Professional Documents
Culture Documents
1
Ikujiro Nonaka: The Knowledge-Creating Company, HBR, Vol(68), No.(6), Nov-Dec 1991,pp96-104.
1
إن الددور الدذي تقددوم بده إدارة املعرفددة مدن خددالل عملياهتدا و ارسدداهتا عقدق نتددائ رائعدة يف السددياق التنظيمدي ،إذ يددتم مبوجبده إ ندداء
العمددل وتعزيددز اإلنتاجيددة كمددا ووعددل الزبددون مبتهجددا يف تعاملدده مد املنظمددة ،واألهددم مددن كددل هددذا القيمددة املضددافة املتحققددة يف املسددتويات
املختلفة ،و هذا ال يتحقق إال ببناء قواعد ختزن فيها خمتلف معارف و خربات املنظمة أو ما يعرف ب " ذاكرة املنظمدة" أو " الدذاكرة
التنظيمية".
إن بندداء ذاكددرة تنظيميددة يسدداعد يف هتيئددة املندداق املناسددب لتحقيددق اإلبددداع داخددل املنظمددة مددن خددالل تسددهيل الوصددول إىل املعددارف
املوجودة داخل املنظمة و تيسري عملية توليد املعارف أو مايعرف ب "اإلبداع املعريف".
انطالقا ا سبق تتبلور لنا مشكلة الدراسة اليت ميكدن اختزاهلدا يف التسداال الرئيسدي التداي :كيدف تسداهم عمليدات إدارة املعرفدة يف
بناء الذاكرة التنظيمية و تفعيل اإلبداع داخل املنظمة؟
المحور األول :التحول نحو إدارة المعارف في المنظمات
لقد أدى تعاظم قدرات احلاسبات اآللية و تطور تقنية املعلومات واندماجها م تقنية االتصاالت و تصاعد حركة البحث العلمي
و التطوير التقين على كافة األصعدة و يف خمتلف جماالت التخصص ،إىل تضخم املصادر املعرفية و تيسر سبل التعرف عليها
باستخدام تكنولوجيا االتصاالت املتمثلة أساسا يف شبكة األنرتنت و شبكات األنرتانت و ريها من وسائل تقنية متطورة تتيح لإلدارة
الوصول إىل حصيلة الفكر اإلنساين و مستجدات العلم بسرعة هائلة و تكلفة تكاد تكون منعدمة ،و من مث تزايد اهتمام اإلدارة
باستخدام املعلومات و توظيفها خلدمة أهداف املؤسسة ،و كذلك جتميعها و خلق مستودعاهتا الذاتية للمعرفة الناشئة عن تطبيق تلك
املعلومات ،و بذلك بدأت مرحلة جديدة يف الفكر اإلداري تكرس معىن أساسي هو أن اإلدارة يف حقيقتها هي عملية حبث عن
مصادر املعرفة ،مث توظيف تلك املعرفة و التعلم من نتائ استخدامها وفق منطق و منهجية موضوعية و هادفة أطلق عليها تعبري "
إدارة املعرفة ".
أوال :طبيعة المعرفة
أ -مفهوم المعرفة:
إن املتتب لألدبيات اليت تناولت موضوع املعرفة ود عدد ري حمدود من التعاريف ختتلف باختالف وجهات نظر الباحثني و
املؤلفني و تنوع ختصصاهتم ،من أجل ذلك قدمت تعار يف كثرية يف حماولة اإلحاطة نسبيا مبختلف خصائص مضمون املعرفة ،ميكن
ذكر بعضها كما يلي:
*تعريف " ويي "( )Wiigسنة ":3991املعرفة هي جسم من املفاهيم و العمليات و األفكار اجملردة اليت حنملها معنا على أسس
1
دائمة أو شبه دائمة و نستخدمها لتفسري العامل احمليط بنا ،و إدارته "
*تعريف " نوناكا "( )Nonakaسنة 3991م " :املعرفة هي االعتقاد الصحيح املربر الذي يزيد من قدرة الفرد ألداء األعمال
2
الفعالة مثل استخدام املعلومات ،التعلم و التجريب من تفسري املعلومات "
3
*تعريف " ديل و آخرون "( )Dell and othersسنة ":3991املعرفة هي املعلومات أثناء العمل "
*تعريف" دافنبورت ،لونغ و بريس "( )Davenport, long and Beersسنة 3991م " :املعرفة هي شكل من املعلومات ذات
4
القيمة العالية اجلاهزة للتطبيق يف اختاذ القرارات و إجناز األعمال "
1
هيثم علي حجازي ،إدارة المعرفة " مدخل نظري " ،األهلية للنشر و التوزيع ،بيروت ،2002 ،ص22:
2
Hsiu- Yueh (Sonya) Hsu, knowledge management and intellectual capital, Doctoral of Philosophy, Departement of management in
the craduate school Southern Illin…. University Carbondale.M.United states, 2006, p 26
3 Dell.C, Essaides.N, Ostro.N and Crayson.C, If only we know what we know, The transfer of Internal knowledge and best practice,
2
و يرى " بيرت دراكر" ( )Peter Druckerأن صعوبة وض مفهوم دقيق للمعرفة يرج حسب قوله أن " :املعرفة جمسدة دائما
يف شخص ،عملها شخص ،تدرس و تنقل من طرف شخص ،تستخدم أو يساء استخدامها من طرف شخص 1".و هنا جند "
دراكر" يركز على نوع واحد من املعرفة هي املعرفة الضمنية باعتبارها ذلك النوع من املعرفة املرتبطة ارتباط وثيقا بالفرد.
من خالل ما سبق نالحظ أنه قدمت عدة تعار يف ملصطلح املعرفة ،بعضها يتشابه يف حمتواه و البعض اآلخر خمتلف متاما ،إال أن
الشيء املتفق عليه هو موض مصطلح املعرفة و صعوبة التحديد الدقيق ملفهومها ،و من أجل تبسيط و توضيح مفهوم املعرفة ارتأينا
تقدمي التعريف التاي " :املعرفة هي كل شيء ري ملموس يزيد من كفاءة و فعالية األعمال ،سواء كانت هذه املعرفة متأصلة يف عقول
األفراد حبيث ال ميكن نقلها و ترميزها ( معرفة ضمنية ) أو تكون هذه املعرفة يف الوثائق و األرشيف ميكن ترميزها و كتابتها و نقلها
إىل اآلخرين ( معرفة صرعة )".
ب -خصائص المعرفة
إن التطبيق الفعال للمعرفة يتطلب الفهم العميق لطبيعتها و مساهتا ،فاملعرفة تتميز مبجموعة من اخلصائص اليت تؤثر تأثريا
مباشرا على أسلوب إدارهتا و التعامل معها.
2
حيث أشار " هوسيل و بيل " ( ) Housel and Bellإىل جمموعة خصائص أساسية للمعرفة هي:
-3إن املعارف ميكن أن تولد :متتلك بعض املؤسسات قدرات ذهنية جتعلها قادرة على توليد املعرفة اجلديدة ،و هذه القدرات الذهنية
موجودة لدى األفراد املبتكرون الذي تعول عليهم املؤسسة يف عملية توليد املعرفة.
-2املعرفة ميكن أن متوت :و كما تولد املعرفة فإهنا متوت أيضا ،حيث إن القليل جدا من املعارف اليت تتكون خالل جتاربنا هي اليت
تسجل ،هلذا فإن الغالبية العظمى من املعارف متوت ،فبعض املعارف متوت مبوت الشخص و البعض اآلخر ميوت بفعل التقادم ،إذ
متوت املعرفة بإحالل معارف جديدة حمل القدمية ،وهذا ما عدث م االبتكار اجلذري أو عند تغيري املعتقدات ،يف حني أن البعض
اآلخر يصبح بدون قيمة يف األعمال ( املوت النسيب ) ليس ألهنا بدون استخدام و إمنا ألن املعرفة حتولت من معرفة خاصة و من
داخل املؤسسة إىل معرفة عامة و إىل امليدان العام لتصبح جزء من اخلارجيات أي ما يشبه السل العامة ( كاهلواء ) ال تؤثر يف
السوق كعمليات تكلفة أو عائد.
-1املعرفة ميكن أن متتلك :لقد أدت معدالت التعليم العاي إىل دف املؤسسات إىل اإلمساك بأ لب املعارف اليت تؤدي إىل زيادة
ثروهتا ،و هذا ما يبدو جليا من خالل ما تقوم به املؤسسات يف حتويل أ لب املعارف اليت متتلكها إىل براءات اخرتاع أو أسرار جتارية
تتمت باحلماية القانونية شأهنا شأن امللكية املادية.
-1املعرفة متجذرة يف األفراد :إن أ لب املعارف اليت متتلكها املؤسسات جندها يف عقول األفراد ،فهناك معرفة فطرية متجذرة حنن
مزودون هبا كإمكانات و قدرات ذهنية و هي قابلة للتحول إىل معرفة صرعة و منظورة ،فهي تشبه الطاقة اليت توجد يف البطارية ميكن
استخدامها مبجرد توصيلها باالستخدام.
-5املعرفة ميكن أن ختزن :إن املزيد من املعرفة يتم ختزينه خارجيا و قد أشارت الدراسات املتخصصة يف جمال املعرفة أن ما مت ختزينه
خالل العشرين سنة ا ملاضية هو أكثر ا استطاعت البشرية ختزينه خالل تارخيها السابق ،حيث أصبح حاليا هناك ما يقرب 32
ألف موق ويب جديد يف األسبوع يضاف على األنرتنيث.
-6إن املعرفة ميكن أن تصنف :فإىل جانب املعرفة الصرعة و الضمنية ،هناك أمناط أخرى من أصناف املعرفة مثل معرفة املهارة و
تتعلق مبعرفة كيفية عمل األشياء ،و معرفة األفراد و هي كل املعرفة املتعلقة بالراية ،احلدس ،و العالقات اليت تستخدم يف العمل.
ج -أنواع المعرفة
1Scott Paquette, Knowledge management systems and customer knowledge use in organizations, Doctoral of philosophy, Faculty
of information studies, University of Zoronto,Canada, 2008, p: 09
2
نجم عبود نجم ،إدارة المعرفة "المفاهيم و االستراتيجيات و العمليات" ،دار الوراق للنشر و التوزيع ،عمان ،2002 ،ص ص.33 – 22 :
3
إذ ختتلف أنواع املعرفة باختالف مصادرها و آلية املشاركة فيها و تبادهلا و الغاية من تطبيقها و أهدافها ،فضال عن اختالف آراء
و وجهات نظر الباحثني 1.فاملعرفة معارف أي أهنا ليست نوعا واحد ،متجانسا و منطيا ،و هذه حقيقة ،ألن املعرفة ليس هلا شكال
حمددا و ال ميكن أن توض كلها يف إطار واحد ،بل أن املؤسسة عندما تقدم منتجاهتا أو خدماهتا فإهنا ال تقدم إال جزء من معرفتها
و هو اجلزء القابل للتحديد و النقل و رمبا يف حاالت كثرية سهل التقليد أيضا ،لتظل املعرفة األكثر أمهية داخل املؤسسة يف راوس
2
أفرادها و عالقاهتم املتميزة اليت يصعب نقلها إىل اآلخرين.
