You are on page 1of 92

‫ورقة بحثية‬

‫الحوكمة االلكترونية وتبسيط اإلجراءات اإلدارية‬


‫إصالح تنظيمي‬

‫كميلة ابوزيد النعال‬

‫معهد العالي لتقنيات علوم البحار‬


‫زوارة‬
‫‪Kamilanaal99@gmail.com‬‬
‫دور الحوكمة االلكترونية في تبسيط االجراءات‬
‫الحديث عن تضخم الجهاز الحكومي والسعي إلى الحد من عدد العاملين فيه بدأ منذ منتصف القرن العشرين؛ حيث أدى التوسع في‬
‫المصالح الحكومية إلى تضخم في الميزانية؛ إلى جانب استشراء البيروقراطية‪ ،‬وعرقلة األعمال نتيجة تعقد اإلجراءات واستفحال‬
‫اإلجراءات الروتينية التي ترهق المواطن عند قيامه بقضاء بعض حاجاته التي تقتضي اللجوء إلى المصالح الحكومية‪ .‬ولعل من الشواهد‬
‫على انتشار تلك الظاهرة حول العالم‪ ،‬ما سجله الكتاب من مشاهدات عن بيروقراطية األجهزة الحكومية‪ ،‬وما عبر عنه قانون باركنسون ‪،‬‬
‫(‪( (Law s'Parkinson (١‬الذي ينص على أن «العمل يزداد ليشغل الوقت المتاح »فالمعاملة التي يمكن البت فيها في دقائق قد تستغرق‬
‫‪1‬‬
‫أياما‬

‫إال أن سرعة تطور التقنية الرقمية واالتصال باإلنترنت فتح ا ال لما هو معروف اآلن بنظام الحكومة الرقمية أو الحكومة اإللكترونية؛‬
‫فأصبح من الممكن تقديم الطلبات وتخليص الكثير من (‪ .(١٣-٧‬كما أصبح بمقدور المعامالت مباشرة عن طريق الحاسوب اآللي‬
‫واإلنترنت المواطن الحصول على كل النماذج الخاصة بالمعامالت الحكومية من الموقع الخاص بالمصلحة الحكومية ا تصة على الشبكة‬
‫العنكبوتية العالمية أو الوب( ‪ (١٤.‬وخاصة في أوروبا وقد انتشرت فكرة الحكومة اإللكترونية في أنحاء العالم (‪ (١٦‬أصبحت في مقدمة‬
‫الدول التي حولت معظم (‪(١٥‬؛ حتى أن سنغافورة وآسيا المصالح الحكومية إلى المعامالت اإللكترونية‪.‬‬

‫الحكومة اإللكترونية اصطالح مستحدث يشير إلى استخدام تقنيات المعلومات واالتصاالت بأسلوب يسهل من االتصال والتواصل‬
‫والتعامل مع الحكومة ويجعل من التعامالت بين المصالح الحكومية أكثر فاعلية؛ فالحكومات تستخدم تلك التقنيات في توفير الخدمات بين‬
‫المصالح الحكومية والمواطنين‪ ،‬واألعمال‪ ،‬والموظفين‪ ،‬والوكاالت األخرى غير الحكومية‪ .‬والحكومة اإللكترونية تتضمن سبل توفير‬
‫مدخل أفضل للمعلومات الحكومية‪ ،‬وتشجيع تداخل ا تمع في فعاليات الحكومة‪ ،‬ووضع الحكومة في وضع خاضع أكثر للمساءلة‪ ،‬ولفسح‬
‫الفرص لمزيد من التنمية‪.‬‬

‫الصور المختلفة للحكومات اإللكترونية‬

‫‪1‬‬

‫‪https://www.kau.edu.sa/Files/.../147636‬‬

‫تبسيطاالجراءات االداية‬
‫أسباب تعقيد االجراءات‬
‫أسباب تنظيمية تتعلق بالمؤسسة يرجع الى ثقافة المؤسسة او البناء التنظيمياو‬
‫سؤء تخطيط ا الجراءات اوعدم مواكبة المسنجدات‬
‫و أسباب شخصية تتعلق بالموظف تتعلق بمهوم الخاطيء للخدمة او االهتمام‬
‫بالوقت او التدريب والخبرة‬
‫شرةط التبسيط‬
‫عمليات اقل تقسيم العمليات وترتتيب مكان العنل لتسهيل المعامالت‬
‫مستندات اقل جواز السفر غني عن شهادة الميالد او الرقم الوطني وسيلة متطورة‬
‫للتوثيق‬
‫ووقت اقل برامج الكمبيوتر او البطاقات االلكترونية‬
‫احتكاك مع الجمهور اقل االستفادة من خدمات البريد او شبكة االنترنت‬
‫استمرارية التبسيط‬
‫جـرت العـادة على تعـريـف ثمانيـة أنـواع من الحكـومـة اإللكترونيـة‪ ،‬تسعى الحكومات إلى تنفيذها إما فورا أو بالتدريج‪ ،‬وفق شكل (‪٢‬‬
‫‪(.‬تلك الصور ( ‪( ٢٧:‬مختلفة هي ‪ -١‬الحكومـة للمواطـن‪ :‬توفر الدفع الذاتي لتقديم الخدمات العامة مباشرة وخاصة من خالل توصيل‬
‫الخدمة اإللكترونية لتقديم المعلومات واالتصاالت‬

‫‪ -٢‬المواطـن للحكومـة‪ :‬تـوفـر الـدفـع الـذاتـي لتقـديـم الخدمـات العامـة مباشرة وخاصـة مـن خـالل توصيل الخـدمة اإللكترونية لتبادل‬
‫المعلومات واالتصاالت‪.‬‬

‫‪ -٣‬الحكومة لألعمال‪ :‬تقوم بمبادرات الصفقات التجارية اإللكترونية مثل الحيازة اإللكترونيـة وفتـح سوق إلكتـرونـي لمشتـريـات‬
‫الحكومـة؛ والقيـام بمناقصات الحيازة الحكومية من خالل الطرق اإللكترونية لتبادل المعلومات والبضائع ‪ -٤.‬األعمال للحكومة‪ :‬تقوم‬
‫بمبادرات الصفقات التجارية اإللكترونية مثل الحيـازة اإللكترونية وفتـح سوق إلكتـرونـي لمشتريـات الحكومـة؛ والقيـام بمناقصـات‬
‫الحيـازة الحكوميـة من خـالل الطـرق اإللكترونيـة لبيع البضائع والخدمات ‪ -٥.‬الحكومة للموظفين‪ :‬اإلقدام على مبادرات تسهل إدارة‬
‫الخدمة المدنية واالتصاالت الداخلية مع موظفي الحكومة حتى يمكن جعل تقديم طلبات الوظائف اإللكترونية والبت فيها دون ورق في‬
‫المكتب اإللكتروني ‪ -٦.‬الحكومة للحكومة‪ :‬تزود أقسام أو وكاالت الحكومة بالتعاون واالتصاالت بصورة مباشرة وبقواعد بيانات حكومية‬
‫هائلة للتأثير على الكفاءة والفعالية؛ وتشمل أيضا التبادل الداخلي للمعلومات والمعدات ‪ -٧.‬الحكومة للمؤسسات الالربحية‪ :‬تزود الحكومة‬
‫المنظمات الالربجية (الخيرية) واألحزاب السياسية والمنظمات االجتماعية والهيئات التشريعية بالمعلومات ‪ -٨.‬المؤسسات الالربحية‬
‫للحكومة‪ :‬تبادل المعلومات واالتصاالت بين الحكومة والمؤسسات الالربحية (الخيرية) واألحزاب السياسية والمنظمات االجتماعية‬
‫والهيئات التشريعية‪.‬‬

‫الشفافية‬

‫قلما يدرك المواطنون كيفية التوصل إلى قرار في النظام الحكومي؛ وهذا غالبا ما يؤدي إلى غياب الشفافية وبالتالي يمنع عامة الناس عن‬
‫المشاركة في الشئون الحكومية بل ويصيبهم بقدر من اإلحباط يحول بينهم وبين االستفسار عن أمور قد تجلو عن مخيالتهم شكوكا‬
‫وهواجس ال محل لها ‪.‬وفي الواقع إن غياب الشفافية كثيرا ما يحجب تجاوزات لموظفي الحكومة من رشاوى ومجامالت‪ .‬في هذه‬
‫الظروف يمكن للحكومة اإللكترونية أن تلعب دورا إيجابيا في الكشف للناس عن السياسات العامة لحكومتهم والدوافع لتبني بعض‬
‫القرارات التي تمس حياتهم‪ .‬وذلك يمكن أن يتم عن طريق التواصل بين كبار المسئولين والمواطنين عبر اإلنترنت؛ بإتباع سياسة الباب‬
‫المفتوح االفتراضية‪ ،‬دون ‪dG````ë````µ`````eƒ`````á G’dE``µ```à````fhô````«```á ٥١‬إضاعة الوقت في المقابالت وجها لوجه مع‬
‫تفعيل كل متطلبات الشفافية ( ‪( ٢٧.‬والمحاسبة ( ‪( ٢٩:‬ومن األمثلة العملية ألهمية الشفافية في الحكومة اإللكترونية ˚شيلي‪:‬‬
‫نظام المشتريات اإللكتروني الحكومي‪ ،‬اإلعالن على اإلنترنت مباشرة عن نتائج طلبات‬
‫الحكومة وأداء الجهات التي نجحت في المناقصات ˚ ‪.‬الفلبين‪ :‬نظام المشتريات االلكتروني‬
‫‪2‬‬
‫التجريبي‪ ،‬يزيد من الشفافية من خالل نظام المشتريات المباشر‬

‫مشكلة القوة العاملة‬

‫إن وجود قوة عاملة مدربة‪ ،‬لديها من الحوافز الذاتية والرغبة في الريادة ما يدفعها إلى إجادة دورها عامل هام من عوامل نجاح الحكومة‬
‫اإللكترونية؛ فالعاملين في مجال الخدمات العامة يتطلبون رعاية فائقة في التدريب وقيادة رشيدة حتى يمكن لهم االندماج في التركيبة‬
‫المعلوماتية المستجدة ‪.‬وعلى أصحاب القرار وواضعي السياسة توقع أن العاملين في مجال الخدمة العامة على اختالف مستوياتهم‬
‫الوظائفية سيشعرون بالتهديد من الحكومة اإللكترونية حيث سيشعر أغلبيتهم بالمهابة من تغيير روتين العمل‪ ،‬وبعضهم سيخشى فقدان‬
‫النفوذ‪ ،‬وقليل منهم سيخاف اكتشاف تورطه في الفساد؛ وهنا يمكن للقيادة القيام بدور بناء في إيجاد جو إيجابي للتغيير بتقديم التدريب‬
‫المالئم ومكافأة الداعمين لالنتقال إلى الحكومة اإللكترونية بالتفوق في ( ‪( ٢٧.‬مهامهم الجديدة عن طريق الحوافز المناسب ومن أمثلة‬
‫قضايا العمالة في الحكومة اإللكترونية ˚البرازيل‪ :‬مراكز خدمة المواطن في مقاطعة باهيا‪ ،‬إقامة أكشاك في أماكن ‪٥٣‬‬
‫‪dG````ë````µ`````eƒ`````á G’dE``µ```à````fhô````«```á‬يسهل الوصول إليها‪ ،‬مثل مراكز التجارة لمساعدة الجماهير على إجراء‬

‫‪2‬‬
‫‪f Price The. 2004, 1 April., P, Hutchinson. & D, Osborne of Age an in Need We Results the Getting: Government‬‬
‫‪.Books Basic, Crisis Fiscal Per‬‬
‫المعامالت مع الحكومة بمشقة أقل ˚ ‪.‬الهند‪ :‬مشروع جياندوت إلنترنت ا تمع‪ ،‬يطوف رجال أعمال مبتكرون تدعمهم المقاطعة على أهالي‬
‫القرى بأجهزة حاسوب محمولة تستخدم اتصاالت السلكية على اإلنترنت للدخول على مواقع خدمات الحكومة في القرى نظرا لتباعد‬
‫مناطق الخدمات‪.‬‬

‫تجربة ¿‪G```«```HÉ`````É‬أعلنت اليابان عن خطة الحكومة اإللكترونية ضمن مشروع‬


‫األلفين عام ‪١٩٩٩‬م‪ ،‬حيث توجهت الخطط إلى استراتيجية بناء اليابان اإللكترونية ضمن‬
‫الخطة الوطنية االستراتيجية لتقنية المعلومات‪ .‬ومن بعض الخطوات التنفيذية المرموقة التي‬
‫احتوتها الخطة ˚ ‪:‬التعاون الثنائي والجماعي مع الدول األسيوية ˚ ‪.‬الترويج للحكومة اإللكترونية‬
‫المحلية ˚ ‪.‬تقنية جديدة تتلمس رأي المواطن وتقييم األداء وتحتوى على ممارسات القطاع‬
‫الخاص وتساعد على التحسن المتواصل ‪.‬واألهـداف لليابـان هـي تقديم خدمات حكومية‬
‫للمواطن بحيث يشعر الناس بالراحة والطمأنينة في تلقي الخدمات والمعلومات على مدار‬
‫الساعة دون توقف عبر اإلنترنت وبوابة الحكومة ولكي يمكن التوصل إلى حكومة بسيطة‬
‫وبتكلفة مجزية ‪.‬وفي الوقت الحاضر يقوم اليابانيون واألعمال اليابانية بالعديد من المعامالت‬
‫اآلمنة على اإلنترنت‪ .‬وفي يونيو ‪٢٠٠٤‬م توسعت وكالة الضرائب الوطنية في عمليات‬
‫المعامالت الضرائبية اإللكترونية ونظم الدفع عبر الدولة؛ وفي مثال آخر قامت وزارة المالية‬
‫بتمكين الدفع المباشر عبر اإلنترنت بما في ذلك رسوم ( ‪( ٢٩.‬التراخيص والتصاريح‬
‫والغرامات إلى جانب الضرائب‬

‫دول الخليج العربي‬

‫االمارات المتحدة دبي "‬

‫»‪G’äGQÉeE dG©Hô«á IóëàŸG - HO‬في عام ‪٢٠٠٠‬م صرح ولي عهد دبي ووزير الدفاع في دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫بمبادرة إلعادة تنظيم الحكومة من أجل مالحقة النمو االقتصادي السريع؛ حيث تضمنت الرسالة إنشاء حكومة افتراضية تقدم خدمات‬
‫عالية الجودة لعمالئها مركزة في ذلك على خدمات المواطنين والمقيمين والزوار واألعمال ومروجة لتبني خدمات إلكترونية تتميز بإدارة‬
‫راقية لمعامالت الزبائن ‪.‬وتقدم خدمات الحكومة اإللكترونية في دبي بوابة تتضمن كل المعلومات عن أقسام الحكومة وخدماتها من خالل‬
‫قناة موحدة كما تتلقى أي تعقيبات أو استفسارات من المواطنين عن الحكومة اإللكترونية‪ .‬كما توفر الخدمات جهود فريق مختص‬
‫بالتواصل مع ا تمع على عاتقه تقع مسئولية التوعية اإللكترونية وتسهيل عملية التحويل اإللكتروني‪ .‬وتتضمن مهام الفريق تشجيع الناس‬
‫على استخدام خدمات الحكومة اإللكترونية بتوضيح الفوائد العائدة عليهم وعلى البالد من استخدام الحكومة اإللكترونية‪ .‬ويعمل الفريق‬
‫على واجهتين األولى تستهدف األفراد ورجال األعمال الذين يستخدمون اإلنترنت‪ ،‬والثانية تستهدف أولئك الذين ال يستخدمون اإلنترنت‬
‫حتى تساعدهم على ( ‪( ٢٩.‬تبني التقنية فتتوسع قاعدة مستخدمي الحكومة اإللكترونية‬
‫في الثاني من سبتمبر عام ‪ 2009‬تعهدت الحكومة االتحادية المكسيكية بإجراء إصالح‬

‫تنظيمي يهدف إلي‪:‬‬

‫تيسير سبل العيش للمواطن‬ ‫•‬

‫تعزيز النمو والتنمية االقتصادية‬ ‫•‬

‫تحقيق مستوى أفضل من الحوكمة العامة‬ ‫•‬

‫وقد سعت الحكومة بإتباع هذه السياسة إلى‪:‬‬

‫مكافحة الشلل الناتج عن الرقابة المفرطة‬

‫إغالق الباب أمام إصدار وتنفيذ األحكام التي تسبب غموضا وتكاليف ال داعي لها للحكومة والمواطنين‬

‫وضع حد لممارسات الفساد‬ ‫•‬

‫تقليل تكاليف اإلدارة العامة من أجل تطبيق هذه الموارد في المهام ذات األولوية للدولة‬ ‫•‬

‫في الثاني من سبتمبر عام ‪ 2009‬تعهدت الحكومة االتحادية المكسيكية بإجراء إصالح‬

‫تنظيمي يهدف إلي‪:‬‬

‫دور‬

‫أوالً‪ :‬صنع السياسات واتخاذ القرار‬


‫أما في مجال صنع السياسات واتخاذ القرار فتقرر الحكومة ما يلي‪:‬‬
‫(أ) تعزيز قدرات مجلس الوزراء بما يمكنه من التركيز على اتخاذ القرارات‬
‫المتعلقة بالسياسات االستراتيجية وإدارة أداء الحكومة‪ ،‬وذلك عن طريق‪:‬‬
‫• تأسيس لجان وزارية دائمة‪ ،‬تختص كل منها بقطاعات محددة‪ ،‬لمساندة‬
‫مجلس الوزراء في تطوير السياسات والبرامج االستراتيجيّة وتنسيقها‬
‫• تعزيز سكرتارية مجلس الوزراء وتطوير إجراءات محددة إلدارة أعماله‬
‫• إعادة تنظيم اإلجراءات اإلدارية في رئاسة الوزراء وتبسيطها‬
‫(ب) تعزيز القدرة على وضع السياسات العامة في الوزارات‪ ،‬عن طريق تحسين‬
‫المهارات المتصلة بصنع السياسات لدى اإلدارات العليا عبر "برنامج تدريب‬
‫القيادات العليا" ومن خالل الدفع بسياسات وإجراءات متطورة إلدارة الموارد‬
‫البشريّة‪.‬‬
‫(ج) تخفيف العبء اإلداري عن كاهل رئيس الوزراء‪ ،‬ومجلس الوزراء‪ ،‬والوزراء‬
‫عن طريق‪:‬‬
‫مراجعة القوانين واألنظمة وتعديلها بما يتيح قدرا ً أكبر من تفويض صالحية اتخاذ‬
‫القرارات اإلدارية‪ ،‬مع تعزيز اإلجراءات المتعلقة باإلشراف والرقابة اإلدارية على‬
‫الصالحيات المفوضة‪.‬‬
‫(د) وضع الترتيبات الالزمة لضمان أن أي تشريعات تصدر مستقبالً ال تقتضي‬
‫اإلحالة غير المبررة للقرارات اإلدارية الروتينية إلى رئيس الوزراء‪ ،‬ومجلس‬
‫الوزراء‪ ،‬والوزراء‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬إدارة األداء وتطوير الخدمة المقدمة‬


‫أما في مجال إدارة األداء وتطوير الخدمة المقدمة فتقرر الحكومة ما يلي‪:‬‬
‫(أ) صياغة ونشر أجندة وطنية تحدد األهداف الوطنية‪ ،‬والتي تستند إلى نشاط بحثي متعمق‬
‫يأخذ في حسبانه مشاركة كافة الجهات والمؤسسات الفاعلة والرئيسة من داخل الحكومة‬
‫وخارجها‪ .‬وإنشاء "وحدة األداء الحكومي" في رئاسة الوزراء لمساندة مجلس الوزراء في‬
‫شرات أداء رئيسة‪.‬‬
‫صياغة األجندة الوطنية ومتابعة تحقيق هذه أهدافها من خالل مؤ ّ‬
‫سسات الحكوميّة‬
‫وستحرص الحكومة على أن تنبثق سياسات وبرامج الوزارات والمؤ ّ‬
‫وموازناتها من األهداف الوطنية وأن تتماشى معها‪.‬‬
‫سسات‬
‫(ب) تطوير وتنفيذ نظام لتحسين الخدمات الحكومية‪ ،‬بحيث تقوم كافة الوزارات والمؤ ّ‬
‫الحكوميّة من خالله بوضع معايير للخدمات المقدمة واإلعالن عنها‪ ،‬على أن تتم مراقبة‬
‫النتائج ونشرها بشكل دوري‪ .‬وستحرص الحكومة خالل هذه العملية على أن يكون صوت‬
‫المواطن مسموعا ً وحاجاته محل اعتبار‪ .‬ولهذا الغرض‪ ،‬ستقوم الحكومة بإنشاء "وحدة‬
‫إصالح القطاع العام" في رئاسة الوزراء وتطوير قدراتها لتقوم باإلشراف على تطبيق "نظام‬
‫تحسين الخدمات الحكومية" وتقديم المساندة الفنية للمؤسسات الحكومية‪ ،‬وبناء قدراتها‬
‫وإمكاناتها‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬إعادة هيكلة المؤسسات وتنظيمها‬


‫أما في مجال إعادة هيكلة المؤسسات وتنظيمها فتقرر الحكومة ما يلي‪:‬‬

‫(أ) إعداد هيكل مؤسسي حكومي يتسم بالبساطة والشفافية‪ ،‬بدءا ً بمركز الحكومة؛ وتعزيز‬
‫دور رئاسة الوزراء من خالل توليها إدارة الخدمة العامة‪ ،‬وإدارة االتصال الحكومي‪ .‬إضافة‬
‫إلى تأسيس "وحدة األداء الحكومي" و"وحدة إصالح القطاع العام"‪ ،‬ووحدة خاصة‬
‫بسياسات الموارد البشريّة في القطاع العام‪.‬‬
‫(ب) في غضون السنوات الخمس القادمة‪ ،‬ستقوم الحكومة بما يلي‪:‬‬
‫ترشيد أعداد الوزارات بشكل تدريجي‪ ،‬وصوال ً إلى ما يقل عن ‪ 20‬وزارة‪ ،‬مع ضمان تمحور‬
‫مهامها حول المهام واألدوار الرئيسة للحكومة‪.‬‬
‫إجراء مراجعة شاملة للمؤسسات الحكومية األخرى من حيث أعدادُها وأوضاعُها والمها ُم‬
‫المسندة إليها‪ ،‬وذلك بهدف تقليص عددها وضمان الفصل ما بين وضع السياسات والمهام‬
‫التنفيذية‪ ،‬بحيث تكون عملية وضع السياسات على رأس المسئوليات المسندة للوزراء‪ .‬كما‬
‫ستقوم الحكومة‪ ،‬خالل السنتين القادمتين‪ ،‬بإيجاد آليات ضابطة تحكم إنشاء أي مؤسسة‬
‫حكومية‪ ،‬بغية الحد من النمو غير المبرر في عددها‪ ،‬ولضمان توافق أوضاعها مع المهام‬
‫المكلفة بها‬
‫إجراء مراجعة شاملة لرفع كفاءة وفعالية اإلجراءات وأساليب العمل المعمول بها حاليا ً في‬
‫الوزارات والمؤسسات الحكومية‬
‫(ج) وضع إجراءات دائمة للتأكد من أن التغييرات المؤسسية مبنية على مبادئ متينة لإلدارة‬
‫الرشيدة‪ ،‬على أن تتم المصادقة عليها من قبل مجلس الوزراء بعد دراسة منهجية للمزايا‬
‫والتكاليف الخاصة بكل منها‪.‬‬

‫الملخص ‪ :‬ترتكز هذه الدراسة على معوقات تطبيق الحوكمة االلكترونية في المؤسسات العمومية ذات الطابع االداري ‪ ،‬فالحوكمة‬
‫االلكترونية تعتبر بدورها أداة مهمة يمكن أن تساعد على تعزيز الشفافية و المساءلة و تحقيق أسس االدارة الرشيدة ‪ ،‬و لعل بروز الحاجة‬
‫نحو انشاء حوكمة الكترونية مراده تحقيق التبسيط االداري من جهة و تحقيق أكبر قدر من الشفافية من جهة اخرى ‪ ،‬هذا و تعتبر‬
‫الحوكمة االلكترونية بأنها أسلوب جديد يستخدم المعلوماتية و االلكترونيات ‪ ،‬و ذلك بهدف تبسيط و تسهيل التعامل بين الحكومة و األفراد‬
‫و المؤسسات ‪ ،‬و توفير المعلومات بشكل متكامل و سريع لجميع المسؤولين لترشيد عملية اتخاذ القرارات و تحسين األداء و تسهيل‬
‫حصول الفرد على الخدمة ‪ ،‬ضمن اطار علمي يؤدي بالنهاية الى ادارة رشيدة قائمة على الشفافية في التعامل و بالتالي يحد من فرص‬
‫الفساد‪ .‬دور الحوكمة االلكترونية في تبسيط االجراءات‬

‫حوكمة المؤسسات‪،‬التسيير االستراتيجي للموارد البشرية‬

‫من خالل فحص مدى تطبيق األنظمة و التشريعات و القوانين السارية المفعول‪ ،‬إلى تقييم تسيير الموارد البشرية لتحقيق التفاهم الشامل‬
‫أي لتحقيق الحوكم‬
‫" بالتعاون مع المعهد القومي لإلدارة القاهرة ‪ -‬جمهورية مصر العربية ‪2011‬فبراير ‪20 – 22‬‬

‫أهمية ال تأتي أهمية هذه الندوة في مواكبة جهود الحكومات الراهنة في التعرف على الكيفية التي يساهم بها‬
‫التبسيط اإلداري المعمول به في نماذج من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في توفير و تحقيق الشفافية‬
‫وتوفير متطلبات المساءلة والمحاسبية من خالل توظيف الحلول والنماذج المستندة على تكنولوجيا‬
‫االتصاالت والمعلومات بهدف تحقيق الحكم الجيد وإدارة أفضل للموارد والسياسات ‪.‬والحوكمة اإللكترونية‬
‫هي شبكة من المنظمات تشمل الحكومة ‪ ،‬المنظمات غير الربحية ‪ ،‬وكيانات القطاع الخاص ؛والنموذج‬
‫التطبيقي الشائع للحوكمة اإللكترونية هو بوابة المعلومات اإللكترونية مثل ‪ ، gov.firstgov‬حيث يمكن‬
‫للمواطنين الوصول إلى مجموعة متنوعة من المعلومات والخدمات ‪.‬ويشير استخدام مصطلح الحوكمة‬
‫اإللكترونية '‪ '،‬بدال من 'الحكومة اإللكترونية' إلى فكرة تغيير العالقات المؤسسية وإشراك الشركاء ‪ ،‬سواء‬
‫من المجتمع المدني وقطاع األعمال‪ ،‬في اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬أما الحكومة اإللكترونية فهو تعبير أضيق‬
‫نطاقا ويشير إلى العمليات الحكومية المحلية أو اإلقليمية ‪.‬وعليه‪،‬فإن أهمية هذا الملتقى تكمن في التعرف‬
‫على كيفية تطبيق الحوكمة اإللكترونية كأداة عمل لترسيخ وتفعيل مفاهيم وركائز ومعايير الحوكمة‪ .‬كما‬
‫سيتناول الملتقى دور الحوكمة اإللكترونية في تبسيط اإلجراءات اإلدارية وكيفية تطبيقها في المؤسسات‬
‫المختلفة وأهم ممارساتها وتجاربها الناجحة في إدارة المؤسسات‪ ،‬كما سيلقي الملتقى الضوء على دور نظم‬
‫وتكنولوجيا المعلومات في الحوكمة وأهميتها في إدارة التطور ‪.‬أهداف ال ‪1 .‬التعرف على الفرق بين اإلدارة‬
‫والحوكمة‪. 2 .‬التعرف على مفاهيم وركائز ومعايير الحوكمة‪. 3 .‬التعرف على دور الحوكمة اإللكترونية في‬
‫إدارة التغيير‪. 4 .‬االسهامات الحديثة في الحوكمة االلكترونية ودورها في عملية التنمية‪. 5 .‬دور األجهزة‬
‫الرقابية في دعم الحوكمة محاور ال المحور األول‪ :‬مفهوم الحوكمة والمفاهيم المرتبطة بها ‪. E- or IT‬‬
‫‪Governance‬اإللكترونية الحوكمة ‪ -‬الحوكمة ‪- -‬اإلصالح اإلداري ‪ -‬تبسيط اإلجراءات اإلدارية المحور‬
‫الثاني‪ :‬متطلبات التبسيط اإلداري ‪-‬التبسيط اإلداري وأهدافه‪ ،‬تطوير نظم وأساليب العمل ‪ -‬رفع كفاءة األداء‬
‫وتطوير الجودة في تقديم الخدمات ‪-‬توافر الموارد المالية ‪ -‬اإلصالح التنظيمي ‪ /‬الهيكلي ‪. -‬تنمية نظم‬
‫األفراد والموارد البشرية وتطويرها (دور وحدات الموارد البشرية والمتابعة والتقييم في إنجاح سياسات‬
‫التبسيط اإلداري ‪) -‬دور تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت المحور الثالث‪ :‬أهمية الحوكمة اإللكترونية في‬
‫التبسيط اإلداري ‪-‬دور الحوكمة اإللكترونية في اإلصالح اإلداري والمؤسسي ‪. -‬معايير اإلفصاح والشفافية‬
‫مقابل المعايير األمنية وتكامل منظومة المعلومات كأساس ومحددات تبادل المعلومات ‪252018/ 12/‬‬
‫اإلدارية للتنمية العربية المنظمة ‪- Arab Administrative Development Organization‬‬
‫‪http://www.arado.org/ActivitiesPrint.asp?id=15526&type=N 2/2‬المحور الرابع‪ :‬نماذج‬
‫من خبرات وطنية ودولية في الحوكمة االلكترونية‪( :‬التعرف على بعض الممارسات المؤسسية والتطبيقية‬
‫الناجحة ‪) -‬تجارب عربية‪ - .‬تجارب عالمية‪ - .‬تجارب شركات ‪.‬المدعون للمشاركة ‪-‬مديرو مشروعات‬
‫وبرامج الحكومات اإللكترونية العربية ‪-‬مديرو ورؤساء مجالس إدارة المؤسسات والهيئات الحكومية‬
‫العربية ‪. -‬األكاديميون والممارسون والباحثون في مجال اإلدارة وتكنولوجيا المعلومات ‪. -‬المسئولون‬
‫التنفيذيون في مجال تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في الوزارات والهيئات العربية ‪. -‬ممثلو الشركات‬
‫القابضة والمدراء التنفيذيون ‪. -‬ممثلو شركات القطاع الخاص العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات بالدول‬
‫العربية ‪-‬ممثلو الشركات العاملة والمشغلة لشبكات البنية التحتية لالتصاالت وتكنولوجيا المعلومات ‪. -‬ممثلو‬
‫شركات وقطاعات البنوك‪ ،‬والبترول ‪.‬ارشادات حول البحوث و أوراق العمل ‪-‬يرسل البحث أو ورقة العمل‬
‫إلكترونيا على( ‪ (Word Microsoft‬في موعد أقصاه ‪ 20/12/2010‬مع تقديم ملخص للبحث أو ورقة‬
‫العمل في حدود صفحة واحدة ‪ ،‬مع تقديم السيرة الذاتية المختصرة للباحث ‪. -‬يتم إرسال الورقة عبر البريد‬
‫اإللكتروني ‪ eg.org.arado@raniaa. -‬سيتم إدراج أوراق العمل المقبولة من اللجنة العلمية للملتقى ضمن‬

‫دور الحوكمة االلكترونية في تبسيط االجراءات واالصالح التنظيمي‬

‫‪ .1‬المقدمة‬
‫ٌ‬
‫تتسابق الحكومات حول العالم في إقامة ما يطلق عليه الحكومة‬
‫اإللكترونية أو الحكومة الرقمية‪ .‬ففي كل منطقة من مناطق العالم من‬
‫الدول النامية إلي الدول الصناعية المتقدمة‪ ،‬تضع الحكومات الوطنية‬
‫والمحليات بها المعلومات الحرجة علي الخط المباشر‪ ،‬وتستخدم اآللية‬
‫لتبسيط العمليات التي كانت معقدة من قبل وتتفاعل إلكترونيا مع‬
‫مواطنيها‪.‬‬
‫والحماس الذي يصاحب هذا التوجه يأتي جزئيا من االعتقاد أن التكنولوجيا‬
‫الحديثة تحول الشكل السلبي الغالب في الحكومة الفعلية إلي الشكل‬
‫النشط اإليجابي والتفاعلي مع المواطنين ومؤسسات األعمال‪ .‬ففي كثير‬
‫من األماكن‪ ،‬يري كثير من المواطنين أن حكوماتهم ال تستجيب لحاجاتهم‬
‫الملحة بالقدر الكافي‪ ،‬وأن انتشار تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت الحديثة‬
‫ساهمت في تغيير النمط التقليدي للحكومة في توفير ووضع الخدمات‬
‫المتعلقة أمام المواطنين‪.‬‬
‫والتعريف المنتشر للحكومة اإللكترونية أو الرقمية يتمثل في استخدام‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لمساندة فعالية الخدمات الحكومية‬
‫وتعاملها مع المواطنين بطريقة أحسن وأسهل‪ ،‬والسماح بالوصول إلي‬
‫قدر أعظم من المعلومات‪ ،‬وجعل الحكومة ذاتها أكثر استجابة لرغبات‬
‫المواطنين‪ .‬وقد تتضمن الحكومة اإللكترونية إتاحة الخدمات عبر شبكة‬
‫اإلنترنت والويب‪ ،‬التليفون‪ ،‬مراكز المجتمع‪ ،‬األدوات الالسلكية أو نظم‬
‫االتصال األخرى المتوافرة‪.‬‬
‫إال أننا يجب أن نالحظ أن الحكومة اإللكترونية ليست بديال أو اختصارا‬
‫للتنمية االقتصادية وتوفير الميزانية والحكومة الكفء‪ ،‬كما أنها ليست حدثا‬
‫مفردا قد يتغير فورا وإلي األبد الوضع الحكومي الراهن‪ .‬فالحكومة‬
‫اإللكترونية تمثل عملية‪ ،‬أو يمكن القول‪ ،‬أنها تطور أو غالبا صراع يعرض‬
‫التكاليف والمخاطر المالية والسياسية‪.‬‬
‫ومن المالحظ‪ ،‬أن الحكومات العادية تلعب دورا قياديا هاما في تحسين‬
‫المدى الذي يستفيد منه المواطنون ومنظمات األعمال في المجتمع من‬
‫خالل إتاحة الفرص التي تقدمها تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت المتقدمة‬
‫للمساعدة في تحويل أنشطة الحكومة من الطرق واألساليب التقليدية‬
‫ذات الطابع البيروقراطي إلي خدمات الحكومة اإللكترونية الديناميكية‬
‫والتفاعلية‪ ،‬ولهذا التحول مظهر هام وتأثير قوي علي اجتياز كل المراحل‬
‫الحرجة المرتبطة باقتصاد المعرفة األوسع‪.‬‬
‫وقد تنجم كثير من المخاطر الجوهرية في حالة عدم إدراكها جيدا من قبل‬
‫المخططين والمستخدمين علي حد سواء‪ .‬فقد تكون مبادرات الحكومة‬
‫اإللكترونية إهدارا للموارد وتفشل في دعوتها من أجل إتاحة الخدمات‬
‫الحكومية المفيدة للمواطنين‪ ،‬مما قد يؤدي إلي زيادة إحباط المواطنين مع‬
‫الحكومة الفعلية‪.‬‬
‫وفي مصر‪ ،‬علي وجه الخصوص‪ ،‬حيث توجد ندرة في الموارد يجب أن‬
‫يستهدف أي جهد نحو إقامة الحكومة اإللكترونية بعض ميادين أو مجاالت‬
‫وعلي هذا األساس‪ ،‬يجب أن تستوعب‬ ‫لها فرصة عالية من النجاح‪.‬‬
‫الحكومة اإللكترونية أوضاع وعراقيل فريدة ومعينة حتى يمكن ضمان‬
‫استمرارها في إطار التقاليد الحالية‪ ،‬ونقص البنية األساسية‪ ،‬وتفشي‬
‫بعض مظاهر الفساد البيروقراطي والرشوة والمحاباة‪ ،‬وضعف النظم‬
‫التعليمية السائدة‪ ،‬والوصول غير العادل للتكنولوجيا ذاتها‪.‬‬
‫لذلك يجب تحدي األسس والمعالم التي تلقي الضوء علي كل القضايا‬
‫والمشكالت المشتركة التي قد تواجه جهود إقامة الحكومة اإللكترونية‬
‫وتقدم الخيارات إلدارتها‪ ،‬وذلك من خالل تحديد مفهوم وماهية الحكومة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وإبراز أهدافها ومزاياها المرتبطة بالتنمية واإلصالح اإلداري‪،‬‬
‫ووضع نموذج لها يبين أطرافها المختلفة‪ ،‬واستعراض كل من أبعاد الرؤية‬
‫نحو الحكومة اإللكترونية‪،‬وعناصر التحول الناجح لتطبيقها والمهارات‬
‫الضرورية لتفعيلها‪ ،‬مع عرض مراحل تطويرها وتنفيذها‪ ،‬والتحديات الكامنة‬
‫في التنمية واإلصالح اإلداري‪ ،‬واستراتيجيات نجاحها والتوصيات‬
‫المستخلصة لنجاح الحكومة اإللكترونية‪ ،‬حيث أن ذلك يعتبر ضروريا إلدراك‬
‫النجاح والتخطيط السليم واإلدارة الفعالة التي التحويل اإليجابي والقبول‬
‫والرضي من قبل المواطنين واألعمال للخدمات المقدمة لهم‪.‬‬
‫أن نجاح الحكومة اإللكترونية يتطلب تغييرا في كيفية عمل وأداء الحكومة‪،‬‬
‫كيف تتفاعل مع المعلومات‪ ،‬كيف يري المسئولين وظائفهم ويتفاعلون مع‬
‫كما يتطلب أيضا تحقيق الحكومة اإللكترونية‬ ‫جمهور المواطنين؟‬
‫المشاركة النشطة بين الحكومة والمواطنين والقطاع الخاص والقطاع‬
‫المدني‪ .‬وتحتاج الحكومة اإللكترونية إلي إدخال وتغذية مرتدة مستمرة‬
‫من وإلي المواطنين والمسئولين الذين يتعاملون مع خدمات الحكومة‬
‫اإللكترونية ويستخدمونها‪.‬‬

‫المقدمة‬
‫لقد شاهد العالم في العقود األخيرة تطورات تقنية متسارعة أثّرت على ميادين الحياة‬
‫المتعددة كانت لتكنولوجيات المعلومات واالتصاالت الحظ األوفر فيها‪ ،‬وظهر في‬
‫علم االقتصاد ما يسمى باقتصاد الرقمي‪ ،‬حيث أوجد حالة جديدة تماما خصت حياة‬
‫وتطور مؤسسات األعمال‪ ،‬كما أن هذه التطورات غيرت كثيرا بالمقابل من وجه‬
‫المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني وربطت المواطن وتلك المؤسسات‬
‫بإختالف تخصصاتها ضمن نسق إلكتروني متميز االستخدامات سمي في األدبيات‬
‫المعاصرة بالحكومة اإللكترونية‪ ،‬والتي هي الوجه األخر للحكومة التقليدية أي‬
‫الحقيقية وتؤدي ذات المهام لكنها تعيش في الشبكات اإللكترونية وأنظمة المعلوماتية‬
‫وتتميز بتبادل الوثائق وإجراء مختلف التعامالت إلكترونيا بدل الحكومة التقليدية التي‬
‫تتميز بكثرة األوراق والروتين والتعقيدات البيروقراطية‪ ،‬وأصبح هذا المشروع‬
‫المعول عليه في إحداث التنمية‬
‫ّ‬ ‫الرقمي العالي االستخدامات من المرتكزات األساسية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ .‬وإستجابة لهذه النزعة سارعت العديد من الدول إلى بناء‬
‫حكوماتها اإللكترونية وكان ذلك في الواليات المتحدة األمريكية خالل الوالية الثانية‬
‫للرئيس كلنتن وفي بريطانيا سنة ‪ 1999‬وحكومة إمارة دبي خالل سنة ‪2000‬‬
‫وغيرها‪ .‬وتأتي هذه الدراسة لتقدم عرضا عن اإلطار المفاهيمي والتطبيقي للحكومة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وتبرز األوضاع الجديدة لمؤسسات األعمال في ظل التحول إلى النمط‬
‫الرقمي‪ ،‬كما سوف نتعرض إلى واقع الجزائر حيال تطبيق هذا المشروع ‪.‬‬
‫المقدمة‬
‫تشهد الدول العربية نموا متسارعا في المعطيات المعرفية والثقافية والمعلوماتية‪،‬‬
‫وتعد الحكومة االلكترونية هي الوجه األخر للحكومة التقليدية وإحدى أهم وأبرز‬
‫الواجهات المعاصرة للتقنية المعلوماتية المسؤولة عن النمو االقتصادي والتنمية‬
‫البشرية المستدامة‪ ،‬حيث أدى هذا النمو الى حدوث طفرة نوعية في مجال‬
‫االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات استفادت منها العديد من الدول السيما المتقدمة‬
‫منها وتتميز بتبادل الوثائق وإجراء مختلف التعامالت إلكترونيا لتسهيل حياة األفراد‬
‫وتحقيق الرفاهية لهم‪ ،‬فقد صاحب االستخدام الواسع للشبكات العنكبوتية ظهور‬
‫أشكال متعددة من األعمال والخدمات‪ ،‬تمثل الحكومة اإللكترونية مطلبا هاما تفرضه‬
‫التحوالت اإللكترونية‪ ،‬وتنتهجه برامج اإلصالح اإلداري كمرحلة أساسية في ظل‬
‫عصر الثورة المعلوماتية‪.‬للحكومة اإللكترونية دور كبير في تحسين الخدمات‬
‫الحكومية وتطوير األداء الحكومي‪ ،‬وتحقيق المشاركة والشفافية‪ ،‬ونمو األعمال‬
‫التجارية من خالل ربط المواطنين والمؤسسات الحكومية ومؤسسات األعمال‬
‫ومؤسسات المجتمع المدني وغيره بنمط إلكتروني موحد‪ .‬ان مفهوم قوة الدولة قد‬
‫اخذ تصنيفات عديدة وجديدة بعدما كانت تعتمد على القوة العسكرية والقوة‬
‫االقتصادية ظهر الى الحيز مفهوم جديد يقترن بالقوة المعلوماتية والتكنولوجيات‬
‫الحديثة لدى تسعى الدول الى امتالك واكتساب تلك التكنولوجيات وتطبيقها في‬
‫مجالتها المختلفة والمرتبطة باعمالها اليومية بحيث تواكب تطورات تكنولوجية‬
‫المعلومات وتوظيفا في حوكمة االلكترونية لتحسن اداء فاعلية الخدمة المدنية ورفع‬
‫من كفائتها‬
‫‪.‬ويوضح البحث اهمية الحكومة االلكترونية ومفهومها و اهمية تطبيقه مع التركيز‬
‫على تطبيق الحكومة االلكترونية‪،‬بجهاز الخدمة المدنية ويتألف البحث من ثالثة‬
‫فصول اذ يوضح الفصل االول مفهوم الحكومة االلكترونية واهميتها والتعرف على‬
‫اهم الخصائص واالهداف ومتطلبات للحكومة االلكترونية واهم اسباب التصدي‬
‫للفساد االداري عن طريق التحول للحكومة االلكترونية تم تناول االستنتاجات والتوصيات‬
‫المستخلص‬

‫ا ن تكنلوجيا المعلومات واالتصاالت اصبحت جزئا اساسيآ في سير الحياة وانجاز الكثير من االعمال في‬
‫اسرع وقت ممكن وان التطور الهائل في المعلومات الثورة االلكترونية جعلت العالم يسير الى تسخير هذه‬
‫التكنلوجيا في ادارة المعامالت ولتسهيل التعامل بين المؤسسات والجماهير المرتبطة بها ‪ ،‬بدات بعض‬
‫الحكومات بالفعل في ادخال الخدمة االلكترونية في انجاز المهام والتواصل بين المواطن عن طريق هذه‬
‫الثورة بهدف تسهيل المعامالت للمواطنين وتقليل التكلفة للحكومة والمواطن وتوفير مردودا ماديآ يمكن‬
‫استخدامه في مجاالت اخرى باالضافة الى تفاعل االفراد مع الحكومة في ما يتعلق بالنواحي االجتماعية‬
‫واالقتصادية والسياسية الخ‪...‬‬

‫في هذه الدراسة سنحاول تسليط الضوء على الحوكمة االلكترونية و إبراز دور الحوكمة تبسيط االجراءات‬
‫االدارية واالصالح التنظيمي‬

