Professional Documents
Culture Documents
إال أن سرعة تطور التقنية الرقمية واالتصال باإلنترنت فتح ا ال لما هو معروف اآلن بنظام الحكومة الرقمية أو الحكومة اإللكترونية؛
فأصبح من الممكن تقديم الطلبات وتخليص الكثير من ( .(١٣-٧كما أصبح بمقدور المعامالت مباشرة عن طريق الحاسوب اآللي
واإلنترنت المواطن الحصول على كل النماذج الخاصة بالمعامالت الحكومية من الموقع الخاص بالمصلحة الحكومية ا تصة على الشبكة
العنكبوتية العالمية أو الوب( (١٤.وخاصة في أوروبا وقد انتشرت فكرة الحكومة اإللكترونية في أنحاء العالم ( (١٦أصبحت في مقدمة
الدول التي حولت معظم ((١٥؛ حتى أن سنغافورة وآسيا المصالح الحكومية إلى المعامالت اإللكترونية.
الحكومة اإللكترونية اصطالح مستحدث يشير إلى استخدام تقنيات المعلومات واالتصاالت بأسلوب يسهل من االتصال والتواصل
والتعامل مع الحكومة ويجعل من التعامالت بين المصالح الحكومية أكثر فاعلية؛ فالحكومات تستخدم تلك التقنيات في توفير الخدمات بين
المصالح الحكومية والمواطنين ،واألعمال ،والموظفين ،والوكاالت األخرى غير الحكومية .والحكومة اإللكترونية تتضمن سبل توفير
مدخل أفضل للمعلومات الحكومية ،وتشجيع تداخل ا تمع في فعاليات الحكومة ،ووضع الحكومة في وضع خاضع أكثر للمساءلة ،ولفسح
الفرص لمزيد من التنمية.
1
https://www.kau.edu.sa/Files/.../147636
تبسيطاالجراءات االداية
أسباب تعقيد االجراءات
أسباب تنظيمية تتعلق بالمؤسسة يرجع الى ثقافة المؤسسة او البناء التنظيمياو
سؤء تخطيط ا الجراءات اوعدم مواكبة المسنجدات
و أسباب شخصية تتعلق بالموظف تتعلق بمهوم الخاطيء للخدمة او االهتمام
بالوقت او التدريب والخبرة
شرةط التبسيط
عمليات اقل تقسيم العمليات وترتتيب مكان العنل لتسهيل المعامالت
مستندات اقل جواز السفر غني عن شهادة الميالد او الرقم الوطني وسيلة متطورة
للتوثيق
ووقت اقل برامج الكمبيوتر او البطاقات االلكترونية
احتكاك مع الجمهور اقل االستفادة من خدمات البريد او شبكة االنترنت
استمرارية التبسيط
جـرت العـادة على تعـريـف ثمانيـة أنـواع من الحكـومـة اإللكترونيـة ،تسعى الحكومات إلى تنفيذها إما فورا أو بالتدريج ،وفق شكل (٢
(.تلك الصور ( ( ٢٧:مختلفة هي -١الحكومـة للمواطـن :توفر الدفع الذاتي لتقديم الخدمات العامة مباشرة وخاصة من خالل توصيل
الخدمة اإللكترونية لتقديم المعلومات واالتصاالت
-٢المواطـن للحكومـة :تـوفـر الـدفـع الـذاتـي لتقـديـم الخدمـات العامـة مباشرة وخاصـة مـن خـالل توصيل الخـدمة اإللكترونية لتبادل
المعلومات واالتصاالت.
-٣الحكومة لألعمال :تقوم بمبادرات الصفقات التجارية اإللكترونية مثل الحيازة اإللكترونيـة وفتـح سوق إلكتـرونـي لمشتـريـات
الحكومـة؛ والقيـام بمناقصات الحيازة الحكومية من خالل الطرق اإللكترونية لتبادل المعلومات والبضائع -٤.األعمال للحكومة :تقوم
بمبادرات الصفقات التجارية اإللكترونية مثل الحيـازة اإللكترونية وفتـح سوق إلكتـرونـي لمشتريـات الحكومـة؛ والقيـام بمناقصـات
الحيـازة الحكوميـة من خـالل الطـرق اإللكترونيـة لبيع البضائع والخدمات -٥.الحكومة للموظفين :اإلقدام على مبادرات تسهل إدارة
الخدمة المدنية واالتصاالت الداخلية مع موظفي الحكومة حتى يمكن جعل تقديم طلبات الوظائف اإللكترونية والبت فيها دون ورق في
المكتب اإللكتروني -٦.الحكومة للحكومة :تزود أقسام أو وكاالت الحكومة بالتعاون واالتصاالت بصورة مباشرة وبقواعد بيانات حكومية
هائلة للتأثير على الكفاءة والفعالية؛ وتشمل أيضا التبادل الداخلي للمعلومات والمعدات -٧.الحكومة للمؤسسات الالربحية :تزود الحكومة
المنظمات الالربجية (الخيرية) واألحزاب السياسية والمنظمات االجتماعية والهيئات التشريعية بالمعلومات -٨.المؤسسات الالربحية
للحكومة :تبادل المعلومات واالتصاالت بين الحكومة والمؤسسات الالربحية (الخيرية) واألحزاب السياسية والمنظمات االجتماعية
والهيئات التشريعية.
الشفافية
قلما يدرك المواطنون كيفية التوصل إلى قرار في النظام الحكومي؛ وهذا غالبا ما يؤدي إلى غياب الشفافية وبالتالي يمنع عامة الناس عن
المشاركة في الشئون الحكومية بل ويصيبهم بقدر من اإلحباط يحول بينهم وبين االستفسار عن أمور قد تجلو عن مخيالتهم شكوكا
وهواجس ال محل لها .وفي الواقع إن غياب الشفافية كثيرا ما يحجب تجاوزات لموظفي الحكومة من رشاوى ومجامالت .في هذه
الظروف يمكن للحكومة اإللكترونية أن تلعب دورا إيجابيا في الكشف للناس عن السياسات العامة لحكومتهم والدوافع لتبني بعض
القرارات التي تمس حياتهم .وذلك يمكن أن يتم عن طريق التواصل بين كبار المسئولين والمواطنين عبر اإلنترنت؛ بإتباع سياسة الباب
المفتوح االفتراضية ،دون dG````ë````µ`````eƒ`````á G’dE``µ```à````fhô````«```á ٥١إضاعة الوقت في المقابالت وجها لوجه مع
تفعيل كل متطلبات الشفافية ( ( ٢٧.والمحاسبة ( ( ٢٩:ومن األمثلة العملية ألهمية الشفافية في الحكومة اإللكترونية ˚شيلي:
نظام المشتريات اإللكتروني الحكومي ،اإلعالن على اإلنترنت مباشرة عن نتائج طلبات
الحكومة وأداء الجهات التي نجحت في المناقصات ˚ .الفلبين :نظام المشتريات االلكتروني
2
التجريبي ،يزيد من الشفافية من خالل نظام المشتريات المباشر
إن وجود قوة عاملة مدربة ،لديها من الحوافز الذاتية والرغبة في الريادة ما يدفعها إلى إجادة دورها عامل هام من عوامل نجاح الحكومة
اإللكترونية؛ فالعاملين في مجال الخدمات العامة يتطلبون رعاية فائقة في التدريب وقيادة رشيدة حتى يمكن لهم االندماج في التركيبة
المعلوماتية المستجدة .وعلى أصحاب القرار وواضعي السياسة توقع أن العاملين في مجال الخدمة العامة على اختالف مستوياتهم
الوظائفية سيشعرون بالتهديد من الحكومة اإللكترونية حيث سيشعر أغلبيتهم بالمهابة من تغيير روتين العمل ،وبعضهم سيخشى فقدان
النفوذ ،وقليل منهم سيخاف اكتشاف تورطه في الفساد؛ وهنا يمكن للقيادة القيام بدور بناء في إيجاد جو إيجابي للتغيير بتقديم التدريب
المالئم ومكافأة الداعمين لالنتقال إلى الحكومة اإللكترونية بالتفوق في ( ( ٢٧.مهامهم الجديدة عن طريق الحوافز المناسب ومن أمثلة
قضايا العمالة في الحكومة اإللكترونية ˚البرازيل :مراكز خدمة المواطن في مقاطعة باهيا ،إقامة أكشاك في أماكن ٥٣
dG````ë````µ`````eƒ`````á G’dE``µ```à````fhô````«```áيسهل الوصول إليها ،مثل مراكز التجارة لمساعدة الجماهير على إجراء
2
f Price The. 2004, 1 April., P, Hutchinson. & D, Osborne of Age an in Need We Results the Getting: Government
.Books Basic, Crisis Fiscal Per
المعامالت مع الحكومة بمشقة أقل ˚ .الهند :مشروع جياندوت إلنترنت ا تمع ،يطوف رجال أعمال مبتكرون تدعمهم المقاطعة على أهالي
القرى بأجهزة حاسوب محمولة تستخدم اتصاالت السلكية على اإلنترنت للدخول على مواقع خدمات الحكومة في القرى نظرا لتباعد
مناطق الخدمات.
»G’äGQÉeE dG©Hô«á IóëàŸG - HOفي عام ٢٠٠٠م صرح ولي عهد دبي ووزير الدفاع في دولة اإلمارات العربية المتحدة
بمبادرة إلعادة تنظيم الحكومة من أجل مالحقة النمو االقتصادي السريع؛ حيث تضمنت الرسالة إنشاء حكومة افتراضية تقدم خدمات
عالية الجودة لعمالئها مركزة في ذلك على خدمات المواطنين والمقيمين والزوار واألعمال ومروجة لتبني خدمات إلكترونية تتميز بإدارة
راقية لمعامالت الزبائن .وتقدم خدمات الحكومة اإللكترونية في دبي بوابة تتضمن كل المعلومات عن أقسام الحكومة وخدماتها من خالل
قناة موحدة كما تتلقى أي تعقيبات أو استفسارات من المواطنين عن الحكومة اإللكترونية .كما توفر الخدمات جهود فريق مختص
بالتواصل مع ا تمع على عاتقه تقع مسئولية التوعية اإللكترونية وتسهيل عملية التحويل اإللكتروني .وتتضمن مهام الفريق تشجيع الناس
على استخدام خدمات الحكومة اإللكترونية بتوضيح الفوائد العائدة عليهم وعلى البالد من استخدام الحكومة اإللكترونية .ويعمل الفريق
على واجهتين األولى تستهدف األفراد ورجال األعمال الذين يستخدمون اإلنترنت ،والثانية تستهدف أولئك الذين ال يستخدمون اإلنترنت
حتى تساعدهم على ( ( ٢٩.تبني التقنية فتتوسع قاعدة مستخدمي الحكومة اإللكترونية
في الثاني من سبتمبر عام 2009تعهدت الحكومة االتحادية المكسيكية بإجراء إصالح
إغالق الباب أمام إصدار وتنفيذ األحكام التي تسبب غموضا وتكاليف ال داعي لها للحكومة والمواطنين
تقليل تكاليف اإلدارة العامة من أجل تطبيق هذه الموارد في المهام ذات األولوية للدولة •
في الثاني من سبتمبر عام 2009تعهدت الحكومة االتحادية المكسيكية بإجراء إصالح
دور
(أ) إعداد هيكل مؤسسي حكومي يتسم بالبساطة والشفافية ،بدءا ً بمركز الحكومة؛ وتعزيز
دور رئاسة الوزراء من خالل توليها إدارة الخدمة العامة ،وإدارة االتصال الحكومي .إضافة
إلى تأسيس "وحدة األداء الحكومي" و"وحدة إصالح القطاع العام" ،ووحدة خاصة
بسياسات الموارد البشريّة في القطاع العام.
(ب) في غضون السنوات الخمس القادمة ،ستقوم الحكومة بما يلي:
ترشيد أعداد الوزارات بشكل تدريجي ،وصوال ً إلى ما يقل عن 20وزارة ،مع ضمان تمحور
مهامها حول المهام واألدوار الرئيسة للحكومة.
إجراء مراجعة شاملة للمؤسسات الحكومية األخرى من حيث أعدادُها وأوضاعُها والمها ُم
المسندة إليها ،وذلك بهدف تقليص عددها وضمان الفصل ما بين وضع السياسات والمهام
التنفيذية ،بحيث تكون عملية وضع السياسات على رأس المسئوليات المسندة للوزراء .كما
ستقوم الحكومة ،خالل السنتين القادمتين ،بإيجاد آليات ضابطة تحكم إنشاء أي مؤسسة
حكومية ،بغية الحد من النمو غير المبرر في عددها ،ولضمان توافق أوضاعها مع المهام
المكلفة بها
إجراء مراجعة شاملة لرفع كفاءة وفعالية اإلجراءات وأساليب العمل المعمول بها حاليا ً في
الوزارات والمؤسسات الحكومية
(ج) وضع إجراءات دائمة للتأكد من أن التغييرات المؤسسية مبنية على مبادئ متينة لإلدارة
الرشيدة ،على أن تتم المصادقة عليها من قبل مجلس الوزراء بعد دراسة منهجية للمزايا
والتكاليف الخاصة بكل منها.
الملخص :ترتكز هذه الدراسة على معوقات تطبيق الحوكمة االلكترونية في المؤسسات العمومية ذات الطابع االداري ،فالحوكمة
االلكترونية تعتبر بدورها أداة مهمة يمكن أن تساعد على تعزيز الشفافية و المساءلة و تحقيق أسس االدارة الرشيدة ،و لعل بروز الحاجة
نحو انشاء حوكمة الكترونية مراده تحقيق التبسيط االداري من جهة و تحقيق أكبر قدر من الشفافية من جهة اخرى ،هذا و تعتبر
الحوكمة االلكترونية بأنها أسلوب جديد يستخدم المعلوماتية و االلكترونيات ،و ذلك بهدف تبسيط و تسهيل التعامل بين الحكومة و األفراد
و المؤسسات ،و توفير المعلومات بشكل متكامل و سريع لجميع المسؤولين لترشيد عملية اتخاذ القرارات و تحسين األداء و تسهيل
حصول الفرد على الخدمة ،ضمن اطار علمي يؤدي بالنهاية الى ادارة رشيدة قائمة على الشفافية في التعامل و بالتالي يحد من فرص
الفساد .دور الحوكمة االلكترونية في تبسيط االجراءات
من خالل فحص مدى تطبيق األنظمة و التشريعات و القوانين السارية المفعول ،إلى تقييم تسيير الموارد البشرية لتحقيق التفاهم الشامل
أي لتحقيق الحوكم
" بالتعاون مع المعهد القومي لإلدارة القاهرة -جمهورية مصر العربية 2011فبراير 20 – 22
أهمية ال تأتي أهمية هذه الندوة في مواكبة جهود الحكومات الراهنة في التعرف على الكيفية التي يساهم بها
التبسيط اإلداري المعمول به في نماذج من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في توفير و تحقيق الشفافية
وتوفير متطلبات المساءلة والمحاسبية من خالل توظيف الحلول والنماذج المستندة على تكنولوجيا
االتصاالت والمعلومات بهدف تحقيق الحكم الجيد وإدارة أفضل للموارد والسياسات .والحوكمة اإللكترونية
هي شبكة من المنظمات تشمل الحكومة ،المنظمات غير الربحية ،وكيانات القطاع الخاص ؛والنموذج
التطبيقي الشائع للحوكمة اإللكترونية هو بوابة المعلومات اإللكترونية مثل ، gov.firstgovحيث يمكن
للمواطنين الوصول إلى مجموعة متنوعة من المعلومات والخدمات .ويشير استخدام مصطلح الحوكمة
اإللكترونية ' '،بدال من 'الحكومة اإللكترونية' إلى فكرة تغيير العالقات المؤسسية وإشراك الشركاء ،سواء
من المجتمع المدني وقطاع األعمال ،في اإلدارة اإللكترونية ،أما الحكومة اإللكترونية فهو تعبير أضيق
نطاقا ويشير إلى العمليات الحكومية المحلية أو اإلقليمية .وعليه،فإن أهمية هذا الملتقى تكمن في التعرف
على كيفية تطبيق الحوكمة اإللكترونية كأداة عمل لترسيخ وتفعيل مفاهيم وركائز ومعايير الحوكمة .كما
سيتناول الملتقى دور الحوكمة اإللكترونية في تبسيط اإلجراءات اإلدارية وكيفية تطبيقها في المؤسسات
المختلفة وأهم ممارساتها وتجاربها الناجحة في إدارة المؤسسات ،كما سيلقي الملتقى الضوء على دور نظم
وتكنولوجيا المعلومات في الحوكمة وأهميتها في إدارة التطور .أهداف ال 1 .التعرف على الفرق بين اإلدارة
والحوكمة. 2 .التعرف على مفاهيم وركائز ومعايير الحوكمة. 3 .التعرف على دور الحوكمة اإللكترونية في
إدارة التغيير. 4 .االسهامات الحديثة في الحوكمة االلكترونية ودورها في عملية التنمية. 5 .دور األجهزة
الرقابية في دعم الحوكمة محاور ال المحور األول :مفهوم الحوكمة والمفاهيم المرتبطة بها . E- or IT
Governanceاإللكترونية الحوكمة -الحوكمة - -اإلصالح اإلداري -تبسيط اإلجراءات اإلدارية المحور
الثاني :متطلبات التبسيط اإلداري -التبسيط اإلداري وأهدافه ،تطوير نظم وأساليب العمل -رفع كفاءة األداء
وتطوير الجودة في تقديم الخدمات -توافر الموارد المالية -اإلصالح التنظيمي /الهيكلي . -تنمية نظم
األفراد والموارد البشرية وتطويرها (دور وحدات الموارد البشرية والمتابعة والتقييم في إنجاح سياسات
التبسيط اإلداري ) -دور تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت المحور الثالث :أهمية الحوكمة اإللكترونية في
التبسيط اإلداري -دور الحوكمة اإللكترونية في اإلصالح اإلداري والمؤسسي . -معايير اإلفصاح والشفافية
مقابل المعايير األمنية وتكامل منظومة المعلومات كأساس ومحددات تبادل المعلومات 252018/ 12/
اإلدارية للتنمية العربية المنظمة - Arab Administrative Development Organization
http://www.arado.org/ActivitiesPrint.asp?id=15526&type=N 2/2المحور الرابع :نماذج
من خبرات وطنية ودولية في الحوكمة االلكترونية( :التعرف على بعض الممارسات المؤسسية والتطبيقية
الناجحة ) -تجارب عربية - .تجارب عالمية - .تجارب شركات .المدعون للمشاركة -مديرو مشروعات
وبرامج الحكومات اإللكترونية العربية -مديرو ورؤساء مجالس إدارة المؤسسات والهيئات الحكومية
العربية . -األكاديميون والممارسون والباحثون في مجال اإلدارة وتكنولوجيا المعلومات . -المسئولون
التنفيذيون في مجال تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في الوزارات والهيئات العربية . -ممثلو الشركات
القابضة والمدراء التنفيذيون . -ممثلو شركات القطاع الخاص العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات بالدول
العربية -ممثلو الشركات العاملة والمشغلة لشبكات البنية التحتية لالتصاالت وتكنولوجيا المعلومات . -ممثلو
شركات وقطاعات البنوك ،والبترول .ارشادات حول البحوث و أوراق العمل -يرسل البحث أو ورقة العمل
إلكترونيا على( (Word Microsoftفي موعد أقصاه 20/12/2010مع تقديم ملخص للبحث أو ورقة
العمل في حدود صفحة واحدة ،مع تقديم السيرة الذاتية المختصرة للباحث . -يتم إرسال الورقة عبر البريد
اإللكتروني eg.org.arado@raniaa. -سيتم إدراج أوراق العمل المقبولة من اللجنة العلمية للملتقى ضمن
.1المقدمة
ٌ
تتسابق الحكومات حول العالم في إقامة ما يطلق عليه الحكومة
اإللكترونية أو الحكومة الرقمية .ففي كل منطقة من مناطق العالم من
الدول النامية إلي الدول الصناعية المتقدمة ،تضع الحكومات الوطنية
والمحليات بها المعلومات الحرجة علي الخط المباشر ،وتستخدم اآللية
لتبسيط العمليات التي كانت معقدة من قبل وتتفاعل إلكترونيا مع
مواطنيها.
والحماس الذي يصاحب هذا التوجه يأتي جزئيا من االعتقاد أن التكنولوجيا
الحديثة تحول الشكل السلبي الغالب في الحكومة الفعلية إلي الشكل
النشط اإليجابي والتفاعلي مع المواطنين ومؤسسات األعمال .ففي كثير
من األماكن ،يري كثير من المواطنين أن حكوماتهم ال تستجيب لحاجاتهم
الملحة بالقدر الكافي ،وأن انتشار تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت الحديثة
ساهمت في تغيير النمط التقليدي للحكومة في توفير ووضع الخدمات
المتعلقة أمام المواطنين.
والتعريف المنتشر للحكومة اإللكترونية أو الرقمية يتمثل في استخدام
تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لمساندة فعالية الخدمات الحكومية
وتعاملها مع المواطنين بطريقة أحسن وأسهل ،والسماح بالوصول إلي
قدر أعظم من المعلومات ،وجعل الحكومة ذاتها أكثر استجابة لرغبات
المواطنين .وقد تتضمن الحكومة اإللكترونية إتاحة الخدمات عبر شبكة
اإلنترنت والويب ،التليفون ،مراكز المجتمع ،األدوات الالسلكية أو نظم
االتصال األخرى المتوافرة.
إال أننا يجب أن نالحظ أن الحكومة اإللكترونية ليست بديال أو اختصارا
للتنمية االقتصادية وتوفير الميزانية والحكومة الكفء ،كما أنها ليست حدثا
مفردا قد يتغير فورا وإلي األبد الوضع الحكومي الراهن .فالحكومة
اإللكترونية تمثل عملية ،أو يمكن القول ،أنها تطور أو غالبا صراع يعرض
التكاليف والمخاطر المالية والسياسية.
ومن المالحظ ،أن الحكومات العادية تلعب دورا قياديا هاما في تحسين
المدى الذي يستفيد منه المواطنون ومنظمات األعمال في المجتمع من
خالل إتاحة الفرص التي تقدمها تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت المتقدمة
للمساعدة في تحويل أنشطة الحكومة من الطرق واألساليب التقليدية
ذات الطابع البيروقراطي إلي خدمات الحكومة اإللكترونية الديناميكية
والتفاعلية ،ولهذا التحول مظهر هام وتأثير قوي علي اجتياز كل المراحل
الحرجة المرتبطة باقتصاد المعرفة األوسع.
وقد تنجم كثير من المخاطر الجوهرية في حالة عدم إدراكها جيدا من قبل
المخططين والمستخدمين علي حد سواء .فقد تكون مبادرات الحكومة
اإللكترونية إهدارا للموارد وتفشل في دعوتها من أجل إتاحة الخدمات
الحكومية المفيدة للمواطنين ،مما قد يؤدي إلي زيادة إحباط المواطنين مع
الحكومة الفعلية.
وفي مصر ،علي وجه الخصوص ،حيث توجد ندرة في الموارد يجب أن
يستهدف أي جهد نحو إقامة الحكومة اإللكترونية بعض ميادين أو مجاالت
وعلي هذا األساس ،يجب أن تستوعب لها فرصة عالية من النجاح.
الحكومة اإللكترونية أوضاع وعراقيل فريدة ومعينة حتى يمكن ضمان
استمرارها في إطار التقاليد الحالية ،ونقص البنية األساسية ،وتفشي
بعض مظاهر الفساد البيروقراطي والرشوة والمحاباة ،وضعف النظم
التعليمية السائدة ،والوصول غير العادل للتكنولوجيا ذاتها.
لذلك يجب تحدي األسس والمعالم التي تلقي الضوء علي كل القضايا
والمشكالت المشتركة التي قد تواجه جهود إقامة الحكومة اإللكترونية
وتقدم الخيارات إلدارتها ،وذلك من خالل تحديد مفهوم وماهية الحكومة
اإللكترونية ،وإبراز أهدافها ومزاياها المرتبطة بالتنمية واإلصالح اإلداري،
ووضع نموذج لها يبين أطرافها المختلفة ،واستعراض كل من أبعاد الرؤية
نحو الحكومة اإللكترونية،وعناصر التحول الناجح لتطبيقها والمهارات
الضرورية لتفعيلها ،مع عرض مراحل تطويرها وتنفيذها ،والتحديات الكامنة
في التنمية واإلصالح اإلداري ،واستراتيجيات نجاحها والتوصيات
المستخلصة لنجاح الحكومة اإللكترونية ،حيث أن ذلك يعتبر ضروريا إلدراك
النجاح والتخطيط السليم واإلدارة الفعالة التي التحويل اإليجابي والقبول
والرضي من قبل المواطنين واألعمال للخدمات المقدمة لهم.
أن نجاح الحكومة اإللكترونية يتطلب تغييرا في كيفية عمل وأداء الحكومة،
كيف تتفاعل مع المعلومات ،كيف يري المسئولين وظائفهم ويتفاعلون مع
كما يتطلب أيضا تحقيق الحكومة اإللكترونية جمهور المواطنين؟
المشاركة النشطة بين الحكومة والمواطنين والقطاع الخاص والقطاع
المدني .وتحتاج الحكومة اإللكترونية إلي إدخال وتغذية مرتدة مستمرة
من وإلي المواطنين والمسئولين الذين يتعاملون مع خدمات الحكومة
اإللكترونية ويستخدمونها.
المقدمة
لقد شاهد العالم في العقود األخيرة تطورات تقنية متسارعة أثّرت على ميادين الحياة
المتعددة كانت لتكنولوجيات المعلومات واالتصاالت الحظ األوفر فيها ،وظهر في
علم االقتصاد ما يسمى باقتصاد الرقمي ،حيث أوجد حالة جديدة تماما خصت حياة
وتطور مؤسسات األعمال ،كما أن هذه التطورات غيرت كثيرا بالمقابل من وجه
المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني وربطت المواطن وتلك المؤسسات
بإختالف تخصصاتها ضمن نسق إلكتروني متميز االستخدامات سمي في األدبيات
المعاصرة بالحكومة اإللكترونية ،والتي هي الوجه األخر للحكومة التقليدية أي
الحقيقية وتؤدي ذات المهام لكنها تعيش في الشبكات اإللكترونية وأنظمة المعلوماتية
وتتميز بتبادل الوثائق وإجراء مختلف التعامالت إلكترونيا بدل الحكومة التقليدية التي
تتميز بكثرة األوراق والروتين والتعقيدات البيروقراطية ،وأصبح هذا المشروع
المعول عليه في إحداث التنمية
ّ الرقمي العالي االستخدامات من المرتكزات األساسية
االقتصادية واالجتماعية .وإستجابة لهذه النزعة سارعت العديد من الدول إلى بناء
حكوماتها اإللكترونية وكان ذلك في الواليات المتحدة األمريكية خالل الوالية الثانية
للرئيس كلنتن وفي بريطانيا سنة 1999وحكومة إمارة دبي خالل سنة 2000
وغيرها .وتأتي هذه الدراسة لتقدم عرضا عن اإلطار المفاهيمي والتطبيقي للحكومة
اإللكترونية ،وتبرز األوضاع الجديدة لمؤسسات األعمال في ظل التحول إلى النمط
الرقمي ،كما سوف نتعرض إلى واقع الجزائر حيال تطبيق هذا المشروع .
المقدمة
تشهد الدول العربية نموا متسارعا في المعطيات المعرفية والثقافية والمعلوماتية،
وتعد الحكومة االلكترونية هي الوجه األخر للحكومة التقليدية وإحدى أهم وأبرز
الواجهات المعاصرة للتقنية المعلوماتية المسؤولة عن النمو االقتصادي والتنمية
البشرية المستدامة ،حيث أدى هذا النمو الى حدوث طفرة نوعية في مجال
االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات استفادت منها العديد من الدول السيما المتقدمة
منها وتتميز بتبادل الوثائق وإجراء مختلف التعامالت إلكترونيا لتسهيل حياة األفراد
وتحقيق الرفاهية لهم ،فقد صاحب االستخدام الواسع للشبكات العنكبوتية ظهور
أشكال متعددة من األعمال والخدمات ،تمثل الحكومة اإللكترونية مطلبا هاما تفرضه
التحوالت اإللكترونية ،وتنتهجه برامج اإلصالح اإلداري كمرحلة أساسية في ظل
عصر الثورة المعلوماتية.للحكومة اإللكترونية دور كبير في تحسين الخدمات
الحكومية وتطوير األداء الحكومي ،وتحقيق المشاركة والشفافية ،ونمو األعمال
التجارية من خالل ربط المواطنين والمؤسسات الحكومية ومؤسسات األعمال
ومؤسسات المجتمع المدني وغيره بنمط إلكتروني موحد .ان مفهوم قوة الدولة قد
اخذ تصنيفات عديدة وجديدة بعدما كانت تعتمد على القوة العسكرية والقوة
االقتصادية ظهر الى الحيز مفهوم جديد يقترن بالقوة المعلوماتية والتكنولوجيات
الحديثة لدى تسعى الدول الى امتالك واكتساب تلك التكنولوجيات وتطبيقها في
مجالتها المختلفة والمرتبطة باعمالها اليومية بحيث تواكب تطورات تكنولوجية
المعلومات وتوظيفا في حوكمة االلكترونية لتحسن اداء فاعلية الخدمة المدنية ورفع
من كفائتها
.ويوضح البحث اهمية الحكومة االلكترونية ومفهومها و اهمية تطبيقه مع التركيز
على تطبيق الحكومة االلكترونية،بجهاز الخدمة المدنية ويتألف البحث من ثالثة
فصول اذ يوضح الفصل االول مفهوم الحكومة االلكترونية واهميتها والتعرف على
اهم الخصائص واالهداف ومتطلبات للحكومة االلكترونية واهم اسباب التصدي
للفساد االداري عن طريق التحول للحكومة االلكترونية تم تناول االستنتاجات والتوصيات
المستخلص
ا ن تكنلوجيا المعلومات واالتصاالت اصبحت جزئا اساسيآ في سير الحياة وانجاز الكثير من االعمال في
اسرع وقت ممكن وان التطور الهائل في المعلومات الثورة االلكترونية جعلت العالم يسير الى تسخير هذه
التكنلوجيا في ادارة المعامالت ولتسهيل التعامل بين المؤسسات والجماهير المرتبطة بها ،بدات بعض
الحكومات بالفعل في ادخال الخدمة االلكترونية في انجاز المهام والتواصل بين المواطن عن طريق هذه
الثورة بهدف تسهيل المعامالت للمواطنين وتقليل التكلفة للحكومة والمواطن وتوفير مردودا ماديآ يمكن
استخدامه في مجاالت اخرى باالضافة الى تفاعل االفراد مع الحكومة في ما يتعلق بالنواحي االجتماعية
واالقتصادية والسياسية الخ...
في هذه الدراسة سنحاول تسليط الضوء على الحوكمة االلكترونية و إبراز دور الحوكمة تبسيط االجراءات
االدارية واالصالح التنظيمي
اوال:مشكلة الدراسة
تواجه المؤسسات المعاصرة تغيرات كبيرة و سريعة في نظامها بما يعكس متطلبات أعمال جديدة
تستوجب االستجابة السريعة والتي يمكن ضمانها من خالل استخدام المؤسسات لتطبيقات اإلدارة االلكترونية
وتكاملها مع منظومة المعلومات والمعرفة والتي تمتلكها وتكوين مركز تحكم المؤسسة كقوة تضمن تحقيق
الجودة وتحسينها واستمرارها في سياق المنافسة والبقاء والتطور ,وبسبب تطبيق الحكومة االلكترونية في
العديد من االجهزة الحكومية والوزارات في العديد من الدول اذ برزت مشكلة االستيعاب الفكري لمفهوم
الحكومة االلكترونية من قبل العاملين في االجهزة الحكومية والمواطنين وتنبع مشكلة الدراسة من خالل
التساؤل التالي :ما هي عوائق تطبيق الحكومة االلكترونية في جهاز الخدمة المدنية المتمتلة في جانب
المهارات التقنية للعاملين و المواطنين بليبيا ؟
اهمية البحث:
ترجع األهمية العلمية للدراسة نتيجة للتطورات التكنولوجية الهائلة في هذا العصر الذي سمي عصر المعلومات واالتصاالت ،أو عصر
الثورة الرقمية ,وما أحدثته هذه الثورة من توفر للمعلومات ومواكبة ومجارية التوجهات الحالية تحت مظلة العولمة واالقتصاد الرقمي
إلى تنفيذ األعمال بشكل ألي ( إلكتروني ) ،وتأتي األهمية العلمية للدراسة للتعرف على مفاهيم الحكومة االلكترونية واهميتها والتعرف
على كيفية تطبيق الحكومة االلكترونية بجهاز الخدمة المدنية.
