You are on page 1of 20

‫دور عمليات إدارة المعرفة في بناء الذاكرة التنظيمية و تفعيل اإلبداع داخل المنظمات‬

‫أ‪.‬د علي دبي‬ ‫أ‪ .‬نسيم حمودة‬


‫جامعة محمد بوضياف –المسيلة‪-‬‬ ‫جامعة محمد الصديق بن يحي –جيجل‪-‬‬
‫‪alidebbi@yahoo.fr‬‬ ‫‪Hamouda_nasimm@yahoo.fr‬‬
‫الملخص‪:‬‬
‫إن التحديات اليت تواجه منظمات اليوم فرضت عليها االستثمار يف أفضل املوارد اليت متلكها‪ ،‬و ذلك لضمان البقاء و االستمرار يف‬
‫ظل بيئة تتسم باملنافسة الشديدة‪ ،‬و تعترب املعرفة أكثر املوارد قيمة و أكثرها دميومة باعتبارها موردا يصعب اكتسابه و تقليده‪ ،‬فلم‬
‫حتقق املنظمات الرائدة يف جماهلا ما وصلت إليه اليوم إال مبا متلكه من معارف و خربات‪ ،‬و لكي تضمن االستمرار البد عليها من‬
‫احلفاظ على هذه املعارف يف قواعد خاصة بذلك تدعى ( الذاكرة التنظيمية )‪ ،‬إال أن حفاظ املنظمة على معارفها ال يضمن هلا‬
‫احملافظة على مكانتها يف السوق‪ ،‬فاملعارف تتقادم و هلذا كان البد عليها من توليد معارف جديدة و هو ما يعرف باإلبداع التنظيمي‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬املعرفة‪ ،‬إدارة املعرفة‪ ،‬الذاكرة التنظيمية‪ ،‬اإلبداع التنظيمي‪.‬‬
‫‪Résumé :‬‬
‫‪Les défis auxquelles font face les organisations d’aujourd’hui imposé en investissant‬‬
‫‪dans les meilleures ressources appartenant, et ce la pour assurer la survie et la‬‬
‫‪continuité dans un environnement caractérisé par une concurrence intense, la‬‬
‫‪connaissances considéré comme la sources la plus précieuse et la plus durable a cause‬‬
‫‪de sa difficulté d’acquisition et de l’imiter. Les organisations leader dans son domaine‬‬
‫‪n’a pas atteint ce qu’elles est aujourd’hui sauf en possession de la connaissance et de‬‬
‫‪l'expérience, et pour assurer la continuité il faut maintenir ces connaissances dans des‬‬
‫‪bases spéciales ( mémoire organisationnelle ), mais garder les connaissances de‬‬
‫‪l’organisation ne garantit pas a maintenir sa position sur le marché, mais lorsque les‬‬
‫‪connaissances deviennent obsolètes il faut créer de nouvelles connaissances, ca ce qu'on‬‬
‫‪appelle l'innovation organisationnelle.‬‬
‫‪Mots clés : connaissance, gestion des connaissances, mémoire organisationnelle,‬‬
‫‪innovation organisationnelle‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫بارزا يف التحول االقتصادي والنمو االجتماعي والتغيري الشامل لكل نواحي احلياة ‪،‬كما اعتربت العنصر‬ ‫دورا ً‬
‫أدت التكنولوجيا ً‬
‫موردا ثريًا لكثري من الدول وتكلفة عالية لدول أخرى ‪ ,‬وال تقتصر التكلفة على‬ ‫األكثر أمهية يف اإلنتاج واالستثمار‪ ,‬بل اعتربت ً‬
‫األجهزة واملعدات فحسب‪ ،‬بل وعلى الربجميات والنظم اجلاهزة والصيانة والتدريب‪.‬‬
‫جدا لتحصل نقلة سريعة حنو عنصر آخر أكثر أمهية‪ ,‬وهو العنصر البشري‬ ‫ويف عصرنا احلاضر ازدادت أمهية التكنولوجيا العالية ً‬
‫ولتصبح معه التكنولوجيا وسيلة تساعد يف إدارة معرفته‪ .‬لقد أصبحت املعرفة املتمثلة باخلربة اإلنسانية والقيم واملعتقدات واملهارات‬
‫وتأثريا يف عصر اكتسب تسميته من سيادهتا‪ .‬وبالفعل تعد املعرفة حاليًّا من أنفس املوارد اليت تعتمدها‬ ‫حاليًّا من أكثر العناصر فاعلية ً‬
‫املؤسسات يف اإلنتاج أو يف تقدمي خدماهتا‪.‬‬
‫إذ تدرك املنظمات اليوم أن املعرفة أصبحت ضرورية ألعماهلا‪ ،‬وهذا ال يعود فقط إىل أن منتجاهتا وخدماهتا وعملياهتا تعتمد‬
‫يف جانب أساسي منها على املعرفة‪ ،‬وإمنا وهذا هو األهم ألن املنافسة يف السوق ال تدع الشركات حرة يف االهتمام أو عدم االهتمام‬
‫باملعرفة‪ .‬وكما يقول ( ‪ ) I.Nonaka‬يف دراسته اليت اعتربها البعض البداية الرمسية لالهتمام بإدارة املعرفة ‪ :‬يف االقتصاد حيث أن‬
‫املؤكد الوحيد هو عدم التأكد فإن املصدر الوحيد للميزة التنافسية الدائمة هي املعرفة‪1.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ikujiro Nonaka: The Knowledge-Creating Company, HBR, Vol(68), No.(6), Nov-Dec 1991,pp96-104.‬‬

‫‪1‬‬
‫إن الددور الدذي تقددوم بده إدارة املعرفددة مدن خددالل عملياهتدا و ارسدداهتا عقدق نتددائ رائعدة يف السددياق التنظيمدي‪ ،‬إذ يددتم مبوجبده إ ندداء‬
‫العمددل وتعزيددز اإلنتاجيددة كمددا ووعددل الزبددون مبتهجددا يف تعاملدده مد املنظمددة‪ ،‬واألهددم مددن كددل هددذا القيمددة املضددافة املتحققددة يف املسددتويات‬
‫املختلفة‪ ،‬و هذا ال يتحقق إال ببناء قواعد ختزن فيها خمتلف معارف و خربات املنظمة أو ما يعرف ب " ذاكرة املنظمدة" أو " الدذاكرة‬
‫التنظيمية"‪.‬‬
‫إن بندداء ذاكددرة تنظيميددة يسدداعد يف هتيئددة املندداق املناسددب لتحقيددق اإلبددداع داخددل املنظمددة مددن خددالل تسددهيل الوصددول إىل املعددارف‬
‫املوجودة داخل املنظمة و تيسري عملية توليد املعارف أو مايعرف ب "اإلبداع املعريف"‪.‬‬
‫انطالقا ا سبق تتبلور لنا مشكلة الدراسة اليت ميكدن اختزاهلدا يف التسداال الرئيسدي التداي‪ :‬كيدف تسداهم عمليدات إدارة املعرفدة يف‬
‫بناء الذاكرة التنظيمية و تفعيل اإلبداع داخل املنظمة؟‬
‫المحور األول‪ :‬التحول نحو إدارة المعارف في المنظمات‬
‫لقد أدى تعاظم قدرات احلاسبات اآللية و تطور تقنية املعلومات واندماجها م تقنية االتصاالت و تصاعد حركة البحث العلمي‬
‫و التطوير التقين على كافة األصعدة و يف خمتلف جماالت التخصص‪ ،‬إىل تضخم املصادر املعرفية و تيسر سبل التعرف عليها‬
‫باستخدام تكنولوجيا االتصاالت املتمثلة أساسا يف شبكة األنرتنت و شبكات األنرتانت و ريها من وسائل تقنية متطورة تتيح لإلدارة‬
‫الوصول إىل حصيلة الفكر اإلنساين و مستجدات العلم بسرعة هائلة و تكلفة تكاد تكون منعدمة‪ ،‬و من مث تزايد اهتمام اإلدارة‬
‫باستخدام املعلومات و توظيفها خلدمة أهداف املؤسسة‪ ،‬و كذلك جتميعها و خلق مستودعاهتا الذاتية للمعرفة الناشئة عن تطبيق تلك‬
‫املعلومات‪ ،‬و بذلك بدأت مرحلة جديدة يف الفكر اإلداري تكرس معىن أساسي هو أن اإلدارة يف حقيقتها هي عملية حبث عن‬
‫مصادر املعرفة‪ ،‬مث توظيف تلك املعرفة و التعلم من نتائ استخدامها وفق منطق و منهجية موضوعية و هادفة أطلق عليها تعبري "‬
‫إدارة املعرفة "‪.‬‬
‫أوال‪ :‬طبيعة المعرفة‬
‫أ‪ -‬مفهوم المعرفة‪:‬‬
‫إن املتتب لألدبيات اليت تناولت موضوع املعرفة ود عدد ري حمدود من التعاريف ختتلف باختالف وجهات نظر الباحثني و‬
‫املؤلفني و تنوع ختصصاهتم‪ ،‬من أجل ذلك قدمت تعار يف كثرية يف حماولة اإلحاطة نسبيا مبختلف خصائص مضمون املعرفة‪ ،‬ميكن‬
‫ذكر بعضها كما يلي‪:‬‬
‫*تعريف " ويي "(‪ )Wiig‬سنة ‪ ":3991‬املعرفة هي جسم من املفاهيم و العمليات و األفكار اجملردة اليت حنملها معنا على أسس‬
‫‪1‬‬
‫دائمة أو شبه دائمة و نستخدمها لتفسري العامل احمليط بنا‪ ،‬و إدارته "‬
‫*تعريف " نوناكا "(‪ )Nonaka‬سنة ‪3991‬م‪ " :‬املعرفة هي االعتقاد الصحيح املربر الذي يزيد من قدرة الفرد ألداء األعمال‬
‫‪2‬‬
‫الفعالة مثل استخدام املعلومات‪ ،‬التعلم و التجريب من تفسري املعلومات "‬
‫‪3‬‬
‫*تعريف " ديل و آخرون "(‪ )Dell and others‬سنة ‪ ":3991‬املعرفة هي املعلومات أثناء العمل "‬
‫*تعريف" دافنبورت‪ ،‬لونغ و بريس "(‪ )Davenport, long and Beers‬سنة ‪3991‬م‪ " :‬املعرفة هي شكل من املعلومات ذات‬
‫‪4‬‬
‫القيمة العالية اجلاهزة للتطبيق يف اختاذ القرارات و إجناز األعمال "‬

‫‪1‬‬
‫هيثم علي حجازي‪ ،‬إدارة المعرفة " مدخل نظري "‪ ،‬األهلية للنشر و التوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،2002 ،‬ص‪22:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Hsiu- Yueh (Sonya) Hsu, knowledge management and intellectual capital, Doctoral of Philosophy, Departement of management in‬‬
‫‪the craduate school Southern Illin…. University Carbondale.M.United states, 2006, p 26‬‬
‫‪3 Dell.C, Essaides.N, Ostro.N and Crayson.C, If only we know what we know, The transfer of Internal knowledge and best practice,‬‬

‫‪New York, free press,1998‬‬


‫‪4 Davenport.T.H, de long.D.W and beers.M.C, Successful knowledge management projects, Sloan management review, volume39,‬‬

