You are on page 1of 11

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الفساد اإلداري والمالي‪.‬‬


‫المطلب األول‪ :‬تعريف الفساد اإلداري والمالي‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الفساد اإلداري والمالي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دوافع وآثار الفساد اإلداري والمالي‪.‬‬


‫المطلب األول‪ :‬دوافع الفساد اإلداري والمالي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار الفساد اإلداري والمالي‪.‬‬


‫خاتمة‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫موضوع الفساد اإلداري والمالي من أكثر المواضيع أهمية لما يتمتع به من حساسية بالغة‬
‫بالنظر ألطرافه‪ ،‬فالفساد اإلداري والمالي ما هو إال مظهر من مظاهر الصراع االجتماعي‬
‫السياسي على مر العصور واألزمنة‪ ،‬فالمتتبع لظاهرة الفساد اإلداري والمالي التبين له أن‬
‫ج ل الث ورات ال تي ق امت على األنظم ة الدكتاتوري ة الفاس دة أس قطتها‪ ،‬وم ا انه ارت أمم إال‬
‫كان الفساد اإلداري والمالي من أكثر العناصر فاعلية في إسقاطها‪ ،‬فما استوطن الفساد في‬
‫جسد أنظمة أو أمم أو دولة إال وكان السقوط المدوي حليفها‪.‬‬

‫فالفساد اإلداري والمالي من أخطر أنواع الفساد على اإلطالق‪ ،‬وذلك نظرا لكونه يصيب‬
‫الجه از اإلداري في الدول ة بالش لل الت ام ويجعل ه غ ير ق ادر على النه وض بالمه ام المنوط ة‬
‫به‪ ،‬فهو مشكلة تتسم بالخطورة‪ ،‬وذلك نتيجة لآلثار السلبية الضارة الهدامة المترتبة عليه‪،‬‬
‫فما هو إال سوس ينخر في جسد األمة والوطن ويؤثر في كيان المجتمع‪ ،‬ويعيق أي برامج‬
‫التنمي ة تق وم به ا الدول ة‪ ،‬ك ل ذل ك باإلض افة إلي قض اءه بش كل ت ام على مب ادئ العدال ة‬
‫والنزاهة والمساواة داخل المجتمع‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الفساد اإلداري والمالي‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الفساد اإلداري والمالي‪.‬‬
‫التعري‪++‬ف اللغ‪++‬وي للفس‪+‬اد‪ :‬ت تردد كلم ة الفس اد في مع اجم اللغ ة العربي ة‪ ،‬حيث اتفقت غالبي ة‬
‫المع اجم اللغوي ة وفقه اء اللغ ة في تعري ف الفس اد‪ ،‬ولم يكن للكلم ة مع ني غ ير المتع ارف‬
‫عليه‪ ،‬فالفساد نقيض الصالح‪ ،‬واستفسد السلطان قائده إذا أساء إليه حتى استعصى عليه‪،‬‬
‫والمفس دة‪ :‬خالف المص لحة‪ ،‬واالستفس اد‪ :‬خالف االستص الح‪ ،‬ويق ال‪ :‬أفس د فالن الم ال‬
‫‪1‬‬
‫يفسده إفسادة وفسادة‪ ،‬واهلل ال يحب الفساد‪ ،‬وفسد الشيء إذا أباره‪.‬‬
‫والفساد‪ :‬التلف والعطب‪ ،‬والفساد االضطراب والخلل‪ ،‬والفساد الجدب والقحط‪ ،‬قال تعالي‪:‬‬
‫(ظه ر الفس اد في ال بر والبح ر بم ا كس بت أي دي الن اس لي ذيقهم بغض ال ذي عمل وا لعلهم‬
‫يرجع ون) س ورة ال روم اآلي ة ‪ ،41‬أي ظه رت المعاص ي في ب ر األرض وبحره ا بكس ب‬
‫أي دي الن اس م ا نه اهم اهلل عن ه‪ ،‬والفس اد إلح اق الض رر‪ ،‬ق ال تع الى‪( :‬إنم ا ج اء ال ذين‬
‫يح اربون اهلل ورس وله ويس عون في األرض فس ادا أن يقتل وا أو يص لبوا أو تقط ع أي ديهم‬
‫وأرجلهم من خالف أو ينف وا من األرض ذل ك لهم خ زي في ال دنيا ولهم في اآلخ رة ع ذاب‬
‫عظيم) سورة المائدة ص‪ ،33‬أي يفسدون في األرض ويلحقون الضرر بها‪.‬‬
‫ويقص د بالفس اد في ق اموس ‪ :Oxford‬ت دهور القيم األخالقي ة (‪ )Immoral‬في المجتم ع أو‬
‫في دم اغ الف رد‪ ،‬كم ا يقص د ب ه تض ييع األمان ة و الغش (‪ )Dishonesty‬وذل ك بس بب‬
‫استعمال الرشوة‪.‬‬
‫والفساد اصطالحا‪ :‬يمكن القول بأن الفساد في االصطالح تم استقاؤه من تعريفه في اللغة‪،‬‬
‫ومما ورد عنه في كتاب اهلل عز وجل‪ ،‬فالفساد في االصطالح ال يخرج عن معني خروج‬
‫الش يء عن االعت دال‪ ،‬أي ا ك ان ه ذا الخ روج‪ ،‬والفس اد في االص طالح أيض ا ه و انتق اص‬
‫صورة الشيء‪ ،‬واصابته بالعطب واالضطراب والخلل وإ لحاق الضرر به‪.‬‬
‫الفساد اإلداري والمالي في االصطالح‪ :‬تعددت تعريفات الفساد بتعدد جوانبه المتعلقة به‬
‫واتجاهاتها المختلفة‪ ،‬فاختلف التعريف باختالف النظرة التي ينظر به ا إلى الفساد‪ ،‬األمر‬
‫الذي يبرر اختالف مفاهیم الفساد‪.‬‬

