Professional Documents
Culture Documents
مقدمة عامة
التسيير العمومي هو مجال دراسي وممارسة مهنية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بإدارة وتنظيم المؤسسات
والمنظمات الحكومية والمؤسسات العامة .يهدف التسيير العمومي إلى تحقيق األهداف والمصالح العامة
حاسما في تحقيق التنمية المستدامة
ً دور
للمجتمع وتقديم الخدمات العامة بشكل فعال وفعالية .إنه يلعب ًا
فهما عميقًا للتحديات والفرص التي
وضمان العدالة االجتماعية واالقتصادية .التسيير العمومي يتطلب ً
تواجه القطاع العام ،باإلضافة إلى معرفة بأحدث األدوات والتقنيات المستخدمة في تحسين أداء الحكومات
والمؤسسات العامة .يسعى أستاذ جامعي في هذا المجال إلى توجيه الطالب والباحثين وتزويدهم بالمعرفة
فعال .باإلضافة إلى ذلك ،التسيير العمومي يلعب
والمهارات الالزمة لفهم وتطوير اإلدارة العامة بشكل ّ
مهما في تعزيز الشفافية والمساءلة في الحكومات وتعزيز التشاركية بين المواطنين والقطاع العام.
دور ً
ًا
حاسما بين السلطة والمسؤولية في تقديم الخدمات وتحقيق األهداف العامة
ً يعكس هذا المجال توازًنا
للدولة.
في حقيقة األمر ال توجد هناك دول متقدة وأخرى متخلفة إن صح التعبير ،بل في الحقيقة ال توجد
هناك سوى بلدان تعرف أو تعاني من سوء التسيير ،إذا سلمنا بهذه المقولة الشهيرة ألب المناجمنت
العمومي الحديث peter drukerفيمكن على هذا األساس اعتبار أن نظام اإلدارة يعتبر من العوامل
األساسية التي تؤثر على التنمية في جميع دول العالم ،ومن هنا أصبحت اإلدارة أو المناجمنت تحتل
مكانة هامة لدى المهتمين أو أصحاب القرار والمسؤولين عن تبني وصياغة أو رسم خارطة الطريق أو
المسار السياسي واإلقتصادي ألي دولة مهما كانت.
تعتبر اإلدارة العمومية بمثابة المرآة العاكسة للتطورات الحاصلة في أي مجتمع وفي أي دولة وفي
أي مؤسسة عمومية ،لذلك ال يمكن أن تبقى نصوصها جامدة بمنعزل عن تطور المعطيات الحديثة،
ففعالية اإلدارة العمومية ترتبط إرتباط وثيق بمختلف التشريعات والقوانين المنظمة لها ،وبدون تشريعات
متطورة ال يمكن لإلدارة العمومية أن تفرض هيمنتها وتقود عجلة التنمية وال يمكن بناء دولة قوية دون
إدارة متطورة.
نظ ار لما يعرفه العالم من تطورات كبيرة في مختلف المجاالت التكنولوجيا واالقتصادية والسياسية
وحتى األمنية منها والثقافية أصبح لزاما على القطاعات العمومية وخاصة اإلدارات العمومية أن تتماشى
وتتكيف وهذه التطورات الحاصلة ،ولهذا وجب التخلي عن التسيير البيروقراطي والتوجه نحو أساليب
إدارية تمكنها من التوفيق بين هدفين أساسيين هما:
1
بركاتي يوسف مناجمنت عمومي
سيتم من خالل هذه المطبوعة المختصرة التطرق في جزئها األول إلى المناجمنت العمومي
التقليدي بصفة عامة ،بحيث سيتم اإلشارة أوال إلى مفهوم الخدمة العمومية ،على اعتبار أن الخدمة
العمومية تمثل المخرجات الرئيسية للمناجمنت العمومي ،وبعد ذلك سننتقل إلى مفهوم المناجمنت العمومي
وأهدافه وكذلك عالقته بالعلوم األخرى وأهم وظائفه ثم سيتم التطرق إلى الموظف العمومي داخل اإلدارة
العمومية وأهم واجباته وحقوقه وكذلك التطرق إلى تقييم الموظف العمومي واالشارة إلى أهم المعايير
المعتمدة في عملية التقييم واآلثار المترتبة عن عملية التقييم .أما الجزء اآلخر فسيتم التطرق إلى
المناجمنت العمومي الجديد كمفهوم جديد ومغاير للمفهوم التقليدي للمناجمنت العمومي ،بحيث سيتم
التطرق إلى مفهومه وكذلك أسباب ظهوره ،وخصائصه وكذلك أهم النماذج والنظريات المعتمدة في هذا
التوجه الجديد لإلدارة أو المناجمنت العمومي.