‫اوال‪:‬مشكلة الدراسة‬

‫تواجه المؤسسات المعاصرة تغيرات كبيرة و سريعة في نظامها بما يعكس متطلبات أعمال جديدة‬
‫تستوجب االستجابة السريعة والتي يمكن ضمانها من خالل استخدام المؤسسات لتطبيقات اإلدارة االلكترونية‬
‫وتكاملها مع منظومة المعلومات والمعرفة والتي تمتلكها وتكوين مركز تحكم المؤسسة كقوة تضمن تحقيق‬
‫الجودة وتحسينها واستمرارها في سياق المنافسة والبقاء والتطور ‪,‬وبسبب تطبيق الحكومة االلكترونية في‬
‫العديد من االجهزة الحكومية والوزارات في العديد من الدول اذ برزت مشكلة االستيعاب الفكري لمفهوم‬
‫الحكومة االلكترونية من قبل العاملين في االجهزة الحكومية والمواطنين وتنبع مشكلة الدراسة من خالل‬
‫التساؤل التالي ‪:‬ما هي عوائق تطبيق الحكومة االلكترونية في جهاز الخدمة المدنية المتمتلة في جانب‬
‫المهارات التقنية للعاملين و المواطنين بليبيا ؟‬

‫اهمية البحث‪:‬‬

‫ترجع األهمية العلمية للدراسة نتيجة للتطورات التكنولوجية الهائلة في هذا العصر الذي سمي عصر المعلومات واالتصاالت‪ ،‬أو عصر‬
‫الثورة الرقمية ‪ ,‬وما أحدثته هذه الثورة من توفر للمعلومات ومواكبة ومجارية التوجهات الحالية تحت مظلة العولمة واالقتصاد الرقمي‬
‫إلى تنفيذ األعمال بشكل ألي ( إلكتروني ) ‪ ،‬وتأتي األهمية العلمية للدراسة للتعرف على مفاهيم الحكومة االلكترونية واهميتها والتعرف‬
‫على كيفية تطبيق الحكومة االلكترونية بجهاز الخدمة المدنية‪.‬‬

‫مفهوم الحوكمة االلكترونية‬


‫الحوكمة في معناها البسيط هي المسائلة ‪ ،‬و مفهوم الحوكمة إنتقل من السياسة و إدارة الدولة إلى القطاع‬
‫الخاص حيث يمكن القول أنه على مستوى الدولة يعبر عن الحكم الراشد ‪ .‬حيث أن الحكم الراشد وفي سياقه‬
‫السياسي تحديد هو الحكم الذي تقوم به قيادات سياسية منتخبة‪ ،‬وإطارات إدارية ملتزمة بتطوير أفرا د‬
‫المجتمع ارضاهم وعبر مشاركتهم في مختلف القنوات السياسية للمساهمة في تحسين نوعية حياتهم‬
‫ورفاهيتهم‪.‬‬

‫مفهوم الحوكمة ‪-:‬‬

‫الحوكمة (‪ : )1‬نظام يتم بموجبه إخضاع نشاط المؤسسات إلى مجموعة من القوانين والنظم والقرارات التي‬
‫تهدف إلى تحقيق الجودة والتميز في األداء عن طريق اختيار األساليب المناسبة والفعالة لتحقيق خطط‬
‫وأهداف المؤسسة وضبط العالقات بين اإلطراف األساسية التي تؤثر في األداء‪ ،‬عرفته األوساط العلمية‬
‫على‬

‫تطو مفهوم الحوكمة الرشيدة وانتقاله من مجرد ”إصالح االدارة العامة الى مفهوم اكثر يغطي الجوانب‬
‫السياسية واالقتصادية للحكم باالضافة الى الجوانب االدارية‬

‫مقاربة االمم المتحدة لمفهوم الحوكمة‬


‫والمالية‪.‬‬ ‫‪1‬ـ االدارة السليمة والفعالة للموارد البشرية‬

‫‪2‬ـ العدالة في تقديم الخدمات‬

‫‪3‬ـ قابلية المسألة والمحاسبة‬

‫‪3‬ـ اطار قانوني وسليم لمعالجة الخالفات والنزعات‬

‫‪4‬ـ نظام قضائي عادل وفعال‬

‫‪5‬ـ مؤسسات شفافة وجامعة تسمح بالمشاركة واسهام في الراي‬

‫تعريف الحوكمة االلكترونية‬

‫تعريف الحوكمة االلكترونية ‪:‬‬


‫استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لتحسين االداء الحكومي في تقديم افضل الخدمات للمواطن‬
‫من خالل تطبيق مبادئ الحكم الرشيد ( العدل ‪ ,‬المساواة ‪ ,‬الشفافية ‪ ,‬الرقابة ‪ ,‬المتابعة )‬

‫وبمعنى اخر وتعني تجميع كافة الدوائر الحكومية ومراكز العمل الحكومي في اطار عمل واحد لكي يسهل‬
‫في تقديم لتقديم الخدمات الحكومية للمواطنين بأكبر كفاءة وفاعلية عبر شبكات التواصل المحلية واالنترنت‬
‫التي لها القدرة على التواصل مع مختلف المؤسسات الحكومية والشركات ورجال االعمال وتمكنهم‬
‫الحصول على المعلومات وتساهم تقريب المصالح بين االطراف االفراد والمؤسسات الحكومية والشركات‬
‫ورجال االعمال ويجمع تعريف اليونسكو ما بين استخدام الوسائل اإللكترونية في ممارسة السلطة إلدارة شؤون البلد‪ ،‬والتعبير عن‬
‫مصالح المواطنين وقد ساهم مفهوم الحوكمة اإللكترونية في ظهور مفاهيم جديدة للمواطنة هدفها األساسي إشراك المواطنين وتمكينهم‪،‬‬
‫من خالل إبراز احتياجات المواطن ومسؤولياته في أن واحد‬

‫إن أفضل أشكال الحوكمة اإللكترونية هو ما يقلل عدد المستويات غير المرغوب تدخلها عند تقديم الخدمات‬
‫الحكومية‪ .‬ويعتمد ذلك على إعداد هياكل أساسية جيدة مع دعم التنسيقات المحلية والقيم الثابتة للحكومات‬
‫لتصل إلى مواطنيها أو المستفيدين النهائيين‪ .‬ويمكن التوصل إلى ميزانية التخطيط والتطوير والنمو من‬
‫‪3‬‬
‫خالل االستخدام الجيد لنظام الحوكمة اإللكترونية ‪.‬‬

‫فقد عرفها الهوش ‪ :‬الحوكمة االلكترونية بأنها عملية تغيير وتحويل العالقات من المؤسسات والمواطنين من‬
‫خالل تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬بهدف تقديم األفضل للمواطنين وتمكينهم من الوصول للمعلومات مما يوفر‬
‫‪4‬‬
‫مزيدا من الشفافية وتحجيم الفساد وتعظيم العائد وتخفيض النفقات‬

‫وارتبط مفهوم الحوكمة االلكترونية بعدة مفاهيم أخرى مثل التجارة االلكترونية واإلدارة االلكترونية ‪ .‬إن‬
‫الثورة االلكترونية في مجال الحكومة بما تحتويها من تجارة الكترونية ‪،‬إدارة الكترونية‪ ،‬حكومة الكترونية ‪،‬‬
‫تعليم الكتروني و مواطنة تندرج كلها تحت خدمات الكترونية هي نتاج مجهودات بشرية ساعية لرقي و‬
‫التقدم و التحديث في مواكبة التطورات العلمية لتسهيل الحياة اليومية للبشرية‪.‬‬

‫من خالل الحوكمة اإللكترونية‪ ،‬يتم تقديم الخدمات الحكومية المتاحة للمواطنين بطريقة مريحة وتتسم‬
‫بالفعالية والشفافية‪ .‬والفئات الثالث الرئيسية المستهدفة التي يمكن تمييزها في مفاهيم الحوكمة هي الحكومة‬
‫‪]2[ 5‬‬
‫والمواطنون والشركات‪/‬مجموعات المصالح‪ .‬وال توجد حدود واضحة في الحوكمة اإللكترونية‪.‬‬
‫بوجه عام‪ ،‬يوجد أربعة نماذج أساسية متاحة هي من الحكومة إلى العمالء (المواطن) ومن الحكومة إلى‬
‫الموظفين ومن الحكومة إلى الحكومة ومن الحكومة إلى رجال األعمال‬
‫تكنلوجيا المعلومات واالتصاالت اصبحت جزئا اساسيآ في سير الحياة وانجاز الكثير‬
‫من االعمال في اسرع وقت ممكن وان التطور الهائل في المعلومات والثورة‬

‫‪ https://ar.wikipedia.org/wiki/3‬آخر تعديل لهذه الصفحة كان يوم ‪ 17‬نوفمبر ‪ ،2017‬الساعة ‪.05:23‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 4‬الهوش ‪ ،‬ابو بكر محمود ‪ ،‬الحكومة االلكترونية الواقع واالفاق ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬مجموعة النيل العربي للنشر ‪ ،‬القاهرة ‪ 2006 ،‬ص‪27‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Garson, D.G. (2006). Public Information Technology and E-Governance. Sudbury, MA: Jones and‬‬
‫‪Bartlett Publishers‬‬
‫االلكترونية جعلت العالم يسير الى تسخير هذه التكنلوجيا في ادارة المعامالت‬
‫ولتسهيل التعامل بين المؤسسات والجماهير المرتبطة بها ‪ ،‬بدات بعض الحكومات‬
‫بالفعل في ادخال الخدمة االلكترونية في انجاز المهام والتواصل بين المواطن عن‬
‫طريق هذه الثورة بهدف تسهيل المعامالت للمواطنين وتقليل التكلفة للحكومة‬
‫والمواطن وتوفير مردودا ماديآ يمكن استخدامه في مجاالت اخرى باالضافة الى‬
‫تفاعل االفراد مع الحكومة في ما يتعلق بالنواحي االجتماعية واالقتصادية والسياسية‬
‫الخ‬
‫ومن هنا‪ ،‬يمكن فهم الحوكمة اإللكترونية بأنها ا امتداد للحوكمة وهي أداة لتطبيق‬
‫هذه الممارسات بوسائل إلكترونية‪ ،‬أي استخدام تكنولوجيات المعلومات واالتصاالت‬
‫‪،ITC‬وذلك من أجل إضفاء مزيد من الفعالية‪ ،‬والسرعة‪ ،‬والشفافية على أداء أنشطة‬
‫اإلدارة الحكومية‪ ،‬ونشر المعلومات للعموم وللمؤسسات األخرى‬
‫‪6‬‬
‫نمادج تطبيق الحوكمة االلكترونية‬

‫الفرع األول ‪ :‬اإلدارة اإللكترونية‬

‫يعتبر استخدام تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت بشكل عام وتطبيق مفهوم اإلدارة اإللكترونية بوجه خاص أحد أهم المداخل التي يمكن‬
‫من خاللها تطوير إدارة الخدمات العامة في الدولة‪ ،‬مما سيساهم في إضافة قيم جديدة من شأنها دعم رفاهية المواطن واحترام وقته وجهده‬
‫وتسيير شؤون المجتمع واإلقتصاد‪ ،‬وبالتالي دعم التنمية الشاملة والمستدامة بكافة أشكالها‪.‬‬

‫عرفت اإلدارة اإللكترونية بأنه "ا انجاز المعامالت اإلدارية‪ ،‬وتقديم الخدمات العامة عبر شبكة االنترنت ‪ ،‬دون أن يضطر العمالء‬
‫لإلنتقال إلى اإلدارات شخصيا إلنجاز معامالتهم و تيسير عالقاتها الخارجية بالمؤسسات األخرى والمستفيدين من خدما تها وعليه اإلدارة‬
‫اإللكترونية مستمرة التطور ‪.‬كما أنها لم تعد حكرا على مؤسسات األعمال بل أضحت من أهم خيارات التسيير اإلداري لمختلف الدوائر‬
‫والمؤسسات الحكومية في غالبية الدول المتقدمة التي كان لها السبق في إحداث وتبني ما هو متعارف عليه بالحكومة اإللكترونية‬
‫اإلفتراضية‪ ،‬فحواها استغالل التقدم التكنولوجي في البرمجيات والمعلوماتية واإلنترنت وملحقاتها في تحسين األداء الحكومي هداف‬
‫الحكومة اإللكترونية توظيفها للمساعدة على تنفيذ وتجسيد برامج السياسات اإلقتصادية للحكومات وذلك بسرعة ودقة التنفيذ وتنظيم أعمال‬
‫الهيئات الحكومية‪ ،‬والتنسيق فيما بينها على غرار الضرائب‪ ،‬البنوك‪ ،‬الجمارك‪ ،‬العدالة‪....‬إخ‬

‫إن نماذج تطبيق الحوكمة اإللكترونية أو كما يسميها البعض مكوناتها مجاالت عريضة جدا وتحوي مفاهيم مركبة‪ ،‬ويجب أن تتضمن‬
‫ترتيبا لألولويات بداخلها وفقا لعوامل وظروف كل مجتمع يجب أن يضعها في اعتباره لتأسيس نموذجه الخاص للحوكمة اإللكترونية ‪،‬‬
‫فبعض التجارب ركزت على تحقيق القيمة أو المنفعة العامة ألكبر قطاع من المواطنين وبعضها اآلخر ركز على توظيف هذا التطوير‬
‫التكنولوجي في عملية التنمية السياسية كما في التجربة الهندية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الديمقراطية اإللكترونية‪:‬‬

‫يرتبط مفهوم الحوكمة اإللكترونية بالتوسع في تفعيل األسس الديمقراطية في العالقات بين الحكومة و المواطنين‪ ،‬فهناك من يرون أن‬
‫السعي للتوسع في دور الحوكمة اإللكترونية يجب أن يشمل التطور إلى تبني الديمقراطية اإللكترونية‪ ،‬بمعنى أن مفهوم الديمقراطية‬

‫‪6‬براهيم عبد هللاا ناصر ‪ ,‬المواطنة ‪ ,‬دار مكتبة الرائد العلمية للنشر ‪ ,‬عمان – األردن – الطبعة األولى‪. 2003‬‬
‫اإللكترونية هو محاولة لممارسة الديمقراطية بتجاوز حدود المكان والزمان والظروف المادية األخر ى عن طريق استخدام تكنولوجيا‬
‫اإلتصال و المعلومات‪ ،‬وتبقي الديمقراطية الرقمية محاولة لتغيير الطرق التقليدية في العمل السياسي حيث تسعي المؤسسات العامة أو‬
‫السياسية إليجاد طرق جديدة إلدارة الشئون الحكومية واإلدارة‪ . .‬كما يوجد إجماع عام على أن مشاركة كل ّ من المواطنين والقطاع‬
‫المدني تشكل حجر األساس في الحكم الرشيد‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الخدمات اإللكترونية‪:‬‬

‫تعتبر الخدمة اإللكترونية مصطلح عام جدا يشير عادة إلى توفير الخدمة عبر اإلنترنت فقد تتضمن الخدمة اإللكترونية التجارة اإللكترونية‬
‫أيضا خدمات غير تجارية (على اإلنترنت )التي توفرها الحكومة بتقديم الخدمات اإللكترونية للمواطنين والشركات‬

‫الحوكمة االلكترونية تحسن نوعية و بساطة الخدمات االدارية‬

‫بروز الشركات االعالمية و الثروة التكنولوجية زادت في قدرات المنظمات لمعالجة و تبادل‬
‫المعلومات ‪ .‬فهم قدمو لالدارات األدوات التقنية الالزمة لتشكيل منظمة قادرة لتقييم خدمات‬
‫مرنة شخصية ‪ ،‬ذات نوعية ‪ ،‬تعمل بالتشبيك مع الشركاء الداخليين و الخارجيين‪ .‬هذا النوع‬
‫من التقدم يشكل تغيير في النموذج في تسليم الخدمة العامة ‪ .‬هذه الفرصة الجديدة تسمح‬
‫بتحسين معنويات منظمات الخدمات العامة و الخدمات (العمل) الراجعة للمستهلك ‪ .‬ان‬
‫الحوكمة االكترونية تحاول تقديم للمستخدم سطح بيني وحيد و واضح لالدارة التي تعكس‬
‫خدماتها ‪ .‬الحوكمة االكترونية تسمح كذلك بالذهاب الى ما وراء البوابات لكي تتصل الى‬
‫تصليح النظام بتشكيل تعاملية و بتعاون أكثر نجاعة بين مختلف الوكاالت االدارية ‪ ،‬و هذا كله‬
‫من أجل تقديم خدمات أفضل للمواطن ‪ . 2‬المطلب الثالــث ‪ :‬الحوكمة االلكترونية تسهل‬
‫الوصول الى األهداف السياسية و االقتصادية‬
‫المعوقات التي تواجه الحوكمة االلكترونية عند تطبيقها‬
‫فنجد أن تطبيق الحوكمة اإللكترونية اليكون فقط بتسهيل المعامالت اإلدارية التي يحتاجها المواطن ٕ نما هي مرتبطة أيضا بالسرعة في‬
‫عملية التسهيل اضافة إلى ممارسة الديمقراطية من أج وا ل كسب ثقة كبيرة من طرف الجمهور لهذه المصالح ‪ .‬ولعل أهم حل وجب على‬
‫المسؤولين تطبيقه هو اإلهتمام بالبنى التحتية كخطوة أولى للقضاء على هذه العقبات التي تواجه تطبيق الحوكمة اإللكترونية‬

‫الفرق بين الحوكمة اإللكترونية والحكومة اإللكترونية‬

‫حفل النتاج الفكري العربي في مجال المعلومات بالكثير من التعريفات والتفسيرات لمصطلحات الحوكمة‬
‫االلكترونية ‪ E-Governance‬باللغة االنكليزية‪ .‬والحكومة االلكترونية التي تقابل‪E-‬‬
‫‪Government‬وكما عهدنا باحثينا العرب فانهم دائما ما يختلفون في شرح تلك المفاهيم واعادة‬
‫تفسيرها كل من منظوره الشخصي باالعتماد على خلفيته العلمية‪ .‬اذ يعرف البعض الحكومة اإللكترونية‬
‫بأنها "االستخدام التكاملي الفعال لجميع تقنيات المعلومات واالتصاالت‪ ،‬لتسهيل وتسريع التعامالت بدقة‬
‫عالية داخل الجهات الحكومية‬
‫فالحكومة اإللكترونية" هي استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في اإلدارات العامة‪ ،‬مع التغيير‬
‫التنظيمي وتعلم مهارات جديدة لتحسين أداء الخدمات العامة والعمليات الديمقراطية وتعزيز الدعم‬
‫للجمهور"‪ .‬وتكمن المشكلة التي تواجه هذا التعريف كي يتطابق مع تعريف الحوكمة اإللكترونية أنه ال ينص‬
‫على وجود إدارة لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪.‬‬

‫فإن منظور الحوكمة اإللكترونية هو "استخدام التكنولوجيا التي تساعد في الحكم ويلزم إدارتها فالحكومة‬
‫اإللكترونية هي المستقبل حيث تسعى العديد من البلدان جاهدة نحو تشكيل حكومة خالية من الفساد‪.‬‬
‫والحكومة اإللكترونية هي بروتوكول اتصال أحادي االتجاه في حين أن الحوكمة اإللكترونية هي بروتوكول‬
‫اتصال ثنائي االتجاهات‪ .‬ويتمثل جوهر الحوكمة اإللكترونية في الوصول إلى المستفيدين والتأكد من أن‬
‫الخدمات المخصصة للوصول إلى الفرد المطلوب قد تم الوفاء بها‪ .‬لذا‪ ،‬ينبغي أن يكون هناك نظام استجابة‬
‫تلقائي لدعم جوهر الحوكمة اإللكترونية‪ ،‬حيث تدرك الحكومة من خالله مدى فعالية إدارتها‪ .‬يتم تطبيق‬
‫الحوكمة اإللكترونية من خالل المحكومين بواسطة من يحكمونهم‪.7‬‬

‫و لحوكمة االلكترونية ‪ :‬هي سلسلة العمليات واالجراءات المحاطة باطار قانوني والتي تهدف الى تنظيم‬
‫المعامالت والمعلومات والمخاطبات والمستندات الرسمية وغير الرسمية بين الحكومة والمواطن وتامين‬
‫سبل حفظها وارشفتها ورقمنتها وتوفير آلية السترجاعها باالعتماد على تطبيقات تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬

‫اما الحكومة االلكترونية‪ .‬فهي خدمة االلكترونية مقدمة من الحكومات لمواطنيها باالعتماد على مخرجات‬
‫عملية الحوكمة االلكترونية وتهدف الى تبسيط اجراءات انجاز التعامالت الرسمية بين الحكومة من جهة‬
‫ومواطنيها على مستوى االفراد والمنظمات والدوائر الحكومية االخرى بشفافية عالية‪ .‬باالعتماد على بوابات‬
‫االلكترونية تفاعلية مؤمنه بشكل كامل وتغذى بشكل مستمر بناتج عمليات الحوكمة‪.8‬‬

‫فإذا كانت الحكومة تشير إلى المؤسسات الرسمية للدولة والتي في ظلها تتخذ القرارات في إطار إداري‬
‫وقانوني محدد‪ ،‬وتستخدم الموارد بطريقة تخضع للمساءلة المالية‪ ،‬فإن مفهوم الحوكمة يشتمل على الحكومة‬
‫باإلضافة إلى هيئات أخرى عامة وخاصة لتحقيق نتائج مرغوبة‬

‫ومـن خـالل الحوكمـة اإللكترونيـة‪ ،‬يـتم تقـديم الخـدمات الحكوميـة المتاحـة للمـواطنين بطريقـة مريحـة‬
‫وتتسـم بالفعاليـة والشـفافية‪ .‬والفئـات الـثالث الرئيسـية المسـتهدفة الـتي يمكـن تمييزهـا في مفـاهيم الحوكمـة‬
‫هـي الحكومة والمواطنون والشركات‪/‬مجموعات المصالح‪ .‬وال توجد حدود واضحة في الحوكمة اإللكترونية‬
‫‪.‬بوجــه عــام‪ ،‬يوجــد أربعــة نمــاذج أساســية متاحــة هــي مــن الحكومــة إلى العمــالء (المــواطن)‬
‫ومــن الحكومــة إلى الموظفين ومن الحكومة إلى الحكومة ومن الحكومة إلى رجال األعمال‪.‬‬

‫و عليه يمكن القول ان ال حكومة االلكترونية بدون وجود حوكمة االلكترونية‪ .‬في الوقت الذي يمكن ان تبدأ‬
‫الحكومة بالحوكمة االلكترونية على مراحل تنفيذية متتابعة وصوال الى استكمال المنتج النهائي‪ .‬ولعل اهم‬
‫ركائز الحكومة االلكترونية وجود ادارة االلكترونية متكاملة قائمة على نظام ارشيف الكتروني ‪ .‬اما اهم‬

‫‪Rossel, Pierre, and Matthias Finger. “Conceptualizing e-Governance.” Management (2007) : 399-4077‬‬
‫‪8‬‬
‫طالل ناظم الزهري البحوث والدراسات في مجال تطبيقات تكنولوجيا المعلومات‬
‫عوامل نجاح الحكومة االلكترونية هو الوعي المعلوماتي لمجتمع مواطنيها وتكامل البنية االساسية لتطبيقات‬
‫تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫مشروع الحوكمة يمر بعدة مراحل‬

‫• ربط الوزارة مع دوائرها الكترونيا بشبكة داخلية‬

‫• ربط الوزارات مع بعضها البعض‬

‫• انجاز معامالت المواطنين عن طريق البوابة االلكترونية‬

‫حيث من المؤمل بعد االنتهاء من تطبيق برنامج الحوكمة يستطيع المواطن ان يقدم معاملته من اي مكان‬
‫بمجرد وجود حاسبة وانترنيت بدون الحاجة للذهاب والمراجعة وهذا مايسمى بخدمات النافذة الواحدة امثال‬
‫التقديم للجواز ‪ ,‬استمارة الحج ‪ ,‬توزيع االطباء ‪.‬‬

‫الحوكمة االلكترونية (االهمية واالهداف)‬


‫دخل مفهوم الحوكمة في مجال األعمال على نطاق واسع خاصة بعد الفضائح التي طالت كبريات الشركات‬
‫العالمية والتي أدت إلى خسائر مالية جسيمة (شركة إنرون)‪ ،‬وظهرت الحاجة إلى تشكيل أطر إجرائية‬
‫لتمكين المدراء من إتخاذ القرارات بطريقة صائبة بحيث تصب نتائج قراراتهم مباشرة في خدمة مهمة‬
‫المؤسسة واستراتيجيتها‪.‬‬

‫وغاليا ما يشمل إطار الحوكمة مجموعة العالقات التنظيمية في المؤسسة وقوانين التدقيق والمحاسبة‬
‫باالضافة إلى ضرورة توفير منظومة متكاملة من معايير قياس االداء‪ .‬وتسعى المؤسسات من خالل حوكمة‬
‫عملياتها الداخلية والخارجية إلى توفير التجانس بين مختلف وحداتها االدارية بحيث تكون أعمال تلك‬
‫الوحدات مكملة لبعضها البعض‪ ،‬وعلى سبيل المثال تعتني حوكمة تكنولوجيا المعلومات بتشكيل استراتيجية‬
‫معلوماتية للمؤسسة تتطابق أهدافها مع االستراتيجية العامة لتلك المؤسسة وتوفير االجراءات الخاصة‬
‫والقوانين والسياسات الكفيلة بأن ال تخرج فرق العمل التقنية عن تلك االستراتيجية‪ ،‬كما تعتني حوكمة‬
‫المعلوماتية بتهيئة وتنظيم العالقات بين منتج الخدمات التكنولوجية ومستهلكيها الداخليين والخارجيين‪ .‬وبينما‬
‫تركز إدارة المعلوماتية على االعمال واالجراءات الداخلية للمؤسسة من قبيل تجهيز االنظمة وتركيبها‬
‫وتشغيلها‪ ،‬تعنى حوكمة المعلوماتية أكثر بتحقيق التجانس بين االنظمة المعلوماتية المطلوبة وأهداف‬
‫المؤسسة التجارية‪(Business IT alignmen‬‬

‫‪.1‬‬
‫‪.٥‬أهمية الحوكمة للحكومة االلكترونية‬ ‫‪.2‬‬
‫وللتمييز بين مصطلحي الحكومة االلكترونية والحوكمة االلكترونية فأن الحكومة االلكترونية هي ما تفعله الحكومات لتسليم خدمات‬ ‫‪.3‬‬
‫الكترونية‪ ،‬ويقصد به االستخدام العام الشامل الواسع للتكنولوجيا الحديثة العادة هيكلة وتنظيم االدارات الحاكمية ‪gouvermance‬‬
‫وتطوير البنية التحتية المحلية الالزمة لذلك وبشكل يؤدي الى استفادة الحكومة من االنترنت والمعلومات واالتصاالت الحديثة التكنولوجية‬
‫النجاز معامالت االفراد والهيئات بسهولة وسرعة ويسر وشفافية والحصول على اجود خدمة حكومية في العالقات الداخلية والخارجية‬
‫من خالل الطرق االلكترونية في اي زمان او مكان ودون تمييز لتقديم خدمات عامة لكافة جموع المواطنين والمتعاملين مع االدارة‬
‫االلكترونية بطريقة سريعة وسهلة وفي اطار من الشفافية والوضوح بحيث ترضي طالب االنتفاع او الخدمة من المرفق العام او الحكومة‬
‫او جهة االدارة المتعامل معها‪.‬ان الحكومة االلكترونية تؤدي الى توفير في القوى العاملة وتقليل العمالة الزائدة ‪ ،‬كما يمكن للمتعامل مع‬
‫الحكومة االلكترونية ان يقضي حاجاته في اقصر وقت ممكن وفي اي وقت ومن اي مكان‪ .‬وهذا بالضرورة يقضي على المشاكل التي‬
‫تنشأ من المواجهة المباشرة بين الموظفين وطالبي الخدمة وما يترتب على ذلك من تعقيد اداري او حاالت فساد كالرشوة او مصلحة من‬
‫طالب (‪ (٧‬الخدمة ‪.‬اما الحوكمة االلكترونية فهي مجموعة القوانين والخطط االدارية لتنظيم عمل دوائر الدولة والشركات االهلية وغيرها‬
‫ويشترك فيها المجتمع المدني وقطاع االعمال اي شبكة من المنظمات وكذلك هي وسيلة لتحسين االداء الحكومي في االدارة وعلى بناء‬
‫الثقة بين الحكومة وجمهور المتعاملين معها من االفراد ‪ ،‬كما انها تعمل على االرتقاء بكفاءة الجهاز االداري للحكومة االلكترونية‬
‫والوصول بالخدمات الى مستوى عالي من الدقة والسرعة وضمان مستوى عالي من الكفاءة االنتاجية مع ندرة وقوع الخطأ مما يؤدي في‬
‫النهاية الى تحقيق الشفافية االدارية‪ .‬فالحوكمة هي ما تقوم به الحكومة من أنشطة وهي تمثل الممارسة الحركية لسلطة اإلدارة والسياسة‪،‬‬
‫كما يستخدم تجريديا مصطلح الحكومة كمرادف لمصطلح الحوكمة ‪.‬وعندما نتحدث عن أهمية الحوكمة بالنسبة للشركات فال بد من‬
‫الحديث عن المؤسسة األكبر في المجتمع أال وهي الحكومة وخاصة بعد أن بدأت معظم الحكومات باالنتقال إلى الفضاء االلكتروني من‬
‫أجل تقديم خدماتها على االنترنت وبمختلف وسائل التكولوجيا الحديثة‪ .‬وتعتبر الحكومة االلكترونية أرضا خصبة لزراعة مبادئ الحوكمة‬
‫االلكترونية نظرا لتعدد الخدمات االلكترونية التي تقدمها الحكومة من جهة ولتنوع وتشتت الدوائر الحكومية التي تقدم تلك الخدمات من‬
‫جهة أخرى ‪.‬وتبرز أهمية الحوكمة في الحكومة االلكترونية والتي تعالج مواضيع جديدة لم تتطرق إليها التكنولوجيا تتضمن االتي • ‪:‬‬
‫وجود إطر وقوانين تحكم تصميم وإطالق الخدمات االلكترونية •إلتزام االدارات والوزارات بالمخطط التوجيهي العام الصادر عن‬
‫السلطة المنوطة بإدارة الحكومة االلكترونية •المعايير والمقاييس التي يجب أن تعتمدها الدوائر الحكومية في حال قررت بناء أنظمة‬
‫إلكترو‪-‬حكومية •جودة الخدمة وكيفية قياس مدى استخداميتها من قبل الجمهور المستهدف •االدوار التنظيمية والمسؤوليات في إطار‬
‫إطالق مشاريع الحكومة االلكترونية وهكذا فقد يؤدي إنتشار الخدمات االلكترونية الحكومية بطريقة عشوائية إلى المزيد من االرهاق‬
‫االداري في جسم الحكومة بدال من أن يضفي عليها رونق الفعالية والشفافية‪ .‬ومن أجل الرد على هذا التحدي تأتي حوكمة الحكومة‬
‫االلكترونية كأداة فعالة من أجل التأكد من أن الخدمات الحكومية االلكترونية المستهدفة سوف تدور في فلك التكامل والتجانس وترفع بأداء‬
‫الحكومة إلى مستويات أفضل من المستوى الحالي‪.‬‬

‫ان من اهم الصعوبات التي تواجه تطبيق مبادئ الحوكمة في العراق هي ما يأتي‬
‫‪١:‬ـ افتقار معظم المؤسسات الحكومية الى نظم األرشفة الكترونية ‪٢.‬ـ معظم مواقع الوزارات‬
‫والدوائر الحكومية على االنترنت لم تصمم وفقا للمعايير العالمية‪ .‬ولم تضمن خدمات حقيقية‬
‫يمكن ان تفيد المواطن‪ .‬اذا يغلب على تلك المواقع الجانب االعالمي والتعريفي ‪٣.‬ـ معظم‬
‫مواقع الوزارات تعطي مساحة كبيرة في االتاحة لمعلومات تخص انشطة الوزراء والوكالء‪.‬‬
‫مقابل مساحة االصغر لخدمات المستفيدين منها ‪٤.‬ـ تباين في مستوى التطور التكنولوجي‬
‫والبنية التحتية بين الوزارات العراقية ‪٥.‬ـ سيادة الثقافة الورقية في التعامالت االدارية بين‬
‫الوزارات وداخلها ‪٦.‬ـ ضعف البنية التحتية لالتصاالت ورداءة خدمة االنترنت ‪٧.‬ـ عدم وجود‬
‫شبكة اتصال محلية تربط الوزارات مع بعضها ‪٨.‬ـ شيوع النمط االداري التقليدي في‬
‫التعامالت االدارية ‪٩.‬ـ شيوع نمط التعامالت النقدية المباشرة وافتقارنا لنظم مصرفية متطورة ‪.‬‬
‫‪١٠‬ـ تعدد البطاقات التعريفية للمواطن وسهولة تزويرها ‪١١.‬ـ تفشي ظاهرة الفساد االداري‬
‫والبيروقراطية االدارية وعلى مستوى متباين من مؤسسة الى اخرى‪.‬‬
‫‪.4‬‬
‫‪.5‬‬
‫‪.6‬‬
‫‪ .7‬أهمية الحوكمة للحكومة االلكترونية‬
‫عندما نتحدث عن أهمية الحوكمة بالنسبة للمؤسسات فال بد من الحديث عن المؤسسة األكبر في المجتمع أال‬
‫وهي الحكومة وخاصة بعد أن بدأت معظم الحكومات باالنتقال إلى الفضاء االلكتروني من أجل تقديم‬
‫خدماتها على االنترنت وبمختلف وسائل التنكولوجيا الحديثة‪ .‬وتعتبر الحكومة االلكترونية أرضا خصبة‬
‫لزراعة مبادئ الحوكمة االلكترونية نظرا لتعدد الخدمات االلكترونية التي تقدمها الحكومة من جهة ولتنوع‬
‫وتشتت الدوائر الحكومية التي تقدم تلك الخدمات من جهة أخرى‪.‬‬

‫وقد عانت العديد من تجارب الحكومات االلكترونية من التجارب الفاشلة والتي كانت في معظم االحيان‬
‫باهظة الكلفة ولم يكن هناك من يحاسب ألنه باالساس لم توجد أية مقاييس لقياس النجاح والفشل وحتى إن‬
‫وجدت فقد غاب عن معظم تلك الحكومات أهمية وجود رؤية واحدة متكاملة للجسم االلكتروني الحكومي‬
‫بحيث تلتزم بمعاييره كافة الوزارات واالدارات العامة‪ .‬أضف إلى ذلك أن التقلة الى الحكومة االلكترونية‬
‫على المستوى التقني لم يوازيها نقلة متناسبة على المستوى االداري والتنظيمي‪ .‬من هنا تبرز أهمية الحوكمة‬
‫في الحكومة االلكترونية والتي تعالج مواضيع جديدة لم تتطرق إليها التكنولوجيا من قبيل‪:‬‬

‫وجود إطار وقوانين تحكم تصميم وإطالق الخدمات االلكترونية‬ ‫‪‬‬


‫•إلتزام االدارات والوزارات بالمخطط التوجيهي العام الصادر عن السلطة المنوطة بإدارة الحكومة‬
‫االلكترونية‬
‫•المعايير والمقاييس التي يجب أن تعتمدها الدوائر الحكومية في حال قررت بناء أنظمة إلكترو‪-‬حكومية‬
‫•جودة الخدمة وكيفية قياس مدى استخداميتها من قبل الجمهور المستهدف‬
‫•االدوار التنظيمية والمسؤوليات في إطار إطالق مشاريع الحكومة االلكترونية‬
‫وهكذا فقد يؤدي إنتشار الخدمات االلكترونية الحكومية بطريقة عشوائية إلى المزيد من االرهاق االداري في‬
‫جسم الحكومة بدال من أن يضفي عليها رونق الفعالية والشفافية‪ .‬ومن أجل الرد على هذا التحدي تأتي‬
‫حوكمة الحكومة االلكترونية كأداة فعالة من أجل التأكد من أن الخدمات الحكومية االلكترونية المستهدفة‬
‫سوف تدور في فلك التكامل والتجانس وترفع بأداء الحكومة إلى مستويات أفضل من المستوى الحالي(‪).2‬‬

‫‪ .2‬اهداف الحوكمة االلكترونية‬


‫ان للحوكمة االلكترونية اهداف عدة هي‪:‬‬
‫‪ ‬تقديم الخدمات للمواطنين المحليين وحصولهم على الخدمة السريعة ةغير المكلفة ‪ ،‬وتمكين المواطنين من‬
‫ممارسة الديمقراطية ومشاركتهم في جميع القضايا كما تعمل على زيادة كفاءة الوحدات المحلية مما يترتب‬
‫عليها توفير الوقت وخفض الزمن الالزم النجاز المعامالت‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق االتصال الفعال والتقليل من التعقيدات االدارية‬
‫‪ ‬خلق بيئة عمل افضل أي باستخدام تقنيات المعلومات واالتصال في المؤسسات وتأسيس بنية تحتية للحكومة‬
‫االلكترونية تساعد على العمل بكل يسر وسهولة من خالل تحقيق االنسيابية والتفاعل وتحسين واجهة‬
‫التواصل بين الحكومة وجهات العمل االخرى‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق الشفافية والعدالة ومنح الحق في مساءلة ادارة المؤسسة للجهات المعنية‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق فرصة مراجعة االداء من خارج اعضاء االدارة التنفيذية تكون لها مهام واختصاصات وصالحيات‬
‫لتحقيق رقابة فعالة ومستقلة‪.‬‬

‫المبادي االساسية للحوكمة االلكترونية‪:‬‬


‫‪9‬‬
‫تتسم الحوكمة الرشيدة على مبادئ تنطوي على ستة مبادئ اساسية وهي‬

‫هبة محمد عبد اللطيف"الحوكمة االلكترونية كمدخل االدارة المدراسية "مجلة التعليم االلكتروني العدد ‪1‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪1‬ـالشفافية‬
‫‪Transparency‬إتاحة تدفق المعلومات وسهولة الحصول عليها لجميع األطراف في المجتمع‬
‫المحلي‪ .‬ومن شأن ذلك توفير الفرصة للحكم على مدى فعالية األجهزة المحلية‪ .‬وكذلك تعزيز‬
‫قدرة ‪ 5‬المواطن المحلي على المشاركة‪ .‬كما أن مساءلة األجهزة المحلية مرهون بقدر‬
‫المعلومات المتاحة حول القوانين واالجراءات ونتائج األعمال‪.‬‬
‫‪2‬ـ المشاركة‬
‫‪Participation‬بمعنى‪ L‬يئة السبل واآلليات المناسبة للمواطنين المحليين كأفراد وجماعات‪،‬‬
‫من أجل المساهمة في عمليات صنع القرارات‪ ،‬إما بطريقة مباشرة أو من خالل المجالس‬
‫المحلية المنتخبة تعبر عن مصالحهم وعن طريق تسهيل التحديد المحلي للقضايا والمشكالت‪.‬‬
‫وفي إطار التنافس على الوظائف العامة‪ ،‬يتمكن المواطنون من المشاركة في اإلنتخابات‬
‫واختيار الممثلين في مختلف مستويات الحكم‪ .‬ويمكن أن تعني المشاركة أيضا المزيد من الثقة‬
‫وقبول القرارات السياسية من جانب المواطنين‪ ،‬األمر الذي يعني زيادة الخبرات المحلية ‪.‬ـ‬
‫‪3‬ـ والمساءلة والمحاسبة‬
‫‪Accountability‬يخضع صانع القرار في األجهزة المحلية لمساءلة المواطنين واألطراف‬
‫األخرى ذات العالقة ‪.‬ـ الشرعية ‪: Legitimacy‬قبول المواطن المحلي لسلطة هؤالء الذين‬
‫يحوزون القوة داخل ا‪4‬تمع ويمارسو‪D‬ا في إطار قواعد وعمليات واجراءات مقبولة وأن تستند‬
‫إلى حكم القانون والعدالة‪ ،‬وذلك بتوفير فرص متساوية للجميع‪.‬‬
‫‪4‬ـ تقديم الخدمات بكفاءة عالية‬
‫‪y & Effectiveness‬ويعبر ذلك عن البعد الفني ألسلوب النظام المحلي ويعني قدرة األجهزة‬
‫المحلية على تحويل الموارد إلى برامج وخطط ومشاريع تلبي احتياجات المواطنين المحليين‬
‫وتعبر عن أولويا‪L‬م‪ ،‬مع تحقيق نتائج أفضل وتنظيم اإلستفادة من الموارد المتاحة‪.‬‬
‫‪5‬ـ اإلستجابة ‪: Responsiveness‬أن تسعى األجهزة المحلية إلى خدمة جميع األطراف‬
‫المعنية‪ ،‬واالستجابة لمطالبها‪ ،‬خاصة الفقراء والمهمشين‪ ،‬وترتبط االستجابة بدرجة المساءلة‬
‫التي تستند بدورها ‪( 7‬على درجة الشفافية وتوافر الثقة بين األجهزة المحلية والمواطن المحلي‬

‫حوكمة الحكومة االلكترونية‬

‫أوال‪ :‬الفرق بين الحوكمة اإللكترونية والحكومة اإللكترونية‬


‫حفل النتاج الفكري العربي في مجال المعلومات بالكثير من التعريفات والتفسيرات لمصطلحات الحوكمة‬
‫تقابل‪E-‬‬ ‫التي‬ ‫االلكترونية‬ ‫والحكومة‬ ‫االنكليزية‪.‬‬ ‫االلكترونية ‪ E-Governance‬باللغة‬
‫‪ Government‬وكما عهدنا باحثينا العرب فانهم دائما ما يختلفون في شرح تلك المفاهيم واعادة‬
‫تفسيرها كل من منظوره الشخصي باالعتماد على خلفيته العلمية‪ .‬اذ يعرف البعض الحكومة اإللكترونية‬
‫بأنها "االستخدام التكاملي الفعال لجميع تقنيات المعلومات واالتصاالت‪ ،‬لتسهيل وتسريع التعامالت بدقة‬
‫عالية داخل الجهات الحكومية‬
‫فالحكومة اإللكترونية" هي استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في اإلدارات العامة‪ ،‬مع التغيير‬
‫التنظيمي وتعلم مهارات جديدة لتحسين أداء الخدمات العامة والعمليات الديمقراطية وتعزيز الدعم‬
‫للجمهور"‪ .‬وتكمن المشكلة التي تواجه هذا التعريف كي يتطابق مع تعريف الحوكمة اإللكترونية أنه ال ينص‬
‫على وجود إدارة لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪.‬‬

‫فإن منظور الحوكمة اإللكترونية هو "استخدام التكنولوجيا التي تساعد في الحكم ويلزم إدارتها فالحكومة‬
‫اإللكترونية ه ي المستقبل حيث تسعى العديد من البلدان جاهدة نحو تشكيل حكومة خالية من الفساد‪.‬‬
‫والحكومة اإللكترونية هي بروتوكول اتصال أحادي االتجاه في حين أن الحوكمة اإللكترونية هي بروتوكول‬
‫اتصال ثنائي االتجاهات‪ .‬ويتمثل جوهر الحوكمة اإللكترونية في الوصول إلى المستفيدين والتأكد من أن‬
‫الخدمات المخصصة للوصول إلى الفرد المطلوب قد تم الوفاء بها‪ .‬لذا‪ ،‬ينبغي أن يكون هناك نظام استجابة‬
‫تلقائي لدعم جوهر الحوكمة اإللكترونية‪ ،‬حيث تدرك الحكومة من خالله مدى فعالية إدارتها‪ .‬يتم تطبيق‬
‫الحوكمة اإللكترونية من خالل المحكومين بواسطة من يحكمونهم‪.10‬‬

‫الحوكمة االلكترونية ‪ :‬هي سلسلة العمليات واإلجراءات المحاطة بإطار قانوني والتي تهدف الى تنظيم‬
‫المعامالت والمعلومات والمخاطبات والمستندات الرسمية وغير الرسمية بين الحكومة والمواطن وتامين‬
‫سبل حفظها وأرشفتها ورقمتنها وتوفير آلية السترجاعها باالعتماد على تطبيقات تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬

‫أما الحكومة االلكترونية‪ .‬فهي خدمة االلكترونية مقدمة من الحكومات لمواطنيها باالعتماد على مخرجات‬
‫عملية الحوكمة االلكترونية وتهدف الى تبسيط إجراءات انجاز التعامالت الرسمية بين الحكومة من جهة‬

‫‪Rossel, Pierre, and Matthias Finger. “Conceptualizing e-Governance.” Management (2007) : 399-40710‬‬
‫ومواطنيها على مستوى األفراد والمنظمات والدوائر الحكومية األخرى بشفافية عالية‪ .‬باالعتماد على بوابات‬
‫االلكترونية تفاعلية مؤمنه بشكل كامل وتغذى بشكل مستمر بناتج عمليات الحوكمة‪.11‬‬

‫فإذا كانت الحكومة تشير إلى المؤسسات الرسمية للدولة والتي في ظلها تتخذ القرارات في إطار إداري‬
‫وقانوني محدد‪ ،‬وتستخدم الموارد بطريقة تخضع للمساءلة المالية‪ ،‬فإن مفهوم الحوكمة يشتمل على الحكومة‬
‫باإلضافة إلى هيئات أخرى عامة وخاصة لتحقيق نتائج مرغوبة‬

‫ومـن خـالل الحوكمـة اإللكترونيـة‪ ،‬يـتم تقـديم الخـدمات الحكوميـة المتاحـة للمـواطنين بطريقـة مريحـة‬
‫وتتسـم بالفعاليـة والشـفافية‪ .‬والفئـات الـثالث الرئيسـية المسـتهدفة الـتي يمكـن تمييزهـا في مفـاهيم الحوكمـة‬
‫هـي الحكومة والمواطنون والشركات‪/‬مجموعات المصالح‪ .‬وال توجد حدود واضحة في الحوكمة اإللكترونية‬
‫‪.‬بوجــه عــام‪ ،‬يوجــد أربعــة نمــاذج أساســية متاحــة هــي مــن الحكومــة إلى العمــالء (المــواطن)‬
‫األعمال‪.‬‬ ‫ومــن الحكومــة إلى الموظفين ومن الحكومة إلى الحكومة ومن الحكومة إلى رجال‬