‫‪Issue 2, winter1998,p p:43-57‬‬

‫‪2‬‬
‫و يرى " بيرت دراكر" ( ‪ )Peter Drucker‬أن صعوبة وض مفهوم دقيق للمعرفة يرج حسب قوله أن‪ " :‬املعرفة جمسدة دائما‬
‫يف شخص‪ ،‬عملها شخص‪ ،‬تدرس و تنقل من طرف شخص‪ ،‬تستخدم أو يساء استخدامها من طرف شخص‪ 1".‬و هنا جند "‬
‫دراكر" يركز على نوع واحد من املعرفة هي املعرفة الضمنية باعتبارها ذلك النوع من املعرفة املرتبطة ارتباط وثيقا بالفرد‪.‬‬
‫من خالل ما سبق نالحظ أنه قدمت عدة تعار يف ملصطلح املعرفة‪ ،‬بعضها يتشابه يف حمتواه و البعض اآلخر خمتلف متاما‪ ،‬إال أن‬
‫الشيء املتفق عليه هو موض مصطلح املعرفة و صعوبة التحديد الدقيق ملفهومها‪ ،‬و من أجل تبسيط و توضيح مفهوم املعرفة ارتأينا‬
‫تقدمي التعريف التاي‪ " :‬املعرفة هي كل شيء ري ملموس يزيد من كفاءة و فعالية األعمال‪ ،‬سواء كانت هذه املعرفة متأصلة يف عقول‬
‫األفراد حبيث ال ميكن نقلها و ترميزها ( معرفة ضمنية ) أو تكون هذه املعرفة يف الوثائق و األرشيف ميكن ترميزها و كتابتها و نقلها‬
‫إىل اآلخرين ( معرفة صرعة )"‪.‬‬
‫ب‪ -‬خصائص المعرفة‬
‫إن التطبيق الفعال للمعرفة يتطلب الفهم العميق لطبيعتها و مساهتا‪ ،‬فاملعرفة تتميز مبجموعة من اخلصائص اليت تؤثر تأثريا‬
‫مباشرا على أسلوب إدارهتا و التعامل معها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫حيث أشار " هوسيل و بيل " ( ‪ ) Housel and Bell‬إىل جمموعة خصائص أساسية للمعرفة هي‪:‬‬
‫‪ -3‬إن املعارف ميكن أن تولد‪ :‬متتلك بعض املؤسسات قدرات ذهنية جتعلها قادرة على توليد املعرفة اجلديدة‪ ،‬و هذه القدرات الذهنية‬
‫موجودة لدى األفراد املبتكرون الذي تعول عليهم املؤسسة يف عملية توليد املعرفة‪.‬‬
‫‪ -2‬املعرفة ميكن أن متوت‪ :‬و كما تولد املعرفة فإهنا متوت أيضا‪ ،‬حيث إن القليل جدا من املعارف اليت تتكون خالل جتاربنا هي اليت‬
‫تسجل‪ ،‬هلذا فإن الغالبية العظمى من املعارف متوت‪ ،‬فبعض املعارف متوت مبوت الشخص و البعض اآلخر ميوت بفعل التقادم‪ ،‬إذ‬
‫متوت املعرفة بإحالل معارف جديدة حمل القدمية‪ ،‬وهذا ما عدث م االبتكار اجلذري أو عند تغيري املعتقدات‪ ،‬يف حني أن البعض‬
‫اآلخر يصبح بدون قيمة يف األعمال ( املوت النسيب ) ليس ألهنا بدون استخدام و إمنا ألن املعرفة حتولت من معرفة خاصة و من‬
‫داخل املؤسسة إىل معرفة عامة و إىل امليدان العام لتصبح جزء من اخلارجيات أي ما يشبه السل العامة ( كاهلواء ) ال تؤثر يف‬
‫السوق كعمليات تكلفة أو عائد‪.‬‬
‫‪ -1‬املعرفة ميكن أن متتلك‪ :‬لقد أدت معدالت التعليم العاي إىل دف املؤسسات إىل اإلمساك بأ لب املعارف اليت تؤدي إىل زيادة‬
‫ثروهتا‪ ،‬و هذا ما يبدو جليا من خالل ما تقوم به املؤسسات يف حتويل أ لب املعارف اليت متتلكها إىل براءات اخرتاع أو أسرار جتارية‬
‫تتمت باحلماية القانونية شأهنا شأن امللكية املادية‪.‬‬
‫‪ -1‬املعرفة متجذرة يف األفراد‪ :‬إن أ لب املعارف اليت متتلكها املؤسسات جندها يف عقول األفراد‪ ،‬فهناك معرفة فطرية متجذرة حنن‬
‫مزودون هبا كإمكانات و قدرات ذهنية و هي قابلة للتحول إىل معرفة صرعة و منظورة‪ ،‬فهي تشبه الطاقة اليت توجد يف البطارية ميكن‬
‫استخدامها مبجرد توصيلها باالستخدام‪.‬‬
‫‪ -5‬املعرفة ميكن أن ختزن‪ :‬إن املزيد من املعرفة يتم ختزينه خارجيا و قد أشارت الدراسات املتخصصة يف جمال املعرفة أن ما مت ختزينه‬
‫خالل العشرين سنة ا ملاضية هو أكثر ا استطاعت البشرية ختزينه خالل تارخيها السابق ‪ ،‬حيث أصبح حاليا هناك ما يقرب ‪32‬‬
‫ألف موق ويب جديد يف األسبوع يضاف على األنرتنيث‪.‬‬
‫‪ -6‬إن املعرفة ميكن أن تصنف‪ :‬فإىل جانب املعرفة الصرعة و الضمنية‪ ،‬هناك أمناط أخرى من أصناف املعرفة مثل معرفة املهارة و‬
‫تتعلق مبعرفة كيفية عمل األشياء‪ ،‬و معرفة األفراد و هي كل املعرفة املتعلقة بالراية‪ ،‬احلدس‪ ،‬و العالقات اليت تستخدم يف العمل‪.‬‬
‫ج‪ -‬أنواع المعرفة‬

‫‪1‬‬‫‪Scott Paquette, Knowledge management systems and customer knowledge use in organizations, Doctoral of philosophy, Faculty‬‬
‫‪of information studies, University of Zoronto,Canada, 2008, p: 09‬‬
‫‪2‬‬
‫نجم عبود نجم‪ ،‬إدارة المعرفة "المفاهيم و االستراتيجيات و العمليات"‪ ،‬دار الوراق للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2002 ،‬ص ص‪.33 – 22 :‬‬

‫‪3‬‬
‫إذ ختتلف أنواع املعرفة باختالف مصادرها و آلية املشاركة فيها و تبادهلا و الغاية من تطبيقها و أهدافها‪ ،‬فضال عن اختالف آراء‬
‫و وجهات نظر الباحثني‪ 1.‬فاملعرفة معارف أي أهنا ليست نوعا واحد‪ ،‬متجانسا و منطيا‪ ،‬و هذه حقيقة‪ ،‬ألن املعرفة ليس هلا شكال‬
‫حمددا و ال ميكن أن توض كلها يف إطار واحد‪ ،‬بل أن املؤسسة عندما تقدم منتجاهتا أو خدماهتا فإهنا ال تقدم إال جزء من معرفتها‬
‫و هو اجلزء القابل للتحديد و النقل و رمبا يف حاالت كثرية سهل التقليد أيضا‪ ،‬لتظل املعرفة األكثر أمهية داخل املؤسسة يف راوس‬
‫‪2‬‬
‫أفرادها و عالقاهتم املتميزة اليت يصعب نقلها إىل اآلخرين‪.‬‬
‫( ‪Tacit‬‬ ‫و قد أمج معظم الباحثني يف جمال إدارة املعرفة على وجود نوعني من املعرفة مها‪ :‬املعرفة الضمنية‬
‫‪ ) knowledge‬و املعرفة الصرعة ( ‪.) Explicit knowledge‬‬
‫‪ -3‬املعرفة الضمنية ( ‪:) Tacit knowledge‬‬
‫يعترب " ميشيل بوالين " ( ‪ ) M.Polany‬أول من ميز بني املعرفة الضمنية و املعرفة الصرعة‪ ،‬حيث أشار إىل ذلك يف‬
‫‪3‬‬
‫مقولته املشهورة‪ " :‬إننا نعرف أكثر ا نستطي أن نقول"‪.‬‬
‫إال أن هذا التحديد النوعي للمعرفة مل عظى باالهتمام يف ذلك الوقت‪ ،‬و م جميء التسعينات و بالضبط يف سنة ‪3991‬م‪ ،‬أعيد‬
‫االعتبار هلذا التحديد النوعي للمعرفة من طرف " نوناكا " ( ‪ ) Nonaka‬يف كتابه املشهور" الشركات اخلالقة للمعرفة "‪.‬‬
‫و املعرفة الضمنية هي معرفة شخصية خاصة بسياق ما‪ ،‬صعبة التلفظ و النطق بلغة رمسية‪ ،‬و من الصعوبة جدا نقلها و‬
‫تقامسها م اآلخرين‪ ،‬و يشري كل من " نوناكا و تاكيوشي" ( ‪ ) Nonaka and Takeuchi‬يف دراستهما إىل أن البعد املعريف‬
‫للمعرفة الضمنية يتألف من املعتقدات‪ ،‬اإلدراك‪ ،‬املثاليات‪ ،‬القيم‪ ،‬العواطف و النماذج الذهنية‪ ،‬و هي مجيعها متأصلة يف الناس و‬
‫يأخذوها على أهنا أمر مسلم به‪ ،‬و ألهنا كذلك‪ ،‬و مبا أنه يصعب التعبري عنها بوضوح و سهولة شديدة‪ ،‬فإن هذا البعد يشكل‬
‫الطريقة اليت ندرك هبا العامل حولنا‪ ،‬كما يشريان إىل أن هناك بعد آخر للمعرفة الضمنية و هو البعد التقين الذي يشمل نوع املهارات و‬
‫‪4‬‬
‫الرباعات ري الرمسية اليت يتم إدخاهلا ضمن مصطلح "معرفة كيف" (‪.) know-how‬‬
‫‪ -2‬املعرفة الصرعة ( ‪:) Explicit knowledge‬‬
‫و تتعلق هذه باملعلومات الظاهرة املوجودة و املخزنة باألرشيف مثل الكتب و األشرطة املضغوطة‪ ،‬و باستطاعة اجلمي‬
‫الوصول إليها و استخدامها و ميكن تقامسها من خالل الندوات و املؤمترات و اللقاءات و الكتيبات‪...‬إخل‪ .‬و من املهم التفرقة بني‬
‫املعرفة الصرعة و املعرفة الضمنية‪ ،‬حيث تشري األوىل إىل أفكار واضحة و حمددة ميكن نقلها و ترميزها و يتعامل معها اجلمي ‪ ،‬بينما‬
‫املعرفة الضمنية حدسية و تقنية من الصعب التعبري عنها لفظيا‪ ،‬و هي أيضا فردية ميتلكها املختصون و اخلرباء و بالغالب يصعب‬
‫‪5‬‬
‫إيصاهلا لآلخرين و هي أيضا من املمتلكات اليت حتافظ عليها املؤسسة لكسب امليزة التنافسية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم إدارة المعرفة‬
‫أ‪ :‬تعريف إدارة المعرفة‬
‫من خالل البحث يف األدبيات املتعلقة مبوضوع إدارة املعرفة تبني أنه ال يوجد تعريف عام‪ ،‬شامل و متفق عليه ملفهوم إدارة املعرفة‪،‬‬
‫حيث يرى ( ‪ ) Jashapara‬أنه بسبب الطبيعة العلمية املتنوعة إلدارة املعرفة مل تعد مفاجئة أن جند تعريفات متنوعة تأيت من‬

‫‪1‬‬
‫صالح الدين الكبيسي‪ ،‬إدارة المعرفة‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪ ،5002 ،‬ص‪.55 :‬‬
‫‪2‬‬
‫نجم عبود نجم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.22 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Robert Reix, Systèmes d’information et management des organisations, 5eme édition, édition d’organisation, paris,‬‬
‫‪2004, p :241.‬‬
‫‪4‬‬
‫هيثم علي حجازي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.42،44 :‬‬
‫‪5‬‬
‫ابراهيم الخلوف الملكاوي‪ ،‬إدارة المعرفة "الممارسات و المفاهيم"‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2002 ،‬ص ص‪.40،33 :‬‬

‫‪4‬‬
‫وجهات نظر خمت لفة‪ ،‬بعضها جاء من وجهة نظر أنظمة املعلومات و بعضها من وجهة نظر املوارد البشرية و تعريفات أخرى تعكس‬
‫‪1‬‬
‫وجهة نظر اإلدارة اإلسرتاتيجية‪ ،‬و ذلك بسبب إدراك املنظمات أن تطبيقات إدارة املعرفة أصبحت مهمة لتحقيق امليزة التنافسية‪.‬‬
‫يعرف ( ‪ ) wiig‬إدارة املعرفة بأهنا‪ ":‬جمموعة من املداخل و العمليات الواضحة و احملددة على حنو جيد هتدف إىل اكتشاف‬
‫وظائف املعرفة اخلطرة‪ ،‬اإلوابية منها و السلبية يف خمتلف أنواع العمليات‪ ،‬و إدارهتا‪ ،‬و حتديد املنتجات أو االسرتاتيجيات اجلديدة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫و تعزيز إدارة املوارد البشرية‪ ،‬و حتقيق عدد آخر من األهداف األخرى املر وب فيها"‪.‬‬
‫و من التعريفات اليت جندها ضمن وجهة النظر هذه تعريف ( ‪ ) Herard‬الذي ينظر إىل إدارة املعرفة على أهنا‪ " :‬منه‬
‫متكامل و منظم لتحديد‪ ،‬تنظيم‪ ،‬و تقاسم مجي املعارف الشكلية يف املؤسسة مثل‪ :‬قواعد البيانات‪ ،‬الوثائق‪ ،‬اإلجراءات‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫القواعد‪...‬باإلضافة إىل مجي املعارف ري الشكلية مثل‪ :‬اخلربة و الدراية اليت اكتسبها العاملون‪".‬‬
‫يعرف ( ‪ ) Barthés‬إدارة املعرفة بأهنا‪ ":‬اإلدارة اليت تعمل على توفري املعلومة املناسبة للشخص املناسب يف الوقت املناسب من‬
‫‪4‬‬
‫أجل اختاذ القرار املناسب‪".‬‬
‫من خالل هذا التعريف جند أن الباحث ينظر إىل إدارة املعرفة على أهنا إدارة للمعلومات‪ ،‬هدفها الرئيسي هو اختاذ القرار املناسب‪،‬‬
‫يف حني أن املعرفة ليست عبارة عن معلومات فقط بل هي أوس من ذلك‪ ،‬و من التعاريف اليت جندها ضمن وجهة النظر هذه تعريف‬
‫(‪ ) Bergeron‬الذي يرى بان إدارة املعرفة هي‪ " :‬إسرتاتيجية حتقيق أمثلية عمل املنظمة‪ ،‬حيث يتم اختيار و ترشيح أو تنقية و‬
‫خترين و جتمي و نشر املعلومات الضرورية لعمل املنظمة عن طريق حتسني أداء املوظف و تنافسية املنظمة" ‪.5‬‬
‫ب‪ -‬أهمية إدارة المعرفة‬
‫إن أمهية إدارة املعرفة تكمن يف كوهنا مؤشرا لطريقة شاملة و واضحة لفهم مبادرات إدارة املعرفة يف إزالة القيود و إعادة اهليكلة اليت‬
‫تساعد يف التطوير و التغيري ملواكبة متطلبات البيئة االقتصادية و تزيد من عوائد املنظمة و رضا العاملني و والئهم و حتسن من املوقف‬
‫التنافسي من خالل الرتكيز على املوجودات ري امللموسة اليت يصعب قياسها و تظهر نتائجها على املدى الطويل‪ ،‬لذلك تعد إدارة‬
‫املعرفة أمرا حامسا و حيويا يف عصر املعلوماتية أكثر من عصر الصناعة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫و بناء على ما سبق ميكن إمجال أمهية إدارة املعرفة يف النقاط التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن جزءا متعاظما من الصناعات املنتجة للثروة هي صناعات معرفية‪ ،‬فالصناعات اإلعالمية و تقنيات احلاسوب و االنرتنيت و‬
‫اخلدمات املهنية كلها صناعات استطاعت أن تنمو بسرعة تزيد عدة أضعاف عن الصناعات األخرى‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن أكثر من ‪ %00‬من األعمال هو يف جماالت تتعلق باملعلومات أو املعرفة‪ ،‬و حىت الصناعات التقليدية أصبح عدد عاملي‬
‫املعرفة الذين يستعملون عقوهلم فيها اكرب من عدد العاملني الذين يستعملون مهارهتم البدنية‪.‬‬
‫ج‪ -‬أنه هنالك قيمة متزايدة للممتلكات ري امللموسة‪ ،‬فقيمة العديد من الشركات كما تظهر من أسعار أسهمها هي عادة اكرب‬
‫بعشر مرات من قيمة تلكاهتا الدفرتية‪ ،‬و الفرق يعود باألساس إىل املمتلكات ري امللموسة كاالسم التجاري و براءات االخرتاع و‬
‫حقوق النشر و التأليف‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Jashapara, Ashok, Knowledge Management An Integrated Approach, 2ed, Person, Prentice Hall, 2011,‬‬
‫‪P : 11.‬‬
‫‪2 Wiig, Karl M. Knowledge Management Foundations : Thinking About Thinking/ How People and‬‬

