You are on page 1of 13

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نبذة عن جامعة الدول العربية وأبرز أهدافها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نبذة عن جامعة الدول العربية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهداف جامعة الدول العربية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ميثاق والمبادئ األساسية في جامعة الدول العربية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ميثاق جامعة الدول العربية‪).‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبادئ األساسية في جامعة الدول العربية‪.‬‬

‫خاتمة‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪.‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫جامعة الدول العربية هي رابطة طوعية بين الدول الناطقة باللغة العربية كلغة‬
‫رس مية‪ُ ،‬أنش ئت به دف تعزي ز التع اون بين أعض ائها‪ ،‬من خالل تس هيل القي ام‬
‫باألنش طة االقتص ادية‪ ،‬والسياس ية‪ ،‬واالجتماعي ة‪ ،‬والثقافي ة لص الح ه ذه ال دول‪،‬‬
‫ظمات‪ ،‬مثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‬
‫وتقوم بذلك عبر بعض المن ّ‬
‫(‪ ،)ALESCO‬ومجلس الوح دة االقتص ادية العربي ة (‪ ،)CAEU‬كم ا وق د أنش ئت‬
‫الجامعة في عام ‪ 1945‬في مصر‪ ،‬عقب اعتماد بروتوكول اإلسكندرية في عام‬
‫‪ ،1944‬وك انت مص ر‪ ،‬واألردن‪ ،‬ولبن ان‪ ،‬والع راق‪ ،‬والس عودية‪ ،‬وس وريا هي‬
‫ِ‬
‫المؤس َس ة للجامعة‪ ،‬ومن هنا نطرح التساؤل التالي‪ :‬كيف تم انشاء جامعة‬ ‫الدول‬
‫الدول العربية وما هي أهدافها وما أبرز مبادئها؟‬
‫المبحث األول‪ :‬نبذة عن جامعة الدول العربية وأبرز أهدافها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نبذة عن جامعة الدول العربية‪.‬‬

‫ارتبطت ش عوب منطق ه الش رق االوس ط بص الت عدي دة وظه رت ص الت بين ال دول‬
‫المصرية القديمة وبين الشعوب االسيوية ومن امثلة ذلك من الناحية السياسية المعاهدة التي‬
‫ابرمه ا رمس يس الث اني م ع مل ك االذيين س نة ‪ 1278‬ق‪.‬م ‪ ،‬فالش عوب العربي ة تش عر بانه ا‬
‫تشترك في تكوين امة واحدة كونها التاريخ من رجال يقطنون ارضا تتكامل وتتشابه من‬
‫الناحي ة الجغرافي ة وهي ارض الع الم الع ربي ويش تركون في اللغ ة وال دين والحض ارة‬
‫واالماني المشتركة‪ ،‬فمع ان عامل التجاور الجغرافي مهم ويالحظ بانه الروابط التاريخية‬
‫والثقافية والجنسية ابعد اثرا واعمق غورا من مجرد التجاور الجغرافي البحت‪ ،‬ولقد كان‬
‫الع رب قب ل ظه ور االس الم عب ارة عن قبائ ل متفرق ة تقطن الجزي رة العربي ة ولكن بعض ها‬
‫خارج موطنهم األصلي‪ ،‬لذلك عندما ظهر االسالم اعتبر عامال حاسما في وحدة العرب‬
‫من ذ الق رن الس ابع الميالدي‪ ،‬ويتض ح من ذل ك ان الحض ارة االس المية تع د من العوام ل‬
‫االساسية في وحدة العالم العربي وفي توحيد القيم الروحية والتجانس بين الشعوب العربية‬
‫‪1‬‬
‫نتيجة النتشار االسالم‪.‬‬

