Professional Documents
Culture Documents
السلطات القضائية
للنيابة العامة
0
تقديم:
النيابة العامة او كما يسميها البعض من الفقهاء جهة الحق العام هي جهاز
قضائي مخول له عن طريق المشرع تمثيل الحق العام والدفاع عن مصالح
المجتمع من الناحية القانونية.
وألهمية هذا الجهاز واعترافا باألعمال الجليلة والمجهودات القيمة التي يقوم
بها للصالح العام خصص له المشرع باب خاصا الباب الثالث من القسم االول من
الكتاب االول المتعلقة بالتحري عن الجرائم ومعاينتها
وتعتبر النيابة العامة جزء من الهيئة القضائية وهي خصم شريف في الدعوة
الجنائية ومن اعرافها ان ممثلها بالجلسة يترافع واقفا وبذلك سميت بالقضاء الواقف
ولها دور مهم في استقرار مجتمع وطمأنينته فهي تساهم مساهمه فعاله في رقيه
وازدهاره وهي ضامنه لحقوقه في جميع المجاالت وتساهم على تطبيق القانون
ومتابعه و مساهمه كل شخص سولت له نفسه تعكير صفو وامن المجتمع وعرقله
رقيه بانتهاكه حرمه القوانين التي تنظمه .
وعرف بعض الفقه النيابة العامة بكونها المؤسسة التي تمثل المجتمع في
العمومة ،في حين
ٌ توجيه التهام ومباشرته ،وهي بذلك طرف شريف في الدعوى
ٌ عرفها البعض تعريفا آخر بأنها هيئة قضائية من نوع خاص فهي قضاءٌ يجسد
الحق العام وهي طرف رئيسي في الدعوى العمومية .و تتابع و لها سلطة
تقديرية في ذلك من خالل مبدأ مالءمة المتابعة .وتتألف النيابة العامة بالمحاكم
االبتدائية من وكيل الملك و نوابه ،وبمحاكم االستئناف من الوكيل العام للملك و
نوابه ،وتتألف النيابة العامة بمحكمة النقض من الوكيل العام للملك وٌ يساعده
محامون عامون .
1
العمومة وممارستها،
ٌ وقد خول المشرع المغربي للنيابة العامة إقامة الدعوى
العمومة تعني تحرٌيكها ،أو احالة الخصومة على المحكمة لتنظر
ٌ فإقامة الدعوى
وتقدم بشأنها ملتمسات وحضور الجلسات ٌفيها ،أما ممارستها فهي تتبع الدعوى ٌ
وكذلك سلك طرق الطعن التي يتيحها القانون .
وبالنظر لتعدد السلطات القضائية التي تملكها النيابة العامة ،سوف نركز
أهم السلطات القضائية سواء في الدعاوى العمومية أو في الدعاوى الحديث عن
المدنية وكذلك نطاق تدخلها في قضايا األسرة.
اإلشكالية:
ما هي السلطات القضائية التي منحها المشرع لنيابة العامة كجهاز يمثل
المجتمع ويدافع عنه وحق المتهم في محاكمة عادلة تتوفر فيها جميع الضمانات.
2
المبحث األول :السلطات القضائية لنيابة العامة في الدعاوى العمومية
والمدنية
سلطات النيابة العامة أثناء مرحلة البحث التمهيدي (فقرة أولى) وفي مرحلة
تحقيق اإلعدادي والمحاكمة (فقرة ثانية).
يقوم ضباط الشرطة القضائية بأبحاث تمهيدية ،بناء على تعليمات النيابة
العامة أو تلقائيا ,ويسير هذه العمليات وكيل الملك أو الوكيل العام للملك كل فيما
يخصه ولم يقم المشرع المغربي بتعريف البحث التمهيدي سواء التلبسي منه أو
العادي إال أنه يمكن التفريق بينهما من خالل بعض اإلجراءات التي تميزهما ,فقد
عرفه الفقيه أحمد الخمليشي بأنه مرحلة التثبت من وقوع الجريمة وجمع األدلة
- 1رياض عب د الغاني النيابة العامة أمام المحاكم العادية واالستئنافية ودورها من خالل مسطرتي اإلمتياز القضائي
والحصانة القانونية .طبعة أولى الصفحة .43
3
عنها والبحث عن مرتكبيها ،وهي المرحلة التي تسبق التحقيق والمحاكمة ،وعرفه
محمد عياط بأنه“ :مجموع التحريات التي يقوم بها رجال الضابطة القضائية تلك
التحريات التي يقصد منها ،التأكد من حدوث الجريمة ،وجمع األدلة عنها،
ومحاولة اکتشاف مرتكبيها.
وعليه يشكل البحث التمهيدي فاتحة اإلجراءات ومرحلة أولى تمهد للتحقيق
والمحاكمة ،لذلك ينطوي على أهمية قصوى للنظر إلى اإلجراءات والعمليات التي
يقوم بها ضابط الشرطة القضائية في هذه المرحلة والتي سيكون لها بليغ األثر
على صيرورة الدعوى العمومية في مراحلها المقبلة وتبدأ إجراءات البحث
التمهيدي إما بناء على تعليمات النيابة العامة أو تلقائيا .بعد التوصل بشكاية من
المتضرر أو وشاية في الموضوع.
وتنص الفقرات 1و 2و 3و 4ومن المادة 40من قانون المسطرة الجنائية
على أن وكيل الملك يتلقى المحاضر والشكايات والوشايات ويتخذ بشأنها ما يلزم
قانونا ,كما يقوم بنفسه أو من ينوب عنه القيام باإلجراءات الضرورية والبحث عن
- 2عصام المديني مرشد السلطة القضائية في أساليب البحث والتحري وطرق اإلسثدالل الجنائي الطبعة الثانية صفحة .41
4
مرتكبي الجرائم والمخالفين للقانون وإعطاء تعليماته إلى الضابطة القضائية
المختصة قصد القيام بالتحريات
فوكيل الملك يقوم بإحالة المحاضر والشكايات وما يتخذه بشأنها من إجراءات
على غرفة التحقيق أو المحكمة عندما يتخذ قرار توجيه االتهام أو المتابعة کما
يمكن أن يتخذ بشأنها كذلك ق ار ار بالحفظ مؤقتا والذي يجب أن يكون معلال علما
أن المشتكي أو المتضرر يمكنه التقدم بطلب إخراج الشكاية أو المحضر من
الحفظ ما لم يتم سقوط الدعوى العمومية.
وفي حالة اتخاذ قرار الحفظ يجب على وكيل الملك أن يخبر المشتكي أو
دفاعه بقرار الحفظ داخل أجل خمسة عشر يوما تبتدئ من تاريخ اتخاذ القرار
طبقا للفقرة األخيرة من المادة 40من قانون المسطرة الجنائية.
تنص الفقرة الثانية من المادة 16من قانون المسطرة الجنائية على أنه “يسير
وكيل الملك أعمال الشرطة القضائية في دائرة نفوذه ،4ونصت الفقرة األولى من
المادة 45من نفس القانون على أنه “يسير وكيل الملك في دائرة نفوذه بمحكمته
أعمال ضباط الشرطة القضائية ويقوم بتنقيطهم في نهاية كل سنة.5
5
ومرد هذه السلطة التي يملكها وكيل الملك على الشرطة القضائية في أنهم
ا
يستمدون سلطاتهم منه وينوبون عنه ويمثلونها ،وهذه المراقبة تشمل جميع أعمال
ومهام الشرطة القضائية وذلك من خالل تتبع ورصد األعمال واإلجراءات المتعلقة
بالبحث وتنفيذ األوامر قضائية مع كل ما يترتب عن ذلك من آثار قانونية عن كل
إخالل أو تقصير في قيامهم أو تنفيذهم لتعليمات النيابة العامة.
في األماكن المعدة لهذه الغاية الموجودة في دائرة نفوذه ،كما يسهر على
احترم التدابير الكفيلة باحترام أنسنة ظروف االعتقال .يتعين عليه أن يقوم بزيارة
هذه األماكن في أي وقت شاء ومتى دعت الضرورة لذلك ،دون أن تقل هذه الزيارة
عن مرتين في الشهر ،وعليه أيضا مراقبة سجالت الحراسة النظرية.
يحرر تقري ار بمناسبة كل زيارة يقوم بها ،ويشعر الوكيل العام للملك
بمالحظاته بما يعاينه من إخالالت.