‫‪Organizations Create, Represent and Use Knowledge, U.S.A., Schema press. 1993, P : 16.‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪Jacques Herard, Manuel d’organisation appliquée, édition Dunod, Paris, 2003, p :19.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Jean Paul Barthés, Le management des connaissances, Gérard Balantzian, Les systemes d’information,‬‬
‫‪Art et Pratiques, Editions d’Organisation, Paris, 2002, p : 106.‬‬
‫‪5 Bergeron, Bryan, Essentials of Knowledge, John Wiley & Sons, Inc, New Jersey, 2003, P : 39.‬‬
‫‪6‬‬
‫صباح أنور يعقوب‪ ،‬أثر مساهمة إدارة المعرفة في التخطيط االستراتيجي " دراسة استطالعية في الشركة العامة للسمنت الشمالية في الموصل "‪،‬‬
‫مجلة بحوث مستقبلية‪ ،‬مركز الدراسات المستقبلية‪ ،‬كلية الحدباء الجامعة‪ ،‬العدد‪ ،2012 ،40 :‬ص‪11 :‬‬

‫‪2‬‬
‫د‪ -‬انه قامت شركة ( ‪ ) CAP Ventures‬األمريكية بدراسة مسحية مشلت ‪ 200‬شركة يف الواليات املتحدة األمريكية و قد‬
‫خرجت الدراسة بنتيجة توق النمو الكبري لسوق منتجات إدارة املعرفة إىل حنو مخسة بليون دوالر بداية هذا القرن‪ ،‬فضال عن أن‬
‫نسبة ‪ %10‬من الشركات عينة الدراسة كانت هلا مبادرات النتهاج هذه اإلدارة أو أن لديها برام قيد التطوير‪،‬و النسبة الباقية من‬
‫هذه الشركات كانت تفكر جبدية بتنفيذ برام إدارة املعرفة‪.‬‬
‫ه‪ -‬أن إدارة املعرفة تسهم بشكل مباشر يف رف مستوى أداء شركات األعمال و حتقيق أهدافها املر وبة‪ ،‬إذ من خالهلا تستطي إدارهتا‬
‫التعرف على ماهية املعرفة املستعملة يف أعماهلا و تطبيقاهتا و من مث كيفية العمل على رف و تطوير هذه املعرفة من أجل حتقيق‬
‫أهدافها‪.‬‬
‫و‪ -‬أنه تعد أداة حتفيز للشركات لتجديد ذاهتا و مواجهة التغريات البيئية ري املستقرة و لتشجي القدرات اإلبداعية ملواردها البشرية‬
‫لباء معرفة جيدة و الكشف املسبق عن العالقات ري املعرفة و الفجوات يف توقعاهتم‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬اطار مفاهيمي حول الذاكرة التنظيمية‬
‫أ‪ -‬الذاكرة التنظيمية‪ :‬النشأة و المفهوم‬
‫يعترب مفهوم الذاكرة التنظيمية من املفاهيم املعقدة و اليت مل يتفق الباحثون يف حتديد مضموهنا‪ ،‬حيث يشري " سان عيسى‬
‫العمري" أن هذا االختالف نات عن اختالف وجهات النظر‪ ،‬فمنهم من ركز على فكرة ان الذاكرة التنظيمية هي الدالة على املثابرة و‬
‫اإلدامة للمعرفة يف املؤسسة‪ ،‬و أهنا توجد يف ستة أماكن رئيسية فيها هي‪ :‬املوارد البشرية والثقافة التنظيمية و اهلياكل التنظيمية و البيئة‬
‫التنظيمية و التحول التنظيمي و األرشيف اخلارجي‪ ،‬و منهم من وس وجهة النظر لتعريف الذاكرة التنظيمية على أهنا ئؤدي إىل‬
‫التخزين و االسرتجاع و التوزي الال حمدود للمعرفة التنظيمية‪ ،‬و هناك وجهة نظر ثالثة و هي أبسط و حاسوبية تعد الذاكرة التنظيمية‬
‫‪1‬‬
‫بأهنا ألية متكن من التخزين املستمر و املعاجلة للمعرفة التنظيمية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫و قد صنفت الدراسات حول الذاكرة التنظيمية إىل ثالثة جمموعات‪:‬‬
‫اجملموعة االوىل هي دراسات نظرية قدمت وصف عام للذاكرة التنظيمية ‪ ،‬فالكتابات النظرية حول الذاكرة التنظيمية كانت نظرية على‬
‫نطاق واس جدا ال تعتمد على البيانات التجريبية‪ ،‬كمثال‪ :‬دراسة (‪ )Stein and Zwass 1995‬أشارت إىل ان املنظمة تستخدم‬
‫وظائفها الذاكرية )‪ )Mnenonic Functions‬لتحقيق أهدافها‪ ،‬حيث مل يقوم الباحثان بأي اختبارات مفصلة لكيفية اجناز‬
‫ذلك‪ .‬و دراسة ( ‪ )Huber 1990‬اليت تشري إىل أن التعلم التنظيمي و دعم الذاكرة التنظيمية سيكون مفيدا للمنظمة‪ ،‬لكن هذه‬
‫الدراسىة مل توضح ما يشكل الذاكرة التنظيمية‪.‬‬
‫اجملموعة الثانية من الدراسات املرتبطة بالذاكرة التنظيمية تناولت كيفية استخدام انظمة حاسوبية معينة لزيادة ذاكرة املنظمة‪ ،‬فالعديد‬
‫من هذه الدراسات ركزت بدرجة كبرية على نظم التكنولوجيا املصممة لتعويض أنظمة الذاكرة الورقية و البشرية‪ ،‬كمثال‪ :‬دراسة (‬
‫‪ )Ackerman 1993‬حول نظام حديقة اجلواب ( ‪ ، )Answer Garden System‬حيث أشارت سلسلة من الدراسات‬
‫النظرية (‪ )Ackerman and Malone 1990, Ackerman 1993‬و دراسات ميدانية ( ‪ )Ackerman 1996‬إىل أن‬
‫نظام حديقة اجلواب حاول توسي الذاكرة التنظيمية من خالل توفري وسيلة من أجا زيادة قاعدة البيانات و املعلومات و اضافة مرفق‬
‫مساعدة‪ ،‬كما طرح املستخدمون أسئلة حول عملهم أو مهام أخرى‪ ،‬يف هذه احلالة ميكن للخرباء الذين أجابوا إضافة األسئلة و‬
‫إجاباهتم يف قاعدة البيانات و املعلومات‪ ،‬و بالتاي زيادة الذاكرة التنظيمية بطريقة مفيدة ألعضاء املنظمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫غسان عيسى العمري‪ ،‬دور تكنولوجيا المعلومات و إدارة المعرفة في بناء الذاكرة التنظيمية‪ ،‬المجلة العربية للدراسات االمنية و التدريب‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،22‬العدد‪ ،22‬ص ص‪120-23:‬‬
‫‪2 Mark S , Ackerman Christine Halverson, Organizational Memory as Objects Process and Trajectories :‬‬

‫‪An Examination of Organizational Memory in Use, Computer supported Cooperative Work (CSCW),‬‬
‫‪volume 13,Issue2, April2004 , pp:155-189.‬‬

‫‪4‬‬
‫اجملموعة الثالثة من دراسات الذاكرة التنظيمية تفحص استخدام الذاكرة التنظيمية من خالل الدراسات التجريبية املستندة إىل امليدان‪،‬‬
‫و على الر م من أن هذه الدراسات ستكون االكثر فائدة بالنسبة لكل من نظم التصميم و فهم الفروق الدقيقة يف املمارسة‪ ،‬هناك‬
‫عدد قليل نسبيا من هذه الدراسات‪ ،‬و من بني هذه الدراسات جند دراسة ( ‪ )Hughes and King 1992‬اليت تركز على مدى‬
‫استخدام أوراق العمل يف مكتب حماسيب‪ ،‬حيث وجدت أن أعضاء املنظمة يستخدون األوراق فقط يف إجناز العمل املطلوب منهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬مقاربات الذاكرة التنظيمية‪:‬‬
‫تعترب الذاكرة التنظيمية من املفاهيم املعقدة و اليت تناوهلا الباحثون من وجهات نظر خمتلفة‪ ،‬و ميكن عرض أهم مقاربات الذاكرة‬
‫التنظيمية يف اجلدول أدناه‪.‬‬
‫وسائل احملافظة على الذاكرة‬ ‫طبيعة الذاكرة‬ ‫الباحثون‬ ‫املقاربة‬
‫دعامة مركزية بسيطة للمعرفة األفراد‪ ،‬اإلجراءات العملية‪،‬‬ ‫‪- Cyert et March 1963.‬‬ ‫مقاربة احملتوى‬
‫‪- Argyris et Schon‬‬
‫الروتني‬ ‫العمل‪،‬‬ ‫ثابتة‪ ،‬تعمل بشكل كبري من قواعد‬ ‫‪1978.‬‬
‫( ‪Approche‬‬
‫اجلماعي‪.‬‬ ‫اجل التأثري على السلوك‪.‬‬ ‫‪- Nelson et Winter‬‬ ‫‪)Contenu‬‬
‫‪1982.‬‬
‫‪Cohen et Bacdayan‬‬
‫‪1994‬‬
‫‪ - Walsh et Ungson‬سريورة االكتساب‪ ،‬احملافظة و األفراد‪ ،‬الثقافة‪ ،‬التحوالت‪،‬‬ ‫مقاربة السريورة‬
‫‪1991.‬‬
‫‪ - Stein 1995.‬اسرتجاع املعارف‪ ،‬هو حمرك اهليكل‪ ،‬البيئة‪ ،‬األرشيف‬ ‫( ‪Approche‬‬
‫اخلارجي‪.‬‬ ‫‪ - Moorman et Miner‬خللق املعرفة‪.‬‬ ‫‪) Processus‬‬
‫‪1998.‬‬

‫‪ - Girod 1995.‬جمموع الكفاءات اليت تولد التفاعالت بني الدعائم‬ ‫(‬ ‫مقاربة االرتباطية‬
‫‪- Ackerman et‬‬
‫‪ Halverson 2000.‬عالقات داخل و بني الرتتيبات امللموسة و ري امللموسة‬ ‫‪Approche‬‬
‫اليت تؤدي إىل سريورة موازية للذاكرة‪.‬‬ ‫‪) Connexionniste‬‬
‫ملعاجلة املعلومات‪.‬‬
‫ارسة و سريورة‪ ،‬مركبة ثقافيا الثقافة‪ ،‬التقاليد‪ ،‬السلطة (‬ ‫‪- Walsh 1995,‬‬ ‫املقاربة االجتماعية واملعرفية‬
‫‪- Akgun et al 2003.‬‬
‫و تارخييا شارك يف حتديدها القوة )‪ ،‬العاطفة الشخصية‪.‬‬ ‫‪- Feldman et Feldman‬‬
‫‪Approche‬‬ ‫(‬
‫أفراد دوي ميول اجتماعي و‬ ‫‪2006.‬‬ ‫)‪Sociocognitive‬‬
‫عاطفي‪.‬‬