‫ومن المعل وم ان ال دول العربي ة اص طدمت في بداي ة ظهوره ا ب أقوى ق وتين سياس يتين ذلك‬
‫الوقت وهما الروم والفرس وحالفها النصر في هذا الصدام‪ ،‬وظلت تلك الدول اي الدول‬
‫العربية تكون وحدة سياسية متماسكة خالل فترة ظهور االسالم ولمدة وجيزة من الزمن ثم‬
‫بعد ذلك بدا العرب يفقدون هذا المركز الرفيع‪ ،‬وبالتالي يظهر التراجع في الوحدة السياسية‬
‫العربي ة بش كل واض ح من خالل تقلص الحكم العباس ي ت دريجيا عن دما تمكن المغ ول من‬
‫القضاء عليها نهائيا في سنة ‪ 1258‬م وفضال عن ذلك فلقد تعرضت البالد العربية في تلك‬

‫‪-‬إبراهيم‪ ،‬سعد الدين‪ ،‬اتجاهات الرأي العام نحو مسألة الوحدة‪ .‬ط‪ ،3‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،1980‬ص‪.16‬‬
‫الف ترة لمحن ة اخ رى هي الغ زو الص ليبي‪ ،‬وعن دما انتص ر العــرب على ه ذا الغ زو اعت بر‬
‫بداي ة لتوحي د كلم ة الع رب‪ ،‬وبع د الغ زو المغ ولي فلق د ب دا االحتالل العثم اني على المنطق ة‬
‫العربي ة من الق رن الس ادس عش ر الميالدي وح تى الق رن العش رين وتمكن ه ذا الع دو من‬
‫الس يطرة الكامل ة على المجتم ع الع ربي ثم ج اء بع د الغ زو العثم اني االس تعمار الغ ربي في‬
‫الق رن العش رين ال ذي يمث ل مرحل ة من مراح ل ت اريخ الع رب المش ترك‪ ،‬وحينم ا نش بت‬
‫الح رب العالمي ة االولى ع ام ‪1914‬م انح ازت الدول ة العثماني ة الى ج انب الماني ا ض د‬
‫الحلف اء‪ ،‬ف انتهز الع رب في اس يا ه ذه الفرص ة للف وز باس تقاللهم والتخلص من الحكم‬
‫العثم اني‪ ،‬مم ا ادى الى نش وء جمعي ات س رية وعلني ة تس عى لالع تراف للع رب بكي انهم‬
‫وذاتيتهم ولق د عم ل االت راك على قم ع الحرك ة القومي ة العربي ة‪ ،‬وفي ‪1916‬م اعلن االم ير‬
‫حس ين ش ريف مك ة الث ورة على االت راك وتمكن من بس ط نف وذه على الجزي رة العربي ة‬
‫وزحفت الق وات العربي ة الى س وريا لتح ارب الى جانب الحلف اء مقاب ل وع ودهم لالع تراف‬
‫باس تقالل ال دول العربي ة‪ ،‬وعن دما انتهت الح رب العالمي ة االولى تم تط بيق اتفاقي ة س ايكس‬
‫بيك و ووع د بلف ور ض د الع رب‪ ،‬على ال رغم من ه ذه االوض اع االس تعمارية ال تي م ر به ا‬
‫ال وطن الع ربي لكنه ا لم تس تطع القض اء على القومي ة العربي ة ب ل على العكس ك انت لتل ك‬
‫الظ روف واالح داث المش تركة ال تي م ر به ا الع رب في تاريخ ه الطوي ل اثره ا في توجي ه‬
‫التجربة التاريخية العربية‪ ،‬مما وحد كيانهم ووحد موقفهم في تحديد مشكالتهم وقضاياهم‬
‫‪2‬‬
‫وفي اسلوب معالجتها او النضال في سبيل تحقيق الحلول الالزمة لها‪.‬‬

‫‪-‬انطونيوس‪ ،‬جورج‪ ،‬يقظة العرب تاريخ حركة العرب القومية‪ .‬ترجمة ناصر الدين األسد‪ ،‬دار العلم للماليين‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1987 .‬ص‪.57‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬أهداف جامعة الدول العربية‪.‬‬