الحوكمة ( : )1نظام يتم بموجبه إخضاع نشاط المؤسسات إلى مجموعة من القوانين والنظم والقرارات التي
تهدف إلى تحقيق الجودة والتميز في األداء عن طريق اختيار األساليب المناسبة والفعالة لتحقيق خطط
وأهداف المؤسسة وضبط العالقات بين اإلطراف األساسية التي تؤثر في األداء ،عرفته األوساط العلمية
على
تطو مفهوم الحوكمة الرشيدة وانتقاله من مجرد ”إصالح االدارة العامة الى مفهوم اكثر يغطي الجوانب
السياسية واالقتصادية للحكم باالضافة الى الجوانب االدارية
وبمعنى اخر وتعني تجميع كافة الدوائر الحكومية ومراكز العمل الحكومي في اطار عمل واحد لكي يسهل
في تقديم لتقديم الخدمات الحكومية للمواطنين بأكبر كفاءة وفاعلية عبر شبكات التواصل المحلية واالنترنت
التي لها القدرة على التواصل مع مختلف المؤسسات الحكومية والشركات ورجال االعمال وتمكنهم
الحصول على المعلومات وتساهم تقريب المصالح بين االطراف االفراد والمؤسسات الحكومية والشركات
ورجال االعمال ويجمع تعريف اليونسكو ما بين استخدام الوسائل اإللكترونية في ممارسة السلطة إلدارة شؤون البلد ،والتعبير عن
مصالح المواطنين وقد ساهم مفهوم الحوكمة اإللكترونية في ظهور مفاهيم جديدة للمواطنة هدفها األساسي إشراك المواطنين وتمكينهم،
من خالل إبراز احتياجات المواطن ومسؤولياته في أن واحد
إن أفضل أشكال الحوكمة اإللكترونية هو ما يقلل عدد المستويات غير المرغوب تدخلها عند تقديم الخدمات
الحكومية .ويعتمد ذلك على إعداد هياكل أساسية جيدة مع دعم التنسيقات المحلية والقيم الثابتة للحكومات
لتصل إلى مواطنيها أو المستفيدين النهائيين .ويمكن التوصل إلى ميزانية التخطيط والتطوير والنمو من
3
خالل االستخدام الجيد لنظام الحوكمة اإللكترونية .
فقد عرفها الهوش :الحوكمة االلكترونية بأنها عملية تغيير وتحويل العالقات من المؤسسات والمواطنين من
خالل تكنولوجيا المعلومات ،بهدف تقديم األفضل للمواطنين وتمكينهم من الوصول للمعلومات مما يوفر
4
مزيدا من الشفافية وتحجيم الفساد وتعظيم العائد وتخفيض النفقات
وارتبط مفهوم الحوكمة االلكترونية بعدة مفاهيم أخرى مثل التجارة االلكترونية واإلدارة االلكترونية .إن
الثورة االلكترونية في مجال الحكومة بما تحتويها من تجارة الكترونية ،إدارة الكترونية ،حكومة الكترونية ،
تعليم الكتروني و مواطنة تندرج كلها تحت خدمات الكترونية هي نتاج مجهودات بشرية ساعية لرقي و
التقدم و التحديث في مواكبة التطورات العلمية لتسهيل الحياة اليومية للبشرية.
من خالل الحوكمة اإللكترونية ،يتم تقديم الخدمات الحكومية المتاحة للمواطنين بطريقة مريحة وتتسم
بالفعالية والشفافية .والفئات الثالث الرئيسية المستهدفة التي يمكن تمييزها في مفاهيم الحوكمة هي الحكومة
]2[ 5
والمواطنون والشركات/مجموعات المصالح .وال توجد حدود واضحة في الحوكمة اإللكترونية.
بوجه عام ،يوجد أربعة نماذج أساسية متاحة هي من الحكومة إلى العمالء (المواطن) ومن الحكومة إلى
الموظفين ومن الحكومة إلى الحكومة ومن الحكومة إلى رجال األعمال
تكنلوجيا المعلومات واالتصاالت اصبحت جزئا اساسيآ في سير الحياة وانجاز الكثير
من االعمال في اسرع وقت ممكن وان التطور الهائل في المعلومات والثورة
https://ar.wikipedia.org/wiki/3آخر تعديل لهذه الصفحة كان يوم 17نوفمبر ،2017الساعة .05:23
4الهوش ،ابو بكر محمود ،الحكومة االلكترونية الواقع واالفاق ،الطبعة االولى ،مجموعة النيل العربي للنشر ،القاهرة 2006 ،ص27
5
Garson, D.G. (2006). Public Information Technology and E-Governance. Sudbury, MA: Jones and
Bartlett Publishers
االلكترونية جعلت العالم يسير الى تسخير هذه التكنلوجيا في ادارة المعامالت
ولتسهيل التعامل بين المؤسسات والجماهير المرتبطة بها ،بدات بعض الحكومات
بالفعل في ادخال الخدمة االلكترونية في انجاز المهام والتواصل بين المواطن عن
طريق هذه الثورة بهدف تسهيل المعامالت للمواطنين وتقليل التكلفة للحكومة
والمواطن وتوفير مردودا ماديآ يمكن استخدامه في مجاالت اخرى باالضافة الى
تفاعل االفراد مع الحكومة في ما يتعلق بالنواحي االجتماعية واالقتصادية والسياسية
الخ
ومن هنا ،يمكن فهم الحوكمة اإللكترونية بأنها ا امتداد للحوكمة وهي أداة لتطبيق
هذه الممارسات بوسائل إلكترونية ،أي استخدام تكنولوجيات المعلومات واالتصاالت
،ITCوذلك من أجل إضفاء مزيد من الفعالية ،والسرعة ،والشفافية على أداء أنشطة
اإلدارة الحكومية ،ونشر المعلومات للعموم وللمؤسسات األخرى
6
نمادج تطبيق الحوكمة االلكترونية
يعتبر استخدام تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت بشكل عام وتطبيق مفهوم اإلدارة اإللكترونية بوجه خاص أحد أهم المداخل التي يمكن
من خاللها تطوير إدارة الخدمات العامة في الدولة ،مما سيساهم في إضافة قيم جديدة من شأنها دعم رفاهية المواطن واحترام وقته وجهده
وتسيير شؤون المجتمع واإلقتصاد ،وبالتالي دعم التنمية الشاملة والمستدامة بكافة أشكالها.
عرفت اإلدارة اإللكترونية بأنه "ا انجاز المعامالت اإلدارية ،وتقديم الخدمات العامة عبر شبكة االنترنت ،دون أن يضطر العمالء
لإلنتقال إلى اإلدارات شخصيا إلنجاز معامالتهم و تيسير عالقاتها الخارجية بالمؤسسات األخرى والمستفيدين من خدما تها وعليه اإلدارة
اإللكترونية مستمرة التطور .كما أنها لم تعد حكرا على مؤسسات األعمال بل أضحت من أهم خيارات التسيير اإلداري لمختلف الدوائر
والمؤسسات الحكومية في غالبية الدول المتقدمة التي كان لها السبق في إحداث وتبني ما هو متعارف عليه بالحكومة اإللكترونية
اإلفتراضية ،فحواها استغالل التقدم التكنولوجي في البرمجيات والمعلوماتية واإلنترنت وملحقاتها في تحسين األداء الحكومي هداف
الحكومة اإللكترونية توظيفها للمساعدة على تنفيذ وتجسيد برامج السياسات اإلقتصادية للحكومات وذلك بسرعة ودقة التنفيذ وتنظيم أعمال
الهيئات الحكومية ،والتنسيق فيما بينها على غرار الضرائب ،البنوك ،الجمارك ،العدالة....إخ
إن نماذج تطبيق الحوكمة اإللكترونية أو كما يسميها البعض مكوناتها مجاالت عريضة جدا وتحوي مفاهيم مركبة ،ويجب أن تتضمن
ترتيبا لألولويات بداخلها وفقا لعوامل وظروف كل مجتمع يجب أن يضعها في اعتباره لتأسيس نموذجه الخاص للحوكمة اإللكترونية ،
فبعض التجارب ركزت على تحقيق القيمة أو المنفعة العامة ألكبر قطاع من المواطنين وبعضها اآلخر ركز على توظيف هذا التطوير
التكنولوجي في عملية التنمية السياسية كما في التجربة الهندية.
يرتبط مفهوم الحوكمة اإللكترونية بالتوسع في تفعيل األسس الديمقراطية في العالقات بين الحكومة و المواطنين ،فهناك من يرون أن
السعي للتوسع في دور الحوكمة اإللكترونية يجب أن يشمل التطور إلى تبني الديمقراطية اإللكترونية ،بمعنى أن مفهوم الديمقراطية
6براهيم عبد هللاا ناصر ,المواطنة ,دار مكتبة الرائد العلمية للنشر ,عمان – األردن – الطبعة األولى. 2003
اإللكترونية هو محاولة لممارسة الديمقراطية بتجاوز حدود المكان والزمان والظروف المادية األخر ى عن طريق استخدام تكنولوجيا
اإلتصال و المعلومات ،وتبقي الديمقراطية الرقمية محاولة لتغيير الطرق التقليدية في العمل السياسي حيث تسعي المؤسسات العامة أو
السياسية إليجاد طرق جديدة إلدارة الشئون الحكومية واإلدارة . .كما يوجد إجماع عام على أن مشاركة كل ّ من المواطنين والقطاع
المدني تشكل حجر األساس في الحكم الرشيد
تعتبر الخدمة اإللكترونية مصطلح عام جدا يشير عادة إلى توفير الخدمة عبر اإلنترنت فقد تتضمن الخدمة اإللكترونية التجارة اإللكترونية
أيضا خدمات غير تجارية (على اإلنترنت )التي توفرها الحكومة بتقديم الخدمات اإللكترونية للمواطنين والشركات
بروز الشركات االعالمية و الثروة التكنولوجية زادت في قدرات المنظمات لمعالجة و تبادل
المعلومات .فهم قدمو لالدارات األدوات التقنية الالزمة لتشكيل منظمة قادرة لتقييم خدمات
مرنة شخصية ،ذات نوعية ،تعمل بالتشبيك مع الشركاء الداخليين و الخارجيين .هذا النوع
من التقدم يشكل تغيير في النموذج في تسليم الخدمة العامة .هذه الفرصة الجديدة تسمح
بتحسين معنويات منظمات الخدمات العامة و الخدمات (العمل) الراجعة للمستهلك .ان
الحوكمة االكترونية تحاول تقديم للمستخدم سطح بيني وحيد و واضح لالدارة التي تعكس
خدماتها .الحوكمة االكترونية تسمح كذلك بالذهاب الى ما وراء البوابات لكي تتصل الى
تصليح النظام بتشكيل تعاملية و بتعاون أكثر نجاعة بين مختلف الوكاالت االدارية ،و هذا كله
من أجل تقديم خدمات أفضل للمواطن . 2المطلب الثالــث :الحوكمة االلكترونية تسهل
الوصول الى األهداف السياسية و االقتصادية
المعوقات التي تواجه الحوكمة االلكترونية عند تطبيقها
فنجد أن تطبيق الحوكمة اإللكترونية اليكون فقط بتسهيل المعامالت اإلدارية التي يحتاجها المواطن ٕ نما هي مرتبطة أيضا بالسرعة في
عملية التسهيل اضافة إلى ممارسة الديمقراطية من أج وا ل كسب ثقة كبيرة من طرف الجمهور لهذه المصالح .ولعل أهم حل وجب على
المسؤولين تطبيقه هو اإلهتمام بالبنى التحتية كخطوة أولى للقضاء على هذه العقبات التي تواجه تطبيق الحوكمة اإللكترونية
حفل النتاج الفكري العربي في مجال المعلومات بالكثير من التعريفات والتفسيرات لمصطلحات الحوكمة
االلكترونية E-Governanceباللغة االنكليزية .والحكومة االلكترونية التي تقابلE-
Governmentوكما عهدنا باحثينا العرب فانهم دائما ما يختلفون في شرح تلك المفاهيم واعادة
تفسيرها كل من منظوره الشخصي باالعتماد على خلفيته العلمية .اذ يعرف البعض الحكومة اإللكترونية
بأنها "االستخدام التكاملي الفعال لجميع تقنيات المعلومات واالتصاالت ،لتسهيل وتسريع التعامالت بدقة
عالية داخل الجهات الحكومية
فالحكومة اإللكترونية" هي استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في اإلدارات العامة ،مع التغيير
التنظيمي وتعلم مهارات جديدة لتحسين أداء الخدمات العامة والعمليات الديمقراطية وتعزيز الدعم
للجمهور" .وتكمن المشكلة التي تواجه هذا التعريف كي يتطابق مع تعريف الحوكمة اإللكترونية أنه ال ينص
على وجود إدارة لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت.
فإن منظور الحوكمة اإللكترونية هو "استخدام التكنولوجيا التي تساعد في الحكم ويلزم إدارتها فالحكومة
اإللكترونية هي المستقبل حيث تسعى العديد من البلدان جاهدة نحو تشكيل حكومة خالية من الفساد.
والحكومة اإللكترونية هي بروتوكول اتصال أحادي االتجاه في حين أن الحوكمة اإللكترونية هي بروتوكول
اتصال ثنائي االتجاهات .ويتمثل جوهر الحوكمة اإللكترونية في الوصول إلى المستفيدين والتأكد من أن
الخدمات المخصصة للوصول إلى الفرد المطلوب قد تم الوفاء بها .لذا ،ينبغي أن يكون هناك نظام استجابة
تلقائي لدعم جوهر الحوكمة اإللكترونية ،حيث تدرك الحكومة من خالله مدى فعالية إدارتها .يتم تطبيق
الحوكمة اإللكترونية من خالل المحكومين بواسطة من يحكمونهم.7
و لحوكمة االلكترونية :هي سلسلة العمليات واالجراءات المحاطة باطار قانوني والتي تهدف الى تنظيم
المعامالت والمعلومات والمخاطبات والمستندات الرسمية وغير الرسمية بين الحكومة والمواطن وتامين
سبل حفظها وارشفتها ورقمنتها وتوفير آلية السترجاعها باالعتماد على تطبيقات تكنولوجيا المعلومات.
اما الحكومة االلكترونية .فهي خدمة االلكترونية مقدمة من الحكومات لمواطنيها باالعتماد على مخرجات
عملية الحوكمة االلكترونية وتهدف الى تبسيط اجراءات انجاز التعامالت الرسمية بين الحكومة من جهة
ومواطنيها على مستوى االفراد والمنظمات والدوائر الحكومية االخرى بشفافية عالية .باالعتماد على بوابات
االلكترونية تفاعلية مؤمنه بشكل كامل وتغذى بشكل مستمر بناتج عمليات الحوكمة.8
فإذا كانت الحكومة تشير إلى المؤسسات الرسمية للدولة والتي في ظلها تتخذ القرارات في إطار إداري
وقانوني محدد ،وتستخدم الموارد بطريقة تخضع للمساءلة المالية ،فإن مفهوم الحوكمة يشتمل على الحكومة
باإلضافة إلى هيئات أخرى عامة وخاصة لتحقيق نتائج مرغوبة
ومـن خـالل الحوكمـة اإللكترونيـة ،يـتم تقـديم الخـدمات الحكوميـة المتاحـة للمـواطنين بطريقـة مريحـة
وتتسـم بالفعاليـة والشـفافية .والفئـات الـثالث الرئيسـية المسـتهدفة الـتي يمكـن تمييزهـا في مفـاهيم الحوكمـة
هـي الحكومة والمواطنون والشركات/مجموعات المصالح .وال توجد حدود واضحة في الحوكمة اإللكترونية
.بوجــه عــام ،يوجــد أربعــة نمــاذج أساســية متاحــة هــي مــن الحكومــة إلى العمــالء (المــواطن)
ومــن الحكومــة إلى الموظفين ومن الحكومة إلى الحكومة ومن الحكومة إلى رجال األعمال.
و عليه يمكن القول ان ال حكومة االلكترونية بدون وجود حوكمة االلكترونية .في الوقت الذي يمكن ان تبدأ
الحكومة بالحوكمة االلكترونية على مراحل تنفيذية متتابعة وصوال الى استكمال المنتج النهائي .ولعل اهم
ركائز الحكومة االلكترونية وجود ادارة االلكترونية متكاملة قائمة على نظام ارشيف الكتروني .اما اهم
Rossel, Pierre, and Matthias Finger. “Conceptualizing e-Governance.” Management (2007) : 399-4077
8
طالل ناظم الزهري البحوث والدراسات في مجال تطبيقات تكنولوجيا المعلومات
عوامل نجاح الحكومة االلكترونية هو الوعي المعلوماتي لمجتمع مواطنيها وتكامل البنية االساسية لتطبيقات
تكنولوجيا المعلومات.
.
حيث من المؤمل بعد االنتهاء من تطبيق برنامج الحوكمة يستطيع المواطن ان يقدم معاملته من اي مكان
بمجرد وجود حاسبة وانترنيت بدون الحاجة للذهاب والمراجعة وهذا مايسمى بخدمات النافذة الواحدة امثال
التقديم للجواز ,استمارة الحج ,توزيع االطباء .
وغاليا ما يشمل إطار الحوكمة مجموعة العالقات التنظيمية في المؤسسة وقوانين التدقيق والمحاسبة
باالضافة إلى ضرورة توفير منظومة متكاملة من معايير قياس االداء .وتسعى المؤسسات من خالل حوكمة
عملياتها الداخلية والخارجية إلى توفير التجانس بين مختلف وحداتها االدارية بحيث تكون أعمال تلك
الوحدات مكملة لبعضها البعض ،وعلى سبيل المثال تعتني حوكمة تكنولوجيا المعلومات بتشكيل استراتيجية
معلوماتية للمؤسسة تتطابق أهدافها مع االستراتيجية العامة لتلك المؤسسة وتوفير االجراءات الخاصة
والقوانين والسياسات الكفيلة بأن ال تخرج فرق العمل التقنية عن تلك االستراتيجية ،كما تعتني حوكمة
المعلوماتية بتهيئة وتنظيم العالقات بين منتج الخدمات التكنولوجية ومستهلكيها الداخليين والخارجيين .وبينما
تركز إدارة المعلوماتية على االعمال واالجراءات الداخلية للمؤسسة من قبيل تجهيز االنظمة وتركيبها
وتشغيلها ،تعنى حوكمة المعلوماتية أكثر بتحقيق التجانس بين االنظمة المعلوماتية المطلوبة وأهداف
المؤسسة التجارية(Business IT alignmen
.1
.٥أهمية الحوكمة للحكومة االلكترونية .2
وللتمييز بين مصطلحي الحكومة االلكترونية والحوكمة االلكترونية فأن الحكومة االلكترونية هي ما تفعله الحكومات لتسليم خدمات .3
الكترونية ،ويقصد به االستخدام العام الشامل الواسع للتكنولوجيا الحديثة العادة هيكلة وتنظيم االدارات الحاكمية gouvermance
وتطوير البنية التحتية المحلية الالزمة لذلك وبشكل يؤدي الى استفادة الحكومة من االنترنت والمعلومات واالتصاالت الحديثة التكنولوجية
النجاز معامالت االفراد والهيئات بسهولة وسرعة ويسر وشفافية والحصول على اجود خدمة حكومية في العالقات الداخلية والخارجية
من خالل الطرق االلكترونية في اي زمان او مكان ودون تمييز لتقديم خدمات عامة لكافة جموع المواطنين والمتعاملين مع االدارة
االلكترونية بطريقة سريعة وسهلة وفي اطار من الشفافية والوضوح بحيث ترضي طالب االنتفاع او الخدمة من المرفق العام او الحكومة
او جهة االدارة المتعامل معها.ان الحكومة االلكترونية تؤدي الى توفير في القوى العاملة وتقليل العمالة الزائدة ،كما يمكن للمتعامل مع
الحكومة االلكترونية ان يقضي حاجاته في اقصر وقت ممكن وفي اي وقت ومن اي مكان .وهذا بالضرورة يقضي على المشاكل التي
تنشأ من المواجهة المباشرة بين الموظفين وطالبي الخدمة وما يترتب على ذلك من تعقيد اداري او حاالت فساد كالرشوة او مصلحة من
طالب ( (٧الخدمة .اما الحوكمة االلكترونية فهي مجموعة القوانين والخطط االدارية لتنظيم عمل دوائر الدولة والشركات االهلية وغيرها
ويشترك فيها المجتمع المدني وقطاع االعمال اي شبكة من المنظمات وكذلك هي وسيلة لتحسين االداء الحكومي في االدارة وعلى بناء
الثقة بين الحكومة وجمهور المتعاملين معها من االفراد ،كما انها تعمل على االرتقاء بكفاءة الجهاز االداري للحكومة االلكترونية
والوصول بالخدمات الى مستوى عالي من الدقة والسرعة وضمان مستوى عالي من الكفاءة االنتاجية مع ندرة وقوع الخطأ مما يؤدي في
النهاية الى تحقيق الشفافية االدارية .فالحوكمة هي ما تقوم به الحكومة من أنشطة وهي تمثل الممارسة الحركية لسلطة اإلدارة والسياسة،
كما يستخدم تجريديا مصطلح الحكومة كمرادف لمصطلح الحوكمة .وعندما نتحدث عن أهمية الحوكمة بالنسبة للشركات فال بد من
الحديث عن المؤسسة األكبر في المجتمع أال وهي الحكومة وخاصة بعد أن بدأت معظم الحكومات باالنتقال إلى الفضاء االلكتروني من
أجل تقديم خدماتها على االنترنت وبمختلف وسائل التكولوجيا الحديثة .وتعتبر الحكومة االلكترونية أرضا خصبة لزراعة مبادئ الحوكمة
االلكترونية نظرا لتعدد الخدمات االلكترونية التي تقدمها الحكومة من جهة ولتنوع وتشتت الدوائر الحكومية التي تقدم تلك الخدمات من
جهة أخرى .وتبرز أهمية الحوكمة في الحكومة االلكترونية والتي تعالج مواضيع جديدة لم تتطرق إليها التكنولوجيا تتضمن االتي • :
وجود إطر وقوانين تحكم تصميم وإطالق الخدمات االلكترونية •إلتزام االدارات والوزارات بالمخطط التوجيهي العام الصادر عن
السلطة المنوطة بإدارة الحكومة االلكترونية •المعايير والمقاييس التي يجب أن تعتمدها الدوائر الحكومية في حال قررت بناء أنظمة
إلكترو-حكومية •جودة الخدمة وكيفية قياس مدى استخداميتها من قبل الجمهور المستهدف •االدوار التنظيمية والمسؤوليات في إطار
إطالق مشاريع الحكومة االلكترونية وهكذا فقد يؤدي إنتشار الخدمات االلكترونية الحكومية بطريقة عشوائية إلى المزيد من االرهاق
االداري في جسم الحكومة بدال من أن يضفي عليها رونق الفعالية والشفافية .ومن أجل الرد على هذا التحدي تأتي حوكمة الحكومة
االلكترونية كأداة فعالة من أجل التأكد من أن الخدمات الحكومية االلكترونية المستهدفة سوف تدور في فلك التكامل والتجانس وترفع بأداء
الحكومة إلى مستويات أفضل من المستوى الحالي.
ان من اهم الصعوبات التي تواجه تطبيق مبادئ الحوكمة في العراق هي ما يأتي
١:ـ افتقار معظم المؤسسات الحكومية الى نظم األرشفة الكترونية ٢.ـ معظم مواقع الوزارات
والدوائر الحكومية على االنترنت لم تصمم وفقا للمعايير العالمية .ولم تضمن خدمات حقيقية
يمكن ان تفيد المواطن .اذا يغلب على تلك المواقع الجانب االعالمي والتعريفي ٣.ـ معظم
مواقع الوزارات تعطي مساحة كبيرة في االتاحة لمعلومات تخص انشطة الوزراء والوكالء.
مقابل مساحة االصغر لخدمات المستفيدين منها ٤.ـ تباين في مستوى التطور التكنولوجي
والبنية التحتية بين الوزارات العراقية ٥.ـ سيادة الثقافة الورقية في التعامالت االدارية بين
الوزارات وداخلها ٦.ـ ضعف البنية التحتية لالتصاالت ورداءة خدمة االنترنت ٧.ـ عدم وجود
شبكة اتصال محلية تربط الوزارات مع بعضها ٨.ـ شيوع النمط االداري التقليدي في
التعامالت االدارية ٩.ـ شيوع نمط التعامالت النقدية المباشرة وافتقارنا لنظم مصرفية متطورة .
١٠ـ تعدد البطاقات التعريفية للمواطن وسهولة تزويرها ١١.ـ تفشي ظاهرة الفساد االداري
والبيروقراطية االدارية وعلى مستوى متباين من مؤسسة الى اخرى.
.4
.5
.6
.7أهمية الحوكمة للحكومة االلكترونية
عندما نتحدث عن أهمية الحوكمة بالنسبة للمؤسسات فال بد من الحديث عن المؤسسة األكبر في المجتمع أال
وهي الحكومة وخاصة بعد أن بدأت معظم الحكومات باالنتقال إلى الفضاء االلكتروني من أجل تقديم
خدماتها على االنترنت وبمختلف وسائل التنكولوجيا الحديثة .وتعتبر الحكومة االلكترونية أرضا خصبة
لزراعة مبادئ الحوكمة االلكترونية نظرا لتعدد الخدمات االلكترونية التي تقدمها الحكومة من جهة ولتنوع
وتشتت الدوائر الحكومية التي تقدم تلك الخدمات من جهة أخرى.
وقد عانت العديد من تجارب الحكومات االلكترونية من التجارب الفاشلة والتي كانت في معظم االحيان
باهظة الكلفة ولم يكن هناك من يحاسب ألنه باالساس لم توجد أية مقاييس لقياس النجاح والفشل وحتى إن
وجدت فقد غاب عن معظم تلك الحكومات أهمية وجود رؤية واحدة متكاملة للجسم االلكتروني الحكومي
بحيث تلتزم بمعاييره كافة الوزارات واالدارات العامة .أضف إلى ذلك أن التقلة الى الحكومة االلكترونية
على المستوى التقني لم يوازيها نقلة متناسبة على المستوى االداري والتنظيمي .من هنا تبرز أهمية الحوكمة
في الحكومة االلكترونية والتي تعالج مواضيع جديدة لم تتطرق إليها التكنولوجيا من قبيل:
هبة محمد عبد اللطيف"الحوكمة االلكترونية كمدخل االدارة المدراسية "مجلة التعليم االلكتروني العدد 1 9
1ـالشفافية
Transparencyإتاحة تدفق المعلومات وسهولة الحصول عليها لجميع األطراف في المجتمع
المحلي .ومن شأن ذلك توفير الفرصة للحكم على مدى فعالية األجهزة المحلية .وكذلك تعزيز
قدرة 5المواطن المحلي على المشاركة .كما أن مساءلة األجهزة المحلية مرهون بقدر
المعلومات المتاحة حول القوانين واالجراءات ونتائج األعمال.
2ـ المشاركة
Participationبمعنى Lيئة السبل واآلليات المناسبة للمواطنين المحليين كأفراد وجماعات،
من أجل المساهمة في عمليات صنع القرارات ،إما بطريقة مباشرة أو من خالل المجالس
المحلية المنتخبة تعبر عن مصالحهم وعن طريق تسهيل التحديد المحلي للقضايا والمشكالت.
وفي إطار التنافس على الوظائف العامة ،يتمكن المواطنون من المشاركة في اإلنتخابات
واختيار الممثلين في مختلف مستويات الحكم .ويمكن أن تعني المشاركة أيضا المزيد من الثقة
وقبول القرارات السياسية من جانب المواطنين ،األمر الذي يعني زيادة الخبرات المحلية .ـ
3ـ والمساءلة والمحاسبة
Accountabilityيخضع صانع القرار في األجهزة المحلية لمساءلة المواطنين واألطراف
األخرى ذات العالقة .ـ الشرعية : Legitimacyقبول المواطن المحلي لسلطة هؤالء الذين
يحوزون القوة داخل ا4تمع ويمارسوDا في إطار قواعد وعمليات واجراءات مقبولة وأن تستند
إلى حكم القانون والعدالة ،وذلك بتوفير فرص متساوية للجميع.
4ـ تقديم الخدمات بكفاءة عالية
y & Effectivenessويعبر ذلك عن البعد الفني ألسلوب النظام المحلي ويعني قدرة األجهزة
المحلية على تحويل الموارد إلى برامج وخطط ومشاريع تلبي احتياجات المواطنين المحليين
وتعبر عن أولوياLم ،مع تحقيق نتائج أفضل وتنظيم اإلستفادة من الموارد المتاحة.
5ـ اإلستجابة : Responsivenessأن تسعى األجهزة المحلية إلى خدمة جميع األطراف
المعنية ،واالستجابة لمطالبها ،خاصة الفقراء والمهمشين ،وترتبط االستجابة بدرجة المساءلة
التي تستند بدورها ( 7على درجة الشفافية وتوافر الثقة بين األجهزة المحلية والمواطن المحلي
فإن منظور الحوكمة اإللكترونية هو "استخدام التكنولوجيا التي تساعد في الحكم ويلزم إدارتها فالحكومة
اإللكترونية ه ي المستقبل حيث تسعى العديد من البلدان جاهدة نحو تشكيل حكومة خالية من الفساد.
والحكومة اإللكترونية هي بروتوكول اتصال أحادي االتجاه في حين أن الحوكمة اإللكترونية هي بروتوكول
اتصال ثنائي االتجاهات .ويتمثل جوهر الحوكمة اإللكترونية في الوصول إلى المستفيدين والتأكد من أن
الخدمات المخصصة للوصول إلى الفرد المطلوب قد تم الوفاء بها .لذا ،ينبغي أن يكون هناك نظام استجابة
تلقائي لدعم جوهر الحوكمة اإللكترونية ،حيث تدرك الحكومة من خالله مدى فعالية إدارتها .يتم تطبيق
الحوكمة اإللكترونية من خالل المحكومين بواسطة من يحكمونهم.10
الحوكمة االلكترونية :هي سلسلة العمليات واإلجراءات المحاطة بإطار قانوني والتي تهدف الى تنظيم
المعامالت والمعلومات والمخاطبات والمستندات الرسمية وغير الرسمية بين الحكومة والمواطن وتامين
سبل حفظها وأرشفتها ورقمتنها وتوفير آلية السترجاعها باالعتماد على تطبيقات تكنولوجيا المعلومات.