‫‪Source : Afef Chouaieb , Ferid Zaddem et Assàad El Akremi, La mémoire‬‬


‫‪organisationnelle et la dynamique de pouvoir dans l’entreprise, Revue internationale‬‬
‫‪sur le travail et la societé, volume 10, numéro 1, 2012, P29.‬‬
‫ج‪ -‬مستويات و أنواع الذاكرة التنظيمية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫مييز ( ‪ ) Gerod‬بني ثالث مستويات للذاكرة التنظيمية‪:‬‬
‫‪ -3‬املستوى الفردي للذاكرة التنظيمية‪ :‬الذاكرة الفردية ( ذاكرة األفراد ) متيز بني املعارف املوجوة يف عقول األفراد و املعارف املرئية‬
‫اجملسدة يف شكل وثائق ( امللفات املوجودة يف املكتب‪ ،‬وثائق متنوعة‪.)...‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Marie-Héléne Abel, Apport des memoires organisationnelles dans un context d’apprentissage interface‬‬
‫‪homme-machine ( csH.c),Mémoire d’Habilitation à diriger des recherches, Université de Technologie de‬‬
‫‪Conpiegne, 2007 ,P 19.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -2‬املستوي اجلماعي ري املركزي للذاكرة التنظيمية‪ :‬هذه الذاكرات اجلماعية هي نتائ للتفاعالت بني الذاكرات الفردية و ظهور‬
‫احلاجة للتبادل و االتصال بني اثنني أو أكثر من األفراد‪ ،‬حبيث ميكن أن تؤدي إىل تفسري مشرتك ( موحد ) يسمح باختاذ قرارات‪.‬‬
‫‪ -1‬املستوى املركزي‪ :‬فعذدما تشمل الذاكرة اجلماعية مجي أصحاب املصلحة يف املنظمة‪ ،‬تصبح منسقة و مركزية‪ ،‬و هذا ما يؤدي إىل‬
‫وجود قاعدة بيانات ( بنك بيانات ) أو وثيقة استشارة تستخدم من قبل اجلمي ‪.‬‬
‫أنظمة الذاكرة التنظيمية املتخصصة للمؤسسات هي ما يطلق عليها " ذاكرة املؤسسات "( ‪ ،) Mémoire d’entreprise‬و‬
‫لقد قدمت عدة تصنيفات لذاكرة املؤسسات‪ ،‬فالعديد من األدبيات فرقت بني انواع الذاكرة التنظيمية على أساس سريورة أستخدام‬
‫‪1‬‬
‫املعلومات يف املهام العادية للمؤسسة‪ ،‬وميكن عرض أهم أنواع الذاكرة التنظيمية كاأليت‪:‬‬
‫‪ -3‬الذاكرة املهنية (‪ :)Mémoire de métier‬اليت تضم كل املراج ‪ ،‬الوثائق‪ ،‬الوسائل و املناه اخلاصة مبيدان مهنة معينة‪.‬‬
‫‪ -2‬ذاكرة الشركة (‪ :)Mémoire Societé‬و هي رتبطة بشكل كبري باملؤسسة‪ ،‬نشاطاهتا‪ ،‬منتوجاهتا‪ ،‬و شركائها أو متعامليها‬
‫(املوريدين‪ ،‬الزبائن‪.)...‬‬
‫‪ -1‬الذاكرة الفردية (‪ :)Mémoire Individuelle‬وتشمل العناصر املرتبطة شخصيا بالفرد كاملسار الوظيفي‪ ،‬كفاءاته‪ ،‬معرفته‬
‫العملية‪ ،‬نشاطاته‪...‬‬
‫‪ -1‬ذاكرة املشروع (‪ :)Mémoire Projet‬و هي تشمل كل املعلومات املرتبطة مبشروع معني‪ ،‬كتعريفه‪ ،‬نشاطاته‪ ،‬تارخيه‪ ،‬و‬
‫نتائجه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وجتذر اإلشارة إىل ان (‪ )Li‬و زمالءه عام ‪ 3995‬حددوا مكونات الذاكرة التنظيمية وفقا األيت‪:‬‬
‫‪ -3‬الذاكرة التنظيمية التقنية (‪ :)T-OM‬فهدي تعندي سلدسلة مدن الدذاكرة املدستندة علدى املعرفدة املهنيدة متدضمنة التقنيدة‪ ،‬واخلبدرات ذات‬
‫العالقة واليت تدعم وتقوي العمليات النظامية للمنظمة‪ .‬وتدضمنت متغيدرات‪ ،‬نظدم تطدوير املنتدوج‪ ،‬طريقددة الرقاب ددة عل ددى االنت دداج‪ ،‬نظددام‬
‫رقاب ددة معلوم ددات االنت دداج‪ ،‬اسددتخدام تقني ددة املعلوم ددات‪ ،‬ش ددبكة ‪ ( Internet،‬التجهيد دزات واملع دددات‪ ،‬االس ددلوب التقن ددي امل ددستخدم‪،‬‬
‫اع ددادة اهلندس ددة‪ ،‬وادارة اجل ددودة الدشاملة‪...‬الدخ‪ .‬هدذه العوامدل تدؤثر علدى تكدوين الكفداءة‪ ،‬جدودة املنتدوج‪ ،‬وكلفدة االنتداج‪ .‬وميكدن‬
‫ل د(‪ )T.OM‬فان جتعدل الدشركة قائددة فدي جمدال صدناعتها‪ .‬وعلدى العداملني فيمدا لدديهم مدن(‪(T.OM‬‬
‫لتحدسني االنتاجيدة‪ .‬اذ التقنيدة تتطدور بدشكل مدستمر‪ ،‬وعلدى الدشركة ان تبددع وهتدتم بالتقنيدات التدي‬
‫(‪ (T.OM‬كي ال تذهب‬ ‫حتدددث فددي البيئددة‪ ،‬وان تددتعلم منهددا‪ .‬ولكددن مددن جانددب آخددر‪ ،‬علددى املنظمددة ان حتددافظ علددى س درية‬
‫إىل املنافسني‪.‬‬
‫‪ -2‬الذاكرة التنظيمية اإلدارية )‪ :(MG-OM‬وهي متيل للمعرفة التنظيمية االدارية اليت تسيطر على العمليدات داخدل املنظمدة‪ ،‬وميكدن‬
‫ان توصدف علددى اهنددا طريقدة االدارة وهيكددل املنظمددة‪ ،‬مثددل طريقدة ادارة املعرفددة‪ ،‬ترتيددب املددصن ‪ ،‬ادارة املوارد البشرية‪ ،‬واالسرتاتيجيات‬
‫على املدى القصري والبعيدد‪ ،‬ادارة التجهيدزات واملعددات‪ ،‬ادارة االنتداج‪ ،‬ادارة التوثيدق‪ ،‬تددريب املدوارد البدشرية‪ ،‬و ادارة االزمدة‪ .‬وان (‬
‫‪(MG- OM‬قائمدة علدى أسداس تداريخ املنظمدة ولديس مدن الدسهولة علدى املنافدسني يتعلمدوا روح وحمتدوى (‪ (MG-OM‬ولكدن ودب‬
‫ان تكدون معروفدة للعداملني‪ ،‬كدي يكوندوا جاهزين لطلدب االدارة وان يددركوا هددف الدشركة فهدي اطدر العمدل و اسرتاتييجياته وسياساته و‬
‫براجمه و قواعده‪.‬‬

‫‪1‬‬‫‪Jérény Bascans, Max chevalier, Patrice Gennero Chantal, Soule -Dupuy, Mémoire organisationnelle‬‬
‫‪adaptive en vue d’une classification automatique pour la capitalisation d’informatios , Open Archive‬‬
‫‪Toulouse Archive Ouverte (OATAO) , INFormatique des organisations et systéme d’information et de‬‬
‫‪Decision (INFORSID2015), may2015, p :4.‬‬
‫‪2‬‬
‫عادل هادي البغدادي‪ ،‬عالقة وتأثير الذاكرة التنظيمية في االداء التنظيمي‪ -‬دراسة تطبيقية في عينة من الشركات الصناعية العامة‪ ،-‬مجلة اإلدارة و‬
‫االقتصاد‪ ،‬العدد الخامس و الستون‪ ،7002 ،‬ص‪.851:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -1‬الذاكرة التنظيمية الثقافية (‪ :)C-OM‬و تعرف على أهنا ثروة عقلية تراكمت م تطور الشركة‪ ،‬فهي موجودة يف أي مكان يف‬
‫املنظمة‪ ،‬كتاريخ املنظمة‪ ،‬القيم املشرتكة‪ ،‬التنظيم ري الرمسي و األعراف و التقاليد‪ ،‬اقرتاحات العاملني‪ ،‬وقد عرفت على اهنا جتسيد‬
‫لذاكرة املنظمة و تارخيها و حاضرها‪ .‬و من كوهنا متشكلة يف تاريخ املنظمة‪ ،‬وأهنا تتأثر بالثقاففة اخلارجية‪ ،‬و أن من الصعوبة تغيري‬
‫الثقافة املتشكلة إضافة إىل أن( ‪ )C-OM‬تتأثر بتصرف و أفعال الفرد‪ ،‬وكوهنا توجه تصرفاهتم‪ ،‬و أهنا جمموعة رموزهم و متكنهم من‬
‫التصرف‪ ،‬كما وب ان تفهم و متارس من قبل مجي العاملني‪ ،‬وأخري فإن (‪ )C-OM‬تساهم يف تطوير الذاكرات التنظيمية االخرى‪.‬‬
‫‪ -1‬الذاكرة التنظيمية التسويقية (‪ :)MR-OM‬و هي تشمل كل ما له عالقة باجملهز‪ ،‬و الوسطاء و الزبائن و املبيعات‪ ،‬و الشراء‪ .‬و‬
‫تتصمن كذلك إدارة عالقات الزبون (‪ )CRM‬و اسرتاتيجية التسويق‪ ،‬و التعاون اخلارجي‪،‬ومبادىء اختيار اجملهزين والوسطاء‪ ،‬قنوات‬
‫التوزي ‪ ،‬و املزي التسويقي‪...‬إخل‪ ،‬لذا فاملعرفة عن السوق وب ان تكون حممية حيث ال ميكن أن يعرفها املنافسون‪ ،‬وان على الشركة‬
‫ان هتتم ب(‪ )MR-OM‬الن هلا تأثريات على العمليات االعتيادية فيها‪ ،‬كما ان على الشركة ان حتصل على املعلومات عن السوق‪،‬‬
‫و التنبؤ بالطلب على منتجاهتا و خدماهتا وهي بدورها ستوجه تطور(‪.)T-OM‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬اإلبداع في المنظمات‬
‫تلعب اإلدارة دور هاما و كبريا يف تقدم أي جمتم ا يدعو إىل االعتقاد بأن الدول املتقدمة مل حتقق ما حققته من تقدم و رقي إال‬
‫نتيجة إلبداع األفراد و املنظمات لديها على حد سواء‪ ،‬فالتقدم الكبري اليت تشهده يف شىت اجملاالت ال ميكن أن ينجز هبذه الصورة إال‬
‫عن طريق األفكار اجلديدة اإلبداعية‪ ،‬و لكي يستمر هذا التقدم فالبد من استمرار اإلبداع و التجديد و التطوير و التغيري حنو‬
‫األفضل‪.‬‬
‫أ‪ -‬مفهوم اإلبداع التنظيمي‪:‬‬
‫يعرف "دراكر" (‪ )Drucker‬اإلبداع بأنه‪ " :‬تغيري نتائ املوارد و اإلمكانات‪ ،‬من حيث زيادة هذه النتائ من خالل عملية منظمة‬
‫‪1‬‬
‫و حتليل هادف للفرص املتاحة"‬
‫يشري "دراكر" من خالل هذا التعريف أن اإلبداع مصطلح اقتصادي أو اجتماعي أكثر منه مصطلح تقنيا‪ ،‬و يعترب اإلبداع بأنه‬
‫تغيري و تعظيم حصيلة و نتاج املوارد و اإلمكانات‪ ،‬فاإلبداع املنظم يتكون من البحث و التحليل اهلادف للفرص اليت يتيحها التغيري‬
‫إلبداعات اقتصادية و اجتماعية‪ ،‬و النظر إىل اإلبداع كمصطلح اقتصادي و اجتماعي أكثر منه مصطلحا فنيا‪ ،‬وعلنا نتجاوز الفهم‬
‫اخلاطئ الذي وعل اإلبداع مقصورا على العلوم الطبية و التكنولوجية‪ ،‬فاملدير الذي يتوصل إىل أسلوب جديد أو يطور األسلوب‬
‫املستخدم يف العملية اإلنتاجية و يثريه مبجاالت و فرص ال متناهية يف ابتداع االسرتاتيجيات و النظم و األساليب و العالقات‬
‫الوظيفية‪ ،‬يساهم بذلك يف ختفيض نفقات التشغيل‪ ،‬و هو بذلك قد توصل إىل درجة من اإلبداع‪.‬‬
‫أما "أندرسون و كين " (‪ )Anderson and King‬فقد عرفا اإلبداع على أنه‪" :‬قدرة عقلية فردية أو مجاعية‪ ،‬و هي عبارة عن‬
‫عملية ذات مراحل متعددة ينت عنها فكر أو عمل جديد يتميز بأكرب قدر من الطالقة و املرونة و األصالة و احلساسية للمشكالت‬
‫‪2‬‬
‫و االحتفاظ باالجتاه و مواصلته‪".‬‬
‫استعرض الباحثان من خالل هذا التعريف اإلبداع على أنه إحدى القدرات اليت يتميز هبا الفرد سواء كانت وراثية أو مكتسبة‪ ،‬أو‬
‫يكون اإلبداع قدرة تتميز هبا مجاعة ما دون ريها‪،‬كما أشارا إىل أن اإلبداع عبارة عن عملية (‪ ) Process‬له مراحل متعددة و أن‬
‫هذه القدرة اإلبداعية هلا عناصر أساسية بدوهنا ال ميكن التحدث عن اإلبداع و هي‪ :‬الطالقة‪ ،‬املرونة‪ ،‬األصالة‪ ،‬احلساسية‬
‫للمشكالت‪ ،‬االحتفاظ باالجتاه و مواصلته‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الخطيب أحمد و معاينة عادل‪ ،‬اإلدارة اإلبداعية للجامعات‪ ،‬دار جدار للكتاب العالمي‪ ،‬عمان‪ ،2004 ،‬ص‪03 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Anderson,N and King, N , Innovation in organizations Inc.L Cooper and J.T.Robertson (Eds),‬‬
‫‪International Review of Industrial and Organizational Psychology, Vol 5, Chichester, John Wily and Sons,‬‬
‫‪PP : 7-8‬‬