‫ج اءت أه داف الجامع ة متض منة توثي ق الص الت بين ال دول األعض اء‪ ،‬وتنس يق خططه ا‪،‬‬
‫تحقيق ا للتع اون بينه ا‪ ،‬وص يانة الس تقاللها وس يادتها والنظ ر بص فة عام ة في ش ؤون ال دول‬
‫‪3‬‬
‫العربية ومصالحها‪.‬‬

‫ويعتبر الدفاع عن مصالح الدول العربية األعضاء في الجامعة وتلك التي لم تنل استقاللها‬
‫في ذلك الوقت على حد سواء‪ ،‬الهدف األساسي من بين مختلف أهدافها إن لم يكن الهدف‬
‫الرئيس‪ ،‬والذي تتفرع عنه بقية األهداف األخرى يشير الميثاق‪ ،‬في مقدمته‪ ،‬بوضوح إلى‬
‫‪4‬‬
‫أهداف الجامعة والتي تمثلت في‪:‬‬

‫توثيق الصالت بين الدول العربية في المسائل السياسية واالقتصادية واإلجتماعية والثقافية‬
‫"ف الغرض من الجامع ة ه و توثي ق الص الت بين ال دول األعض اء فيه ا‪ ،‬وتنس يق خططه ا‬
‫السياسية‪ ،‬تحقيقا للتعاون بينها‪ ،‬وصيانة إلستقاللها وسيادتها والنظر بصفة عامة في شؤون‬
‫البالد العربية ومصالحها‪.‬‬

‫حل المنازعات بالطرق الودية‪" :‬ال يجوز االلتجاء إلى القوة لفض المنازعات بين دولتين‬
‫أو أكثر من دول الجامعة‪ ،‬فإذا نشب بينهما خالف ال يتعلق باستقالل الدولة أو سيادتها أو‬

‫س المة أراض يها ولج أ المتن ازعون إلى المجلس لفض ه ذا الخالف ك ان ق راره عندئ ذ ناف داً‬
‫وملزماً‪.‬‬

‫ورغم أن جامع ة ال دول العربي ة ول دت قب ل إنش اء االمم المتح دة ببض عة ش هور‪ ،‬إال أن‬
‫ميثاقه ا إهتم بالتع اون م ع الهيئ ات والمنظم ات الدولي ة ال تى ق د تنش أ في المس تقبل‪ ،‬وجعل ه‬

‫‪-‬نفسه‪ ،‬ص‪.58‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪-‬تونسي‪ ،‬بن عامر‪ ،‬قانون المجتمع الدولي المعاصر‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 .‬ص‪.41‬‬ ‫‪4‬‬
‫كأحد األهداف للجامعة‪ ،‬فقد كانت المناقشات والمباحثاث وقتها دائرة إلقامة األمم المتحدة‪.‬‬
‫ولذلك إهتم ميثاق جامعة الدول العربية بإقرار التعاون معها عندما يتم إنشاؤها‪ ،‬والتعاون‬
‫مع غيرها من المنظمات العالمية‪ ،‬التي قد تنشأ هي األخرى فيما بعد بغرض كفالة األمن‬
‫والسلم فى العالم‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ميثاق والمبادئ األساسية في جامعة الدول العربية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ميثاق جامعة الدول العربية‪).‬‬

