You are on page 1of 26

‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫عصرنة المرافق العمومية في الجزائر‪ ...‬اإلدارة اإللكترونية في البلدية نموذجا‬

‫د‪/‬عزوز سعيدة ‪ -‬د‪/‬نسيمة مقبل‬


‫جامعة الجزائر‪3‬‬

‫ملخص‪:‬‬

‫في ظل التزايد المتسارع لوتيرة التنمية والتطور الهائل في المجال التكنولوجي‪ ،‬أصبح من الضروري‬
‫على صانع القرار التكيف مع هذه التطورات‪ ،‬ومن ثم ترقية المرافق العامة وعصرنتها مما يؤدي إلى‬
‫القضاء على األساليب التقليدية وتحسين الخدمات العمومية وتلبية حاجيات المواطن‪ ،‬ولهذا أصبحت‬
‫اإلدارة اإللكترونية في الجزائر من أهم االستراتيجيات المتبعة في تفعيل المرفق العام‪ ،‬وتقريب اإلدارة من‬
‫المواطن وكذا تحسين الخدمة خاصة اإلدارة المحلية وعلى رأسها البلدية‪ ،‬باعتبارها أقرب مرفق من‬
‫المواطن‪ ،‬كما أنها تشكل صورة من الالمركزية اإلدارية‪.‬‬

‫لقد عملت الدولة الجزائرية على إعادة تأهيل إدارتها وعصرنتها مما يضمن تكيفها ومسايرتها للتطورات‬
‫والتغيرات الحاصلة على جميع األصعدة مما يحقق ارتياحا لدى المواطن المستفيد من خدمة هذا المرفق‪.‬‬
‫وباعتبار أن قياس أي تجربة أو مبادرة نحو العصرنة في الخدمات العمومية تتوقف فيما تحققه من‬
‫استعداد ودوافع الجاهزية نحو التطبيق ومستوى الفاعلية في اإلنجاز‪ ،‬نحاول في هذه الورقة البحثية تقديم‬
‫تجربة الجزائر في تطوير المرفق العام المتمثل في البلدية‪ ،‬من خالل عصرنة اإلدارة والتي انبثق عنها‬
‫مفهوم اإلدارة اإللكترونية كآلية لتطوير وتحسين هذا المرفق العمومي‪ ،‬والوقوف عند النقائص والعراقيل‬
‫التي تواجه هذا األسلوب المستحدث في اإلدارة الجزائرية بصفة خاصة‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬العصرنة‪ ،‬الخدمة العمومية‪ ،‬المرفق العام‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‬

‫‪135‬‬
8008 ‫ ديسمرب‬/ - 08 – ‫العدد‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

Résumé:

Avec le rythme rapide du développement et du développement technologique, il est devenu


nécessaire que Le décideur doit s’adapter à ces développements conduisant à l'élimination
des méthodes traditionnelles et à l'amélioration des services publics et répondant aux
besoins du citoyen. La gestion électronique en Algérie est devenue l'une des stratégies les
plus importantes. En en activant l'installation générale et en rapprochant l'administration du
citoyen et en améliorant le service, en particulier la gestion locale et municipale en tant que
service le plus proche du citoyen, formant une image de la décentralisation administrative.

L’État algérien s’est efforcé de réhabiliter et de gérer son administration pour s’assurer de
son adaptation et sa relation avec les développements et les changements à tous les
niveaux. La mesure de toute expérience ou initiative de modernisation des services publics
dépend de la volonté, la motivation et la préparation à la mise en œuvre, ainsi que le niveau
d'efficacité dans la réalisation.

Le but de notre intervention est de présenter l'expérience Algérienne dans le développement


des services publics, précisément la municipalité. Ce dernier se manifestant par la
modernisation de la gestion, qui a émergé du concept de gestion électronique en tant que
mécanisme de développement et d'amélioration des services publics. Nous visons aussi
dans cette intervention l'identification des lacunes et des obstacles auxquels fait face cette
méthode dans l'administration algérienne.

Mots-clés: modernisation- service public- administration électronique.

:‫مقدمة‬

‫لقد شهدت اإلدارة تطورات كبيرة نتيجة للثورة المعلوماتية التي بدأت في العقد األخير من القرن العشرين‬
‫وبداية القرن الواحد والعشرين ونمت من خاللها وازدهرت وسائل التقنية من تلكس وتلغراف وهاتف إلى‬
‫وأخذت األنشطة اإلدارية تتحول بالتدريج من‬. ‫ ثم شبكة المعلومات‬،‫الحاسوب والبرمجيات والتقنيات الرقمية‬
‫ وبذلك ظهرت اإلدارة اإللكترونية كثمرة من ثمار التطور في وسائل‬،‫أنشطة تقليدية إلى أنشطة إلكترونية‬
‫التقنية المختلفة والتجارب اإليجابية مع متغيرات العصر واالستفادة من تقنية المعلومات اإلدارية وتطبيقاتها‬
‫في المرافق العامة ومن تم أضحى تحسين الخدمة العمومية والتكفل الفعلي بقضايا المواطن من انشغاالت‬
‫الحكومة الجزائرية للتصدي لظاهرة تراجع الخدمة العمومية التي بدأت تشكل مصدر عدم رضا المواطن‬
136
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫وانزعاجه‪ ،‬مما يحتم ضرورة وأهمية استعادة ثقته في اإلدارة التي يجب عليها أن تعمل في إدارة الشفافية‬
‫الكاملة وتتجنب المحاباة واألساليب السلبية في إدارة شؤونه‪ ،‬وذلك من خالل تقديم خدمة عمومية تليق به‬
‫وتختصر له الوقت والجهد وذلك على مستوى كل المرافق العامة‪.‬‬

‫ومن ن ننن هنن ن ننا ارتئينن ن ننا طن ن ننرا االشن ن ننكالية التالين ن ننة‪ :‬من ن ننا هن ن ننو واقن ن ننع عص ن ن نرنة الم ارفن ن ننق العمومين ن ننة فن ن نني الج ازئن ن ننر‬
‫وتحديدا في بلدياتها؟‬

‫وعليه يتوجب علينا الحديث عن المرفق العام أنواعه كما سنشير إلى مفهوم الخدمة العمومية‪.‬‬

‫مفهوم المرفق العام وأنواعه‬

‫لقد تعددت التعاريف واألنواع المقدمة للمرفق العام وهذا راجع الختالف األنشطة والمهام التي يقوم بها‪.‬‬
‫فهناك من يرى أنه "نشاط يحقق المصلحة العامة مرتبطة بشخص عام ويخضع لنظام قانوني‪ -‬غير مألوف‬
‫في القانون العادي المطبق على األفراد"‪ ،1‬وهو"كل نشاط يباشره شخص عام بقصد إشباع مصلحة عامة"‪.2‬‬
‫ويعرف أيضا بأنه" كل مشروع عام تحدثه اإلدارة العامة وتقوم بتنظيمه وادارته بنفسها أو من خالل‬
‫‪3‬‬
‫اإلشراف عليه بقصد تحقيق المصلحة العامة"‬

‫من خالل هذه التعاريف يمكن القول بأن المرفق ما هو اال عبارة عن نشاط يختلف باختالف المهام التي‬
‫يقوم بها من أجل تحقيق المصلحة العامة لألشخاص‪.‬هذه األخيرة التي تتفاعل مع متحوالت اجتماعية تشكل‬
‫اإلطار الذي يحدد مشروعية أعمال الدولة‪.‬‬

‫أما تسيير المرفق العام نقصد به الهيئات اإلدارية العامة التي تتولى مباشرة إدارة المرفق العام وتشغيله‬
‫بواسطة أموالها وموظفيها مستعينة في ذلك بوسائل السلطة العامة‪.‬‬

‫أما أنواع المرفق العام نجد من صنفها على أساس المعيار الموضوعي والمادي‪ ،4‬باإلضافة إلى المعيار‬
‫اإلقليمي‪.‬‬

‫) ضريفي نادية "المرفق العام بين ضمان المصلحة العامة وهدف المردودية حالة عقود امتياز "‪.‬أطروحة دكتوراه‪ .‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪.1‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ .1111-1111‬ص‪11‬‬
‫‪ )2‬وفاء أحالم‪" ،‬المرفق العام للخدمات االجتماعية الجامعية التنظيم والتسيير"‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1112 ،1‬ص‪8‬‬
‫‪ )3‬سعيد نجلي‪ ،‬القانون اإلداري‪ :‬المبادئ العامة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة البعث‪ ،‬سوريا‪ ،‬ص‪1‬‬
‫‪ )4‬فريجة حسين‪ ،‬شرا القانون اإلداري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1112 ،‬ص‪31‬‬

‫‪137‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫‪-‬المرافق العامة اإلدارية‪ :‬التي تقوم بنشاط يدخل في نطاق الوظيفة اإلدارية للدولة‪ ،‬وتنشئها اإلدارات العامة‬
‫لممارسة وظيفتها اإلدارية‪.‬‬
‫‪-‬المرافق العامة االقتصادية‪ :‬وتتصل بنتاج مواد لمرفق صناعة األدوية‪ ،‬أو تقديم الخدمات مثال مرفق النقل‬
‫بالسكة الحديدية‪.‬‬

‫المعيار اإلقليمي‪ :‬وهي المرافق العامة الوطنية التي تنشئها السلطات اإلدارية المركزية وهي تمارس نشاطها‬
‫على مستوى كافة أرجاء إقليم الدولة‪ ،‬أما فيما يخص المرافق العامة المحلية فهي تنشئها وحدات اإلدارة‬
‫المحلية البلدية والوالية ‪.‬‬

‫‪ -‬المرافق العامة االجتماعية ‪:‬وهي مجموعة المرافق العامة هي تمارس نشاطا عاما اجتماعي أو تستهدف‬
‫تحقيق أهداف عامة تشبع حاجات مثال مرفق الضمان االجتماعية والتأمينات ‪.‬‬

‫‪-1‬المرافق المهنية‪ :‬يرمي إلى تنظيم بعض المهن في الدولة عن طريق أبناء المهنة أنفسهم وهي تتميز بأن‬
‫انضمام أفراد المهنة إليها ليس اختياري وانما هو أمر إجباري باإلضافة إلى أنها تتخذ شكل التنظيم النقابي‬
‫يشرف على إدارته مجلس منتخب‪.‬‬

