Professional Documents
Culture Documents
Afak Mag 020 Art 009
Afak Mag 020 Art 009
170
ISSN: 1112-9336 مجلة آفاق علمية
رقم العدد التسلسلي 02 المجلد 11 :العدد 20:السنة 0202
مقدمة
تواجه اإلدارة اليوم أكثر من أي وقت مضى كثير من التحديات في ظل التطور
السريع الذي شهده العالم في مختلف المجاالت االقتصادية واالجتماعية واإلدارية
خاصة في مجال تحسين نوعية الخدمة العمومية المقدمة للجمهور إذا ما أرادت هذه
اإلدارة أن تعيش حالة من الديناميكية والتطور السريع.1
وتعتبر اإلدارة االلكترونية أحد أهم االستراتيجيات المتبعة لتحسين نوعية الخدمة
العمومية ،وتقريب اإلدارة من المواطن ،خاصة أن اإلدارة اإللكترونية توفر الكثير
من فرص النجاح والوضوح و الدقة في تقديم الخدمات ،وانجاز المعامالت ،
وبالتالي تمثل ثورة تحول مفاهيمي ،ونقل نوعية في نموذج الخدمة العمومية.2
أن الجزائر معنية كغيرها من الدول بمواكبة المتغيرات المتسارعة التي أفرزتها العولمة
،وفي مقدمتها اإلدارة االلكترونية خاصة على مستوى الجماعات المحلية من أجل
تحسين مستوى الخدمات المقدمة منها إلى المواطنين .لذلك نطرح اإلشكالية التالية:
ما مدى مساهمة الخدمات اإلدارية االلكترونية للجماعات المحلية في تحسين الخدمة
العمومية؟
من أجل اإلجابة على هذه اإلشكالية قسمنا هذه الدراسة إلى مبحثين :مفهوم الخدمة
العمومية (المبحث األول) ،الخدمات اإلدارية االلكترونية (المبحث الثاني)
أوالا :مفهوم الخدمة العمومية
ويتسم مصطلح الخدمة العمومية بالمرونة التي تجعله يحتمل أكثر من معنى ،إذ أن
مجال الخدمات وان اتحد في الصفة العمومية والتي تعني انفراد السلطات العمومية
في الدولة كأصل عام بتقديم هذه الخدمات لطالبيها ،إال أنها تختلف من حيث
طبيعتها ،وشكلها.3
لذلك سوف نتطرق إلى تعريف الخدمة العمومية و أنواعها
171
ISSN: 1112-9336 مجلة آفاق علمية
رقم العدد التسلسلي 02 المجلد 11 :العدد 20:السنة 0202
172
ISSN: 1112-9336 مجلة آفاق علمية
رقم العدد التسلسلي 02 المجلد 11 :العدد 20:السنة 0202
173
ISSN: 1112-9336 مجلة آفاق علمية
رقم العدد التسلسلي 02 المجلد 11 :العدد 20:السنة 0202
تعرف الخدمة العمومية وفقاً للقانون اإلداري الفرنسي بأنها " تلك التي تعد تقليديا
خدمة تزود بصورة دائمة بواسطة منظمة عامة كاستجابة لحاجة عامة ويتطلب
توفيرها أن يحترم القائمون على إدارتها مبادئ المساواة واالستم اررية والتكيف لتحقيق
الصالح العامة".13
يتضح من خالل التعاريف السابقة من أجل أن تحقق الخدمة العمومية األهداف التي
تسعى إليها الدولة كان من الضروري أن تخضع لمجموعة من القواعد تضمن تحقيق
هذه األهداف ،وتتمثل هذه المبادئ في:
-1مبدأ المساواة :و يعني أن يحصل األفراد في المجتمع على الخدمة العامة على
قدم المساواة
-2مبدأ االستم اررية :إذ تهدف الخدمات العمومية إلى تلبية حاجات ذات منفعة
عامة ،ومن أجل تحقيق هذا الهدف يشترط عدم االنقطاعها ،ولهذا فإن مبدأ
االستم اررية يعتبر مبدأ أساسي لقيام الخدمة العمومية.
-3مبدأ التكيف أو المرونة :هي قابلة للتكييف مع كل الظروف واالحتياجات.14
:1أنواع الخدمة العمومية
تنقسم نظم الخدمة العمومية إلى نظام الخدمة المفتوح و نظام الخدمة المغلق
أ :نظام الخدمة العمومية المفتوح
حيث يتم النظر في النظام المفتوح إلى الوظيفة على أنها مثل أي مهمة مجتمعية يتم
إعداد الفرد لها ويتفرع لممارستها طول حياته العملية وتقوم المؤسسات العمومية وفق
هذا النظام باستقطاب عدد من العاملين وفقاً لنوع الخدمة ،حيث يتم تعيين العاملين
تبعا لمتطلبات العمل الحقيقية بغية تقديم خدمة محددة في الهيكل التنظيمي للمؤسسة
العمومية ،15و يمتاز نظام الخدمة المفتوح بالخصائص التالية:
-البساطة حيث ال تبذل المؤسسات العمومية أي جهدا في إعداد الموظفين الذين
يتوجب عليهم إعداد أنفسهم وتحمل نفقات هذا اإلعداد.
