You are on page 1of 362

‫جامعة الجزائر ‪1‬‬

‫كلية الحقوق‬

‫اإلدارة اإللكترونية ووسائلها القانونية‬


‫رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‬
‫تخصص‪ :‬قانون الدولة والمؤسسات العمومية‬

‫تحت إشراف األستاذ الدكتور‬ ‫من إعداد الطالبة‬


‫رشيد خلوفي‬ ‫شهرزاد بولحية‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬


‫رئيسا‬ ‫األستاذ الدكتور ‪ /‬بوحميدة عطاء للا‬
‫مقر ار‬ ‫األستاذ الدكتور ‪ /‬خلوفي رشيد‬
‫عضوا‬ ‫الدكتور‪ /‬عمور سالمي‬
‫عضوا‬ ‫الدكتورة ‪ /‬حوحو يمينة‬
‫عضوا‬ ‫الدكتورة ‪ /‬ضريفي نادية‬
‫عضوا‬ ‫الدكتور‪ /‬بن جياللي عبد الرحمان‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2018/2017‬‬
Résumé
L’administration électronique est un moyen d'améliorer l’efficacité et l’efficience
du service public tout en apportant une plus grande transparence dans la gestion
de l'administration publique. Elle permet la participation du citoyen et de la société
civile dans la discussion des politiques à travers le dialogue direct, le soutien à la
prise de décision et la contribution à l’élaboration des politiques qui répondent aux
besoins des citoyens. En adoptant l’administration électronique, l'Algérie cherche
à fournir des services de qualité en mobilisant des technologies contemporaines.
Afin d'y parvenir, plusieurs projets ont été mis en place surtout le projet de ‘E-
Algérie 2013’.
Notre étude a révélé que l'Algérie a concentré l’essentiel de ses efforts sur la
réforme administrative et sur la détermination des obligations de l’administration
envers ses citoyens. Cet effort s’est traduit par l’optimisation de la qualité des
services publics dans une optique d’amélioration des perceptions citoyennes. Le
pays a ciblé la mise en place d’une administration axée sur les compétences, la
confiance mutuelle et la qualité. De ce fait, une attention particulière a été portée
sur le sujet du service public et la relation entre l’administration et le citoyen. Elle
s’est concrétisée dans plusieurs lois et règlements depuis l’indépendance
notamment le décret n ° 88/131 visant à réglementer la relation entre
l'administration et les citoyens.
Malgré tous les efforts déployés pour améliorer la gestion de la relation entre
l’administration et le citoyen, plusieurs lacunes peuvent encore être constatées.
L’étude a permis de conclure que plusieurs aspects sont à améliorer afin
d’optimiser la gestion de la relation entre l’administration et le citoyen, notamment
en ce qui a trait aux lois et aux règlements qui l’encadrent, les moyens dont
disposent les administrations qu’ils doivent suivre l’évolution mondiale, la culture
organisationnelle, les technologies de l’information, les services publics
notamment les services électroniques.
Notre étude a principalement porte sur l’analyse du cadre juridique règlementant
la mise en œuvre de l’administration électronique en Algérie. Ce cadre est récent
et connait plusieurs limites. De ce fait, nous croyons que cette recherche permet
d’ouvrir l’opportunité à la réalisation d’autres études telles que la relation entre
l’administration et le citoyen dans le contexte d’e-administration, le service public
électronique et aussi la qualité du service public électronique.
Abstract
E-government is a way to improve the efficiency and effectiveness of public
service while providing greater transparency in the management of public
administration. It enables the participation of citizens and civil society in the
discussion of policies through direct dialogue, support for decision-making and
contribution to the development of policies that meet the needs of citizens. By
adopting e-government, Algeria seeks to provide quality services by mobilizing
contemporary technologies. In order to achieve this, several projects have been
implemented, especially the 'E-Algeria 2013' project.
Our study revealed that Algeria has concentrated most of its efforts on
administrative reform and on determining the obligations of the administration
towards its citizens. This effort has resulted in the optimization of the quality of
public services with a view to improve citizen perceptions. The country has
targeted the development of competency-based administration, mutual trust and
quality. As a result, particular attention has been paid to the subject of public
service and the relationship between the administration and the citizen. It has been
reflected in several laws and regulations since independence, notably Decree No.
88/131 regulating the relationship between the administration and citizens.
Despite all the efforts made to improve the management of the relationship
between the administration and the citizen, several shortcomings can still be noted.
The study concluded that several aspects need to be improved in order to optimize
the management of the relationship between the administration and the citizen, in
particular with regard to the laws and regulations that govern it, the means
available to the administrations to follow the global evolution, the organizational
culture, the information technologies, the public services in particular the
electronic services.
Our study mainly focused on the analysis of the legal framework regulating the
implementation of e-government in Algeria. This framework is recent and has
several limitations. Therefore, we believe that this research opens the opportunity
for other studies such as the relationship between the administration and the citizen
in the context of e-administration, the electronic public service and also the quality
of the electronic public service.
‫مــــــــقدمـــــــــــــــة‬

‫نتج عن التقدم العلمي والتقني وانتشار شبكة االنترنت‪ ،‬بروز تأثيرات عديدة على‬
‫طبيعة وشكل عمل النظم اإلدارية والتي تراجعت معها أشكال الخدمة العامة التقليدية إلى‬
‫نمط جديد يرتكز على البعد التكنولوجي والمعلوماتي إلعادة صياغة الخدمات العمومية‪،‬‬
‫وجعلها قائمة على اإلمكانات المتميزة لألنترنت وشبكات األعمال‪ .‬وبالتالي التحول نحو‬
‫اإلدارة االلكترونية كمفهوم يعبر عن السرعة والتفاعل اآلني واختراق الحدود‪ .‬فقد شهدت‬
‫السنوات العشر الماضية ثورة في عالم اإلدارات التي نقلت معظم خدماتها اإلدارية إلى اإلنترنت‬
‫وأصبح بإمكان أي مواطن أن يقوم بالخدمات العمومية‪ ،‬مثال كتجديد رخصة السياقة وجواز‬
‫السفر عبر مواقع االنترنت الحكومية وبطريقة آمنة وسرية‪.‬‬

‫إالا أن نشأة مفاهيم اإلدارة االلكترونية ظهر مع انتشار االنترنت في منتصف التسعينات‪،‬‬
‫ويعود تاريخ تطبيقها إلى عقود قبل ذلك‪ ،‬وان التطبيقات اإلدارية التقليدية كان هدفها األول رفع‬
‫الكفاءة الداخلية للمؤسسة‪ ،‬أما اإلدارة االلكترونية الحديثة فتركز على خدمة المواطن‪ .‬وتتسابق‬
‫دول العالم في إقامة اإلدارة االلكترونية ‪ ،‬إذ بدأت الكثير من الدول تبني هذا المفهوم سواء في‬
‫البلدان المتقدمة أو النامية ‪ ،‬وذلك من خالل عرض معلومات في غاية األهمية على شبكات‬
‫األنترنيت‪ .‬كما أ صبحت كثي ار من المعامالت اإلدارية والتجارية تتم عبر شبكة االنترنيت ومن‬
‫ثم فقد أتاحت هذه الشبكة لإلدارة ومواطنيها فرصا للتواصل بعيدا عن االجراءات االعتيادية‬
‫الروتينية‪.‬‬

‫لقد أفرز التحول نحو اإلدارة االلكترونية جملة من التغييرات على مفهوم الخدمة‬
‫العمومية‪ ،‬تؤسس في النهاية إلى مقولة نهاية اإلدارة العمومية التقليدية‪ ،‬فنموذج اإلدارة‬
‫اإللكترونية يوفر الكثير من فرص النجاح والوضوح والدقة في تقديم الخدمات وانجاز‬
‫المعامالت‪ .‬وبالتالي يمثل ثورة تحول مفاهيمي ونقلة نوعية في نموذج الخدمة العمومية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إضافة إلى ذلك أصبح التحول نحو اإلدارة االلكترونية يمثل توجها عالميا‪ ،‬يشجع على‬
‫تبني نظم الخدمات اإللكترونية‪ ،‬التي من بينها الخدمة العمومية االلكترونية‪ .‬حيث كانت‬
‫هناك جملة من المبادرات قدمتها حكومات دول عديدة توجت بنجاح كبير في مناطق منها‪،‬‬
‫وعرفت تحديات وصعوبات في دول أخرى‪ .‬ولعل هذه النجاحات‪ ،‬وفي مقابلها المعوقات‪،‬‬
‫هي بحاجة ماسة إلى القيام ببحوث و دراسات عميقة و دقيقة‪ ،‬تمكن من معرفة متطلبات‬
‫ومرتكزات ومعالم اإلنجازات ومواصلة البحث بغية الكشف عن بعض التحديات والمعوقات‬
‫المانعة لتحقيق التحول نحو الخدمة العمومية االلكترونية كأساس لعصرنة خدمات اإلدارات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫إذ تعتبر اإلدارة االلكترونية وسيلة لتحسين األداء اإلداري ليصبح أكثر كفاءة وفاعلية‪.‬‬
‫كما تؤدي إلى زيادة الشفافية والفعالية في إدارة الدولة‪ ،‬وعلية فإن اعتماد اإلدارة االلكترونية‬
‫يشكل عملية تغيير من شأنها ان تساعد على توسيع مجاالت المواطنين ورجال األعمال‬
‫للمشاركة في االقتصاد الجديد القائم على المعرفة والتكنولوجيا‪ ،‬وأيضا توفر إمكانية إشراك‬
‫المواطنين والمجتمع المدني في مناقشة السياسات من خالل الحوار المباشر‪ ،‬ودعم اتخاذ‬
‫متفهم أكثر للمواطنين واحتياجاتهم‪.‬‬
‫الق اررات وصياغة السياسات بشكل ا‬
‫ونظ ار ألن الجزائر كدولة تحاول الوصول إلى إدارة الكترونية وتحقيقها على نحو‬
‫أفضل نجدها تسعى إلى تقديم الخدمات على نحو يكرس التكنولوجيا المعاصرة االلكترونية‪.‬‬
‫فقد استطاعت إقامة العديد من المشاريع التي تقربها من هذا النهج‪.‬‬

‫ال نستطيع الحديث عن إدارة الكترونية دون أن نحدد دور اإلدارة في المجتمع وما هو‬

‫المتوقع منها وعالقة المواطنين باإلدارة والعكس‪ .‬إذ يقع على عاتق اإلدارة مجموعة مختلفة من‬
‫االلتزامات‪ ،‬التزامات وان مثلت جوهر وأصل اإلدارة ووجودها‪ ،‬إال أن بعضها يندرج ضمن‬
‫تنظيم عالقة اإلدارة بمواطنيها أو المتعاملين معها‪" .‬إن التزامات اإلدارة أو ما يعرف أيضا‬
‫باألداء في معاملة المواطن و في تقديم الخدمات هو من مؤشرات التقدم الحضاري في أي بلد‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫ومن أخالقيات اإلدارة العمومية التي يطلق عليها و في كثير من األحيان باألخالقيات المهنية‪،‬‬
‫أو بأخالقيات المرفق العام والخدمة العامة"‪" .1‬بل إن حياة المرفق مرهون بدوره إذ كلما زالت‬
‫وظيفته كلما وجب زواله ‪ ،‬وهو ما يتماشى ومبدأ المرفق بالهدف"‪ .2‬و حتى يشعر المواطن‬
‫بأن اإلدارة مسخرة لخدمته وتسهيال لقضاء مآربه اإلدارية وتوجيهه وترشيده كلما تطلب األمر‬
‫ذلك‪" ،3‬أولت الجزائر اهتماما وانشغاال فائقي األهمية إلصالح اإلدارة و تحديد التزاماتها تجاه‬
‫مواطنيها‪ ،‬و ذلك ضمن إطار تحقيق النوعية و تطويرها وتدعيم الفعالية المباشرة لمصالح‬
‫الدولة وعلى رأسها محو الصورة السيئة عن اإلدارة و خدماتها لدى المواطن"‪ 4‬تحقيقا للمصالحة‬
‫بين الطرفين‪ ،‬وارساء إلدارة أساسها الكفاءة‪ ،‬النجاح‪ ،‬الثقة المتبادلة والجودة‪ .‬ونظ ار ألهمية‬
‫موضوع الخدمة العمومية‪ ،‬فقد تم معالجتها ومراعاة تنظيمها بموجب المرسوم رقم ‪131/88‬‬
‫المنظم للعالقات بين اإلدارة والمواطن باهتمام بالغ وعلى نحو ملفت لالنتباه وتحديدا بمقتضى‬
‫القسم الرابع المعنون بـ " التحسين الدائم لنوعية الخدمة العمومية " و ضمن أحكام أخرى شكلت‬
‫القسم األكبر من التنظيم‪ .5‬بدليل أنه و بالمقارنة باألقسام األخرى‪ ،‬جاء تنظيم القسم المخصص‬
‫للخدمة العمومية من الناحية الشكلية بشكل أطول بكثير من غيرها وعلى نحو جعلها تبدو من‬
‫أبرز االلتزامات التي فرضها المرسوم على اإلدارة حرصا منه على تحسين نوعية خدماتها‬

‫زهرة أقشيش ‪ :‬العالقة بين اإلدارة العامة و المواطن في ظل دولة القانون ‪ ،‬بحث للحصول على شهادة الماجستير في‬ ‫‪1‬‬

‫القانون فرع اإلدارة و المالية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم اإلدارية بابن عكنون ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 2002/2001 ،‬ص ‪. 102‬‬
‫سعيد مقدم ‪ :‬واقع ومقتضيات تنمية اإلدارة العمومية في الجزائر ‪ ،‬مجلة إدارة ‪ ،‬للمدرسة الوطنية لإلدارة ‪ ،‬الجزائر ‪،‬العدد‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪.15‬‬ ‫‪، 1993 ،2‬‬


‫‪ 3‬أنظر نص المادة ‪ 6‬من المرسوم رقم ‪ 131/88‬ل ـ ‪ 1988/7/4‬المنظم للعالقات بين اإلدارة و المواطن ‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ 27‬لـ ‪. 1988/07/06‬‬
‫سعيد مقدم‪ :‬الوظيفة العمومية وآفاقها في الجزائر ‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه دولة في القانون العام ‪ ،‬كلية الحقوق بابن‬ ‫‪4‬‬

‫عكنون ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 2005/2004 ،‬ص‪.239‬‬


‫وذلك بمقتضى المواد من ‪ 21‬إلى المادة ‪ 30‬المدرجة بعنوان "التحسين الدائم لنوعية الخدمة العمومية " ‪ ،‬و المواد ‪، 12‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 29 28 ، 14 ، 13‬التي تدخل في إطار تحسين الخدمة العمومية وتحديدا في الشق المتعلق "باالستقبال " ‪ ،‬من المرسوم‬
‫رقم ‪ 131/88‬الموافق لـ ‪ 1988/7/4‬المنظم للعالقات بين اإلدارة و المواطن ‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ ، 27‬لـ ‪. 88/7/6‬‬
‫‪3‬‬
‫وصورتها العامة للتعبير عن السلطة العمومية‪ .‬و انعكست االلتزامات التي تم إقرارها تبعا لذلك‬
‫في ضرورة التزام اإلدارة بـ ‪ :‬السهر على تبسيط إجراءاتها لتتالءم مع التقنيات الحديثة وعصرنة‬
‫اإلدارة‪.‬‬

‫ولم تتوقف الجزائر عند هذا الحد‪ ،‬بل إنها ال تزال تواصل إصالحاتها بما يتماشى‬
‫ومتطلبات العصر‪ .‬ولعل تبنيها لإلدارة اإللكترونية دليل على نيتها بتحسين اإلدارة وخدماتها‬
‫والتخلص من مظاهر الفساد والبيروقراطية بمفهومها السلبي‪ .‬هذه األخيرة تساهم بنصيب وافر‬
‫في عرقلة التطور ألن طبيعتها ترتكز على التطبيق الصارم للقانون وعلى تضارب‬
‫االختصاصات عوض تكاملها وكثرة الوثائق وكثرة المتدخلين والشبابيك‪ .‬كل هذا زيادة على‬
‫سلوك الموظفين و مزاجهم يجعل كل عملية تقديم الخدمات تتطلب حي از من الزمان يعتبر‪،‬‬
‫بنظر المواطنين‪ ،‬هد ار للوقت وتعسفا في استعمال السلطة‪ .‬وبالتالي نكون أمام طبقة بيدها‬
‫الحل والعقد تتحكم في مصير الناس والدولة والنظام‪ ،‬خاضعين لها بحكم طبيعة العمل‪.‬‬

‫إن التحدي الذي نواجهه في الوقت الحاضر هو االنتقال من النموذج البيروقراطي‬


‫(المركزية‪ ،‬هرمية السلطة‪ ،‬والعمل في اقتصاد محدد مكانيا) إلى نموذج إداري متكيف مع‬
‫الواقع والعالمية وادارة رقمية مبنية على المعلومات والتغيرات االجتماعية‪ .‬فالتنظيم‬
‫البيروقراطي بطيء ال يتناسب مع وقع التغيرات في بيئة المنظمات العامة‪ .‬فتطبيق اإلدارة‬
‫اإللكترونية يشمل زيادة سرعة وحجم نقل المعلومات‪ ،‬تقليل تكاليف العمل والتغيير في‬
‫المهارات المطلوبة‪ .‬هذا بطبيعة الحال يتعارض فلسفيا مع التنظيم البيروقراطي التقليدي الذي‬
‫يتصف ببطء نقل المعلومات وثبات المتطلبات المهارية‪ .‬مما يعني أن االفتراضات الحالية‬
‫للبيروقراطية‪ ،‬فيما يخص التحكم والسيطرة وتحديد التخصصات داخل الهرم اإلداري وحتى‬
‫وشك في قدرته على استيعاب إمكانات االتصال وتقنية‬
‫ا‬ ‫تسلسل السلطة نفسه‪ ،‬محل تساؤل‬
‫المعلومات الحديثة‪.‬‬

‫ويلزم لتطبيق اإلدارة االلكترونية ثقافة سياسية تستند على الشفافية والمسائلة وحرية‬
‫التعبير‪ .‬واذا كان القرار العام هو حصيلة الفعل السياسي‪ ،‬فإن السياسة تعني الحوار والنقاش‬
‫‪4‬‬
‫والتفاوض لجميع المواطنين ونوابهم للوصول إلى ق اررات وسياسات عامة مرضية لجميع‬
‫فئات المجتمع بمختلف رغباتهم واحتياجاتهم ومصالحهم ‪.‬‬
‫لذا يكتسي موضوع اإلدارة االلكترونية ووسائلها القانونية أهمية بالغة‪ ،‬انطالقا من كون‬
‫التحول نحو الخدمة العمومية االلكترونية هو أساس ترشيد الخدمات العمومية وعصرنتها‬
‫تماشيا مع التطورات التكنولوجية العالمية وتحسينها والنهوض بجودتها‪ .‬كما أن التوجه الى‬
‫اإلدارة اإللكترونية يتطلب تأطي ار قانونيا محكما بتحديد كل الوسائل القانونية لضمان السير‬
‫الحسن وحماية اإلدارة ومستخدميها‪ ،‬بالتالي فأهمية هذه الدراسة تأتي من العناصر اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬حداثة وجدية موضوع اإلدارة االلكترونية الذي ظهر مع العقد األخير من القرن‬
‫العشرين‪ ،‬خصوصا وأن معظم المعامالت أصبحت تتم وراء الشبكات اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -‬قلة الدراسات حول موضوع اإلدارة االلكترونية ووسائلها القانونية على مستوي‬
‫الطرح األكاديمي في الجزائر‪ ،‬مما يجعل هذا الموضوع يكتسيه الغموض وعدم الوضوح لدى‬
‫العديد من الدارسين و حتى اإلدارات‪ .‬وبالتالي تكمن األهمية في محاولة توضيح وتبيين أسس‬
‫اإلدارة اإللكترونية وكذلك أهمية تحديد مجمل الوسائل القانونية لتطبيق أمثل ولحماية اإلدارات‬
‫ومستخدميها‪.‬‬

‫ويحاول موضوع الدراسة الوصول إلى األهداف التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إزالة الغموض والتعرف على مفهوم اإلدارة االلكترونية وتأثيرها على ترشيد وعصرنة‬
‫الخدمة العمومية؛‬

‫‪ -‬الوصول إلى مدى نجاعة اإلدارة االلكترونية كآلية لإلصالح اإلداري‪ ،‬تبعا لتطبيقات‬
‫النموذج الكندي باعتباره نموذجا ناجحا ومتفوقا في دولة متقدمة تكنولوجيا‪ .‬حيث أن النموذج‬
‫تعد مجمل قوانينها مستوحاة من القانون‬
‫المتخذ سيركز على الكبيك ‪ ،Québec‬المقاطعة التي ا‬
‫الفرنسي ما عدا بعض المجاالت التي تحدد على المستوى الفدرالي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬محاولة التعرف على الوسائل القانونية الالزمة لتأطير اإلدارات االلكترونية الجزائرية وحماية‬
‫اإلدارات ومستخدميها‪.‬‬

‫ومن البديهي أن اختيار الباحث لموضوع محدد يعود إلى اعتبارات ذاتية ترتبط بشخص‬
‫الباحث‪ ،‬وتوجه اهتماماته بحكم الميل نحو موضوعات معينة‪ ،‬وأخرى موضوعية ترتبط‬
‫بمواصفات موضوع الدراسة من حيث قيمته العلمية وكذا حداثة الموضوع وصالحية البحث‬
‫فيه‪.‬‬

‫مما سبق يمكن تلخيص أهم مبررات تناول هذا الموضوع فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬المبررات الذاتية ‪ :‬يرجع اختيار هذا الموضوع لسبب االهتمام بالتطور التكنولوجي وتأثيره‬
‫على اإلدارة والخدمات العمومية هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى التواجد في الكيبيك "كندا" كبلد‬
‫نموذجي مطبق لإلدارة اإللكترونية منذ العديد من السنوات في كل المعامالت اإلدارية‪.‬‬

‫‪-‬المبررات الموضوعية ‪ :‬و تـنبع هذه األخيرة من القيمة العلمية لموضوع اإلدارة االلكترونية‬
‫وانعدام مرجع لتبيين الوسائل القانونية الضرورية لنجاح هذه اإلدارة‪ .‬إضافة إلى توفر عنصر‬
‫الجدة في الموضوع على مستوى الطرح العلمي األكاديمي و محدودية الدراسات و األبحاث‬
‫التي تعتني به‪ .‬وهو ما يشجع و يفتح أمام الدارسين مزيدا من االجتهاد و محاولة إثراء‬
‫الموضوع في جوانبه النظرية و التطبيقية‪.‬‬

‫إشكالية الدراسة‬

‫إن انتقال اإلدارة من شكل تقليدي إلى نموذج الخدمة العمومية االلكترونية خلف تأثيرات‬
‫على شكلها ووظائفها‪ .‬حيث تقلصت بفضلها المسافات‪ ،‬اختزل عن طريقها الزمن‪ ،‬تطور‬
‫بفضلها نوع ومستوى الخدمة العمومية وبرز ضمنها النموذج الرشيد والعصري للخدمات التي‬
‫تقدمها األجهزة والمؤسسات الحكومية‪ .‬هذا التوجه يحتاج إلى جملة من الوسائل القانونية تؤطر‬
‫عمليات اإلدارة اإللكترونية ومراقبتها لضمان نجاح هذا االنتقال وتأمين الحماية لإلدارات‬
‫ومستخدميها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫فيما يخص استعمال شبكات االنترنت في الجزائر‪ ،‬و"بعد عملية الفرز والتنظيم‪ ،‬تبين‬
‫لنا أن النسبة الكبرى المستخدمة للشبكة هي ممثلة من القطاع العام الذي استحوذ على‬
‫نسبة ‪ %64,79‬والقطاع الخاص بنسبة ‪ ، %35,21‬ومن خالل الدراسة يمكن تأكيد سيطرة‬
‫قسم الموظفين في الجزائر بنسبة تقارب ‪ %46,48‬ويرجع هذا لفرصة وجود نقاط اتصال‬
‫باإلنترنت من أماكن عملهم‪ ،‬فضال عن نقاط االتصال األخرى‪ ،‬وما يلفت النظر أيضا أن‬
‫قطاع سلك التعليم في الجزائر يحتل المرتبة الثانية بنسبة ‪ %35,21‬منها نسبة ‪%21,13‬‬
‫ِ‬
‫مستخدمين أساتذة‪ ،‬ونسبة ‪ %14,08‬مستخدمين طلبة‪ ،‬وهذا ُيعزى الستغالل الشبكة في‬
‫البحث عن المعلومات أو الدروس التوضيحية أو لدعم األبحاث‪ ،‬والحظنا أيضا أن نسبة‬
‫‪ %1,41‬في الجزائر مصنفة ضمن قسم دون عمل‪ ،‬وباالستعانة بقاعدة االستبيان تبين لنا‬
‫أن هناك شخص واحد جامعي من المشاركين عاطل عن العمل ويستخدم الشبكة‪ ،‬وتبقى‬
‫نسبة ‪ %16,9‬لبقية األصناف تجار ومسيرين‪...،‬وغيرهم"‪.1‬‬

‫لهذا وفي ضوء التطورات التطبيقية لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬التي تشهدها مؤسسات الخدمة‬
‫العمومية في الجزائر‪ ،‬ما مدى اعتبار اإلدارة اإللكترونية آلية محورية في عصرنة وترشيد‬
‫الخدمة العمومية كونها التزاما وضرورة لجميع األنشطة في المجتمع وكيف يتم استغاللها كما‬
‫يجب؟‬

‫ولما استغلت السلطات الجزائرية هذه الفرصة‪ ،‬ماهي الكيفيات التي استوفت من خاللها‬
‫هذا االلتزام‪ ،‬سواء من الناحية القانونية أو من الناحية المؤسساتية؟ ماهي أهم العراقيل والمعوقات‬
‫التي حدت من تطبيق اإلدارة اإللكترونية؟ وماهي نتائجها االجتماعية؟‬

‫وهذا يدعونا في البداية إلى تحديد مفهوم اإلدارة االلكترونية ومتطلبات تطبيقها‪ ،‬ثم كيفية‬
‫مساهمتها في اإلصالح اإلداري‪ .‬بعدها نتوجه إلى دراسة أسس اإلدارة اإللكترونية الجزائرية‪.‬‬

‫إبراهيم بختي‪ :‬األنترنيت في الجزائر‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ،01‬جامعة ورقلة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،2002 ،‬ص ‪.27‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪7‬‬
‫فرضيات الدراسة‬

‫تقدم هذه الدراسة جملة من الفرضيات يمكن إيجازها في اآلتي‪:‬‬

‫الفرضية األولى‪ :‬التحول نحو اإلدارة االلكترونية هو نتيجة فشل نمط اإلدارة التقليدية في تقديم‬
‫خدمة عمومية في مستوى التقدم التكنولوجي الحالي‪.‬‬

‫الفرضية الثانية‪ :‬تقوم المؤسسات الحكومية بتطوير التشريعات بما يتفق مع اإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫كما تساهم إجراءات الحكومة االلكترونية في توجيه الجزائر نحو حكومة الكترونية‪.‬‬

‫الفرضية الثالثة‪ :‬عرفت الخدمات العمومية االلكترونية في الجزائر تحديات كبيرة عرقلت تقدم‬
‫الخدمة العمومية اإللكترونية‪ ،‬بسب ضعف مؤشر الجاهزية االلكترونية‬

‫الفرضية الرابعة‪ :‬نجاح الخدمة العمومية االلكترونية في النموذج الكندي الكبيكي ‪ ،‬يعود إلى‬
‫توفر المتطلبات اإلدارية والسياسية والوسائل القانونية‪ ،‬ووضوح الرؤية االستراتيجية لإلدارة‬
‫العمومية االلكترونية‪.‬‬

‫لإلجابة على اإلشكالية المطروحة ولتأكيد او إلغاء الفرضيات المطروحة‪ ،‬سنتطرق في‬
‫هذه الدراسة إلى بابين‪ .‬الباب األول يعالج اإلدارة اإللكترونية كأساس لعصرنة الخدمة العمومية‪،‬‬
‫حيث سنعرض في الفصل األول عموميات حول اإلدارة اإللكترونية من خالله سنعطي لمحة‬
‫عنها في المبحث األول عبر دراسة نشأتها‪ ،‬مبادئها‪ ،‬أهدافها‪ ،‬خصائصها ووظائفها‪ .‬أما في‬
‫المبحث الثاني سنعالج االنتقال من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة االلكترونية‪ ،‬حيث سنعرض‬
‫مراحل االنتقال السليم‪ ،‬متطلبات تطبيق اإلدارة االلكترونية وبنيتها وأسسها‪ .‬أما الفصل الثاني‬
‫سيدرس اإلدارة اإللكترونية كرافعة قوية لإلصالح اإلداري‪ ،‬حيث يتناول المبحث األول أثر‬
‫اإلدارة اإللكترونية على جودة الخدمة العمومية وهذا يدعونا للمرور بتطور اإلدارة اإللكترونية‬
‫وميالد المجتمع المعلوماتي‪ ،‬ضمان الجودة العالية للخدمة العمومية واالنتقال من الخدمة‬
‫التقليدية إلى الخدمة اإللكترونية‪ .‬في المبحث الثاني سنورد تحديات ورهانات اإلدارة اإللكترونية‬
‫مبرزين المعوقات اإلدارية‪ ،‬السياسية والقانونية‪ ،‬المعوقات المالية والتقنية والمعوقات البشرية‬

‫‪8‬‬
‫واألمنية‪ .‬كما نعرض التطبيق التدريجي لإلدارة اإللكترونية في حكومة الكيبيك مبرزين آليات‬
‫االنتقال وكذا الخدمات العمومية في الكيبيك واالمكانيات والمقومات التي ساهمت في التحول‬
‫نحو إدارة الكترونية كيبيكية وهذا في المبحث الثاني‪ .‬في المبحث الثالث‪ ،‬نبين أسس نجاح‬
‫اإلدارة اإللكترونية في كندا من خالل التطبيق الفعلي للديمقراطية االلكترونية‪ ،‬تأطير ومتابعة‬
‫التطور المعلوماتي واإلداري وتكريس كل الجهود لتحديد االحتياجات وتلبيتها‪.‬‬

‫من خالل الباب الثاني سنتطرق الى االنتقال نحو إدارة إلكترونية جزائرية‪ ،‬حيث سندرس‬
‫في الفصل األول اإلطار الدستوري لإلدارة االلكترونية في المبحث األول‪ ،‬ثم اإلطار التشريعي‬
‫والتنظيمي وسبل تحسين عالقة االدرة بالمواطن بالمبحث الثاني‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني سيدرس أثر االدارة االلكترونية على عالقة اإلدارة بالموطن أين سنعالج‬
‫العالقات اإلدارية‪ :‬من عالقة الشباك إلى عالقة الشبكية ونتطرق إلى الموقع اإللكتروني‪،‬‬
‫اإلمضاء اإللكتروني‪ ،‬التصديق اإللكتروني والعقد االلكتروني في المبحث األول مارين بمشروع‬
‫الجزائر االلكترونية والسياسات العامة لهذا المشروع مع ابراز الهياكل اإلدارية الجديدة‪ ،‬التغيير‬
‫في وسائل العمل واثراء للمهام وكذلك أمن وحماية المعلومات وردع الجريمة اإللكترونية في‬
‫مبحث ثان‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الخــــــــــــــطـــــــــــــــــــــة‬

‫الباب األول‪ :‬اإلدارة اإللكترونية أساس لعصرنة الخدمة العمومية‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلدارة اإللكترونية حلقة جديدة في بناء تصور حديث لمفاهيم الخدمة العمومية‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلدارة اإللكترونية وسيلة لرفع األداء والكفاءة‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلدارة اإللكترونية نموذج جديد لتحسين مستوى الخدمات‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبادئ اإلدارة اإللكترونية وأهدافها‬

‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص ووظائف اإلدارة اإللكترونية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬من إدارة تقليدية إلى إدارة إلكترونية‬

‫المطلب األول‪ :‬مراحل االنتقال السليم نحو اإلدارة اإللكترونية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬متطلبات تطبيق اإلدارة اإللكترونية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬بنية وأسس اإلدارة اإللكترونية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أثر اإلدارة اإللكترونية على جودة الخدمة العمومية‬

‫المطلب األول‪ :‬تطور اإلدارة اإللكترونية وميالد المجتمع المعلوماتي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الخدمة والخدمة العمومية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬ضمان جودة عالية للخدمة العمومية‬

‫الفصل الثاني‪ :‬إدارة األنترنت رافعة قوية لإلصالح اإلداري‬

‫المبحث األول‪ :‬الخدمة االلكترونية وتحديات اإلدارة اإللكترونية‬

‫المطلب األول‪ :‬من الخدمة التقليدية إلى الخدمة االلكترونية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تحديات ورهانات اإلدارة االلكترونية‬


‫‪10‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التجربة الكندية الكيبكية‪ :‬تطبيق مثالي لإلدارة اإللكترونية‬

‫المطلب األول‪ :‬آليات االنتقال نحو إدارة إلكترونية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الخدمات االلكترونية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اإلمكانيات والمقومات لتحول نحو إدارة الكترونية كيبكية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أسس نجاح اإلدارة اإللكترونية في كندا‬

‫المطلب األول‪ :‬تطبيق فعلي للديمقراطية االلكترونية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تأطير ومتابعة التطور المعلوماتي واإلداري‬

‫الباب الثاني‪ :‬نحو إدارة إلكترونية جزائرية‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني لإلدارة اإللكترونية الجزائرية‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار الدستوري لعالقة اإلدارة بالمواطن‬

‫المطلب األول‪ :‬إهمال عالقة اإلدارة بالمواطن قبل دستور ‪1989‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دستور ‪ 1989‬مظهر جديد لالهتمام بالعالقة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األسس التشريعية والتنظيمية لعالقة اإلدارة بالمواطن‬

‫المطلب األول‪ :‬السلطة التشريعية مصدر تشريع هام لتنظيم العالقة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم للعالقة قبل ‪1989‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬إدراك تنظيمي محدود للعالقة ابتداء من ‪1988‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬أثر اإلدارة االلكترونية على عالقة اإلدارة بالمواطن‬

‫المبحث األول‪ :‬عالقة اإلدارة بالمواطن‪ :‬من عالقة الشباك إلى عالقة الشبكية‬

‫المطلب األول‪ :‬الموقع االلكتروني‬

‫‪11‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االمضاء والتصديق االلكتروني‬

‫المطلب الثالث‪ :‬العقد االلكتروني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مشروع الجزائر االلكترونية خطوة فعلية نحو إدارة إلكترونية‬

‫المطلب األول‪ :‬المؤسسة االلكترونية والمواطن اإللكتروني ضمن السياسات لعامة لمشروع‬
‫الجزائر االلكترونية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬هياكل إدارية جديدة‪ ،‬تغيير في وسائل العمل واثراء المهام‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أمن وحماية المعلومات وردع الجريمة االلكترونية‬

‫‪12‬‬
‫الباب األول‪ :‬اإلدارة اإللكترونية فرصة لعصرنة الخدمة العمومية‬

‫في ظل التقدم العلمي وظهور ما يسمى بالتقنية الرقمية أو االلكترونية‪ ،‬كان البد لدول‬
‫العالم أن تتجه نحو االستفادة من هذه التقنية في كافة المجاالت‪ ،‬بما في ذلك المجاالت‬
‫اإلدارية‪ .‬فأدخلت هذه التقنية الرقمية في التجارة االلكترونية وكذا في مجال اإلدارة‬
‫االلكترونية واإلدارة الحكومية‪ .‬حيث تسعى الدول إلى تطبيق اإلدارة االلكترونية على كافة‬
‫تعامالتها للتخلص من اإلدارة التقليدية (الفصل األول)‪.‬‬

‫إن االدارة اإللكترونية ترتبط باإلدارة الفعلية كمصدر معلومات وخدمات للمواطنين‪،‬‬
‫لمنشآت األعمال‪ ،‬للمنظمات المختلفة المتواجدة في المجتمع و مختلف العمالء والمنتفعين‬
‫الراغبين في الخدمات اإللكترونية والمعلوماتية التي تقدمها هذه االدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫وهناك هدف استراتيجي لإلدارة اإللكترونية يتمثل في دعم وتبسيط الخدمات العمومية لكل‬
‫األطراف المعنية بالخدمات وهم‪ :‬االدارات العمومية‪ ،‬المواطنين ومنشآت األعمال‪ .‬وعلى ذلك‬
‫فإن االدارة اإللكترونية تساند الوسائل اإللكترونية وتسهم في تدعيم جودة وسرعة وسهولة‬
‫الخدمات التي تقدمها لألطراف الثالثة المعنية‪ .‬لذا تعتبر اإلدارة اإللكترونية رافعة قوية لإلصالح‬
‫اإلداري وهو ما أكده النموذج الكندي‪ .‬حيث أن كندا كغيرها من الدول‪ ،‬سارعت إلى تبني‬
‫تكنولوجيا المعلومات واإلنترنت مع الدول األوائل في هذا المجال‪ .‬وقد أحرزت تقدما متمي از‬
‫في تطوير العديد من الخدمات االلكترونية‪ .‬كان هدف الحكومة الكندية منذ البداية أن تكون‬
‫أكثر حكومة تتصل بمواطنيها على مستوى العالم وذلك من خالل تقديم جميع الخدمات‬
‫االلكترونية بواسطة خطوط اإلنترنت‪ .‬فعملت على توفير القوانين الالزمة لتطبيق الحكومة‬
‫االلكترونية وكذا التعليمات األساسية التي تحكم البرامج الحكومية الرئيسية فيما يخص‬
‫الحكومة االلكترونية وممارستها‪ ،‬وهذا على مستوى مواقع الحكومة في شبكة اإلنترنت‪.‬‬
‫فضال عن أن كندا تتمتع ببنية تحتية متطورة في مجال اإلنترنت‪ ،‬حيث تتصل معظم المدن‬

‫‪13‬‬
‫الكندية اتصاال ذا سرعة عالية‪ ،‬وتعتبر تكلفة االتصال عبر هذه الشبكة من التكاليف‬
‫المنخفضة نسبيا مقارنة مع دول أخرى من العالم‪ .‬لذا سنحاول في هذه الدراسة المرور على‬
‫التجربة الكندية ال سيما في مقاطعة كيبيك ونعالج إمكانية تطبيقها في الجزائر (الفصل الثاني)‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلدارة اإللكترونية حلقة جديدة في بناء تصور حديث لمفاهيم الخدمة‬
‫العمومية‬

‫سيتطرق هذا الفصل إلى توضيح العناصر الرئيسية لموضوع الدراسة‪ ،‬وبالتالي االتجاه‬
‫نحو محاولة ضبط المفاهيم الرئيسية لكل من اإلدارة االلكترونية والبحث في نموذج الخدمة‬
‫العمومية االلكترونية كنمط جديد‪.‬‬

‫لقد مثلت اإلدارة اإللكترونية حلقة جديدة في بناء تصور حديث لمفاهيم الخدمة‬
‫العمومية‪ ،‬مما نتج عنه تحوال جوهريا في طرق أداء الخدمات للمواطنين‪ ،‬في مرحلة اتسمت‬
‫بتشكل معالم ومنطلقات مغايرة توحي بنهاية التعقيدات‪ ،‬والمعوقات التي تعترض الخدمات‬
‫العمومية (المبحث األول)‪.‬‬

‫إن إدخال مفهوم اإلدارة اإللكترونية كآلية لتقديم الخدمة العمومية أصبح يقدم تحسينات‬
‫هامة على شكل تلك الخدمات بما ينتج عنه تطوير المهام واألنشطة المقدمة من طرف‬
‫المؤسسات الحكومية (المبحث الثاني)‪ .‬وبذلك عمدت العديد من التجارب الحكومية إلى‬
‫تطبيق الخدمات العمومية االلكترونية بهدف تحقيق مفاهيم تمثل في مضامينها مرتكزات‬
‫للحكم الراشد هي الشفافية‪ ،‬الرقابة‪ ،‬المحاسبة‪ ،‬روح المسؤولية‪ ،‬دولة الحق والقانون‪ ،‬سرعة‬
‫االستجابة للخدمات العامة ‪ ...‬وغيرها بما يصل إلى غاية ترشيد الخدمة العمومية واالرتقاء‬
‫بجودتها (المبحث الثالث)‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلدارة اإللكترونية وسيلة لرفع األداء والكفاءة‬

‫بعد دخول االنترنت وانتشارها في العالم أصبحنا نسمع مصطلحات مثل اإلدارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬الحكومة االلكترونية‪ ،‬النقود االلكترونية‪ ،‬التجارة االلكترونية والتعليم االلكتروني‬
‫وغير ذلك من المفاهيم‪ .‬ويبدو أن تحسين األداء الحكومي لن يتم بدون الثورة االلكترونية‪.‬‬

‫فاإلدارة االلكترونية هي وسيلة لرفع آداء وكفاءة الحكومة وليست بديال عنها وال تهدف‬
‫الى انهاء دورها‪ ،‬وهي إدارة بال ورق ألنها تستخدم األرشيف االلكتروني‪ ،‬األدلة‪ ،‬المفكرات‬
‫االلكترونية والرسائل الصوتية‪.‬‬

‫واإلدارة االلكترونية هي إدارة بال مكان وتعتمد اساسا على الهاتف المحمول‪ ،‬بال زمان‬
‫حيث تعمل ‪ 24‬ساعة على‪ 7‬أيام على ‪ 365‬يوما أي أن العالم يعمل في الزمن الحقيقي ‪24‬‬
‫ساعة‪ .‬كما أنها بال تنظيمات جامدة‪ ،‬فالمؤسسات الذكية تعتمد على عمال المعرفة وصناعات‬
‫المعرفة‪.‬‬

‫لذا يركز هذا المبحث على الجوانب المرتبطة بنشأة اإلدارة االلكترونية (المطلب‬
‫األول)‪ ،‬ومحاولة ضبط مختلف ما قدم حولها من تعاريف‪ ،‬أهم المبادئ (المطلب الثاني)‪،‬‬
‫األهداف دون إهمال ما تتسم به اإلدارة االلكترونية من خصائص (المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلدارة اإللكترونية نموذج جديد لتحسين مستوى الخدمات‬


‫تعتبر اإلدارة اإللكترونية أحسن نموذج للرقي بمستوى الخدمات‪ .‬فقد "أدى التطور السريع‬
‫لتقنية المعلومات واالتصاالت إلى بروز نموذج ونمط جديد من اإلدارة في ظل التنافس‬
‫والتحدي المتزايد أمام اإلدارات البيروقراطية كي تحسن من مستوى أعمالها وجودة خدماتها‪،‬‬
‫ما اصطلح على تسميته باإلدارة الرقمية‪ ،‬أو إدارة الحكومة االلكترونية‪ ،‬أو اإلدارة‬

‫‪16‬‬
‫االلكترونية ‪.‬بذلك فإن ظهور اإلدارة االلكترونية جاء بعد التطور النوعي السريع للتجارة‬
‫االلكترونية واألعمال االلكترونية وانتشار شبكة االنترنت‪."1‬‬

‫في حين ترى بعض الدراسات "أن االهتمام باإلدارة االلكترونية‪ ،‬ظهر مع بداية اهتمام‬
‫الحكومات وتوجهها نحو تحقيق شفافية التعامل‪ ،‬وتعميق استخدام التكنولوجيا الرقمية لخدمة‬
‫أهداف التنمية االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪."2‬‬

‫وبالتالي فاإلدارة االلكترونية هي أحد مفاهيم الثورة الرقمية التي تقودنا إلى عصر‬
‫المعرفة والتكنولوجيا‪ .‬كما أن الطبيعة التحويلية القوية لهذه التكنولوجيا أصبح لها تأثير‬
‫عميق على الطريقة التي يتعامل بها الناس‪ .‬حيث يتبادلون العالقات االجتماعية‬
‫ويتواصلون في شتى بقاع العالم‪ .‬لذا فاإلدارة االلكترونية ماهي اال نتيجة لتطور تكنولوجيا‬
‫االتصال والمعلومات‪.‬‬

‫الفقرة ا ألولى‪ :‬تكنولوجيا االتصال والمعلومات‬

‫شهدت تكنولوجيا االتصال والمعلومات خالل السنوات األخيرة تطورات سريعة وتأثيرات‬
‫مباشرة للثورة الرقمية على نمط الحياة اإلنسانية على األصعدة االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‬
‫والثقافية‪ ،‬تجعل التنمية االقتصادية مرتبطة إلى حد كبير بمدى قدرة الدول على مسايرة هذه‬
‫التحوالت والتحكم فيها قصد استغالل اإلمكانات المتوفرة والمتجددة‪.‬‬

‫ياسين سعد غالب ‪:‬اإلدارة االلكترونية وأفاق تطبيقاتها العربية‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪، 2005،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪. 3‬‬
‫سعيد بن معال العمري‪ :‬المتطلبات اإلدارية واألمنية لتطبيق اإلدارة االلكترونية دراسة مسحية على المؤسسة العامة‬ ‫‪2‬‬

‫للموانئ ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ‪ ،‬الرياض ‪ 2003،‬المملكة العربية السعودية‪ ، ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪17‬‬
‫القسم األول‪ :‬ماهية تكنولوجيا المعلومات واالتصال‬

‫قبل التطرق إلى تعريف تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬نبدأ بتحديد مفهوم ثورة تكنولوجيا‬
‫االتصال وتكنولوجيا المعلومات لنصل في األخير إلى تعريف هذه التكنولوجيات التي يصعب‬
‫إيجاد تعريف موحد لها بسبب تنوعها وتعقدها‪.‬‬

‫يقصد بثورة تكنولوجيا االتصاالت‪ ،‬تلك التطورات التكنولوجيا في مجاالت االتصاالت‬


‫التي حدثت خالل الربع األخير من القرن العشرين والتي اتسمت بالسرعة واالنتشار والتأثيرات‬
‫الممتدة من الرسالة إلى الوسيلة‪ ،‬إلى الجماهير داخل المجتمع الواحد أو بين المجتمعات‪.‬‬
‫وهي "تشمل ثالثة مجاالت‪:‬‬

‫‪ -‬ثورة المعلومات أو ذلك االنفجار المعرفي الضخم المتمثل في الكم الهائل من المعرفة‪.‬‬

‫‪ -‬ثورة وسائل االتصال المتمثلة في تكنولوجيا االتصال الحديثة التي بدأت باالتصاالت‬
‫السلكية والالسلكية وانتهت باألقمار الصناعية واأللياف البصرية‪.‬‬

‫‪ -‬ثورة الحسابات اإللكترونية التي امتزجت بوسائل االتصال واندمجت معها واالنترنت‬
‫أحسن مثال على ذلك‪."1‬‬

‫لقد عرفت هذه التكنولوجيات تسميات عديدة بحيث وصفت في أول ظهور لها على أنها‬

‫"التكنولوجيا الحديثة للمعلومات واالتصال ‪ NTIC‬ثم حذفت كلمة الحديثة من التسمية لتصبح‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ، TIC‬ثم بداية من استخدام االنترنت في التسعينات من نفس‬
‫القرن ظهرت بعض األدبيات استخدم مؤلفوها التسمية المختصرة ‪."2 TI‬‬

‫سامية محمد جابر‪ ،‬نعمات أحمد عثمان‪ :‬االتصال واإلعـالم (تكنولوجيا المعلومات)‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مصر‪ ،2000 ،‬ص ‪.108‬‬


‫سعيد عيمر‪ :‬تكنولوجيا المعلومات واالتصال حافز أم عائق أمام تأهيل المنشآت العربية ‪ ،‬الملتقى الدولي حول متطلبات‬ ‫‪2‬‬

‫تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪ 17،18 ،‬أفريل ‪.2006‬‬
‫‪18‬‬
‫يمكن القول بأنه يمكن الفصل بين تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا االتصال‪ ،‬فقد جمع‬
‫بينهما النظام الرقمي الذي تطورت إليه نظم االتصال وترابطت شبكات االتصال مع شبكات‬
‫المعلومات‪ .‬وهو ما نلمسه واضحا في حياتنا اليومية من التواصل بالفاكس عبر شبكات‬
‫التليفون وفي بعض األحيان مرو ار بشبكات أقمار االتصال وما نتابعه على شاشات التلفزيون‬
‫من معلومات تأتي من الداخل وقد تأتي من أي مكان في العالم أيضا وبالتالي انتهى عهد‬
‫استقالل نظم المعلومات عن نظم االتصال‪.‬‬

‫أما مفهوم تكنولوجيا المعلومات "فيشير إلى جميع أنواع التكنولوجيا المستخدمة في تشغيل‬
‫ونقل وتخزين المعلومات في شكل إلكتروني‪ ،‬وتشمل تكنولوجيات الحسابات اآللية ووسائل‬
‫االتصال وشبكات الربط‪ ،‬وأجهزة الفاكس وغيرها من المعدات التي تستخدم بشدة في‬
‫االتصاالت‪."1‬‬

‫كل هذا نالحظ بأن ثورة تكنولوجيا االتصال قد سارت على التوازي مع ثورة‬
‫ومن خالل ا‬
‫تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وال يمكن الفصل بينهما فقد جمع بينهما النظام الرقمي الذي تطورت‬
‫إليه نظم االتصال فترابطت شبكات االتصال مع شبكات المعلومات‪.‬‬

‫تعرف تكنولوجيا المعلومات و االتصال بأنها "مجموع التقنيات أو األدوات أو الوسائل أو‬
‫ا‬
‫النظم المختلفة التي يتم توظيفها لمعالجة المضمون أو المحتوى الذي يراد توصيله من خالل‬
‫عملية االتصال الجماهيري أو الشخصي أو التنظيمي‪ ،‬والتي يتم من خاللها جمع المعلومات‬
‫و البيانات المسموعة أو المكتوبة أو المصورة أو المرسومة أو المسموعة المرئية أو المطبوعة‬
‫أو الرقمية (من خالل الحاسبات االلكترونية ) ثم تخزين هده البيانات والمعلومات ‪،‬ثم‬
‫استرجاعها في الوقت المناسب ‪،‬ثم عملية نشر هده المواد االتصالية أو الرسائل أو المضامين‬
‫مسموعة أو مسموعة مرئية أو مطبوعة أو رقمية‪ ،‬ونقلها من مكان إلى آخر‪ ،‬ومبادلتها‪ ،‬وقد‬

‫معالي فهمي حيضر‪ :‬نظم المعلومات مدخل لتحقيق الميزة التنافسية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص‪.253‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪19‬‬
‫تكون تلك التقنية يدوية أو آلية أو إلكترونية أو كهربائية حسب مرحلة التطور التاريخي لوسائل‬
‫االتصال و المجاالت التي يشملها هذا التطور‪."1‬‬

‫إن المتطلع إلى التطورات والتغيرات المتالحقة عبر العصور ابتداء من فجر التاريخ كان‬
‫كل عصر يأخذنا قدما على نحو أكثر سرعة من العصر الذي سبقه‪ .‬فالعصر الحجري ظل‬
‫قائما لماليين السنين‪ ،‬إال أن عصور المعادن التي تلته قد دامت لفترة ال تزيد عن خمسة‬
‫آالف سنة‪ .‬وقد قامت الثورة الصناعية بين أوائل القرن الثامن عشر وأواخر القرن التاسع‬
‫عشر‪ ،‬أي أنها استغرقت ‪ 200‬عام على وجه التقريب‪ ،‬واحتل عصر الكهرباء ‪ 40‬عاما بداية‬
‫من أوائل القرن العشرين حتى الحرب العالمية الثانية‪ .‬أما العصر االلكتروني (عصر‬
‫الكمبيوتر) فلم يدم سوى ‪ 25‬عاما بالكاد‪ ،‬في حين بلغ عصر المعلومات ‪ 20‬عاما من عمره‬
‫مع نهاية التسعينيات‪.2‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬أهمية وخصائص تكنولوجيا المعلومات واالتصال‬

‫لقد ساهم التطور العلمي والتكنولوجي في تحقيق رفاهية األفراد‪ ،‬ومن بين التطورات التي‬
‫تحدث باستمرار تلك المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬وما تبلغه من أهمية من ناحية‬
‫توفير خدمات االتصال بمختلف أنواعها وخدمات التعليم والتثقيف وتوفير المعلومات الالزمة‬
‫لألشخاص والمنظمات‪ .‬حيث جعلت من العالم قرية صغيرة يستطيع أفرادها االتصال فيما‬
‫بينهم بسهولة وتبادل المعلومات في أي وقت وفي أي مكان‪ .‬وتعود هذه األهمية لتكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصال إلى الخصائص التي تمتاز بها هذه األخيرة بما فيها االنتشار الواسع‬
‫وسعة التحمل سواء بالنسبة لعدد األشخاص المشاركين أو المتصلين أو بالنسبة لحجم‬
‫المعلومات المنقولة‪ ،‬كما أنها تتسم بسرعة األداء وسهولة االستعمال وتنوع الخدمات‪.‬‬

‫محــي محمد مسعي‪ :‬ظاهرة العـولمة األوهـام والحـقائـق ‪،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبـعة و مكـتبة الشـعاع‪ ،‬مصر ‪،1999،‬ص‪.26‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬يونس عرب‪ :‬العالم االلكتروني‪ ،‬متاح على الموقع االلكتروني ‪www.arablaw.org‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪20‬‬
‫"وتوفر تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت أداة قوية لتجاوز االنقسام اإلنمائي بين البلدان‬
‫الغنية والفقيرة واإلسراع ببذل الجهود بغية دحر الفقر‪ ،‬والجوع‪ ،‬والمرض‪ ،‬واألمية‪ ،‬والتدهور‬
‫البيئي‪ .‬ويمكن لتكنولوجيا المعلومات واالتصال توصيل منافع اإللمام بالقراءة والكتابة‪ ،‬والتعليم‪،‬‬
‫والتدريب إلى أكثر المناطق انعزاال‪ .‬فمن خالل تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬يمكن للمدارس‬
‫والجامعات والمستشفيات االتصال بأفضل المعلومات والمعارف المتاحة‪ ،‬ويمكن لتكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصال نشر الرسائل الخاصة بحل العديد من المشاكل المتعلقة باألشخاص‬
‫والمنظمات وغيرها‪.‬‬

‫إن تكنولوجيا المعلومات واالتصال تساهم في التنمية االقتصادية إذ تؤدي الثورة الرقمية‬
‫إلى نشوء أشكال جديدة تماما من التفاعل االجتماعي واالقتصادي وقيام مجتمعات جديدة‪.‬‬
‫وعلى عكس الثورة الصناعية التي شهدها القرن المنصرم‪ ،‬فإن ثورة تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصال من شأنها االنتشار بشكل سريع والتأثير في حيوية الجميع‪ .‬وتتمحور تلك الثورة‬
‫حول قوة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت التي تسمح للناس بالوصول إلى المعلومات‬
‫والمعرفة الموجودة في أي مكان بالعالم في نفس اللحظة تقريبا‪.‬‬

‫كما أن زيادة قدرة األشخاص على االتصال وتقاسم المعلومات والمعارف ترفع من فرصة‬
‫تحول العالم إلى مكان أكثر سلما ورخاء لجميع سكانه‪ .‬وهذا إذا ما كان جميع األشخاص لهم‬
‫إمكانيات المشاركة واالستفادة من هذه التكنولوجيا"‪.1‬‬

‫"تمكن تكنولوجيات المعلومات واالتصال‪ ،‬باإلضافة إلى وسائل اإلعالم التقليدية والحديثة‪،‬‬
‫األشخاص المهمشين والمعزولين من أن يدلوا بدلوهم في المجتمع العالمي‪ ،‬بغض النظر عن‬
‫نوعهم أو مكان سكنهم‪ .‬وهي تساعد على التسوية بين القوة وعالقات صنع القرار على‬
‫المستويين المحلي والدولي‪ .‬وبوسعها تمكينا ألفراد‪ ،‬والمجتمعات‪ ،‬والبلدان من تحسين مستوى‬

‫مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات جنيف ‪ 2003‬وتونس العاصمة ‪ ،2005‬متاح على الرابط‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪http://www.un.org/arabic/conferences/wsis/fact6.ht‬‬
‫‪21‬‬
‫حياتهم على نحو لم يكن ممكنا في السابق‪ .‬ويمكنها أيضا المساعدة على تحسين كفاءة‬
‫األدوات األساسية لالقتصاد من خالل الوصول إلى المعلومات والشفافية"‪.1‬‬

‫هاما في تعزيز التنمية البشرية‬


‫دور ا‬
‫من هذا يتضح أن لتكنولوجيا المعلومات واالتصال ا‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬وذلك لما لهذه األخيرة من خصائص متميزة وأكثر كفاءة‬
‫من وسائل االتصال التقليدية‪ .‬فتكنولوجيا المعلومات واالتصال واسعة االنتشار تتخطى بذلك‬
‫الحدود الجغرافية والسياسية للدول لتصل إلى أي نقطة من العالم عجزت أن تصل إليها وسائل‬
‫االتصال القديمة‪ .‬كما أنه ا تمتاز بكثرة وتنوع المعلومات والبرامج التثقيفية والتعليمية لكل‬
‫مختلف شرائح البشر‪ ،‬متاحة في أي مكان وزمان‪ ،‬وبتكلفة منخفضة‪ .‬فهي تعد مصدر هام‬
‫للمعلومات سواء لألشخاص أو المنظمات بمختلف أنواعها أو للحكومات‪ ،‬كما أنها تلعب دو ار‬
‫هاما في تنمية العنصر البشري من خالل البرامج التي تعرض من خاللها‪ ،‬كبرامج التدريب‬
‫وبرامج التعليم وبرامج التعليم وغيرها‪.‬‬

‫لهذا يكون من الضروري االهتمام بهذه التكنولوجيا وتطويرها واستخدامها بشكل فعال ال‬
‫سيما على مستوى اإلدارات‪ ،‬مع تدريب وتعليم األفراد على استعمالها‪ ،‬وتوعيتهم بأهميتها في‬
‫التنمية والتطور من خالل إبراز أهميتها على الصعيد الجزئي والكلي‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬دور تكنولوجيا المعلومات واالتصال‬

‫تؤدي تكنولوجيا المعلومات واالتصال إلى صنع أنواع جديدة من الوظائف ونشاطات‬
‫متنوعة في بيئات العمل ويمكن مالحظة ذلك من خالل العناصر التالية ‪:‬‬

‫‪ "-‬تعمل على توفير قوة عمل فعلية داخلة التنظيم‪.‬‬

‫‪ -‬تساعد على تحقيق رقابة فعالة في العمليات التشغيلية خاصة بالنسبة للمؤسسات‬
‫الصناعية التي تستعمل تكنولوجيا عالية في اإلنتاج‪ .‬فتكنولوجيا المعلومات ستسهل بدون شك‬

‫مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪22‬‬
‫من اكتشاف أخطاء التصنيع وكذا إمداد اإلدارة الوصية بالمعلومات الالزمة في الوقت‬
‫المطلوب ‪ .‬وهذا يشكل في حد ذاته ميزة تنافسية تواجه بها المؤسسة تقلبات المحيط بوقت‬
‫أقل بالنسبة لتنظيم المؤسسة‪ ،‬وهذا يمس بالدرجة األولى الهيكل التنظيمي وجميع مستوياته‪.‬‬
‫تتمثل الميزة التنافسية التي تقدمها تكنولوجيا المعلومات واالتصال في رفع كفاءة وفعالية نظام‬
‫المعلومات المتبع داخل المؤسسة من خالل سرعة انتقال المعلومة بين المرسل والمستقبل‪،‬‬
‫وكذا سرعة إحداث التغذية الرجعية‪ ،‬وهذا من دون شك سيسرع من عملية اتخاذ القرار داخل‬
‫المؤسسة فيعطي بذلك للمؤسسة ميزة سرعة رد الفعل كميزة تنافسية‪.‬‬

‫‪ -‬تكنولوجيا المعلومات واالتصال تساعد على توفير الوقت خاصة بالنسبة لإلدارة العليا‬
‫بما يسمح لها بالتفرغ لمسؤوليات أكثر استراتيجية‪.‬‬

‫‪ -‬هذا باإلضافة إلى الدور غير المباشر لتكنولوجيا المعلومات في تحفيز األفراد عموما‬
‫أو متخذي القرار خصوصا‪ .‬فمن الممكن اعتبار أن بعض أنواع المعلومات مصدر لتحفيز‬
‫األفراد ودفعهم للعمل بروح معنوية عالية‪ .‬األمر الذي قد يؤدي في األخير إلى زيادة‬
‫التنافسية"‪.1‬‬

‫يبرز دور تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬كوسيلة تحفيز‪ ،‬من خالل مساعدتها في إمداد متخذ‬
‫القرار بالتقارير على مستويات األداء التي تحققت ليتمكن في األخير من مقارنة ق ارراته‬
‫بإنجازاته أو من خالل مقارنة إنجازاته بإنجازات نظرائه‪ .‬و بالتالي تتكون لديه فكرة عن درجة‬
‫كفاءته في العمل عموما و في اتخاذ القرار خصوصا‪ ،‬و هذا الشك سيشكل حاف از معنويا‪،‬‬
‫ولكن بطريقة غير مباشرة ‪ .‬فالمعلومات عموما تساعد على فهم نموذج التنظيم الذي يمثل‬

‫نصر الدين بوريش‪ :‬تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت كدعامة للميزة التنافسية و كأداة لتأقلم المؤسسة االقتصادية مع‬ ‫‪1‬‬

‫تحوالت المحيط الجديد ( مثال الجزائر)‪،‬مداخلة ضمن الملتقى الدولي المعرفة في ظل االقتصاد الرقمي ومساهمتها في تكوين‬
‫المزايا التنافسية للبلدان العربية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف‪ ،‬الجزائر‪.2007،‬‬
‫‪23‬‬
‫األشخاص كأجزاء فاعلة‪ .‬كما تقدم المعلومات راحة نفسية خاصة عندما تكون االنحرافات‬
‫في األداء تتطابق والحدود المسموح بها لهذه االنحرافات‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬بدايات اإلدارة االلكترونية‬

‫يرى السالمي‪ " 1‬أن بدايات اإلدارة اإللكترونية بدأت منذ ‪ 1960‬م عندما ابتكرت شركة‬
‫‪ IBM‬مصطلح معالج الكلمات على فعاليات طابعتها الكهربائية‪ ،‬وكان سبب إطالق هذا‬
‫المصطلح هو لفت نظر اإلدارة في المكاتب الى انتاج هذه الطابعات عند ربطها مع الحاسوب‬
‫واستخدام معالج الكلمات‪ ،‬وأن أول برهان على أهمية ما طرحته هذه الشركة ظهر عام ‪1964‬‬
‫عندما انتجت هذه الشركة جها از طرحته في االسواق أطلق عليه اسم شريط ممغنط ‪MS/ST‬‬
‫)الشريط الممغنط ‪ /‬جهاز الطابعة المختار) ‪ ،‬حيث كانت هذه الطابعة مع شريط ممغنط‪،‬‬
‫فعند كتابة أي رسالة باستخدام هذه الطابعة يتم خزن الكلمات على الشريط الممغنط‪ ،‬حيث‬
‫باإلمكان طباعة هذه الرسالة بعد استرجاعها من الشريط على الطابعة بعد أن نطبع اسم‬
‫وعنوان الشخص المرسل اليه‪ ،‬وهذه العملية وفرت جهدا كبي ار وخاصة عندما يتطلب إرسال‬
‫نفس الرسالة الى عدد كبير من المرسل إليهم وتوالى ظهور العديد من التقنيات في المجال‬
‫اإلداري لتطبيقها في المؤسسات على اختالفها وصوال الى األهداف المنشودة بأقل التكاليف‬
‫وجودة عالية في األداء"‪.‬‬

‫ويشير نجم الى أنه " من خالل دراسة الفكر اإلداري والمدارس اإلدارية يتضح أن اإلدارة‬
‫اإللكترونية هي‪:‬‬

‫‪ -‬امتداد للمدارس اإلدارية وتجاوز لها‪ ،‬فقد حدد المختصين في اإلدارة مسا ار تاريخيا‬
‫متصاعدا لتطور الفكر اإلداري والمدارس اإلدارية على مدى أكثر من قرن من الزمان ابتداء‬
‫بالمدارس الكالسيكية ثم مدرسة العالقات اإلنسانية‪ ،‬وبعدها توالى ظهور العديد من المدارس‬
‫اإلدارية‪ ،‬وفي منتصف التسعينات توجت مسيرة التطور التاريخي بصعود لإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫محمد عالء عبد الزاق السالمي‪ :‬نظم دعم الق اررات‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2005 ،‬ص ‪.235-234‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬امتداد للتطور التكنولوجي في اإلدارة‪ ،‬فالتطور التكنولوجي اتجه منذ البدء الى احالل‬
‫اآللة محل العامل‪ ،‬ثم تطور حتى وصل الى اإلنترنت وشبكات األعمال‪."1‬‬

‫كما يؤكد ياسين سعد " أن ظهور اإلدارة اإللكترونية جاء نتيجة تطور موضوعي يمتد‬
‫الى العقود الخمسة األخيرة من القرن الماضي‪ ،‬وبدايات ظهور اإلدارة اإللكترونية تتمثل في‬
‫انتشار استخدام نظم الحاسوب في أنشطة األعمال منذ نهاية عقد الخمسينات والستينيات‪،‬‬
‫حيث وجدت معظم المنظمات والمؤسسات العامة أن استخدامها للحاسوب سيعنى اإلسراع في‬
‫انجاز األعمال واختصار للجهد والوقت والموارد ‪." 2‬‬

‫يذكر العالق أن " لإلدارة اإللكترونية مفهوما مبتك ار أملته المراحل المتقدمة من ثورة‬
‫تكنولوجيا المعلومات واقتصاد المعرفة واسهمت في تكوينه وانتشاره‪ ،‬واخذت الشركات‬
‫والمؤسسات على اختالفها تتسارع لالنتقال الى عالم االدارة االلكترونية‪."3‬‬

‫ومما سبق يمكن القول أن نشأة اإلدارة االلكترونية كمفهوم حديث هي نتاج تطور نوعي‬
‫أفرزته تقنيات االتصال الحديثة‪ ،‬في ظل ثورة المعلومات‪ ،‬وازدياد الحاجة إلى توظيف‬
‫التكنولوجيا الحديثة في إدارة عالقات المواطن والمؤسسات‪ ،‬وربط اإلدارات العامة والو ازرات‬
‫عبر آليات التكنولوجيا‪ ،‬وبالتالي التحول الجذري في مفاهيم اإلدارة التقليدية وتطويرها‪.‬‬

‫إن نشأة اإلدارة العامة اإللكترونية تعود إلى التحول للعمل بأشكال وأساليب مختلفة‪ ،‬إذ‬
‫كانت تقتصر على استخدام بعض برامج الحاسوب التي تستخدم ألغراض اإلحصاء‪،‬‬
‫ويستخدم بعضها اآلخر للمساعدة في إظهار بعض النتائج المختلفة في موازنات الدول‪،‬‬
‫وكذا طريقة توزيع بنودها‪ ،‬وقد ظهر أول استخدام للتقنية في أنشطة الحكومات‪.‬‬

‫نجم عبود نجم‪ :‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬االستراتيجيات والوظائف والمشكالت‪ ،‬دار المريخ للنشر‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2004‬ص ‪.130-128‬‬
‫ياسين سعد غالب ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬ ‫‪2‬‬

‫بشير عباس العالق‪ :‬اإلدارة الرقمية المجاالت والتطبيقات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستشارية‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫أبو ظبي‪ ،‬اإلما ارت العربية المتحدة‪ ،2005 ،‬ص ‪.10‬‬


‫‪25‬‬
‫لقد كان تطبيق اإلدارة االلكترونية بصورة مصغرة وبأساليب بسيطة‪ ،‬ولم تصل إلى‬
‫الصورة الرسمية إال مؤخ ار‪ .‬حيث بدأت بالظهور في أواخر عام ‪ 1995‬بوالية فلوريدا‬
‫األمريكية في هيئة البريد المركزي‪ ،‬ومفهوم اإلدارة االلكترونية يدل على أن كل شخص‬
‫يستطيع الحصول على الخدمات من خالل الحاسوب دون الذهاب إلى المؤسسة‪.‬‬

‫ومن ثم فاإلدارة اإللكترونية هي محصلة للتقدم في المجاالت التقنية والمعلوماتية‪،‬‬


‫وهو ما جعل اإلدارات الحكومية ودوائر صنع القرار تعتمد وسائل تقنية متطورة‪ ،‬تساعدهم‬
‫على إنجاز المهام المناطة بها وتنفيذها على الوجه األكمل‪ .‬فعلى صعيد التجارب العالمية‬
‫جاءت المبادرة األمريكية في مجال اإلدارة اإللكترونية الحكومية‪ ،‬وتبعها فيما بعد دول‬
‫أخرى مثل المملكة المتحدة والنمسا‪ ،‬خالل العقد األخير من القرن الماضي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبادئ اإلدارة اإللكترونية وأهدافها‬


‫يرتكز مفهوم اإلدارة االلكترونية على العديد من المبادئ‪ ،‬واألهداف‪ ،‬والتي سيتم‬
‫تناولها في اآلتي‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مبادئ اإلدارة االلكترونية‬

‫يرى األستاذ الدكتور عمار بوحوش أن من مبادئ اإلدارة االلكترونية الحكومية فيما‬
‫يلي‪: 1‬‬

‫القسم األول‪ :‬تقديم أحسن الخدمات للمواطنين والتركيز على النتائج‬

‫"يتطلب هذا االهتمام بخدمة المواطن خلق بيئة عمل فيها تنوع من المهارات والكفاءات‬
‫المهيأة مهنيا الستخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل يسمح بالتعرف على كل مشكلة يتم‬
‫تشخيصها وضرورة انتقاء المعلومات حول جوهر الموضوع‪ ،‬القيام بتحليالت دقيقة وصادقة‬

‫عمار بوحوش ‪ :‬نظريات اإلدارة الحديثة في القرن الواحد والعشرين ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان‪، 2006 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.191, 189‬‬
‫‪26‬‬
‫للمعلومات المتوفرة مع تحديد نقاط القوة والضعف واستخالص النتائج واقتراح الحلول‬
‫المناسبة لكل مشكلة‪.‬‬

‫والتركيز على النتائج هو اتجاه إداري يهدف إلى تحسين فاعلية وكفاءة األداء خاصة في‬
‫تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية عن طريق تحديد النتائج المتوقعة من تنفيذ البرنامج أو‬
‫المشروع بناء على األهداف الموضوعة أثناء عملية التخطيط‪.‬‬

‫• يجب أن تكون النتائج المحددة واقعية بحيث يمكن تحقيقها من خالل اإلمكانيات‬
‫والموارد المتاحة؛‬
‫• يجب أن تكون النتائج المتوقعة ضمن اهتمامات اإلدارة ؛‬
‫• يجب التأكد من أن كل المدخالت والعمليات واألنشطة المختلفة تساهم في تحقيق‬
‫النتائج؛‬
‫• يجب متابعة وقياس مدى التقدم في تحقيق النتائج‪.‬‬

‫إذ ينصب اهتمام اإلدارة االلكترونية على تحويل األفكار إلى نتائج مجسدة في أرض‬
‫الواقع‪ ،‬وأن تحقق فوائد للجمهور تتمثل في تخفيف العبء عن المواطنين من حيث الجهد‪،‬‬
‫والمال والوقت‪ ،‬وتوفير خدمة مستمرة على مدار الساعة كدفع الفواتير عن طريق بطاقات‬
‫االئتمان بدون التنقل إلى مراكز الهاتف‪ ،‬الغاز‪ ،‬لتسديد الرسوم‪ ،‬والفواتير المطلوبة"‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬سهولة االستعمال واإلتاحة للجميع‪ ،‬تخفيض التكاليف والتغيير المستمر‬

‫"تعني سهولة االتاحة واالستعمال إتاحة تقنيات اإلدارة االلكترونية للجميع في المنازل‬
‫والعمل والمدارس والمكتبات لكي يتمكن كل مواطن من التواصل‪.‬‬

‫أما تخفيض التكاليف يعني أن االستثمار في تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وتعدد المتنافسين‬


‫على تقديم الخدمات بأسعار زهيدة‪ ،‬يؤدي إلى تخفيض التكاليف‪ .‬فبعد التطورات الهائلة التي‬
‫حدثت في المجاالت االدارية وادخال تكنولوجيا االعالم واالتصال‪ ،‬ظهرت االدارة االلكترونية‬
‫كإحدى الوسائل االدارية التي ساهمت وبشكل كبير في تغيير مستقبل العمل االداري وساهمت‬

‫‪27‬‬
‫من خالل تسهيل عملية تقديم الخدمات الكترونيا في زيادة كفاءة االدارات وتدعيم الموقف‬
‫الفعال لها وساهمت من خالل دورها في تعميم الخدمات االلكترونية من تسهيل عملية‬
‫الحصول على هاته الخدمات من قبل الزبائن والمستخدمين في الوقت والسرعة المحددة‬
‫وتخفيض كلفة تقديم الخدمات الى أدنى حد ممكن ‪.‬‬

‫وتخفض التكاليف من خالل‪:‬‬

‫‪ .1‬أن االدارة االلكترونية توسع نطاق االدارة الى نطاق دولي وعالمي‪ .‬فمع القليل من‬
‫التكاليف فان بوسع اي إدارة ايجاد متطلباتها األكثر مالئمة وبصورة سريعة وسهلة؛‬

‫‪ .2‬أ نها تخفض من تكاليف انشاء ومعالجة وتوزيع وحفظ واسترجاع المعلومات الورقية؛‬

‫‪ .3‬أنها تساعد على انشاء خدمات متخصصة جدا؛‬

‫‪ .4‬أ نها تساعد على خفض كلفة االيدي العاملة فحلول االدارة االلكترونية بدال من االدارة‬
‫التقليدية عملت على الغاء مجموعة من الوظائف التي تحتاجها االدارات بشكل كبير‬
‫وكذلك التي تحتاج الى اعداد كبيرة من الموظفين؛‬

‫‪ .5‬أنها تقدم خدمة كبرى لإلدارات في مجال تقييم واقعها وكفاءة موظفيها وسالمة وفعالية‬
‫بنيتها التحتية التقنية وبرامج التأهيل االداري لديها؛‬

‫‪ .6‬أنها تخفض الفترة الزمنية ما بين طلب الخدمات والحصول عليها؛‬

‫‪ .7‬أنها تساعد اإلدارات على زيادة خدماتها وبشكل كبير وواضح؛‬

‫‪ .8‬أ نها تخفض تكاليف االتصاالت السلكية والالسلكية فاألنترنت أرخص بكثير من شبكة‬
‫االتصاالت التقليدية‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫والتغيير المستمر هو مبدأ أساسي في اإلدارة االلكترونية بحكم أنها تسعى بانتظام‬
‫لتحسين واثراء ما هو موجود ورفع مستوى األداء سواء بقصد كسب رضا الزبائن‪ ،‬أو بقصد‬
‫التفوق في التنافس"‪.1‬‬

‫والمقصود به هو التغيير الذي يفيد الخطة االستراتيجية لإلدارة ويصب في أهدافها وليس‬
‫التغيير لمجرد التغيير‪ .‬من هذه التغييرات ما يتعلق بالخطط التنفيذية‪ ،‬نوعية االتصال داخل‬
‫اإلدارة وخارجها‪ ،‬شؤون الموظفين وشؤون مستخدمي اإلدارة وبيئة العمل‪ .‬وهو مطلوب لتفادي‬
‫المصاريف الكبيرة على بعض األشياء غير الالزمة وبالتالي يتعزز موقفها أمام مستخدميها‬
‫بشكل مستمر‪ .‬وبمعنى آخر إزالة كل ما يعيق االدارة عن أداء دورها بالشكل المطلوب‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬أهداف اإلدارة اإللكترونية‬

‫نتعرض في هاته الفقرة إلى األهداف العامة واألهداف الخاصة باإلدارة‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬األهداف العامة‬

‫" تعمل اغلب مبادرات اإلدارة االلكترونية على تحقيق انتقال وتحول جذري من‬
‫األساليب اإلدارية التقليدية إلى العمل االلكتروني لتجسيد عدد من األهداف العامة نوجزها‬
‫في اآلتي ‪:‬‬

‫• إدارة الملفات‪ ،‬واستعراض المحتويات بدال من حفظها ومراجعة محتوى الوثيقة بدال‬
‫من كتابتها؛‬
‫• التحول نحو االعتماد على مراسالت البريد االلكتروني بدال من الصادر والوارد؛‬
‫• اختصار الوقت وسرعة انجاز المعامالت‪ ،‬حيث ان التعامل االلكتروني يتم بشكل‬
‫آني دون انتظار؛‬

‫عمار بوحوش‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪29‬‬
‫• تخفيض حدة الجهاز البيروقراطي وتعقيداته‪ ،‬إذ ال حاجة إلى تضخم المستويات‬
‫اإلدارية وتعددها؛‬
‫• التحول نحو الخدمة العمومية العقالنية عن طريق تطوير اإلدارة العمومية باآلليات‬
‫التقنية الحديثة؛‬
‫• التوجه نحو شفافية العمل اإلداري‪ ،‬وشفافية المعلومات وعرضها أمام العمالء‪،‬‬
‫المواطنين‪ ،‬الموردين‪...‬إلخ‪."1‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬األهداف الخاصة‬

‫"تعتبر إدارة الحكومة اإللكترونية تحوال أساسيا في مفهوم الخدمة العمومية‪ ،‬بما يرسخ‬
‫قيم هذه األخيرة‪ ،‬ويصبح الجمهور المستفيد من الخدمة محور اهتمام مؤسسات الدولة‪.‬‬
‫ويزيد مفهومها عن مجرد التميز في أداء الخدمات العمومية إلى خلق التواصل مع‬
‫الجمهور عن طريق المعلومات وتعزيز دوره في المشاركة والرقابة‪ ،‬كما تتضمن تعديالت‬
‫هيكلية في البناء التنظيمي لإلدارة‪.‬‬

‫ومن ثم فاإلدارة االلكترونية تعمل على تحويل األيدي العاملة الزائدة عن الحاجة إلى‬
‫أيادي عاملة لها دور أساسي في تنفيذ مشاريع اإلدارة عن طريق إعادة التأهيل لمواكبة‬
‫التطورات الجديدة التي طرأت على المؤسسة واالستغناء على الموظفين غير األكفاء وغير‬
‫القادرين على التكيف مع الوضع الجديد‪ ،‬وتقليل معوقات اتخاذ القرار عن طريق توفير‬
‫البيانات وربطها بدوائر صنع القرار"‪.2‬‬

‫" كما تهدف االدارة االلكترونية إلى تقليل تكاليف اإلجراءات الحكومية وما يتعلق بها من‬
‫خدمات إدارية وزيادة كفاءة عمل األجهزة اإلدارية من خالل تعاملها مع المواطنين والشركات‬

‫نائل عبد الحافظ العواملة‪ :‬نوعية اإلدارة والحكومة اإللكترونية في العالم الرقمي‪ ،‬دراسة استطالعية‪ ،‬مجلة جامعة الملك‬ ‫‪1‬‬

‫سعود‪ ،‬العلوم اإلدارية‪ ،‬العدد ‪ ،15‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،2003 ،‬ص‪.249‬‬
‫عمار بوحوش ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.197‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪30‬‬
‫وكذلك تقديم الخدمات المتعددة والمعلومات للمواطنين والمؤسسات في أماكن تواجدهم من‬
‫خالل سرعة انجاز اإلجراءات واختصارها ما بين الدوائر االدارية الكترونيا وتطوير آلية العمل‬
‫باستخدام تقنيات المعلومات التي يمكن من خاللها تقديم تلك الخدمات والتوجه نحو الخدمة‬
‫الذاتية ورفع مستوى التشاركية واالستثمار األفضل للموارد البشرية‪ .‬واألهم من هذا وذاك‪ ،‬أن‬
‫االد ارة االلكترونية أداة فعالة في يد المصلحين اإلداريين ‪ ،‬وهي ماكينة لمحاربة الفساد‬
‫والفاسدين ‪.‬‬

‫كما أنها تهدف إلى تفعيل االدارة بشكل أكبر من خالل تكريس مبدأ الشفافية سعيا إلى‬
‫إدارة أفضل للمصادر االجتماعية واالقتصادية للمجتمع من أجل التنمية‪."1‬‬

‫ومما سبق يالحظ تركيز هذه األهداف والمبادئ التي قدمت لإلدارة االلكترونية على‬
‫الجوانب المتصلة بعمليات اإلصالح اإلداري كالقضاء على الروتين وزيادة فعالية األجهزة‬
‫اإلدارية والتعامل الجيد مع طالبي الخدمة بشكل يدعم الثقة لدى عمالء اإلدارة ‪ .‬حيث‬
‫يسجل عدم اهتمامها بالمحددات البيئية والتي تنعكس على مستوى المردود المنتظر أن‬
‫يحققه التحول نحو تطبيق اإلدارة االلكترونية بسبب المشاكل التي تفرزها هذه البيئة والتي‬
‫تؤثر سلبا على محتوى ونوع الخدمات االلكترونية ‪ ،‬وجعل أسرار األعمال الحكومية‬
‫عرضة للتهديد ومخاطر الجرائم االلكترونية كإتالف المواقع والبيانات وتدميرها عن طريق‬
‫الفيروس المعلوماتي‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص ووظائف اإلدارة اإللكترونية‬


‫لعل اختالف نمط اإلدارة من الشكل التقليدي إلى نموذج إدارة الكترونية مبني أساسا‬
‫على استخدام تقنيات المعلومات واالتصال يجعل هذه األخيرة تتسم بجملة من الخصائص‬
‫حددها الدكتور رأفت رضوان عند تطرقه لمكاسب اإلدارة االلكترونية في جملة من السمات‬
‫والخصائص يمكن إجمالها في اآلتي‪:‬‬

‫نائل عبد الحافظ العواملة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.250‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪31‬‬
‫"‪ -‬إدارة ومتابعة اإلدارات المختلفة للمؤسسة وكأنها وحدة مركزية من خالل تجميع كافة‬
‫األنشطة والخدمات المعلوماتية في موضوع واحد هو موقع اإلدارة الرسمي على االنترنت؛‬

‫‪ -‬تركيز نقطة اتخاذ القرار في نقاط العمل الخاصة بها مع إعطاء دعم اكبر في مراقبتها؛‬

‫‪ -‬تجميع البيانات من مصادرها األصلية بصورة موحدة و تقليص معوقات اتخاذ القرار‬
‫عن طريق توفير البيانات وربطها؛‬

‫‪ -‬توفير تكنولوجيا المعلومات من أجل دعم وبناء ثقة مؤسسية ايجابية لدى كافة العاملين؛‬

‫‪ -‬التعلم المستمر وبناء المعرفة وتوفير المعلومات للمستفيدين بصورة فورية مع زيادة‬
‫الترابط بين العاملين واإلدارة العليا والمتابعة واإلدارة لكافة الموارد‪.‬‬

‫‪ -‬الشفافية في التعامل وكسر الحواجز الجغرافية وتلك المتعلقة بالسكان والمهارة والمعرفة‬
‫الفردية والقدرة على الدفع‪."1‬‬

‫"إن اإلدارة االلكترونية تعني مختلف التدفقات اإلدارية للبيانات‪ ،‬إذ يصبح شكلها‬
‫الكترونيا ومتداوال بين األجهزة والمستويات اإلدارية المختلفة‪ ،‬واذ يميز اإلدارة االلكترونية عن‬
‫غيرها من اإلدارات التقليدية سمات عديدة منها السرعة والفعالية في تقديم الخدمات بشكل‬
‫يقضي على العراقيل البيروقراطية والتعقيدات اإلدارية‪ .‬كما أنها إدارة بدون ورق حيث يستبدل‬
‫التعامل الورقي بالبريد االلكتروني واألرشيف االلكتروني والرسائل الصوتية ونظم المتابعة‬
‫اآللية‪.‬‬

‫إذ أن تقليل استخدام الورق يقضي على مشكلة عمليات الحفظ والتوثيق وفتح المجال‬
‫نحو استخدام أماكن حفظ األرشيف إلى مجاالت أخرى وتسهيل االتصاالت داخل المؤسسة‬
‫وخارجها ودقة ووضوح الوظائف اإلدارية لدى المنظمات‪.‬‬

‫رأفت رضوان ‪ :‬اإلدارة االلكترونية ‪ ،‬اإلدارة والمتغيرات العالمية الجديدة‪ ،‬الملتقى اإلداري الثاني للجمعية السعودية لإلدارة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مركز المعلومات واتخاذ القرار‪ ،‬القاهرة ‪،‬مصر‪ ، 2004 ،‬ص‪.4‬‬


‫‪32‬‬
‫وهذا سيضمن صفة التواصل الدائم فهي إدارة بال زمان إذ ستستمر ‪ 24‬ساعة‬
‫متواصلة‪ ،‬األمر الذي ينهي معاناة األفراد في طابور االنتظار و يرفع من جودة الخدمات‬
‫المقدمة للمواطن؛ وكذا مرونة تنظيمية يعكسها طابع المؤسسات الشبكية والمؤسسات‬
‫الذكية باعتبارها تعتمد على صناعة المعرفة‪."1‬‬

‫كما يضفي تطبيق اإلدارة االلكترونية مرونة على التنظيم اإلداري ويوفر الخدمات‬
‫بشكل مباشر ويسمح بالتخلص من التبعية اللصيقة بالمؤسسة العامة والخاصة وحتى‬
‫طبيعة الخدمات‪.‬‬

‫وبفضل المهام المنوطة بها تسمح اإلدارة االلكترونية برقمنة جميع الوثائق وتحقق‬
‫نوعية رفيعة في معالجة البيانات وخفض عدد العناصر الهامة الضرورية لخدمات غير‬
‫محدودة‪. 2‬‬

‫بذلك فاإلدارة االلكترونية تحقق مزيدا من الترابط في انجاز المعامالت والقيام‬


‫بالوظائف اإلدارية بشكل يخلق مزيدا من التشاركية بين مختلف القطاعات الحكومية والعمل‬
‫على زيادة المصداقية في تقديم الخدمة المدنية واكتمال عنصر الشفافية‪ .‬هذا يساهم في‬
‫تعزيز عالقة الدولة بالمواطن من خالل الخدمات العامة االلكترونية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪،‬‬
‫تمثل اإلدارة االلكترونية مدخال تكامليا الستثمار الجهد والوقت والحيز والكينونة االقتصادية‬
‫وتعزيز الخدمة وتحقيق الرضا للجميع‪ ،‬فضال عن أنها عمل مستمر‪.‬‬

‫بشير عباس العالق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Jacques, Sauret ,"efficacité de L'Administration et Service à L'Administré" : Les Enjeux de‬‬
‫‪L’Administration Électronique , Revue Française d'administration publique , école nationale‬‬
‫‪d'administration, N° 110 , 2004 , p 288‬‬
‫‪33‬‬
‫حيث تتميز اإلدارة االلكترونية بتقليل أوجه الصرف في متابعة عمليات اإلدارة المختلفة‬
‫وتقليل معوقات اتخاذ القرار عن طريق توفير قاعدة للبيانات وربطها بمراكز اتخاذ القرار‬
‫وتوظيف تكنولوجيا المعلومات لدعم وبناء ثقافة مؤسسية إيجابية لدى كافة العاملين‪.‬‬

‫مما سبق يمكن صياغة بعض الخصائص الجوهرية لإلدارة االلكترونية وفقا لآلتي‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬زيادة اإلتقان وتخفيض التكاليف‬

‫من أهم خصائص االدارة االلكترونية زيادة االتقان وتخفيض التكاليف‪.1‬‬

‫القسم األول‪ :‬زيادة االتقان‬

‫إن اإلدارة االلكترونية كآلية عصرية في عمليات التطوير اإلداري‪ ،‬والتغيير التنظيمي‬
‫تمثل منعرجا حاسما في شكل المهام‪ ،‬واألنشطة اإلدارية التقليدية‪ ،‬وتنطوي على مزايا أهمها‬
‫المعالجة الفورية للطلبات‪ ،‬والدقة والوضوح التام في انجاز المعامالت‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬تخفيض التكاليف‬

‫تسستند االدارة الحديثة على منظومة شاملة ومتكاملة من القواعد االدارية‪ ،‬إذ تدعم هذه‬
‫المنظومة التوجهات االدارية بما يضمن التميز والنمو المؤسسي وتطوير األداء واتقانه‪ .‬إذا‬
‫كانت اإلدارة االلكترونية في البداية تحتاج لمشاريع مالية معتبرة بهدف دفع عملية التحول‪،‬‬
‫فان انتهاج نموذج المنظمات االلكترونية بعد ذلك سيوفر ميزانيات مالية ضخمة‪ ،‬حيث لم‬
‫تعد الحاجة في تلك المراحل لليد العاملة ذات العدد الكبير‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تبسيط اإلجراءات وتحقيق الشفافية‬


‫يضاف إلى الخصائص المذكورة في الفقرة السابقة خاصيتي تبسيط االجراءات وتحقيق‬
‫الشفافية‪.2‬‬

‫محمد سمير أحمد‪ :‬اإلدارة االلكترونية ‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان ‪ ، 2009 ،‬ص ‪ 25‬ـ ‪. 26‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد سمير أحمد‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪34‬‬
‫القسم األول‪ :‬تبسيط االجراءات‬
‫تمثل اإلجراءات أحد العناصر األساسية الهامة في المنظمة لعالقتها الوثيقة بالعملية‬
‫التنظيمية وخاصة التخطيط‪ ،‬فبعد أن يتم تحديد األهداف العامة للمنظمة وصياغتها تأتي‬
‫عملية تحديد الخطوات الالزمة لتنفيذ تلك العمليات واإلجراءات لتحقيق األهداف وهذه‬
‫الخطوات ما يعرف باإلجراءات و"اإلجراءات هي خطوات مرسومة ومتسلسلة منطقيا لتحقيق‬
‫غرض محدد وتشمل اإلجراءات كافة األعمال النمطية والروتينية كما إنها توجد في كافة‬
‫المنظمات على اختالف أنواعها ونشاطها‪ ."1‬وهي تعتبر خطوات تفصيلية ألداء العمل وهي‬
‫تؤمن وحدة أو تمثل تصرفات العاملين وهي وسيلة للتنسيق‪.‬‬

‫ويمكن تعريف اإلجراءات بأنها "مجموعة من الخطوات والمراحل التي تمر بها معاملة‬
‫معينة من أجل تقديم خدمة أو تحقيق غرض محدد‪."2‬‬

‫"وتهدف اإلجراءات إلى برمجة األنشطة الروتينية في المنظمات بشكل يؤدي إلى‬
‫خفض اإلجهاد الذهني لألفراد أثناء تأديتهم لتلك األنشطة وكذلك رفع كفاءة أدائهم عن‬
‫طريق توضيحها لهم وتدريبهم على القيام بها‪ .‬وفي العادة فان اإلجراءات تحدد الطريقة التي‬
‫يؤدي بها العمل ومتى ومن يؤدي العمل‪ ،‬وبطبيعة الحال فإن هذا التحديد يتم في إطار‬
‫يحث أيسر السبل التي يتم بها تنفيذ ا لعمل من عدة طرق من حيث الوقت والجهد‬
‫والتكاليف‪."3‬‬

‫دور هاما في أعمال المنظمات اليومية ولكي تكون هذه اإلجراءات‬


‫تلعب اإلجراءات ا‬
‫أكثر فاعلية في تحقيق األهداف المطلوبة فإنها" ال بد أن تحقق ما يلي‪:‬‬

‫• أن تكون شاملة ومرتبطة فعال باألهداف المطلوبة؛‬

‫نائل عبد الحافظ العواملة‪ :‬تطوير المنضمات واألساليب‪ ،‬مؤسسة زهوان للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1992،‬ص ‪.85‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد عثمان ‪ :‬اإلدارة العامة‪ ،‬جامعة قار يونس‪ ،‬بنغازي‪ ،‬ليبيا‪ ،1989 ،‬ص ‪.122‬‬ ‫‪2‬‬

‫سلمان زبار العلواني‪ :‬تطوير نظام المعلومات االدارية في قطاع التامين‪ ،‬بحث منشور جامعة الكوفة‪ ،‬العراق‪،2000 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص ‪.21‬‬
‫‪35‬‬
‫• أن تكون نمطية وتستند إلى معايير محددة حتى يسهل حصر المسؤولية من قبل‬
‫األشخاص الذين يمارسونها؛‬
‫• ال بد وأن ترتبط اإلجراءات بالخطوات الرقابية في المنظمة حتى يمكن التأكد من أن‬
‫ما يتخذ من إجراءات ال يتعارض مع األهداف المطلوب تحقيقها من انجاز عمل‬
‫معين أن تستند اإلجراءات على الحقائق الكافية عن طبيعة العمل ألعلى الحدس‬
‫والتخمين؛‬
‫• أن تتميز بالثبات ولكن مع المرونة وبمعنى أن نفس اإلجراءات يجب أن تطبق على‬
‫نفس العمليات في كل مرة يؤدي فيها نفس العمل ولكن مت ى ما اقتضت الظروف‬
‫االنحراف عنها ألسباب طارئة دون أخالل باألهداف فال مانع عندئذ من هذا‬
‫االنحراف المؤقت؛‬
‫• التحديث ‪:‬أي ال تتجمد هذه اإلجراءات عند حد معين ألن طبيعة التطورات والظروف‬
‫الخارجية المحيطة قد تستلزم التغير وخاصة في عصر ثورة التقنية والتقدم السريع؛‬
‫• أن تتميز بالتبسيط بدال من التعقيد الطويل‪."1‬‬

‫وأمام الحاجة للتحديث والعصرنة اإلدارية عملت جل اإلدارات على إدخال المعلومات‬
‫إلى مصالحها‪ ،‬وحرصت على استخدامها االستخدام األمثل لما لها من إمكانيات وقدرات في‬
‫تلبية حاجات المواطنين بشكل مبسط وسريع خاصة في ظل تنوع الفئات التي تستهدفها‬
‫أنشطة المنظمات العامة‪ .‬فمن طبيعي أن تتأثر المنظمات اإلدارية واداراتها بالتطورات‬
‫التكنولوجية التي تتم والتي أخذت تتزايد يوما بعد يوم‪ .‬كما أن تلك المنظمات ملزمة بأن‬
‫تحاول أن تتطور تلقائيا إلى األفضل وبالتالي تسهم على رفع مستوى األداء فيها مما يؤدي‬
‫إلى تحقيق األهداف بكفاية وفعالية‪.‬‬

‫منى عبد القادر عالقي‪ :‬اإلدارة ‪:‬دراسة تحليلية للوظائف والق اررات اإلدارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬جدة‪ ،‬المملكة العربية‬ ‫‪1‬‬

‫السعودية‪ ،1985 ،‬ص ‪.295‬‬


‫‪36‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬تحقيق الشفافية‬
‫أصبحت االدارة اإللكترونية ضرورة حتمية يجب السعي لتطبيقها في كل دولة عصرية‬
‫تريد أن تواكب تطورات عصر الثورة الرقمية‪ ،‬حيث ال يختلف هذا النظام اإلداري عن نهضة‬
‫المعلومات العالمية‪ ،‬ألنه يتمتع بمجموعة من اإليجابيات والمميزات خاصة في مجال المرافق‬
‫العامة وما تقدمه من خدمات‪ ،‬ما يجعل التحول إليه من الضرورات‪ ،‬حيث من شأنه أن يسرع‬
‫من عملية إنجاز المهام في االدارات وتخفيض التكاليف وتبسيط اإلجراءات‪ ،‬فضال عن تحقيق‬
‫الشفافية في اإلدارة ومكافحة الجرائم الوظيفية والفساد اإلداري‪ .‬فالفساد اإلداري يعد مشكلة‬
‫عالمية يترتب عليها نتائج وخيمة في جميع نواحي الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية‬
‫ويضعف الثقة في المنظمة العامة‬
‫ا‬ ‫على حد سواء‪ ،‬الفساد يعوق معدالت النمو االقتصادي‬
‫ويضعف مكانة السلطة السياسية واإلدارية في الدولة‪.‬‬
‫ا‬
‫كما تعتبر االدارة اإللكترونية مرادفا لعمليات تبسيط اإلجراءات الحكومية وتيسير النظام‬
‫البيروقراطي أمام المواطنين من خالل إيصال الخدمات لهم بشكل سريع وعادل في إطار من‬
‫النزاهة والشفافية والمساءلة الحكومية‪ ،‬مع ضمان سرية وأمن المعلومات المتناقلة في أي وقت‬
‫وأي مكان‪.‬‬

‫فالشفافية الكاملة داخل المنظمات االلكترونية هي محصلة لوجود الرقابة االلكترونية‪،‬‬


‫التي تضمن المحاسبة الدورية على كل ما يقدم من خدمات‪ " ،‬إذ تعرف الشفافية بأنها‬
‫الجسر الذي يربط بين المواطن ومؤسسات المجتمع المدني من جهة‪ ،‬والسلطات المسؤولة‬
‫عن مهام الخدمة العامة من جهة أخرى‪ ،‬فهي تتيح مشاركة المجتمع بأكمله في الرؤية‪" 1‬‬

‫إن خصائص تطبيق اإلدارة االلكترونية قد مثلت دافعا أساسيا لدى القائمين على‬
‫مبادرات التحول االلكتروني في الكثير من الدول‪ ،‬والحكومات وتوج بخلق استراتيجيات‬

‫أحمد درويش ‪ :‬الشفافية والتراهة حلمنا القادم ‪ "،‬نشرية تكنولوجيا االدارة " ‪ ،‬و ازرة الدولة للتنمية االدارية ‪ ،‬مصر ‪ ،‬العدد‬ ‫‪1‬‬

‫الثامن‪ ،‬فيفري ‪ /‬مارس‪ ، 2007‬ص ‪.03‬‬


‫‪37‬‬
‫الكترونية متنوعة مقسمة على مراحل حسب الظروف واإلمكانيات‪ ،‬وهذا ما يبن أن التحول‬
‫لإلدارة االلكترونية البد أن يتم عبر مراحل‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬من إدارة تقليدية إلى إدارة إلكترونية‬


‫إذا كان تطبيق اإلدارة االلكترونية دفعة واحدة يؤدي إلى خلل في استراتيجية التطبيق‬
‫كون االنتقال نحو واقع معين يرتبط دائما بتهيئة الظروف والمناخ المالئم‪ ،‬فإن أفضل سبيل‬
‫للوصول إلى تطبيق سليم الستراتيجية اإلدارة االلكترونية هو العمل على تقسيم خطة‬
‫الوصول إلى المرحلة النهائية لإلدارة االلكترونية بما يتماشى والظروف المحيطة بالمنظمات‬
‫والهيئات اإلدارية التي تشهد عملية التحول االلكتروني (المطلب األول)‪ .‬هذا التحول يقتضي‬
‫جملة من المتطلبات والوسائل إلرساء إدارة الكترونية فعالة (المطلب الثاني) ترتكز على جملة‬
‫من األساسات والبنى لتقديم أحسن الخدمات (المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مراحل االنتقال السليم نحو اإلدارة اإللكترونية‬


‫لقد قدمت العديد من اإلسهامات الفكرية حول المراحل األساسية لتطبيق اإلدارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬حيث ترى إحدى هذه اإلسهامات أن التحول الناجح من نموذج اإلدارة التقليدية‬
‫التي تتصف بجمود الهيكل التنظيمي والروتين المميز للوظائف واألنشطة والتعقيد‬
‫البيروقراطي الناتج عن تضخم األجهزة اإلدارية وزيادة مستوياتها التنظيمية إلى نموذج‬
‫اإلدارة االلكترونية‪ ،‬البد أن يمر بمراحل ذات أهمية والتي تشمل ما يلي‪:1‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مراحل االنتقال نحو اإلدارة االلكترونية‬

‫إن االنتقال إلى اإلدارة االلكترونية في المؤسسات الخدمية تحتاج إلى تهيئة البيئة‬
‫المناسبة والمواتية لطبيعة عمل هذا النوع من المؤسسات كي تتمكن من تنفيذ ما هو مطلوب‬

‫عبدالنبي عوض سالمة طارق‪ :‬االدارة االلكترونية ‪ -‬الجزء الخامس‪ ،‬مقال منشور في ‪ 29‬سبتمبر ‪ 2016‬على الرابط‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪http://kenanaonline.com/tareqsalama33#http://kenanaonline.com/users/tareqsalama33/posts‬‬
‫‪/883698‬‬
‫‪38‬‬
‫منها‪ .‬وبالتالي تحقق النجاح والتفوق واال سيكون مصيرها الفشل وسيسبب ذلك خسارة في الوقت‬
‫والمال والجهد وتعود عندها إلى نقطة الصفر‪ .‬فاإلدارة هي وليدة بيئتها تؤثر وتتأثر بكافة‬
‫عناصر البيئة المحيطة بها وتتفاعل مع كافة العناصر السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية والتكنولوجية‪ .‬لذا فاالنتقال ال بد أن يكون عبر جملة من المراحل‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫القسم األول‪ :‬مرحلة اإلدارة التقليدية الفاعلة‬

‫حيث يتم خالل هذه المرحلة تفعيل اإلدارة التقليدية‪ ،‬ومحاولة تنميتها وتطويرها‪،‬‬
‫وذلك بالتوازي مع عملية الشروع في تنفيذ مشروع اإلدارة االلكترونية‪ .‬إذ يستطيع المواطن‬
‫بذلك تخليص معامالته واجراءاته بشكل سهل وبدون أي روتين أو مماطلة‪ ،‬في الوقت‬
‫الذي يستطيع فيه كل فرد يملك حاسب شخصي أو عبر األكشاك االضطالع على نشرات‬
‫المؤسسات واإلدارات والو ازرات وأحدث البيانات واإلعالنات عبر الشبكة االلكترونية مع‬
‫إمكانية طبع أو استخراج االستمارات الالزمة وتعبئتها إلنجاز أي معاملة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬مرحلة الفاكس والهاتف الفاعل‬

‫تعد هذه المرحلة هي المرحلة الوسيطة والتي يتم فيها تفعيل تكنولوجيا الهاتف‬
‫والفاكس‪ ،‬حيث يتمكن المتعامل أو المواطن االعتماد على الهاتف المتوفر في كافة‬
‫األماكن والمنازل‪ ،‬والذي يوفر خدمات بشكل معقول التكلفة‪ .‬إذ يمكن األفراد من االستفسار‬
‫عن اإلجراءات واألوراق والشروط الالزمة إلنجاز أي معاملة بشكل سهل‪ .‬كما يمكن‬
‫لألشخاص في هذه المرحلة استعمال الفاكس إلرسال واستقبال األوراق واالستمارات وغيرها‪،‬‬
‫وفي هذه المرحلة يكون اغلب األفراد أو المتعاملين وطالبي الخدمة العامة قد اكتسبوا تجربة‬
‫فيما يتعلق بنمط اإلدارة االلكترونية‪.‬‬

‫عبدالنبي عوض سالمة طارق‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبدالنبي عوض سالمة طارق‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪39‬‬
‫إن اكتساب تجربة أولية للتعامل عن طريق تقنيات اإلدارة االلكترونية يؤدي بكبار‬
‫التجار واإلداريين والمتعاملين في هذه المرحلة إلى التمكن من انجاز معامالتهم عن طريق‬
‫الشبكة االلكترونية نظ ار الن عدد مستخدمي االنترنت في هذه المرحلة يكون متوسط‪ ،‬كما‬
‫من الطبيعي أن تكون التعرفة في هذه المرحلة أكبر من الهاتف والفاكس‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬مرحلة اإلدارة االلكترونية الفاعلة‬

‫هي المرحلة األخيرة وفق ما يرى أصحاب هذا االتجاه والتي يتم من خاللها التخلي‬
‫عن الشكل التقليدي لإلدارة بعد أن يصبح عدد المستخدمين للشبكة االلكترونية يقارب ‪30‬‬
‫بالمائة من المواطنين‪ .‬ويجب أن يصاحب ذلك توفر الحواسيب سواء بشكل شخصي أو‬
‫عن طريق األكشاك أو في مناطق عمومية بحيث تكون تكلفتها أيضا معقولة ويسيرة لجميع‬
‫المواطنين ‪ ،‬مما يتيح ويمكن كل األفراد من استعمال الشبكة االلكترونية إلنجاز أي معاملة‬
‫إدارية ‪،‬وبالشكل المطلوب و بأسرع وقت ‪ ،‬واقل جهد ‪ ،‬واقل تكلفة ممكنة ‪ ،‬وبأكثر فعالية‬
‫كمية ونوعية (جودة) ‪ .‬وبذلك يكون الرأي العام قد تفهم اإلدارة االلكترونية تقبلها وتفاعل‬
‫معها وتعلم طرق استخدامها‪.‬‬

‫والمالحظ للمراحل الخاصة بالتحول لإلدارة االلكترونية التي يقدمها أصحاب هذا‬
‫التوجه‪ ،‬يجد أنها ركزت على خطة انتقال تساعد على اندماج المجتمع بشكل تدريجي لكي‬
‫يكون هناك تقبل طوعي الستراتيجية اإلدارة االلكترونية‪ ،‬بما يؤدي إلى تخفيض شدة مقاومة‬
‫التغيير التنظيمي التي تنتج غالبا عندما يكون هناك مشروع يتعلق بتحول جذري ومفاجئ‬
‫في األساليب اإلدارية‪.‬‬

‫إن وجهة النظر سابقة الذكر قد أولت اهتماما بالمعدات واألجهزة االلكترونية الالزمة‪،‬‬
‫وهذا شيء منطقي انطالقا من أن التحول لإلدارة االلكترونية يتطلب توفير البنية التحتية‬
‫الداعمة لألعمال االلكترونية‪ .‬غير أن ذلك ال يمكن أن يفتح المجال واسعا إلنجاح مبادرات‬

‫عبدالنبي عوض سالمة طارق‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪40‬‬
‫اإلدارة االلكترونية‪ ،‬ألن هذه األخيرة تتطلب باألساس وجود وعي ثقافي ومستوي علمي‬
‫مناسب يتماشى وبيئة العمل االلكترونية‪ .‬فمراحل التحول نحو اإلدارة االلكترونية البد أن‬
‫يصاحبه القضاء على األمية االلكترونية عن طريق بناء مجتمع معلومات و تكوين حلقات‬
‫التواصل اإللكتروني مقابل ذلك تتجه بعض الدراسات في تحديد مراحل التحول لإلدارة‬
‫االلكترونية إلى طريقة تصنيف الخدمات االلكترونية ‪،‬ووضعها في شكل الكتروني على‬
‫شبكة االنترنت‪ .‬وتبعا لذلك يمكن اختصار عملية " التحول لإلدارة اإللكترونية وفق ما تراه‬
‫هذه الدراسات في اآلتي ‪:‬‬

‫‪-1‬الخدمات على االنترنت بطريقة صحيحة تبعا لنوع الخدمة وتشمل خدمات شخصية ‪،‬‬
‫خدمات تجارية ‪ ،‬خدمات تعليمية ‪ ،‬خدمات صحية‬

‫‪-2‬الخدمات االلكترونية تبعا لمراحل العمر وتشمل‪ :‬خدمات طلب شهادة ميالد‪ ،‬الكشف‬
‫الطبي ‪ ،‬االلتحاق بالمدارس ‪ ،‬خدمات التجنيد ‪ ،‬خدمات انتخابية ‪ ،‬خدمات التشغيل‬
‫والتوظيف‬

‫‪-3‬الخدمات االلكترونية تبعا لنوع المستفيدين من الخدمة وتشمل‪ :‬خدمات فردية تقدم‬
‫للمواطنين ‪ ،‬خدمات مؤسسية تقدم للشركات وللنوادي‪."1‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مقومات التحول السليم نحو اإلدارة االلكترونية‬

‫اإلدارة اإللكترونية شأنها شأن أي مشروع يمكن إقامته‪ ،‬ال بد لها من توفير وتهيئة العديد‬
‫من الميكانزمات والخطوات لتطبيق هذا المشروع على أرض الواقع فهي تمثل تحوال شامال‬
‫في المفاهيم والنظريات واألساليب والممارسات والهياكل والتشريعات التي تقوم عليها اإلدارة‬
‫التقليدية‪ ،‬ومن ثم فهي عملية معقدة ونظام متكامل من المكونات البشرية والتقنية والمعلوماتية‬
‫والمالية والتشريعية والبيئية وغيرها‪ .‬وبالتالي كان تطبيقها يفرض توفير مجموعة من‬

‫عبد الرحمن تيشوري ‪ " ،‬اإلدارة االلكترونية "‪ ،‬الحوار المتمدن ‪ ،‬العدد ‪ ، 1418‬متاح في ‪:http// www. Ahewar‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.org/ debat/ show.art.asp? aid = 53793‬‬


‫‪41‬‬
‫الميكانزمات والخطوات العديدة والمتكاملة التي تتيح لها الولوج إلى حيز التنفيذ العملي بكفاءة‬
‫تمكنها من تحقيق األهداف التي طبقت من أجلها‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬ميكانزمات التحول نحو إدارة الكترونية‬

‫ويركز أصحاب هذا االتجاه دائما على ضرورة توفير بعض الميكانزمات الضرورية‪،‬‬
‫والتي يجب أن تكون مصاحبة لكل مراحل التحول نحو خدمات اإلدارة االلكترونية والتي‬
‫تتجسد في اآلتي‪: 1‬‬

‫يجب البدء بالقطاعات األكثر إلحاحا والقضاء على الهوة بين النظري والتطبيقي‬ ‫‪-‬‬
‫وامتالك اإلطارات البشرية المؤهلة؛‬

‫‪ -‬يجب الحفاظ على أمن المعامالت والتعامالت؛‬

‫‪ -‬يجب توفير التمويل الكافي بالبحث عن مصدر رسوم دائمة لسد نفقات التشغيل؛‬

‫‪ -‬توظيف العناصر الماهرة ‪ ،‬واشاعة ثقافة التدريب ‪ ،‬ونشر الثقافة االلكترونية المبسطة‬
‫والمتقدمة؛‬

‫‪ -‬توعية المواطنين واإلدارات الحكومية بفوائد وعوائد اإلدارة االلكترونية‪.‬‬

‫لقد حاول هذا االقتراح أن يلم بجملة من المراحل الضرورية الخاصة بتطبيق مبادرة‬
‫اإلدارة االلكترونية‪ ،‬غير أنه يركز بشكل جلي على تقنية االنترنت كشبكة معلومات يمكن‬
‫أن يتم االستناد إليها في تقديم الخدمات االلكترونية‪ ،‬ويهمل بعض التقنيات األخرى‪ ،‬والتي‬
‫هي ضرورية في البناء الهيكلي لإلدارة االلكترونية‪ ،‬مثل شبكات االنترانت واالكسترانت‬
‫وخطوط الهواتف سواء الثابت أو النقال وكذا تقنية الفاكس‪.‬‬

‫عبد الرحمن تيشوري‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪42‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬خطوات تطبيق اإلدارة االلكترونية‬

‫في حين تركز إحدى الدراسات التي تناولت موضوع اإلدارة االلكترونية على ضرورة‬
‫توفير" ثالث خطوات متكاملة في تطبيق الحكومة االلكترونية تشمل اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬البدء في عملية ربط كافة المكاتب داخل كل و ازرة على حدى إلكترونيا؛‬

‫‪ -‬تعزيز عملية التشبيك االلكتروني بين كافة الو ازرات في الدولة؛‬

‫‪ -‬تعزيز نظم اتصال هذه الو ازرات بمؤسسات الحكومة‪.‬‬

‫مما سبق يمكن اقتراح بعض الخطوات التي يمكن أن تعبر عن عملية انتقال سلسة‬
‫وناجحة في تطبيق اإلدارة االلكترونية والتي يمكن حصرها في هذه النقاط‪:‬‬

‫‪ )1‬إحداث تحول نوعي ليس بمكننة الوظائف الحكومية فحسب‪ ،‬بل بالتأسيس مجتمع‬
‫معلومات له القدرة على التعامل مع المستجدات التقنية؛‬

