Professional Documents
Culture Documents
1
201 ُن إِلَّا وَأَنْ ُتمْ مُسْلِمُونَ} }يَا أَيُّهَا الَّذِي َن آ َمنُوا َّ
اتقُوا اللَّ َه حَقَّ ُتقَا ِت ِه وَلَا تَمُوت َّ
2
هذه صور التلخيص األصلي:
3
بسم اهلل الرحمن الرحيم
الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أسأل اهلل عز جل جالله أن يرزقني وإياكم اإلخالص في القبول والعمل ،وأن ينجينا وإياكم من الفتن ما ظهر
منها وما بطن ،وأن يرزقني وإياكم حسن الخاتمة ،والجنة بغير حساب.
هذا وبعون اهلل وفضله ،تم تلخيص مباحث االحكام الشرعية من كتاب الوجيز في أصول الفقه للشيخ عبد
الكريم زيدان .تناولتها حسب ترتيبها في الكتاب على الشكل التالي:
المبحث األول :التعريف بالحكم وأقسامه.
المبحث الثاني :أقسام الحكم التكليفي.
المطلب األول – الواجب.
المطلب الثاني – المندوب.
المطلب الثالث – الحرام أو المحرم.
المطلب الرابع – المكروه.
المطلب الخامس – المباح.
المطلب السادس – العزيمة والرخصة.
المبحث الثالث :أقسام الحكم الوضعية.
المطلب األول – السبب.
المطلب الثاني – الشرط.
المطلب الثالث – المانع.
المطلب الرابع – الِصِّحّة والبطالن.
المبحث األول :التعريف بالحكم وأقسامه.
الحكم الشرعي هو غاية علم األصول وعلم الفقه كذلك.
علم األصول ينظر إليه من جهة وضع القواعد والمناهج الموصلة إليه.
علم الفقه يطبق قواعد علم األصول للتعرف على الحكم واستنباطه.
4
تعريف الحكم " :هو خطاب اهلل المتعلق بأفعال المكلفين ،اقتضاء أو تخييرا أو وضعا"
خطاب اهلل :كالم اهلل تعالى مباشرة ،كما في القرآن الكريم ،أو بالواسطة كالسنة واإلجماع والقياس،
ومصادر التشريع األخرى.
المتعلق بأفعال المكلفين :فال يدخل في الحكم ما ليس متعلقا بفعل المكلف ،مثل ما يتعلف باهلل وصفاته،
وما يتعلق بخلق اإلنسان وعالم الحيوان والنبات والجماد.
اقتضاء :هو الطلب ،وقد يكون طلب فعل أو تركه ،وقد يكون على سبيل اإللزام ،أو على سبيل الترجيح.
تخييرا :التخيير هو التسوية بين فعل الشئ وتركه ،وهو اإلباحة.
وضعا :الوضع هو جعل شئ سببا لشئ آخر ،كدلوك الشمس سبب لوجوب للصالة ،أو شرطا كاشتراط
الوضوء لصحة الصالة ،أو مانعا كرفع الظلم ،أي المؤاخدة عن النائم والصبي والمجنون.
الحكم عند األصوليين والفقهاء:
oالحكم عند األصوليين هو نفس خطاب الشرع ،أي هو النص الشرعي من اآليات واألحاديث.
الحكم عند الفقهاء هو أثر الخطاب.
فقوله تعالى {وال تقربوا الزنى} هو الحكم عند األصوليين ..أما عند الفقهاء فهو ما تضمنه هذا النص
الشرعي ،وما ترتب عليه ،هو حرمة الزنى.
أقسام الحكم عند األصوليين:
القسم األول :الحكم التكليفي :وهو ما يقتضي طلب الفعل ،أو الكف عنه ،أو التخيير بين الفعل والترك.
سمي تكليفا :ألن فيه مشقة وكلفة على اإلنسان ..وسميت اإلباحة حكما تكليفيا على سبيل التغليب
والتسامح ،أو اإلصطالح ،أو ألنها تختص بالمكلف.
القسم الثاني :الحكم الوضعي :وهو ما يقتضي جعل شئ سببا لشئ آخر ،أو شرطا أو مانعا.
سمي وضعيا :ألنه ربط بين شيئين بالسببية ،أو الشرطية والمانعية ،بوضع من الشارع ،أي بجعل منه ،أي أن
الشارع هو الذي جعل هذا السبب لهذا ،أو شرطا له أو مانعا منه.
الفرق بين الحكم التكليفي والحكم الوضعي:
5
أ .الحكم التكليفي يتطلب فعل شئ أو تركه ،أو إباحة الفعل والترك للمكلف ..الحكم الوضعي ال
يفيد ذلك ،إال إذ ال يقصد به إال بيان ما جعله الشارع سببا لوجود شئ أو شرط له ،أو مانعا منه،
ليعرف المكلف متى يتبث الحكم الشرعي ،ومتى ينتفي.
