You are on page 1of 14

‫د‪/‬عائشة عباش‬ ‫إسرتاتيجية حوكمة اإلدارة العامة‪ :‬دراسة حتليلية يف املرجعيات الفكرية ومتطلبات اإلصالح اإلداري‬

‫إستراتيجية حوكمة اإلدارة العامة‪ :‬دراسة تحليلية في املرجعيات الفكرية‬


‫ومتطلبات اإلصالح اإلداري‬
‫‪Governance strategy of Public Administration: an analyticalstudy‬‬
‫‪in intellectual references and administrative reform requirements‬‬

‫د‪ /‬عائشة عباش‬


‫جامعة اجلزائر‪( 3‬اجلزائر)‬
‫‪abbache.aicha@yahoofr‬‬

‫تاريخ النشر‪2022/06/05 :‬‬ ‫تاريخ القبول للنشر‪2022/05/30 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2022/02/16 :‬‬

‫‪-----------------------‬‬
‫يعد اإلصالح اإلداري بشكل عام عملية شاملة ودينامكية ‪ ،‬ذات حركية مستمرة ومتفاعلة مع‬ ‫ملخص‪:‬‬
‫متطلبات وضغوطات البيئتين الداخلية والخارجية ‪ ،‬ويزداد األمر تعقيدا ملا يكون اإلصالح موجه وخاص باإلدارة‬
‫العامة‪ ،‬حيث يستوجب عليها ضرورة التكيف مع متطلبات الحدث بكل أبعاده‪ ،‬للتحول من نظام تقليدي‬
‫إلى نظام عصري وفق فلسفة إدارية حديثة‪ ،‬و تعد حوكمة اإلدارة العامة آلية جوهرية من شأنها املساهمة‬
‫في تطوير الدول حيث يفترض عليها العمل للتغلب على تحديات النظام العاملي من جهة ‪،‬وللحفاظ على‬
‫استمراريتا ككيان قانوني وسياس ي بكل أبعاده على املستوى الوطني والدولي من جهة أخرى‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الحوكمة ؛ اإلدارة العامة؛ اإلصالح اإلداري؛ منظمة القرن ‪21‬؛ ؛ الخدمة العمومية ؛‬
‫الحكومة‪.‬‬

‫‪Abstract: Administrative reform in general is a comprehensive and dynamic process,‬‬


‫‪with continuous mobility and interaction with the requirements and pressures of the internal‬‬
‫‪and external environments, and it becomes more complicated when the reform is directed and‬‬
‫‪specific to the public administration, where it requires the need to adapt to the requirements of‬‬
‫‪the event in all its dimensions, to shift from a traditional other.‬‬

‫‪key words: Governance; Public Administration; administrative reform; 21st century‬‬


‫‪organization ; public service; government.‬‬

‫جملة السياسة العاملية‪ ،‬اجمللد (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)1‬السنة (‪ ،( 2022‬ص ص‪763-750 :‬‬ ‫‪750‬‬
‫د‪/‬عائشة عباش‬ ‫إسرتاتيجية حوكمة اإلدارة العامة‪ :‬دراسة حتليلية يف املرجعيات الفكرية ومتطلبات اإلصالح اإلداري‬

‫‪.1‬مقدمة‪:‬‬
‫قدم الفكر الحكومي الحديث واملعاصر تصورا واضحا حول مدى أهمية إعادة التفكير في منهجية وأسلوب‬
‫أداء الحكومات ‪ ،‬حيث تكشف لنا الدراسات العمق الجوهري لضرورة تغيير ممارسات موروثة ومستقرة‬
‫داخل الدول(خاصة الدول املتخلفة) من شانها عرقلة مسار تطورها ‪ ،‬وهو ما يستوجب ضرورة التوجه‬
‫نحو معايير الحوكمة ‪.‬‬
‫وجدير بالذكر أن دراستنا لحوكمة اإلدارة العامة ال يمكن أن يكون خارج نطاق تحليل دور الدولة ‪،‬‬
‫فتاريخيا كان والزال هذا األخير (دور الدولة )محل دراسة وجدل ألطروحات نظرية شتى من قبل عدة‬
‫باحثين على اختالف توجهاتهم الفكرية و اإليديولوجية هذا من جهة ‪ ،‬كما يعد تصميم رؤية إستراتيجية‬
‫لإلدارة العامة مطلبا هام لالستمرارية أداءها بجودة وفاعلية على املستويين الداخلي والخارجي من جهة‬
‫أخرى ‪.‬‬
‫وعليه استعراضا لطبيعة تلك التحوالت و التفاعالت القائمة‪ ،‬نسعى ملعالجة املوضوع من خالل‬
‫اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫‪-‬اإلشكالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي املنظومة اإلدارية البديلة التي تطرحها الحوكمة مقابل األطروحات الكالسيكية لتحديث‬
‫اإلدارة الحكومية من جهة وتحسين أداء الخدمة العمومية من جهة أخرى؟‪.‬‬
‫باإلضافة إلى طرح تساؤالت فرعية ‪:‬‬
‫ما هي الفلسفة الحكومية الجديدة ؟ وما مدى مساهمتها في ترشيد السياسة العامة؟‬
‫وما هي مالمح الفكر اإلداري الحكومي املعاصر ؟‬
‫و ما هي األدوار املالئمة للحكومة في ظل التغيرات الحاصلة ؟‪.‬‬
‫‪-‬فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫ولإلجابة على اإلشكالية تم صياغة الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تعد حوكمة اإلدارة العامة فلسفة إدارية معقدة و متعددة األبعاد وليست وصفة جاهزة أو‬
‫خبرة مستوردة يمكن نقلها وتطبيقها مباشرة ‪.‬‬
‫‪-‬تتباين نتائج نجاح أو فشل الحوكمة وفق املؤهالت التقنية القانونية التي تتوفر عليها الدول‪.‬‬
‫‪-‬منهجية الدراسة‪:‬‬
‫نظرا لتعقد ظاهرة الحوكمة وتعدد أبعاد دراستها قانونيا ‪ ،‬سياسيا ‪ ،‬اجتماعيا ‪ ...‬فإن املوضوع يستلزم‬
‫توظيف مجموعة من االقترابات كاالقتراب القانوني واملؤسساتي و االتصالي و هو ما يسمح بدارسة‬
‫الظاهرة من شتى جوانبها ‪.‬‬
‫أهداف الدراسة ‪:‬‬
‫يهدف املقال إلى تقديم طرح تحليلي للموضوع من خالل املزاوجة مابين الجانب املنهجي والنظري ملوضوع‬
‫إستراتيجية حوكمة اإلدارة العامة‪ ،‬وهو ما حاولنا توضيحه من خالل محاور وعناصر املقال ‪ ،‬حيث أشرنا‬

‫‪751‬‬ ‫جملة السياسة العاملية‪ ،‬اجمللد (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)1‬السنة (‪ ،( 2022‬ص ص‪763-750 :‬‬
‫د‪/‬عائشة عباش‬ ‫إسرتاتيجية حوكمة اإلدارة العامة‪ :‬دراسة حتليلية يف املرجعيات الفكرية ومتطلبات اإلصالح اإلداري‬