‫‪ )2‬خلق شراكة بين جل القطاعات والمؤسسات‪ ،‬بما فيها المؤسسات العامة والخاصة‪ ،‬التي‬
‫يجب أن تتقاسم عمليات التحضير واإلعداد لمرحلة التحول نحو اإلدارة االلكترونية؛‬

‫‪ )3‬ضرورة خلق البنية التقنية والتحتية مع مراعاة عنصري األمن المعلوماتي والخصوصية‬
‫أثناء تطبيق اإلدارة االلكترونية؛‬

‫‪ )4‬تبويب المعلومات ‪:‬إذ يكتمل هذا العنصر بإيجاد محتوى معلومات كامل مع تيسير‬
‫الوصول الجماهيري لمختلف تلك المعلومات واقامة نظام تصنيف واضح على مواقع خدمات‬
‫اإلدارة االلكترونية مثل تحديد الشرائح المستهدفة بالخدمة‪ ،‬وهو ما يعرف بالعمالء والتبويب‬
‫الدقيق والواضح ألنواع الخدمات المدنية؛‬

‫‪ )5‬التأسيس لنظام قانوني كفيل بحماية اإلدارة االلكترونية من مخاطر البيئة االلكترونية مثل‬
‫مخاطر القرصنة والتجسس االلكتروني؛ بهدف إزالة تخوف المتعاملين من مخاطر العمل‬
‫االلكتروني وما يمكن أن يلحقه من أضرار على مصالحهم أثناء انجاز تعامالتهم مثل تهديد‬

‫‪43‬‬
‫امن البيانات والمعلومات الشخصية التي يقدمها كل عميل وطالب للخدمة على شبكات‬
‫اإلدارة االلكترونية المختلفة"‪.1‬‬

‫وتمثل مراحل االنتقال آنفة الذكر نقطة أساسية وهامة في تطبيق اإلدارة االلكترونية‪،‬‬
‫والتي يولى لها قادة مبادرات التحول االلكتروني اهتماما بالغا‪ .‬وهو ما يجعل العديد من تلك‬
‫المبادرات تركز مسبقا على توفير كل الشروط الالزمة لتحقيق األهداف المسطرة في برامج‬
‫ومخططات مشروع اإلدارة االلكترونية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬متطلبات تطبيق اإلدارة اإللكترونية‬


‫يقتضي التحول نحو تطبيق اإلدارة االلكترونية متطلبات عديدة نذكر من أهمها‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المتطلبات اإلدارية‪ ،‬األمنية والسياسية‬

‫لضمان نجاح برامج اإلدارة االلكترونية‪ ،‬ال بد من توفير كل ما هو ضروري ومطلوب‬


‫من األشياء المادية والمعنوية إدارية كانت أمنية وسياسية‪ ،‬بحيث يتحقق بعد توفيره في‬
‫العملية اإلدارية إمكانية تنفيذ األعمال بأساليب تكنولوجية حديثة آمنة‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬المتطلبات اإلدارية واألمنية‬

‫تنحصر المتطلبات اإلدارية واألمنية الواجب مراعاتها عند تطبيق اإلدارة االلكترونية‬
‫في العناصر التالية‪:‬‬

‫✓ "وضع استراتيجيات وخطط التأسيس والتي يمكن أن تشمل إدارة أو هيئة على المستوى‬
‫الوطني لها وظائف التخطيط والمتابعة والتنفيذ لمشاريع الحكومة االلكترونية‪ .‬وفي هذه‬
‫المرحلة البد من توفير الدعم والتأييد من طرف اإلدارة العليا في الهرم اإلداري مع‬
‫توفير مخصصات مالية كافية إلجراء التحول المطلوب‪.‬‬

‫صالح مصطفى قاسم ‪ :‬التحديات األمنية للحكومة االلكترونية ( دراسة مسحية لتجربة دبي في دولة االمارات العربية‬ ‫‪1‬‬

‫المتحدة ) ‪ ،‬رسالة ماجستير في العلوم اإلدارية ‪ ،‬قسم العلوم اإلدارية ‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫المملكة العربية السعودية‪ ، 2003 ،‬ص‪. 51‬‬
‫‪44‬‬
‫✓ توفر البنية التحتية لإلدارة االلكترونية‪ :‬إذ البد من العمل على تطوير مختلف شبكات‬
‫االتصاالت بما يتوافق مع بيئة التحول التي تستدعي شبكة واسعة ومستوعبة للكم‬
‫الهائل من االتصاالت دون إهمال التجهيزات التقنية األخرى من معدات وأجهزة‬
‫وحاسبات آلية ومحاولة توفيره واتاحته لألفراد والمؤسسات‪.‬‬
‫✓ تطوير التنظيم اإلداري والخدمات والمعامالت الحكومية وفق تحول تدريجي ‪:‬بإعادة‬
‫تنظيم الجوانب والمحددات الهيكلية ومختلف الوظائف الحكومية بما يجعلها تنسجم‬
‫ومبادئ اإلدارة االلكترونية مثل إلغاء إدارات‪ ،‬استحداث إدارات جديدة تساير التطور‬
‫التكنولوجي‪.‬‬
‫✓ متطلب الكفاءات والمهارات المتخصصة‪ :‬وهو ضرورة وجود يد عاملة مؤهلة تمتلك زادا‬
‫معرفيا يحيط بمبادئ التقدم التقني ولها من الخبرة ما يمكنها من أن تصبح موردا بشريا‬
‫مؤهال الستخدام تقنيات المعلومات‪.‬‬
‫✓ وضع التشريعات القانونية الالزمة لتطبيق اإلدارة االلكترونية‪ :‬قبل التطبيق عن طريق‬
‫تحديد اإلطار القانوني الذي يقر بالتحول االلكتروني وأثناء التطبيق أي تكملة للنقائص‬
‫والفراغ القانوني الالزم‪ ،‬والذي يمكن أن يظهر في أي مرحلة من مراحل التحول‪ ،‬وبعد‬
‫التطبيق بوضع قواعد قانونية ضامنة ألمن المعامالت االلكترونية وتحديد اإلجراءات‬
‫العقابية الخاصة بفئة المتورطين في جرائم اإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫وفي هذا السياق نجد أن الدول التي اعتمدت تطبيقات اإلدارة االلكترونية لم تصدر‬
‫تشريعات عامة‪ ،‬تلزم اإلدارات والمؤسسات الحكومية بأداء جميع معامالت اإلدارية مع‬
‫المواطنين عن بعد بالوسائل االلكترونية إلى جانب الوسائل التقليدية ‪ .‬حيث أن التشريعات‬
‫الحديثة في الكثير من الدول الغربية قد يتراوح مضمونها بين إقرار المبدأ ‪ ،‬أي اإلعالن‬
‫عن حق المواطن في الحصول على المعامالت اإلدارية والخدمات العامة بوسائل‬
‫معلوماتية‪ -‬باستثناء ما يشترط القانون صراحة حضور المعني شخصيا إلى المراكز‬
‫اإلدارية إلتمامه‪ ، -‬وبين إلزام اإلدارات العامة على تقديم بعض الخدمات االلكترونية في‬

‫‪45‬‬
‫مجاالت أو قطاعات مثل مجال نشر القوانين والق اررات اإلدارية والمعلومات اإلدارية‬
‫ومجال وضع نماذج المعامالت اإلدارية عبر شبكة االنترنت‪ ،‬إضافة إلى مجاالت‬
‫التصاريح المالية والضرورية‪ ،‬بحيث تلزم الشركات التجارية وبعض فئات التجار بتقديم‬
‫تلك التصاريح إلكترونيا وفق شروط تحدد بأدوات تعاقدية‪."1‬‬
‫✓ " متطلب اإلصالح اإلداري‪ :‬في إطار الوصول إلى تحقيق تحول ناجح في تطبيق اإلدارة‬
‫العامة االلكترونية ال بد من ضرورة اإلصالح اإلداري ‪ ،‬والذي يشمل التخصص الوظيفي‬
‫في تشغيل البرامج االلكترونية وخبراء لتامين المعلومات وحماية البرامج والتعامالت‬
‫والوثائق؛ أي محاولة إحداث تغييرات جذرية وجوهرية في المفاهيم اإلدارية والفنية والحاجة‬
‫إلى قيادات واعية متحمسة ولها القدرة اإلدارية وترشيدها وتطوير العالقات بين المنظمات‬
‫اإلدارية المختلفة والبحث عن حلول كفيلة تؤدي إلى تحسين انجاز الخدمة الوظيفية ‪،‬‬
‫إضافة إلى ضرورة بسط قواعد اإلثبات فيما يتعلق بالتصرفات اإللكترونية‪."2‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬المتطلبات السياسية‬

‫حيث تترجمها وجود إرادة سياسية داعمة الستراتيجية التحول االلكتروني ومساندة‬
‫لمشاريع اإلدارة االلكترونية عن طريق تقديم العون المادي والمعنوي المساعد على اجتياز‬
‫العقبات وتطوير برامج التحول االلكتروني واإلدارة االلكترونية‪.‬‬

‫توفر اإلرادة السياسية بحيث يكون هناك مسؤول أو لجنة محددة تتولى تطبيق هذا المشروع‬
‫وتعمل على تهيئة البيئة الالزمة والمناسبة للعمل وتتولى اإلشراف على التطبيق وتقييم‬
‫المستويات التي وصلت إليها في التنفيذ‪.‬‬

‫سعيد بن معال العمري ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.21-18‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬علي السيد الباز‪ :‬المؤتمر العلمي االول حول الجوانب القانونية واألمنية للعمليات اإللكترونية‪ ،‬أكاديمية شرطة دبي –‬ ‫‪2‬‬

‫مركز البحوث والدراسات‪ ،2003/4/28-26 : ،‬دبي ‪ ،‬األمارات العربية المتحدة‪.‬‬


‫‪46‬‬
‫"هذه اإلرادة السياسية من حيث مضمونها ومن حيث الكيفية التي تؤثر بها في العمل‬
‫السياسي المشترك تتصف بصفتين رئيسيتين‪ :‬األولى‪ ،‬أنها إرادة مركبة من عدد من‬
‫االلتزامات أو العناصر‪ .‬والثانية‪ ،‬أنها ذات طبيعة استم اررية‪ .‬هاتان الصفتان هما األساس أو‬
‫الشرط الذي بدونه ال يمكن أن ينجح أي عمل سياسي أيا كانت صورته أو كان شكله وال‬
‫يمكن أن يستمر ويحقق األهداف المرجوة منه‪."1‬‬

‫"أيا كان الشكل الذي يتخذه تطبيق اإلدارة االلكترونية‪ ،‬فإنه يتطلب إلنجازه تغيي ار في‬
‫األوضاع القائمة في الدول في هياكلها وعالقاتها فيما بينها‪ ،‬وعالقاتها مع الخارج‪ .‬ويختلف‬
‫التغيير المطلوب حسب نوع وطبيعة التحول االداري‪." 2‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المتطلبات االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والبنية التحتية لالتصاالت‬

‫إضافة إلى المتطلبات اإلدارية‪ ،‬األمنية والسياسية البد من مراعاة الجانب االقتصادي‪،‬‬
‫االجتماعي وكذا البنية التحتية لالتصاالت من أجل تطبيق سليم ناجح لإلدارة االلكترونية‪.‬‬

‫القسم ا ألول المتطلبات االقتصادية واالجتماعية‬

‫" إذ تشمل العمل على خلق تعبئة اجتماعية مساعدة ومستوعبة لضرورة التحول لإلدارة‬
‫االلكترونية وعلى دراية كافية بمزايا تطبيق الوسائل التقنية في األجهزة اإلدارية ‪ ،‬مع‬
‫االستعانة بوسائل اإلعالم وجمعيات المجتمع المدني في دعم اللقاءات والندوات والتجمعات‬
‫التحسيسية الخاصة بنشر فوائد تطبيق اإلدارة االلكترونية و برمجة حصص تدريبية على‬
‫استعمال اآلالت التقنية في مختلف المستويات التعليمية ( ثقافة تكنولوجية ) ؛ مع ضرورة‬
‫توفير المخصصات المالية الكافية لتغطية اإلنفاق على مشاريع اإلدارة االلكترونية دون إهمال‬

‫عامر رمضان أبو ضاوية‪ :‬المؤتمر العربي الثالث‪ :‬اإلدارة المحلية وورشة عمل (ممارسات وتجارب في الالمركزية‬ ‫‪1‬‬

‫وتطوير اإلدارة المحلية)‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ 14-10 ،‬أفريل ‪ ،2015‬ص‪.215‬‬


‫عامر رمضان أبو ضاوية‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.214‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪47‬‬
‫االستثمار في ميدان تكنولوجيا المعلومات واالتصال وايجاد مصادر تمويل لها تمتاز‬
‫بالديمومة على المستوى المركزي والمحلي‪." 1‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬متطلبات البنية التحتية لالتصاالت‬

‫" يعرف البعض البنية التحتية لتقنية المعلومات بأنها مجموعة الوسائل والقدرات التي يتم‬
‫تنسيقها عادة بواسطة منظمة مركزية للمعلومات‪ ،‬فمثال شبكة االتصاالت التي تديرها مؤسسة‬
‫معينه ويشترك في استغاللها العديد من المؤسسات التجارية والخدمية تشكل بنية تحتية مشتركة‪.‬‬
‫وتشكل القوانين واالعراف اآلليات التي تربط استغالل كل من المركبات الفيزيائية والذهنية لبنية‬
‫تقنية المعلومات المرافق المشتركة لبنية تقنية المعلومات وهي تجسيد للبنية وتحقيق للتطبيقات‬
‫العملية‪ .‬وتمثل القوانين واألعراف الوحدة الرابطة للبنية المعلوماتية القاعدة فهي قانون محدد أو‬
‫مبدأ أ و دليل إرشادي وضع من طرف جهة مسئوله لغرض إيجاد تناسق وتناغم في األنشطة‬
‫والسلوك المرتبط بهذه األنشطة‪:‬‬

‫‪ .1‬تأسيس روتين تنظيمي إلنجاز المهام بمجال معين؛‬

‫‪ .2‬تحديد خيارات الالمركزية في االنشطة االقتصادية بما يتماشى واالهداف العامة للدولة؛‬

‫وتملي قواعد البنية التحتية للمعلومات كيفية اكتساب الموارد وادارتها او استغاللها فمثال‬
‫أسلوب تطوير برمجيات في مؤسسة ما‪ ،‬يمثل القاعدة المستخدمة في مزج مهارات االنسان‬
‫(الذهنيات) المستغلة في بناء البرمجيات‪ .‬وقد يكون لمجموعات العمل برمجيات للبناء والتطوير‬
‫ذات قواعد تملي استخدام امكانات فيزيائية معينه مثل لغات البرمجة‪ .‬في هذا المثال تقدم‬
‫معايير تقنية المعلومات دليل ارشادي لتحديد كل من استخدام االمكانات الذهنية في أسلوب‬

‫عشور عبد الكريم‪ :‬دور اإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة األمريكية والجزائر‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪1‬‬

‫ماجستير‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.25‬‬


‫‪48‬‬
‫تطوير البرمجيات وكذلك استخدام إلمكانات فيزيائية محددة (لغات البرمجة) في عملية تطوير‬
‫البرمجيات التطبيقية‪."1‬‬

‫تعتمد البنيه التحتية للمعلومات على منتجات التقنية المستمرة التطور مثل الهواتف‪ ،‬آالت‬
‫البريد المصور (الفاكس)‪ ،‬الحواسيب‪ ،‬األسطوانات المضغوطة‪ ،‬االشرطة المرئية والمسموعة‪،‬‬
‫الكبل المحوري‪ ،‬األقمار االصطناعية‪ ،‬خطوط االتصال البصرية ‪ ، fiber optics‬شبكات‬
‫الموجات الدقيقة‪ ،‬أجهزة االستقبال‪ ،‬الماسحات‪ ،‬آالت التصوير والطابعات‪ .‬إضافة إلى التقدم‬
‫في عمليات الحوسبة والمعلومات وتقنيات الشبكات‪.‬‬

‫ولكن البنية التحتية لتقنية المعلومات تتجاوز المعدات والبرمجيات‪ ،‬انها تحتوي النظم‬
‫التطبيقية والنشاطات وا لعالقات‪ .‬وهناك المعلومات في حد ذاتها‪ ،‬بغض النظر عن الغرض‬
‫منها او شكلها‪ ،‬مثل قواعد البيانات العلمية أو التجارية وتسجيالت الصوت والصورة وأرشيف‬
‫المكتبات أو وسائط أخرى‪ .‬وهناك أيضا القوانين واالعراف ووسائط االتصال وشفرات البث‬
‫التي تسهل التعامل بين الشبكات وتضمن الخصوصيات واألمان للمعلومات التي تنقل عبر‬
‫الشبكات‪ .‬وأهم من ذلك كله الشخص الذي يعمل على تكوين المعلومات واالستفادة منها وبناء‬
‫التطبيقات والخدمات والتدريب الضروري لتحقيق مستهدفات البنية المعلوماتية‪.‬‬

‫كما ترتبط بإيجاد حواسيب إلكترونية ونظم بيانات متكاملة وأكشاك الكترونية في‬
‫األماكن العمومية والهواتف والفاكسات وتعمل بنية االتصاالت على زيادة الترابط بين مختلف‬
‫األجهزة اإلدارية داخل الدولة ‪.‬‬

‫وجدي سالم بسباس‪ ،‬محمد أبو القاسم الرتيمي ‪ :‬البنية التحتيه لتقنية المعلومات ومستقبل التعليم‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪http://www.arteimi.info/site/publication/Information%20technology%20infrastructure%20and%‬‬
‫‪20education%20future.doc‬‬

‫‪49‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬بنية وأسس اإلدارة اإللكترونية‬
‫ينطوي نموذج اإلدارة االلكترونية على عدد من المرتكزات تمثل بناء شبكي متماسك‬
‫وأنظمة الكترونية تمكنها من أداء وظائفها المختلفة‪ ،‬فبلوغ األهداف المسطرة في نظام‬
‫اإلدارة االلكترونية إنما يقتضي باألساس ضرورة توفير البنى التحتية ومختلف الدعامات‬
‫الرئيسية لهذا النموذج‪ ،‬والتي يمكن تناولها بشكل مركز في هذا المبحث‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪:‬البناء الشبكي لإلدارة االلكترونية‬


‫يقدم البناء الشبكي لإلدارة االلكترونية تنوعا من الشبكات االلكترونية تأخذ أشكاال‬
‫مختلفة‪ ،‬تبعا لطبيعة اإلدارة ومستوى جاهزيتها‪ ،‬والتي تشمل غالبا الشبكات التالية‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬شبكة االنترنت‬


‫" وهي شبكة معلوماتية عالمية‪ ،‬تمثل توصيالت تعاونية للعديد من شبكات الحاسبات‬
‫اآللية‪ ،‬مكونة بذلك من حواسيب آلية مختلفة تم توصيلها بطريقة مبسطة وسهلة‪ ،‬بحيث‬
‫تبدوا وكأنها قطعة واحدة‪ ،‬أو نظام واحد‪."1‬‬

‫"ومن أهم الخدمات التي تقدمها االنترنت لإلدارة االلكترونية يمكن أن نذكر‪:‬‬
‫‪ .1‬خدمة منتديات الحوار‪ :‬والتي تشمل خدمة تدعم كثي ار من المتحاورين الذين يتواصلون‬
‫حول موضوع معين عبر شبكة االنترنت‪.‬‬

‫‪ .2‬خدمة المحادثات‪ :‬إذ تمثل وسيلة التخاطب بين شعوب العالم‪ ،‬وتقدم تبادل الملفات‪،‬‬
‫خدمة التخاطب مجانا‪ ،‬وفق أنماط ثالثة‪:‬‬

‫‪ -‬خدمة المحادثات المقروءة بواسطة الطباعة على الشاشة؛‬

‫عبد الفتاح بيومي حجازي‪ :‬النظام القانوني لحماية الحكومة االلكترونية ‪ ،‬الكتاب األول ‪ ،‬النظام القانوني للحكومة‬ ‫‪1‬‬

‫االلكترونية ‪ ،‬دار الفكر الجامعي اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪ ، 2003 ،‬ص ‪ ، 124‬نقال عن ‪:‬علي محمد شمو‪ :‬االتصال الدولي‬
‫والتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة ومكتبة االشعاع‪ ،‬االسكندرية‪ ، 2004 ،‬ص ‪ 322‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ -‬خدمة المحادثات المسموعة بواسطة الصوت الالقط وتستخدم غالبا مع الطباعة؛‬

‫‪ -‬المحادثات المرئية عن طريق الكاميرات (يشاهد كل طرف اآلخر)‪.‬‬

‫كما توفر االنترنت خدمات أخرى تسهل عمل اإلدارة االلكترونية والتي منها‪:‬‬

‫‪ .3‬خدمة االتصال عن بعد‪ :‬حيث تمثل برنامج تبادل المعلومات وفق نماذج مختلفة‪ ،‬فقد‬
‫يكون االتصال بواسطة الهواتف‪ ،‬الميكروويف و األقمار الصناعية‪.‬‬

‫‪ .4‬خدمة البريد االلكتروني‪ :‬هو أحد أوجه استخدام االنترنت‪ ،‬فالرسالة االلكترونية المنقولة‬
‫عبر البريد االلكتروني ال يستغرق وصولها سوى ثوان إلى أي رقعة من العالم‪ .‬وتأخذ رسائل‬
‫البريد االلكتروني أشكاال متعددة‪ ،‬بحيث تكون في صورة بيانات‪ ،‬بحوث‪ ،‬كتب‪ ،‬أو ملفات فيديو‬
‫فضال عن إمكانية التحاور والمناقشة للكثير من المواضيع والدخول إلى مجاالت عديدة بواسطة‬
‫البريد االلكتروني‪.‬‬

‫‪ .5‬خدمة شبكة الويب‪ :‬إذ تشمل الجزء الغني بالمعلومات في شبكة االنترنت إذ يفوق عدد‬
‫الحواسيب المزودة لشبكة الويب حاليا ‪ 12000‬حاسوب مزود‪ ،‬تتقاسم ملكيتها جامعات ودور‬
‫نشر وشركات كبرى‪ .‬وتتضمن تلك الحواسيب صفحات من المعلومات في مجاالت متعددة‬
‫(نصوص‪ ،‬صور‪ ،‬أصوات) وهي مبوبة بطريقة يسهل الوصول إليها بواسطة نقر مفتاح‬
‫الماوس يمكن للمتصفح التحول من حاسوب في كندا إلى آخر في نيوزيلندا‪ .‬وبالتالي لعبت‬
‫شبكة االنترنت دو ار بار از في التمهيد لخدمات اإلدارة االلكترونية وقدمت لها العديد من‬
‫التسهيالت في ظل تطور التقنية الحديثة واعادة النظر في شكل وأسلوب اإلدارة التقليدية‪."1‬‬

‫القسم الثاني‪ .‬الشبكة الداخلية للمنظمة (االنترانت)‬


‫" هي شبكة الشركة الخاصة وتعتمد على تقنية االنترانت‪ .‬وتقوم الشبكة الداخلية للمنظمة‬
‫بتقديم كل المعلومات التي يحتاجها كل العاملين داخل المنظمة‪ ،‬من معلومات داخلية‪ ،‬فهي‬

‫عبد الرحمان سعد القرني ‪ :‬تطبيقات اإلدارة االلكترونية في األجهزة األمنية دراسة مسحية على ضباط شرطة منطقة‬ ‫‪1‬‬

‫الرياض ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،2007 ،‬ص‪.29‬‬
‫‪51‬‬
‫تقتصر على العمال الذين ينتمون للمؤسسة ال يمكن لغيرهم الدخول إلى مواقع الشبكة‪ .‬وتقدم‬
‫لشبكة اال نترانت حماية وسيطرة ورقابة عالية على مواردها من المعلومات بواسطة ما يطلق‬
‫عليه جدران النار (‪)Fire Wales‬‬

‫القسم الثالث الشبكة الداخلية للمنظمة والعمالء (االكسترانت)‬


‫هي عبارة عن شبكات انترانت داخلية‪ ،‬توسعت وامتدت خدمتها إلى مستخدمين خارجيين‬
‫مخولين من داخل المنظمة الداخلية‪ .‬واإلكسترانت تمثل شبكة محمية دورها الربط بين المنظمة‬
‫أو الشركة أو المجهزين أو الشركات‪ .‬إذ ينبغي على المستخدمين لشبكة االكسترانت تقديم كلمة‬
‫المرور ألنها منظمة خدماتها ال توجه إلى كل الناس‪ ،‬بقدر ما أن استخدامها مخصص لفئة‬
‫معينة‪."1‬‬

‫مما سبق يمكن القول أن الشبكات الثالث االنترنت‪ ،‬االنترانت‪ ،‬االكسترانت هي شبكات‬
‫تعمل بالتوازي وتتوفر على عنصر التكامل فشبكة االنترنت لها ارتباط بشبكة المنظمة الخارجية‪،‬‬
‫كما أن شبكة االنترانت تعتبر حجر األساس ونقطة االنطالق األساسية إلى شبكة المنظمة‬
‫الخارجية ومن شبكتي (االنترنت واإلكسترانت) يتم االعتماد على تكنولوجيا المعلومات لالنتقال‬
‫بالمنظمة إلى مستوى العمل باإلدارة االلكترونية‪ ،‬سواء في بيئتها الداخلية أوفي إدارة عالقاتها‬
‫مع بيئتها الخارجية‪.‬‬

‫وبالتالي تظهر أهمية البناء الشبكي لإلدارة االلكترونية من حيث ما يوفره من غطاء يمثل‬
‫روابط اتصال متناسقة تتحد في إقامة نظام المعالجة المعلوماتية‪ ،‬والتي تتيح التواصل وتقديم‬
‫الخدمات على الخط مباشرة مع االختالف فيما يمكن أن تقدمه الشبكات الثالث لواقع اإلدارة‬
‫االلكترونية‪.‬‬

‫عبد الستار العلي‪ ،‬وآخرون‪ :‬المدخل إلى إدارة المعرفة‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ، 2006،‬ص‪. 240‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪52‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬عناصر ووظائف اإلدارة االلكترونية‬
‫يتطلب تطبيق اإلدارة االلكترونية ضرورة توفير عناصر أساسية تترجم أعمال الكترونية‬
‫وتخلق وظائف تندرج ضمن سياق التحول االلكتروني في اإلدارة التقليدية‪ ،‬والتي يمكن‬
‫توضيحها وفقا للتالي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫القسم األول‪ :‬عناصر اإلدارة االلكترونية‬

‫" تشمل عناصر اإلدارة االلكترونية ثالثة مكونات أساسية كالتالي‪:‬‬

‫‪ .1‬عتاد الحاسوب)‪ :(Hardware‬يضم المكونات المادية للحاسوب‪ ،‬ومختلف نظمه‬


‫وملحقاته‪.‬‬

‫‪ .2‬البرمجيات)‪ : (Software‬تشمل برامج النظام مثل نظم التشغيل ونظم إدارة الشبكة‪،‬‬
‫الجداول االلكترونية‪ ،‬أدوات تدقيق البرمجة‪ ،‬كما تضم برامج التطبيقات‪ ،‬مثل برامج البريد‬
‫االلكتروني‪ ،‬برامج التجارة ‪ ،‬قواعد البيانات ‪ ،‬وبرامج إدارة المشروعات ‪ ،‬إضافة إلى مختلف‬
‫الشبكات (اإلنترنت ‪ ،‬اإلكسترانت ‪ ،‬اإلنترانت)‬

‫‪ .3‬صناع المعرفة‪ :‬إذ تمثل القيادات الرقمية )‪ (Digital Leaderships‬وكل ما يشمل‬


‫الرأس مال الفكري والمديرون والمحللون للموارد المعرفية؛ فدور صناع المعرفة يكمن في‬
‫محاولة خلق ثقافة معرفية جديدة داخل اإلدارة االلكترونية عن طريق تغيير طرق التفكير‬
‫وترقية أساليب العمل اإلداري وفق ما يتمتعون به من خبرات ومعارف في مجال‬
‫المعلوماتية‪. "2‬‬

‫ويجدر التأكيد على ضرورة وجود عنصر التكامل أثناء التأسيس الفعلي لنموذج اإلدارة‬
‫االلكترونية عن طريق إعطاء األولية لتكامل العمليات التي تمثل وسيلة تتحد من خاللها‬

‫عد إلى الملحق ‪.1‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الستار العلي‪ :‬المدخل إلى إدارة المعرفة ‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪،‬األردن‪ ، 2006 ،‬ص‪. 240‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪53‬‬
‫أنظمة معلومات ومناهج العمل‪ ،‬وهذا بهدف تجزئة المصالح مما يسمح للمستخدمين بالتوجه‬
‫نحو شباك واحد‪.1‬‬
‫وانطالقا من العناصر األساسية لإلدارة االلكترونية اآلنفة الذكر‪ ،‬تقوم هذه األخيرة بالعديد‬
‫من الوظائف والتي يمكن التطرق إليها في العنصر الموالي‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬وظائف اإلدارة االلكترونية‬


‫تؤدي اإلدارة االلكترونية عددا من الوظائف األساسية مثلت مرتكزات هامة في‬
‫اإلصالح اإلداري وتغيي ار جذريا في أساليب اإلدارة التقليدية‪ .‬وتشمل هذه الوظائف ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬التخطيط اإللكتروني‪" :‬يختلف التخطيط االلكتروني على التخطيط التقليدي في ثالث‬


‫سمات ‪:‬‬

‫‪ -‬أن التخطيط االلكتروني يمثل عملية ديناميكية في اتجاه األهداف الواسعة‪ ،‬المرنة‪،‬‬
‫اآلنية ‪ ،‬قصيرة األمد والقابلة للتجديد والتطوير المستمر والمتواصل؛‬
‫‪ -‬أنه عملية مستمرة بفضل المعلومات الرقمية دائمة التدفق؛‬
‫‪ -‬أنه يتجاوز فكرة تقسيم العمل التقليدية بين اإلدارة وأعمال التنفيذ‪ ،‬فجميع العاملين‬
‫يمكنهم المساهمة في التخطيط االلكتروني في كل مكان وزمان‪.‬‬

‫تعطي البيئة الرقمية قوة للتخطيط االلكتروني انطالقا مما يميز البيئة الرقمية من‬
‫التغير بسرعة عبر الشبكات المحلية والعالمية‪ ،‬مما يحقق قدرة على الوصول إلى الجديد من‬
‫األفكار واألسواق والمنتجات والخدمات غير الموجودة‪ .‬وهذا ما يعطي ميزة وأفضلية لعملية‬
‫التخطيط االلكتروني على حساب الشكل التقليدي‪."2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Agnés Bradier :"Le gouvernement électronique : une priorité européenne", revue française‬‬
‫‪d'administration publique , école nationale d'administration , N° 110 , 2004 , p 341.‬‬
‫محمد بن عبد العزيز الضافي ‪:‬مدى إمكانية تطبيق اإلدارة االلكترونية في المديرية العامة للجوازات لمدينة الرياض ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫رسالة ماجستير ‪ ،‬قسم العلوم اإلدارية ‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ‪ ،‬الرياض ‪ ، 2006 ،‬ص‪. 23‬‬
‫‪54‬‬
‫‪ .2‬التنظيم االلكتروني‪ ":‬في ظل التحول االلكتروني يرى الدكتور نجم عبود أن " مكونات‬
‫التنظيم قد حدث فيها انتقال من النموذج التقليدي إلى التنظيم االلكتروني‪ ،‬من خالل بروز‬
‫هيكل تنظيمي جديد قائم على بعض الوحدات الثابتة والكبيرة‪ ،‬والتنظيم العمودي من األعلى‬
‫إلى األسفل؛ إلى شكل تنظيم يعرف بالتنظيم المصفوفي يقوم أساسا على الوحدات الصغيرة‬
‫والشركات دون هيكل تنظيمي كما حدث التغير في مكونات التنظيم‪ .‬بالتالي يصبح التقسيم‬
‫اإلداري قائما على أساس الفرق بدال من التقسيم اإلداري على أساس الوحدات واألقسام‬
‫واالنتقال من سلسلة األوامر اإلدارية الخطية إلى الوحدات المستقلة والسلطة االستشارية؛‬
‫ومن التنظيم اإلداري الذي يبرز دور الرئيس المباشر إلى التنظيم متعدد الرؤساء المباشري؛‬
‫‪1‬‬
‫ومن اللوائح التفصيلية إلى الفرق المدارة ذاتيا؛ ومن مركزية السلطة إلى تعدد مراكز السلطة"‪.‬‬

‫‪ .3‬الرقابة االلكترونية‪" :‬إذا كانت الرقابة التقليدية تركز على الماضي ألنها تأتي بعد‬
‫التخطيط والتنفيذ‪ ،‬فان الرقابة االلكترونية تسمح بالمراقبة اآلنية من خالل شبكة المؤسسة‬
‫أو الشركة الداخلية‪ .‬مما يعطي إمكانية تقليص الفجوة الزمنية بين علمية اكتشاف االنحراف‬
‫أو الخطأ وعملية تصحيحه‪ .‬كما أنها عملية مستمرة متجددة تكشف عن االنحراف من‬
‫خالل تدفق المعلومات والتشبيك بين المديرين والعاملين والموردين والمستهلكين‪ ،‬فالجميع‬
‫يعمل في الوقت نفسه‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى زيادة تحقيق الثقة االلكترونية والوالء االلكتروني‬
‫سواء بين العاملين واإلدارة أو بين المستفيدين واإلدارة‪ .‬مما يعني أن الرقابة االلكترونية‬
‫تكون أكثر اقترابا من الرقابة القائمة على الثقة‪." 2‬‬

‫‪ .4‬القيادة االلكترونية‪ :‬أدى التغير في بيئة األعمال االلكترونية والتحول في المفاهيم‬


‫اإلدارية إلى إحداث نقلة نوعية كان من نتائجها االنتقال إلى نمط القيادة االلكترونية والتي‬
‫تنقسم لألنواع الثالثة التالية‪:‬‬

‫نجم عبود نجم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪248،247‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد بن عبد العزيز الضافي ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 27‬نقال عن‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪Afrome work for management. New jersey: Printice hall Dessler.G .(2001).‬‬
‫‪55‬‬
‫• القيادة التقنية العملية ‪:‬حيث ترتكز في نشاطاتها على استخدام تكنولوجيا االنترنت‪ ،‬وتتسم‬
‫بزيادة توفير المعلومات وتحسين جودتها إضافة إلى سرعة الحصول عليها وهي التي‬
‫تعرف بقيادة اإلحساس بالثقة والبرمجيات‪ .‬وتمكن القائد االلكتروني من امتالك قدرة على‬
‫تحسين مختلف أبعاد التطور التقني في األجهزة والبرمجيات والشبكات والتطبيقات‪ ،‬إضافة‬
‫إلى أنها تتصف بأنها قيادة اإلحساس بالوقت؛ بمعنى أنها تجعل القائد االلكتروني يتسم‬
‫بمواصفات جديدة أال وهي سرعة الحركة واالستجابة والمبادرة على تسيير األعمال واتخاذ‬
‫الق اررات‪.‬‬
‫• القيادة البشرية الناعمة ‪:‬تطرح فكرة القيادة الناعمة ضرورة وجود قائد يمتاز بالحرفية‬
‫والزاد المعرفي وحسن التعامل مع الزبائن الذين يبحثون عن سرعة االستجابة لمطالبهم‪،‬‬
‫وتتسم القيادة الناعمة بالقدرة العالية على إدارة المنافسة والوصول إلى السوق وبالتركيز‬
‫على عنصر التجديد في توفير الخدمات للمتعاملين‪.‬‬
‫• القيادة الذاتية ‪:‬ترتكز القيادة الذاتية على جملة من المواصفات‪ ،‬يجب أن يتصف بها‬
‫القائد ضمن إدارة األعمال عبر االنترنت‪ ،‬وهو ما يجعل قيادة الذات تتصف بالقدرة على‬
‫تحفيز النفس والتركيز على انجاز المهمات والرغبة في المبادرة‪ ،‬إضافة إلى المهارة العالية‬
‫ومرونة التكيف مع مستجدات البيئة المتغيرة"‪. 1‬‬
‫إن التحول في وظائف اإلدارة االلكترونية على حساب الوظائف التقليدية لإلدارة يؤدي‬
‫إلى نتيجة تتمثل في القضاء على إبداعات الفرد داخل المنظمة اإلدارية والتخلي على روح‬
‫العمل الجماعي؛ الذي ينتج عن االتصال المباشر بين المرتفقين وأجهزة اإلدارة وضرورة‬
‫أن تتم مراعاة هذا الجانب خاصة أن هناك نظريات تركز على العامل اإلنساني في‬
‫المنظمة ولها ما يمثلها (مدرسة العالقات اإلنسانية في التنظيم)‪.‬‬

‫نجم عبود نجم ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.266- 260‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪56‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أثر اإلدارة اإللكترونية على جودة الخدمة العمومية‬
‫توجد عدة مفاهيم لمصطلح اإلدارة االلكترونية وجودة الخدمة العمومية وبالتالي يبقي‬
‫المصطلح غامضا‪ .‬نركز في هذه الدراسة على تعريف واسع لإلدارة االلكترونية أال وهو‪ " :‬قدرة‬
‫منتج أو عملية أو مشروع منظمة على تلبية متطلبات واضحة‪ ،‬صريحة أو مستترة لصالح‬
‫المستفيدين الخارجيين (المستخدمين) لهذه الخدمة"‪ .1‬من خالل هذا التعريف نستنتج أن العالقة‬
‫بين استخدام تكنولوجيات االتصال وجودة الخدمة العمومية جد جوهرية‪ .‬مع ذلك‪ ،‬يختلف هذا‬
‫الدور وفقا لدرجة التقدم في ديناميكيات تطور اإلدارة االلكترونية (المطلب األول)‪.‬‬

‫كما يجابه تطبيق اإلدارة االلكترونية تحديات مختلفة تتباين من نموذج إلى آخر ‪ ،‬تبعا‬
‫لنوع البيئة التي تعمل في محيطها كل مبادرة ‪ ،‬وعموما يمكن التطرق إلى بعض التحديات‬
‫التي تكاد تعترض أغلب برامج اإلدارة االلكترونية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تطور اإلدارة اإللكترونية وميالد المجتمع المعلوماتي‬

‫على ضوء التطورات الهامة التي جرت على جميع األصعدة العلمية والتقنية‬
‫والتكنولوجيا في العالم‪ ،‬وخاصة تكنولوجيا وسائل اإلعالم واالتصال واالستشعار عن بعد‪،‬‬
‫انطلقت بشدة شعارات تدعو للتكامل بين اإلدارات والمجتمعات وفتح باب التبادل المعلوماتي‬
‫وازالة العوائق وتجسيد إدارة إلكترونية ‪ ،‬ورافق تلك الشعارات بشائر ميالد المجتمع المعلوماتي‬
‫الذي يمكن أن تشارك في بنائه كل عناصر التركيبة االجتماعية في عملية تفاعل معلوماتي‬
‫باتجاهين أخذا وعطاء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Cette définition est une adaptation de celle introduite dans le vocabulaire de la norme ISO‬‬
‫‪8402 « ensemble des caractéristiques d’une entité qui lui confèrent l’aptitude à satisfaire des‬‬
‫‪besoins exprimés ou implicites ».‬‬
‫‪57‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مراحل تطور االدارة االلكترونية‬
‫يحتاج التحول إلى اإلدارة اإللكترونية عدة مراحل كي تتم العملية بشكل يحقق األهداف‬
‫المرجوة‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬الخطوات المتبعة لتطوير اإلدارة االلكترونية‬


‫عموما‪ ،‬هناك أربعة (‪ )4‬خطوات في تطوير االدارة اإللكترونية تكمن فيما يلي‪:‬‬

‫• "االعالم‪ :‬إنشاء موقع على شبكة االنترنت كوسيلة تحرير وأداة اعالم وتبادل المعلومات‪،‬‬
‫حيث يتم نشر كم هائل من المعلومات مثل التشريعات واألنظمة والنماذج وتكون هذه‬
‫المعلومات موجهة للمواطنين ورجال األعمال؛‬
‫• التفاعل‪ :‬تسخير األدوات اإللكترونية لالتصال مشخصة حسب المستخدم (وخاصة رسائل‬
‫البريد اإللكتروني)‪ ،‬حيث تتيح االتصال المتبادل بين الحكومة والمواطنين من خالل‬
‫استخدام البريد اإللكتروني ومشاركة المواطنين في التسيير من خالل التفاعل مع صانعي‬
‫الق اررات؛‬
‫• التبادل‪ :‬وضع إجراءات خاصة على االنترنت‪ ،‬دون تعديل كبير في عملية معالجة البيانات‬
‫المنقولة عن ب عد‪ ،‬إذ تسمح بعملية التبادل المالي بين المواطن واإلدارة وهي تشبه التارة‬
‫اإللكترونية في القطاع الخاص؛‬
‫• التكامل‪ :‬االستفادة من اإلمكانات التي تتيحها شبكات إلعادة النظر في العمليات داخل‬
‫المرافق‪."1‬‬

‫‪1‬‬
‫"‪Gilles St-Amant : "E-Gouvernement : cadre d'évolution de l'administration électronique,‬‬
‫‪Systèmes d'Information et Management. Vol. 10 : Iss. 1 , Article2, École des Sciences de la‬‬
‫‪Gestion, Université de Québec, Canada ,2005, p.58.‬‬
‫‪58‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬نماذج مراحل تطور االدارة االلكترونية‬
‫ذكر لوين ولي في مقالتهما "تطوير وظائف كاملة للحكومة اإللكترونية" نموذج األربع‬
‫مراحل‪:‬‬
‫" فهرسة وجدولة‪ :‬تقوم هذه المرحلة على أساس المجهودات األولية للحكومة التي تكون‬
‫مركزة على إيجاد ظهور لها على األنترنيت‪ .‬وتقوم بذلك عدة جهات حكومية وتكون جهودها‬
‫منصبة على تطوير هذا الموقع وتجهيز النماذج التي يقوم المواطنون بإنزالها من على األنترنيت‬
‫وتعبئتها إما مباشرة في الموقع ومن ثم طباعتها أو من خالل إنزالها "النماذج" وتعبئتها حاسوبيا‬
‫باستخدام برامج مساعدة مختلفة كمعالج النصوص أو يدويا‪ .‬وهذه المرحلة تكون مركزة على‬
‫الظهور وهي األكثر أهمية ويجب أن يكون الظهور بشكل جيد وجذاب وأن تكون المعلومات‬
‫محدودة‪ .‬مثال ذلك موقع إدارات الجوازات والذي يم فيه تعبئة نماذج تجديد وثائق السفر واعادة‬
‫اإلصدار وتأشيرات الخروج والعودة وغيرها‪.‬‬

‫الصفقات‪ :‬في هذه المرحلة يجب أن تكون مبادرات الحكومة مركزة على ربط أنظمة‬
‫اإلدارة بمواجهات مباشرة على االنترنيت بحيث تسمح للمواطنين بإنجاز أعمالهم مع الجهات‬
‫اإلدارية الكترونيا وتسمى هذه المرحلة بالصفقات المستندية لإلدارة االلكترونية‪ ،‬في هذه المرحلة‬
‫ترتكز جهود اإلدارة االلكترونية على وضع تعايش وعمل مباشر لوصالت قواعد البيانات‬
‫المرتبطة باألنترنيت‪ ،‬على سبيل المثال يستطيع المواطنون تجديد رخص القيادة ودفع الغرامات‬
‫عبر االنترنت‪.‬‬

‫التكامل العمودي يشير التكامل الرأسي ألجهزة اإلدارة المحلية للمقاطعات والمحافظات‪،‬‬
‫الى ربط الوظائف المختلفة أ و الخدمات‪ ،‬وكمثال لهذا التكامل الحصول على ترخيص العمل‪،‬‬
‫فعندما تكون األنظمة متكاملة بشكل عمودي‪ ،‬فإن أي مواطن يتقدم للحصول على رخصة عمل‬
‫في مدينة معينة تابعة لمقاطعة ادارية فأن هذه المعلومات تنشر وتسجل في نظام ترخيص‬
‫العمل التابع للمقاطعة أو التابع للجهة المركزية التابعة للدولة للحصول على رقم تعريفي للعامل‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫التكامل األفقي يعرف التكامل األفقي كتكامل عبر وظائف وخدمات مختلفة‪ ،‬مثال ذلك‪:‬‬
‫مؤسسة ترغب في دفع مصاريف إدارية أو غرامات أو رسوم إلى إدارة معينة وترغب في دفع‬
‫مصاريف إلى إدارة أخرى في نفس الوقت‪ ،‬يمكنها ذلك ألن األنظمة في هاتين االدارتين‬
‫تتخاطب ومرتبطة مع بعضها البعض‪ ،‬كما أنهما تعمالن من نفس قاعدة البيانات‪."1‬‬

‫وتم تقسيم مراحل تطبيق اإلدارة االلكترونية طبقا لموس اللوزي إلى أربع مراحل كاآلتي‪:‬‬

‫"المرحلة األولى‪ :‬وهي استعداد الدوائر وجاهزيتها لتطبيق هذه التكنولوجيا‪ ،‬حيث يجب‬
‫على كل دائرة أو و ازرة أن تقوم بتوعية موظفيها استعدادا لهذا األسلوب‪ ،‬كما يجب أن تقوم‬
‫هذه الدوائر بإنشاء مواقع على االنترنيت يتوفر في كل منها معلومات كاملة عن هذه الدائرة‬
‫حتى يستطيع المواطنون والمنظمات األخرى الوصول إليها‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬وتشكل ما يعرف بالعمل على االتصال الثنائي وباتجاهين‪ ،‬حيث يتم‬
‫توفير المعلومات الكاملة كما في المرحة األولى عن االدارة على موقعها على شبكة االنترنيت‪،‬‬
‫وفي الوقت نفسه يستطيع المواطنون الوصول اليها عن طريق البريد االلكتروني‪ ،‬حيث تستقبل‬
‫هذه المواقع المعلومات الكاملة عن المواطنين لتلبي حاجاتهم وتوفير ما يحتاجونه من خدمات‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬وفي هذه المرحلة تقوم المواقع االلكترونية على شبكة االنترنيت لإلدارات‬
‫وبطريقة رسمية بتبادل المعلومات واالتصال بين المواطنين واالدارات والقطاع الخاص‬
‫للحصول على الخدمات أو دفع التزامات مالية او الحصول على معلومات‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة‪ :‬وهي المرحلة الكاملة الستخدام االدارة االلكترونية‪ ،‬حيث يستطيع‬
‫المواطن الدخول إلى شبكة االنترنيت باستخدام كلمة المرور واتصال بأي مصلحة ادارية‪،‬‬

‫محمد بن أحمد السديري‪ :‬مفاتيح النجاح في تطبيق الحكومة االلكترونية‪ ،‬المؤتمر الوطني السابع عشر للحاسب اآللي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬المدينة المنورة‪ ،‬أفريل ‪ ،2004‬ص ‪.99-93‬‬


‫‪60‬‬
‫وهذه المرحلة هي التحول نحو االدارة االلكترونية‪ ،‬حيث يتم تصميم المداخل العامة على تكامل‬
‫الخدمات العمومية االلكترونية‪."1‬‬

‫كل هذا بهدف إنشاء منظمة قادرة على تقديم خدمة مرنة‪ ،‬مشخصة وذات جودة‪ .‬اضافة‬
‫على العمل بالتواصل مع الشركاء الداخليين والخارجيين‪ ،‬وهو نقلة نوعية في تقديم الخدمة‬
‫العمومية‪.‬‬

‫جاء مصطلح مجتمع المعلومات تزامنا مع ظهور الحوسبة كأحد أوجه التطور التقني‬
‫والمعلوماتي وبالتالي فالحاجة إلى التواصل عبر العالم االفتراضي وانحصار المجموعات‬
‫اإلنسانية في دائرة األمية االلكترونية‪ ،‬جعل ضرورة البحث عن إيجاد مجتمع معلوماتي‬
‫يتواكب مع التطور الحاصل في التقنيات واألساليب العلمية والتكنولوجية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تعريف مجتمع المعلومات وسماته‬


‫مجتمع المعلومات مصطلح جديد ظهر في النصف الثاني من القرن العشرين وواقع بدأت‬
‫كثير من الدول تعيشه وأمل تسعى إليه كثير من الدول لالنتفاع به ولتتحول له ومفهوم مجتمع‬
‫المعلومات ال يزال غير واضح المعالم بشكل تام‪ .‬لذا فهناك العديد من التعريفات لمجتمع‬
‫المعلومات كما له ميزات خاصة به‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬تعريف مجتمع المعلومات‬


‫"عرف مجتمع المعلومات بأنه ذلك المجتمع الذي يبنى على مفاهيم تكنولوجيا‬
‫المعلومات‪ ،‬وهو المساحة االفتراضية التي خلقها التواصل بين شبكات الحواسيب المختلفة‬
‫مع ما تحمله من برمجيات جعلت اآللة تنطلق بمحتوياتها وتوضع في خدمة اإلنسان الذي ال‬
‫ينفصل بدوره عن المجتمع"‪.2‬‬

‫موسى اللوزي ‪ :‬التنظيم واجراءات العمل‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2002 ،‬ص ‪.167‬‬ ‫‪1‬‬

‫عمر محمد بن يونس ‪ :‬المجتمع المعلوماتي والحكومة االلكترونية مقدمة للعالم االفتراضي ‪ ،‬دار الكتاب ‪، 2003 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪.11‬‬
‫‪61‬‬
‫كما عرفت الموسوعة العربية مجتمع المعلومات بأنه" مجتمع تتاح فيه االتصاالت‬
‫العالمية‪ ،‬وتنتج فيه المعلومات بكميات ضخمة‪ ،‬كما توزع توزيعا واسعا‪ ،‬والتي تصبح فيه‬
‫المعلومات لها تأثير على االقتصاد‪" 1‬‬

‫ويركز البعض على تقديم مجموعة من العناصر يمكن االعتماد عليها لتحويل المجتمع‬
‫إلى مجتمع معلوماتي وهي‪:‬‬

‫✓ إعادة هندسة السياسات الوطنية والبيئة التشريعية التنظيمية لتكنولوجيا المعلومات‬


‫بصياغة سياسات وطنية إقليمية واضحة وايجاد جهود وبرامج استراتيجية تحقق تنمية‬
‫وطنية؛‬
‫✓ إزالة العوائق االجتماعية والثقافية أمام التحول إلى مجتمع المعلومات كاألمية والفقر؛‬
‫✓ إصالح المسائل القانونية والتنظيمية والسياسية بإيجاد إطار قانوني داعم ومعلوم سلفا‬
‫لتعزيز الثقة في تكنولوجيا المعلومات؛‬
‫✓ اعتماد المعايير والقواعد التي تعنى باحتياجات المستعملين في تبادل المعلومات؛‬
‫✓ البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وفق استراتيجية تعزيز وادماج البنية‬
‫التحتية لتقليص الفجوة الرقمية‪.‬‬
‫" اهتمت بعض الدراسات بتحديد سمات مجتمع المعلومات وحصرها في عدد من‬
‫العناصر في ستة أركان تمثل مالمح البنية األساسية حيث نجد تلك السمات التي حددها‬
‫‪.‬التفاعلية )‪ ،(Interactivity‬قابلية الحركة‬ ‫‪2‬‬
‫توفلر ‪ Toffler‬للمجتمع االلكتروني "‬
‫)‪ ،(Mobility‬قابلية التحويل)‪ ، (Convertibility‬التوصيلية)‪ ،(Connectivity‬الشيوع‬
‫واالنتشار )‪ ،(Ubiquity‬العولمة)‪.(Globalization‬‬

‫أحمد‪ ،‬السيد‪ :‬طريق مجتمع المعلومات ‪ ،‬متاح في‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪. http://theinformationway.blogspot.ca/2007/01/blog-post_23.html‬‬
‫حميد جاعد محسن الدليمي ‪ :‬علم اجتماع اإلعالم رؤية سوسيولوجية مستقلة ‪،‬دار الشروق للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫األردن‪ ،2002 ،‬ص‪77‬‬


‫‪62‬‬
‫"ويرى توفلر أن المبادئ الستة السابقة الذكر باجتماعها تؤدي إلى تحول ليس في‬
‫الطريقة التي نوجه بها الرسائل من طرف إلى طرف فحسب‪ ،‬بل يتعدى األمر إلى التحول‬
‫في طرق التفكير‪ ،‬وفي النظرة إلى العالم بأسره‪.‬حيث أن التفاعلية بعد عشرة سنوات من تنبؤ‬
‫توفلر أصبحت واقعا بواسطة تقنية االتصاالت وأجهزة اإلعالم الشاملة وقابلية التحرك‬
‫والحركة هي األخرى أصبحت موجودة بواسطة شبكة أقمار االتصاالت واأللياف البصرية‬
‫ومثال ذلك الهواتف النقالة وشبكات االنترنت التي طورت من حركة االتصال ‪ ،‬أما قابلية‬
‫التحويل فأصبحت هي األخرى موجودة في مقدمتها الترجمة من لغة إلى أخرى وخاصة‬
‫الوثائق مع حضور السمة التوصيلية عبر شبكات المعلومات المتخصصة من خالل المراكز‬
‫أو أي نظام اتصاالت ‪ ،‬أما سمة الشيوع واالنتشار مازالت تمثل مشكلة ‪ ،‬ولم يتحقق االنتشار‬
‫بالرغم من توسع استخدام الحاسوب ‪ ،‬في حين قطعت سمة التوصيل أشواطا عديدة ‪ ،‬بدءا‬
‫بشبكة االتصال الفضائية وانتهاء بشبكة المعلومات العالمية"‪.1‬‬
‫"تمثل القمة العالمية لمجتمع المعلومات المنعقدة ببيروت في فيفري ‪ 2003‬أهم هذه‬
‫المبادرات اإلقليمية على المستوى العربي التي أكدت على انه ينبغي أن يكون حق المواطنين‬
‫والدول في االتصال والنفاذ إلى المعلومات وكذلك االعتراف بحقوق الملكية الفكرية وتطبيقها‬
‫ومبدأ حرية تدفق المعلومات جزءا ال يتج أز من حقوق اإلنسان األساسية ودعت إلى ضرورة‬
‫البحث عن الطريقة الكفيلة بتحويل مجتمع المعلومات إلى أداة لخدمة احتياجات البلدان النامية‬
‫بطريقة مباشرة‪ ،‬وتهدف الرؤية اإلقليمية للوصول إلى نقطة تحول تتاح عندها الفرصة للبلدان‬
‫لتسخير تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت من أجل تشكيل مستقبلها دون المخاطرة بضياع‬
‫هويتها الثقافية"‪.2‬‬

‫حميد جاعد محسن الدليمي‪ :‬علم اجتماع اإلعالم رؤية سوسيولوجية مستقلة ‪ ،‬عمان ‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ، 2002‬ص ‪.7‬‬
‫الرؤية اإلقليمية لمجتمع المعلومات‪" ،‬مذكرة األمانة التنفيذية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات"‪ ،‬بيروت‪ ،‬فيفري ‪، 2003‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪.3‬‬
‫‪63‬‬
‫"إن إتاحة الفرصة إلفراد المجتمع لالنصهار في مجتمع المعلومات إنما يبنى باألساس‬
‫على ضرورة خلق قنوات لالتصال بين المواطن ودوائر الحكومة ومؤسساتها خاصة أن ما‬
‫يشهده العالم اليوم من نقلة نوعية في مستوى التفاعل بين الحكومات وجماهيرها يحتم الدخول‬
‫واالستفادة من هذه التطورات‪.‬‬
‫هذه الثورة التي تحدث في المصنع والمكتب ستقود إلى ثورة أخرى في اإلنتاج والمجتمع‪،‬‬
‫سيمتد أثرها إلى البيت وقد عبر ألفين توفلر)‪ (Toffler‬على هذا المعنى بالكوخ االلكتروني أو‬
‫البيت اإللكتروني‪ :‬وهو البيت المزود بأحدث وسائل االتصال االلكتروني التي تتيح ممارسة‬
‫األعمال دون مغادرة البيت‪ .‬حيث يرى توفلر أن من عوامل إشاعة البيت اإللكتروني هو‬
‫الحاجة إلى االتصال‪."1‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬مجتمع المعلومات واشكالية الفجوة الرقمية‬
‫"تشير الفجوة الرقمية إلى الخلل في معادلة حيازة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬
‫بشكلها الحديث وحيازة المهارات التي يتطلبها التعامل معها بما يمكن من منح أفضلية‬
‫اجتماعية واقتصادية للحائزين عليها على من ال يحوزها‪ ،‬سواء كانوا دوال أو مؤسسات أو‬
‫أفراد‪ ،‬حيث تعني هذه األفضلية بالنسبة لألفراد الفرق بين الفقر والرفاهية‪ ،‬وبالنسبة للدول أو‬
‫المجتمعات النجاح في االنضمام لالقتصاد العالمي أو االنعزال عنه‪."2‬‬
‫"إن الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والدول النامية اليوم مقاسة بعدد مستخدمي‬
‫االنترنت التي أصبحت أداة زيادة في اإلنتاج والتطوير وتنتشر في كل مكان وبأشكال متعددة‬
‫(في الهاتف النقال‪ ،‬في التلفزيون الرقمي) ومع ذلك مازال الوصول اليها أساسا من خالل‬
‫الحاسوب وهو ما يشكل عائقا أمام الدول النامية‪." 3‬‬

‫محمد صالح سالم ‪ :‬العصر الرقمي وثورة المعلومات ‪ ...‬دراسة في نظم المعلومات وتحديث المجتمع ‪ ،‬دون بلد النشر ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫عين للدراسات والبحوث االنسانية واالجتماعية ‪ ، 2002 ،‬ص‪.31‬‬


‫طارق محمود عباس ‪ :‬مجتمع المعلومات الرقمي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬المركز االصيل للطبع والنشر والتوزيع ‪. 105، 2004 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫طارق محمود عباس ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.106‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪64‬‬
‫بشكل عام يتطلب بناء مجتمع المعلومات استراتيجيات واضحة يتم تغطية مراحلها‬
‫المختلفة بالدعم المالي والسياسي مع ضرورة تحديد ورسم األهداف والغايات المنتظرة‪ ،‬كما‬
‫يمكن القول أن بناء مجتمع المعلومات كأساس للدخول في مرحلة النمو والرقي والتطور‪ ،‬الذي‬
‫يفرضه منطق التحول التقني والتكنولوجي‪ ،‬يتأتى باألساس من السياسات الرشيدة‪ ،‬إلى جانب‬
‫ضرورة االهتمام على مستوى الدولة الوطنية بما يحقق خلق البيئة المناسبة إلقامة مجتمع‬
‫المعلومات كمرحلة هامة في التحول لإلدارة العامة االلكترونية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الخدمة والخدمة العمومية‬


‫في هذه النقطة البد المرور على عنصر أساسي الخدمة العمومية لذا ال بد من فهم‬
‫مصطلح الخدمة (الفقرة األولى) واختالفه عن مفهوم الخدمة العمومية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الخــــدمة‬


‫سنطرق في هذه النقطة إلى تعريف الخدمة وأهم خصائصها‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬تعريف الخدمة‬


‫اختلفت وجهات النظر حول تعريف الخدمة ومن التعاريف تعريف الذي جاء في قاموس‬
‫العلوم االقتصادية على أنها‪ " :‬منتج غير مادي نتيجة نشاط انتاجي‪ ،‬وهي مرتبطة أيضا بسلعة‬
‫وال يمكن تخزينها‪ ،‬أي أن هناك تزامن بين عملية انتاجها واستهالكها"‪.1‬‬

‫يعرفها ‪ Philip kotler‬بأنها " نشاط أو انجاز مرتبطة بعملية تبادلية يقدمها طرف ما‬
‫آلخر‪ ،‬وتكون أساسا غير ملموسة‪ ،‬وال ينتج عنها أية ملكية‪ ،‬أن إنتاجها أو تقديمها قد يكون‬

‫‪1‬‬
‫‪Alain BEITONE et autres: Dictionnaire des sciences économiques, 2éme édition, Armand‬‬
‫‪colin, Paris, 2008, p: 435.‬‬
‫‪65‬‬
‫مرتبطا بمنتج مادي أو ال يكون"‪ .1‬كال التعريفين السابقين يركزان على عدم تملك الخدمة‬
‫وكذا جانبها غير المادي‪ ،‬إضافة إلى أنه ليس من الضروري ارتباطها بمنتج مادي‪.‬‬

‫أما جمعية التسويق األمريكية ‪ AMA2‬فعرفتها بأنها " النشاطات أو المنافع التي تعرض‬
‫للبيع أو التي تعرض الرتباطها بسلعة معينة"‪ .3‬هذا التعريف لم يميز بصورة كافية بين السلعة‬
‫والخدمة وركز على إمكانية ارتباط الخدمة بسلعة معينة وامكانية عدم ارتباطها كذلك‪.‬‬

‫على ضوء هذه التعاريف يمكن استخالص ان الخدمة عبارة عن أنشطة غير ملموسة‬
‫تنتج عن عملية تبادل المنافع بين طرفين‪ ،‬قد تكون هذه العملية مقترنة بمنتج مادي أو ال‬
‫تكون بدون نقل ملكيتها مع تزامن انتاجها واستهالكها إضافة الى زوالها السريع‪ .‬ومن هنا‬
‫نستخلص الخصائص التالية‪:‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬خصائص الخدمة‬


‫✓ الالملموسية ‪ :Intangibility‬تتسم كل الخدمات بأنها غير ملموسة‪ ،‬أي من الصعب تذوقها‬
‫أو اإلحساس بها أو رؤيتها أو شمها أو سماعها قبل شرائها‪ .‬فاالتجاهات واآلراء حولها يتم‬
‫عن طريق البحث عنها قبل الحصول عليها‪ .‬وتكرار الشراء قد يعتمد على الخبرة السابقة‬
‫وعليه يمكن تقسيم الالملموسية إلى‪:‬‬
‫✓ خدمات تتميز بعدم الملموسية الكاملة كخدمات األمن والحماية والمتاحف؛‬
‫✓ خدمات تعطي قيمة مضافة للمنتج الملموس أو المادي كخدمات التأمين وعقود‬
‫الصيانة؛‬
‫✓ خدمات تعمل على توفير منتج ملموس أو مادي كالخدمات المالية والتبرعات‬
‫الخيرية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Philip KOTLER: Marketing management, 13ème édition, pearson éducation, Paris, 2009, p:‬‬
‫‪45‬‬
‫‪2‬‬
‫‪American Marketing Association.‬‬
‫هاني حامد الضمور‪ :‬تسويق الخدمات‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص‪.20‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪66‬‬
‫خدمات المستهلك‬ ‫خدمات المنتج‬ ‫درجة الالملموسية‬

‫المتحف‪ ،‬وكالء التوظيف‪،‬‬


‫الخدمات التي تتصف‬
‫أماكن الترفيه‪ ،‬التعليم‪،‬‬ ‫األمن والحماية‪ ،‬أنظمة‬
‫بالالملموسية بشكل كامل‬
‫خدمات النقل والسفر‪،‬‬ ‫االتصاالت‪ ،‬التمويل‬
‫وأساسي‬
‫المزادات العلنية‪.‬‬

‫التأمين‪ ،‬عقود الصيانة‪،‬‬


‫خدمات التنظيف والتصليح‪،‬‬ ‫االستشارات الهندسية‬ ‫الخدمات التي تعطي قيمة‬
‫واالعالنات‪ ،‬تصميم العبوات التامين‪ ،‬العناية الشخصية‬ ‫مضافة للمنتج الملموس‬
‫واألغلفة‪.‬‬

‫الخدمات التي توفر منتجات متاجر الجملة‪ ،‬وكالء النقل‪ ،‬متاجر التجزئة‪ ،‬الخدمات‬
‫البريدية‪ ،‬لتبرعات الخيرية‬ ‫البنوك‬ ‫ملموسة‬
‫‪1‬‬
‫جدول‪ :1‬تصنيف درجة الالملموسية‬

‫هذا التقسيم للخدمات مشابه لفكرة أخرى والتي تشير إلى أن المنتج الملموس والخدمات‬
‫تشكالن وحدة متكاملة‪ ،‬إذ أن معظم المنتجات التجارية تقع بين السلع الخاصة والخدمات‬
‫الخاصة‪ ،‬والقليل من تلك المنتجات التي يمكن تصنيفها على أنها سلع فقط أو خدمات فقط‪.‬‬
‫بالم ِنتج وأخرى خاصة بالمستهلك‪.‬‬
‫كما يظهر التقسيم أنه توجد خدمات خاصة ُ‬
‫ويرى البعض أن الالملموسية هي الصفة المهمة التي تميز السلع عن الخدمات‪.‬‬
‫وتشمل الالملموسية كل من الالملموسية واضحة التي ال يمكن لمسها من قبل المستهلك‬
‫والالملموسية الذهنية اتي من الصعب على المستهلك أسرها ذهنيا‪ ،‬وأن هاتين الصفتين‬
‫مسؤولتان عن بعض الخصائص التي تميز السلعة عن الخدمة‪:‬‬

‫هاني حامد الضمور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.23‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪67‬‬
‫✓ الخدمات غير قابلة للمس؛‬
‫✓ صعوبة وضع معايير نمطية دقيقة للخدمات؛‬
‫✓ تسويق الخدمات ال يتضمن عملية انفصال الملكة؛‬
‫✓ عملية االنتاج واالستهالك غير قابلة للفصل (التالزم)؛‬
‫✓ ال يوجد تخزين أو عملية جرد للخدمة؛‬
‫✓ اختالف أدوار الوسطاء في تسويق الخدمات عن دورهم في تسويق السلع؛‬
‫✓ العميل (العميل الخارجي أي المستهلك والعميل الداخلي أي العامل) جزء من‬
‫عملية اإلنتاج وبالتالي إما يذهب مقدم الخدمة للعميل أو يأتي العميل لموقع‬
‫مقدم الخدمة‪.‬‬
‫✓ التالزمية( االرتباط) ‪ :Inseparability‬تعني التالزمية درجة االرتباط بين الخدمة ذاتها‬
‫وبين من يتولى تقديمها‪ ،‬حيث أن أداء خدمة معينة تتزامن ولحظة استهالكها فهي ليست‬
‫مثل حالة المنتج الملموس‪ ،‬الذي ينتج ويخزن ثم يسوق ضمن أنشطة منفصلة‪ ،1‬فالخدمات‬
‫تنتج وتستهلك في نفس الوقت‪ ،‬أي لحظة انتاجها‪.‬‬
‫✓ عدم التجانس في المخرجات‪ : Inconsistency‬يتعذر إيجاد معايير نمطية لإلنتاج في‬
‫حالة الخدمات‪ ،‬وهذا مادامت الخدمات تعتمد على مهارة وأسلوب وكفاءة مقدميها ومكان‬
‫وزمان تقديمها‪ ،‬مما يعطيها ميزة عدم التجانس في مخرجات عملية إنتاج الخدمة‪ ،‬وأحيانا‬
‫يكون عدم التجانس في مخرجات عملية إنتاج الخدمة‪ ،‬وأحيانا يكون عدم التجانس في‬
‫المخرجات ناتج عن‪:‬‬
‫✓ إشراك العميل في إنتاج الخدمة باحتياجه الخاصة والمميزة؛‬
‫✓ اختالف مهارات وقدرات المنتج في انتاج ذات الخدمة؛‬
‫✓ عنصر الخطأ في انتاج الخدمات يكون بدرجة أكبر من حال إنتاج المنتج الملموس‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Philip KOTLER, op.cit, p: 459.‬‬
‫‪68‬‬
‫✓ فناء الخدمة ‪ :Perishability‬تعتبر الخدمة ذات طبيعة غير قابلة للتخزين وذلك لعدم‬
‫ملموسيتها‪ ،‬أي أن زيادة درجة الالملموسية تزيد من درجة فناء الخدمة‪ ،‬بالتالي ال يمكن‬
‫حفظ الخدمة على شكل مخزون‪ ،‬وهذا ما يجعل من تكاليف التخزين ال توجد نسبيا أو‬
‫بشكل كامل في المؤسسات الخدمية‪ .‬فالخدمة تستهلك وقت انتاجها وبالتالي عدم امكانية‬
‫تخزينها‪ ،1‬وهذا ما يجعل األمر صعبا بالنسبة للمؤسسات الخدمية في حالة حدوث تقلبات‬
‫في الطلب‪ ،‬لهذا عليها بتغيير األسعار (أسعار خاصة بمواسم معينة‪ ،‬بفئات عمرية معينة‪،‬‬
‫بمناسبات دينية أو وطنية‪.)...‬‬
‫✓ الملكية‪ : Ownership‬تمثل عدم انتقال الملكية في الخدمات خاصية واضحة‪ .‬بعبارة‬
‫أخرى عدم تملك الخدمة يعني إمكانية ا النتفاع بها ال التمتع بحق امتالكها عند الحصول‬
‫عليها‪.‬‬
‫✓ اشتراك العميل‪ : Customer involvement‬هناك العديد من الخدمات التي تتسم‬
‫بوجود درجة عالية من االتصال والتفاعل بين مقدمي الخدمة والعمالء‪ ،‬بحيث يعتبر متلقي‬
‫الخدمة أحد المدخالت الرئيسية لنظام إنتاج الخدمات‪ ،‬وهو في نفس الوقت أحد المخرجات‬
‫الرئيسية ولكن بعد تغيير حالته‪.‬‬
‫ومما سبق ذكره‪ ،‬يتضح أن معظم الخدمات يرتبط تقديمها بشخصية متلقيها ويصعب‬
‫الفصل بينهما‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الخدمة العمومية‬
‫نتناول في هذا العنصر تعريف الخدمة العمومية‪ ،‬أنواعها وأهم خصائصها‪.‬‬

‫عبد القادر بريش‪ :‬جودة الخدمات المصرفية كمدخل لزيادة القدرة التنافسية للبنوك‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال افريقيا‪ ،‬العدد‪،3‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.254‬‬
‫‪69‬‬
‫القسم األول‪ :‬تعريف الخدمة العمومية‬
‫ترتبط الخدمة العمومية بمفهوم الدولة التي تساهم في توفيرها‪ ،‬لهذا يرتبط تعريف وتنوع‬
‫الخدمات العمومية بالنظام والسياسات العمومية التي تنتهجها الدولة والتي تحدد نطاق ومجال‬
‫تلك الخدمات العمومية‪.‬‬
‫ال توجد تعاريف تجتمع حول مفهوم واضح ومحدد للخدمة العمومية اال ان اغلب التعاريف‬
‫ترتبط بالمصلحة العمومية او السياسة العمومية‪ ،‬ومن بين هده التعاريف يتم ذكر‪:‬‬
‫الخدمة العمومية هي "عبارة عن نشاط يخدم المصلحة العمومية والتي يتكفل به االدارات‬
‫‪1‬‬
‫العمومية"‬
‫هذا التعريف يحمل في طياته معنيين مختلفتين ومتناقضين‪:‬‬
‫المعنى الضيق‪ :‬إدارة نشاط معين من طرف اإلدارات العمومية ال يعني في كل األحوال‬
‫أنه مستوحاة من المصلحة العمومية‪ ،‬وال تمثل تلك اإلدارات دائما صفات نشاط الخدمة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫المعنى الواسع‪ :‬ال يمكن ربط دائما توفير الخدمة العمومية باإلدارات العمومية‪ ،‬حيث أنه‬
‫في الواقع يمكن للخواص ضمان إدارة هده الخدمة العمومية خارج إطار القانون العام الذي‬
‫يحكم سير عمل اإلدارات العمومية ‪.‬‬
‫تعرف الخدمة العمومية وفقا للقانون االداري الفرنسي بانها " تلك التي تعد تقليديا خدمة‬
‫فنية‪ ،‬تزود بصور دائمة بواسطة مؤسسة عمومية كاستجابة لحاجة عمومية‪ ،‬ويتطلب توفيرها‬
‫أن يحترم قائمون على إدارتها مبادئ المساواة واالستم اررية والمالئمة لتحقيق المصلحة‬
‫العمومية"‪. 2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Jacques CHEVALLIER: Essai sur la notion juridique de service public, sur le site,‬‬
‫‪http://www. U-picardie.fr /labo/ curapp/ revues / Consulté le: 17-12-2010, pp: 138-139.‬‬

‫المرسي السيد حجاجي ‪ :‬اقتصاديات المشروعات العامة ‪ :‬النظرية و التطبيق ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪،2004 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪.29‬‬
‫‪70‬‬
‫يوضح هدا التعريف الشروط والمبادئ التي يجب توفرها في الخدمة المقدمة من طرف‬
‫مؤسسة عمومية والتي تسمح بأن ترقى تلك الخدمة المقدمة الى العمومية‪.‬‬
‫الخدمة العمومية هي " نشاط ذات مصلحة عمومية يتحقق بواسطة شخص معنوي عمومي‬
‫( مؤسسة عمومية) ‪ ،‬او تحت رقابته بواسطة شخص معنوي خاص ( مؤسسة خاصة ) "‪.1‬‬
‫يبين هذا التعريف امكانية الخواص – أي المؤسسات الخاصة – الخوض في توفير‬
‫الخدمة العمومية‪ ،‬هذا تحت مراقبة الشخص المعنوي العمومي‪.‬‬
‫و من خالل التعاريف السابقة يمكن اعتبار الخدمة العمومية بأنها " محصلة كل نشاط‬
‫عمومي هدفه تلبية حاجات المواطنين سواء من طرف مؤسسات القطاع العمومي أو مؤسسات‬
‫القطاع الخاص؛ هذا في إطار تحقيق المصلحة العمومية‪ ،‬كما يسير هذا النشاط بصورة مباشرة‬
‫أو غير مباشرة من طرف السلطات العمومية لضمان تحقيق المساواة واالستم اررية والمالءمة‬
‫في تقديم ذلك النشاط أي الخدمات العمومية‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬أنواع الخدمة العمومية‬


‫وهناك تقسيمات مختلفة للخدمات العمومية‪ ،‬إال أن جميعها يشترك في كثير من المحاور‬
‫من بين هذه التقسيمات ما يلي‪:2‬‬
‫• خدمات ضرورية لبقاء المجتمع وسالمته وتقدمه مثل الخدمات التعليمية والصحية‬
‫وهي خدمات يتعين على الدولة أن توفرها مهما ارتفعت تكلفتها‪.‬‬
‫• الخدمات الضرورية ألفراد المجتمع باختالف توزيعهم على أرض الدولة الواحدة‬
‫وباختالف فئات المجتمع وطبقاته أي الخدمات التي ال يمكن االستغناء عنها مثل‬
‫خدمات النقل العمومي‪ ،‬اإلنارة‪ ،‬المياه والغاز‪...‬وغيرها‪ .‬وما يالحظ على هذا النوع‬

‫‪ 1‬وليد حيدر جابر‪ :‬التفويض في ادارة و استثمار المرافق العامة‪ :‬دراسة مقارنة ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.196‬‬
‫عبد المطلب عبد الحميد‪ :‬التمويل المحلي والتنمية المحلية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلسكندرية‪ ،2001 ،‬ص ‪.63-62‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪71‬‬
‫من الخدمات أنها لم تعد حك ار على الدولة وأنها صارت قابلة للتقديم من قبل‬
‫الخواص وتتم إدارتها على أسس تجارية‪ ،‬حيث تطبق عليها معايير الربح‪.‬‬
‫• خدمات ذات منفعة اجتماع ية أو ثقافية يستفيد منها أفراد المجتمع‪ ،‬فهي خدمات‬
‫يستفيد منها بعض شرائح المجتمع ولكن يعم نفعها المجتمع ككل‪ ،‬لذلك يتعين‬
‫على السلطات تشجيعهم على اإلقبال عليها‪ ،‬من بين هذه الخدمات يتم ذكر‬
‫خدمات المكتبات العمومية‪ ،‬المتاحف‪ ،‬المتنزهات العمومية‪...‬إلخ‪.‬‬
‫• خدمات ذات ط بيعة اجتماعية والتي يمكن لألفراد أن يؤدوها بأنفسهم عن طريق‬
‫إمكانياتهم الخاصة‪ ،‬إال أن التقصير في تأدية هذا النوع من الخدمات على أكمل‬
‫وجه قد يعرض سالمة المجتمع وأمنه وصحة أفراده للخطر‪ ،‬وهو ما يستدعي‬
‫تدخل السلطات العمومية في أداء وتوفير هذه الخدمات ومن بين هذه الخدمات‬
‫خدمات السكن‪.‬‬
‫• خدمات رأسمالية مكلفة ال تقتصر منفعتها على الجيل الحالي وانما تمتد إلى‬
‫األجيال القادمة مثل بناء المدارس والمستشفيات والجامعات وغيرها‪.‬‬

‫انطالقا من هذه التقسيمات يمكن ادراج هذه األخيرة ضمن تقسيم آخر يأخذ بعين االعتبار‬
‫طبيعة الخدمات المقدمة على النحو اآلتي‪:‬‬

‫• خدمات عمومية مرتبطة بسيادة الدولة‪ :‬وهي خدمات مرتبطة أساسا بالدور التقليدي‬
‫للدولة‪ ،‬وذلك في مجال العدالة‪ ،‬األمن‪ ،‬الدفاع الوطني والمالية العمومية‪.‬‬
‫• خدمات عمومية ذات الطابع االجتماعي والثقافي‪ :‬وهي الخدمات التي تشمل التعليم‪،‬‬
‫الصحة والمساعدات االجتماعية‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫• خدمات عمومية ذات الطابع االقتصادي والتجاري‪ :1‬ظهرت هذه الخدمات مع التطور‬
‫الملحوظ لدور الدولة في الحياة االقتصادية وفي تحقيق رفاهية األفراد في مجال‬
‫احتياجاتهم األساسية في ميدان النقل‪ ،‬االتصاالت والطاقة‪...‬إلخ‪.‬‬

‫وهناك تصنيف آخر للخدمات العمومية يأخذ بعين االعتبار الجانب االقتصادي في‬
‫تصنيف تلك الخدمات‪ ،‬ومن أجل التمييز بين األصناف المختلفة للخدمات العمومية يمكن‬
‫استعمال في ذلك أربع متغيرات وهي‪ :‬صنف الخدمة العمومية المقدمة (فردية أو جماعية)‪،‬‬
‫نوع االستهالك (إجباري أو اختياري)‪ ،‬طريقة الحصول عليها (بمقابل أو مجانا) وكذلك طريقة‬
‫تمويلها ( عن طريق الضرائب أو بإيرادات مقبوضة من المستعملين أو بواسطة طريقة مختلطة)‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬خصائص الخدمات العمومية‬


‫تنوعت الخدمات العمومية بين ما هو ذو طابع إداري وبين ما هو ذو طابع صناعي‬
‫وتجاري‪ .‬وأمام هذا التنوع هناك خطوط مشتركة مميزة للخدمة العمومية تظهر في‪:‬‬

‫‪ .1‬المصلحة العمومية‬
‫مفهوم المصلحة العمومية هو مفهوم متغير ألن فكرة المصلحة العمومية مرتبطة‬
‫بالتطورات االقتصادية والسياسية للمجتمع‪ ،‬فهي تتفاعل مع التحوالت االجتماعية وتشكل اإلطار‬
‫الذي يحدد مشروعية أعمال الدولة‪ ،‬وعلى هذا األساس يمكن تصنيف المصلحة العمومية إلى‬
‫ثالثة أصناف‪:‬‬
‫‪ ".1.1‬المصلحة العمومية الوطنية‬
‫تتحقق هذه المصلحة العمومية عند ممارسة النشاط المتصل بوظائف الدولة األساسية‬
‫كالنشاط الدبلوماسي واألمن الداخلي والخارجي‪ ،‬كما أن بعض األنشطة تحقق المصلحة الوطنية‬
‫وال تدخل في إطار الوظائف األساسية للدولة‪ ،‬وهي األنشطة التي تشبع الحاجات األساسية‬
‫لألفراد كخدمات البريد وتوزيع الكهرباء‪.‬‬

‫عد إلى الملحق ‪.3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ .2.1‬المصلحة العمومية اإلرادية‪ :‬وهي المصلحة العمومية التي ال تتطابق مع المصلحة‬
‫الوطنية إال أن السلطة العمومية تعتبرها مصلحة عمومية بإرادتها الصريحة وتسعى إلى تحقيقها‬
‫كإنشاء أجهزة مختصة بمكافحة البطالة على سبيل المثال‪.‬‬

‫‪ .3.1‬المصلحة العمومية المستحدثة‪ :‬ترتبط هذه المصلحة العمومية بالميدان االقتصادي‬


‫واالجتماعي‪ ،‬حيث كانت ممارسة النشاط المرتبط بهذا الميدان حك ار على أشخاص القانون‬
‫الخاص‪ .‬إال أن األزمات االقتصادية واالجتماعية أدت إلى ظهور مصالح عمومية جديدة‪،‬‬
‫حملت الدولة مهمة التدخل لتحقيقها مع عدم اإلفراط في ذلك حفاظا على الحرية االقتصادية‪."1‬‬

‫ولكي يرقى نشاط الخدمة العمومية لمستوى المصحة العمومية يتطلب خضوعه للمبادئ‬
‫الموضوعة من طرف ‪ Rolland‬والتي تندرج ضمن قانون أخذ اسمه ‪،(Rolland Law)2‬‬
‫وهذه المبادئ هي كاآلتي‪:‬‬
‫❖ مبدأ المساواة‪ :‬ينبغي أن يحصل جميع أفراد المجتمع على الخدمة العمومية دون استثناء‪،‬‬
‫أي أن هذا المبدأ يحيد الخدمة العمومية ويفرض توفيرها بدون عوائق واتاحتها لجميع أفراد‬
‫المجتمع دون استثناء وبصورة عادلة‪.‬‬
‫يشمل مبدأ المساواة فئتين‪:‬‬
‫• "مساواة المستعملين‪ :‬يعني ذلك أن تقدم الخدمة في نفس الشروط والظروف أمام كافة‬
‫المستعملين بال تمييز‪ ،‬فليس هناك مصلحة عمومية إن لم تكن هناك استجابة لمختلف‬
‫الرغبات وكافة أصناف الحاجات بال فوارق أو تمييز‪.‬‬
‫فأول اس تعمال لمصطلح المساواة كان محدودا‪ ،‬حيث كان يدعو فقط إلى ضرورة تقديم‬
‫نفس الخدمة لكل فرد‪ ،‬وكانت دراسة حاجات مختلف وضعيات المستعملين غير ضرورية؛ ألنه‬
‫كان من غير اقتراح خدمات متنوعة حسب وضعية كل مستعمل‪.‬‬

‫مروان محي الدين القطب‪ :‬طرق خصخصة المرافق العامة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪،2009 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.28‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Pierre ESPLUGAS: Le service public, édition DALLOZ, Paris, 1998, p 29.‬‬
‫‪74‬‬
‫بعد ذلك صار باإلمكان تطبيق قاعدة المساواة بصفة أكثر شمولية‪ ،‬إذ أضحت مختلف‬
‫الوضعيات الممكن أن يتواجد فيها المستعملون تؤخذ بعين االعتبار من قبل القائمين بتوفير‬
‫الخدمات العمومية وذلك للتكييف عرضها مع وضعياتهم‪.‬‬
‫أمكن بعد ذلك المرور من مفهوم الخدمة المقدمة هي نفسها للجميع إلى مفهوم الخدمة‬
‫المقدمة هي مصدر المساواة‪.‬‬
‫• مساواة غير المستعملين‪ :‬يعني مبدأ المساواة هنا المعالجة على قدم المساواة ليس فقط‬
‫للمستخدمين ولكن أيضا كل أصناف الجمهور الذين لهم عالقة بنشاط مقدمي الخدمة‬
‫العمومية‪ ،‬ومن هنا عوضت قاعدة مساواة المستعملين بقاعدة أكثر شمولية وهي مبدأ‬
‫المساواة الذي يمس سير الخدمات العمومية‪ ،‬حيث يعني ذلك كل من لهم صلة بالخدمة‬
‫العمومية أي األشخاص الذين يجدون أنفسهم في اتصال مع مقدمي الخدمة العمومية‬
‫دون أن يكون لهم صفة المستخدمين‪."1‬‬
‫❖ مبدأ االستمرارية‪" :‬يعني هذا المبدأ ضمان استم اررية الخدمة العمومية بصورة مؤسسة‬
‫وبدون انقطاع مهما كانت الظروف‪ ،‬وهذا المبدأ يثير قضية في نظر المستفيدين من‬
‫الخدمات العمومية وهي هل بإمكانه أن يسمح بإضراب مقدمي الخدمات العمومية‪."2‬‬
‫❖ مبدأ التكييف أو المالءمة‪" :‬إذ يراعي هذا المبدأ ضرورة امتثال الخدمات العمومية للتطورات‬
‫الحاصلة في الحاجات الجماعية وفي المصلحة العمومية"‪ ،3‬بمعنى ضرورة تكييف الخدمة‬
‫العمومية وانسجامها مع حاجات أفراد المجتمع‪.‬‬

‫يرى البعض اآلخر من المنظرين إضافة مبدأين كتكملة للمبادئ األخرى وهي كالتالي‪:‬‬

‫عبد القادر براينيس‪ :‬التسويق في مؤسسات الخدمات العمومية‪ :‬دراسة حالة المؤسسات الصحية بالزائر العاصمة‪ ،‬أطروحة‬ ‫‪1‬‬

‫مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه ففي العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.122-121‬‬
‫المرسي السيد حجازي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Pierre ESPLUGAS: op.cit., p. 38.‬‬
‫‪75‬‬
‫❖ مبدأ الحيادية‪ :‬يعني أن يشتغل مقدمو الخدمة العمومية بتحقيق المصلحة العمومية فقط‬
‫بدون أية اعتبارات أخرى أي الموضوعية في التعامل مع اآلخر‪ ،‬دون اعتبار للميول‬
‫الشخصية والسياسية‪.‬‬

‫تدعيما للعدالة والشفافية وتعزي از للثقة والمصداقية ظهر في القانون اإلداري مبدأ حياد‬
‫اإلدارة‪ ،‬وهو مبدأ يرمي إلى إلزام اإلدارة العمومية وموظفيها بواجب الحياد والتحفظ ومعاملة‬
‫المواطنين والمستخدمين بالمساواة في االرتفاق العمومي وبالخدمة العمومية‪ .‬وهو مبدأ يشمل‬
‫نطاق تطبيقه جميع مقدمي الخدمة العمومية بمختلف درجاتهم الوظيفية ومهما كانت أوضاعهم‬
‫القانونية سواء كانوا في مركز تنظيمي‪ ،‬أو تعاقدي وسواء كانوا يخضعون لقانون الوظيفة‬
‫العامة‪ ،‬أو ألنظمة وظيفية خاصة‪.‬‬

‫❖ مبدأ المجانية ‪ ":‬لم يصل إلى مستوى المبادئ العامة فهو ليس من المبادئ التي تحكم‬
‫جميع اإلدارات العمومية‪ .‬فالمجانية ال تطبق إال على (بعض) اإلدارات العمومية التي‬
‫تقدم خدماتها مجانا لجمهور المواطنين‪ .‬وتطبق مجانية خدمات اإلدارات العمومية عند‬
‫وجود نص تشريعي يقضي بأن تكون خدمات هذا المرفق مجانية‪ 1‬مثال ذلك مجانية التعليم‬
‫الذي تنص عليها بعض الدساتير أو التشريعات العادية‪."2‬‬

‫ويميز الفقه الفرنسي في موضوع مجانية المرافق العامة اإلدارية بين حالتين وهو يستند في‬
‫ذلك على أحكام مجلس الدولة الفرنسي‪" :‬إذا كانت الخدمة اإلدارية إلزامية من الناحية القانونية‬
‫فإن هذه الخدمات تكون في األصل مجانية إال إذا نص قانون على خالف ذلك‪ .‬ذلك أن‬
‫المجانية ليست من المبادئ العامة التي تحكم اإلدارات العمومية وهي ليست مبدأ دستوريا وعلى‬

‫‪Vedel. G. Delvolve. D.A.: Droit administratif, T2. P.U.F. 1992, p744. Chapus. R.: Droit‬‬
‫‪1‬‬

‫‪administratif général, T1, 1995. p548.‬‬


‫المادة ‪ 53‬من دستور الدولة الجزائرية‪" :‬الحق في التعليم مضمون‪.‬التعليم مجاني حسب الشروط التي يحددها القانون‪"...‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪76‬‬
‫هذا األساس يستطيع المشرع العادي تجاوزها والنص على خالفها بأن يجعل خدمات اإلدارة‬
‫العمومية بمقابل يتحمله المنتفع‪."1‬‬

‫يمكن الوصول إلى أن هذين المبدأين األخيرين ال يمكن أخذهما كمبدأين مستقلين عن‬
‫المبادئ األخرى السالفة الذكر‪ ،‬ألن الحياد ما هو إال أث ار للمساواة ألن من أهم شروط المساواة‬
‫مبدأ الحيادية‪ .‬أما فيما يخص مبدأ المجانية‪ ،‬فال يمكن أن تكون كل الخدمات مجانية ألن‬
‫بعضها يقتضي تحصيل بعض الموارد لضمان استم ارريتها أو حتى في شكل مساهمات رمزية‬
‫من طرف أفراد المجتمع‪.‬‬

‫ويمكن التأكيد بأن نظريات وقواعد القانون اإلداري من أكثر نظريات القانون عرضة‬
‫وقابلية للتطوير والتعديل تبعا لتغير الظروف المحيطة بعمل اإلدارة العمومية وتقدير القاضي‬
‫اإلداري لما يناسبها من تطور وأحكام‪.‬‬

‫ونتيجة التطور العلمي والتقني وثورة المعلومات والتطورات الدستورية والقانونية والسياسية‬
‫في فرنسا والبلدان األوروبية في أواخر القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين فقد شهد‬
‫قانون اإلدارات العمومية تطو ار كبي ار متأث ار بهذه المتغيرات‪.‬‬

‫ونتيجة هذه التحوالت والتي لم تمر بسهولة بسبب معارضة مجلس الدولة الفرنسي‬
‫للتطورات التشريعية في أوروبا في العقدين األخيرين من القرن العشرين‪ ،‬فقد ظهرت مبادئ‬
‫جديدة أضيفت إلى المبادئ التقليدية التي تحكم اإلدارات العمومية‪ ،‬وأكثرها أهمية هو مبدأ‬
‫نوعية الخدمة أو جودة خدمات اإلدارة العمومية الذي أصبح مبدأ عاما يحكم جميع اإلدارات‬
‫العمومية‪ .‬هذه النقطة سيتم تفصيلها في المطلب الموالي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Chapus R., Op. Cit., p.545.‬‬
‫‪77‬‬
‫‪ .2‬االستقاللية اتجاه األسواق‬
‫يقابل االستقاللية تجاه السوق في الخدمات العمومية المراقبة العمومية األقل أو األكثر‬
‫شمولية‪ ،‬لذلك يتم توضيح هذه الخاصية من خالل التطرق إلى كل من غياب منطق السوق‬
‫في تقديم الخدمات العمومية وكذا حضور الرقابة العمومية لضبط قطاع الخدمات العمومية‪.‬‬
‫‪ .1.2‬غياب منطق السوق‬

‫"في هذا الصدد‪ ،‬ينبغي التمييز بين الخدمات العمومية ذات الطابع اإلداري وبين الخدمات‬
‫العمومية ذات الطابع الصنعي والتجاري‪.‬‬

‫فالخدمات العمومية ذات الطابع اإلداري في الحقيقة ليس لها سوق‪ ،‬أي ليس لديها ما‬
‫تُسوقه‪ ،‬إذن ال يوجد هناك تبادل بين مستخدمي ومقدمي الخدمة العمومية‪ .‬ولذلك فقرار التعامل‬
‫مع الخدمة العمومية ذات الطابع اإلداري ليس في حال من األحوال قرار الشراء‪.‬‬

‫أما الخدمات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري فرغم كونها تتمتع بعالقة سوقية‬
‫مع مستخدميها الذين يعتبرون حسب المنطق التسويقي زبائن‪ ،‬إال أنها في بعض الحاالت‬
‫ترضخ ألوامر السلطات العمومية بتوفير الخدمة العمومية بشروط معينة ال يتدخل في تحديدها‬
‫السوق‪ ،‬هذا كله من أجل ضمان استم اررية الخدمة العمومية بشروط معينة ال يتدخل في‬
‫تحديدها السوق‪ .‬هو ما يعبر صراحة على محدودية سلطة السوق بالنسبة لقطاع الخدمات‬
‫العمومية‪."1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪François TROGER: Services publics: Faire ou déléguer ?, Librairie Vuibert, Paris, 1995, p.‬‬
‫‪9-10.‬‬
‫‪78‬‬
‫‪.2.2‬حضور المراقبة العمومية‬

‫"تعوض محدودية سلطة السوق بزيادة حضور السلطات العمومية في توجيهها وضبطها‬
‫لقطاع الخدمات العمومية خاصة الخدمات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري التي‬
‫تخضع لقواعد السوق ( قانون العرض والطلب في تحديد األسعار)"‪.1‬‬

‫وعليه فأي خلل في تقديم الخدمة العمومية من شأنه أن يخل بالمصلحة العمومية‪ ،‬لذلك‬
‫يقتضي تدخل السلطات العمومية من أجل المحافظة على استم اررية وتكييف الخدمة العمومية‬
‫مع الحاجات المتزايدة ألفراد المجتمع وضمان المساواة في تقديمها لهم‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬ضمان جودة عالية للخدمة العمومية‬

‫تستدعي هذه الدراسة تبيان جملة من المصطلحات كمصطلح الجودة ومصطلح الجودة‬
‫العمومية‪ ،‬كما ال بد من تحديد أبعاد ومتطلبات تقديم خدمة ذات جودة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الجودة والجودة العمومية‬


‫يوجد فرق بين مفهوم الجودة ومفهوم الجودة العمومية‪ ،‬وهو ما سيتوضح لنا من خالل‬
‫تعريف كل مصطلح‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬الجودة‬


‫تعني الجودة معرفة ما يريده المستخدم من الخدمة او المنتج من خالل مقاربة المنتجات‬
‫لتوقعاته مع تحديد الكيفية التي يتم تقديم الخدمات على نحو يفضله المستخدمون‪.2‬‬

‫عبد القادر براينيس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.128‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Kumar,s (2006):Total Quality Management,Laxmi Publications(p) LTD 22,Golden‬‬
‫‪HOUSE,Daryagany,NewDelhi-1110002, page 2.‬‬
‫‪79‬‬
‫يرى ‪ Jain1‬أن معنى الجودة يختلف باختالف المستخدمين‪ ،‬وهي تعتمد على حاجاته‬
‫ومتطلباته‪ .‬يبين ‪ Palmer2‬أن مصطلح الجودة أصبح واسع االستخدام‪ ،‬حيث كان يعبر عنه‬
‫بمصطلح القيمة‪ .‬كما عرف عبوي‪ 3‬الجودة بأنها مجموعة مزايا وخصائص بالخدمات تساهم‬
‫في اشباع رغبا المستخدمين وتصل إلى توقعاتهم‪.‬‬

‫وتعني الجودة اإلتقان وهي نتيجة االهتمام بالنوع والكيف‪ ،‬تكون محكومة بمواصفات‬
‫ومعايير ومقاييس نسبية وتختلف من فرد آلخر ومكان وزمان آلخرين‪.4‬‬

‫والجودة هي المالءمة لالستعمال سواء كان العمالء داخليين أو خارجيين وأن اإلنتاج‬
‫بشكل عام يأخذ أحد األشكال التالية‪:5‬‬

‫• السلع ومن أمثلتها السيارات والمواد الكيماوية وغيرها؛‬


‫• البرمجيات‪ :‬ومن أمثلتها البرامج الحاسوبية والتقارير والتعليمات الحاسوبية وغيرها؛‬
‫• الخدمة‪ :‬ومن أمثلتها األعمال المصرفية والتأمين والنقل وتتضمن الخدمة أنشطة الدعم‬
‫ضمن المنظمات مثل منافع العمالء‪.‬‬

‫والجودة مالءمة السلعة أو الخدمة لتلبية االستعمال المقصود منه كما يطلبه العميل‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Jain, P(2006):Quality Control andTotal Quality Management,Tata McGraw-Hill Publishing‬‬
‫‪company Limited, page 1.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Palmer, Adrian (2014) : Principle of Service Marketing, McGraw Hill Higher Education; 7th‬‬
‫‪Revised edition, page 536.‬‬
‫عبوي زيد ‪ :‬إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2006 ،‬ص ‪.32‬‬ ‫‪3‬‬

‫عمر أيمن ‪ :‬مقدمة في مداخل وتطبيقات الجودة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية (مصر)‪ ،2010 ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 5‬الصرن رعد حسن‪ :‬عولمة جودة الخدمية المصرفية‪ ،‬مؤسسة ا‬


‫الورق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2007 ،‬ص ‪.39‬‬
‫الطائي رعد‪ ،‬عيسى قدادة‪ :‬إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬الطبعة العربية‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،2008 ،‬ص ‪.29‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪80‬‬
‫إن جودة الخدمة ونوعيتها تتغير وتتقلب حسب مدى التعاون والتفاهم بين مقدم الخدمة‬
‫ومتلقيها‪ ،‬لذلك من المهم جدا مراقبة جودة الخدمة وتحفيز الموظفين وتطوير مهاراتهم من جهة‪،‬‬
‫وتعليم وتثقيف الجمهور من جهة أخرى للمحافظة على مستوى مستقر للجودة في الخدمات‪.1‬‬

‫والواضح أنه من الصعب تحديد تعريف للجودة يتفق عليه الجميع‪ ،‬كما أنه ال يوجد اتفاق‬
‫على كيفية قياسها‪.‬‬

‫وقد عرفت الجمعية األمريكية لضبط الجودة بأنها (المجموع الكلي للمزايا والخصائص‬
‫التي تؤثر في قدرة المنتج أو الخدمة على تلبية حاجات معينة)‪.2‬‬

‫تؤثر الجودة في حجم الطلب على الخدمات‪ ،‬وهي وسيلة لبناء مكانة تنافسية للمنظمة‪.‬‬
‫فالجودة لم تعد ترفا اختياريا وانما هي التزام ال بديل له الستمرار المنظمة ونجاحها‪ .‬وهي مفهوم‬
‫أشمل وأعمق من كونها وظيفة من وظائف إدارة اإلنتاج والعمليات بل لها أهمية استراتيجية‬
‫للعمالء والمنظمات‪ ،‬فالجودة تعمل على تحقيق سمعة المنظمة التي تستمدها من جودة منتجاتها‬
‫أو خدماتها‪ ،‬ثم تحقيق االلتزام بالمسؤولية القانونية الذي يعني أن المنظمة مسؤولة قانونا على‬
‫كل ضرر يصيب العميل من جراء استخدامه لمنتجات أو خدمات قد تعرضه للخطر‪ .‬وكذلك‬
‫تحقيق المنافسة العالمية للحصول على موطئ قدم في األسواق العالمية‪ .‬أما حماية العميل‬
‫ففهي تساعد في حمايته من الغش التجاري من خالل تقديم أفضل خدمات ممكنة‪ .‬وأخي ار‬
‫تكاليف الحصة السوقية التي إذا طبقت فإن الجودة تزيد وتقل التكاليف وتزيد األرباح‪.‬‬

‫كل هذه التعاريف تتفق معظمها على أن الجودة تعني اشباع حاجات المستهلك بحيث‬
‫يكون راضيا عن الخدمة أو السلعة بمستوى يوافق أو يفوق توقعاته التي تكون قد تكونت لديه‬
‫استنادا إلى تجاربه وخبراته وقناعته‪.‬‬

‫هاني حامد الضمور ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫‪1‬‬

‫نقال عن د ‪.‬محمد عبد الوهاب الع ازوي‪ :‬أنظمة إدارة الجودة والبيئة‪ ،‬دار وائل‪ ،2002 ،‬ص ‪.18‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪81‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬جودة الخدمة العمومية‬
‫"تعد الخدمات منتجات ذات منافع ال يمكن لمسها وال رؤيتها وال شمها‪ ،‬مما يعني صعوبة‬
‫تحديد معايير قياسية لقياس جودتها‪ .‬ولجودة الخدمات بعدان‪ :‬األول هو الجودة الفنية والثاني‬
‫يتمثل في الجودة الوظيفية‪.‬‬
‫فالجودة الفنية تعني مستويات األداء الناتجة عن استخدام الوسائل الفنية التكنولوجية‬
‫والم ادية في تقديم الخدمة‪ ،‬أما الجودة الوظيفية ففهي العمليات واإلجراءات التي تتبع من قبل‬
‫العاملين في تقديم الخدمة حيث يكون التفاعل بين مقدم الخدمة والمستفيد‪.‬‬
‫عرف أحد الباحثين جودة الخدمة بأنها قدرة المنتج لسلعة أو لخدمة على تحقيق اإلشباع‬
‫لحاجات ورغبات العميل بأقل التكاليف‪.‬‬

‫وينظر إلى الجودة بموجب هذا المدخل على أنها مطابقة المواصفات المطلوبة في‬
‫الخدمة لما هو مقدم فعال من خدمة‪ .‬فقد تتوافر في اإلدارة العمومية بمعناها العضوي أي‬
‫المنظمة أو الجهاز الذي يقدم الخدمة أفضل المواصفات ولكن الخدمة المقدمة ليست‬
‫بالمستوى المطلوب فالذي يعنينا في هذا المبدأ هو الخدمة المقدمة من اإلدارة العمومية‬
‫(بمعناها الوظيفي المادي(‪. "1‬‬

‫كما سبق ذكره‪ ،‬فقد ظهرت مبادئ جديدة أضيفت إلى المبادئ التقليدية التي تحكم‬
‫اإلدارات العمومية‪ ،‬وأكثرها أهمية هو مبدأ نوعية الخدمة أو جودة خدمات اإلدارات العمومية‬
‫الذي أصبح مبدأ عاما يحكم جميع اإلدارات العمومية‪.‬‬

‫وبالنظر ألهمية هذا المبدأ الجديد الذي نراه نابعا‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لمبدأ انتظام‬
‫سير اإلدارة العمومية‪ ،‬من جوهر فكرة اإلدارة العمومية التي تعني وجود حاجات عمومية‬
‫اقتضت تدخل السلطة العموم ية المختصة إلنشاء إدارة عمومية إلشباعها‪ .‬والخدمات التي‬

‫عبد للا بن صالح بن رشود‪ :‬قياس جودة الخدمة بالمصارف التجارية السعودية‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،2008 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪82‬‬
‫تقدمها اإلدارة العمومية يجب أن تكون بحد أدنى من المواصفات والجودة المطلوبة إلشباع‬
‫تلك الحاجات‪ .‬فإن لم تكن الخدمات المقدمة من اإلدارة العمومية على درجة من الجودة‬
‫واإلتقان فإنها لن تؤدي الغرض من إنشاء اإلدارة العمومية ألن عدم إشباع هذه الحاجات‬
‫أفضل من تقديم خدمة رديئة متدنية الجودة والنوعية األمر الذي ربما تكون أض ارره أكبر على‬
‫مصالح األفراد والمصلحة العامة‪ ...‬مثل مرافق الكهرباء والماء واالتصاالت والنقل والتعليم‬
‫والصحة‪ ...‬إلخ‬

‫" ان جودة الخدمة يصعب تحديدها ألنها غير ملموسة وأنها تختلف من شخص آلخر‬
‫ومن وقت آلخر‪ .‬فالجودة هي وفاء الخدمة بمتطلبات العمالء‪ ،‬لكن تبقى المشكلة في تحديد‬
‫ماهية تلك المتطلبات‪ .‬فغياب معايير سهلة الفهم لتقييم الجودة يجعل بلورة متطلبات العمالء‬
‫وتوصيل مستوى الجودة المعروضة أصعب بكثير مما هو عليه في السلع‪ .‬فجودة الخدمة‬
‫فكرة معنوية للغاية على عكس السلع‪ ،‬وتنبع صعوبة تعريف جودة الخدمات من الخصائص‬
‫المميزة لها قياسا إلى السلع المادية وتميل غالبية التعريفات الحديثة لجودة الخدمات إلى‬
‫‪1‬‬
‫اعتبارها معيا ار لدرجة تطابق األداء الفعلي للخدمة مع التوقعات"‬

‫" ان خطوات تحسين نوعية الخدمات العمومية تشبه كثي ار تطبيقات وممارسات المؤسسات‬
‫الفاعلة في بيئة تنافسية وتجارية‪ .‬معظم النماذج النظرية لجودة الخدمة تشير إلى " نموذج‬
‫تأكيد التوقعات"‪.2‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أبعاد ومتطلبات جودة الخدمة العمومية‬


‫تعتبر الجودة محصلة لمجموعة من األبعاد االستراتيجية‪ ،‬فقد أشار ‪ Walters‬بأن "الجودة‬
‫تبدأ من معرفة ما يحتاجه المستهلك وتحديد األبعاد التي يمكن االعتماد عليها في تصميم‬

‫عوض بدير‪ :‬تسويق الخدمات المصرفية‪ ،‬البيان للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة ‪ ،1999‬ص ‪.337‬‬ ‫‪1‬‬

‫عد إلى الملحق ‪.4‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪83‬‬
‫المنتج (السلعة‪ ،‬الخدمة) الذي يرضيه‪ ."1‬وتحرص العديد من اإلدارات على تطوير وتحقيق‬
‫مستوى جودة خدماتها بتوفير جميع المتطلبات‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬أبعاد جودة الخدمة العمومية‬


‫"حدد ‪ Parasurman‬عشرة أبعاد لجودة الخدمة العمومية نوضحها كما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬االعتمادية‪ :‬هي قدرة مقدم الخدمة على أداء الخدمة التي وعد بها وبدرجة عالية من الدقة‬
‫والصحة‪ ،‬فالعميل يتوقع أن تقدم له الخدمة بالوقت واألداء المناسبين‪.‬‬

‫‪ .2‬المصداقية‪ :‬وهي قدرة مقدم الخدمة على توفير الثقة للعمالء وتجعلهم واثقين من الحصول‬
‫على الخدمة كما يتوقع‪ ،‬مع تمتع مقدم الخدمة بالمعرفة واللباقة والصدق‪.‬‬

‫‪ .3‬االستجابة‪ :‬هي القدرة واالستعداد لالستجابة بشكل سريع لمطالب الزبون كما يتوقعها على‬
‫أن تكون غير منقوصة‪.‬‬

‫‪ .4‬الوصول‪ :‬هي إمكانية الحصول على الخدمة بسهولة حيث تساعد في تحديد ذلك اإلجابة‬
‫على األسئلة التالية‪:‬‬

‫• هل الخدمة تتوفر في لوقت الذي يريده العميل؟‬


‫• هل الخدمة متوفرة في المكان الذي يرغبه العميل؟‬
‫• هل الخدمة متاحة عند الطلب؟‬
‫• هل من السهل الوصول لمكان تلقي الخدمة؟‬
‫• كم من وقت يحتاج العميل للحصول على الخدمة؟‬

‫‪1‬‬
‫‪C.D.J. Waters : An introduction to Operations Management, Pearson Education Limited,‬‬
‫‪Harlow, United Kingdom,1991, p.36.‬‬
‫‪84‬‬
‫‪ .5‬اللطافة والمجاملة‪ :‬أي أن المستفيد يهمه الكيفية واألسلوب الذي يتبعه مقدم الخدمة عند‬
‫تقديمها‪ .‬فاألسلوب اللطيف والكلمات الطيبة والمعاملة الحسنة لها وقع كبير في نفس المستفيد‬
‫وتؤثر على تقييمه لجودة الخدمة‪.‬‬

‫‪ .6‬الكفاءة‪ :‬تتعلق بكفاءة وجدارة القائمين على تقديم الخدمة من حيث المهارات والقدرات‬
‫التحليلية واالستنتاجية والمعرفة التي تمكنهم من القيام بأدوارهم بالشكل األمثل‪ ،‬وفي حالة‬
‫التعامل مع مقدم الخدمة ألول مرة فإن العميل يلجأ عادة إلى توفير شهادات خبرة والشهادات‬
‫العلمية‪.‬‬

‫‪ .7‬األمان‪ :‬توفر األمان يشكل نقطة أساسية في التعامل مع مقدم الخدمة‪ ،‬فاألمان هو تقليل‬
‫أخطر أو الشكوك باإلضافة إلى الحماية القانونية للعمالء عند وصولهم للخدمة‪.‬‬

‫‪ .8‬االتصال‪ :‬وهي خاصية التفاعل وتوفير خطوط اتصال كافية بين مقدم الخدمة والعمالء‬
‫تتيح المجال للتفاعل معهم ونقل المعلومات والسماع آلرائهم‪.‬‬

‫‪ .9‬الملموسية‪ :‬وتتمثل في مظهر المرافق المادية والمعدات الشخصية والتسهيالت التي تؤثر‬
‫على تزويد الخدمة واضافة قيمة إضافية لها‪ ،‬لذا فهي تؤثر على تقييم جودة الخدمة من وجهة‬
‫نظر المستفيد‪.‬‬

‫‪ .10‬المقدرة على فهم المستخدم‪ :‬ويشير هذا المعيار إلى مدى قدرة مقدم الخدمة على تحديد‬
‫وتقييم احتياجات العمالء وتزويدهم بالرعاية والعناية‪ .‬مثال ذلك كم من اوقت والجهد الذي‬
‫يحتاجه مقدم الخدمة حتى يتعرف على حاجات العميل ويدركها؟ ما مدى تفهم مقدم الخدمة‬
‫‪1‬‬
‫لمشاعر العميل وتعاطفه مع مشكلته؟‬

‫عد إلى الملحق ‪.6‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪85‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬متطلبات جودة الخدمة العمومية‬

‫"وضعت الهيئة الدولية للمواصفات والمقاييس )‪ (ISO‬وهو مختصر السم المنظمة‬


‫باللغة اإلنجليزية ‪ International standardization organization‬مختصر مأخوذ في‬
‫كلمة إغريقية هي ‪ ISOS‬وتعني التساوي وقد أنشأت هذه المنظمة في لندن سنة ‪ 1946‬في‬
‫مؤتمر حضرته ‪ 25‬خمس وعشرون دولة ‪.‬وهذه المنظمة التي مقرها جنيف هي المنظمة‬
‫الدولية المعنية بإصدار المواصفات ومعايير جودة السلع‪.‬‬

‫ولكن هذه المواصفات والمقاييس وضعت أساسا للسلع والمنتجات والبضائع التي ينتجها‬
‫النشاط الخاص وتهدف هذه المعايير والمقاييس إلى تحسين وتطوير األداء بصفة مستمرة من‬
‫خالل االستجابة لمتطلبات المستهلك وشهادة ال ‪ ISO‬هي شهادة عالمية تحتوي على‬
‫مجموعة المواصفات والمعايير الدولية للسلع والخدمات‪.‬‬

‫ولعلنا ال نجانب الصواب بالقول إن هذه المعايير والمواصفات يصعب تحقيقها في‬
‫خدمات اإلدارة العمومية‪ ،‬إن لم نقل يستحيل ذلك والسبب ببساطة أن طبيعة المنظمة‬
‫واألهداف والعوامل والوسائل مختلفة في اإلدارة العمومية عنها في منظمات النشاط الخاص"‪.1‬‬

‫وعلى هذا األساس فإننا نحاول تحديد بعض العوامل التي من شأنها تحسين مستوى‬
‫خدمات اإلدارة العمومية وتحقيق المعايير المطلوبة في الخدمة الجيدة والنوعية على أن هذه‬
‫العوامل هي تصورات وأفكار قابلة للتعديل واإلثراء من جانب فقه القانون العام الذي ندعوه‬
‫لالهتمام بهذه العوامل والمعايير واالهتمام بهذا المبدأ وسبل ضمانه‪.‬‬

‫‪ ".1‬العنصر البشري‪ :‬يحظى الموظفون والعاملون في اإلدارة العمومية بدور أساسي في‬
‫تقديم الخدمة ونوعيتها ‪.‬ومن هنا تظهر أهمية التركيز على أهمية اختيار العاملين في اإلدارة‬