( Tacit و قد أمج معظم الباحثني يف جمال إدارة املعرفة على وجود نوعني من املعرفة مها :املعرفة الضمنية
) knowledgeو املعرفة الصرعة ( .) Explicit knowledge
-3املعرفة الضمنية ( :) Tacit knowledge
يعترب " ميشيل بوالين " ( ) M.Polanyأول من ميز بني املعرفة الضمنية و املعرفة الصرعة ،حيث أشار إىل ذلك يف
3
مقولته املشهورة " :إننا نعرف أكثر ا نستطي أن نقول".
إال أن هذا التحديد النوعي للمعرفة مل عظى باالهتمام يف ذلك الوقت ،و م جميء التسعينات و بالضبط يف سنة 3991م ،أعيد
االعتبار هلذا التحديد النوعي للمعرفة من طرف " نوناكا " ( ) Nonakaيف كتابه املشهور" الشركات اخلالقة للمعرفة ".
و املعرفة الضمنية هي معرفة شخصية خاصة بسياق ما ،صعبة التلفظ و النطق بلغة رمسية ،و من الصعوبة جدا نقلها و
تقامسها م اآلخرين ،و يشري كل من " نوناكا و تاكيوشي" ( ) Nonaka and Takeuchiيف دراستهما إىل أن البعد املعريف
للمعرفة الضمنية يتألف من املعتقدات ،اإلدراك ،املثاليات ،القيم ،العواطف و النماذج الذهنية ،و هي مجيعها متأصلة يف الناس و
يأخذوها على أهنا أمر مسلم به ،و ألهنا كذلك ،و مبا أنه يصعب التعبري عنها بوضوح و سهولة شديدة ،فإن هذا البعد يشكل
الطريقة اليت ندرك هبا العامل حولنا ،كما يشريان إىل أن هناك بعد آخر للمعرفة الضمنية و هو البعد التقين الذي يشمل نوع املهارات و
4
الرباعات ري الرمسية اليت يتم إدخاهلا ضمن مصطلح "معرفة كيف" (.) know-how
-2املعرفة الصرعة ( :) Explicit knowledge
و تتعلق هذه باملعلومات الظاهرة املوجودة و املخزنة باألرشيف مثل الكتب و األشرطة املضغوطة ،و باستطاعة اجلمي
الوصول إليها و استخدامها و ميكن تقامسها من خالل الندوات و املؤمترات و اللقاءات و الكتيبات...إخل .و من املهم التفرقة بني
املعرفة الصرعة و املعرفة الضمنية ،حيث تشري األوىل إىل أفكار واضحة و حمددة ميكن نقلها و ترميزها و يتعامل معها اجلمي ،بينما
املعرفة الضمنية حدسية و تقنية من الصعب التعبري عنها لفظيا ،و هي أيضا فردية ميتلكها املختصون و اخلرباء و بالغالب يصعب
5
إيصاهلا لآلخرين و هي أيضا من املمتلكات اليت حتافظ عليها املؤسسة لكسب امليزة التنافسية.
ثانيا :مفهوم إدارة المعرفة
أ :تعريف إدارة المعرفة
من خالل البحث يف األدبيات املتعلقة مبوضوع إدارة املعرفة تبني أنه ال يوجد تعريف عام ،شامل و متفق عليه ملفهوم إدارة املعرفة،
حيث يرى ( ) Jashaparaأنه بسبب الطبيعة العلمية املتنوعة إلدارة املعرفة مل تعد مفاجئة أن جند تعريفات متنوعة تأيت من
1
صالح الدين الكبيسي ،إدارة المعرفة ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة ،5002 ،ص.55 :
2
نجم عبود نجم ،مرجع سبق ذكره ،ص.22 :
3
Robert Reix, Systèmes d’information et management des organisations, 5eme édition, édition d’organisation, paris,
2004, p :241.
4
هيثم علي حجازي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.42،44 :
5
ابراهيم الخلوف الملكاوي ،إدارة المعرفة "الممارسات و المفاهيم" ،مؤسسة الوراق للنشر و التوزيع ،عمان ،2002 ،ص ص.40،33 :
4
وجهات نظر خمت لفة ،بعضها جاء من وجهة نظر أنظمة املعلومات و بعضها من وجهة نظر املوارد البشرية و تعريفات أخرى تعكس
1
وجهة نظر اإلدارة اإلسرتاتيجية ،و ذلك بسبب إدراك املنظمات أن تطبيقات إدارة املعرفة أصبحت مهمة لتحقيق امليزة التنافسية.
يعرف ( ) wiigإدارة املعرفة بأهنا ":جمموعة من املداخل و العمليات الواضحة و احملددة على حنو جيد هتدف إىل اكتشاف
وظائف املعرفة اخلطرة ،اإلوابية منها و السلبية يف خمتلف أنواع العمليات ،و إدارهتا ،و حتديد املنتجات أو االسرتاتيجيات اجلديدة،
2
و تعزيز إدارة املوارد البشرية ،و حتقيق عدد آخر من األهداف األخرى املر وب فيها".
و من التعريفات اليت جندها ضمن وجهة النظر هذه تعريف ( ) Herardالذي ينظر إىل إدارة املعرفة على أهنا " :منه
متكامل و منظم لتحديد ،تنظيم ،و تقاسم مجي املعارف الشكلية يف املؤسسة مثل :قواعد البيانات ،الوثائق ،اإلجراءات،
3
القواعد...باإلضافة إىل مجي املعارف ري الشكلية مثل :اخلربة و الدراية اليت اكتسبها العاملون".
يعرف ( ) Barthésإدارة املعرفة بأهنا ":اإلدارة اليت تعمل على توفري املعلومة املناسبة للشخص املناسب يف الوقت املناسب من
4
أجل اختاذ القرار املناسب".
من خالل هذا التعريف جند أن الباحث ينظر إىل إدارة املعرفة على أهنا إدارة للمعلومات ،هدفها الرئيسي هو اختاذ القرار املناسب،
يف حني أن املعرفة ليست عبارة عن معلومات فقط بل هي أوس من ذلك ،و من التعاريف اليت جندها ضمن وجهة النظر هذه تعريف
( ) Bergeronالذي يرى بان إدارة املعرفة هي " :إسرتاتيجية حتقيق أمثلية عمل املنظمة ،حيث يتم اختيار و ترشيح أو تنقية و
خترين و جتمي و نشر املعلومات الضرورية لعمل املنظمة عن طريق حتسني أداء املوظف و تنافسية املنظمة" .5
ب -أهمية إدارة المعرفة
إن أمهية إدارة املعرفة تكمن يف كوهنا مؤشرا لطريقة شاملة و واضحة لفهم مبادرات إدارة املعرفة يف إزالة القيود و إعادة اهليكلة اليت
تساعد يف التطوير و التغيري ملواكبة متطلبات البيئة االقتصادية و تزيد من عوائد املنظمة و رضا العاملني و والئهم و حتسن من املوقف
التنافسي من خالل الرتكيز على املوجودات ري امللموسة اليت يصعب قياسها و تظهر نتائجها على املدى الطويل ،لذلك تعد إدارة
املعرفة أمرا حامسا و حيويا يف عصر املعلوماتية أكثر من عصر الصناعة.
6
و بناء على ما سبق ميكن إمجال أمهية إدارة املعرفة يف النقاط التالية:
أ -أن جزءا متعاظما من الصناعات املنتجة للثروة هي صناعات معرفية ،فالصناعات اإلعالمية و تقنيات احلاسوب و االنرتنيت و
اخلدمات املهنية كلها صناعات استطاعت أن تنمو بسرعة تزيد عدة أضعاف عن الصناعات األخرى.
ب -أن أكثر من %00من األعمال هو يف جماالت تتعلق باملعلومات أو املعرفة ،و حىت الصناعات التقليدية أصبح عدد عاملي
املعرفة الذين يستعملون عقوهلم فيها اكرب من عدد العاملني الذين يستعملون مهارهتم البدنية.
ج -أنه هنالك قيمة متزايدة للممتلكات ري امللموسة ،فقيمة العديد من الشركات كما تظهر من أسعار أسهمها هي عادة اكرب
بعشر مرات من قيمة تلكاهتا الدفرتية ،و الفرق يعود باألساس إىل املمتلكات ري امللموسة كاالسم التجاري و براءات االخرتاع و
حقوق النشر و التأليف.
1
Jashapara, Ashok, Knowledge Management An Integrated Approach, 2ed, Person, Prentice Hall, 2011,
P : 11.
2 Wiig, Karl M. Knowledge Management Foundations : Thinking About Thinking/ How People and
Organizations Create, Represent and Use Knowledge, U.S.A., Schema press. 1993, P : 16.
3 Jacques Herard, Manuel d’organisation appliquée, édition Dunod, Paris, 2003, p :19.
4 Jean Paul Barthés, Le management des connaissances, Gérard Balantzian, Les systemes d’information,
Art et Pratiques, Editions d’Organisation, Paris, 2002, p : 106.
5 Bergeron, Bryan, Essentials of Knowledge, John Wiley & Sons, Inc, New Jersey, 2003, P : 39.
6
صباح أنور يعقوب ،أثر مساهمة إدارة المعرفة في التخطيط االستراتيجي " دراسة استطالعية في الشركة العامة للسمنت الشمالية في الموصل "،
مجلة بحوث مستقبلية ،مركز الدراسات المستقبلية ،كلية الحدباء الجامعة ،العدد ،2012 ،40 :ص11 :
2
د -انه قامت شركة ( ) CAP Venturesاألمريكية بدراسة مسحية مشلت 200شركة يف الواليات املتحدة األمريكية و قد
خرجت الدراسة بنتيجة توق النمو الكبري لسوق منتجات إدارة املعرفة إىل حنو مخسة بليون دوالر بداية هذا القرن ،فضال عن أن
نسبة %10من الشركات عينة الدراسة كانت هلا مبادرات النتهاج هذه اإلدارة أو أن لديها برام قيد التطوير،و النسبة الباقية من
هذه الشركات كانت تفكر جبدية بتنفيذ برام إدارة املعرفة.
ه -أن إدارة املعرفة تسهم بشكل مباشر يف رف مستوى أداء شركات األعمال و حتقيق أهدافها املر وبة ،إذ من خالهلا تستطي إدارهتا
التعرف على ماهية املعرفة املستعملة يف أعماهلا و تطبيقاهتا و من مث كيفية العمل على رف و تطوير هذه املعرفة من أجل حتقيق
أهدافها.
و -أنه تعد أداة حتفيز للشركات لتجديد ذاهتا و مواجهة التغريات البيئية ري املستقرة و لتشجي القدرات اإلبداعية ملواردها البشرية
لباء معرفة جيدة و الكشف املسبق عن العالقات ري املعرفة و الفجوات يف توقعاهتم.
