You are on page 1of 23

‫الفوج الرابع – الفصل الثاين‬

‫وحدة‪ :‬املهن املرتبطة ابلتوثيق والعقار‬

‫مؤطِّر الوحدة‪ :‬الدكتور عبد هللا بوضاض‬

‫عرض بعنوان‪:‬‬

‫مهنة النِّساخة‬
‫من إعداد‪:‬‬
‫عبد الغفور الماين‬

‫املوسم اجلامعي‪:‬‬
‫‪1443‬هـ ‪2022-2021 /‬م‬
‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬

‫م ـ ـق ــدم ـ ــة‬

‫إن التوثيق على وجه العموم‪ ،‬والتوثيق العديل على وجه اخلصوص كان وال يزال دعامة أساسية‬
‫تصان هبا احلقوق‪ ،‬وحتفظ هبا األماانت‪ ،‬وتعرف هبا حدود كل معاملة على حدة‪ .‬وحني نتحدث عن‬
‫التوثيق العديل؛ فإنه ال بد من احلديث عن مثرته؛ وهي الشهادة العدلية‪.‬‬

‫هذه الشهادة قبل أن تصري وثيقة رمسية‪ ،‬صاحلة لالحتجاج‪ ،‬متر من عدة مراحل‪ ،‬منها‪ :‬التحمل‬
‫واألداء‪ ،‬والتلقي‪ ،‬والتحرير‪ ،‬وصوال يف النهاية إىل مرحلة اخلطاب الذي يضفي عليها صفة الرمسية‪.‬‬

‫ومن بني املراحل اليت تتدرج عليها الوثيقة العدلية؛ مرحلة التضمني‪ .‬وتكمن أمهية هذه املرحلة يف‬
‫كوهنا مرحلة مهمة تدخل يف إطار حفظ الشهادات‪ ،‬وصون احلجج من أجل أن يتم استخراج نسخ‬
‫منها عند احلاجة‪.‬‬

‫ويقوم هبذه املهمة –أعين مهمة التضمني‪ -‬السادة النساخ‪ ،‬وقد صارت من مهامهم‪ ،‬بعدما كانت‬
‫يف السابق من َمهمات السادة العدول‪.‬‬

‫إن السامع إذا طرقت كلمة "النساخة" أذنَه تساءل عن معناها ووزهنا‪.‬‬

‫فالنسخ يف اللغة أييت مبعىن اإلزالة؛ تقول‪ :‬نسخت الشمس الظل؛ إذا أزالته‪ .‬وأييت النسخ كذلك‬
‫مبعىن النقل؛ تقول‪ :‬نسخت الكتاب؛ أي نقلت حمتواه إىل كتاب وحنوه‪.‬‬

‫وهذا املعىن األخري هو الذي نريده؛ لكون النساخ ينقلون الشهادات يف سجالت معدة لذلك‪،‬‬
‫وهو مايعرف عندهم ابلتضمني‪.‬‬

‫وأما وزن كلمة "النِّساخة" فهو فِّعالة بكسر الفاء‪ ،‬وهذا الوزن هو الغالب ‪ -‬يف لغة العرب ‪ -‬على‬
‫وحدادة ِّ‬
‫وخياطة‪ .‬ويف هذا قال ابن مالك رمحه هللا يف المية األفعال‪:‬‬ ‫املهن واحلِّرف؛ فتقول‪ِِّ :‬نارة ِّ‬
‫َ‬
‫"و ِّ‬
‫الفعالة دع حلرفة أو والية وال هتال"‪.‬‬

‫بعد هذا البسط اللغوي نتساءل اآلن من هو الناسخ؟ وما دوره يف تضمني الوثيقة العدلية؟ وماهي‬
‫العراقيل والعقبات اليت تقف أمام هذه املهنة؟ وماهي مطالب النساخ ومقرتحاهتم لتحسني ظروفهم؟ وما‬
‫املصري املتوقع هلذه املهنة؟‬

‫‪-2-‬‬
‫سنحاول بتوفيق من هللا وحسن معونته اإلجابة عن هذه األسئلة‪ ،‬وذلك وفق التصميم اآليت‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬الولوج إىل املهنة والواجبات واحلقوق‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬املراقبة واملعاقبة واملطالب واحللول‪.‬‬

‫‪-3-‬‬
‫املبحث األول‪ :‬الولوج إىل املهنة والواجبات واحلقوق‪.‬‬
‫الناسخ هو شخص ميارس مهامه مبقر احملكمة االبتدائية املعني يف دائرهتا‪ ،1‬وهو اليعترب موظفا‬
‫عموميا حسب مقتضيات الوظيفة العمومية‪ ،‬وابملقابل ال ميارس مهنة حرة ومستقلة‪ ،‬فهو خيضع لرقابة‬
‫القاضي املكلف ابلتوثيق‪ 2.‬فما أصناف النساخ؟ وكيف يلجون إىل املهنة؟‬

‫املطلب األول‪ :‬الولوج إىل املهنة‪.‬‬

‫سنرى يف هذا املطلب إن شاء هللا صنوف النساخ وشروط ولوجهم هلذه املهنة‪ ،‬فإذا توفرت فيهم‬
‫الشروط جاز هلم أن جيتازوا االمتحان‪ ،‬ومن كان منهم انجحا عني انسخا‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬أصناف النساخ وشروط ولوجهم‪.‬‬

‫إن النساخ املمارسني هلذه املهنة أصناف‪ ،‬وتبعا لذلك؛ فإن صنفا منهم ال بد أن تتوفر فيهم‬
‫شروط لولوج هذه املهنة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أصناف النساخ‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫ميارس مهنة النساخة طائفتان من األشخاص‪:‬‬

‫الطائفة األوىل‪ :‬هم املمارسون فعليا للمهنة قبل صدور قانون ‪49.00‬؛ وهم صنفان وردا يف املادة‬
‫‪ 42‬من القانون املنظم ملهنة النساخة‪" :‬يستمر يف ممارسة مهنة النساخة عند نشر هذا القانون‪:‬‬

‫األشخاص الذين يزاولون مهنة النساخة بقرار لوزير العدل‪.‬‬


‫األشخاص غري املعينني بقرار لوزير العدل الذين يزاولون فعليا مهنة النساخة قبل سراين‬
‫العمل هبذا القانون شريطة أن تتوفر فيهم الشروط املنصوص عليها يف املادة الثالثة‬
‫اب ستثناء الشرط املتعلق ابلشهادة العلمية‪ ،‬وتوضع الئحة أبمساء هؤالء األشخاص وتنشر‬
‫ابجلريدة الرمسية بقرار لوزير العدل داخل أجل ستة أشهر من صدور هذا القانون‪".‬‬

‫‪ 1‬املادة الثانية من قانون ‪ 49.00‬املتعلق بتنظيم مهنة النساخة‪ ،‬الصادر يف ‪ 29‬من ربيع األول ‪ 22( 1422‬يونيو‬
‫‪ ،)2001‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 4918‬بتاريخ ‪ 27‬ربيع اآلخر ‪ 19( 1422‬يوليو ‪ ،)2001‬ص‪.1864 :‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 22‬من قانون ‪.49.00‬‬
‫‪ 3‬الدكنور حممد بن الطالب‪ ،‬مباحث يف التوثيق العديل وقواعد اإلثبات يف الفقه اإلسالمي والتشريع املغريب مطبعة‬
‫النجاح اجلديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1441‬ه‪2019-‬م‪ ،‬ص ‪.375‬‬
‫‪-4-‬‬
‫الطائفة الثانية‪ :‬األشخاص الذين يعينون بعد النجاح يف املباراة ابلشروط املنصوص عليها‪.‬‬

‫وهو مايدفعنا للحديث عن شروط الولوج إىل املهنة ابلنسبة هلذه الطائفة األخرية‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬شروط الولوج‪.‬‬