ب .المكلف به في الحكم التكليفي ،أمر يستطيع المكلف فعله ،أو يطيقه ..أما في الوضعي فال
يشترط في موضوعه أن يكون في قدرة المكلف ،فالزنى والسرقة والجرائم مقدورهُ للمكلف ،ودلوك
الشمس ودخول شهر رمضان ليست مقدورهُ للمكلف.
oبلوغ اإلنسان شرط لنفاذ بعض التصرفات ،وليست مقدورهُ للمكلف.
oواإلشهاد على النكاح وحضور الولي من شروط صحة النكاح ،وهي مقدورهُ للمكلف.
oاألبوة مانعة من قتل األب إذا قتل ابنه عمدا.
oوالجنون مانع من تكليف المجنون وهي غير مقدورة للمكلف.
oوقتل الوارث مورثه ،وقتل الموصي له مانع من الميراث ،ومن نفاذ الوصية ،وهي مقدورة للمكلف.
المبحث الثاني – أقسام الحكم التكليفي.
الحكم التكليفي على خمسة أقسام:
.2اإليجاب :وهو طلب الشارع الفعل على سبيل الحتم واإللزام ،وأثره في فعل المكلف هو اإللزام..
والفعل المطلوب على هذا الوجه هو الواجب.
.1الندب :هو طلب الشارع الفعل على سبيل الترجيح ال اإللزام ..واثره في فعل المكلف هو الندب..
والفعل المطلوب على هذه الصفة هو المندوب.
.4التحريم :هو طلب الشارع الكف أو الترك على سبيل الحتم واإللزام ،وأثره في فعل المكلف الحرمة،
والفعل المطلوب تركه هو المحرم أو الحرام.
.3الكراهية :هو طلب الشارع الكف عن الفعل على سبيل الترجيح ،ال الحتم واإللزام ..وأثره في فعل
المكلف هو الكراهية ..والفعل المطلوب تركه على هذا الوجه هو المكروه.
.5اإلباحة :هي تخيير الشارع للمكلف بين الفعل والترك ،دون ترجيح ألحدهما على اآلخر ..وأثره في فعل
المكلف هو اإلباحة ..والفعل الذي خير فيه المكلف هو المباح.
المطلب األول – الواجب.
6
تعريف الواجب :هو ما طلب الشارع فعله على سبيل اللزوم ،بحيث يُ َّدم تاركه ويستحق العقاب ،ويمدح
فاعله ويثاب.
لزوم الفعل يستفاد من صيغة الطلب ،كصيغة األمر المجردة عن القرائن ،أومن ترتّب العقاب على ترك
الفعل .فإقامة الصالة وبر الوالدين والوفاء بالعقود كأنها واجبة ،إذ ألزم الشارع بهت ورتب عليها
العقاب.
الواجب هو الفرض عند الجمهور ..وعند الحنفية الفرض غير الواجب ..فالفرض ما ثبت بدليل قطعي،
والواجب ما ثبت بدليل ظني ،كما ثبت بخبر اآلحاد ..وكالهما مطلوب جزما ،ومعاقب على تركه ،لكن
عقوبة تارك الفرض أشد من عقوبة تارك الواجب ،ومنكر الفرض يكفر دون منكر الواجب.
الواجب بالنظر إلى وقت أدائه:
الواجب المطلق :هو ما طلب الشارع فعله دون أن يقيد أداءه بوقت معين..فللمكلف أن يفعله متى
شاء ،وال إثم عليه ،وإن كان ينبغي أن يبادر ألنه ال يعلم متى يموت.
من هذا النوع ،قضاء رمضان لمن أفطر بعذر ،والكفارة الواجبة على من حنث في يمينه ،والحج إذا
هو على التراخي ال الفور.
الواجب المقيد :ما طلب الشارع فعله ،وقيد ألدائه وقتا محددا ،كالصلوات الخمس ،وصوم
رمضان.
وإذا أدى المكلف الواجب في الوقت المحدد بصورة صحيحة سمي فعله أداء.
وإذا إداه في الوقت ناقصا ،ثم أعاده كامال في الوقت سمي فعله إعادة ،وإذا فعله بعد الوقت سمي
قضاء.
الواجب بالنظر إلى تقديره وعدم تقديره:
الذمة
الواجب المحدد :ما عيّن له الشارع مقداراً مح ّدداً ،كالزكاة ونحو ذلك ..وتثبت هذه في ّ
ويطالب بأدائها.
الواجب غير المحدد :وهو ما لم يعين الشارع له مقدارا محددا ،كاإلنفاق في سبيل اهلل في غير
زكاة ،كمن وجب عليه سد حاجة للفقير ،عليه أن ينفق بالمقدار الذي يسد حاجته..ومنه التعاون
على البر..