‫‪ - 1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬ص ‪3421‬‬
‫وهناك من عرفه بأنه‪( :‬استخدام السلطة العامة من أجل كسب أو ربح شخص‪ ،‬أو من أجل‬
‫تحقي ق هيب ة أو مكان ة اجتماعي ة‪ ،‬أو من أج ل تحقي ق منفع ة لجماع ة‪ ،‬أو طبق ة م ا بالطريق ة‬
‫ال تي ي ترتب عليه ا خ رق الق انون‪ ،‬أو مخالف ة التش ريع ومع ايير الس لوك األخالقي"‪ .‬وب ذلك‬
‫‪2‬‬
‫يتضمن الفساد انتهاك للواجب العام‪ ،‬وانحراف عن المعايير األخالقية في التعامل)‪.‬‬
‫وق د وض ع البن ك ال دولي ع دة تعريف ات الفس اد‪ ،‬ك ان آخره ا التعري ف اآلتي‪( :‬الفس اد ه و‬
‫إس اءة اس تعمال الوظيف ة العام ة لتحقي ق مكاس ب خاص ة فالفس اد يح دث ع ادة عن دما يق وم‬
‫موظ ف بقب ول أو طلب أو اب تزاز رش وة‪ ،‬لتس هيل عق د وإ ج راءات مناقص ة عام ة‪ ،‬كم ا يتم‬
‫عندما يعرض وكالء أو وسطاء الشركات بتقديم رشوة لالستفادة من سياسات أو إجراءات‬
‫عامة للتغلب على منافسين‪ ،‬وتحقيق أرباح خارج إطار القوانين النافذة‪ ،‬كما يمكن للفساد‬
‫أن يحص ل عن طري ق اس تغالل الوظيف ة العام ة دون اللج وء إلى الرش وة وذل ك بتع يين‬
‫‪3‬‬
‫األقارب أو سرقة أموال الدولة مباشرة)‪.‬‬
‫ويالحظ أن هذا التعريف يركز على سبب الفساد في السلطات العامة وإ ساءة استخدامها‪،‬‬
‫ويربط بين الفساد وأنشطة الدولة وتدخلها في السوق ووجود القطاع العام‪ ،‬بمعنى أن هذا‬
‫التعري ف يس تبعد إمكاني ة الفس اد في القط اع الخ اص‪ ،‬ويرك ز بص فة مطلق ة على الفس اد في‬
‫القطاع العام‪.‬‬
‫وعرفه صندوق النقد الدولي في تقريره الصادر عام ‪ 1999‬م الفساد اإلداري بأنه‪ :‬سوء‬
‫استخدام السلطة العامة من اجل مكسب خاص‪ ،‬يتحقق حينما يتقبل الموظف الرسمي رشوة‬
‫أو يطلبه ا أو يس تجديها أو يبتزه ا‪ ،‬وق د يك ون ذل ك مقترن ة بس وء اس تخدامه للس لطة‪ ،‬حينم ا‬
‫يق دم رج ال األعم ال من القط اع الخ اص الرش وة بقص د التحاي ل على السياس ات العام ة‬
‫والق وانين أو الل وائح للحص ول على م يزة تنافس ية أو ربح أو مزاي ا شخص ية‪ ،‬ويمكن أن‬
‫يحدث سوء استغالل السلطة العامة أيضا من أجل مغنم شخصي‪.‬‬