‫يشرتط يف املرتش ملهنة النساخة أن يكون‪:‬‬

‫مسلما مغربيا‪ ،‬مع مراعاة قيود األهلية املشار إليها يف قانون اجلنسية املغربية‪4‬؛‬
‫ابلغا من العمر عشرين سنة ميالدية كاملة على األقل؛‬
‫متمتعا حبقوقه الوطنية‪ ،‬وذا مروءة وسلوك حسن؛‬
‫متوفرا على القدرة املطلوبة ملمارسة املهنة؛‬
‫يف حالة سليمة إزاء اخلدمة العسكرية؛‬
‫حاصال على شهادة السلك األول من اإلجازة من إحدى كليات الشريعة أو اللغة‬
‫العربية أو أصول الدين أو اآلداب – فرع الدراسات اإلسالمية– أو احلقوق‪ ،‬أو شهادة‬
‫معرتف مبعادلتها؛‬
‫غري حمكوم عليه من أجل جناية أو حببس انفذ أو موقوف التنفيذ من أجل جنحة‬
‫ابستثناء اجلن غري العمدية أو بغرامة ولو موقوفة التنفيذ من أجل جنحة تتعلق ابألموال‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االمتحان والتعيني‪.‬‬

‫تنظم للمرتشحني للمهنة الذين يتوفرون على الشروط املنصوص عليها يف املادة الثالثة مباراة‬
‫‪6‬‬
‫لالخنراط يف املهنة‪ ،5‬وتشرف على تنظيمها جلنة حدد تكوينها املرسوم التطبيقي‪.‬‬

‫‪ 4‬ظهري شريف رقم ‪ 1.58.250‬بسن قانون اجلنسية املغربية؛ اجلريدة الرمسية عدد ‪ 2395‬بتاريخ ‪ 4‬ربيع األول‬
‫‪ 19( 1378‬شتنرب ‪ ،)1958‬ص ‪2190‬؛ كما مت تغيريه وتتميمه‪.‬‬
‫جاء يف الفصل ‪ 17‬منه‪" :‬خيضع األجنيب املتجنس طيلة مخس سنوات للقيود يف األهلية اآلتية‪:‬‬
‫أوال – ال جيوز أن تسند إليه وظيفة عمومية أو نيابة انتخابية يشرتط فيمن يقوم هبما التمتع ابجلنسية املغربية؛‬
‫اثنيا – ال جيوز أن يكون انخبا إذا كانت الصفة املغربية شرطا للتسجيل يف اللوائ االنتخابية‪ .‬على أنه جيوز أن يعفى‬
‫من هذه القيود كلها أو بعضها مبقتضى ظهري فيما إذا خولت اجلنسية مبقتضى ظهري أو مبوجب مرسوم يتخذه اجمللس‬
‫الوزاري فيما إذا خولت اجلنسية مبوجب مرسوم‪.‬‬
‫‪-5-‬‬
‫نصت املادة ‪ 3‬من املرسوم التطبيقي السالف الذكر على أن اللجنة املكلفة ابإلشراف على تنظيم‬
‫مباراة ولوج مهنة النساخة تتكون من‪:‬‬
‫‪ -‬قاض من درجة مستشار ابجمللس األعلى ممثال لوزير العدل ورئيسا؛‬
‫‪ -‬رئيس أول حملكمة استئناف؛‬
‫‪ -‬وكيل عام للملك لدى حمكمة استئناف؛‬
‫‪ -‬أربعة قضاة مكلفني ابلتوثيق ال تقل درجتهم عن الثانية؛‬
‫‪ -‬عدل وانسخ‪.‬‬
‫مث يعني الناج يف املباراة انسخا بقرار لوزير العدل‪ ،‬ويؤدي بعد تعيينه وقبل الشروع يف عمله أمام‬
‫احملكمة االبتدائية املعني بدائرة نفوذها اليمني اآلتية‪:‬‬

‫"أقسم ابهلل العظيم أن أؤدي عملي بكل أمانة وإخالص‪ ،‬وأن أحافظ على سر املهنة"‪.‬‬

‫وإذا مل يلتحق مبقر عمله املعني فيه‪ ،‬ومل يدل بعذر مقبول خالل أجل شهرين ابتداء من اتريخ‬
‫‪7‬‬
‫توصله بقرار تعيينه؛ شطب عليه بقرار وزاري‪.‬‬

‫إن الناسخ إذا التحق بعمله جتب عليه يف أداء مهامه واجبات‪ ،‬ويستحق يف املقابل حقوقا‪ .‬وهذا‬
‫موضوع حديثنا يف املطلب اآليت‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الواجبات واحلقوق‪.‬‬

‫ميارس النساخ مهامهم داخل احملاكم الرتباطهم املباشر ابلسجالت؛ وهم يف ممارسة مهامهم عليهم‬
‫واجبات (الفقرة األوىل) وهلم حقوق (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬واجبات النساخ‪.‬‬

‫‪ 5‬املادة ‪ 5‬من قانون ‪.49.00‬‬


‫‪ 6‬املرسوم رقم ‪ 2.01.2825‬صادر يف ‪ 06‬مجادى األوىل ‪ 17( 1423‬يوليوز ‪ )2002‬املتعلق بتطبيق أحكام‬
‫القانون ‪ 49.00‬املتعلق بتنظيم مهنة النساخة‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 5030‬بتاريخ ‪ 06‬مجادى اآلخرة ‪15( 1423‬‬
‫غشت ‪ ،)2002‬ص‪.2335 :‬‬
‫‪ 7‬انظر املواد ‪ 8‬و‪ 9‬و‪ 10‬من قانون ‪.49.00‬‬
‫‪-6-‬‬
‫يتوىل النساخ عدة مهام منها‪ :‬تضمني الشهادات العدلية واستخراج نسخ منها‪ ،‬كما يعهد إليهم‬
‫حبفظ السجالت‪ ،‬وعليهم واجبات أخرى سنراها حبول هللا يف هذه الفقرة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التضمني‪.‬‬

‫جاء يف املادة ‪ 11‬من قانون ‪ 49.00‬ما نصه‪" :‬يعهد إىل الناسخ حتت مسؤوليته مبا يلي‪:‬‬

‫أن يضمن خبط يده ومبداد أسود غري قابل للمحو الشهادة أبكملها طبق أصلها احملرر من طرف‬
‫العدلني بتتابع الشهادات حسب أرقام وتواريخ تضمينها دون انقطاع أو بياض أو إصالح أو إحلاق أو‬
‫تشطيب إال ما اعتذر عنه‪ ،‬أما البشر فيمنع مطلقا"‪.‬‬

‫وتضمني الشهادة العدلية‪ :‬هو نسخ حمتواها من طرف الناسخ أبحد سجالت التضمني‪ .‬وهو‬
‫إجراء يدخل يف إطار حفظ الشهادات وصون احلجج والواثئق من أجل أن يتم استخراج نسخ منها عند‬
‫‪8‬‬
‫احلاجة‪.‬‬

‫وبعبارة أخرى‪ :‬نسخ حمتوى الشهادة العدلية من طرف النساخ أبحد سجالت التضمني بعد‬
‫احلصول على إذن بذلك من القاضي املكلف ابلتوثيق‪ .‬ويتمثل هذا اإلذن عادة يف كتابة كلمة أو إشارة‬
‫‪9‬‬
‫بطرة الرسم‪ ،‬مثل كلمة‪ :‬ينسخ أو يضمن أو توقيع مصغر أو عالمة معلومة‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫وقد مر هذا التضمني بعدة مراحل‪:‬‬

‫املرحلة املشاعة يف التضمني‪ ،‬وفيها تعددت األطراف القائمة ابلتضمني‪ ،‬وقد كانت ما بني‬ ‫‪-1‬‬
‫سنة ‪1914‬م و‪1983‬م‪.‬‬
‫مرحلة النظائر‪ ،‬وكانت ما بني سنة ‪1983‬م و‪ ،1993‬وهي مرحلة كسابقتها متيزت‬ ‫‪-2‬‬
‫بغياب اإلطار القانوين احملدد للجهة اليت تتوىل النظائر وحفظها‪.‬‬
‫الرجوع إىل مرحلة التضمني املشاع ما بني ‪1993‬م و‪2001‬م‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫مرحلة القانون ‪ ، 49.00‬وهذا األخري هو القانون األساسي هليئة النساخ واحملدد‬ ‫‪-4‬‬
‫للمسؤولية‪.‬‬