-4التفتيش
يجب على النيابة العامة مراقبة وقت إجراء التفتيش إذ ال يجوز كقاعدة أن
يتم قبل الساعة السادسة صباحا وبعد التاسعة ليال ،كما يجب التأكد من كون
التفتيش تم بحضور وموافقة صاحب المنزل أو ممثله وإال بحضور شاهدين
أجنبيين عن الشرطة القضائية .المادتان من نفس القانون 62و 60غير أنه يجب
مراعاة بعض االستثناءات ،على سبيل المثال تفتيش مكتب محام يتولى القيام به
6
قاض من قضاة النيابة العامة بمحضر نقيب المحامين أو من ينوب عنه أو بعد
إشعاره بأي وسيلة من الوسائل الممكنة 6المادة 59من ق م ج.
يسير وكيل الملك في دائرة نفوذ محكمته أعمال ضباط الشرطة القضائية
ويقوم بتنقيطهم في نهاية كل سنة .يوجه وكيل الملك الئحة التنقيط إلى الوكيل
العام للملك قصد إبداء وجهة نظره وإحالتها على السلطة المشرفة إداريا على
ضباط الشرطة القضائية .ويؤخذ هذا التنقيط بعين االعتبار من أجل التقييم العام
للمعني باألمر.
يقوم الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف بتنقيط ضباط الفرقة الوطنية
أو الجهوية للشرطة القضائية التي يقع بدائرة مقرها .ويمكن لهذه الغاية لجميع
الوكالء العامين للملك أن يرفعوا إليه تلقائيا مالحظاتهم حول أداء ضباط الفرقة
- 6محمد بوزبع " :شرح قانون المسطرة الجنائية" ،الجزء األول ،الطبعة الثالثة ،ص .26 :
7
الجلسة 7وحسب رأي الفقه والقضاء تعد هذه المرحلة دعامة أساسية لحقوق
اإلنسان وركيزة مهمة في تحقيق المحاكمة.
نص المشرع المغربي صراحة في المادة 83من قانون المسطرة الجنائية أن
هناك نوعا من الجرائم يجري التحقيق بشأنها بشكل إجباري ،مما يجعل مختلف
النيابات العامة تحيل هذا النوع من القضايا على قضاة التحقيق بمقتضى ملتمسات
كتابية ،8و تسري هذه الخاصية على الجنايات والجنح على:
.304 - 7نجاة بضراني :المدخل لدراسة القانون الجزء األول (نظرية القانون) ص
جنائية. - 8فصل 83من قانون مسطرة
8
- 2التحقيق اإلجباري بناء على ملتمس النيابة العامة في:
أ -الجنايات:
بناء على مقتضيات المادة 84من قانون المسطرة الجنائية ،يجري التحقيق
بناء على ملتمس من النيابة العامة ،ولو كان قاضي التحقيق يقوم بالمهام المخولة
له في حالة تلبس ,وبناء على ذلك يكون التحقيق إلزاميا في نوع من الجنايات
9
تدخل في نطاق اختصاصات الوكيل العام للملك لدى محكمة اإلستئناف التي
في األحوال اآلتية:
الحالة األولى :إذا كانت األفعال المرتكبة تشكل جنايات معاقب عليها
باإلعدام ،أو بالسجن المؤبد ،أو يصل الحد األقصى للعقوبة المقررة لها ثالثين
سنة ،ولو تم ضبط الفاعل في حالة تلبس.
الحالة الثانية :إذا كانت الجناية معاقب عليها بغير هذه العقوبات ،إال أنه لم
يتم ضبط الفاعل في حالة تلبس ،فإذا ظهر أن القضية جاهزة للحكم أصدر الوكيل
العام للملك أم ار بوضع المتهم رهن االعتقال االحتياطي وأحالته على غرفة
الجنايات داخل أجل خمسة عشر بوما على األكثر وإذا ظهر أن القضية غير
جاهزة للحكم ،التمس إجراء تحقيق فيها.
9
– بالنسبة لألحداث ،فإن المشرع ألزم إجراء تحقيق إعدادي في كل جناية
مرتكبة من قبل حدث يقل سنه عن ثمانية عشرة ( )18سنة بغض النظر عن
العقوبة المقررة لها إذا ما ارتأى الوكيل العام للملك متابعته.
ج -حضور في الجلسات
10
يعرض على غرفة الجنح اإلسثئنافية التي تتكون تحت طائلة البطالن من رئيس
ومستشارين اثنين بحضور ممثل النيابة العامة وبمساعدة كتابة الضبط.11
يجوز للوكيل العام للملك الطعن بإعادة النظر في الق اررات التي تصدرها
محكمة النقض في الحاالت المنصوص عليها في المادة 563من ق.م.ج:
.1ضد الق اررات الصادرة استنادا إلى وثائق صرح أو اعترف بزوريتها؛
.2من أجل تصحيح الق اررات التي لحقها خطأ مادي واضح يمكن تصحيحه
من خالل عناصر مأخوذة من الق اررات نفسها ،ويقدم طلب التصحيح بمذكرة ترفع
إلى الغرفة التي أصدرت القرار موضوع التصحيح12؛
.3إذا أغفل البت في أحد الطلبات المعروضة بمقتضى وسائل استدل بها ،أو
في حالة عدم تعليل القرار.
.4ضد الق اررات الصادرة بعدم القبول أو بالسقوط ألسباب ناشئة عن بيانات
ذات صبغة رسمية تبين عدم صحتها عن طريق وثائق رسمية جديدة وقع
االستدالل بها فيما بعد.
11
المطلب الثاني :سلطة نيابة العامة في الدعوى المدنية
يعتبر حضور النيابة العامة إلزاميا في سائر الجلسات ويجب االستماع إليها
في جميع القضايا كيفما كان نوعه
يمثل النيابة العامة أمام المحاكم االبتدائية وكيل الملك أو أحد نوابه ،ويلتزم
وكيل الملك بإخبار رئيسه الوكيل العام للملك بمحكمة االستئناف بجميع الجنايات
التي منِ شأنها المساس بالنظام واألمن العمومي للمملكة.13
تتكون النيابة العامة لدى محاكم االستئناف من وكيل عام للملك أو أحد
نوابه .ويمارس الوكيل العام للملك أو أحد نوابه .ويمارس الوكيل العام للملك
الدعوى العمومية في الجنايات في حدود دائرة نفوذه.
- 13د .لطيفة الداودي " :دراسة في قانون المسطرة الجنائية الجديد" ،طبعة ،2005ص .165 :
12
عموما فإن الوكيل العام للملك يمارس الدعوى العمومية في الجنايات والجنح
استثناءا وحاالت التلبس المنصوص عليها في الفصل 56من ق.م.ج.
ويرى بعض الباحثين أن النيابة العامة لدى محاكم االستئناف أصبحت تهتم
بالطعون المقدمة إليها ابتدائيا عوض االهتمام بتنظيمها.
محكمة النقض باعتبارها محكمة قانون تقوم بمراقبة تطبيق القانون من لدن
محاكم المملكة من خالل الطعون المقدمة إليه بالنقض ومن خاللها أيضا يوحد
اجتهادات القضاء.
