You are on page 1of 33

‫المحور الثالث‪:‬‬

‫جريمة اختالس الممتلكات العمومية‬


‫(نموذج من جرائم الفساد)‬

‫‪60‬‬
‫"ظهر الفساد يف الرب و البحر مبا كسبت أيدي الناس‬
‫ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون"‬
‫صدق هللا العظيم‬
‫اآلية‪ 41 :‬من سورة الروم‬

‫المحور الثالث‪ :‬جريمة اختالس الممتلكات العمومية (نموذج من جرائم الفساد)‬

‫‪61‬‬
‫قسمنا هدا احملور الثالث إىل ثالثة مباحث‪ :‬نتناول يف األول الركن املفرتض يف اجلرمية(املوظف العمومي يف القطاع العام)‪ ،‬و‬
‫الثاين نتناول فيه اختالس املمتلكات يف القطاع العام‪ ،‬أما الثالث فقد خصصناه الختالس املمتلكات يف القطاع اخلاص‪.‬‬
‫علما أن فعل االختالس مبختلف صوره حيكمه قانون الوقاية من الفساد و مكافحته الصادر يف‪،0222-20-02:‬بعد‬
‫إلغاء املادة ‪ 111‬من قانون العقوابت اليت كانت جترم هذا الفعل و نقل حمتواها إىل املادة ‪ 01‬من قانون الوقاية من الفساد و‬
‫مكافحته ابلنسبة للموظفني العموميني و املادة‪ 11‬ابلنسبة لالختالس يف القطاع اخلاص‪ ،‬يف حني ما زال فعل اإلمهال خيضع‬
‫لقانون العقوابت و حتديدا للمادة ‪111‬مكرر منه‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الركن المفترض(صفة الجاني) في جرائم الفساد‬
‫عرفه قانون الوقاية من الفساد ومكافحته صراحة بقوله‪ ":‬كل شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذاي أو إداراي أو قضائيا أو‬
‫يف أحد اجملالس الشعبية احمللية املنتخبة‪ ،‬سواء أكان معينا أو منتخبا‪ ،‬دائما أو مؤقتا‪ ،‬مدفوع األجر أو غري مدفوع األجر بصرف‬
‫النظر عن رتبته أو أقدميته ‪.‬‬
‫‪ -‬كل شخص أخر تويل ولو مؤقتا‪ ،‬وظيفة أو وكالة أبجر أو دون أجر‪ ،‬ويساهم هبذه الصفة يف خدمة هيئة عمومية أو مؤسسة‬
‫عمومية أو أية مؤسسة أخري متلك الدولة كل أو بعض رأمساهلا ‪ ،‬أو أية مؤسسة أخري تقدم خدمة عمومية ‪.‬‬
‫‪ -‬كل شخص أخر معروف أبنه موظف عمومي أو من يف حكمه طبقا للتشريع و التنظيم املعمول هبما‪.‬‬
‫فمصطلح املوظف العمومي كما جاء يف القانون املتعلق ابلفساد يشمل أربع فئات وهي‪:‬‬
‫* ذوو املناصب التنفيذية و اإلدارية و القضائية‬
‫* ذوو الوكالة النيابية‪.‬‬
‫* من يتوىل وظيفة أو وكالة يف مرفق عام أو يف مؤسسة عمومية ذات رأس املال املختلط‪.‬‬
‫* من يف حكم املوظف العمومي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫مع العلم ان هذا التعريف متقارب مع الذي جاءت به االتفاقية االممية ملكافحة الفساد لسنة‪.0222‬‬
‫‪ -1-‬ذوو المناصب التنفيذية و اإلدارية والقضائية‪:‬‬
‫يعد موظفا عموميا كل شخص يشغل منصبا تنفيذاي أو إداراي أو قضائيا ويستوي يف ذلك أن يكون معينا أو منتخبا‪ ،‬دائما أو‬
‫مؤقتا‪ ،‬مدفوع األجر أو غري مدفوع األجر وبصرف النظر عن رتبته أو أقدميته طبقا للبند األول من الفقرة (ب) للمادة الثانية من‬
‫القانون املتعلق ابلوقاية من الفساد و مكافحته‪.‬‬
‫‪ :1-1‬الشخص الذي يشغل منصبا تنفيذيا‪ :‬ويشمل هذا املفهوم كل من‪:‬‬
‫‪ -‬رئيس اجلمهورية‪ :‬الذي جعله الدستور اجلزائري على رأس السلطة التنفيذية وهو منتخب‪ ،‬حيث تنص ّ‬
‫املادة‪:85‬من الدستور‬
‫يتم الفوز يف االنتخاب‬
‫السّر ّي‪ّ .‬‬
‫العام املباشر و ّ‬
‫نتخب رئيس اجلمهوريّة‪ ،‬عن طريق االقرتاع ّ‬
‫اجلزائري لسنة ‪ 0212‬على أن‪ " :‬يُ َ‬

‫‪ -1‬تنص الفقرة (أ) من املادة الثانية من اتفاقية األمم املتحدة للوقاية من الفساد و مكافحته على أن "(أ) يقصد بتعبري "موظف عمومـ ــي"‪ :‬أي‬
‫شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذاي أو إداراي أو قضائيا لدى دولة طرف‪ ،‬سواء أكــان معينا أم منتخبا‪ ،‬دائما أم مؤقتا‪ ،‬مدفـ ــوع األجر أم غري‬
‫مدفوع األجر‪ ،‬بصرف النظر عن أقدمية ذلك الشخص‪ .‬أي شخص آخر يؤدي وظيفة عمومية‪ ،‬مبا يف ذلك لصاحل جهاز عمومي أو منشأة‬
‫عمومية‪ ،‬أو يقدم خدمة عمومية حسب التعريف الوارد يف القانون الداخلي للدولة الطرف و حسب ما هو مطبق يف اجملـ ـ ـ ــال القانوين ذي الصلة‬
‫لـدى تلك لدول الطرف‪ .‬أي شخص آخر معرف أبنه "موظف عمومي" يف القان ـ ـ ــون الداخلي للدولة الطرف‪ ،‬بيد أنه ألغراض بعض التدابري‬
‫املعينة الواردة يف الفصل الثاين من هذه االتفاقية‪ ،‬جيوز أن يقصد بتعبري "موظف عمومي" أي شخص يؤدي وظيفة عموميـة أو يقدم خدمة‬
‫عمومية حسب التعريف الوارد يف القانون الداخلي للدولة الطرف‪ ،‬وحسب ما هو مطبق يف اجملال املعين من قانون تلك الدولــة الطرف"‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫املعب عنها‪ .‬وحي ّدد القانون العضوي الكيفيّات األخرى لالنتخاابت‬
‫ابحلصول على األغلبيّة املطلقة من أصوات النّاخبني ّ‬
‫‪2‬‬
‫الرائسيّة"‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬الوزير األول‪ :‬املعني من قبل رئيس اجلمهورية‪ ،‬حيث تنص املادة‪ 11‬يف بندها اخلامس من الدستور لسنة‪0212‬على أن‪":‬‬
‫يضطلع رئيس اجلمهورية ابإلضافة إىل السلطات اليت خيوهلا إايه صراحة أحكام أخرى يف الدستور ابلسلطات و الصالحيات‬
‫يعني الوزير األول بعد استشارة األغلبية البملانية ‪ ،‬وينهي مهامه‪.‬‬
‫اآلتية‪ّ - 5 ...:‬‬
‫‪ -‬أعضاء احلكومة (الوزراء و الوزراء املنتدبون)‪ :‬ويعينهم رئيس اجلمهورية بعد استشارة الوزير األول‪ ،‬حيث تنص ّ‬
‫املادة ‪ 93‬من‬
‫الدستور اجلزائري لسنة ‪ 0212‬على أن‪ " :‬يعني رئيس اجلمهورية أعضاء احلكومة بعد استشارة الوزير األول‪.‬ينسق الوزير األول‬
‫عمل احلكومة‪.‬تعد احلكومة خمطط عملها وتعرضه يف جملس الوزراء‪".‬‬
‫و حسب مفهوم املادة‪ 151‬من الدستور اجلزائري لسنة‪ 1112‬و اليت تقابلها املادة‪ 111‬يف تعديل ‪ 0212‬فإن رئيس اجلمهورية‬
‫ال يسأل عن اجلرائم اليت قد يرتكبها مبناسبة أتدية مهامه ما مل تشكل خيانة عظمى‪ ،‬و حيال يف هذه احلالة إىل احملكمة العليا‬
‫للدولة‪ ،‬يف حني أن الوزير األول جيوز مساءلته جزائيا عن اجلناايت واجلنح مبا فيها جرائم الفساد اليت قد يرتكبها مبناسبة أتديته‬
‫مهامه وحيال يف هذه احلالة كذلك على احملكمة العليا للدولة اليت سيحدد قانون عضوي تشكيلتها و تنظيمها و سريها و‬
‫اإلجراءات املطبقة أمامها‪ ،‬و هو النص الذي مل يصدر إىل غاية اليوم‪ 3،‬مما يستحيل معه ابلضرورة تطبيق نص املادة‪151‬من‬
‫الدستور السالفة الذكر‪.‬‬
‫أما ابلنسبة ألعضاء احلكومة فيجوز مساءلتهم عن جرائم الفساد أمام احملاكم العادية و لكن وفق إجراءات مميزة نصت عليها املادة‬
‫‪ 512‬وما يليها من قانون اإلجراءات اجلزائية‪.4‬‬
‫‪ :2-1‬الشخص الذي يشغل منصبا إداريا‪ :‬و يقصد به كل من يعمل يف إدارة عمومية سواء كان دائما يف وظيفته أو‬
‫مؤقتا‪ ،‬مدفوع األجر أو غري مدفوع األجر‪ ،‬بصرف النظر عن رتبته أو أقدميته طبقا للبند األول من الفقرة (ب) للمادة الثانية من‬
‫القانون املتعلق ابلوقاية من الفساد و مكافحته‪ ،‬وينطبق هذا التعريف على فئتني‪:‬‬
‫‪ -‬العمال الذين يشغلون منصبهم بصفة دائمة‪ :‬و يقصد هبم املوظفون ‪ Fonctionnaire‬ابملفهوم التقليدي كما عرفهم‬
‫القانون األساسي للوظيفة العامة يف املادة ‪ 1‬منه بقوهلا‪" :‬يعتب موظفا كل عون عني يف وظيفة عمومية دائمة ورسم يف رتبة يف‬

‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 01-16‬مؤرخ يف ‪ 26‬مجادى األوىل عام ‪ 1437‬املوافق ‪ 6‬مارس سنة ‪ 2016‬يتضمن التعديل الدستوري ‪ ،‬ج ر العدد‬
‫‪ ،14‬بتاريخ ‪ 7‬مارس سنة‪. 2016‬‬
‫‪ -3‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز يف الوجيز يف القانون اجلزائي اخلاص‪ ،‬جرائم الفساد و جرائم املال و األعمـ ـ ـ ــال و جرائم التزوير‪ ،‬املرجـ ـ ـ ــع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪ -4‬املادة‪":375‬إذا كان عضو من أعضاء احلكومة أو احد قضاة احملكمة العليا أو احد الوالة أو رئيس احد اجملالس القضائيـة أو النائب العام‬
‫لدى اجمللس القضائي‪،‬قابال لالهتام ابرتكاب جناية أو جنحة أثناء ممارسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة مهامـه أو مبناسبتها حييل وكيل اجلمهورية الذي خيطر ابلقضية‪،‬‬
‫امللف عندئذ ‪ ،‬ابلطريق السلمي ‪ ،‬على النائب العام لدى احملكمة العليا‪ ،‬إذا ارأتت أن هناك ما يقتضي املتابعـ ـة‪ ،‬و تعني هذه األخرية أحد‬
‫أعضاء احملكمة العليا ليجري التحقيق‪ .‬و يقوم القاضي املعني للتحقيق‪ ،‬يف مجيع احلاالت املشار إليها يف هذه امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادة إبجراءات التحقيق‬
‫ضمن األشكال و األوضاع املنصوص عليها يف قانون اإلجراءات اجلزائية املتعلق ـ ـ ـ ـ ــة ابلتحقيق االبتدائي يف اجلـرائم مع مراعاة أحكام املادة‬
‫‪ 374‬أدانه"‪ .‬راجع أيضا د‪ /‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬التحقيق القضائي‪ ،‬دار ه وم ـ ــة للطباعـة و النشر و التوزي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع‪ ،‬الطبعة اخلامسـة‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص‪ 53:‬و ‪.40‬‬

‫‪63‬‬
‫السلم اإلداري الرتسيم هو اإلجراء الذي يتم من خالله تثبيت املوظف يف رتبته"‪ .‬وانطالقا من هذا التعريف ميكن استخالص‬
‫‪5‬‬
‫العناصر األساسية اليت يقوم عليها حتديد مفهوم املوظف العمومي وهي أربعة عناصر‪:‬‬
‫صدور أداة قانونية يعني مبقتضاها الشخص يف وظيفة عمومية‪ :‬وقد تكون هذه األداة يف شكل مرسوم رائسي أو‬ ‫‪‬‬
‫تنفيذي أو يف شكل قرار وزاري أو والئي أو يف شكل مقرر صادر عن سلطة إدارية‪.‬‬
‫القيام بعمل دائم‪ :‬مبعىن أن يشغل وظيفة على وجه االستمرار حبيث ال تنفك عنه ال ابلوفاة أو االستقالة أو العزل أو‬ ‫‪‬‬
‫التقاعد‪ ،‬ومن مثة ال يعد موظفا املستخدم املتعاقد واملستخدم مؤقتا ‪ Vacataire‬ولو كان مكلفا خبدمة عامة‪.‬‬
‫الرتسيم يف رتبة يف السلم اإلداري‪ :‬و هو اإلجراء الذي يتم من خالله تثبيت املوظف يف رتبة‪ ،‬فالسلم اإلداري يتكون‬ ‫‪‬‬
‫من رتب البد أن يصنف املوظف العمومي ضمن إحداها مث يليه الرتسيم بعد ذلك‪ ،‬ومن مثة ال يعتب موظفا من كان يف‬
‫فرتة الرتبص‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ ‬ممارسة نشاط يف مؤسسة أو إدارة عمومية طبقا للفقرة األوىل من املادة الثانية من القانون األساسي للوظيفة العامة‪.‬‬
‫و لقد عرفت الفقرة الثانية من نفس املادة املقصود ابملؤسسة واإلدارة العمومية بقوهلا‪:‬‬

‫"يقصد ابملؤسسات و اإلدارات العمومية‪ ،‬املؤسسات العمومية‪ ،‬و اإلدارات املركزية يف الدولة واملصاحل غري املمركزة التابعة هلا‬
‫واجلماعات اإلقليمية واملؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪ ،‬و املؤسسات العمومية ذات الطابع العلمي و الثقايف و املهين‪ ،‬و‬
‫املؤسسات العمومية ذات الطابع العلمي والتكنولوجي و كل مؤسسة عمومية ميكن أن خيضع مستخدموها ألحكام هذا القانون‬
‫األساسي"‪.‬‬

‫و ميكن شرح كل مفهوم من املفاهيم السابقة ابلرتتيب كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬املؤسسات العمومية‪ :‬ويقصد هبا اهليئات اليت مت أتسيسها بنص صادر عن السلطات العمومية وحيكمها القانون العام‪،‬‬
‫وهبذا التعريف فإن مفهوم املؤسسات العمومية ينطبق على كافة اهليئات النظامية كمجلس األمة و اجمللس الشعيب الوطين و‬
‫اجمللس األعلى للقضاء و احملكمة العليا وجملس الدولة وجملس احملاسبة و اجمللس الدستوري‪ ،‬كما ينطبق على اجمللس الوطين‬
‫االقتصادي و االجتماعي واللجنة الوطنية االستشارية لرتقية حقوق اإلنسان ومحايتها عالوة على اجملالس العليا مثل اجمللس‬
‫اإلسالمي األعلى واحملافظة السامية لألمازيغية واجمللس األعلى للغة العربية‪.‬‬
‫‪ ‬اإلدارات املركزية يف الدولة‪ :‬ويقصد هبا رائسة اجلمهورية ورائسة احلكومة والوزارات‪.‬‬
‫‪ ‬املصاحل غري املمركزة التابعة لإلدارات املركزية‪ :‬ويقصد هبا أساسا املديرايت الوالئية التابعة للوزارات وكذا بعض املصاحل‬
‫اخلارجية التابعة لرائسة اجلمهورية أو لرائسة احلكومة أو للوزارات‪.‬‬
‫‪ ‬اجلماعات اإلقليمية‪ :‬ويقصد هبا الوالايت والبلدايت‪.‬‬

‫‪ -5‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.10 -3‬‬


‫‪ -6‬تنص املادة ‪ 1/2‬من القانون األساسي املتعلق ابلوظيفة العام ـ ـ ـ ـة على‪ ":‬يطبق هذا القانـون األساسي على املوظفني الذين ميارسون نشاطهم‬
‫يف املؤسسات و اإلدارات العمومية"‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ ‬املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪ :‬وهي هيئات عمومية ختضع للقانون العام كما عرفها القانون ‪11-21‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 1111/21/10‬املتضمن قانون توجيه املؤسسات العمومية‪ ،‬و من قبيل هذه املؤسسات املدرسة العليا للقضاء‪،‬‬
‫الديوان الوطين للخدمات اجلامعية ‪ ،ONOU‬والوكالة الوطنية لتطوير االستثمار ‪ ANDI‬وكذا املستشفيات‪.‬‬
‫‪ ‬املؤسسات العمومية ذات الطابع العلمي والثقايف واملهين‪ :‬وهي فئة جديدة من املؤسسات مستحدثة مبوجب القانون‬
‫رقم ‪ 25-11‬املؤرخ يف ‪ 1111/21/21‬املتضمن القانون التوجيهي للتعليم العايل‪ ،‬وتشمل اجلامعات واملراكز اجلامعية‬
‫واملدارس ومعاهد التعليم العايل‪.‬‬
‫‪ ‬املؤسسات العمومية ذات الطابع العلمي والتكنولوجي‪ :‬وهي مستحدثة مبوجب القانون ‪ 11-11‬املؤرخ يف‬
‫‪ 1111/21/00‬املتضمن القانون التوجيهي والبانمج اخلماسي حول البحث العلمي والتطوير التكنولوجي‪ ،‬ومن بني هذه‬
‫املؤسسات مركز البحث يف االقتصاد املطبق من أجل التنمية ‪ ،CREAD‬مركز تنمية الطاقات املتجددة ‪CDER‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬كل مؤسسة عمومية ميكن أن خيضع مستخدموها لقانون الوظيفة العمومية وتشمل هذه الفئة‪:‬‬
‫* هيئات الضمان االجتماعي‪ :‬و ذلك مبوجب القانون ‪ 11-21‬املتضمن قانون توجيه املؤسسات العمومية و الصندوق‬
‫الوطين للتأمينات االجتماعية ‪CNAS‬و الصندوق الوطين للتقاعد ‪CNR‬والصندوق الوطين للتأمينات لغري األجراء‬
‫‪7.CASNOS‬‬