‫‪3‬‬
‫ب‪ -‬مستويات اإلبداع في المنظمة‬
‫عدد املتخصصني و الباحثني يف العلوم اإلدارية ثالث مستويات من اإلبداع‪ ،‬و ذلك كما يلي‪ :‬اإلبداع على مستوى الفرد‬
‫( اإلبداع الفردي )‪ ،‬اإلبداع على مستوى اجلماعة ( اإلبداع اجلماعي ) و اإلبداع على مستوى املنظمة ( اإلبداع التنظيمي )‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلبداع على مستوى الفرد (اإلبداع الفردي)‬
‫بشكل عام يعرف اإلبداع على مستوى األفراد بأنه توجه الفرد حنو استخدام تفكريه و قدراته العقلية يف إطار ما عيط به من‬
‫مؤثرات خمتلفة من أجل تقدمي إنتاج جديد ينف اجملتم الذي يتواجد فيه‪ ،‬و لقد أشارت الدراسات املتخصصة بأن العقل البشري‬
‫يتكون من نصفني أو قسمني‪ ،‬القسم األمين و هو مركز الوظائف اخلالقة يف حني أن القسم األيسر و اجلانب الرشيد و مركز املنطق و‬
‫التفاصيل و التخطيط‪ ،‬و يقوم التفكري اإلبداعي الفردي على أساس حتليل املشكالت طبقا للتفكري املنطقي العقالين و التفكري‬
‫‪1‬‬
‫احلدسي اإلهلامي معا‪ ،‬أي أنه يعتمد على االستفادة الكاملة من الطاقات العقلية املوجودة يف نصفي الدماغ‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلبداع على مستوى اجلماعة ( اإلبداع اجلماعي )‬
‫يعرف اإلبداع اجلماعي بأنه العمل الذي يؤدي إىل ابتكار أو تبين فرض أفكار جديدة يف حميط اجلماعة‪ ،‬حبيث تعمل اجلماعة‬
‫على وض هذه األفكار موض التنفيذ من خالل املناقشات و حماولة إعادة بناء و صيا ة األفكار و املقرتحات األصلية م مرور‬
‫‪2‬‬
‫الوقت‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫و لقد أشار ( ‪ ) Smith‬إىل أن اإلبداع اجلماعي يتأثر كما و نوعا بالعوامل اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬الراية ( ‪ :) Vision‬حيث تزداد احتماالت اإلبداع لدى اجلماعة حينما يشاطرها أفرادها جمموعة قيم‪ ،‬و أفكار مشرتكة تتعلق‬
‫بأهداف اجلماعة‪.‬‬
‫‪ -‬املشاركة اآلمنة (‪ :) Safety Participative‬إن البيئة و املناق اللذين يشجعان األفراد على التعبري حبرية عن أفكارهم ( بدون‬
‫اهتام مضاد ) تعززان اإلبداع الناجح‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزام بالتميز يف األداء‪ :‬فااللتزام بالتمييز و التفوق يف األداء يشج على إواد مناق يسمح لألفراد بتقييم إجراءات العمل و‬
‫العمل على حتديثها بشكل مستمر‪.‬‬
‫‪ -‬دعم و مؤازة اإلبداع‪ :‬حىت يتحقق اإلبداع وب توفري املساندة و الدعم لعملية التغيري‪ ،‬و ميكن أن يأيت هذا الدعم من زمالء‬
‫اجلماعة أو املنظمة‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلبداع على مستوى املنظمة ( اإلبداع التنظيمي )‬
‫و هو اإلبداع الذي يتم التوصل إليه عن طريق املنظمة ككل‪ ،‬فهناك منظمات متميزة يف مستوى أدائها و عملها‪ ،‬و البا ما يكون‬
‫عمل هذه املنظمات منوذجيا و مثاليا للمنظمات األخرى‪ ،‬و حىت تصل املنظمات إىل اإلبداع البد من وجود إبداع فردي و مجاعي يف‬
‫املنظمة‪ ،‬و قد بينت الدراسات بأن املنظمات اليت تشج العاملني على طرح أفكار جديدة و حرية النقاش و االهتمام بآرائهم و إواد‬
‫قنوات اتصال فعالة تسمح بتبادل املعلومات بني األفراد‪ ،‬و تشجي التنافس بني العاملني و تقدمي الدعم املادي و املعنوي للمبدعني‬
‫‪4‬‬
‫تساعد على تنمية اإلبداع التنظيمي‪.‬‬
‫ج‪ -‬القدرات اإلبداعية‬
‫األفراد املبدعني تتوفر لديهم قدرات إبداعية متعددة متكنهم من اإلنتاج اإلبداعي‪ ،‬فالقدرات اإلبداعية األساسية كما حددها‬
‫علماء النفس مثل " جليفور " و " تورانس "تتلخص يف القدرات اإلبداعية اآلتية‪ :‬الطالقة‪ ،‬املرونة‪ ،‬األصالة و احلساسية للمشكالت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مؤيد عبد الحسين الفضل‪ ،‬اإلبداع في اتخاذ القرارات اإلدارية‪ ،‬دار إثراء للنشر‪ ،‬عمان‪ ،2003 ،‬ص‪.14:‬‬
‫‪2‬‬
‫بالل خلف سكارنة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.124 :‬‬
‫‪3‬‬
‫نجم العزاوي‪ ،‬طالل نصير‪ ،‬أثر اإلبداع اإلداري على تحسين مستوى أداء إدارة الموارد البشرية في البنوك التجارية األردنية‪ ،‬مجلة كلية بغداد للعلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬العدد الثالث و الثالثون‪ ،‬بغداد‪ ،2012 ،‬ص‪.43 :‬‬
‫‪4‬‬
‫بالل خلف السكارنة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.124 :‬‬