‫د ‪.‬خضير كاظم حمود ود ‪.‬سلطان نايف أبو تايه‪ :‬متطلبات التأهيل لشهادة‪ ، ISO 9000‬اليقظة‪ ،2001 ،‬ص ‪.120‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪86‬‬
‫العمومية على وفق معايير علمية دقيقة من اختصاص وكفاءة وتطوير باستمرار‪ ،‬بالتدريب‬
‫والمعارف الجديدة ‪.‬وترك األساليب التقليدية في اختيار الموظفين‪.‬‬

‫ويرى البعض أن الجودة والوصول إلى مستوى متميز من الخدمة هي مسؤولية كل فرد‬
‫في المنظمة‪ .‬ومن هنا تتضح أهمية تنمية مهارات الموظفين العاملين في اإلدارة العمومية‬
‫واالهتمام بتدريبهم المستمر وبناء قدراتهم من كافة الوجوه"‪.1‬‬

‫وقد قال البعض" بأن من سمات اإلدارة المباشرة زيادة شكاوى العاملين في اإلدارة‬
‫العمومية وغياب الرضا الوظيفي"‪ . 2‬لذا يجب أن تعمل اإلدارة العمومية على االهتمام‬
‫بالموظفين والعاملين وتحفزهم ماديا ومعنويا ومكافأة من يعمل وفق المواصفات في تحقيق‬
‫جودة الخدمة وصوال إلى شعورهم باالنتماء لإلدارة العمومية وفخرهم بنجاحها لتقديم الخدمات‬
‫ويعدوه نجاحا شخصيا لهم‪.‬‬

‫‪ .2‬االهتمام بالجانب األخالقي وتنمية الشعور بالمسؤولية لدى العاملين والمسؤولين عن‬
‫اإلدارة العمومية‪ :‬فإتقان العمل وتقديم الخدمة الجيدة واجب ديني وقانوني امتثاال لقول‬
‫حكمه‪.‬‬‫الرسول صلى للا عليه وسلم) إن للا يحب إذا عمل أحدكم عمال أن يتقنه‪( 3‬أو ي ِ‬
‫ُ‬
‫وحديث الرسول صلى للا عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة رضي للا عنه‪ ":‬ليس‬
‫اإليمان بالتحلي وال بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل‪ ،‬والذي نفسي بيده ال‬
‫يدخل عبد الجنة إال بعمل يتقنه" قالوا يا رسول للا‪ :‬ما يتقنه؟ قال ‪ » :‬يحكمه «‪. 4‬‬

‫د ‪.‬خضير كاظم حمود ود ‪.‬سلطان نايف أبو تايه‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬ ‫‪1 1‬‬

‫د ‪.‬فريد النجار ‪:‬إدارة المرافق العامة بأساليب الخصخصة ‪.‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬أفريل ‪ ،2005‬ص‪11‬‬ ‫‪2‬‬

‫رواه الطبراني في ‪ (891‬وأبو يعلى )‪ (4380‬والبيهقي في )شعب اإليمان (وابن عدي في )الكامل‪(.‬وصححه األلباني‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫رواه ابن عدي في الكامل‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪87‬‬
‫لقد ورد هذا الحديث الشريف بصيغة العموم »إال بعمل يتقنه« والعمل مطلق سواء‬
‫أعمال الدنيا أو اآلخرة يجب على من عمل عمال أن يتقنه ويبذل قصارى جهده في أن يكون‬
‫عمله أفضل ما يمكن أن يقدم‪.‬‬

‫‪.3‬اإلدارة الرشيدة‪" :‬لإلدارة دور مهم جدا في نجاح اإلدارة العمومية بتقديم الخدمة الجيد‪ .‬و‬
‫يجب أن تتبع اإلدارة العمومية األساليب الحديثة في التعامل مع العاملين والتواصل معهم‬
‫ومع المستخدمين وتجاوز األساليب البيروقراطية بروحها وأنماطها وأساليبها‪ ،‬وقد عرف معهد‬
‫المقاييس البريطاني إدارة الجودة الشاملة بأنها فلسفة ادارية تشمل كافة نشاطات المنظمة‬
‫التي من خاللها يتم تحقيق احتياجات وتوقعات العميل والمجتمع ويحقق أهداف المنظمة"‪.1‬‬

‫والبد من القول بأن من أسباب فشل اإلدارة العمومية في تقديم خدماتها بمستوى ينال‬
‫رضا المنتفعين هو غياب األساليب اإلدارية في القيادة الفعالة لإلدارة العمومية واختيار‬
‫قيادات غير كفؤة أو حتى غير متخصصة في بعض األحيان‪ ،‬العتبارات سياسية أو‬
‫عشائرية ‪.‬وعلى اإلدارة التركيز على تحسين جودة الخدمة وايجاد ما يلزم لتحقيقها‪.‬‬

‫"وللتأكد من مستوى الممارسات اإلدارية لإلدارة العمومية يمكن تطبيق المواصفة الدولية‬
‫‪ 2000 9001 : ISO‬وهي مدخل لتحسين الجودة في جميع النظم اإلدارية"‪.2‬‬

‫‪ ".4‬توفير المتطلبات المادية والفنية والتقنيات الحديثة في تسيير اإلدارة العمومية‪ :‬نذكر‬
‫على سبيل التخصيصات المالية الضرورية لالرتقاء بمستوى الخدمة وتوفير المعدات‬
‫والمستلزمات التقنية والفنية الحديثة إلنتاج وتقديم خدمة جيدة لجمهور المواطنين"‪.3‬‬

‫د ‪.‬محفوظ جودة ‪:‬إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬دار وائل‪ ، 2000 ،‬ص ‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪. 2‬د ‪.‬قاسم علوان‪ :‬إدارة الجودة الشاملة ‪.‬دار الثقافة‪ ،‬ص‪. 24‬‬
‫د ‪.‬خضير كاظم حمود ود ‪.‬سلطان نايف أبو تايه‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.127‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪88‬‬
‫وبالنظر ألهمية المتطلبات المادية في تحقيق جودة الخدمة فإننا ال نتفق مع كروسبي‬
‫‪ Ph.Crospy‬بقوله بأن "الجودة مجانية أو بدون كلفة"‪ .1‬فتحقق جودة الخدمات يتطلب‬
‫توفير المستلزمات المختلفة المادية‪.‬‬

‫‪ ".5‬نشر ثقافة جودة خدمة اإلدارة العمومية تبنيها من القيادات اإلدارية والموظفين‬
‫العاملين فيها والمنتفعين بخدماته‪ :‬وهكذا يقوم المجتمع بدعم لإلدارات لتوفير متطلبات‬
‫الجودة ووصول اإلدارة إلى مرحلة الرضا التام للمنتفعين من خدماتها ‪.‬وتعميم المعايير‬
‫والمواصفات المطلوبة للخدمة الجيدة واإلجراءات المطلوبة لتحقيقها وتحسين جودة الخدمة‬
‫باستمرار"‪.2‬‬

‫‪ ".6‬اعتماد نظام اإلدارة اإللكترونية باستخدام وسائل االتصال التكنولوجي وتقنية‬


‫المعلومات‪ :‬والتحول إلى اإلدارة اإللكترونية لإلدارة االلكترونية من شأنه أن يقدم خدمة أفضل‬
‫للمنتفعين ويحقق المساواة بينهم ويضمن تسيير المرفق باستمرار وانتظام في الليل والنهار‬
‫لتلقي الخدمة في أي وقت وفي أي مكان" ‪. 3‬‬

‫وال شك أن إدخال اإلدارة اإللكترونية في تسيير اإلدارات العمومية يتطلب معرفة‬


‫العاملين فيها والمنتفعين بخدماتها بأساسيات المعلومات التقنية في االتصاالت )اإلنترنت‬
‫والكمبيوتر( وهذا يتطلب من الدول وضع برامج فعالة لمحو األمية المعلوماتية مثل ما هي‬
‫عليه برامجها لمحو األمية الهجائية‪.‬‬

‫ذكرته د ‪.‬سونيا محمد البكري‪ :‬إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬ص‪ . 26‬وقد يصح قول ‪ crospy‬هذا في القطاع الخاص‬ ‫‪1‬‬

‫والمؤسسات الخاصة التي تنتج السلعة وتبيعها بمقابل لتحقيق الربح والتي تكون الجودة بها مسألة تنظيم وحسن إدارة ولكن‬
‫المرافق العامة لها أهداف أخرى غير الربح المادي المجرد‪.‬‬
‫د ‪.‬قاسم علوان‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.30‬‬ ‫‪2‬‬

‫د ‪.‬داود عبد الرازق الباز ‪:‬اإلدارة العامة ) الحكومة (اإللكترونية وأثرها على النظام القانوني للمرفق العام وأعمال موظفيه ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫جامعة الكويت ‪. 2004‬د ‪.‬عبد الفتاح حجازي‪ :‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪.2008،‬‬
‫‪89‬‬
‫‪" .7‬المنافسة حدد كثير من الكتاب وجود المنافسة من العوامل الرئيسية لتحقيق جودة المنتج‪،‬‬
‫وعلى هذا األساس فإن عدم وجود منافسة لخدمات الكثير من اإلدارات العمومية قد يكون‬
‫سببا لتدني مستوى جودتها ونوعية خدماتها"‪.1‬‬

‫وقد حدد البعض " أهم نتائج احتكار الحكومات لجميع اإلدارات العمومية نذكر أكثرها‬
‫أهمية وكما يأتي‪:‬‬

‫• فقدان الحافز على تحسين األداء؛‬


‫• انتشار البطالة المقنعة وتشغيل أعداد أكبر مما تحتاج إدارة المرفق؛‬
‫• انخفاض إنتاج العاملين في المرافق العمومية؛‬
‫• غياب اإلدارة االقتصادية للمرافق العمومية؛‬
‫• انخفاض القدرات التنافسية المحلية والدولية لمؤسسات المرافق العمومية؛‬
‫• تدهور خدمة العمالء والمجتمع‪.‬‬

‫واذا كانت معظم خدمات اإلدارات العمومية وبخاصة االقتصادية منها‪ ،‬تشهد منذ‬
‫سنوات منافسة من القطاع الخاص إال أن هذا األمر لم ينعكس بشكل واضح على تحسين‬
‫خدماتها‪ .‬مثال )التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬النقل ‪...‬إلخ( ‪.‬‬

‫هذا من جانب ومن الجانب اآلخر فإن بعض المرافق العمومية ال يمكن إال أن تديرها‬
‫الحكومة أو أشخاص القانون العام إدارة مباشرة إما ألهميتها أو لخطورة نشاطها مثل بعض‬
‫األبحاث العلمية الخطيرة أو بعض المرافق العمومية التي ال يدر نشاطها ربحا أو ألنها من‬
‫الواجبات السيادية للدولة مثل القضاء والجيش والشرطة والمرافق اإلدارية التي تقدم خدماتها‬
‫للجمهور"‪.2‬‬

‫‪.‬د ‪.‬قاسم علوان‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪1‬‬

‫د ‪.‬فريد النجار‪ :‬إدارة المرافق العامة بأساليب الخصخصة‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬أبريل ‪ ،2005‬ص ‪.10‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪90‬‬
‫وتأسيسا على ما تقدم على الحكومات أن تضع برامج ودراسات لتجاوز وتفادي سلبيات‬
‫عدم وجود منافسة لنشاط وخدمات بعض المرافق العمومية وتأثير ذلك على مستوى نوعية‬
‫وجودة خدماتها‪.‬‬

‫‪ ".8‬إنشاء فرق ووحدات لقياس الجودة في كل مرفق من المرافق العمومية من موظفين‬


‫متخصصين ومدربين‪ :‬تقوم هذه الفرق والوحدات بتطبيق مقاييس االنحراف المعياري حول‬
‫المتوسط العام المعياري للخدمة المقدمة من المرفق العمومي"‪" .1‬والتأكد من توفر المعايير‬
‫والمواصفات المقررة في خدمة المرفق‪ ،‬ويناقش أعضاء هذه الفرق والوحدات يوميا مشاكل‬
‫الجودة وتقديم الحلول إن أمكنهم أو اقتراح الحلول للقيادات اإلدارية العليا" ‪.2‬‬

‫د ‪.‬فريد النجار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬ ‫‪1‬‬

‫روال محمد شفيق‪ :‬مدى تطبيق إدارة الجودة الشاملة في األجهزة الحكومية في األردن‪ ،‬دراسة تحليلية‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫الجامعة األردنية‪ ،2004 ،‬ص ‪.37‬‬


‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إدارة األنترنت رافعة قوية لإلصالح اإلداري‬

‫تمثل االدارة اإللكترونية رافعة استثنائية لإلصالح وتحديث اإلدارة إذ تخدم مجمل التغييرات‬
‫اإلدارية كما تقدم ابتكارات هامة ذات الصلة بالعالقة بين المستخدمين واإلدارات وبين اإلدارات‬
‫فيما بينها‪ .‬تسهل المبادالت االلكترونية انجاز اإلجراءات اإلدارية اذ تصبح خدمات االتصاالت‬
‫واقعا محبذا من طرف مستخدمي اإلدارات فمن الممكن إعداد مساحة التخزين للبيانات اإلدارية‬
‫الشخصية عبر اإلنترنت‪ ،‬كما ان التشغيل البيني ألنظمة نقل المعلومات يمكن أن يقرب أكثر‬
‫االدارة من المستخدمين‪.‬‬

‫في خضم كل هذا ال بد على االدارة أن تحترم حقوق وحريات المستخدمين الذين هم‬
‫مواطنين أيضا كما يجب بالضرورة أن يقترن التحديث اإلداري االلكتروني بإصالحات حقيقية‪.‬‬
‫لهذا فالمجال الذي تعمل فيه االدارة وقدرتها على االستجابة لهذه الضغوط الخارجية تعد حاسمة‬
‫لتحقيق النجاح‪.‬‬

‫يؤثر مجتمع المعلومات بشكل عام‪ ،‬بما في ذلك االدارة اإللكترونية التي تعد عنص ار‬
‫واحدا من عناصره‪ ،‬على األدوات التقنية المتاحة‪ ،‬على مستوى التواصل المسخر للمواطنين‬
‫والشركات على ثقتهم الشاملة في الوسائل اإللكترونية والتوقعات المنتظرة بشأن أنواع الخدمات‬
‫التي ينبغي توفيرها وشروط إصدار مثل هذه الخدمات‪ .‬كل هذه العوامل تحدد مدى توفر‬
‫الخدمات اإللكترونية الموضوعة تحت تصرف الشركات والمواطنين وعدم االستجابة أمام هذه‬
‫العوامل والتوقعات المنتظرة التي تتطور باستمرار قد يؤدي إلى العقبات التي تعترض تطبيق‬
‫االدارة اإللكترونية (المبحث األول)‪.‬‬

‫اما من جهة كندا‪ ،‬فقد سارعت إلى تبني تكنولوجيا المعلومات واإلنترنت مع الدول‬
‫األوائل في هذا المجال منذ منتصف التسعينيات‪ ،‬حيث أحرزت تقدما متمي از في تطوير العديد‬
‫من الخدمات االلكترونية‪ ،‬وكان هدف الحكومة الكندية منذ البداية أن تكون أكثر حكومة‬

‫‪92‬‬
‫تتصل بمواطنيها على مستوى العالم وذلك من خالل تقديم جميع الخدمات االلكترونية‬
‫بواسطة خطوط اإلنترنت‪ ،‬فعملت على توفير القوانين الالزمة لتطبيق الحكومة االلكترونية‬
‫وكذا التعليمات األساسية التي تحكم البرامج الحكومية الرئيسية فيما يخص الحكومة‬
‫االلكترونية وممارستها‪ ،‬وهذا على مستوى مواقع الحكومة في شبكة اإلنترنت‪ ،‬فضال عن أن‬
‫كندا تتمتع ببنية تحتية متطورة في مجال اإلنترنت‪ ،‬حيث تتصل معظم المدن الكندية اتصاال‬
‫ذا سرعة عالية‪ ،‬وتعتبر تكلفة االتصال عبر هذه الشبكة من التكاليف المنخفضة نسبيا‬
‫مقارنة مع دول أخرى من العالم‪.‬‬
‫و يعود تطبيق اإلدارة اإللكترونية في كندا‪ ،‬إلى اهتمام السياسة الحكومية بشؤون‬
‫التحول اإللكتروني خيا ار استراتيجيا‪ ،‬بالموازاة مع التخطيط لجلب الموارد المالية الالزمة‬
‫لتشغيل وصيانة برامج اإلدارة العمومية اإللكترونية‪ ،‬وبذلك اتجه مشروع تطبيق اإلدارة‬
‫اإللكترونية كقناة خدمات عمومية يستخدمها الجميع في أي وقت‪ ،‬وفي أي مكان ‪ ،‬ليضفي‬
‫طابع التنوع ‪ ،‬والتعدد ‪،‬في شكل الخدمات المقدمة من طرف الدوائر والمؤسسات الحكومية‬
‫للمواطنين ‪ ،‬وفق مراحل ميزت التحول للخدمات العمومية االلكترونية (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫حيث عملت كندا بما فيها مقاطعة كيبيك ‪ QUÉBEC‬باعتبارها نموذجا متطو ار في‬
‫تكنولوجيا االتصال والمعلومات ‪ ،‬على التأسيس لمرحلة اإلدارة االلكترونية الحكومية ‪ ،‬وفق‬
‫مبدأ االهتمام بالمواطن أوال ‪ ،‬والتحول للخدمة العامة االفتراضية ‪ ،‬والبحث عن نمط جديد‪،‬‬
‫يعيد النظر في طبيعة العالقة بين األجهزة اإلدارية الحكومية والمواطن وهي ابرز العناصر‬
‫التي ساهمت في نجاح هذا النموذج في دولة تطبق أسس الديمقراطية (المبحث الثالث)‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الخدمة االلكترونية وتحديات اإلدارة االلكترونية‬

‫بذلت العديد من الدول جهودا كثيرة لتبني الخدمات اإللكترونية‪ ،‬وتطلب االنتقال العديد‬
‫من الجهود والمراحل‪ .‬ويعترض هذا االنتقال الى العديد من العقبات وهو ما سنعرضه فيما‬
‫يلي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬من الخدمة التقليدية إلى الخدمة اإللكترونية‬

‫كان لشبكة األنترنيت إسهاما بالغا في تغيير العديد من جوانب الحياة وخصوصا ميدان‬
‫األعمال‪ ،‬حيث شهد هذا األخير تغيرات جوهرية في كيفية أداء األعمال وتنفيذها‪ ،‬وصار الكثير‬
‫من المؤسسات باختالف أنواعها وأحجامها تستخدم الشبكة لالتصال والتواصل مع شركائها‬
‫والربط بين نظمها المختلفة وأداء تعامالتها الخاصة والتي تنصهر كلها في بوتقة الخدمات‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم الخدمة اإللكترونية‬


‫إن مفهوم الخدمات اإللكترونية بصفة عامة يتثمل في االستفادة من تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت في تقديم وتوفير الخدمات‪ ،‬ومن الصعب إيجاد تعريف دقيق نظ ار إلى ُوجود عدة‬
‫تعاريف مختلفة من قبل الباحثين لمفهوم الخدمات اإللكترونية‪ ،‬ولكن على الرغم من هذا‬
‫االختالف إال أنهم متفقون على دور التكنولوجيا في التأثير وتسهيل الخدمات وتحويلها من‬
‫خدمات تقليدية إلى خدمات إلكترونية‪ .‬كما أن هذه األخيرة تمتاز بعدة مبادئ ولها عدة‬
‫مستويات‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫القسم األول‪ :‬تعريف الخدمة االلكترونية‬
‫تعرف الخدمات اإللكترونية على أنها " تلك الخدمات التي تقدم من خالل االتصال‬
‫اإللكتروني بين مقدم الخدمة والمستفيد منها"‪ .1‬وهي أيضا تعرف في إطارها الواسع على أنها"‬
‫تقديم خدمة عبر وسائل وشبكات إلكترونية كاألنترنيت"‪ .2‬تخطت شبكة األنترنيت حدود األعمال‬
‫اإللكترونية إلى مرحلة انتقالية نوعية جديدة‪ ،‬حيث صار بإمكان تزويد المؤسسات واألفراد‬
‫بخدمات أعمال مبتكرة باستخدام الشبكة‪ ،‬ولم تعد األنترنيت مجرد أداة تجارة‪ ،‬بل تحولت إلى‬
‫بوابة ألداء األعمال وطريقة مثلى لخدمة العمالء ورعايتهم‪.‬‬

‫كما تطورت األنترنيت بشكل تصاعدي لتشمل اليوم مجموعة من القدرات اإللكترونية التي‬
‫تسمى الخدمات االلكترونية‪ ،‬وتعرف هذه األخيرة على انها خدمات إلكترونية قياسية ورشيقة‬
‫تؤدي عمال وتحقق مهاما معينة أو تنجز معامالت‪ ،‬حيث يصبح أي برنامج تطبيق أو مصدر‬
‫معلومات بمنزلة نقاط وصول إلى مثل هذه الخدمات‪.‬‬

‫وينظر مصطلح الخدمات اإللكترونية إلى مثل هذه الخدمات على أنها متأصلة ومشيدة‬
‫ومتضمنة في السيارات واألجهزة المربوطة شبكيا وفي كل شيء تقريبا يحتوي على رقائق‬
‫الكترونية‪ ،‬وهكذا فإن المصطلح ال يقتصر على المعدات واألجهزة الالسلكية وانما يتجاوز‬
‫ذلك ليغطي كل األجه زة السلكية والالسلكية‪ ،‬وتلك التي تتضمن في تركيبها رقائق إلكترونية‪.‬‬

‫و" هناك ثالثة اتجاهات تتعلق بالخدمة اإللكترونية‪:‬‬

‫• تنامي انتشار التطبيقات الجاهزة ‪ Apps on Tap‬لنظم التسويات المحاسبية والشراء‬


‫وتخطيط موار المؤسسة‪ ERP: Entreprise Ressource Planning‬؛‬

‫منال صبحي محمد الحناوي ‪ :‬االستراتيجية اآلمنة للحكومة اإللكترونية‪ ،‬المؤتمر السادس للجمعية مكتبات والمعلومات‬ ‫‪1‬‬

‫السعودية حول بيئة المعلومات اآلمنة ‪ :‬المفاهيم والتشريعات والتطبيقات‪ ،‬الرياض‪ ،2010 ،‬ص ‪.5‬‬
‫بشير عباس العالق‪ :‬الخدمات اإللكترونية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬منشورات المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2004‬ص ‪.64‬‬

‫‪95‬‬
‫• ازدياد أعداد مواقع بوابات شبكة األنترنيت التخصيصية مثل ‪ open skies‬المتخصصة‬
‫في خدمات السفر وغيرها من الشبكات؛‬
‫• اتساع نطاق نشاط تلبية طلبات الخدمة على المستوى العالمي‪ ،‬األمر الذ ي يتطلب قيام‬
‫المؤسسات مجتمعة بتلبية هذه الطلبات على وجه السرعة‪ ،‬فنظم الخدمات اإللكترونية‬
‫المتكاملة هي األسلوب األمثل واألسرع لالستجابة لمثل هذه الطلبات المتنامية‪ ،‬وخصوصا‬
‫عندما تكون الخدمة غير متوافرة كلها لدى مزود منفر"‪.1‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬مبادئ ومستويات الخدمة االلكترونية‬


‫ويقوم مفهوم الخدمة اإللكترونية على عدد من المبادئ اإلرشادية منها‪:‬‬

‫✓ ينبغي ألي خدمة إلكترونية جديدة أن ترتقي بالبنية التحتية والمعايير المقبولة إلى‬
‫مستوى أعلى؛‬
‫✓ ينبغي للبنية التحتية أن تكون مفتوحة وقياسية؛‬
‫✓ ضرورة توفر خوادم الحاشية )‪ (Edge Servers‬عندما تلتقي الشبكة العمومية‬
‫(األنترنيت) بالشبكة المحلية؛‬
‫✓ ينبغي تنفيذ الخدمات وانجازها بوصفها لتطبيقات موزع‪.‬‬

‫وفيما يلي نموذج عن الخدمة اإللكترونية التي تقدمها اإلدارات العمومية‪:2‬‬

‫بشير عباس العالق‪:‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬ ‫‪1‬‬

‫إياد خالد عدوان‪ :‬مدى تقبل الموطنين الحصول على الخدمات من خالل الحكومة اإللكترونية‪ :‬دراسة الة قطاع غزة‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪2‬‬

‫مقدمة لنيل شهادة الماجستير في إدارة األعمال‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،2007 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪96‬‬
‫الشكل ‪ :1‬نموذج الخدمة اإللكترونية‬

‫يوضح الشكل أعاله مكونات نموذج الخدمة اإللكترونية‪ ،‬بحيث يجب توفير بيئة مناسبة‬
‫لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ومتابعة التطوير والتحديث لطرق العمل‪ ،‬ومن ثم تحسين‬
‫آليات عمل اإلدارة العمومية لتوفير الشفافية والعدالة والمشاركة‪" .‬وهناك أربعة مستويات‬
‫للخدمات اإللكترونية‪:‬‬

‫✓ المستوى اإلعالمي‪ :‬تهدف هذه الخدمات إلى تأكيد تواجد اإلدارة العمومية واضفاء شفافية‬
‫أكبر عليها‪.‬‬
‫✓ المستوى التفاعلي‪ :‬في مثل هذه الخدمات يمكن إقامة تواصل في اتجاهين بين اإلدارة‬
‫العمومية ومداريها بما في ذلك المواطنين‪.‬‬
‫✓ المستوى المعامالتي‪ :‬تسمح هذه الخدمات للمدارين باستكمال معامالتهم عب األنترنيت‬
‫دون االجة على التنقل‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫✓ المستوى التحولي‪ :‬تستلزم هذه الخدمات إعادة تصور اإلجراءات اإلدارية لفائدة المواطنين‬
‫وليس اإلدارات العمومية"‪.1‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬متطلبات توفير الخدمة االلكترونية‬

‫تشكل عملية التوجه بالمواطن وتحقيق أعلى مستويات الرضا لديه‪ ،‬من خالل تزويده‬
‫بخدمات ذات قيمة مضافة و ذات نوعية عالية‪ ،‬الجوهر و األساس في مفهوم الخدمة االلكترونية‬
‫المتكاملة بشكل خاص و مفهوم التسويق الحديث بشكل عام ‪.‬‬

‫وتأسيسا على ما تقدم‪ ،‬وبغية توفير خدمة الكترونية راقية للمستفيدين‪ ،‬ينبغي للمزودين‬
‫‪:‬‬
‫الخدمات جعل المسائل اآلتية محل اهتمامهم‬

‫القسم األول‪ :‬وصف الخدمة االلكترونية‪ ،‬اإلعالن عنها وانتقائها‬

‫يجب وصف الخدمة االلكترونية وتطبيقاتها و حتى استخدامها‪ ،‬بحيث تكون مرئية‬
‫للمستفيدين‪ ،‬أي واضحة و دقيقة قدر المستطاع‪ ،‬وهذا ال يتحقق إال من خالل تقديم وصف‬
‫دقيق و شامل للخدمة االلكترونية يكون المستفيد قاد ار على فهمه و استيعابه‪.‬‬

‫يستطيع مزودو الخدمة اإلعالن عن خدماتهم والتعريف بأدق مواصفات كل خدمة‬


‫معروضة لتمكين المستفيدين من اكتشافها‪ ،‬الوصول إليها و االنتفاع به‪.‬‬

‫ينبغي لمزودي الخدمة تعريف المستفيدين بكيفية اكتشاف الخدمة االلكترونية وانتقائها أو‬
‫أية تركيبة من الخدمة االلكترونية التي تلبي احتياجاتهم بأفضل صورة ممكنة‪ ،‬و هنا يلعب‬
‫مزود الخدمة دور المسوق الخدمي الدي يعرف حاجات المستفيد ورغباته‪ ،‬ويعمل باتجاه‬
‫إشباعها تحقيق أعلى مستويات الرضا لدى المستفيد‪.‬‬

‫اللجنة اإللكترونية‪ :‬الجزائر إللكترونية ‪ ،2013‬ص ‪.19‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪98‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬تركيبة الخدمة االلكترونية‪ ،‬تقديمها‪ ،‬المتابعة‪ ،‬المراقبة والتحليل‬
‫تعني كيفية دمج الخدمة االلكترونية لتكوين خدمات ذات قيمة مضافة ودرجة ثقة عالية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تحديد النماذج و اللغات القادرة على تحقيق تكامل خدمي‪ ،‬مع اتمام عمليات‬
‫األعمال عبر التنظيم أيضا‪.‬‬

‫تعد عملية تقديم الخدمة االلكترونية وتسليمها من عناصر تحقيق الميزة التنافسية واألساس‬
‫المتركز عليه في مجال القيمة المضافة‪ ،‬حيث تشمل التعريف بكيفية تقديم الخدمة االلكترونية‬
‫للمستفيد‪ ،‬واألهم من دلك الكفاءة‪ ،‬السرعة و االعتيادية أثناء تسليم الخدمة في الوقت الحقيقي‬
‫بما يفوق توقعات المستفيد‪ ،‬وهنا تتحقق حالة الرضا المنشود لدى هؤالء المستفيدين من الخدمة‬
‫االلكترونية الالئقة و السريعة وذات الثقة العالية‪ ،‬و التي تحمل باإلضافة إلى ذلك قيما مضافة‬
‫أخرى؛‬

‫وكيفية المتابعة والمراقبة لعمليات تنفيذ الخدمات االلكترونية يتم بمتابعة عملية تحليل‬
‫البيانات المتعلقة بجميع جوانبها‪ ،‬بهدف تحسين كفاءة الخدمة و جودتها‪ ،‬فمع تنامي أعداد‬
‫حاالت تعقد الخدمات االلكترونية وتنوعها‪ ،‬تزداد الحاجة إلى استخدام أساليب إدارية نوعية‬
‫من شانها العمل على توفر الخدمات االلكترونية في الزمان و المكان المحددين‪ ،‬مع التركيز‬
‫بشكل أساسي على ضمان مستويات جودة الخدمة؛‬

‫القسم الثالث‪ :‬عقود وتقديرات الخدمة االلكترونية والفرق بينها وبين الخدمة التقليدية‬
‫تعني العقود كيفية االتفاق وأداء العقود القانونية بين مزودي الخدمة و المستفيدين بشكل‬
‫الكتروني‪ ،‬حيث ينبغي أن تحكم الخدمات االلكترونية عقود قانونية خاصة لتجنب المنازعات‬
‫مستقبال‪.‬‬

‫أما التقديرات فتعني كيفية التثبت من حقوق المطالبة بالخدمة وتقييم عنصر الجودة لدى‬
‫مختلف مزودي الخدمات‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫وفيما يلي الفرق بين الخدمات التقليدية و الخدمات االلكترونية و التي تم جمعها في‬
‫الجدول الموالي‪:1‬‬

‫الخدمات االلكترونية‬ ‫الخدمات التقليدية‬

‫غير ملموسة‪ ،‬ولكن تحتاج لوسائل التي‬


‫غير ملموسة‬
‫توفرها التكنولوجيا المعلومات و االتصال‬

‫يمكن تخزينها‬ ‫ال يمكن تخزينها‬


‫قابلية الفصل و عدم التوازن‬ ‫عدم التالزم‬

‫يمكن الحصول على حق المؤلف في‬


‫ال يمكن أخذ براءة اختراع‬
‫حاالت معينة تمنح براءة اختراع‬

‫وحداتها غير متجانسة‬ ‫وحدتها غير متجانسة‬

‫صعبة التسعير‬ ‫صعبة التسعير‬

‫يمكن نسخها‬ ‫ال يمكن نسخها‬

‫يمكن تقاسمها‬ ‫ال يمكن تقاسمها‬

‫ال تحقق االستهالك المتكافئ‬ ‫تحقق االستهالك المتكافئ‬

‫قائمة على البات ‪Bits‬‬ ‫قائمة على الذرات‬

‫المصدر‪ :‬باسم المبيضين و آخرون ‪:‬الجودة االلكترونية‪ :‬نحو نموذج مقترح ألبعاد الجودة‬ ‫‪1‬‬

‫االلكترونية‪،‬عمان‪،2009،‬ص‪.06‬‬

‫‪100‬‬
‫يالحظ من خالل الجدول السابق أن الخدمات التقليدية والخدمات اإللكترونية تتقاطعان‬
‫في بعض الخصائص على غرار خاصية غير الملموسية‪ ،‬عدم التالزم ووحداتها غير المتجانسة‬
‫وصعبة التسعير‪ .‬وتختلفان في خصائص أخرى كالتخزين مثال‪ ،‬وفي الحصول على براءة‬
‫اختراع‪ ،‬وفي عملية النسخ والتقسيم وأيضا في عملية اإلنتاج‪ .‬فيمكن للخدمات اإللكترونية أن‬
‫تخزن وتنسخ وتقسم والتي يعتمد انتاجها على البتات ‪ ،Bits‬ويمكن الحصول على حق المؤلف‬
‫أيضا‪ ،‬وفي حاالت معينة تمنح براءة اختراع وهذا كله نقيض ما تتميز به الخدمات التقليدي‪.‬‬
‫الشيء الذي أوصل إلى ذلك هي الميزات التي منحتها إدخال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬
‫ي تقديم الخدمات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تحديات ورهانات اإلدارة اإللكترونية‬


‫تعتبر الت قنية االلكترونية أحد الموارد األساسية لإلدارات العمومية للتكيف مع طبيعة‬
‫العصر الحالي‪ ،‬إال أنها تواجه مجموعة من المعوقات التي تحول بينها وبين تطبيق اإلدارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬حيث أن الكثير منها تعاني من كثرة اإلجراءات البيروقراطية وعدم مواكبة‬
‫المستجدات الحديثة في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وغيرها من المعوقات‪ .‬يمكن‬
‫تصنيف هذه المعوقات إلى معوقات إدارية‪ ،‬سياسية وقانونية‪ ،‬معوقات مالية وتقنية‪ ،‬معوقات‬
‫بشرية وأمنية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المعوقات اإلدارية‪ ،‬السياسية والقانونية‬

‫تعتبر التقنية اإللكترونية أحد الموارد األساسية للمنظمات للتأقلم مع طبيعة العصر‬
‫الحالي‪ ،‬إال أن العديد من الدول تواجه مجموعة من القيود والمعوقات التي تعرقل عملية‬
‫االستثمار الفعال للتقنية الحديثة‪ ،‬حيث أن كثي ار من اإلدارات فيها تعاني من العديد من‬
‫السلبيات والتي تمثل في كثرة اإلجراءات الروتينية ‪ ،‬ضعف التنسيق بين الوحدات اإلدارية‬
‫وعدم مواكبة المستجدات الحديثة في مجال التقنية‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫القسم األول‪ :‬المعوقات اإلدارية‬

‫يشير غنيم إلى "أن بعض الدول وخاصة الدول النامية تتخذ بعض األساليب اإلدارية‬
‫التقليدية كاألسلوب البيروقراطي نموذجا للعمل بها‪ ،‬وهذه األساليب ال تتناسب مع متطلبات‬
‫اإلدارة اإللكترونية"‪.1‬‬
‫وأكد ‪ Turban& others‬أنه "بالرغم من أن بعض المنظمات أعادة هيكلة نفسها بطرق‬
‫مبتكرة لتتماشى مع التطورات في العصر الرقمي إال أن الغالبية العظمى منها مازالت تعتمد‬
‫على الهياكل الهرمية التقليدية والتي تقف عقبة في تطبيق التقنيات الحديثة واالستفادة من‬
‫معطياتها في تطوير منظماتها"‪.2‬‬

‫ولقد أظهرت نتائج دراسة العواملة "وجود معوقات جديدة قد تعرقل التحول نحو الحكومة‬
‫اإللكترونية ومن أهمها‪ :‬ضعف الوعي االجتماعي ونقص التمويل والكفاءات البشرية‪،‬‬
‫المعلومات‪ ،‬التكنولوجيا‪ ،‬وتخلف التشريعات‪ ،‬ويرى أن إدراك مثل هذه المعوقات يساعد على‬
‫تشخيصها وتقويمها وتحديد سبل مواجهتها وعالجها"‪.3‬‬

‫ومن أبرز المعوقات اإلدارية ما يلي‪:‬‬

‫الرؤية والهدف‪ :‬يشير العالق إلى" أن معرفة الرؤية مهمة خصوصا عندما تكون المنظمة في‬
‫حالة انتقالية‪ ،‬فالعاملين بحاجة إلى معرفة األهداف الرئيسية للمنظمة خصوصا رسالتها ورؤيتها‪،‬‬
‫ألن لهذه الرسالة والرؤية تأثيرها على المنظمة حاض ار ومستقبال"‪.4‬‬

‫أحمد محمد غنيم‪ :‬اإلدارة االلكترونية ‪:‬افاق الحاضر وتطلعات المستقبل ‪ ،‬المكتبة العصرية ‪ ،‬المنصورة‪ ،‬مصر‪،2004 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.342‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Efraim Turban& Dorothy Leidner & James Wetherb: Information Technology for management‬‬
‫‪(transforming organization in the digital economy), Wiley,United States, 2008, p.521.‬‬
‫نائل عبد الحافظ العواملة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.284‬‬ ‫‪3‬‬

‫بشير عباس العالق‪ :‬االتصاالت التسويقية اإللكترونية ‪:‬مدخل تحليلي تطبيقي ‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،2006‬ص ‪.77-76‬‬
‫‪102‬‬
‫ويؤكد دركر" أن التغير في المنظمات يستدعى أن تكون قواعدها أكثر متانة‪ ،‬كما أن‬
‫هناك حاجة لالستم اررية فيما يتعلق بأسس المؤسسة ‪:‬رسالتها قيمها‪ ،‬وتعريفها لألداء‬
‫والنتائج"‪.1‬‬

‫ويضيف العالق" أن تغيير ثقافة المنظمة لألفضل يمثل تحديا حقيقيا‪ ،‬وعلى اإلدارة‬
‫الفاعلة تحمل مسؤولية التواصل واالتصال مع بيئاتها الداخلية والخارجية‪ ،‬ففي إطار البيئة‬
‫الداخلية ينبغي تواصل اآلتي إلى أعضائها‪:‬‬

‫‪ -‬معلومات عن أداء المنظمة الحالي؛‬

‫‪ -‬رسالة المنظمة الحالية والمستقبلية وكذلك أهدافها وتطلعاتها الحالية والمستقبلية؛‬

‫‪ -‬رؤية واضحة عما ستكون عليه المنظمة في المستقبل وما ينبغي عليها إنجازه وأساليب‬
‫تحقيق ذلك؛‬

‫‪ -‬معلومات عن التقدم الذي حققته المنظمة على مدى سنوات عملها"‪.2‬‬

‫التخطيط ‪:‬يعد التخطيط من العمليات اإلدارية المهمة‪ ،‬فالتخطيط يساعد المنظمات على‬
‫اتخاذ الق اررات االستراتيجية في اإلدارة وبالتالي إعطاء صورة واضحة للمستقبل واإلعداد‬
‫الجيد له‪ ،‬مما يساعدها على إحداث التغيرات اإليجابية وذلك عن طريق تحديد األهداف‬
‫المراد تحقيقها بكل دقة والعمل في ضوئها‪ ،‬فالتخطيط يعد أساس نجاح كل عمل‪ ،‬فالعمل‬
‫المخطط له يفوق العمل العشوائي ويستطيع أن يقود المنظمات إلى التميز والنجاح ومسايرة‬
‫كل جديد دون تردد أو خوف‪.‬‬

‫بيتر دركر ‪،‬ترجمة ‪ ،‬الملحم إبراهيم علي ‪ :‬تحديات اإلدارة في القرن الواحد والعشرين‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الرياض‪ ،2004،‬ص‪.94‬‬
‫بشير عباس العالق‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.76‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪103‬‬
‫حيث يشير روبنسون وروبنسون إلى" أنه يجب أن يتم التغيير من خالل رؤية واضحة‬
‫ومفهومة من خالل منهج متكامل يبدأ بالتخطيط حتى يصل إلى التطبيق"‪.1‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬تواجه عملية التخطيط معوقات ومن أبرز تلك المعوقات ما أورده‬
‫السواط وآخرون وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪" -‬ضآلة أو ندرة المعلومات والبيانات اإلحصائية الضرورية؛‬

‫‪ -‬النقص في الكوادر البشرية المتخصصة؛‬

‫‪ -‬البيروقراطية والتعقيدات اإلدارية"‪.2‬‬

‫وبالرغم من أهمية التخطيط وما يحققه من مزايا للمنظمات‪ ،‬إال أن معظم المنظمات‬
‫تعاني من العشوائية في التخطيط وعدم االعتماد على خطط واستراتيجيات محكمة تساعدها‬
‫على مواجهة التحديات والتغيرات المتسارعة في جميع المجاالت واستيعاب التكنولوجية‬
‫الحديثة‪.‬‬

‫ويرى الحربي والرويلي "عدم وجود خطة معلوماتية شاملة يستطيع الجميع السير‬
‫بموجبها‪ ،‬وعدم وجود خطه شاملة موحدة لنشر الثقافة المعلوماتية على جميع المستويات "‪.3‬‬

‫تتجه بعض الدراسات إلى تحديد‪ ،‬ومحاولة حصر المعوقات اإلدارية في تطبيق اإلدارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬وترجعها إلى األسباب اآلتية‪:‬‬

‫• ''ضعف التخطيط والتنسيق على مستوى اإلدارة العليا لبرامج اإلدارة االلكترونية؛‬

‫دانا جاينس روبنسون‪ ،‬جيمس وروبنسون‪ :‬التغيير ‪ :‬أدوات تحويل األفكار الى نتائج‪ ،‬مركز الخبرات المهنية لإلدارة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫القاهرة‪ ، 2000 ،‬ص‪.22‬‬


‫ياسين سعد غالب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.73-72‬‬ ‫‪2‬‬

‫أحمد قالط الحربي‪ ،‬خالد عوض الرويلي‪ :‬األرشفة اإللكترونية ‪:‬األهداف والمعوقات‪ ،‬الكتاب التوثيقي لندوة الحاسب‬ ‫‪3‬‬

‫اآللي في االجهزة الحكومية ‪ :‬الواقع والتطلعات المنعقدة بمعهد اإلدارة العامة ‪ 23‬مارس‪ ،2003‬معهد اإلدارة العامة‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬ص ‪.224-223‬‬
‫‪104‬‬
‫• عدم القيام بالتغيرات التنظيمية المطلوبة إلدخال اإلدارة االلكترونية‪ ،‬من إضافة أو‬
‫دمج بعض اإلدارات‪ ،‬أو التقسيمات‪ ،‬وتحديد السلطات والعالقات بين اإلدارات‪،‬‬
‫وتدفق العمل بينها؛‬
‫• غياب الرؤية االستراتيجية الواضحة بشأن استخدام تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت‪ ،‬بما يخدم التحول نحو منظمات المستقبل االلكترونية؛‬
‫• المستويات اإلدارية والتنظيمية واعتمادها على أساليب تقليدية ‪ ،‬ومحاولة التمسك‬
‫بمبادئ اإلدارة التقليدية؛‬
‫• مقاومة التغيير في المنظمات‪ ،‬والمؤسسات الوطنية من طرف العاملين التي تبرز‬
‫ضد تطبيق التقنيات الحديثة خوفا على مناصبهم‪ ،‬ومستقبلهم الوظيفي''‪. 1‬‬

‫ومن جهة أخرى أصبح من الضروري على المنظمات االستعداد للدخول إلى عصر‬
‫المعلومات واالستفادة من التقنيات المتاحة‪ ،‬واإلسراع في رسم الخطط الالزمة للتحول إلى‬
‫العمل في البيئة اإللكترونية الجديدة‪.‬‬

‫كما يرى ‪ Turban& autres‬ضرورة "أن يكون هناك تخطيط استراتيجي لتكنولوجيا‬
‫المعلومات في المنظمات لكي تتمكن من تطوير ميزتها التنافسية والحفاظ على مركزها ‪،‬‬
‫ولتحقيق هذا الهدف يجب أن تقوم المؤسسات بالتفكير اإلبداعي ويتضمن ذلك بيئة‬
‫العمل الحالية وأهداف واستراتيجيات المنظمة‪ ،‬وفهم قدرات النظام الحالي والتطلع لكيف‬
‫يمكن لنظم المعلومات أن تنتج مميزات مستقبلية للمنظمة"‪.2‬‬

‫حمد قبالن آل فطيح‪ ":‬دور اإلدارة االلكترونية في التطوير التنظيمي باألجهزة األمنية دراسة مسحية على ضباط شرطة‬ ‫‪1‬‬

‫المنطقة الشرقية ‪ ، 43‬المملكة العربية السعودية ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ‪ ،‬الرياض ‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪. 42‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Turban& others: op. cit. p.521.‬‬
‫‪105‬‬
‫معوقات تتعلق باإلجراءات واألساليب اإلدارية‬

‫تشكل البيروقراطية واإلجراءات الروتينية لدى عدد كبير من المنظمات عائقا رئيسيا‬
‫عند تطبيق مفهوم اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬والتي تقوم باعتبارها منهج إداري حديث على تبسيط‬
‫اإلجراءات وكافة المعامالت اإلدارية‪ ،‬والعمل على أساس من الشفافية والمساواة‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى يرى ‪ Wigand‬ضرورة "أن تعد المنظمة نفسها لتستفيد من الفرص‬
‫التى من الممكن أن تتيحها لها تقنيات تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬واذا ما كيفت المنظمة‬
‫تصميمها البنائي وعملياتها اإلدارية بحيث تتوافق مع تكنولوجيا المعلومات فسيكون من‬
‫الممكن إدراك التأثير الكامل لهذه التكنولوجيا وبالتالي رفع مستوى الكفاءات وتحسين‬
‫اإلنتاجية"‪.1‬‬

‫وباإلضافة إلى ما سبق ‪ ،‬يتوجب على المنظمات التخلص من تلك اإلجراءات‬


‫التقليدية‪ ،‬واعادة هندسة الهياكل التنظيمية وجعلها هياكل مرنة تستوعب كل تغيير ؛ للدخول‬
‫بقوة إلى مجاالت الحياة اإللكترونية‪.‬‬

‫ويضيف غنيم "أنه ينبغي على المديرين استخدام الحاسب األلى لتبسيط إجراءات‬
‫العمل‪ ،‬عن طريق إلغاء بعض اإلجراءات المعقدة والروتينية‪ ،‬وتوفير إجراءات سريعة ودقيقة‬
‫لتأدية العمل والتخلص من بطء األنظمة التقليدية والمركزية في إجراءات العمل"‪.2‬‬

‫نقص الدورات التدريبية‪ :‬حتمت التغييرات التكنولوجية السريعة على الدول تدريب أفرادها‬
‫وتأهليهم للتعامل الفعال مع معطيات العصر التقني ‪ .‬حيث أن التطور التقني السريع في‬

‫‪1‬‬
‫‪WIGAND F.Dianne Lux: Information technology in organizations: Impact on structure, pepos‬‬
‫‪and tasks D.P.A. Arizona State University, United States, 1995, p.2.‬‬
‫أحمد علي غنيم ‪ :‬دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير العمل اإلداري ومعوقات استخدامها في مدارس التعليم العام للبنين‬ ‫‪2‬‬

‫بالمدينة المنورة‪ ،‬المجلة التربوية ‪،‬العدد‪، 81 :‬المملكة العربية السعودية‪ ، 2006،‬ص ‪.207‬‬

‫‪106‬‬
‫الحاسب اآللي من أهم العوامل التي وضعت الكثير من التحديات أمام العديد من اإلداريين‬
‫الستيعاب هذا التطور‪.‬‬

‫وهناك جملة من التحديات حول عملية التدريب في البالد العربية فيما يلي‪:‬‬

‫"‪-‬عدم وجود التمويل الكافي للتدريب واعادة التأهيل؛‬

‫‪-‬عدم توفير الوقت الكافي وتخصيصه بحيث يتم التدريب في نهاية الدوام الرسمي أو‬
‫مكان العمل مما يسهم في تشتيت اهتمام المتدربين؛‬

‫‪ -‬ال يتم التدريب بموجب خطة وانما بشكل عشوائي"‪.1‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬المعوقات السياسية والقانونية‬

‫أما فيما يخص المعوقات السياسية والقانونية فتشمل ما يلي‪:‬‬

‫• "غياب اإلرادة السياسية الفاعلة‪ ،‬والداعمة إلحداث نقلة نوعية في التحول نحو‬
‫اإلدارات االلكترونية‪ ،‬وتقديم الدعم السياسي الالزم إلقناع الجهات اإلدارية بضرورة‬
‫تطبيق التكنولوجيا الحديثة ومواكبة العصر الرقمي؛‬
‫• غياب هيئات على مستويات عليا في األجهزة الحكومية تتبادل تشاور سياسي‪،‬‬
‫وتنظر في تقارير اللجان المكلفة بتقويم برامج التحول االلكتروني ‪ ،‬التخاذ الق اررات‬
‫الالزمة لرفع مؤشر الجاهزية االلكترونية وترقيته؛‬
‫• عدم وجود بيئة عمل الكترونية محمية وفق اطر قانونية ‪ ،‬تحدد شروط التعامل‬
‫االلكتروني مثل غياب تشريعات قانونية تحرم اختراق ‪ ،‬وتخريب برامج اإلدارة‬
‫االلكترونية ‪ ،‬وتحدد عقوبات رادعة لمرتكبيها"‪.2‬‬

‫محمد حسين شعبان‪ :‬التحديات المعاصرة أمام الموارد البشرية العربية وسبل التغلب عليها ‪ ،‬دورية معهد اإلدارة العامة ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫العدد ‪، 4‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،2006 ،‬ص ‪.670-669‬‬


‫حمد قبالن آل فطيح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪107‬‬
‫إضافة إلى اإلشكاالت التي تطرح في ظل التحول نحو شكل التوقيع االلكتروني وحجية‬
‫اإلثبات في المراسالت االلكترونية‪ ،‬وصعوبة معرفة المتعاملين عبر الشبكات‪ ،‬في ظل غياب‬
‫تشريع قانوني يؤدي إلى التحقق من هوية العميل‪ ،‬وكل ما يتعلق بعنصر الخصوصية‪،‬‬
‫والسرية في التعامالت االلكترونية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المعوقات المالية‪ ،‬التقنية‪ ،‬البشرية واألمنية‬

‫لقد أحدثت تكنولوجيا المعلومات المعاصرة تقدما واضحا في العديد من الدول المتقدمة‪،‬‬
‫وكان لها دور إيجابي على شعوبها‪ ،‬فعن طريق هذه التقنية وتطبيقاتها يمكن وضع‬
‫المنظمات في موقع تنافسي عن طريق توظيفها في إداراتها ومؤسساتها‪ ،‬وبالمقابل يالحظ‬
‫على بعض الدول أنها لم تستطع االستفادة من إمكانيات التقنية وذلك بسبب وجود معوقات‬
‫مالية‪ ،‬تقنية‪ ،‬بشرية وأمنية تقف عائق في سبيل أي تقدم في المجال المعلوماتي‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬المعوقات المالية والتقنية‬

‫حيث تتمحور حول‪:‬‬

‫• "ارتفاع تكاليف تجهيز البنى التحتية لإلدارة االلكترونية‪ ،‬وهو ما يحد من تقدم مشاريع‬
‫التحول االلكتروني؛‬
‫• قلة الموارد المالية لتقديم برامج تدريبية‪ ،‬واالستعانة بخبرات معلوماتية في ميدان‬
‫تكنولوجيا المعلومات ذلك كفاءة عالية؛‬
‫• ضعف الموارد المالية المخصصة لمشاريع اإلدارة االلكترونية‪ ،‬ومشكل الصيانة‬
‫التقنية لبرامج اإلدارة االلكترونية؛‬
‫• صعوبة الوصول المتكافئ لخدمات شبكة االنترنت‪ ،‬نتيجة ارتفاع تكاليف االستخدام‬
‫لدى الكثير من األفراد"‪.1‬‬

‫حمد قبالن آل فطيح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪108‬‬
‫إلى جانب ذلك توجد معوقات فنية تتعلق بتكنولوجيا المعلومات على مستويات عديدة‪:‬‬

‫• " ضعف البنية التحتية األساسية في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت؛‬


‫• سرعة التغيير الحاصل في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وصعوبة مسايرتها في‬
‫الوقت الذي يبحث فيه االفراد عن االستقرار النسبي في توفير التقنية المتشابكة والمتكاملة‬
‫ومحاولة احاللها كاملة في وقت واحد وخاصة على مستوى اإلدارة العمومية؛‬
‫• عدم جاهزية اإلدارات العمومية من ناحية أمن المعلومات‪ ،‬والمتعلقة بالجرائم االلكترونية‬
‫على غرار الجرائم التي تستهدف الحواسيب والشبكات التي تتضمن االختراق و الولوج غير‬
‫المرخص للحواسيب والشبكات وتخريب البيانات والحواسيب ونظم المعلومات وانشاء البرامج‬
‫الخبيثة وغيرها‪ ،‬وكذا جرائم االحتيال والسرقة للبيانات والمعلومات الخاصة بالغير‪ ،‬وقرصنة‬
‫برامج النظم‪ ،‬باإلضافة الى جرائم التزوير المتعلقة بالهوية والبريد االلكتروني والسجالت‬
‫االلكترونية وصوال إلى ما هو أخطر من ذلك والمتعلقة بجرائم ضد أعمال اإلدارات العمومية‬
‫للحصول على معلومات سرية تندرج تحت ما يعرف باإلرهاب االلكتروني؛‬
‫• ت فاقم مشكل الفجوة الرقمية وهي أهم المعوقات التكنولوجية ألن المواطنين الذين ال‬
‫يستطيعون النفاذ الى االنترنيت ال يمكنهم االستفادة من الخدمات االلكترونية"‪.1‬‬

‫حدد السالمي مجموعة من المعوقات التقنية التي تعيق االستفادة من تطبيقات اإلدارة‬
‫اإللكترونية كما يلي‪:‬‬

‫"‪-1‬عدم وجود بنية تحتية متكاملة على مستوى الدولة مما يعرقل تطبيق اإلدارة اإللكترونية‬
‫في مؤسساتها؛‬

‫‪-2‬اختالف القياس والمواصفات باألجهزة المستخدمة داخل المكتب الواحد مما يشكل‬
‫صعوبة بالربط بينها؛‬

‫‪1‬‬
‫‪Edwin LAU: Principaux enjeux de l’administration électronique, revue française‬‬
‫‪d’administration public, n°110, école nationale d’administration, Paris, p 227.‬‬
‫‪109‬‬
‫‪-3‬عدم وجود وعي حاسوبي ومعلوماتي عند بعض اإلداريين"‪. 1‬‬

‫ومن أهم أسباب محدودية استخدام االنترنت والتي اوردها كل من قنديلجي والسامرائي‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫"‪-1‬هدم إنجاز البنى التحتية والشبكات المطلوبة لالتصاالت؛‬

‫‪-2‬قلة الوعي بما تتيحه الشبكة من فرص معرفية وبحثية واستثمارية؛‬

‫‪-3‬محدودية انتشار واستخدام أجهزة الحواسيب في المجاالت الحياتية المختلفة ؛‬

‫‪-4‬ارتفاع كلف االشتراك أحيانا؛‬

‫‪-5‬معوق اللغة ‪ ،‬خاصة وأن معظم الموارد والمعلومات الموجودة على الشبكة هي باللغة‬
‫االنجليزية؛‬

‫يقابل ذلك قلة في المواقع العربية المتوفرة فيها"‪.2‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬المعوقات البشرية واألمنية‬

‫تعد العناصر البشرية من أبرز العناصر التي تقود مجتمعاتها إلى تحقيق التقدم والرقي‬
‫في مختلف المجاالت‪ ،‬إال أن النقص في عدد األفراد المؤهلين للتأقلم مع البيئة الرقمية‪،‬‬
‫أصبح أمر تعاني منه أغلب الدول وباألخص الدول النامية‪ .‬ويؤكد كال من & ‪Jessup‬‬
‫‪" Valacich‬أن النقص في الموارد البشرية المؤهلة للتعامل مع العصر الرقمي يعد معوقا‬
‫يواجه المؤسسات عن ممارستها للتكنولوجية الحديثة "‪.3‬‬

‫محمد عالء عبد الزاق السالمي و حسين عالء عبد الزاق السالمي‪ :‬شبكات اإلدارة اإللكترونية ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل‬ ‫‪1‬‬

‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2005،‬ص ‪.238-237‬‬


‫عامر ابراهيم قنديليجي وايمان فاضل السامرائي ‪ :‬تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،2002،‬ص ‪.242‬‬


‫‪3‬‬
‫‪JESSUP Leonard & VALACICH Joseph: Information systems today: managing in the digital‬‬
‫‪world, Washington State University, United States, (2006), p.131.‬‬
‫‪110‬‬
‫ومن أبرز تلك المعوقات البشرية ما يلي‪:‬‬

‫األمية المعلوماتية ‪:‬يعرف قنديلجي والسامرائي األمية التكنولوجية عبارة عن "جهل عدد غير‬
‫قليل من أفراد المجتمع بالتطورات التكنولوجية الحديثة وعدم معرفتهم التعامل معها‬
‫واستخدامها "‪. 1‬‬

‫يرى السالمي والسليطي " أن المجتمع العربي يعاني من أمية مخفية في التعامل مع‬
‫الحاسوب‪ ،‬والقضاء عليها يحتاج لتضافر الجهود من المؤسسات الحكومية والخاصة إلبراز‬
‫أهمية الحاسوب ودور في نهضة األمم‪ ،‬وهناك العديد من األسباب التقنية والعلمية لهذا‬
‫الغياب منها‪:‬‬

‫‪-‬التباين من نظام ألخر مما يصعب مهمة تبادل الرسائل والملفات؛‬

‫‪-‬الجهل نتيجة لعدم متابعة التطورات في مجال الحاسوب؛‬

‫‪-‬البنية التحتية للشبكات المحلية وأنظمة االتصاالت ضعيفة هزيلة ‪ ،‬نظ ار لقدم المواصالت‬
‫الهاتفية أو األنظمة المستخدمة أو لعدم وجود خادمات قوية مناسبة ‪ ،‬ولعدم وجود صيانة أو‬
‫تحديث مستمر للشبكة ؛‬

‫‪-‬عدم وجود مراكز بحوث عربية موثقة أو اعتمادها كمصدر متجدد للمعلومات على‬
‫المستوى اإلقليمي؛‬

‫‪-‬التجاهل لهذه الثورة خوفا من سلبياتها"‪.2‬‬

‫ويتطلب ذلك وضع الحلول المناسبة للتغلب على األمية المعلوماتية‪ ،‬ومن أهم تلك‬
‫الحلول ما ذكره كال من قندليجي والسامرائي فيما يأتي‪:‬‬

‫عامر ابراهيم قنديليجي وايمان فاضل السامرائي ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬ ‫‪1‬‬

‫عالء عبدالزاق السالمي وخالد البراهيم السليطي‪ :‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار وائل‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2008 ،‬ص ‪.274-272‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ "-‬نشر المعرفة التكنولوجية تتطلب تضافر الجهود من قبل جهات عدة؛‬

‫‪ -‬مواكبة التطورات الحاصلة في مجال تكنولوجيا المعلومات؛‬

‫‪ -‬البد من التأكد بأن تكنولوجيا المعلومات وفي مقدمتها الحواسيب ليست غاية في حد‬
‫ذاتها‪ ،‬بل إنها وسيلة لتحقيق غاية أو غايات أخرى هي التطور والتقدم"‪.1‬‬

‫العائق اللغوي‪ :‬يشير داود إلى"أن من القيود التي تحد حاليا من انتشار استخدام الشبكة في‬
‫العالم العربي هو قيد اللغة فالبد لمن يستخدم الشبكة أن يتقن اللغة اإلنجليزية‪ .‬وال يمكن أن‬
‫يستغني المستخدم العربي تماما عن معرفة اللغة اإلنجليزية‪ ،‬حيث أنه حتى اآلن ما يزيد عن‬
‫‪ 95 %‬من المعلومات المنشورة هي معلومات باللغة اإلنجليزية"‪.2‬‬

‫مقاومة التغيير والخوف منه‪ :‬تعد مقاومة التغيير والتجديد من أهم المعوقات التي تواجه‬
‫معظم المنظمات وذلك عندما يجهل األفراد الهدف من التغيير وطبيعته وكذلك الخوف من‬
‫فقدان مراكزهم ووظائفهم الحالية‪ ،‬مما يجعلهم يقاوموا كل تغيير داخل منظماتهم‪ ،‬ويعرف‬
‫روبنسون وروبنسون التغيير بأنه "التحرك من الوضع الحالي الذي نعيشه إلى وضع مستقبلي‬
‫أكثر كفاءة وفاعلية‪ ،‬وبالتالي فالتغيير هو تلك العملية التي نتعلم فيها ونكشف األمور بصورة‬
‫مستمرة"‪.3‬‬

‫وهناك العديد من المعوقات التي تحد وتمنع حدوث التغيير أوردها اللوزي فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬التناقض بين حاجات التنظيم وأهدافه؛‬

‫‪ -‬التناقض بين حاجات األفراد ورغباتهم؛‬

‫‪ -‬الصعوبة في توزيع الصالحيات والمسؤوليات ومهام العمل؛‬

‫عامر ابراهيم قنديليجي وايمان فاضل السامرائي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.57-56‬‬ ‫‪1‬‬

‫حسن طاهر داود ‪ :‬أمن شبكات المعلومات‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،2004 ،‬ص ‪.360‬‬ ‫‪2‬‬

‫دانا جاينس روبنسون‪ ،‬جيمس وروبنسون‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪112‬‬
‫‪ -‬عدم توفر درجة عالية من المرونة في بيئات األعمال؛‬

‫‪ -‬صعوبة تحريك أو توجيه بعض القيم واألنماط السلوكية؛‬

‫‪ -‬عدم وجود تخطيط مسبق الستغالل حدوث التغيير"‪.1‬‬

‫أما فيما يخص المهددات األمنية‪:‬‬

‫ومما هو جدير بالذكر في هذا الصدد‪ ،‬أن قضية توفير بيئة إلكترونية آمنة‪ ،‬وحماية‬
‫المعلومات والمحافظة على سريتها باتت تشغل الكثير من المنظمات‪ ،‬فاألمن المعلوماتي‬
‫والفيروسات واالختراقات بكافة أشكالها أصبحت خط ار يهدد كثير من المنظمات ويمكن‬
‫توضيح هذه المعوقات بشيء من التفصيل فيما يلي‪:‬‬

‫األمن المعلوماتي ‪:‬أدى االستخدام الواسع لتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وزيادة شبكات االتصاالت‬
‫والمعلومات بشكل مذ هل في اآلونة األخيرة‪ ،‬إلى ايجاد أنظمة وأساليب تحمي المعلومات‬
‫من االختراق والتخريب بأي شكل من االشكال‪ .‬ويؤكد السالمي والسالمي" أنه كلما ازداد‬
‫استخدام الحواسيب زادت الحاجة إلى حماية المعلومات المخزونة فيه‪ ،‬وأصبح أمن‬
‫المعلومات رسالة مهمة للشركات واالفراد‪ ،‬حيث واجهوا الحاجة إلى حماية الخصوصية للفرد‬
‫وتحديد الوصول الى البيانات ومنع االختراقات"‪.2‬‬

‫وذكر ‪ Norris & autres‬بأن عنصر األمن والثقة يعد من أهم العناصر في أي‬
‫تعامل الكتروني‪ ،‬كما تعد من أكبر العوائق في العمل اإللكتروني والتي يعاني منها أغلب‬
‫دول العالم"‪.3‬‬

‫موسى اللوزي ‪ :‬التنمية اإلدارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ، 2002،‬ص ‪.253‬‬ ‫‪1‬‬

‫عالء عبد الزاق محمد السالمي وحسين عالء عبد الزاق السالمي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪NORRIS Mark & WEST Steve & GAUGHAN Kevin: e-Business Essentials: Technology and‬‬
‫‪Network Requirements for the Electronic Marketplace, Wiley, United States, 2000, p.104.‬‬
‫‪113‬‬
‫باإلضافة الى ما سبق‪ ،‬فإن المخاطر التي تواجه خصوصية البيانات الخاصة باألفراد‬
‫في كافة التعامالت اإللكترونية آمنة‪ ،‬وفي هذا الصدد أشار السالمي والسليطي إلى" أهم‬
‫مرتكزات الحماية التكاملية لخصوصية المعلومات في البيئة الرقمية وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪-1‬البعد التقني ويتضمن ذلك توفير أدوات حماية تقنية تتيح للمستخدم التعامل مع‬
‫البيئة الرقمية بقدر من الثقة واألمن؛‬

‫‪-2‬البعد القانوني ويتمثل في توفير التشريعات الالزمة لتنظيم مسائل الحماية؛‬

‫‪-3‬البعد التوعوي للحماية ويتضمن تثقيف وتوعية اإلفراد بالمخاطر التي تتعرض لها‬
‫البيانات والتعرف على أهم الوسائل الالزمة لضمان حمايتها"‪. 1‬‬

‫االختراق ‪:‬يعرف الجنبيهي المخترق بأنه هو " شخص لديه القدرة على التعامل مع أنظمة‬
‫الحاسب اآللي والشبكات بحيث تكون له القدرة على تخطي أي إجراءات أو أنظمة حماية‬
‫اتخذت لحماية تلك الحاسبات أو الشبكات ‪ . " 2‬كما يصنف الجنبيهي هذا االختراق إلى‬
‫ثالثة انواع ‪:‬اختراق األجهزة‪ ،‬اختراق الموقع‪ ،‬اختراق البريد ‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬البد من التأكيد على قضية أساسية وهى حماية المعلومات المنظمة‬
‫واستراتيجيتها والحفاظ عليها والتعامل معها بشكل سري ووفق ضوابط محددة وذلك لحمايتها‬
‫من االختراقات ومن المتطلبات الالزمة لتحقيق هذا الغرض‪:‬‬

‫"‪-‬األمن‪ :‬وهى حماية قاعدة البيانات من التخريب واالختراق؛‬

‫‪-‬التكامل ‪ :‬وهي حماية أجهزة الحواسيب والنظم المتصلة بها من الخطار الخارجية ؛‬

‫‪-‬السرية ‪ :‬وتعني عدم افشاء المعلومات من قبل المستفيدين من النظام وتطبق عليهم‬
‫النواحي القانونية في حالة مخالفة ذلك؛‬

‫محمد عالء عبدا ل ازق السالمي وخالد البراهيم السليطي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.305‬‬ ‫‪1‬‬

‫منير محمد الجنبيهي‪ :‬أمن المعلومات اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص‪.28‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪114‬‬
‫‪-‬التزامن ‪ :‬وهو ضمان استمرار دقة المعلومات عند إجراء التحديثات عليها "‪.1‬‬

‫• التخوف من التقنية وعدم االقتناع بالتعامالت االلكترونية‪ ،‬خوفا عن ما يمكن أن تؤديه‬


‫من مساس وتهديد لعنصر ي األمن والخصوصية في الخدمات الحكومية‪.‬‬

‫و" يمثل فقدان اإلحساس باألمان تجاه الكثير من المعامالت االلكترونية‪ ،‬مثل‬
‫التحويالت االلكترونية والتعامالت المالية عن طريق بطاقات االئتمان‪ ،‬أحد المعوقات األمنية‬
‫التي تواجه تطبيق اإلدارة االلكترونية‪ ،‬حيث من مظاهر أمن المعلومات بقاء المعلومات‬
‫وعدم حذفها أو تدميرها"‪. 2‬‬

‫وجدير بالذكر أن تحقيق األمن المعلوماتي يرتكز على ثالث عناصر أساسية هي‪:‬‬

‫"العنصر المادي ‪ :‬من خالل توفير الحماية المادية لنظم المعلومات‬


‫العنصر التقني ‪ :‬باستخدام التقنيات الحديثة في دعم وحماية أمن المعلومات‪.‬‬
‫العنصر البشري ‪ :‬بالعمل على تنمية مهارات ‪ ،‬ورفع قدرات ‪ ،‬و خبرات العاملين في‬
‫هذا المجال" ‪.3‬‬

‫لكن اإلشكال الذي يحتاج إلى نقاش هو كيف يمكن تحقيق التنسيق‪ ،‬واالنسجام بين هذه‬
‫العناصر‪ ،‬في ظل التباين بين محددات كل عنصر منها ‪ ،‬خاصة أمام مشكل الفجوة‬
‫الرقمية‪ ،‬وضعف مؤشرات الجاهزية ‪ ،‬وتباين مستوى التقدم التقني بين دول متقدمة وأخرى‬
‫نامية‪.‬‬

‫منير محمد الجنبيهي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪1‬‬

‫بدر بن محمد المالك ‪ " :‬األبعاد اإلدارية واألمنية لتطبيقات اإلدارة االلكترونية في المصارف السعودية ‪ ،‬دراسة مسحية "‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫رسالة ماجستير في العلوم اإلدارية غير منشورة ‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ‪ ،‬الرياض ‪ ، 2007 ،‬ص‪. 43‬‬
‫منصور بن سعد القحطاني‪ ":‬مهددات األمن المعلوماتي وسبل مواجهتها دراسة مسحية على منسوبي مركز الحاسب‬ ‫‪3‬‬

‫اآللي بالقوات البحرية الملكية السعودية بالرياض "‪ ،‬الرياض ‪ ، 2008 ،‬ص‪.13‬‬
‫‪115‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التجربة الكندية الكبيكية ‪ :‬تطبيق مثالي لإلدارة اإللكترونية‬
‫تمثل اإلدارة االلكترونية تحوال شامال في المفاهيم والنظريات واألساليب واإلجراءات‬
‫والهياكل والتشريعات التي تقوم عليها اإلدارة التقليدية‪ ،‬وهي ليست بوصفة جاهزة أو خبرة‬
‫مستوردة يمكن نقلها وتطبيقها فقط بل أنها عقلية معقدة ونظام متكامل من المكونات التقنية‬
‫والمعلوماتية والمالية والتشريعية والبيئية والبشرية وغيرها‪ .‬وبالتالي البد من وضع آليات‬
‫لالنتقال الناجح وهو ما سعت إليه الكيبيك (المطلب األول) حيث تم وضع استراتيجيات وخطط‬
‫تأسيسية‪ ،‬توفير البيئة التحتية لإلدارة االلكترونية‪ ،‬تطوير التنظيم اإلداري والخدمات‬
‫والمعامالت الحكومية وفق تحول تدريجي‪ ،‬التعليم والتدريب للعاملين والنوعية والتثقيف‬
‫للمتعاملين ‪،‬إصدار التشريعات الضرورية وتحديثها‪ ،‬أمن وحماية المعلومات في اإلدارة‬
‫االلكترونية‪.‬‬

‫هذا ما مكن الحكومة الكيبيكية من توفير كم هائل من الخدمات االلكترونية للمواطنين‬


‫والمؤسسات (المطلب الثاني)‪ .‬حيث يعبر نجاح اإلدارة االلكترونية الكيبيكية بتوفر اإلمكانيات‬
‫والعوامل الالزمة للتحول نحو اإلدارة االلكترونية (المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬آليات االنتقال نحو إدارة الكترونية‬


‫أدركت الحكومة الكندية منذ منتصف التسعينيات في خططها من أجل إعادة تجديد‬
‫خدماتها الدور الرئيسي الذي تلعبه التكنولوجيا في تحسين مستوى تقديم الخدمات‪ ،‬فأعدت‬
‫مختلف االستراتيجيات والمبادرات لتحقيق هذا الغرض من خالل ما يلي‪:1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ryad Titah : Utilisation et Impact du Gouvernement Électronique au Niveau Municipal, Thèse‬‬
‫)‪présentée à HEC Montréal en vue de l’obtention du grade de Doctorat en philosophie (Ph.D‬‬
‫‪en administration, option technologies de l’information, HEC Montréal, 2010, p135.‬‬
‫‪116‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬إطالق مبادرة وضع الخدمات والمعلومات الحكومية على شبكة اإلنترنت‬
‫والتي تهدف إلى تمكين الكنديين من الوصول إلى المعلومات والخدمات الحكومية‪.‬‬

‫❖ يتولى رؤساء المقاطعات والمؤسسات العمومية عملية التنسيق مع مدراء مراكز‬


‫المعلومات في كل المقاطعات بما فيها الكيبيك‪ ،‬ومجلس تكنولوجيا المعلومات ‪Le‬‬
‫)‪،Conseil des sciences, de la technologie et de l'innovation (CSTI‬‬
‫فيما يتعلق بتسهيل مهام وصول المواطنين الى المعلومات الحكومية ‪ ،‬إضافة الى ذلك‬
‫تنظيم المعلومات ‪ ،‬وتقنينها على أساس نوع الخدمة المطلوبة ‪ ،‬وليس على أساس‬
‫المقاطعة‪.‬‬
‫❖ العمل على تحديد أولويات الخدمات الحكومية التي تالمس حاجات عامة الناس‬
‫‪ ،2003‬مع ضرورة أن يتولى رؤساء اإلدارات العليا متابعة رئيس المقاطعة ‪،‬‬
‫والموازنة ‪ ،‬والوقوف على تقدم العمل في االدارات المعنية‪.‬‬
‫❖ اعتماد المقاطعات كافة أسلوب التجارة االلكترونية‪ ،‬حيثما كان ذلك مناسبا في عمليات‬
‫تأمين احتياجاتهم‪ ،‬وهو ما يساهم في تدني كلفة دافعي الضرائب‪.‬‬
‫❖ إنشاء عنوان بريد الكتروني لمختلف الو ازرات واالدارات‪ ،‬وبذلك تتم إتاحة فرصة‬
‫االتصال عليه من عامة المواطنين‪.‬‬
‫❖ على كل الوزراء السيما وزراء الصحة ومختلف الخدمات االجتماعية‪ ،‬والمالية‪ ،‬وكذا‬
‫شؤون المحاربين القدامى والزراعة‪ ،‬ورئيس مؤسسة الضمان االجتماعي‪ ،‬ومدير إدارة‬
‫الطوارئ ‪ ،‬وضع قائمة شاملة لجميع أنواع الخدمات ‪ ،‬والمساعدات العينية ‪ ،‬والمالية‬
‫المتوفرة من خالل االستخدام الخاص ‪ ،‬واآلمن لشبكة االنترنت‪.‬‬
‫❖ تكثيف الدورات التدريبية في كافة المقاطعات‪ ،‬من اجل االرتقاء في استخدام شبكة‬
‫االنترنت‪ ،‬وتشجيع األفكار في مجال استخدامها ‪ ،‬واالطالع على التجارب والتطبيقات‬
‫المتقدمة ‪ ،‬ودراسة اآلراء والمواقف بصددها من قبل كافة المستخدمين لها‪ .‬ومواصلة‬
‫للدعم الرامي الى تحقيق تحول الكتروني‪ ،‬وخدمات عمومية الكترونية ‪ ،‬أصدرت اإلدارة‬

‫‪117‬‬
‫العمومية للخدمة في الحكومة االلكترونية ق ار ار بتحويل جميع المعامالت الخاصة‬
‫بالسفر والحجز وغيره ‪ ،‬الى خدمات سفريات الكترونية بشكل موحد على مستوى‬
‫الدولة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬وضع استراتيجية لتوجيه إدارة تكنولوجيا المعلومات‬

‫بحيث تضمنت نظرة شمولية وخططا موجهة تركز على المواطن أوال من حيث نوعية‬
‫الخدمات التي تلبي احتياجاته‪ ،‬وتحدد األولويات المساعدة على زيادة االستثمارات في إدارة‬
‫تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وهذا في اتجاه إنشاء نموذج حكومي إلكتروني متعاون ومتكامل‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ُ ،‬وضع تحت تصرف كل المسؤولين والمواطنين دليال‪ 1‬حول الحكومة‬
‫االلكترونية يتضمن كل التفاصيل حو إدارة الكترونية كيبيكية ووضع نموذج نظام للحكومة‬
‫االلكترونية‪.2‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬توفير القوانين والسياسات في مجال المعامالت اإلجرائية مع جمهور‬


‫المستفيدين من الخدمات االلكترونية‪.‬‬

‫يحظى المحور التشريعي والقانوني في تطبيقات اإلدارة العمومية االلكترونية باهتمام‬


‫بالغ ‪ ،‬خاصة وان التحول من شكل النظم االدارية التقليدية ‪ ،‬الى نموذج الكتروني يقتضي‬
‫النهوض إليجاد ترسانة تشريعية ‪ ،‬تغطي كافة المعامالت واالجراءات االدارية الجديدة ‪،‬‬
‫وتحقيقا لهذا المسعى بادرت الحكومة الكندية الكيبكية باستحداث جوانب تشريعية ‪ ،‬تواكب‬
‫التحول االلكتروني المزمع الوصول اليه ضمن استراتيجية الكترونية ‪ ،‬تمثل صحة التبادل‬
‫االلكتروني واتمام المعامالت االدارية عن بعد ‪ ،‬بواسطة شبكات االتصال االنترانت و‬
‫االنترنت‪.‬‬

‫يمكنك االطالع على الدليل في لموقع الموالي‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪http://www.cefrio.qc.ca/media/uploader/GuideGouvernementenligne.pdf .‬‬
‫عد الى الملحق ‪.12‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪118‬‬
‫‪1‬‬
‫القسم األول‪ :‬قانون اإلدارة العمومية‬

‫تم اصدار هذا القانون في ماي ‪ 2000‬الذي تضمن باألساس تطوير الخدمات العمومية‪.‬‬
‫وفي إطار الموارد اإلعالمية والتكنولوجية‪ ،‬فان القانون أوجب تسييرها بما يتناسب مع ما يلي‪:2‬‬

‫• استعمال وبصفة فعالة تكنولوجيات االعالم واالتصال كوسيلة لتسيير الموارد‬


‫البشرية‪ ،‬المالية والمادية؛‬
‫• المساهمة في الوصول إلى أهداف تبسيط وتوفير الخدمات للمواطنين؛‬
‫• تشجيع التعاون بين الو ازرات والمنظمات وتبادل الخبرات والموارد فيما بينها‪.‬‬

‫وجاء هذا القانون على أساس ان تكنولوجيات االعالم واالتصال ستكون بمثابة تجسيد‬
‫اإلطار الجديد للتسيير‪ ،‬حيث تقدم للمسيرين مختلف الوسائل لتحليل الحاالت بطريقة سريعة‬
‫وتقليص البيروقراطية‪ .‬كما ينص على استعمال التكنولوجيا بهدف تسهيل واتاحة الخدمات‬
‫للمواطنين والمؤسسات‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬القانون المتعلق باإلطار القانوني لتكنولوجيات االعالم‬

‫يوضح القانون المتعلق باإلطار القانوني لتكنولوجيات االعالم‪ ،‬النظام القانوني للوثائق‪،‬‬
‫مهما كان مصدرها‪ .‬ويستند القانون على الوثيقة لكونها الوسيلة المشتركة بين الكتابة على‬
‫الورق والكتابة على وسائل اإلعالم الناتجة عن استخدام تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Loi‬‬ ‫‪sur‬‬ ‫‪l’administration‬‬ ‫‪publique,‬‬ ‫‪L.R.Q.,‬‬ ‫‪c.‬‬ ‫‪A-6.01,‬‬ ‫<‬
‫‪http://www.canlii.org/qc/loi/a6.01/tout.html >.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Pierre Trudel : Améliorer la protection de la vie privée dans l’administration électronique,‬‬
‫‪université de Montréal, 2003.‬‬
‫‪3‬‬
‫<‪Loi concernant le cadre juridique des technologies de l’information, L.Q. 2001 c. 32,‬‬
‫‪http://www.autoroute.gouv.qc.ca/loi_en_ligne/index.html>.‬‬

‫‪119‬‬
‫يتمثل الهدف األول لهذا القانون في ضمان األمن القانوني لالتصاالت بين األشخاص‬
‫والجمعيات والدولة من خالل الوثائق بغض النظر عن مصدرها (كتابية او الكترونية)‪ .‬كما‬
‫يحدد االحتياطات الواجب اتخاذها للحفاظ على الصالحية القانونية للوثائق طوال دورة حياتها‪.‬‬

‫وينص القانون المتعلق باإلطار القانوني لتكنولوجيات االعالم أيضا على توافق القواعد‬
‫القانونية وتطبيقها على االتصاالت عن طريق وثائق المتواجدة على حامل يتطلب االستعانة‬
‫بتكنولوجيا المعلومات‪ .‬ويغطي جميع الوسائل سواء كانت إلكترونية أو مغناطيسية أو بصرية‪،‬‬
‫أو السلكية أو غيرها‪ ،‬أو مزيج من التقنيات‪.‬‬

‫ويكمن الهدف الثالث للقانون في تحقيق التكافؤ الوظيفي بين الوثائق وقيمتها القانونية‪،‬‬
‫أيا كان مصدرها‪ .‬ويشير القانون كيفية انتقال األوضاع القانونية المعروفة في عالم الوثائق‬
‫الورقية إلى عالم افتراضي حيث يتم استخدام الوثائق على أساس التكنولوجيا‪ .‬ويرتكز على‬
‫مختلف المهام التي تقوم بها مختلف عمليات إنتاج وتداول الوثائق وبالتالي يستعمل مصطلح‬
‫"التكافؤ الوظيفي" (التكافؤ فيما يتعلق بالمهام الموكلة)‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬التوقيع على وثيقة‬
‫يهدف الى تسجيل ارادة الموقع والتعريف به‪ .‬لذلك‪ ،‬يحدد القانون كيفية الحصول على هذه‬
‫الهوية والتعبير عن الرضا عند استعمال الوثائق االلكترونية‪.‬‬

‫وينص القانون المتعلق باإلطار القانوني لتكنولوجيات االعالم أيضا على شروط لضمان‬
‫التواصل بين شخص أو جمعية أو مؤسسة أو دولة ووثيقة الكترونية وبأي وسيلة تربط بينه بما‬
‫في ذلك التوقيع‪ ،‬أو تسمح بالتعريف بهم وان تطلب األمر تحديد مكانهم‪ ،‬أي التصديق‪.‬‬

‫ان استخدام الوثائق االلكترونية يفترض أن هذه الوثائق تحكمها معايير‪ ،‬تقنيات أو غير‬
‫ذلك‪ .‬ويجب اتباع هذه المعايير إذا أردنا تحقيق النتيجة المرجوة من حيث النزاهة واألمن‬
‫والسرية‪ .‬يحدد القانون آلية لضمان اتخاذ إجراءات متضافرة من أجل مواءمة النظم والمعايير‬
‫التقنية التي تمكن من االتصال من خالل الوثائق االلكترونية والتوافق بين الحوامل او المصادر‬
‫وتكنولوجيا المعلومات‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫‪1‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬قانون االطالع على وثائق الهيئات العمومية وحماية المعلومات الشخصية‬

‫يحدد هذا القانون لديها عنص ار هاما لحماية المعلومات الشخصية المحفوظة من قبل‬
‫االدارات العمومية والذي ال بد أن يؤخذ بعين االعتبار في تحديد التوجهات‪.‬‬

‫وفي خضم ذلك‪ ،‬فإن مبادئ اإلدارة المطبقة‪ ،‬حين تصبح المعلومات الشخصية الزمة‪،‬‬
‫وعندما ال يوفر هذا القانون أي استثناء‪ ،‬تكون كما يلي‪:‬‬

‫✓ القدرة على إثبات الحاجة إلى المعلومات المطلوبة؛‬


‫✓ وضع حد الستحواذ (وبالتالي استخدام) المعلومات للمدة الالزمة ولألغراض المحدد‬
‫مسبقا؛‬
‫✓ تقييد الكشف عن المعلومات الشخصية لطرف ثالث إال بموافقة الشخص أو بنص من‬
‫لقانون؛‬
‫✓ ضمان الحفاظ على جودة البيانات الشخصية؛‬
‫✓ اتخاذ التدابير األمنية المناسبة لضمان سرية المعلومات؛‬
‫✓ توفير تسيير شفاف للمعلومات الشخصية‪ ،‬بما في ذلك تزويد المواطنين الحق في التطلع‬
‫على ملفاتهم وفرصة لتعديل المعلومات غير الدقيقة أو الناقصة؛‬
‫✓ تحمل مسؤولية عن معالجة البيانات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الخدمات االلكترونية‬


‫تعتبر المواقع اإللكترونية المخصصة لتقديم الخدمات العامة للجمهور في كندا ‪،‬‬
‫إحدى اآلليات الهامة في تقريب اإلدارة من المواطن ‪ ،‬وترقية الخدمات العمومية ‪ ،‬عن‬
‫طريق تحقيق التواصل اآلني بين المؤسسات العامة والجماهير ‪ ،‬وتقدم الحكومة الكندية‬
‫الكيبكية موقعا إلكترونيا خاصا بالحكومة اإللكترونية ‪ ،‬يحتوي على جملة من الخدمات ‪ ،‬إذ‬

‫‪1‬‬
‫‪Loi sur l’accès aux documents des organismes publics et sur la protection‬‬
‫‪des renseignements personnels (L.R.Q., c. A-2.1).‬‬
‫‪121‬‬
‫يقدم صورة أو مدخال للسلطات في الكيبيك ‪ ،‬وهي السلطات التشريعية‪ ،‬التنفيذية‪ ،‬القضائية ‪،‬‬
‫مع إمكانية التواصل السهل للخدمات اإللكترونية في مجاالت متنوعة مثل األحول المدنية ‪،‬‬
‫التنقل والهجرة ‪ ،‬الرعاية الصحية‪ ،‬الضرائب ‪...‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬االهتمام الدقيق بالمواطن عن طريق البوابة االلكترونية لخدمات كيبيك‬

‫وضعت الحكومة الكيبكية تحت تصرف المواطنين والمؤسسات بوابة الكترونية لحكومة‬
‫كيبيك‪ ،‬تظهر عند دخول البوابة هي بطاقة المواطن‪ ،‬وهذا يدل على االستهداف الدقيق‬
‫للمواطنين‪ ،‬وفق برنامج اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وانسجاما مع المبادئ العامة للحكومة اإللكترونية‪.‬‬
‫تضم البوابة كتلف الخدمات التي تقدمها الحكومة عبر كل مؤسساتها الحكومية‪.‬‬

‫إن المواطن الكيبيكي قد فتح له المجال في البوابة اإللكترونية لتقديم اقتراحاته‪ ،‬بهدف‬
‫تعزيز محتوى البوابة بالمعلومات والروابط المفيدة‪ ،‬واتاحة المشاركة الدورية للفرد الكيبيكي ‪،‬‬
‫إذ تقدم البوابة اإللكترونية إمكانية االقتراح واإلضافة لمحتواها ‪ ،‬من خالل وصلة خاصة‬
‫واضحة على الصفحة الرئيسية كما هو موضح في الملحق ‪ ، 13‬وتشجيع المساهمة‬
‫المجتمعية في بناء البوابة اإللكترونية‪.‬‬

‫فالتوجه نحو خدمات البوابة اإللكترونية في كيبيك ‪ ،‬أعطى الحق لمشروع الحكومة‬
‫اإللكترونية في اعتالء تجارب الحكومات اإللكترونية العالمية ‪ ،‬خاصة إذا ما تعلقت المقارنة‬
‫بالبوابات اإللكترونية ‪ ،‬فهذه األخيرة أصبحت من البوابات اإللكترونية األولى في العالم‪.‬‬

‫كما نضيف خدمات أخرى مثل‪:‬‬

‫‪.1‬خدمات المحاكم ‪:‬وتضطلع هذه المحاكم بتقديم خدمات إلكترونية للمواطنين ‪ ،‬سواء‬
‫المتعلقة بدفع الغرامات ‪ ،‬خدمات استرجاع المبالغ ‪ ،‬الئحة االتهام ‪ ،‬تقديم معلومات عن‬
‫طريق الهاتف وكذلك إرسال المعلومات والبيانات إلكترونيا‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫‪.2‬خدمات البحث عن الوظائف ‪ :‬فعن طريق تصفح موقع الموارد البشرية يستطيع‬
‫المواطن الكيبيكي البحث عن الوظائف المطلوبة ‪ ،‬ويستطيع التحري عن مسابقات التوظيف‬
‫مباشرة‪.‬‬

‫‪ .3‬خدمات التقاعد والرعاية الصحية ‪:‬ضمن إطار االرتقاء بالخدمات المقدمة‬


‫للمواطن وتسهيلها‪ ،‬سيكون بإمكان فئة من المواطنين الكبيكيين وهم المتقاعدون‪ ،‬أو الذين‬
‫يوشكون على التقاعد‪ ،‬االطالع على كل حقوقهم التقاعدية‪ ،‬وذلك من خالل حسابات‬
‫الضمان االجتماعي الخاصة بهم‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الخدمات الجامعية والمكتبات االلكترونية للرقي بالمعرفة والبحث العلمي‬

‫دعما للتواصل المعرفي وتطوير البحث العلمي ‪ ،‬طبقت الكيبيك نموذج الخدمات‬
‫االلكترونية للجامعة االفتراضية‪ .‬حيث تقدم كل الجامعات خدمات وأنشطة الكترونية من‬
‫أهمها مساعدة الطالب عن طريق موقع موسع على االنترنت في البحث عن البرنامج الذي‬
‫يناسبه ‪ ،‬إذ توضح شروط كل برنامج ‪ ،‬وارشاد الطالب إلى اإلجراءات الواجب إتباعها ‪.‬‬

‫لقد أصبحت الخدمات اإللكترونية توظف لتطوير المعاهد والجامعات ‪ ،‬وتتيح ربط‬
‫عالقة خدماتية جديدة بين اإلدارة أو المنظمة والمواطن عن طريق لقاءات الفيديو دون حاجة‬
‫إلى حضور طالبي خدمات التعليم إلى الجامعات‪.‬‬

‫كما تتخاطب الجامعات الكيبكية والكندية فيما بينها‪ ،‬وتتاح إمكانية االتصال‬
‫اإللكتروني بين جامعة وأخرى داخل كندا عن طريق البريد اإللكتروني ‪ ،‬لتقديم خدمات أو‬
‫لتبادل اآلراء ‪ ،‬أو للتشاور أو بغرض إنهاء بعض المعامالت الرسمية ‪ ،‬كأن يرغب طالب‬
‫في االنتقال من جامعة إلى أخرى ‪ ،‬وبدال من أن ينتقل بين مكاتب اإلدارات ‪ ،‬والموظفين‬
‫المختصين ‪ ،‬ومن جامعة إلى أخرى ‪ ،‬فإنه يقدم المعاملة التي تهمه إلى هيئة اإلدارة‬
‫المسؤولة ‪ ،‬وعليه متابعة طلب نقله عن طريق البريد اإللكتروني ‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫أما المكتبة االلكترونية فهي المكتبة التي تتكون مقتنياتها من مصادر المعلومات‬
‫اإللكترونية المختزنة على األقراص أو عبر المتوافرة من خالل البحث باالتصال المباشر‪ ،‬أو‬
‫المتراصة المرنة‪.‬‬

‫تقدم "المكتبات اإللكترونية" في الكيبيك خدمات على الخط‪ ،‬إذ يتمكن المستخدم أو‬
‫المواطن من إدخال الرقم الخاص به للحصول على البيانات ‪ ،‬والمعلومات التي يرغب بها‪،‬‬
‫إضافة إلى ذلك تتيح الخدمات المكتبية خدمات تجديد بطاقة العضوية الخاصة بالمكتبات‪.‬‬

‫كما توفر للمستفيدين إمكانية طرح األسئلة المتعلقة ببحثهم عن طريق المحادثة عبر‬
‫االنترنت‪ ،‬مع مختلف موظفي المكتبات‪ ،‬والحصول على اإلجابة من خاللها‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬الخدمات المتعلقة بالمرور وخدمات الدفع المباشر‬

‫تبعا لبيئة العمل اإللكترونية تتوفر هناك إمكانية تقديم الخدمات المرورية‪ ،‬وتأخذ أشكاال‬
‫متمحورة حول تمكين طالب الخدمة من تعبئة البيانات بالنماذج المخصصة للمرور بمختلف‬
‫أنواعها‪ ،‬ومنها نموذج رخصة القيادة‪ ،‬استمارة السير‪ ،‬تسديد المخالفات‪ ،‬البالغ عن الحوادث‬
‫والمخالفات المرورية‪ ،‬وارسالها إلى أي إدارة أو قسم مرور يتبع لها المستفيد بحيث يتم الرد‬
‫عليها آليا‪ ،‬مع تسديد الرسوم عن طريق بطاقات االئتمان‪ ،‬أو الحواالت‪ ،‬بحيث ال يبقى سوى‬
‫تسليم الوثيقة النهائية بواسطة البريد أو المناولة‪.1‬‬

‫أما خدمات الدفع المباشر باستخدام بطاقات الدفع واالئتمان فهي وسائل تمكن األفراد‬
‫والمواطنين من عملية الدفع لدى الجه ات التي يتطلب الحصول على خدماتها تسديد رسوم ‪،‬‬
‫أو مبالغ مالية معينة للحصول على الخدمة ‪ ،‬وتمثل بطاقات الدفع واالئتمان وسائل دفع متبادلة‬
‫وتفاعلية ‪ ،‬تتيح القدرة على تنزيل أي نموذج ورقي حكومي في شكل صورة رقمية على الخط‪،‬‬

‫عد إلى الملحق ‪.14‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪124‬‬
‫مع القيام بعملية تعبئته رقميا ثم إرساله من جديد ‪ ،‬حيث توفر اإلدارة العمومية اإللكترونية في‬
‫الكيبيك خدمات دفع للمواطنين من أهمها ‪:‬‬

‫‪ .1‬خدمات دفع الضرائب‪ :‬إذ تقدم الحكومة الكيبيكية خدمات دفع الضرائب المترتبة على‬
‫المواطنين من خالل الموقع اإللكتروني التالي‪:1‬‬

‫‪http://www.revenuquebec.ca/fr/sepf/services/?T=820‬‬

‫‪ .2‬خدمة دفع الفواتير‪ :‬إذ يستطيع الموظفون والمقيمين من خالل الموقع اإللكتروني‬
‫الذي توفره ‪ hydro Québec‬من دفع مستحقات الماء ‪ ،‬والكهرباء ‪ ،‬والعديد من الخدمات‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪ .3‬خدمات دفع رسوم التسجيل‪ :‬في المدارس والجامعات دون عناء التنقل الذي كان‬
‫يعاني منه‪ ،‬المواطنين ‪ ،‬و دعما ألعمال المصارف اإللكترونية ‪ ،‬التي تعمل باألنترنت قامت‬
‫الكيبيك في تجربتها بتبني نظام التحويالت المالية اإللكترونية ‪ ،‬بهدف زيادة عملياتها المالية‬
‫إلى ما يزيد عن بليون حركة مالية ‪ ،‬من نظام التحويالت الورقي إلى نظام التحويل المالي‬
‫اإللكتروني‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اإلمكانيات والمقومات للتحول نحو إدارة الكترونية كيبيكية‬

‫من أهم االمكانيات التي ساهمت في تطبيق االدارة االلكترونية في كيبيك‪ ،‬وجود مستوى‬
‫عال في استخدام تكنولوجيا المعلومات واالنترنت‪ ،‬إضافة إلى نظم وأدوات تكنولوجيا‬
‫‪2‬‬
‫المعلومات ‪ ،‬والشبكات المستخدمة بشكل مكثف في أجهزة ووكاالت وهيئات اإلدارة‪.‬‬

‫عد إلى الملحق ‪.15‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Soumaya Intissar Ben Dhaou : Les Capacités De Changement Du Développement De‬‬
‫‪L'administration Électronique: Les Enseignements D'une Recherche Menée Dans Deux‬‬
‫‪Organismes Publics Canadiens, Université du Québec, 2011,p.215.‬‬
‫‪125‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المقومات األساسية‬

‫وتبعا لمؤشرات تكنولوجيا المعلومات ومقاييس رأس المال اإلنساني‪ ،‬نجد اإلدارة‬
‫الكبيكية كانت من أوائل من استخدم تكنولوجيا الحاسوب في التطبيقات المدنية والعسكرية‪،‬‬
‫منذ الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وحتى الوقت الحاضر‪.‬‬

‫ضف إلى ذلك توفر البنية التقنية‪ ،‬والتحتية والمعلوماتية لتطويروتطبيق مشروع الحكومة‬
‫اإللكترونية ‪.‬إذ إن جهود اإلدارة اإللكترونية تنصب في سياق تحديث اإلدارة‪ ،‬واعادة هندسة‬
‫العمل اإلداري‪ ،‬كجزء من مشروع استراتيجي‪ ،‬ربما تصح تسميته بمشروع االلفية الثالثة‪ ،‬وهو‬
‫بناء الطريق السريع للمعلومات حيث يتمكن كل األفراد من التواصل وتبادل البيانات‬
‫والمعلومات‪ ،‬والصور من منازلهم‪ ،‬أو خارجها‪ ،‬باستخدام أنواع مختلفة من أجهزة االتصاالت‬
‫الرقمية‪.‬‬
‫كما أن التكامل بين الحكومة اإللكترونية والتجارة اإللكترونية والذي يتمثل في تعاون‬
‫مختلف الجهات‪ ،‬للخروج بآليات ونظم حديثة‪ ،‬تقدم أرقى الخدمات وأنسبها للعميل‪ ،‬ساهمت‬
‫كثي ار في نجاح االدارة االلكترونية‪ ،‬حيث تم إدماج اإلداريين آلليات جديدة‪ ،‬فيما يتعلق بتدقيق‬
‫الهوية‪ ،‬وتسديد الدفعات‪.‬‬

‫ومن بين المقومات األخرى لنجاح تطبيق اإلدارة االلكترونية في كيبيك التخطيط السليم‬
‫لمشروعاتها ودراسة المجال الذي تطبق فيه تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت التي يجب أن‬
‫توظف لتكوين عمليات جديدة تتسم بالشفافية في حل المشكالت‪.‬‬

‫وتمثل الشفافية أسلوبا جديدا للتعامل في حل المشكالت التي تواجه مسار إمداد المعلومات‬
‫والخدمات الحكومية لجمهور المستفيدين والتي لطالما اتخذتها حكومة كيبيك كمبدأ أساسي في‬
‫تعامالتها‪ .‬وعلى ذلك‪ ،‬فإن إصالح العمليات اإلدارية يمثل الخطوة األولى في إطار عملية‬
‫التحول الناجح نحو إقامة الحكومة اإللكترونية‪ .‬وعلى الرغم من إصالح العمليات يعتبر أساسا‬
‫مرغوبا ومتطلبا‪ ،‬إال أنه من المهم تكوين أو خلق عمليات واجراءات جديدة تؤدي إلي إحداث‬

‫‪126‬‬
‫تغييرات جذرية في أساليب وطرق العمل اإلداري وخاصة في عالقاتها بالمواطنين ومنشآت‬
‫األعمال‪.‬‬

‫القيادة اإلدارية ‪ :‬حتى يمكن تحقيق عملية التحول للحكومة اإللكترونية بنجاح‪ ،‬يصبح‬
‫من الضروري توافر عددا من القوى العاملة القادرة على التعامل والتكيف مع التكنولوجيا المتقدمة‬
‫والتي سبق استعراض مجموعات المهارات الالزمة له‪ ،‬وهو ما استهدفته الكيبيك إثر التحول‬
‫نحو اإلدارة االلكترونية‪.‬‬

‫كما أن الكيبيك توفر على القيادة سياسية واإلدارية القوية التي التزمت علنا بدعم الجهود‬
‫التي تؤدي للتحول نحو الحكومة اإللكترونية من خالل توفير الوقت والجهد والمال والموارد‬
‫والمناخ السياسي واالقتصادي واالجتماعي والتكنولوجي الذي ساهم في إطالق قدرات القوى‬
‫العاملة اإلبداعية والخالقة‪.‬‬

‫وجود رؤية ورسالة واضحة المعالم وأوليات محددة ودقيقة في ضوء معايير ومواصفات‬
‫واضحة المعالم تتمشى وتتطابق مع التطورات الحديثة في تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ‪.‬‬
‫حيث قامت حكومة كيبيك بتوفير االستثمار االستراتيجي أي وضع خطط استثمار واضحة‬
‫وأهداف محددة ترتبط بالموارد البشرية والمادية المتاحة في الوقت المحدد لها‪.‬‬

‫وركزت حكومة كيبيك على مبدأ التعاون مع المجتمع‪ ،‬حيث أن الحكومة اإللكترونية‬
‫تقام في األساس لخدمة المواطنين ومنشآت األعمال وغبرها من منظمات المجتمع ووحداته‪،‬‬
‫لذلك يجب التعاون معها ومشاركتها في بناء وارساء عالقات متبادلة وتحالفات تعود بالنفع علي‬
‫المجتمع ككل‪.‬‬

‫وال يقتصر التعاون على العالقة مع المواطنين ومنشآت األعمال ومنظمات المجتمع‬
‫فحسب‪ ،‬وانما بشمل أيضا عالقة المصلحة الحكومية بإداراتها ووحداتها وتنظيماتها المتعددة‬
‫وعالقة كل ذلك بمصالح واألجهزة الحكومية األخرى على كافة المستويات المركزية والمحلية ‪.‬‬
‫كما يجب أن تتعاون منشآت القطاع الخاص مع الحكومة اإللكترونية بحيث ال يقتصر هذا‬

‫‪127‬‬
‫التعاون علي المعامالت اإللكترونية فحسب‪ ،‬بل يجب أن يتضمن أيضا تبادل الرؤى واألفكار‬
‫واالستثمارات‪.‬‬

‫فتحت الحكومة الكيبيكية مجال المشاركة المدنية ويعني ذلك المشاركة والتضمين المدني‬
‫في أعمال الحكومة اإللكترونية والذي يعتبر عامال مهما وضروريا لتأكيد فعاليتها ونجاحها‪،‬‬
‫حيث تتجه نحو تحسين مقدرات المجتمع وفعاليته الحياتية‪ .‬لذلك يجب مشاركة المواطنين‬
‫ومؤسسات المج تمع المدنية من نقابات وجمعيات غير حكومية في اتخاذ الق اررات الخاصة‬
‫بالحكومة اإللكترونية من خالل التشاور والمشاركة اإليجابية للتعرف على وجهات النظر واآلراء‬
‫المختلفة نحو مشروعات الحكومة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االستراتيجيات المشكلة للحكومة اإللكترونية‬

‫حددت سبع استراتيجيات أساسية ترشد وتوجه األداء في جهود إقامة الحكومة اإللكترونية‬
‫الكيبيكية ‪ .‬وتتمثل هذه االستراتيجيات في التالي‪:1‬‬

‫‪ .1‬سد الفجوة بين المهارات المطلوبة والمتاحة‬

‫تحتاج الحكومة اإللكترونية إلى مهارات إدارية وتواصلية وتكنولوجية وتنظيمية وتسويقية‬
‫واقتصادية‪ ،‬الخ‪ .‬كما أن المهارات المحتاج إليها متجددة ومتغيرة على الدوام‪ .‬ولهذا العامل‬
‫االستراتيجي يجب التأكد على تنمية الموارد البشرية المحتاج إليها من الكفاءات المتاحة بالفعل‬
‫وتأهيل قوي عاملة جديدة وتنمية المتوافر منها للقيام بمشروعات الحكومة اإللكترونية المتباينة‬
‫والمتعددة‪ .‬وفي هذا النطاق تعتبر مشروعات تدريب خريجي الجامعات علي تكنولوجيا‬
‫المعلومات‪ ،‬واقامة نوادي تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬القرية الذكية الخ من المشروعات التي قامت‬
‫بها و ازرة االتصاالت والمعلومات ذات طابع استراتيجي لسد الفجوة بين المهارات المطلوبة‬
‫والمتاحة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Soumaya Intissar Ben Dhaou : op. cité , p 248.‬‬
‫‪128‬‬
‫‪ .2‬سد الفجوة الشاسعة بين التوقعات وادراك المواطنين‬

‫تحدد إستراتيجية سد الفجوة الشاسعة بين توقعات الحكومة وادراك المواطن العادي‬
‫لخدمات الحكومة اإللكترونية برامج التوعية نحو تسويق المعلومات والخدمات المتاحة بالفعل‬
‫والشفافية المطلوبة في مشاركة الجمهور من المواطنين واألعمال في إدراك نقاط القوة والقصور‬
‫والفرص الناجمة من الحكومة اإللكترونية والمخاطر التي تمثلها‪.1‬‬

‫‪ .3‬الوصول للمواطنين‬

‫تحتاج استراتيجية الوصول للمواطنين المحتاجين للمعلومات والخدمات الحكومية بغض‬


‫النظر عن قدراتهم في الوصول لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت إلى إمكانية إمداد هذه‬
‫الخدمات واتاحتها عبر مراكز خدمة المجتمع مثل مكاتب البريد ونوادي رعاية الشباب ونوادي‬
‫تكنولوجيا المعلومات وغيرها‪.2‬‬

‫‪.4‬التحول في الخدمات‬

‫تتمثل هذه االستراتيجية في التحول من الخدمات الموجهة بالبرامج الفردية لخدمة متكاملة‬
‫تقدمها الحكومة اإللكترونية ‪ ،‬حيث أن رؤى الحكومة اإللكترونية تعتبر رؤى متكاملة لإلتاحة‬
‫المعلومات والخدمات الحكومية التي تقدم في الوقت الحقيقي المناسب‪ .‬ويستدعي ذلك إحداث‬
‫تغييرات جوهرية وتحويلية في األنشطة والعمليات التي ال يراها المستخدمون‪ ،‬حيث أنها تعتبر‬
‫غير مرئية وتتم في الدوائر الحكومية المقدمة لمعلوماتها وخدماتها‪ .‬وتشتمل هذه األنشطة‬
‫والعمليات على كثير من اإلجراءات وتدفق العمل المرتبط باألساليب اإلدارية المختلفة‬
‫والمتنوعة‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Soumaya Intissar Ben Dhaou : op. cité, p 159.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Soumaya Intissar Ben Dhaou : op. cité , p 266-267.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Soumaya Intissar Ben Dhaou : op. cité, p 570.‬‬
‫‪129‬‬
‫‪.5‬التحول للديناميكية والتفاعل في األداء‬
‫ترتبط استراتيجية التحول من الويب الساكن إلي الويب الديناميكي ِ‬
‫النشط بتفاعل‬
‫المستخدمين مع الموقع المحدد للحكومة اإللكترونية بطريقة نشطة وايجابية بحيث تتم التفاعالت‬
‫ومأل النماذج وتسديد الرسوم وغير ذلك بطرقة افتراضية عبر الويب حتى الحصول على‬
‫المعلومات أو الخدمات المطلوبة‪.1‬‬

‫‪.6‬إتاحة الخدمات من خالل بوابات مكرسة لذلك‬

‫استراتيجية توفير الخدمات من خالل بوابات الحكومة اإللكترونية وايجاد حلول للمشكالت‬
‫واألمور الخاصة بالخصوصية ومشاركة البيانات من خالل تكنولوجيا البوابة ‪ Portail‬حيث‬
‫يتطلب ذلك تكامل عمليات واجراءات أعمال جديدة ووسائل لحماية الخصوصية والسرية وضمان‬
‫أعلى مستويات األمن والجودة باإلضافة إلى حماية الملكية وتوفير الخدمة الحكومية بسهولة‬
‫وكفاءة وفعالية‪.2‬‬

‫‪ .7‬وضع خريطة واضحة‬

‫تتمثل في استراتيجية صياغة خريطة واضحة المعالم توضح الوضع الحالي والوضع‬
‫المستهدف الوصول إليه في المستقبل‪ ،‬تشرك المستخدمين الحاليين والمتوقعين بأبعاد ومراحل‬
‫وبرامج الحكومة اإللكترونية‪.3‬‬

‫‪ .8‬الدعم والمساندة المطلوبة‬

‫وهي إستراتيجية دعم ومساندة جهود ومتطلبات الحكومة اإللكترونية من خالل توفير أدلة‬
‫إرشادية ونماذج أعمال مبتكرة ومعلومات مفصلة وبرامج توعية وتدريب مختلفة ‪.‬الحكومة‬
‫اإللكترونية قاطرة التنمية واإلصالح اإلداري تتسابق الحكومات حول العالم في إقامة ما يطلق‬

‫‪1‬‬
‫‪Soumaya Intissar Ben Dhaou : op. cité.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Soumaya Intissar Ben Dhaou : op. cité,p 39.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Soumaya Intissar Ben Dhaou : op. cité, p. 128.‬‬
‫‪130‬‬
‫عليه الحكومة اإللكترونية أو الحكومة الرقمية‪ ،‬التي تتيح تقديم الخدمات على مدار الساعة‬
‫للمواطنين بأماكن تواجدهم دون معاناة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بشكل وا ٍع؛‬ ‫ورأت حكومة كيبيك أنه يجب تطبيق معطيات الحكومة اإللكترونية وآلياتها‬
‫فقد تكون مبادرات الحكومة اإللكترونية إهدا ار للموارد وتفشل في دعوتها من أجل إتاحة الخدمات‬
‫الحكومية المفيدة للمواطنين‪ ،‬مما قد يؤدي إلي زيادة إحباط المواطنين مع الحكومة الفعلية‪.‬‬

‫كل هذه اإلمكانيات والم قومات جعلت من الحكومة االلكترونية الكيبيكية من األوائل على‬
‫المستوى العالمي والتي القت نجاحا كبي ار في توفير أحسن وأأمن وأسرع الخدمات لكل عمالئها‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أسس نجاح اإلدارة اإللكترونية في الكيبيك‬


‫ترتبط الحكومة اإللكترونية بالتوسع في تفعيل األسس الديموقراطية في العالقات بين‬
‫اإلدارات العمومية والمواطنين‪ ،‬فقد رأت الكيبيك أن السعي للتوسع في دور االدارة اإللكترونية‬
‫يجب أن يشمل التطور إلى تبني الديموقراطية اإللكترونية (المطلب األول)‪.‬‬

‫كما أن النجاح اإلداري يعد من أهم أسباب نجاح االدارة اإللكترونية‪ ،‬إضافة إلى وجود‬
‫الدعم الفني والمعنوي والحماس لدي العاملين في هذه اإلدارات وهذا من خالل التأطير الجيد‬
‫ومتابعة التطور االدري والمعلوماتي (المطلب الثاني) مع تكريس كل الجهود لتحديد االحتياجات‬
‫وتلبيتها (المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تطبيق فعلي للديمقراطية االلكترونية‬


‫في بداية األمر ال بد من حديد مفهوم الديمقراطية االلكترونية (أوال) ومن ثم تحديد‬
‫مستوياتها (ثانيا) وكذا خصائصها (ثالثا) وأن نيبن مدى تطبيقها في الكيبيك (رابعا)‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم الديمقراطية اإللكترونية أو الرقمية‬


‫استعملت مصطلحات عدة في وصف الممارسات الديمقراطية غير المباشرة وغير‬
‫التقليدية‪ ،‬فظهر مصطلح السايبر ديمقراطية (باإلنجليزية‪ ، )Cyberdemocracy :‬وفي‬
‫منتصف تسعينيات القرن العشرين ظهر مصطلح الديمقراطية اإللكترونية (باإلنجليزية‪E- :‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ )democracy‬الذى واكب انتشار اإلنترنت بين العامة‪ ،‬ويستعمل آخرون مصطلح الديمقراطية‬
‫‪ ،‬ثم جاء مصطلح الديمقراطية الرقمية ‪Digital‬‬ ‫االفتراضية أو‪Democracy default‬‬
‫‪ ، democracy‬أو ما أطلق عليها البعض الديمقراطية السائلة‪ ،‬التي تحمل مسميات شتى‪،‬‬
‫كالديمقراطية االنسيابية‪ ،‬أو الرقمية‪ ،‬أو "الديمقراطية ‪ "0.3‬و التي تمثل الجيل الثالث من‬
‫الديمقراطية الذي أضحى يغزو العالم االن ‪ ،‬خاصة في ظل ما بات واضحا من أن الديمقراطية‬
‫السائدة االن هي وهم زائف ‪ ،‬فدور المواطن فيها ينتهي بعد أن يسقط اختياره االنتخابي في‬
‫صندوق االقتراع الذى سبق إليه ‪.‬‬