‫* املؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري‪ :‬وهي بدورها هيئات عمومية ختضع للقانون العام طبقا للقانون‬
‫‪ 11-21‬املؤرخ يف ‪ ، 1111/11/10‬ومن قبيل املؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري الشركة الوطنية‬
‫للنقل ابلسكك احلديدية‪ ،‬و املؤسسة الوطنية للتلفزيون ‪ ،ENTV‬و دواوين الرتقية والتسيري العقاري ‪ ،OPGI‬الوكالة‬
‫الوطنية لتحسني السكن ‪ AADL‬وبريد اجلزائر‪ ،‬والواقع أن صفة املوظف مبفهوم قانون العام للوظيفة العمومية تكاد‬
‫‪8‬‬
‫تنحصر يف املدير العام ابلنسبة للمؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي التجاري‪.‬‬
‫و قد استثىن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية يف الفقرة الثالثة من املادة الثانية القضاة واملستخدمني العسكريني و املدنيني‬
‫للدفاع الوطين و مستخدمي البملان من جمال تطبيق هذا النص‪.‬‬

‫‪ -‬العمال الذين يشغلون منصبهم بصفة مؤقتة‪ :‬و يقصد هبم العمال املتعاقدين و املؤقتني العاملني يف اإلدارات واملؤسسات‬
‫‪9‬‬
‫العمومية السالفة الذكر و الذ ين ال تتوفر فيهم صفة موظف مبفهوم القانون األساسي العام للوظيفة العمومية‪.‬‬

‫وليس ابملفهوم الواسع‬ ‫‪10‬‬


‫‪ :5-1-‬الشخص الذي يشغل منصبا قضائيا‪ :‬املقصود به القاضي ‪Juge‬ابملفهوم الضيق‬
‫‪ ،11 Magistrat‬و هم القضاة كما عرفهم القانون العضوي رقم ‪ 11-21‬املؤرخ يف ‪ 0221/21/22‬املتضمن القانون‬
‫األساسي للقضاء‪ 12‬الذي تنص املادة الثانية منه على‪" :‬يشمل سلك القضاة‪:‬‬

‫‪ -7‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬الوجيز يف القانون اجلزائي اخلاص‪ ،‬جرائم الفساد و جرائم املال و األعم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال و جرائم التزوير‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬من‬
‫ص ‪ 3‬إىل‪.12‬‬
‫‪ -8‬املرجع نفسه‪ ،‬من ص ‪ 3‬إىل‪.12‬‬
‫‪ -9‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -10‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ -‬قضاة احلكم والنيابة العامة للمحكمة العليا واجملالس القضائية واحملاكم التابعة للنظام القضائي العادي‪.‬‬
‫‪ -‬قضاة احلكم وحمافظي الدولة جمللس الدولة واحملاكم اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬القضاة العاملني يف‪:‬‬
‫‪ ‬اإلدارة املركزية لوزارة العدل‪.‬‬
‫‪ ‬أمانة اجمللس األعلى للقضاء‪.‬‬
‫‪ ‬املصاحل اإلدارية للمحكمة العليا وجملس الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬مؤسسات التكوين والبحث التابعة لوزارة العدل"‪.‬‬
‫كما يشغل منصبا قضائيا احمللفون املساعدون يف حمكمة اجلناايت واملساعدون يف قسم األحداث ويف القسم االجتماعي حبكم‬
‫مشاركتهم يف األحكام اليت تصدر عن اجلهات القضائية املختلفة املذكورة‪ ،‬وابملقابل ال يشغل منصبا قضائيا قضاة جملس احملاسبة‪،‬‬
‫املنافسة‪13.‬‬ ‫سواء كانوا قضاة حكم أو حمتسبني‪ ،‬وال أعضاء اجمللس الدستوري وال أعضاء جملس‬

‫‪ -2-‬ذو الوكالة النيابية‪:‬‬

‫ويتعلق األمر ابلشخص الذي يشغل منصبا تشريعيا أو املنتخب يف اجملالس الشعبية الوطنية واحمللية وهذا طبقا للبند األول من‬
‫الفقرة (ب) للمادة الثانية من القانون املتعلق ابلوقاية من الفساد و مكافحته‪.‬‬

‫‪ :1-2-‬الشخص الذي يشغل منصبا تشريعيا‪ :‬ويقصد به العضو يف البملان بغرفتيه سواء أكان منتخبا أو معينا‪ ،‬حيث‬
‫تنص املادة ‪ 1/110‬من الدستور اجلزائري لسنة‪" : 0212‬ميارس السلطة التشريعية برملان يتكون من غرفتني‪ ،‬و مها اجمللس الشعيب‬
‫الوطين وجملس األمة"‪.‬‬
‫العام املباشر‬
‫الوطين عن طريق االقرتاع ّ‬
‫ّ‬ ‫عيب‬
‫الش ّ‬
‫نتخب أعضاء المجلس ّ‬ ‫املادة‪:118‬من الدستور اجلزائري على‪ " :‬يُ َ‬
‫و تنص ّ‬
‫السّر ّي‪.‬‬
‫و ّ‬
‫ي ‪ ،‬مبقعدين عن كل والية ‪ ،‬من بني أعضاء‬ ‫السّر ّ‬ ‫نتخب ثلثا ‪ 5/2‬أعضاء جملس ّ‬
‫األمة عن طريق االقرتاع غري املباشر و ّ‬ ‫يُ َ‬
‫المجالس الشعبية البلدية وأعضاء المجالس الشعبية الوالئية‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫الشخصيّات والكفاءات الوطنيّة‪.‬‬
‫األمة من بني ّ‬
‫يعني رئيس اجلمهوريّة الثّلث اآلخر من أعضاء جملس ّ‬
‫و ّ‬
‫‪ :2-2-‬المنتخب في المجالس الشعبية المحلية‪ :‬و يقصد هبم كافة أعضاء اجملالس الشعبية البلدية و اجملالس الشعبية‬
‫الوالئية مبن فيهم الرئيس‪.‬‬

‫‪ : 5-‬من يتولى وظيفة أو وكالة في مرفق عام أو في مؤسسة عمومية أو ذات رأس مال مختلط‪:‬‬

‫‪ -11‬يف ظل التشريع السابق كانت املادة ‪ 113‬من قانون العقوابت أتخذ ابملفهوم الواسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع لكلمة قاضي ‪ ،Magistrat‬انظر د‪ /‬أحسن‬
‫بوسقيعة الوجيز يف القانون اجلنائي اخلاص‪ ،‬جرائم املوظفني و جرائم األعم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال و جـرائم التزوير‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬دار هومه للطباعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة و‬
‫النشر و التوزيع‪ ،‬طبعة ‪ ،2004‬اجلزائر‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪ -12‬القانون رقم ‪ 04-11‬املؤرخ يف ‪ 2004-03-02‬املتضمن القانـون األساسي للقضاء‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ 37‬املؤرخة يف‪ 8‬سبتمرب ‪.2004‬‬
‫‪ -13‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز يف القانون اجلزائي اخلاص‪،‬جرائم الفساد وجرائم املال و األعمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال وجـرائم التزوير‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ -14‬قانون رقم ‪ 01-16‬مؤرخ يف ‪ 26‬مجـ ـ ـ ـ ـ ـادى األوىل عام ‪1437‬املوافق ‪6‬مارس سنة ‪ 2016‬يتضمن التعديل الدستوري‪ ،‬ج ر العدد‪،14‬‬
‫بتاريخ ‪7‬مارس سنة‪. 2016‬‬

‫‪66‬‬
‫ويتعلق األمر ابألشخاص الذين يشغلون وظيفة أو وكالة يف اهليئات العمومية أو املؤسسات العمومية أو املؤسسات العمومية ذات‬
‫رأس مال خمتلط أو يف املؤسسات اخلاصة اليت تقدم خدمة عمومية طبقا للبند الثاين من الفقرة (ب) للمادة الثانية من القانون‬
‫‪15‬‬
‫املتعلق ابلوقاية من الفساد و مكافحته‪.‬‬
‫‪ :4-‬من يتولى وظيفة أو وكالة‪:‬‬
‫يشرتط يف ذي الصفة أن يتوىل وظيفة أو وكالة‪ 16،‬و تبعا لذلك يقتضي تويل وظيفة أن تسند للجاين مهمة معينة أو مسؤولية‪ ،‬و‬
‫يقتضي تويل وكالة أن يكون اجلاين منتخبا أو مكلفا بنيابة و أتسيسا على ما سبق‪:‬‬
‫‪ :1-4-‬يتولى وظيفة‪ :‬كل من أسندت له مسؤولية يف املؤسسات واهليئات العمومية السالفة الذكر مهما كانت مسؤوليته من‬
‫رئيس أو مدير عام إىل رئيس مصلحة‪ ،‬كما يتوىل وظيفة كذلك مسؤولو املؤسسات اخلاصة اليت تقدم خدمة عمومية‪.‬‬
‫‪ :2-4-‬يتولى وكالة‪ :‬أعضاء جملس اإلدارة يف املؤسسات العمومية االقتصادية ابعتبارهم منتخبني من قبل اجلمعية العامة‬
‫‪17‬‬
‫ويستوي أن حتوز فيها الدولة كل أو بعض رأمساهلا االجتماعي أو جزء منها فقط‪.‬‬
‫‪ :3-‬من في حكم الموظف‪:‬‬

‫ينص البند الثالث من الفقرة الثانية للمادة الثانية من القانون املتعل ق ابلوقاية من الفساد و مكافحته على أنه يعد موظفا عموميا‬
‫مبفهوم هذا القانون كل شخص معرف أبنه موظف عمومي أو من يف حكمه طبقا للتشريع و التنظيم املعمول هبما‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫وينطبق هذا املفهوم السيما على املستخدمني العسكريني واملدنيني للدفاع الوطين و الضباط العموميني‪.‬‬
‫‪ :1-3-‬المستخدمون العسكريون و المدنيون للدفاع الوطني‪:‬‬
‫لقد استثنتهم الفقرة الثالثة من املادة الثانية من القانون األساسي العام للوظيفة العمومية من جمال تطبيقه‪ 19‬و حيكمهم األمر ‪-22‬‬
‫‪ 20‬املؤرخ يف ‪ 01‬فباير ‪ 0222‬املتضمن القانون األساسي العام للمستخدمني العسكريني‪ 20،‬الذي تنص املادة األوىل منه على‪:‬‬
‫"يهدف هذا األمر إىل حتديد القواعد القانونية األساسية العامة املطبقة على املستخدمني العسكريني‪.‬‬
‫و يطبق يف هذا الصدد على‪:‬‬
‫العسكريني العاملني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العسكريني املؤدين للخدمة مبوجب عقد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العسكريني املؤدين للخدمة الوطنية الذين يدعون يف صلب النص "عسكري اخلدمة الوطنية"‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -15‬وتقتضي هذه الصفة أن ينتمي اجلاين إىل أحد األشخاص املعنوي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة غري الدولة واجلماعات احملليـة‪ ،‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز يف القانون‬
‫اجلزائي اخلاص‪ ،‬جرائم الفساد و جرائم املال و األعمال و جرائم التزوير‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -16‬وحتمل عبارة توىل ‪ investi‬معىن التكفل واإلشراف وحتمل املسؤولية‪ ،‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز يف القان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون اجلزائي اخلاص‪ ،‬جرائم‬
‫الفساد وجرائم املال و األعمال و جرائم التزوير‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -17‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -18‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -19‬تنص الفقرة الثالثة من املادة الثانية من القانون األساسي الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ام للوظيفة العامة على‪" :‬ال خيضع ألحك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام هذا األمر القض ـ ـ ـ ـ ـ ــاة و‬
‫املستخدمون العسكريون و املدنيون للدفاع الوطين و مستخدمو الربملان"‪.‬‬
‫‪ -20‬األمر رقم ‪ 02-02‬املؤرخ يف ‪ 28‬فرباير‪2002‬املتضمن القانون األساسي الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام للمستخدمني العسكريني‪.‬ج ر‪ ،‬العـدد ‪، 12‬املؤرخة‬
‫يف أول مارس ‪.2002‬‬

‫‪67‬‬
‫العسكريني االحتياطيني يف وضعية نشاط‪".‬‬ ‫‪‬‬
‫و لقد قضت احملكمة العليا‪ 21‬يف هذا الشأن يف قرارها الصادر بتاريخ ‪ 0221/22/22‬ملف رقم ‪ 222111‬أبنه جيب يف جرمية‬
‫اختالس شيء خمصص للجيش أن يشمل السؤال أركان اجلرمية من حيث حتديد صفة اجلاين و ه و عسكري‪ ،‬و من حيث أن‬
‫األشياء املختلسة خمصصة للجيش‪ ،‬و عهد هبا إليه هبذه الصفة ألجل اخل‪.‬‬
‫‪ :2-3-‬الضباط العموميون‪:‬‬

‫و أما الضباط العموميون فإن تعريف املوظف العمومي كما ورد يف الفقرة ‪ 1‬و ‪ 0‬من قانون املتعلق ابلوقاية من الفساد و‬
‫مكافحته ال يشملهم‪ ،‬كما ال ينطبق عليهم تعريف املوظف العمومي كما ورد يف القانون األساسي للوظيفة العامة‪ ،‬ومع ذلك فإهنم‬
‫يتولون وظيفتهم بتفويض من قبل السلطة العمومية‪ ،‬وحيصلون احلقوق والرسوم املختلفة حلساب اخلزينة العامة‪ ،‬الشيء الذي يؤهلهم‬
‫‪22‬‬
‫لكي يدرجوا ضمن من يف حكم املوظف العمومي‪.‬‬

‫ويتعلق األمر أساسا ‪:‬‬

‫‪ -‬املوثقني‪ :‬فقد نصت املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 20-22‬املؤرخ يف ‪ 0222 -20- 02‬املتضمن تنظيم مهنة املوثق‪" :23‬املوثق‬
‫ضابط عمومي مفوض من قبل السلطة العمومية‪."...‬‬
‫يقوم بتحرير العقود وتسجيلها وحفظ أصوهلا‪ ،‬وابعتبار التوثيق هو العمود الفقري من الناحية القانونية لكل نظام والضامن‬
‫األساسي للمتعاملني‪ ،‬فإن قانون التوثيق نظم هذه املهنة وح ّدد اختصاص املوثق وصالحياته وكذا النظام االنضباطي‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪-‬احملضرين القضائيني‪ :‬املادة ‪ 21‬من القانون ‪ 22-22‬املؤرخ يف ‪ 0222-20-02‬املتضمن تنظيم مهنة احملضر‪" :‬احملضر‬
‫العمومية‪24"...‬‬
‫القضائي ضابط عمومي مفوض من قبل السلطة‬
‫له مكتب عمومي يتوىل تسيريه حلسابه اخلاص وحتت مسؤوليته‪ ،‬ومراقبة وكيل اجلمهورية لدى اجلهة القضائية املختصة إقليميا‬
‫وترتبط مهنته ارتباطا وثيقا مبهام السلطة القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬حمافظي البيع ابملزايدة‪ :‬املادة ‪ 25‬من القانون ‪ 20-12‬املؤرخ يف ‪ 1112-21-12‬املتضمن تنظيم مهنة حمافظ البيع‬
‫ابملزايدة وقد الغي و حل حمله القانون ‪ 21/12‬املؤرخ يف‪.25 0212/21/22‬‬
‫ويعتب حمافظ البيع ضابطا عموميا يتوىل تسيري مكتبه حلسابه اخلاص وحتت مسؤوليته ومراقبة وكيل اجلمهورية املختص‪ ،‬وهو يكلف‬
‫ابلتقييم والبيع ابملزاد العلين للمنقوالت واألموال املنقولة املادية‪.‬‬
‫‪ -‬املرتمجني الرمسيني‪ :‬أنشأ األمر رقم ‪ 12/15‬املؤرخ يف ‪ 1115/22/11‬مهنة حرة للمرتجم بوصفه ضابط عمومي‪ ،‬مث تلى‬
‫ذلك املرسوم التنفيذي املؤرخ يف ‪ 1115/10/11‬الذي ح ّدد شروط االلتحاق ابملهنة ونظام سريها‪ .‬و ابلرجوع إىل املادة ‪ 25‬من‬
‫‪26‬‬
‫األمر أعاله فإن املرتجم مؤهل للتصديق واملصادقة على توجيه كل وثيقة أو أي سند مهما كانت طبيعته‪.‬‬

‫‪ -21‬ملف رقم ‪ 550383‬الصادر بتاريخ ‪ ،2004/05/05‬اجمللة القضائية للمحكمة العليا‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬اجلزائر‪ ،2004 ،‬ص‪.533:‬‬
‫‪ -22‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز يف القانون اجلزائي اخلاص‪،‬جرائم الفساد وجرائم املال و األعمال و جرائم التزوير‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -23‬القانون ‪ 02-02‬املؤرخ يف ‪ 20‬فرباير املتضمن مهنة املوثق‪ ،‬ج ر العدد ‪14‬املؤرخة يف ‪ 8‬مارس ‪.2002‬‬
‫‪ -24‬القانون ‪ 05-02‬املؤرخ يف ‪ 2002-02-20‬املضمن تنظيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم مهنة احملضر‪ ،‬ج ر العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدد ‪14‬املؤرخة يف ‪ 8‬مارس ‪.2002‬‬
‫‪ -25‬القانون ‪ 07-12‬املؤرخ يف‪2012-08-05‬املتضمن تنظيم مهنة حمافــظ البيع ابملزايــدة‪ ،‬ج ر الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدد ‪ ،42‬بتاريخ ‪.2012/08/05‬‬