يمثل النيابة العامة لدى المجلس األعلى الوكيل العام للملك ويساعده محامين
14
ومن بين أهم مهامها المناقشة القانونية من أجل مقبولين لدى المجلس األعلى
تطبيق القانون خصوصا ما يتعلق ب ق.م.ج وللوكيل العام للملك مراقبة الوكالء
العامون وكالء الملك بمحاكم االستئناف واالبتدائية يلتزم الوكيل العام للملك
بالمجلس األعلى بتبليغ وزيرها العدل بجميع المالحظات المتعلقة باإلخالالت التي
15
ومن خاللها يطلع وزير العدل النيابة العامة على قد تسود عمل بعض القضاة
التوجهات العامة للسياسة الجنائية.16
13
الفقرة الثانية :نطاق تدخل نيابة العامة
"األصل في عمل النيابة العامة أمام القضاء المدني أن تكون طرفا منضما،
وهي بهذه الصفة ال تكون خصما ألحد وإنما تتدخل لتبدي رأيها لمصلحة القانون
والعدالة .وهذا يعني أن تسميتها بالطرف المنضم فيها شيء من التسامح في
التعبير ألنها ليست طرفا في هذه الحالة بالمعنى الحقيقي فال تكلف باإلنضمام
ألحد األطراف في الرأي أو الدفاع ولو أن من بين الذين أوجب القانون تدخلها
لحماية مصالحهم كالقاصرين وعديمي األهلية وإنما هي تعطي رأيها مستقال بما
تراه حقا وعدال ،ولرأيها المعتبر كفتوى قيمة أدبية في نظر المحكمة ألنه رأي
وهي على هذا األساس تكون أمام إحدى 17
محايد ال وجهة نظر خصم معين
الحاالت اآلتية:
التدخل اإلجباري
حسب ما ذهب له األستاذ محمد بوزيان في كتابه فإن الفصل الثامن يفهم
من ظاهره أن حاالت التدخل الواردة فيه إنما جوازية ولكن إذا ما رجعنا إلى آخر
فقرة من الفصل التاسع نجدها تقول "يشار في الحكم إلى إيداع مستنتجات النيابة
أو تالوتها بالجلسة وإال كان باطال" ويستنتج منه بصريح العبارة مدى إلزامية
ووجوبيه الحاالت المذكورة في الفصل الثامن قبله ،وهو ما شكل ارتباكا لدى
الباحثين في تفسير الحاالت الثالث التي يقول فيها الفصل الثامن "تتدخل النيابة
العامة كطرف منضم في جميع القضايا التي يأمر القانون بتبليغها إليها ،وكذا في
الحاالت التي تطلب النيابة العامة التدخل فيها بعد إطالعها على الملف ،أو
- 17الفصل الثامن من قانون المسطرة المدنية المصادق عليه بظهير بمثابة قانون رقم 1.74.447بتاريخ 11رمضان
28( 1394شتنبر )1974منشور بالجريدة الرسمية عدد 3230مكرر بتاريخ 30شتنبر 1974ص .15
14
عندما تحال عليها القضية تلقائيا من طرف القاضي ،وال يحق لها في هذه األحوال
استعمال أي طريق للطعن.18
بل هذا ما ذهب له حتى المجلس األعلى (سابقا) في أحد ق ارراته بالقول
"الفصل 8من قانون المسطرة المدنية ينص على أن النيابة العامة تتدخل كطرف
منضم في جميع القضايا التي يأمر القانون بتبليغها إليها ،وأن تدخلها يعني
حضورها في الجلسة ،وأن عدم التنصيص على اسم ممثل النيابة العامة في القرار
المطعون فيه يعني عدم حضورها في الجلسة بالنسبة للقرار المذكور .كما أن
الفصل 10من قانون المسطرة المدنية ينص على أن حضور النيابة العامة في
الجلسة يعتبر غير إلزامي إال إذا كانت طرفا رئيسيا ،أو كان حضورها محتما
قانونا والحالة األخيرة هي التي تتعلق بالفصلين 8و 10من قانون المسطرة
المدنية ومن ثمة فإن عدم حضور ممثل النيابة العامة في الجلسة التي صدر فيها
القرار المطعون فيه ،يشكل خرقا لمقتضيات الفصلين المذكورين مما يعرضه
للنقض.19
إذا كان حضور النيابة العامة أيضا بالجلسة يكون اختياريا مادامت طرفا
منضما فإنه في القضايا التي تكون فيها طرفا رئيسيا يكون حضورها إلزاميا
بموجب الفصل العاشر من هذا القانون المسطري ،وبالتالي فعدم حضورها يعرض
القضية كلها للبطالن ،وحسب الفصل 6الذي يؤكد على أن تكون النيابة العامة
- 18الفصل الثامن من قانون المسطرة المدنية المصادق عليه بظهير بمثابة قانون رقم 1.74.447بتاريخ 11رمضان
28( 1394شتنبر )1974منشور بالجريدة الرسمية عدد 3230مكرر بتاريخ 30شتنبر 1974ص .2742صادر
- 19قرار صادر عن المجلس األعلى (سابقا) بتاريخ 15أبريل 2003تحت عدد 370في الملف اإلجتماعي عدد
02.1089منشور بمجلة القصر عدد 10ص 223وما بعدها.
15
إما طرف رئيسي أو منضم ،وبالرجوع للنصوص القانونية يمكننا تحديد جملة
القضايا التي تتدخل فيها النيابة العامة كطرف رئيسي في:
النزاع الحاصل بشأن صحة إجراءات اإلكراه البدني لتنفيذ األحكام المدنية
والمالية .لمادة 680ق.م.ج .التعرض على بعض مطالب التحفيظ العقاري.
يمكن لوكيل الملك التعرض على مطالب التحفيظ التي تجري في إطار
المسطرة المحددة في الظهير المؤرخ في 13غشت ،1913فيكون تدخله باسم
األشخاص المحجورين والغائبين والمفقودين وغير الحاضرين ،وهذا طبقا للفصلين
26و 29من الظهير المذكور.
16
باإلضافة لتدخلها اإلنضمامي يمكنها أن تكون طرفا رئيسيا بأن تطلب في
الدعوى األصلية الحكم بالبطالن طبقا للحاالت المنصوص عليها في الفصل
52من ظهير حماية الملكية الصناعية ،أو تطلب الحكم بسقوط الحق طبقا
للفصل 54من ذات الظهير ،وبالتالي بصفتها طرف رئيسي يمكنها استعمال
طرق الطعن طبقا للفصل السابع من القانون المنظم للمسطرة المدنية.
قضايا المحامين.
قضايا حل الجمعيات.
تعد مؤسسة النيابة العامة من بين المؤسسات التي تسهر على حماية
المصالح العامة لألفراد و المجتمع؛ بما في ذلك االسرة التي تعد الخلية األولى
للمجتمع ,صالحه من صالحها وفساده من فسادها؛ وما دامت الرابطة بين االسرة
والمجتمع جدلية على هد النحو ,20وان النيابة العامة هي الساهرة على حماية
المجتمع واالسرة ,فقد تم تخويلها أدوار مهمة في جميع القضايا المتعلقة باألسرة؛
لتساهم بشكل فعال في الحفاظ على كيانها واستقرارها؛ نظ ار للخصوصية التي
ينفرد بها قضاء االسرة عن القضاء المدني رغم انه فرع من فروعه.
_ 20ادريس الفاخوري,الزواج والطالق في مدونة األحوال الشخصية,مطبعة الجسور,وجدة,الطبعة الثالثة 2001,ص1
17
وبناءا على ما سبق؛ نتساءل عن دور النيابة العامة في المادة االسرية؛ وهل
فعال توفق المشرع في صياغة المواد التي أسند فيه للنيابة العامة؛ كجهاز يسعى
إلى تحقيق المصلحة العامة وحماية المجتمع.
تؤدي النيابة العامة دو ار مهما في قضايا االسرة باعتبارها طرفا أصليا في
جميع القضايا ودعاوى مدونة االسرة التي يمكن ان تنتج عن الرابطة الزوجية
وكذلك االثار المترتبة عن هذه العالقة؛ سواء قبل بدايتها أو خالل سريانها أو عند
نهايتها.
وعليه؛ سنتناول هذا المطلب عبر فقرتين ندرس في الفقرة األولى دور النيابة
العامة اثناء قيام الرابطة الزوجية؛ ونناقش في الفقرة الثانية دور النيابة العامة في
تجهيز ملفات انحالل ميثاق الزوجية.
ان النيابة العامة تتدخل كطرف أصلي ومنظم في ان واحد؛ وإن كان من
غير المستساغ الجمع بين التدخلين لوجود تباين يجعل الجمع بينهما مستحيال21؛
فماهي هي طبيعة تدخل النيابة العامة في قضايا االسرة؟ وما الدور الذي تقوم به
في هذه القضايا؟
- 21سفيان أدرويش؛ دور النيابة العامة في قضايا االسرة؛ مجلة القصر عدد 9؛ شتنبر 2004؛ ص.86
18
-1طبيعة تدخل النيابة العامة في مدونة االسرة:
أما الحالة الثاني :هي التي تكون فيها النيابة العامة طرفا منظمنا وتظهر في
القضايا االسرية التي ال تكسب فيها صفة المدعية او المدعى عليها ويكون من
حقها تقديم المستنتجات إبداء اراءها دون أن يكون لها حق المواجهة.
23
يرى انسجاما مع احكام المادة الثالثة من مدونة وبالنسبة للرأي الثاني
االسرة؛ ان النيابة العامة طرف أصلي؛ حيث تتدخل بناءا على نص قانوني
ويكون لها االختيار باعتبارها ليست الوحيدة التي تملك صفة االدعاء في الدعاوى
التي تكون فيها مدعية؛ فلكل دي مصلحة مشروعة حق تقديم طلب امام المحكمة؛
ويتم تبليغ الملف إليها حتى تبدي مستنتجاتها في الموضوع وفقا لما يمليه القانون.
- 22احمد نهيد؛ تدخل النيابة العامة في ظل مدونة االسرة؛ مقال منشور بمجلة المحامي؛ عدد مزدوج 45-44؛ ص.182
- 23سفيان أدريوش؛ المرجع السابق؛ ص.87-86
19
وتتدخل كطرف منظم في باقي القضايا المتعلقة باألسرة رعاية لها وحفاظا على
وحدة كيانها.