‫ويعرفها جمال محمد غيطا س‪ 1‬على أنها " توظيف أدوات تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت الرقمية في توليد وجمع وتصنيف وتحليل وتداول كل المعلومات والبيانات والمعارف‬
‫المتعلقة بممارسة قيم الديمقراطية وآلياتها المختلفة‪ ،‬بغض النظر عن الديمقراطية وقالبها الفكري‬
‫ومدى انتشارها وسالمة مقصدها وفاعليتها في تحقيق أهدافها" ‪ ،‬ومن ثم فهي ليست نوعا جديدا‬
‫من الديمقراطيات القديمة‪ ،‬بل هي وسائل جديدة لممارسة الديمقراطية ‪.‬‬

‫فهي ال تعني في نهاية األمر اختراعا لنوع جديد من الديمقراطية‪ ،‬بل تعني ممارسة‬
‫للديمقراطية المعروفة بأدوات وآليات جديدة‪ ،‬وهو ما يشترط وجود ديمقراطية تقليدية أصال‪ ،‬كي‬
‫يتم تحويلها إلى رقمية‪ ،‬أي قيام المواطنين والحكومات معا باستخدام منجزات ثورة المعلومات‬
‫واالتصاالت كوسيلة فعالة في تفعيل جوهر الديمقراطية‪.‬‬

‫وفي هذا السياق يرى احد الباحثين أن مصطلح ديمقراطية االتصال أو دمقرطته ‪-‬كما‬
‫ينعته البعض‪ -‬يتحقق من خالل اآلتي ‪:‬‬

‫• المساواة والتماثل بين المشتركين في االتصال والمشتركين في الخدمة االتصالية‪،‬‬


‫االتصال التفاعلي في اتجاهين‪.‬‬

‫جمال محمد غيطاس‪ :‬الديموقراطية الرقمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار نهضة مصر‪ ،‬القاهرة‪ ،2006 ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪132‬‬
‫• القدرة على التوصل إلى اتفاق جماعي من خالل تبادل اآلراء دون تدخل او تأثير من‬
‫مصادر وقوي خارجية أخرى ‪ ،‬الن الحياة شبكية لمن يشتركون في الشبكة فقط‪.‬‬
‫• صنعت مفاهيم جديدة في االتصال ‪ ،‬فاالتصال لم يعد هرمي بل يشارك في صنعة‬
‫الجمهور‪ ،‬والمع لومات أصبحت متوفرة للجميع من الرئيس لربة المنزل التي تمتلك‬
‫كمبيوتر‪.‬‬
‫• تنوع ملكية المواقع االلكترونية حيث أنها أصبحت شخصية وخاصة بكل فرد وهي تأخذ‬
‫طابع الشخصنة‪.‬‬
‫• غياب االحتكار لإلعالم أو تقييد الحريات على وسائل اإلعالم من قبل السلطة الحاكمة‬
‫وذلك بفضل اإلمكانيات االتصالية التي وفرتها شبكة االنترنت‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مستويات الديمقراطية الرقمية أو االلكترونية‬


‫تشير بعض الدراسات إلى أن للديمقراطية الرقمية مستويات متعددة‪ ،‬تبدأ في الغالب من‬
‫مستوى إتاحة الفرص لألفراد للتعبير عن رأيهم بحرية إلى مستوى التصويت االلكتروني في‬
‫االنتخابات واالستفتاءات الرئاسية والبرلمانية وفيما يلي عرض موجز لتلك المستويات‪:1‬‬

‫‪ .1‬مستوى حرية التعبير‪ :‬ويتمثل ذلك المستوى في إتاحة الفرصة للجميع بعرض آرائهم‬
‫وتصوراتهم حول كافة القضايا والموضوعات‪ ،‬بل والتعليق وعرض وجهة النظر في كل ما‬
‫يعرض من أخبار مناقشات من خالل الصفحات الشخصية والمدونات والمواقع الصحفية‬
‫واإلخبارية‪.‬‬

‫‪ .2‬مستوى معالجة قضايا المجتمع المختلفة ‪ :‬األمر الذي حدا ببعض مؤسسات الدولة‬
‫لتأسيس صفحة لها على شبكات التواصل االجتماعي في محاولة للتواصل مباشرة مع المواطنين‬
‫كصفحة المجلس األعلى للقوات المسلحة أو صفحة مجلس الوزراء وذلك في محاولة لمواكبة‬

‫جمال محمد غيطاس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪133‬‬
‫السرعة في نشر األخبار والتفاعل معها‪ ،‬ومعرفة ما يواجههم من مشكالت وما يشغلهم من‬
‫قضايا وهموم ‪.‬‬

‫‪ .3‬مستوى إتاحة فرص التعبير لكافة القوي السياسية نقل مطالب الجماهير مباشرة للحكومة‪:‬‬
‫وهو ما كانت تقوم به في السابق األحزاب السياسية أو النواب في البرلمان‪ ،‬وتم ذلك بتوفير‬
‫الرابط السياسي بين المواطن والحكومة وبما يسمح لصانعي القرار بالتصرف بما يتواكب مع‬
‫الحاجات والمطالب والرغبات الخاصة بالمواطنين‪.‬‬

‫‪ .4‬مستوى االستفادة من اآلراء الفنية لكافة الفئات المهنية في كافة القطاعات في المجتمع‬
‫من خالل المنتديات والصفحات المتخصصة التي تتعلق بتلك الفئات والقطاعات‪.‬‬

‫‪ .5‬مستوى االهتمام المتوازن بقضايا المناطق الجغرافية والفئات الجماهيرية المختلفة من‬
‫اصلية وقدرتها على الحشد والتعبئة والضغط وسرعة‬ ‫خالل سهولة استخدام هذه الوسائل التو ا‬
‫الزمنية ووصولها إلى المهمشين والفقراء في المجتمع‪،‬‬
‫افية و ا‬
‫نقلها للمعلومة واختراقها للحدود الجغر ا‬
‫كوسيلة سهلة ورخيصة وسريعة االنتشار‪.‬‬

‫‪ .6‬مستوى التصويت في االنتخابات واالستفتاءات من خالل إتاحة فرص المشاركة‬


‫الجماهيرية من خالل وسائل االتصال المختلفة‪ ،‬التصويت في االنتخابات واالستفتاءات التي‬
‫تجرى في المجتمع واالشتراك في استطالعات الرأي‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬خصائص الديموقراطية االلكترونية‬


‫أما فيما يتعلق بخصائص الديمقراطية الرقمية‪ ،‬ففي ضوء ما سبق يمكن تحديدها فيما يلي ‪:‬‬

‫▪ الديمقراطية الرقمية وليدة المصاهرة العميقة التي تصل إلي حد التالحم بين أدوات‬
‫ممارسة المواطن لحقوقه السياسية والديمقراطية من ناحية وبين منجزات ثوره تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت من ناحية أخرى‪ ،‬حيث يعد ظهور هذا المصطلح إحدى النتائج‬
‫للثورة الرقمية أو ما يطلق عليه العصر الرقمي ‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫▪ إن الديمقراطية الرقمية من الصعوبة بمكان تحقيقها دون وجود بنية تحتية وتكنولوجية‬
‫تتيح لكافة أفراد المجتمع التواصل من خاللها ‪ ،‬وتسمح لهم بحرية التعبير عن أرائهم‪،‬‬
‫وتوفير المعلومات وسهولة تداولها ‪ ،‬باعتبار تلك البنية التحتية ‪ ،‬األرضية الصلبة التي‬
‫تنمو عليها الديمقراطية الحقيقية الديمقراطية الرقمية ‪ ،‬فتلك البنية التحتية هنا هي‬
‫المقياس والمعيار‪ ,‬الذي بالبناء عليه يتشكل ذات الفضاء‪ ,‬سواء أكانت ذات البنية وسيلة‬
‫مكتوبة أم مرئية أم مسموعة‪ ,‬أم مزاوجة لكل هذه المستويات في حامل واحد‪ ,‬كما الشأن‬
‫مع التقنيات الرقمية‪ ،‬ومع شبكة اإلنترنيت على وجه التحديد‪.‬‬
‫▪ إن االستفادة الحقيقية من وفرة المعلومات وثورة االتصاالت ال يمكن أن تتوافر إال‬
‫بشروط جوهرية‪ ،‬أهمها على اإلطالق ‪ :‬حرية التعبير والديمقراطية الفعلية ‪ ،‬أي البد‬
‫من وجود ديمقراطية تقليدية أصال لكي يتم تحويلها إلى رقمية‪ ،‬وهي قيام المواطنين‬
‫والحكومات معا باستخدام منجزات ثورة المعلومات واالتصاالت كوسيلة فعالة في تفعيل‬
‫جوهر الديمقراطية‪ ،‬فالديمقراطية الرقمية من الصعوبة بمكان تحقيقها‪ ،‬داخل مجتمعات‬
‫غير ديمقراطية‪.‬‬
‫▪ أن الديمقراطية الرقمية شانها في ذلك شان كل تطور جديد ‪ ،‬لها ايجابيتها العديدة وفى‬
‫نفس الوقت عليها تحفظات ومثالب أيضا وهو ما يستوجب الموازنة بين تلك السلبيات‬
‫وااليجابيات فئ ضوء ما أسفرت عنه التجارب الخاصة بها في الدول المختلفة ‪.‬‬
‫▪ أن تطبيق أو األخذ بالديمقراطية الرقمية يتطلب توافر شروط عديدة تتمثل في نشر‬
‫الثقافة االلكترونية لدى كافة أفراد المجتمع ‪ ،‬وان تقوم كافة المؤسسات المجتمعية‬
‫والتربوية ‪ ،‬خاصة بدورها في هذا اإلطار ‪ ،‬مع وضع التشريعات والقوانين التي تنظم‬
‫تعامل األفراد مع تكنولوجيا المعلومات ‪ ،‬هذا من ناحية ‪ ،‬ومن ناحية أخرى يتطلب‬
‫األمر حرية تدول المعلومات وتوافرها وما يرتبط بها من خدمات واتاحتها للجميع بصورة‬
‫تتناسب وامكانات االفراد وغيرها ‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫▪ أن الديمقراطية الرقمية تتنوع وتختلف من مجتمع آلخر وفقا لخصوصيته وال تنتشر‬
‫بطريقة كربونية تطبق كما هي في كل زمان ومكان‪ ،‬فهي تختلف باختالف الظروف‬
‫الثقافية واالجتماعية الخاصة بكل مجتمع وبدرجة تحضره ‪ ،‬ووعي أفراده بالثورة الرقمية‬
‫والمعلوماتية وتوافر البنية التكنولوجية التحتية الالزمة لذلك ‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬الديمقراطية االلكترونية في الكيبيك‬


‫يهتم هذا العنصر بمشاركة المواطن الكيبيكي في عملية المحاسبة والمساءلة عبر تقديم‬
‫المعلومات الكافية عن أداء الحكومة عبر اإلنترنت ووسائل التكنولوجيا المختلفة‪.1‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬ومع وجود نظام حماية عالي الكفاءة فمن الممكن للمواطنين الكيبيكيين‬
‫المشاركة باالنتخابات عبر اإلنترنت مما يؤدي إلى زيادة نسبة المشاركة وسرعة إصدار النتائج‬
‫باإلضافة إلى تخفيض استهالك الموارد البشرية المطلوبة إلدارة عمليات االقتراع والتصويت‪.‬‬

‫ومن الخدمات التي يمكن للحكومة أن تقدمها في هذا المجال نذكر‪:‬‬

‫• منتديات النقاش اإللكترونية الهادفة إلى توسيع دائرة المواطنين الذين يرغبون في إبداء‬
‫رأيهم في السياسات الحكومية‪ ،‬الحمالت السياسية اإللكترونية‪،‬‬
‫• استطالع الشعب إلكترونيا حول قضايا خالفية قد تهم المواطن‪،‬‬
‫• نشر وتوثيق محاضر الجلسات الحكومية والبرلمانية عبر اإلنترنت وغيرها‪.‬‬

‫وال شك أن موضوع الديمقراطية والمشاركة اإللكترونية من المواضيع الشائكة المطروحة‬


‫على ساحة النقاش ألنها تعالج قضايا أساسية في صميم عملية الحكم وأي تطبيق خاطئ أو‬
‫يعرض ثقة الجمهور بالحكومة إلى الخطر‪ ،‬وبما أن العملية الديمقراطية قائمة على‬
‫منقوص قد ا‬

‫‪1‬‬
‫‪Karim BENYEKHLEF : L’administration Publique En Ligne Au Canada : Précisions‬‬
‫‪Terminologiques Et État De La Réflexion , Revue française d'administration publique, 2004/2‬‬
‫‪no110, p. 267-277. DOI : 10.3917/rfap.110.0267.‬‬
‫‪136‬‬
‫المثلث السياسي‪-‬المؤسساتي‪-‬الشعبي يصبح من الضروري ألدوات تلك الديمقراطية في حال‬
‫كانت الكترونية أو مادية أن تصل إلى كل فئات وعناصر ذلك المثلث‪.‬‬

‫على صعيد آخر‪ ،‬فقد تحدثت الحكومة الكيبكية عن أبعاد خمسة للعملية الديمقراطية‬
‫اإللكترونية‪ 1‬وهي‪:‬‬

‫أنظمة االقتراع اإللكترونية‪ :‬ويجب أن يصار إلى اعتماد أنظمة موثوقة‪ ،‬أمينة‪ ،‬تسمح‬ ‫‪.1‬‬
‫للناخب باالنتخاب مرة واحدة فقط‪ ،‬وتكون سهلة االستخدام والوصول من قبل المواطنين‪.‬‬

‫النشاطات السياسية عبر اإلنترنت‪ :‬تشجيع نشر أجندات األحزاب والقوى المختلفة‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تطوير العالقة السياسية بين الشعب والدولة وتطوير مفهوم التجمعات الشعبية اإللكترونية عبر‬
‫إنشاء مجموعات إلكترونية )‪.(eCommunities‬‬

‫الشفافية والثقة اإللكترونية‪ :‬عبر نشر جميع وثائق الحكومة عبر اإلنترنت إال في‬ ‫‪.3‬‬
‫حاالت الوثائق األمنية والعسكرية أو التي يكون ضرر نشرها أكبر من ضرر إخفائها‪ ،‬وستساعد‬
‫هذه الخطوة الحكومة على محاربة الفساد االداري نظ ار لكشف المعلومات أمام الشعب الذي‬
‫سوف يحاسب المسؤولين على ما يق أر ويرى‪.‬‬

‫المشاركة الديمقراطية‪ :‬استطالع رأي الشعب الكترونيا ونشر الق اررات الحكومية قبل‬ ‫‪.4‬‬
‫اتخاذها من أجل أخذ آراء المواطنين فيها‪.‬‬

‫‪ .5‬الفجوة الرقمية‪ :‬وهذا هو البعد األكثر أهمية في العملية الديمقراطية اإللكترونية مع األخذ‬
‫بعين االعتبار أن نسبة المواطنين الذين يعرفون استخدام التكنولوجيا من المجموع العام‬
‫للمواطنين عالية جدا في الكيبيك‪.‬‬

‫وال تقتصر أدوات العملية الديمقراطية اإللكترونية على بناء مواقع اإلنترنت فمن الممكن‬
‫االستفادة إلى حد بعيد من مختلف التقنيات الموجودة حاليا لمعالجة جميع مراحل الحكم‬

‫‪http://www.cefrio.qc.ca/media/uploader/GuideGouvernementenligne.pdf‬‬
‫‪1‬‬

‫‪137‬‬
‫اإللكتروني ابتداء من وضع األجندة الحكومية ووصوال إلى اتخاذ الق اررات وتنفيذها والمحاسبة‬
‫على النتائج‪.‬‬

‫وقد ساهمت تكنولوجيات االعالم واالتصال المتاحة في الكيبيك في دعم وارساء قواعد‬
‫الديمقراطية االلكترونية كما يلي‪:1‬‬

‫‪ -‬زيادة إعداد المواطنين المعنيين بشؤون المجتمع وأحوال الحكم فيما يعرف "المواطن‬
‫الحيوي" أو الناقد‪ ،‬والذي يحمل توقعات عالية تجاه ما يطلق عليه الشأن العام ‪ ،‬الذى يحصل‬
‫على المعلومات ويبنى رأيه ‪ -‬في ضوئها ‪ -‬ويتحرك للتعبير عنه بصورة ايجابية‪ ،‬وهو ما‬
‫يتكامل مع بروز " المواطن اإلعالمي" القادر على صياغة الرسالة اإلعالمية الخاصة به ‪،‬‬
‫أيضا "المواطن المشارك" الذى يريد أن يشارك في صناعة الحدث سواء بتعليقاته أو ما يقوم‬
‫به من حشد وتعبئة لما يقتنع به من آراء وأفكار تجاه إحدى القضايا ‪ ،‬كل ذلك من خالل ما‬
‫توفره تكنولوجيا المعلومات واالتصال من معلومات بال قيود ‪ ،‬والتي تتيح بدورها للجمهور معرفة‬
‫الشؤون العامة واتاحة الفرصة للتعبير عن الرأي عبر أدوات رخيصة وسهلة وسريعة االنتشار‬
‫كالمجموعات البريدية وغرف الدردشة والمنتديات واستطالعات الرأي االلكترونية والمشاركة في‬
‫االنتخابات‪ ،‬وما يكون له تأثير فعال حول التعبئة العامة لقضايا المجتمع‪.‬‬

‫‪-‬إتاحة الفرصة لنمو وعي عام بدعم حقوق اإلنسان من خالل توافر المعلومات حول‬
‫ماهية تلك الحقوق وأهميتها وكيفية الحفاظ عليها والدفاع عنها ‪ ،‬والمؤسسات التي تساندها‬
‫عالميا ومحليا‪ ،‬حيث ظهرت مواقع على االنترنت متخصصة في حقوق اإلنسان ودعم‬
‫القررات الحكومية‪ ،‬حيث تم‬
‫الديمقراطية ‪ ،‬وكذلك للرقابة على االنتخابات والتصويت على ا‬
‫تأسيس قنوات اتصال‪ ،‬ومنتديات لتبادل المعلومات والتجارب واآلراء إجراء الحوار والنقاش حول‬
‫كافة موضوعات حقوق اإلنسان المعقدة‪ ،‬وتنسيق الحمالت بشأنها‪ ،‬وتوجيه نداءات التضامن‪،‬‬
‫اإلبالغ عن ضحايا حقوق اإلنسان ومظاهر االنتهاكات‪.‬‬

‫جمال علي الدهشان‪ :‬الدور السياسي لتكنولوجيا المعلومات واالتصالت في العصر الحديث‪ ،‬مجلة مصرس‪.2014 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪138‬‬
‫كما ساهمت بشكل كبير في الترويج ألفكار العدالة االجتماعية‪ ،‬وضرورة بناء نظم‬
‫سياسية جديدة قائمة على التعددية السياسية والديمقراطية االنتخابية ‪ ،‬كسرت حاجز الخوف‬
‫الذي كان سائدا لعقود لدى الشعب ‪ ،‬وانتقل الخوف بدوره إلى النظم الدكتاتورية نفسها من‬
‫السقوط‪ ،‬وعزز فكرة إمكانية قيام ثورة دون انتظار كافي لنضوج العوامل الذاتية المتمثلة بأحزاب‬
‫المعارضة " على األقل من الناحية الشكلية "‪ ،‬وليست من ناحية نجاحها وزخم استمرارها‪.‬‬

‫‪ -‬وفرت وسيلة هامة في مجال التعبير عن الذات وتبادل األفكار ووجهات النظر‪،‬‬
‫فتحت اآلفاق أمام أي شخص للكتابة بحرية في كل المواضيع والقضايا التي تجول بخاطره ‪،‬‬
‫والتعبير عن رأيه بكل حرية ‪ ،‬حيث نجحت في إحداث اختراق في عدة موضوعات لم تساعد‬
‫المواقع اإللكترونية والصحف اليومية في نشرها ‪ ،‬إضافة إلى دورها الواضح ‪ ،‬في استطالعات‬
‫الرأي العام وتشكيل تصور شبه آني التجاهات الرأي حول األحداث والتغيرات ‪ ،‬من خالل‬
‫مراجعة التعليقات التي تتبع األخبار‪ ،‬والمساهمات والمدونات إلى جانب التصويت االلكتروني‬
‫وزوايا الحوار والمنتديات االلكترونية‪.‬‬

‫‪ -‬وفرت قناة جديدة ذات بعدين لالتصال من خالل دعم وتقوية االتصاالت بين المواطنين‬
‫والمؤسسات الوسيطة والتي تشمل األحزاب السياسية والمجتمع المدني والحركات االجتماعية‬
‫وجماعات المصالح ووسائل اإلعالم‪ ،‬وعمل االنترنت على إزالة الحواجز إمام مشاركة الفاعلين‬
‫المهشمين في عملية صنع السياسات العامة واإلدارة المدنية ‪ ،‬وامام العديد من الجماعات التي‬
‫كانت بعيدة عن مجريات السياسة ‪ ،‬في المقابل وفرت للحكومة أجهزة الحكم كوسيلة هامة‬
‫للتعرف على رد فعل المواطنين ووجهات نظرهم حول ما يتخذونه من ق اررات وما يقومون به‬
‫من أنشطة وخدمات ‪ ،‬إضافة إلى معرفة احتياجاتهم ومطالبهم والمشكالت التي تواجههم‪.1‬‬

‫‪ -‬سمحت بنشر أفكار سياسية مهمة عن الديمقراطية والحرية والممارسة‬


‫السياسيةوالتبادل السلمي للسلطة‪ ،‬ونقل ومحاولة تعميم تجارب الحياة المختلفة أو على األقل‬

‫جمال علي الدهشان‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪139‬‬
‫االستفادة منها واليها‪ .‬وبدأت من خاللها مفاهيم جديدة وغامضة تأخذ طريقها في األزقة‬
‫والشوارع التي لم تعرف هذه الممارسة وصار للممارسات السياسية جوانبها الدعائية والسياسية‬
‫على المستويين الداخلي والخارجي ‪ ،‬كما أنها وفرت إمكانية الفهم والتحليل لألحداث المرتبطة‬
‫بوقائع ومناسبات سياسية أو دينية أو ثقافية‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار يرى البعض أنه إذا كانت التكنولوجيا الرقمية قد لعبت ا‬
‫دور مهما في‬
‫تغيير أدوات وآليات الممارسة الديمقراطية ‪ ،‬فإنه من المتوقع أن يتعاظم هذا الدور مع الوقت‪،‬‬
‫لينتقل من تغيير األدوات إلى تجديد األفكار‪ ،‬من خالل إفساح الطريق أمام أفكار ورؤى لم‬
‫تجد طريقها إلى النور‪ ،‬ولم تجد البيئة المالئمة لظهورها ‪ .‬ومن هذه األفكار الجديدة مفهوم‬
‫انتشار جماهيريا واسعا الذى طبقا له فان الحكومة هي التي‬
‫ا‬ ‫"الحكومة اإللكترونية" والذي حقق‬
‫تنتقل إلى المواطن في أي وقت وأي مكان لكي توفر له خدماتها وتحصل على رضائه‬
‫باعتباره زبونا بما يشكل انقالبا نوعيا في التفكير وفي طريقة تعامل الحكام وأجهزتهم مع‬
‫المواطنين لم يكن معتادا من قبل‪.‬‬

‫‪ -‬المساهمة في تنمية الوعي السياسي لدى المواطنين من خالل زيادة مستوى المعرفة‬
‫واإلدراك والوعي لدى جماهير ‪ ،‬بالتجارب والخبرات والممارسات اإليجابية للدول األخرى ‪ ،‬فيما‬
‫يتعلق بقضايا التنمية والديمقراطية والمشاركة السياسية واحترام حقوق اإلنسان ومحاربة الفساد‬
‫وتطبيق حقوق المواطنة ومبادئ الشفافية ‪ ،‬فضال عن تدعيم المقارنة بين ما يجرى في هذه‬
‫الدول والممارسات التي تجرى في الكيبيك‪ ،‬بما يسهم في تدعيم وتعزيز الوعي السياسي لديهم‪،‬‬
‫فضال عن تغذية ورفع مستوى طموحاتهم وتطلعاتهم بشأن قضايا اإلصالح والتطور الديمقراطي‪،‬‬
‫بل وتتعاظم درجات المطالبة بتطبيق هذه الممارسات في دولهم ‪ ،‬وهنا يبرز دور شبكات‬
‫التواصل االجتماعي بمختلف صورها ‪ ،‬والتي كان لها دور واضح في زيادة وتنمية ذلك الوعي‬
‫لدى مستخدميها‪. 1‬‬

‫جمال علي الدهشان‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪140‬‬
‫وفى هذا اإلطار يؤكد الكثيرون على دور هذ ه الوسائل في تشكيل المدركات السياسية‬
‫لألفراد من خالل تزويدهم بالمعلومات عن الشؤون والقضايا السياسية ‪ ،‬وتركيز إدراكهم ألهمية‬
‫هذه القضايا وفقا لما تقدم من مضامين في تفسير وتحليل ألحداث وترتيب أولوياتها وحكمهمم‬
‫على السلوكيات المقبولة من المجتمع ‪ ،‬ومساعدتهم في ربط األحداث والمواقف السياسية‬
‫ببعضها البعض‪ ،‬فضال عن تأثيرها على الرأي العام‪ ،‬حيث تؤثر في آراء وأحكام الرأي العام‬
‫نحو القضايا المختلفة ‪ ،‬كما تعد انعكاسا للرأي العام السائد والتغيرات التي تط أر عليه نحو هذه‬
‫القضايا‪ ،‬في ضوء المتغيرات والعوامل المصاحبة للعولمة اإلعالمية‪.‬‬

‫تدعيم دور المعارضة السياسية ‪ :‬حيث أسهمت ثورة االتصاالت والمعلومات في‬ ‫‪-‬‬
‫تعزيز وتدعيم دور األحزاب وقوى المعارضة السياسية‪ ،‬من خالل ما أتاحته من وسائل لهذه‬
‫األحزاب ساعدتها في نشر أفكارها وبرامجها السياسية والتعريف بأنشطتها وتقديم الكوادر‬
‫السياسية والقيادية بها ‪ ،‬بل واستقطاب أعضاء جدد في صفوفها‪.‬‬

‫‪ -‬إنهاء احتكار النظم الحاكمة للمعلومات ‪ :‬فقد ساعدت ثورة المعلومات واالتصاالت‬
‫في توفير مصادر متعددة ومستقلة للمعلومات خارج دائرة وسيطرة النظم السياسية الحاكمة ‪،‬‬
‫وهو األمر الذي ينهي احتكار هذه النظم بأجهزتها ووسائلها المتخلفة للمعلومات ‪ ،‬أو على‬
‫األقل تقلص من قدرتها على ذلك ‪ ،‬فضال عن تأثيرها في الحد من قدرة النظم الحاكمة على‬
‫إخفاء الممارسات االستبدادية والتسلطية ‪ ،‬وتضع قيودا على قدرة الدول في التوسع في مثل‬
‫هذه الممارسات خاصة فيما يتعلق بقضايا الحريات وحقوق اإلنسان وذلك تحسبا الحتمال‬
‫الكشف والفضح لهذه الممارسات من قبل المنظمات غير الحكومية أو بعض الدول مما قد‬
‫يؤدى إلى شن حمالت دولية ضد هذه الممارسات واالنتهاكات‪.1‬‬

‫ساعدت في تقديم وعرض األفكار واآلراء الخاصة بالمرشحين السياسيين في‬ ‫‪-‬‬
‫االنتخابات الرئاسية والبرلمانية‪ ،‬كما كشفت وفضحت حجم الممارسات األمنية والمحلية‬

‫جمال علي الدهشان‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪141‬‬
‫والسلوكية المعيبة والسلبية سواء لألفراد أو المرشحين ومؤسسات الدولية ‪ ،‬فضال عن إبراز‬
‫السلوكيات الخاصة بالرشاوى االنتخابية وشراء األصوات واحداث البلطجة والعنف والتدخالت‬
‫األمنية والحكومية في نتائج الفرز وتحديد المرشحين الفائزين في العديد من الدوائر االنتخابية‪.‬‬

‫‪ -‬وفر أداة هامة أمام المواطنين لجمع المعلومات حول القضايا العامة لتعبئة شبكات المجتمع‬
‫خلفها ‪ ،‬وجعل هناك شبكة متعددة حول كيفية وضع حلول مالئمة لتلك المشكالت التي تعترض‬
‫المواطن العادي في حياته اليومية‪ ،‬والتي يتم نقلها في المدونات والصحافة االلكترونية والمواقع‬
‫االجتماعية العامة والتي تشكل جماعه ضغط تدافع عن هذه الحلول عبر أنظمة التصويت‬
‫االلكتروني أو عدد أعضاء تلك المجموعات وجمع التوقيعات واألعضاء في المجموعات البريدية‬
‫باإلضافة إلى استغالل ما يتيحه االنترنت من وسائط إعالمية في نقل الحدث أو القضية نصا‬
‫وصورة وصوت وفيديو عبر االنترنت ‪ ،‬للمساهمة في تغيير األفكار وتعبئة الرأي العام والضغط‬
‫على صانعي القرار أو معالجة سلبيات داخل المجتمع للعمل على إيجاد نوع من الشفافية‬
‫ومواجهه الفساد‪ ،‬كما وفرت لحركات التعبير السياسي المختلفة أيا كان مسماها ‪ ،‬إمكانات‬
‫جديدة لم تكن موجودة في ظل وسائل التعبير والمشاركة السياسية التقليدية ووسائل اإلعالم‬
‫التقليدي ‪ ،‬وأسهمت في تسهيل سرعة االستجابة لألحداث السياسية بمجرد تحرير رسالة‬
‫الكترونية على أي موقع ‪ ،‬وارسالها إلى العناوين االلكترونية المختلفة أو نشرها على المواقع‬
‫المختلفة ‪ ،‬تغير في ظلها مفهوم التظاهر واالحتجاج ‪ ،‬فلم تعد هناك حاجة لحشد بشري مادي‬
‫كبير للتعبير عن االحتجاج أو الرفض ‪ ،‬وانما أصبحت الرسائل االحتجاجية أو التأييدية‬
‫المتداولة عبر االنترنت وسيلة بديلة أثبتت فعالياتها السياسية التي تغنى عن المظاهرات‬
‫الحاشدة‪.1‬‬

‫إتاحة الفرصة لكافة الثقافات والتيارات والهويات والعرقيات المختلفة للتعبير عن‬ ‫‪-‬‬
‫نفسهما بشكل من شأنه أن يعزز من قيمة االختالف داخل المجتمع الدولي‪ ،‬ويدفع من قيمة‬

‫جمال علي الدهشان‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪142‬‬
‫الحوار والسالم‪ ،‬وظهور دبلوماسية افتراضية جديدة تلعب بها الشعوب دو ار أساسيا للتفاعل فيما‬
‫بينها ‪ ،‬كما منحت تلك الوسائل الفرص للمواطنين خاصة الشباب لتبادل وجهات النظر فيما‬
‫بينهم ‪ ،‬من أجل المطالبة بتحسين إيقاع الحياة السياسية واالجتماعية واالقتصادية ‪.‬‬

‫‪ -‬المساهمة في تطوير وتحسين العمل في البرلمانات والمجالس التشريعية ‪ ،‬حيث تعد‬


‫تكنولوجيا المعلومات التي تنصهر مع العمل البرلماني في بوتقة واحدة مربط فرس الديمقراطية‬
‫حاليا في أي دولة من دول العالم ‪ ،‬فالعمل البرلماني يحتاج إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات‬
‫في جميع مجاالته ‪ ،‬حتى يمكنه تقديم صورة كاملة عن أدائه وحتى يمكن بعد ذلك الحكم على‬
‫هذا األداء ‪ ،‬يحتاج العمل البرلماني إلى استخدام كل وسائل الشفافية ألنه يعبر عن نبض‬
‫العمل الديمقراطي داخل الدولة ‪ ،‬والتقصير في استخدام التكنولوجيا يعد تقصي ار في ترسيخ‬
‫مبادئ الديمقراطية والنزاهة والشفافية وبالتالي المحاسبة والمصداقية ‪ ،‬ويمكن ان يتم ذلك من‬
‫خالل توفير المعلومات بكافة صورها وأشكالها أمام أعضاء البرلمان‪ ،‬وتوثيق أعمال المضابط‬
‫الخاصة بجلسات المجالس النيابية ‪ ،‬وغيرها‪.1‬‬

‫والواقع انه على الرغم من أهمية الدور السياسي الذى تلعبه تكنولوجيا المعلومات‬
‫االتصاالت‪ ،‬إال أن ذلك غير كاف ‪ ،‬فنجاح النموذج الكيبيكي كان أساسه تغيير في "الذهنيات‬
‫والعقليات ‪ ،‬وفي البنية الثقافية ككل والتي ساعدت في التأقلم مع األوضاع الجديدة ‪ ،‬حيث ال‬
‫تمثل تكنولوجيا المعلومات االتصاالت العامل األساس للتغيير في المجتمع‪ ،‬لكنها أصبحت‬
‫عامل مهم في تهيئة متطلبات التغيير عن طريق تكوين الوعي وتنميته‪.‬‬

‫وفي األخير نصل إلى أن تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬مهما كانت قدرتها على إحداث التغيير‬
‫المجتمعي‪ ،‬ال تهب المجتمعات حريتها‪ ،‬وانما هي أداة لدعم الممارسة الديمقراطية ‪ ،‬وهذه األداة‬
‫ال تقتصر على استخدام اإلنترنت في التصويت في االنتخابات‪ ،‬بل تتجاوز ذلك بكثير إلى‬
‫قضايا عديدة تتعلق بالجوانب المختلفة آللية االنتخابات والتصويت‪ ،‬والمسوح التي تتم على‬

‫جمال علي الدهشان‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪143‬‬
‫اإلنترنت واستطالعات الرأي واالحتجاجات والعصيان المدني وغيرها‪ .‬لقد نجحت البيئة الرقمية‬
‫في توفير بنية أساسية متكاملة للديمقراطية‪ ،‬ترتكن إلى منظومة متكاملة قادرة على تداول‬
‫المعلومات المستخدمة في الممارسة الديمقراطية بغاية السرعة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تأطير ومتابعة التطور المعلوماتي واإلداري‬
‫تمر عملية تطبيق اإلدارة اإللكترونية بمرحلتين أساسيتين‪ ،‬األولى ‪ :‬مرحلة تهيئة بيئة‬
‫العمل وتأطيرها وتتضمن إعادة هندسة نظم العمل‪ ،‬وتدريب الكوادر البشرية‪ ،‬وزيادة تثقيف‬
‫العاملين بمعنى وأهمية ومصطلحات العمل اإللكتروني ومتابعة مشروع اإلدارة اإللكترونية‬
‫وتقويمه في كل مراحل تقدمه‪ ،‬والثانية ‪ :‬مرحلة توفير اإلمكانيات المادية أو الجانب التقني‬
‫من أجهزة حاسب آلي وبرامج وشبكات داخلية وخارجية‪ ،‬وعدم المرور بالمرحلة األولى أو‬
‫قفزها إلى الثانية مباشرة يضعف عملية التطبيق ويقلل من تحقيق اإلدارة اإللكترونية‬
‫ألهدافها‪ ،‬وقد يعرضها للفشل نظ ار ألن اإلدارة اإللكترونية هي عبارة عن"‪ :‬وظيفة إنجاز‬
‫األعمال باستخدام النظم والوسائل اإللكترونية" ‪.1‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إدارة التطوير اإلداري كوسيلة لتطبيق اإلدارة االلكترونية‬

‫هذه الوظيفة لإلدارة اإللكترونية تحتاج أن يسبقها تحقيق بعض المتطلبات التنظيمية‬
‫وتهيئة الجهاز اإلداري لتحقيق أهداف جديدة‪ ،‬وتعد إدارة التطوير اإلداري في المنظمة هي‬
‫اإلدارة المعنية بالعمل على تحقيق تلك المتطلبات وتهيئة الجهاز اإلداري‪ ،‬لتساعد التهيئة‬
‫على تطبيق اإلدارة اإللكترونية كهدف جديد للمنظمة هذا وفقا لما يلي‪:2‬‬

‫▪ دراسة وتحديد االحتياجات التدريبية للعاملين في الجهاز في كافة المجاالت واقتراح‬


‫الخطط والبرامج الالزمة إلتاحة فرص التدريب‪.‬‬
‫▪ متابعة اللوائح المتبعة في العمل وتقديم االقتراحات لتطويرها‪.‬‬

‫ياسين‪ ،‬سعد غالب‪ :‬اإلدارة االلكترونية وآفاق تطبيقاتها العربية ‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪ ،‬الرياض‪ ،2005 ،‬ص ‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫ياسين‪ ،‬سعد غالب‪ :‬المرجع السابق‬ ‫‪2‬‬

‫‪144‬‬
‫▪ إجراء الدراسات التنظيمية للجهاز وتحديث دليله التنظيمي كلما دعت الحاجة‪.‬‬
‫▪ تبسيط إجراءات العمل في الجهاز وتصميم وتطوير نماذج العمل واعداد وتحديث‬
‫دليل اإلجراءات‪.‬‬

‫ومن هنا تتضح أهمية دور إدارة التطوير اإلداري في تهيئة بيئة العمل المعينة على‬
‫تطبيق اإلدارة اإللكترونية والمتمثلة في مجموعة من العناصر من أهمها العمل على إحداث‬
‫بعض التغييرات في الثقافة التنظيمية بصفة عامة مع التركيز على الجانب الثقافي المتعلق‬
‫باإلدارة اإللكترو نية بشكل مباشر بصفة خاصة وهو زيادة تثقيف العاملين بالجانب الثقافي‬
‫اإللكتروني من خالل توعيتهم بأهمية وفوائد استخدام التقنية الحديثة وتعريفهم بمعنى بعض‬
‫المصطلحات المهمة في هذا الجانب‪ ،‬وهو جزء مهم في جانب التهيئة حيث أن تهيئتهم لهذا‬
‫التحول يمكنهم من استيعاب فوائده ومردوده الضخم‪ ،‬وبالتالي تفاعلهم معها ألن الثقافة‬
‫التنظيمية السلبية تقف حجر عثرة على طريق التطوير‪ .‬ولهذا فإنه من أجل النجاح في تنفيذ‬
‫أي مشروع جديد يجب أوال فهم الثقافة المؤسسية فهما عميقا‪ ،‬والعمل من خالله ‪ ،‬لتكون‬
‫الثقافة التنظيمية بمثابة األرض الخصبة لزراعة المشروع الجديد‪ ،‬ومن أدوار إدارة التطوير‬
‫اإلداري في عملية التهيئة إعادة تصميم الهيكل التنظيمي للمنظمة بما يتالءم مع تطبيقات‬
‫اإلدارة اإللكترونية من حيث درجة المرونة واعادة تصميم أقسام المنظمة ونطاق اإلشراف‬
‫والتوجه نحو الالمركزية وتحقيق مستوى جيد من التنسيق بين اإلدارات المختلفة‪ ،‬ومن تلك‬
‫األدوار أيضا العمل على تبسيط إجراءات العمل واختصارها لتؤدي عملية ميكنتها األهداف‬
‫المرجوة‪ ،‬واال فإن مجرد ميكنة إجراءات العمل دون مرورها بعلمية التبسيط ال يحقق أهداف‬
‫فعال‪ ،‬وأخي ار فإن من العناصر المستهدفة من قبل إدارة التطوير‬
‫اإلدارة اإللكترونية بشكل ا‬
‫اإلداري أثناء عملية التهيئة تدريب الكوادر البشرية على المهارات الفنية الالزمة لتطبيق‬
‫اإلدارة اإللكترونية لتمكنهم من سهولة التعامل مع أجهزة الحاسب اآللي وبرامجه المختلفة‬
‫وبالتالي القدرة على تحقيق أهداف اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وبهذا ومما ذكر سابقا يتضح أن إدارة‬
‫التطوير اإلداري تؤدي ا‬
‫دور في غاية األهمية فيما يتعلق بتطبيق اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وهذا‬

‫‪145‬‬
‫الدور في الحقيقة يمثل المرحلة األولى التي يجب أن تمر بها عملية التطبيق ليكتب لها‬
‫النجاح ومن ثم تحقيق أهدافها‪ .1‬كل هذه الخطوات ساهمت في نجاح النموذج الكيبيكي لإلدارة‬
‫الكترونية‪ ،‬بحيث سخرت الحكومة كل الوسائل إلنجاح كل مرحلة‪ .‬كما قامت حكومة الكيبيك‬
‫بمتابعة استراتيجية متابعة وتقويم مشروع اإلدارة االلكترونية‪.2‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬ضرورة المتابعة لتنفيذ مشروع اإلدارة االلكترونية‬

‫حيث تعرف المتابعة على أنها مجموعة العمليات المستمرة للتحقق من أن تنفيذ مشروع‬
‫االدارة اإللكترونية يتم وفق الخطة المعتمدة وبالخطوات المتفق عليها لتحقيق األهداف المرغوبة‪،‬‬
‫وان التنفيذ يتم بالكميات والنوعيات والتكلفة المقررة لذلك‪ ،‬وفي حدود اإلطار الزمني المطلوب‪،‬‬
‫وبالجودة العالية وفقا للمواصفات والتصميمات السابق وضعها ‪.3‬‬

‫ففي المتابعة يتم مقارنة ما تحقق فعال بما كان مخططا ‪ ،‬وبالتحديد التحقق مما يلي‪:4‬‬

‫✓ أن التنفيذ يتم وفق المعدالت الزمنية السابق جدولتها‪.‬‬


‫✓ أن تكلفة األعمال في حدود الموازنة المعتمدة لذلك‪.‬‬
‫✓ أن الخطوات التنفيذية تتم في إطار اإلرشادات العامة واألصول الفنية‪.‬‬
‫✓ أن الصرف يتم في األوجه الصحيحة لإلنفاق‪.‬‬
‫✓ أن التنفيذ يتم بالجودة العلية المطابقة للمواصفات الفنية‪.‬‬
‫✓ أن التنفيذ يتم بمعدالت األداء النمطية السابق وضعها‪.‬‬
‫✓ أن التنفيذ العيني مناسب لإلنفاق ووفقا للموازنات التقديرية‪.‬‬
‫✓ أن مشاكل التنفيذ وعقباته يتم تصويرها ونقلها الى اإلدارة للتغلب عليها‪.‬‬

‫أبو المغايض يحي محمد‪ :‬الحكومة االلكترونية‪ :‬ثورة على العمل اإلداري التقليدي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة الملك فهد‬ ‫‪1‬‬

‫الوطنية‪ ،‬الرياض‪ ،2004 ،‬ص‪.198‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Soumaya Intissar Ben Dhaou : op. Cité, p 172.‬‬
‫محمد جمال الدين درويش‪ :‬الخطط االستراتيجية المعلوماتية للمنشآت‪ ،‬المكتبة األكاديمية‪ ،‬القاهرة‪ ،2001،‬ص ‪.76‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد جمال الدين درويش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.77 ،76‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪146‬‬
‫لذا يجري خالل المتابعة جمع بيانات عن الموقف التنفيذي لمشروع اإلدارة االلكترونية‬
‫أثناء االنتقال من مرحلة إلى أخرى ‪ .‬وتختلف هذه البيانات حسب الغرض الذي يتم من أجله‬
‫جمع هذه البيانات ‪ ،‬وكذلك حسب المستوى اإلداري في الهيكل التنظيمي الذي يحتاج إلى هذه‬
‫البيانات ‪ .‬ثم يتم تحليل البيانات واعداد تقارير المتابعة لعرضها على المستويات اإلدارية‬
‫المختلفة حتى تتمكن اإلدارة من اتخاذ الق اررات والقيام باإلجراءات التصحيحية ‪ .‬لذلك يجب أن‬
‫تكون هذه التقارير دقيقة وممثلة للواقع ‪ ،‬وتعكس حقيقة الموقف التنفيذي للمشروع ‪ .‬كما يجب‬
‫أن تشمل عناصر تقويم األداء والمؤشرات اإلحصائية‪. 1‬‬

‫ثم يتم التقويم وهو المحاوالت المستمرة لمعرفة اآلثار والنتائج المترتبة على تنفيذ كل‬
‫مرحلة من مراحل تطوير مشروع اإلدارة االلكترونية أو حتى بعد االنتهاء منه وبدء تشغيله‪.‬‬
‫وتتم عملية التقويم من خالل نقل صورة عما قد حدث بالفعل ونتائجه وأسبابه‪.‬‬

‫وينقسم التقويم إلى نوعين رئيسين‪:‬‬

‫‪ .1‬تقويم مراحل التنفيذ‬

‫وذلك بغرض معرفة ما اذا كان التنفيذ يتم وفق الخطة الموضوعة أم ال ‪ .‬وبذلك تتحقق‬
‫المتابعة الفعالة في تحذير وتنبيه اإلدارة بوجود مشكالت‪ ،‬أو توقع مشكالت مستقبلية لمحاولة‬
‫تدراكها واتخاذ اإلجراءات التصحيحية للحفاظ على تقدم المشروع دون توقف‪ .‬وعادة يتم تحليل‬
‫أسباب حدوث مثل هذه المشكالت أثناء التنفيذ مثل‪ :‬المشكالت اإلدارية أو الفنية أو المالية أو‬
‫البشرية أو اإلجرائية … الخ‪ ،‬والخلوص بالدروس المستفادة لمنع حدوث مثل هذه المشكالت‬
‫مستقبال‪.‬‬

‫محمد جمال الدين درويش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪147‬‬
‫‪ .2‬تقويم المشروع ككل‬

‫وذلك بغرض معرفة ما إذا كان المشروع بعد تشغيله قد حقق األهداف المرجوة منه أم‬
‫ال‪ .‬وكذلك البحث عن اآلثار غير المتوقعة التي قد تنتج عن تشغيل نظم المعلومات والتي لم‬
‫تكن واضحة أثناء التخطيط‪ .‬وعموما حتى يتحقق التقويم السليم لمشروع نظم المعلومات‬
‫بوضوح وبصورة تمكن من قياس مدى تحققها‪.‬‬

‫وهكذا يعتبر النموذج الكيبيكي من أنجح النماذج في تطبيق اإلدارة االلكترونية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تكريس كل الجهود لتحديد االحتياجات وتلبيتها‬


‫إن االستجابة كأحد معايير اإلدارة االلكترونية تعني قدرة السلطات الحاكمة على استقراء‬
‫وتوقع حاجات المواطنين وأولوياتهم في مختلف نواحي الحياة والعمل على تلبيتها طبقا لخطط‬
‫عمل وبرامج زمنية بما يحقق مستويات مقبولة من رضاء المواطنين‪ ،‬وبما يحقق التوزيع العادل‬
‫لعوائد التنمية‪ .‬وتأسيسا على ذلك فإن على االدارات أن توجه كل أجهزة ومؤسسات الدولة بأن‬
‫تعمل في إطار مصالح األفراد مع األخذ في االعتبار أولوياتهم واحتياجاتهم‪ .‬وأن تراقب أداء‬
‫هذه األجهزة والمؤسسات وتقيم مدى استجابتها الحتياجات المجتمع‪ .‬وهو ما عملت عليه الكيبيك‬
‫منذ استحداث اإلدارة االلكترونية‪ .‬فهل بإمكان النموذج الكيبيكي السير في الج ازئر؟‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التركيز على الخدمات االلكترونية‬


‫عملت الكيبيك على توفير المزيد من نقاط الوصول إلى خدمات الحكومة‪ ،‬وكذا‬
‫االنتشار إلى القطاع الخاص‪ ،‬وضمن هذه الخطوة تتوافق أفضل تطبيقات الحكومة‬
‫االلكترونية على نحو خال من العيوب‪ ،‬مع تسهيل جميع الخدمات وتبسيطها للمواطن‬
‫وتكريس كل لجهود التلبية رغبات المواطنين وما يميز نموذج الحكومة االلكترونية في كيبيك‬

‫‪148‬‬
‫هو وجود توجه واضح للتركيز على خدمة المواطنين‪ ،‬وبالتالي كان الطابع الخدمي هو‬
‫العنصر البارز في مشروع التحول االلكتروني‪.1‬‬

‫حيث أولت اإلدارة اإللكترونية في الكيبيك عناية بالغة بنوعية الخدمات التي تقدمها‬
‫إدارة الحكومة اإللكترونية‪ ،‬وهدفها في ذلك الوصول إلى جودة الخدمة العامة واالهتمام‬
‫بالجمهور‪ ،‬ومن ثم أصبح التركيز واضحا على رضا المواطن‪ ،‬وتحقيق رغباته ‪ ،‬المتمثلة في‬
‫الحصول على خدمات الكترونية ‪ ،‬بشكل يعمق الثقة بين األفراد ومؤسسات الدولة‪.‬‬

‫استنادا إلى ذلك جاء هدف إدارة الحكومة اإللكترونية في كيبيك مرك از على تقديم‬
‫الخدمات العامة إلكترونيا‪ ،‬وخلق مجتمع معلوماتي‪ ،‬وهو ما يترجمه االستم اررية في الترويج‬
‫لسبل وصول قياسية‪ ،‬ومبسطة للمعلومات‪ ،‬ومختلف الخدمات التي توفرها دوما الشبكة‪.‬‬

‫وقد اعتمدت في ذلك على وجود الرؤية المستقبلية الخاصة بتقديم الخدمات الحكومية‬
‫إلكترونيا إلى الجمهور العام وتماشيا مع تبني الحكومة الكيبكية آلية وسائل الدفع والشراء‬
‫اإللكتروني للحكومة ‪ ،‬إضافة إلى تحديث المعلومات أوال بأول ‪ ،‬من خالل ضمان أن‬
‫المعلومات يتم تحديثها فو ار عبر جميع القنوات ‪ ،‬مع لفت انتباه المواطنين إلى ذلك بالدعاية‬
‫واإلعالن بطرق وأساليب مختلفة‪.‬‬

‫دعما لمفاهيم الخدمة العامة اإللكترونية‪ ،‬ووعيا بما تتضمنه من تحول جذري في مهام‬
‫اإلدارة العمومية‪ ،‬نجد هناك قبول من طرف المواطنين في الكيبيك بصور التحول لإلدارة‬
‫العمومية اإللكترونية ‪ ،‬وهو ما يبرز القبول الكلي عن ما تقدمه الحكومة اإللكترونية‪.‬‬

‫وتمثلت أهم المبادئ المتخذة في إطار التركيز على تلبية االحتياجات على ما يلي‪:‬‬

‫• المواطن هو محور اهتمام الحكومة اإللكترونية‬

‫‪1‬‬
‫‪Alain RONDEAU, Anne-Marie CROTEAU et Danielle LUC : Déploiement de l’administration‬‬
‫‪électronique au Québec : Enjeux liés à la transformation et aux TIC, HEC MONTREAL, Cahier‬‬
‫‪o‬‬
‫‪n 04-12 – septembre 2004.‬‬
‫‪149‬‬
‫• التركيز على النتائج‬
‫• إمكانية دخول متاحة عموما للخدمات العمومية‬
‫• المشاركة والعمل الجماعي‬
‫• تشجيع اإلبداع‬
‫• الفعالية وضبط التكلفة‬
‫• الحفاظ على الخصوصية وأمن شبكة المعلومات‬

‫إذ تقوم الحكومة حاليا بتحويل وظائفها‪ ،‬لكي تركز على االحتياجات الخاصة بأعمال‬
‫المواطنين‪ ،‬ويتوقع االكيبيكيون أن يتمكنوا من تصريف أعمالهم بسرعة أكبر‪ ،‬حينما تنقل‬
‫إليهم عبر الهاتف أو عبر التقنية اإللكترونية‪ ،‬ولديهم تطلعات كبيرة عندما يتفاعلون مع‬
‫الحكومة اإللكترونية‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬النموذج الكيبيي قابل للتطبيق في الجزائر؟‬

‫أما عن إمكانية تطبيق هذا النموذج في الجزائر فهو أمر صعب التحديد وهذا لجملة‬
‫العراقيل والتحديات التي يعرفها الوضع بالجزائر‪ .‬إذ يمكن إجمال تحديات اإلدارة االلكترونية‪،‬‬
‫وانعكاساتها على الخدمة العمومية في الجزائر من خالل ما يلي‪:‬‬

‫محدودية البناء التكنولوجي والتقني‬

‫ويتجلى ذلك في ضعف مؤشر البنية التحتية لمشروع التحول لإلدارة اإللكترونية ‪،‬‬
‫حيث يطرح تساؤل اليوم حول التأخر الحالي في الجزائر ‪ ،‬وتدهور واقع استخدام تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصال بالمقارنة مع الكيبيك ‪ ،‬وقد حاولت بعض اآلراء اإلجابة على هذا‬
‫التساؤل ‪ ،‬بالقول أن الجزائر كانت أولى الدول األفريقية ‪ ،‬في مجال استخدام تقنيات‬
‫الحاسب اآللي خالل فترة السبعينيات وبداية الثمانينات ‪ ،‬وأول بلد عربي يستخدم جهاز‬
‫الكومبيوتر في اإلدارة ‪ ،‬إال أن السنوات الصعبة التي قوضت االقتصاد بأكمله أدت إلى‬
‫التأخر في االستثمار في التكنولوجيا الحديثة وضعف برامج التنمية ‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫حيث أدت قلة أو انعدام الموارد المالية إلى تعطيل برامج التحول لإلدارة االلكترونية في‬
‫الجزائر‪ ،‬خاصة إذا تعلق األمر بإعداد نظام الشبكات االلكترونية‪ ،‬الذي تفتقد إليه أغلب‬
‫اإلدارات ومصالحها العمومية ‪ ،‬وهو ما أثر على تطوير مبادرة الخدمة االلكترونية‪.‬‬

‫ويمكن ضبط المشاكل المرتبطة بنقص الكفاءات البشرية ‪ ،‬وخاصة منها المحلية إلى‬
‫جانب مشكل التطور السريع للتكنولوجيا ‪ ،‬والفراغ القانوني ‪ ،‬وهو ما جعل القائمين على‬
‫برامج التحول يفكرون في طرق تهدف إلى مضاعفة أعداد الكفاءات البشرية ‪ ،‬من مهندسين‪،‬‬
‫وتقنيين ‪ ،‬وخريجي الجامعات ‪ ،‬والتكوين المتواصل لهم‪.‬‬

‫ضعف مجتمع المعلومات‬

‫حيث تعاني الجزائر من األمية التعليمية وبشكل أكبر األمية التكنولوجية‪ ،‬ويرجع ذلك‬
‫إلى اعتبارات عديدة منها انخفاض معدل الدخل ‪ ،‬ضعف البرامج التعليمية في أطوار تعليمية‬
‫مختلفة ‪ ،‬وهو ما أثر سلبا على تكوين مجتمع قادر على مواكبة التحول االلكتروني ‪،‬‬
‫ويساهم في ثقافة التغيير داخل مؤسسات الخدمة ‪ ،‬إذ أن الجزائر وبالرغم من تداول مصطلح‬
‫مجتمع المعلومات في العديد من الخطابات الرسمية ‪ ،‬إال أنها ال تزال تعاني من مشكل بناء‬
‫اإلطار العام لهذا المجتمع‪.‬‬

‫مشاكل التوقيع االلكتروني‬

‫يعترض بلوغ مراحل التوقيع الرقمي أحد الجوانب الحرجة إلى حد ما في السياسة الوطنية‬
‫لتكنولوجيا اإلعالم واالتصال بالجزائر ‪ ،‬خاصة وأنه إلعطاء قيمة ثبوتية للتوقيع االلكتروني‬
‫يجب أن تكون لهذه الوثيقة اإللكترونية الحجية ‪ ،‬غير قابلة إلعادة االستخدام ‪ ،‬وغير قابل‬
‫للتغيير ‪ ،‬إذ أن التوقيع يصبح ممكن عن طريق تحويله إلى جانب التشفير ‪ ،‬والذي يختلف‬
‫عن التوقيع بخط اليد ألنه غير مرئي ولكن يقابل سلسلة من األرقام التناظرية ‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫عراقيل تعترض انتشار تكنولوجيا اإلعالم واالتصال في المجتمع‬

‫تلعب الوضعية االقتصادية واالجتماعية في أي بلد دو ار كبي ار في تحديد انتشار‬


‫التكنولوجيات الحديثة لإلعالم واالتصال‪ ،‬لذلك فإن الوضعية الحالية لهذا القطاع في الجزائر‬
‫ال تزال تعاني تأخ ار بسبب نسبة الفقر من جهة‪ ،‬واألمية ونقص المستوى التعليمي من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫غياب التشريع االلكتروني‬

‫حيث أن غياب اإلطار القانوني المنظم للمعلومات يضع مرحلة التحول االلكتروني‬
‫أمام العديد من االشكاالت‪ ،‬التي تتعلق بتداول المعلومات‪ ،‬ونوعية هذه المعلومات المتداولة‬
‫ومحتواها‪ ،‬والحفاظ على عنصري الخصوصية والهوية‪ ،‬وعلى وجه التحديد تلك المتعلقة‬
‫باألشخاص‪ ،‬مما دفع أن تصبح هذه االشكاالت القانونية حاج از أمام التحول لإلدارة والخدمة‬
‫العمومية االلكترونية‪ ،‬إذ والى حد اآلن تفتقر اإلدارة العامة في الجزائر إلى نص قانوني‬
‫يعالج مواضيع مرتبطة بحفظ المعلومات‪ ،‬وطريقة التعامل معها عن طريق التكنولوجيا‬
‫الحديثة ‪.‬‬

‫أمام التحديات المبينة أعاله‪ ،‬تبرز الحاجة إلى ضرورة إعادة النظر في صياغة مشروع‬
‫الخدمة العامة االلكترونية مع توفير المتابعة الدورية لخطوات التحول التكنولوجي‪ ،‬داخل‬
‫اإلدارات والمؤسسات العمومية واألخذ بالنموذج الكيبيكي عبر كل مراحله للتحول حو إدارة‬
‫الكترونية‪ ،‬ومحاولة وضع حلول دقيقة لمختلف ما يعترض تطوير برامج تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصال‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بتطوير المحتوى الرقمي‪ ،‬وتوفير األطر القانونية‬
‫والتشريعية الضامنة لحماية عملية التحول‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫خاتمة الباب األول‬

‫يحتل قطاع الخدمات أهمية بالغة ال تقل عن غيره من القطاعات‪ ،‬ويعود ذلك إلى تطور‬
‫المجتمعات وزيادة الطلب على الخدمة بجميع أنواعها ال سيما الخدمات المقدمة من طرف‬
‫اإلدارات العمومية‪ .‬ويبقى لهذه األخيرة دور هام في ضمان استم اررية الخدمة العمومية من‬
‫جهة وتبرير خصوصية التسيير في هذه اإلدارات من جهة أخرى من خالل تبني تسيير عمومي‬
‫حديث لتحسين أدائها‪ .‬وعليه فاإلدارة اإللكترونية تلعب دو ار هاما في تحسين الخدمات العمومية‬
‫وأداء اإلدارات العمومية‪.‬‬

‫فاإلدارة اإللكترونية ليست عملية اختيارية وانما اقتضتها مجموعة من الظروف‪ ،‬ألنها‬
‫في الواقع تعمل على معالجة عوائق محدودة قد تكون واسعة النطاق‪ ،‬إضافة إلى تحقيق التقدم‬
‫والمشاركة في مجتمعات المعلومات التي تعتمد في مجملها على ما أفرزته تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت؛ ألن استخدام هذه التكنولوجيا في األعمال اإلدارية يصحبه تطوير في كافة‬
‫األنشطة واإلجراءات والمعامالت اإلدارية الحالية باإلضافة إلى تبسيطها ونقلها نوعيا من األطر‬
‫اليدوية إلى األطر اإللكترونية‪.‬‬

‫وبالرغم من أن مختلف اإلدارات العمومية تتطلع للتحول إلى مفهوم اإلدارة اإللكترونية‬
‫إال أن ذلك يواجه غموضا مفاهيميا وتحديات عملية ومعطيات بيئية تحد من الطموحات في‬
‫هذا المجال‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬تسعى اإلدارات العمومية المعاصرة إلى تحقيق طموحها من خالل‬
‫توفير مجموعة من المتطلبات التنظيمية والتقنية واألمنية وغيرها باإلضافة إلى مراعاة عوامل‬
‫النجاح لهذا التحول‪.‬‬
‫ونصل إلى أن نظام اإلدارة اإللكترونية ِ‬
‫ستدي إلى عصرنة الخدمة العمومية وهو ما‬
‫سِيدي إلى تقليص البيروقراطية والتخفيف من الروتين في أداء هذه الخدمات‪ ،‬ألن هذه األخيرة‬

‫‪153‬‬
‫ستستغني عن المستندات الورقية وتستبدل بالمستندات اإللكترونية‪ .‬حتى الموظف سيتحول إلى‬
‫موظف عمومي "الكتروني" حيث سيسهل للمواطن الحصول على الخدمات التي تقدمها اإلدارة‬
‫العمومية دون مشقة االنتقال إلى مقرها والوقوف في الطوابير ومراجعة أكثر من موقع إلتمام‬
‫معامالته‪ ،‬ما سيوفر له الجهد والوقت ليستثمرهما في األمور اليومية األخرى‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬تعمل اإلدارة اإللكترونية على إرساء قواعد الشفافية وتوفير المعلومات بسهولة‬
‫وهذا ما يؤدي إلى تعزيز روح الديمقراطية اإلدارية والتخلص من الضبابية في أداء األعمال‬
‫المهيأة لبيئة إدارية فاسدة‪ ،‬كما تساهم أيضا في تطوير العالقة بين اإلدارات العمومية فيما بينها‬
‫وبين اإلدارات العمومية والمواطن‪ ،‬ما يسهم في تعاون أفضل في نشر المعلومات التي تساعد‬
‫على إصدار الق اررات السليمة‪ .‬وهو ما تبين لنا حينما عرضنا النموذج الكيبكي الكندي‪.‬‬

‫فقد رأت الكيبيك أن السعي للتوسع في دور االدارة اإللكترونية يجب أن يشمل التطور‬
‫إلى تبني الديموقراطية اإللكترونية‪ ،‬كما أن النجاح اإلداري يعد من أهم أسباب نجاح االدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬إضافة إلى وجود الدعم الفني والمعنوي والحماس لدي العاملين في هذه اإلدارات‬
‫وهذا من خالل التأطير الجيد ومتابعة التطور االدري والمعلوماتي مع تكريس كل الجهود لتحديد‬
‫االحتياجات وتلبيتها‪.‬‬

‫والجزائر ك غيرها من الدول‪ ،‬سعت إلى تنبني اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬فقد وجهت كل الجهود‬
‫نحو اإلصالحات اإلدارية سواء على المستوى التنظيمي أو على مستوى األداء‪ .‬وهو ما‬
‫سيعرض بالتفصيل في الباب الثاني من هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬نحو إدارة إلكترونية جزائرية‬

‫لقد أسهمت تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت إسهاما كبي ار في إحداث نقلة نوعية في‬
‫حياة األمم و الشعوب‪ ،‬لذا فقد انتهت معاناة الكثير من المواطنين في طلب الخدمات والحصول‬
‫عليها؛ بفضل التطور التكنولوجي الذي سخرته الحكومات لخدمة مواطنيها بالدقة و السرعة‬
‫والجودة‪ ،‬وبالرغم من ذل ك إال أن مواكبة هذا التطور لم يعد باألمر اليسير على الحكومات‬
‫بسبب سرعة تطور تلك التكنولوجيا‪ ،‬و في نفس الوقت لم يعد مبر ار كافيا لعدم ظهور برامج‬
‫الحكومات االلكترونية؛ بحيث أصبح تقديم الخدمات بالشكل التقليدي في بعض الدول ضربا‬
‫من ضروب الماضي و عالمة من عالمات التأخر الحضاري‪ ،‬لذا فإن التحول من الحكومات‬
‫التقليدية الى الحكومات االلكترونية صار توجها لدى الكثير من الدول؛ مستفيدة بذلك من‬
‫تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت و تسخيرها في تحسين جودة الخدمات المقدمة في سبيل‬
‫إرضاء المواطن و راحته ‪.‬‬

‫منذ ‪ 2013‬قررت الجزائر اتباع التيار العالمي والخوض في تطبيق االدارة اإللكترونية‬
‫لذا قامت بوضع برنامج * الجزائر االلكترونية ‪ .* 2013‬يندرج هذا البرنامج ضمن الرؤية‬
‫الرامية لجعل مجتمع المعلومات واالقتصاد الرقمي يؤثران في النمو االقتصادي ويشكالن‬
‫اقتصادا بديال للموارد النفطية‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار التحوالت العميقة والسريعة التي يعيشها‬
‫العالم‪ .‬ويهدف هذا البرنامج‪ ،‬الذي يتضمن خطة عمل متماسكة و قوية‪ ،‬إلى تعزيز أداء‬
‫االقتصاد الوطني و المؤسسات و اإلدارة العمومية‪ ،‬كما أنه يسعى إلى تحسين قدرات التعليم‬
‫و البحث و االبتكار‪ ،‬و إنشاء كوكبات صناعية في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬
‫و رفع جاذبية البلد‪ ،‬و تحسين حياة المواطنين من خالل تشجيع نشر و استخدام تكنولوجيا‬
‫المعلومات و االتصاالت (الفصل األول)‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫و تعبر اإلدارة اإللكترونية أسلوبا جديدا لترشيد المصالح والمعامالت اإلدارية‪ ،‬فبواسطتها‬
‫يتم التحول من عالقة الشبابيك و اإلجراءات اإلدارية التقليدية و الطويلة إلى عالقة شبكية‬
‫(‪ )de réseau‬و رغبة منها بإدارة حيوية ‪ ،‬حديثة ‪ ،‬و أكثر فعالية و مالئمة لمنح أحسن‬
‫خدمة للمواطن أو الجمهور‪ ،‬قامت العديد من الدول بالتركيز على الثورة الرقمية و تبنيها كركيزة‬
‫للمتغيرات في العديد من المجاالت و على رأسها تنظيم العالقة بين اإلدارة و مرتفقيها‪.‬‬

‫لقد شعرت الجزائر بمدى أهمية المبادرة إلى اعتماد رؤية جديدة لتكييف اإلدارة على‬
‫التعامل بأكثر كفاءة مع المتغيرات العالمية التي أفرزتها وضعية اإلبقاء على اإلدارة التقليدية‪،‬‬
‫فقامت بعدة مساعي ال يمكن تجاهلها (الفصل الثاني)‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني لإلدارة اإللكترونية الجزائرية‬

‫تعرضت البيئة اإلدارية للحكومات المعاصرة لمتغيرات متتالية في عالم سريع التغييرات‬
‫بحيث أصبحت اإلدارة بأسلوب األمس غير مناسبة لتحديات اليوم والغد‪ ،‬حيث تعد جودة‬
‫الخدمات الحكومية مطلبا أساسيا للوفاء برسالة الوحدات الحكومية والتخفيف على كاهل طالبي‬
‫الخدمة من المواطنين والمستثمرين‪ ،‬فإذا كان تحقيق مستوى خدمات أفضل للمواطنين مازال‬
‫وسيظل الهدف األسمى للحكومات‪ ،‬واذا كانت حاجات ومتطلبات هؤالء المواطنين متعددة‬
‫ومتجددة باستمرار‪ ،‬فإن التغيير والتطوير المخطط البد وأن يوجد إلحداث التكيف مع المتغيرات‬
‫البيئة الجديدة للحكومة‪ ،‬وهوما انبثق عنه ميالد مصطلح الحكومة اإللكترونية التي تعد جزء ال‬
‫يتج أز من اإلدارة اإللكترونية باعتبارها منظومة متكاملة وفضاء رقمي يشمل كل من األعمال‬
‫اإللكترونية للداللة على اإلدارة االلكترونية لألعمال‪.‬‬

‫ل ذلك ال بد من عدم اهمال جانب أساسي أال وهو عالقة اإلدارة بالمواطن الذي يمثل‬
‫جوهر اإلدارة العمومية فقد عرف محيط اإلدارة تطو ار ملحوظا على مستوى متطلبات‬
‫المواطنين الذين أصبحوا أآثر إلحاحا في طلب خدمات سريعة وذات جودة عالية وقريبة‬
‫منهم‪ ،‬لذا وجب االنتقال من إدارة إدارية نحو إدارة إلكترونية وعليه فإن تحسين العالقة بين‬
‫اإلدارة والمواطن والمرتفقين والمتعاملين معها يكون عنص ار أساسيا لإلصالح اإلداري وتحديث‬
‫اإلدارة ‪ ،‬فجل الدول التي انكبت على تحديث إدارتها مرت أساسا من تحسين عالقة المواطن‬
‫باإلدارة وذلك بوضع قوانين وضوابط في هذا الميدان‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫ان عالقة ﺍإلﺩﺍﺭﺓ بالمواطن ال يمكن بأي حال من األحوال أن تنحصﺭ في مجالها اإلداري‬
‫بمعزل عن مجموعة من المؤثرات السياسية واالقتصادية والتاريخية التي عاشتها الجزائر وكذا‬
‫التطور التكنولوجي الذي مس العالم بأسره‪ .‬فالعالقة بين ﺍإلﺩﺍﺭﺓ والمواطن ال تقتصر على تأدية‬
‫خﺩمة عمﻭميـة معينة بقﺩﺭما يتعلﻕ بالسلطة لكال الطرفين بإعتباﺭ ﺃﻥ صاحﺏ السيادة هﻭ‬
‫الشعب والجزائر فـي حقﺏ عﺩيﺩﺓ مﻥ تاﺭيخها المعاصر إلى يومنا هذا بقي مفهﻭﻡ المواطنة‬
‫ﻭسياﺩﺓ الشعب تستلهﻡ ﺇال مـﻥ خالل النصوص والتشريعات الرسمية ﺩﻭﻥ اللجوء إلى تفعيلها‬
‫ﻭتﻭثيقها على ﺃﺭﺽ الواقع‪ ،‬ﻭنﻅـﺭﺍ لالختالل في التركيبة ﺍإلجتماعية ﻭﺍإلقتصاﺩية ﻭكذا على‬
‫مستﻭﻯ السلطة‪ ،‬فإﻥ األزمة مـاهي ﺇال تعبيﺭ على تناقﺽ التصور لدى ﺃصحاﺏ السلطة في‬
‫مﺩﻯ صياغة بﺭﺍمج ﻭمشاﺭيع تتـأقلﻡ والمحيط البيئي ﺍإلجتماعي الجزائري وبصرف النظر عﻥ‬
‫التكلفة ﺍإلجتماعية ﻭﺍإلقتصاﺩية لميكانيزمات التحول مﻥ نمﻁ إلى ﺁخﺭ فإﻥ ﺍألﺯمة باتﺕ‬
‫تتهيﻜل ﻭتنمﻭ في كنف ﻁبقة معينة‪ ،‬ﺃصبحﺕ السلطة تتﺩﺍﻭل فيمـا بينها بﺭغﻡ مﻥ ﺇيمانها‬
‫الشديد بﻁﺭﺡ مفهﻭﻡ التغير الجذري كأسلوب لتنمية شاملة دون مراعاة االنعكاسات الخطيرة‬
‫على الجانب االجتماعي‪ .‬لذا جاءت جملة من اإلصالحات اإلدارية تجلت في الدساتير‬
‫(المبحث األول) وكذا عبر النصوص التشريعية والتنظيمية( المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار الدستوري لعالقة اإلدارة بالمواطن‬

‫عرفت عالقة اإلدارة بالمواطن تطو ار عبر الدساتير الجزائرية فبعد اهمالها في دستوري ‪1962‬‬
‫و‪( 1976‬المطلب األول) تم تدارك األمر في دستور ‪ 1989‬وتعديالته (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إهمال عالقة االدارة بالمواطن قبل دستور ‪1989‬‬


‫إلى غاية الثمانينات مرحلة بداية اإلصالحات اإلدارية وبروز االهتمام بمحور‬
‫عالقة اإلدارة بالمواطن في ظل عملية اإلصالح الواسعة التي انتهجتها الجزائر‪ ،‬فإن دستوري‬
‫‪ 1963‬و‪ 1976‬الذين تزامن وجودهما مع فترة ما قبل ‪ ،1989‬تميزتا بمظهر التنظيم المنعدم‬
‫لكل ما له عالقة بالمجال سيما في ظل دستور ‪.1963‬‬

‫‪158‬‬
‫"ففي ظل دستور ‪ 1963‬قام النظام على أساس النظام الجمهوري في ظل الديمقراطية‬
‫الشعبية تمارس فيه السلطة من طرف الشعب التي تتكون طليعته من المثقفين الثوريين‪،‬‬
‫الفالحين والعمال‪ ،‬ويعتمد االشتراكية أسلوبا لتنمية البالد وترقية الشعب وأداة ذلك هو الحزب‬
‫الواحد المتمثل في حزب جبهة التحرير الوطني كحزب طالئعي يهتم بحديد سياسة األمة ويوجه‬
‫ويراقب مؤسسات الدولة‪ .‬كما أقر الدستور حقوق وحريات األفراد من المنظور االشتراكي‪ .‬في‬
‫‪ 19‬جوان ‪ 1975‬أعلن الرئيس هواري بومدين عن نيته في العودة إلى الشرعية الدستورية‪ ،‬وتم‬
‫اصدار الميثاق الوطني بعد استفتاء شعبي وهو يعتبر المصدر األسمى لسياسة األمة وقوانين‬
‫الدولة‪ ،‬وبعدها حضر مشروع دستور عرض على االستفتاء الشعبي في ‪19‬أكتوبر‪ 1976‬ودخل‬
‫حيز التنفيذ من هذا التاريخ‪ .‬في بداية الثمانينيات‪ ،‬ظهرت بوادر التراجع عن النظام االشتراكي‬
‫واتضحت أكثر مع مراجعة الميثاق الوطني سنة ‪ ،1986‬حيث بدأ بإجراء استفتاء شعبي في‬
‫‪ 3‬نوفمبر ‪ 1989‬حول تعديل دستور ‪ 1976‬بإنشاء منصب رئيس الحكومة ومع تسارع‬
‫األحداث ورغبة في دفع عجلة اإلصالحات السياسية إلى أقصاها شكلت لجنة تقنية إلعداد‬
‫مشروع دستور جديد عرض لالستفتاء الشعبي في ‪ 23‬فيفري ‪ 1989‬وهكذا ألغي دستور‬
‫‪ .1976‬وهكذا تم تكريس التوجه الليبرالي والتخلي عن النظام االشتراكي"‪.1‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬في ظل دستور ‪1963‬‬


‫" بالرجوع إلى أحكام دستور ‪ 1963‬وتحديدا تلك المدرجة تحت عنوان " الحقوق‬
‫األساسية " (المواد ‪ 12‬إلى ‪ ، )22‬نالحظ أنها غابت عن معالجة العالقات اإلدارية وحقوق‬
‫المواطنين على مستواها كتكريس مبدأ عدم تحيز اإلدارة ‪ ،‬مبدأ المشاركة الواسعة للمواطن في‬
‫النشاط اإلداري وذلك على الرغم من المعاناة التي عايشها المواطن الجزائري في تعامالته مع‬
‫اإلدارة االستعمارية التي اتسمت بالظلم‪ ،‬التسلط‪ ،‬و المعاناة‪ ،‬وببعدها عن اإلدارة الخدماتية‬

‫ملخص النظام السياسي الجزائري‪ ،‬متاح على الرابط‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪http://www.droit-dz.com/forum/showthread.php?t=6137‬‬
‫‪159‬‬
‫وهو ما خلق الهوة بين الطرفين (هذا إذا ما استثنينا ما تضمنته نص المادة ‪ 19‬من الدستور‪،‬‬
‫و المتمثلة في حرية تأسيس الجمعيات باعتبارها صورة المشاركة )‪.‬‬

‫ولعل السبب في ذلك يعود إلى الطابع اإليديولوجي الذي غلب على الدستور وتثبيت نظام‬
‫دستوري للحكم بواسطة الحزب‪ ،‬ما جعل من دستور ‪ 1963‬يظهر بمظهر دستور برنامج أكثر‬
‫منه دستور قانون‪ ،‬مع العلم أنه لم يعمر طويال األمر الذي جعل منه حب ار على ورق"‪.1‬‬

‫فقد كان دستور‪ 1963‬دستور برنامج‪ ،‬ويعرف في األنظمة االشتراكية‪ ،‬فالدستور في هذه‬
‫الحالة يكرس االشتراكية ويحددها هدفا ينبغي تحقيقه‪ ،‬كما يحدد وسائل تحقيقها ويكرس أيضا‬
‫هيمنة الحزب الحاكم‪ ،‬ومع ذلك كله فإنه يتناول الجوانب القانونية المتعلقة بتنظيم السلطة كما‬
‫يبين حقوق وحريات األفراد ومجاالتها‪.‬‬

‫وضع دستور ‪ 1963‬كان من اختصاصات المجلس التأسيسي المنشئ بحكم اتفاقية‬


‫افيان‪ ،‬إال أن الرئيس "أحمد بن بلة" تملص عن هدا المبدأ بإعطاء الضوء األخضر للمكتب‬
‫السياسي في مناقشة وتقويم مشروع دستور في جويلية ‪ ،1963‬وعرضه على المجلس التأسيسي‬
‫للتصويت عليه‪ ،‬ثم تقديمه لالستفتاء الشعبي في سبتمبر ‪ 1963‬واصداره في ‪ 08‬سبتمبر‬
‫‪ ،1963‬فرغم أن المشرع الجزائري أخذ بالطريقة الديمقراطية (الجمعية التأسيسية واالستفتاء)‬
‫إال أن هذه الطريقة يشوبها العديد من المخالفات‪ ،‬كمناقشة الدستور على المستوى الحزبي‪ ،‬مما‬
‫تبعه سلسلة من االستقاالت على مستوى المجلس التأسيسي (فرحات عباس‪ ،‬حسين آيت أحمد)‪.‬‬

‫بالرجوع إلى دستور ‪ 1963‬نجد أن المادة ‪ 63‬منه تنص على ما يلي‪" :‬يتألف المجلس‬
‫الدستوري من الرئيس األول للمحكمة العليا ورئيس الغرفتين المدنية واإلدارية في المحكمة العليا‬

‫وكان ذلك نتيجة إعالن رئيس الجمهورية للحالة االستثنائية التي نتجت عن النزاع المرتقب بين الجزائر و المغرب بخصوص‬ ‫‪1‬‬

‫الحدود ‪ ،‬تالها اإلنقالب السياسي المؤرخ في ‪ 19‬جوان ‪ 1965‬انظر ‪:‬‬


‫‪- MAHIOU Ahmed : Note sur la constitution algérienne du 28 novembre 1996, Revue annuaire‬‬
‫‪de l’Afrique du nord , édition C.N.R.S, Algérie, 1996,p479.‬‬

‫‪160‬‬
‫وثالث نواب يعينهم المجلس الوطني الشعبي وعضو يعينه رئيس الجمهورية"‪ .‬ومن المعلوم أن‬
‫هذا المجلس لم يشكل ليمارس نشاطه‪ ،‬وذلك نظ ار لما عرفته الجزائر آنذاك من أحداث وعدم‬
‫االستقرار‪ ،‬حيث أن الصراع من أجل السلطة كان على أشده مما لم يسمح بتشكيل هذا المجلس‪،‬‬
‫وما أحداث االنقالب الذي عرفته الجزائر في ‪ 19‬جوان ‪ 1965‬والذي أطلق عليه اسم التصحيح‬
‫الثوري‪ ،‬حيث جمد الدستور فور استيالء الثورة على السلطة وحل محله أمر‪ 10 :‬جويلية‬
‫‪ ،1965‬وما ينبغي معرفته من خالل نص المادة السالفة الذكر هو طريقة التشكيل العضوي‬
‫لهذا المجلس‪ ،‬حيث نالحظ أنه مزيج بين رجال السياسة ورجال القانون‪ ،‬أي أن المجلس‬
‫الدستوري الجزائري آنذاك كان ذو طبيعة مختلطة قضائية وسياسية‪ ،‬تضم رجاال تابعين لسلك‬
‫القضاء وأعضاء آخرين بالتمثيل السياسي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬في ظل الميثاق الوطني ودستور ‪1976‬‬

‫حاولت جماعة ‪ 19‬جوان ‪ 1965‬تأسيس نظام سياسي مدستر‪ ،‬فأصدرت نصين‪،‬‬


‫إحداهما ذو طابع سياسي إيديولوجي هو "الميثاق الوطني" اعتبر بمثابة عقد بين الحاكم‬
‫والمحكومين‪ ،‬إذ تضمن المحاور الكبرى لبناء المجتمع االشتراكي وحدد الحزب الواحد ووحدة‬
‫القيادة السياسية للحزب والدولة‪ .‬والثاني يعتبر تكريسا قانونيا لألول وهو "الدستور"‪ .‬ووضع‬
‫دستور ‪ 1976‬جاء بعد إصدار القيادة في الجريدة الرسمية المرقمة ‪ 58‬والمؤرخة في ‪13‬‬
‫جويلية ‪ 1965‬عزمها على استصدار دستور فتشكلت لجنة حكومية لصياغة نص الدستور‬
‫وتقديمه لالستفتاء الدستوري يوم ‪ 19‬نوفمبر ‪ ،1976‬وتمت الموافقة عليه وأصدر في ‪22‬‬
‫نوفمبر ‪ . 1976‬وكان إقرار الميثاق الوطني سابق له‪ ،‬فقد تم إعداد المشروع التمهيدي على‬
‫مستوى مجلس الثورة والحكومة‪ ،‬وفتحت المناقشة العامة خالل شهري ماي وجوان‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫وان لم يختلف دستور ‪ 19761‬عن دستور ‪ 1963‬من حيث ارتكازه على مبدأ الحزب‬
‫الواحد ومن حيث تفوق الطبيعة البرامجية للدستور على الطبيعة القانونية‪ ،2‬إال أن دستور‬
‫‪ 1976‬يبدو و كأنه عرف بعض المستجدات في مجال تنظيمه للعالقات اإلدارية و المواطن‬
‫(وان كانت معظمها أدرجت بطريقة غير مباشرة ) ‪ ،‬تمثلت في التأكيد على مبدأ المساهمة‬
‫الشعبية في تسيير اإلدارة ( المادة‪ ،) 2/27‬إدراج ومعالجة مبدأ الالمركزية وألول مرة ضمن‬
‫أحكام المواد ‪ ، 36 35 ، 34، 9، 8، 7‬وان اعتبرها البعض معالجة محدودة ‪3‬باعتبارها آلية‬
‫من آليات تقريب اإلدارة من المواطن‪ 4‬واحدى قنوات تجسيد المشاركة الفعلية في تسيير الشؤون‬
‫العمومية (المادة ‪ ، ) 34‬تحديد مسؤولية األعوان العموميين في الدولة والزامهم بتحقيق المنفعة‬
‫العامة خارج إطار اإلثراء الشخصي وتحقيق المصلحة الخاصة المادة (‪ ، )37‬ومن بين ما‬
‫تضمنه دستور ‪ 1976‬أيضا وتحت إطار الفصل الرابع المعنون ب ــ" الحريات األساسية وحقوق‬
‫اإلنسان و المواطن"‪ ،5‬تكريس مبدأ المساواة في حقوق المواطن وواجباته من دون أي تمييز‬
‫(العرق ‪ ،‬الجنس ‪ ،‬الحرفة ) قد يحول دون المشاركة الفعلية لكل المواطنين (المادة ‪)41 ، 39‬‬
‫و الذي رأى فيه البعض مظه ار لمبدأ عدم الحياد‪ ،‬وكذا التأكيد على حرية تأسيس الجمعيات‬
‫كصورة من صور المشاركة (المادة ‪ ،) 56‬إلى جانب ذلك فقد أقر الدستور منع اإلدارة من‬

‫يجد دستور نوفمبر ‪ 1976‬مرجعه في الميثاق الوطني الصادر‪ ,‬في يوليو ‪ 1976‬باعتباره المصدر األساسي لسياسة األمة‬ ‫‪1‬‬

‫وقوانين الدولة ومرجعا أساسيا لحكام الدستور (المادة ‪ . )6‬وقد حل محله الميثاق الوطني الثاني لسنة ‪. 1986‬‬
‫راجع في ذلك ‪ :‬سعيد أوصيف ‪ :‬تدهور المعيار التشريعي في النظام القانوني الجزائري ‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماجستير ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫فرع اإلدارة و المالية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم اإلدارية ببن عكنون ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ 2002/2001 ،‬ص ‪ 71‬وما يليها ‪.‬‬
‫وذلك خالفا لما تضمنته مقدمة دستور ‪ 1963‬والقاضي بـ "تقوم جبهة التحرير الوطني تنظيمها وقواعدها على مبدأ المركزية‬ ‫‪3‬‬

‫الديمقراطية ونشاطا "‪.‬‬


‫خيرة مقطف‪ :‬تطبيق نظام الالمركزية في الجزائر من ‪ 1967‬إلى يومنا "دراسة نظرية تحليلية "‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬ ‫‪4‬‬

‫فرع إدارة ومالية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم اإلدارية بن عكنون ‪،‬جامعة الجزائر ‪ ، 2002-2001 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ROBERT Jacques avec la collaboration de DUFFAR Jean: Libertés publiques et droits de‬‬
‫‪l’homme, 4 éme édition, Montchrestien édition, France, 1988 , P 35 .‬‬
‫‪162‬‬
‫ممارسة سلطاتها على نحو مخالف للتشريع شأنها في ذلك مختلف الهيئات والمؤسسات األخرى‬
‫التي تتمتع بامتيازات السلطة العمومية (المادة ‪. )72‬‬

‫"حقيقة أن دستور ‪ 1976‬شهد خطوة هامة في مجال تنظيم بعض الحقوق التي‬
‫تعني عالقة اإلدارة بمواطنيها وذلك خالفا لما شهده دستور ‪ ، 1963‬لكنه عندما أقر مجمل‬
‫تلك الحقوق والحريات األساسية للمواطن بصفة عامة وحقوقه تجاه اإلدارة بصفة خاصة يكون‬
‫قد قيد مجال ممارستها بعدم المساس بمبادئ الثورة وعلى رأسها االختيار االشتراكي (المادة‬
‫‪ )28‬وهو ما أفرغ الكثير من محتواها" ‪ "، 1‬كما أن الشعور بالبيروقراطية الذي انعكس سلبا‬
‫على سير اإلدارات العمومية في تعامالتها مع الموطنين ‪ ،‬من خالل التحقيق الذي أجرته رئاسة‬
‫الجمهورية سنة ‪ 1976‬شأنه في ذلك شأن أمراض كثيرة تميزت بها اإلدارة الجزائرية التي‬
‫توارثتها عن اإلدارة االستعمارية" ‪ 2‬كالرشوة والمحسوبية وغيرها ‪ ،‬عكست كلها مدى محدودية‬
‫أحكام دستور ‪ 1976‬لتنظيم ومعالجة العالقة ‪.‬‬

‫"إن عدم الرغبة في تنظيم عالقة اإلدارة بالمواطن على المستوى الدستوري وعلى نحو‬
‫صريح كاف‪ ،‬ومحدد مقارنة ببعض الدساتير األجنبية (كتلك التي كرست مبدأ اإلدارة‪ ،‬أو تلك‬
‫التي تضير في طياتها إلى حق اإلعالم اإلداري وغيرها) ‪ ،‬ال يمكن إال أن يفسر بعدم الرغبة‬
‫في تقييد اإلدارة ومنعها من استخدام سلطاتها التقديرية"‪ ، 3‬هذه األخيرة التي وان ضاقت أو‬

‫د‪/‬سعيد بو الشعير ‪ :‬النظام السياسي الجزائري ‪ ،‬الطبعة ‪ ، 2‬دار الهدى ‪ ،‬عين مليلة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 1993 ،‬ص ‪.161‬‬ ‫‪1‬‬

‫سليمة مراح ‪ :‬التسيير الحديث واإلدارة العمومية الجزائرية ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم اإلدارية ‪ ،‬بن عكنون‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫جامعة الجزائر ‪ ، 2001/ 2000 ،‬ص ‪. 39‬‬


‫تتمتع اإلدارة بالسلطة التقديرية ‪ ،‬كلما إمتنعت القوانين من إلزامها بإتخاذ ق اررات معينة ‪ ،‬بحيث تترك لها الحرية في أن‬ ‫‪3‬‬

‫تتخذ القرار المالئم وفقا لتقديراتها للظروف المحيطة من دون أن تكون ملزمة بالعمل أو اإلمتناع عن العمل في حين يقابل‬
‫ذلك السلطة المقيدة لإلدارة متى ألزمت بإتخاذ ق اررات معينة ومتى توافرت الشروط لذلك ‪ ،‬أنظر ‪:‬‬
‫‪PEISER Gustave : Droit administratif , 7éme édition , Dalloz , France, 1976 , p25 .‬‬
‫‪163‬‬
‫اتسعت " تبقى مقيدة بقيد هام يتمثل في تحقيق المصلحة العامة ‪ ،‬بحيث متى انحرفت اإلدارة‬
‫عن تحقيقه عدت ق ارراتها ‪،‬وبحسب تصريح ‪ ،Vedel‬معيبة غير مشروعة وجديرة باإللغاء" ‪.1‬‬

‫أكثر من ذلك‪ ،‬فإن تنظيم بعض ما له عالقة باإلدارة و المواطن الذي تم إدراجه بموجب‬
‫قواعد دستورية مبهمة وغير واضحة جعل منه تنظيما شبه منعدما من جهة ‪ ،‬وال يجوز ثقة‬
‫المواطن في تعامالته مع اإلدارة من جهة أخرى في ظل ما تتميز به من امتيازات السلطة‬
‫العامة ‪ ،‬وما تتمتع به من سلطة تقديرية واسعة ‪.‬‬

‫والى جانب ما ميز تنظيم بعض ما له عالقة باإلدارة و المواطن من الناحية الدستورية‬
‫من قواعد مبهمة أحيانا وشبه منعدمة أحيانا أخرى ‪ ،‬فإن المكانة المعيارية التي أعتمد عليها‬
‫كمرجعية لتنظيم عالقات اإلدارة بالمواطن لم ترق إلى المستوى المطلوب‪ ،‬ففي الوقت الذي‬
‫أحال فيه دستور ‪ 1976‬ما يخص مجال تنظيم الحقوق و الواجبات األساسية لألفراد‪ ،‬و على‬
‫وجه الخصوص نظام الحريات العمومية وحماية الحريات الفردية وواجبات المواطنين إلى‬
‫اختصاص المشرع (المتمثل آنذاك في المجلس الشعبي الوطني ) بموجب نص المادة ‪1/151‬‬
‫منه ‪ ،‬نجد أن السلطة التنظيمية المتمثلة في رئيس الجمهورية هي التي اختصت بمجال تنظيم‬
‫عالقات اإلدارة بالمواطن وذلك حسب تأكيد ما ورد بتأشيرات المرسوم رقم ‪( 2 131/88‬وهو‬
‫ما سنناقشه الحقا )‪.‬‬

‫إذا كان هذا هو دستوري ‪ 1963‬و ‪ ،1976‬فما هو الوضع إذن بالنسبة للدساتير الالحقة‬
‫خصوصا إذا علمنا أن حلة جديدة ومخالفة تماما طبعت هذه األخيرة‪ ،‬بمعنى تلك التي تلت‬
‫دستوري ‪ 1963‬و‪ ،1976‬األمر الذي سيؤثر حتما على وضع تنظيم حقوق المواطنين تجاه‬

‫د‪/‬مصطفى ابو زيد فهمي ‪ :‬القضاء اإلداري ‪ ،‬ومجلس الدولة –قضاء اإللغاء ‪ ،‬الطبعة ‪ ، 10‬دار المطبوعات الجامعية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسكندرية ‪ ،‬مصر‪ ،1999 ،‬ص ‪. 394‬‬


‫انظر في ذلك تأشيرات المرسوم ‪ ،131/88‬المؤرخ في ‪ ، 1988/07/04‬المنظم للعالقات بين اإلدارة و المواطن ‪ ،‬التي‬ ‫‪2‬‬

‫تحيل ألحكام المادة ‪ 10/111‬المتعلقة باختصاصات السلطة التنظيمية ‪ ،‬وكذا المادة ‪ 114‬و‪ 152‬من دستور ‪. 1976‬‬
‫‪164‬‬
‫سلطات اإلدارة استنادا إلى القاعدة المعمول بها و التي تفيد " بأن كل دستور جديد عليه أن‬
‫يعكس في طياته صورة جديدة للمجتمع ‪ ،‬وضمانة حقيقية للحقوق وفق المتغيرات المستحدثة"‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دستور ‪ 1989‬مظهر جديد لالهتمام بالعالقة‬


‫بالنسبة لهذا الدستور فإنه لم يكن وليد ظروف عادية‪ ،‬وانما لتلبية مطالب عديدة جسدتها‬
‫أحداث أكتوبر التي جاءت كرد فعل ألوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية مزرية‪ ،‬أدت بأغلبية‬
‫الشعب لفقد الثقة في السلطة وألجل ذلك وحفاظا على مؤسسات الدولة قام رئيس الجمهورية‬
‫بفتح باب الحوار وطرح القضايا األساسية على الشعب للفصل فيها بكل ديمقراطية كما وعد‬
‫بالقيام بإصالحات سياسية ودستورية‪ ،‬ومنها دستور ‪ 23‬فيفري ‪ 1989‬الذي كرس مبدأ التعددية‬
‫الحزبية‪ ،‬واقتصر على ذكر الجوانب القانونية المتعلقة بتنظيم السلطة وتحديد صالحياتها‬
‫وتكريس نظام الحريات وحقوق األفراد‪ ،‬هذا الدستور الذي تبنى فكرة الرقابة بعد أن أهملها‬
‫الدستور السابق أي ‪ 1976‬وهو بذلك يتفق مع دستور ‪.1963‬‬

‫تم اإلعالن عن المشروع الدستوري‪ ،‬مما تبعته مناقشات على مستوى اإلعالم المكتوب‬
‫والمرئي‪ ،‬وتحضير العديد من الموائد المستديرة بمشاركة مختلف االتجاهات (اإلسالميين‪،‬‬
‫األحرار‪ ،‬الديمقراطيين‪ ،‬أعضاء جبهة التحرير الوطني)‪ ،‬وقد تم إ قرار الدستور من خالل‬
‫استفتاء دستوري يوم ‪ 23‬فيفري ‪ 1989‬وكانت النتائج نعم ‪ ، %78.98‬وهكذا فإن الدستور‬
‫أقر عن طريق االستفتاء‪.‬‬

‫فتكريس دستوري ‪ 1963‬و‪ 1976‬لحقوق وحريات المواطن األساسية في ظل ممارسة‬


‫المنهج االشتراكي واحتكار السلطة من قبل الحزب الواحد أفرغ الكثير من محتواها‪ ،1‬وعليه‬
‫وبالمقارنة بدستوري ‪ 1989‬و ‪ 1996‬المعدل و المتمم له‪ ،‬فقد أحدثا هذين األخرين ما يمكن‬
‫االصطالح عليه "بتكريس مظهر جديد للعالقات بين اإلدارة و المواطن " بالنظر للمبادئ التي‬

‫مع اإلشارة إلى أن هذين الدستورين منحا األولوية للمساواة االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية كأساس وكوسيلة لتحقيق المساواة في‬ ‫‪1‬‬

‫ظل المواد ‪ 23،24،25‬من دستور ‪ 1963‬والمواد ‪ 13 ،12 ،11 ،10‬من دستور ‪.1976‬‬
‫‪165‬‬
‫جسدها‪ ،‬كمبدأ الفصل بين السلطات‪ ،‬التعددية الحزبية إلعادة الثقة‪ ،‬إدراج ما يفيد القضاء على‬
‫الممارسات السلبية التي طالما الزمت األجهزة اإلدارية وعانى منها المواطن‪.‬‬

‫أما عن مدى مساهمة مثل هذه اإلصالحات السياسية وتأثيرها في بلورة اإلصالحات‬
‫اإلدارية وتجسيد ضمانات حقيقية للمواطن في مواجهة اإلدارة‪ ،‬فيبدو أنها هي األخرى اتسمت‬
‫بالضعف في ظل دستور ‪ ،1989‬ما أدى إلى محاولة تعميق الطرح الدستوري لبعض ما يعكس‬
‫هذه العالقة في ظل تعديل ‪ 1996‬كتوسيع إطار المشاركة‪ ،‬تعزيز العدالة اإلدارية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬نظرة سياسية جديدة للعالقة في دستور ‪1989‬‬

‫" لم يكن الرد على انشغاالت المواطن ليتحقق لوال مظاهر البيروقراطية التي تميزت‬
‫بها اإلدارة الجزائرية والتي تفشت في ظل احتكار اإلدارة من طرف تنظيم الحزب الواحد‪ ،‬كتفشي‬
‫الرشوة‪ ،‬التبذير وغيرها من المظاهر السلبية األخرى وعلى رأسها اإلهمال وسوء معاملة الجمهور‬
‫وهو ما وسع الهوة بين اإلدارة والمواطن‪ ،‬بسبب غياب بما وصف بالبعد اإلنساني في المعامالت‬
‫اإلدارية "‪ ".1‬فالجدير بالذكر أن العملية السياسية كانت متجهة لتطوير القطاع السياسي دون‬
‫االعتماد كثي ار على النظام اإلداري وتحسين جهازه المتخلف" ‪. 2‬‬

‫"مع مطلع الثمانيات بدأ االهتمام و التركيز أكثر على تحسين‪ ،‬تنظيم وتسيير الهياكل‬
‫اإلدارية‪ ،‬كما صدر دستور ‪ 1989‬الذي مهد نتيجة لذلك إلصالح حقيقي لإلدارة التي اتسمت‬
‫بالمركزية المتسلطة النعدام أي دور للمواطن للمشاركة في اتخاذ الق اررات" ‪.3‬‬

‫د‪ /‬ناجي عبد النور ‪ :‬النظام السياسي الجزائري من األحادية إلى التعددية السياسية ‪ ،‬مديرية النشر لجامعة قالمة‪ ،‬منشورات‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ، 1945‬قالمة ‪ ،‬الجزائر‪ ، 2006 ،‬ص ‪. 153‬‬


‫سيما مع منح وظائف المسؤولية في مختلف اإلدارات و المؤسسات العمومية و المنظمات الجماهيرية إلى إطارات قيادية‬ ‫‪2‬‬

‫في الحزب ‪ ،‬في إطار إنعقاد المؤتمر اإلستثنائي لحزب جبهة التحرير الوطني لـ ‪ ، 1988‬وتدعيم الدور القيادي بموجب المادة‬
‫‪ 121 ،120‬من النظام الداخلي للحزب ‪ ،‬أنظر نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 154‬‬
‫سعيد مقدم‪ :‬التنمية واإلدارة في ظل تحديات العولمة ‪ ،‬حالة الجزائر ‪ ،‬مجلة إدارة ‪ ،‬للمدرسة الوطنية لإلدارة ‪ ،‬المجلد ‪،16‬‬ ‫‪3‬‬

‫العدد ‪ ،31‬الجزائر‪ ، 2006 ،‬ص ‪. 20‬‬


‫‪166‬‬
‫"ولما كان من غير الممكن قيام إصالحات سياسية من دون إصالحات إدارية ‪ ،‬خصوصا‬
‫مع تفاقم األزمة اإلدارية (التي احتوتها أحداث أكتوبر ‪ 1988‬كمظهر من مظاهر السخط‬
‫واألزمة حيال األجهزة من بينها اإلدارية )"‪" ، 1‬وتماشيا مع اإلصالحات السياسية التي أقرها‬
‫دستور ‪ 1989‬المؤرخ في ‪ 23‬فبراير‪ ،‬قامت السلطة الحاكمة بإدخال إصالحات إدارية لتحديث‬
‫اإلدارة ‪ ،‬حاولت أن تكيفها مع المستجدات السياسية لضمان الفعالية اإلدارية في التعامل مع‬
‫المواطن" ‪ ،2‬ففي ظل مبدأ الفصل بين السلطات الذي اتسم به دستور ‪ 1989‬بدأ االهتمام‬
‫بضرورة فصل العمل السياسي عن اإلداري وجسدت فكرة التأكيد على ضمان حقوق وحريات‬
‫المواطن (المادة ‪" ،) 31‬كما دعمت كل من قاعدة الالمركزية اإلدارية ومبدأ االنتخاب ‪،‬‬
‫وتطبيق الديمقراطية بإقرار األساس القاعدي في التنظيم اإلداري (المادة ‪ 15‬و المادة ‪،) 16‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك أخضعت اإلدارة إلى جملة من االلتزامات كعدم التعسف في استعمال السلطة‬
‫(المادة ‪ ، )22‬ووجوب خضوع تصرفاتها ألحكام القانون كأساس من أسس دولة القانون (المادة‬
‫‪.3 ") 136‬‬

‫ومما انعكس عن إصالح الدستور إصالح اإلدارات القريبة من المواطن كالبلدية (بموجب‬
‫القانون ‪ ، 4 )08/90‬التي اعتبرت أداة أساسية لتحقيق إدارة الشعب و التخلص من الممارسات‬
‫السلبية السابقة كالرشوة و المحسوبية ‪ ،‬من خالل تكريس الرقابة الشعبية (حق المواطن بحضور‬
‫المداوالت ) و الوالية التي عمل اإلصالح على مستواها وبموجب القانون رقم ‪، 5 09-90‬‬

‫د‪ /‬سعيد بو الشعير ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 178‬إلى ‪. 180‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ /‬ناجي عبد النور ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 155-154‬‬ ‫‪2‬‬

‫د‪ /‬ناجي عبد النور نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 155-153‬‬ ‫‪3‬‬

‫قانون رقم ‪ 08/90‬المؤرخ في ‪ 7‬أفريل ‪ ، 1990‬المتعلق بقانون البلدية ‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 15‬المؤرخة في ‪11‬‬ ‫‪4‬‬

‫أفريل ‪ ، 1990‬ص ‪. 488‬‬


‫قانون رقم ‪ ، 09/90‬المؤرخ في ‪ 7‬أفريل ‪ ، 1990‬المتعلق بقانون الوالية ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ، 15‬المؤرخة في ‪15‬‬ ‫‪5‬‬

‫أبريل ‪ ، 1990‬ص ‪. 504‬‬


‫‪167‬‬
‫على التخفيف من الوصاية و النظام المركزي ‪ ،‬وتدعيم التمثيل الشعبي تماشيا مع ما جاء به‬
‫دستور ‪ 1989‬في ظل تنظيم السلطات ‪.‬‬

‫ولئن اتسم دستور ‪ 1976‬بالضعف لكونه لم يوضع من أجل الدفاع عن المواطن ضد‬
‫الدولة بسبب تكريسه لمبادئ االشتراكية ‪ ،‬فإن دستور ‪ 1989‬الذي خالفه بإق ارره للحقوق و‬
‫الحريات و الضمانات التي تكفل حماية المواطن وعدم االعتداء عليها ‪ ،‬استناد إلى مبدأ سمو‬
‫الدستور ‪ 1‬و الفصل بين السلطات ‪ ، 2‬لم يرق إلى مستوى اإلصالحات السياسية التي تعكس‬
‫تنظيم الدولة في حلتها الجديدة بسبب النقائص التي اكتنفتها ‪" ،‬بيد أن اإلبقاء على تعيين الوالي‬
‫في الوالية يتعارض مع مبدأ المشاركة الفعلية و الجماعية ومبدأ التمثيل الشعبي في إطار‬
‫المجالس المنتخبة ‪ ،‬ويتناف مع فلسفة الجماعات المحلية المنتخبة التي تعبر عن حقيقة مشاركة‬
‫المواطن و التمثيل الحقيقي له على مستوى اإلدارات القريبة منه" ‪ ، 3‬كما أن اإلقرار بالحريات‬
‫التي ترافق االعتراف بالحقوق المرتبطة بالمواطنة وتكريس التعددية الحزبية وما ينتج عنه من‬
‫إدراك حقيقي لحقوق وواجبات المواطن ‪ ،‬وكذلك طبيعة الدولة المختلفة و المتعارضة تماما مع‬
‫سابقتها ‪ " ،‬كان يتوجب أن يحدث عالقة جديدة فيما بين الدولة و المواطن ‪ ،‬ويتم عنها إقحام‬
‫اإلعتراف بحقوق وحريات جديدة أكثر مالئمة لطموحات المجتمع" ‪ ،4‬األمر الذي ال نلمسه في‬
‫دستور ‪ ". 1989‬ومن هنا نتساءل ‪ :‬أو لم يكن من المفروض في ظل دستور مستحدث ‪،‬‬
‫يكرس حقوق وحريات جديدة تتعارض كليا مع التطبيقات والممارسات الماضية ‪ ،‬وفي ظل‬
‫تجسيد لفكرة التعددية الحزبية (المادة ‪ ،) 40‬أن تتجسد مبادئ جديدة تتماشى وحلة الدستور‬
‫الجديدة لتنظيم عالقة اإلدارة بالمواطن ‪ ،‬كتكريس مبدأ عدم تحيز اإلدارة لضمان حياد وابقائها‬
‫بعيدة عن التقلبا ت و التعددية السياسية المعترف بها وبالتالي قيام خدماتها على مبدأ عدم‬

‫جاء في الفقرة ‪ 10‬من الديباجة ‪" :‬إن الدستور فوق الجميع ‪ ،‬وهو القانون األساسي الذي يضمن الحقوق و الحريات الفردية‬ ‫‪1‬‬

‫و الجماعية ويكفل الحماية القانونية "‪.‬‬


‫د‪/‬سعيد بو الشعير ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 198‬‬ ‫‪2‬‬

‫د‪/‬ناجي عبد النور ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 157‬‬ ‫‪3‬‬

‫د‪/‬سعيد بو الشعير ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 198‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪168‬‬
‫التمييز‪ ،‬حتى يكون المواطن في مأمن وال يجعل تحزبه من عدمه يشكل عائقا أمام خدمات‬
‫اإلدارة التي يستفيد منها ‪ ،‬وال حتى على عالقاته األخرى بشكل عام"‪( ، 1‬اللهم إال إذا كان‬
‫يقصد من وراء إقرار مبدأ المساواة المنصوص عليه في نص المادة ‪ 30‬من الدستور تكريس‬
‫مثل هذا المبدأ بطريقة محتشمة ) ‪.‬‬

‫" أو لم يكن من الضروري إحداث عالقة جديدة بين المواطن و الدولة (وبالتالي اإلدارة‬
‫التي تنفذ سياساتها ) على نحو يجعلها تتالءم و الطرح الجديد التي احتوت عليه أحكامه وأي‬
‫حماية دستورية قانونية (الفقرة ‪ 10‬من ديباجة دستور ‪ )1989‬وأي كفالة لحقوق وحريات‬
‫المواطن تجاه الدولة عامة واإلدارة خاصة في ظل استمرار غياب التأطير القانوني للعالقة الذي‬
‫يعكس التأطير الدستوري ويبقى على تأطيرها التنظيمي بموجب مرسوم ‪ 131/88‬المنظم‬
‫للعالقات بين اإل دارة و المواطن ‪ ،‬هذا األخير الذي يستند في طرحه على مبادئ الدساتير‬
‫السابقة وتحديدا دستور ‪ 1976‬وليس على دستور جديد وهيكلة جديدة للمبادئ"‪.2‬‬

‫" لماذا لم ينعكس الدستور بقواعد قانونية تعبر عن حقيقة اإلصالحات اإلدارية بما‬
‫يتالءم واإلصالحات السياسية مثلما فعلت العديد من الدول" ‪ ،3‬وفقا للمبدأ القائل أن " كل‬

‫‪1‬‬
‫‪Le rapport général du comité de la réforme des structures et des missions de l’État, TomeI,‬‬
‫‪Juillet 2001, Algérie , p 510.‬‬
‫بوزيد لزهاري‪ :‬تعديل ‪ 1996/11/28‬وحقوق اإلنسان ‪ ،‬مجلة إدارة ‪ ،‬للمدرسة الوطنية لإلدارة ‪ ،‬مجلد ‪ ، 7‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1997‬ص ‪. 91‬‬
‫‪ 3‬لقد عكست اإلصالحات اإلدارية التي ادخلها المشرع الفرنسي على العالقات التي تنشأ بين اإلدارة و المواطنين رغبة تشريعية مستمرة حتى تبلغ‬
‫درجة الشفافية ‪.‬فباإلضافة إلى قانون ‪ 12‬افريل ‪ 2000‬تحت رقم ‪ 2000/321‬في شأن حقوق المواطنين في أثناء تعاملهم مع اإلدارة ‪ ،‬ومنذ صدور‬
‫القانون رقم ‪ 78/753‬في شأن إصالح العالقة بين اإلدارة و الجمهور ‪ ،‬عكست اإلصالحات قوانين أخرى (أبرزها القانون رقم ‪ 78/17‬الصادر في ‪6‬‬
‫جانفي ‪ 1978‬المتعلق بالمعلوماتية و الوثائق و الحريات ‪ ،‬و القانون رقم ‪ 94/548‬المعدل لقانون ‪ 6‬جانفي ‪ ، 1978‬و القانون رقم ‪ 78/753‬الصادر‬
‫في ‪ 17‬يوليو ‪ 1978‬في شأن إصالح العالقة بين اإلدارة و الجمهور السالف ذكره ‪ ،‬و القانون رقم ‪ 79/587‬الصادر في ‪ 11‬يوليو ‪ 1979‬في شأن‬
‫تسبيب بعض الق اررات اإلدارية )‪ ،‬ويعتبر ذلك اعتراف من المشرع الفرنسي بحقوق المواطنين في عالقاتهم مع افدارة ‪ ،‬كنتيجة لثورة تكنولوجيا المعلومات‬
‫‪ ،‬لم تعكسها دساتيرنا في ظل الثورة اإليديولوجية (الليبرالية بدل االشتراكية )‪ ،‬ومن ثم لم تجسد في قوانينا المفصلة و المطبقة لها ‪.‬أنظر في ذلك ‪:‬‬
‫(د‪.‬موسى مصطفى شحادة ‪ :‬حقوق المواطنين في عالقاتهم مع اإلدارة (دراسة تحليلية للقانون الفرنسي رقم ‪ ، 2000/321‬الصادر في ‪ 12‬أبريل‬
‫‪ ،) 2000‬مجلة الحقوق ‪ ،‬جامعة الكويت ‪ ،‬العدد ‪ ،4‬ديسمبر ‪ ، 2005‬ص ‪.)178-176‬‬
‫‪169‬‬
‫نموذج ديمقراطي يمنح دور ومكانة مختلفة لإلدارة كما للمواطن "‪ ، 1‬سيما أن صورة المواطن‬
‫أضحت موجودة في محور العالقة اإلدارية ابتداء من ‪ . 1988‬أو ليست القوانين هي التي‬
‫تتولى تفصيل المبادئ العامة التي يتضمنها الدستور باعتباره حامي لحقوق وحريات المواطنين‬
‫(الفقرة ‪ 10‬من الديباجة ) ‪ ،‬أم أن األمر ما كان ليتحقق إال في إطار تعديل دستوري جديد ‪،‬‬
‫إال أن الممارسات العقيمة أضرت بمصداقية المؤسسات وقلصت من فعاليتها لحد زعزعة‬
‫استق ارره‪ ، 2‬واستوجب حل األزمة التحرك على عدة أصعدة سياسيا ‪ ،‬اقتصاديا ‪ ،‬اجتماعيا‬
‫وأمنيا ‪ ،‬ومن أبرز األهداف التي اعتمدتها ‪( ،‬وهو ما يهم جانب بحثنا ) تلك التي تضمنت‬
‫وجوب تدعيم الهياكل واعادة االعتبار لوظيفة الدولة يعمل في العمق بضم إصالح اإلدارة من‬
‫‪ ،‬وباإلنصاف بالنسبة لكل واحد ‪ ،‬وهو ما دفع إلى‬ ‫‪3‬‬
‫خالل االستجابة الحتياجات المستعملين‬
‫إحداث هيئة وسيط الجمهورية إلنصاف المواطن من اإلدارة وحرك من عجلة إدراجها سنة‬
‫‪ . 1996‬وكذا إبراز مبدأ حياد اإلدارة في كل الظروف و القاضي بعدم تحيزها في معامالتها‪،‬‬
‫هذا المبدأ الذي عد مكسبا للمواطن ودعما لحقوقه وحرياته تجاه اإلدارة (مبدأ أكدته فيما بعد‬
‫أحكام نص المادة ‪ 23‬من تعديل ‪ .) 1996‬وفي إطار إصالح اإلدارة دائما ‪ ،‬وضمن األهداف‬
‫السياسية عمدت أرضية الوفاق الوطني على وجوب إضفاء الطابع األخالقي على الحياة‬
‫العمومية وتعزيز وظائف الرقابة ( تعزيز كرسته أحكام نص المادة ‪ 152‬من تعديل ‪1996‬‬
‫من خالل النص صراحة على ازدواجية القضاء (إداري عادي ) بإحداث محاكم إدارية ابتدائية‬
‫و وسيلة رقابة قضائية هدفها‬ ‫‪ ،‬وانشاء مجلس الدولة كهيئة مقومة لعمل الجهات اإلدارية‬
‫األساسي تقريب العدالة من المواطن وحمايتها عن حدود القانون) ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪SPANON Calliope: Citoyens et Administration:Les enjeux de l’autonomie et du pluralisme,‬‬
‫‪L’Harmattan, France ,janvier 2003,p11.‬‬
‫أنظر الفقرة ‪ 2‬من مقدمة أرضية الوفاق الوطني الواردة في الصفحة ‪. 4‬‬ ‫‪2‬‬