المحور الثاني :اطار مفاهيمي حول الذاكرة التنظيمية
أ -الذاكرة التنظيمية :النشأة و المفهوم
يعترب مفهوم الذاكرة التنظيمية من املفاهيم املعقدة و اليت مل يتفق الباحثون يف حتديد مضموهنا ،حيث يشري " سان عيسى
العمري" أن هذا االختالف نات عن اختالف وجهات النظر ،فمنهم من ركز على فكرة ان الذاكرة التنظيمية هي الدالة على املثابرة و
اإلدامة للمعرفة يف املؤسسة ،و أهنا توجد يف ستة أماكن رئيسية فيها هي :املوارد البشرية والثقافة التنظيمية و اهلياكل التنظيمية و البيئة
التنظيمية و التحول التنظيمي و األرشيف اخلارجي ،و منهم من وس وجهة النظر لتعريف الذاكرة التنظيمية على أهنا ئؤدي إىل
التخزين و االسرتجاع و التوزي الال حمدود للمعرفة التنظيمية ،و هناك وجهة نظر ثالثة و هي أبسط و حاسوبية تعد الذاكرة التنظيمية
1
بأهنا ألية متكن من التخزين املستمر و املعاجلة للمعرفة التنظيمية.
2
و قد صنفت الدراسات حول الذاكرة التنظيمية إىل ثالثة جمموعات:
اجملموعة االوىل هي دراسات نظرية قدمت وصف عام للذاكرة التنظيمية ،فالكتابات النظرية حول الذاكرة التنظيمية كانت نظرية على
نطاق واس جدا ال تعتمد على البيانات التجريبية ،كمثال :دراسة ( )Stein and Zwass 1995أشارت إىل ان املنظمة تستخدم
وظائفها الذاكرية ) )Mnenonic Functionsلتحقيق أهدافها ،حيث مل يقوم الباحثان بأي اختبارات مفصلة لكيفية اجناز
ذلك .و دراسة ( )Huber 1990اليت تشري إىل أن التعلم التنظيمي و دعم الذاكرة التنظيمية سيكون مفيدا للمنظمة ،لكن هذه
الدراسىة مل توضح ما يشكل الذاكرة التنظيمية.
اجملموعة الثانية من الدراسات املرتبطة بالذاكرة التنظيمية تناولت كيفية استخدام انظمة حاسوبية معينة لزيادة ذاكرة املنظمة ،فالعديد
من هذه الدراسات ركزت بدرجة كبرية على نظم التكنولوجيا املصممة لتعويض أنظمة الذاكرة الورقية و البشرية ،كمثال :دراسة (
)Ackerman 1993حول نظام حديقة اجلواب ( ، )Answer Garden Systemحيث أشارت سلسلة من الدراسات
النظرية ( )Ackerman and Malone 1990, Ackerman 1993و دراسات ميدانية ( )Ackerman 1996إىل أن
نظام حديقة اجلواب حاول توسي الذاكرة التنظيمية من خالل توفري وسيلة من أجا زيادة قاعدة البيانات و املعلومات و اضافة مرفق
مساعدة ،كما طرح املستخدمون أسئلة حول عملهم أو مهام أخرى ،يف هذه احلالة ميكن للخرباء الذين أجابوا إضافة األسئلة و
إجاباهتم يف قاعدة البيانات و املعلومات ،و بالتاي زيادة الذاكرة التنظيمية بطريقة مفيدة ألعضاء املنظمة.
1
غسان عيسى العمري ،دور تكنولوجيا المعلومات و إدارة المعرفة في بناء الذاكرة التنظيمية ،المجلة العربية للدراسات االمنية و التدريب ،المجلد
،22العدد ،22ص ص120-23:
2 Mark S , Ackerman Christine Halverson, Organizational Memory as Objects Process and Trajectories :
An Examination of Organizational Memory in Use, Computer supported Cooperative Work (CSCW),
volume 13,Issue2, April2004 , pp:155-189.
4
اجملموعة الثالثة من دراسات الذاكرة التنظيمية تفحص استخدام الذاكرة التنظيمية من خالل الدراسات التجريبية املستندة إىل امليدان،
و على الر م من أن هذه الدراسات ستكون االكثر فائدة بالنسبة لكل من نظم التصميم و فهم الفروق الدقيقة يف املمارسة ،هناك
عدد قليل نسبيا من هذه الدراسات ،و من بني هذه الدراسات جند دراسة ( )Hughes and King 1992اليت تركز على مدى
استخدام أوراق العمل يف مكتب حماسيب ،حيث وجدت أن أعضاء املنظمة يستخدون األوراق فقط يف إجناز العمل املطلوب منهم.
ب -مقاربات الذاكرة التنظيمية:
تعترب الذاكرة التنظيمية من املفاهيم املعقدة و اليت تناوهلا الباحثون من وجهات نظر خمتلفة ،و ميكن عرض أهم مقاربات الذاكرة
التنظيمية يف اجلدول أدناه.
وسائل احملافظة على الذاكرة طبيعة الذاكرة الباحثون املقاربة
دعامة مركزية بسيطة للمعرفة األفراد ،اإلجراءات العملية، - Cyert et March 1963. مقاربة احملتوى
- Argyris et Schon
الروتني العمل، ثابتة ،تعمل بشكل كبري من قواعد 1978.
( Approche
اجلماعي. اجل التأثري على السلوك. - Nelson et Winter )Contenu
1982.
Cohen et Bacdayan
1994
- Walsh et Ungsonسريورة االكتساب ،احملافظة و األفراد ،الثقافة ،التحوالت، مقاربة السريورة
1991.
- Stein 1995.اسرتجاع املعارف ،هو حمرك اهليكل ،البيئة ،األرشيف ( Approche
اخلارجي. - Moorman et Minerخللق املعرفة. ) Processus
1998.
- Girod 1995.جمموع الكفاءات اليت تولد التفاعالت بني الدعائم ( مقاربة االرتباطية
- Ackerman et
Halverson 2000.عالقات داخل و بني الرتتيبات امللموسة و ري امللموسة Approche
اليت تؤدي إىل سريورة موازية للذاكرة. ) Connexionniste
ملعاجلة املعلومات.
ارسة و سريورة ،مركبة ثقافيا الثقافة ،التقاليد ،السلطة ( - Walsh 1995, املقاربة االجتماعية واملعرفية
- Akgun et al 2003.
و تارخييا شارك يف حتديدها القوة ) ،العاطفة الشخصية. - Feldman et Feldman
Approche (
أفراد دوي ميول اجتماعي و 2006. )Sociocognitive
عاطفي.
1
Marie-Héléne Abel, Apport des memoires organisationnelles dans un context d’apprentissage interface
homme-machine ( csH.c),Mémoire d’Habilitation à diriger des recherches, Université de Technologie de
Conpiegne, 2007 ,P 19.
2
-2املستوي اجلماعي ري املركزي للذاكرة التنظيمية :هذه الذاكرات اجلماعية هي نتائ للتفاعالت بني الذاكرات الفردية و ظهور
احلاجة للتبادل و االتصال بني اثنني أو أكثر من األفراد ،حبيث ميكن أن تؤدي إىل تفسري مشرتك ( موحد ) يسمح باختاذ قرارات.
-1املستوى املركزي :فعذدما تشمل الذاكرة اجلماعية مجي أصحاب املصلحة يف املنظمة ،تصبح منسقة و مركزية ،و هذا ما يؤدي إىل
وجود قاعدة بيانات ( بنك بيانات ) أو وثيقة استشارة تستخدم من قبل اجلمي .
أنظمة الذاكرة التنظيمية املتخصصة للمؤسسات هي ما يطلق عليها " ذاكرة املؤسسات "( ،) Mémoire d’entrepriseو
لقد قدمت عدة تصنيفات لذاكرة املؤسسات ،فالعديد من األدبيات فرقت بني انواع الذاكرة التنظيمية على أساس سريورة أستخدام
1
املعلومات يف املهام العادية للمؤسسة ،وميكن عرض أهم أنواع الذاكرة التنظيمية كاأليت:
-3الذاكرة املهنية ( :)Mémoire de métierاليت تضم كل املراج ،الوثائق ،الوسائل و املناه اخلاصة مبيدان مهنة معينة.
-2ذاكرة الشركة ( :)Mémoire Societéو هي رتبطة بشكل كبري باملؤسسة ،نشاطاهتا ،منتوجاهتا ،و شركائها أو متعامليها
(املوريدين ،الزبائن.)...
-1الذاكرة الفردية ( :)Mémoire Individuelleوتشمل العناصر املرتبطة شخصيا بالفرد كاملسار الوظيفي ،كفاءاته ،معرفته
العملية ،نشاطاته...
-1ذاكرة املشروع ( :)Mémoire Projetو هي تشمل كل املعلومات املرتبطة مبشروع معني ،كتعريفه ،نشاطاته ،تارخيه ،و
نتائجه.
2
وجتذر اإلشارة إىل ان ( )Liو زمالءه عام 3995حددوا مكونات الذاكرة التنظيمية وفقا األيت:
-3الذاكرة التنظيمية التقنية ( :)T-OMفهدي تعندي سلدسلة مدن الدذاكرة املدستندة علدى املعرفدة املهنيدة متدضمنة التقنيدة ،واخلبدرات ذات
العالقة واليت تدعم وتقوي العمليات النظامية للمنظمة .وتدضمنت متغيدرات ،نظدم تطدوير املنتدوج ،طريقددة الرقاب ددة عل ددى االنت دداج ،نظددام
رقاب ددة معلوم ددات االنت دداج ،اسددتخدام تقني ددة املعلوم ددات ،ش ددبكة ( Internet،التجهيد دزات واملع دددات ،االس ددلوب التقن ددي امل ددستخدم،
اع ددادة اهلندس ددة ،وادارة اجل ددودة الدشاملة...الدخ .هدذه العوامدل تدؤثر علدى تكدوين الكفداءة ،جدودة املنتدوج ،وكلفدة االنتداج .وميكدن
ل د( )T.OMفان جتعدل الدشركة قائددة فدي جمدال صدناعتها .وعلدى العداملني فيمدا لدديهم مدن((T.OM
لتحدسني االنتاجيدة .اذ التقنيدة تتطدور بدشكل مدستمر ،وعلدى الدشركة ان تبددع وهتدتم بالتقنيدات التدي
( (T.OMكي ال تذهب حتدددث فددي البيئددة ،وان تددتعلم منهددا .ولكددن مددن جانددب آخددر ،علددى املنظمددة ان حتددافظ علددى س درية
إىل املنافسني.