‫‪10‬‬
‫أوال‪ :‬الطالقة‬
‫فاألشخاص املبدعني تتوفر لديهم القدرة على إنتاج عدد وفري من األفكار اجليدة ذات القيمة يف وحدة زمنية معينة‪ ،‬فالشخص‬
‫‪1‬‬
‫املبدع أكثر إنتاجا ملثل هذه األفكار من الشخص العادي‪ ،‬و تتضمن الطالقة أربعة أنواع‪:‬‬
‫‪ -3‬الطالقة اللفظية ( ‪ :) Vebral‬و هي القدرة على سرعة إنتاج أكرب عدد من الكلمات اليت تتوافر شروط معينة يف وحدة زمنية‬
‫معينة‪.‬‬
‫‪ -2‬طالقة التداعي ( ‪ :) Associative‬و هي القدرة على إنتاج اكرب عدد كن من الوحدات األولية ذات اخلصائص املعينة‪.‬‬
‫‪ -1‬الطالقة الفكرية ( ‪ :) Ideational‬و هي القدرة على سرعة إنتاج أكرب عدد كن من األفكار اليت تنتمي إىل نوع معني من‬
‫األفكار يف زمن حمدد‪.‬‬
‫‪ -1‬الطالقة التعبريية ( ‪ :) Expressional‬هي القدرة على التعبري عن التفكري بطالقة أو صيا تها يف عبارات مفيدة‪ ،‬و يصفها "‬
‫جيلفورد" على أهنا‪" :‬قدرة على التفكري السري يف الكلمات املتصلة املالئمة"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬املرونة‬
‫يقصد هبا تنوع أو اختالف األفكار اليت يأيت هبا الفرد املبدع و قدرته على تغيري أو حتويل مسار تفكريه أو وجهة نظره تبعا‬
‫ملتطلبات املوقف‪ 2،‬فاملرونة هي املقدرة على اختاذ الطرق املختلفة و التفكري بطرق خمتلفة أو بتصنيف خمتلف عن التصنيف العادي و‬
‫النظر ل لمشكلة من أبعاد خمتلفة‪ ،‬و هي درجة السهولة اليت يغري هبا الشخص موقفا أو وجهة نظر معينة‪ ،‬و عدم التعصب ألفكار حبد‬
‫‪3‬‬
‫ذاهتا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬األصالة‬
‫و هي القدرة على سرعة إنتاج اكرب عدد كن من االستجابات ري املباشرة واألفكار ري الشائعة و اليت هي يف نفس الوقت‬
‫‪4‬‬
‫مقبولة و مناسبة للهدف‪ ،‬أو هي نفور املرء من اآلخرين‪ ،‬و األصالة تعين اجلدة و الطرافة و الندرة و عدم الشيوع‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬احلساسية للمشكالت‬
‫و يقصد هبا الوعي بوجود مشكالت أو حاجات أو عناصر ضعف يف البيئة او املوقف‪ ،‬و يعين ذلك أن بعض األفراد أسرع من‬
‫ريهم يف مالحظة املشكالت و التحقق من وجودهم يف املوقف أو مبعىن آخر هو التعرف على املشكلة من مجي جوانبها‪ ،‬و كلما‬
‫‪5‬‬
‫أجهد الفرد نفسه يف دراسة املشكلة زادت فرص التوصل هلا‪.‬‬
‫و هناك من الباحثني من يضيف عدد من القدرات األخرى إىل ما سبق‪ ،‬و من تلك القدرات ما يلي‪ :‬القدرة على التحليل‪،‬‬
‫املخاطرة‪ ،‬اخلروج عن املألوف‪ ،‬الشجاعة أو الثقة بالنفس‪ ،‬التأليف‪ ،‬إعادة التنظيم‪ ،‬االحتفاظ باالجتاه ( مواصلته )‪...‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬بناء الذاكرة النتظيمية و تفعيل اإلبداع داخل المنظمات‬
‫تواجه عملية بناء الذاكرة التنظيمية العديد من التحديات اليت تكون كمعرقل لعملية البناء‪ ،‬كما أن اختيار أسلوب بناء الذاكرة‬
‫التنظيمية يعتمد على نوع املنظمة‪ ،‬حجمها‪ ،‬احتياجاهتا‪ ،‬ثقافتها التنظيمية و اجلهات الفاعلة املعنية بالذاكرة‪.‬‬
‫أ‪ -‬التحديات التي تواجه بناء الذاكرة التنظيمية‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫ميكن امجال التحديات اليت تواجه عملية بناء الذاكرة التنظيمية يف ثالث جماالت مهمة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ابراهيم محمد المغازي‪ ،‬كيف تكون مبدعا‪ ،‬مكتبة اإليمان‪ ،‬المنصورة‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص‪.14 :‬‬
‫‪2‬‬
‫جروان فتحي عبد الرحمن‪ ،‬الموهبة و التفوق و اإلبداع‪ ،‬دار الكتاب الجامعي‪ ،‬العين‪ ،1332 ،‬ص‪32 :‬‬
‫‪3‬‬
‫السرور ناديا‪ ،‬مقدمة في اإلبداع‪ ،‬دار وائل للطباعة و النشر‪ ،‬عمان‪ ،2002 ،‬ص‪.112 :‬‬
‫‪4‬‬
‫ابراهيم محمد المعازي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪12-12:‬‬
‫‪5‬‬
‫الصيرفي محمد عبد الفتاح‪ ،‬اإلدارة الرائدة‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،2003 ،‬ص‪14 :‬‬
‫‪6‬‬
‫غسان عيسى عمري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪110-103:‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -3‬حتديات تعود إىل إدارة املعرفة‪ :‬وتشمل تأكيد منظور العملية و الذي مبوجبه يتم حتويل املعرفة من منظور العمل إىل منظور العملية‬
‫و حتدي حفظ السياق التنظيمي م الوثيقة و حتدي التزويد باملعرفة ذات الصلة و أخري حتدي السياق االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -2‬حتديات تعود إىل عمال املعرفة و تتمثل يف اآليت‪:‬‬
‫‪ -‬هنالك تفوت موجود بني من تنصب جهودهم على إذامة املعرفةيف الذاكرة التنظيمية و بني املستخدمني الذين ينتفعون بتطبيقاهتا‪.‬‬
‫‪ -‬هناك صعوبات تتعلق بالتقاط املعرفة‪ :‬إذ كيف ميكن التقاط احلد االدىن من املعلومات و املعارف املفيدة من الكم اهلائل من املتوفر‬
‫منها‪ ،‬وخاصة م عامل االنرتتيت و الشبكات‪.‬‬
‫‪ -‬عرقلة عملية االمن الوظيفي و االجتماعي و املتمثلة يف مقاومة التغيري التكنولوجي و تبعاته‪.‬‬
‫‪ -‬إن تبين برجميات متقدمة وب أن يشارك فيها الذين سينتفعون بتطبيقاهتا ليتأكد من تلبية النظام حلاجاهتم ال أن تعتمد برجميات‬
‫جاهزة ذات قوالب حمددة‪.‬‬
‫‪ -‬عوائق تتعلق بصعوبة احلصول على املوارد البشرية الكفؤة الالزمة إلدامة الذاكرة التنظيمية‪.‬‬
‫‪ -‬عوائق تنظيمية و إدارية تتعلق بتشجي املؤسسة على العمل الفردي أحيانا أكثر من تشجيعها على العمل اجلماعي و فرق العمل‪.‬‬
‫‪ -1‬حتديات ارسات تطوير النظام‪ :‬و ميكن فهم هذا التحدي من خالل الفجوة بني البحث و التطبيق وتظهر عادة يف اجملاالت‬
‫املختلفة و اليت يش جماهلا هنا لصعوبتني تكنولوجيتني سامهت يف جسر الفجوة و مها‪:‬‬
‫‪ -‬البا ما يتم تطوير النظام من خالل السياق الذي استخدم من أجله و م املوظفني املعنيني‪ ،‬لكن التحدي يكمن يف صالحيته‬
‫لسياقات أخرى و م موظفني أخرين‪.‬‬
‫‪ -‬إن تقدمي نظام جديد للمؤسسة وب أن ال يدعم عملياهتا االعتيادية بل ينبغي أن يكون متكامال و قويا و منسجما م عملياهتا‬
‫الطبيعية‪ ،‬مثال ذلك النظام اجلديد احملوسب ملضاهاة البصمة يف إدارة املختربات و األدلة اجلرمية و الذي حل مكان النظام اليدوي‬
‫القدمي وب أن يكون قابال للتطوير وفق مستجدات التكنولوجيا اجلديدة و أن يبىن تراكميا عليها‪.‬‬
‫ب‪ -‬خطوات بناء الذاكرة التنظيمية‪:‬‬
‫منذ بداية التسعينات اختدت عدة أساليب لبناء الذاكرة التنظيمية ‪،‬فبعضها ري حموسب ( منشور يف ورقة عمل‪ ،‬كتاب‪ ،‬معرض‬
‫للصور الفوتو رافية ‪ ،‬فيلم وشريط كاسيت) و البعص األخر تتحقق يف شكل برام ‪ ،‬فاختيار احلل التقين يعتمد على نوع املنظمة‪،‬‬
‫حجمها‪ ،‬و احتياجاهتا‪ ،‬و الثقافة التنظيمية و بيئة عمل اجلهات الفاعلة يف املنظمة‪ .‬هذا و تلعب تكنولوجيا املعلومات و االتصاالت‬
‫(‪ )TIC‬دور مهما يف توفري البنية التحتية و األدوات الالزمة لتجسيذ هذه الذاكرة يف جمموعة متنوعة من األشكال اليت سيتم حتليلها‬
‫‪1‬‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -3‬الذاكرة الوثائقية (‪ :)Mémoire Documentaire‬الذاكرة الوثائقية تتجسد يف نظام توثيق باستغالل الوثائق احلالية‬
‫للمنظمة‪ ،‬فمقاربات الذاكرة التنظيمية توجد يف األدبيات املتعلقة بنظم معاينة الوثائق التقنية أو باستغالل تقنيات هندسة الوثائق‬
‫( الفهرسة ‪ ،‬التحليل) و النص التشعيب‪.‬‬
‫إن بناء الذاكرة التنظيمية تتضمن اخلطوات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اختيار املقتنيات اليت ستدم يف الذاكرة ( لتحديد املستندات اليت ستكون جزء من الذاكرة)‪.‬‬
‫‪ -‬املسح الضوئي للمستندات اليت تتكون مت حتويل الوثائق الورقية إىل وثائق الكرتونية ( باستخدام انظمة التعرف الضوئي على‬
‫احلروف أو املاسحات الضوئية )‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪Verincianu Marinela, Une approche basée sur la mémoire organisationnelle pour les systems‬‬
‫‪informationnels, Academie d’etudes economique de Bucarest, Roumanie, PP: 3550-1559.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬القيام بتجانس شكل الوثائق وفقا لطبيعتها ( حسب ما تقتضيه احلالة )‪ ،‬حيث ميكن اعتماد صيغ ( أكسل‪ ،‬ورد‪ ،‬لوتس ) أو صيغ‬
‫مهيكلة ( ‪ )SCML ,XML‬أو تنسيقات على الويب ( ‪.)HTML‬‬
‫‪ -‬االمكانات االمنائية للحصول على وثائق جديدة ( لدم الوثائق اليت تصف دراسة اخلرباء )‪.‬‬
‫‪ -‬فهرسة الوثائق ( لتسهيل البحث عن املعلومات ) الذي يتألف من استخدام أنواع خمتلفة من الفهارس‪ :‬فهرس كامل‪ ،‬فهرس مرتبط‬
‫مبجال معارف خمزنة‪ ،‬فهرس مرتبط بنشاطات املنظمة أو قاموس مرادفات متخصصة‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار طريقة تنظيم الذاكرة الوثائقية ( الذاكرة التنظيمية وب أن تكون منظمة و مهيكلة لكي تكون متاحة للمستخدمني )‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال نظام تسيري الكرتوين للوثائق للسماح بإعداد الوثائق و البحوث الوثائقية‪ ،‬اضافة أو سحب لوثائق من املستند‪ ،‬هذا النوع‬
‫من األنظمة يغطي عموما دورة حياة كاملة بعض وثائق املنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬اتاحة الوثائق على الشبكة الداخلية للمنظمة "أنرتانت" ( باستخدام حمرك حبث م مرافق معاجلة لغوية)‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير الذاكرة ميس منط مج الوقائق اجلديدة اليت ستذم يف قاعدة البيانات الوثائقية‪ ،‬عملية اجلم وب أن تكون بسيطة أو سلبية‬
‫من وجهة نظر املنظمة‪،‬مركزة يف مصلحة أو جمزئة أمام أعضاء املنظمة‪.‬‬
‫‪ -2‬الذاكرة القائمة على احلالة (‪ :)Mémoire à base de cas‬التفكري القائم على احلالة هو منوذج اواد حلول للمشاكل اليت‬
‫نسعى إىل بناء حل ملشكلة حالية من خالل اعادة استخدام حل مت ختزينه ملشكلة مشاهبة للمشكلة احلالية‪ ،‬فكل منظمة لديها‬
‫جمموعة من التجارب السابقة ( النجاح أو الفشل ) اليت ميكن أن تكون ثلة و حمفوظة يف قاعدة احلالة (‪ ( )Base de cas‬كل‬
‫جتربة ميكن وصفها يف حالة واحدة )‪ ،‬إذ أن كل جتربة جديدة ميكن ختزينها يف قاعدة احلالة و جعلها متاحة على الفور ملشاكل يف‬
‫املستقبل‪ ،‬هذا النوع من االنظمة لديه القدرة على إقامة عالقة بني املاضي و احلاضر من منظور تثمني التجربة‪ ،‬بشكل عام كل حالة‬
‫تتضمن على األقل قسمني‪ :‬وصف ملشكلة معينة‪ ،‬و حل مستخدم ملعاجلة هذه احلالة‪ ،‬هذا النوع من األنظمة يعطي القدرة لرأمسلة‬
‫جتارب املنظمة‪.‬‬
‫فالتفكري القائم على احلالة هو مناسب جيد للتطبيقات ذات اخلصائص التالية‪:‬‬
‫‪ -‬احلاالت اليت تكون رمسية ويتم ادراجها يف قاعدة احلاالت هي احلاالت املتكررة و احللول القابلة إلعادة االستخدام‪.‬‬
‫‪ -‬امليدان املشكل بشكل سيء ( وثائق قليلة‪ ،‬خبري ري متوفر)‪ ،‬و منوذج امليدان الذي ال ميكن تطويره‪.‬‬
‫‪ -‬اخلربات املتاحة يف قاعدة البيانات أو الوثائق او عند خبري بشري‪.‬‬
‫‪ -‬التحليل املفصل للميدان ليس بالصرورة احلصول على حلول مرصية أو حلول أمثلية‪.‬‬
‫‪ -1‬اجملامي " العمل اجلماعي" )‪ :(Collecticiels‬مصطلح )‪ (Collecticiels‬هو ترمجة للكلمة االجنليزية ( ‪)Groupware‬‬
‫‪،‬فالعمل التعاوين القائم على احلاسوب (‪ )Computer Supported Cooperative Work CSCW‬يشمل االنظمة‬
‫التفاعليية متعددة املستخدمني اليت تسمح لعدة مستخدمني العمل معا‪ .‬فاملالمح الرئيسية ل)‪ (Collecticiels‬اليت ميكن أن تعزز‬
‫بناء الذاكرة التنظيمية هي‪ :‬تفاعل الفرد‪ ،‬االقرتان (‪ )Le couplage‬تأثري عمل مستخدم ما على عرض األخرين‪ ،‬افعل –تراج‬
‫(‪ ، )Faire-Défaire‬اواد االختالفات بني االصدرات املستقلة لشيء ما‪ ،‬اجلم بني االصدرات املستقلة لشيء واحد‪ ،‬التحكم‬
‫يف الوصول ( إدارة حقوق املؤلفني‪ ،‬و الرتخيصات )‪ ،‬إدارة سري العمليات و اإلجراءات العملية ( ‪ ،)Workflow‬تسيري اجللسة‪:‬‬
‫تسيري الوافدين و خمارج خمتلف اجلهات الفاعلة يف جلسة العمل التعاوين‪.‬‬
‫و قد قام ( ‪ ) Nigay‬بتجمي اجملامي ( ‪ )Collecticiels‬يف أربعة أصناف اليت هي‪:‬‬
‫‪ -‬تطبيقات خمصصة كوساطة للتواصل بني انسان و انسان ( ‪ )Computer-Mediated Communication‬اليت‬
‫تستهدف الربيد اإللكرتوين‪ ،‬منتديات النقاش‪ ،‬نظم مؤمترات الفيديو‪ ،‬فصاءات امليديا‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيقات التحرير اليت تشمل برام حترير النصوص و ألواح الكتابة املشرتكة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -‬تطبيقات خاصة بالتنسيق اليت جتم بني نظم سري العمل و نظم دعم القرار و التقوميات املشرتكة‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيقات األلعاب عرب االنرتنيت‪.‬‬
‫‪ -1‬ذاكرة قاعدة املعرفة ( ‪ :)Mémoire base de connaissances‬هندسة املعرفة تتيح بناء الذاكرة التنظيمية مرتكزة على‬
‫عملييت اكتساب و منذجة املعرفة الصرعة لبعض اخلرباء يف املنظمة‪ ،‬فبدال من أن هتدف إىل اصالح تلقائي ملهمة ( مكون حمدد خاص‬
‫باألنظمة اخلبرية اليت لديها القدرة التلقائية على التفكري و االستنتاج)‪ ،‬فالذاكرة التنظيمية تساعد املستخدم بتوفري املعلومات املتعلقة‬
‫باملنظمة و لكن ترتك له مسؤولية التفسري و التقييم السياقي هلذه املعلومات‪.‬‬
‫الذاكرة التنظيمية قد تتضمن قاعدة للمعارف الرمسية مقدمة يف شكل لتمثيل املعارف كالشبكات الداللية و الرسوم البيانية‬
‫املفاهيمية‪ ،‬فمستوى التفصيل املستهدف من طرف منذجة املعارف هو متغري حسب كل حالة و يتعلق ب‪:‬‬
‫‪ -‬دليل للكفاءات الذي يسمح ببناء خرائط كفاءات املنظمة لتحديد انواع األنشطة و السياق الذي مت فيه استشارة اخلرباء‪،‬‬
‫الكفاءات الفردية و موق هذه الكفاءات‪.‬‬
‫‪ -‬قاعدة ألفضل هذه املمارسات اليت متثلها قاعدة معرفية حول أفصل املمارسات لبعص مهن و وظائف املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب املعارف‪ :‬و هو يتألف من وثيقة تتضمن املواصفات النصيو و الرسوم البيانية لنمادج املعرفة اليت مت احلصول عليها بعد منذجة‬
‫معرفة بعض اخلرباء من املنظمة‪ ،‬فكتاب املعارف ميكن تنظيميه يف شكل وثائق متعددة م وصالت إىل مصادر أخرى للمعلومات‪.‬‬
‫‪ -5‬الذاكرة اهلجينة (‪ :)Mémoire Hybride‬يف إطار جتسيد الذاكرة التنظيمية يف شكل وثائق ميكن أن نربط إىل هذه الوثائق‬
‫معرفة رمسية على أساسها ميكن طلب الوثائق أو األطراف املناسبة‪ ،.‬و يتمثل يف الويب الدالي (‪ )Web Semantique‬و الذي‬
‫هو عبارة عن جمموعة من التقنيات ( التكنوجليات ) اليت تسمح بالوصول إىل حمتوى موارد الشبكة العاملية من خالل النظام التعريفي‬
‫الرمسي‪ ،‬مبا يف ذلك استخدام الربوتوكالت و اللغات املعيارية للويب‪ :‬بروتوكالت ‪ HTTP‬و‪.URI‬‬
‫فاملعرفة الرمسية قد متثل جزء من مستند الوثيقة أو قد تتكون من دالالت املعلومات الوصفية حول الوثيقة اليت حتتوي على أي‬
‫معلومات اضافية‪.‬‬
‫ج‪ -‬عمليات إدارة المعرفة و عالقتها بالذاكرة التنظيمية‪:‬‬
‫اختلف الباحثون واملختصون يف جمال إدارة املعرفة يف حتديد عدد عمليات إدارة املعرفة و ترتيبها‪ ،‬إال أنه هناك شبه اتفاق حول‬
‫بعض العمليات اليت تعترب رئيسية حسب أ لب الباحثني و هي‪ :‬تشخيص املعرفة‪ ،‬اكتساب املعرفة‪ ،‬توليد املعرفة‪ ،‬خزن املعرفة‪ ،‬نقل‬
‫املعرفة و تطبيق املعرفة‪.‬‬
‫‪ -3‬تشخيص املعرفة‪ :‬تستخدم يف عملية التشخيص آليات االكتشاف و آليات البحث و الوصول‪ ،‬و هناك عدة طرق لتمثيل املعرفة‬
‫‪1‬‬
‫و هي‪:‬‬
‫‪ -‬متثيل املعرفة يف هيئة قواعد‪ :‬تستخدم يف متثيل اخلربات العلمية‪ ،‬حيث يقوم مهندسو املعرفة ( ‪) Knowledge Engineers‬‬
‫باستخالص اخلربة من خالل لقاءات مباشرة م اخلرباء ‪ ،‬أو من الوثائق الفنية اليت يستعني هبا هؤالء اخلرباء بعد ذلك تتم صيا ة اخلربة‬
‫يف صورة قواعد‪.‬‬
‫‪ -‬متثيل املعرفة بالشبكات الداللية ( ‪ :) Semantic Nets‬متثل املعرفة بالشبكات الداللية اليت تصفها بطريقة هندسية بعيدة عن‬
‫السرد‪ ،‬حيث أن نظم معاجلة املعارف تتعامل م املوجودات و األحداث ا عتم متثيل معرفتنا عن هذه املوجودات أو األحداث‬
‫بطريقة هندسية‪ ،‬و تعد الشبكات الداللية إحدى الوسائل العملية لتحقيق ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬متثيل املعرفة بأسلوب الداللة الرمسية ( ‪ ) Formal Semantics‬و تستخدم عادة يف حتويل العبارات اللغوية إىل عالقات منطقية‬
‫من دوال اإلسناد باستخدام أسلوب الداللة الصورية‪ ،‬حيث أن متثيل املعرفة هبذا األسلوب يسهل عملية االستنساق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صالح الدين الكبيسي‪ ،‬إدارة المعرفة‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪ ،5002 ،‬ص ص‪.46،42 :‬‬

