Professional Documents
Culture Documents
واإلدارة بمفهومها العام ،هي توجيه جهود مجموعة من العاملين في األجهزة الحكومية
تحديدا لتحقيق أهداف محددة مرتبطة بخدمة المواطنين وتحقيق سياسات الدولة العامة،
وينطوي تحقيق تلك األهداف االستغالل األمثل للموارد المادية والبشرية ومحاولة توفير
مناخ مناسب للعمل واإلنتاج ،وتقديم الخدمات المطلوبة للجمهور بأفضل صورة ممكنة،
وعليه لإلدارة أهمية كبيرة في جميع ميادين الحياة.
وقد ساهم التطور الكبير في الظروف االجتماعية واالقتصادية ،وازدياد نشاط الدولة
وتدخلها في هذه المجاالت ،في تضاعف أدوار اإلدارة ،وهذا ما أدى اإلدارة إلى اللجوء
لوسائل متنوعة قصد القيام بوظائفها وتنظيم قطاعاتها ،مما يستدعي عدم االقتصار على
قواعد القانون اإلداري فقط ،وإنما االستعانة أيضا بقواعد قانونية آخرى ،وهي قواعد
القانون الخاص ،ذلك أن لجوء اإلدارة إلى قواعد القانون الخاص هو تصرف عادي،
والمنازعات المترتبة عن هذا التصرف تدخل في اختصاص القضاء العادي.
ومن مظاهر لجوء اإلدارة إلى قواعد القانون الخاص ،الحالة التي تتدخل فيها اإلدارة
كشخص أو كطرف متجردة من سلطتها وسيادتها وتتعاقد مع الخواص في إطار عقود
خاصة ،وإذا كان المغرب يعد من البلدان التي تطبق ازدواجية القانون وازدواجية القضاء،
أي وجود قانون عام إلى جانب قانون خاص ،ومحاكم إدارية إلى جانب محاكم عادية ،فإنه
في بعض الحاالت نجد القانون اإلداري يستلهم من قواعد القانون الخاص.
1
ومن بينها قاعدة حسن تنفيذ اإللتزامات التعاقدية بحسن نية وقاعدة القوة القاهرة والعقود
اإلدارية ،فهذه المواضيع والمفاهيم استعارها القانون اإلداري عن القانون الخاص ،كما أن
لجوء اإلدارة إلى تطبيق قواعد القانون الخاص ،يظهر جليا في مجال إدارة وتسيير المرافق
العمومية ،خاصة المرافق ذات الطبيعة التجارية والصناعية ،كما تجد قواعد القانون الخاص
مكانا لها في المجال المتعلق بالجبايات ،وكذا تدبير األمالك الخاصة للدولة.
وانطالقا مما سبق ،يتجلى لنا مدى أهمية تطبيق اإلدارة لقواعد القانون الخاص ،ذلك
ألن قواعد القانون الخاص تسد الثغرات القانونية التي تعتري القانون اإلداري ،وتكمل النقص
الحاصل على مستوى نصوصه وذلك باستلهام واستعارة بعض من بنوده ،وهذا راجع
باألساس إلى حداثة نشأة القانون اإلداري من جهة ،وإلى عراقة وقدم القانون الخاص من
جهة أخرى.
وعليه ،فإن دراسة تطبيق اإلدارة لقواعد القانون الخاص يستوجب طرح إشكالية
ما هي تجليات تطبيق اإلدارة لقواعد القانون الخاص ؟ رئيسية مفادها:
-ماهي الحاالت التي تلجأ فيها اإلدارة لتطبيق قواعد القانون الخاص في إدارة المرافق
العمومية؟
-ماهي مظاهر تطبيق اإلدارة ل قواعد القانون الخاص في المجال الجبائي وتدبير
األمالك الخاصة للدولة؟
المبحث الثاني :تطبيق اإلدارة لقواعد القانون الخاص في تدبير األمالك الخاصة والجبايات
2
المبحث األول :تطبيق اإلدارة لقواعد القانون الخاص يف ر
تدبي مرافقها
منذ ثمانينات القرن الماضي ،بدأ ينتشر عبر العالم نموذج جديد للقطاع العام يتميز بتبني
آليات السوق والمنافسة وطرق التدبير الخاصة بالقطاع الخاص .1ولتقريب الرؤية من ما
يمكن تسميته بالعهد الجديد لتدبير القطاع العام ،سيتم التطرق للمؤسسات العامة (المطلب
األول) كشكل من أشكال التدبير المتأثرة بالمفاهيم الجديدة ،و كذلك المقاوالت العمومية
(المطلب الثاني).
إن فهم هذا التحول الطارئ على المنظومة التدبيرية يقتضي بالضرورة فهم السياق
وتمفصالته (الفرع األول) ،كما أنه ال يخلو من األهمية إبراز بعض مظاهر هذا التحول على
مستوى تدبير المؤسسات العمومية (الفرع الثاني).
-1حسن احجيج" ،التدبير العمومي الجديد شركات الدولة بين قيم الخدمة العمومية وقيم المقاولة" ،الطبعة األولى ،مطبعة مريم ،الدار
البيضاء ،2017 ،ص .18
3
وقد عبر هاييك عن هذا بقوله:2
تبعا لذلك ،فإن مفهوم المرفق العام وعالقته الوطيدة بمفهوم السلطة العامة سيتغير مع
هذا السياق الدولي الجديد ،خاصة المرافق ذات الصبغة التجارية واالقتصادية.
ومع ثمانينيات القرن الماضي ،سيستمر مسلسل الليبرالية الجديدة ،الذي رافقته مجموعة من
اإلصالحات الملحة لمواجهة اإلكراهات التي أصبح يعرفها القطاع العام :الخوصصة،
التحرير ،إعادة التقنين ،المقاوالت العمومية...
وتعكس هذه اإلصالحات التغييرات العميقة التي مست دور الدولة في عالقتها بالمجتمع
والسوق على الخصوص .فقد همت هذه اإلصالحات باألساس البنيات المؤسسية والتنظيمية
والتدبيرية للقطاع العام ،3الشيء الذي أخرج لنا مفهوما جديدا في هذه المنظومة وهو ما
يسمى بالتدبير العمومي الجديد.
إن الف لسفة الكامنة وراء هذه التغييرات الهيكلية والتدبيرية ،فرضتها بشكل كبير
اعتبارات اقتصادية باألساس ،هذه االعتبارات دفعت بالمنظرين وأصحاب القرار السياسي
إلى إدخال منطق السوق في سير عمل الخدمات العمومية وتقنينها .4واسترساال لهذه
االنتقاالت التدبيرية ،تغيرت جملة من المفاهيم وأدخلت مجموعة من المعايير على الخدمة
العمومية:
2
-Catherine audard,"LE “NOUVEAU” LIBÉRALISME", cairn info, N 44, 2009, p 24,
https://www.cairn.info/revue-l-economie-politique-2009-4-page-6.htm, Date de visite : le 01
mars 2021.
-3حسن احجيج ،مرجع سابق ،ص .18
-4نفس المرجع ،ص .19
4
االنتقال من تدبير قائم على النتيجة بدل الوسيلة.
هذا المنطق الجديد ،أفرز مجموعة من العناصر الحديثة في التدبير ،تتمركز أساسا في
مفهوم "الشراكة" ومفهوم "التعاقد" واالعتماد على العالقات التعاقدية بدل النظامية ،كل
لسبب واحد ،هو االستجابة واالحتكام لمنطق التدبير الجديد.
وقد شكلت المؤسسات العمومية عنصرا أساسيا في هذا المنطق الجديد ،بحيث تمت
اإلشارة إليها كأحد الشركاء األساسيين للدعم تحول الهيكل اإلداري والنهوض بجودة الخدمة
وفعاليتها.5
وقد تميزت سنوات الـ 2000بعمليات التحرير القطاعية وتعزيز التكامل بين القطاعين
العام والخاص ومواصلة عملية الخوصصة ،ليتعزز بذلك انفتاح االقتصاد المغربي وتموقع
6
البالد في االقتصاد العالمي.
وتماشيا مع منطق السوق ،فقد شكلت المرافق العمومية االقتصادية -نظرا لطبيعة
نشاطها -أبرز تحول لنظرية المرفق العام ،من خالل كسرها للعالقة الوطيدة التي تجمع
المرفق العام بالقانون العام .ويظهر هذا الكسر باألساس في خضوع هذه النوعية من المرافق
لنظام قانوني مختلط.
-6تقرير حول المؤسسات العمومية و المقاوالت العمومية المرفق بمشروع قانون المالية للسنة ،2020ص .13
5
فالمرافق العمومية االقتصادية (توجد على شكل مؤسسات عمومية) تخضع لقواعد القانون
العام ،أوال من حيث التزامها بالمبادئ العامة للمرافق العمومية كمبدأ المساواة ،...وثانيا من
حيث تمتعيها كغيرها من المرافق بوسائل القانون العام (امتيازات السلطة العامة).
لكن تبقى المرافق العمومية االقتصادية خاضعة في جانب كبير من قواعدها للقانون
الخاص التي تتالءم وطبيعة األنشطة المزاولة من طرفها ،ومن تم تحريرها من بطء وتعقيد
أساليب القانون العام ،خصوصا ما يتعلق بالجوانب المالية واإلدارية.7
وتبعا لذلك ،يظهر أن هذه المرافق تلجأ في العديد من األحيان لتطبيق مقتضيات القانون
الخاص طمعا في المرونة وتفاديا للتعقيدات ،ومن أهم مجاالت تطبيق هذه القواعد:
المستخدمون في المرفق :إذا استثنينا بعض الفئات من مدراء ومحاسبين الذين
ينتمون ألسالك الوظيفة العمومية ،وتجمعهم عالقة نظامية بالمرفق ،فإن أغلب
المستخدمين هم أجراء وتجمعهم بالمرفق عالقة تعاقدية تخضع للقواعد المنصوص
عليها في قواعد الشغل .وكذلك نشير في هذا اإلطار للعالقة التي تجمع بين المرفق أو
المؤسسة العمومية و الصندوق الوطني للضمان االجتماعي.8
دعاوى المسؤولية :الدعاوى الناجمة عن نشاط المرفق ،التي غالبا ما تخضع لقواعد
القانون الخاص ،ويعود االختصاص للفصل فيها للقضاء العادي.