‫في محور املقاربات املنهجية لدراسة و تحليل اإلدارة العامة إلى أهمية توظيف االقترابات املنهجية لتحليل‬
‫الظاهرة السياسية بشكل عام و موضوع حوكمة اإلدارة العامة بشكل خاص وهو ما يعطي بعد أكاديمي‬
‫للتحليل ‪ ،‬حيث الدراسة تنطلق وتؤسس على منهجية واضحة‪.‬‬
‫من جانب أخر تم البحث في مؤشرات حوكمة اإلدارة العامة وإستراتيجية تطبيقها بهدف توضيح معايير‬
‫وأسس تحقيق الحوكمة على أرض الواقع ‪ ،‬كما تقع مسؤولية نجاح الحوكمة على مدى توفر رؤية‬
‫إستراتجية للقيادة ‪.‬‬
‫وخلصنا في محور حوكمة اإلدارة العامة ورهان جودة الخدمة العمومية ‪ :‬مقاربة تحليلية ‪ ،‬إلى إبراز‬
‫نماذج الحكومات للقرن ‪ ، 21‬والتي تعد من اآلليات الحديثة للتسيير العمومي ‪ ،‬حيث تقدم الخدمة‬
‫العمومية بمعايير وجودة عاملية ‪ ،‬وهو جوهر دراستنا ‪ ،‬فبناء إستراتيجية لحكومة اإلدارة العامة‬
‫ينطلق من بعد منهجي وقانوني وفكري في سياق متكامل ‪.‬‬

‫‪ .2‬املقاربات املنهجية لدراسة و تحليل اإلدارة العامة‬


‫يفترض على الباحث ضرورة فهم وتحديد املقاربات الالزمة التي تساهم في تحليل ظاهرة ما انطالقا‬
‫من طبيعة هذه األخيرة‪ .‬حيث هناك عالقة ارتباطية بين طبيعة املوضوع واختيار املقاربة النظرية‪ ،‬فليس‬
‫كل املقاربات مناسبة لكل املواضيع‪.‬‬
‫و في هذا الشأن إن دراستنا للمقاربات املنهجية ال يتم توظيفها على سبيل ذكر للمعلومات فحسب‬
‫(رغم أهميتها) ‪ ،‬وإنما نتوخى من ذلك تحليل وتأصيل اإلدارة العامة بصفتها ظاهرة أو كيان سياس ي وقانوني‬
‫متعدد األبعاد سياسيا اقتصاديا وقانونيا واجتماعيا ‪ .... ،‬وتفاعل مع عدة متغيرات وتحديات ‪.‬‬
‫فالحكومة ال تتحرك ككيان منفصل و إنما وفق أطر قانونية وتوجهات سياسية و وعقائد فكرية كما‬
‫تتأثر بالسياق االجتماعي واالقتصادي الذي تعمل فيه وتفاعل معه ‪ ،‬حيث نعتقد أن كل إصالح إداري يجب‬
‫أن يولي اهتمام بالدرجة األولى لكل تلك الجوانب ‪ ،‬وإال سنكون أمام شعارات وبرامج تفتقد للبعد‬
‫االستراتيجي ‪ .‬وعلى هذا األساس سنتطرق فيما يلي إلى أهم االقترابات املنهجية التي تساعد في فهم وتحليل‬
‫اإلدارة العامة ‪.‬‬
‫‪ 1.2‬االقتراب القانوني‪:‬‬
‫يرجع البعض بدابة ظهور هذا االقتراب إلى سنة ‪ ، 1887‬حيث ظهرت املقالة الشهيرة ل"ودرو ولسون" والتي‬
‫اعتبرت أصل االقتراب القانوني ومنبعه‪ ،‬وأنها امليدان الدراس ي الوحيد والتنفيذ املفصل للقانون العام‬
‫(احمد صقر‪.)1979 ،‬‬
‫ويركز هذا االقتراب في دراسته على األحداث واملواقف والعالقات واألبنية وعلى الجوانب القانونية‪ ،‬أي على‬
‫مدى التزام تلك الظواهر باملعايير والضوابط املتعارف عليها والقواعد املدونة وغير املدونة‪ ،‬أي على مدى‬
‫تطابق الفعل مع القاعدة القانونية أو انفالته من ضوابطها‪.‬‬

‫جملة السياسة العاملية‪ ،‬اجمللد (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)1‬السنة (‪ ،( 2022‬ص ص‪763-750 :‬‬ ‫‪752‬‬
‫د‪/‬عائشة عباش‬ ‫إسرتاتيجية حوكمة اإلدارة العامة‪ :‬دراسة حتليلية يف املرجعيات الفكرية ومتطلبات اإلصالح اإلداري‬

‫وهو اقتراب وصفي‪ ،‬يصف الظواهر من خالل معيار الشرعية والتطابق أو الخرق واالنتهاك‪ ،‬ويستخدم‬
‫مجموعة مفاهيم مثل الحقوق الواجبات وااللتزام واملسؤولية‪ ،‬كما يركز على االتفاقيات واملعاهدات‬
‫والعقود من حيث أطرافها وكيفية إعدادها‪ ،‬وتوقيعها والتصديق عليها (كمال‪. )1980 ،‬‬
‫ويستخدم هذا االقتراب في مجال العلوم السياسية عامة ‪ ،‬وفي مجال دراسة وتحليل اإلدارة العامة‬
‫بصفة خاصة من خالل دراسة مدى التزامها بالقانون ‪ ،‬وينحصر بشكل أساس ي في قيام دولة القانون وهذا‬
‫يعني وجود دستور يضبط و يحدد مهام وصالحيات السلطات الثالث ‪:‬‬
‫التشريعية‪،‬التنفيذية‪،‬القضائية‪،‬ويفصل بينها وكذا ضمان حقوق املواطنين من جهة وتحديد واجباتهم‬
‫تجاه الدولة من جهة أخرى (بوشعير‪. )1987 ،‬‬
‫و بالتالي فإن تحليل اإلدارة العامة وفق هذا االقتراب يرتبط إلى حد كبير بمدى تطبيق القانون والخضوع‬
‫له‪.‬‬
‫‪ 2.2‬االقتراب املؤسس ي‪:‬‬
‫يهدف هذا االقتراب إلى تجنب القيود والحدود التي ارتبطت باالقتراب القانوني الذي يركز على‬
‫الجانب الشكلي في دراسته للظواهر كالدولة والدساتير والسلطات ‪ ،‬دون إعطاء أهمية ملؤسسات الدولة‬
‫وتفاعالتها مع األبنية الخارجية ‪ ،‬ومن هذا املنطلق أولى االقتراب املؤسس ي أهمية لدراسة الدولة وباقي‬
‫املؤسسات وفق إطار متكامل يتضمن دراسة السلوك واألبنية واملؤسسات والقيم ‪...‬أي االعتماد على تحليل‬
‫متعدد الجوانب واألبعاد نظرا لتعقد الظاهرة االجتماعية وتشابكها (مجموعة‪. )2019 ،‬‬
‫ويعد املفكر" صامويل هنتنغتون ‪ " Samuel,Huntington‬من أبرز املفكرين الذين اهتموا بدراسة‬
‫املؤسسية ومستوياتها ‪،‬حيث يرى أن املؤسسية هي العملية التي تحرز بمقتضاها املنظمة أو اإلجراء قيمة‬
‫واستقرارا‪ ،‬وحسبه أن مستوى املؤسسية ودرجتها تختلف من تنظيم آلخر‪ ،‬من حيث درجة التعقيد‬
‫‪،‬التكيف ‪ ،‬اإلستقاللية ‪،‬التماسك‪.‬‬
‫فاملؤسسية حسب "‪ Samuel,Huntington‬تمكن املجتمع من تحقيق املصلحة العامة والحفاظ عليها‬
‫؛ ألنها تعني وجود مؤسسات سياسية قادرة على تحديد معنى املصلحة العامة وجوهرها ‪ ،‬أما في املجتمعات‬
‫التي ال تتوافر فيها مثل تلك املؤسسات الفعالة فإن كل فرد أو زعيم يسعى لتحقيق أهدافه الضيقة وقصيرة‬
‫األجل دون اعتبار للمصلحة العامة (‪. )1968 ،Samuel‬‬
‫‪3.2‬اقتراب االتصال‪:‬‬
‫يعد عالم السياسة األمريكي " كارل دويتش‪ "Karel Deutsch‬أول من استخدم اقتراب االتصال في التحليل‬
‫السياس ي ‪ ،‬وقد وردت أفكاره في مجموعة من املقاالت واملؤلفات من أبرزها كتابه " العصب الحكومي" وكتابه‬
‫" السياسة والحكم ‪ :‬كيف يقرر الناس مصيرهم" ‪.‬‬
‫ويعتقد "دويتش" أن عملية االتصال تعد جوهرية بالنسبة ألي نظام سياس ي ‪ ،‬فهو يستقبل الرسائل‬
‫باستمرار‪ ،‬التي تستدعيه لقراءتها وتحليلها واالستجابة لها ‪ ،‬وتقوم وسائل االستقبال التي تتلقى املعلومات‬
‫في صورة رسائل بنقلها إلى مراكز اتخاذ القرار ‪ ،‬هذه األخيرة تحلل الرسائل وتفك الرموز ومن ثم تصدر قرارا‬