2
بركاتي يوسف مناجمنت عمومي
وعلى أية حال فإن العنصر العام في جودة الخدمة بغض النظر عن نوعها هو أن الخصائص التي قد
تشترك فيها جميع الخدمات هي:
• الال ملموسية :إن الخدمات التي تتسم بعدم ملموسيتها المرتفعة قد تعتمد على عناصر مفاهيمية
وفلسفية ،أن هذه الطبيعة المجردة لبعض الخدمات تجعل من الصعب على مقدم الخدمة وصفها وعلى
المستهلك التقييم.
• مشاركة العميل :إن العمالء في كثير من أنواع الخدمات يشاركون بفعالية في عملية إنتاج الخدمة.
• تلقي الخدمة :إن الخدمات هي عادة مركب يتألف من عدة أجزاء وأن مجموع هذه األجزاء أو التجربة
الكلية لتلقي الخدمة هي التي يستعملها العميل لتشكيل أحكامه على الجودة.
• التالزم :إن العديد من الخدمات المتخصصة متالزمة – إن خصائص مقدم الخدمة من حيث الخبرة
والمعرفة والمهارة هي جزء من مقومات جودة الخدمة .
کما ونجد أن هناك اتفاق بين الكتاب حول خصائص الخدمات ،وقد حددها كل منهم بأربع خصائص
أساسية وهي:
-1عدم إمكانية القدرة على اللمس.
-2غير قابلة للخزن.
-3التباين.
-4عدم إمكانية الفصل بين اإلنتاج واالستهالك.
-5عدم انتقال الملكية.
3
بركاتي يوسف مناجمنت عمومي
أو يمكن تعريفها على أنها :تلك النشاطات التي تقوم بها مختلف المنظمات (المؤسسات)
العمومية أو الخاصة والتي تهدف في مضمونها إلى تحقيق التمية وفق ما يتماشى والمصلحة العامة
للمجتمعات .أو هي كذلك :مجموع الخدمات العامة الموجهة لألفراد من أجل تلبية الحاجيات الشخصية
المتجددة وعادة ما تتطلب هذه الخدمات اتصاال مباش ار مع األفراد واألشخاص المتلقين أو الطالبين
لمختلف الخدمات العمومية.
من خالل ما سبق يمكن الخروج بالتعريف الموسع للخدمة العمومية كما يلي :هي مجموع
األنشطة التي تقوم بها الدولة أو الجهات الرسمية في الدولة لصالح العامة من الناس والمواطنين دون
تمييز بيهم ودون منح أولوية لفئة معينة دون فئة أخرى أو لجهة معينة من الوطن دون الجهات األخرى،
فهي تقوم على أساس تحقيق المنفعة العامة للمجتمع ،وتتولى الدولة باعتبارها صاحبة السلطة ومركز
السيادة شؤون تقديمها والرقابة عليها وتحمل المسؤولية عن كل قصور فيها.
البلدية.
ّ الخدمة اإلدارّية :كخدمة المحافظَة لمواطنيها والخدمات المرتبطة بالمجالس
االجتماعية والمتعلقة بالمعرفة ،وتشمل خدمة التعليم
ّ امية :ومنها الخدمات
الخدمات اإللز ّ
المدرسي ،والتطعيم الطبي ضد األمراض واألوبئة الخطيرة كشلل األطفال ،والحصبة ،والفيروسات التي
تهاجم البشر من فترٍة إلى أُخرى.