‫‪ 8‬حممد بن الطالب‪ ،‬ص‪.182 :‬‬


‫‪ 9‬الدكتور عبد الكبري أوبرامي‪ ،‬حماضرات يف فقه الواثئق‪ ،‬ص‪ 159 :‬و‪.160‬‬
‫‪ 10‬حممد بن الطالب‪ ،‬ص‪ 182 :‬و‪.183‬‬
‫‪-7-‬‬
‫وجاء يف الفقرة الثانية من املادة ‪ 11‬من قانون ‪" :49.00‬تضمن الشهادة حسب نوعها خالل‬
‫مثانية أايم من اتريخ تسليمها إىل الناسخ – ما مل ينص على خالف ذلك – بعد مراقبتها من طرف‬
‫القاضي‪ ،‬يف أحد السجالت‪"...‬‬

‫وتضمن الشهادة أبكملها‪ ،‬ويوقع العدالن يف سجالت التضمني أسفل الشهادات اليت تلقياها‬
‫داخل أجل ‪ 20‬يوما من اتريخ تضمينها‪ .‬كما خياطب القاضي يف تلك السجالت داخل أجل شهر من‬
‫‪11‬‬
‫اتريخ التضمني على الشهادات املضمنة هبا‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫فيجب إذن؛ أن تستعمل لتضمني الشهادات العدلية السجالت اآلتية‪:‬‬

‫سجل األمالك العقارية لتضمني الواثئق املتعلقة ابحلقوق العينية العقارية‪ :‬ويعرف عند املمارسني‬ ‫‪-‬‬
‫أيضا ب "السجل األول"‪ ،‬وكما يعرب على ذلك امسه؛ فإن الناسخ إذا كان بصدد تضمني‬
‫شهادة يتعلق موضوعها ابنتقال أو تعديل أو إهناء حق عيين عقاري كالبيع‪ ،‬أو الشراء‪ ،‬أو‬
‫‪13‬‬
‫الصدقة أو اهلبة‪ ...‬فإن حمل تضمينها هو هذا السجل‪.‬‬
‫سجل الرتكات والوصااي‪ :‬وكان يدعى أيضا ابلسجل الثالث‪ ،‬ويضم رسوم اإلراثة والفريضة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪14‬‬
‫وإحصاء مرتوك‪ ،‬والوصية‪ ،‬والرجوع فيها‪ ،‬وكذا التنزيل‪.‬‬
‫سجل خاص بتضمني نصوص عقود الزواج‪ :‬وخيصص هذا السجل لتضمني مجيع عقود‬ ‫‪-‬‬
‫‪15‬‬
‫الزواجات بكل أنواعها‪ ،‬وعقود الرجعة واملراجعة‪.‬‬
‫سجل رسوم الطالق‪ :‬يضمن الناسخ يف هذا السجل كافة أنواع رسوم الطالق بشىت أنواعها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫واليت يتلقاها العدالن سواء كانت طالقا رجعيا أو طالقا خلعيا‪ .‬مع العلم أن هناك طالقات مل‬
‫تعد احلاجة ماسة إىل توقيع العدلني هلا‪ ،‬وعلى رأسها التطليق للشقاق الذي أصب يتصدر كافة‬
‫‪16‬‬
‫أنواع الفرقة الزوجية ابملغرب‪.‬‬

‫‪ 11‬املادة ‪ 32‬من املرسوم رقم ‪ 2.08.378‬صادر يف ‪ 28‬شوال ‪ 28( 1429‬أكتوبر ‪ )2008‬املتعلق بتطبيق‬
‫أحكام القانون ‪ 16.03‬املتعلق خبطة العدالة‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 5687‬بتاريخ ‪ 2‬ذو احلجة ‪( 1429‬فات دجنرب‬
‫‪ ،)2008‬ص‪.4403 :‬‬
‫‪ 12‬انظر املادة ‪ 31‬من املرسوم التطبيقي خلطة العدالة‪.‬‬
‫‪ 13‬حممد بن الطالب‪ ،‬ص‪.185 :‬‬
‫‪ 14‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫‪ 15‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫‪ 16‬الدكتور عمر بوكطي‪ ،‬حماضرات يف التوثيق العديل‪.‬‬
‫‪-8-‬‬
‫‪ -‬سجل ابقي الواثئق (سجل املختلفة)‪ :‬كان يدعى أيضا السجل الثاين؛ وهو سجل ميكن القول‬
‫إنه املكان احلر الذي ال حصر ألنواع الشهادات اليت يتضمنها مادامت املعامالت ال حصر هلا‪،‬‬
‫‪17‬‬
‫أي أن كل شهادة ال تندرج يف إطار أحد السجالت األربعة أعاله فمكاهنا هو هذا السجل‪.‬‬

‫املالحظ أن املشرع حدد عدد السجالت املمسوكة وأمساءها؛ لكنه مل حيدد أنواع الرسوم اليت جيب‬
‫أن تضمن فيها‪ ،‬وهذا الفراغ خلق نوعا من عدم التوحيد بني احملاكم خبصوص تضمني بعض الشهادات‪،‬‬
‫فمثال امللحقات اإلصالحية أو االستدراكات‪ ،‬هناك من يدرجها يف سجالت املختلفة‪ ،‬وهناك من‬
‫يدرجها حبسب األصل امللحق به؛ أي يضمن مثال ملحق زواج يف سجل الزواج‪ ،‬وملحق شراء يف سجل‬
‫العقار وهكذا‪ ،‬وهذا األمر ليس فيه مشكل من انحية القيمة القانونية للوثيقة؛ لكنه خيلق نوعا من‬
‫‪18‬‬
‫االرتباك وعدم التنظيم بعد مرور الزمن خبصوص البحث عن هذا الرسم حالة ضياعه‪.‬‬

‫كما أنه يف بعض أقسام التوثيق يتم تصنيف السجالت املذكورة حسب الدائرة اليت يشتغل هبا‬
‫العدول‪ ،‬حيث يشار مثال إىل سجل الطالق توثيق كذا‪ .‬فبقسم قضاء األسرة بورزازات ِند السجالت‬
‫مقسمة حسب الدائرة احملدث هبا املكتب العديل كتوثيق ورزازات ابلنسبة للعدول احملدث مكتبهم مبدينة‬
‫‪19‬‬
‫ورزازات‪ ،‬وتوثيق اتزانخت ابلنسبة للعدول احملدث مكتبهم جبماعة اتزانخت‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫وحتدد كما يلي مناذج سجالت تضمني الشهادات العدلية املنصوص عليها يف املادة ‪ 31‬من‬
‫املرسوم رقم ‪:2.08.378‬‬
‫جيب أن يكون طول كل سجل من السجالت املذكورة أربعة وثالثني (‪ )34‬سنتيمرتا وعرضه مثانية‬
‫وعشرين (‪ )28‬سنتيمرتا‪ ،‬وأن يبلغ عدد صفحاته مخسمائة (‪ ،)500‬حتمل أرقاما متتابعة‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫تشتمل كل صفحة على األضالع التالية‪:‬‬

‫‪ 17‬حممد بن الطالب‪ ،‬ص‪.185 :‬‬


‫‪ 18‬عمر بوكطي‪.‬‬
‫‪ 19‬األستاذ حلسن اكدرو‪ ،‬املعني يف التوثيق العديل وفق أحكام الفقه ومقتضيات القانون وعمل القضاء‪ ،‬مطبعة األمنية‬
‫الرابط‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2021‬ص‪.265 :‬‬
‫‪ 20‬انظر املادة ‪ 1‬من قرار لوزير العدل رقم ‪ 979.09‬صادر يف ‪ 12‬من ربيع اآلخر ‪ 8( 1430‬أبريل ‪)2009‬‬
‫بتحديد مناذج سجالت تضمني الشهادات العدلية‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 5729‬بتاريخ فات مجادى األوىل ‪1430‬‬
‫(‪.)2009/04/27‬‬