‫‪753‬‬ ‫جملة السياسة العاملية‪ ،‬اجمللد (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)1‬السنة (‪ ،( 2022‬ص ص‪763-750 :‬‬
‫د‪/‬عائشة عباش‬ ‫إسرتاتيجية حوكمة اإلدارة العامة‪ :‬دراسة حتليلية يف املرجعيات الفكرية ومتطلبات اإلصالح اإلداري‬

‫وترسله إلى األبنية التنفيذية التي تتخذ اإلجراءات الالزمة ‪ ،‬وتلك القرارات واألفعال التنفيذية بدورها تثير‬
‫ردود أفعال مختلفة في شكل تغذية استرجاعية تتلقاها من جديد أجهزة االستقبال لتحولها إلى مراكز القرار‬
‫(شلبي‪.)1997 ،‬‬
‫فجوهر هذا االقتراب يتمثل في عملية التفاعل ما بين عناصر االتصال السياس ي وعلى الباحث تفكيك‬
‫كل عنصر وتحليله على حدى من خالل فك رموز الرسالة وفهم محتواها جيدا ‪ ،‬حيث تساهم الخبرة‬
‫املشتركة ما بين املرسل ( املسؤول الحكومي‪ ،‬اإلداري ) واملستقبل ( املواطن ‪ ،‬الزبون) في زيادة فرص نجاح‬
‫االتصال ويحدث العكس في حالة تباعد الخبرة الحياتية ما بين املرسل واملستقبل ‪.‬‬
‫كما قد يتعرض االتصال إلى التشويش بقصد أو بغير قصد ( حيث أن القائم بعنصر التشويش قد‬
‫يتمثل يكون من البيئة الداخلية كاملعارضة السياسية أو جماعات الضغط ‪ ،‬املنافسين‪ ،...‬كما قد يكون من‬
‫بيئة خارجية كضغوطات دول أجنبية أو منظمات دولية ‪ . )....‬وهو ما يعرقل وصول الرسالة وبالتالي التأثير‬
‫في االتصال ‪ ،‬مما يخلق بؤرا للتوتر والصراع ما بين املرسل واملستقبل ‪.‬‬
‫ويتجلى نجاح االتصال أو فشله من خالل مرحلة رجع الصدى ‪ ،‬فقد يكون هذا األخير إيجابيا وبالتالي‬
‫نجاح االتصال و وصول الرسالة أو يكون سلبيا مما يفرض على املرسل تعديال في شكل الرسالة أو محتواها‪،‬‬
‫كما يمكن أن يكون فوريا أو مؤجال ‪ ،‬باإلضافة إلى أثر السياق العام الذي يكون فيه االتصال ويتمثل في‬
‫البيئة االتصالية والعوامل املحيطة بها ‪.‬‬
‫وعليه فإن عناصر العملية االتصالية تعتبر مؤشرات لفهم طبيعة السياسات الحكومية ‪ ،‬خصوصا‬
‫في ظل الثورة التكنولوجية الحالية التي فتحت مجاالت واسعة لالتصال ‪ ،‬فلم يعد هذا األخير محصورا في‬
‫يد الجهات الرسمية فحسب ‪ ،‬وإنما توسع نطاقه إلى الجماهير الواسعة من خالل وسائل التواصل‬
‫االجتماعي الحديثة )‪( réseau sociaux‬التي برزت تداعياتها وأثرها في الكثير من القضايا الدولية والوطنية ‪،‬‬
‫عبر فضاءات افتراضية )…‪ (facbook,tewter,instgram‬مشكلة من خاللها ما أطلق عليه بالرأي العام‬
‫اإلليكتروني‪.‬‬
‫وتزداد أهمية اقتراب االتصال في خضم األزمات على اختالف مجالتها ( اقتصادية ‪ ،‬سياسية ‪،‬‬
‫اجتماعية‪ ، )...،‬مما يستوجب على الدولة أن تتكيف مع متغيرات العملية االتصالية من خالل العمل على‬
‫فهم توجهات الرأي العام وفق وظيفة اتصالية حديثة قائمة على تطور العالقة النفسية بين الدولة‬
‫واملواطن في املجتمع املعاصر ‪ ،‬وفهم سياسة العمل االتصالي في أدوارها األربعة (التكامل القومي ‪ ،‬الترابط‬
‫الحضاري ‪ ،‬املساندة في السياسة الخارجية ‪ ،‬التصدي للغزو املعنوي ) وكل تلك األدوار متكاملة ‪ ،‬كما‬
‫يجب على الدولة أن تدع شخصية الفرد تتكون وتتكامل بحرية ودون قيود شرط أن ال يمس ذلك أمنها‬
‫واستقرار (فتحي‪. )2012 ،‬‬
‫وفي إطار كل تلك التفاعالت القائمة والرهانات املفروضة على الحكومات فقد استحدث الفكر‬
‫الحكومي "نموذج الحكومة املوجهة بالزبون أو املستهلك" ‪ ،‬فهذه األخيرة محور اهتمامها دراسة تطلعات‬
‫الزبون و املجتمع بصفة عامة ‪،‬ويأتي ذلك في سياق فلسفة إدارية جديدة تعطي أولوية وأهمية قصوى‬

‫جملة السياسة العاملية‪ ،‬اجمللد (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)1‬السنة (‪ ،( 2022‬ص ص‪763-750 :‬‬ ‫‪754‬‬
‫د‪/‬عائشة عباش‬ ‫إسرتاتيجية حوكمة اإلدارة العامة‪ :‬دراسة حتليلية يف املرجعيات الفكرية ومتطلبات اإلصالح اإلداري‬