الخدمات المتعلقة بمسلتزمات الحياة الضرورّية (الخدمات االجتماعية) :وهي الخدمات التي تتعلق
بإشباع حاجات ورغبات أفراد المجتمعات والتي تتميز بالتطور والتجدد ،وأهمها خدمة المياه ،وخدمة
الكهرباء ،والصرف الصحي ،وتوزيع الوقود والغاز وغيرها.
مجانية وأُخرى مدفوعة :والخدمات المجانية هي تلك الخدمات
ّ يمكن التمييز أيضا بين خدمات
أما
الرسمية ،وال تتلقى مقابلها المال من المواطنين كإنارة الشوارع ،وعمل الشرطةّ ،
ّ تقدمها الجهة
التي ّ
تقدمها مقابل التزام المواطن بدفع التكاليف كاملة فمثالها خدمة المياه ،فيما يوجد
الخدمات المدفوعة التي ّ
المالية كل من الدولة
ّ نوع يجمع بين النوعين السابقين وهي الخدمات التي يتشارك في دفع تكاليفها
والمواطن كالنقل العام ،وتوفير شبكة كهرباء للمنازل.
4
بركاتي يوسف مناجمنت عمومي
-التطور :من خصائص الحاجة أنها تتميز بالتطور وعدم الثبات فمثال الحاجات التي يطلبها المواطن
في الوقت الحالي تختلف عن الحاجات التي كان يطلبها األفراد في القرن الماضي ،ولهذا يجب أن تواكب
سيما التكنولوجية منها كتحديث وسائل النقل العام ،وطُرق تسديد
العمومية أشكال التقدم ،وال ّ
ّ الخدمات
فواتير الكهرباء مثال.
-المجانية النسبية :لطالما ارتبط مفهوم الخدمة العمومية بالمجانية نظ ار ألنها محتكرة من طرف الدولة،
لكن هذه المجانية قد تكون نسبية وهذا إلختالف نوع الخدمة المقدمة ،وكذلك طبيعة المرفق العمومي الذي
يسهر على تقديم هذه الخدمة.
-مبدأ الشمولية والتضامن ويقصد بالشمولية أن تشمل الخدمة العمومية جميع األفراد والفئات وبنفس
الجودة للخدمة العمومية المقدمة ،أما التضامن فتوفير الخدمة في حد ذاتها يعتبر تضامن اجتماعي في
المجتمع ،حيث تتولى الدولة تجسيده في مساعيها لمحاربة الفقر ،مما يحفز الشعور بالمواطنة وتقليص
الفوارق بين المواطنين.
-الفعالية في تقديم الخدمة العمومية :نظ ار للتطورات الحاصلة في مختلف الجوانب وارتفاع مستوى
المعيشة ،لم يعد األمر يقتصر على تقديم الخدمة العمومية فقط وانما بل يشترط الفعالية في تقديمها
ونقصد بالفعالية أن تحقق الخدمة العمومية الحد األدنى المطلوب علال األقل من الجودة.
-الرقابة العامة :يخضع تقديم نشاطات الخدمة العمومية للرقابة العامة من طرف أجهزة خاصة غالبا ما
تكون هذه األجهزة معينة من طرف الدولة.
5
بركاتي يوسف مناجمنت عمومي
وعلى العموم يمكن إعطاء التعريف الشامل لإلدارة ( المناجمنت) بصفة عامة على أنها :عملية التخطيط
والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة على الموارد المادية والبشرية للوصول إلى أفضل األهداف والنتائج،
بأقصر الطرق وأفضل التكاليف.
6
بركاتي يوسف مناجمنت عمومي
7
بركاتي يوسف مناجمنت عمومي
والتنظيم والتنسيق والرقابة والتوجيه لممارسة األنشطة الحكومية بما يحقق أهداف المجتمع .فهو ذلك
النشاط اإلداري الذي تقوم به الدولة لتحقيق المصلحة العامة للمجتمع .نالحظ أن التعاريف السابقة قد
عمدت إلى الربط بين التسيير العمومي أو المناجمنت العمومي ،وكذلك النشاط اإلداري وتحقيق أهداف
المجتمع.