‫‪-9-‬‬
‫‪ .1‬العدد املتتابع‪ :‬وهي اخلانة األوىل وتكون خمصصة لرتقيم كل شهادة على حدة بشكل‬
‫‪21‬‬
‫تسلسلي الواحدة تلو األخرى‪.‬‬
‫‪ .2‬نوع الشهادة‪ :‬يكتب الناسخ يف هذه اخلانة اسم اإلشهاد أو العقد الذي سيضمنه‪ ،‬وهذا‬
‫االسم يكون العدل قد حدده مسبقا كعنوان ملضمون الشهادة‪ ،‬ويكون هذا العنوان عادة كفيال‬
‫جبعل الناسخ يدرك نوع السجل الذي جيب أن يضمن فيه الشهادة‪ .‬فمثال عندما يكون الناسخ‬
‫بصدد تضمني عقد زواج‪ ،‬فإهنا تكون معنونة من قبل العدل ب "عقد زواج" أو "نكاح"‪...‬‬
‫‪22‬‬
‫وتضمينها يكون بسجل عقود الزواج‪.‬‬
‫‪ .3‬اتريخ التضمني‪ :‬يكتب النساخ يف هذه اخلانة اتريخ تضمينه هلذا الرسم‪ ،‬ويستحسن أن‬
‫يكون ابهلجري وما يوافقه ابمليالدي على غرار اتريخ التلقي‪ .‬ولإلشارة فإنه قبل صدور هذا‬
‫القرار كانت سجالت التضمني حتوي اترخيي التلقي والتحرير‪ ،‬وكان الناسخ جمربا على استخراج‬
‫تلك التواريخ من الرسم قيد التضمني‪ ،‬وكتابة كل منهما يف الضلع املخصص له‪ .‬وهذه‬
‫السجالت ما زال العمل ساراي هبا حىت اآلن يف عدد كبري من احملاكم على الرغم من صدور‬
‫‪23‬‬
‫القرار بتاريخ ‪ 8‬أبريل ‪.2009‬‬
‫‪ .4‬مراجع التسجيل ابلنسبة إىل السجالت اليت تضمن فيها الشهادات اخلاضعة للتسجيل‪ :‬من‬
‫املعلوم أن املشرع املغريب يفرض تسجيل بعض الرسوم لدى إدارة التسجيل بعد أن تستخلص‬
‫منها هذه األخرية واجبات التسجيل؛ كعقد البيع مثال‪ .‬وهذه الشهادات تعطى هلا بعد‬
‫تسجيلها أرقاما مصحوبة حبروف تشكل مراجع وعنوان تسجيل كل رسم‪ .‬وقد ألزم املشرع‬
‫الناسخ أبن يدون تلك املراجع يف خانة خاصة بسجل تضمني تلك الشهادة‪.‬‬
‫‪ .5‬نص الشهادة‪ :‬يكتب الناسخ بيده الشهادة احملررة من طرف العدلني من أوهلا إىل آخرها‬
‫حرفا حرفا من غري زايدة وال نقصان‪ ،‬خبط واض ومبداد أسود غري قابل للمحو دون انقطاع أو‬
‫بياض أو إصالح أو إحلاق أو تشطيب‪ ،‬إال ما اعتذر عنه‪ ،‬أما البشر فيمنع مطلقا‪ ،‬وعادة ما‬
‫يتم االعتذار ب "بل" عندما يقع الناسخ يف خطإ بسيط ‪ ،‬وهو ما زال يتابع تضمني تلك‬
‫الوثيقة‪ ،‬كأن يكتب‪..." :‬تزوج على بركة هللا حممد" فأدرك حينها أنه أخطأ فبدل أن يكتب‬
‫أمحد كتب حممد يستدرك األمر حينها "تزوج على بركة هللا حممد بل أمحد" ويتابع التضمني‪.‬‬

‫‪ 21‬حممد بن الطالب‪ ،‬ص‪.185 :‬‬


‫‪ 22‬حممد بن الطالب‪ ،‬ص‪ 185 :‬و‪.186‬‬
‫‪ 23‬عمر بوكطي‪.‬‬
‫‪-10-‬‬
‫وبعد إ هنائه التضمني يوقع العدالن معا يف اخلتام بعد مراجعة مضمون الوثيقة‪ ،‬كما يوقع الناسخ‬
‫عقب امسه يف الطرة؛ أي أنه يضع امسه يف خانة املالحظات على يسار نص الشهادة‪ ،‬أو أسفل‬
‫‪24‬‬
‫اتريخ التضمني‪ ،‬أي على ميني نص الشهادة‪ ،‬ويردفه بتوقيعه اخلاص به‪.‬‬
‫‪ .6‬مالحظات‪ :‬هذه اخلانة عادة ماتبقى احتياطية لكل طارئ‪ ،‬فمثال قد يضمن الناسخ شهادة‬
‫زواج يف سجل غري خمصص لذلك كسجل الطالق مثال‪ ،‬فإنه يعتذر على هذا التضمني‬
‫اخلاطئ يف خانة املالحظات‪ ،‬ويعيد تضمينه يف السجل املخصص له‪ ،‬بكل شروط التضمني‬
‫وحيثياته‪ .‬وهذا اخلطأ ال يرتتب عليه البطالن وال أثر له يف صحة الوثيقة؛ ألن األمر يتعلق‬
‫‪25‬‬
‫مبسألة تنظيمية يظهر أثرها عند استخراج النسخ من سجالت التضمني ملن له احلق فيها‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة هنا إىل أن املعطيات اليت تتعلق بتضمني الشهادة تسمى مراجع الشهادة وجيب أن‬
‫تكتب أيضا يف طرة الشهادة أو يف أعالها‪ ،‬وهي مبثابة عنوان يسهل الرجوع إىل هذا التضمني مرة‬
‫أخرى‪.‬وهذه املراجع تتكون أساسا من العدد املتتابع إضافة إىل الصفحة ابلنسبة للسجل واليت تكون‬
‫‪26‬‬
‫مرقمة من ذي قبل‪ ،‬ونوع السجل ورقمه الرتتييب مث اتريخ التضمني‪.‬‬
‫ومما جتدر اإلشارة إليه يف هذا الباب أن الناسخ ال ميكنه أن يشرع يف عملية تضمني الشهادات‬
‫احملررة من قبل العدلني إال بعد مراقبتها من طرف القاضي املكلف ابلتوثيق‪ ،‬وأتكده من استيفائها لكافة‬
‫الشروط القانونية‪ ،‬وقد درج أغلب القضاة املكلفني ابلتوثيق على وضع كلمة "يضمن" يف هامش احملرر‬
‫العديل‪ ،‬كدليل على أنه راقب الوثيقة وأجاز تضمينها‪ ،‬وهناك من يستعمل أي إشارة أخرى كتاريخ‬
‫التأشري مثال أو رقما أو غري ذلك‪ ،‬غري أن هناك من القضاة وأمام كثرة األشغال من يفضل التوقيع مباشرة‬
‫‪27‬‬
‫وتكليف الناسخ أبن ال يسلم الرسم للعدل إال بعد تضمينه‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬استخراج النسخ‪.‬‬
‫جاء يف الفقرة األخرية من املادة ‪ 11‬من القانون املنظم ملهنة النساخة‪" :‬أن يستخرج من‬
‫السجالت املذكورة نسخ الشهادات املضمنة واملخاطب عليها"‪.‬‬

‫‪ 24‬حممد بن الطالب‪ ،‬ص‪.186 :‬‬


‫‪ 25‬حلسن اكدرو‪ ،‬ص‪ 265 :‬و‪.266‬‬
‫‪ 26‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫‪ 27‬عمر بوكطي‪.‬‬
‫‪-11-‬‬
‫وبناء على هذه املادة فإن الناسخ يقوم ابستخراج نسخ الشهادات ملن طلبها؛ وطالبوها على‬
‫ضربني‪:‬‬

‫أصحاب الشهادات أو ذوو احلقوق؛ فهؤالء تسلم هلم هذه النسخ بناء على طلب كتايب يؤشر‬
‫عليه القاضي املكلف ابلتوثيق‪.‬‬
‫األغيار؛ وهم ماعدا املذكورين أعاله‪ ،‬وتسلم هلم هذه النسخ بناء على أمر كتايب معلل يصدره‬
‫‪28‬‬
‫قاضي التوثيق‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬حفظ السجالت‪.‬‬