7
وهذه ال تثبت إال في الذمة ،فنفقة الزوجة قبل الحكم بها ال تثبت في ذمة الزوج عند الحنفية ،ألنها
غير محددة ،وعند الشافعية يطالب بها عن المدة السابقة ،ألن مقدارها محدد عندهم.
الواجب بالنظر إلى تعيّن المطلوب وعدم تعيّنه:
الواجب المعيّن :هو ما طلبه الشرع بعينه كالصلوات الخمس ،وصوم رمضان ،ورد العين المغصوبة
إذا كانت قائمة.
الواجب غير المعيّن :أن يطلب الشارع المكلف بفعل واحد من عدة أشياء معلومة ،وهو يختار أي
واحد منها ..كالحكم في األسرى ،كقوله تعالى في شأنهم{ :فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع
احلرب أوزارها} وككفارة اليمين ،فالواجب فيها واحد من ثالثة أشياء ،لقوله تعالى{ :فكفارته
إطعام عشرة مساكني من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو حترير رقبة ،فمن مل جيد فصيام
ثالثة أيام} فهو إذا عجز عن الثالثة األولى وجب عليه الرابع واجبا معينا.
المطالب به:
الواجب بالنظر إلى ُ
الواجب العيني :ما توجب فيه الطلب الالزم إلى كل مكلف؛ فال يكفي قيام البعض به دون البعض
اآلخر ،كالصلوت الخمس ،والصيام والحج؛ فالمنظور إليه في هذا الواجب الفعل نفسه والفاعل
نفسه.
الواجب الكفائي أو على الكفاية :وهو ما طلب الشارع حصوله من جماعة المكلفين ،ال من كل
فرد منهم فإذا فعله البعض سقط اإلثم والطلب عن الباقين أيضا ..والنظر فيه إلى الفعل دون
الفاعل ،وإذا لم يفعله أحد أو من تقوم به الكفاية أثم القادرون؛ كالجهاد في سبيل اهلل ،والقضاء
واإلفتاء ،واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،وكالتفقه في الدين ،والصناعات والعلوم
والتخصصات المختلفة.
-قد يصبح الواجب الكفائي عينيا ،كالجهاد إذا لم يكن دفع العدو إال باشتراك جميع األمة ،وكتولي القضاء
إذا لم يصلح له إال شخص معين فيتعين عليه ،وكذلك اإلفتاء والطبابة إذا لم يصلح لها إال واحد.
المطلب الثاني – المندوب
الندب لغة :ال ّدعاء إلى األمر المهم.
8
المندوب إصطالحا :هو ما طلب الشارع فعله من غير لزوم ،بحيث يمدح فاعله ويثاب ،وال يذم تاركه وال
يعاقب.
يدل عل إرادة الندب ال اإللزام .كاألمر
-يُعرف كون الشئ مندوبا من صيغة الطلب؛ إذا اقترن به ما ّ
بكتابة الدين ،بقرينة ما ورد في سياق اآلية{ :فإن أمن معضكم بعضا فليؤدّ الذي اءمتن أمانته} فال
إثم في عدم الكتابة ،ولكنهم يتحملون نتيجة إهمالهم.
{ -فكاتبوهم إن علمتم فيهم خريا}
’’ -يا معشر الشباب ،من استطاع منكم الباءة فليتزوج‘‘ وقد علم بالتواتر أن النبي عليه
أي شاب مستطيع لتكاليف الزواج بالزواج على جهة اإللزام والوجوب.
الصالة والسالم ّ
تسميات المندوب ،ومراتبه:
يسمى المندوب نافلة؛ لكونه زيادة على الفرض.
والمستحب ،والتطوع ،واإلحسان ،والفضيلة.
مراتب المندوب :المندوب ليس مرتبة واحدة ،بل هو مراتب.
السنة المؤكدة :وهي ما واظب عليه النبي صلى اهلل عليه وسلم :كركعتي الفجر ،يالم تاركها وال يعاقب.
-2النكاح في حالة اإلعتدال ،بالنسبة للقادر عليه.
-1األذان؛ لكونه من شعائر اإلسالم ،فإذا تركه اهل قرية أجبروا عليه ،فإن لم يستجيبوا قوتلوا على
ذلك.
السنة غير المؤكدة :وهي ما لم يداوم عليه النبي عليه الصالة والسالم ،كأربع ركعات قبل الظهر ،وصدقات
التطوع؛ في غير حالة اإلضطرار.
الفضيلة واألدب وسنة الزوائد :كاإلقتداء به عليه الصالة والسالم في شؤونه االعتيادية؛ كأذاب األكل
والشرب والنوم ،ويثاب المتبع وال يعاقب التارك ،وال يعاتب.