‫‪-2‬المرافق العامة االختيارية ‪:‬أي حرية الدولة في إنشائها بحيث يخول لإلدارة سلطة تقديرية واسعة في‬
‫اختيار وقت ومكان إنشاء المرفق ونوع الخدمة والنشاط الذي يمارسه وطريقة إدارته‪.‬‬

‫المرافق العامة اإلجبارية‪ :‬قد تكون اإلدارة ملزمة بإنشاء بعض المرافق العامة بموجب نص قانوني دون أن‬
‫يكون أمامها الخيار في ذلك واال فإنها تكون مخالفة ألحكام القانون ومن أهم هذه المرافق‪ :‬مرفق الدفاع‬
‫‪5‬‬
‫الوطني‬

‫نستنتج أن المرفق العام ما هو إال نشاط يمارس لتحقيق هدف معين وهو بالمصلحة العامة بحيث أنه‬
‫موجود من خاللها فهي السبب والغرض لوجوده أي تحقيق متطلبات وحاجيات األشخاص‪ ،‬وأن لكل نوع مهام‬
‫خاصة به ويختلف كل نوع عن أخر ولهذا ال يمكن ان نطبق مرفق واحد فقط‪ ،‬ألن كل نوع له خاصية تميزه‬
‫عن األخر‪.‬‬

‫‪ )5‬ميشالي أمينة‪ ،‬خوصصة المرافق العامة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪،1112-1،1112‬ص‪11‬‬

‫‪138‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫تعريف الخدمة العمومية‬

‫إن ضبط تعريفها يقودنا بالضرورة إلى مفهوم المرفق العام‪ ،‬فالخدمة العمومية هي وجه من أوجه نشاط‬
‫المرافق العامة‪.‬‬

‫ووفقا للقانون اإلداري الفرنسي‪ ،‬فإن الخدمة العمومية ھي تلك الخدمة التي تعد تقليديا خدمة فنية‪ ،‬تزود‬
‫بصورة منظمة عامة كاستجابة لحاجة عامة ويتطلب توفيرها احترام القائمين على إدارتها مبادئ المساواة‬
‫‪6‬‬
‫واالستم اررية والتكيف لتحقيق الصالح العام‪.‬‬

‫وبالتالي فإن الخدمة العامة أو الخدمة المدنية ھي تلك الرابطة التي تجمع بين اإلدارة العامة الحكومية‬
‫والمواطنين على مستوى تلبية الرغبات واشباع الحاجات المختلفة لألفراد من طرف الجهات اإلدارية‬
‫والمنظمات‪ .‬كما أن أساس ومبرر قيام الحاكم بتقديم الخدمات العمومية عن طريق إنشاء المرافق العامة التي‬
‫‪7‬‬
‫ال يمكنهم توفيرها ألنفسهم دون تدخل من الحكام‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أيضا أن تصنيف الخدمات العمومية يتأثر بالنهج السياسي‪ ،‬االقتصادي واالجتماعي الذي‬
‫تتبناه الدولة‪ ،‬فما يعتبر خدمة عمومية ال تخضع لمقياس الربح والخسارة في دولة ما‪ ،‬بينما نجده في دولة‬
‫‪8‬‬
‫أخرى مسي ار على أسس تجارية تطبق عليها معايير الربح والخسارة‪.‬‬

‫اإلدارة االلكترونية‬
‫قبل التطرق لمفهوم االدارة االلكترونية البد لنا أن نتعرف أوال على مفهوم الحكومة االلكترونية‬

‫الحكومة االلكترونية‪:‬‬

‫‪ )6‬مريزق عثمان‪ ،‬التسيير العمومي بين االتجاهات الكالسيكية واالتجاهات الحديثة‪ ،‬ط‪ ،1‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الدمحمية‪ ،‬الجزائر‪ ، 1112،‬ص‪11‬‬
‫‪ )7‬عاشور عبد الكريم‪ ،‬دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة األمريكية والجزائر‪ ،،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،1111-1112،‬ص‪11‬‬
‫‪ )8‬نور الدين شنوفي‪ ،‬المناجمنت العمومي‪ ،‬محاضرات مقدمة للموظفين المرشحين لرتبة متصرف‪ ،‬جامعة التكوين المتواصل‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪1‬‬

‫‪139‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫عرفننت الحكومننة االلكترونيننة بأنه نا اسننتخدام تكنولوجيننا المعلومننات بهنندف تغييننر أداء الحكومننة مننن‬
‫خننالل جعله ننا أكث ننر كف نناءة وفعالي ننة‪ .‬كم ننا عرف ننت الحكوم ننة االلكتروني ننة بش ننكل واس ننع بأنه ننا اس ننتعمال‬
‫تقنيننة االتصننال والمعلومننات لتشننجيع العمننل الحكننومي بكفنناءة وفعاليننة أكبننر‪ ،‬وتسننهيل الوصننول إلننى‬
‫الخندمات العامننة أكثننر منن قبننل‪ ،‬والسننماا بحصنول عامننة األفنراد والمنواطنين علننى أكبننر معلومننات‬
‫ممكنة وجعل الحكومة أكثر مسؤولية أمام مواطنيها‪.‬‬

‫وعرفها السالمي‪ :‬هي البيئة التي تتحقق فيها خدمات المواطنين واستعالماتهم وتتحقق فيها األنشطة‬
‫الحكومية للدائرة المعنية من دوائر الحكومة بذاتها وفيما بين الدوائر المختلفة باستخدام شبكات المعلومات‬
‫‪9‬‬
‫واالتصال عن بعد‪.‬‬

‫وعرفهننا ‪ " :Efraif Turban‬بأنهننا اسننتخدام تكنولوجيننا المعلومننات والتجننارة االلكترونيننة لتننوفير‬
‫الوصنول للمعلومننات الحكوميننة‪ ،‬وتقننديم الخنندمات العامننة للمنواطنين ومؤسسننات األعمنال وال بنند مننن‬
‫‪10‬‬
‫اإلشارة إلى أن تطبيقات الحكومة االلكترونية تعتمد اعتمادا كليا على اإلدارات االلكترونية‪.‬‬

‫كمنا قندم البننك الندولي عنام ‪ 2005‬مفهومنا للحكومنة االلكترونينة‪ :‬بأنهنا عملينة اسنتخدام المؤسسنات‬
‫لتكنولوجيننا المعلومننات (مثننل شننبكات االنترنننت وشننبكة المعلومننات العريضننة وغيرهننا) والتنني لننديها‬
‫القندرة علنى تغيينر وتحوينل العالقنات منع المنواطنين منن الوصنول للمعلومنات‪ ،‬ممنا ينوفر مزيندا منن‬
‫‪11‬‬
‫الشفافية وادارة اكثر كفاءة للمؤسسات‪.‬‬

‫فالحكومة االلكترونية هي منظومة متكاملة تعتمد على تقنيات االتصاالت والمعلومات لتحويل العمل‬
‫اإلداري اليدوي إلى مجال التنفيذ بواسطة تقنية المعلومات الحديثة وتعيد ابتكار األعمال في منظمة ما‪،‬‬
‫بواسطة طرق جديدة إلدماج وتكامل وتوفير إمكانية الوصول إليها وتبادل المعلومات فيما بينها وبين‬
‫المواطن بسرعة ودقة عاليتين وبأقل كلفة ممكنة‪ ،‬مع ضمان سرية وامن المعلومات المتداولة‪ .‬والهدف‬
‫األساسي لها هو رفع مستوى الجودة والكفاءة والفعالية في أداء األجهزة الحكومية‪ ،‬بواسطة االستفادة‬
‫وبشكل كبير من التقنيات الحديثة من تقنيات االتصاالت ونظم المعلومات اإلدارية‪.‬‬

‫‪ )9‬السالمي عالء عبد الرزاق‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬دار وائل‪ ،‬عمان‪ ،1118 ،‬ص‪21‬‬
‫‪10‬‬
‫‪) Lavin,Bruno,The E-government hand book for devloping countries,a project of info Dev and the center for Democracy‬‬
‫‪and Thecnology,2002,p02‬‬
‫‪ )11‬دمحم سمير احمد‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪ ،1112 ،‬ص‪12‬‬

‫‪140‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫مفهوم اإلدارة االلكترونية ووظائفها‬

‫هناك عدة تعاريف لإلدارة اإللكترونية‪ ،‬سنذكر األهم منها‪:‬‬

‫هني" االسننتغناء عننن المعنامالت الورقيننة واحننالل المكتنب االلكتروننني عننن طرينق االسننتخدام الواسننع‬
‫لتكنولوجينا المعلومننات وتحويننل الخنندمات العامننة إلننى إجنراءات مكتبيننة تننم معالجتهننا حسننب خطنوات‬
‫متسلسلة منفذة مسبقا "‬

‫أمنا الندكتور سنعد غالنب إبنراهيم يعرفهنا انطالقنا منن محاولنة التميينز بينهنا وبنين بعنض المصنطلحات‬
‫المرادفنة لهنا‪ ،‬مثنل الحكومنة االلكترونينة واألعمنال االلكترونينة‪ ،‬ويعنرف" اإلدارة االلكترونينة باعتبارهنا‬
‫منظومنة متكاملنة وبنينة وظيفينة وتقنينة مفتوحنة هني إطنار يشنمل كنل منن األعمنال االلكترونينة للداللنة‬
‫علننى اإلدارة االلكترونيننة والحكومننة االلكترونيننة للداللننة علننى اإلدارة االلكترونيننة العامننة‪ ،‬أو اإلدارة‬
‫االلكترونينة أعمنال الحكومننة الموجهنة للمنواطنين أو الموجهنة للعمنال‪ ،‬أو الموجهنة لمؤسسنات ودوائنر‬
‫الحكومننة المختلفننة "‪ ،12‬كمننا يمكننن اعتبننار اإلدارة اإللكترونيننة كننإجراء إداري يعتمنند علننى تسننخير‬
‫االنترنننت والشننبكة المعلوماتيننة للتخطننيط والتوجيننه والننتحكم فنني مصننادر المشنناريع واألعمننال لتحقيننق‬
‫أهداف المنظمة‪.‬‬