‫للمستهلك أو املواطن الذي يحكم على نجاح أي منظمة عامة أو خاصة و إمكانية استمرارها في السوق ‪،‬‬
‫فهو الذي يحرك دورة حياة املنظمة من خالل األمر بإنتاج سلعة ما أو بتجهيز خدمة معينة له ‪.‬‬
‫وقد أكدت عدة دراسات على أهمية مشاركة املوطنين في القرارات العامة كآلية جديدة يعتمد عليها القادة‬
‫في إطار صنع السياسات العامة ‪ ،‬مع ضرورة أن يكون املواطنين على درجة عالية من الوعي والتثقيف (جون‬
‫كاليتون‪.)2000 ،‬‬
‫استنادا عم جاء في الطرح املنهجي الخاص بتوظيف االقترابات في دراسة وتحليل اإلدارة العامة ‪،‬‬
‫نخلص إلى أهمية االقترابات في الدراسات األكاديمية بشكل عام‪ ،‬فهي التي توجه الباحث وترشد تحليله‬
‫ضمن نسق فكري منطقي وعقالني ‪ ،‬حيث يمكنه ذلك من الحصول على نتائج نظرية وتطبيقية عن مخلفات‬
‫الفعل االجتماعي ‪ ،‬كما تعبر عن خالصة تجارب متراكمة ال يمكن تجاوزها و تجاهلها ‪ ،‬فهي تختصر الكثير‬
‫من الجهد والوقت الذي يمكن استغراقه في فهم الكثير من أشكال الفعل االجتماعي (قاسيمي‪.)2017 ،‬‬
‫كما تجدر اإلشارة أن االقتصار في دراستنا على االقترابات السالفة الذكر ال يعني استبعاد لباقي‬
‫االقترابات املنهجية التي من شأنها إعطاء بعد تحليلي أخر عند توظيفها في تحليل ودراسة اإلدارة العامة‬
‫كاقتراب القيادة ‪ ،‬اقتراب التبعية ‪ ،‬اقتراب الجماعة ‪،‬و اقتراب الدولة واملجتمع ‪....‬حيث قدم رواد تلك‬
‫اإلقترابات دراسات متباينة إلى حد ما حول الحكومة خاصة والدولة بشكل عام‪.‬‬

‫‪-3‬مؤشرات حوكمة اإلدارة العامة وإستراتيجية تطبيقها‬


‫جوهر فلسفة الحوكمة يتمثل في عمقها االستراتيجي القائم على التأثير في الحياة العامة للمواطنين‬
‫‪ ،‬حيث تعد كمقاربة تشاركية إلدارة شؤون العامة ‪ ،‬استنادا إلى تعبئة الفاعلين السياسيين واالقتصاديين‬
‫واالجتماعيين املنتمين للقطاع العام والخاص وكذا املجتمع املدني ألجل ضمان رفاه دائم لجميع املواطنين‬
‫‪ ،‬ويتم ذلك وفق إقرار الحكم الجيد أو الراشد القائم على محاربة الفساد واملحسوبية‪.‬‬
‫‪.1.3‬مؤشرات حوكمة اإلدارة العامة‬
‫جاءت الحوكمة في سياق فلسفة إدارية إصالحية متعددة األبعاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا‬
‫‪Worldwide‬هدفها الرقي بجودة حياة للمواطنين ‪ ،‬من خالل االلتزام بجملة من املعايير املؤشرات العاملية‬
‫‪ ،‬وهو ما سنوضحه فيما يلي ‪Gouvernance Indicators(WGI) :‬‬
‫‪ 1.1.3‬مؤشرالسيطرة على الفساد‬
‫يقيس مؤشر السيطرة على الفساد بشتى أنواعه (االقتصادي ‪ ،‬السياس ي ‪ ،‬اإلداري) املدى الذي يمكن‬
‫من خالله للسلطة العامة أن تحجم املكاسب الشخصية الكبيرة والصغيرة ‪ ،‬وكذا الحد من سيطرة النخب‬
‫وأصحاب املصالح الشخصية على الحكم ‪ ،‬كما يساعد املؤشر في معرفة مدى سلطة املواطنين على‬
‫محاسبة املسئولين الحكوميين ومراقبة أداء الحكومة (بسام‪. )2013 ،‬‬
‫‪2.1.3‬مؤشرفعالية الحكومة‪:‬‬

‫‪755‬‬ ‫جملة السياسة العاملية‪ ،‬اجمللد (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)1‬السنة (‪ ،( 2022‬ص ص‪763-750 :‬‬
‫د‪/‬عائشة عباش‬ ‫إسرتاتيجية حوكمة اإلدارة العامة‪ :‬دراسة حتليلية يف املرجعيات الفكرية ومتطلبات اإلصالح اإلداري‬

‫يقاس مؤشر فعالية الحكومة من خالل مدى جودة الخدمات العامة ودرجة استقاللية عمل‬
‫الحكومة عن الضغوط السياسية ‪ ،‬وجودة األنظمة وتطبيقاتها ومدى التزام الحكومة بها‪.‬‬
‫تعد خدمة املواطن هدف أساس ي ومحوري لدى الحكومة ـحيث تسعى إلى توظيف عدة آليات للتكفل‬
‫بانشغاالت املواطنين ‪ ،‬و يأتي تطبيق أسلوب الحوكمة لرفع كفاءة وفعالية األداء الحكومي ‪.‬‬
‫‪ 3.1.3.‬مؤشراالستقرارالسياس ي‬
‫يعد االستقرار السياس ي أحد أبرز مؤشرات حوكمة اإلدارة العامة ‪ ،‬ملا له من تداعيات واضحة على‬
‫الدولة ككل من حيث استمرارية الحكومة واستمرارية خدماتها ‪ ،‬وكذا تأثير ذلك على القطاعات االقتصادية‬
‫واألمنية واالجتماعية ‪...‬‬
‫‪4.1.3‬مؤشرجودة الخدمات التشريعية وتطبيقها‬
‫يقاس هذا املؤشر من حيث مدى قدرة الحكومة صياغة وتنفيذ سياسات ولوائح فعالة من شأنها‬
‫املساهمة في خلق بيئة جاذبة للمستثمرين من الداخل والخارج ‪ ،‬وهذا يعد إقرارا بالدور الحيوي للقطاع‬
‫الخاص كفاعل جديد في تقديم الخدمة العمومية‪..‬‬
‫‪-5.1.3‬مؤشرسيادة القانون‬
‫يقاس بمدى ثقة املتعاملين بتطبيق القوانين بشكل متساوي على األفراد واملنظمات ‪ ،‬فمؤشر سيادة‬
‫القانون له أبعاد تتعدى تأثيرها على الفرد لتشمل املجتمع و قطاع األعمال ‪ ،‬من خالل خلق بيئة استثمارية‬
‫جاذبة من خالل حماية حقوق امللكية الفكرية و املساعدة على اإلبداع واالبتكار ‪.‬‬
‫‪6.1.3‬مؤشراملشاركة واملسألة ‪:‬‬
‫يقاس بمدى قدرة مواطني بلد ما على املشاركة في انتخاب حكوماتهم ‪ ،‬حيث يكون لهم دور في عملية‬
‫اتخاذ القرارات ن وحرية التعبير تجاه قضايا معينة ‪ ،‬وكذا قدرة املواطنين على محاسبة املسئولين عن نتائج‬
‫قراراتهم ‪،‬كنوع من الرقابة املجتمعية عليهم وهذا من شأنه أن يقلل الفساد و يدعم حقوق و اإلنسان ويؤثر‬
‫على التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫فالحوكمة الرشيدة نظام ال يمكن االستغناء عنهامن أجل بناء مجتمعات تنعم بالسالم و الرفاه‬
‫االقتصادي واالجتماعي ‪ ،‬ترتكز على تأسيس القانون وتكوين مؤسسات وطنية فاعلة ‪ ،‬وهي عناصر‬
‫ضرورية لكل حكومة تطمح للرقي بالخدمة املقدمة ملواطنيها ‪ ،‬ومستعدة للمسألة على أفعالها وقراراتها‬
‫أمامهم ‪.‬‬
‫‪ 2.3‬الرؤية اإلستراتيجية لحوكمة اإلدارة العامة‬
‫إن جهود اإلصالح اإلداري تختلف باختالف الظروف الخاصة بكل دولة وحجم التغيير املطلوب‬
‫وأهدافه العامة‪ ،‬فقد يكون اإلصالح اإلداري شامال لجميع عناصر النظام اإلداري أو مقتصرا على عنصر‬
‫أو أكثر من عناصره األساسية‪ .‬إال أن جهود اإلصالح اإلداري قد تتعرض للفشل إذا لم تكن هناك قيادة‬
‫تؤمن باإلصالح اإلداري ولها رؤية إستراتيجية مناسبة لظروف كل دولة‪.‬‬
‫‪ 2.3‬التفكيراإلستراتيجي للقيادة التحويلية‬