‫‪68‬‬
‫وبناءا على االختصاصات املنوطة هلؤالء الضباط العموميني تتبني أن طبيعة مهنة كل واحد منهم تستدعي تسلم واثئق وعقود أو‬
‫أموال سواء كانت عامة أو خاصة‪ ،‬ولذلك جيب عليه االتصاف بواجب احلرص واحليطة على هذه األموال وإال فإن أي إضرار هبا‬
‫بسرقتها أو اختالسها أو تلفها أو ضياعه ا نتيجة إمهاهلا‪ ،‬فإن أحكام املادة ‪ 111‬مكرر ق ع تطبق يف هذه احلالة‪.‬‬
‫‪ :5-3-‬موظف عمومي أجنبي ‪ :‬عرفه قانون الوقاية من الفساد يف املادة ‪/0‬ج على أنه ‪ " :‬كل شخص يشغل منصبا‬
‫تشريعيا أو تنفيذاي أو إداراي أو قضائيا لدى بلد أجنيب سواء كان معينا أو منتخبا ‪ ،‬و كل شخص ميارس وظيفة عمومية لصاحل بلد‬
‫أجنيب ‪ ،‬مبا يف ذلك لصاحل هيئة عمومية أو مؤسسة عمومية "‪ .‬وينطبق هذا التعريف على مفهوم املوظف العمومي كما عرفته‬
‫منظمة األمم املتحدة ملكافحة الفساد ‪.‬‬
‫و يستخلص مما نصت عليه الفقرة (ج) من املادة الثانية من االتفاقية أبنه (كل مستخدم مدين دويل‪ ...‬وابلتايل فكل العاملني يف‬
‫املنظمات واهليئات والكياانت الدولية هم من قبل املوظفني الدوليني‪.‬‬
‫‪ :4-3-‬موظف مؤسسة دولية عمومية ‪ :‬ويتحدث املشرع هنا عن املوظف وليس املوظف العمومي‪ ،‬وقد عرفته املادة ‪0‬‬
‫يف فقرهتا(د) كما يلي‪" :‬كل مستخدم دويل أو كل شخص أتذن له مؤسسة من هذا القبيل أبن يتصرف نيابة عنها‪ ".‬واملقصود‬
‫ابملنظمات الدولية العمومية ‪،‬املنظمات التابعة لألمم املتحدة واملنظمات التابعة للتجمعات الدولية اجلهوية‪.‬‬
‫مما سبق خنلص إىل أن املوظف يف كل هذه الصور يرتبط ابلدولة برابطة قانونية‪ ،‬جتعله بوجه أو أبخر مسامها يف تسيري اإلدارة‬
‫العامة من أّجل توفري اخلدمات العامة للجميع‪ّ ،‬مما جيعله ينظر اليه ممثال هلا‪ 27‬فيكون بذلك موضعا للثقة‪ ،‬فتعتب محاية هذه الثقة‬
‫محاية للمصلحة العامة كما أشار إىل ذلك حممد أمحد غامن يف كتابه بعنوان‪ :‬احملاور القانونية الشرعية للرشوة عب الوطنية ‪ ،‬وهذا هو‬
‫مناط تطبيق القانون رقم ‪ ،21/22‬لذلك فمفهوم املوظف العام حترر من القيود الواردة عليه يف األمر رقم ‪ 22/22‬و أمهها ‪:‬قيد‬
‫التعيني‪28.‬‬ ‫الدميومة و قيد‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اختالس الممتلكات العمومية في القطاع العام‬
‫تعتب جرمية اختالس األموال العامة من بني جرائم األموال املضرة ابملصلحة العامة‪ ،‬فهي متثل اعتداء املوظف على املال العام‬
‫أو اخلاص وذلك بتحويله عن الغرض املعد له قانوان والتصرف فيه على هنج ال ترتضيه املصلحة العامة وغالبا ما يكون هذا النهج‬
‫هو مصلحة املوظف الشخصية‪ ،‬وعندها يكون خائنا لألمانة املوضوعة بني يديه‪ .‬ومن انحية أخرى‪ ،‬فإن املوظف يستغل الوظيفة‬
‫العامة للحصول على مآرب شخصية واإلثراء على حساب املصلحة العامة‪ ،‬ألنه لو ال الوظيفة املسندة إليه قانوان ما سلمت إليه‬
‫تلك األموال‪ ،‬فحيازته للمال حيازة انقصة ال كاملة ابسم صاحبه وحلسابه‪.‬‬
‫ومن انحية اثلثة‪ ،‬فإن املوظف خيل ابلثقة العامة اليت يوليها له األفراد يف الدولة وأجهزهتا سواء اإلدارية منها أو االقتصادية‪ ،‬ألن‬
‫هذه الثقة تعتب من بني العناصر األساسية لضمان حسن السري الطبيعي للمصلحة العامة‪.‬‬

‫‪ -26‬األمر رقم ‪ 15-33‬املؤرخ يف‪ 1333-05-11‬املتضمن تنظيم مهنة املرتج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم (الرتمجـان الرمسي)‪ ،‬ج ر العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدد‪ 17:‬بتاريخ‬
‫‪.1333/05/23‬‬
‫‪ -27‬حممد أّمحد غامن‪ ،‬احملاور القانونية الشرعية لّلرشوة عرب الوطنية‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬مصر‪ ، 2008،‬ص‪.177 :‬‬
‫‪ -28‬عبد العزيز مشالل‪ ،‬جرائم املـ ـ ـ ــال العــام و طرق محايته يف التشريع اجلزائري و االتفاقيات الدولية ‪ ،‬أطروح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة دكتوراه علوم يف احلقوق‪،‬‬
‫ختصص قانون عقوابت و علوم جنائي ـ ـة‪ ،‬جامعة ابتنة‪-1‬احلاج خلضر‪ -‬السنة اجلامعية‪ ،2018/2017‬اشراف‪ :‬أ‪ -‬د‪/‬دراجي عبــد القادر‪،‬‬
‫ص‪.143‬‬

‫‪69‬‬
‫ونتيجة لذلك ازداد اهتمام خمتلف األنظمة القانونية جبرمية اختالس املال العام أو اخلاص‪ ،‬ابعتبارها تعد من اجلرائم اخلطرية واألكثر‬
‫شيوعا يف أوساط املوظفني‪ ،‬ألهنا تصيب املصلحة العليا للمجتمع بصفة مباشرة ويكون ضررها عادة جسيما‪ ،‬فقد هتدد الدولة يف‬
‫كياهنا واستقرارها‪ ،‬وذلك عند قيام املوظف خبيانة الثقة اليت وضعت فيه من قبل الدولة بصفة خاصة واجملتمع بصفة عامة‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس فإنه يكون من الضروري التصدي هلا عن طريق حماربة كل املمارسات والتصرفات غري املشروعة واملنافية للقواعد‬
‫العامة‪ ،‬وال يكون ذلك إال ابلتطبيق الصارم للقانون‪.29‬‬
‫حمتواي‬ ‫‪30‬‬ ‫و لقد جاء يف هذا اإلطار القانون رقم ‪ 21/22‬املتعلق ابلوقاية من الفساد و مكافحته و املؤرخ يف ‪ 02‬فباير ‪0222‬‬
‫يف حماوره املفاهيم املتعلقة بظاهرة الفساد السالفة الذكر‪ ،‬واملنصوص عليها يف اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد املعتمدة من‬
‫قبل اجلمعية العامة لألمم املتحدة بنيويورك يف الدورة الثامنة واخلمسون بتاريخ ‪ 21‬أكتوبر ‪ ،0222‬واملصادق عليها بتحفظ‬
‫ابملرسوم الرائسي رقم ‪ 101-21‬املؤرخ يف ‪ 11‬أبريل سنة ‪.310221‬‬

‫فاختالس األموال يف القطاع العام هو الفعل املنصوص واملعاقب عليه بنص املادة ‪ 01‬من قانون املتعلق ابلوقاية من الفساد و‬
‫مكافحته و اليت حلت حمل املادة ‪ 111‬امللغاة من قانون العقوابت‪ ،‬أما اختالس األموال يف القطاع اخلاص فهي صورة مستحدثة‬
‫مبوجب القانون املتعلق ابلوقاية من الفساد و مكافحته‪ ،‬و هو الفعل املنصوص و املعاقب عليه بنص املادة ‪ 11‬منه‪ ،‬و الذي‬
‫سنتناوله يف املبحث الثاين فيما بعد‪.‬‬
‫و عليه نتناول يف هذا املبحث ما من شأنه أن يساهم يف شرح جرمية االختالس من خالل الوقوف على‪:‬‬
‫‪ ‬تعريف جرمية اختالس املمتلكات العمومية و االضرار هبا‪.‬‬
‫‪ ‬معرفة األركان املكونة هلا‪.‬‬
‫‪ ‬االجراءات القانونية لقمع هذه اجلرمية‪.‬‬
‫علما اهنا الفعل املنصوص واملعاقب عليه يف املادة ‪ 01‬من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬اليت حلت حمل املادة ‪ 111‬ق ع‬
‫امللغاة كما اشران سابقا‪ ،‬والواقع أن هدا النص حيمي املال العام واملال اخلاص‪ ،‬على حد سوى‪ ،‬مىت عهد به إىل املوظف العمومي‬
‫حبكم وظائفه أو بسببها‪ 32،‬كما سنبينه من خالل عرضنا هلذه اجلرمية يف املطالب املوالية‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف جريمة االختالس‬
‫مل يعرف املشرع اجلزائري هذه اجلرمية بل اكتفى ابلنص عليها بصورها اخلمسة يف املادة ‪ 01‬من القانون رقم ‪ 21-22‬املتعلق‬
‫ابلوقاية من الفساد و مكافحته‪ ،‬و ابلتايل ترك بذلك اجملال التعريف اىل الفقه و القضاء ‪ ،‬حىت يتمكن كما يشري االستاذ عيفة‬
‫حممد رضا‪ 33‬من ادراك ال نقص الذي تتخلله النصوص القانونية‪ ،‬و يسعى بذلك اىل حتيينها و تطويرها و جعلها اكثر مواكبة‬
‫للتطور االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -29‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.123‬‬


‫‪ -30‬القانون رقم‪ 01-02‬املتعلق ابلوقاية من الفساد و مكافحته‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -31‬املرسوم الرائسي رقم ‪ 128/04‬املؤرخ يف ‪ 2004/04/13‬املتضمن املصادق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة على اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد املؤرخة‬
‫يف ‪51‬أكتوبر‪ 2005‬من طرف اجلزائر ‪ ،‬ج ر العدد‪،22 :‬بتاريخ ‪ 23‬افريل‪.2004‬‬
‫‪ -32‬عبد العزيز مشالل‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.122‬‬
‫‪ -33‬أ‪ -‬عيفة حممد رضا‪ ،‬املواجهة اجلنائية العتداء املوظف العام‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ -‬يف ضوء اتفاقية االمم املتحدة ملكافح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الفساد‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،2003 ،‬ص‪.107‬‬

‫‪70‬‬
‫و عليه سنحدد تعريف االختالس لغواي‪ ،‬شرعيا و قانونيا يف الفروع املوالية‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االختالس لغويا‬
‫االختالس يف اللغة هو األخذ يف هنزه (*) و خماتل ة (*) و خلس الشيء و أختلسه و ختلسه ‪ ،‬إذا استلبه‪ ،‬و ختالس القوم‬
‫‪34‬‬
‫الشيء‪ ،‬و رجل خمالس شجاع حذر‪.‬‬
‫و عليه االختالس عند أئمة اللغة هو عبارة عن أخذ الشيء خماتلة من غري حرز ‪.‬‬
‫ِ‬
‫صْيد ِّ‬
‫لكل أحد‪.‬‬ ‫صة‪.‬واجلمع‪ُ :‬هنَز‪ .‬ويقال‪ :‬هو ُهنَْزةُ املختلس‪َ :‬‬
‫ُّهَزةُ ‪:‬ال ُف ْر َ‬
‫ُّهَزةُ‪ُ -‬هنَْزةُ‪ :‬الن ْ‬
‫)*( و النهزة يف اللغة‪ :‬الن ْ‬
‫)*( و املخاتلة يف اللغة‪ :‬هي "مشي الصياد قليال قليال خفية لئال يسمع الصيد حسه‪ ،‬مث جعل مثال لكل شيء وري بغريه و سرت‬
‫صاحبه"‪35.‬‬ ‫على‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االختالس شرعا‬
‫االختالس شرعا‪ :‬له تعاريف عديدة لدى فقهاء الشريعة اإلسالمية منها على اخلصوص‪:‬‬
‫جهرا‪36.‬‬ ‫*عند احلنفية‪ :‬املختلس هو ‪:‬املختطف للشيء من البيت أو من يد املالك و الذهاب به بسرعة‬
‫‪37‬‬
‫*عند املالكية‪ :‬اخللسة أن أيخذ الشيء متسارعا و يبادر أبخذه منه على غري وجه االستمرار‪.‬‬
‫املالك‪38.‬‬ ‫*عند الشافعية‪ :‬املختلس هو من أيخذ املال و يعتمد اهلرب من غري غلبة مع معاينة‬
‫*عند احلنابلة‪ :‬االختالس نوع من اخلطف و النهب‪ ،‬و إمنا استخفى يف ابتداء اختالسه واملختلس‪ :‬الذي‬
‫‪39‬‬
‫خيطف الشيء و مير به‪.‬‬
‫والنهب)‪40.‬‬
‫و مييز االختالس عن غريه من جرائم أخذ املال يف الفقه اإلسالمي(السرقة‪ ،‬احلرابة‪ ،‬الغصب‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االختالس قانونا‬
‫ذهبت بعض النظم القانونية إىل القول أبن السرقة هي ‪ :‬اختالس مال منقول مملوك للغري ‪ ،‬كما هو احلال يف قانون العقوابت‬
‫اجلزائري الذي عرف السرقة ابملادة‪252‬منه أبهنا اختالس منقول مملوك للغري‪.‬‬
‫و عليه جند أن القانون اجلزائري مل حيدد تعريفا جلرمية االختالس كما سبق و ان اشران اليه و لكن حدد عناصر هذه اجلرمية على حنو‬
‫يسهل إىل تعريفها و هو احلال نفسه يف قانون العقوابت األردين من خالل تعريفه للسرقة يف املادة‪.1/211:‬‬
‫و عليه فإن لالختالس يف القانون معنيني‪(:‬العام و اخلاص)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬المفهوم العام لالختالس‪ :‬هو انتزاع احليازة املادية للشيء موضوع االختالس من صاحبه إىل يد اجلاين دون وجه حق‪،‬‬
‫و االختالس هبذا املعىن ينصرف إىل وصف فعل اجلاين يف جرمية السرقة‪.41‬‬

‫‪ -34‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬اجلزء ‪،23/2‬الرازي‪،‬خمتار الصحاح‪ ،‬ص ‪.77‬‬


‫‪ -35‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ج ‪.130/10‬‬
‫‪ -36‬راجع‪ :‬الزيلعي‪ ،‬تبيني احلقائق‪ ،‬ج ‪ ،218/5‬البابريت‪ ،‬العناية‪ ،‬ابن اهلمام‪ ،‬فتح القدير‪،‬ج‪،574/3‬ابن جنيم‪،‬البحر الرائق‪،‬ج‪ 20/3‬و غريها‪.‬‬
‫‪ -37‬راجع‪ /‬الباجي‪ ،‬املنتقى‪ ،‬شرح املوطأ‪ ،‬دار الكتاب االس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالمي‪،‬ج‪،182/7‬حاشية الدسوقي‪،‬ج‪،543/4‬منح اجللي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل للشيخ عليش‪،‬‬
‫ج‪ ،235/3‬و غريها‪.‬‬
‫‪ -38‬راجع‪/‬الشربيين‪ ،‬مغين احملتاج‪،‬ج‪،483/3‬البجريمي‪ ،‬سليمان بن حممد‪ ،‬حاشية البجريمي على اخلطيب‪ ،‬دار الفكر‪،‬ج‪.274/4‬‬
‫‪ -39‬راجع‪ :‬البهويت ‪ ،‬كشاف القناع‪،‬ج‪ ،152/2‬ابن قدامة‪،‬املغين‪،‬ج‪ ،34/3‬احلجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاوي ‪ ،‬االقنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاع يف فقه االمام امحد بن حنبل‪ ،‬املكتبة‬
‫التجاريـ ــة الكربى‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ج‪.274/4‬‬
‫‪ -40‬للمزيد من التوضيح راجع‪ :‬د‪/‬هنان مليكة ‪،‬جرائم الفساد‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة ‪ ،‬طبعة‪ ،2010‬مصر‪ ،‬ص‪ 83:‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪ -41‬راجع مأمون سالمة ‪ ،‬قانون العقوابت القسم اخلاص ‪ ،‬ص‪.137‬‬