-2الذاكرة التنظيمية اإلدارية ) :(MG-OMوهي متيل للمعرفة التنظيمية االدارية اليت تسيطر على العمليدات داخدل املنظمدة ،وميكدن
ان توصدف علددى اهنددا طريقدة االدارة وهيكددل املنظمددة ،مثددل طريقدة ادارة املعرفددة ،ترتيددب املددصن ،ادارة املوارد البشرية ،واالسرتاتيجيات
على املدى القصري والبعيدد ،ادارة التجهيدزات واملعددات ،ادارة االنتداج ،ادارة التوثيدق ،تددريب املدوارد البدشرية ،و ادارة االزمدة .وان (
(MG- OMقائمدة علدى أسداس تداريخ املنظمدة ولديس مدن الدسهولة علدى املنافدسني يتعلمدوا روح وحمتدوى ( (MG-OMولكدن ودب
ان تكدون معروفدة للعداملني ،كدي يكوندوا جاهزين لطلدب االدارة وان يددركوا هددف الدشركة فهدي اطدر العمدل و اسرتاتييجياته وسياساته و
براجمه و قواعده.
1Jérény Bascans, Max chevalier, Patrice Gennero Chantal, Soule -Dupuy, Mémoire organisationnelle
adaptive en vue d’une classification automatique pour la capitalisation d’informatios , Open Archive
Toulouse Archive Ouverte (OATAO) , INFormatique des organisations et systéme d’information et de
Decision (INFORSID2015), may2015, p :4.
2
عادل هادي البغدادي ،عالقة وتأثير الذاكرة التنظيمية في االداء التنظيمي -دراسة تطبيقية في عينة من الشركات الصناعية العامة ،-مجلة اإلدارة و
االقتصاد ،العدد الخامس و الستون ،7002 ،ص.851:
2
-1الذاكرة التنظيمية الثقافية ( :)C-OMو تعرف على أهنا ثروة عقلية تراكمت م تطور الشركة ،فهي موجودة يف أي مكان يف
املنظمة ،كتاريخ املنظمة ،القيم املشرتكة ،التنظيم ري الرمسي و األعراف و التقاليد ،اقرتاحات العاملني ،وقد عرفت على اهنا جتسيد
لذاكرة املنظمة و تارخيها و حاضرها .و من كوهنا متشكلة يف تاريخ املنظمة ،وأهنا تتأثر بالثقاففة اخلارجية ،و أن من الصعوبة تغيري
الثقافة املتشكلة إضافة إىل أن( )C-OMتتأثر بتصرف و أفعال الفرد ،وكوهنا توجه تصرفاهتم ،و أهنا جمموعة رموزهم و متكنهم من
التصرف ،كما وب ان تفهم و متارس من قبل مجي العاملني ،وأخري فإن ( )C-OMتساهم يف تطوير الذاكرات التنظيمية االخرى.
-1الذاكرة التنظيمية التسويقية ( :)MR-OMو هي تشمل كل ما له عالقة باجملهز ،و الوسطاء و الزبائن و املبيعات ،و الشراء .و
تتصمن كذلك إدارة عالقات الزبون ( )CRMو اسرتاتيجية التسويق ،و التعاون اخلارجي،ومبادىء اختيار اجملهزين والوسطاء ،قنوات
التوزي ،و املزي التسويقي...إخل ،لذا فاملعرفة عن السوق وب ان تكون حممية حيث ال ميكن أن يعرفها املنافسون ،وان على الشركة
ان هتتم ب( )MR-OMالن هلا تأثريات على العمليات االعتيادية فيها ،كما ان على الشركة ان حتصل على املعلومات عن السوق،
و التنبؤ بالطلب على منتجاهتا و خدماهتا وهي بدورها ستوجه تطور(.)T-OM
المحور الثالث :اإلبداع في المنظمات
تلعب اإلدارة دور هاما و كبريا يف تقدم أي جمتم ا يدعو إىل االعتقاد بأن الدول املتقدمة مل حتقق ما حققته من تقدم و رقي إال
نتيجة إلبداع األفراد و املنظمات لديها على حد سواء ،فالتقدم الكبري اليت تشهده يف شىت اجملاالت ال ميكن أن ينجز هبذه الصورة إال
عن طريق األفكار اجلديدة اإلبداعية ،و لكي يستمر هذا التقدم فالبد من استمرار اإلبداع و التجديد و التطوير و التغيري حنو
األفضل.
أ -مفهوم اإلبداع التنظيمي:
يعرف "دراكر" ( )Druckerاإلبداع بأنه " :تغيري نتائ املوارد و اإلمكانات ،من حيث زيادة هذه النتائ من خالل عملية منظمة
1
و حتليل هادف للفرص املتاحة"
يشري "دراكر" من خالل هذا التعريف أن اإلبداع مصطلح اقتصادي أو اجتماعي أكثر منه مصطلح تقنيا ،و يعترب اإلبداع بأنه
تغيري و تعظيم حصيلة و نتاج املوارد و اإلمكانات ،فاإلبداع املنظم يتكون من البحث و التحليل اهلادف للفرص اليت يتيحها التغيري
إلبداعات اقتصادية و اجتماعية ،و النظر إىل اإلبداع كمصطلح اقتصادي و اجتماعي أكثر منه مصطلحا فنيا ،وعلنا نتجاوز الفهم
اخلاطئ الذي وعل اإلبداع مقصورا على العلوم الطبية و التكنولوجية ،فاملدير الذي يتوصل إىل أسلوب جديد أو يطور األسلوب
املستخدم يف العملية اإلنتاجية و يثريه مبجاالت و فرص ال متناهية يف ابتداع االسرتاتيجيات و النظم و األساليب و العالقات
الوظيفية ،يساهم بذلك يف ختفيض نفقات التشغيل ،و هو بذلك قد توصل إىل درجة من اإلبداع.
أما "أندرسون و كين " ( )Anderson and Kingفقد عرفا اإلبداع على أنه" :قدرة عقلية فردية أو مجاعية ،و هي عبارة عن
عملية ذات مراحل متعددة ينت عنها فكر أو عمل جديد يتميز بأكرب قدر من الطالقة و املرونة و األصالة و احلساسية للمشكالت
2
و االحتفاظ باالجتاه و مواصلته".
استعرض الباحثان من خالل هذا التعريف اإلبداع على أنه إحدى القدرات اليت يتميز هبا الفرد سواء كانت وراثية أو مكتسبة ،أو
يكون اإلبداع قدرة تتميز هبا مجاعة ما دون ريها،كما أشارا إىل أن اإلبداع عبارة عن عملية ( ) Processله مراحل متعددة و أن
هذه القدرة اإلبداعية هلا عناصر أساسية بدوهنا ال ميكن التحدث عن اإلبداع و هي :الطالقة ،املرونة ،األصالة ،احلساسية
للمشكالت ،االحتفاظ باالجتاه و مواصلته.
1
الخطيب أحمد و معاينة عادل ،اإلدارة اإلبداعية للجامعات ،دار جدار للكتاب العالمي ،عمان ،2004 ،ص03 :
2
Anderson,N and King, N , Innovation in organizations Inc.L Cooper and J.T.Robertson (Eds),
International Review of Industrial and Organizational Psychology, Vol 5, Chichester, John Wily and Sons,
PP : 7-8
3
ب -مستويات اإلبداع في المنظمة
عدد املتخصصني و الباحثني يف العلوم اإلدارية ثالث مستويات من اإلبداع ،و ذلك كما يلي :اإلبداع على مستوى الفرد
( اإلبداع الفردي ) ،اإلبداع على مستوى اجلماعة ( اإلبداع اجلماعي ) و اإلبداع على مستوى املنظمة ( اإلبداع التنظيمي ).
-3اإلبداع على مستوى الفرد (اإلبداع الفردي)
بشكل عام يعرف اإلبداع على مستوى األفراد بأنه توجه الفرد حنو استخدام تفكريه و قدراته العقلية يف إطار ما عيط به من
مؤثرات خمتلفة من أجل تقدمي إنتاج جديد ينف اجملتم الذي يتواجد فيه ،و لقد أشارت الدراسات املتخصصة بأن العقل البشري
يتكون من نصفني أو قسمني ،القسم األمين و هو مركز الوظائف اخلالقة يف حني أن القسم األيسر و اجلانب الرشيد و مركز املنطق و
التفاصيل و التخطيط ،و يقوم التفكري اإلبداعي الفردي على أساس حتليل املشكالت طبقا للتفكري املنطقي العقالين و التفكري
1
احلدسي اإلهلامي معا ،أي أنه يعتمد على االستفادة الكاملة من الطاقات العقلية املوجودة يف نصفي الدماغ.
-2اإلبداع على مستوى اجلماعة ( اإلبداع اجلماعي )
يعرف اإلبداع اجلماعي بأنه العمل الذي يؤدي إىل ابتكار أو تبين فرض أفكار جديدة يف حميط اجلماعة ،حبيث تعمل اجلماعة
على وض هذه األفكار موض التنفيذ من خالل املناقشات و حماولة إعادة بناء و صيا ة األفكار و املقرتحات األصلية م مرور
2
الوقت.
3
و لقد أشار ( ) Smithإىل أن اإلبداع اجلماعي يتأثر كما و نوعا بالعوامل اآلتية:
-الراية ( :) Visionحيث تزداد احتماالت اإلبداع لدى اجلماعة حينما يشاطرها أفرادها جمموعة قيم ،و أفكار مشرتكة تتعلق
بأهداف اجلماعة.
-املشاركة اآلمنة ( :) Safety Participativeإن البيئة و املناق اللذين يشجعان األفراد على التعبري حبرية عن أفكارهم ( بدون
اهتام مضاد ) تعززان اإلبداع الناجح.
-االلتزام بالتميز يف األداء :فااللتزام بالتمييز و التفوق يف األداء يشج على إواد مناق يسمح لألفراد بتقييم إجراءات العمل و
العمل على حتديثها بشكل مستمر.
-دعم و مؤازة اإلبداع :حىت يتحقق اإلبداع وب توفري املساندة و الدعم لعملية التغيري ،و ميكن أن يأيت هذا الدعم من زمالء
اجلماعة أو املنظمة.
-1اإلبداع على مستوى املنظمة ( اإلبداع التنظيمي )
و هو اإلبداع الذي يتم التوصل إليه عن طريق املنظمة ككل ،فهناك منظمات متميزة يف مستوى أدائها و عملها ،و البا ما يكون
عمل هذه املنظمات منوذجيا و مثاليا للمنظمات األخرى ،و حىت تصل املنظمات إىل اإلبداع البد من وجود إبداع فردي و مجاعي يف
املنظمة ،و قد بينت الدراسات بأن املنظمات اليت تشج العاملني على طرح أفكار جديدة و حرية النقاش و االهتمام بآرائهم و إواد
قنوات اتصال فعالة تسمح بتبادل املعلومات بني األفراد ،و تشجي التنافس بني العاملني و تقدمي الدعم املادي و املعنوي للمبدعني
4
تساعد على تنمية اإلبداع التنظيمي.
ج -القدرات اإلبداعية
األفراد املبدعني تتوفر لديهم قدرات إبداعية متعددة متكنهم من اإلنتاج اإلبداعي ،فالقدرات اإلبداعية األساسية كما حددها
علماء النفس مثل " جليفور " و " تورانس "تتلخص يف القدرات اإلبداعية اآلتية :الطالقة ،املرونة ،األصالة و احلساسية للمشكالت.