وكتعريف شامل وكامل للمناجمنت العمومي يمكن القول بأنه :مجموع األنشطة واألعمال المنظمة
والتي تقوم بأدائها قوى بشرية تعينها السلطة العمومية أو الرسمية ،بحيث توفر لها االمكانيات المادية
(المالية) وغير المادية (غير المالية) الالزمة ،بهدف تنفيذ الخطط واالستراتيجيات الموضوعة وبالتالي
الوصول إلى األهداف العامة المسطرة بأكبر كفاية إنتاجية ،وأقصر مدة زمنية وأقل تكلفة.
8
بركاتي يوسف مناجمنت عمومي
الق اررات المصيرية وتقييد المهارات والقدرات االبداعية واالبتكارية لدى الموظفين الخاضعين
للسلطة العمومية المركزية.
9
بركاتي يوسف مناجمنت عمومي
10
بركاتي يوسف مناجمنت عمومي
11
بركاتي يوسف مناجمنت عمومي
12
بركاتي يوسف مناجمنت عمومي
-حصر اإلمكانيات الحقيقية ،ونقصد بها هنا االمكانيات المادية والبشرية فال يمكن وضع
خطط تفوق االمكانيات المتاحة ،وبالتالي ال تبقى الخطط مجرد كلمات تكتب بعيدا عن الواقع
( وهذا ما نجده في العديد من دول العالم الثالث).
-تحديد مدة تنفيذ الخطة :فال بد من تحديد الوقت الالزم لتنفيذ الخطة ألن االلتزام بالوقت يعد
من أهم عناصر عملية التخطيط.
-مرونة التخطيط :أن يتماشى مع المتغيرات غير المتوقعة التي قد تحدث أثناء القيام بعملية
تطبيق الخطة.
-أن توضع الخطط بشكل تشاركي :فال بد من مشاركة كل األطراف المعنية بالخطة وتنفيذها.
-متابعة تنفيذ الخطة فالبد من المتابعة الدائمة لمعرفة مدى المالئمة بين النتائج المحققة
والنتائج المأمولة في الخطة.
.1.5التنظيم
تتعلق هذه الوظيفة بتقييم العمل وتوزيع المهام وتحديد نطاق العمل واالشراف وتفويض السلطة
وتحديد المسؤولية ،وضمان التنسيق والتكامل والتعاون بين مختلف األقسام والوحدات والمستويات اإلدارية،
وينتج عن وظيفة التنظيم ما يعرف بالهيكل التنظيمي ،وهو البطاقة التعريفية لكل مؤسسة سواء كانت
خاصة أو عامة.
ويعتبر التنظيم هو الوظيفة الثانية من وظائف اإلدارة ،إذ يتم فيه تحديد المهام واختيار األفراد
المناسبين إلدارة هذه المهام ،وتتمثل عناصر الوظيفة التنظيمية على العموم في ستة ( )60عناصر كما
يلي:
-األفراد العاملون في المنظمة.
-األعمال التي تقوم بها المنظمة.
-الموارد المتوفرة في المنظمة.
-األنشطة واإلجراءات وخطوط السلطة.
-توزيع الموظفين والعالقة بينهم وخطوط االتصال.
-تحديد االختصاصات والسلطات واألولويات للموظفين.
تسعى الوظيفة التنظيمية في أي مؤسسة سواء كانت عامة أو خاصة إلى تحقيق األهداف التالية:
13
بركاتي يوسف مناجمنت عمومي
.1يساعد التنظيم الجيد في تحديد العالقات بين العاملين في المنظمة حيث أن كل عضو في
المنظمة يعرف مكانه وعالقته التنظيمية برؤسائه أو مرؤوسيه.
.2معرفة العاملين باألنشطة التي سيقومون بأدائها بشكل محدد.
.3يساعد التنظيم في توحيد جهود العاملين وتوجهها نحو أهداف وغايات مشتركة .