أما الحكومة االلكترونية .فهي خدمة االلكترونية مقدمة من الحكومات لمواطنيها باالعتماد على مخرجات
عملية الحوكمة االلكترونية وتهدف الى تبسيط إجراءات انجاز التعامالت الرسمية بين الحكومة من جهة
Rossel, Pierre, and Matthias Finger. “Conceptualizing e-Governance.” Management (2007) : 399-40710
ومواطنيها على مستوى األفراد والمنظمات والدوائر الحكومية األخرى بشفافية عالية .باالعتماد على بوابات
االلكترونية تفاعلية مؤمنه بشكل كامل وتغذى بشكل مستمر بناتج عمليات الحوكمة.11
فإذا كانت الحكومة تشير إلى المؤسسات الرسمية للدولة والتي في ظلها تتخذ القرارات في إطار إداري
وقانوني محدد ،وتستخدم الموارد بطريقة تخضع للمساءلة المالية ،فإن مفهوم الحوكمة يشتمل على الحكومة
باإلضافة إلى هيئات أخرى عامة وخاصة لتحقيق نتائج مرغوبة
ومـن خـالل الحوكمـة اإللكترونيـة ،يـتم تقـديم الخـدمات الحكوميـة المتاحـة للمـواطنين بطريقـة مريحـة
وتتسـم بالفعاليـة والشـفافية .والفئـات الـثالث الرئيسـية المسـتهدفة الـتي يمكـن تمييزهـا في مفـاهيم الحوكمـة
هـي الحكومة والمواطنون والشركات/مجموعات المصالح .وال توجد حدود واضحة في الحوكمة اإللكترونية
.بوجــه عــام ،يوجــد أربعــة نمــاذج أساســية متاحــة هــي مــن الحكومــة إلى العمــالء (المــواطن)
األعمال. ومــن الحكومــة إلى الموظفين ومن الحكومة إلى الحكومة ومن الحكومة إلى رجال
وعليه يمكن القول ان ال حكومة االلكترونية بدون وجود حوكمة االلكترونية .في الوقت الذي يمكن ان تبدأ
الحكومة بالحوكمة االلكترونية على مراحل تنفيذية متتابعة وصوال الى استكمال المنتج النهائي .ولعل اهم
ركائز الحكومة االلكترونية وجود ادارة االلكترونية متكاملة قائمة على نظام ارشيف الكتروني .اما اهم
عوامل نجاح الحكومة االلكترونية هو الوعي المعلوماتي لمجتمع مواطنيها وتكامل البنية االساسية لتطبيقات
تكنولوجيا المعلومات.
11
طالل ناظم الزهري البحوث والدراسات في مجال تطبيقات تكنولوجيا المعلومات
خدماتها على االنترنت وبمختلف وسائل التكنولوجيا الحديثة .وتعتبر الحكومة االلكترونية أرضا ً
خصبة لزراعة مبادئ الحوكمة االلكترونية نظرا ً لتعدد الخدمات االلكترونية التي تقدمها
الحكومة من جهة ولتنوع وتشتت الدوائر الحكومية التي تقدم تلك الخدمات من جهة أخرى.
وقد عانت العديد من تجارب الحكومات االلكترونية من التجارب الفاشلة والتي كانت في معظم
األحيان باهظة الكلفة ولم يكن هناك من يحاسب ألنه باألساس لم توجد أية مقاييس لقياس النجاح
والفشل وحتى إن وجدت فقد غاب عن معظم تلك الحكومات أهمية وجود رؤية واحدة متكاملة
للجسم االلكتروني الحكومي بحيث تلتزم بمعاييره كافة الوزارات واإلدارات العامة .أضف إلى
ذلك أن النقلة إلى الحكومة االلكترونية على المستوى التقني لم يوازيها نقلة متناسبة على
المستوى اإلداري والتنظيمي .من هنا تبرز أهمية الحوكمة في الحكومة االلكترونية والتي تعالج
مواضيع جديدة لم تتطرق إليها التكنولوجيا من قبيل:
التزام اإلدارات والوزارات بالمخطط التوجيهي العام الصادر عن السلطة المنوط بإدارة
الحكومة االلكترونية
المعايير والمقاييس التي يجب أن تعتمدها الدوائر الحكومية في حال قررت بناء أنظمة إلكترو-
حكومية
جودة الخدمة وكيفية قياس مدى استخداميها من قبل الجمهور المستهدف
األدوار التنظيمية والمسؤوليات في إطار إطالق مشاريع الحكومة االلكترونية
وهكذا فقد يؤدي إنتشار الخدمات االلكترونية الحكومية بطريقة عشوائية إلى المزيد من االرهاق
االداري في جسم الحكومة بدالً من أن يضفي عليها رونق الفعالية والشفافية .ومن أجل الرد
على هذا التحدي تأتي حوكمة الحكومة االلكترونية كأداة فعالة من أجل التأكد من أن الخدمات
الحكومية االلكترونية المستهدفة سوف تدور في فلك التكامل والتجانس وترفع بأداء الحكومة
إلى مستويات أفضل من المستوى الحالي
مفهوم الحكومة االلكترونية
قبل الشروع في إعطاء مفهوم للحكومة اإللكترونية يتعين علينا التعريف بعض الشيء بالحكومة التقليدية
باعتبارها القاعدة األساسية لنموذج الحكومة اإللكترونية .حيث تعرف على أنها الكيان التنظيمي الذي تشكله
الدول من أجل إدارة شؤون البالد واتخاذ القرارات اإلستراتيجية المتعلقة بالمستقبل السياسي واالقتصادي
واالجتماعي ،حيث تغطي هذه اإلدارة مجاالت التخطيط اإلستراتيجي االقتصادي والعسكري واألمني وتنمية
الناتج القومي وتعليم المواطنين والمحافظة على صحتهم وتحسين ظروف معيشتهم وإدارة األزمات وتنمية
عالقات البالد مع العالم الخارجي إلى غيره من المهام المتعددة األخرى .و منه فتعريف الحكومة اإللكترونية
هي استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لتحسين أسلوب أداء الخدمات الحكومية .و بصيغة أخرى
تعنى تغيُّر أسلوب أداء الخدمة من أسلوب يتميز بالروتين والبيروقراطية وتعدد وتعقد اإلجراءات إلى
أسلوب يعتمد على استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لتحسين أداء الخدمات الحكومية بهدف تقديمها
للمواطن بطريقة سهلة عبر شبكة االنترنت مما يوفر الكثير من الجهد والمال لها فتنخفض بذلك تكلفة أداء
الخدمة
الحكومة اإللكترونية ) ( Bachus, Michiel, 2001هي أكثر من مجرد موقع ويب حكومي علي اإلنترنت .ويوجد تعاريف وألفاظ كثيرة
شائعة االستخدام للحكومة اإللكترونية ،مثل :األعمال اإللكترونية ،الديمقراطية اإللكترونية ،الحكومة الرقمية ،الخ.
اما الحكومة االلكترونية .فهي خدمة االلكترونية مقدمة من الحكومات لمواطنيها باالعتماد على
مخرجات عملية الحوكمة االلكترونية وتهدف الى تبسيط اجراءات انجاز التعامالت الرسمية بين
الحكومة من جهة ومواطنيها على مستوى االفراد والمنظمات والدوائر الحكومية االخرى بشفافية
عالية .باالعتماد على بوابات االلكترونية تفاعلية مؤمنه بشكل كامل وتغذى بشكل مستمر بناتج
عمليات الحوكمة.12
أهداف الحكومة اإللكترونية :إن الحكومة اإللكترونية ينتظر منها أن تحقق جملة من األهداف أهمها.)4( 13 :
-1-4ترشيد القرارات المتعلقة بالعمل الحكومي والتقليل من اإلجراءات المعقدة من خالل إعادة
تنظيم العمل اإلداري وتأهيل الكوادر البشرية وتزويدهم بالتقنيات الحديثة والتدريب الجيد عليها.
-2-4تخفيف القيود البيروقراطية والتقليل من الرزم الورقية إلنجاز المعامالت وبالتالي تخفيف
األعباء على المواطنين وتخفيض الجهد والوقت والتكاليف في إنجاز هذه المعامالت.
-3-4تبسيط واختصار اإلجراءات اإلدارية بواسطة غربلة المعلومات وإنتقاء ما ينفع منها فقط
وإزالة الباقي.
12
طالل ناظم الزهري البحوث والدراسات في مجال تطبيقات تكنولوجيا المعلومات
إدارة التميز ،نماذج وتقنيات اإلدارة في عصر المعرفة ،دار غريب للنشر ،القاهرة ،2002 ،السلمي علي،
13
ص ،255-253يتصرف
-4-4تدعيم الشفافية والعمل في وضوح تام ،مما يضفي خاصية المصداقية على أعمال المؤسسات
الحكومية وغيرها.
أمريكا
ألف موقع لخدمة المواطن 22
بلغ اإلنفاق على تقنية معلومات الحكومة المركزية األمريكية 48مليار دوالر في العام 2002،وما يزيد على 53مليار
دوالر في العام 2003،أنفق جزء كبير منها على مبادرات اإلنترنت التي نتج عنها في حقبة قصيرة عن 35مليون
صفحة مباشرة على الويب في 22ألف موقع ،غير أن الجهود ركزت على آليات تقنية المعلومات لمكاسب في إنتاجية
الحكومة وقدرتها على خدمة المواطن .وفي األعوام القليلة الماضية قامت حكومة الواليات المتحدة األمريكية
بمباد رات لتسهيل قدرة المواطنين في الحصول على خدمات والتفاعل مع الحكومة وتحسين الكفاءة والفاعلية ورفع
مستوى تقبل المواطنين للحكومة اإللكترونية .كما أن الرؤية االستراتيجية لإلدارة تؤكد حاجة الحكومة إلصالح عملياتها
.مسترشدة بثالثة مبادئ وهي التركيز على حاجات وقدرات المواطن ،واالهتمام بالنتائج ،واالرتكاز على السوق
يالحظ أن تطبيق نظام الحكومة اإللكترونية سوف يوفر العديد من المزايا تتمثل في اآلتي :
حيث أنه بإحالل الحاسب اآللي محل النظام اليدوي التقليدي ،حدث تطور في تقديم الخدمة للجمهور حيث
قلت الفترة الزمنية الالزمة ألداء خدمة يعود ذلك إلى سرعة تدفق المعلومات والبيانات من الحاسب اآللي
بخصوص الخدمة المطلوبة ،ومن ثم يتم القيام +ا في وقت محدد قصير مجلة الريادة القتصاديات األعمال-
ا4لد - 03العدد ~ 51 ~ 2017/04جدا .هذا فضال عن اإلنجاز اإللكتروني للخدمة يخضع لرقابة أسهل
وأدق من تلك التي تفرض على الموظف في أداء أعماله في نظام اإلدارة التقليدية
. 2 -تخفيض التكاليف :يالحظ أن أداء األعمال اإلدارية بالطريقة التقليدية يستهلككمياتكبيرة جدا من
األوراق والمستندات واألدوات الكتابية .هذا فضال على أنه يحتاج إلى العرض على أكثر من موظف وذلك
لالطالع عليه والتوقيع ما يفيد ذلك وإحالته إلى موظف أخر .ومن شأن ذلككله ارتفاع تكاليف أداء الخدمة،
وذلك نظرا الرتفاع أثمان وأسعار المواد الالزمة ألداء الخدمة
– . 3اختصار اإلجراءات اإلدارية :ال شك العمل اإلداري التقليدي السائد اآلن يتسم بالعديد من التعقيدات
اإلدارية وذلك ألنه يحتاج في معظم األحيان إلى موافقة أكثر من جهة إدارية على العمل المطلوب ،هذا
فضال عن السمات التي تلحق بالموظف القائم بأداء الخدمة والذي قد يحصل على إجازة أو ال يتواجد في
مكان عمله ومن ثم يتعطل أداء الخدمة من يوم إلى أخر .وللقضاء على هذه البيروقراطية فإنه إتباع طريق
الحكومة اإللكترونية يمكن تبسيط هذه اإلجراءات ،وإنجازها بسرعة وسهولة توفيرا للوقت والجهد والنفقات
14
وذلك خاصة فيما يتعلق بأماكن اإلدارات وأعداد العاملي
تعريف :هي المعامالت التي يتم إحالتها إلى الشعب وكذلك إحالتها من الشعب إلى مركز االتصاالت دخل
االدارة أو إلى اإلدارات داخل جهاز الوزارة المركزي.
كل خدمة تقدمها اإلدارة في القطاع الخاص أو العام لها إجراءات عمل مقررة ومعتمدة ،وعلى كل طالب
خدمة السير بهذه اإلجراءات للحصول عليها ،فأما القطاع الخاص فانه يميل إلى تبسيط اإلجراءات اإلدارية
الالزمة للحصول على خدماته ،فخدمات شركات القطاع الخاص عادة ما تكون متوفرة وسهلة ومرنة ،ألن
هدفها هو كسب رضا الزبائن ،ورضا الزبائن يوفر لها زبائن دائمين ،والزبائن الدائمون يوفرون المال
الكثير.
غير أن القطاع العام ،بالتشريعات واألساليب واإلجراءات المعمول بها فيه ،والتي كانت تعتبر لفترة طويلة
من ضروراته ،لن يكون قادرا على مجاراة القطاع الخاص المتحرر من هذه القيود ،وإذا رغب في اللحاق
بالتطور ،البد له أن يراجع تشريعاته وأساليبه وإجراءاته ،وبأقصر وقت بين الطلب واالستالم .حيث يميل
القطاع العام إلى تعقيد اإلجراءات الالزمة للحصول على خدماته ،فخدمات إدارات القطاع العام ليست متاحة
في كل وقت ،وليست سهلة وال مرنة ،وليست مجانية دائما ،مع أن إدارات القطاع العام تمتلك من الموارد
البشرية والمادية أكثر مما تمتلكه شركات القطاع الخاص.
ربما تكون مسألة الحصول على الخدمات األساسية ليست ذات أهمية لدى بعض المواطنين الميسورين الذين
يمكن أن يحصلوا على تلك الخدمات من شركات القطاع الخاص ،أو يمكن أن يحصلوا عليها من إدارات
القطاع العام التي توفر بعض الخدمات بالسرعة المطلوبة لمن يدفع مبالغ مالية فوق العادة ،كخدمة إصدار
الجوازات مثال.
إال أن المشكلة تظهر جليا لدى غالبية المواطنين عندما تكون الخدمات المطلوبة حكرا على إدارات القاطع
العام دون شركات القطاع الخاص ،وعندما ال يقوم القطاع العام بتوفيرها بطريقة ميسرة ،مما يضطر
المواطنون إلى دفع مبالغ مالية كبيرة للسماسرة والموظفين المباشرين وغيرهم من مزودي الخدمة من أجل
الحصول عليها في الوقت والزمان المناسبين للمواطن.
انطالقا من ذلك ،فان القطاع العام عموما مازال قطاعا طاردا غير جاذب للمتعاملين؛ وخدماته ليست
مشجعة دائما ،رغم أنه المعني األول بتقديم الخدمات األساسية للمواطنين .وهذا يعني إن إدارات القطاع
العام ،إذا ما أرادت أن تقدم خدمة سهلة ومرنة وذات جودة عالية ،وإذا ما أرادت أن تنصف مواطنيها،
وتوفر لهم خدماتها األساسية ،وتحد من مظاهر الفساد اإلداري والمالي المستشري بين مسؤوليها وموظفيها،
فإنها مضطرة إلى تبسيط إجراءاتها اإلدارية ،وهي إجراءات مطولة ومعقدة تتسم بكثرة عدد المراحل التي
تمر فيها المعاملة .وكثرة السجالت المطلوب الرجوع إليها أو مالحظتها ،وكثرة عمليات الرقابة والتدقيق،
وضياع المعامالت ،وزيادة شكاوى المواطنين ،وغيرها
يمثل تبسيط اإلجراءات جزءا هاما من إستراتيجية التنمية اإلدارية ،وهي ترتكز على تحسين عالقة اإلدارة
بالمواطن من ناحية ،والعناية بالموظف من ناحية أخرى .واإلجراءات الميسرة تعبر عن مظاهر تقدم الدولة،
ففي الماضي اقتصرت تطلعات المستهلكين على الحصول على الخدمة بأي وسيلة ،أما في العصر الراهن
فقد اختلفت متطلبات ورغبات المستهلكين التي تزايدت لتشمل نوعية الخدمة ،وكيفية تقديمها ،ومدى سهولة
الحصول عليها،
تُعرف عملية تبسيط اإلجراءات بأنها "الحصول على أسهل وأسرع وأرخص الطرق إلنجاز العمل) فتبسيط
اإلجراءات يعني عمليات أقل ،ومستندات أقل ،ووقت أقل ،واحتكاك أقل مع الجمهور .وتظهر أهمية التبسيط
من خالل تسهيل أمور المواطنين ،حيث إن إطالة اإلجراءات وتعقيدها تؤدي إلى عرقلة تقديم خدمات
للمواطنين وتعمل على زيادة معاناتهم وزيادة التكاليف المادية والمعنوية ،إضافة إلى شعور المراجعين بعدم
الرضا عن أداء وخدمات التنظيمات اإلدارية ،ثم من خالل تسهيل أمور العاملين.
ّ
يشكل تبسيط اإلجراءات اإلدارية دعامة أساسية من دعائم اإلصالح اإلداري الشامل ،من شأنه االرتقاء
بعملية تفعيل مؤسسات القطاع العام وتعزيز شفافيته ،ويحقق تبسيط اإلجراءات اإلدارية ،مجموعة من
الفوائد ،لكل من اإلدارة القائمة بالتبسيط ،والجهة المتعاملة معها ،سواء كانت من المواطنين أو قطاع
األعمال ،ومن أهم الفوائد التي يؤدي إليها تبسيط اإلجراءات هي تسهيل إجراءات العمل والتقليل من مخاطر
ارتكاب المخالفات واألزمات ،والتجاوزات ،إضافة إلى أن بساطة اإلجراءات تؤدي إلى إتقان العمل وزيادة
الرضا الوظيفي .ويساعد تبسيط اإلجراءات على التقليل من التكاليف على المتعاملين وعلى إدارة القطاع،
مادامت اإلجراءات واضحة ،سهلة اإلدراك .وكذلك يحد من مظاهر الفساد اإلداري :وذلك ألن كثرة
اإلجراءات وتعقيدها تجعل بعض الموظفين والمراجعين يلجئون إلى استخدام الرشوة ،وكل ذلك يمكن
القضاء عليه بعمل تغيير شامل في أساليب العمل وتبسيط اإلجراءات.
وقد سارعت دول مختلفة إلى تحديث التشريعات وتيسير األساليب وتبسيط اإلجراءات اإلدارية في القطاع
العام ،فعملت على تعزيز استخدام المعلوماتية وتوسيع االتصال بجمهور المتعاملين عبر الشبكة اإللكترونية،
وإعادة هندسة عمليات اإلدارة العامة ،وإنشاء ما عرف بـ "الحكومة اإللكترونية" عن طريق استخدام
تكنولوجيا المعلومات ،وبصورة خاصة اإلنترنت في تقديم المعلومات والخدمات ،بأكثر الطرق مالئمة،
والموجهة لصالح المستهلك.
وخالصة األمر أن تبسيط اإلجراءات لم يعد خيارا ،بل هو ضرورة إدارية الزمة لكل إدارة لشركة عامة أو
خاصة تريد أن تحققها أهدافها في التنمية واإلبداع ،وتكون أفضل من غيرها في تقديم الخدمة من حيث
المرونة والمقبولية والجودة ،ويمكن التوصل إلى مفهوم تبسيط اإلجراءات وتحديد معناه المقصود من خالل
العناصر التالية:
1-حذف الخطوات غير الضرورية التي ال مبرر لها ،وال فائدة منها ،بما يساعد الموظفين على إنجاز
معامالت المواطنين بأقصر وقت ممكن.
2-دمج الخطوات الصغيرة والمتقاربة في خطوة واحدة ،وبعدد قليل من الموظفين ،بما يساعد على تقليل
زمن إنجاز المعامالت ،ويحد من تبعثر المسؤوليات.
3-التقريب المكاني بين مكاتب الموظفين المشتركين في انجاز الخدمة الواحدة بحيث يصبح هؤالء
الموظفون موجودين في مكان واحد ،بما يؤدي إلى تسيير معامالت المواطنين طالبي الخدمات ،وتقصر
المسافات بين مكاتب الموظفين بما فيها التخلص من الجدران الداخلية (إذا أمكن) وفتح المكاتب على بعضها
البعض.
4-إعادة ترتيب أماكن عمل الموظفين والمسؤولين ،في المواقع المناسبة للموظفين ،واألماكن المناسبة
لألجهزة والمعدات ،بما يساعد على انجاز الخدمات بشكل انسيابي متسلسل ،يسهل على الموظفين نقل
األوراق فيما بينهم دون حاجة إلى مساعدين أو المراسلين،
نطاق عمل الحكومة اإللكترونية :إن نطاق عمل الحكومة اإللكترونية يأخذ في الحسبان كل ما تمارسه
(15 )5
الحكومة في العالم الواقعي أي الحكومة التقليدية حيث تغطي المجاالت التالية. :
-البيانات والوثائق المختلفة كسجالت األحوال المدنية ،الوثائق التجارية ،وثائق التأمين وغيرها.
-خدمات التعليم والبحث العلمي عبر األنترنت.
-خدمات الضرائب والخدمات المالية وكافة خدمات األعمال.
-المشاركة في اإلنتخابات ،السالمة واألمن والرعاية الصحية ومختلف الخدمات اإلجتماعية
األخرى وغيره.
الفوائد والمزايا
مما تقدم تم التعرض إلى أهم الفوائد والمزايا المتولدة عن إستخدامات الحكومة اإللكترونية ،وفي هذا السياق
سوف نحاول التركيز على هذه اآلثار المتعلقة تحديدا بمؤسسات األعمال في ظل الفضاء اإللكتروني والتحول
إلى اإلقتصاد الرقمي ،حيث يمكننا تفصيل أهم هذه اآلثار من خالل التحليل الموالي:
-1على المستوى التنظيمي :يتم التحول من الهياكل التنظيمية التقليدية المبنية على األساس الوظيفي إلى
هياكل مصممة على أساس التدفقات المعلوماتية تتمتع بالديناميكية والتفاعل بإستمرار مع المتغيرات الخارجية
والداخلية ،ويستند الهيكل التنظيمي ضمن هذا النمط الجديد إلى المرتكزات التالية:
-تفعيل وظائف اإلدارة اإلستراتيجية قصد تحقيق القيمة المضافة األعلى من خالل الصياغة الدقيقة لرسالة
المؤسسة ،القيادة اإلستراتيجية ،الرقابة اإلستراتيجية وغيرها خدمة لتفعيل توجهات المؤسسة نحو تحقيق
أهدافها.
-يضم وحدات وظيفية مشتركة التي تباشر الوظائف ذات الطبيعة اإلستشارية ومنها إدارة الموارد البشرية،
اإلدارة المالية ،إدارة التخطيط ،إدارة البحوث والتطوير وغيرها.
-كما يضم أيضا وحدات وظيفية تنفيذية التي تقوم بتنفيذ عمليات اإلنتاج وغيرها ،تسعى من خالل ذلك
المؤسسة بناء درجات عالية من التكامل واآلنية في التعامل مع العمالء والموردين والمالكين وكل من له
مصلحة فيها(.)8
،ص : 08/12/2007،abata 400@ Yahoo.co.ukالحكومة اإللكترونية -اإلطار العام الريامي محمود بن ناصر،
15
،02بتصرف
-2على مستوى القيادة :سبق وأن تعرضنا ألهمية هذا العنصر في تفعيل تطبيق الحكومة اإللكترونية
وضمن هذا السياق نحاول إظهار هذا الدور على مستوى مؤسسة األعمال ضمن النمط الرقمي ،حيث إن
القيادة في األساس تكون مشتركة ومتبادلة ومتكاملة والمهمة المحورية للقيادة ضمن هذا المناخ هي توجيه
التفوق ونشر فكر
وتنمية وتمكين األفراد نحو النمط اإللكتروني وتحقيق مزاياه المتمثلة في اآلنية واإلبتكار و ّ
ومنطق العمل المتميز بين الجميع(.)9
-3على مستوى الموارد البشرية :يمثل المورد البشري الحامل لمعرفة رأس المال الحقيق واألهم لمؤسسة
األعمال ضمن التحول للنمط اإللكتروني من خالل القدرة على استيعاب متطلبات تقنيات المعلومات
واالتصال والفرص التي تتيحها وأساليب التعامل معها ،ويتجلى ذلك أساسا من خالل ما يلي.)10( :16
-درجة عالية من النشاط والديناميكة في تأدية األعمال.
-درجة عالية من العالقات التبادلية ،حيث يعملون بمنطق لتشابك والتكامل والترابط وتنمية رؤى العمل
المشترك وروح الفريق.
شير اإلصالح التنظيمي( باإلنجليزية) ،: Regulatory reformإلى التحسينات في جودة التنظيم الحكومي.
على المستوى الدولي ،يهدف برنامج اإلصالح التنظيمي لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي
)(OECDإلى مساعدة الحكومات على تحسين الجودة التنظيمية -أي إصالح األنظمة التي تثير عقبات
[]1
غير ضرورية أمام المنافسة واالبتكار والنمو ،مع ضمان أن تخدم اللوائح أهدافا اجتماعية مهمة.
مواز إلى جانب إزالة القيود التنظيمية .يشير اإلصالح التنظيمي إلى البرامج
ٍ اإلصالح التنظيمي هو تطور
17
المنظمة والمستمرة لمراجعة اللوائح بهدف تقليلها وتبسيطها وجعلها أكثر فعالية من حيث التكلفة
وفق يرى الكثير من الباحثين بأن مفهوم الحوكمة أو الحكم الراشد ) )La bonne Governance
البعد اإلداري على حتمية ووجوب وضع ستراتيجية اإلصالح التنظيمي وفق مفاهيم تتجسد في الشفافية ،
الفاعلية ،النزاهة ،سرعة االستجابة ،المساءلة والمشاركة ،والتي يمكن أن ترتقي بجودة الخدمة العامة وتحقق
18
رضا الزبون (المواطن
عربيا استخدم مصطلح الحكم الراشد وفق مصطلحات متنوعة منها ( الحكم ،الحاكمية ،الحوكمة ،الحكم الجيد،
الحكم الصالح ) أما مدلول الحكم الراشد فإنه يركز على قيم المساءلة ) (Accountabilityوالشفافية
إدارة التميز ،نماذج وتقنيات اإلدارة في عصر المعرفة ،دار غريب للنشر ،القاهرة ،2002 ،السلمي علي،
16
ص ،261يتصرف
17
.واي باك مشين يونيو 2012على موقع 10نسخة محفوظة OECD, OECD Regulatory Reform Programme
18
http://www.alnoor.se/article.asp?id=272199
)(Transparencyوالقدرة على التنبؤ ) (Predictabilityوالمشاركة الواسعة من جميع قطاعات المجتمع
،بالتالي فقد عرف الحكم الراشد المحلي ) (Good Local Governanceبأنه استخدام السلطة السياسية
وممارسة الرقابة على المجتمع المحلي ،من أجل تحقيق التنمية في الجوانب االقتصادية واالجتماعية ،ويعّرف
البنك الدولي الحكم الراشد وفق المفهوم الضيق الذي تفضل أدبيات البنك الدولي استخدامه على فكرة اإلدارة
الرشيدة بداللة النمو االقتصادي عندما يتم التطرق إلى التنمية في حين أن المفهوم الواسع يرتفع إلى مستوى
السياسة فيعالج مسألة الحكم والعالقة بين عامة الناس واإلدارة الحاكمة بما يدخل في ذلك مسألة الشرعية
والمشاركة والتمثيل والمساءلة إضافة إلى اإلدارة العامة الرشيدة باعتبارها من مكونات الحكم الراشد (
الصالح) كما يذهب إلى ذلك تقرير التنمية اإلنسانية العربية.
ابعاد الحوكمة االلكترونية تتألف من عشرة عناصر (الشفافية ،المشاركة ،العدالة والمساواة ،الموثوقية،
الفاعلية ،المساءلة ،االتقان اإلداري ،الخدمة التنظيمية ،التنبؤ ،التكاملية) وبذلك ينطوي مفهوم الحوكمة
( الحكم الراشد( على ثالثة ابعاد رئيسية تشمل : االلكترونية
•· البعد السياسي حيث يعني طبيعة النظام السياسي وشرعية التمثيل ،والعناصر العشرة حيث يركز هذا البعد
على قيم الديمقراطية الليبرالية وفلسفتها السياسية.
•· البعد االقتصادي واالجتماعي لما له من عالقة بالسياسات العامة والتأثير على حياة السكان ونوعية الحياة
والوفرة المادية وارتباط ذلك بدور المجتمع المدني واستقالليته وبالتركيز على نمط اقتصاد السوق الحر.
•· البعد التقني واإلداري أي كفاءة وفاعلية االجهزة فال يمكن تصور إدارة عامة فاعلة من دون االستقالل
عن النفوذ السياسي وال يمكن تصور مجتمع مدني دون استقالليته عن الدولة وال تستقيم السياسات االقتصادية
واالجتماعية بغياب العناصر العشرة ،وهكذا إذ يحتاج األمر إلى درجة من التكامل.وانطالقا من أن إصالح
المجال اإلداري أصبح يمثل احد األبعاد الجوهرية في فلسفة الحكم الراشد إلى جانب البعد السياسي والبعد
االقتصادي نجد هناك تصورات تقويمية لمفهوم الخدمة العمومية برزت كشكل جديد لتمثل تحوال في مفهوم
اإلدارة العامة من صورة تقليدية إلى نموذج يعيد النظر في الطرق واآلليات التي يتم بها تقديم الخدمة العامة
للمواطنين وقطاع االعمال بشكل يدعم مبادئ السعي للوصول الى الحوكمة االلكترونية.
في الحقيقة لم تشهد معظم الدول العربية محاولة جادة لتحسين االدارة العامة فأنشأت الوزارت والمؤسسات
العامة في غياب مخطط هيكلي عام لالدارة مما اوصل االدارة الى ما هي عليه اليوم من واقع سيئ جدا
يتصف بتدني مستوى الخدمات ,عدم االلتزام بالقانون ,انتشار الفساد والرشاوي والمحسوبية والفوضى ,
اعتماد التنفيذ االعتباطي للمعامالت ,التمادي في تعقيد االجراءات وتأخر في انجاز المعامالت اضافة الى
تدخل السياسين الفاضح في الشؤون االدارية والمحسوبية االدارية .
2ـ عدم كفاءة الموظفين :وهو عنصر يتصل بالسبب السابق كما تم شرحه اذ ان الكثير من الموظفين هم
مما اليستطيعون حتى الكتابة او على االقل بشكل جيد وهم من غير المتخصصين وال يخضعون حتى بعد
توظيفهم لدورات تخصصية ويختارون على مقياس حزبي وطائفي وكل هذا يؤدي الى اعتماد التنفيذ
االعتباطي للمعامالت وعدم التقيد بالقوانين وازدراء الموطنين.
3ـ البروقراطية الشديدة :ـ في الحقيقة ان المفهوم السائد للبيروقراطية هو االلتزام الشديد والمتحجر بنص
القانون لدرجة تؤدي الى عرقلة المعامالت وبالتالي القضاء على الهدف الذي من اجله وضع القانون وهو
تسهيل معامالت الناس .اال ان البروقراطية في معظم البلدان العربية ليست ناجحة عن ذلك اي االلتزام
الشديد بالقانون بل هي نتيجة لغياب القانون في كثير من االحيان واعتماد االرتجال في المعامالت لدرجة ان
معاملتين مثال ينطبق عليهما نفس الموضوع والخصائص اال ان ان تنفيذهما يتم بطريقتين مختلفتين وذلك
يعود الى بيرقراطية "الجهل بالقانون" اي التمسك الشديد برفض فهم القانون او حتى االضطالع عليه.
4ـ انعدام المسألة :ان انظمة الرقابة والمسألة في المجال االداري غير فعال وبالرغم من
كثرة عدد الهيئات الرقابية والتأديبية داخل السلطة التنفيذية ,لم يتم التوصل حتى االن الى
ضبط المخالفات والحد من سؤ االدارة ,عالوة على ذلك فان الوزرات ال تتقدم حتى بالتقارير
حول نشاطاتها كل ستة اشهر تطبيقا للقوانين ويقضي على عامل الردع القانوني وهو يؤدي
الى انتشار الفساد والتسيب االداري
5ـ تدني مستوى الدخل :يؤثر هذا كثير على الموظف حتى صاحب االخالقيات والملتزم بالقانون ويدفعه الى
قبول الرشاوي والمال مقابل تيسير المعامالت وتسهيلها ويعد عامال اليستهان به قي وصول االدارة
مستواها الحالي.
6ـ المركزية االدارية الشديدة :ـ تشكو هيكلية االدارة العامة من مركزية شديدة وعدم ترابط فعال بين
ادارتها على المستوى المركزي واالدارات المحلية .