1
مؤيد عبد الحسين الفضل ،اإلبداع في اتخاذ القرارات اإلدارية ،دار إثراء للنشر ،عمان ،2003 ،ص.14:
2
بالل خلف سكارنة ،مرجع سبق ذكره ،ص.124 :
3
نجم العزاوي ،طالل نصير ،أثر اإلبداع اإلداري على تحسين مستوى أداء إدارة الموارد البشرية في البنوك التجارية األردنية ،مجلة كلية بغداد للعلوم
االقتصادية ،العدد الثالث و الثالثون ،بغداد ،2012 ،ص.43 :
4
بالل خلف السكارنة ،مرجع سبق ذكره ،ص.124 :
10
أوال :الطالقة
فاألشخاص املبدعني تتوفر لديهم القدرة على إنتاج عدد وفري من األفكار اجليدة ذات القيمة يف وحدة زمنية معينة ،فالشخص
1
املبدع أكثر إنتاجا ملثل هذه األفكار من الشخص العادي ،و تتضمن الطالقة أربعة أنواع:
-3الطالقة اللفظية ( :) Vebralو هي القدرة على سرعة إنتاج أكرب عدد من الكلمات اليت تتوافر شروط معينة يف وحدة زمنية
معينة.
-2طالقة التداعي ( :) Associativeو هي القدرة على إنتاج اكرب عدد كن من الوحدات األولية ذات اخلصائص املعينة.
-1الطالقة الفكرية ( :) Ideationalو هي القدرة على سرعة إنتاج أكرب عدد كن من األفكار اليت تنتمي إىل نوع معني من
األفكار يف زمن حمدد.
-1الطالقة التعبريية ( :) Expressionalهي القدرة على التعبري عن التفكري بطالقة أو صيا تها يف عبارات مفيدة ،و يصفها "
جيلفورد" على أهنا" :قدرة على التفكري السري يف الكلمات املتصلة املالئمة".
ثانيا :املرونة
يقصد هبا تنوع أو اختالف األفكار اليت يأيت هبا الفرد املبدع و قدرته على تغيري أو حتويل مسار تفكريه أو وجهة نظره تبعا
ملتطلبات املوقف 2،فاملرونة هي املقدرة على اختاذ الطرق املختلفة و التفكري بطرق خمتلفة أو بتصنيف خمتلف عن التصنيف العادي و
النظر ل لمشكلة من أبعاد خمتلفة ،و هي درجة السهولة اليت يغري هبا الشخص موقفا أو وجهة نظر معينة ،و عدم التعصب ألفكار حبد
3
ذاهتا.
ثالثا :األصالة
و هي القدرة على سرعة إنتاج اكرب عدد كن من االستجابات ري املباشرة واألفكار ري الشائعة و اليت هي يف نفس الوقت
4
مقبولة و مناسبة للهدف ،أو هي نفور املرء من اآلخرين ،و األصالة تعين اجلدة و الطرافة و الندرة و عدم الشيوع.
رابعا :احلساسية للمشكالت
و يقصد هبا الوعي بوجود مشكالت أو حاجات أو عناصر ضعف يف البيئة او املوقف ،و يعين ذلك أن بعض األفراد أسرع من
ريهم يف مالحظة املشكالت و التحقق من وجودهم يف املوقف أو مبعىن آخر هو التعرف على املشكلة من مجي جوانبها ،و كلما
5
أجهد الفرد نفسه يف دراسة املشكلة زادت فرص التوصل هلا.
و هناك من الباحثني من يضيف عدد من القدرات األخرى إىل ما سبق ،و من تلك القدرات ما يلي :القدرة على التحليل،
املخاطرة ،اخلروج عن املألوف ،الشجاعة أو الثقة بالنفس ،التأليف ،إعادة التنظيم ،االحتفاظ باالجتاه ( مواصلته )...
المحور الرابع :بناء الذاكرة النتظيمية و تفعيل اإلبداع داخل المنظمات
تواجه عملية بناء الذاكرة التنظيمية العديد من التحديات اليت تكون كمعرقل لعملية البناء ،كما أن اختيار أسلوب بناء الذاكرة
التنظيمية يعتمد على نوع املنظمة ،حجمها ،احتياجاهتا ،ثقافتها التنظيمية و اجلهات الفاعلة املعنية بالذاكرة.
أ -التحديات التي تواجه بناء الذاكرة التنظيمية:
6
ميكن امجال التحديات اليت تواجه عملية بناء الذاكرة التنظيمية يف ثالث جماالت مهمة:
1
ابراهيم محمد المغازي ،كيف تكون مبدعا ،مكتبة اإليمان ،المنصورة ،مصر ،2002 ،ص.14 :
2
جروان فتحي عبد الرحمن ،الموهبة و التفوق و اإلبداع ،دار الكتاب الجامعي ،العين ،1332 ،ص32 :
3
السرور ناديا ،مقدمة في اإلبداع ،دار وائل للطباعة و النشر ،عمان ،2002 ،ص.112 :
4
ابراهيم محمد المعازي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص12-12:
5
الصيرفي محمد عبد الفتاح ،اإلدارة الرائدة ،دار صفاء للنشر و التوزيع ،عمان ،2003 ،ص14 :
6
غسان عيسى عمري ،مرجع سبق ذكره ،ص ص110-103:
11
-3حتديات تعود إىل إدارة املعرفة :وتشمل تأكيد منظور العملية و الذي مبوجبه يتم حتويل املعرفة من منظور العمل إىل منظور العملية
و حتدي حفظ السياق التنظيمي م الوثيقة و حتدي التزويد باملعرفة ذات الصلة و أخري حتدي السياق االجتماعي.
-2حتديات تعود إىل عمال املعرفة و تتمثل يف اآليت:
-هنالك تفوت موجود بني من تنصب جهودهم على إذامة املعرفةيف الذاكرة التنظيمية و بني املستخدمني الذين ينتفعون بتطبيقاهتا.
-هناك صعوبات تتعلق بالتقاط املعرفة :إذ كيف ميكن التقاط احلد االدىن من املعلومات و املعارف املفيدة من الكم اهلائل من املتوفر
منها ،وخاصة م عامل االنرتتيت و الشبكات.
-عرقلة عملية االمن الوظيفي و االجتماعي و املتمثلة يف مقاومة التغيري التكنولوجي و تبعاته.
-إن تبين برجميات متقدمة وب أن يشارك فيها الذين سينتفعون بتطبيقاهتا ليتأكد من تلبية النظام حلاجاهتم ال أن تعتمد برجميات
جاهزة ذات قوالب حمددة.
-عوائق تتعلق بصعوبة احلصول على املوارد البشرية الكفؤة الالزمة إلدامة الذاكرة التنظيمية.
-عوائق تنظيمية و إدارية تتعلق بتشجي املؤسسة على العمل الفردي أحيانا أكثر من تشجيعها على العمل اجلماعي و فرق العمل.
-1حتديات ارسات تطوير النظام :و ميكن فهم هذا التحدي من خالل الفجوة بني البحث و التطبيق وتظهر عادة يف اجملاالت
املختلفة و اليت يش جماهلا هنا لصعوبتني تكنولوجيتني سامهت يف جسر الفجوة و مها:
-البا ما يتم تطوير النظام من خالل السياق الذي استخدم من أجله و م املوظفني املعنيني ،لكن التحدي يكمن يف صالحيته
لسياقات أخرى و م موظفني أخرين.
-إن تقدمي نظام جديد للمؤسسة وب أن ال يدعم عملياهتا االعتيادية بل ينبغي أن يكون متكامال و قويا و منسجما م عملياهتا
الطبيعية ،مثال ذلك النظام اجلديد احملوسب ملضاهاة البصمة يف إدارة املختربات و األدلة اجلرمية و الذي حل مكان النظام اليدوي
القدمي وب أن يكون قابال للتطوير وفق مستجدات التكنولوجيا اجلديدة و أن يبىن تراكميا عليها.
ب -خطوات بناء الذاكرة التنظيمية:
منذ بداية التسعينات اختدت عدة أساليب لبناء الذاكرة التنظيمية ،فبعضها ري حموسب ( منشور يف ورقة عمل ،كتاب ،معرض
للصور الفوتو رافية ،فيلم وشريط كاسيت) و البعص األخر تتحقق يف شكل برام ،فاختيار احلل التقين يعتمد على نوع املنظمة،
حجمها ،و احتياجاهتا ،و الثقافة التنظيمية و بيئة عمل اجلهات الفاعلة يف املنظمة .هذا و تلعب تكنولوجيا املعلومات و االتصاالت
( )TICدور مهما يف توفري البنية التحتية و األدوات الالزمة لتجسيذ هذه الذاكرة يف جمموعة متنوعة من األشكال اليت سيتم حتليلها
1
فيما يلي:
-3الذاكرة الوثائقية ( :)Mémoire Documentaireالذاكرة الوثائقية تتجسد يف نظام توثيق باستغالل الوثائق احلالية
للمنظمة ،فمقاربات الذاكرة التنظيمية توجد يف األدبيات املتعلقة بنظم معاينة الوثائق التقنية أو باستغالل تقنيات هندسة الوثائق
( الفهرسة ،التحليل) و النص التشعيب.
إن بناء الذاكرة التنظيمية تتضمن اخلطوات التالية:
-اختيار املقتنيات اليت ستدم يف الذاكرة ( لتحديد املستندات اليت ستكون جزء من الذاكرة).
-املسح الضوئي للمستندات اليت تتكون مت حتويل الوثائق الورقية إىل وثائق الكرتونية ( باستخدام انظمة التعرف الضوئي على
احلروف أو املاسحات الضوئية ).
1 Verincianu Marinela, Une approche basée sur la mémoire organisationnelle pour les systems
informationnels, Academie d’etudes economique de Bucarest, Roumanie, PP: 3550-1559.
12
-القيام بتجانس شكل الوثائق وفقا لطبيعتها ( حسب ما تقتضيه احلالة ) ،حيث ميكن اعتماد صيغ ( أكسل ،ورد ،لوتس ) أو صيغ
مهيكلة ( )SCML ,XMLأو تنسيقات على الويب ( .)HTML
-االمكانات االمنائية للحصول على وثائق جديدة ( لدم الوثائق اليت تصف دراسة اخلرباء ).
-فهرسة الوثائق ( لتسهيل البحث عن املعلومات ) الذي يتألف من استخدام أنواع خمتلفة من الفهارس :فهرس كامل ،فهرس مرتبط
مبجال معارف خمزنة ،فهرس مرتبط بنشاطات املنظمة أو قاموس مرادفات متخصصة.
-اختيار طريقة تنظيم الذاكرة الوثائقية ( الذاكرة التنظيمية وب أن تكون منظمة و مهيكلة لكي تكون متاحة للمستخدمني ).
-استعمال نظام تسيري الكرتوين للوثائق للسماح بإعداد الوثائق و البحوث الوثائقية ،اضافة أو سحب لوثائق من املستند ،هذا النوع
من األنظمة يغطي عموما دورة حياة كاملة بعض وثائق املنظمة.
-اتاحة الوثائق على الشبكة الداخلية للمنظمة "أنرتانت" ( باستخدام حمرك حبث م مرافق معاجلة لغوية).