‫‪ - 2‬شتار‪ ،‬السيد‪ ،‬على الفساد اإلداري ومجتمع' المستقبل‪ ،‬المكتبة المصرية‪ ،‬اإلسكندرية‪ 2003 ،‬م‪ .‬فاروق‪ ،‬عبد الخالق‪ ،‬الفساد في مصر دراسة‬
‫اقتصادية تحليلية‪ ،‬العربي للنشر‪،‬القاهرة‪ .2008 ،‬ص‪08‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Vaknin, Sam, Crime and corruption, united press international, Skopje, Macedonia, 2003. PP18‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الفساد اإلداري والمالي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬من حيث الحجم‪ :‬يتن وع الفس اد اإلداري والم الي حس ب منظ ور الحجم إلى ن وعين‬
‫اثنين‪:‬‬
‫‪ .1‬الفساد الكبير‪ :‬وهو الفساد الذي يقوم به كبار الموظفين في الدولة وذلك بغرض تحقيق‬
‫مص الح مالي ة أو اجتماعي ة كب يرة‪ ،‬ويع د ه ذا الن وع من أهم أن واع الفس اد وأخطره ا على‬
‫اإلطالق‪ ،‬ألنه يكبد خزانة الدولة مبالغ مالية غاية في الضخامة‪ ،‬نظرا لكونه فسادة ضاربة‬
‫في ال درجات الوظيفي ة العلي ا من الم وظفين من رؤس اء ال دول وال وزراء والمح افظين‬
‫والمسؤولين الكبار في الدولة‪ ،‬ويختلف عن الفساد الصغير الضخامة الرشاوي المستخدمة‬
‫في ه‪ ،‬وال يمكن أن يتم إال بتوري ط مس ؤولين في م راتب علي ا‪ ،‬حيث يك ون حجم العملي ات‬
‫التي تقع ضمنه كبيرة‪ ،‬وتخرج عن سلطة الموظفين الصغار‪ ،‬مثل عملیات توريد السلع‬
‫والمع دات مرتفع ة الثمن‪ ،‬ومش اريع البني ة التحتي ة‪ ،‬والمع دات العس كرية‪ ،‬وه ذا الن وع من‬
‫الفس اد وال ذي يتش كل من رأس الم ال والس لطة أطل ق علي ه الفق ه الغ ربي تس مية "ج رائم‬
‫الص فوة"‪ ،‬و "ج رائم ذوي الياق ات البيض اء"‪ ،‬وذل ك نظ را ألنه ا ت رتكب من أف راد يحتل ون‬
‫مكان ة اجتماعي ة عالي ة‪ ،‬حيث يس تغلون مناص بهم وس لطاتهم لخ رق الق وانين الناف ذة‬
‫‪4‬‬
‫والتنظيمات‪.‬‬
‫‪ .2‬الفس‪++‬اد الص‪++‬غير‪ :‬وه و الفس اد ال ذي يص در من ص غار الم وظفين ويتمث ل في ش كل أداء‬
‫الوظائف والخدمات الروتينية المقدمة منهم‪ ،‬حيث يمارس هذا الفساد من جانب فرد واحد‬
‫دون أن يك ون هن اك تنس يق م ع اآلخ رين غالب ا‪ ،‬وينتش ر ه ذا الفس اد بين الم وظفين في‬
‫القطاع ات المختلف ة ويرج ع ذل ك إلى ح اجتهم االقتص ادية المادي ة نظ را لع دم حاج ة م ا‬
‫يتقاضونه من رواتب‪ ،‬مما يظهر هذا الفساد في صورة تقاضي صغار الموظفين الرشوة‬
‫عن أي خدمة يقدمونها للمواطنين كمقابل لتأدية هذه الخدمة بشكل سريع لتجنب ما تمر به‬
‫‪5‬‬
‫من مراحل روتينية معقدة وطول إجراءات‪ ،‬أو لكونها مخالفة للنظام والقانون‪.‬‬