.4عدم االزدواج في العمل أثناء القيام باألنشطة الالزمة لتحقيق أهداف محددة .
.5التنظيم يساعد على إنجاز العمل وذلك من خالل إعطاء السلطة لألفراد للقيام بمهام عملهم.
.0التنظيم الجيد يحقق االستغالل األمثل للموارد البشرية أو المادية .
.7تحقيق االنسجام بين األفراد والعاملين في المنظمة بحيث تسير العالقات الوظيفية واالجتماعية
بأقل قدر من االحتكاك ،وسوء الفهم بين أعضاء المنظمة والذي يمكن أن يحدث بسبب التنازع
على السلطة والمسؤولية .
.8تحقيق الرقابة اإلدارية الفعالة.
.9تحديد الصالحيات المخولة للرؤساء والموظفين للقيام بأعمالهم بكفاءة وفعالية.
.1.5وظيفة التوجيه
تصادف هذه الوظيفة مرحلة التنفيذ من خالل توجيه الموظفين لتنفيذ العمليات المبرمجة ،وكذلك
التنشيط والتحفيز لخلق الديناميكية والحماس لدى كل الموظفين والفاعلين ،إلى جانب عمليات االتصال
والتبليغ باعتماد الحوار والتحسيس لتجنيد العاملين وتوعيتهم بدورهم وأهمية مشاركتهم في حياة المؤسسة
والسهر على تكوين وتوجيه الشركاء والموظفين لرفع مستواهم المهني الذي يضمن تحقيق أحسن النتائج
في المؤسسة.
التوجيه يعتبر الوظيفة الثالثة من وظائف اإلدارة إذا يرتبط ارتباطا وثيقا بالطاقات البشرية ومحاولة
ا ستغاللها أحسن استغالل ،من خالل ترشيدها وتحفيزها من جهة وتفعيل عملية االتصال فيما بينها من
جهة أخرى ،فالتوجيه يعتبر هو الوظيفة األكثر أهمية في المستوى اإلداري ألنه ببساطة مكان لتمركز
معظم جهود العاملين في المؤسسة أو المنظمة أو المرفق العمومي ،باعتباره مرحلة االنطالق في تنفيذ
الخطة بعد القيام بوظيفتي التخطيط والتنظيم.
ولوظيفة التوجيه العديد من الخصائص نذكر منها":
-وظيفة التوجيه تتعلق مباشرة بإدارة العنصر البشري في المؤسسة.
-وظيفة التوجيه تعتبر الوسيلة التنفيذية لتحقيق التعاون بين العاملين في المؤسسة.
-تمارس وظيفة التوجيه بفاعلية أكثر في عمليات القيادة والتحفيز اإلنساني واالتصاالت.
14
بركاتي يوسف مناجمنت عمومي
-تكمن أهمية التوجيه أيضا عندما يكون هناك فهم عام لطبيعة السلوك اإلنساني وتوجيهه لتحقيق أهداف
المؤسسة.
تبرز أهمية التوجيه في العملية اإلدارية في أنه يحقق فوائد متعددة منها:
-يسهل مهمة المرؤوسين في استثمار وتوظيف أفضل ما لديهم من إمكانيات شخصية وفنية.
-يوفر اتصاال مباش ار بوظائف المرؤوسين ،ويساعد على تلبية احتياجاتهم بالشعور بالرضا عن
أعمالهم عندما يحققون المستوى المطلوب للجودة.
-يتيح الفرصة للمرؤوسين للتغلب علي نقاط ضعفهم في األداء وما يواجههم من مشكالت.
يستخدم كوسيلة للنهوض سريعا بالمستخدمين في وقت قصير . -
-إرشاد المرؤوسين أثناء تنفيذهم لألعمال ضمانا لعدم االنحراف عن تحقيق أهداف المؤسسة.