-تطوير الذاكرة ميس منط مج الوقائق اجلديدة اليت ستذم يف قاعدة البيانات الوثائقية ،عملية اجلم وب أن تكون بسيطة أو سلبية
من وجهة نظر املنظمة،مركزة يف مصلحة أو جمزئة أمام أعضاء املنظمة.
-2الذاكرة القائمة على احلالة ( :)Mémoire à base de casالتفكري القائم على احلالة هو منوذج اواد حلول للمشاكل اليت
نسعى إىل بناء حل ملشكلة حالية من خالل اعادة استخدام حل مت ختزينه ملشكلة مشاهبة للمشكلة احلالية ،فكل منظمة لديها
جمموعة من التجارب السابقة ( النجاح أو الفشل ) اليت ميكن أن تكون ثلة و حمفوظة يف قاعدة احلالة ( ( )Base de casكل
جتربة ميكن وصفها يف حالة واحدة ) ،إذ أن كل جتربة جديدة ميكن ختزينها يف قاعدة احلالة و جعلها متاحة على الفور ملشاكل يف
املستقبل ،هذا النوع من االنظمة لديه القدرة على إقامة عالقة بني املاضي و احلاضر من منظور تثمني التجربة ،بشكل عام كل حالة
تتضمن على األقل قسمني :وصف ملشكلة معينة ،و حل مستخدم ملعاجلة هذه احلالة ،هذا النوع من األنظمة يعطي القدرة لرأمسلة
جتارب املنظمة.
فالتفكري القائم على احلالة هو مناسب جيد للتطبيقات ذات اخلصائص التالية:
-احلاالت اليت تكون رمسية ويتم ادراجها يف قاعدة احلاالت هي احلاالت املتكررة و احللول القابلة إلعادة االستخدام.
-امليدان املشكل بشكل سيء ( وثائق قليلة ،خبري ري متوفر) ،و منوذج امليدان الذي ال ميكن تطويره.
-اخلربات املتاحة يف قاعدة البيانات أو الوثائق او عند خبري بشري.
-التحليل املفصل للميدان ليس بالصرورة احلصول على حلول مرصية أو حلول أمثلية.
-1اجملامي " العمل اجلماعي" ) :(Collecticielsمصطلح ) (Collecticielsهو ترمجة للكلمة االجنليزية ( )Groupware
،فالعمل التعاوين القائم على احلاسوب ( )Computer Supported Cooperative Work CSCWيشمل االنظمة
التفاعليية متعددة املستخدمني اليت تسمح لعدة مستخدمني العمل معا .فاملالمح الرئيسية ل) (Collecticielsاليت ميكن أن تعزز
بناء الذاكرة التنظيمية هي :تفاعل الفرد ،االقرتان ( )Le couplageتأثري عمل مستخدم ما على عرض األخرين ،افعل –تراج
( ، )Faire-Défaireاواد االختالفات بني االصدرات املستقلة لشيء ما ،اجلم بني االصدرات املستقلة لشيء واحد ،التحكم
يف الوصول ( إدارة حقوق املؤلفني ،و الرتخيصات ) ،إدارة سري العمليات و اإلجراءات العملية ( ،)Workflowتسيري اجللسة:
تسيري الوافدين و خمارج خمتلف اجلهات الفاعلة يف جلسة العمل التعاوين.
و قد قام ( ) Nigayبتجمي اجملامي ( )Collecticielsيف أربعة أصناف اليت هي:
-تطبيقات خمصصة كوساطة للتواصل بني انسان و انسان ( )Computer-Mediated Communicationاليت
تستهدف الربيد اإللكرتوين ،منتديات النقاش ،نظم مؤمترات الفيديو ،فصاءات امليديا.
-تطبيقات التحرير اليت تشمل برام حترير النصوص و ألواح الكتابة املشرتكة.
13
-تطبيقات خاصة بالتنسيق اليت جتم بني نظم سري العمل و نظم دعم القرار و التقوميات املشرتكة.
-تطبيقات األلعاب عرب االنرتنيت.
-1ذاكرة قاعدة املعرفة ( :)Mémoire base de connaissancesهندسة املعرفة تتيح بناء الذاكرة التنظيمية مرتكزة على
عملييت اكتساب و منذجة املعرفة الصرعة لبعض اخلرباء يف املنظمة ،فبدال من أن هتدف إىل اصالح تلقائي ملهمة ( مكون حمدد خاص
باألنظمة اخلبرية اليت لديها القدرة التلقائية على التفكري و االستنتاج) ،فالذاكرة التنظيمية تساعد املستخدم بتوفري املعلومات املتعلقة
باملنظمة و لكن ترتك له مسؤولية التفسري و التقييم السياقي هلذه املعلومات.
الذاكرة التنظيمية قد تتضمن قاعدة للمعارف الرمسية مقدمة يف شكل لتمثيل املعارف كالشبكات الداللية و الرسوم البيانية
املفاهيمية ،فمستوى التفصيل املستهدف من طرف منذجة املعارف هو متغري حسب كل حالة و يتعلق ب:
-دليل للكفاءات الذي يسمح ببناء خرائط كفاءات املنظمة لتحديد انواع األنشطة و السياق الذي مت فيه استشارة اخلرباء،
الكفاءات الفردية و موق هذه الكفاءات.
-قاعدة ألفضل هذه املمارسات اليت متثلها قاعدة معرفية حول أفصل املمارسات لبعص مهن و وظائف املؤسسة.
-كتاب املعارف :و هو يتألف من وثيقة تتضمن املواصفات النصيو و الرسوم البيانية لنمادج املعرفة اليت مت احلصول عليها بعد منذجة
معرفة بعض اخلرباء من املنظمة ،فكتاب املعارف ميكن تنظيميه يف شكل وثائق متعددة م وصالت إىل مصادر أخرى للمعلومات.
-5الذاكرة اهلجينة ( :)Mémoire Hybrideيف إطار جتسيد الذاكرة التنظيمية يف شكل وثائق ميكن أن نربط إىل هذه الوثائق
معرفة رمسية على أساسها ميكن طلب الوثائق أو األطراف املناسبة ،.و يتمثل يف الويب الدالي ( )Web Semantiqueو الذي
هو عبارة عن جمموعة من التقنيات ( التكنوجليات ) اليت تسمح بالوصول إىل حمتوى موارد الشبكة العاملية من خالل النظام التعريفي
الرمسي ،مبا يف ذلك استخدام الربوتوكالت و اللغات املعيارية للويب :بروتوكالت HTTPو.URI
فاملعرفة الرمسية قد متثل جزء من مستند الوثيقة أو قد تتكون من دالالت املعلومات الوصفية حول الوثيقة اليت حتتوي على أي
معلومات اضافية.
ج -عمليات إدارة المعرفة و عالقتها بالذاكرة التنظيمية:
اختلف الباحثون واملختصون يف جمال إدارة املعرفة يف حتديد عدد عمليات إدارة املعرفة و ترتيبها ،إال أنه هناك شبه اتفاق حول
بعض العمليات اليت تعترب رئيسية حسب أ لب الباحثني و هي :تشخيص املعرفة ،اكتساب املعرفة ،توليد املعرفة ،خزن املعرفة ،نقل
املعرفة و تطبيق املعرفة.
-3تشخيص املعرفة :تستخدم يف عملية التشخيص آليات االكتشاف و آليات البحث و الوصول ،و هناك عدة طرق لتمثيل املعرفة
1
و هي:
-متثيل املعرفة يف هيئة قواعد :تستخدم يف متثيل اخلربات العلمية ،حيث يقوم مهندسو املعرفة ( ) Knowledge Engineers
باستخالص اخلربة من خالل لقاءات مباشرة م اخلرباء ،أو من الوثائق الفنية اليت يستعني هبا هؤالء اخلرباء بعد ذلك تتم صيا ة اخلربة
يف صورة قواعد.
-متثيل املعرفة بالشبكات الداللية ( :) Semantic Netsمتثل املعرفة بالشبكات الداللية اليت تصفها بطريقة هندسية بعيدة عن
السرد ،حيث أن نظم معاجلة املعارف تتعامل م املوجودات و األحداث ا عتم متثيل معرفتنا عن هذه املوجودات أو األحداث
بطريقة هندسية ،و تعد الشبكات الداللية إحدى الوسائل العملية لتحقيق ذلك.
-متثيل املعرفة بأسلوب الداللة الرمسية ( ) Formal Semanticsو تستخدم عادة يف حتويل العبارات اللغوية إىل عالقات منطقية
من دوال اإلسناد باستخدام أسلوب الداللة الصورية ،حيث أن متثيل املعرفة هبذا األسلوب يسهل عملية االستنساق.
1
صالح الدين الكبيسي ،إدارة المعرفة ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة ،5002 ،ص ص.46،42 :
14
إن عملية تشخيص املعرفة هي أول مرحلة يتم فيها متثيل املعرفة يف قواعد خاصة هبا ،كما يتم متثيلها بالشبكات الداللية أو
بأسلوب الداللة الرمسية ،فوجود و حجم و نوعية قواعد املعرفة تتوقف على مدى جناعة عملية التشخيص ،و هلذا ال بد من اعطاء
االمهية الالزمة لتشخيص املعرفة عند بناء الذاكرة التنظيمية.
-2اكتساب املعرفة ( :) Knowledge Aquisition
يف املرحلة الثانية بعد عملية تشخيص املعرفة تأيت عملية اكتساب املعرفة ،و يقصد باكتساب املعرفة تلك العملية اليت تسعى
املؤسسة من خالهلا إىل احلصول على املعرفة؛ 1و قد أشار العديد من الباحثني إىل أن مصادر اكتساب املعرفة قد تكون داخلية مثل
مستودعات املعرفة ،أو من خالل املشاركة يف اخلربات و املمارسات و حضور املؤمترات و الندوات و النقاش و احلوار و االتصال بني
مجاعات العمل و املدير األقدم و الزبا ئن و العاملني أو من بيانات أساسية مثل البيانات املالية و االقتصادية و اليت يتم من خالهلا
نقل املعرفة و حتويلها من ضمنية إىل صرعة و العكس و ينت عن ذلك إبداع املعرفة ،و قد تكون من مصادر خارجية تتوىل إدارة
املعرفة إحضارها عرب احلدود التنظيمية أو املشاركة فيها و يساعدها يف ذلك التطورات التكنولوجية و ما تقدمه من تسهيالت مثل
مؤمترات الفيديو و الشبكة العاملية ( االنرتنيت ) و ريها ،كما حتصل املؤسسة على املعرفة من خالل االستخبارات التسويقية و
حتليلها ،و من األحباث الصناعية و األحباث األكادميية و من اخلرباء و املختصني يف جمال الصناعة ،و كذلك االندماج و االستحواذ و
2
من املستشارين و من استقطاب العاملني اجلدد.