‫حيافظ الناسخ حتت مسؤوليته على سجالت التضمني أثناء استعماله هلا‪ ،29‬ويقدمها للعدول‬
‫للتوقيع على ما ضمن فيها‪ ،‬وللقاضي من أجل مراقبتها واخلطاب عليها بعد توقيع العدلني أسفل‬
‫‪30‬‬
‫شهادهتما‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التقيد أثناء القيام بعمله أبوقات العمل اإلدارية‪ ،‬وال جيوز له أن يتغيب عن عمله إال‬
‫‪31‬‬
‫إبذن من قاضي التوثيق‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬التزامه بعدم ممارسة أية وظيفة أو مهمة عمومية‪ ،‬ابإلضافة إىل كل نشاط جتاري أو‬
‫معترب جتاري مبقتضى القانون‪ ،‬وكذلك كل عمل يؤدى عنه أجر ابستثناء املهام الدينية والنشاطات‬
‫‪32‬‬
‫العلمية واألدبية والفنية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حقوق النساخ‪.‬‬

‫كما جتب على الناسخ واجبات؛ فإن له حقوقا يستحقها كاحلق يف األجرة واحلق يف االنتقال‪ ،‬إىل‬
‫غري ذلك من احلقوق اليت سنراها يف هذه الفقرة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األجرة‪.‬‬

‫‪ 28‬املادة ‪ 12‬من قانون ‪.49.00‬‬


‫‪ 29‬املادة ‪ 17‬من قانون ‪.49.00‬‬
‫‪ 30‬مذكرات يف التوثيق العديل‪ ،‬منشور للمنصة القانونية‪ ،‬ص‪.26 :‬‬
‫‪ 31‬املادة ‪ 18‬من قانون ‪.49.00‬‬
‫‪ 32‬املادة ‪ 4‬من قانون ‪.49.00‬‬
‫‪-12-‬‬
‫إن الناسخ يتلقى أجرة تضمني الشهادة من العدلني املتلقيني هلا فور تضمينها‪ ،33‬ويتلقى أجرة‬
‫استخراج نسخ الرسوم والبحث عنها يف السجالت من طالب النسخة‪ .34‬وأما تضمني شهادات اعتناق‬
‫اإلسالم‪ ،‬ومراقبة األهلة‪ ،‬وشهادات زواج املعسرين؛ فإهنا تقع جماان‪ .‬وكذلك تستخرج ابجملان ‪-‬لغرض‬
‫‪35‬‬
‫إداري‪ -‬نسخ الشهادات اليت تطلبها اإلدارات العمومية‪.‬‬

‫وقد حدد قرار وزير العدل‪ 36‬رقم ‪ 19.3064‬الصادر يف ‪ 26‬دجنرب ‪ 2019‬تعريفة أجرة‬
‫تضمني الشهادات واستخراج نسخها كما هو مبني يف اجلدول أسفله‪:‬‬

‫النسخ‬ ‫التضمني‬ ‫الشهادات‬


‫‪ 350‬درمها‬ ‫‪ 80‬درمها‬ ‫قسمة "خمارجة"‬
‫‪ 350‬درمها‬ ‫‪ 80‬درمها‬ ‫ملكية‬
‫‪ 350‬درمها‬ ‫‪ 80‬درمها‬ ‫بيع‬
‫‪ 350‬درمها‬ ‫‪ 80‬درمها‬ ‫إحصاء تركة‬
‫‪ 350‬درمها‬ ‫‪ 80‬درمها‬ ‫حماسبة‬
‫‪ 300‬درمها‬ ‫‪ 80‬درمها‬ ‫األحوال األخرى‬
‫كما نص القرار نفسه على أنه تضاف ‪ 30‬درمها عن كل صفحة غري األوىل من صفحات الرسم‬
‫املقدم للخطاب‪ ،‬كما تؤدى ‪ 30‬درمها مقابل البحث يف كل سجل من سجالت التضمني‪.‬‬

‫اثنيا‪:‬االنتقال‪.‬‬

‫ميكن نقل الناسخ بقرار لوزير العدل‪ ،‬استجابة لطلبه؛ وفقا للمادة ‪ 19‬من القانون املنظم للمهنة‪.‬‬
‫وعلى قاضي التوثيق أن حييل امللف اإلداري للناسخ مبقتضى كتاب إىل قاضي التوثيق بقسم قضاء األسرة‬
‫‪37‬‬
‫الذي انتقل إليه الناسخ‪.‬‬

‫‪ 33‬املادة ‪ 8‬من املرسوم التطبيقي‪.‬‬


‫‪ 34‬املادة ‪ 9‬من نفس املرسوم‪.‬‬
‫‪ 35‬املادة ‪ 16‬من قانون ‪.49.00‬‬
‫‪ 36‬قرار وزير العدل رقم ‪ 19.3064‬صادر يف ‪ 26‬دجنرب ‪ 2019‬بتغيري قرار وزير العدل رقم ‪ 16.2994‬الصادر‬
‫يف ‪ 15‬يونيو ‪ 2017‬حتدد مبوجبه تعريفة أجرة تضمني الشهادات واستخراج نسخها ‪ ،‬اجلريدة الرمسية بتاريخ ‪30‬‬
‫يناير ‪ ،2020‬عدد ‪ ،6852‬ص‪.455 :‬‬
‫‪ 37‬حلسن اكدرو‪ ،‬ص‪.265 :‬‬
‫‪-13-‬‬
‫اثلثا‪ :‬االستقالة‪.‬‬

‫ميكن للناسخ تقدمي طلب استقالته‪ ،‬وال يتوقف عن ممارسة عمله إال بعد قبول هذه االستقالة بقرار‬
‫لوزير العدل؛ وفقا للمادة ‪ 21‬من القانون املنظم للمهنة‪.‬‬

‫بعد أن تطرقنا يف املبحث األول لبيان أصناف النساخ وكيفية ولوجهم للمهنة‪ ،‬وكذا بيان واجباهتم‬
‫وحقوقهم‪ ،‬سنتناول يف املبحث األخري الرقابة املفروضة عليهم‪ ،‬واجلزاءات اليت تقع عليهم حال تقصريهم‬
‫وإخالهلم بواجب من واجباهتم‪ ،‬مث نعرج بعد ذلك على تشخيص وضعيتهم‪ ،‬وكذا مطالبهم واحللول‬
‫املقرتحة لتحسني وضعهم‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬املراقبة واملعاقبة واملطالب واحللول‪.‬‬


‫خيضع الناسخ يف أداء مهامه ملراقبة قاضي التوثيق‪ ،‬وإذا أخل بواجباته أو قصر يف عمله أمكنت‬
‫معاقبته (املطلب األول)‪ ،‬مث هو يف أداء مهامه تواجهه مشاكل وصعوابت؛ لذلك يطالب مبطالب‬
‫لتحسني وضعه‪ ،‬ويقرتح حلوال تعني على ذلك (املطلب الثاين)‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬املراقبة واملعاقبة‪.‬‬

‫كما قدمنا فالناسخ خيضع يف مباشرة مهامه للرقابة (الفقرة األوىل)‪ ،‬هذه الرقابة قد تفضي إىل‬
‫معاقبته يف حال ثبوت إخالله أو تقصريه (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬املراقبة‪.‬‬

‫خيضع الناسخ ‪-‬وفقا للمادتني ‪ 22‬و‪ 23‬من القانون املنظم للمهنة‪ -‬يف مزاولة عمله ملراقبة‬
‫القاضي املكلف ابلتوثيق‪ ،‬وتشمل هذه املراقبة‪:‬‬

‫كيفية تضمني الناسخ للشهادات يف السجالت؛‬


‫كيفية استخراجه نسخ الشهادات؛‬
‫تصرفاته أثناء قيامه بعمله‪.‬‬

‫‪-14-‬‬
‫كما يقوم قاضي التوثيق مبسك امللف اإلداري للنساخ الذي يتضمن قرار التعيني‪ ،‬ونسخة مطابقة‬
‫‪38‬‬
‫لألصل من حمضر أداء اليمني‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬املعاقبة‪.‬‬

‫إن الناسخ إذا أخل بواجباته املهنية‪ ،‬أو ارتكب خمالفة ألحكام النصوص التشريعية أو التنظيمية‬
‫املتعلقة ابملهنة‪ ،‬أو ارتكب أفعاال يعاقب عليها يف القانون اجلنائي؛ أمكنت معاقتبه أتديبيا أو زجراي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التأديب‪.‬‬

