.)116
ب – سلطة اإللغاء :Lannulation
يعتبر اإللغاء وسيلة ليست مطلقة ،بل مقيدة بالغرض الذي تهدف إليه ،وهو حماية
مشروعا غير متعارض مع
ً المشروعية والصالح العام .فليس لسلطة الرقابة أن تلغي ق ار اًر
الصالح العام ،وال أن تمتنع عن إلغاء قرار غير مشروع متعارض مع الصالح العام(.)111
متضمنا إلغاء جزء من القرار الخاضع
ً كذلك ال يجوز أن يكون قرار اإللغاء جزئياً ،أي
لإللغاء .فاإللغاء الجزئي يعني تعديل القرار الصادر من السلطة المحلية ،والسلطة
المركزية صاحبة الحق في اإللغا ء ،إال إذا كان القرار متضمنا عدة ق اررات ،فيجوز إلغاء
البعض الذي يعد جزءا من القرار ذاته(.)111
ويتضح مما سبق أن قرار رئيس البلدية إذا كان متعارضاً مع القوانين واللوائح
والصالح العام ،فيجب على سلطة الوصاية إلغاءه .أما إذا كان ق ارره غير متعارض مع
القوانين والل وائح والصالح العام ،فال يجوز للسلطة المركزية إلغاؤه .وفي حالة اإللغاء
يزول بأثر رجعي ويصبح كأن لم يكن.
222
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
إيقاف القرار صورة من صور الرقابة الوصائية على أعمال رئيس البلدية في النظام
متعارضا مع
ً الالمركزي؛ حيث يجوز لها إذا تبين أنه في ظاهره اعتداء على القانون ،أو
اءا تمهيدي ًا لإللغاء ،وال تمارس هذه السلطة إال في الق اررات
الصالح العام ،وهو يعتبر إجر ً
التي تكون محال لإللغاء( .)119ويحدد المشرع مدد اإليقاف التي يتم في خاللها إلغاء
القرار أو عدم إلغائه( .)120وبذلك يجوز للسلطة الرقابية إيقاف تنفيذ قرار رئيس البلدية؛
إذا كان في ظاهرة اعتداء على القانون أو معارضة الصالح العام(.)121
226
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
الفرع الثالث
رئاسة البلدية فى كل من القرية والمدينة
في دول النظام الالمركزي؛ يتولى رئيس البلدية مجلس القرية والمدينة ،حيث أن هذه
الدول غالباً ال تفرق بين الوحدتين ،إذ يوجدان في مجموعة واحدة ،مما أدى إلى التداخل
بينهما ،على الرغم من الفارق في األهمية وعدد السكان .األمر الذي يؤدي إلى صعوبة
وضع معيار محدد للتمييز بينهما .خصوصا وأن القرى في الدول المتقدمة ال يقل
مستوى مرافقها وخدماتها عن مستوى المدينة .ومن أمثلة هذه الدول إنجلت ار وفرنسا وذلك
كما يلى:
( )121د .محمد عبد الحميد أبوزيد :الطابع المحلى لنظام العمد ،مرجع سابق ،ص.210
( )122د .عادل محمود حمدى :رسالته السابقة ،ص.110
(126) - Mark Garnett & Philip Lynch: As Uk Government &Politics, Eric
Magee, 2 nd Edition 2005.Chapter 2 P.20, 27, 29, 78,
- Stwart, John David: The Nature Of British Local Government, John
Stewart, Basingstoke. Macmillan, 2000, Shelfmark, Yc. 2003. A.
8277.British Library, P.21.
222
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
د .ظريف بطرس :الحكم المحلى في إنجلترا ،رسالة دكتوراه ،تجارة القاهرة ،1966 ،ص،192
د .صالح صادق :الحكم المحلى في إنجلترا ،موسوعة الحكم المحلى ،الجزء الثاني ،المنظمة
العربية للعلوم اإلدارية ،القاهرة ،1911 ،ص ،221د .عبد الرءوف هاشم :رسالته السابقة
ص ،20د .عبد المجيد سليمان :الوجيز في القانون اإلداري ،ج ،1المرجع السابق ،ص.122
(127) Charles Schmi: Le Maire de La Commune Rurle, Troisième Edition,
Paris, 1972, P.33. Et Suive.