‫في ‪ 1945/3/22‬بمدين ة الق اهرة‪ ،‬وق ع ممثل و ال دول العربي ة الس بع‪ ،‬وهي س وريا ولبن ان‬
‫واألردن والعراق والسعودية ومصر واليمن على ميثاق الجامعة‪ ،‬وأصبح ساري المفعول‬
‫اعتباراً من ‪1945/5/11‬م‪ .‬ويتألف هذا الميثاق من ديباجه وعشرين مادة تتضمن أهداف‬
‫الجامع ة ومبادئه ا‪ ،‬والهيك ل التنظيمي له ا‪ ،‬وش روط العض وية وإ جراءاته ا‪ ،‬وكيفي ة إتخ اد‬
‫الق رارات‪ ،‬والعالق ات فيم ا بين ال دول األعض اء لق د عكس ميث اق جامع ة ال دول العربي ة‬
‫ص ورة النظ ام اإلقليمي الع ربي‪ ،‬وطبيع ة العالق ات بين ال دول العربي ة في ذل ك ال وقت‬
‫والمتمسكة بسيادتها القطرية إلى جانب إصرارها (صورياً) على العمل العربي المشترك‪.‬‬
‫فقد حرص المؤسسون لجامعة الدول العربية على تأكيد مفهوم "السيادة القطرية"‪ ،‬وأدمجوا‬
‫هذا المفهوم صراحة وضمنياً في ميثاق الجامعة العربية‪ ،‬ووضعوا كل الضمانات الممكنة‬
‫التي تكفل عدم طغيان "األمة" أو "القومية" على الدولة القطرية‪ ،‬فأستبعدوا مفهوم الوحدة‪،‬‬
‫وأك دوا على مب دأ التنس يق بين الوح دات المس تقلة‪ ،‬ورفض وا أي إش ارة أو احتم ال لت دخل‬
‫‪5‬‬
‫الجامعة في الشؤون الداخلية للدول األعضاء‪.‬‬

‫إن تل ك المف اهيم تترجمه ا ديباج ة الميث اق ال تي أش ارت ص راحة " ب أن دعم الرواب ط بين‬
‫الدول العربية وتوطيدها ُيبني على أساس احترام "استقالل" تلك الدول "وسيادتها"‪ .‬ونصت‬

‫‪-‬الحضرمي‪ ،‬عمر حمدان‪ ،‬جدلية السيادة والقانون الدولي‪ .‬ط‪ ،1‬دار جرير‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2017 .‬ص‪.29‬‬ ‫‪5‬‬
‫الم ادة الثاني ة من الميث اق على أن الغ رض من إنش اء جامع ة ال دول العربي ة ه و توثي ق‬
‫الصالت بين الدول المشتركة فيها‪ ،‬وتنسيق خططها السياسية تحقيق اً للتعاون بينها وصيانة‬
‫الس تقاللها وسيادتها‪ ،‬والنظر بصفة عام ة في شؤون البالد العربي ة ومص الحها‪ .‬كذلك من‬
‫أغراضها تعاون الدول المشتركة فيها تعاوناً وثيقاً بحسب نظام كل دولة منها وأحوالها"‬

‫ووفق ا للميث اق ف إن الجامع ة هي منظم ة تق وم على التع اون "االختي اري" أو "الط وعي" بين‬
‫الدول العربية األعضاء فيها على أساس المساواة واحترام استقاللها وسيادتها وهي في نية‬
‫منش ئيها ليس ت أك ثر من مج رد تنظيم إقليمي يس تهدف التنس يق والتع اون‪ ،‬وال تمل ك س لطة‬
‫إلزامية بل ‪ .‬هي أداة تنسيق ورابطة اختيارية لتحقيق التعاون وجمع الشمل‪ ،‬وهى منظمة‬
‫بين حكوم ات وليس ت س لطة علي ا من خالل الميث اق ال يوج د م ا يش ير إلى وج ود األم ة‬
‫العربية الواحدة كحقيقة سياسية‪ ،‬ولم يجعل الوحدة هدفاً من أهداف الجامعة‪ ،‬أو من أهداف‬
‫األمة‪ .‬وأيضا لم يتطرق الميثاق‪ ،‬ولو بكلمة واحدة‪ ،‬إلى المواطن العربي مثل ما جاء في‬
‫ميث اق األمم المتح دة وال ذي أك د على الحق وق األساس ية وكرام ة الف رد وق درة واح ترام‬
‫اإلنس انية‪ .‬وب ني الميث اق على مب دئي الس يادة المطلق ة واالس تقالل المطل ق لل دول فتح ولت‬
‫الجامع ة إلى مج رد ن ادي سياس ي تجتم ع في ه ال دول العربي ة األعض اء للح وار والمناقش ة‬
‫‪6‬‬
‫وإ صدار القرارات التي ال تلزم إال من يقبل بها‪.‬‬