‫بصرف ا لنظر عن املتابعات الزجرية‪ ،‬ميكن إجراء املتابعات وإصدار العقوابت التأديبية يف حق أي‬
‫انسخ ارتكب خمالفة ألحكام النصوص التشريعية أو التنظيمية املتعلقة ابملهنة‪ ،‬أو أخل بواجباته املهنية‪،‬‬
‫‪39‬‬
‫أو ارتكب أفعاال منافية للشرف أو النزاهة أو األخالق؛‬

‫هذه املتابعات التأديبية ال تقسط بقبول استقالته‪ .40‬وحييل القاضي املكلف ابلتوثيق؛ الشكاايت‬
‫واألحباث املتعلقة ابإلخالالت على وكيل امللك لدى احملكمة االبتدائية اليت يعمل الناسخ بدائرة‬
‫اختصاصها‪ ،‬مرفقة بوثيقة تتضمن وجهة نظره يف املوضوع‪ 41.‬وإذا قرر وكيل امللك املتابعة رفع األمر إىل‬
‫احملكمة االبتدائية اليت تبت يف املتابعة التأديبية يف غرفة املشورة‪ 42،‬وتستدعي الناسخ بواسطة رسالة‬
‫مضمونة مع اإلشعار ابلتوصل أو عن طريق النيابة العامة قبل مخسة عشر يوما من اتريخ اجللسة‪،‬‬
‫لالستماع إليه حول موضوع املتابعة‪ ،43‬مث بعد ذلك يبلغ احلكم الصادر عن احملكمة إىل الناسخ املعين‬
‫شعر به وزير العدل والقاضي املكلف‬ ‫ابألمر‪ ،‬داخل أجل عشرة أايم من اتريخ النطق به‪ ،‬كما ي َ‬
‫ابلتوثيق‪ 44.‬ويف حال ثبوت األفعال أو اإلخالالت ضد الناسخ؛ فإنه يعاقب أبحد العقوابت اآلتية‪:‬‬
‫‪45‬‬
‫اإلنذار أو التوبيخ أو املنع املؤقت من العمل ملدة ال تتجاوز سنة‪ ،‬مث العزل‪.‬‬

‫‪ 38‬حلسن اكدرو‪ ،‬ص‪.264 :‬‬


‫‪ 39‬املادة ‪ 24‬من قانون ‪.49.00‬‬
‫‪ 40‬املادة ‪ 26‬من قانون ‪.49.00‬‬
‫‪ 41‬املادة ‪ 28‬من قانون ‪.49.00‬‬
‫‪ 42‬املادة ‪ 29‬و‪ 30‬من قانون ‪.49.00‬‬
‫‪ 43‬الفقرة األوىل من املادة ‪ 32‬من قانون ‪.49.00‬‬
‫‪ 44‬املادة ‪ 33‬من قانون ‪.49.00‬‬
‫‪ 45‬املادة ‪ 31‬من قانون ‪.49.00‬‬
‫‪-15-‬‬
‫وحيق لكل من الناسخ ووكيل امللك الطعن ابالستئناف يف احلكم الصادر بشأن املتابعة التأديبية‪،‬‬
‫داخل أجل مخسة عشر يوما من اتريخ التبليغ‪ ،‬وال يرتتب على االستئناف إيقاف التنفيذ‪ .‬وتتوىل حمكمة‬
‫االستئناف البت يف غرفة املشورة‪ ،‬مث إن قرارها االستئنايف الصادر يف شأن املتابعة التأديبية ال يقبل إال‬
‫الطعن ابلنقض‪ ،‬كما ميكن لوكيل امللك يف حالة املتابعة التأديبية أو الزجرية املقامة ضد الناسخ؛ أن أيمر‬ ‫َ‬
‫إبيقافه مؤقتا عن العمل‪ ،‬خالل مدة جراين املسطرة‪ .‬ويتعني على الناسخ الذي أوقف أو أعفي من‬
‫مهامه‪ ،‬أو صدرت يف حقه عقوبة العزل أو املنع املؤقت؛ أن يكف عن مزاولة عمله مبجرد تبليغ احلكم‬
‫‪46‬‬
‫أو القرار إليه‪ .‬ويتوىل وكيل امللك لدى احملكمة االبتدائية تنفيذ العقوبة التأديبية‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬الزجر‪.‬‬

‫يعاقب ابلعقوابت املنصوص عليها يف الفصل ‪ 381‬من جمموعة القانون اجلنائي‪ ،47‬كل شخص‬
‫نسب لنفسه عالنية من غري حق صفة انسخ أو انتحلها أو استعمل أي وسيلة ليوهم الغري أنه يزاول‬
‫‪48‬‬
‫مهنة النساخة‪ ،‬أو أنه مستمر يف مزاولتها‪ ،‬أو أنه مأذون له فيها‪.‬‬

‫يعاقب كل شخص قام بسمسرة الزبناء أو جلبهم بشهر واحد إىل شهرين حبسا وبغرامة من‬
‫مائتني إىل ألف درهم أو إبحدى هاتني العقوبتني‪ .‬كما يعاقب بنفس العقوابت كل انسخ ثبت أنه‬
‫ارتكب األفعال املذكورة بصفته فاعال أصليا أو مشاركا‪ ،‬وذلك بصرف النظر عن العقوابت التأديبية اليت‬
‫‪49‬‬
‫ميكن أن يتعرض هلا‪.‬‬

‫‪ 46‬انظر املواد من ‪ 34‬إىل ‪ 39‬من قانون ‪.49.00‬‬


‫‪ 47‬الفصل ‪ 381‬من الظهري الشريف رقم ‪ 1.59.413‬الصادر يف ‪ 28‬مجادى الثانية ‪ 26( 1382‬نونرب ‪)1962‬‬
‫ابملصادقة على جمموعة القانون اجلنائي‪ ،‬كما مت تغيريه وتتميمه؛ اجلريدة الرمسية عدد ‪ 2640‬مكرر بتاريخ ‪ 12‬حمرم‬
‫‪ 5( 1383‬يونيو ‪ ،)1963‬ص ‪.1253‬‬
‫الفصل ‪381‬‬
‫"من استعمل أو ادعى لقبا متعلقا مبهنة نظمها القانون‪ ،‬أو شهادة رمسية أو صفة حددت السلطة العامة شروط‬
‫اكتساهبا‪ ،‬دون أن يستويف الشروط الالزمة حلمل ذلك اللقب أو تلك الشهادة أو تلك الصفة‪ ،‬يعاقب ابحلبس من‬
‫ثالثة أشهر إىل سنتني وغرامة من مائتني إىل مخسة آالف درهم‪ ،‬أو إبحدى هاتني العقوبتني فقط‪ ،‬ما مل يوجد نص‬
‫خاص يقرر عقوبة أشد"‪.‬‬
‫‪ 48‬املادة ‪ 40‬من قانون ‪.49.00‬‬
‫‪ 49‬املادة ‪ 41‬من قانون ‪.49.00‬‬
‫‪-16-‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تشخيص وضعية املهنة واملطالب واحللول‪.‬‬
‫سنحاول يف هذا املطلب أن نبني بعض املشاكل والصعوابت اليت تعاين منها مهنة النساخة‪ ،‬يف‬
‫حماولة لتشخيص وضعية املهنة (الفقرة األوىل) وذلك متهيدا لذكر بعض ما يطالبون به إلصالح‬
‫وضعيتهم‪ ،‬وبعض احللول املقرتحة لذلك (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬تشخيص وضعية املهنة‪.‬‬
‫إن النساخ يف ممارسة مهامهم يواجهون مشاكل وعقبات؛ فمن املشاكل اليت تنقص جودة عمل‬
‫النساخ‪:‬‬
‫‪ -‬توتر العالقة بني السادة العدول والسادة النساخ بسبب تكرر إضراابت النساخ ومعارضة العدول‬
‫هلا‪.‬‬
‫‪ -‬مطالبة النساخ للعدول بدفع أجرة نسخ العقود كاملة‪ .‬كما يَعترب جل العدول أن الن َسخ‬
‫أصبحت مصدرا لإلثراء بال سبب ابلنسبة لبعض النساخ يف أغلب احملاكم؛ ألن هؤالء النساخ‬
‫–حسب رأي هؤالء العدول‪ -‬يستحوذون على مداخيل النسخ‪ ،‬دون االلتفات إىل مقتضيات‬
‫الفقرة األخرية من املادة ‪ 9‬من املرسوم التطبيقي للقانون رقم ‪ 49.00‬املتعلق بتنظيم مهنة‬
‫النساخة اليت تنص على أن أجرة استخراج نسخ الرسوم تقسم ثالثة أقسام ابلتساوي بني‬
‫‪50‬‬
‫الناسخ والعدلني‪.‬‬
‫‪ -‬األسلوب التقليدي لعمل النساخ‪ ،‬ورداءة بعض اخلطوط اليدوية‪.‬‬
‫‪ -‬مواجهة مصري جمهول أمام اسرتاتيجية رقمنة العقود العدلية يف احملاكم‪.‬‬
‫‪ -‬تعقيد وبطء مسطرة إِناز الوثيقة العدلية‪ ،‬واستخراج نسخها‪.‬‬
‫‪ -‬تالشي أجزاء من سجالت التضمني‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مطالب النساخ واحللول املقرتحة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مطالب النساخ‪.‬‬
‫يتخوف النساخون العاملون بشكل حر يف خمتلف احملاكم االجتماعية ابملغرب من اإلجهاز على‬
‫هذه املهنة اليت يقولون إهنا تواجه مصريا جمهوال أمام إسرتاتيجية رقمنة العقود العدلية يف احملاكم‪ .‬وهذه‬
‫بعض مطالبهم‪:‬‬