مالحظتان:
المالحظة األولى :المندوب بجملته يعتبر كمقدمة للواجب؛ ألن المكلف بأدائه للمندوبات ومداومته عليها
يسهل عليه أداء الواجب؛ ألنه إما مقدمة للواجب ،أو يُذ ّكر به.
9
الكل ،فالذي يترك
المالحظة الثانية :المندوب وإن لم يكن واجبا بإعتبار جزئه ،إال أنه الزم بإعتبار ّ
المندوبات بالكلية تسقط عدالته ،وال تقبل شهادته ،ويستحق التأديب والزجر؛ ولذا هم رسول اهلل عليه
الصالة والسالم أن يحرق بيوت المداومين على ترك صالة الجماعة.
النكاح :ال يصح تركه من قبل األمة كلها؛ ألن في ذلك فنائها ،فهو مندوب بالنسبة لآلحاد،
وواجب بالنسبة للجماعة ،فهو كأنه فرض كفاية.
المحرم.
ّ المطلب الثالث – الحرام ،أو
الكف عنه على وجه الحتم واإللزام ،فيكون تاركه مأجورا ،وفاعله
تعريف الحرام :هو ما طلب الشارع ّ
عاصيا ،سواء أكانت داللته قطعية أم ظنية.
أساليب التحريم:
-لفظ يدل على التحريم بمادته{ :حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم}...
-ال يحل :كقوله عليه الصالة والصالة ‘‘:ال يحل مال امرئ مسلم إال بطيب نفس منه ‘‘
-صيغة النهي المقترنة بما يدل على الحكم ،أو من ترتب عليه العقوبة ،كقوله تعالى{ :إمنا اخلمر
وامليسر واألنصاب واألزالم رجس }...وقوله عز وجل{ :والذين يرمون احملصنات ثم مل يأتوا بأربعة
شهداء فاجلدوهم مثانني جلدة}.
أقسام الحرام
وتزوج المحارم ،وأكل الميتة ،وقتل النفس بغير الحق.
-2الحرام لذاته :كالزنى والسرقة ّ
حكم هذا النوع :غير مشروع ،ومن فعله كان آمنا واستحق العقوبة ،وإذا كان محالً للعقد بطل
العقد ولم يترتب عليه أثره الشرعي.
المحرم لذاته عند الضرورة؛ كأكل الميتة عند خوف الهالك ،وشرب الخمر
ّ -قد يباح بعض أنواع
إذا غص بلقمة أو خاف على نفسه الهالك من العطش ولم يجد سوى الخمر ،والنطق بكلمة
الكفر لدفع القتل عن نفسه.
-1المحرم لغيره :هو ماكان مشروعا في األصل ،إذ ال ضرر فيه وال مفسدة ،ولكن اقترن بما اقتضى
تحريمه ،كالصالة في األرض المغصوبة ،والبيع وقت النداء لصالة الجمعة ،والنكاح المقصود به
تحليل المطلقة ثالثا لطليقها ،والطالق البدعي.
10
اختلف الفقهاء في حكم هذه المسائل؛ فمنهم من نظر إلى أصل مشروعية الفعل من حيث ذاته؛
فأجازها مع تأثيم الفاعل.
منهم من غلب جانب الفساد؛ فقال بفساد الفعل وعدم ترتيب أثره الشرعي عليه ،ولحوق اإلثم
بفاعله ،فقالوا ببطالن الصالة في األرض المغصوبة ،والنكاح المقصود به التحليل ،والطالق
البدعي.
المطلب الرابع – المكروه.
تعريف المكروه :هو ما تركه أولى من فعله ،أو هو ما طلبه الشارع على سبيل الترجيح ،ال على وجه
الحتم واإللزام.
أساليب الكراهة:
كما لو كانت الصيغة بنفسها دالة على الكراهة’’ ،إن اهلل يكره لكم قيل وقال ،وكثرة
السؤال ،وإضاعة المال‘‘.
أو كانت صيغة النهي وقامت القرينة على صرفها من التحريم إلى اإلباحة{ :ال تسألوا عن
أشياء إن تبد لكم تسؤكم} القرينة هي {وإن تسألوا عنها حني ينزل القرآن تبد لكم عفا
اهلل عنها}.
أنواع المكروه:
المكروه نوع واحد عند الجمهور.
عند الحنفية نوعان :المكروه تحريما والمكروه تنزيها.
الكف عنه حتما بدليل ظني ال قطعي،
المكروه تحريما :ما طلب الشارع من المكلف ّ
كالخطبة على خطبة الغير ،والبيع على بيع الغير؛ إذا ثبت بخبر اآلحاد.
حكم المكروه تحريما :حرام عند الجمهور ،ولكن ال يكفر منكره.