وتتجلى امهية عملية اكتساب املعرفة بصورة واضحة عندما يتم احلصول على املعرفة من املصادر اخلارجية ،حيث ان تلك املعارف
اخلارجية تعمل على زيادة حجم قواعد املعرفة داخل املنظمة ،كما قد تعمل تلك املعارف اجلديدة على اإلحالل مكان املعارف
القدمية ،و هذا ما يؤدي إىل اعطاء قيمة مضافة للمنظمة.
-1توليد املعرفة ( :) Knowledge Generation
نشري يف البداية إىل أن عملية توليد املعرفة يقصد هبا تلك العمليات اليت تعين إبداع املعرفة أو ابتكار املعرفة أو خلق املعرفة ،و
هي تعين قدرة أي مؤسسة على إواد األفكار النافعة و اجلديدة و احللول االبتكارية ،و من خالل إعادة و تصنيف و دم خلفية
3
املعرفة م املعرفة احلالية و من خالل األساليب و الطرق املختلفة للتفاعل ،فإن املؤسسة ميكنها خلق معاين و حقائق جديدة.
و طرح كل من " نوناكا " و " تاكيوشي " ( ) Nonaka and Takeuchiنظرهتما اخلاصة بتوليد املعرفة ،فقد أوضحا
أن مفتاح عملية توليد املعرفة هو حتويل املعرفة الضمنية إىل معرفة صرعة كمقابل لتوليد املعرفة الفردية .و بالتاي فقد ركزت هذه
النظرية على مستويات كينونات توليد املعرفة :مستوى الفرد ،مستوى اجلماعة ،مستوى املنظمة و مستوى ما بني املنظمات
4
( ) Inter_Organization
و من النماذج املستخدمة يف عملية توليد املعرفة منوذج ( ،) SECIفاستنادا إىل التصنيف الذي قدمه " نوناكا " و " تاكيوشي "
للمعرفة يف املنظمة و التمييز بني املعرفة الضمنية و املعرفة الصرعة فقد طورا منوذجا أطلق عليه دورة إبداع املعرفة ( ) SECIاختصار
ألرب كلمات تشري إىل عمليات فرعية أرب يف دورة إبداع املعرفة هي،) Externalisation ( ،) Socialisation ( :
( .) Internalisation ( ،) Combination
حسب " نوناكا " و " ناكوشي " ميكن اعتبار أرب طرق خللق و نقل املعرفة هي5:
1
حسن العلواني ،إدارة المعرفة المفهوم و المداخل النظرية ،التحديات المعاصرة لإلدارة العربية ( القيادة ) اإلبداعية ،المنظمة العربية للتنمية
اإلدارية ،القاهرة ،الشارقة ،2004 ،ص.314 :
2
عبد الستار العلي و آخرون ،المدخل إلى إدارة المعرفة ،دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة ،عمان ،5004 ،ص.41:
3
سيد محمد جاد الرب ،إدارة الموارد الفكرية و المعرفية في منظمات األعمال العصرية ،مطبعة العشرى ،القاهرة ،5004 ،ص.42:
4
هيثم علي حجازي ،إدارة المعرفة "مدخل نظري" ،األهلية للنشر و التوزيع ،عمان ،5002 ،ص.22 :
5
Jean Brilman, Les meilleures Pratiques de management au cœur de la performance, troisieme édition, edition d’Organisation,
paris, 2001, pp : 388-389.
12
-3التشارك ( :) Socialisationففي هذا النمط يتم حتويل املعرفة الضمنية إىل معرفة ضمنية أخرى ،حيث عندما تتفاعل املعرفة
الضمنية لشخص ما أو لعدة أشخاص ميكن أن تصبح معرفة ألفراد آخرين ،فيحدث هذا االنتقال طبيعيا باألعمال اجلماعية مثل
تقنيات احلل اجلماعي للمشاكل و العالقات م الزبائن و املوردين" ،التشارك" خيلق املعرفة املقسمة ( .) Partagé
-2التوضيحية ( :) Explicitationهي من املعرفة الضمنية إىل املعرفة الصرعة ،و تتضمن حتويل املعرفة الضمنية إىل مفاهيم
واضحة باالستعانة باإلعارات ،التشبيه ،األشكال و الرسوم" ،التوضيحية" ختلق املعرفة التصورية ( .) Conceptuel
-1الرتابطية ( :) Associationو هي من املعرفة الصرعة إىل املعرفة الصرعة ،و متثل العملية اليت من خالهلا جتم و تدم
املفاهيم فيما بينها لتكون حجم من املعارف عن طريق الكالم املشرتك ،العروض الشفوية و وسائل االتصال و اإلعالم ،فهي إذن
جتم املعارف الصرعة لتعطي أشكاال جديدة من املعرفة " ،الرتابطية" ختلق املعرفة النظامية ( .) Systemique
-1االستبطان ( :) Interiorisationو هي العملية اليت يتم فيها حتويل املعرفة الصرعة إىل معرفة ضمنية ،حيث أن التطبيق
املتكرر ملعرفة أو ملهارة سوف يؤدي إىل ترسيخها و تعميقها يف تصرفات و ذاكرة الفاعلني و املؤسسة ككل و تصبح جزء من ثقافة
( .) Operationnel املؤسسة" ،االستبطان" خيلق املعرفة العملية
و يالحظ أن عملية توليد املعرفة تبدأ مبرحلة التشارك مث تتحرك عرب أمناط التحويل األربعة املذكورة آنفا؛ و يعترب النمطان
الثاين و الراب ( التوضيحية و االستبطان ) أهم مرحلتني من مراحل عملية حتويل املعرفة ألهنما تتطلبان االلتزام الشخصي من الفردي،
و ألن املعرفة الضمنية حتتوي على مناذج ذهنية و معتقدات ،باإلضافة إىل معرفة الكيف ،فإن االنتقال من املعرفة الضمنية إىل املعرفة
ا لصرعة هو عملية مفصلة للرايا اليت ميتلكها الفرد فيما يتعلق بالعامل احمليط به ،أي ما هو موجود و ما وب أن يكون؛ و بالطب فإنه
1
إذا مت إدراك هذه احلقيقة فإنه يتم إعادة ابتكار النفس ،و املنظمة ،و العامل.
عملية توليد املعرفة هي العملية اليت تعمل على تثمني الذاكرة التنظيمية و تفعيل اإلبداع داخل املنظمة ،فالعمليات االربعة اليت
حددها كل "نوناكا و تاكيوشي" تعمل على اضافة معارف جديدة و حتويل املعارف املوجودة يف املنظمة من نوع إىل اخر ( صرعة
إىل ضمنية أو العكس ) وهذا ما ينعكس على قيمة و أمهية الذاكرة التنظيمية وخاصة إذا مت ختزين كل املعارف اليت مت توليدها يف
قواعد املعرفة .و من ناحية أخرى عملية توليد املعرفة هي تعترب عملية ابداع معريف و ابداع تنظيمي إذا ما مت تطبيق و جتسيد تلك
املعارف يف شكل اسرتاتيجيات جديدة ،اجراءات جديدة ،برام جديدة ،عمليات جديدة أو يف شكل منتجات وخدمات جديدة
تقدمها املنظمة.
-1خزن املعرفة ( :) The Storage of Knowledge
قد تبدل املؤسسة جهدا كبريا يف اكتساب املعرفة ،إال أهنا قد تكون عرضة ألن تفقدها سواء بالنسيان أو بتعثر الوصول إليها،
و من هنا فإن ختزين املعرفة يشكل عنصرا هاما من عناص ر إدارة املعرفة ،و يشار إىل هذا العنصر البا باسم الذاكرة التنظيمية
( ) Organization memoryو اليت يعرفها " ستني " و " زواس " ( ) Stein and Zwassبأهنا " الطرق اليت من
خالهلا تؤثر معرفة املاضي و خرباته و أحداثه يف األنشطة التنظيمية احلالية" 2،فعملية خزن هي أهم عملية من عمليات إدارة املعرفة
مرتبطة بناء الذاكرة التنظيمية ،فبدون عملية خزن للمعرفة ال وجود للذاكرة التنظيمية.
3
و يشري( )Robert Reixأن ختزين املعارف يكون يف ثالثة أجزاء رئيسية من الذاكرة التنظيمية:
-األفراد :عتفظ األفراد جبزء من الذاكرة التنظيمية من خالل مالحظاهتم و من خالل جتارهبم يف املؤسسة ،فاملعلومة احملتفظ هبا يف
ذاكرة كل فرد قد تتعلق باألفعال أو ( األحداث و نتائ القرارات ) أو ترتجم أكثر دقة يف شكل اعتقادات أو متثيالت خاصة (
خمططات مرجعية ،خرائط معرفية ...إخل).
1
هيثم علي حجازي ،مرجع سبق ذكره ،ص.22 :
2
حسن العلواني ،مرجع سبق ذكره ،ص.312-312 :
3
Robert Reix, Systemes d’information et management des organisation, editions d’organisations, Paris, 2004, p p : 246-248.
14
-اهليكل :حتت هذا املصطلح توجد عدة عناصر مهمة هي :
* حتديد األدوار.
* اإلجراءات :فاإلجراءات العملية ( ما وب عمله يف ظرف معني ) هي مظهر رئيسي لذاكرة املؤسسة ،إذ حتدد قواعد تنفيذ العمل،
طريقة مج و معاجلة املعلومات ،احرتام أهداف املؤسسة...إخل ،بطريقة أكثر دقة حسب املؤسسة ( مثال يف املؤسسات البريوقراطية،
إجراءات التوظيف مكتوبة بطريقة مفصلة ).
* األرشيف اجلماعي :أ لب املؤسسات الرمسية تنص يف إجراءاهتا ضرورة وجود أرشيف نظامي لتسجيل نشاطاهتا يف شكل تقارير أو
حماضر.
-الثقافة :مصطلح الثقافة ميكن تعريفه كطريقة تعلم اإلدراك ،التفكري ،اإلحساس باملشاكل ،هذه الثقافة ترتجم يف احلوار ،و تكون
على شكل رموز أو أسطورات...إخل.
-5نقل املعرفة ( :) Knowledge Transfer
تعين عملية نقل املعرفة إيصال املعرفة " املناسبة " إىل الشخص " املناسب " يف الوقت "املناسب " و ضمن الشكل "
1
املناسب " و بالتكلفة " املناسبة ".
فاملعرفة يف حاجة إىل ترتيبات تنظيمية و ثقافة تنظيمية مساندة لنقلها و تقامسها يف أرجاء املنظمة ،و هي ليست مسألة
سهلة ،حيث يعتمد جناحها إىل حد كبري على الثقافة التنظيمية السائدة باملنظمة ،فاملنظمة اليت تعتمد على عالقات تقليدية من الرقابة
و السلطة جتد من الصعب عليها نقل املعرفة ،ألن األسلوب اإلداري القائم على األمر و اإلشراف عد من فرص تشكيل اجلماعات
و الوحدات االجتماعية و تفاعلها م بعضها البعض و هي اعتبارات ضرورية لتحويل املعرفة الفردية إىل معرفة تنظيمية .كما أن شكل
اهليكل التنظيمي له تأثري مباشر على نقل املعرفة ،فاهليكل التنظيمي اهلرمي القائم على أسس بريوقراطية يتسم بعدم املرونة يف نقل
املعرفة و تقامسها و التشارك فيها ،فإصدار األوامر بنقل املعرفة عرب قنوات رمسية حمددة سلفا لن يسمح بتدفقها بشكل فعال؛ و على
العكس من ذلك ،إذا ما اختذت قنوات توزي املعرفة منطا ري رمسي أساسه الثقة و التعاون ،سيتم نقل املعرفة بشكل أسرع و أكثر
2
فعالية ،يساعد يف ذلك استخدام وسائط تكنولوجية متطورة.