تشغل حكومات بلدان التحول العربي مراتب ضعيفة من حيث الحوكمة مقارنة ببقية أنحاء العالم .فطبقا
لمؤشرات الحوكمة العالمية التي يصدرها البنك الدولي ،شهد العديد من بلدان التحول العربي تراجعا بين
عامي 2010و 2012في التصور السائد بشأن فعالية الحكومة – اتساع نطاق الخدمات العامة ودرجة
جودتها ،ومدى المهنية واالستقاللية التي تتسم بها الخدمة المدنية ،ومدى جودة صياغة السياسات وتنفيذها،
ومدى مصداقية التزام الحكومة بهذه السياسات (الشكل البياني .)1
مثل ضعف الشفافية والحوكمة مصدرا للقلق فيما يتعلق بتوزيع الموارد .فالمعلومات تساعد األفراد على
متابعة األحداث وتقييم الخيارات وإدارة المخاطر .وحيثما كان هناك تعتيم على المعلومات ،زادت احتماالت
توجيه الموارد إلى االستخدام الخاطئ كما يمكن أن يستشري الفساد .وطبقا لمسوح الشركات التي يجريها
البنك الدولي ،يمثل الفساد مشكلة كبرى في منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا ،حيث تفيد معظم الشركات
العاملة في المنطقة بأنها تعرضت لطلبات رشوة – بنسبة تفوق بكثير ما تشهده أي منطقة أخرى في العالم.
وباإلضافة إلى ذلك ،يشيع الرأي بأن المسؤولين يتسمون بالتحيز في تغيير القانون أو تطبيقه لصالح قلة من
الشركات والعائالت والمؤسسات ذات النفوذ (البنك الدولي).192009 ،
.نتيجـة تضـاعف المؤسسـات العامـة ،و عـدد المطلب الربع :أسباب و دواعي اإلصالح اإلداري
الوظـائف و المـوظفين ،أصـبح الجهـاز اإلداري لـبعض الدول يواجه الكثير من المشكالت التخطيطية و التنظيمية ،و كذا التنفيذية.هـذا
مـا جعلـه غيـر قـادر على تلبية مستلزمات التطور الجديد و متطلبات التنمية ،لهذا البد من حصر ألهم األسباب الدافعـة 3لفعل اإلصالح
اإلداري ،أين ارجعها الباحثون إلى عدة أسباب و عوامل وهي كاالتي: 20
-عوامــل سياســية :و تتمثـل فـي ضــرورة تغييـر دور الدولــة ،فالحكومـة أصـبحت مجــرد فاعـل واحــد ضمن فاعلين آخرين يسعون
لخدمة المواطن . -عوامل اقتصادية :تتضمن الضغوط المالية و االقتصادية ،نتيجة زيادة اإلنفاق الحكـومي ،و عـدم القدرة في الكثير من
األحيان على موا ا جهة اإلنفاق المتزيد . -عوامل دولية :أهمها العولمة و الضغوط من المنظمات العالمية كمنظمة التجارة الدولية ،والبنك
الدولي ،و منظمة التعاون االقتصادي و التنمية و غيرها و التي سـاندت اإلصـالح ،و أحيانـا أخـرى اشترطت ضرورته مع تعيين الدول
قصد إعادة هيكلة حكوماتها و أجهزتهـا اإلداريـة مقابـل القـروض المقدمة لها -عوامل فنية :و بـاألخص التطـور التكنولـوجي ،و مـا
طرحـه مـن وسـائل حديثـة تعمـل علـى تـوفير الخدمات و الحصول على المعلومات ،و كذا توسـيع المؤسسـات العلميـة التـي تعـالج فكـرة
اإلصـالح كأس عبد القادر ،اإلدارة العامة واإلصالح اإلداري في الج ازئر ،مذكرة لنيل ماجستير في العلوم السياسية والعالقات 1
الدولية ،جامعة الج ازئر ، 2008ص . 2 Arabic Britich Academy for Hiyher education ,p44 3 62عاصم األعرجي
نظريات التطور و التنمية اإلدارية ،و ازرة التعليم العالي ،بغداد ، 1988ص . 26الفصل األول :االطار المفاهيمي لمفهوم االصالح
اإلداري والخدمة العمومية 15 1اإلداري و تســانده ،أمــا العامــل االجتمــاعي أيــن تــؤدي الــروابط االجتماعيــة أي العائليــة و
أواصــل الصـــداقة عـــامال رئيســـيا فـــي الجانـــب اإلداري أي فكـــرة عـــدم وضـــع الرجـــل المناســـب فـــي المكـــان المناسـب .و
عـدم محاسـبة المقصـرين و هـذا مـا يـدفع إلـى هجـرة األدمغـة إلـى الـدول المتقدمـة أيـن 2انعكس هذا األمر سلبا على الجهاز اإلداري و
تنتج عنه ضعف و قلة الكفاءة .أما فيما يخص العوامل إدارية فتتمثل في غياب الكفاءات المؤه ا لة و المختصين في المركـز القياديـة
العليــا ألجهــزة الدولــة ،و انتشــار التقليــد األعمــى للــدول المتقدمــة فــي أســاليبها اإلداريــة دون ا مرعــاة الفوارق الموجودة بين
دولة وأخرى،و كذا االستخدام غير المشروع لألموال العامـة و إهمـال المصـلحة العامة ،زيادة على ذلك تعقيد ا اإلجرءات اإلدارية يؤدي
إلى عرقلة األداء الحسـن و إضـافة الوقـت و الجهد دون نسيان أن بعض العمال يرفضـون و يقـاومون التغييـر و هـذا مـا يـؤدي إلـى
تعثـر الجهـود المبذولة لإلصالح .و نجد كذلك فكـرة التقيـيم غيـر الموضـوعي للعمـال أيـن يـتم التشـدد مـع الـبعض و غض النظر عن
البعض اآلخر ،مع انتشار ظاهرة التسابق نحو المناصـب العليـا جعـل الـبعض مـن اإلداريين يرتدي ثوب النفاق و اإلخالص و األمانة و
باطنه العكس ،ليحقق غايتـه .و عمومـا و إن تعددت األسباب الدافعة فالهدف واحد و هو ضرورة اإلصـالح اإلداري قصـد تحقيـق
األفضـل للدولـة 3و المواطن معا.
نظـ ا ـر لتعــدد مــداخل ونمــاذج االصــالح التــي يقترحهــا رواد االدارة فانــه البــد مــن تحديــد دقيــق ألهــم المقومـات والعناصـر
االساسـية التـي تسـاعد علـى تحقيـق االصـالح االداري بناجعـة وهـذه مـن خـالل تهيئة البيئة المناسبة وتوفير الشروط الضرورية . 2
يمكن إجازتها في النقاط االتية : -وجود ادارة سياسية حازمة ومصممة على انجاز االصالح االداري ،وتؤمن بأهمية ووجوب تنفيـذه
علـى كـل المسـتويات فـال اصـالح مـن دون سـلطة واعيـة وملتزمـة ببرنـامج االصـالح وحادة في تنفيذه . -اختيار القيادات االداريـة
الكفـؤ ة ،وا ا إلطـارت الفنيـة المتدربـة الناجحـة للعمـل الحكـومي قصـد التنفيذ ،فالقائد االداري الناجح هو الذي يخلق في دائـرة العـادات
والتقاليـد وأهـداف المشـروع الذي يعمل فيه . -تـوفير العنصـر البشـري ،حيـث يعـد مـن أهـم العناصـر الموجهـة لحركـة التنظيميـي
االداري ،كما أنه محور عمليـات االصـالح االداري كونـه يمثـل أغلـى مالدىالمنظمـة مـن رصـيد ،وأن التنمية وجب النظر اليها على انها
استثمار بشري هام . -االهتمـــام بالبيئـــة التـــي يعمـــل فيهـــا الجهـــاز االداري بكـــل ابعادهـــا االقتصـــادية و الطبيعيـــة والتكنولوجية
19
https://blog-montada.imf.org/?p=3234
20
عاصم األعرجي نظريات التطور و التنمية اإلدارية ،و ازرة التعليم العالي ،بغداد ، 1988ص 26
والسياسية واالجتماعي ة والثقافية واإلصالح االداري لن يكتسب الشرعية والقبول ،إال إذا كان انعكاسا لقيم ومعتقدات المجتمع وم ا عبر
عن متطلباته وتطلعاته . -تطـوير الـنظم وتحديـد االسـاليب والمهـارات الفنيـة لمقابلـة االحتجاجـات ومقتضـيات عمليـة التنميـة ،السياسـية
،االجتماعيـة ،االقتصـادية وكـذا الثقافيـة مـن خـالل تحـديث المنظومـة 3القانونية ،وتطوير االساليب التي انتجتها الثورة المعرفية في
21
حقل االدارة
اإلستنتاجات :
-1-1إن الحكومة اإللكترونية جاءت نتيجة لتحوالت متعددة كان لتكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت الحظ
األوفر فيها وهي تؤدي نفس مهام الحكومة التقليدية لكن من خالل نمط إلكتروني مو ّحد.
-2-1تتعدد األهداف من خالل تطبيق هذا المسعى ،حيث تتمحور حول التقليل من التعقيدات اإلدارية ،وتدعيم
الشفافية والسرعة والسهولة في المعامالت.
-3-1كما أن تطبيق هذا المشروع يستلزم توفير البنية التحتية األساسية لقيامه المتمثلة في جملة من
المتطلبات ،كتوفير شبكة اإلتصاالت ،الحاسب اآللي ،إنتشار األنترنت والتشريعات المتخصصة في هذا
المجال والعنصر البشري المؤهل وغيره.
-4-1ومن أهم المعوقات التي تحول دون تحقيقه باإلضافة إلى عدم توفير البنية األساسية هناك محدودية
أعمال التوعية والتحسيس بأهمية هذا المشروع وتفعيل إدارة المعرفة وعدم تقديم الدعم الالزم المتعلق بأسعار
العتاد اإللكتروني وأجهزة اإلتصاالت وغيره.
-5-1وتتعدد الفوائد والمزايا المتولدة من تطبيق الحكومة اإللكترونية على مؤسسات األعمال ضمن
اإلستخدامات الرقمية حيث ترفع من مستويات التنظيم والقيادة والموارد البشرية والتعامالت المالية والتخطيط
وإتخاذ القرارات وهندسة اإلنتاج وبحوث التسويق واآلنية في التعامل مع العمالء والموردين والمالكين وكل
ذوي المصلحة فيها.
-6-1وبخصوص مشروع الحكومة اإللكترونية في الجزائر والذي تجاوز ثالثة سنوات عن إطالقه فإنه
تعتبر فيه جملة من العقبات تحول دون تحقيقه أهمها ،عدم إستكمال البنية التحتية لإلتصاالت ،محدودية
إنتشار األنترنت والجانب التشريعي المتخصص في هذا المجال ،وارتفاع تكاليف عتاد المعلوماتية وأجهزة
اإلتصاالت وغيره.
-2التوصيات :
-1-2ضرورة اإلستثمار الفعال في تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت وتوفير البنية التحتية الالزمة لبناء
حكومة اإللكترونية قوية األركان والذي يتطلب إنتشار األنترنت ،توفير التشريعات الراعية لهذه التكنولوجيا
وتنمية وتأهيل العنصر البشري للتكفّل بمجمل القضايا التقنية المتولدة عن اإلستخدامات الرقمية ضمن هذه
الفضاء اإللكتروني المتميز.
-2-2ضرورة العمل على تحسيس وتعبئة المواطنين بفوائد ومزايا هذه التقنيات وتقديم التسهيالت الضرورية
لهم بخصوص تكاليف إقتناء العتاد الالزم ،كما وقع في ماليزيا وسنغافورة ،وغيره من البلدان األخرى.
-3-2كما أن مجاالت األعمال المختلفة اليوم هي في حاجة ماسة أكثر من غيرها إلى االستفادة من هذه
التقنيات واالنخراط في االقتصاد الرقمي بفضل ما يوفره لها من سهولة وسرعة في إجراء التعامالت المحلية
والدولية وبأقل جهد وتكاليف.
.21زاهر الخطيب ،االصالح االداري ،مشروع وثيقة لالصالح اإلداري ،لبنان ،ب.د ، 1991ص 17
-4-2أما عن الواقع الجزائري فيجب الجد واإلسراع في إيجاد الحلول للمعوقات التي تحول دون تحقيق البنية
األساسية لتطبيق هذا المشروع الذي أطلق منذ سنة ،2004السيما في ظل انضمامها المرتقب للمنظمة
العالمية للتجارة وتطلعاتها الواعدة للشركات األوروبية واإلقليمية المتعددة.
الخالصة :إن مشروع بناء الحكومة اإللكترونية يتمحور حول فكرة أساسية مفادها االستثمار في تقنيات
المعلومات واإلتصاالت ،والتحضير الالزم للعنصر البشري وربط المواطن والمؤسسات الحكومية
ومؤسسات األعمال ومؤسسات المجتمع المدني بنسق إلكتروني مو ّحد يتيح إجراء مختلف المعامالت بين هذه
األطراف جميعا بالسهولة والسرعة الالزمة ،مما يوفر الجهد والوقت والتكاليف ،ويحقق لمؤسسات األعمال
على وجه الخصوص مزايا في غاية األهمية ترفع من مستوى أداء وظائفها المتعددة ضمن اإلستخدامات
المتميزة لإلقتصاد الرقمي .أما عن واقع تطبيق هذا المسعى في الجزائر والذي شرع فيه منذ سنة 2004
فإنه لم ير النور بسبب جملة من المعوقات تتمحور غالبها حول التأخير في إستكمال البنية التحتية الضرورية
لهذا التطبيق وتقديم االهتمام والدعم الالزم له.
:
هي عملية نقوم من خاللها بدراسة وتحليل إجراءات العمل الحالية للتأكد من الدورة المستندية للعمل وهل هناك حاجة لبعض خطوات اإلجراء
وهل يمكن دمجها أو إلغائها أو تفويضها لآلخرين ويتم دلك من خالل عمل خرائط لتدفق إجراءات العمل للتعرف على االختصاصات وطول
قنوات االنتظار والحاجة إلى مدى القيام بتلك الخطوات كعمليات منفصلة وغيرها من جوانب التحليل بهدف الوصول إلى اإلجراء األمثل
لتحقيق متطلبات العمل من اجل توفير الوقت والجهد وزيادة الكفاءة اإلنتاجية للعاملين ورفع روحهم المعنوية وتحسين مستوى الخدمة التي
تقدمها اإلدارة للمستفيدين من تلك الخدمات
.
آلية ومنهجية التنفيذ
تتم الية التنفيد وفقا الى مايلي
:
ً
1-دراسة كافة اإلجراءات وتوثيقها تمهيدا لعملها في خرائط تدفق متكاملة لتلك الخطوات لتحليل اإلجراءات بشكل علمي ومدروس
2-االطالع على شكاوي المراجعين وكذلك مالحظات العاملين في اإلدارات ذات العالقة بالمشكالت التي تواجههم أثناء تنفيذ اإلجراءات
3-قياس الوقت والجهد المبذول في أداء اإلجراءات ومدى تناسبة مع الحاجة الفعلية لتسلسل خطوات اإلجراءات
4-تحليل خرائط تدقق اإلجراءات باستخدام الحاسب اآللي للتعرف على المشكالت واالختصاصات والوقت المبذول لكل إجراء على حده
5-التوصل إلى مقترحات محددة بالنسبة لتبسيط إجراءات العمل بأقصى كفاءة ممكنه لتحقيق الفعالية المطلوبة في اإلجراءات الختصار الوقت
والجهد المبذولين
6-مناقشة المقترحات واآلراء مع الجهات المعنية واخذ مالحظاتهم حول التوصيات الالزمة لتعديل وتبسيط تلك اإلجراءات التي تحتاج إلى
دراسة وتحليل ومعالجة فعلية
7-التعرف على المقترحات والمشكالت التي تواجه تنفيذ اإلجراءات أثناء العمل ومناقشتها وتحليلها مع اإلدارات المختصة
8-التعرف على الجوانب القانونية واللوائح والنظم ألخذها بالحسبان عن إجراء عملية التبسيط لكل إجراء أو خطوة من خطوات الدورة
المستندية على حده
9-إعداد اإلجراءات المبسطة بشكلها النهائي واعتمادها وتجريب تنفيذها في الواقع العملي لمدة زمنية محددة
10-تدريب األفراد على طريقة استخدام وتطبيق اإلجراءات والنماذج الجديدة بشكل علمي سليم لضمان سالمة التنفيذ
11-تطوير الجوانب المصاحبة لإلجراءات لنظام االستعالم اآللي والهاتفي والتوزيع السكني للعاملين واللوحات اإلرشادية والتوعية اإلعالمية
وغيرها من متطلبات تطوير إجراءات العمل
12-وضع نظام للمتابعة والتطوير المستمر إلجراءات العمل ويتم هدا االمر كل فترة زمنية ويفضل ستة شهور للتأكد من سالمة التنفيذ
ثانيا :ما هي أشكال تبسيط اإلجراءات:
يأخذ تبسيط ا?جراءات أحد ا?شكال ا?تية:
?الدمج :و يقصد بذلك دمج ا?جراءات المرتبطة يبعضها و المتجانسة معا لتجنب التكرار وا?زدواج في أداء العمل0
? إعادة الترتيب :و يقصد بذلك تعديل الترتيب الذي يتم من خ?له أداء العمل بعد التأكد من ضرورة هذه ا?جراءات و ذلك لتحقيق ا?نسياب
في أداء العمل وتجنب ا?ختناقات0
?الحذف :يأتي ذلك بعد تحليل العمل و التأكد من أن هذه ا?جراءات ليست ضرورية ويمكن ا?استغناء عنها0
دراسة النظام وإجراءات العمل الحالية وتحديد أوجه القصور والضعف بها
االستماع الى مقترحات الموظفين والمسؤولين عن تنفيذ اإلجراءات
وضع خطة للتطوير والتحديث وتحديد أهداف من عملية التطوير لقياسها فى نهاية المشروع
البحث عن انظمة اكثر تبسيطا وسهلة فى االستخدام او البحث عن تكنولوجيات جديدة اكثر تقدما
دراسة اى نظام قبل تطبيقه دراسة وافية ومحايدة
تدريب العاملين على االنظمة واجراءات العمل المطبقة
كتابة اجراءات عمل مبسطة باالعتماد على الكوادر المتخصصة بالشركة او من خالل تكليف
.لكتابة وتطوير إجراءات العمل استشاري
22
http://www.uobabylon.edu.iq/uobColeges/lecture.aspx?fid=9&depid=2&lcid=32770
• إصدار ونشر أدلة الخدمات بمختلف الوسائل وتوفيرها في األكشاك والمكتبات مجانا ،واإلعالن
عنها في وسائل اإلعالم المختلفة ووضعها على لوحات إرشادية في مداخل الوحدات وأمام
القطاعات واإلدارات المعنية بتقديم الخدمات.
• تدريب عدد من القيادات اإلدارية والموظفين على كيفية تبني وتطبيق تبسيط اإلجراءات
• إعداد أدلة الخدمات الحكومية ألكثر من ( ) 1600خدمة حكومية من الخدمات المقدمة إلى
المواطنين و القطاع الخاص تتضمن البيانات ،مكان تقديم الخدمة وشروط الحصول على الوثائق
و الرسوم المطلوبة و تحديد زمن تقديم الخدمة...الخ ) ،باإلضافة إلى اإلرشادات التي يجب أن
يتبعها المستفيد للحصول على الخدمة
• إصدار ونشر أدلة الخدمات بمختلف الوسائل وتوفيرها في األكشاك والمكتبات مجانا ،واإلعالن
عنها في وسائل اإلعالم المختلفة ووضعها على لوحات إرشادية في مداخل الوحدات وأمام
القطاعات واإلدارات المعنية بتقديم الخدمات.
• تدريب عدد من القيادات اإلدارية والموظفين على كيفية تبني وتطبيق تبسيط اإلجراءات
• البدء بتطبيق تقديم الخدمات للمواطنين عبر ما يسمى الشباك الواحد بحيث تم تطبيق ذلك في
عدد من الجهات مثل :
• -السياحة
-الضرائب •
•
غير أن القطاع العام ،بالتشريعات واألساليب واإلجراءات المعمول بها فيه ،والتي كانت تعتبر لفترة طويلة
من ضروراته ،لن يكون قادرا على مجاراة القطاع الخاص المتحرر من هذه القيود ،وإذا رغب في اللحاق
بالتطور ،البد له أن يراجع تشريعاته وأساليبه وإجراءاته ،وبأقصر وقت بين الطلب واالستالم .حيث يميل
القطاع العام إلى تعقيد اإلجراءات الالزمة للحصول على خدماته ،فخدمات إدارات القطاع العام ليست متاحة
في كل وقت ،وليست سهلة وال مرنة ،وليست مجانية دائما ،مع أن إدارات القطاع العام تمتلك من الموارد
البشرية والمادية أكثر مما تمتلكه شركات القطاع الخاص.
ربما تكون مسألة الحصول على الخدمات األساسية ليست ذات أهمية لدى بعض المواطنين الميسورين الذين
يمكن أن يحصلوا على تلك الخدمات من شركات القطاع الخاص ،أو يمكن أن يحصلوا عليها من إدارات
القطاع العام التي توفر بعض الخدمات بالسرعة المطلوبة لمن يدفع مبالغ مالية فوق العادة ،كخدمة إصدار
الجوازات مثال.
إال أن المشكلة تظهر جليا لدى غالبية المواطنين عندما تكون الخدمات المطلوبة حكرا على إدارات القاطع
العام دون شركات القطاع الخاص ،وعندما ال يقوم القطاع العام بتوفيرها بطريقة ميسرة ،مما يضطر
المواطنون إلى دفع مبالغ مالية كبيرة للسماسرة والموظفين المباشرين وغيرهم من مزودي الخدمة من أجل
الحصول عليها في الوقت والزمان المناسبين للمواطن.
انطالقا من ذلك ،فان القطاع العام عموما مازال قطاعا طاردا غير جاذب للمتعاملين؛ وخدماته ليست
مشجعة دائما ،رغم أنه المعني األول بتقديم الخدمات األساسية للمواطنين .وهذا يعني إن إدارات القطاع
العام ،إذا ما أرادت أن تقدم خدمة سهلة ومرنة وذات جودة عالية ،وإذا ما أرادت أن تنصف مواطنيها،
وتوفر لهم خدماتها األساسية ،وتحد من مظاهر الفساد اإلداري والمالي المستشري بين مسؤوليها وموظفيها،
فإنها مضطرة إلى تبسيط إجراءاتها اإلدارية ،وهي إجراءات مطولة ومعقدة تتسم بكثرة عدد المراحل التي
تمر فيها المعاملة .وكثرة السجالت المطلوب الرجوع إليها أو مالحظتها ،وكثرة عمليات الرقابة والتدقيق،
وضياع المعامالت ،وزيادة شكاوى المواطنين ،وغيرها.
يمثل تبسيط اإلجراءات جزءا هاما من إستراتيجية التنمية اإلدارية ،وهي ترتكز على تحسين عالقة اإلدارة
بالمواطن من ناحية ،والعناية بالموظف من ناحية أخرى .واإلجراءات الميسرة تعبر عن مظاهر تقدم الدولة،
ففي الماضي اقتصرت تطلعات المستهلكين على الحصول على الخدمة بأي وسيلة ،أما في العصر الراهن
فقد اختلفت متطلبات ورغبات المستهلكين التي تزايدت لتشمل نوعية الخدمة ،وكيفية تقديمها ،ومدى سهولة
الحصول عليها،
تُعرف عملية تبسيط اإلجراءات بأنها "الحصول على أسهل وأسرع وأرخص الطرق إلنجاز العمل) فتبسيط
اإلجراءات يعني عمليات أقل ،ومستندات أقل ،ووقت أقل ،واحتكاك أقل مع الجمهور .وتظهر أهمية التبسيط
من خالل تسهيل أمور المواطنين ،حيث إن إطالة اإلجراءات وتعقيدها تؤدي إلى عرقلة تقديم خدمات
للمواطنين وتعمل على زيادة معاناتهم وزيادة التكاليف المادية والمعنوية ،إضافة إلى شعور المراجعين بعدم
الرضا عن أداء وخدمات التنظيمات اإلدارية ،ثم من خالل تسهيل أمور العاملين.
ّ
يشكل تبسيط اإلجراءات اإلدارية دعامة أساسية من دعائم اإلصالح اإلداري الشامل ،من شأنه االرتقاء
بعملية تفعيل مؤسسات القطاع العام وتعزيز شفافيته ،ويحقق تبسيط اإلجراءات اإلدارية ،مجموعة من
الفوائد ،لكل من اإلدارة القائمة بالتبسيط ،والجهة المتعاملة معها ،سواء كانت من المواطنين أو قطاع
األعمال ،ومن أهم الفوائد التي يؤدي إليها تبسيط اإلجراءات هي تسهيل إجراءات العمل والتقليل من مخاطر
ارتكاب المخالفات واألزمات ،والتجاوزات ،إضافة إلى أن بساطة اإلجراءات تؤدي إلى إتقان العمل وزيادة
الرضا الوظيفي .ويساعد تبسيط اإلجراءات على التقليل من التكاليف على المتعاملين وعلى إدارة القطاع،
مادامت اإلجراءات واضحة ،سهلة اإلدراك .وكذلك يحد من مظاهر الفساد اإلداري :وذلك ألن كثرة
اإلجراءات وتعقيدها تجعل بعض الموظفين والمراجعين يلجئون إلى استخدام الرشوة ،وكل ذلك يمكن
القضاء عليه بعمل تغيير شامل في أساليب العمل وتبسيط اإلجراءات.
وقد سارعت دول مختلفة إلى تحديث التشريعات وتيسير األساليب وتبسيط اإلجراءات اإلدارية في القطاع
العام ،فعملت على تعزيز استخدام المعلوماتية وتوسيع االتصال بجمهور المتعاملين عبر الشبكة اإللكترونية،
وإعادة هندسة عمليات اإلدارة العامة ،وإنشاء ما عرف بـ "الحكومة اإللكترونية" عن طريق استخدام
تكنولوجيا المعلومات ،وبصورة خاصة اإلنترنت في تقديم المعلومات والخدمات ،بأكثر الطرق مالئمة،
والموجهة لصالح المستهلك.
وخالصة األمر أن تبسيط اإلجراءات لم يعد خيارا ،بل هو ضرورة إدارية الزمة لكل إدارة لشركة عامة أو
خاصة تريد أن تحققها أهدافها في التنمية واإلبداع ،وتكون أفضل من غيرها في تقديم الخدمة من حيث
المرونة والمقبولية والجودة ،ويمكن التوصل إلى مفهوم تبسيط اإلجراءات وتحديد معناه المقصود من خالل
العناصر التالية:
1-حذف الخطوات غير الضرورية التي ال مبرر لها ،وال فائدة منها ،بما يساعد الموظفين على إنجاز
معامالت المواطنين بأقصر وقت ممكن.
2-دمج الخطوات الصغيرة والمتقاربة في خطوة واحدة ،وبعدد قليل من الموظفين ،بما يساعد على تقليل
زمن إنجاز المعامالت ،ويحد من تبعثر المسؤوليات.
3-التقريب المكاني بين مكاتب الموظفين المشتركين في انجاز الخدمة الواحدة بحيث يصبح هؤالء
الموظفون موجودين في مكان واحد ،بما يؤدي إلى تسيير معامالت المواطنين طالبي الخدمات ،وتقصر
المسافات بين مكاتب الموظفين بما فيها التخلص من الجدران الداخلية (إذا أمكن) وفتح المكاتب على بعضها
البعض.
4-إعادة ترتيب أماكن عمل الموظفين والمسؤولين ،في المواقع المناسبة للموظفين ،واألماكن المناسبة
لألجهزة والمعدات ،بما يساعد على انجاز الخدمات بشكل انسيابي متسلسل ،يسهل على الموظفين نقل
األوراق فيما بينهم دون حاجة إلى مساعدين أو المراسلين ،وذلك وفق اآلتي:
5-أن يقوم المسؤولون في اإلدارات بتفويض بعض صالحياتهم إلى الموظفين اآلخرين ،أي نقل جزء من
السلطة أو الصالحية من المستوى اإلداري األعلى إلى المستوى الذي يليه حتى تتمكن المستويات اإلدارية
الوسطى من تسير أعمال المواطنين بطريقة سهلة وميسرة.
6-إعادة النظر في النماذج المستخدمة في انجاز معامالت المواطنين ،السيما تلك النماذج القديمة غير
المتناسبة مع المقتضيات والمستجدات ولم تجر عملية مراجعة لها منذ فترات طويلة.
7-أن يتولى المسؤولون متابعة تأثير علمية تبسيط اإلجراءات من خالل المالحظات والمشاهدات أو
الزيارات أو اللقاءات مع الجهة المقدمة للخدمة والمواطنين واستبانات مع المواطنين المستفيدين.
8-مكافئة الموظفين المتميزين الذين طبقوا عملية تبسيط اإلجراءات ومساءلة ومحاسبة الموظفين الذين
وقفوا بالضد منها أو لم يستطيعوا تطبيقها كما هو مرسوم لها ،واقتراح اإلجراءات التصحيحية لمسار تقديم
الخدمة إن وجدت.
.
النماذج:
الخطابات ومرفقاتها.
اإلجراءات:
)1التأكد من مرفقاتها ومحتويتها.
)2التأكد من رقم القيد وتاريخه وأسم المستفيد.
)3التأكد من أن المعاملة قد تم إحالتها آليا إلى الخدمات اإلدارية من الشعب.
الضوابط:
التأكد من تسديد القيد لدى مركز االتصاالت والمحفوظات المركزية.
وهناك أمور أخرى تساعد في تحسين وتبسيط اإلجراءات واإلسراع في إنجاز المعامالت وللمحلل أن
يقترحها وهي كالتالي:-
أ -اقتراح استعمال بعض األجهزة والمعدات المكتبية الحديثة.
ب -اقتراح إعادة ترتيب المكاتب بحيث يسهل سير العمل فيها ويكون بشكل تسلسلي.
جـ -اقتراح إعادة توزيع األعمال بين الموظفين لمنع تكدسها على مكاتب بعضهم دون البعض.
د -اقتراح تصميم نماذج جديدة لإلجراءات.
هـ -اقتراح تنظيم الملفات ومصادر المعلومات الالزمة لإلجراءات.
5 -التنفيذ
قبل البدء بتنفيذ اإلجراءات الجديدة المبسطة فال بد من الحصول على موافقة المسؤولين في اإلدارة على ذلك
ويمكن تسهيل عملية الحصول على الموافقة بواسطة تقديم دراسة مقارنة لإلدارة تبين الفرق بين اإلجراءات
القديمة واإلجراءات الجديدة المقترحة وتوضح الوفورات المتوقعة من تطبيق اإلجراءات الجديدة ال سيما
فيما بتعلق بالوفر في الوقت (نتيجة لسرعة إنجاز المعامالت) وبالوفر في جهود الموظفين ،والوفر في
النواحي المادية والمالية بالنسبة للمنشأة ،بعد الحصول على الموافقة بالتنفيذ تبدأ عملية التنفيذ الفعلي
وتطبيق اإلجراءات الجديدة فيدرب الموظفون على الطريقة الجديدة ،المصمم النماذج الالزمة لها ،وترتب
المكاتب حسب تسلسل اإلجراءات ،وعند ظهور المشاكل أو المعوقات أمام اإلجراءات الجديدة أوال بشكل
تجريبي وعلى نطاق منسق في المنشأة وكذلك للتأكد من صالحيتها والكتشاف نقاط الضعف فيها وبعد نجاح
التجربة تعمم في جميع أقسام وإدارات المنشأة وتطبق بشكل شامل فيها.
6 -المتابعة:
ال تنتهي مهمة المختصون بمجرد البدء في تطبيق اإلجراءات الجديدة ولكن عليه أن يقوم من حين آلخر
(كل ثالثة شهور مثال) بتفقد وتفحص اإلجراءات الجديدة التي اقترحها للتأكد من عدم تسرب خطوات غير
ضرورية إلى اإلجراءات المقترحة ،وللتأكد من اتباع الموظفين لإلجراءات الجديدة ،وأن عدم متابعة تنفيذ
اإلجراءات الجديدة من قبل المحلل اإلداري قد يؤدي إلى رجوع الموظفين لإلجراءات القديمة ،ولذا فإن من
المهم جدا أن يكون المحلل على اتصال دائم بالمنشأة ليعرف ما يحدث تماما بالنسبة لإلجراءات الجديدة،
وليقدم الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجهها أثناء عملية التنفيذ.