‫انظر في ذلك ما ورد في الصفحة ‪ 5‬و‪ 6‬من أرضية الوفاق الوطني ‪ ،‬التي تتضمن محور األهداف السياسية للمرحلة‬ ‫‪3‬‬

‫االنتقالية ‪.‬‬
‫‪170‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مضمون التعديل الدستوري لــ ‪1996‬‬

‫إلى جانب األسس التي استند عليها و استمدها من أرضية الوفاق الوطني ‪ ،‬اعتنق‬
‫التعديل الدستوري لسنة ‪ 1996‬الذي يجد مصدره الرسمي في دستور ‪ ،1989‬المبادئ ذاتها‬
‫التي تقوم عليها الديمقراطيات الغربية الليبرالية ‪ ،‬بحيث حظيت معظم مواده بالنقل الحرفي لمواد‬
‫دستور ‪ 1989‬خصوصا ما يمكن أن نستنتج منه ما تعلق بحقوق المواطن تجاه اإلدارة ‪،‬‬
‫كالتأكيد على مبدأ الالمركزية كأسلوب للتنظيم و التسيير اإلداري (المادتين ‪ ، 1) 16 ،15‬عدم‬
‫التعسف في استعمال السلطة (المادة ‪ ، 2)22‬وبوصفة "دستور الحقوق و الحريات " شأنه في‬
‫ذلك شأن دستور ‪ 1989‬فقد جسد فكرة ضمان الحقوق والحريات المتعلقة بالمواطن (المادة‬
‫‪( ، 3) 1/23‬وهو نفس الهدف الذي عملت المرحلة االنتقالية على ضمانه )‪ ، 4‬كما أكد على‬
‫خضوع تصرف مختلف أجهزة الدولة ومن بينها اإلدارة ألحكام القانون كأساس دولة القانون‬
‫(المادة ‪. 5) 145‬‬

‫وعلى نحو مخالف بعض الشيء لما شهده دستور ‪ ، 1989‬استكمل تعديل ‪1996‬‬
‫مرحلة هامة من مراحل تطور الصيغ الدستورية لحقوق المواطن وتوفير حماية دستورية أفضل‬
‫سيما تلك التي تتضمن عالقته باإلدارة ‪ ،‬ويرجع الفضل في تعميق مثل هذا الطرح الدستوري‪،‬‬
‫للمرجعية التي احتوت عليها أرضية الوفاق الوطني ضمن إطار أهداف المرحلة االنتقالية ‪،‬‬
‫والتي يمكن اعتبارها بمثابة المحرك الرئيسي الذي دفع بوتيرة الحماية الدستورية لحقوق المواطن‬
‫وحرياته وعلى وجه الخصوص تجاه اإلدارة وهو ما سبق اإلشارة إليه ‪ ،‬ويتعلق األمر بتكريس‬
‫مبدأ عدم تحيز اإلدارة لضمان حيادها (المادة ‪ ، ) 23‬تدعيم فكرة دولة القانون وتعزيز الرقابة‬

‫‪1‬‬
‫تقابلها في ذلك المادة ‪ 16 ، 15‬من دستور ‪. 1989‬‬
‫‪2‬‬
‫تقابلها في ذلك المادة ‪ 22‬من دستور ‪. 1989‬‬
‫‪3‬‬
‫تقابلها في ذلك المادة ‪ 31‬من دستور ‪. 1989‬‬
‫‪4‬‬
‫وبهذا الخصوص جاء بنص المادة ‪ 3‬من أرضية الوفاق الوطني على ‪ " :‬تهدف المرحلة االنتقالية إلى تعزيز النظام الدستوري واستم ارريته بما‬
‫يضمن ‪ - :‬سيادة الدولة‪ -‬الحقوق و الحريات األساسية الفردية و الجماعية "‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫تقابلها المادة ‪ 136‬من دستور ‪. 1989‬‬
‫‪171‬‬
‫اإلدارية المتخصصة من خالل إرساء مجلس الدولة كأعلى درجة قضائية إدارية (المادة ‪)152‬‬
‫‪ ،‬وذلك إلى جانب دور القضاء العادي للمساهمة في تعزيز حقوق‬ ‫‪1‬‬
‫واحداث محاكم إدارية‬
‫وحريات األفراد تجاه اإلدارة ‪ ،‬إق ار ار لمسؤوليتها أمامهم في ظل مبدأ استقاللية السلطة القضائية‬
‫وعدم خضوع اإلدارة لغير القانون (المادة ‪ ، )147‬كما أوجب التعديل الدستوري لسنة ‪1996‬‬
‫وألزم كل من الدولة على ضمان عدم انتهاك حرمة اإلنسان (المادة ‪ ، )1/34‬والحكومة بالسهر‬
‫على حسن األداء و السير في اإلدارة العامة (المادة ‪ 2)6/85‬بسبب الطبيعة الشكلية التي‬
‫اتسمت بها تلك اإلصالحات التي لم ترق إلى الحد المطلوب الذي يتماشى مع الحلة السياسية‬
‫الجديدة وحتى االقتصادية منها ‪ " .‬فعدم التحيز أو ما يعرف أيضا بالحياد الذي أقره تعديل‬
‫‪ 1996‬بموجب المادة ‪ 23‬منه ‪ ،‬و الذي ارتكز على مبدأ الفصل بين السلطات و التعددية‬
‫‪ ،‬أما عن وسيلة الرقابة‬ ‫‪3‬‬
‫الحزبية ‪ ،‬تم إق ارره في محيط قانوني وسياسي ضعيف وغير مالئم"‬
‫القضائية المتخصصة في مجال العمل اإلداري (مجلس الدولة ‪ ،‬محاكم إدارية ابتدائية ) ضمن‬
‫إطار استقاللية الهيئات القضائية الناتجة عن الفصل بين السلطات فقد بقيت بعيدة كل البعد‬
‫عن اإلنجاز والتحقيق من حيث استقالليتها القانونية ‪ ،‬ولم يتعد األمر مجرد تغيير هيكلة فقط‬

‫لقد تم وضع نظام قانوني لمجلس الدولة بموجب القانون العضوي رقم ‪ 01/98‬المؤرخ في ‪ ، 1998/05/30‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ، 37‬المؤرخة‬ ‫‪1‬‬

‫في ‪ ، 1998/06/01‬ص ‪ ، 3‬ومحاكم إدارية بواسطة القانون رقم ‪ ، 02/98‬المؤرخ في ‪ ، 1998/05/30‬من نفس الجريدة الرسمية راجع أيضا‪:‬‬
‫قاشي عالل ‪ :‬اآلليات القانونية الداخلية لكفالة الحقوق و الحريات األساسية لإلنسان و المواطن ‪ ،‬مجلة الحقوق و العلوم االجتماعية ‪ ،‬مجلة دورية‬
‫تصدر عن كلية الحقوق و العلوم االجتماعية ‪ ،‬عمار ثليجي األغواط ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬العدد ‪ ، 1‬ماي ‪ ، 2006‬ص ‪. 50‬‬
‫نفس أحكام المادة تضمنتها أحكام المادة ‪ 20‬من أرضية الوفاق الوطني حول المرحلة االنتقالية ‪" :‬يتولى رئيس الحكومة‬ ‫‪2‬‬

‫مسؤول عن اإلدارة ‪ ،‬ويسهر على السير الحسن للمصالح العمومية " ‪.‬‬
‫‪ -‬فاطمة الزهراء فيرم ‪ :‬الموظف العمومي ومبدأ حياد اإلدارة في الجزائر ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق بن‬ ‫‪3‬‬

‫عكنون ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2004/ 2003 ،‬ص ‪. 105 - 103‬‬


‫‪172‬‬
‫ناهيك عن الثغرات الكبيرة التي يتسم بها تسيير القضاء ‪ ،2‬و المفهوم الضيق و المحدود‬ ‫‪1‬‬

‫لحقوق وحريات المواطن الجاري بها العمل منذ ‪ 3‬عقود من االستقالل ‪.‬‬

‫لقد خطى المؤسس الدستوري في ظل التعديل الدستوري األخير ل ـ ‪ 1996‬وهو ما سبق‬


‫اإلشارة إليه‪ ،‬خطوة هامة نحو تعميق الطرح الدستوري لحقوق المواطن تجاه اإلدارة مقارنة‬
‫بالدساتير السابقة ( كتجسيده لمبدأ حياد اإلدارة ‪ ،‬و الرقابة القضائية المتخصصة لتعزيز حقوق‬
‫المواطن وحرياته وضمانها تجاه اإلدارة)‪ ،‬إال أن طبيعة العالقات غير المتساوية من جهة ‪،‬‬
‫وتطورها المستمر من جهة أخرى ‪ ،‬يحتاج إلى مزيد من الضمانات الدستورية من أجل خلق‬
‫ثقة أكبر لدى المواطن في تعامله مع اإلدارة التي تتمتع بطابع السلطة العمومية وطابع السلطة‬
‫التقديرية لتحقيق المنفعة العامة ‪ ،‬وذلك على النحو الذي تعرفه بعض الدساتير األجنبية‪.‬‬

‫واذا كان على حد تعبير الدكتور سعد عصفور ال يكفي التعرف على الحريات العامة‬
‫في دولة ما باالطالع على دستورها‪ ،‬وانما ينبغي في المقام األول الرجوع إلى القوانين الصادرة‬
‫لتنظيم هذه الحريات وبيان كيفية ممارستها‪ ،‬بسبب طبيعة صياغة الدساتير التي يجب أن تبتعد‬
‫عن التفصيالت وأن تقف عند حد العموميات والكليات‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬التعديلين الدستوريين لــ ‪ 2008‬و‪ 2016‬لتعزيز الحقوق والحريات‬


‫تجسيدا لمبدأ المساواة بين المواطنين وفيما يتعلق بترقية الحقوق السياسية للمرأة‪ ،‬فقد‬
‫أكد التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2008‬على إرادة الدولة الجزائرية في العمل على ترقية الحقوق‬

‫رشيد خلوفي‪ :‬القضاء بعد ‪ 1996‬إصالح قضائي أم مجرد تغيير هيكلة ؟ ‪ ،‬دورية الموثق ‪ ،‬تصدر عن الغرفة الوطنية‬ ‫‪1‬‬

‫للموثقين ‪ ،‬العدد ‪ ، 6‬أفريل ‪ ، 1999‬ص ‪. 19 - 17‬‬


‫وهو ما كشفت عنه اللجنة الوطنية إلصالح العدالة ‪ ،‬وحددت األدوات التي تسببت في مثل هذه الوضعية من خالل عملية‬ ‫‪2‬‬

‫تقويمها بواسطة جملة من اآلالت تم أخذها بعين االعتبار من قبل الحكومة في إطار تنفيذ البرنامج الذي تبناه مجلس الوزارء‬
‫لسنة ‪ ، 2000‬للمزيد من التفاصيل أنظر ‪:‬‬
‫‪Le rapport général de comité de la réforme des structures et des missions de l’Etat I , op .cit,‬‬
‫‪p 509-511.‬‬

‫‪173‬‬
‫السياسية للمرأة‪ ،‬تنفيذا اللتزاماتها الدولية‪ ،‬وذلك بمضاعفة حظوظها في النيابة ضمن‬
‫المجالس المنتخبة؛ بشكل يعكس مكانتها الحقيقية في المجتمع‪ ،‬واعترافا بتضحيات "المرأة‬
‫الجزائرية إبان المقاومة الوطنية ثم الثورة المسلحة‪ ،‬وبمساهمتها في مسيرة التشييد الوطني‬
‫والشجاعة المشهودة التي تحلت بها أثناء المأساة الوطنية األليمة"‪.1‬هذا ما يؤكد مشاركة كل‬
‫المواطنين في رسم السياسات العامة والتسيير اإلداري‪.‬‬

‫لقد وسع التعديل الدستوري الجزائري لسنة ‪ 2016‬في مجال الحقوق والحريات وهذا في‬
‫إطار تدعيم دولة الحق والقانون ونال هذا المجال بذلك حصة األسد من هذا التعديل‪ .‬فرغبة‬
‫المؤسس الدستوري الجزائري القوية لتحقيق دولة الحق و القانون من خالل تعزيز الحقوق‬
‫والحريات والواجبات دفعه إلى توسيع دائرة إخطار المجلس الدستوري وهذا دليل على تأكيد‬
‫الدولة الجزائرية إلى حماية حقوق وواجبات المواطن في دولته القائمة على دستور يكرس نظاما‬
‫ديمقراطيا يشجع مشاركة المواطن في تسيير واعداد الق ار ارت اإلدارية ‪ ،‬وكذا من خالل إقرار‬
‫من المحكمة العليا أو مجلس‬ ‫إخطار المجلس الدستوري بناء على إحالة‬ ‫حق‬
‫الدولة‪ ،‬عندما يدعى احد األطراف في المحاكمة أمام جهة قضائية أن الحكم التشريعي الذي‬
‫يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك الحقوق والحريات التي يتضمنها الدستور‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األسس التشريعية والتنظيمية لعالقة اإلدارة بالمواطن‬

‫"في الوقت الذي عملت فيه بعض الدول وعلى رأسها فرنسا إلى الحد من صالحيات‬
‫السلطة التنظيمية الواسعة في مجال إصالح اإلدارة أو باعتبارها أساس ومصدر لعالقة اإلدارة‬
‫بمواطنيها وفقا للمبادئ األساسية للحريات العمومية" ‪ ،2‬وأن الحكومة باعتبارها مسؤولة عن‬

‫‪.‬‬ ‫‪-79‬المادة ‪ 31‬مكرر من دستور ‪ 1996‬بعد تعديل‪2008‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫وكان ذلك بمناسبة المرسوم المؤرخ في ‪ ، 1983/11/28‬المنظم للعالقات بين اإلدارة و المرتفقين بفرنسا ‪ ،‬و الذي انحصر تطبيق أحكامه في‬
‫مواجهة المصالح و المؤسسات العمومية اإلدارية للدولة دون غيرها (كالجماعات المحلية واصالح العالقات فيما بينها وبين مرتفقيها ) بسبب طبيعة‬
‫األحكام التنظيمية ‪ ،‬انظر في ذلك أيضا ‪:‬‬
‫‪DELAUNAY Bénédicte : La loi du 12/4/2000 relative aux droits des citoyens dans leurs relations avec les administration ,‬‬
‫‪Revue du droit public et de la science politique en France et à l’étranger , Tome 116,n° 4 ,juillet –aout , France,2000 , p1192.‬‬

‫‪174‬‬
‫السير الحسن للمصالح العمومية للدولة ال يمكنها أن تتدخل دوما في مسار تلك العالقة‪ ، 1‬إلى‬
‫جانب تأكيدها على ضرورة تكريس آلية القانون لالعتراف بالمتطلبات الجديدة التي تطور‬
‫الحقوق وتحسن وضعية المواطنين تعزي از لحقوقهم‪ ،2‬تبنت الجزائر اتجاه معاكس من خالل‬
‫اعتمادها في تنظيم العالقة على آلية أخرى غير آلية القانون ‪ ،‬ويتعلق األمر بالمرسوم رقم‬
‫‪ 131/88‬المنظم للعالقات بين اإلدارة و المواطن‪ 3‬الذي كان وال ي ازل يعد بمثابة المرجع‬
‫األساسي للتنظيم ‪ ،‬يندرج ضمن إطار اختصاص السلطة التنظيمية التي يضطلع بها رئيس‬
‫الجمهورية‪ ،4‬وذلك في ظل التفرقة التي كرسها دستور ‪ 1976‬وألول مرة بين مجالي القانون‬
‫والتنظيم (وهو ما نكتشفه من خالل استناد مؤشرات المرسوم ألحكام كل من المواد‬
‫‪ 152 ، 11،114/10‬من دستور ‪.) 1976‬‬

‫المطلب األول‪ :‬السلطة التشريعية مصدر تشريع هام لتنظيم العالقة‬


‫ال تخلو األسس التشريعية من بعض المحاور التي تمد بالصلة بتنظيم عالقة‬
‫اإلدارة بالمواطنين‪ ،‬بالرغم من اعتبار السلطة التنظيمية بمثابة مصدر تشريع أساسي لتأطيرها‬
‫(وهو ما سنشير إليه الحقا)‪ ،‬ما جعلها تبدو بمظهر األسس والمصدر غير المباشر للتأطير‬

‫‪1‬‬
‫‪MAILLARD Dominique , DU LOU Desgrées : Droit des relations de l’Administration avec‬‬
‫‪ses usagers, Presses universitaires de France, France,2000, p 21.‬‬
‫وهو ما يفسر اعتماد فرنسا على القوانين في تنظيمها للعالقة بين اإلدارة و المواطنين ‪ ،‬كقانون ‪ 2000/04/12‬المتعلق‬ ‫‪2‬‬

‫بحقوق المواطنين في عالقاتهم مع اإلدارات ( ‪ ، )DCRA‬انظر ‪:‬‬


‫‪DELAUNAY Bénédicte , op.cit,p1191.‬‬
‫المرسوم رقم ‪ ، 131/88‬لـ ‪ ، 1988/7/4‬ج ‪.‬ر عدد ‪ 27‬لـ ‪ ، 1988/07/06‬ص ‪. 1017-1013‬‬ ‫‪3‬‬

‫يعتبر دستور ‪ 1976‬أول من عمل على التفرقة بين المجال القانوني و المجال التنظيمي بمقتضى المادتين ‪ 151‬و ‪152‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،‬الذي تكرر في ظل دستور ‪ 1989‬بنوع من اإلختالف من خالل توزيع االختصاص التنظيمي بين رئيس الجمهورية ورئيس‬
‫الحكومة بموجب المادتين ‪ ، 116 115‬ونفس المر تكرر في ظل التعديل الدستوري لـ ‪ 1996‬بموجب المادتين ‪، 112‬‬
‫‪ 123‬و‪. 125‬‬
‫راجع في ذلك أيضا ‪ :‬أحسن رابحي ‪ :‬مبدأ تدرج المعايير القانونية في النظام القانوني الجزائري ‪ ،‬رسالة لنيل درجة الدكتوراه‬
‫في القانون ‪ ،‬معهد الحقوق ‪ ،‬بن عكنون ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 2006-2005 ،‬ص ‪.421-419‬‬
‫‪175‬‬
‫القانوني للعالقة حتى ال نقول ثانوي بالمقارنة مع ما تحظى به السلطة التنفيذية الممثلة في‬
‫رئيس الجمهورية عن طريق وبواسطة السلطة التنظيمية‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬عمل األمر رقم ‪ 156/66‬المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪، 1966‬‬


‫المتضمن قانون العقوبات (المعدل و المتمم )‪ ، 1‬الذي جاء ضمن تأشيرات مرسوم ‪131/88‬‬
‫المنظم للعالقات بين اإلدارة و المواطن ‪ ،‬على تكريس مبدأ عدم تحيز اإلدارة ‪ ،‬ومما جاء‬
‫بنص المادة ‪ 132‬منه ‪ " :‬القاضي أو رجل اإلدارة الذي يتحيز ألحد األطراف أو ضده يعاقب‬
‫بالحبس من ‪ 6‬أشهر إلى ‪ 3‬سنوات وبغرامة ‪ 500‬إلى ‪ 1000‬دج "‪.‬‬

‫وبمقتضى أحكام األمر رقم ‪ ، 07/97‬المؤرخ في ‪ 6‬مارس ‪ ، 1997‬المتضمن‬


‫القانون العضوي المتعلق باالنتخابات‪ ،2‬جسد هذا األخير جملة من المبادئ التي يجب االلتزام‬
‫بها بخصوص عالقة اإلدارة بالمواطن ‪ ،‬ويتعلق األمر بحق كل مواطن (ناخب) مثال باالطالع‬
‫كاالطالع على القوائم االنتخابية (المادة ‪ ، )21‬تجسيد مبدأ الشفافية سيما بعملية االنتخاب‬
‫التي يلزم أال تخفى على الجمهور (المادة ‪ ، ) 2/47‬الحث على تسبيب بعض الق اررات السلبية‬
‫أو ما يعرف أيضا بتعليلها ‪ ،‬وفي هذا الصدد جاء على لسان المادة ‪ 1/81‬من نفس األمر ما‬
‫يفيد ‪ " :‬يكون رفض أي ترشح أو قائمة مترشحين بقرار معلل ‪ ، ".‬تكريس حق االحتجاج فعلى‬
‫سبيل المثال جاء بنص المادة ‪ 92‬األمر على حق كل ناخب بإيداع احتجاج يدون في محضر‬
‫مكتب التصويت بخصوص مشروعية عمليات التصويت في المكتب الذي صوت عليه ‪.‬‬

‫ولما كان عدم توخي المحاور األساسية التي تقوم عليها عالقة اإلدارة في تعاملها‬
‫مع الجمهور كالتحلي بالشفافية اإلدارية مثال‪ ،‬يعد من أبرز مظاهر الفساد اإلداري‪ ،‬فقد حث‬
‫قانون ‪ 1/06‬المؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪ ، 2006‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،3‬ضمن‬
‫اإلطار المخصص بالتدابير الوقائية في القطاع العام ‪ ،‬على ضرورة إضفاء الشفافية من قبل‬

‫‪1‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ ،49‬المؤرخة في ‪ ،1966/6/11‬ص ‪. 702‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ ،12‬المؤرخة ـ ‪.1997/3/6‬‬ ‫‪2‬‬

‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ، 14‬المؤرخة في ‪ 8‬مارس ‪. 2006‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪176‬‬
‫كافة المؤسسات واإلدارات ‪ ،‬والهيئات العمومية في تسيير الشؤون العمومية ‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫التزامها أساسا ب ـ ‪:‬‬

‫‪ -‬اعتماد إجراءات وقواعد تمكن الجمهور من الحصول على معلومات تتعلق بتنظيمها وسيرها‬
‫وكيفية اتخاذ الق اررات فيها؛‬

‫‪ -‬تبسيط اإلجراءات اإلدارية؛‬

‫‪ -‬الرد على عرائض وشكاوى المواطنين؛‬

‫‪ -‬تسبيب ق ارراتها عندما تصدر في غير صالح المواطنين‪ ،‬وتبين طرق الطعن المعمول بها‬
‫( المادة ‪)11‬؛‬

‫‪ -‬التأكيد على إرساء واعتماد مبدأ الشفافية في كيفية اتخاذ القرار‪ ،‬مع ضرورة اإللزام بتعزيز‬
‫مشاركة المواطنين في تسيير الشؤون العمومية (المادة ‪.)15‬‬

‫وبهدف بناء إصالح إداري قوي لالعتناء بالموظف الذي تمتد أثاره على مستوى أداء‬
‫اإلدارة باعتباره مرآة عاكسة لصورة ووجه اإلدارة ‪،‬تم تبني أمر رقم ‪ 03/06‬المؤرخ في ‪15‬‬
‫يوليو ‪ 2006‬المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية‪ ،1‬ومن بين المحاور التي‬
‫تبناها القانون و التي تمد بالصلة بتنظيم عالقة اإلدارة بالمواطن عبر ممثلها الموظف ‪ ،‬إلزام‬
‫هذا األخير بجملة من االلتزامات ‪ ،‬كالحياد الذي يعبر عن قيامه بأعباء وظيفته بكل موضوعية‬
‫وبمعاملة المواطنين و المستعملين للمرفق العام على قدم المساواة (المادة ‪ ، ) 41‬ضرورة التزامه‬
‫بالسر المهني (المادة ‪ ،)48‬وتحليه بواجب السهر على حماية وأمن الوثائق اإلدارية االمتناع‬
‫عن إخفاء أو تحويل أو إتالف الملفات أو المستندات أو الوثائق اإلدارية (المادة ‪ ، )49‬إلى‬
‫جانب التزامه بالتعامل مع مستعملي المرفق العام بكل لباقة ودون مماطلة (المادة ‪.)53‬‬

‫الجريدة الرسمية ‪ ،‬عدد ‪ ، 46‬المؤرخة في ‪ ، 2006/7/16‬ص‪. 3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪177‬‬
‫ولما كان نظام اإلدارة المحلية يعد بمثابة األرضية التي ينبثق عنها إطار الالمركزية‪،‬‬
‫هذه األخيرة التي قال فيها األستاذ (‪ ) Benoit‬بأنها تجسد الديمقراطية اإلدارية‪ ،1‬لما تمكنه من‬
‫إدراك حقيقي لحاجيات المواطنين المحليين و القدرة على التعرف على مشاكلهم وما يحتاجون‬
‫إليه ‪ ،‬إلى جانب تبسيط اإلجراءات و القضاء على الروتين اإلداري ‪ ،‬يشكل إذن قانوني‬
‫البلدية و الوالية اللذ ين يكرسان نظام اإلدارة المحلية ‪ ،‬أبرز وأهم األسس التشريعية التي يستند‬
‫عليها في تنظيم عالقة اإلدارة بالمواطن وتقريبه منها (لذا إرتأينا عدم إهمالها )‪ ، 2‬وليس أدل‬
‫من ذلك إسناد المرسوم رقم ‪ 131/88‬المنظم للعالقات بين اإلدارة و المواطن ‪ ،‬واستناده ضمن‬
‫تأشيراته ‪ ،‬والى جانب قوانين أخرى (كقانون العقوبات ‪ ،‬القانون المدني ) ‪ ،‬إلى كل من األمر‬
‫رقم ‪ ، 24/67‬المؤرخ في‪ 18‬يناير ‪ 1967‬المتضمن القانون البلدي (المعدل و المتمم ) ‪،‬‬
‫واألمر رقم ‪ ، 38/69‬المؤرخ في‪ 23‬مايو ‪ 1969‬المتضمن قانون الوالية (المعدل و المتمم)‪،‬‬
‫وهي المرحلة التي سبقت مرحلة تنظيم قانوني آخر هام لكل من البلدية و الوالية خالل فترة‬
‫التسعينات وهي المرحلة التي أقحمت اإلدارة المحلية بمنعرج جديد يتسم بحلة سياسية وقانونية‬
‫غير تلك التي شهدتها في ظل المرحلة السابقة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪–« C’est en ce sens que l’on a pu dire que la concentralisation est la démocratie à‬‬
‫» ‪l’administration‬‬
‫نقال عنه‪ ،‬انظر ‪ :‬أ‪ /‬جعفر أنس قاسم‪ :‬أسس التنظيم اإلداري واإلدارة المحلية بالجزائر ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ ، 1978 ،‬ص ‪. 19‬‬

‫صحيح أن معالم العالقة بدأت مظاهرها تلوح في األفق و بشكل بإبارز مع بداية الثمنينات ‪ ،‬وهو ما أشرنا إليه في العديد‬ ‫‪2‬‬

‫من المرات ‪ ،‬إال أن التعرض لمثل هذه المراحل يبقى من الضرورة ‪ ،‬بمكان إلب ارز مستوى تقدم األسس وتحليلها لمعرفة مدى‬
‫تطورها ‪.‬‬
‫‪178‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬قانوني البلدية (أمر ‪ )24/67‬و الوالية (أمر ‪ )38/69‬انطالقة قانونية غير‬
‫مشجعة للعالقة (على المستوى المحلي)‬

‫تبرز أهمية هذين القانونين (البلدية و الوالية) من خالل ما تتضمنه من تأطير قانوني‬
‫لتوفير الحاجيات اليومية للمواطن‪ ،‬وفي ما تعكسه من تعبير حقيقي لهذه االحتياجات‬
‫والمتطلبات المشروعة على المستوى المحلي ‪.‬‬

‫القسم األول ‪ :‬مظاهر تنظيم عالقة اإلدارة بالمواطن على مستوى قانون البلدية بمقتضى أمر‬
‫‪24/67‬‬
‫جاء في بيان أسباب قانون البلدية المؤرخ في ‪ 18‬جانفي ‪ ، 1967‬الصادر بمقتضى‬
‫األمر رقم ‪":124/67‬بأن الفترة السابقة التي تميزت بها البلدية ‪ ،‬جعلت الشعب الجزائري يعتبرها‬
‫بعيدة كل البعد عن خدمة مصالحه ‪ ،‬وهي في الواقع خلية أساسية في تنظيم البلد ‪ ،‬وقريبة جدا‬
‫من المواطنين في حياتهم االجتماعية ‪ ،‬وفي أعمالهم بحيث تشكل القاعدة النموذجية للهيكل‬
‫اإلداري لبلدنا " إلى جانب اعتبار البلدية إطار الالمركزية (مكان مشاركة المواطن ) ‪ ،‬تضمن‬
‫قانون البلدية أعاله جملة من المحاور األساسية التي تمس بتنظيم عالقة اإلدارة بالمواطن ‪،‬‬
‫كتكريس حق االطالع ويتعلق األمر باالطالع على القوائم االنتخابية (المادة ‪ ، )46‬حق كل‬
‫ساكن في دائرة البلدية باالطالع أيضا وفي عين المكان على مداوالت المجلس الشعبي البلدي‬
‫و الحصول على نسخة منها على نفقته (المادة ‪ )89‬وكذا حق اإلعالم وذلك بمقتضى أحكام‬
‫المادة ‪ 133‬التي جاء على لسانها ‪ ":‬ال يحتج بق اررات البلدية إال بعد إعالم المعنيين بها بطريق‬
‫اإلعالن أو التعليق كلما تضمنت أحكاما عامة ‪ ،‬وبطريق التبليغ الفردي في الحاالت األخرى"‪.‬‬

‫الجريدة الرسمية العدد ‪ ،6‬المؤرخة في ‪ 18‬جانفي ‪ ، 1967‬ص ‪. 90‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪179‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬على مستوى الوالية بمقتضى أمر ‪38/69‬‬
‫ال يسعنا التطرق لفحوى األمر رقم ‪ 38/69‬المؤرخ في ‪ 1969/05/23‬المتضمن قانون‬
‫الوالية‪ 1‬من دون اإلشارة إلى ميثاق الوالية‪.2‬‬

‫أوال‪ :‬ميثاق الوالية‪ :‬لقد شخص ميثاق الوالية الذي دفع بوتيرة إصالح نظام الوالية صورة‬
‫اإلدارة االستعمارية عامة و الوالية خاصة‪ ،‬في هذا الصدد جاء على لسانه‪ ...":‬بالرغم من قوة‬
‫الوسائل التي استخدمتها اإلدارة االستعمارية لفائدة تسيير المؤسسات المزعومة و المنشأة من‬
‫طرفها ‪ ،‬فإن غدارة الشؤون العمالية ما كانت بتاتا لتنفع شعبنا أو تخدمه ‪ .‬كانت الوالية مؤسسة‬
‫لغير النطاق المالئم للنشاط الذي تنسقه الدولة‪.‬‬

‫إن صعوبة التنسيق في جميع النواحي التي كانت تعطل العمل اإلداري لعدم وجود‬
‫سلطة للتنسيق في العماالت نشأت عنها كثرة المصالح وتشتت الوسائل والواليات المؤسسة في‬
‫بالدنا من طرف السلطة االستعمارية كانت مجهزة بهياكل ظاهرها مشابه للواليات القائمة في‬
‫بالدها على الصعيد اإلداري‪ ،‬ولكن بنوع يختلف عنها من حيث الهدف‪.‬‬

‫إلى جانب عدم االستقرار هذا الذي أصبح نظاما يضاف إلى نقص اإلطارات وتعقيد‬
‫األجهزة اإلدارية و ثقلها‪ ،‬ذلك كله كان يشكل العوامل التي ما لبثت إن كان لها تأثيرات سيئة‬
‫على تنفيذ البرامج األولى للتجهيزات الوطنية إذ أعطت لإلدارة صورة غير صورتها‪ .‬إن الهياكل‬
‫اإلدارية للواليات سوف يفرز تصحيح و نقص تخلف اإلدارة‪.‬‬

‫ليست الوالية مجرد جماعة المركزية تشكل أعمالها امتدادا ألعمال البلدية وأعمال الدولة‬
‫فحسب‪ ،‬بل هي أيضا دائرة إدارية تمكن اإلدارات المركزية للدولة من أن تعكس عملها لخدمة‬
‫المواطن على الوجه األفضل‪ .‬إن اختيار أهداف التنمية ووضع برامج التجهيز‪ ،‬يجب أن يستند‬
‫على المشاركة الفعلية للمجالس المنتخبة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ، 44‬المؤرخة في ‪ 23‬مايو ‪ ، 1969‬ص ‪. 520‬‬
‫‪2‬أنظر ميثاق الوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬المؤرخة في ‪ ، 1969/05/23‬العدد ‪ ، 44‬ص‪. 510‬‬
‫‪180‬‬
‫باإلضافة إلى المهام األخرى لمجلس الوالية‪( ،‬كالمهام االستشارية‪ ،‬تنشيط البلديات ‪)...‬‬
‫جاء في ميثاق الوالية‪ ... " :‬يجب على المجلس أن يبقى دائما متيقظا للرغبات المحلية و‬
‫مستعدا للتدخل للمساهمة في سد االحتياجات المحلية‪. 1‬‬

‫ثانيا‪ :‬قانون الوالية (أمر ‪)38/69‬‬

‫فترجمة لميثاق الوالية‪ ،‬جاء في نص المادة ‪ 1‬من القانون ما يفيد‪ " :‬تحتل الوالية مكانة‬
‫هامة في الالمركزية اإلقليمية " ‪ .‬كما برزت بعض مظاهر تنظيم عالقة اإلدارة بالمواطن على‬
‫مستوى هذا القانون (كتكريسه لحق اإلعالم بنص المادة ‪ 34‬التي جاء فيها‪ " :‬تكون جلسات‬
‫المجلس الشعبي للوالية علنية ‪ ،)" ...‬و المتصفح لقانون الوالية ‪ ،‬يالحظ بأن هذا األخير يكون‬
‫قد تناول ألول مرة وعلى نحو صريح مضمون العالقة بين اإلدارة و المواطن ‪ ،‬و ذلك استنادا‬
‫إلى ما تضمنته نص المادة ‪ 1/68‬التي جاء على لسانها على وجوب أن ‪:‬يسهر رئيس الدائرة‬
‫على التقارب بين اإلدارة والمواطنين و على تنفيذ الق اررات المتخذة في نطاق المجلس التنفيذي‬
‫للوالية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬معالجة لالرتقاء في ظل مرحلة التسعينات (على المستوى المحلي)‬


‫لقد أبرز قانوني البلدية (‪ )08/90‬و الوالية (‪ ،)09/90‬في ظل هذه المرحلة ومقارنة‬
‫بالقانونين السابقين ‪ ،‬فوارق كبيرة نابعة عن المتطلبات الجديدة للتحول الدستوري و التنظيم‬
‫السياسي الجديد‪. 2‬‬

‫القسم األول ‪ :‬قانون البلدية (‪)08/90‬‬


‫تتجلى مظاهر تنظيم عالقة اإلدارة بالمواطن على مستوى قانون البلدية المشار إليه أعاله‪،‬‬
‫في جملة من الحقوق التي كرسها ‪:‬‬

‫أنظر ميثاق الوالية ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ، 44‬ل ـ ‪ 23‬مايو ‪ ، 1969‬ص ‪. 517 516 ، 513 ، 512 ، 511‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬و ذلك في إطار نص المادتين ‪ 15‬و ‪ 16‬من دستور ‪ 23‬فبراير ‪( 1989‬و مما جاء في نص المادة ‪ " : 15‬الجماعات‬
‫اإلقليمية للدولة هي ‪ :‬البلدية و الوالية ‪ ،‬البلدية هي الجماعة القاعدية " ) ‪.‬‬
‫‪181‬‬
‫‪ -‬حق اإلعالم ‪ :‬و في هذا الصدد جاء على لسان المادة ‪ 19‬بأنه ‪ " :‬تكون جلسات المجلس‬
‫الشعبي البلدي علنية و يمكنه أن يقرر المداولة في جلسة مغلقة في حاالت خاصة ‪ ،‬كما جاء‬
‫على لسان المادة ‪ 1/21‬أيضا ‪ " :‬يعلق محضر المداولة في المكان المخصص إلعالم‬
‫المواطنين في مقر المجلس الشعبي البلدي خالل األيام الثمانية التي تلي انعقاد الجلسة‪ ،‬وكذلك‬
‫من نص المادة ‪ 49‬من نفس القانون " ‪.1‬‬

‫‪ -‬حق المواطن باالطالع‪ :‬و هو ما تضمنته أحكام المادة ‪ 22‬من القانون بنصها ‪" :‬يحق ألي‬
‫شخص طبيعي أو معنوي أن يطلع في عين المكان على محاضر مداوالت المجلس الشعبي‬
‫البلدي والق اررات و أن يأخذ نسخة منها على نفقته ‪.‬‬

‫تتكفل المصالح البلدية المعنية بتطبيق هذا اإلجراء " ‪.‬‬

‫‪ -‬حق المواطن بالمشاركة‪ :‬و هو ما عبرت عنه نص المادة ‪ 84‬بنصها صراحة و تحت‬
‫إطار الباب الثالث المخصص لصالحيات البلدية على ما يفيد‪ " :‬يشكل المجلس الشعبي البلدي‬
‫إطار التعبير عن الديمقراطية محليا و يمثل قاعدة الالمركزية و مكان مشاركة المواطن في‬
‫تسيير الشؤون العمومية " ‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬قانون الوالية (‪)09/90‬‬


‫لم يتوالى قانون الوالية هو اآلخر عن اإلشارة إلى ما يفيد تنظيم بعض مظاهر تنظيم‬
‫عالقة اإلدارة (الوالية) بالمواطن شأنه في ذلك شأن قانون البلدية ‪ ،‬فعلى سبيل المثال وتكريسا‬
‫لحق المواطن باإلعالم ‪ ،‬تضمن قانون الوالية إلزامية تعليق جدول أعمال اجتماع المجلس‬
‫الشعبي الوالئي في أماكن اإلشهار المخصصة إلعالم الجمهور (المادة ‪ 14‬الفقرة األخيرة) ‪،‬‬

‫جاء في نص المادة ‪ 49‬من القانون رقم ‪ ، 08/90‬المتضمن قانون البلدية ‪" :‬يعلن للعموم تعيين الرئيس ضمن اآلجال‬ ‫‪1‬‬

‫المحددة في المادة ‪ 48‬من هذا القانون عن طريق اإلعالنات التي تلصق على أبواب البلدية و لواحقها اإلدارية و يبلغ فو ار‬
‫إلى الوالي " ‪.‬‬
‫‪182‬‬
‫إلى جانب اإلعال ن عن مستخلص مداولة نفس المجلس خالل األيام الثمانية التي تلي الدورة‬
‫(المادة ‪. )20‬‬

‫من زاوية أخرى لم يتوالى نفس القانون عن تكريس حق آخر يشكل أهمية كبرى للمواطن‬
‫و يتعلق األمر بحق كل شخص باالطالع بعين المكان على محاضر مداوالت المجلس الشعبي‬
‫الوالئي و أن يأخذ نسخ ة منها على نفقته ‪ ،‬و ذلك مع مراعاة طبعا األحكام التشريعية و‬
‫التنظيمية المتعلقة بسرية اإلعالم (المادة ‪ ، )21‬ليس هذا فحسب بل إن قانون الوالية شأنه في‬
‫ذلك قانون البلدية‪ ،1‬خصص فصال خاصا بأساليب تسيير المصالح العمومية التي أسست‬
‫«قصد تلبية االحتياجات الجماعية للمواطنين » المادة ‪. 119‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬محاولة لتوسيع الالمركزية‬


‫معالجة قانوني البلدية و الوالية ضمن مرحلة التسعينات ‪ ،‬التي شهدت أرضية قانونية‬
‫خصبة تشجع على تكريس المركزية يسهل ممارستها في ظل دستور ذو حلة سياسة جديدة‬
‫يشجع على المشاركة و يضمنها بشكل صريح و ضمن أسمى القواعد القانونية (دستور‬
‫‪ ، )1989‬سيما بعد القطيعة التي أحدثها مع كل من النظام االشتراكي و األحادية السياسية‬
‫التي كانت تقيد و تحصر مشاركة المواطن ضمن محيط قانوني و سياسي معين ‪ ،‬لم تفلح‬
‫بدورها على اإلرتقاء بتلك الوحدات اإلدارية حتى تعكس وحدة المركزية بدل وحدات نصف‬
‫المركزية أو شبه المركزية ‪ ،‬مثلما حدث على مستوى قانوني البلدية و الوالية في ظل المرحلة‬
‫السابقة ‪.‬‬

‫فالستمرار في وتيرة تنظيم مثل هذه الوحدات اإلدارية في ظل تغليب واعتماد طابع التعيين‬
‫على طابع االنتخاب الذي يعد بمثابة المعيار األساسي لنظام الالمركزية ‪ ،‬ووسيلة المواطن في‬
‫تسيير شؤونه العمومية (المحلية) بواسطة ممثلين يختارهم هو ‪ ،‬إقحام الرقابة الوصائية بقوة‬

‫أنظر في ذلك نص المادة ‪ 132‬من قانون البلدية رقم ‪ ، 08/90‬الموافق لـ ‪ ، 1990/4/7‬ج‪.‬ر عدد ‪ ، 15‬لـ ‪ 11‬أفريل‬ ‫‪1‬‬

‫‪. 1990‬‬
‫‪183‬‬
‫على مستوى البلدية و من عدة جوانب كالمصادقة (المادة ‪ ، )83 ، 82 ، 81‬اإللغاء (المادة‬
‫(المادة ‪ ، )83 ، 82‬ضبط ميزانية البلدية (المادة ‪ ، )155‬و تراجع سلطة‬ ‫‪ ، )45‬الحلول‬
‫المجلس الشعبي المنتخب مقابل هيمنة الوالي على جهاز الوالية التي ال تتحرك إال بإيعاز منه‬
‫بوصفه موظف غريب عن الهيئة المنتخبة ‪ ،‬يمثل السلطة حتى أثناء قيامه بالدور المحلي بكل‬
‫ثقلها ‪ ،‬يجعلنا نؤكد بأن قانوني البلدية و الوالية في ظل مرحلة التسعينات‪ ،‬تشبه إلى حد كبير‬
‫التنظيم السابق يكون مع نوع من االختالفات (على مستوى المراحل ‪ ،‬طبيعة النظام االشتراكي‬
‫المنتهج ‪ ،‬المشاركة المحدودة في ظل أحادية الرؤية السياسية و ذلك من خالل قوائم المترشحين‬
‫الذين يقترحهم الحرز لتمثيل المواطنين على المستوى المحلي) و ذلك على الرغم من محاولة‬
‫توسيع الالمركزية في ظل هذه القوانين المستحدثة في ظل مرحلة التسعينات ‪ ،‬بسبب اعتماد‬
‫الحرية كقاعدة و الرقابة كاستثناء‪ ،1‬األمر الذي نأمل لو أن مشروعي قانوني البلدية و الوالية‬
‫المقترحة ستساهم إلى حد ما و لو بالقدر المعقول في تكريس وحدات إدارية المركزية حقيقية‬
‫و ليس شبه نصف المركزية على حد تعبير البعض ‪ ،‬تخدم المواطن و تعبر عن احتياجاته ‪،‬‬
‫بدل أن تخدم و تمثل السلطة المركزية (الوصائية) ‪.‬‬

‫القسم الرابع ‪ :‬المواطن كشريك في تسيير الشؤون العمومية‬


‫بالرغم من اإليجابيات التي ميزت قانون ‪ ،08-90‬إال أنه تسوده الكثير من النقائص ‪.‬‬
‫لذا جاء قانون ‪ 210-11‬ليسد هذه النقائص‪ ،‬وهو يحوز على أهمية بالغة‪ ،‬إذ أنه يندرج‬
‫ضمن إطار إصالح الجماعات المحلية األشمل والمتمثلة في إصالح هياكل الدولة وارساء‬
‫دولة الحق والقانون‪ ،‬لذا كرس المشرع في هذا القانون مبدأين دستوريين تضمنتهما المادتين‬
‫‪ 16‬و‪ 31‬مكرر من التعديل الدستوري ‪ 2008‬وهو مشاركة المواطن في تسيير شؤون بلديته‬

‫ناصر لباد ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 114‬‬ ‫‪1‬‬

‫قانون ‪ 10- 11‬المؤرخ في‪ 22‬يونيو ‪ 2011‬المتعلق بقانون البلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.2011، 37‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪184‬‬
‫لتحقيق الديمقراطية وجاء تنظيم ذلك في الباب الثالث من القسم األول المتضمن األحكام‬
‫التمهيدية‪ ،‬وكذا ترقية حقوق المرأة من خالل توسيع حظوظ تمثيلها في المجالس المنتخبة‪.‬‬

‫جاء قانون الوالية ‪ 107-12‬ليتم من خالله التأسيس لنظام ال مركزي في محاولة لترشيد‬
‫القرار على المستوى المحلي‪ ،‬خاصة وأنه يحمل مواد تقضي باستحداث تجمعات لواليات‬
‫متجاورة مهمتها لعب دور الوسيط ما بين الدولة والوالية وكذا التكفل بمهمة تنسيق السياسات‬
‫العمومية على مستوى هذه الواليات‪ .‬وقد ركز القانون على ضرورة سهر الوالي أساسا على‬
‫الحفاظ على النظام العام وتسيير األوضاع االستثنائية وضمان السير الحسن للخدمة العمومية‬
‫وادارة التنمية المحلية‪ .‬هذه المحاور األساسية التي تربط االدارة بالمواطن‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم للعالقة قبل ‪1988‬‬


‫تميزت اإلصالحات اإلدارية خالل ما قبل ‪ 1988‬بالتنظيم المحتشم لعالقة اإلدارة‬
‫بالمواطن سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬العتبارات أقل ما يقال عنها أنها عبرت عن‬
‫عدم وجود الرغبة واإلدارة التشريعية لإلفصاح عن ذلك‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مكافحة البيروقراطية‬


‫لقد اقتصرت اإلصالحات المعمول بها على مستوى هذه المرحلة باإلشارة إلى ما يتعلق‬
‫بتفعيل األعمال اإلدارية و تبسيطها في إطار مكافحة البيروقراطية للتعبير عن تسيير أعمال‬
‫وعالقة اإلدارة تجاه المتعاملين معها من دون أن تعرف النور ‪ ،‬و في هذا اإلطار عملت كتابة‬
‫الدولة للوظيف العمومي و اإلصالح اإلداري‪ ، 2‬على مسايرة نفس النهج الذي اتبعته مديرية‬
‫اإلصالح اإلداري و التكوين سنة ‪ 1980‬في مجال محاربة البيروقراطية تمثلت في سلسلة من‬

‫قــان ـﻮن رق ـﻢ ‪ 07-12‬مﺆرخ في ‪ 28‬ربيع األول عام ‪ 1433‬الموافق لـ‪ 21‬فبﺮايﺮ سنة ‪ 2012‬يتعلـﻖ بالوالية‪ ،‬الجريدة‬ ‫‪1‬‬

‫الرسمية العدد ‪.2012 ،12‬‬


‫مرسوم رقم ‪ 42/82‬المؤرخ في ‪ ، 1982/1/23‬المحدد لصالحيات كاتب الدولة للوظيفة العمومية و اإلصالح اإلداري‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫الجريدة الرسمية العدد ‪ ، 04‬المؤرخة في ‪ ، 1982/1/26‬ص ‪. 180‬‬


‫‪185‬‬
‫التدابير العامة التي هدفت إلى تبسيط و تنشيط و تفعيل اإلجراءات و األعمال اإلدارية للتأقلم‬
‫مع تطور حاجات المواطنين‪ 1‬إال أن ذلك لم يكن ليتحقق بسبب اختصاصات كاتب الدولة التي‬
‫وردت مختصرة من جهة‪ ، 2‬و النتفاء الطابع اإللزامي ألعماله من جهة أخرى (كاستعمال‬
‫عبارات " يدرس " و يقدم أي اقتراح " ) ‪.‬‬

‫و" بموجب المنشورات التي حملت رقم ‪ 63‬الصادرة في ‪ ، 1982/3/2‬ركزت كتابة الدولة‬
‫على مجموعة تدابير خصت بها اإلدارات التي لها عالقات مباشرة و كثيفة مع الجمهور ‪،‬‬
‫كالبريد المواصالت ‪ ،‬الواليات ‪ ،‬البلديات ‪ ... ،‬إلخ ‪ ،‬لتحسين خدماتها واسترجاع صورتها‬
‫المشوهة ‪ ،‬بلغ عددها ‪ 73‬تدبير"‪" ،3‬تمحورت جلها حول تبسيط اإلجراءات و الملفات للحصول‬
‫على الوثائق اإلدارية كتقليص مدة تسليم البعض"‪ ،4‬وجوب تعزيز الشفافية في التعامل مع‬
‫المواطن ‪ ،‬و تمكينه من المشاركة في تسيير الهياكل اإلدارية كتخصيص سجل خاص بالشكاوى‬
‫‪ ،‬و بغية كسر الحواجز بين اإلدارة و المواطن تقرر وجوب تغيير نماذج االستدعاءات و تحديد‬
‫كل من الهيئة المرسلة‪ ،‬و هوية و سبب االستدعاء‪ ،‬و أن شأت مكاتب التوجيه واإلعالم‬
‫لترشيد المواطنين‪ ،‬كما تقرر إجبار اإلدارات بالرد على شكاوى المواطنين الكتابية‪.5‬‬

‫سليمة مراح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 40‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪TAIB Essaid : La Figure de l’Administration dans le discours administratif , Revue IDARA ,‬‬
‫‪V2 , N2, Algérie, 1992, p 11.‬‬
‫محمد أمين بوسماح ‪ :‬المرفق العام في الجزائر ‪ ،‬ترجمة رحال أعمر ورحال موالي إدريس ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫الساحة المركزية بن عكنون ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬طبعة ‪. 1995‬‬


‫‪4‬‬
‫‪MENTRI Messaoud : l’administration en question, réflexion sur les relations administration-‬‬
‫‪administré, OPU, Algérie, 1988.‬‬

‫لمزيد من التفاصيل أنظر ‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪-‬التعليمة رقم ‪ 363‬لـ ‪ ، 1982/3/2‬الصادرة عن كتابة الدولة للوظيف العمومي و اإلصالح اإلداري ‪.‬‬
‫‪-‬التعليمة المشتركة رقم ‪ 252‬لـ ‪ ، 1983/03/20‬الصادرة عن كتابة الدولة لإلصالح اإلداري وو ازرة الداخلية ‪.‬‬
‫‪186‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التدابير القانونية‬
‫باإلضافة إلى ذلك صدر المرسوم رقم ‪ ، 1199/82‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية‬
‫لكتابة الدولة للوظيفة العمومية و اإلصالح اإلداري ‪ ،‬حث فيه المديرية العامة لإلصالح اإلداري‬
‫على وجوب االضطالع باالشتراك مع الو ازرات المعنية بتصور التدابير التي من شأنها أن‬
‫تحسن الشروط العامة لسير إدارات الدولة ‪ ،‬و الجماعات المحلية ‪ ،‬و الهيئات العمومية (المادة‬
‫‪ 1/4‬من المرسوم) و العمل على عقلنة اإلجراءات و تبسيط المهام اإلدارية ‪ ،‬غير أن المرسوم‬
‫تميز بضعف مستوى نجاعته بسبب عموميته ‪ ،‬فهو لم يخص اإلدارات فحسب بل حتى الهيئات‬
‫العمومية األخرى ‪ ،‬كما أن مجرد التصور للتدابير غير كاف لتحسين سير اإلدارة ‪.‬‬

‫نفس السياق و بتاريخ ‪ 1983/11/5‬صدر المرسوم رقم ‪ 641/83‬المتضمن إحداث‬


‫لجنة وطنية لإلصالح اإلداري‪ 2‬تتولى مصالح كتابة الدولة للوظيفة العمومية و اإلصالح‬
‫اإلداري (المادة ‪ )9‬و من بين المهام التي كلفت بها‪ :‬تحسين االتصاالت بين اإلدارات و‬
‫المتعاملين معها من خالل تبسيط اإلجراءات و تنظيم إعالم أعوانها تنظيما أحسن (المادة ‪1‬‬
‫الفقرة ‪ .)5‬غير أن تشكيل اللجنة من موظفين رفيعي المستوى (الكتابة العامة للو ازرة) ‪ ،‬وافتقادها‬
‫لما يسمى اليوم بممثلي المجتمع المدني أعاق و أضعف من مستوى فعاليتها على أرض‬
‫الواقع‪ ،‬شأنها في ذلك شأن اللجنة الوطنية لإلصالح اإلداري التي استحدثت بموجب المرسوم‬
‫رقم ‪ ، 3641/83‬هذا األخير الذي لم يختلف كثي ار عن سابقيه من حيث تنظيمه المحتشم لكل‬
‫ما له عالقة باإلدارة و متعامليها بسبب الطبيعة االستشارية للجنة (المادة ‪ 2‬من المرسوم) ‪ ،‬إذ‬
‫ليس هناك ما يلزم الحكومة بااللتزام بآراء ووجهات نظر واقتراحات اللجنة (المادة ‪ ، )4‬كما أن‬
‫دورها ال يتعدى القيام بدراسات تبقى فيها الكلمة األولى و األخيرة للحكومة في كل ما يتعلق‬

‫المرسوم رقم ‪ ، 199/82‬المؤرخ في ‪ 5‬يونيو ‪ ، 1982‬يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لكتابة الدولة للوظيفة العمومية و‬ ‫‪1‬‬

‫اإلصالح اإلداري ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ، 23‬المؤرخة في ‪ ، 82/6/8‬ص ‪. 1163‬‬


‫‪2‬‬
‫‪TAIB Essaid, op. cit. , p 12 .‬‬
‫المرسوم رقم ‪ ، 641/83‬المؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر ‪ ، 1983‬يتضمن إحداث لجنة وطنية لإلصالح ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ، 46‬المؤرخة في ‪. 1983/11/8‬‬
‫‪187‬‬
‫بتبسيط اإلجراءات ‪ ،‬التعجيل بالق اررات ‪ ،‬و التنظيم اإلعالمي األفضل (مع العلم أن اإلصالحات‬
‫الواسعة للحكومة ‪ ،‬و التغيير المتكرر للحكومات كان سيعيق حتما عملها في هذا المسار) ‪.‬‬

‫و ضمن اإلطار الرامي إلى محاولة تقريب اإلدارة من المواطن‪ ،‬و التي يبدو أن عملية‬
‫اإلصالحات فيها بدأت تأخذ منحى آخر أكثر انفتاحا ووضوحا ‪ ،‬و بموجب المرسوم رقم‬
‫‪ ،1 104/84‬أنشأت محافظة اإلصالح و التجديد اإلداريين كهيكلة إدارية مركزية حلت محل‬
‫كتابة الدولة للوظيف العمومي و اإلصالح اإلداري‪ ،2‬و مما ورد على لسان و ازرة الداخلية أن‬
‫إنشاء المحافظة جاء بهدف إقامة العقالنية و النجاعة‪ ،3‬و كذا الوعي لمفهوم المرفق العام‪.4‬‬

‫و المالحظ أن المحافظة لم تكن أكثر دفاعية في المجال (بمعنى في مجال تقريب اإلدارة‬
‫من المرؤوس)‪ ،‬تقريب اإلدارة من مرؤوسيها كعلم مكرس مستقبال أصبح مسألة ثانوية مقارنة‬
‫بأهداف أخرى رئيسية‪ ،‬كما أن إنشاء المحافظة أضحى يتصف بمظهر المتقهقر و المتراجع‬
‫ضد محاربة البيروقراطية من الناحيتين العضوية (فسياسيا المحافظة كهيئة تقنية أقل وزنا و‬
‫سلطة من الهيئة الحكومية) ‪ ،‬و المادية مما أدى إلى إزالتها من دون حتى أن يتم صياغة‬
‫األعمال و األبحاث التي قامت بها‪ ،5‬كما تم توزيع أشغالها عبر مختلف الو ازرات‪.6‬‬

‫استمرت وتيرة اإلصالح بصدور المنشور رقم ‪ 9‬المؤرخ في ‪ 1985/10/1‬من قبل و ازرة‬
‫الداخلية والجماعات المحلية ‪ ،‬قضى بالسماح للمواطنين بقضاء حاجاتهم اإلدارية إلى ساعات‬
‫متأخرة (‪ 15:30‬إلى ‪ )19:30‬و إبقاء الشبابيك مفتوحة حتى في أيام الخميس ‪ ،‬مع تنظيم‬

‫المرسوم ‪ ، 104/84‬الموافق لـ ‪ ، 1984/5/12‬ج‪.‬ر عدد ‪ 20‬لـ ‪ ، 1984/05/15‬ص ‪. 695‬‬ ‫‪1‬‬

‫فاطمة الزهراء فيرم‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 90‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد أمين بوسماح‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 60‬‬ ‫‪3‬‬

‫عندما يتعلق األمر بتحسين المرافق العمومية يتعلق األمر دائما باإلدارة أنظر في ذلك ‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪Essaid Taib , op . cit , p 3 .‬‬


‫و ذلك على الرغم من أهميتها على مستوى تفعيل مسألة العالقات بين اإلدارة و المرؤوسين و إشراك مختلف القطاعات‬ ‫‪5‬‬

‫اإلجتماعية المعنية (أنظر ‪. )Essaid Taib , op . cit , pp 12-13 :‬‬


‫بوسماح محمد أمين‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.44‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪188‬‬
‫أيام و مواقيت العمل في اإلدارات و المؤسسات التي لها عالقة مكثفة بالجمهور و تمييزها عن‬
‫تلك التي يقل إتصاله بها ‪.‬‬

‫حقيقة أن المنشور المذكور أعاله ‪ ،‬المكمل و المتمم للمنشور الصادر في ‪، 82/3/2‬‬


‫يعد بمثابة وسيلة من وسائل تحسين عالقة اإلدارة بالمواطن ‪ ،‬غير أن النتائج لم تكن مشجعة‬
‫لعدم إقبال الجمهور على المصالح اإلدارية بعد الساعة ‪ ، 6‬كما لم ينفذ الكثير من هذا القبيل‪.‬‬
‫و رغم التحسن الملحوظ بقي المواطن أو باألحرى المتعامل مع اإلدارة غير راض على نوعية‬
‫الخدمات ‪ ،‬بل و متذم ار من سوء االستقبال على مستوى المرافق العمومية ‪ ،‬و هو ما تجلى‬
‫بمناسبة النقاش الذي دار داخل حزب جبهة التحرير الوطني بشأن إثراء الميثاق الوطني سنة‬
‫‪ 11985‬و في ظل أزمة البيروقراطية التي زادت حدتها خالل مرحلة ‪ ، 1985‬و جب التركيز‬
‫أكثر على إصالح الجهاز اإلداري الذي لعبت فيه و ازرة الداخلية دو ار هاما بمناسبة الملف‬
‫المعنون " بالبيروقراطية مظاهر ورهانات "‪ ،2‬و الذي قدمته للحكومة للنظر فيه في اجتماع‬
‫‪ ، 1987/11/25 ، 1987/11/25‬بيد أنه أبرز خبرتها في ميدان اإلصالح اإلداري‪ ،‬واحتوى‬
‫الملف على المنشورات التي تقررت من قبل كتابة الدولة المكلف بالوظيف العمومي واإلصالح‬
‫اإلداري في ‪ 1982/3/2‬و التي تم إذابتها في الملف‪ ،3‬كما نتج عن فحص الحكومة للملف‬
‫إقرار ‪ 4‬تعليمات إدارية بتاريخ ‪ ، 1987/11/30‬ففي الوقت الذي تضمنت فيه التعليمة األولى‬
‫على ‪ 21‬آلية خصت بها اإلدارة المحلية أساسا (يطبق بعضها على المدى الفوري أو العاجل‬
‫‪ ،‬في حين يطبق البعض اآلخر على المدى المتوسط) ‪ .‬هدفت الثانية إلى تنظيم واسع لعملية‬
‫" األبواب المفتوحة على اإلدارة " ‪ ،‬كما تمحورت الثالثة على إعادة إحياء و تنويع الجمعيات‬

‫محمد أمين بوسماح ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 61-59‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد أمين بوسماح‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ،45‬أنظر كذلك منشورات و ازرة الداخلية ‪ :‬البيروقراطية مظاهر ورهانات ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫العدد ‪ ، 1988 ، 1‬ص ‪. 20‬‬


‫‪3‬‬
‫; ‪BENNADJI Chérif : les rapports entre l’administration et les administrés en droit algérien‬‬
‫‪l’impérative codification, revue IDARA, Algérie, V10, N1/2000, p26.‬‬

‫‪189‬‬
‫التي منح لها و بتاريخ جويلية ‪ 1987‬إطار قانوني جديد وصف بالحر ‪ .‬في حين تضمنت‬
‫التعليمة الرابعة على تعزيز صورة شعار اإلدارة‪ ،‬و تبعا لذلك حددت النشاطات التي تضمنت‬
‫استقبال و توجيه الجمهور إعادة الهيكلة على المستوى الداخلي لتسوية الشبابيك و هندام و‬
‫تصرفات األعوان‪ ،‬نظافة المؤسسا ت كما تلت و أعقبت هذه التعليمات اإلدارية العديد من‬
‫التعليمات عبرت عنها جملة من النصوص التي أدرجت و أذيبت فيما بعد في المرسوم‬
‫‪ ، 1 131/88‬و جملة من الق اررات الو ازرية (لم تنشر في الجريدة الرسمية) ‪ ،‬تضمنت وجوب‬
‫تعزيز صورة اإلدارة ‪ ،‬و هوية المراسالت الموجهة للمواطنين‪.2‬‬

‫على الرغم من اتساع مجال تنظيم العالقة بين اإلدارة ومتعامليها خالل مرحلة ما قبل‬
‫‪ 1988‬إال أنها تميزت بالضعف و بالشكلية ‪ ،‬ضعيفة بسبب الطابع المحتشم الذي تميزت به‬
‫اإلصالحات اإلدارية في مجال العالقات اإلدارية ‪ ،‬و شكلية بسبب عدم تجسيد معظم الدراسات‬
‫المقررة في مجال التفعيل اإلداري على أرض الواقع حيث بقيت حبيسة النصوص‪ ،‬ونظ ار لعدم‬
‫وجود رغبة تشريعية تعكس وتترجم رؤية تنظيم حقيقي للعالقات‪ ،‬بسبب الطابع االستشاري الذي‬
‫تميزت به مختلف الهياكل التي كلفت بعملية المساهمة في دراسة و تحقيق السير الحسن لإلدارة‬
‫و ما يكفل عقلنة اإلجراءات و تبسيط المهام اإلدارية فيها ‪ ،‬و نتيجة لتدهور وسائل االتصال‬
‫التقليدية التي أحدثت تباينا في العالقة ‪ ،‬إلى جانب تفشي مظاهر البيروقراطية التي خلفت‬
‫العداوة و الكراهية تجاه اإلدارة‪ ،3‬استوجب األمر مراجعة مساعي اإلصالحات اإلدارية سيما و‬
‫أن الوضع أضحى مهددا باالنفجار على المستوى الداخلي‪ ،‬و هو ما عرف بإدراك جديد لتنظيم‬
‫عالقة اإلدارة بالمواطن ابتداء من مرحلة ‪. 1988‬‬

‫أنظر على سبيل المثال التعليمة رقم ‪ 28‬المتعلقة باستدعاء المواطنين ‪ ،‬و كذلك التعليمة رقم ‪ 23‬المتعلقة بتخفيض آجال‬ ‫‪1‬‬

‫معالجة و منح الوثائق اإلدارية ‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪BENNADJI Chérif , op. cit. , p 26 -27 .‬‬
‫يقول األستاذ بوسماح في هذا الصدد ‪ " :‬إن كانت بوادر البيروقراطية طبيعية في كل مجتمع منظم ‪ ،‬فهي تتكاثر عندما‬ ‫‪3‬‬

‫تعتبر ا لدولة أن اإلدارة هي التعبير الوحيد لسلطة الدولة " ‪ .‬أنظر ‪ :‬محمد أمين بوسماح ‪:‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 45‬‬
‫‪190‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬إدراك تنظيمي محدود للعالقة ابتداء من ‪1988‬‬
‫ضمن سلسلة اإلصالحات الكبرى التي شهدتها الجزائر خالل مرحلة الثمانينات‬
‫وعلى وجه الخصوص اإلدارية منها ‪ ،‬شكل المرسوم رقم ‪ 131/88‬الموافق لـ‪ 4‬جويلية ‪1988‬‬
‫المنظم للعالقات بين اإلدارة و المواطن‪ ،1‬منعطفا جديدا في تاريخ مسار تحسين وتقريب عالقة‬
‫اإلدارة بالمواطن ‪ ،‬لما جسده من رغبة قانونية‪ ،‬باعتباره (المرسوم ) أهم نص في القانون اإلداري‬
‫الجزائري عبر عن اإلدارة‪ ،‬إلعادة المصالحة الغائبة بين الطرفين‪ ، 2‬لوال اإلطار الهش وصفه‬
‫المحدود الذي تميز بهما ‪ ،‬أما ما تاله من إصالحات إدارية مست تنظيم العالقة‪ ،‬فلم تخرج‬
‫بدورها ولم تختلف كثي ار عن ما طبع مرسوم ‪ ، 131/88‬ما جعل من هذا األخير بمثابة الخطوة‬
‫الوحيدة التي لم تكرر على مستوى اإلدراك واالحتواء التنظيمي للعالقة بطريقة مباشرة رغم‬
‫النقائص ‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مرسوم ‪131/88‬‬

‫تكمن أهمية مرسوم ‪ 131/88‬باعتباره بمثابة النص الوحيد المتعلق و المرتبط بصفة‬
‫مباشرة بتنظيم موضوع عالقة اإلدارة بالمواطن من جهة ‪ ،‬وبوصفه من أكبر نصوص القانون‬
‫اإلداري الجزائري‪ ،‬بيد أنه يندرج ضمن تعريف ومفهوم القانون اإلداري ‪ .‬هذا األخير الذي‬
‫ينعكس في تنظيم اإلدارة العمومية‪ 3‬وفي مجموعة القواعد التي تنظم العالقات فيما بين‬
‫المؤسسات اإلدارية‪ ،‬وبين اإلدارة و المواطن من جهة أخرى ‪ ،‬ال يجب أن يستبعد جوانبه‬
‫إطار هشا من حيث القيمة القانونية التي تميز بها‬
‫ا‬ ‫السلبية واالنتقادات الموجهة إليه بكونه‬
‫(القسم األول) ‪ ،‬ومن حيث تهميشه بسبب ضعف صيغته وعدم اإلشهار به بالنسبة لإلدارة كما‬
‫للمواطن إلى جانب أسباب أخرى (القسم الثاني)‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫المرسوم رقم ‪ ، 131/88‬الموافق ‪ ، 1988/7/4‬ج ‪.‬ر عدد ‪ 27‬لـ ‪ ، 1988/07/06‬ص ‪1017-1013‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪BENNADJI Chérif , op .cit. ,pp 25-26 .‬‬
‫ناصر لباد ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 9‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪191‬‬
‫القسم األول‪ :‬القيمة القانونية للمرسوم‬
‫طبيعة مرسوم ‪ 131/88‬واستنادا لتأشيراته على نص المرسوم ‪،114 ،10/111‬‬
‫‪ 152‬من دستور ‪ 11976‬إلى جانب ما جاءت به المادة ‪ 1‬من المرسوم أعاله في نصها على‬
‫ما يفيد ‪" :‬ينظم هذا المرسوم العالقات بين اإلدارة و المواطنين ‪ ".‬تؤكد كلها على أن تنظيم‬
‫هذه العالقات يندرج ضمن مجال اختصاص السلطة التنظيمية التي يضطلع بها رئيس‬
‫الجمهورية خارج المجال المخصص للقانون (المادة ‪ 153‬من دستور ‪ )1976‬بواسطة ما يعرف‬
‫بآلية المرسوم (سابقا و المرسوم الرئاسي حاليا)‪ ،2‬وذلك بمناسبة تحديد مجال الالئحة والقانون‬
‫ابتداء من دستور ‪.31976‬‬

‫أوال‪ :‬القيمة المعيارية للمرسوم (الرئاسي) على مستوى الهرم القانوني‪" :‬يعتبر المرسوم‬
‫الرئاسي أداة قانونية إلصدار المراسيم التنظيمية المستقلة‪ ،‬ووسيلة رئيس الجمهورية في ممارسة‬
‫السلطة التنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون‪ ،‬وهو على خالف األوامر يشكل‬
‫اختصاص تشريعي موازي للتشريع األصيل (البرلمان حاليا)"‪.4‬‬

‫جاء في نص المادة ‪" : 10/111‬يضطلع رئيس الجمهورية ‪ ،‬باإلضافة إلى السلطات المخولة له بنص الدستور بالسلطات‬ ‫‪1‬‬

‫و الصالحيات اآلتية ‪.‬‬


‫كما جاء في نص المادة ‪ ": 114‬تمارس الحكومة الوظيفة التنفيذية بقيادة رئيس الجمهورية "‪ ،‬في حين جاء على لسان‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 152‬ما يفيد ‪":‬يندرج تطبيق القانون في المجال التنظيمي ‪ ،‬كل المسائل ما عدا تلك التي يختص بها القانون ‪ ،‬هي‬
‫من المجال التنظيمي "‪ .‬وذلك إبتداء من دستور ‪ ، 1989‬وتحديدا في نص المادة ‪ 116‬منه ‪.‬‬
‫نبيلة لدرع ‪ :‬التفرقة بين المجال التشريعي و المجال التنظيمي في النظام الجزائري ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق ببن‬ ‫‪3‬‬

‫عكنون جامعة الجزائر ‪ ، 2004/2003 ،‬ص ‪. 29 ، 28 ، 15 ،8‬‬


‫محمد الطاهر إدحيمن‪ :‬السلطة التنظيمية في الدستور الجزائري ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق ببن عكنون جامعة‬ ‫‪4‬‬

‫الجزائر ‪ ، 2002 ،‬ص ‪. 46‬‬


‫‪192‬‬
‫" يستمد المرسوم قوته بكونه يجد مصدره في الدستور مباشرة ‪ ،‬وهو بذلك يشترك مع‬
‫القانون في إنشاء القواعد القانونية ‪ ،‬األمر الذي صعب من مهمة تحديد مكانته المعيارية إلى‬
‫جانب القانون"‪.1‬‬

‫"يستمد المرسوم سموه من عدة اعتبارات أبرزها أنه يشكل وفقا للمعيار الشكلي مصد ار‬
‫مستقال لخلق القواعد القانونية ‪ ،‬وان عدت أيضا بمثابة ق اررات إدارية (بكونها تصدر عن هيئة‬
‫إدارية متمثلة في رئيس الجمهورية ) ‪ ،‬كما يشكل مصد ار للشرعية ألنه يشكل مع القانون جزءا‬
‫أساسيا في تكوين كتلة القواعد القانونية الملزمة بوصفها تشريع أصيل ينشأ مراكز قانونية عامة‬
‫ومحددة من دون أن يستند إلى نص تشريعي‪ ،2‬بل إن االتجاه الدستوري ذهب إلى حد إظهاره‬
‫تفوقا ال خالف فيه للمرسوم الرئاسي على القانون ‪ ،‬فهو بحسبهم قوة يستمدها من قوة السلطة‬
‫التي يصدر عنها ‪ ،‬ألن رئيس الجمهورية هو وحده من يجد سلطاته بسبب تدخله الالمحدود‬
‫وذلك على خالف المشرع األصلي (البرلمان حاليا )‪.3‬‬

‫لكن هل يعني ذلك أن المراسيم الرئاسية في نفس المرتبة مع القانون؟‬

‫رغم ما قيل عن سمو هذا النوع من المراسيم ‪ ،‬إال أن الكثير من عارض ذلك واعتبر أن‬
‫القانون يبقى أسمى قوة وقيمة قانونية من الالئحة حتى وان اعتبرها البعض بمثابة قوانين مادية‬
‫(أمثال ريفيرو ) فاكتساب المرسوم الرئاسي لبعض سمات القانون بحسبهم ‪ ،‬ال يجعله في نفس‬

‫‪1‬‬
‫أحسن رابحي‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 419‬‬
‫بمعنى أصح بوصفة (المرسوم الرئاسي ) تشريع قائم بنفسه ‪ ،‬ومبتكر للقواعد القانونية ‪ ،‬الفرق الوحيد بينه وبين القانون‬ ‫‪2‬‬

‫يكمن في مصدر السلطة التي تصدر عنها هذه القواعد القانونية (محمد الطاهر إدحيمن ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.) 217‬‬
‫‪3‬‬
‫‪HARTANI A.K. : Le pouvoir présidentiel dans la constitution du 28 novembre 1996 , thèse‬‬
‫‪doctorat d’Etat –droit public -, faculté de droit , Ben aknoun, université d’Alger ,Algérie, 2003,‬‬
‫‪p 271 .‬‬
‫وكان ذلك على إثر اضمحالل النظرية التقليدية للوائح التي كانت تبقي المراسيم في موضع تبعي بالمقارنة مع القانون لسمو‬
‫السلطة التشريعية على التنفيذية‪ ،‬باستثناء طبعا المراسيم التنفيذية ‪.‬‬
‫‪193‬‬
‫المرتبة معه‪ ،1‬إذ ال يمكن إعادة النظر في مبدأ تدرج القانونين‪ ،2‬فالقانون كان وال يزال القاعدة‬
‫األسمى‪ ،‬كما أنه ال يكون محل طعن أمام القضاء اإلداري (عكس المرسوم )‪ ، 3‬وخضوع‬
‫المرسوم الرئاسي للقانون ال يعني أبدا سموه عليه ‪ ،‬بل فقط لكون مجال المرسوم الرئاسي‬
‫مستقل عن القانون الذي يشكل أكبر ضمانة للحقوق و الحريات ‪.‬‬

‫ومهما قيل عن قيمة وسمو المرسوم الرئاسي كأداة قانونية تزاحم القانون طبيعة وأهمية ‪،‬‬
‫فهل يعني ذلك بأنه يشكل أرضية قانونية صلبة وصحيحة لتنظيم عالقة اإلدارة بالمواطن ‪،‬‬
‫وضمانة لها أيضا ؟‬

‫ثانيا‪ :‬ضرورة رد االعتبار لإلطار القانوني لتنظيم العالقة خارج آلية المرسوم (الرئاسي)‪:‬‬
‫" تعتبر المبررات العلمية من أبرز المبررات التي تستند عليها السلطة التنظيمية لتنظيم العالقة‬
‫بين اإلدارة و المواطن ‪ ،‬ومفادها أن المرافق العمومية هي من صميم وظيفة السلطة التنفيذية‬
‫نظ ار لما تتطلبه من كفاءة علمية يفتقدها عادة البرلمان ‪ ،‬وبالنظر أيضا لطبيعة إجراءات عمل‬
‫هذا األخير المعقدة و البطيئة"‪" ،4‬ليس هذا فحسب بل إن تمتع المرسوم بخاصية المجال الممتد‬
‫يجعله صالح لتنظيم جميع الظواهر و الحاالت الجديدة التي قد تط أر "‪.5‬‬

‫مثل هذه الحقيقة التي ال مفر منها و ال يمكن إنكارها‪ ،‬ال يمكن أن تحد من المطالبة‬
‫بإقحام آلية القانون و أولويته بموضوع تنظيم العالقة بدل االكتفاء بآلية المرسوم (الرئاسي) رغم‬

‫‪ 1‬محمد الطاهر إدحيمن ‪:‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 55‬‬


‫وذلك على المستويين العضوي و المادي ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬بإستثناء طبعا بعض الق اررات التي تخرج من مجال المنازعات اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ 4‬محمد الطاهر إدحيمن‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ . 14‬بخصوص مبررات السلطة التنظيمية راجع الصفحة ‪34 ،24 ،18 ،14‬‬
‫من نفس المرجع ‪.‬‬
‫إدحيمن محمد الطاهر نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 58‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪194‬‬
‫مزاحمته للقانون على النحو الذي بيناه‪ ،1‬و ذلك بهدف رد االعتبار لإلطار القانوني لتنظيم‬
‫العالقة نتيجة لالعتبارات التالية‪:‬‬

‫‪" -‬القانون كأداة تشريعية يبقى بمثابة القاعدة األكثر ديمقراطية وضمانا ضد أي تعسف‬
‫للسلطة"‪.2‬‬

‫‪ -‬جاء في عرض أسباب خطة مشروع القانون المتضمن " ميثاق تنظيم العالقات بين اإلدارة‬
‫و المواطنين " الذي اقترحته لجنة إصالح هياكل الدولة ضمن محاور اإلصالح اإلداري بغرض‬
‫وبخصوص استرجاع ثقة المواطن باإلدارة ‪ ،‬على ضرورة رد االعتبار لإلطار أو اآللية القانونية‬
‫لتنظيم العالقة ‪ ،3‬التي تجد سندها بالفصل الرابع المنظم " للحقوق و الحريات " ‪ ،‬والفصل‬
‫الخامس المنظم " للواجبات "‪ ،‬و كذا بالفقرة األولى من المادة ‪ 122‬من التعديل الدستوري لسنة‬
‫‪( 1996‬المعدل) التي تقتحم المشرع األصلي (البرلمان حاليا) بمثل هذا االختصاص‪ 4‬في‬
‫المجاالت اآلتية ‪ :‬حقوق األشخاص وواجباتهم األساسية ‪ ،‬السيما نظام الحريات العمومية‪ ،‬و‬
‫حماية الحريات الفردية وواجبات المواطنين ‪.‬‬

‫ال يجب أن يفهم من وراء ذلك بأن صالحية المرسوم أضحت منتهية ‪ ،‬إذ يبقى ساري المفعول إلى أن يتم تعديله أو إلغاؤه‬ ‫‪1‬‬

‫بموجب آلية قانونية أخرى ‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪" La norme législative reste la plus démocratique qui soit : elle met œuvre , elle concilié elle‬‬
‫‪garantit contre tout risque d’abus de pouvoir , elle doit rester l’expression de la volonté‬‬
‫‪générale : POULET Nadine, LECLERC Gibot : La place de la loi dans l’ordre juridique interne,‬‬
‫‪thèse doctorat d’Etat en droit public , presse universitaire de France PUF , France, avril‬‬
‫‪1992 , p 192.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪-Le rapport général du comité de la réforme des structures et des missions de l’Etat Tome‬‬
‫‪II, Op . cit., P 417-426 .‬‬
‫و يقابلها في ذلك المادة ‪ 1/151‬من دستور ‪. 1976‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪195‬‬
‫‪ -‬العبرة من إقحام الحقوق والواجبات األساسية والحريات واعتبارها مثلما جاء على لسان العميد‬
‫هوريو من الموضوعات المحجوزة للقانون‪ ،‬هو لما يشكله من ضمانة حقيقية لحمايتها‪.1‬‬

‫إن توسع صالحيات السلطة التنظيمية في مجال اإلصالح اإلداري إلى حد اعتبارها‬
‫مصد ار و أساسا لتنظيم العالقات بين اإلدارة و المواطن يحتاج إلى إعادة الرؤى ‪ ،‬حتى و إن‬
‫كان مرده ناجما عن مسؤولية الحكومة عن السير الحسن للمصالح العمومية (المادة ‪ 6/85‬من‬
‫التعديل الدستوري ل ـ ‪ 1996‬ألن مثل هذه األمور ووفقا للمبادئ األساسية للحريات العمومية‪،2‬‬
‫ال تؤهلها بحسب ما أدرجه المشرع الفرنسي للتدخل دوما في مجال تنظيم عالقة اإلدارة‬
‫بالمواطن‪ ،‬انطالقا من أن المبادئ األساسية للحريات العمومية تحد من صالحيات السلطة‬
‫التنظيمية الواسعة في مجال إصالح بعض اإلدارات واعتبارها بالتالي مصد ار للعالقات فيما‬
‫بينها و بين مرتفقيها ‪ ،‬من زاوية أخرى فإن مجال هذه العالقة و تنظيمها يعد انعكاسا لصورة‬
‫المجتمع في الدولة ‪ ،‬و هذه األخيرة ال يمكن احتوائها و ال تغييرها بموجب مرسوم‪ ،3‬يجد نفسه‬
‫في مرتبة أدنى من آلية القانون التي تشكل ضمانة حقيقية لها على الرغم من طبيعتها المزاحمة‬
‫له (أي للمرسوم) ‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬مضمون ومحتوى المرسوم‬


‫أدرجت نصوص مرسوم ‪ 131/88‬المنظم للعالقات بين اإلدارة والمواطن والتي كرست‬
‫ما يعرف ب ـ " تقنين حسن سير اإلدارة «‪ ،‬في ‪ 42‬مادة وزعت ضمن ‪ 4‬فصول على النحو‬
‫التالي ‪:‬‬

‫‪-‬تضمنت نصوص الفصل األول من المرسوم على جملة من األحكام العامة حصرها في ‪4‬‬
‫مواد (من المادة ‪ 2‬إلى ‪)5‬؛‬

‫محمد الطاهر إدحيمن ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 120- 101‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Dominique Maillard , Degrées du Loû , op . cit , pp 20 -22 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪"On ne change pas la société par décret" , (Bénédict Délaunay , op . cit , p 12 ) .‬‬
‫‪196‬‬
‫‪ -‬بينما تضمنت أحكام الفصل الثاني منها المعنون ب ـ " التزامات اإلدارة "‪ ،‬على ‪ 24‬مادة‬
‫قسمت على التوالي‪ :‬قسم خاص بااللتزام بتنظيم إعالم المواطن (‪ 8‬إلى ‪ ،)11‬قسم التدابير‬
‫الخاصة باستقباله (‪ 12‬إلى ‪ ،)14‬قسم يتعلق بإجراءات االستدعاء (‪ 15‬إلى ‪ ،)20‬وأخي ار قسم‬
‫خاص بااللتزام بالتحسين الدائم لنوعية الخدمة (‪ 21‬إلى ‪)30‬؛‬

‫‪ -‬وبغية تحقيق الحوار بين اإلدارة والمواطن عالج الفصل الثالث من المرسوم‪ ،‬واجبات المواطن‬
‫اتجاه اإلدارة (‪ 31‬إلى ‪ ،)33‬كما أقر جملة من اآلليات غير القضائية في إطار الطعن للتأكيد‬
‫على ضمان حقوق المواطن اتجاه سلطات اإلدارة (‪ 34‬إلى ‪)40‬؛‬

‫‪ -‬وفي األخير إنتهى المرسوم في فصله الرابع باإلشارة إلى األحكام الختامية التي عالجت‬
‫مسألة نشر المرسوم وادخاله حيز التنفيذ (‪ 41‬إلى ‪.)42‬‬

‫ويجب التنويه بأن جملة التدابير المشار إليها و التي تمحور عليها مرسوم ‪، 131/88‬‬
‫هي نفسها التدابير التي صدرت في شكل منشورات (بتاريخ ‪ ، ) 1982/3/2‬وتبلورت في إطار‬
‫الملف المعنون ب ـ " البيروقراطية مظاهر ورهانات " المقدم للحكومة خالل اجتماع‬
‫‪ 1987/11/25‬نتيجة تفشي البيروقراطية ‪.‬‬

‫رغم تجسيده خطوة هامة وايجابية إحتوت العالقة القائمة بين اإلدارة العامة والمواطن‬
‫ألول مرة بصورة قانونية ‪ ،‬لم يسلم مرسوم ‪ 131/88‬المشار إليه أعاله من بعض االنتقادات‪،‬‬
‫أبرزها ما أورده الخبراء بمناسبة التقرير الذي أصدروه في ‪ 1996‬بهذا الخصوص خالل عملية‬
‫فحص لمحتوى المرسوم و البحث في مدى مالئمة ‪ ،‬كتأكيدهم بأن المرسوم لم يرد ولم يستجب‬
‫لالنشغاالت التي تحيط بحقيقة وضعية العالقة وتعبر عنها ‪ ،‬وبأنه لم يرتب آثا ار حاسمة على‬
‫أرض الواقع لسببين إثنين أرجعوا أحدهما لضعف انتشار صيغته بالنسبة لإلدارة كما للمواطن‪،‬‬
‫في حين تمثل السبب اآلخر في عدم دخول النصوص التطبيقية المقررة لمباشرته حيز التنفيذ‪،1‬‬

‫ومما جاء بتقرير لجنة إصالح هياكل الدولة الذي تناقلته بهذا الخصوص‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪197‬‬
‫إلى جانب ذلك فقد أقروا بأن مجاالت تطبيقه وردت بشكل واسع ألنها لم تنحصر في مواجهة‬
‫ و إنما أيضا في مواجهة كل ممارسي جزء من السلطة‬،1‫مرؤوسي السلطة اإلدارية فحسب‬
.2 ‫العمومية‬

‫ و قلة النصوص‬، ‫إن عدم نشر المرسوم على مستوى اإلدارات و على مستوى المواطنين‬
‫التي عملت على تجسيده إلدخاله حيز التنفيذ و التي انحصرت في ق اررات و ازرة الداخلية الثالث‬
‫ في الوقت الذي كان يحتاج فيه المرسوم إلى نصوص كثيرة‬، 3 88/9/4 ‫المؤرخة في‬

… ce texte manque une avancée importante pour l’amélioration des relations entre
l’administration et les administrés, mais son application n’a pas répondu aux attentes.
… Ce texte n’a pas sur le terrain, les effets exescomptés par deux raisons essentielles d’une
part la faiblesse dans sa diffusion tout auprés qu’auprés des citoyens, d’autre part, la non
intervention des textes d’application prévus pour sa mise en œuvre.
Voir : Le rapport général du comité de la réforme des structures et des missions de l’État,
tome I, op . cit., p506-507 .

‫ المتعلق بحقوق‬2000/4/12 ‫ لـ‬، 321/2000 ‫و ذلك على خالف ما قام به المشرع الفرنسي بمناسبة القانون رقم‬ 1

‫ من القانون حددت على سبيل الحصر السلطات التي يعنيها هذا‬1 ‫ هذا و نشير إلى أن المادة‬، ‫المواطنين مع اإلدارة‬
. ‫القانون‬
"Sont considérés comme autorités administratives au sens de la présente loi les
administrations de l’État , les collectivités territoriales , les établissements publics à caractère
administratif , les organismes de sécurité social et les organismes chargés de la gestion d’un
service public administratif " Voir MAILLRD Dominique, DU LOU Dégrée: op.cit. , p 555.

2
"Malheureusement Force est de constater que pratiquement rien n’a été fait pour le diffuser
largement et la vulgariser non seulement auprès des administrés mais également auprès de
tous ceux qui exercent une parcelle de l’autorité publique" , voir : BENNADJI Chérif, op .cit. ,
p 45.
‫ الجريدة‬، ‫ يرمي إلى تيسير مراسلة المصالح المحلية و عالقاتها مع المواطنين‬، 88/9/4 ‫ قرار لـ‬: ‫و يتعلق األمر بـ‬ 3

. 1351 ‫ ص‬، 1988/9/28 ‫ المؤرخة في‬39 ‫الرسمية عدد‬


198
‫لتوضيحه‪ ،1‬أبقى على الحوار المنقطع بين اإلدارة و المواطن مستم ار ‪ ،‬كما أن عدم رضاء هذا‬
‫األخير عن اآللية اإلدارية كان سيرتب حتما و بالضرورة معارضة ضد الدولة نفسها‪ ،2‬وهو ما‬
‫ترجمته أحداث ‪ 5‬أكتوبر ‪ 1988‬هذه األخيرة التي عبرت عن معارضة المواطن للمؤسسات‬
‫السياسية منها و اإلدارية ‪ ،‬و ضربه عرض حائط سياسة اإلصالح و المجهودات التي بذلت‬
‫في مجال تقريب اإلدارة من المواطن بسبب بقائها حبيسة النصوص ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إصالحات ما بعد مرسوم ‪131/88‬‬

‫لم يتوقف مسار اإلصالحات اإلدارية بخصوص تنظيم واحتواء العالقة بين اإلدارة‬
‫والمواطن و االهتمام بها عند مجرد صدور مرسوم ‪ ، 131/88‬و إنما استمر أيضا على‬
‫مستوى آليات و تدابير أخرى أخذت طابع مختلف ‪ ،‬و يتعلق األمر بالبرامج السياسية للحكومات‬
‫التي تميزت محاوالتها بتهميش االهتمام بمحور العالقة واحتوائها (القسم األول) ‪ ،‬وبالهياكل و‬
‫التدابير التي يمكن وصفها بضعف مستواها ومكانتها القانونية لتعزيز العالقة (القسم الثاني) ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى لجنة إصالح هياكل الدولة التي كلفت بإيجاد حلول ناجعة للمنظومة اإلدارية و‬
‫القانونية وعلى رأسها ما يمكنه أن يحقق أو يجعل المواطن محور إصالح الدولة‪ ،‬وهي اللجنة‬
‫التي عبرت عن الوضع الذي أحاط بالعالقة ‪ ،‬واقترحت بالمقابل العديد من الحلول للرفع من‬
‫مستواها ‪ ،‬وهي الحلول التي وصفت بالناجعة و الفعالة لوال الطابع الشكلي الذي ميز عملية‬
‫تكفلها بالعالقة (القسم الثالث) ‪ .‬كما وضع سند قانوني يسمح بمكافحة جرائم تكنولوجيات‬
‫االتصال واإلعالم (القسم الرابع) وكذا استعمال هذه التكنولوجيات في مجال القضاء لتحسين‬
‫الخدمات والرقي إلى مستوى تطلعات المواطنين ووضع إطار قانوني قصد التكفل بالمتطلبات‬
‫القانونية والتنظيمية والتقنيات التي ستسمح بإحداث جو من الثقة المواتية لتعميم وتطوير‬
‫المبادالت اإللكترونية وترسيخ المبادئ العامة المتعلقة بنشاطي التوقيع والتصديق اإللكترونيين‬

‫‪1‬‬
‫‪BENNADJI Chérif, op .cit. , p 45 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪IBID, p 25.‬‬
‫‪199‬‬
‫في الجزائر بهدف إرساء جو من الثقة وضمان تأمين المبادالت والتبادالت على االنترنت‬
‫(القسم الخامس)‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬اهتمامات بالعالقة من قبل الحكومات‬


‫قد يبدو من الغرابة بمكان إدراج مثل هذا المحور ضمن إطار البحث عن مختلف‬
‫النصوص التشريعية لتنظيم العالقة سواء كان ذلك على نحو مباشر أو غير مباشر‪ ،‬انطالقا‬
‫من كونها ال تشكل مصد ار قانونيا وال تنظيميا‪ ،‬إال أن إقحامها ضمن هذا الباب سرعان ما‬
‫يظهر منطقيا إذا ما علمنا أن مثل هذه البرامج الحكومية التي تشكل مجاال لتنفيذ مختلف‬
‫التشريعات‪ ،‬تشكل دفعا ال يستهان به لوتيرة التشريع في المحاالت التي تكون ضمن اهتماماتها‬
‫ومحاورها الرئيسية‪ ،‬وذلك بواسطة ما يعرف بإمكانية المبادرة بالمشاريع القانونية‪.1‬‬

‫"األمر الذي ال يختلف فيه اثنان أ ن حركة أكتوبر بخلفياتها وأسبابها ونتائجها ال سيما‬
‫اإلدارية هي التي كرست المسار اإلصالحي ودعمته وفق معطيات دستورية جديدة أبرزها‬
‫التصويت على دستور جديد ل ـ ‪ 23‬فبراير ‪ ،1989‬إذ زاد التركيز على ضرورة اإلصالح اإلداري‬
‫في إطار محور البرامج السياسية لمختلف الحكومات المتعاقبة لكن بدرجات متفاوتة ‪ ،‬نذكر‬
‫منها حكومة "قاصدي مرباح " خالل تنصيبه للجنة الوطنية لإلصالحات اإلدارية في‬
‫‪ ، 1989/07/31‬التي استهدفت التغيير الجذري لإلدارة العمومية ولعالقة اإلدارة بالمواطن"‪،2‬‬
‫إال أن انطالق األشغال بها سرعان ما دخل في سبات عميق‪ ،3‬إثر تعيين حكومة "مولود‬
‫حمروش " في ‪ 1989/09/16‬لتميزها بالتركيز على اإلصالحات االقتصادية أكثر منها على‬
‫اإلصالحات اإلدارية هذا إذا ما استثنينا إصدار قانوني البلدية و الوالية لسنة ‪ ، 1990‬وفي‬
‫ظل حكومة "أحمد غزالي " المعين في جوان ‪ ،1991‬استمر العمل على نفس المنهاج بيد أن‬
‫أولويات برنامجه انصبت على اإلصالح االقتصادي قصد معالجة مشكل المديونية واألزمة‬

‫أنظر في ذلك نص المادة ‪ 119‬من التعديل الدستوري الموافق ل ـ ‪. 1996‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد أمين بوسماح ‪:‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 47‬‬ ‫‪2‬‬

‫أحمد أمين بوسماح ‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪200‬‬
‫االقتصادية ‪ ،‬ما أدى إلى تهميش االهتمام بمشكل اإلصالح اإلداري في حكومته بصفة مطلقة‬
‫للعديد من األسباب كانت أبرزها أحداث جوان ‪ .1"1991‬وبغية إعادة الثقة بين اإلدارة والمواطن‬
‫اهتمت حكومة "بلعيد عبد السالم " بإنشاء جهاز إداري فعال ورشيد لمحاربة الفساد واألمراض‬
‫اإلدارية (الرشوة ‪ ،‬المحسوبية ‪ )...‬غير أن قصر مدة الحكومة (و التي دامت سنة واحدة )‬
‫حال فيما بينها وبين تنفيذ برامجها ‪ ،‬هذا ولم تكن حكومة " مقداد سيفي " لسنة ‪( 1994‬الذي‬
‫أكد على مبدأ حياد اإلدارة في ظل تعدد االتجاهات السياسية ) وال حكومة "أحمد أويحي "‬
‫(التي ركزت على إعادة بناء المؤسسات السياسية للدولة في ظل التعديل الدستوري ل ـ ‪،2)1996‬‬
‫وال حتى حكومة بن فليس ل ـ ‪ ،32000/09/21‬وال التي تلتها أحسن من سابقاتها من حيث‬
‫محدودية ومردود االهتمام بمحور عالقة اإلدارة بالمواطن ‪.‬‬

‫للحقيقة أن البرامج الحكومية األخيرة لم تتوانى عن اإلشارة ضمن محاورها الرئيسية‬


‫للمجاالت التي تخدم المواطن في عالقته باإلدارة العمومية ‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لبرنامج‬
‫رئيس الحكومة السيد أحمد أويحي الموافق لسنة ‪ 2004‬بمناسبة االنتخابات الرئاسية الموافقة‬
‫ل ـ ‪ 8‬أفريل ‪ 2004‬والتي أسفرت عن فوز المترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية ثانية ‪،‬‬
‫كااللتزام بتحسين الخدمة العمومية استجابة لتطلعات المواطنين‪ ،‬تحديث وسائل اإلدارات‬
‫والهيئات العمومية‪ ،‬إنشاء مكتب للمعلومات تخفيف اإلجراءات اإلدارية في معالجة الملفات في‬

‫سليمة مراح‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 46-45‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد أمين بوسماح ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 86‬‬ ‫‪2‬‬

‫أولى برنامج حكومة بن فليس اهتماما بار از بإصالح اإلدارة من عدة نواحي ‪ :‬كالعمل على ترشيدها ‪ ،‬تحديثها تخفيف‬ ‫‪3‬‬

‫إجراءات العمل بها ‪ ،‬رد اعتبارها في نظر المواطنين من خالل حماية مختلف أشكال السلوكيات الالأخالقية على مستوى‬
‫المرفق العام ‪ ،‬إال أن قصر عمر الحكومة واألزمات السياسية التي صاحبتها جعلت منها حب ار على ورق (نقال عن برنامج‬
‫بن فليس أنظر ‪:‬سليمة مراح ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. ) 47‬‬
‫‪201‬‬
‫كافة الميادين‪ ،‬تطوير الشفافية اإلدارية‪ ،‬ترقية إعالم المرتفقين‪ ،‬تدعيم الحوار وطرق الطعن‬
‫أمام المواكبين‪ ،‬تطوير الالمركزية بهدف تقريب اإلدارة و الخدمة العمومية من المرتفقين‪.1‬‬

‫مثل هذه التدابير اإليجابية وان تجسد البعض منها كإحداث إجراءات الوساطة القضائية‪،‬‬
‫إعادة إحياء إجراءات التي دعمت طرق الطعن أمام المواطنين بمقتضى قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية‪ ،2‬إال أن جوانب أخرى عديدة ال تقل أهمية لم تتجسد ميدانيا بفعل التركيز‬
‫على المصالحة الوطنية‪ ،3‬محاربة اإلرهاب‪ ،‬وهي المحاور التي ميزت هذه البرامج و ال تزال‬
‫بدليل استمرار تأكيد خطة الحكومة األخيرة بمناسبة االنتخابات الرئاسية الموافقة لـ ـ ‪ 9‬أفريل‬
‫‪ ،4 2009‬على ضرورة الحرص على إنعاش هذه المحاور إلى جانب االهتمام باألزمة المالية‬
‫واالقتصادية العالمية وأثرها على الجزائر وتداعياتها‪ ،‬األمر الذي أدى بأعضاء البرلمان إلى‬
‫مطالبة الحكومة خالل المناقشات التي صاحبت عرض خطة عملها ‪ ،‬بااللتزام ببذل المزيد من‬
‫التكفل بالجوانب التي تمس الحياة اليومية للمواطن ‪ ،‬توسيع فضاءات مشاركته في تسيير الشأن‬
‫المحلي ‪ ،‬مع تعزيز ثقة المواطن في اإلدارة العمومية ‪.‬‬

‫واذا كان االهتمام بمجاالت األمن واإلصالح االقتصادي وانعاشها من الضرورة أن‬
‫التركيز عليها على حساب أهم محور باإلصالح اإلداري المتمثل في عالقة اإلدارة بالمواطن‬
‫يبقى من المسائل المرفوضة ‪ ،‬ألن نجاح العالقة سينجر عنه حتما استتباب األمن ومواجهة‬
‫األزمات األخرى بكل ارتياح بينما العكس سيفتح على الدولة جبهات عديدة تشكل عبئا عليها‬

‫أنظر برنامج الحكومة أمام مجلس األمة ‪ ،‬مجلة الفكر البرلماني ‪ ،‬تصدر عن مجلس األمة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬العدد ‪ 6‬جويلية‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ، 2004‬ص ‪. 36 ، 10‬‬
‫قانون ‪ ، 09/08‬الموافق ل ـ ‪ 25‬فبراير ‪ ، 2008‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ، 21‬المؤرخة في ‪ 23‬أبريل ‪. 2008‬‬ ‫‪2‬‬

‫راجع على سبيل المثال األمر رقم ‪ 01/06‬المؤرخ في ‪ 27‬فبراير ‪ ، 2006‬المتضمن تنفيذ السلم و المصالحة الوطنية‬ ‫‪3‬‬

‫الجريدة الرسمية العدد ‪ 28 ، 11‬فبراير ‪. 2006‬‬


‫أنظر كلمة السيد أحمد أويحي أمام مجلس األمة يوم الثالثاء ‪ 26‬ماي ‪ ، 2009‬بمناسبة عرضه لخطة عمل الحكومة‬ ‫‪4‬‬

‫لتنفيذ برنامج رئيس الجمهورية ‪ ،‬مجلة الفكر البرلماني ‪ ،‬تصدر عن مجلس األمة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬العدد ‪ 23‬جويلية ‪، 2009‬‬
‫ص ‪. 116‬‬
‫‪202‬‬
‫إلى جانب األعباء األخرى جراء هذا التهميش ‪ ،‬ما يستدعي العمل المتواصل للتكفل واالهتمام‬
‫بالعالقة ضمن عملية اإلصالح اإلداري وضمن أجواء االستقرار المؤسساتي ‪،‬وهو ما عبر عنه‬
‫األستاذ سعيد مقدم في قوله ‪ " :‬إن اإلصالح اإلداري ينبغي أن يكون انشغاال وعمال دائما ‪،‬‬
‫مدعم بنظام مؤسساتي قار "‪.1‬‬

‫ضف إلى ذلك مصادقة الجزائر على الميثاق اإلفريقي لقيم و مبادئ الخدمة العامة‬
‫واإلدارة المعتمد بأديس أبابا من خالل المرسوم الرئاسي ‪ 2415-12‬المؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر‬
‫‪ ،2012‬الذي يؤكد مجهودات الجزائر لتحسين العالقة بين المواطن واإلدارة‪ .‬حيث أبرز هذا‬
‫الميثاق المبادئ األساسية التي تقوم عليها اإلدارة العمومية إثر تقديمها للخدمات العمومية‬
‫للمواطن ‪ ،‬حيث ركز على المبادئ األساسية التي تحكم المرفق العام (االستم اررية‪ ،‬المساواة‪،‬‬
‫قابلية التكييف والتغير)‪ ،‬كما أكد على المهنية واألخالق والنزاهة والشفافية في تقديم الخدمة‬
‫العمومية‪.‬‬

‫أبرز الميثاق‪ ،‬واجبات الخدمة واإلدارة العمومية المتمثلة في احترام حقوق اإلنسان ومبدأ‬
‫الشرعية‪ ،‬الوصول إلى الخدمة العامة والمعلومات‪ ،‬توفير خدمات فعالة وذات جودة وتحديث‬
‫الخدمات واإلدارة العمومية‪ .‬كما أوضح حقوق وواجبات أعوان الخدمة العامة مرك از على مكافحة‬
‫الفساد‪.‬‬

‫جاء في الميثاق آليات تنفيذه حيث " تلتزم الدول األطراف بتحقيق األهداف وتطبيق‬
‫المبادئ واحترام االلتزامات المعلنة في هذا الميثاق وفقا لما يأتي ‪:‬‬

‫سعيد مقدم‪ :‬التنمية واإلدارة في ظل تحديات العولمة ‪ ،‬حالة الجزائر ‪ ،‬مجلة إدارة ‪ ،‬للمدرسة الوطنية لإلدارة ‪ ،‬المجلد ‪،16‬‬ ‫‪1‬‬

‫العدد ‪ ، 31‬الجزائر ‪ ، 2006 ،‬ص ‪. 24‬‬


‫محرم عام ‪ 1434‬ا الموافق ‪ 11‬ديسمبر سنة ‪ 2012‬يتضمن‬ ‫ا‬ ‫‪ 2‬مرسوم رئاسي رقم ‪ 415 -12‬مؤرخ في ‪27‬‬
‫التصديق على الميثاق اإلفريقي لقيم ومبادئ الخدمة العامة واإلدارة ‪ ،‬المعتمد بأديس أبابا بتاريخ ‪ 31‬يناير‬
‫سنة‪ ، 2011‬الجريدة الرسمية العدد ‪.2012 ،68‬‬
‫‪203‬‬
‫أ( اعتماد أدوات تشريعية وتنفيذية وادارية لمواءمة قوانينها ونظمها الوطنية مع هذا‬
‫الميثاق‪،‬‬

‫ب( اتخاذ كافة التدابير الضرورية لضمان النشر الواسع لهذا الميثاق‪،‬‬

‫ج( تعزيز اإلرادة السياسية كشرط ضروري لتحقيق األهداف الواردة في هذ الميثاق‪،‬‬

‫د( إدراج التزامات الميثاق وقيمه ومبادئه في سياساتها واستراتيجياتها الوطنية‪،‬‬

‫ه( اتخاذ التدابير الضرورية لتطوير التعاون وتبادل الخبرات في مجال الخدمة العامة‬
‫‪1‬‬
‫واإلدارة العامة يتناسب مع أهداف هذا الميثاق وقيمه ومبادئه‪".‬‬

‫حيز‬
‫تقدم الدول األطراف في كل سنتين )‪ (2‬اعتبا ار من تاريخ دخول هذا الميثاق ا‬
‫النفاذ‪ ،‬تقري ار إلى المفوضية عن اإلجراءات التشريعية وغيرها من اإلجراءات الضرورية‬ ‫ا‬
‫المتخذة لتنفيذ المبادئ وااللتزامات الواردة فيه‪ .‬يقدم هذا التقرير إلى أجهزة صنع القرار ذات‬
‫الصلة لالتحاد اإلفريقي التخاذ ما يلزم من اإلجراءات في ميادين اختصاصها‪.‬‬

‫تعد المفوضية تقري ار عن تنفيذ الميثاق وتقدمه إلى المؤتمر من خالل المجلس التنفيذي‬
‫ا‬
‫ومؤتمر الدول األطراف حيث يقوم المؤتمر باتخاذ اإلجراءات المالئمة لمعالجة المسائل الواردة‬
‫في تقرير المفوضية‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬هياكل وتدابير لتعزيز العالقة‬


‫أوال‪ :‬من حيث الهياكل ‪ :‬شهدت مرحلة ‪ 1996‬انتعاشا متمي از نحو تعزيز وترقية الهياكل‬
‫والضمانات التي تكفل ضمان حقوق وحريات المواطن تجاه سلطات اإلدارة انعكس أبرزها في‬
‫صدور المرسوم الرئاسي رقم ‪ 113/96‬المؤرخ في ‪ 23‬مارس ‪ 1996‬المتضمن إنشاء هيئة‬
‫وسيط الجمهورية‪ ،2‬الذي وعلى من الرغم من الدور الفعال الذي كان بإمكان الهيئة أن تلعبه‬

‫المادة ‪ 2‬من المرسوم الرئاسي ‪ 415-12‬المذكور أعاله‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجريدة الرسمية العدد ‪ ،20‬المؤرخة في ‪.1996/03/31‬‬


‫‪2‬‬

‫‪204‬‬
‫في مجال تسهيل الحوار بين الطرفين في ظل اإلجراءات غير القضائية أحسن حماية لحقوق‬
‫المواطن وحرياته تجاه سلطات وامتيازات اإلدارة العامة‪ ،1‬إال أنها لم تصمد طويال بسبب إلغائها‬
‫في ‪ ،21999/8/2‬و بفعل تدخالت الوسيط التي وصفت بالمحدودة ‪ ،‬ما حال دون خدمته‬
‫للمواطن‪ ،3‬حتى أنها اعتبرت بمثابة التجربة الفتية لحماية حقوق المواطن من انزالقات اإلدارة‬
‫مما أدى إلى استبدالها بهيئة أخرى سميت باللجنة الفرعية للوساطة تم استحداثها على مستوى‬
‫اللجنة االستشارية لترقية حقوق اإلنسان‪ ،4‬و هي لجنة تتولى دراسة واستالم و متابعة الطلبات‬
‫التي يواجهها لها األشخاص (ال طبيعية أو المعنوية) متى ما أروا تقصي ار في حقهم من قبل‬
‫اإلدارة (المحلية أو المركزية) و ذلك وفقا لما تفتضيه قواعد المرفق العام ‪ ،‬كما تعمل على تقديم‬
‫مختلف التوصيات و االقتراحات التي من شأنها أن تحسن العالقة بين اإلدارة و المواطنين‬
‫للسلطات المختصة ‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪BENNADJI Chérif, Op. Cit. , p 26 .‬‬
‫أنظر في ذلك ‪ :‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ، 170/99‬المؤرخ في ‪ 2‬غشت ‪ ، 1999‬المتضمن إلغاء مؤسسة وسيط الجمهورية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 52‬المؤرخة في ‪. 1999/8/4‬‬


‫راجع في ذلك أيضا ‪ :‬صفية شرفي ‪ :‬تجربة وسيط الجمهورية في الجزائر من اإلنشاء بتاريخ ‪ 1996/3/23‬إلى اإللغاء بتاريخ‬
‫‪ ، 1999/8/2‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق بابن عكنون ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 2002 ،‬ص ‪. 6‬‬
‫‪3‬‬
‫‪KHELLOUFI Rachid : Le médiateur de la république , Revue IDARA , V8 , N1 , Algérie,1998,‬‬
‫‪p 9 -12 .‬‬
‫تتشكل اللجنة اإلستشارية من عدة لجان فرعية دائمة من بينها اللجنة الفرعية للوساطة ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫أنظر في ذلك ‪ :‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 71/01‬المؤرخة في ‪ ، 2001/3/25‬المتضمن إحداث اللجنة الوطنية اإلستشارية‬
‫لترقية حقوق اإلنسان و حمايتها ‪ ،‬السيما المادة ‪ 2/13‬منه ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ، 18‬المؤرخة في ‪.2001/3/28‬‬
‫و أيضا ‪ :‬المادة ‪ 4/24‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ، 47/02‬المؤرخ في ‪ 16‬جانفي ‪ ، 2002‬يتضمن الموافقة على النظام‬
‫الداخلي للجنة الوطنية اإلستشارية لترقية حقوق اإلنسان و حمايتها ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ، 5‬المؤرخة في ‪ 20‬جانفي‬
‫‪. 2002‬‬

‫‪ 5‬المادة ‪ 29‬من النظام الداخلي للجنة رقم ‪ ، 47/02‬ل ـ ‪ ، 2002/1/16‬ج ‪ .‬ر عدد ‪ ، 5‬ل ـ ‪. 2002/1/20‬‬
‫‪205‬‬
‫وضمن تطبيق أحكام التعليمة الرئاسية رقم ‪ 10‬التي أصدرها رئيس الجمهورية بتاريخ‬
‫‪ ، 1996/12/23‬التي تضمنت بدورها مجموعة تدابير تمحورت جلها حول التدابير الواجب‬
‫إتباعها لتحسين عالقة اإلدارة بالمواطن ‪ ،‬تقرر إنشاء لجنة و ازرية مشتركة برئاسة الوزير‬
‫المنتدب المكلف باإلصالح اإلداري و الوظيف العمومي لتحديد دفتر الشروط الذي يجب أن‬
‫تفي به اإلدارة في عالقاتها بالمواطن‪ ،1‬كما تقرر إنشاء لجنة و ازرية برئاسة الوزير المنتدب‬
‫المكلف باإلصالح اإلداري و الوظيف العمومي ‪ ،‬و ذلك إلى جانب إنشاء لجان محلية على‬
‫مستوى كل والية لمتابعة أعمال كل قطاع وزاري في كل والية و تحسين عالقاتهم مع‬
‫المواطنين‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعليمة الرئاسية رقم ‪10‬‬

‫من التدابير التي شهدتها أيضا هذه المرحلة ‪ ،‬إصدار رئيس الجمهورية السابق السيد‬
‫اليمين زروال تعليمة قيمة بتاريخ ‪ ،31996/12/23‬عرفت بالتعليمة رقم ‪ 10‬التي تمحورت‬
‫حول التدابير الواجب اتخاذها لتحسين عالقة اإلدارة بالمواطن ‪ ،‬نجمت بفعل النتائج السيئة‬
‫التي تضمنها التقرير التمهيدي الذي أعده الوسيط الجمهوري لسنة ‪ 1996‬و قدمه لرئيس‬
‫الجمهورية مرفوقا باقتراحاته ‪.‬‬

‫و مما أبرز ما ورد فيها‪ ... " :‬أن بعض المؤسسات و اإلدارات العمومية ‪ ،‬التي هي‬
‫أصال في خدمة المواطن وحده ‪ ،‬تعاني إختالالت هيكلية في التكفل بالشؤون العمومية و‬

‫تتكون اللجنة الو ازرية من مختلف رؤساء دواوين و ازرات (العدل ‪ ،‬الداخلية ‪ ،‬و الجماعات المحلية و البيئة الصحة و‬ ‫‪1‬‬