يساعد بشكل غير مباشر في تدريب المرؤوسين وتنمية قدراتهم. -
هناك العديد من األسس والمبادئ التي تقوم عليها وظيفة التوجيه نذكر منها:
ضرورة تحديد الهدف ،حيث يمثل الهدف المحور األساسي للتوجيه بأي نشاط داخل -
المؤسسة ،أي أنه أساس توجيه الجهود المبذولة على مستوى الفرد والجماعة داخلها.
-وحدة التوجيه ووحدة األمر أساس لتجنب التعارض في األوامر والتعليمات الصادرة
للمرؤوسين كأفراد أو كمجموعات.
ضرورة التعاون بين الرؤساء والمرؤوسين وبين الزمالء في نفس المستوى التنظيمي فالتعاون -
هو دعامة أي عمل جماعي ناجح.
-العدالة في المعاملة مع المرؤوسين ،واتخاذ الق اررات المرتبطة بالمكافأة أو العقوبة على
أسس موضوعية.
تنمية مفهوم الرقابة الذاتية ،وكذلك تنمية روح الوالء واإلحساس بالمسؤولية من ناحية -
أخرى.
يالحظ أن التوجيه يستمد أهميته من كونه الوظيفة التي تعكس حسن أو سوء أداء
َ مما سبق
العملية االدارية كلها وهو عنصر من عناصر االداء االداري والتي هي :التخطيط -التنظيم -الرقابة،
باإلضافة إلى التوجيه ،فبعد أن يتم تحديد األهداف وتوزيع الواجبات بوضع الفرد المناسب في المكان
المناسب ،فالبد من إعالم األفراد وارشادهم وتشجيعهم وقيادتهم نحو األهداف وهذه هي وظيفة التوجيه
واألسس التي تقوم عليها.
15
بركاتي يوسف مناجمنت عمومي
.2.5وظيفة الرقابة
تعتبر وظيفة الرقابة بمثابة صمام األمان الذي يضمن ويحمي العملية اإلدارية من االنحرافات،
حتى تستمر المؤسسة في متابعة مسارها الصحيح ،لمنع حدوث الفشل والوقوف على مدى قدرتها على
تحقيق أهدافها المسطرة بنجاح ،كما تتعلق هذه الوظيفة بعمليات تحصيل المعلومات التي يستند عليها
المدير في اتخاذ الق اررات كونها مرتبطة بالوظائف واألنشطة المختلفة بالمؤسسة ،ومسايرة لعملية ارتداد
المعلومات التصحيحية وتحديد مدى بلوغ األهداف المخطط لها ،وتم َكن من القيام بعملية التشخيص
والمراجعة والتقييم الت ي تسمح بتثمين مستوى أداء المؤسسة ،ومتابعة العمليات وتقديم نتائجها قصد تعزيز
مواطن القوة وعالج مواطن الضعف.
وتعد وظيفة الرقابة هي الوظيفة الرابعة من وظائف اإلدارة ويتم من خاللها القيام بعملية المقارنة
بين األهداف المسطرة في البداية واألهداف المحققة أو التي تم بلوغها ،ليتم بعدها تصحيح اإلنحرافات
والقيام باإلصالح االداري المالئم في ذلك.
وتتسم عملية الرقابة الفعالة بالعديد من الخصائص نذكر من بينها:
-تعكس العملية الرقابية تفاعال مستم ار مع الظروف البيئية المحيطة بأبعادها وجوانبها المختلفة،
فعملية الرقابة الجيدة هي انعكاس صادق للظروف البيئية المتغيرة التي ال يمكن تجاهلها من
قبل أي نظام سياسي واداري يحرص على تحقيق الكفاية والفعالية.
-تتسم عملية الرقابة بمبدأ العقالنية الذي يأخذ في االعتبار ،مبدأ المفاضلة بين البدائل المتاحة
واختيار أفضل البدائل التي تحقق أكبر قدر ممكن من المنفعة وتتجنب أقل قدر ممكن من
الخسارة ،فموارد النظام الرقابي مهما كانت متوفرة يجب أن تحقق عائدا ملموسا يتماشى وحجم
الموارد المستخدمة في عملية الرقابة.