وقد جرى ابتكار إعادة تنظيم العمل واإلدارة الرشيقة من أجل القطاع الخاص في البداية ،مع إمكانية
استخدامها في اإلدارة العامة كذلك .وفي هذا الصدد يمكن أن نالحظ بعض الشركات الخاصة كالمصارف
وشركات التأمين التي تظهر تشابها ً مع القطاع العام بمعنى أنه يتوجب دراسة محتويات كل وثائق العمليات
الرئيسية ("قطعة ورق مع نص ما ،وبعض األرقام غالباً") في ضوء القوانين والسياسات ،ثم يتم التصديق
عليها.
وعند التفكير في قيام بتقديم جهة إدارية عامة منتجا ً أو خدمة معينة ،تكون الخطوات الرئيسية:
التركيز على المنتجات النهائية التي تنتجها المؤسسة أو تقدمها ؛ مثل التراخيص أو الموافقات أو جوازات
السفر ،أو التصديق على أهلية األشخاص ،أو اإلعانة الصحية .والفكرة هي أنه ال يجب أن نسأل ماذا يفعل
الناس بل ماذا ينتجون.
تحليل العملية إلى خطوات متسلسلة واضحة .فكل خطوة هي مركب من النشاطات التي:
-تستمر في الزمن؛
-تنفذ من قبل نفس الشخص؛
-تقدم نتيجة واضحة (نتيجة وسيطة [الحصيلة] ،أو النتيجة النهائية).
دعم كل خطوة واضحة بالوثائق ،وأي دور أو مستوى تنظيمي معني؛ من خالل تجربتنا نقول بأنه يمكن
توثيق العمل في أقل من عشرين خطوة بشكل نموذجي على الرغم من أنه يتطلب أحيانا ً أكثر من ذلك.
دراسة مراحل العملية ثم االنتقال إلى التقليل من :
-عدد األدوار المختلفة/الوظائف/األفراد المعنيين؛
-عدد المستويات التنظيمية؛
-عدد الخطوات المنفصلة في المعالجة؛
-طول فترة العمل؛
-عدد االتصاالت الخارجية (مثال ،مؤسسات اإلدارة العامة األخرى ،المؤسسات الخارجية ،األفراد).
تقليل عدد األوراق واالستمارات ،وعدد البنود في كل منها؛
إلغاء تقديم المعلومات عبر التوثيق الورقي؛
توفير معلومات هيكيلية للزبائن أو المواطنين من خالل "األسئلة كثيرة التكرار" أو "كيفية ملء األوراق"
وذلك بشكل ورقي وإلكتروني.
1.1.1 1.1.1الوضع الراهن وتوصيات لتحسين تقديم الخدمات
1.1.1.1النتائج األساسية
برز موضوع تحسين تقديم الخدمات إلى المواطنين كأولوية في الفصل 23من الخطة الخمسية -2006
.2010وأحد المنهجيات الهامة المقترحة في هذا الفصل لتحسين تقديم الخدمات هو إحداث النافذة الواحدة.
وبيّن العمل التشخيصي لفريق عمل االستراتيجية أن بعض المؤسسات الحكومية لها تجربة مع النافذة الواحدة.
وإلى جانب ذلك ،يقوم االتحاد األوربي وبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي بمساعدة الحكومة السورية لتعزيز
تقديم الخدمة للمواطنين ،باستخدام حلول أكثر تعقيدا ً نسبياً .وبتمويل من االتحاد األوربي ،يشرف مشروع
التحديث المؤسساتي والقطاعي على إنجاز دراسات لتأسيس مراكز خدمة تجريبية للمواطن في ثالث
مؤسسات حكومية .وبدأ برنامج األمم المتحدة اإلنمائي برنامج "إصالح الخدمات الحكومية" الذي يهدف إلى
تحديد وتبسيط الخدمات التي تُقدم إلى المواطن من قبل عدد من الوزارات .والمبادرات المبينة في هذه
الدراسة تستند إلى وثائق ومعلومات مقدمة من برنامج األمم المتحدة اإلنمائي و مشروع التحديث المؤسساتي
والقطاعي.
1.1.1.2الوضع الحالي
يقضي المواطن السوري الكثير من وقته ،بجمع الوثائق من عدة وزارات وفي بعض األحيان من مديريات
ودوائر مختلفة في نفس الوزارة ،للحصول على خدمة أو إلتمام معاملة .على سبيل المثال ،تتطلب شهادة
القيادة أكثر من عشر وثائق موجودة كلها في دوائر مختلفة من وزارة الداخلية .وغالبا ً ما تتطلب الوثيقة
الواحدة عدة تواقيع .والخطوات التي يجب اتخاذها إلنجاز المعاملة ال تخلو من االلتباس .وليس غريبا ً دفع
رشوات صغيرة لتسريع العملية أو لتقديم خدمة للمواطن هي من حقه قانونا ً.
وقد أحدثت بعض الوزارات والمحافظات النافذة الواحدة .لكن ،عمليا ً كانت هذه النوافذ نوعا ً من مكاتب
االستقبال في مدخل الوزارة أو المحافظة حيث يتم تسجيل المواطنون .وبعد عبور النافذة ،على المواطن أن
يقوم بجولة المكاتب والتواقيع المعهودة إلتمام معاملته .لم يتحسن تقديم الخدمات ،وبقي تماما ً كما هو ،ألن
اإلجراءات المتعلقة بتقديم الخدمات لم تتغير.
1.1.1.3عرض المشاريع الحالية في مجال تحسين تقديم الخدمات
مراكز خدمة المواطن
وهي فكرة مستوحاة من التجربة اليونانية .مراكز خدمة المواطن جهة قادرة على االتصال والتفاعل مع
الجهات الحكومية المختلفة ومتابعة كافة المعامالت مع تلك الجهات ،بما فيها المعامالت التي تتطلب المرور
عبر أكثر من جهة بالنيابة عن المواطنين .وسوف يزور المواطنون أحد هذه المراكز عندما ينشدون خدمة.
وسوف تقدم لهم الخدمات التالية:
تقديم معلومات عن الوثائق المطلوبة والمدة الزمنية الالزمة إلنهاء المعاملة؛
استالم استمارة التسجيل مع الوثائق المطلوبة من المواطن وتسجيل البيانات بنظام يعتمد على المعلوماتية.
استكمال اإلضبارة من خالل الحصول على وثائق معينة ،حيث يفوض المواطن المركز (مثل السجل
المدني ،السجل العدلي ،براءة الذمة المالية ،أو الضرائب)؛
إرسال اإلضبارة إلى الوزارة أو المؤسسة أو المحافظة المعنية ،في البداية ورقيا ً والحقا ً الكترونيا ً
(حالما تؤتمت الوزارات)؛
متابعة إكمال المعاملة وتسجيل ما تم إنجازه في نظام معلومات أساسي يكون في متناول المواطن
عبر وحدات االستعالم أو مباشرة؛
وحال إنهاء المعاملة من قبل الجهات الحكومية المعنية ،تُعاد إلى المركز وتقدم إلى المواطن .كما يتمكن
المواطن من الحصول على عدة وثائق من المراكز.
يكون الحصول على الخدمة من مراكز الخدمات اختيارياً؛ وللمواطن الخيار في إتمام معاملته إما في مراكز
الخدمات أو في الوزارة/الوزارات المعنية.
استالم استمارة التسجيل مع الوثائق المطلوبة من المواطن وتسجيل البيانات عبر نظام يعتمد على
المعلوماتية.
إستكمال اإلضبارة من خالل الحصول على وثائق معينة ،حيث يفوض المواطن المركز (مثل السجل
المدني ،السجل العدلي ،براءة الذمة المالية ،أو الضرائب)؛
إرسال اإلضبارة إلى الوزارة أو المؤسسة أو المحافظة المعنية ،في البداية ورقيا ً والحقا ً الكترونيا ً
(حالما تؤتمت الوزارات)؛
متابعة إكمال المعاملة وتسجيل ما تم إنجازه في نظام معلومات أساسي يكون في متناول المواطن
عبر وحدات االستعالم أو مباشرة؛
وحال إنهاء المعاملة من قبل الجهات الحكومية المعنية ،تُعاد إلى المركز وتقدم إلى المواطن .كما يتمكن
المواطن من الحصول على عدة وثائق من المراكز.
يكون الحصول على الخدمة من مراكز الخدمات اختيارياً؛ وللمواطن الخيار في إتمام معاملته إما في مراكز
الخدمات أو في الوزارة/الوزارات المعنية.
ومن خالل مراكز خدمة المواطن ،تعتمد العالقة البينية بين الحكومة والمواطنين على مؤسسات غير
حكومية .وسوف يكون معظم العاملين في مراكز خدمة المواطن غير موظفين ،مع موظف حكومي واحد
قادر على التوقيع والختم بالنيابة عن الحكومة .تتطلب مراكز خدمة المواطن إطارا ً قانونيا ً معتمدا ً من جانب
المؤسسات الحكومية المعنية ليتمكن من تقديم الخدمات باألختام األصلية وجباية الرسوم بالنيابة عن
الجهات الحكومية .سوف تقدم مراكز خدمة المواطن الخدمات مجانا ً في البداية ،ومن الممكن أن تتقاضى
رسما ً مقابل خدماتها في مرحلة الحقة ،شريطة سن قانون خاص بذلك.
اتخذ مشروع التطوير المؤسساتي والقطاعي خطوات لتجسيد مفهوم مراكز خدمة المواطن في سورية.
وقدم دراسة تركز على الوزارات والمؤسسات في القطاعين االقتصادي والصناعي لتحديد تلك المعامالت
الهامة بالنسبة للنشاط االقتصادي .وتناولت الدراسة:
[1]-أكد أحد مصادر معلومات الفريق كثرة حاالت تجاهل التكنولوجيا الحديثة في اإلدارة العامة.
وقد صدرت بطاقات هوية حديثة مؤخرا ً تحمل معلومات حيوية كالسجل العدلي ،لكنها بالكاد تستخدم
من المواطنين والموظفين
اليات تبسيط االجراءات
تعتبر تبسيط إجراءات العمل العملية التي نقوم من خاللها بدراسة وتحليل إجراءاتالعمل الحالية للتأكد من الدورة
المستندية للعمل وهل هناك حاجة لبعض خطوات اإلجراء وهل يمكن دمجها أو إلغائها أو تفويضها لآلخرين من
خالل عمل خرائط لتدفق إجراءاتالعمل للتعرف على االختصاصات وطول قنوات االنتظار والحاجة إلى مدى القيام
بتلك الخطوات كعمليات منفصلة وغيرها من جوانب التحليل بهدف الوصول إلى اإلجراء األمثل لتحقيق
متطلبات العمل من اجل توفير الوقت والجهد وزيادة الكفاءة اإلنتاجية للعاملين ورفع روحهم المعنوية وتحسين
مستوى الخدمة التي تقدمها اإلدارة للمستفيدين من تلك الخدمات.
كما تنهج تبسيط اإلجراءات آليات هي:
-دراسة كافة اإلجراءات وتوثيقها تمهيدا ً لعملها في خرائط تدفق متكاملة لتلك الخطوات لتحليل اإلجراءات بشكل
علمي ومدروس.
-اإلطالع على شكاوي المراجعين وكذلك مالحظات العاملين في اإلدارات ذات العالقة بالمشكالت التي تواجههم
أثناء تنفيذ اإلجراءات.
-قياس الوقت والجهد المبذول في أداء اإلجراءات ومدى تناسبه مع الحاجة الفعلية لتسلسل خطوات اإلجراءات.
-تحليل خرائط تدقق اإلجراءات باستخدام الحاسب اآللي للتعرف على المشكالت واالختصاصات والوقت المبذول
بشكل متتالي أو متوازي لكل إجراء على حده.
-التوصل إلى مقترحات محددة بالنسبة لتبسيط إجراءات العمل بأقصى كفاءة ممكنه لتحقيق الفعالية المطلوبة في
اإلجراءات الختصار الوقت والجهد المبذولين.
-مناقشة المقترحات واآلراء مع الجهات المعنية واخذ مالحظاتهم حول التوصيات الالزمة لتعديل وتبسيط تلك
اإلجراءات التي تحتاج إلى دراسة وتحليل ومعالجة فعلية.
-التعرف على المقترحات والمشكالت التي تواجه تنفيذ اإلجراءات أثناء العملومناقشتها وتحليلها مع اإلدارات
المختصة.
-التعرف على الجوانب القانونية والالئحة والتنظيمة ألخذها بالحسبان عن إجراء عملية التبسيط لكل إجراء أو
خطوة من خطوات الدورة المستندية على حده.
-االستفادة من النظم اآللية الحديثة في وضع البرامج الالزمة لميكنة اإلجراءات سواء نماذج العمل المستخدمة
لتسهيل وتسريع عملية االنجاز والمحافظة على جودة وسالمة المعلومات والتقليل من المجهود البشري.
-إعداد اإلجراءات المبسطة بشكلها النهائي واعتمادها وتجريب تنفيذها في الواقع العملي لمدة زمنية محددة.
-تدريب األفراد على طريقة استخدام النظم اآللية وتطبيق اإلجراءات والنماذج الجديدة بشكل علمي سليم لضمان
سالمة التنفيذ.
-وضع نظام للمتابعة والتطوير المستمرة إلجراءات العمل كل فترة زمنية للتأكد من سالمة التنفيذ وحل المشكالت
التي تواجه تطبيقها اإلجراءات بالشكل الصحيح.
دعواتي لكم بسالسه في العمل وتبسيط لكل اجراء.
االصالح التنظيمي
مواز إلى جانب إزالة القيود التنظيمية .يشير اإلصالح التنظيمي إلى البرامج المنظمة والمستمرة
ٍ إلصالح التنظيمي هو تطور
لمراجعة اللوائح بهدف تقليلها وتبسيطها وجعلها أكثر فعالية من حيث التكلفة..
هو العالج األنجع في حالة استشراء الفساد والسبيل األمثل للقضاء عليه ،واإلصالح مفهوم واسع يشمل
جميع جوانب الحياة التي يمسها الفساد ،فهناك اإلصالح السياسي والقانوني واالقتصادي واالجتماعي
واإلداري منذ زمن بعيد والدول واإلتجاهات تتكلم عن اإلصالح اإلداري وإصالح اإلداة الحكومية وإصالح
اإلدارة واخيرا برز إصطالح (الثورة اإلدارية) ، Administrative Revolutionوكلما أتت حكومة من
الحكومات أعلنت عن برامجها لإلصالح اإلداري ()5
مفهوم االصالح التنظيمي
تهدف عمليات اإلصالح اإلداري إلى إدخال تغييرات أساسية في أنظمة اإلدارة العامة بما تكفل تحسين
مستويات األداء ورفع كفاءة النظم اإلدارية القائمة من خالل تغيير المعتقدات واالتجاهات والقيم والبيئة
التنظيمية وجعلها أكثر مالءمة مع التطور التكنولوجي الحديث وتحديات السوق وتخفيض نسبة القلق
المواطنين ،وأحداث نقلة نوعية في تقديم الخدمات مع تقليص التكاليف وتحويل إدارة الخدمات من أسلوب
البيروقراطية إلى األسلوب التجاري أو االقتصادي سواء عن طريق التخصيص أو عن طريق التشغيل
الذاتي لخدماتها بإيجاد أساليب أكثر مرونة.
ومن الجدير بالذكر ان الحاجة الى االصالح ال تنتهي أبدا وإنما هي عملية ديناميكية مستمرة وال تعني
الحاجة الى االصالح ان هناك حاالت مرضية تستوجب العالج وانما تبقى الحاجة الى التطوير باقية بقاء
المنظمة أو الجهاز االداري ككل.23
دور الحوكمة للالصالح التنظيمي
ويعد عنصرا اإلفصاح والشفافية من أهم المبادئ الالزمة لتحقيق و /أو تطبيق نظام حوكمة
مؤسسات الدولة من خالل ضرورة توفر جميع المعلومات بدقة ووضوح وعدم إخفاء أي
معلومة وإظهارها للجمهور في الوقت المناسب ،مع اإلفصاح عن كافة البيانات المالية
والمعلومات األخرى .والغرض بالطبع من كل ذلك هو توفير الحماية الالزمة للملكية العامة
مع مراعاة مصالح المتعاملين مع مؤسسات الدولة المختلفة ،والحد من استغالل السلطة في
تفضيل المصلحة العامة أحيانا،
بان هذا المفهوم يتراوح بين تنظيم الجهاز اإلداري في الدول على أسس علمية سليمة تكفل تحقيق األهداف
المرجوة منه أي انه يعني تنظيم هذا الجهاز من حيث أساليب وطرق العمل فضالً عن تنظيم شؤون
العاملين فيه .
ما المعنى الواسع فهو يذهب إلى المدخل الذي ينظر إلى الحكومة أو المجتمع كنظام يتكون من هياكل مختلفة
تؤدي وظائف متنوعة وان هذه الهياكل مترابطة ومتناسقة فيما بينها وبالتالي فان أي خلل في أحدها يقود إلى
اختالل الهياكل األخرى مما يعني إن المفهوم الشامل يتمحور حول إدخال أنماط تنظيمية جديدة بحيث تالئم
أنواع النشاط الجديد مع ادخال نظم وقواعد وإجراءات للعمل داخل هذه األنماط الجديدة باإلضافة إلى تحقيق
العالقات اإلشرافية واإلدارية واالستشارية بين هذه التنظيمات من ناحية وبين التنظيمات الجديدة والقديمة
من ناحية أخرى فضال عن توفير القيادات النشطة والواعية المؤمنة بهذه السياسات وكذلك التركيز على
أهمية الموارد البشرية باعتبارها العنصر الحاسم في تنفيذها وإحداث التغيير المطلوب والتركيز المكثف
على أن تكون مخرجات منظمات الجهاز اإلداري تتسم بالنوعية والجودة لتحقيق المساهمة الفاعلة في
االرتقاء بمستوى الرفاهية االقتصادية واالجتماعية نستطيع أن نستنتج من المعنى السابق أن الهدف األساسي
لعملية اإلصالح اإلداري هو نجاح المنظمة في تحقيق أهدافها بفعالية عالية وبالمحصلة النهائية تحقيق
الرفاهية االقتصادية واالجتماعية للفرد والمجتمع .
فاإلصالح اإلداري ونظام الحوكمة تعني في جوهرها التغيير باتجاه التقدم والتطور وباتجاه تحقيق الرفاهية
االقتصادية واالجتماعية وعليه يمكن تلخيص دور الحوكمة في اإلصالح اإلداري من خالل
23
ومن الجدير بالذكر ان الحاجة الى االصالح ال تنتهي أبدا وإنما هي عملية ديناميكية مستمرة وال تعني
الحاجة الى االصالح ان هناك حاالت مرضية تستوجب العالج وانما تبقى الحاجة الى التطوير باقية بقاء
.المنظمة أو الجهاز االداري ككل
المبادئ ألساسية لهذا المفهوم وضرورة تطبيقها على كافة مفاصل الجهاز اإلداري في العراق تحقيقا
لألهداف الكلية وانطالقا من تأثير تلك المبادئ األساسية جوهريا بعملية اإلصالح اإلداري وكما يأتي:-
.1أن ضمان حقوق الملكية سواء كانت عامة أو خاصة يستند إلى التشريعات النافذة لتنظيم العالقات
بين األفراد فيما بينهم أو بين األفراد والدولة أي ما يسمى بالعقد االجتماعي .ويشهد التاريخ بان
العراق من أول البلدان الرائدة و منذ أقدم العصور في مجال إصدار التشريعات ولعل مسلة
حمورابي خير دليل على ذلك .أن تطبيق الحوكمة في العراق يعد وسيلة ناجحة ألجراء إصالحات
أدارية شاملة في أجهزة الدولة وقد يكون من المناسب تكثيف الجهود باتجاه تطوير التشريعات بما
يضمن مواكبة التطورات الحاصلة وبما يصب في المحصلة النهائية باتجاه الحفاظ على ممتلكات
وموارد وتطويرها واستخدامها بالشكل األمثل فضال عن تفعيل دور المؤسسات الرقابية .إذ أن من
ابرز مهام هذه التشكيالت هو الحفاظ على الممتلكات العامة وبالتالي فان تفعيل دورها ودعمها
وضمان استقالليتها ومهنيتها يعني التطور باتجاه الحفاظ على المال العام وتنميته ،كما ال يفوتنا في
هذا المجال التأكيد على دور المجتمع المدني واإلعالمي في الرقابة إذ أن االرتقاء بثقافة المجتمع
يجعل منه خير رقيب على المال العام.
2.أن نظام الحوكمة بما يمثله من قوانين وتعليمات وأسس يمثل في حقيقته اتجاها إصالحيا يوفر
أساسا ثابتا وثقة كاملة للمتعاملين مع مؤسسات الدولة المختلفة بحيث يوفر هذا األساس ضمانا
للجدوى االقتصادية المستهدفة من تعامالتهم المختلفة.
سبق وان خطى العراق خطوات ثابتة بهذا االتجاه إذ تمثلت في تشريع العديد من القوانين التي تنظم
العالقات بين كافة االطراف في النشاط األقتصادي ومنها قانون االستثمار وقانون الشركات العامة
فضال عن تطوير العديد من القوانين المختصة في مجاالت العمل النوعية ومنها تحرير القطاع
المصرفي وإصدار القانون الجديد للبنك المركزي العراقي والمصارف ،وكذلك اعتماد معايير
وقواعد التدقيق والمحاسبة الدولية الصادرة عن المنظمات الدولية واإلقليمية مثل االنتوساي (منظمة
المعايير الرقابية في أمريكا الالتينية) واالسوساي (منظمة المعايير الرقابية في آسيا) واالفروساي
(منظمة المعايير الرقابية في أفريقيا) وتكييفها عن طريق مجلس المعايير العراقي بما يتالئم
وخصوصية البيئة العراقية.
أن التأثير المتبادل بين مؤسسات الدولة والبيئة التي تعمل ضمنها يستوجب االهتمام والتركيز على
األبعاد االجتماعية الناتجة عن عمل المنظمات داخل المجتمع بهدف تعظيم الفائدة المتوخاة من
عملها وتحقيق أهدافها و تقليل اآلثار السلبية التي قد تنتج عن ذلك إلى أدنى الحدود الممكنة .
كما أن نظام الحوكمة بما يكفله من توفير المعاملة المتكافئة لجميع أفراد الشعب يمثل في حقيقته
اتجاها إصالحيا من خالل تحديد الحقوق والواجبات وبما ينمي الشعور الوطني والوالء لعموم أفراد
الشعب.
3.يعد اإلفصاح من المبادئ األساسية التي أشارت أليها المعايير المحاسبية الدولية وكذلك العراقية
بمثابة تطوير األسس والقواعد المعتمدة في التدقيق والتي أشارت أليها مبادئ الحوكمة وهو ما
يتعلق باإلعالن عن نتائج اعمال بشكل عام فضال عن إعالن األهداف التي تسعى المنظمة إلى
تحقيقها بشكل واضح ودقيق والتي تصب في المحصلة النهائية باتجاه تحقيق األهداف االقتصادية
واالجتماعية العليا حيث أن من المبادئ الرئيسي الذي يجب االتفاق عليه والعمل لتحقيقه هو( مبدأ
الشعب أوال) ويمكن تحقيق ذلك من خالل إعالن البيانات المالية والمركز المالي لتلك المؤسسات
وفي أوقاتها المحددة باإلضافة إلى المؤشرات اإلحصائية األخرى وحسب خصوصية كل نشاط وبما
يؤدي إلى تكوين صورة واضحة لدى المعنيين والمهتمين بخصوص تلك المؤسسات .كما يستوجب
هذا االتجاه أيضا اإلفصاح عن جميع المزايا العينية والنقدية التي يتمتع بها القائمون على اإلدارة في
تلك المنظمات ومدى تطور المركز المالي لهم باإلضافة الى المخاطر التي قد تتعرض لها اعمال
المنظمة المعنية والتي قد تحول دون تحقيقها ألهدافها المعلنة وتعزيزا لذلك تقوم المنظمة أيضا
باإلفصاح عن اإلجراءات والهياكل التي اعتمدتها للسير بخطى واضحة وثابتة باتجاه تطبيق
متطلبات الحوكمة وللمرحلة التي تم الوصول إليها.
إما الشفافية فهي تضمن اطالع الشعب على كافة المعلومات والوثائق الخاصة بعمل أجهزة الدولة
بما ينمي فرصة جديدة لتكوين صورة واضحة عن عملها واألهداف التي تسعى إلى تحقيقها ومما
تجدر اإلشارة إليه إن اإلفصاح والشفافية ال تشمل كافة المعلومات عن المؤسسات والعاملين فيها
وإنما الجزء الذي ال يتعارض مع خصوصية عمل هذه المؤسسات التي من شانها إلحاق إضرار بها
أو بالعاملين فيها لذا نرى إن من الضروري تحديد كافه المعلومات التي يتطلب اإلفصاح عنها
لتجنب سوء استخدامها من قبل الجهات األخرى واألخطاء لتي قد تقع نتيجة إعالن هذه المعلومات.
4.إن الواقع الحالي الذي تعمل فيه مختلف أجهزة الدولة من دوائر وحكومية أو شركات عامة قد
حدد إدارتها من جهة معينة كالمدير أو مجالس اإلدارة وفي كلتا الحالتين فان اإلدارة سواء كانت
شخص محدد أو مجلس ستكون هي المسوؤلة األولى عن درجة تحقيق األهداف الشركة وعمال
بالمبدأ اإلداري (اإلدارة باألهداف) أو (االدارة بالنتائج) ويمكن قياس مدى نجاح الوحدة االقتصادية
وكفاءتها بمدى تحقيقها لألهداف المرجوة منها مع مالحظة التأثير على الجوانب األخرى حيث سبق
وان أسلفنا إن المؤسسة كنظام تعمل ضمن بيئة معينة تؤثر وتتأثر بها باستمرار.
وتعتبر المحافظة على المال العام الهدف األول من عملية اإلصالح اإلداري .ومن أهم السبل
الكفيلة بتحقيق ذلك هي إكمال المظلة القانونية والتشريعية له ،وبما يتالئم مع البيئة االقتصادية،
حيث أن معايير الحوكمة تقوم على الشفافية والمسائلة والمحاسبة ،لضمان حقوق المتعاملين مع
مؤسسات الدولة المختلفة سواء أكانت سلعية أم خدمية .وتعد حوكمة مؤسسات الدولة من أهم
مؤشرات مكافحة الفساد ،ومن أهم محفزات البيئة االستثمارية وجذب رؤوس األموال أيضا.
وتعمل تلك الحوكمة ضمن معايير وقوانين ثابتة مما يشيع روح االطمئنان بالنسبة لكافة
المتعاملين فيها أو معها .
24
أهمية الحوكمة في اإلصالح اإلداري
24
سندس سعدي حسين ،اثر حوكمة الشركات في التدقيق الداخلي ،المعهد العربي للمحاسبين القانونيين
(بحث مقدم لنيل شهادة المحاسبه القانونيه) ،بغداد.2006 ،
إذا أردنا أن نختصر مفهوم اإلصالح اإلداري سواء بالمعنى الجزئي الضيق أو بالمعنى الشامل
الواسع نستطيع أن نقول بان هذا المفهوم يتراوح بين تنظيم الجهاز اإلداري في الدول على أسس علمية
سليمة تكفل تحقيق األهداف المرجوة منه أي انه يعني تنظيم هذا الجهاز من حيث أساليب وطرق العمل
فضالً عن تنظيم شؤون العاملين فيه.
أما المعنى الواسع فهو يذهب إلى المدخل الذي ينظر إلى الحكومة أو المجتمع كنظام يتكون من
هياكل مختلفة تؤدي وظائف متنوعة وان هذه الهياكل مترابطة ومتناسقة فيما بينها وبالتالي فان أي خلل في
أحدها يقود إلى اختالل الهياكل األخرى مما يعني إن المفهوم الشامل يتمحور حول إدخال أنماط تنظيمية
جديدة بحيث تالئم أنواع النشاط الجديد مع ادخال نظم وقواعد وإجراءات للعمل داخل هذه األنماط الجديدة
باإلضافة إلى تحقيق العالقات اإلشرافية واإلدارية واالستشارية بين هذه التنظيمات من ناحية وبين
التنظيمات الجديدة والقديمة من ناحية أخرى فضال عن توفير القيادات النشطة والواعية المؤمنة بهذه
السياسات وكذلك التركيز على أهمية الموارد البشرية باعتبارها العنصر الحاسم في تنفيذها وإحداث التغيير
المطلوب والتركيز المكثف على أن تكون مخرجات منظمات الجهاز اإلداري تتسم بالنوعية والجودة لتحقيق
المساهمة الفاعلة في االرتقاء بمستوى الرفاهية االقتصادية واالجتماعية نستطيع أن نستنتج من المعنى
السابق أن الهدف األساسي لعملية اإلصالح اإلداري هو نجاح المنظمة في تحقيق أهدافها بفعالية عالية
وبالمحصلة النهائية تحقيق الرفاهية االقتصادية واالجتماعية للفرد والمجتمع.
وبعد هذا المستوى من التحليل يمكن أن ننظر إلى هذه النتيجة من منطلق مفهوم الحوكمة وال يخفى
علينا أنها بأبسط التعابير ال تتعدى وجود نظم معينة تحكم العالقة بين األطراف األساسية التي تؤثر في
األداء بشكل عام أي أنها تشمل مقومات معينة لتقوية المؤسسة ودورها وتأثيرها في المجتمع على المدى
البعيد وكذلك أذا أردنا التأكيد على هذا المفهوم نقول بان ظهور مفهوم الحوكمة ابتداء كان في أعقاب
االنهيارات االقتصادية واألزمات المالية وتزايدت أهمية هذا المفهوم في أدارة المنظمة عموما نتيجة لالتجاه
العام في التحول باتجاه النظم الرأسمالية التي يعتمد فيها بدرجة كبيرة على الشركات الخاصة لتحقيق
معدالت مرتفعة من النمو االقتصادي هذا المفهوم بمعناه الواضح يشير إلى الترابط بين مفهوم الحوكمة
واإلصالح اإلداري سواء من حيث المسببات واإلجراءات أو من حيث األسس واألهداف وكذلك هناك تفاعل
وتغذية عكسية فيما بين اآلليات المعتمدة في تحقيق كل منها فاإلصالح اإلداري ونظام الحوكمة تعني في
جوهرها التغيير باتجاه التقدم والتطور وباتجاه تحقيق الرفاهية االقتصادية واالجتماعية وعليه يمكن تلخيص
دور الحوكمة في اإلصالح اإلداري من خالل المبادئ األساسية لهذا المفهوم وضرورة تطبيقها على كافة
مفاصل الجهاز اإلداري في العراق تحقيقا لألهداف الكلية وانطالقا من تأثير تلك المبادئ األساسية جوهريا
بعملية اإلصالح اإلداري وكما يأتي -:
أن ضمان حقوق الملكية سواء كانت عامة أو خاصة يستند إلى التشريعات النافذة لتنظيم العالقات .1
بين األفراد فيما بينهم أو بين األفراد والدولة أي ما يسمى بالعقد االجتماعي .ويشهد التاريخ بان
العراق من أول البلدان الرائدة و منذ أقدم العصور في مجال إصدار التشريعات ولعل مسلة
حمورابي خير دليل على ذلك .أن تطبيق الحوكمة في العراق يعد وسيلة ناجحة ألجراء إصالحات
أدارية شاملة في أجهزة الدولة وقد يكون من المناسب تكثيف الجهود باتجاه تطوير التشريعات بما
يضمن مواكبة التطورات الحاصلة وبما يصب في المحصلة النهائية باتجاه الحفاظ على ممتلكات
وموارد وتطويرها واستخدامها بالشكل األمثل فضال عن تفعيل دور المؤسسات الرقابية .إذ أن من
ابرز مهام هذه التشكيالت هو الحفاظ على الممتلكات العامة وبالتالي فان تفعيل دورها ودعمها
وضمان استقالليتها ومهنيتها يعني التطور باتجاه الحفاظ على المال العام وتنميته ،كما ال يفوتنا في
هذا المجال التأكيد على دور المجتمع المدني واإلعالمي في الرقابة إذ أن االرتقاء بثقافة المجتمع
يجعل منه خير رقيب على المال العام.