‫من خالل المفاهيم السابقة نستنتج بأن اإلدارة اإللكترونية تعني االبتعاد عن استعمال األوراق واستخدام وسائل‬
‫تكنولوجية متطورة بدال من األساليب التي كانت تستعمل في اإلدارة التقليدية وهي تؤدي إلى تقديم الخدمات‬
‫للمواطنين دون الرجوع واالنتقال لإلدارات شخصيا وبالتالي سوف يؤدي إلى استثمار الوقت والجهد المبذول‬
‫وتحقيق رضا الجميع‪.‬‬

‫وظائف اإلدارة االلكترونية‪:‬‬

‫لإلدارة االلكترونية مجموعة من الوظائف وهي ذات قيمة عالية وأساسية بحيث أنها تمثل مرتكزات هامة‬
‫في اإلصالا اإلداري والتغيير جذريا على مستوى اإلدارة وتشمل هذه الوظائف ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬التخطيط االلكتروني ‪ - E- Planning‬بحيث أنه يختلف عن التخطيط التقليدي ويتميز بثالث سمات‪،‬‬
‫فهو عملية دينامية في اتجاه األهداف الواسعة وقصيرة األمد مع قابلية التجديد والتطوير‪ ،‬فهو عملية مستمرة‬

‫‪ )12‬عاشور عبد الكريم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪11‬‬

‫‪141‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫بفضل المعلومات الرقمية دائمة التفوق باإلضافة إلى أنه يتميز بقدرته على تجاوز فكرة تقسيم العمل التقليدي‬
‫بين اإلدارة وأعمال التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -‬التنظيم االلكتروني ‪ - E-Organizing‬فهي ظل التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة الذكية أي‬
‫االلكترونية‪ ،‬بما أن مكونات التنظيم قد حدث فيها تغيير من خالل بروز هيكل تنظيمي قائم على بعض‬
‫الوحدات الثابتة والكبيرة والتنظيم العمودي من األعلى إلى األسفل إلى شكل تنظيم يعرف بالتنظيم‬
‫المصفوفي‪ .‬أين يصبح التقسيم اإلداري على أساس الفرق وليس الوحدات واألقسام‪.‬‬

‫‪ -‬الرقابة اإللكترونية ‪ - E- Control Ling‬فهي تسمح بالمراقبة اآلنية من خالل شبكة المؤسسة‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إلى تقليص من الوقت المستغرق‪ ،‬باإلضافة إلى أنها عملية مستمرة ومتجددة تكشف األخطاء واألعمال الغير‬
‫المرغوب فيها‪.‬‬

‫‪ -‬القيادة اإللكترونية‪ :‬وتنقسم إلى نوعين‪:‬‬

‫‪ )1‬القيادة التقنية العملية‪ :‬حيث ترتكز في نشاطاتها على استخدام تكنولوجيا االنترنت وهي تتميز بتوفير‬
‫المعلومات وتحسين جودتها وهي تعرف بقيادة اإلحساس بالثقة ‪ Technology Sense‬مما يؤدي إلى‬
‫رت في تحسين مختلف أبعاد التطور التقني في األجهزة والبرمجيات‪.‬‬
‫امتالك القائد اإللكتروني قد ا‬

‫‪ )2‬القيادة الذاتية‪ :‬ال بد من أن يتصف القائد بها مما يؤدي إلى القدرة على تحفيز النفس وانجاز‬
‫‪13‬‬
‫المهمات‬

‫مزايا اإلدارة اإللكترونية للعاملين بالمنظمة ‪: 14‬‬

‫‪ -‬وضوا االختصاصات والمسؤوليات للعاملين في ظل اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪. -‬تنمية مهارات وقدرات العاملين التقنية‪.‬‬

‫‪ -‬سهولة أداء األعمال لتوحيد نماذج إجراءات العمل االلكتروني‪.‬‬

‫‪ -‬استمرار االتصال الفعال بين العاملين والمستويات اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -‬تحقيق الالمركزية اإلدارية مما يحقق سرعة أداء المهام بيسر وسهولة‪.‬‬

‫‪ )13‬عاشور عبد الكريم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪11‬‬


‫‪ )14‬ياسين ياسين‪ ،‬سعد غالب ‪،‬اإلدارة اإللكترونية وآفاق وتطبيقاتها العربية‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪ ،‬الرياض ‪ ،1112‬ص ‪11‬‬

‫‪142‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫‪ -‬سرعة الحصول على المعلومات الالزمة ألداء العمل من خالل األرشيف االلكتروني للمنظمة‪.‬‬

‫‪ -‬التوثينق االلكتروننني لجهننود العناملين مننن خننالل النرقم السننري لشخصننية كنل موظنف مننا يحفنزهم‬
‫لإلبداع والتميز‪.‬‬

‫متطلبات تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫تعتبنر اإلدارة اإللكترونينة نظامنا متكنامال منن المكوننات التقنينة والمعلوماتينة والتشنريعية والبشنرية‪ ،‬لنذا‬
‫فنإن تطبيقهنا يسنتلزم العديند منن المقومنات المتكاملنة‪ ،‬وتعتمند تقنينة اإلدارة اإللكترونينة منن حينث تقنديم‬
‫الخدمننة ووسننائل نقننل المعلومننات وطلننب الخنندمات مننن قبننل المسننتفيدين علننى مبنندأين أساسننيين همننا‪:‬‬
‫األول تقننني‪ :‬ويتضننمن تمثيننل المعننامالت اإللكترونيننة وتناقلهننا عبننر شننبكة االنترنننت مننع ضننمان‬
‫س نريتها‪ .‬أمننا الثنناني فهننو إج ارئنني‪ :‬ويتضننمن تمثيننل المعننامالت والخنندمات عننن بعنند عبننر شننبكة‬
‫االنترننت منع ضنمان صنحتها ومصنداقيتها دون الحاجنة لحضنور طالنب الخدمنة شخص انيا أو اسنتخدام‬
‫‪15‬‬
‫‪:‬‬ ‫النماذج والوثائق الورقية ‪ ،‬ومن أهم المتطلبات لتطبيق اإلدارة اإللكترونية ما يلي‬

‫‪ -‬وضع االستراتيجيات وخطط التأسيس‪.‬‬

‫‪ -‬وضع البنية التحتية لإلدارة االلكترونية‬


‫‪ -‬تطوير التنظيم اإلداري والخدمات والمعامالت وفق تحول تدريجي‬
‫‪ -‬تعليم وتدريب العاملين وتوعية تثقيف المتعاملين‪.‬‬

‫‪ -‬إصدار التشريعات الضرورية أو تعديل التشريعات الحالية وتحديثها‬


‫‪ -‬ضمان وحماية أمن المعلومات في اإلدارة اإللكترونية‬

‫وضع االستراتيجيات وخطط التأسيس‪:‬‬

‫ويتطلب وضع االستراتيجيات وخطط التأسيس لإلدارة اإللكترونية عدد من الخطوات وهي‪:‬‬

‫‪ -‬تشكل جهة (لجنة) عليا تتولى وضع االستراتيجية لمشروع اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪-‬وضع الخطط الفرعية لمشروع اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -‬االستعانة بالجهات االستشارية والبحثية للمشاركة في الدراسة ووضع الخطط‪.‬‬

‫‪ -‬التكامل والتوافق بين المعلومات المرتبطة بأكثر من جهة حكومية أو أهلية‬

‫‪ )15‬جمانة عبد الوهاب شلبي‪ ،‬واقع االدارة االلكترونية في الجامعة اإلسالمية واثرها على التطوير التنظيمي‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬الجامعة االسالمية‪ ،‬غزة‪ ،1111،‬ص‪11‬‬

‫‪143‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫‪ -‬االستعانة بالقطاع الخاص لتنفيذ بعض مراحل المشروع أو المشاركة في بعضها‪.‬‬

‫توفير البنية التحتية لإلدارة االلكترونية‪:‬‬

‫تعتبننر البنيننة التحتيننة المكننون الطبيعنني الملمننوس لمشننروع اإلدارة اإللكترونيننة‪ ،‬الننذي ال يمكننن قيننام‬
‫المشنروع بندونها‪ ،‬وتتمثننل فنني مجموعننة مننن المكونننات الماديننة والبشنرية والمنطقيننة التنني يمكننن مننن‬
‫خاللها تنفيذ التطبيقات اإللكترونية ما يلي‪:‬‬

‫أوال ‪:‬تجهيزات الحاسب اآللي سواء بمكونات مادية كأجهزة الحاسب اآللي أو بمكونات فكرية والتي تشمل‬
‫البرمجيات ونظم برامج التطبيقات إضافة إلى المكونات البشرية متمثلة في المبرمجين ومحللي نظم‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬شبكات الحاسب اآللي والتي تعني توصيل مجموعة من حواسيب معا بشكل مباشر عن طريق‬
‫خطوط الهاتف السلكية والالسلكية أو عن طريق األقمار الصناعية للحصول على المعلومات وتبادلها‪.‬‬

‫‪-‬تطوير التنظيم اإلداري والخدمات والمعامالت تدريجيا عن طريق‪:‬‬


‫‪ .1‬استحداث إدارات جديدة (مثل إدارة االستشارات التقنية) أو إلغاء أو دمج إدارات قائمة‪،‬‬
‫‪ .2‬إعادة هندسة اإلجراءات لتتناسب مع مبادئ اإلدارة اإللكترونية خصوصا بعد إدخال التقنية الرقمية‬
‫‪ .3‬تنظيم إداري من أجل إدارة الكترونية أفضل‪ ،‬بما يتطلب ذلك من إعادة تشكيل الهرم التنظيمي‪ ،‬وبيان‬
‫حدود السلطات والمسؤوليات والواجبات حيث تتطلب اإلدارة اإللكترونية الالمركزية اإلدارية والحد من‬
‫المستويات التنظيمية واعطاء السلطات الكافية للمنفذين ونمذجة أساليب واجراءات العمل لتطبيقها‬
‫الكترونيا‪.‬‬
‫‪ .4‬تحديد أساليب عمل اإلدارة اإللكترونية ومهامها على نحو شامل ودقيق وت وضيح آليات التنفيذ‬
‫لمختلف مراحله‪.‬‬

‫تعليم وتدريب العاملين وتوعية وتثقيف المتعاملين‪:‬‬

‫الدخول في العالم االلكتروني يتطلب تنمية وتطوير الموارد البشرية إليجاد كوادر متخصصة وعلى درجة‬
‫عالية من المهارات البشرية المختلفة والمرتبطة ب البيئة األساسية لنظم المعلومات‪ ،‬أي ضرورة بناء‬