‫أم ا فيم ا يتعل ق بعملي ة ص نع الق رار ف إن واض عي الميث اق ق د ترك وا ه ذه العملي ة من دون‬
‫ض وابط أو آلي ات يمكن إتباعه ا في ص نع الق رار‪ .‬وأك دوا على أن قاع دة اإلجم اع هي‬
‫األساس في التصويت‪ ،‬والذي يعطي للدولة حق الفيتو في رفض القرار بل حتى القرارات‬
‫ال تي تص در باإلجم اع يرج ع األم ر في تنفي ذها إلى ال دول ذاته ا وفق ا لنظمه ا التش ريعية‬
‫والدستورية‪.‬‬

‫‪-‬زيدان‪ ،‬مسعد عبد الرحمان‪ .‬تدخل األمم المتحدة في النزاعات المسلحة غير ذات الطابع الدولي‪ .‬دار الكتب القانونية‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫مصر‪ ،2008 ،‬ص‪.89‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬مبادئ األساسية في جامعة الدول العربية‪.‬‬

‫ال ش ك أن الف ارق األساس ي بين األه داف والمب ادئ يب دو واض حا عن د تفحص ها‪ ،‬حيث أن‬
‫األهداف تمثل الغاية التي يجب على المنظمة تحقيقها والسعى إليها‪ ،‬أما المبادئ فتشكل ما‬
‫يجب على المنظمة " بما فيها الدول غير االعضاء مراعاته من أجل تحقيق هذه الغاية‪ ،‬إذ‬
‫أن اله دف يمث ل الغاي ة النهائي ة ال تي تعم ل المنظم ة على تحقيق ه‪ .‬ولكن يختل ف الوض ع‬
‫بالنسبة للمبدأ حيث أنه يمثل توجيهات أو تعليمات يجب احترامها‪ ،‬ومراعاتها عند تحقيق‬
‫ه ذه الغاي ة‪ ،‬إذ أن المب ادئ بمثاب ة قواع د للس لوك يجب مراعاته ا به دف توف ير األرض ية‬
‫المناس بة للوص ول إلى األه داف المنش ودة وتأسس ت جامع ة ال دول العربي ة على العدي د من‬
‫المب ادئ ال تي تمث ل الج وهر األس اس ال ذي يق وم علي ه عم ل المنظم ة‪ ،‬ويمكن التع رف على‬
‫هذه المبادئ من واقع مواد الميثاق االرقام (‪ )11-15-8-5-4-3‬وهذه المبادئ هي‪:‬‬

‫‪ -1‬المس)))اواة القانوني)))ة بين ال)))دول األعض)))اء‪ :‬أك د ميث اق جامع ة ال دول العربي ة على‬
‫المساواة القانونية بين الدول األعضاء من حيث‪( :‬ميثاق جامعة الدول العربية‪ ،‬مادة ‪3-4‬‬
‫و‪)15‬‬

‫‪ -‬التمثيل في مجلس الجامعة ولكل دولة صوت واحد‪.‬‬

‫‪ -‬التمثيل في هيئات الجامعة ولجانها المتخصصة يكون بالتساوي بين الدول األعضاء‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬رئاسة مجلس الجامعة يكون بالتناوب األبجدي بين الدول األعضاء‪.‬‬

‫‪ -‬زيدان‪ ،‬مسعد عبد الرحمان‪ .‬تدخل األمم المتحدة في النزاعات المسلحة غير ذات الطابع الدولي‪ .‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬ ‫‪7‬‬

‫‪.90‬‬
‫‪ -2‬عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول األعضاء‪ :‬نصت المادة (الثامن ة) من الميث اق‬
‫بأن تحترم كل دولة من الدول األعضاء في الجامعة نظام الحكم القائم في الدول العربية‪،‬‬
‫وتعتبره حقاً من حقوق تلك الدول وتتعهد بأن ال تقوم بعمل ‪ :‬يرمي إلى تغيير ذلك النظام‬
‫السياسي في تلك الدولة" ميثاق جامعة الدول العربية‪( ،‬المادة الثامنة)‪.‬‬