وقد كان قرار محكمة التنازع الفرنسية في قضية الشركة التجارية لغرب إفريقيا،
البداية التي دشنت لتحرير المرافق االقتصادية من النظام القانوني اإلداري ،وبالتالي إخراج
معظم المنازعات المتعلقة بها من اختصاص القضاء اإلداري.9
هذا المسار الذي سار عليه القضاء المغربي في جملة النزاعات المتعلقة بالتعويض يكون أحد
أطرافها مؤسسة عمومية ،حيث أكد على أن الصبغة التجارية واالقتصادية لهذه المؤسسات،
-7أحمد أجعون" ،نشاط ووسائل اإلدارة وفقا للتشريع المغربي" ،منشورات مجلة الحقوق ،سلسلة الدراسات واألبحاث،
العدد ،11مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،2016 ،ص .40
-8الميثاق المغربي للممارسات الجيدة لحكامة المنشآت والمؤسسات العامة ،ص .39
-9أحمد أجعون ،مرجع سابق ،ص .40
6
رغم تمتعها بالشخصية المعنوية العامة ،تجعل نزاعاتها من اختصاص القضاء العادي
وبالتالي تستثنى من اختصاصات القضاء اإلداري.
إال أن الجدير بالذكر ،هو أن تطبيق قواعد القانون الخاص ليس بمبدأ عام أو مطلق ،فالمرفق
يمكن أن يخضع للقانون اإلداري وتكون نزاعاته تدخل ضمن اختصاص القضاء اإلداري،
على سبيل المثال نزع الملكية ألجل المصلحة العامة...
األنظمة المالية :يخضع النظام المالي لمؤسسات العامة لطرق واألساليب المتبعة في
المشروعات الخاصة ،سواء من حيث إعداد ميزانياتها ومن كذلك من حيث الرسوم...
إال أنها تبقى أموال عامة خاضعة لرقابة الدولة.
إن المستخلص من هذه المقتضيات المشار إليها ،هو ان الطبيعة االقتصادية والتجارية لهذه
المرافق ،تضعها في خانة القطاعات المجبرة على مواكبة الموجة االقتصادية العالمية وما
تفرضه من تحديات.
-10محمد األعرج ،القانون اإلداري المغربي ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مواضيع الساعة ،الطبعة
الرابعة ،2015 ،ص .420
7
الفرع األول :ر
الشكات الوطنية
إن الشركة الوطنية هي شركة مساهمة ،تساهم الدولة في رأسمالها بشكل وحيد منذ
تأسيسها ،وتنشئها الدولة أو أحد األشخاص العامة من أجل تسيير مرفق عام صناعي أو
تجاري معين ،ويمكن القول أن هذا النوع من شركات المساهمة قد أصبح في اآلونة األخيرة
جد قليل ،وذلك نظرا ُ لسياسة الخوصصة التي أصبحت الدولة تنتهجها بشكل مفرط ،وهو ما
أدخل كثير من هذه الشركات إلى القطاع الخاص ،ومن أمثلة الشركة الوطنية في المغرب
نجد الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب ،الشركة الوطنية لإلذاعة والتلفزة ،الشركة
الوطنية لتهيئة خليج طنجة.
ولتوضيح هذا النوع في إدارة وتسيير المرفق العمومي ،سنعالج في (الفقرة األولى)
كيفية إنشاء الشركات الوطنية ،ثم في (الفقرة الثانية) كيفية تنظيمها ،أي الجهاز اإلداري.
الشكات الوطنية الفقرة األوىل :كيفية إنشاء ر
إن الشركة الوطنية وعلى خالف ما يحدث في بلدان أخرى ،يتم إنشاؤها في المغرب
من لدن الدولة ،فوجودها إذن غير ناتج عن التأميم وال عن نقل بموجب اتفاق لمؤسسة خاصة
إلى القطاع العام.
ويتم إحداث الشركة الوطنية في المغرب إما بنص تشريعي حماية لحقوق الملكية
وحرية الصناعة والتجارة مثل الشركة الوطنية للمنتوجات البترولية المحدثة بظهير 4أبريل
،1974وإما بنص صادر عن السلطة التنظيمية مثل الشركة الوطنية للمواصالت.
وإن أهم ما يميز الشركة الوطنية عن المؤسسة العمومية هو تمتعها بالشخصية المعنوية
الخاصة وينبغي أثناء إحداثها إحترام الشكليات التي يتطلبها القانون التجاري ،أما هدفها فهو
محدد في قانون تنظيمي ويكون ارتباطها بالدولة أخف مما هو عليه األمر في المؤسسات
العمومية.11
وأيضا ما يميز الشركة الوطنية كونها ليست كشركات مجهولة االسم في كونها ال تشكل
شركة أشخاص أو أموال ،وبالتالي فالقواعد المفروضة على الشركات مجهولة االسم لحماية
-11عبد هللا حداد ،المرافق العمومية الكبرى ،منشورات عكاظ ،الرباط ،1997 ،ص .130
8
المساهمين تفقد مدلولها في الشركة الوطنية ،كما أن الجمعية كجهاز رئيسي في الشركة يفقد
دوره بحكم أن المساهم الوحيد هو رأسمال الدولة وليس رأسمال الخواص.12
وتعتبر هذه الشركات أشخاصا معنوية يجري عليها القانون الخاص ،وذلك على الرغم من
الصيغة العمومية لرأسمالها ،ومن جانب آخر فعلى الرغم من خضوع هذه الشركات مبدئيا
للنظام األساسي لشركة االقتصاد المختلط فإن هذا النظام األخير ال ينطبق عليها بصفة
شمولية ،وذلك ألن الشركات المعنية ال تتضمن سوى مساهم واحد هو الدولة .ولهذا فإنها
تخضع في الغالب لقواعد نظامية خصوصية ولمراقبة شبيهة بتلك التي تطال المؤسسات
العمومية بخصوص كل ما يتعلق بالمسائل المالية.13
لشكة الوطنية (خصوصيات ر
الشكة الوطنية) الفقرة الثانية :الجهاز اإلداري ر
إذا كان المبدأ األساسي في تسيير الشركة الوطنية هو األخذ بالنظام المعمول به في القانون
التجاري المتعلق بشركات المساهمة ،فإن الملكية العامة لرأسمال الشركة الوطنية يتيح بعض
الخصوصيات التي تخضع لبعض قواعد القانون العام ،على النحو التالي:
المدير :يعتبر المدير موظف عمومي يتم تعيينه بواسطة ظهير أو مرسوم ،وهذا التعيين يدعم
مكانته داخل الشركة ،ويمكنه من سلطات واسعة ،فإذا كان هذا األخير في الشركات التجارية
الخاصة يمارس اختصاصات مفوضة إليه من طرف المجلس اإلداري ،فإنه في الشركة
الوطنية يمارس اختصاصات أصلية وأخرى مفوضة إليه.
المجلس اإلداري :يعتبر المجلس اإلداري الهيئة المفوضة من الجمعية العامة
للمساهمين التخاذ كل القرارات باسم الشركة والتي ترمي إلى تحقيق غرضها ،غير
أن صالحيات المدير تجعل من المجلس اإلداري شبه مهمش ،ويتحول فقط إلى جهاز
استشاري للمدير .
ويتكون المجلس من موظفين حكوميين يترواح عددهم من 7أعضاء إلى 13عضوا،
وينتمي غالبيتهم للوزارة الوصية على نشاط الشركة.14
12أحمد بوعشيق ،المرافق العامة الكبرى ،دار النشر المغربية ،الدار البيضاء ،1999 ،ص .162
-13ميشيل روسي ،المؤسسات اإلدارية المغربية ،تعريب :إبراهيم زياني ومصطفى أجدبا ونور الدين الراوي ،مطبعة النجاح الجديدة،
الدار البيضاء ،1993 ،ص .165
- 14أحمد بوعشيق ،مرجع سابق ،ص .163
9
الجمعية العامة للمساهمين :في الشركة الوطنية ال تعتبر سلطة إدارية عليا ،نظرا ً
لكونها ال تضم سوى موظفين يمثلون اإلدارات العمومية المركزية المعنية بنشاط
الشركة.
وبالتالي فإن هؤالء ليسوا مساهمين في رأسمال الشركة كما هو الشأن في الشركة
الخاصة ،ومن شأن ذلك أن يجعل من عملهم عمال صوريا ،إذ مثال ال يتم التصويت وفقا ُ
لإلرادة الحرة ألعضاء الجمعية ،بل وفقا لتوجهات السلطة المركزية ،أو كما قيل الحكومة
تصوت على الحكومة.15
إن ما يميز أسلوب شركة المساهمة الوطنية في إدارة وتدبير المرفق العام ،كون أن
الدولة هي من يملك رأسمال ملكيتها كله ،وبالتالي تكون هي المشرف الحقيقي عليه ،هذا
اإلشراف يعزز دور أساسي وهو أن النشاط سيكون موجه للمصلحة العامة دون المصلحة
الخاصة.
وأيضا من إيجابيات هذا األسلوب ،كون أن الخدمات المقدمة إلشباع الحاجات العامة
لن تكون مقابل ربح كبير كما هو عادة مع الشركات الخاصة ،والذين يبحثون فقط عن
مصلحتهم الشخصية المتمثلة في الربح ،بل قد تكون الخدمات في هذا التسيير مجانية أو
بمقابل لتغطية نفقات أو ربح على إنعاش خزينة الدولة.
أما من ناحية سلبيات هذا التسيير ،فهو أن الخدمات المقدمة عادة تكون متميزة بالتعقيد
والروتين والبطء نتيجة المساطر القانونية المعقدة ،عكس ما هو موجود عند الشركات
الخاصة حيث تتميز الخدمات بالسرعة وبطابع ذا جودة عالية ،وفي حالة حصول عجز لهذه
الشركة ،فالمتضرر هو خزينة الدولة ،وبالتالي تكون عبئ على خزينة الدولة بدل أن تكون
عونا لها.