‫‪144‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫موظفي معرفة في مجال اإلدارة اإللكترونية مما يجعل نشر ثقافة الحاسب اآللي بين الجمهور والموظفين‬
‫أمر ضروري ‪ ،‬وللمساعدة في تحقيق ذلك ال بد من اتباع خطوات من أهمها ما يلي‪:16‬‬

‫‪ -‬تطوير نظم التعليم والتدريب بما يتالءم والتحول نحو اإلدارة اإللكترونية‬
‫‪ -‬عقد المحاضرات والندوات عن تقنية المعلومات للجمهور‬
‫‪ -‬إدخال التقنيات اإللكترونية كأحد المواد المقررة في المناهج التربوية والتعليمية‬

‫تدريب وتأهيل الكفاءات البشرية الوطنية لمواجهة الطلب المتوقع على الكفاءات المتمكنة من تقنية‬
‫المعلومات والتي تسهم بدورها في نشر المعرفة المعلوماتية بين أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬طرا برامج وورش إعالمية لتثقيف المجتمع بالتعامالت اإللكترونية‪.‬‬

‫إصدار التشريعات الضرورية أو تعديل التشريعات الحالية وتطويرها‪:‬‬

‫يجب على أي دولة وقبل البدء بالتعامالت اإللكترونية ألعمالها أن تراعي ضرورة خلق بيئة تشريعية‬
‫مالئمة ومناخ قانوني يستجيب لمتطلبات اإلدارة اإللكترونية‪ .‬ولذلك يجب على المنظمات أن تقوم بعملية‬
‫كما أن القوانين والتشريعات المنظمة للعمل‬ ‫مسح وتمحيص شامل لكل األنظمة والقوانين لديها‪.‬‬
‫اإللكتروني يجب أن تساير مشروع اإلدارة اإللكتروني‪.‬‬

‫ضمان وحماية أمن المعلومات في اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫يقصد بأمن المعلومات حماية وتأمين كافة الموارد المستخدمة في معالجة المعلومات‪ ،‬بحيث تؤمن المنشأة‬
‫نفسها والعاملين فيها‪ ،‬وأجهزة الحاسبات المستخدمة فيها‪ ،‬ووسائط المعلومات التي تحتوي على بيانات عن‬
‫طريق إتباع إجراءات ووسائل حماية متعددة لضمان سالمة المعلومات التي تعد كن از ثمينا للمنشأة يجب‬
‫المحافظة عليه‪ ،‬ولما كان ضمان أمن المعلومات يش كل ضرورة قصوى لنجاا العم ل االلكتروني فقد‬
‫كان توفيره مطلبا أساسيا ليمكن التحول لتطبيقات اإلدارة اإللكترونية‬

‫ويتم ذلك بعدة خطوات واجراءات مترابطة مع بعضها البعض يمكن عرضها من خالل العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬وضع السياسات األمنية لتقنية المعلومات‪.‬‬

‫‪ )16‬ابو مغايض يحيى بن دمحم‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬ثورة على العمل اإلداري التقليدي‪ ،‬مكتبة العبيكان‪ ،‬الرياض ‪ ،1111.‬ص‪11‬‬

‫‪145‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫‪ -‬اعتماد استخدام بعض الوسائل األمنية‪ ،‬كالبطاقة الذكية إلثبات هوية المواطن‪ ،‬رخصة القيادة‪ ،‬محفظة‬
‫‪17‬‬
‫الكترونية أو غير ذلك من الوسائل التي أوجدها العلم الحديث لمواكبة التقنية الرقمية‪.‬‬
‫‪ -‬وضع القوانين والعقوبات المتعلقة بالتعديات والمخالفات األمنية في اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬وهذا يأتي‬
‫ضمن أنظمة وتشريعات خاصة بكل جوانب االستخدامات التقنية للمعلومات‪ ،‬بما في ذلك نظم المدفوعات‬
‫‪18‬‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين فريق لمتابعة وتطوير المتطلبات األمنية لإلدارة اإللكترونية والعمل على تحديد المتطلبات‬
‫الالزمة لضمان وحماية نظم المعلومات‪ ،‬بما في ذلك ضمان لخصوصية المعلومات والبيانات الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بالتوعية ومنح الثقة للمستخدمين على أساس شخصياتهم وامكاناتهم الوظيفية‪ ،‬للتعامل والنفاذ‬
‫للمعلومات الحساسة واستخدام أنظمة نفاذ متعددة المستويات اإلدارية واألمنية‪.‬‬

‫معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية‪:‬‬

‫صنف العديد من الباحثين والمفكرين معوقات تطبيق اإلدارة اإللكترونية إلى العديد من المعوقات ومن أهم‬
‫ّ‬
‫هذه المعوقات ما يلي‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫المعوقات اإلدارية وتتمثل في اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬ضعف برامج التربية اإلعالمية المواكبة لتطبيق اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬


‫‪ -‬ضعف التخطيط والتنسيق على مستوى اإلدارة العليا لبرامج اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم القيام بالتغييرات التنظيمية المطلوبة إلدخال اإلدارة اإللكترونية من إضافة أو دمج‬
‫بعض اإلدارات أو التقسيمات وتحديد السلطات والعالقات بين اإلدارات وتدفق العمل بينها‪.‬‬
‫‪ -‬اختالف نظم وأساليب اإلدارة حتى داخل المنظمة الواحدة‪.‬‬
‫‪ -‬غياب الرؤية االستراتيجية الواضحة بشأن استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت بما يخدم التحول‬
‫نحو منظمات المستقبل اإللكترونية‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -‬ضعف اهتمام اإلدارة العليا بتقييم ومتابعة تطبيق اإلدارة اإللكترونية‬

‫‪ )17‬ابو مغايض‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬ثورة على العمل اإلداري التقليدي نفس المرجع‪ ،‬ص‪12‬‬
‫‪ )18‬الحمادي الحمادي‪ ،‬بسام عبد العزيز‪ ،‬مفاهيم ومتطلبات الحكومة اإللكترونية‪ ،‬بحث مقدم إلى ندوة الحكومة اإللكترونية‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪ ،‬الرياض‪،1111.‬‬
‫ص‪21‬‬
‫‪ )19‬احمد العميان‪ ،‬محمود السلوك التنظيمي في منظمات األعمال‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،1111،‬ص‪11‬‬

‫‪146‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫المعوقات التشريعية وتتمثل في اآلتي‪:‬‬


‫‪ -‬عدم مالءمة األنظمة واللوائح المعمول بها لتطبيق اإلدارة اإللكترونية‬
‫‪ -‬صعوبة إيجاد بيئة تشريعية وقانونية تناسب تطبيقات العمل اإللكتروني لما يتطلبه ذلك من جهد ووقت‬
‫طويل‬
‫‪ -‬قصور التشريعات والقوانين مثل قواعد اإلثبات والحجية والمصداقية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود تشريعات تحرم اختراق وتخريب برامج اإلدارة اإللكترونية وتحدد عقوبات رادعة لمرتكبيها‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود التشريعات القانونية العتماد التوقيع االلكتروني‪ ،‬والتعامل مع البريد االلكتروني والتحقق من‬
‫شخصية طلب الخدمة‪.‬‬

‫المعوقات المالية وتتمثل في اآلتي‪:‬‬


‫قلة الموارد المتاحة بسبب االرتباط بميزانيات ثابتة ومحدد فيها أوجه اإلنفاق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫محدودية المخصصات المالية المخصصة لتدريب العاملين في مجال نظم المعلومات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تكلفة استخدام الشبكة العالمية لإلنترنت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفاع تكاليف خدمة الصيانة ألجهزة الحاسبات اآللية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفاع تكاليف توفير البنية التحتية من شراء األجهزة والبرامج ال تطبيقية وانشاء المواقع وربط‬ ‫‪-‬‬
‫الشبكات‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫المعوقات البشرية‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫قلة عدد الموظفين الملمين بالمهارات األساسية الستخدامات الحاسبات اآللية وشبكة االنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الوعي الثقافي في تكنولوجيا المعلومات على المستوى االجتماعي والتنظيمي‬
‫‪ -‬قلة العناصر البشرية المدربة والقادرة على التعامل والصيانة لهذه التقنية الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬مقاومة العاملين للتغيير والخوف من فقدانهم لوظائفهم‪.‬‬
‫‪ -‬تنامي شعور بعض المديرين وذوي السلطة بأن التغيير يشكل تهديدا لسلطتهم‬

‫‪ )20‬العمنري العمنري‪ ،‬سنعيد بنن المعنال‪ ،‬المتطلبنات اإلدارينة واألمنينة لتطبينق اإلدارة اإللكترونينة‪ ،‬رسنالة ماجسنتير قندمت لجامعنة ننايف العربينة للعلنوم‬
‫األمنية قسم العلوم اإلدارية‪ ،‬الرياض‪ ،1111،‬ص‪21‬‬
‫‪ )21‬عامر الكبيسي‪ ،‬إدارة المعرفة وتطوير المنظمات‪ ،‬دار مكتب الجامعي الحديث للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪147‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫الخدمات اإللكترونية في البلدية‬

‫قامت و ازرة الداخلية والجماعات المحلية بداية من عام ‪ 2212‬برقمنة البلديات والواليات وفق ما يسمى‬
‫بالبلدية والوالية اإللكترونية وهي تهدف إلى خلق الشفافية والمتابعة في التسيير المحلي إلخضاع كل مصالح‬
‫لتسيير اآللي من الميزانيات إلى الصفقات والمشاريع في انتظار تجهيز بلديات الوطن بموقع ويب بداية من‬
‫عام ‪2212‬‬

‫حيث أصبح واقعا معاشا بفضل اإلمكانيات المادية‬ ‫‪22‬‬


‫ولقد تحقق مشروع اإلدارة اإللكترونية سنة ‪2212‬‬
‫التي وفرتها الدولة باإلضافة إلى المهندسين والكفاءات التي قررت إحداث التغيير والتطوير‪.‬‬

‫حولت األداء المحلي من النظام‬ ‫بعد ‪ 5‬سنوات من الشروع في عملية تعميم اإلدارة االلكترونية بحيث ّ‬
‫الكالسيكي البيروقراطي إلى نظام رقمي متطور ألغى العديد من الظواهر التي ارتبطت بالتسيير اإلداري مثل‬
‫‪23‬‬
‫التزوير والرشوة‪.‬‬