د .محمد عبد اهلل العربى :نظم اإلدارة المحلية ،مجلة القانون واالقتصاد ،العدد الثاني ،السنة التاسعة
والعشرون ،يونيو ،1929ص ،310د .مصطفي أبوزيد فهمى :نظام اإلدارة المحلية في القانون
المقارن،مجلة العلوم اإلدارية ،مرجع سابق ،1961 ،ص ص .111 – 112و د .عبد الرءوف
هاشم :رسالته السابقة ص.20
222
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
ويحدد البرنامج الذمني لنقل السلطات والموازنات إلى وحدات اإلدارة المحلية)(-)128
وتمارس هذه الوظيفة بواسطة موظفيها ،الذين تعينهم في الو ازرات والمصالح واإلدارات
المتمركزة في عاصمة البالد .وقد تستعين بموظفين ،تعينهم في أفرع لها باألقاليم،
يخضعون لها خضوعاً رئاسياً(.)129
ورئيس البلدية (القرية) في النظام المركزي يسمى (عمدة القرية( وهو عامل من
عمال النظام المركزي؛ حيث يعتبر الرئيس اإلداري في القرية وهو قاعدة السلم اإلداري.
" وجدير بالذكر أن رئيس القرية (العمدة) فى مصر ال يعتبر سلطة ضبط إداري رغم
اعتباره سلطة ضبط قضائي ،وذلك على عكس الحال في فرنسا حيث يعتبر سلطة
ضبط ادارى وسلطة ضبط قضائي في نفس الوقت"( .)130ويسمى رئيس البلدية في الحي
(رئيس الحي) وفي المدينة (رئيس مجلس المدينة) وفي المحافظة (المحافظ) ومن أهم
سمات رئيس البلدية في النظام المركزي هو وحدة أسلوب العمل وخضوعه للتدرج
الرئاسي .وسوف نتناول كال منهما في فرع مستقل فيما يلي.
الفرع األول
222
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
وحـــدة األسلــوب
يمكن عرض وحدة أسلوب العمل من خالل تعريف المقصود بها ثم نتبعها بطبيعة
عالقة رئيس البلدية بالسلطة المركزية والمراد من مركزية رئيس البلدية ،فيما يلي:
- 1المقصود بوحدة األسلوب:
يقصد بذلك أن جميع رؤساء البلديات (عمد البالد) في ظل النظام المركزي هم
ذات طبيعة عملية واحدة في كل القرى دون اختالف قرية عن أخرى ،باإلضافة إلى أن
رؤساء البلديات في ظل هذا النظام هم عمد للقرى حيث ال يوجد عمد للمدن على
خالف النظام الالمركزي ،حيث توجد وظيفة العمدة في القرية والمدينة على حد
السواء( .)131كذلك طريقة اختيارهم ،وتعيينهم ،وحدود سلطاتهم وتأديبهم ،و طبيعة
عالقتهم مع السلطة المركزية .وفي كل هذه المسائل وغيرها ال يجوز للعمدة في ظل هذا
النظام الخروج على مقتضى ما رسمته القواعد المنظمة ،ومن ثم ضرورة الخضوع لها،
تأديبيا(.)132
ً وااللتزام بأوامر رئاسته اإلدارية ،واال عوقب
- 1طبيعة عالقة رئيس البلدية بالسلطة المركزية:
عاما ،ومن ثم فإن طبيعة العالقة بينه
يعتبر رئيس البلدية (عمدة القرية) موظف ًا ً
وبين الدولة عالقة تنظيمية ،كسائر الموظفين العموميين .ويقصد بذلك أن رئيس البلدية
يستمد حقوقه وواجباته مباشرة من النصوص القانونية المنظمة للوظيفة .فمثال :قرار
تعيين رئيس البلدية ال ينشىء له مرك اًز ذاتياً خاصاً ،وانما يسند إليه مرك از قانونيا عاما،
موجودا وسابقًا على قرار التعيين .وهذا المركز يجوز تغييره في
ً حيث يكون هذا المركز