174
ISSN: 1112-9336 مجلة آفاق علمية
رقم العدد التسلسلي 02 المجلد 11 :العدد 20:السنة 0202
-مرونة النظام تترجم حرية اإلدارة في التخلي و إلغاء أي وظيفة معينة لم تعد
الحاجة إليها قائمة ،كما يمنح النظام هامش حرية للموظف كي يبحث عن وظيفة
أخرى
-اقتصادية النظام :يتم التعيين في الوظيفة وفق احتياجات العمل ،باإلضافة إلى
االنفتاح على المجتمع وعدم تمييز العاملين الحكوميين عن غيرهم من العمال في
القطاعات األخرى.16
ب :نظام الخدمة العمومية المغلق
هذا النظام غالبا ما تقوم اإلدارة بعمليات إعداد الموظفين قبل التحاقهم بالعمل و
استمرار التدريب أثناءه بغية رفع المستويات المهنية و تنمية القدرات
يرتكز نظام الخدمة العامة على محورين هما :
المحور األول :قانون الموظفين و الذي هو عبارة عن مجموعة قواعد قانونية محددة
لمختلف العاملين في المنظمات الحكومية تجعلهم يتميزون عن غيرهم من الموظفين
في القطاعات األخرى ،حيث ينطوي قانون الموظفين على قواعد خاصة تتعلق
بالتعيين والمعاملة المالية و اإلجازات والمنافع المادية كما يحدد كل المسؤوليات
والواجبات العامة لكل موظف.17
المحور الثاني :حياة مهنية متميزة على خالف النظام المفتوح للخدمة العمومية حيث
يتم التحاق الفرد فيه من أجل شغل وظيفة محددة ،فإن النظام المغلق يتم فيه
التوظيف من خالل موافقة اإلدارة على استخدام عامل ،و ذلك استنادا إلى العديد
من االعتبارات تتعلق بما ينتظر منه أثناء تواجده في خدمة المؤسسة ،و ما يمكن
أن يقدمه خالل أدائه لوظائف كثيرة.18
ثانيا :الخدمات اإلدارية االلكترونية.
شهدت السنوات األخيرة وتيرة سريعة فيما يخص اإلصالحات اإلدارية في عدة
قطاعات حساسة ،خاصة تلك التي لها عالقة مباشرة مع المواطن ،تجسدت في
استصدار ترسانة من القوانين الجديدة ،من أجل مواكبة التطور التكنولوجي في العالم
وبهدف االستغالل األمثل لآلليات االلكترونية الحديثة.
175
ISSN: 1112-9336 مجلة آفاق علمية
رقم العدد التسلسلي 02 المجلد 11 :العدد 20:السنة 0202
وسنتطرق ضمن هذه الورقة البحثية إلى أهم القطاعات التي شهدت نقلة نوعية في
هذا المجال.
:3قطاع الجماعات اإلقليمية.
