You are on page 1of 19

‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .

‬يوسفي عالء الدين‬


‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية‪ :‬مقاربة نظرية‬


‫‪Participatory Management and the challenges of local governance‬‬
‫‪strengthening : A Theoretical Approach‬‬

‫تاريخ النشر‪2020/01/08 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2019/12/15 :‬‬ ‫تاريخ اإلرسال‪2019/08/22 :‬‬

‫*ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬


‫جامعة محمد بوضياف ‪ -‬املسيلة‬ ‫جامعة محمد بوضياف ‪ -‬املسيلة‬
‫‪alaedine.youcefi@univ-msila.dz‬‬ ‫‪Mohamed.cheaa@univ-msila.dz‬‬
‫عضو في مخبر العلوم السياسية الجديدة‬
‫‪Mohamed.cheaa@univ-msila.dz‬‬
‫ملخص ‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى محاولة البحث والكشف املعرفي عن مفهوم التدبير التشاركي‬
‫كأحد السبل الناجعة ملعالجة املشاكل الناتجة عن قصور اإلدارات املحلية في إرضاء‬
‫مواطنيها والقيام بمهامها بالجودة املطلوبة بشفافية وعدالة بمنأى عن ضبابية الفساد‬
‫والترهل واملحسوبية‪ ،‬وفي سبيل تكريس آليات الحكامة املحلية وتعزيز معاييرها‪ ،‬هذا وإن‬
‫تطبيق الحكامة املحلية يصب بشكل مباشر في اتجاه تحقيق التنمية املحلية ويعد من أهم‬
‫أدواتها عبر تحقيق الشفافية واملساءلة وحكم القانون واملشاركة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬التدبير التشاركي ؛ التنمية ؛ الحكامة ؛ الحكامة املحلية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The aim of this study is to try and research the concept of participatory‬‬
‫‪management as one of the effective ways to address the problems resulting from‬‬
‫‪the failure of local administrations to satisfy their citizens and carry out their tasks‬‬
‫‪with the required quality in a transparent and fair manner free from the fog of‬‬
‫‪corruption, slandering and nepotism. Local governance is directly involved in .‬‬

‫*املؤلف املرسل ‪ :‬يوسفي عالء الدين‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1890 2019‬‬
‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬
‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫‪local development and is one of its most important tools through transparency,‬‬
‫‪accountability, rule of law.‬‬
‫‪Keywords: Participatory Management; Development; Governance; Local‬‬
‫‪Governance.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫أخذ مفهوم التدبير التشاركي في الونة األخيرة املدى األوسع من اهتمام الباحثين‪،‬‬
‫وذلك بعد ظهور التوجهات العاملية التي تدعو إلى إشراك أو مشاركة أفراد املجتمع في‬
‫القرارات التي تهمهم وتعمق األفكار الديمقراطية والحرية وغيرهما‪ ،‬حيث ظهرت عدة آليات‬
‫ورؤى فلسفية جديدة داعمة لنظام الحكامة وتؤكد على أهمية إدارة السكان املحليين‬
‫لشؤونهم املختلفة ومن خالل مجالس محلية منتجة ومنظمات مجتمع مدني فعال وإشراك‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬حيث تشكل هذه األبعاد الثالثة الحلقة املتكاملة للحكامة املحلية‪.‬‬
‫قد يكون مدلول الحكامة املحلية في ظل اإلدارة املركزية غير ذي معنى‪ ،‬غير أنه مع‬
‫تنامي اتجاه الالمركزية واتساع استقاللية وصالحيات األقاليم والجماعات املحلية في‬
‫العديد من الدول أضحت الحكامة أكثر ارتباطا بالتنمية على املستوى املحلي‪ ،‬وأضحى‬
‫الحكم املحلي الراشد ترجمة لتنمية محلية فعالة‪ ،‬تعلو في ظله قيم املشاركة والشفافية‪،‬‬
‫وتتكرس من خالله شرعية الهيئات املحلية‪ ،‬وتراعى فيه شروط التنمية املستدامة‪.‬‬
‫وعموما تتعلق هذه الدراسة بإبراز أهمية " التدبير التشاركي" وتحليل مختلف‬
‫العناصر املرتبطة به‪ .‬من خالل طرح اإلشكالية التالية بصيغة تساؤل رئيس ي‪ ،‬هو‪:‬‬
‫ما مدى مساهمة التدبير التشاركي في تفعيل وتعزيز الحكامة املحلية ؟؛ في معرض‬
‫اإلجابة على هذه اإلشكالية سنتطرق للمحاور التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬املضامين املفاهيمية املختلفة للتدبير التشاركي‪ ،‬والحكامة املحلية‪.‬‬
‫‪ -2‬دواعي التحول نحو التدبير التشاركي والحكامة املحلية‪.‬‬
‫‪ -3‬فواعل الحكامة املحلية كدعائم أساسية لتحقيق التنمية املحلية‪.‬‬
‫‪ -4‬دور التدبير التشاركي في تعزيز وتفعيل معايير الحكامة املحلية‪.‬‬
‫وعلى املستوى املنهجي‪ ،‬إن التحقق من االرتباط العلمي بين التدبير التشاركي والحكامة‬
‫املحلية خاصة في ظل التغيرات املحلية والعاملية‪ ،‬هي ظاهرة قابلة للوصف والتفسير والتنبؤ‬
‫العلمي‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1891 2019‬‬
‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬
‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫‪ .1‬املضامين املفاهيمية املختلفة للتدبير التشاركي‪ ،‬والحكامة املحلية‪:‬‬