‫‪ - .4‬سالم‪ ،‬حنان‪ ،‬ثقافة الفساد في مصر‪ ،‬دار مصر المحروسة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولي‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 5‬عاشور‪ ،‬حمد صقر‪ ،‬قياس ودراسة الفساد في الدول العربية ‪ -‬مؤشر الفساد في األقطار العربية إشكاليات القياس والمنهجية‪ ،‬المنظمة العربية‬
‫لمكافحة الفساد والمؤسسة العربية للديمقراطية‪ ،‬بیروت‪.2009 ،‬‬
‫ثاني‪++‬ا‪ :‬من حيث القط‪++‬اع‪ :‬يتن وع الفس اد اإلداري والم الي حس ب منظ ور القط اع إلى ن وعين‬
‫‪6‬‬
‫اثنين‪.‬‬
‫‪ .1‬الفساد في القطاع الحكومي‪ :‬وه و فس اد مستش ري ومنتش ر في مفاص ل أجه زة الدول ة‪،‬‬
‫وط ال من هم ب داخل الس لطة ومختل ف مواق ع الدول ة‪ ،‬حيث يق وم كب ار الق ائمين على أم ور‬
‫الدولة بممارسة شتي أنواع الفساد‪ ،‬األمر الذي يمثل انحراف إدارية غاية في الخطورة‪،‬‬
‫حيث يتم عن طري ق س رقات مالي ة وسمس رة في تج ارة األس لحة وكاف ة المش اريع الك برى‬
‫بالدولة بغرض تحقيق مصالح شخصية دون النظر لمصلحة الدولة وتحقيق األصلح لها‪.‬‬
‫‪ .2‬فس‪+‬اد القط‪+‬اع الخ‪+‬اص‪ :‬وه و الفس اد المنتش ر في الش ركات الخاص ة‪ ،‬حيث أش ار تقري ر‬
‫ص ادر عن منظم ة الش فافية الدولي ة" إلي أن الش ركات األمريكي ة هي أك ثر الش ركات ال تي‬
‫تم ارس أعم اال غ ير مش روعة‪ ،‬تليه ا الش ركات الفرنس ية والص ينية واأللماني ة‪ ،‬كم ا أش ار‬
‫تقري ر خ اص لص ندوق النق د ال دولي أن م ا بين ‪ % 80‬إلي ‪ % 100‬من األم وال ال تي‬
‫تفرضها البنوك األمريكية للدول النامية تعود مرة أخري إلي أمريكا وسويسرا‪ ،‬وتودع في‬
‫البن وك بحس ابات شخص ية المس ؤولون من تل ك ال دول‪ ،‬باإلض افة إلي اإلس راف الكب ير في‬
‫إنفاق تلك األموال‪ ،‬حيث تهدر األمم المتحدة األمريكية وحدها ما قيمت ه ‪ 400‬ملي ون دوالر‬
‫‪7‬‬
‫سنوية في التبذير وسوء إدارة المال العام‪.‬‬
‫ثالث‪++‬ا‪ :‬من حيث اإلقليم‪ :‬يتن وع الفس اد اإلداري والم الي حس ب منظ ور اإلقليم إلى ن وعين‬
‫‪8‬‬
‫اثنين‪:‬‬
‫‪ .1‬الفس‪++ +‬اد المحلي‪ :‬وه و م ا ينتش ر من فس اد ب داخل اقليم الدول ة ال يتج اوز ح دودها‬
‫اإلقليمي ة‪ ،‬وال يخ رج عن كون ه فس اد بين ص غار الم وظفين واألف راد وال ذي ال يرتب ط‬