عكف قطاع الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ،خالل سنة ،2112
على تطوير أداء الجهاز اإلداري ،في إطار مخطط وطني لتبسيط اإلجراءات تم
االنطالق في تجسيده منذ ثالث سنوات بعنوان "تقريب اإلداراة من المواطن" ،هدفه
تسهيل وتسريع عمليات استخراج الوثائق اإلدارية على مستوى مصالح البلديات
والدوائر والواليات .وأهم المساعي التي قامت بها الدولة في هذا المجال ،تتمثل فيما
يلي:
أ :إلغاء إجبارية التصديق على وثائق الحالة المدنية وتقديمها لدى اإلدارات
العمومية :كان لق اررات عصرنة وأداءات اإلدارة إلغاء العديد من الوثائق في تكوين
الملفات اإلدارية ،وذلك بمقتضى المرسوم التنفيذي 214/15الصادر بتاريخ22 :
جويلية ،2115حيث ورد ضمن المادة 2منه على وجوب إعفاء المواطن من تقديم
وثائق الحالة المدنية ،التي يمكنها االطالع عليها مباشرة على مستوى السجل الوطني
االلكتروني المنصوص عليه وفقاً لألمر 21/21المؤرخ في ،1121/12/11
المتعلق بالحالة المدنية المعدل والمتمم ،وذلك من قبل جميع اإلدارات العمومية
والسلطات اإلدارية بما فيها الجماعات المحلية.19
وكذا إلغاء التصديق على النسخ طبق األصل وذلك طبقاً للمرسوم التنفيذي
363/14المؤرخ في 15ديسمبر ،2114حيث أنه ال يمكن للمؤسسات واإلدارات
العمومية حسبه أن تشترط التصديق طبق األصل على نسخ الوثائق الصادرة عنها أو
عن أي منها في إطار اإلجراءات اإلدارية التي تعدها ،ويمكنها مقابل ذلك أن تتأكد
من صحة الوثائق بجميع الوسائل ،ال سيما عن طريق استغالل قواعد البيانات
االلكترونية في إطار التعاون بين اإلدارات العمومية.20
176
ISSN: 1112-9336 مجلة آفاق علمية
رقم العدد التسلسلي 02 المجلد 11 :العدد 20:السنة 0202
177
ISSN: 1112-9336 مجلة آفاق علمية
رقم العدد التسلسلي 02 المجلد 11 :العدد 20:السنة 0202
178
ISSN: 1112-9336 مجلة آفاق علمية
رقم العدد التسلسلي 02 المجلد 11 :العدد 20:السنة 0202
تحتوي على بيانات بيومترية رقمية خاصة بحاملها ،يمكن التحقق منها على جميع
المستويات ،باإلضافة إلى هذا فإن الوثيقة تمكن من الوصول إلى جميع المعلومات
الخاصة بالسائق في حالة وقوع حادث مروري.25
:1الخدمات االلكترونية في قطاع العدالة:
عرف هذا القطاع حركية مشهود لها في إطار تعزيز الحريات الفردية وعصرنة
أداء الجهات القضائية ،ومن أبرز ما قامت به الحكومة في هذا الشأن:
أ -إصدار قانون 11/30بتاريخ 3فبراير ،130يتعلق بعصرنة العدالة:
حيث تضمن المجاالت المتعلقة بعصرنة هذا القطاع ،وأهم ما تضمنه هذا القانون
ما يلي:
-استحداث منظومة معلوماتية مركزية للمعالجة اآللية للمعطيات ،تتعلق بنشاط و ازرة
العدل والمؤسسات التابعة لها ،بما فيها التنظيم القضائي( .المادة 2من ق
.)13/15
-التصديق أو التوقيع اإللكتروني ،وهذا بالنسبة للوثائق والمحررات القضائية التي
تسلمها مصالح و ازرة العدل والمحاكم القضائية التابعة لها( .المادة 4وما يليها من ق
.)13/15
وفي هذا اإلطار صدر قانون 14/15بتاريخ 1فبراير ،2115يتعلق بتحديد
القواعد العامة الخاصة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين ،ولقد أقر هذا القانون إنشاء
ثالث سلطات للتصديق اإللكتروني ،تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي،
بهدف تنظيم هذا النوع من التصديق ،وحدد لكل واحدة منها المهام المنوطة بها،
والمتمثلة في السلطة الوطنية للتصديق اإللكتروني (المادة 16وما يليها من ق
،)14/15السلطة الحكومية للتصديق اإللكتروني (المادة 26وما يليها من ق
)14/15والسلطة االقتصادية للتصديق االلكتروني (المادة 21وما يليها من ق
.)14/15
179
ISSN: 1112-9336 مجلة آفاق علمية
رقم العدد التسلسلي 02 المجلد 11 :العدد 20:السنة 0202
180
ISSN: 1112-9336 مجلة آفاق علمية
رقم العدد التسلسلي 02 المجلد 11 :العدد 20:السنة 0202
181
ISSN: 1112-9336 مجلة آفاق علمية
رقم العدد التسلسلي 02 المجلد 11 :العدد 20:السنة 0202
وتم بهذا اإلنجاز خلق العديد من التسهيالت للمواطن منها :ربح الوقت بعدما
كان يضيع وقته في طوابير االنتظار ،وتسريع العمليات ،التي كانت في السابق حك اًر
على الموظف الذي يعمل داخل الشبابيك الكالسيكية.
ب :الخدمات المقدمة عبر شبكة االنترنيت:
القت هذه الخدمات استحساناً كبي اًر من قبل المواطنين ،لالمتيازات التي وفرتها،
أهمها الحلول دون عناء التنقل ،وصرف المال واضاعة الوقت ،فما كان ال يتم إال
عبر مكاتب البريد أصبح باستطاعة المواطن القيام به فوق سرير نومه ،داخل بيته.
وذلك بعدما يحصل على رقم سري لدى مصالح البريد ،يؤمن جميع العمليات التي
يقوم بها.
وأهم هذه الخدمات ،نجد :
29
182
ISSN: 1112-9336 مجلة آفاق علمية
رقم العدد التسلسلي 02 المجلد 11 :العدد 20:السنة 0202
الغير ممارسة بالشكل الكافي ،حيث ال يوجد سوى حوالي 15موقع الكتروني ناشط
في هذا القطاع ،كما جاء بهدف تأطير حقوق وواجبات التاجر وحقوق المستهلك
المتصلة بهذا الجانب ،باإلضافة إلى كيفيات تطبيق الدفع اإللكتروني ،من أجل
حماية سرية الصفقات االلكترونية والمعطيات الخاصة بالمستخدم.30
وفي هذا اإلطار نص القانون على ضرورة تأمين األرضيات الخاصة بالدفع
االلكتروني ،وتستجيب لمعيار السرية التي سيحددها بنك الجزائر ،ويتضمن قانون
المالية لسنة ،2116إلزام كل تاجر بالتزود بجهاز الدفع االلكتروني ،قبل نهاية سنة
.2111وذلك طبقاً للمادة 111من قانون ،11/12الصادر بتاريخ 22ديسمبر
2112المتضمن قانون المالية .تحت طائلة العقوبة التي تصل إلى 51111دج.31
الخاتمة
تعتبر الخدمات اإلدارية االلكترونية من أهم وسائل تحسين الخدمة العمومية و تقريب
اإلدارة من المواطن في الجزائر وتخفيف العبء على اإلدارة وربح الوقت وتجنب
الطوابير الطويلة في اإلدارات العمومية.
لذلك أطلقت الجزائر العديد من الخدمات االلكترونية في العديد من القطاعات
الخدمات والتي من أهمها قطاع الجماعات اإلقليمية و قطاع العدالة و قطاع بريد
الجزائر والتجارة .
ومن أجل تحسين الخدمات االلكترونية البد من :
-اإلسراع في توسيع نطاق الخدمات االلكترونية لتشمل جميع المجالت الحياتية
للمواطن الجزائري( في مجال الشراء و البيع والتجارة االلكترونية ،تسديد فواتير .)...
-توفير الحماية القانونية الفعالة للخدمات االلكترونية خاصة المالية منها.
-تدريب الكوادر البشرية في مجال تقديم الخدمات اإلدارية االلكترونية من أجل
تحسين نوعية الخدمة االلكترونية
183
ISSN: 1112-9336 مجلة آفاق علمية
رقم العدد التسلسلي 02 المجلد 11 :العدد 20:السنة 0202
الهوامش
184
ISSN: 1112-9336 مجلة آفاق علمية
رقم العدد التسلسلي 02 المجلد 11 :العدد 20:السنة 0202
-14انظر محاضرات في " ماهية التسيير العمومي " على الموقع :
http://virtuelcampus.univ-msila.dz/facsegc/wp-
content/uploads/2016/12/CT%C3%A9lch_Et_Lanalyse_Con
، temporaine_de_ladministration_Publique.pdfص 2
-15حرشاو مفتاح "،المرجع السابق" ،ص41
-16نفس المرجع ،ص 42-41
-17حرشاو مفتاح "،المرجع السابق" ،ص 42
-18نفس المرجع.
-19مرسوم تنفيذي 214/15المؤرخ في ،2115/12/22المتضمن إعفاء
المواطن من تقديم وثائق الحالة المدنية المتوفرة ضمن السجل الوطني اآللي
للحالة المدنية ،الجريد الرسمية لسنة ،2115عدد ،41الصادرة بتاريخ 21
جويلية ،2115ص.16
-20المرسوم التنفيذي 363/14المؤرخ في 15ديسمبر ،2114المتعلق بإلغاء
األحكام التنظيمية المتعلقة بالتصديق طبق األصل على نسخ الوثائق المسلمة
من طرف اإلدارات العمومية ،الجريدة الرسمية ،2114عدد ،22صادرة بتاريخ:
.2114/12/16
االطالع: تاريخ ، onlignewww.interieur.gov.dz/sevices -21
.2116/12/16
www.elhayatonline.com -22جريدة الحياة ،مقال بعنوان" :التحول نحو
اإلدارة االلكترونية مخرج لمواجهة التحديات االقتصادية"، ،2116/13/21 ،
تاريخ االطالع.2116/12/12 :
،www.el-massa.com -23بتاريخ ،2112/11/21تاريخ االطالع:
.2116/12/12
185
ISSN: 1112-9336 مجلة آفاق علمية
رقم العدد التسلسلي 02 المجلد 11 :العدد 20:السنة 0202
186