الكف عنه طلباً غير ملزم للمكلف ،كأكل لحوم الخيل؛
المكروه تنزيها :ما طلب الشارع ّ
للحاجة إليها في الجهاد ،الوضوء من سؤر سباع الطيور.
حكم المكروه تنزيها :فاعله ال يُذم وال يعاقب ،وإن كان فاعله خالف األولى
واألفضل.
11
المطلب الخامس – المباح
تعريف المباح :هو ما خير الشارع المكلف بين فعله وتركه ،وال مدح وال ذم على لفعل أو الترك ،ويقال به
الحالل.
أساليب اإلباحة:
النص من الشارع بحل الشئ ،كقوله تعالى{ :أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم
وطعامكم حل هلم}.
النص على نفي اإلثم أو الجناح أو الحرج؛ كقوله تعالى{ :فمن اضطر غري باغ وال عاد فال إثم
عليه}.
و{ال جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم يف أنفسكم}.
{ليس على األعمى حرج وال على األعرج حرج وال على املريض حرج}.
التعبير بصيغة األمر مع وجود القرينة الصارفة عن الوجوب إلى اإلباحة ،كقوله تعالى{ :وإذا حللتم
فاصطادوا}.
استصحاب اإلباحة األصلية لألشياء ،بناء على األصل فيها؛ فالعقود والتصرف واألشياء من جماد
وحيوان أو نبات األصل فيها اإلباحة.
حكم المباح:
ال ثواب فيه وال عقاب ،ولكن قد يثاب على نيته ،كمن يمارس الرياضة بنية تقوية جسمه ليقوى على جهاد
األعداء.
oالمباح مباح بالنسبة للجزء ،أما بالنسبة إلى الكل فهو مطلوب الفعل أو مطلوب الترك.
oاألكل مباح :بمعنى أن للمكلف أن يتخير أنواع المطعومات المباحة ،كما أن له أن يترك األكل في
وقت من األوقات ،ولكن أصل األكل مطلوب فعله من حيث الجمل.
oالتمتع بالطيبات من مأكل ومشرب وملبس مباح بجزئه.
oاللهو البرئ والتنزه في البساتين واللعب المباح مباح بالجزء؛ كان يفعله في بعض األوقات ،ولكن لو
اتخده عادة وقضى كثيرا من وقته فيه كان مكروها.
12
oمعاشرة األزواج زوجاتهم مباح من حيث الجملة ،ولكن تركها بالكلي على وجه الدوام حرام؛ لما فيه
من اإلضرار بالزوجة ،والتفويت لمقاصد النكاح من التناسل.
المطلب السادس – العزيمة والرخصة.
تعريف العزيمة :ما طلب الشرع أو أباحه على وجه العموم.
تعريف الرخصة :ما أباحه الشارع عند الضرورة تخفيفا عن المكلفين ودفعاً للحرج.
-قال بعضهم هما حكمان وضعيان؛ ألن العزيمة سبب لبقاء األحكام العادية ،والرخصة سبب لتخفيفها عن
المكلفين عند الضرورة ،والسبب من أقسام الحكم الوضعي .والرأي األول هو األظهر؛ ألن الطلب
واإلباحة حكمان تكليفيان.
التعريف الثاني للعزيمة:
عرف بعضهم العزيمة بأنها اسم لما هو أصل من الحكام غير متعلق بالعوارض.
َّ
ومعنى هذا أن العزيمة تطلق على األحكام الشرعية التر شرعت لعموم المكلفين ،دون نظر إلى ما قد يطرأ
عليهم من أعذار ،فهي أحكام أصلية ،ولم ينظر في تشريعها إلى ضرورة أو عذر ..كالصالة وسائر العبادات.
تتنوع إلى أنواع الحكم التكليفي ،من وجوب وندب وإباحة وكراهة.
وهي ّ
الرخصة:
تعريف الرخصة :هي لغة :السهولة واليسر.
المحرم.
ّ عرفها البعض بأنها :ما وسع للمكلف في فعله لعذر وعجز مع قيام السبب
اصطالحاّ :
-هي في أكثر االحوال تنقل لكم من اللزوم إلى اإلباحة ،وقد تنقله ،إلى النذب إو الوجوب.
الرخص:
أنواع ّ
-أوال – إباحة المحرم عند الضرورة :كالتلفظ بكلمة الكفر مع إطمئنان القلب في سبيل إنقاذ نفسه من
الهالك ،كقوله تعالى{ :إال من أكره وقلبه مطمئن باإلميان}.
-أكل الميتة للمظطر ،وشرب الخمر ،إتالف مال الغير عند اإلكراه عليه إكراها يؤ ّدي إلى تلف النفس ،إو
عضو منها.
-ثانيا :إباحة ترك الواجب :مثل الفطر في رمضان للسفر والمرض.