-اتسام عملية الرقابة بوضوح األهداف التي تسعى إلى تحقيقها لكي يسهل على أجهزة الرقابة
العامة القيام بمسؤوليتها على أكمل وأفضل وجه ممكن.
وتمر العملية الرقابية في المناجمنت العمومي بسبع ( )67مراحل أساسية كما يلي:
-تحديد الهدف من العملية الرقابية :يعتبر تحديد الهدف أو األهداف من العملية الرقابية من
أول وأهم متطلبات وجود عملية رقابية فعالة ،على الرغم من أن تركيز نظام اإلدارة العامة هو
تحقيق المصلحة العامة أو األهداف المنشودة في السياسة العامة للدولة ،فإذا كان الغموض
يكتنف مفهوم المصلحة العامة واألهداف المنشودة للمصلحة العامة ،فمن المالحظ أن الهدف
الذي تعمل من أجله أجهزة الرقابة العامة قد يكون بدوره غير محدد وغير واضح المعالم،
16
بركاتي يوسف مناجمنت عمومي
وبالرغم من الغموض الذي يكتنف مفهوم المصلحة العامة فإنه يمكن مالحظة أن هدف
الرقابة قد يكون إما هدفا عاما يتمثل في قيام أجهزة الرقابة العامة بإشراف دائم على مستوى
نظام االدارة العامة ككل ،وهدفا خاصا ومحددا ويتمثل في مراقبة قطاع معين على مستوى
نظام االدارة العامة ،أو على مستوى منظمة عامة واحدة.
-وجود معايير محددة وواضحة :وتتمثل في مجموع القوانين واللوائح المكتوبة وغير المكتوبة،
ويمكن استخدام المعايير لتحديد مدى نجاعة وفعالية المنظمات العامة ،من خالل استخدامها
كمقياس يمكن الحكم بموجبه على تماشي أداء منظمات أو مؤسسات اإلدارة العامة مع
المعايير المحددة والواضحة المعمول بها في إطار نظام اإلدارة العامة .وقد تكون هذه
المعايير كمية مثل ساعات العمل الرسمية ،وحجم المصاريف وااليرادات ،وقد تكون كيفية
وتتمثل في حسن أو سوء معاملة أعضاء المنظمة العامة للمواطنين ،طبيعة العالقة بين
أعضاء التنظيم وخاصة أعضاء التنظيم في مستويات مختلفة ،والتأكد من تحقيق األهداف
المحددة في وقتها المحدد.
-مقارنة األداء الفعلي بالمعايير الموضوعة :إن مرحلة مقارنة األداء الفعلي للمؤسسات
العمومية بالمعايير الموضوعة تعكس في واقع األمر مرحلة متقدمة ومعقدة من مراحل اإلدارة
العمومية وعملية الرقابة ،نظ ار لزيادة عدد المتغيرات من ناحية ونظ ار لصعوبة الجانب
التطبيقي وما يرتبط به من مشاكل تتعلق بضرورة القيام بعملية مقارنة موضوعية في إطار
وجود عالقات إنسانية بالمنظمات العامة ال يمكن تجاهلها بأي حال من األحوال من ناحية
أخرى .ومن المسائل المثارة في عملية قياس األداء الفعلي للمنظمات العامة ومقارنته بمعايير
الرقابة ما يتعلق بعامل الزمن ،وتحديد ما إذا كان قياس األداء الفعلي يجب أن يسبق أو
يواكب أو يلي مرحلة تنفيذ السياسة العامة ،كما أنه هناك نشاطات يصعب وضع معايير
واضحة وقابلة للقياس والتقييم مثال على ذلك ما تعلق باألنشطة غير التقنية كتقييم أداء
المديرين أو رؤساء األقسام في المؤسسة العمومية.