‫وعليه يمكن القول ان ال حكومة االلكترونية بدون وجود حوكمة االلكترونية‪ .‬في الوقت الذي يمكن ان تبدأ‬
‫الحكومة بالحوكمة االلكترونية على مراحل تنفيذية متتابعة وصوال الى استكمال المنتج النهائي‪ .‬ولعل اهم‬
‫ركائز الحكومة االلكترونية وجود ادارة االلكترونية متكاملة قائمة على نظام ارشيف الكتروني ‪ .‬اما اهم‬
‫عوامل نجاح الحكومة االلكترونية هو الوعي المعلوماتي لمجتمع مواطنيها وتكامل البنية االساسية لتطبيقات‬
‫تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬

‫ماذا ندعو إلقامة الحكومة اإللكترونية؟‬


‫تمثل الحكومة اإللكترونية التحول الذي يساعد المواطنين واألعمال لكي تجد فرصا جديدة في اقتصاد المعرفة الدولي‪ ،‬فهي تمثل‬
‫إصالح كيفية عمل الحكومة‪ ،‬إدارة المعلومات‪ ،‬إدارة الوظائف الداخلية بالمنظمة‪ ،‬خدمة المواطنين ورجال األعمال‪ .‬وفي هذه‬
‫الحكومة اإللكترونية تستخدم التكنولوجيا الحديثة كأداة للتنمية االقتصادية والتنمية اإلدارية‬
‫أو اإلصالح اإلداري المستهدف المرتكز حول خدمة المواطن‪.‬‬

‫ثانيا أهمية الحوكمة للحكومة االلكترونية‬


‫عندما نتحدث عن أهمية الحوكمة بالنسبة للمؤسسات فال بد من الحديث عن المؤسسة األكبر في المجتمع أال‬
‫وهي الحكومة وخاصة بعد أن بدأت معظم الحكومات باالنتقال إلى الفضاء االلكتروني من أجل تقديم‬

‫‪11‬‬
‫طالل ناظم الزهري البحوث والدراسات في مجال تطبيقات تكنولوجيا المعلومات‬
‫خدماتها على االنترنت وبمختلف وسائل التكنولوجيا الحديثة‪ .‬وتعتبر الحكومة االلكترونية أرضا ً‬
‫خصبة لزراعة مبادئ الحوكمة االلكترونية نظرا ً لتعدد الخدمات االلكترونية التي تقدمها‬
‫الحكومة من جهة ولتنوع وتشتت الدوائر الحكومية التي تقدم تلك الخدمات من جهة أخرى‪.‬‬
‫وقد عانت العديد من تجارب الحكومات االلكترونية من التجارب الفاشلة والتي كانت في معظم‬
‫األحيان باهظة الكلفة ولم يكن هناك من يحاسب ألنه باألساس لم توجد أية مقاييس لقياس النجاح‬
‫والفشل وحتى إن وجدت فقد غاب عن معظم تلك الحكومات أهمية وجود رؤية واحدة متكاملة‬
‫للجسم االلكتروني الحكومي بحيث تلتزم بمعاييره كافة الوزارات واإلدارات العامة‪ .‬أضف إلى‬
‫ذلك أن النقلة إلى الحكومة االلكترونية على المستوى التقني لم يوازيها نقلة متناسبة على‬
‫المستوى اإلداري والتنظيمي‪ .‬من هنا تبرز أهمية الحوكمة في الحكومة االلكترونية والتي تعالج‬
‫مواضيع جديدة لم تتطرق إليها التكنولوجيا من قبيل‪:‬‬

‫وجود إطار وقوانين تحكم تصميم وإطالق الخدمات االلكترونية‬ ‫‪‬‬

‫التزام اإلدارات والوزارات بالمخطط التوجيهي العام الصادر عن السلطة المنوط بإدارة‬ ‫‪‬‬

‫الحكومة االلكترونية‬
‫المعايير والمقاييس التي يجب أن تعتمدها الدوائر الحكومية في حال قررت بناء أنظمة إلكترو‪-‬‬ ‫‪‬‬

‫حكومية‬
‫جودة الخدمة وكيفية قياس مدى استخداميها من قبل الجمهور المستهدف‬
‫األدوار التنظيمية والمسؤوليات في إطار إطالق مشاريع الحكومة االلكترونية‬ ‫‪‬‬

‫وهكذا فقد يؤدي إنتشار الخدمات االلكترونية الحكومية بطريقة عشوائية إلى المزيد من االرهاق‬
‫االداري في جسم الحكومة بدالً من أن يضفي عليها رونق الفعالية والشفافية‪ .‬ومن أجل الرد‬
‫على هذا التحدي تأتي حوكمة الحكومة االلكترونية كأداة فعالة من أجل التأكد من أن الخدمات‬
‫الحكومية االلكترونية المستهدفة سوف تدور في فلك التكامل والتجانس وترفع بأداء الحكومة‬
‫إلى مستويات أفضل من المستوى الحالي‬
‫مفهوم الحكومة االلكترونية‬

‫قبل الشروع في إعطاء مفهوم للحكومة اإللكترونية يتعين علينا التعريف بعض الشيء بالحكومة التقليدية‬
‫باعتبارها القاعدة األساسية لنموذج الحكومة اإللكترونية ‪.‬حيث تعرف على أنها الكيان التنظيمي الذي تشكله‬
‫الدول من أجل إدارة شؤون البالد واتخاذ القرارات اإلستراتيجية المتعلقة بالمستقبل السياسي واالقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬حيث تغطي هذه اإلدارة مجاالت التخطيط اإلستراتيجي االقتصادي والعسكري واألمني وتنمية‬
‫الناتج القومي وتعليم المواطنين والمحافظة على صحتهم وتحسين ظروف معيشتهم وإدارة األزمات وتنمية‬
‫عالقات البالد مع العالم الخارجي إلى غيره من المهام المتعددة األخرى‪ .‬و منه فتعريف الحكومة اإللكترونية‬
‫هي استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لتحسين أسلوب أداء الخدمات الحكومية‪ .‬و بصيغة أخرى‬
‫تعنى تغيُّر أسلوب أداء الخدمة من أسلوب يتميز بالروتين والبيروقراطية وتعدد وتعقد اإلجراءات إلى‬
‫أسلوب يعتمد على استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لتحسين أداء الخدمات الحكومية بهدف تقديمها‬
‫للمواطن بطريقة سهلة عبر شبكة االنترنت مما يوفر الكثير من الجهد والمال لها فتنخفض بذلك تكلفة أداء‬
‫الخدمة‬

‫الحكومة اإللكترونية )‪ ( Bachus, Michiel, 2001‬هي أكثر من مجرد موقع ويب حكومي علي اإلنترنت‪ .‬ويوجد تعاريف وألفاظ كثيرة‬
‫شائعة االستخدام للحكومة اإللكترونية‪ ،‬مثل‪ :‬األعمال اإللكترونية‪ ،‬الديمقراطية اإللكترونية‪ ،‬الحكومة الرقمية‪ ،‬الخ‪.‬‬

‫اما الحكومة االلكترونية‪ .‬فهي خدمة االلكترونية مقدمة من الحكومات لمواطنيها باالعتماد على‬
‫مخرجات عملية الحوكمة االلكترونية وتهدف الى تبسيط اجراءات انجاز التعامالت الرسمية بين‬
‫الحكومة من جهة ومواطنيها على مستوى االفراد والمنظمات والدوائر الحكومية االخرى بشفافية‬
‫عالية‪ .‬باالعتماد على بوابات االلكترونية تفاعلية مؤمنه بشكل كامل وتغذى بشكل مستمر بناتج‬
‫عمليات الحوكمة‪.12‬‬

‫أهداف الحكومة اإللكترونية ‪ :‬إن الحكومة اإللكترونية ينتظر منها أن تحقق جملة من األهداف أهمها‪.)4( 13 :‬‬

‫‪ -1-4‬ترشيد القرارات المتعلقة بالعمل الحكومي والتقليل من اإلجراءات المعقدة من خالل إعادة‬
‫تنظيم العمل اإلداري وتأهيل الكوادر البشرية وتزويدهم بالتقنيات الحديثة والتدريب الجيد عليها‪.‬‬
‫‪ -2-4‬تخفيف القيود البيروقراطية والتقليل من الرزم الورقية إلنجاز المعامالت وبالتالي تخفيف‬
‫األعباء على المواطنين وتخفيض الجهد والوقت والتكاليف في إنجاز هذه المعامالت‪.‬‬
‫‪ -3-4‬تبسيط واختصار اإلجراءات اإلدارية بواسطة غربلة المعلومات وإنتقاء ما ينفع منها فقط‬
‫وإزالة الباقي‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫طالل ناظم الزهري البحوث والدراسات في مجال تطبيقات تكنولوجيا المعلومات‬
‫إدارة التميز‪ ،‬نماذج وتقنيات اإلدارة في عصر المعرفة‪ ،‬دار غريب للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،2002 ،‬السلمي علي‪،‬‬
‫‪13‬‬

‫ص ‪ ،255-253‬يتصرف‬
‫‪ -4-4‬تدعيم الشفافية والعمل في وضوح تام‪ ،‬مما يضفي خاصية المصداقية على أعمال المؤسسات‬
‫الحكومية وغيرها‪.‬‬

‫أمريكا‬
‫ألف موقع لخدمة المواطن ‪22‬‬

‫بلغ اإلنفاق على تقنية معلومات الحكومة المركزية األمريكية ‪ 48‬مليار دوالر في العام ‪ 2002،‬وما يزيد على ‪ 53‬مليار‬
‫دوالر في العام ‪ 2003،‬أنفق جزء كبير منها على مبادرات اإلنترنت التي نتج عنها في حقبة قصيرة عن ‪ 35‬مليون‬
‫صفحة مباشرة على الويب في ‪ 22‬ألف موقع‪ ،‬غير أن الجهود ركزت على آليات تقنية المعلومات لمكاسب في إنتاجية‬
‫الحكومة وقدرتها على خدمة المواطن ‪ .‬وفي األعوام القليلة الماضية قامت حكومة الواليات المتحدة األمريكية‬
‫بمباد رات لتسهيل قدرة المواطنين في الحصول على خدمات والتفاعل مع الحكومة وتحسين الكفاءة والفاعلية ورفع‬
‫مستوى تقبل المواطنين للحكومة اإللكترونية ‪ .‬كما أن الرؤية االستراتيجية لإلدارة تؤكد حاجة الحكومة إلصالح عملياتها‬
‫‪ .‬مسترشدة بثالثة مبادئ وهي التركيز على حاجات وقدرات المواطن‪ ،‬واالهتمام بالنتائج‪ ،‬واالرتكاز على السوق‬

‫‪-‬‬ ‫‪See‬‬ ‫‪more‬‬ ‫‪at:‬‬ ‫‪http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/b7e87bfa -29dc-414f-aceb-‬‬


‫‪6e4d403eb2b1#sthash.exRRfqa0.dpuf‬‬
‫مما تقدم نستطيع القول أن محصلة األهداف الناجمة من إستخدامات الحكومة‬
‫اإللكترونية تتمثل تحديدا في زيادة دقة البيانات‪ ،‬اإلستخدام األمثل للموارد المادية‬
‫والبشرية‪ ،‬التقليص من حجم اإلجراءات اإلدارية وبالتالي اإلقتصاد في الجهد والوقت‬
‫والتكاليف المؤدي إلى الرفع من مستويات األداء في مختلف المؤسسات الحكومية‬
‫واالقتصادية وغيرها‪.‬‬
‫يعتبر تطبيق برامج الحوكمة اإللكترونية في الدول النامية‬
‫أكثر تعقيداً وصعوبة مقارنة بنظيراتها من الدول المتقدمة ‪.‬‬
‫وقامت دراسة بالبحث في أكثر من ‪ 15‬نموذجاً لبرامج‬
‫الحوكمة اإللكترونية التي تم تطبيقها في عدد من الدول‬
‫النامية (كالبرازيل واألرجنتين وتشيلي والصين وكولومبيا‬
‫)‬ ‫والفلبين‪.‬‬ ‫وجاميكا‬ ‫ووالهند‬ ‫وغواتيماال‬
‫وأظهرت الدراسة أن برامج الحوكمة اإللكترونية توفر‬
‫للحكومات الكثير من الفرص ‪ .‬إال أن قدرة البلدان النامية‬
‫على االستفادة القصوى من تلك البرامج ما زالت محدودة‬
‫بسبب العوائق السياسية واالجتماعية واالقتصادية ‪. - See‬‬
‫‪more‬‬ ‫‪at:‬‬
‫‪http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/b7e87bfa-‬‬
‫‪29dc-414f-aceb-‬‬
‫‪6e4d403eb2b1#sthash.SzdmbiKF.dpuf‬‬

‫البنى التحتية اإلفريقية تعرقل الحكومة االلك‬


‫ترونية‬

‫يمثل النمو العالمي المتزايد على تبني نظام الحكومة اإللكترونية‬


‫داللة على دورها كآلية فعالة في مجاالت الخدمة العامة ‪ .‬ففي‬
‫جنوب إفريقيا تم تبني النظام والعمل عليه كجزء أساسي من‬
‫استراتيجيتها الخاصة بسهولة حصول المواطنين كافة على‬
‫الخدمات ‪ .‬وتعد مبادرة مقاطعة كيب الغربية من أهم البرامج‬
‫الرائدة في هذا المجال ‪.‬‬
‫ويتمثل الهدف من هذه الدراسة في تحديد بعض العوامل التي‬
‫حالت دون تنفيذ برنامج الحكومة اإللكترونية بصورة ناجحة في‬
‫عدد من البلدان‪.‬‬
‫لقد أدى االنتشار الكبير لإلنترنت التي يتم استخدامه وتوزيعه‬
‫بطرق تكنولوجية عديدة إلى إنشاء مرحلة جديدة يتوجب فيها‬
‫على المؤسسات الحكومية والخاصة العمل بها وتبنيها ‪ .‬وتشكل‬
‫المعرفة في هذه المرحلة الجديدة واحداً من أهم العوامل‪.‬‬
‫وتوصف الحوكمة اإللكترونية على أنها استخدام تقنية المعلومات‬
‫واالتصاالت لكي تتحول الحوكمة من مستوياتها التقليدية إلى‬
‫مرحلة تكون فيها الخدمات الحكومية أكثر فاعلية وسهولة ‪ .‬ففي‬
‫جنوب إفريقيا فقد تم تبني تقنية المعلومات واالتصاالت كقطاع‬
‫مهم جداً‪ ،‬وهو اإلطار الحكومي الخاص بتسهيل الخدمات لكافة‬
‫المواطنين ‪ .‬وينظر إلى تقنية المعلومات واالتصاالت على أنها‬
‫المفتاح الرئيسي للتخفيف من حدة الفقر والتهميش االجتماعي‬
‫‪ .‬فمنذ العام ‪ 1994‬بدأت حكومة جنوب إفريقيا في التركيز على‬
‫مفهوم المجتمع المعلوماتي الهادف للتعرف إلى كيفية اعتباره‬
‫حافزاً تحديثياً في النهوض بمجتمع جنوب إفريقيا واقتصادها عبر‬
‫استخدام تقنية المعلومات واالتصاالت‪.‬‬
‫ويتمثل الهدف الرئيسي من هذه الدراسة في التعرف إلى‬
‫الجوانب الرئيسية التي تؤثر في نجاح تنفيذ برامج الحوكمة‬
‫اإللكترونية بجنوب إفريقيا مع أخذ البرنامج المتبع بكيب الغربية‬
‫كمثال تبنى عليه الدراسة ‪ .‬وتجيب هذه الدراسة على العديد‬
‫من األسئلة منها ماهية العقبات التي تحول دون إتمام برنامج‬
‫الحوكمة اإللكترونية بمقاطعة كيب الغربية ونوع العالقة بين كل‬
‫من العوامل الرئيسية التي تؤثر في تنفيذ برامج الحوكمة‬
‫اإللكترونية بنجاح‪ ،‬عالوة على الكيفية التي يتم بها إيجاد حلول‬
‫للتحفظات المرتبطة بتنفيذ برامج الحوكمة اإللكترونية‪.‬‬
‫وجاء اختيار كيب الغربية كمعيار لهذه الدراسة نتيجة لمتطلبات‬
‫تنفيذ الحوكمة اإللكترونية في المقاطعة‪ ،‬حيث إنها فازت بالعديد‬
‫من الجوائز المرموقة بسبب نجاحها ورؤيتها لمشروع الحوكمة‬
‫اإللكترونية ‪ .‬وعالوة على ذلك فقد أعربت بعض المقاطعات‬
‫األخرى عن نيتها محاكاة االستراتيجيات والمبادرات التي تبنتها‬
‫مقاطعة كيب الغربية‪ ،‬وبالتالي فإنها ستأمل في الحصول على‬
‫المعلومات التي ستخلص إليها الدراسة وتأثيرها على تنفيذ‬
‫المشروع‪.‬‬
‫وخلصت الدراسة إلى أن التحديات الرئيسية في تنفيذ تلك‬
‫المشاريع في القارة اإلفريقية تتمثل في جوانب عدة‪ ،‬أولها‬
‫مستوى تطور البنى التحتية للمعلومات واالتصاالت‪ ،‬وثانياً الموارد‬
‫البشرية وخلق فرص التوظيف‪ ،‬وثالثاً الوضع الحالي للقارة‬
‫اإلفريقية في االقتصاد العالمي‪ ،‬رابعاً وأخيراً عدم كفاية األطر‬
‫القانونية والتنظيمية واالستراتيجيات الحكومية‪.‬‬
‫تم تبني برامج الحوكمة اإللكترونية في القارة اإلفريقية وبالدول‬
‫النامية منها كإصالح افتراضي لمعالجة قضايا الفقر ‪ .‬وبناءاً على‬
‫حقوق اإلنسان األساسية التي تشتمل على حرية حصوله على‬
‫المعلومات‪ ،‬فإن الدستور بجنوب إفريقيا ينص ويلزم الدولة على‬
‫تسهيل الوصول إلى معلوماتها على نطاق واسع لكافة المواطنين‬
‫‪-‬‬ ‫‪See‬‬ ‫‪more‬‬ ‫‪at:‬‬
‫‪http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/b7e87bfa-‬‬
‫‪29dc-414f-aceb-‬‬
‫‪6e4d403eb2b1#sthash.SzdmbiKF.dpuf‬‬

‫ثانيا‪-‬خصائص الحكومة اإللكترونية‬ ‫‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يالحظ أن تطبيق نظام الحكومة اإللكترونية سوف يوفر العديد من المزايا تتمثل في اآلتي ‪:‬‬

‫‪1 -‬سرعة أداء الخدمات‪:‬‬

‫حيث أنه بإحالل الحاسب اآللي محل النظام اليدوي التقليدي‪ ،‬حدث تطور في تقديم الخدمة للجمهور حيث‬
‫قلت الفترة الزمنية الالزمة ألداء خدمة يعود ذلك إلى سرعة تدفق المعلومات والبيانات من الحاسب اآللي‬
‫بخصوص الخدمة المطلوبة‪ ،‬ومن ثم يتم القيام ‪+‬ا في وقت محدد قصير مجلة الريادة القتصاديات األعمال‪-‬‬
‫ا‪4‬لد ‪- 03‬العدد ‪~ 51 ~ 2017/04‬جدا‪ .‬هذا فضال عن اإلنجاز اإللكتروني للخدمة يخضع لرقابة أسهل‬
‫وأدق من تلك التي تفرض على الموظف في أداء أعماله في نظام اإلدارة التقليدية‬

‫‪. 2 -‬تخفيض التكاليف‪ :‬يالحظ أن أداء األعمال اإلدارية بالطريقة التقليدية يستهلككمياتكبيرة جدا من‬
‫األوراق والمستندات واألدوات الكتابية‪ .‬هذا فضال على أنه يحتاج إلى العرض على أكثر من موظف وذلك‬
‫لالطالع عليه والتوقيع ما يفيد ذلك وإحالته إلى موظف أخر‪ .‬ومن شأن ذلككله ارتفاع تكاليف أداء الخدمة‪،‬‬
‫وذلك نظرا الرتفاع أثمان وأسعار المواد الالزمة ألداء الخدمة‬

‫– ‪. 3‬اختصار اإلجراءات اإلدارية‪ :‬ال شك العمل اإلداري التقليدي السائد اآلن يتسم بالعديد من التعقيدات‬
‫اإلدارية وذلك ألنه يحتاج في معظم األحيان إلى موافقة أكثر من جهة إدارية على العمل المطلوب‪ ،‬هذا‬
‫فضال عن السمات التي تلحق بالموظف القائم بأداء الخدمة والذي قد يحصل على إجازة أو ال يتواجد في‬
‫مكان عمله ومن ثم يتعطل أداء الخدمة من يوم إلى أخر ‪.‬وللقضاء على هذه البيروقراطية فإنه إتباع طريق‬
‫الحكومة اإللكترونية يمكن تبسيط هذه اإلجراءات‪ ،‬وإنجازها بسرعة وسهولة توفيرا للوقت والجهد والنفقات‬
‫‪14‬‬
‫وذلك خاصة فيما يتعلق بأماكن اإلدارات وأعداد العاملي‬

‫تبسيط االجراءات االدارية‬

‫وجعل الحكومة تعمل بكفاءة وفاعلية‪ ،‬بما يحقق العدالة‬


‫والمساواة‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪.‬محمد أحمد سمير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪، 2008 ،‬ص ‪64‬‬
‫كما تعتبر الحكومة اإللكترونية مرادفاً لعمليات تبسيط اإلجراءات‬
‫الحكومية وتيسير النظام البيروقراطي أمام المواطنين من خالل‬
‫إيصال الخدمات لهم بشكل سريع وعادل في إطار من النزاهة‬
‫والشفافية والمساءلة الحكومية‪ ،‬مع ضمان سرية وأمن‬
‫المعلومات المتناقلة في أي وقت وأي مكان ‪. - See more at:‬‬
‫‪http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/b7e87bfa-29dc-‬‬
‫‪414f-aceb-6e4d403eb2b1#sthash.SzdmbiKF.dpuf‬‬
‫مـن خـالل الحوكمـة اإللكترونيـة‪ ،‬يـتم تقـديم الخـدمات الحكوميـة المتاحـة للمـواطنين‬
‫بطريقـة مريحـة وتتسـم بالفعاليـة والشـفافية وتبسيط االجراءات االدارية بالحكومة االلكترونية التي تعتمد‬
‫في اسلوبها استخدام تكنولوجيا المعلومات ومن اهم عوامل نجاحها الحكومة االلكترونية او الركيزة‬
‫االساسية لنجاحها هي االدارة االلكترونية تواجه البرامج تبسيط االجراءات بالدولة الليبية عائق لنقص‬
‫المهارات لدى اغلبية العاملين في استخدام تقنيات المعلومات وامهارات باللغة االنجليزية‬

‫اوال ‪:‬اإلجراء‪ :‬إحالة المعامالت الواردة‬

‫تعريف‪ :‬هي المعامالت التي يتم إحالتها إلى الشعب وكذلك إحالتها من الشعب إلى مركز االتصاالت دخل‬
‫االدارة أو إلى اإلدارات داخل جهاز الوزارة المركزي‪.‬‬
‫كل خدمة تقدمها اإلدارة في القطاع الخاص أو العام لها إجراءات عمل مقررة ومعتمدة‪ ،‬وعلى كل طالب‬
‫خدمة السير بهذه اإلجراءات للحصول عليها‪ ،‬فأما القطاع الخاص فانه يميل إلى تبسيط اإلجراءات اإلدارية‬
‫الالزمة للحصول على خدماته‪ ،‬فخدمات شركات القطاع الخاص عادة ما تكون متوفرة وسهلة ومرنة‪ ،‬ألن‬
‫هدفها هو كسب رضا الزبائن‪ ،‬ورضا الزبائن يوفر لها زبائن دائمين‪ ،‬والزبائن الدائمون يوفرون المال‬
‫الكثير‪.‬‬

‫غير أن القطاع العام‪ ،‬بالتشريعات واألساليب واإلجراءات المعمول بها فيه‪ ،‬والتي كانت تعتبر لفترة طويلة‬
‫من ضروراته‪ ،‬لن يكون قادرا على مجاراة القطاع الخاص المتحرر من هذه القيود‪ ،‬وإذا رغب في اللحاق‬
‫بالتطور‪ ،‬البد له أن يراجع تشريعاته وأساليبه وإجراءاته‪ ،‬وبأقصر وقت بين الطلب واالستالم‪ .‬حيث يميل‬
‫القطاع العام إلى تعقيد اإلجراءات الالزمة للحصول على خدماته‪ ،‬فخدمات إدارات القطاع العام ليست متاحة‬
‫في كل وقت‪ ،‬وليست سهلة وال مرنة‪ ،‬وليست مجانية دائما‪ ،‬مع أن إدارات القطاع العام تمتلك من الموارد‬
‫البشرية والمادية أكثر مما تمتلكه شركات القطاع الخاص‪.‬‬

‫ربما تكون مسألة الحصول على الخدمات األساسية ليست ذات أهمية لدى بعض المواطنين الميسورين الذين‬
‫يمكن أن يحصلوا على تلك الخدمات من شركات القطاع الخاص‪ ،‬أو يمكن أن يحصلوا عليها من إدارات‬
‫القطاع العام التي توفر بعض الخدمات بالسرعة المطلوبة لمن يدفع مبالغ مالية فوق العادة‪ ،‬كخدمة إصدار‬
‫الجوازات مثال‪.‬‬

‫إال أن المشكلة تظهر جليا لدى غالبية المواطنين عندما تكون الخدمات المطلوبة حكرا على إدارات القاطع‬
‫العام دون شركات القطاع الخاص‪ ،‬وعندما ال يقوم القطاع العام بتوفيرها بطريقة ميسرة‪ ،‬مما يضطر‬
‫المواطنون إلى دفع مبالغ مالية كبيرة للسماسرة والموظفين المباشرين وغيرهم من مزودي الخدمة من أجل‬
‫الحصول عليها في الوقت والزمان المناسبين للمواطن‪.‬‬
‫انطالقا من ذلك‪ ،‬فان القطاع العام عموما مازال قطاعا طاردا غير جاذب للمتعاملين؛ وخدماته ليست‬
‫مشجعة دائما‪ ،‬رغم أنه المعني األول بتقديم الخدمات األساسية للمواطنين‪ .‬وهذا يعني إن إدارات القطاع‬
‫العام‪ ،‬إذا ما أرادت أن تقدم خدمة سهلة ومرنة وذات جودة عالية‪ ،‬وإذا ما أرادت أن تنصف مواطنيها‪،‬‬
‫وتوفر لهم خدماتها األساسية‪ ،‬وتحد من مظاهر الفساد اإلداري والمالي المستشري بين مسؤوليها وموظفيها‪،‬‬
‫فإنها مضطرة إلى تبسيط إجراءاتها اإلدارية‪ ،‬وهي إجراءات مطولة ومعقدة تتسم بكثرة عدد المراحل التي‬
‫تمر فيها المعاملة‪ .‬وكثرة السجالت المطلوب الرجوع إليها أو مالحظتها‪ ،‬وكثرة عمليات الرقابة والتدقيق‪،‬‬
‫وضياع المعامالت‪ ،‬وزيادة شكاوى المواطنين‪ ،‬وغيرها‬

‫االصالح االداري لتبسط االجراء‬

‫يمثل تبسيط اإلجراءات جزءا هاما من إستراتيجية التنمية اإلدارية‪ ،‬وهي ترتكز على تحسين عالقة اإلدارة‬
‫بالمواطن من ناحية‪ ،‬والعناية بالموظف من ناحية أخرى‪ .‬واإلجراءات الميسرة تعبر عن مظاهر تقدم الدولة‪،‬‬
‫ففي الماضي اقتصرت تطلعات المستهلكين على الحصول على الخدمة بأي وسيلة‪ ،‬أما في العصر الراهن‬
‫فقد اختلفت متطلبات ورغبات المستهلكين التي تزايدت لتشمل نوعية الخدمة‪ ،‬وكيفية تقديمها‪ ،‬ومدى سهولة‬
‫الحصول عليها‪،‬‬

‫تُعرف عملية تبسيط اإلجراءات بأنها "الحصول على أسهل وأسرع وأرخص الطرق إلنجاز العمل) فتبسيط‬
‫اإلجراءات يعني عمليات أقل‪ ،‬ومستندات أقل‪ ،‬ووقت أقل‪ ،‬واحتكاك أقل مع الجمهور‪ .‬وتظهر أهمية التبسيط‬
‫من خالل تسهيل أمور المواطنين‪ ،‬حيث إن إطالة اإلجراءات وتعقيدها تؤدي إلى عرقلة تقديم خدمات‬
‫للمواطنين وتعمل على زيادة معاناتهم وزيادة التكاليف المادية والمعنوية‪ ،‬إضافة إلى شعور المراجعين بعدم‬
‫الرضا عن أداء وخدمات التنظيمات اإلدارية‪ ،‬ثم من خالل تسهيل أمور العاملين‪.‬‬

‫ّ‬
‫يشكل تبسيط اإلجراءات اإلدارية دعامة أساسية من دعائم اإلصالح اإلداري الشامل‪ ،‬من شأنه االرتقاء‬
‫بعملية تفعيل مؤسسات القطاع العام وتعزيز شفافيته‪ ،‬ويحقق تبسيط اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬مجموعة من‬
‫الفوائد‪ ،‬لكل من اإلدارة القائمة بالتبسيط‪ ،‬والجهة المتعاملة معها‪ ،‬سواء كانت من المواطنين أو قطاع‬
‫األعمال‪ ،‬ومن أهم الفوائد التي يؤدي إليها تبسيط اإلجراءات هي تسهيل إجراءات العمل والتقليل من مخاطر‬
‫ارتكاب المخالفات واألزمات‪ ،‬والتجاوزات‪ ،‬إضافة إلى أن بساطة اإلجراءات تؤدي إلى إتقان العمل وزيادة‬
‫الرضا الوظيفي‪ .‬ويساعد تبسيط اإلجراءات على التقليل من التكاليف على المتعاملين وعلى إدارة القطاع‪،‬‬
‫مادامت اإلجراءات واضحة‪ ،‬سهلة اإلدراك‪ .‬وكذلك يحد من مظاهر الفساد اإلداري‪ :‬وذلك ألن كثرة‬
‫اإلجراءات وتعقيدها تجعل بعض الموظفين والمراجعين يلجئون إلى استخدام الرشوة‪ ،‬وكل ذلك يمكن‬
‫القضاء عليه بعمل تغيير شامل في أساليب العمل وتبسيط اإلجراءات‪.‬‬

‫وقد سارعت دول مختلفة إلى تحديث التشريعات وتيسير األساليب وتبسيط اإلجراءات اإلدارية في القطاع‬
‫العام‪ ،‬فعملت على تعزيز استخدام المعلوماتية وتوسيع االتصال بجمهور المتعاملين عبر الشبكة اإللكترونية‪،‬‬
‫وإعادة هندسة عمليات اإلدارة العامة‪ ،‬وإنشاء ما عرف بـ "الحكومة اإللكترونية" عن طريق استخدام‬
‫تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وبصورة خاصة اإلنترنت في تقديم المعلومات والخدمات‪ ،‬بأكثر الطرق مالئمة‪،‬‬
‫والموجهة لصالح المستهلك‪.‬‬

‫وخالصة األمر أن تبسيط اإلجراءات لم يعد خيارا‪ ،‬بل هو ضرورة إدارية الزمة لكل إدارة لشركة عامة أو‬
‫خاصة تريد أن تحققها أهدافها في التنمية واإلبداع‪ ،‬وتكون أفضل من غيرها في تقديم الخدمة من حيث‬
‫المرونة والمقبولية والجودة‪ ،‬ويمكن التوصل إلى مفهوم تبسيط اإلجراءات وتحديد معناه المقصود من خالل‬
‫العناصر التالية‪:‬‬

‫‪1-‬حذف الخطوات غير الضرورية التي ال مبرر لها‪ ،‬وال فائدة منها‪ ،‬بما يساعد الموظفين على إنجاز‬
‫معامالت المواطنين بأقصر وقت ممكن‪.‬‬
‫‪2-‬دمج الخطوات الصغيرة والمتقاربة في خطوة واحدة‪ ،‬وبعدد قليل من الموظفين‪ ،‬بما يساعد على تقليل‬
‫زمن إنجاز المعامالت‪ ،‬ويحد من تبعثر المسؤوليات‪.‬‬

‫‪3-‬التقريب المكاني بين مكاتب الموظفين المشتركين في انجاز الخدمة الواحدة بحيث يصبح هؤالء‬
‫الموظفون موجودين في مكان واحد‪ ،‬بما يؤدي إلى تسيير معامالت المواطنين طالبي الخدمات‪ ،‬وتقصر‬
‫المسافات بين مكاتب الموظفين بما فيها التخلص من الجدران الداخلية (إذا أمكن) وفتح المكاتب على بعضها‬
‫البعض‪.‬‬
‫‪4-‬إعادة ترتيب أماكن عمل الموظفين والمسؤولين‪ ،‬في المواقع المناسبة للموظفين‪ ،‬واألماكن المناسبة‬
‫لألجهزة والمعدات‪ ،‬بما يساعد على انجاز الخدمات بشكل انسيابي متسلسل‪ ،‬يسهل على الموظفين نقل‬
‫األوراق فيما بينهم دون حاجة إلى مساعدين أو المراسلين‪،‬‬

‫نطاق عمل الحكومة اإللكترونية ‪ :‬إن نطاق عمل الحكومة اإللكترونية يأخذ في الحسبان كل ما تمارسه‬
‫(‪15 )5‬‬
‫الحكومة في العالم الواقعي أي الحكومة التقليدية حيث تغطي المجاالت التالية‪. :‬‬
‫‪ -‬البيانات والوثائق المختلفة كسجالت األحوال المدنية‪ ،‬الوثائق التجارية‪ ،‬وثائق التأمين وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬خدمات التعليم والبحث العلمي عبر األنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬خدمات الضرائب والخدمات المالية وكافة خدمات األعمال‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة في اإلنتخابات‪ ،‬السالمة واألمن والرعاية الصحية ومختلف الخدمات اإلجتماعية‬
‫األخرى وغيره‪.‬‬
‫الفوائد والمزايا‬
‫مما تقدم تم التعرض إلى أهم الفوائد والمزايا المتولدة عن إستخدامات الحكومة اإللكترونية‪ ،‬وفي هذا السياق‬
‫سوف نحاول التركيز على هذه اآلثار المتعلقة تحديدا بمؤسسات األعمال في ظل الفضاء اإللكتروني والتحول‬
‫إلى اإلقتصاد الرقمي‪ ،‬حيث يمكننا تفصيل أهم هذه اآلثار من خالل التحليل الموالي‪:‬‬

‫‪ -1‬على المستوى التنظيمي ‪ :‬يتم التحول من الهياكل التنظيمية التقليدية المبنية على األساس الوظيفي إلى‬
‫هياكل مصممة على أساس التدفقات المعلوماتية تتمتع بالديناميكية والتفاعل بإستمرار مع المتغيرات الخارجية‬
‫والداخلية‪ ،‬ويستند الهيكل التنظيمي ضمن هذا النمط الجديد إلى المرتكزات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تفعيل وظائف اإلدارة اإلستراتيجية قصد تحقيق القيمة المضافة األعلى من خالل الصياغة الدقيقة لرسالة‬
‫المؤسسة‪ ،‬القيادة اإلستراتيجية‪ ،‬الرقابة اإلستراتيجية وغيرها خدمة لتفعيل توجهات المؤسسة نحو تحقيق‬
‫أهدافها‪.‬‬
‫‪ -‬يضم وحدات وظيفية مشتركة التي تباشر الوظائف ذات الطبيعة اإلستشارية ومنها إدارة الموارد البشرية‪،‬‬
‫اإلدارة المالية‪ ،‬إدارة التخطيط‪ ،‬إدارة البحوث والتطوير وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬كما يضم أيضا وحدات وظيفية تنفيذية التي تقوم بتنفيذ عمليات اإلنتاج وغيرها‪ ،‬تسعى من خالل ذلك‬
‫المؤسسة بناء درجات عالية من التكامل واآلنية في التعامل مع العمالء والموردين والمالكين وكل من له‬
‫مصلحة فيها(‪.)8‬‬

‫‪ ،‬ص ‪: 08/12/2007،abata 400@ Yahoo.co.uk‬الحكومة اإللكترونية‪ -‬اإلطار العام الريامي محمود بن ناصر‪،‬‬
‫‪15‬‬

‫‪ ،02‬بتصرف‬
‫‪ -2‬على مستوى القيادة ‪ :‬سبق وأن تعرضنا ألهمية هذا العنصر في تفعيل تطبيق الحكومة اإللكترونية‬
‫وضمن هذا السياق نحاول إظهار هذا الدور على مستوى مؤسسة األعمال ضمن النمط الرقمي‪ ،‬حيث إن‬
‫القيادة في األساس تكون مشتركة ومتبادلة ومتكاملة والمهمة المحورية للقيادة ضمن هذا المناخ هي توجيه‬
‫التفوق ونشر فكر‬
‫وتنمية وتمكين األفراد نحو النمط اإللكتروني وتحقيق مزاياه المتمثلة في اآلنية واإلبتكار و ّ‬
‫ومنطق العمل المتميز بين الجميع(‪.)9‬‬

‫‪ -3‬على مستوى الموارد البشرية ‪ :‬يمثل المورد البشري الحامل لمعرفة رأس المال الحقيق واألهم لمؤسسة‬
‫األعمال ضمن التحول للنمط اإللكتروني من خالل القدرة على استيعاب متطلبات تقنيات المعلومات‬
‫واالتصال والفرص التي تتيحها وأساليب التعامل معها‪ ،‬ويتجلى ذلك أساسا من خالل ما يلي‪.)10( :16‬‬
‫‪ -‬درجة عالية من النشاط والديناميكة في تأدية األعمال‪.‬‬
‫‪ -‬درجة عالية من العالقات التبادلية‪ ،‬حيث يعملون بمنطق لتشابك والتكامل والترابط وتنمية رؤى العمل‬
‫المشترك وروح الفريق‪.‬‬

‫شير اإلصالح التنظيمي( باإلنجليزية)‪ ،: Regulatory reform‬إلى التحسينات في جودة التنظيم الحكومي‪.‬‬
‫على المستوى الدولي ‪ ،‬يهدف برنامج اإلصالح التنظيمي لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي‬
‫)‪(OECD‬إلى مساعدة الحكومات على تحسين الجودة التنظيمية ‪ -‬أي إصالح األنظمة التي تثير عقبات‬
‫[‪]1‬‬
‫غير ضرورية أمام المنافسة واالبتكار والنمو ‪ ،‬مع ضمان أن تخدم اللوائح أهدافا اجتماعية مهمة‪.‬‬
‫مواز إلى جانب إزالة القيود التنظيمية‪ .‬يشير اإلصالح التنظيمي إلى البرامج‬
‫ٍ‬ ‫اإلصالح التنظيمي هو تطور‬
‫‪17‬‬
‫المنظمة والمستمرة لمراجعة اللوائح بهدف تقليلها وتبسيطها وجعلها أكثر فعالية من حيث التكلفة‬

‫وفق‬ ‫يرى الكثير من الباحثين بأن مفهوم الحوكمة أو الحكم الراشد ) )‪La bonne Governance‬‬
‫البعد اإلداري على حتمية ووجوب وضع ستراتيجية اإلصالح التنظيمي وفق مفاهيم تتجسد في الشفافية ‪،‬‬
‫الفاعلية‪ ،‬النزاهة ‪ ،‬سرعة االستجابة ‪ ،‬المساءلة والمشاركة ‪ ،‬والتي يمكن أن ترتقي بجودة الخدمة العامة وتحقق‬
‫‪18‬‬
‫رضا الزبون (المواطن‬

‫عربيا استخدم مصطلح الحكم الراشد وفق مصطلحات متنوعة منها ( الحكم‪ ،‬الحاكمية ‪،‬الحوكمة ‪ ،‬الحكم الجيد‪،‬‬
‫الحكم الصالح ) أما مدلول الحكم الراشد فإنه يركز على قيم المساءلة )‪ (Accountability‬والشفافية‬

‫إدارة التميز‪ ،‬نماذج وتقنيات اإلدارة في عصر المعرفة‪ ،‬دار غريب للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،2002 ،‬السلمي علي‪،‬‬
‫‪16‬‬

‫ص ‪ ،261‬يتصرف‬
‫‪17‬‬
‫‪.‬واي باك مشين يونيو ‪ 2012‬على موقع ‪ 10‬نسخة محفوظة ‪OECD, OECD Regulatory Reform Programme‬‬
‫‪18‬‬
‫‪http://www.alnoor.se/article.asp?id=272199‬‬
‫)‪(Transparency‬والقدرة على التنبؤ )‪ (Predictability‬والمشاركة الواسعة من جميع قطاعات المجتمع‬
‫‪ ،‬بالتالي فقد عرف الحكم الراشد المحلي )‪ (Good Local Governance‬بأنه استخدام السلطة السياسية‬
‫وممارسة الرقابة على المجتمع المحلي ‪ ،‬من أجل تحقيق التنمية في الجوانب االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ويعّرف‬
‫البنك الدولي الحكم الراشد وفق المفهوم الضيق الذي تفضل أدبيات البنك الدولي استخدامه على فكرة اإلدارة‬
‫الرشيدة بداللة النمو االقتصادي عندما يتم التطرق إلى التنمية في حين أن المفهوم الواسع يرتفع إلى مستوى‬
‫السياسة فيعالج مسألة الحكم والعالقة بين عامة الناس واإلدارة الحاكمة بما يدخل في ذلك مسألة الشرعية‬
‫والمشاركة والتمثيل والمساءلة إضافة إلى اإلدارة العامة الرشيدة باعتبارها من مكونات الحكم الراشد (‬
‫الصالح) كما يذهب إلى ذلك تقرير التنمية اإلنسانية العربية‪.‬‬

‫ابعاد الحوكمة االلكترونية تتألف من عشرة عناصر (الشفافية‪ ،‬المشاركة‪ ،‬العدالة والمساواة‪ ،‬الموثوقية‪،‬‬
‫الفاعلية‪ ،‬المساءلة‪ ،‬االتقان اإلداري‪ ،‬الخدمة التنظيمية‪ ،‬التنبؤ‪ ،‬التكاملية) وبذلك ينطوي مفهوم الحوكمة‬
‫( الحكم الراشد( على ثالثة ابعاد رئيسية تشمل ‪:‬‬ ‫االلكترونية‬

‫•· البعد السياسي حيث يعني طبيعة النظام السياسي وشرعية التمثيل‪ ،‬والعناصر العشرة حيث يركز هذا البعد‬
‫على قيم الديمقراطية الليبرالية وفلسفتها السياسية‪.‬‬

‫•· البعد االقتصادي واالجتماعي لما له من عالقة بالسياسات العامة والتأثير على حياة السكان ونوعية الحياة‬
‫والوفرة المادية وارتباط ذلك بدور المجتمع المدني واستقالليته وبالتركيز على نمط اقتصاد السوق الحر‪.‬‬

‫•· البعد التقني واإلداري أي كفاءة وفاعلية االجهزة فال يمكن تصور إدارة عامة فاعلة من دون االستقالل‬
‫عن النفوذ السياسي وال يمكن تصور مجتمع مدني دون استقالليته عن الدولة وال تستقيم السياسات االقتصادية‬
‫واالجتماعية بغياب العناصر العشرة‪ ،‬وهكذا إذ يحتاج األمر إلى درجة من التكامل‪.‬وانطالقا من أن إصالح‬
‫المجال اإلداري أصبح يمثل احد األبعاد الجوهرية في فلسفة الحكم الراشد إلى جانب البعد السياسي والبعد‬
‫االقتصادي نجد هناك تصورات تقويمية لمفهوم الخدمة العمومية برزت كشكل جديد لتمثل تحوال في مفهوم‬
‫اإلدارة العامة من صورة تقليدية إلى نموذج يعيد النظر في الطرق واآلليات التي يتم بها تقديم الخدمة العامة‬
‫للمواطنين وقطاع االعمال بشكل يدعم مبادئ السعي للوصول الى الحوكمة االلكترونية‪.‬‬

‫واقع االدارة العامة في معظم البلدان العربية‪:‬‬

‫في الحقيقة لم تشهد معظم الدول العربية محاولة جادة لتحسين االدارة العامة فأنشأت الوزارت والمؤسسات‬
‫العامة في غياب مخطط هيكلي عام لالدارة مما اوصل االدارة الى ما هي عليه اليوم من واقع سيئ جدا‬
‫يتصف بتدني مستوى الخدمات ‪ ,‬عدم االلتزام بالقانون ‪,‬انتشار الفساد والرشاوي والمحسوبية والفوضى ‪,‬‬
‫اعتماد التنفيذ االعتباطي للمعامالت ‪,‬التمادي في تعقيد االجراءات وتأخر في انجاز المعامالت اضافة الى‬
‫تدخل السياسين الفاضح في الشؤون االدارية والمحسوبية االدارية ‪.‬‬