13
-ثالثا :تصحيح بعض العقود التي يحتاجها الناس :وإن لم تجر علىالقواعد ،مثل بيع السلم ،مع أنه بيع
معدوم ..واإلستصناع مع أنه بيع معدوم وكالهما للحاجة.
حكم الرخصة:
األصل في الرخصة اإلباحة؛ كالفطر في السفر والمرض.
وقد يكون االخد ابعزيمة أولى مع إباحة األخد بالرخصة؛ كإجراء كلمة الكفر على اللسان؛ مع
كالرجلين
إطمئنان القلب باإليمان؛ إلعزاز الدين ،وإغاظة الكفافرين ،وتقوية معنويات المؤمنين ّ
اللذين أخذهما مسيلمة الكذاب فأخذ أحدهما بالرخصة والثاني بالعزيمة.
وكقصة سيدنا عمار بن ياسر رضي اهلل عنهما مع المشركين.
األمر بالمعروف والنهي عن المنكر أولى من السكوت؛ وإن كان يؤدي على الهالك.
ولكن الرخصة فيه بالجزاء ال بالكل فيجب على األمة بمجموعها القيام به ،وإن كان الحاكم ظالما؛
وإن اذى ذلك إلى قتل بعضهم .وكالجهاد فإنه واجب؛ وإن كان فيه تلف أرواح بعض األمة.
الرخصة أحيانا تكون واجبة :كأكل الميتة للمضطر؛ كقوله تعالى{ :وال تلقوا بأيديكم إىل التهلكة}
ويسمي الحنفية هذا برخصة اإلسقاط؛ ألن الحكم األصلي سقط في هذه الحالة ،ولم يبقى في
المسألة إال حكم واحد وهو األخد بالرخصة.
المبحث الثالث – أقسام الحكم الوضعي.
المطلب األول :السبب
يتوصل به إلى المطلوب.
السبب لغة :ما ّ
معرفا لحكم شرعي ،بحيث يوجد الحكم عند حكمه ،وينعدم عند عدمه.
السبب إصطالحا :ما جعله الشرع ّ
الزنى ،والجنون لوجوب الحجر ..وإذا
كالزنى ،فهوعالمة على وجود الحكم الذي هو حد ّ
ّ -
الزنى انتفى وجوب الحد ،وإذا انتفى وجوب الحجر.
انتفى ّ
أقسام السبب:
-2السبب بإعتباره فعال للمكلف ،أو ليس فعال له:
القسم األول :سبب ليس فعال للمكلف وال مقدوراً له ،ومع هذا ،إذا وجد الحكم ،كدلوك الشمس لوجوب
الصالة ،وشهر رمضان لوجوب الصيام ،واإلضطرار إلباحة الميتة.
14
القسم الثاني :سبب هو فعل للمكلف وفي قدرته؛ كالسفر إلباحة الفطر ،والقتل العمد العدوان لوجوب
القصاص ،والبيع لتملك المبيع من المشتري.
ينظر إلى هذا القسم بإعتبارين:
األول :بإعتباره فعال للمكلف؛ فيكون داخال ،في خطاب التكليف؛ فيكون مطلوبا فعله أو تركه ،أو مخيرا
فيه.
الثاني :بإعتبار ما رتّب عليه الشارع من أحكام؛ فيع ّد من الحكم الوضعي.
النكاح :واجب عند خوف الوقوع في الزنى ،والقدرة على تكاليف النكاح ،وحكم تكليفي ،ويكون سببا
فتترتّب عليه جميع اآلثار من المهر والنفقة والتوارث.
القتل العمد العدوان :مطلوب الترك جزما ،وهذا حكم تكليفي ..وهو سبب لوجوب القصاص ،وهذا
حكم وضعي.
البيع مباح :وهذا حكم تكليفي ..وهو سبب لثبوت ملك المبيع ،وهذا حكم وضعي.
-1السبب بإعتبار ما يترتب عليه
ينقسم إلى قسمين:
األول :سبب لحكم تكليفي ..كالسفر إلباحة الفطر ،وملك النصاب لوجوب الزكاة.
الثاني :سبب لحكم هو أثر فعل المكلف ..كالبيع من قبل المشتري ،والوقف إلزالة الملك من الوقف،
النكاح سبب للحل بين الزوجين.
ربط األسباب بالمسببات
المسببات تترتّب على أسبابها عند تحقق الشروط ،وانتفاء المانع..
المورث ،وتحقق حياة الولرث حقيقة أو حكما ،والمانع هو القتل العمد
فالقرابة سبب اإلرث ،وشرطه موت ّ
العدوان ،واختالف الدين.
ترتّب األسباب على األسباب على أسبابها الشرعية يكون بحكم الشارع ،رضي المكلف أم لم
يرض ..فالقرابة سبب لإلرث؛ حتى لو لم يرض المورث أو ر ّده الوارث.