-تحديد االنحرافات والتبليغ عنها :تقوم أجهزة الرقابة العمومية في حالة عدم التطابق بين
األداء الفعلي للمنظمة والمعايير الموضوعة سلفا بتحديد أو تقييم حجم االنحرافات والتبليغ
عنها ،عبر قنوات االتصال المتاحة ،فنظام الرقابة العامة يقوم بمقارنة االنجاز الفعلي
بالمعايير الموضوعة وتحديد حجم االنحرافات واتجاهاتها السلبية وااليجابية ،وحالما يحدد
17
بركاتي يوسف مناجمنت عمومي
نظام الرقابة العام حجم االنحرافات ويتم التأكد منها ،تقوم أجهزة الرقابة العامة بتبليغ الجهات
المختصة عبر قنوات اتصال متعارف عليها في نظام االدارة العامة.
-تقصي أسباب وقوع االنحرافات :تقوم أجهزة الرقابة العامة بتقصي األسباب المباشرة وغير
المباشرة لوقوع االنحرافات ،ويمكن إرجاع أسباب االنحرافات في نظام االدارة العامة إلى
األهداف الموضوعة ،أو عدم استيعاب أعضاء المنظمات العامة للمعايير الموضوعة من قبل
نظام الرقابة العامة ،أو نتيجة لتغير الظروف البيئية المحيطة ،فاألهداف الموضوعة التي
يغلب عليها الطابع المثالي الذي يصعب تحقيقه على أرض الواقع ينتج عنه في العادة وجود
انحرافات سلبية لوجود فجوة بين النظرية والتطبيق ،كما أن سبب االنحرافات قد يرجع إلى قلة
المهارات والخبرات أو إلى إهمال وانخفاض الروح المعنوية للجهات القائمة على تنفيذ السياسة
العامة.
-تصحيح االنحرافات :يقوم نظام الرقابة العامة واألجهزة التابعة له بتصحيح االنحرافات بعد
مرحلتي تحديد االنحرافات وتقصي أسباب وقوعها ،وتقوم أجهزة الرقابة العامة بتصحيح
االنحرافات عن طريق إعادة النظر في الهيكل التنظيمي لنظام اإلدارة العامة ،إعادة النظر
في أسلوب تعيين أو اختيار أو ترقية أعضاء المنظمات العامة على مستوى القيادة والوظيفة
العامة ككل ،أو إلغاء أقسام أو إضافة أقسام جديدة ،أو إصدار لوائح وقوانين جديدة تتماشى
والظروف البيئية.
-متابعة تنفيذ االجراءات التصحيحية :ال تقف إجراءات ومراحل العملية الرقابية العامة على
مجرد القيام باإلجراءات التصحيحية الالزمة فقط ،بل يجب القيام بعملية التقييم والمتابعة لهذه
المرحلة أيضا ،والتي قد تتطلب هي األخرى إمكانات وموارد إضافية يجب على النظام
الرقابي توفيرها لكي يضمن فعالية عملية الرقابة العامة.
وقد تندرج عن المبالغة في العملية الرقابية العديد من المخاطر من بينها:
-التداخل واالزدواجية :قد نستعمل عدد من العاملين ،وعدد من االجتماعات والتقارير واألجهزة
لنفس الموضوع ،بينما يمكن انجاز العملية الرقابية بإحدى هذه الوسائل بدال من جمعها.
-إعاقة ظاهرة االبتكار :فالتركيز على اللوائح والتعليمات وتطبيقها حرفيا يحبط عملية االبتكار
عند الموظفين من أجل االلتزام حرفيا بالنظام ،وينتج عن ذلك انخفاض في الروح المعنوية.
18
بركاتي يوسف مناجمنت عمومي
-عدم تشجيع عملية التفويض :يعتبر التفويض أحد أهم الوسائل التي يستخدمها المدير لتوفير
الوقت ولكنها ال تستخدم بسبب التأكيد على الرقابة.
-ارتفاع التكلفة :الرقابة الزائدة تحتاج إلى أفراد وأموال.
-تحول الرقابة من وسيلة إلى غاية :فبدال من أن يقوم المدراء باستخدام الوسائل الرقابية للتأكد
من التقدم الحاصل في تطبيق الخطط ،يميل المراقبون المتشددون إلى استخدام الوسائل
الرقابية لخدمة مصالحهم مما ينتج عنه تكاثر الطرق واألدوات الرقابية.
19