‫‪ - 6‬صالح‪ ،‬مفتاح & فريدة‪ ،‬معارفي‪ ،‬الفساد اإلداري والمالي‪ :‬أسبابه – مظاهره مؤشرات قياسه‪ ،‬الملتقي الوطني حول حوكمة الشركات‬
‫كآلية للحد من الفساد المالي واإلداري‪ ،‬مخبر مالية بنوك وإ دارة أعمال‪ ،‬المنعقد يومي‪ ،2012 ،‬ص‪.9‬‬

‫‪-‬عبد العالي‪ ،‬حاجة‪ ،‬اآلليات القانونية لمكافحة الفساد اإلداري في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫‪7‬‬

‫السياسية‪ ،‬جامعة محمد خضير بسكرة‪2013 ،‬م‪ .‬ص‪.38‬‬


‫‪ - 8‬صالح‪ ،‬مفتاح & فريدة‪ +،‬معارفي‪ ،‬الفساد اإلداري والمالي‪ :‬أسبابه – مظاهره مؤشرات قياسه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.04‬‬
‫بشركات دولية أجنبية‪ ،‬وهو أكثر أنواع الفساد انتشارا في المجتمعات المحلية‪ ،‬ويتمثل في‬
‫‪9‬‬
‫الرشوة والمحسوبية واستغالل النفوذ‪.‬‬
‫‪ .2‬الفس ‪++‬اد ال ‪++‬دولي‪ :‬ه ذا الن وع من الفس اد يأخ ذ م دي واس عة وعالمي ة يتج اوز الح دود‬
‫اإلقليمية للدولة وحتى القارات‪ ،‬وهذا في إطار العولمة‪ ،‬والتي أصبحت ال تعترف بالحدود‬
‫وهو فساد يتسع نطاقه ليربط بين شركات محلية وشركات اجنبية دولية والقادة السياسيين‬
‫في الدولة من خالل المنافع الذاتية المتبادلة التي يصعب الحجز بينها‪ ،‬وهو أخطر أنواع‬
‫الفساد نظرة لكونه يهدد كيان الدولة وشعوبها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دوافع وآثار الفساد اإلداري والمالي‪.‬‬