‫معظم األجهزة كانت موجودة في األصل وقد استثمرت الدولة سوى‪2 1‬ماليين جواز سفر مسلمة وفترة‬
‫االنتظار ال تتعدى ‪ 48‬ساعة‪ ،‬ولقد تم إطالقه بداية من ‪ 2212‬باستصدار ‪ 322‬نسخة يوميا واختارت‬
‫الجزائر استصدار جواز السفر البيوميتري وااللكتروني في آن واحد وفي عام ‪ 2215‬تم تحويل كل جوازات‬
‫السفر الكالسيكية إلى إلكترونية وبيوميترية وانتقلوا من إنتاج ‪ 322‬جواز سفر يوميا إلى ‪ 222‬وحدة ومنه‬
‫‪24‬‬
‫‪ 25‬ألف جواز يوميا ‪.‬‬

‫‪ 30-‬ماليين بطاقة بيوميترية و‪ 5‬سنوات لتعميم استعمالها‪:‬‬

‫تتميز البطاقة البيوميترية بمكونات تتضمن معلومات محددة عن المواطن تكون موجودة في المركز‬
‫البيوميتري تضمن حماية المعطيات التي ال يمكن الوصول إليها بسهول‬

‫‪ -‬رقمنة البلدية‪:‬‬

‫المحملة بتاريخ ‪ 1118 -11-2‬من‪http://www.Elnahar.dz :‬‬ ‫ّ‬ ‫‪" )22‬كلمة دمحم العيد مهلول المنعقد بتاريخ ‪ 11‬ماي ‪،"1112‬‬
‫‪ )23‬كلمة المدير العام لعصرنة الوثائق واألرشيف عبد الرزاق هني مع جميلة أ المنعقد بتاريخ ‪ 11‬اكتوبر ‪،"1112‬المحملة بتاريخ ‪ 1118-11-8‬من‪:‬‬
‫‪http://Www.Elmassa.dz‬‬
‫‪ )24‬موقع و ازرة الداخلية والجماعات المحلية ‪www.interieur.gov‬‬

‫‪148‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫شرعت و ازرة الداخلية والجماعات المحلية بداية من عام ‪ 2017‬في رقمنة البلديات والواليات وفق ما يسمى بن‬
‫(البلدية والوالية اإللكترونية )‪ ،‬العملية حضر لها يشكل جيد ‪ ،‬وتهدف إلى فرض شفافية ومتابعة آنية في‬
‫التسيير المحلي بإخضاع كل المصالح لتسيير آلي من ميزانية إلى صفقات ومشاريع إلى السياسة‬
‫االجتماعية وغيرها‪ ،‬في انتظار تجهيزات بلديات الوطن بـ ( سيت واب ) بداية عام ‪ 2018‬قبل ما سيأتي‬
‫انهت الو ازرة أضخم عملية عصرنة ممثلة في رقمنة إدارتها عبر كامل التراب الوطني‪ ،‬حيث تم ربط ما يزيد‬
‫عن ‪ 3041‬بلدية وملحقة‪ ،‬كما أن عملية تطوير الوثائق واألرشيف سمحت بإعادة االعتبار لذاكرة الشعب من‬
‫خالل تسجيل وحفظ ما يزيد عن ‪ 95‬مليون وثيقة في الحالة المدنية باعتبارها ذاكرة الشعب موزعة بين عقود‬
‫ميالد وزواج ووفاة‪. .‬أما الوثائق البيومترية فتعرف تقدما كبي ار بإحصاء ما يقارب ‪ 9‬ماليين جواز سفر في‬
‫انتظار تسليم ‪ 3‬ماليين بطاقة تعريف بيومترية قبل نهاية العام‪.‬‬

‫كما تم استصدار قانون يتعلق بتمديد عمر الوثيقة من عام إلى ‪ 10‬سنوات‪ ،‬باستثناء وثيقة الزواج التي يمكن‬
‫أن تتغير ووثيقة الوفاة التي ال يحدد عمرها الزمني‪ ،‬باإلضافة إلى إلغاء شهادة الميالد رقم ‪ 13‬وبعض الوثائق‬
‫واالنتقال من ‪ 22‬وثيقة إلى ‪ 7‬وثائق‪ ،‬مما يسهل من عملية تشكيل ملفات المواطنين‪.‬‬

‫تقييم التجرية االلكترونية في الجزائر‬

‫أدركت غالبية دول العالم منذ زمن بعيد أن اإلدارة اإللكترونية أصبحت مطلب أساسيا وضرورة حتمية في هذا‬
‫العصر لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية لذلك عملت على تغيير سياستها وعملها من األسلوب‬
‫التقليدي البيروقراطي الجامد إلى األسلوب اإللكتروني المرن بما يتواكب مع متطلبات الثورة الرقمية والتقنية‬
‫وبما يضمن أداء وظائفها بأعلى كفاءة وجودة ممكنة وخاصة في القطاع الحكومي الذي اتصف دوما‬
‫بالبيروقراطية والفساد وتعقد اإلجراءات المطلوبة ‪.‬لمسايرة هذا التحول الهائل في مجال تكنولوجيات المعلومات‬
‫واالتصال وبهدف تطوير اإلجراءات اإلدارية وتسيير المعامالت والخدمات الحكومية وتقديمها للمواطنين‬
‫بطريقة إلكترونية تساعد على خلق بيئة عمل أفضل وأكثر يس ار وسهولة‪.‬‬

‫أطلقت الجزائر مبادرتها اإللكترونية والتي سدت في مشروع الجزائر اإللكترونية ‪ 2213‬الذي يعتبر من‬
‫المشاريع الكبرى التي أعدتها و ازرة البريد وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال بداية من عام ‪ 2008‬في إطار‬
‫تشاورات مع جميل الهيئات والدوائر الو ازرية فضال عن المتعاملين العموميين والخواص الناشطين في مجال‬

‫‪149‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫تكنولوجيات اإلعالم واالتصال كما تم إشراك األوساط العلمية واألسرة الجامعية في إثراء األفكار وتوضيح‬
‫رؤى مختلف الجهات المشاركة في تنفيذ الخطة المتعددة القطاعات لتطوير تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪.‬‬

‫تمحور مشروع الجزائر اإللكترونية ‪ 2013‬حول ثالثة عشرة محو ار عدد األهداف الرئيسية والخاصة والمزمع‬
‫تحقيقها على مدى خمس سنوات من ديسمبر ‪ 2008‬تاريخ إعالن المشروع إلى ‪ 2013‬باإلضافة إلى ضبط‬
‫اإلجراءات الالزمة لتنفيذها‪.‬‬

‫مشروع الجزائر االلكترونية‪:‬‬


‫هدفت السلطات الحكومية من وراء وضع مشروع الجزائر اإللكترونية إلى تحقيق جملة من األهداف يمكن‬
‫إجمالها في االتي‪:‬‬

‫‪ -‬تحسين فعالية تدخل الدولة فيما يتعلق بالتكفل بانشغاالت المواطنين ووضع قيد العمل السياسة الوطنية‬
‫للتنمية االقتصادية واالجتماعية من أجل مواجهة األزمات‪.‬‬
‫‪ -‬تبسيط وتخفيف اإلجراءات اإلدارية وتحسين نوعية الخدمات المقدمة للمواطنين في مختلف مجاالت‬
‫الحياة‪.‬‬

‫‪ -‬عصرنة وثائق السفر والهوية‪.‬‬

‫مكافحة البيروقراطية التي تشكل كبحا للتنمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪25‬‬
‫تجسيد مبادئ العدالة االجتماعية والمساواة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تحقيق السياسة الوطنية الجوارية عن طريق تقريب اإلدارة من المواطن‪.‬‬
‫‪ -‬حماية المجتمع من آفة الجريمة المنظمة وباألخص الجريمة المنظمة العابرة للحدود وكذا ظاهرة اإلرهاب‬
‫والتي تستعمل غالبا تزوير وتقليد وثائق الهوية والسفر كوسيلة النتشارها‪.‬‬

‫وعليه فان مشروع الجزائر اإللكترونية تتمحور حول هدف أساسي وهو عصرنة اإلدارة العمومية وتقريبها من‬
‫المواطن من خالل االستثمار في تقنيات المعلومات واالتصال وادخالها في كل مؤسسات الدولة بشكل يجعل‬
‫إجراء المعامالت ومنح الخدمات للمواطنين اكثر سهولة واقل تكلفة واكثر فعالية‪.‬‬

‫‪ )25‬دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬العدد الحادي عشر‪ ،‬جوان ‪ ،1113‬ص‪12‬‬

‫‪150‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫عملت السلطات الحكومية في مراحل التطبيق األولى لمشروع الجزائر اإللكترونية على تقديم المعلومات‬
‫للمواطنين من خالل نشرها على المواقع الحكومية إلى جانب تقديم بعض الخدمات عن بعد بهدف ضمان‬
‫السرعة والجودة وقلة التكاليف كخدمة التعليم والخدمات األكاديمية وخدمات األعمال والضرائب ووسائل الدفع‬
‫واألمن والرعاية الصحية والخدمات المالية والنقل‪.‬‬

‫في إطار سياسة الدولة الهادفة لتحسين أداء اإلدارة العمومية وجعله يتميز بالفعالية والكفاءة سرعت الجزائر‬
‫في تطبيق عدة خطوات هامة في مجال عصرنة المرفق العام باستعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة والتي‬
‫مست العديد من القطاعات تجسدت في اآلتي‪:‬‬

‫اعتماد جواز السفر البيومتري اإللكتروني وتعميمه في كل الواليات والدوائر وهو ما يشكل نقلة نوعية‬ ‫‪-‬‬
‫مهمة في الخدمات المقدمة مع وضع خدمة جديدة عبر االنترنيت تمكن طالب جواز السفر البيومتري من‬
‫متابعة مراحل معالجة ملفات جواز سفرهم‪.‬‬
‫‪ -‬كما تم إطالق بطاقة التعريف الوطنية البيوميترية اإللكترونية بدال من بطاقة التعريف التقليدية‪.‬‬