أي وقت؛ وفقاً لمقتضيات المصلحة العامة ،وحسن سير المرافق العامة( .)133ويترتب
على ذلك أن كل قرار تتخذه اإلدارة بالمخالفة ألحكام وظيفة رئيس البلدية ال يعتبر
خروجا على عقد قائم ،وال يثير منازعة عقدية ،بل يعتبر ق ار اًر إدارياً معيباً ،يجوز
222
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
المطالبة بإلغائه والتعويض عنه ( .)131وتنطبق هذه األحكام على جميع رؤساء البلديات
بال تمييز؛ باعتبارهم ذوي مراكز متماثلة ( .)132وكان االتجاه السائد فيما مضى أن
رابطة الموظف باإلدارة تعتبر رابطة تعاقدية .فالموظف يستمد حقوقه وواجباته من
نصوص العقد مباشرة .ولكن عدل حديثا عن هذا االتجاه وأصبح في عالقته باإلدارة في
(.)136
مركز تنظيمي أو قانوني ،مرده إلى القوانين واللوائح
و تهدف الدول التي تأخذ بالنظام المركزي من وراء مركزية منصب رئيس البلدية
إحكام سيطرتها على كل أقاليم الدولة ،حتى أصغر الوحدات اإلدارية بها .وهذا يسهل
لها ضمان وسالمة النظام في الدولة ،وعدم التفريط فيه ،وبصفة خاصة المجال
األمني(.)131
الفرع الثاني
تبعية رئيس البلدية للتدرج اإلداري
أولا :موقع رئيس البلدية الوظيفي:
إن وظيفة رئيس البلدية (العمدة) في النظام المركزي وهي أول درجات السلم
الوظيفي؛ حيث يخضع الموظف األقل درجة للموظف األعلى درجة ،حتى نصل إلى
قمة السلم اإلداري ،أو ما يسمى بالهرم الوظيفي ،الذي يكون في قمته الوزير في النظام
البرلمانى ،ورئيس الجمهورية في النظام الرئاسي( .)131واذا أخذنا بنظام التبعية في
العالقة بين رئيس القرية ورئاسته ،فيجب خضوعه ألوامر رؤسائه .وبذلك يتضح أن
( )131د .عبد الفتاح حسن :مبادئ القانون اإلداري ،مكتبة الجالء الجديدة المنصورة،1919 ،
ص .336ود .عبد الرءوف هاشم :رسالته السابقة ،ص.216
( )132د .عبد الفتاح حسن :المرجع السابق ،ص.216
( )136د .محمد عبد الحميد أبوزيد :الطابع المحلى لنظام العمد ،مرجع سابق ،ص.11
( )131د .طعيمة الجرف :القانون اإلداري ،مكتبة القاهرة الحديثة ،1912 ،ص.113
( )131د .سليمان الطماوي :القانون اإلداري ،1911 ،المرجع السابق ،ص ،93د .محمود عاطف
البنا :نظم اإلدارة المحلية ،المرجع السابق ،ص ،21ومؤلفه الوسيط في القانون اإلداري ،المرجع
السابق ،ص ،123د .فؤاد العطار :دروس في نظم اإلدارة المحلية ،المرجع السابق ص،33
د .محمد أحمد الطيب هيكل :السلطة الرئاسية بين الفاعلية والضمان ،دراسة مقارنة بين القانون
اإلداري وعلم اإلدارة العامة ،رسالة دكتوراه،حقوق عين شمس ،1913 ،ص.12-11
222
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
عالقة التبعية والسلطة الرئاسية ليستا إال وجهين لعملة واحدة .وعلى ذلك فإنه يوجد على
رأس الجهاز اإلداري في الدولة رئيس الجمهورية أو الوزير؛ حسب األحوال ،ثم مديرو
المصالح والهيئات .وفي الوحدات المحلية نجد المحافظين ،ومديري األمن والمأمورين،
والعمد والمشايخ ،وموظفي المصالح الحكومية (.)139
ثأني ا -حدود السلطة الرئاسية على رئيس البلدية:
يتمتع الرئيس اإلداري في مواجهة مرؤوسيه بكثير من االختصاصات ،من شأنها