فالهدف من إعطاء هذه األخيرة هذا الدور في قضاي االسرة هو منحها ما قد
يكون لألطراف من حقوق كحق الطعن؛ فقد ترى خرقا ساف ار للقانون ومض ار بحق
من حقوق المجتمع كما قد يكون الطرف المحكوم عليه ضعيفا او عديم االهلية؛
فيكون حق الطعن هو السبيل الوحيد لحفظ مثل هذه الحقوق ومؤازرة الضعفاء في
الدعوى.24
يتسع دور النيابة العامة ويضيق في قضايا االسرة حسب نوع القضايا التي
تتدخل فيها؛ رغم أن تدخلها في هذه القضايا طبقا لمقتضيات المادة الثالثة من
المدونة يأخذ صفة الطرف األصلي ووفقا للفصل 9من قانون المسطرة المدنية
تتدخل كطرف منظم.
ففي القضايا الرامية إلى تطبيق أحكام المدونة تتدخل كطرف أصلي مدعية
أو مدعي عليها ونستنتج ذلك من خالل مجموعة من المواد منها.
- 24أحمد البنوضي؛ دور النيابة العامة في قضايا االسرة؛ رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص؛
وحدة التكوين والبحث في قانون االسرة المغربي والمقارن؛ كلية الحقوف؛ جامعة عبد المالك السعدي؛ طنجة الموسم
الجامعي 2006/2005ص.14
20
-المادة :165طلب اختيار االصلح للحضانة.
أما فيما يخص قضايا الحالة المدنية فإن النيابة العامة تتدخل كطرف
25
لتعلقها بالنظام العام كما تأخذ نفس الصفة في القضايا المتعلقة بكفالة أصلي
األطفال المهملين إذا كانت مدعية أو مدعى عليها كتحريك دعوى التصريح
باإلهمال او المطالبة باتخاذ إجراءات معينة في مصلحة الطفل وتأخذ صفة
الطرف المنظم إذا لم تكن هي التي رفعت الدعوى او أقيمت ضدها.26
سنعالج في هذه الفقرة مجموعة من النقاط تتعلق بدعاوى الزواج على الشكل
التالي.
من خالل المادة 43من مدونة االسرة يتبين أن دور النيابة العامة في
دعاوى التعدد يتمثل باألساس في السهر على تبليغ االستدعاء للزوجة المراد
التزوج عليها بناءا على تكليف من المحكمة؛ إذ عندما يتقدم الزوج بطلب التعدد
- 25محمد بوزيان؛ دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية؛مطبعة الساحل؛الطبعة الثانية 1982؛ ص 40وما بعدها
- 26احمد البنوضي؛ المرجع السابق؛ص85ومابعدها.
21
يتم استدعاء الزوجة المراد التزوج عليها؛ وفي حالة غيبتها فإنه ال يمكن منح
االدن بالتعدد إال إذا أفادت النيابة العامة بعد قيامها ببحث بواسطة الشرطة
القضائية او السلطة المحلية تعذر الحصول على موطن أو محل إقامة لها يمكن
استدعاؤها فيه.
باإلضافة إلى هذا الدور فإن النيابة العامة تتدخل كطرف أصلي بناء على
طلب من الزوجة المتضررة في الحالة التي يكون عدم توصلها باالستدعاء ناتجا
عن تقديم الزوج بسوء نية لعنوان غير صحيح او تحريف في اسم الزوجة قصد
حرمانها من الحضور؛ وبالتالي حرمانها من حقوقها27؛ وهنا تتدخل النيابة العامة
من أجل تحريك الدعوة العمومية ضد الزوج طبقا لمقتضيات الفصل 361من
ق.ج.
إذا كان تدخل النيابة العامة هنا متوقف على شكاية الزوجة المتضررة؛ فإن
28
عمال تنازل هذه األخيرة عن شكايتها يغل يد النيابة العامة في تحريك المتابعة
بمقتضيات الفقرة الثالثة من المادة الرابعة من ق م ج.
حسب مقتضيات المادة 53من مدونة االسرة فإن النيابة العامة تقوم بمهمة
إرجاع الزوج المطرود حاال الى بيت الزوجية مع اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بأمنه
وحمايته.
فإن تفعيل هذه المادة يساهم في ضمان االستقرار االسري؛ ومعالجة بعض
المشاكل التي ما فتئت تعاني منها االسرة المغربية؛ بالنظر إلى ما تتوفر عليه
- 27حسن بيوض؛ صالحيات النيابة العامة في تفعيل مدونة االسرة؛ مقال منشور بمجلة المعيار؛ العدد 32ص.148
- 28عبدالواحد العلمي؛ شرح قانون المسطرة الجنائية الجزء األول؛ مطبعة النجاح الجديدة؛ الدارالبيضاء؛ 1998ص77
ومابعدها.
22
النيابة العامة من سلطات تمكنها من تسخير القوة واللجوء إلى وسائل االجبار29؛
وكل ذلك من اجل تجاوز المشاكل والحاالت الواقعية التي كثي ار ما أظهرت معاناة
الزوجة او الزوج من تداعيات الطرد من بيت الزوجية دون مبرر.30
فالنيابة العامة يجب أن تكون لها نظرة شمولية لمختلف الظروف الواقعية
31
وأن تتفهم وبشكل واضح األسباب والدوافع المرتبطة بالحالة المعروضة عليها
التي أدت إلى الطرد؛ حتى تقرر مدى توافر المبرر الشرعي من عدمه؛ اخذة في
االعتبار دورها االجتماعي واإلنساني لحماية الزوج المطرود والحفاظ على
سالمته.
لذلك فان النيابة العامة ال تكون ملزمة دائما برد المطرود لبيت الزوجية كما
لو كان الزوج يشكل خط ار على الزوجة؛ ففي هذه الحالة يعين عليها اتخاذ التدابير
االحت ارزية الالزمة واالمتناع عن رد الزوج المطرود الى بيت الزوجية رغم انعدام
مبرر الطرد كإسكان الزوج لدى أحد األقارب حفاظا على سالمته الى حين إيجاد
حل نهائي للنزاع .وتبقى جميع هذه اإلجراءات التي تقوم بها النيابة العامة مجرد
إجراءات ذات طابع وقتي ورهينة بتحقيق عدالة زمنية في انتظار أن يفصل
القضاء في موضوع النزاع بين الزوجين.
إن تدخل النيابة العامة من الناحية العملية تعوقه مجموعة من المعوقات لعل
أهمها ندرة اليات التدخل؛ بل كيف ستتعامل مع هذه المسألة وهي تتوفر فقط على
جهاز الشرطة القضائية التي يكون تدخلها في غالب األحيان في معالجة مثل هذه
الحاالت غير مجدي ومفضيا الى نتائج عكسية خصوصا وان هذا الجهاز لم
- 29يوسف وهابي؛ اختصاصات النيابة العامة في مدونة االسرة الجديدة؛ الملف؛ العدد الثالث أبريل 2004ص.84
- 30عزيزة هنداز؛ دور النيابة العامة في مدونة االسرة؛ سلسلة الندوات واأليام الدراسية العدد 8لسنة 2006ص.167
- 31سفيان أدريوش؛ المرجع السابق ص.153
23
32
إضافة الى غياب أي جزاء جنائي يجعل يتلقى أي تكوين في قضايا االسرة
الزوج مجب ار على االنصياع لتنفيذ أمر النيابة العامة بإرجاع زوجته المطرودة.33
تتدخل النيابة العامة في هذه المرحلة على مستوى مسطرة الصلح بين
الزوجين وبعد ذلك الخطاب على وثيقة الطالق من طرف القاضي.
حسب مقتضيات المادة 81من مدونة االسرة فإن النيابة العامة تقوم بمهمة
تجهيز الملفات المتعلقة بالطالق عن طريق تكليفها من المحكمة الناظرة في الملف
بإبالغ الزوجة التي توصلت بصفة شخصية باالستدعاء ولم تحضر ولم تقدم
مالحظات مكتوبة؛ أنها إذا لم تحضر سيتم البت في الطلب في غيبتها.
وكذلك في الحالة التي يكون فيها عنوان الزوجة مجهول يمكن للمحكمة أن
تلجأ للنيابة العامة من أجل الوصول الى العنوان الحقيقي للزوجة عن طريق
االستعانة بالضابطة القضائية او بتنسيق مع السلطات المحلية وبجميع الوسائل
المتاحة؛ ويبدون ان المشرع حاول تجسيد البعد الحمائي للمدونة من وراء هذه
اإلجراءات بتوفير الحماية الالزمة للزوجة تفاديا إلصدار حكم نهائي بانفصام
العالقة الزوجية في غيابها34؛ غير انه إذا ثبت تحايل الزوج من أجل عدم التمكن
من تبليغ الزوجة واستصدار حكم بانفصام الزوجية في غيبتها؛ فان النيابة العامة
تتدخل لتحريك الدعوى العمومية بطلب من الزوجة المتضررة؛ ومتابعته جنائيا وفق
الفصل 361من ق ج.