‫ويعت بر ه ذا المب دأ تطبيق ا للمب ادئ العام ة المس لم به ا في ق انون المنظم ات الدولي ة‪ .‬وحظي‬
‫هذا المبدأ في نصوص الميثاق بإهتمام أفضل مما حظي به المبدائان السابقان‪ ،‬إلنه وجد‬
‫تأكيدا له في مواضع شتى‪.‬‬

‫وهكذا ترجم هذا المبدأ من وجهين أساسيين بحيث تلتزم بهما الدول األعض اء جميعه ا دون‬
‫‪8‬‬
‫استثناء من خالل اآلتي ‪:‬‬

‫أ‪ .‬يجب على ال دول األعض اء اح ترام نظ ام الحكم الق ائم في بقي ة ال دول األعض اء في‬
‫الجامع ة العربي ة‪ ،‬وه ذا االح ترام يع ني ت رك الحري ة لك ل دول ة في اختي ار النظ ام السياس ي‬
‫الذي يوافقها‪.‬‬

‫ب‪ .‬ال يج وز ألي ة دول ة من دول الجامع ة أن تت دخل لتغي ير نظ ام الحكم الق ائم في إح دى‬
‫الدول األعضاء وتتعهد باالحترام الكامل لهذا النظام ميثاق (جامعة الدول العربية‪ ،‬المادة‬
‫الثامنة)‪.‬‬

‫ه و ال تزام على ال دول األعض اء في الجامع ة طبق ا لميث اق الجامع ة‪ ،‬ف إن ع دم الت دخل في‬
‫الشؤون الداخلية يتحدد بالشؤون الداخلية الخاصة بنظام الحكم في الدولة‪ .‬وهذا المبدأ يعد‬
‫الرك يزة األساس ية في تعزي ز مب دأ س يادة الدول ة ومن ع الت دخل في ش ؤونها الداخلي ة‪ ،‬األم ر‬

‫‪-‬العايد‪ ،‬حسني عبداهلل‪ .‬انعكاسات العولمة على السيادة الوطنية‪ .‬ط‪ ،1‬دار المعرفة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ ،2009‬ص‪.53‬‬
‫الذي يعني االلتزام باحترام أنظمة الحكم المختلفة في الدول العربية‪ ،‬وااللتزام بعدم القيام‬
‫‪9‬‬
‫بأي عمل يهدف إلى إحداث أي تغيير في هذه األنظمة‪.‬‬

‫‪ -3‬عدم اللجوء إلى القوة لفض المنازعات العربي))ة‪ :‬نص ت المادت ان (الخامس ة والسادس ة‬
‫من ميث اق الجامع ة على تحريم اللجوء إلى اس تعمال القوة لفض المنازع ات ال تى تنشأ بين‬
‫الدول االعضاء‪ .‬كما ألزمت الدول األعضاء بضرورة االلتجاء إلى مجلس الجامعة لفض‬
‫المنازعات بالطرق السلمية‪ ،‬عن طريق الوساطة أو التحكيم (ميثاق جامعة الدول العربية‪،‬‬
‫المادة ‪.)5،6‬‬

‫وتع ددت النص وص ال وارده في وث ائق الجامع ة ال تي تح رم اللج وء إلى إس تعمال الق وة في‬
‫تس وية المنازع ات بين ال دول األعض اء‪ ،‬وأن الجامع ة العربي ة وهى تؤك د على ه ذا المب دأ‬
‫اتبعت الس ياق ال دولي المعه ود فى ميث اق المنظم ات الدولي ة فيم ا يخص التس وية الس لمية‬
‫للمنازعات‪.‬‬