‫االسباب التي ادت الى هذه النتائج السلبية في االدارة‬


‫‪1‬ـ طبيعة النظام السياسي‪ :‬اذ ان معظم المشاكل التي تعاني منها االدارة هي ناتجة عن طبيعة النظام‬
‫السياسي في البلدان العربية ووهو اهم عنصر في تردي االدارة ‪ ,‬وهو امر اغفل هاو يجهله كثير من الناس‬
‫‪,‬اذ ان االدارة ليست اال تطبيق السياسات التي يضعها النظام السياسي ‪ ,‬وبما ان النظام السياسي في معظم‬
‫البلدن العربية مشلول فقد ادى هذا الى شل االدارة وتقسيمها على اساس حصصي مما ادى بدوره الى انتشار‬
‫المحسوبيات والفوضى واهمال مبدأ الكفاءة في التعيين واهمال مبداء الثواب والعقاب‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ عدم كفاءة الموظفين ‪ :‬وهو عنصر يتصل بالسبب السابق كما تم شرحه اذ ان الكثير من الموظفين هم‬
‫مما اليستطيعون حتى الكتابة او على االقل بشكل جيد وهم من غير المتخصصين وال يخضعون حتى بعد‬
‫توظيفهم لدورات تخصصية ويختارون على مقياس حزبي وطائفي وكل هذا يؤدي الى اعتماد التنفيذ‬
‫االعتباطي للمعامالت وعدم التقيد بالقوانين وازدراء الموطنين‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ البروقراطية الشديدة ‪:‬ـ في الحقيقة ان المفهوم السائد للبيروقراطية هو االلتزام الشديد والمتحجر بنص‬
‫القانون لدرجة تؤدي الى عرقلة المعامالت وبالتالي القضاء على الهدف الذي من اجله وضع القانون وهو‬
‫تسهيل معامالت الناس ‪ .‬اال ان البروقراطية في معظم البلدان العربية ليست ناجحة عن ذلك اي االلتزام‬
‫الشديد بالقانون بل هي نتيجة لغياب القانون في كثير من االحيان واعتماد االرتجال في المعامالت لدرجة ان‬
‫معاملتين مثال ينطبق عليهما نفس الموضوع والخصائص اال ان ان تنفيذهما يتم بطريقتين مختلفتين وذلك‬
‫يعود الى بيرقراطية "الجهل بالقانون" اي التمسك الشديد برفض فهم القانون او حتى االضطالع عليه‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ انعدام المسألة ‪ :‬ان انظمة الرقابة والمسألة في المجال االداري غير فعال وبالرغم من‬
‫كثرة عدد الهيئات الرقابية والتأديبية داخل السلطة التنفيذية ‪ ,‬لم يتم التوصل حتى االن الى‬
‫ضبط المخالفات والحد من سؤ االدارة ‪ ,‬عالوة على ذلك فان الوزرات ال تتقدم حتى بالتقارير‬
‫حول نشاطاتها كل ستة اشهر تطبيقا للقوانين ويقضي على عامل الردع القانوني وهو يؤدي‬
‫الى انتشار الفساد والتسيب االداري‬
‫‪ 5‬ـ تدني مستوى الدخل ‪:‬يؤثر هذا كثير على الموظف حتى صاحب االخالقيات والملتزم بالقانون ويدفعه الى‬
‫قبول الرشاوي والمال مقابل تيسير المعامالت وتسهيلها ويعد عامال اليستهان به قي وصول االدارة‬
‫مستواها الحالي‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ المركزية االدارية الشديدة ‪:‬ـ تشكو هيكلية االدارة العامة من مركزية شديدة وعدم ترابط فعال بين‬
‫ادارتها على المستوى المركزي واالدارات المحلية ‪.‬‬

‫ضرورة تحقيق االصالح االداري ‪:‬ـ‬


‫في الحقيقة ال يمكننا الحديث عن الحوكمة االلكترونية من دون تحقيق مطلب االصالح االداري‬
‫خاصة بعدما عرفنا المشاكل التي تعاني منها االدارة وهي مشاكل بنيوية ومزمنة وهي كفيلة‬
‫بالقضاء على فكرة الحوكمة االلكترونية لذلك ال بد من استحدات وزارة لالصالح االداري‬
‫بحيث تتصف باستمرارية العمل والرقابة وينحصر اختصاصها في مراقبة وتطوير الشئون‬
‫واالدارة العامة ذلك ان االصالح االداري هو مسئولية‬

‫اداء ضعيف في مجال الحوكمة‬

‫تشغل حكومات بلدان التحول العربي مراتب ضعيفة من حيث الحوكمة مقارنة ببقية أنحاء العالم‪ .‬فطبقا‬
‫لمؤشرات الحوكمة العالمية التي يصدرها البنك الدولي‪ ،‬شهد العديد من بلدان التحول العربي تراجعا بين‬
‫عامي ‪ 2010‬و ‪ 2012‬في التصور السائد بشأن فعالية الحكومة – اتساع نطاق الخدمات العامة ودرجة‬
‫جودتها‪ ،‬ومدى المهنية واالستقاللية التي تتسم بها الخدمة المدنية‪ ،‬ومدى جودة صياغة السياسات وتنفيذها‪،‬‬
‫ومدى مصداقية التزام الحكومة بهذه السياسات (الشكل البياني ‪.)1‬‬

‫مثل ضعف الشفافية والحوكمة مصدرا للقلق فيما يتعلق بتوزيع الموارد‪ .‬فالمعلومات تساعد األفراد على‬
‫متابعة األحداث وتقييم الخيارات وإدارة المخاطر‪ .‬وحيثما كان هناك تعتيم على المعلومات‪ ،‬زادت احتماالت‬
‫توجيه الموارد إلى االستخدام الخاطئ كما يمكن أن يستشري الفساد‪ .‬وطبقا لمسوح الشركات التي يجريها‬
‫البنك الدولي‪ ،‬يمثل الفساد مشكلة كبرى في منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪ ،‬حيث تفيد معظم الشركات‬
‫العاملة في المنطقة بأنها تعرضت لطلبات رشوة – بنسبة تفوق بكثير ما تشهده أي منطقة أخرى في العالم‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يشيع الرأي بأن المسؤولين يتسمون بالتحيز في تغيير القانون أو تطبيقه لصالح قلة من‬
‫الشركات والعائالت والمؤسسات ذات النفوذ (البنك الدولي‪).192009 ،‬‬

‫‪.‬نتيجـة تضـاعف المؤسسـات العامـة‪ ،‬و عـدد‬ ‫المطلب الربع ‪ :‬أسباب و دواعي اإلصالح اإلداري‬
‫الوظـائف و المـوظفين‪ ،‬أصـبح الجهـاز اإلداري لـبعض الدول يواجه الكثير من المشكالت التخطيطية و التنظيمية‪ ،‬و كذا التنفيذية‪.‬هـذا‬
‫مـا جعلـه غيـر قـادر على تلبية مستلزمات التطور الجديد و متطلبات التنمية‪ ،‬لهذا البد من حصر ألهم األسباب الدافعـة ‪3‬لفعل اإلصالح‬
‫اإلداري‪ ،‬أين ارجعها الباحثون إلى عدة أسباب و عوامل وهي كاالتي‪: 20‬‬

‫‪-‬عوامــل سياســية‪ :‬و تتمثـل فـي ضــرورة تغييـر دور الدولــة‪ ،‬فالحكومـة أصـبحت مجــرد فاعـل واحــد ضمن فاعلين آخرين يسعون‬
‫لخدمة المواطن ‪. -‬عوامل اقتصادية‪ :‬تتضمن الضغوط المالية و االقتصادية‪ ،‬نتيجة زيادة اإلنفاق الحكـومي‪ ،‬و عـدم القدرة في الكثير من‬
‫األحيان على موا ا جهة اإلنفاق المتزيد ‪. -‬عوامل دولية ‪ :‬أهمها العولمة و الضغوط من المنظمات العالمية كمنظمة التجارة الدولية‪ ،‬والبنك‬
‫الدولي‪ ،‬و منظمة التعاون االقتصادي و التنمية و غيرها و التي سـاندت اإلصـالح‪ ،‬و أحيانـا أخـرى اشترطت ضرورته مع تعيين الدول‬
‫قصد إعادة هيكلة حكوماتها و أجهزتهـا اإلداريـة مقابـل القـروض المقدمة لها ‪-‬عوامل فنية‪ :‬و بـاألخص التطـور التكنولـوجي‪ ،‬و مـا‬
‫طرحـه مـن وسـائل حديثـة تعمـل علـى تـوفير الخدمات و الحصول على المعلومات‪ ،‬و كذا توسـيع المؤسسـات العلميـة التـي تعـالج فكـرة‬
‫اإلصـالح كأس عبد القادر ‪ ،‬اإلدارة العامة واإلصالح اإلداري في الج ازئر ‪ ،‬مذكرة لنيل ماجستير في العلوم السياسية والعالقات ‪1‬‬
‫الدولية ‪ ،‬جامعة الج ازئر ‪ ، 2008‬ص ‪ . 2 Arabic Britich Academy for Hiyher education ,p44 3 62‬عاصم األعرجي‬
‫نظريات التطور و التنمية اإلدارية ‪ ،‬و ازرة التعليم العالي ‪ ،‬بغداد ‪ ، 1988‬ص ‪ . 26‬الفصل األول ‪ :‬االطار المفاهيمي لمفهوم االصالح‬
‫اإلداري والخدمة العمومية ‪15 1‬اإلداري و تســانده ‪،‬أمــا العامــل االجتمــاعي أيــن تــؤدي الــروابط االجتماعيــة أي العائليــة و‬
‫أواصــل الصـــداقة عـــامال رئيســـيا فـــي الجانـــب اإلداري أي فكـــرة عـــدم وضـــع الرجـــل المناســـب فـــي المكـــان المناسـب‪ .‬و‬
‫عـدم محاسـبة المقصـرين و هـذا مـا يـدفع إلـى هجـرة األدمغـة إلـى الـدول المتقدمـة أيـن ‪2‬انعكس هذا األمر سلبا على الجهاز اإلداري و‬
‫تنتج عنه ضعف و قلة الكفاءة ‪.‬أما فيما يخص العوامل إدارية فتتمثل في غياب الكفاءات المؤه ا لة و المختصين في المركـز القياديـة‬
‫العليــا ألجهــزة الدولــة‪ ،‬و انتشــار التقليــد األعمــى للــدول المتقدمــة فــي أســاليبها اإلداريــة دون ا مرعــاة الفوارق الموجودة بين‬
‫دولة وأخرى‪،‬و كذا االستخدام غير المشروع لألموال العامـة و إهمـال المصـلحة العامة‪ ،‬زيادة على ذلك تعقيد ا اإلجرءات اإلدارية يؤدي‬
‫إلى عرقلة األداء الحسـن و إضـافة الوقـت و الجهد دون نسيان أن بعض العمال يرفضـون و يقـاومون التغييـر و هـذا مـا يـؤدي إلـى‬
‫تعثـر الجهـود المبذولة لإلصالح‪ .‬و نجد كذلك فكـرة التقيـيم غيـر الموضـوعي للعمـال أيـن يـتم التشـدد مـع الـبعض و غض النظر عن‬
‫البعض اآلخر‪ ،‬مع انتشار ظاهرة التسابق نحو المناصـب العليـا جعـل الـبعض مـن اإلداريين يرتدي ثوب النفاق و اإلخالص و األمانة و‬
‫باطنه العكس‪ ،‬ليحقق غايتـه‪ .‬و عمومـا و إن تعددت األسباب الدافعة فالهدف واحد و هو ضرورة اإلصـالح اإلداري قصـد تحقيـق‬
‫األفضـل للدولـة ‪3‬و المواطن معا‪.‬‬

‫مقومات االصالح االداري‪:‬‬

‫نظـ ا ـر لتعــدد مــداخل ونمــاذج االصــالح التــي يقترحهــا رواد االدارة فانــه البــد مــن تحديــد دقيــق ألهــم المقومـات والعناصـر‬
‫االساسـية التـي تسـاعد علـى تحقيـق االصـالح االداري بناجعـة وهـذه مـن خـالل تهيئة البيئة المناسبة وتوفير الشروط الضرورية ‪. 2‬‬
‫يمكن إجازتها في النقاط االتية ‪: -‬وجود ادارة سياسية حازمة ومصممة على انجاز االصالح االداري ‪ ،‬وتؤمن بأهمية ووجوب تنفيـذه‬
‫علـى كـل المسـتويات فـال اصـالح مـن دون سـلطة واعيـة وملتزمـة ببرنـامج االصـالح وحادة في تنفيذه ‪. -‬اختيار القيادات االداريـة‬
‫الكفـؤ ة‪ ،‬وا ا إلطـارت الفنيـة المتدربـة الناجحـة للعمـل الحكـومي قصـد التنفيذ ‪ ،‬فالقائد االداري الناجح هو الذي يخلق في دائـرة العـادات‬
‫والتقاليـد وأهـداف المشـروع الذي يعمل فيه ‪. -‬تـوفير العنصـر البشـري ‪ ،‬حيـث يعـد مـن أهـم العناصـر الموجهـة لحركـة التنظيميـي‬
‫االداري ‪،‬كما أنه محور عمليـات االصـالح االداري كونـه يمثـل أغلـى مالدىالمنظمـة مـن رصـيد‪ ،‬وأن التنمية وجب النظر اليها على انها‬
‫استثمار بشري هام ‪. -‬االهتمـــام بالبيئـــة التـــي يعمـــل فيهـــا الجهـــاز االداري بكـــل ابعادهـــا االقتصـــادية و الطبيعيـــة والتكنولوجية‬

‫‪19‬‬
‫‪https://blog-montada.imf.org/?p=3234‬‬
‫‪20‬‬
‫عاصم األعرجي نظريات التطور و التنمية اإلدارية ‪ ،‬و ازرة التعليم العالي ‪ ،‬بغداد ‪ ، 1988‬ص ‪26‬‬
‫والسياسية واالجتماعي ة والثقافية واإلصالح االداري لن يكتسب الشرعية والقبول ‪ ،‬إال إذا كان انعكاسا لقيم ومعتقدات المجتمع وم ا عبر‬
‫عن متطلباته وتطلعاته ‪. -‬تطـوير الـنظم وتحديـد االسـاليب والمهـارات الفنيـة لمقابلـة االحتجاجـات ومقتضـيات عمليـة التنميـة ‪ ،‬السياسـية‬
‫‪ ،‬االجتماعيـة ‪ ،‬االقتصـادية وكـذا الثقافيـة مـن خـالل تحـديث المنظومـة ‪3‬القانونية ‪ ،‬وتطوير االساليب التي انتجتها الثورة المعرفية في‬
‫‪21‬‬
‫حقل االدارة‬

‫اإلستنتاجات ‪:‬‬
‫‪ -1-1‬إن الحكومة اإللكترونية جاءت نتيجة لتحوالت متعددة كان لتكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت الحظ‬
‫األوفر فيها وهي تؤدي نفس مهام الحكومة التقليدية لكن من خالل نمط إلكتروني مو ّحد‪.‬‬
‫‪ -2-1‬تتعدد األهداف من خالل تطبيق هذا المسعى‪ ،‬حيث تتمحور حول التقليل من التعقيدات اإلدارية‪ ،‬وتدعيم‬
‫الشفافية والسرعة والسهولة في المعامالت‪.‬‬
‫‪ -3-1‬كما أن تطبيق هذا المشروع يستلزم توفير البنية التحتية األساسية لقيامه المتمثلة في جملة من‬
‫المتطلبات‪ ،‬كتوفير شبكة اإلتصاالت‪ ،‬الحاسب اآللي‪ ،‬إنتشار األنترنت والتشريعات المتخصصة في هذا‬
‫المجال والعنصر البشري المؤهل وغيره‪.‬‬
‫‪ -4-1‬ومن أهم المعوقات التي تحول دون تحقيقه باإلضافة إلى عدم توفير البنية األساسية هناك محدودية‬
‫أعمال التوعية والتحسيس بأهمية هذا المشروع وتفعيل إدارة المعرفة وعدم تقديم الدعم الالزم المتعلق بأسعار‬
‫العتاد اإللكتروني وأجهزة اإلتصاالت وغيره‪.‬‬
‫‪ -5-1‬وتتعدد الفوائد والمزايا المتولدة من تطبيق الحكومة اإللكترونية على مؤسسات األعمال ضمن‬
‫اإلستخدامات الرقمية حيث ترفع من مستويات التنظيم والقيادة والموارد البشرية والتعامالت المالية والتخطيط‬
‫وإتخاذ القرارات وهندسة اإلنتاج وبحوث التسويق واآلنية في التعامل مع العمالء والموردين والمالكين وكل‬
‫ذوي المصلحة فيها‪.‬‬
‫‪ -6-1‬وبخصوص مشروع الحكومة اإللكترونية في الجزائر والذي تجاوز ثالثة سنوات عن إطالقه فإنه‬
‫تعتبر فيه جملة من العقبات تحول دون تحقيقه أهمها‪ ،‬عدم إستكمال البنية التحتية لإلتصاالت‪ ،‬محدودية‬
‫إنتشار األنترنت والجانب التشريعي المتخصص في هذا المجال‪ ،‬وارتفاع تكاليف عتاد المعلوماتية وأجهزة‬
‫اإلتصاالت وغيره‪.‬‬

‫‪ -2‬التوصيات ‪:‬‬
‫‪ -1-2‬ضرورة اإلستثمار الفعال في تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت وتوفير البنية التحتية الالزمة لبناء‬
‫حكومة اإللكترونية قوية األركان والذي يتطلب إنتشار األنترنت‪ ،‬توفير التشريعات الراعية لهذه التكنولوجيا‬
‫وتنمية وتأهيل العنصر البشري للتكفّل بمجمل القضايا التقنية المتولدة عن اإلستخدامات الرقمية ضمن هذه‬
‫الفضاء اإللكتروني المتميز‪.‬‬
‫‪ -2-2‬ضرورة العمل على تحسيس وتعبئة المواطنين بفوائد ومزايا هذه التقنيات وتقديم التسهيالت الضرورية‬
‫لهم بخصوص تكاليف إقتناء العتاد الالزم‪ ،‬كما وقع في ماليزيا وسنغافورة‪ ،‬وغيره من البلدان األخرى‪.‬‬
‫‪ -3-2‬كما أن مجاالت األعمال المختلفة اليوم هي في حاجة ماسة أكثر من غيرها إلى االستفادة من هذه‬
‫التقنيات واالنخراط في االقتصاد الرقمي بفضل ما يوفره لها من سهولة وسرعة في إجراء التعامالت المحلية‬
‫والدولية وبأقل جهد وتكاليف‪.‬‬

‫‪.21‬زاهر الخطيب ‪ ،‬االصالح االداري ‪ ،‬مشروع وثيقة لالصالح اإلداري ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ب‪.‬د ‪ ، 1991‬ص ‪17‬‬
‫‪ -4-2‬أما عن الواقع الجزائري فيجب الجد واإلسراع في إيجاد الحلول للمعوقات التي تحول دون تحقيق البنية‬
‫األساسية لتطبيق هذا المشروع الذي أطلق منذ سنة ‪ ،2004‬السيما في ظل انضمامها المرتقب للمنظمة‬
‫العالمية للتجارة وتطلعاتها الواعدة للشركات األوروبية واإلقليمية المتعددة‪.‬‬

‫الخالصة ‪ :‬إن مشروع بناء الحكومة اإللكترونية يتمحور حول فكرة أساسية مفادها االستثمار في تقنيات‬
‫المعلومات واإلتصاالت‪ ،‬والتحضير الالزم للعنصر البشري وربط المواطن والمؤسسات الحكومية‬
‫ومؤسسات األعمال ومؤسسات المجتمع المدني بنسق إلكتروني مو ّحد يتيح إجراء مختلف المعامالت بين هذه‬
‫األطراف جميعا بالسهولة والسرعة الالزمة‪ ،‬مما يوفر الجهد والوقت والتكاليف‪ ،‬ويحقق لمؤسسات األعمال‬
‫على وجه الخصوص مزايا في غاية األهمية ترفع من مستوى أداء وظائفها المتعددة ضمن اإلستخدامات‬
‫المتميزة لإلقتصاد الرقمي‪ .‬أما عن واقع تطبيق هذا المسعى في الجزائر والذي شرع فيه منذ سنة ‪2004‬‬
‫فإنه لم ير النور بسبب جملة من المعوقات تتمحور غالبها حول التأخير في إستكمال البنية التحتية الضرورية‬
‫لهذا التطبيق وتقديم االهتمام والدعم الالزم له‪.‬‬

‫مفهوم تبسيط اإلجراءات‬


‫والمعلوم أن تبسيط اإلجراءات اإلدارية والحكومة اإللكترونية المصاحبة له‪ ،‬ال يتم إجراؤه لمجرد الرغبة في التبسيط‪ ،‬بل بدافع الرغبة‬
‫في تقليل المصاريف التي يتكبدها المواطن من أجل الحصول على الخدمة‪ ،‬واالقتصاد في زمن الحصول عليها‪ ،‬والحد من ظاهرة الفساد‬
‫اإلداري‪ ،‬الذي يجعله يتحمل من أجل الحصول على بعض الخدمات تكلفة تفوق تكلفتها الرسمية‪ .‬ولذلك ينظر إلى تبسيط اإلجراءات‬
‫اإلدارية باعتباره ر افعة كما في وثيقة برنامج لبنان االقتصادي‪ ،‬المقدم للمؤتمر الدولي لدعم لبنان ‪ -‬باريس ‪4 | 1. 3‬أثر تبسيط‬
‫اإلجراءات في القطاع الحكومي على تكلفة الخدمة العامة ‪ -‬دراسة التجربة في لبنان فصل تمهيدي‪ :‬اإلطار المنهجي للبحث استراتيجية‪،‬‬
‫لتعزيز الشفافية وتحسين جودة الخدمات‪ ،‬التي يستفيد منها المواطنو ن ‪(OECD, 2015) .‬والمنظمات وا ‪ ،‬ستنخفض التكلفة الكلية‬
‫للحصول على الخدمة العامة بالنسبة ٕذا تحقق كل ذلك للمواطن‪ .‬و قد تنخفض التكلفة الكلية ألدائها بالنسبة للدولة‪ ،‬بنتيجة خفض حجم‬
‫اإلدارة والحد من استنزاف الفساد للموارد العامة‪ ،‬كما قد ترتفع بنتيجة بقاء حجم اإلدارة العامة على حاله‪ ،‬أو حتى تضخمه العتبارات‬
‫سياسية واجتماعية‪ ،‬مع تحمل تكاليف إضافية‬

‫مفهوم تبسيط اإلجراءات‬

‫وال ‪ :‬ما ‪:‬‬


‫ال يوجد اتفاق بين الكتاب و الباحثين إلى اآلن حول تعريف محدد جامع لتبسيط إجراءات العمل‪ ،‬يرجع ذلك لعدة أسباب منها تعقد و تداخل‬
‫مكوناتها و اتساع و تنوع أنشطتها‪ ،‬كذلك أن محاولة وضع ذلك التعريف لها إنما يعكس في الواقع وجهة نظر القائم بالتحليل‬
‫أو الدراسة انطالقا من األهداف التي يسعى إلى تحقيقها و خلفيته العلمية و العملية و زاوية الــتناول أو الدراسة و‪000‬الخ‪ ،‬كذلك التطورات‬
‫و التغيرات السريعة المتالحقة في البيئة‪ ،‬كذلك االختالف في درجة تلخيص التعريف و ‪ 000‬الخ‪ ،‬و باستعراض الكتابات و الدراسات التي‬
‫تناولتها نجد العديد من التعريفات منها‪:‬‬
‫)‪(1‬هو زيادة فاعلية الخطوات اإلجرائية عما كانت عليه عند وضعها وذلك لالستخدام األمثل للموارد المتاحة ويتم تبسيط اإلجراءات عن‬
‫طريق رسم تسلسل الخطوات الخاصة بعمل معين وبعد تحليلها وتقييمها يتم التبسيط وفقا ً لما يلي ‪:‬‬
‫•أما دمج بعض الخطوات في خطوة واحدة ‪.‬‬
‫•أو إعادة ترتيب بعض الخطوات لضمان التسلسل المنطقي للخطوات السابقة ‪.‬‬
‫•إو بحذف بعض الخطوات غير الضرورية ‪.‬‬
‫)‪(2‬تبسيط اإلجراءات هو عبارة عن سلسلة من الخطوات التي يتم إتباعها للوصول إلى أفضل الطرق ألداء العمل بحيث تكون‪:‬‬
‫?أسهل الطرق و أدقها‪0‬‬
‫?أقلها في الوقت و الجهد‪0‬‬
‫?اقتصادية من حيث التكلفة‪0‬‬
‫)‪(6‬‬

‫‪:‬‬
‫هي عملية نقوم من خاللها بدراسة وتحليل إجراءات العمل الحالية للتأكد من الدورة المستندية للعمل وهل هناك حاجة لبعض خطوات اإلجراء‬
‫وهل يمكن دمجها أو إلغائها أو تفويضها لآلخرين ويتم دلك من خالل عمل خرائط لتدفق إجراءات العمل للتعرف على االختصاصات وطول‬
‫قنوات االنتظار والحاجة إلى مدى القيام بتلك الخطوات كعمليات منفصلة وغيرها من جوانب التحليل بهدف الوصول إلى اإلجراء األمثل‬
‫لتحقيق متطلبات العمل من اجل توفير الوقت والجهد وزيادة الكفاءة اإلنتاجية للعاملين ورفع روحهم المعنوية وتحسين مستوى الخدمة التي‬
‫تقدمها اإلدارة للمستفيدين من تلك الخدمات‬

‫‪.‬‬
‫آلية ومنهجية التنفيذ‬
‫تتم الية التنفيد وفقا الى مايلي‬
‫‪:‬‬
‫ً‬
‫‪1-‬دراسة كافة اإلجراءات وتوثيقها تمهيدا لعملها في خرائط تدفق متكاملة لتلك الخطوات لتحليل اإلجراءات بشكل علمي ومدروس‬

‫‪2-‬االطالع على شكاوي المراجعين وكذلك مالحظات العاملين في اإلدارات ذات العالقة بالمشكالت التي تواجههم أثناء تنفيذ اإلجراءات‬

‫‪3-‬قياس الوقت والجهد المبذول في أداء اإلجراءات ومدى تناسبة مع الحاجة الفعلية لتسلسل خطوات اإلجراءات‬

‫‪4-‬تحليل خرائط تدقق اإلجراءات باستخدام الحاسب اآللي للتعرف على المشكالت واالختصاصات والوقت المبذول لكل إجراء على حده‬

‫‪ 5-‬التوصل إلى مقترحات محددة بالنسبة لتبسيط إجراءات العمل بأقصى كفاءة ممكنه لتحقيق الفعالية المطلوبة في اإلجراءات الختصار الوقت‬
‫والجهد المبذولين‬

‫‪6-‬مناقشة المقترحات واآلراء مع الجهات المعنية واخذ مالحظاتهم حول التوصيات الالزمة لتعديل وتبسيط تلك اإلجراءات التي تحتاج إلى‬
‫دراسة وتحليل ومعالجة فعلية‬

‫‪7-‬التعرف على المقترحات والمشكالت التي تواجه تنفيذ اإلجراءات أثناء العمل ومناقشتها وتحليلها مع اإلدارات المختصة‬

‫‪8-‬التعرف على الجوانب القانونية واللوائح والنظم ألخذها بالحسبان عن إجراء عملية التبسيط لكل إجراء أو خطوة من خطوات الدورة‬
‫المستندية على حده‬

‫‪ 9-‬إعداد اإلجراءات المبسطة بشكلها النهائي واعتمادها وتجريب تنفيذها في الواقع العملي لمدة زمنية محددة‬

‫‪10-‬تدريب األفراد على طريقة استخدام وتطبيق اإلجراءات والنماذج الجديدة بشكل علمي سليم لضمان سالمة التنفيذ‬

‫‪ 11-‬تطوير الجوانب المصاحبة لإلجراءات لنظام االستعالم اآللي والهاتفي والتوزيع السكني للعاملين واللوحات اإلرشادية والتوعية اإلعالمية‬
‫وغيرها من متطلبات تطوير إجراءات العمل‬

‫‪12-‬وضع نظام للمتابعة والتطوير المستمر إلجراءات العمل ويتم هدا االمر كل فترة زمنية ويفضل ستة شهور للتأكد من سالمة التنفيذ‬
‫ثانيا‪ :‬ما هي أشكال تبسيط اإلجراءات‪:‬‬
‫يأخذ تبسيط ا?جراءات أحد ا?شكال ا?تية‪:‬‬
‫?الدمج ‪ :‬و يقصد بذلك دمج ا?جراءات المرتبطة يبعضها و المتجانسة معا لتجنب التكرار وا?زدواج في أداء العمل‪0‬‬
‫? إعادة الترتيب‪ :‬و يقصد بذلك تعديل الترتيب الذي يتم من خ?له أداء العمل بعد التأكد من ضرورة هذه ا?جراءات و ذلك لتحقيق ا?نسياب‬
‫في أداء العمل وتجنب ا?ختناقات‪0‬‬
‫?الحذف‪ :‬يأتي ذلك بعد تحليل العمل و التأكد من أن هذه ا?جراءات ليست ضرورية ويمكن ا?استغناء عنها‪0‬‬

‫ثالثا ‪ :‬ما هي النقاط التي يعتمد عليها تبسيط اإلجراءات ‪:‬‬


‫يعتمد تبسيط اإلجراءات على إلقاء نظرة تحليلية لخطوات أداء العمل‪ ،‬ذلك من خالل اإلجابة على األسئلة التالية‪:‬‬
‫?ماذا نفعل؟ و ما هي خطواته؟‬
‫?لماذا يؤدى هذا اإلجراء؟‬
‫?كيف يؤدى اإلجراء؟‬
‫?متى يتم عمله؟‬
‫?أين نفعله؟‬
‫?من الذي يؤديه؟‬
‫?ما هي اإلجراءات الهامة ‪ +‬الغير ضرورية ‪0‬‬
‫?ما هي األخطاء في التنفيذ‪0‬‬
‫?كيف نحسن األداء ‪220‬‬

‫تبسيط إجراءات العمل‬


‫تعاني العديد من الشركات من وجود مشاكل إدارية وتقنية نتيجة صعوبة وتعقد إجراءات العمل بها‪ ،‬وذلك‬
‫يرجع فى البداية الى إتباع نظم غير صالحة او غير مناسبة للشركة‪ ،‬مما ينتج عنه صعوبة إجراءات العمل‬
‫وصعوبة االلتزام بها او اتباعها‪ ،‬وفى تلك الحالة تكثر األخطاء‪ ،‬ولذلك فيجب ان تسعي الشركة الى تبسيط‬
‫‪:‬إجراءاتها وذلك من خالل اإلجراءات التالية‬

‫‪‬‬ ‫دراسة النظام وإجراءات العمل الحالية وتحديد أوجه القصور والضعف بها‬
‫‪‬‬ ‫االستماع الى مقترحات الموظفين والمسؤولين عن تنفيذ اإلجراءات‬
‫‪‬‬ ‫وضع خطة للتطوير والتحديث وتحديد أهداف من عملية التطوير لقياسها فى نهاية المشروع‬
‫‪‬‬ ‫البحث عن انظمة اكثر تبسيطا وسهلة فى االستخدام او البحث عن تكنولوجيات جديدة اكثر تقدما‬
‫‪‬‬ ‫دراسة اى نظام قبل تطبيقه دراسة وافية ومحايدة‬
‫‪‬‬ ‫تدريب العاملين على االنظمة واجراءات العمل المطبقة‬
‫‪‬‬ ‫كتابة اجراءات عمل مبسطة باالعتماد على الكوادر المتخصصة بالشركة او من خالل تكليف‬
‫‪.‬لكتابة وتطوير إجراءات العمل استشاري‬

‫خطوات في مجال تبسيط اإلجراءات في اليمن‬

‫‪22‬‬
‫‪http://www.uobabylon.edu.iq/uobColeges/lecture.aspx?fid=9&depid=2&lcid=32770‬‬
‫• إصدار ونشر أدلة الخدمات بمختلف الوسائل وتوفيرها في األكشاك والمكتبات مجانا‪ ،‬واإلعالن‬
‫عنها في وسائل اإلعالم المختلفة ووضعها على لوحات إرشادية في مداخل الوحدات وأمام‬
‫القطاعات واإلدارات المعنية بتقديم الخدمات‪.‬‬

‫• تدريب عدد من القيادات اإلدارية والموظفين على كيفية تبني وتطبيق تبسيط اإلجراءات‬

‫• إعداد أدلة الخدمات الحكومية ألكثر من (‪ ) 1600‬خدمة حكومية من الخدمات المقدمة إلى‬
‫المواطنين و القطاع الخاص تتضمن البيانات‪ ،‬مكان تقديم الخدمة وشروط الحصول على الوثائق‬
‫و الرسوم المطلوبة و تحديد زمن تقديم الخدمة‪...‬الخ )‪ ،‬باإلضافة إلى اإلرشادات التي يجب أن‬
‫يتبعها المستفيد للحصول على الخدمة‬

‫• إصدار ونشر أدلة الخدمات بمختلف الوسائل وتوفيرها في األكشاك والمكتبات مجانا‪ ،‬واإلعالن‬
‫عنها في وسائل اإلعالم المختلفة ووضعها على لوحات إرشادية في مداخل الوحدات وأمام‬
‫القطاعات واإلدارات المعنية بتقديم الخدمات‪.‬‬

‫• تدريب عدد من القيادات اإلدارية والموظفين على كيفية تبني وتطبيق تبسيط اإلجراءات‬

‫• البدء بتطبيق تقديم الخدمات للمواطنين عبر ما يسمى الشباك الواحد بحيث تم تطبيق ذلك في‬
‫عدد من الجهات مثل ‪:‬‬

‫• ‪ -‬وزارة الخدمة المدنية والتأمينات‬

‫• ‪ -‬المركز الوطني للمعلومات‬

‫• ‪ -‬السياحة‬

‫‪ -‬الضرائب‬ ‫•‬

‫•‬

‫اإلجراء‪ :‬إحالة المعامالت الواردة‬


‫تعريف‪ :‬هي المعامالت التي يتم إحالتها إلى الشعب وكذلك إحالتها من الشعب إلى مركز االتصاالت دخل‬
‫االدارةأو إلى اإلدارات داخل جهاز الوزارة المركزي‪.‬‬
‫كل خدمة تقدمها اإلدارة في القطاع الخاص أو العام لها إجراءات عمل مقررة ومعتمدة‪ ،‬وعلى كل طالب‬
‫خدمة السير بهذه اإلجراءات للحصول عليها‪ ،‬فأما القطاع الخاص فانه يميل إلى تبسيط اإلجراءات اإلدارية‬
‫الالزمة للحصول على خدماته‪ ،‬فخدمات شركات القطاع الخاص عادة ما تكون متوفرة وسهلة ومرنة‪ ،‬ألن‬
‫هدفها هو كسب رضا الزبائن‪ ،‬ورضا الزبائن يوفر لها زبائن دائمين‪ ،‬والزبائن الدائمون يوفرون المال‬
‫الكثير‪.‬‬

‫غير أن القطاع العام‪ ،‬بالتشريعات واألساليب واإلجراءات المعمول بها فيه‪ ،‬والتي كانت تعتبر لفترة طويلة‬
‫من ضروراته‪ ،‬لن يكون قادرا على مجاراة القطاع الخاص المتحرر من هذه القيود‪ ،‬وإذا رغب في اللحاق‬
‫بالتطور‪ ،‬البد له أن يراجع تشريعاته وأساليبه وإجراءاته‪ ،‬وبأقصر وقت بين الطلب واالستالم‪ .‬حيث يميل‬
‫القطاع العام إلى تعقيد اإلجراءات الالزمة للحصول على خدماته‪ ،‬فخدمات إدارات القطاع العام ليست متاحة‬
‫في كل وقت‪ ،‬وليست سهلة وال مرنة‪ ،‬وليست مجانية دائما‪ ،‬مع أن إدارات القطاع العام تمتلك من الموارد‬
‫البشرية والمادية أكثر مما تمتلكه شركات القطاع الخاص‪.‬‬

‫ربما تكون مسألة الحصول على الخدمات األساسية ليست ذات أهمية لدى بعض المواطنين الميسورين الذين‬
‫يمكن أن يحصلوا على تلك الخدمات من شركات القطاع الخاص‪ ،‬أو يمكن أن يحصلوا عليها من إدارات‬
‫القطاع العام التي توفر بعض الخدمات بالسرعة المطلوبة لمن يدفع مبالغ مالية فوق العادة‪ ،‬كخدمة إصدار‬
‫الجوازات مثال‪.‬‬

‫إال أن المشكلة تظهر جليا لدى غالبية المواطنين عندما تكون الخدمات المطلوبة حكرا على إدارات القاطع‬
‫العام دون شركات القطاع الخاص‪ ،‬وعندما ال يقوم القطاع العام بتوفيرها بطريقة ميسرة‪ ،‬مما يضطر‬
‫المواطنون إلى دفع مبالغ مالية كبيرة للسماسرة والموظفين المباشرين وغيرهم من مزودي الخدمة من أجل‬
‫الحصول عليها في الوقت والزمان المناسبين للمواطن‪.‬‬

‫انطالقا من ذلك‪ ،‬فان القطاع العام عموما مازال قطاعا طاردا غير جاذب للمتعاملين؛ وخدماته ليست‬
‫مشجعة دائما‪ ،‬رغم أنه المعني األول بتقديم الخدمات األساسية للمواطنين‪ .‬وهذا يعني إن إدارات القطاع‬
‫العام‪ ،‬إذا ما أرادت أن تقدم خدمة سهلة ومرنة وذات جودة عالية‪ ،‬وإذا ما أرادت أن تنصف مواطنيها‪،‬‬
‫وتوفر لهم خدماتها األساسية‪ ،‬وتحد من مظاهر الفساد اإلداري والمالي المستشري بين مسؤوليها وموظفيها‪،‬‬
‫فإنها مضطرة إلى تبسيط إجراءاتها اإلدارية‪ ،‬وهي إجراءات مطولة ومعقدة تتسم بكثرة عدد المراحل التي‬
‫تمر فيها المعاملة‪ .‬وكثرة السجالت المطلوب الرجوع إليها أو مالحظتها‪ ،‬وكثرة عمليات الرقابة والتدقيق‪،‬‬
‫وضياع المعامالت‪ ،‬وزيادة شكاوى المواطنين‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫يمثل تبسيط اإلجراءات جزءا هاما من إستراتيجية التنمية اإلدارية‪ ،‬وهي ترتكز على تحسين عالقة اإلدارة‬
‫بالمواطن من ناحية‪ ،‬والعناية بالموظف من ناحية أخرى‪ .‬واإلجراءات الميسرة تعبر عن مظاهر تقدم الدولة‪،‬‬
‫ففي الماضي اقتصرت تطلعات المستهلكين على الحصول على الخدمة بأي وسيلة‪ ،‬أما في العصر الراهن‬
‫فقد اختلفت متطلبات ورغبات المستهلكين التي تزايدت لتشمل نوعية الخدمة‪ ،‬وكيفية تقديمها‪ ،‬ومدى سهولة‬
‫الحصول عليها‪،‬‬

‫تُعرف عملية تبسيط اإلجراءات بأنها "الحصول على أسهل وأسرع وأرخص الطرق إلنجاز العمل) فتبسيط‬
‫اإلجراءات يعني عمليات أقل‪ ،‬ومستندات أقل‪ ،‬ووقت أقل‪ ،‬واحتكاك أقل مع الجمهور‪ .‬وتظهر أهمية التبسيط‬
‫من خالل تسهيل أمور المواطنين‪ ،‬حيث إن إطالة اإلجراءات وتعقيدها تؤدي إلى عرقلة تقديم خدمات‬
‫للمواطنين وتعمل على زيادة معاناتهم وزيادة التكاليف المادية والمعنوية‪ ،‬إضافة إلى شعور المراجعين بعدم‬
‫الرضا عن أداء وخدمات التنظيمات اإلدارية‪ ،‬ثم من خالل تسهيل أمور العاملين‪.‬‬

‫ّ‬
‫يشكل تبسيط اإلجراءات اإلدارية دعامة أساسية من دعائم اإلصالح اإلداري الشامل‪ ،‬من شأنه االرتقاء‬
‫بعملية تفعيل مؤسسات القطاع العام وتعزيز شفافيته‪ ،‬ويحقق تبسيط اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬مجموعة من‬
‫الفوائد‪ ،‬لكل من اإلدارة القائمة بالتبسيط‪ ،‬والجهة المتعاملة معها‪ ،‬سواء كانت من المواطنين أو قطاع‬
‫األعمال‪ ،‬ومن أهم الفوائد التي يؤدي إليها تبسيط اإلجراءات هي تسهيل إجراءات العمل والتقليل من مخاطر‬
‫ارتكاب المخالفات واألزمات‪ ،‬والتجاوزات‪ ،‬إضافة إلى أن بساطة اإلجراءات تؤدي إلى إتقان العمل وزيادة‬
‫الرضا الوظيفي‪ .‬ويساعد تبسيط اإلجراءات على التقليل من التكاليف على المتعاملين وعلى إدارة القطاع‪،‬‬
‫مادامت اإلجراءات واضحة‪ ،‬سهلة اإلدراك‪ .‬وكذلك يحد من مظاهر الفساد اإلداري‪ :‬وذلك ألن كثرة‬
‫اإلجراءات وتعقيدها تجعل بعض الموظفين والمراجعين يلجئون إلى استخدام الرشوة‪ ،‬وكل ذلك يمكن‬
‫القضاء عليه بعمل تغيير شامل في أساليب العمل وتبسيط اإلجراءات‪.‬‬
‫وقد سارعت دول مختلفة إلى تحديث التشريعات وتيسير األساليب وتبسيط اإلجراءات اإلدارية في القطاع‬
‫العام‪ ،‬فعملت على تعزيز استخدام المعلوماتية وتوسيع االتصال بجمهور المتعاملين عبر الشبكة اإللكترونية‪،‬‬
‫وإعادة هندسة عمليات اإلدارة العامة‪ ،‬وإنشاء ما عرف بـ "الحكومة اإللكترونية" عن طريق استخدام‬
‫تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وبصورة خاصة اإلنترنت في تقديم المعلومات والخدمات‪ ،‬بأكثر الطرق مالئمة‪،‬‬
‫والموجهة لصالح المستهلك‪.‬‬

‫وخالصة األمر أن تبسيط اإلجراءات لم يعد خيارا‪ ،‬بل هو ضرورة إدارية الزمة لكل إدارة لشركة عامة أو‬
‫خاصة تريد أن تحققها أهدافها في التنمية واإلبداع‪ ،‬وتكون أفضل من غيرها في تقديم الخدمة من حيث‬
‫المرونة والمقبولية والجودة‪ ،‬ويمكن التوصل إلى مفهوم تبسيط اإلجراءات وتحديد معناه المقصود من خالل‬
‫العناصر التالية‪:‬‬

‫‪1-‬حذف الخطوات غير الضرورية التي ال مبرر لها‪ ،‬وال فائدة منها‪ ،‬بما يساعد الموظفين على إنجاز‬
‫معامالت المواطنين بأقصر وقت ممكن‪.‬‬

‫‪2-‬دمج الخطوات الصغيرة والمتقاربة في خطوة واحدة‪ ،‬وبعدد قليل من الموظفين‪ ،‬بما يساعد على تقليل‬
‫زمن إنجاز المعامالت‪ ،‬ويحد من تبعثر المسؤوليات‪.‬‬

‫‪3-‬التقريب المكاني بين مكاتب الموظفين المشتركين في انجاز الخدمة الواحدة بحيث يصبح هؤالء‬
‫الموظفون موجودين في مكان واحد‪ ،‬بما يؤدي إلى تسيير معامالت المواطنين طالبي الخدمات‪ ،‬وتقصر‬
‫المسافات بين مكاتب الموظفين بما فيها التخلص من الجدران الداخلية (إذا أمكن) وفتح المكاتب على بعضها‬
‫البعض‪.‬‬

‫‪4-‬إعادة ترتيب أماكن عمل الموظفين والمسؤولين‪ ،‬في المواقع المناسبة للموظفين‪ ،‬واألماكن المناسبة‬
‫لألجهزة والمعدات‪ ،‬بما يساعد على انجاز الخدمات بشكل انسيابي متسلسل‪ ،‬يسهل على الموظفين نقل‬
‫األوراق فيما بينهم دون حاجة إلى مساعدين أو المراسلين‪ ،‬وذلك وفق اآلتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬ترتيب مكاتب الموظفين في وضع متسلسل‪.‬‬

‫ب‪ -‬وضع الموظفين المرتبطين باألعمال‪ ،‬بالقرب من بعضهم البعض‪.‬‬


‫ت‪ -‬وضع المكاتب بحيث ينظر الموظفون في اتجاه واحد‬
‫ث‪ -‬أن تكون مكاتب المشرفين والرؤساء خلف مكاتب الموظفين‪.‬‬

‫ج‪ -‬وجود مساحة كافية لسهولة حركة الموظفين بين المكاتب‪.‬‬

‫‪5-‬أن يقوم المسؤولون في اإلدارات بتفويض بعض صالحياتهم إلى الموظفين اآلخرين‪ ،‬أي نقل جزء من‬
‫السلطة أو الصالحية من المستوى اإلداري األعلى إلى المستوى الذي يليه حتى تتمكن المستويات اإلدارية‬
‫الوسطى من تسير أعمال المواطنين بطريقة سهلة وميسرة‪.‬‬