والنكاح سبب شرعي لوجوب المهر والنفقة للزوجة ،ولو اشترطوا أن ال مهر وال نفقة ،فالشرط لغو،
ال قيمة له.
15
السبب والعلة
ما جعله الشارع عالمة على الحكم وجوبا وعدماّ ،إما أن يكون مؤثرا في الحكم ،بحيث يدرك العقل
وإما أن تكون مناسبة للحكم خفية ،ال يدركها
وجه المناسبة بينه وبين الحكم؛ فهو سبب وعلةّ ،
العقل ،فهو سبب وليس علة ..فالسفر سبب إلباحة الفطر ،واإلسكار سبب لتحريم الخمر ،والصغر
علل أيضا.
سبب للوالية على الصغير ،فهذه ٌ
ومن الثاني ،شهود رمضان لوجوب الصيام ،فالعقل ال يدرك وجه المناسبة بين المسبب ،وهو شهود
رمشان ،وبين المسبب وهو وجوب الصيام ،وغروب الشمس سبب لوجوب صالة المغرب ..والعقل
ال يدرك وجه المناسبة بينهما.
يسمى علة فقط ،وقصر اسم المسبب على ما لم
ويرى فريق آخر أن ما عرفت مناسبتة للحكم ّ
تعرف مناسبته للحكم.
المطلب الثاني – الشرط.
الشرط لغة :العالمة الالزمة.
اصطالحا :ما يتوقف وجود الشئ على وجوده ،وكان خارجا عن حقيقة ،وال يلزم من وجوده وجود الشئ،
لكن يلزم من عدمه عدم ذلك الشئ ..فالوضوء شرط للصالة ،وحضور الشاهدين شرط للنكاح.
الشرط الركن :يتفقان في توقف وجود الشئ على كل منهما ،ويختلفان في الركن داخل في حقيقة الشئ
والشرط ليس داخال فيه ..كالركوع للصالة ،والوضوء للصالة.
الشرط والسبب :يثفقان في أن كالّ منهما مرتبط بشئ آخر ،بحيث ال يوجد هذا الشئ بدونه،
وليس أحدهما جزءا من الحقيقة.
ويختلفان في أن وجود السبب يستلزم وجود المسبب إال لمانع ،فالسبب يقضي إلى مسبّبه بجعل
من الشارع.
الشرط ال يلزم من وجوده وجود المشروط.
أقسام الشرط
الشرط من حيث تعلقه بالسبب أو المسبب ينقسم إلى شرط لسبب ،وشرط للمسبب.
16
يكمل السبب ،ويقوي معنى السببية فيه ،ويجعل أثره مترتّبا عنه ،كالعمد العدوان ،شرط للقتل
األولّ :
الذي هو سبب إيجاب القصاص من القاتل ..والحرز للمال المسروق شرط للسرقة التي هي سبب
لوجوب الحد على السارق.
والحول على نصاب المال شرط للنصاب الذي سبب للزكاة.
17
الثاني :مانع السبب :وهو الذي يؤثر في السبب بحيث يبطله ،ويحول دون اقتضائه للمسبب؛ ألن في
المانع معنى يعارض حكمة السبب ..كالدين والزكاة ،فالنصاب سبب لوجوب الزكاة ،وال ّدين مانع.
الدين ليس من خطاب التكليف ،فال يطالب المكلف بتحصيله ،ولكن ال يجوز للمكلف أن يتكلف
للتهرب من األحكام الشرعية؛ ألن ذلك من باب الحيل ..كمن يهب شيئا من ماله لزوجته
إيجاده ّ
قبل نهاية الحول لينقص النصاب ،ثم يستر ّده بعد الحول.
المطلب الرابع -الصحة والبطالن
إذا وقع فعل مكلف مستوفيا أركانه وشروطه ،حكم الشارع بصحته ،وإذا لم يقع على الوجه حكم ببطالنه.
-معنى صحتها :أنها تترتب عليها آثارها الشرعية ،فإذا كانت عبادة برئت ذمته ..وإذا كان عقدا من
عقود المعامالت ترتب عليه آثاره ،كتملك المبيع ،والبطالن بعكس ذلك.
الصحة والبطالن من أقسام الحكم الوضعي:
قال بعض العلماء هما من أقسام الحكم التكليفي؛ ألنه يترتّب عليه إباحة الشارع اإلنتفاع بالشئ ،والبطالن
يرجع إلى حرمة اإلنتفاع .واإلباحة والحرمة من أقسام الحكم التكليفي.
ورد بأن البيع في زمن الخيار صحيح ،وال يباح للمشتري االنتفاع بالمبيع.
-الراجح أنهما حكمان وضعيان ،ألن الشارع حكم بتعلق الصحة بالفعل المستوفي ألركانه وشروطه،
وحكم بتعليق البطالن بالفعل الظي لم يستوفي أركانه وشروطه ،وألنه ليس في الصحة والبطالن فعل وال
ترك وال تخيير ،بل من معاني السبب ،والسبب من أقسام الحكم الوضعي.
البطالن والفساد:
هما شئ واحد عند الجمهور.
-الحنفية :العبادات :إذا فقدت ركنا من أركانها كالصالة بال ركوع ،أو فقدت بعض شروطها ،كالوضوء
للصالة ،فهي تسمى باطلة أو فاسدة.
المعامالت :العقود والمعامالت إذا فقدت ركنا من أركانها ،سميت باطلة ،ولم يترتب عليها أثر شرعي، -
كما في بيع المجنون ،أو بيع الميتة ،أو نكاح المحارم مع العلم بالحرمة.
إذا استوفت أركانها وفقدت بعض شروطها ،أي بعض أوصافها الخارجية ،سميّت فاسدة ،وترتب عليها -
بعض اآلثار إذا قام العاقد بتنفيذ العقد ،كما في البيع بثمن غير معلوم ،أو بثمن مؤجل إلى أجل
18
مجهول ،أو المقترن بشرط فاسد ،أو النكاح بغير شهود؛ فيثبت الملك للمشتري في المبيع؛ إذا قبضه
بإذن البائع ،والنكاح بال شهود يجب المهر؛ إذا حصل الدخول ،وتثبت العدة على المرأة عند الفرقة،
ويثبت النسل للطفل.
الباطل عند الحنفية ما كان لخلل فيه راجع إلى أركان العقد ،أي الصيغة أو العقدين أو محل العقد. -
-الفاسد :ما كان الخلل فيه راجعا إلى أوصاف العقد ،ال على أركانه ،فأركانه سليمة ،ولكن الخلل في
بعض أوصافه ،كما في مجهولية ثمن المبيع ..فيقولون :الفاسد ما كان مشروعا بأصله (أي بأركانه) ال
بوصفه ،والباطل ما كان غير مشروع ،ال بأصله وال بوصفه.
الخالف بين الحنفية والجمهور يرجع إلى اختالفهم في مسألتين.
األولى :هل نهى الشارع عن عقد ما ،معناه عدم اإلعتداد به في احكام الدنيا األثم في اآلخرة لمن يقدم
عليه ،أم أنه يعت ّد به بعض االعتداد في أحكام الدنيا مع اإلثم في اآلخرة؟
-الجمهور :يرى الرأي األول.
-الحنفية :يرون أنه يلحقه اإلثم ،ولكن يترتب عليه بطالن العقد دائما.
الثانية :هل النهي عن العقد لخلل في أصله ،كالنهي عن العقد لخلل في أوصافه دون أركانه؟ بمعنى أن
النهي عن الحالتين سواء أم أن بينهما فرقا؟.
-الجمهور :يرى الرأي األول.
-الحنفية :النهي إن كان راجعا إلى أمر يتصل بأركان العقد كان معناه بطالن العقد وعدم اعتباره
إذا وقع ..كبيع الميتة وبيع المجنون ،وإذا كان النهي ألمر يتصل بأوصاف العقد؛ فاسدا أو
باطال ،وترتّب عليه بعض اآلثار.
19
خاتمة:
أسأل اهلل تعالى أن يتوالنا بعفوه ،وأن يرحمنا برحمته ،وأن يستعملنا في طاعته ،وأن يجعل مثوانا جنته ،وأن
يتقبلنا في عباده الصالحين ...آمين.
وبعد،...
فهذا ماتيسر تلخيصه من كتاب الوجيز في أصول الفقه للشيخ عبد الكريم زيدان ،نسأل اهلل أن يكتب له
القبول ،وأن يتقبله منَّا بقبول حسن ،كما أسأله سبحانه أن ينفع به مؤلفه وقارئه ومن أعان على إخراجه
ونشره ..إنه ولي ذلك والقادر عليه.
فمنِي ومن الشيطان ،واهلل
هذا وما كان فيه من صواب فمن اهلل وحده ،وما كان من سه ٍو أو خطأ أو نسيان ّ
ورسوله منه براء ،وهذا بشأن أي عمل بشري يعتريه الخطأ والصواب ،فإن كان صوابا فادع لي بالقبول
ثم خطأ فاستغفر لي
والتوفيق ،وإن كان ّ
جل من ال عيب فيه وعال
َّ وإن وجدت العيب فسد الخلال
فاللهم اجعل عملي كله صالحاً ولوجهك خالصاً ،وال تجعل ألحد فيه نصيبا والحمد هلل الذي بنعمته تتم
الصالحات.
وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين ،وصلّى اهلل علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا واهلل تعالى أعلى وأعلم.
سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد أن ال إله إال أنت ،أستغفرك وأتوب إليك.
2341 11
1022 12
20