‫وب النظر إلى القي ود ال تي وض عتها الم ادة الخامس ة والسادس ة من ميث اق الجامع ة لتس وية‬
‫المنازعات بين الدول األعضاء فأنها قيود ال تكفل التوصيل إلى تسوية سلمية للمنازعات‬
‫بين ال دول العربي ة حيث أنه ا لم تق دم س وى وس يلتين فق ط لتل ك التس وية هي التحكيم‪،‬‬
‫والوساطة‪ ،‬أضف إلى ذلك أن هذا التحكيم اختياري‪ ،‬بمعنى أنه إذا رفضت إحدى الدول‬
‫المتنازع ة اللج وء إلى مجلس الجامع ة وه و الجه ات المتخصص ة بتس وية المنازع ات ال‬
‫‪10‬‬
‫يجوز التحكيم في تلك الحالة كذلك فالميثاق يخرج من نطاق التحكيم‪.‬‬

‫لذلك يمكن القول بأن هناك قصوراً بارزاً وواضح اإلطار القانوني لنظام تسوية المنازعات‬
‫في نط اق نص وص الميث اق ذات العالق ة‪ ،‬إذ أن ه ذه النص وص لم تحص ل للجامع ة ق درة‬

‫‪ -‬تونسي‪ ،‬بن عامر‪ ،‬قانون المجتمع الدولي المعاصر‪ .‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ -‬زيدان‪ ،‬مسعد عبد الرحمان‪ .‬تدخل األمم المتحدة في النزاعات المسلحة غير ذات الطابع الدولي‪ .‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬ ‫‪10‬‬

‫‪.92‬‬
‫حقيقي ة إلمكاني ة تس وية المنازع ات بع رض بعض العقوب ات ال تي من يمكن معه ا أن تعي د‬
‫اإلطران المتنازعة التفكير فيها أقدمت عليه المقاطعة االقتصادية والثقافية وكذلك تضمين‬
‫ميثاق نصوص تشير الى احترام المنظمة االقليمية فيما تفرض من عقوبات على أعضائها‬
‫بحيث تل تزم ب ه ال دول األعض اء في منظم ة األمم المتح دة حفاظ ا على الس لم واألمن‬
‫الدوليين‪.‬‬

‫خاتمة‪.‬‬

‫وخاتما نرى أن جامعة دول العربية هي تجمع عربي تأسس رسميا يوم ‪ 22‬مارس‪/‬آذار‬
‫‪ 1945‬إث ر نهاي ة الح رب العالمي ة الثاني ة من خالل س بع دول قب ل أن يتط ور ويص ل ع دد‬
‫أعض ائه إلى ‪ 22‬دول ة‪ .‬تل تزم جامع ة ال دول العربي ة بمب ادئ األمم المتح دة‪ ،‬وبالمس اواة‬
‫القانونية بين الدول األعضاء‪ ،‬وعدم التدخل في شؤونها‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪.‬‬

‫إبراهيم‪ ،‬سعد الدين‪ ،‬اتجاهات الرأي العام نحو مسألة الوحدة‪ .‬ط‪ ،3‬مركز دراسات‬ ‫‪.1‬‬
‫الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1980 ،‬‬
‫انطونيوس‪ ،‬جورج‪ ،‬يقظة العرب تاريخ حركة العرب القومية‪ .‬ترجمة ناصر الدين‬ ‫‪.2‬‬
‫األسد‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1987 .‬‬
‫تونسي‪ ،‬بن عامر‪ ،‬قانون المجتمع الدولي المعاصر‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الجزائر‪.2003 .‬‬
‫الحضرمي‪ ،‬عمر حمدان‪ ،‬جدلية السيادة والقانون الدولي‪ .‬ط‪ ،1‬دار جرير‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫األردن‪ ،2017 .‬ص‪.29‬‬
‫زيدان‪ ،‬مسعد عبد الرحمان‪ .‬تدخل األمم المتحدة في النزاعات المسلحة غير ذات‬ ‫‪.5‬‬
‫الطابع الدولي‪ .‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫العايد‪ ،‬حسني عبداهلل‪ .‬انعكاسات العولمة على السيادة الوطنية‪ .‬ط‪ ،1‬دار المعرفة‬ ‫‪.6‬‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2009 ،‬‬

You might also like