‫‪ -‬رقمنة جميع سجالت الحالة المدنية على المستوى الوطني واحداث السجل الوطني اآللي للحالة المدنية‬
‫وربط كل البلديات وملحقاته اإلدارية وكذا البعثات الدبلوماسية والدوائر القنصلية به ولقد مكن هذا اإلنجاز‬
‫من‪:‬‬
‫‪ -‬تمكين المواطن من استخراج كل وثائق الحالة المدنية بصفة آلية من أي بلدية أو ملحقة إدارية عبر‬
‫الوطن دون أن يتكبد عناء التنقل‪.‬‬

‫‪ -‬إنشاء السجل الوطني اآللي لترقيم المركبات الذي يمكن المواطنين من الحصول على بطاقات الترقيم‬
‫لمركباتهم بصفة آنية ودون تكبد عناء التنقل إلى والية التسجيل‪.‬‬

‫‪ -‬تمكين الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج بتقديم طلب الحصول على عقد الميالد الخاص ‪ 12‬خ مباشرة‬
‫عبر خدمة االنترنيت والحصول عليه من الممثلية الدبلوماسية أو القنصلية المسجل فيها‪.‬‬
‫‪ -‬تقريب اإلدارة من المواطنين عن طريق فتح ملحقات إدارية جديدة للحالة المدنية بالبلديات وربطها‬
‫بواسطة األلياف البصرية مع مقر البلديات‪.‬‬
‫‪ -‬المعالجة النهائية للمشاكل التي يعيشها المواطنين نتيجة إجبارهم على التنقل إلى أماكن ميالدهم‬
‫الستخراج شهادات الميالد التي تخصهم على أساس سجالت الحالة المدنية والشروع في إصدار‬
‫مستخرجات عقود الميالد بواسطة اإلعالم اآللي في أي بلدية من التراب الوطني‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫‪ -‬وضع برمجيات على مستوى كل البلديات للتبليغ عن األخطاء المحتملة في شهادات الميالد للمواطنين‬
‫والتي تعالج عن طريق مقارنة الصور الممسوحة ضوئيا للشهادات المعنية المخزنة بالقاعدة المركزية‪.‬‬
‫‪ -‬التسجيل األولي عن طريق االنترنيت للحاملين الجدد لشهادة الباكالوريا‪.‬‬

‫كنقطة اتصال للبحث‬ ‫‪ -‬إنشاء مركز الدراسات واألبحاث في تكنولوجيا اإلعالم واالتصال ‪CERTIC‬‬

‫التطور في تكنولوجيا اإلعالم واالتصال وتدعيم نشاطات تكنولوجيا اإلعالم واالتصال في مركز تطوير‬
‫ومركز اإلعالم العلمي والتقني ‪ CERIST‬ومركز البحث العلمي‬ ‫التكنولوجيات المتقدمة ‪CDTA‬‬

‫والتقني لتطوير اللغة العربية‪CRSTDLA .‬‬

‫كما شمل تحسين الخدمات العمومية وتقريب المرفق العمومي من المواطن جهاز العدالة أيضا حيث أصبح‬
‫استخراج صحيفة السوابق العدلية رقم ‪ 3‬وشهادة الجنسية عبر االنترنيت واستفاد من هذه الخدمات أيضا أفراد‬
‫الجالية الجزائرية المقيمون بالخارج من خالل تمكينهم من سحب صحيفة السوابق العدلية وشهادة الجنسية‬
‫الجزائرية من الممثليات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية بالخارج ‪.‬تنفيذا التفاقية موقعة بين و ازرتي العدل‬
‫والشؤون الخارجية‪.‬‬

‫رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها الجزائر من أجل تطبيق مشروع الجزائر اإللكترونية على أرض الواقع والتي‬
‫تدل على وجود إدارة سياسية حقيقية لعصرنة ورقمنة اإلدارة العمومية واالرتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها‬
‫للمواطنين إال أنها غير كافية ولم تحقق جزءا كبي ار من األهداف المعلنة في وثيقة مشروع الجزائر اإللكترونية‬
‫إذ ما يوجد منها ال يتعدى كونها تطبيقات أولية تتمثل في رقمنة بعض الخدمات وذلك بفعل مجموعة من‬
‫المعوقات هي‪:‬‬

‫‪ -‬الزال تعميم استخدام شبكة االنترنيت يواجه تحديات ضعف البنية التحتية فليست كل العائالت في‬
‫الجزائر موصولة بشبكة االتصاالت السلكية والالسلكية وهنا ال يقتصر المشكل على المناطق النائية بل‬
‫يشمل حتى المدن الكبرى التي يصعب فيها حتى الحصول على خط هاتفي‪.‬‬

‫‪ -‬ال يزال استخدام الشبكة مقتص ار على بعض الفئات في المجتمع فاألمية اإللكترونية تنتشر بكثرة في‬
‫الوسط الجامعي وحتى بين بع األساتذة الجامعيين فكيف الحال بالنسبة لفئات المجتمع األخرى‬

‫‪ -‬محدودية انتشار استخدامات االنترنيت في الجزائر مقارنة بدول أخرى في العالم حيث تحتل الجزائر‬
‫المرتبة ‪ 122‬من أصل ‪ 142‬في وفرة آخر التكنولوجيات في مجال االتصال وبلغت نسبة التغطية بشبكة‬
‫‪152‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫االنترنيت على المستوى الوطني ‪ %2115‬في حين يستخدم ‪ %1512‬من المواطنين االنترنيت في الجزائر‬
‫‪26‬‬
‫بشكل منظم‪ ،‬ويمتلك ‪ %2412‬حاسوبا وهذا حسب تقرير تكنولوجيا المعلومات العالمي ‪.2214‬‬

‫تأهيل الموارد البشرية‪:‬‬

‫ركز وزير الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬السيد نور الدين بدوي‪ ،‬خالل رده على سؤال نائب بالمجلس‬
‫ّ‬
‫الشعبي الوطني على التطور الملحوظ الذي تعرفه اإلدارة الجزائرية‪ ،‬مثمنا المجهودات التي يقوم بها‬
‫إطارات ومستخدمي الجماعات المحلية وكذا مواكبتهم للتحوالت التي تعرفها اإلدارة الجزائرية وتوجهها نحو‬
‫إدارة فعالة تساير التغييرات االجتماعية واالقتصادية التي تعرفها البالد‪.‬‬

‫أكد السيد الوزير في هذا المجال أن التحول نحو إدارة الكترونية أصبح ضرورة ال مفر منها‪ .‬مشي ار إلى‬
‫أنها " استراتيجية انتهجتها و ازرة الداخلية والجماعات المحلية بتسطيرها ضمن برنامج عملها لجملة من‬
‫األهداف تتعلق بتكريس اإلدارة اإللكترونية على المستوى المركزي وعلى مستوى الجماعات المحلية‬
‫بوضعها في المقام األول تقديم خدمات ممتازة دون عناء تنقل المواطنين الى المصالح البلدية ثم بلوغ‬
‫درجة أخرى متقدمة تدريجية وهي اإلدارة بدون ورق في المقام الثاني‪.‬‬

‫وبشأن المستخدمين‪ ،‬كشف السيد الوزير انه أعطى التعليمات الالزمة لحث البلديات على اللجوء إلى‬
‫عملية إعادة توزيع المستخدمين وفقا لمقتضيات الخدمة‪ ،‬بهدف االنتشار األمثل والمالئم للمورد البشري‪،‬‬
‫منوها بان " بعض البلديات أحصت فائضا في تعداد مستخدمي مصالح الحالة المدنية"‪.‬‬

‫أما فيما يخص التكوين‪ ،‬فقد أكد الوزير أن مصالحه اعتمدت هذا األخير " كأداة لرفع فعالية الموظفين‬
‫ومواكبتهم للتقدم التكنولوجي"‪ ،‬وهو ما تسهر على تنفيذه مصالح و ازرة الداخلية من خالل مختلف برامج‬
‫التكوين لفائدة المستخدمين على مستوى البلديات من أجل تجديد معارفهم وتحسين فعاليتهم وآداهم‬
‫الوظيفي‪.‬‬

‫وأعلن السيد الوزير في هذا السياق عن استحداث مركز وطني للتكوين عن بعد والذي سيتخصص‬
‫في تكوين الموارد البشرية التابعة للجماعات المحلية‪ ،‬مؤكدا انه سيعتمد التكوين مستقبال كعنصر أساسي‬
‫ووحيد للترقية‪.‬‬

‫‪ )26‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪12‬‬

‫‪153‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫الخدمة العمومية واجراءات العصرنة فيها‪:‬‬

‫وذلك بالتعرف على ما مدى تطبيق االدارة االلكترونية في مصلحة الوثائق البيومترية كون الجزائر‬
‫سعت الى تطبيقها من خالل تجسيدها لمشروع "الجزائر الكترونية "الذي يعتبر نقطة تحول كبير في مجال‬
‫تطوير الخدمة العمومية خاصة في القطاعات المهمة مثل و ازرة الداخلية التي تهدف الى تفعيل جميع‬
‫االليات العصرية لتجسيد االدارة االلكترونية ومن ثم التخفيف من االجراءات التي تثقل كاهل المواطن‬
‫وتسهيل مساعيه اليومية‪ ،‬وذلك على مستوى البلدية من خالل رقمنة سجالت الخاصة بالحالة المدنية‬
‫وجواز السفر البيومتري‪ ،‬وبطاقة التعريف البيومترية وغيرها من مظاهر تطبيق االدارة االلكترونية‪ .‬وهذا ما‬
‫سنعرضه من خالل الدراسة الميدانية التي شملت بلدية الشراقة الواقعة غرب الجزائر العاصمة‪.‬‬

‫بطاقة التعريف البيومترية‬

‫بدأت بلدية الشراقة في عملية استخراج أول بطاقة تعريف بيومتريةوذلك في فيفري ‪2212‬وكان ذلك تزامنا‬
‫مع اجتياز شهادة البكالوريا بحيث يتم إدخال الطلب على الموقع ‪ www.interieur.org.dz‬وكان التسليم‬
‫في ظرف ‪ 15‬يوم كحد أقصى‪ ،‬هذا بالنسبة لتالميذ المعنيين باجتياز شهادة البكالوريا‪.‬‬

‫وبالنسبة للمواطنين تتم العملية بإيداع الملف الطلب في البلدية بحيث تسلم له بطاقة خضراء يأخذها‬
‫المعني معهوبطاقة حمراء يتم حفظها في األرشيف‪. .‬‬