‫المطلب األول‪ :‬دوافع الفساد اإلداري والمالي‪.‬‬
‫إن ظاهرة الفساد تحكمها في مجموعها أسباب متداخلة ومتفاعلة فيما بينها‪ ،‬وهذه أسباب‬
‫تمث ل بطبيعته ا المباش رة أو غ ير المباش رة الج ذور األساس ية النتش ار الفس اد اإلداري‬
‫والمالي‪ ،‬وتتمثل هذه األسباب في اآلتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الدوافع واألسباب االقتصادية واالجتماعية للفساد اإلداري والمالي‪:‬‬
‫تلعب الظ روف االقتص ادية واالجتماعي ة المتردي ة دورا هام ة باعتباره ا أح د ال دوافع ال تي‬
‫ت ؤدي إلى ظه ور الفس اد اإلداري والم الي‪ ،‬فس وء األح وال االقتص ادية واالجتماعي ة بش كل‬
‫ع ام وال تي تتمث ل في محص لتها النهائي ة في عج ز الدول ة عن اش باع الحاج ات األساس ية‬
‫للمواط نين يع د س ببا رئيس ية وجوهري ة وراء الس لوك المرض ي ال ذي يس ود الع املين في‬
‫معظم البلدان النامية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الدوافع واألسباب السياسية للفساد اإلداري والمالي‪:‬‬
‫فالفس اد اإلداري والم الي يح دث بس بب المن اخ السياس ي واتب اع بعض ال دول أي دولوجيات‬
‫مختلف ة معاص رة تتع ارض أو تتف ق بش كل أو ب آخر م ع التع اليم الديني ة‪ ،‬ولق د انعكس ذل ك‬
‫على االس تقرار السياس ي في معظم البل دان النامي ة‪ ،‬ه ذه الظ روف بم ا فيه ا من غي اب‬
‫للديمقراطية والشوري ادت إلي حرمان الكثير من المواطنين من المشاركة في إبداء اآلراء‬

‫‪(- 9‬عبد العالي‪ ،‬عبد العالي‪ ،‬حاجة‪ ،‬اآلليات القانونية لمكافحة الفساد اإلداري في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫ومن المس اهمة في رس م السياس ات العام ة ه ذا من جه ة‪ ،‬ومن جه ة أخ ري ف إن عج ز‬
‫األجه زة التنفيذي ة في الدول ة عن ممارس ة مهامه ا وعج ز الحكوم ة عن تحس ين أح وال‬
‫الع املين في الدول ة وتس لط بعض المس ؤولين بالدول ة واس تغاللهم لنف وذهم لتحقي ق مص الح‬
‫خاصة‪ ،‬كل ذلك أدي إلي تعميق روح الالمباالة عند مواطني هذه الدول تجاه ما يدور من‬
‫احداث سياسية واجتماعية‪ ،‬وهذا بدوره انعكس على أدائها ألعمالهم‪ ،‬فانعدم المد والتأييد‬
‫االجتم اعي للدول ة من األف راد والمؤسس ات مم ا أدي إلي ع دم التع اون بين األف راد في‬
‫‪10‬‬
‫مواجهة خطط الدولة وهذا بدوره يساعد على تفشي الفساد وتعم الفوضى اإلدارية‪.‬‬
‫‪ .3‬الدوافع واألسباب البيئية للفساد اإلداري والمالية‬
‫ه ذه األس باب تع ود إلى اس باب بيئي ة اجتماعي ة خارجي ة من أس باب تربوي ة وس لوكية حيث‬
‫نج د ان هن اك كث ير من الع املين نش أوا في بيئ ة اجتماعي ة ال تهتم كث يرة بغ رس القيم‬
‫واألخالق الدينية في نفوس الصغار‪ ،‬حتى أن المدارس والمعاهد التعليمية أصبحت ال تهتم‬
‫كث يرا بالمع ايير الديني ة ألنه ا أص بحت تحم ل فك رة علماني ة‪ ،‬ومن ثم نج د أن الف رد يتخ رج‬
‫وه و ال يح ترم القيم الديني ة‪ ،‬وه ذا ي ؤدي ب دوره إلي س لوكيات غ ير حمي دة بقب ول الرش وة‬
‫وعدم المسئولية وعدم احترام القانون‪ ،‬وأسباب بيئية داخلية (نظامية) فقد يرجع االنحراف‬
‫اإلداري إلي س وء ص ياغة الق وانين والل وائح المنظم ة للعم ل وذل ك نتيج ة لغم وض م واد‬
‫الق وانين أو تض اربها في بعض األحي ان األم ر ال ذي يعطي الموظ ف فرص ة للته رب من‬
‫تنفيذ القانون أو تفسيره بطريقته الخاصة التي قد تتعارض مع مصالح المواطنين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار الفساد اإلداري والمالي‪.‬‬