- 32عبد الرزاق نجي؛ دور النيابة العامة في قضايا االسرة مدونة االسرة عام من التطبيق؛ الحصيلة واالفاق -سلسلة
الندوات العدد األول؛ يومي 18/17فبراير 2005ص .192
- 33أحمد البنوضي؛ المرجع السابق؛ ص.30
- 34أحمد نهيد؛ المرجع السابق؛ ص.196
24
***تدخل النيابة العامة بعد الخطاب على وثيقة الطالق:
عندما تأذن المحكمة للزوج بتوثيق الطالق يخاطب عليه القاضي المكلف
بالتوثيق بقسم قضاء االسرة المختص ويقوم بتوجيه نسخة منه الى المحكمة التي
أذنت بتوثيق الطالق حيث تصدر هذه األخيرة ق ار ار معلال يتضمن البيانات الواردة
في المادة 88من مدونة االسرة والذي يشمل وجوبا مستنتجات النيابة العامة؛
ويتعين تبليغ ملخص وثيقة الطالق الى ضابط الحالة المدنية لمحل والدة الزوجين
او توجيهها الى وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية بالرباط إذا لم يكن للزوجين أو
ألحدهما محل والدة بالمغرب طبقا للمادة 141من مدونة االسرة.
ويجوز للنيابة العامة الطعن باالستئناف في هذا القرار باعتبارها طرفا أصليا
وفقا للمادة الثالثة من مدونة االسرة؛ باستثناء الجزء القاضي بانفصام الزوجية الذي
ال يقبل أي الطعن وفقا لما نصت عليه الفقرة األولى من المادة 128من نفس
المدونة؛ إذ ال طعن بدون مصلحة حسب القواعد العامة المؤطرة لمؤسسة الطعون؛
وهكذا فال مصلحة للنيابة العامة للطعن في هذا الجزء الخاص بإنهاء العالقة
الزوجية وإنما مصلحتها تكمن في الطعن في الجزء المتعلق بالمستحقات التي
يمكن أن تحكم بها المحكمة للزوجة واألطفال.
للنيابة العامة دو ار مهما في دعاوى التطليق سواء على مستوى تدخلها للبحث
عن محل غيبة الزوج او من حيث تنفيذ التدابير المؤقتة التي يمكن أن تحكم بها
المحكمة قبل الحكم في جوهر القضية.
يبرز دور النيابة العامة في مسطرة التطليق في الحالة التي تتقدم فيها
الزوجة بطلب التطليق للغيبة؛ ويكون الزوج الغائب مجهول العنوان؛ وهنا تتأكد
25
المحكمة عن طريق النيابة العامة من صحة دعوى الزوجة؛ بإجراء األبحاث
الضرورية عن الزوج بواسطة السلطات المحلية او مصالح الضابطة القضائية؛
وفي حالة استرسال غيبته؛ تعين له المحكمة قيما للبحث عنه بمساعدة النيابة
العامة التي تسهر على تنفيذ إجراءات القيم؛ وذلك توخيا لسرعة البت في هذا
النوع من القضايا؛ عمال بمقتضيات المادة 105من مدونة االسرة.
- 35ادريس الفاخوري؛ الصلح في العمل القضائي؛ 'الطالق نموذجا؛ مداخلة القيت في الملتقى المغاربي حول قانون
االسرة أيام 6-5-4ماي .2002
26
128من مدونة االسرة والمواد 430و 431و 432من ق م م؛ ولها حق الطعن
في الحكم األجنبي المذيل بالصيغة التنفيذية كيف ما كان موضوعه.
عندما تتعذر المساكنة بين الزوجين أثناء سريان الدعوى فللمحكمة أن تتخذ
التدابير المؤقتة التي تراها مناسبة بالنسبة للزوجة واألطفال وضمان االستقرار
االسري في شقيه النفسي واالجتماعي عن طريق النيابة العامة؛ وهذه األخيرة
تتدخل هنا في اطار مهامها الوالئية واإلدارية؛ ال في صفتها كطرف اصلي؛
لكونها تأتي بعد اتخاذ التدبير؛ اذ على المحكمة ان تحيل فو ار االمر الصادر
36
باإلجراء المؤقت على النيابة العامة التي تتولى تنفيذه بجميع الوسائل المالئمة.
حيث اناطت المادة 121من مدونة االسرة مهمة التنفيذ الفوري لهذه التدابير
للنيابة العامة بما فيها اخيار الزوجة السكن مع أقارب الزوج او اقاربها.
غير ان تكليف النيابة العامة بمهمة تنفيذ هذه التدابير وحدها دون النص
على وسائل جبرية تمكنها من اجبار المنفذ عليه بتنفيذها يبقى دون تحقيق
المبتغى المقصود؛ فيكن لها فقط حق تحريك الدعوى العمومية من أجل تحقير
طبقا للفصل 266من القانون الجنائي؛ باعتبار هذه التدابير 37
مقرر قضائي
مقررات صادرة عن المحكمة.
- 36دليل عملي لمدونة االسرة؛ وزارة العدل؛ سلسلة الشروح والدالئل العدد األول؛ 2004؛ ص.85
- 37احمد البنوضي؛ المرجع السابق؛ ص.85
27
إذ باستقراء بعض نصوص مدونة األسرة نجد المشرع استبدل الدور التقليدي للنيابة
العامة في قانون المسطرة المدنية ،وأضحت طرفا رئيسيا في قضايا األسرة حيث
أصبح لها تارة دور وقائي وحمائي ،وتارة أخرى دو ار مساعدا للقضاء ،ويتجلى ذلك
باألساس في قضايا الحضانة واألهلية والنيابة الشرعية.
وهكذا ،ارتأينا تقسيم هذا المطلب إلى فقرتين على الشكل التالي:
تعد الحضانة من أهم المؤسسات القانونية التي خصها المشرع بقواعد تأخذ
بعين االعتبار مصلحة الطفل المحضون طبقا التفاقية حقوق الطفل لسنة 1989
والتي صادق عليها المغرب ،ولذلك أسند للنيابة العامة مهمة السهر على حماية
مصالحه من كل األضرار التي قد يتعرض لها ،سواء كانت جسمانية أو معنوية،
وأعطى لها صالحية مراعاة مصلحة المحضون بالسهر على اختيار األصلح
للحضانة وحماية حقوقه وكذا الحرص على منع السفر بالمحضون الى خارج
المغرب دون موافقة نائبه الشرعي ،باإلضافة الى ورها األصيل في تحريك المتابعة
الجنائية في حال عدم تقديم المحضون لمن له الحق فيه لهذا سنعالج هذه النقاط
على الشكل التالي.
تنص المادة 165من مدونة األسرة على أنه” :إذا لم يوجد بين مستحقي
الحضانة من يقبلها ،أو وجد ولم تتوفر فيه الشروط ،رفع من يعنيه األمر أو
28
النيابة العامة األمر إلى المحكمة ،لتقرر اختيار من تراه صالحا من أقارب
المحضون أو غيرهم ،وإال اختارت إحدى المؤسسات المؤهلة لذلك”.
يالحظ أن هذه المادة أعطت للنيابة العامة صالحية رفع طلب إسناد
الحضانة إلى من هو جدير برعاية الطفل والقيام بشؤونه وتربيته تربية سليمة ،مع
األخذ بعين االعتبار مصلحة المحضون التي تتمحور باألساس حول حاجة الطفل
إلى وسائل مادية لنموه البدني واستق ارره النفسي ،وقيام الحاضن بواجبه في هذا
الشأن ،وضرورة الحفاظ على عالقته مع الوالد غير الحاضن وأقاربه ،وكل هذا
متوقف على قدرة الحاضن للقيام بهذا الدور الذي ينعكس على شخصية الطفل
وعلى مصيره .وذلك في الحالة التي لم يقبل من هو مستحق للحضانة أو لم تتوفر
فيه أحد الشروط الواجب توافرها في الحاضن.
وقد ربط المشرع قيام النيابة العامة برفع طلب إسناد الحضانة لمن هو أصلح
للمحضون بتوافر شرطين أساسين:
الشرط الثاني :عدم توفر مستحقي الحضانة على الشروط الالزمة ما دام
استحقاق الحضانة يرتبط وجوبا بتوفر شروطها المحددة في المادة 173من
المدونة مع مراعاة شروط أخرى أضافها الفقه المالكي ،تطبيقا لإلحالة المنصوص
عليها في المادة 400من مدونة األسرة.