‫‪ 50‬مقال لألستاذ حممد الكويط بعنوان‪ " :‬تضمني الشهادات العدلية واستخراج النسخ منها"‪ ،‬منشور بتاريخ ‪24‬‬
‫مارس ‪ 2016‬على املدونة االلكرتونية‪ ،‬اتريخ االطالع‪ 11 :‬مارس ‪.2022‬‬
‫‪-17-‬‬
‫‪ o‬اإلدراج ضمن احلوار االجتماعي للنقاابت بعدما سدت يف وجوههم كل أبواب احلوار من طرف‬
‫الوزارة الوصية‪.‬‬

‫قال عبد املومن البقايل‪ ،‬رئيس نقابة النساخ القضائيني ابملغرب يف تصري خص به جريدة‬
‫هسربيس‪" :‬إن مجيع املهنيني مستاؤون من إقصائهم من املقاربة التشاركية اليت جيب أن تلتزم هبا احلكومة‬
‫يف مسار إعدادها للقوانني املنظمة لعمل املهنيني األحرار املرتبطني مبجال العدالة واحملاكم‪ .‬مث إن‬
‫النساخني املغاربة عازمون على إطالق شرارة النضال نظرا لعدة اعتبارات؛ من ضمنها متاطل وزارة العدل‬
‫يف االستجابة ملطالبنا االستعجالية املوضوعة منذ سنة تقريبا‪ ،‬وعدم إشراكنا احلقيقي يف احلوار املتعلق‬
‫‪51‬‬
‫بتطوير مهنتنا القضائية"‬

‫حتسني وضعيتهم االجتماعية وحتسني ظروف عملهم‪.‬‬ ‫‪o‬‬


‫االستفادة من التغطية الصحية‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫اإلحلاق بكتابة الضبط‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫الزايدة يف تعريفة تضمني الرسوم العدلية اليت ال تتعدى ثالثني درمها‪ ،‬وتنظيمها مبوجب مرسوم‪،‬‬ ‫‪o‬‬
‫على غرار ابقي املهن األخرى‪ .52‬وأما هذا املطلب فقد حتقق؛ فقد زيد يف تعريفة التضمني‪،‬‬
‫حيث أصبحت اآلن مثانني درمها بقرار من السيد وزير العدل‪ .‬ورغم ذلك فإن هذه التعريفة مل‬
‫ترق إىل ما كانوا يطالبون به‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬احللول املقرتحة‪.‬‬

‫ميكن التفكري يف التمييز بني النساخ والناسخات؛ وبني من سنه أقل من ‪ 45‬سنة‪ ،‬ومن سنه أكرب‬
‫من ‪ 45‬سنة‪ ،‬وبني من له مؤهل علمي‪ ،‬وبني من ليس له ذلك‪:‬‬
‫فالذين يقل سنهم عن ‪ 45‬سنة يتم التفكري يف مؤهل علمي‪ ،‬سواء كان شهادة دكتوراه‪ ،‬أو ماسرت‬
‫أو إجازة‪ ،‬أو دبلوم النجاح يف السنة الثانية من السلك الثاين‪ ،‬أو الباكالوراي‪ ،‬كل يف اإلطار الذي ختوله‬
‫له الشهادة العلمية اليت حيملها‪.‬‬

‫‪ 51‬من تصري صحفي من طرف عبد املومن البقايل رئيس نقابة النساخ القضائيني ابملغرب جلريدة هسربيس منشور‬
‫بتاريخ‪ 20‬نونرب ‪ 2018‬على الساعة ‪.07:23‬اتريخ االطالع‪ 11 :‬مارس ‪.2022‬‬
‫‪ 52‬من مقال جلريدة هسربيس منشور بتاريخ ‪ 7‬دجنرب ‪ 2021‬على الساعة‪ ،08:00 :‬اتريخ االطالع‪ 11 :‬مارس‬
‫‪.2022‬‬
‫‪-18-‬‬
‫كما أنه ميكن التفكري أيضا يف إمكانية إدماجهم يف خطة العدالة إذا كانوا يتوفرون على الشهادة‬
‫العلمية اليت ختوهلم ذلك‪ ،‬أو ينص القانون على شروط ولوج خاصة هبم‪.‬‬
‫وابلنسبة ملن ليس له أي مؤهل علمي يؤهله لالخنراط يف خطة العدالة أو يف سلك الوظيفة‬
‫العمومية‪ ،‬أو كان عمره أكثر من ‪ 45‬سنة‪ ،‬فيمكن التفكري يف إجياد نص خاص لتوظيفهم‪.‬‬
‫غري أن تصور إدماج النساخ يف سلك الوظيفة العمومية قد اليقبل من طرف بعض النساخ‬
‫‪53‬‬
‫املتقدمني يف السن‪ ،‬أو الذين ليس هلم أي مؤهل علمي‪ ،‬أو الذين هلم دخل معترب‪.‬‬
‫وكان "خالد برهنش" انئب النقيب الوطين للنساخ القضائيني قد صرح جلريدة هسربيس أن وزارة‬
‫العدل اقرتحت يف السابق أن تدجمهم يف خطة العدالة‪ ،‬بعد تغيري القانون املنظم ملهنة العدول؛ غري أن‬
‫النقابة الوطنية للنساخ القضائيني كانت تطالب أبن تكون احللول متنوعة وأال تقتصر فقط على اإلدماج‪،‬‬
‫مراعاة ملصلحة خمتلف الفئات العمرية‪ ،‬ال سيما أن أعمار النساخ القضائيني ترتاوح ما بني ‪ 33‬و‪95‬‬
‫‪54‬‬
‫سنة‪.‬‬
‫ومن بني احللول اليت يقرتحها النساخ القضائيون اإلحلاق بكتابة الضبط‪ ،‬ومن تعويض مادي‬
‫لألشخاص الكبار يف السن‪ ،‬أو أن يعملوا بعقود مفتوحة‪.‬‬