‫‪6-‬إعادة النظر في النماذج المستخدمة في انجاز معامالت المواطنين‪ ،‬السيما تلك النماذج القديمة غير‬
‫المتناسبة مع المقتضيات والمستجدات ولم تجر عملية مراجعة لها منذ فترات طويلة‪.‬‬

‫‪7-‬أن يتولى المسؤولون متابعة تأثير علمية تبسيط اإلجراءات من خالل المالحظات والمشاهدات أو‬
‫الزيارات أو اللقاءات مع الجهة المقدمة للخدمة والمواطنين واستبانات مع المواطنين المستفيدين‪.‬‬

‫‪8-‬مكافئة الموظفين المتميزين الذين طبقوا عملية تبسيط اإلجراءات ومساءلة ومحاسبة الموظفين الذين‬
‫وقفوا بالضد منها أو لم يستطيعوا تطبيقها كما هو مرسوم لها‪ ،‬واقتراح اإلجراءات التصحيحية لمسار تقديم‬
‫الخدمة إن وجدت‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫الجهة المختصة‪:‬اإلدارة المالية‪.‬‬

‫النماذج‪:‬‬
‫الخطابات ومرفقاتها‪.‬‬

‫اإلجراءات‪:‬‬
‫)‪1‬التأكد من مرفقاتها ومحتويتها‪.‬‬
‫)‪2‬التأكد من رقم القيد وتاريخه وأسم المستفيد‪.‬‬
‫)‪3‬التأكد من أن المعاملة قد تم إحالتها آليا إلى الخدمات اإلدارية من الشعب‪.‬‬
‫الضوابط‪:‬‬
‫التأكد من تسديد القيد لدى مركز االتصاالت والمحفوظات المركزية‪.‬‬

‫مراحل تبسيط اإلجراءات‬

‫تمر عملية تبسيط اإلجراءات في ست مراحل كاآلتي‪:-‬‬

‫‪1‬اختيار اإلجراءات المراد دراستها ألجل تقييمها وتحسينها‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪2‬جمع المعلومات عن اإلجراءات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪3‬تحليل وتقييم المعلومات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪4‬وضع المقترحات والتوصيات ألجل تحسين اإلجراءات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪5‬التنفيذ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪6‬المتابعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وستناقش هذه المراحل بإيجاز في ما يلي‪:‬‬


‫‪1 -‬اختيار اإلجراءات المراد دراستها‪:‬‬
‫يعتمد تحديد عدد ونوع اإلجراءات التي سندرس على حجم برنامج تبسيط اإلجراءات الذي سينفذ في المنشأة‬
‫– فإذا كان البرنامج شامال فإنه تجري عملية حصر لجميع اإلجراءات الموجودة في المنشأة ثم يصار إلى‬
‫دراستها وتحليلها‪ ،‬وإذا كان البرنامج محددا في تبسيط بعض اإلجراءات فيتم اختيارها على ضوء توجيهات‬
‫اإلدارة العليا وفي كثير من األحيان فإن اإلجراءات المعقدة والتي يكثر الشكوى والتذمر منها فإنها هي التي‬
‫تختار ألجل الدراسة‪ ،‬من األمور الهامة لنجاحها فهي تساعد على حشد كافة الجهود والطاقات وعلى‬
‫توجيهها ألجل تحقيق األهداف المرجوة من الدراسة‪.‬‬

‫‪2 -‬جمع المعلومات عن اإلجراءات‪:‬‬


‫تعتبر عملية جمع المعلومات من أهم المراحل التي تمر فيها الدراسة وهي تستنفذ القسم األكبر من الوقت‬
‫المدد للدراسة‪ ،‬وعليها نعتمد المقترحات والتوصيات التي تقدم إلى الجهات المختصة بعد انتهاء عملية إجراء‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫‪3 -‬تحليل وتقييم المعلومات‪:‬‬


‫بعد أن يتأكد المحلل من أن المعلومات الالزمة والمطلوبة عن إجراءات المنشأة قد أصبحت متوفرة لديه‬
‫يقوم بعد ذلك بالخطوة التالية وهي دراسة هذه المعلومات دراسة تحليلية ويستعين المحلل بقوائم األسئلة التي‬
‫وضعها المفكرون في هذا المجال (التنظيم واإلدارة) ومنها األسئلة التالية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬ما هو العمل الذي يؤدي وما هي الخطوات المتبعة في أدائه؟‬
‫ب ‪ -‬أين تؤدي هذه الخطوة وأين يجب أن تؤدي؟‬
‫جـ ‪ -‬متى تؤدي هذه الخطوة ومتى يجب أن تؤدي؟‬
‫د ‪ -‬من الذي يقوم بأداء هذه الخطوة ومن الذي يجب أن يؤديها؟‬
‫هـ ‪ -‬كيف يؤدي هذا العمل (الخطوات) وهل يمكن القيام به بطريقة أفضل؟‬

‫‪4 -‬وضع المقترحات والتوصيات ألجل تحسين اإلجراءات‪:‬‬


‫تتم عملية تحسين وتبسيط اإلجراءات وذلك بواسطة القيام بما يلي‪:-‬‬
‫أ ‪ -‬حذف الخطوات غير الضرورية من خطوات اإلجراءات‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ضم بعض الخطوات إلى بعضها أو إدماجها كأن تدمج خطوتان أو أكثر في خطوة واحدة‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬إعادة ترتيب بعض الخطوات وتنظيمها ويتم ذلك بتقدير أو تأخير بعض الخطوات‪.‬‬
‫د ‪ -‬تبسيط خطوات اإلجراءات وذلك باقتراح خطوات أسهل إلجراء العمل‪.‬‬

‫وهناك أمور أخرى تساعد في تحسين وتبسيط اإلجراءات واإلسراع في إنجاز المعامالت وللمحلل أن‬
‫يقترحها وهي كالتالي‪:-‬‬
‫أ ‪ -‬اقتراح استعمال بعض األجهزة والمعدات المكتبية الحديثة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬اقتراح إعادة ترتيب المكاتب بحيث يسهل سير العمل فيها ويكون بشكل تسلسلي‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬اقتراح إعادة توزيع األعمال بين الموظفين لمنع تكدسها على مكاتب بعضهم دون البعض‪.‬‬
‫د ‪ -‬اقتراح تصميم نماذج جديدة لإلجراءات‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬اقتراح تنظيم الملفات ومصادر المعلومات الالزمة لإلجراءات‪.‬‬

‫‪5 -‬التنفيذ‬
‫قبل البدء بتنفيذ اإلجراءات الجديدة المبسطة فال بد من الحصول على موافقة المسؤولين في اإلدارة على ذلك‬
‫ويمكن تسهيل عملية الحصول على الموافقة بواسطة تقديم دراسة مقارنة لإلدارة تبين الفرق بين اإلجراءات‬
‫القديمة واإلجراءات الجديدة المقترحة وتوضح الوفورات المتوقعة من تطبيق اإلجراءات الجديدة ال سيما‬
‫فيما بتعلق بالوفر في الوقت (نتيجة لسرعة إنجاز المعامالت) وبالوفر في جهود الموظفين‪ ،‬والوفر في‬
‫النواحي المادية والمالية بالنسبة للمنشأة ‪ ،‬بعد الحصول على الموافقة بالتنفيذ تبدأ عملية التنفيذ الفعلي‬
‫وتطبيق اإلجراءات الجديدة فيدرب الموظفون على الطريقة الجديدة‪ ،‬المصمم النماذج الالزمة لها‪ ،‬وترتب‬
‫المكاتب حسب تسلسل اإلجراءات‪ ،‬وعند ظهور المشاكل أو المعوقات أمام اإلجراءات الجديدة أوال بشكل‬
‫تجريبي وعلى نطاق منسق في المنشأة وكذلك للتأكد من صالحيتها والكتشاف نقاط الضعف فيها وبعد نجاح‬
‫التجربة تعمم في جميع أقسام وإدارات المنشأة وتطبق بشكل شامل فيها‪.‬‬

‫‪6 -‬المتابعة‪:‬‬
‫ال تنتهي مهمة المختصون بمجرد البدء في تطبيق اإلجراءات الجديدة ولكن عليه أن يقوم من حين آلخر‬
‫(كل ثالثة شهور مثال) بتفقد وتفحص اإلجراءات الجديدة التي اقترحها للتأكد من عدم تسرب خطوات غير‬
‫ضرورية إلى اإلجراءات المقترحة‪ ،‬وللتأكد من اتباع الموظفين لإلجراءات الجديدة‪ ،‬وأن عدم متابعة تنفيذ‬
‫اإلجراءات الجديدة من قبل المحلل اإلداري قد يؤدي إلى رجوع الموظفين لإلجراءات القديمة‪ ،‬ولذا فإن من‬
‫المهم جدا أن يكون المحلل على اتصال دائم بالمنشأة ليعرف ما يحدث تماما بالنسبة لإلجراءات الجديدة‪،‬‬
‫وليقدم الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجهها أثناء عملية التنفيذ‪.‬‬

‫وقد جرى ابتكار إعادة تنظيم العمل واإلدارة الرشيقة من أجل القطاع الخاص في البداية‪ ،‬مع إمكانية‬
‫استخدامها في اإلدارة العامة كذلك‪ .‬وفي هذا الصدد يمكن أن نالحظ بعض الشركات الخاصة كالمصارف‬
‫وشركات التأمين التي تظهر تشابها ً مع القطاع العام بمعنى أنه يتوجب دراسة محتويات كل وثائق العمليات‬
‫الرئيسية ("قطعة ورق مع نص ما‪ ،‬وبعض األرقام غالباً") في ضوء القوانين والسياسات‪ ،‬ثم يتم التصديق‬
‫عليها‪.‬‬
‫وعند التفكير في قيام بتقديم جهة إدارية عامة منتجا ً أو خدمة معينة‪ ،‬تكون الخطوات الرئيسية‪:‬‬
‫‪‬التركيز على المنتجات النهائية التي تنتجها المؤسسة أو تقدمها ؛ مثل التراخيص أو الموافقات أو جوازات‬
‫السفر‪ ،‬أو التصديق على أهلية األشخاص‪ ،‬أو اإلعانة الصحية‪ .‬والفكرة هي أنه ال يجب أن نسأل ماذا يفعل‬
‫الناس بل ماذا ينتجون‪.‬‬
‫‪‬تحليل العملية إلى خطوات متسلسلة واضحة‪ .‬فكل خطوة هي مركب من النشاطات التي‪:‬‬
‫‪-‬تستمر في الزمن؛‬
‫‪-‬تنفذ من قبل نفس الشخص؛‬
‫‪-‬تقدم نتيجة واضحة (نتيجة وسيطة [الحصيلة]‪ ،‬أو النتيجة النهائية‪).‬‬
‫‪‬دعم كل خطوة واضحة بالوثائق‪ ،‬وأي دور أو مستوى تنظيمي معني؛ من خالل تجربتنا نقول بأنه يمكن‬
‫توثيق العمل في أقل من عشرين خطوة بشكل نموذجي على الرغم من أنه يتطلب أحيانا ً أكثر من ذلك‪.‬‬
‫‪‬دراسة مراحل العملية ثم االنتقال إلى التقليل من ‪:‬‬
‫‪-‬عدد األدوار المختلفة‪/‬الوظائف‪/‬األفراد المعنيين؛‬
‫‪-‬عدد المستويات التنظيمية؛‬
‫‪-‬عدد الخطوات المنفصلة في المعالجة؛‬
‫‪-‬طول فترة العمل؛‬
‫‪-‬عدد االتصاالت الخارجية (مثال‪ ،‬مؤسسات اإلدارة العامة األخرى‪ ،‬المؤسسات الخارجية‪ ،‬األفراد‪).‬‬
‫‪‬تقليل عدد األوراق واالستمارات‪ ،‬وعدد البنود في كل منها؛‬
‫‪‬إلغاء تقديم المعلومات عبر التوثيق الورقي؛‬
‫‪‬توفير معلومات هيكيلية للزبائن أو المواطنين من خالل "األسئلة كثيرة التكرار" أو "كيفية ملء األوراق"‬
‫وذلك بشكل ورقي وإلكتروني‪.‬‬
‫‪1.1.1 1.1.1‬الوضع الراهن وتوصيات لتحسين تقديم الخدمات‬
‫‪1.1.1.1‬النتائج األساسية‬
‫برز موضوع تحسين تقديم الخدمات إلى المواطنين كأولوية في الفصل ‪ 23‬من الخطة الخمسية ‪-2006‬‬
‫‪ .2010‬وأحد المنهجيات الهامة المقترحة في هذا الفصل لتحسين تقديم الخدمات هو إحداث النافذة الواحدة‪.‬‬
‫وبيّن العمل التشخيصي لفريق عمل االستراتيجية أن بعض المؤسسات الحكومية لها تجربة مع النافذة الواحدة‪.‬‬
‫وإلى جانب ذلك‪ ،‬يقوم االتحاد األوربي وبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي بمساعدة الحكومة السورية لتعزيز‬
‫تقديم الخدمة للمواطنين‪ ،‬باستخدام حلول أكثر تعقيدا ً نسبياً‪ .‬وبتمويل من االتحاد األوربي‪ ،‬يشرف مشروع‬
‫التحديث المؤسساتي والقطاعي على إنجاز دراسات لتأسيس مراكز خدمة تجريبية للمواطن في ثالث‬
‫مؤسسات حكومية‪ .‬وبدأ برنامج األمم المتحدة اإلنمائي برنامج "إصالح الخدمات الحكومية" الذي يهدف إلى‬
‫تحديد وتبسيط الخدمات التي تُقدم إلى المواطن من قبل عدد من الوزارات‪ .‬والمبادرات المبينة في هذه‬
‫الدراسة تستند إلى وثائق ومعلومات مقدمة من برنامج األمم المتحدة اإلنمائي و مشروع التحديث المؤسساتي‬
‫والقطاعي‪.‬‬
‫‪1.1.1.2‬الوضع الحالي‬
‫يقضي المواطن السوري الكثير من وقته‪ ،‬بجمع الوثائق من عدة وزارات وفي بعض األحيان من مديريات‬
‫ودوائر مختلفة في نفس الوزارة‪ ،‬للحصول على خدمة أو إلتمام معاملة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تتطلب شهادة‬
‫القيادة أكثر من عشر وثائق موجودة كلها في دوائر مختلفة من وزارة الداخلية‪ .‬وغالبا ً ما تتطلب الوثيقة‬
‫الواحدة عدة تواقيع‪ .‬والخطوات التي يجب اتخاذها إلنجاز المعاملة ال تخلو من االلتباس‪ .‬وليس غريبا ً دفع‬
‫رشوات صغيرة لتسريع العملية أو لتقديم خدمة للمواطن هي من حقه قانونا ً‪.‬‬
‫وقد أحدثت بعض الوزارات والمحافظات النافذة الواحدة‪ .‬لكن‪ ،‬عمليا ً كانت هذه النوافذ نوعا ً من مكاتب‬
‫االستقبال في مدخل الوزارة أو المحافظة حيث يتم تسجيل المواطنون‪ .‬وبعد عبور النافذة‪ ،‬على المواطن أن‬
‫يقوم بجولة المكاتب والتواقيع المعهودة إلتمام معاملته‪ .‬لم يتحسن تقديم الخدمات‪ ،‬وبقي تماما ً كما هو‪ ،‬ألن‬
‫اإلجراءات المتعلقة بتقديم الخدمات لم تتغير‪.‬‬
‫‪1.1.1.3‬عرض المشاريع الحالية في مجال تحسين تقديم الخدمات‬
‫مراكز خدمة المواطن‬
‫وهي فكرة مستوحاة من التجربة اليونانية‪ .‬مراكز خدمة المواطن جهة قادرة على االتصال والتفاعل مع‬
‫الجهات الحكومية المختلفة ومتابعة كافة المعامالت مع تلك الجهات‪ ،‬بما فيها المعامالت التي تتطلب المرور‬
‫عبر أكثر من جهة بالنيابة عن المواطنين‪ .‬وسوف يزور المواطنون أحد هذه المراكز عندما ينشدون خدمة‪.‬‬
‫وسوف تقدم لهم الخدمات التالية‪:‬‬
‫تقديم معلومات عن الوثائق المطلوبة والمدة الزمنية الالزمة إلنهاء المعاملة؛‬
‫استالم استمارة التسجيل مع الوثائق المطلوبة من المواطن وتسجيل البيانات بنظام يعتمد على المعلوماتية‪.‬‬

‫‪ ‬استكمال اإلضبارة من خالل الحصول على وثائق معينة‪ ،‬حيث يفوض المواطن المركز (مثل السجل‬
‫المدني‪ ،‬السجل العدلي‪ ،‬براءة الذمة المالية‪ ،‬أو الضرائب)؛‬
‫‪ ‬إرسال اإلضبارة إلى الوزارة أو المؤسسة أو المحافظة المعنية‪ ،‬في البداية ورقيا ً والحقا ً الكترونيا ً‬
‫(حالما تؤتمت الوزارات)؛‬
‫‪ ‬متابعة إكمال المعاملة وتسجيل ما تم إنجازه في نظام معلومات أساسي يكون في متناول المواطن‬
‫عبر وحدات االستعالم أو مباشرة؛‬
‫وحال إنهاء المعاملة من قبل الجهات الحكومية المعنية‪ ،‬تُعاد إلى المركز وتقدم إلى المواطن‪ .‬كما يتمكن‬
‫المواطن من الحصول على عدة وثائق من المراكز‪.‬‬
‫يكون الحصول على الخدمة من مراكز الخدمات اختيارياً؛ وللمواطن الخيار في إتمام معاملته إما في مراكز‬
‫الخدمات أو في الوزارة‪/‬الوزارات المعنية‪.‬‬
‫استالم استمارة التسجيل مع الوثائق المطلوبة من المواطن وتسجيل البيانات عبر نظام يعتمد على‬
‫المعلوماتية‪.‬‬

‫‪ ‬إستكمال اإلضبارة من خالل الحصول على وثائق معينة‪ ،‬حيث يفوض المواطن المركز (مثل السجل‬
‫المدني‪ ،‬السجل العدلي‪ ،‬براءة الذمة المالية‪ ،‬أو الضرائب)؛‬
‫‪ ‬إرسال اإلضبارة إلى الوزارة أو المؤسسة أو المحافظة المعنية‪ ،‬في البداية ورقيا ً والحقا ً الكترونيا ً‬
‫(حالما تؤتمت الوزارات)؛‬
‫‪ ‬متابعة إكمال المعاملة وتسجيل ما تم إنجازه في نظام معلومات أساسي يكون في متناول المواطن‬
‫عبر وحدات االستعالم أو مباشرة؛‬
‫وحال إنهاء المعاملة من قبل الجهات الحكومية المعنية‪ ،‬تُعاد إلى المركز وتقدم إلى المواطن‪ .‬كما يتمكن‬
‫المواطن من الحصول على عدة وثائق من المراكز‪.‬‬
‫يكون الحصول على الخدمة من مراكز الخدمات اختيارياً؛ وللمواطن الخيار في إتمام معاملته إما في مراكز‬
‫الخدمات أو في الوزارة‪/‬الوزارات المعنية‪.‬‬
‫ومن خالل مراكز خدمة المواطن‪ ،‬تعتمد العالقة البينية بين الحكومة والمواطنين على مؤسسات غير‬
‫حكومية‪ .‬وسوف يكون معظم العاملين في مراكز خدمة المواطن غير موظفين‪ ،‬مع موظف حكومي واحد‬
‫قادر على التوقيع والختم بالنيابة عن الحكومة‪ .‬تتطلب مراكز خدمة المواطن إطارا ً قانونيا ً معتمدا ً من جانب‬
‫المؤسسات الحكومية المعنية ليتمكن من تقديم الخدمات باألختام األصلية وجباية الرسوم بالنيابة عن‬
‫الجهات الحكومية‪ .‬سوف تقدم مراكز خدمة المواطن الخدمات مجانا ً في البداية‪ ،‬ومن الممكن أن تتقاضى‬
‫رسما ً مقابل خدماتها في مرحلة الحقة‪ ،‬شريطة سن قانون خاص بذلك‪.‬‬
‫اتخذ مشروع التطوير المؤسساتي والقطاعي خطوات لتجسيد مفهوم مراكز خدمة المواطن في سورية‪.‬‬
‫وقدم دراسة تركز على الوزارات والمؤسسات في القطاعين االقتصادي والصناعي لتحديد تلك المعامالت‬
‫الهامة بالنسبة للنشاط االقتصادي‪ .‬وتناولت الدراسة‪:‬‬

‫تسجيل الشركة؛‬ ‫‪‬‬


‫السجل التجاري؛‬ ‫‪‬‬
‫رخصة االستيراد؛‬ ‫‪‬‬
‫تسجيل وكيل معتمد لشركة أجنبية؛‬ ‫‪‬‬
‫السجل الضريبي وبراءة الذمة المالية؛‬ ‫‪‬‬
‫الترخيص الصناعي‪/‬السجل الصناعي؛‬ ‫‪‬‬
‫إجراءات االستثمار في المدينة الصناعية بدمشق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تمت دراسة سير العمل بالتفصيل لكل من هذه المعامالت‪ ،‬و ُحددت الوثائق المطلوبة الستكمال‬
‫اإلجراءات المختلفة‪ .‬وتم اختيار ثالث معامالت إلنجازها على أساس تجريبي‪ :‬رخصة االستيراد‪،‬‬
‫السجل التجاري والسجل الصناعي ‪.‬‬
‫تتضمن المشاريع التجريبية جزئين جوهريين‪ :‬المراجعة وإعادة التنظيم وتوحيد اإلجراءات (من أجل‬
‫تبسيطيها والتقليل من العمل الورقي) واألتمتة‪ .‬أنهى مشروع التحديث المؤسساتي والقطاعي حاليا ً‬
‫الدراسات األولية لكل من هذه المشاريع‪ ،‬وسيبدأ تطوير البرمجية قريباً‪ .‬سوف يمول مشروع‬
‫التحديث المؤسساتي والقطاعي تنفيذ المشروع‪ ،‬بما فيه تنصيب البرمجيات‪ ،‬والتجهيزات وأتمتة نظم‬
‫المعلومات في الوزارات المعنية بالمشاريع التجريبية‪ ،‬وتدريب العاملين خالل المرحلة األولى‬
‫(‪ .)2008‬كما سيشرف على مرحلة التنفيذ األولى ويصوغ الخطط لتقييم ونشر المشروع في البلد ‪.‬‬
‫من الممكن أن يمول مشروع التحديث المؤسساتي والقطاعي تنفيذ المشاريع التجريبية لفترة محدودة‬
‫فقط‪ .‬في حين يتطلب استمرارها وتعميمها تمويالً إضافيا ً من الدولة و‪/‬أو من خالل مراكز خدمة‬
‫المواطن الممولة ذاتيا ً‪.‬‬
‫إصالح الخدمات الحكومية‬
‫ً‬
‫أطلق برنامج األمم المتحدة اإلنمائي مشروعا يحلل بالتفصيل الهيكل التنظيمي وتوصيف العمل‬
‫وسيره في رئاسة مجلس الوزراء ووزارة اإلدارة المحلية والبيئة ومديرية الجمارك من عام ‪2002‬‬
‫إلى ‪ .2005‬وقد حددت الدراسة الخدمات التي تقدم في المؤسستين األخيرتين‪ .‬وانقطع المشروع‬
‫بسبب ممانعة بعض الجهات المستفيدة ووجود قناعة ضمن برنامج األمم المتحدة اإلنمائي حول‬
‫الحاجة لطريقة أشمل لإلصالح اإلداري تتجاوز المؤسسات الحكومية المنفردة ‪.‬‬
‫أطلق برنامج األمم المتحدة اإلنمائي والحكومة السورية برنامج إصالح الخدمات الحكومية في أواخر‬
‫عام ‪ .2006‬ومدة البرنامج ثالث سنوات‪ .‬وهو يتم تحت إشراف رئاسة مجلس الوزراء‪ ،‬وهيئة‬
‫تخطيط الدولة كشريك‪ .‬ويتم تمويله بالتعاون مابين برنامج األمم المتحدة اإلنمائي والحكومة السورية‪،‬‬
‫والموارد المالية المتوفرة حاليا ً ‪11‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬تغطي الدراسات والتنفيذ أثناء السنة األولى‬
‫من البرنامج‪ .‬المدير الوطني للمشروع الدكتور بسام الدهبي‪.‬‬
‫يشمل البرنامج ‪ 11‬وزارة ومؤسسة تقدم خدمات إدارية واجتماعية على مستوى الحكومة المركزية‪،‬‬
‫بما فيها‪ ،‬الداخلية‪ ،‬البريد‪ ،‬االتصاالت والتقانة‪ ،‬النقل‪ ،‬والشؤون االجتماعية‪ .‬ويهدف البرنامج في‬
‫المرحلة األولى إلى تحديد أهم الخدمات المقدمة إلى المواطنين من قبل كل من الـ‪ 11‬وزارة أو‬
‫مؤسسة‪ .‬ويهدف في المرحلة الثانية إلى إعادة تنظيم اإلجراءات المتعلقة بتلك الخدمات من أجل‬
‫تبسيطها‪ .‬ويتم التخطيط ألن يبقى تبسيط اإلجراءات ضمن اإلطار الواقعي‪ ،‬من دون االصطدام‬
‫بالقوانين‪ .‬وسيتم إدخال المعلوماتية كحل أخير فقط حيث تتمكن مخرجات المشاريع في النهاية من‬
‫االرتباط بالحكومة االلكترونية‪[1].‬‬
‫ويتوقع البرنامج تدريب العاملين في المؤسسات المستفيدة ولكنه ال يغطي التكاليف وال تركيب‬
‫األجهزة‪.‬‬
‫وحالما يتم تحديد خدمات الوزارة والوصول إلى مرحلة التنفيذ‪" ،‬تتخرج" الجهة المستفيدة من برنامج‬
‫إصالح الخدمات الحكومية وتصبح مشروعا ً قائما ً بذاته‪ .‬وتصاغ وثيقة مشروع منفصلة لكل جهة‬
‫مستفيدة بنتظر منها المساهمة بجزء من موازنتها لدعم المشروع‪ .‬وهذا هو حال وزارة العدل حيث‬
‫تجري عملية أتمتة قرارات المحاكم في محافظة درعا‪.‬‬
‫التقييم‬
‫الحظ خبراء كل من مشروع التحديث المؤسساتي والقطاعي وبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي نواقص‬
‫في األسلوب الذي تم تبنيه في إحداث النافذة الواحدة في الوزارات‪ ،‬التي تتألف بشكل أساسي‪ ،‬من‬
‫مقاعد استقبال في مدخل األبنية الحكومية‪ .‬لقد كانت هذه الطريقة تجميلية فحسب وفشلت في التسريع‬
‫الفعلي للخدمات المقدمة أو في تحسين نوعية الخدمات‪.‬‬
‫لكن مشروع التحديث المؤسساتي والقطاعي وبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي هما اآلن في طور تقديم‬
‫منهجية من أجل تحسين تقديم الخدمات تعتمد على إعادة النظر في اإلجراءات اإلجراءات المتعلقة‬
‫بتقديم خدمات معينة وتبسيطها‪ .‬تتضمن شراكة الحكومة السورية مع برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‬
‫في برنامج إصالح الخدمات الحكومية التزاما ً واضحا ً فيما يخص هذا األمر‪.‬‬
‫يلعب كل من مشروع التحديث المؤسساتي والقطاعي وبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي دورا ً هاما ً في‬
‫المساعي المبذولة لتحسين تقديم الخدمات للمواطنين‪ .‬ويركز مشروع التحديث المؤسساتي والقطاعي‬
‫على خدمات مختارة تقدم من قبل وزارات اقتصادية إلى المستثمرين‪ ،‬بينما يركز برنامج األمم‬
‫المتحدة اإلنمائي على خدمات ذات طبيعة اجتماعية وإدارية‪ .‬إنهما يختلفان إذا ً في المنهجية التي‬
‫يستخدمانها‪ .‬فبينما يؤكد مشروع التحديث المؤسساتي والقطاعي بشكل واضح على المعلوماتيةفي‬
‫تقديم الخدمات واالتصال بالمواطنين‪ ،‬يرى برنامج األمم المتحدة اإلنمائي أن تكنولوجيا المعلوماتية‬
‫يمكن إدخالها في مرحلة الحقة‪ .‬إنها مالحظة مهمة‪ ،‬ولكن كالً من مشروع التحديث المؤسساتي‬
‫والقطاعي وبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي متفقان على أن إجراءات التبسيط والتوحيد القياسي‬
‫كشروط لتحسين النوعية وتسريع تقديم الخدمة ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪[1]-‬أكد أحد مصادر معلومات الفريق كثرة حاالت تجاهل التكنولوجيا الحديثة في اإلدارة العامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وقد صدرت بطاقات هوية حديثة مؤخرا ً تحمل معلومات حيوية كالسجل العدلي‪ ،‬لكنها بالكاد تستخدم‬
‫من المواطنين والموظفين‬
‫اليات تبسيط االجراءات‬ ‫‪‬‬

‫تعتبر تبسيط إجراءات العمل العملية التي نقوم من خاللها بدراسة وتحليل إجراءاتالعمل الحالية للتأكد من الدورة‬ ‫‪‬‬
‫المستندية للعمل وهل هناك حاجة لبعض خطوات اإلجراء وهل يمكن دمجها أو إلغائها أو تفويضها لآلخرين من‬
‫خالل عمل خرائط لتدفق إجراءاتالعمل للتعرف على االختصاصات وطول قنوات االنتظار والحاجة إلى مدى القيام‬
‫بتلك الخطوات كعمليات منفصلة وغيرها من جوانب التحليل بهدف الوصول إلى اإلجراء األمثل لتحقيق‬
‫متطلبات العمل من اجل توفير الوقت والجهد وزيادة الكفاءة اإلنتاجية للعاملين ورفع روحهم المعنوية وتحسين‬
‫مستوى الخدمة التي تقدمها اإلدارة للمستفيدين من تلك الخدمات‪.‬‬
‫كما تنهج تبسيط اإلجراءات آليات هي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬دراسة كافة اإلجراءات وتوثيقها تمهيدا ً لعملها في خرائط تدفق متكاملة لتلك الخطوات لتحليل اإلجراءات بشكل‬ ‫‪‬‬
‫علمي ومدروس‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪-‬اإلطالع على شكاوي المراجعين وكذلك مالحظات العاملين في اإلدارات ذات العالقة بالمشكالت التي تواجههم‬ ‫‪‬‬
‫أثناء تنفيذ اإلجراءات‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪-‬قياس الوقت والجهد المبذول في أداء اإلجراءات ومدى تناسبه مع الحاجة الفعلية لتسلسل خطوات اإلجراءات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪-‬تحليل خرائط تدقق اإلجراءات باستخدام الحاسب اآللي للتعرف على المشكالت واالختصاصات والوقت المبذول‬ ‫‪‬‬
‫بشكل متتالي أو متوازي لكل إجراء على حده‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪-‬التوصل إلى مقترحات محددة بالنسبة لتبسيط إجراءات العمل بأقصى كفاءة ممكنه لتحقيق الفعالية المطلوبة في‬ ‫‪‬‬
‫اإلجراءات الختصار الوقت والجهد المبذولين‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪-‬مناقشة المقترحات واآلراء مع الجهات المعنية واخذ مالحظاتهم حول التوصيات الالزمة لتعديل وتبسيط تلك‬ ‫‪‬‬
‫اإلجراءات التي تحتاج إلى دراسة وتحليل ومعالجة فعلية‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪-‬التعرف على المقترحات والمشكالت التي تواجه تنفيذ اإلجراءات أثناء العملومناقشتها وتحليلها مع اإلدارات‬ ‫‪‬‬
‫المختصة‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪ -‬التعرف على الجوانب القانونية والالئحة والتنظيمة ألخذها بالحسبان عن إجراء عملية التبسيط لكل إجراء أو‬ ‫‪‬‬
‫خطوة من خطوات الدورة المستندية على حده‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪-‬االستفادة من النظم اآللية الحديثة في وضع البرامج الالزمة لميكنة اإلجراءات سواء نماذج العمل المستخدمة‬ ‫‪‬‬
‫لتسهيل وتسريع عملية االنجاز والمحافظة على جودة وسالمة المعلومات والتقليل من المجهود البشري‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪-‬إعداد اإلجراءات المبسطة بشكلها النهائي واعتمادها وتجريب تنفيذها في الواقع العملي لمدة زمنية محددة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪-‬تدريب األفراد على طريقة استخدام النظم اآللية وتطبيق اإلجراءات والنماذج الجديدة بشكل علمي سليم لضمان‬ ‫‪‬‬
‫سالمة التنفيذ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪-‬وضع نظام للمتابعة والتطوير المستمرة إلجراءات العمل كل فترة زمنية للتأكد من سالمة التنفيذ وحل المشكالت‬ ‫‪‬‬
‫التي تواجه تطبيقها اإلجراءات بالشكل الصحيح‪.‬‬
‫دعواتي لكم بسالسه في العمل وتبسيط لكل اجراء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫االصالح التنظيمي‬
‫مواز إلى جانب إزالة القيود التنظيمية‪ .‬يشير اإلصالح التنظيمي إلى البرامج المنظمة والمستمرة‬
‫ٍ‬ ‫إلصالح التنظيمي هو تطور‬ ‫‪‬‬
‫لمراجعة اللوائح بهدف تقليلها وتبسيطها وجعلها أكثر فعالية من حيث التكلفة‪..‬‬
‫هو العالج األنجع في حالة استشراء الفساد والسبيل األمثل للقضاء عليه‪ ،‬واإلصالح مفهوم واسع يشمل‬
‫جميع جوانب الحياة التي يمسها الفساد‪ ،‬فهناك اإلصالح السياسي والقانوني واالقتصادي واالجتماعي‬
‫واإلداري منذ زمن بعيد والدول واإلتجاهات تتكلم عن اإلصالح اإلداري وإصالح اإلداة الحكومية وإصالح‬
‫اإلدارة واخيرا برز إصطالح (الثورة اإلدارية)‪ ، Administrative Revolution‬وكلما أتت حكومة من‬
‫الحكومات أعلنت عن برامجها لإلصالح اإلداري (‪)5‬‬
‫مفهوم االصالح التنظيمي‬
‫تهدف عمليات اإلصالح اإلداري إلى إدخال تغييرات أساسية في أنظمة اإلدارة العامة بما تكفل تحسين‬
‫مستويات األداء ورفع كفاءة النظم اإلدارية القائمة من خالل تغيير المعتقدات واالتجاهات والقيم والبيئة‬
‫التنظيمية وجعلها أكثر مالءمة مع التطور التكنولوجي الحديث وتحديات السوق وتخفيض نسبة القلق‬
‫المواطنين‪ ،‬وأحداث نقلة نوعية في تقديم الخدمات مع تقليص التكاليف وتحويل إدارة الخدمات من أسلوب‬
‫البيروقراطية إلى األسلوب التجاري أو االقتصادي سواء عن طريق التخصيص أو عن طريق التشغيل‬
‫الذاتي لخدماتها بإيجاد أساليب أكثر مرونة‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر ان الحاجة الى االصالح ال تنتهي أبدا وإنما هي عملية ديناميكية مستمرة وال تعني‬
‫الحاجة الى االصالح ان هناك حاالت مرضية تستوجب العالج وانما تبقى الحاجة الى التطوير باقية بقاء‬
‫المنظمة أو الجهاز االداري ككل‪.23‬‬
‫دور الحوكمة للالصالح التنظيمي‬

‫ويعد عنصرا اإلفصاح والشفافية من أهم المبادئ الالزمة لتحقيق و‪ /‬أو تطبيق نظام حوكمة‬
‫مؤسسات الدولة من خالل ضرورة توفر جميع المعلومات بدقة ووضوح وعدم إخفاء أي‬
‫معلومة وإظهارها للجمهور في الوقت المناسب‪ ،‬مع اإلفصاح عن كافة البيانات المالية‬
‫والمعلومات األخرى‪ .‬والغرض بالطبع من كل ذلك هو توفير الحماية الالزمة للملكية العامة‬
‫مع مراعاة مصالح المتعاملين مع مؤسسات الدولة المختلفة‪ ،‬والحد من استغالل السلطة في‬
‫تفضيل المصلحة العامة أحيانا‪،‬‬

‫بان هذا المفهوم يتراوح بين تنظيم الجهاز اإلداري في الدول على أسس علمية سليمة تكفل تحقيق األهداف‬
‫المرجوة منه أي انه يعني تنظيم هذا الجهاز من حيث أساليب وطرق العمل فضالً عن تنظيم شؤون‬
‫العاملين فيه ‪.‬‬
‫ما المعنى الواسع فهو يذهب إلى المدخل الذي ينظر إلى الحكومة أو المجتمع كنظام يتكون من هياكل مختلفة‬
‫تؤدي وظائف متنوعة وان هذه الهياكل مترابطة ومتناسقة فيما بينها وبالتالي فان أي خلل في أحدها يقود إلى‬
‫اختالل الهياكل األخرى مما يعني إن المفهوم الشامل يتمحور حول إدخال أنماط تنظيمية جديدة بحيث تالئم‬
‫أنواع النشاط الجديد مع ادخال نظم وقواعد وإجراءات للعمل داخل هذه األنماط الجديدة باإلضافة إلى تحقيق‬
‫العالقات اإلشرافية واإلدارية واالستشارية بين هذه التنظيمات من ناحية وبين التنظيمات الجديدة والقديمة‬
‫من ناحية أخرى فضال عن توفير القيادات النشطة والواعية المؤمنة بهذه السياسات وكذلك التركيز على‬
‫أهمية الموارد البشرية باعتبارها العنصر الحاسم في تنفيذها وإحداث التغيير المطلوب والتركيز المكثف‬
‫على أن تكون مخرجات منظمات الجهاز اإلداري تتسم بالنوعية والجودة لتحقيق المساهمة الفاعلة في‬
‫االرتقاء بمستوى الرفاهية االقتصادية واالجتماعية نستطيع أن نستنتج من المعنى السابق أن الهدف األساسي‬
‫لعملية اإلصالح اإلداري هو نجاح المنظمة في تحقيق أهدافها بفعالية عالية وبالمحصلة النهائية تحقيق‬
‫الرفاهية االقتصادية واالجتماعية للفرد والمجتمع ‪.‬‬
‫فاإلصالح اإلداري ونظام الحوكمة تعني في جوهرها التغيير باتجاه التقدم والتطور وباتجاه تحقيق الرفاهية‬
‫االقتصادية واالجتماعية وعليه يمكن تلخيص دور الحوكمة في اإلصالح اإلداري من خالل‬

‫‪23‬‬
‫ومن الجدير بالذكر ان الحاجة الى االصالح ال تنتهي أبدا وإنما هي عملية ديناميكية مستمرة وال تعني‬
‫الحاجة الى االصالح ان هناك حاالت مرضية تستوجب العالج وانما تبقى الحاجة الى التطوير باقية بقاء‬
‫‪.‬المنظمة أو الجهاز االداري ككل‬
‫المبادئ ألساسية لهذا المفهوم وضرورة تطبيقها على كافة مفاصل الجهاز اإلداري في العراق تحقيقا‬
‫لألهداف الكلية وانطالقا من تأثير تلك المبادئ األساسية جوهريا بعملية اإلصالح اإلداري وكما يأتي‪:-‬‬
‫‪ .1‬أن ضمان حقوق الملكية سواء كانت عامة أو خاصة يستند إلى التشريعات النافذة لتنظيم العالقات‬
‫بين األفراد فيما بينهم أو بين األفراد والدولة أي ما يسمى بالعقد االجتماعي‪ .‬ويشهد التاريخ بان‬
‫العراق من أول البلدان الرائدة و منذ أقدم العصور في مجال إصدار التشريعات ولعل مسلة‬
‫حمورابي خير دليل على ذلك‪ .‬أن تطبيق الحوكمة في العراق يعد وسيلة ناجحة ألجراء إصالحات‬
‫أدارية شاملة في أجهزة الدولة وقد يكون من المناسب تكثيف الجهود باتجاه تطوير التشريعات بما‬
‫يضمن مواكبة التطورات الحاصلة وبما يصب في المحصلة النهائية باتجاه الحفاظ على ممتلكات‬
‫وموارد وتطويرها واستخدامها بالشكل األمثل فضال عن تفعيل دور المؤسسات الرقابية‪ .‬إذ أن من‬
‫ابرز مهام هذه التشكيالت هو الحفاظ على الممتلكات العامة وبالتالي فان تفعيل دورها ودعمها‬
‫وضمان استقالليتها ومهنيتها يعني التطور باتجاه الحفاظ على المال العام وتنميته‪ ،‬كما ال يفوتنا في‬
‫هذا المجال التأكيد على دور المجتمع المدني واإلعالمي في الرقابة إذ أن االرتقاء بثقافة المجتمع‬
‫يجعل منه خير رقيب على المال العام‪.‬‬
‫‪2.‬أن نظام الحوكمة بما يمثله من قوانين وتعليمات وأسس يمثل في حقيقته اتجاها إصالحيا يوفر‬
‫أساسا ثابتا وثقة كاملة للمتعاملين مع مؤسسات الدولة المختلفة بحيث يوفر هذا األساس ضمانا‬
‫للجدوى االقتصادية المستهدفة من تعامالتهم المختلفة‪.‬‬
‫سبق وان خطى العراق خطوات ثابتة بهذا االتجاه إذ تمثلت في تشريع العديد من القوانين التي تنظم‬
‫العالقات بين كافة االطراف في النشاط األقتصادي ومنها قانون االستثمار وقانون الشركات العامة‬
‫فضال عن تطوير العديد من القوانين المختصة في مجاالت العمل النوعية ومنها تحرير القطاع‬
‫المصرفي وإصدار القانون الجديد للبنك المركزي العراقي والمصارف‪ ،‬وكذلك اعتماد معايير‬
‫وقواعد التدقيق والمحاسبة الدولية الصادرة عن المنظمات الدولية واإلقليمية مثل االنتوساي (منظمة‬
‫المعايير الرقابية في أمريكا الالتينية) واالسوساي (منظمة المعايير الرقابية في آسيا) واالفروساي‬
‫(منظمة المعايير الرقابية في أفريقيا) وتكييفها عن طريق مجلس المعايير العراقي بما يتالئم‬
‫وخصوصية البيئة العراقية‪.‬‬
‫أن التأثير المتبادل بين مؤسسات الدولة والبيئة التي تعمل ضمنها يستوجب االهتمام والتركيز على‬
‫األبعاد االجتماعية الناتجة عن عمل المنظمات داخل المجتمع بهدف تعظيم الفائدة المتوخاة من‬
‫عملها وتحقيق أهدافها و تقليل اآلثار السلبية التي قد تنتج عن ذلك إلى أدنى الحدود الممكنة ‪.‬‬
‫كما أن نظام الحوكمة بما يكفله من توفير المعاملة المتكافئة لجميع أفراد الشعب يمثل في حقيقته‬
‫اتجاها إصالحيا من خالل تحديد الحقوق والواجبات وبما ينمي الشعور الوطني والوالء لعموم أفراد‬
‫الشعب‪.‬‬
‫‪3.‬يعد اإلفصاح من المبادئ األساسية التي أشارت أليها المعايير المحاسبية الدولية وكذلك العراقية‬
‫بمثابة تطوير األسس والقواعد المعتمدة في التدقيق والتي أشارت أليها مبادئ الحوكمة وهو ما‬
‫يتعلق باإلعالن عن نتائج اعمال بشكل عام فضال عن إعالن األهداف التي تسعى المنظمة إلى‬
‫تحقيقها بشكل واضح ودقيق والتي تصب في المحصلة النهائية باتجاه تحقيق األهداف االقتصادية‬
‫واالجتماعية العليا حيث أن من المبادئ الرئيسي الذي يجب االتفاق عليه والعمل لتحقيقه هو( مبدأ‬
‫الشعب أوال) ويمكن تحقيق ذلك من خالل إعالن البيانات المالية والمركز المالي لتلك المؤسسات‬
‫وفي أوقاتها المحددة باإلضافة إلى المؤشرات اإلحصائية األخرى وحسب خصوصية كل نشاط وبما‬
‫يؤدي إلى تكوين صورة واضحة لدى المعنيين والمهتمين بخصوص تلك المؤسسات‪ .‬كما يستوجب‬
‫هذا االتجاه أيضا اإلفصاح عن جميع المزايا العينية والنقدية التي يتمتع بها القائمون على اإلدارة في‬
‫تلك المنظمات ومدى تطور المركز المالي لهم باإلضافة الى المخاطر التي قد تتعرض لها اعمال‬
‫المنظمة المعنية والتي قد تحول دون تحقيقها ألهدافها المعلنة وتعزيزا لذلك تقوم المنظمة أيضا‬
‫باإلفصاح عن اإلجراءات والهياكل التي اعتمدتها للسير بخطى واضحة وثابتة باتجاه تطبيق‬
‫متطلبات الحوكمة وللمرحلة التي تم الوصول إليها‪.‬‬
‫إما الشفافية فهي تضمن اطالع الشعب على كافة المعلومات والوثائق الخاصة بعمل أجهزة الدولة‬
‫بما ينمي فرصة جديدة لتكوين صورة واضحة عن عملها واألهداف التي تسعى إلى تحقيقها ومما‬
‫تجدر اإلشارة إليه إن اإلفصاح والشفافية ال تشمل كافة المعلومات عن المؤسسات والعاملين فيها‬
‫وإنما الجزء الذي ال يتعارض مع خصوصية عمل هذه المؤسسات التي من شانها إلحاق إضرار بها‬
‫أو بالعاملين فيها لذا نرى إن من الضروري تحديد كافه المعلومات التي يتطلب اإلفصاح عنها‬
‫لتجنب سوء استخدامها من قبل الجهات األخرى واألخطاء لتي قد تقع نتيجة إعالن هذه المعلومات‪.‬‬
‫‪4.‬إن الواقع الحالي الذي تعمل فيه مختلف أجهزة الدولة من دوائر وحكومية أو شركات عامة قد‬
‫حدد إدارتها من جهة معينة كالمدير أو مجالس اإلدارة وفي كلتا الحالتين فان اإلدارة سواء كانت‬
‫شخص محدد أو مجلس ستكون هي المسوؤلة األولى عن درجة تحقيق األهداف الشركة وعمال‬
‫بالمبدأ اإلداري (اإلدارة باألهداف) أو (االدارة بالنتائج) ويمكن قياس مدى نجاح الوحدة االقتصادية‬
‫وكفاءتها بمدى تحقيقها لألهداف المرجوة منها مع مالحظة التأثير على الجوانب األخرى حيث سبق‬
‫وان أسلفنا إن المؤسسة كنظام تعمل ضمن بيئة معينة تؤثر وتتأثر بها باستمرار‪.‬‬

‫اهداف االصالح االداري‬

‫وتعتبر المحافظة على المال العام الهدف األول من عملية اإلصالح اإلداري‪ .‬ومن أهم السبل‬
‫الكفيلة بتحقيق ذلك هي إكمال المظلة القانونية والتشريعية له‪ ،‬وبما يتالئم مع البيئة االقتصادية‪،‬‬
‫حيث أن معايير الحوكمة تقوم على الشفافية والمسائلة والمحاسبة‪ ،‬لضمان حقوق المتعاملين مع‬
‫مؤسسات الدولة المختلفة سواء أكانت سلعية أم خدمية‪ .‬وتعد حوكمة مؤسسات الدولة من أهم‬
‫مؤشرات مكافحة الفساد‪ ،‬ومن أهم محفزات البيئة االستثمارية وجذب رؤوس األموال أيضا‪.‬‬
‫وتعمل تلك الحوكمة ضمن معايير وقوانين ثابتة مما يشيع روح االطمئنان بالنسبة لكافة‬
‫المتعاملين فيها أو معها ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫أهمية الحوكمة في اإلصالح اإلداري‬

‫‪24‬‬
‫سندس سعدي حسين‪ ،‬اثر حوكمة الشركات في التدقيق الداخلي‪ ،‬المعهد العربي للمحاسبين القانونيين‬
‫(بحث مقدم لنيل شهادة المحاسبه القانونيه)‪ ،‬بغداد‪.2006 ،‬‬
‫إذا أردنا أن نختصر مفهوم اإلصالح اإلداري سواء بالمعنى الجزئي الضيق أو بالمعنى الشامل‬
‫الواسع نستطيع أن نقول بان هذا المفهوم يتراوح بين تنظيم الجهاز اإلداري في الدول على أسس علمية‬
‫سليمة تكفل تحقيق األهداف المرجوة منه أي انه يعني تنظيم هذا الجهاز من حيث أساليب وطرق العمل‬
‫فضالً عن تنظيم شؤون العاملين فيه‪.‬‬

‫أما المعنى الواسع فهو يذهب إلى المدخل الذي ينظر إلى الحكومة أو المجتمع كنظام يتكون من‬
‫هياكل مختلفة تؤدي وظائف متنوعة وان هذه الهياكل مترابطة ومتناسقة فيما بينها وبالتالي فان أي خلل في‬
‫أحدها يقود إلى اختالل الهياكل األخرى مما يعني إن المفهوم الشامل يتمحور حول إدخال أنماط تنظيمية‬
‫جديدة بحيث تالئم أنواع النشاط الجديد مع ادخال نظم وقواعد وإجراءات للعمل داخل هذه األنماط الجديدة‬
‫باإلضافة إلى تحقيق العالقات اإلشرافية واإلدارية واالستشارية بين هذه التنظيمات من ناحية وبين‬
‫التنظيمات الجديدة والقديمة من ناحية أخرى فضال عن توفير القيادات النشطة والواعية المؤمنة بهذه‬
‫السياسات وكذلك التركيز على أهمية الموارد البشرية باعتبارها العنصر الحاسم في تنفيذها وإحداث التغيير‬
‫المطلوب والتركيز المكثف على أن تكون مخرجات منظمات الجهاز اإلداري تتسم بالنوعية والجودة لتحقيق‬
‫المساهمة الفاعلة في االرتقاء بمستوى الرفاهية االقتصادية واالجتماعية نستطيع أن نستنتج من المعنى‬
‫السابق أن الهدف األساسي لعملية اإلصالح اإلداري هو نجاح المنظمة في تحقيق أهدافها بفعالية عالية‬
‫وبالمحصلة النهائية تحقيق الرفاهية االقتصادية واالجتماعية للفرد والمجتمع‪.‬‬

‫وبعد هذا المستوى من التحليل يمكن أن ننظر إلى هذه النتيجة من منطلق مفهوم الحوكمة وال يخفى‬
‫علينا أنها بأبسط التعابير ال تتعدى وجود نظم معينة تحكم العالقة بين األطراف األساسية التي تؤثر في‬
‫األداء بشكل عام أي أنها تشمل مقومات معينة لتقوية المؤسسة ودورها وتأثيرها في المجتمع على المدى‬
‫البعيد وكذلك أذا أردنا التأكيد على هذا المفهوم نقول بان ظهور مفهوم الحوكمة ابتداء كان في أعقاب‬
‫االنهيارات االقتصادية واألزمات المالية وتزايدت أهمية هذا المفهوم في أدارة المنظمة عموما نتيجة لالتجاه‬
‫العام في التحول باتجاه النظم الرأسمالية التي يعتمد فيها بدرجة كبيرة على الشركات الخاصة لتحقيق‬
‫معدالت مرتفعة من النمو االقتصادي هذا المفهوم بمعناه الواضح يشير إلى الترابط بين مفهوم الحوكمة‬
‫واإلصالح اإلداري سواء من حيث المسببات واإلجراءات أو من حيث األسس واألهداف وكذلك هناك تفاعل‬
‫وتغذية عكسية فيما بين اآلليات المعتمدة في تحقيق كل منها فاإلصالح اإلداري ونظام الحوكمة تعني في‬
‫جوهرها التغيير باتجاه التقدم والتطور وباتجاه تحقيق الرفاهية االقتصادية واالجتماعية وعليه يمكن تلخيص‬
‫دور الحوكمة في اإلصالح اإلداري من خالل المبادئ األساسية لهذا المفهوم وضرورة تطبيقها على كافة‬
‫مفاصل الجهاز اإلداري في العراق تحقيقا لألهداف الكلية وانطالقا من تأثير تلك المبادئ األساسية جوهريا‬
‫بعملية اإلصالح اإلداري وكما يأتي ‪-:‬‬

‫أن ضمان حقوق الملكية سواء كانت عامة أو خاصة يستند إلى التشريعات النافذة لتنظيم العالقات‬ ‫‪.1‬‬
‫بين األفراد فيما بينهم أو بين األفراد والدولة أي ما يسمى بالعقد االجتماعي‪ .‬ويشهد التاريخ بان‬
‫العراق من أول البلدان الرائدة و منذ أقدم العصور في مجال إصدار التشريعات ولعل مسلة‬
‫حمورابي خير دليل على ذلك‪ .‬أن تطبيق الحوكمة في العراق يعد وسيلة ناجحة ألجراء إصالحات‬
‫أدارية شاملة في أجهزة الدولة وقد يكون من المناسب تكثيف الجهود باتجاه تطوير التشريعات بما‬
‫يضمن مواكبة التطورات الحاصلة وبما يصب في المحصلة النهائية باتجاه الحفاظ على ممتلكات‬
‫وموارد وتطويرها واستخدامها بالشكل األمثل فضال عن تفعيل دور المؤسسات الرقابية‪ .‬إذ أن من‬
‫ابرز مهام هذه التشكيالت هو الحفاظ على الممتلكات العامة وبالتالي فان تفعيل دورها ودعمها‬
‫وضمان استقالليتها ومهنيتها يعني التطور باتجاه الحفاظ على المال العام وتنميته‪ ،‬كما ال يفوتنا في‬
‫هذا المجال التأكيد على دور المجتمع المدني واإلعالمي في الرقابة إذ أن االرتقاء بثقافة المجتمع‬
‫يجعل منه خير رقيب على المال العام‪.‬‬
‫أن نظام الحوكمة بما يمثله من قوانين وتعليمات وأسس يمثل في حقيقته اتجاها إصالحيا يوفر أساسا‬ ‫‪.2‬‬
‫ثابتا وثقة كاملة للمتعاملين مع مؤسسات الدولة المختلفة بحيث يوفر هذا األساس ضمانا للجدوى‬
‫االقتصادية المستهدفة من تعامالتهم المختلفة‪.‬‬
‫سبق وان خطى العراق خطوات ثابتة بهذا االتجاه إذ تمثلت في تشريع العديد من القوانين التي تنظم‬
‫العالقات بين كافة االطراف في النشاط األقتصادي ومنها قانون االستثمار وقانون الشركات العامة‬
‫فضال عن تطوير العديد من القوانين المختصة في مجاالت العمل النوعية ومنها تحرير القطاع‬
‫المصرفي وإصدار القانون الجديد للبنك المركزي العراقي والمصارف‪ ،‬وكذلك اعتماد معايير‬
‫وقواعد التدقيق والمحاسبة الدولية الصادرة عن المنظمات الدولية واإلقليمية مثل االنتوساي (منظمة‬
‫المعايير الرقابية في أمريكا الالتينية) واالسوساي (منظمة المعايير الرقابية في آسيا) واالفروساي‬
‫(منظمة المعايير الرقابية في أفريقيا) وتكييفها عن طريق مجلس المعايير العراقي بما يتالئم‬
‫وخصوصية البيئة العراقية‪.‬‬

‫أن التأثير المتبادل بين مؤسسات الدولة والبيئة التي تعمل ضمنها يستوجب االهتمام والتركيز على‬
‫األبعاد االجتماعية الناتجة عن عمل المنظمات داخل المجتمع بهدف تعظيم الفائدة المتوخاة من‬
‫عملها وتحقيق أهدافها و تقليل اآلثار السلبية التي قد تنتج عن ذلك إلى أدنى الحدود الممكنة‪.‬‬
‫كما أن نظام الحوكمة بما يكفله من توفير المعاملة المتكافئة لجميع أفراد الشعب يمثل في حقيقته‬
‫اتجاها إصالحيا من خالل تحديد الحقوق والواجبات وبما ينمي الشعور الوطني والوالء لعموم أفراد‬
‫الشعب‪.‬‬
‫يعد اإلفصاح من المبادئ األساسية التي أشارت أليها المعايير المحاسبية الدولية وكذلك العراقية‬ ‫‪.3‬‬
‫بمثابة تطوير األسس والقواعد المعتمدة في التدقيق والتي أشارت أليها مبادئ الحوكمة وهو ما يتعلق‬
‫باإلعالن عن نتائج اعمال بشكل عام فضال عن إعالن األهداف التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها‬
‫بشكل واضح ودقيق والتي تصب في المحصلة النهائية باتجاه تحقيق األهداف االقتصادية‬
‫واالجتماعية العليا حيث أن من المبادئ الرئيسي الذي يجب االتفاق عليه والعمل لتحقيقه هو( مبدأ‬
‫الشعب أوال) ويمكن تحقيق ذلك من خالل إعالن البيانات المالية والمركز المالي لتلك المؤسسات‬
‫وفي أوقاتها المحددة باإلضافة إلى المؤشرات اإلحصائية األخرى وحسب خصوصية كل نشاط وبما‬
‫يؤدي إلى تكوين صورة واضحة لدى المعنيين والمهتمين بخصوص تلك المؤسسات‪ .‬كما يستوجب‬
‫هذا االتجاه أيضا اإلفصاح عن جميع المزايا العينية والنقدية التي يتمتع بها القائمون على اإلدارة في‬
‫تلك المنظمات ومدى تطور المركز المالي لهم باإلضافة الى المخاطر التي قد تتعرض لها اعمال‬
‫المنظمة المعنية والتي قد تحول دون تحقيقها ألهدافها المعلنة وتعزيزا لذلك تقوم المنظمة أيضا‬
‫باإلفصاح عن اإلجراءات والهياكل التي اعتمدتها للسير بخطى واضحة وثابتة باتجاه تطبيق‬
‫متطلبات الحوكمة وللمرحلة التي تم الوصول إليها‪.‬‬
‫إما الشفافية فهي تضمن اطالع الشعب على كافة المعلومات والوثائق الخاصة بعمل أجهزة الدولة‬
‫بما ينمي فرصة جديدة لتكوين صورة واضحة عن عملها واألهداف التي تسعى إلى تحقيقها ومما‬
‫تجدر اإلشارة إليه إن اإلفصاح والشفافية ال تشمل كافة المعلومات عن المؤسسات والعاملين فيها‬
‫وإنما الجزء الذي ال يتعارض مع خصوصية عمل هذه المؤسسات التي من شانها إلحاق إضرار بها‬
‫أو بالعاملين فيها لذا نرى إن من الضروري تحديد كافه المعلومات التي يتطلب اإلفصاح عنها‬
‫لتجنب سوء استخدامها من قبل الجهات األخرى واألخطاء لتي قد تقع نتيجة إعالن هذه المعلومات‪.‬‬
‫إن الواقع الحالي الذي تعمل فيه مختلف أجهزة الدولة من دوائر وحكومية أو شركات عامة قد حدد‬ ‫‪.4‬‬
‫إدارتها من جهة معينة كالمدير أو مجالس اإلدارة وفي كلتا الحالتين فان اإلدارة سواء كانت شخص‬
‫محدد أو مجلس ستكون هي المسوؤلة األولى عن درجة تحقيق األهداف الشركة وعمال بالمبدأ‬
‫اإلداري (اإلدارة باألهداف) أو (االدارة بالنتائج) ويمكن قياس مدى نجاح الوحدة االقتصادية‬
‫وكفاءتها بمدى تحقيقها لألهداف المرجوة منها مع مالحظة التأثير على الجوانب األخرى حيث سبق‬
‫وان أسلفنا إن المؤسسة كنظام تعمل ضمن بيئة معينة تؤثر وتتأثر بها باستمرار‪.‬‬

‫(‪25)1‬‬
‫السياسات الواجب اعتمادها للوصول إلستراتيجية اإلصالح اإلداري‬

‫إعداد أدلة تنظيمية حديثة الستخدامها كمراجع للمستويات اإلدارية المختلفة تتضمن تحديد الواجبات‬ ‫‪.1‬‬
‫والمسؤوليات وخطوط السلطة والصالحيات والعالقة بين اإلدارات المختلفة من اجل خلق عالقات‬
‫عمل واضحة تتفادى االزدواجية والتداخل في انجاز اإلعمال‪.‬‬
‫تطوير القيادات اإلدارية وتعزيز التراكم المعرفي لديها من خالل إشاعة األساليب اإلدارية الحديثة في‬ ‫‪.2‬‬
‫العمل وخاصة أساليب اتخاذ القرارات والتحفيز من خالل تطوير المهارات اإلدارية والفنية عن‬
‫طريق دورات تأهيلية وتطويرية تم التخطيط لها‪.‬‬
‫إشاعة مفاهيم الديمقراطية والعمل الجماعي والمشاركة في اتخاذ القرارات لتعزيز القناعة والوالء لدى‬ ‫‪.3‬‬
‫العاملين في منظمات الجهاز اإلداري وتقليل مقاومة التغيير التي تصاحب عمليات التطوير والعمل‬
‫على رفع الروح المعنوية‪.‬‬
‫التركيز على اعتماد أساليب المحافظة على الموارد البشرية وتعزيز دورها في العملية اإلنتاجية بما‬ ‫‪.4‬‬
‫يشمل ذلك السعي إلى ربط األجر باإلنتاجية وتطبيق معايير لتقويم اداء العاملين ومراعاة ظروف العمل‬
‫وتحسين البيئة وتعزيز دور السالمة المهنية‪.‬‬
‫العمل على وضع برنامج وظيفي شامل يحقق االستثمار األفضل لقدرات ومجهودات الموارد البشرية‬ ‫‪.5‬‬
‫ويستند إلى مجموعة من الدراسات الشاملة من دراسات تخطيط القوى العاملة وتحليل اإلعمال‬

‫‪ 25‬أكمال مظلة التشريعات التي تستهدف تطبيق مفهوم الحوكمة في مختلف أجهزة الدولة لما لهذا النظام من‬
‫أهمية لتحقيق الهدف األساسي في الحفاظ على المال العام وتنميته‪.‬‬
‫ووصف الوظائف واحتساب أعباء العمال واختيار العاملين وإعادة توزيعها وغيرها وصوال إلى‬
‫االرتفاع بمستوى األداء الفردي والجماعي‪.‬‬
‫زيادة فعالية العملية التدريبية بمختلف أنواعها وربط التدريب بتقويم األداء وتعزيز حاالت اإلبداع‬ ‫‪.6‬‬
‫والتطوير والعمل على وضع خطط تدريب تتناسب مع االحتياجات التي تحددها منظمات الجهاز‬
‫اإلداري والتعاون بين مراكز ومعاهد التدريب على تلبية تلك المتطلبات بمستوى علمي ومهني عال‪.‬‬
‫االهتمام ببرامج تقويم الشفافة والنزاهة والمساءلة اإلدارية ومكافحة الفساد اإلداري لتعزيز انتماء‬ ‫‪.7‬‬
‫الموظف لوظيفته والتزامه بأخالقيات وقيم العمل التي تعكس مستوى عاليا من اإلخالص والتفاني‪.‬‬
‫استخدام التقنيات الحديثة في بناء قواعد المعلومات لإلسهام في دعم عمليات وضع األهداف وتحديد‬ ‫‪.8‬‬
‫السياسة واتخاذ القرارات‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )1‬نفس المصدر السابق ص‪.5‬‬

‫‪ .9‬تعزيز المسؤولية االجتماعية للمؤسسات اإلنتاجية والخدمية تجاه المستهلكين لمنتجاتها وخدماتها من‬
‫حيث النوعية والصالحية وجودة االستخدام وحماية البيئة من خالل االلتزام بشروط المحافظة عليها‬
‫سليمة من التلوث واألضرار األخرى‪.‬‬
‫‪ .10‬تطوير األساليب واإلجراءات المعتمدة من قبل منظمات الجهاز اإلداري لتتماشى مع متطلبات التطور‬
‫والنهوض باألداء وتقديم الخدمات للمواطنين‪.‬‬
‫‪ .11‬توفر المستلزمات الالزمة للتأهيل لتطبيق المواصفات القياسية في اإلنتاج والخدمات‪.‬‬
‫‪ .12‬تعزيز أواصر التعاون مع المنظمات والهيئات والمراكز المحلية واإلقليمية ذات العالقة لتنفيذ مشاريع‬
‫إدارية مشتركة‪.‬‬

‫محاور إستراتيجية اإلصالح اإلداري ‪-:‬‬

‫تمثل محاور إستراتيجية اإلصالح اإلداري للمرحلة المقبلة بما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬التنظيم وإعادة التنظيم‪.‬‬

‫‪ .2‬تنمية الموارد البشرية وتطويرها‪.‬‬

‫‪ .3‬تطوير نظم وأساليب العمل‪.‬‬

‫‪ .4‬إعادة النظر بالقوانين والتشريعات‪.‬‬

‫‪ .5‬رفع كفاءة األداء وتطوير الجودة في إنتاج السلع والخدمات‪.‬‬


‫من الجدير بالذكر أن اعتماد برنامج اإلصالح اإلداري ليس بهدف الحد من ظواهر الفساد اإلداري‬
‫فقط وإنما اإلصالح يهدف إلى مواكبة المستجدات العلمية المعتمدة في اإلدارة من قبل معظم دول العالم‪.‬‬

‫ويمكن أن يعرف اإلصالح اإلداري بمعنى جزئي ضيق‪ ،‬أو بمعنى شامل وواسع الذي يذهب‬
‫إلى المدخل الذي ينظر إلى الحكومة أو المجتمع بحسبانه نظاما يتكون من هياكل مختلفة تؤدي‬
‫وظائف متنوعة‪ ،‬وأن هذه الهياكل مترابطة ومتناسقة فيما بينها‪ .‬وبالتالي فان أي خلل في أحدها‬
‫يقود إلى اختالل الهياكل األخرى‪ .‬هذا فضال عن التركيز على أهمية الموارد البشرية‬
‫باعتبارها العنصر الحاسم في تنفيذ وإحداث التغيير المطلوب‪ ،‬شريطة أن تكون مخرجات‬
‫الجهاز اإلداري تتسم بالنوعية والجودة لتحقيق اإلصالح اإلداري المنشود ‪.‬‬

‫ويشير البعض الى أن الدول التي فيها فساد إداري بحاجة ماسة الى ستراتيجية وطنية لمكافحته وتحقيق‬
‫إصالح إداري شامل‪ ،‬ولكن بسبب معوقات اإلصالح فإن هذا المصطلح الجميل حقا أن يوصف بأنه‬
‫(الحزين المسكين) لفرط ما ارتكبت باسمه جرائم وآثام‪.‬‬

‫إن اإلدارة العامة في العراق اآلن بأمس الحاجة الى اإلصالح‪ ،‬فقد ذكر احد المسؤولين قائال‪ :‬بأن المؤسسات‬
‫التي ورثناها تعمل على العكس من التوجه الجديد وزدنا عددها بدل العمل على تقليصها‪ ،‬كما عملنا على‬
‫زيادة عدد الموظفين بدل ترشيقهم‪ ،‬واضاف بأن المؤسسات التي ورثناها من النظام السابق‪ ،‬كانت قائمة‬
‫على فلسفة مركزية‪ ،‬اما اليوم فنحن بصدد نظام السوق الحر الذي يعتمد على عوامل السوق والقطاع‬
‫الخاص‪ ،‬الذي لم ننفذ منه شيئا (‪).6‬‬

‫لما تقدم نقسم بحثنا الى المباحث اآلتية‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية اإلصالح اإلداري‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إصالح الهيكل التنظيمي لإلدارة‪.‬‬


‫المبحث الثالث‪ :‬إصالح األنظمة اإلدارية‬

‫المبحث األول‬
‫ماهية اإلصالح اإلداري‬
‫وفيه المطالب اآلتية‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬البعد التاريخي لإلصالح اإلداري‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف اإلصالح اإلداري‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية ومبررات اإلصالح اإلداري‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أهداف اإلصالح اإلداري‬

‫المطلب األول‬
‫البعد التاريخي لإلصالح اإلداري‬
‫يعتبر الفرنسي (بيشي) أول من انتقد اإلدارات العامة وذلك عندما نشر كتابه (الشرطة والبلدية) في العام‬
‫‪ 1789‬شارحا فيه كيف ينظر المواطن الفرنسي إلى اإلدارة عشية الثورة الفرنسية بأن (المكتب ليس‬
‫بمجلس والكتبة ال يحق لهم أن ينتصبوا كمشرعين)‪ ،‬ويعتبر األلماني (ستين) أول من وجه دعوة لتطوير‬
‫اإلدارة وذلك في كتابه (مذهب اإلدارة)‪ ،‬والذي ضمنه توصيات بإجراء اصالحات مهمة وأساسية‪ .‬والحقيقة‬
‫أن هذه الدعوات لم تبق دون تطبيق‪ ،‬إذ اعتمد القسم األكبر منها في ألمانيا في القرن التاسع عشر وهذا ما‬
‫وفر لها إدارة رفيعة المستوى‪.‬‬

‫وظهر مصطلح اإلصالح اإلداري في أواخر الستينيات من القرن الماضي في بعض الدراسات عندما قام‬
‫علماء اإلدارة مثل ‪ Bribanti & Spengler‬و ‪ Lapalambora‬و "‪ Riggs‬بالدعوة الى إعادة تنظيم‬
‫النظم اإلدارية لتواكب التغيير وتتماشى مع البرامج اإلنمائية القومية‪ ،‬وساعد على تقبل هذا الفكر الجديد أن‬
‫النظم اإلدارية القديمة فشلت في تنفيذ البرامج التي تعمل على تحقيق التنمية والتقدم‪ ،‬منذ ذلك الحين‬
‫وموضوع اإلصالح اإلداري يشغل فكر اإلداريين في العالم حتى زاد التركيز عليه في ثمانينيات القرن‬
‫الماضي عندما دعى علماء اإلدارة الحكومات لتطبيق هذا الفكر الجديد في أجهزتهم اإلدارية ألنه يعتمد على‬
‫التغيير والتطوير ألداء الجهاز اإلداري(‪).7‬‬

‫ولكن بعض الباحثين يشير الى أن محاوالت اإلصالح اإلداري ظهرت في أواخر العصور الوسطى وكانت‬
‫تهدف الى القضاء على حاالت الفساد‪.‬‬

‫وقد القت هذه الدعوة ترحيبا من الدول المتقدمة ولكن بعض الدول النامية رفضت هذا الفكر الجديد معللة‬
‫ذلك بأنه طالما ان اإلدارات تؤدي واجبها فال داعي إلدخال أي تغييرات‪ ،‬ولكن هذه الدول هي التي فشلت‬
‫في تقديم التزاماتها تجاه الشعب‪ ،‬ولذلك كان البد من البدء في تبني فكرة اإلصالح اإلداري بالمفهوم الحديث‬
‫(‪).8‬‬
‫وقد كثر الحديث عن اإلصالح اإلداري حتى أصبح شعارا ينادي به كل من يهمه أمر اإلدارة سواء كان من‬
‫المستفيدين من خدمات اإلدارة او العاملين فيها أو الحكومة نفسها التي تواجه مشكلة اإلصالح اإلداري بصفة‬
‫مستمرة حتى تتمكن من زيادة إنتاجية العمل اإلداري وتمتص عدم الرضا من نفوس الذين ال ترضيهم أحوال‬
‫اإلدارة‪.‬‬

‫وهناك تجارب لإلصالح اإلداري قامت بها بعض الدول وهي تختلف من تجربة الى أخرى‪ ،‬ففي الواليات‬
‫المتحدة األمريكية سمحت ظروفها التاريخية بإجراء التغييرات السياسية بأسلوب تدريجي وتكوين مؤسساتها‬
‫السياسية دون عنف أو تغيرات فجائية‪ ،‬فالمؤسسات السياسية سابقة على أجهزة الخدمة المدنية‪ ،‬لذلك نجد أن‬
‫اللجان التشريعية تمارس رقابة فعالة على جوانب عديدة من عمليات االجهزة التي تقع تحت إشراف كل‬
‫منها وترتيبا على هذا تمثلت المقترحات االصالحية بتوصيات إلضعاف الدور الرقابي للجان المختلفة‬
‫وسلطاتها على األجهزة اإلدارية‪.‬‬

‫وقد بدأ االصالح اإلداري بالتركيز على إصالح نظام الخدمة المدنية وإبعاد الفساد الحزبي والسياسة الحزبية‬
‫عن الوظيفة العامة ومن الذين أسهموا في ذلك (وودروولسن) ببحثة الشهير ـ دراسة اإلدارة ـ فقد نادى‬
‫بإبعاد التدخل الحزبي عن الوظيفة العامة والقضاء على نظام االسالب أو الغنائم وشغلها على اساس الكفاءة‬
‫وتحقيق تكافؤ الفرص‬

‫وهناك ثالثة مبادىء أساسية لإلصالح االداري وهي (الشفافية‪ ،‬المساءلة‪ ،‬الحكم الجيد) نتناولها في‬

‫فللشفافية االدارية دور بارز في محاربة الفساد‪ ،‬ولكي تساهم الشفافية االدارية في انجاز هذه االهداف فال بد‬
‫من توافر المتطلبات الضرورية لكي تنجح في تحقيق اهدافها‪ ،‬فتوافر مستوياتها المالئمة وإحداث التطور‬
‫التنظيمي وإدارة الجودة و(الهندرة االدارية) من المفاهيم الضرورية الواجب توافرها في اجهزة االدارة‬
‫العامة لكي تنجح عملية الشفافية ونتيجة ألهمية الشفافية فقد تناولها العديد من الباحثين رغبة في تحديد مفهوم‬
‫واضح ومحدد لها‪ ،‬فيعرفها نزيه برقاوي بأنها‪( :‬الوضوح والعقالنية وااللتزام بالمتطلبات أو الشروط‬
‫المرجعية للعمل وتكافؤ الفرص للجميع وسهولة االجراءات والحد من الفساد) ويعرفها علي الشيخ‪ :‬بأنها‬
‫الوضوح التام في اتخاذ القرارات ورسم الخطط والسياسات وعرضها على الجهات المعنية بمراقبة اداء‬
‫الحكومة وخضوع الممارسات اإلدارية والسياسية للمحاسبة والمراقبة (‪).56‬‬
‫‪26‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الشفافية‬
‫برز اإلهتمام بالشفافية على المستوى الدولي في اآلونة األخيرة‪ ،‬فعقدت مؤتمرات عديدة حولها في إطار‬
‫األمم المتحدة ومنظمة التعاون والتنمية في المجال اإلقتصادي‪ ،‬وخصص البنك الدولي لهذه المسألة دراسات‬
‫متعددة (‪ ،)51‬وتأسست منظمة خاصة بها في المانيا هي (منظمة الشفافية العالمية ‪International‬‬

‫الفساد‪26‬‬ ‫الذي اقامته مؤسسة )صباح عبدالكاظم شبيب الساعدي بحث مقدم الى مؤتمر (االصالح التشريعي طريق نحو الحكومة الرشيدة ومكافحة‬

‫النبأ للثقافة واالعالم وجامعة الكوفة‪/‬كلية القانون ‪ 26-25‬نيسان ‪2081‬‬


‫)‪Transparency‬عام ‪ )52( 1993‬من قبل (بيتر آيغن) لمحاربة الفساد في العالم‪ ،‬وقدأصبح رئيسا لها‬
‫(‪).53‬‬

‫والشفافية ظاهرة تشير الى تقاسم المعلومات والتصرف بطريقة مكشوفة‪ ،‬فهي تتيح لمن لهم مصلحة في‬
‫شأن ما أن يجمعوا معلومات حول هذا الشأن قد يكون لها دور حاسم في الكشف عن المساوىء وفي حماية‬
‫مصالحهم‪ ،‬وتقوم الشفافية على التدفق الحر للمعلومات فهي تتيح للمعنيين ان يطلعوا على المعلومات‬
‫المرتبطة بهذه المصالح تساعدهم على فهمها ومراقبتها وتزيد من سهولة الوصول الى المعلومات بصورة‬
‫واضحة وكافية (‪).54‬‬

‫وتعتبر الشفافية من المفاهيم الحديثة والمتطورة التي يتوجب على الجميع االخذ بها لما لها من أهمية في‬
‫احداث التنمية اضافة الى مساهمتها في تنمية التنظيمات االدارية‪ ،‬إن توفر الشفافية االدارية يعتبر من أهم‬
‫متطلبات مكافحة الفساد االداري وهي احدى اهم االستراتيجيات التي تتبعها الدول لمكافحة الفساد‪ ،‬فزيادة‬
‫درجة الشفافية تساهم الى حد بعيد في زيادة درجة الثقة التي يمنحها المواطنون للعاملين في القطاع‬
‫الحكومي‪ ،‬كما ان زيادة مستوى الشفافية في العمليات اإلدارية يعني وضوح اجراءات العمل واالبتعاد عن‬
‫الروتين‪ ،‬فضال عن أنها تسهل حصول المواطنين على الخدمات التي يريدونها‪ ،‬ومما زاد من اهمية هذا‬
‫المفهوم هو نجاح بعض الحكومات في تطبيق هذا المفهوم والحصول على نتائج ايجابيه ادت الى تدني‬
‫مستوى الفساد (‪).55‬‬

‫فللشفافية االدارية دور بارز في محاربة الفساد‪ ،‬ولكي تساهم الشفافية االدارية في انجاز هذه االهداف فال بد‬
‫من توافر المتطلبات الضرورية لكي تنجح في تحقيق اهدافها‪ ،‬فتوافر مستوياتها المالئمة وإحداث التطور‬
‫التنظيمي وإدارة الجودة و(الهندرة االدارية) من المفاهيم الضرورية الواجب توافرها في اجهزة االدارة‬
‫العامة لكي تنجح عملية الشفافية ونتيجة ألهمية الشفافية فقد تناولها العديد من الباحثين رغبة في تحديد مفهوم‬
‫واضح ومحدد لها‪ ،‬فيعرفها نزيه برقاوي بأنها‪( :‬الوضوح والعقالنية وااللتزام بالمتطلبات أو الشروط‬
‫المرجعية للعمل وتكافؤ الفرص للجميع وسهولة االجراءات والحد من الفساد) ويعرفها علي الشيخ‪ :‬بأنها‬
‫الوضوح التام في اتخاذ القرارات ورسم الخطط والسياسات وعرضها على الجهات المعنية بمراقبة اداء‬
‫الحكومة وخضوع الممارسات اإلدارية والسياسية للمحاسبة والمراقبة (‪).56‬‬

‫يستنتج من هذه التعريفات إن الشفافية تتضمن وضوح التشريعات ودقة االعمال المنجزة داخل التنظيمات‬
‫واتباع ممارسات ادارية واضحة للوصول الى اتخاذ قرارات على درجة من الموضوعية والدقة والوضوح‬
‫وبناء على ذلك فأن مفهوم الشفافية اإلدارية يتضمن‪:‬‬

‫‪1-‬سهولة وفهم االجراءات ووضوحها ومرونتها‪.‬‬

‫‪2-‬تعزيز الرقابة االدارية وزيادة كفاءتها وفعاليتها‪.‬‬

‫‪3-‬تعزيز مفهوم الثقة والوالء بين موظفي االدارة والمواطنين‪.‬‬

‫‪4-‬تعزيز قدرات االدارة على مواكبة المتغيرات والمستجدات السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪5-‬تساهم بشكل كبير في مكافحة الفساد االداري بأشكاله المختلفة (‪).57‬‬


‫من هذا يتضح أهمية الدور الذي تلعبه الشفافية خيث تساعد على تحقيق التنمية‪ ،‬االمر الذي يعني ان توافر‬
‫الشفافية اصبح شرطا اساسيا لالرتقاء بمستوى األداء (‪).58‬‬

‫كما تظهر اهميتها من خالل مساهمتها في(‪):59‬‬

‫‪ 1.‬تحقيق المصلحة العامة ألن غياب الشفافية في بعض القوانين واالنظمة وعدم وضوح نصوصها يعتبر‬
‫سببا رئيسا لالجتهادات الشخصية‪.‬‬

‫‪2.‬المساعدة في اتخاذ قرارات ادارية صحيحة‪ ،‬ذلك ان عدم المراجعة الدورية للقوانين واألنظمة يترتب‬
‫عليه اتخاذ قرارات غير سليمة‪.‬‬

‫‪3.‬تسهيل جذب االستثمارات وتشجيعها‪ :‬ذلك ان انعدام الشفافية في القوانين واألنظمة والممارسات اإلدارية‬
‫له آثار سلبية على االستثمارات من حيث إعاقة المشاريع االستثمارية‪.‬‬

‫‪5.‬إنعاش السوق المالي‪ :‬ان مفهوم الشفافية في القوانين واألنظمة المتعلقة بالسوق المالي والجوانب المالية‬
‫والسياسات االستثمارية يؤدي إلى المصداقية من حيث توافر البيانات والمعلومات المتعلقة بالشؤون المالية‪.‬‬

‫‪6.‬إزالة العوائق البيروقراطية والروتينية‪ :‬حيث تساعد الشفافية على إزالة العوائق البيروقراطية والروتينية‬
‫وتعمل على تبسيط اإلجراءات‪.‬‬

‫وعليه فأن إجراءات الشفافية تتطلب الوضوح والعالنية في التصرفات اإلدارية أمام الجميع فاالستثناء أو‬
‫التفرقة يفسح المجال أمام ظاهرة المحسوبية والرشوة والواسطة والمحاباة‪...‬الخ‪ .‬ففي مجال شراء البضائع‬
‫وال خدمات من جانب الحكومات وقطاعها العام‪ ،‬الذي يعتبر مصدرا رئيسيا للفساد في كثير من الدول‪ ،‬فقد‬
‫عملت بعضها على جعل استدراج و تقييم العروض المقدمة علنيا وبطريقة اكثر شفافية (‪).60‬‬

‫لذلك يقتضي اإلصالح اإلداري أن تلتزم الهيئات اإلدارية بالشفافية والوضوح في عملها‪ ،‬وأن تتيح حرية‬
‫وصول المعلومات عما تقوم به من اعمال للمواطنين بل بمبادرة‪ ،‬ذلك أنها ال تقوم بأعمال سرية بل تقدم‬
‫خدمات للمواطنين‪ ،‬وإن من شأن ذلك دعم أواصر الثقة بين اإلدارة والمواطنين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المساءلة‪Accountability‬‬


‫قد يكون هناك خلط بين مفهومي المساءلة والمسؤولية‪ ،‬اال أن ذلك يجاوز الحقيقة فالمسؤولية ترتبط بالسلطة‬
‫التي توكل الى شخص ما‪ ،‬بينما المساءلة تقع على ذلك الشخص نتيجة لتحمله المسؤولية‪ ،‬ويمكن توضيح‬
‫العالقة بين المساءلة والمسؤولية في االسالم انطالقا من فكرة الراعي والرعية‪ ،‬فالراعي ليس مسؤوال فقط‪،‬‬
‫بل هو مسا َءل بعد قيامه بتبعات المسؤولية‪.‬‬

‫فقد قال النبي األكرم محمد (ص)‪( :‬كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)‪ ،‬هذا في المسؤولية‪.‬‬

‫كما قال (ص)‪( :‬إن هللاا تعالى سائل كل راع عما استرعاه‪ ،‬أحفظ ذلك أم ضيعه؟) وهذا في المساءلة‪ ،‬فكلمة‬
‫"سائل" هي مفردة مساءلة‪ ،‬و"استرعاه" هي مفردة المسؤولية‪ ،‬وعلى ذلك فالمسؤولية تعني (التزام صاحب‬
‫السلطة بمباشرة األعباء أو االختصاصات الموكلة له في اإلطار الشرعي لها)‪ ،‬وهكذا تعبر السلطة عن‬
‫اإلطار الشرعي الذي يتيح للموظف مزاولة مهامه الوظيفية (‪).61‬‬

‫فالمساءلة بصورة عامة تعني ان االفراد والموظفين تتم مساءلتهم وتحملهم مسؤولية انجاز االفعال المكلفين‬
‫بأدائها‪ ،‬ويتم الحكم على هذه المسؤولية او قياسها من خالل معايير واضحة ومعلنة‪ ،‬فيتحمل االفراد‬
‫والمنظمات مسؤولية اداءهم‪ ،‬ولالستدالل على وجود عالقة مباشرة بين الفساد وغياب المساءلة استخدمت‬
‫المعادلة اآلتية‪ :‬الفساد = االحتكار‪ +‬حرية التصرف – المساءلة‪.‬‬

‫اما في االدارة العامة فالمساءلة تعني التزام أجهزة االدارة العامة بتقديم حساب عن طبيعة ممارساتها‬
‫للواجبات المنوطة بها بهدف رفع كفاءتها وفعاليتها‪ ،‬والقضية المثارة اآلن هي مدى مالئمة آليات المساءلة‬
‫التقليدية المعتمدة بصفة اساسية على مفهوم االلتزام بالقواعد والقوانين وتطبيق االجراءات للتغير الحادث في‬
‫نظم واتجاهات وتطبيقات االدارة العامة فمع االصالح االداري الجاري في العديد من الدول وتبنى الكثيرين‬
‫لبعض مفاهيم االدارة العامة الجديدة‪ ، New Public Management‬اظهرت الحاجة الى مراجعة‬
‫اساليب المساءلة التقليدية المستخدمة واإلنتقال من مساءلة تعتمد على االلتزام الى مساءلة تركز على االداء‬
‫(‪).62‬‬

‫وتجدر االشارة الى أن هناك من يرى مفهوم المسؤولية اكثر اتساعا من مفهوم المساءلة‪ ،‬فالمسؤولية عندهم‬
‫تتضمن بعدين رئيسين‪:‬‬

‫اولهما‪ :‬المسؤولية الشخصية والتي ال يتصور مساءلة االنسان عنها‪ ،‬وثانيهما‪ :‬المسؤولية امام الغير عن اداء‬
‫مهام واختصاصات معينة وهذا البعد هو الذي تظهر بصدده المساءلة‪ ،‬ولقد أخذ الدين اإلسالمي بالمسؤولية‬
‫الشخصية إنطالقا من قوله تعالى (وال تزر وازرة وزر اخرى) (‪ ،)63‬بيد أن ذلك ال ينفي مسؤولية الرئيس‬
‫اإلداري عن اعمال مرؤوسيه انطالقا من ان ذلك يعد جزءا من مسؤولياته‪ ،‬ويعد هذا أحد المبادىء الرئيسة‬
‫لفكرة تفويض السلطة في االسالم فمفوض السلطة عليه أن يراقب ويتابع حسن التنفيذ ممن فوض اليه‬
‫السلطة‪.‬‬

‫وتكون المساءلة من هذه الوجهة عملية مراجعة تقع على عاتق الشخص صاحب السلطة (المسؤول) للوقوف‬
‫على مدى التزامه بتبعات وظيفته‪ ،‬وال تقع المساءلة على الفرد المسؤول اال بعد أن يتمتع بسلطات لمباشرة‬
‫اختصاصاته وهو ما يعني ضرورة ارتباط المسؤولية بالسلطة تالزما وتوازنا‪ .‬كما أنه من غير المنطقي أن‬
‫تكون للموظف سلطة دون ان يترتب عليها التزامات وواجبات كما يجب أن يحدث التوازن بين السلطة‬
‫والمسؤولية‪ ،‬بمعنى أن يكون مدى المسؤولية مناسبا لما زود به الموظف من سلطات‪ ،‬فال يجوز تحميله‬
‫مسؤوليات تفوق أو تقل عما خول من سلطات فبقدر السلطة تكون المسؤولية‪ ،‬وتأتي بعد ذلك المساءلة والتي‬
‫يجب أن تتم على شخص مسؤول وله سلطات متالزمة ومتوازنة مع مسؤولياته‪ ،‬وعليه فأن تحديد السلطة‬
‫والمسؤولية في التنظيم االداري مبدأ اساس لكي يعرف كل موظف واجباته فيؤديها‪ ،‬وسلطاته فيمارسها‪،‬‬
‫وبذلك تسهل معاقبته إن أخطأ وإثابته إن أصاب (‪).64‬‬

‫وترتكز المساءلة على المعرفة والمعلومات‪ ،‬وكذلك على دوافع تشجع المسؤولين على القيام بذلك بامانة‬
‫وفعالية ونزاهة‪ ،‬وقد أدى كون تأمين المساءلة في ادارة الحكم امرا بالغ التعقيد الى تطوير مقاربات متعددة‬
‫لجعل الحكومات والمسؤولين الحكوميين اكثر عرضة للمساءلة (‪).65‬‬

‫اهمية موضوع المساءلة‪:‬‬


‫ازداد االهتمام في السنوات االخيرة بموضوع المسائلة لعدة اسباب‪:‬‬

‫‪1.‬اهميتها في مقاومة الفساد الذي اصبح ظاهرة دولية‪.‬‬

‫‪2.‬زيادة الوعي السياسي للشعوب والمطالبة بحق التمتع بالديمقراطية وبكل المزايا التي يدعو لها مفهوم‬
‫الحكم الصالح واالدارة االفضل لشؤون المجتمع والدولة‪ ،‬ولقد اثبتت الدراسات ان هناك عالقة طردية بين‬
‫الديمقراطية ومكافحة الفساد‪.‬‬

‫‪ 3.‬ضغوط المجتمع الدولي وتأثير العولمة فالعالم قد اصبح اليوم قرية صغيرة‪ ،‬فما يثار من قضايا وما يثير‬
‫االهتمام في دولة ما من السهولة انتقاله عبر الحدود‪ ،‬ولقد زاد االهتمام بموضوع المساءلة في العديد من‬
‫الدول المتقدمة ومن تلك الدول اعضاء منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪(OECD) (66).‬‬

‫‪4.‬ثورة المعلومات واالتصاالت‪:‬‬

‫المعلومات هي العدو الطبيعي للفساد فمحاربة الفساد يمكن تحقيقهما بصورة اكبر عند اتاحة المعلومات‪،‬‬
‫وعصر المعلومات يحتم على الحكومات أن تتخذ كافة التدابير الممكنة لمكافحة الفساد‪ ،‬كذلك يمكن استغالل‬
‫هذا التطور في تداول المعلومات وامكانية تحويل االموال والحسابات البنكية‪.......‬الخ كوسيلة للفساد ذاته‬
‫ومن ثم زادت الحاجة الى المساءلة‪.‬‬

‫‪5.‬االهتمام المتزايد باالصالح االداري ومحاربة الفساد واعادة اختراع الحكومات ففي مؤتمر دولي يناقش‬
‫موضوع اعادة اختراع الحكومة استخلص الحاضرون ان الخطوات الالزمة للحد من الفساد هي نفسها‬
‫الخطوات الالزمة لزيادة الكفاءة ومساعدة النظام االداري للعمل بصورة افضل وبتكلفة اقل ومما (‪).67‬‬

‫وبما أن العراق كغيره من الدول يعاني من الفساد وهناك حاجة ماسة الى مكافحته والحد منه‪ ،‬اذن يتطلب‬
‫االمر تفعيل مبدأ المساءلة من خالل خضوع الجميع لحكم القانون‪ ،‬ومساءلتهم عن أفعالهم وقياس مستوى‬
‫أدائهم لبيان أوجه اإلنحراف أو الفساد في هذه األفعال والتصرفات‪ ،‬ونتيجة لذلك يجب إعمال مبدأ الثواب‬
‫والعقاب‪ ،‬من خالل مكافأة األسوياء والنزيهين ومحاسبة المنحرفين والفاسدين‪ ،‬لكي تكون هناك صورة‬
‫واضحة أمام الجميع بأن من ينحرف يساءل عن ذلك ومن يستقيم يكافىء على ذلك‪.‬‬

‫تصنيف المساءلة‪ :‬تعددت تصنيفات المساءلة ومنها‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬تصنيف المساءلة الى ذاتية والى مساءلة من الغير‪:‬‬

‫وتعني المساءلة الذاتية‪:‬‬

‫مساءلة الفرد لذاته انطالقا من عبوديته هلل ويقينه بالمساءلة االلهية‪ ،‬ولها جانب وقائي يمنع ترك المعروف‬
‫واتيان المنكر‪ ،‬وجانب عالجي فاذا ما ترك المرء معروفا أو اتى منكرا يتمثل هذا الجانب في التذكر الدائم‬
‫لعبودية المرء هلل التي تترك أثرها في ندمه على ما ارتكبه أو تركه وعزمه على عدم العود مستقبال‪ ،‬واذا ما‬
‫كان االمر متعلقا باآلخرين فيجب أن يبرأ المرء من حقوقهم‪ ،‬وهذه هي التوبة التي تكون نتيجة المساءلة‬
‫الذاتية‪ ،‬ولقد كانت المساءلة الذاتية هي االساس واالصل في اإلسالم‪ ،‬وإن أول من طبق هذه المساءلة هو‬
‫الرسول الكريم (ص) فقد قال حينما اراد اسامة بن زيد أن يشفع المرأة مخزومية سرقت بعض األموال‬
‫إلعفائها من حد السرقة (إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم‬
‫الضعيف اقاموا عليه الحد‪ ،‬وإني والذي نفسي بيده لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها‪).‬‬

‫ونرى من جانبنا أن المساءلة الذاتية مهمة جدا في مكافحة الفساد اإلداري‪ ،‬ذلك أنها تضع الفرد رقيبا على‬
‫نفسه ومحاسبا لها‪ ،‬واذا كانت المساءلة الذاتية ذات اصل ديني فأن جرائم الفساد اإلداري كلها من المحرمات‬
‫كالرشوة واإلختالس‪....‬الخ ومن ثم يمكن مساءلة الموظف ذاته عن هذه االفعال‪ ،‬ويمكن تنمية هذه المساءلة‬
‫في نفوس االفراد والموظفين من خالل الوعي الديني وتهذيب النفوس وزرع الثقة فيها لجعلها قادرة على‬
‫اإلعتراف بالخطأ‪.‬‬

‫أما مساءلة الغير‪ ،‬فهي اما أن تكون رسمية أو غير رسمية (شعبية) والمساءلة الرسمية أما أن تكون داخلية‪:‬‬
‫وهي التي تقوم بها االدارة ذاتها‪ ،‬ويباشرها الرؤساء على مرؤسيهم‪ ،‬وتتضمن مساءلة رئاسية سابقة‪ ،‬وذلك‬
‫اما عن طريق التدقيق في اختيارهم لتولي الوظائف العامة أو بإسداء النصح واإلرشاد والتوجيه‪ ،‬او مساءلة‬
‫الحقة وهي التي تتم بعد قيام الموظف بمباشرة اعماله‪ ،‬وذلك للتحقق من مدى مطابقتها للقوانين‬
‫واالنظمة(‪).68‬‬

‫أو تكون خارجية وهي التي تتم عن جهات خارج االدارة‪ ،‬فقد تكون الجهات تشريعية من خالل (السؤال‪،‬‬
‫االستجواب‪ ،‬التحقيق‪ ،‬حجب الثقة) أو تنفيذية وتتم من خالل السلطة التنفيذية األعلى‪ ،‬ومن ضمن آليات‬
‫السلطة التنفيذية لتطبيق المساءلة الرسمية االعتماد على اجهزة رقابية متخصصة ومستقلة ومن اهم االجهزة‬
‫الرقابية في العراق (ديوان الرقابة المالية‪ ،‬مكتب المفتش العام‪ ،‬هيئة النزاهة‪).‬‬

‫والمساءلة القضائية هي أن تباشر الهيئات القضائية سلطتها في مساءلة االدارة العامة عن أعمالها‪ ،‬أما‬
‫المساءلة غير الرسمية (الشعبية)‪ :‬ويقصد بها المساءلة التي يباشرها المواطنون على االدارة‪ ،‬اما مباشرة‬
‫عن طريق تعامله معها‪ ،‬او عن طريق مباشرته لحقوقه السياسية في اختيار اعضائها أو في تقييم اعمالها‪،‬‬
‫أو من خالل وسائل االعالم‪ ،‬او التنظيمات غير الحكومية‪ ،‬وتظهر هذه المساءلة في كل المراحل‪ ،‬كما أنها‬
‫تأخذ في بعض األحيان شكل النصيحة‪ ،‬وفي أحيان أخرى شكل المحاسبة أو المعارضة‪ ،‬بل تصل الى حد‬
‫الثورة (‪).69‬‬

‫ثانياً‪ :‬تصنيف المساءلة الى ديمقراطية ‪/‬قانونية ‪ /‬مهنية‬

‫‪1.‬مساءلة ديمقراطية‪ :‬في الدول الديمقراطية تكون الحكومة مسؤولة امام القيادة السياسية للدولة عن افعالها‬
‫وادائها‪ ،‬فالوزراء مسؤولون امام البرلمان والموظفون بدورهم مسؤولون امام وزرائهم‪ ،‬فالمساءلة هنا تتم‬
‫على المستوى الكلي اذ انه من الصعب على الوزير مثال ان يشرف ويراقب اداء االفراد بداخل الوزارات‬
‫المختلفة‪ ،‬ومن ضمن ادوات المساءلة الديمقراطية األسئلة واالستجوابات الموجهة الى الوزراء في البرلمان‪،‬‬
‫والمراجعات القانونية الدورية على المصروفات العامة‪.‬‬

‫‪2.‬مساءلة قانونية‪ :‬بخالف المساءلة الديمقراطية هذا النوع من المساءلة موجه الى وحدات وافراد الخدمة‬
‫المدنية المسؤولين عن انتاج وتقديم الخدمات العامة‪ ،‬وتتمثل المساءلة القانونية في حق العامة في الحصول‬
‫على المعلومات من الحكومة ومقاضاة الموظفين الحكوميين والهيئات العامة وكذلك سلطة القضاء في جعل‬
‫الهيئات الحكومية مسؤولة ماديا عن أية تعديات على الصالح العام وتطبيق هذا النظام يستلزم توفر جمهور‬
‫متعلم ونظام سياسي ديمقراطي‪.‬‬
‫‪ 3.‬مساءلة مهنية‪ :‬بدأ ظهور هذا النوع من المساءلة بعد التوسع في مجاالت الخدمات العامة‪ ،‬االمر الذي‬
‫تطلب خدمة فنية ليس فقط في انتاج وتقديم الخدمة ولكن ايضا في مساءلة القطاع العام الذي يقدم تلك‬
‫الخدمات‪ ،‬وتحدد معايير المساءلة في هذه الحالة بمعرفة المهنيين مقدمي الخدمات سواء اطباء او غيرهم من‬
‫المتخصصين والذين تحكمهم المعايير الفنية المهنية‪ ،‬والمساءلة المهنية ال تحل محل المساءلة الديمقراطية‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬تصنيف المساءلة الى مساءلة سياسية ‪/‬ادارية ‪/‬مالية‬

‫‪1.‬مساءلة سياسية‪ :‬هي مساءلة الحكومة بمعرفة الشعب عن المسؤوليات التي كلفت بها بمعرفة المواطنين‬
‫ككل وهنا تمثل عملية االنتخابات الحرة العادلة التي تتيح امكانية تغيير الحكومات احدى الوسائل لتطبيق‬
‫مفهوم المساءلة السياسية‪.‬‬

‫‪ 2.‬مساءلة ادارية‪ :‬وتعني العالقات الرأسية داخل الجهاز االداري او النظام البيروقراطي الكالسيكي وما‬
‫يشتمل عليه من تحديد لالدوار والمسؤوليات والنظم والقوانين التي تتيح قياس االداء االداري‪.‬‬

‫‪3.‬مساءلة مالية‪ :‬وتعني القدرة على بيان كيف تم تخصيص واستخدام االموال العامة طبقا للقواعد والنظم‬
‫والمبادىء المحاسبية المعمول بها وذلك خالل فترة زمنية محددة (‪).70‬‬

‫أوجه اإلختالف بين مفهوم المساءلة اإلدارية وغيره من المفاهيم‪:‬‬

‫ذكرنا فيما تقدم وجه اإلختالف بين المساءلة والمسؤولية‪ ،‬ونتناول اآلن أوجه اإلختالف بين المساءلة‬
‫اإلدارية والرقابة‪ ،‬وبين المساءلة اإلدارية والمحاسبة‪:‬‬

‫‪1.‬المساءلة والرقابة‪:‬‬

‫يفرق الباحثون بين المساءلة والرقابة على اعتبار أن الرقابة تتضمن التأكد والتحقق من أن تنفيذ األهداف‬
‫المطلوب تحقيقها تسير سيرا صحيحا حسب الخطة الموضوعة لها‪ ،‬في حين أن المساءلة تتسع عن ذلك‪،‬‬
‫وبصفة عامه فإن التفرقة بين المساءلة والرقابة تتمثل في جانبين‪:‬‬

‫أولهما‪:‬‬

‫أن مفهوم المساءلة يعد مفهوما أكثر ديناميكية‪ ،‬فهو يشمل المحتوى السابق للرقابة‪ ،‬ولكنه يتعدى ذلك آلفاق‬
‫أكثر رحابة تشمل‪ :‬التغيير‪ ،‬وتعزيز مشاركة األفراد‪ ،‬والتمكين‪ ،‬والمحافظة على ديناميكية الجسد السياسي‬
‫للمجتمع بأسره وليس الجهاز اإلداري فحسب‪ ،‬وبذلك فإن الرقابة هي أحد أبعاد المساءلة‪.‬‬

‫وثانيهما‪:‬‬

‫إن المعنى الذي تتركه الرقابة في األذهان معنى سلبي‪ ،‬حيث يتضمن استخدام السلطة والقوة إلجبار األفراد‬
‫على تنفيذ األوامر ومحاسبتهم‪ ،‬بينما المساءلة ال تقتصر على هذا الجانب السلبي‪ .‬وواقع الحال أن وجه‬
‫الخالف الثاني مردود عليه‪ ،‬ذلك أن اعتبار الرقابة عملية تخويف بقوة السلطة والجزاءات الرسمية يمثل‬
‫االتجاه السلبي للرقابة‪ .‬ويقابل هذا االتجاه إتجاه آخر ال يقصر الرقابة على اكتشاف االنحرافات بين األداء‬
‫والمعايير الموضوعة‪ ،‬بل يجعلها رقابة إيجابية تحمل معنى الفهم والتعاون البناء‪.‬‬
‫والرقابة وفقا لهذا االتجاه تبرز النواحي اإليجابية في األداء‪ ،‬وتمكن اإلدارة من إيجاد الوسائل المناسبة‬
‫لدعمها وتشجيعها‪ .‬وهكذا يظل الفارق األساسي بين الرقابة والمساءلة في المفهوم المعاصر في اشتمال‬
‫المساءلة على مفردات ال تتضمنها الرقابة‪.‬‬

‫ويختلف األمر بالنسبة للمفهوم اإلسالمي‪ ،‬فواقع الحال أن الرقابة والمساءلة – ومفاهيم أخرى استخدمت في‬
‫النموذج اإلسالمي بذات المعنى‪ .‬فالرقابة لغة تعني متابعة الشيء ورصده بغرض رعايته وحفظه‪ ،‬وإن آيات‬
‫القرآن الكريم تفيد هذا المعنى(‪).71‬‬

‫فمن جهة القائم بالفعل تعني الرقابة المتابعة والرصد والترقب‪ ،‬قال وتعالى (فارتقبهم واصطبر)(‪،)72‬‬
‫وقوله تعالى (وارتقبوا إني معكم رقيب)(‪ ،)73‬كما أن " الرقيب " اسم من أسماء هللاا الحسنى‪ ،‬يدل على ان‬
‫محص لألعمال‪ ،‬ومن جهة محل أو موضع الرقابة فإن الرقابة في المفهوم‬ ‫ٍ‬ ‫هللاا (سبحانه وتعالى) حفيظ‬
‫اإلسالمي تعني تفقد وإحصاء األعمال واألشياء على االفراد‪ ،‬ثم تعريفها لهم بغرض الحفظ والرعاية‬
‫ولضمان التزامهم بالقواعد والمعايير المحددة شرعا‪.‬‬

‫‪2-‬المساءلة والمحاسبة‪:‬‬

‫المحاسبة لغة تعني العد والتقدير وحسن التدبير‪ ،‬ويعرف من يقوم بهذه األعمال بالحسيب أو المحاسب‪،‬‬
‫واصطالحا ينصرف مفهوم المحاسبة إلى معنيين‪ :‬يشير أولهما‪:‬ـ‬

‫إلى المحاسبة المادية وتعني المحاسبة على العمليات ذات الصفة العينية والمالية‪ ،‬وهي وظيفة ومهنة تختص‬
‫بكتابة وقياس األشياء بغرض االستفادة منها في مجاالت مختلفة‪ ،‬وللمحاسبة أهمية كبيرة فيما يختص حركة‬
‫األموال الواردة والمصروفة وتسجيلها بواسطة المحاسبين‪ ،‬فبدونها ال يمكن معرفة نتيجة النشاط من كسب‬
‫أو خسارة‪ ،‬وبدونها يفتقد النظام المناسب للمعامالت وبهذا فأن المعنى األول هو معنى فني تخصصي يعبر‬
‫عن وظيفة أو مهنة المحاسبة‪.‬‬

‫أما المعنى الثاني للمحاسبة‪ :‬فيظهر في العديد من اآليات‪ ،‬كقوله تعالى (وكأين من قرية عتت عن أمر ربها‬
‫ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا)(‪).74‬‬

‫والحسيب اسم من أسماء هللاا الحسنى‪ ،‬ويعني – في أحد جوانبه _ أن هللاا (سبحانه وتعالى) هو الذي يحفظ‬
‫أعمال عباده من خير وشر ويحاسبهم عليها‪ ،‬فالمحاسبة من هذه الزاوية تعني الرقابة وتقييم األداء‪ ،‬وهي كما‬
‫يظهر إما ذاتية أو خارجية‪ ،‬وبذلك فهي تلتقي مع المساءلة والرقابة (‪).75‬‬

‫العالقة بين المساءلة والشفافية (‪ )76‬والحكم الجيد‪:‬‬

‫المساءلة والشفافية يدعمان شرعية الحكومة ويدعمان احساس افراد الشعب بأنهم كمواطنين لديهم اليد العليا‬
‫على حكوماتهم ففي كثير من الدول النامية ما زالت الحكومة والقطاع العام يتوليان الكثير من االمور‬
‫االقتصادية واالجتماعية ومن ذلك انتاج وتوزيع السلع والخدمات وبالتالي تعتبر السلطة السياسية والوظيفة‬
‫العامة في الدول النامية قناة مهمة للوصول الى السيطرة على الموارد ونتيجة لذلك تبرز اهمية توزيع‬
‫الموارد واالختيار بين البدائل االقتصادية واالجتماعية بطريقة مرئية وعلنية وخاضعة للمساءلة من اجل‬
‫تخفيف حدة التنافس على السلطة بين االفراد والجماعات ومن اجل الحفاظ على االستقرار‪ ،‬فعلى سبيل‬
‫المثال شفافية العملية االنتخابية كانتخابات مجلس الشعب والمجالس المحلية في مصر تزيد من احتمال تقبل‬
‫النتائج من قبل جميع االطراف المتنافسة وتقلل من احتماالت التشكيك والطعن في الشرعية وتؤدي الى‬
‫حكومة اكثر استقرارا‪ ،‬فالحكم الصالح يستلزم توافر الشرعية والنزاهة ومن ثم الشفافية والمساءلة كضمان‬
‫لتحقيق ذلك‪ .‬واالدارة العامة التي تتسم بقدر كبير من الكفاءة والفاعلية تعتبر احدى ركائز االدارة الجيدة‬
‫لشؤون الدولة والمجتمع ككل‪ ،‬وال يمكن ان تكون هناك كفاءة في االدارة اذا كانت تعاني من الفساد ولكي‬
‫تستطيع الحد من الفساد والوقاية يجب تفعيل آليات المساءلة (‪).77‬‬

‫واذا كان البعض يجعل هذه المبادىء الثالثة مرادفا لمكافحة الفساد بكافة صوره وخصوصا الفساد السياسي‬
‫واإلداري‪ ،‬اال أن موضوع هذه المبادىء اوسع بكثير من الفساد‪ ،‬صحيح أن توافر الشفافية والمساءلة والحكم‬
‫الرشيد يؤدي الى التقليل من الفساد‪ ،‬لكن المقصود ايضا أن يتم عمل الدولة بالحكمة في استخدام الموارد‬
‫وبالصواب في اختيار السياسات (‪).78‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الحكم الجيد‪Good Governance‬‬


‫أسباب ظهور المفهوم وتطوره‪:‬‬

‫أصبح استخدام مفهوم ال )‪ (Governance‬أو إدارة شؤون الدولة والمجتمع شائعا في أدبيات اإلدارة‬
‫العامة والسياسات العامة والحكومات المقارنة‪ ،‬فعلى سبيل المثال تبين من خالل حصر األدبيات على شبكة‬
‫اإلنترنت أن عدد الرسائل العلمية في الواليات المتحدة التي يحتوي عنوانها على المفهوم وصل إلى ‪136‬‬
‫رسالة‪ ،‬كما أن هناك على األقل ‪ 326‬كتابا يتناول كل منها جانبا من جوانب المفهوم أو تطبيقا عمليا له في‬
‫بلد من البالد‪ ،‬وعلى الرغم من شيوع استخدام المفهوم إال أنه ليس هناك إجماع على المعنى المقصود به‪،‬‬
‫ويمكن القول أن المفهوم يأخذ بعدين متوازيين يعكس أولهما‪ :‬فكر البنك الدولي الذي يتبنى الجوانب اإلدارية‬
‫واالقتصادية للمفهوم‪ ،‬أما البعد الثاني‪ :‬فيؤكد على الجانب السياسي للمفهوم حيث يشمل ـ بجانب االهتمام‬
‫باإلصالح والكفاءة اإلداريةـ التركيز على منظومة القيم الديمقراطية المعروفة في المجتمعات الغربية (‪).79‬‬

‫وقد ظهر المفهوم عام ‪ 1989‬في كتابات البنك الدولي عن كيفية تحقيق التنمية االقتصادية ومحاربة الفساد‬
‫في الدول األفريقية جنوب الصحراء‪ ، Sub-Saharan Africa‬حيث تم الربط بين الكفاءة اإلدارية‬
‫الحكومية والنمو االقتصادي‪ ،‬ولقد نما المفهوم بعد ذلك ليعكس قدرة الدولة على قيادة المجتمع في إطار من‬
‫سيادة القانون‪ ،‬وفي عام‪2004‬أصدر البنك الدولي تقريرا عن إدارة حكم أفضل في الشرق األوسط وشمال‬
‫افريقيا (‪).80‬‬

‫وفي بداية التسعينيات أصبح التركيز على األبعاد الديمقراطية للمفهوم من حيث تدعيم المشاركة وتفعيل‬
‫المجتمع المدني وكل ما يجعل من الدولة ممثال شرعيا لمواطنيها‪ ،‬ففي اجتماع اللجنة الوزارية لمنظمة‬
‫التنمية االقتصادية ))‪ OECD‬الذي عقد في باريس في آذار ‪ ،1996‬ربط رئيس اللجنة ))‪Alice Rivitim‬‬
‫بين جودة وفعالية وأسلوب إدارة شؤون الدولة والمجتمع ودرجة رخاء المجتمع‪ ،‬وأكد على أن المفهوم‬
‫يذهب إلى أبعد من اإلدارة الحكومية إلى كيفية تطبيق الديمقراطية لمساعدة الدول في حل المشاكل التي‬
‫تواجهها‪ ،‬وركز على أن محور اهتمام المفهوم ال ينصب فقط على فعالية المؤسسات المتعلقة بإدارة شؤون‬
‫الدولة والمجتمع‪ ،‬ولكن يركز على القيم التي تحتويها تلك المؤسسات مثل المساءلة والرقابة والنزاهة (‪).81‬‬

‫ثم تطور المفهوم ليصبح مؤشرا لحقل دراسي محدد يشمل كل األنشطة المرتبطة بالحكم والحكومة‪ ،‬وإن‬
‫كان المفهوم في حد ذاته أشمل من مفهوم الحكم‪ ،‬وهنا يمكن القول أن ظهور المفهوم ما هو إال انعكاس‬
‫للتغير الحادث في طبيعة ودور الحكومة من جانب والتطور المنهجي األكاديمي من جانب آخر فعلى الجانب‬
‫العملي يالحظ‪:‬‬

‫‪1‬ـ ظهور العديد من التغيرات التي جعلت من النظرة التقليدية للدولة كفاعل رئيسي في صنع السياسات‬
‫العامة موضع شك‪ ،‬فالمتتبع لالتجاهات في صنع وتنفيذ السياسات العامة يالحظ ازدياد أهمية البيئة الدولية‬
‫أو العامل الخارجي في عملية صنع السياسات‪ ،‬فقد أصبح للمؤسسات والمنظمات الدولية ومؤتمرات األمم‬
‫المتحدة دورا كبيرا ليس فقط في المبادأة بطرح قضايا السياسات العامة‪ ،‬ولكن أيضا في وضعها على قائمة‬
‫أولويات الحكومات‪.‬‬

‫‪2‬ـ التغير الذي طرأ على دور الدولة‪ ،‬من فاعل رئيسي في صنع السياسات العامة وممثل للمجتمع في تقرير‬
‫هذه السياسات ووضع الخطط ومتابعة التنفيذ‪ ،‬لتصبح مجرد الشريك األول بين شركاء متعددين في إدارة‬
‫شؤون الدولة والمجتمع‪.‬‬

‫وعلى الجانب األكاديمي أو النظري يالحظ‪ :‬أن علم اإلدارة العامة مر منذ نهاية الثمانينيات بمرحلة انتقالية‬
‫أو ما يمكن أن يطلق عليه تحول في النموذج )‪ (Paradigm shift‬حيث تم إحالل منظومة قيم جديدة محل‬
‫المنظومة التقليدية لتسمح باالنتقال من مفهوم اإلدارة العامة إلى مصطلح اإلدارة الحكومية التي تعكس‬
‫االنتقال من حكومة تدار بواسطة البيروقراطية إلى حكومة تدار بواسطة المنظمين ))‪Entrepreneurs‬‬
‫‪(82).‬‬

‫يتمثل الحكم (الصالح أو الرشيد أو الجيد) في سيادة القانون والمشاركة والمساءلة والشفافية‪ ،‬وتلعب‬
‫المؤسسات القضائية دورا مهما‪ ،‬فالقضاء هو االساس الوطيد الذي يستند عليه مجتمع يسير بحكم القانون‬
‫وفي مقدوره أن يخضع جميع مؤسسات الدولة والقادة للمساءلة عن افعالهم‪ ،‬وتتضمن معظم دساتير الدول‬
‫نصا عن استقالل القضاء (‪).83‬‬

‫ويعتبر الحكم الصالح مفهوما محايدا يعبر عن ممارسة السلطة السياسية وادارتها لشؤون المجتمع وموارده‬
‫وتطوره اإلقتصادي واإلجتماعي‪ ،‬والحكم مفهوم أوسع من الحكومة ألنه يتضمن باإلضافة الى عمل‬
‫اإلجهزة الرسمية‪ ،‬عمل كل من المؤسسات غير الرسمية (‪).84‬‬

‫كما يتميز الحكم الجيد بغياب الفساد وغياب استغالل السلطة العامة‪ ،‬وبالتالي فأن السيطرة على الفساد هي‬
‫أحدى نتائج تصويب عمليات الحكم‪ ،‬وكذلك فان الحكم الجيد هو احترام للمبادىء الديمقراطية (‪).85‬‬

‫ويمكن مقاربة الموضوع من خالل التعرف على الحكم السيء )‪ (Poor Govenance‬أو غير الصالح‬
‫من أجل المعرفة العملية لعملية اإلنتقال الى مرحلة الحكم الصالح‪ ،‬حيث يمكن التعرف على هذه الخصائص‬
‫ومحاربتها وتشمل‪ :‬الحكم الذي يفشل في الفصل بين المصلحة العامة والخاصة‪ ،‬وبين المال العام والخاص‪،‬‬
‫وال يطبق حكم القانون‪ ،‬ويتميز باهتزاز شرعية الحكم وضعف ثقة المواطنين به(‪).86‬‬

‫ومن اجل ايجاد نوع من الحكم الجيد ال بد من القيام ببعض اإلصالحات الضرورية من أهمها‪:‬‬

‫اوال‪ :‬إصالح قوانين وأنظمة الخدمة المدنية‬


‫يتسبب النظام الوظيفي القائم على المحسوبية والوالءات السياسية في تقويض اسس التوزيع الكفء للخدمات‬
‫ويؤدي الى وجود إدارة غير عادلة‪ ،‬وعندما تعشعش المصالح الشخصية والفساد داخل اي حكومة تحاول‬
‫تسير في نهج ديمقراطي فأن ذلك يعني اعاقة االصالح‪ ،‬والهدف ليس عزل االدارة تماما عن السياسة ولكن‬
‫العثور على طرق تشكل حال وسطا لهذه العالقة‪ ،‬فتقليديا يعتبر الموظف محايدا في السياسة مستقرا في‬
‫مهنته يتلقى راتبا محترما وتتم ترقيته بناء على جدارته واستحقاقه وال يحق له تكوين ملكية او مصلحة‬
‫تتعارض مع ادائه لوظيفته‪ .‬وتواجه الدول التي خرجت للتو من نظام الحزب الواحد او الحكم الفردي‬
‫المتسلط تحديات تأسيس نظام خدمة مدني محترف‪ ،‬وقد يحتاج االمر الى وجود جانب تنفيذي قابل للمساءلة‬
‫سياسيا اال أن عليه واجب تنفيذ المهام اليومية بأقل قدر ممكن من الفساد والمحاباة‪ ،‬إن إصالح نظام الخدمة‬
‫المدنية يعتبر أمرا ملحا في العديد من الدول‪ ،‬فعلى سبيل المثال يتوجب على الديمقراطيات الحديثة تطوير‬
‫نظام خدمة مدنية مستقبلي من أجل عصرنة الدولة وتطويرها‪ ،‬كما يتوجب عليها تقسيم األعباء بين اجهزة‬
‫الخدمة المدنية واالنواع االخرى من المؤسسات والجماعات االخرى خارج البنية الحكومية الرسمية(‪).87‬‬

‫لذلك نرى أن العراق في الوقت الحاضر بحاجة ماسة الى إصالح نظام الخدمة المدنية‪ ،‬وبما أن جميع‬
‫العاملين في دوائر الدولة والقطاع العام موظفين استنادا الى قرار مجلس قيادة الثورة (المنحل) رقم ‪150‬‬
‫لسنة ‪ ،1987‬فأن البحث يقتصر على قوانين وأنظمة الخدمة المدنية وال يشمل قوانين العمل ألنها تنطبق‬
‫على العاملين في القطاع الخاص والتعاوني والمختلط (‪).88‬‬

‫إن إصالح قوانين وانظمة الخدمة المدنية له األثر المباشر في مكافحة الفساد اإلداري‪ ،‬ذلك أن التخلف‬
‫اإلداري‪ ،‬والبيروقراطية‪ ،‬والروتين‪ ،‬والترهل اإلداري‪ ،‬هي من اسباب الفساد اإلداري‪ ،‬لذلك يتطلب األمر‬
‫إصالح هذه األنظمة‪ ،‬ونتناول ذلك في الفقرات اآلتية‪:‬‬

‫‪1.‬إصالح نظام الرواتب واإلجور‬

‫إن أنخفاض الرواتب واإلجور من األسباب اإلقتصادية المؤدية للفساد اإلداري‪ ،‬فقد يجد الموظف نفسه‬
‫مضطرا لممارسة الفساد لحاجته الماسة الى تسديد تكاليف الحياة اليومية‪ ،‬ويزداد الخطر إذا كان هناك تفاوتا‬
‫واضحا في الرواتب واإلجور بين الدرجات الوظيفية مبنيا على اسس غير موضوعية‪ ،‬أو كان الموظف‬
‫يعمل في مؤسسات تجني أرباحا كبيرة مثل المؤسسات التجارية والمالية أو مؤسسات القطاع النفطي‬
‫ويتقاضى راتبا قليال‪ ،‬األمر الذي قد يدفعه للحصول على األموال من خالل ممارسة الفساد اإلداري‪،‬‬
‫وصحيح أن أساس الفساد أخالقي ولكن قد يضطر الموظف لممارسة الفساد تحت ضغط الحاجة أو اإلغراء‪،‬‬
‫وهذا الدافع هو المصلحة الشخصية والتي تشمل االهتمام بتأمين العيش الرغيد لعائلة الموظف وجماعته‬
‫ويطلق بعض النقاد على هذه المصلحة اسم (الجشع) بينما يسميها االقتصاديون (االستفادة القصوى من‬
‫المنفعة) (‪).89‬‬

‫ولكي يمكن محاصرة الفساد عند أدنى المستويات ال بد من تحسين اوضاع صغار وكبار الموظفين من حيث‬
‫مستويات الرواتب‪ ،‬حتى تصبح تلك الرواتب أداة للعيش الكريم مما يساعد في حصانة الموظفين ازاء‬
‫الفساد‪.‬‬

‫لذلك يجب تحصين الموظف من االنحراف قبل الوقوع فيه‪ ،‬وعلى هذا األساس إتخذت الدولة قرارات سابقة‬
‫لزيادة رواتب بعض الوظائف ألهميتها أو لعالقتها المباشرة بحياة المواطن مثل (القضاة‪ ،‬أساتذة الجامعة)‪.‬‬
‫ولكن قد تزاد الرواتب لوظائف معينة بشكل كبير مما يسبب تفاوتا واضحا في الدخل األمر الذي اليحقق‬
‫العدالة وبالتالي يتهيأ مناخ مناسب إلنتشار الفساد‪ ،‬فقد ذكر أحد الباحثين بشأن وضع العراق الحالي‪:‬‬
‫بأن الرواتب الضخمة المحددة للبعض تشكل تجاوزا واضحا للتشريعات عاكسة مبالغة واضحة في التمييز‬
‫غير المبرر‪ ،‬االمر الذي يضعها في دوائر ارتجالية ال تمت بصلة الى قوانين الخدمة والتقاعد النافذة‪ ،‬فيما‬
‫ادى اجتهادا ذاتيا الى تجزئة القوانين والعمل على تشريع قوانين اخرى ذات أهداف فردية‪ ،‬في حين أن‬
‫القانون يشمل جميع العناوين والمستويات بما في ذلك الوزراء والنواب والمستشارين وغيرهم‪ ،‬ويضيف‬
‫الباحث ان جميع قوانين الخدمة والتقاعد تشتمل على العديد من التفاصيل مما يغني عن وضع قوانين منفرده‬
‫للوزراء والمستشارين‪ ،‬مثل قانوني الخدمة المدنية والمالك رقم ‪ 24‬و‪ 25‬لسنة ‪ 1960‬نافذتي المفعول‪،‬‬
‫غير انهما لم يعمل بهما‪ ،‬ووضع محلها سلم للرواتب لم يأخذ بنظر االعتبار الحقوق ضمن القوانين النافذة‬
‫(‪).90‬‬

‫‪1.‬أن يراعى في رسم سياسات الرواتب واالجور وتحديد معدالتها وتناسبها مع االمكانيات المالية للدولة‬
‫وتكاليف المعيشة مع وضع حد أدنى يفي باالحتياجات االساسية للمعيشة‪.‬‬

‫‪2.‬اتخاذ سياسة األجور والرواتب بما تتضمنه من عالوات عائلة واجتماعية كأداة للتوجيه االجتماعي‪.‬‬

‫‪3.‬اتسام سياسة الرواتب بالمرونة الكافية لمواجهة الندرة أو الوفرة في الطاقات البشرية الالزمة لشغل‬
‫مختلف أنواع ومستويات الوظائف (‪)..91‬‬

‫‪2.‬نشر الوعي الوظيفي‬

‫يشمل مصطلح الوعي الوظيفي تفهم معنى الوظيفة من قبل الموظف نفسه ومن قبل المواطن على أنها خدمة‬
‫عامة وليست مزية‪ ،‬وهذا يحقق أمرين األول‪:‬‬

‫يتعلق بالموظف نفسه فإذا فهمها على أنها خدمة عامة فأنه سيتصرف بإتجاه تحقيق المصلحة العامة وإحترام‬
‫المواطنين وتنفيذ طلباتهم المشروعة‪.‬‬

‫واألمر الثاني‪:‬‬

‫يتعلق بالمواطن فأنه بالمقابل سيحترم الوظيفة العامة على أنها خدمة عامة‪ ،‬والموظف على أنه يحقق له‬
‫خدماته المشروعة وأنه يمثل الدولة وبالتالي يسود اإلحترام والثقة بين الطرفين‪ ،‬وهذا يؤكد بأن الفساد‬
‫اإلداري يصل بمفهوم الوظيفة على أنها (غنيمة) القصد منها الحصول على مزايا معنوية أو مادية غير‬
‫مشروعة أو بدون مقابل‪.‬‬

‫وكذلك الوصول بالموظف الى مستوى معاملة االخرين بالطريقة التي يحبها االنسان لنفسه وهي القاعدة التي‬
‫يمكن اعتبارها القاعدة الذهبية لمعايير السلوك االخالقي على مر العصور وفي مختلف المذاهب واالديان‬
‫فمن بين تعاليم (كونفوشيوس) في الصين القديمة في القرن السادس عشر قبل الميالد القول؛ ‪(what you‬‬
‫( )‪don’t want done to yourself do not do to others‬بمعنى ما ال تحبه لنفسك ال تحبه‬
‫لغيرك) كما ان نفس المعنى موجود ايضا في الديانة االسالمية والعقائد االخرى كالمسيحية والهندوسية‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫لذلك يجب أن توضح ستراتيجية اإلصالح اإلداري بشكل ال مجال معه لإللتباس ولجميع العاملين في الجهاز‬
‫اإلداري‪ ،‬بان الوظيفة العامة خدمة يقوم بها الجهاز اإلداري بشكل يتفق مع توقعات ومطالب المواطنين‪ ،‬اذ‬
‫يجب تغيير النظرة للوظيفة العامة بانها امتياز أو سلطة لشاغلي الوظائف تعطيهم الحق في التحكم‬
‫بالمواطنين حسب اعتبارات شخصية وغير موضوعية‪ ،‬وهذه حقيقة تغيب عن اذهان كثير من العاملين الذين‬
‫يرون انفسهم حكاما ال خدما للمواطنين‪.‬‬

‫‪3‬ـ اعتماد سياسة التدوير الوظيفي ‪ Job Rotation‬كلما كان ذلك ممكنا وبخاصة في الجهات التي تعاني‬
‫من ارتفاع معدالت الفساد نتيجة إبقاء الشخص فيها لمدة طويلة مثل‪ :‬الضرائب والجمارك والتسجيل‬
‫العقاري (‪).92‬‬

‫ثانياً‪ :‬اصالحات اقتصادية‪:‬ـ‬

‫ال يمكن أن يتم اإلصالح االقتصادي(‪ )93‬بنجاح ما لم يتم كبح الفساد‪ ،‬وبدون ذلك سيتم هدر المال العام‬
‫الذي يحتاجه المجتمع‪ ،‬فاإلصالح االقتصادي من اإلجراءات الواجبة لكبح الفساد‪ ،‬وقد اعتمدت بعض الدول‬
‫على وصفة البنك وصندوق النقد الدوليين في منهج اإلصالح اإلقتصادي‪ ،‬وأصبح اإلصالح اإلقتصادي‬
‫وكأنه هدف بحد ذاته‪ ،‬واكتسب التثبيت اإلقتصادي وتحرير التجارة والخصخصة والدعوة الى تحجيم دور‬
‫الدولة أولوية في برامج اإلصالح اإلقتصادي‪ ،‬لكن التجارب بينت خطأ هذا التوجه‪ ،‬ألن االصالح‬
‫االقتصادي يجب أن يكون وسيلة إلدارة الطلب من جهة وتحفيز اإلنتاج من جهة ثانية‪ ،‬على أن يكون ذلك‬
‫مرتبطا بخطة التنمية اإلقتصادية طويلة األجل وخطة التنمية اإلجتماعية‪ ،‬فالتحرير اإلقتصادي غير المرتبط‬
‫بخطة لتوسيع اإلنتاج يشكل خطرا على االقتصاد الوطني‪ ،‬واإلصالح غير المرتبط ببرنامج لمعالجة الفقر‬
‫والبطالة بشكل مباشر يشكل خطرا على السلم اإلجتماعي(‪).94‬‬

‫تتمثل االصالحات االقتصادية بالقيام باجراءت اقتصادية الغرض منها القضاء على االسباب االقتصادية‬
‫للفساد االداري مثل‪ :‬البطالة‪ ،‬والفقر‪ ،‬والتفاوت الطبقي‪ .‬ويتم ذلك من خالل خلق فرص عمل للقضاء على‬
‫البطالة والفقر‪ ،‬ومن أجل إنجاح برنامج اإلصالح اإلقتصادي يجب أن تتوفر فيه اإلهداف التالية‪:‬‬

‫‪1.‬ادارة الطلب الكلي وتحقيق التوازنات في اإلقتصاد الكلي‪.‬‬

‫‪2.‬تعبئة كافة الموارد البشرية والمادية لخدمة عملية التنمية‪.‬‬

‫‪3.‬زيادة الكفاءة في األداء االقتصادي وفي توزيع الموارد‪.‬‬

‫‪4.‬خلق المناخ المحفز لإلستثمار طويل األجل وتوفير الفرص المتكافئة للجميع‪ ،‬وتشجيع االستثمار (‪).95‬‬

‫أما منطلقات اإلصالح اإلقتصادي فأهمها‪:‬‬

‫‪1.‬البرنامج الزمني والشمولية‪:‬‬

‫يتطلب اإلصالح االقتصادي برنامجا زمنيا‪ ،‬يجب أن يكون شامال عريض القاعدة‪ ،‬بسبب ترابط إجراءات‬
‫وخطوات اإلصالح نفسها وتأثيرها وتأثرها ببعضها البعض‪ ،‬فأصالح القطاع المصرفي ال يكون مجديا دون‬
‫إصالح القطاع العام‪ ،‬وإصالح القطاع العام أو اإلصالح المالي لن يكون فعاال دون إصالح القطاع‬
‫المصرفي‪.‬‬
‫‪2.‬تتابع اإلصالحات وتقرير السرعة في اإلصالح‪:‬‬

‫يشكل إختيار تتابع اإلصالحات أهمية كبرى في نجاح البرنامج‪ ،‬وذلك بإختيار القطاعات التي يشملها‬
‫اإلصالح أوال‪ ،‬ثم تأتي من بعدها القطاعات األخرى (‪).96‬‬

‫‪3.‬القرار اإلقتصادي المستقل‪.‬‬

‫‪4.‬إن اإلصالح اإلقتصادي ال يعني التنازل عن القرار اإلقتصادي الوطني المستقل‪ ،‬بل يجب أن يكون من‬
‫صنع وطني وأن يكون دور المؤسسات الدولية دور المقدم للدعم والتمويل وليس اعداد البرنامج (‪).97‬‬

‫ثالثاً‪ :‬اصالحات اجتماعية‪:‬ـ‬

‫وتعني االصالحات االجتماعية‪ ،‬االرتقاء بالمجتمع الى مستوى حضاري يبعده عن ظاهرة التخلف والجهل‬
‫والفوارق االجتماعية‪ ،‬ويقضي على العادات والتقاليد السيئة‪ ،‬وخلق بيئة اجتماعية متماسكة ونظيفة ويتم ذلك‬
‫من خالل بعض الوسائل مثل نشر الوعي والثقافة بين افراد المجتمع‪ ،‬والسماح لهم بالمشاركة في الرأي‬
‫والنشاطات الحكومية‪ ،‬ونشر القيم الدينية االصيلة لدى المواطنين بدون تطرف أو تشدد‪ ،‬واحترام معامالتهم‬
‫وطلباتهم من خالل عدة إجراءات من ذلك (تبسيط اإلجراءات) للقضاء على الروتين الذي هو أحد اسباب‬
‫الفساد اإلداري (‪ ،)98‬ومن بين بعض الوسائل نذكر اآلتي‪:.‬‬
‫‪1.‬تنمية الروح الوطنية‬

‫يعتبر هذا العامل من اهم العوامل التي تساعد على نبذ األسباب التي تؤدي الى الفساد داخل اإلدارة‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك فعلى الدولة يقع عبء التدخل بتعديل النظم بحيث تصبح صالحة الستيعاب جميع القوى السياسية التي‬
‫تعبر عن الحقائق االجتماعية‪ ،‬حتى يكون هذا اإلطار رداء صالحا للجسد الوطني‪ ،‬وبذلك تستطيع تدمير‬
‫الوالءات الضيقة سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو دينية‪ ،‬وتستبدلها بنماذج جديدة من الوالء الوطني‪ ،‬ومن‬
‫خالله تكون الدولة قد أكدت على اهمية احدى القيم التي تؤثر في سلوك االفراد ازاء السلطة والمجتمع‪،‬‬
‫فالوالء الوطني يوفر حافزا من حوافز اإلبداع والتجديد والشعور بالمسؤولية‪.‬‬

‫إن مهمة بث االنتماء وزرعه في األفراد يجب أن تتم من خالل المجتمع الذي يمارسها عن طريق مؤسساته‬
‫المتمثلة في األسرة والمدرسة والجامعة وبقية المؤسسات االجتماعية األخرى كالنقابات والجمعيات‬
‫ومؤسسات الشباب‪ ،‬كذلك من خالل مؤسسات الحكم الديمقراطية‪ ،‬فقد ثبت أن غياب الديمقراطية وسيادة‬
‫األنظمة األستبدادية من أهم أسباب فقدان الشعور بالمواطنة)[‪].99‬‬

‫وتتم ايضا تنمية الشعور الوطني من خالل الممارسات العامة والنشاطات اإلجتماعية على مستوى الوطن‪،‬‬
‫مثل النشاطات الثقافية والفنية والرياضية‪ ،‬التي تشير الى ضرورة حب الوطن وحمايته والمحافظة على‬
‫المال العام(‪).100‬‬
‫‪2.‬التركيز على الجانب األخالقي‪:‬‬

‫إن العامل األخالقي من أهم اسباب الفساد اإلداري‪ ،‬لذلك يجب التركيز عليه من خالل نشر القيم والمبادىء‬
‫الحميدة‪ ،‬والتنبيه دائما على أن الفساد رذيلة وأن صاحبه منبوذ وإنسان غير سوي (‪).101‬‬
‫إن السبب الرئيسي وراء الفساد الذي يعثو في بالد المسلمين ـ كما يشير البعض ـ يرجع في اصله الى‬
‫اإلعراض عن هللاا عز وجل‪ ،‬قال تعالى (ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا)(‪ ،)102‬وعليه فأن‬
‫اتباع القيم واألخالق االسالمية الثابتة والتي ال تتغير حسب األهواء يساعد على محاربة الفساد‪.‬‬

‫إن أهم مدخل لعالج الفساد بصفة عامة والفساد اإلداري بصفة خاصة‪ ،‬هو غرس القيم الدينية لدى الفرد‪،‬‬
‫فاألديان السماوية بشكل عام تؤكد على تقديس العمل واحترام الواجب والمحافظة على وقت وادوات العمل‪.‬‬

‫التجربة األمريكية االصالح االداري‬

‫تشير دراسة أعدها باحث سورى يدعى عبد الرحمن تيشورى إلى أن تجربة اإلصالح اإلدارى الناجحة فى الواليات المتحدة بدأت مع‬
‫وضع خطة استراتيجية لإلصالح اإلدارى المستديم وتنظيم وبناء الجهاز الحكومى األمريكى ومراجعة ومتابعة أدائها حيث تتكون التجربة‬
‫من شقين‪ ،‬األول يتعلق بتنظيم الجهاز لية‪ ،‬بتشكيل" لجنة هوفر األولى" (‪( ١٩٤٩- ١٩٤٧‬لدراسة طرق وأساليب األداء التنفيذي للحكو ا‬
‫الفيدر في األجهزة التنفيذية للوصول إلى تحسين أدائها وترشيد أوجه مصروفاتها‪.‬وتبني مدخل اإلصالح الشامل لألجهزة التنفيذية‬ ‫ٕ‬ ‫مة‬
‫والتركيز على التوازن بين الصالحيات والمسئوليات وأدوات اإلدارة مثل‪ :‬المالية‪ ،‬الوظائف والموظفين‪ ،‬و الخدمات العامة‪ ،‬نظام حفظ‬
‫الوثائق والتقارير العامة‪ ،‬والتداخل واالزدواجية في األجهزة ٕ عادة تنظيم األجهزة التنفيذية‪ ،‬معتمدين العامة‪ ،‬وتحقيق الالمركزية في‬
‫التنفيذ تحت مظلة إشراف مركزي وا تجارب ناجحة تتحدث عن نفسها ‪ -‬األهرام اليومي ‪272018 /12/‬‬
‫‪http://www.ahram.org.eg/NewsPrint/397886.aspx 4/7‬على فرق العمل المتخصصة والمتنوعة من جهات متفرقة ذات‬
‫عالقة وقيام هذه الفرق المتخصصة بتقديم تقاريرها للجنة الرئيسية التي تقود هذه الفرق‪.‬‬

‫التجربة األردنية]‪[3‬‬
‫تتميز األجهزة الحكومية األردنية بسمات انعكست إيجابا على عملية اإلصالح اإلداري فيها وسهلت مهمتها‬
‫بشكل كبير‪ ,‬ومن هذه السمات صغر حجم هذه األجهزة وضيق نطاق امتدادها إضافة إلى محدودية عدد‬
‫العاملين فيها وبالتالي بساطة الهيكل التنظيمي فيها حيث يتكون الجهاز اإلداري العام في األردن من ‪22‬‬
‫وزارة و‪ 19‬دائرة و‪ 38‬مؤسسة عامة ويبلغ عدد العاملين في هذا الجهاز حوالي ‪ 178‬ألف موظف يخضع‬
‫منهم ‪ 163‬ألف لقانون الخدمة المدنية ‪.‬‬
‫النشاط اإلصالحي والتطويري‬
‫انطالقا من إدراك القيادة العليا للدولة في األردن بأهمية إصالح الجهاز المسئول عن العمليات اإلدارية‬
‫لجعله قادرا على مواكبة التغيرات التي تتسارع في البيئة المحيطة تم وضع مجموعة من البرامج‬
‫اإلصالحية تركز على نواحي محددة من األداء اإلداري مثل‪:‬‬
‫نظام الخدمة المدنية‪,‬تنظيم إجراءات العمل ‪,‬إنشاء بعض األجهزة مثل ديوان الموظفين ‪ 1955‬ومعهد‬
‫اإلدارة العامة‪ 1968,‬ووحدة التنظيم واألساليب في دائرة الموازنة عام ‪ 1967‬وقد تم االستعانة بخبرات‬
‫دولية مثل مؤسسة فورد ووكالة الواليات المتحدة لإلنماء الدولي وقد استمرت المحاوالت في مرحلة الحقة‬
‫وتضمنت نشاطات عديدة وجهود متواصلة مازالت حتى وقتنا الحالي‪ ,‬مثل إعادة تنظيم كافة قطاعات الجهاز‬
‫اإلداري وفروعه وتقييم أداء أفراده ومحاولة تحديث أساليب ووسائل العمل‪ ,‬وتم إنشاء وزارة التنمية في‬
‫‪ 1994‬وتشكيل لجنة ملكية للتحديث والتطوير ‪ 1994‬إصدار نظام محدث للخدمة المدنية ‪ 1998‬اللجنة‬
‫الملكية لإلصالح اإلداري ‪.1999‬‬
‫وقد تميزت برامج اإلصالح اإلداري التي قادتها لجان التطوير واإلصالح الملكية بتحقيقها مجموعة من‬
‫النتائج اإليجابية الملموسة ‪.‬‬
‫‪ -1‬إعداد تنظيم إداري لعدد من الدوائر‬
‫‪ -2‬اقتراح هيكل تنظيمي لإلدارة العامة في األردن‬
‫‪ -3‬تبسيط اإلجراءات وأساليب العمل في عدد من المؤسسات والدوائر‬
‫‪ -4‬إنشاء مشروع متكامل لنظام الخدمة المدنية‬
‫‪ -5‬إعداد وصف وتصنيف الوظائف للفئات الوظيفية المختلفة‬
‫‪ -6‬إنجاز مشروع تفويض الصالحيات في بعض الدوائر والمؤسسات‬
‫وعلى الرغم من النتائج التي حققتها هذه البرامج اإلصالحية إال أنها لم تتمكن من ردم الفجوة بين مستوى‬
‫القدرة اإلدارية الفعلية وبين القدرة الالزمة لتحقيق األهداف العامة األمر الذي قاد إلى إثارة البحث في‬
‫الرؤية لمفهوم اإلصالح اإلداري واالنتقال به من النظرة الجزئية الضيقة إلى نظرة أكثر اتساع وشمول‪,‬‬
‫وتمت ترجمة هذه النظرة الشاملة من خالل اعتماد الملك عبد هللاا لبرنامج تحديث وتطوير القطاع العام الذي‬
‫أعدته اللجنة العليا لإلصالح اإلداري عام ‪. 2000‬‬
‫برنامج تحديث وتطوير القطاع العام‬
‫يعرض هذا البرنامج الواقع الحالي للقطاع العام ومعاناته من عدة سلبيات ‪:‬كالمركزية الزائدة ‪,‬تعقيد‬
‫اإلجراءات ‪ ,‬ضعف الشفافية والمسائلة ‪ ,‬تضارب التشريعات ‪,‬الترهل اإلداري وضعف األداء انخفاض‬
‫تأهيل القطاع العام‪ ,‬ضعف التنسيق بين المؤسسات المختلفة ‪ .‬ثم أنتقل لبيان عدد من األمور المتعلق بتحديد‬
‫واضح لدور الدولة والقطاع العام في المجتمع واحتياجاته وسلطاته ومسؤولياته ‪.‬‬
‫وقد تضمن البرنامج التركيز على عدة محاور أساسية هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الهياكل التنظيمية ‪ :‬من حيث تبسيط اإلجراءات وإعادة هيكلة القطاع العام بإزالة االزدواجية وإيجاد التكامل‬
‫ووضع وصف وتصنيف للوظائف‪.‬‬
‫‪ -2‬القوانين والتشريعات‪ :‬من خالل تطوير األجهزة المساندة للقضاء ونقل المواطنين من نظام التقاعد المدني إلى‬
‫نظام الضمان االجتماعي وترشيد عملية استخدام وسائل النقل الحكومية وإعداد مشروع قانون ينظم عملية‬
‫شراء احتياجات الجهاز الحكومي‪.‬‬
‫‪ -3‬الوسائل واألدوات‪ :‬من حيث إعداد دليل الخدمات وإنشاء مكتب خدمة الجمهور أرشفة جميع أعمال ديوان‬
‫الخدمات وإدخال جميع طلبات التوظيف لدى ديوان الخدمة المدنية على شبكة اإلنترنيت لتمكين المؤسسات‬
‫من االستفادة منها‪.‬‬
‫‪ -4‬برمجة النشاطات واآلليات ‪:‬التي سوف يتم تنفيذها تبعا ألوليات وضرورات الحاجة إليها وضمن جدول‬
‫زمني يحدد البداية والنهاية لكل جهد أو عمل تنفيذي فيها ‪.‬‬
‫وبمقتضى ما تم التوصل إليه من دراسة التجربة األردنية ربما نستطيع القول بأن القيادة السياسية في األردن‬
‫والسلطة التنفيذية قد أدركت أهمية اإلصالح اإلداري فوفرت له الدعم والدفعة السياسية القوية وألزمت‬
‫الجهاز الحكومي ببرامج اإلصالح اإلداري الذي اقترب كثيرا في رؤياه وأهدافه ومتطلباته المحددة بدقة‬
‫وموضوعية من األسس العلمية المتعارف عليها بين الباحثين والمختصين إال أنها لدى تحديد نشاطات‬
‫برنامج اإلصالح والبدء في آليات تنفيذه اعتمدت بشكل أساسي وشبه كامل على الوسيلة اإلدارية (تحرير‬
‫وتخفيف القيود المفروضة على النظام اإلداري ) وبشكل يسير على الوسيلة السياسية ( إعادة تنظيم الجهاز‬
‫اإلداري للدولة بما يالئم األهداف السياسية التي حددتها القيادة العليا ) مع إغفال شبه تام للوسيلة التشريعية‬
‫(تعديل أو إلغاء أو تغيير بعض القوانين ) والوسيلة السلوكية (تطبيق العالقات اإلنسانية ‪ ,‬التوسع في‬
‫تفويض السلطة ‪ ,‬االهتمام بالتنمية والتدريب المتدرج )‬
‫فافتقرت بالتالي إلى التكامل في جهود اإلصالح ومحاوره حيث عزلت الجوانب الفنية المتخصصة‬
‫(اإلدارية) عن باقي الممارسات المجتمعية المطلوبة والتي هي مطلب وحاجة أساسية لتفعيل عملية اإلصالح‬
‫وضعفت لديها القدرة على التنسيق والتواصل واالستمرار مع اإلستراتيجيات المختلفة للتنمية الشاملة‬
‫خصوصا وأن هناك تغييب للجهة المختصة أو المعنية بقيادة هذه الجهود ومتابعة مسيرتها العملية في الواقع‬
‫التنفيذي ‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫ستراتيجيات اإلصالح اإلداري‬


‫إن نجاح اإلصالح اإلداري يتوقف على وضوح أهدافه باستراتيجيات تختلف باختالف هذه األهداف وتحديد‬
‫أولوياتها بحيث تسير هذه الستراتيجيات وفقا لمنهج منظم يرتبط أساسا بجوهر اإلدارة ال بأشكالها هذا من‬
‫جانب ومن جانب آخر أنه في األصل تغيير شامل وجذري لعناصر النظام اإلداري القائم وعلى رأسها‬
‫العنصر البشري الذي يتخذ موقفا من التغيير‪ ،‬فإذا أدرك أن التغيير المستهدف من اإلصالح يحقق له بعض‬
‫المكاسب فأنه يشارك فيه ويعمل على نجاحه‪ ،‬أما أذا أدرك أن التغيير يهدد استقراره وأمنه الوظيفي فأنه‬
‫يقاومه بشتى الوسائل (‪).39‬‬

‫ونظرا لهذا الدور الذي يقوم به العنصر البشري فأن مرحلة تنفيذ التغيير تعتبر من أخطر مراحل اإلصالح‬
‫اإلداري وبخاصة اذا تضمنت ستراتيجيته تطهير الجهاز اإلداري من العناصر غير الكفوءة فأن التغيير‬
‫يصبح مطلبا غير مرغوب به من قبل جميع موظفي الدولة وبخاصة القيادات اإلدارية التي تعتبر قبولها‬
‫بالتغيير اعترافا بأخطائها‪ ،‬وهي التي تعتقد بأنها أعلم من غيرها بطبيعة وظروف العمل اإلداري‪ ،‬ومن هنا‬
‫تبدأ مقاومتها للتغيير بكل الوسائل كإعطاء بيانات ومعلومات خاطئة إلى أجهزة اإلصالح اإلداري أو عرقلة‬
‫تنفيذ القرارات اإلصالحية أو تنفيذها بشكل يسيء إلى فكرة اإلصالح نفسها هذا باإلضافة إلى السخرية من‬
‫المصلحين واالستهزاء بهم‪ ،‬وفي هذه الحالة يصبح فصل هؤالء الموظفين ـ في نظر المصلحين ـ ضرورة‬
‫وبخاصة بعد نجاح التجربة اليابانية التي اتخذتها الحكومة إلصالح جهازها اإلداري بعد الحرب العالمية‬
‫الثانية والتي بدأتها بفصل ‪ 150‬ألف موظف مرة واحدة حتى يشعر جميع موظفي الدولة بأن القيادة السياسية‬
‫جادة في اإلصالح اإلداري وقد سميت هذه التجربة فيما بعد (باإلستراتيجية الهجومية)(‪).40‬‬

‫ولما كانت المنظمات اإلدارية نظرا للظروف المتغيرة التي تحيط بها يجب أن ال يبقى بنيانها ثابتا بل يلزم‬
‫أن يتطور مع الظروف‪ ،‬لذلك اهتم علماء التنظيم اإلداري بموضوع التغيير المنظم أو المخطط للبنيان‬
‫التنظيمي واطلقوا عليه مصطلح (تنمية المنظمة )‪ Organizational Development‬وهو من‬
‫الموضوعات الجديدة في االدارة العامة‪ ،‬وتتم عمليات تنمية المنظمة أما عن طريق بناء وحدة داخل البنيان‬
‫التنظيمي تكون مهمتها العمل على تطوير المنظمة واصالحها‪ ،‬واما عن طريق االستعانة ببيوت الخبرة‪،‬‬
‫ويتم كل ذلك وفقا للخطوات اآلتية‪:‬‬

‫‪1.‬التشخيص‪ :‬وفيها تحدد جوانب المشكلة التي تعاني منها المنظمة واقتراح الحلول لها‪.‬‬

‫‪2.‬التنفيذ‪ :‬بعد تحديد المشكلة يتم اتخاذ الخطوات الالزمة لتحقيق الحلول المقترحة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪http://mhassan037.blogspot.com/2014/12/blog-post_18.html‬‬
‫‪3.‬اتخاذ االحتياطات الالزمة لضمان عدم عودة هذه المشكلة مرة ثانية‪ ،‬بالقضاء على جذورها‪.‬‬

‫فاذا لم تراعى اإلعتبارات السابقة في مكونات البنيان التنظيمي سواء من حيث خطوات البناء‪ ،‬واسترتيجيات‬
‫الرقابة وخلق الوسائل الكفيلة بتحقيق اإلصالح اوال بأول عن طريق تنمية المنظمة‪ ،‬فأنها سوف تعاني مما‬
‫يسمى بالخلل أو العجز الهيكلي )‪ (Structural Deficiencies‬ويترتب على الخلل الهيكلي في بناء‬
‫المنظمة عدة نتائج‪:‬‬

‫‪ .1‬يؤثر سلبيا في معنويات العاملين‪ ،‬بسبب أنه يؤدي الى ظهور قرارات المنظمة كما لو كانت تحكمية‬
‫وغير عادلة نظرا لغياب القواعد العامة التي تصدر القرارات على اساسها‪.‬‬

‫‪2.‬يؤثر على القرارات المتخذة اما بتأخيرها واما بتخفيض فعاليتها‪ ،‬بسبب عدم وصول البيانات الالزمة‬
‫التخاذ القرار لمن له سلطة اصداره‪ ،‬وتعدد صانعي القرار‪.‬‬

‫‪3.‬زيادة الصراعات في المنظمة وانعدام التنسيق‪ ،‬بسبب عدم توصيف الوظائف بدقة‪ ،‬مما يؤدي الى تداخل‬
‫اإلختصاصات‪.‬‬

‫‪4.‬ال يتسجيب التنظيم لتغير الظروف المحيطة به‪ ،‬بسبب اهمال المنظمة انشاء بعض الوظائف الستشراف‬
‫المستقبل‪.‬‬

‫‪ 5.‬يؤدي الى ارتفاع النفقات خاصة ما يتعلق منها باالقسام االدارية‪ ،‬بسبب اثقال المنظمة بعدد كبير من‬
‫المستويات االدارية التي ال تتطلبها حاجة العمل مما يؤدي الى زيادة عدد المشرفين بالنسبة للعاملين‪ ،‬وتزايد‬
‫األعمال الورقية واإلجراءات الروتينية (‪).41‬‬

‫إن جهود اإلصالح اإلداري تختلف باختالف الظروف الخاصة بكل دولة وحجم التغيير المطلوب وأهدافه‬
‫العامة‪ ،‬فقد يكون اإلصالح اإلداري شامال لجميع عناصر النظام اإلداري أو مقتصرا على عنصر أو أكثر‬
‫من عناصره األساسية‪ .‬إال انه في كل الحاالت فان جميع جهود اإلصالح اإلداري‬
‫أسباب و دواعي اإلصالح اإلداري‬

‫‪.‬نتيجـة تضـاعف المؤسسـات العامـة‪ ،‬و عـدد الوظـائف و المـوظفين‪ ،‬أصـبح الجهـاز اإلداري لـبعض الدول يواجه الكثير من المشكالت‬
‫التخطيطية و التنظيمية‪ ،‬و كذا التنفيذية‪.‬هـذا مـا جعلـه غيـر قـادر على تلبية مستلزمات التطور الجديد و متطلبات التنمية‪ ،‬لهذا البد من‬
‫حصر ألهم األسباب الدافعـة ‪3‬لفعل اإلصالح اإلداري‪ ،‬أين ارجعها الباحثون إلى عدة أسباب و عوامل وهي كاالتي‪: -‬عوامــل سياســية‪:‬‬
‫و تتمثـل فـي ضــرورة تغييـر دور الدولــة‪ ،‬فالحكومـة أصـبحت مجــرد فاعـل واحــد ضمن فاعلين آخرين يسعون لخدمة المواطن ‪. -‬‬
‫عوامل اقتصادية‪ :‬تتضمن الضغوط المالية و االقتصادية‪ ،‬نتيجة زيادة اإلنفاق الحكـومي‪ ،‬و عـدم القدرة في الكثير من األحيان على موا ا‬
‫جهة اإلنفاق المتزيد ‪. -‬عوامل دولية ‪ :‬أهمها العولمة و الضغوط من المنظمات العالمية كمنظمة التجارة الدولية‪ ،‬والبنك الدولي‪ ،‬و منظمة‬
‫التعاون االقتصادي و التنمية و غيرها و التي سـاندت اإلصـالح‪ ،‬و أحيانـا أخـرى اشترطت ضرورته مع تعيين الدول قصد إعادة هيكلة‬
‫حكوماتها و أجهزتهـا اإلداريـة مقابـل القـروض المقدمة لها ‪-‬عوامل فنية‪ :‬و بـاألخص التطـور التكنولـوجي‪ ،‬و مـا طرحـه مـن وسـائل‬
‫حديثـة تعمـل علـى تـوفير الخدمات و الحصول على المعلومات‪ ،‬و كذا توسـيع المؤسسـات العلميـة التـي تعـالج فكـرة اإلصـالح‬

‫الملخص‪:‬‬
‫تفتقد الكثير من الدول النامية التنظيم اإلداري القادر على عكس توجهات الرأي العام‬
‫المحلي‪ .‬بل أنها ال تملك الشفافية المطلوبة للمحاسبة والمساءلة‪ .‬فمعظمها تعتمد وبشكل‬
‫واسع على المنظمات البيروقراطية في صنع وتنفيذ السياسات العامة دون أن يكون هناك‬
‫مشاركة شعبية فعلية فيها أو رقابة اجتماعية عليها‪ .‬تهدف الدراسة الى التعرف على إمكانية‬
‫مساهمة تقنية المعلومات في جعل اإلدارات المحلية أكثر شفافية واستجابة لمتطلبات السكان‬
‫المحليين‪.‬‬
‫اشتملت الدراسة على أربعة أجزاء رئيسة‪ .‬يناقش الجزء األول أهمية الرأي العام المحلي في‬
‫عملية التخطيط واالدارة الحضرية‪ ،‬ويتناول الجزء الثاني إشكالية التنظيم اإلداري‪/‬السياسي‬
‫في الدول النامية‪ ،‬بينما يركز الجزء الثالث على دور تقنية المعلومات في تعزيز مشاركة‬
‫السكان المحليين من خالل مشاطرة المعلومات‪ ،‬واستعرض الجزء الرابع تجارب بعض الدول‬
‫المتقدمة والنامية في مجال تطبيق ما يسمى بالحكومة اإللكترونية‪ .‬وتختتم الدراسة‬
‫بتوصيات ومقترحات يؤمل مساهمتها في تفعيل‬
‫‪ .‬إشكالية التنظيم اإلداري‪ /‬السياسي في الدول النامية‬
‫ومع أهمية التعرف علىى متطلبىات السىكان المحليىين وتضىمينها الخطىط المحليىة إال أن‬
‫كثيىىر مىىن الىىدول الناميىىة تعىىدم التنظىىيم اإلداري والسياسىىي القىىادر علىىى عكىىس توجهىىات الس ىكان‬
‫والىىرأي العىىام المحلىىي بىىل أنهىىا ال تملىىك الشىىفافية المطلوبىىة للمحاسىىبة و المسىىائلة ‪ .‬فمعظىىم الىىدول‬
‫النامية تعتمد وبشكل واسع على المنظمات البيروقراطية فىي صىنع وتنفيىذ السياسىات العامىة دون‬
‫أن يكون هناك رقابة اجتماعيىة عليهىا‪ .‬فىالبيروقراطيون يصىولون ويجولىون دون رادع معتمىدين‬
‫على امتالك الخبرات العلمية والعملية‪.‬‬
‫إن عملية اتخاذ القرار تعتمىد فىي المقىام األول علىى المعلومىات‪ .‬هىذه المعلومىات كمىا يقىول‬
‫سىىايمون تتكىىون مىىن حقىىائق وقىىيم (‪ .)Simon,1976‬وهنىىا يبىىدو السىىؤال ‪ :‬قىىيم مىىنب هىىل هىىي رغبىىات‬
‫وتوجهات السكان المحليين أم ما يريد البيروقراطيين القيام بهب‬
‫) فيعطىىي تفسىىيرا اكثىىر وضىىوحا لطبيعىىة اإلدارة العامىىة (البيروقراطيىىة العامىىة) فىىي الىىدول‬
‫النامية من خالل فهىم وتحليىل مكونىات البيئىة االجتماعيىة والسياسىية واالقتصىادية وتأثيرهىا علىى‬
‫السلوك اإلداري داخل المنظمات العامىة‪ .‬حيىث يقىول (‪ )Riggs‬علىى الىرغم مىن وجىود تشىابه بىين‬
‫التنظيمات اإلدارية الرسمية في الىدول الناميىة وتلىك الموجىودة فىي الىدول الغربيىة‪ ،‬إال أن بنظىرة‬
‫فاحصىىة لهىىذه المؤسسىىات نجىىد أنهىىا ال تعمىىل بىىنفس الطريقىىة بىىل أنهىىا تقىىوم بوظىىائف اجتماعي ىة‬
‫وسياسية غير اعتيادية ‪ .‬ويرجع السبب في ذلك أن نظىم السىوق واإلدارة الجديىد حىل محىل الىنظم‬
‫التقليدية لكن لم يستبدلها (‪ .) Riggs,1964,p.12‬إن ما يرمي إلية (‪ )Riggs‬هو وجود تداخل بىين القىيم‬
‫البيروقراطيىىة والقىىيم االجتماعيىىة التقليديىىة فىىي الىىنظم اإلداريىىة‪ .‬حيىىث تطبىىق اإلجىىراءات الرسىىمية‬
‫لخدمة األقارب واألصحاب وليس بدافع تحقيق األهداف والكفاية االقتصادية‪.‬‬
‫مىىن بىىين أهىىم السىىمات اإلداريىىة فىىي الىىدول الناميىىة التىىي يشىىير إليهىىا (‪ )Riggs, p.14‬هىىو أن‬
‫الجهاز اإلداري ال يطبق سياسات تملى علية من الخىارج أي تصىنع فىي البيئىة الخارجيىة للجهىاز‬
‫أو مىىن خىىالل أنشىىطة هيئىىة سياسىىية فىىي ظىىل إطىىار قىىانوني ( كمىىا هىىو فىىي النمىىوذج البيروقراطىىي‬
‫الفيبري)‪ ،‬ذلك لعدم وجود األهداف واإلجراءات السياسية‪ ،‬أو أن أصحاب القرار البيروقىراطيين‬
‫اصىىبحوا مىىن القىىوة بمكىىان بحيىىث يىىؤثرون علىىى صىىنع السياسىىات العامىىة مىىثلهم فىىي ذلىىك مثىىل‬
‫السياسيين الذين يفترض أن يكونوا مسؤولين عنهم‪.‬‬
‫وفىىىىي نفىىىىس السىىىىياق يعتبىىىىر (‪ )Kulcsar,1991,p.592‬أن تنىىىىامي اسىىىىتقاللية اإلدارة العامىىىىة‬
‫(البيروقراطية) عن القانون وتدني كفىاءة المىوظفين يىؤدي إلىى تقليىل الكفايىة االقتصىادية لىإلدارة‬
‫العامة‪ .‬ويرجع (‪ )Kulcsar‬هيمنة المديرين العامين إلى غياب األعراف القانونية وفىي ذات الوقىت‬
‫التشىىدد فىىي تنظيمىىات بعيىىدة عىىن األهىىداف والفىىرص الحقيقيىىة‪ .‬ممىىا يىىؤدي إلىىى طغيىىان العالق ىات‬
‫الشخصية على اإلجىراءات اإلداريىة فىي اإلدارة العامىة‪ .‬هىذا الوضىع يعطىي مسىاحة حريىة اكبىر‬
‫للبيروقىىراطيين لفعىىل مىىا يشىىاءون‪ ،‬ممىىا يىىؤدي إلىىى فشىىل اإلدارة العامىىة وموظفيهىىا فىىي تحقيىىق‬
‫األهداف والمبادئ المنشودة في إطار األعراف القانونية منة جهة والواقع من جهة أخرى‪.‬‬
‫ويتساءل (‪ )Forester,1989,p.5‬كيف باإلمكان تحليل البدائل المستقبلية الممكنة تحليال دقيقا في‬
‫عالم يفتقر للمعلومات ووقت محدود؟ أو ما عسى أن يفعله المخططون عندما يطلب منهم‬
‫إشراك السكان في عملية التخطيط وهم يعملون في تنظيمات بيروقراطية يهددها مثل هذه‬
‫المشاركة؟ كيف يتمكن المخططون من عرض أفكارهم‪ ،‬وتوضيح النتائج والعواقب‪ ،‬وفتح‬
‫مجاالت وفرص للعمل واإلنجاز‪ ،‬بينما حل المشكالت يعتمد وبشكل كبير على فهم مصالح‪،‬‬
‫وتوجهات‪ ،‬والتزامات اآلخرين‪ .‬هذا ما يناقشة الجزء التالي من الدراسة‬

‫الخدمة المدنية‬
‫مقدمة‬

‫يعتبر نظام الخدمة المدنية‪ ،‬من حيث طبيعته وآفاءة العنصر البشري العامل فيه‪ ،‬وفاعلية الخدمات التي يقدمها للجمهور من المؤشرات‬
‫الدالة على تماسك البناء المؤسسي لإلدارة العامة في أي بلد‪ .‬آما أن القواعد والضوابط التي يعمل في إطارها موظفي الخدمة المدنية لها‬
‫أثرها على صورة الحكم‪ ،‬ومقدار ما تتمتع به المؤسسات العامة من مصداقية واحترام في عيون المواطنين ‪.‬إن العمل على تطوير جهاز‬
‫الخدمة المدنية يلبي معايير اإلدارة العامة العصرية المنسجمة مع الحكم الصالح‪ ،‬والقدرة على ترسيخ قيم الجدارة والحياد السياسي‬
‫والشخصي في الخدمة المدنية‪ ،‬وهو أحد أهم مستويات اإلصالح اإلداري والمالي للنظام الكفؤ والنزيه‪ .‬وتعمل الكثير من الدول باستمرار‬
‫على تطوير ورفع قدرة أجهزة الخدمة المدنية فيها‪ ،‬إدراآا منها لهذا الدور الهام الذي تلعبه الخدمة المدنية في قلب اإلدارة العامة‪ .‬آما بات‬
‫واضحا أن الوصول إلى جهاز خدمة مدنية يقوم على معايير الجدارة‪ ،‬والتخصص‪ ،‬والقانون‪ ،‬والحياد‪ ،‬ووضع األطر القانونية‪،‬‬
‫واإلجراءات واألنظمة التي من شأنها إن تخضعه للمساءلة والمحاسبة‪ ،‬يتطلب أوال تحديد مفهوم للخدمة المدنية يتسق مع أهداف التنمية‬
‫واإلصالح في البلد‪ ،‬ويساهم في تطوير العمل المؤسسي لإلدارة العامة‬

‫‪ .‬عرف إدارة شئون الموظفين بأنها‪:‬‬


‫مجموعة من الفعاليات التخطيطية والتنظيمية والرقابية المتعلقة بتهيئة العاملين للجهاز الحكومي للدولة‬
‫واستخدامهم ورفع كفاءتهم وتحديد حقوقهم وواجباتهم وفقا ً للنظم والتشريعات واللوائح المعدة باقتراح‬
‫منها لهذا الغرض( ‪.‬عرب ‪)22 : ،‬‬
‫وينطبق هذا التعريف غالبا على اإلدارات المركزية لشئون الموظفين (مجالس الخدمة المدنية) باعتبارها‬
‫مسئولة عن رسم السياسات ووضع النظم وصياغة اللوائح التي تحكم عالقة الموظفين بالدولة بوجه عام‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة إلدارة شئون الموظفين الالمركزية والتي تعمل في نطاق الوزارات والمديريات العامة والمؤسسات‬
‫والمصالح المتفرعة منها وفان عملها واهتمامها غالبا ما ينصب على التنفيذ التفصيلي لتلك السياسات والنظم‬
‫واللوائح وكذلك تطبيقها على الموظفين التابعين لها (‪.‬الكبيسي‪ ،‬إ‪)13 : 1980‬‬
‫وللخدمة المدنية خصائص تميزها عن الخدمة العسكرية وعن الخدمة في قطاعات األعمال األهلية‪ ،‬وتنبع‬
‫هذه الخصائص من طبيعة تلك الخدمة وهي (‪:‬رشيد ‪)152 -151: 1981 ،‬‬
‫)‪1‬أن الخدمة المدنية تحتاج إلى هيئة إدارية ذات خبرة وممارسة عميقتين لخطورة المسئوليات التي تقوم‬
‫بها‪ ،‬ولذا يجب أن يعتمد على أعضاء الخدمة ذاتها‪ ،‬ودون إغفال أهمية تغذية الخدمة من آن آلخر ببعض‬
‫"الدماء" الجديدة‪.‬‬
‫)‪2‬إن الخدمة المدنية والتي تضم منفذي السياسة العامة تحتاج إلى هيئة مهنية بعيدة عن الخوف من ضغوط‬
‫رجل الحكم وجماعات الضغط على السواء‪ ،‬وتكون واثقة من حقها في إبداء الرأي وخدمة المواطنين جميعا‬
‫بموضوعية‪ ،‬لذا يجب تأمين العاملين فيها وإشعارهم بالطمأنينة‪.‬‬
‫ويضع هذا طابعا مميزا للعمل في الخدمة المدنية ‪،‬إذ يخضع العمل لمجموعة من القوانين العامة التي عادة‬
‫ما تؤكد بعض القواعد الهامة مثل‪ :‬ضمانات الموظفين‪ ،‬أسلوب التعيين والترقية والنقل وحقوق المعاشات‬
‫والضمانات االجتماعية والتزامات الموظف العام‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫وعادة يتم تقنين هذه القواعد وتطبيق أحكامها على جميع العاملين في كافة منظمات الجهاز اإلداري‪.‬‬
‫وتنظم هذه العملية تحت إشراف مجلس أو هيئة للخدمة المدنية وتكون بمثابة "إدارة األفراد" المركزية‬
‫للجهاز اإلداري‪.‬‬
‫وترتبط شئون الخدمة المدنية كذلك ارتباطا وثيقا بالميزانية العامة للدولة‪ ،‬فتكوين الوظائف العامة هو‬
‫عنصر هام من عناصر الميزانية التي تمثل قيدا على تنظيم الخدمة المدنية‪.‬‬

‫تعريف الخدمة المدنية‬

‫لخدمة المدنية هي (( كيان من موظف الحكومة موثوق بهم من قبل إدارة البالد ‪ ،‬ومفوضون بتحقيق سياسة‬
‫الحكومة الراهنة))‬

‫لخدمة المدنية والمصطلحات البديلة‬


‫إن العمل في الوزارات والدوائر الحكومية والذي يطلق عليه اسم" الوظيفة العامة "في بعض األنظمة‬
‫القانونية واسم" الخدمة المدنية "في أنظمة أخرى هو من الحقوق السياسية التي يختص بممارستها مواطنو‬
‫الدولة دون غيرهم‪)10(.‬‬
‫و تثير تسمية المادة المتعلقة بإدارة الجانب البشري نقاشا بين المعنيين بها والذي يعكس وجهات نظر مختلفة‬
‫حولها‪ ،‬وما يجعلنا نالحظ اختالف التسميات ربما تكون الترجمة الحرفية في المسميات األجنبية إلى ما‬
‫يقابلها باللغة العربية إحدى أسباب هذا االختالف‪.‬‬
‫وكما أن تباين التسميات المعمول بها من قبل األقطار العربية التي خضعت لتأثير نظم أجنبية متباينة هي‬
‫األخرى مصدرا لتعدد المصطلحات المطروحة‪ .‬وفيما يلي عرض ألهم المصطلحات الشائعة االستعمال ‪:‬‬

‫إدارة الخدمة المدنية ‪:‬‬


‫ظهرت هذه التسمية في األجهزة الحكومية الرسمية إثر حركات اإلصالح اإلداري المتعاقبة التي نادت‬
‫بضرورة االعتناء بشئون العاملين في القطاع الحكومي وقد أعطيت هذه التسمية (خدمة) نظرا للطابع‬
‫الخدمي الذي يتميز به القطاع الحكومي عن القطاع الخاص أو الصناعي وأعطيت تسمية مدنية للتمييز بين‬
‫العاملين في األجهزة المدنية وأولئك العاملين في الخدمة العسكرية فشاعت هذه التسمية (إدارة الخدمة‬
‫المدنية‪).‬‬
‫وقد شاع لفظ إدارة الخدمة المدنية على تطبيقات اإلدارة الحكومية المتعلقة بشئون العاملين ومنها انتشرت‬
‫إلى مختلف األقطار وخاصة النامية‪ ،‬والتي خضعت للسيطرة اإلنجليزية وتعتبر منشورات المنظمة العربية‬
‫للعلوم اإلدارية التابعة لجامعة الدول العربية من أهم ما كتب في هذا المجال‪.‬‬

‫اآلثار السلبية لظاهرة استغالل الوظيفة العامة‪:‬‬

‫إن سوء استخدام الوظيفة العامة هو بوابة للفساد اإلداري الذي يؤدي إلى‪:‬‬
‫‪‬نهب المال العام‪.‬‬
‫‪‬تعطيل التنمية‪.‬‬
‫‪‬ضرب القيم األخالقية للمجتمع والدولة‪.‬‬
‫‪‬إفشال التنمية البشرية كنتيجة حتمية‬

‫لجرائم المنضوية تحت مفهوم استغالل الوظيفة العامة‪:‬‬

‫تندرج تحت مفهوم استغالل الوظيفة العامة جرائم عديدة ‪ ،‬وأهمها‪:‬‬


‫)‪1‬جريمة الرشوة ‪:‬وهي قبول الموظف أو المكلف بخدمة عامة لنفسه أو لغيره‪ ،‬عطية أو منفعة أو ميزة أو‬
‫وعد بشيء من ذلك‪ ،‬ألداء عمل من أعمال وظيفته أو االمتناع أو اإلخالل بواجبات الوظيفة ‪.‬‬
‫)‪2‬االختالس ‪:‬هو إخفاء الموظف أو المكلف بخدمة عامة ماال أو متاعا أو ورقة مثبتة لحق أو غير ذلك مما‬
‫وجد بحيازته بناء على صفته الوظيفية‪.‬‬
‫)‪3‬تجاوز الموظفين حدود وظائفهم‪ :‬وهو عدم التزام الموظف بنطاق الصالحيات والسلطات الممنوحة له‬
‫ضمن منصبه الوظيفي زيادة أو نقصانا لتحقيق مصلحة لنفسه أو لغيره‪6( 28.‬‬

‫‪28‬‬
‫المفوضية العامة للنزاهة‪/‬العراق‪ ،‬مقال‪ ,‬موقع معهد األبحاث والتنمية الحضارية‬
‫)‪(http://www.alhadhariya.net‬‬

‫الخاتمة‬
‫نلخص مما سبق أن الحكومة اإللكترونية تتسع ألي عمل إلكتروني يؤدى بواسطة السلطات الحكومية‬
‫بوصفها سلطات عامة أو عن طريق شركات ومؤسسات القطاع الخاص من اجل تسهيل وإزالة كل‬
‫التعقيدات‪ ،‬وهذا منطق فرضته التطورات التقدم العلمي وثورة االتصاالت في وقتنا الحالي ‪ ،‬والتي تفرض‬
‫ولذلك فإن ‪.‬بدورها ضرورة التخلي عن االساليب تقليدية السابقة وإستخدام األساليب الحديثة االلكترونية‬
‫البعض هروبا من انتقادات قد توجه إلى الحكومة اإللكترونية أستوجب هذا الية الحوكمة من اجل التسيير‬
‫الحسن والرشيد للدولة على المستوى الكلي وهذا يؤدي بدوره إلى تحقيق المنفعة العامة للجميع مع تخفيض‬

‫والخالصــة هــذا أن الحوكمــة الرشــيدة أي الحاكميــة بمعاييرهــا تعمــل علــى ‪.‬التكايف والجهد والوقت‬
‫دف إلى تحقيق مزيد مـن ‪L‬تنميــة الدولــة واســتغالل الطاقــات واإلمكانيات البشرية والمادية في ا‪4‬تمع‪ ،‬و‬
‫العدالـة والشـفافية وتحـاربكـل التـدليس والفســاد بكافــة أشـ ـكاله‪.‬لكــي تكــون الحاكميــة الرشـ ـيدة قــادرة‬
‫علــى‬

‫ـا أداة ‪D‬أن تكون الحوكمة الرشيدة تنظيميـة بـدال مـنكو ‪ . ü‬تبــني الحلــول الوطنيــة للمشــكالت في ا‪4‬تمع‬
‫رقابيـة بحيـث تركـز علـى اإلشـراف والمتابعـة وتـترك أمور التنفيذ والرقابة للمستويات اإلدارية األدن‬

‫خالل الدراسة الميدانية التي أجريت في المرفق العام و المتمثل في بدية عزابة والية سكيكدة‪ ،‬نستنتج أن للحوكمة االلكترونية دورا هاما في تهيئة و‬
‫بناء المرافق سواء كانت عامة أو خاصة ‪ ،‬و خصوصا مع التقدم التكنولوجي و العصرنة المتماشى معها ‪،‬حيث أنه تنجح الحوكمة االلكترونية من خالل‬
‫توفير نظم معلومات و اتصاالت فعالة لنقل البيانات و المعلومات و تدفقها في المؤسسات العامة ‪ ،‬و تخص في هذا البلدية و كذلك المواطنين ‪ ،‬و كل‬
‫المحيط الذي تتعامل معه ‪ ،‬سواء داخليا أم خارجيا ‪ ،‬من منظمات المجتمع المدني‬

‫المرور الى الحوكمة االلكترونية يمر أوال بترسيخ مفهوم هذا الحوكمة – وهو األمر غير المجسد حاليا ‪ -‬ومن ثم االنتقال الى التعامل االلكتروني مع‬
‫المواطنين‪ ،‬لكن الذي حدث فقط لحد اآلن هو بعض الخدمات االلكترونية التي تدخل ضمن اإلدارة االلكترونية‪.‬‬
‫االستنتاجات‬
‫‪ .1‬اإلصالح اإلداري مسؤولية الجميع وهدف للجميع وان التوعية باتجاه نشر الحوكمة من متطلبات‬
‫اإلعداد لعملية اإلصالح اإلداري‪.‬‬
‫‪ .2‬أن تطبيق مبادئ الحوكمة يعزز من مصداقية البيانات المالية والمركز المالي للمؤسسات وبالتالي‬
‫يفتح آفاق أوسع في التعامل من قبل األطراف الخارجية‪.‬‬
‫‪ 3‬لغرض تفعيل مبادئ الحوكمة البد من أجهزة رقابية فعالة تتابع عمل الجهاز اإلداري وتقوم بدراسة السبل‬
‫الكفيلة بتقويم أدائه على وفق المعايير المتعارف عليها‪.‬‬
‫‪4.‬اإلصالح اإلداري مسؤولية الجميع وهدف للجميع وان التوعية باتجاه نشر الحوكمة من متطلبات‬
‫اإلعداد لعملية اإلصالح اإلداري ‪.‬‬
‫‪5.‬أن تطبيق مبادئ الحوكمة يعزز من مصداقية البيانات المالية والمركز المالي للمؤسسات وبالتالي يفتح‬
‫آفاق أوسع في التعامل من قبل األطراف الخارجية‪.‬‬
‫التوصيات‬
‫‪1‬ـ ‪ .‬أعداد برامج تعليمية وتدريبية وورش عمل لموظفي الدولة وبمختلف المستويات اإلدارية لغرض‬
‫تأهيلهم ليفاء بمتطلبات األداء الصحيح والسليم للمهام الموكلة بهم وإذكاء وعيهم بمخاطر الفساد‬
‫المالزمة ألداء وظائفهم‪.‬‬
‫د‪ .‬وضع آلية لتشجيع المبادرات واالبتكارات واإلبداعات‪.‬‬
‫‪ .‬أكمال مظلة التشريعات التي تستهدف تطبيق مفهوم الحوكمة في مختلف أجهزة الدولة لما لهذا النظام من‬
‫أهمية لتحقيق الهدف األساسي في الحفاظ على المال العام وتنميته‪.‬‬
‫‪ .2‬إلزام كافة الوحدات التنظيمية في الدولة باعتماد أنظمة الجودة الشاملة وتأهيل تشكيالتها للحصول على‬
‫المواصفة العالمية‪.‬‬
‫‪ .3‬أجراء تقييم دوري لمبادئ الحوكمة تبعا لتغيرات كل مرحلة‪.‬‬
‫‪ .4‬دعم األجهزة الرقابية من خالل اإلجراءات اآلتية‪-:‬‬

‫أ‪ .‬ضمان استقالليتها‪.‬‬


‫ب‪ .‬تعزيز الصالحيات الممنوحة لها بموجب القوانين المختصة لكل منها‪.‬‬
‫ج‪ .‬تطوير القوانين وبما يتالئم مع متطلبات المرحلة الراهنة‪.‬‬
‫د‪ .‬اعتماد مخرجات إعمالها كأحد أدوات تقيم اإلدارات‪.‬‬

‫‪ .5‬إلزام كافة أجهزة الدولة بتحديد متطلبات الحوكمة والسعي لتطبيقه والعمل بموجبه‪.‬‬
‫‪ .6‬قيام الجمعيات المهنية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل األعالم بالتعريف بمبادئ الحوكمة ومدى‬
‫تأثيرها في دعم البنى التحتية لمؤسسات الدولة المختلفة‪.‬‬
‫‪ .7‬توسيع تجربة (مجلس اإلدارة) لتشمل كافة األجهزة اإلدارية للدولة وال يقتصر على الشركات العامة‬
‫لغرض تعميق روح العمل الجماعي وخاصة فيما يتعلق بصنع القرارات اإلستراتيجية‪ ،‬وتحديد المهام‬
‫والصالحيات لكل من مجالس اإلدارة والمدير العام بشكل دقيق‪.‬‬
‫‪ .8‬قيام وزارة التخطيط وبالتعاون مع الجامعات والمراكز المهنية والتدريبية بما يأتي‪-:‬‬

‫أ‪ .‬أجراء دراسة شاملة ومفصلة للهياكل اإلدارية للمؤسسات التابعة للدولة في ضوء المهام‬
‫واالختصاصات المنصوص عليها في القوانين النافذة‪.‬‬
‫ب‪.‬‬
‫ب‪ .‬تحديد مواطن الضعف ونقاط الخلل في آليات عمل المؤسسات ووضع وتحديد الخطط التي تركز‬
‫على معالجة هذا الخلل وتطوير األداء‪.‬‬
‫ج‪ .‬أعداد برامج تعليمية وتدريبية وورش عمل لموظفي الدولة وبمختلف المستويات اإلدارية لغرض‬
‫تأهيلهم ليفاء بمتطلبات األداء الصحيح والسليم للمهام الموكلة بهم وإذكاء وعيهم بمخاطر الفساد‬
‫المالزمة ألداء وظائفهم‪.‬‬
‫د‪ .‬وضع آلية لتشجيع المبادرات واالبتكارات واإلبداعات‪.‬‬

‫‪ .9‬إلزام كافة أجهزة الدولة بمعايير اإلفصاح والشفافية وعرض مخرجات عملها على الجمهور باعتباره‬
‫الهدف األول الذي تسعى لخدمتها كافة تلك األجهزة‪.‬‬
‫‪ .10‬اعتماد مبدأ اإلدارة باألهداف (اإلدارة بالنتائج) والذي يمثل باختصار تقييم اإلدارات بناء على تحقيق‬
‫أهدافها خالل المراحل السابقة‪.‬‬
‫االعتماد على الشبكات للتواصل بين المواطن و الحكومة وذلك بانشاء مواقع الكترونية يستطيع المواطن االستفادة منها من بعد بدون‬
‫اللجوء الى حضور المواطن في البلدية من أجل استخراج وثائقة‪.‬‬

‫المصـادر ‪-:‬‬

You might also like