10
الفرع الثان :ر
الشكات ذات الرأسمال المختلط ي
من بين أهم تجليات تطبيق اإلدارة لقواعد القانون الخاص نجد أسلوب االقتصاد
المختلط الذي يندرج ضمن أنواع الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص ،حيث تعتبر
الشركات ذات االقتصاد المختلط إحدى الطرق الحديثة إلدارة المرافق ذات الطبيعة
االقتصادية ،وذلك بشراكة كل من الدولة والخواص ،و تتخذ هذه المشاركة شكل شركة
مساهمة تملك فيها الدولة جزءا من األسهم والسندات ،فتشترك في إدارتها ،وتتحمل كباقي
المساهمين مخاطرها.16
وتقتضي دراسة الشركات ذات الرأسمال المختلط ،الحديث أوال عن خصوصيات
النظام القانوني لهذه الشركات (الفقرة األولى) ،ثم االنتقال للحديث عن شركات التنمية
المحلية باعتبارها مرتبطة بتجربة أسلوب االقتصاد المختلط (الفقرة الثانية).
لشكات االقتصاد المختلط الفقرة األوىل :خصوصيات النظام القانون ر
ي
تتخذ الشركات المختلطة شكل شركة مساهمة ،تكتتب الدولة أو إحدى الهيئات العامة
في جزء من رأسمالها فقط ويكون الباقي في ملك الخواص ،و تنشا بمبادرة من السلطة
اإلدارية بعد اتفاق مع المساهمين الخواص أو أنها تتخلى عن بعض أسهم الشركة الوطنية أو
المؤسسة العمومية وتبيعها للخواص ،وإما أن تشتري الدولة بعض أسهم الشركات الخاصة
وتصبح مساهما إلى جانب األفراد.17
والشركات ذات االقتصاد المختلط هي نوع من شركات الدولة بحيث أن الهيئات العامة
من الدولة والجماعات الترابية تكتتب في رأسمالها إلى جانب الخواص شريطة أال تتعدى
المساهمة العمومية أكثر من %50من رأسمالها وذلك لتدبير مرفق عام اقتصادي أو
تجاري.18
وتخضع هذه الشركات ألحكام القانون الخاص سواء من حيث تنظيمها الداخلي أو من
حيث عالقاتها مع الغير سواء في إطار عقود أو اتفاقيات أو منازعات ،إال أن خضوعها
-16محمد عبد الحي بنبيدي ،شركات الدولة ،مجلة قانون وأعمال ،العدد الرابع ،ص .124
-17عبد هللا حداد ،الوجيز في قانون المرافق العمومية الكبرى ،منشورات عكاظ ،الرباط ،الطبعة الثالثة ،2006 ،ص .128
-18خالد أحربيل ،النظام القانوني للشركات ذات االقتصاد المختلط ،مجلة منازعات األعمال ،العدد ،17أكتوبر ،2016ص .86
11
لمقتضيات القانون الخاص ليس على إطالقه ،وإنما ترد عليه بعض االستثناءات وذلك بحكم
مساهمة السلطة العامة في رأسمالها ،وبالتالي فهي تخضع لمقتضيات القانون العام و تتمتع
بامتيازات السلطة العامة كنزع الملكية من أجل المنفعة العامة.
وانطالقا مما سبق تتجلى خصوصيات الشركات ذات االقتصاد المختلط في ما يلي:
العمومية المرافق لسير األساسية للمبادئ الشركات هذه خضوع
واالستمرارية والتأقلم وغيرها19؛ كالمساواة
خضوع هذه الشركات أيضا للمراقبة المالية من طرف الدولة طبقا لمقتضيات القانون
رقم 69.0020؛
إذا كانت شركات االقتصاد المختلط تتحرر من اإلجراءات المالية العامة نظرا
لخضوعها للقواعد المفروضة على الشركات التجارية ،ال من حيث القيد في السجل
التجاري أو مسك الدفاتر التجارية أو خضوعها للضريبة على األرباح واختصاص
القضاء التجاري في بعض المنازعات المترتبة عن نشاطها ،21فإنها مع ذلك تخضع
للمراقبة المالية من لدن المجلس األعلى والمجالس الجهوية للحسابات طبقا لمقتضيات
مدونة المحاكم المالية22؛
تمتيع الشخص المعنوي العام المساهم في شركة االقتصاد المختلط بحق تسيير الشركة
طبقا لقواعد القانون التجاري ،فضال عن تخويله ممارسة سلطات مهمة ضمانا للمصلحة
العامة ،ومنها مثال :تعيين المدير وأعضاء مجلس اإلدارة وممثليه في المجلس اإلداري
للشركة ،استخدام حق االعتراض التوفيقي أو المطلق على قرارات الجمعية العامة
للمساهمين أو المجلس اإلداري الذي يتنافى مع مقتضيات سير المرفق العام23؛
12
تخويل الشركات ذات االقتصاد المختلط إدارة مرفق عام ،باإلضافة إلى استفادة الشركة
من نظام استثنائي خاص يجيز لها التمتع بامتيازات غير مألوفة في نطاق القانون
الخاص ،كأن تتمتع باالحتكار ،كما هو الشأن بالنسبة للشركة المغربية لتركيب
السيارات SOMACAوهي شركة مساهمة مغربية تخضع للقانون الخاص ،ولكنها
ذات نظام استثنائي مكنها من احتكار العمليات المتعلقة بتركيب أجزاء السيارات.24
الفقرة الثانية :رشكات التنمية المحلية نموذجا
تعتبر شركات التنمية المحلية نموذجا مهما لتطبيق اإلدارة لقواعد القانون الخاص في
تدبير المرافق العمومية ،وتعد من اآلليات الحديثة التي تتيح للجماعات الترابية المساهمة
بشكل مباشر في تدبير المرافق العمومية ،وفي نفس اآلن االستفادة من قدرة القطاع الخاص
على االستثمار واعتماد اآلليات الحديثة للتدبير واإلنتاج ،وهو ما يفتقده عادة القطاع العام
بشقية المحلي والوطني.25
وبهذا فشركات التنمية المحلية هي من بين أهم وسائل التدخل االقتصادي بالنسبة
للجماعات الترابية ،بالنظر لخضوعها للقانون الخاص ،وكذا إلطارها القانوني المرن،26
وهو ما يمكنها من االستفادة من شروط أكثر مرونة من قواعد القانون العام ،وبذلك ،يمكن
اعتبار شركات التنمية المحلية ،الصيغة القانونية األكثر مرونة للشراكة بين الرأسمال العام
والرأسمال الخاص ،من أجل إنجاز مشاريع التنمية على المستوى المحلي.
وخول المشرع المغربي للجماعات ،إمكانية إنشاء شركات التنمية المحلية من القانون
17.08المعدل و المتمم للقانون رقم ،2778.00كشركات مساهمة ،تعبئ جهود المتدخلين
العموميين بمبادرة من الفاعلين الترابيين و تحفيز من الخواص إلنعاش االقتصاد المحلي،
13
وأكدتها القوانين التنظيمية للجماعات الترابية .28حيث نص المشرع من خالل القانون
التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات لسنة ،2015على المقتضيات التأطيرية المتعلقة
بإحداث شركات التنمية المحلية .فقد منح ،للجماعات ،أو مجموعاتها أو مجموعة الجماعات
الترابية ،إمكانية إحداث هذا الصنف من الهيئات ،أو المساهمة في رأسمالها ،أو تغيير
غرضها ،أو الزيادة في رأسمالها ،أو تخفيضه ،أو تفويته ،29وذلك عبر مقررات تداولية
تخضع وجوبا تحت طائلة البطالن لتأشيرة سلطات الوصاية اإلدارية ،30وحصر غرض
شركة التنمية المحلية ،في حدود األنشطة ذات الطبيعة االقتصادية ،صناعية كانت أو
تجارية ،والتي تدخل في اختصاصات الجماعات ومجموعاتها ،31واستثنى من ذلك تدبير
الملك الجماعي الخاص.32
وتخضع هذه الشركات لمقتضيات القانون رقم 17.95المتعلق بشركات المساهمة،33
حيث تأخذ شكل شركة مجهولة ،تخضع لمقتضيات القانون التجاري ،وقانون الشركات،
وللعا دات واألعراف التجارية ،مع ما يترتب عن ذلك؛ من ضرورة القيد بالسجل التجاري،
ومسك الدفاتر التجارية ،والخضوع للضريبة ،واختصاص القضاء التجاري فيما يخص
المنازعات الناشئة عن مزاولة نشاطها.
غير أنه ،وعلى الرغم من كونها شركات مساهمة ،تخضع للمقتضيات ذاتها ،التي
تخضع لها باقي شركات القطاع الخاص ،إال أنها تعتبر شركات ذات نظام قانوني خاص،
حيث يجب مراعاة بعض الشروط القانونية في إنشائها وتدبيرها ،ولعل من أهمها ما يلي:34
-28أحمد حضراني ،شركات التنمية المحلية و سؤال التدبير العمومي ،المجلة الغربية لألنظمة القانونية و السياسية ،العدد الخاص رقم
،12الرباط ،2019ص .31
-29المادة 92من القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات ،الصادر بتنفيذه الظهير رقم 85.15.1بتاريخ 20رمضان
1436هـ الموافق 7يوليوز ،2015ج ر ،عدد 6380بتاريخ 6شوال 1436هـ الموافق 23يوليوز .2015
-30نفس المرجع ،المادة .131
-31نفس المرجع ،المادتين 130و.131
-32نفس المرجع ،المادة .131
-33القانون رقم 95.17المتعلق بشركات المساهمة ،الصادر بتنفيذه ظهير رقم 124.96.11بتاريخ 14من ربيع األول 30( 1417
غشت ،)1996المنشور بالجريدة الرسمية عدد 4422بتاريخ 17أكتوبر ،1996ص .2320
-34المادة 131من القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات.