‫للفس اد اإلداري والم الي مجموع ة من اآلث ار الس لبية الض ارة ال تي تتوغ ل داخ ل جسد‬
‫المجتمع الذي يحاول جاهداً التخلص من هذه الظاهرة اللعينة‪ ،‬وتتمثل هذه اآلثار فيما يلي‪:‬‬
‫‪.1‬العم ل على اإلض رار بمص داقية الدول ة وأجهزته ا المختلف ة‪ :‬حيث إن انتش ار الفس اد‬
‫اإلداري والم الي من ش أنه أن ي ؤدي إلى ض عف قواع د العم ل الرس مية والحيلول ة دون‬
‫تحقي ق أهداف ه الرس مية م ا ي ؤدي إلى اإلض رار بمص داقية األجه زة اإلداري ة وض عف الثق ة‬

‫‪ - 10‬صالح‪ ،‬مفتاح & فريدة‪ +،‬معارفي‪ ،‬الفساد اإلداري والمالي‪ :‬أسبابه – مظاهره مؤشرات قياسه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫بها من قبل جمهور المتعاملين معها‪ ،‬كما أن اتساع دائرة الفساد يؤدي إلى ضعف الهياكل‬
‫اإلدارية األمر الذي يقضي إلى فشل النظام اإلداري في الدولة‪.‬‬
‫‪.2‬العمل على إعاقة عملية التنمية وإ ضعاف النمو االقتصادي‪ :‬فمن أك بر اآلث ار الض ارة‬
‫الناتجة عن توغل وانتشار ظاهرة الفساد اإلداري والمالي العمل على إعاقة التنمية داخل‬
‫المجتم ع والعم ل على اض عاف النم و االقتص ادي ب ه‪ ،‬وأب رز دلي ل على ذل ك م ا ج اء في‬
‫تقرير التنمية الصادر عن البنك الدولي سنة ‪1998‬م بأنه في استبيان موجه لقرابة ‪100‬‬
‫‪11‬‬
‫مسؤوال رئيسيا من ‪ 60‬دولة نامية‬
‫ح ول معوق ات التنمي ة ك انت اإلجاب ة أن الفس اد اإلداري والم الي ه و أك بر مع وق للتنمي ة‪،‬‬
‫فالفساد سلوك ضار يؤدي إلى االضطراب واإلخالل‪ ،‬كما تشير الكثير من الدراسات إلى‬
‫أنه للفساد اإلداري آثار سلبية على النمو االقتصادي‪ ،‬ومن ذلك تخفيض معدالت االس تثمار‬
‫ومن ثم خفض حجم الطلب الكلى‪ ،‬وبالت الي تخفيض مع دل النم و االقتص ادي‪ ،‬فم ا يراف ق‬
‫الفس اد اإلداري من دفع الرشاوي يمثل لكث ير من رجال األعمال نوع ا من الضرائب مم ا‬
‫يدفعهم إلى التقليل من استثماراتهم في الدول التي يوجد فيها فساد‪.‬‬
‫‪ )3‬إضعاف االستقرار السياسي ‪ :‬حيث نجد أن تفشي وانتشار ظاهرة الفساد داخل المجتمع‬
‫من شأنه أن يؤدي إلى اإلضرار باالستقرار السياسي به‪ ،‬ومن ثم تدني‬
‫مس توى ال دخل والص راع داخ ل النخب ة الحاكم ة وفس اد اإلدارة وتس لطها وت ردي األوض اع‬
‫على كل األوجه‪ ،‬وظهور طبقة تعمل على نشر الفساد بغرض تحقيق مصالحها الخاصة‬
‫بها‪ ،‬حيث يفقد الجهاز اإلداري كيانه لصالح المنظومات الفاسدة بداخله عند انتشار الفساد‬
‫ويتم تحويل ه لتحقي ق مص الحها الخاص ة ب دال من المص لحة العام ة‪ ،‬فالمس تفيدون من الفس اد‬
‫يعملون على نشر الفساد في أكبر عدد ممكن من األجهزة والمؤسسات الحكومية‪ ،‬يدعمهم‬
‫في ذلك عدم المحاسبة والمساءلة القانونية‪.‬‬
‫‪ )4‬ت‪++‬دني مس‪++‬توى األنش‪++‬طة الخدمي‪++‬ة واإلنتاجي‪++‬ة‪ :‬وأخ يرا من آث ار انتش ار ظ اهرة الفس اد‬
‫اإلداري والم الي ت دني مس توي األنش طة والخ دمات ال تي تق دم للم واطن‪ ،‬حيث أظه رت‬
‫دراسة ميدانية ألحد المدن العربية ألوض اع المستشفيات أظهرت النتائج أن األجور تكاد‬