‫أظهرت العديد من األدبيات وجود تباين كبير في وجهات النظر بين الباحثين واملهتمين‬
‫اتجاه مفهومي التدبير التشاركي والحكامة املحلية‪ ،‬حيث أن لكل كاتب اتجاهاته وزاويته‬
‫التي ينظر من خاللها إلى تعريف املصطلحين‪.‬‬
‫‪.1.1‬التدبير التشاركي)‪:(Participatory Management‬‬
‫من أهم املصطلحات السائدة اليوم التدبير التشاركي‪ ،‬لهذا اختلفت التعاريف‬
‫املقدمة من طرف الفالسفة والباحثين حوله فهناك من تناول مفهوم التشاركية أو‬
‫املشاركة ‪ ،Participatory‬وهناك آخرون من تناولوا مفهوم التدبير التشاركي‪.‬‬
‫طرح غابريل أملوند ‪ Almond Gabriel‬في كتابه"السياسات املقارنة في وقتنا‬
‫الحاضر"‪ 1997‬سؤال‪ :‬ما مدى املشاركة؟ وفـي إجـابته طرح فكرة ديمـقراطية املشارك‬
‫)‪ ،(participant democracy‬حيث قال أن مالمح تعاظم الديمقراطية عقيدة تحظى بانتشار‬
‫واسع‪ ،‬خاصة بين الشبان‪ ،‬وفي الدول الديمقراطية تتخذ القرارات السياسية من طرف‬
‫مؤسسات ذات امتيازات اقتصادية وسياسية‪ ،‬والخروج من هذه املشكلة هو إنزال عملية‬
‫اتخاذ القرارات إلى مستوى املجتمعات املحلية واملجموعات الصغيرة‪ ،‬ونتيجة لذلك سيكون‬
‫بإمكان املواطنين أن يدركوا القضايا وأن يعملوا سياسيا بما يناسب مصالحهم‪،‬وفي نفس‬
‫السياق رأى غابريال أملوند أن ديمقراطية املشارك يجب أن تواجه أعداد الناس املشاركين‬
‫جميعهم واالختالف في املصالح والخيارات والحاجة إلى الكفاءات‪ ،‬كما عليها أيضا أن تواجه‬
‫نواحي الحياة االقتصادية للمشاركة‪ ،‬أي كم سيضيع الناس من وقتهم وطاقتهم‪ ،‬ومالهم إذا‬
‫ما انخرطوا في السياسة؟ لذا كان لزاما تفويض السلطة إلى النواب من خالل االنتخابات‬
‫كأحد وسائل املشاركة‪1".‬وعرف ناصر شيخ علي املشاركة بأنها" عملية تشمل جميع صور‬
‫اشتراك أو إسهامات املواطنين في توجيه عمل األجهزة الحكومية أو أجهزة الحكم املحلي أو‬
‫ً‬
‫تنفيذيا‬ ‫ً‬
‫تقريريا أو‬ ‫ملباشرة القيام باملهام التي يتطلبها املجتمع سواء كان طابعها استشاريا أو‬
‫قابيا‪ ،‬وسواء كانت املساهمة مباشرة أو غير مباشرة‪ 2".‬ومن التعريفات التي تناولت‬ ‫أو ر ً‬
‫املشاركة بمدلولها العام أيضا‪ ،‬تعريف طارق محمد عبد الوهاب الذي يرى أنها" أي عمل‬
‫تطوعي ناجح أو غير ناجح منظم أو غير منظم عرض ي أو مستمر مستخدما أساليب شرعية‬
‫أو غير شرعية بهدف التأثير على اختيار السياسات العامة أو اختيار القادة السياسيين في‬
‫أي مستوى حكومي أو محلي أو قومي‪3".‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1892 2019‬‬
‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬
‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫املالحظ أن موضوع تأثير املواطن على عملية صنع القرار‪ ،‬على املستوى املحلي‬
‫ومستوى الدولة واملستوى القومي‪ ،‬شكلت محور اهتمام غالبية التعريفات التي قيلت‬
‫بشأن مفهوم املشاركة‪.‬‬
‫يقدم التدبير التشاركي حسب ليسك ‪ Lisk.f‬باعتباره "املشارکة کفرد وکمجتمع في‬
‫صنع القرار في کلمرحلة من مراحل عملية التنمية‪ ،‬وهذا يستلزم تمكين الجميع من‬
‫املشاركة بنشاط في العملية الديمقراطية املحلية من أجل أي عملية تنموية لتحقيق نتائج‬
‫مثمرة‪4".‬يؤكد هذا التعريف على أن املشاركة تشكل جزءا ضروريا من تنمية املجتمع املحلي‬
‫وينبغي أن تشمل أية عملية لصياغة السياسات‪.‬‬
‫أما بنكرتون ‪ Pinkerton.E‬فقد عرف التدبير التشاركي على أنه" تقاسم السلطة في‬
‫ممارسة املوارد بين األجهزة الحكومية واملجتمع أو منظمة من أصحاب املصلحة‪5".‬‬

‫بينما يطرحه البعض في شكله البسيط بوصفه"حكم تشاركي يتجه نحو االختالف‪،‬‬
‫املرونة الكبيرة‪ ،‬تعدد الفاعلين‪ ،‬تحول في أشكال الديمقراطية املحلية‪ ،‬وتعقد أشكال‬
‫املواطنة‪ ،‬وتصبح السلطة املحلية فاعال مهمة حقيقة‪ ،‬كالدولة أيضا‪ ،‬لكن فاعال من بين‬
‫أخرين‪6 ".‬‬

‫في حين عرفه ‪ S.Biarez‬بأنه"مجموعة مركبة من املؤسسات والفاعلين‪ ،‬تتموقع‬


‫خارج املنظور الوحيد وخارج املنظور الترابي الذي يشكل أساس الحكم‪ ،‬وليست هناك‬
‫استقاللية كاملة في عالقات الحكم التشاركي‪ ،‬بحيث ال يمتلك الفاعل سواء كان عموميا أو‬
‫من الخواص املوارد الضرورية ليتصرف بطريقة أحادية‪7".‬‬

‫وفي األخير فإن التدبير التشاركي" آلية تهدف إلى خلق فرص النخراط املواطنين في‬
‫الحياة العامة ومساهمتهم في تدبير الشأن املحلي عبر التشاور واملناقشات‪ ،‬واملعاملة‬
‫باملساواة‪ ،‬ومشاركة جميع الفاعلين( املجتمع املدني‪ ،‬القطاع الخاص‪ )..‬في صنع القرار‪،‬‬
‫التعاون وتنمية الثقة املتبادلة"‪.‬‬
‫لتحليل مفهوم التدبير التشاركي يمكن تحديد أهم السمات التي يقوم عليها‪،‬‬
‫وهي‪8:‬‬

‫‪ ‬التعاون‪ :‬تطلب اإلدارة مشاركة السكان أنفسهم في عملية اتخاذ القرار‪ ،‬ولكي يصبح‬
‫باإلمكان التوصيل إلى التعاون‪ ،‬على صانعي القرار أن يبنوا عالقة ثقة متبينة مع‬
‫املواطنين‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1893 2019‬‬
‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬
‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫‪ ‬االستشارة‪ :‬تطلب اإلدارة رأي الشعب الذي يبدي اهتماما اتخاذ القرار من دون أن‬
‫تكون مرغمة على التقيد به (دراسات عامة‪ ،‬اجتماعات عامة) يمكن أن تكون‬
‫االستشارة مسبقة‪ ،‬وان تساعد مبتكري املشاريع الجديدة في وضع مسودة املشروع‪.‬‬
‫‪ ‬املعلومة‪ :‬تضع اإلدارة بشكل مسبق تحت الشعب (بصور مباشرة فاعلة) أو على األقل‬
‫اطالعه (بصورة غير مباشرة) على املعلومات التي قد تهم املواطنين‪ ،‬من جهة أخرى‬
‫تشكل املعلومة مرحلة مسبقة ضرورية لكل إجراء تشاركي‪.‬‬
‫‪ ‬التمكين للمواطن لتحقيق إجراءات ملموسة وبطريقة تعاونية مع فواعل أخرى‪9.‬‬

‫‪ ‬التقييم والسماح لكل مواطن مشارك باملراجعة الفعالة ويعتبر التقييم الوسيلة األكثر‬
‫ديمقراطية لدمج املواطنين وإشراكهم في مختلف األنشطة والعمليات‪10.‬‬

‫‪ ‬التشاور من خالل تنمية اإلرادة السياسية لدى املواطنين‪ ،‬واألخذ بعين االعتبار‬
‫حاجياتهم ووجهات نظرهم حول مسالة معينة ودمج وجهات النظر في قرار يكون نتيجة‬
‫منطقية لعملية التشاور‪11.‬‬

‫‪ ‬التوافق وهذا من خالل تربية املواطنين على ثقافة التوافق‪ 12.‬ويمكن تمثيل أهم‬
‫مميزات التدبير التشاركي وتكريس املشاركة املواطنية من خالل الشكل رقم )‪ (01‬التالي‪:‬‬
‫الشكل رقم )‪ (01‬مميزات التدبير التشاركي‬