‫‪ 53‬ندوة بعنوان‪" :‬مهنة النساخة بني اإلبقاء واإللغاء" للدكتور العلمي احلراق بتاريخ ‪ 06‬يوليوز ‪ 2012‬بقاعة‬
‫الندوات مبؤسسة آل سعود للدراسات االسالمية والعلوم االنسانية ابلدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ 54‬تصري صحفي جلريدة هسربيس منشور بتاريخ ‪ 7‬دجنرب ‪ 2021‬على الساعة ‪.08:00‬‬
‫‪-19-‬‬
‫خ ـاتـ ـم ـ ـة‬
‫بعد سلسلة من الوقفات االحتجاجية واإلضراابت اليت خاضها النساخ القضائيون خالل الوالية‬
‫احلكومية السابقة‪ ،‬من أجل حتسني وضعيتهم االجتماعية وحتسني ظروف عملهم؛ تتجه وزارة العدل حنو‬
‫طي هذا امللف‪ ،‬فضال عن إجراء حتديث شامل ملنظومة النساخة القضائية‪ ،‬وكان عبد اللطيف وهيب وزير‬
‫العدل قد وعد بدارسة املقرتح املتعلق إبدماج النساخ القضائيني يف كتابة الضبط‪ ،‬ومناقشته مع رئيس‬
‫احلكومة ووزيرة االقتصاد واملالية‪ ،‬من أجل توفري املناصب املالية الالزمة‪ ،‬بعد حتديد النقابة الوطنية‬
‫للنساخ القضائيني لعدد الراغبني منهم يف االلتحاق بكتابة الضبط‪ ،‬إذا كانت هناك موافقة رمسية من‬
‫طرف احلكومة‪.‬‬

‫وتسعى وزارة العدل إىل جعل التعامل بني العدول والقضاة‪ ،‬فيما يتعلق بتبادل الواثئق‪ ،‬يتم عن‬
‫طريق القنوات ا لرقمية‪ ،‬وتغيري الطريقة املعمول هبا حاليا‪ ،‬واليت تقوم على وضع العدول الرسوم العدلية‬
‫لدى النساخ القضائيني قصد تضمينها يف السجالت‪.‬‬

‫يدل هذا التوجه الذي تسعى إليه الوزارة على أن امللآل املتوقع هلذه املهنة يف املستقبل هو اإللغاء‪.‬‬

‫واحلمد هلل رب العاملني‬

‫‪-20-‬‬
‫الئحة املصادر واملراجع‬

‫‪ o‬الدكتور حممد بن الطالب‪ ،‬مباحث يف التوثيق العديل وقواعد اإلثبات يف الفقه اإلسالمي‬
‫والتشريع املغريب مطبعة النجاح اجلديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1441‬ه‪2019-‬م‪.‬‬
‫‪ o‬األستاذ حلسن اكدرو‪ ،‬املعني يف التوثيق العديل وفق أحكام الفقه ومقتضيات القانون وعمل‬
‫القضاء مطبعة األمنية الرابط‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.2021‬‬

‫الدكتور عبد الكبري أوبرامي‪ ،‬حماضرات يف فقه الواثئق‪.‬‬ ‫‪o‬‬


‫الدكتور عمر بوكطي‪ ،‬حماضرات يف التوثيق العديل‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫مذكرات يف التوثيق العديل‪ ،‬منشور للمنصة القانونية‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫مقال لألستاذ حممد الكويط‪ ،‬منشور بتاريخ ‪ 24‬مارس ‪ 2016‬على املدونة االلكرتونية‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫ندوة حتت عنوان "مهنة النساخة بني اإلبقاء واإللغاء" للدكتور العلمي احلراق بتاريخ ‪06‬‬ ‫‪o‬‬
‫يوليوز ‪ 2012‬بقاعة الندوات مبؤسسة آل سعود للدراسات االسالمية والعلوم االنسانية ابلدار‬
‫البيضاء‪.‬‬
‫تصري صحفي من طرف عبد املومن البقايل رئيس نقابة النساخ القضائيني ابملغرب جلريدة‬ ‫‪o‬‬
‫هسربيس منشور بتاريخ‪ 20‬نونرب ‪ 2018‬على الساعة ‪.07:23‬‬
‫تصري صحفي جلريدة هسربيس منشور بتاريخ ‪ 7‬دجنرب ‪ 2021‬على الساعة ‪.08:00‬‬ ‫‪o‬‬

‫قوانني‪:‬‬

‫‪ o‬ظهري شريف رقم ‪ 1.01.124‬صادر يف ‪ 29‬من ربيع األول ‪ 22( 1422‬يونيو ‪)2001‬‬
‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 49.00‬املتعلق بتنظيم مهنة النساخة‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 4918‬بتاريخ‬
‫‪ 27‬ربيع اآلخر ‪ 19( 1422‬يوليو ‪ ،)2001‬ص‪.1864 :‬‬
‫‪ o‬ظهري شريف رقم ‪ 1.58.250‬متعلق بسن قانون اجلنسية املغربية؛ اجلريدة الرمسية عدد ‪2395‬‬
‫بتاريخ ‪ 4‬ربيع األول ‪ 19( 1378‬شتنرب ‪ ،)1958‬ص ‪2190‬؛ كما مت تغيريه وتتميمه‪.‬‬
‫مراسيم تطبيقة‪:‬‬

‫‪ o‬مرسوم رقم ‪ 2.01.2825‬صادر يف ‪ 06‬مجادى األوىل ‪ 17( 1423‬يوليوز ‪)2002‬‬


‫بتطبيق أحكام القانون ‪ 49.00‬املتعلق بتنظيم مهنة النساخة‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪5030‬‬
‫بتاريخ ‪ 06‬مجادى اآلخرة ‪ 15( 1423‬غشت ‪ ،)2002‬ص‪.2335 :‬‬

‫‪-21-‬‬
‫‪ o‬مرسوم رقم ‪ 2.08.378‬صادر يف ‪ 28‬شوال ‪ 28( 1429‬أكتوبر ‪ )2008‬بتطبيق أحكام‬
‫القانون ‪ 16.03‬املتعلق خبطة العدالة‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 5687‬بتاريخ ‪ 2‬ذو احلجة‬
‫‪( 1429‬فات دجنرب ‪ ،)2008‬ص‪.4403 :‬‬
‫قرارات وزارية‪:‬‬

‫‪ o‬قرار لوزير العدل رقم ‪ 979.09‬صادر يف ‪ 12‬من ربيع اآلخر ‪ 8( 1430‬أبريل ‪)2009‬‬
‫بتحديد مناذج سجالت تضمني الشهادات العدلية‪ ،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 5729‬بتاريخ فات‬
‫مجادى األوىل ‪.)2009/04/27( 1430‬‬
‫‪ o‬قرار وزير العدل رقم ‪ 19.3064‬صادر يف ‪ 26‬دجنرب ‪ 2019‬بتغيري قرار وزير العدل رقم‬
‫‪ 16.2994‬الصادر يف ‪ 15‬يونيو ‪ 2017‬حتدد مبوجبه تعريفة أجرة تضمني الشهادات‬
‫واستخراج نسخها‪ ،‬اجلريدة الرمسية بتاريخ ‪ 30‬يناير ‪ ،2020‬عدد ‪ ،6852‬ص‪.455 :‬‬

‫‪-22-‬‬
‫الفهرس‬
‫م ـ ـق ــدم ـ ــة ‪2 ................ ................................ ................................‬‬

‫املبحث األول‪ :‬الولوج إىل املهنة والواجبات واحلقوق‪4 ...................................... .‬‬

‫املطلب األول‪ :‬الولوج إىل املهنة‪4 ....................... ................................ .‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬أصناف النساخ وشروط ولوجهم ‪4 ..................................... .‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االمتحان والتعيني‪5 ................... ................................ .‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الواجبات واحلقوق‪6 ..................... ................................ .‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬واجبات النساخ‪6 ..................... ................................ .‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حقوق النساخ‪12 .................... ................................ .‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬املراقبة واملعاقبة واملطالب واحللول ‪14 ....................................... .‬‬

‫املطلب األول‪ :‬املراقبة واملعاقبة‪14 ..................... ................................ .‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬املراقبة‪14 ........................... ................................ .‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬املعاقبة‪15 ........................... ................................ .‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬تشخيص وضعية املهنة واملطالب واحللول‪17 ............................. .‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬تشخيص وضعية املهنة ‪17 ............ ................................ .‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مطالب النساخ واحللول املقرتحة ‪17 ................................... .‬‬

‫خــاتـ ـمـ ــة ‪20 ............... ................................ ................................‬‬

‫الئحة املصادر واملراجع ‪21 ............................. ................................‬‬

‫‪-23-‬‬

You might also like