‫جملة السياسة العاملية‪ ،‬اجمللد (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)1‬السنة (‪ ،( 2022‬ص ص‪763-750 :‬‬ ‫‪756‬‬
‫د‪/‬عائشة عباش‬ ‫إسرتاتيجية حوكمة اإلدارة العامة‪ :‬دراسة حتليلية يف املرجعيات الفكرية ومتطلبات اإلصالح اإلداري‬

‫إن التعقيدات التي تعمل في ظلها الحكومات فرضت ضرورة وجود قادة من نوع جديد يحبون التغيير‬
‫وقادرون على التكيف وعلى التأثير في التابعين لهم وإلهامهم‪ ،‬يمثل هذا النوع " القائد التحويلي‬
‫‪ ، "Transfformational Leader‬الذي يتميز بأنه يفكر بطريقة مختلفة إلى حد كبير‪ ،‬وهو صاحب رؤية‬
‫مستقبلية ورسالة ‪ ،‬كما يعتبر أن مبرر وجوده هو نقل الناس من حوله نقلة حضارية‪،‬ومن ثم فأهدافه‬
‫عالية واملعايير التي يطمح إليها مرتفعة ‪ ،‬وهذا نابع من الثقة الذاتية التي يتمتع بها باإلضافة إلى الحضور‬
‫الديناميكي والجاذبية الشخصية املوجهة ألهداف املجموعة ‪ ،‬معتمدا في ذلك على الرموز والشعارات‬
‫واللهجات الجديدة املعبرة واستثارة تابعيه عقليا‪ ،‬وكذا االهتمام برغبات التابعين له ‪ ،‬وكل ذلك يؤدي إلى‬
‫خلق دافعية أقوى وأداء أكبر مما كان متوقعا (الهواري‪.)1999 ،‬‬

‫فأسلوب القائد التحويلي قائم على خلق االبتكار وتنميته لدى مرؤوسيه ‪ ،‬وهو بحاجة لفهم حاجاتهم‬
‫ودوافعهم من جهة ‪ ،‬ودراسة نقاط ضعفهم لتطويرها من خالل التدريب والتكوين من جهة أخرى ‪ ،‬وفق‬
‫متطلبات إدارة التغيير والتحديات القائمة واملحتملة التي تعمل في ظلها املنظمة‪.‬‬
‫وإن أهم خاصية تميز القائد التحويلي عن باقي أنماط القادة هو امتالكه لرؤية استراتيجية ملجمل‬
‫الظروف والتحديات القائمة أو املحتملة التي من يمكن أن تواجهه‪ ،‬فالقائد التحويلي ال يملك عص ى سحرية‬
‫أو ما شابه ذلك و إنما رؤيته تلك مبنية على استعانته باستشاريين ومتخصصين في شتى املجاالت ( سياسية‬
‫–اقتصادية –اجتماعية – مالية – تقنية‪-‬ثقافية ‪....-‬وغيرهامن املجاالت) حسب طبيعة املنظمة ‪ ،‬كما‬
‫يحرص القائد التحويلي على شرح وتوضيح رؤية املنظمة لدى عامة املوظفين و هو ما يساهم في عملية‬
‫تحقيق األهداف ‪.‬‬
‫‪ 2.3‬بناء رؤية إستراتيجية‪:‬‬
‫الرؤية اإلستراتيجية تمثل الحالة املرغوبة ملستقبل املنظمات اإلدارية ‪ ،‬كما تعبر الرؤية على قدرة‬
‫القائد االستراتيجي في إحداث التغيير املطلوب والتأثير في اتجاه اآلخرين وتبني ما يخطط إلنجازه ‪ ،‬فهي ال‬
‫تعني مجرد تصور أو تخيل ذا عالقة بفترة ما أو أوضاع قادمة ‪ ،‬و إنما هي بمثابة أداة وقدرة تستند إلى‬
‫إمكانيات وخبرة ودراسة عقالنية لواقع ومستقبل املنظمة بما يجعلها تحقق الهدف املطلوب في توحيد‬
‫العاملين باتجاه أغراض املنظمة العليا (النعيمي‪. )2012 ،‬‬
‫و من أفضل األمثلة املعبرة عن وضوح الرؤية حينما قال الرئيس األمريكي جون كيندي عام‬
‫‪(1960‬إنني أعتقد أن هذه األمة يجب أن تلزم نفسها بتحقيق هدف قبل إنتهاء هذا العقد بإنزال رجل‬
‫ً‬
‫على القمروإعادته ساملا إلى األرض)‪ ،‬فتلك الرؤية واإلعالن كان بمثابة قوة تحفيزية التي أعطت معنى‬
‫واتجاه ليس فقط لبرنامج الفضاء بل ً‬
‫أيضا لحياة املهنيين املبدعين في الحكومة‪.‬‬
‫ويقول روبين سبكيوالند‪( :‬لقد حاول أحد الصحفيين أن يعرف مدى تأثير رؤية الرئيس على‬
‫العاملين في وكالة ناسا‪ ،‬فقام بزيارة مقر الوكالة‪ ،‬فالحظ أن املهندسين والعلماء يعملون بسرعة محمومة‪،‬‬
‫ولكن أكثر ش يء أثار دهشة الصحفي هو عامل النظافة الذي كان يمسح األرض ‪ ،‬توقف الصحفي وسأل‬

‫‪757‬‬ ‫جملة السياسة العاملية‪ ،‬اجمللد (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)1‬السنة (‪ ،( 2022‬ص ص‪763-750 :‬‬
‫د‪/‬عائشة عباش‬ ‫إسرتاتيجية حوكمة اإلدارة العامة‪ :‬دراسة حتليلية يف املرجعيات الفكرية ومتطلبات اإلصالح اإلداري‬

‫عامل النظافة‪ :‬ماذا تفعل هنا؟ عندها رفع عامل النظافة هامته ونظر إلى عين الصحفي مباشرة‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫(أنا أساعد في إرسال أول رجل فضاء إلى القمر)‬
‫وفي ذلك داللة على أن رؤية الرئيس جون كينيدي قوية للغاية وألهمت العاملين في كل مكان‪،‬‬
‫ورغم أن جون كينيدي قد تعرض لالغتيال في عام ‪ ،1963‬فإن رؤيته لم تمت معه‪ ،‬ففي عام ‪1969‬م‪،‬‬
‫حقق الشعب األمريكي حلمه‪ ،‬لقد ألهمت رؤية كينيدي كل فرد في أمته‪ ،‬بما فيها عمال النظافة) (كردي)‪.‬‬
‫وعليه تستدعي الرؤية االستشرافية ضرورة وجود قيادة تحويلية قادرة على استيعاب مفاهيم‬
‫اإلصالح اإلداري وآلياته ومتطلبات نجاحه ‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة إلى التفرقة ما بين استراتيجيات املنظمات اإلدارية والتي على أساسها تتحدد طبيعة‬
‫املنظمة وقوتها‪ ،‬حيث منها من تتبنى إستراتيجية دفاعية تبحث على االستقرار ومنتهى أهدافها هو ضمان‬
‫البقاء ‪ ،‬حيث تتبنى نمط تسيير إداري تقليدي غير متطور ال يبحث عن التغيير وال يحب املخاطرة ‪ ،‬وهو ما‬
‫ينعكس سلبا في غالب األحيان على نشاطاتها وقيمها و موظفيها ‪.‬‬
‫على صعيد أخر نجد املنظمات اإلدارية الحديثة التي تتبنى اإلستراتيجية الهجومية دائمة‬
‫البحث عن التغيير والبحث عن الفرص كما تلجأ إلى املخاطرة والتوسع والتغلغل‪ ، ...‬وهذا يتطلب قيادة‬
‫إدارية تؤمن بمفاهيم التسيير اإلداري الحديث وتتبع اإلستراتيجية الهجومية ‪ ،‬لكن ذلك يتم استناد على‬
‫دراسات وتحليالت للبيئة التي تعمل فيها املنظمة في أدق تفاصيلها ومجاالتها ‪.‬‬