‫متكني‬ ‫الثقة‬
‫املواطن‬ ‫املتبادلة‬
‫التشاور‬
‫املعلومة‬
‫مميزات التدبير‬
‫التوافق‬ ‫التشاركي‬
‫التعاون‬
‫التقييم‬ ‫االستشارة‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على املرجع التالي‪ :‬قوي بوحنية ‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ص ‪.28-27‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1894 2019‬‬
‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬
‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫‪.2.1‬الحكامة املحلية‪:‬‬
‫سنحاول في هذا املحور التطرق إلى مفهوم الحكامة املحلية من خالل تعريفات‬
‫املنظمات والهيئات الدولية‪ ،‬وكذا بعض الباحثين‪ ،‬إضافة إلى جرد أهم املعايير واملبادئ‬
‫التي توضح معالم وأفكار الحكامة في بعدها املحلي‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الحكامة املحلية‪:‬‬
‫بعيدا عن الجدل املثار حول مفهوم الحكامة املحلية‪ ،‬والذي ال يتسع املقام هنا‬
‫للخوض فيه‪ ،‬يمكننا أن ننطلق من تعريف معتمد على نطاق واسع لتبيان مضمونها‬
‫وكشف أسسها‪ ،‬هذا التعريف يتداوله برنامج األمم املتحدة اإلنمائي ‪ PNUD‬ويعرف‬
‫الحكامة املحلية على أنها"مجموعة من املؤسسات والليات والعمليات التي تسمح‬
‫للمواطنين بالتعبير عن مصالحهم وممارسة حقوقهم والتزاماتهم على املستوى املحلي‪،‬‬
‫وتتطلب شراكة بين مختلف الفاعلين الرئيسيين (املؤسسات الحكومية واملجتمع املدني‬
‫والقطاع الخاص) لتوفير املشاركة‪ ،‬ومصادر متعددة للمعلومات‪ ،‬واملحاسبة توجه باألولوية‬
‫لفائدة الفقراء‪13".‬‬

‫بينما يرى الكايدي زهير بأن" من الصعوبة بمكان ادارك الحكامة الجيدة على‬
‫املستوى املحلي‪ ،‬إذا لم يتم تحويل املسؤوليات والقدرات إلى اإلدارة املحلية‪ ،‬من خالل‬
‫الالمركزية وكذلك األمر‪ ،‬فإن الالمركزية بحد ذاتها لن تكون فعالة إذا لم يتم دعم وتقوية‬
‫الحكامة املحلية‪ ،‬ومع إدراكنا بان اإلداريين املحليين في هذه األيام يلعبون دورا أساسيا‪،‬‬
‫من خالل خلق النسيج االجتماعي الذي يمكن أن يحقق التوازن بين خطورة املغاالة في‬
‫املركزية الحكومية وانعزالية األفراد التي يصعب مقاومتها‪،‬فالحكومات املحلية ذات القوة‬
‫الحقيقية تستطيع طرح االهتمامات املحلية بفعالية أكبر‪ ،‬مثلما تستطيع ممارسة الرقابة‬
‫والتأكد من العمليات التي يتم تنفيذها من قبل السلطات العليا في املجتمع‪14".‬‬

‫أما النديل ميلز ‪ Landell Mills‬فقد عرف الحكامة املحلية بأنها" استخدام السلطة‬
‫السياسية وممارسة الرقابة على املجتمع املحلي‪ ،‬من اجل تحقيق التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪15".‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1895 2019‬‬
‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬
‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫ويرى يواكيم ناحم ‪ Joachim Nahem‬أن مفهوم الحكامة على املستويات املحلية‬
‫يشير إلى جودة وفعالية وكفاءة اإلدارة املحلية وتقديم الخدمات العامة‪ ،‬نوعية السياسة‬
‫العامة املحلية وإجراءات اتخاذ القرارات وشموليتها وشفافيتها‪ ،‬والخضوع للمساءلة‪،‬‬
‫والطريقة التي تمارس السلطة على الصعيد املحلي‪16.‬‬

‫كما تعني الحكامة املحلية بأن" عملية صنع القرار في ساحة الشؤون العامة املحلية‬
‫هو بدرجات متفاوتة‪ ،‬تخضع للتدقيق واإلشراف على املواطنين وهي مفتوحة وشفافة‬
‫وقائمة على املشاركة‪17".‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة‪ ،‬يتبين أن الحكامة املحلية هي" مجموعة من العمليات‬
‫واملمارسات املتعلقة بتدبير الشؤون املحلية‪ ،‬والتي تندرج ضمن احترام القانون وتعزيز‬
‫املساءلة والشفافية‪ ،‬وفي مصلحة عموم الناس في املجتمع‪ ،‬وهي تقتض ي إقرار آليات تسمح‬
‫للمواطنين بالتعبير عن مصالحهم وممارسة حقوقهم وواجباتهم‪ ،‬كما تأخذ بعين االعتبار‬
‫الشراكة مع مؤسسات املجتمع املدني والقطاع الخاص‪" .‬‬
‫ب‪ -‬معايير الحكامة املحلية الفعالة‪:‬‬
‫تعددت معايير الحكامة املحلية بتعدد األطراف املساهمة في املوضوع‪ ،‬لذا وجب إلقاء‬
‫الضوء على أهم تصنيفات معايير الحكامة املحلية من خالل الجدول رقم )‪ (01‬األتي‪:‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1896 2019‬‬
‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬
‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫الجدول رقم )‪ :(01‬تصنيفات معايير الحكامة املحلية‬


‫‪*3‬حسب تقرير التنمية البشرية‬ ‫‪*1‬حسب برنامج األمم املتحدة ‪*2‬حسب البنك الدولي‬
‫العربية‬ ‫اإلنمائي‬
‫‪ -‬ضمان الحريات الشخصية‬ ‫‪ -‬حكم القانون ودولة املؤسسات‪ - .‬املشاركة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلدارة الشرعية واملقبولة من لتوسيع الخيارات‪.‬‬ ‫‪ -‬الشفافية‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق املشاركة الشعبية‬ ‫األفراد‪.‬‬ ‫‪ -‬االستجابة‪.‬‬
‫الفعالة‪.‬‬ ‫‪ -‬اإلدارة الشفافة‪.‬‬ ‫‪ -‬بناء التوافق‪.‬‬
‫‪ -‬مأسسة النشاطات السياسية‪.‬‬ ‫‪ -‬تشجيع العدالة واملساواة‪.‬‬ ‫‪ -‬الفعالية والكفاءة‪.‬‬
‫‪ -‬سيادة حكم القانون والعمل‬ ‫‪ -‬القدرة على تطوير املوارد‪.‬‬ ‫‪ -‬املساواة‪.‬‬
‫على تطبيقه‪.‬‬ ‫‪ -‬التطابق مع القانون‪.‬‬ ‫‪ -‬املساءلة‪.‬‬
‫‪ -‬التسامح وقبول الراء املخالفة‪.‬‬ ‫‪ -‬الرؤية اإلستراتيجية‪.‬‬
‫‪ -‬االستعمال العقالني والفعال‬
‫للموارد‪.‬‬
‫‪ -‬خلق وتحفيز االحترام والثقة‬
‫املتبادلة‪.‬‬
‫‪ -‬روح املسؤولية والتسهيل‪.‬‬
‫املصدر‪:‬من إعداد الباحث باإلعتماد على املرجع التالي‪ :‬محمد عصام أحمد‪ ،‬حسان ثابت جاسم‪ ،‬عالء احمد‬
‫حسن‪"،‬جاهزية اإلدارات املحلية العتماد الحوكمة اإللكترونية‪ ،‬مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪،2012 ،93‬‬
‫ص ‪.290‬‬
‫مما سبق يستنتج أن أهم املعايير التي تتميز بها الحكامة املحلية والتي تتفق عليها‬
‫معظم الكتابات‪18:‬‬