14
ال يمكن أن تقل مساهمة الجماعات ،في رأسمال شركة التنمية المحلية عن نسبة
%34وفي جميع األحوال ،ويجب أن تكون أغلبية رأسمال الشركة ،في ملك أشخاص
معنوية ،خاضعة للقانون العام؛
ال يجوز لشركة التنمية المحلية ،أن تساهم في رأسمال شركات أخرى؛
تكون مهمة ممثل الجماعة ،باألجهزة المسيرة لشركة التنمية المحلية مجانية ،غير أنه
يمكن منحه تعويضات عن التنقل والمهام؛
تأخذ مساهمة الجماعات في إطار شركات التنمية المحلية أشكال متنوعة ،من بينها؛
تقديم حصص مالية ،أو شراء أسهم من رأسمال الشركة ،أو تقديم عقارات .وبهذا
الخصوص ،يمكن أن تكون مساهمة الجماعة في رأسمال الشركة ،عبارة عن نقل
ملكية عقار جماعي خاص.35
-35دليل التعاون الالمركزي ،منشورات مركز التوثيق للجماعات المحلية ،المديرية العامة للجماعات المحلية ،وزارة الداخلية،
، 2005ص .15
15
الثان :تطبيق اإلدارة لقواعد القانون الخاص يف ر
تدبي األمالك ي المبحث
الخاصة والجبايات
إن دائرة المجاالت التي تطبق فيها اإلدارة قواعد القانون الخاص ال تشمل فقط مجال
المؤسسات والمقاوالت العمومية ،بل تتسع لتشمل مجاالت أخرى ،إذ نجد من بينها تدبير
الممتلكات الخاصة ،حيث تعتمد اإلدارة على قواعد القانون الخاص في هذا المجال ،كما تجد
قواعد القانون الخاص مكانا لها في مجال الجبايات ،وهو ما يتجسد من خالل تطبيق اإلدارة
الجبائية لقواعد القانون الخاص .وخالل هذا المبحث سنتناول بالتفصيل مظاهر تطبيق اإلدارة
لقواعد القانون الخاص في المجاالت المذكورة ،حيث سنخصص المطلب األول لمجال الملك
الخاص لإلدارة ،على أن نتناول في المطلب الثاني ،تطبيق اإلدارة الجبائية لقواعد القانون
الخاص.
16
الفرع األول :مفهوم الملك الخص لإلدارة و كيفية تكوينه
إن الحديث عن تدبير الممتلكات الخاصة لإلدارة ،يقتضي أوال التطرق إلى مفهوم الملك
الخاص لإلدارة ،وتوضيح بعض الخصائص التي تميزه ،هذا فضال عن تناول مختلف
الطرق واألساليب ،التي تلجأ إليها اإلدارة في سبيل اكتسابها لهذا النوع من األمالك ،وهو ما
سنتعرض إليه من خالل فقرتين ،حيث سنخصص األولى للحديث عن مفهوم الملك الخاص،
والثانية سنتناول فيها كيفية تكوين اإلدارة لملكها الخاص.
الفقرة األوىل :مفهوم الملك الخاص لإلدارة
لم يعرف المشرع المغربي الملك الخاص لإلدارة ،بحيث نجد ظهير فاتح يوليو
حدد قائمة للملك العام للدولة ،ولم يشر للملك الخاص للدولة ،وإنما فقط اكتفى 36
1914
بالتنصيص في الفصل الخامس منه ،على أنه يمكن إخراج بعض األمالك العمومية من حيز
التقييد ،إذا ظهر أنها ليست ذات منفعة عامة ،وبالتالي تصبح ملكا خاصا بالمخزن الشريف.
وفيما يتعلق بالملك الخاص للجماعات الترابية ،فقد اكتفى المشرع بالتعريف السلبي لألمالك
الخاصة ،حيث نص الظهير الشريف المتعلق بأمالك البلديات 37في فصله الخامس على أن
"تشتمل األمالك الخصوصية البلدية على جميع األمالك التي تملكها البلديات ،و لم تكن قد
خصصت صريحا بأمالكها العمومية" وهو نفس األمر الذي جاء به الظهير الشريف المتعلق
بأمالك الجماعات القروية الصادر في .381954
ويمكن تعريف الملك الخاص لإلدارة أو الدومين الخاص ،بأنه مجموع األموال التي تملكها
الدولة وغيرها من األشخاص المعنوية العامة ملكية خاصة ،وتخضع لقواعد القانون الخاص،
وذلك بغرض الحصول على ما تنتجه هذه األموال من إيرادات ،39بحيث يكون الملك
-36الظهير الشريف الصادر في فاتح يوليو 1914المتعلق باألمالك العمومية ،منشور بالجريدة الرسمية عدد ،62الصادرة بتاريخ 10
يوليو ،1914ص .276
-37ظهير شريف مؤرخ في 19أكتوبر 1921متعلق بأمالك البلديات ،صادر في الجريدة الرسمية عدد ،446الصادرة في 10نوفمبر
،1921لم يكتب رقم الصفحة.
-38ظهير شريف مؤرخ في 28يونيو 1954بشان األمالك التي تمتلكها الهيئات المزودة بجماعات إدارية ،صادر بالجريدة الرسمية
عدد ،2177الصادرة بتاريخ 16يوليوز ،1954ص .2027
-39صالح الدين حمدي ،المالية العامة ،منشورات زين الحقوقية ،بيروت ،لبنان ،الطبعة االولى ،2015 ،ص .100
17
الخاص لإلدارة معد لالستعمال الخاص ،ويحقق نفعا خاصا للفئة التي تستخدمه .40وذلك على
نقيض الملك العام لإلدارة ،والذي يخصص الستعمال العموم ولتحقيق النفع العام أو لتسيير
المرافق العمومية ،إما فعليا أو بنص القانون.
وعموما يمكن تحديد الصفات المميزة للملك الخاص لإلدارة فيما يلي:
وال ينحصر الملك الخاص لإلدارة فقط في ما هو عقاري ،فهو يشمل حتى المنقوالت،
42
حيث نجد من ضمن الموارد التي نصت المادة 11من القانون التنظيمي لقانون المالية
عليها "حصيلة بيع المنقوالت و العقارات" ،وهو ما يتجسد في قوانين المالية حينما تنص
على تقديرات المداخيل المتأتية من أمالك الدولة ،فإنها تشير إلى حصيلة بيع المنقوالت و
الحطام و المعدات الغير مستعملة ،وهذه كلها تدخل ضمن الممتلكات المنقولة الخاصة للدولة.
-40سوزي عدلي ناشد ،أساسيات المالية العامة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان ،الطبعة االولى ،2008 ،ص .94
-41القانون رقم 7.81المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة واالحتالل المؤقت كما تم تعديله و تتميمه ،الصادر بالظهير الشريف
رقم 1.81.254بتاريخ 6مايو 1982الصادر بالجريدة الرسمية عدد ،3685بتاريخ 15يونيه ،1983الصفحة .980
-42القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية ،الصادر بالظهير الشريف رقم 1.15.62بتاريخ 2يونيو ،2015المنشور بالجريدة
الرسمية عدد ،6370بتاريخ 18يونيو ،2015الصفحة .5810
18
نفس األمر جاءت به القوانين التنظيمية للجماعات الترابية ،43حينما نصت على حصيلة
بيع المنقوالت و العقارات ،ضمن موارد هذه الوحدات الترابية الالمركزية ،بذلك فهي تؤكد
معطى أن الملك ال خاص لإلدارة ال يمثل فقط الملك العقاري ،و إنما يشمل أيضا المنقوالت.
تتنوع طرق اكتساب اإلدارة للملك الخاص ،فهذه األخيرة قد تكتسب ملكا خاصا عن
طريق اعتمادها على امتيازات السلطة العامة،كما قد تكتسب الملك الخاص باعتمادها على
قواعد القانون الخاص ،هذا فضال عن أنها قد تتحصل على ملك خاص بها مجانا و بدون أي
مقابل.
إن العقارات التي يتم نزع ملكيتها من أجل المنفعة العامة وفقا ألحكام القانون رقم
،7.81هي عقارات في الغالب مخصصة إما لبناء منشئات عامة أو طرق أو مطارات أو
سدود إلى غير ذلك من المرافق العامة ،فمبدئيا هي تدخل ضمن مجال الملك العام لإلدارة،
مادامت مخصصة الستعمال العموم ولتسيير مرفق عام و لتحقيق المنفعة العامة.
لكن المنفعة العامة قد تقتضي أيضا نزع ملكية عقارات وضمها إلى الملك الخاص
ل لدولة ،أو ألحد األشخاص المعنوية العامة األخرى ،وبالتالي إدراج هذه العقارات المنزوعة
ملكيتها ضمن الملك الخاص لإلدارة ،حيث تقوم مديرية األمالك العامة التابعة لوزارة
االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة ،بإتباع مسطرة نزع الملكية ألجل المنفعة العامة وهو ما
ينص عليه المرسوم المنظم لوزارة االقتصاد و المالية 44في المادة 13بالنسبة لملك الدولة،
-43القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات الصادر بالظهير الشريف رقم 1.15.85بتاريخ 7يوليو ،2015الصادر
بالجريدة الرسمية عدد ،6380بتاريخ 23يوليوز ،2015الصفحة .6660
-القانون التنظيمي رقم 112.14المتعلق بالعماالت و األقاليم الصادر بالظهير الشريف رقم 1.15.84بتاريخ 7يوليو ،2015الصادر
بالجريدة الرسمية عدد ،6380بتاريخ 23يوليو ،2015الصفحة .6585
-القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات الصادر بالظهير الشريف رقم 1.15.83بتاريخ 7يوليو ،2015الصدر بالجريدة
الرسمية عدد ،6380بتاريخ 23يوليو ،2015الصفحة .6625
-44المرسوم رقم 2.07.995الصادر بتاريخ 23اكتوبر 2008بشان اختصاصات وتنظيم وزارة االقتصاد والمالية كما تم تعديله و
تتميمه ،الصادر بالجريدة الرسمية عدد ،5680بتاريخ 6نوفمبر ،2008الصفحة .4087
19
في حين يقوم رئيس الجماعة الترابية بإتباع المسطرة المذكورة بالنسبة ألمالك الجماعات
الترابية ،والجهة التي يمنحها قانون إحداث المؤسسة العمومية اختصاص إتباع مسطرة نزع
الملكية ،بالنسبة للمؤسسات العمومية.