‫‪ - 11‬عبد العالي‪ ،‬عبد العالي‪ ،‬حاجة‪ ،‬اآلليات القانونية لمكافحة الفساد اإلداري في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫تكون دون المستوى الممارسي مهنة الطب‪ ،‬فيعتبر من أهم األسباب التي تؤدي إلى تدني‬
‫مستوى تقديم الخدمات الطبية في المستشفيات بوجه عام‪.‬‬

‫خاتمة‪.‬‬
‫وفي األخير نرى أنه تعد ظاهره الفساد اإلداري والمالي من الظواهر الخطيرة التي تواجه‬
‫البل دان وعلى األخص ال دول النامي ة حيث أخ ذت تنخ ر في جس م مجتمعاته ا ب دأت ب األمن‬
‫وما تبعه من شلل في عملية البناء والتنمية االقتصادية والتي تنطوي على تدمير االقتصاد‬
‫والقدرة المالية واإلدارية وبالتالي عجز الدولة على مواجهة تحديات أعمار أو إعادة أعمار‬
‫وبناء البنى التحتيه الالزمة لنموها ‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المجلد الخامس‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫شتار‪ ،‬السيد‪ ،‬على الفساد اإلداري ومجتمع المستقبل‪ ،‬المكتبة المصرية‪ ،‬اإلسكندرية‪ 2003 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫فاروق‪ ،‬عبد الخالق‪ ،‬الفساد في مصر دراسة اقتصادية تحليلية‪ ،‬العربي للنشر‪،‬القاهرة‪.2008 ،‬‬
‫‪ .‬سالم‪ ،‬حنان‪ ،‬ثقافة الفساد في مصر‪ ،‬دار مصر المحروسة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولي‪2003 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫عاشور‪ ،‬حمد صقر‪ ،‬قياس ودراسة الفساد في الدول العربية ‪ -‬مؤشر الفساد في األقطار' العربية‬ ‫‪.4‬‬
‫إشكاليات القياس والمنهجية‪ ،‬المنظمة العربية لمكافحة الفساد والمؤسسة العربية للديمقراطية‪،‬‬
‫بیروت‪.2009 ،‬‬
‫صالح‪ ،‬مفتاح & فريدة‪ ،‬معارفي‪ ،‬الفساد اإلداري والمالي‪ :‬أسبابه – مظاهره مؤشرات‬ ‫‪.5‬‬
‫قياسه‪ ،‬الملتقي الوطني حول حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد المالي واإلداري‪ ،‬مخبر‬
‫مالية بنوك وإ دارة أعمال‪ ،‬المنعقد يومي‪.2012 ،‬‬
‫عب د الع الي‪ ،‬حاج ة‪ ،‬اآللي ات القانوني ة لمكافح ة الفس اد اإلداري في الجزائ ر‪ ،‬أطروح ة دكت وراه‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خضير بسكرة‪2013 ،‬م‪.‬‬
‫‪7. Vaknin, Sam, Crime and corruption, united press international, Skopje,‬‬
‫‪Macedonia, 2003.‬‬

You might also like