‫‪71‬‬
‫ثانيا‪ -‬المفهوم الخاص لالختالس‪ :‬فيفرتض فيه وجود حيازة للجاين سابقة و معاصرة للحظة ارتكاب السلوك اإلجرامي‪،‬‬
‫‪42‬‬
‫غري أن هذه احليازة انقصة حيث يكون للحائز العنصر املادي للحيازة دون املعنوي‪.‬‬
‫و إن كان املال حتت يده إال انه ليس له سلطة يباشرها عليه ضمن حيازته اليت يستمدها من الوظيفة و العمل الذي يقوم به‪ ،‬و‬
‫يتوفر االختالس يف هذا املعىن إبتيان اجلاين لسلوك يضيف به املال موضوع احليازة (أي احليازة الناقصة)إىل سيطرته الكاملة عليه‬
‫إكراه‪43.‬‬ ‫كما لو كان ملكا له ‪،‬و ذلك ابستخفاء و بغري‬
‫و هذا هو املفهوم الذي يهمنا يف هذا املقام‪ ،‬و أن االختالس هبذا املعىن يشمل اختالس املوظف العام و اختالس غريه من‬
‫العاملني يف القطاع اخلاص‪.‬‬
‫و على ضوء ما سبق‪ ،‬ميكن تعريف جرمية ا ختالس املوظف العام أبهنا‪ :‬قيام املوظف العام أو من يف حكمه إبدخال أشياء ذات‬
‫قيمة مهما كانت هذه القيمة‪ ،‬وجدت يف حيازته حبكم الوظيفة العامة اليت يشغلها‪ ،‬إىل ملكيته اخلاصة دون وجه حق‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أركان الجريمة‬
‫تقوم اجلرمية على ركن مادي وركن معنوي فضال عن الركن املفرتض‪ ،‬وهو املوظف العمومي‪ ،‬و سوف نتطرق اىل هذه االركان‬
‫الثالثة بنوع من التفصيل و ذلك يف الفروع املوالية‪:‬‬
‫الفرع االول‪ :‬الركن المفترض ‪ -‬صفة الجاني ‪-‬‬
‫إن جرمية االختالس سواء يف القطاع العام أو اخلاص تقتضي لقيامها توفر ركنا مفرتضا يتمثل يف صفة اجلاين عند ارتكاب‬
‫الفعل اجملرم‪ ،‬إال أن هذه الصفة ختتلف متاما عما إذا كان االختالس يف القطاع العام أو يف القطاع اخلاص‪ ،‬األمر الذي يستدعي‬
‫دراسة كل حالة على حدا‪.‬‬
‫و ما دمنا قد تناولنا صفة اجلاين يف القطاع العام يف املبحث األول من هذا احملور الثالث من هذه املطبوعة بعنوان‪ :‬صفة اجلاين يف‬
‫جرائم الفساد و ابلتايل ال جمال للتكرار‪ ،‬أما صفته يف القطاع اخلاص سنتعرض هلا يف املبحث الثالث بعنوان االختالس يف القطاع‬
‫اخلاص‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الركن المادي‬
‫يتمثل الركن املادي يف اختالس املمتلكات اليت عهد هبا للجاين حبكم وظائفه أ و بسببها‪ ،‬أو إتالفها أو تبديدها أو احتجازها‬
‫بدون وجه حق‪ ،‬أو استعماهلا على حنو غري شرعي‪ .‬و يتكون الركن املادي من ثالث عناصر‪ :‬السلوك اجملرم‪ ،‬حمل اجلرمية وعالقة‬
‫اجلاين مبحل اجلرمية‪.‬‬
‫أوال‪ -‬السلوك المجرم‪ :‬يتمثل يف االختالس أو اإلتالف أو التبديد أو االحتجاز بدون وجه حق و االستعمال على حنو غري‬
‫شرعي‪،44‬سنوضحها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1-‬االختالس ‪ détournement:‬ويتحقق بتحويل األمني حيازة املال املؤمتن عليه من حيازة وقتية على سبيل األمانة‬
‫إىل حيازة هنائية على سبيل التمليك‪ ،‬ومن هدا القبيل مدير البنك الذي يستويل على املال املودع به‪.‬‬
‫‪ -2-‬اإلتالف ‪ destruction:‬ويتحقق هبالك الشيء أو اإلضرار به جزئيا‪ ،‬وقد يتحقق اإلتالف بطرق شىت كاإلحراق‬
‫والتمزيق الكامل والتفكيك التام إدا بلغ احلد الذي يفقد الشيء قيمته أو صالحيته هنائيا‪.‬‬

‫‪ -42‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.211‬‬


‫‪ -43‬املهدي‪ ،‬اجلرائم املاسة ابلوظيفة العامة‪ ،‬ص‪ ، 80‬نقال عن‪/‬مليكة هنان ‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.31‬‬
‫‪ -44‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.55‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ -3-‬التبديد‪ dissipation :‬ويتحقق مىت قام األمني إبخراج املال الذي أؤمتن عليه من حيازته ابستهالكه أو ابلتصرف فيه‬
‫تصرف املالك كأنه يبيعه أو يرهنه أو يقدمه هبة أو هدية للغري‪ ،‬ومن هدا القبيل كاتب الضبط املكلف حبفظ وسائل اإلثبات الذي‬
‫يتصرف فيها ابلبيع أو اهلبة‪.‬‬
‫‪ -4-‬االحتجاز بدون وجه حق ‪ rétention indue:‬ال يتوافر الركن املادي للجرمية ابالستيالء على الشيء أو تبديده‬
‫فحسب‪ ،‬بل يتحقق أيضا ابحتجازه عمدا وبدون وجه حق إذ عمد املشرع‪ ،‬حفاظا على الودائع‪ ،‬إىل توسيع جمال التجرمي إىل‬
‫التصرف الذي من شأنه أن يعطل املصلحة اليت أعد املال خلدمتها‪.‬‬
‫‪ -5-‬االستعمال على نحو غير شرعي‪ :‬و هي الصورة اليت سقطت سهوا من نص املادة ‪ 01‬يف نسختها ابلفرنسية و مت‬
‫استدراك ذلك مبناسبة تعديل قانون الوقاية من الفساد و مكافحته مبوجب القانون رقم ‪ 15-11‬املؤرخ يف ‪ 0‬رمضان عام ‪1120‬‬
‫املوافق‪0‬اوت سنة‪.0211‬‬
‫تتحقق اجلرمية يف هذه الصورة ابلتعسف يف استعمال املمتلكات و يستوي ان يستعمل اجلاين املال لغرضه الشخصي أو لفائدة‬
‫غريه ‪ ،‬شخصا كان أو كياان‪.‬‬
‫فقد يكون االستعمال للغرض الشخصي ‪،‬أي االنتفاع الشخصي من املال كاستعمال هاتف املؤسسة أو حاسوهبا ألغراض‬
‫شخصية أو استعمال سيارة املصلحة خارج أوقات العمل و يف غري الغرض املخصص هلا‪.‬‬
‫و قد يكون االستعمال لفائدة الغري سواء استعمل املال بعينه لصاحل الغري مثاهلا صنع آلة لصاحل الغري ‪،‬أو سلم للغري حىت ينتفع به‬
‫‪ ،‬كما لو سلم رئيس البلدية ألحد أصدقائه التجار إحدى شاحنات البلدية لنقل بضاعته من مكان اقتنائها إىل متجره‪.‬‬
‫و ال تقتضي هذه اجلرمية االستيالء على املال بل ي كفي جمرد استعماله بطريقة غري شرعية على النحو الذي سبق بيانه‪.45‬‬
‫ثانيا‪ -‬محل الجريمة‪ :‬حددت املادة ‪ 01‬من قانون مكافحة الفساد حمل اجلرمية كاآليت‪:‬‬
‫املمتلكات أو األموال أو األوراق املالية العمومية واخلاصة أو أي أشياء أخرى ذات قيمة‪.‬‬
‫‪ -1-‬الممتلكات ‪ biens:‬وتشمل املمتلكات‪ ،‬على سعتها‪ ،‬كافة األموال املنقولة ذات قيمة كالسيارات واألاثث واملصوغات‬
‫املصنوعة من املعادن الثمينة واألحجار الكرمية‪ ،‬كما تشمل العقارات من مساكن وعمارات وأراضي‪...‬‬
‫‪ -2-‬األموال ‪ fonds:‬ويقصد هبا النقود سواء كانت ورقية أو معدنية‪ ،‬وقد يكون املال حمل اجلرمية من األموال العامة اليت‬
‫ترجع ملكيتها للدولة أو من األموال اخلاصة كاملال املودع من قبل الزابئن لدى كتابة الضبط وأموال املتقاضني املودعة بني يدي‬
‫احملضر وودائع الزابئن لدى املوثق‪.‬‬
‫‪ -3-‬األوراق المالية ‪ valeurs:‬ويقصد هبا أساسا القيم املنقولة املتمثلة يف األسهم والسندات واألوراق التجارية‪.‬‬
‫‪ -4-‬األشياء األخرى ذات قيمة‪ Toute chose de valeur :‬يتسع حمل اجلرمية ليشمل أي شيء آخر غري‬
‫املمتلكات واألموال واألوراق املالية على النحو الذي سبق بيانه‪.46‬‬
‫ثالثا‪ -‬عالقة الجاني بمحل الجريمة‪:‬‬
‫يشرتط لقيام الركن املادي جلرمية االختالس‪ ،‬أن يكون املال أو السند حمل اجلرمية قد سلم للموظف العمومي حبكم وظيفته أو‬
‫بسببها‪ ،‬أو مبعىن آخر أن تتوافر صلة السببية بني حيازة املوظف للمال وبني وظيفته‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن يكون املال قد سلم للموظف ‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫‪ -‬جيب أن يتم التسليم حبكم الوظيفة أو بسببها‪.‬‬

‫‪ -45‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬املرجع السابق ص‪.54-55‬‬


‫‪ -46‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪73‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الركن المعنوي‬
‫يشرتط لقيام اجلرمية توافر القصد اجلنائي فيجب أن يكون اجلاين على علم أبن املال الذي بني يديه هو ملك للدولة أو إحدى‬
‫مؤسساهتا أو ملك ألحد اخلواص وقد سلم له على سبيل األمانة‪ ،‬ومع ذلك تتجه إرادته إىل اختالسه أو تبديده أو احتجازه أو‬
‫إتالفه‪.‬‬
‫و إذا كان القصد العام يكفي لتحقيق الركن املعنوي يف صور التبديد و احتجاز املال بدون وجه حق و اإلتالف‪ ،‬فإنه يتطلب‬
‫القصد اخلاص يف صورة االختالس‪ .‬ففي هذه الصورة األخرية‪ ،‬يتطلب القصد اجلنائ ي اجتاه نية املوظف العام إىل متلك الشيء‬
‫‪48‬‬
‫الذي حبوزته فإذا غاب هذا القصد اخلاص‪ ،‬أي نية التملك ال يقوم االختالس‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬قمع الجريمة‬
‫أدخل قانون مكافحة الفساد الصادر يف ‪ 02‬فباير ‪ 0222‬تعديالت جوهرية على قمع جرائم الفساد بوجه عام‪ ،‬وجرمية‬
‫االختالس بوجه خاص‪ ،‬متتاز ابلعودة إىل قواعد القانون العام ابلنسبة إلجراءات املتابعة وبتلطيف العقوابت السالبة للحرية مع‬
‫تغليظ اجلزاءات املالية‪ ،‬فضال ع ن إدراج أحكام خاصة ابإلعفاء من العقوابت وختفيضها‪ ،‬كما أييت بيانه من خالل تطرقنا إىل‬
‫إجراءات املتابعة واجلزاء املقرر للجرمية‪ 49‬يف الفرعني املواليني‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إجراءات المتابعة‬
‫ختضع‪ ،‬مبدئيا‪ ،‬متابعة جرمية اختالس املمتلكات من قبل موظف عمومي لنفس اإلجراءات اليت حتكم متابعة جرائم القانون‬
‫العام‪.‬‬
‫و مع ذلك فقد تضمن القانون املتعلق مبكافحة الفساد أحكاما مميزة بشأن التحري للكشف عن جرائم الفساد‪ ،‬بوجه عام ‪،‬و‬
‫التعاون الدويل يف جمال التحرايت و املتابعات و اإلجراءات القضائية و أحكاما أخرى متعلقة بتجميد األموال و حجزها و انقضاء‬
‫الدعوى العمومية‪ .‬فضال عن إدراج جرائم الفساد ضمن اجلرائم اليت ختتص ابلبت فيها احملاكم ذات االختصاص احمللي املوسع و‬
‫‪50‬‬
‫ذلك اثر تعديل قانون الوقاية من الفساد و مكافحته مبوجب األمر رقم ‪ 25-12‬املؤرخ يف ‪.0212– 21 – 02‬‬
‫كما تضمن قانون اإلجراءات اجلزائي ة بدوره أحكاما مميزة بشأن اعرتاض املراسالت و تسجيل األصوات و التقاط الصور‪ ،‬و هذا‬
‫ما سنبينه فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬اإلجراءات الخاصة المنصوص عليها في قانون الوقاية من الفساد ومكافحته‪:‬‬
‫تتمثل هذه اإلجراءات يف‪:‬‬
‫‪ -1‬متديد االختصاص احمللي‪.‬‬
‫‪ -2‬إنشاء الديوان املركزي لقمع الفساد‬
‫‪ -5‬أساليب التحري اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -4‬التعاون الدويل و اسرتداد املوجودات‪.‬‬
‫‪ -3‬جتميد األموال و حجزها‪.‬‬
‫‪ -2‬تقادم الدعوى العمومية‪.‬‬

‫‪ -47‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.52‬‬


‫‪ -48‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -49‬األمر رقم ‪ 03-10‬املؤرخ يف ‪ ، 2010 – 08 – 22‬يتمم قانون الوقاي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة من الفس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد و مكافحته ‪،‬ج ر العدد ‪ ،30‬بتاريخ ‪01‬‬
‫سبتمرب‪.2010‬‬
‫‪ -50‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.40 - 53‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ -7‬مسألة الشكوى ‪.‬‬
‫‪1-‬تمديد االختصاص المحلي‪ :‬نصت املادة ‪ 01‬مكرر‪ 1‬املدرجة يف قانون الوقاية من الفساد اثر تعديله مبوجب األمر‬
‫رقم‪ 25-12‬السالف الذكر على أن جرائم الفساد ختضع الختصاص احملاكم ذات االختصاص احمللي املمدد طبقا لقانون‬
‫اإلجراءات اجلزائية ‪ ،‬و بذلك يكون املشرع قد وضع حدا لوضعية شاذة كما يقول الدكتور بوسقيعة كانت تتميز ابستبعاد جرائم‬
‫الفساد من قائمة اجلرائم اخلاصة اليت ختضع الختصاص احملاكم ذات االختصاص احمللي املمدد‪ .‬و ابلرجوع إىل قانون اإلجراءات‬
‫‪51‬‬
‫احملال إليه جند أن املواد من ‪12‬مكرر إىل ‪ 12‬مكرر‪ 1‬منه رمست مسار اجلرائم اليت ختضع الختصاص احملاكم ذات‬ ‫اجلزائية‬
‫االختصاص احمللي املمدد كاأليت‪:‬‬
‫* ‪ -‬خيب ضباط الشرطة القضائية فورا وكيل اجلمهورية الذي وقعت اجلرمية يف دائرة اختصاصه و يبلغونه أبصل حمضر التحقيق و‬
‫نسختني منه ‪ ،‬و فور تلقيه احملضر يرسل وكيل اجلمهورية نسخة منه إىل النائب العام لدى اجمللس القضائي التابعة له احملكمة ذات‬
‫االختصاص احمللي املمدد‪.‬‬
‫* ‪ -‬يطالب النائب العام فورا إذا رأى أن اجلرمية تدخل ضمن اختصاص احملكمة ذات االختصاص احمللي املمدد التابعة له احملاكم‪.‬‬
‫و جيوز للنائب العام أن يطالب ابإلجراءات يف مجيع مراحل الدعوى‪.‬‬
‫* ‪ -‬يف حالة فتح حتقيق قضائي‪ ،‬يصد ر قاضي التحقيق أمرا ابلتخلي عن اإلجراءات لفائدة قاضي التحقيق لدى احملكمة ذات‬
‫االختصاص احمللي املمدد املختصة‪.‬‬
‫مع العلم ان املشرع قد اصدر مرسوما تنفيذاي سنة ‪ 0222‬يتضمن متديد االختصاص احمللي لبعض احملاكم و وكالء اجلمهورية و‬
‫التحقيق‪52.‬‬
‫قضاة‬
‫‪2-‬إنشاء الديوان المركزي لقمع الفساد‪ :‬نصت املادة ‪ 01‬مكرر املستحدثة يف قانون الوقاية من الفساد اثر تعديله‬
‫مبوجب األمر رقم‪ 25-12‬السالف الذكر‪ ،‬على إنشاء الديوان املركزي لقمع الفساد و نصت املادة ‪ 01‬مكرر‪ 1‬على متديد‬
‫االختصاص احمللي لضباط الشرطة القضائية التابعني له‪ ،‬طبقا ألحكام قانون اإلجراءات اجلزائية‪.‬كما صدر املرسوم الرائسي‬
‫رقم‪ 102-11‬مؤرخ يف ‪ 12‬حمرمعام‪ 1122‬املوافق ‪ 1‬ديسمب سنة ‪ ،0211‬حيدد تشكيل هذا الديوان )انظر اجلريدة الرمسية رقم‬
‫‪ 21‬بتاريخ‪.(0211/10/11‬‬
‫‪3-‬أساليب التحري الخاصة‪ :‬تسهيال جلميع األدلة‪ ،‬أجازت املادة ‪ 52‬من القانون املتعلق ابلوقاية من الفساد و مكافحته‬
‫اللجوء إىل أساليب حتري خاصة‪ ،‬تتمثل أساسا يف‪ :‬التسليم املراقب ‪livraison surveillée‬والرتصد اإللكرتوين‬
‫‪surveillance électronique‬واالخرتاق ‪ . infiltration‬و لقد علق املشرع اللجوء إىل هذه األساليب‬
‫اخلاصة على إذن من السلطة املختصة و هي النيابة العامة‪.‬‬
‫‪ 4-‬التعاون الدولي واسترداد الموجودات‪ :‬خص القانون املتعلق مبكافحة الفساد التعاون الدويل بباب كامل‪ ،‬وهو الباب‬
‫اخلامس‪ ،‬نص فيه على سلسلة من اإلجراءات والتدابري‪ ،‬تضمنتها املواد من ‪ 52‬إىل ‪ ،12‬ترمي إىل الكشف عن العمليات املالية‬
‫املرتبطة ابلفساد ومنعها واسرتداد العائدات من جرائم الفساد‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -51‬االمر رقم ‪ 133-22‬املؤرخ يف ‪ 1322/07/08‬املتضمن قانون االجراءات اجلزائية‪ ،‬املعدل و املتمم‪.‬‬


‫‪ -52‬مرسوم تنفيذي رقم‪ 548-02‬مؤرخ يف ‪ 03‬اكتوبر‪ ،2002‬يتضمن متدي ـ ـ ـد االختصاص احمللي لبعض احملاكم و وكالء اجلمهوريــة و قضـ ــاة‬
‫التحقيق‪ ،‬ج ر العدد ‪ ، 25،‬بتاريخ‪.2002/10/08‬‬