‫تضمن العدد ‪ 25‬من الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية صدور المرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ 143 -17‬المن ننؤرخ في ‪ 12‬أفنريل ‪ ،2217‬المحنندد لك نينف نينات إعنداد بنطاقة التعنريف الوطننية‬
‫وتنسنلنينمنها وتجديدها‪ .‬يتعلق األمر بنص يتوج جهود السلطات العمومية الرامية الى عصرنة الحالة المدنية‬
‫على وجه الخصوص واصالا المسار واإلجراءات اإلدارية عموما‪.‬‬

‫جواز السفر البيومتري‪:‬‬

‫كانت البداية أوال في بلدية الشراقة بما يسمى" البطاقة الخضراء ‪ La carte verte‬وذلك بتاريخ‬
‫‪ ،2215112124‬ليتم بعدها في اواخر ديسمبر تم افتتاا المكتب الخاص باستخراج جواز السفر‬
‫البيومتري بشخصين فقط بعدها تم جلب عمال اخرين في المصلحة‪ ،‬بحيث تم مواجهة عدة عراقيل تتعلق‬
‫عدم كفاءة العاملين للعمل عل األجهزة والبرامج الحاسوب الخاصة باستخراج جواز السفر البيومتري‪،‬‬

‫‪154‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫باال ضافة الى مشكل اخر يتمثل اساسا في استقالة االمين العام مما نتج عنه غياب الشخص المكلف‬
‫بالتواقيع الالزمة لهذه الوثيقة‪.‬‬

‫ويعتبر جواز السفر البيومتري االلكتروني إجراء ضروري طالبت به المنظمة الدولية للطيران المدني وهو‬
‫إن الجزائر ووعيا منها بأهمية احترام التزاماتها فيما يخص أحكام‬
‫قابل للتطبيق على كل الدول‪ ،‬حيث ا‬
‫االتفاقات الدولية‪ ،‬قامت بحماية نفسها كفاية ومسبقا بالنظر إلى األجل األخير المحدد ب‪ 24‬نوفمبر‬
‫‪2215‬وذلك باستخراجها ألول جواز سفر بيومتري بدءا من ‪ 25‬جانفي ‪.2212‬‬

‫ومنذ ذلك الحين‪ ،‬تم بذل جهود معتبرة من أجل تلبية الطلب الوطني المتزايد باستمرار سواء بالنسبة‬
‫للمواطنين المقيمين داخل الوطن أو خارجه‪.‬‬

‫وقد تم تخصيص أهمية بالغة ألفراد جاليتنا المقيمة بالخارج‪ ،‬وذلك من خالل تعزيز السلسلة المركزية‬
‫الخاصة بمعالجة البيانات ووضع تسهيالت جد هائلة‪ ،‬من خالل تعبئة متزايدة للموارد البشرية‬
‫واللوجيستيكية‪ ،‬وهذا بغرض التمكن من احترام اآلجال المحددة بارتياا تام‪ ،‬إذ تم استصدار وتسليم ما يزيد‬
‫عن ‪ 215221222‬جواز سفر بيومتري ألصحابهم‪ ،‬وتبقى الجهود دائما متواصلة‪.‬‬

‫مع ذلك‪ ،‬ونظ ار لكثرة تنقل بعض فئات المواطنين ألسباب عديدة السيما المهنية منها‪ ،‬وباعتباره حقا‬
‫مشروعا‪ ،‬قامت و ازرة الداخلية والجماعات المحلية بإدراج إمكانية منح جواز سفر بيومتري يحتوي على‬
‫عدد أكبر من الصفحات‪ .‬ليكون بذلك جواز السفر ذو ‪ 42‬صفحة بمثابة جواز سفر للشخص " كثير‬
‫السفر"‪ ،‬ليمنح هذا األخير تسهيالت الستعمال طويل المدى من حيث مدة صالحيته‪ ،‬كما يتوفر على‬
‫مجال أكبر وأوسع وفضاء كاف للتأشير ولوضع الطوابع الخاصة بإجراءات التنقالت العابرة للحدود‪.‬‬

‫واذا كان هذا اإلجراء يسهل عملية التنقل والسفر بأريحية‪ ،‬فهو أيضا بذلك يندرج ضمن انسجام كلي لعالم‬
‫أكثر انفتاا‪ .‬واذا كان قد قلص من اللجوء إلى التجديد المتكرر بسبب امتالء الصفحات‪ ،‬فهو بذلك أيضا‬
‫تحمل المسؤولية الدولية الجزائرية اتجاه المواطنات والمواطنين الذين يطلبونه‪ ،‬كما يعتبر في‬ ‫عبارة عن‬
‫نفس الوقت توقع استباقي لهذه الشريحة الحيوية من المجتمع‪.‬‬

‫يحدد هذا القرار تاريخ الشروع في تداول جواز السفر الوطني البيومتري اإللكتروني‬
‫المادة األولى‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫المؤرخ في ّأول صفر عام ‪ 1433‬الموافق ‪ 22‬ديسمبر سنة‬
‫ّ‬ ‫الذي حددت مواصفاته التقنية بموجب القرار‬
‫‪ 2211‬والمذكور أعاله‪ ،‬ابتداء من تاريخ ‪ 5‬يناير سنة ‪.2212‬‬

‫‪155‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫رخصة السياقة البيومترية‪:‬‬

‫تم تحضير مكتب خاص الصدار رخص سياقة بيومترية الكترونية في بلدية الشراقة وذلك فور الشروع‬
‫في العملية المحدد في االشهر االخيرة من سنة ‪ 2212‬وذلك من قبل وزير الداخلية والجماعات المحلية‬
‫والتهيئة العمرانية السيد نور الدين بدوي على من مقر المركز الوطني إلنتاج السندات والوثائق المؤمنة‬
‫بالحميز‪ ،‬كخطوة جديدة في مسار عصرنة االدارة ‪ .‬جدير بالذكر ان عملية إطالق الرخصة يتم مبدئيا‬
‫عبر أربع بلديات نموذجية هي الجزائر الوسطى‪ ،‬بابا حسن‪ ،‬الدار البيضاء والقبة وهذا في اطار اطالق‬
‫الشباك االلكتروني بهذه البلديات‪ ،‬على أن يتم تزويد البلديات بالقارءات بطاقة الوطنية‪ ،‬والرخص‬
‫البيوتمريتين‪ ،‬على مستوى بلديات العاصمة كمرحلة أولى بداية شهر ماي المقبل‪ ،‬ليتم تعميمها عبر‬
‫بلديات الوطن قبل نهاية السنة‪ ،‬كما أعلن معالي الوزير عن توقيع اتفاقية مع مصالح بريد الجزائر قصد‬
‫ضمان تسليم الوثائق البيومترية إلى غاية مكان إقامة الشخص المعني بها‪.‬‬

‫ومن بين االجراءات التي قامت بها بلدية الشراقة لعصرنة وتحسين الخدمة العمومية‪:‬‬

‫‪ -‬تسهيالت الستخراج عقد الميالد‪ :‬في اطار مواصلة رقمنة المصالح االدارية للجماعات المحلية وقصد‬
‫االستجابة السريعة لالحتياجات المتزايدة للمواطنين من مستخرج عقد الميالد الخاص المشترط الستصدار‬
‫بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر وكذا ضمان استم اررية نسق التسهيالت المرتبطة بالخدمة العمومية‬
‫المقدمة من طرف و ازرة الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬تم ابتداء من تاريخ ‪ 22‬جانفي ‪2212‬وعلى‬
‫مستوى كافة البلديات والملحقات االدارية ال سيما مكتب الحالة المدنية تحيين جديد للتطبيقية الخاصة‬
‫بالشباك الموحد للحالة المدنية عبر الشبكة عالية التدفق للو ازرة‪ ،‬تسمح بطباعة مستخرج عقد الميالد‬
‫الخاص على ورق عادي مع اعطائها اكثر موثوقية عبر عناصر االمان المدمجة‪ ،‬وهذا ما سيمكن من‬
‫االستغناء عن المطبوعات الخاصة لمستخرج عقد الميالد الخاص ‪ ،‬دون اي تغيير في التنظيم الساري‬
‫المعمول به من خالل اشتراطه في ملف طلب بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر‬

‫‪ -‬تسهيالت تصحيح االخطاء في وثائق الحالة المدنية في البلدية‪ :‬في إطار تحسين الخدمة العمومية‬
‫وتخفيف االجراءات االدارية‪ ،‬تعلم و ازرة الداخلية والجماعات المحلية كافة المواطنين أنه بإمكانهم‪ ،‬ابتداء‬
‫من ‪ 15‬جويلية ‪ ،2212‬طلب تصحيح األخطاء الواردة في وثائقهم للحالة المدنية‪ ،‬على مستوى أي بلدية‬
‫من التراب الوطني‪ ،‬دون الحاجة إلى التنقل على مستوى المحاكم المختصة اقليميا‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫وقد سمح الترابط االلكتروني بين مصالح و ازرة الداخلية والجماعات المحلية ومصالح و ازرة العدل بتجسيد‬
‫هذا االجراء الجديد المسير بصفة رقمية‪ ،‬الذي يرمي إلى ضمان خدمة عمومية أفضل للمواطن‪.‬‬

‫رقمنة سجالت الحالة المدنية‪:‬‬

‫نظ ار لمهامها المتعددة والتي تتعلق بصفة رئيسية بالحياة اليومية للمواطن‪ ،‬اعتبرت مصلحة الحالة المدنية من‬
‫أنشط وأهم المصالح بالبلدية‪ ،‬كما أن المواطن يلجأ إلى مصلحة الحالة المدنية من أجل استخراج مختلف‬
‫الوثائق المشكلة لمختلف الملفات االدارية التي تهم شؤونه اليومية‪.‬‬

‫واستنادا إلى ذلك فإن أي عملية لعصرنة المرافق العامة من أجل تحسين الخدمة العمومية المقدمة من طرف‬
‫المرافق العامة خاصة البلدية‪ ،‬وجب أن تمس بالدرجة األولى مصلحة الحالة المدنية وذلك ماتم تسجيله من‬
‫خالل الزيارة الميدانية لمصلحة الحالة المدنية ببلدية الشراقة‪ ،‬وقد تجلت مظاهر عصرنة هذا المرفق من‬
‫خالل رقمنة سجالت الحالة المدنية وتخفيف اإلجراءات اإلدارية على المواطن‪.‬‬