جعل رئيس البلدية يرتبط برابطة الخضوع والتبعية في السلم اإلداري؛ الذي يخضع فيه
كل موظف للموظف الذي يعلوه في الدرجة " .واألصل في السلطة الرئاسية اإلطالق؛
حيث تتناول شخص المرؤوس وأعماله .إال أنه توجد قيود ترد على هذه السلطة؛ حيث
أن القانون هو الذي يحدد ويرسم الضمانات الستخدامها ،كما أنها ليست من قبل
الحقوق الشخصية للرؤساء"( .)110ويخضع رئيس البلدية لسلطة الحكومة الرئاسية ويأتمر
بأوامرها ،ويتبع السلم اإلداري ،وهذا هو الذي يدمغ منصبه بالطابع المركزي .وعلى ذلك
فإن السلطة الرئاسية لرئيس البلدية تباشر عدة اختصاصات ،منها ما يتعلق بسلطة
الرقابة على رئيس البلدية ،ومنها ما يتعلق بالرقابة على أعمال رئيس البلدية .وفيما يلى
عرض موجز لذلك:
سلطة الرئيس على شخص رئيس البلدية:
تتمثل سلطة الرئيس على شخص رئيس البلدية فى حق تعيينه وتوقيع الجزاءات
التأديبية؛ في حالة إخالله بمقتضيات الواجب الوظيفي (.)111
سلطة الرئيس على أعمال رئيس البلدية:
تتمثل سلطة الرئيس على أعمال رئيس البلدية في سلطة التوجيه والتعقيب والرقابة
كما يلي:
- 1سلطة التوجيه:
( )139د .محمود عاطف البنا :الوسيط في القانون اإلداري ،المرجع السابق ،ص.123
( )110د .عبد الوهاب شكرى :مرجع سابق ،ص.11
( )111د .عبد الرءوف هاشم :رسالته السابقة ،ص.211
222
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
تصدر السلطة الرئاسية لرئيس البلدية األوامر والتعليمات الشفوية أو الكتابية ،التي
يجب عليه تنفيذها ،وااللتزام باالحترام والطاعة لرئيسه .وعلى هذا األساس فإن العمدة ال
أيضا ألوامر الرؤساء وطاعتهم .وتتمثل تلك
ً يخضع للقانون فحسب ،بل يخضع-
األوامر في الكتب الدورية والمنشورات ،واألوامر المصلحية؛ والتي تهدف إلى حسن سير
العمل ،ودوام سير المرافق العامة بانتظام واضطراد .ويالحظ أن القواعد المستقرة في فقه
ال قانون اإلداري تقضي بأن هذه األوامر والتعليمات من قبيل اإلجراءات اإلدارية في
المنظمات؛ فهي ليست من طبيعة الق اررات اإلدارية ،التي تصلح موضوعا للطعن
باإللغاء أمام مجلس الدولة( .)112ولكن في مواجهة الرئيس اإلداري ،فإنه يملك فقط حق
التظلم منها إدارياً أمام مصدر القرار أو رئيسه األعلى ،واال فعليه طاعتها ،واذا امتنع
عن واجب الطاعة فإنه يتعرض للعقاب التأديبي(.)113
222
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
نهائيا ،إذا مضت فترة معينة دون إق ارره .ففي هذه الحالة يتحول حق
ً اعتبار العمل
الرئيس في اإلقرار إلى مجرد حق في االعتراض على تصرفات رئيس البلدية( .)112كما
يجوز للرئيس إلغاء قرار رئيس البلدية ،إال إذا ترتب عليها حق للغير .ففي هذه الحالة ال
اما
يجوز للرئيس إبطال هذا العمل أو تعديله إال في حدود المواعيد المقررة قانونا احتر ً
للحقوق المكتسبة (.)116
كما يجوز للرئيس حق الحلول محل رئيس البلدية في تأدية عمله؛ إذا أهمل في
القيام بواجب من واجباته الوظيفية .واألصل أن يسري هذا الحق على كافة أعمال رئيس