‫‪ -‬املشاركة ‪ :Participation‬بمعنى تهيئة السبل والليات املناسبة للمواطنين املحليين‬


‫كأفراد وجماعات من اجل املساهمة في عمليات صنع القرارات اما بطريقة مباشرة او من‬
‫خالل املجالس املحلية املنتخبة ومنظمات املجتمع املدني تعبر عن مصالحهم‪.‬‬
‫‪ -‬الفعالية والكفاءة ‪ :Effectiveness and Efficiency‬ويعبر ذلك عن البعد الفني ألسلوب‬
‫النظام املحلي ويعني قدرة األجهزة املحلية على تحويل املوارد إلى برامج وخطط ومشاريع‬
‫تلبي احتياجات املواطنين املحليين وتعبر عن أولوياتهم‪ ،‬مع تحقيق نتائج أفضل وتنظيم‬
‫االستفادة من املوارد املتاحة‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1897 2019‬‬
‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬
‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫‪ -‬الشفافية‪ :Transparency‬إتاحة تدفق املعلومات وسهولة الحصول عليها لجميع‬


‫األطراف في املجتمع املحلي‪ ،‬ومن شأن ذلك توفير الفرصة للحكم على مدى فعالية األجهزة‬
‫املحلية‪.‬‬
‫‪ -‬حسن االستجابة ‪ :Responsiveness‬أن تسعى األجهزة املحلية إلى خدمة جميع األطراف‬
‫املعنية‪ ،‬واالستجابة ملطالبها خاصة الفقراء أو املهمشين‪.‬‬
‫‪ -‬حكم القانون ‪ :Rule of Law‬الذي هو أسمى تعبير عن إرادة املواطنين‪ ،‬على الجميع‬
‫الخضوع له دو استثناء ألنه املرجعية التي يحتكم إليها الجميع‪19.‬‬

‫‪ -‬املساءلة ‪ :Accountability‬وتعني خضوع املؤسسات الحكومية والقطاع الخاص‬


‫ومنظمات املجتمع املدني للمساءلة من طرف الجمهور واألطراف األخرى ذات العالقة‪،‬هذه‬
‫املساءلة تختلف باختالف املؤسسات وما إذا كان القرار داخليا أو خارجيا‪20.‬‬

‫‪ -‬املساواة ‪ :Equality‬جميع الرجال والنساء لديهم الحق في الحصول على فرص متساوية‬
‫لتحسين أوضاعهم والحفاظ على رفاهيتهم‪21 .‬‬

‫‪ -‬الرؤية اإلستراتيجية‪ :Strategic Vision‬وهي الرؤية املبنية على معلومات ومعطيات‬


‫سوسيواقتصادية واجتماعية وثقافية مستنبطة من الواقع‪ ،‬تهدف إلى تحسين أوضاع‬
‫السكان وتوعية املجتمع ككل‪22.‬‬

‫‪.2‬دواعي التحول نحو التدبير التشاركي والحكامة املحلية‪:‬‬


‫هناك عدة أسباب أدت إلى بروز مفهوم الحكامة املحلية وتبني املقاربة التشاركية في‬
‫التدبير املحلي‪ ،‬وتكمن أهم هذه األسباب في األتي‪:‬‬
‫‪.1.2‬األسباب السياسية‪23:‬‬

‫‪ ‬العوملة كمسار وما تضمنته من عمليات ترتبط ب‪:‬‬


‫‪ -‬عوملة القيم الديمقراطية وقيم حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -‬اقتصاد السوق وتزايد دور القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬تزايد دور املنظمات غير الحكومية على املستويين الوطني والدولي‪.‬‬
‫‪ ‬عجز األجهزة الحكومية عن قيادة عملية التنمية‪ ،‬والتكيف مع املتطلبات املتزايدة‬
‫للمجتمعات‪.‬‬
‫‪ ‬تضخم الجهاز البيروقراطي وترهل اإلدارة الحكومية العتمادها على وسائل وتقنيات‬
‫قديمة‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1898 2019‬‬
‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬
‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫‪ ‬ضعف البنية املؤسساتية واإلدارية وغياب املحاسبة والشفافية‪.‬‬


‫‪ ‬تنامي قدرة منظمات املجتمع املدني على الضغط الجماعي إذ تحولت استراتيجيات‬
‫عمل منظمات املجتمع املدني التي تعمل كمنظمات دفاعية تسعى للتأثير على‬
‫السياسات ورقابتها‪ ،‬فإن قدرتها ومستوى تأثيرها لن يحدث قدرا كبيرا من النجاح إذا‬
‫استمرت كل منظمة تعمل بمفردها‪24.‬‬

‫‪ ‬أهمية إشراف املواطنين في إدارة شؤونهم ال تقتضيه مبادئ الديمقراطية والحكامة‬


‫املحلية فحسب‪ ،‬بل تتطلبه اإلدارة الناجحة‪ ،‬ذلك انه من األصول املقررة في علم‬
‫اإلدارة العامة أن أي مرفق تتواله سلطة مركزية ال بد لنجاحه أن يلقى نوعا من‬
‫التجاوب من طرف املواطن الذي يخدمه املرفق‪ ،‬وبالنتيجة لذلك كان ال بد من تضافر‬
‫وتعاون الجهود الحكومية املركزية مع الجهود الشعبية لضمان تيسير أداء املرفق العام‪،‬‬
‫بحيث أن إشراك أهل الوحدة املحلية في إدارة مثل هذا املرفق على املستوى املحلي هو‬
‫تحقيق التعاون على الوجه األكمل‪25.‬‬

‫‪.2.2‬األسباب االقتصادية‪26:‬‬

‫‪ ‬األزمات املالية التي أصبحت تمر بها الدول الوطنية من حين ألخر‪ ،‬وتعجز عم مواجهتها‬
‫وهو ما فرض إشراك فواعل جديدة ملساعدتها في صنع وتنفيذ السياسات العامة‪.‬‬
‫‪ ‬االنتقال نحو نموذج اقتصاد السوق وتحول النظرة حول دور كل من الدولة والقطاع‬
‫الخاص في الحياة السياسية واالقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬انتشار ظاهرة الفساد وتفشيها في جل الدول مما تتطلب إيجاد آلية فعالة ملواجهته‪.‬‬
‫‪.3.2‬األسباب االجتماعية‪:‬‬
‫‪ ‬استمرار التعامل بمنطق العالقات االجتماعية والقرابة في االستفادة من الخدمات‬
‫املقدمة من قبل الجماعات املحلية‪.‬‬
‫‪ ‬انتشار البطالة ومالها من تداعيات‪.‬‬
‫‪ ‬استمرار تفش ي ظاهرة األمية‪.‬‬
‫‪ ‬تراجع املستوى املعيش ي للمواطنين في املجاالت الصحية‪ ،‬التعليمية‪ ،‬املالية‪27.‬‬