‫‪75‬‬
‫*‪ -‬إلزام املصاريف واملؤسسات املالية ابختاذ تدابري وقائية بشأن فتح احلساابت ومسكها وتسجيل العمليات ومسك الكشوف‬
‫اخلاصة هبا‪،‬‬
‫*‪ -‬قدمي املعلومات املالية‪.‬‬
‫*‪ -‬اختصاص اجلهات القضائية اجلزائرية ابلفصل يف الدعاوى املدنية املرفوعة إليها من طرف الدول األعضاء يف االتفاقية الدولية‬
‫ضد الفساد بشأن اسرتداد املمتلكات وجتميد وحجز العائدات املتأتية من جرائم الفساد ومصادرهتا‪.53‬‬
‫‪5-‬تجميد األموال وحجزها‪ :‬ميكن اجلهات القضائية والسلطات املختصة األمر بتجميد أو حجز العائدات واألموال غري‬
‫املشروعة الناجتة عن ارتكاب جرائم الفساد‪ ،‬وذلك كإجراء حتفظي (املادة ‪ 51‬من قانون مكافحة الفساد) و يقصد ابلسلطات‬
‫املختصة مصاحل الشرطة القضائية‪ ،‬أساسا‪ ،‬و كذا خلية معاجلة املعلومات املالية‪ ،‬يف صورة ما إذا ارتبطت جرمية الفساد جبرمية تبيض‬
‫األموال املنصوص عليها يف قانون ‪22‬فباير‪ 0225‬املتعلق ابلوقاية من تبيض األموال‪ ،‬أو اقرتنت هبا أو حتققت حالة التعدد‬
‫الصوري للجرمية‪.‬‬
‫‪6-‬تقادم الدعوى العمومية‪ :‬تضمن القانون املتعلق مبكافحة الفساد حكما مميزا خبصوص تقادم الدعوى العمومية يف جرمية‬
‫االختالس‪ ،‬حيث تكون مدة التقادم مساوية للحد األقصى للعقوبة املقررة هلا أي ‪ 12‬سنوات (املادة ‪ 51‬الفقرة الثالثة من نفس‬
‫القانون)‪ ،‬على خالف مدة تقادم الدعوى العمومية املقررة للجنح يف قانون اإلجراءات اجلزائية واحملددة يف املادة ‪ 1‬منه بثالثة‬
‫سنوات يف حني ال تتقادم الدعوى العمومية يف حالة ما إذا مت حتويل عائدات اجلرمية إىل اخلارج (املادة‪/51‬ف‪ 1‬من نفس‬
‫القانون)‪.‬‬
‫و هذا احلكم عام فهو ينطبق على كافة جرائم الفساد املنصوص عليها يف قانون ‪02‬فباير‪.0222‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل انه سبق للمشرع عند تعديله لقانون اإلجراءات اجلزائية مبوجب القانون رقم ‪ 11-21‬املؤرخ يف‬
‫‪ 0221/11/12‬أن نص يف املادة ‪ 1‬مكرر املستحدثة أن ال تنقضي الدعوى العمومية ابلتقادم يف اجلناايت و اجلنح‪ ..‬املتعلقة‬
‫ابختالس أموال عمومية‪ ،‬مبعىن أن هذه اجلرمية غري قابلة للتقادم‪ .‬و بصدور القانون املتعلق مبكافحة اساد‪ ،‬و املادة ‪ 51‬منه‬
‫حتديدا‪ ،‬مل يعد حكم املادة ‪ 1‬مكرر املذكورة ينطبق على جرمية االختالس‪ .‬و جتدر اإلشارة إىل أن املشرع اجلزائري قد يكون اخذ‬
‫مبالحظات الدكتور بوسقيعة اليت أبداها يف هذا الشأن عند حتريره لنص املادة ‪ 51‬من قانون الوقاية من الفساد بتخليه عن مبدأ‬
‫عدم تقادم الدعوى العمومية يف جرمية االختالس و حصر عدم التقادم يف صورة وحيدة و هي صورة حتويل عائدات اجلرمية إىل‬
‫خارج الوطن ‪.‬‬
‫على عكس ما كانت تقتضيه‬ ‫‪54‬‬
‫‪7-‬مسألة الشكوى‪ :‬ال ختضع مت ابعة جرائم الفساد‪ ،‬بوجه عام‪ ،‬ألية إجراءات خاصة‪.‬‬
‫املادة‪/111:‬ف‪ 2‬من قانون العقوابت حيث تعلق حتريك الدعوى العمومية عندما يتعلق األمر ابملؤسسات العمومية االقتصادية‬
‫اليت متلك الدولة كل رأمساهلا أو املؤسسات ذات رأس املال املختلط على شكوى من أجهزة املؤسسة املعنية‪.‬‬
‫هذه املرحلة تتميزت برتاجع املشرع عن اشرتاط ال شكوى املسبقة ملباشرة املتابعة اجلزائية عندما يتعلق األمر ابملؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية اليت متلك الدولة كل رأمساهلا أو املؤسسات ذات رأس املال املختلط و لقد مت ذلك اثر صدور القانون رقم ‪21-22‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 0222/20/02‬املتعلق ابلوقاية من الفساد و مكافحته الذي ألغى املادة ‪ 111‬ق ع اليت كانت تشرتط الشكوى ‪ ،‬و‬

‫‪ -53‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.42-41‬‬


‫‪ -54‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.44-45‬‬

‫‪76‬‬
‫بذلك حتررت النيابة العامة من قيد الشكوى املسبقة و اسرتجعت بذلك املبادرة و املالئمة يف املتابعة اجلزائية‪ 55 .‬و عاد املشرع من‬
‫جديد إىل اشرتاط الشكوى مع تعديل قانون اإلجراءات اجلزائية يف سنة‪ 56 0215‬وفقا لنص املادة كما يلي‪:‬‬

‫ثم تراجع المشرع على هذا التعليق ‪ ،‬تماشيا و التوجه الجديد للدولة الجزائرية في اطار مكافحة الفساد‪،‬‬
‫‪57‬‬
‫حيث ألغى هذه المادة ‪2‬مكرر من قانون االجراءات الجزائية في تعديل سنة‪.2013‬‬

‫ثانيا‪ -‬باإلجراءات الخاصة المنصوص عليها في قانون اإلجراءات الجزائية‪:‬‬


‫يتعلق األمر أساسا ابعرتاض املراسالت و تسجيل األصوات و التقاط الصور ‪ ،‬و هي العمليات اليت أجازهتا املادة ‪ 25‬مكرر ‪5‬‬
‫من قانون اإلجراءات اجلزائية للكشف عن جرائم الفساد‪.‬‬
‫و عليه نتعرض إىل مضمون هذه العمليات و كذا شروط اللجوء إليها فيما يلي‪:‬‬
‫‪1-‬مضمون هذه العمليات‪:‬‬
‫‪ -‬اعرتاض املراسالت‬
‫‪ -‬تسجيل األصوات‬
‫‪ -‬التقاط الصور‪.‬‬
‫‪-‬أ‪ -‬اعتراض المراسالت‪ :‬و يتمثل يف اعرتاض املراسالت اليت تتم عن طريق وسائل االتصال السلكية أو الالسلكية‪ ،‬و‬
‫يقصد به أساسا التصنت التليفوين‪.‬‬
‫‪ -‬ب‪ -‬تسجيل األصوات‪ :‬و يتمثل يف وضع الرتتيبات التقنية ‪ ،‬دون موافقة املعنيني ‪ ،‬من اجل التقاط و تثبيت و بث و‬
‫تسجيل الكالم املتفوه بصفة خاصة أو سرية من طرف شخص أو عدة أشخاص يف أماكن خاصة أو عمومية ‪.‬‬
‫‪-‬ج‪ -‬التقاط الصور‪ :‬و يتمثل يف وضع الرتتيبات التقنية‪ ،‬دون موافقة املعنيني‪ ،‬من اجل التقاط صور لشخص أو عدة أشخاص‬
‫يتواجدون يف مكان خاص‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬تشكل جممل هذه األفعال جنحة املساس حبرمة احلياة اخلاصة املنصوص و املعاقب عليها يف املادة ‪ 222‬مكرر املدرجة‬
‫يف قانون العقوابت اثر تعديله مبوجب القانون رقم ‪ 02-22‬املؤرخ يف‪.0222-10-02:‬‬
‫‪2-‬شروط اللجوء إلى العمليات المذكورة‪:‬‬
‫‪58‬‬
‫تتمثل أساسا يف إذن قاضي التحقيق أو وكيل اجلمهورية إضافة إىل حتديد اجلهة املكلفة ابلعمليات‪.‬‬

‫‪ -55‬عبد العزيز مشالل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.170‬‬


‫‪ -56‬األمر رقم‪ 02-13‬املؤرخ يف‪،2013/02/25‬املعدل و املتمم لقانون االجراءات اجلزائية‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد‪،40‬بتاريخ‪.2013/02/25:‬‬
‫‪ -57‬القانون رقم‪ 10-13‬املؤرخ يف‪ 2013/12/11‬املعدل و املتمم لقانون االجراءات اجلزائية‪ ،‬ج ر العدد‪،78‬بتاريخ‪.2013/12/00‬‬
‫‪ -58‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.43-44‬‬

‫‪77‬‬
‫‪-‬أ‪ -‬إذن قاضي التحقيق أو وكيل الجمهورية‪ :‬ال يشرع يف العمليات املذكورة إال إبذن من وكيل اجلمهورية ‪ ،‬يف مرحلة‬
‫التحقيق االبتدائي‪ ،‬و تتم حتت مراقبته املباشرة ‪ ،‬أو إبذن من قاضي التحقيق‪ ،‬يف حالة فتح حتقيق قضائي ‪ ،‬و تتم حتت مراقبته‬
‫املباشرة‪-‬الفقرة األخرية من املادة ‪ 25‬مكرر ‪ .5‬و يتضمن اإلذن البياانت اليت تسمح ابلتعرف على العملية و مدهتا‪ .‬و تكون‬
‫مدة صالحية التدبري ‪ 1‬أشهر قابلة للتجديد حسب مقتضيات التحقيق‪.‬‬
‫‪-‬ب‪ -‬الجهة المكلفة بالعمليات‪ :‬يقوم ضابط الشرطة القضائية إبجناز العمليات و جيوز لوكيل اجلمهورية أو ضابط الشرطة‬
‫القضائية الذي أذن له ‪ ،‬و لقاضي التحقيق أو ضاب ط الشرطة القضائية الذي ينيبه أن يسخر كل عون مؤهل للتكفل ابجلوانب‬
‫التقنية للعمليات املطلوب اجنازها‪ ،‬و سواء كان العون املؤهل يعمل لدى هيئة عمومية أو خاصة) املادة ‪ 25‬مكرر‪.(1‬‬
‫حيرر ضابط الشرطة القضائية عند االنتهاء من العملية املكلف هبا حمضرا عنها ينقل فيه جمرايت العملية اليت قام هبا منذ بدايتها إىل‬
‫‪59‬‬
‫هنايتها و يرسل إىل القاضي املختص‪ ،‬أي وكيل اجلمهورية أو قاضي التحقيق ( املادة ‪ 25‬مكرر ‪.)1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الجزاءات المقررة للجريمة اختالس الممتلكات العمومية و االضرار بها‬
‫نتطرق إىل العقوابت املقررة للشخصني الطبيعي و املعنوي‪ ،‬و ننتهي مبا هو مقرر للمشاركة و الشروع و يكون ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬العقوبات المقررة للشخص الطبيعي‪:‬‬
‫يتعرض الشخص الطبيعي املدان جبنحة االختالس للعقوابت األصلية والتكميلية اآليت بياهنا‪.‬‬
‫‪1-‬العقوبات األصلية‪ :‬من أهم مميزات قانون مكافحة الفساد ختليه عن العقوابت اجلنائية واستبداهلا بعقوابت جنحية‪ .‬و‬
‫تنطبق هذه القاعدة على كافة جرائم الفساد و على مجيع اجلناة بصرف النظر عن رتبهم عدا احلالة اليت يكون فيها اجلاين يشغل‬
‫منصبا قياداي يف اإلدارة العامة لبنك أو مؤسسة مالية ‪.60‬‬
‫وهكذا تعاقب املادة ‪ 01‬من قانون ‪ 02‬فباير ‪ 0222‬على جرمية االختالس ابحلبس من سنتني(‪ )0‬إىل عشر (‪ )12‬سنوات‬
‫وبغرامة من ‪ 022.222‬دج إىل ‪ 1.222.222‬دج ‪.61‬‬
‫وإذا كان اجلاين رئيسا أو عضو جملس إدارة أو مديرا عاما لبنك أو مؤسسة مالية يطبق عليه القانون املتعلق ابلنقد والقرض الصادر‬
‫مبوجب األمر رقم ‪ 11-22‬املؤرخ يف ‪ 62 ،0222-21-02‬املعدل يف سنة ‪ ، 0212‬يتضمن عقوابت أشد من تلك املقررة يف‬
‫القانون املتعلق مبكافحة الفساد‪ ،‬وهي كاآليت‪:‬‬
‫‪ -‬احلبس من (‪ )25‬سنوات إىل عشر (‪ )12‬سنوات وغرامة من ‪ 5.222.222‬دج إىل ‪ 12.222.222‬دج إذا كانت قيمة‬
‫األموال‪ ،‬حمل اجلرمية‪ ،‬أقل عن ‪ 12.222.222‬دج (املادة ‪،)120‬‬
‫‪ -‬السجن املؤبد وغرامة من ‪ 02.222.222‬دج إىل ‪ 52.222.222‬دج إذا كانت قيمة األموال‪ ،‬حمل اجلرمية‪ ،‬تعادل‬
‫‪ 12.222.222‬دج أو تفوقها (املادة ‪.)122‬‬
‫وكان املشرع يف ظل املادة ‪ 111‬ق ع‪ ،‬امللغاة‪ ،‬يتدرج يف حتديد العقوبة حسب القيمة املادية للمال موضوع اجلرمية على النحو‬
‫اآليت‪:‬‬

‫‪ -59‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.43‬‬


‫‪ -60‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ -61‬القانون رقم ‪ 01-02‬املؤرخ يف ‪ 20‬فيفري‪ 2002‬املتضمن قانون الوقاية من الفساد و مكافحته‪ ،‬املصدر السابق‪.‬‬
‫‪ -62‬األمر رقم ‪ 05‬ـ ‪ 11‬الـمؤرخ يف ‪ 27‬مجـ ـ ـ ـادى األوىل عام ‪ 1424‬الـموافق ‪ 22‬أوت سنة ‪ ، 2005‬الـمتعلق ابلنق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد والقرض‪ ،‬الـمعدل‬
‫و الـمتمم ابألمر ‪ 04-10‬بتاريخ‪22‬اوت‪.2010‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ -‬تكون اجلرمية جنحة إذا كانت قيمة األشياء حمل اجلرمية أقل عن ‪ 5.222.222‬دج‪ ،‬وعقوبتها‪ :‬احلبس من سنة إىل ‪ 5‬سنوات‬
‫إذا كانت قيمة حمل اجلرمية أقل من ‪ 1.222.222‬دج‪ ،‬واحلبس من سنتني إىل ‪ 12‬سنوات إذا كانت هذه القيمة تعادل أو تفوق‬
‫مبلغ ‪ 1.222.222‬دج وتقل عن ‪ 5.222.222‬دج‪.‬‬
‫‪ -‬تكون اجلرمية جناية إذا كانت قيمة األشياء حمل اجلرمية تعادل أو تفوق ‪ 5.222.222‬دج‪ ،‬وعقوبتها‪ :‬السجن املؤقت من ‪12‬‬
‫إىل ‪ 02‬سنة إذا كانت القيمة تعادل أو تفوق ‪ 5.222.222‬دج وتقل عن ‪ 12.222.222‬دج‪ ،‬والسجن املؤبد إذا كانت‬
‫القيمة تعادل مبلغ ‪ 12.222.222‬دج أو تفوقه‪ .‬وعالوة على احلبس أو السجن يعاقب اجلاين يف كل األحوال‪ ،‬سواء كانت‬
‫اجلرمية جناية أو جنحة‪ ،‬بغرامة من ‪ 52.222‬دج إىل ‪ 0.222.222‬دج‪.‬‬
‫كما كانت املادة ‪ ،111‬قبل تعديلها مبوجب القانون املؤرخ يف ‪ ،0221-22-02‬تعاقب على اجلرمية ابإلعدام إذا كان‬
‫االختالس أو التبديد أو احلجز من طبيعته أن يضر مبصاحل الوطن العليا ‪.63‬‬
‫‪1-1‬تشديد العقوبة‪ :‬تشديد عقوبة احلبس لتصبح من عشر (‪ )12‬سنوات إىل عشرين (‪ )02‬سنة إذا كان اجلاين من إحدى‬
‫الفئات اآلتية املنصوص عليها يف املادة ‪ 11‬من قانون مكافحة الفساد‪:‬‬
‫‪-‬قاضي‪ ،‬بالمفهوم الواسع ‪ : magistrat‬الذي يشمل‪ ،‬عالوة على قضاة النظام العادي واإلداري‪ ،‬قضاة جملس احملاسبة‬
‫وأع ضاء جملس املنافسة‪ ،‬بل ويشمل أيضا الوزراء والوالة ورؤساء البلدايت‪.‬‬
‫‪-‬موظف يمارس وظيفة عليا في الدولة‪ :‬ويتعلق األمر ابملوظفني الذين يشغلون على األقل وظيفة انئب مدير ابإلدارة‬
‫املركزية لوزارة أو ما يعادل هذه الرتبة يف املؤسسات العمومية أو يف اإلدارات غري املمركزة أو يف اجلماعات احمللية‪.‬‬
‫‪-‬ضابط عمومي‪ :‬ويتعلق األمر أساسا ابملوثق‪ ،‬احملضر القضائي‪ ،‬حمافظ البيع ابملزايدة واملرتجم‪ ،‬الرتمجان الرمسي‪.64‬‬
‫‪-‬ضابط أو عون شرطة قضائية‪ :‬واملقصود بضابط الشرطة القضائية من ينتمي إىل إحدى الفئات املذكورة يف املادة ‪ 15‬من ق إ‬
‫ج‪.‬‬
‫‪-‬من يمارس بعض صالحيات الشرطة القضائية‪ :‬ويتعلق األمر أساسا برؤساء األقسام واملهندسني واألعوان الفنيني‬
‫والتقنيني املختصني يف الغاابت ومحاية األراضي واستصالحها (املادة ‪ 01‬ق إ ج) وبعض املوظفني وأعوان اإلدارات واملصاحل‬
‫العمومية (املادة ‪ 01‬ق إ ج) كأعوان اجلمارك وأعوان الضرائب واألعوان التابعني لوزارة التجارة املكلفني بضبط ومعاينة املخالفات‬
‫املتعلقة ابملنافسة واملمارسات التجارية‪.‬‬
‫‪-‬موظف أمانة ضبط‪ :‬ويقصد به املوظف التابع إلحدى اجلهات القضائية واملصنف يف الرتب اآلتية‪ :‬رئيس قسم‪ ،‬كاتب‬
‫ضبط رئيسي‪ ،‬كاتب ضبط‪ ،‬مستكتب ضبط‪ ،‬دون ابقي املوظفني التابعني لألسالك املشرتكة حىت وإن كانوا يشغلوا وظائف أبمانة‬
‫الضبط‪.‬‬
‫‪ -‬عضو في الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته‪ :‬وهي اهليئة اليت مت إحداثها مبوجب املادة ‪ 11‬و ما يليها‬
‫‪65‬‬
‫من القانون رقم‪ 21-22‬املتعلق ابلوقاية من الفساد ومكافحته واليت ستحدد تشكيلتها عن طريق التنظيم (املادة ‪.)11‬‬