‫‪14‬‬
‫إن عملية تشخيص املعرفة هي أول مرحلة يتم فيها متثيل املعرفة يف قواعد خاصة هبا‪ ،‬كما يتم متثيلها بالشبكات الداللية أو‬
‫بأسلوب الداللة الرمسية‪ ،‬فوجود و حجم و نوعية قواعد املعرفة تتوقف على مدى جناعة عملية التشخيص‪ ،‬و هلذا ال بد من اعطاء‬
‫االمهية الالزمة لتشخيص املعرفة عند بناء الذاكرة التنظيمية‪.‬‬
‫‪ -2‬اكتساب املعرفة ( ‪:) Knowledge Aquisition‬‬
‫يف املرحلة الثانية بعد عملية تشخيص املعرفة تأيت عملية اكتساب املعرفة‪ ،‬و يقصد باكتساب املعرفة تلك العملية اليت تسعى‬
‫املؤسسة من خالهلا إىل احلصول على املعرفة؛ ‪ 1‬و قد أشار العديد من الباحثني إىل أن مصادر اكتساب املعرفة قد تكون داخلية مثل‬
‫مستودعات املعرفة‪ ،‬أو من خالل املشاركة يف اخلربات و املمارسات و حضور املؤمترات و الندوات و النقاش و احلوار و االتصال بني‬
‫مجاعات العمل و املدير األقدم و الزبا ئن و العاملني أو من بيانات أساسية مثل البيانات املالية و االقتصادية و اليت يتم من خالهلا‬
‫نقل املعرفة و حتويلها من ضمنية إىل صرعة و العكس و ينت عن ذلك إبداع املعرفة‪ ،‬و قد تكون من مصادر خارجية تتوىل إدارة‬
‫املعرفة إحضارها عرب احلدود التنظيمية أو املشاركة فيها و يساعدها يف ذلك التطورات التكنولوجية و ما تقدمه من تسهيالت مثل‬
‫مؤمترات الفيديو و الشبكة العاملية ( االنرتنيت ) و ريها‪ ،‬كما حتصل املؤسسة على املعرفة من خالل االستخبارات التسويقية و‬
‫حتليلها‪ ،‬و من األحباث الصناعية و األحباث األكادميية و من اخلرباء و املختصني يف جمال الصناعة‪ ،‬و كذلك االندماج و االستحواذ و‬
‫‪2‬‬
‫من املستشارين و من استقطاب العاملني اجلدد‪.‬‬
‫وتتجلى امهية عملية اكتساب املعرفة بصورة واضحة عندما يتم احلصول على املعرفة من املصادر اخلارجية ‪ ،‬حيث ان تلك املعارف‬
‫اخلارجية تعمل على زيادة حجم قواعد املعرفة داخل املنظمة‪ ،‬كما قد تعمل تلك املعارف اجلديدة على اإلحالل مكان املعارف‬
‫القدمية‪ ،‬و هذا ما يؤدي إىل اعطاء قيمة مضافة للمنظمة‪.‬‬
‫‪ -1‬توليد املعرفة ( ‪:) Knowledge Generation‬‬
‫نشري يف البداية إىل أن عملية توليد املعرفة يقصد هبا تلك العمليات اليت تعين إبداع املعرفة أو ابتكار املعرفة أو خلق املعرفة‪ ،‬و‬
‫هي تعين قدرة أي مؤسسة على إواد األفكار النافعة و اجلديدة و احللول االبتكارية‪ ،‬و من خالل إعادة و تصنيف و دم خلفية‬
‫‪3‬‬
‫املعرفة م املعرفة احلالية و من خالل األساليب و الطرق املختلفة للتفاعل‪ ،‬فإن املؤسسة ميكنها خلق معاين و حقائق جديدة‪.‬‬
‫و طرح كل من " نوناكا " و " تاكيوشي " ( ‪ ) Nonaka and Takeuchi‬نظرهتما اخلاصة بتوليد املعرفة ‪ ،‬فقد أوضحا‬
‫أن مفتاح عملية توليد املعرفة هو حتويل املعرفة الضمنية إىل معرفة صرعة كمقابل لتوليد املعرفة الفردية‪ .‬و بالتاي فقد ركزت هذه‬
‫النظرية على مستويات كينونات توليد املعرفة‪ :‬مستوى الفرد‪ ،‬مستوى اجلماعة‪ ،‬مستوى املنظمة و مستوى ما بني املنظمات‬
‫‪4‬‬
‫( ‪) Inter_Organization‬‬
‫و من النماذج املستخدمة يف عملية توليد املعرفة منوذج ( ‪ ،) SECI‬فاستنادا إىل التصنيف الذي قدمه " نوناكا " و " تاكيوشي "‬
‫للمعرفة يف املنظمة و التمييز بني املعرفة الضمنية و املعرفة الصرعة فقد طورا منوذجا أطلق عليه دورة إبداع املعرفة ( ‪ ) SECI‬اختصار‬
‫ألرب كلمات تشري إىل عمليات فرعية أرب يف دورة إبداع املعرفة هي‪،) Externalisation ( ،) Socialisation ( :‬‬
‫( ‪.) Internalisation ( ،) Combination‬‬
‫حسب " نوناكا " و " ناكوشي " ميكن اعتبار أرب طرق خللق و نقل املعرفة هي‪5:‬‬

‫‪1‬‬
‫حسن العلواني‪ ،‬إدارة المعرفة المفهوم و المداخل النظرية‪ ،‬التحديات المعاصرة لإلدارة العربية ( القيادة ) اإلبداعية‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية‬
‫اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الشارقة‪ ،2004 ،‬ص‪.314 :‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الستار العلي و آخرون‪ ،‬المدخل إلى إدارة المعرفة‪ ،‬دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة‪ ،‬عمان‪ ،5004 ،‬ص‪.41:‬‬
‫‪3‬‬
‫سيد محمد جاد الرب‪ ،‬إدارة الموارد الفكرية و المعرفية في منظمات األعمال العصرية‪ ،‬مطبعة العشرى‪ ،‬القاهرة‪ ،5004 ،‬ص‪.42:‬‬
‫‪4‬‬
‫هيثم علي حجازي‪ ،‬إدارة المعرفة "مدخل نظري"‪ ،‬األهلية للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،5002 ،‬ص‪.22 :‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Jean Brilman, Les meilleures Pratiques de management au cœur de la performance, troisieme édition, edition d’Organisation,‬‬
‫‪paris, 2001, pp : 388-389.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -3‬التشارك ( ‪ :) Socialisation‬ففي هذا النمط يتم حتويل املعرفة الضمنية إىل معرفة ضمنية أخرى‪ ،‬حيث عندما تتفاعل املعرفة‬
‫الضمنية لشخص ما أو لعدة أشخاص ميكن أن تصبح معرفة ألفراد آخرين‪ ،‬فيحدث هذا االنتقال طبيعيا باألعمال اجلماعية مثل‬
‫تقنيات احلل اجلماعي للمشاكل و العالقات م الزبائن و املوردين‪" ،‬التشارك" خيلق املعرفة املقسمة ( ‪.) Partagé‬‬
‫‪ -2‬التوضيحية ( ‪ :) Explicitation‬هي من املعرفة الضمنية إىل املعرفة الصرعة‪ ،‬و تتضمن حتويل املعرفة الضمنية إىل مفاهيم‬
‫واضحة باالستعانة باإلعارات‪ ،‬التشبيه‪ ،‬األشكال و الرسوم‪" ،‬التوضيحية" ختلق املعرفة التصورية ( ‪.) Conceptuel‬‬
‫‪ -1‬الرتابطية ( ‪ :) Association‬و هي من املعرفة الصرعة إىل املعرفة الصرعة‪ ،‬و متثل العملية اليت من خالهلا جتم و تدم‬
‫املفاهيم فيما بينها لتكون حجم من املعارف عن طريق الكالم املشرتك‪ ،‬العروض الشفوية و وسائل االتصال و اإلعالم‪ ،‬فهي إذن‬
‫جتم املعارف الصرعة لتعطي أشكاال جديدة من املعرفة ‪" ،‬الرتابطية" ختلق املعرفة النظامية ( ‪.) Systemique‬‬
‫‪ -1‬االستبطان ( ‪ :) Interiorisation‬و هي العملية اليت يتم فيها حتويل املعرفة الصرعة إىل معرفة ضمنية‪ ،‬حيث أن التطبيق‬
‫املتكرر ملعرفة أو ملهارة سوف يؤدي إىل ترسيخها و تعميقها يف تصرفات و ذاكرة الفاعلني و املؤسسة ككل و تصبح جزء من ثقافة‬
‫( ‪.) Operationnel‬‬ ‫املؤسسة‪" ،‬االستبطان" خيلق املعرفة العملية‬
‫و يالحظ أن عملية توليد املعرفة تبدأ مبرحلة التشارك مث تتحرك عرب أمناط التحويل األربعة املذكورة آنفا؛ و يعترب النمطان‬
‫الثاين و الراب ( التوضيحية و االستبطان ) أهم مرحلتني من مراحل عملية حتويل املعرفة ألهنما تتطلبان االلتزام الشخصي من الفردي‪،‬‬
‫و ألن املعرفة الضمنية حتتوي على مناذج ذهنية و معتقدات‪ ،‬باإلضافة إىل معرفة الكيف‪ ،‬فإن االنتقال من املعرفة الضمنية إىل املعرفة‬
‫ا لصرعة هو عملية مفصلة للرايا اليت ميتلكها الفرد فيما يتعلق بالعامل احمليط به‪ ،‬أي ما هو موجود و ما وب أن يكون؛ و بالطب فإنه‬
‫‪1‬‬
‫إذا مت إدراك هذه احلقيقة فإنه يتم إعادة ابتكار النفس‪ ،‬و املنظمة‪ ،‬و العامل‪.‬‬
‫عملية توليد املعرفة هي العملية اليت تعمل على تثمني الذاكرة التنظيمية و تفعيل اإلبداع داخل املنظمة‪ ،‬فالعمليات االربعة اليت‬
‫حددها كل "نوناكا و تاكيوشي" تعمل على اضافة معارف جديدة و حتويل املعارف املوجودة يف املنظمة من نوع إىل اخر ( صرعة‬
‫إىل ضمنية أو العكس ) وهذا ما ينعكس على قيمة و أمهية الذاكرة التنظيمية وخاصة إذا مت ختزين كل املعارف اليت مت توليدها يف‬
‫قواعد املعرفة‪ .‬و من ناحية أخرى عملية توليد املعرفة هي تعترب عملية ابداع معريف و ابداع تنظيمي إذا ما مت تطبيق و جتسيد تلك‬
‫املعارف يف شكل اسرتاتيجيات جديدة‪ ،‬اجراءات جديدة‪ ،‬برام جديدة‪ ،‬عمليات جديدة أو يف شكل منتجات وخدمات جديدة‬
‫تقدمها املنظمة‪.‬‬
‫‪ -1‬خزن املعرفة ( ‪:) The Storage of Knowledge‬‬
‫قد تبدل املؤسسة جهدا كبريا يف اكتساب املعرفة‪ ،‬إال أهنا قد تكون عرضة ألن تفقدها سواء بالنسيان أو بتعثر الوصول إليها‪،‬‬
‫و من هنا فإن ختزين املعرفة يشكل عنصرا هاما من عناص ر إدارة املعرفة‪ ،‬و يشار إىل هذا العنصر البا باسم الذاكرة التنظيمية‬
‫( ‪ ) Organization memory‬و اليت يعرفها " ستني " و " زواس " ( ‪ ) Stein and Zwass‬بأهنا " الطرق اليت من‬
‫خالهلا تؤثر معرفة املاضي و خرباته و أحداثه يف األنشطة التنظيمية احلالية"‪ 2،‬فعملية خزن هي أهم عملية من عمليات إدارة املعرفة‬
‫مرتبطة بناء الذاكرة التنظيمية‪ ،‬فبدون عملية خزن للمعرفة ال وجود للذاكرة التنظيمية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫و يشري(‪ )Robert Reix‬أن ختزين املعارف يكون يف ثالثة أجزاء رئيسية من الذاكرة التنظيمية‪:‬‬
‫‪ -‬األفراد‪ :‬عتفظ األفراد جبزء من الذاكرة التنظيمية من خالل مالحظاهتم و من خالل جتارهبم يف املؤسسة‪ ،‬فاملعلومة احملتفظ هبا يف‬
‫ذاكرة كل فرد قد تتعلق باألفعال أو ( األحداث و نتائ القرارات ) أو ترتجم أكثر دقة يف شكل اعتقادات أو متثيالت خاصة (‬
‫خمططات مرجعية‪ ،‬خرائط معرفية ‪...‬إخل)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫هيثم علي حجازي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.22 :‬‬
‫‪2‬‬
‫حسن العلواني ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.312-312 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Robert Reix, Systemes d’information et management des organisation, editions d’organisations, Paris, 2004, p p : 246-248.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬اهليكل‪ :‬حتت هذا املصطلح توجد عدة عناصر مهمة هي ‪:‬‬
‫* حتديد األدوار‪.‬‬
‫* اإلجراءات‪ :‬فاإلجراءات العملية ( ما وب عمله يف ظرف معني ) هي مظهر رئيسي لذاكرة املؤسسة‪ ،‬إذ حتدد قواعد تنفيذ العمل‪،‬‬
‫طريقة مج و معاجلة املعلومات‪ ،‬احرتام أهداف املؤسسة‪...‬إخل‪ ،‬بطريقة أكثر دقة حسب املؤسسة ( مثال يف املؤسسات البريوقراطية‪،‬‬
‫إجراءات التوظيف مكتوبة بطريقة مفصلة )‪.‬‬
‫* األرشيف اجلماعي‪ :‬أ لب املؤسسات الرمسية تنص يف إجراءاهتا ضرورة وجود أرشيف نظامي لتسجيل نشاطاهتا يف شكل تقارير أو‬
‫حماضر‪.‬‬
‫‪ -‬الثقافة‪ :‬مصطلح الثقافة ميكن تعريفه كطريقة تعلم اإلدراك‪ ،‬التفكري‪ ،‬اإلحساس باملشاكل‪ ،‬هذه الثقافة ترتجم يف احلوار‪ ،‬و تكون‬
‫على شكل رموز أو أسطورات‪...‬إخل‪.‬‬
‫‪ -5‬نقل املعرفة ( ‪:) Knowledge Transfer‬‬
‫تعين عملية نقل املعرفة إيصال املعرفة " املناسبة " إىل الشخص " املناسب " يف الوقت "املناسب " و ضمن الشكل "‬
‫‪1‬‬
‫املناسب " و بالتكلفة " املناسبة "‪.‬‬
‫فاملعرفة يف حاجة إىل ترتيبات تنظيمية و ثقافة تنظيمية مساندة لنقلها و تقامسها يف أرجاء املنظمة‪ ،‬و هي ليست مسألة‬
‫سهلة‪ ،‬حيث يعتمد جناحها إىل حد كبري على الثقافة التنظيمية السائدة باملنظمة‪ ،‬فاملنظمة اليت تعتمد على عالقات تقليدية من الرقابة‬
‫و السلطة جتد من الصعب عليها نقل املعرفة‪ ،‬ألن األسلوب اإلداري القائم على األمر و اإلشراف عد من فرص تشكيل اجلماعات‬
‫و الوحدات االجتماعية و تفاعلها م بعضها البعض و هي اعتبارات ضرورية لتحويل املعرفة الفردية إىل معرفة تنظيمية‪ .‬كما أن شكل‬
‫اهليكل التنظيمي له تأثري مباشر على نقل املعرفة‪ ،‬فاهليكل التنظيمي اهلرمي القائم على أسس بريوقراطية يتسم بعدم املرونة يف نقل‬
‫املعرفة و تقامسها و التشارك فيها‪ ،‬فإصدار األوامر بنقل املعرفة عرب قنوات رمسية حمددة سلفا لن يسمح بتدفقها بشكل فعال؛ و على‬
‫العكس من ذلك‪ ،‬إذا ما اختذت قنوات توزي املعرفة منطا ري رمسي أساسه الثقة و التعاون‪ ،‬سيتم نقل املعرفة بشكل أسرع و أكثر‬
‫‪2‬‬
‫فعالية‪ ،‬يساعد يف ذلك استخدام وسائط تكنولوجية متطورة‪.‬‬
‫إن عملية نقل املعرفة تعمد بدرجة كبرية على توافر املعارف الالزمة و على سهولة الوصول إليها‪ ،‬إن جناعة عملية النقل تتوقف على‬
‫مدى وجود قواعد للمعرفة (ذاكرة تنظيمية) متاحة جلمي املستخدمني يف املنظمة خاصة إذا ما تعلق األمر باملعارف الصرعة الرمسية‬
‫اليت مت متثيلها يف شكل وثائق‪ ،‬كما ان تسهيل عملية نقل املعارف الضمنية يزيد من درجة االتصال بني أعضاء املنظمة ‪ ،‬هذا االخري‬
‫ينعكس اوابا يف هتيئة مناق اإلبداع‪.‬‬
‫‪ -6‬تطبيق املعرفة ( ‪:) Knowledge Application‬‬
‫إن آخر عملية من عمليات إدارة املعرفة هي تطبيق املعرفة‪ ،‬فليست املؤسسات اليت متتلك أفضل معرفة هي من تضمن امليزة‬
‫التنافسية‪ ،‬بل تلك اليت تستخدم املعرفة على أحسن وجه لتأمني هذه امليزة‪ ،‬حيث وب تطبيق املعرفة بشكل كامل على األنشطة‪ ،‬و‬
‫لذلك ال بد من إجراء مجي عمليات املعرفة السابقة‪ ،‬و م ذلك تعاين بعض املؤسسات من " فجوة بني املعرفة و العمل "‪ ،‬و هذه‬
‫املؤسسات تعقد العديد من دورات التخطيط و املناقشة و التلخيص‪ ،‬بدال من القيام باألعمال و التطبيق‪ ،‬و يف ظل ثقافة املؤسسة‬
‫السلبية هذه‪ ،‬يشي الكالم املنمق أكثر من احلصيلة املوضوعية‪ ،‬و يهتم مديرو املشاري البا باملعرفة املتيسرة أكثر من اهتمامهم‬
‫‪3‬‬
‫باملعرفة املنتجة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫هيثم علي حجازي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.34 :‬‬
‫‪2‬‬
‫حسن العلواني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.312 :‬‬
‫‪3‬‬
‫أال سكوا "اللجنة االقتصادية لغربي آسيا"‪ ،‬منهجية إدارة المعرفة "مقاربة تجريبية في قطاعات مركزية في دول أال سكوا األعضاء "األمم المتحدة"‪،‬‬
‫نيويورك‪ 5006 ،‬ص‪.13:‬‬