‫السكان ‪ ،‬العمل و الحماية االجتماعية و التكوين المهني ‪ ،‬البريد و المواصالت ‪ ،‬و الو ازرة المنتدبة المكلفة بالميزانية و الممثل‬
‫الشخصي لوسيط الجمهورية يعينه هذا األخير) ‪ ،‬مقرر رئيس الحكومة رقم ‪ 6‬ل ـ ‪( 1997/01/6‬سليمة مراح‪ :‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪. )46‬‬
‫أنظر المقرر الصادر عن الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف باإلصالح اإلداري و الوظيف العمومي رقم ‪، 6‬‬ ‫‪2‬‬

‫الموافق ل ـ ‪ 1997/2/6‬المتضمن تطبيق أحكام التعليمة الرئاسية رقم ‪.10‬‬


‫أنظر التقرير السنوي للمرصد الوطني لحقوق اإلنسان ‪ ، 1996 ،‬ص ‪. 17‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪206‬‬
‫تسييرها ‪ ،‬وفي االستجابة للحاجيات الحقيقية للمواطن ‪ " ...‬وان واقع هذه الوضعية تعززه طبيعة‬
‫و عدد التظلمات المقدمة من قبل المواطنين‪ ،‬خالل سنة ‪ ، 1996‬إلى جهاز وساطة الجمهورية‪.‬‬

‫تشكل إذن التدابير التي أوردتها التعليمة و بحق تدابير قيمة لمعالجة عملية التكفل بمهمة‬
‫الخدمة العمومية المسندة لإلدارة و االستجابة لتطلعات المواطن و حاجياته الفعلية بغية استعادة‬
‫ثقته في اإلدارة‪1‬و دفع وتيرة مساه مته بها‪ ،‬غير أن هذه المعالجة التي يمكن وصفها بإطار‬
‫تنظيمي مباشر لرسم معالم العالقة بين و المواطن ‪ ،‬تمت وفق آلية عمل داخلية ال تملك صفة‬
‫القاعدة القانونية‪ ،2‬لكونها و بإجماع الفقهاء تدخل ضمن نطاق األعمال اإلدارية غير المنشئة‬
‫للقانون‪.3‬‬

‫كثر الحديث عن الطبيعة الحقيقية لهذه الوثيقة ضمن طائفة المعايير القانونية‪ ،‬ومدى‬
‫اعتبارها مصد ار للشرعية بالنسبة لإلدارة‪ ،‬بمعنى مدى التزام اإلدارة باحترام القواعد التي تتضمنها‬
‫التعليمة‪.‬‬

‫لإلجابة عن هذه التساؤالت من دون أن نتوسع في البحث عن أبعاد هذه الدراسة ‪ ،‬فإنه‬
‫وانطالقا من االعتبارات التي تفيد بأن التعليمة تصرف صادر عن السلطة الرئاسية لتوجيه‬
‫عمل مرؤوسيها ‪ ،‬فهي ملزمة للموظفين و ال تتعدى المتعاملين مع اإلدارة‪ ،‬ألنها و ببساطة‬
‫وثيقة غير موجهة لألفراد مباشرة و من ثم ال تتمتع بأي حجية إزاءها‪" ،4‬واستنادا إلى ما يفيد‬

‫و في هذا الصدد جاء على لسان التعليمة‪ " :‬إن مساهمة المواطن اإليجابية و مشاركته الفعلية في تسيير الشؤون العمومية‬ ‫‪1‬‬

‫لن تأخذ مغزاها و لن يكون عمل اإلدارة ذي نجاعة كاملة إال انطالقا من ثقة متبادلة و مستعادة بين المواطنين و اإلدارة " ‪.‬‬
‫بمعنى أنها تخص الحياة الداخلية لإلدارة ‪ :‬راضية بن مبارك ‪ :‬التعليق على التعليمة رقم ‪ 842/3-94‬المتعلق بإمتياز‬ ‫‪2‬‬

‫المرافق العمومية المحلية و تأجيرها ‪ ،‬رسالة ماجستير فرع اإلدارة و المالية ‪ ،‬كلية الحقوق بابن عكنون ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،‬‬
‫‪ ، 2002/201‬ص ‪)11 ، 10‬‬
‫فبحسب الفقيه (‪ ، )Chapus‬فإن التعليمات أو المنشورات تدرج ضمن نطاق األعمال اإلدارية (لكن ليس على سبيل‬ ‫‪3‬‬

‫التعميم) غير المنشئة للقانون ‪ ،‬و يضيف بأن هذه الوثائق تتضمن توجيهات أو توصيات أو تفسيرات و موجهة إلى الموظفين‬
‫اإلداريين المعنيين بسير نشاط اإلدارة (نقال عنه أنظر ‪ :‬رابحي أحسن‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. )567 ، 566‬‬
‫راضية بن مبارك‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪207‬‬
‫بأن إحتوائها على بعض العناصر التنظيمية بسبب اتصالها بنصوص تشريعية أو تنظيمية ال‬
‫يجعل منها نصوص تنظيمية بذاتها أو قانونية على حد تعبير العميد ديلوبادير"‪" ، 1‬يمكن القول‬
‫بأن العالقة بي ن اإلدارة و المواطن تحتاج إلى تقنين و قواعد أسمى لضبطها من هذه الوثائق‬
‫بسبب وصفها باآلليات غير القانونية و اإللزامية حتى ال نقول غير ديمقراطية و غير مناسبة‬
‫لتحقيق الديمقراطية اإلدارية الحقيقية على حد قول األستاذ ‪ ، Mack.le.Dominique‬ألنها‬
‫و بحسبه تسعى إلى ترجمة المساعي الرئاسية السلطوية أكثر من كونها وسيلة لمعالجة القضايا‬
‫اإلدارية"‪.2‬‬

‫و الغريب في األمر أنه و على الرغم من الطبيعة التي تميز التعليمات (بكونها آلية عمل‬
‫داخلية ‪ ،‬ال تملك صفة القاعدة القانونية‪ ،‬و بكونها ال تلزم غير الموظفين بها بيد أنها ال تتعدى‬
‫المتعاملين مع اإلدارة ألنها و بكل بساطة غير موجهة لألفراد مباشرة كما ال تتمتع بأية حجية‬
‫إزائها) إال أنه جاء بنص المادة ‪ 37‬من المرسوم رقم ‪ 131-88‬المنظم للعالقات بين اإلدارة‬
‫و المواطنين ما يفيد ‪ " :‬يحق للمواطن أن يحتج على اإلدارة بالتعليمات ‪ ،‬و المنشورات‬
‫والمذكرات و اإلعالنات التي أصدرتها " ‪.‬‬

‫واستنادا إلى ذلك فإن التساؤالت التي يمكن أن تطرح نفسها بهذا الصدد‪:‬‬

‫كيف يمكن للمواطن أن يحتج على اإلدارة بوثائق بمثل هذه الطبيعة؟ بل وكيف له أن‬
‫يعلم بها و بالتالي أن يحتج بها‪ ،‬إذا كان األصل فيها عدم النشر و هي غير موجهة له أصال؟‬
‫أو ليس كل وضعية غير محددة قانونا (كما هو الحال هنا) من شأنها أن تفتح مجاال للسلطة‬
‫التقديرية لإلدارة في اتخاذ الق اررات‪.‬‬

‫نقال عنه أنظر ‪ :‬رابحي أحسن ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 568 - 567‬‬ ‫‪1‬‬

‫نقال عنه أنظر نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 574‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪208‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬لجنة إصالح هياكل الدولة للتكفل بالعالقة‬
‫على مختلف األصعدة ‪ ،‬أنشأت لجنة إصالح هياكل الدولة‪ ،1‬و ضمن إطار استراتيجية‬
‫تكريس مسايرة الدولة الحديثة ومقتضيات دولة القانون التي كلفت بها‪ ،‬سيما ما تعلق منها‬
‫بمحور المنظومة اإلدارية و القانونية مع إيجاد حلول ناجعة لها و جعل المواطن محور إشكالية‬
‫إصالح الدولة‪ ،2‬أولت اللجنة اهتماما بالغ األهمية بالعالقة ومن جملة األشغال واالستراتيجيات‬
‫التي تناولتها بهذا الخصوص وتحديدا تحت عنوان " المواطن غاية إصالح الدولة "‪ ،‬تحديدها‬
‫ألسباب انعدام الثقة بين اإلدارة و المواطن (و هو ما عبرت عنه بمفهوم انعدام الثقة بين هياكل‬
‫الدولة و بين المواطن) ‪ ،‬التي تمثلت في جملة من االعتبارات ‪ ،‬كانعدام المفهوم الحقيقي‬
‫للحقوق و الحريات األساسية الذي أدى إلى تدني مستوى تكوين القاعدة القانونية ‪ ،‬ضعف قدرة‬
‫الدولة على االستجابة النشغاالت و متطلبات مواطنيها تطور مفهوم البيروقراطية ‪ ،‬محدودية‬
‫اإلصالح المؤسساتي ‪ ،‬قلة الضمانات الدستورية ‪ ،‬و عن أبرز الحلول و التدابير التي اقترحتها‬
‫إلعادة الثقة الغائبة بين الطرفين و التي حصرتها في جملة من التدابير ‪ ،‬نذكر تكوين ثقافة‬
‫جديدة للمرفق العمومي‪ ، 3‬إعداد خطة مشروع قانون يتضمن ميثاق تنظيم عالقات اإلدارة‬
‫بالمواطنين (تمحور على ‪ 7‬فصول و ‪ 40‬مادة)‪ ، 4‬إحداث هيئة دائمة لمالحظة وفحص وتقويم‬
‫و معالجة مجال العالقة بين اإلدارة و المواطنين‪ ، 5‬إعادة االعتبار لطرق الطعن وتحديث‬

‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،372/2000‬الموافق ل ـ ‪ ،2000/11/22‬المتضمن إحداث لجنة إصالح هياكل الدولة و مهامها ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجريدة الرسمية العدد ‪ ، 71‬المؤرخة في ‪. 2000/11/26‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Le rapport général du comité de la réforme des structures et des missions de l’État tome I‬‬
‫‪op . cit , p. 502-508-545 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Le rapport général du comité de la réforme des structures et des missions de l’État tome I‬‬
‫‪op . cit. , p 518 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Le rapport général du comité de la réforme des structures …. , tome II, pp 417-426.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Le rapport général du comité de la réforme des structures et des missions de l’État tome I‬‬
‫‪op. cit. , pp 529-533 .‬‬
‫‪209‬‬
‫تكنولوجية جديدة لإلعالم و االتصال‪ ،TIC 1‬و كذا تحديد مفاهيم جديدة لسياسة المؤسسات‬
‫العمومية‪.2‬‬

‫وبغية تجاوز جدلية المجتمع القائم على الحكام والمحكومين واالنتقال إلى جدلية المواطن‬
‫المستفيد من السير الحسن للدولة‪ ،3‬و تحقيقا للشراكة بين المرافق العمومية وبين المرتفقين‬
‫عمدت اللجنة إلى اقتراح خطة مشروع قانون المتضمن الميثاق المنظم للعالقات بين الغدارة‬
‫والمواطن‪ 4‬على نحو يستند فيه إلى األسس الدستورية‪ 5‬بغية إعادة االعتبار لإلطار القانوني‬
‫لتنظيم العالقات بين اإلدارة و الم واطن (و المدرجة في الفصل الرابع و الخامس من التعديل‬
‫الدستوري لـ ‪ 1996‬التي تعالج الحقوق و الحريات‪ ،)6‬و المرجعية القانونية ذات القيمة التشريعية‬
‫التي يعود اختصاص التشريع فيها إلى البرلمان (و ذلك بحسب ما أوردته الفقرة األولى من‬
‫المادة ‪ 122‬من التعديل الدستوري لـ ‪.7)1996‬‬

‫تعتبر أشغال واقتراحات لجنة اإلصالح جد معتبرة‪ ،‬بيد أنها رسمت صورة حقيقية للعالقة‬
‫فيما بين اإلدارة والمواطن ‪ ،‬أبرزت فيها الوضعية المزرية التي تمر بها و ذلك من خالل جملة‬

‫‪1‬‬
‫‪IBID , p 534 et suite‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Le rapport général du comité de la réforme des structures et des missions de l’État tome I‬‬
‫‪Op . Cit. , pp 538 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Le rapport général du comité de la réforme des structures et des missions de l’État tome I‬‬
‫‪Op . Cit. , pp 417 -418 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Le rapport général du comité de la réforme des structures …. , Op. Cit . , tome II, pp 417-426 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Le rapport général du comité de la réforme des structures et des missions de l’Etat op . cit., p . 417‬‬
‫‪.‬‬
‫أنظر المواد ‪ 29‬إلى ‪ 59‬من التعديل الدستوري ل ـ ‪ ، 1996‬التي تنظم الحقوق و الحريات ‪ ،‬و المواد ‪ 60‬إلى ‪ 69‬التي تنظم الواجبات‬ ‫‪6‬‬

‫‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 1/122‬من التعديل الدستوري لـ ‪ ، 1996‬على ‪ " :‬يشرع البرلمان في المجال ‪ " :‬حقوق األشخاص وواجباتهم األساسية‬ ‫‪7‬‬

‫‪ ،‬السيما نظام الحريات العمومية ‪ ،‬و حماية الحريات الفردية ‪ ،‬وواجبات المواطنين " ‪.‬‬
‫‪210‬‬
‫األسباب التي حددتها‪ ،‬وكذا التدابير الترشيدية لسياسة الحكومة المواطنة والمرفق العمومي‬
‫تتماشى مع تطورات نشاطات الدولة في ظل التعددية السياسية و االقتصاد الحر التي اقترحتها‪.‬‬

‫لكن الغريب في األمر أن المجهودات التي نلمسها في مقترحات اللجنة بغية تنظيم أحسن‬
‫و رشيد لعالقة اإلدارة تجاه متعامليها و من ثم خدماتها بقيت حب ار على ورق و لم تنفذ هي‬
‫األخرى‪ ،1‬فال مشروع القانون المتعلق بالميثاق المنظم للعالقات صدر (و الذي يرجع تاريخ‬
‫إقتراحه لسنة ‪ 2001‬رغم اعتباره بمثابة العمود الفقري لمتطلبات السياسة العامة للعالقة بين‬
‫اإلدارة و المواطنين‪ )2‬وال الهيئة الدائمة لمالحظة و تقويم و فحص و معالجة موضوع العالقة‬
‫أحدثت‪ ، 3‬مع أن رئيس الجمهورية كان قد عبر أثناء تنصيبه للجنة إصالح هياكل الدولة عن‬
‫إرادته إلصالح الدولة و التزامه الشخصي بتحقيق ذلك أمام الشعب‪ ، 4‬بإعتبارها أكبر األشغال‬
‫الوطنية الواجب تجسيدها ‪.‬‬

‫هذا ولم تتوقف الرغبة واإلرادة بترقية كل تدبير قد يرمي إلى تحسين العالقة بين اإلدارة‬
‫والمواطن على مستوى مختلف الهياكل التنظيمية لإلدارة العمومية‪ ،‬كيف ال و هي تعد من أهم‬
‫محاور اإلصالحات اإلدارية‪ ،‬من بينها ما تضمنته مهام المديرية العامة لإلصالح اإلداري‪.5‬‬

‫و إن بدأت بوادر بعض مقترحاتها تظهر مؤخرا‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لتكنولوجية اإلعالم و اإلتصال (‪)TIC‬‬ ‫‪1‬‬

‫هذا على الرغم من تأكيد لجنة إصالح هياكل الدولة على التكفل بمتابعة وضع مشروع القانون المشار إليه حيز التنفيذ‪ ،‬أنظر ‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪Le rapport …… , op . cit , p 521 -527 . tome I .‬‬


‫و ذلك ضمن مخطط مشروع مرسوم تنفيذي متعلق بإحداث مرصد العالقات بين اإلدارة و المواطن (‪ )ORAC‬المقترح‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫أنظر ‪:‬‬
‫‪Le rapport … , op . cit , p 427 -436 . tome II .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪IBID , p. 545 .‬‬
‫أنظر في ذلك ‪ :‬المادة ‪ 3‬الفقرة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 192/03‬الموافق ل ـ ‪ 28‬أفريل ‪ ، 2003‬يحدد مهام المديرية‬ ‫‪5‬‬

‫العامة لإلصالح اإلداري و بتنظيمها ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ، 30‬المؤرخة في ‪ 30‬أفريل ‪ ، 2003‬ص ‪.13‬‬
‫‪211‬‬
‫القسم الرابع‪ :‬التحكم في جرائم المعلومات واالتصال‬
‫جاء القانون ‪ 041- 09‬المتعلق بالقواعد الخاصة بالوقاية من الجرائم المتصلة‬
‫بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال ومكافحتها كنتيجة حتمية لإلصالحات التي انتهجتها الجزائر‬
‫والتي كانت من أولوياتها ادخال تكنولوجيات المعلومات واالتصال عبر معظم تعامالت اإلدارة‬
‫مع المواطن‪ .‬من بين الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال جاء في المادة الثانية‬
‫من القانون "جرائم المساس بأنظمة المعالجة اآللية للمعطيات المحددة في قانون العقوبات وأي‬
‫جريمة أخرى ترتكب أو يسهل ارتكابها عن طريق منظومة معلوماتية أو نظام لالتصاالت‬
‫اإللكترونية‪".‬‬
‫وبخصوص مجال تطبيق القانون فقد تمت اإلشارة في المادة الثالثة من نفس القانون‬
‫إلى انه "وفقا للقواعد المنصوص عليها في قانون اإلجراءات الجزائرية و في هذا القانون و مع‬
‫مراعاة األحكام القانونية التي تضمن سرية المراسالت و االتصاالت يمكن ‪-‬لمقتضيات حماية‬
‫النظام العام أو لمستلزمات التحريات أو التحقيقات القضائية الجارية‪ -‬وضع ترتيبات تقنية‬
‫لمراقبة االتصاالت االلكترونية و تجميع و تسجيل محتواها في حينها و القيام بإجراءات التفتيش‬
‫و الحجز داخل منظومة معلوماتية‪".‬‬

‫وينص القانون في شقه المتعلق ب"مراقبة االتصاالت االلكترونية" على الحاالت التي‬
‫تسمح باللجوء إلى المراقبة اإللكترونية‪ .‬كما يحدد القانون من جهة أخرى قوانين اإلجراءات‬
‫المتعلقة ب"بتفتيش المنظومات المعلوماتية" حيث يتعين على مانحي الخدمات تقديم المساعدة‬
‫للسلطات المكلفة بالتحريات القضائية لجمع و تسجيل المعطيات المتعلقة بمحتوى االتصاالت‬
‫في حينها و بوضع المعطيات التي يتعين عليهم حفظها‪ .‬وتطرق النص أيضا إلى التزامات‬
‫مانحي خدمات االنترنت‪.‬‬

‫مؤرخ في ‪ 14‬شعبان عام ‪ 1430‬الموافق ‪ 5‬غشت سنة ‪ 2009‬يتضمن القواعد الخاصة‬ ‫قانون ‪ 04 – 09‬ا‬
‫‪1‬‬

‫للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال ومكافحتها‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.2009 ،47‬‬
‫‪212‬‬
‫وبخصوص التعاون والمساعدة القضائية الدولية أشار القانون في مادته ‪ 15‬إلى أن‬
‫"المحاكم الجزائرية تختص بالنظر في الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال المرتكبة‬
‫خارج االقليم الوطني عندما يكون مرتكبها أجنبيا وتستهدف مؤسسات الدولة الجزائرية أو الدفاع‬
‫الوطني أو المصالح االستراتيجية لالقتصاد الوطني‪".‬‬

‫وفيما يخص الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‬
‫ومكافحتها فهي مكلفة بتنشيط وتنسيق عمليات الوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم‬
‫واالتصال ومكافحتها وبمساعدة السلطات القضائية ومصالح الشرطة القضائية من خالل تجميع‬
‫المعلومات والخبرات القضائية‪.‬‬

‫إن إنشاء هذه الهيئة يشكل لبنة جديدة في مسار اإلصالحات التي انتهجتها الجزائر بعد‬
‫‪ ،1988‬هذا المسار مكن بالفعل من تزويد العدالة بالمزيد من الموارد البشرية المؤهلة ومراجعة‬
‫الترسانة التشريعية بما في ذلك في المجال الجزائي من أجل تحسين حماية حقوق وحريات‬
‫المواطنين وتشديد العقوبات على أي تقصير في هذا المجال‪.‬‬

‫القسم الخامس‪ :‬عصرنة العدالة وتقنين التصديق والتوقيع االلكتروني‬


‫جاء القانون ‪ 103-15‬لوضع سند واطار قانونين يسمحان بتحسين الخدمات المقدمة‬
‫للمواطنين مع تحديث اإلجراءات القضائية من خالل االستعمال األمثل للمعلوماتية‬
‫والتكنولوجيات الحديثة لإلعالم واالتصال كما سيساهم في تسهيل العمل القضائي والخدمات‬
‫المقدمة للمواطن بهذا الخصوص وذلك عبر إدماج التكنولوجيات الحديثة ضمن المنظومة‬
‫القضائية الوطنية والى تحسين خدمات المرفق القضائي وترقيتها‪.‬‬

‫ويشكل القانون ‪ 03-15‬السند القانوني الذي يضع اإلطار العام لضبط كيفية استخدام‬
‫وسائل التكنولوجيا واالتصال الحديثة وإلضفاء الشرعية الالزمة الستعمال الدعائم اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ 1‬قانون رقم ‪ 03-15‬مؤرخ في ‪ 11‬ربيع الثاني عام ‪ 1436‬الموافق اأول فبراير سنة ‪ r2015‬يتعلق بعصرنة‬
‫العدالة‪.‬‬
‫‪213‬‬
‫وجاء القانون بإحداث منظومة معلوماتية مركزية لو ازرة العدل تسمح بالقيام باإلشهاد على‬
‫صحة الوثائق اإللكترونية وارسال وتبادل الوثائق عبر هذه الطرق‪ ،‬وكذا استعمال تقنية المحادثة‬
‫المرئية عن بعد في اإلجراءات القضائية والمحاكمة‪ ،‬حيث نصت المادة‪" :2‬تحدث منظومة‬
‫معلوماتية مركزية للمعالجة اآللية للمعطيات تتعلق بنشاط و ازرة العدل والمؤسسات التابعة لها‬
‫وكذا الجهات القضائية للنظام القضائي العادي والنظام القضائي اإلداري ومحكمة‬
‫التنازع"‪.‬‬

‫كما يحدد القانون اإلجراءات الواجب اتخاذها بهدف االستغناء النهائي عن الدعائم الورقية‬
‫في اإلجراءات وكذا الشروط الواجب توفرها في كل من وسيلة التصديق اإللكتروني‪ .‬وفي هذا‬
‫الصدد أحدث القانون ‪ .104-15‬ففي الفصل الثالث من هذا األخير الذي جاء تحت عنوان‬
‫مبادئ عامة‪ ،‬أكد على ضرورة أن تحفظ الوثيقة الموقعة الكترونيا في شكلها األصلي مع تحديد‬
‫الكيفيات المتعلقة بحفظ الوثيقة الكترونيا عن طريق التنظيم‪ ،‬مؤكدا أن المعلومات تحمل "الطابع‬
‫السري"‪ ،‬ولذا يمنع نقل البيانات ذات الطابع الشخصي إلى خارج التراب الوطني إال في حاالت‬
‫استثنائية ‪.‬‬
‫وحدد القانون استعماالت التوقيع االلكتروني في توثيق هوية الموقع واثبات قبوله مضمون‬
‫الكتابة في الشكل االلكتروني كون ممثل للتوقيع المكتوب سواء كان لشخص طبيعي أو معنوي‪،‬‬
‫شريطة أن ينشأ على أساس شهادة تصديق الكتروني موصوفة‪ ،‬مع االرتباط بالموقع دون سواه‬
‫بشكل يمكن من تحديد هويته واحترام مبدأ األمان في تصميمه والحصرية في التحكم بالنسبة‬
‫للموقع‪ ،‬ومبر از أهميته وفعاليته واستخدامه كدليل قضائي إن اقتضت الضرورة بسبب شكل‬
‫اعتماده على شهادة تصديق واآللية المؤمنة التي تم إنشاؤه عليها ‪.‬‬

‫‪ 1‬قانون رقم ‪ 04-15‬مؤرخ في ‪ 11‬ربيع الثاني عام ‪ 1436‬الموافق اأول فبراير سنة ‪ r2015‬يحدد القواعد‬
‫العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.2015 ،6‬‬
‫‪214‬‬
‫وبخصوص شروط وآليات إنشاء التوقيع االلكتروني الموضوع جاء في الفصل الثاني من‬
‫القانون أن اآللية مؤمنة بالدرجة األولى‪ ،‬ويتعين عدم تكرار البيانات المستخدمة ألكثر من مرة‬
‫مع ضمان سريتها بكل الوسائل التقنية المتوفرة وقت االعتماد ‪.‬‬

‫وأعلن القانون عن إنشاء ثالث سلطات للتصديق االلكتروني إحداها وطنية لدى الوزير‬
‫األول وهي سلطة مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬تكلف بترقية استعمال‬
‫التوقيع والتصديق االلكترونيين وتطويرهما وضمان موثوقية استعمالهما‪ ،‬حيث تتولى مهمة‬
‫إعداد سياسة التصديق االلكتروني والسهر على تطبيقها مع الموافقة على تلك السياسات الصادرة‬
‫عن السلطتين الحكومية واالقتصادية للتصديق‪ ،‬أما السلطة الحكومية للتصديق االلكتروني‬
‫فتنشأ لدى الوزير المكلف بالبريد وتهتم بتوفير الخدمات لكافة المتدخلين‪ ،‬أما السلطة االقتصادية‬
‫فتكمن مهمتها في إعداد دفتر شروط يحدد كيفيات تأدية خدمات التصديق االلكتروني مع مراقبة‬
‫ومتابعة المتعاملين الموفرين لهذه الخدمة بالنسبة للمواطنين‪ ،‬من خالل اتخاذ التدابير الالزمة‬
‫لضمان استم اررية الخدمات في حال العجز والتحقق من مطابقة طالبي التراخيص مع سياسة‬
‫التصديق ا اللكتروني بنفسها‪ ،‬والتحكيم في النزاعات القائمة بين المتعاملين في المجال‪.‬‬

‫ويتعين على كل متعامل يرغب في تأدية نشاط خدمات التصديق الحصول على ترخيص‬
‫تمنحه السلطة االقتصادية للتصديق االلكتروني أن يستوفي شرط الجنسية الجزائرية سواء كان‬
‫شخصا طبيعيا أو معنويا ويتمتع بقدرة مالية كافية مع التمتع بمؤهالت وخبرة كافية في مجال‬
‫تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬إضافة إلى خلوه من أي متابعة قضائية حكمت عليه فيها في‬
‫جناية أو جنحة تتنافى مع النشاط ‪.‬وعن مدة صالحية شهادة التأهيل قبل الحصول على‬
‫الترخيص اللتان تمنحان بصفة شخصية فقد حدد بسنة واحدة قابلة للتجديد مرة واحدة‪ ،‬مع تبليغ‬
‫الشهادة في اجل أقصاه ‪60‬يوما ابتداء من تاريخ استالم الطلب المثبت بإشعار االستعالم‪ ،‬إال‬
‫انه ال يسمح له بتأدية الخدمة إال بعد الحصول على الترخيص الذي حددت مدة صالحيته‬
‫بخمس سنوات قابلة للتجديد‪ ،‬الذي يتعين أن يكون مرفقا بدفتر شروط يحدد كيفيات وشروط‬
‫تأدية خدمات التصديق االلكتروني‪.‬‬
‫‪215‬‬
‫وفي حال اإلخالل بأحكام دفتر الشروط من طرف مؤدي خدمات التصديق االلكتروني‪،‬‬
‫فإنه يتعرض لعقوبة مالية تتراوح ما بين‪ 20‬مليونا و‪ 500‬مليون سنتيم‪ ،‬أما في حال انتهاكه‬
‫للمقتضيات التي يتطلبها األمن القومي والدفاع الوطني فتقوم السلطة االقتصادية بالسحب‬
‫الفوري للترخيص مع حجز كافة التجهيزات والمعدات بشكل تحفظي‪ ،‬بينما يعاقب كل من أدلى‬
‫بإق اررات كاذبة وأخل عمدا بتحديد هوية طالب شهادة التصديق ما بين ‪3‬أشهر و ‪3‬سنوات‬
‫سجنا‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬المرصد الوطني للمرفق العام‬

‫من ضمن اإلصالحات انشاء هيئة استشارية جديدة مهمتها األساسية تطوير خدمات‬
‫اإلدارات والمرافق العمومية والقضاء على االختالالت والنقائص وعلى رأسها البيروقراطية من‬
‫خالل المرسوم الرئاسي ‪ .1 03-16‬ويعد هذا المرصد حسب المرسوم‪ ،‬هيئة استشارية يرأسها‬
‫وزير الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬ويتولى مهام ترقية المرفق العام واإلدارة وتطويرهما‪ ،‬وذلك‬
‫بالتشاور مع الدوائر الو ازرية والمؤسسات المعنية األخرى‪ ،‬بتقييم أعمال تنفيذ السياسة الوطنية‬
‫واإلشراف عليها في ميدان ترقية المرفق العام واالدارة وتطويرها مع اقتراح القواعد والتدابير‬
‫ال رامية إلى تحسين تنظيم المرفق العام وسيره‪ ،‬بهدف تكيفها مع التطورات االقتصادية‬
‫واالجتماعية والتكنولوجية وكذا مع حاجات مستعملي المرفق العام‪.‬‬

‫ويتكون هذا المرصد من ‪ 5‬شخصيات من بين اإلطارات السامية الذين مارسوا وظائف‬
‫عليا بمؤسسات الدولة ويختارون لخبرتهم‪ ،‬وكذا ممثلو و ازرات المالية ‪،‬الصناعة والمناجم وكذا‬
‫الطاقة ‪،‬التجارة والسكن والعمران والمدينة باإلضافة إلى و ازرات النقل ‪،‬التربية الوطنية والعمل‬
‫والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬إلى جانب و ازرتي الصحة والبريد وتكنولوجيات اإلعالم‬
‫واالتصال‪ .‬ويتكون أيضا من ممثلين عن المديرية العامة للوظيفية العمومية واإلصالح اإلداري‬

‫مرسوم رئاسي ‪ 03-16‬مؤرخ في ‪ 26‬ربيع األول عام ‪ 1437‬ه الموافق ‪ 7‬يناير سنة ‪ 2016‬يتضمن انشاء المرصد‬ ‫‪1‬‬

‫الوطني للمرفق العام‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.2016 ،2‬‬


‫‪216‬‬
‫و المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي باإلضافة إلى ممثل عن الديوان الوطني لإلحصاء‬
‫ورئيسا مجلسين شعبيين والئيين‪ ،‬ورئيسا مجلسين بلديين‪ ،‬باإلضافة إلى ممثلين عن الجمعيات‬
‫ذات الطابع الوطني إلى جانب ممثل عن وسائل اإلعالم‪ .‬ويمكن للمرصد االستعانة بكل‬
‫شخص بحكم كفاءته‪ ،‬ويعين أعضاءه لمدة ‪ 3‬سنوات قابلة للتجديد بقرار من وزير الداخلية‪،‬‬
‫بناء على اقتراح من المؤسسات والهيئات التي يخضعون اليها‪.‬‬

‫ويكلف المرصد كذلك بدراسة واقتراح كل تدبير يرمي إلى ترقية حقوق مستعملي المرفق‬
‫العام وحمايتها وكذا المساواة في االستفادة من المرفق العام‪ ،‬ويعمل على إعداد كل الدراسات‬
‫واآلراء والمؤشرات واإلحصائيات والمعلومات التي من شأنها ترقية األعمال الموجهة لتحسين‬
‫نوعية خدمات المرفق العام‪ .‬ومن المهام الموكلة لهذا المرصد الذي يقدم تقارير أعماله إلى‬
‫رئيس الجمهورية والوزير األول‪ ،‬اقتراح أعمال تنسيق وربط عبر الشبكات بين الدوائر الو ازرية‬
‫واإلدارية والهيئات العمومية من اجل ترقية االبتكار والنجاعة في مجال خدمات المرفق العام‪.‬‬
‫وبهدف مكافحة النقائص واالختالالت التي يواجهها المواطن عند قضاء حاجياته من المرفق‬
‫العام واإلدارات العمومية ‪،‬يعمل المرصد على دفع وتشجيع مشاركة مستعملي المرفق العام‬
‫والمجتمع المدني في تحسينات خدمات المرفق العمومي ‪ ،‬و يساهم أيضا في تبسيط اإلجراءات‬
‫اإلدارية وتخفيفها‪.‬‬

‫وفي إطار مواصلة عصرنة المرافق العمومية يتولى المرصد دراسة واقتراح كل تدبير من‬
‫شأنه المساهمة في قيام اإلدارات والمؤسسات والهيئات العمومية بتنفيذ برنامجها الخاص‬
‫بعصرنة المرفق العام ‪،‬ويقترح أيضا تحفيزات لتطوير اإلدارة االلكترونية وتعميمها ‪،‬وكذا وضع‬
‫أنظمة واجراءات فعالة لالتصال قصد ضمان إعالم المواطنين حول خدمات المرفق العام‬
‫وتحسين حصول المستعملين على المعلومة وجمع أ ارئهم واقتراحاتهم والرد على شكاويهم‪.‬‬
‫ويجتمع هذا المرصد الذي يشرع في عمله مباشرة بعد تنصيبه حسبما صرح به سابقا وزير‬
‫الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي ‪ ،‬في دورة عادية ‪ 4‬مرات في السنة‪ ،‬ويمكن ان‬
‫يجتمع في دورة غير عادية ‪،‬بطلب من رئيسه أو من ثلثي أعضائه على األقل‪.‬‬
‫‪217‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أثر االدارة االلكترونية على عالقة اإلدارة بالمواطن‬
‫لما كان من أهم مؤشرات التقدم الحضاري في أي دولة مستوى جودة الخدمات التي‬
‫تقدمها اإلدارات للمواطنين أو الجمهور‪ ،‬كتبسيط الحياة اإلدارية وشكلياتها بعيدا عن الروتين‬
‫والتعقيدات أو ما يعرف بالبيروقراطية‪ ،‬عصرنة الجهاز اإلداري لالرتقاء بالخدمة‪ ،‬االستقبال‬
‫واإلرشاد الجيدين فإن الجزائر لم تقف كما لم تبق مكتوفة اليدين‪ ،‬بل وعلى العكس من ذلك‬
‫قامت بجهود معتبرة وجبارة بهذا الخصوص‪ ،‬وذلك انطالقا من المبدأ الذي توخته و القاضي‬
‫بأن " المواطن هو أساس الدولة " أمام تدهور مستوى الخدمة العمومية المقدمة للمواطن‪ .‬وقد‬
‫شهدت الساحة القانونية إحداث العديد من اآلليات القانونية سعت بواسطتها الجزائر وال تزال‬
‫عبر قناة اإلصالح اإلداري إلى محاولة ترشيد أفضل للخدمة الموجهة للمواطن‪ ،‬بجعلها أكثر‬
‫جودة وذات نوعية باعتبارها مطلب أساسي وضروري ال تقوم اإلدارة بدونه‪ ،‬وهو ما انعكس في‬
‫كل محاوالتها المتعلقة بتبسيط اإلجراءات والشكليات اإلدارية واختصارها‪ ،‬تحديث و عصرنة‬
‫اإلدارة لمنح ما يعرف بالخدمة اإللكترونية للمواطن‪ ،‬و تحسين ظروف االستقبال و التوجيه‬
‫واالنتقال من عالقة فعلية إلى عالقة افتراضية (المبحث األول)‪.‬‬

‫فقد بدأت الجزائر في تبنى مفهوم الحكومة اإللكترونية على مستوى الحكومة المركزية‬
‫أو اإلدارة المحلية‪ ،‬وذلك من خالل عرض معلومات في غاية األهمية على شبكات االنترنت‪،‬‬
‫بهدف تطوير مردودية الجهاز الحكومي‪ ،‬فتبني أسلوب عمل جديد مثل هذا داخل أجهزة الدولة‬
‫والحكومة يسهل ويسرع أداء األعمال واإلجراءات الحكومية بفاعلية مما يدفع إلى خلق نوع من‬
‫الشفافية ويساهم ولو جزئيا في القضاء على البيروقراطية‪ ،‬أين يمكن أن نعتبر الخدمات‬
‫الحكومية اإللكترونية نوع من أنواع الخدمات التكنولوجية التي تساهم بشكل كبير في الوصول‬
‫إلى المجتمع الرقمي‪ .‬وفي هذا المضمون وضعت الجزائر مشروع الجزائر االلكترونية (المبحث‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫المبحث األول‪ :‬عالقة اإلدارة بالمواطن‪ :‬من عالقة الشباك إلى عالقة الشبكية‬
‫تعتبر األجهزة اإلدارية أداة لتنفيذ السياسة العامة للدولة‪ ،‬الرامية أساسا لسد احتياجات‬
‫الجمهور في شتى المجاالت‪ ،‬األمر الذي يضفي على هذه العالقة أهمية بالغة باعتبارها الوسيلة‬
‫المثلى بيد السلطات العامة لوضع تلك الخدمات حيز التطبيق اتجاه المواطنين الذين ما فتئت‬
‫عالقتهم تتوطد وتتوثق باستمرار‪ ،‬كظاهرة اجتماعية يتحدد بمقتضاها مدى تطور ورقي العالقة‬
‫ا‬
‫بين اإلدارة والمواطن لذا جاء تنظيم هذه العالقة من خالل المرسوم ‪ 1311-88‬المؤرخ في‪4‬‬
‫يوليو ‪ 1988‬الذي ينظم العالقات بين إدارة والمواطن‪.‬‬

‫وما يالحظ على هذا القانون‪ ،‬كما رأينا في المبحث السابق‪ ،‬أنه ركز على تحديد‬
‫واجبات اإلدارة اتجاه المواطن‪ ،‬التي تتمثل في احترام المواطن وحماية حقوقه التي اعترف له‬
‫بيها الدستور والتشريع وقد نص القانون على أن تطلع اإلدارة كافة المواطنين على التنظيمات‬
‫والتدابير التي سطرها‪ ،‬وينبغي في هذا اإلطار‪ ،‬أن تستعمل وتطور أي سند مناسب للنشر‬
‫واإلعالم كما نصت المادة ‪ 12‬منه ‪.‬على أن ترتب اإلدارة أمورها لكي توجه المواطنين في‬
‫مساعيهم‪ ،‬وترشدهم إلى إجراءات المطلوب اتباعها‪ ،‬ويجب عليها أن تستقبلهم أحسن‬
‫استقبال‪ ،‬وفي هذا اإلطار يجب أن تعمم إقامة هياكل مالئمة الستقبالهم والتخفيف من‬
‫اإلجراءات لدى استدعاء المواطنين‬

‫كما نص القانون وأمر كل اإلدارات عل التقليص من طلب األوراق‪ ،‬والتي تطلب من‬
‫المواطنين وأن تقوم مقام المواطن كل ما كان ذلك ممكنا‪ ،‬فتتصل مباشرة بالمصلحة أو‬
‫الهيئة المعنية للحصول على المعلومات التي تراها ضرورة لدراسة الملف المعروض عليها ‪.‬‬
‫أضف إلى ذلك فإنه من الضروري على أي إدارة أن ترد على كل الطلبات أو الرسائل أو‬
‫التظلمات التي وجهها المواطن إليها‪.‬‬

‫الجريدة الرسمية العدد ‪.1988 ،27‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪219‬‬
‫كل هذه األمور تتماشى ومبادئ اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬إذ يتعين على اإلدارات وضع مواقع‬
‫الكترونية في خدمة المواطن (المطلب األول)‪ ،‬واتاحة امكانية التعامل عن طريق االنترنيت‬
‫وهنا نناقش االمضاء والتصديق االلكترونيين (المطلب الثاني) وأخي ار العقد االلكتروني (المطلب‬
‫الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الموقع اإللكتروني‬


‫نتناول في هذا المطلب تعريف الموقع االلكتروني وأهمية الموقع اإللكتروني اإلداري‬
‫(الفقرة األولى) وكذا الموقع االلكتروني الحكومي الناجح (الفقرة الثانية) ‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الموقع اإللكتروني من حيث التعريف واألهمية‬


‫يمثل الموقع االلكتروني أهمية بالغة وفائدة كبيرة وهو يمثل حلقة الوصل بين المتلقي‬
‫واإلدارات من خالل تقديم الكثير من الخدمات والتسهيالت وتوفير الوقت والجهد للكثير من‬
‫االداريين ‪ ،‬كما يمثل الموقع االلكتروني أهمية كبيرة في انجاز المعامالت وتسهيل اإلجراءات‬
‫ويمثل جانب معرفي ومعلوماتي للمتلقي‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬تعريف الموقع االلكتروني‬


‫إن الموقع اإللكتروني هو تلك المساحة اإللكترونية المحجوزة ضمن خادم ما وتحت اسم‬ ‫ا‬
‫معلوماتية‬
‫ا‬ ‫معين في الشبكة العنكبوتية – اإلنترنت‪ ،‬والموقع اإللكتروني هو عبارة عن مواد‬
‫نطاق ا‬
‫ومتحركة‬
‫ا‬ ‫سمعية أو بصرية ثابتة‬
‫ا‬ ‫ٍ‬
‫صور أو رسومات أو مواد‬ ‫ٍ‬
‫نصوص أو‬ ‫يمكن أن تحتوي على‬
‫ٍ‬
‫بلغات برمجية وتصميمية‬ ‫ويتم إنشاء وتصميم الموقع اإللكتروني‬
‫كاألغاني أو مقاطع الفيديو‪ ،‬ا‬
‫خاصة يفهمها الكمبيوتر ويتم رفعه بعد ذلك وتحميله على شبكة اإلنترنت باستخدام برامج‬‫ا‬
‫خاصة وتطبيقات معينة ‪.‬‬

‫عدة شروط ‪:‬‬


‫فعال وعامل يجب أن تتوافر ا‬
‫للحصول على موقع الكتروني ا‬
‫✓ حجز اسم نطاق ‪ -‬دومين ‪ -‬خاص بالموقع اإللكتروني‪ ،‬وهو بمثابة اسم ومدخل‬
‫سمى اإلنترنت‪ ،‬وهناك آالف الشركات‬
‫العنكبوتية التي تُ ا‬
‫ا‬ ‫لعبور الموقع على الشبكة‬

‫‪220‬‬
‫المتخصصة التي يمكن حجز وتسجيل االسم لديها ولكن هناك شركات معروفة‬
‫ا‬
‫النطاق هو من أهم أساسات أي موقع‬‫أن اسم ا‬
‫يفضل الرجوع إليها خصوصا و ا‬
‫الكتروني‪ ،‬وضياعه أو فقدانه تترتب عليه وقائع وخيمة لصاحبه ‪.‬حجز‬
‫وتخصيص مساحة إلكترونية لدى خادم ما الستضافة وتخزين مواد الموقع‬
‫اإللكتروني عليها‪ ،‬وهذه المساحة أو االستضافة تختلف مزاياها وأحجامها حسب‬
‫رغبة المستخدم وحسب الشركة المستضيفة لهذا الموقع؛‬
‫برمجيات وتطبيقات مناسبة يتعامل معها ويفهمها‬
‫ا‬ ‫✓ توافر التصميم المناسب باستخدام‬
‫الكمبيوتر وتتالءم مع بروتوكوالت وقوانين الشبكة العنكبوتية ‪ ،‬ليتم من خاللها‬
‫إظهار الموقع ب دون مشاكل تقنية أو فنية؛‬
‫✓ مراعاة سرعة التاحميل عند تصميم أي موقع لتيسير تصافح الموقع دون أي ٍ‬
‫هدر‬
‫للوقت؛‬

‫الضروري تسجيل الموقع على مواقع البحث الر ا‬


‫ئيسية مثل غوغل‪ ،‬وياهو‪ ،‬ليتم‬ ‫✓ من ا‬
‫الوصول إلى الموقع من كافة المستخدمين لإلنترنت عبر العالم‪.‬‬

‫تختلف المواقع اإللكترونية من حيث الحجم وطبيعة المواد المعروضة ولغات البرمجة‬

‫المستخدمة في التصميم؛ فمنها البسيطة ومنها المعاقدة‪ ،‬ومنها الصغيرة‪ ،‬وأخرى كبيرة‪ ،‬ا‬
‫وكل‬
‫ذلك يخضع لحاجة المستخدم وصاحب الموقع والغاية منه؛ فكالما كان الموقع سهال في التاصميم‬
‫ويراعي السهولة في التناقل في صفحاته الداخلية كان عدد زواره والمستفيدون منه أكثر ‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬أهمية الموقع اإللكتروني اإلداري‬
‫تكمن أهمية المواقع اإللكترونية اإلدارية فيما يلي‪:‬‬

‫المتخصصة‪ ،‬أو‬
‫ا‬ ‫العامة أو‬
‫ا‬ ‫▪ تساعد على ربط اإلدارة بالمواطن‪ ،‬من خالل المنتديات‬
‫خاصية التعليق على المو ااد التي‬
‫ا‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬أو أي موقع آخر يقدم‬
‫ا‬
‫للعامة‪.‬‬
‫ينشرها ا‬

‫‪221‬‬
‫▪ تقدم المعلومات لمختلف المواطنين بشكل مجاني‪ ،‬وذلك من خالل المواقع االلكترونية‬
‫ا‬
‫لإلدارات‪ ،‬حيث يستطيع مختلف المواطنون الحصول على المعلومة الصحيحة في‬
‫بكل سهولة ويسر‪.‬‬
‫العديد من األوقات ا‬
‫▪ حالت مشاكل ضيق الوقت‪ ،‬وقلة المال بالنسبة لألشخاص‪ ،‬وذلك من خالل تسريع إنجاز‬
‫الروتينية مع اإلدارات‪ ،‬معظم األعمال اليوم يمكن تنفيذها بشكل سهل وسريع‬
‫ا‬ ‫األعمال‬
‫الحكومية‪،‬‬
‫ا‬ ‫المتخصصة بمثل هذه األمور‪ ،‬كالمواقع‬
‫ا‬ ‫اإللكترونية‬
‫ا‬ ‫للغاية من خالل المواقع‬
‫ومواقع البنوك‪ ،‬وغيرها ‪.‬حيث يتم اواصل مع االدارات إلصدار وثائق معينة‪ ،‬أو دفع‬
‫غرامات أو الصول على معلومات وغيرها‪.‬‬
‫▪ زيادة إنتاجية اإلدارات وقدرتها على االستجابة لطلبات الموطنين بطريقة فعالة‪.‬‬
‫التسوق من خالل مواقع التسوق اإللكتروني‪ ،‬حيث صار‬
‫ا‬ ‫سهلت على الناس عملية‬
‫▪ ا‬
‫ا‬
‫أي مكان في العالم من خالل هذه‬
‫أي غرض يحتاجه من ا‬ ‫باستطاعة اإلنسان شراء ا‬
‫المواقع‪ ،‬وتتميز هذه المواقع بموثوقيتها العالية‪ ،‬باإلضافة إلى تيسير سبل دفع المال‬
‫فيها‪.‬‬
‫▪ سهلت على األفراد الراغبين بإكمال مسيرتهم التعليمية بالقيام بهذا األمر‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل التعلم عن بعد من خالل التواصل مع الجامعة التي انتسب إليها الطالب‪ ،‬وفي‬
‫اإللكترونية على الطالب النظاميين في الجامعات عملية‬
‫ا‬ ‫هذا السياق فقد سهلت المواقع‬
‫تفقد عالماتهم وأوضاعهم‪ ،‬والتواصل مع مدرسيهم من خالل بوابات الطالب المتوافرة‬
‫على المواقع اإللكترونية لهذه الجامعات ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الموقع االلكتروني الحكومي الناجح‬


‫الهدف األساسي لمواقع الحكومة االلكترونية هو تقديم الخدمات الحكومية بأسلوب سريع‬
‫وسهل‪ .‬لذا فمن الواجب على القائمين على مشروع الحكومة االلكترونية التأكد من انها تراعي‬
‫عند تصميمها طبيعة المستفيدين من تلك المواقع واختالف مستوياتهم التعليمية‪ ،‬مع التقييد‬
‫بالمقاييس العالمية في مجال التصميم‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫فيما يلي ندرس األمور الواجب مراعاتها واألخطاء التي يجب تفاديها عند تصميم وتطوير‬
‫المواقع ‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬نقاط يجب مراعاتها‬

‫في مرحلة التصميم يتم اتخاذ العديد من الق اررات المتعلقة بالمحتويات التي ستقود إلى‬
‫التصميم النهائي للمواقع‪ .‬فمن مبادئ التصميم انه يجب معرفة من هم المستفيدون من المواقع‪.‬‬
‫وتحديد احتياجاتهم في ضوء األهداف المنشودة من بناء تلك المواقع‪ .‬بعد ذلك تبدأ عملية‬
‫تحديد المحتويات األساسية للمواقع‪ ،‬التي ستقود إلى طرق تنظيم تلك المحتويات‪ ،‬مع التأكيد‬
‫أن المواقع الجيدة في تصميمها هي التي تلبي احتياجات المستفيدين وتراعي اختالف مستوياتهم‬
‫وتكون سهلة االستخدام ‪.‬‬

‫إذن القاعدة األساسية للتصميم الجيد هي تلبية احتياجات المستفيدين والوصول إلى‬
‫األهداف المنشودة وهي تقديم الخدمات الحكومية الكترونيا مع تفادي األخطاء التي وقعت فيها‬
‫الكثير من الشركات والمؤسسات في مرحلة التصميم ‪.‬فتركيز الكثير من المواقع التجارية على‬
‫التسويق والدعاية لألشخاص العاملين بها وأسلوب العمل والمنتجات دون مراعاة الحتياجات‬
‫المستفيدين‪ ،‬بل إن الخدمات التي تقدم من تلك المواقع تحتل مراتب متأخرة في أجندة القائمين‬
‫عليها والمصممين لها‪ ،‬ما هي الفائدة التي يجنيها الزائر للمواقع عندما يتعرفون على أقسام‬
‫حديثة ‪!.‬‬ ‫إدارية‬ ‫استراتيجيات‬ ‫تستخدم‬ ‫وانها‬ ‫وفروعها‬ ‫المؤسسة‬ ‫أو‬ ‫الشركة‬
‫على القائمين على مشروع الحكومة االلكترونية البعد عن التسويق ألشخاص أو ألساليب اإلدارة‬
‫المتبعة وأقسام اإلدارة‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬وبدال عن ذلك يجب أن تحتوي صفحة البداية ألي موقع‬
‫حكومي على الخدمات وطرق الحصول عليها بكل يسر وسهولة ‪.‬‬

‫‪.1‬تحديد المحتويات‬

‫من البديهي أن تحتوي المواقع على التعريف بالخدمات المتاحة الكترونيا للمستفيدين‬
‫والشروط الواجب توافرها والوثائق المطلوب تقديمها والنماذج الواجب تعبئتها للحصول على تلك‬

‫‪223‬‬
‫الخدمات‪ ،‬حيث يجب أن نراعي ونحن في مرحلة التصميم تبسيط اإلجراءات والبعد عن الروتين‪،‬‬
‫خاصة وانه بمجرد أن يقدم المستفيد رقم السجل المدني على سبيل المثال تصبح كافة المعلومات‬
‫الشخصية معروفة لدى الجهة مقدمة الخدمة ‪.‬وبالتالي يجب استغالل الكثير من المعلومات‬
‫المدخلة سلفا لدى الكثير من األنظمة الحكومية والتركيز على تقديم الخدمة بأسرع وقت ممكن‬
‫وأسهل طريق مع التقليل من حجم الوثائق التي يجب أن يقدمها المستفيد ‪ .‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫عندما يتقدم المستفيد لطلب رخصة بناء يفترض أن يستفيد نظام األمانات من المعلومات‬
‫المدخلة في نظام و ازرة العدل من حيث المعلومات المتعلقة بالعقار أو األرض واالستفادة من‬
‫نظام األحوال المدنية بالحصول على كافة المعلومات الشخصية المتعلقة بهوية الشخص طالب‬
‫الرخصة بالتالي يتم التقليل من حجم الوثائق المطلوبة ‪.‬‬

‫عند االتفاق على محتويات المواقع والتي يجب أن تكون موحدة‪ .‬خاصة ونحن نعمل‬
‫ضمن مشروع الحكومة االلكترونية‪ ،‬فان الخطوة التالية في مرحلة التصميم هي تحديد الكيفية‬
‫التي سيتم على أساسها تنظيم تلك المعلومات داخل المحتوى‪ .‬الن الترتيب المنطقي لتلك‬
‫المحتويات يسهل على المستفيدين الحصول على الخدمات المطلوبة ‪.‬‬

‫يجب أن يأخذ التنظيم الجيد للمحتويات في االعتبار الكثير من األمور النفسية المتعلقة‬
‫بطبيعة البشر وعدم قدرتهم على تذكر الكثير من المعلومات‪ ،‬وهنا نقترح ضرورة تقسيم‬
‫المحتويات إلى أقسام منطقية‪ ،‬وتأسيس عالقات هرمية تربط بين تلك الوحدات ببعضها حسب‬
‫األهمية‪ ،‬وتستخدم تلك العالقات الهرمية لبناء عالقات بين الوحدات األخرى‪ ،‬بناء مواقع تعتمد‬
‫على البناء المعلوماتي ‪.‬‬

‫إن طبيعة الوسط المستخدم وهو في هذا الحالة االنترنت تحتم علينا مراعاة االختصار‬
‫في حجم المعلومات على الشاشة الواحدة‪ ،‬وبالتالي عند الحاجة إلى عرض الكثير من المعلومات‬
‫فإنه من األفضل إعطاء المستفيدين إمكانية طباعة تلك المعلومات بدال من قراءتها على‬
‫الشاشة‪ ،‬إن تقسيم المعلومات الواجب معرفتها إلى أقسام صغيرة يساعد في عرضها وترتيبها‬
‫وسرعة الوصول إليها وتحقيق األهداف من عرض تلك المعلومات ‪..‬‬
‫‪224‬‬
‫‪ .2‬بنية المواقع‬

‫بعد تحديد محتويات المواقع وتقسيمها لوحدات وربطها‪ ،‬تأتي المرحلة المهمة أال وهي‬
‫تحديد البنية العامة للموقع‪ ،‬والذي يجب أن يراعي التسلسل المنطقي للمحتويات والعالقات‬
‫الهرمية بينها وطبيعة االنترنت‪ ،‬الكثير منا تعامل مع الموسوعات العلمية والفهارس والقواميس‪،‬‬
‫ويعرف كيف تقوم بعملية ترتيب ما تحتويه من معلومات من العموميات إلى التخصص أو‬
‫تعتمد على الطرق األبجدية في عرض المعلومات‪ ،‬وحيث إن طبيعة الوسيط المستخدم تحتم‬
‫علينا االستفادة من العالقات الهرمية وذلك بسبب ان االنطالق عادة ما يكون من صفحة‬
‫البداية ‪ Home Page‬فانه وعند بناء المواقع وحتى نجعل الوصول إلى الخدمات المطلوبة‬
‫بسرعة وبساطة فانه يجب االستفادة من هذه العالقة ‪.‬‬

‫‪ .3‬تصميم شكل الموقع‬

‫بما أن الهدف من مواقع الحكومة االلكترونية هو تقديم الخدمة بدال من األسلوب التقليدي‬
‫فان االهتمام بالشكل دون إفراط أو تفريط يساعد في جذب المستفيدين ويحقق األهداف‬
‫المنشودة ‪.‬‬

‫إن الشكل العام للموقع تحدده الكثير من العوامل‪ ،‬فمثال عند بناء مواقع ترفيهية فان‬
‫الهدف هنا هو جذب الزوار وجعلهم يمكثون في الموقع ألطول وقت ممكن‪ ،‬وبالتالي عند‬
‫تصميم شكل مواقع الحكومة االلكترونية يجب االستفادة من برامج والوسائط المتعددة‪ ،‬والصور‪،‬‬
‫عند الحاجة لذلك فقط‪ ،‬ألن تلك المحتويات تتطلب شبكة اتصاالت توفر سرعة عالية‪ ،‬وهذا‬
‫غير متوفر في المستقبل المنظور للكثير من دول المنطقة العربية ‪.‬‬

‫تعاني الكثير من مواقع االنترنت اليوم من االهتمام بالشكل على حساب المضمون‪ ،‬وهذا‬
‫واضح من خالل التركيز على إبهار الزوار لتلك الموقع من خالل برامج الفالش والوسائط‬
‫المتعددة والخلفيات الرسومية والموسيقية‪ ،‬وذلك بسبب االعتقاد الخاطئ بان هذا األسلوب يساعد‬
‫في جذب الزوار‪ ،‬وهذا صحيح لعدة ثوان ثم ما يلبث أن يتبدل الحال ويؤدي إلى نتائج عكسية ‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫من هنا نقترح أن تكون المواقع الحكومية ذات طبيعة مختلفة من حيث الشكل وتركز‬
‫على تقديم الخدمات بدال من استعراض إمكانيات البرامج‪ ،‬كما نقترح أن تكون المواقع سهلة‬
‫االستخدام دون أدنى تدريب‪ ،‬مثال على موقع ذي تصميم جيد هو موقع أمازون على العنوان‬
‫التالي‬

‫‪ .4‬عناصر المواقع‬

‫تختلف المواقع على شبكة اإلنترنت من حيث السمات والمحتوى والتنظيم‪ ،‬إضافة إلى‬
‫األهداف‪ ،‬ولكنها تتفق على خصائص متعلقة بالعناصر‪ ،‬ومن هذه نذكر أن كافة المواقع تحتوي‬
‫صفحة بداية ‪ Home page.‬وهي نقطة االنطالق المنطقية لكافة أجزاء المواقع األخرى وتحتل‬
‫قمة هرم الموقع ‪.‬‬

‫صفحة البداية عادة ما تجد الكثير من االهتمام‪ ،‬ويستثمر بها الكثير من الوقت ألنها‬
‫الوجهة‪ ،‬ولكن هي أيضا مجرد جزء من كامل الموقع‪ ،‬ومن هنا يجب االنتباه إلى كافة الصفحات‬
‫األخرى وعدم التركيز عليها فقط ‪.‬‬

‫هناك الكثير من الطرق التي يمكن أن تصمم بها صفحة البداية‪ .‬بعضها يعتمد على‬
‫عرض ترتيب المحتويات على شكل جدول أو على فهرسة‪ .‬أو على قوائم رئيسة وفرعية أو‬
‫طريقة المسار أو طريقة اإلبراز أيا كانت الطريقة المتفق عليها‪ ،‬يجب أن تحتوي الصفحة‬
‫الرئيسة على كافة المعلومات وتوفر كافة الروابط إلى الخدمات التي يحتاجها المستفيدون ‪.‬‬

‫من العناصر التي يجب أن تحتويها صفحة البداية خارطة الموقع التي توضح كافة‬
‫المحتويات بالموقع‪ ،‬وطرق االتصال هاتفيا أو إلكترونيا مع المسؤولين عنه‪ .‬واألهداف من‬
‫إنشاء الموقع وكيفية الحصول على المساعدة عن الحاجة عبر قسم األسئلة المتكررة ‪. FAQ‬‬

‫‪226‬‬
‫القسم الثاني‪ .‬تفادي بعض األخطاء في مرحلة التصميم‬
‫‪ .1‬عدم وضوح الهدف‬

‫المالحظ على الكثير من المواقع المتوفرة حاليا على شبكة االنترنت والتي تعود للشركات‬
‫والمؤسسات الخاصة أنها ال تحتوي على قسم خاص يوضح الهدف من بناء تلك المواقع وان‬
‫وجد ذلك القسم فانه يستخدم لغة غير مفهومة عبر استخدام لغة وجمل عامة تحجب الكثير‬
‫من األهداف من بناء تلك المواقع‪ ،‬وبالتالي تجعلها مواقع عديمة الفائدة ‪.‬‬

‫على الرغم من االهتمام الكبير بموضوع الشكل وادخال عناصر كثيرة واستخدام برمجيات‬
‫متقدمة إال أن تلك المواقع ال تحقق األهداف التي من اجلها أنشئت تلك المواقع‪ .‬من هنا يجب‬
‫االهتمام بموضوع صياغة الهدف من بناء مواقع الحكومة االلكترونية بكل وضوح ودقة مع‬
‫وضعها في بداية الموقع يتعرف عليها زوار تلك الموقع ‪.‬‬

‫‪ .2‬ربط المحتويات بالتاريخ‬

‫الكثير من الواقع اليوم ال تهتم بربط المحتويات بالتواريخ‪ .‬حيث إن المقاالت والبيانات‬
‫الصحفية واإلعالنات تكون عديمة الفائدة إذا لم يستطع الزائر معرفة تواريخ تلك المحتويات‪،‬‬
‫في مشروع الحكومة االلكترونية والتي تخدم المواطنين تلعب التواريخ دو ار مهما‪ ،‬خاصة وأن‬
‫الحكومة وتعليماتها وقوانينها وأنظمتها دائمة التغير‪ ،‬من هنا يصبح الربط مهما وضروريا بين‬
‫المحتويات والتواريخ‪ ،‬وكما سبق القول فإن من أحد أهداف الحكومة االلكترونية جذب‬
‫االستثمارات األجنبية‪ ،‬من هنا يلعب تحديث تلك المواقع وبشكل شبه يومي واإلفصاح عن ذلك‬
‫بكل وضوح يضيف عنصر الطمأنينة للمواقع وما تحتويه من معلومات وتعليمات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلمضاء (التوقيع)‪ ،‬والتصديق اإللكتروني‬


‫سندرس في هذا المطلب التوقيع االلكتروني من حيث التعريف وآثاره القانونية (أوال)‪ ،‬ثم‬
‫نعرض مفهوم التصديق االلكتروني (ثانيا)‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التوقيع االلكتروني‬
‫التوقيع اإللكتروني هو شهادة رقمية تحتوي على بصمة إلكترونية للشخص الموقع‬
‫توضع على وثيقة تؤكد منشأها وهوية من وقع عليها ويتم الحصول على هذه الشهادة من‬
‫إحدى الهيئات المعروفة‪ ،‬والمعترف بها دوليا‪Digital Signature and Trust Version‬‬
‫مقابل رسوم معينة حيث تراجع األوراق الرسمية التي يقدمها طالب التوقيع‪ ،‬ثم تصدر‬
‫الشهادة‪.‬‬

‫ويأخذ طالب التوقيع مع هذه الشهادة ما يسمى المفتاح العام (شفرة يعرفها المرسل‬
‫والمستقبل) والخاص (شفرة خاصة بالموقع فقط)‪ ،‬فعندما ترسل الرسالة اإللكترونية تقوم‬
‫بتشفيرها باستخدام المفتاح العام الذي تعرفه أنت والمستقبل‪ ،‬ويتم إرفاق توقيعك اإللكتروني‬
‫الخاص بك داخل الرسالة‪.‬‬

‫ويقوم البرنامج الخاص بالمستقبل بإرسال نسخة من الوثيقة الموقعة إلكترونيا إلى‬
‫الهيئة المعتمدة التي أصدرت الشهادة للتأكد من صحة التوقيع وسالمة الرسالة ‪.‬وبعد إثبات‬
‫صحة التوقيع يقرؤها المستقبل بمفتاحه الخاص‪ ،‬ويجيب على المرسل بنفس الطريقة‪ ،‬وهذه‬
‫العملية تتم خالل دقائق‪.‬‬

‫وهناك نوعان شائعان من التوقيعات اإللكترو نية‪ ،‬األول هو المفتاحي وفيه يتم تزويد‬
‫الوثيقة اإللكترونية بتوقيع مشفر مميز يحدد الشخص الذي قام بتوقيع الوثيقة ووقتها‬
‫ومعلومات عن صاحب التوقيع‪.‬‬

‫أما النوع اآلخر البيومتري فهو الذي يعتمد على تحديد نمط خاص تتحرك به يد‬
‫الشخص الموقع أثناء التوقيع؛ إذ يتم توصيل قلم إلكتروني بجهاز الكمبيوتر‪ ،‬ويقوم الشخص‬
‫بالتوقيع باستخدام هذا القلم الذي يسجل حركات يد الشخص أثناء التوقيع كسمة مميزة لهذا‬
‫الشخص؛ حيث إن لكل شخص سلوكا معينا أثناء التوقيع‪ .‬كما يدخل في التوقيع البيومتري‬

‫‪228‬‬
‫البصمة اإللكترونية أيضا ‪.‬ويتم التأكد في هذا النوع من التوقيعات من خالل الهيئة التي‬
‫أصدرت التوقيع‪.‬‬

‫ويفضل التوقيع اإللكتروني عن نظيره العادي من زوايا متعددة‪ ،‬ذلك أن التوقيع العادي‬
‫عبارة عن رسم يقوم به الشخص‪ ،‬ومن هنا يسهل تزويره أو تقليده ‪.‬أما التوقيع اإللكتروني‬
‫فهو في حدود آمنة‪ ،‬حيث يتم استخدام برنامجه من قبل صاحب البرنامج‪ ،‬وبالتالي يصعب‬
‫تزويره‪.‬‬

‫ويتميز التوقيع اإللكتروني بإعطائه الحجية القانونية ألي مستند صادر من شبكة‬
‫اإلنترنت ويكون معترفا به أمام القضاء؛ لذا يساعد في إحكام الرقابة على المعمالت عبر‬
‫اإلنترنت‪ ،‬وذلك باشتراطه وجود أدلة عن المعامة؛ وهو ما يسهل عملية حصر أطراف‬
‫النشاط وقيمته وتسهيل عملية المحاسبة الضريبية وحفظ حقوق األطراف المتعاقدة وكشف‬
‫المخالفات‪.‬‬

‫وتكمن وظيفة التوقيع اإللكتروني في وظيفتين أساسيتين‪:‬‬

‫‪ -‬أن التوقيع الرقمي يثبت الشخص الذي وقع الوثيقة بانصراف إرادته إلى االلتزام بما وقع‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ -‬أن التوقيع الرقمي يحدد الشيء أو الوثيقة التي تم توقيعها بشكل ال يحتمل التغيير‪.‬‬
‫وقد اعترف بالتوقيع االلكتروني في القانون الجزائري من خالل المادة ‪ 44‬من القانون‬
‫‪ 10-05‬المؤرخ ‪ 20‬يونيو ‪ 12005‬المعدل والمتمم لألمر ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر‬
‫‪ 1975‬المتضمن القانون المدني‪ .‬حيث أضافت هذه المادة‪ ،‬المادتين ‪ 323‬مكرر و‪323‬‬
‫مكرر ‪ .1‬إضافة إلى تقنينه الكلي وفقا للقانون ‪ 04-15‬الذي تطرقنا إليه في إصالحات مابعد‬
‫‪.1988‬‬

‫الجريدة الرسمية العدد ‪.2005 ،44‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪229‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التصديق االلكتروني‬
‫نظم المرسوم التنفيذي ‪ 162-07‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 2007‬نشاط التصديق االلكتروني‬
‫من خالل إخضاعه إلى نظام الترخيص الوارد في المادة ‪ 39‬من القانون ‪ 031-2000‬المؤرخ‬
‫في ‪ 5‬أوت ‪ 2000‬المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالبريد واالتصاالت السلكية و الالسلكية‪،‬‬
‫وكذا تحديد كيفية ضمان الهيئة الخاصة المستقلة التي توضع تحت مسؤولية سلطة الضبط‬
‫للبريد والمواصالت السلكية والالسلكية ومختلف المجاالت المتصلة بالتصديق و التوقيع‬
‫االلكتروني و تأمينها‪.‬‬

‫حيث تنص المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي ‪ 162-07‬على أن "عملية اعداد واستغالل‬
‫خدمات التصديق االلكتروني مرهونة بمنح ترخيص تسلمه سلطة ضبط البريد و االتصاالت‬
‫السلكية و الالسلكية"‪ .‬كما جاء تقنينه المجمل ضمن القانون ‪ 04-15‬المذكور مسبقا‪.‬‬

‫تتم التبادالت على شبكة اإلنترنت من خالل شبكة مفتوحة ال تحتوي على أي وجود‬
‫مادي‪ ،‬لذا فال يمكن التعرف على هوية األشخاص الذين نتواصل معهم‪ ،‬فالعالم االفتراضي‬
‫يعرضنا لعدد من المخاطر مثل سرقة الهوية‪ ،‬واعتراض اآلخرين على رسائل الغير واستنكار‬
‫عمل ية بيع أو دفع أو تبادل‪ .‬وعليه فإن وضع أجهزة أمنية مثل التصديق اإللكتروني بات من‬
‫إحدى الضروريات‪.‬‬

‫يعرف التصديق االلكتروني‪ 2‬على أنه عملية تضمن أربعة (‪ )04‬جوانب أمنية لتبادل‬
‫المعلومات على شبكة اإلنترنت وهي‪ :‬السرية والتوثيق والنزاهة وعدم االستنكار‪ .‬كون هذه‬
‫الجوانب تسمح في إرساء مناخ ثقة عن طريق إقامة بنية ذات مفتاح عمومي‪ «PKI».‬التي‬
‫تساعد على تحديد أصحاب المفاتيح عن طريق إصدار شهادات إلكترونية لمتمثلة في ملف‬
‫رقمي يوضح الصلة بين بيانات مراجعة التوقيع والموقع ‪.‬وهي بذلك تلعب دور بطاقة الهوية‪.‬‬

‫الجريدة الرسمية العدد ‪.2000 ،48‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪http://www.arpt.dz/ar/gd/ce/?AspxAutoDetectCookieSupport=1‬‬
‫‪230‬‬
‫تعد سلطة التصديق العنصر الرئيسي للبنية ذات المفتاح العمومي والتي دورها األساسي‬
‫تعد سلطة التصديق مسؤولة عن وضع وضمان وجود‬
‫هو إصدار الشهادات اإللكترونية‪ .‬حيث ا‬
‫صلة رسمية بين الشخص والمفتاح العمومي كجزء من بنية ذات مفتاح عمومي‪ .‬ويتمثل دورها‬
‫في التحقق من دقة المعلومات الواردة في الشهادة االلكترونية التي تصدرها‪ ،‬والتأكد من صحة‬
‫الوثيقة مقابل شخص آخر ‪ .‬يمكن لسلطات التصديق التفاعل ما بينها وفقا ألنماط أو نماذج‬
‫تنظيمية مختلف‪.‬‬

‫وهناك أربعة نماذج تنظيمية إلصدار الشهادات اإللكترونية وهي ‪:‬‬

‫‪ .1‬النموذج الهرمي (سلطة الجذر) ‪:‬‬

‫تقوم سلطة التصديق الجذر بالتصديق على السلطات التابعة لها مباشرة‪ ،‬وتعد هذه األخيرة‬
‫بدورها سلطات تصديق‪ ،‬ولتشهد هي األخرى على التابعين لها ‪.‬هذه العملية تضمن التعامل ما‬
‫بين جميع سلطات التصديق ‪.‬‬

‫وهو بذلك نموذج تطوري وآمن يوفر سيطرة كاملة على جميع سلطات التصديق‪ .‬وهو‬
‫يقدم مسار تصديق واحد وبسيط ‪.‬‬

‫‪ .2‬نموذج قائمة الثقة ‪(Trust List) :‬‬

‫ويقوم هذا النموذج على وجود قائمة ثقة ) ‪ (Trust List‬وهي عبارة عن وثيقة ينشرها‬
‫مشرع نشاط التصديق)‪ ،‬وتتضمن هذه الوثيقة قائمة سلطات‬ ‫كيان مستقل (على األغلب ا‬
‫التصديق المرخص لها ومعترف بها إضافة لمعرف مفاتيحها العمومية ‪.‬يقوم نموذج قائمة‬
‫الثقة برسم حدود لسلطات التصديق وهو ال يوفر عملية مصادقة والتوحيد متقدمة بالقدر الذي‬
‫يوفره النموذج الهرمي‪ .‬قد يسبب غياب التوحيد في مشاكل توافقية بين مقدمي خدمة التصديق‬
‫اإللكتروني‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫‪ .3‬النموذج المشبكي ‪:‬‬

‫وفيه تتمتع جميع سلطات التصديق بنفس المستوى‪ ،‬وتصادق كل سلطة تصديق على‬
‫المفتاح العمومي للسلطة األخرى‪ .‬وهكذا فإن المستخدم الذي تصادق عليه سلطة تصديق يمكنه‬
‫بدوره التحقق من شهادة مستخدم آخر مصادقة من قبل سلطة التصديق أخرى بكل ثقة وأمان ‪.‬‬
‫يقدم هذا النموذج استقاللية كاملة لس لطات التصديق‪ ،‬غير أنه يتطلب عمليات نشر وتسيير‬
‫مرهقة ومكلفة‪.‬‬

‫‪ .4‬النموذج الجسر ‪:‬‬

‫يهدف هذا النموذج إلى تعويض أوجه القصور في النموذج المشبكي‪ ،‬إذ أنه يرمي إلى‬
‫سد تلعب دور "سلطة التصديق – التقاطع‬
‫تكملة النموذج المشبكي عن طريق سلطة جسر أو ا‬
‫مركزي"‪ ،‬التي تهدف إلى إصدار الشهادات المتقاطعة‪.‬‬

‫الشهادة اإللكترونية‬

‫الشهادة االلكترونية هي بمثابة بطاقة تعريف الكترونية على شبكة االنترنت ويضع مناخ‬
‫من الثقة بين كيانين متباعدين يحتاجان إلى المصادقة من أجل التواصل وتبادل المعلومات‬
‫السرية ‪.‬تحدد الشهادة اسم الكيان ويشهد أنها تمتلك المفتاح العمومي المدرج في‬
‫الشهادة ‪.‬تصدر جميع الشهادات االلكترونية عن طرف ثالث موثوق فيه أو سلطة مصادقة‪.‬‬

‫هناك أربعة أنواع من الشهادات اإللكترونية وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬شهادة اإلمضاء االلكتروني‪:‬‬

‫وتسمح بربط هوية شخص ما بمفتاح عمومي‪ .‬ويمكن استخدامها إلمضاء الرسائل‬
‫مؤمن‪ ،‬نذكر على سبيل المثال استغالل الخدمات البنكية‬
‫االلكترونية والمصادقة ضمن مناخ ا‬
‫عن بعد‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫‪ .2‬شهادة موزع ويب‪:‬‬

‫فهي تجمع بين هوية موزع ويب والمفتاح العمومي‪ ،‬ويمكن استعمالها من تبادل البيانات‬
‫بين الموزع وعمالئه في إطار آمن مثل عمليات الشراء أو الدفع االلكتروني على موقع تجاري‪.‬‬

‫‪ .3‬شهادة شبكة افتراضية خاصة‪:‬‬

‫تمكن من ربط المعلومات المتعلقة ببعض المواقع على الشبكة معينة (محوالت‪ ،‬جدران‬
‫نارية‪ ،‬مركزات‪ )...‬بالمفتاح العمومي‪ .‬يتم استخدام هذه الشهادة لضمان سالمة المبادالت بين‬
‫منظمة وفروعها الموزعة جغرافيا عبر مسالك مؤمنة في شبكة االتصاالت‪.‬‬

‫‪ .4‬شهادة إمضاء الرمز‪:‬‬

‫تسمح باإلمضاء على برنامج أو نص أو برمجية لضمان تعريفه بتوقيع صاحبه‪ .‬كما‬
‫تمكن من حمايته ضد مخاطر القرصنة‪.‬‬

‫التطبيقات المتعلقة بالتصديق اإللكتروني‬

‫يمكن تطبيق التصديق اإللكتروني في مجاالت مختلفة بما في ذلك‪:‬‬

‫✓ الحكم اإللكتروني‬

‫جواز السفر البيومتري بطاقة التعريف البيومترية إصدار مباشر لوثائق الحالة‬
‫المدنية شهادات السوابق العدلية الضمان االجتماعي‪...‬الخ من إصدارات على االنترنت‬

‫✓ التجارة اإللكترونية‬

‫يتطلب أي تبادل أو أي نوع من األعمال التجارية عبر شبكة اإلعالم اآللي‪ ،‬السيما شبكة‬
‫اإلنترنت‪ ،‬وظيفة تسمح لألطراف في ما بينها بتحديد هويتها ‪.‬وبمجرد تحديدها‪ ،‬فإن األطراف‬
‫تريد المشاركة في التعامالت‪ ،‬وتحتوي هذه األخيرة على أوامر تجارية‪ ،‬وفواتير ومدفوعات‬
‫ووثائق بشكل عام‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫✓ الشركات الصغيرة والمتوسطة‬

‫البريد‬

‫يمكن تخفيض ميزانية البريد الورقي بالتجريد‪ ،‬وذلك بفضل الشهادة اإللكترونية‪ ،‬إذ تضمن‬
‫الشركة معالجة تامة سرية وآمنة‪.‬‬

‫‪-‬العقود‬

‫‪-‬إشعارات متنوعة‬

‫‪-‬أوامر الشراء‬

‫‪-‬رسائل التذكير (رسائل دانينغ) ‪ ،‬إلخ‬

‫الحساب الضريبي‬

‫يسمح للشركة االطالع على بياناتها عبر االنترنت‪ ،‬ومتابعة مدفوعاتها والتصريح عن‬
‫ضريبة القيمة المضافة (خدمة ‪ ) Télé TVA‬متاح لكل مؤسسة تخضع للنظام الفعلي لضريبة‬
‫القيمة المضافة‪ .‬وعليه فإن الشهادة االلكترونية تضمن كل من السرية والتصديق‪.‬‬

‫المناقصات‬

‫ويمكن للشركة المشاركة في مناقصات عبر االنترنت إذا كان لديها شهادة إمضاء الكتروني‪.‬‬
‫وفضال عن المزايا المعتادة للتجريد من المواد‪ ،‬فإن الشركة تتمكن من المشاركة في المناقصة‬
‫عن طريق عدد قليل من النقرات‪.‬‬

‫‪-‬تحميل ملف الفحص‪.‬‬

‫‪-‬تنظيم وامضاء الوثائق‪.‬‬

‫‪ -‬اإليداع المباشر لسجل االقتراح عبر االنترنت‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬العقد االلكتروني‬
‫تتطور العقود بسرعة وبصفة مستمرة مما يؤدي إلى ظهور عقود جديدة‪ ،‬و في خضم‬
‫الثورة الرقمية والصحوة المعلوماتية التي يعرفها العالم اليوم‪ ،‬حيث تكنولوجيا المعلومات أصبحت‬
‫تشكل الجهاز العصبي للمجتمعات الحديثة‪ ،‬عرفت العمليات التعاقدية مجموعة من التغيرات‬
‫مست نظامها وبنيتها القانونية‪ ،‬فأصبح إبرام العقود يتم عن طريق وسائل االتصال الحديثة‪.‬‬
‫لذا سنركز في هذا المطلب على تعريف العقد االلكتروني وخصائصه (الفقرة األولى)‪.‬‬

‫إن العقد اإللكتروني‪ ،‬في الواقع‪ ،‬ال يخرج في بنائه وتركيبة وأنواعه ومضمونه عن هذا‬
‫السياق‪ ،‬ومن ثم فهو يخضع في تنظيمه لألحكام الواردة في النظرية العامة للعقد‪ ،‬وهو من‬
‫العقود غير المسماة حيث لم يضع المشرع تنظيما خاصا له وهو ما سيتضح من خالل موقف‬
‫المشرع الجزائري (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف العقد االلكتروني وخصائصه‬


‫عرفت المادة الثانية من التوجيه األوربي الصادر في ‪ 20‬مايو ‪ ،1997‬والمتعلق بحماية‬
‫المستهلك في العقود المبرمة عن بعد‪ ،‬المقصود بالتعاقد عن بعد بأنه" أي عقد متعلق بالسلع‬
‫والخدمات يتم بين مورد ومستهلك من خالل اإلطار التنظيمي الخاص بالبيع عن بعد أو تقديم‬
‫الخدمات التي ينظمها المورد والذي يتم باستخدام واحدة أو أكثر من وسائل االتصال اإللكترونية‬
‫حتى إتمام التعاقد "‪.‬‬

‫لقد أورد الفقه عدة تعريفات للعقد اإللكتروني‪ ،‬فمنهم من عرفه باالعتماد على إحدى‬
‫وسائل إبرامه معتب ار أن‪ " :‬العقد اإللكتروني هو العقد الذي يتم إبرامه عبر األنترنيت‪ ".‬ويذهب‬
‫البعض إلى تعريفه بأنه " اتفاق يتالقى فيه اإليجاب بالقبول علي شبكة دولية مفتوحة لالتصال‬
‫عن بعد وذلك بوسيلة مسموعة مرئية‪ ،‬وبفضل التفاعل بين الموجب والقابل "‪،1‬‬

‫د ‪.‬أسامة أبو الحسن مجاهد‪ :‬خصوصية التعاقد عبر اإلنترنت‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2000 ،‬ص‪.39‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪235‬‬
‫وهذا التعريف – في رأينا – هو تعريف ناقص حيث أنه لم يبين النتيجة المترتبة على‬
‫التقاء اإليجاب بالقبول‪ ،‬وهى إحداث أثر قانوني وانشاء التزامات تعاقدية‪.‬‬

‫ولما كان العقد اإللكتروني عبر شبكة اإلنترنت يتميز بأنه يتم‪ ،‬في الغالب‪ ،‬على المستوي‬
‫الدولي‪ ،‬فقد ذهب البعض إلى تعريف عقد التجارة اإللكتروني الدولي بأنه " هو العقد الذي‬
‫تتالقى فيه عروض السلع والخدمات بقبول من أشخاص في دول أخرى وذلك من خالل الوسائط‬
‫التكنولوجية المتعددة‪ ،‬ومنها شبكة المعلومات الدولية اإلنترنت‪ ،‬بهدف إتمام العقد "‪.1‬‬

‫ومما سبق فقد عرف البعض العقد اإللكتروني بأنه " العقد الذي يتالقي فيه اإليجاب‬
‫بالقبول عبر شبكة اتصاالت دولية باستخدام التبادل اإللكتروني للبيانات‪ ،‬وبقصد إنشاء الت ازمات‬
‫تعاقدية "‪ .‬فالعقد اإللكتروني إذن‪ ،‬هو التقاء إيجاب صادر من الموجب بشأن عرض مطروح‬
‫بطريقة إلكترونية‪ ،‬سمعية أو مرئية أو كليهما على شبكة لالتصاالت والمعلومات‪ ،‬بقبول مطابق‬
‫له صادر من الطرف القابل بذات الطرق بهدف تحقيق عملية أو صفقة معينة يرغب الطرفان‬
‫‪2‬‬
‫في إنجازها‬

‫وتشتمل عملية التعاقد اإللكتروني‪ ،‬بخالف اإليجاب والقبول اإللكتروني‪ ،‬على العديد‬
‫من المعامالت اإللكترونية‪ ،‬مثل العروض واإلعالن عن السلع والخدمات‪ ،‬وطلبات الشراء‬
‫اإللكترونية‪ ،‬والفواتير اإللكترونية‪ ،‬وأوامر الدفع اإللكترونية‪.‬‬

‫في غياب تعريف للعقد اإللكتروني في القانون الجزائري‪ ،‬ينبغي العودة إلى تلك التي‬
‫جاءت بها القوانين المقارنة في هذا المجال‪ ،‬فقد عرفت المادة ‪ 2‬من قانون المعامالت‬
‫اإللكترونية األردني العقد اإللكتروني على أنه‪":‬اإلتفاق الذي يتم انعقاده بوسائط إلكترونية‪ ،‬كليا‬
‫أو جزئيا‪".‬‬

‫د ‪.‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ :‬القانون الدولي الخاص النوعي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2002 ،‬ص‪.68‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬خالد ممدوح إبراهيم‪ :‬إبرام العقد اإللكتروني‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،2005 ،‬ص‪.51‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪236‬‬
‫والواقع أنه بعد تعديل القانون المدني الجزائري و ال سيما المادة ‪ 323‬منه ‪ ،‬المقابلة‬
‫للمادة ‪ 1316‬من القانون المدني الفرنسي ‪ ، 35‬أصبح تعريف الكتابة يتسع ليشمل بجانب‬
‫الكتابة على الورق‪ ،‬الكتابة في الشكل اإللكتروني أي تلك المثبتة على دعامة إلكترونية ‪ ،‬وعلى‬
‫صعيد التشريعات العربية نجد المادة ‪14‬من قانون إمارة دبي في شأن المعامالت والتجارة‬
‫االلكترونية رقم ‪ 2‬لسنة ‪ 2002‬تجيز التعاقد بوسائط الكترونية حيث نصت فقرتها األولى على‬
‫أنه ‪ " :‬يجوز أن يتم التعاقد بين وسائط الكترونية مؤتمتة متضمنة نظامي معلومات الكترونية‬
‫أو أكثر تكون معدة ومبرمجة مسبقا للقيام بمثل هذه المهمات ويتم التعاقد صحيحا ونافذا ومنتجا‬
‫آثاره القانونية على الرغم من عدم التدخل الشخصي أو المباشر ألي شخص طبيعي في عملية‬
‫إبرام العقد في هذه األنظمة ‪ " .‬كما أجاز المشرع األردني إبرام العقود إلكترونيا بواسطة الرسائل‬
‫االلكترونية بتقريره في المادة ‪ 13‬من قانون المعامالت االلكترونية رقم ‪ 85‬لسنة ‪: 2001‬‬
‫"تعتبر الرسالة االلكترونية وسيلة من وسائل التعبير عن اإلرادة المقبولة قانونا إلبداء اإليجاب‬
‫والقبول بقصد إنشاء التزام تعاقدي‪" .‬‬

‫أما المشرع الجزائري فقد عادل وساوى بين حجية الكتابة االلكترونية و الكتابة العادية‪،‬‬
‫و منه فالتفسير الموسع لنص المادة ‪ 323‬مكرر مدني جزائري يؤدي بنا لنقول بحجية البريد‬
‫اإللكتروني نفسها حجية البريد العادي‪.‬‬

‫يتضح مما سبق أن العقد اإللكتروني يتميز بعدة سمات تميزه عن العقود التقليدية وتتمثل‬
‫فيما يلي‪:1‬‬

‫• يتم إبرام العقد اإللكتروني بدون التواجد المادي ألطرافه‪ ،‬فالسمة األساسية للتعاقد‬
‫اإللكتروني أنه يتم بين عاقدين ال يجمعهما مجلس عقد حقيقي حيث يتم التعاقد عن‬
‫بعد بوسائل اتصال تكنولوجية‪ ،‬ولذلك فهو ينتمي إلى طائفة العقود عن بعد‪ ،‬حيث يتم‬
‫تبادل اإليجاب والقبول اإل لكتروني عبر اإلنترنت فيجمعهم بذلك مجلس عقد حكمي‬

‫د‪ .‬خالد ممدوح إبراهيم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 53‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪237‬‬
‫افتراضي‪ ،‬ولذلك فهو عقد فوري متعاصر‪ ،‬وقد يكون العقد اإللكتروني غير متعاصر‬
‫أي أن اإليجاب غير معاصر للقبول‪ ،‬وهذا التعاصر هو نتيجة صفة التفاعلية فيما بين‬
‫أطراف العقد‪.‬‬
‫• يتم استخدام الوسائط اإللكترونية في إبرام التعاقد‪ ،‬ويعد ذلك من أهم مظاهر الخصوصية‬
‫في العقد اإللكتروني‪ ،‬بل إنها أساس هذا العقد حيث يتم إبرامه عبر شبكة اتصاالت‬
‫إلكترونية‪ ،‬فالعقد اإللكتروني ال يختلف من حيث الموضوع أو األطراف عن سائر العقود‬
‫التقليدية ولكنه يختلف فقط من حيث طريقة إبرامه وكونه يتم باستخدام وسائط إلكترونية‬
‫وتلك الوسائط هي التي دفعت إلى اختفاء الكتابة التقليدية التي تقوم على الدعائم الورقية‬
‫لتحل محلها الكتابة اإللكترونية التي تقوم على دعائم إلكترونية‪.‬‬
‫• يتصف العقد اإللكتروني غالبا بالطابع التجاري واالستهالكي‪ ،‬لذلك يطلق عليه عقد‬
‫التجارة اإللكترونية‪ ،‬وقد جاءت تلك الصفة من السمة الغالبة لذلك العقد حيث أن عقود‬
‫البيع اإللكترونية تستحوذ على الجانب األعظم من مجمل العقود‪.‬‬

‫ويترتب على ذلك أن العقد اإللكتروني يتسم بطابع االستهالك ألنه غالبا ما يتم بين‬
‫تاجر أو مهني ومستهلك‪ ،‬ومن ثم فإنه يعتبر من قبيل عقود االستهالك ولذلك يخضع‬
‫العقد اإللكتروني‪ ،‬عادة‪ ،‬للقواعد الخاصة بحماية المستهلك‪.‬‬

‫• من حيث الوفاء‪ ،‬فقد حلت وسائل الدفع اإللكترونية‪ ،‬في التعاقد اإللكتروني محل النقود‬
‫العادية‪ ،‬ذلك أنه مع تطور التكنولوجيا وازدياد التعامل بأسلوب التجارة اإللكترونية ظهرت‬
‫تلك الوسائل كأسلوب مبتكر لسداد المدفوعات في مثل هذه المعامالت‪. 1‬‬

‫وتتضمن وسائل الدفع اإللكترونية المستخدمة في التجارة اإللكترونية عدة وسائل منها‬
‫البطاقات البنكية‪ ،‬واألوراق التجارية اإللكترونية‪ ،‬والنقود اإللكترونية‪ ،‬والتي تتمثل في‬
‫نوعين هما‪ ،‬النقود الرقمية والمحفظة اإللكترونية ‪.‬‬

‫د‪ .‬خالد ممدوح إبراهيم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.57‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪238‬‬
‫• من حيث اإلثبات‪ ،‬فالدعامة الورقية هي التي تجسد الوجود المادي للعقد التقليدي‪ ،‬وال‬
‫تعد الكتابة دليال كامال لإلثبات‪ ،‬إال إذا كانت موقعة بالتوقيع اليدوي‪ ،‬أما العقد‬
‫اإللكتروني فيتم إثباته عبر المستند اإللكتروني والتوقيع اإللكتروني‪ ،‬فالمستند اإللكتروني‬
‫يتبلور فيه حقوق طرفي التعاقد‪ ،‬فهو المرجع للوقوف على ما أتفق عليه الطرفان وتحديد‬
‫التزاماتهما القانونية‪ ،‬والتوقيع اإللكتروني هو الذي يضفي حجية على هذا المستند‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬موقف المشرع الجزائري من العقد االلكتروني‬


‫أصبح للكتابة في الشكل اإللكتروني والتوقيع اإللكتروني مكانا ضمن قواعد اإلثبات في‬
‫القانون المدني الجزائري‪ ،‬من خالل نصي المادتين ‪ 323‬مكرر ‪ 1‬و ‪327‬فقرة ‪ 2‬من القانون‬
‫المدني الجزائري‪ ،‬استعمل المشرع الجزائري في تعريف الكتابة عبارة "أيا كانت الوسيلة التي‬
‫تتضمنها" والصحيح هو "أيا كانت الدعامة التي تتضمنها" حسب الترجمة الفرنسية للنص "‬
‫" ‪......que soient leur support quels‬‬

‫فالمقصود بالكتابة في الشكل اإللكتروني حسب هذا النص ‪ ،‬ذلك التسلسل في الحروف‬
‫أو األوصاف أو األرقام أو أية عالمات أو رموز ذات معنى مفهوم‪ ،‬المكتوبة على دعامة‬
‫إلكترونية ومهما كانت طرق إرسالها‪ ،‬ومثال ذلك تلك المعلومات والبيانات التي تحتويها‬
‫األقراص الصلبة أو المرنة‪ ،‬أو تلك التي يتم كتابتها بواسطة الكمبيوتر وارسالها أو نشرها على‬
‫شبكة األنترنيت‪.‬‬

‫و المالحظ أن نص المادة ‪ 323‬مكرر من القانون المدني‪ :‬يعتبر أول نص عرف من‬


‫خالله المشرع الجزائري الكتابة التي يمكن استعمالها كوسيلة إثبات للتصرفات القانونية بصفة‬
‫عامة‪ ،‬والتصرفات اإللكترونية بصفة خاصة‪ ،‬وذلك لتفادي الجدل الذي قد يثور حول االعتراف‬
‫بالكتابة اإللكترونية كدليل إثبات‪ ،‬كون الكتابة بمفهومها " التقليدي " كان مرتبطا بشكل وثيق‬
‫بالدعامة المادية أو الورقة‪ ،‬إلى درجة عدم إمكانية الفصل بينهما‪ ،‬وبالتالي لم يكن القانون‬
‫يعترف بالكتابة المدونة على دعامة إلكترونية افتراضية‪ ،‬والتي ال تترك أث ار ماديا مدونا له نفس‬
‫األثر المكتوب على الورق في اإلثبات‪.‬‬
‫‪239‬‬
‫إن مفهوم الكتابة الذي جاءت به المادة ‪ 323‬مكرر قابل للتوسع‪ ،‬ذلك أن صياغتها‬
‫بالنص على أنه ‪ ":‬ينتج اإلثبات بالكتابة من تسلسل حروف أو أرقام أو أية عالمات أو رموز‬
‫ذات معنى مفهوم مهما كانت الوسيلة التي تتضمنها "‬

‫يفهم منه أن المشرع يعتد إلثبات التصرفات القانونية بأية دعامة كانت عليها الكتابة سواء‬
‫كانت على الورق أو على القرص المضغوط أو على القرص المرن‪ ،‬ويتسع المفهوم إلى كل‬
‫الدعائم التي يمكن أن تفرز عنها التطورات التكنولوجية في المستقبل‪.‬‬

‫اشتراط المشرع أن تكون هذه الكتابة مفهومة تكون هذه األحرف أو األشكال أو اإلشارات‬
‫أو الرموز أو األرقام لها داللة قابلة لإلدراك وللقراءة‪ ،‬والمقصود بذلك أنه لو كان هذا التتابع‬
‫للعالمات أو الرموز‪ ،‬وبمعنى آخر هذا المحتوى المعلوماتي للكتابة المعبر عنها في الشكل‬
‫اإللكتروني مشف ار بحيث ال يمكن إدراك معاينته من قبل اإلنسان بل من قبل الحاسوب فقط فإن‬
‫هذه الكتابة ال تصح لتكون دليل إثبات‪ ،‬ألنه ال يمكن للقاضي إدراك محتواها في حالة النزاع‪.‬‬

‫لم يأخذ المشرع الجزائري بالعقد االلكتروني مطلقا بل قيده بشرطين هما‪:‬‬

‫✓ إمكانية التأكد من هوية الشخص الذي صدرت عنه هذه الكتابة ‪.‬‬
‫✓ أن تكون معدة ومحفوظة في ظروف تضمن سالمتها(أوجب المشرع ضرورة حفظ الوثيقة‬
‫اإللكترونية من أجل الحفاظ على حقوق األفراد الذين يتعاملون بها أو من كان لهم‬
‫حقوق ثابتة بها‪.‬ويمكن حفظ الوثيقة اإللكترونية على حامل إلكتروني‪ ،‬ويسمى الوسيط‬
‫أيضا‪ ،‬وهو وسيلة قابلة لتخزين وحفظ واسترجاع المعلومات بطريقة إلكترونية كأن تحفظ‬
‫في ذاكرة الحاسب اآللي نفسه في أسطواناته الصلبة ‪، Disques Durs‬أو على الموقع‬
‫في شبكة األنترنيت أو على شبكة داخلية تخص صاحب الشأن‪ ،‬وقد تتمثل في قرص‬
‫مدمج‪ ، CD-ROM‬أو قرص مرن ‪ ،Disquette informatique‬أو قرص فيديو‬
‫رقمي)‪ )DVD‬أو المفتاح ‪.USB‬‬

‫‪240‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مشروع الجزائر االلكترونية خطوة فعلية نحو إدارة الكترونية‬
‫في النصف الثاني من تسعينيات القرن العشرين بدأت مشاريع إنشاء الحكومة‬
‫االلكترونية في العديد من الدول المتقدمة ‪ ،‬أما بالنسبة للدول العربية فقد بدأت تظهر بوادر‬
‫التجارب األولى في بداية القرن الحادي عشر والعشرين وهذا في كلمن مصر ‪،‬إمارة دبي‬
‫األردن ‪ ،‬سوريا وسرعان ما اقتنعت الدول العربية األخرى بمميزات وفوائد هذا المشروع مما‬
‫دفع إلى تبني الفكرة والجزائر واحدة من هذه الدول التي تحاول تنفيذ هذا المشروع على أرد‬
‫الواقع حتى تتمكن من االستفادة من االيجابيات التي يمنحها هذا المشروع ‪،‬سواء على‬
‫مستوى الحكومة أو على مستوى المتعامل ‪،‬حيث أطلقت من خالل و ازرة البريد وتكنولوجيات‬
‫اإلعالم واالتصال أحد الملفات الكبرى وهو مشروع برنامج الجزائر االلكترونية‪-2008‬‬
‫‪ ،2013‬الذي تم التشاور فيه مع المؤسسات واإلدارات العمومية والمتعاملين االقتصاديين‬
‫العموميين والخواص والجامعات و مراكز البحث والجمعيات المهنية التي تنشط في مجال‬
‫العلوم وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال ‪،‬إذ شارك أكثر من ‪ 300‬شخص في طرح األفكار‬
‫ومناقشتها خالل ستة عشرة شه ار‪.1‬‬

‫تضمن المشروع جملة من البرامج والسياسات إلقامة جزائر الكترونية ناجحة السيما فيما‬
‫يخص تقديم الخدمات العمومية (المطلب األول)‪ ،‬وكذا الوسائل والهيئات المساهمة في ذلك‬
‫(المطلب الثاني) وكيفيات أمن وحماية المعلومات وردع الجريمة االلكترونية الذي يبقى من‬
‫أكبر تحديات اإلدارة االلكترونية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المؤسسة االلكترونية والمواطن االلكتروني ضمن السياسات العامة لمشروع‬
‫الجزائر االلكترونية‬
‫جاء مشروع الجزائر االلكترونية بجملة من األهداف التي تتمثل في‪:‬‬

‫بلعربي عبدالقادر وآخرون ‪ :‬تحديات التحول إلى الحكومة االلكترونية في الجزائر‪ ".‬الملتقى العلمي الدولي الخامس‬ ‫‪1‬‬

‫حول اإلقتصاد اإلفتراضي وانعكاساته على االقتصاديات الدولية ‪،‬جامعة سعيدة ‪،‬متاحفي الموقع االلكتروني‪.2013 ،‬‬
‫‪241‬‬
‫▪ ضمان الفعالية في تقديم الخدمات الحكومية للمواطن وأن تكون متاحة للجميع وذلك‬
‫بتسهيل وتبسيط المراحل اإلدارية التي يسعى من خاللها إلى الحصول على وثائق‬
‫ومعلومات؛‬
‫▪ التنسيق بين مختلف الو ازرات والهيئات الرسمية؛‬
‫▪ مكافحة البيروقراطية التي تشكل كبحا لتنمية البالد؛‬
‫▪ تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمواطنين في مختلف مجاالت حياة مجتمعنا‬
‫والمساهمة كذلك في تجسيد مبادئ العدالة االجتماعية والمساواة على أرض الواقع‪،‬‬
‫وكذا تحقيق السياسة الوطنية الحوارية عن طريق تقريب اإلدارة من المواطن؛‬
‫▪ حماية مجتمعنا وبالدنا ضد آفة الجريمة المنظمة والعابرة للحدود وكذا ظاهرة‬
‫اإلرهاب والتي تستعمل غالبا تزوير وتنفيذ وثائق الهوية والسفر كوسيلة النتشارها؛‬
‫▪ القضاء على معاناة المواطن من جوانب الحياة اليومية‪ ،‬فاإلدارة االلكترونية توفر عن‬
‫المواطن مشقة التنقل الستخراج وثائقه أو الستفسارات حول انشغاالته‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المحاور الرئيسية لمشروع الجزائر االلكترونية‬

‫من أجل التكفل باألهداف المترتبة عن هذه االتجاهات‪ ،‬يرمي هذا البرنامج االستراتيجي إلى‬
‫التعجيل بتشييد مجتمع المعلومات و االقتصاد الرقمي في الجزائر‪ ،‬من خالل عدة محاور إال‬
‫أنه يرتكز بالخصوص على ثالث محاور رئيسية‪: 1‬‬

‫المحور الرئيسي"أ" ‪ :‬اإلدارة االلكترونية‬

‫و ذلك من خالل تسريع استخدام تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت في اإلدارة العمومية‪،‬‬


‫و الذي يؤدي بها إلى تحول كبير في أساليب تنظيمها و عملها‪ ،‬مما سيجعلها تعيد النظر في‬
‫كيفية سيرها و تنظيمها و تكييف الخدمة المقدمة للمواطنين بشكل أنسب‪ ،‬السيما من خالل‬

‫عد إلى الملحق ‪.7‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪242‬‬
‫وضع خدماتها المختلفة على شبكة االنترنت‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬تم وضع أهداف خاصة وأحيانا‬
‫مشتركة‪ ،‬لكل دائرة و ازرية‪ .‬وهي تخص الجوانب التالية‪:‬‬

‫✓ استكمال البنى األساسية المعلوماتية؛‬

‫✓ وضع تظم معلومات مندمجة؛‬

‫✓ نشر تطبيقات قطاعية متميزة؛‬

‫✓ تنمية الكفاءات البشرية؛‬

‫✓ تطوير الخدمات اإللكترونية لفائدة المواطنين و المؤسسات و العمال و اإلدارات‬


‫األخرى‪.‬‬

‫المحور الرئيسي "ب"‪ :‬المؤسسة اإللكترونية‬

‫و يتم تجسيدها عن طريق تسريع استعمال تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت في‬


‫المؤسسات‪ ،‬ألن استخدام تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت أضحى أم ار ضروريا من أجل‬
‫تحسين األداء و رفع القدرة التنافسية لدى المؤسسات‪ ،‬و تمكينها بالتالي من االستفادة من‬
‫الفرص التي تتيحها سوق أوسع و فائقة النشاط‪ .‬كما أن ذلك يوفر مصادر دخل جديدة و يكمن‬
‫من تحسين العالقات بين الزبائن و الشركاء و يساعد بشكل عام‪ ،‬على تحقيق فعالية أكبر‪.‬‬

‫و لهذا تم تحديد الهدف األساسي المتمثل في إدماج تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت‬


‫في القطاع االقتصادي و دعم تملك تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت من قبل المؤسسات‪.‬‬
‫و تترتب عن ذلك األهداف الخاصة الثالثة التالية‪:‬‬

‫✓ دعم تملك تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت من قبل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة؛‬

‫✓ تطوير تطبيقات ضرورية لتحسين أداء المؤسسات؛‬

‫✓ تطوير عرض خدمات إلكترونية من طرف المؤسسات‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫المحور الرئيسي "ج"‪ :‬المواطن اإللكتروني‬

‫والذي يتم إعداده من خالل تطوير األليات و اإلجراءات التحفيزية الكفيلة بتمكين‬
‫المواطنين من االستفادة من تجهيزات و شبكات تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت؛ من‬
‫الضروري مواصلة عملية تعميم النفاذ إلى االنترنت‪ ،‬إذ يجب أوال توسيع النفاذ من السماح لكل‬
‫مواطن‪ ،‬أينما وجد عبر التراب الوطني‪ ،‬باالستفادة من الخدمات االلكترونية و من قاعدة‬
‫المعارف و العلم الهائلة المتمثلة في االنترنت‪ .‬ومن الضروري إرفاق برامج التجهيز و تطوير‬
‫التوصيالت ذات التدفق السريع و المضامين المتعددة الوسائط ببرامج تكوين من أجل تسريع‬
‫عملية تعميم استعمال تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت‪ .‬و بالتالي تشكل عملية تعميم النفاذ‬
‫إلى االنترنت هدفا رئيسيا يتفرع بدوره إلى ثالثة أهداف‪:‬‬

‫✓ إعادة بعث عملية * أسرتك‪ * 1‬عن طريق توفير حواسيب شخصية و خطوط توصيل‬
‫ذات التدفق السريع مع توفير التكوين و مضامين متميزة لفائدة كل فئة من فئات‬
‫المجتمع؛‬

‫✓ الزيادة بقدر معتبر في عدد الفضاءات العمومية الجماعية محالت االنترنت و‬


‫المنصات المتعددة الوسائط و الحظائر المعلوماتية و ُدور العلم و ُدور الثقافة‪... ،‬‬
‫الخ؛‬

‫✓ توسيع الخدمة العمومية لتشمل النفاذ إلى االنترنت‪.‬‬

‫و يمكن الوصول من خالل ما سبق إلى أن الجزائر أدركت أن عملية التحسين و االرتقاء‬
‫بخدمات اإلدارات العمومية لن يتأتى إال باستخدام تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت لتحديث‬
‫نفسها و التح ول نحو طريق رقمي من خالل تبنيها لمشاريع اإلدارة االلكترونية و الذي يسمح‬
‫بزيادة قدرتها التنافسية‪ ،‬كما تفطنت أيضا إلى ضرورة توسيع استعمال تكنولوجيا المعلومات و‬
‫االتصاالت لتجسيد مختلف المشاريع االلكترونية التي من شأنها تحسين مستوى معيشة المواطن‬

‫عد الى الملحق ‪.9‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪244‬‬
‫و مواكبة الطفرة التكنولوجية التي يشهدها العالم‪ .‬وهذا يتطلب وضع هياكل إدارية جديدة وتغيير‬
‫في وسائل العمل لدى اإلدارات العمومية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اشراك مختلف األوساط لتحقيق أهداف برنامج الجزائر االلكترونية ‪2013‬‬

‫لقد تم إعداد الوثائق المتضمنة تقييما للوضع الراهن لألهداف واألعمال الواجب تنفيذها‪،‬‬
‫بالتشاور مع جميع الهيئات و الدوائر الو ازرية‪ ،‬فضال عن المتعاملين العموميين و الخواص‬
‫الناشطين في مجال تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت‪.‬‬

‫تم كذلك بإشراك األوساط العاملة واألسرة الجامعية في إثراء األفكار و توضيح رؤى‬
‫مختلف الجهات المشاركة في تنفيذ الخطة المتعددة القطاعات لتطوير تكنولوجيا المعلومات و‬
‫االتصاالت‪ ،‬و فيما يلي الجوانب التي يستهدفها " الجزائر االلكترونية ‪ "2013‬من خالل ألف‬
‫عملية‪.1‬‬

‫يهدف برنامج "الجزائر االلكترونية ‪ "2013‬إلى تجسيد استعمال تكنولوجيا المعلومات‬


‫واالتصاالت في خدمة المواطن و هذا ببرمجة ألف عملية على مستوى كل اإلدارات العمومية‪،‬‬
‫المؤسسات و المجتمع‪ ،‬أين نالت اإلدارات العمومية الجزء األكبر من هذه العمليات ب‪824‬‬
‫عملية تستهدف تسريع استخدام تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت فيها‪ ،‬متجهة نحو تطبيق‬
‫اإلدارة االلكترونية على المستويين القطاعي و األفقي و هذا من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬عصرنة اإلدارة العمومية من خالل إدخال تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت بمجموع‬


‫‪ 377‬عملية‪2‬؛‬

‫عد إلى الملحق ‪.10‬‬ ‫‪1‬‬

‫استكمال الشباكات و المنظومات على مستوى الشبكات الداخلية و الشبكات المحلية‪ :‬هذه العمليات تتكفل بها مختلف‬ ‫‪2‬‬

‫الو ازرات‪ ،‬وهي تتعلق بتطوير وسائل نقل المعلومات و إرسالها بمجموع ‪ 130‬عملية‪ ،‬وكذا نظم (تخطيط موارد المؤسسات‬
‫"‪ "ERP‬و قواعد البيانات) بمجموع ‪ 106‬عملية ‪ ،‬باإلضافة إلى التطبيقات الخاصة بالقطاع بمجموع ‪ 97‬عملية و أخي ار‬
‫التكوين بمجموع ‪ 44‬عملية ‪.‬‬
‫‪245‬‬
‫‪ -‬تقريب اإلدارة العمومية من المواطن بتطوير الخدمات االلكترونية بمجموع ‪447‬‬
‫عملية‪.1‬‬

‫تتمثل اآلليات العملية التفصيلية الخاصة بالمحاور التي يتضمنها برنامج " الجزائر‬
‫االلكترونية ‪ " 2013‬في ‪ :‬إدخال تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت في اإلدارة العمومية و‬
‫تعزيز استخدامها؛ ووضع مختلف خدماتها على شبكة االنترنت و توفير المعلومات في أي‬
‫وقت و في أي مكان‪ ،‬وتم في هذا اإلطار وضع أهداف خاصة و أخرى مشتركة لكل دائرة و‬
‫زاوية الستكمال البنى و األساسية المعلوماتية و نشر تطبيقات قطاعية متميزة‪ ،‬و تنمية الكفاءات‬
‫البشرية‪ ،‬و تطوير الخدمات االلكترونية لفائدة المواطنين و المؤسسات و العمال و اإلدارات‬
‫األخرى ‪.‬‬

‫وسيتم دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتالك تكنولوجيا المعلومات‬


‫واالتصاالت وتحسين أداء المؤسسات و تطوير خدماتها‪ ،‬من خالل تنفيذ عدد من العمليات‬
‫منها وضع مصارف الكترونية‪ ،‬وارساء االستثمار االلكتروني و إدارة األعمال االلكترونية و‬
‫التموين االلكتروني و استحداث ال سجل االلكتروني‪ ،‬و التجارة االلكترونية‪ .‬كما سيتم إدخال‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المستثمرات الفالحية لرفع اإلنتاج واإلنتاجية‪ ،‬و في نشاط‬
‫الوكاالت السياحية‪.‬‬

‫كذلك سيتم إعادة بعث عملية " أسرتك" من خالل توفير الحواسيب الشخصية وخطوط‬
‫التوصيل ذات التدفق ا لسريع‪ ،‬و توفير التكوين و تقديم مضامين خاصة بكل فئة من فئات‬
‫المجتمع‪ ،‬ويجري في هذا اإلطار‪ ،‬إعداد ملف حول المقاربة الجديدة لهذه العملية و إعداد ملفات‬

‫‪ 1‬تطوير تطبيقات حكومية أفقية ‪ :‬خدمات الكترونية موجهة إلى اإلدارات العمومية بمجموع ‪ 44‬عملية‪ ،‬و كذا تطوير‬
‫تطبيقات قطاعية او عمودية في القطاع العمومي ‪ :‬خدمات الكترونية تجاه المواطن و خدمات الكترونية تجاه الموظفين و‬
‫خدمات الكترونية تجاه المؤسسات بمجموع ‪ 447‬عملية‪ ،‬منها ‪ 295‬خدمة الكترونية تجاه المواطنين (‪ 112‬إعالمية و ‪183‬‬
‫تفاعلية)‪ ،‬و ‪ 86‬خدمة الكترونية تجاه الموظفين ( ‪ 19‬إعالمية و ‪ 67‬تفاعلية)‪ ،‬و ‪ 66‬خدمة الكترونية تجاه المؤسسات (‪24‬‬
‫إعالمية و ‪ 42‬تفاعلية)‬
‫‪246‬‬
‫أخرى‪ ،‬تسمح باالستفادة من الحواسيب لصالح العاملين بمختلف اإلدارات و قطاع التربية‪،‬‬
‫والصحة و أصحاب المهن الحرة‪ ،‬و فئة المعوقين لتسهيل اندماجها في النشاط االقتصادي‬
‫والسياسي و االجتماعي و الثقافي للبلد‪.‬‬

‫ولتطوير صناعة التكنولوجيا المعلومات و االتصاالت‪ ،‬تم تحديد األهداف المتوخاة‬


‫المتمثلة في مواصلة الحوار و النقاش الناتج عن عملية إعداد البرامج في الجوانب الخاصة‬
‫بالحكومة االلكترونية‪ ،‬و توفير الشروط الخاصة بتثمين الكفاءات العملية و التقنية الوطنية في‬
‫مجال إنتاج البرمجيات و الخدمات و التجهيز‪ ،‬و إقامة إجراءات تشجع على إنتاج المضامين‪،‬‬
‫حيث سيتم في إطار تأهيل مستوى المنشآت الوطنية لالتصال‪ ،‬القيام تدريجيا باستبدال تجهيزات‬
‫المشتركين المركبة في مراكز التحويل البالغ عددها ‪ 4‬ماليين‪ ،‬بمعدل ‪ 900‬ألف خط في السنة‬
‫خالل الفترة الممتدة من سنة ‪ 2009‬إلى غاية سنة ‪ ،2013‬و اقتناء تجهيزات نفاذ جديدة‬
‫لصالح المناطق المحرومة‪ ،‬واعداد برنامج خماسي لتطوير مجموع الشبكات السلكية لربط‬
‫المشتركين‪ ،‬وتوصيل مليون مشترك إضافي من خالل بسط شبكات سلكية في التجمعات‬
‫السكانية أو المناطق السكنية الجديدة غير الموصولة بشبكات اتصاالت الجزائر‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫إنجاز شبكة لأللياف البصرية موصولة بالمنازل و العمارات و األرصفة بسعة مليون منفذ‪،‬‬
‫واقامة نظام لإلشراف على الشبكة و كشف األعطال‪ ،‬يسمح بتصليح ‪ 5000‬عطل في الشهر‬
‫في أفاق سنة ‪ ،2013‬وتحويل شبكات الربط المحلي الالسلكي المركبة في المناطق العمرانية‬
‫المدنية نحو المناطق الريفية‪ ،‬باإلضافة الى تأهيل مستوى الشبكة المتعددة الخدمات‪ ،‬وانشاء‬
‫مركز وطني لمعالجة‪ ،‬حيث يأخذ البرنامج بعين االعتبار مسألة تحسين رؤية الجزائر فيما‬
‫يخص اإلنترنت من خالل اعتماد تسيير فعال للنطاق » ‪ « dz‬وانشاء وكالة تسيير باسم النطاق‬
‫المذكور‪.‬‬

‫فيما يخص الجانب المرتبط بتطوير الموارد البشرية فإن البرنامج يمنح األولوية للتكوين‬
‫العالي و التكوين المهني في مجال تكنولوجيا المعلومات و االتصال‪ ،‬ويلقن هذه التكنولوجيا‬
‫لكافة الشرائح االجتماعية‪ ،‬باإلضافة إلى تنظيم عملية نقل التكنولوجيا و المعرفة و المهارة من‬
‫‪247‬‬
‫خالل اعتماد مسعى حث الشركات متعددة الجنسيات على االستثمار في نشاط البحث في‬
‫الجزائر‪ ،‬واقرار إجراءات تحفيزية و تشجيعية للشركات متعددة الجنسيات منها ميكروسوفت‬
‫‪ ،Microsoft‬و أوراكل ‪ ،Oracle‬لالستثمار في الجزائر في مجال نقل تكنولوجيا المعلومات‬
‫و االتصاالت لتنظيم عملية تحويل و نقل المعرفة عن طريق تطوير الكفاءات البشرية الجزائرية‪،‬‬
‫و تطوير التعاون العلمي‪.‬‬

‫ومن جانب أخر تمت دراسة الجانب المتعلق باإلطار التشريعي‪ ،‬بإشراك عدد من‬
‫القطاعات الو ازرية إلعداد النصوص التنظيمية‪ ،‬بشكل يتماشى مع الممارسات الدولية ومتطلبات‬
‫مجتمع المعلومات‪ ،‬بهدف تهيئة جو من الثقة و تعزيز إقامة اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬إذ ستقوم هذه‬
‫األخيرة إلى جانب المؤسسة اإللكترونية‪ ،‬بإدخال طرق جديدة في التعامل و التبادل مبنية على‬
‫الوسائل اإللكترونية من خالل إعداد و تفعيل تنظيم خاص بالهوية اإللكترونية وحيدة خاصة‬
‫بالمواطنين و المؤسسات و تكون بتوقيع إلكتروني‪ ،‬وتنظيم أخر خاص بالمبادالت االلكترونية‬
‫مصادق عليها‪ ،‬باإلضافة إلى وضع تنظيم خاص لضمان سرية و سالمة المعلومات الخاصة‬
‫بالمواطنين و المؤسسات و حصر استعمالها على اإلدارات المؤهلة فقط‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫استصدار نصوص تنظيمية و أخرى قانونية خاصة بالوقاية و مكافحة المخالفات المرتبطة‬
‫بهذا المجال‪ ،‬وتطوير خدمات مجتمع المعلومات باإلضافة إلى تحديد صالحية و نجاعة العقود‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬هياكل إدارية جديدة‪ ،‬تغيير في وسائل العمل واثراء للمهام‬

‫يرتكز برنامج اإلدارة االلكترونية في الجزائر على ضمان الفعالية في تقديم الخدمات‬
‫العمومية للمواطنين وأن تكون متاحة للجميع‪ .‬ومن هذا المنطلق‪ ،‬أخذت الدولة الجزائرية على‬
‫عاتقها عملية تقنين الخدمات االلكترونية بإطالق ورشة كبرى لعصرنة إدارتها المركزية‬

‫‪248‬‬
‫والالمركزية وذلك بالوضع التدريجي لنظام وطني يرتكز على برنامج عمل لتنفيذ اإلدارة‬
‫االلكترونية‪ .‬يتمثل برنامج عمل تنفيذ اإلدارة االلكترونية في‪:1‬‬

‫❖ تطوير التشريعات‪ :‬والذي يتضمن إعداد قانون ينظم المعامالت اإلدارية االلكترونية‬
‫وتطوير التشريعات القائمة؛‬
‫❖ تطوير البنية المالية‪ :‬والتي تعمل على تطوير المؤسسات ماليا لتصبح أكثر مرونة؛‬
‫❖ التطوير اإلداري والتنفيذي‪ :‬والذي يشمل تطوير أساليب العمل في الجهات المقرر‬
‫استخدامها للمعامالت االلكترونية؛‬
‫❖ التطوير الفني‪ :‬يرتكز على استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال في الجهات اإلدارية‬
‫لتطوير الطاقات والقدرات الالزمة إلنجاز برنامج اإلدارة االلكترونية‪ ،‬كذلك يهتم البرنامج‬
‫بتحسين الكفاءة التشغيلية والتي تتضمن استخدام أحدث األجهزة والمعدات وأنظمة وقواعد‬
‫البيانات وتحديث البنية األساسية لالتصاالت والمعلومات؛‬
‫❖ االعالم والتوعية‪ :‬من خالل إعداد خطة تعرف المجتمع بمزايا التحول إلى مجتمع‬
‫المعلومات كيفية االستفادة من برنامج اإلدارة االلكترونية ‪.‬‬

‫ولقد أدرك القائمون على هذا البرنامج أهمية التغييرات المستمرة في تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصال وفي مفهوم اإلدارة أيضا‪ ،‬ولم يعد لديهم خيا ار آخر إال التفكير جديا في تطبيق اإلدارة‬
‫االلكترونية كقناة خدمات عمومية يستخدمها الجميع في أي وقت وفي أي مكان‪ ،‬وهو ما سيوفر‬
‫الكثير من الوقت والجهد والمال‪ ،‬ومتاعب انتقال المواطنين إلى المكاتب الحكومية واالنتظار‬
‫في طوابير طويلة إلنهاء اجراء روتيني لمعاملة ما‪.‬‬

‫وتلعب اإلدارة االلكترونية دو ار هاما في تحسين الخدمات العمومية المقدمة من خالل‪:2‬‬

‫وسيلة واعر‪ :‬دور الحكومة االلكترونية في تحسين جودة الخدمات الحكومية‪ :‬حالة و ازرة الداخلية والجماعات المحلية‬ ‫‪1‬‬

‫بالجزائر ‪ ،‬الملتقى الدولي حول إدارة الجودة الشاملة بقطاع الخدمات‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة منتوري‬
‫قسنطينة‪ ،‬ماي ‪ ،2011‬ص ‪.15‬‬
‫وسيلة واعر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪249‬‬
‫✓ تقليل الضغوط على مستوى شبابيك الخدمة وتقليص آجال االنتظار؛‬
‫✓ سهيل معامالت المواطنين واعادة هيكلة اإلجراءات نحو التبسيط والتسهيل؛‬
‫✓ تقليل التراكم الورقي بإحالل الوثائق االلكترونية بديال على الوثائق الورقية؛‬
‫✓ استخدام االمكانيات الهائلة لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في زيادة قدرة اإلدارة‬
‫الجزائرية على توفير المعلومات والخدمات بسهولة ويسر؛‬
‫✓ التقليل من طوابير االنتظار وعدد مرات التردد على األجهزة الحكومية وتحقق مبدأ‬
‫العدالة والشفافية الكاملة للحصول على الخدمة؛‬
‫✓ تهيئة الجهاز الحكومي لالندماج في النظام العالمي حتى يواكب مستوى أداء اإلدارة‬
‫مع النظم الحديثة المتبعة في أماكن أخرى مثال منظمة الطيران الدولية التي فرضت‬
‫تعميم استعمال جواز السفر االلكتروني في كل دول العالم ابتداء من ‪2015‬؛‬
‫✓ التشجيع على نشر التعامل مع الحاسوب وسط المجتمع‪ ،‬ومحو األمية الرقمية وايجاد‬
‫بيئة أعمال أفضل وتنافس تجاري فيما يتعلق باالقتصاد الرقمي؛‬
‫✓ ومن األم ور التطويرية التي سعت لها اإلدارة االلكترونية الوصول إلى المناطق النائية‬
‫بخدماتها‪ ،‬حتى تسهل على مواطني تلك المناطق قضاء وتسيير أمورهم وعدم تحملهم‬
‫عناء التنقل النهاء معامالتهم مع اإلدارات؛‬
‫✓ تحسين فعالية تدخل الدولة سواء فيما يتعلق بالتكفل بانشغاالت المواطنين أو وضع‬
‫قيد التنفيذ السياسة الوطنية للتنمية االجتماعية واالقتصادية؛‬
‫✓ التنمية وبصفة متواصلة لسياسات تبسيط وتخفيف اإلجراءات اإلدارية وكذا مكافحة‬
‫البيروقراطية التي تشكل كبحا لتنمية البالد؛‬
‫✓ تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين في مختلف مجاالت الحياة والمساهمة كذلك‬
‫في تجسيد مبادئ العدالة االجتماعية والمساواة على أرض الواقع‪ ،‬وكذا تحقيق السياسة‬
‫الوطنية الجوارية عن طريق تقريب اإلدارة من المواطن؛‬

‫‪250‬‬
‫✓ حددت و ازرة الداخلية والجماعات المحلية الجزائرية ولمواجهة تحديات العولمة‬
‫المتسارعة‪ ،‬كهدف من خالل هذه العملية‪ ،‬حماية المجتمع والبالد ضد آفة الجريمة‬
‫المنظمة وباألخص الجريمة المنظمة العابرة للحدود وكذا ظاهرة اإلرهاب التي تستعمل‬
‫غالبا تزوير وتقليد وثائق الهوية والسفر كوسيلة النتشارها‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تكنولوجيات االعالم واالتصال ضمن أهداف التربية والتكوين المهني‬

‫يمنح قطاعي التربية والتكوين المهني األفراد فرصة اكتساب القيم والمعارف والمهارات‬
‫التي تؤهلهم لالندماج في الحياة العملية‪ ،‬وفرصة مواصلة التعلم وتزويد المجتمع بالكفاءات من‬
‫المؤهلين والعاملين الصالحين لإلسهام في البناء المتواصل لوطنهم على جميع المستويات‪ .‬كما‬
‫ينتظر المجتمع من النظام التربوي أن يزوده بصفوة من العلماء وأطر التدبير‪ ،‬ذات المقدرة‬
‫على ريادة نهضة البالد عبر مدارج التقدم العلمي والتقني واالقتصادي والثقافي‪ ..‬لذا أوجب‬
‫االهتمام بتكييف هذين القطاعين وفقا للمتطلبات العصرية‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬تكنولوجيات االعالم واالتصال نقلة نوعية لقطاع التربية‬

‫يشكل قطاع التربية في الجزائر من أهم القطاعات الواسعة االنتشار لسعيها المستمر إلى‬
‫تثقيف وتنشئة الفرد تنشئة وطنية تتالءم مع متطلبات السياسة العامة للدولة ومهما كانت ظروف‬
‫التنشئة والتربية فإنه ال يجب أن نواصل موكبها التنموي إال بتكييف برنامجها مع المتطلبات‬
‫الدولية؛ و بالتنسيق مع جميع اإلدارات ألن هناك حاجة ضرورية إلجراء دراسات تقوم بجميع‬
‫المعلومات وتوزيعها داخل القطاع‪.‬‬

‫وال يتم ذلك العمل بمعزل عن توظيف تكنولوجيات االتصال الحديثة في جميع مؤسسات‬
‫قطاعات التربية و التعليم مما يؤدي إلى تكوين نظرة مستقبلية أكثر تفاعال تضمن بقاء القطاع‪.‬‬
‫في مكانته كقطاع هادف بفسخ المجال حرية واإلبداع واالكتشاف لدى التنفيذ‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫حيث جاء القانون ‪ 04-08‬المتعلق بالقانون التوجيهي للتربية الوطنية‪ 1‬بعدة مواد‪ ،‬تحث‬
‫استعمال تكنولوجيا االعالم واالتصال وكذا تعليمها للتالميذ في إطار كوين شخصيته‪ .‬حيث‬
‫نصت المادة ‪ »:4‬تقوم المدرسة في مجال التعليم بضمان تعليم ذي نوعية يكفل‬
‫التفتح الكامل واالنسجام والتوازن لشخصية التالميذ بتمكينهم من اكتساب مستوى‬
‫ثقافي عام ‪ ،‬وكذا معارف نظرية وتطبيقية كافية قصد االندماج في مجتمع المعرفة‬

‫ومن ثمة‪ ،‬يتعينن على الدراسة القيام على الخصوص بما يأتي‪.. . :‬إدماج تكنولوجيات‬
‫اإلعالم واالتصال الحديثة في محيط التلميذ وفي أهداف التعليم وطرائقه والتأكد من قدرة‬
‫التالميذ على استخدامها بفعالية منذ السنوات األولى للتمدرس‪ ".‬أي ما يعرف بتكنولوجيا‬
‫التربية أو تكنولوجيا التعليم‪.‬‬

‫وكذا المادة ‪ 45‬التي تنص " يهدف التعليم األساسي‪ ،‬في إطار مهمته المحددة في‬
‫المادة ‪ 44‬أعاله على الخصوص إلى ما يأتي ‪ ...:‬التمكن من التكنولوجيات الجديدة لإلعالم‬
‫واالتصال وتطبيقاتها األولية‪ ".‬والمادة ‪ ":87‬يتوفر قطاع التربية الوطنية على هياكل دعم‬
‫تتكفل خصوصا بالمهام اآلتية ‪ ...:‬تكنولوجيات اإلعالم واالتصال الحديثة وتطبيقاتها‪"...‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬ادماج التكنولوجيا على مستوى التكوين المهني‬

‫إن تطوير التكوين والتدريب التقني والمهني في عصر المعرفة والمعلومات يقتضي‬
‫تحسين وتطوير طرق وتقنيات التدريس والتدريب لتتوافق مع التطور الهام لتكنولوجيات‬
‫المعلومات واالتصال ‪.‬حيث أن هذا التطور فتح لميدان التكوين و التدريب المهني آفاقا‬
‫جديدة من حيث الوسائل المتاحة واإلمكانيات و التقنيات الجديدة المستعملة و المضامين‬
‫التعليمية المتطورة والحديثة‪ ،‬لكن من ناحية أخرى‪ ،‬فان االستغالل الصحيح لهذا التطور‬

‫يتضمن القانون‬
‫ا‬ ‫محرم عام ‪ 1429‬الموافق ‪ 23‬يناير سنة‪، 2008‬‬
‫ا‬ ‫مؤرخ في ‪15‬‬ ‫ا‬ ‫‪ 1‬قانون رقم ‪04 - 08‬‬
‫التوجيهي للتربية الوطنية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.04‬‬
‫‪252‬‬
‫يضع ميدان التكوين و التدريب المهني أمام العديد من التحديات والرهانات ‪ :‬كمية و نوعية‬
‫و اقتصادية و استراتيجية‪.‬‬

‫فالناحية الكمية تتعلق بمواجهة األعداد المتزايدة من الطلبة والمتدربين خاصة في الدول‬
‫النامية ‪.‬أما الناحية النوعية فتتمثل أساسا في كسب رهان الجودة ‪:‬فالطالب أو المتدرب في‬
‫عصر الرقمنة واالنترنت والواب يعيش فيضا كبي ار من المعلومات و المحتويات لذلك فانه‬
‫أصبح اليوم يطالب ببرامج تكوين ذات جودة عالية‪ ،‬تكفل له تكوينا ناجعا و كفاءات عالية‬
‫توفر له إمكانات تشغيل حقيقية‪ ،‬و ال يقبل إال بمضامين تكوينية تضاهي أو تفوق ما يجده‬
‫مجانا على شبكة االنترنت سواء من حيث المحتوى أو الصياغة أو الوسائل و التقنيات‬
‫المستعملة‪.‬‬

‫الذي يتضمن القانون التوجيهي للتكوين والتعليم‬ ‫‪1‬‬


‫لذا جاء في القانون رقم‪07 – 08‬‬
‫المهني بعدة أهداف تستهدف ادخال تكنولوجيات االعالم واالتصال ضمن برامج التكوين المقدمة‬
‫للمتدربين‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ " :9‬يهدف التكوين المهني المتواصل إلى ‪ - ... :‬تكييف‬
‫قدرات العمال مع التطور التكنولوجي والمهن"‪ .‬المادة ‪ « :12‬يضم التعليم المهني‬
‫تعليما علميا وتكنولوجيا وتأهيليا وفترات للتكوين في الوسط المهني‪ .‬يهدف التعليم‬
‫العلمي والتكنولوجي إلى اكتساب الثقافة العلمية والتكنولوجية التي تسمح بتطوير‬
‫الكفاءات المهنية‪" .‬‬

‫في هذا اإلطار ومنذ شهر جويلية ‪ ،2016‬تم توقيع ثالث اتفاقيات خاصة بإنشاء مركز‬
‫امتياز خاص بالتكوين في مهن تكنولوجيات اإلعالم واالتصال لسد حاجيات مؤسسة اتصاالت‬
‫الجزائر من اليد العاملة المتخصصة إلى جانب منح تكوين تطبيقي إلطاراتها وموظفيها‪ ،‬في‬
‫إطار سياسة الحكومة لتكييف التكوينات والتخصصات مع احتياجات القطاع االقتصادي‪.‬‬

‫‪ ،2008‬يتضمن القانون‬ ‫مؤرخ في ‪ 16‬صفر عام ‪ 1429‬الموافق ‪ 23‬فبراير سنة‬ ‫ا‬ ‫‪ 1‬قانون رقم ‪07 - 08‬‬
‫التوجيهي للتكوين والتعليم المهني ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.11‬‬
‫‪253‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬قطاع العدالة‪ ،‬الجباية والصفقات العمومية‬

‫تعد القطاعات الثالث من أهم القطاعات الخدمية التي ال تقل أهمية عن باقي القطاعات‪.‬‬
‫وتم تبني بعض الخدمات االلكترونية بطريقة محتشمة‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬النظام اآللي لصحيفة السوابق العدلية‬

‫جاء في المادة ‪ 11‬من القانون ‪ 14 /04‬المعدل لقانون اإلجراءات الجزائية‪ 1‬المتممة‬


‫للمادتين ‪ 620‬مكرر و‪ 620‬مكرر ‪ " 1‬تنشأ لدى و ازرة العدل مصلحة لنظام آلي وطني لصحيفة‬
‫السوابق القضائية يديرها قاض" " يوجه طلب صحيفة السوابق القضائية إلى وكيل الجمهورية‬
‫لدى المحكمة المرتبطة بالنظام اآللي الوطني لصحيفة السوابق القضائية"‬

‫يمكن لكل واطن اآلن أن يطلب صحيفة السوابق القضائية رقم ‪ 3‬عن طريق االنترنيت‪،‬‬
‫بتعبئة نموذج ‪ 2‬بمعلوماته الشخصية‪ ،‬وبعد اختيار المحكمة التي يتم فيها استخراج الصحيفة‬
‫يتم ارسال الطلب‪ ،‬ومن ثم سحب الصحيفة سيكون بالمحكمة المختارة‪ ،‬ويتعين على المعني‬
‫أن يتقدم شخصيا حامال بطاقة إثبات الهوية‪ ،‬عقد ميالدي ساري المفعول وطابع جبائي‪.‬‬

‫األمر الذي أتاح لجميع المواطنين الحصول على صحيفة السوابق القضائية من أي جهة‬
‫قضائية على المستوى الوطني‪ ،‬وبذلك تم القضاء على المشاكل التي حالت دون األداء األمثل‬
‫لهذه المصلحة القضائية في نظر المواطن وخطوها خطوات في اتجاه اإلدارة االلكترونية‪.‬‬

‫واهدف الرئيسي من هذا اإلنجاز مرتبط بعدة أهداف‪ ،‬سواء تعلق األمر بالمواطن الذي لم‬
‫يعد يتحمل عناء التنقل وأتيحت له ظروف سحب صحيفة السوابق القضائية في وقت قياسي‬
‫وفي أي جهة قضائية من ربوع الوطن؛ أو تعلق األمر باإلدارات العمومية المعنية التي أصبح‬
‫بإمكانها الحصول على المعلومة مباشرة من المحكمة لتكوين الملفات التي تتعلق بنشاطاتها ي‬

‫قانون رقم ‪ 14-04‬مؤرخ في ‪ 27‬رمضان ‪ 1425‬الموافق لـ ‪ 10‬نوفمبر ‪ 2004‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ‬ ‫‪1‬‬

‫في ‪ 18‬صفر ‪ 1386‬الموافق لـ ‪ 8‬يونيو ‪ 1966‬والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪. 71‬‬
‫عد إلى الملحق ‪.11‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪254‬‬
‫آجال قصيرة‪ .‬باإلضافة إلى تمكين المؤسسات المؤهلة من الحصول على المعلومات مباشرة‬
‫من المحكمة األقرب لمقرها‪ ،‬مع تعزيز سرعة معالجة ملفات المتهمين‪ .‬أما الجهات القضائية‬
‫فقد استفادت من المعالجة السريعة والفعالة لملفات المساجين من طرف قضاة التحقيق أو وكالء‬
‫الجمهورية خاصة في الحاالت التي تقتضي اتخاذ ق اررات فورية وحساسة كحالة قرار بالحبس‬
‫المؤقت أو اإلفراج‪.‬‬

‫كما نشير إلى القانون المتعلق بعصرنة قطاع العدالة ‪ 03-15‬الذي تم التطرق إليه في‬
‫الفصل األول من هذا الباب‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬اإلدارة الجبائية‬

‫يعتبر ادراج التكنولوجيات الحديثة لإلعالم واالتصال على مستوى االدارة الجبائية مرحلة‬
‫هامة في مواصلة برنامج التحديث‪ .‬وهي تتطلب تكييف التشريع الجبائي من أجل التوجه نحو‬
‫التقنيات غير المادية و تأطير الدخول االلكتروني للنظام المركزي‪.‬‬

‫حيث جاء في المادة ‪ 44‬من قانون ‪ 113/10‬المتضمن قانون المالية لسنة‪":2011‬‬


‫تنشأ المادة ‪ 52‬مكرر ضمن قانون اإلجراءات الجبائية وتحرر كما يأتي‪:‬‬

‫"المادة ‪ 52‬مكرر ‪ :‬يتعين على المؤسسات أوشركات التأمين و‪ /‬أو إعادة التأمين‬
‫ووسطاء التأمين وكذا كل هيئة تمارس عادة نشاطات التأمين للمنقوالت أو العقارات‪،‬‬
‫أن ترسل فصليا إلى اإلدارة الجبائية ‪ ،‬جدوال خاصا بعقود التأمين المكتتبة لدى‬
‫وكاالتهم ‪ ،‬مع األشخاص الطبيعيين واألشخاص المعنويين والهيئات اإلدارية‪ .‬يرسل‬
‫الجدول في حامل معلوماتي أو عن طريق البريد اإللكتروني ‪ ،‬خالل العشرين )‪(20‬‬
‫يوما األولى من الشهر الذي يلي الفصل المعني‪.‬‬

‫قانون رقم ‪ 13 - 10‬مؤرخ في ‪ 23‬محرم عام ‪ 1432‬الموافق ‪ 29‬ديسمبر سنة ‪ ،2010‬يتضمن قانون‬ ‫‪1‬‬

‫المالية لسنة ‪ ،2011‬الجريدة الرسمية العدد ‪.80‬‬


‫‪255‬‬
‫المنصوص‬ ‫الفقرتين السابقتين بالغرامة الجبائية‬ ‫يعاقب على أي مخالفة ألحكام‬
‫كل‬ ‫عليها في المادة ‪ 2 - 192‬من قانون الضرائب ا لمباشرة والرسوم المماثلة في‬
‫مرة ال يتم فيها التصريح بعقود التأمين"‪.‬‬

‫تواصل اإلدارة الجبائية مجهوداتها لتجسيد إدارة الكترونية ناجحة‪ ،‬حيث تم مؤخ ار اتراح‬
‫نظام معلوماتي يرتكز على حل معلوماتي من نوع (‪ ،)ERP-SAP‬يتشكل من عدة وحدات‬
‫مدمجة تستجيب في غالب الحاالت لمتطلبات المهام الحرفية إلدارة جبائية‪ ،‬مع برمجة‬
‫العناصر اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬ضبط وتحديد الحل المعلوماتي؛‬


‫‪ -‬التكفل بالتطورات المعلوماتية الخاصة باحتياجات المهام الحرفية للمديرية العامة‬
‫للضرائب‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬البوابة االلكترونية للصفقات العمومية‬

‫اتجهت السلطات الجزائرية منذ بضعة سنوات إلى اعتماد مشروع الحكومة االلكترونية‪،‬‬
‫الذي يمكن المواطنين ومختلف المتعاملين من االطالع بسهولة على كل المعلومات التي يريدها‬
‫وتبسيط اإلجراءات التي تتم عادة بالمكاتب العادية لإلدارة‪ ،‬وتحويلها إلى تعامل افتراضي عبر‬
‫األنظمة المعلوماتية‪ ،‬ومنها السجل التجاري االلكتروني والبوابة اإللكترونية للصفقات العمومية‪،‬‬
‫التي أصبحت سارية المفعول بدءا من شهر جويلية ‪ ،2013‬وتسمح بتبادل المعلومات إلكترونيا‬
‫بين المتعاملين اإلقتصاديين والمصالح المتعاقدة فيما يتعلق بالصفقات العمومية‪ .‬حيث تم انشاء‬
‫هذه البوابة بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪236 - 10‬‬
‫‪1‬‬
‫ا‬
‫إلكترونية‬ ‫يتضمن تنظيم الصفقات العمومية في مادتيه ‪" : 173‬تؤسس بوابة‬
‫يحدد محتوى البوابة وكيفيات تسييرها‬
‫للصفقات العمومية لدى الوزير المكلف بالمالية‪ .‬ا‬

‫شوال عام ‪ 1431‬الموافق ‪ 7‬أكتوبر سنة‪ ، 2010‬يتضمن‬


‫مؤرخ في ‪ 28‬ا‬ ‫ئاسي رقم ‪ 236 - 10‬ا‬ ‫‪ 1‬مرسوم ر‬
‫ا‬
‫تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة لرسمية العدد ‪.2010 ،58‬‬
‫‪256‬‬
‫بموجب قرار من الوزير المكلف بالمالية"‪ .‬والمادة ‪ " : 174‬يمكن المصالح المتعاقدة‬
‫أن تضع وثائق الدعوة إلى المنافسة تحت تصرف المتعهدين أو المرشحين للصفقات‬
‫يرد المتعهدون أو ا لمرشحون للصفقات‬
‫العمومية ‪ ،‬بالطريقة اإللكترونية‪ .‬يمكن أن ا‬
‫العمومية على الدعوة إلى المنافسة بالطريقة اإللكترونية‪ .‬تحدد كيفيات تطبيق هذه‬
‫المادة بقرار من الوزير المكلف بالمالية"‬

‫تم تحديد محتوى البوابة االلكترونية للصفقات العمومية وكيفية تسييرها وطريقة تبادل‬
‫المعلومات إلكترونيا بين المتعاملين االقتصاديين و المصالح المتعاقدة في القرار‪ 1‬المؤرخ في‬
‫‪ 17‬نوفمبر ‪.2013‬‬

‫هذا القرار‪ ،‬تتكفل البوابة عموما بنشر النصوص التشريعية و التنظيمية‬ ‫وبموجب‬
‫واالستشارات القانونية المتعلقة بالصفقات العمومية و قائمة المتعاملين االقتصاديين الممنوعين‬
‫و المقصيين من المشاركة في الصفقات و كذا البرامج التقديرية لمشاريع المصالح المتعاقدة‬
‫وقوائم الصفقات المبرمة و المؤسسات المستفيدة منها‪.‬‬

‫كما تنشر تقارير المصالح المتعاقدة المتعلقة بتنفيذ الصفقات العمومية وقائمة المؤسسات‬
‫التي سحبت منها شهادة التصنيف و الكفاءة و األرقام االستداللية لألسعار‪.‬‬

‫و تقوم البوابة االلكترونية للصفقات العمومية ‪ -‬التي تهدف إلى السماح بنشر و مبادلة‬
‫الوثائق و المعلومات المتعلقة بالصفقات العمومية و إبرام الصفقات العمومية بطريقة إلكترونية‪-‬‬
‫بتسجيل المصالح المتعاقدة و المتعاملين االقتصاديين فيها و أيضا تسيير تبادل المعلومات‬
‫بين الطرفين‪.‬‬

‫يحدد محتوى البوابة اإللكترونية‬


‫محرم عام ‪ 1435‬ا‪ I‬وافق ‪ 17‬نوفمبر سنة ‪ t2013‬ا‬ ‫مؤرخ في ‪ 13‬ا‬ ‫قرار ا‬
‫‪1‬‬

‫للصفقات العمومية وكيفيات تسييرها وكيفيات تبادل المعلومات بالطريقة اإللكترونية‪ ،‬الجريدة الرسمية لعدد ‪،21‬‬
‫‪.2014‬‬
‫‪257‬‬
‫و في هذا اإلطار ينص القرار الوزاري على أن يصمم نظام المعلوماتية للصفقات العمومية‬
‫في إطار احترام سالمة الوثائق المتبادلة بالطريقة اإللكترونية و سريتها عن طريق نظام ترميز‬
‫الوثائق مع إلزامية تتبع و تعقب تبادل المعلومات‪.‬‬

‫و يكون تبادل الوثائق إلكترونيا بين المصالح المتعاقدة و المتعاملين االقتصاديين متعلقا‬
‫أساسا بدفاتر الشروط و نماذج التصريح باالكتتاب و اإلعالنات عن المناقصات و المنح‬
‫المؤقتة للصفقات العمومية أو إلغائها بالنسبة للمصالح المتعاقدة و التصريح باالكتتاب و التعهد‬
‫باالستثمار و العروض التقنية و المالية بالنسبة للمتعاملين االقتصاديين‪.‬‬

‫وفي هذا الخصوص يتوجب على المصالح المتعاقدة عند اإلعالن عن وثائق المنافسة‬
‫بالطريقة االلكترونية أن تحدد عنوان تحميل الوثائق في اإلعالن الصحفي حيث يمكن للمتعهدين‬
‫أو المترشحين للصفقات العمومية الرد على إعالنات المنافسة الكترونيا‬

‫مع إمكانية إيداع نسخة بديلة من العرض على حامل مادي ورقي أو الكتروني في اآلجال‬
‫القانونية‪.‬‬

‫و ال يتم فتح النسخة البديلة إال إذا كان العرض المرسل بالطريقة االلكترونية يحمل‬
‫فيروسا أو لم يصل في اآلجال القانونية أو لم يتمكن من فتحه‪.‬‬

‫ويتم نشر إعالنات المناقصات و الدعوات إلى االنتقاء األولي أو رسائل االستشارة في‬
‫البوابة اإللكترونية في نفس الوقت مع إرسال اإلعالنات للنشر في الجرائد‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬البطاقات االلكترونية والشيك االلكتروني‬

‫من أجل ضمان أحسن خدمة في المعامالت المالية‪ ،‬تم استحداث البطاقة والشيك‬
‫اإللكترونيين‬

‫‪258‬‬
‫القسم األول‪ :‬تقديم السفتجة والشيك للوفاء الكترونيا‬

‫طبقا للمادة ‪ 414‬من القانون التجاري المعدة بالقانون‪ 102- 05‬في مادته السادسة فإن‬
‫الحامل الشرعي للسفتجة يجب أن يقدم السفتجة الواجبة الدفع في يوم محدد أو في تاريخ معين‬
‫أو بعد مدة من االطالع أن يقدم السفتجة للدفع إما في يوم وجوب دفعها أو في أحد يومي‬
‫العمل التاليين له‪ ،‬أو تقديمها لغرفة المقاصة‪ ،‬أو تقديمها بأية وسيلة تبادل إلكترونية‪.‬‬

‫وجاء في المادة ‪ 502‬من نفس القانون المعدلة بنس االدة المذكورة آنفا‪ ،‬أنه يمكن تقديم‬
‫الشيك إلى أحد غرف ا لمقاصة بمثابة تقديم الوفاء ماديا أو بأية سيلة تبادل إلكترونية وهو ما‬
‫يعرف بالشيك االلكتروني‪ .‬حيث يعتبر الشيك االلكتروني مكافئا للشيك التقليدي‪ ،‬فهو محرر‬
‫ثالثي األطراف‪ ،‬ولكن معالجته تتم بطريقة الكترونية‪ ،‬هذه المعالجة تكون إما جزئية أو‬
‫كلية‪ ،‬فالمعالجة الجزئية تتجلى في كون الشيك يصدر في صورته العادية أو في شكله الورقي‬
‫إال أن معالجته تتم الكترونيا‪ ،‬وذلك بإدخال مضمونه على دعامة الكترونية‪ .‬أما المعالجة الكلية‬
‫ففيها يختفي دور الورق تماما‪ ،‬وتتم العملية من خالل الوسائط االلكترونية‪ ،‬أي يكون هنا الشيك‬
‫صاد ار منذ البداية في شكل الكتروني‪.2‬‬

‫يتضح مما تقدم‪ ،‬بأن المشرع الجزائري استحدث نظام الوفاء اإللكتروني في المعامالت‬
‫التجارية لمفهومه الواسع ويتضح ذلك من خالل نص المادة ‪ 69‬من قانون النقد والقرض وذلك‬
‫من خالل عبارة "‪ ...‬مهما يكن السند أو األسلوب التقني المستعمل" ‪.‬‬

‫قانون ‪ 02-05‬مؤرخ في ‪ 27‬ذي الحجة ‪ 1425‬الموافق لـ ‪ 6‬فبراير ‪ 2005‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 20‬رمضان ‪ 1395‬الموفق لـ ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬والمضمن القانون التجاري‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.11‬‬
‫وافي ميلود‪ :‬واقع وأفاق البنوك اإللكترونية ‪– ،‬مذكرة ماجيستر‪-‬كلية االقتصاد –‪ ،‬جامعة تلمسان ‪ ،‬السنة الدراسية‪-2003‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪، 2004‬ص‪.121‬‬
‫‪259‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬البطاقة االلكترونية في التأمينات االجتماعية‬

‫استفاد قطاع الضمان االجتماعي في السنوات األخيرة من أنظمة عمل حديثة سهلت‬
‫على المستفيدين من خدماته مهمة دفع واسترجاع مستحقاتهم دون الوقوف لساعات طويلة‬
‫في الطوابير‪ ،‬وتتمثل هذه اآلليات في إدخال أنظمة اإلعالم اآللي‪ ،‬وخاصة البطاقة‬
‫االلكترونية ‪.‬‬

‫حيث جاء في المادة ‪ 20‬من القانون ‪ 08-11‬والمتعلق بالتأمينات االجتماعية‪: 1‬‬

‫يتعين على مقدمي العالج أو هياكل العالج أو الخدمات ا لمرتبطة بالعالج وال سيما‬

‫منهم مستخدمو الصحة استعمال البطاقة اإللكترونية للمؤمن له اجتماعيا مع‬


‫مفاتيحها اإللكترونية منأجل ‪:‬‬

‫‪ -‬قراءة وادخال كل عمل أو خدمة عالج أو خدمات مرتبطة بالعالج تقدم للمؤمن‬
‫لهم اجتماعيا و‪ /‬أو لذوي حقوقهم؛‬

‫تتعلق بتعويض العالجات الصحية‬ ‫وكل وثيقة أخرى‬ ‫‪ -‬إعداد وارسال الفواتير إلكترونيا‬
‫إلى هيئات الضمان االجتماعي ؛‬

‫‪ -‬االطالع اإللكتروني المؤمن عن بعد ‪ ،‬مع احترام قواعد أدبيات الطب على‬
‫مجموع العالجات الصحية‪ ،‬و المنتجات الصيدالنية المتكفل بها ‪ ،‬أو المعوضة للمؤمن‬
‫له اجتماعيا أو لذوي حقوقه‪ ،‬المبينة على مستوى قواعد معطيات هيئات الضمان‬
‫االجتماعي ‪ ،‬قبل كل وصف أو تقديم أعمال طبية أو منتجات صيدالنية تعوضها‬
‫هيئة الضمان االجتماعي ‪ ،‬ما عدا في حالة االستعجال الطبي أو القوة القاهرة"‬

‫مؤرخ في ‪ 3‬رجب عام ‪ 1432‬الموافق ‪ 5‬يونيو سنة‪ ، 2011‬يعدل ويتمم القانون‬ ‫قانون رقم ‪ 08 - 11‬ا‬
‫‪1‬‬

‫رقم ‪ 11-83‬ا لمؤرخ في ‪ 21‬رمضان عام ‪ 1403‬ا لموافق ‪ 2‬يوليو سنة ‪ 1983‬والمتعلق بالتأمينات االجتماعية‪،‬‬
‫لجريدة الرسمية العدد ‪.32‬‬
‫‪260‬‬
‫وقد عرفت خدمة بطاقة الشفاء توسعا ونجاحا كبيرين بسبب إقبال المؤمنين على‬
‫الخدمة الجديدة بسبب سهولة استعمالها ومزاياها العديدة ‪.‬ومن جهة أخرى‪ ،‬فإن العديد من‬
‫األطراف الفاعلة في العملية من أطباء مراكز استشفائية وصيادلة لقناعتهم بمدى فعالية‬
‫العملية قد انضمت إلى النظام المستحدث الغرض من استعمال بطاقة الشفاء هو عصرنة‬
‫تسيير الدفع ومن شأنه تقليص الجهد العضلي والمادي‪ ،‬إضافة إلى أن استخدام بطاقة‬
‫المؤمن سابقا كملء بطاقة الطلبات‪ ،‬آما‬
‫الشفاء يلغي العديد من الخطوات التي كان يمر بها ا‬
‫أنها تسهل عمل الموظفين في مراكز الدفع إضافة إلى كون البطاقة آلية حيث أنها تستخدم‬
‫آليا ويتم دفع التعويضات أو توماتيكيا وهناك تواصال مباش ار بين الصيدالنيين ومسيري‬
‫الشركات الصيدالنية وكذلك مع بنك المعلومات باعتبارهم متعاقدين مع صندوق الضمان‬
‫االجتماعي فمثال تحول الدفتر الذي كان يمنح ألصحاب األمراض المزمنة فيتعاملون عن‬
‫سهل عمل الصيادلة بخصوص التعويضات التي يدفعها‬
‫طريقه مع الصيدلي إلى بطاقة آلية ا‬
‫صندوق الضمان االجتماعي نيابة عن المرضى‬

‫فاستعمال بطاقة الشفاء وضع حدا لقدم دفتر الدفع من قبل الغير‪ ،‬إضافة إلى تخليص مراكز‬
‫الدفع من تجديد شراء دفاتر المصممة في غاية الدقة تصل مدة صالحيتها إلى غاية ‪05‬‬
‫سنوات تحتوي » شفاء « أخرى للمعني في حالة تمزقه ‪.‬بطاقة على قدرة تخزين معلومات‬
‫يقدر حجمها ب ‪ 32‬ميڤا اكتاك‪ ،‬مما يسمح لها بتحميل أكبر قدر من المعلومات الخاصة‬
‫بالمؤمن ومختلف الفواتير كما تستجيب المعايير الجودة العالمية‪.‬‬
‫ا‬
‫هناك نوعين من بطاقات الشفاء منها البطاقة العائلية التي تحتوي على معلومات‬
‫المؤمن وذوي الحقوق وتتضمن معلومات مفصلة عن آل فرد له حق االستفادة من‬
‫وبيانات ا‬
‫الخدمة ويصل عددها إلى ‪ 10‬بيانات ‪.‬أما بطاقة الشفاء الشخصية لذوي الحقوق فإنها‬
‫تستخرج وفق شرطين إما أن يكون من يستفيد من خدمتها يعني من مرض مزمن يستوجب‬
‫عليه التردد على العالج أو أن يكون مقيم في مكان غير المكان الذي يقيم فيه صاحب‬
‫البطاقة وذلك بغرض تسهيل العملية دون عناء التنقل في كل مرة يحتاج فيها البطاقة ‪.‬‬
‫‪261‬‬
‫المؤمن وامضائه وذوي الحقوق‪ ،‬وتعمل بطاقة‬
‫وتسمح البطاقة اإللكترونية بتحديد هوية ا‬
‫الشفاء على حفظ البيانات اإلدارية معلومات عن نسبة حق التعويض وكذلك معلومات طبية‬
‫مستعجلة ومجمل العمليات الطبية المعوضة باإلضافة إلى المعلومات التقنية الخاصة‬
‫بالعملية‪.‬‬

‫ودائما وفي إطار التحول نحو إدارة إلكترونية‪ ،‬أطلق الصندوق الوطني للتأمينات‬
‫االجتماعية للعمال األجراء إجراء جديد يتعلق "بخدمة الدفع االلكتروني"‪ ،‬للسماح ألرباب العمل‬
‫بتسديد اشتراكات الضمان االجتماعي المصرح بها بصفة "فورية وبكل أمان‪ .‬حيث توفر ثالث‬
‫طرق للدفع‪ ،‬وذلك بواسطة "البطاقة االلكترونية بين البنوك (الدفع االلكتروني) والدفع بواسطة‬
‫الصيرفة االلكترونية واالقتطاع بواسطة تبادل البيانات المعلوماتية"‪ .‬كما يوفر الصندوق خدمة‬
‫الدفع عن طريق محطات الدفع االلكتروني المتوفرة عبر مصالحه والتي تسمح بالدفع المباشر‬
‫بواسطة البطاقة البنكية‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬بطاقة التعريف وجواز السفر البيومترين‬

‫جاء القرار‪ 1‬المؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ 2010‬بمكونات ملف طلب بطاقة التعريف‬


‫الوطنية وجواز السفر البيومتريين اإللكترونيين وكيفيات معالجته‪.‬‬

‫يمكن لألشخاص الذين يتوفرون على جواز سفر بيوميتري التقدم بطلب للحصول على‬
‫بطاقة الهوية الوطنية البيومترية مباشرة عبر الموقع االلكتروني لو ازرة الداخلية والجماعات‬
‫المحلية ‪.‬‬

‫وجاء في موقع و ازرة الداخلية (‪ )https://passeport.interieur.gov.dz‬أنه‬


‫لالستفادة من هذه الخدمة يجب التوفر على جواز سفر بيوميتري مضيفا أن المعطيات التي‬
‫ستطبع في البطاقة الوطنية البيوميترية هي نفسها الموجودة في جواز السفر البيوميتري‪.‬‬

‫مؤرخ في ‪ 7‬شعبان عام ‪ 1431‬الموافق ‪ 19‬يوليو سنة‪ ، 2010‬يتعلق بملف طلب بطاقة التعريف‬ ‫قرار ا‬
‫‪1‬‬

‫الوطنية وجواز السفر البيومتريين اإللكترونيين وكيفيات معالجته ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.2010 ،45‬‬
‫‪262‬‬
‫يجب على المعني باألمر تقديم عنوان مقر سكناه الحالي ورقم هاتفه النقال للحصول فور‬
‫صدور بطاقته الوطنية البيوميترية على تاريخ ومكان سحب وثيقته‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أمن وحماية المعلومات وردع الجريمة اإللكترونية‬


‫ان التطورات المتالحقة والمضي نحو إدارة الكترونية أوجب استخدام أساليب علمية وتقنية‬
‫متطورة لمواجهة فيض المعلومات المتدفق والتعامل معه‪ ،‬حيث اتخذ السعي إليجاد حلول‬
‫مناسبة للتغلب على مشكلة تزايد حجم المعلومات مسارين رئيسيين‪ :‬تمثل(أولهما) في تركيز‬
‫العديد من دراسات” علم المعلومات” على التحسين والتطوير في عملية فهم طبيعة المعلومات‬
‫ومكوناتها وكيفية حصرها وتجميعها وتبويبها وتصنيفها وتحليلها بهدف االستفادة منها بفعالية‬
‫عظمى‪ ،‬وتبدى(ثانيهما) في ظهور ورواج مستحدثات تقنية متقدمة للتحكم في المعلومات‬
‫وتجميعها ومعالجتها واختزانها واسترجاعها وتحسين االنتفاع بها ‪ ،‬والتي يشكل تزاوجها‬
‫واندماجها معا ما يعرف بتكنولوجيا(تقنية) المعلومات أو المعلوماتية‪.‬هذه التقنيات ال بد منها‬
‫إلرساء االدرة االلكترونية‪.‬‬

‫وهكذا تتضح إيجابيات الثورة المعلوماتية والتكنولوجية وقدرتها على تغيير مختلف أوجه‬
‫الحياة إلى األحسن واألفضل غير أن هذه الثورة المعلوماتية ذاتها تحمل في طياتها بذور الشر‬
‫التي تتمثل في االستخدام غير المشروع لنظم الحاسب اآللي فيما يسمى بالجريمة المعلوماتية‪.‬‬
‫وهو من أكبر التحديات التي تفرزها اإلدارة االلكترونية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الجرائم المعلوماتية أو االلكترونية‬


‫لقد مرت الجريمة المعلوماتية او االلكترونية نتيجة للتدرج في الظاهرة الجرمية الناشئة‬
‫عن استعمال تكنولوجيات االعالم واالتصال بعده اصطالحات ابتداء من إساءة استعمال‬
‫الحاسوب مرو ار باصطالح احتيال الحاسوب ثم اصطالح الجريمة المعلوماتية فاصطالح جرائم‬

‫‪263‬‬
‫الكمبيوتر والجريمة المرتبطة بالكمبيوتر ثم جرائم التقنية العالية وجرائم الهاكرز وأخي ار جرائم‬
‫االنترنت‪.1‬‬

‫هذا وال يوجد تعريف محدد ومتفق عل يه بين الفقهاء حول مفهوم الجريمة المعلوماتية إذ‬
‫منهم المضيق لهذا المفهوم ومنهم الموسع ومنهم من يقسم تعريف الجريمة اإللكترونية الى‬
‫ثالث اتجاهات‪.‬‬

‫فمن التعريفات المضيقة للجريمة المعلوماتية أنها ‪:‬‬

‫✓ ”الفعل غير المشروع الذي يتورط في ارتكاب الحاسب اآللي”؛‬


‫✓ ” الفعل اإلجرامي ‪ :‬الذي يستخدم في اقترافه الحاسب اآللي كأداة رئيسية‪2‬؛‬
‫✓ ” مختلف صور السلوك اإلجرامي التي ترتكب باستخدام المعالجة اآللية للبيانات”‬

‫ومن التعريفات الموسعة لمفهوم الجريمة المعلوماتية تعريف الفقيهان – ‪( Michel‬‬


‫) ‪Redo‬حيث يعرف بأن الجريمة المعلوماتية هي سوء استخدام الحاسب ويشمل الحاالت‬
‫المتعلقة بالولوج غير المصرح به لحاسب المجني عليه أو بياناته ‪ .‬كما تمتد جريمة الحاسب‬
‫لتشمل االعتداءات المادية على جهاز الحاسب ذاته أو المعدات المتصلة به‪ ،‬وكذلك االستخدام‬
‫غير المشروع لبطاقات االئتمان وانتهاك ماكينات الحساب اآللية بما تتضمنه من شبكات تحويل‬
‫الحسابات المالية بطرق إلكترونية وتزييف المكونات المادية والمعنوية للحاسب بل وسرقة جهاز‬
‫الحاسب في حد ذاته أو أي مكون من مكوناته‪.3‬‬

‫كما يرى البعض ان تعريف الجريمة اإللكترونية له ثالثة اتجاهات وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫د‪ .‬هاللي عبد الاله أحمد‪ :‬إلتزام الشاهد واإلعالم في الجرائم المعلوماتية ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.13‬‬ ‫‪،1997‬‬
‫د‪ .‬هشام محمد فريد رستم ‪ :‬قانون العقوبات ومخاطر تقنية المعلومات مكتبة اآلالت الحديثة ‪ ،‬اسيوط ‪ ، 1992‬ص ‪.30‬‬ ‫‪2‬‬

‫د‪ .‬هاللي عبد الاله أحمد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪264‬‬
‫• االتجاه األول‪ :‬يستند أصحاب هذا الرأي إلى لزوم أن يكون نظام الحاسب اآللي هو محل‬
‫الجريمة‪ ،‬فيجب أن يتم االعتداء على الحاسب اآللي أو على نظامه‪ ،‬فقد عرفها روزنبالت‬
‫‪ Rosenblatt‬بقوله‪ :‬هي نشاط غير مشروع موجه لنسخ أو تغيير أو حذف أو الوصول‬
‫‪1‬‬
‫إلى المعلومات المخزنة داخل الحاسب أو التي تحول عن طريقه‬
‫• االتجاه الثاني‪ :‬ويستند أنصار هذا االتجاه إلى معيار شخصي يستوجب أن يكون فاعل‬
‫هذه الجرائم ملما بتقنية المعلومات واستخدام الحاسوب إلمكانية اعتبارها من جرائم الحاسب‬
‫اآللي‪ .2‬وعليه يعرف ديفيد ثومبسون ‪، David Thompson‬الجريمة المعلوماتية بأنها‪ :‬أي‬
‫فعل غير مشروع تكون المعرفة بتقنية المعلومات أساسية لمرتكبه والتحقيق فيه ومالحقته‬
‫قضائيا‪ ، 3‬وبناء على ذلك ال بد أن يكون مرتكب الجريمة اإللكترونية على درجة كبيرة من‬
‫المعرفة التكنولوجية بالحاسبات لتالحقه هذه الجريمة قانونيا كما ان هذا التعريف أخذت به‬
‫و ازرة العدل األمريكية في تقريرها الصادر سنة‪.41989‬‬
‫• االتجاه الثالث‪ :‬يستند إلى وسيلة ارتكاب الجريمة فيشترطون وجوب ارتكابها بواسطة‬
‫الحاسب اآللي‪ ،‬كما عرفها تايدمان ‪ Tideman‬بأنها‪ :‬كل أشكال السلوك غير المشروع‬
‫أو الضار بالمجتمع الذي يتركب باستخدام الحاسب‪ ،5‬أو هي كل جريمة تتم في محيط‬
‫الحاسبات اآللية‪ ،‬وبالتالي يعد هذا التعريف توسعا كبي ار في مفهوم الجريمة اإللكترونية كونه‬
‫يعد الجريمة التي تقع على سرقة الحاسوب وما يتعلق به جريمة إلكترونية‪.‬‬

‫وأخي ار فان هناك تعريفات اخرى منها التعريف الذى اقترحته مجموعة من خبراء منظمة‬
‫التعاون االقتصادي والتنمية كأساس للنقاش في اجتماع عقد بباريس في عام ‪ 1983‬وذلك‬

‫عبابنة‪ ،‬محمود أحمد‪ :‬جرائم الحاسوب وأبعادها الدولية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪.2005 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬هاللي عبد الاله أحمد‪ :,‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬ ‫‪2‬‬

‫قورة‪ ،‬نائلة عادل محمد فريد قورة‪ :‬جرائم الحاسب اآللي دراسة نظرية تطبيقية‪ ،‬منشورات الحلبي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.2005 ،1‬‬ ‫‪3‬‬

‫عبابنة‪ ،‬محمود أحمد ‪ :‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.16‬‬ ‫‪4‬‬

‫هشام فريد رستم‪ ,‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪265‬‬
‫لبحث الجريمة المرتبطة بالمعلوماتية وورد فيه أنه” كل سلوك غير مشروع أو غير أخالقي أو‬
‫غير مصرح به يتعلق بالمعالجة اآللية للبيانات أو بنقلها” لكنه تعريف فيه من المرونة واالتساع‬
‫ما ادى على التسوية بين السلوك غير المشروع قانونا والسلوك الذى ال يرتب سوى استهجانه‬
‫اخالقيا ذلك أنه ال تالزم دائما ما بين الفعل المستهجن اخالقيا وذلك المؤثم قانونا‪ .‬وعرفت‬
‫الجريمة المعلوماتية كذلك بأنها نشاط جنائي يمثل اعتداء على برامج وبيانات الحاسب‬
‫اإللكتروني‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أشكال الجرائم االلكترونية‬


‫وتشمل وليس حص ار على‪:1‬‬

‫• تخريب المعلومات واساءة استخدامها ‪.‬ويشمل ذلك قواعد المعلومات‪ ،‬المكتبات‪ ،‬تمزيق‬
‫الكتب‪،‬‬

‫تحريف المعلومات‪ ،‬تحريف السجالت الرسمية ‪.‬الخ‪.‬‬

‫• سرقة المعلومات ويشمل بيع المعلومات كالبحوث أو الدراسات الهامة أو ذات العالقة‬
‫بالتطوير التقني‪ ،‬أو الصناعي‪ ،‬أو العسكري‪ ،‬أو تخريبها‪ ،‬أو تدميرها ‪.‬الخ‪.‬‬
‫• تزوير المعلومات ويشمل الدخول لقواعد في النظام التعليمي وتغيير المعلومات‬
‫وتحريفها‪ ،‬مثل تغيير‬

‫عالمات الطالب‪.‬‬

‫• تزييف المعلومات وتشمل تغيير في المعلومات على وضع غير حقيقي مثل وضع‬
‫سجالت شهادات لم تصدر عن النظام التعليمي واصدارها‪.‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬ذياب موسى البداينة‪ :‬الجرائم االلكترونية‪ :‬المفهوم واألسباب‪ ،‬الملتقى العلمي للجرائم المستحدثة في ظل المتغيرات‬ ‫‪1‬‬

‫والتحوالت اإلقليمية والدولية‪ ،‬عمان األردن‪ ،2014 ،‬ص ‪.24-23‬‬


‫‪266‬‬
‫انتهاك الخصوصية ويشمل نشر معلومات ذات طبيعة خاصة عن األفراد‪ ،‬أو الدخول‬
‫لحسابات األفراد اإللكترونية ونشر معلومات عنهم‪ ،‬أو وضع معلومات تخص تاريخ األفراد‬
‫ونشرها‪.‬‬

‫• التصنت وتشمل الدخول لقواعد المعلومات وسرقة المحادثات عبر الهاتف‪.‬‬


‫• التجسس ويشمل اعتراض المعلومات ومحاولة معرفة ما يقوم به األفراد‪.‬‬
‫• التشهير ويشمل استخدام المعلومات الخاصة أو ذات الصلة باالنحراف أو الجريمة‬
‫ونشرها بشكل القصد منه اغتيال شخصية األفراد أو اإلساءة‪.‬‬
‫• السرقة العلمية الكتب والبحوث العلمية األكاديمية وخاصة ذات الطبيعة التجريبية‬
‫والتطبيقية‪.‬‬
‫• سرقة االختراعات وخاصة في المجاالت العلمية الستخدامها أو بيعها‪.‬‬
‫• الدخول غير القانوني للشبكات بقصد إساءة االستخدام أو الحصول على منافع من‬
‫خالل تخريب المعلومات أو التجسس أو سرقة المعلومات‪.‬‬
‫• قرصنة البرمجيات ويشمل النسخ غير القانوني للبرمجيات واستخدامها أو بيعها مرة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫• قرصنة البيانات والمعلومات ويشمل اعت ا رض البيانات وخطفها بقصد االستفادة منها‬
‫وبخاصة أرقام البطاقة االئتمانية وأرقام الحسابات وكلمات الدخول وكلمات السر‪.‬‬
‫• خالعة األطفال وتشمل نشر صور خاصة لألطفال" الجنس السياحي "لألطفال خاصة‪،‬‬
‫ولإلناث‬
‫• على الشبكات )‪. (Cyber Six‬بشكل عام‪ ،‬ونشر الجنس التخيلي‬
‫• القنابل البريدية وتشمل إرسال فيروسات لتدمير البيانات من خالل رسالة ملغمة‬
‫إلكترونية‪.‬‬
‫• إفشاء األسرار‪ ،‬وتشمل الحصول على معلومات خاصة جدا ونشرها على الشبكة‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫• االحتيال المالي بالبطاقات وهذا ناتج عن استخدام غير شرعي لبطاقات التسوق أو‬
‫المالية أو الهاتف‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫• سرقة األرقام والمتاجرة بها وخاصة أرقام الهواتف السرية واستخدامها في االتصاالت‬
‫الدولية أو أرقام بطاقات االئتمان‪.‬‬
‫• التحرش الجنسي ويقصد به المضايقة من الذكور لإلناث أو العكس من خالل المراسلة‬
‫أو المهاتفة‪،‬‬
‫• أو المحادثة‪ ،‬أو المالمسة‪.‬‬
‫• المطاردة والمالحقة واالبتزاز وتشمل مالحقة الذكور لإلناث أو العكس والتتبع بقصد‬
‫فرض إقامة عالقة ما‪ ،‬وذلك من خالل استخدام البريد اإللكتروني وارسال الرسائل‪.‬‬
‫• اإلرهاب اإللكتروني ‪.‬يشمل جميع المكونات السالفة الذكر في بيئة تقنية متغيرة والتي‬
‫تؤثر على فرص اإلرهاب ومصادرة‪ ،‬هذه التغيرات تؤثر على تكتيكات اإلرهاب وأسلحته‬
‫وأهدافه ومن التكتيكات اإلرهابية ما يعرف باإلرهاب اإللكتروني‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬وضعية الجزائر أمام الجريمة المعلوماتية‬


‫هناك بعض الصعوبات التي يكمن أن تعرقل تنفيذ برنامج الجزائر االلكترونية ومن بينها‬
‫يتم ذكر‪:‬‬

‫▪ ال يوجد إال عدد قليل من الدول التي نجحت في إنشاء واستخدام الحكومة اإللكترونية؛‬

‫▪ إن سياسة إدخال الحاسوب في تسير اإلدارة الجزائرية (حوسبة اإلدارة) لم يؤثر على‬
‫اإلجراءات اإلدارية التي بقيت على حالها؛‬

‫▪ هناك خطر من الفجوة الرقمية بين المدن والقرى و المناطق في الشمال و الجنوب‪،‬‬
‫مما يسبب اختالل التوازن في التغطية اإلقليمية من حيث البنية التحتية و استخدام‬
‫تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت؛‬

‫‪268‬‬
‫▪ الخوف من أال تتم حماية المعلومات وأن تنتهك الحياة الشخصية‪ ،‬موجود باستمرار عند‬
‫المستخدمين‪ ،‬إذ يمكن إدراج بعض اإلحصائيات في هذا المجال‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫الجدول ‪2‬‬

‫قضايا المساس بأمن المعلومات التي طرحت على المحاكم وعدد األشخاص المتابعين‬
‫(من سنة ‪ 2005‬إلى غاية ‪)2015‬‬
‫‪2011‬‬

‫‪2007‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2016‬‬

‫‪2015‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2005‬‬
‫السنة‬

‫عدد‬

‫‪1055 640 211 107‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫الجرائم‬

‫عدد‬
‫‪946‬‬ ‫‪298‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪00‬‬ ‫األشخاص‬
‫المتابعين‬

‫‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬مختار األخضري‪ :‬اإلطار القانوني لمواجهة جرائم المعلوماتية و جرائم الفضاء االفتراضي‪ ،‬نشرة القضاء‬
‫لوزارة العدل‪ ،‬العدد‪ ،66،2010 :‬ص‪ 67:‬وتصريحات المدير العام لألمن الوطني في الصحف‪.‬‬
‫‪269‬‬
‫الشكل ‪:2‬أعمدة بيانية توضح‬
‫تطور قضايا المساس بأمن المعلومات و عدد األشخاص المتابعين‬
‫)من سنة ‪ 2005‬إلى غاية ‪(2016‬‬
‫‪1200‬‬

‫‪1000‬‬

‫‪800‬‬

‫‪600‬‬

‫‪400‬‬

‫‪200‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬

‫عدد الجرائم‬ ‫عدد األشخاص المتابعين‬

‫الشكل ‪ :3‬منحنى بياني يوضح‬


‫تطور قضايا المساس بأمن المعلومات التي طرحت على المحاكم و عدد‬
‫األشخاص المتابعين )من سنة ‪ 2005‬إلى غاية ‪(2016‬‬
‫‪1200‬‬
‫عدد الجرائم‬ ‫عدد األشخاص المتابعين‬
‫‪1000‬‬

‫‪800‬‬

‫‪600‬‬

‫‪400‬‬

‫‪200‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪270‬‬
‫يالحظ من خالل الجدول و الشكلين السابقين تزايد في عدد األشخاص المتابعين من سنة‬
‫‪ 2005‬إلى غاية ‪ 2010‬يرجع ذلك الى ارتفاع عدد المتابعات القضائية من أجل جرائم المساس‬
‫بأمن المعلومات‪ .‬و يمكن تقسيم هذه الفترة إلى مرحلتين‪:‬‬

‫▪ المرحلة األولى (من سنة ‪ 2005‬إلى ‪ :)2008‬خالل هذه المرحلة يالحظ وجود عدد قليل‬
‫من األشخاص المتابعين بقضايا المساس بأمن المعلومات موازاة مع عدد قليل من الجرائم‬
‫المتعلقة بتلك القضايا‪ ،‬إذ يعدون على أصابع اليد الواحد ويمكن إرجاع ذلك إلى‪:‬‬

‫✓ التغيب القانوني لعدد كبير من جرائم أمن المعلومات وعدم وجود قانون خاص ينفرد‬
‫بالوقاية من هذه الجرائم و مكافحتها؛‬

‫✓ عدم تصريح بعض الجهات بهذه الجرائم (فبالنسبة للمواطنين لتعلق جل القضايا بالشرف‬
‫و التشهير بها‪ ،‬أما بالنسبة للمؤسسات االقتصادية خوفا من فقدان ثقة عمالئها و من‬
‫ثم فقدان تنافسيتها‪ ،‬و فيما يخص باإلدارات العمومية تعتبر نفسها إدارات سيادية هي‬
‫في منأى عن تلك الجرائم)؛‬

‫✓ هذا النوع من الجرائم هي جرائم جديدة بالنسبة للمجتمع الجزائري؛ لعدم اندماجه المبكر‬
‫في مجتمع المعلومات؛ وهذا راجع لعدة أسباب أبرزها السبب التاريخي على غرار ما‬
‫عاشته الجزائر في العشرية السوداء؛‬

‫✓ قلة الوعي والتقليل من أهمية هذه الجرائم وعدم التبليغ عنها إلى الجهات المختصة‪.‬‬

‫▪ المرحلة الثانية (من سنة ‪ 2008‬إلى غاية ‪ :)2016‬خالل هذه المرحلة يالحظ تزايد مستمر‬
‫في عدد الجرائم و يوازيه أيضا زيادة في عدد األشخاص المتابعين بقضايا المساس بأمن‬
‫المعلومات‪ ،‬باستثناء في سنة ‪ 2010‬إذ انخفض عدد األشخاص المتابعين بقضايا المساس‬
‫بأمن المعلومات إلى ‪ 20‬شخصا بدل ‪ 51‬شخص في‪ 2009‬إلى ‪ 48‬شخصا في ‪،2012‬‬
‫ومع ثبات عدد ‪ 2010‬و يمكن إرجاع ذلك إلى‪:‬‬

‫‪271‬‬
‫✓ إصدار القانون المتضمن القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت ومكافحتها (القانون رقم ‪ 04-09‬المؤرخ في ‪ 05‬أوت ‪1)2009‬؛‬

‫✓ اصدار مرسوم تنفيذي رقم ‪ 410-09‬مؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر سنة ‪ 2009‬يحدد‬


‫قواعد األمن المطبقة على النشاطات المنصبة على التجهيزات الحساسة‪2‬؛‬

‫✓ تزامن جزء من المرحلة وتجسيد مشروع " الجزائر االلكترونية ‪ " 2013-2009‬والرغبة‬
‫في التوجه نحو مجتمع معلومات و اقتصاد رقمي‪.‬‬

‫و يالحظ أيضا خالل هذه المرحلة أن عدد األشخاص المتابعين بقضايا المساس بأمن‬
‫المعلومات يفوق بكثير عدد جرائم المساس بأمن المعلومات مقارنة بالمرحلة األولى؛ وهذا إن‬
‫دل على شيء إنما يدل على وجود تنظيمات إجرامية‪ ،‬و أن دوافعهم الرتكاب هذه الجرائم هي‬
‫على الترتيب ‪ :‬الكسب المادي بنسبة ‪ ،%65‬االنتقام بنسبة ‪ ،%15‬الفضول بنسبة ‪،%15‬‬
‫التحدي بنسبة ‪ . %5‬و أن جل هؤالء المتابعين بقضايا المساس بأمن المعلومات هم ‪ :‬شباب‬
‫بنسبة ‪ % 68‬تتراوح أعمارهم بين ‪ 25‬و ‪ 30‬سنة و أغلبهم لديهم معرفة بالمعلوماتية (طالب‬
‫جامعي أو تقني في المعلوماتية) و بنسبة ‪ ،%99‬و أن ‪ %84‬تربطهم عالقة مهنية بالضحايا‪.‬‬
‫كما تتصدر جريمة الدخول غير المشروع مع إتالف المعلومات أو تعديلها نسبة ‪ %34‬من‬
‫مجموع أنواع جرائم المساس بأمن المعلومات‪.‬‬

‫وتتلخص أسباب الجرائم اإللكترونية بانها ظاهرة اجتماعية متوافقة مع انتقال‬


‫المجتمعات إلى المجتمع الرقمي‪ ،‬حيث انتقل نشاط الناس من الواقع الفعلي(المادي) إلى‬
‫الواقع االفتراضي‪ ،‬وهي جريمة عابرة للحدود الوطنية‪.‬‬

‫وقد سهل انتشار الجرائم االلكترونية سهولة الوصول للمستهدفين وانخفاض الكلفة‪،‬‬
‫والغفلة في تنفيذها وضعف الرقابة والسرعة في تنفيذها وتوظيف االتصاالت والتفاعالت في‬

‫الجريدة الرسمية العدد ‪.2009 ،47‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجريدة الرسمية العدد ‪.2009 ،73‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪272‬‬
‫ارتكابها‪ ،‬وقلة الخطورة على الجناة‪ ،‬وسرعة الكسب غير المشروع‪ ،‬والفرص المتاحة‬
‫الرتكابها‪ ،‬والضغوط الشخصية والعامة على الجناة‪ ،‬وضعف الرقابة عامة ‪.‬كما ساهمت‬
‫عوامل التحضر السريع‪ ،‬والبطالة والرغبة بسرعة الثراء‪ ،‬وضعف التشريعات وضعف أدوات‬
‫الحماية‪ ،‬وتوافر الفرصة الرتكابها وغياب الحراسة التقنية في انتشارها ‪.‬وينفذها شباب يسعون‬
‫للشهرة أو مجرمون محترفون يسعون للكسب والثراء‪ ،‬أو إرهابيون‪.‬‬
‫ن‪1‬‬
‫‪ 15/04‬الصادر في‬ ‫وجاءت عقوبات الجريمة االلكترونية وفقا للمادة ‪ 12‬من القانو‬
‫‪ 10‬نوفمبر‪ 2004‬المعدل والمتمم لألمر ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬المضمن قانون‬
‫العقوبات‪ .‬حيث أضافت المادة القسم اسابع مكرر الحامل للعنوان المساس باألنظمة اآللية‬
‫لمعالجة المعطيات من الفصل الثالث الخاص بجرائم الجنايات و الجنح ضد األموال‪.‬‬

‫المادة ‪ 394‬مكرر " يعاقب بالحبس من ثالثة اشهر الى سنة و بغرامة من خمسين ألف‬
‫الى مائة ألف دينار كل من يدخل أو يبقى عن طريق الغش في كل أو جزء من المنظومة‬
‫للمعالجة االلية للمعطيات أو يحاول ذلك ‪.‬‬

‫تضاعف الع قوبة اذا ترتب عن ذلك حذف أو تغيير لمعطيات المنظمة‪ .‬و إذا ترتب‬
‫على األفعال المذكورة أعاله تخريب نظام أشغال المنظومة تكون العقوبة الحبس من ‪ 06‬اشهر‬
‫الى سنتين و غرامة من خمسين ألف الى مائة و خمسون ألف دينار"‬

‫المادة ‪ 394‬مكرر‪ " 1‬يعاقب بالحبس من ‪ 06‬اسهر الى ‪ 03‬سنوات و بغرامة من‬
‫‪ 500.000‬دج الى ‪ 2000.000‬كل من ادخل بطريقة الغش معطيات في نظام أو أزال او‬
‫عدل بطريقة الغش المعطيات التي يتضمنها"‬

‫المادة ‪394‬مكرر ‪ " 2‬يعاقب بالحبس من شهرين الى ‪ 03‬سنوات و بغرامة من‬
‫‪ 1000.000‬دج الى ‪ 5000.000‬دج كل من يقوم عمدا و عن طريق الغش بما يلي ‪:‬‬

‫الجريدة الرسمية العدد ‪.2004 ،71‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪273‬‬
‫‪ -1‬تصميم أو بحث او تجميع أو توفير أو نشر أو االتجار في معطيات مخزنة أو معالجة‬
‫أو مراسلة عن طريق منظومة معلوماتية يمكن ترتكب بها الجرائم المنصوص عليها في هذا‬
‫القسم‪.‬‬

‫‪ -2‬حيازة أو إفشاء أو نشر أو استعمال ألي غرض كان المعطيات المتحل عليها من إحدى‬
‫الجرائم المنصوص عليها في هذا القسم‪.‬‬

‫المادة ‪394‬مكرر ‪ " 3‬تضاعف العقوبة المنصوص عليها في هذا القسم اذا استهدفت‬
‫الجريمة الدفاع الوطني أو الهيئات و المؤسسات الخاضعة للقانون العام دون االخالل بتطبيق‬
‫عقوبات اشد"‪.‬‬

‫المادة ‪ 394‬مكرر ‪ " 4‬يعاقب الشخص المعنوي الذي يرتكب احدى الجرائم المنصوص‬
‫عليها في هذا القسم بغرامة تعادل خمس مرات الحد االقصى المقرر للشخص الطبيعي"‬

‫المادة ‪ 394‬مكرر ‪ " 5‬كل من شارك في مجموعة أو في اتفاق تألف بغرض االعداد‬
‫لجريمة أو أكثر من الجرائم المنصوص عليها في هذا القسم و كان هذا التحضير مجسد أو‬
‫عدة أفعال مادية يعاقب بالعقوبات المقررة للجريمة ذاتها"‪.‬‬

‫المادة ‪ 394‬مكرر‪ " 6‬مع االحتفاظ بحقوق الغير حسن النية يحكم بمصادرة األجهزة و‬
‫البرامج و الوسائل المستخدمة مع اغالق المواقع التي تكون محال لجريمة من الجرائم المعاقب‬
‫عليها وفقا لهذا القسم على اغالق المحل أو مكان استغالل إذا كانت الجريمة قد ارتكبت بعلم‬
‫مالكها"‪.‬‬

‫المادة ‪ 394‬مكرر ‪" 7‬يعاقب على الشروع في ارتكاب الجنحة المنصوص عليها في هذا‬
‫القسم بالعقوبات المقررة على الجنحة ذاتها"‪.‬‬

‫أما دوليا فقد تم وضع قانون االنترنت هو ذلك الفرع الجديد من فروع القانون الذي يتولى‬
‫التنظيم القانوني لظاهرة شبكة االنترنت‪ ،‬وهو نتاج طبيعي لنجاح مدرسة التنظيم القانوني للعالم‬

‫‪274‬‬
‫االفتراضي حيث الحظ فقه القانون عدم إمكانية نجاح فكرة قانون الحاسب ‪Computer Law‬‬
‫وقانون المعلوماتية في إرساء معايير قانونية يمكن أن تضبط التنظيم القانوني لشبكة االنترنت ‪.‬‬

‫وقد تم تقسيم قانون االنترنت إلى خمسة أقسام كبرى هي‪:‬‬

‫‪ -‬التنظيم القانوني للتخزين الرقمي‪.‬‬

‫‪ -‬التنظيم القانوي لقواعد البيانات‪.‬‬

‫‪ -‬التنظيم القانوني للمعامالت الرقمية‪.‬‬

‫‪ -‬التنظيم القانوني للتجارة االلكترونية‪.‬‬

‫‪ -‬التنظيم القانوني للجريمة االفتراضية‪.‬‬

‫حيث أنه من غير الالزم أن يتم االعتماد على التفسير التقليدي لالنترنت بأنها ناتج‬
‫تطوير في حركة االتصاالت وانما هي ناتج تكنولوجيا المعلومات ‪.‬‬

‫لذلك ظهرت فلسفة جديدة تتبنى فكرة استقاللية التنظيم القانوني للعالم االفتراضي الذي‬
‫نشأ جراء تواصل الحواسب والشبكات فيما بينها‪ .‬فالمعامالت الرقمية هي أحد أقسام قانون‬
‫االنترنت االكثر تجاوبا مع الحاجات اليومية لمستخدمي االنترنت‪ ،‬فهو القسم الذي يمكن أن‬
‫نطلق عليه لفظ قانون المعامالت المدنية والتجارية عبر شبكة االنترنت ‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى برنامج مشروع الجزائر االلكترونية‪ ،‬يضاف إلى الصعوبات السالفة الذكر‬
‫صعوبات أخرى و التي يجب التغلب عليها؛ لكونها هي األخرى تعيق عملية تنفيذ هذا البرنامج‪،‬‬
‫من بينها ما يلي‪:‬‬

‫▪ الخوف من التغيير عن اإلداري و المواطنين أمام عملية التحول إلى اإلدارة‬


‫اإللكترونية‪ ،‬أي حدوث ما يعرف في أدبيات اإلدارة بمقاومة التغيير؛‬

‫‪275‬‬
‫▪ عدم كفاية األموال المخصصة لهذا البرنامج الطموح للمواطن و للمجتمع ككل‪،‬‬
‫مع العلم أن الفوائد التي تعود على البلد العتماد الحكومة اإللكترونية تستحق‬
‫االستثمار‪.‬‬

‫▪ " األمية الرقمية " بين المسؤولين و المواطنين‪ ،‬و ارتفاع تكلفة وسائل اإلعالم‬
‫تساهم في عدم تشجيع استخدام تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت في الحياة‬
‫اليومية‪.‬‬

‫كما يمكن إدراج بعض الصعوبات التي تعتري تنفيذ برنامج " الجزائر اإللكترونية ‪2013‬‬
‫" في الرأي الذي أبداه المجلس الوطني االقتصادي و االجتماعي بشأن هذا البرنامج الحيوي‪،‬‬
‫إذ دعا فيه و ازرة البريد و تكنولوجيات اإلعالم و االتصال‪ ،‬إلى إعادة صياغة برنامج " الجزائر‬
‫اإللكترونية ‪ ،" 2013‬الهادف لولوج الجزائر عالم مجتمع المعلومات و االقتصاد الرقمي‪ ،‬و‬
‫انتقدت هيئة محمد الصغير باباس في تقريرها المنشور بالجريدة الرسمية ‪ ،‬محاور و ادوات‬
‫تنفيذ البرنامج و من ذلك‪:‬‬

‫▪ عدم مراعاة اللغات الوطنية في أهداف البرنامج؛‬

‫▪ ميل البرنامج إلى تفضيل مقاربة التجهيز المعلوماتي على حساب مقاربة و نوعية البرمجة‬
‫و المضمون؛‬

‫▪ لم يفصل البرنامج بين عناصر المضمون و العناصر الخاصة باألدوات و الوسائل‬


‫المعتمدة لتنفيذه؛‬

‫▪ تضييق الرؤية بفعل تنظيم غير منسق و تشتت على مستوى أجهزة التنفيذ؛‬

‫▪ و أشار المجلس إلى صعوبة تنفيذ البرنامج في افاق سنة ‪ ،2013‬حيث توصل إلى أن "‬
‫التخطيط لتحقيق برنامج طموح كهذا في غضون خمس سنوات أمر صعب احترامه "؛‬

‫‪276‬‬
‫▪ وتساءل المجلس الذي على رأسه الوزير األسبق للعمل محمد الصغير باباس‪ ،‬عن قدرة‬
‫النسيج المؤسساتي االقتصادي واالجتماعي على استيعاب مختلف النشاطات المزمع‬
‫تنميتها‪ ،‬كما تحفظت الهيئة على تهميش السلطات المحلية في تجسيد البرنامج؛‬

‫▪ ضم المجلس في تعقيبه على البرنامج انتقادا لتغيب دور المؤسسات والمزودين للتجهيزات‬
‫الذين يفترض أن يجنوا ‪ 4‬ماليير دوالر من األموال المرصودة لهذه العملية؛‬

‫▪ وسجل المجلس أن الميزانية المخصصة للبرنامج تتطلب حسابا أكثر ضبطا وتحليال‬
‫صارما للنتائج المنتظرة من هذا البرنامج؛‬

‫▪ كما أضاف المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي في تحليله لبرنامج " الجزائر‬
‫االلكترونية ‪ " 2013‬أنه يتطلب إعادة صياغته مع األخذ بالجوانب الثالثة التالية‪ :‬و هي‬
‫االستراتيجية و العملية والمالية‪ ،‬مسجال غياب نظرة جامعة منفتحة على باقي أجزاء‬
‫االقتصاد الوطني و كذا برنامج تنفيذي محدد؛‬

‫▪ وكذا توصل المجلس إلى غياب مسعى تقييمي ناجم عن إسقاط المسؤوليات‪ ،‬واغفال‬
‫ضرورة وجود مرحلة تحضيرية؛ موجهة إلزالة أهم العراقيل المحددة قبل الشروع في تنفيذ‬
‫هذا البرنامج‪.‬‬

‫و يعد التقرير الصادر عن الهيئة التي تتمتع برأي استشاري‪ ،‬أقوى موقف صادر في حق‬
‫البرنامج الذي نال دعاية كبيرة وقت إطالقه‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس‪ ،‬تم إعداد مدونة جديدة لبرنامج الجزائر االلكترونية‪ ،‬التي ترتكز على‬
‫تحيين هذا البرنامج الذي كان محدودا ومحددا بفترة زمنية‪ ،‬ثم تكييف هذا البرنامج مع التطورات‬
‫الحاصلة في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬و تشكيل فريق عمل يضم خبراء مكلفين‬
‫بتخفيض البرنامج بغرض إضفاء وضوح أكبر عليه‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫خاتمة الباب الثاني‬

‫توجهت التجربة الجزائرية في مجال الخدمات العمومية االلكترونية‪ ،‬لتمثل نقطة تحول‬
‫هامة في وظائف اإلدارة العمومية‪ ،‬خاصة مع ارتفاع عدد طالبي الخدمات في المدن ذات‬
‫الكثافة السكانية‪ ،‬وبذلك لم تعد هناك حاجة كي يتم التنقل إلى مكان تواجد الخدمة‪ ،‬بما يوفر‬
‫على المواطن الجزائري الجهد‪ ،‬الوقت‪ ،‬واختزال المسافات أثناء طلب الخدمة‪.‬‬

‫كما أن توجه الجزائر إليجاد بيئة تشريعية وقانونية للعمل االلكتروني‪ ،‬يمكن أن يصنف‬
‫على أنه اهتمام يحتاج إلى تواصل دائم لتوفير الشروط المالئمة لحماية بيئة اإلدارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬حيث يمكن استنتاجه من خالل توجه الجزائر حاليا إلى االهتمام بضرورة إيجاد‬
‫ترسانة قانونية وطنية تغطي كافة المسائل القانونية المترتبة عن استخدام تكنولوجيا اإلعالم‬
‫واالتصال‪ ،‬وذلك في إطار مواكبة الممارسات الدولية‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار التجربة‬
‫الحالية‪ ،‬والنقائص والصعوبات المسجلة‪.‬‬

‫فقد أولت الجزائر اهتماما وانشغاال فائقي األهمية إلصالح اإلدارة وتحديد التزاماتها تجاه‬
‫مواطنيها‪ ،‬و ذلك ضمن إطار تحقيق النوعية وتطويرها وتدعيم الفعالية المباشرة لمصالح الدولة‬
‫وعلى رأسها محو الصورة السيئة ع ن اإلدارة و خدماتها لدى المواطن تحقيقا للمصالحة بين‬
‫الطرفين‪ ،‬و إرساء إلدارة أساسها الكفاءة‪ ،‬النجاح‪ ،‬الثقة المتبادلة‪ ،‬و الجودة في أدائها للخدمة‬
‫العمومية‪.‬‬

‫إن تبني سياسة تحسين وتقريب اإلدارة من المواطن على النحو الذي شهدناه وبيناه‪،‬‬
‫يجعلنا نؤكد أن إصالحات قيمة ومعتبرة‪ ،‬إال أنه وبالمقارنة بما تشهده العالقة من رقي‬
‫وتطور بارزين عبر العالم‪ ،‬تجعلنا نعترف ونقر أيضا بوجود ما يمكن وصفه لدينا بالعالقة‬

‫‪278‬‬
‫المتواضعة أو شبه العالقة حتى نتفادى القول بوجود العالقة بين اإلدارة الجزائرية والمواطن‪،‬‬
‫بسبب عدم إمكانية االرتقاء بها بفعل العديد من الجوانب السلبية التي ميزتها‪.‬‬

‫ومن خالل النظر الى المجهودات المبذولة والواقع المعاش‪ ،‬يبين لنا غلبة الطابع‬
‫التشريعي واآلليات القانونية‪ ،‬وكثرة تنصيب اللجان ومختلف الهيئات اإلدارية‪ ،‬وتعدد‬
‫المخططات‪ ،‬في مقابل الضعف والمحدودية على مستوى النتائج المحققة‪ ،‬وفي ظل غياب‬
‫إرادة سياسية واضحة وتغييب عناصر اإلصالح اإلداري الفعال من مشاركة في التخطيط‪،‬‬
‫ومتابعة التنفيذ واألخذ بمقتضيات بيئتنا واحتياجاتها عند رسم الخطط‪.‬‬

‫وبالرغم من كل هذه العراقيل‪ ،‬تسعى الج ازئر إلى التغلب على هذه العقبات ومحاولة مواكبة‬
‫التطور اإلداري العالمي ال سيما فيما يتعلق باإلدارة والخدمات اإللكترونية‪ .‬وهو ما استعرضته‬
‫هذه الدراسة لنصل إلى جملة من المالحظات والتوصيات التي نعرضها في الخاتمة أدناه‪.‬‬

‫‪279‬‬
‫تفسير الفرضيات‬

‫الفرضية األولى‬

‫التحول نحو اإلدارة االلكترونية هو نتيجة فشل نمط اإلدارة التقليدية في تقديم خدمة‬
‫عمومية في مستوى التقدم التكنولوجي الحالي‪.‬‬

‫سبق وأن أشرنا أن االدارة االلكترونية مصطلح حديث النشأة ارتبط ظهوره بأداء اإلدارة‬
‫في الدول و هو عبارة عن االدارة االفتراضية أي تم استبدال ادارات الدول من طبيعتها‬
‫التقليدية إلى الطبيعة االلكترونية ما يمكنها من إعادة صياغتها نفسها بشكل يتماشى و‬
‫الشكل المعاصر لألداء الحكومي لذلك تسعى العديد من الدول إلى تبني هذا النهج الذي‬
‫يتميز بالعديد من المميزات أهمها أنه يقضي على الفساد اإلداري في الدول يقضي على‬
‫البيروقراطية‪ ،‬يقضي على التميز الجهوي و يؤدي إلى وجود شفافية و مساءلة و يوفر الجهد‬
‫و التكلفة و الوقت و لعل هذا ما أدى بالجزائر إلى تقديم عدة محاوالت في هذا المجال عن‬
‫طريق مشاريعها ومخططاتها التي أتينا على ذكرها‪.‬‬

‫الفرضية الثانية‬

‫تقوم المؤسسات الحكومية بتطوير التشريعات بما يتفق مع اإلدارة االلكترونية‪ .‬كما‬
‫تساهم إجراءات االدارة االلكترونية في توجيه الجزائر نحو ادارة الكترونية‪.‬‬

‫لقد أدت الوسائل والمتطلبات التي تفرضها الحكومة االلكترونية في منح الجزائر‬
‫الفرصة في القدرة نحو بناء عدة مشاريع ومخططات كمشروع الجزائر االلكترونية وبرنامج‬
‫"أسرتك" غيرها ‪ ...‬لكن على الرغم من هاته التخطيطات والتحضيرات إال أن الجزائر لم‬
‫تحسن استغالل الوسائل المتاحة ولم تقدر على إتمام جميع هذه المخططات و لعل تفاوت‬
‫الفترات بين هذه البرامج دليل على تعزيز و صياغة قوة جديدة تمكن الجزائر من إنجاح‬
‫المشروع الثاني و في كل مرة تحاول الجزائر االستفادة من إجراءات وآليات االدارة‬
‫االلكترونية لكنها في األخير تبوء مشاريعها بالفشل و ذلك نظ ار إلى عدة أسباب و عراقيل‬

‫‪280‬‬
‫أهمها غياب الرأس مال البشري والترسانة القانونية و التشريعية الرصينة لذلك يمكننا نفي أو‬
‫إثبات عدم صحة الفرضية‪.‬‬

‫الفرضية الثالثة‬

‫عرفت الخدمات العمومية االلكترونية في الجزائر تحديات كبيرة عرقلت تقدم الخدمة‬
‫العمومية اإللكترونية‪ ،‬بسب ضعف مؤشر الجاهزية االلكترونية‪.‬‬

‫تعتبر الجزائر من الدول الساعية نحو تطبيق أسلوب االدارة االلكترونية و ذلك من‬
‫خالل توفير بنية تحتية تساعدها على إقامته باإلضافة إلى العديد من المشاريع منذ سنة‬
‫األلفين ) ‪( 2000‬تقريبا و هي في تواصل مستمر من خالل مشروع الجزائر االلكترونية‬
‫ابتداء من سنة ‪ 2013‬و التي لم تبوء نتائجه بالنجاح لحد الساعة و قد مضى على دخول‬
‫‪2013‬ثالث سنوات لذلك يمكننا اعتبار جميع هاته المشاريع مشاريع فاشلة ‪ % 100‬وهذا‬
‫راجع إلى عدة أسباب منها ما هو فني و منها ما هو تقني و منها ما هو مادي أتينا على‬
‫ذكرها في مبحث سابق ولذا نأتي على إثبات صحة الفرضية أي توجد عدة عراقيل تواجه‬
‫تطبيق إجراءات اإلدارة االلكترونية في الجزائر‪.‬‬

‫الفرضية الرابعة‬

‫نجاح الخدمة العمومية االلكترونية في النموذج الكندي الكيبكي ‪ ،‬يعود إلى توفر‬
‫المتطلبات اإلدارية والسياسية والوسائل القانونية‪ ،‬ووضوح الرؤية االستراتيجية لإلدارة العمومية‬
‫االلكترونية‬

‫يمكن تأكيد الفرضية وهذا لألسباب التالية‪:‬‬


‫توفر الكيبيك على بنية تحتية متطورة قادرة على استيعاب هذه الزيادة في الطلب بدون‬
‫أن يكون ذلك على حساب جودة الخدمة‪ .‬كما وضعت مجمل الخدمات في متناول الجميع مع‬
‫التمتع بكفاءة وموثوقية عاليتين‪ .‬وكذلك االهتمام بالمواطن والعمل على مشاركته في الحياة‬
‫السياسية واإلدارية‪.‬‬
‫‪281‬‬
‫وجود األنظمة والتشريعات المناسبة والتي تتمتع بالمرونة والقدرة على تطوير األنظمة‬
‫والتشريعات بحيث تتماشى مع متطلبات الحكومة اإللكترونية‪.‬‬

‫توفير القدر الكافي من الخصوصية وأمن المعلومات باعتماد وسائل مناسبة لحماية‬
‫الخدمات العمومية بما يتناسب مع أهميتها وحساسيتها وبما يتناسب مع متطلبات كل قطاع‪.‬‬
‫وكذا وجود توازن بين استيفاء متطلبات أمن المعلومات والمرونة في تقديم خدمات االدارة‬
‫اإللكترونية بالشكل الذي يعطي الثقة للمستفيد من هذه الخدمات‪.‬‬

‫القدرات والطاقات البشرية‪ :‬حيث يتوفر الكيبيك على أيدي عاملة على قدر من المهارة‬
‫والقدرة على التعامل مع التقنيات الجديدة باقتدار‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫الخاتمة‬

‫ان تطبيق االدارة االلكترونية كآلية لعصرنة اإلدارة العمومية‪ ،‬يمثل استراتيجية محورية‬
‫يمكنها إضفاء نتائج ايجابية على عمل األجهزة اإلدارية العمومية‪ ،‬ويحقق مقدار من المصداقية‬
‫في عمل منظمات الخدمة العمومية‪ ،‬فالتوجه نحو نشر المعلومات الضرورية أمام طالب الخدمة‬
‫المدنية كاإلعالن عن التوظيف‪ ،‬توفير البيانات األساسية للخدمات‪ ،‬وايجاد منافذ للخدمة‬
‫العمومية بمختلف أنواعها صحية‪ ،‬تعليمية تجارية ‪ ،‬من شأنه أن يحقق رضى المواطن على‬
‫نوعية الخدمات التي يطلبها ‪ ،‬كما يقضي على عنصر الشك لدى المواطن‪ ،‬ويقلل من حدة‬
‫العالقة الصراعية بينه وبين مؤسسات الخدمة العمومية‪ ،‬عن طريق خلق مؤسسات عامة تتصف‬
‫بالفعالية والكفاءة‪ ،‬وتستجيب الحتياجات المواطنين وتضمن المساواة في الحصول على خدمات‬
‫عالية المستوى‪.‬‬

‫من خالل هذه االمتيازات يضطلع مشروع االدارة االلكترونية بتقديم دفع جديد للهيئات‬
‫االدارية‪ ،‬ليس كإدارة تدير شؤون الدولة والمجتمع بديال عن اإلدارة التقليدية‪ ،‬وانما كأسلوب‬
‫جديد في العمل اإلداري والتنظيمي‪ ،‬يحقق قد ار من النضج اإلداري‪ ،‬وتسهيل العالقة بين‬
‫المواطن والمؤسسات العمومية‪ ،‬وتوفير معلومات بشكل متكامل وسريع وشفاف‪ ،‬وجعلها سمة‬
‫مميزة لإلدارة العمومية في إطار تفاعل بين األجهزة الخدمية والمواطنين يتميز بالكفاءة الكبيرة‪.‬‬
‫كل ذلك سوف يحدث تغيي ار سريعا في نمط حياة المواطنين‪ ،‬ويقلل من الصورة السلبية لمفهوم‬
‫الخدمة العمومية‪ ،‬الناجمة عن تعقيدات الهيكل اإلداري وتزايد مستوياته التنظيمية في شكلها‬
‫التقليدي‪ ،‬وتنقل المواطنين بين مكاتب الهرم اإلداري للحصول على الخدمة‪ ،‬وما ينجم عن ذلك‬
‫من هدر للوقت‪ ،‬ارتفاع في التكاليف وتراجع في األداء‪.‬‬

‫ويمكن القول أن مفهوم االرتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لألفراد يأخذ معاني وأبعاد‬
‫جديدة‪ ،‬تبعا للتطورات السياسية واالقتصادية العالمية والمحلية و خلق ما أصبح يعرف بالخدمات‬
‫العمومية االلكترونية‪ ،‬التي يفرضها منطق االدارة االلكترونية‪ ،‬كآلية أثبتت الدراسات العلمية‬
‫نجاعتها في خلق نمط جديد من الخدمات العمومية‪ ،‬يدعم عناصر النزاهة‪ ،‬الشفافية‪ ،‬العدالة‪،‬‬
‫‪283‬‬
‫سرعة االستجابة لحاجيات األفراد‪ ،‬واالهتمام بالمواطن الذي يمثل محور التنمية المحلية‪ ،‬وتفعيل‬
‫مبدأ التوجه بالعميل داخل مراكز ومؤسسات الخدمة العمومية‪.‬‬

‫وال بد من التركيز على المواطن‪ ،‬إذ ال يعتبر متلق للخدمة فحسب‪ ،‬بل هو المالك لها‪.‬‬
‫ونظ ار الختالف إمكانات ومواقع المواطنين‪ ،‬فهم في حاجة لقنوات متعددة لتلقي الخدمة‪ .‬كما‬
‫ينبغي االستفادة من شاشات اللمس وتقنيات الصوت وغيرها مما يسهل عليهم تلقي الخدمة‪.‬‬
‫وحتى نصل إلى ثقة المواطن التامة في هذه القنوات الجديدة‪ ،‬فإننا بحاجة إلى سياسة أمن‬
‫وحماية معلومات محكمة‪ ،‬وسياسات لحماية الخصوصية‪ ،‬وقوانين لحماية األفراد والمؤسسات‪.‬‬

‫أما الجزائر فقد ورثت بعد االستقالل هياكل هشة في مختلف المجاالت وخصوصا في‬
‫وولدت ضغوطات شكلت بالنسبة‬ ‫المجال اإلداري فتبعيتها لالستعمار لفترة طويلة أثرت عليها ا‬
‫إليها ثورة أخرى كان يجب أن تخوضها إلرساء معالم الدولة المستقلة‪ ،‬وبعث بدائل عديدة‬
‫ومتنوعة أبرزها ما تعلق بإعادة بلورة العالقة والقضاء على المظهر السلبي الذي اتسمت به‬
‫في ظل اإلدارة االستعمارية‪ ،‬ورغم الصعوبات حظيت العالقة بتنظيم واهتمام بارزين نظ ار‬
‫للمكانة المعتبرة التي تحتلها باعتبارها مرآة عاكسة ومقياس لمدى نجاح أي دولة‪ ،‬بيد أنها‬
‫أضحت إحدى األوليات التي طالما ارتبطت بالتوجهات العامة لسياسة التنمية التي انتهجتها‬
‫الجزائر عبر قناة اإلصالحات اإلدارية‪ ،‬هذه األخيرة التي شهدت رواجا حقيقيا مع بداية‬
‫الثمانينات خصوصا ما تعلق منها بإعادة االعتبار للعالقة‪ ،‬وتحقيق المصالحة الغائبة بين‬
‫اإلدارة والمواطن التي تستند على خدمة اإلدارة للمواطن و تقريبه منها‪.‬‬
‫حقيقة أن تلك األوضاع من جهة‪ ،‬وعدم االستقرار السياسي من جهة أخرى ساهما إلى‬
‫حد كبير بإضعاف معظم الجهود الرامية إلى إعادة إحياء التنمية اإلدارية وبالتالي كل ما له‬
‫عالقة بخدمة المواطن‪ ،‬ذلك أن عدم التوازن في المؤسسات السياسية أستتبع عنه غياب كل‬
‫انسجام وتنسيق فيما بينها وبين النظام اإلداري وأجهزته‪ ،‬إال أن التحديات التي أظهرتها‬
‫الجزائر‪ ،‬لم تحد من محاوالتها المتتالية والمستمرة بغية إقامة بيئة قانونية سليمة‪ ،‬وتكريس‬
‫ضمانات عدة لصالح المواطن لتحقيق معادلة الموازنة الصعبة فيما بينه وبين اإلدارة‪ ،‬بسبب‬
‫‪284‬‬
‫عدم المساواة التي تطبع و تميز العالقة ‪ ،‬كتبني مرسوم ‪ 88‬المنظم لعالقات اإلدارة بالمواطن‬
‫إرساء لمعالم عالقة قانونية واضحة‪.‬‬
‫إن تبني سياسة تحسين وتقريب اإلدارة من المواطن على النحو الذي شهدناه وبيناه‪،‬‬
‫يجعلنا نؤكد أن إصالحات قيمة‪ ،‬معتبرة‪ ،‬بل و جمة تلك التي قامت بها الجزائر في هذا‬
‫المجال‪ ،‬إال أنه وبالمقارنة بما تشهده العالقة من رقي وتطور بارزين لدى الدول المتقدمة بل‬
‫وحتى على مستوى بعض الدول الشقيقة‪ ،‬تجعلنا نعترف ونقر أيضا بوجود ما يمكن وصفه‬
‫لدينا بالعالقة المتواضعة أو شبه العالقة حتى نتفادى القول بوجود العالقة بين اإلدارة‬
‫الجزائرية والمواطن‪ ،‬بسبب عدم إمكانية االرتقاء بها بفعل العديد من الجوانب السلبية التي‬
‫ميزتها‪ ،‬كهشاشة نظامها القانوني‪ ،‬ضعف ثقافة المرفق العمومي ومستوى المبادئ التي تحكم‬
‫العالقة‪ ،‬مركزية القرار اإلداري‪ ،‬اعتبار اإلدارة وسيلة بين أيدي السياسيين وليس كمرفق‬
‫عمومي‪ ،‬العمل على عكس ما يتطلبه حكم اإلدارة الرشيدة‪ ،‬غياب بعض اآلليات والهياكل‬
‫التي تجعل من المواطن يثق بإدارته التي تخدمه حتى ال يتذمر منها‪ ،‬وبفعل أيضا عدم‬
‫فعالية الضمانات اإلجرائية التي تضمن حقوق المواطن في مواجهة سلطات اإلدارة‪ ،‬والتي ال‬
‫تزال تحتاج إلى الكثير من اإلصالحات لترتقي إلى المستوى المطلوب والى ت ا‬
‫طلعات‬
‫المواطن وطموحاته‪.‬‬
‫وعالقة اإلدارة بالمواطن عالقة حتمية وهو ما نعتقد‪ ،‬ولن يحد منها أي شكل من‬
‫أشكال التطور والعصرنة‪ ،‬لذلك فإن االهتمام بشكل م اكثف وعلى نحو أكثر إيجابية مما هو‬
‫عليه الوضع حاليا أمر مفروغ منه‪ ،‬فجدية وفعالية العالقة هي مفتاح نجاح تطبيق اإلدارة‬
‫االلكترونية على مختلف المستويات‪ .‬األمر الذي يؤدي بنا إلى المطالبة بضرورة مراعاة‬
‫بعض من المقترحات التي قد تساهم إلى حد ما بتفعيل وتعزيز إطار العالقة التي تربط‬
‫اإلدارة بالمواطن والنهوض بخدمة هذا األخير على نحو أفضل ومالئم‪ ،‬سواء على مستوى‬
‫التأطير القانوني أو اإلجرائي لضمان الحقوق وتطبيق أمثل لإلدارة االلكترونية ويتعلق األمر‬
‫بـ‪:‬‬

‫‪285‬‬
‫‪ -‬تثمين مبدأ الشفافية الذي يعد أساس نجاح عالقة اإلدارة بالمواطن‪ ،‬كخلق نص قانوني‬
‫خاص بتسبيب الق اررات اإلدارية والحد من سرية العمل اإلداري وسلطة اإلدارة التقديرية‬
‫واعادة عكس المعادلة التي تقضي بأن السرية هي المبدأ وعدم التسبيب هو االستثناء‪ ،‬كما‬
‫هو الحال في الدول األخرى كفرنسا التي فرضت التسبيب الوجوبي للق اررات اإلدارية وفقا‬
‫لقانون ‪ 11‬جويلية ‪ ، 1979‬والمغرب التي سارت على نفس المنهج‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على إلغاء مبدأ السرية الذي يحيط باإلدارة على مستوى حق االطالع أو الحصول‬
‫على الوثائق اإلدارية‪ ،‬واحتواء هذا الحق ضمن قالب قانوني يكفل ضمان حمايته على غرار‬
‫السياسات التي انتهجتها بعض الدول المتقدمة‪ ،‬كفرنسا بإنشائها للجنة االطالع على أو‬
‫إنجلت ار بإحداثها لهيئة" مفوض المعلومات"‪ ،‬كمسلك قانوني يلجأ‪(CADA) ،‬الوثائق اإلدارية‬
‫إليه المواطن كلما استعصى عليه الحصول على حقه باإلطالع‪.‬‬
‫‪ -‬إرساء سياسة المواطن الشريك واشعاره بأنه شريك فعال في ق اررات اإلدارة بمختلف اآلليات‬
‫وعلى رأسها تدعيم آلية االستشارة‪ ،‬فاإلدارة الجزائرية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى‬
‫ألن تلعب دو ار محوريا يكون فيه المواطن أولى اهتمامات القائمين على المصالح اإلدارية‪،‬‬
‫والمواطن عندما يشعر أنه صاحب القرار يؤيده من دون تذمر األمر الذي سينهي وسياقلص‬
‫من النزاعات أو على األقل من الفجوة التي تفصل فيما بينه وبين تنفيذ ق اررات اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة إعالم المواطنين بالنصوص القانونية التي تعنيهم مباشرة عن طريق منشورات‪،‬‬
‫جرائد‪ ،‬وسائل اإلعالم‪ ،‬فكثير من المواطنين وحتى الموظفين ال يزالوا يجهلون أبرز اآلليات‪.‬‬
‫‪ -‬تلقين الموظفين قاعدة مفادها أن" الخدمة حق للمواطن أو الجمهور وليس امتنانا"‪ ،‬مع تثمين‬
‫تأهيلهم وظروفهم‪ ،‬والقاء الضوء على انشغاالتهم واهتماماتهم‪ ،‬فهم وسيلة بشرية ال يجب أن‬
‫يستهان بها تمارس بواسطتهم اإلدارة وظيفتها إلى جانب وسائل أخرى على أن يتماشى‬
‫تكوينهم وتكثيف مع متطلبات التنمية اإلدارية‪ ،‬باإلضافة إلى تدريب موظفي اإلدارة على‬
‫أساليب استعمال الشبكة العنكبوتية) األنترنت‪ ،‬ووجوب تلقين مثل هذه التقنية بمختلف‬
‫المدارس‪ ،‬فطالب اليوم هو موظف وممثل اإلدارة غدا‪ ،‬وهو في عالقة دائمة مع اإلدارات‬

‫‪286‬‬
‫األخرى بوصفه مواطنا‪ ،‬أو مرتفقا‪ ،‬أو جمهو ار ‪ ،...‬ففي تكريس صورة اإلدارة اإللكترونية في‬
‫الحصول على خدماتها على مستوى أرقى‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير آلية الالمركزية التي هي أحد الخيارات االستراتيجية التي اعتمدتها الدولة الجزائرية‪،‬‬
‫والسعي باستمرار لدعمها كضرورة االستعجال بمراجعة قانوني الوالية والبلدية بغرض‬
‫النهوض بخدمة المواطن محليا‪ ،‬وكذا ضرورة تحسين واعادة التقسيم اإلقليمي بشكل عقالني‬
‫يهدف تقريب اإلدارة والخدمة العمومية من المواطن‪ ،‬مع مراعاة الكثافة السكانية طبعا‪.‬‬
‫‪ -‬خلق مجمعات تتضمن إنشاء مرافق عمومية متعددة الخدمات على مستوى المناطق‬
‫الحضرية والريفية تحتوي على مختلف المصالح اإلدارية التي يتعامل معها المواطن في آن‬
‫واحد لتجنبيه التنقل‪ ،‬ضياع الوقت‪ ،‬الجهد‪ ،‬وكثرة الشكليات واإلجراءات‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على إحداث أدوات تضمن استقباال جديدا كإنشاء آلية " المواطن الرقيب " التي‬
‫ستلعب حتما دو ار فعاال في تكريس عالقة جديدة بين الموظف المختص الممثل لإلدارة وبين‬
‫المواطن‪ ،‬وهو إجراء أحدثته تونس وقد القى استحسانا كبي ار لدى المواطن التونسي‪ ،‬والذي‬
‫سيلقي حتما نفس المصير لو أعتمد على مستوى اإلدارة الجزائرية باعتباره سالح ذو وجه‬
‫جديد‪ ،‬فهو من جهة يراعي ويضمن حقوق المواطن من أية اعتداءات أو اختراقات قد تصدر‬
‫يحفز هؤالء الموظفين‪ ،‬كما يكشف عنهم سواء في الحاالت‬‫عن موظفيها‪ ،‬ومن جهة أخرى ا‬
‫التي يبذلون فيها جهدا في خدمة المواطن فيجازون‪ ،‬أو في تلك التي يتسببون فيها بخروقات‬
‫بسبب سلوكياتهم المهنية والمضرة بخدمة المواطن فيعاقبون‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم نظام الحوافز عن كل تجديد إداري‪ ،‬إنجاز أعمال‪ ،‬أو وثائق‪ ،‬أو معدات إدارية‪ ،‬أو‬
‫طرق أو أنظمة جديدة يراد بها تسهيل وتبسيط الخدمات اإلدارية واالرتقاء بها تحسينا‬
‫لعالقات اإلدارة بمتعامليها وتقريبه منهم‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على مراعاة البيئة االجتماعية والثقافية بل وحتى السياسية عند تبني النماذج والهياكل‬
‫واآلليات اإلدارية المستحدثة والمعتمدة على مستوى إدارات الدول المتقدمة (اإلدارة‬
‫االلكترونية)‪ ،‬والتي أثبتت نجاحها في مجال تحسين وتقريب اإلدارة من المواطن ‪.‬إن دوال‬

‫‪287‬‬
‫مثل كندا‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬فرنسا‪ ،‬بريطانيا وألمانيا‪ ،‬الموجودة في مصاف الدول‬
‫المتقدمة والناجحة في مجال العالقات اإلدارية رغم اختالف خصائص وسمات ومميزات‬
‫اإلدارة لديها يستدعي معرفة وتحديد سر مثل هذا النجاح وذلك من خالل القيام بدراسات‬
‫مقارنة‪ ،‬على صعيد آخر يستوجب إجراء بحوث معمقة للبحث عن قنوات وآليات جديدة من‬
‫شأنها أن تساهم باالرتقاء بالعالقات اإلدارية تجاه الغير‪ ،‬ليس إلى المثالية لكن على األقل‬
‫نحو مستوى مقبول يستجيب لالنشغاالت‪ ،‬ويحقق المتطلبات اليومية للمواطن شأنه في ذلك‬
‫شأن المواطن لدى الدول المتقدمة‪.‬‬
‫فحالة العجز التي تعيشها اإلدارة الجزائرية في تقديم الخدمات اإلدارية للمواطن وتذمر‬
‫هذا األخير بالرغم من اإلصالحات المتتالية‪ ،‬ال يعود إلى طبيعة اإلدارة الجزائرية وانما لعدم‬
‫تطابقها وتكيفها مع سرعة المتغيرات‪ ،‬كما أن حالة العجز هذه متعددة المستويات‪ ،‬األمر‬
‫الذي يتوجب فيه االعتماد على أهل الثقة والخبرة والكفاءة‪ ،‬واالطالع على مختلف الدراسات‬
‫الميدانية ومقارنتها مع تلك التي تقام بهذا الخصوص‪.‬‬
‫إن نجاح العمل اإلداري في الواقع يتوقف على طبيعة العمل ونوعية الخدمة التي‬
‫تقدمها اإلدارة‪ ،‬ألجل ذلك يتوجب بذل المزيد من الجهد لتحسين الخدمة العمومية‪ ،‬تحديثها‪،‬‬
‫ترشيدها وتحسين نوعيتها باعتبارها إحدى المهام الدائمة التي تضطلعها الدولة‪ ،‬استجابة‬
‫طلعات المواطن‪ ،‬ولما كان تحديث وسائل اإلدارة ومناهج عملها مثال يعد من‬
‫لمتطلبات وت ا‬
‫أبرز وسائل تحسين الخدمة العمومية واالرتقاء بنوعيتها‪ ،‬فقد توجب توسيع استعمال اإلعالم‬
‫اآللي ومبادئ اإلدارة االلكترونية مع ضرورة اقتران ذلك بتدعيم ضمان أكبر حماية للمواطن‬
‫من مخاطر تطور المعلوماتية هذا األخير الذي ال يزال يستدعي بذل الكثير من المجهودات‬
‫فحسب فعل المشرع الجزائري بإنشائه مؤخ ار لهيئة تتكفل بالحماية من مخاطر تطور اإلعالم‬
‫اآللي الذي قد يمس بالحريات الفردية والذي نأمل أن تكون في المستوى المطلوب على غرار‬
‫تلك السلطة اإلدارية المستقلة التي أنشأتها فرنسا ‪ ،‬وتعميم الشبكة الرقمية لتحقيق صورة‬
‫اإلدارة اإللكترونية وتقريب اإلدارة من المواطن‪ ،‬مع التنويه بأن السعي وعلى المدى القصير‬

‫‪288‬‬
‫نحو تكريس الخدمة االلكترونية في تسيير العمل اإلداري‪ ،‬ال يجب أن يهمل جانبا جوهريا‬
‫في األمر‪ ،‬أال وهو ضرورة دراسة الحالة االقتصادية وما يترتب عنها من إمكانية امتالك‬
‫وسائل اتصال والمعلومات‪ ،‬كما ال يجب أن يهمل حقيقة أن نوعية ومستوى الخدمة تتوقف‬
‫وتعتمد أصال على إرادة اإلنسان أكثر منها على إرادة اآللة‪ ،‬وأي إهمال من هذا القبيل‬
‫ر لصورة اإلدارة التي يطمح المواطن لبلوغها‪.‬‬
‫سينتج ويرتب حتما تحديثا عقيما واهدا ا‬
‫فمن خالل ذلك نتوصل إلى ان تطبيق االدارة االلكترونية في الجزائر يتطلب اعادة‬
‫هيكلة االدارات بما يالئم متطلبات االدارة االلكترونية‪ ،‬وضرورة تأهيل وتدريب الموظفين‬
‫على تطبيق الحكومة االلكترونية‪ .‬كما يتوجب على الحكومة الجزائرية التي تستخدم تطبيق‬
‫االدارة االلكترونية من خالل مشروع الجزائر اإللكترونية وضع التشريعات القانونية المالئمة‬
‫لتطبيقها واعتماد توقيع الكتروني كي يكون معتمدا رسميا وتأخذ الكتب الطابع الرسمي‪ .‬مع‬
‫ضرورة القيام بدراسة معوقات تطبيق االدارة االلكترونية في تجارب الدول المتقدمة والنامية‪.‬‬
‫وكل هذا مع مراعاة عدم وجود وعي لدى الكثير من المواطنين والموظفين بمفهوم وأهمية‬
‫تطبيق االدارة االلكترونية‪.‬‬