‫‪ -63‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.47‬‬


‫‪ -64‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -65‬مالحظة‪ :‬لقد مت حتدي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد تشكيل و كيفيات سري هذه اللجنة وفقـا للمرسوم الرائسـ ـ ـ ـ ـ ــي رقم‪415-02‬املؤرخ يف أول ذي احلجـة عـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام‬
‫‪ 1427‬املوافق ‪ 22‬نوفمرب سنة ‪ 2002‬و نصبت و شرعت يف مهامها‪ ،‬و قد صدر مرس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم رائسي أخر حتت رقم‪ 24-12‬مؤرخ يف‬
‫‪14‬ربيع األول عام ‪ 1455‬املوافق ‪ 7‬فرباير سنة ‪ ،2012‬معدال ومتمما للمرسوم السالف الذكر فيما خيص حتدي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد تشكيلة و تنظيم‬
‫و كيفيات سري اللجنة الوطنية ملكافحة الفساد‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫كما تشدد العقوبة و تتحول إىل جناية إذا كان اجلاين أمينا عموميا و قام إبتالف أو تبديد أوراق أو سجالت أو عقود أو‬
‫سندات حمفوظة يف احملفوظات أو يف كتابة الضبط أو يف املستودعات العمومية أو مسلمة إليه هبذه الصفة‪ .‬و عقوبتها السجن‬
‫املؤقت من‪12‬اىل‪02‬سنة(املادة‪/151‬ف‪)0‬من قانون العقوابت‪.‬‬
‫‪ -2-1-‬اإلعفاء من العقوبات وتخفيضها‪:‬‬
‫‪-‬أ‪ -‬اإلعفاء من العقوبات‪ :‬يستفيد من العذر املعفي من العقوبة الفاعل أو الشريك الذي بلغ السلطات اإلدارية أو القضائية‬
‫أو اجلهات املعنية (كمصاحل الشرطة القضائية) عن اجلرمية وساعد على الكشف عن مرتكبيها ومعرفتهم‪.‬‬
‫ويشرتط أن يتم التبليغ قبل مباشرة إجراءات املتابعة‪ ،‬إي قبل حتريك الدعوى العمومية أو مبعىن آخر قبل تصرف النيابة العامة يف‬
‫ملف التحرايت األولية‪.‬‬
‫‪-‬ب‪ -‬تخفيض العقوبة‪ :‬يستفيد منت ختفيض العقوبة إىل النصف الفاعل أو الشريك الذي ساعد‪ ،‬بعد مباشرة إجراءات‬
‫‪66‬‬
‫املتابعة‪ ،‬يف القبض على شخص أو أكثر من األشخاص الضالعني يف ارتكاب اجلرمية‪.‬‬
‫و مرحلة ما بعد مباشرة إجراءات املتابعة تبقى مفتوحة إىل أن تستنفذ طرق الطعن‪.‬‬
‫‪1-3-‬تقادم العقوبة‪ :‬تطبق على جرمية االختالس ما نصت عليه املادة ‪ 51‬من قانون مكافحة الفساد يف فقرتيها األوىل‬
‫والثانية كما يلي‪:‬‬
‫دون اإلخالل ابألحكام املنصوص عليها يف قانون اإلجراءات اجلزائية ‪ ،‬ال تتقادم الدعوى العمومية و ال العقوبة ابلنسبة للجرائم‬
‫املنصوص عليه يف هذا القانون ‪ ،‬يف حالة ما إذا مت حتويل عائدات اجلرمية إىل اخلارج‪.‬‬
‫و يف غري ذلك من احلاالت ‪،‬تطبق األحكام املنصوص عليها يف قانون اإلجراءات اجلزائية‪.‬‬
‫غري انه ابلنسبة للجرمية املنصوص عليها يف املادة ‪ 01‬من هذا القانون‪ ،‬تكون مدة تقادم الدعوى العمومية مساوية للحد األقصى‬
‫للعقوبة املقررة هلا"‪ .‬و ابلرجوع إىل املادة‪ 211‬من قانون اإلجراءات اجلزائية جندها تنص على أن عقوابت اجلنح تتقادم‬
‫مبرور(‪) 5‬سنوات ابتداء من التاريخ الذي يصبح فيه احلكم هنائيا‪ .‬غري انه إذا كانت عقوبة احلبس املقضي هبا تزيد على ‪ 5‬سنوات‪،‬‬
‫كما هو جائز حصوله يف جنحة االختالس‪ ،‬فإن مدة التقادم تكون مساوية هلذه املدة‪.‬‬
‫‪2-‬العقوبات التكميلية‪ :‬جيوز احلكم على اجلاين بعقوبة أو أكثر من العقوابت التكميلية املنصوص عليها يف قانون العقوابت‬
‫(املادة ‪.)52‬تتمثل هذه العقوابت‪ ،‬املنصوص عليها يف املادة ‪ 1‬من قانون العقوابت‪ ،‬املعدلة مبوجب قانون ‪0222‬و تكون إما‬
‫إلزامية أو اختيارية ‪:67‬‬
‫‪68‬‬
‫‪ 1-2‬العقوبات التكميلية اإللزامية‪ :‬و هي ثالثة‪.‬‬
‫أ) احلرمان من حق أو أكثر من احلقوق الوطنية واملدنية والعائلية املنصوص عليها يف املادة‪1‬مكرر‪ 1‬املستحدثة‪.‬‬
‫ب) احلجر القانوين‪.‬‬
‫ج) املصادرة اجلزئية لألموال‪.‬‬
‫أ)‪ -‬الحرمان من حق أو أكثر من الحقوق الوطنية و المدنية و العائلية المنصوص عليها في المادة ‪3‬‬
‫مكرر‪ 1‬المستحدثة‪ :‬نصت عليها املادة ‪1‬مكرر‪ 1‬و حصرهتا يف‪:‬‬

‫‪ -66‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.43-48‬‬


‫‪ -67‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -68‬قانون االجراءات اجلزائية ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬تعديل ‪.2002‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ -‬العزل أو اإلقصاء من مجيع الوظائف و املناصب العمومية‪ ،‬أو إسقاط العهدة االنتخابية‪.‬‬
‫‪ -‬احلرمان من حق االنتخاب والرتشح ومحل األومسة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم األهلية لتويل مهام مساعد حملف أو خبري أو اإلدالء ابلشهادة على عقد أو أمام القضاء إال على‬
‫سبيل االستدالل‪.‬‬
‫‪ -‬احلرمان من احلق يف محل السالح و يف التدريس ‪ ،‬أو يف إدارة مدرسة أو اخلدمة يف مؤسسة للتعليم‬
‫بصفة أستاذ أو مدرس أو انظر‪.‬‬
‫‪ -‬عدم األهلية لالضطالع مبهام الوصي أو املقدم‪.‬‬
‫‪ -‬سقوط حقوق الوالية كلها أو بعضها‪.‬‬
‫أتمر احملكمة وجواب هبذه العقوبة يف حالة احلكم بعقوبة جنائية‪ ،‬و تكون مدة احلرمان ب‪ 12‬سنوات على األكثر‪ ،‬تسري من يوم‬
‫انقضاء العقوبة األصلية أو اإلفراج عن احملكوم عليه‪.‬‬
‫ب) الحجر القانوني‪ :‬و هي عقوبة تكميلية كانت موجودة يف قانون العقوابت حتت عنوان العقوابت التكميلية التبعية‪ .‬و قد‬
‫نصت املادة ‪ 1‬مكرر املستحدثة على أنه يف حالة احلكم بعقوبة جناية أتمر احملكمة وجواب ابحلجر القانوين‪ ،‬املتمثل أساسا يف‬
‫حرمان احملكوم عليه من ممارسة حقوقه املالية أثناء تنفيذ العقوبة األصلية‪ ،‬و تبعا لذلك تدار أمواله طبقا لإلجراءات املقررة يف حالة‬
‫احلجر القضائي ‪.‬‬
‫ج) المصادرة الجزئية لألموال‪ :‬نصت املادة ‪15‬مكرر‪ 1‬على انه يف حالة اإلدانة الرتكاب جناية‪ ،‬أتمر احملكمة مبصادرة‬
‫األشياء اليت استعملت أو كانت ستستعمل يف تنفيذ اجلرمية أو اليت حتصلت منها ‪ ،‬و كذلك اهلبات أو املنافع األخرى اليت‬
‫استعملت ملكافأة مرتكب اجلرمية‪ ،‬مع مراعاة حقوق الغري حسن النية‪.‬‬
‫‪2-2-‬العقوبات التكميلية االختيارية‪ :‬عالوة عن العقوابت التكميلية اإللزامية السابقة الذكر‪ ،‬جيوز للجهات القضائية‬
‫احلكم على اجلاين ابلعقوابت التكميلية االختيارية املتمثلة يف‪ -:‬حتديد اإلقامة ‪ -‬املنع من اإلقامة ‪ -‬املنع من ممارسة مهنة أو نشاط‬
‫‪ -‬إغالق املؤسسة هنائيا أو مؤقتا ‪ -‬احلظر من إصدار الشيكات و‪/‬أو استعمال بطاقات الدفع ‪ -‬اإلقصاء من الصفقات العمومية‬
‫‪ -‬سحب أو توقيف رخصة السياقة أو إلغاؤها مع املنع من استصدار رخصة جديدة ‪ -‬سحب جواز السفر‪.‬‬
‫وتكون هذه العقوابت ملدة ال تتجاوز ‪12‬سنوات(عدا تعليق رخصة السياقة و سحب جواز السفر اليت مدهتا ‪5‬سنوات)‪.‬‬
‫‪-‬نشر احلكم‪ :‬يتم ذلك إما بنشر احلكم أبكمله أو مستخرج منه يف جريدة أو بتعليقه يف أماكن معينة‪ ،‬و ذلك على نفقة احملكوم‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪3-‬مصادرة العائدات واألموال غير المشروعة‪ :‬أتمر اجلهة القضائية‪ ،‬عند إدانة اجلاين‪ ،‬مبصادرة العائدات واألموال غري‬
‫املشروعة الناجتة عن ارتكاب اجلرمية‪ ،‬مع مراعاة حاالت اسرتجاع األرصدة أو حقوق الغري حسن النية (املادة ‪ 0-51‬من قانون‬
‫مكافحة الفساد)‪.‬‬
‫‪4-‬الرد‪ :‬حتكم اجلهة القضائية عند إدانة اجلاين‪ ،‬برد ما مت اختالسه أو إذا استحال رد املال كما هو‪ ،‬برد قيمة ما حصل عليه من‬
‫منفعة أو ربح‪ .‬وينطبق هذا احلكم حىت يف صورة ما إذا انتقلت األموال إىل أصول اجلاين أو فروعه أو إخوته أو زوجه أو أصهاره‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪5-‬إبطال العقود والصفقات والبراءات واالمتيازات‪ :‬أجازت املادة ‪ 55‬من قانون الوقاية من الفساد للجهة القضائية‬
‫اليت تنظر يف الدعوى العمومية التصريح ببطالن كل عقد أو صفقة أو براءة أو امتياز أو ترخيص متحصل عليه من ارتكاب إحدى‬
‫‪69‬‬
‫جرائم الفساد وانعدام آاثره‪.‬‬
‫و هو حكم جديد مل يسبق له مثيل يف القانون اجلزائي اجلزائري‪ ،‬فاألصل أن يكون إبطال العقود من اختصاص اجلهات القضائية‬
‫اليت تبث يف املسائل املدنية و ليس من اختصاص اجلهات اليت تبث يف املسائل اجلزائية‪.70‬‬
‫ثانيا‪ -‬العقوبات المقررة للشخص المعنوي‪:‬‬
‫أقر املشرع يف املادة ‪ 52‬من قانون مكافحة الفساد املسؤولية اجلزائية للشخص املعنوي عن جرائم الفساد بوجه عام‪ ،‬وفقا للقواعد‬
‫املقررة يف قانون العقوابت‪.‬‬
‫‪ 1-‬الهيئات المعنية بالمساءلة الجزائية‪ :‬يسأل جزائيا طبقا من قانون العقوابت ‪ ،‬الشخص املعنوي اخلاضع للقانون‬
‫اخلاص‪ ،‬و من هذا القبيل املؤسسات العمومية ذات رأس املال املختلط و املؤسسات اخلاصة اليت تقدم خدمة عمومية‪ .‬و ابملقابل‬
‫ال تسأل جزائيا الدولة و اجلماعات احمللية و األشخاص املعنوية اخلاضعة للقانون العام كاملؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬
‫و تبقى املؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري حمل تساؤل ابعتبار أن هذه املؤسسات ختضع للقانون اخلاص يف‬
‫عالقاهتا مع اخلواص‪ .‬و يشرتط ملساءلة الشخص املعنوي ان ترتكب اجلرمية حلسابه من طرف اجهزته ‪ ،‬كالرئيس املدير العام و‬
‫جملسا االدارة يف شركات املسامهة او ان ترتكب من طرف املمثلني الشرعيني للشخص املعنوي كاملدير العام او الشخص الطبيعي‬
‫الذي خوله القانون االساسي للشخص املعنوي تفويضا لتمثيله‪.‬‬
‫‪-2‬الجزاء‪ :‬و يطبق على الشخص املعنوي العقوابت املنصوص عليها يف‪:‬‬
‫املواد‪11:‬مكرر‪11،‬مكرر‪1،11‬مكرر‪0،11‬مكرر‪ 2‬من قانون العقوابت‪ 71 ،‬الشخص املعنوي اخلاضع للقانون اخلاص‪ ،‬ومن هذا‬
‫القبيل املؤسسا ت العمومية االقتصادية واملؤسسات ذات رأس املال املختلط واملؤسسات اخلاصة اليت تقدم خدمة عمومية‪ .‬و‬
‫ابملقابل ال تسأل جزائيا الدولة و اجلماعات احمللية و األشخاص املعنوية اخلاضعة للقانون العام كاملؤسسات العمومية ذات الطابع‬
‫اإلداري‪ .‬و تبقى املؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري ‪ EPIC‬حمل تساؤل ابعتبار أن هذه املؤسسات ختضع‬
‫للقانون اخلاص يف عالقاهتا مع اخلواص‪ .‬كما يشرتط ملساءلة الشخص املعنوي أن ترتكب اجلرمية حلسابه من طرف أجهزته(الرئيس‬
‫املدير العام‪ ،‬جملس إدارة شركة املسامهة‪ ،‬أو ممثليه الشرعيني‪ ،‬كالرئيس املدير العام للشركات املذكورة) ‪.‬‬

‫العقوبات المقررة للشخص المعنوي‪ :‬يتعرض الشخص املعنوي املدان جبنحة االختالس للعقوابت املقررة يف املادة ‪11‬‬
‫مكرر من قانون العقوابت‪ ،‬وهي كاآليت‪:‬‬
‫‪- 1-‬غرامة تساوي من مرة (‪ )1‬إىل ‪ 5‬مرات احلد األقصى للغرامة املقررة قانوان للجرمية عندما يرتكبها الشخص الطبيعي‪ ،‬أي‬
‫غرامة ترتاوح ما بني ‪ 1.222.222‬دج (وهو احلد األقصى املقرر جزاء جلنحة االختالس) و‪ 5.222.222‬دج (وهو ما يعادل‬
‫مخس مرات احلد األقصى)‪.‬‬
‫‪- 2-‬إحدى العقوابت اآليت بياهنا أو أكثر‪:‬‬

‫‪ -69‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.32‬‬


‫‪ -70‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.35-32‬‬
‫‪ -71‬القانون رقم‪ 25-02‬بتاريخ ‪ ، 2002/1/24‬املعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدل و املتمم لقانون العقوابت و ال سيما املادة‪ 18‬مكرر و ما يليها‪ ،‬ج ر العدد‬
‫‪ ،84‬بتاريخ ‪.2002/1/24‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ -‬حل الشخص املعنوي‪.‬‬
‫‪ -‬غلق مؤسسة أو إحدى فروعها ملدة ال تتجاوز ‪ 5‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬اإلقصاء من الصفقات العمومية ملدة ال تتجاوز ‪ 5‬سنوات ‪.‬‬
‫‪ -‬املنع من مزاولة نشاط مهين أو اجتماعي‪ ،‬بشكل مباشر أو غري مباشر‪،‬هنائيا أو ملدة ال تتجاوز ‪ 5‬س‪.‬‬
‫‪ -‬مصادرة الشيء الذي استعمل يف ارتكاب اجلرمية أو نتج عنها‪.‬‬
‫‪ -‬تعليق و نشر حكم اإلدانة‪.‬‬
‫‪ -‬الوضع حتت احلراسة القضائية ملدة ال تتجاوز ‪ 5‬سنوات‪ ،‬وتنصب احلراسة على ممارسة النشاط الذي‬
‫أدى إىل اجلرمية أو الذي ارتكبت اجلرمية مبناسبته‪.‬‬
‫ج ‪ -‬مسألة تعدد األوصاف‪ :‬يتحقق تعدد األوصاف يف صورة اختالس األموال (أو السندات أو األوراق أو أي حمررات‬
‫أخرى تتضمن التزاما أو إبراء للذمة) أو تبديدها أو احتجازها بدون وجه حق‪ ،‬من قبل الرئيس أو أعضاء جملس اإلدارة أو املديرين‬
‫العامني لبنك أو مؤسسة مالية عمومية‪ .‬و يشكل هذا الفعل من جه ة جنحة اختالس املمتلكات من قبل موظف عمومي و ما يف‬
‫حكمه املنصوص و املعاقب عليها يف املادة ‪ 01‬من قانون الوقاية من الفساد على أساس أن صفة املوظف العمومي تتوفر يف‬
‫مسؤويل البنوك العمومية ابعتبارها مؤسسات عمومية اقتصادية كما تتوفر هذه الصفة يف مسؤويل املؤسسات املالية العمومية‪ .‬و‬
‫يشكل هذا الفعل من جهة أخرى جنحة االختالس أو التبديد أو االحتجاز بدون وجه حق أو االستعمال على حنو غري شرعي‬
‫املنصوص و املعاقب عليها يف املادتني ‪120‬و‪ 122‬من األمر املؤرخ يف‪02 :‬أوت‪ 0222‬املتضمن قانون النقد و القرض ‪.‬‬
‫و يثور التساؤل يف هذه الصورة حول النص الواجب التطبيق‪ .‬األصل أن نتمسك ابلوصف األشد عمال حبكم املادة ‪ 20‬من قانون‬
‫العقوابت و اليت تنص‪ ".‬جيب أن يوصف الفعل الواحد الذي حيتمل عدة أوصاف ابلوصف األشد"‪.‬‬
‫و تطبيقا هلذه القاعدة ختتلف اإلجابة عن التساؤل حول النص الواج ب التطبيق ابختالف قيمة األموال املختلسة أو املبددة أو‬
‫حق‪72.‬‬
‫احملتجزة بدون وجه‬
‫‪-‬المشاركة والشروع‪:‬‬
‫‪1-‬المشاركة‪ :‬أحالت الفقرة األوىل من املادة ‪ 50‬من قانون مكافحة الفساد إىل قانون العقوابت خبصوص املشاركة يف جرائم‬
‫الفساد‪.‬‬
‫ميكن أن نتصور ثالثة احتماالت ‪:73‬‬
‫* ‪ -‬فقد يكون الشريك موظفا أو يف حكمه‪ :‬ففي هذه احلالة تتحقق اجلرمية يف الشريك ويعاقب بذات العقوبة املقررة للفاعل‪.‬‬
‫* ‪ -‬وقد يكون الشريك من عامة الناس ال تتحقق فيه صفة املوظف أو من يف حكمه‪ :‬حنتكم يف هذه احلالة للقواعد العامة‬
‫لالشرتاك‪ ،‬و ابلرجوع إىل املادة‪ 11‬من قان ون العقوابت اليت حتكم املسألة ‪ ،‬جندها تنص على أن يعاقب الشريك يف جناية أو‬
‫جنحة كما هو األمر يف جرمية االختالس ‪ ،‬ابلعقوبة املقررة للجناية أو اجلنحة‪ ،‬ومن مثة تطبق على الشريك العقوبة ذاهتا املقررة‬
‫للفاعل بصرف النظر عن صفة الشريك‪.‬‬
‫* ‪ -‬وقد يكون الفاعل من عامة ال ناس واملوظف أو من يف حكمه شريكا‪ :‬تقضي القواعد العامة لالشرتاك كما سبق ذكره خبضوع‬
‫الشريك و هو املوظف أو من يف حكمه للعقوبة املقررة للفاعل األصلي و يطبق عليه يف هذه احلالة حكم املادة‪210‬مكرر إذا كان‬