وهنا يمكن للنيابة العامة أن تطلب من المحكمة إسقاط الحضانة إذا لم تتوفر
في الحاضن الشروط المنصوص عليها في المادة 173من مدونة األسرة ،كما
يمكن لها التدخل لمنازعة مستحق الحضانة في صالحيته بالحضانة ،السيما إذا
29
اقترف األفعال المنصوص عليها الفصل 482من القانون الجنائي ،وصدر في
حقه حكم قضى بإدانته من أجل ذلك.
وقد تتدخل كذلك إذا ثار خالف بين األم الحاضنة وولي المحضون حول
تمدرس الطفل ،كما لو أن األم أرادت أن يلج ابنها مدرسة خصوصية وأراد النائب
الشرعي أن يلج مدرسة عمومية.38
فمن خالل هذه المعايير ،ستعمل النيابة العامة على تقييم ثبوت مصلحة
الطفل من عدمه ،وبالتالي استعمال تلك اإلمكانيات كلما ثبت لها أن تلك
المصلحة يهددها خطر ما.39
تتدخل النيابة العامة إذا بلغ إلى علمها أن حقوق المحضون مهددة بأخطار،
كما لو ثبت لها أو رأت عدم أهلية الحاضن للقيام بهذه المهمة ،أو أن تصرفاته
وسلوكه فيه خطر على مصلحة الطفل ،خصوصا وان الطفل قد يكون في وضعية
خطيرة تزداد تعقيدا إذا لم يتم اتخاذ التدابير الالزمة بالسرعة المطلوبة.40
30
فيها ما يلي” :يجب على األب وأم المحضون واألقارب وغيرهم إخطار النيابة
العامة بكل األضرار التي يتعرض لها المحضون لتقوم بواجبها للحفاظ على
حقوقه ،بما فيها المطالبة بإسقاط الحضانة”.
وتبليغ النيابة العامة أو إخطارها يتم بجميع وسائل اإلشعار الكتابية منها
والشفوية ،كما أن األضرار التي قد يتعرض لها المحضون والتي تستوجب تدخل
النيابة العامة كثيرة ،فقد تهدد الطفل في سالمته الجسدية ،كالضرب واالعتداء
البدني من طرف الحاضن أو أقاربه ،أو تهدده في صحته مثل عدم االهتمام
بحالته الصحية التي قد تكون مهددة بمرض أو وباء يحتاج إلى عالج سريع
وعاجل ،أو قد يتعلق الخطر الذي يهدده بدراسته وتربيته لما في ذلك من تأثير
على مستقبله ككل ،فمثل هذه األخطار التي تهدد مصلحة المحضون تبرر تدخل
النيابة العامة قصد وضع حد لها.42
تعد المادة 179من بين أهم المستجدات التي جاءت بها مدونة األسرة
بمنحها للنيابة العامة دور مهم في منع السفر بالمحضون إلى خارج المغرب عن
طريق تقديم طلب إلى المحكمة من أجل أن تضمن في قرار إسناد الحضانة ،أو
في قرار الحق ،منع السفر بالمحضون إلى خارج المغرب ،دون موافقة نائبه
الشرعي ،ألن السفر بالمحضون خارج المغرب قد يقطع الصلة بينه وبين أبيه أو
نائبه الشرعي الذي تثبت له حق الزيارة ،إذ نصت على أنه ” :يمكن للمحكمة بناء
على طلب من النيابة العامة ،أو النائب الشرعي للمحضون ،أن تضمن في قرار
إسناد الحضانة ،أو في قرار الحق ،منع السفر بالمحضون إلى خارج المغرب،
دون موافقة نائبه الشرعي.
31
تتولى النيابة العامة تبليغ الجهات المختصة مقرر المنع قصد اتخاذ
اإلجراءات الالزمة لضمان تنفيذ ذلك …” ولعل الهدف من هذه األحكام ،الحفاظ
إذ أن أغلب حاالت النقل 43
على الهوية الثقافية للمحضون وأصوله االجتماعية
غير المشروع لألطفال تكون بعد انحالل الزواج المختلط ،حيث يعمد الطرف
الحاضن وغالبا ما تكون الزوجة األجنبية إلى نقل الطفل إلى بلدها األصلي لتحرم
بذلك الطرف اآلخر من رعاية ابنه وصلة الرحم به واإلطالع على أحواله.44
ونشير إلى أنه يمكن اللجوء إلى قاضي المستعجالت في حالة رفض النائب
الشرعي السفر بالمحضون صحبة الحاضنة عندما تكون هناك ظروف خاصة
تحتم ذلك السفر كأن يكون المحضون مريضا يستوجب إخضاعه للعالج هناك،
الستصدار إذن يمكنها من السفر به خارج المغرب.
- 43عبد الكريم الطالب؛ النيابة العامة في مدونة االسرة؛ االختصاصات واالشكاالت ،مجلة المنتدى؛ العدد الخامس؛ يونيو
2005ص.116
- 44احمد نهيد؛ المرجع السابق؛ ص.189
- 45محمد الكشبور؛ المرجع السابق ص.119
32
-4دور النيابة العامة في حماية المحضون جنائيا:
يبرز دور النيابة العامة في حماية المحضون جنائيا في حال ما إذا صدر
حكم أو قرار قضائي نهائي أو نافذ بصفة مؤقتة يقضي بإسناد الحضانة لواحد من
األبوين أو لغيرهما ،وامتنع من بيده وتحت رعايته الطفل المحضون عن تسليمه
لمن له الحق في حضانته ،من خالل تحريك المتابعة في حق الممتنع عن تسليم
المحضون طبقا للفصل 477من القانون الجنائي الذي ينص على أنه” :إذا صدر
حكم قضائي بالحضانة وكان نهائيا أو نافذا بصفة مؤقتة ،فإن األب أو األم أو
أي شخص يمتنع عن تقديم القاصر إلى من له الحق في المطالبة بذلك ،وكذلك
إذا اختطفه أو غرر به ولو دون تدليس أو عنف أو حمل غيره على التغرير به أو
اختطافه ممن عهد إليه بحضانته أو من المكان الذي وضعه فيه ،فإنه يعاقب
بالحبس من شهر إلى سنة وغرامة من مائتين إلى ألف درهم.
فإذا كان مرتكب الجريمة قد حرم من الوالية األبوية على القاصر ،فإن
الحبس يمكن أن يصل إلى ثالث سنوات”.
ويتبين أن النص يطبق على أي شخص يكون بيده الطفل كاألب واألم وأم
األم وغيرهم من األقارب الذين أسندت إليهم حضانة الطفل أو أي شخص أجنبي
أمسك المحضون ولم يقدمه إلى من صار حاضنا له بصفة قانونية بعد صدور
الحكم أو المقرر ،كما أن المشرع الجنائي قد شدد العقوبة إذا كان مرتكب الجريمة
قد حرم من الوالية األبوية على القاصر .ويقتضي توافر جريمة اإلمتناع عن تقديم
المحضون وجود مطالبة صريحة بالطفل ورفضا تاما لتقديمه.
وتجدر اإلشارة إلى أنه على الحاضن أن يقدم المحضون لمن له حق
المطالبة به ،خاصة نائبه الشرعي للقيام بزيارته التي تحدد بناء على اتفاق بينه
وبين النائب الشرعي أو بمقتضى حكم قضائي ،حتى ال يقع تحت طائلة العقوبة
33
المنصوص عليها في الفصل 476من القانون الجنائي والذي جاء فيه” :من كان
مكلفا برعاية طفل وامتنع من تقديمه إلى شخص له الحق في المطالبة به يعاقب
بالحبس من شهر إلى سنة” .والنائب الشرعي من بين األشخاص الذين لهم حق
المطالبة به لحقه في الزيارة طبقا لمدونة األسرة.
وعليه ،نتطرق لدور النيابة العامة في قضايا األهلية ثم نتناول دورها في
قضايا النيابة الشرعية.
خول المشرع للنيابة العامة دو ار مهما في مجال األهلية لما يترتب على
فقدانها أو انعدامها من آثار قانونية تمس الذمة المالية للمحجور عليه ،قد تحرمه
من التصرف في أمواله .إذ من حقها رفع طلب إلى المحكمة قصد استصدار حكم
بالتحجير على فاقد األهلية كما لها حق طلب إلغاء اإلذن بتسلم الصغير لجزء من
أمواله قصد التجربة.
تنص المادة 221من مدونة األسرة على أنه” :يصدر حكم بالتحجير أو
برفعه بناء على طلب من المعني باألمر أو من النيابة العامة أو ممن له مصلحة
في ذلك” .كما جاء في المادة 220من مدونة األسرة ما يلي” :فاقد العقل والسفيه
34
والمعتوه تحجر عليهم المحكمة بحكم من وقت ثبوت حالتهم بذلك ،ويرفع عنهم
الحجر ابتداء من تاريخ زوال هذه األسباب حسب القواعد الواردة في هذه المدونة”.
باستقراء هاتين المادتين يتبين أنه يمكن للنيابة العامة أن تتقدم بمقال إلى
المحكمة تطلب فيه إصدار حكم بالحجر على كل من ظهرت عليه عالمات
الجنون أو السفه أو العته ،إذا توافرت لديها حججا وأدلة تثبت حالة المعني باألمر
المراد الحجر عليه .كما يمكن لها طلب رفع الحجر إذا زال سببه ،مع تعزز طلبها
بأدلة تثبت حالة الشخص المعني .46واألدلة المعززة للطلب سواء للحجر أو لرفعه
غالبا ما تكون عبارة عن شهادة طبية مسلمة من طبيب مختص في األمراض
العقلية ،تثبت أن الشخص المراد التحجير عليه فاقدا للعقل أو معتوها ،أو تثبت أن
الشخص أصبح متمتعا بكامل قواه العقلية حسب الحالة .وبشهادة عدلية أو لفيفية
مستفسرة إذا كان سفيها ،وإن كان يصعب عمليا على النيابة العامة الحصول على
هذه الوسائل.47
كما يبدو أن المشرع لم يوضح الكيفية التي تعلم بها النيابة العامة وقوع أحد
عوارض األهلية للشخص ،حتى تتقدم بطلب إلى المحكمة قصد الحجر عليه،
بخالف المشرع المصري الذي أوكل مهمة إبالغ النيابة العامة عن حاالت فقد
األهلية الناشئة عن عاهة عقلية بمجرد ثبوت ذلك لديه لألطباء والمعالجين
ومديري المستشفيات والمصحات على حسب األحوال .وعليه ،فالنيابة العامة سواء
كانت طالبة للحجر أم أحيل عليها الملف لإلدالء بمستنتجاتها ،عليها أن تأخذ
بعين االعتبار ،مصلحة المحجور وحمايته من نفسه ومن الغير ،وفقا لما تقتضيه
قواعد العدالة ومبادئ الحفاظ على مصلحة المحجور الفضلى.
- 46عبد الرحيم كرماشي؛ حماية أموال القاصرين في التشريع المغربي؛ بحث نهاية التمرين بالمعهد الوطني للدراسات
القضائية؛ الفوج 25؛ السنة 95-94؛ ص.63
- 47الشرقاوي الغزواني نورالدين؛ مرجع سابق؛ ص.86
35
*** دور النيابة العامة في إلغاء اإلذن بتسليم الصغير لجزء من أمواله:
يمكن للنيابة العامة طبقا لمقتضيات المادة 226من مدونة األسرة أن تطلب
من القاضي المكلف بشؤون القاصرين إلغاء قرار اإلذن بتسليم الصغير
المميز جزء من أمواله إلدارتها بقصد االختبار إذا ثبت سوء التدبير في اإلدارة
المأذون بها ،بحيث نصت الفقرة الثالثة منها على أنه ”:يمكن للقاضي المكلف
بشؤون القاصرين إلغاء قرار اإلذن بالتسليم بطلب من الوصي أو المقدم أو النيابة
العامة أو تلقائيا إذا ثبت سوء التدبير في اإلدارة المأذون بها”.
ويظهر أن سحب اإلذن مرهون بمدى توافر سبب مبرر لذلك ،كقيام المأذون
له بتصرفات أضرت فعال بمصالحه المالية ،مادام سحب اإلذن له مساس بحريته
وحقوقه الشخصية ،ولذلك ال ينبغي أن يلجأ إليه إال في حالة المصلحة الراجحة،
وهي حماية القاصر من تبديد أمواله وضياعها.48
لذلك ،على النيابة العامة أن تتحرى جميع المعلومات على القصر المأذون
لهم بإدارة جزء من أموالهم ،قبل تقديم الطلب في هذا الشأن حتى يتأكد لها سوء
ادارة تلك األموال ومدى أهليتهم للقيام بذلك على أحسن وجه .ولعل مهمة النيابة
العامة هذه شاقة وصعبة ،ألن دورها سيصطدم بصعوبة إحاطتها بسوء تدبير
األموال التي يديرها المؤذون لهم ،خصوصا أمام انعدام الوسائل التي تمكنها من
تتبع طبيعة تصرفاتهم ومدها.
- 48احمد الخمليشي؛ التعليق على قانون األحوال الشخصية؛ الجزء الثاني؛ مطبعة المعارف الجديدة؛ الرباط؛ الطبعة
األولى1994؛ ص.311
36
تصرفات غيره التي قد يشبها غبن واستغالل لقصره .ولحمايته وحماية أمواله خول
المشرع للنيابة العامة دو ار بار از كما من حقها طلب عزل الوصي أو المقدم أو
بإبداء رأيها أثناء تعيين هذا األخير.
تنص الفقرة األولى من المادة 251على أنه” :لكل من النيابة العامة والنائب
الشرعي ومجلس العائلة وعضو أو أكثر من األقارب عند االنتهاء من اإلحصاء
تقديم مالحظاته إلى القاضي المكلف بشؤون القاصرين حول تقدير النفقة الالزمة
للمحجور ،واختيار السبل التي تحقق حسن تكوينه وتوجيهه التربوي وإدارة أمواله”.
يالحظ أن دور النيابة العامة في قضايا المحاجر مستمر على طول مرحلة
التحجير ،فكلما جد أمر في ملف النيابة الشرعية ،وجب على المحكمة إحالته
على النيابة العامة إلبداء رأيها في إطار مهمتها األساسية ،المتمثلة في الحفاظ
على أموال المحجور ،والتدخل بالسرعة الالزمة للحيلولة دون ضياعها .49ولئن
كان رأيها يندرج في زمرة االقتراحات التي تبديها بشأن اختيار الطرق المثلى
والفضلى في إدارة أمواله ،بما يساهم في تنميتها المحافظة عليها لتحقيق احتياجات
المحجور وحاجاته .إال أن لم يلزم القاضي المكلف بشؤون القاصرين بإخطارها
بانتهاء اإلحصاء ،وأن هذا األخير ال يقتضي عقد جلسة حتى يبلغ الملف للنيابة
العامة للقيام بمهامها في هذا الصدد ،بخالف المشرع المصري الذي أسند للنيابة
العامة مهمة اإلشراف بنفسها على هذا اإلحصاء.
ومن واجب النيابة العامة كذلك ،في حالة وجود قاصرين للمتوفى أو وفاة
الوصي أو المقدم ،إبالغ القاضي المكلف بشؤون القاصرين بواقعة الوفاة خالل
- 49نافع عبد الغني؛ طبيعة دور النيابة العامة في القضايا الشرعية؛ مجلة الملحق القضائي؛ العدد 21؛ 1989؛ ص.110
37
فترة ال تتعدى ثمانية أيام من تاريخ العلم بالوفاة ،وترفع هذه الفترة إلى شهر ،في
حالة فقدان القريب أو الوصي أو المقدم لألهلية.
كما يمكن للنيابة العامة حفاظا على أموال المحجور ،طلب إجراء حجز
تحفظي على أموال الوصي أو المقدم أو وضعها تحت الحراسة القضائية ،أو
فرض غرامة تهديدية عليه ،إذا لم يقدم للقاضي المكلف بشؤون القاصرين
إيضاحات عن إدارة أموال المحجور ،أو لم يقدم حسابا حولها ،أو لم يدع ما بقي
لديه من أموال المحجور بعد توجيه إنذار إليه يبقى دون مفعول داخل األجل
المحدد له.
ميز المشرع بين تعين الوصي والمقدم ،إذ لم ينص على ضرورة إحالة الملف
على النيابة العامة بالنسبة للوصي بخالف تعين المقدم ،ولعل السبب راجع إلى
كون الوصي يعين من قبل األب واألم اللذان يكونان أعلم باألشخاص القادرين
على العناية بأوالدهم وأموالهم ،ودور المحكمة يقتصر على تثبيت هذه الوصية
انتهاء وليس ابتداء كما هو الشأن بالنسبة للمقدم الذي قد يعينه القاضي تلقائيا وإما
بناء على ترشيح من األقارب أو حتى بطلب من النيابة العامة باعتبارها طرفا
أصليا في جميع القضايا التي تطبق فيها المدونة .إذ على المحكمة في حالة
تعيين مقدم على المحجور لعدم وجود ولي أو وصي ،أن تحيل الملف على النيابة
العامة فورا ،حتى تتمكن من اإلدالء برأيها داخل أجل أقصاه 15يوما ،وتتأكد من
توافر الشروط القانونية لقيامه بهذه المهمة على أحسن وجه ،حسب نص المادة
245من مدونة األسرة التي جاء بها ما يلي” :تحيل المحكمة الملف حاال على
النيابة العامة إلبداء رأيها داخل مدة ال تتجاوز خمسة عشر يوما على أن تبت
المحكمة في الموضوع داخل اجل ال يتعدى خمسة عشر يوما من تاريخ التوصل
برأي النيابة العامة”.
38
ويبقى رأي النيابة العامة في المقدم المعين من قبل المحكمة ضروري ومهم لما
تتوفر عليه من وسائل وإمكانات تسمح لها بمعرفة مدى توفر الشخص المعين للقيام
بمهمة المقدم على الشروط القانونية والسيما تلك المنصوص عليها في المادة 247من
مدونة األسرة ،التي اشترطت في المقدم أال يكون محكوما عليه في جريمة سرقة أو
إساءة ائتمان أو تزوير أو في جريمة من الجرائم المخلة باألخالق أو أن يكون محكوما
عليه باإلفالس أو في تصفية قضائية ،وأخي ار أن ال يكون بينه وبين المحجور نزاع
قضائي أو خالف عائلي يخشى منه على مصلحة المحجور.
كما يمكن للنيابة العامة في إطار دورها المستمر في تتبع أعمال الوصي أو
المقدم للوقوف على أي إخالل قد يضر بمصالح المحجور ،أن تقدم طلب إعفاء
الوصي أو عزل المقدم من مهمته إذا عجز عن القيام بها أو حدث مانع من الموانع
المنصوص عليها في المادتين 246و 247من مدونة األسرة.
وعالوة على ما سبق ،وفي إطار دور النيابة العامة األصيل في تحريك الدعوى
العمومية ،فإنها تتدخل لتحريكها في حق الوصي أو المقدم عند وقوفها على خروقات
معاقب عليها جنائيا تم ارتكابها عند إدارته لشؤون المحجور ،بحيث يسأل الوصي أو
المقدم عن اإلخالل بالتزاماته في إدارة شؤون المحجور ،وتطبق عليه أحكام مسؤولية
الوكيل بأجر ولو مارس مهمته بالمجان .ويمكن مساءلته جنائيا عند االقتضاء طبقا
لمقتضيات المادة 257من مدونة األسرة.
وصفوة القول ،إن النيابة العامة تضطلع بأدوار مهمة ومتنوعة توازي
اختصاصاتها في ممارسة الدعوى العمومية ،أن على مستوى الكم أو األهمية .لما
تحققه لألطراف األسرة من توازن بتدخلها أساسا لفائدة القانون والعدالة ومصلحة األسرة
والحفاظ على كيانها ،سواء عن طريق تحريك الدعوى متى رأت مصلحة األسرة
واألطفال في ذلك ،أو بتقديم مستنتجات مبنية على دراسة شاملة للوقائع المحيطة
بالملفات المحالة عليها.
39
خاتمة:
نستخلص مما سبق أن المشرع أعطى للنيابة العامة صالحيات كثيرة ومن
بينها التدخل في الدعاوى المدنية بحيث سمح لها بالتدخل فيها كطرف منظم
بحيث تكون كمستشار فني للقاضي وذلك من خالل الرأي الذي تقدمه والذي يجب
أن يكون لمصلحة القانون ال غير ،كما أعطي لها حق التدخل كطرف أصلي وهذا
في عدة قضايا مثل قضايا شؤون األسرة بحيث تكون خصما تتمتع بكل الحقوق
التي يتمتع بها الخصوم ،وتدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية يأتي تجسيد
العتبارها جهاز يعول عليه في التفعيل الحسن لمقتضيات القانون والحرص علي
حماية مصالح األفراد والنظام العام في المجتمع ككل.لذا يتعين على جهاز النيابة
العامة أن يكون على وعي تام بمدى جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقها في كل
ما يتعلق بالسهر على حماية القانون وتطبيقه كذلك حماية مصالح األفراد وذلك
دون المساس بالنظام العام ،كما على النيابة العامة عدم التشبث بدورها التقليدي
المتمثل في التماس تطبيق القانون أو إسناد الرأي للمحكمة ألن ذلك تقصير في
أداء مهمتها التي نص القانون عليها وينتفي مع الغرض المقصود من المشرع في
تحميلها مسؤولية تنفيذ القانون وحماية النظام العام وكذلك توسيع مهام النيابة
العامة في قضايا األسرة ،حيث أنها باإلضافة إلى دورها الزجري في المجال
الجنائي أصبح لها دور حمائي اجتماعي في مجال األسرة ،وتحقيق ذلك يتطلب
من قاضي النيابة العامة أن يبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على كيان األسرة
وحمايتها كما أنه يجب أن يوفر لجهاز النيابة العامة الوسائل المادية والبشرية
للقيام بأدوارها الطالئعية في ميدان مدونة األسرة.
40
الئحة المراجع:
-رياض عبد الغاني النيابة العامة أمام المحاكم العادية واالستئنافية ودورها من
خالل مسطرتي اإلمتياز القضائي والحصانة القانونية .طبعة أولى.
-محمد بوزبع " :شرح قانون المسطرة الجنائية" ،الجزء األول ،الطبعة الثالثة.
-د .لطيفة الداودي " :دراسة في قانون المسطرة الجنائية الجديد" ،طبعة .2005
-سفيان أدرويش؛ دور النيابة العامة في قضايا االسرة؛مجلة القصر عدد 9؛شتنبر
.2004
-احمد نهيد؛ تدخل النيابة العامة في ظل مدونة االسرة ؛مقال منشور بمجلة
المحامي؛ عدد مزدوج .45-44
-أحمد البنوضي؛ دور النيابة العامة في قضايا االسرة؛ رسالة لنيل دبلوم الدراسات
العليا المعمقة في القانون الخاص؛ وحدة التكوين والبحث في قانون االسرة المغربي
والمقارن؛ كلية الحقوف؛ جامعة عبدالمالك السعدي ؛طنجة الموسم الجامعي
.2006/2005
41
-محمد بوزيان؛ دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية؛ مطبعة الساحل؛ الطبعة
الثانية .1982
-حسن بيوض؛ صالحيات النيابة العامة في تفعيل مدونة االسرة؛ مقال منشور
بمجلة المعيار؛ العدد .32
-عبد الواحد العلمي؛ شرح قانون المسطرة الجنائية الجزء األول؛ مطبعة النجاح
الجديدة؛ الدارالبيضاء؛ .1998
-يوسف وهابي؛ اختصاصات النيابة العامة في مدونة االسرة الجديدة؛ الملف؛ العدد
الثالث أبريل .2004
-عزيزة هنداز؛ دور النيابة العامة في مدونة االسرة؛ سلسلة الندوات واأليام الدراسية
العدد 8لسنة .2006
-عبد الرزاق نجي؛ دور النيابة العامة في قضايا االسرة مدونة االسرة عام من
التطبيق؛ الحصيلة واالفاق -سلسلة الندوات العدد األول؛ يومي 18/17فبراير .2005
-ادريس الفاخوري؛ الصلح في العمل القضائي؛ 'الطالق نموذجا؛ مداخلة القيت في
الملتقى المغاربي حول قانون االسرة أيام 6-5-4ماي .2002
-عبد الرحيم كرماشي؛ حماية أموال القاصرين في التشريع المغربي؛ بحث نهاية
التمرين بالمعهد الوطني للدراسات القضائية؛ الفوج 25؛ السنة .95-94
-احمد الخمليشي؛ التعليق على قانون األحوال الشخصية؛ الجزء الثاني؛ مطبعة
المعارف الجديدة؛ الرباط؛ الطبعة األولى.1994
-نافع عبدالغني؛ طبيعة دور النيابة العامة في القضايا الشرعية؛ مجلة الملحق
القضائي؛ العدد 21؛ .1989
42
الفهرس
1 مقدمة.........................................................................
3 المبحث األول :السلطات القضائية لنيابة العامة في الدعاوى العمومية والمدنية....
3 الفقرة األولى :سلطات النيابة العامة أثناء مرحلة البحث التمهيدي.................
7 الفقرة الثانية :سلطات نيابة العامة أثناء مرحلة التحقيق اإلعدادي والمحاكمة......
18 المطلب األول :دور النيابة العامة اثناء الزواج وعند انحالله.....................
27 المط لب الثاني :دور النيابة العامة في قضايا الحضانة واألهلية والنيابة الشرعية..
43
28 الفقرة االولى :دور النيابة العامة في قضايا الحضانة.............................
34 الفقرة الثانية :دور النيابة العامة في قضايا األهلية والنيابة الشرعية...............
43 الفهرس........................................................................
44