‫توصي الدراسة بما يلي ‪:‬‬

‫• ضرورة مالءمة متطلبات االدارة االلكترونية بما يتماشى ومتطلبات التغيير ويتالءم مع‬
‫تطبيقات مشاريع االدارة االلكترونية؛‬
‫• وضع الخطط الالزمة لتأهيل وتدريب الموظفين بما يتالءم مع استخدام التقنيات الحديثة‬
‫وتطبيق أسلوب االدارة االلكترونية؛‬
‫• توفير ب ارمج حماية البيانات والمعلومات التي تخص المواطنين في كافة التعامالت عن‬
‫طريق وضع التشريعات القانونية الالزمة واعتماد التوقيع االلكتروني؛‬
‫• قبل البدء في تطبيق االدارة االلكترونية‪ ،‬من الضروري‪ ،‬التعرف على تجارب االدارات‬
‫االلكترونية في الدول المتقدمة مثلما رأينا في الكيبيك وكذا في الدول النامية لتالقي المعوقات‬
‫التي قد تسبب بعدم نجاح المشروع؛‬
‫‪289‬‬
‫• وضع ب ارمج ارشادية نوعية وتثقيف المواطنين والموظفين بمفهوم االدارة االلكترونية واهميتها‬
‫مع ضرورة العمل على النهوض بالمواطنين والسعي الى محو األمية التقنية‪ .‬كما جاء في‬
‫التوصيات المتعلقة بتحسين عالقة المواطن باإلدارة؛‬
‫• تطبيق ما يعرف بالديموقراطية االلكترونية واشراك المواطن في الحياة السياسية واتخاذ الق اررات‪،‬‬
‫لذا ال بدا االهتمام بمحور المواطن ودراسة احتياجاته لمحاولة تلبيتها كما ذكرناه سابقا؛‬
‫• العمل على متابعة مشروع الجزائر االلكترونية مرحلة بمرحلة وتقييمه عبر كل خطوة مثلما‬
‫رأينا في التجربة الكيبيكية وهذا إلمكانية تدارك النقائص واألخطاء الممكن ان تعترض نجاح‬
‫المشروع‪.‬‬

‫في األخير تفتح هذه الدراسة عدة مجاالت أخرى ألبحاث ذات أهمية بالغة مثل دراسة‬
‫تطور عالقة االدارة بالمواطن في الجزائر منذ االستقالل مرو ار بمختلف األنظمة التي مرت‬
‫بها الجزائر وفي إطار التطور التكنولوجي وارساء قواعد اإلدارة االلكترونية‪ .‬أيضا يمكن طرح‬
‫موضوع الخدمات االلكترونية بشكل أكثر تفصيل ألن الجزائر ال تزال في بداية تطبيقاتها لهذا‬
‫النوع من الخدمات دون غض النظر عن موضوع جودة الخدمات االلكترونية‪.‬‬

‫‪290‬‬
‫المصطلحات‬
‫‪1‬‬
‫اإلدارة العمومية‬

‫اإلدارة علم و فن‪ ،‬فهي تتضمن دراسة منهجية لمجموعة من المعارف و القواعد و كذلك‬
‫فهي تشمل إدارة منظمة للعمليات الموجهة في أي نشاط‪ ،‬مع تحقيق االستخدام األمثل للموارد‬
‫و اإلمكانات المتاحة‪ ،‬و تحقيق تنسيق و تكامل بين العاملين لتحقيق أهداف محددة‪ .‬و من‬
‫يمارس العمل اإلداري العام‪ ،‬يتوافر لديه رصيد معرفي متميز‪ ،‬من خالل الدراسة و العلم يثمنه‬
‫رصيد إضافي من الخبرة و الحنكة المهنية‪ ،‬مع قدر من المهارة في توظيف كليهما المعرفة و‬
‫الخبرة لتحقيق األهداف و القيام بتحديد المسؤوليات بصورة تمنع التداخل و تحقق التناغم‬
‫العملي‪.‬‬

‫و اإلدارة العمومية هي توجيه جهود مجموعة من العاملين في األجهزة الحكومية تحديدا‬


‫لتحقيق أهداف محددة مرتبطة بخدمة المواطنين و تحقيق سياسات الدولة العامة‪ ،‬و ينطوي‬
‫تحقيق تلك األهداف االستغالل األمثل للموارد المادية و البشرية و محاولة توفير مناخ مناسب‬
‫للعمل و اإلنتاج‪ .‬و تقديم الخدمات المطلوبة للجمهور بأفضل صورة ممكنة‪.‬‬

‫و تعتمد اإلدارة العمومية كعلم على وجود أطر تنظيمية تحدد النشاطات المتطلبة‪ ،‬بغية‬
‫تحقيق أهداف محددة‪ ،‬و يتم من خالله تحديد السلطات و صالحياتها‪ ،‬و تمييز المهمات‬
‫المنوطة بكل منها‪ ،‬كما تعمل على حل المشاكل التي يمكن أن تنشأ داخل األجهزة الحكومية‪،‬‬
‫و ما يترتب عليها من انعكاسات مباشرة على متلقى الخدمة العامة‪.‬‬

‫و تهتم اإلدارة العمومية با لخدمات التي تقدم من الجهات الحكومية للمواطنين على قدم‬
‫المساواة‪ ،‬و ال تشترط تلك الخدمات تحقيق أرباح‪ ،‬كسائر األنواع األخرى من اإلدارة كإدارة‬
‫األعمال‪ ،‬و إدارة المنشآت السياحية و غيرها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪http://www.abahe.co.uk‬‬
‫‪291‬‬
‫اإلصالح االداري‬

‫تعددت تعريفات مفهوم اإلصالح اإلداري ‪ ،‬كمحصله لتعدد الزوايا المنظور منها إلى‬
‫المفهوم‪ ،‬وتركيز كل تعريف على عناصر معينه لإلصالح اإلداري‪ ،‬ومن هذه التعريفات‪:‬‬

‫أوال ‪:‬مجموعة اإلجراءات الرامية إلى إزالة خلل ما في النظام اإلداري ‪ ،‬وذلك خالل فترة زمنية‬
‫محددة وفي مواضع معينة‪.1‬‬

‫ثانيا ‪:‬مضمون ايجابي ‪ ،‬يهدف إلى نشر الوعي واإلدراك‪ ،‬بين المسئولين أو السلطات المختصة‬
‫والمواطنين ‪ ،‬حول األهمية والحاجة إلى أن نبني أحدث المفاهيم واألفكار في مجال علم اإلدارة‬
‫العصري ‪ ،‬في إطار اإلدارة العامة‪.2‬‬

‫ثالثا ‪:‬تغيير مقصود وشامل على مستوى الحكومة أو المنظمة ‪ ،‬في إطار رؤية مستقبلية‬
‫للقيادات اإل دارية ‪ ،‬تحدد ما يجب تحقيقه من إصالحات إدارية لضمان رضاء الجمهور‬
‫المستفيد‪ ،‬من خالل تبني مفاهيم ونظريات إدارية حديثة ‪ ،‬يتم على أساسها تنمية الموارد البشرية‬
‫ماديا ومعنويا ‪ ،‬وتطوير الهياكل وتبسيط اإلجراءات وتحديث األدوات والوسائل الفنية والتقنية‬
‫‪ ،‬على أساس التدرج غير المنقطع والمتفاعل مع البيئة الكلية للمنظمة‪.3‬‬

‫األعمال االلكترونية‬

‫يقصد بها كافة األنشطة التجارية التي تستخدم تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت مثل‬
‫اإلنترنت واالتصاالت وغيرها‪ .‬يشتمل مصطلح األعمال اإللكترونية على كافة االنشطة‬
‫اإللكترونية األخرى مثل ‪ :‬التجارة اإللكترونية ‪ -‬التسويق اإللكتروني ‪ -‬االتصاالت اإللكترونية‬

‫المعهد العالي للتنمية اإلدارية ‪ :‬دورة منهجيات اإلصالح والتنمية اإلدارية‪ ،‬دمشق‪.2005،‬‬ ‫‪1‬‬

‫رندة أنطوان‪ :‬اإلصالح والتحديث اإلداري ‪ ،‬المعهد الوطني للعلوم اإلدارية‪ ،‬صنعاء ‪ ،2000/‬ص ‪.45‬‬ ‫‪2‬‬

‫دكتور صبري محمد خليل خيري‪ :‬مفهوم اإلصالح اإلداري في الفكر اإلداري المقارن‪ ،‬مقالة متاحة على الرابط‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪https://drsabrikhalil.wordpress.com‬‬

‫‪292‬‬
‫ومنها البريد اإللكتروني ‪ -‬الدفع اإللكتروني ) ‪- B2B‬والتي يتم تبادل المنتجات والخدمات بين‬
‫الشركات والجماعات واألفراد‪ ،‬حيث يمكن رؤيتها بأنها واحدة من األنشطة األساسية في أي‬
‫عمل‪ .‬وتركز التجارة اإللكترونية على استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لتمكين‬
‫الشركات من االستفادة من األنشطة والعالقات الخارجية مع األفراد والجماعات والشركات‬
‫األخرى‪.1‬‬

‫االقتصاد الرقمي‬

‫االقتصاد الرقمي هو االقتصاد المعتمد أساسا على تكنولوجيا المعلومات ‪.‬وتكنولوجيا‬


‫المعلومات تعني كل مرحلة من مراحل تصنيع المعلومة ابتداء من الثقافة والتدريب والتدريس‬
‫مرو ار بصناعة اجزاء ومكونات الكمبيوتر المادية انتهاء بصناعة برامج الكمبيوتر او التي تعتمد‬
‫على الكمبيوتر بشكل أو آخر‪.2‬‬

‫أمن المعلومات‬

‫علم مختص بتأمين المعلومات المتداولة عبر شبكة االنترنت من المخاطر التي تهددها‪.‬‬
‫فمع تطور التكنولوجيا ووسائل تخزين المعلومات وتبادلها بطرق مختلفة أو ما يسمى نقل‬
‫البيانات عبر الشبكة من موقع آلخر أصبح أمر أمن تلك البيانات والمعلومات يشكل هاجسا‬
‫وموضوعا حيويا مهما للغاية‪ .‬يمكن تعريف أمن المعلومات بأنه العلم الذي يعمل على توفير‬

‫‪1‬‬
‫‪Wikipedia :‬‬
‫‪https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84_%D8%AA%D8‬‬
‫‪%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1‬‬
‫‪%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9#cite_note-1‬‬

‫‪2002‬‬ ‫الكويت‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العدد‪5‬‬ ‫الوسي‪،‬‬ ‫مجلة‬ ‫‪،‬‬ ‫‪Digital‬‬ ‫الرقمي‪economy‬‬ ‫االقتصاد‬ ‫الحربي‪:‬‬ ‫انور‬ ‫‪2‬‬

‫‪http://www.alwasatnews.com/-5/news/read/603808/1.html‬‬

‫‪293‬‬
‫الحماية للمعلومات من ال مخاطر التي تهددها أو الحاجز الذي يمنع االعتداء عليها وذلك من‬
‫خالل توفير األدوات والوسائل الالزم توفيرها لحماية المعلومات من المخاطر الداخلية أو‬
‫الخارجية ‪ .‬المعايير واإلجراءات المتخذة لمنع وصول المعلومات إلى أيدي أشخاص غير‬
‫مخولين عبر االتصاالت ولضمان أصالة وصحة هذه االتصاالت‪.1‬‬
‫ا‬
‫التجارة االلكترونية‬

‫باإلنجليزية )‪ (e-commerce‬مصطلح جديد في عالم االقتصاد ظهر مع انتشار اإلنترنت‬


‫في بدايات التسعينات من القرن العشرين‪ .‬إال أن بعض الباحثين أشار إلى وجودها من‬
‫السبعينات في القرن الماضي من خالل أنظمة تبادل المعلومات اإللكترونية بين الشركات‬
‫الصناعية‬

‫‪ . Electronic Data Interchange –EDI‬وتعرف عل انها عملية بيع أو شراء أو تبادل‬


‫المنتجات والخدمات والمعلومات باستخدام شبكة انترنت داخلية أو خارجية‪.2‬‬

‫التسيير‬

‫يعتبر التسيير طريقة عقالنية للتنسيق بين الموارد البشرية‪ ،‬المادية والمالية قصد تحقيق‬
‫األهداف المرجوة تتم هذه الطريقة حسب السيرورة التي تتمثل في‪ :‬التخطيط التنظيم اإلدارة‪،‬‬
‫الرقابة للعمليات قصد تحقيق أهداف المؤسسة بالتوفيق بين مختلف الموارد‬

‫ولقد تعددت المفاهيم بتعدد األفكار والتيارات الفكرية حيث عرفه الكالسيكي‬
‫تايلور(‪ ) Taylor‬بأنه علم مبني على قوانين وقواعد وأصول علمية قابلة للتطبيق على مختلف‬
‫النشاطات اإلنسانية أما حسب المدرسة الق اررية ومن أبرزها سمون (‪ )H.Simon‬بأن البشر‬
‫والشؤون البشرية يجب أن تفكر فيها كعمليات آخذ قرار بقدر ما هي عمليات تنطوي على فعل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Wikipedia.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪WIKIPEDIA‬‬
‫‪294‬‬
‫إن المصطلح الفرنسي (‪ )Gestion‬في الحقيقة هو ضيق المضمون حيث أنه ال يشير‬
‫على مجموعة التقنيات في عملية التسيير‪ ،‬بينما مفهوم التسيير حسب المصطلح اإلنجليزي‬
‫(‪ )Management‬فإنه يشمل المفهوم الضيق باإلضافة إلى القدرات والكفاءات القيادية التي‬
‫‪1‬‬
‫يجب أن يتوفر عليها المسير‪.‬‬

‫التقنية‬

‫عملية السعي وراء الحياة بطر ٍق مغايرة للحياة ‪.‬‬


‫للتقنية طريقتان في التعريف‪ ،‬هما ‪ :‬ا‬
‫العلمية لجميع العلوم والمعرفة في‬
‫ا‬ ‫عضوية ‪ .‬تعتبر التقنية التطبيقات‬
‫ا‬ ‫هي مادة منظمة ال‬
‫شتى المجاالت‪ ،‬وهي بمعنى آخر جميع الطرق التي استخدمت من قبل اإلنسان وما زالت‬
‫تستخدم – كاالختراعات واالكتشافات – إلشباع رغباته وتلبية احتياجاته ‪.‬‬

‫في ظل التطور الكبير الذي يشهده هذا العصر في المجال التقني التكنولوجي في شتى‬
‫الطرق وجميع الميادين‪ ،‬وفي الوقت الذي نتمتع به بروعة ومتعة هذه التقنيات‪ ،‬يتبين لنا مدى‬
‫بشكل صحيح ‪.‬تعرف‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مجاالت عدة‪ ،‬لذا يجب مراعاة استخدام هذه التقنيات‬ ‫ضررها أيضا في‬
‫يتم تخليقها عن طريق تطبيق‬‫المادية‪ ،‬والتي ا‬
‫ا‬ ‫المادية وغير‬
‫ا‬ ‫التقنية أيضا بأنها األشياء الموجودة‬
‫الجهود الفيزيائية والمادية للحصول على ٍ‬
‫قيمة ما‪ ،‬ومن هنا فإن التقنية بمفهومها الواسع تشير‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫‪2‬‬
‫إلى اآلالت والمعدات التي يمكن أن تستخدم لحل العديد من المشاكل على نطاق العالم‪.‬‬

‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬

‫كثي ار ما يستخدم مصطلح تكنولوجيا المعلومات و اإلتصاالت ‪Information and‬‬


‫‪communications technology‬باعتباره مرادفا موسعا لتكنولوجيا المعلومات)‪ ، (IT‬ولكنه‬
‫وتكامل‬ ‫مصطلح مختلف‪ ،‬فهو أكثر تحديدا ألنه يشدد على دور االتصاالت الموحدة‬

‫عبد الرزاق بن حبيب‪ :‬اقتصاد وتسيير المؤسسة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الساحة المركزية بن عنكون‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2002‬ص‪.34‬‬
‫‪/http://mawdoo3.com‬‬ ‫غادة حاليقة‪ :‬مفهوم التقنية‪ ،‬متاح في‬ ‫‪2‬‬

‫‪295‬‬
‫االتصاالت‪ :‬خطوط الهاتف واشارات السلكية‪ ،‬أجهزة الكمبيوتر وكذلك المشاريع والبرامج‬
‫الالزمة ‪ ،Enterprise software‬الوسيطة‪ ، Middleware‬والتخزين‪ ،‬وأنظمة السمعية‬
‫والبصرية‪ ،‬التي تمكن المستخدمين من الوصول إليها‪ ،‬وتخزين‪ ،‬ونقل‪ ،‬ومعالجة‬
‫المعلومات‪ .‬استخدامت عبارة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت من قبل الباحثين األكاديميين‬
‫منذ الثمانينات ‪ ،‬ولكنها أصبحت شعبية بعد ان استخدمت في تقرير لحكومة المملكة المتحدة‬
‫من قبل دينيس ستيفنسون ‪Dennis Stevenson‬في عام ‪. 1997‬ذوفي المنهاج الوطني‬
‫المنقح إلنجلت ار وويلز و أيرلندا الشمالية ‪National Curriculum‬في عام ‪.2000‬‬

‫يتم اآلن استخدام المصطلح تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت أيضا لإلشارة إلى التقارب‬
‫بين الشبكات السمعية والبصرية والهاتف مع شبكات الكمبيوتر من خالل كابل واحد أو نظام‬
‫ربط واحد‪ .‬هناك حوافز اقتصادية كبيرة (وفورات في التكاليف الضخمة بسبب تجاوز شبكة‬
‫الهاتف) لدمج االنظمة السمعية والبصرية‪ ،‬وادارة المباني وشبكة الهاتف مع نظام شبكة‬
‫الكمبيوتر باستخدام نظام موحد واحد من الكابالت‪ ،‬وتوزيع اإلشارة واإلدارة‪.‬‬

‫يتم استخدام مصطلح االتصاالت المعلوماتية ‪ Infocommunications‬أحيانا بالتبادل‬


‫مع تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ .‬في االتصاالت المعلوماتية الواقع هو التوسع في‬
‫االتصاالت السلكية والالسلكية مع معالجة المعلومات ووظائف معالجة المحتوى على أساس‬
‫تكنولوجيا رقمية مشترك‪.1‬‬

‫التكنولوجيا‬

‫يدرس العلم العالقات بين الظواهر بصفة موضوعية قصد الوصول إلى قوانين لها‪ ،‬فهو‬
‫يستهدف اإلجابة على السؤال‪ :‬لماذا تحدث ظاهرة ما؟ وهذا ما يساعد على تراكم المعرفة‬
‫العلمية واثرائها على المستوى النظري‪ ،‬أما التكنولوجيا فيرجع أصل لفظها إلى اللغة الالتينية‬
‫والمركبة من كلمتين‪ techno :‬وتعني الفن أو الصناعة‪ ،‬و‪ logos‬وتعني الدراسة أو العلم‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪WIKWPEDIA‬‬
‫‪296‬‬
‫ويعني المصطلح في أصله علم الصناعة أو دراسة الفن‪ .‬وللتكنولوجيا مجاالت عدة على غرار‬
‫تكنولوجيا االلكترونيات الدقيقة‪ ،‬تكنولوجيا الفضاء‪ ،‬تكنولوجيا الطاقة النووية‪ ،‬تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت وتكنولوجيا االنترنيت وهذا ما يصعب من وضع تعريف جامع‬
‫للتكنولوجيا‪ ،‬ويمكن تعريفها على أنها "مجموعة المعارف والمهارات والخبرات الجديدة التي يمكن‬
‫تحويلها إلى طرق إنتاج أو استعمالها في إنتاج سلع وخدمات وتسويقها أو استخدامها في توليد‬
‫هياكل تنظيمية جديدة‪ ،‬لذلك فإن للتكنولوجيا ثالث معان وهي‪:‬‬

‫‪ :‬وتعني التطبيق النظامي للمعرفة ألجل مهمات أو‬ ‫• التكنولوجيا كعمليات‪Processes‬‬


‫أغراض علمية‪.‬‬
‫• التكنولوجيا كنواتج ‪ :Products‬وتعني األدوات واألجهزة والمواد الناتجة عن تطبيق‬
‫المعرفة العلمية‪.‬‬
‫• التكنولوجيا كعملية وناتج مع ًا‪ :‬وتستعمل بهذا المعنى عندما يشار إلى عمليات ونواتج‬
‫‪1‬‬
‫التكنولوجيا معا مثل تقنيات الحاسوب‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫تكنولوجيا التعليم‬

‫التعليمية لتحقيق أهداف موضوعية‬


‫ا‬ ‫العملية‬
‫ا‬ ‫هي منظومة متكاملة تعمل على إعداد وتقويم‬
‫التعليمية عن طريق استخدام الموارد بشراية وغير بشراية إلضفاء جو‬
‫ا‬ ‫باستخدام أحدث األبحاث‬
‫المرجوة من التعالم‪.‬‬
‫ا‬ ‫الفاعلية والتاأثير للوصول إلى األهداف‬
‫ا‬ ‫من التعالم المثمر واكسابه المزيد من‬
‫وهي تعرف على أنها تتفرع من التكنولوجيا التربوية‪ ،‬و هي عملية تعد مركبة ومتكاملة وتتكون‬
‫من بعض األفكار و األشخاص وبعض األساليب باإلضافة الى األدوات والتنظيم والتي تهدف‬
‫جميعها الى الوصول الى المشكالت وتحليلها بالطرق السليمة‪ ،‬وذلك من أجل التوصل الى‬

‫بانا ضمراوي‪ :‬تعريف التكنولوجيا‪ ،2005،‬مقالة متاحة في‪http://mawdoo3.com :‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجازي الحويطي‪ :‬تعريف تكنولوجيا التربية‪ 2015 ،‬مقال متاح على الرابط‪http://mawdoo3.com :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪297‬‬
‫الحلول التي تكون فعالة والقيام بتنفيذ هذه الحلول ‪ ،‬باالضافة الى تقويمها‪ ،‬و إدارتها بطرق‬
‫سليمة ليكون التعليم بشكل هادفا يستطاع التحكم به‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫تكنولوجيا التربية‬

‫اأنها طريقة منظمة للقيام بتصميم وتنظيم العملية التعليمية بشكل كامل وطرق تنفيذها‬
‫وطرق تقويمها وذلك حسب أهداف محددة وخاصة وتعتمد على نتائج البحوث المتعلقة‬
‫باالتصاالت والتعليم ومن خالل المصادر البشرية والمصادر غير البشرية بهدف الحصول‬
‫فعال ‪ .‬كما أنها عملية متداخلة ومتشابكة تشتمل األفراد واألساليب وباإلضافة الى‬
‫على تعلم ا‬
‫األفكار والتنظيمات واألدوات الالزمة لمعرفة المشكالت وتحليلها والتي تتداخل في جوانب‬
‫التعليم اإلنساني من ثم ابتكار الحل المناسب للمشكالت والقيام بتنفيذها وتقويم النتائج‪.‬‬

‫الحكومة االلكترونية‬

‫هي استخدام الهيئات والدوائر الحكومة لنتائج تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫شبكات االتصال‪ ،‬مواقع االنترنت و أجهزة الحاسوب‪ ،‬في عالقاتهم مع المواطنين وقطاع‬
‫األعمال‪ ،‬و مع بعضها البعض‪ ،‬حيث يمكن من خالل هده العمليات تقديم خدمات حكومية‬
‫أفضل لجميع المستفيدين بدرجة عالية و في وقت مناسب‪ ،‬مع تحقيق األمن و السرية في‬
‫المعلومات‪.‬‬

‫العصرنة أو الحداثة‬

‫اتجاه فكري أشد خطورة من اللبرالية والعلمانية والماركسية ‪ ،‬وكل ما عرفته البشرية من‬
‫مذاهب واتجاهات هدامة ‪ ،‬ذلك أنها تضمن كل هذه المذاهب الفكرية ‪ ،‬وهي ال تخص مجاالت‬
‫اإلبداع الفني ‪ ،‬والنقد األدبي ‪ ،‬ولكنها تخص الحياة اإلنسانية في كل مجاالتها المادية والفكرية‬
‫على حد سواء " ‪ ،‬وهي بهذا المفهوم االصطالحي اتجاه جديد يشكل ثورة كاملة على كل ما‬

‫الجازي الحويطي‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪298‬‬
‫كان وما هو كائن في المجتمع " ‪ :‬الحداثة في األدب المعاصر‪ ،‬هل انفض سامرها ‪ ،‬د ‪.‬‬
‫محمد مصطفى هدارة ‪ ،‬مجلة الحرس الوطني ربيع اآلخر ‪ 1410‬هـ ‪.‬‬

‫ويفرق الدكتور خضر عريف في كتابة الحداثة مناقشة هادئة لقضية ساخنة بين مصطلح‬
‫الحداثة والتجديد والمعاصر فيقول ‪ " :‬والذي يدفع إلى ذلك الظن الخاطئ هو الخلط بين‬
‫مصطلح الحداثة ) ‪ ، ( modernism‬والمعاصرة ) ‪ ، ( modernity‬والتحديث‬
‫) ‪ )modernization‬وجميع تلك المصطلحات كثي ار ما تترجم إلى " الحداثة " على ارعم من‬
‫اختالفها شكال ومضمونا وفلسفة وممارسة ‪ .‬والواقع أن االتجاه الفكري السليم يتفق مع التحديث‬
‫‪ ،‬ولكنه ال يتفق مع الحداثة ‪ .‬وان يكن مصطلحا ‪ modernity‬و ‪ modernization‬يمكن‬
‫الجمع بينهما ليعنيا المعاصرة أو التجديد ‪ ،‬فإن مصطلح ‪ modernism‬يختلف عنهما تماما‬
‫‪ .‬إذ ينبغي أن نفرق بين مصطلحين أجنبيين ‪ ،‬من المؤسف أن كليهما يترجم ترجمة واحدة‬
‫وهي( الحداثة ) أما المصطلح األول فهو ‪ : modernity‬الذي يعني إحداث تجديد وتغيير في‬
‫المفاهيم السائدة المتراكمة عبر األجيال نتيجة وجود تغيير اجتماعي أو فكري أحدثه اختالف‬
‫الزمن‪.‬‬

‫أما االصطالح الثاني فهو ‪ modernism‬ويعني مذهبا أدبيا ‪ ،‬بل نظريه فكرية ال‬
‫تستهدف الحركة اإلبداعية وحدها ‪ ،‬بل تدعو إلى التمرد على الواقع بكل جوانبه السياسية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية ‪ . . .‬وهو المصطلح الذي انتقل إلى أدبنا العربي الحديث ‪ ،‬وليس‬
‫مصطلح ‪ modernity‬الذي يحسن أن نسميه المعاصرة ‪ ،‬ألنه يعني التجديد بوجه عام دون‬
‫متشابكة ‪.‬‬ ‫متداخلة‬ ‫وفلسفات‬ ‫بمفاهيم‬ ‫ترتبط‬ ‫بنظرية‬ ‫االرتباط‬
‫وتعرف ويكيبيديا‪ ،‬الموسوعة الحرة الحداثة من خالل‪:‬‬

‫الحداثوية ‪ Modernism‬حركة ثقافية و فنية تتضمن تطو ار في الفنون و العمارة ‪ ,‬و‬


‫الموسيقى الحداثوية و األدب الحداثوي ‪ ,‬نشأت في العقود السابقة لعام ‪ 1914‬كثورة من قبل‬
‫الفنانين و الدباء على تقاليد القرن التاسع عشر األكاديمية و التاريخية‪.‬‬

‫‪299‬‬
‫يقسم البعض القرن العشرين إلى عصور حديثة و عصور ما بعد الحداثة‪ ،‬في حين يراه‬
‫آخرون مجرد جزئين لعهد واحد طويل‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسة االلكترونية‬

‫هي المؤسسة التي تستخدم المعلومات و االتصاالت أو تكنولوجيا االنترنيت لتحسين‬


‫أداء مهامها و عملياتها المختلفة‪ ،‬ونقلها لمن يحتاج إليها في داخلها و خارجها لعمالئها‬
‫الحاليين و كذلك محاولة الوصول إلى عمالء جدد‪ ،‬من اجل ضمان البقاء و التواجد في عالم‬
‫متغير على الدوام‪.‬‬

‫الم َدار‪ /‬المستخدم أو المستعمل‬


‫ُ‬
‫هو المر ِ‬
‫اج ُع إلحدى اإلدارات العمومية من اجل حصوله على خدمة من تلك اإلدارات‬ ‫ُ‬
‫وقد يكون هذا المدار شخص طبيعي كمواطن أو شخص معنوي كمؤسسة‪ُ ،‬‬
‫فالمد ُار في كل‬
‫األحوال هو المتعامل مع اإلدارات العمومية أو المستفيد من خدماتها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المواطن االلكتروني‬

‫هو كل مواطن (موجود داخل الدولة أو مغترب) والذي يحسن التعامل مع الخدمات‬
‫االلكترونية التي توفرها حكومته االلكترونية أو إدارته االلكترونية‪ ،‬عن طريق استخدام الفئة‬
‫حكومة‪-‬مواطن أو إدارة‪-‬مواطن‪ ،‬فالمواطن االلكتروني هو في الحقيقة مواطن عادي ولكن ُزود‬
‫بمهارات تُم ِك ُن ُه من استخدام الخدمات االلكترونية المتاحة في بوابة حكومته االلكترونية أو‬
‫إدارته االلكترونية‪ .‬وعلى الحكومة العمل على إعداد مواطنيها وتكوينهم و تعريفهم على‬
‫الخدمات المتاحة الكترونيا‪ ،‬و التعرف على الخدمات التي يحتاجونها‪ ،‬تماما مثلما تقوم بإعداد‬
‫موظفيها‪ ،‬هدفها في ذلك زيادة عدد مواطنيها على االنترانت‪ .‬وجعلهم شركاء حقيقيون عن‬

‫‪1‬‬
‫‪WIKEPEDIA‬‬
‫مصطفى القايد‪ :‬مفهوم المواطنة الرقمية‪ ،‬متاح على الرابط‪http://www.new-educ.com :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪300‬‬
‫طريق االستبيانات‪ ،‬وأدوات قياس الرأي العام التي يجب أن تتضمنها البوابة االلكترونية‪ ،‬والعمل‬
‫على زيادة الخدمات المتاحة فيها و تحسينها‪ .‬فجميع المواطنين أمام الحكومة هم مواطنين‬
‫إلكترونيون أو ما يطلق عليهم المواطن الشبكي والتي يقصد بها المواطن الذي يتعامل مع‬
‫العالم بصورة عامة و مع الحكومة بصورة خاصة من خالل شبكة االنترنت‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫النظام‬

‫هو عبارة عن مجموعة من المتغيرات أو العناصر أو العمليات أو الوظائف المرتبطة‬


‫والمتفاعلة فيما بينها حول موضوع معين‪ ،‬و التي تعمل على تحقيق الهدف العام للنظام ككل‪،‬‬
‫وكل نظام يقوم على مخرجات‪ ،‬عمليات‪ ،‬وتغذية عكسية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المرفق العمومي أو المرفق العام‬

‫أوال‪ :‬المعيار العضوي‬

‫ينظر هذا المعيار للمرفق العام على أساس أنه منظمة أو جهاز إداري عام‪ ،‬أي أن هذا‬
‫االتجاه يرى بأن المرفق العام ما هو إال مؤسسة عامة أو إدارة محددة‪.‬‬

‫ومن التعاريف التي ترتكز على الجانب الشكلي‪ ،‬التعريف التالي المرفق العام هو منظمة‬
‫عامة من السلطات و االختصاصات‪ ،‬التي تكفل القيام بخدمة معينة تسديها للجمهور على‬
‫نحو منتظم و مطرد ‪.‬‬

‫يتضح من خالل هذا التعريف أن المرفق العام جهاز مرتبط باإلدارة العامة ويتمتع‬
‫بأساليب السلطة العامة‬

‫ثانيا‪ :‬المعيار المادي‬

‫‪1‬‬
‫‪WIKEPEDIA.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪http://www.droit-alafdal.net/t941-topic‬‬
‫‪301‬‬
‫يعرف هذا المعيار المرفق العام باعتباره نشاط عام يستهدف تحقيق أهداف عامة ‪.‬وعلى‬
‫هذا األساس المعيار المادي يعرف المرفق العام انطالقا من فكرة النشاط بخالف المعيار‬
‫العضوي الذي يعرفه انطالقا من فكرة المؤسسة‪.‬‬

‫و من أهم التعاريف التي تركز على الجانب المادي للمرفق العام‪ ،‬تعريف ‪Léon‬‬
‫‪Duguit‬‬
‫الذي يعرف المرفق العام بأنه كل نشاط يجب أن يكلفه و ينظمه و يتواله الحكام ألن االضطالع‬
‫بهذا النشاط ال غنى عنه لتحقيق التضامن االجتماعي و لتطوره‪ ،‬و أنه بحيث ال يمكن تحقيقه‬
‫على أكمل وجه إال عن طريق تدخل السلطة الحاكمة ‪.‬‬

‫و يأتي تعريف األستاذ ‪ André de Laubadère‬على أن المرفق العام نشاط تباشره‬


‫سلطة عامة بقصد الوفاء بحاجة ذات نفع عام ‪.‬‬

‫نالحظ أن هذا التعريف جمع بين الجانبين المادي و العضوي‪.‬‬

‫أما الفقيه روالن فيذكر في تعريفه للمرفق العام بأنه مشروع ذو نفع عام‪ ،‬خاضع للهيمنة‬
‫أو اإلدارة العليا للحكام‪ ،‬الذي يهدف إلى إشباع حاجات عامة للجمهور بسبب عدم كفاية أو‬
‫عدم وجود مشروعات خاصة تحقق هذه األغراض ‪ ،‬و يخضع لحد أدنى من القواعد الخاصة‬
‫أي لنظام قانوني خاص و استثنائي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫اإلرهاب االلكتروني‬

‫عبارة عن هجمات تستهدف شبكات الحواسيب ألغراض سياسية أو دينية أو فكرية أو‬
‫عرقية‪ .‬وهو جزء من الحرب االلكترونية في بيئة االنترنيت المعطلة للمواقع والمستولية على‬
‫البيانات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Wikipédia.‬‬
‫‪302‬‬
‫‪1‬‬
‫الفجوة الرقمية‬

‫هو مصطلح حديث ظهر في علم الحاسوب وعلوم االجتماع في بداية األلفية‬
‫الجديدة‪.‬الفجوة اإللكترونية‪ :‬هي الفجوة بين الذين بمقدورهم استخدام اإلنترنت بسبب امتالكهم‬
‫المهارة الالزمة والقدرة المادية وبين الذين ال يستطيعون استخدام اإلنترنت‪ .‬بعض الدراسات‬
‫تنسب الفجوة الرقمية إلى الفجوة بين مستخدمي وسائل االتصاالت الحديثة وتقنية المعلومات‬
‫بشكل عام وغير المستخدمين لهم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الجريمة االلكترونية‬

‫تشير إلى أي جريمة تتضمن الحاسوب أو الشبكات الحاسوبية ‪.‬قد يستخدم الحاسوب في‬
‫ارتكاب الجريمة و قد يكون هو الهدف‪ .‬و يمكن تعريف الجريمة اإللكترونية على أنها أي‬
‫مخالفة ترتكب ضد أفراد أو جماعات بدافع جرمي و نية اإلساءة لسمعة الضحية أو لجسدها‬
‫أو عقليتها‪ ،‬سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬و أن يتم ذلك باستخدام وسائل‬
‫االتصاالت الحديثة مثل اإلنترنت( غرف الدردشة أو البريد اإللكتروني أو المجموعات‪.‬‬

‫تشهد التقنية والتكنولوجيا تطورات كثيرة واستحداث ألمور جديدة ‪ ،‬هذا االمر ينذر بتطور‬
‫ادوات وسبل الجريمة االلكترونية بشكل اكثر تعقيدا او اشد ضر ار من قبل االمر الذي يلزم‬
‫الدول لتطوير اليات مكافحة هذه الجرائم واستحداث خطوط دفاع وسن فوانين وتوعية الناس‬
‫بمستحدثات هذه الجرائم وتشجيعهم لإلبالغ عنها‪.‬‬

‫الشيك اإللكتروني‬

‫هو ال مكافئ اإللكتروني للشيكات الورقية التقليدية التي اعتدنا التعامل بها‪ ،‬والشيك‬
‫اإللكتروني هو رسالة إلكترونية موثقة ومؤمنة يرسلها مصدر الشيك إلى مستلم الشيك (حامله)‬
‫ليعتمده ويقدمه للبنك الذي يعمل عبر االنترنت‪ ،‬ليقوم البنك أوال بتحويل قيمة الشيك المالية‬

‫‪1‬‬
‫‪Wikipédia.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Wikipédia.‬‬
‫‪303‬‬
‫إلى حساب حامل الشيك‪ ،‬وبعد ذلك يقوم بإلغاء الشيك واعادته إلكترونيا إلى مستلم الشيك‬
‫(حامله) ليكون دليال على أنه قدم على صرف الشيك فعال‪ ،‬ويمكن لمستلم الشيك أن يتأكد‬
‫إلكترونيا من أنه قد تم بالفعل تحويل المبلغ إلى حسابه‪.1‬‬

‫محرر ثالثي األطراف معالج إلكترونيا بشكل كلي أو جزئي يتضمن أم ار من شخص‬
‫يسمى الساحب إلى البنك المسحوب عليه بأن يدفع مبلغا من النقود إلذن شخص ثالث يسمى‬
‫المستفيد‪.2‬‬

‫التزام قانوني لسداد مبلغ من النقود معين في تاريخ محدد لصالح شخص أو جهة معينة‪،‬‬
‫ويتم تحريره بواسطة أداة إلكترونية‪ ،‬ويتم تذييله بتوقيع إلكتروني بقوة الشيك الورقي في الدول‬
‫‪3‬‬
‫التي تعترف بصحة التوقيع اإللكتروني‪.‬‬

‫ممدوح الجهنمي‪ :‬البنوك اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص‪.49‬‬ ‫‪1‬‬

‫مصطفى كمال طه ووائل أنور بندق ‪ :‬األوراق التجارية اإللكترونية‪ ،2009 ،‬ص ‪.350‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد سعيد أحمد إسماعيل ‪:‬أساليب الحماية القانونية لمعامالت التجارة اإللكترونية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،2009‬ص‪.307‬‬
‫‪304‬‬
‫المالحق‬

‫‪305‬‬
‫‪1‬‬
‫الملحق ‪ :1‬عناصر اإلدارة االلكترونية‬

‫المصدر ‪:‬ياسين سعد غالب‪ :‬اإلدارة االلكترونية وأفاق تطبيقاتها العربية ‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ، 2005 ،‬ص‪. 24‬‬


‫‪306‬‬
1
‫ مراحل تطور اإلدارة االلكترونية‬:2 ‫الملحق‬

1
Source : Saint-Amant G., 2005, E-Gouvernement : cadre d’évolution de l’administration
électronique, Systèmes d’information et management, vol. 10, n° 1.
307
‫‪1‬‬
‫الملحق ‪ :3‬تصنيف الخدمات العمومية‬

‫شريفة رفاع‪ :‬نخو إدماج مفهوم األداء في الخدمة العمومية في الدول النامية‪ :‬نحو تسيير عمومي جديد وفق نظرية اإلدارة‬ ‫‪1‬‬

‫الحديثة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في علوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2008،‬ص ‪.15‬‬
‫‪308‬‬
1
‫ نموذج تأكيد التوقعات‬:4 ‫الملحق‬

1
Source: Oliver R. L., 1980, A cognitive model of the antecedents and consequences of
satisfaction decisions, Journal of marketing, vol. 17.
309
‫‪1‬‬
‫الملحق ‪ :5‬مفهوم جودة الخدمة‬

‫عوض بدير ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.338‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪310‬‬
‫الملحق ‪ :6‬أبعاد الخدمة العمومية‬

‫‪311‬‬
‫‪1‬‬
‫الملحق ‪ :7‬أبعاد ومراحل تطوير اإلدارة العمومية االلكترونية‬

‫أسامة بن صادق طيب‪ ،‬محمد نور بن ياسين قطاني وعصام بن يحي الفياللي ‪ :‬نحو مجتمع المعرفة‪ :‬سلسلة دراسات‬ ‫‪1‬‬

‫يصدرها معهد البحوث واالستشارات‪ ،‬اإلصدار التاسع‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،2006،‬ص ‪.80‬‬
‫‪312‬‬
‫‪1‬‬
‫الملحق ‪ :8‬المحاور الكبرى لمشروع الجزائر االلكترونية‬

‫المصدر‪ :‬رشيدة بوحدة‪ :‬البنية التحتية للتدفق السريع في الجزائر‪ :‬الوضعية و األفاق‪ ،‬اليوم البرلماني حول التدفق السريع‬ ‫‪1‬‬

‫و االقتصاد الرقمي و دورهما في التنمية‪ ،‬المجلس الشعبي الوطني‪ 03 ،‬جوان ‪.2010‬‬

‫‪313‬‬
‫الملحق ‪ :9‬مضمون برنامج "أسرتك"‬

‫أتى هذا البرنامج على مرحلتين األولى والثانية وهو من بين أحد المخططات المهمة‬
‫في مجال تنمية مجتمع المعلومات في الجزائر وتعميم المعلوماتية بين أوساط المجتمع‬
‫ويهدف هذا البرنامج إلى منح كل عائلة حاسوب (جهاز كمبيوتر) وهذه السياسة اتبعتها و ازرة‬
‫البريد وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال من أجل بناء قاعدة معلوماتية تعتمد عليها من أجل‬
‫إرساء حكومة الكترونية وقد مس هذا المشروع العديد من القطاعات منها ‪:‬‬

‫✓ عملية أسرتك الخاصة بقطاع التربية‪ :‬حاسوب للتربية‪:‬وذلك من أجل تحضير‬


‫التالميذ الذي يزيد عددهم عن ثمان ماليين لتبني التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬
‫✓ عملية أسرتك الخاصة باإلدارة‪ :‬من أجل وضع في متناول جميع المواطنين عددا من‬
‫الخدمات االلكترونية كالحالة المدنية والضرائب واإلسكان والطقس‪....‬‬
‫✓ عملية أسرتك الخاصة بقطاع بالصحة‪ :‬من أجل استخدام تكنولوجيات اإلعالم‬
‫واالتصال في قطاع الصحة ‪ ،‬من خالل متابعة الملفات على جميع مستويات سلسلة‬
‫العالج‪.‬‬
‫✓ باإلضافة إلى عملية أسرتك الخاصة بالمهن الحرة ‪،‬المعاقين وكل الفئات األخرى‪.‬‬

‫‪314‬‬
‫‪1‬‬
‫الملحق ‪ :10‬برنامج الجزائر االلكترونية‪" 2013‬ألف عملية"‬

‫محمد الطيب العسكري‪ :‬الحكومة االلكترونية‪ :‬تحديات وآفاق‪ ،‬ندوة فكرية حول موضوع "اإلدارة االلكترونية‪ ،‬السياسة الوطنية‬ ‫‪1‬‬

‫في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت"‪ ،‬مجلس األمة الجزائر‪ 27 ،‬افريل ‪ ،2010‬ص ‪.7‬‬
‫‪315‬‬
‫‪1‬‬
‫الملحق ‪ :11‬استمارة طلب صحيفة السوابق القضائية عن بعد‬

‫‪1‬‬
‫‪http://www.mjustice.dz/?p=casier‬‬
‫‪316‬‬
1
‫ نموذج نظام الحكومة االلكترونية‬:12 ‫الملحق‬

1
http://www.cefrio.qc.ca/media/uploader/GuideGouvernementenligne.pdf
317
‫الملحق ‪ :13‬البوابة االلكترونية لكيبيك‬

‫‪318‬‬
‫الملحق ‪ :14‬الخدمات االلكتروني المرورية‬

‫‪319‬‬
‫الملحق ‪ :15‬الخدمات االلكترونية الجبائية‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫قائـــــــــــــــــــــمة المختصرات‬

‫جمعية التسويق األمريكية‬


AMA American Marketing Association

CD-ROM Compact Disc - Read Only ‫ ُم ْدمج‬/ ‫ضغوط‬


ْ ‫ُق ْرص م‬
Memory
Conseil des Sciences, de la ‫مجلس العلوم والتكنولوجيا واالبتكار‬
CSTI
Technologie et de l'Innovation
DVD Digital Video Disc ‫ص فيديو رْقمي‬ ِ
ُ ‫ق ْر‬
EDI Electronic Data Interchange ‫تبادل البيانات اإللكترونية‬
Entreprise Ressource Planning ‫مخطط التسيير المدمج‬
ERP

Systems, Applications and ‫األنظمة والتطبيقات والمنتجات لمعالجة‬


SAP
Products for data processing ‫البيانات‬
FAQ ‫أسئلة متكررة‬
Frequently Asked Questions

IBID, Op. ‫المرجع السابق‬


cit. Ibidem, Opus citatum

IBM International Business ‫المؤسسة الدولية للحاسوبات اآللية‬


Machines Corporation
International Standardization ‫منظمة التقييس الدولية‬
ISO
Orgarnisation
321
L.Q Loi du Québec ‫قانون كيبك‬
L.R.Q. Lois et des règlements du ‫قوانين وتنظيمات كيبك‬
Québec
(Magnetic Tape/Selectric ‫ جهاز الطابعة المختار‬/ ‫الشريط الممغنط‬
MS/ST
Typewriter)
Nouvelles Technologies de ‫تكنولوجيا اإلعالم واالتصال الجديدة‬
NTIC
l'Information et de la
Communication
Observatoire des relations entre ‫مرصد العالقات بين اإلدارة والمواطن‬
ORAC
l’Administration et le citoyen
PKI Public Key Infrastructure ‫بنية ذات مفتاح عمومي‬
Télépaiement ou télé ،‫االطالع على البيانات عبر االنترنت‬
Télé TVA
déclaration de la Taxe sur la ‫ومتابعة المدفوعات والتصريح عن ضريبة‬
Valeur Ajoutée ‫القيمة المضافة‬
TI ‫تكنولوجيا اإلعالم‬
Technologie de l'Information

Technologies de l'Information et ‫تكنولوجيا اإلعالم واالتصال‬


TIC
de la Communication

USB ‫الناقل التسلسلي العالمي‬


Universal Serial Bus

322
‫قائـــــــــــــــــــــمة المــــــــــــــــــــــــراجع‬

‫المراجع باللغة العربية‬

‫أوال‪ :‬النصوص القانونية‬

‫أ‪ .‬الدساتير‬

‫‪ .1‬دستور الدولة الجزائرية لسنة ‪،1963‬‬

‫‪ .2‬دستور الدولة الجزائرية لسنة ‪ 1976‬والميثاق الوطني لسنة ‪، 1976‬‬

‫‪ .3‬دستور الدولة الجزائرية لسنة ‪ 1989‬وتعديالت ‪.2016 ،2008 ،1996‬‬

‫ب‪ .‬القوانين واألوامر‬

‫‪ .4‬قانون ‪ 08-90‬المؤرخ في ‪ 7‬أبريل ‪ 1990‬والمتعلق بقانون البلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‬


‫‪.1990 ،15‬‬

‫‪ .5‬قانون ‪ 09-90‬المؤرخ في ‪ 7‬أبريل ‪ 1990‬والمتعلق بقانون الوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‬


‫‪.1990 ،15‬‬

‫‪ .6‬قانون ‪ 03-2000‬المؤرخ في ‪ 5‬أوت‪ 2000‬المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالبريد‬


‫واالتصاالت السلكية والالسلكية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.2000 ،48‬‬

‫‪ .7‬قانون رقم ‪ 14-04‬مؤرخ في ‪ 27‬رمضان ‪ 1425‬الموافق لـ ‪ 10‬نوفمبر ‪ 2004‬يعدل‬


‫ويتمم األمر رقم ‪ 155-66‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر ‪ 1386‬الموافق لـ ‪ 8‬يونيو ‪1966‬‬
‫والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.2004 ،71‬‬

‫‪ .8‬قانون ‪ 15-04‬الصادر في ‪ 10‬نوفمبر‪ 2004‬المعدل والمتمم لألمر ‪ 156-66‬المؤرخ‬


‫في ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬المضمن قانون العقوبات‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.2004 ،71‬‬

‫‪323‬‬
‫‪ .9‬قانون ‪ 02-05‬مؤرخ في ‪ 27‬ذي الحجة ‪ 1425‬الموافق لـ ‪ 6‬فبراير ‪ 2005‬يعدل ويتمم‬
‫األمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضان ‪ 1395‬الموفق لـ ‪ 26‬سبتمبر ‪1975‬‬
‫والمضمن القانون التجاري‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.2005 ،11‬‬

‫‪ .10‬قانون ‪ 10-05‬المؤرخ ‪ 20‬يونيو ‪ 2005‬المعدل والمتمم لألمر ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪26‬‬


‫سبتمبر ‪ 1975‬المتضمن القانون المدني الجريدة الرسمية العدد ‪.2005 ،44‬‬

‫محرم عام ‪ 1429‬الموافق لـ ‪ 23‬يناير سنة‬ ‫مؤرخ في ‪ 15‬ا‬ ‫‪ .11‬قانون رقم ‪ 04 -08‬ا‬
‫يتضمن القانون التوجيهي للتربية الوطنية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.2008 ،04‬‬
‫‪ 2008‬ا‬
‫‪ .12‬قانون‪ 09-08‬ا‬
‫مؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ 2008‬المتعلق باإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪.2008 ،21‬‬

‫مؤرخ في ‪ 16‬صفر عام ‪ 1429‬الموافق ‪ 23‬فبراير سنة‬ ‫‪ .13‬قانون رقم ‪ 07 -08‬ا‬


‫‪ ،2008‬يتضمن القانون التوجيهي للتكوين والتعليم المهني ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪.2008 ،11‬‬

‫‪ .14‬قانون رقم ‪ 04-09‬المؤرخ في ‪ 05‬أوت ‪ 2009‬المتضمن القواعد الخاصة للوقاية من‬


‫الجرائم المتصلة بتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ومكافحتها الجريدة الرسمية العدد ‪،47‬‬
‫‪.2009‬‬

‫‪ .15‬قانون رقم ‪ 13 -10‬مؤرخ في ‪ 23‬محرم عام ‪ 1432‬الموافق ‪ 29‬ديسمبر سنة‬


‫‪ ،2010‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2011‬الجريدة الرسمية العدد ‪.2010 ،80‬‬

‫‪ .16‬قانون رقم ‪ 08 -11‬ا‬


‫مؤرخ في ‪ 3‬رجب عام‪ 1432‬الموافق ‪ 5‬يونيو سنة‪، 2011‬‬
‫يعدل ويتمم القانون رقم ‪ 11-83‬المؤرخ في ‪ 21‬رمضان عام ‪ 1403‬الموافق‬
‫‪2‬لـ يوليو سنة ‪ 1983‬والمتعلق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬لجريدة الرسمية العدد ‪،32‬‬
‫‪.2011‬‬

‫‪324‬‬
‫‪ .17‬قانون رقم‪ 10- 11‬المؤرخ في‪ 22‬يونيو ‪ 2011‬المتعلق بقانون البلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪.2011، 37‬‬
‫‪ .18‬قانون رقم‪ 07- 12‬المؤرخ في ‪ 28‬ربيع األول ‪ 1433‬الموافق لـ ‪ 21‬فبراير ‪2012‬‬
‫المتعلق بالوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.2012 ،12‬‬
‫‪ .19‬قانون رقم ‪ 03-15‬مؤرخ في ‪ 11‬ربيع الثاني عام ‪ 1436‬الموافق اأول فبراير سنة‬
‫‪ 2015‬يتعلق بعصرنة العدالة‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‪.2015 ،6‬‬
‫‪ .20‬قانون رقم ‪ 04-15‬مؤرخ في ‪ 11‬ربيع الثاني عام ‪ 1436‬الموافق اأول فبراير سنة‬
‫‪ 2015‬يحدد القواعد العامة المتعلقة بالتوقيع والتصديق اإللكترونيين‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪.2015 ،6‬‬
‫‪ .21‬األمر ‪ 24-67‬المؤرخ في ‪ 13‬جانفي ‪ 1967‬المتضمن القانون البلدي‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪.1967 ،6‬‬
‫‪ .22‬األمر رقم ‪ 38-69‬المؤرخ في ‪ 23‬مايو‪ 1969‬المتضمن قانون الوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪.1969 ،44‬‬
‫جـ‪ .‬المراسيم‬
‫‪ .23‬مرسوم رقم ‪ 199/82‬المؤرخ في ‪ 5‬يونيو ‪ 1982‬يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية لكتابة‬
‫الدولة للوظيفة العمومية واإلصالح اإلداري‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.1982 ،23‬‬
‫‪ .24‬مرسوم رقم ‪ 641/83‬المؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر ‪ ،1983‬يتضمن إحداث لجنة وطنية‬
‫لإلصالح‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.1983 ،46‬‬
‫‪ .25‬مرسوم ‪ 104/84‬المؤرخ في ‪ 12‬مايو‪ 1984‬المتضمن إنشاء محافظة اإلصالح والتجديد‬
‫اإلداريين‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.1984 ،20‬‬
‫‪ .26‬مرسوم ‪ 131-88‬المؤرخ في‪ 4‬يوليو ‪ 1988‬الذي ينظم العالقات بين إدارة والمواطن‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪.1988 ،27‬‬

‫‪325‬‬
‫شوال عام ‪ 1431‬الموافق ‪7‬‬ ‫مؤرخ في‪ 28‬ا‬ ‫ئاسي رقم ‪ 236 - 10‬ا‬ ‫‪ .27‬مرسوم ر‬
‫ا‬
‫أكتوبر سنة‪، 2010‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة لرسمية العدد ‪،58‬‬
‫‪.2010‬‬

‫‪ .28‬مرسوم رئاسي ‪ 03-16‬مؤرخ في ‪ 26‬ربيع األول عام ‪ 1437‬ه الموافق ‪ 7‬يناير سنة‬
‫‪ 2016‬يتضمن انشاء المرصد الوطني للمرفق العام‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.2016 ،2‬‬

‫‪2009‬يحدد قواعد‬ ‫‪ .29‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 410-09‬مؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر سنة‬


‫األمن المطبقة على النشاطات المنصبة على التجهيزات الحساسة الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪.2009 ،73‬‬

‫ه‪ .‬الق اررات‬

‫يتعلق‬ ‫مؤرخ في ‪ 7‬شعبان عام ‪ 1431‬الموافق ‪ 19‬يوليو سنة‪، 2010‬‬ ‫‪ .30‬قرار ا‬


‫بملف طلب بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر البيومتريين اإللكترونيين وكيفيات‬
‫معالجته ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪.2010 ،45‬‬

‫يحدد‬
‫محرم عام ‪ 1435‬الموافق ‪ 17‬نوفمبر سنة ‪ 2013‬ا‬ ‫مؤرخ في ‪ 13‬ا‬ ‫‪ .31‬قرار ا‬
‫محتوى البوابة اإللكترونية للصفقات العمومية وكيفيات تسييرها وكيفيات تبادل‬
‫المعلومات بالطريقة اإللكترونية‪ ،‬الجريدة الرسمية لعدد ‪.2014 ،21‬‬

‫ثانيا‪ :‬الكتب‬

‫‪ .32‬إبراهيم خالد ممدوح‪ :‬إبرام العقد اإللكتروني‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2005‬‬

‫‪ .33‬أبو المغايض يحي محمد‪ :‬الحكومة االلكترونية‪ :‬ثورة على العمل اإلداري التقليدي‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬مكتبة الملك فهد الوطنية‪ ،‬الرياض‪.2004 ،‬‬

‫‪326‬‬
‫‪ .34‬أحمد إسماعيل محمد سعيد ‪ :‬أساليب الحماية القانونية لمعامالت التجارة اإللكترونية‪،‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2009 ،‬‬

‫‪ .35‬الباز داود عبد الرازق ‪:‬اإلدارة العامة ) الحكومة (اإللكترونية وأثرها على النظام‬
‫القانوني للمرفق العام وأعمال موظفيه‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬الكويت‪.2004 ،‬‬

‫‪ .36‬البرزنجي سرهنك حميد ‪:‬الدستور الديمقراطي وآليات الدفاع عنه ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار‬
‫دجلة ‪،‬األردن ‪. 2009 ،‬‬

‫‪ .37‬الجهنمي ممدوح‪ :‬البنوك اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬

‫‪ .38‬الجهنمي منير ‪ ،‬الجهنمي ممدوح‪ :‬البنوك اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪.2005 ،‬‬

‫‪ .39‬الدليمي حميد جاعد محسن ‪ :‬علم اجتماع اإلعالم رؤية سوسيولوجية مستقلة ‪ ،‬دار‬
‫الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪،‬األردن‪.2002 ،‬‬

‫‪ .40‬الرؤية اإلقليمية لمجتمع المعلومات‪" ،‬مذكرة األمانة التنفيذية للقمة العالمية لمجتمع‬
‫المعلومات"‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬فيفري ‪.2003‬‬

‫‪ .41‬السالمي محمد عالء عبد الزاق و السليطي خالد البراهيم ‪ :‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار‬
‫وائل‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2008 ،‬‬

‫‪ .42‬السالمي محمد عالء عبد الزاق وحسين عالء عبد الزاق السالمي‪ :‬شبكات اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2005،‬‬

‫‪ .43‬السالمي محمد عالء عبد الزاق‪ :‬نظم دعم الق اررات‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2005 ،‬‬

‫‪327‬‬
‫الضمور هاني حامد‪ :‬تسويق الخدمات‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪.44‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.2008 ،‬‬

‫‪ .45‬الطائي رعد عيسى قدادة‪ :‬إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬الطبعة العربية‪ ،‬دار اليازوري العلمية‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2008 ،‬‬

‫‪ .46‬العزاوي محمد عبد الوهاب‪ :‬أنظمة إدارة الجودة والبيئة‪ ،‬دار وائل للشر‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2002 ،‬‬

‫‪ .47‬العالق بشير عباس‪ :‬اإلدارة الرقمية ‪:‬المجاالت و التطبيقات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مركز‬
‫االمارات للبحوث االستراتيجية‪ ،‬ابوظبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪. 2005،‬‬

‫‪ .48‬العالق بشير عباس‪ :‬الخدمات اإللكترونية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬منشورات المنظمة‬
‫العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬

‫‪ .49‬العواملة نائل عبد الحافظ‪ :‬تطوير المنظمات واألساليب‪ ،‬مؤسسة زهوان للنشر‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.1992،‬‬

‫‪ .50‬القطب مروان محي الدين‪ :‬طرق خصخصة المرافق العامة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2009 ،‬‬

‫‪ .51‬اللوزي موسى ‪ :‬التنمية اإلدارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2002 ،‬‬

‫‪ .52‬اللوزي موسى‪ :‬التنظيم واجراءات العمل ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪.2002 ،‬‬

‫‪ .53‬المبيضين باسم و آخرون ‪:‬الجودة االلكترونية‪ :‬نحو نموذج مقترح ألبعاد الجودة‬
‫االلكترونية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪. 2009،‬‬

‫‪328‬‬
‫‪ .54‬النجار فريد ‪:‬إدارة المرافق العامة بأساليب الخصخصة‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية‬
‫اإلدارية‪ ،‬إصدار أفريل ‪.2005‬‬

‫‪ .55‬أنطوان رندة‪ :‬اإلصالح والتحديث اإلداري ‪ ،‬المعهد الوطني للعلوم اإلدارية‪ ،‬صنعاء ‪،‬‬
‫اليمن‪.2000 ،‬‬

‫‪ .56‬أيمن عمر‪ :‬مقدمة في مداخل وتطبيقات الجودة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2010‬‬

‫‪ .57‬بدير عوض‪ :‬تسويق الخدمات المصرفية‪ ،‬البيان للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.1999‬‬

‫‪ .58‬بن حبيب عبد الرزاق‪ :‬اقتصاد وتسيير المؤسسة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الساحة‬
‫المركزية بن عنكون‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬

‫‪ .59‬بن يونس عمر محمد ‪ :‬المجتمع المعلوماتي والحكومة االلكترونية مقدمة للعالم‬
‫االفتراضي ‪ ،‬الدار العربية للموسوعات‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪. 2003،‬‬

‫‪ .60‬بو الشعير سعيد‪ :‬النظام السياسي الجزائري ‪ ،‬الطبعة ‪ ، 2‬دار الهدى ‪ ،‬عين مليلة ‪،‬‬
‫الجزائر ‪.1993 ،‬‬

‫‪ .61‬بوحوش عمار ‪ :‬نظريات اإلدارة الحديثة في القرن الواحد والعشرين ‪ ،‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان‪.2006 ،‬‬

‫‪ .62‬بيومي حجازي عبد الفتاح‪ :‬النظام القانوني لحماية الحكومة االلكترونية ‪ ،‬الكتاب‬
‫األول ‪ ،‬النظام القانوني للحكومة االلكترونية ‪ ،‬دار الفكر الجامعي اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪ ، 124‬نقال عن ‪:‬علي محمد شمو‪ :‬االتصال الدولي والتكنولوجيا‬
‫الحديثة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة ومكتبة االشعاع‪ ،‬االسكندرية‪ ، 2004 ،‬ص ‪ 322‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫‪ .63‬جودة محفوظ ‪:‬إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪. 2000 ،‬‬

‫‪ .64‬حجاجي المرسي السيد‪ :‬اقتصاديات المشروعات العامة ‪ :‬النظرية و التطبيق ‪ ،‬الدار‬


‫الجامعية ‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬

‫‪ .65‬حجازي عبد الفتاح‪ :‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬دارالفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2008،‬‬

‫‪ .66‬حسن الصرن رعد‪ :‬عولمة جودة الخدمية المصرفية‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.2007،‬‬

‫‪ .67‬حمود خضير كاظم ود‪ .‬أبو تايه سلطان نايف‪ :‬متطلبات التأهيل لشهادة‪، ISO 9000‬‬
‫دار اليقظة العربية للنشر‪ ،‬سوريا‪.2001 ،‬‬

‫حيدر جابر وليد‪ :‬التفويض في ادارة و استثمار المرافق العامة‪ :‬دراسة مقارنة ‪ ،‬منشورات‬ ‫‪.68‬‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2009 ،‬‬

‫‪ .69‬حيضر معالي فهمي‪ :‬نظم المعلومات مدخل لتحقيق الميزة التنافسية‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫إسكندرية‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬

‫‪ .70‬خلوفي رشيد‪ :‬القضاء بعد ‪ 1996‬إصالح قضائي أم مجرد تغيير هيكلة ؟ ‪ ،‬دورية‬
‫الموثق ‪ ،‬تصدر عن الغرفة الوطنية للموثقين ‪ ،‬العدد ‪ ، 6‬أفريل ‪.1999‬‬

‫‪ .71‬داود حسن طاهر‪ :‬أمن شبكات المعلومات‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة‬
‫العربية السعودية‪.2004 ،‬‬

‫‪ .72‬دركر بيتر ‪ ،‬ترجمة‪ ،‬الملحم إبراهيم علي ‪ :‬تحديات اإلدارة في القرن الواحد والعشرين‪،‬‬
‫معهد اإلدارة العامة‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.2004،‬‬

‫‪ .73‬محمد جمال الدين درويش‪ :‬الخطط االستراتيجية المعلوماتية للمنشآت‪ ،‬المكتبة‬


‫األكاديمية‪ ،‬القاهرة‪.2001،‬‬

‫‪330‬‬
‫‪ .74‬رستم هشام محمد فريد ‪ :‬قانون العقوبات ومخاطر تقنية المعلومات‪ ،‬مكتبة اآلالت‬
‫الحديثة‪ ،‬جامعة أسيوط‪ ،‬مصر‪. 1992 ،‬‬

‫‪ .75‬زيد عبوي ‪ :‬إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.2006 ،‬‬

‫‪ .76‬سعد غالب ياسين‪ :‬اإلدارة االلكترونية وأفاق تطبيقاتها العربية ‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪،‬‬
‫المملكة العربية السعودية ‪. 2005 ،‬‬

‫‪ .77‬سالمة أحمد عبد الكريم‪ :‬القانون الدولي الخاص النوعي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.2002 ،‬‬

‫‪ .78‬سمير أحمد محمد‪ :‬اإلدارة االلكترونية ‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان ‪.2009 ،‬‬

‫طيب أسامة بن صادق ‪ ،‬قطاني محمد نور بن ياسين والفياللي عصام بن يحي ‪:‬‬ ‫‪.79‬‬
‫نحو مجتمع المعرفة‪ :‬سلسلة دراسات يصدرها معهد البحوث واالستشارات‪ ،‬اإلصدار‬
‫التاسع‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬جدة‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪.2006،‬‬

‫‪ .80‬عبد الحميد عبد المطلب‪ :‬التمويل المحلي والتنمية المحلية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬إلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪.2001 ،‬‬

‫‪ .81‬عبد القادر عالقي منى‪ :‬اإلدارة‪ :‬دراسة تحليلية للوظائف والق اررات اإلدارية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬جدة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.1985 ،‬‬

‫‪ .82‬عبد النور ناجي‪ :‬النظام السياسي الجزائري من األحادية إلى التعددية السياسية‪ ،‬مديرية‬
‫النشر لجامعة قالمة‪ ،‬منشورات جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ، 1945‬قالمة ‪ ،‬الجزائر‪.2006 ،‬‬

‫‪ .83‬عثمان محمد ‪ :‬اإلدارة العامة‪ ،‬جامعة قار يونس‪ ،‬بنغازي‪ ،‬ليبيا‪.1989 ،‬‬

‫‪ .84‬علوان قاسم‪ :‬إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2001،‬‬

‫‪331‬‬
‫‪ .85‬غنيم أحمد محمد‪ :‬اإلدارة االلكترونية ‪:‬افاق الحاضر وتطلعات المستقبل ‪ ،‬المكتبة‬
‫العصرية ‪ ،‬المنصورة‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬

‫‪ .86‬غيطاس جمال محمد‪ :‬الديموقراطية الرقمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار نهضة مصر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.2006 ،‬‬

‫‪ .87‬فهمي مصطفى ابو زيد‪ :‬القضاء اإلداري ‪ ،‬ومجلس الدولة –قضاء اإللغاء ‪ ،‬الطبعة‬
‫‪ ،10‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر‪.1999 ،‬‬

‫‪ .88‬قاسم جعفر أنس‪ :‬أسس التنظيم اإلداري واإلدارة المحلية بالجزائر ‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪.1978 ،‬‬

‫‪ .89‬قورة فريد ‪ ،‬قورة نائلة ‪ ،‬عادل محمد‪ :‬جرائم الحاسب اآللي دراسة نظرية تطبيقية‪،‬‬
‫منشورات الحلبي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪. 2005 ،‬‬

‫‪ .90‬كمال طه مصطفى وبندق وائل أنور ‪ :‬األوراق التجارية اإللكترونية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2013 ،‬‬

‫‪ .91‬مجاهد أسامة أبو الحسن‪ :‬خصوصية التعاقد عبر اإلنترنت‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.2000 ،‬‬

‫‪ .92‬محمد البكري سونيا‪ :‬إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬

‫‪ .93‬محمد جابر سامية ‪ ،‬نعمات أحمد عثمان‪ :‬االتصال واإلعـالم (تكنولوجيا المعلومات)‪،‬‬
‫دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬

‫‪ .94‬محمود أحمد عبابنة ‪ :‬جرائم الحاسوب وأبعادها الدولية‪ ،‬دار الثقافة للشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.2005 ،‬‬

‫‪ .95‬محمود عباس طارق ‪ :‬مجتمع المعلومات الرقمي ‪ ،‬المركز االصيل للطبع والنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪. 2004 ،‬‬

‫‪332‬‬
‫‪ .96‬مسعي محــي محمد‪ :‬ظاهرة العـولمة األوهـام والحـقائـق‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبـعة و مكـتبة‬
‫الشـعاع‪ ،‬مصر‪.1999،‬‬

‫‪ .97‬نجم عبود نجم‪ :‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬االستراتيجيات والوظائف والمشكالت‪ ،‬دار المريخ‬
‫للنشر‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.2004 ،‬‬

‫‪ .98‬هاللي عبد للا أحمد‪ :‬إلتزام الشاهد واإلعالم في الجرائم المعلوماتية ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪،‬‬
‫دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1997،‬‬

‫ثالثا‪ :‬المقاالت‬

‫‪ .99‬األخضري مختار‪ :‬اإلطار القانوني لمواجهة جرائم المعلوماتية و جرائم الفضاء‬


‫االفتراضي‪ ،‬نشرة القضاء لو ازرة العدل‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‪.2010‬‬

‫‪ .100‬الحربي أحمد قالط ‪ ،‬الرويلي خالد عوض‪ :‬األرشفة اإللكترونية ‪:‬األهداف والمعوقات‪،‬‬
‫الكتاب التوثيقي لندوة الحاسب اآللي في االجهزة الحكومية ‪ :‬الواقع والتطلعات المنعقدة‬
‫بمعهد اإلدارة العامة ‪ 23‬مارس‪ ،2003‬معهد اإلدارة العامة‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬

‫‪ .101‬الحربي أنور‪ :‬االقتصاد الرقمي‪ ، Digital economy‬مجلة الوسي‪ ،‬العدد‪، 5‬‬


‫الكويت‪ 27،‬أوت ‪ ،2002‬متاح على الرابط‪:‬‬

‫‪http://www.alwasatnews.com/-5/news/read/603808/1.html‬‬

‫‪.102‬الحويطي الجازي‪ :‬تعريف تكنولوجيا التربية‪ 2015 ،‬مقال متاح على الرابط‪:‬‬
‫‪http://mawdoo3.com‬‬

‫‪.103‬الدهشان جمال علي‪ :‬الدور السياسي لتكنولوجيا المعلومات واالتصالت في العصر‬


‫الحديث‪ ،‬مجلة مصرس‪.2014 ،‬‬

‫‪ .104‬السيد أحمد‪ :‬طريق مجتمع المعلومات‪ ،‬متاح في‪:‬‬

‫‪333‬‬
‫‪http://theinformationway.blogspot.ca/2007/01/blog-post_23.html‬‬

‫‪ .105‬القايد مصطفى‪ :‬مفهوم المواطنة الرقمية‪ ،‬متاح على الرابط‪http://www.new- :‬‬


‫‪ ،educ.com‬تاريخ النشر‪ 20 :‬فيفري ‪.2010‬‬

‫‪ .106‬بسباس وجدي سالم ‪ ،‬الرتيمي محمد أبو القاسم ‪ :‬البنية التحتية لتقنية المعلومات ومستقبل‬
‫التعليم‪ ،‬قسم الحاسوب‪ /‬جامعة السابع من ابريل‪ ،‬الجمعية الليبيه للذكاء االصطناعي‪،‬‬
‫ليبيا‪،‬‬
‫‪http://www.arteimi.info/site/publication/Information%20technology%20infrastructure%20a‬‬
‫‪nd%20education%20future.doc‬‬

‫‪ .107‬بريش عبد القادر‪ :‬جودة الخدمات المصرفية كمدخل لزيادة القدرة التنافسية للبنوك‪ ،‬مجلة‬
‫اقتصاديات شمال افريقيا‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ، 3‬مارس‬
‫‪.2010‬‬

‫‪.108‬تيشوري عبد الرحمن ‪ :‬اإلدارة االلكترونية ‪ ،‬الحوار المتمدن ‪ ،‬العد ‪ ، 1418‬متاح في‬
‫‪http// www. Ahewar .org/ debat/ show.art.asp? aid = 53793‬‬

‫‪ .109‬حاليقة غادة‪ :‬مفهوم التقنية‪،‬متاح على الرابط من الموقع "موضوع" ‪:‬‬


‫‪http://mawdoo3.com‬‬

‫‪.110‬خيري صبري محمد خليل‪ :‬مفهوم اإلصالح اإلداري في الفكر اإلداري المقارن‪ ،‬مقالة‬
‫متاحة على الرابط‪.https://drsabrikhalil.wordpress.com :‬‬

‫‪.111‬درويش أحمد ‪ :‬الشفافية والتراهة حلمنا القادم ‪ "،‬نشرية تكنولوجيا االدارة " ‪ ،‬العدد‬
‫الثامن‪ ،‬فيفري ‪ /‬مارس ‪ ، 2007‬و ازرة الدولة للتنمية االدارية ‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪.112‬عرب يونس‪ :‬العالم االلكتروني‪ ،‬متاح على الموقع االلكتروني ‪.www.arablaw.org‬‬

‫‪334‬‬
‫‪.113‬عالل قاشي‪ :‬اآلليات القانونية الداخلية لكفالة الحقوق و الحريات األساسية لإلنسان‬
‫والمواطن ‪ ،‬مجلة الحقوق و العلوم االجتماعية ‪ ،‬مجلة دورية تصدر عن كلية الحقوق‬
‫والعلوم االجتماعية ‪ ،‬عمار ثليجي األغواط ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬العدد ‪ ، 1‬ماي ‪.2006‬‬

‫‪.114‬غنيم أحمد علي‪ :‬دور اإلدارة اإللكترونية في تطوير العمل اإلداري ومعوقات استخدامها‬
‫في مدارس التعليم العام للبنين بالمدينة المنورة‪ ،‬المجلة التربوية ‪،‬العدد‪، 81 :‬المملكة‬
‫العربية السعودية‪. 2006،‬‬

‫‪.115‬ضمراوي بانا‪ :‬تعريف التكنولوجيا‪ ،‬مقالة متاحة في‪30 ،http://mawdoo3.com :‬‬


‫نوفمبر ‪.2016‬‬

‫‪.116‬لزهاري بوزيد‪ :‬تعديل ‪ 1996/11/28‬وحقوق اإلنسان ‪ ،‬مجلة إدارة ‪ ،‬للمدرسة الوطنية‬


‫لإلدارة ‪ ،‬مجلد ‪ ، 7‬الجزائر‪.1997 ،‬‬

‫‪.117‬مقدم سعيد‪ :‬التنمية واإلدارة في ظل تحديات العولمة ‪ ،‬حالة الجزائر ‪ ،‬مجلة إدارة ‪،‬‬
‫للمدرسة الوطنية لإلدارة ‪ ،‬المجلد ‪ ، 16‬العدد ‪ ،31‬الجزائر‪.2006 ،‬‬
‫‪.118‬مقدم سعيد ‪ :‬واقع ومقتضيات تنمية اإلدارة العمومية في الجزائر ‪ ،‬مجلة إدارة ‪ ،‬للمدرسة‬
‫الوطنية لإلدارة ‪ ،‬الجزائر ‪،‬العدد ‪. 1993 ،2‬‬

‫‪.119‬مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬العدد ‪ 6‬لجويلية ‪.2004‬‬

‫رابعا‪ :‬البحوث والدراسات‬

‫‪ .120‬براينيس عبد القادر‪ :‬التسويق في مؤسسات الخدمات العمومية‪ :‬دراسة حالة المؤسسات‬
‫الصحية بالجزائر العاصمة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه ففي العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫‪.121‬رابحي أحسن‪ :‬مبدأ تدرج المعايير القانونية في النظام القانوني الجزائري ‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫درجة الدكتوراه في القانون ‪ ،‬معهد الحقوق ‪ ،‬بن عكنون ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪-2005 ،‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪335‬‬
‫‪.122‬رفاع شريفة‪ :‬نحو إدماج مفهوم األداء في الخدمة العمومية في الدول النامية‪ :‬نحو تسيير‬
‫عمومي جديد وفق نظرية اإلدارة الحديثة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في علوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.2008،‬‬

‫‪.123‬إدحيمن محمد الطاهر‪ :‬السلطة التنظيمية في الدستور الجزائري‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق ببن عكنون جامعة الجزائر ‪.2002 ،‬‬

‫‪.124‬أقشيش زهرة‪ :‬العالقة بين اإلدارة العامة و المواطن في ظل دولة القانون ‪ ،‬بحث للحصول‬
‫على شهادة الماجستير في القانون فرع اإلدارة و المالية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم اإلدارية‬
‫بابن عكنون ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2002/2001 ،‬‬

‫‪.125‬آل فطيح حمد قبالن‪ ":‬دور اإلدارة االلكترونية في التطوير التنظيمي باألجهزة األمنية‬
‫دراسة مسحية على ضباط شرطة المنطقة الشرقية ‪ ، 43‬المملكة العربية السعودية ‪،‬‬
‫رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬المملكة العرية‬
‫السعودية‪. 2008 ،‬‬

‫‪.126‬الضافي محمد بن عبد العزيز‪ :‬مدى إمكانية تطبيق اإلدارة االلكترونية في المديرية‬
‫العامة للجوازات لمدينة الرياض‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬قسم العلوم اإلدارية ‪ ،‬جامعة نايف‬
‫العربية للعلوم األمنية ‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪. 2006 ،‬‬

‫‪ .127‬أوصيف سعيد‪ :‬تدهور المعيار التشريعي في النظام القانوني الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫شهادة الماجستير‪ ،‬فرع اإلدارة و المالية‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم اإلدارية ببن عكنون ‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪ ،‬الجزائر‪.2002/2001 ،‬‬

‫‪ .128‬بن رشود عبد للا بن صالح‪ :‬قياس جودة الخدمة بالمصارف التجارية السعودية‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير في العلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة‬
‫العربية السعودية‪.2008 ،‬‬

‫‪336‬‬
‫‪.129‬بن محمد المالك بدر‪ " :‬األبعاد اإلدارية واألمنية لتطبيقات اإلدارة االلكترونية في‬
‫المصارف السعودية ‪ ،‬دراسة مسحية "‪ ،‬رسالة ماجستير في العلوم اإلدارية غير‬
‫منشورة ‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪،‬‬
‫‪.2007‬‬

‫‪.130‬بن سعد القحطاني منصور‪ ":‬مهددات األمن المعلوماتي وسبل مواجهتها دراسة مسحية‬
‫على منسوبي مركز الحاسب اآللي بالقوات البحرية الملكية السعودية بالرياض "‪،‬‬
‫الرياض ‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪. 2008،‬‬

‫‪.131‬بن معال العمري سعيد‪ :‬المتطلبات اإلدارية واألمنية لتطبيق اإلدارة االلكترونية دراسة‬
‫مسحية على المؤسسة العامة للموانئ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم‬
‫األمنية‪ ،‬الرياض ‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.2003 ،‬‬

‫‪.132‬شفيق روال محمد‪ :‬مدى تطبيق إدارة الجودة الشاملة في األجهزة الحكومية في األردن‪،‬‬
‫دراسة تحليلية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬األردن‪.2004 ،‬‬

‫‪.133‬قاسم صالح مصطفى‪ :‬التحديات األمنية للحكومة االلكترونية ( دراسة مسحية لتجربة‬
‫دبي في دولة االمارات العربية المتحدة ) ‪ ،‬رسالة ماجستير في العلوم اإلدارية ‪ ،‬قسم‬
‫العلوم اإلدارية ‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ‪ ،‬الرياض ‪،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪. 2003،‬‬

‫‪ .134‬عدوان إياد خالد‪ :‬مدى تقبل الموطنين الحصول على الخدمات من خالل الحكومة‬
‫اإللكترونية‪ :‬دراسة الة قطاع غزة‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في إدارة األعمال‪،‬‬
‫كلية التجارة‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،‬فلسطين‪.2007 ،‬‬

‫‪.135‬عشور عبد الكريم‪ :‬دور اإلدارة اإللكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية والجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2010‬‬

‫‪337‬‬
‫‪ .136‬فيرم فاطمة الزهراء ‪ :‬الموظف العمومي ومبدأ حياد اإلدارة في الجزائر ‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2004/ 2003 ،‬‬

‫‪.137‬لدرع نبيلة‪ :‬التفرقة بين المجال التشريعي و المجال التنظيمي في النظام الجزائري ‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق ببن عكنون جامعة الجزائر ‪. 2004/2003 ،‬‬
‫‪.138‬مراح سليمة‪ :‬التسيير الحديث واإلدارة العمومية الجزائرية ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫و العلوم اإلدارية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2001/ 2000 ،‬‬

‫‪.139‬مقطف خيرة‪ :‬تطبيق نظام الالمركزية في الجزائر من ‪ 1967‬إلى يومنا "دراسة نظرية‬
‫تحليلية "‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير فرع إدارة ومالية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم اإلدارية‬
‫بن عكنون ‪،‬جامعة الجزائر ‪.2002-2001 ،‬‬

‫‪ .140‬وافي ميلود‪ :‬واقع وأفاق البنوك اإللكترونية ‪– ،‬مذكرة ماجيستر‪-‬كلية االقتصاد –‪ ،‬جامعة‬
‫تلمسان ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬السنة الدراسية ‪. 2004-2003‬‬

‫‪ .141‬العواملة نائل عبد الحافظ‪ :‬نوعية اإلدارة والحكومة اإللكترونية في العالم الرقمي‪ ،‬دراسة‬
‫استطالعية‪ ،‬مجلة جامعة الملك سعود‪ ،‬العلوم اإلدارية‪ ،‬العدد ‪ ،15‬الرياض‪ ،‬المملكة‬
‫العربية السعودية‪.2003،‬‬

‫‪.142‬زبار العلواني سلمان‪ :‬تطوير نظام المعلومات االدارية في قطاع التامين‪ ،‬بحث منشور‬
‫جامعة الكوفة‪ ،‬العراق‪.2000 ،‬‬

‫‪.143‬سالم محمد صالح‪ :‬العصر الرقمي وثورة المعلومات ‪ ...‬دراسة في نظم المعلومات‬
‫وتحديث المجتمع‪ ،‬دار عين للدراسات والبحوث االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬الهرم‪،‬‬
‫مصر‪.2002 ،‬‬

‫‪338‬‬
‫خامسا‪ :‬الملتقيات العلمية‬

‫‪.144‬أبو ضاوية عامر رمضان‪ :‬المؤتمر العربي الثالث‪ :‬اإلدارة المحلية وورشة عمل‬
‫(ممارسات وتجارب في الالمركزية وتطوير اإلدارة المحلية)‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪14-10 ،‬‬
‫أفريل ‪.2015‬‬

‫‪ .145‬الباز علي السيد‪ :‬المؤتمر العلمي االول حول الجوانب القانونية واألمنية للعمليات‬
‫اإللكترونية‪ ،‬أكاديمية شرطة دبي – مركز البحوث والدراسات‪ ،2003/4/28-26 ،‬دبي‪،‬‬
‫األمارات العربية المتحدة‪.‬‬

‫‪.146‬البداينة أ‪.‬د‪ .‬ذياب موسى‪ :‬الجرائم االلكترونية‪ :‬المفهوم واألسباب‪ ،‬الملتقى العلمي للجرائم‬
‫المستحدثة في ظل المتغيرات والتحوالت اإلقليمية والدولية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2014 ،‬‬

‫‪.147‬السديري محمد بن أحمد‪ :‬مفاتيح النجاح في تطبيق الحكومة االلكترونية‪ ،‬المؤتمر الوطني‬
‫السابع عشر للحاسب اآللي‪ ،‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬المدينة المنورة‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬أفريل ‪.2004‬‬

‫‪.148‬العسكري محمد الطيب‪ :‬الحكومة االلكترونية‪ :‬تحديات وآفاق‪ ،‬ندوة فكرية حول موضوع‬
‫"اإلدارة االلكترونية‪ ،‬السياسة الوطنية في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت"‪،‬‬
‫مجلس األمة‪ ،‬الجزائر‪ 27 ،‬افريل ‪.2010‬‬

‫‪ .149‬المعهد العالي للتنمية اإلدارية‪ :‬دورة منهجيات اإلصالح والتنمية اإلدارية‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪،‬‬
‫‪.2005‬‬

‫‪.150‬بلعربي عبدالقادر وآخرون ‪ :‬تحديات التحول إلى الحكومة االلكترونية في الجزائر‪،‬‬


‫الملتقى العلمي الدولي الخامس حول االقتصاد االفتراضي وانعكاساته على‬
‫االقتصاديات الدولية ‪ ،‬جامعة سعيدة‪.2013 ،‬‬

‫‪339‬‬
‫‪.151‬بوحدة رشيدة‪ :‬البنية التحتية للتدفق السريع في الجزائر‪ :‬الوضعية و األفاق‪ ،‬اليوم البرلماني‬
‫حول التدفق السريع و االقتصاد الرقمي و دورهما في التنمية‪ ،‬المجلس الشعبي الوطني‪،‬‬
‫الجزائر‪ 03 ،‬جوان ‪.2010‬‬

‫‪ .152‬بوريش نصر الدين‪ :‬تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت كدعامة للميزة التنافسية و كأداة‬
‫لتأقلم المؤسسة االقتصادية مع تحوالت المحيط الجديد ( مثال الجزائر)‪،‬مداخلة ضمن‬
‫الملتقى الدولي المعرفة في ظل االقتصاد الرقمي ومساهمتها في تكوين المزايا التنافسية‬
‫للبلدان العربية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف‪ ،‬الجزائر‪.2007،‬‬

‫‪.153‬رضوان رأفت‪ :‬اإلدارة االلكترونية‪ :‬اإلدارة والمتغيرات العالمية الجديدة‪ ،‬الملتقى اإلداري‬
‫الثاني للجمعية السعودية لإلدارة ‪ ،‬مركز المعلومات واتخاذ القرار‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫مصر‪. 2004 ،‬‬

‫‪ .154‬عيمر سعيد‪ :‬تكنولوجيا المعلومات واالتصال حافز أم عائق أمام تأهيل المنشآت العربية‪،‬‬
‫الملتقى الدولي حول متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪،‬‬
‫جامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪ 17،18 ،‬أفريل ‪.2006‬‬

‫‪.155‬صبحي محمد الحناوي منال‪ :‬االستراتيجية اآلمنة للحكومة اإللكترونية‪ ،‬المؤتمر السادس‬
‫للجمعية مكتبات والمعلومات السعودية حول بيئة المعلومات اآلمنة ‪ :‬المفاهيم والتشريعات‬
‫والتطبيقات‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.2010 ،‬‬

‫‪ .156‬واعر وسيلة‪ :‬دور الحكومة االلكترونية في تحسين جودة الخدمات الحكومية‪ :‬حالة و ازرة‬
‫الداخلية والجماعات المحلية بالجزائر‪ ،‬الملتقى الدولي حول إدارة الجودة الشاملة بقطاع‬
‫الخدمات‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ماي‬
‫‪.2011‬‬

‫‪340‬‬
‫ثالثا‪ :‬المواقع االلكترونية‬

‫‪.157‬موقع األكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي ‪http://www.abahe.co.uk :‬‬

‫‪ .158‬موقع سلطة الضبط للبريد والموصالت السلكية والالسلكية‪:‬‬

‫‪http://www.arpt.dz/ar/gd/ce/?AspxAutoDetectCookieSupport=1‬‬

‫‪:‬‬ ‫للكيبيك‬ ‫الحكومية‬ ‫الخدمات‬ ‫االلكترونية‪،‬‬ ‫الحكومة‬ ‫‪ .159‬دليل‬


‫‪http://www.cefrio.qc.ca/media/uploader/GuideGouvernementenli‬‬
‫‪gne.pdf‬‬

‫‪ .160‬منتدى العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬موضوع المرفق العام ‪:‬‬

‫‪http://www.droit-alafdal.net/t941-topic‬‬

‫‪ .161‬موقع و ازرة العدل الجزائرية‪http://www.mjustice.dz/?p=casier :‬‬

‫‪ .162‬موقع "تعليم جديد"‪http://www.new-educ.com :‬‬

‫‪ .163‬الموقع الرسمي للدكتور صبري محمد خليل خيري‪:‬‬

‫‪https://drsabrikhalil.wordpress.com‬‬

‫‪ .164‬الموسوعة الحرة ويكيبيديا‪https://fr.wikipedia.org :‬‬

‫‪.165‬عبد النبي عوض سالمة طارق ‪ :‬االدارة االلكترونية – الجزء الخامس‪ ،‬مقال منشور في‬
‫‪ 29‬سبتمبر ‪ 2016‬على الرابط ‪:‬‬

‫‪http://kenanaonline.com/tareqsalama33#http://kenanaonline.com/use‬‬
‫‪rs/tareqsalama33/posts/883698‬‬

‫‪341‬‬
‫المراجع باللغة الفرنسية واالنجليزية‬

‫ النصوص القانونية‬:‫أوال‬

166. Loi sur l’administration publique, L.R.Q., c. A-6.01,

< http://www.canlii.org/qc/loi/a6.01/tout.html >.

167. Loi concernant le cadre juridique des technologies de


l’information, L.Q. 2001 c. 32

< http://www.autoroute.gouv.qc.ca/loi_en_ligne/index.html>.

168. Loi sur l’accès aux documents des organismes publics


et sur la protection des renseignements personnels (L.R.Q.,
c. A-2.1)

‫ الكتب والمقاالت‬:‫ثانيا‬

169. BEITONE Alain et autres: Dictionnaire des sciences


économiques, 2éme édition, Armand colin, Paris, France, 2008.
170. BEN DHAOU Soumaya Intissar: Les Capacités De Changement
Du Développement De L'administration Électronique: Les
Enseignements D'une Recherche Menée Dans Deux
Organismes Publics Canadiens, Université du Québec, Canada,
2011.

171. BENYEKHLEF Karim: L’administration Publique En Ligne Au


Canada : Précisions Terminologiques Et État De La Réflexion ,
342
Revue française d'administration publique, Paris, France,n o110,
2004/2.

172. BRADIER Agnés :"Le gouvernement électronique : une priorité


européenne", revue française d'administration publique , école
nationale d'administration , N° 110 ,Paris, France, 2004 .

173. CHAPUS René: Droit administratif général, Tome 1, 15ème


édition, Paris, France, 2001.

174. CHEVALLIER Jacques: Essai sur la notion juridique de service


public, sur le site, http://www. U-picardie.fr /labo/ curapp/
revues / Consulté le: 17-12-2010.
175. EDWIN Lau: Principaux enjeux de l’administration électronique,
revue française d’administration public, n°110, école nationale
d’administration, Paris, France 2004.

176. ESPLUGAS Pierre: Le service public, édition DALLOZ, Paris,


France 1998.

177. JAIN P.L.: Quality Control andTotal Quality Management, Tata


McGraw-Hill Publishing company Limited, New York, United-
States, 2006.
178. JESSUP Leonard & VALACICH Joseph: Information systems
today: managing in the digital world, Washington State
University, United States, (2006).

343
179. KOTLER Philip: Marketing management, 13ème édition,
pearson éducation, Paris, France,2009.

180. KUMAR S. :Total Quality Management,Laxmi Publications(p)


LTD 22,Golden HOUSE, Daryagany, NewDelhi, India, 2006.
181. MAHIOU Ahmed : Note sur la constitution algérienne du 28
novembre 1996 , Revue annuaire de l’Afrique du nord , édition
C.N.R.S, Algérie,1996.

182. PALMER Adrian: Principle of Service Marketing, McGraw Hill


Higher Education, 7th Revised edition, Ontario, Canada, 2014.

183. PEISER Gustave : Droit administratif , 7éme édition , Dalloz ,


France,1976.

184. POULET Nadine, LECLERC Gibot : La place de la loi dans


l’ordre juridique interne, thèse doctorat d’État en droit public ,
presse universitaire de France PUF , France, avril 1992

185. RICHARD L. Oliver: A cognitive model of the antecedents and


consequences of satisfaction decisions, Journal of marketing,
Americ marketing association,vol. 17, Washington, United-
States, 1980.

186. ROBERT Jacques avec la collaboration de DUFFAR Jean:


Libertés publiques et droits de l’homme, 4 éme édition,
Montchrestien édition, France, 1988 ,

344
187. RONDEAU Alain, CROTEAU Anne-Marie et LUC Danielle :
Déploiement de l’administration électronique au Québec :
Enjeux liés à la transformation et aux TIC, HEC MONTREAL,
Cahier no 04-12 – Québec, Canada, septembre 2004.

188. SAINT-AMANT G., E-Gouvernement : cadre d’évolution de


l’administration électronique, Systèmes d’information et
management, vol. 10, n° 1, AIS Electronic Library, Université
de Québec Montréal, Québec, Canada 2005.

189. SAURET Jacques : Efficacité de L'Administration et Service à


L'Administré" : Les Enjeux de L’Administration Électronique ,
Revue Française d'administration publique , École nationale
d'administration, N° 110 , 2004.
190. SPANON Calliope: Citoyens et Administration:Les enjeux de
l’autonomie et du pluralisme, L’Harmattan, France ,janvier
2003.
191. TAIB Essaid : La Figure de l’Administration dans le discours
administratif, Revue IDARA , V2 , N2, Algérie, 1992.
192. TITAH Ryad : Utilisation et Impact du Gouvernement
Électronique au Niveau Municipal, Thèse présentée à HEC
Montréal en vue de l’obtention du grade de Doctorat en
philosophie (Ph.D) en administration, option technologies de
l’information, HEC Montréal, Québec, Canada, 2010.

345
193. TROGER François: Services publics: Faire ou déléguer ?,
Librairie Vuibert, Paris, France, 1995.

194. TRUDEL Pierre : Améliorer la protection de la vie privée dans


l’administration électronique, université de Montréal, Québec,
Canada, 2003.

195. TURBAN Efraim & LEIDNER Dorothy & WETHERB James:


Information Technology for management (transforming
organization in the digital economy), Wiley,United States, 2008.
196. VEDEL. G. DELVOLVE. D.A.: Droit administratif, Tome 2,
12ème édition, PUF, Paris, 1992.

197. WATERS C.D.J. : An introduction to Operations Management,


Pearson Education Limited, Harlow, United Kingdom,1991.

198. WIGAND F. Dianne Lux: Information technology in


organizations: Impact on structure, pepos and tasks D.P.A.
Arizona State University, United States, 1995.

346
‫الــــفهـــــــرس‬
‫مـ ـ ـ ــقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪1 .......................................................................................‬‬

‫إشكالية الدراسة ‪6 ...................................................................................‬‬

‫فرضيات الدراسة ‪8 ..................................................................................‬‬

‫الباب األول‪ :‬اإلدارة اإللكترونية أساس لعصرنة الخدمة العمومية ‪13 ..................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلدارة اإللكترونية حلقة جديدة في بناء تصور حديث لمفاهيم الخدمة العمومية ‪15 ......‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلدارة اإللكترونية وسيلة لرفع األداء والكفاءة ‪16 ......................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلدارة اإللكترونية نموذج جديد لتحسن مستوى الخدمات ‪16 ...........................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تكنولوجيا االتصال والمعلومات ‪17 .....................................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬ماهية تكنولوجيا المعلومات واالتصال ‪18 ...............................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬أهمية وخصائص تكنولوجيا المعلومات واالتصال ‪20 ....................................‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬دور تكنولوجيا المعلومات واالتصال ‪22 ................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬بدايات اإلدارة االلكترونية ‪24 ...........................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبادئ اإلدارة اإللكترونية وأهدافها ‪26 ................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مبادئ اإلدارة االلكترونية‪26 ...........................................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬تقديم أحسن الخدمات للمواطنين والتركيز على النتائج ‪26 ................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬سهولة االستعمال واإلتاحة للجميع‪ ،‬تخفيض التكاليف والتغيير المستمر ‪27 ...............‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬أهداف اإلدارة اإللكترونية ‪29 ...........................................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬األهداف العامة ‪29 ....................................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬األهداف الخاصة ‪30 ..................................................................‬‬

‫‪347‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص ووظائف اإلدارة اإللكترونية ‪31 ............................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬زيادة اإلتقان وتخفيض التكاليف ‪34 ....................................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬زيادة االتقان ‪34 .......................................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬تخفيض التكاليف ‪34 ..................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تبسيط اإلجراءات وتحقيق الشفافية ‪34 ..................................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬تبسيط االجراءات ‪35 ..................................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬تحقيق الشفافية ‪37 ....................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬من إدارة تقليدية إلى إدارة إلكترونية ‪38 ...............................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مراحل االنتقال السليم نحو اإلدارة اإللكترونية ‪38 .....................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مراحل االنتقال نحو اإلدارة االلكترونية‪38 ..............................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬مرحلة اإلدارة التقليدية الفاعلة ‪39 .......................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬مرحلة الفاكس والهاتف الفاعل ‪39 ......................................................‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬مرحلة اإلدارة االلكترونية الفاعلة ‪40 ...................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مقومات التحول السليم نحو اإلدارة االلكترونية ‪41 .......................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬ميكانزمات التحول نحو إدارة الكترونية ‪42 ..............................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬خطوات تطبيق اإلدارة االلكترونية ‪43 ..................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬متطلبات تطبيق اإلدارة اإللكترونية ‪44 ...............................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المتطلبات اإلدارية‪ ،‬األمنية والسياسية ‪44 ..............................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬المتطلبات اإلدارية واألمنية ‪44 .........................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬المتطلبات السياسية ‪46 ................................................................‬‬

‫‪348‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المتطلبات االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والبنية التحتية لالتصاالت‪47 ........................‬‬

‫القسم األول المتطلبات االقتصادية واالجتماعية ‪47 ...................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬متطلبات البنية التحتية لالتصاالت ‪48 .................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬بنية وأسس اإلدارة اإللكترونية ‪50 ....................................................‬‬

‫الفقرة األولى ‪:‬البناء الشبكي لإلدارة االلكترونية ‪50 ...................................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬شبكة االنترنت ‪50 .....................................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ .‬الشبكة الداخلية للمنظمة (االنترانت) ‪51 ................................................‬‬

‫القسم الثالث الشبكة الداخلية للمنظمة والعمالء (االكسترانت) ‪52 ......................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬عناصر ووظائف اإلدارة االلكترونية‪53 .................................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬عناصر اإلدارة االلكترونية ‪53 ..........................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬وظائف اإلدارة االلكترونية ‪54 ..........................................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أثر اإلدارة اإللكترونية على جودة الخدمة العمومية ‪57 ................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تطور اإلدارة اإللكترونية وميالد المجتمع المعلوماتي‪57 ...............................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مراحل تطور االدارة االلكترونية ‪58 ....................................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬الخطوات المتبعة لتطوير اإلدارة االلكترونية ‪58 .........................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬نماذج مراحل تطور االدارة االلكترونية ‪59 ..............................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تعريف مجتمع المعلومات وسماته ‪61 ...................................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬تعريف مجتمع المعلومات‪61 ...........................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬مجتمع المعلومات واشكالية الفجوة الرقمية ‪64 ...........................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الخدمة والخدمة العمومية ‪65 ........................................................‬‬

‫‪349‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الخـ ــدمة ‪65 ...........................................................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬تعريف الخدمة ‪65 .....................................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬خصائص الخدمة ‪66 ..................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الخدمة العمومية ‪69 ...................................................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬تعريف الخدمة العمومية ‪70 ............................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬أنواع الخدمة العمومية ‪71 ..............................................................‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬خصائص الخدمات العمومية ‪73 .......................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬ضمان جودة عالية للخدمة العمومية ‪79 .............................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الجودة والجودة العمومية ‪79 ...........................................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬الجودة ‪79 .............................................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬جودة الخدمة العمومية ‪82 .............................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أبعاد ومتطلبات جودة الخدمة العمومية ‪83 ..............................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬أبعاد جودة الخدمة العمومية ‪84 ........................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬متطلبات جودة الخدمة العمومية ‪86 ....................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬إدارة األنترنت رافعة قوية لإلصالح اإلداري ‪92 ........................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الخدمة االلكترونية وتحديات اإلدارة االلكترونية ‪94 ....................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬من الخدمة التقليدية إلى الخدمة اإللكترونية ‪94 .......................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم الخدمة اإللكترونية ‪94 ..........................................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬تعريف الخدمة االلكترونية ‪95 ..........................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬مبادئ ومستويات الخدمة االلكترونية ‪96 ...............................................‬‬

‫‪350‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬متطلبات توفير الخدمة االلكترونية ‪98 ..................................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬وصف الخدمة االلكترونية‪ ،‬اإلعالن عنها وانتقائها ‪98 ...................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬تركيبة الخدمة االلكترونية‪ ،‬تقديمها‪ ،‬المتابعة‪ ،‬المراقبة والتحليل ‪99 .......................‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬عقود وتقديرات الخدمة االلكترونية والفرق بينها وبين الخدمة التقليدية‪99 .................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تحديات ورهانات اإلدارة اإللكترونية ‪101.............................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المعوقات اإلدارية‪ ،‬السياسية والقانونية ‪101.............................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬المعوقات اإلدارية ‪102.................................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬المعوقات السياسية والقانونية ‪107......................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المعوقات المالية‪ ،‬التقنية‪ ،‬البشرية واألمنية‪108..........................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬المعوقات المالية والتقنية ‪108...........................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬المعوقات البشرية واألمنية ‪110.........................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التجربة الكندية الكبيكية ‪ :‬تطبيق مثالي لإلدارة اإللكترونية ‪116........................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬آليات االنتقال نحو إدارة الكترونية ‪116...............................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إطالق مبادرة وضع الخدمات والمعلومات الحكومية على شبكة اإلنترنت والتي تهدف إلى‬
‫تمكين الكنديين من الوصول إلى المعلومات والخدمات الحكومية‪117................................ .‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬وضع استراتيجية لتوجيه إدارة تكنولوجيا المعلومات ‪118.................................‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬توفير القوانين والسياسات في مجال المعامالت اإلجرائية مع جمهور المستفيدين من‬
‫الخدمات االلكترونية‪118............................................................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬قانون اإلدارة العمومية ‪119.............................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬القانون المتعلق باإلطار القانوني لتكنولوجيات االعالم ‪119..............................‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬قانون االطالع على وثائق الهيئات العمومية وحماية المعلومات الشخصية ‪121..........‬‬

‫‪351‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الخدمات االلكترونية ‪121............................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬االهتمام الدقيق بالمواطن عن طريق البوابة االلكترونية لخدمات كيبيك ‪122..............‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الخدمات الجامعية والمكتبات االلكترونية للرقي بالمعرفة والبحث العلمي ‪123.............‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اإلمكانيات والمقومات للتحول نحو إدارة الكترونية كيبيكية ‪125........................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المقومات األساسية ‪126...............................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االستراتيجيات المشكلة للحكومة اإللكترونية ‪128........................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أسس نجاح اإلدارة اإللكترونية في الكيبيك ‪131.......................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تطبيق فعلي للديمقراطية االلكترونية ‪131.............................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم الديمقراطية اإللكترونية أو الرقمية ‪131...........................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مستويات الديمقراطية الرقمية أو االلكترونية ‪133........................................‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬خصائص الديموقراطية االلكترونية ‪134.................................................‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬الديمقراطية االلكترونية في الكيبيك ‪136................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تأطير ومتابعة التطور المعلوماتي واإلداري ‪144......................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إدارة التطوير اإلداري كوسيلة لتطبيق اإلدارة االلكترونية ‪144............................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬ضرورة المتابعة لتنفيذ مشروع اإلدارة االلكترونية ‪146....................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تكريس كل الجهود لتحديد االحتياجات وتلبيتها‪148...................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التركيز على الخدمات االلكترونية ‪148.................................................‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬النموذج الكيبيي قابل للتطبيق في الجزائر؟ ‪150.........................................‬‬

‫خاتمة الباب األول ‪153.............................................................................‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬نحو إدارة إلكترونية جزائرية ‪155.......................................................‬‬

‫‪352‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار القانوني لإلدارة اإللكترونية الجزائرية ‪157......................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار الدستوري لعالقة اإلدارة بالمواطن ‪158........................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إهمال عالقة االدارة بالمواطن قبل دستور ‪158................................ 1989‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬في ظل دستور ‪159........................................................... 1963‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬في ظل الميثاق الوطني ودستور ‪161........................................... 1976‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دستور ‪ 1989‬مظهر جديد لالهتمام بالعالقة ‪165....................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬نظرة سياسية جديدة للعالقة في دستور ‪166..................................... 1989‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مضمون التعديل الدستوري ل ـ ‪171............................................... 1996‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬التعديلين الدستوريين ل ـ ‪ 2008‬و‪ 2016‬لتعزيز الحقوق والحريات ‪173...................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األسس التشريعية والتنظيمية لعالقة اإلدارة بالمواطن ‪174.............................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬السلطة التشريعية مصدر تشريع هام لتنظيم العالقة ‪175..............................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬قانوني البلدية (أمر ‪ )24/67‬و الوالية (أمر ‪ )38/69‬انطالقة قانونية غير مشجعة للعالقة‬
‫(على المستوى المحلي) ‪179........................................................................‬‬

‫القسم األول ‪ :‬مظاهر تنظيم عالقة اإلدارة بالمواطن على مستوى قانون البلدية بمقتضى أمر ‪24/67‬‬
‫‪179...............................................................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬على مستوى الوالية بمقتضى أمر ‪180......................................... 38/69‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬معالجة لالرتقاء في ظل مرحلة التسعينات (على المستوى المحلي) ‪181..................‬‬

‫القسم األول ‪ :‬قانون البلدية (‪181.......................................................... )08/90‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬قانون الوالية (‪182........................................................... )09/90‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬محاولة لتوسيع الالمركزية ‪183.........................................................‬‬

‫القسم الرابع ‪ :‬المواطن كشريك في تسيير الشؤون العمومية ‪184.......................................‬‬

‫‪353‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم للعالقة قبل ‪185....................................................... 1988‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مكافحة البيروقراطية ‪185..............................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التدابير القانونية ‪187..................................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬إدراك تنظيمي محدود للعالقة ابتداء من ‪191................................. 1988‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مرسوم ‪191................................................................. 131/88‬‬

‫القسم األول‪ :‬القيمة القانونية للمرسوم ‪192............................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬مضمون ومحتوى المرسوم ‪196.........................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إصالحات ما بعد مرسوم ‪199............................................... 131/88‬‬

‫القسم األول‪ :‬اهتمامات بالعالقة من قبل الحكومات ‪200..............................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬هياكل وتدابير لتعزيز العالقة ‪204......................................................‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬لجنة إصالح هياكل الدولة للتكفل بالعالقة ‪209.........................................‬‬

‫القسم الرابع‪ :‬التحكم في جرائم المعلومات واالتصال ‪212..............................................‬‬

‫القسم الخامس‪ :‬عصرنة العدالة وتقنين التصديق والتوقيع االلكتروني‪213..............................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬أثر االدارة االلكترونية على عالقة اإلدارة بالمواطن ‪218...............................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عالقة اإلدارة بالمواطن‪ :‬من عالقة الشباك إلى عالقة الشبكية ‪219....................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الموقع اإللكتروني‪220...............................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الموقع اإللكتروني من حيث التعريف واألهمية ‪220.....................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬تعريف الموقع االلكتروني ‪220..........................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬أهمية الموقع اإللكتروني اإلداري ‪221...................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الموقع االلكتروني الحكومي الناجح ‪222................................................‬‬

‫‪354‬‬
‫القسم األول‪ :‬نقاط يجب مراعاتها ‪223................................................................‬‬

‫القسم الثاني‪ .‬تفادي بعض األخطاء في مرحلة التصميم ‪227..........................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلمضاء (التوقيع)‪ ،‬والتصديق اإللكتروني ‪227.......................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التوقيع االلكتروني ‪228................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التصديق االلكتروني ‪230..............................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬العقد االلكتروني ‪235...............................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف العقد االلكتروني وخصائصه ‪235...............................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬موقف المشرع الجزائري من العقد االلكتروني ‪239.......................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مشروع الجزائر االلكترونية خطوة فعلية نحو إدارة الكترونية ‪241.......................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المؤسسة االلكترونية والمواطن االلكتروني ضمن السياسات العامة لمشروع الجزائر‬
‫االلكترونية ‪241.....................................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المحاور الرئيسية لمشروع الجزائر االلكترونية ‪242......................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اشراك مختلف األوساط لتحقيق أهداف برنامج الجزائر االلكترونية ‪245........... 2013‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬هياكل إدارية جديدة‪ ،‬تغيير في وسائل العمل واثراء للمهام ‪248........................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تكنولوجيات االعالم واالتصال ضمن أهداف التربية والتكوين المهني ‪251................‬‬

‫القسم األول‪ :‬تكنولوجيات االعالم واالتصال نقلة نوعية لقطاع التربية ‪251.............................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬ادماج التكنولوجيا على مستوى التكوين المهني ‪252.....................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬قطاع العدالة‪ ،‬الجباية والصفقات العمومية‪254..........................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬النظام اآللي لصحيفة السوابق العدلية ‪254..............................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬اإلدارة الجبائية ‪255....................................................................‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬البوابة االلكترونية للصفقات العمومية ‪256..............................................‬‬


‫‪355‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬البطاقات االلكترونية والشيك االلكتروني ‪258............................................‬‬

‫القسم األول‪ :‬تقديم السفتجة والشيك للوفاء الكترونيا ‪259..............................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬البطاقة االلكترونية في التأمينات االجتماعية ‪260.......................................‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬بطاقة التعريف وجواز السفر البيومترين ‪262............................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أمن وحماية المعلومات وردع الجريمة اإللكترونية ‪263................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الجرائم المعلوماتية أو االلكترونية ‪263..................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أشكال الجرائم االلكترونية‪266..........................................................‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬وضعية الجزائر أمام الجريمة المعلوماتية ‪268...........................................‬‬

‫خاتمة الباب الثاني ‪278.............................................................................‬‬

‫تفسير الفرضيات ‪280...............................................................................‬‬

‫الخاتمة ‪283........................................................................................‬‬

‫المصطلحات‪291...................................................................................‬‬

‫اإلدارة العمومية ‪291................................................................................‬‬

‫اإلصالح االداري ‪292..............................................................................‬‬

‫األعمال االلكترونية ‪292............................................................................‬‬

‫االقتصاد الرقمي ‪293...............................................................................‬‬

‫أمن المعلومات‪293.................................................................................‬‬

‫التجارة االلكترونية ‪294..............................................................................‬‬

‫التسيير ‪294........................................................................................‬‬

‫التقنية ‪295.........................................................................................‬‬

‫‪356‬‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ‪295...............................................................‬‬

‫التكنولوجيا ‪296.....................................................................................‬‬

‫تكنولوجيا التعليم ‪297...............................................................................‬‬

‫تكنولوجيا التربية ‪298...............................................................................‬‬

‫الحكومة االلكترونية ‪298............................................................................‬‬

‫العصرنة أو الحداثة ‪298............................................................................‬‬

‫المؤسسة االلكترونية‪300............................................................................‬‬

‫المدار‪ /‬المستخدم أو المستعمل ‪300.................................................................‬‬


‫ُ‬
‫المواطن االلكتروني ‪300............................................................................‬‬

‫النظام ‪301.........................................................................................‬‬

‫المرفق العمومي أو المرفق العام ‪301................................................................‬‬

‫اإلرهاب االلكتروني ‪302............................................................................‬‬

‫الفجوة الرقمية ‪303..................................................................................‬‬

‫الجريمة االلكترونية ‪303.............................................................................‬‬

‫الشيك اإللكتروني ‪303..............................................................................‬‬

‫المالحق ‪305.......................................................................................‬‬

‫الملحق ‪ :1‬عناصر اإلدارة االلكترونية ‪306..........................................................‬‬

‫الملحق ‪ :2‬مراحل تطور اإلدارة االلكترونية‪307......................................................‬‬

‫الملحق ‪ :3‬تصنيف الخدمات العمومية ‪308..........................................................‬‬

‫الملحق ‪ :4‬نموذج تأكيد التوقعات ‪309...............................................................‬‬

‫‪357‬‬
‫الملحق ‪ :5‬مفهوم جودة الخدمة ‪310.................................................................‬‬

‫الملحق ‪ :6‬أبعاد الخدمة العمومية‪311...............................................................‬‬

‫الملحق ‪ :7‬أبعاد ومراحل تطوير اإلدارة العمومية االلكترونية ‪312.....................................‬‬

‫الملحق ‪ :8‬المحاور الكبرى لمشروع الجزائر االلكترونية ‪313..........................................‬‬

‫الملحق ‪ :9‬مضمون برنامج "أسرتك" ‪314............................................................‬‬

‫الملحق ‪ :10‬برنامج الجزائر االلكترونية‪" 2013‬ألف عملية"‪315......................................‬‬

‫الملحق ‪ :11‬استمارة طلب صحيفة السوابق القضائية عن بعد‪316....................................‬‬

‫الملحق ‪ :12‬نموذج نظام الحكومة االلكترونية‪317...................................................‬‬

‫الملحق ‪ :13‬البوابة االلكترونية لكيبيك ‪318..........................................................‬‬

‫الملحق ‪ :14‬الخدمات االلكتروني المرورية ‪319......................................................‬‬

‫الملحق ‪ :15‬الخدمات االلكترونية الجبائية‪320..................................................... .‬‬

‫قائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمة المختصرات ‪321.........................................................................‬‬

‫قائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمة الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع ‪323........................................................................‬‬

‫الـ ــفه ـ ـ ــرس ‪347.....................................................................................‬‬

‫‪358‬‬

You might also like