‫‪ -72‬للمزيد من املعلومات راجع‪ :‬د‪/‬أحسن بوسقيعة ص‪ 32:‬من مؤلفه‪ ،‬الوجيز يف القانون اجلزائي اخلاص‪ ،‬اجلزء الثاين‪،‬طبعة‪.2010‬‬
‫‪ -73‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.33-34‬‬

‫‪83‬‬
‫املال حمل اجلرمية ماال عاما و يطبق هذا احلكم على املوظف او م ن يف حكمه ابعتباره شريكا حبسب ما إذا كان يعلم أو ال يعلم‬
‫هبذا الظرف املوضوعي ‪ ،‬أي كون حمل اجلرمية ماال عاما‪.‬‬
‫‪2-‬الشروع‪ :‬األصل أنه ال يتصور الشروع يف جرمية االختالس‪ ،‬فإما أن تقع كاملة وإما أن ال تقع‪ ،‬فقد جاء قانون مكافحة‬
‫الفساد حبكم عام تضمنته الفقرة الثانية من املادة ‪ 50‬ينص على معاقبة الشروع يف جرائم الفساد مبثل اجلرمية نفسها ‪.74‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬اختالس الممتلكات في القطاع الخاص‬
‫جاء قانون الوقاية من الفساد ومكافحته حبكم مميز الختالس املمتلكات يف القطاع اخلاص‪ ،‬تضمنته املادة ‪ 11‬منه‪ ،‬على‬
‫ان يكون اجلاين شخصا يدير كياان اتبعا للقطاع اخلاص أو يعمل فيه أبية صفة أن يكون هذا الكيان يزاول نشاطا اقتصاداي أو‬
‫ماليا أو جتاراي و عليه يتعني توافر شرطان‪:‬‬
‫‪ -‬االنتماء إىل كيان و قد عرفت املادة ‪0‬ف ه من قانون الوقاية من الفساد هلذا الكيان‪.‬‬
‫‪ -‬الكيان يزاول نشاطا اقتصاداي أو ماليا أو جتاراي‪.‬‬
‫‪-‬النشاط االقتصادي‪ :‬ويشمل نشاطات اإلنتاج والتوزيع واخلدمات يف جماالت الصناعة والفالحة واخلدمات‪.‬‬
‫‪-‬النشاط التجاري‪ :‬ويقصد به كل عمل جتاري‪ ،‬كما هو معرف يف القانون التجاري و يشمل‪( :‬العمل التجاري حبسب‬
‫املوضوع املادة ‪ 0‬ق ت‪ ،‬العمل التجاري حبسب الشكل املادة ‪ 2‬ق ت ‪ ،‬العمل التجاري ابلتبعية املادة ‪ 1‬ق ت)‪.‬‬
‫‪ -‬النشاط المالي‪ :‬و يقصد هبا العمليات املصرفية و عمليات الصرف و السمسرة و العمليات اخلاصة ابلعمولة و هذه‬
‫العمليات تعد أعماال جتارية حبسب املوضوع مبفهوم املادة ‪ 0‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫سنتناول يف ما أييت أركان هذه اجلرمية مث قمعها يف املطلبني املواليني‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أركان الجريمة‬
‫عدا صفة اجلاين ال ختتلف كثريا أركان اختالس املمتلكات يف القطاع اخلاص عن اختالس املوظف العمومي للممتلكات كما‬
‫سيأيت بيانه يف الفروع املوالية‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬صفة الجاني‬
‫تقتضي املادة ‪ 11‬من قانون مكافحة الفساد أن يكون اجلاين شخصا يدير كياان اتبعا للقطاع اخلاص أو يعمل فيه أبية صفة‪،‬‬
‫وان يكون هذا الكيان يزاول نشاطا اقتصاداي أو ماليا أو جتاراي‪.‬‬
‫وقد عرفت املادة ‪ 0‬الفقرة ‪ 5‬من القانون رقم ‪ 21-22‬املتعلق ابلوقاية من الفساد من مكافحته املقصود ابلكيان كاآليت‪ :‬جمموعة‬
‫من األشخاص الطبيعيني أو االعتباريني املنظمني بغرض بلوغ هدف معني‪.‬‬
‫يتبني من تعريف الكيان‪ ،‬على النحو السابق‪ ،‬أن املادة ‪ 11‬ال تنطبق على الشخص الذي يرتكب جرمية اختالس مبفرده وهو ال‬
‫ينتمي إىل أي كيان وال عالقة له أبي كان‪ ،‬كما ال تنطبق على األشخاص الذين ال ينتمون إىل أي كان ويرتكبون جرمية اختالس‬
‫جمتمعني‪ .‬فمثل هؤالء األشخاص خيضعون للقانون العام وتطبق عليهم العقوابت املقررة يف قانون العقوابت للسرقة وخيانة األمانة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الركن المادي‬
‫ويتحلل الركن املادي يف جرمية اختالس املمتلكات يف القطاع اخلاص إىل ثالثة عناصر وهي‪:‬‬
‫السلوك اجملرم‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫حمل اجلرمية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫عالقة اجلاين مبحل اجلرمية‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪ -74‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.37‬‬

‫‪84‬‬
‫‪1-‬السلوك المجرم‪ :‬حصرته املادة ‪ 11‬من قانون الوقاية من الفساد يف االختالس دون ابقي الصور اليت جرمها املشرع يف‬
‫املادة ‪ 01‬عندما يتعلق األمر ابملوظف العمومي وهي عالوة على االختالس‪ :‬اإلتالف والتبديد واالحتجاز بدون وجه حق‪ ،‬و‬
‫االستعمال على حنو غري شرعي‪.‬‬
‫و يتحقق االختالس على النحو الذي سبق بيانه يف اختالس املمتلكات من قبل املوظف العمومي ‪ ،‬بتحويل األمني حيازة املال‬
‫امل ؤمتن عليه من حيازة وقتية على سبيل األمانة إىل حيازة هنائية على سبيل التمليك و هو بذلك أقرب ما يكون من جرمية خيانة‬
‫األمانة املنصوص عليها يف املادة ‪ 212‬ق ع منه إىل جرمية السرقة املنصوص عليها يف املادة ‪ 252‬ق ع‪.‬‬
‫‪2-‬محل الجريمة‪ :‬تشرتك هذه اجلرمية يف احملل مع جرمي ة اختالس املمتلكات من قبل املوظف العمومي املنصوص عليها يف‬
‫‪75‬‬
‫املادة ‪ 01‬من قانون مكافحة الفساد‪ ،‬ويتمثل يف‪:‬‬
‫املمتلكات أو األموال أو األوراق املالية اخلاصة أو أي أشياء أخرى ذات قيمة‪ ،‬مع التشديد على الطابع اخلاص لألموال حمل‬
‫اجلرمية‪.‬‬
‫‪3-‬عالقة الجاني بمحل الجريمة‪ :‬يشرتط لقيام الركن املادي جلرمية االختالس يف القطاع اخلاص املنصوص عليها يف املادة‬
‫‪ 11‬أن يكون املال حمل اجلرمية قد سلم للجاين حبكم مهامه‪ ،‬أو مبعىن آخر أن تتوافر صلة السببية بني حيازة اجلاين للمال وبني‬
‫وظيفته‪ ،‬على النحو الذي سبق بيانه يف جرمية االختالس املرتكبة من قبل املوظف العمومي املنصوص عليها يف املادة ‪.01‬‬
‫و ما مييز الصورتني هو حصر املادة‪ 11‬االختالس يف املال الذي يعهد به إىل اجلاين حبكم وظيفته‪ ،‬يف حني ميتد االختالس يف‬
‫املادة ‪ 01‬إىل املال الذي يعهد به إىل املوظف العمومي بسبب وظيفته‪.‬‬
‫‪ -4‬مناسبة االختالس‪ :‬تشرتط املادة ‪ 11‬أن يرتكب االختالس أثناء مزاولة نشاط اقتصادي أو مايل أو جتاري يف‬
‫القطاع اخلاص‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الركن المعنوي‬
‫ويتمثل يف التعمد الذي يقتضي توافر القصد اجلنائي على النحو الذي سبق بيانه يف جرمية اختالس املمتلكات من قبل‬
‫الفساد‪76.‬‬
‫املوظف العمومي املنصوص عليها يف املادة ‪ 01‬من قانون مكافحة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬قمع الجريمة‬
‫تعاقب املادة ‪ 11‬على اختالس املمتلكات يف القطاع اخلاص ابحلبس من ستة (‪ ) 2‬أشهر إىل مخس (‪ )5‬سنوات وبغرامة‬
‫مالية من ‪ 52.222‬إىل ‪ 522.222‬دج‪ ،‬وهي عقوبة ملطفة مقارنة مبا هو مقرر للموظف العمومي الذي أييت نفس الفعل‪،‬‬
‫ومقارنة أيضا مبا هو مقرر للسرقة يف قانون العقوابت املعاقب عليها يف املادة ‪ 252‬ابحلبس من سنة إىل ‪ 5‬سنوات‪.‬‬
‫وعدا ذلك‪ ،‬ختضع جرمية اختالس املمتلكات يف القطاع اخلاص جلل األحكام املقررة جلرمية االختالس اليت يرتكبها املوظف‬
‫العمومي‪ ،‬سواء تعلق األمر إبجراءات املتابعة أو ابملسؤولية اجلزائية للشخص املعنوي أو بتطبيق العقوبة‪.‬‬
‫و تطبق على هذه اجلرمية كافة األحكام امل قررة جلرمية االختالس املرتكبة من قبل املوظف العمومي بشأن اإلعفاء من العقوبة‬
‫وختفيضها والعقوابت التكميلية واملصادرة والرد وإبطال العقود واالمتيازات واملشاركة والشروع ‪. 77‬‬

‫‪ -75‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.33-38‬‬


‫‪ -76‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -77‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪85‬‬
‫و خبصوص التقادم‪ ،‬تطبق على اختالس املمتلكات يف القطاع اخلاص ما نصت عليه املادة ‪ 51‬من قانون مكافحة الفساد يف‬
‫فقرتيها األوىل والثانية‪ .‬حيث نصت يف األوىل على عدم تقادم الدعوى العمومية و العقوبة يف جرائم الفساد بوجه عام ‪ ،‬يف حالة‬
‫‪78‬‬
‫ما إذا مت حتويل عائدات اجلرمية اىل اخلارج‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫أما الفقرة الثانية تنص على تطبيق قانون اإلجراءات اجلزائية يف غري ذلك من احلاالت(راجع املادتني‪ 1‬و ‪ 211‬ق إ ج )‪.‬‬
‫خاتمـ ـ ـة‬
‫تناولنا يف هذه املطبوعة البيداغوجية ملادة القانون اجلزائي اخلاص و جرائم الفساد و املتعلقة بطلبة السنة الثالثة ليسانس‬
‫حقوق نظام (ل‪.‬م‪.‬د )‪ ،‬حماضرات حول اجلرائم املاسة ابألشخاص و تلك املاسة ابألموال و هذا هو مضمون اجلرائم اليت تدرس‬
‫عادة يف مقياس القانون اجلزائي اخلاص‪ ،‬مث أضيف هلا جرائم الفساد املنصوص عليها يف القانون رقم‪ 21-22‬املتعلق ابلوقاية من‬
‫الفساد و مكافحته‪ ،‬و الذي صدر سنة‪ 0222‬بعد مصادقة اجلزائر يف سنة‪ 0221‬على االتفاقية األممية ملكافحة الفساد‬
‫لسنة‪ 0222‬و اليت دخلت حيز التنفيذ يف سنة‪ ، 0225‬و ابملوازاة مع هذه التسمية اجلديدة للمقياس وفقا لنظام التدريس اجلديد‪.‬‬
‫و نظرا لكثرة اجلرائم سواء املتعلقة ابألموال أو األشخاص أو الفساد و متاشيا مع احلجم الساعي املخصص هلذه املادة‪ ،‬لذلك جاء‬
‫يف مفرداهتا خالل إعداد عرض التكوين اخلاص هبذا املستوى من الدراسة يف اجلامعة‪ ،‬بضرورة تدريس منوذجا واحدا من كل نوع‬
‫من اجلرائم السالفة الذكر‪.‬‬
‫و عليه و انطالقا مما سبق تناولت يف هذه املطبوعة البيداغوجية هلذه املادة و تقيدا مبفرداهتا‪ ،‬كل من جرمية القتل كنموذج من‬
‫اجلرائم املاسة ابألشخاص‪ ،‬و جرمية السرقة كنموذج من اجلرائم املاسة ابألموال‪ ،‬و جرمية اختالس املمتلكات العمومية كنموذج من‬
‫جرائم الفساد‪ .‬و هذه هي اجلرائم اليت أراها األكثر شيوعا يف اجملتمع‪.‬‬
‫و لقد اعتمدت الكثري من املراجع و املصادر إلعداد هذه املطبوعة البيداغوجية‪ ،‬منها ما هو من داخل اجلزائر و منها ما هو من‬
‫خارجها ممثلة يف كتب و رسائل و أطروحات جامعية و مقاالت و مداخالت ‪...‬إخل‪.‬‬
‫نتمىن يف األخري أن نكون حبول هللا قد سامهنا و لو بقسط قليل يف خلق ثقافة قانونية لدى طالبنا األعزاء‪ ،‬فإن وفقنا فهذا بفضل‬
‫من هللا و إن أخطئنا فمنا و من الشيطان‪.‬‬
‫انتهت املطبوعة‬
‫بفضل من هللا‬

‫‪ -78‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.20‬‬


‫‪ -79‬املادة‪:8‬تتقادم الدعوى العمومية يف م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ واد اجلنح مبرور ثالث سنوات كاملة‪ ،‬و يتبع يف شأن التق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادم االحكام املوضحة يف املادة‪.7‬‬
‫املادة‪: 214‬تتقادم العقوابت الصادرة بقرار أو حكم يتعلق مبوضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع اجلنح بعد مضي مخس سنوات كاملة ابتداء من التاريخ الذي‬
‫يصبح فيه هذا القرار أو احلكم هنائيا‪ .‬غري أنه اذا كانت عقوبة احلبس املقضى هبا تزي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد على اخلمس سنوات فان مدة التقادم تكون‬
‫مساوية هلذه املدة‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫المراجع و المصادر المعتمدة‬

‫‪87‬‬
‫المراجع و المصادر المعتمدة‪:‬‬
‫‪ -‬القرآن الكرمي‬
‫‪ -‬الدستور اجلزائري‬
‫‪ -‬القوانين‪:‬‬
‫‪ - 01‬القانون رقم ‪ 02-10‬املؤرخ يف ‪ 1110/20/11‬املتضمن قان ون احلال ة املدني ة‪ ،‬املع دل و املتمم‬
‫ابلقانون رفم‪ 21-11‬املؤرخ يف ‪ ،0211/21/21‬ج ر العدد ‪ 11‬بتاريخ‪ ،0211/21/02‬و املع دل‬
‫و املتمم ابلقان ون رقم‪ 22-11‬املؤرخ يف‪ ،0211/21/12‬ج ر العدد ‪ 20‬بتاريخ ‪.0211/21/11‬‬
‫‪ - 02‬القانون رقم ‪11-21‬املؤرخ يف ‪ 0221/21/22‬املتضمن القان ون األس اسي للقضاء‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪51‬‬
‫املؤرخة يف‪ 1‬سبتمب ‪.0221‬‬
‫‪ - 05‬القانون ‪ 20/22‬املؤرخ يف‪ ، 0222/20/ 02‬املتضمن مهنة املوثق‪ ،‬ج ر العدد ‪11‬املؤرخة يف ‪ 1‬مارس‬
‫‪.0222‬‬
‫‪ - 04‬القانون رقم‪ 21-22‬املؤرخ يف ‪ 01‬حمرم عام‪ 1101‬املوافق ‪02‬فباير سنة‪ 0222‬و املتعلق ابلوقاي ة من‬
‫الفساد و مكافحته‪ ،‬املعدل و املتمم‪ ،‬ج ر العدد‪ ،11:‬بتاريخ ‪..0222/21/12‬‬
‫‪ - 03‬القانون ‪ 22-22‬املؤرخ يف ‪ 0222/20/02‬املتعلق بتنظي م مهنة احملضر‪ ،‬ج ر الع دد ‪11‬املؤرخة يف‬
‫‪ 1‬مارس ‪.0222‬‬
‫‪- 02‬القانون رقم‪ 02-22‬املؤرخ يف ‪ ،0222/21/01‬املع دل و املتمم لقان ون العقوابت‪ ،‬ج ر الع دد‪11‬‬
‫بتاريخ ‪.0222/21/01‬‬
‫‪ - 07‬القانون رقم‪ 21-21‬املؤرخ يف‪ 0221/0/05‬املعدل و املتمم لقان ون العقوابت‪ ،‬ج ر العدد‪ 15‬بتاريخ‬
‫‪.0221/22/21‬‬
‫‪ - 08‬قانون رقم ‪ 21-11‬م ؤرخ يف ‪ 1‬ربيع الثاين عام ‪ 1125‬املواف ق ‪ 1‬فباير سنة ‪ ،0211‬يع دل ويتمم‬
‫األمر رقم ‪ 152-22‬امل ؤرخ يف ‪ 11‬صفر عام ‪ 1212‬املوافق ‪ 1‬يونيو سنة ‪ 1122‬واملتضمن قان ون‬
‫العقوابت‪ ،‬ج ر العدد ‪ 21‬بتاريح‪.0211/20/12‬‬
‫‪ - 03‬قانون رقم ‪ 01-16‬مؤرخ يف ‪ 26‬مج ادى األوىل ع ام ‪1437‬املوافق‪ 2‬مارس ‪2016‬يتضمن التعدي ل‬
‫الدستوري‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،11‬بتاريخ ‪7‬مارس سنة‪. 2016‬‬
‫‪ - 10‬القانون ‪ 21-12‬املؤرخ يف‪ 0212/21/22‬املتضمن تنظيم مهنة حماف ظ البيع ابملزاي دة‪ ،‬ج ر العدد ‪،12‬‬
‫بتاريخ ‪.0212/21/22‬‬
‫‪ - 11‬القانون رقم ‪ 21-11‬املؤرخ يف ‪ 01‬مارس‪ ، 0211‬املعدل و املتمم لقان ون االجراءات اجلزائي ة‪ ،‬ج ر‬
‫العدد ‪ 02‬بتاريخ‪.0211/22/01‬‬
‫‪ - 12‬القانون رقم‪ 12-11‬املؤرخ يف‪ 0211/10/11‬املعدل و املتمم لقانون االجراءات اجلزائي ة‪ ،‬ج ر العدد‬
‫‪،11‬بتاريخ‪.0211/10/22‬‬