إن عملية نقل املعرفة تعمد بدرجة كبرية على توافر املعارف الالزمة و على سهولة الوصول إليها ،إن جناعة عملية النقل تتوقف على
مدى وجود قواعد للمعرفة (ذاكرة تنظيمية) متاحة جلمي املستخدمني يف املنظمة خاصة إذا ما تعلق األمر باملعارف الصرعة الرمسية
اليت مت متثيلها يف شكل وثائق ،كما ان تسهيل عملية نقل املعارف الضمنية يزيد من درجة االتصال بني أعضاء املنظمة ،هذا االخري
ينعكس اوابا يف هتيئة مناق اإلبداع.
-6تطبيق املعرفة ( :) Knowledge Application
إن آخر عملية من عمليات إدارة املعرفة هي تطبيق املعرفة ،فليست املؤسسات اليت متتلك أفضل معرفة هي من تضمن امليزة
التنافسية ،بل تلك اليت تستخدم املعرفة على أحسن وجه لتأمني هذه امليزة ،حيث وب تطبيق املعرفة بشكل كامل على األنشطة ،و
لذلك ال بد من إجراء مجي عمليات املعرفة السابقة ،و م ذلك تعاين بعض املؤسسات من " فجوة بني املعرفة و العمل " ،و هذه
املؤسسات تعقد العديد من دورات التخطيط و املناقشة و التلخيص ،بدال من القيام باألعمال و التطبيق ،و يف ظل ثقافة املؤسسة
السلبية هذه ،يشي الكالم املنمق أكثر من احلصيلة املوضوعية ،و يهتم مديرو املشاري البا باملعرفة املتيسرة أكثر من اهتمامهم
3
باملعرفة املنتجة.
1
هيثم علي حجازي ،مرجع سبق ذكره ،ص.34 :
2
حسن العلواني ،مرجع سبق ذكره ،ص.312 :
3
أال سكوا "اللجنة االقتصادية لغربي آسيا" ،منهجية إدارة المعرفة "مقاربة تجريبية في قطاعات مركزية في دول أال سكوا األعضاء "األمم المتحدة"،
نيويورك 5006 ،ص.13:
12
إن تطبيق املعرفة على أرض الواق هو من عدد امهية تلك املعارف بالنسبة للمنظمة ،و مدى حاجة املنظمة لتخزينها و تطويرها،
كما تستطي املنظمة ان تصنف تلك املعارف من حيث كوهنا معرفة جوهرية أو معرفة متقدمة أو معرفة ابتكارية حتدد أداء املنظمة
مقارنة بأداء املنظمات املنافسة هلا.
خاتمة:
إن إدارة معارف املنظمة و احلفاظ عليها أصبح ضرورة وليس خيار متاحا أمامها فحدة املنافسة اليت تشهدها األسواق احلالية
و سرعة تقادم املنتجات اليت أصبحت مسة هذه األسواق ،ألزمت منظمات اليوم ببناء ذاكرة تنظيمية فعالة حتافظ على معارفها
و خرباهتا و على هويتها ،إذ تتجسد ذاكرة املنظمة يف أربعة عناصر رئيسية هي :الذاكرة الوثائقية اليت هي عبارة عن نظام توثيق
ملختلف املعارف الصرعة للمنظمة املمثلة يف الوثائق املتداولة فيها ،الذاكرة القائمة على احلالة اليت هي منوذج اواد حلول ملشاكل
املنظمة من خالل اعادة استخدام حل مت ختزينه ملشكلة مشاهبة للمشكلة احلالية ،العمل اجلماعي ( اجملامي ) و هو طريقة عمل تربط
األفراد داخل املنظمة حبواسب و تطبيقات خاصة ،وأخري ذاكرة قاعدة املعرفة اليت هي قاعدة يتم فيها منذجة املعرفة الصرعة لبعض
اخلرباء يف املنظمات.
هذا وتلعب عمليات إدارة املعرفة ( التشخيص ،االكتساب ،التوليد ،اخلزن ،النقل و التطبيق ) دور مهما يف بناء الذاكرة التنظيمية
للمنظمة ،إذ أن هذه العمليات مبثابة الروح اليت حترك الذاكرة التنظيمية من حيث حتديثها أو فعاليتها ،وال تظهر هذه األمهية بصورة
بارزة إال عند زيادة أداء املنظمة أو زيادة درجة اإلبداع فيها.
قائمة المراجع:
أوال :المراجع بالغة العربية
أ -الكتب
-1ابراهيم اخللوف امللكاوي ،إدارة املعرفة "املمارسات و املفاهيم" ،مؤسسة الوراق للنشر و التوزي ،عمان.7002 ،
-2ابراهيم حممد املغازي ،كيف تكون مبدعا ،مكتبة اإلميان ،املنصورة ،مصر7007 ،
-3السرور ناديا ،مقدمة يف اإلبداع ،دار وائل للطباعة و النشر ،عمان7007 ،
-4الصرييف حممد عبد الفتاح ،اإلدارة الرائدة ،دار صفاء للنشر و التوزي ،عمان 7002 ،
-5جروان فتحي عبد الرمحن ،املوهبة و التفوق و اإلبداع ،دار الكتاب اجلامعي ،العني8991 ،
-6حسن العلواين ،إدارة املعرفة املفهوم و املداخل النظرية ،التحديات املعاصرة لإلدارة العربية ( القيادة ) اإلبداعية ،املنظمة
العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة ،الشارقة،7002 ،
-7خطيب أمحد و معاينة عادل ،اإلدارة اإلبداعية للجامعات ،دار جدار للكتاب العاملي ،عمان7002 ،
-8روشكا ألكسندرو ،اإلبداع العام و اخلاص ،ترمجة أبو فخر ،سان عبد احلي ،سلسلة عامل املعرفة ،اجمللس الوطين للثقافة و
الفنون و األداب ،الكويت8919،
-9سيد حممد جاد الرب ،إدارة املوارد الفكرية و املعرفية يف منظمات األعمال العصرية ،مطبعة العشرى ،القاهرة7002 ،
-11صالح الدين الكبيسي ،إدارة املعرفة ،املنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة7002 ،
-11عبد الستار العلي و آخرون ،املدخل إىل إدارة املعرفة ،دار املسرية للنشر و التوزي و الطباعة ،عمان7002 ،
-12عيسوي عبد الرمحن،سيكولوجية اإلبداع "دراسة يف تنمية السمات اإلبداعية" ،دار النهضة العربية ،بريوت8911 ،
-13مؤيد عبد احلسني الفضل ،اإلبداع يف اختاذ القرارات اإلدارية ،دار إثراء للنشر ،عمان7009 ،
12
-14جنم عبود جنم ،إدارة املعرفة "املفاهيم و االسرتاتيجيات و العمليات" ،دار الوراق للنشر و التوزي ،عمان7001 ،
-15هيثم علي حجازي ،إدارة املعرفة "مدخل نظري" ،األهلية للنشر و التوزي ،عمان7002 ،
ب -المجالت :
-16أال سكوا "اللجنة االقتصادية لغريب آسيا" ،منهجية إدارة املعرفة "مقاربة جتريبية يف قطاعات مركزية يف دول أال سكوا
األعضاء "األمم املتحدة" ،نيويورك7002 ،
-17صباح أنور يعقوب ،أثر مسامهة إدارة املعرفة يف التخطيط االسرتاتيجي " دراسة استطالعية يف الشركة العامة للسمنت
الشمالية يف املوصل " ،جملة حبوث مستقبلية ،مركز الدراسات املستقبلية ،كلية احلدباء اجلامعة ،العدد7087 ،20 :
-18عادل هادي البغدادي ،عالقة وتأثري الذاكرة التنظيمية يف االداء التنظيمي -دراسة تطبيقية يف عينة من الشركات الصناعية
العامة ،-جملة اإلدارة و االقتصاد ،العدد اخلامس و الستون،7002 ،
-19سان عيسى العمري ،دور تكنولوجيا املعلومات و إدارة املعرفة يف بناء الذاكرة التنظيمية ،اجمللة العربية للدراسات االمنية و
التدريب ،اجمللد ،72العدد27
-21جنم العزاوي ،طالل نصري ،أثر اإلبداع اإلداري على حتسني مستوى أداء إدارة املوارد البشرية يف البنوك التجارية األردنية،
جملة كلية بغداد للعلوم االقتصادية ،العدد الثالث و الثالثون ،بغداد7087 ،
27- Ikujiro Nonaka: The Knowledge-Creating Company, HBR, Vol(68), No.(6), Nov-Dec 1991
28- Hsiu- Yueh (Sonya) Hsu, knowledge management and intellectual capital,
Doctoral of Philosophy, Departement of management in the craduate school
Southern Illin…. University Carbondale.M.United states, 2006
13
29- Dell.C, Essaides.N, Ostro.N and Crayson.C, If only we know what we know,
The transfer of Internal knowledge and best practice, New York, free press,1998
30- Davenport.T.H, de long.D.W and beers.M.C, Successful knowledge
management projects, Sloan management review, volume39, Issue 2, winter1998
31- Scott Paquette, Knowledge management systems and customer knowledge use
in organizations, Doctoral of philosophy, Faculty of information studies,
University of Zoronto,Canada, 2008
32- Wiig, Karl M. Knowledge Management Foundations : Thinking About
Thinking/ How People and Organizations Create, Represent and Use
Knowledge, U.S.A., Schema press. 1993
33- Mark S , Ackerman Christine Halverson, Organizational Memory as Objects
Process and Trajectories : An Examination of Organizational Memory in Use,
Computer supported Cooperative Work (CSCW), volume 13,Issue2, April2004
34- Afef Chouaieb , Ferid Zaddem et Assàad El Akremi, La mémoire
organisationnelle et la dynamique de pouvoir dans l’entreprise, Revue
internationale sur le travail et la societé, volume 10, numéro 1, 2012
35- Marie-Héléne Abel, Apport des memoires organisationnelles dans un context
d’apprentissage interface homme-machine ( csH.c),Mémoire d’Habilitation à
diriger des recherches, Université de Technologie de Conpiegne, 2007 .
36- Jérény Bascans, Max chevalier, Patrice Gennero Chantal, Soule-Dupuy,
Mémoire organisationnelle adaptive en vue d’une classification automatique
pour la capitalisation d’informatios, Open Archive Toulouse Archive Ouverte
(OATAO) , INFormatique des organisations et systéme d’information et de
Decision (INFORSID2015), may2015,
20