‫‪ .3‬فواعل الحكامة املحلية كدعائم أساسية لتحقيق التنمية املحلية‪:‬‬


‫ال نستطيع إنكار دور الدولة ‪ The State‬في تحقيق التنمية املحلية وإرساء قواعد‬
‫الحكامة‪ ،‬فالدولة تعد بكل مؤسساتها الصانع األول للقرار واملشرع للقوانين واملؤسسات‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1899 2019‬‬
‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬
‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫التي تمكن أفراد املجتمع من االستفادة من مخرجات التهيئة‪ ،‬لكن بعد زيادة أعباء‬
‫وحاجيات مختلف شرائح املجتمع تغيرت وظائف الدولة وأصبح للفواعل الجدد املجال‬
‫للمساهمة في تدبير الشأن املحلي وصار لها دور بارز في تسهيل تحريك العجلة التنموية‪.‬‬
‫‪ .1.3‬املواطن ‪:The Citizen‬‬
‫هو فاعل أساس ي تقوم عليه السياسة العامة املحلية‪ ،‬فاملواطن مستهلك‪ ،‬وهو نواة‬
‫الجمعية وهيئات املجتمع املدني‪ ،‬ونواة لقطاع الخاص‪ ،‬به وله تقوم السياسة العامة‬
‫املركزية ثم املحلية‪ ،‬وإشراكه في عملية صياغة السياسة العامة املحلية ليس تجاوزا‬
‫للخيارات التمثيلية‪ ،‬بل إتاحة فرصة ملشاورة الطرف املتلقي للسياسة العامة‪ ،‬الذي يسمح‬
‫التشاور معه ومحاورته بتفادي الفشل التنموي واألخطاء التسييرية التي تضيع الفرص‬
‫التنموية على الساكنة‪ ،‬فاملواطن حسب الجيل الثالث من املناظير الحقوقية بحاجة إلى‬
‫كافة الحقوق الحياتية املادية منها واملعنوية حتى يكتمل شعوره بالحرية‪ ،‬وهي حقوق‬
‫مترابطة وغير قابلة للتجزئة‪ ،‬عندما يحصل عليها املواطن‪ ،‬يكون قادرا على تأدية واجباته‬
‫من الخدمة العمومية‪28.‬‬

‫‪ .2.3‬املجتمع املدني ‪:The Civil Society‬‬


‫رغم اإلجماع حول الطابع الغربي للمفهوم إال أن هناك اختالف نوعا ما في تحديد‬
‫العناصر املشكلة له مما جعلنا أمام تعاريف مختلفة‪.‬‬
‫عرف عبد الحميد األنصاري املجتمع املدني بأنه" املجتمع الذي تتعدد فيه‬
‫التنظيمات التطوعية التي تشمل النقابات واالتحادات والروابط واألندية وجماعات‬
‫املصالح وغيرها‪29".‬‬

‫أما كولن لوثر باول ‪ Colin .l.Powell‬الذي ترأس مؤتمر القمة الرئاسية عن مستقبل‬
‫أمريكا فان املجتمع املدني هو" مجتمع يحرص أعضاؤه على رعاية بعضهم بعضا وعلى رفاه‬
‫الجماعة كلها فالتسامح واالحترام والسلوك املتحضر يمكن أن تبنيها خدمات طوعية‬
‫للجماعة‪30".‬‬

‫إن التعريف األهم من حيث الذيوع واالنتشار ومن حيث تضمنه سمات هذه‬
‫املنظمات بدقة هو ذلك الذي قدمه محمد قنديل‪ ،‬املجتمع املدني هو" مجموعة‬
‫التنظيمات التطوعية املستقلة ذاتيا التي تمال املجال العام بين األسرة والدولة هي غير‬
‫ربحية تسعى إلى تحقيق منافع أو مصالح للمجتمع ككل أو بعض فئاته املهمشة أو لتحقيق‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1900 2019‬‬
‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬
‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫مصالح أفرادها ملتزمة بقيم ومعايير االحترام والتراض ي واإلدارة السامية لالختالفات‬
‫والتسامح وقبول األخر‪31".‬‬

‫املالحظ على هذا التعريف انه يلخص لنا مختلف األفكار واملفاهيم التي تضمنها‬
‫مفهوم املجتمع املدني منذ بذوره األولى في الفكر السياس ي وحتى األلفية الثالثة‪.‬‬
‫ويتنامى دور منظمات املجتمع املدني كإطار مشارك في تدبير الشأن املحلي مع ازدياد‬
‫الحاجة إلى انخراط جهات إضافية في مهام وبرامج التنمية السيما بعد قصور الدولة‬
‫وأجهزتها ومواردها عن تلبية االحتياجات االقتصادية واالجتماعية والثقافية للمواطنين‪،‬‬
‫وملا كانت هذه االحتياجات حق من حقوقهم وباتت تلبيتها ملحة وضرورية لتأمين األمن‬
‫اإلنساني واالستقرار االجتماعي‪،‬كان ال بد من توسيع املجال أمام منظمات املجتمع املدني‬
‫لتصبح "شريكا" في عملية التنمية لالستفادة من مواردها البشرية واملادية ومن الخبرات‬
‫التي تكتنزها‪ ،‬ويمكن في هذا الصياغ اإلشارة إلى مجاالت مشاركة املجتمع املدني في‬
‫التنمية املحلية في النقاط اآلتية‪32:‬‬

‫‪ ‬توفير الخدمات‪ ،‬وهي املهام التقليدية التي دأبت على القيام بها املنظمات غير الحكومية‬
‫واألهلية منذ عقود والتي تتضمن الجمعيات والهيئات الخيرية واملنظمات غير الحكومية‬
‫املتخصصة‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن املجتمع املدني يتمتع بقدرات فنية وتقنية عالية‬
‫تمكنه من توفير نوعية مقبولة من الخدمات‪ ،‬فضال عن قدرته في الوصول إلى الفئات‬
‫األكثر حاجة السيما في األرياف واملناطق النائية‪.‬‬
‫‪ ‬املساهمة في العملية التنموية من خالل تقوية وتمكين املجتمعات املحلية‪ ،‬وفي هذا‬
‫املجال له دور في بناء القدرات وتنمية املهارات والتدريب بمختلف املجاالت التنموية‬
‫كالتخطيط االستراتيجي وصياغة البرامج التنموية وتوسيع املشاركة الشعبية فيها‪33.‬‬

‫‪ ‬املساهمة في رسم السياسات والخطط العامة على املستويين الوطني واملحلي‪ ،‬من خالل‬
‫اقتراح البدائل والتفاوض عليها أو التأثير في السياسات العامة إلدراج هذه البدائل‬
‫فيها‪34.‬‬

‫‪ ‬تنفيذ برامج متكاملة في مجاالت الرعاية مثل برامج التعليم والتدريب والتأهيل ومحو‬
‫االمية وبرامج مساعدات للمرض ى وتامين وجبات طعام للفقراء‪ ،‬وتدعيم الخدمات‬
‫الصحية من خالل البرامج الصحية الخيرية والسيما في املناطق الريفية‪35.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1901 2019‬‬
‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬
‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫‪ ‬املطالبة بتحقيق العدالة االجتماعية والتصدي لالنتهاكات التي تطال الحقوق‬


‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية لألسر ولألفراد‪36.‬‬

‫بالرغم من مظاهر املشاركة والتشاركية وتبني مبدأ التعددية في العديد من أنظمة‬


‫الحكم‪ ،‬من خالل فتح مجال واسع أمام منظمات املجتمع املدني لكي تساهم في تكريس‬
‫مبادئ الحكامة في بعدها الوطني واملحلي وتحقيق التنمية‪،‬ولكن يبدو بان هذا التوجه لم‬
‫يجد تطبيقه الحقيقي بعد‪ ،‬فالواقع يبين أن هناك الكثير من الدول نجحت إلى حد كبير في‬
‫التأثير على سلوك ومواقف العديد من منظمات املجتمع املدني ملساندته ودعمه متى كان في‬
‫حاجة لها‪ ،‬حيث تصبح منظمات املجتمع املدني أمام خيارين إما تزكية وتأييد فتبعية‬
‫ووالء‪ ،‬وإما معارضة وما يتبعها من قيود قانونية وتغييب الدعم املالي وتأثير في رؤيتها‬
‫واستقالليتها‪ ،‬لذا نجد أن دور املجتمع املدني يتصف بالشكلية والتبعية أكثر منها مشاركة‪.‬‬
‫‪ .3.3‬القطاع الخاص ‪:The Private Sector‬‬
‫"ما يصلح لجنرال موتورز ‪ General Motors‬يصلح للبالد" كما يقول صاموئيل‬
‫هنتنغتون‪ ،‬فالقطاع الخاص هو فاعل أصبح إدماجه أكثر من ضرورة بعد فشل‬
‫املؤسسات العمومية في تدبير املرافق العمومية عن طريق أنماط وتوجهات تسيير غير‬
‫صائبة‪ ،‬فمنحت هذه اللية للشراكة مع القطاع الخاص فرصا حقيقية لتدبير املرافق‬
‫تسهل الشراكة والتعاون الشرعي وخلق أنماط من‬ ‫املحلية عن طريق عقد االتفاقيات التي ّ‬
‫(االقتصاد املختلط‪ ،‬التدبير املفوض‪ ،‬عقود االمتياز)‪ ،‬حتى يعود تنفيذ السياسات التنموية‬
‫املحلية من طرف القطاع الخاص‪ ،‬أكثر فعالية من الناحية التنموية‪ ،‬وبعيدا عن املزيد من‬
‫الصراع املجتمعي وتضارب املصالح ‪ ،Conflict of Interests‬أو سيطرة جماعات املصالح‬
‫‪ ،Stakeholder‬والجماعات الضاغطة ‪ Establishment Elits and Lobby‬والنفوذ‬
‫‪37.Leverage‬‬

‫هذا ويعتبر دور القطاع الخاص كآلية إلدارة التنمية املحلية بسبب حركيته في‪38:‬‬

‫‪ ‬التحفيز املستمر والدائم لتنمية وعصرنة املورد البشري‪.‬‬


‫‪ ‬استقطاب االستثمارات واملساعدة في نقل املعرفة والتكنولوجيا للطبقات الفقيرة بشكل‬
‫خاص‪.‬‬
‫‪ ‬املورد الرئيس ي لتوفير فرص العمل على كافة املستويات‪.‬‬
‫‪ ‬مساهمته في التنمية للمجتمع ورفع مستوى املعيشة للمواطنين‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1902 2019‬‬
‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬
‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫‪ ‬توفير فرص متساوية أمام الجميع‪ -‬خاصة الفقراء والفئات ذات الفرص واإلمكانات‬
‫البسيطة‪ -‬في الحصول على التسهيالت املالية والفنية للمساهمة في املجتمع وتحسين‬
‫مستوى دخلهم ومعيشتهم‪.‬‬
‫‪.4‬دور التدبير التشاركي في تعزيز وتفعيل معايير الحكامة املحلية‪:‬‬
‫اهتدت العديد من الدول إلى اعتماد آلية التدبير التشاركي وتطبيقها على املستوى‬
‫الوطني واملحلي‪ ،‬وهذا في سبيل تكريس دول القانون بكل مقوماتها وتعميق املساءلة وتعزيز‬
‫الشفافية‪ ،‬وبالتالي تجسيد الحكامة املحلية‪.‬‬
‫الهدف األسمى للتدبير التشاركي هو اإلشراك الواسع للسكان‪ ،‬أفرادا ومنظمات‪ ،‬في‬
‫تصور وتدبير كل أنشطة التنمية التي تهم جماعاتهم‪ ،‬فهو يتيح تمثيلية حقيقية ووازنة‬
‫لهؤالء فيما يتعلق بعرض قضاياهم والدفاع عنها إزاء املخاطبين والفرقاء الخرين‬
‫(السلطات اإلدارية املحلية واملمثليات الخارجية لإلدارة املركزية‪ ،‬ومؤسسات‬
‫عمومية‪،‬ومؤسسات خاصة‪ ،)...‬ويقوي مشاركتهم السياسية بتمكينهم من إسماع صوتهم‬
‫حول العمل الجماعي‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى تغيير نظرتهم للعمل الجماعي التشاوري وتحسين‬
‫مواقفهم من املشاركة في تدبير الشأن العام واملحلي‪39.‬‬

‫يساعد التدبير التشاركي أيضا على استكشاف الطاقات البشرية والنخب التي تتميز‬
‫بالكفاءة والفعالية والقادرة على تدبير الشأن املحلي بشكل ناجع‪ ،‬كما يسمح بتعبئة أفضل‬
‫للموارد واإلمكان البشري وخفض التكاليف (جلب املنح والهبات‪ ،‬التطوع‪40.)...‬‬

‫يعمل التدبير التشاركي على تجسيد عقد الشراكة بين ثالث قطاعات‪ :‬الحكومة‪،‬‬
‫واملجتمع املدني‪ ،‬والقطاع الخاص‪ .‬وتعتبر هذه القطاعات من بين أهم الفواعل األساسية‬
‫التي ترتكز عليها الحكامة املحلية الجيدة‪ ،‬إذا كانت الحكومات فاعال رئيسا في عملية صنع‬
‫السياسية العامة فان القطاع الخاص يسعى هو األخر إلى تحقيق التنمية وتوفير فرص‬
‫العمل‪ ،‬وتعميق الشفافية وتحسين الخدمات بما يتميز به من قدرة على االبتكار والتجديد‪،‬‬
‫بينما املجتمع املدني يساهم في تعبئة جهود املواطنين للمشاركة في الشأن العام واملحلي‪،‬‬
‫وتعزيز املساءلة ونشر املعلومات والسماح بتداولها على نطاق واسع‪41.‬فاملجتمع املدني يلتزم‬
‫في وجوده ونشاطه بقيم ومبادئ االحترام والتراض ي والتسامح واملشاركة واإلدارة السليمة‬
‫للتنوع واالختالف‪ ،‬وهي نفس القيم واملعايير التي تقوم عليها الحكامة املحلية‪ 42.‬وتعتبر‬
‫منظمات املجتمع املدني اإلطار األمثل واملدرسة األولية للتمكين لهذه القيم واملهارات عند‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1903 2019‬‬
‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬
‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫املواطنين واملساهمة الفاعلة في تعزيز دور الفرد والجماعات من خالل ضمان مختلف‬
‫الحقوق والحريات‪ ،‬وتعزيز حكم القانون وممارسته بشفافية وخضوع القائمين عليه‬
‫للمساءلة‪.‬‬
‫ويمكن توضيح هذه الشراكة بين القطاعات الثالث التي تمثل عقدا جديدا‬
‫للحكامة املحلية الجيدة‪ ،‬من خالل الشكل رقم (‪ )02‬التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ )02‬شكل توضيحي للشراكة بين القطاعات الثالث في الحكامة املحلية‬

‫كفاءة وفعالية‬
‫استجابة‬
‫شفافية‬

‫بريوقراطية‬ ‫مواطنني‬
‫تنفيذيون‬ ‫تشريعيون‬ ‫قطاع خاص‬ ‫جمتمع مدين‬

‫شرعية‬
‫مساءلة‬
‫مشاركة‬

‫املصدر‪ :‬مسعود البلي‪ ،‬عبد العزيز عقاقبة‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪،‬ص ‪.430‬‬
‫ويشجع التدبير التشاركي على إتاحة الفرص للمرأة للمشاركة في املناصب اإلدارية‬
‫والسياسية على أساس املؤهالت والخبرات والكفاءات دون أن يكون جنسها عائقا في تولي‬
‫تلك املناصب‪43.‬‬

‫وهذا من شانه أن يؤدي إلى توفير املناخ املالئم لدعم قيم املساواة والعدالة‪ ،‬وتأكيد‬
‫روح املواطنة‪ ،‬وضمان املشاركة الفعلية للمرأة في الحياة السياسية بعيدا بها عن كل‬
‫تمييز‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1904 2019‬‬
‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬
‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫وفي هذا الصياغ يمكن اإلشارة إلى "اتفاقية األمم املتحدة للقضاء على جميع‬
‫أشكال التمييز ضد املرأة" التي ألزمت جميع الدول األعضاء أن تتخذ في جميع امليادين وال‬
‫سيما امليادين السياسية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية كل التدابير املناسبة‪ ،‬بما في‬
‫ذلك التشريع الذي يكفل تطور املرأة وتقدمها الكاملين‪ ،‬وذلك لتضمن لها ممارسة حقوق‬
‫اإلنسان والحريات األساسية والتمتع بها على أساس املساواة مع الرجل‪ ،‬وتلزم هذه‬
‫االتفاقية أيضا الدول األعضاء بان تتخذ التدابير املناسبة لتعديل األنماط االجتماعية‬
‫والثقافية لسلوك الرجل واملرأة‪ ،‬بهدف القضاء على التحيزات واملمارسات التقليدية وكل‬
‫املمارسات األخرى القائمة على فكرة دونية أو تفوق احد الجنسين‪ ،‬أو على ادوار نمطية‬
‫للرجل واملرأة‪44.‬‬

‫وعليه يبرز التدبير التشاركي ضمن مقتضيات إدماج مقاربة الحكامة املحلية‬
‫وتعزيز قيمها ومبادئها من خالل تفعيل حركية انخراط الفرد املواطن في تدبير الشأن‬
‫العام واملحلي‪ ،‬وجود مجتمع مدني مستقل‪ ،‬وقطاع خاص تنافس ي‪ ،‬والرقابة‪ ،‬وتمكين‬
‫املرأة من املشاركة‪ ،‬وتعميق املساءلة والشفافية‪...‬الخ‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫الدولة اليوم مطالبة أكثر من أي وقت مض ى بضرورة األخذ بمبادئ املقاربة‬
‫التشاركية الهادفة إلى جعل التدبير املحلي نتاج إرادة تشاركية تنخرط فيها الدولة‬
‫ومؤسساتها مع مختلف الفواعل (املواطنين‪ ،‬منظمات املجتمع املدني‪ ،‬القطاع الخاص)‪،‬‬
‫هذه األخيرة أصبحت تؤدي دور الحسم في الكثير من القضايا املحورية في املجتمع الذي‬
‫تعيش فيه‪ ،‬وهي بذلك تعد أداة تدعم وتؤدي دور السلطة في الدولة من أجل تعزيز وتفعيل‬
‫معايير وقيم الحكامة املحلية واالستجابة ملتطلبات التنمية املحلية وهو املطلوب‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1905 2019‬‬
‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬
‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ 1‬غابريال أملوند‪ ،‬السياسات املقارنة في وقتنا الحاضر نظرة عاملية‪( ،‬تر‪ :‬هشام عبد هللا)‪ ،‬عمان‪ :‬دار األهلية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪ ،1997‬ص ‪.93‬‬
‫‪ 2‬ناصر شيخ علي‪ ،‬دور منظمات املجتمع املدني في تعزيز املشاركة اليساسية‪ ،‬فلسطين‪ :‬املركز الفلسطيني للدراسات وحوار‬
‫الحضارات‪ ،2010 ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 3‬طارق محمد عبد الوهاب‪ ،‬سيكولوجية املشاركة السياسية (مع دراسة في علم النفس السياس ي في البيئة العربية)‪ ،‬مصر‪:‬دار‬
‫غريب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،1999 ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪4 Chikerema.A.F, "Citizen Participation and Local Democracy in Zimbabwean Local Government System", Journal Of‬‬

‫‪Humanities And Social Science, IOSR-JHSS, Vol 13, No 2, 2013, P87.‬‬


‫‪5 Gary Warner, "Participatory Management Popular Knowledge and Community Empowerment: The Case of Sea‬‬

‫‪Urchin Harvesting in the Vieux Area of St. Lucia", Journal Human Ecology, Published by: Springer, Vol 25, No‬‬
‫‪1,1997, P30.‬‬
‫‪ 6‬عبد املالك ورد‪" ،‬الفاعل املحلي وسياسة املدينة باملغرب"‪ ،‬سلسلة دراسات وأبحاث‪ ،‬العدد ‪ ،20‬منشورات جامعة موالي‬
‫اسماعيل بمكناس‪ ،‬اململكة املغربية‪ ،2006 ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ 7‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.47-46‬‬
‫‪ 8‬قوي بوحنية‪،‬الديمقراطية التشاركية في ظل اإلصالحات السياسية واإلدارية في الدول املغاربية‪،‬األردن‪ :‬دار الحامد للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،2015،‬ص ص‪.28-27‬‬
‫‪ 9‬عبد الكريم هشام‪"،‬اإلعالم الجديد واليات تحقيق جودة الديمقراطية في املجتمعات االنتقالية‪:‬مقاربة في الديمقراطية‬
‫املشاركاتية"‪ ،‬مجلة املفكر‪ ،‬العدد ‪ ،12‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2015‬ص‪.140‬‬
‫‪ 10‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.140‬‬
‫‪ 11‬نور الدين قربال‪"،‬الديمقراطية املواطنة والتشاركية"‪ ،‬مجلة الفقه والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،17‬مارس ‪ ،2014‬ص ‪.58‬‬
‫‪ 12‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫‪ 13‬عبد هللا حارس ي‪ ،‬اإلطار القانوني والتنظيمي للحكامة التشاركية املحلية‪،‬اململكة املغربية‪:‬الشبكة املغربية للحكامة‬
‫التشاركية‪ ،2015،‬ص‪.09‬‬
‫‪ 14‬زهير عبد الكريم كايدي‪ ،‬الحكمانية قضايا وتطبيقات‪ ،‬القاهرة‪ :‬املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،2003 ،‬ص‪.128‬‬
‫‪ 15‬بومدين طاشمة‪"،‬الحكم الراشد ومشكلة بناء قدرات اإلدارة املحلية في الجزائر"‪ ،‬مجلة التواصل‪ ،‬العدد ‪ ،26‬جامعة‬
‫تلمسان‪،‬جوان ‪ ،2010‬ص ‪.30‬‬
‫‪16 Joachim Nahem, A User's’ Guide to Measuring Local Governance,UNDP : Oslo Governance Centre, 2008, P05,‬‬

‫‪Available on the link:‬‬


‫‪www.gaportal.org/sites/default/files/LG%20Guide.pdf‬‬
‫‪17 UNDP Report, Local Governance And Climate Change,A Discussion Note: December 2010, Cambodia, P07,‬‬

‫‪Available on the link:‬‬


‫‪https://www.unpei.org/sites/default/files/publications/LocalGovernanceAndClimateChangeDiscussionNote.pdf‬‬
‫‪ 18‬بومدين طاشمة‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ص‪.31-30‬‬
‫‪ 19‬سميرة جيادي‪" ،‬الحكامة الجيدة والتنمية املحلية"‪ ،‬مداخلة مقدمة خالل فعاليات اليوم الدراس ي حول رهانات التنمية‬
‫املحلية في أفق الجهوية املوسعة‪ ،‬جامعة موالي إسماعيل بمكناس‪ ،‬اململكة املغربية‪ 08 ،‬ماي ‪ ،2010‬ص‪.05‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1906 2019‬‬
‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬
‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫‪20 Gianluca‬‬ ‫‪Misuraca, E-Governance in Africa From Theory to Action (A Handbook on ICTs for Local Governance),‬‬
‫‪New Jersey: Africa World Press, 2007, P15.‬‬
‫‪21 John Graham, Bruce Amos, Tim Plumptre, "Principles For Good Governance in the 21 st Century", policy brief, No‬‬

‫‪15, Institute On Governance, Canada, August 2003, P03.‬‬


‫‪ 22‬سميرة جيادي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪ 23‬محمد عصام أحمد‪ ،‬حسان ثابت جاسم‪ ،‬عالء احمد حسن‪"،‬جاهزية اإلدارات املحلية العتماد الحوكمة اإللكترونية‪ ،‬مجلة‬
‫اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪،2012، 93‬ص ‪.285‬‬
‫‪ 24‬إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي‪ ،‬أسس ومجاالت العلوم السياسية‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،2012،‬ص ص‬
‫‪.364-363‬‬
‫‪ 25‬لزرق حبش ي‪ ،‬ياسين بن الحاج جلول‪"،‬املشاركة الشعبية وأثرها على السياسات التنموية املحلية (قراء في قانون البلدية‬
‫والوالية)"‪ ،‬مجلة البحوث في الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬جامعة تيارت‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2015‬ص‪.113‬‬
‫‪ 26‬محمد عصام أحمد‪ ،‬حسان ثابت جاسم‪ ،‬عالء احمد حسن‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪.285‬‬
‫‪ 27‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.286‬‬
‫‪ 28‬قوي بوحنية‪،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ص ‪.71-70‬‬
‫‪ 29‬عبد الحميد األنصاري‪،‬الشورى وأثرها في الديمقراطية‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪ ،1996،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ 30‬جون اهرنبرغ‪ ،‬املجتمع املدني )التاريخ النقدي للفكرة(‪(،‬تر‪ :‬صالح علي حاكم وآخرون)‪ ،‬بيروت‪ :‬املنظمة العربية للترجمة‪2008،‬‬
‫‪ ،‬ص‪.438‬‬
‫‪ 31‬أماني قنديل‪ ،‬املوسوعة العربية للمجتمع املدني‪ ،‬القاهرة‪ :‬الهيئة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬مكتبة األسرة‪ ،2008 ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ 32‬موس ى سعيد ياسين‪ ،‬املجتمع املدني‪ ،‬الحوار املتمدن‪،‬العدد ‪ ،2012 ، 3610‬ص‪ ،2‬متوفر على‪:‬‬
‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=291880,consulté le 03/01/2017 heure 7:00‬‬
‫‪ 33‬أسماء ناويس‪ ،‬سعيدة دالي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ 34‬خالد الشقران‪ ،‬دور املجتمع املدني في التنمية املحلية‪ :‬الحالة األردنية‪ ،‬األردن‪ :‬مركز الرأي للدراسات‪ ،2010،‬ص‪.3‬‬
‫‪ 35‬احمد إبراهيم مالوي‪"،‬أهمية منظمات املجتمع املدني في التنمية"‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬املجلد‬
‫‪ ،24‬العدد الثاني‪ ،2008،‬ص ص ‪.264-261‬‬
‫‪ 36‬موس ى سعيد ياسين ‪،‬مرجع سابق الذكر‪،‬ص‪.3‬‬
‫‪ 37‬عصام بن شيخ‪ ،‬األمين سويقات‪ ،‬إدماج مقاربة الديمقراطية التشاركية في تدبير الشأن املحلي – حالة الجزائر واملغرب –( دور‬
‫املواطن‪ ،‬املجتمع املدني والقطاع الخاص في صياغة املشروع التنموي املحلي)‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪،‬جامعة ورقلة‪ ،‬متوفر‬
‫على‪:‬‬
‫‪https://dspace.univ-ouargla.dz/jspui/bitstream/123456789/11164/1/aissam%20benchikh.pdf,consulté le‬‬
‫‪10/04/2017 heure 18:00.‬‬
‫‪ 38‬صالح الدين فهمي محمود‪ ،‬دور القطاع الخاص في املشاركة املجتمعية (تجارب عاملية)‪ ،‬القاهرة‪ :‬كتب عربية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،2012،‬ص ص ‪.09-08‬‬
‫‪ 39‬محمد الهيلوش‪" ،‬التدبير التشاركي االستراتيجي أداة للحكامة املحلية الجيدة"‪ ،‬مداخلة مقدمة خالل فعاليات الدورة الثانية‬
‫والعشرين للملتقى الثقافي ملدينة صفرو حول املجتمع املدني والحكامة الترابية‪ ،‬اململكة املغربية‪ ،‬ماي‪ ،2011‬ص‪.85‬‬
‫‪ 40‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.85‬‬
‫‪ 41‬مسعود البلي‪ ،‬عبد العزيز عقاقبة‪"،‬توزيع السلطة من منظور السياسات العامة التشاركية"‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات‬
‫األكاديمية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬مارس‪ ،2015‬ص‪.429‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1907 2019‬‬
‫التدبير التشاركي وتحديات تعزيز الحكامة املحلية ‪ :‬مقاربة نظرية‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬يوسفي عالء الدين‬
‫ص ‪ - 1890‬ص ‪1908‬‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬شاعة محمد‬

‫‪ 42‬عبد الكريم هشام‪"،‬دور املجتمع املدني في تعزيز وتعميق املمارسة الديمقراطية في الوطن العربي"‪ ،‬مجلة املفكر‪ ،‬العدد‬
‫السابع‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬نوفمبر ‪ ،2011‬ص‪.334‬‬
‫‪ 43‬صابر بلول‪"،‬التمكين السياس ي للمرأة العربية بين القرارات والتوجهات الدولية والواقع"‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم‬
‫االقتصادية والقانونية‪ ،‬املجلد ‪ ،25‬العدد الثاني‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،2009 ،‬ص ‪.680‬‬
‫‪ 44‬مصباح السيباني‪"،‬املشاركة السياسية للمرأة العربية ومآالتها املتعثرة في االنتقال الديمقراطي الراهن‪ :‬التجربة التونسية‬
‫مثاال"‪ ،‬املجلة العربية للعلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،48‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬مارس ‪ ،2016‬ص ‪.154‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪1908 2019‬‬

You might also like