‫في إطار تحقيق مسعى الحكومة والمتعلق بعصرنة اإلدارة والمرافق العامة‪ ،‬تم إنشاء سجل وطني آلي للحالة‬
‫المدنية‪ ،‬بحيث كانت المبادرة األولى إلنشاء هذا السجل قبل صدور تعديل قانون الحالة المدنية وذلك بإصدار‬
‫وزير الداخلية والجماعات المحلية لتعليمة تتعلق بالشروع في العمل بالسجل الوطني األوتوماتيكي للحالة‬
‫المدنية والتي حددت بتاريخ ‪ 2214-22-15‬للشروع في تسليم شهادات الميالد باالعتماد فقط على هذا‬
‫السجل ثم جاء بعد ذلك تعديل قانون الحالة المدنية‪ ،‬ليستحدث قسما خاص من أقسامه للنص على السجل‬
‫الوطني اآللي للحالة المدنية الذي يحدث لدى و ازرة الداخلية ويرتبط بالبلديات وملحقاتها االدارية‪.‬‬

‫تخفيف االجراءات االدارية‪:‬‬

‫من خالل الزيارة الميدانية لمصلحة الحالة المدنية على مستوى بلدية الشراقة تجلت مظاهر التخفيف والتسهيل‬
‫في اإلجراءات اإلدارية في عدة جوانب أهمها جانبين يتعلقان باإلجراءات الخاصة باستصدار وثائق الحالة‬
‫المدنية هما‪:‬‬

‫تمديد صالحية بعض وثائق الحالة المدنية‪:‬‬

‫لقد مست عصرنة مصلحة الحالة المدنية بعض الوثائق الحالة المدنية الصادرة عن بلدية الشراقة والمتعلقة‬
‫بصالحية بعض الوثائق وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪157‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫‪ -‬مدة صالحية عقد الميالد‪ :‬بحيث ورد ذلك في المادة ‪ 2-23‬من قانون الحالة المدنية المعدل والمتمم‬
‫على أن أجل صالحية عقد الميالد يحدد بعشر( ‪ ( 10‬سنوات مالم يحدث تغيير في الحالة المدنية للشخص‬
‫المعني‪ ،‬بعد ما كان أجل صالحية هذا العقد كان محددا بسنة )‪( 1‬قبل التعديل‬

‫‪ -‬مدة صالحية عقد الوفاة‪ :‬ورد في المادة ‪ 80‬من قانون الحالة المدنية المعدل والمتمم على أن أجل صالحية‬
‫عقد الوفاة غير محدد‪ ،‬ويعتبر ذلك أمر منطقي جدا‪ ،‬إذ أن تجديد صالحية وثيقة أخرى مرتبطة بتغير في‬
‫الحالة المدنية للشخص يكون ذلك أم ار مقبوال‪ ،‬أما أن هذه الوثيقة فهي تتعلق بوفاة الشخص فال يعقل أن‬
‫تحدد صالحيتها بمدة معينة وذلك الستحالة تغير هذه الحالة‪ ،‬بحيث أن أجل صالحية عقد الوفاة كان محدد‬
‫بسنة واحدة سابقا قبل أن يتم استدراك من قبل المشرع في التعديل األخير‪.‬‬

‫التقليص من وثائق الحالة المدنية‪:‬‬

‫استحوذت قائمة الوثائق أو المطبوعات في الحالة المدنية التي تختص البلدية بإصدارها تضم عددا كبير من‬
‫الوثائق بلغ عددها ‪ 36‬وثيقة‪ ،‬بحيث تم العمل على تقليصها إلى ‪ 29‬وثيقة‪ ،‬وبعد ذلك تم إلغاء بعضها ليصبح‬
‫عددها اإلجمالي‪ 14‬وثيقة تستعمل ‪ 12‬منها في البلديات وتستخرج من قبل المواطن‪ ،‬وهو ما أعطى ارتياحا‬
‫لدى المواطن لتقليص وثائق الحالة المدنية المطالب بها في كل مرة‪ ،‬فضال عن استخراجه لجميع هذه‬
‫الوثائق بطريقة إلكترونية مثل عقد الميالد‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫إن عملية االنتقال من نظام االدارة التقليدية إلى نظام اإلدارة اإللكترونية أصبحت حتمية ال مفر منها‪ ،‬بما‬
‫أنها تعد أداة لترقية أنشطة ومهام مؤسسات الخدمة العمومية والتي تساهم بصورة واضحة في تجسيد‬
‫إصالحات الخدمات المقدمة للمواطنين‪.‬‬

‫وبالتالي يتيح عصرنة المرافق العمومية من خالل االدارة اإللكترونية فرصة القضاء على صفوف االنتظار‬
‫والتنقل للمؤسسات العمومية طلبا للخدمات‪ ،‬فكل اإلمكانيات سوف تكون مفتوحة من خالل العمل‬
‫الشبكي‪.‬‬

‫لقد شهدت التجربة الجزائرية في مجال الخدمات العمومية اإللكترونية نقطة تحول هامة‪ ،‬خاصة مع ارتفاع‬
‫عدد طالبي الخدمات في المدن ذات الكثافة السكانية‪ .‬غير أن ضعف الجاهزية اإللكترونية أدى نوعا ما‬

‫‪158‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫الى عرقلتها إضافة إلى نقص تدريب المورد البشري على تطبيق األجهزة الحديثة المستعملة في الخدمات‬
‫العامة‪.‬‬

‫إن اال دارة اإللكترونية في البلدية قربت المسافات بينها وبين المواطن أين أصبحت الطوابير شبه منعدمة‪،‬‬
‫وذلك باستعمال الوسائل الحديثة والتي تتميز بالسرعة والجودة‪ .‬ضف إلى ذلك التحسينات على مستوى‬
‫مصلحة الوثائق البيومترية‪.‬‬

‫ويبقى أنه بالرغم من توفر معظم متطلبات العصرنة في المرافق العامة من خالل تطبيق اإلدارة‬
‫اإللكترونية إال أن واقع عصرنة الخدمة العمومية في المرافق العامة في الجزائر تفتقد إلى وجود بيئة‬
‫إلكترونية مناسبة لالستراتيجيات اإللكترونية الحديثة وذلك عن طريق تطوير التنظيم اإلداري والخدمات‪.‬‬

‫المراجع المعتمدة‪:‬‬
‫ابو مغايض يحيى بن دمحم‪ ،‬الحكومة اإللكترونية‪ ،‬ثورة على العمل اإلداري التقليدي‪ ،‬مكتبة العبيكان‪ ،‬الرياض‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1111.‬‬
‫جمانة عبد الوهاب شلبي‪ ،‬واقع االدارة االلكترونية في الجامعة اإلسالمية واثرها على التطوير التنظيمي‪ ،‬كلية‬ ‫‪-‬‬
‫التجارة‪ ،‬الجامعة االسالمية‪ ،‬غزة‪.2211،‬‬
‫الحمادي الحمادي‪ ،‬بسام عبد العزيز‪ ،‬مفاهيم ومتطلبات الحكومة اإللكترونية‪ ،‬بحث مقدم إلى ندوة الحكومة‬ ‫‪-‬‬
‫اإللكترونية‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪ ،‬الرياض‪.1111.‬‬
‫السالمي عالء عبد الرزاق‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬دار وائل‪ ،‬عمان‪.2222 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫شنوفي نور الدين ‪ ،‬المناجمنت العمومي‪ ،‬محاضرات مقدمة للموظفين المرشحين لرتبة متصرف‪ ،‬جامعة التكوين‬ ‫‪-‬‬
‫المتواصل‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫ضريفي نادية "المرفق العام بين ضمان المصلحة العامة وهدف المردودية حالة عقود امتياز "‪.‬أطروحة دكتوراه‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2212-2211 .1‬‬


‫عاشور عبد الكريم‪ ،‬دور اإلدارة االلكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الواليات المتحدة األمريكية والجزائر‪،،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2212-2229،‬‬
‫عامر الكبيسي‪ ،‬إدارة المعرفة وتطوير المنظمات‪ ،‬دار مكتب الجامعي الحديث للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬العمننري العمننري‪ ،‬سننعيد بننن المعننال‪ ،‬المتطلبننات اإلداريننة واألمنيننة لتطبيننق اإلدارة اإللكترونيننة‪ ،‬رسننالة‬
‫ماجستير قدمت لجامعة نايف العربية للعلوم األمنية قسم العلوم اإلدارية‪ ،‬الرياض‪.2223،‬‬
‫العميان احمد ‪ ،‬محمود السلوك التنظيمي في منظمات األعمال‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.1111،‬‬ ‫‪-‬‬
‫فريجة حسين‪ ،‬شرا القانون اإلداري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2229 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪159‬‬
‫العدد – ‪ / - 08‬ديسمرب ‪8008‬‬ ‫اجمللة اجلزائرية للمالية العامة‬

‫‪ -‬دمحم سمير احمد‪ ،‬اإلدارة االلكترونية‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪.2229 ،‬‬


‫مريزق عثمان‪ ،‬التسيير العمومي بين االتجاهات الكالسيكية واالتجاهات الحديثة‪ ،‬ط‪ ،1‬جسور للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدمحمية‪ ،‬الجزائر‪. 2215،‬‬
‫ميشالي أمينة‪ ،‬خوصصة المرافق العامة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪-112215‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.2212‬‬
‫نجلي سعيد ‪ ،‬القانون اإلداري‪ :‬المبادئ العامة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة البعث‪ ،‬سوريا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وفاء أحالم‪" ،‬المرفق العام للخدمات االجتماعية الجامعية التنظيم والتسيير"‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية‬ ‫‪-‬‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2225 ،1‬‬
‫ياسين ياسين‪ ،‬سعد غالب ‪،‬اإلدارة اإللكترونية وآفاق وتطبيقاتها العربية‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪ ،‬الرياض ‪.1112‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Lavin,Bruno,The E-government hand book for devloping countries,a project of info Dev and‬‬
‫‪the center for Democracy and Thecnology,2002‬‬
‫مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬العدد الحادي عشر‪ ،‬جوان ‪.2217‬‬ ‫‪-‬‬
‫الموقع االلكتروني‪http://www.Elnahar.dz :‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪http://Www.Elmassa.dz‬‬ ‫الموقع االلكتروني‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫الموقع االلكتروني‪www.interieur.gov :‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪160‬‬

You might also like