البلدية إال ما استثني بنص خاص في القوانين واللوائح( .)111والرئيس حين يمارس هذه
السلطات ال يراقب ق اررات رئيس البلدية من ناحية المشروعية وحدها ،ولكنه كرئيس
إداري يملك تقدير مالءمات سير العمل الذي يشرف عليه .ومن ثم فإنه يستطيع أن
يعدل أعمالرئيس البلدية أو أن يسحبها أو يلغيها ،حتى ولو كانت مشروعة؛ متى قدر أن
مالءمات سير العمل اإلداري تبرر ذلك( .)111ويالحظ في هذا الصدد
أن على الرئيس أن ينتظر حتى يستعمل رئيس البلدية اختصاصاته ،ثم يكون له أن
تخولها إياه سلطته الرئاسية(.)119
يباشر اختصاصاته التي ّ
تلقائيا ،واما من خالل
ً ويمارس الرئيس اإلداري سلطة الرقابة على أعمال العمدة إما
تظلم رئاسي ،يتقدم به ذوو الشأن ممن حدث لهم ضرر من تصرفات رئيس البلدية .كما
يال حظ أن رئيس البلدية ليس له أن يطعن أمام القضاء في أعمال رئيسه المتعلقة
بسلطات الرقابة ،ولكن له أن يتظلم إدارياً لدى رئيسه أو الرئيس األعلى .ومن المسلم به
( )112المرجع السابق ،ص ،109د .محمود عاطف البنا :الوسيط في القانون اإلداري ،مرجع سابق،
ص ،132د .محمد الشافعى أبو راس :القانون اإلداري ،المرجع السابق ،ص ...193د .عبد
الرءوف هاشم :رسالته السابقة ،ص.210
( )116د .محمود عاطف البنا :الوسيط في القانون اإلداري ،المرجع السابق ،ص ،132د .طعيمة
الجرف :القانون اإلداري ،مرجع سابق ،ص.192
( )111د .فؤاد العطار :القانون اإلداري ،الجزء األول ،المرجع السابق ،ص.109
( )111د .طعيمة الجرف :القانون اإلداري ،المرجع السابق.112 ،
( )119د .ثروت بدوى :تدرج الق اررات اإلدارية ومبدأ المشروعية ،القاهرة ،1961 ،ص.103
262
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
أن طرق الطعن هذه جائزة دون حاجة إلى نص صريح بشأنها .هذا فضالً عن أنها ال
تخضع إلجراءات أو مواعيد معينة ،كما هو الحال في الطعن القضائي(.)120
تماما عن
ومما سبق يتبين أن وضع رئيس البلدية في ظل النظام المركزي ،يختلف ً
تاما
خضوعا َ
َ مثيله في النظام الالمركزي .فرئيس البلدية في بالد المركزية يخضع
للسلطة المركزية؛ حيث يعتبر ممثالً لها في قريته ،وعامالً من عمالها ،منفذاً لتعليماتها
وأوامرها .وليست له صفة نيابية عن القرية ،وال يرأس مجلسها ،وال يكون عضوًا فيه ،وال
يحضر جلساته ،وال ينفذ ق ارراته .ويترتب على ذلك أنه ال يمثل قريته أمام القضاء أو
الغير؛ حيث أنه ال يعمل لحسابها ،وانما يعمل لحساب السلطة المركزية .ومن ثم فإن
الدولة هي التي تسأل عن أعماله (.)121
ومما سبق عرضه يرى الباحث أن رئيس البلدية في ظل النظام المركزي ،وخضوعه
التام للسلطة المركزية ،ال يتمشى مع األسلوب الديمقراطي ،الذي يعتمد على تعويد
الشعوب إشباع حاجاتهم المحلية بأنفسهم ،وحقهم في اختيار من يمثلهم .وكذلك يؤدي
األخذ بنظام رئيس البلدية في ظل المركزية إلى عقم النظام ،وعدم جدواه .ولذلك فإن
معظم الدول المتقدمة تدمغ رئيس البلدية بالطابع الالمركزي .لذلك يلعب رئيس البلدية
في هذه الدول دو اًر مهما وبار از في حياة هذه الدول ،وهذا هو سر نجاح نظامها اإلداري.
ألن منصب رئيس البلدية عندها هو قاعدة االنطالق من المستوى المحلي إلى المستوى
القومي ،ويخلق قيادات قادرة على خوض معترك الحياة السياسية .إذ المعروف أن هيكل
الممارسة السياسية يتميز بخاصية االعتماد على الجذور ،الذي يمتد إلى المستوى
المحلي .فاالهتمام باالنتخابات المحلية يبلغ ذروته بالنظر إلى اعتبار الحكم المحلي
مدرسة سياسية ،توصل إلى المستويات األعلى( .)122فعلى سبيل المثال تولى جاك
( )120د .فؤاد العطار :القانون اإلداري ،الجزء األول ،1916 ،مرجع سابق ،ص.109.
د .محمد أحمد الطيب هيكل :رسالته السابقة ،ص.11 ()121
د .محمد أحمد الطيب هيكل :رسالته السابقة ،ص ،120د .سعيد الالوندى :المحليات معمل ()122
لتفريخ السياسيين ،جريدة األهرام ،السنة ،131العدد ،12032ص.....1
262
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
شيراك عمدة باريس رئاسة دولة فرنسا األسبق ،وكذلك تولى جونسون بورس عمدة لندن
وزير خارجية بريطانيا.
الخاتمـــــــة
من المؤكد أن وظائف الدولة لم تعد قاصرة على تلك الوظائف التقليدية التى كانت
تتمثل على األخص فى توطيد األمن ومنع الجرائم فى الداخل واقامة العدالة بين الناس
والذود عن البالد ضد االعتداءات الخارجية بل تنوعت هذه الوظائف وتشعبت بها
واتسعت اختصاصات الدولة وامتد أثرها إلى شتى مناحى الحياة ،وذلك نتيجة لاللتزامات
المتزايدة التى يلقيها عليها واجبها إزاء مواطنيها.
وهذا يتطلب جهد الدولة وجهازها اإلدارى فى سبيل إعداد هذه الخدمات و تلك
المطالب وكذلك جهد الدولة وجهازها اإلدارى فى سبيل حمايتها والذود عنها آناء الليل
وأطراف النهار ،وذلك بعد أن تحول كثير من أوضاع الترف فى الماضى إلى ضرورات
للعيش الكريم فى العهد الحاضر ،وبذلك أصبحت مشكلة الجهاز اإلدارى فى الدولة
الحديثة ليست مشكلة تخطيط مشروع مقترح أو مشكلة تعيين موظف ،إنها شيء أبعد
من ذلك ،إنها مشكلة األساس الفكرى الذى على أساسه يتم تشييد الجهاز اإلدارى تشييدا
سليما يصبو إلى تحقيق األهداف التى أنشىء من أجلها إنها باستمرار كما قيل مشكلة
صناعة البشر أكثر من كونها صناعة التقدم المادى ،فالجهاز اإلدارى الناجح هو الذى
يجعل الفرد يشعر بأهميته وأهمية الدور الذى يؤديه ،وأنه هو الذى يساهم فى صنع
مصيره ومستقبله دون أن يفاجأ به.
وال ريب أن هذه الزيادات المطردة فى الموظفين والوظائف أظهرت لنا إتجاهات
عامة معاصرة نلمحها فى كل تنظيم إدارى حديث وأولى هذه االتجاهات اتخاذ أوضاع
266
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
262
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
وهى أربع سنوات ويجوز إعادة انتخابه لدورات اخرى أسوة بما هو متبع فى اختيار
رؤساء البلديات فى الدول المتقدمه في نظم اإلدارة المحلية مثل فرنسا وانجلت ار.
-2نظام اإلدارة المحلية القائم على اإلنتخاب يفتح الباب أمام اإلدارة لتجارب أفضل ،حيث
يقوم المجلس المحلي بإجراء التجارب على مستواه المحدودة ،فإذا فشلت هذه التجربة
فان اإلدارة ال تضار ،ألن الضرر المترتب على هذا الفشل سوف يكون محدودا بنطاق
محلى ال يتعداه ،واذا ما صادفت نجاحًا– وعادة ما تكون كذلك– أمكن لإلدارة تعميمها
على مستوى كافة المجالس المحلية في الدولة .وبذلك نجد أن هذا النظام المأمول
تطبيقه يمدنا بالتجارب اإلدارية الناجحة واألفكار الجديدة الصائبة فى مجال إدارة
المجالس المحلية.
-3ال يملك رؤساء المحليات في ظل النظام المركزي من الوسائل ما يسمح لهم باألخذ
بأسباب تنظيم المحليات وتقدمها ورفع مستواها فى الحياة العامة فى شتى نواحيها ،مما
يوجب دمغ منصب رؤساء المحليات (القرية– الحي– المركز– المدينة -المحافظة)
بطابع محلى أو ال مركزى وهذا يتطلب تعميم المجالس المحلية فى أنحاء مصر على
أن يكون رئيس البلدية عضواً بالمجلس ورئيسا له؛ من خالل تفعيل المادة ()116
من الدستور المصري الحالي 2011التي نصت على أن "تكفل الدولة دعم الالمركزية
اإلدارية والمالية واالقتصادية ،وينظم القانون وسائل تمكين الوحدات اإلدارية من توفير
المرافق المحلية والنهوض بها ،وحسن إدارتها ،ويحدد البرنامج الذمني لنقل السلطات
والموازنات إلى وحدات اإلدارة المحلية).
-1على المستويين التنفيذى والشعبى فإن المستويات المحلية ال تدير مواردها وال تحصل
عليها ،حيث إن الحكومة المركزية هى التى تجمع كل الموارد فى يدها ،ثم تعيد توزيعها
ويقتصر دور اإلدارة المحلية على إنفاقها وفق القواعد التى تحددها و ازرة المالية وال
يستطيع أى من القيادات المحلية فى أى مستوى نقل أى مبالغ من بند إلى بند إال
بموافقة أجهزة و ازرة المالية.و رغم أن قانون اإلدارة المحلية الحالى يحدد موارد القرية
والمدينة والمحافظة إال أن هذا يبقى عند حد نص فى مادة فى قانون لم ينقل من هذا
كله إلى أرض الواقع أو تفعيل لنص القانون ،وهنا يتبين أن ركيزة من ركائز اإلدارة
المحلية غير معمول بها فى النظام المصرى؛ لذلك يجب منح السلطات المحلية حرية
262
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
262
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
القانون اإلدارى والمبادئ العامـة فـى تنظـيم ونشـاط السـلطات : د /طعيمة الجرف
اإلدارية ،القاهرة ،دار النهضة.1911 ،
:تأديـ ــب الموظـ ــف العـ ــام فـ ــى مصـ ــر ،الجـ ــزء الثـ ــانى ،الطبعـ ــة د /عبد العظيم عبد السالم
األولى ،دار النهضة العربية.2000 ،
الرقاب ــة عل ــى س ــلطة رئ ــيس الدول ــة التشـ ـريعية ف ــى الظ ــروف : د /عالء عبد المتعال
االستثنائية ،دار الثقافة العربية ،القاهرة.2002 ،
الوجيز فى القانون اإلدارى ،الجزء الثانى – النشاط اإلدارى، : د /عبد العليم مشرف
دار الثقافة العربية.2009 – 2001 ،
:الف ــالح والس ــلطة والق ــانون – مص ــر ف ــى النص ــف الث ــانى م ــن د /عماد هالل
الق ــرن التاس ــع عش ــر ،مطبع ــة دار الكت ــب والوث ــائق الرس ــمية،
القاهرة.2001 ،
الق ـ ـ ـ ــانون اإلدارى ،،دار الجامع ـ ـ ـ ــة الجدي ـ ـ ـ ــدة ،اإلس ـ ـ ـ ــكندرية، : د /ماجد راغب الحلو
.2006
:التنظيم المحلى والديمقراطية ،القاهرة.1912 ، د /محمد انس جعفر
:مبــادئ القــانون اإلدارى المصــرى ،مكتبــة عبــد اهلل ســيد وهبــه، د /محمد زهير جرانة
القاهرة.1911 ،
:أســاليب الشــرطة لتحقيــق االنضــباط ووقايــة النظــام العــام ،دار د /محمد شريف إسماعيل
لوتس ،القاهرة1990 ،
مبـ ــادئ القـ ــانون اإلدارى ،د ارسـ ــة مقارنـ ــة ،النسـ ــر الـ ــذهبي، د /محمد عبد الحميد أبوزيد :
القاهرة.2006 ،
: ---------------مب ـ ــادئ اإلدارة العامـ ـ ــة ،النسـ ـ ــر ال ـ ــذهبى للطباعـ ـ ــة ،القـ ـ ــاهرة،
.2002
: ---------------ت ـ ـوازن السـ ــلطات ورقابتهـ ــا – د ارسـ ــة مقارنـ ــة ،النسـ ــر الـ ــذهبى
للطباعة ،القاهرة.2003 ،
الوســيط ف ــى القــانون اإلدارى ،الج ــزء الث ــاني ،دارالمطبوع ــات : د /مصطفى أبوزيد فهمى
الجامعية 1992 ،األسكندرية .2000
النظــام القــانونى لــإلدارة المحليــة فــى مصــر والــدول االجنبيــة : د /مصطفى عفيفى
262
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
د .أشرف حسين عطوه
262
مجلة علمية محكمة المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية)
()ISSN : 2537 - 0758
د ارسـ ــات واستشـ ــارات اإلدارة العامـ ــة ،كليـ ــة السياسـ ــة واالقتصـ ــاد،
جامعة القاهرة،العدد األول ،يناير .2001
:النظام القانونى لـإلدارة المحليـة فـى مصـر والـدول األجنبيـة ،بـين د /مصطفى عفيفى
المركزية والالمركزية اإلدارية ،القاهرة.2002-2001 ،
رابعا - :المقالت:
اإلدارة المحلية – مفهومها وأيدلوجيتها ،موسوعة الحكم : د /ظريف بطرس
المحلى ،جامعة الدول العربية ،المنظمة العربية للعلوم
اإلدارية ،الجزء األول ،القاهرة.1911 ،
:نظم اإلدارة المحلية ،مجلة القانون واالقتصاد ،العدد د /محمد عبد اهلل العربى
الثانى ،السنة التاسعة والعشرين ،يونيو .1929
:اإلدارة المحلية فى مصر ،نظام العمد ،المنشور بمجلة د /محمد فؤاد مهنا
الحقوق للبحوث القانونية واالقتصاد ،السنة األولى،
العدد األول يناير – مارس .1913
اإلدارة المحلية فى فرنسا ،جامعة الدول العربية، : د /مصطفى أحمد فهمى
المنظمة العربية للعلوم اإلدارية ،مركز البحوث
اإلدارية.
262
نظام اإلدارة المحلية بين أسلوبى التنظيم اإلدارى
أشرف حسين عطوه.د
References in English:
Frist Books:
- Alex ,Caroll:Constitutional and Administrative Law, Fourth Edition
,Pearson Education Limited, British Library,2007.
- Anthony, H. Birch:The British System of Government, Tenth Edition,
Routledge, 1998.
- Chandler, J.A: Explaining Local Government Since 1800, Manchester
Press British Library,2008.
- Colin Turin and Adam Tompkins: British Government and the
Constitution, Sixth Edition, Cambridge ,2007.
262
مجلة علمية محكمة )المجلة القانونية (مجلة متخصصة في الدراسات والبحوث القانونية
)ISSN : 2537 - 0758(
222