أن نظام الحوكمة بما يمثله من قوانين وتعليمات وأسس يمثل في حقيقته اتجاها إصالحيا يوفر أساسا .2
ثابتا وثقة كاملة للمتعاملين مع مؤسسات الدولة المختلفة بحيث يوفر هذا األساس ضمانا للجدوى
االقتصادية المستهدفة من تعامالتهم المختلفة.
سبق وان خطى العراق خطوات ثابتة بهذا االتجاه إذ تمثلت في تشريع العديد من القوانين التي تنظم
العالقات بين كافة االطراف في النشاط األقتصادي ومنها قانون االستثمار وقانون الشركات العامة
فضال عن تطوير العديد من القوانين المختصة في مجاالت العمل النوعية ومنها تحرير القطاع
المصرفي وإصدار القانون الجديد للبنك المركزي العراقي والمصارف ،وكذلك اعتماد معايير
وقواعد التدقيق والمحاسبة الدولية الصادرة عن المنظمات الدولية واإلقليمية مثل االنتوساي (منظمة
المعايير الرقابية في أمريكا الالتينية) واالسوساي (منظمة المعايير الرقابية في آسيا) واالفروساي
(منظمة المعايير الرقابية في أفريقيا) وتكييفها عن طريق مجلس المعايير العراقي بما يتالئم
وخصوصية البيئة العراقية.
أن التأثير المتبادل بين مؤسسات الدولة والبيئة التي تعمل ضمنها يستوجب االهتمام والتركيز على
األبعاد االجتماعية الناتجة عن عمل المنظمات داخل المجتمع بهدف تعظيم الفائدة المتوخاة من
عملها وتحقيق أهدافها و تقليل اآلثار السلبية التي قد تنتج عن ذلك إلى أدنى الحدود الممكنة.
كما أن نظام الحوكمة بما يكفله من توفير المعاملة المتكافئة لجميع أفراد الشعب يمثل في حقيقته
اتجاها إصالحيا من خالل تحديد الحقوق والواجبات وبما ينمي الشعور الوطني والوالء لعموم أفراد
الشعب.
يعد اإلفصاح من المبادئ األساسية التي أشارت أليها المعايير المحاسبية الدولية وكذلك العراقية .3
بمثابة تطوير األسس والقواعد المعتمدة في التدقيق والتي أشارت أليها مبادئ الحوكمة وهو ما يتعلق
باإلعالن عن نتائج اعمال بشكل عام فضال عن إعالن األهداف التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها
بشكل واضح ودقيق والتي تصب في المحصلة النهائية باتجاه تحقيق األهداف االقتصادية
واالجتماعية العليا حيث أن من المبادئ الرئيسي الذي يجب االتفاق عليه والعمل لتحقيقه هو( مبدأ
الشعب أوال) ويمكن تحقيق ذلك من خالل إعالن البيانات المالية والمركز المالي لتلك المؤسسات
وفي أوقاتها المحددة باإلضافة إلى المؤشرات اإلحصائية األخرى وحسب خصوصية كل نشاط وبما
يؤدي إلى تكوين صورة واضحة لدى المعنيين والمهتمين بخصوص تلك المؤسسات .كما يستوجب
هذا االتجاه أيضا اإلفصاح عن جميع المزايا العينية والنقدية التي يتمتع بها القائمون على اإلدارة في
تلك المنظمات ومدى تطور المركز المالي لهم باإلضافة الى المخاطر التي قد تتعرض لها اعمال
المنظمة المعنية والتي قد تحول دون تحقيقها ألهدافها المعلنة وتعزيزا لذلك تقوم المنظمة أيضا
باإلفصاح عن اإلجراءات والهياكل التي اعتمدتها للسير بخطى واضحة وثابتة باتجاه تطبيق
متطلبات الحوكمة وللمرحلة التي تم الوصول إليها.
إما الشفافية فهي تضمن اطالع الشعب على كافة المعلومات والوثائق الخاصة بعمل أجهزة الدولة
بما ينمي فرصة جديدة لتكوين صورة واضحة عن عملها واألهداف التي تسعى إلى تحقيقها ومما
تجدر اإلشارة إليه إن اإلفصاح والشفافية ال تشمل كافة المعلومات عن المؤسسات والعاملين فيها
وإنما الجزء الذي ال يتعارض مع خصوصية عمل هذه المؤسسات التي من شانها إلحاق إضرار بها
أو بالعاملين فيها لذا نرى إن من الضروري تحديد كافه المعلومات التي يتطلب اإلفصاح عنها
لتجنب سوء استخدامها من قبل الجهات األخرى واألخطاء لتي قد تقع نتيجة إعالن هذه المعلومات.
إن الواقع الحالي الذي تعمل فيه مختلف أجهزة الدولة من دوائر وحكومية أو شركات عامة قد حدد .4
إدارتها من جهة معينة كالمدير أو مجالس اإلدارة وفي كلتا الحالتين فان اإلدارة سواء كانت شخص
محدد أو مجلس ستكون هي المسوؤلة األولى عن درجة تحقيق األهداف الشركة وعمال بالمبدأ
اإلداري (اإلدارة باألهداف) أو (االدارة بالنتائج) ويمكن قياس مدى نجاح الوحدة االقتصادية
وكفاءتها بمدى تحقيقها لألهداف المرجوة منها مع مالحظة التأثير على الجوانب األخرى حيث سبق
وان أسلفنا إن المؤسسة كنظام تعمل ضمن بيئة معينة تؤثر وتتأثر بها باستمرار.
(25)1
السياسات الواجب اعتمادها للوصول إلستراتيجية اإلصالح اإلداري
إعداد أدلة تنظيمية حديثة الستخدامها كمراجع للمستويات اإلدارية المختلفة تتضمن تحديد الواجبات .1
والمسؤوليات وخطوط السلطة والصالحيات والعالقة بين اإلدارات المختلفة من اجل خلق عالقات
عمل واضحة تتفادى االزدواجية والتداخل في انجاز اإلعمال.
تطوير القيادات اإلدارية وتعزيز التراكم المعرفي لديها من خالل إشاعة األساليب اإلدارية الحديثة في .2
العمل وخاصة أساليب اتخاذ القرارات والتحفيز من خالل تطوير المهارات اإلدارية والفنية عن
طريق دورات تأهيلية وتطويرية تم التخطيط لها.
إشاعة مفاهيم الديمقراطية والعمل الجماعي والمشاركة في اتخاذ القرارات لتعزيز القناعة والوالء لدى .3
العاملين في منظمات الجهاز اإلداري وتقليل مقاومة التغيير التي تصاحب عمليات التطوير والعمل
على رفع الروح المعنوية.
التركيز على اعتماد أساليب المحافظة على الموارد البشرية وتعزيز دورها في العملية اإلنتاجية بما .4
يشمل ذلك السعي إلى ربط األجر باإلنتاجية وتطبيق معايير لتقويم اداء العاملين ومراعاة ظروف العمل
وتحسين البيئة وتعزيز دور السالمة المهنية.
العمل على وضع برنامج وظيفي شامل يحقق االستثمار األفضل لقدرات ومجهودات الموارد البشرية .5
ويستند إلى مجموعة من الدراسات الشاملة من دراسات تخطيط القوى العاملة وتحليل اإلعمال
25أكمال مظلة التشريعات التي تستهدف تطبيق مفهوم الحوكمة في مختلف أجهزة الدولة لما لهذا النظام من
أهمية لتحقيق الهدف األساسي في الحفاظ على المال العام وتنميته.
ووصف الوظائف واحتساب أعباء العمال واختيار العاملين وإعادة توزيعها وغيرها وصوال إلى
االرتفاع بمستوى األداء الفردي والجماعي.
زيادة فعالية العملية التدريبية بمختلف أنواعها وربط التدريب بتقويم األداء وتعزيز حاالت اإلبداع .6
والتطوير والعمل على وضع خطط تدريب تتناسب مع االحتياجات التي تحددها منظمات الجهاز
اإلداري والتعاون بين مراكز ومعاهد التدريب على تلبية تلك المتطلبات بمستوى علمي ومهني عال.
االهتمام ببرامج تقويم الشفافة والنزاهة والمساءلة اإلدارية ومكافحة الفساد اإلداري لتعزيز انتماء .7
الموظف لوظيفته والتزامه بأخالقيات وقيم العمل التي تعكس مستوى عاليا من اإلخالص والتفاني.
استخدام التقنيات الحديثة في بناء قواعد المعلومات لإلسهام في دعم عمليات وضع األهداف وتحديد .8
السياسة واتخاذ القرارات.
ـــــــــــــــــــــ
.9تعزيز المسؤولية االجتماعية للمؤسسات اإلنتاجية والخدمية تجاه المستهلكين لمنتجاتها وخدماتها من
حيث النوعية والصالحية وجودة االستخدام وحماية البيئة من خالل االلتزام بشروط المحافظة عليها
سليمة من التلوث واألضرار األخرى.
.10تطوير األساليب واإلجراءات المعتمدة من قبل منظمات الجهاز اإلداري لتتماشى مع متطلبات التطور
والنهوض باألداء وتقديم الخدمات للمواطنين.
.11توفر المستلزمات الالزمة للتأهيل لتطبيق المواصفات القياسية في اإلنتاج والخدمات.
.12تعزيز أواصر التعاون مع المنظمات والهيئات والمراكز المحلية واإلقليمية ذات العالقة لتنفيذ مشاريع
إدارية مشتركة.
ويمكن أن يعرف اإلصالح اإلداري بمعنى جزئي ضيق ،أو بمعنى شامل وواسع الذي يذهب
إلى المدخل الذي ينظر إلى الحكومة أو المجتمع بحسبانه نظاما يتكون من هياكل مختلفة تؤدي
وظائف متنوعة ،وأن هذه الهياكل مترابطة ومتناسقة فيما بينها .وبالتالي فان أي خلل في أحدها
يقود إلى اختالل الهياكل األخرى .هذا فضال عن التركيز على أهمية الموارد البشرية
باعتبارها العنصر الحاسم في تنفيذ وإحداث التغيير المطلوب ،شريطة أن تكون مخرجات
الجهاز اإلداري تتسم بالنوعية والجودة لتحقيق اإلصالح اإلداري المنشود .
ويشير البعض الى أن الدول التي فيها فساد إداري بحاجة ماسة الى ستراتيجية وطنية لمكافحته وتحقيق
إصالح إداري شامل ،ولكن بسبب معوقات اإلصالح فإن هذا المصطلح الجميل حقا أن يوصف بأنه
(الحزين المسكين) لفرط ما ارتكبت باسمه جرائم وآثام.
إن اإلدارة العامة في العراق اآلن بأمس الحاجة الى اإلصالح ،فقد ذكر احد المسؤولين قائال :بأن المؤسسات
التي ورثناها تعمل على العكس من التوجه الجديد وزدنا عددها بدل العمل على تقليصها ،كما عملنا على
زيادة عدد الموظفين بدل ترشيقهم ،واضاف بأن المؤسسات التي ورثناها من النظام السابق ،كانت قائمة
على فلسفة مركزية ،اما اليوم فنحن بصدد نظام السوق الحر الذي يعتمد على عوامل السوق والقطاع
الخاص ،الذي لم ننفذ منه شيئا ().6
المبحث األول
ماهية اإلصالح اإلداري
وفيه المطالب اآلتية:
المطلب األول
البعد التاريخي لإلصالح اإلداري
يعتبر الفرنسي (بيشي) أول من انتقد اإلدارات العامة وذلك عندما نشر كتابه (الشرطة والبلدية) في العام
1789شارحا فيه كيف ينظر المواطن الفرنسي إلى اإلدارة عشية الثورة الفرنسية بأن (المكتب ليس
بمجلس والكتبة ال يحق لهم أن ينتصبوا كمشرعين) ،ويعتبر األلماني (ستين) أول من وجه دعوة لتطوير
اإلدارة وذلك في كتابه (مذهب اإلدارة) ،والذي ضمنه توصيات بإجراء اصالحات مهمة وأساسية .والحقيقة
أن هذه الدعوات لم تبق دون تطبيق ،إذ اعتمد القسم األكبر منها في ألمانيا في القرن التاسع عشر وهذا ما
وفر لها إدارة رفيعة المستوى.
وظهر مصطلح اإلصالح اإلداري في أواخر الستينيات من القرن الماضي في بعض الدراسات عندما قام
علماء اإلدارة مثل Bribanti & Spenglerو Lapalamboraو " Riggsبالدعوة الى إعادة تنظيم
النظم اإلدارية لتواكب التغيير وتتماشى مع البرامج اإلنمائية القومية ،وساعد على تقبل هذا الفكر الجديد أن
النظم اإلدارية القديمة فشلت في تنفيذ البرامج التي تعمل على تحقيق التنمية والتقدم ،منذ ذلك الحين
وموضوع اإلصالح اإلداري يشغل فكر اإلداريين في العالم حتى زاد التركيز عليه في ثمانينيات القرن
الماضي عندما دعى علماء اإلدارة الحكومات لتطبيق هذا الفكر الجديد في أجهزتهم اإلدارية ألنه يعتمد على
التغيير والتطوير ألداء الجهاز اإلداري().7
ولكن بعض الباحثين يشير الى أن محاوالت اإلصالح اإلداري ظهرت في أواخر العصور الوسطى وكانت
تهدف الى القضاء على حاالت الفساد.
وقد القت هذه الدعوة ترحيبا من الدول المتقدمة ولكن بعض الدول النامية رفضت هذا الفكر الجديد معللة
ذلك بأنه طالما ان اإلدارات تؤدي واجبها فال داعي إلدخال أي تغييرات ،ولكن هذه الدول هي التي فشلت
في تقديم التزاماتها تجاه الشعب ،ولذلك كان البد من البدء في تبني فكرة اإلصالح اإلداري بالمفهوم الحديث
().8
وقد كثر الحديث عن اإلصالح اإلداري حتى أصبح شعارا ينادي به كل من يهمه أمر اإلدارة سواء كان من
المستفيدين من خدمات اإلدارة او العاملين فيها أو الحكومة نفسها التي تواجه مشكلة اإلصالح اإلداري بصفة
مستمرة حتى تتمكن من زيادة إنتاجية العمل اإلداري وتمتص عدم الرضا من نفوس الذين ال ترضيهم أحوال
اإلدارة.
وهناك تجارب لإلصالح اإلداري قامت بها بعض الدول وهي تختلف من تجربة الى أخرى ،ففي الواليات
المتحدة األمريكية سمحت ظروفها التاريخية بإجراء التغييرات السياسية بأسلوب تدريجي وتكوين مؤسساتها
السياسية دون عنف أو تغيرات فجائية ،فالمؤسسات السياسية سابقة على أجهزة الخدمة المدنية ،لذلك نجد أن
اللجان التشريعية تمارس رقابة فعالة على جوانب عديدة من عمليات االجهزة التي تقع تحت إشراف كل
منها وترتيبا على هذا تمثلت المقترحات االصالحية بتوصيات إلضعاف الدور الرقابي للجان المختلفة
وسلطاتها على األجهزة اإلدارية.
وقد بدأ االصالح اإلداري بالتركيز على إصالح نظام الخدمة المدنية وإبعاد الفساد الحزبي والسياسة الحزبية
عن الوظيفة العامة ومن الذين أسهموا في ذلك (وودروولسن) ببحثة الشهير ـ دراسة اإلدارة ـ فقد نادى
بإبعاد التدخل الحزبي عن الوظيفة العامة والقضاء على نظام االسالب أو الغنائم وشغلها على اساس الكفاءة
وتحقيق تكافؤ الفرص
وهناك ثالثة مبادىء أساسية لإلصالح االداري وهي (الشفافية ،المساءلة ،الحكم الجيد) نتناولها في
فللشفافية االدارية دور بارز في محاربة الفساد ،ولكي تساهم الشفافية االدارية في انجاز هذه االهداف فال بد
من توافر المتطلبات الضرورية لكي تنجح في تحقيق اهدافها ،فتوافر مستوياتها المالئمة وإحداث التطور
التنظيمي وإدارة الجودة و(الهندرة االدارية) من المفاهيم الضرورية الواجب توافرها في اجهزة االدارة
العامة لكي تنجح عملية الشفافية ونتيجة ألهمية الشفافية فقد تناولها العديد من الباحثين رغبة في تحديد مفهوم
واضح ومحدد لها ،فيعرفها نزيه برقاوي بأنها( :الوضوح والعقالنية وااللتزام بالمتطلبات أو الشروط
المرجعية للعمل وتكافؤ الفرص للجميع وسهولة االجراءات والحد من الفساد) ويعرفها علي الشيخ :بأنها
الوضوح التام في اتخاذ القرارات ورسم الخطط والسياسات وعرضها على الجهات المعنية بمراقبة اداء
الحكومة وخضوع الممارسات اإلدارية والسياسية للمحاسبة والمراقبة ().56
26
المطلب األول :الشفافية
برز اإلهتمام بالشفافية على المستوى الدولي في اآلونة األخيرة ،فعقدت مؤتمرات عديدة حولها في إطار
األمم المتحدة ومنظمة التعاون والتنمية في المجال اإلقتصادي ،وخصص البنك الدولي لهذه المسألة دراسات
متعددة ( ،)51وتأسست منظمة خاصة بها في المانيا هي (منظمة الشفافية العالمية International
الفساد26 الذي اقامته مؤسسة )صباح عبدالكاظم شبيب الساعدي بحث مقدم الى مؤتمر (االصالح التشريعي طريق نحو الحكومة الرشيدة ومكافحة
والشفافية ظاهرة تشير الى تقاسم المعلومات والتصرف بطريقة مكشوفة ،فهي تتيح لمن لهم مصلحة في
شأن ما أن يجمعوا معلومات حول هذا الشأن قد يكون لها دور حاسم في الكشف عن المساوىء وفي حماية
مصالحهم ،وتقوم الشفافية على التدفق الحر للمعلومات فهي تتيح للمعنيين ان يطلعوا على المعلومات
المرتبطة بهذه المصالح تساعدهم على فهمها ومراقبتها وتزيد من سهولة الوصول الى المعلومات بصورة
واضحة وكافية ().54
وتعتبر الشفافية من المفاهيم الحديثة والمتطورة التي يتوجب على الجميع االخذ بها لما لها من أهمية في
احداث التنمية اضافة الى مساهمتها في تنمية التنظيمات االدارية ،إن توفر الشفافية االدارية يعتبر من أهم
متطلبات مكافحة الفساد االداري وهي احدى اهم االستراتيجيات التي تتبعها الدول لمكافحة الفساد ،فزيادة
درجة الشفافية تساهم الى حد بعيد في زيادة درجة الثقة التي يمنحها المواطنون للعاملين في القطاع
الحكومي ،كما ان زيادة مستوى الشفافية في العمليات اإلدارية يعني وضوح اجراءات العمل واالبتعاد عن
الروتين ،فضال عن أنها تسهل حصول المواطنين على الخدمات التي يريدونها ،ومما زاد من اهمية هذا
المفهوم هو نجاح بعض الحكومات في تطبيق هذا المفهوم والحصول على نتائج ايجابيه ادت الى تدني
مستوى الفساد ().55
فللشفافية االدارية دور بارز في محاربة الفساد ،ولكي تساهم الشفافية االدارية في انجاز هذه االهداف فال بد
من توافر المتطلبات الضرورية لكي تنجح في تحقيق اهدافها ،فتوافر مستوياتها المالئمة وإحداث التطور
التنظيمي وإدارة الجودة و(الهندرة االدارية) من المفاهيم الضرورية الواجب توافرها في اجهزة االدارة
العامة لكي تنجح عملية الشفافية ونتيجة ألهمية الشفافية فقد تناولها العديد من الباحثين رغبة في تحديد مفهوم
واضح ومحدد لها ،فيعرفها نزيه برقاوي بأنها( :الوضوح والعقالنية وااللتزام بالمتطلبات أو الشروط
المرجعية للعمل وتكافؤ الفرص للجميع وسهولة االجراءات والحد من الفساد) ويعرفها علي الشيخ :بأنها
الوضوح التام في اتخاذ القرارات ورسم الخطط والسياسات وعرضها على الجهات المعنية بمراقبة اداء
الحكومة وخضوع الممارسات اإلدارية والسياسية للمحاسبة والمراقبة ().56
يستنتج من هذه التعريفات إن الشفافية تتضمن وضوح التشريعات ودقة االعمال المنجزة داخل التنظيمات
واتباع ممارسات ادارية واضحة للوصول الى اتخاذ قرارات على درجة من الموضوعية والدقة والوضوح
وبناء على ذلك فأن مفهوم الشفافية اإلدارية يتضمن:
4-تعزيز قدرات االدارة على مواكبة المتغيرات والمستجدات السياسية واالقتصادية واالجتماعية.
1.تحقيق المصلحة العامة ألن غياب الشفافية في بعض القوانين واالنظمة وعدم وضوح نصوصها يعتبر
سببا رئيسا لالجتهادات الشخصية.
2.المساعدة في اتخاذ قرارات ادارية صحيحة ،ذلك ان عدم المراجعة الدورية للقوانين واألنظمة يترتب
عليه اتخاذ قرارات غير سليمة.
3.تسهيل جذب االستثمارات وتشجيعها :ذلك ان انعدام الشفافية في القوانين واألنظمة والممارسات اإلدارية
له آثار سلبية على االستثمارات من حيث إعاقة المشاريع االستثمارية.
5.إنعاش السوق المالي :ان مفهوم الشفافية في القوانين واألنظمة المتعلقة بالسوق المالي والجوانب المالية
والسياسات االستثمارية يؤدي إلى المصداقية من حيث توافر البيانات والمعلومات المتعلقة بالشؤون المالية.
6.إزالة العوائق البيروقراطية والروتينية :حيث تساعد الشفافية على إزالة العوائق البيروقراطية والروتينية
وتعمل على تبسيط اإلجراءات.
وعليه فأن إجراءات الشفافية تتطلب الوضوح والعالنية في التصرفات اإلدارية أمام الجميع فاالستثناء أو
التفرقة يفسح المجال أمام ظاهرة المحسوبية والرشوة والواسطة والمحاباة...الخ .ففي مجال شراء البضائع
وال خدمات من جانب الحكومات وقطاعها العام ،الذي يعتبر مصدرا رئيسيا للفساد في كثير من الدول ،فقد
عملت بعضها على جعل استدراج و تقييم العروض المقدمة علنيا وبطريقة اكثر شفافية ().60
لذلك يقتضي اإلصالح اإلداري أن تلتزم الهيئات اإلدارية بالشفافية والوضوح في عملها ،وأن تتيح حرية
وصول المعلومات عما تقوم به من اعمال للمواطنين بل بمبادرة ،ذلك أنها ال تقوم بأعمال سرية بل تقدم
خدمات للمواطنين ،وإن من شأن ذلك دعم أواصر الثقة بين اإلدارة والمواطنين.
فقد قال النبي األكرم محمد (ص)( :كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) ،هذا في المسؤولية.
كما قال (ص)( :إن هللاا تعالى سائل كل راع عما استرعاه ،أحفظ ذلك أم ضيعه؟) وهذا في المساءلة ،فكلمة
"سائل" هي مفردة مساءلة ،و"استرعاه" هي مفردة المسؤولية ،وعلى ذلك فالمسؤولية تعني (التزام صاحب
السلطة بمباشرة األعباء أو االختصاصات الموكلة له في اإلطار الشرعي لها) ،وهكذا تعبر السلطة عن
اإلطار الشرعي الذي يتيح للموظف مزاولة مهامه الوظيفية ().61
فالمساءلة بصورة عامة تعني ان االفراد والموظفين تتم مساءلتهم وتحملهم مسؤولية انجاز االفعال المكلفين
بأدائها ،ويتم الحكم على هذه المسؤولية او قياسها من خالل معايير واضحة ومعلنة ،فيتحمل االفراد
والمنظمات مسؤولية اداءهم ،ولالستدالل على وجود عالقة مباشرة بين الفساد وغياب المساءلة استخدمت
المعادلة اآلتية :الفساد = االحتكار +حرية التصرف – المساءلة.
اما في االدارة العامة فالمساءلة تعني التزام أجهزة االدارة العامة بتقديم حساب عن طبيعة ممارساتها
للواجبات المنوطة بها بهدف رفع كفاءتها وفعاليتها ،والقضية المثارة اآلن هي مدى مالئمة آليات المساءلة
التقليدية المعتمدة بصفة اساسية على مفهوم االلتزام بالقواعد والقوانين وتطبيق االجراءات للتغير الحادث في
نظم واتجاهات وتطبيقات االدارة العامة فمع االصالح االداري الجاري في العديد من الدول وتبنى الكثيرين
لبعض مفاهيم االدارة العامة الجديدة ، New Public Managementاظهرت الحاجة الى مراجعة
اساليب المساءلة التقليدية المستخدمة واإلنتقال من مساءلة تعتمد على االلتزام الى مساءلة تركز على االداء
().62
وتجدر االشارة الى أن هناك من يرى مفهوم المسؤولية اكثر اتساعا من مفهوم المساءلة ،فالمسؤولية عندهم
تتضمن بعدين رئيسين:
اولهما :المسؤولية الشخصية والتي ال يتصور مساءلة االنسان عنها ،وثانيهما :المسؤولية امام الغير عن اداء
مهام واختصاصات معينة وهذا البعد هو الذي تظهر بصدده المساءلة ،ولقد أخذ الدين اإلسالمي بالمسؤولية
الشخصية إنطالقا من قوله تعالى (وال تزر وازرة وزر اخرى) ( ،)63بيد أن ذلك ال ينفي مسؤولية الرئيس
اإلداري عن اعمال مرؤوسيه انطالقا من ان ذلك يعد جزءا من مسؤولياته ،ويعد هذا أحد المبادىء الرئيسة
لفكرة تفويض السلطة في االسالم فمفوض السلطة عليه أن يراقب ويتابع حسن التنفيذ ممن فوض اليه
السلطة.
وتكون المساءلة من هذه الوجهة عملية مراجعة تقع على عاتق الشخص صاحب السلطة (المسؤول) للوقوف
على مدى التزامه بتبعات وظيفته ،وال تقع المساءلة على الفرد المسؤول اال بعد أن يتمتع بسلطات لمباشرة
اختصاصاته وهو ما يعني ضرورة ارتباط المسؤولية بالسلطة تالزما وتوازنا .كما أنه من غير المنطقي أن
تكون للموظف سلطة دون ان يترتب عليها التزامات وواجبات كما يجب أن يحدث التوازن بين السلطة
والمسؤولية ،بمعنى أن يكون مدى المسؤولية مناسبا لما زود به الموظف من سلطات ،فال يجوز تحميله
مسؤوليات تفوق أو تقل عما خول من سلطات فبقدر السلطة تكون المسؤولية ،وتأتي بعد ذلك المساءلة والتي
يجب أن تتم على شخص مسؤول وله سلطات متالزمة ومتوازنة مع مسؤولياته ،وعليه فأن تحديد السلطة
والمسؤولية في التنظيم االداري مبدأ اساس لكي يعرف كل موظف واجباته فيؤديها ،وسلطاته فيمارسها،
وبذلك تسهل معاقبته إن أخطأ وإثابته إن أصاب ().64
وترتكز المساءلة على المعرفة والمعلومات ،وكذلك على دوافع تشجع المسؤولين على القيام بذلك بامانة
وفعالية ونزاهة ،وقد أدى كون تأمين المساءلة في ادارة الحكم امرا بالغ التعقيد الى تطوير مقاربات متعددة
لجعل الحكومات والمسؤولين الحكوميين اكثر عرضة للمساءلة ().65
2.زيادة الوعي السياسي للشعوب والمطالبة بحق التمتع بالديمقراطية وبكل المزايا التي يدعو لها مفهوم
الحكم الصالح واالدارة االفضل لشؤون المجتمع والدولة ،ولقد اثبتت الدراسات ان هناك عالقة طردية بين
الديمقراطية ومكافحة الفساد.
3.ضغوط المجتمع الدولي وتأثير العولمة فالعالم قد اصبح اليوم قرية صغيرة ،فما يثار من قضايا وما يثير
االهتمام في دولة ما من السهولة انتقاله عبر الحدود ،ولقد زاد االهتمام بموضوع المساءلة في العديد من
الدول المتقدمة ومن تلك الدول اعضاء منظمة التعاون االقتصادي والتنمية(OECD) (66).
المعلومات هي العدو الطبيعي للفساد فمحاربة الفساد يمكن تحقيقهما بصورة اكبر عند اتاحة المعلومات،
وعصر المعلومات يحتم على الحكومات أن تتخذ كافة التدابير الممكنة لمكافحة الفساد ،كذلك يمكن استغالل
هذا التطور في تداول المعلومات وامكانية تحويل االموال والحسابات البنكية.......الخ كوسيلة للفساد ذاته
ومن ثم زادت الحاجة الى المساءلة.
5.االهتمام المتزايد باالصالح االداري ومحاربة الفساد واعادة اختراع الحكومات ففي مؤتمر دولي يناقش
موضوع اعادة اختراع الحكومة استخلص الحاضرون ان الخطوات الالزمة للحد من الفساد هي نفسها
الخطوات الالزمة لزيادة الكفاءة ومساعدة النظام االداري للعمل بصورة افضل وبتكلفة اقل ومما ().67
وبما أن العراق كغيره من الدول يعاني من الفساد وهناك حاجة ماسة الى مكافحته والحد منه ،اذن يتطلب
االمر تفعيل مبدأ المساءلة من خالل خضوع الجميع لحكم القانون ،ومساءلتهم عن أفعالهم وقياس مستوى
أدائهم لبيان أوجه اإلنحراف أو الفساد في هذه األفعال والتصرفات ،ونتيجة لذلك يجب إعمال مبدأ الثواب
والعقاب ،من خالل مكافأة األسوياء والنزيهين ومحاسبة المنحرفين والفاسدين ،لكي تكون هناك صورة
واضحة أمام الجميع بأن من ينحرف يساءل عن ذلك ومن يستقيم يكافىء على ذلك.
مساءلة الفرد لذاته انطالقا من عبوديته هلل ويقينه بالمساءلة االلهية ،ولها جانب وقائي يمنع ترك المعروف
واتيان المنكر ،وجانب عالجي فاذا ما ترك المرء معروفا أو اتى منكرا يتمثل هذا الجانب في التذكر الدائم
لعبودية المرء هلل التي تترك أثرها في ندمه على ما ارتكبه أو تركه وعزمه على عدم العود مستقبال ،واذا ما
كان االمر متعلقا باآلخرين فيجب أن يبرأ المرء من حقوقهم ،وهذه هي التوبة التي تكون نتيجة المساءلة
الذاتية ،ولقد كانت المساءلة الذاتية هي االساس واالصل في اإلسالم ،وإن أول من طبق هذه المساءلة هو
الرسول الكريم (ص) فقد قال حينما اراد اسامة بن زيد أن يشفع المرأة مخزومية سرقت بعض األموال
إلعفائها من حد السرقة (إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم
الضعيف اقاموا عليه الحد ،وإني والذي نفسي بيده لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).
ونرى من جانبنا أن المساءلة الذاتية مهمة جدا في مكافحة الفساد اإلداري ،ذلك أنها تضع الفرد رقيبا على
نفسه ومحاسبا لها ،واذا كانت المساءلة الذاتية ذات اصل ديني فأن جرائم الفساد اإلداري كلها من المحرمات
كالرشوة واإلختالس....الخ ومن ثم يمكن مساءلة الموظف ذاته عن هذه االفعال ،ويمكن تنمية هذه المساءلة
في نفوس االفراد والموظفين من خالل الوعي الديني وتهذيب النفوس وزرع الثقة فيها لجعلها قادرة على
اإلعتراف بالخطأ.