‫‪.4‬حوكمة اإلدارة العامة ورهان جودة الخدمة العمومية ‪ :‬مقاربة تحليلية‬

‫تشير اإلدارة العامة الجديدة إلى تطبيقات إصالحية واسعة النطاق تستهدف تحسين أداء الحكومات و‬
‫تعزيز كفاءة ممارساتها‪ ،‬و هو ما عبر عنه بمصطلح إعادة اختراع الحكومة القائم على الحد من‬
‫البيروقراطية و إدماج تطبيقات الحوكمة ‪ ،‬فضال عن تقنين التدخل الحكومي وضبط النفقات العامة‬
‫واالتجاه نحو الخصخصة (دولة الحد األدنى) إلى جانب تبني أنماط تسيير إدارة األعمال ومفاهيمها ‪.‬‬
‫‪ 1.4‬مالمح وأسس إدارة القرن ‪21‬‬
‫في دراسة تحت عنوان البعد الثالث إلدارة القرن الواحد والعشرين ‪ ،‬قدمها "الدكتور سعيد يس‬
‫عامر"رفقة ‪24‬خبير ‪ ،‬تم رصد مجموعة من املؤشرات إلدارة القرن الحادي والعشرين‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬عدم وجود نظرية ثابتة أو مدخل إداري جامد يصلح إلدارة القرن الحادي والعشرين‪ ،‬بسبب تعاقب‬
‫أحداث التغيير بمعدالت لم تعد تطاق بسهولة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬إن العنصر البشرى مديرا ومدارا يعتبر حجر الزاوية ملا تنطوي عليه إدارة املوارد البشرية‪ ،‬وأن عملية‬
‫تدريب العناصر البشرية تتطلب الجدية واالنضباط واإلصرار على رفع املستويات واكتساب املهارات ‪.‬‬

‫جملة السياسة العاملية‪ ،‬اجمللد (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)1‬السنة (‪ ،( 2022‬ص ص‪763-750 :‬‬ ‫‪758‬‬
‫د‪/‬عائشة عباش‬ ‫إسرتاتيجية حوكمة اإلدارة العامة‪ :‬دراسة حتليلية يف املرجعيات الفكرية ومتطلبات اإلصالح اإلداري‬

‫‪ -‬تعتبر املؤسسات الكبيرة والقوية أهم ضمانات للشفافية واستقرار للسياسات ‪ ،‬وهي والعامل الحاسم‬
‫في عملية النمو االقتصادي والتطور االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬يتوقف بناء املؤسسات القوية على مدى استيعابها للتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬وانتشار ثقافة تكنولوجيا‬
‫املعلومات في املجاالت املختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر تحديث الدولة من أهم متطلبات التنمية الشاملة‪ ،‬وأن اإلبداع والتغيير الفعال يعتبران وجهين‬
‫لعملة واحدة ويلزمان إدارة القرن الحادي والعشرين على كافة املستويات (يس عامر‪.)2000 ،‬‬
‫تلك املؤشرات توحي أن مسألة التغيير واإلصالح اإلداري في شتى مستوياته ومجاالته ‪،‬أصبح أكثر من‬
‫ضرورة للمنظمات العامة والخاصة التي تبحث عن االستمرارية بجدارة وفعالية ‪ ،‬وفق إستراتيجية‬
‫هجومية بدال من اإلستراتجية الدفاعية التي لم تعد تجدي نفعا في عالم يتعامل بمنطق السيطرة والتوسع‬
‫‪ ،‬وهو ما تتبناه جل املنظمات املتطورة ‪ .‬ويأتي ذلك في ظل تعقد الحياة االقتصادية واالجتماعية التي أدت‬
‫إلى ضرورة زيادة مهارات الهيئات الحكومية وتوفير الخبرات الالزمة لها لتتعامل مع مختلف القضايا‬
‫الجديدة‪.‬‬
‫‪ 2.4‬نماذج من حكومات القرن ‪:21‬‬
‫تسعى النماذج الحكومية في القرن ‪ 21‬إلى ترقية جودة الخدمات الحكومية والتواصل مع املواطنين‬
‫وتفعيل دورهم في ضمان تحسين أداء الخدمات الحكومية‪( .‬الحكومة الحافزة –الحكومة املوجهة باملستهلك‪-‬‬
‫الحكومة االيرادية‪)......‬‬
‫ففي كل مرة يتم التطرق إلى أي أزمة تواجه الحكومة ينبغي دائما أن نتذكر أن تلك األزمة بدأت بسبب‬
‫غياب التنظير لفكر حكومي معاصر‪ ،‬إضافة إلى أن األزمة املالية الراهنة التي تمر بها جل الدول أدت‬
‫بالتأكيد إلى ضرورة إعادة النظر أو مراجعة واسعة لكثير من املمارسات اإلدارية التي اعتبرت لفترة طويلة‬
‫أنها من املسلمات‪.‬‬
‫مما يعني ضرورة إعادة اكتشاف الحكومة من مدخل األزمات القائمة أو املحتملة‪ ،‬والتصرف حيالها‬
‫بمنطق أو روح منظمات األعمال‪ ،‬وفي هذا الصدد نجد الكثير من الباحثين اهتموا باملوضوع نذكر على‬
‫سبيل املثال" دونالد ف‪.‬كيتل"في كتابه ‪"The Global Public ManagemementRevolution‬ثورة اإلدارة‬
‫العامة العاملية‪ :‬تقرير حول تحول الحكم الذي شرح فيه أسباب اإلصالح اإلداري و أهدافه ‪ ،‬كما عرض‬
‫أهم تجارب اإلصالح الحكومي التي أقدمت عليها بعض الدول‪ ،‬معتبرا أن الحكومات لجأت لذلك اإلصالح‬
‫إلعادة تشكيل دور الدولة وعالقاتها باملواطنين ‪ ،‬معتمدتا في ذلك على مجموعة من األسس‬
‫واالستراتيجيات الجوهرية التي شملها اإلصالح اإلداري الحكومي و التي تتمثل في‪ :‬اإلنتاجية ‪،‬التحول إلى‬
‫أسلوب السوق‪ ،‬التوجه للخدمة الزبون‪ ،‬الالمركزية‪،‬ابتكار السياسة ومتابعتها‪ ،‬املسؤولية عن النتائج‬
‫(كيتل‪.)2003 ،‬‬

‫‪759‬‬ ‫جملة السياسة العاملية‪ ،‬اجمللد (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)1‬السنة (‪ ،( 2022‬ص ص‪763-750 :‬‬
‫د‪/‬عائشة عباش‬ ‫إسرتاتيجية حوكمة اإلدارة العامة‪ :‬دراسة حتليلية يف املرجعيات الفكرية ومتطلبات اإلصالح اإلداري‬

‫وفي ذات السياق جاء كتاب د‪.‬سيد الهواري ‪"،‬اإلدارة األصول واألسس العلمية للقرن ‪ ، "21‬الذي‬
‫عرض فيه مجموعة املواصفات واملفاهيم الجديدة التي تتعلق بدور الحكومة في املجتمع ‪ ،‬وذلك حسبما‬
‫تناولها الكاتبان "دفيدأوزبورن" و"تيدجيبلر" في كتابهما "إعادة اكتشاف الحكومة" (‪ Osbovne‬و ‪،Ted‬‬
‫‪.)1993‬‬
‫وهو ما يجعل حكومة القرن ‪ 21‬تختلف اختالفا جوهريا عن حكومة القرن ‪ 20‬فكرا وممارسة ‪ ،‬مثلما يظهر‬
‫في األنماط الحكومية املعاصرة التالية‪:‬‬
‫‪1.2.4‬حكومة تداربالرسالة والرؤية بدال من القوانين‪:‬‬
‫فرغم أهمية القوانين كونها تعمل على التأكد من أن كل ش يء يسير بدقة وانضباط مثلما تم التخطيط‬
‫له و بما يحفظ املصلحة العمومية ‪ ،‬إال أن األمر يختلف اختالفا جوهريا عن فلسفة منظمة القرن ‪21‬‬
‫التي تعتمد على وضوح الرؤية أو وضوح صورة املطلوب إنجازه لدى الجميع ‪ ،‬وهي بذلك أداة تنسيقية قوية‬
‫بين مختلف األفراد في املنظمة في املستويات واملناصب اإلدارية املختلفة‪.‬‬
‫وبذلك فالرؤية ليست استراتيجية ‪،‬وإنما هي تصور للصور الذهنية املستقبلية للمنظمة وللقيم التي‬
‫تحكمها واتجاهها في املستقبل‪ .‬وهو ما يتم توضيحه في رسالة املنظمة التي تعبر عن الغرض الذي من أجله‬
‫وجدت املنظمة‪ ،‬وطبيعة عملها والتعريف بعمالئها‪ ...‬فهي أكثر شموال من الرؤية في ذلك كونها تحتوي على‬
‫االستراتيجية العامة للمنظمة وللقيم والقناعات األساسية(شخصية املنظمة) (سيد‪.)2011 ،‬‬
‫‪2.2.4‬حكومة متوقعة لألحداث تفكرتفكيرا استراتيجي هجومي وليس دفاعي ‪:‬‬
‫من خالل التوسع الجغرافي و التغلغل في السوق وقيادته وتحدي املنافسين ‪ ،‬عن طريق البحث في كيفية‬
‫تخفيض نقاط الضعف وتعظيم نقاط القوة انطالقا من دراستها للتهديدات والفرص املحتملة ‪ ،‬وذلك‬
‫وفق التحليل االستراتيجي الرباعي من خالل تحليل‪:‬‬
‫الفرص ‪ ،Opportunities‬والتهديدات‪ Threats‬ومعرفة نقاط القوة ‪ ،Strengths‬ونقاط الضعف‬
‫‪ ."S.W.O.T" ،Weaknesses‬ومن الضروري املواءمة بين القدرات الذاتية للمنظمة وبين البيئة الخارجية‬
‫لها‪.‬‬
‫‪-3.2.4‬حكومة المركزية ‪:‬‬
‫حيث يتجه الفكر اإلداري املعاصر إلى نمط اإلدارة الالمركزية لعدة اعتبارات ‪ ،‬كمواجهة متطلبات‬
‫انتشار منظمات األعمال في مختلف األسواق وملواجهة املنافسة واستثمار الفرص الناشئة عن العوملة‬
‫عالوة على حتمية توفير املرونة في اتخاذ القرار وسرعة االستجابة لطلبات العمالء (‪ ،‬الشبلي و النسور‪،‬‬
‫‪.)2011‬‬
‫‪ 4.2.4‬حكومة موجهة باملستهلك‪:‬‬
‫حيث يكون اهتمام الحكومة باملستهلك أكثر من اهتمامها باألجهزة البيروقراطية‪ ،‬وذلك من خالل الحرص‬
‫على كفاءة وجودة الخدمات ‪ ،‬وكذا السعي للتعرف على احتياجاته ورأيه وردود أفعاله تجاه الخدمات‬
‫املقدمة له ‪ ،‬ويأتي ذلك في سياق فلسفة إدارية جديدة تعطي أولوية وأهمية قصوى للمستهلك أو العميل‬

‫جملة السياسة العاملية‪ ،‬اجمللد (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)1‬السنة (‪ ،( 2022‬ص ص‪763-750 :‬‬ ‫‪760‬‬
‫د‪/‬عائشة عباش‬ ‫إسرتاتيجية حوكمة اإلدارة العامة‪ :‬دراسة حتليلية يف املرجعيات الفكرية ومتطلبات اإلصالح اإلداري‬

‫وذلك نظرا لكون هذا األخير هو الذي يحكم على نجاح أي منظمة و إمكانية استمرارها في السوق ‪ ،‬فهو‬
‫الذي يحرك دورة حياة املنظمة من خالل األمر بإنتاج سلعة ما أو بتجهيز خدمة معينة له ‪ ،‬كما أنه هو‬
‫الذي يمول ميزانية املنظمة ‪ ،‬وهو من يحكم على جودة السلع والخدمات‪...‬‬
‫كما يفترض عليها قياس درجة رض ى العمالء لكي تحسن خدماتها‪ ،‬حيث يكون محور اهتمامها‬
‫بالدرجة األولى املستهلك والعميل عبر طرح تساؤل عن القيمة املضافة التي تقدمها له ؟ وعن كيفية وضع‬
‫املستهلك في مركز القيادة ؟ حيث يصبح هو موجهها األساس ي عن طريق االستماع للمستهلك وتلقي‬
‫شكاويهم واقتراحاتهم‪( ...‬سيد‪.)2011 ،‬‬
‫ومن هنا يبرز الدور الحيوي واملحوري لدور الحكومات في ترشيد السياسة العامة ‪،‬كما أن هذه‬
‫الفلسفة الجديدة يفترض أن تواكبها إصالحات هيكلية على مستوى الجهاز الحكومي ‪ ،‬أو بتعبير أخر توفير‬
‫لها متطلبات وآليات لتنفيذها‪ .‬فحسب اعتقاد "د‪.‬أحمد صقر عاشور" أن إصالح الجهاز الحكومي لكي‬
‫ينجح ينبغي أال يتحرك في فلك منفصل أو مستقل عن السياسات والبرامج التنموية ‪ ،‬وإال فلن يكون لهذا‬
‫اإلصالح توجها استراتيجيا ‪،‬إذ فغاية إصالح الجهاز الحكومي ورسالته ينبغي أن تشتق من أولويات وبرامج‬
‫اإلستراتيجية التنموية ‪ ،‬وهذه األولويات والبرامج هي التي تحدد قطاعات الجهاز الحكومي األجدر بالتطوير‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫نصل في األخير إلى التأكيد على أن الحوكمة كأسلوب تسيير حديث جاء في إطار التغير الشامل‬
‫الذي مس كل جوانب الدول و في أدق تفاصيلها ‪ ،‬كما أن الحوكمة ليست مقتصرة على الحكومات كفاعل‬
‫رسمي في صنع السياسات العامة ‪ ،‬فحسب و إنما امتدت لتشمل فواعل أخرى غير رسمية كالقطاع الخاص‬
‫واملجتمع املدني ‪ ،‬واملوطنيين بالدرجة األولى ‪ ،‬فمواطن القرن ‪ 21‬لم يعد يدرك نفسه كمستهلك سلبي‬
‫لخدمات الحكومة ‪ ،‬بل يعد كجزء من الحل لعدة قضايا ‪.‬‬
‫لكن تبقى املسؤولية العظمى تقع على الدول والحكومات ‪ ،‬من حيث تهيئة املناخ املناسب لتطبيق‬
‫وإرساء مؤشرات الحوكمة على أرض الواقع ‪ ،‬واالستعداد ألي طارئ محلي أو دولي وفق رؤية إستراتيجية‬
‫واضحة ودقيقة ‪ ،‬حيث تظل الحكومة في حركية دائمة تترصد الفرص والتهديدات اآلتية من البيئتين‬
‫الداخلية والخارجية لالستثمار فيها أو تجنبها ‪.‬‬
‫وبالتالي على الحكومة أن تعمل بروح منظمات األعمال وأن تتصرف بطريقة غير تلك التي تتصرف‬
‫بها الحكومة البيروقراطية‪ ،‬وذلك من خالل اعتماد مؤشرات الحوكمة العاملية ‪ ،‬ألجل الرقي بجودة حياة‬
‫املواطنين و تتماش ى مع توقعاتهم سواء من حيث الكم أو النوعية واملواصفات ‪.‬‬

‫‪761‬‬ ‫جملة السياسة العاملية‪ ،‬اجمللد (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)1‬السنة (‪ ،( 2022‬ص ص‪763-750 :‬‬
‫د‪/‬عائشة عباش‬ ‫إسرتاتيجية حوكمة اإلدارة العامة‪ :‬دراسة حتليلية يف املرجعيات الفكرية ومتطلبات اإلصالح اإلداري‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪-‬مراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫• ‪-‬املنوفي كمال‪ .)1980( .‬نظريات النظم السياسية ‪ .‬الكويت‪ :‬وكالة املطبوعات‪.‬‬
‫• الهواري سيد‪ .)2011( .‬اإلدارة ‪:‬األصول واألسس العلمية للقرن ال‪( 21‬اإلصدار ط‪ .)2‬السعودية‪:‬‬
‫قرطبة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫• بن عبد هللا البسام بسام‪ .)2013( .‬الحوكمة الرشيدة والنمو االقتصادي ‪ :‬اململكة العربية‬
‫السعودية حالة دراسية ‪ ،‬في حالة الحوكمة واإلدارة العامة في الوطن العربي‪ .‬املنظمة العربية‬
‫للتنمية افدارية أعمال مؤتمرات‪ :‬عمان‪.‬‬
‫• توماس جون كاليتون‪ .)2000( .‬مشاركة الجمهور في القرارات العامة‪( .‬فايزة حكيم‪ ،‬و احمد‬
‫منيب‪ ،‬املحررون) مصر‪ :‬الدار الجامعية‪.‬‬
‫• دونالد كيتل‪ .)2003( .‬ثورة اإلدارة العامة العامليةـ تقرير حول تحول الحكم‪( ،‬اإلصدار ط‪.)1‬‬
‫(محمد شريف الطرح‪ ،‬املحرر) السعودية‪ :‬مكتبة العبيكان‪.‬‬
‫• سعيد بوشعير‪ .)1987( .‬القانون الدستوري والنظم السياسية املقارنة (اإلصدار ط‪ .)6‬الجزائر‪:‬‬
‫ديوان املطبوعات الجامعية‪.‬‬
‫• سعيد وأخرون يس عامر‪ .)2000( .‬البعد الثالث إلدارة القرن الواحد والعشرين ‪ .‬مصر‪ :‬مركز‬
‫وايدسيرفيس لالستثمارات والتطوير اإلداري ‪.‬‬
‫• سيد الهواري‪ .)1999( .‬القائد التحويلي ‪ :‬رؤية عن قائد بأفكار ومهرات جديدة من أجل انجاز غير‬
‫عادي في عالم متغير متنافس (اإلصدار ط‪ .)2‬مصر‪ :‬مكتبة عين الشمس‪.‬‬
‫صالح عبد القادر النعيمي‪" .)2012( .‬مواصفات املفكر اإلستراتيجي في املنظمة"‪ ،‬في األداء‬ ‫•‬
‫اإلستراتيجي في املنظمات العامة والخاصة‪ .‬مصر‪ :‬املنظمة العربية للتنمية‪.‬‬
‫عاشور احمد صقر‪ .)1979( .‬اإلدارة العامة ‪ :‬مدخل بيئي مقارن‪ .‬بيروت‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬ ‫•‬
‫عامر فتحي‪ .)2012( .‬الرأي العام اإلليكتروني ‪ .‬مصر‪ :‬دار النشر للجامعات‪.‬‬ ‫•‬
‫محمد شلبي‪ .)1997( .‬املنهجية في التحليل السياس ي ‪ ،‬املناهج ‪ ،‬االقترابات ‪ ،‬األدوات‪ .‬الجزائر‪ :‬دار‬ ‫•‬
‫قرطبة‪.‬‬
‫• مؤلفين مجموعة‪ .)2019( .‬منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم االجتماعية‪ .‬برلين ‪ :‬املركز‬
‫الديمقراطي العربي‪.‬‬
‫• ناصر قاسيمي‪ .)2017( .‬التحليل السوسيولوجي نماذج تطبيقية‪ .‬الجزائر‪ :‬ديوان املطبوعات‬
‫الجامعية ‪.‬‬

‫جملة السياسة العاملية‪ ،‬اجمللد (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)1‬السنة (‪ ،( 2022‬ص ص‪763-750 :‬‬ ‫‪762‬‬
‫د‪/‬عائشة عباش‬ ‫إسرتاتيجية حوكمة اإلدارة العامة‪ :‬دراسة حتليلية يف املرجعيات الفكرية ومتطلبات اإلصالح اإلداري‬

‫• هيثم حمود ‪ ،‬الشبلي‪ ،‬و مروان محمد‪ ،‬النسور‪ - .)2011( .‬اإلدارة ‪:‬األصول واألسس العلمية للقرن‬
‫ال‪ .21‬السعودية‪ :‬قرطبة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫مراجع باللغة األجنبية‬
‫‪ ،David Osbovne‬و ‪.)1993( .Gaebler Ted,‬‬
‫‪ReinvrntingGovernment,HowtheEnterpreneurial Spirit isTransforming the Public ,‬‬
‫‪.New York: plume Penguin Book .sector‬‬
‫‪Yale: YaleUniv .Political Order in Changing Soceities .)1968( .Huntington Samuel‬‬
‫‪..Press‬‬
‫مو اقع اليكترونية‪:‬‬
‫‪-‬أحمد سيد كردي‪( .،‬بال تاريخ)‪ .‬خصائص ورؤية منظمة القرن الـ‪ .21‬تاريخ االسترداد ‪،2021 ,10 02‬‬
‫من ‪http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/posts‬‬
‫‪-‬شرح معنى " القيادة التحويلية دليل مصطلحات هارفارد بزنريفيو‪ .)2021 ,09 14( .‬تم االسترداد من‬
‫‪tps://hbrarabic.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D‬‬
‫‪9%8:‬‬

‫‪763‬‬ ‫جملة السياسة العاملية‪ ،‬اجمللد (‪ ،)6‬العدد (‪ ،)1‬السنة (‪ ،( 2022‬ص ص‪763-750 :‬‬

You might also like