‫األوامر‪:‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ - 01‬األمر رقم‪ 152-22:‬املؤرخ يف‪ 11:‬صفر عام ‪ 1212‬املوافق ‪1‬يونيو ‪ 1122‬املتضمن قان ون العقوابت‬
‫املعدل و املتمم‪.‬‬
‫‪ - 02‬األمر رقم ‪ 12-15‬املؤرخ يف‪ 1115-22-11‬املتضمن تنظي م مهنة املرتجم (الرتمج ان الرمسي)‪ ،‬ج ر‬
‫الع دد‪ 11:‬بتاريخ ‪.1115/22/01‬‬
‫‪ - 05‬األمر رقم ‪ 11-22‬ال مؤرخ يف ‪ 01‬مجادى األوىل ع ام ‪ 1101‬ال موافق‪ 02‬أوت سنة ‪، 0222‬ال متعلق‬
‫ابلنقد والقرض‪ ،‬ال معدل و ال متمم ابألمر ‪ 21-12‬بتاريخ‪02‬اوت‪.0212‬‬
‫‪ - 04‬األم ر رقم ‪ 20-22‬امل ؤرخ يف ‪ 01‬فباير‪ 0222‬املتضمن القان ون األس اسي الع ام للمستخدمني‬
‫العسكريني‪ ،‬ج ر‪ ،‬الع دد ‪، 10‬املؤرخة يف أول مارس ‪.0222‬‬
‫‪ - 03‬األمر رقم‪ 22-21 :‬امل ؤرخ يف‪ 0221/21/00 :‬يع دل ويتمم القان ون رقم‪ 11-21 :‬املؤرخ يف‪:‬‬
‫‪ 0221/21/11‬واملتعلق بتنظيم حرك ة امل رور عب الطرق وسالمتها وأمنها‪ ،‬ج ر الع دد‪ ،15‬بتاريخ‬
‫‪.0221/21/01‬‬
‫‪ -02‬األمر رقم ‪ 25-12‬املؤرخ يف ‪ ،0212/21/ 02‬يتمم و يعدل قان ون الوق اية من الفساد و مكافحته‪،‬‬
‫ج ر العدد ‪ ، 52‬بتاريخ‪ 21‬سبتمب‪.0212‬‬
‫‪ - 07‬األمر رقم‪ 20-15‬املؤرخ يف‪،0215/22/02‬املعدل و املتمم لقانون االجراءات اجلزائي ة‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد‬
‫‪،12‬بتاريخ‪.0215/22/02:‬‬

‫‪ -‬المراسيم‪:‬‬
‫‪ - 01‬املرسوم الرائسي رقم ‪ 101/21‬املؤرخ يف ‪ 0221/21/11‬املتضمن املصادقة على اتفاقية األمم املتحدة‬
‫ملكافحة الفس اد املؤرخة يف‪21‬أكتوبر‪ 0222‬من طرف اجلزائر‪،‬ج ر العدد‪،02:‬بتاريخ ‪05‬افريل‪.0221‬‬
‫ام ‪ 1101‬املوافق‪00‬نوفمب سنة‪.0222‬‬ ‫‪ - 02‬املرسوم الرائسي رقم‪112-22‬املؤرخ يف أول ذي احلج ة ع‬
‫‪ - 05‬املرس وم الرائسي رقم‪ 21-10‬مؤرخ يف‪11‬ربيع األول عام‪ 1122‬املوافق‪1‬فباير سنة ‪ ،0210‬املع دل و‬
‫املتمم للمرسوم الرائسي رقم‪112-22‬املؤرخ يف أول ذي احلج ة ع ام ‪ 1101‬املوافق‪00‬نوفمب ‪.0222‬‬
‫‪ - 04‬مرسوم تنفيذي رقم‪ 211-22‬مؤرخ يف ‪ 25‬اكتوبر‪ ،0222‬يتضمن متدي د االختصاص احمل لي لبعض‬
‫احملاكم و وكالء اجلمهوري ة و قض اة التحقيق‪ ،‬ج ر العدد ‪ ، 22،‬بتاريخ‪.0222/12/21‬‬
‫‪ - 03‬اجمللة القضائية للمحكمة العليا‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬اجلزائر‪.0221 ،‬‬
‫الرسائل و المقاالت المطبوعات الجامعية‪:‬‬
‫‪ - 01‬عبد العزيز مشالل‪ ،‬جرائم امل ال الع ام و طرق محايته يف التشريع اجلزائري و االتفاقيات الدولية ‪ ،‬أطروح ة‬
‫دكتوراه علوم يف احلقوق‪ ،‬ختصص قانون عقوابت و علوم جنائي ة ‪ ،‬جامعة ابتنة‪-1‬احلاج خلضر‪ -‬السنة‬
‫اجلامعية ‪،0211/0211‬اشراف‪:‬أ‪ -‬د‪/‬دراجي عب د القادر‪.‬‬
‫‪ - 02‬بن ملوكة كوثر‪ ،‬جنحة إخفاء األشياء يف القانون اجلنائي لألعم ال‪ ،‬مذكرة ماجستري يف احلقوق‪ ،‬ختصص‬
‫قانون األعم ال املقارن‪ ،‬كلية احلقوق العل وم السياسية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬السنة اجلامعية‪،0212/0210‬‬
‫حتت اشراف‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬العريب شحط عب د القادر‪.‬‬
‫‪ - 05‬شريط كوثر‪ ،‬سرقة املعطيات املعلوماتية‪ ،‬مقال منشور مبجلة العل وم القانونية و السياسية‪ ،‬الع دد‪،12‬‬

‫‪89‬‬
‫ج وان سنة‪ ،0211‬جامعة الوادي ‪.‬‬
‫‪ - 04‬األستاذ‪ /‬طباش عز الدين‪ ،‬حماضرات يف القان ون اجلنائي اخلاص(جرائم ضد االشخاص) ألقيت على طلبة‬
‫املاسرت‪ ،‬كلي ة احلقوق و العلوم اجلنائية‪ ،‬جامعة عبد الرمحان مرية جباية‪ ،‬املوسم اجلامعي‪.0215/0211‬‬
‫‪ - 03‬د‪ /‬يزيد بوحليط‪ ،‬القانون اجلنائي اخلاص و جرائم الفساد‪ ،‬مطبوع ة بيداغوجية هبا حماضرات ألقيت على‬
‫طلبة السنة الثالثة قان ون خاص‪ ،‬كلية احلقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 1‬ماي‪ 1115‬بقامل ة‪ ،‬السنة‬
‫اجلامعية ‪.0211/ 0211‬‬

‫القواميس‪:‬‬
‫‪ - 01‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬اجلزء ‪،25/2‬الرازي‪،‬خمتار الصحاح‪.‬‬
‫‪ - 02‬الزيلعي‪ ،‬تبيني احلقائق‪ ،‬ج ‪ ،011/2‬البابريت‪ ،‬العناية‪ ،‬ابن اهلم ام‪ ،‬فتح القدير‪ ،‬ج‪ ،211/5‬ابن جنيم‪،‬‬
‫البحر الرائق‪،‬ج‪ 22/5‬و غريها‪.‬‬
‫المي‪،‬ج‪،112/1‬حاشية الدسوقي‪،‬ج‪ ،215/1‬منح‬ ‫‪ - 05‬الباجي‪ ،‬املنتقى‪ ،‬شرح املوطأ‪ ،‬دار الكتاب اإلس‬
‫اجللي ل للشيخ عليش‪،‬ج‪ ،012/1‬و غريها‪.‬‬
‫‪ - 04‬الشربيين‪ ،‬مغين احملت اج‪،‬ج‪،115/5‬البجريمي‪ ،‬سليمان بن حمم د‪ ،‬حاشية البجريمي على اخلطيب‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪،‬ج‪.011/1‬‬
‫‪ - 03‬البهويت ‪ ،‬كشاف القناع‪،‬ج‪ ،120/2‬ابن قدامة‪،‬املغين‪،‬ج‪ ،11/1‬احلج اوي ‪ ،‬االقن اع يف فق ه اإلمام‬
‫امحد بن حنبل‪ ،‬املكتبة التجاري ة الكبى‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ج‪.011/1‬‬
‫‪ - 02‬القاموس احمليط‪ :‬للفريوز آابدي‪ ،‬لسان العرب‪ :‬البن منضور‪.‬‬

‫المراجع (الكتب)‪:‬‬
‫‪ - 01‬أبو بكر جاب ر اجلزائري‪ ،‬منهاج املسلم ‪ ،‬دار البعث للطباع ة و النشر ‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة‪.1111‬‬
‫‪ - 02‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة الوجيز يف القانون اجلزائي اخلاص‪ ،‬جرائم املوظفني و جرائم األعم ال و ج رائم التزوير‪،‬‬
‫اجلزء الثاين‪ ،‬دار هومه للطباع ة و النشر و التوزيع‪ ،‬طبعة ‪ ،0221‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪ - 05‬د‪ /‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬ا لتحقيق القضائي‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر و التوزيع‪ ،‬الطبع ة اخلامس ة‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪.0222‬‬
‫‪ - 04‬د ‪ /‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬الوجيز يف القانون اجلزائي اخلاص‪ ،‬جرائم الفساد‪ ،‬جرائم امل ال و األعمال ‪ ،‬ج رائم‬
‫التزوير‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬طبعة ‪،12‬دار هومة ‪،0212 ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪ - 03‬د‪ /‬أكرم نشأت ابراهيم‪ ،‬القواعد العامة يف قانون العقوابت املقارن‪ ،‬الدار اجلامعية‪،‬بريوت‪،‬لبنان‪ ،‬د ت ن‪.‬‬
‫‪ - 02‬د‪ /‬اسحاق ابراهيم منصور‪ ،‬شرح قانون العقوابت اجلزائري‪-‬جنائي خاص‪ -‬د‪ .‬م‪ .‬ج‪.1112 ،‬‬
‫‪ - 07‬د‪ /‬ابسم شيهاب‪ ،‬جرائم املال و الثقة العامة‪ ،‬برييت للنشر ‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬سنة‪.0212‬‬
‫‪ - 08‬أ‪ -‬بن شيخ حلسني‪ ،‬مذكرات يف القانون اجلزائي اخلاص‪ ،‬جرائم ضد االشخاص‪ ،‬جرائ م ضد األم وال‬
‫أعمال تطبيقية‪ ،‬دار هوم ة للطباعة و النشر و التوزيع‪ -‬اجلزائر‪ ،‬ط‪، 2‬سنة‪.0221‬‬

‫‪90‬‬
‫‪ - 03‬جندي عبد املالك‪ ،‬املوسوعة اجلنائية‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ط ‪ ، 0‬دار العلم للجميع‪ ،‬بريوت‪ ،‬د س ن‪.‬‬
‫‪ - 10‬د‪ /‬زعالين عبد اجمليد ‪ ،‬قانون العقوابت اخلاص‪ ،‬اجلرائ م ضد األشخاص و اجلرائ م ضد األم وال‪ ،‬جرائم‬
‫التزوير‪ ،‬دار هومة‪ ،‬بوزريعة اجلزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،0222،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪ - 11‬د‪/‬هنان مليكة ‪،‬جرائم الفساد‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة ‪ ،‬طبعة‪ ،0212‬مصر‪.‬‬
‫‪ - 12‬حسني فرجية‪ ،‬شرح قان ون العقوابت اجلزائري ‪ ،‬جرائم األشخاص ‪ -‬جرائم األم وال ‪ ،‬دي وان املطبوعات‬
‫اجلامعية‪،‬ط‪، 0221 ، 0‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪ - 15‬د‪ /‬حمم ود جنيب حسين‪ ،‬شرح قانون العقوابت‪-‬القسم اخلاص‪ -‬دار النهضة العربي ة‪،‬القاهرة‪،‬سنة ‪.1111‬‬
‫‪ - 14‬د‪ /‬حمم د نعيم ايسني‪ ،‬الوجيز يف الفق ه اجلنائي اإلس المي‪ ،‬مؤسسة االسراء للنشر و التوزيع‪ ،‬ط‪،0‬‬
‫قسنطينة‪ ،‬اجلزائر‪،‬سنة‪.1111‬‬
‫و عامر‪ ،‬قان ون العقوابت‪ -‬القسم الع ام‪ -‬الدار اجلامعية‪ ،‬بريوت سنة‪.1112‬‬ ‫‪ - 13‬د‪ /‬حممد زاكي أب‬
‫‪ - 12‬د‪/‬حممد علي السامل عياد احلليب‪ ،‬اجلرائم الواقعة على األم وال يف القانون املق ارن‪ ،‬الوراق للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫ط‪،0212‬عمان‪ -‬االردن‪.‬‬
‫‪ - 17‬حممد أّمحد غامن‪ ،‬احمل اور القانونية الشرعية لّلرشوة عب الوطنية‪ ،‬دار اجلامع ة اجلدي دة‪ ،‬مصر‪.0221،‬‬
‫‪ - 18‬نبيل صقر‪ ،‬الوسيط يف شرح جرائم األم وال‪ ،‬در اهلدى للطباع ة و النشر و التوزيع عني مليلة‪ ،‬طبعة سنة‬
‫‪.0210‬‬
‫‪ - 13‬د‪ /‬نوري محه سعيد اهلموندي‪ ،‬جرائم األم وال العامة و الوظيفة العام ة يف الشريعة اإلسالمية و القانون‪،‬‬
‫منشورات زين احلقوقية‪ ،‬بريوت ‪.0211‬‬
‫‪ - 20‬د‪ /‬علي عبد الق ادر القهوجي‪ ،‬قانون العقوابت القسم العام‪ ،‬دار الدراسات اجلامعية‪ ،‬بريوت لبنان‪ ،‬سنة‬
‫‪.0222‬‬
‫‪ - 21‬د‪ /‬علي عبد القادر القهوجي‪ ،‬قانون العقوابت ‪ -‬القسم اخلاص‪ -‬جرائم االعتداء على املصلحة العام ة‬
‫و على االنسان و املال‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بريوت ‪ -‬ط‪ ،0‬لبنان ‪.0220 ،‬‬
‫‪ - 22‬عبد الق ادر عودة‪ ،‬التشريع اجلنائي اإلسالمي مقاران ابلقانون الوضعي‪ ،‬مؤسسة الرس الة‪ ،‬ج ‪ ،0‬ط ‪،2‬‬
‫بريوت لبنان‪ ،‬سنة‪.1115‬‬
‫‪ - 25‬أ‪ -‬عبد الرمحان خلفي‪ ،‬حماضرات يف القانون اجلنائي العام‪ ،‬دار اهلدى للطباع ة و النشر و التوزيع‪ ،‬عني‬
‫مليلة اجلزائر‪.0212 ،‬‬
‫‪ -05‬د‪ /‬عبد القادر عدو ‪ ،‬مبادئ قانون العقوابت اجلزائري القسم العام نظرية اجلرمية ‪ -‬نظرية اجل زاء اجلنائي‪،‬‬
‫دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع اجلزائر ‪،‬سنة ‪.0212‬‬
‫‪ -02‬عبد الفتاح مصطفى الصيفي‪ ،‬قانون العقوابت‪ ،‬النظرية العامة‪ ،‬دار اهلدى للمطبوعات‪ ،‬د س ن‪.‬‬
‫‪ -01‬أ‪ -‬عيفة حممد رضا‪ ،‬املواجهة اجلنائية العتداء املوظف الع ام‪ -‬دراسة مق ارنة ‪ -‬يف ضوء اتفاقية األمم‬
‫املتحدة ملكافحة الفساد‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.0221 ،‬‬
‫‪ -01‬عمرو عيسى الفقي‪ ،‬الوجيز يف جرائم القتل العمدي‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪.0221،‬‬
‫‪ -01‬فؤاد ضاهر‪ ،‬جرائم السرقة‪ -‬اغتصاب العقار‪ -‬إس اءة االئتمان‪ -‬االختالس‪ -‬تقليد العالمات الفارق ة يف‬
‫ضوء االجتهاد ‪ ،‬املؤسسة احلديثة للكتاب‪،‬ط‪ ،0222‬لبنان‪.‬‬

‫‪91‬‬
:‫المراجع باللغة االجنبية‬
1 -Levasseur George, Homicide, encyclopédie juridique, Dalloz, répertoire de droit
pénal et procédures pénales, Tome4, Paris, 2003.
2 -Jean Pradel Danti-juan Michel, droit pénal spécial, 2éme édition, Edition Cujas,
Paris.
:‫المواقع االلكترونية‬
1 - Voir// :Wikipédia.
. https://mawdoo3.com ‫ موقع كوم‬-2
. ‫ مجيع احلقوق حمفوظة‬.‫شبكة ابو نواف‬. © 2020 - -5

92

You might also like