‫‪12‬‬
‫إن تطبيق املعرفة على أرض الواق هو من عدد امهية تلك املعارف بالنسبة للمنظمة‪ ،‬و مدى حاجة املنظمة لتخزينها و تطويرها‪،‬‬
‫كما تستطي املنظمة ان تصنف تلك املعارف من حيث كوهنا معرفة جوهرية أو معرفة متقدمة أو معرفة ابتكارية حتدد أداء املنظمة‬
‫مقارنة بأداء املنظمات املنافسة هلا‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫إن إدارة معارف املنظمة و احلفاظ عليها أصبح ضرورة وليس خيار متاحا أمامها فحدة املنافسة اليت تشهدها األسواق احلالية‬
‫و سرعة تقادم املنتجات اليت أصبحت مسة هذه األسواق‪ ،‬ألزمت منظمات اليوم ببناء ذاكرة تنظيمية فعالة حتافظ على معارفها‬
‫و خرباهتا و على هويتها‪ ،‬إذ تتجسد ذاكرة املنظمة يف أربعة عناصر رئيسية هي‪ :‬الذاكرة الوثائقية اليت هي عبارة عن نظام توثيق‬
‫ملختلف املعارف الصرعة للمنظمة املمثلة يف الوثائق املتداولة فيها‪ ،‬الذاكرة القائمة على احلالة اليت هي منوذج اواد حلول ملشاكل‬
‫املنظمة من خالل اعادة استخدام حل مت ختزينه ملشكلة مشاهبة للمشكلة احلالية‪ ،‬العمل اجلماعي ( اجملامي ) و هو طريقة عمل تربط‬
‫األفراد داخل املنظمة حبواسب و تطبيقات خاصة‪ ،‬وأخري ذاكرة قاعدة املعرفة اليت هي قاعدة يتم فيها منذجة املعرفة الصرعة لبعض‬
‫اخلرباء يف املنظمات‪.‬‬
‫هذا وتلعب عمليات إدارة املعرفة ( التشخيص‪ ،‬االكتساب‪ ،‬التوليد‪ ،‬اخلزن‪ ،‬النقل و التطبيق ) دور مهما يف بناء الذاكرة التنظيمية‬
‫للمنظمة‪ ،‬إذ أن هذه العمليات مبثابة الروح اليت حترك الذاكرة التنظيمية من حيث حتديثها أو فعاليتها‪ ،‬وال تظهر هذه األمهية بصورة‬
‫بارزة إال عند زيادة أداء املنظمة أو زيادة درجة اإلبداع فيها‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المراجع بالغة العربية‬
‫أ‪ -‬الكتب‬
‫‪ -1‬ابراهيم اخللوف امللكاوي‪ ،‬إدارة املعرفة "املمارسات و املفاهيم"‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر و التوزي ‪ ،‬عمان‪.7002 ،‬‬
‫‪ -2‬ابراهيم حممد املغازي‪ ،‬كيف تكون مبدعا‪ ،‬مكتبة اإلميان‪ ،‬املنصورة‪ ،‬مصر‪7007 ،‬‬
‫‪ -3‬السرور ناديا‪ ،‬مقدمة يف اإلبداع‪ ،‬دار وائل للطباعة و النشر‪ ،‬عمان‪7007 ،‬‬
‫‪ -4‬الصرييف حممد عبد الفتاح‪ ،‬اإلدارة الرائدة‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزي ‪ ،‬عمان ‪7002 ،‬‬
‫‪ -5‬جروان فتحي عبد الرمحن‪ ،‬املوهبة و التفوق و اإلبداع‪ ،‬دار الكتاب اجلامعي‪ ،‬العني‪8991 ،‬‬
‫‪ -6‬حسن العلواين‪ ،‬إدارة املعرفة املفهوم و املداخل النظرية‪ ،‬التحديات املعاصرة لإلدارة العربية ( القيادة ) اإلبداعية‪ ،‬املنظمة‬
‫العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الشارقة‪،7002 ،‬‬
‫‪ -7‬خطيب أمحد و معاينة عادل‪ ،‬اإلدارة اإلبداعية للجامعات‪ ،‬دار جدار للكتاب العاملي‪ ،‬عمان‪7002 ،‬‬
‫‪ -8‬روشكا ألكسندرو‪ ،‬اإلبداع العام و اخلاص‪ ،‬ترمجة أبو فخر‪ ،‬سان عبد احلي‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬اجمللس الوطين للثقافة و‬
‫الفنون و األداب‪ ،‬الكويت‪8919،‬‬
‫‪ -9‬سيد حممد جاد الرب‪ ،‬إدارة املوارد الفكرية و املعرفية يف منظمات األعمال العصرية‪ ،‬مطبعة العشرى‪ ،‬القاهرة‪7002 ،‬‬
‫‪ -11‬صالح الدين الكبيسي‪ ،‬إدارة املعرفة‪ ،‬املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪7002 ،‬‬
‫‪ -11‬عبد الستار العلي و آخرون‪ ،‬املدخل إىل إدارة املعرفة‪ ،‬دار املسرية للنشر و التوزي و الطباعة‪ ،‬عمان‪7002 ،‬‬
‫‪ -12‬عيسوي عبد الرمحن‪،‬سيكولوجية اإلبداع "دراسة يف تنمية السمات اإلبداعية"‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪8911 ،‬‬
‫‪ -13‬مؤيد عبد احلسني الفضل‪ ،‬اإلبداع يف اختاذ القرارات اإلدارية‪ ،‬دار إثراء للنشر‪ ،‬عمان‪7009 ،‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -14‬جنم عبود جنم‪ ،‬إدارة املعرفة "املفاهيم و االسرتاتيجيات و العمليات"‪ ،‬دار الوراق للنشر و التوزي ‪ ،‬عمان‪7001 ،‬‬
‫‪ -15‬هيثم علي حجازي‪ ،‬إدارة املعرفة "مدخل نظري"‪ ،‬األهلية للنشر و التوزي ‪ ،‬عمان‪7002 ،‬‬
‫ب‪ -‬المجالت ‪:‬‬
‫‪ -16‬أال سكوا "اللجنة االقتصادية لغريب آسيا"‪ ،‬منهجية إدارة املعرفة "مقاربة جتريبية يف قطاعات مركزية يف دول أال سكوا‬
‫األعضاء "األمم املتحدة"‪ ،‬نيويورك‪7002 ،‬‬
‫‪ -17‬صباح أنور يعقوب‪ ،‬أثر مسامهة إدارة املعرفة يف التخطيط االسرتاتيجي " دراسة استطالعية يف الشركة العامة للسمنت‬
‫الشمالية يف املوصل "‪ ،‬جملة حبوث مستقبلية‪ ،‬مركز الدراسات املستقبلية‪ ،‬كلية احلدباء اجلامعة‪ ،‬العدد‪7087 ،20 :‬‬
‫‪ -18‬عادل هادي البغدادي‪ ،‬عالقة وتأثري الذاكرة التنظيمية يف االداء التنظيمي‪ -‬دراسة تطبيقية يف عينة من الشركات الصناعية‬
‫العامة‪ ،-‬جملة اإلدارة و االقتصاد‪ ،‬العدد اخلامس و الستون‪،7002 ،‬‬
‫‪ -19‬سان عيسى العمري‪ ،‬دور تكنولوجيا املعلومات و إدارة املعرفة يف بناء الذاكرة التنظيمية‪ ،‬اجمللة العربية للدراسات االمنية و‬
‫التدريب‪ ،‬اجمللد ‪ ،72‬العدد‪27‬‬
‫‪ -21‬جنم العزاوي‪ ،‬طالل نصري‪ ،‬أثر اإلبداع اإلداري على حتسني مستوى أداء إدارة املوارد البشرية يف البنوك التجارية األردنية‪،‬‬
‫جملة كلية بغداد للعلوم االقتصادية‪ ،‬العدد الثالث و الثالثون‪ ،‬بغداد‪7087 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراجع بالغة االجنبية‬

‫‪A- Ouvrages :‬‬

‫‪21- Jashapara, Ashok, Knowledge Management An Integrated Approach, 2ed,‬‬


‫‪Person, Prentice Hall, 2011‬‬
‫‪22- Jacques Herard, Manuel d’organisation appliquée, édition Dunod, Paris, 2003‬‬
‫‪23- Jean Paul Barthés, Le management des connaissances, Gérard Balantzian, Les‬‬
‫‪systemes d’information, Art et Pratiques, Editions d’Organisation, Paris, 2002‬‬
‫‪24- Bergeron, Bryan, Essentials of Knowledge, John Wiley & Sons, Inc, New Jersey,‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪25- Jean Brilman, Les meilleures Pratiques de management au cœur de la‬‬
‫‪performance, troisieme édition, edition d’Organisation, paris, 2003‬‬
‫‪26- Robert Reix, Systèmes d’information et management des organisations, 5eme‬‬
‫‪édition, édition d’organisation, paris, 2001‬‬

‫‪B- Theses et articles:‬‬

‫‪27- Ikujiro Nonaka: The Knowledge-Creating Company, HBR, Vol(68), No.(6), Nov-Dec 1991‬‬
‫‪28- Hsiu- Yueh (Sonya) Hsu, knowledge management and intellectual capital,‬‬
‫‪Doctoral of Philosophy, Departement of management in the craduate school‬‬
‫‪Southern Illin…. University Carbondale.M.United states, 2006‬‬

‫‪13‬‬
29- Dell.C, Essaides.N, Ostro.N and Crayson.C, If only we know what we know,
The transfer of Internal knowledge and best practice, New York, free press,1998
30- Davenport.T.H, de long.D.W and beers.M.C, Successful knowledge
management projects, Sloan management review, volume39, Issue 2, winter1998
31- Scott Paquette, Knowledge management systems and customer knowledge use
in organizations, Doctoral of philosophy, Faculty of information studies,
University of Zoronto,Canada, 2008
32- Wiig, Karl M. Knowledge Management Foundations : Thinking About
Thinking/ How People and Organizations Create, Represent and Use
Knowledge, U.S.A., Schema press. 1993
33- Mark S , Ackerman Christine Halverson, Organizational Memory as Objects
Process and Trajectories : An Examination of Organizational Memory in Use,
Computer supported Cooperative Work (CSCW), volume 13,Issue2, April2004
34- Afef Chouaieb , Ferid Zaddem et Assàad El Akremi, La mémoire
organisationnelle et la dynamique de pouvoir dans l’entreprise, Revue
internationale sur le travail et la societé, volume 10, numéro 1, 2012
35- Marie-Héléne Abel, Apport des memoires organisationnelles dans un context
d’apprentissage interface homme-machine ( csH.c),Mémoire d’Habilitation à
diriger des recherches, Université de Technologie de Conpiegne, 2007 .
36- Jérény Bascans, Max chevalier, Patrice Gennero Chantal, Soule-Dupuy,
Mémoire organisationnelle adaptive en vue d’une classification automatique
pour la capitalisation d’informatios, Open Archive Toulouse Archive Ouverte
(OATAO) , INFormatique des organisations et systéme d’information et de
Decision (INFORSID2015), may2015,

37- Anderson,N and King, N , Innovation in organizations Inc.L Cooper and


J.T.Robertson (Eds), International Review of Industrial and Organizational
Psychology, Vol 5, Chichester, John Wily and Sons,
38- Verincianu Marinela, Une approche basée sur la mémoire organisationnelle
pour les systems informationnels, Academie d’etudes economique de Bucarest,
Roumanie,

20

You might also like