أما مساءلة الغير ،فهي اما أن تكون رسمية أو غير رسمية (شعبية) والمساءلة الرسمية أما أن تكون داخلية:
وهي التي تقوم بها االدارة ذاتها ،ويباشرها الرؤساء على مرؤسيهم ،وتتضمن مساءلة رئاسية سابقة ،وذلك
اما عن طريق التدقيق في اختيارهم لتولي الوظائف العامة أو بإسداء النصح واإلرشاد والتوجيه ،او مساءلة
الحقة وهي التي تتم بعد قيام الموظف بمباشرة اعماله ،وذلك للتحقق من مدى مطابقتها للقوانين
واالنظمة().68
أو تكون خارجية وهي التي تتم عن جهات خارج االدارة ،فقد تكون الجهات تشريعية من خالل (السؤال،
االستجواب ،التحقيق ،حجب الثقة) أو تنفيذية وتتم من خالل السلطة التنفيذية األعلى ،ومن ضمن آليات
السلطة التنفيذية لتطبيق المساءلة الرسمية االعتماد على اجهزة رقابية متخصصة ومستقلة ومن اهم االجهزة
الرقابية في العراق (ديوان الرقابة المالية ،مكتب المفتش العام ،هيئة النزاهة).
والمساءلة القضائية هي أن تباشر الهيئات القضائية سلطتها في مساءلة االدارة العامة عن أعمالها ،أما
المساءلة غير الرسمية (الشعبية) :ويقصد بها المساءلة التي يباشرها المواطنون على االدارة ،اما مباشرة
عن طريق تعامله معها ،او عن طريق مباشرته لحقوقه السياسية في اختيار اعضائها أو في تقييم اعمالها،
أو من خالل وسائل االعالم ،او التنظيمات غير الحكومية ،وتظهر هذه المساءلة في كل المراحل ،كما أنها
تأخذ في بعض األحيان شكل النصيحة ،وفي أحيان أخرى شكل المحاسبة أو المعارضة ،بل تصل الى حد
الثورة ().69
1.مساءلة ديمقراطية :في الدول الديمقراطية تكون الحكومة مسؤولة امام القيادة السياسية للدولة عن افعالها
وادائها ،فالوزراء مسؤولون امام البرلمان والموظفون بدورهم مسؤولون امام وزرائهم ،فالمساءلة هنا تتم
على المستوى الكلي اذ انه من الصعب على الوزير مثال ان يشرف ويراقب اداء االفراد بداخل الوزارات
المختلفة ،ومن ضمن ادوات المساءلة الديمقراطية األسئلة واالستجوابات الموجهة الى الوزراء في البرلمان،
والمراجعات القانونية الدورية على المصروفات العامة.
2.مساءلة قانونية :بخالف المساءلة الديمقراطية هذا النوع من المساءلة موجه الى وحدات وافراد الخدمة
المدنية المسؤولين عن انتاج وتقديم الخدمات العامة ،وتتمثل المساءلة القانونية في حق العامة في الحصول
على المعلومات من الحكومة ومقاضاة الموظفين الحكوميين والهيئات العامة وكذلك سلطة القضاء في جعل
الهيئات الحكومية مسؤولة ماديا عن أية تعديات على الصالح العام وتطبيق هذا النظام يستلزم توفر جمهور
متعلم ونظام سياسي ديمقراطي.
3.مساءلة مهنية :بدأ ظهور هذا النوع من المساءلة بعد التوسع في مجاالت الخدمات العامة ،االمر الذي
تطلب خدمة فنية ليس فقط في انتاج وتقديم الخدمة ولكن ايضا في مساءلة القطاع العام الذي يقدم تلك
الخدمات ،وتحدد معايير المساءلة في هذه الحالة بمعرفة المهنيين مقدمي الخدمات سواء اطباء او غيرهم من
المتخصصين والذين تحكمهم المعايير الفنية المهنية ،والمساءلة المهنية ال تحل محل المساءلة الديمقراطية.
1.مساءلة سياسية :هي مساءلة الحكومة بمعرفة الشعب عن المسؤوليات التي كلفت بها بمعرفة المواطنين
ككل وهنا تمثل عملية االنتخابات الحرة العادلة التي تتيح امكانية تغيير الحكومات احدى الوسائل لتطبيق
مفهوم المساءلة السياسية.
2.مساءلة ادارية :وتعني العالقات الرأسية داخل الجهاز االداري او النظام البيروقراطي الكالسيكي وما
يشتمل عليه من تحديد لالدوار والمسؤوليات والنظم والقوانين التي تتيح قياس االداء االداري.
3.مساءلة مالية :وتعني القدرة على بيان كيف تم تخصيص واستخدام االموال العامة طبقا للقواعد والنظم
والمبادىء المحاسبية المعمول بها وذلك خالل فترة زمنية محددة ().70
ذكرنا فيما تقدم وجه اإلختالف بين المساءلة والمسؤولية ،ونتناول اآلن أوجه اإلختالف بين المساءلة
اإلدارية والرقابة ،وبين المساءلة اإلدارية والمحاسبة:
1.المساءلة والرقابة:
يفرق الباحثون بين المساءلة والرقابة على اعتبار أن الرقابة تتضمن التأكد والتحقق من أن تنفيذ األهداف
المطلوب تحقيقها تسير سيرا صحيحا حسب الخطة الموضوعة لها ،في حين أن المساءلة تتسع عن ذلك،
وبصفة عامه فإن التفرقة بين المساءلة والرقابة تتمثل في جانبين:
أولهما:
أن مفهوم المساءلة يعد مفهوما أكثر ديناميكية ،فهو يشمل المحتوى السابق للرقابة ،ولكنه يتعدى ذلك آلفاق
أكثر رحابة تشمل :التغيير ،وتعزيز مشاركة األفراد ،والتمكين ،والمحافظة على ديناميكية الجسد السياسي
للمجتمع بأسره وليس الجهاز اإلداري فحسب ،وبذلك فإن الرقابة هي أحد أبعاد المساءلة.
وثانيهما:
إن المعنى الذي تتركه الرقابة في األذهان معنى سلبي ،حيث يتضمن استخدام السلطة والقوة إلجبار األفراد
على تنفيذ األوامر ومحاسبتهم ،بينما المساءلة ال تقتصر على هذا الجانب السلبي .وواقع الحال أن وجه
الخالف الثاني مردود عليه ،ذلك أن اعتبار الرقابة عملية تخويف بقوة السلطة والجزاءات الرسمية يمثل
االتجاه السلبي للرقابة .ويقابل هذا االتجاه إتجاه آخر ال يقصر الرقابة على اكتشاف االنحرافات بين األداء
والمعايير الموضوعة ،بل يجعلها رقابة إيجابية تحمل معنى الفهم والتعاون البناء.
والرقابة وفقا لهذا االتجاه تبرز النواحي اإليجابية في األداء ،وتمكن اإلدارة من إيجاد الوسائل المناسبة
لدعمها وتشجيعها .وهكذا يظل الفارق األساسي بين الرقابة والمساءلة في المفهوم المعاصر في اشتمال
المساءلة على مفردات ال تتضمنها الرقابة.
ويختلف األمر بالنسبة للمفهوم اإلسالمي ،فواقع الحال أن الرقابة والمساءلة – ومفاهيم أخرى استخدمت في
النموذج اإلسالمي بذات المعنى .فالرقابة لغة تعني متابعة الشيء ورصده بغرض رعايته وحفظه ،وإن آيات
القرآن الكريم تفيد هذا المعنى().71
فمن جهة القائم بالفعل تعني الرقابة المتابعة والرصد والترقب ،قال وتعالى (فارتقبهم واصطبر)(،)72
وقوله تعالى (وارتقبوا إني معكم رقيب)( ،)73كما أن " الرقيب " اسم من أسماء هللاا الحسنى ،يدل على ان
محص لألعمال ،ومن جهة محل أو موضع الرقابة فإن الرقابة في المفهوم ٍ هللاا (سبحانه وتعالى) حفيظ
اإلسالمي تعني تفقد وإحصاء األعمال واألشياء على االفراد ،ثم تعريفها لهم بغرض الحفظ والرعاية
ولضمان التزامهم بالقواعد والمعايير المحددة شرعا.
2-المساءلة والمحاسبة:
المحاسبة لغة تعني العد والتقدير وحسن التدبير ،ويعرف من يقوم بهذه األعمال بالحسيب أو المحاسب،
واصطالحا ينصرف مفهوم المحاسبة إلى معنيين :يشير أولهما:ـ
إلى المحاسبة المادية وتعني المحاسبة على العمليات ذات الصفة العينية والمالية ،وهي وظيفة ومهنة تختص
بكتابة وقياس األشياء بغرض االستفادة منها في مجاالت مختلفة ،وللمحاسبة أهمية كبيرة فيما يختص حركة
األموال الواردة والمصروفة وتسجيلها بواسطة المحاسبين ،فبدونها ال يمكن معرفة نتيجة النشاط من كسب
أو خسارة ،وبدونها يفتقد النظام المناسب للمعامالت وبهذا فأن المعنى األول هو معنى فني تخصصي يعبر
عن وظيفة أو مهنة المحاسبة.
أما المعنى الثاني للمحاسبة :فيظهر في العديد من اآليات ،كقوله تعالى (وكأين من قرية عتت عن أمر ربها
ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا)().74
والحسيب اسم من أسماء هللاا الحسنى ،ويعني – في أحد جوانبه _ أن هللاا (سبحانه وتعالى) هو الذي يحفظ
أعمال عباده من خير وشر ويحاسبهم عليها ،فالمحاسبة من هذه الزاوية تعني الرقابة وتقييم األداء ،وهي كما
يظهر إما ذاتية أو خارجية ،وبذلك فهي تلتقي مع المساءلة والرقابة ().75
المساءلة والشفافية يدعمان شرعية الحكومة ويدعمان احساس افراد الشعب بأنهم كمواطنين لديهم اليد العليا
على حكوماتهم ففي كثير من الدول النامية ما زالت الحكومة والقطاع العام يتوليان الكثير من االمور
االقتصادية واالجتماعية ومن ذلك انتاج وتوزيع السلع والخدمات وبالتالي تعتبر السلطة السياسية والوظيفة
العامة في الدول النامية قناة مهمة للوصول الى السيطرة على الموارد ونتيجة لذلك تبرز اهمية توزيع
الموارد واالختيار بين البدائل االقتصادية واالجتماعية بطريقة مرئية وعلنية وخاضعة للمساءلة من اجل
تخفيف حدة التنافس على السلطة بين االفراد والجماعات ومن اجل الحفاظ على االستقرار ،فعلى سبيل
المثال شفافية العملية االنتخابية كانتخابات مجلس الشعب والمجالس المحلية في مصر تزيد من احتمال تقبل
النتائج من قبل جميع االطراف المتنافسة وتقلل من احتماالت التشكيك والطعن في الشرعية وتؤدي الى
حكومة اكثر استقرارا ،فالحكم الصالح يستلزم توافر الشرعية والنزاهة ومن ثم الشفافية والمساءلة كضمان
لتحقيق ذلك .واالدارة العامة التي تتسم بقدر كبير من الكفاءة والفاعلية تعتبر احدى ركائز االدارة الجيدة
لشؤون الدولة والمجتمع ككل ،وال يمكن ان تكون هناك كفاءة في االدارة اذا كانت تعاني من الفساد ولكي
تستطيع الحد من الفساد والوقاية يجب تفعيل آليات المساءلة ().77
واذا كان البعض يجعل هذه المبادىء الثالثة مرادفا لمكافحة الفساد بكافة صوره وخصوصا الفساد السياسي
واإلداري ،اال أن موضوع هذه المبادىء اوسع بكثير من الفساد ،صحيح أن توافر الشفافية والمساءلة والحكم
الرشيد يؤدي الى التقليل من الفساد ،لكن المقصود ايضا أن يتم عمل الدولة بالحكمة في استخدام الموارد
وبالصواب في اختيار السياسات ().78
أصبح استخدام مفهوم ال ) (Governanceأو إدارة شؤون الدولة والمجتمع شائعا في أدبيات اإلدارة
العامة والسياسات العامة والحكومات المقارنة ،فعلى سبيل المثال تبين من خالل حصر األدبيات على شبكة
اإلنترنت أن عدد الرسائل العلمية في الواليات المتحدة التي يحتوي عنوانها على المفهوم وصل إلى 136
رسالة ،كما أن هناك على األقل 326كتابا يتناول كل منها جانبا من جوانب المفهوم أو تطبيقا عمليا له في
بلد من البالد ،وعلى الرغم من شيوع استخدام المفهوم إال أنه ليس هناك إجماع على المعنى المقصود به،
ويمكن القول أن المفهوم يأخذ بعدين متوازيين يعكس أولهما :فكر البنك الدولي الذي يتبنى الجوانب اإلدارية
واالقتصادية للمفهوم ،أما البعد الثاني :فيؤكد على الجانب السياسي للمفهوم حيث يشمل ـ بجانب االهتمام
باإلصالح والكفاءة اإلداريةـ التركيز على منظومة القيم الديمقراطية المعروفة في المجتمعات الغربية ().79
وقد ظهر المفهوم عام 1989في كتابات البنك الدولي عن كيفية تحقيق التنمية االقتصادية ومحاربة الفساد
في الدول األفريقية جنوب الصحراء ، Sub-Saharan Africaحيث تم الربط بين الكفاءة اإلدارية
الحكومية والنمو االقتصادي ،ولقد نما المفهوم بعد ذلك ليعكس قدرة الدولة على قيادة المجتمع في إطار من
سيادة القانون ،وفي عام2004أصدر البنك الدولي تقريرا عن إدارة حكم أفضل في الشرق األوسط وشمال
افريقيا ().80
وفي بداية التسعينيات أصبح التركيز على األبعاد الديمقراطية للمفهوم من حيث تدعيم المشاركة وتفعيل
المجتمع المدني وكل ما يجعل من الدولة ممثال شرعيا لمواطنيها ،ففي اجتماع اللجنة الوزارية لمنظمة
التنمية االقتصادية )) OECDالذي عقد في باريس في آذار ،1996ربط رئيس اللجنة ))Alice Rivitim
بين جودة وفعالية وأسلوب إدارة شؤون الدولة والمجتمع ودرجة رخاء المجتمع ،وأكد على أن المفهوم
يذهب إلى أبعد من اإلدارة الحكومية إلى كيفية تطبيق الديمقراطية لمساعدة الدول في حل المشاكل التي
تواجهها ،وركز على أن محور اهتمام المفهوم ال ينصب فقط على فعالية المؤسسات المتعلقة بإدارة شؤون
الدولة والمجتمع ،ولكن يركز على القيم التي تحتويها تلك المؤسسات مثل المساءلة والرقابة والنزاهة ().81
ثم تطور المفهوم ليصبح مؤشرا لحقل دراسي محدد يشمل كل األنشطة المرتبطة بالحكم والحكومة ،وإن
كان المفهوم في حد ذاته أشمل من مفهوم الحكم ،وهنا يمكن القول أن ظهور المفهوم ما هو إال انعكاس
للتغير الحادث في طبيعة ودور الحكومة من جانب والتطور المنهجي األكاديمي من جانب آخر فعلى الجانب
العملي يالحظ:
1ـ ظهور العديد من التغيرات التي جعلت من النظرة التقليدية للدولة كفاعل رئيسي في صنع السياسات
العامة موضع شك ،فالمتتبع لالتجاهات في صنع وتنفيذ السياسات العامة يالحظ ازدياد أهمية البيئة الدولية
أو العامل الخارجي في عملية صنع السياسات ،فقد أصبح للمؤسسات والمنظمات الدولية ومؤتمرات األمم
المتحدة دورا كبيرا ليس فقط في المبادأة بطرح قضايا السياسات العامة ،ولكن أيضا في وضعها على قائمة
أولويات الحكومات.
2ـ التغير الذي طرأ على دور الدولة ،من فاعل رئيسي في صنع السياسات العامة وممثل للمجتمع في تقرير
هذه السياسات ووضع الخطط ومتابعة التنفيذ ،لتصبح مجرد الشريك األول بين شركاء متعددين في إدارة
شؤون الدولة والمجتمع.
وعلى الجانب األكاديمي أو النظري يالحظ :أن علم اإلدارة العامة مر منذ نهاية الثمانينيات بمرحلة انتقالية
أو ما يمكن أن يطلق عليه تحول في النموذج ) (Paradigm shiftحيث تم إحالل منظومة قيم جديدة محل
المنظومة التقليدية لتسمح باالنتقال من مفهوم اإلدارة العامة إلى مصطلح اإلدارة الحكومية التي تعكس
االنتقال من حكومة تدار بواسطة البيروقراطية إلى حكومة تدار بواسطة المنظمين ))Entrepreneurs
(82).
يتمثل الحكم (الصالح أو الرشيد أو الجيد) في سيادة القانون والمشاركة والمساءلة والشفافية ،وتلعب
المؤسسات القضائية دورا مهما ،فالقضاء هو االساس الوطيد الذي يستند عليه مجتمع يسير بحكم القانون
وفي مقدوره أن يخضع جميع مؤسسات الدولة والقادة للمساءلة عن افعالهم ،وتتضمن معظم دساتير الدول
نصا عن استقالل القضاء ().83
ويعتبر الحكم الصالح مفهوما محايدا يعبر عن ممارسة السلطة السياسية وادارتها لشؤون المجتمع وموارده
وتطوره اإلقتصادي واإلجتماعي ،والحكم مفهوم أوسع من الحكومة ألنه يتضمن باإلضافة الى عمل
اإلجهزة الرسمية ،عمل كل من المؤسسات غير الرسمية ().84
كما يتميز الحكم الجيد بغياب الفساد وغياب استغالل السلطة العامة ،وبالتالي فأن السيطرة على الفساد هي
أحدى نتائج تصويب عمليات الحكم ،وكذلك فان الحكم الجيد هو احترام للمبادىء الديمقراطية ().85
ويمكن مقاربة الموضوع من خالل التعرف على الحكم السيء ) (Poor Govenanceأو غير الصالح
من أجل المعرفة العملية لعملية اإلنتقال الى مرحلة الحكم الصالح ،حيث يمكن التعرف على هذه الخصائص
ومحاربتها وتشمل :الحكم الذي يفشل في الفصل بين المصلحة العامة والخاصة ،وبين المال العام والخاص،
وال يطبق حكم القانون ،ويتميز باهتزاز شرعية الحكم وضعف ثقة المواطنين به().86
ومن اجل ايجاد نوع من الحكم الجيد ال بد من القيام ببعض اإلصالحات الضرورية من أهمها:
لذلك نرى أن العراق في الوقت الحاضر بحاجة ماسة الى إصالح نظام الخدمة المدنية ،وبما أن جميع
العاملين في دوائر الدولة والقطاع العام موظفين استنادا الى قرار مجلس قيادة الثورة (المنحل) رقم 150
لسنة ،1987فأن البحث يقتصر على قوانين وأنظمة الخدمة المدنية وال يشمل قوانين العمل ألنها تنطبق
على العاملين في القطاع الخاص والتعاوني والمختلط ().88
إن إصالح قوانين وانظمة الخدمة المدنية له األثر المباشر في مكافحة الفساد اإلداري ،ذلك أن التخلف
اإلداري ،والبيروقراطية ،والروتين ،والترهل اإلداري ،هي من اسباب الفساد اإلداري ،لذلك يتطلب األمر
إصالح هذه األنظمة ،ونتناول ذلك في الفقرات اآلتية:
إن أنخفاض الرواتب واإلجور من األسباب اإلقتصادية المؤدية للفساد اإلداري ،فقد يجد الموظف نفسه
مضطرا لممارسة الفساد لحاجته الماسة الى تسديد تكاليف الحياة اليومية ،ويزداد الخطر إذا كان هناك تفاوتا
واضحا في الرواتب واإلجور بين الدرجات الوظيفية مبنيا على اسس غير موضوعية ،أو كان الموظف
يعمل في مؤسسات تجني أرباحا كبيرة مثل المؤسسات التجارية والمالية أو مؤسسات القطاع النفطي
ويتقاضى راتبا قليال ،األمر الذي قد يدفعه للحصول على األموال من خالل ممارسة الفساد اإلداري،
وصحيح أن أساس الفساد أخالقي ولكن قد يضطر الموظف لممارسة الفساد تحت ضغط الحاجة أو اإلغراء،
وهذا الدافع هو المصلحة الشخصية والتي تشمل االهتمام بتأمين العيش الرغيد لعائلة الموظف وجماعته
ويطلق بعض النقاد على هذه المصلحة اسم (الجشع) بينما يسميها االقتصاديون (االستفادة القصوى من
المنفعة) ().89
ولكي يمكن محاصرة الفساد عند أدنى المستويات ال بد من تحسين اوضاع صغار وكبار الموظفين من حيث
مستويات الرواتب ،حتى تصبح تلك الرواتب أداة للعيش الكريم مما يساعد في حصانة الموظفين ازاء
الفساد.
لذلك يجب تحصين الموظف من االنحراف قبل الوقوع فيه ،وعلى هذا األساس إتخذت الدولة قرارات سابقة
لزيادة رواتب بعض الوظائف ألهميتها أو لعالقتها المباشرة بحياة المواطن مثل (القضاة ،أساتذة الجامعة).
ولكن قد تزاد الرواتب لوظائف معينة بشكل كبير مما يسبب تفاوتا واضحا في الدخل األمر الذي اليحقق
العدالة وبالتالي يتهيأ مناخ مناسب إلنتشار الفساد ،فقد ذكر أحد الباحثين بشأن وضع العراق الحالي:
بأن الرواتب الضخمة المحددة للبعض تشكل تجاوزا واضحا للتشريعات عاكسة مبالغة واضحة في التمييز
غير المبرر ،االمر الذي يضعها في دوائر ارتجالية ال تمت بصلة الى قوانين الخدمة والتقاعد النافذة ،فيما
ادى اجتهادا ذاتيا الى تجزئة القوانين والعمل على تشريع قوانين اخرى ذات أهداف فردية ،في حين أن
القانون يشمل جميع العناوين والمستويات بما في ذلك الوزراء والنواب والمستشارين وغيرهم ،ويضيف
الباحث ان جميع قوانين الخدمة والتقاعد تشتمل على العديد من التفاصيل مما يغني عن وضع قوانين منفرده
للوزراء والمستشارين ،مثل قانوني الخدمة المدنية والمالك رقم 24و 25لسنة 1960نافذتي المفعول،
غير انهما لم يعمل بهما ،ووضع محلها سلم للرواتب لم يأخذ بنظر االعتبار الحقوق ضمن القوانين النافذة
().90
1.أن يراعى في رسم سياسات الرواتب واالجور وتحديد معدالتها وتناسبها مع االمكانيات المالية للدولة
وتكاليف المعيشة مع وضع حد أدنى يفي باالحتياجات االساسية للمعيشة.
2.اتخاذ سياسة األجور والرواتب بما تتضمنه من عالوات عائلة واجتماعية كأداة للتوجيه االجتماعي.
3.اتسام سياسة الرواتب بالمرونة الكافية لمواجهة الندرة أو الوفرة في الطاقات البشرية الالزمة لشغل
مختلف أنواع ومستويات الوظائف ()..91
يشمل مصطلح الوعي الوظيفي تفهم معنى الوظيفة من قبل الموظف نفسه ومن قبل المواطن على أنها خدمة
عامة وليست مزية ،وهذا يحقق أمرين األول:
يتعلق بالموظف نفسه فإذا فهمها على أنها خدمة عامة فأنه سيتصرف بإتجاه تحقيق المصلحة العامة وإحترام
المواطنين وتنفيذ طلباتهم المشروعة.
واألمر الثاني:
يتعلق بالمواطن فأنه بالمقابل سيحترم الوظيفة العامة على أنها خدمة عامة ،والموظف على أنه يحقق له
خدماته المشروعة وأنه يمثل الدولة وبالتالي يسود اإلحترام والثقة بين الطرفين ،وهذا يؤكد بأن الفساد
اإلداري يصل بمفهوم الوظيفة على أنها (غنيمة) القصد منها الحصول على مزايا معنوية أو مادية غير
مشروعة أو بدون مقابل.
وكذلك الوصول بالموظف الى مستوى معاملة االخرين بالطريقة التي يحبها االنسان لنفسه وهي القاعدة التي
يمكن اعتبارها القاعدة الذهبية لمعايير السلوك االخالقي على مر العصور وفي مختلف المذاهب واالديان
فمن بين تعاليم (كونفوشيوس) في الصين القديمة في القرن السادس عشر قبل الميالد القول؛ (what you
( )don’t want done to yourself do not do to othersبمعنى ما ال تحبه لنفسك ال تحبه
لغيرك) كما ان نفس المعنى موجود ايضا في الديانة االسالمية والعقائد االخرى كالمسيحية والهندوسية
وغيرها.
لذلك يجب أن توضح ستراتيجية اإلصالح اإلداري بشكل ال مجال معه لإللتباس ولجميع العاملين في الجهاز
اإلداري ،بان الوظيفة العامة خدمة يقوم بها الجهاز اإلداري بشكل يتفق مع توقعات ومطالب المواطنين ،اذ
يجب تغيير النظرة للوظيفة العامة بانها امتياز أو سلطة لشاغلي الوظائف تعطيهم الحق في التحكم
بالمواطنين حسب اعتبارات شخصية وغير موضوعية ،وهذه حقيقة تغيب عن اذهان كثير من العاملين الذين
يرون انفسهم حكاما ال خدما للمواطنين.
3ـ اعتماد سياسة التدوير الوظيفي Job Rotationكلما كان ذلك ممكنا وبخاصة في الجهات التي تعاني
من ارتفاع معدالت الفساد نتيجة إبقاء الشخص فيها لمدة طويلة مثل :الضرائب والجمارك والتسجيل
العقاري ().92
ال يمكن أن يتم اإلصالح االقتصادي( )93بنجاح ما لم يتم كبح الفساد ،وبدون ذلك سيتم هدر المال العام
الذي يحتاجه المجتمع ،فاإلصالح االقتصادي من اإلجراءات الواجبة لكبح الفساد ،وقد اعتمدت بعض الدول
على وصفة البنك وصندوق النقد الدوليين في منهج اإلصالح اإلقتصادي ،وأصبح اإلصالح اإلقتصادي
وكأنه هدف بحد ذاته ،واكتسب التثبيت اإلقتصادي وتحرير التجارة والخصخصة والدعوة الى تحجيم دور
الدولة أولوية في برامج اإلصالح اإلقتصادي ،لكن التجارب بينت خطأ هذا التوجه ،ألن االصالح
االقتصادي يجب أن يكون وسيلة إلدارة الطلب من جهة وتحفيز اإلنتاج من جهة ثانية ،على أن يكون ذلك
مرتبطا بخطة التنمية اإلقتصادية طويلة األجل وخطة التنمية اإلجتماعية ،فالتحرير اإلقتصادي غير المرتبط
بخطة لتوسيع اإلنتاج يشكل خطرا على االقتصاد الوطني ،واإلصالح غير المرتبط ببرنامج لمعالجة الفقر
والبطالة بشكل مباشر يشكل خطرا على السلم اإلجتماعي().94
تتمثل االصالحات االقتصادية بالقيام باجراءت اقتصادية الغرض منها القضاء على االسباب االقتصادية
للفساد االداري مثل :البطالة ،والفقر ،والتفاوت الطبقي .ويتم ذلك من خالل خلق فرص عمل للقضاء على
البطالة والفقر ،ومن أجل إنجاح برنامج اإلصالح اإلقتصادي يجب أن تتوفر فيه اإلهداف التالية:
4.خلق المناخ المحفز لإلستثمار طويل األجل وتوفير الفرص المتكافئة للجميع ،وتشجيع االستثمار ().95
يتطلب اإلصالح االقتصادي برنامجا زمنيا ،يجب أن يكون شامال عريض القاعدة ،بسبب ترابط إجراءات
وخطوات اإلصالح نفسها وتأثيرها وتأثرها ببعضها البعض ،فأصالح القطاع المصرفي ال يكون مجديا دون
إصالح القطاع العام ،وإصالح القطاع العام أو اإلصالح المالي لن يكون فعاال دون إصالح القطاع
المصرفي.
2.تتابع اإلصالحات وتقرير السرعة في اإلصالح:
يشكل إختيار تتابع اإلصالحات أهمية كبرى في نجاح البرنامج ،وذلك بإختيار القطاعات التي يشملها
اإلصالح أوال ،ثم تأتي من بعدها القطاعات األخرى ().96
4.إن اإلصالح اإلقتصادي ال يعني التنازل عن القرار اإلقتصادي الوطني المستقل ،بل يجب أن يكون من
صنع وطني وأن يكون دور المؤسسات الدولية دور المقدم للدعم والتمويل وليس اعداد البرنامج ().97
وتعني االصالحات االجتماعية ،االرتقاء بالمجتمع الى مستوى حضاري يبعده عن ظاهرة التخلف والجهل
والفوارق االجتماعية ،ويقضي على العادات والتقاليد السيئة ،وخلق بيئة اجتماعية متماسكة ونظيفة ويتم ذلك
من خالل بعض الوسائل مثل نشر الوعي والثقافة بين افراد المجتمع ،والسماح لهم بالمشاركة في الرأي
والنشاطات الحكومية ،ونشر القيم الدينية االصيلة لدى المواطنين بدون تطرف أو تشدد ،واحترام معامالتهم
وطلباتهم من خالل عدة إجراءات من ذلك (تبسيط اإلجراءات) للقضاء على الروتين الذي هو أحد اسباب
الفساد اإلداري ( ،)98ومن بين بعض الوسائل نذكر اآلتي:.
1.تنمية الروح الوطنية
يعتبر هذا العامل من اهم العوامل التي تساعد على نبذ األسباب التي تؤدي الى الفساد داخل اإلدارة ،وعلى
ذلك فعلى الدولة يقع عبء التدخل بتعديل النظم بحيث تصبح صالحة الستيعاب جميع القوى السياسية التي
تعبر عن الحقائق االجتماعية ،حتى يكون هذا اإلطار رداء صالحا للجسد الوطني ،وبذلك تستطيع تدمير
الوالءات الضيقة سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو دينية ،وتستبدلها بنماذج جديدة من الوالء الوطني ،ومن
خالله تكون الدولة قد أكدت على اهمية احدى القيم التي تؤثر في سلوك االفراد ازاء السلطة والمجتمع،
فالوالء الوطني يوفر حافزا من حوافز اإلبداع والتجديد والشعور بالمسؤولية.
إن مهمة بث االنتماء وزرعه في األفراد يجب أن تتم من خالل المجتمع الذي يمارسها عن طريق مؤسساته
المتمثلة في األسرة والمدرسة والجامعة وبقية المؤسسات االجتماعية األخرى كالنقابات والجمعيات
ومؤسسات الشباب ،كذلك من خالل مؤسسات الحكم الديمقراطية ،فقد ثبت أن غياب الديمقراطية وسيادة
األنظمة األستبدادية من أهم أسباب فقدان الشعور بالمواطنة)[].99
وتتم ايضا تنمية الشعور الوطني من خالل الممارسات العامة والنشاطات اإلجتماعية على مستوى الوطن،
مثل النشاطات الثقافية والفنية والرياضية ،التي تشير الى ضرورة حب الوطن وحمايته والمحافظة على
المال العام().100
2.التركيز على الجانب األخالقي:
إن العامل األخالقي من أهم اسباب الفساد اإلداري ،لذلك يجب التركيز عليه من خالل نشر القيم والمبادىء
الحميدة ،والتنبيه دائما على أن الفساد رذيلة وأن صاحبه منبوذ وإنسان غير سوي ().101
إن السبب الرئيسي وراء الفساد الذي يعثو في بالد المسلمين ـ كما يشير البعض ـ يرجع في اصله الى
اإلعراض عن هللاا عز وجل ،قال تعالى (ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا)( ،)102وعليه فأن
اتباع القيم واألخالق االسالمية الثابتة والتي ال تتغير حسب األهواء يساعد على محاربة الفساد.