كما قد يتم تغيير الغرض الذي من أجله قام الشخص العام بنزع ملكية العقارات وفقا
ألحكام المادة 39من القانون ،7.81وفي هذه الحالة من الممكن أن يكون الغرض األصلي
لنزع الملكية يفضي إلى إدخال العقارات منزوعة الملكية ضمن الملك العام ،وتحويل الغرض
الذي من أجله تمت عملية نزع الملكية من أجل المنفعة العامة ،قد يؤدي إلى تغيير
تخصيصه ،ويصبح هذا العقار بشكل كامل ملكا خاصا للشخص المعنوي العام ،السيما وأن
القانون المذكور نص في المادة 40على إمكانية بيع العقارات التي تتم نزع ملكيتها ألجل
المنفعة العامة.
إضافة إلى أن نزع الملكية قد يشمل أيضا نزع ملكية العقارات المجاورة ،والباقية
للعقارات المنزوعة ملكيتها ،والالزمة إلنجاز المنشآت أو العمليات التي تم اإلعالن على أنها
ذات منفعة عامة ،في حال إذا كان نزع ملكيتها ضروري لتحقيق هدف المنفعة العامة
المنشود ،أو أن إنجاز األشغال سيؤدي إلى الزيادة بشكل ملحوظ في قيمتها ،وتحدد طريقة
استعمال هذه العقارات وكذا كيفية بيعها في القرار نفسه المعلن عن المنفعة العامة أو في
قرار إداري الحق . 45وبهذا فإن هذا الجزء من العقارات المنزوعة ملكيتها ،قد يتم إدخاله
ضمن الملك الخاص لإلدارة.
تعمل اإلدارة على إخراج األمالك العمومية من مجال الملك العام وإدخاله في مجال الملك
الخاص ،بغرض تسهيل التعامل مع هذا الملك ،وذلك بقرار لرئيس الحكومة باقتراح من
وزير التجهيز بالنسبة ألمالك الدولة ،46وبالنسبة ألمالك الجماعات الترابية ،فإن
20
التحويل من الملك العام إلى الملك الخاص ،يتم بقرار لرئيس مجلس الجماعة الترابية،
بناء على مداوالت المجلس ،وبعد تأشير سلطات المراقبة اإلدارية.47
وقد يتم التحويل من الملك العام إلى الملك الخاص للجماعات الترابية بطريقة تلقائية في
حالة تغيير التهيئة أو عدم إنجازها .48فالمادة 29من القانون المتعلق بالتعمير 49تنص على
أنه" :يمكن أن يكون تصميم التهيئة بمثابة قرار تعين فيه األراضي المراد نزع ملكيتها...
ولهذه الغاية يجب أن ينص فيه على العقارات المراد نزع ملكيتها مع بيان مشموالتها
ومساحتها وأسماء من يحتمل أن يكونوا مالكين لها" ،وبالتالي فهذه العقارات التي تتم نزع
م لكيتها ،وفقا ألحكام المادة السابقة ،مبدئيا تدخل ضمن الملك العام ألنها الزمة إلنجاز
التجهيزات المطلوبة تحقيقا للمنفعة العامة ،لكن في حالة تغيير التهيئة ،وإخراج هذه العقارات
من األراضي الالزمة إلنجاز التجهيزات المتعلقة بتصميم التهيئة ،أو عدم إنجازها ،فإنها
تتحول تلقائيا إلى الملك الخاص ،على اعتبار أنها لم تعد مخصصة للمنفعة العامة.
حالة االقتناء بالتراضي الذي يتم تطبيقا ألحكام القانون رقم ،7.81الذي نص في المادة
42منه على لجنة تسمى "لجنة التقويم" تعمل على تحديد تعويض مقابل العقارات التي تتم
نزع ملكيتها ،وبالتالي فإن االتفاق الذي يتم بين نازع الملكية ،والمنزوعة ملكيته بالتراضي
على أساس ما هو مضمن في مقرر التخلي ،وكذلك على أساس المبلغ المقترح من قبل لجنة
21
التقويم ،فهو يخضع للقانون رقم ،7.81وينتج نفس اآلثار التي تترتب عن الحكم الصادر
بنزع الملكية 50،ويعتبر عقدا إداريا.51
وحالة االقتناء التي تتصرف فيها األشخاص المعنوية العامة كأشخاص خاصة ،وتتجرد
من امتيازات السلطة العامة ،بحيث يقوم الشخص العام ،باقتناء عقار أو منقول بموجب عقد
خاضع ألحكام القانون الخاص ،كما هو الشأن بالنسبة لما ينص عليه المرسوم المتعلق
بالصفقات العمومية ،52فيما يتعلق باألعمال التي من الممكن أن تكون موضوع عقود قانون
عادي ،والذي نص في الملحق األول منه على مجموع هذه األعمال ،حيث نجد من بينها على
سبيل المثال اقتناء العربات واآلليات.
إن المنقوالت التي تصبح غير القابلة لالستعمال (سيارات ،حواسيب ،معدات ،)...تدخل
بدورها ضمن الملك الخاص لإلدارة ،كون أن هذه المنقوالت مع مرور الزمن فهي تتقادم
وتهتلك ،وبالتالي ال تصبح لها فائدة ،وال يتم استعمالها ،وبذلك فهي تخرج عن دائرة الملك
العام للدولة بحكم الواقع ،ولو لم يتم استخرجها من الملك العام وإدخالها ضمن الملك الخاص
بمقتضى قرارات إدارية ،لكونها لم تعد مرصودة الستعمال العموم وال لتسيير مرافق
عمومية وال لتحقيق المنفعة العامة ،مما يتيح لإلدارة أن تفوتها ،وتستفيد ماديا من عملية
التفويت ،طبقا للمساطر المعمول بها.
وعلى هذا األساس فإن المنقوالت التي يتم تفويتها ،قد تتحصل عليها اإلدارة في األصل
عن طريق صفقة عمومية ،متمثلة في صفقة توريد التي ينص عليها مرسوم الصفقات
العمومية ،مما يجعل من الصفقات العمومية إحدى الوسائل التي قد تكتسب عبرها اإلدارة
أمالكها الخاصة.
22
خامسا :االكتساب بالمجان
خاصة فيما يتعلق بالممتلكات التي تتم مصادرتها بأحكام قضائية مكتسبة لقوة الشيء
المقضي به ،السيما فيما يتعلق بجرائم غسيل األموال .كما نجد الهبات والوصايا من ضمن
الطرق التي تتحصل بموجبها الدولة ،وباقي أشخاص القانون العام األخرى ،على أمالك
خاصة مجانا .والتركات الشاغرة أيضا ،أي األراضي التي ال مالك لها طبقا ألحكام المادة
222من مدونة الحقوق العينية ،53أو في حالة تخلي الدولة بالمجان لفائدة الجماعات الترابية
على بعض أمالكها الخاصة ،كما ينص على ذلك الظهير الشريف رقم 1.62.308المتعلق
باإلذن في التخلي للجماعات القروية بدون عوض عن قطع أرض مخزنية الزمة لبناء دور
جماعية.54
إن مجمل هذه األساليب تتيح لإلدارة تكوين رصيدا عقاريا ومنقوال خاص بها،
تتصرف فيه كما يتصرف الخواص في ممتلكاتهم ،غير إن المالحظ من طرق اكتساب الملك
الخاص لإلدارة ،هو أن أغلبها يتم باستعمال اإلدارة المتيازات السلطة العامة ،فباستثناء
االقتناء بالتراضي الذي يتم بناء على عقد خاضع للقانون الخاص ،فإن كل الحاالت األخرى
التي تكتسب فيها اإلدارة ملكها الخاص ،تتم باستعمال امتيازات السلطة العامة.
الثان :ر
تدبي الملك الخاص لإلدارة ي الفرع
على عكس اكتسابه ،فإن تدبير الملك الخاص لإلدارة والتصرف فيه يتم في مجمله وفقا
لقواعد القانون الخاص .وهو ما سنعمل على توضيحه من خالل هذا الفرع ،حيث سنقوم أوال
بتحديد األجهزة المكلفة بتدبير الملك الخاص لكل من الدولة والجماعات الترابية و المؤسسات
العم ومية (الفقرة األولى) ،لننتقل بعد ذلك ،ونخوض في إبراز أوجه تطبيق قواعد القانون
الخاص من قبل األشخاص لمعنوية العامة في تدبير ملكها الخاص (الفقرة الثانية).
-53القانون رقم 39.08المتعلق بمدونة الحقوق العينية الصادر بالظهير الشريف رقم 1.11.178بتاريخ 22نوفمبر ،2011الصادر
بالجريدة الرسمية عدد ،5998بتاريخ 24نوفمبر ،2011الصفحة .5587
-54الظهير الشريف رقم 1.62.308المتعلق باإلذن في التخلي للجماعات القروية بدون عوض عن قطع أرض مخزنية الزمة لبناء
دور جماعية الصادر بتاريخ 7شتنبر ،1963بالجريدة الرسمية عدد ،2656بتاريخ 20شتنبر ،1963الصفحة .2190
23
بتدبي الملك الخاص لإلدارة
ر الفقرة األوىل :األجهزة المختصة
يخضع جزء من الملك الخاص بالدولة في تدبيره لمديرية األمالك العامة التابعة لوزارة
االقتصاد والمالية و إصالح اإلدارة ،والتي تختص حسب المادة 13من المرسوم المتعلق
باختصاص وتنظيم وزارة االقتصاد والمالية ،بتكوين وتدبير ملك الدولة الخاص غير الملك
الغابوي ،وتصفية وضعيته القانونية ،وكذلك بتفويت المساكن واألراضي التابعة لملك الدولة
الخاص ،إضافة إلى بيع المعدات الغير صالحة لالستعمال و الحطام البري و البحري ،وكذا
تمار ومحصالت ملك الدولة الخاص والعام غير الملك الغابوي.
وجزء آخر يخضع في تدبيره للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر،
حيث تختص حسب المادة 6من المرسوم المتعلق بتحديد اختصاصات وتنظيم المندوبية
السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ،55بالحفاظ على الملك الغابوي للدولة واألمالك
الخاضعة للنظام الغابوي.
وبالنسبة لألمالك الخاصة للجماعات الترابية ،فان الجهات المختصة بتدبير الملك
الخاص تتنوع إلى أجهزة منتخبة ،وأخرى إدارية.
األجهزة المنتخبة يقصد بها تلك المتدخلة في تدبير األمالك على صعيد الجماعات
الترابية ،أي مجلس الجماعة الترابية ورئيس المجلس .فالقوانين التنظيمية للجماعات الترابية،
منحت اختصاص تدبير الممتلكات الخاصة بهذه الوحدات الترابية ،إلى كل من مجلس
الجماعة الترابية ورئيس المجلس ،حيث يعمل هذا األخير على القيام بجميع األعمال المتعلقة
بتدبير ممتلكات الجماعة الترابية ،من خالل قرارات إدارية ،وذلك في حدود مداوالت
مجالس الجماعات الترابية .مع العلم أن مقررات هذه المجالس تخضع لتأشيرة السلطات التي
56
تمارس المراقبة اإلدارية على الجماعات الترابية.
-55مرسوم رقم 2.04.503بتحديد اختصاصات وتنظيم المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ،الصادر في فاتح فبراير
،2005بالجريدة الرسمية عدد ،5292بتاريخ 17فبراير ،2005الصفحة .612
-56محمد حيمود ،مالية الجماعات الترابية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة االولى ،2017،ص 51الى.53
24
أما األجهزة اإلدارية ،فهي تلك األجهزة المتدخلة في تدبير ممتلكات الجماعات الترابية،
والتي تساعد األجهزة المنتخبة في عملية التدبير ،ويتعلق األمر بكل من اللجنة اإلدارية
للتقويم ،وكذا مصلحة الممتلكات في إدارة الجماعات الترابية ،حيث تقوم هذه األجهزة بأعمال
جد مهمة في مجال تدبير الممتلكات ،تتمثل في تحديد قيمة العقارات وثمن اقتناءها وكرائها،
أو المعاوضة إلى غيرها من المهام التي لها أهمية بالغة في هذا اإلطار ،وإن كانت الجماعات
57
الترابية تفتقر لمثل هذه المصالح.
وفيما يتعلق بالممتلكات الخاصة للمؤسسات العمومية ،فإن األجهزة التقريرية لهذه
المؤسسات والتي غالبا ما تأخذ شكل مجلس إدارة ،هي من يتكلف بتدبير أمالكها الخاصة.
فاألجهزة التقريرية بالمؤسسات العمومية ،تتمتع بجميع السلط والصالحيات إلدارة المؤسسة،
والتي نجد من بينها المصادقة على االتفاقيات والعقود التي تبرمها المؤسسة العمومية ،ويمكن
لألجهزة التقريرية أن تفوض بعض صالحياتها لألجهزة التنفيذية بالمؤسسة العمومية.58
إن تدبير الملك الخاص لإلدارة ،يتم في مجمله وفقا لقواعد القانون الخاص ،فاإلدارة في
تدبيرها لملكها الخاص ،تتعامل بموجب عقود خاضعة للقانون الخاص ،والنزاعات التي تنشأ
عن هذه العقود يختص بالنظر فيها القضاء العادي .وتتصرف اإلدارة في ممتلكاتها الخاصة،
كما يتصرف األفراد في ممتلكاتهم الخاصة ،بحيث يمكن استعمالها واستغاللها والتصرف
فيها بجميع أنواع التصرفات القانونية (بيع ،كراء ،معاوضة .)...غير أن هذه العمليات
تخضع لمجموعة من القواعد و المساطر بغرض حماية هذه الممتلكات.59
25
أوال :الكراء
عرف الفصل 627من قانون االلتزامات و العقود 60الكراء بأنه" :عقد بمقتضاه يمنح
أحد طرفيه لآلخر منفعة منقول أو عقار ،خالل مدة معينة في مقابل أجرة محددة ،يلتزم
الطرف اآلخر بدفعها له".
تلجأ اإلدارة إلى كراء ممتلكاتها الخاصة ،سواء لألشخاص العاديين ،أو االعتباريين،
الخاضعين للقانون العام أو الخاص ،بموجب عقود كراء ينظمها قانون االلتزامات و العقود،
وعلى عكس الممتلكات العامة ،التي تكون موضوع رخص احتالل مؤقت للملك العام .
هذا ويتنوع كراء األمالك الخاصة إلى نوعين ،إما عقد كراء عادي ،ويقصد به األكرية التي
ال تتجاوز مدتها ثماني عشرة ( )18سنة ،وتنقسم بدورها الى نوعين ،أكرية تساوي أو تقل
مدتها عن عشر ( )10سنوات ،وأكرية تتجاوز مدتها عشرة ( )10سنوات .ثم األكرية طويلة
األمد والتي تفوق مدتها ثماني عشرة ( )18سنة ،وال تتجاوز تسعا وتسعين ( )99سنة ،وال
61
يجوز تجديد مدة هذا الكراء عند االنتهاء.
ثانيا :المعاوضة
جاء قانون االلتزامات والعقود بتعريف للمعاوضة حيث نص بأنها " :عقد بمقتضاه
يعطي كل من المتعاقدين لآلخر على سبيل الملكية ،شيئا منقوال ،أو عقاريا ،أو حقا معنويا،
في مقابل شيء أو حق أخر من نفس نوعه أو من نوع آخر".62
وفي حال كن أحد العوضين أكثر قيمة من اآلخر ،يسوغ تعويض الفرق بنقود أو
بغيرها من األشياء ،إما معجال أو آجال.63
-60ظهير 12أغسطس 1913بمثابة قانون لاللتزامات و العقود كما وقع تغييره وتتميمه.
-61دليل أمالك الجماعات المحلية ،المديرية العامة للجماعات المحلية ،الطبعة االولى ،2009 ،ص .12-11
-62الفصل 619من قانون االلتزامات و العقود.
-63الفصل 621من نفس القانون.
26
إما أن يكون العقار أو المنقول الممنوح من قبل اإلدارة ،أكثر قيمة من العقار أو
المنقول الذي منحه المتعاقد مع اإلدارة ،وفي هذه الحالة يدفع المتعاقد مع اإلدارة
تعويضا على هذه القيمة الزائدة ،إما بالنقود أو شيء آخر ،ويسمى بالشيء المدرك أو
المعدل.
الحالة التي يكون فيها العقار أو المنقول الممنوح من لدن المتعاقد مع اإلدارة ،أعلى
قيمة من العقار أو المنقول الممنوح من طرف اإلدارة ،وبالتالي تلزم اإلدارة في هذه
الحالة بتعويض هذه القيمة الزائدة.
والحالة التي يكون فيها العقار أو المنقول الممنوح من اإلدارة ،يساوي ما منحه
المتعاقد مع اإلدارة ،فإن طرفي العقد ال يلزمان بأي تعويض.
ثالثا :البيع
يعرف قانون االلتزامات والعقود عقد البيع بأنه" :البيع عقد بمقتضاه ينقل أحد
المتعاقدين لآلخر ملكية شيء أو حق في مقابل ثمن يلتزم هذا اآلخر بدفعه له".64
ويتم بيع عقارات الدولة بموجب عقد بيع ،وذلك بعد ترخيص بقرار للوزير المكلف
بالمالية ،حيث تباع عن طريق المزاد العلني ،ما عدا إذا نصت أحكام تشريعية أو تنظيمية
على خالف ذلك ،كما يمكن بيعها بالتراضي في حالة كان البيع لفائدة جماعة ترابية أو
مؤسسة أو مقاولة عامة ،أو لفائدة المالك على الشياع مع الدولة إذا كان تقسيم العقارات غير
قابل لالستغالل العقالني ،أو في حالة بيعها لألشخاص الطبيعيين أو المعنويين قصد إنجاز
مشروع استثماري ،إذا كانت القيمة التجارية الفعلية للعقار المراد بيعه ،ال تتجاوز عشرة
( )10في المائة من التكلفة التقديرية اإلجمالية للمشروع.65
غير أن بيع عقارات الدولة يرخص من قبل والة الجهات ،عندما يتعلق األمر بإنجاز
مشاريع استثمار تقع داخل نفوذهم الترابي ،والتي يقل مبلغها عن مائتي مليون
27
200.000.000درهم ،وذلك في قطاعات الصناعة والتصنيع الفالحي والمعادن والسياحة
66
والصناعة التقليدية والسكن والتعليم والتكوين والسياحة والطاقة.
هذا ويمكن بيع الممتلكات والمنقوالت التي لم تعد قابلة لالستعمال ،وأمكن بيعها في
المزاد العلني ،ويمكن مخالفة هذه القاعدة بموجب مقرر لوزير المالية ،وكذلك فيما يتعلق ببيع
67
األشياء ذات القيمة الضئيلة ،والتي يجري على بيعها أو تخصيصها أنظمة خاصة.
أما فيما يتعلق ببيع عقارات ومنقوالت الجماعات الترابية ،فإن ذلك يتم بناء على قرار
لرئيس المجلس تنفيذا لمداوالت مجلس الجماعة ،وبعد تأشيرة السلطات المختصة بممارسة
المراقبة اإلدارية على أعمال الجماعات الترابية ،حيث يتم التفويت عبر المزاد العلني كقاعدة
عامة ،أو بالمراضاة في الحاالت التي ينص عليها القانون.68
يمكن للجماعات الترابية أن تساهم في رأسمال ،أو أن تزيد في رأسمال شركات التنمية
التي نصت عليها القوانين التنظيمية للجماعات الترابية ،وذلك بقرار لرئيس مجلس الجماعة
الترابية وبعد تأشيرة سلطات المراقبة اإلدارية ،ويمكن أن تأخذ مساهمة الجماعات الترابية
شكل تقديم عقارات تابعة للملك العقاري الخاص بالجماعة الترابية ،وفي هذه الحالة فان
المديرية العامة للجماعات الترابية التابعة لوزارة الداخلية تقوم بدراسة الملف والتأكد من
ملكية الجماعة الترابية للعقار ،وتحديد قيمته من طرف اللجنة اإلدارية للتقييم التي سبق
وذكرناها.69
28
الثان :تطبيقات اإلدارة الجبائية لقواعد القانون الخاص
ي المطلب
عند حديثنا عن تجليات تطبيق قواعد القانون الخاص في المجال الجبائي ،نجد العديد
من التمظهرات التي تجسد تطبيق قواعده على مستوى القانون الجبائي.
فلنستهل حديثنا ولنأخد بالمسلمات في هذا الباب ،كما هو معروف فالضريبة على
الشركات هي ضريبة تطبق على مجموع الحاصالت واألرباح والدخول المحصل عليها من
قبل الشركات أو غيرها من األشخاص المعنويين فهذه الشركات واألشخاص تخضع في
تنظيمها الى قواعد القانون المدني ،الجزء المتعلق بالشركات المنصوص عليه في قانون
االلتزامات والعقود والقوانين التجارية.70
كذلك حتى في كالمنا عن أنواع الضرائب ،هنالك الضريبة على الدخل وبالتالي فهي
تخاطب دخول األشخاص الطبيعيين أو المعنويين سواء كانت دخوال مهنية أو فالحية ،هذه
المعامالت في غالبها تنظم عن طريق القانون الخاص كالبيع و المعاوضة.71...
فمن خالل هذا المطلب سنعالج تطبيق قواعد القانون الخاص على مستوى تحصيل
الديون العمومية (الفرع األول) ،ثم على مستوى التقادم في الوعاء الضريبي و في مسطرة
التحصيل (الفرع الثاني).
الفرع األول :تطبيق قواعد القانون الخاص عىل مستوى تحصيل الديون العمومية
كان لها العديد من اإلشارات لتطبيق قواعد القانون الخاص في 72
مدونة الضرائب
بنودها ،فالمادة 20من هذه المدونة تشير بطريقة صريحة الى أداء الضرائب والرسوم
والديون العمومية بواسطة الشيك ،األمر الذي يحيل على األوراق التجارية باعتبارها أوراقا
لها كفاية ذاتية ككونها وسيلة من وسائل األداء واالئتمان ،و هذا ما دفع التجار الى التعامل
بها وحتى المؤسسات العمومية ،فالشيك لم يعرفه المشرع المغربي ،ليعرفه بعض الفقه على
70ـ ربيعة غيث ،الشركات التجارية ،مطبعة دار القلم ،الرباط ،الطبعة االولى ،2019ص .6
71ـ نصير مكاوي ،تأويل القاضي اإلداري لقواعد القانون الضريبي ،أطروحة لنيل الدكتوراه ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية سال 23 ،دجنبر ،2013ص .269
- 72المدونة العامة للضرائب المحدثة بموجب المادة 5من قانون المالية رقم 43.06للسنة المالية 2017الصادر بتنفيذه الظهير
الشريق رقم 1.06.232بتاريخ 31ديسمبر 2006المنشور بالجريدة الرسمية عدد 5487بتاريخ فاتح يناير . 2007الصفحة 3
29
أنه" :ورقة مكتوبة وفقا لبيانات حددها القانون تتضمن أمرا صادرا من شخص (الساحب)
الى شخص أخر يكون دائما مؤسسة بنكية (المسحوب عليه) بأن يدفع مبلغا من النقود لفائدة
شخص ثالث (المستفيد) أو لفائدة الحامل".73
هنا نالحظ كيف تؤثر قواعد القانون التجاري على طرق األداء كمبدأ يهدف في عمقه
تبسيط المساطر االدارية المتعلقة بتحصيل الديون العمومية ،ليبقى أمر الكمبيالة أو السند
ألمر ،غير منصوص عليه في جانب طرق األداء على الرغم من كونهما أيضا أوراقا
تجارية كالشيك.
كذلك تشير المادة 59من نفس المدونة الى تصرفين من تصرفات القانون الخاص،
يتعلق التصرف األول بالحجز حسب منطوق الفصل 54من نفس القانون ،حيث يتم الحجز
على األثاث واألمتعة المنقولة والمحاصيل والثمار تنفيذا للترخيص المشار إليه في المادة 46
أعاله بطلب من المحاسب المكلف بالتحصيل وطبقا ألحكام قانون المسطرة المدنية هذا في
حالة عدم األداء ،أما التصرف الثاني يمتد وقعه الى بيع هاته المحجوزات طبقا لقواعد قانون
من خالل الفصول من 462الى 468عن طريق المزاد العلني ،هذا 74
المسطرة المدنية
من خالل 75
ناهيك عن وجود فصول أخرى كمدونة الجمارك والضرائب الغير المباشرة
الفصل 106الى 110ومن خالل الفصل 278المنظمة لعملية بيع البضائع المحجوزة
والبضائع المتخلى عنها من خالل البيع عن طريق المزاد العلني ،البيع بطريقة طلب عروض
أثمان ثم البيع بطريق التراضي المشترك.
مع إمكانية اللجوء إلى اإلكراه البدني لتحصيل الضرائب والرسوم والديون العمومية
األخرى لكن ان كانت مسطرة اإلكراه البدني تمس كرامة اإلنسان و عزة نفسه ،فهذا اإلخاء
ال يمكن تطبيقه في حق اإلدارة الممتنعة عن التنفيذ ،فاإلدارة هي شخص معنوي في
73حسن رقيب ،الكفاية الذاتية لوسا ئل التسديد و القرض ،مقاربة أولية لتعامل المؤسسات العمومية باألوراق التجارية ،مطبعة دار
القلم ،الرباط ،ط ، 2019 2018ص . 79
74الظهير الشريف بمثابة قانون رقم 1.74.447بالمصادقة على نص قانون المسطرة المدنية الصادر بتاريخ 28شتنبر 1974
بالجريدة الرسمية عدد 3230بتاريخ 30شتنبر 1974الصفحة 2741
- 75الظهير الشريف بمثابة قانون رقم 1.77.339الصادر بتاريخ 9اكتوبر 1977بالمصادقة على مدونة الجمارك والضرائب غير
الم باشرة الراجعة إلدارة الجمارك والضرائب غير مباشرة المنشور بالجريدة الرسمية عدد 3389بتاريخ 13اكتوبر . 1977الصفحة
2982
30
استعمالها لهذه المسطر ة يجب أن تسخر القوة العمومية التابعة لإلدارة نفسها ،إذ كيف يمكن
إكراه من له سلطة اإلكراه.
- 76القانون رقم 15.95المتعلق بمدونة التجارة الصادر بالظهير الشريف رقم 1.96.83بتاريخ فاتح اغسطس 1996المنشور
بالجريدة الرسمية عدد 4418بتاريخ 3اكتوبر 1996الصفحة 2187
72ـ زهير بونعامية ،إمكانات استخالص الديون الضريبية من خالل مساطر صعوبات المقاولة ،مجلة القضاء اإلداري ،العدد 7الصادر
،2015ص .94
- 78القانون رقم 15.97بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية الصادر بالظهير الشريف رقم 1.00.175بتاريخ 3ماي 2000و
المنشور بالجريدة الرسمية عدد 4800بتاريخ فاتح يونيو 2000الصفحة 1256
31
هذه الديون بمجرد استحقاقها يجوز للدولة المطالبة بتسديدها ،إال أن تحصيلها يحدده
المشرع المغربي داخل آجال قانونية محددة ،بتجاوزها ال يحق للدولة استخالصها لكونها
تسقط بفعل التقادم.
فالتقادم يعتبر ركنا رئيسيا يُنظم قواعد القانون الخاص ،ففي النظرية العامة للعقود
مثال ،العقد القابل لإلبطال يصححه التقادم فتسقط به دعوى اإلبطال بعد مرور سنة .
أما التقادم في المادة الضريبية هو سقوط حق اإلدارة الضريبية سواء كانت المديرية
العامة للضرائب أو الخزينة العامة للملكة بمطالبة الملزم بأداء الضريبة المتقادمة ،يقابله
اكتساب حق آخر يُمنح للملزم وهو عدم المطالبة بمبلغ الضريبة المستحقة بعد مرور مدة
معينة.
يقصد بالوعاء األساس أو المادة الخاضعة للضريبة ،سواء كان رأسماال أو دخال...
ويقصد بتقادم الوعاء الضريبي ذلك األجل الممنوح لإلدارة قصد تحصيل الضريبة و هذا
األجل نظمته المادة 232من المدونة العامة للضرائب كأجل عام.
بينما التحصيل هو مجموع العمليات واإلجراءات التي تهدف الى حمل مديني الدولة
والجماعات الترابية وهيأتها والمؤسسات العمومية على تسديد ما بذمتهم من ديون بمقتضى
القوانين واألنظمة الجاري بها العمل أو الناتجة عن أحكام القرارات والقضاء.
فمن الناحية المنطقية ال يمكن تحصيل الضريبة إال بعد إشعار الملزم و منحه اآلجال
القانونية الكافية ألداء ما عليه من دين لفائدة خزينة الدولة ،حيث ينص المشرع في الفصل
123مدونة تحصيل الديون العمومية:
مع اإلشارة على أنه ينقطع التقادم المشار إليه بكل إجراء من إجراءات التحصيل
الجبري الذي يتم بمسعى من المحاسب المكلف بالتحصيل ،أو بإحدى اإلجراءات المنصوص
عليها في الفصلين 411و 418من الظهير الشريف بمثابة قانون االلتزامات والعقود .
32
مع اإلشارة في األخير أن المشرع المغربي لم ينظم اإلثبات في المادة الضريبية
بموجب نصوص خاصة وهو ما يقتضي الرجوع إلى القواعد المنظمة لإلثبات في قانون
االلتزامات والعقود مع استبعاد بعض من آلياته كاليمين...79
من هنا نالحظ أن اإلدارة الجبائية تنهل من قواعد القانون الخاص ما ينفعها وما يصلح
لها لتنظيم مجالها بما ال يتعارض مع مقتضيات القانون الضريبي وسيادته.
33
خاتمة:
يمكن القول أن تطبيق اإلدارة لقواعد القانون الخاص أصبح أمرا مسلما به وعاديا في
زمننا هذا ،نظرا الزدياد عدد المرافق العمومية ذات الصبغة االقتصادية والصناعية
والتجارية ،حيث أثبتت قواعد القانون اإلداري عجزها عن مواكبة هذا التطور الذي شهده
هذا القطاع ،مما يدعو اإلدارة إلى االستعانة بقواعد القانون الخاص .كما أن دائرة المجاالت
التي تطبق فيها قواعد القانون الخاص ال تنحصر فقط على تسيير وإدارة المرافق العمومية،
بل اتسعت لتشمل أيضا اإلدارة الجبائية على مستوى تحصيل الديون العمومية وكذلك على
مستوى التقادم في الوعاء الضريبي وفي مسطرة التحصيل ،وكذلك تدبير األمالك الخاصة
للدولة ،حيث يالحظ أن اإلدارة تعمل على استعارة بعض مبادئ وأحكام القانون الخاص
وتطبيقها.
34
الئحة المراجع
الكتب:
ربيعة غيث ،الشركات التجارية ،مطبعة دار القلم ،الرباط ،الطبعة االولى،
.2019
أحمد أجعون ،نشاط ووسائل االدارة وفقا للتشريع المغربي ،منشورات المجلة
المغربية لألنظمة القانونية و السياسية ،العدد الخاص رقم،8مطبعة النجاح
الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة الثانية. 2018
حسن رقيب ،الكفاية الذاتية لوسائل التسديد و القرض ،مقاربة أولية لتعامل
المؤسسات العمومية باألوراق التجارية ،مطبعة دار القلم ،الرباط ،ط2018
. 2019
محمد حيمود ،مالية الجماعات الترابية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء،
الطبعة االولى.2017 ،
حسن احجيج" ،التدبير العمومي الجديد شركات الدولة بين قيم الخدمة العمومية
وقيم المقاولة" ،الطبعة األولى ،مطبعة مريم ،الدار البيضاء.2017 ،
أحمد أجعون " ،نشاط ووسائل اإلدارة وفقا للتشريع المغربي " ،منشورات مجلة
الحقوق /سلسلة الدراسات واألبحاث ،العدد ،11مطبعة المعارف الجديدة،
الرباط.2016 ،
نجاة خلدون ،العمل االداري ،مطبعة دعاية ،سال ،الطبعة االولى.2015 ،
صالح الدين حمدي ،المالية العامة ،منشورات زين الحقوقية ،بيروت ،الطبعة
االولى.2015 ،
إبراهيم كومغار ،المرافق العامة الكبرى على نهج التحديث ،مطبعة النجاح
الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة األولى سنة .2009
عدلي ناشد ،أساسيات المالية العامة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان،
الطبعة االولى.2008 ،
35
عبد هللا حداد ،الوجيز في قانون المرافق العمومية الكبرى ،منشورات عكاظ،
الرباط ،الطبعة الثالثة.2006 ،
أحمد بوعشيق ،المرافق العامة الكبرى ،دار النشر المغربية.1999 ،
عبد هللا حداد ،المرافق العمومية الكبرى ،منشورات عكاظ.1997 ،
ميشيل روسي ،المؤسسات اإلدارية المغربية ،تعريب :إبراهيم زياني ومصطفى
أجدبا ونور الدين الراوي ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء.1993 ،
األطروحات والرسائل الجامعية:
نصير مكاوي ،تأويل القاضي االداري لقواعد القانون الضريبي ،أطروحة لنيل
الدكتوراه ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية سال 23 ،دجنبر .2013
حليمة الهادف ،التدبير العمومي المحلي وإشكالية التحديث ،أطروحة لنيل
الدكتوراه في القانون العام ،كلية العلوم القانوني واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة
محمد الخامس-أكدال ،الرباط ،السنة الجامعية .2012-2011
المجالت والمقاالت:
أحمد حضراني ،شركات التنمية المحلية وسؤال التدبير العمومي ،المجلة الغربية
لألنظمة القانونية والسياسية ،العدد الخاص ،12الرباط .2019
خالد أحربيل ،النظام القانوني للشركات ذات االقتصاد المختلط ،مجلة منازعات
األعمال ،العدد ،17أكتوبر .2016
محمد األعرج ،القانون اإلداري المغربي ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة
المحلية والتنمية ،سلسلة مواضيع الساعة ،الطبعة الرابعة.2015 ،
زهير بونعامية ،إمكانات استخالص الديون الضريبية من خالل مساطر صعوبات
المقاولة ،مجلة القضاء اإلداري ،العدد 7الصادر .2015
محمد عبد الحي بنبيدي ،شركات الدولة ،مجلة قانون و أعمال ،العدد الرابع
36
عبد اللطيف بروحو ،المرافق العمومية المحلية بين التدبير المفوض وشركات
التنمية المحلية ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد ،104ماي -يونيو
.2012
محمد األعرج" :طرق تدبير المرافق العامة بالمغرب" ،منشورات المجلة
المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية ،عدد ،52
.2004
النصوص القانونية:
37
القانون رقم 39.08المتعلق بمدونة الحقوق العينية الصادر بالظهير الشريف رقم
1.11.178بتاريخ 22نوفمبر ،2011الصادر بالجريدة الرسمية عدد ،5998
بتاريخ 24نوفمبر ،2011الصفحة .5587
المرسوم رقم 2.07.995الصادر بتاريخ 23اكتوبر 2008بشان اختصاصات
وتنظيم وزارة االقتصاد و المالية كما تم تعديله و تتميمه ،الصادر بالجريدة
الرسمية عدد ،5680بتاريخ 6نوفمبر ،2008الصفحة 4087.
المدونة العامة للضرائب المحدثة بموجب المادة 5من قانون المالية رقم 43.06
للسنة المالية 2017الصادر بتنفيذه الظهير الشريق رقم 1.06.232بتاريخ 31
ديسمبر 2006المنشور بالجريدة الرسمية عدد 5487بتاريخ فاتح يناير 2007
.الصفحة .3
مرسوم رقم 2.04.503بتحديد اختصاصات و تنظيم المندوبية السامية للمياه و
الغابات و محاربة التصحر الصادر في فاتح فبراير ،2005بالجريدة الرسمية
عدد ،5292بتاريخ 17فبراير ،2005الصفحة .612
القانون رقم 69.00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشئات العامة وهيئات
أخرى ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.03.195الصادر بتاريخ 11
نوفمبر ،2003المنشور بالجريدة الرسمية عدد 5170بتاريخ 18ديسمبر
،2003ص .4240
القانون رقم 78.00المتعلق بالميثاق الجماعي .الصادر بتنفيذه الظهير الشريف
رقم 1.02.297بتاريخ 3اكتوبر ،2002المنشور بالجريدة الرسمية عدد 5058
بتاريخ 21نوفمبر . 2002الصفحة ،3468كما وقع تغييره و تمميه بالقانون
17.08الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ،1.08.153بتاريخ 18فبراير
،2009منشور بالجريدة الرسمية عدد ،5711بتاريخ 23فبراير ،2009ص
.536
القانون رقم 62.99المتعلق بمدونة المحاكم المالية ،الصادر بتنفيذه الظهير
الشريف رقم 1.02.124بتاريخ 13يونيو ،2002المنشور بالجريدة الرسمية
38
عدد 6-5030بتاريخ 15أغسطس ،2002ص ،2294كما وقع تتميمه وتغييره
بموجب القانون رقم 06.52الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.07.199
بتاريخ 30نونبر ،2007المنشور بالجريدة الرسمية عدد 5679بتاريخ 3نونبر
،2008ص .4010
لقانون رقم 15.97بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية الصادر بالظهير
الشريف رقم 1.00.175بتاريخ 3ماي 2000و المنشور بالجريدة الرسمية عدد
4800بتاريخ فاتح يونيو 200الصفحة .1256
القانون رقم 95.17المتعلق بشركات المساهمة ،الصادر بتنفيذه ظهير رقم
124.96.11بتاريخ 14من ربيع األول 30( 1417غشت ،)1996المنشور
بالجريدة الرسمية عدد 4422بتاريخ 17أكتوبر ،1996ص .2320
القانون رقم 15.95المتعلق بمدونة التجارة الصادر بالظهير الشريف رقم
1.96.83بتاريخ فاتح اغسطس 1996المنشور بالجريدة الرسمية عدد 4418
بتاريخ 3اكتوبر 1996الصفحة .2187
القانون رقم 7.81المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة وباالحتالل المؤقت
كما تم تعديله و تتميمه ،الصادر بالظهير الشريف رقم 1.81.254بتاريخ 6مايو
1982الصادر بالجريدة الرسمية عدد ،3685بتاريخ 15يونيه ،1983الصفحة
.980
الظهير الشريف بمثابة قانون رقم 1.77.339الصادر بتاريخ 9اكتوبر 1977
بالمصادقة على مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة الراجعة إلدارة
الجمارك والضرائب غير مباشرة المنشور بالجريدة الرسمية عدد 3389بتاريخ
13اكتوبر .1977الصفحة .2982
الظهير الشريف بمثابة قانون رقم 1.74.447بالمصادقة على نص قانون
المسطرة المدنية الصادر بتاريخ 28شتنبر 1974بالجريدة الرسمية عدد 3230
بتاريخ 30شتنبر 1974الصفحة .2741
39
مرسم الملكي 330.66بسن نظام عام للمحاسبة العمومية كما وقع تغييره
وتتميمه ،الصادر بالجريدة الرسمية عدد ،2843بتاريخ 26ابريل ،1967
الصفحة .810
الظهير الشريف رقم 1.62.308المتعلق باإلذن في التخلي للجماعات القروية
بدون عوض عن قطع ارض مخزنية الزمة لبناء دور جماعية الصادر بتاريخ
7شتنبر ،1963الجريدة الرسمية عدد ،2656بتاريخ 20شتنبر .1963
ظهير شريف مؤرخ في 28يونيو 1954بشان االمالك التي تمتلكها الهيئات
المزودة بجماعات ادارية ،صادر بالجريدة الرسمية عدد ،2177الصادرة بتاريخ
16يوليوز ،1954ص.2027
ظهير شريف مؤرخ في 19اكتوبر 1921متعلق بأمالك البلديات ،صادر في
الجريدة الرسمية عدد ،446الصادرة في 10نوفمبر ،1921لم يكتب رقم
الصفحة.
الظهير الشريف الصادر في فاتح يوليو 1914المتعلق باألمالك العمومية،
منشور بالجريدة الرسمية عدد ،62الصادرة بتاريخ 10يوليو ،1914ص 276
ظهير 12اغسطس 1913بمثابة قانون لاللتزامات و العقود كما وقع تغييره
وتتميمه .
التقارير والمواثيق:
40
المديرية، منشورات مركز التوثيق للجماعات المحلية، دليل التعاون الالمركزي
.2005 ، وزارة الداخلية،العامة للجماعات المحلية
:المراجع األجنبية
41
الفهرس
42