إن أهم مدخل لعالج الفساد بصفة عامة والفساد اإلداري بصفة خاصة ،هو غرس القيم الدينية لدى الفرد،
فاألديان السماوية بشكل عام تؤكد على تقديس العمل واحترام الواجب والمحافظة على وقت وادوات العمل.
تشير دراسة أعدها باحث سورى يدعى عبد الرحمن تيشورى إلى أن تجربة اإلصالح اإلدارى الناجحة فى الواليات المتحدة بدأت مع
وضع خطة استراتيجية لإلصالح اإلدارى المستديم وتنظيم وبناء الجهاز الحكومى األمريكى ومراجعة ومتابعة أدائها حيث تتكون التجربة
من شقين ،األول يتعلق بتنظيم الجهاز لية ،بتشكيل" لجنة هوفر األولى" (( ١٩٤٩- ١٩٤٧لدراسة طرق وأساليب األداء التنفيذي للحكو ا
الفيدر في األجهزة التنفيذية للوصول إلى تحسين أدائها وترشيد أوجه مصروفاتها.وتبني مدخل اإلصالح الشامل لألجهزة التنفيذية ٕ مة
والتركيز على التوازن بين الصالحيات والمسئوليات وأدوات اإلدارة مثل :المالية ،الوظائف والموظفين ،و الخدمات العامة ،نظام حفظ
الوثائق والتقارير العامة ،والتداخل واالزدواجية في األجهزة ٕ عادة تنظيم األجهزة التنفيذية ،معتمدين العامة ،وتحقيق الالمركزية في
التنفيذ تحت مظلة إشراف مركزي وا تجارب ناجحة تتحدث عن نفسها -األهرام اليومي 272018 /12/
http://www.ahram.org.eg/NewsPrint/397886.aspx 4/7على فرق العمل المتخصصة والمتنوعة من جهات متفرقة ذات
عالقة وقيام هذه الفرق المتخصصة بتقديم تقاريرها للجنة الرئيسية التي تقود هذه الفرق.
التجربة األردنية][3
تتميز األجهزة الحكومية األردنية بسمات انعكست إيجابا على عملية اإلصالح اإلداري فيها وسهلت مهمتها
بشكل كبير ,ومن هذه السمات صغر حجم هذه األجهزة وضيق نطاق امتدادها إضافة إلى محدودية عدد
العاملين فيها وبالتالي بساطة الهيكل التنظيمي فيها حيث يتكون الجهاز اإلداري العام في األردن من 22
وزارة و 19دائرة و 38مؤسسة عامة ويبلغ عدد العاملين في هذا الجهاز حوالي 178ألف موظف يخضع
منهم 163ألف لقانون الخدمة المدنية .
النشاط اإلصالحي والتطويري
انطالقا من إدراك القيادة العليا للدولة في األردن بأهمية إصالح الجهاز المسئول عن العمليات اإلدارية
لجعله قادرا على مواكبة التغيرات التي تتسارع في البيئة المحيطة تم وضع مجموعة من البرامج
اإلصالحية تركز على نواحي محددة من األداء اإلداري مثل:
نظام الخدمة المدنية,تنظيم إجراءات العمل ,إنشاء بعض األجهزة مثل ديوان الموظفين 1955ومعهد
اإلدارة العامة 1968,ووحدة التنظيم واألساليب في دائرة الموازنة عام 1967وقد تم االستعانة بخبرات
دولية مثل مؤسسة فورد ووكالة الواليات المتحدة لإلنماء الدولي وقد استمرت المحاوالت في مرحلة الحقة
وتضمنت نشاطات عديدة وجهود متواصلة مازالت حتى وقتنا الحالي ,مثل إعادة تنظيم كافة قطاعات الجهاز
اإلداري وفروعه وتقييم أداء أفراده ومحاولة تحديث أساليب ووسائل العمل ,وتم إنشاء وزارة التنمية في
1994وتشكيل لجنة ملكية للتحديث والتطوير 1994إصدار نظام محدث للخدمة المدنية 1998اللجنة
الملكية لإلصالح اإلداري .1999
وقد تميزت برامج اإلصالح اإلداري التي قادتها لجان التطوير واإلصالح الملكية بتحقيقها مجموعة من
النتائج اإليجابية الملموسة .
-1إعداد تنظيم إداري لعدد من الدوائر
-2اقتراح هيكل تنظيمي لإلدارة العامة في األردن
-3تبسيط اإلجراءات وأساليب العمل في عدد من المؤسسات والدوائر
-4إنشاء مشروع متكامل لنظام الخدمة المدنية
-5إعداد وصف وتصنيف الوظائف للفئات الوظيفية المختلفة
-6إنجاز مشروع تفويض الصالحيات في بعض الدوائر والمؤسسات
وعلى الرغم من النتائج التي حققتها هذه البرامج اإلصالحية إال أنها لم تتمكن من ردم الفجوة بين مستوى
القدرة اإلدارية الفعلية وبين القدرة الالزمة لتحقيق األهداف العامة األمر الذي قاد إلى إثارة البحث في
الرؤية لمفهوم اإلصالح اإلداري واالنتقال به من النظرة الجزئية الضيقة إلى نظرة أكثر اتساع وشمول,
وتمت ترجمة هذه النظرة الشاملة من خالل اعتماد الملك عبد هللاا لبرنامج تحديث وتطوير القطاع العام الذي
أعدته اللجنة العليا لإلصالح اإلداري عام . 2000
برنامج تحديث وتطوير القطاع العام
يعرض هذا البرنامج الواقع الحالي للقطاع العام ومعاناته من عدة سلبيات :كالمركزية الزائدة ,تعقيد
اإلجراءات ,ضعف الشفافية والمسائلة ,تضارب التشريعات ,الترهل اإلداري وضعف األداء انخفاض
تأهيل القطاع العام ,ضعف التنسيق بين المؤسسات المختلفة .ثم أنتقل لبيان عدد من األمور المتعلق بتحديد
واضح لدور الدولة والقطاع العام في المجتمع واحتياجاته وسلطاته ومسؤولياته .
وقد تضمن البرنامج التركيز على عدة محاور أساسية هي :
-1الهياكل التنظيمية :من حيث تبسيط اإلجراءات وإعادة هيكلة القطاع العام بإزالة االزدواجية وإيجاد التكامل
ووضع وصف وتصنيف للوظائف.
-2القوانين والتشريعات :من خالل تطوير األجهزة المساندة للقضاء ونقل المواطنين من نظام التقاعد المدني إلى
نظام الضمان االجتماعي وترشيد عملية استخدام وسائل النقل الحكومية وإعداد مشروع قانون ينظم عملية
شراء احتياجات الجهاز الحكومي.
-3الوسائل واألدوات :من حيث إعداد دليل الخدمات وإنشاء مكتب خدمة الجمهور أرشفة جميع أعمال ديوان
الخدمات وإدخال جميع طلبات التوظيف لدى ديوان الخدمة المدنية على شبكة اإلنترنيت لتمكين المؤسسات
من االستفادة منها.
-4برمجة النشاطات واآلليات :التي سوف يتم تنفيذها تبعا ألوليات وضرورات الحاجة إليها وضمن جدول
زمني يحدد البداية والنهاية لكل جهد أو عمل تنفيذي فيها .
وبمقتضى ما تم التوصل إليه من دراسة التجربة األردنية ربما نستطيع القول بأن القيادة السياسية في األردن
والسلطة التنفيذية قد أدركت أهمية اإلصالح اإلداري فوفرت له الدعم والدفعة السياسية القوية وألزمت
الجهاز الحكومي ببرامج اإلصالح اإلداري الذي اقترب كثيرا في رؤياه وأهدافه ومتطلباته المحددة بدقة
وموضوعية من األسس العلمية المتعارف عليها بين الباحثين والمختصين إال أنها لدى تحديد نشاطات
برنامج اإلصالح والبدء في آليات تنفيذه اعتمدت بشكل أساسي وشبه كامل على الوسيلة اإلدارية (تحرير
وتخفيف القيود المفروضة على النظام اإلداري ) وبشكل يسير على الوسيلة السياسية ( إعادة تنظيم الجهاز
اإلداري للدولة بما يالئم األهداف السياسية التي حددتها القيادة العليا ) مع إغفال شبه تام للوسيلة التشريعية
(تعديل أو إلغاء أو تغيير بعض القوانين ) والوسيلة السلوكية (تطبيق العالقات اإلنسانية ,التوسع في
تفويض السلطة ,االهتمام بالتنمية والتدريب المتدرج )
فافتقرت بالتالي إلى التكامل في جهود اإلصالح ومحاوره حيث عزلت الجوانب الفنية المتخصصة
(اإلدارية) عن باقي الممارسات المجتمعية المطلوبة والتي هي مطلب وحاجة أساسية لتفعيل عملية اإلصالح
وضعفت لديها القدرة على التنسيق والتواصل واالستمرار مع اإلستراتيجيات المختلفة للتنمية الشاملة
خصوصا وأن هناك تغييب للجهة المختصة أو المعنية بقيادة هذه الجهود ومتابعة مسيرتها العملية في الواقع
التنفيذي .
27
ونظرا لهذا الدور الذي يقوم به العنصر البشري فأن مرحلة تنفيذ التغيير تعتبر من أخطر مراحل اإلصالح
اإلداري وبخاصة اذا تضمنت ستراتيجيته تطهير الجهاز اإلداري من العناصر غير الكفوءة فأن التغيير
يصبح مطلبا غير مرغوب به من قبل جميع موظفي الدولة وبخاصة القيادات اإلدارية التي تعتبر قبولها
بالتغيير اعترافا بأخطائها ،وهي التي تعتقد بأنها أعلم من غيرها بطبيعة وظروف العمل اإلداري ،ومن هنا
تبدأ مقاومتها للتغيير بكل الوسائل كإعطاء بيانات ومعلومات خاطئة إلى أجهزة اإلصالح اإلداري أو عرقلة
تنفيذ القرارات اإلصالحية أو تنفيذها بشكل يسيء إلى فكرة اإلصالح نفسها هذا باإلضافة إلى السخرية من
المصلحين واالستهزاء بهم ،وفي هذه الحالة يصبح فصل هؤالء الموظفين ـ في نظر المصلحين ـ ضرورة
وبخاصة بعد نجاح التجربة اليابانية التي اتخذتها الحكومة إلصالح جهازها اإلداري بعد الحرب العالمية
الثانية والتي بدأتها بفصل 150ألف موظف مرة واحدة حتى يشعر جميع موظفي الدولة بأن القيادة السياسية
جادة في اإلصالح اإلداري وقد سميت هذه التجربة فيما بعد (باإلستراتيجية الهجومية)().40
ولما كانت المنظمات اإلدارية نظرا للظروف المتغيرة التي تحيط بها يجب أن ال يبقى بنيانها ثابتا بل يلزم
أن يتطور مع الظروف ،لذلك اهتم علماء التنظيم اإلداري بموضوع التغيير المنظم أو المخطط للبنيان
التنظيمي واطلقوا عليه مصطلح (تنمية المنظمة ) Organizational Developmentوهو من
الموضوعات الجديدة في االدارة العامة ،وتتم عمليات تنمية المنظمة أما عن طريق بناء وحدة داخل البنيان
التنظيمي تكون مهمتها العمل على تطوير المنظمة واصالحها ،واما عن طريق االستعانة ببيوت الخبرة،
ويتم كل ذلك وفقا للخطوات اآلتية:
1.التشخيص :وفيها تحدد جوانب المشكلة التي تعاني منها المنظمة واقتراح الحلول لها.
2.التنفيذ :بعد تحديد المشكلة يتم اتخاذ الخطوات الالزمة لتحقيق الحلول المقترحة.
27
http://mhassan037.blogspot.com/2014/12/blog-post_18.html
3.اتخاذ االحتياطات الالزمة لضمان عدم عودة هذه المشكلة مرة ثانية ،بالقضاء على جذورها.
فاذا لم تراعى اإلعتبارات السابقة في مكونات البنيان التنظيمي سواء من حيث خطوات البناء ،واسترتيجيات
الرقابة وخلق الوسائل الكفيلة بتحقيق اإلصالح اوال بأول عن طريق تنمية المنظمة ،فأنها سوف تعاني مما
يسمى بالخلل أو العجز الهيكلي ) (Structural Deficienciesويترتب على الخلل الهيكلي في بناء
المنظمة عدة نتائج:
.1يؤثر سلبيا في معنويات العاملين ،بسبب أنه يؤدي الى ظهور قرارات المنظمة كما لو كانت تحكمية
وغير عادلة نظرا لغياب القواعد العامة التي تصدر القرارات على اساسها.
2.يؤثر على القرارات المتخذة اما بتأخيرها واما بتخفيض فعاليتها ،بسبب عدم وصول البيانات الالزمة
التخاذ القرار لمن له سلطة اصداره ،وتعدد صانعي القرار.
3.زيادة الصراعات في المنظمة وانعدام التنسيق ،بسبب عدم توصيف الوظائف بدقة ،مما يؤدي الى تداخل
اإلختصاصات.
4.ال يتسجيب التنظيم لتغير الظروف المحيطة به ،بسبب اهمال المنظمة انشاء بعض الوظائف الستشراف
المستقبل.
5.يؤدي الى ارتفاع النفقات خاصة ما يتعلق منها باالقسام االدارية ،بسبب اثقال المنظمة بعدد كبير من
المستويات االدارية التي ال تتطلبها حاجة العمل مما يؤدي الى زيادة عدد المشرفين بالنسبة للعاملين ،وتزايد
األعمال الورقية واإلجراءات الروتينية ().41
إن جهود اإلصالح اإلداري تختلف باختالف الظروف الخاصة بكل دولة وحجم التغيير المطلوب وأهدافه
العامة ،فقد يكون اإلصالح اإلداري شامال لجميع عناصر النظام اإلداري أو مقتصرا على عنصر أو أكثر
من عناصره األساسية .إال انه في كل الحاالت فان جميع جهود اإلصالح اإلداري
أسباب و دواعي اإلصالح اإلداري
.نتيجـة تضـاعف المؤسسـات العامـة ،و عـدد الوظـائف و المـوظفين ،أصـبح الجهـاز اإلداري لـبعض الدول يواجه الكثير من المشكالت
التخطيطية و التنظيمية ،و كذا التنفيذية.هـذا مـا جعلـه غيـر قـادر على تلبية مستلزمات التطور الجديد و متطلبات التنمية ،لهذا البد من
حصر ألهم األسباب الدافعـة 3لفعل اإلصالح اإلداري ،أين ارجعها الباحثون إلى عدة أسباب و عوامل وهي كاالتي: -عوامــل سياســية:
و تتمثـل فـي ضــرورة تغييـر دور الدولــة ،فالحكومـة أصـبحت مجــرد فاعـل واحــد ضمن فاعلين آخرين يسعون لخدمة المواطن . -
عوامل اقتصادية :تتضمن الضغوط المالية و االقتصادية ،نتيجة زيادة اإلنفاق الحكـومي ،و عـدم القدرة في الكثير من األحيان على موا ا
جهة اإلنفاق المتزيد . -عوامل دولية :أهمها العولمة و الضغوط من المنظمات العالمية كمنظمة التجارة الدولية ،والبنك الدولي ،و منظمة
التعاون االقتصادي و التنمية و غيرها و التي سـاندت اإلصـالح ،و أحيانـا أخـرى اشترطت ضرورته مع تعيين الدول قصد إعادة هيكلة
حكوماتها و أجهزتهـا اإلداريـة مقابـل القـروض المقدمة لها -عوامل فنية :و بـاألخص التطـور التكنولـوجي ،و مـا طرحـه مـن وسـائل
حديثـة تعمـل علـى تـوفير الخدمات و الحصول على المعلومات ،و كذا توسـيع المؤسسـات العلميـة التـي تعـالج فكـرة اإلصـالح
الملخص:
تفتقد الكثير من الدول النامية التنظيم اإلداري القادر على عكس توجهات الرأي العام
المحلي .بل أنها ال تملك الشفافية المطلوبة للمحاسبة والمساءلة .فمعظمها تعتمد وبشكل
واسع على المنظمات البيروقراطية في صنع وتنفيذ السياسات العامة دون أن يكون هناك
مشاركة شعبية فعلية فيها أو رقابة اجتماعية عليها .تهدف الدراسة الى التعرف على إمكانية
مساهمة تقنية المعلومات في جعل اإلدارات المحلية أكثر شفافية واستجابة لمتطلبات السكان
المحليين.
اشتملت الدراسة على أربعة أجزاء رئيسة .يناقش الجزء األول أهمية الرأي العام المحلي في
عملية التخطيط واالدارة الحضرية ،ويتناول الجزء الثاني إشكالية التنظيم اإلداري/السياسي
في الدول النامية ،بينما يركز الجزء الثالث على دور تقنية المعلومات في تعزيز مشاركة
السكان المحليين من خالل مشاطرة المعلومات ،واستعرض الجزء الرابع تجارب بعض الدول
المتقدمة والنامية في مجال تطبيق ما يسمى بالحكومة اإللكترونية .وتختتم الدراسة
بتوصيات ومقترحات يؤمل مساهمتها في تفعيل
.إشكالية التنظيم اإلداري /السياسي في الدول النامية
ومع أهمية التعرف علىى متطلبىات السىكان المحليىين وتضىمينها الخطىط المحليىة إال أن
كثيىىر مىىن الىىدول الناميىىة تعىىدم التنظىىيم اإلداري والسياسىىي القىىادر علىىى عكىىس توجهىىات الس ىكان
والىىرأي العىىام المحلىىي بىىل أنهىىا ال تملىىك الشىىفافية المطلوبىىة للمحاسىىبة و المسىىائلة .فمعظىىم الىىدول
النامية تعتمد وبشكل واسع على المنظمات البيروقراطية فىي صىنع وتنفيىذ السياسىات العامىة دون
أن يكون هناك رقابة اجتماعيىة عليهىا .فىالبيروقراطيون يصىولون ويجولىون دون رادع معتمىدين
على امتالك الخبرات العلمية والعملية.
إن عملية اتخاذ القرار تعتمىد فىي المقىام األول علىى المعلومىات .هىذه المعلومىات كمىا يقىول
سىىايمون تتكىىون مىىن حقىىائق وقىىيم ( .)Simon,1976وهنىىا يبىىدو السىىؤال :قىىيم مىىنب هىىل هىىي رغبىىات
وتوجهات السكان المحليين أم ما يريد البيروقراطيين القيام بهب
) فيعطىىي تفسىىيرا اكثىىر وضىىوحا لطبيعىىة اإلدارة العامىىة (البيروقراطيىىة العامىىة) فىىي الىىدول
النامية من خالل فهىم وتحليىل مكونىات البيئىة االجتماعيىة والسياسىية واالقتصىادية وتأثيرهىا علىى
السلوك اإلداري داخل المنظمات العامىة .حيىث يقىول ( )Riggsعلىى الىرغم مىن وجىود تشىابه بىين
التنظيمات اإلدارية الرسمية في الىدول الناميىة وتلىك الموجىودة فىي الىدول الغربيىة ،إال أن بنظىرة
فاحصىىة لهىىذه المؤسسىىات نجىىد أنهىىا ال تعمىىل بىىنفس الطريقىىة بىىل أنهىىا تقىىوم بوظىىائف اجتماعي ىة
وسياسية غير اعتيادية .ويرجع السبب في ذلك أن نظىم السىوق واإلدارة الجديىد حىل محىل الىنظم
التقليدية لكن لم يستبدلها ( .) Riggs,1964,p.12إن ما يرمي إلية ( )Riggsهو وجود تداخل بىين القىيم
البيروقراطيىىة والقىىيم االجتماعيىىة التقليديىىة فىىي الىىنظم اإلداريىىة .حيىىث تطبىىق اإلجىىراءات الرسىىمية
لخدمة األقارب واألصحاب وليس بدافع تحقيق األهداف والكفاية االقتصادية.
مىىن بىىين أهىىم السىىمات اإلداريىىة فىىي الىىدول الناميىىة التىىي يشىىير إليهىىا ( )Riggs, p.14هىىو أن
الجهاز اإلداري ال يطبق سياسات تملى علية من الخىارج أي تصىنع فىي البيئىة الخارجيىة للجهىاز
أو مىىن خىىالل أنشىىطة هيئىىة سياسىىية فىىي ظىىل إطىىار قىىانوني ( كمىىا هىىو فىىي النمىىوذج البيروقراطىىي
الفيبري) ،ذلك لعدم وجود األهداف واإلجراءات السياسية ،أو أن أصحاب القرار البيروقىراطيين
اصىىبحوا مىىن القىىوة بمكىىان بحيىىث يىىؤثرون علىىى صىىنع السياسىىات العامىىة مىىثلهم فىىي ذلىىك مثىىل
السياسيين الذين يفترض أن يكونوا مسؤولين عنهم.
وفىىىىي نفىىىىس السىىىىياق يعتبىىىىر ( )Kulcsar,1991,p.592أن تنىىىىامي اسىىىىتقاللية اإلدارة العامىىىىة
(البيروقراطية) عن القانون وتدني كفىاءة المىوظفين يىؤدي إلىى تقليىل الكفايىة االقتصىادية لىإلدارة
العامة .ويرجع ( )Kulcsarهيمنة المديرين العامين إلى غياب األعراف القانونية وفىي ذات الوقىت
التشىىدد فىىي تنظيمىىات بعيىىدة عىىن األهىىداف والفىىرص الحقيقيىىة .ممىىا يىىؤدي إلىىى طغيىىان العالق ىات
الشخصية على اإلجىراءات اإلداريىة فىي اإلدارة العامىة .هىذا الوضىع يعطىي مسىاحة حريىة اكبىر
للبيروقىىراطيين لفعىىل مىىا يشىىاءون ،ممىىا يىىؤدي إلىىى فشىىل اإلدارة العامىىة وموظفيهىىا فىىي تحقيىىق
األهداف والمبادئ المنشودة في إطار األعراف القانونية منة جهة والواقع من جهة أخرى.
ويتساءل ( )Forester,1989,p.5كيف باإلمكان تحليل البدائل المستقبلية الممكنة تحليال دقيقا في
عالم يفتقر للمعلومات ووقت محدود؟ أو ما عسى أن يفعله المخططون عندما يطلب منهم
إشراك السكان في عملية التخطيط وهم يعملون في تنظيمات بيروقراطية يهددها مثل هذه
المشاركة؟ كيف يتمكن المخططون من عرض أفكارهم ،وتوضيح النتائج والعواقب ،وفتح
مجاالت وفرص للعمل واإلنجاز ،بينما حل المشكالت يعتمد وبشكل كبير على فهم مصالح،
وتوجهات ،والتزامات اآلخرين .هذا ما يناقشة الجزء التالي من الدراسة
الخدمة المدنية
مقدمة
يعتبر نظام الخدمة المدنية ،من حيث طبيعته وآفاءة العنصر البشري العامل فيه ،وفاعلية الخدمات التي يقدمها للجمهور من المؤشرات
الدالة على تماسك البناء المؤسسي لإلدارة العامة في أي بلد .آما أن القواعد والضوابط التي يعمل في إطارها موظفي الخدمة المدنية لها
أثرها على صورة الحكم ،ومقدار ما تتمتع به المؤسسات العامة من مصداقية واحترام في عيون المواطنين .إن العمل على تطوير جهاز
الخدمة المدنية يلبي معايير اإلدارة العامة العصرية المنسجمة مع الحكم الصالح ،والقدرة على ترسيخ قيم الجدارة والحياد السياسي
والشخصي في الخدمة المدنية ،وهو أحد أهم مستويات اإلصالح اإلداري والمالي للنظام الكفؤ والنزيه .وتعمل الكثير من الدول باستمرار
على تطوير ورفع قدرة أجهزة الخدمة المدنية فيها ،إدراآا منها لهذا الدور الهام الذي تلعبه الخدمة المدنية في قلب اإلدارة العامة .آما بات
واضحا أن الوصول إلى جهاز خدمة مدنية يقوم على معايير الجدارة ،والتخصص ،والقانون ،والحياد ،ووضع األطر القانونية،
واإلجراءات واألنظمة التي من شأنها إن تخضعه للمساءلة والمحاسبة ،يتطلب أوال تحديد مفهوم للخدمة المدنية يتسق مع أهداف التنمية
واإلصالح في البلد ،ويساهم في تطوير العمل المؤسسي لإلدارة العامة
لخدمة المدنية هي (( كيان من موظف الحكومة موثوق بهم من قبل إدارة البالد ،ومفوضون بتحقيق سياسة
الحكومة الراهنة))
إن سوء استخدام الوظيفة العامة هو بوابة للفساد اإلداري الذي يؤدي إلى:
نهب المال العام.
تعطيل التنمية.
ضرب القيم األخالقية للمجتمع والدولة.
إفشال التنمية البشرية كنتيجة حتمية
28
المفوضية العامة للنزاهة/العراق ،مقال ,موقع معهد األبحاث والتنمية الحضارية
)(http://www.alhadhariya.net
الخاتمة
نلخص مما سبق أن الحكومة اإللكترونية تتسع ألي عمل إلكتروني يؤدى بواسطة السلطات الحكومية
بوصفها سلطات عامة أو عن طريق شركات ومؤسسات القطاع الخاص من اجل تسهيل وإزالة كل
التعقيدات ،وهذا منطق فرضته التطورات التقدم العلمي وثورة االتصاالت في وقتنا الحالي ،والتي تفرض
ولذلك فإن .بدورها ضرورة التخلي عن االساليب تقليدية السابقة وإستخدام األساليب الحديثة االلكترونية
البعض هروبا من انتقادات قد توجه إلى الحكومة اإللكترونية أستوجب هذا الية الحوكمة من اجل التسيير
الحسن والرشيد للدولة على المستوى الكلي وهذا يؤدي بدوره إلى تحقيق المنفعة العامة للجميع مع تخفيض
والخالصــة هــذا أن الحوكمــة الرشــيدة أي الحاكميــة بمعاييرهــا تعمــل علــى .التكايف والجهد والوقت
دف إلى تحقيق مزيد مـن Lتنميــة الدولــة واســتغالل الطاقــات واإلمكانيات البشرية والمادية في ا4تمع ،و
العدالـة والشـفافية وتحـاربكـل التـدليس والفســاد بكافــة أشـ ـكاله.لكــي تكــون الحاكميــة الرشـ ـيدة قــادرة
علــى
ـا أداة Dأن تكون الحوكمة الرشيدة تنظيميـة بـدال مـنكو . üتبــني الحلــول الوطنيــة للمشــكالت في ا4تمع
رقابيـة بحيـث تركـز علـى اإلشـراف والمتابعـة وتـترك أمور التنفيذ والرقابة للمستويات اإلدارية األدن
خالل الدراسة الميدانية التي أجريت في المرفق العام و المتمثل في بدية عزابة والية سكيكدة ،نستنتج أن للحوكمة االلكترونية دورا هاما في تهيئة و
بناء المرافق سواء كانت عامة أو خاصة ،و خصوصا مع التقدم التكنولوجي و العصرنة المتماشى معها ،حيث أنه تنجح الحوكمة االلكترونية من خالل
توفير نظم معلومات و اتصاالت فعالة لنقل البيانات و المعلومات و تدفقها في المؤسسات العامة ،و تخص في هذا البلدية و كذلك المواطنين ،و كل
المحيط الذي تتعامل معه ،سواء داخليا أم خارجيا ،من منظمات المجتمع المدني
المرور الى الحوكمة االلكترونية يمر أوال بترسيخ مفهوم هذا الحوكمة – وهو األمر غير المجسد حاليا -ومن ثم االنتقال الى التعامل االلكتروني مع
المواطنين ،لكن الذي حدث فقط لحد اآلن هو بعض الخدمات االلكترونية التي تدخل ضمن اإلدارة االلكترونية.
االستنتاجات
.1اإلصالح اإلداري مسؤولية الجميع وهدف للجميع وان التوعية باتجاه نشر الحوكمة من متطلبات
اإلعداد لعملية اإلصالح اإلداري.
.2أن تطبيق مبادئ الحوكمة يعزز من مصداقية البيانات المالية والمركز المالي للمؤسسات وبالتالي
يفتح آفاق أوسع في التعامل من قبل األطراف الخارجية.
3لغرض تفعيل مبادئ الحوكمة البد من أجهزة رقابية فعالة تتابع عمل الجهاز اإلداري وتقوم بدراسة السبل
الكفيلة بتقويم أدائه على وفق المعايير المتعارف عليها.
4.اإلصالح اإلداري مسؤولية الجميع وهدف للجميع وان التوعية باتجاه نشر الحوكمة من متطلبات
اإلعداد لعملية اإلصالح اإلداري .
5.أن تطبيق مبادئ الحوكمة يعزز من مصداقية البيانات المالية والمركز المالي للمؤسسات وبالتالي يفتح
آفاق أوسع في التعامل من قبل األطراف الخارجية.
التوصيات
1ـ .أعداد برامج تعليمية وتدريبية وورش عمل لموظفي الدولة وبمختلف المستويات اإلدارية لغرض
تأهيلهم ليفاء بمتطلبات األداء الصحيح والسليم للمهام الموكلة بهم وإذكاء وعيهم بمخاطر الفساد
المالزمة ألداء وظائفهم.
د .وضع آلية لتشجيع المبادرات واالبتكارات واإلبداعات.
.أكمال مظلة التشريعات التي تستهدف تطبيق مفهوم الحوكمة في مختلف أجهزة الدولة لما لهذا النظام من
أهمية لتحقيق الهدف األساسي في الحفاظ على المال العام وتنميته.
.2إلزام كافة الوحدات التنظيمية في الدولة باعتماد أنظمة الجودة الشاملة وتأهيل تشكيالتها للحصول على
المواصفة العالمية.
.3أجراء تقييم دوري لمبادئ الحوكمة تبعا لتغيرات كل مرحلة.
.4دعم األجهزة الرقابية من خالل اإلجراءات اآلتية-:
.5إلزام كافة أجهزة الدولة بتحديد متطلبات الحوكمة والسعي لتطبيقه والعمل بموجبه.
.6قيام الجمعيات المهنية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل األعالم بالتعريف بمبادئ الحوكمة ومدى
تأثيرها في دعم البنى التحتية لمؤسسات الدولة المختلفة.
.7توسيع تجربة (مجلس اإلدارة) لتشمل كافة األجهزة اإلدارية للدولة وال يقتصر على الشركات العامة
لغرض تعميق روح العمل الجماعي وخاصة فيما يتعلق بصنع القرارات اإلستراتيجية ،وتحديد المهام
والصالحيات لكل من مجالس اإلدارة والمدير العام بشكل دقيق.
.8قيام وزارة التخطيط وبالتعاون مع الجامعات والمراكز المهنية والتدريبية بما يأتي-:
أ .أجراء دراسة شاملة ومفصلة للهياكل اإلدارية للمؤسسات التابعة للدولة في ضوء المهام
واالختصاصات المنصوص عليها في القوانين النافذة.
ب.
ب .تحديد مواطن الضعف ونقاط الخلل في آليات عمل المؤسسات ووضع وتحديد الخطط التي تركز
على معالجة هذا الخلل وتطوير األداء.
ج .أعداد برامج تعليمية وتدريبية وورش عمل لموظفي الدولة وبمختلف المستويات اإلدارية لغرض
تأهيلهم ليفاء بمتطلبات األداء الصحيح والسليم للمهام الموكلة بهم وإذكاء وعيهم بمخاطر الفساد
المالزمة ألداء وظائفهم.
د .وضع آلية لتشجيع المبادرات واالبتكارات واإلبداعات.
.9إلزام كافة أجهزة الدولة بمعايير اإلفصاح والشفافية وعرض مخرجات عملها على الجمهور باعتباره
الهدف األول الذي تسعى لخدمتها كافة تلك األجهزة.
.10اعتماد مبدأ اإلدارة باألهداف (اإلدارة بالنتائج) والذي يمثل باختصار تقييم اإلدارات بناء على تحقيق
أهدافها خالل المراحل السابقة.
االعتماد على الشبكات للتواصل بين المواطن و الحكومة وذلك بانشاء مواقع الكترونية يستطيع المواطن االستفادة منها من بعد بدون
اللجوء الى حضور المواطن في البلدية من أجل استخراج وثائقة.
المصـادر -: