You are on page 1of 111

‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪1‬‬

‫تمخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة‬


‫العدل‬
‫الجزء األول‪ :‬الدعوى العمومية السمطات المختصة‬
‫بالتحري عن الجرائم‬
‫الجزء الثاني‪ :‬إجراءات المحاكمة وطرق الطعن‬

‫من إعداد الطالب‬

‫يونس العياشـ ـ ـ ـ ـ ــي‬

‫‪2017/2018‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪2‬‬

‫الجزء األول‪ :‬الدعوى العمومية والسمطات المختصة بالتحري عن الجرائم‬


‫الكتاب التمييدي‪ :‬الدعوى العمومية‬
‫الفصل األول‪ :‬قرينة البراءة‬
‫الفرع األول‪ :‬البراءة ىي األصل‬
‫عرفت قرينة البراءة كمبدأ باىت في الممارسة القضائية بالمغرب‪ ،‬وذلك راجع لعدم اعتمادىا من قبل‬
‫المشرع في نص صريح‪ ،‬ولذلك فإن قميال من المحاكم كانت تؤسس أحكاميا عمى تطبيق ىذا المبدأ‪،‬‬
‫فقانون المسطرة الجنائية المغربي‪ ،‬قد اعتمد في المادة األولى افتراض البراءة بالنسبة لكل متيم أو مشتبو‬
‫فيو‪ .‬واذا كان المتيم ىو الشخص الذي وجو إليو اتيام رسمي بارتكاب فعل يجرمو القانون‪ ،‬فالمشتبو فيو‬
‫ىو الذي يكون محل شبية بارتكاب جريمة‪ ،‬ويكون من جراء ذلك خاضعا لبحث تجريو السمطات‬
‫المختصة من المرحمة السابقة عن توجيو االتيام‪.‬‬
‫ولكن أكبر بعد لقرينة البراءة ىو بعدىا المتعمق بإثبات الجريمة‪ ،‬وقد وسع قانون المسطرة الجنائية‬
‫الجنائية من ىذا البعد‪ ،‬واعتمد عمى عدة مقاييس‪ ،‬نذكر منيا‪:‬‬
‫‪ -‬جعل عبء اإلثبات عمى الطرف الذي يقيم الدعوى العمومية‪ ،‬مما يجعل المتيم ال يتحمل عبء‬
‫إثبات براءتو‪.‬‬
‫‪ -‬عرض ومناقشة وسائل اإلثبات شفييا وحضوريا بالجمسة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إعطاء محاضر الشرطة القضائية أية حجية في الجنايات‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تفسير الشك لفائدة المتيم‬
‫لم تكتفي المادة األولى من ق‪.‬م‪.‬ج بإقرار قرينة البراءة‪ ،‬ولكنيا أكدت عمى مبدأ راسخ في القانون‬
‫الجنائي مفاده أن الشك يفسر لفائدة المتيم‪ ،‬وقاعدة تفسير الشك لصالح المتيم من القواعد الحقوقية في‬
‫الفقو القانوني‪ ،‬يراد بيا أنو كمما وجد شك إال تعين اعتبا ُره في صالح المتيم‪ .‬فال يمكن إدانة متيم إال بناء‬
‫عمى أدلة ثابتة وحجج دامغة‪ ،‬وأنو كمما خاصر القضاة شك إال كانوا مدعوين لمتصريح ببراءة المتيم‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الدعوى العمومية والدعوى المدنية‬
‫نصت المادة الثانية من قانون المسطرة الجنائية عمى أنو "يترتب عن كل جريمة الحق في إقامة‬
‫دعوى عمومية لتطبيق العقوبات‪ ،‬والحق في إقامة دعوى مدنية لممطالبة بالتعويض عن الضرر الذي‬
‫سببوُ الجريمة"‪ ،‬ويتضح من ىذه المادة ان الضرر الناتج عن الجريمة سواء كان ضر ار فعميا او ضر ار‬‫َ‬
‫قانونيا يفسح المجال امام الجيات المتضررة لممطالبة بمساءلة الشخص الذي ارتكبو‪ ،‬عما قام بو‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪3‬‬

‫الفرع االول‪ :‬الدعوى العمومية‬


‫المبحث االول‪ :‬ممارسة الدعوى العمومية‬
‫إن الدعوى التي تقام أمام القضاء الزجري ضد مرتكب الجريمة من أجل المطالبة بتوقيع الجزاء عميو‬
‫تسمى دعوى عمومية‪ ،‬ألنيا تثار باسم المجتمع بكاممو‪ ،‬وفي ىذا اإلطار فقد ظير في القرون القريبة‬
‫الماضية نظامين مختمفين لممحاكمة الجنائية وىما النظام االتيامي والنظام التفتيشي‪.‬‬
‫ويقوم النظام االتيامي عمى "االتيام" كعنصر رئيسي لممارسة الدعوى العمومية‪ ،‬حيث تقضي قوانين‬
‫الدولة بأن يتم تحريك الدعاوى الزجرية من طرف مت ِيم‪ ،‬وطالما أن ىذا األخير لم يتحرك‪،‬فإن المحاكم ال‬
‫يمكنيا أن تضع يدىا عمى القضية ولو عممت بيا‪ ،‬كما ان تنازل المتيم (المدعي) يضع حدا لممتابعات‪،‬‬
‫ومن جية أخرى فإن ىذا النموذج من المحاكمة (النظام االتيامي) والذي كان يعتمد عمى ثالثة أركان‬
‫أساسية لممحاكة‪ ،‬ىي العمنية والشفوية والحضورية‪.‬‬
‫وأما النظام التفتيشي فيستمد من الشكميات التي تسبق المحاكمة و التي تؤثر عمى كل المراحل‬
‫الالحقة بيا‪ ،‬مما يعطي لمرحمة البحث التمييدي والتحقيق اإلعدادي دو ار حاسما في مسار الدعوى‬
‫العمومية‪ ،‬وبالتالي يكون ليذه اإلجراءات وقع أكثر تأثي ار من مرحمة المحاكمة العمنية‪ ،‬ويعتمد النموذج‬
‫التفتيشي عمى الكتابة والسرية‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬الطرف المدعي في الدعوى العمومية‬
‫لمدعوى العمومية طرفان رئيسيان‪ :‬طرف مدعي وطرف مدعى عميو‪ ،‬فالطرف المدعي يكون إما‬
‫النيابة العامة أو المتضرر أو جيات أخرى عينيا القانون‪ ،‬والمدعى عميو ىو المجرم‪ ،‬سواء كان فاعال‬
‫أصميا أو مساىما أو مشاركا‪ ،‬وقد يقتضي األمر إدخال أطراف أخرى في الدعوى أو تدخميا فييا تمقائيا‪،‬‬
‫كالمطالب بالحق المدني والمسؤول عن الحقوق المدنية‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬النيابة العامة‬
‫عيد قانون المسطرة الجنائية لمنيابة العامة بإقامة الدعوى العمومية وممارستيا‪ ،‬أي تحريكيا وتتبعيا‬
‫ومراقبة سيرىا إلى غاية تنفيذ الحكم الصادر بشأنيا‪ ،‬بما في ذلك القيام بالسير عمى المقررات القضائية‪،‬‬
‫وتسخير القوة العمومية مباشرة أثناء ممارسة مياميا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تنظيم النيابة العامة‬
‫يمثل النيابة العامة لدى المجمس األعمى(محكمة النقض حاليا) الوكيل العام لمممك يساعده محامون‬
‫عامون‪ ،‬ويمثميا لدى محكمة االستئناف الوكيل العام لمممك شخصيا أو بواسطة نوابو‪ ،‬ويمثميا لدى‬
‫المحكمة االبتدائية فيمثميا وكيل الممك شخصيا أو بواسطة نوابو‪.‬‬
‫وتممك النيابة العامة سمطة المالءمة إلقامة الدعوى العمومية أو عدم إقامتيا تبعا لسمطتيا التقديرية‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪4‬‬

‫ثانيا‪ :‬كيفية المتابعة‬


‫‪ -1‬إقامة الدعوى من طرف وكيل الممك‪ :‬يختص بإقامتيا في الجنح و المخالفات‪ ،‬إال ما استثناه‬
‫القانون‪.‬‬
‫أ‪-‬بالنسبة لممخالفات‪ :‬تقام الدعوى العمومية فيما يخص المحالفات من طرف الوكيل بواسطة‪:‬‬
‫*السند القابل لمتنفيذ‪ :‬تقترح النيابة العامة عمى المخالف أداء نصف الحد األقصى لمغرامة المقررة‬
‫لممخالفة‪ ،‬إذا كانت ثابتة في حقو بمقتضى محضر أو تقرير‪ ،‬وال يظير فييا متضرر أو ضحية‪ ،‬ويعاقب‬
‫عمييا فقط بغرامة مالية‪ .‬واذا تعرض عمى األداء تحال القضية عمى الجمسة‪ ،‬المواد ‪ 375‬إلى ‪ 382‬قانون‬
‫المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫*االستدعاء لمجمسة‪ :‬يوجو وكيل الممك االستدعاء لممخالف لحضور الجمسة العمنية التي يبث فييا‬
‫قاض منفرد في الموضوع‪ ،‬ىذه الطريقة ىي الكيفية العادية إلقامة الدعوى العمومية في المخالفات‪ ،‬و‬
‫يمكن تطبيقيا حتى بالنسبة لممخالفات القابمة لتطبيق مسطرة السند القابل لمتنفيذ‪ .‬وبطبيعة الحال فإنيا‬
‫تعتبر الوسيمة الوحيدة إلقامة الدعوى العمومية في المخالفات األخرى التي ال تتوفر فييا شروط مسطرة‬
‫السند القابل لمتنفيذ‪.‬‬
‫ب‪-‬بالنسبة لمجنح‪ :‬تقام الدعوى العمومية من أجل جنحة من الجنح‪ ،‬إما باالستدعاء المباشر‪ ،‬أو‬
‫بواسطة اإلحالة الفورية عمى المحكمة‪ ،‬أو عن طريق المطالبة بإجراء تحقيق إذا كانت الجريمة تقبل‬
‫التحقيق‪،‬أو بواسطة ممتمس يرمي الستصدار أمر قضائي في غيبة المعني باألمر‪.‬‬
‫‪ -‬االستدعاء لمجمسة‪ :‬يوجو وكيل الممك االستدعاء لممتيم لمحضور لمجمسة وفقا لمقتضيات المواد‬
‫‪ 308‬وما يمييا‪ ،‬ويستدعي في نفس الوقت المسؤول عن الحق المدني إن وجد‪.‬‬
‫‪ -‬اإلحالة الفورية‪ :‬طبقا لممادة ‪ ،74‬يتم تقديم المتيم إلى الجمسة فورا‪،‬وفي كل األحوال داخل ثالثة‬
‫أيام دون سابق استدعاء‪ ،‬بعد استنطاقو من طرف وكيل الممك أو نائبو‪ .‬وتطبيق ىذه المسطرة ال يكون‬
‫متاحا إال إذا كان المتيم ماثال أمام النيابة العامة‪،‬سواء كان تحت الحراسة النظرية أو تم تقديمو من طرف‬
‫الشرطة أو دعي لمحضور من قبميا فحضر‪ .‬وتبعا لما نصت عميو المادة ‪ 74‬فال تطبق ىذه المسطرة إال‬
‫في حالة التمبس بالجنحة المنصوص عمييا في المادة ‪ 56‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬أو إذا لم تتوفر في‬
‫مرتكبيا ضمانات كافية لمحضور‪ ،‬حيث يمكن لوكيل الممك أو نائبو ان يصدر أم ار بإيداع المتيم في‬
‫السجن بعد اشعاره بحقو في تنصيب محام حاال‪ ،‬واستنطاقو عمى ىويتو و عن األفعال المنسوبة إليو‪،‬‬
‫ويمكن لوكيل الممك أن يقرر إيداع المتيم بالسجن أو يقدمو لممحكمة ح ار مقابل تقديم كفالة مالية أو‬
‫شخصية‪.‬‬
‫‪ -‬المطالبة بإجراء تحقيق‪ :‬يمكن لوكيل الممك أن يمتمس إجراء تحقيق إذا كان الحد األقصى لمعقوبة‬
‫المقررة لمجنحة ىو خمس سنوات أو أكثر‪ ،‬كما يمكن لو أن يمتمس إجراء تحقيق إذا تعمق األمر بجنحة‬
‫ارتكبيا حدث يقل سنو عن ‪ 18‬سنة كيفما كانت العقوبة المقررة لتمك الجنحة‪ ،‬وفي حاالت أخرى قد ينص‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪5‬‬

‫القانون عمى إجراء التحقيق إجباريا أو اختياريا‪ ،‬فيتعين تطبيق إرادة المشرع إذا كان يأمر بو عمى سبيل‬
‫الوجوب‪.‬‬
‫‪ -‬األمر القضائي‪ :‬إذا تعمق األمر بجنحة يعاقب عمييا القانون فقط بغرامة ال تتجاوز ‪ 5000‬درىم‬
‫وال يظير فييا متضرر‪ ،‬ويكون ارتكابيا مثبت في محضر أو تقرير‪،‬يمكن لوكيل الممك أن يتقدم بممتمس‬
‫إلى القاضي من أجل إصدار أمر قضائي في غيبة المتيم ودون استدعائو‪ ،‬و ال يمكن ان تتجاوز الغرامة‬
‫التي يحكم بيا القاضي في ىذه الحالة نصف الحد األقصى لمغرامة المقررة قانونا لمجنحة‪ ،‬باإلضافة‬
‫لممصاريف والعقوبات اإلضافية‪ ،‬ويتم تبميغ االمر القضائي لممتيم و لممسؤول المدني عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ )2‬إقامة الدعوى العمومية من قبل الوكيل العام لمممك‪ :‬خول القانون لموكيل العام لمممك الحق في‬
‫إقامة الدعوى العمومية وممارستيا أمام محكمة االستئناف في الجنايات والجرائم المرتبطة بيا أو غير‬
‫القابمة لمتجزئة عنيا سواء كانت جنحا أو مجرد مخالفات‪.‬‬
‫وتكون الجرائم مرتبطة‪ :‬إذا ارتكبت في وقت واحد من طرف عدة أشخاص مجتمعين‪ ،‬أو إذا ارتكبت‬
‫من طرف أشخاص مختمفين‪ ،‬ولو في أقوات مختمفة وأماكن مختمفة‪ ،‬ولكن بناء عمى اتفاق مسبق‬
‫بينيم‪....‬‬
‫أ‪-‬اإلحالة المباشرة‪ :‬تنص المادة ‪ 49‬من قانون المسطرة الجنائية أن الوكيل العام لمممك يحيل ما‬
‫يتخذه من اإلجراءات إلى ىيئات أو التحقيق أو ىيئات الحكم المختصة‪.‬‬
‫وجاء في المادة ‪ 419‬في بندىا الثاني أن القضية تحال عمى غرفة الجنايات"بإحالة من الوكيل العام‬
‫لمممك طبقا لممادتين ‪ 49‬و ‪ 73‬من ىذا القانون"‪ ،‬وتكون اإلحالة ممكنة‪:‬‬
‫‪ -‬في الجنايات متى تعمق األمر بالتمبس بجنايا طبقا لممادة ‪ 56‬من قانون المسطرة الجنائية‪.‬إذا لم‬
‫يكن التحقيق إلزاميا‪.‬‬
‫‪ -‬في الجنح المرتبطة بجناية‪،‬فبإمكان الوكيل العام لمممك أن يتابع الجانح في حالة سراح مقابل‬
‫كفالة مالية أو شخصية‪.‬‬
‫ب‪ -‬إلتماس إجراء التحقيق‪ :‬إذا لم يكن متاحا تطبيق اإلحالة المباشرة عمى غرفة الجنايات‪ ،‬فإن‬
‫الوكيل العام لمممك يحيل القضية عمى قاضي تحقيق بمقتضى ممتمس بإجراء التحقيق‪.‬‬
‫وينص القانون عمى أن التحقيق يكون إلزاميا في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬الجنايات المعاقب عمييا باإلعدام‪ ،‬أو السجن المؤبد‪ ،‬أو التي يصل الحد أقصى فييا ‪ 30‬سنة‪.‬‬
‫‪ -‬في الجنايات المرتكبة من طرف األحداث‪.‬‬
‫‪ -‬ويكون التحقيق اختياريا في باقي الجنايات األخرى‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الموظفون المكمفون بإقامة الدعوى العمومية‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪6‬‬

‫أوردت المادة الثالثة من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬قاعدة عامة مفادىا أنو يمكن إقامة الدعوى‬
‫العمومية من طرف الموظفين المكمفين بذلمك‪ ،‬ويقصد بذلك أن القانون ىو الذي يمنح التكميف لبعض‬
‫الموظفين خارج سمك القضاء‪ .‬ونذكر في ىذا الصدد بعض الجيات‪:‬‬
‫‪ )1‬قضايا الجمارك‪ :‬يستفاد من خالل الفصل ‪ 249‬من مدونة الجمارك و الضرائب غير‬
‫المباشرة‪،‬أنو يمكن تحريك الدعوى العمومية من قبل النيابة العامة‪،‬و الوزير المكمف بالمالية أو مدير‬
‫الجمارك أو أحد ممثميو المؤىمين‪.‬‬
‫‪ )2‬قضايا المياه والغابات‪ :‬خول المشرع ألعوان ىذه اإلدارة باإلضافة إلى حق إقامة الدعوى‬
‫العمومية‪ ،‬حق ممارساتيا و استعمال الطعن‪ ،‬مما يفيد أن حق ىؤالء األعوان ال يقتصر عمى إقامة‬
‫الدعوى العمومية فقط‪ ،‬وانما يشمل أيضا ممارستيا‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪:‬إقامة الدعوة العمومية من طرف المتضرر‬
‫أسند المشرع المغربي االختصاص في ممارسة الدعوى العمومية واقامتيا وجعميا من أىم صالحيات‬
‫قضاء النيابة العامة وبعض الموظفين‪ ،‬فإنو فتح نافذة لممتضرر ليستعمل سمطة إقامة الدعوى العمومية‪،‬‬
‫ومن الناحية المبدئية فإن حق المتضرر في إقامة الدعوى العمومية‪.‬ىو حق عام و شامل لكافة الجرائم‪،‬‬
‫إال ما استثناه القانون‪ ،‬ولكن المتضرر ال يممك سوى حق إقامة الدعوى دون ممارستيا‪.‬‬
‫كما يتعين عميو تقديم شكاية إما لقاضي التحقيق أو ىيئة الحكم‪ ،‬ودعميا بأسباب كافية‪ ،‬ويتعين عميو‬
‫أيضا أن ينصب نفسو مطالبا بالحق المدني لقبول شكايتو‪ ،‬وأن يختار موطن بدائرة المحكمة و إيداع‬
‫المبمغ المفترض أنو ضروري لمصاريف الدعوى داخل األجل‪.‬‬
‫ولإلشارة فقط فإنو ال يمكن لممتضرر من الجريمة إقامة الدعوى العمومية عن طريق االدعاء المدني‬
‫في مواجية حدث‪ ،‬ولكنو يمكن أن ينضم إلى الدعوى العمومية التي تقيميا النيابة العامة‪ ،‬ويطالب بالحق‬
‫المدني في مواجية الحدث بإدخال المسؤول عنو مدنيا‪.‬‬
‫الطمب الثاني‪ :‬الطرف المدعى عميو في الدعوى العمومية‬
‫تمارس الدعوى العمومية ضد الفاعل األصمي والمساىمين والمشاركين في ارتكاب الجريمة‪:‬‬
‫ويقصد بالفاعل األصمي‪ :‬ىو المعتبر قانونا الشخص المسؤول جنائيا و شخصيا و لو لم ينفذىا‬
‫بنفسو‪.‬‬
‫أما المساىم‪ :‬ىو كل من ارتكب شخصيا عمال من أعمال التنفيذ المادي لمجريمة (الفاعل مع‬
‫الغير)‪.‬‬
‫وأما المشارك في الجناية أو الجنحة‪ :‬ىو كل من لم يساىم في التنفيذ‪ ،‬ولكنو قام بأحد األفعال‬
‫المبينة في الفصل ‪( 129‬األمر و التحريض‪.)..‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬قيود المتابعة و سقوط الدعوى العمومية‬
‫المطمب األول‪:‬قيود المتابعة‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪7‬‬

‫الفقرة األولى‪:‬الحصانة القضائية‬


‫‪ )1‬الممك‪ :‬ينص الفصل ‪ 23‬من الدستور المغربي عمى أن "شخص الممك مقدس ال تنتيك حرمتو"‪.‬‬
‫‪ )2‬الدبموماسيون‪ :‬رغم عدم وجود نص صريح في القانون الداخمي‪ ،‬إال أن المغرب صادق عمى‬
‫بعض اإلتفاقيات الدولية‪ ،‬بخصوص حصانة الممثمين الدبموماسيين‪ ،‬وقد رتب الفصل ‪ 229‬من القانون‬
‫الجنائي عقوبة عمى خرق قواعد الحصانة القضائية‪.‬‬
‫‪ )3‬أعضاء البرلمان‪ :‬ينظم الفصل ‪ 39‬من الدستور موضوع الحصانة البرلمانية‪ ،‬ويمكن أن نميز‬
‫بين نوعين من أنواع الحصانة‪:‬‬
‫‪ -‬حصانة موضوعية‪ :‬الفقرة األولى من الفصل ‪ 39‬من الدستور‪،‬و تمخص في ال مسؤولية البرلماني‬
‫عن األفعال المشار الييا ضمن الفصل المذكور في فقرتو األولى‪.‬‬
‫‪ -‬حصانة اجرائية‪ :‬تربط مساءلتو بإجراءات مسطرية ينبغي سموكيا‪ ،‬ونميز بين‪:‬‬
‫‪ -‬انعقاد الدورة البرلمانية‪ :‬ال يمكن المتابعة أو إلقاء القبض بدون اذن مجمس البرلمان الذي ينتمي‬
‫اليو (النواب‪ -‬المسثشارين)‪.‬‬
‫‪ -‬خارج دورات البرلمان‪ :‬ال يمكن إلقاء القبض إال بعد الحصول عمى إذن من مكتب المجمس‬
‫المنتمي إليو البرلماني‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االختصاص‬
‫في بعض الحاالت يتعذر عمى النيابة العامة إقامة المتابعة إلسناد المشرع اشارتيا لجيات أخرى‬
‫منيا‪:‬‬
‫‪ -‬الجرائم المرتكبة من قبل أحد أعضاء الحكومة أثناء ممارستيم لمياميم‪.‬‬
‫‪ -‬أعضاء السمك القضائي‪.‬‬
‫‪ -‬الوالي والعامل‪ ،‬ولو خراج مياميما‪.‬‬
‫‪ -‬باشا أو خميفة أو لمعامل‪ ...‬بالنسبة لمجنايات التي يرتكبونيا أثناء ممارستيم لمياميم‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬اشتراط أمر بالمتابعة أو شكاية‬
‫ال تستطيع نيابة العامة أيضا في بعض الحاالت أن تقيم الدعوى العمومية إال إذا‪:‬‬
‫أوال‪ -‬توقف المتابعة عمى أمر‪ :‬كالقضايا التي تختص بيا محكمة العدل الخاصة‪ ،‬إذ ال تحرك‬
‫الدعوى العمومية من طرف النيابة العامة لدى تمك المحكمة إال بأمر كتابي من وزير العدل‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬توقف المتابعة عمى شكاية‪ :‬كجريمة إىمال األسرة (الفصل ‪ 479‬و‪ 480‬من ‪.‬ج) والخيانة‬
‫الزوجية (الفصل ‪ 491‬من ق‪.‬ج)‪ ،‬والسرقة المرتكبة في حق األصول (الفصل ‪ 535‬من ق‪.‬ج)‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬سقوط الدعوى العمومية‬
‫نصت المادة ‪ 4‬من ق‪.‬م‪.‬ج عمى أنو‪ :‬تسقط الدعوى العمومية ب‪:‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪8‬‬

‫أوال‪ -‬وفاة الشخص المتابع‪ :‬فإذا مات الشخص تعين عمى النيابة العامة حفظ الممف‪ ،‬كون أن‬
‫الدعوى العمومية شخصية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬التقادم‪ :‬تتقادم الدعوى العمومية‪ ،‬ما لم تنص قوانين أخرى بخالف ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬بمرور ‪ 20‬سنة من يوم إرتكاب الجناية(‪ 15‬سنة حاليا)‪.‬‬
‫‪ 5 -‬سنوات من يوم ارتكاب الجنحة(‪ 4‬سنوات حاليا)‪.‬‬
‫‪ -‬سنتين من يوم ارتكاب المخالفة(سنة حاليا)‪.‬‬

‫وىناك نصوص خاصة تنص عمى أجال أخرى لمتقادم بعضيا أطول مما نص عميو قانون المسطرة‬
‫الجنائية‪ ،‬كقانون العدل العسكري‪ ،‬الذي يقضي بأن مدة التقادم في جريمتي العصيان و الفرار من‬
‫الجندية‪.‬تبتدئ من اليوم الذي بمغ فيو سن الجاني ‪ 50‬سنة‪ ،‬ومنيا ما يقرر أحكام أخف كقانون الصيد‬
‫البحري في مادتو ‪ 25‬المقررة لمتقادم في عام واحد من تاريخ إنجاز المحضر المثبت لممخالفة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬العفو الشامل‪ :‬يتم العفو الشامل بنص تشريعي يحدد اآلثار المترتبة عميو‪،‬و إذا كان صدر‬
‫العفو الشامل من قبل إقامة الدعوى العمومية أثناءىا كان سببا لسقوط الدعوى و إذا صدر بعد الحكم في‬
‫الدعوى يسقط العقوبة‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬العفو الخاص‪ :‬حسب الفصل ‪ ،53‬فالعفو من حقوق الممك ويباشر طبقا‬
‫لمظيير‪(1.57.387‬العفو الخاص)‪ ،‬ويمكن إصداره قبل تحريك المتابعة أو خالل ممارسة الدعوى‬
‫العمومية أو بعد إصدار الحكم‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬نسخ المقتضيات الجنائية التي تجرم الفعل‪ :‬فقد نص الفصل الخامس من قانون المسطرة‬
‫الجنائية‪" :‬ال يسوغ مؤاخذة أحد عمى فعل لم يعد يعتبر جريمة بمقتضى قانون صدر بعد ارتكابو فإذا كان‬
‫قد صدر حكم باإلدانة‪ ،‬فإن العقوبات المحكوم بيا أصمية كانت أو إضافية‪،‬يجعل حد لتنفيذىا"‪.‬‬

‫سادسا‪ -‬صدور مقرر اكتسب قوة الشيء المقضي بو‪ :‬من أسس المحاكمة العادلة‪،‬عدم إمكانية‬
‫محاكمة شخص مرتين من أجل فعل واحد‪ ،‬حتى ولو اتصف الفعل بأكثر من وصف‪ ،‬لذلك قضت المادة‬
‫‪ 4‬من قانون المسطرة الجنائية أن الدعوى العمومية‪.‬تسقط بصدور مقرر اكتسب قوة الشيء المقضي بو‪.‬‬
‫سابعا‪ -‬الصمح‪ :‬يسمح القانون بإجراء الصمح بمقتضى نصوص خاصة في بعض الجرائم‪،‬و يجب‬
‫أن تشير ىذه النصوص صراحة بجواز المصالحة التي يترتب عمييا سقوط الدعوى العمومية‪ ،‬ومن بين‬
‫النصوص والقوانين المنظمة لمصيد البحري وتمك المتعمقة بالمحافظة عمى الغابات‪.‬‬
‫ثامنا‪-‬التنازل عن الشكاية‪ :‬سحب الشكوى متى كانت شرطا ضروريا لممتابعة تعد سببا من أسباب‬
‫سقوط الدعوى العمومية‪ ،‬و من بين أىم الجرائم التي تتوقف المتابعة بشأنيا(جريمة الخيانة الزوجية)‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الدعوى المدنية التابعة‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪9‬‬

‫نصت الفقرة األولى من المادة ‪ 7‬من قانون المسطرة الجنائية‪.‬عمى أن حق إقامة الدعوى المدنية‬
‫لمتعويض عن الضرر الناتج عن جناية أو جنحة أو مخالفة‪،‬يرجع لكل من تعرض شخصيا لضرر‬
‫جسماني أو مادي أو معنوي تسببت في الجريمة مباشرة‪.‬‬

‫المبحث األ ول‪:‬طرفا الدعوى المدنية التابعة‬


‫المطمب األول‪:‬المدعي في الدعوى المدنية التابعة‬
‫الفقرة األولى‪:‬الشخصية القانونية و أىمية التقاضي‬
‫يجب أن يكون أىال لمتقاضي لكي تتوفر فيو الصفة لممدعي بالحقوق المدنية‪.‬و يترتب عمى عدم‬
‫توفر أىمية األداء لشخص معين‪ ،‬عدم امكانية قيامو بمباشرة التصرف‪ ،‬فيباشرىا أما الولي أو الوصي أو‬
‫المقدم أو القيم‪،‬حسب األحوال‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الضرر‬
‫فال ينبغي في ىذه الحالة التوسع في مفيوم الضرر الذي يمكن المطالبة بو أمام القضاء الزجري‬
‫حتى ال يخرج عن الحكمة التي توخاىا المشرع منو‪ ،‬فيمزم عمى المتضرر أن تتوفر فيو شروط حتى تكون‬
‫لو الصفة لممطالبة بالتعويض‪.‬‬
‫أوال‪ -‬الضرر الشخصي‪ :‬وذلك بصريح المادة ‪ 7‬في تعبيرىا أن الضرر المطالب بو أمام المحاكم‬
‫الزجرية‪ ،‬ىو الضرر الذي يصيب الطرف المدني شخصيا‪.‬‬
‫وضحية الجريمة يشمل المجني عميو كمالك لممال في السرقة و النصب‪.‬و من تعرض جسمو لإليذاء‬
‫في جرائم االعتداء بالضرب و الجرح‪ ،‬وأيضا الذي يمحقو ضرر شخصي من الجريمة مباشرة دون أن‬
‫يكون مجنيا عميو فييا‪ ،‬كاالبن الذي يمحقو ضرر مادي يفقده مورد العيش بسبب وفاة والده في حادثة سير‬
‫فتنتقل اليو بعد وفاتو حقوقو في التعويض‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الضرر المباشر‪ :‬يترتب عن ذلك أنو ال ينتصب طرفا مدنيا اال ضحية الجريمة دون غيره‬
‫ممن يكون قد لحقو ضرر عير مباشر منيا ىو أن ضحية الجريمة ال يعوض إال عن الضرر الناشئ‬
‫مباشرة عن الواقعة الجرمية المطروحة عمى المحكمة الزجرية دون غيره من األضرار التي لحقتو من وقائع‬
‫أخرى‪ ،‬وبالتالي نستنتج إذن قصد المشرع من أن يكون الضرر مباشر‪.‬ىو أنو يجب أن يكون ضحية‬
‫لمجريمة‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬المدعى عميو في الدعوى المدنية‬
‫المدعى عميو ىو كل شخص طبيعي أو معنوي يمزمو القانون بتعويض الضرر الناشئ عن الجريمة‬
‫سواء كان الفاعل األصمي أو مساىما أو مشاركا في ارتكابيا‪ ،‬ويجوز اقامتيا عمى ورثة مرتكب الجريمة‬
‫أو األشخاص المسؤولين عنو مدنيا‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المتيم‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪10‬‬

‫يعتبر المتيم ىو المتابع في الدعوى العمومية‪ ،‬بإتيانو فعل أصميا يجعل منو فاعال فييا أو مشاركا‬
‫في ارتكابيا‪ ،‬إن كان المتيم المطموب بالتعويض ناقص األىمية بسبب صغر السن‪ ،‬أو السفو‪ ،‬أو اإلدانة‬
‫بعقوبة جنائية‪ ،‬تعين إدخال نائبو القانوني‪ ،‬وعمى المحكمة أن تثير تمقائيا عدم توفر األىمية في المدعى‬
‫عميو‪ .‬وبالتالي تصرح بعدم قبول الدعوى حسب الفصل األول من القانون الجنائي‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الوارث‬

‫إذا توفي المدعى عميو و الدعويان معا قائمتين أمام المحكمة الزجرية‪ ،‬فإن الدعوى العمومية تسقط‬
‫بموت المتيم‪ ،‬وتواصل إجراءات الدعوى المدنية التابعة في مواجية الورثة طبقا لممادة ‪ 12‬من قانون‬
‫المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬المسؤول عن الحق المدني‬
‫حسب المادة ‪ 9‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬فإن المحكمة الزجرية مختصة سواء كان مسؤول عن‬
‫الضرر شخصا ذاتيا أو معنويا خاضعا لمقانون المدني‪ ،‬بل وحتى القضايا المنسوبة ألشخاص القانون‬
‫العام في ما إذا كان الطرف الضرر متسبب فيو من قبل وسيمة من وسائل النقل‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬الوكيل القضائي‬
‫تنص المادة ‪ 3‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬عمى تبميغ الوكيل القضائي لممممكة بإقامة الدعوى‬
‫العمومية في حق قاضي أو موظف أو عون أو مأمور لمسمطة العمومية‪.‬‬

‫في حين نصت المادة ‪ 37‬فتنظم ميمة تبميغ الوكيل القضائي بالنيابة العامة‪.‬التي ينبغي عمييا كذلك‬
‫أن تشعر اإلدارة التي ينتمي إلييا الموظف التابع‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬ممارسة الدعوى المدنية التابعة‬
‫المطمب األول‪:‬مباشرة الدعوى المدنية التابعة‬
‫نصت كل من المواد ‪ 10‬و‪ 11‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬يستفاد أنو يمكن لممتضرر أن يقيم‬
‫الدعوى المدنية منفصمة عن الدعوى العمومية أمام المحكمة المدنية المختصة‪ ،‬إال أنو إذا أقيمت الدعوى‬
‫المدنية أمام المحكمة المدنية‪ ،‬والدعوى العمومية أمام المحكمة الزجرية بشكل منفصل‪ ،‬يجب عمى‬
‫المحكمة المدنية إيقاف البث في الدعوى المدنية إلى أن يبث القضاء الزجري بحكم نيائي في الدعوى‬
‫العمومية تفاديا لحدوث تضارب بين الق اررين‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪:‬موضوع الدعوى المدنية التابعة‬
‫الفقرة األولى‪:‬التعويض و الرد و المصاريف القضائية‬
‫أوال‪-‬التعويض‪ :‬يخضع التعويض المدني أمام المحكمة الزجرية لنفس األحكام التي تطبق عمى‬
‫التعويض في المسؤولية التقصيرية‪ ،‬المطالب بو في إطار دعوى مدنية أصمية‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪11‬‬

‫ثانيا‪-‬الرد‪ :‬يقصد بالرد إرجاع األشياء أو المبالغ أو األمتعة المنقولة الموضوعة تحت يد العدالة إلى‬
‫أصحاب الحق فييا‪ ،‬فيو بمثابة إعادة األمور إلى ما كانت عميو قبل وقوع الجريمة‪ ،‬وتجوز المطالبة بالرد‬
‫من طرف الضحية أو حتى من طرف المتيم‪ ،‬ويمكن لممحكمة أن تحكم برد األشياء المحجوزة من نفسيا‪،‬‬
‫أو برد ثمنيا إذا كان قد تقرر بيعيا خشية فسادىا أو تمفيا أو نتيجة تعذر االحتفاظ بيا‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬المصاريف‪ :‬يستمزم دخول المدعي المدني أمام المحكمة الجنائية لممطالبة بتعويض عن‬
‫األضرار التي لحقتو من الجريمة‪ ،‬أداء رسوم و مصاريف قضائية‪ ،‬ومن الطبيعي أن يطالب باستردادىا‪،‬‬
‫وعمى المحكمة أن تحدد من يتحمل عبء تمك المصاريف‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التنازل عن الدعوى و التقادم‬
‫أوال‪-‬التنازل عن الدعوى‪ :‬من المعموم أنو يجوز لمطرف المتضرر أن ينيي الدعوى المدنية التابعة‪،‬‬
‫سواء أمام المحكمة الزجرية أو أمام ىيئة التحقيق‪ ،‬بالتخمي عنيا أو التصالح بشأنيا أو تنازل عنيا‪ ،‬دون‬
‫أن يرتب عن ذلك انقطاع سير الدعوى العمومية أو توقفيا‪ ،‬إال إذا كانت شكايتو شرطا ضروريا لممتابعة‪،‬‬
‫ففي ىذه الحالة تسقط الدعوى العمومية‪.‬‬
‫ولإلشارة فقط فإن تنازل الطرف المدني عن دعواه ال يحول دون الحكم عميو بالصوائر المؤداة قبل‬
‫تنازلو‪ ،‬وانما يعفيو فقط من المصاريف التي أداىا بعد تنازلو‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬التقادم‪ :‬بالرجوع لممادة ‪ 14‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬فإن الدعوى المدنية تتقادم طبقا‬
‫لمقواعد المعمول بيا في قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬واذا تقادمت الدعوى العمومية فال يمكن إقامة الدعوى‬
‫المدنية إال أمام المحكمة المدنية‪.‬‬
‫الكتاب األول‪:‬السمطات المختصة بالتحري عن الجرائم‬
‫فصل تمييدي‪ :‬سرية البحث و التحقيق‬
‫نصت المادة ‪ 15‬من قانون اإللتزامات و العقود‪ ،‬عمى سرية اجراءات البحث و التحقيق‪ ،‬واإللتزام‬
‫بالسر الميني لكل شخص يساىم في ىذه اإلجراءات‪ ،‬والسمطات المختصة بالتحري كما عددىا القانون‬
‫ىي‪ :‬الشرطة القضائية‪ ،‬النيابة العامة‪ ،‬قاضي التحقيق‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الشرطة القضائية‬
‫تطرق ليا المشرع ضمن الباب الثاني من القسم األول من الكتاب األول من قانون المسطرة الجنائية‬
‫من المادة ‪ 16‬إلى ‪.35‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تكوين الشرطة القضائية‬
‫من المعموم أن أعضاء الشرطة القضائية ينتمون إلى مصالح و جيات قضائية أو إدارية متعددة‪،‬‬
‫فمنيم من ينتمي إلى سمك القضاء‪ ،‬ومنيم من ينتمي إلى إدارة الدفاع الوطني‪ ،‬أو األمن الوطني أو و ازرة‬
‫الداخمية أو لقطاعات حكومية أخرى كالفالحة أو النقل أو التشغيل أو التعمير‪ ،‬أو لمجماعات المحمية‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪12‬‬

‫وتجدر اإلشارة أنو كيفما كان انتماء أعضاء الشرطة القضائية‪ ،‬فإنيم يخضعون في عمميم بيذه‬
‫الصفة لمسمطات القضائية‪ ،‬في تسيير اإلشراف و المراقبة(المادة ‪ 17‬من قانون المسطرة الجنائية)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬الضباط السامون لمشرطة القضائية‪ :‬ويحمل ىذه الصفة‪:‬‬

‫‪ -‬الوكيل العام لمممك و نوابو‪.‬‬


‫‪ -‬وكيل الممك و نوابو‪.‬‬
‫‪ -‬وقضاة التحقيق‪.‬‬
‫ورغم أن ىؤالء القضاة يعتبرون ضباطا لمشرطة القضائية‪ ،‬فإنيم يممكون ميزة خاصة تميزىم عن‬
‫ضباط الشرطة العاديين‪ ،‬فيم من يسيرون أعمال ضباط الشرطة القضائيين األخرين‪ ،‬وحضور ضابط‬
‫سامي مسرح الجريمة يغل يد الضابط العادي‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬ضباط الشرطة القضائية‪ :‬ويحمل ىذه الصفة‪:‬‬

‫‪ -‬المدير العام لألمن الوطني‪ ،‬ووالة األمن‪ ،‬والمراقبون العامون لمشرطة‪ ،‬عمداء الشرطة‪ ،‬وضباط‬
‫الشرطة‪.‬‬
‫‪ -‬ضباط الدرك الممكي‪ ،‬وذوو الرتب فيو‪ ،‬واألمر يتعمق برتب عسكرية‪ .‬فالضابط بالدرك الممكي ىو‬
‫مالزم أول‪.‬‬
‫‪ -‬الباشوات و القواد‪ ،‬أي موظفو اإلدارة الترايبة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬ضباط الشرطة القضائية المكمفون باألحداث‪ :‬إحداث شرطة قضائية خاصة باألحداث ال‬
‫يعني نزع االختصاص من ضباط الشرطة القضائية العامة المنصوص عمييم في المادة ‪ 20‬من قانون‬
‫المسطرة الجنائية‪ ،‬الذين يبقون مؤىمين لممارسة ميام الشرطة القضائية بشكل عام‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬الموظفون و األعوان المكمفون ببعض ميام الشرطة القضائية‪ :‬أحال قانون المسطرة‬
‫الجنائية عمى النصوص القانونية الخاصة المتعمقة بموظفي وأعوان اإلدارات والمرافق العمومية المسندة‬
‫الييم بعض ميام الشرطة القضائية‪ ،‬عمى عكس القانون الممغى الذي كان يشير إلى فئة من الموظفين و‬
‫األعوان‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬أعوان الشرطة القضائية‪ :‬عددتيم المادة ‪ 25‬من قانون المسطرة الجنائية إلى ثالث‬
‫أصناف‪:‬‬
‫أ‪ -‬موظفوا المصالح العامة لمشرطة‪ :‬أي جميع موظفي األمن الوطني الممارسين مياميم و الذين ال‬
‫يحممون صفة ضابط الشرطة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الدركيون الذين ليست ليم صفة ضابط الشرطة القضائية‪ :‬و يتعمق األمر بالدركيين من رتبة‬
‫رقيب‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪13‬‬

‫ج‪ -‬خمفاء الباشوات و خمفاء القواد‪ :‬وىم موظفون تابعون لو ازرة الداخمية يقومون بميام السمطة‬
‫المحمية في نفوذ الدوائر و القيادات‪ ،‬ويقتصر دور أعوان الشرطة القضائية عمى مساعدة الضباط و تنفيذ‬
‫أوامرىم و تعميماتيم بخصوص المعمومات حول الجرائم و التثبت من وقوعيا‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات الشرطة القضائية‬
‫المبحث األول‪:‬االختصاص المكاني لمشرطة القضائية‬
‫يمارس ضباط الشرطة القضائية مياميم ضمن دائرة اختصاصيم الترابية‪ ،‬أو كامل التراب الوطني‪،‬‬
‫في حالة االستعجال وطمبت منيم ذلك السمطة القضائية أو العمومية‪( ،‬البث في حالة التمبس حيث‬
‫تقتضي اآلجال المسطرية تقديم المشتبو فييم بسرعة أمام الجية القضائية المختصة)‪ ،‬وتكون الشرطة‬
‫القضائية خالل ممارستيا ليذه الميام خاضعة لسمطة ومراقبة القضاء‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ميام الشرطة القضائية و مراقبتيا‬
‫وان كانت كثيرة‪ ،‬تتجمى أساسا في التثبت من وقوع الجرائم‪ ،‬وجمع األدلة عنيا و البث عن مرتكبييا‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬مراقبة الشرطة القضائية‬
‫فالنيابة العامة تممك سمطة تسيير أعمال ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬والغرفة الجنحية لدى محكمة‬
‫االستئناف ىي التي تتولى مراقبة أعماليم‪ ،‬وتتخذ في حقيم المسطرة التأديبية في حالة اإلىمال أو‬
‫التقصير في تطبيق القانون‪ ،‬كما تتخذ في حقو اي ضابط الشرطة القضائية إحدى العقوبات المشار إلييا‬
‫في المادة ‪ 32‬من قانون المسطرة الجنائية تبعا لخطورة الفعل المنسوب إليو‪:‬‬
‫‪ -‬توجيو مالحظات إلى الضابط‪.‬‬
‫‪ -‬التوقف المؤقت عن ممارسة الميام‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪:‬ميام الشرطة القضائية‬
‫بالرجوع لممادة ‪ 18‬من قانون المسطرة الجنائية نجد أن المشرع حدد اإلطار العام لتدخل الشرطة‬
‫القضائية‪ ،‬وبذلك ينجزون مياميم إما في إلطار البحث التمييدي أو حالة التمبس أو تنفيذ اإلنابة‬
‫القضائية‪ ،‬وفي كل األحوال مطالبون بإثبات ما قاموا بو في محضر‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المحضر‬
‫يمزم ضبط الشرطة القضائية بتحرير محاضر بشأن كل العمميات التي يقومون بيا‪.‬‬
‫وبالرجوع لممادة ‪ 24‬من قانون المسطرة الجنائية نجدىا عرفت المحضر المنجز من قبل ضابط‬
‫الشرطة القضائية والذي يوجو إلى النيابة العامة اعتمادا عمى العناصر اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬المحضر وثيقة مكتوبة‪ ،‬أي ال مجال لمحديث عن الشفوية أو المسجمة‪.‬‬
‫‪ -‬يحرره ضابط الشرطة القضائية و أثناء مزاولتو لميامو‪.‬‬
‫‪ -‬يتعمق المحضر بأمور داخمة ضمن اختصاصو‪.‬‬
‫‪ -‬يتضمن معاينة الضابط‪ ،‬واسمو وصفتو ومكان عممو وتوقيعو‪...‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪14‬‬

‫‪ -‬ىوية المستمع إليو و تصريحاتو‪...‬‬


‫الفقرة الثانية‪ :‬البحث في حالة التمبس بالجريمة‬
‫تختمف طريقة البحث في حالة التمبس عن البحث التمييدي العادي في بعض النقط الرئيسية‪ ،‬حيث‬
‫يتيح القانون لضابط الشرطة القضائية مرونة في ممارسة بعض صالحياتو إذا تعمق األمر ببحث يجريو‬
‫بشأن جناية أو جنحة متمبس بيا وال يتيحيا لو إذا تعمق األمر بالبحث في غير حالة التمبس‪.‬‬
‫أوال‪ -‬التمبس بالجناية أو الجنحة‪ :‬قصر قانون المسطرة الجنائية مقتضيات التمبس عمى الجنايات‬
‫والجنح المعاقب عمييا بالحبس‪ ،‬وذلك حسب حالة التمبس وارتباطيا بصنف الجرائم المذكور في ما يمي‪:‬‬
‫‪ )1‬تعريف حالة التمبس‪ :‬لإلشارة فقط فإن المشرع المغربي لم يعرفيا‪ ،‬وانما اكتفى بتعداد الحاالت‬
‫عمى سبيل الحصر تتحقق فييا حالة التمبس بالجناية أو الجنحة‪ ،‬وىي أربعة حاالت أشار إلييا في المادة‬
‫‪ 56‬من قانون المسطرة الجنائية ‪:‬‬
‫‪ -‬الحالة التي يضبط فييا الفاعل و ىو يرتكب الجريمة‪ ،‬أو عمى اثر ارتكابيا‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة التي يكون فييا الفاعل مازال مطاردا بصياح الجميور عمى ارتكاب الجريمة‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة التي يعثر فييا عمى الفاعل بعد مرور وقت قصير عمى ارتكاب الجريمة‪.‬‬
‫‪ -‬الجريمة التي ترتكب داخل منزل خارج الحاالت المشار إلييا أعاله‪ ،‬يمتمس مالك المنزل أو ساكنو‬
‫من السمطات معاينتيا‪.‬‬
‫‪ )2‬حالة التمبس قاصرة عمى الجنايات و الجنح المعاقب عمييا بالحبس‪:‬‬
‫فإن كان مناط التمبس ىو حالة االستعجال التي تصاحبيا‪ ،‬مما يعطي البحث فييا طابعا صارما و‬
‫تدخل سمطات البحث بشأنيا بسرعة و في جرائم عمى درجة الخطورة ىي الجنايات و الجنح المعاقب‬
‫عمييا بالحبس‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬إجراءات البحث في التمبس‪ :‬تخول لضابط الشرطة القضائية صالحيات محددة لمبحث‪،‬‬
‫بعضيا ال يتوفر لو في غير حالة التمبس‪.‬‬
‫‪ )1‬التنقل و التفتيش و الحجز‪ :‬البحث في كل ينطمق أساسا من مكان وقوعيا‪.‬‬
‫‪ :1-1‬إشعار النيابة العامة بالجريمة واالنتقال إلى مكان وقوعيا‪ :‬بمجرد إشعاره بحالة التمبس‪،‬‬
‫يخبر ضابط الشرطة إما وكيل الممك أو الوكيل العام لمممك حسب األحوال‪ ،‬وينتقل إلى عين المكان‬
‫باستعجال لضبط وقائع الجريمة و معالميا قبل إخفاءىا‪.‬‬
‫ويجب عميو الحفاظ عمى األدلة القابمة لالندثار‪ .‬وكل دليل يمكن أن يساعد عمى إظيار الحقيقة‪،‬‬
‫وعميو أيضا تدوين ما عاينو من معالم الجريمة و أدلتيا في محضر‪.‬‬
‫وانتقال الضابط إلى محل الواقعة ال يعفيو من واجب تبميغ النيابة لعامة بوقوع الجريمة وبما وصل‬
‫إلى عممو من أخبار ومعمومات حوليا‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪15‬‬

‫‪ :2-1‬التفتيش‪ :‬حينما تكون الجريمة موضوع البحث التمييدي مما يمكن إثباتو بواسطة حجز أشياء‬
‫موجودة في حوزة شخص تظن مشاركتو في الجريمة أو شخص أخر‪ ،‬فإن ضابط الشرطة القضائية ينتقل‬
‫فو ار إلى منزلو ليجري فيو تفتيشا عن األشياء المذكورة‪.‬‬

‫وان كان التفتيش يتعمق بأماكن معدة الستعمال ميني‪ ،‬فعمى ضابط الشرطة أال يجري التفتيش إال‬
‫بعد إشعار النيابة العامة واتخاذ التدابير الالزمة لضمان احترام السر الميني‪.‬‬
‫واذا كان التفتيش أو الحجز سيجرى بمكتب محام‪ ،‬فيقوم بالتفتيش قاض من قضاة النيابة العامة‬
‫بحضور نقيب المحامين أو من ينوب عنو‪ ،‬أو عمى األقل بعد إشعاره بأي وسيمة ممكنة‪.‬‬
‫وسواء كان التفتيش في حالة التمبس بالجريمة من طرف ضابط الشرطة القضائية‪ ،‬أو اقتضت‬
‫الضرورة أن يقوم بو قاض من قضاة النيابة العامة (بالنسبة لممحامي)‪ ،‬فالبد من مراعاة المقتضيات التي‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان التفتيش سيجري في منزل مشتبو فيو فينبغي عمى ضابط الشرطة القضائية أن يدعو‬
‫الشخص المذكور لمحضور أو يدعوه لينيب عنو شخصا آخر‪ ،‬واذا تعذر ذلك فإن الضابط يستدعي‬
‫شاىدين لحضور عممية التفتيش‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا كان التفتيش سيجرى في منزل شخص آخر غير المشتبو فيو‪ ،‬فإن ىذا الشخص ينبغي أن‬
‫يحضر التفتيش‪ ،‬واذا تعذر ذلك يتم التفتيش بحضور شاىدين كذلك‪.‬‬
‫أ) تفتيش النساء‪ :‬إذا كان التفتيش سيتم في أماكن توجد بيا نساء‪ ،‬فعمى الضابط أن ينتدب امرأة‬
‫لتفتيش النساء‪ ،‬وىذا المقتضى جاءت بو المادة ‪ 60‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬وأيضا يتعين عميو أن‬
‫يستدعي امرأة لحضور التفتيش الذي سيجريو بمنزل تعمره نساء فقط‪.‬‬
‫وعمة اشتراط إجراء التفتيش في ىذه الحالة من طرف امرأة ىي صيانة اآلداب العامة وحماية القيم‬
‫األخالقية وعدم استباحة عرض المرأة حتى ولو كانت متيمة‪.‬‬
‫ب) حجز األشياء‪ :‬يعمل ضابط الشرطة القضائية عمى إحصاء األشياء و الوثائق التي يقرر حجزىا‬
‫لعالقتيا بموضوع الجريمة عمى الفور‪ ،‬ويمفيا أو يضعيا في غالف أو كيس ويختم عمييا‪ ،‬وىذا اإلجراء‬
‫يقصد بو الحفاظ عمى الشيء المحجوز بعينو ومنع تبديمو‪ ...‬حتى يتمكن القضاء من بسط مراقبتو عميو‬
‫عند االقتضاء‪ ،‬وتتم ىذه اإلجراءات بحضور األشخاص الذين حضروا عممية التفتيش‪.‬‬
‫ت) اإلجبار عمى االمتثال‪ :‬يمكن لضابط استدعاء أي شخص قصد االستماع إليو ومده ببيانات‬
‫ومعمومات مفيدة حول األفعال موضوع البحث أو األشياء أو الوثائق المحجوزة‪ ،‬واذا امتنع المستدعى فإن‬
‫الضابط قد يمجأ إلى إرغامو عمى الحضور بعد إذن النيابة العامة‪.‬‬
‫والضابط ممزم بتحرير محاضر بالعمميات التي قام بيا من تفتيش أو حجز‪ ،‬وغالبا ما ينجز محضر‬
‫واحد لمتفتيش و الحجز‪ ،‬وكيفما كانت النتيجة التي انتيى إلييا إيجابية أو سمبية‪ ،‬وغالبا ما ينجز محض ار‬
‫واحدا لمتفتيش والحجز‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪16‬‬

‫د‪ -‬أوقات التفتيش‪ :‬عمى الرغم من كون التفتيش يتم في إطار البحث بشأن جريمة تتوفر في حالة‬
‫التمبس فإن ضابط الشرطة القضائية ينبغي أن يقوم بو خالل التوقيت القانوني المسموح فيو بالتفتيش‪،‬‬
‫وبذلك فال يجوز التفتيش قبل السادسة صباحا و بعد التاسعة ليال‪ ،‬إال إذا طمب ذلك صاحب المنزل أو‬
‫وجيت استغاثة من داخمو أو في حاالت خاصة يجيزىا القانون‪ ،‬غير أنو يمكن االستمرار في التفتيش ولو‬
‫بعد دخول الوقت الممنوع تفاديا لعرقمة اإلجراءات‪.‬‬
‫واذا تعمق األمر بتفتيش محالت يمارس فييا بصفة معتادة عمل ليمي‪ ،‬فإن التفتيش يمكن أن يتم فييا‬
‫في أي وقت‪ ،‬وذلك لتمييز ىذه األماكن بممارسة أنشطتيا خالل الميل وليس ممارستيا بصفة عرضية‪ ،‬فال‬
‫ينبغي تناسي الحرمة التي يعطييا الدستور لممنازل‪.‬‬
‫ه‪ -‬بطالن التفتيش‪ :‬رتب المشرع عمى عدم احترام اإلجراءات المنصوص عمييا في المواد ‪ 59‬و‬
‫‪ 60‬و ‪ 62‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬بطالن اإلجراء المعيب وما قد يترتب عنو من إجراءات‪.‬‬
‫وعميو إذا تقرر بطالن محضر التفتيش والحجز بسبب خرق اإلجراءات المسطرية‪ ،‬فإن ذلك ال يؤدي‬
‫إلى بطالن محضر البحث التمييدي الذي يتضمن تصريحات المتيم وباقي اإلجراءات األخرى السميمة‬
‫التي لم تترتب عن اإلجراء الباطل‪.‬‬
‫و‪ -‬سرية التفتيش‪ :‬نصت المادة ‪ 61‬من قانون المسطرة الجنائية عمى معاقبة كل من قام بإفشاء‬
‫فحوى وثيقة ثم حجزىا أثناء التفتيش إلى شخص غير مؤىل قانونا لالطالع عمييا‪ ،‬دون موافقة الشخص‬
‫المحجوز منو أو ذوي حقوقو أو من وقع عمييا‪ ،‬أو من وجيت إليو ولو كان ذلك لفائدة البحث‪.‬‬
‫‪ )1‬االستعانة باألشخاص المؤىمين‪ :‬تخول المادة ‪ 64‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬لضابط الشرطة‬
‫القضائية إذا اقتضى األمر القيام بمشاىدات ضرورية االستعانة بأىل الخبرة‪ ،‬وىذا ال يعني انتداب خبير‬
‫إلنجاز ىذه المأمورية‪ ،‬عمى اعتبار أن انتداب الخبراء إلنجاز من اختصاص السمطة القضائية (قاضي‬
‫التحقيق‪ ،‬المحكمة)‪.‬‬
‫وعميو فصالحية الشخص المستعان من طرف الشرطة القضائية تقتصر عمى "مشاىدة" الوقائع و‬
‫األدلة التي تتعرض بسرعة إلى االندثار‪ ،‬ويكون من شأنيا الكشف عن حقيقة الواقعة قبل تالشييا‪ ،‬وىذه‬
‫الصالحية مشروطة بأمرين‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون المعاينة ال تقبل التأخير‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقتصر عمل الشخص المؤىل عمى إبداء رأيو الفني المستخمص‪.‬‬
‫‪ )2‬التحفظ عمى األشخاص بمكان التحريات‪ :‬يمكن لضابط الشرطة القضائية أن يمنع كل شخص‬
‫يظير لو أنو مفيد في تحرياتو المتعمقة بالكشف عن الجريمة من االبتعاد عن مكان وقوعيا‪ ،‬ويستمر ىذا‬
‫المنع إلى غاية إتمام الضابط تحرياتو بمكان الجريمة‪ ،‬ولم تحدد المادة ‪ 65‬من ق‪.‬م‪.‬ج الفترة الزمنية ليذا‬
‫المنع‪ ،‬إال أن الظاىر النص يوحي بأن األمر يتعمق بإتمام التحريات المجراة بمكان وليس إتمام البحث‬
‫كمو‪..‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪17‬‬

‫‪ )3‬الحراسة النظرية‪ :‬نظ ار لخطورة ىذه الصالحية ومساسيا بحرية الفرد وحقوقو الشخصية‪ ،‬فقد‬
‫أحاطيا المشرع بعدة شروط وأحكام صارمة‪ ،‬ويمكن تعريفيا بأنيا توقيف الشخص وابقاؤه رىن إشارة‬
‫ضابط الشرطة وتحت نظره في مركز عممو خالل مدة تحددىا القانون‪ ،‬وىذه السمطة يممكيا الضابط إذا‬
‫كان يبحث في جريمة في حالة التمبس‪.‬‬
‫أ) شروط الوضع تحت الحراسة النظرية‪ :‬نظ ار لخطورة الوضع تحت الحراسة النظرية ولعالقتو‬
‫بالحرية الشخصية لألفراد فإنو يحق لضابط الشرطة القضائية أن يحتفظ بأي شخص تحت الحراسة‬
‫النظرية إال إذا استوجب واستمزمت ذلك ضرورة إجراء البحث الذي يقوم بو‪.‬‬
‫والبد من اإلقرار أن تقدير حاجيات البحث ومتطمباتو أمر موكول إلى ضابط الشرطة القضائية‬
‫ويرجع إلى ضميره و شرفو‪ ،‬بحيث يعرف متى يمجأ إلى تدبير الحراسة ومتى ال يمجأ إلييا‪ ،‬كما يمكن‬
‫لمنيابة العامة التدخل لتصحيح كل وضع يظير ليا غير مناسب‪ ،‬وذلك بمراجعة قرار الضابط ووضع حد‬
‫لمحراسة النظرية إذا رأت عدم جدواىا أو قدرت ضعف أىميتيا‪ ،‬أو تأمر بوضع شخص تحت الحراسة إذا‬
‫تبين ليا مالءمة ذلك‪.‬‬
‫ولعل خطورة ىذا اإلجراء من أىم األسباب التي دفعت عدة تشريعات إلى سن ترسانة من النصوص‬
‫القانونية لتنظيمو تنظيما محكما‪ ،‬يوازن بين الحق في الوصول إلى الحقيقة‪ ،‬وحق المواطن في عدم‬
‫المساس بحريتو والعبث بيا‪ ،‬ليذا حدد المشرع مدة الحراسة النظرية بالساعات‪ ،‬وأنطا النيابة العامة‬
‫ضرورة مراقبة تطبيقيا‪ ،‬ومعاقبة كل من تجاوز في مدتيا‪.‬‬
‫ب) مدة الحراسة النظرية‪ :‬تختمف مدة الحراسة تبعا لنوع الجريمة موضوع البحث إلى ثالث فئات‪:‬‬
‫‪ -‬عامة الجرائم باستثناء الجريمة اإلرىابية وأمن الدولة‪ :‬تكون مدة الحراسة النظرية بشأنيا ‪48‬‬
‫ساعة تقبل التمديد مرة واحدة لمدة ‪ 24‬ساعة‪ ،‬أي لمدة إجمالية قدرىا ‪ 72‬ساعة‪.‬‬
‫‪ -‬جريمة المس بأمن الدولة الداخمي والخارجي‪ :‬تكون فييا ‪ 96‬ساعة قابمة لمتمديد مرة واحدة لنفس‬
‫المدة‪ ،‬أي لمدة قصوى قدرىا ‪ 192‬ساعة‪.‬‬
‫‪ -‬الجريمة اإلرىابية‪ :‬وقد حددت مدة الحراسة بشأنيا في مدة ‪ 96‬ساعة قابمة لمتمديد مرتين لمدة‬
‫‪ 96‬ساعة في كل مرة‪ ،‬أي لمدة إجمالية ال تتجاوز ‪ 288‬ساعة‪.‬‬
‫ويتعين عمى الضابط إشعار النيابة العامة عند الوضع تحت الحراسة النظرية وأن يوجو إلييا الئحة‬
‫اسمية باألشخاص الموضوعين تحت الحراسة النظرية حالل ‪ 24‬ساعة السابقة‪.‬‬
‫ث) إشعار عائمة الشخص الموضوع تحت الحراسة النظرية‪ :‬ويتعين عمى ضابط الشرطة القضائية‬
‫أن يشعر عائمة الشخص الموضوع تحت الحراسة النظرية‪ ،‬وذلك فور وضعو تحت الح ارسة النظرية بأي‬
‫وسيمة من الوسائل‪ ،‬سواء الياتف أو الكتابة‪ ،‬ويشير المحضر إلى ذلك‪.‬‬
‫ج) تمديد الحراسة النظرية‪ :‬تكون المدة قابمة لمتمديد كما رأينا بمقتضى إذن كتابي من النيابة العامة‬
‫كمما اقتضت ضرورة البحث ذلك‪ ،‬مما يعني أن النيابة العامة ىي التي تممك السمطة التقديرية لتقسيم‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪18‬‬

‫وتقدير مسألة ضرورة ومتطمبات البحث وحاجتو إلى تمديد مدة الحراسة النظرية‪ ،‬ويالحظ أن المادة ‪66‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬اشترطت إذما كتابيا من النيابة العامة لتمديد فترة الحراسة النظرية في حالتي الجريمة العادية‬
‫والجريمة اإلرىابية‪ ،‬عمى عكس الجرائم الماسة بأمن الدولة التي لم يشترط فييا اإلذن كتابة‪.‬‬
‫ح) االتصال بمحامي‪ :‬أعطى المشرع ىذا الحق لمشخص الموضوع تحت الحراسة النظرية في حالة‬
‫تمديدىا‪ ،‬وذلك بأن يطمب من ضابط الشرطة القضائية االتصال بمحام‪ ،‬كما يحق ليذا األخير في حالة‬
‫نيابتو عن الشخص أن يطمب من النيابة العامة الترخيص لو باالتصال بالشخص و ذلك ابتداء من‬
‫الساعة األولى من فترة تمديدىا‪ ،‬ويتم االتصال لمدة زمنية محددة ال تتجاوز ثالثين دقيقة‪ ،‬تحت مراقبة‬
‫ضابط الشرطة القضائية‪ ،‬في ظروف تكفل سرية المقابمة‪.‬‬
‫خ) جزاء اإلخالل بأحكام الوضع تحت الحراسة النظرية‪ :‬لم يرتب المشرع البطالن عمى اإلخالل‬
‫بشروط الحراسة النظرية كما فعل بالنسبة لخرق شكميات التفتيش‪.‬‬
‫إال أن مقتضيات المادة ‪ 751‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬تبقى قابمة لمتطبيق عمى خرق تمك‬
‫اإلجراءات‪ ،‬وتنص ىذه المادة عمى أن كل إجراء يأمر بو قانون المسطرة الجنائية ‪.‬ولم يثبت انجازه عمى‬
‫الوجو القانوني يعد كأنو لم ينجز‪.‬‬
‫‪ )4‬مقتضيات خاصة بالمحضر و بالضباط السامين‪ :‬يتميز المحضر الذي تنجزه الشرطة القضائية‬
‫في حالة التمبس بجناية أو جنحة ببعض الخصوصيات بالنسبة لبعض المحاضر األخرى‪ ،‬وفي ىذا‬
‫سنتطرق إلى‪:‬‬
‫أ) محضر الشرطة القضائية في حالة التمبس‪ :‬يشترط بالنسبة ليذه المحاضر المحررة في حالة‬
‫فور و يوقع عمى كل ورقة من أوراقيا‪ ،‬فقد خص المشرع ىذه‬
‫تمبس أن يحررىا ضابط الشرطة القضائية ا‬
‫المحاضر بحكمين‪:‬‬
‫‪ -‬أوليما‪ :‬التعجيل بتحرير المحضر‪ ،‬أي الفورية‪ ،‬فالضابط مكمف بالحضور الفوري إلى مكان‬
‫الجريمة ومعاينة وتسجيل وقائعيا‪ ،‬واالستماع إلى األشخاص الموجودين في نفس المكان‪ ،‬وىذا يستوجب‬
‫تحرير المحاضر دون تأخير‪ ،‬األمر الذي يستمزم التعجيل بتقديم المشتبو فيو أمام النيابة العامة‪ ،‬سيما إذا‬
‫كان موضوعا تحت الحراسة‪.‬‬
‫‪ -‬ثانييما‪ :‬توقيع ضابط الشرطة القضائية عمى كل ورقة من أوراق المحضر‪ ،‬وضبط محتوياتو‪،‬‬
‫وىذا يفرض عمى الضابط تسجيل جميع اإلجراءات بعناية فائقة‪ ،‬مع ضبط محتويات ىذا المحضر عن‬
‫طريق توقيع كل ورقة من أوراقو‪.‬‬
‫ب) حضور الضباط السامين لمشرطة القضائية لمكان معاينة الجريمة‪ :‬تناولت المواد ‪ 71‬و‪ 72‬و‬
‫‪ 75‬من ق‪.‬م‪.‬ج ممارسة الضباط السامون لمشرطة القضائية ألعمال البحث في حالة التمبس‪ ،‬و قدميم‬
‫القانون عمى ضباط الشرطة القضائية العاديين كمما حضروا مكان الجريمة‪ ،‬حيث تصبح ليم األولوية في‬
‫إجراء البحث‪ ،‬وذلك لكون تميز إجراءات التمبسي بطابع تخفيفي‪ ،‬والسمطة ىي المؤىمة لمتحقيق‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪19‬‬

‫وىكذا فحضور ممثل النيابة العامة إلى مكان الجريمة يؤدي إلى تخمي ضابط الشرطة القضائية عن‬
‫البحث‪ ،‬كما أن حضور قاضي التحقيق مسرح الجريمة يؤدي بالوكيل العام لمممك أو وكيل الممك بتخمييم‬
‫عن القضية بقوة القانون‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬البحث التمييدي‬
‫إن البحث في الجرائم التي ال تتوفر فييا حالة التمبس‪ ،‬يتم في إطار البحث مسطرة البحث التمييدي‪.‬‬
‫‪ )1‬تعريف البحث التمييدي‪ :‬لم يعرف قانون المسطرة الجنائية البحث التمييدي‪ ،‬بل فقط اكتفى بإيراد‬
‫بعض األحكام الخاصة بو في خمسة مواد‪.‬‬
‫ويمكن تعريفو بأنو البحث الذي تقوم بو الشرطة القضائية في حالة غير التمبس بالجريمة المنصوص‬
‫عمييا في المادة ‪ 56‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬ولعل بينو وبين البحث الذي يجرى في حالة التمبس يتجمى فقط في‬
‫بعض الخصوصيات أريد منيا إعطاء ضمانات أكثر لمحقوق الفردية في إطار البحث التمييدي حيث‬
‫تبرز بشكل جمي قرينة البراءة‪ ،‬خالفا لحاالت التمبس التي ينطمق فييا البحث من قرائن قوية‪.‬‬
‫ويقوم ضباط الشرطة القضائية بالبحث إما تمقائيا عمى إثر العمم بوقوع جريمة‪ ،‬أو نتيجة لتمقيو شكاية‬
‫أو وشاية‪ ،‬كما يمكنيم القيام بالبحث أيضا بناء عمى تعميمات النيابة العامة‪.‬‬
‫‪ )2‬دخول المنازل وتفتيشيا في البحث التمييدي‪ :‬ألزمت المادة ‪ 79‬من قانون المسطرة الجنائية‬
‫بعدم دخول المنازل وتفتيشيا وحجز ما بيا من أدوات االقتناع دون موافقة صريحة من الشخص الذي‬
‫ستجرى ىذه العمميات بمنزلو‪ ،‬وتكون الموافقة مكتوبة بخط يد المعني‪ ،‬وذلك ضمانا لصدور الرضى عن‬
‫طواعية واختيار‪ ،‬وان كان ال يحسن الكتابة‪ ،‬فإن الضابط يضمن ذلك في المحضر المشار فيو إلى‬
‫موافقتو عمى التفتيش‪.‬‬
‫‪ )3‬الحراسة النظرية في البحث التمييدي‪ :‬تختمف بين البحث التمييدي و البحث في حالة التمبس‬
‫في جزئيات ىامة و مؤثرة‪.‬‬
‫أ) إذن النيابة العامة‪ :‬بالنسبة لمبحث التمييدي ال يمكن وضع الشخص تحت الحراسة النظرية إال‬
‫بعد الحصول عمى موافقة النيابة العامة مسبقا عمى ذلك‪ ،‬بينما في حالة التمبسي وضع الشخص تحت‬
‫الحراسة النظرية دون استئذان‪ ،‬بل فقط إشعار النيابة العامة‪ ،‬رغم إمكانية ىذه األخيرة أن تأمر بوضع حد‬
‫لموضع تحت الحراسة النظرية‪.‬‬
‫ب) تمديد الحراسة النظرية‪ :‬تتجمى الجزئية الثانية في اشتراط إجراءات خاصة بمناسبة تمديد فترة‬
‫الحراسة النظرية‪ ،‬فالمادة ‪ 80‬من قانون المسطرة الجنائية تشترط أن يتم تقديم لمشخص الذي كان‬
‫موضوعا تحت الحراسة النظرية إلى النيابة العامة يتعين أن يستمع إليو قبل أن يقرر منح إذن مكتوب‬
‫بتمديد الحراسة النظرية‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أنو ميما كانت األسباب التي تجعل النيابة العامة ممزمة‬
‫بتوضيحيا كتابة وتعميل موقفيا بشأن اإلذن بتمديد الحراسة النظرية في حالة البحث التمييدي‪ ،‬دون‬
‫إحضار الشخص المطموب تمديد الحراسة النظرية في حقو أماميا‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪20‬‬

‫ت) باقي شروط و شكميات الحراسة النظرية‪ :‬أما باقي الشروط المتعمقة بالوضع تحت الحراسة‬
‫النظرية فإنيا واحدة سواء في البحث التمييدي أو البحث في حالة تمبس‪.‬‬
‫وقد أشارت المادة ‪ 82‬من قانون المسطرة الجنائية إلى أن الوضع تحت الحراسة النظرية يثبت حسب‬
‫الشكميات المنصوص عمييا في المواد ‪ 66‬و ‪ 67‬و ‪ 68‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬وقد سبقت اإلشارة‬
‫إلييا عند الحديث عن البحث في حالة التمبس‪.‬‬
‫ث) التفتيش الجسدي‪ :‬خولت المادة ‪ 81‬من قانون المسطرة الجنائية لضابط الشرطة القضائية‬
‫إجراء تفتيش جسدي عمى كل شخص تم وضعو تحت الحراسة النظرية‪ ،‬واذا تعمق األمر بامرأة فإن‬
‫الضابط ينتدب امرأة لتفتيشيا‪ ،‬وان كان الضابط امرأة‪ ،‬فإنيا تباشر التفتيش بنفسيا‪ ،‬وىذه المقتضيات‬
‫تطبق سواء في حالة التمبس أو البحث التمييدي‪.‬‬
‫وىذا التفتيش غير مشروط بموافقة الشخص الموضوع تحت الحراسة النظرية‪ ،‬ألنو تفتيش امني غايتو‬
‫الحفاظ عمى سالمة الشخص المذكور وسالمة باقي األشخاص‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬اإلنابة القضائية‬


‫إذا كانت أىم أعمال الشرطة القضائية تتم في إطار حالة التمبس أو البحث التمييدي‪ ،‬فإنيا يمكن أن‬
‫تكمف ببعض الميام بمقتضى إنابة قضائية من قاضي التحقيق أو من ىيئة المحكمة‪.‬‬
‫وفي ىذه الحالة‪ ،‬فإن ضابط الشرطة القضائية يكون بصدد القيام بأعمال ىي في الحقيقة من صميم‬
‫أعمال السمطة القضائية التي انتدبتو لمقيام بيا‪ ،‬وتدرج في إطار أعمال التحقيق اإلعدادي الذي يقوم بو‬
‫قاضي التحقيق أو التحقيق النيائي الذي يرجع إلى ىيئة الحكم‪.‬‬

‫أوال‪ -‬انتداب الشرطة القضائية من طرف قاضي التحقيق‪ :‬منح القانون لقاضي التحقيق الحق في المجوء‬
‫إلى اإلنابة القضائية بمقتضى المواد من ‪ 189‬إلى ‪ 193‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬ونخص بالذكر اإلنابة القضائية‬
‫الموجية إلى ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬ويمكن تمخيص أىم المقتضيات التي تحكم تنفيذ اإلنابة القضائية‬
‫من طرف ضابط الشرطة القضائية كما يمي‪:‬‬
‫‪ )1‬مضمن اإلنابة القضائية‪ :‬يطمب قاضي التحقيق من أي ضابط من ضباط الشرطة القضائية‬
‫الموجودين بدائرة نفوذ محكمتو القيام بإجراء ما يراه الزما من أعمال التحقيق في األماكن الخاضعة لنفوذ‬
‫ضابط الشرطة القضائية‪ ،‬ويرجع االختصاص ىنا إلى قواعد االختصاص التي تنظم مجال عمل قاضي‬
‫التحقيق (المادة ‪ 55‬من ق‪.‬م‪.‬ج)‪ ،‬والى قواعد االختصاص المحمي التي تحكم عمل ضابط الشرطة‬
‫القضائية (المادة ‪ 22‬من ق‪.‬م‪.‬ج)‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪21‬‬

‫واذا تعمق األمر بإنابة قضائية تتطمب القيام بعدة إجراءات في نفس الوقت‪ ،‬ولكن في أماكن مختمفة‬
‫من تراب المممكة فإنو يمكن لقاضي التحقيق أن أن يأمر بتوجيو نظائر أو نسخا منيا إلى السمطات‬
‫المكمفة بالتنفيذ لتنفيذىا‪.‬‬
‫وتتضمن اإلنابة القضائية الصادرة عن قاضي التحقيق‪:‬‬
‫‪ -‬تاريخ صدورىا‪.‬‬
‫‪ -‬توقيع وطابع قاضي التحقيق الذي أصدرىا‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد نوع اإلجراءات المطموب من الضابط إنجازىا‪.‬‬
‫‪ -‬يحدد قاضي التحقيق أجال لضابط الشرطة القضائية يجب عميو أن يوجو خاللو المحاضر التي‬
‫حررىا‪ ،‬واذا لم تحدد اإلنابة أجال‪ ،‬يتعين عمى الضابط توجيو المحاضر في ظرف األيام الثمانية الموالية‬
‫لنياية العمميات المنجزة تبعا لإلنابة القضائية‪.‬‬
‫‪ )2‬إنجاز اإلنابة‪ :‬يتوفر ضابط الشرطة القضائية المنتدب لتنفيذ إنابة قضائية صادرة عن قاضي‬
‫التحقيق عمى جميع السمطات المخولة لقاضي التحقيق‪ ،‬ولكن في حدود تمك اإلنابة باستثناء إجراءين اثنين‬
‫فقط ال يمكنو القيام بيما ويتعمق األمر ب‪:‬‬
‫‪ -‬عدم استجواب المتيم أو مواجيتو مع غيره‪.‬‬
‫‪ -‬عدم االستماع إلى الطرف المدني إال بطمب منو‪ .‬وينبغي أن يتم ىذا التعبير عن ىذه الرغبة‬
‫بشكل صريح إما شفويا ويضمن ذلك في المحضر أو بشكل كتابي‪.‬‬
‫‪ -‬يحق لضابط الشرطة القضائية المنتدب أن يستمع لمشيود‪ ،‬ويتعين عمى كل شاىد استدعي ألداء‬
‫شيادتو أن يستجيب لذلك ويؤدي اليمين أمام ضابط الشرطة القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬يحق لضابط الشرطة القضائية إذا اقتضت ضرورة تنفيذ اإلنابة ذلك أن يضع شخصا تحت‬
‫الحراسة النظرية‪ ،‬ويشعر قاضي التحقيق بذلك‪.‬‬
‫وفي حالة وضع شخص تحت الحراسة النظرية فإن األمر يقتضي تطبيق كل الشكميات والقواعد‬
‫التي تحكم تنفيذ ىذا اإلجراء كما نصت عمى ذلك المواد ‪ 66‬و ‪ 67‬و ‪ 68‬و‪ 69‬و ‪ 80‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪،‬‬
‫حسب األحوال‪ .‬وفي األخير يحرر ضابط الشرطة القضائية محض ار بجميع اإلجراءات التي قام بيا تنفيذا‬
‫لإلنابة القضائية داخل األجل المحدد‪ ،‬يوجيو إلى قاضي التحقيق الذي أنابو‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬انتداب الشرطة القضائية من طرف المحكمة‪ :‬من الناحية العممية‪ ،‬فإن الشرطة القضائية‬
‫تكف يدىا عن كل إجراء من إجراءات التحقيق خالل المرحمة التي يصبح قضاء الحكم ىو الذي يمارس‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪22‬‬

‫ىذه السمطة في إطار ما يسمى بالتحقيق النيائي‪ ،‬ومن بين الحاالت التي يسمح فييا القانون بانتداب‬
‫ضابط الشرطة القضائية من طرف قضاء الحكم‪:‬‬
‫ما نص عميو الفصل ‪ 32‬من قانون الجماعات والمقاطعات‪ 1‬من أنو‪ ":‬يمكن لمحاكم قصد تكوين‬ ‫‪‬‬
‫اقتناعو الصميم أن يستمع لمشيود وأن ينتدب أحد ضباط الشرطة القضائية إلنجاز األبحاث المفيدة‬
‫وبالخصوص لمباشرة تفتيش المنازل"‪.‬‬
‫ما نصت عميو المادتين ‪ 324‬و ‪ 362‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬حين تكمف ىيئة المحكمة أحد أعضائيا‬ ‫‪‬‬
‫بإجراء تحقيق تكميمي‪ ،‬ويقوم قاضي الحكم في ىذه الحالة بميامو تنفيذا لمقتضيات القسم الثالث من‬
‫الكتاب األول من ق‪.‬م‪.‬ج المتعمق بالتحقيق اإلعدادي‪ ،‬والذي تقع من بين مواده المواد من ‪ 189‬إلى‬
‫‪ ،193‬وىو ما يسم لمقاضي المعين من قبل ىيئة الحكم إلنجاز تحقيق تكميمي‪ ،‬أن ينيب عنو ضابطا‬
‫لمشرطة القضائية في إطار الحدود التي رسمتيا المواد من ‪ 189‬إلى ‪ 193‬المذكورة آنفا‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬النيابة العامة‬
‫سنتناول في ىذا الفصل السمطة الرئاسية التي يتوفر عمييا الرؤساء عمى مرؤوسييم في سمك النيابة‬
‫العامة‪ ،‬ثم إلى باقي الصالحيات التي خوليا القانون لمنيابة العامة‪ ،‬وىي كثيرة ‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬السمطة الرئاسية في النيابة العامة‬
‫يخضع أعضاء النيابة العامة لسمطة رؤسائيم القضائيين التسمسميين‪ ،‬ويتعين عمييم تنفيذ‬
‫تعميماتيم‪ ،‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 39‬من ق‪.‬م‪.‬ج عمى أن وكيل الممك يمارس سمطتو عمى نوابو‪،‬‬
‫وتنص المادة ‪ 49‬من ق‪.‬م‪.‬ج عمى أن الوكيل العام لمممك لدى محكمة االستئناف يمارس سمطتو عمى‬
‫جميع قضاة النيابة العامة التابعين لدائرة نفوذه‪ ،‬وسمطة أعضاء النيابة عمى مرؤوسييم مطمقة تشمل سائر‬
‫ميام النيابة العامة‪.‬‬
‫ومن جية أخرى‪ ،‬كان فيما سبق وزير العدل يممك سمطة قضاة النيابة العامة‪ ،‬بإشرافو عمى تنفيذ‬
‫السياسة الجنائية وتبميغيا إلى الوكالء العامين لمممك ليسيروا عمى تطبيقيا‪.‬‬
‫وظل األمر عمى ذلك إلى أن صدر القانون ‪ 33.17‬المتعمق بنقل اختصاصات السمطة الحكومية‬
‫المكمفة بالعدل إلى السيد الوكيل العام لمممك لدى محكمة النقض بصفتو رئيسا لمنيابة العامة وبسن قواعد‬
‫لتنظيم رئاسة النيابة العامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ألغيت محاكم الجماعات والمقاطعات بمقتضى القانون ‪ 01.24‬المنظم لقضاء القرب‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪23‬‬

‫ويستفاد من ذلك أن اختصاصات وزير العدل تم نقميا إلى وكيل الممك لدى محكمة النقض‪ ،‬وىذه‬
‫السمطة التي يتمتع بيا وزير العدل فيما مضى تتمثل في‪:‬‬
‫‪ )1‬أنو المشرف عمى تنفيذ السياسة الجنائية‪ ،‬فإن لو أن يبمغ خطوطيا العريضة أو تفاصيميا إلى‬
‫الوكالء العامين لمممك الذين يجب عمييم تنفيذىا‪ ،‬وىم يسألون عن عدم تنفيذ ىذه التعميمات التي عادة ما‬
‫تكون عامة وال تيم قضايا معينة بصفة خاصة‪.‬‬
‫‪ )2‬يمكن لوزير العدل سابقا أن يوجو لموكيل العام لمممك تعميمات بشأن قضية معينة‪ ،‬ويطمب منو‬
‫متابعة مرتكبييا‪ ،‬أو يكمف وكيل الممك المختص بالقيام بذلك‪ .‬ويشترط أن تكون ىذه التعميمات كتابية‪،‬‬
‫وىذه التعميمات حصرىا المشرع في األمر بالمتابعة فقط دون غيرىا‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك فإن وزير العدل سابقا كان يمارس سمطتو عمى أعضاء النيابة العامة بمقتضى‬
‫الفصل ‪ 56‬من القانون األساسي لرجال القضاء‪ ،‬الذي جاء فيو‪ ":‬أن قضاة النيابة العامة تحت سمطة‬
‫وزير العدل ومراقبة وتسيير رؤساءىم األعمين"‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن ىذه االختصاصات التي كان يتمتع بيا وزير العدل سابقا‪ ،‬أصبح يمارسيا‬
‫وكيل الممك لدى محكمة النقض الحالي السيد محمد عبد النبوي‪.‬‬
‫كما أن أعضاء النيابة العامة يرتبطون بينيم برباط التسمسل اإلداري الذي يفرض عمى كل مرؤوس‬
‫أن يخضع لتعميمات رئيسو‪ ،‬كما أنيم يشكمون جيا از موحدا ينوب أفراده عن بعضيم البعض‪ ،‬وىي ما‬
‫يطمق عمييا البعض بخاصية ( الوحدة )‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات النيابة العامة‬
‫تتوفر النيابة العامة عمى عدة صالحيات يرتبط بعضيا بممارسة الدعوى العمومية‪ ،‬وبعضيا اآلخر‬
‫يعد بديال لتمك الدعوى‪ ،‬كما أن المشرع خوليا صالحيات أخرى بمناسبة إجراء البحث التمييدي ترتبط‬
‫بسير البحث أو بمراقبة عمل الشرطة القضائية‪ ،‬باإلضافة إلى الصالحيات المخولة لوكيل الممك لدى‬
‫المحكمة االبتدائية‪ ،‬ثم الصالحيات الممنوحة لموكيل العام لمممك لدى محكمة االستئناف‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬وكيل الممك‬
‫يمثل وكيل الممك شخصيا أو بواسطة نوابو‪ ،‬النيابة العامة في دائرة نفوذ المحكمة االبتدائية المعين‬
‫بيا‪ ،‬وىو يمارس عدة ميام أىميا‪:‬‬
‫‪ )1‬ممارسة الدعوى العمومية‪ :‬يمارس وكيل الممك الدعوى العمومية تحت مراقبة الوكيل العام‬
‫لمممك‪ ،‬ومن الناحية المبدئية فإن وكيل الممك يمارس الدعوى العمومية بكيفية تمقائية‪ ،‬أي أنو يتدخل كمما‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪24‬‬

‫بمغ إلى عممو خبر ارتكاب جريمة ليبحث أو يكمف الشرطة القضائية بالبحث بشأنيا ثم يرتب عمييا األثر‬
‫القانوني المناسب‪ ،‬أي إقامة المتابعة أو إحالة الممف عمى الجية القضائية أو عند االقتضاء حفظ‬
‫القضية‪ ،‬كما يمكن أن يتدخل بناء عمى شكاية يرفعيا إليو المتضرر من الفعل الجرمي‪ ،‬وال تعتبر الشكاية‬
‫في ىذه الحالة أم ار ممزما لوكيل الممك إلقامة الدعوى العمومية‪ ،‬وانما يقرر فييا وفقا لمقانون وتبعا لتقديره‬
‫لمدى مالءمة المتابعة‪.‬‬
‫وتقتضي ممارسة الدعوى العمومية حضور وكيل الممك أو نائبو في جميع الجمسات الزجرية‪ ،‬وال‬
‫يمكن عقد جمسة بدون حضوره ألنو يعتبر عضوا في تشكيمة المحكمة‪.‬‬
‫كما أن النيابة العامة ال تحضر في بعض القضايا الزجرية وتكتفي فقط بتقديم ممتمس كتابي كما‬
‫ىو الشأن بالنسبة لمقتضيات المادة ‪ 383‬من ق‪.‬م‪.‬ج المتعمقة باألمر القضائي في الجنح‪ .‬ويحق لوكيل‬
‫الممك بصفتو طرفا رئيسيا في الدعوى أن يستعمل طرق الطعن في جميع المقررات في الحدود وحسب‬
‫الشكميات التي ينص عمييا القانون‪.‬‬
‫‪ )2‬الشكايات والوشايات‪ :‬يتمقى وكيل الممك الشكايات والوشايات‪ ،‬وتكون الشكاية عادة في شكل‬
‫تظمم صادر من الشخص الذي لحقو ضرر من الجريمة‪ ،‬أما الوشاية فتكون عادة عمى شكل إخبار بوقوع‬
‫جريمة يقوم بو شخص ليس ضحية مباشرة لتمك الجريمة‪ ،‬وقد تكون مجيولة المصدر‪ ،‬ففي حالة تصول‬
‫وكيل الممك بشكاية أو وشاية فإنو يتخذ بشأنيا ما يراه مناسبا‪.‬‬
‫‪ )3‬األمر بالضبط واألمر بالتقديم‪ :‬يمكن لوكيل الممك في إطار بحثو عن مرتكبي الجرائم أن يأمر‬
‫بضبطيم وتقديميم ومتابعتيم‪ ،‬وىذا ما يستشف من المادة ‪ 40‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن ىذه‬
‫اإلجراءات قد تكون مرتبطة فيما بينيا‪ ،‬وقد ال تكون مرتبطة‪ ،‬كحالة ضبط شخص لتقديمو أمام وكيل‬
‫الممك الذي يقرر حفظ القضية أو االستماع لمشخص وتخميت سبيمو‪.‬‬
‫‪ )4‬استقبال المحاضر والتقارير‪ :‬تجدر اإلشارة إلى أن المادة ‪ 24‬عرفت " المحضر" الذي ينجزه‬
‫ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬ولم يعرف ق‪.‬م‪.‬ج التقرير‪ ،‬حيث يرى البعض أن التقرير ىو الوثيقة التي‬
‫يحررىا عون لمشرطة القضائية‪ ،‬حيث إن بعض الموظفين واألعوان الذي يخوليم القانون ممارسة ميام‬
‫السمطة القضائية يحررون تقارير تكون ليا نفس الحجية المقررة لممحاضر‪ ،‬كما ىو الشأن بالنسبة لمتقارير‬
‫التي يحررىا أعوان المياه والغابات م ثال‪ .‬فبعد اطالع وكيل الممك عمى المحاضر يتخذ ما يراه مالئما‬
‫حسب الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 40‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ )5‬قرار الحفظ‪ :‬يمكن لوكيل الممك حفظ القضية لعدة أسباب‪ ،‬أىميا‪:‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪25‬‬

‫‪ -‬الوقائع موضوع الشكاية أو الوشاية أو المحضر ال تكتسي طابعا جرميا‪ ،‬إذ األصل أنو " ال‬
‫جريمة وال عقوبة إال بنص"‪.‬‬
‫‪ -‬عدم كفاية األدلة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم معرفة الفاعل‪ :‬في ىذه الحالة يمكنو إجراء تحقيق ضد مجيول إذا كانت الجنحة من النوع‬
‫القابل لمتحقيق‪.‬‬
‫‪ -‬سقوط الدعوى العمومية‪ :‬تسقط الدعوى العمومية حس المادة ‪ 4‬من ق‪.‬م‪.‬ج بوفاة المتيم‪ ،‬أو‬
‫لتقادم األفعال‪ ،‬أو العفو الشامل أو عفو خاص‪ ،‬أو نسخ مقتضيات القانون الجنائي‪ ،‬أو سحب الشكاية‪،‬‬
‫أو لسبقية صدور حكم مكتسب لقوة الشيء المقضي بو‪ ،‬أو بالصح‪...‬‬
‫‪ -‬الحصانة القضائية‪ :‬مثل الحصانة الممنوحة ألعضاء البرلمان‪ ،‬أو الديبموماسية األجنبية‪...‬‬
‫حاالت أخرى‪ - :‬مثل وجود ما نع قانوني يحول دون المتابعة‪ ،‬كعدم وجود شكاية في الحاالت التي‬
‫تكون فييا الشكاية شرطا واجبا إلقامة الدعوى ( جنح القذف‪ ،‬الخيانة الزوجية‪ )..‬أو عدم وجود إذن يكون‬
‫واجبا لتحريك الدعوى العمومية ( مثل إذن البرلمان برفع الحصانة البرلمانية عمى برلماني‪.)..‬‬
‫‪ -‬وجود مانع واقعي يحول دون المتابعة‪ :‬كعدم كفاية األدلة إلثبات الجريمة‪.‬‬

‫‪ )6‬إشعار الوكيل القضائي لممممكة بالدعوى العمومية‪ :‬نصت لمفقرة األخيرة من الفصل الثالث من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج‪ ":‬إذا أقيمت الدعوى العمومية في حق قاض أو موظف عمومي أو عون أو مأمور لمسمطة أو‬
‫القوة العمومية فتبمغ إقامتيا إلى الوكيل القضائي لممممكة‪.‬‬
‫ومن جية أخرى فإن الفصل ‪ 37‬من ق‪.‬م‪.‬ج أناط بالنيابة العامة إشعار الوكيل القضائي لممممكة‬
‫بالمتابعات المقامة في حق ىذه الفئات‪ ،‬أي أن يشعر أيضا إلى جانب الوكيل القضائي لممممكة‪ ،‬اإلدارة‬
‫التي ينتمي إلييا الموظف بكل مواجية تتم في مواجيتو‪ ،‬مما يفيد أنو كمما تعمق األمر بقاض يسري عميو‬
‫النظام األساسي لرجال القضاء الصادر بتاريخ ‪.1974‬‬
‫‪ )7‬تسيير ومراقبة الشرطة القضائية‪ :‬ال شك أن الشرطة القضائية ىي أىم أدوات العمل المسخرة‬
‫لمنيابة العامة لمكافحة الجريمة‪ ،‬وىذا ما أكدت عميو المادة ‪ 45‬من ق‪.‬م‪.‬ج "يسير وكيل الممك في دائرة‬
‫نفوذ محكمتو أعمال الشرطة القضائية وأعوانيم ويقوم بتنقيطيم"‪ ، .‬كما أن ىذه السمطة أي سمطة التسيير‬
‫يممكيا أيضا لنوابو ألنيم يستمدون سمطاتيم منو وينوبون عنو ويمثمونو‪ ،‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪39‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬أن وكيل الممك يمثل "شخصيا أو بواسطة نوابو النيابة العامة في دائرة نفوذ المحكمة‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪26‬‬

‫االبتدائية المعين بيا"‪ ،‬كما أن مطمع المادة ‪ 19‬يجعل من وكيل الممك ونوابو ضباطا سامين لمشرطة‬
‫القضائية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن المشرع اىتم بتحديد دور وكيل الممك بدقة بالنسبة لبعض المجاالت ذات‬
‫الحساسية الكبرى الرتباطيا بحرية االنسان أو بحرمة المنزل‪ ،‬وىكذا حرض المشرع عمى اإلشارة بصراحة‬
‫إلى األمور اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬الحراسة النظرية‪ :‬نصت المادة ‪ 45‬من ق‪.‬م‪.‬ج أن وكيل الممك يسير عمى احترام إجراءات‬
‫الحراسة النظرية وآجاليا ومباشرتيا في األماكن المعدة ليا‪ ،‬ويستفاد من ذلك أن وكيل الممك مدعو لمراقبة‬
‫أماكن الحراسة النظرية عمى األقل مرة واحدة كل أسبوع‪ ،‬وامكانية قيامو بزيارات أخرى متى شاء‪ ،‬ويبمغ‬
‫الوكيل إلى الوكيل العام لمممك كل اإلخالالت التي يقف عمييا بمناسبة الزيارة ليرتب عمييا األثر القانوني‬
‫المناسب‪.‬‬
‫والمراد من زيارة أماكن الحراسة النظرية‪ ،‬الوقوف عمى الظروف المادية التي تمارس فييا‪ ،‬والتي‬
‫ينبغي أال تتسم بأي شطط أو تعذيب أو إساءة معاممة‪ ،‬وتشمل أيضا مراقبة وكيل الممك ألماكن الحراسة‬
‫النظرية مراقبة السجالت والتأكد من شرعية االعتقال‪.‬‬
‫ويقيد بسجل الحراسة النظرية كل شخص يتم وضعو تحت الحراسة النظرية منذ المحظة التي يتخذ‬
‫فييا ىذا القرار‪ ،‬وينبغي أن يحتوي السجل عمى الخانات اآلتية‪ ( :‬ىوية الشخص الموضوع تحت الحراسة‬
‫النظرية‪ ،‬سبب الوضع تحت الحراسة‪ ،‬ساعة بداية الحراسة‪ ،‬ساعة نياية الحراسة‪ ،‬مدة االستنطاق أو‬
‫االستنطاقات‪ ،‬أوقات الراحة‪ ،‬الحالة البدنية والصحية لمشخص المعتقل‪ ،‬التغذية المقدمة لمشخص‬
‫الموضوع تحت الحراسة النظرية‪ ،‬توقيع الشخص الموضوع تحت الحراسة الحراسة النظرية )‪ .‬ويجب أن‬
‫يعرض عميو السجل لالطالع والمراقبة مرة كل شير عمى األقل‪ ،‬ويؤشر عمى السجل بطابعو وتوقيعو‬
‫وتاريخ إجراء المراقبة‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة الحالة الصحية لألشخاص الموضوعين تحت الحراسة النظرية‪ :‬طبقا لممادة ‪ 74‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬فإنو يتعين عمى وكيل الممك حين يتم تقديم الشخص الذي كان موضوعا تحت الحراسة النظرية‬
‫إليو الستنطاقو‪ ،‬أن يخضعو لفحص طبي‪ ،‬إما تمقائيا إذا عاين عميو آثار تبرر المجوء إلى ىذا الفحص‪،‬‬
‫أو بطمب من المعني باألمر أو دفاعو الخضوع ليذا الفحص‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن القانون عمى جية مختصة بإجراء الفحص الطبي‪ ،‬مما يفيد أنو يمكن أن يكمف‬
‫بو أي طبيب ولو تعمق األمر بطبيب السجن‪ ،‬إذا سمحت اإلمكانيات المادية والبشرية بذلك‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪27‬‬

‫وتجدر اإلشارة بيذا الصدد أن األحداث يخضعون لمفحص الطبي قبل االستنطاق إذا ظيرت عمييم‬
‫آثار عنف‪ ،...‬كما أنيم ال يوضعون تحت الحراسة النظرية‪ ،‬وانما يمكن االحتفاظ بيم في أماكن خاصة‬
‫لفترة ال تتجاوز فترة الحراسة النظرية (المادة ‪ 460‬من ق‪.‬م‪.‬ج)‪.‬‬
‫‪ -‬تنقيط ضباط الشرطة القضائية‪ :‬أصبح وكيل الممك مكمفا بتنقيط ضباط الشرطة القضائية وتقويم‬
‫عطائيم في مجال الشرطة القضائية‪ ،‬ورغم أن المشرع لم يبين المقاييس المعتمدة لتنقيط ضباط الشرطة‬
‫القضائية‪ ،‬فإن مصير نشرات التنقيط التي ينجزىا وكيل الممك‪ ،‬فيمكن أن يكون من المسمم بو أن تحال‬
‫نسخا منيا عمى اإلدارة التي يتبع ليا ضباط الشرطة القضائية إداريا ( األمن الوطني أو الدرك الممكي )‬
‫لمراعاتيا في تقدير عطائو‪.‬‬
‫‪ )8‬دور النيابة العامة في مسطرة تسميم المجرمين‪ :‬من بين الميام الجديدة التي خوليا ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫لمنيابة العامة ما نصت عميو الفقرة من المادة ‪ 40‬من نفس القانون بشأن إصدار أوامر دولية بالبحث‬
‫والقاء القبض لضرورة تطبيق مسطرة تسميم المجرمين‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أنو من بين القواعد المتعارف عمييا في القانون الدولي المتعمقة بتسميم المجرمين‪،‬‬
‫أن تكون السمطة التي تصدر األوامر الدولية بالبحث والقاء القبض‪ ،‬مختصة بإصدار ىذه األوامر‬
‫بمقتضى قانونيا الوطني‪ ،‬ولم يكن قانون المسطرة الجنائية الممغى ينص عمى إمكانية إصدار أوامر‬
‫بالبحث والقاء القبض عمى الصعيد الدولي من طرف النيابة العامة‪ ،‬الشيء الذي كان يدعو النيابة العامة‬
‫إلى المجوء إلى قضاة التحقيق عبر المطالبة بإجراء تحقيق والتماس إصدار مثل ىذه األوامر‪.‬‬
‫ل ذلك فإن ىذه اآللية التي استحدثيا ق‪.‬م‪.‬ج من شأنيا أن حل ىذا النوع من اإلشكاليات‪ ،‬إذ أن‬
‫النيابة العامة (وكيل الممك أو الوكيل العام لمممك) أصبحت تتوفر عمى السند القانوني إلصدار أوامر‬
‫دولية بالبحث والقاء القبض‪ .‬وىذا ما أكدت عميو المادة ‪ 726‬من ق‪.‬م‪.‬ج وىي بصدد الحديث عن طمبات‬
‫تسميم المجرمين التي توجو إلى السمطات المغربية‪ ،‬أوجبت أن يرفق طمب التسميم " باألصل أو بنظير إما‬
‫لحكم بعقوبة قابمة لمتنفيذ‪ ،‬واما ألمر بإلقاء بالقبض أو لكل سند إجرائي آخر قابل لمتنفيذ وصادر عن‬
‫سمطة قضائية وفق الكيفيات المقررة في قانون الدولة الطالبة‪"...‬‬
‫‪ )9‬دور النيابة العامة في القضاء عمى أثر الجريمة‪ :‬يتجمى الدور الجديد لمنيابة العامة في ىذا‬
‫الصدد في ‘جراءين سريعين كانا مناطين بقضاء الحكم‪ ،‬ويتعمق األمر بإرجاع الحالة إلى ما كانت عميو‬
‫إذا تعمق األمر باالعتداء عمى الحيازة‪ ،‬وبرد األشياء المحجوزة لمن لو الحق فييا‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪28‬‬

‫أوال‪ -‬رد األشياء المضبوطة أثناء البحث‪ :‬كثي ار ما تضع الشرطة القضائية يدىا عمى بعض‬
‫المنقوالت أثناء البحث الذي تباشره‪ ،‬فتقوم بحجزىا بوصفيا أدوات اقتناع واثبات‪ ،‬وأحيانا دون مبرر يذكر‪،‬‬
‫كأن يمقى القبض عمى من أجل جنحة السكر مثال‪ ،‬فتحجز الدراجة التي كان يمتطييا رغم أنيا ال عالقة‬
‫ليا بالجريمة‪ ،‬حيث إن توقيف الشخص يتطمب المحافظة عمى أمالكو لحين تسميميا لو‪ ،...‬لذلك فإن‬
‫المشرع نص في المادة ‪ 40‬من ق‪.‬م‪.‬ج عمى إمكانية رد األشياء التي ضبطت أثناء البحث لمن لو الحق‬
‫فييا من طرف وكيل الممك‪ ،‬وذلك في حالة توفر الشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬أال توجد منازعة جدية‪ :‬وقصد المشرع ىنا ينصرف إلى عدم وجود منازعة مبنية عمى أسباب‬
‫وجيية في ممكية ىذه األشياء أو عمى األقل في حيازتيا‪.‬‬
‫‪ -‬أال تكون الزمة لسير الدعوى‪ :‬فإن كانت األشياء المحجوزة ضرورية لسير الدعوى العمومية‬
‫باعتبارىا أداة اقتناع الزمة لتكوين قناعة المحكمة‪ ،‬أو إلثبات الجريمة أو البراءة منيا‪ ،‬فإن النيابة العامة‬
‫تمتنع عن تسميميا لصاحبيا لغاية عرضيا عمى القضاء‪.‬‬
‫‪ -‬عدم خطورة األشياء‪ :‬والخطورة شيء نسبي‪ ،‬كسرقة متفجرات من مستودع نظامي لألسمحة‪،‬‬
‫فإن ىذه األسمحة رغم خطورتيا فإن المستودع مؤىل لممحافظة عمييا بحكم تخصصو‪ ،‬ولذلك ينبغي عمى‬
‫النيابة العامة أن تراعي ىذا النوع من الخطورة حين تقريرىا في موضوع رد المحجوزات‪.‬‬
‫‪ -‬أال تكون األشياء قابمة لممصادرة‪ :‬فال مجال لردىا لصاحب الحق فييا‪ ،‬إذ في ىذه الحالة قد‬
‫يتعذر استردادىا لتنفيذ الحكم الذي قد يصدر بمصادرتيا‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬إرجاع الحالة إلى ما كانت عميو في حالة االعتداء عمى الحيازة‪ :‬نصت الفقرة الثامنة من‬
‫المادة ‪ 40‬من ق‪.‬م‪.‬ج أنو يجوز لوكيل الممك أن يأمر باتخاذ أي إجراء تحفظي يراه مالئما لحماية الحيازة‬
‫وارجاع الحالة إلى ما كانت عميو إذا تعمق األمر بانتزاع الحيازة بعد تنفيذ الحكم‪.‬‬
‫ويتطمب األمر في ىذه الحالة توفر الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن ترتكب جريمة انتزاع حيازة‪ ،‬ولإلشارة فقط فإن النص لم يوضح ما إذا كان األمر يتعمق‬
‫بحيازة عقار أو منقول‪ ،‬وبالرجوع إلى تقرير لجنة العدل والتشريع وحقوق االنسان بمجمس النواب‪ ،‬فإن‬
‫المثل الذي ردت بو الحكومة عمى تساؤالت بشأن ىذه الفقرة كان يتعمق باالعتداء عمى حيازة عقار‪.‬‬
‫‪ -‬أن يعرض مقرر النيابة العامة القاضي باإلجراء التحفظي أو بإرجاع الحالة عمى المحكمة التي‬
‫ستنظر في الدعوى العمومية أو ىيئة التحقيق التي ستتولى التحقيق فييا‪ ،‬داخل ثالثة أيام عمى األكثر‪،‬‬
‫لتقرر بشأن تعديمو أو إلغائو أو تأييده‪ ،‬ويتعمق األمر في الحقيقة بإجراء مؤقت تقوم بو النيابة العامة‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪29‬‬

‫لحماية الحيازة في حاالت يكون في االعتداء عمى تمك الحيازة واضحا‪ ،‬ولكن النيابة العامة مطالبة بعرض‬
‫مقررىا عمى الجية القضائية المختصة بالنظر في القضية‪ ،‬فقد تكون ىذه الجية ىي المحكمة‪ ،‬إذا قررت‬
‫النيابة العامة متابعة المشتبو فيو باالعتداء عمى الحيازة‪ ،‬وقد يكون الممف قد أحيل عمى المحكمة‪ ،‬وقد‬
‫تكون اإلحالة تمت في إطار المسطرة الفورية المنصوص عمييا في المادة ‪ 74‬من ق‪.‬م‪.‬ج وىنا يتعين‬
‫عمى المحكمة أن تبت في ىذا الشق‪ ،‬حتى لو قررت تأخير النظر في الممف‪.‬‬
‫ولذلك فإنو من حتى إذا كانت المحكمة قد وافقت عمى أمر وكيل الممك فأصدرت مقررىا بتأييده‪،‬‬
‫فإنو إذا تبين ليا عمد عدم وجود انتزاع الحيازة بعد مناقشتيا القضية‪ ،‬فإنيا يمكن أن تقرر براءة المتيم من‬
‫التيمة المنسوبة إليو‪ ،‬وتبت في موضوع الدعوى المدنية التابعة التي قد تكون قدمت إلييا في موضوع‬
‫حيازة العقار نفسو‪.‬‬
‫‪ )11‬سحب الجوازات واغالق الحدود‪ :‬نصت المادة ‪ 40‬من ق‪.‬م‪.‬ج أنو يحق لوكيل الممك إغالق‬
‫الحدود وسحب جواز سفر المشتبو فيو وفقا لمشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يتعمق األمر بالبحث في جنحة يعاقب عمييا القانون بسنتين حبسا أو أكثر‪.‬‬
‫‪ -‬أن تقتضي ضرورة البحث التمييدي اتخاذ ىذا القرار‪.‬‬
‫‪ -‬أال تتجاوز مدة السحب واإلغالق شي ار واحدا‪ ،‬والشير ثالثون يوما‪ ،‬ويمكن تمديد األجل إلى‬
‫غاية انتياء البحث التمييدي إذا كان المعني باألمر ىو المتسبب في تأخير إتمامو‪.‬‬
‫‪ -‬يتعين عمى النيابة العامة أن تنيي إجرائي إغالق الحدود وسحب الجواز بمجرد انتياء البحث‪،‬‬
‫وعمى األكثر بعد نياية اليوم الثالثين‪.‬‬
‫‪ -‬يتعين عمى النيابة العامة إنياء اإلجراءين بمجرد إحالة القاضي عمى قاضي التحقيق أو عمى‬
‫المحكمة‪ ،‬أو إذا قررت حفظ القضية‪.‬‬
‫‪ -‬يتطمب إنياء اإلجراءين إعادة جواز السفر لصاحبو ومطالبة السمطات المختصة‪ ،‬بفتح الحدود‬
‫في وجيو‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنو من الناحية العممية فإن تدبير إغالق الحدود يكون مجديا أكثر من سحب‬
‫جواز السفر‪ ،‬حيث يمكن لممعني باألمر الحصول عمى جواز جديد‪ ،‬أو السفر بجواز مرور تسممو لو‬
‫سفارة بالده إذا كان أجنبيا‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪30‬‬

‫‪ )11‬مسطرة الصمح‪ :‬تقتضي المادة ‪ 41‬من ق‪.‬م‪.‬ج بإمكانية إجراء صمح يد وكيل الممك قبل إقامة‬
‫الدعوى العمومية‪ ،‬كمما تعمق األمر بجنحة من الجنح المعاقب عمييا بسنتين حبسا أو أقل أو بغرامة مالية‬
‫ال يتجاوز حدىا األقصى ‪ 5000‬درىم‪ ،‬ويتم الصمح إما باقتراح من األطراف أو باقتراح من وكيل الممك‪.‬‬
‫أوال‪ -‬الصمح باقتراح من األطراف‪ :‬يمكن لممتضرر أو المشتكى بو أن يطمب من وكيل الممك‬
‫تضمين الصمح الحاصل بينيما في محضر‪ ،‬وفي حالة موافقة وكيل الممك وتراضي الطرفين‪ ،‬يحرر وكيل‬
‫الممك محض ار بحضورىما وحضور دفاعيما‪ ،‬ما لم يتنازال أو يتنازل أحدىما عن ذلك‪.‬‬
‫ويتضمن األمر القضائي ما اتفق عميو الطرفان‪ ،‬وعند االقتضاء ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬أداء غرامة ال تتجاوز نصف الحد األقصى لمغرامة المقرر قانونا‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد أجل لتنفيذ الصمح‪.‬‬
‫كما يتضمن ىذا المحضر إشعار وكيل الممك لمطرفين أو لدفاعيما بتاريخ جمسة غرفة‬ ‫‪-‬‬
‫المشروعة‪ ،‬ويوقعو وكيل الممك والطرفان‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الصمح باقتراح من وكيل الممك‪ :‬إذا لم يحضر المتضرر أمام وكيل الممك‪ ،‬وتبين من وثائق‬
‫الممف وجود تنازل مكتوب صادر عنو‪ ،‬أو في حالة عدم وجود مشتك‪ ،‬يمكن لوكيل الممك أن يقترح عمى‬
‫المشتكى بو أو المشتبو فيو صمحا يتمثل في أداء نصف الحد األقصى لمغرامة المقررة لمجريمة‪ ،‬أو‬
‫إصالح الضرر الناتج عن أفعالو‪ ،‬وفي حالة الموافقة يحرر وكيل الممك محض ار يتضمن ما تم االتفاق‬
‫عميو واشعار المعني باألمر أو دفاعو بتاريخ جمسة غرفة المشورة‪ ،‬ويوقع وكيل الممك والمعني باألمر عمى‬
‫المحضر‪ ،‬الذي يحال عمى رئيس المحكمة االبتدائية لمتصديق عميو‪ ،‬وفق اإلجراءات المشار إلييا أعاله‪.‬‬
‫وىذه اإلمكانيات الذي أحدثيا المشرع من خالل ىذا الصمح توفر حوافز لكل أطراف الخصومة‬
‫الجنائية‪:‬‬
‫‪ -‬منيا أن المجتمع يساىم في سواد الود بين أفراده‪ ،‬مما يجنب العدالة الجنائية مشقة االنشغال بالبت‬
‫في قضايا تكون بسيطة في البداية‪.‬‬
‫‪ -‬والضحية يس تعيد اعتباره كعضو مؤثر في سير الخصومة الجنائية إذ لوال موافقتو لم تم الصمح‪،‬‬
‫الذي يؤدي إلى جبر خاطره‪.‬‬
‫‪ -‬والمشتكى بو يتجنب متاعب المحاكمة وتيديد الحكم وما يترتب عنو من آثار كالعقوبة وتضمين‬
‫الحكم بالسجل العدلي‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪31‬‬

‫‪ )12‬السند القابل لمتنفيذ في المخالفات‪ :‬السند القابل لمتنفيذ ىو عبارة عن اقتراح مكتوب توجيو‬
‫النيابة العامة إلى المخالف والى المسؤول المدني –إن وجد‪ -‬ألداء غرامة جزافية توازي نصف الحد‬
‫األقصى المقرر لمغرامة المنصوص عمييا في القانون‪ ،‬فإذا وافق المعني باألمر صراحة أو ضمنا عمى‬
‫المقترح الذي يتضمنو السند القابل لمتنفيذ‪ ،‬أصبح ىذا السند قابال لمتنفيذ بالطرق الجبرية لتنفيذ األحكام‪،‬‬
‫وفي حالة رفضو ترفع القضية لممحكمة ليبت فييا قاضي الحكم في جمسة عمنية‪.‬‬
‫أوال‪ -‬شروط إصدار السند القابل لمتنفيذ‪ :‬لكي يحق لمنيابة العامة المجوء إلى مسطرة السند القابل‬
‫لمتنفيذ ينبغي أن تتوفر الشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يتعمق األمر بمخالفة معاقبة بالغرامة فقط‪ ،‬كما نص الفصل ‪ 18‬من القانون الجنائي عمى‬
‫العقوبات الضبطية التي يمكن تطبيقيا عمى المخالفات في نوعين وىما ( االعتقال لمدة تقل عن شير‪،‬‬
‫الغرامة التي تتراوح بين ‪ 30‬درىما و ‪ 1200‬درىم)‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون المخالفة مثبتة بمقتضى محضر أو تقرير‪.‬‬
‫‪ -‬أال يظير وجود متضرر أو ضحية في القضية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬مضمون السند القابل لمتنفيذ‪ :‬يتضمن السند القابل لمتنفيذ ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬تاريخ صدوره‬
‫‪ -‬إمضاء قاضي النيابة العامة واسمو‪.‬‬
‫‪ -‬اسم مرتكب المخالفة العائمي والشخصي والمينة‪...‬‬
‫‪ -‬نفس المعمومات بالنسبة لممسؤول المدني إن اقتضى الحال‬
‫‪ -‬بيان المخالفة أو المخالفات المرتكبة وتاريخ ارتكابيا ووسائل إثباتيا‪.‬‬
‫‪ -‬النصوص القانونية المطبقة في القضية‪.‬‬
‫‪ -‬بيان مبمغ الغرامة المقترحة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬تبميغ السند القابل لمتنفيذ‪ :‬يبمغ السند القابل لمتنفيذ إلى مرتكب المخالفة‪ ،‬والى المسؤول‬
‫المدني عند االقتضاء‪ ،‬بواسطة رسالة تسمى "رسالة التبميغ"‪.‬‬
‫تتضمن رسالة التبميغ إشعار المعني باألمر بأن يؤدي مبمغ الغرامة بصندوق أي محكمة ابتدائية من‬
‫محاكم المممكة بعد اإلدالء بالرسالة المذكورة‪ ،‬ويتم إرسال ىذه الرسالة بإحدى الطرق اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل‪.‬‬
‫‪ -‬بواسطة عون التبميغ‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪32‬‬

‫‪ -‬بواسطة عون قضائي‪.‬‬


‫‪ -‬بالطرق اإلدارية‪ ،‬أو بواسطة السمطات المحمية أو القوة العمومية‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬بت المحكمة في السند القابل لمتنفيذ المتعرض عميو‪ :‬إن المالحظات التي يدونيا مرتكب‬
‫المخالفة أو المسؤول المدني عمى رسالة التبميغ‪ ،‬تعتبر بمثابة دعوة منو إلحالة القضية عمى ىيئة الحكم‪،‬‬
‫لتبت فييا وفقا لقواعد المسطرة الحضورية العادية‪ ،‬وال يستدعى المتعرض‪ ،‬ألن تاريخ الجمسة محدد مسبقا‬
‫في السند القابل لمتنفيذ‪.‬‬
‫وفي التاريخ المقرر تعرض القضية عمى المحكمة المشكمة من قاض منفرد وممثل لمنيابة العامة‬
‫وكاتب لمضبط التي تبت في القضية وفقا لممسطرة العادية‪ ،‬مراعية كل الضمانات المخولة لممعني باألمر‪،‬‬
‫بما فيو حقو في إعداد دفاعو أو توكيل محام لمؤازرتو أو استدعاء شيوده مثال‪ ،‬واذا لم يحضر المعني‬
‫باألمر‪ ،‬يبت القاضي في القضية بحكم نيائي طبقا لما نصت عميو المادة ‪ 314‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫ويسمى المقرر الصادر عن المحكمة "أم ار قضائيا"‪ ،‬وال يقبل األمر القضائي الطعن بالتعرض وال‬
‫باالستئناف‪ ،‬ولكنو يمكن الطعن فيو بالنقض أمام محكمة النقض‪ ،‬غير أن الطعن بالنقض ال يوقف تنفيذ‬
‫الغرامة‪ ،‬ويرد مبمغ الغرامة لطالب النقض في حالة نقض الحكم‪ ،‬ويصبح األمر القضائي الصادر عن‬
‫المحكمة بعد اكتسابو لقوة الشيء المقضي بو بمثابة حكم بالعقوبة ويدخل في تحديد حالة العودة إلى‬
‫الجريمة‪.‬‬
‫‪ )13‬األمر القضائي في الجنح‪ :‬إذا كان األمر يتعمق بجنحة ال يعاقب عمييا القانون سوى بغرامة‬
‫فقط‪ ،‬وكان المبمغ المحدد لمغرامة قانونا ال يتجاوز ‪5000‬درىم‪ ،‬فإن وكيل الممك يمكنو أن يسمك في إقامة‬
‫الدعوى طريقة مبسطة تتخمص كما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬يتقدم وكيل الممك بممتمس كتابي يمتمس فيو من القاضي الحكم عمى المتيم بالغرامة‪.‬‬
‫‪ -‬يصدر القاضي أم ار قضائيا في غيبة األطراف ودون استدعاء‪ ،‬بناء عمى ممتمس النيابة العامة‬
‫والوثائق اإلثبات المقدمة الذي أنجزتو الشرطة القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكن أن يتجاوز مبمغ الغرامة المحكوم بيا في ىذه الحالة نصف الحد األقصى لمغرامة‬
‫المقررة قانونا‪.‬‬
‫‪ -‬يتضمن األمر القضائي الحكم بالمصاريف القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن أن يتضمن األمر القضائي الحكم بعقوبات إضافة إذا قررىا القانون‪.‬‬
‫‪ -‬يقبل األمر القضائي التعرض أمام نفس المحكمة التي أصدرتو‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪33‬‬

‫‪ -‬يصرح بالتعرض داخل أجل عشرة أيام من تاريخ التبميغ‪.‬‬


‫‪ -‬في حالة التعرض يصبح األمر القضائي المتعرض عميو كأن لم يكن‪.‬‬
‫‪ -‬تبت المحكمة االبتدائية في التعرض بقاض منفرد وبحضور ممثل النيابة العامة ومساعدة كتاب‬
‫ضبط‪.‬‬
‫‪ -‬يتم النظر في القضية والبت فييا وفقا لمقواعد العادية لممسطرة الحضورية‪.‬‬
‫‪ -‬يقبل الحكم الصادر عن المحكمة –بعد التعرض‪ -‬االستئناف‪.‬‬
‫‪ )14‬إيقاف سير الدعوى العمومية‪ :‬يمكن لمنيابة العامة وحدىا أن تمتمس إيقاف سير الدعوى‬
‫العمومية ولو كانت قد تمت إقامتيا من طرف المتضرر أو من جية أخرى‪.‬‬
‫ويشترط لطمب إيقاف سير الدعوى العمومية ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬أن الدعوى العمومية مقامة من أجل جريمة من الجرائم التي تجوز فييا مسطرة الصمح المنصوص‬
‫عمييا في المادة ‪ 41‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتنازل الطرف المتضرر من الجريمة عن شكايتو‪.‬‬
‫‪ -‬أال تكون الدعوى العمومية قد تم البت فييا بحكم نيائي‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن مواصمة النظر في الدعوى العمومية إذا ظيرت عناصر جديدة تمس الدعوى العمومية نفسيا‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكن مواصمة الدعوى العمومية إذا كانت قد سقطت بالتقادم أو سبب آخر من أسباب‬
‫السقوط المنصوص عمييا في المادة ‪ 4‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -‬وأخي ار فإن المحكمة مطالبة – في حالة إيقاف سير الدعوى‪ -‬باإلفراج عن المتيم أو بوضع حد‬
‫لممراقبة القضائية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الوكيل العام لمممك‬
‫يعتبر الوكيل العام لمممك رئيسا لمنيابة العامة ويسير عمى تطبيق القانون الجنائي في دائرة نفوذ‬
‫محكمة االستئناف‪ ،‬ويمارس سمطتو عمى قضاة النيابة العامة التابعين لدائرة نفوذه وكذا ضباط الشرطة‬
‫القضائية‪ ،‬باإلضافة إلى أنو يقيم الدعوى العمومية أمام محكمة االستئناف عمال بمقتضيات المواد ‪36‬‬
‫و‪ 49‬و‪ 419‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬إقامة الدعوى العمومية من طرف الوكيل العام الممك‬
‫يقيم الوكيل العام لمممك الدعوى العمومية ويمارسيا بصفت أساسية في الجنايات‪ ،‬وقد يكون ممزما‬
‫إلقامة الدعوى العمومية بالتقدم إلى قاضي التحقيق بممتمس إلجراء التحقيق‪ ،‬وبمقتضى المادة ‪ 73‬من‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪34‬‬

‫ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬فإنو إذا تعمق األمر بالتمبس بجناية طبقا لمقتضيات المادة ‪ 56‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬ولم تكن الجريمة من‬
‫الجرائم التي يكون التحقيق فييا إلزاميا طبقا لمقتضيات المادة ‪ 83‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬فإن الوكيل العام لمممك‬
‫يستفسر ىو شخصيا‪ ،‬أو أحد نوابو‪ ،‬المتيم عن ىويتو‪ ،‬ويشعره بحقو في تنصيب محام عنو حاال‪ ،‬واال‬
‫فإنو سيعين لو من طرف رئيس غرفة الجنايات‪ ،‬ويجري استنطاقو بحضور المحامي المعين أو المختار‪،‬‬
‫واذا تبين لو أن القضية جاىزة لمحكم أصدر أم ار بوضع المتيم رىن االعتقال وأحالو عمى غرفة الجنايات‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الصالحيات التي يتمتع بيا وكيل الممك بالمحكمة االبتدائية كما سبق‬
‫وذكرنا‪ ،‬يتمتع بيا أيضا الوكيل العام لمممك لدى محكمة االستئناف‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الصالحيات األخرى لموكيل العام لمممك‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الصالحيات التقميدية‬
‫تتمثل الصالحيات التقميدية لموكيل العام لمممك لعل أىميا‪:‬‬
‫‪ -‬السير عمى تطبيق القانون الجنائي في مجموع دائرة نفوذ محكمة االستئناف‪.‬‬
‫‪ -‬البحث عن مرتكبي الجنايات وضبطيم وتقديميم ومتابعتيم‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار أوامر دولية بالبحث والقاء القبض لضرورة تسميم المجرمين‪.‬‬
‫‪ -‬السير عمى تنفيذ مقررات قضاء الحكم وقضاء التحقيق وقضاء األحداث‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الصالحيات الجديدة‬
‫تتمثل ىذه الصالحيات في ما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬رد األشياء التي ضبطت أثناء البحث‬
‫ثانيا‪ :‬إرجاع الحالة إلى ما كانت عميو كما سبق وذكرنا كمما ادعت الضرورة إجراء تحفظي لحماية‬
‫الحيازة‬
‫ثالثا‪ :‬سحب جواز السفر واغالق الحدود‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التقاط المكالمات الياتفية و االتصاالت الموجية بوسائل االتصال عن بعد‪ :‬يتيح القانون الوكيل‬
‫العام لمممك القيام بيذه الميمة إما يباء عمى إذن يحصل عميو من الرئيس األول لمحكمة االستئناف‪،‬‬
‫أو حالة االستعجال بمبادرة منو تعرض فو ار عمى الرئيس األول لمتقرير بشأن استمرارىا‪.‬‬
‫أ) التقاط المكالمات بترخيص مسبق من الرئيس األول‪ :‬من الصالحيات التي منحيا ق‪.‬م‪.‬ج لموكيل‬
‫العام لمممك تقديم ممتمس لمرئيس االول لمحكمة االستئناف من أجل إصدار أمر بالتقاط المكالمات الياتفية‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪35‬‬

‫أو بوسائل االتصال عن بعد وتسجيميا‪ ،‬وأخد نسخة منيا أو حجزىا‪ ...‬متى كانت الجريمة موضوع البحث‬
‫من جرائم خاصة نذكر منيا‪:‬‬
‫‪ -‬جريمة تمس بأمن الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬جريمة تتعمق بالمخدرات والمؤاثرات العقمية‪.‬‬
‫‪ -‬جريمة تتعمق باألسمحة والذخيرة والمتفجرات‪.‬‬
‫‪ -‬جريمة بالقتل أو التسميم‪.‬‬
‫‪ -‬جريمة تتعمق بالعصابات اإلجرامية‪.‬‬
‫‪ -‬الجرائم المتعمقة باإلرىاب‪.‬‬
‫‪ -‬جريمة تتعمق بحماية الصحة‪.‬‬
‫‪ -‬جريمة تتعمق بتزييف أو تزوير النقود أو سندات القرض العام‪.‬‬
‫‪ -‬جريمة تتعمق باالختطاف أو بأخذ الرىائن‪.‬‬
‫ب) التقاط المكالمات قبل إذن الرئيس األول‪ :‬في حالة االستعجال القصوى يجوز لموكيل العام لمممك‬
‫بصفة استثنائية أن يأمر بالتقاط المكالمات الياتفية‪ ..‬متى كانت ضرورة البحث تقضي التعجيل‬
‫خوفا من اندثار وسائل اإلثبات‪ ،‬ويشترط في ىذه الحالة عذة شروط نذكر منيا‪:‬‬
‫‪ -‬أن يتم ذلك بصفة استثنائية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتعمق األمر بحالة استعجال قصوى‪.‬‬
‫‪ -‬أن تقتضي ضرورة البحث التعجيل حوفا من اندثار وسائل اإلثبات‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتعمق األمر بالجرائم اآلتية عمى سبيل الحصر‪( :‬المس بأمن الدولة‪ ،‬المخدرات والمؤثرات‬
‫العقمية‪ ،‬األسمحة والذخيرة والمتفجرات‪ ،‬االختطاف وأخد الرىائن‪ ،‬باإلضافة إلى الجرائم اإلرىابية)‪.‬‬
‫‪ -‬ويتعين كذلك إشعار الرئيس األول لمحكمة االستئناف فورا‪ ،‬واذا ألغى الرئيس األول األمر‬
‫الصادر عن وكيل الممك فإن عممية التقاط توقف عمى الفور‪ ،‬وال يقبل مقرر الرئيس أي طعن‪.‬‬
‫‪ -‬يحرر الوكيل العام لمممك أو الضابط المكمف بو من قبمو‪ ،‬محض ار لكل عممية التقاط‪ ،‬يبين فيو‬
‫تاريخ بداية العممية وتاريخ انتيائيا‪...‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التحقيق اإلعدادي‬
‫يقوم بالتحقيق قاض من قضاة التحقيق المعينين بكل محكمة من المحاكم االبتدائية أو االستئناف‪،‬‬
‫وفقا إلجراءات معينة بدقة‪ ،‬وبذلك يكون قضاة التحقيق ىم السمطة الثالثة المكمفة بالتحري عن الجرائم‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪36‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القضاة المكمفون بالتحقيق‬


‫المبحث األول‪ :‬التعريف بقاضي التحقيق‬
‫يتجمى التعريف بقاضي التحقيق في اإلجراءات التي يقوم والصالحيات المخولة إليو لمقيام بيام‬
‫التحقيق اإلعدادي‪ ،‬فيذه الميام المتعددة التي أسندت إليو جعمتو صاحب أدوار مختمفة ومتداخمة‪:‬‬
‫‪ -‬فيو ضابط سام لمشرطة القضائية‪ ،‬من حيث جمع األدلة عن الجرائم والبحث عن مرتكبييا‪،‬‬
‫مباشرة أو بواسطة إنابة قضائية‪ ،‬والوقوف عمى الجريمة المتمبس بيا طبقا لممادة ‪ 75‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -‬وىو جية اتيام‪ ،‬من حيث ميامو الشبيية بميام النيابة العامة‪ ،‬كإصدار األوامر الماسة بالحرية‬
‫وبالحق في التنقل‪.‬‬
‫‪ -‬وىو جية قضائية من حيث إصدار الق اررات واجبارية تعميل بعضيا‪ ،‬ومن حيث قابمية ىذه‬
‫الق اررات لمطعن‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬المبادئ التي يقوم عمييا التحقيق‬
‫من أجل توفير ظروف مالئمة لممحاكمة العادلة كان لزاما أن يحاط قضاء التحقيق ببعض‬
‫الضمانات التي يكرسيا المبدئان التاليان‪:‬‬
‫‪ )1‬مبدأ الفصل بين التحقيق والنيابة العامة‪ :‬وذلك من مبدأ فصل المتابعة عن التحقيق‪ ،‬فعيد‬
‫بالمتابعة لمنيابة العامة من غير أن تنيض بأعباء التحقيق‪ ،‬ومنح لقاضي التحقيق وحدة االختصاص‬
‫لمقيام بإجراءات التحقيق اإلعدادي دون تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬وىذا من شأنو أن يعطي ضمانة لتحقيق‬
‫سالمة العمل ولبت الطمأنينة في نفس المتيم‪.‬‬
‫‪ )2‬مبدأ حماية المصالح‪ :‬أحاط المشرع ىذه المرحمة بمجموعة من الضمانات وىي‪:‬‬
‫‪ -‬الحق في المؤازرة من طرف محام عند االستنطاق االبتدائي‪.‬‬
‫‪ -‬توثيق جميع إجراءات التحقيق بإشياد كاتب لمضبط عمى استنطاق المتيمين وعمى تصريحات‬
‫الشيود‪ ،‬وبتحرير قاضي التحقيق لجميع أوامره وق ارراتو‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان سرية التحقيق بعدم حضور مراحل التحقيق إال لمن يسمح لو القانون‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬المطالبة بإجراء التحقيق‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الجرائم القابمة لمتحقيق‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪37‬‬

‫من المعموم أن الحاالت التي يقرر المشرع المغربي إجراء التحقيق فييا تنظميا المواد ‪ 83‬و‪92‬‬
‫و‪ 264‬إلى ‪ 268‬و‪ 470‬و ‪ 486‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬ويمكن حصر أىم الحاالت التي يجري فييا التحقيق فيما‬
‫يمي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬المطالبة بالتحقيق من طرف النيابة العامة‪ :‬ميز المشرع في ىذه الحالة بين الرشداء‬
‫واألحداث‪ ،‬كما ميز بين الجنايات والجنح‪:‬‬
‫‪ )1‬التحقيق في الجنايات‪ :‬نصت المادة ‪ 83‬من ق‪.‬م‪.‬ج أن التحقيق في القضايا الجنائية يكون‬
‫إلزاميا في بعضيا واختياريا في بعضيا اآلخر‪:‬‬
‫أ‪ -‬التحقيق اإللزامي‪ :‬يكون التحقيق واجبا والزاميا في الجنايات في األحول اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬في الجنايات المرتكبة من طرق األحداث كيفما كانت العقوبة المقررة ليا‪.‬‬
‫وبالنسبة لمرشداء‪ ،‬يتعين المطالبة بالتحقيق بصفة إلزامية إذا قررت النيابة العامة المتابعة‪ ،‬وذلك‬ ‫‪-‬‬
‫في الحاالت اآلتية ( إذا كانت إحدى الجنايات المرتكبة معاقبا عمييا باإلعدام أو بالسجن المؤبد‪ ،‬إذا‬
‫كانت الجناية المرتكبة معاقب عمييا بغير ىذه العقوبات‪ ،‬ولم يتم ضبط الفاعل في حالة تمبس )‪.‬‬
‫ب‪ -‬التحقيق غير اإللزامي (االختياري)‪ :‬يكون التحقيق اختياريا في الجنايات‪ ،‬إذا تعمق األمر‬
‫بحالة تمبس بالجناية‪ ،‬وتبين لموكيل العام لمممك أن القضية غير جاىزة لمحكم‪.‬‬
‫‪ )2‬التحقيق في الجنح‪:‬‬
‫أ‪ -‬التحقيق اإللزامي في الجنح‪ :‬يكون التحقيق إلزاميا في الجنح بمقتضى نص خاص في‬
‫القانون‪ ،‬وتعتبر المواد من ‪ 255‬إلى ‪ 257‬من ق‪.‬م‪.‬ج نموذجا لمنصوص الخاصة إلحالة الجنح‬
‫والمخالفات غير القابمة لمتجزئة عن الجنايات والمرتبطة بيا عمى التحقيق مع ىذه المخالفات‪ ،‬وتعتبر‬
‫الجرائم غير قابمة لمتجزئة متى كانت متصمة اتصاال وثيقا لدرجة ال يتصور بعضيا بدون البعض اآلخر‪،‬‬
‫وكذلك إذا كانت مترتبة عن نفس السبب وناشئة عن نفس الدافع وارتكبت في نفس الوقت وفي نفس‬
‫المكان (المادة ‪.)256‬‬
‫ومن األمثمة األخرى عمى التحقيق الوجوبي في الجنح‪ ،‬ما نصت عميو المواد ‪ 264‬وما يمييا من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬المتعمقة بقواعد االختصاص االستثنائية بشان الجنايات والجنح المنسوبة لبعض القضاة أو‬
‫الموظفين‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪38‬‬

‫ب‪ -‬التحقيق االختياري في الجنح‪ :‬يكون التحقيق اختياريا في الجنح المرتكبة من طرف الرشداء‬
‫متى كان الحد األقصى لمعقوبة المقررة ليا يوازي عمى األقل خمس سنوات‪ ،‬كما يكون اختياريا في الجنح‬
‫المرتكبة من طرف األحداث ميما كانت عقوبتيا أو كيفية ضبط فاعمييا‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬المطالبة بالتحقيق من طرف المتضرر‪ :‬بالرجوع لممواد ‪ 92‬من ق‪.‬م‪.‬ج وما يمييا‪ ،‬فإنو يحق‬
‫لممتضرر إقامة الدعوى العمومية بواسطة االدعاء المباشر أمام قاضي التحقيق‪ ،‬سواء تعمق األمر‬
‫بجناية أو جنحة قابمة لمتحقيق‪ ،‬وىذا ما أكدت عميو المادة ‪ " 92‬أن كل شخص تضرر من جناية‬
‫أو جنحة يمكن أن ينصب نفسو طرفا مدنيا عند تقديم شكايتو أمام قاض التحقيق"‪.‬‬
‫‪ )1‬إقامة الدعوى من طرف المتضرر‪ :‬تتمخص شروط وكيفية إثارة الدعوى العمومية من طرف‬
‫المتضرر أمام قاضي التحقيق طبقا لممادة ‪ 92‬السالفة الذكر في‪:‬‬
‫‪ -‬وجوب كون الجريمة جناية أو جنحة‪ ،‬دون المخالفة التي ال يمكن لممتضرر منيا تحريك الدعوى‬
‫العمومية بشأنيا عن طريق االدعاء المباشر‪ ،‬إال إذا كانت مرتبطة بجنحة أو جناية أو غير قابمة لتجزئتيا‬
‫عنيما‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب وجود متضرر من ىذه الجريمة تتوفر فيو أىمية االدعاء‪ ،‬واذا لم متوف ار عمييا‪ ،‬فيقيم‬
‫الدعوى بإذن من نائبو القانوني أو بمساعدتو (المادة ‪ 352‬من ق‪.‬م‪.‬ج)‪.‬‬
‫‪ -‬قيام عالقة سببية مباشرة بين الجريمة والضرر (المادتين ‪ 2‬و‪ 7‬من ق‪.‬م‪.‬ج)‪.‬‬
‫‪ -‬يكون قاضي التحقيق مختصا نوعيا ومكانيا‪.‬‬
‫وتقوم النيابة العامة خالل إطالعيا عمى ممف التحقيق الحمال عمييا من طرف قاضي التحقيق‬
‫بمراقبة توفر كافة الشروط الشكمية والجوىرية لقبول الشكاية المباشرة ومنيا‪:‬‬
‫‪ -‬أىمية االدعاء بالنسبة لممشتكي والمتيم عمى السواء‪.‬‬
‫‪ -‬اختصاص قاضي التحقيق المرفوعة إليو القضية‪ ،‬مكانيا ونوعيا (المادتان ‪55‬و‪.)44‬‬
‫‪ -‬قابمية األفعال موضوع الشكاية لمتحقيق باعتبارىا جريمة قابمة لمتحقيق ولم تسقط بالتقادم أو‬
‫بسبب آخر من أسباب انقضاء الدعوى العمومية‪.‬‬
‫‪ )2‬موانع إقامة الدعوى العمومية من طرف المتضرر‪ :‬سمح المشرع لممتضرر بإقامة الدعوى‬
‫العمومية أمام قاضي التحقيق عن طريق االدعاء بالحق المدني‪ ،‬ولكن قد تحول موانع دون ممارستو ألن‬
‫ىذا الحق ليس مطمقا‪ ،‬ومن ىذه الموانع نذكر‪:‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪39‬‬

‫‪ -‬الجرائم المنسوبة إلى أعضاء الحكومة والمشمولة باختصاص المحكمة العميا‪ ،‬والتي تعطي‬
‫لمبرلمان وحده صالحية توجيو االتيام بشأنيا‪.‬‬
‫‪ -‬الجرائم التي تختص المحكمة العسكرية الدائمة لمقوات المسمحة الممكية بنظرىا‪.‬‬
‫‪ -‬الجرائم المرتكبة من طرف بعض القضاة وموظفي الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬وال يمكن لممتضرر أن يقيم الدعوى العمومية في مواجية حدث يقل عمره عن ‪ 18‬سنة عمال‬
‫بمقتضيات المادة ‪ 463‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬صالحيات قاضي التحقيق‬
‫المطمب األول‪ :‬إجراءات التحقيق اإلعدادي‬
‫يقوم قاضي التحقيق بعدة إجراءات وأبحاث تيدف أساسا إلى جمع األدلة لموصول إلى الحقيقة‬
‫والتعرف عمى مرتكبييا واإللمام بشخصيتو‪ ،‬لذلك فيو يقوم بعدة أبحاث نجمميا فيما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬البحث االجتماعي والنفسي‪ :‬إن اإللمام بالظروف النفسية واالقتصادية واالجتماعية لممتيم‪،‬‬
‫التي يكون ليا تأثير من قريب أو من بعيد عمى ارتكابو الجريمة‪ ،‬يعد من المقومات األساسية التي تساعد‬
‫عمى فيمو كانسان مرتبط بثقافة وبمجتمع معينين‪ ،‬وليذا أوكمت المادة ‪ 87‬من ق‪.‬م‪.‬ج إلى قاضي‬
‫التحقيق إجراء بحث مستقل –عن االستنطاق وعن المقابالت‪ -‬حول شخصية المتيم وحالتو العائمية‬
‫واالجتماعية بصفة إلزامية في الجنايات واختيارية في الجنح‪ .‬كما يقوم أيضا بإجراء بحث حول التدابير‬
‫الكفيمة بتسييل إعادة إدماج المتيم في المجتمع‪ ،‬كما تسمح المادة ‪ 88‬لقاضي التحقيق بأن يخضع المتيم‬
‫لفحص طبي ونفساني‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬التنقل والتفتيش والحجز‪ :‬يعتبر التنقل والتفتيش والحجز أىم الوسائل المتاحة لقاضي‬
‫التحقيق لضبط أدلة الجريمة والكشف عن الحقيقة‪ ،‬وينتج عن ىذه اإلجراءات أفضل دليل تطمئن إليو‬
‫المحاكم في تكوين قناعتيا‪.‬‬
‫ويتشابو التفتيش والمعاينة في كون القائم بيما ينتقل إلى عين المكان لمقيام بالمشاىدات واجراء‬
‫جميع التحريات‪ ،‬ويختمفان في كون‪:‬‬
‫‪ -‬المعاينة يقوم بيا ضابط الشرطة القضائية وقاضي التحقيق وىيئة المحكمة وعمى السواء تمقائيا‪،‬‬
‫بخالف التفتيش الذي ال يمكن لممحكمة القيام بو إال في حاالت استثنائية ومحددة‪ ،‬ويبقى حك ار عمى‬
‫ضباط الشرطة القضائية وقاضي التحقيق‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪40‬‬

‫‪ -‬المعاينة تيدف إلى إثبات وقائع مادية لحالة شيء من خالل المشاىدة أو الفحص‪ ،...‬أما التفتيش‬
‫فينصب عمى شخص أو محل معين من أجل ضبط أدلة الجريمة موضوع التحقيق لمكشف عن الفاعل‪.‬‬
‫‪ -‬المعاينة تتم أثناء عممية التفتيش‪ ،‬أما التفتيش فيمزم القائم بو أثناء الشروع فيو بشروط دقيقة يؤدي‬
‫اإلخالل بيا إلى بطالن المحضر‪.‬‬
‫ويتعين عمى قاضي التحقيق إذا قرر االنتقال إلجراء المعاينات أو التفتيش‪:‬‬
‫‪ -‬أن يشعر النيابة العامة بذلك في وقت مناسب حتى يترك لممثميا الخيار في مرافقتو‪.‬‬
‫‪ -‬أن يستعين في ميمتو بكاتب الضبط‪.‬‬
‫‪ -‬وأن يحرر محض ار بما أنجزه من أعمال‪.‬‬

‫وتقتضي المواد ‪ 59‬و‪ 60‬و‪ 62‬من ق‪.‬م‪.‬ج أن التفتيش ينبغي أن يحاط بعدة ضمانات من بينيا‪:‬‬

‫‪ -‬حفظ سرية الوثائق والمستندات التي يتم حجزىا وعدم إطالع الغير عمييا‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان التفتيش يتم في منزل المتيم‪ ،‬فإن قاضي التحقيق يسمك فيو مقتضيات المادة ‪ 60‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج فيدعوا صاحب المنزل لحضوره أو تعيين ممثل عنو‪.‬‬
‫‪ -‬إذا تعمق األمر بجناية أو جريمة ارىابية‪ ،‬يمكن إجراء التفتيش خارج الوقت القانوني‪ ،‬شريطة أن‬
‫يقوم بو قاضي التحقيق شخصيا بحضور ممثل النيابة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان التفتيش سيجرى في أماكن تشغميا النساء‪ ،‬فإن قاضي التحقيق ينتدب امرأة لتفتيش النساء‪.‬‬
‫‪ -‬إذا تعمق األمر بتفتيش مكتب محام‪ ،‬فيتعين أن يقوم بو قاضي التحقيق بنفسو أو ينتدب ذلك لقاض‬
‫آخر‪...‬‬
‫وحفاظا عمى حقوق األشخاص‪ ،‬أوجب القانون عمى قاضي التحقيق أن يأمر بأن تسمم لممعنيين‬
‫باألمر بناء عمى طمبيم في أقرب وقت ممكن‪ ،‬نسخ من الوثائق المحجوزة بعد المصادقة عمى‬
‫مطابقتيا لألصول من طرف كاتب الضبط‪ ،‬ما لم يتعارض ذلك مع متطمبات خاصة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬التقاط المكالمات الياتفية واالتصاالت المنجزة بوسائل االتصال عن بعد‪ :‬معنت المادة ‪108‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬ج التقاط المكالمات الياتفية أو االتصاالت المنجزة بوسائل االتصال‪ ،‬إال أنو مع تطور الجريمة‪،‬‬
‫أدخل المشرع استثناء عمى ىذا المبدأ إذا اقتضت ضرورة البحث ذلك‪ ،‬وأجاز لقاضي التحقيق أن يأمر‬
‫بالتقاط المكالمات‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪41‬‬

‫ولم يقيد القانون سمطة قاضي التحقيق بنوع الجريمة وال بخطورتيا كما فعل بالنسبة لموكيل العام‬
‫لمممك‪ ،‬ولذلك فإن قاضي التحقيق يمكنو أن يمجأ إلى ىذه المسطرة كمما اقتضت ذلك ضرورة البحث الذي‬
‫يقوم بو وكيفما كانت نوع الجريمة التي يحقق فييا‪.‬‬
‫واذا أمر قاضي التحقيق بالتقاط المكالمات أو االتصاالت‪ ،‬فإنو يصدر بذلك أم ار يتضمن التعريف‬
‫بالمكال مة أو المراسمة وتسجيميا وأخد نسخ منيا وبالجريمة التي تبرر ذلك‪ ،‬والمدة التي سيتم خالليا‬
‫االلتقاط والتي ال يمكنيا أن تتجاوز أربعة أشير‪ ،‬يمكن تمديدىا مرة واحدة لمدة أربعة أشير أخرى‬
‫بمقتضى أمر مماثل‪.‬‬
‫ويتعين عميو أن ينجز محضر بيذه العمميات يبين فيو تاريخ بدايتيا وتاريخ نيايتيا مع وضع التسجيل‬
‫والمراسمة في وعاء أو غالف مختوم (المادة ‪ 111‬من ق‪.‬م‪.‬م)‪ ،‬والغاية من تدوين جميع ىذه العمميات‪،‬‬
‫ىي توثيقيا بكيفية قانونية في محاضر قانونية تصبح أوراقا من أوراق القضية‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬االستماع إلى الشيود‪ :‬عمى قاضي التحقيق أن يستمع لكل شخص حضر بمحض إرادتو‪ ،‬إذا‬
‫رأى أن شيادتو مفيدة في إظيار حقو‪ ،‬ولو كامل الصالحية الستدعاء كل شاىد أو شخص لمحضور‬
‫أمامو إذا قدر وجود فائدة في شيادتو‪ ،‬ويتم االستدعاء بالطرق اإلدارية‪ ،‬أو برسالة مضمونة أو بواسطة‬
‫القوة العمومية التي يممك قاضي التحقيق صالحية تسخيرىا (المادة ‪ 54‬من ق‪.‬م‪.‬ج)‪ ،‬واذا تخمف الشخص‬
‫المستدعى وجو قاضي التحقيق استدعاء ثانيا‪ ،‬فإذا لم يحضر أجبره قاضي التحقيق بناء عمى ممتمس من‬
‫النيابة العامة عمى الحضور بواسطة القوة العمومية (المادة ‪ 129‬من ق‪.‬م‪.‬ج)‪.‬‬
‫أما األشخاص المذكورون في المادة ‪ 133‬من ق‪.‬م‪.‬ج وىم رئيس الحكومة وأعضاء الحكومة وكاتب‬
‫الدولة‪ ،...‬فال يمكن لقاضي التحقيق استدعائيم إال طبقا لممقتضيات المنصوص عمييا في المادتين ‪326‬‬
‫و ‪ 327‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫وبالنسبة لباقي الشيود فقد نظم ق‪.‬م‪.‬ج طريقة االستماع إلييم بموجب المواد من ‪ 119‬إلى ‪126‬‬
‫و‪ ،131‬وأيا كانت الجية التي تؤدى أماميا الشيادة فيتعين أن تتسم بميزتي البساطة والدقة‪.‬‬

‫وحرضا من المشرع عمى ضمان حق الدفاع حدد في المادة ‪ 121‬من ق‪.‬م‪.‬ج شكمية االستماع إلى‬
‫الشاىد األصم أو األبكم تتثمل في أن توجو إليو األسئمة وأن يجيب كتابة إن كان يحسن الكتابة‪ ،‬واال‬
‫فبواسطة شخص يحسن التحدث معو أو أي شخص قادر عمى التحدث معو‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪42‬‬

‫وتعتبر الشيادة التي أمام قاضي التحقيق بعد أداء اليمين القانونية‪ ،‬وسيمة إثبات كما أكد عمى ذلك‬
‫المجمس األعمى سابقا‪ ،‬وال يمكن الطعن فييا بالزور إال إذا أصبحت نيائية‪ ،‬كما أنو إذا استمع قاضي‬
‫التحقيق إلى الشاىد بدون يمين‪ ،‬فإن شيادتو ال يمكن اعتبارىا شيادة زور في اي حال من األحوال وال‬
‫يترتب عن أخد القضاء الزجري بيا إبطال حكمو‪.‬‬
‫وعند االنتياء من تضمين كاتب الضبط األسئمة الموجية إلى الشاىد وأجوبتو عنيا في المحضر‪ ،‬فإن‬
‫قاضي التحقيق يدعو الشاىد إلى قراءة نص شيادتو‪ ،‬فإذا أقرىا وضع توقيعو عمى كل صفحة من‬
‫صفحات المحضر‪ ،‬وان كان أميا وأقرىا بعد تالوتيا عميو من طرف كاتب الضبط‪ ،‬وضع بصمتو عمى‬
‫كل صفحة عمى حدة‪ ،‬واذا رفض الشاىد أو تعذر عميو التوقيع ينص عمى ذلك في محضر ويوقع‬
‫القاضي وكاتب الضبط والترجمان في حالة االستعانة بو عمى كل صفحة‪ ،‬حينئذ تصبح ىذه الورقة رسمية‬
‫ال يمكن الطعن في مضمونيا إال بالزور‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬استنطاق المتيم ومواجيتو مع الغير‪ :‬يقصد باالستنطاق مواجية المتيم الذي يجري معو‬
‫التحقيق بالتيم المنسوبة إليو‪ ،‬ومطالبتو بإبداء رأيو فييا‪ ،‬ثم مناقشتو تفصيال في أدلة الدعوى إثباتا أو‬
‫نفيا من أجل الكشف عن الحقيقة‪ ،‬ويكون االستنطاق إما ابتدائيا أو تفصيميا‪:‬‬
‫‪ )1‬مرحمة االستنطاق األولي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مثول المتيم أمام قاضي التحقيق ألول مرة‪ :‬باالستنطاق األولي أو االبتدائي حسب مفيوم‬
‫المادة ‪ 134‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬يتم خالل المرحمة األولى التي يمثل فييا المتيم ألول مرة أمام قاضي التحقيق‪،‬‬
‫إما بناء عمى ممتمس النيابة العامة بإجراء التحقيق معو أو عمى إثر شكاية مباشرة مصحوبة باالدعاء‬
‫المدني مقدمة ضده من طرف المتضرر‪.‬‬
‫ويتعين عمى قاضي التحقيق خالل ىذا االستنطاق‪ ،‬أن يتأكد من ىوية المتيم عندما يحضر ألول‬
‫مرة أمامو‪ ،‬وذلك بالتحقيق من كافة المعمومات الشخصية لممتيم (االسم العائمي البطاقة الوطنية‪ ،‬مكان‬
‫الوالدة‪ ،)....‬كما يمكن إخضاع المتيم لفحص طبي عند الحاجة‪ ،‬وعمى إثر ذلك مباشرة يجب عمى‬
‫قاضي التحقيق أن يشعر المتيم بأن لو الحق في أن يختار محاميا‪ ،‬أو يعينو لو بصفة تمقائية‪.‬‬
‫وعند االنتياء من استنطاق المتيم‪ ،‬يقرر قاضي التحقيق بشأن تركو في حالة سراح أو اعتقالو‬
‫احتياطيا أو وضعو تحت المراقبة القضائية‪ ،‬واذا قرر القاضي ترك المتيم في حالة سراح فإنو ينبيو إلى‬
‫وجوب إخباره بكل تغيير لعنوانو‪ ،‬ويمكن لممتيم أن يختار محال لممخابر معو داخل دائرة المحكمة الجاري‬
‫بيا التحقيق‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪43‬‬

‫ب‪ -‬حضور المحامي‪ :‬ال يجوز سماع المتيم وال الطرف المدني أو مواجيتيما إال بحضور محامي‬
‫كل منيما أو بعد استدعائو‪ ،‬إال إذا تنازل المتيم أو الطرف المدني عن حقو في حضور دفاعو‪.‬‬
‫‪ )2‬االستنطاق التفصيمي‪ :‬يقصد باالستنطاق التفصيمي االستنطاق الذي يقوم بو قاضي التحقيق‬
‫لممتيم بعد انتياء المرحمة األولى المسماة االستنطاق االبتدائي‪ ،‬ويركز القاضي في ىذه المرحمة عمى‬
‫تدقيق بحثو في كافة األفعال المنسوبة إلى المتيم‪ ،‬ولو أن يوجو إليو أسئمة مختمفة وينصب عمى التفاصيل‬
‫والجزئيات التي من شأنيا جمع األدلة الكافية لموصول إلى الحقيقة‪ ،‬ويمكن ان يشمل االستنطاق التفصيمي‬
‫أكثر من جمسة واحدة‪ ،‬وقبل الشروع فيو‪ ،‬يتعين عمى القاضي أن يستدي محامي المتيم بواسطة رسالة‬
‫مضمونة الوصول توجو إليو قبل استنطاق المتيم بيومين عمى األقل‪ ،‬ويجب ان يوضع ممف القضية رىن‬
‫إشارتو قبل االستماع إلى موكمو بيوم واحد عمى األقل‪.‬‬
‫وكما ىو الشأن بالنسبة لكافة األعمال القضائية‪ ،‬يتعين أن يتم كل استنطاق وكل مواجية في‬
‫حضور كاتب الضبط الذي يشيد عمى كل ما يتم أمامو في محضر‪.‬‬
‫‪ )3‬المواجية‪ :‬يقصد بالمواجية إجراء مقابمة بين شخصين أو أكثر من الشيود أو المتيمين‪ ،‬لبيان ما‬
‫اختمف فيو الشيود قصد تقييم شيادتيم‪ ،‬وتمكين قاضي التحقيق من تكوين قناعتو لألخذ بما يراه موافقا‬
‫لألدلة التي بين يديو‪ ،‬وبالتالي عرض ىذه األقوال عمى المتيم ليقرىا أو يطعن فييا‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أوامر قاضي التحقيق‬
‫يشترط في األوامر المتعمقة بشخص المتيم واليادفة إلى إجباره عمى المثول أمام قاضي التحقيق‬
‫والمنصوص عمييا في الباب الثامن من القسم الثالث من الكتاب األول‪ ،‬والنافذة المفعول في جميع‬
‫أنحاء المممكة‪ ،‬أن تتحقق فييا إلى جانب الشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬أن تتم عمميات الضبط واإلحضار المأمور بيا تحت إشراف قاضي التحقيق ومراقبتو‪.‬‬
‫‪ -‬وأن يشار في كل امر إلى نوع التيمة والى المواد القانونية المطبقة‪.‬‬
‫‪ -‬وان تتضمن األوامر ىوية المتيم ورقم بطاقة تعريفو عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ -‬وأن يؤرخيا قاضي التحقيق ويوقعيا ويختميا بطابعو‪.‬‬
‫أما الشروط الخاصة بكل أمر عمى حدة‪ ،‬فيي التالية‪:‬‬
‫أوال‪ -‬األمر بالحضور‪ :‬عرفت المادة ‪ 144‬من ق‪.‬م‪.‬ج األمر بالحضور بأنو " إنذار يوجيو قاضي‬
‫التحقيق لممتيم لمحضور أمامو في تاريخ وساعة محددين"‪ ،‬وىو بذلك شبيو باالستدعاء الذي توجيو‬
‫المحكمة‪ ،‬وال يقيد حرية المتيم‪ ،‬ويبمغ ىذا األمر بواسطة عون قضائي لمشرطة القضائية‪ ،‬وعمى قاضي‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪44‬‬

‫التحقيق أن يستنطق المتيم بمجرد حضوره‪ ،‬ويحق لممحامي أن يحضر إلى جانب المتيم خالل‬
‫االستنطاق‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬األمر باإلحضار‪ :‬عرفت المادة ‪ 146‬من ق‪.‬م‪.‬ج األمر باإلحضار بأنو " األمر الذي يعطيو‬
‫قاضي التحقيق لمقوة العمومية لتقديم المتيم أمامو في الحال"‪ ،‬وتختمف طريقة تبميغ وتنفيذ األمر‬
‫باإلحضار تبعا لموضعية التي يكون عمييا المتيم من حيث كونو معتقال أم حرا‪:‬‬
‫‪ )1‬إحضار المتيم الحر‪ :‬تختمف كيفية التنفيذ بحسب ما إذا كان المتيم الحر يوجد خارج الدائرة‬
‫القضائية لممحكمة التي يعمل بيا قاضي التحقيق أو خارجيا‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان داخل الدائرة القضائية‪ ،‬فإنو يتعين عمى القوة العمومية باألمر باإلحضار أن يبمغو إلى‬
‫المتيم بعرضو عميو وتسميمو نسخة منو‪ ،‬ثم يعمل عمى تقديمو إلى قاضي التحقيق حاال‪ ،‬واذا رفض يجبر‬
‫بالقوة العمومية القريبة منو التي يتعين عمييا االستجابة لطمب اإلحضار‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان المتيم الحر خارج دائرة نفوذ قاضي التحقيق‪ ،‬فإنو يقدم إلى النيابة العامة بمكان إلقاء‬
‫القبض عميو‪ ،‬التي يقوم احد قضاتيا باستفساره‪ ،‬ثم يأمر بنقمو إلى مقر قاضي التحقيق الذي اصدر األمر‬
‫باإلحضار‪.‬‬
‫‪ )2‬إحضار المتيم المعتقل‪ :‬قد يكون المتيم معتقال عمى ذمة قضية اخرى‪ ،‬فيصدر قاضي التحقيق‬
‫ام ار بإحضاره‪ ،‬في ىذه الحالة أوكل القانون إلى مدير المؤسسة السجنية ميمة تبميغ األمر باإلحضار إليو‪،‬‬
‫وفيما يتعمق بالتنفيذ‪ ،‬يختمف كذلك بحسب موقع مكان السجن‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان السجن يوجد داخل دائرة نفوذ المحكمة فإن االمر ينفذ كما ىو الشأن بالنسبة لكافة‬
‫المعتقمين إلى مقر المحكمة‪.‬‬
‫‪ -‬واذا كان المتيم موجودا بسجن خارج النفوذ الترابي لقاضي التحقيق فإنو يتم ترحيمو إلى السجن‬
‫الكائن بالنفوذ الترابي لقاضي التحقيق‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬األمر باإليداع في السجن‪ :‬عرفت المادة ‪ 152‬من ق‪.‬م‪.‬ج األمر باإليداع في السجن بأنو‬
‫"األمر الذي يصدره قاضي التحقيق إلى رئيس المؤسسة السجنية لكي يتسمم المتيم ويعتقمو اعتقاال‬
‫احتياطيا"‪ ،‬ويشترط إلصدار األمر باإليداع في السجن‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون االفعال المنسوبة إلى المتيم جناية أو جنحة يعاقب عمييا بعقوبة سالبة لمحرية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون قاضي التحقيق قد استنطق المتيم‪.‬‬
‫‪ -‬يتم تبميغ األمر باإليداع في السجن إلى المتيم‪ ،‬ويشار إلى التبيمغ في محضر االستنطاق‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪45‬‬

‫رابعا‪ -‬االمر بإلقاء القبض‪ :‬عرفت المادة ‪ 154‬األمر بإلقاء القبض بكونو " األمر الصادر لمقوة‬
‫العمومية بالبحث عن المتيم ونقمو إلى المؤسسة السجنية المبنية في األمر حيث يتم تسميمو واعتقالو فييا"‪،‬‬
‫وعمى عون القوة العمومية الذي ينفذ األمر أن يراعي حرمة المنازل وأن ال يمجيا بعد التاسعة ليال وقبل‬
‫السادسة صباحا‪ ،‬ولو أن يستعين بالقوة العمومية من أقرب مكان إليو‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬الوضع تحت المراقبة القضائية‪ :‬يعتبر الوضع تحت المراقبة القضائية من أىم إجراءات‬
‫التحقيق المتعمقة بشخص المتيم‪ ،‬فيو بديل لالعتقال االحتياطي‪ ،‬إال انو يختمف عن االعتقال االحتياطي‬
‫ألنو يبقى مجرد تدابير‪ ،‬ألنو يتيح لو أن يبقى حرا‪ ،‬والمشرع اعتبر المراقبة القضائية تدبي ار استثنائيا ال‬
‫يعمل بو إال في الجنايات أو الجمح المعاقب عمييا بعقوبة سالبة لمحرية‪.‬‬
‫وتتجمى تدابير المراقبة القضائية في االلتزامات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عدم مغادرة الحدود الترابية المحددة من قبل قاضي التحقيق‪.‬‬
‫‪ -‬عدم التغيب عن المنزل أو المسكن الذي يحدده قاضي التحقيق‪ ،‬إال وفق الشروط واألسباب التي‬
‫يقررىا القاضي نفسو‪.‬‬
‫‪ -‬عدم التردد عمى بعض األمكنة التي يحددىا القاضي‪.‬‬
‫‪ -‬إشعار القاضي بكل تنقل خارج الحدود التي يعينيا‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم الوثائق المتعمقة باليوية وال سيما جواز السفر مقابل وصل‪.‬‬
‫‪ -‬المنع من االتصال ببعض األشخاص المحددين عمى وجو الخصوص من طرف قاضي التحقيق‪.‬‬
‫‪ -‬عدم مزاولة بعض االنشطة ذات طبيعة مينية أو اجتماعية ما عدا الميام االنتخابية أو النقابية‪.‬‬

‫ويشترط التخاذ ىذه التدابير‪:‬‬

‫‪ -‬أن تكون الجريمة قد ارتكبت أثناء ممارسة نشاط ميني أو بمناسبتو‪.‬‬


‫‪ -‬وجود خشية من ارتكاب جريمة جديدة ليا عالقة بماشرة النشاط المعني‪.‬‬
‫‪ -‬إشعار المشغل أو السمطة اإلدارية التي يتبع ليا المتيم‪.‬‬
‫سادسا‪ -‬االعتقال االحتياطي‪ :‬االعتقال االحتياطي تدبير سالب لمحرية يرمي إلى وضع المتيم في‬
‫السجن‪ ،‬ويصدر عمى شكل أمر باإليداع في السجن إذا كان المتيم حاضرا‪ ،‬أو أمر بإلقاء القبض عميو‪،‬‬
‫ويبمغ فو ار لممتيم والنيابة العامة بنفس الطريقة التي يبمغ بيا األمر بالوضع تحت المراقبة القضائية‪ ،‬ويحق‬
‫لممتيم أو دفاعو تسمم نسخة من األمر باالعتقال االحتياطي‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪46‬‬

‫وتكون مدة االعتقال في الجنايات شيرين اثنين‪ ،‬ويمكن لقاضي التحقيق أن يجدد ىذا التدبير خمس‬
‫مرات أخرى لنفس المدة‪ ،‬وأما في الجنح فإن مدة االعتقال االحتياطي ىي شير واحد‪ ،‬يمكن لمقاضي ان‬
‫يجددىا مرتين لنفس المدة‪ ،‬وال يتم التجديد إال إذا تبين بعد نياية االعتقال االحتياطي أن الضرورة‬
‫تقتضي استم ارره‪.‬‬
‫ويمكن لقاضي التحقيق أن يأمر باإلفراج تمقائيا طبقا لشروط الفقرة األولى من المادة ‪ 178‬من ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫أو بناء عمى طمب‪ ،‬بضمانة شخصية أو مالية او بدونيما‪.‬‬
‫واذا منح اإلفراج المؤقت بكفالة مالية فإنيا تضمن عنصرين أساسيين‪:‬‬
‫‪ -‬ضمان حضور المتيم إلجراءات التحقيق وتنفيذ الحكم‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان مصاريف الدعوى التي سبقيا لمطرف المدني‪ ،‬ثم المبالغ الواجب إرجاعيا‪ ،‬والتعويض عن‬
‫الضرر‪.‬‬

‫ويدفع مبمغ الكفالة إلى صندوق كتابة ضبط المحكمة أو إلى القابض نقدا أو بواسطة شيك معتمد من‬
‫طرف البنك‪ ،‬أو بواسطة شيك صادر عن محامي المتيم‪...‬‬
‫سابعا‪ -‬اإلنابة القضائية‪ :‬اإلنابة القضائية ىي االمر الذي ينقل بمقتضاه قاضي التحقيق غمى قاض‬
‫آخر أو إلى ضابط لمشرطة القضائية‪ ،‬الصالحية ليقوم مقامو بعمل من أعمال التحقيق‪ ،‬بحيث تكون ليذا‬
‫األخير نفس سمطاتو وصالحياتو وحدود اإلجراءات المحددة في اإلنابة‪ .‬ويعتبر كل إجراء يتم إنجازه خراج‬
‫حدود اإلنابة باطال لصدوره من شخص غير مؤىل قانونا إلنجازه‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى الطابع االستثنائي لإلنابة القضائية‪ ،‬فإنيا ال يمكن أن تشمل كل صالحيات قاضي‬
‫التحقيق‪ ،‬وانما تقتصر عمى تكميف الجية المنتدبة لمقيام ببعض اإلجراءات‪ ،‬كما أن قاضي التحقيق ال‬
‫يمكنو أن يفوض لتمك الجية إذا كانت ىي الشرطة القضائية‪ /‬بعض صالحياتو مثل االستماع إلى المتيم‪.‬‬

‫‪ )1‬نطاق اإلنابة القضائية‪ :‬تقتصر اإلنابة القضائية عمى إجراء محدد من إجراءات التحقيق المتعمقة‬
‫بالجريمة المشار إلييا في المتابعة‪ ،‬ويتعين أن تتضمن تحديد اإلجراءات المطموب القيام بيا‪ ،‬إذ ال يصح‬
‫ان تكون عامة‪ ،‬وال يصح أن تكون من أجل التحقيق في قضية ألكمميا‪ ،‬ومن ىذا المنطمق يمكن لقاضي‬
‫التحقيق أن ينتدب قاض آخر‪ ،‬أو أي ضابط من ضباط الشرطة القضائية إلنجاز اإلجراء‪ ،‬لكن ضباط‬
‫الشرطة القضائية كما سبق وذكرنا ال يمكنيم استنطاق المتيم ومقابمتو مع غيره‪ ،‬لذلك ال يحق لقاضي‬
‫التحقيق انتدابيم ليذه الغايات‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪47‬‬

‫‪ )2‬شروط صحة اإلنابة القضائية‪ :‬يجب لصحة اإلنابة القضائية أن تكون صادرة عن قاض‬
‫مختص ومكمف بالتحقيق في القضية التي صدرت بشأنيا‪ ،‬وأن يكون مختصا من حيث المكان سواء ىو‬
‫أو ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬واذا كانت اإلنابة تتعمق بتنفيذ امر خارج دائرة نفوذ قاضي التحقيق‪ ،‬فإنو‬
‫يعيد بالتنفيذ لقاض آخر من قضاة التحقيق أو الحكم بالدائرة التي سينفذ فييا اإلجراء‪ ،‬ويتعين عمى‬
‫القاضي المنتدب أن يشعر النيابة العامة التي تنفذ اإلنابة القضائية في دائرتيا‪.‬‬
‫وتصدر ىذه اإلنابة القضائية في شكل امر مكتوب يشار فيو إلى نوع الجريمة موضوع التحقيق‪،‬‬
‫وتحدد فيو اإلجراءات المطموب إنجازىا‪...‬‬
‫ثامنا‪ -‬إجراء الخبرة‪ :‬الخبرة وسيمة من وسائل اإلثبات المباشرة التي يمجأ بواسطتيا القضاء إلى الغير‬
‫لالستعانة بو في امور تقنية يستعصي عميو معرفتيا من أجل الوصول إلى الكسف عن الحقيقة‪ ،‬وبما أن‬
‫الخبرة وسمة إثبات فقدت نصت المادة ‪ 195‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬أن يختار الخبير المنتدب من بين الخبراء‬
‫المسجمين بجدول الخبراء القضائيين‪ ،‬واذا تعذر ذلك‪ ،‬وتم تعيين خبير من خارج الجدول‪ ،‬فيجب عميو أن‬
‫يؤدي اليمين المنصوص عمييا في المادة ‪ 345‬من ق‪.‬م‪.‬ج أمام قاضي التحقيق‪.‬‬
‫ويمكن لمنيابة العامة واألطراف اختيار خبراء مساعدين يعينيم قاضي التحقيق لمؤازة الخبير المعين‪.‬‬
‫ويشمل التقرير الذي ينجزه الخبير ذكر االشياء المختومة التي تم فتحيا أو أعاد فتحيا‪ ،‬واحصاء‬
‫األشياء التي فتحت أختاميا من طرفو‪ ،‬ويتضمن أيضا ممخصات لمتصريحات التي قد يدلى بيا إلى‬
‫الخبير‪ ،‬من أجل قيامو بميامو‪ ،‬معموم أنو يمكن لمخبير أن يتمقى عمى سبيل اإلخبار فقط‪ ،‬تصريحات‬
‫أشخاص آخرين غير المتيم‪ ،‬ويتم إمضاء التصريحات من قبل المصرح‪...‬‬
‫ويوقع الخبير عمى التقرير بعدما يضيف إليو تحفظات الخبير المساعد إن وجدت وقدميا في شكل‬
‫مذكرة‪ ،‬ويودع التقرير المنجز لدى كتابة الضبط مقابل إشياد‪ ،‬وفي حالة تعدد الخبراء واختمفت آرائيم‪ ،‬أو‬
‫كانت لي م تحفظات في شأن النتائج المشتركة‪ ،‬فإن كل واحد منيم يقوم بتوضيح رأيو في التقرير المشترك‬
‫ويبدي تحفظاتو مع تعميميا‪.‬‬
‫تاسعا‪ -‬األوامر القضائية بشأن انتياء التحقيق‪ :‬عندما يقدر قاضي التحقيق أنو قد أنيى البحث في‬
‫القضية‪ ،‬يوجو الممف بجميع أوراقو‪ ،‬بعد ترقيميا من طرف كتابة الضبط لديو‪ ،‬إلى النيابة العامة بقصد‬
‫االطالع عمييا ووضع ممتمساتيا داخل أجل ثمانية ايام عمى األكثر من تاريخ توصميا بالممف‪.‬‬
‫واألوامر التي يصدرىا قاضي التحقيق بشأن انتياء البحث ىي‪:‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪48‬‬

‫‪ )1‬األمر بعدم االختصاص‪ :‬إذا ارتأى قاضي التحقيق أن األفعال ال تدخل في اختصاصو‪ ،‬فأنو‬
‫يصدر أم ار بعدم اختصاصو‪ ،‬ويحيل القضية عمى النيابة العامة‪ ،‬وتبقى إجراءات المتابعة والتحقيق‬
‫المنجزة محتفظة بأثرىا القانوني‪ ،‬وتعتبر دالئل منتجة في اإلثبات لمجية المحالة عمييا القضية‪.‬‬
‫‪ )2‬األمر بعدم المتابعة‪ :‬إذا اتضح لقاضي التحقيق أن األفعال المنسوبة إلى المتيم ال توصف‬
‫بوصف جنائي‪ ،‬أو لم تثبت في حقو األدلة الكافية لمتابعتو‪ ،‬يقوم قاضي التحقيق بإصدار أمر بعدم‬
‫المتابعة‪ ،‬ويبت في موضوع رد االشياء المحجوزة إن وجدت ويمكنو كذلك أن يصدر أمر انتياء التحقيق‬
‫أو بعدم المتابعة جزئيا‪ ،‬ويقوم قاضي التحقيق في ىذه الحالة بتصفية صائر الدعوى‪ ،..‬وبذلك ينتيي‬
‫مفعول االعتقال االحتياطي والوضع تحت المراقبة القضائية بقوة القانون‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن األمر‬
‫بعدم المتابعة يكون قابال لالستئناف من طرف النيابة العامة طبقا لمقتضايت المادة ‪ 222‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ )3‬األمر بالمتابعة‪ :‬إذا قرر قاضي التحقيق بمحكمة االستئناف متابعة المتيم بجناية‪ ،‬فإنو يحيمو‬
‫عمى غرفة الجنايات بمحكمة االستئناف‪ ،‬كما يحيل عمييا ممف القضية‪ ،‬وال يمكن الطعن في قرار اإلحالة‬
‫إال بالنقض ‪ ،‬كما أن قاضي التحقيق بالمحكمة االبتدائية يحيل المتيم عمى المحكمة االبتدائية‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫لممخالفات فغنو يحيل الممف عمى النيابة لعامة حسب المادة ‪ 217‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن‬
‫األوامر القضائية ال تصدر بانتياء التحقيق إال بعد تقديم النيابة العامة ممتمساتيا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إجراءات الطعن واعادة التحقيق‬
‫المطمب األول‪ :‬بطالن إجراءات التحقيق‬
‫حدد المشرع عند وضعو لقانون المسطرة الجنائية القواعد الشكمية والموضوعية‪ ،‬وأوجب عمى قاضي‬
‫التحقيق اتباعيا توفي ار لمضمانات الفردية وتأمينا لشروط المحاكمة العادلة ‪ ،‬ورتب عمى مخالفة بعضيا‬
‫بطالن اإلجراءات المعيبة والموالية ليا‪ ،‬حيث حددت ىذه اإلجراءات ثالث فئات‪:‬‬
‫الفئة األولى‪ :‬مخالفة مقتضيات المادتين ‪ 134‬و‪ 135‬من ق‪.‬م‪.‬ج وال سيما عدم إشعاره بتنصيب‬
‫محام‪ ،‬وحقو في الخضوع لفحص طبي‪.‬‬
‫الفئة الثانية‪ :‬مخالفة مقتضيات المادة ‪ 139‬من ق‪.‬م‪.‬ج بشأن سماع المتيم أو الطرف المدني أو‬
‫مواجيتيما بحضور دفاعيما إال إذا تنازال عن ذلك‪.‬‬
‫الفئة الثالثة‪ :‬مخالفة مقتضيات التفتيش المنصوص عمييا في المواد ‪ 59‬و‪ 60‬و ‪ 62‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫وتحال حاالت البطالن طبقا لممادة ‪ 211‬من ق‪.‬م‪.‬ج عمى الغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف التي‬
‫تقرر ما إذا كان البطالن مقصو ار عمى االجراء الفاسد أو يمتد إلى اإلجراءات الالحقة كال أو بعضا‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪49‬‬

‫وتحسب من ممف التحقيق وثائق اإلجراءات التي أبطمت‪ ،‬وتحفظ بكتابة الضبط بمحكمة االستئناف‪ ،‬وال‬
‫يمكن الرجوع إلييا الستخالص أدلة ضد األطراف في الدعوى‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬استئناف أوامر قاضي التحقيق‬
‫يجب التمييز بالنسبة ألوامر قاضي التحقيق القابمة لمطعن باالستئناف بين النيابة العامة من جية‪،‬‬
‫والمتيم من جية أخرى‪ ،‬والطرف المدني من جية ثالثة‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لمنيابة العامة ‪ :‬األصل أن كل أوامر قاضي التحقيق تقبل الطعن باالستئناف من‬
‫طرف النيابة العامة‪ ،‬ما عدا األوامر الصادرة بإجراء خبرة طبقا لممادة ‪ 196‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لمطرف المدني‪ :‬يمكنو أن يستأنف األوامر بعدم إجراء التحقيق‪ ،‬وبعدم المتابعة‪ ،‬وبعدم‬
‫االختصاص‪ ،‬واألوامر التي تمس مصالحو المدنية‪.‬‬
‫‪ -‬أما المتيم‪ :‬فيمكنو استئناف جميع األوامر المنصوص عمييا في المادة ‪ 223‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬إعادة التحقيق بسبب ظيور أدلة‬
‫بالرجوع لممادة ‪ 228‬من ق‪.‬م‪.‬ج نجدىا تسمح بإعادة التحقيق في حالة ظيور أدلة جديدة‪ ،‬واألدلة‬
‫الجديدة المعتبرة إلعادة التحقيق ىي شيادة الشيود‪ ،‬والمستندات والمحاضر التي لم يكن في اإلمكان‬
‫عرضيا عمى قاضي التحقيق لدراستيا‪ ،‬والتي يكون من طبيعتيا أن تعزز األدلة التي تبين أنيا ضعيفة‬
‫(المادة ‪.°229‬‬
‫ويتعين أن يقدم طمب إعادة التحقيق مدعما باألدلة الجديدة إلى النيابة العامة التي ليا وحدىا الحق‬
‫في تقرير ما إذا كان ىناك موجب اللتماس إعادة التحقيق بسبب ظيور أدلة جديدة ام ال‪ ،‬وفي حالة‬
‫اإليجاب فإنيا تقدم ممتمسا بذبك إلى قاضي التحقيق‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪50‬‬

‫الجزء الثاني‪ :‬إجراءات المحاكمة وطرق الطعن‬


‫الكتاب األول‪ :‬اجراءات المحاكمة‬
‫كرس المشرع المغربي مبدأ التقاضي عمى درجتين‪ ،‬بحيث بعد أن تحال القضايا عمى محاكم الدرجة‬
‫األولى وتصدر األحكام بشأنيا يمكن ألحد أطراف النزاع الطعن في الحكم لتعرض القضية عمى محاكم‬
‫الدرجة الثانية‪ .‬ومن ثمة عمل المشرع عمى تنظيم اجراءات المحاكمة أمام المحاكم اإلبتدائية‪ ،‬وكذا محاكم‬
‫اإلسثئناف بين كيفية انعقاد الجمسات وتشكيل الييئات وصدور األحكام‪ ،‬كما بين أطراف الدعوى وتحدث‬
‫عن الغرف المختصة‪ ،‬واىم المحاور مسألة االختصاص لذا وجب التطرق الييا أوال‪.‬‬
‫فصل تمييدي‪ :‬اإلختصاص‬
‫االختصاص يعد سمطة المحكمة في الدعوى وىو والية يمنحيا المشرع لممحكمة لمبث في القضايا‬
‫المعروضة عمييا‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 251‬من ق‪.‬م‪.‬ج عمى أن المحاكم االبتدائية ومحاكم االستئناف‬
‫تختص بالنظر في الجرائم ما لم تنص قوانين خاصة عمى خالف ذلك‪ ،‬كقانون العدل العسكري تماشيا مع‬
‫مقتضيات ظيير ‪ 15‬يوليوز ‪ 1974‬المتعمق بالتنظيم القضائي لممممكة‪.‬‬
‫وبالرجوع لمقانون المغربي فإن قواعد االختصاص ال تعتبر من النظام العام ما لم تتعمق بنوعية‬
‫الجريمة بحيث طمبات اإلحالة بعدم االختصاص ينبغي اثارتيا من طرف األطراف قبل كل دفاع في‬
‫جوىر الدعوى تحث طائمة السقوط حسب المادة ‪ 323‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬ومن ثمة االختصاص في مفيوم‬
‫القضاء الجنائي يتنوع استنادا لمجموعة من االعتبارات فقد يتعمق بنوع الفعل الجرمي المرتكب أو بشخص‬
‫الفاعل أو بالمكان‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬قواعد اإلختصاص العادية وفصل تنازع اإلختصاص‬
‫المبحث األول‪ :‬قواعد اإلختصاص العادية‬
‫المطمب األول‪ :‬اإلختصاص النوعي‬
‫يمكن القول أن االختصاص النوعي ىو أساس توزيع القضايا بين المحاكم سواء العادية منيا أو‬
‫االستثنائية‪ ،‬ويتضح ذلك لكون االختصاص يتحدد بالنظر لنوع الجريمة المرتكبة وجسامتيا‪ ،‬فقد يتعمق‬
‫األمر بجنحة أو مخالفة تختص فييا المحاكم االبتدائية أو محاكم الجماعات والمقاطعات أو قد يتعمق‬
‫بجناية تختص فييا غرفة الجنايات بمحاكم االستئناف أو قد ينعقد االختصاص لممحكمة العسكرية أو‬
‫المحكمة العميا‪ ،‬مثال القانون ‪ 03.03‬المتعمق بمكافحة اإلرىاب الذي منح االختصاص لمحكمة‬
‫االستئناف بالرباط‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬االختصاص المتعمق بالفاعل‬
‫تجدر اإلشارة أنو ‪-‬كقاعدة عامة‪ -‬ال يعتد بشخص المتيم أو صفتو أو وضعو أو حالتو اال أنو‬
‫تحقيقا لمعدالة ارتأى المشرع مراعاة الظروف الخاصة لبعض المتيمين لتييئ اإلجراءات المالئمة لتحقيق‬
‫سياسة الدفاع االجتماعي‪ ،‬ومن ثمة نص الفصل ‪ 10‬من ق‪.‬ج عمى أن التشريع المغربي يسري عمى كل‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪51‬‬

‫شخص موجود بإقميم المممكة وطنين وأجانب وعديمي الجنسية مو مراعاة االستثناءات الواردة في القانون‬
‫الداخمي والدولي‪ .‬كما يمكن أن يمتد االختصاص لمنظر في الجرائم التي يرتكبيا المغاربة أو األجانب‬
‫خارج المغرب حسب المواد من ‪ 704‬الى ‪ 713‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬اإلختصاص المكاني‬


‫توزع بمقتضاه المحاكم بالنظر الى مكان ارتكاب الجريمة ‪ ،‬وطبيعة ىذا النوع من االختصاص يتنازعيا‬
‫رأيان‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ -‬الرأي األول‪ :‬يعتبره من النظام العام ألن المرع راعى في تحديده توفير العدالة الجنائية‬
‫كسيولة التحقيق‪ ،‬وضمان الردع‪ ،‬ووقع العقاب في نفوس األفراد‪ ،‬وىذه القواعد يمكن أن تثار تمقائيا من‬
‫طرف القاضي وفي جميع مراحل الدعوى‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬الرأي الثاني‪ :‬يعتبره غير متعمق بالنظام العام وال يترتب عن مخالفتو البطالن ويرجح ىذا‬
‫الرأي ألن قواعد االختصاص المكاني روعي فييا تنظيم العمل القضائي ليس اال‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪:‬اختصاص المحاكم‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اختصاص المحاكم اإلبتدائية‬

‫من المعموم أن المحاكم االبتدائية تختص في القضايا المتعمقة بالجنح والمخالفات وفق نص المادة‬
‫‪ 252‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬مع مالحظة أن المشرع لم يعد يميز بين الجنح الضبطية والتأديبية‪ ،‬وتجدر اإلشارة‬
‫الى أن الفصول ‪ 17‬و‪ 18‬و‪ 608‬الى ‪ 612‬من ق‪.‬ج تعرضت لمعقوبات الجنائية األصمية والعقوبات‬
‫الضبطية األصمية والمخالفات‪ ،‬وبالتالي البد من األخذ بعين االعتبار المقتضيات المنصوص عمييا في‬
‫قضاء الجماعات والمقاطعات ألن ىذه المحاكم مختصة بالبت في المخالفات المنصوص عمييا في ظيير‬
‫‪ 15‬يوليوز ‪.1974‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اختصاص محاكم اإلسثئناف‬

‫أوال‪-‬غرفة الجنح االستئنافية‪ :‬حسب المادة ‪ 253‬من ق‪.‬م‪.‬ج تختص في االستئنافات المقدمة من أطراف‬
‫الدعوى ضد األحكام الصادرة ابتدائيا عن المحاكم االبتدائية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الغرفة الجنحية‪ :‬تختص بالنظر في الق اررات الصادرة عن قاضي التحقيق‪ ،‬وفي طمبات بطالن‬
‫اجراءات التحقيق وفي اإلخالالت المنسوبة لضباط الشرطة القضائية أثناء مزاولة مياميم‪ ،‬وبتنصيص‬
‫المشرع صراحة عمى اختصاص كل غرفة عمى حدة يكون قد استجاب لمعمل القضائي في ىذا المجال‪،‬‬
‫أي كان يتم في اطار توزيع األشغال من طرف الجمعية العمومية لمحاكم االستئناف‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪52‬‬

‫ثالثا‪ -‬غرفة الجنايات اإلبتدائية‪ :‬تختص بالنظر ابتدائيا في الجنايات والجرائم التي ال يمكن فصميا عنيا‬
‫أو المرتبطة بيا‪ ،‬حيث جاء النص ‪ 254‬من ق‪.‬م‪.‬ج بعبارة غرفة الجنايات بمحكمة االستئناف والمراد‬
‫منيا غرفة الجنايات االبتدائية ألن أحكاميا يمكن الطعن باالستئناف أمام غرفة الجنايات االستئنافية وىي‬
‫مستجد جاء بو قانون المسطرة الجنائية في الفقرة األولى من المادة ‪ 416‬بحيث نص عمى أنيا تنظر في‬
‫الجنح المرتبطة بالجناية‪.‬‬

‫رابعا‪-‬غرفة الجنايات االستئنافية‪ :‬تختص بالنظر في الق اررات الباتة في الجوىر الصادرة عن غرفة‬
‫الجنايات أعاله حيث حددت المادة ‪ 457‬األطراف المذين يحق ليم استئناف األحكام الجنائية وىم المتيم‪،‬‬
‫النيابة العامة‪ ،‬المطالب بالحق المدني والمسؤول عن الحقوق المدنية‪ ،‬ويتم االستئناف أمام نفس المحكمة‬
‫مع مراعاة المادة ‪ 382‬والفقرة األولى من المادة ‪.401‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬فصل تنازع االختصاص‬

‫إذا كان اختصاص المحكمة ىو تمك السمطة الممنوحة ليا قانون لمحكم في الدعوى فقد يحدث أن تحال‬
‫القضية عمى محكمة معينة أو قاض لمتحقيق ويتبين أن نفس القضية يتم البحث بشأنيا من طرف محكمة‬
‫أخرى أو قاض أخر‪ ،‬وقد تصدر احدى المحاكم مقر ار يقضي بعدم اختصاصيا لمبث في القضية وعندما‬
‫تحال ىذه األخيرة عمى المحكمة المفترض فييا صاحبة االختصاص تصدر مقر ار تعمن فيو عدم‬
‫االختصاص في مثل ىذه الحاالت يحصل تنازع في االختصاص بين جيتين يتعين تطبيقا لحسن سير‬
‫العدالة الفصل فيو‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬حاالت تنازع االختصاص‬

‫من المعموم أن تنازع االختصاص ىو خالف يحصل بين جيتين قضائيتين أو محكمتين رفع الييما نفس‬
‫النزاع ورأت كل واحدة أنيا مختصة لمبث فيو أو غير مختصة‪:‬‬
‫تنازع االختصاص اإليجابي‪ :‬عندما تقرر الجيتين اختصاصيما لمنظر في القضية‪ ،‬والحال أن جية واحدة‬
‫فقط ينعقد ليا االختصاص‪.‬‬
‫تنازع االختصاص السمبي‪ :‬عندما تقرر جيتان قضائيتان عدم االختصاص لمبث في القضية والحال أن‬
‫االختصاص ينعقد ألحدىما ألنو ال يمكن الحكم عمى شخص مرتين‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬شروط تنازع االختصاص‬

‫إن النزاع بنوعيو السمبي واإليجابي يتطمب تحقق بعض الشروط لنكون ازاء تنازع لالختصاص وىي‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪53‬‬

‫الفقرة األولى‪ -‬صدور حكمين متعارضين‪ :‬معناه ال يمكن اعتبار مجرد تحريك الدعوى العمومية أمام جية‬
‫غير مختصة يشكل تنازع لالختصاص‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أن ال يقبل الحكمان المتعارضان أي طعن يتأثر من خاللو تصحيح الوضعية‬
‫الفقرة الثالثة‪ -‬أن يتعمق التعارض بمسألة االختصاص‪ :‬فالبث في الموضوع بالرغم من وجود التناقض‬
‫بين الحكمين ال يعد تنازعا لالختصاص وانما توجد مسطرة خاصة لمفصل فيو‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قواعد االختصاص االستثنائية‬

‫من المعموم أن األصل في قواعد االختصاص االستثنائية‪ ،‬األصل أن يعود االختصاص في حال‬
‫ارتكاب جريمة الى المحكمة المختصة طبقا لقواعد االختصاص العادية‪ ،‬اال أنو قد تقتضي بعض الحاالت‬
‫الخروج عمى ىذه القاعدة فيتم احالة القضية عمى محكمة أخرى‪ ،‬وذلك اما بالنظر الى الشخص الذي‬
‫ارتكب الجريمة أو الجية التي ارتكبت أماميا واما بالنظر لطبيعة الدعوى المعروضة عمى المحكمة‪،‬‬
‫وقواعد اإلختصاص اإلستثنائية ىي كالتالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الحكم في الجنايات أو الجنح المنسوبة لبعض القضاة أو الموظفين‬

‫لقد وضع المشرع مسطرة خاصة تتضمن شكميات معينة يتعين اتباعيا وسموكيا في حالة ارتكاب جناية أو‬
‫جنحة من طرف فئة معينة من القضاة أو الموظفين خالل مزاولتيم لمياميم أو خارجيا‪ ،‬وتصنف فيما‬
‫يمي الفئات الخاضعة لقواعد االختصاص االستثنائية‪:‬‬

‫المطمب األول‪ :‬الفئة األولى‬

‫في حالة ارتكاب جريمة‪ ،‬جناية كانت أو جنحة من طرف مستشار لجاللة الممك أو عضو من أعضاء‬
‫الحكومة وزي ار أو منتدبا أو كاتب دولة أو نائب كاتب دولة أو قاض بالمجمس األعمى لمحسابات أو عضو‬
‫في المجمس الدستوري أو والي أو عامل أو رئيس أول لمحكمة االستئناف عادية كانت أو متخصصة أو‬
‫وكيل عام لمممك لدييا‪ ،‬فان الجية التي ينعقد ليا االختصاص لمنظر في القضية ىي الغرفة الجنائية‬
‫بالمجمس األعمى‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الفئة الثانية‬


‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪54‬‬

‫بالرجوع لممادة ‪ 266‬من ق‪.‬م‪.‬ج نجدىا تنص عمى أنو‪ :‬إذا كان الفعل منسوبا الى مستشار بمحكمة‬
‫االستئناف أو رئيس غرفة أو نائب عام أو رئيس محكمة ابتدائية عادية أو متخصصة أو وكيل الممك‬
‫لدييا أو قاضي بمجمس جيوي لمحسابات‪ ،‬فان الجية التي ينعقد ليا االختصاص لمنظر في القضية ىي‬
‫الغرفة الجنائية بالمجمس األعمى التي تحال عمييا بناء عمى ممتمس الوكيل العام لمممك لدى المجمس‬
‫األعمى‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬الفئة الثالثة‬

‫نصت المادة ‪ 267‬من ق‪.‬م‪.‬ج عمى أنو اذا كان الفعل منسوبا إلى قاض بمحكمة ابتدائية عادية أو‬
‫متخصصة‪ ،‬فان القضية تحال عمى الوكيل العام لمممك لدى محكمة االستئناف‪ ،‬ويظير من الصياغة أن‬
‫قواعد االختصاص المنصوص عمييا في المادة ‪ 259‬من ىذا القانون تطبق‪ ،‬وبالتالي فان الوكيل العام‬
‫لمممك المختص ىو الذي وضع الفعل في دائرة محل نفوذه أي محل ارتكاب الجريمة أو اقامة الفاعل أو‬
‫محل القاء القبض‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬الفئة الرابعة‬

‫وىي التي تعرضت ليا المادة ‪ 268‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬وعميو اذا كان الفعل منسوبا الى الباشا أو خميفة‬
‫أول لمعامل أو رئيس دائرة أو قائد أو لضابط شرطة قضائية أثناء مزاولة مياميم‪ ،‬فان القضية تحال عمى‬
‫الوكيل العام لمممك لدى محكمة االستئناف الذي يعرضيا عمى الرئيس األول ليقرر عند االقتضاء اجراء‬
‫بحث وفي حالة اإليجاب يعين مستشار مكمفا بالتحقيق بمحكمتو‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المعاقبة عمى الجرائم المرتكبة أثناء جمسات ىيئة الحكم‬

‫األصل أن تتم احالة مرتكب الجريمة عمى الجية المختصة ‪ ،‬اال أن المشرع خرج عن القاعدة في حالة‬
‫ارتكاب فعل يشكل جناية أو جنحة أو مخالفة أمام محكمة تنظر في جريمة أخرى‪ ،‬وىو ما يعرف بجرائم‬
‫الجمسات بحيث تختص المحكمة التي أرتكب أماميا الفعل بالنظر في القضية خالفا لمقواعد العادية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬اثارة الضوضاء بالجمسة واإلخالل بنظاميا‬


‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪55‬‬

‫نميز بين الحالة التي ترتكب فييا الجريمة من طرف المتيم والحالة التي ترتكب فييا من طرف الغير‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اثارة الضوضاء من طرف المتيم‬

‫إن إ حداث المتيم اضطرابا بقاعة الجمسات أو أي محل أخر يباشر فيو تحقيق قضائي بصفة عمنية‪ ،‬يأمر‬
‫رئيس الييئة بطرده من الجمسة وتتابع المناقشات في غيبتو‪.‬‬

‫أوال‪ -‬حالة المتيم المعتقل‪ :‬في ىذه الحالة ينتقل إلى المؤسسة السجنية وتبمغ إليو كافة اإلجراءات التي‬
‫تمت في غيبتو‪ ،‬حيث يتعين عمى كاتب الضبط بعد انتياء الجمسة االنتقال إلى السجن ويتمو محضر‬
‫طرده‪.‬‬ ‫مند‬ ‫حقو‬ ‫في‬ ‫الصادر‬ ‫والحكم‬ ‫العامة‬ ‫النيابة‬ ‫وممتمسات‬ ‫المناقشة‬
‫ثانيا‪ -‬حالة المتيم غير المعتقل‪ :‬يتم االحتفاظ بو تحث حراسة القوة العمومية رىن اشارة المحكمة الى‬
‫حين انتياء المناقشات تم يتم احضاره ونقمو لمجمسة ويصدر الحكم بحضوره‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إثارة الضوضاء من طرف الغير‬

‫في حالة إذا كان أحد األشخاص الحاضرين بالقاعة أحدث اضطراب بسبب تعبيره عالنية عن مشاعره‬
‫أو حرض عمى الضوضاء بأي وسيمة من الوسائل أمر رئيس الييئة بطرده‪ ،‬وذلك بغض النظر عن‬
‫المتابعات التي يمكن أن يتعرض ليا في حالة ارتكابو جريمة تشكل جناية أو جنحة أو مخالفة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬المسطرة المتبعة بخصوص جرائم الجمسات‬

‫خصيا المشرع بمسطرة خاصة تختمف بحسب اآلتي‪:‬‬


‫الفقرة األولى‪ -‬الفعل المرتكب يشكل مخالفة‪ :‬يأمر رئيس الييئة بتحرير محضر بشأنيا ويتولى االستماع‬
‫الى الشيود ويطبق حاال العقوبة التي تنطبق عمى الفعل بناء عمى ممتمسات النيابة العامة وتكون لمحكم‬
‫حجية مطمقة ال يمكن الطعن فييا‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬الفعل المرتكب يشكل جنحة أو جناية‪ :‬يأمر رئيس الييئة بتحرير محضر بالوقائع ويحيل‬
‫فو ار مرتكب الجريمة بواسطة القوة العمومية ومستندات القضية الى النيابة العامة المختصة ولممحكمة أن‬
‫تصدر في حق المتيم أم ار باإليداع في السجن اذا كان حاض ار أو بإلغاء القبض ان لم يمثل أماميا‪.‬‬
‫وىكذا يتضح أن المشرع أعطى لممحاكم سمطة تحريك الدعوى العمومية فيما قد يرتكب من جرائم أثناء‬
‫انعقاد الجمسة‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪56‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬اإلحالة من أجل تشكك مشروع‬

‫من المعموم أن المحكمة التي عرض عمييا النزاع تكون ىي صاحبة االختصاص لمبث فيو وىذا ىو‬
‫األصل‪ ،‬ما عدا اذا توفرت ظروف جعمت المشرع يتدخل لسحب القضية من محكمة ويحيميا عمى جية‬
‫قضائية أخرى لمبث فييا وىو ما يعرف باإلحالة من أجل تشكك مشروع‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تقديم طمب اإلحالة من أجل التشكك المشروع‬

‫يتعين عمى الجية المتضررة أن تقدم طمبيا الرامي الى اإلحالة من أجل التشكك المشروع قبل حصول أي‬
‫استجواب لممتيم أو مناقشة لمجوىر اال اذا طرأت العناصر المبررة لإلحالة أو اكتشفت بعد ذلك طبقا‬
‫لمفصل ‪ 271‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الجيات المؤىمة قانونا لتقديم طمب اإلحالة من أجل التشكك المشروع‬

‫تجدر اإلشارة أنو يحق لكل من الوكيل العام لمممك لدى المجمس األعمى أو النيابة العامة لممحكمة التي‬
‫عرض عمييا النزاع أو المتيم أو الطرف المدني‪ ،‬أن يقدم الطمب بكتابة ضبط المجمس األعمى والذي ال‬
‫أثر لو عمى سير الدعوى مالم تقرر الغرفة الجنائية خالف ذلك ويبمغ فو ار لجميع األطراف المذين ليم أجل‬
‫‪10‬أيام إليداع جوابيم بكتابة ضبط المجمس األعمى ويتم البث بغرفة المشورة دون حضور األطراف داخل‬
‫أجل شير من تقديم الطمب‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬اإلحالة من أجل المصمحة العامة‬

‫اجراء ييدف الى الحفاظ عمى األمن العمومي أو ضمان حسن سير العدالة وتعتبر من الحاالت‬
‫االستثنائية المتعمقة باالختصاص وفق المادة ‪ 272‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬وىي كالتالي‪:‬‬

‫المطمب األول‪ :‬اإلحالة من أجل األمن العمومي‬

‫قد تقتضي ظروف األمن العمومي أن يمتمس الوكيل العام لمممك لدى المجمس األعمى وحده من الغرفة‬
‫الجنائية بنفس المجمس احالة قضية عمى محكمة غير المحكمة المختصة بالنظر فييا‪ ،‬قبل أي استجواب‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪57‬‬

‫أو مناقشة في الجوىر‪ ،‬بمقتضى طمب يودع بكتابة ضبط المجمس األعمى حسب المسطرة والكيفية‬
‫المنصوص عمييا في المادة ‪ 271‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬اإلحالة من أجل حسن سير العدالة‬

‫من المعموم أنو يمكن لمغرفة الجنائية بالمجمس األعمى اما بناء عمى ممتمس من الوكيل العام لمممك لدى‬
‫المجمس األعمى أو من الوكيل العام لمممك لدى محكمة االستئناف المعينة تمقائيا أو بناء عمى طمب من‬
‫أطراف النزاع أن تأمر بإحالة القضية عمى ىيئة أخرى لتحقيق حسن سير العدالة‪ ،‬شريطة أال ينتج عن‬
‫ذلك أي ضرر يعرقل ظيور الحقيقة أو يمس بحقوق الدفاع‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اجراءات المحاكمة أمام المحاكم االبتدائية‬

‫غني عن البيان أن المسطرة المتبعة أثناء عرض القضية أمام المحاكم االبتدائية باعتبارىا محاكم أول‬
‫درجة‪ ،‬تشمل كيفية تنظيم الجمسات من حيث وسائل اإلثبات وتشكيل الييئات القضائية والقواعد العامة‬
‫وكذا األحكام والق اررات التي تصدرىا المحاكم وأثارىا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الجمسات‬

‫الجدير بالذكر أن أىم األىداف المسطرية تتجمى في ضمان المحاكمة العادلة كما ىي متعارف عمييا‬
‫في العيود والمواثيق الدولية والسيما العيد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬ولعل مبدأ الشرعية‬
‫خالل مراحل المحاكمة ىو الذي يضمن احترام حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬وسائل اإلثبات‬

‫بالرجوع لممواد من ‪ 286‬الى ‪ 296‬من ق‪.‬م‪.‬ج نجد المشرع المغربي نظميا أي وسائل اإلثبات‬
‫تكريسا لما صادق عميو المغرب من معاىدات دولية واحتراما ليا وادا كان المشرع قد حافظ عمى‬
‫المقتضيات القديمة من حيث المبدأ فانو أتى بمستجدات كقرينة البراءة وكذلك تفسير الشك لصالح المتيم‬
‫وذلك من أجل حفظ التوازن بين مصمحة المجتمع من جية وحقوق األفراد وحرياتيم من جية أخرى‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مبدأ حرية القاضي الجنائي في تكوين قناعتو ومبدأ عمنية وحضورية الجمسات واثبت‬
‫التصرفات المدنية‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪58‬‬

‫المبدأ العام ىو حرية اإلثبات في الميدان الجنائي حسب المادة ‪ 286‬من ق‪.‬ل‪.‬ع التي تنص عمى أنو‬
‫يمكن إثباث الجرائم بأية وسيمة من وسائل اإلثبات ما عدا في األحوال التي يقضي فييا القانون بخالف‬
‫ذلك ويحكم القاضي بحسب اقناعو الصميم‪ ،‬والمشرع لم يكتف بيذا الحد بل أضاف اليو وجوب توفر‬
‫المقرر عمى ما يبرر اقتناع القاضي وأال يكتفي بعبارة أن المحكمة اقتنعت كما أنو اذا كانت الجريمة‬
‫المقترفة تسري عمييا أحكام القانون المدني تعين عمى تطبيق أحكام ىذا األخير المحصورة وسائل اثباتو‬
‫في اإلقرار والحجة الكتابية‪ ،‬وشيادة اليود والقرائن باإلضافة الى اليمين‪ ،‬كما أن المشرع أضاف عبارة‬
‫أحكام خاصة الى عبارة القانون المدني بمعنى ينصرف الى القانون المنظم لممعامالت التجارية وكذا‬
‫بعض القوانين الخاصة‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬وسائل اإلثبات في الميدان الجنائي‬

‫إن المبدأ العام ىو حرية اإلثبات باعتماد أية وسيمة من وسائل اإلثبات التي نوقشت أمامو عمنيا وحضوريا‬
‫واطمأن الييا في تكوين قناعتو حيث أن فمسفة ق‪.‬م‪.‬ج تنطمق من خاصيتين وىما البراءة ىي األصل وأن‬
‫الشك يفسر لصالح المتيم‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المحاضر والتقارير المنجزة أثناء البحث التمييدي‬

‫تطرق ليا المشرع في المادتين ‪ 289‬و‪ 290‬من ق‪.‬م‪.‬ج وعميو نص المشرع عمى أربعة أنوع من‬
‫المحاضر‪:‬‬
‫‪ )1‬المحاضر ال يعتد بيا اال اذا كانت صحيحة من حيث الشكل وضمنت فييا معاينة ضابط‬
‫الشرطة القضائية‪ ،‬أو ما تمقاه شخصيا في اطار االختصاص أثناء ممارسة وظيفتو ‪ ،‬وقد اعتبرىا المجمس‬
‫األعمى بيذا الخصوص وثيقة رسمية‬
‫‪ )2‬محاضر يحررىا ضابط الشرطة القضائية لتثبث من الجنح والمخالفات ويوثق بمضمونيا مالم‬
‫يثبت ما يخالفيا بأي وسيمة من وسائل اإلثبات تكريسا لما استقر عميو االجتياد القضائي بالمجمس األعمى‬
‫عمى اعتبار ىذه الوسائل متساوية من حيث القيمة الثبوثية في الجنح والمخالفات‪.‬‬
‫‪ )3‬أما المحاضر فتعتبر مجرد بيانات وال تمزم القاضي وتبقى في شكل معمومات وأىميا المحاضر‬
‫المحررة في الجنايات نظ ار لما يكتنف ىذه األخيرة عادة من غموض وتعقيد لكون وضع المتيم يقتضي‬
‫مرونة أكثر‪.‬‬
‫‪ )4‬محا ضر ال يمكن اثبات عكسيا اال عن طريق الطعن فييا بالزور وىو ما نصت عميو المادة‬
‫‪ 292‬من ق‪.‬م‪.‬ج بقوليا‪" :‬اذا نص قانون خاص عمى أنو ال يمكن الطعن في مضمون بعض المحاضر‬
‫أو التقارير اال بالزور فال يمكن اثبات عكسيا بغير ىذه الوسيمة"‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪59‬‬

‫ويضاف الى ذلك محاضر تتعمق أغمبيتيا بمخالفات يتعذر فييا جمع األدلة الكافية لإلدانة بسبب استحالة‬
‫المحافظة عمى ىذه األخيرة سيما اذا كانت سريعة االندثار‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االعتراف‬

‫بالرجوع لممادة ‪ 293‬من ق‪.‬م‪.‬ج يخضع االعتراف كغيره من وسائل اإلثبات لمسمطة التقديرية‬
‫لمقضاة‪ ،‬فاالعتراف ىو إقرار لممتيم عمى نفسو بصحة ارتكابو الجريمة المنسوبة اليو وىو سيد األدلة‬
‫وأقواىا وبو تنيض المسؤولية الجنائية لصاحبو وىو نوعان ‪:‬‬
‫أوال‪ -‬االعتراف القضائي‪ :‬وىو الذي يصدر عن المتيم أمام المحكمة نتيجة استنطاق القاضي لو‪ ،‬وىو‬
‫اجراء يباشره المتيم بإق ارره وفي ان واحد دليل تأخذ بو المحكمة وىو اجراء من اجراءات اإلثبات‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬االعتراف الغير القضائي‪ :‬وىو الذي يصدر عن المتيم أمام جية غير قضائية كالتصريحات‬
‫المدلى بيا أمام الضابطة القضائية أثناء مرحمة البحث التمييدي‪ ،‬ويتميز عن االعتراف القضائي في كون‬
‫ىذا األخير ال يمكن االدعاء بكونو أنتزع باكراه أو تحت الضغط أو العنف‪ ،‬بخالف االعتراف الغير‬
‫القضائي الذي تبقى سبل الطعن فيو مفتوحة وتكل دفوعات شكمية امام المحاكم ناىيك عن ما يترتب عن‬
‫ذلك من نتائج قانونية‪ .‬وحتى يكون االعتراف منتجا في النزاع البد أن تتوفر فيو الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون صاد ار من المتيم عمى نفسو بصفة شخصية‬
‫‪ -‬أن ينصب االعتراف عمى األفعال المقترفة والمسطرة بوقائع النازلة‬
‫‪ -‬أن يكون االعتراف صاد ار عن شخص يتمتع بكامل قواه العقمية يفقو ما يقولو ويفعمو ومقد ار لنتائجو‪.‬‬
‫‪ -‬أن يصدر االعتراف عن المتيم طوعا وبمحض ارادتو وغير منتزع باك اره أو تعذيب‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬شيادة الشيود‬

‫بالرجوع لممادة ‪ 296‬من ق‪.‬م‪.‬ج ‪ :‬تقام الحجة بشيادة اليود وفقا لممقتضيات الواردة في المادة ‪325‬‬
‫وما يمييا الى غاية ‪ 346‬من ىذا القانون‪ ،‬حيث أصبح باإلمكان استدعاء الشاىد بكافة الطرق المنصوص‬
‫عمييا قانونا‪ ،‬اذ يمكن استدعاؤه برسالة مضمونة مع اإلشعار باالستالم أو باستدعاء يبمغو عون التبميغ أو‬
‫عون قضائي أو بالطريقة اإلدارية وقد يستدعى شفويا بواسطة أي ضابط من ضباط الشرطة القضائية‪.‬‬
‫ومن ما سبق نستنتج أن الشيادة تبقى كأي دليل أخر خاضعة لمسمطة التقديرية لممحكمة أي وسيمة اثبات‬
‫نسبية ولمقاضي الحرية في االقتناع بمحتواىا من عدم اإلقناع‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬الخبرة‬

‫نصت المادة ‪ 295‬من ق‪.‬م‪.‬ج عمى أنو يجب عمى المحكمة التي تأمر بأجراء الخبرة أن تراعي في‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪60‬‬

‫ذلك مقتضيات المادتين ‪194‬و‪ 195‬والمادة ‪ 198‬ما يمييا الى غاية ‪ 208‬من ىذا القانون‪ ،‬وىكذا الخبرة‬
‫ىي اجراء ييدف القاضي من وراءه استشارة شخص لو دراية خاصة بمسألة من المسائل يتطمب حميا‬
‫معمومات خاصة من الناحية التقنية والفنية والعممية‪ ،‬وال يستطيع القاضي من نفسو فيميا بصورة دقيقة‬
‫واجالء غموضيا لكونو ال يممك القدرة العممية لمقيام بذلك ميما بمغ مستواه الثقافي والمعرفي‪ ،‬وبذلك‬
‫فالخبرة من أىم وسائل اإلثبات في الميادين الزجرية والمدنية والتجارية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تشكيل الييئات القضائية‬

‫حسب المادة ‪ 297‬من ق‪.‬م‪.‬ج يشترط لصحة انعقاد الجمسات أن تشكل كل ىيئة قضائية طبقا‬
‫لمقانون المؤسس ليا‪ ،‬ويجب تحت طائمة البطالن أن تصدر مقرراتيا عن قضاة شاركوا في جميع‬
‫النقاشات‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬تشكيل كل ىيئة قضائية طبقا لمقانون المؤسس ليا‬

‫عمل المشرع عمى تعزيز وتقوية ضمانات المحاكمة العادلة وذلك بإق ارره لثنائية التحقيق والقضاء‬
‫الفردي الى جانب القضاء الجماعي واحداث غرفة الجنايات االستثنائية‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬قاضي التحقيق عمى صعيد المحكمة اإلبتدائية ومحكمة اإلستئناف‬
‫أوال‪ -‬قاضي التحقيق عمى صعيد المحكمة االبتدائية‪ :‬مؤسسة قاضي التحقيق لدى المحاكم االبتدائية ليا‬
‫دور فعال في تجسيد المحاكمة العادلة عن طريق البحث والتنقيب عن وسائل اإلثبات إلظيار الحقيقة‪،‬‬
‫ويكمف بالتحقيق قاضي التحقيق المعين من بين قضاة الحكم لمدة ثالث سنوات قابمة لمتجديد بقرار وزير‬
‫العدل بناء عمى اقتراح من رئيس المحكمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬قاضي التحقيق عمى صعيد محكمة االستئناف‪ :‬يقوم بالتحقيق عمى صعيد محكمة االستئناف فيما‬
‫يخص األحداث المتابعين بأفعال ذات صبغة جنائية‪ ،‬ويكون التحقيق اإلعدادي الزاميا في الجنايات‬
‫المعاقب عمييا باإلعدام أو السجن المؤبد أو التي يصل الحد األقصى لمعقوبة المقررة ليا ثالثين سنة‬
‫وكذلك الجنايات المرتكبة من طرف األحداث وفي الجنح بنص خاص‪ ،‬ويكون اختياري في باقي‬
‫الجنايات‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬القاضي الفردي عمى صعيد المحكمة االبتدائية‪ :‬من المعموم أن المشرع المغربي يؤمن‬
‫بأىمية القضاء الفردي كوسيمة فعالة في التغمب عمى كثرة القضايا المعروضة عمى المحاكم االبتدائية‬
‫وتصفيتيا بالسرعة المطموبة‪ ،‬وتبنى المشرع من جديد ىذه المؤسسة لمبث في القضايا التي ال تتجاوز‬
‫العقوبات المقررة ليا سنتين حبسا أو بغرامة فقط وىو ما يشكل المخالفات والجنح الضبطية‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪61‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬الييئة الجماعية عمى صعيد المحكمة االبتدائية‪ :‬إن المشرع وضمانا لتحقيق شروط‬
‫المحاكمة العادلة أوكل ميمة القضايا الجنحية لمقضاء الجماعي كما نصت عمى ذلك المادة ‪ 374‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج عمى أن المحكمة تعقد جمساتيا وىي مكونة من رئيس وقاضيين بحضور ممثل النيابة العامة‬
‫ومساعد كاتب الضبط‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ -‬الغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف‪ :‬تتكون من الرئيس األول ومن ينوب عنو ومن‬
‫مستشارين اثنين وتنظر فيما يمي حسب المادة ‪ 231‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪:‬‬
‫‪ )1‬طمبات اإلفراج المقدمة الييا مباشرة‪.‬‬
‫‪ )2‬طمبات بطالن اجراءات التحقيق المنصوص عمييا في المواد من ‪ 210‬الى ‪ 213‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ )3‬اإلستئنافات المرفوعة ضد أوامر قاضي التحقيق‪.‬‬
‫‪ )4‬في كل اخالل منسوب لضابط من ضباط الشرطة القضائية خالل مزاولتو لميامو‪.‬‬
‫‪ )5‬التحقق من حسن سير مكاتب التحقيق التابعة لنفوذ محكمة االستئناف‪.‬‬
‫‪ )6‬زيارة المؤسسات السجنية التابعة لمحكمة االستئناف مرة كل ثالث أشير‪.‬‬
‫الفقرة الخامسة‪ -‬غرفة الجنح االستئنافية‪ :‬تتكون تحت طائمة البطالن من رئيس ومستشارين اثنين‬
‫بحضور ممثل النيابة العامة وبمساعدة كاتب الضبط‪ ،‬ويقدم االستئناف بتصريح الى كتابة الضبط‬
‫بالمحكمة مصدرة الحكم أو الى كتابة الضبط بمحكمة االستئناف‪.‬‬
‫الفقرة السادسة‪ -‬غرفة الجنايات االبتدائية‪ :‬تتكون من رئيس من بين رؤساء الغرف ومستشارين اثنين‬
‫تعينيم الجمعية العامة لمحكمة االستئناف كل سنة قضائية‪ ،‬كما تعين الجمعية من بين أعضائيا رئيسا‬
‫نائبا ومستشارين اضافيين‪ ،‬وتختص ىذه الغرفة بالنظر في الجنايات والجرائم المرتبطة بيا والتي ال يمكن‬
‫فصميا عنيا‪.‬‬

‫الفقرة السابعة‪ -‬غرفة الجنايات االستئنافية‪ :‬نظ ار لخطورة الجرائم التي تختص بالنظر فييا غرفة‬
‫الجنايات ومسايرة لمستجدات حقوق اإلنسان ولتوفير مزيد من ضمانات المحاكمة العادلة‪ ،‬فان المشرع‬
‫متع المتيم أمام ىذه الغرفة بدرجة ثانية من درجات التقاضي‪ ،‬وتتكون ىذه الغرفة من رئيس غرفة وأربعة‬
‫مستشارين وتنظر في قضايا الجنايات المستأنفة أماميا بحضور ممثل النيابة العامة وبمساعدة كاتب‬
‫الضبط ويمكن أن يضاف الى تشكيمة الييئة مستشار أو أكثر‪ ،‬كما يمكن لمرئيس األول لمحكمة‬
‫اإلستئناف أن يترأس شخصيا ىذه الغرفة‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬اصدار المقررات عن قضاة شاركوا في جميع المناقشات‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المبدأ العام‬

‫بالرجوع الفقرة الثانية من المادة ‪ 297‬من ق‪.‬م‪.‬ج فانو يجب تحث طائمة البطالن أن تصدر مقررات الييئة‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪62‬‬

‫القضائية عن قضاة شاركوا في جميع المناقشات وأساس ىذه القاعدة أن أحكام المحكمة الجنائية وطبقا‬
‫لمقتضيات المادة ‪ 287‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬تبنى عمى حجج عرضت أثناء الجمسة ونوقشت شفاىيا وحضوريا‬
‫أمام الييئة‪ ،‬ىذا فضال عن كون األصل في اثبات الجرائم ىو األخذ بكل وسائل اإلثبات‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلستثناء‬

‫أوال‪ -‬استدعاء أعضاء الحكومة كشيود‪ :‬اذا كان األصل في الشيادة أن تؤدى وتناقش أمام ىيئة‬
‫المحكمة حتى يمكن األخذ بيا‪ ،‬فان المشرع لم يأخذ بيذا االتجاه بخصوص شيادة أعضاء الحكومة‬
‫وكتاب الدولة في الحالة التي لم يطمب فييا الحضور أو لم يؤدن فيو طبقا لإلجراءات القانونية فان‬
‫شيادتيم يتمقاىا كتابة الرئيس األول لمحكمة االستئناف أو قاض ينتدبو ليذا الغرض ان كان يقطن خارج‬
‫دائرة نفوذ المحكمة‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬استدعاء ممثل دولة أجنبية‪ :‬بالرجوع لممادة ‪ 327‬من ق‪.‬م‪.‬ج فان شيادة ممثل دولة أجنبية تطمب‬
‫من المعني باألمر بواسطة الو ازرة المكمفة بالشؤون الخارجية واذا قبل الطمب يتمقى الشيادة الرئيس األول‬
‫لمحكمة االستئناف أو القاضي الذي يعينو ليذه الغاية‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬استنطاق المتيم في وضعية صحية صعبة‪ :‬طبقا لمقتضيات الفقرة الثانية من المادة ‪ 312‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج اذا كان المتيم في وضعية صحية صعبة يتعذر فييا عميو الحضور لمجمسة ووجدت أسباب‬
‫خطيرة ال يمكن معيا تأجيل الحكم في القضية فان المحكمة تكمف بمقتضى مقرر خاص ومعمل أحد‬
‫أعضائو بمساعدة كاتب الضبط الستنطاق المتيم في المكان الذي يوجد فيو‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬صدور حكم عن ىيئة تضم عضو سبق أن كان ممثال لمنيابة العامة في القضية‪ :‬بالرجوع لممادة‬
‫‪ 297‬من ق‪.‬م‪.‬ج فانو ال يمكن تحت طائمة البطالن لقاض من النيابة العامة عين أو أنتدب لميام قضاء‬
‫الحكم أن ي شارك في البث في قضايا سبق لو أن مارس فييا الدعوى العمومية أو أي اجراء من اجراءات‬
‫المتابعة حسب الثابت من مقتضيات المادة ‪.417‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬حاالت التنافي لمنظر في قضية واحدة‬

‫إذا كان األصل ىو صالحية كل قاض في االنتماء الى الييئة التي تبث في القضايا الجنائية فان‬
‫المشرع استثنى الحاالت األتية‪:‬‬
‫أوال‪ -‬قاضي التحقيق الذي أجرى تحقيقا في نفس القضية‪ :‬بالرجوع لممادة ‪ 52‬من ق‪.‬م‪.‬ج فانو ال يمكن‬
‫لقضاة التحقيق تحت طائمة البطالن أن يشاركوا في اصدار حكم في القضايا الزجرية التي سبق أن أحيمت‬
‫عمييم بصفتيم قضاة مكمفين بالتحقيق‪ ،‬كما يمنع مشاركة قاضي التحقيق في ىيئة غرفة الجنايات التي‬
‫تنظر في قضية سبق لو اجراء تحقيق فييا‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪63‬‬

‫ثانيا‪ -‬قاض شارك في الحكم في جوىر القضية‪ :‬ال يمكن لقضاة الحكم تحت طائمة البطالن أن يشاركوا‬
‫في الحكم في قضية سبق ليم البث في موضوعيا حتى ال يتناقض الرأي األخير مع الرأي األول‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬تجريح القضاة‬

‫يعتبر تجريح القضاة ضمانة أساسية لتحقيق العدالة وقد حددت حاالتو المواد من ‪ 273‬الى ‪285‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬ج‪:‬‬

‫أوال‪ -‬حاالت التجريح‪ :‬حاالت التجريح التي تحول دون مواصمة القاضي المجرح النظر في القضية‬
‫المعروضة عميو وردت عمى سبيل الحصر وتتعمق أساسا بقضاة الحكم‪ ،‬بحيث ال يمكن تجريح قضاة‬
‫النيابة العامة وحاالت التجريح ىي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬اذا كان لمقاضي أو لزوجو مصمحة مباشرة أو غير مباشرة في الحكم في الدعوى‪.‬‬
‫‪ -‬القرابة أو المصاىرة مع أحد أطراف الدعوى بما في ذلك أبناء األعمام واألخوال‪...‬‬
‫‪ -‬اذا كان القاضي دائنا أو مدينا ألحد األطراف أو سبق لو أن قدم استشارة أو رافع أو مثل أمام‬
‫القضاء‪..‬‬
‫ثانيا‪ -‬األطراف الذين خول ليم القانون حق طمب التجريح‪ :‬وىؤالء األشخاص ىم‪:‬‬

‫‪ )1‬القاضي المعروض عميو النزاع‪.‬‬


‫‪ )2‬المتيم وفق تصريح لمرئيس األول لممجمس األعمى يبين فيو الوسيمة المثارة لمتجريح ويرفقو‬
‫بالحجج المفيدة‪...‬‬
‫‪ )3‬المسؤول المدني والطرف المدني يحق لو تقديم طمب التجريح‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬القواعد العامة بشأن سير الجمسة‬


‫المطمب األول‪ :‬اختصاص رئيس الجمسة‬
‫الفقرة األولى‪ :‬ضمان السير العادي لمجمسة‬
‫بالرجوع لممادة ‪ 298‬من ق‪.‬م‪.‬ج يتولى رئيس الجمسة ضبط النظام وتسيير البحث والمناقشات بيا‪،‬‬
‫دون اثارة أي عراقل وما قد يصدر عن الجميور والحاضرين من تعبير عن الرأي قد يشوش عمى حياد‬
‫المحكمة ويأثر عمى قناعتيا‪ ،‬ومنع بعض األشخاص من دخول الجمسات اذا رأى أن حضورىم غير‬
‫مناسب‪ ،‬ومن ثمة تبقى لمرئيس السمطة التقديرية في تقرير التصرفات التي تعتبر ضوضاء واضطرابات‬
‫والتي تؤدي الى طرد مرتكبيا‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تسيير البحث والمناقشات‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪64‬‬

‫يتولى رئيس الجمسة دراسة القضية ومناقشتيا ويرتب سير ىذه المناقشة اذا اقتضى الحال ولو أن‬
‫يرفض كل ما يرمي الى اطالة المرافعات بدون جدوى‪ ،‬وأن يوقف الجمسة أثناء دراسة ومناقشة القضية أو‬
‫قبل انياء القضايا المدرجة في جدول الجمسة ألي سبب يراه مبر ار ليذا اإليقاف‪ ،‬وحسب المادة ‪ 305‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج يشمل بحث القضية استنطاق المتيم ان كان حاض ار واإلستماع الى الشيود والخبراء وتقديم أدوات‬
‫االقتناع عند االقتضاء‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬ضمان عرض كل أدلة اإلثبات عمى األطراف بالجمسة‬
‫يتولى رئيس الجمسة ضمان عرض كل أدلة اإلثبات عمى أطراف الخصومة بالجمسة وذلك حتى‬
‫يكون كل طرف عمى بينة منيا وبالتالي اعداد أوجو دفاعو وكذا الرد عمييا‪ ،‬ويعرض رئيس الجمسة كل‬
‫أدلة اإلثبات من حجج أو أشرطة مصورة حتى ولو كانت مخمة بالحياء مع منع األحداث من دخول قاعة‬
‫الجمسات‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬اإلذن باستعمال وسائل االتصال بقاعات الجمسات‬
‫بالرجوع لممادة ‪ 303‬من ق‪.‬م‪.‬ج يمكن لمرئيس بعد أخد رأي النيابة العامة أن يأذن باستعمال أالت‬
‫التصوير أو التسجيل أو اإلرسال أو اإللتقاط أو اإلتصال المختمفة بقاعات الجمسات أو في أي مكان أخر‬
‫يجري بو تحقيق قضائي ويعاقب عن مخالفة ىذه المقتضيات بغرامة تتراوح بين خمسة أالف وخمسين‬
‫ألف درىم وتصادر المحكمة اآلالت واألشرطة عند اإلقتضاء‪ ،‬والغاية من ىذه الوسائل ىي ضمان اطالع‬
‫الرأي العام عمى أطوار المحاكمة تكريسا لمبدأ عمنية الجمسات وحماية شخصية المتيم انطالقا من القاعدة‬
‫المتمثمة في قرينة البراءة‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬اختصاص الييئة الحاكمة أثناء سير الجمسة‬
‫الفقرة األولى‪ :‬البث في الطمبات الرامية الى تأجيل القضية‬
‫بالرجوع لممادة ‪ 299‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ :‬تبث الييئة القضائية في الطمبات الرامية الى تأجيل القضية الى تاريخ‬
‫الحق أي أن الييئة القضائية ىي الجية التي أوكل الييا المشرع البث في الطمبات الرامية الى التأخير‬
‫التي تقدم من قبل أطراف الدعوى‪ ،‬واذا تبين أن ممتمس التأخير يرتكز عمى أساس معقول فإنيا تستجيب‬
‫لو أما اذا تبين أنو بيدف المماطمة فإنيا ترفض ىذا الطمب‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬جعل الجمسة سرية‬
‫من المعموم أن المبدأ العام ىو أن تتم اجراءات المحاكمة في جمسة عمومية وعمنية بحيث نصت‬
‫المادة ‪ 300‬عمى أنو يجب تحث طائمة البطالن أن تتم اجراءات البحث والمناقشات في جمسة عمنية‪،‬‬
‫استثناء تكون الجمسة سرية اذا ارتأت المحكمة أن في عمنيتيا خطر عمى األمن أو عمى األخالق ويضاف‬
‫الى ذلك القضايا المتعمقة باألحداث حيث أوجب القانون بشأنيا جمسة سرية‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬دور أطراف الخصومة‬
‫الفقرة األولى‪ :‬دور ممثل النيابة العامة‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪65‬‬

‫حسب المادة ‪ 36‬من ق‪.‬م‪.‬ج تتولى النيابة العامة اقامة الدعوى وممارسة الدعوى العمومية ومراقبتيا‬
‫وتطالب بتطبيق القانون‪ ،‬فممنيابة العامة وظيفتان األولى تحريك الدعوى العمومية وىذه ميمة قد يشارك‬
‫فييا غيرىا‪ ،‬والوظيفة الثانية مراقبة سير الدعوى العمومية بعد تحريكيا وىي ميمة خاصة بيا فقط‪ ،‬وىنا‬
‫تتسع مسؤوليتيا بقدر اتساع صالحيتيا وتشمل الممتمسات واستعمال طرق الطعن في األحكام وتنفيذ‬
‫اإلجراءات‪..‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دور األطراف األخرى‬
‫أوال‪ -‬المتيم‪ :‬ىو الطرف المدعى عميو في الدعوى الجنائية وقد حرص المشرع عمى تمتيعو بالضمانات‬
‫الكافية لمدفاع عن نفسو ودحض جميع التيم الموجية اليو والرد عمييا وذلك من خالل تأخير مرافعتو وكذا‬
‫التنصيص عمى وجوب أن تكون الكممة األخيرة اليو في اطار الردود والدفوعات التي قد تط أر أثناء‬
‫الجمسة‪ ،‬وتمعب مرافعة المتيم دور ميم في تقرير مصير التيمة المنسوبة اليو‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الطرف المدني‪ :‬ال يعد طرفا أساسيا في الدعاوى الجنائية لذلك ال يكون حاض ار في جميع مراحميا‪،‬‬
‫اال أنو يمتمك كامل الصالحية لتقديم مطالبو أمام المحكمة وبسط أوجو دفاعو وطمب التعويض عن‬
‫الضرر الذي لحقو من الجريمة المترتب عنيا الضرر مع تحديده وتعيين موطن مختار في مكان تواجد‬
‫مقر المحكمة‪...‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬اإلستدعاء وحضور المتيمين‬

‫حددت المادة ‪ 384‬من ق‪.‬م‪.‬ج طرق رفع_ الدعوى الى المحكمة االبتدائية ومن بينيا اإلستدعاء‬
‫المباشر الذي يسممو وكيل الممك أو الطرف المدني لممتيم أو عند اإلقتضاء لممسؤولين عن الحقوق‬
‫المدنية‪ ،‬فاالستدعاء ىو االعالم بالحضور لجمسة الحكم التي يكون فييا طرف متيما بارتكاب فعال من‬
‫األفعال المعاقب عمييا جنائيا‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬استدعاء المتيم‬


‫الفقرة األولى‪ :‬استدعاء المتيم من طرف النيابة العامة‬
‫يستدعي وكيل الممك المتيم لمحضور بالجمسة حسب ما نصت عميو المادة ‪ 308‬وما يمييا من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج والتي حددت بأنو يجب تبميغ اإلستدعاء اليو بحيث يستدعى في نفس الوقت المسؤول عن الحق‬
‫المدني ان وجد أو المتضرر ويمكن أيضا استدعاء بعض اإلدارات التي خول ليا المشرع حق اقامة‬
‫الدعوى العمومية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬استدعاء المتيم من طرف المحكمة‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪66‬‬

‫تجدر اإلشارة أنو يجب عمى المحكمة بعد تحديدىا لمجمسة أن توجو اإلستدعاء لمحضور لممتيم‬
‫ولممطالب بالحق المدني والمسؤول المدني ان وجد والى المحامي الذي نصب لمؤازرة موكمو‪ ،‬واذا كان‬
‫لممتيم أكثر من محام وجب استدعائيم جميعا دون أي استثناء‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬البيانات الواجب توفرىا في اإلستدعاء‬
‫بالرجوع لممادة ‪ 308‬من ق‪.‬م‪.‬ج تحدد البيانات الجوىرية التي يجب توفرىا في االستدعاء‪ ،‬فيما يمي‪:‬‬
‫" اليوم والساعة ومحل انعقاد الجمسة ونوع الجريمة وتاريخ ومحل ارتكابيا والمواد القانونية المطبقة بشأنيا‬
‫وقد رتب المشرع البطالن عند تخمف ىذه البيانات‪ ،‬باإلضافة الى بيان التيمة بحيث ال يكفي الوصف‬
‫القانوني واليدف منو اتاحة فرصة لممتيم لمعمم بتيمتو واعداد دفاعو بشأنيا‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬حضور المتيم‬

‫من المعموم أن مبدأ الحضورية من المبادئ األساسية التي ينبني عمييا نظام المحاكمة الجنائية‬
‫وحضور المتيم أمام المحكمة يعتبر من حقوق الدفاع بحيث يخول لألطراف مواجية بعضيم البعض‬
‫وتقديم دفاعيم أمام المحكمة‪ ،‬وىذا المبدأ ىو الذي يحدد الوصف القانوني لمحكم باعتباره حضوريا أو‬
‫غيابيا أو بمثابة حضوري وبالتالي يحدد أجال وطرق الطعن في الحكم‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مبدأ الحضور الشخصي لممتيم‬
‫نص المشرع في المادة ‪ 311‬من ق‪.‬م‪.‬ج مبدأ الحضور الشخصي لممتيم ما لم تعفيم المحكمة من‬
‫الحضور‪ ،‬واذا لم يحضر رغم توجيو استدعاء اليو يتضمن اليوم والساعة المحددة لمنظر في القضية تتولى‬
‫المحكمة محاكمتو غيابيا‪ ،‬اذا طمب محاميو أن تجرى المناقشات في غيبتو وارتأت المحكمة عدم ضرورة‬
‫حضوره شخصيا‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المتيم في وضعية صحية صعبة‬
‫مراعاة لتحقيق مبدأ المحاكمة العادلة من جية وضمان لحسن سير أجيزة العدالة من جية أخرى جاء‬
‫المشرع بمستجد يخص المتيم الموجود في وضعية صحية صعبة يتعذر معيا حضوره لمجمسة وذلك ما‬
‫نصت عميو المادة ‪ 312‬بحيث اذا توفرت ىذه الحالة فالمحكمة تكمف باالنتقال الى حيث يوجد المتيم‬
‫ليقوم باستنطاقو وقد حدد المشرع مسطرة خاصة في ىذه الحالة وقد يكون اإلستنطاق بمحضر محامي‬
‫المتيم عند اإلقتضاء‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬الثار المترتبة عمى حضور المتيم‬
‫من أىم األثار المترتبة عن حضور المتيم في مرحمة المحاكمة نجد‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد الوصف القانوني الذي قد يكون فيو الحكم اما حضوري أو غيابي أو بمثابة حضوري‬
‫وبالتالي تحدد طرق الطعن‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪67‬‬

‫‪ -‬المتيم الذي يكون حاض ار عند المناداة عمى القضية تم ينسحب بعد البث في مناقشة القضية ال‬
‫يعتبر غائبا‬
‫‪ -‬اذا أعمم المتيم بتاريخ النطق بالحكم فعدم حضوره في التاريخ المعين ال يؤثر في وصف الحكم‬
‫بأنو حضوري‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬حق المتيم في المؤازرة بمحام‬
‫من أجل تحقيق المحاكمة العادلة البد من تمكين المتيم من مؤازرة بمحامي في سائر المراحل‬
‫المسطرة‪ ،‬فالمحامي بحكم تكوينو القانوني يساعد المتيم في اعداد دفاعو المرتبط باإلخالالت الشكمية التي‬
‫قد تكون شابت اإلجراءات المسطرية المنجزة قبل احالة القضية عمى ىيئة المحكمة‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬اإلستماع الى الشيود والخبراء‬

‫الجدير بالذكر أنن لم يعد نظام اإلثبات في الخصومة الجنائية يستند الى االعتراف فقط باعتباره سيد‬
‫األدلة بل تطور الى غاية الوصول لإلستعانة بالمشاىدة المباشرة لوقائع النازلة أو عن طريق اإلستفادة من‬
‫التطور العممي في ميادين مختمفة‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬اإلستماع الى الشيود‬

‫تعتبر الشيادة بمثابة تقرير حقيقة أمر توصل اليو الشاىد بنفسو أو سمعو من الغير مباشرة وتنصب‬
‫عمى وقوع الفعل الجرمي ونسبتو لممتيم‪ ،‬ومن ثمة يتعذر اإلثبات أحيانا بمجرد االعتراف أو الكتابة مما‬
‫يستدعي الشيود أمام المحكمة‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الزامية حضور الشاىد‬
‫من واجبات الشاىد الحضور أمام ىيئة الحكم لإلدالء بشيادتو لكونو الوسيمة الوحيدة لإلثبات‪،‬‬
‫بحيث نصت المادة ‪ 325‬عمى الزامية حضور الشاىد أمام المحكمة‪ ،‬ونظ ار ألىمية المبدأ أحاطو المشرع‬
‫بمجموعة من اإلجراءات‪:‬‬

‫أوال‪ -‬استعمال القوة العمومية إلحضار الشاىد‪ :‬بحيث يمكن لممحكمة تسخير القوة العمومية إلحضار‬
‫الشاىد المتخمف تمقائيا أو بناء عمى ممتمس النيابة العمة اذا توافرت الشروط التالية‪ * :‬أن يتخمف عن‬
‫الحضور رغم استدعائو بصفة قانونية * اذا كان تصريحو يكتسي أىمية وال يمكن اإلستغناء عنو‪ .‬وبذلك‬
‫يتحمل الشاىد جميع مصاريف التبميغ مالم يبرر تخمفو بعذر مقبول‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الحكم عمى الشاىد الذي يتخمف عن الحضور‪ :‬رتب المشرع عمى الشاىد عند اخاللو بالتزام‬
‫الحضور رتب لو المشرع عقوبة تتمثل في أداء غرامة تتراوح بين ‪ 1200‬درىم و‪ 12000‬درىم اذا تخمف‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪68‬‬

‫رغم استدعائو بصفة قانونية أو اذا حضر ورفض أداء اليمين أو اإلدالء بشيادتو ولو لم يترتب عن عدم‬
‫حضوره تأجيل القضية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أداء الشيادة شفويا‬
‫من المعموم أن الشيادة تؤدى شفويا أمام ىيئة الحكم وىذا ىو األصل‪ ،‬وذلك بيدف تكوين القناعة‬
‫الوجدانية لمقاضي الجنائي‪ ،‬اال أن ىذا المبدأ ترد عميو استثناءات‪:‬‬
‫أوال‪ -‬شيادة أعضاء الحكومة‪ :‬بالرجوع لممادة ‪ 316‬من ق‪.‬م‪.‬ج ال يمكن استدعاء أعضاء الحكومة‬
‫وكتاب الدولة ونوابيم اال بعد الحصول عمى اذن المجمس الوزاري بناء عمى تقرير يقدمو وزير العدل‪ ،‬وان‬
‫لم يمنح اإلذن فان الشيادة يتمقاىا كتابة بمنزل الشاىد الرئيس األول لمحكمة االستئناف بالنظر لمكانة‬
‫أعضاء الحكومة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬شيادة ممثل دولة أجنبية‪ :‬استنادا لممادة ‪ 327‬من ق‪.‬م‪.‬ج فان الشيادة التي يؤدييا ممثل دولة‬
‫أجنبية تطمب بواسطة الو ازرة المكمفة بالشؤون الخارجية ويؤدييا المعني باألمر كتابة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬شيادة األصم أو األبكم‪ :‬توجو اليو األسئمة وترد األجوبة عنيا كتابة واذا كان ال يعرف الكتابة‬
‫يساعده شخص اعتاد التحدث معو أو أي شخص قادر عمى التخاطب معو‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬استعانة الشاىد بمذكرات كتابية‪ :‬نصت المادة ‪ 337‬من ق‪.‬م‪.‬ج عمى أن الشاىد يمكنو بصفة‬
‫استثنائية أن يستعين بمذكرات باذن من رئيس الييئة وعميو يمكن لرئيس الييئة السماح لشاىد باإلستعانة‬
‫بمذكرات كتابية حتى ال تكون ىناك زيادة أو نقصان خاصة في النزاعات المعقدة التي تتطمب حسابات‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬استدعاء أطراف الخصومة لمشيود الذين يزكون مواقفيم‬

‫نصت المادة ‪ 325‬في فقرتيا الثانية أنو‪ :‬يستدعى الشاىد تمقائيا من طرف المحكمة أو بناء عمى طمب‬
‫النيابة العامة أو الطرف المدني أو المتيم أو المسؤول عن الحقوق المدنية حتى وان كانت المحكمة ىي‬
‫التي تسير عمى استدعاء الشيود فان األطراف ىم من يبادر بطمب اإلستماع الييم تعزي از لمواقفيم في‬
‫االتيام أو الدفاع‪ ،‬فيم شيود نفي واثبات‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬حياد الشاىد‬

‫نظ ار ألىمية الشيادة كوسيمة من وسائل اإلثبات التي يبني عمييا القاضي قناعتو لمقول بارتكاب‬
‫المتيم الفعل من عدم ارتكابو ‪،‬أحاطيا المرع بإجراءات مسطرية لضمان حياد الشاىد وعدم خضوعو ألي‬
‫ثأثير‪:‬‬
‫أوال‪ -‬أداء اليمين القانونية‪ :‬قبل أداء أي شيادة والغية من البعد الديني ىو تحقيق األثر اإليجابي عمى‬
‫نفسية الشاىد ليدلي بشيادة حقيقية دون نقصان أو زيادة‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪69‬‬

‫ثانيا‪ -‬اشعار الشاىد بجريمة شيادة الزور‪ :‬حيث تتمى عميو المقتضيات القانونية التي تعاقب عمى‬
‫شيادة الزور حتى يكون عمى بينو من أىمية الشيادة وعدم تحريفيا حسب المادة ‪331‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬التأكد من عالقة الشاىد باألطراف‪ :‬بعد أداء اليمين يتأكد القاضي فيما اذا كانت تربط الشاىد‬
‫بالمتيم أو الطرف المدني قرابة أو مصاىرة ودرجتيما أو عالقة عمل وأي عالقة عداوة أو خصومة‪ ،‬واذا‬
‫توفرت احداىا تستغني المحكمة عن الشاىد لعدم توفر التجرد والحياد المذين يشكالن اطمئنان المحكمة‬
‫لمشيادة‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬أمر الشيود باإلنسحاب من القاعة‪ :‬ينادي رئيس الجمسة عمى المتيم ويتأكد من ىويتو وينادي‬
‫الشيود ويطمب منيم االنسحاب الى القاعة المعدة ليم وال يغادرونيا اال ألداء شيادتيم‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬انجاز محضر مستقل عن محضر أداء الشيادة‪ :‬الرئيس اما تمقائيا أو بطمب من النيابة العامة‬
‫يأمر كاتب الضبط بوضع محضر مستقل يسجل فيو ما قد يرد من زيادة أو تبديل أو اختالف عند‬
‫المقارنة‪.‬‬
‫الفقرة الخامسة‪ :‬التوازن بين الزامية أداء الشيادة وبين المحافظة عمى السر الميني‬
‫بالرجوع لممادة ‪ 334‬من ق‪.‬م‪.‬ج فإنو ال يمكن سماع شيادة محامي المتيم حول ما عممو بيذه الصفة‪،‬‬
‫ويمكن اإلستماع الى األشخاص المقيدين بالسر الميني وفق الشروط وفي نطاق الحدود المقررة في‬
‫القانون والمالحظ أن المشرع ابتغى التوفيق بين الزامية كثمان السر الميني وبين ضرورة أداء الشيادة أمام‬
‫المحاكم لكشف وقائع جريمة أحدثت اضطرابا اجتماعيا وأخمت باألمن واستقرار المجتمع‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬اإلستماع الى الخبراء‬

‫يعتبر انتداب الخبراء من وسائل البحث الميمة في المسائل الجنائية‪ ،‬بحيث يمكن لممحكمة أن تأمر‬
‫بإجراء خبرة اما تمقائيا أو بطمب من النيابة العامة أو من األطراف‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الخبير ال يطمب منو أداء اليمين أمام المحكمة‬
‫الخبير أجنبي عن تمك الظروف وال تطمب مساىمتو اال بسبب تكوينو العممي أو تجربتو التقنية‪ ،‬ويجوز‬
‫في الجمسة اإلستماع الى الخبراء بصفة شيود اال أنو ال يطمب منو أداء اليمين ألنو خبير محمف سبق لو‬
‫أداء اليمين القانونية قبل مباشرة ميامو‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الخبير غير المحمف‬


‫تطبق عميو نفس الترتيبات واإلجراءات المتعمقة بالخبير المحمف اال أن الخبراء غير المحمفين يؤدون‬
‫اليمين التالية أمام المحكمة " أقسم باهلل العظيم عمى أن أقدم مساعدتي لمعدالة وفق ما يقتضيو الشرف‬
‫والضمير"‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬عرض الخبير لنتائج الخبرة‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪70‬‬

‫بعد انتياء عممية الخبرة يحرر الخبير تقري ار يصنف فيو تمك العمميات ونتائجيا ويشيد بذات التقرير‬
‫أنو قام شخصيا بيا ويوقع ويودع التقرير واألشياء المحكوم عمييا أو ما تبقى منيا بين يدي كاتب الضبط‬
‫لممحكمة التي أمرت باإلجراء ويثبت اإليداع في محضر وذلك لما تمعبو الخبرة من دور حاسم في مساعدة‬
‫القضاء في اطار اإلثبات الجنائي‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬وقوع نزاع عارض حول مستنتجات الخبير‬
‫بداية مرحمة المناقشة يمكن أن تتمخض عن قبول التقرير أو استبعاده أو األمر بخبرة تكميمية أو‬
‫خبرة مضادة واذا كان تقرير المناقشة يوحي لنوع من التناقض مع مفيوم الخبرة القضائية الدقيقة فانو يظل‬
‫مفيدا في الوصول الى تصور يوفق بين سمطة القضاء من جية وصيانة حقوق المتقاضين من جية‬
‫أخرى‪.‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬المطالبة بالحق المدني وأثارىا‬

‫بالرجوع لممادة ‪ 2‬من ق‪.‬م‪.‬ج فكل جريمة يترتب عنيا الحق في اقامة دعوى عمومية لتطبيق‬
‫العقوبات والحق في اقامة دعوى مدنية لممطالبة بالتعويض عن الضرر الذي تسببت فيو الجريمة‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬المطالبة بالحق المدني‬

‫من المعموم كل شخص ادعى أنو تضرر من جريمة يمكنو أن يتقدم بصفتو طرفا مدنيا أمام ىيئة‬
‫الحكم وفق المادة ‪ 348‬من ق‪.‬م‪.‬ج ‪ ،‬بحيث أن الضرر اما أن يكون جسمانيا أو ماديا أو معنويا ومن‬
‫تمة تخضع المطالبة بالحق المدني أمام القضاء الجنائي لبعض القواعد الخاصة أىميا‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عدم خضوع ىذه المطالب ألداء الرسوم القضائية سواء قدمت في مذكرة أو بصيغة شفوية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تبمغ الدعوى المدنية المقامة ضد موظف عمومي أو قاض الى الوكيل القضائي لممممكة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يمكن اقامة الدعوى المدنية في سائر مراحل المسطرة الى غاية اختتام المناقشات‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬يجب اقامة الدعوى المدنية من طرف من يتوفر عمى األىمية المدنية لمتقاضي‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬ان تنازل الطرف المدني عن طمبو ال يترتب عنو سقوط الحق في المطالبة بالتعويض عن‬
‫الضرر أمام القضاء المدني المختص‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أثار المطالبة بالحق المدني‬

‫إ ن المتضرر الذي ينصب نفسو مطالبا بالحق المدني تصبح لو عدة حقوق والتي تمثل أثا ار ليذه‬
‫المطالبة وىي كالتالي‪:‬‬
‫‪ )1‬يصبح المطالب بالحق المدني طرفا في الدعوى ويتعين اعالمو باإلجراءات المتخذة‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪71‬‬

‫‪ )2‬يمكن لمطرف المدني تنصيب محام يحضر معو مند أول استماع لتصريحاتو‪.‬‬
‫‪ )3‬لو كامل الصالحية في اإلدالء بكل ما يراه مفيدا لمعدالة لتعزيز مركزه اما عن طريق الشيادة أو‬
‫الخبرة أو غير ذلك‪.‬‬
‫‪ )4‬الحق في استعمال طرق الطعن فيما يخص الحقوق المدنية‪.‬‬
‫‪ )5‬ادا كان المطالب بالحق المدني ضد أحد موظفي الدولة كقاض أو موظف عمومي أو عون تابع‬
‫لمسمطة فان الدولة تتحمل المسؤولية من جراء أعمال تابعيا‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األحكام والق اررات واألوامر وأثارىا‬
‫أفرد المشرع المغربي بابا خاصا باألحكام والق اررات واألوامر التي تصدرىا المحاكم وجعل ليا‬
‫مقتضيات قانونية تحدد كيفية صدورىا ومشتمالتيا ووقت النطق بيا والعيوب التي قد تشوبيا وتؤدي إلى‬
‫بطالنيا‪.‬‬
‫وسنتناول ىذا الفرع في مبحثين اثنين‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬البيانات اإللزامية لألحكام‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن األحكام تصدر في ىيئة القضاء الجماعي بأغمبية أعضائيا‪ ،‬وىذه المقررات التي‬
‫تصدرىا يجب أن تكون محررة ومعممة بأسباب‪ ،‬ويجب أن يتمى منطوقيا في جمسة عمنية ‪ ،‬ما لم تنص‬
‫مقتضيات خاصة خالف ذلك‪ ،‬كما ىم الشأن بالنسبة لألحكام الصادرة في قضايا األحداث الجانحين‪ .‬كما‬
‫يجب أن يشتمل الحكم عمى بعض البيانات اإللزامية والتي تم التنصيص عمييا في المادتين ‪ 365‬و‪366‬‬
‫وىي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ )1‬بيان الييئة القضائية التي أصدرتو‪ ،‬إذ يجب التعريف بالمحكمة التي أصدرت ىذا الحكم ىل ىي‬
‫ابتدائية أو استئنافية ‪ ،‬كم يجب بيان مقرىا‪.‬‬
‫‪ )2‬تاريخ صدور الحكم‪.‬‬
‫‪ )3‬بيان أطراف الدعوى المحكوم فييا ‪.‬‬
‫‪ )4‬كيفية وتاريخ االستدعاء الموجو لألطراف إن اقتضى الحال‪.‬‬
‫‪ )5‬بيان الوقائع موضوع المتابعة وتاريخيا ومكان اقترافيا‪.‬‬
‫‪ )6‬حضور األطراف أو غيابيم وكذا تمثيميم إن اقتضى الحال والصفة التي حضروا بيا ومؤازرة‬
‫المحامي‪.‬‬
‫‪ )7‬حضور الشيود والخبراء والتراجمة عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ )8‬األسباب الواقعية والقانونية التي بني عمييا الحكم أو القرار أو األمر ولو في حالة البراءة‪.‬‬
‫‪ )9‬بيان مختمف أنواع الضرر التي قبل التعويض عنيا في حالة مطالبة طرف مدني بالتعويض عن‬
‫الضرر الحاصل بسبب الجريمة‪.‬‬
‫‪ )11‬منطوق الحكم أو القرار أو األمر‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪72‬‬

‫‪ )11‬تصفية المصاريف مع تحديد مدة اإلكراه البدني إن اقتضى الحال‪.‬‬


‫‪ )12‬اسم القاضي أو القضاة الذين أصدروا الحكم أو القرار أو األمر واسم ممثل النيابة العامة وكاتب‬
‫الضبط‪.‬‬
‫‪ )13‬توقيع الرئيس الذي تال الحكم أو القرار أو األمر وتوقيع كاتب الضبط الذي حضر الجمسة‪.‬‬
‫باإلضافة غمى ىذه البيانات التي يجب أن تتوفر عمييا األحكام‪ ،‬فقد نصت الفقرة األولى من المادة‬
‫‪ 365‬عمى ضرورة أن يبتدئ كل حكم أو قرار أو أمر بصيغة‪ - :‬المممكة المغربية‪ -‬باسم جاللة الممك‪.‬‬
‫وىذه الصيغة يتعين أن تضمن في كل حكم تحت طائمة اعتباره باطال في حالة خموه منيا وفق ما نصت‬
‫عميو الفقرة األولى من المادة ‪.370‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اآلثار المترتبة عن إغفال بيانات األحكام‬
‫حددت المادة ‪ 370‬من ق م ج الحاالت التي تؤدي إلى بطالن األحكام أو الق اررات أو األوامر‪ ،‬وىي‬
‫حاالت وردت عمى سبيل الحصر وفق ما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إذا لم تكن تحمل الصيغة المنصوص عمييا في مستيل المادة ‪ 365‬وىي ‪ " :‬المممكة المغربية –‬
‫باسم جاللة الممك"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا لم تكن ىيئة الحكم مشكمة طبق القانون المنظم ليا‪ ،‬أو إذا صدر الحكم عن قضاة لم يحضروا‬
‫في جميع الجمسات التي درست فييا الدعوى ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إذا لم تكن معممة أو كانت تحتوي عمى تعميالت متناقضة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬إذا اغفل منطوق الحكم أو القرار او األمر أو إذا لم يكن يحتوي عمى البيانات المنصوص عمييا في‬
‫الفقرة األولى من المادة ‪366‬‬
‫خامسا‪ :‬إذا لم تصدر في جمسة عمنية خرقا لمقتضيات المادة ‪ .364‬وتستثني المادة المحال عمييا من‬
‫عمنية إصدار األحكام الحاالت التي ينص فييا القانون عمى خالف ذلك‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬إذا لم تكن تحمل تاريخ النطق بالحكم أو القرار او األمر والتوقيعات التي تتطمبيا المادة ‪. 365‬‬
‫اإلجراءات المتعمقة بالطمبات والدفوعات وآثارىا‪ :‬نصت المادة ‪ 323‬من ق م ج عمى أنو‪:‬‬

‫يجب تحت طائمة السقوط‪ ،‬أن تقدم قبل كل دفاع في جوىر الدعوى‪ ،‬ودفعة واحدة‪ ،‬طمبات اإلحالة‬
‫بسبب عدم االختصاص – ما لم تكن بسبب نوع الجريمة – وأنواع الدفع المترتبة إما عن بطالن‬
‫االستدعاء أو بطالن المسطرة المجراة سابقا‪ ،‬وكذا المسائل المتعين فصميا أوليا‪.‬‬
‫ويتعين عمى المحكمة البت في ىذه الطمبات فورا‪ ،‬وليا بصفة استثنائية تأجيل النظر فييا بقرار معمل‬
‫إلى حين البت في الجوىر‪.‬‬
‫وتواصل المحكمة المناقشات‪ ،‬ويبقى حق الطعن محفوظا ليستعمل في آن واحد مع الطعن في الحكم‬
‫الذي يصدر في جوىر الدعوى‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪73‬‬

‫ونصت المادة ‪ 324‬من ق م ج عمى أنو‪ :‬إذا اثير البطالن في غير األحوال المشار إلييا في المادة‬
‫‪ 227‬فيمكن لممحكمة المحالة إلييا القضية‪ ،‬بعد االستماع إلى النيابة العامة واألطراف‪ ،‬أن تصدر حكما‬
‫بإبطال الوثائق التي تعتبرىا مشوبة بالبطالن‪.‬‬
‫والمالحظ أن قانون المسطرة الجنائية تضمن مجموعة من اإلجراءات والقواعد في مختمف سريان‬
‫مراحل الدعوى العمومية‪ ،‬أي منذ وقوع الجريمة إلى حين صدور الحكم البات فييا‪ .‬وقد تضمنت تمك‬
‫القواعد في ذات الوقت كيفية استعمال األطراف لوسائل الدفاع التي يخوليا القانون لكل واحد منيم ولم‬
‫يجعميا مطمقة لسببين ‪:‬‬
‫أوليما‪ :‬وضع شروط وضوابط تكفل عدم التعسف في استعماليا‪.‬‬
‫ثانييما‪ :‬ضمان حسن سير العدالة تحقيقا لممحاكمة العادلة‪.‬‬
‫تعريف السقوط‬
‫يقصد بالسقوط الجزاء المسطري الذي يقرره المشرع عند مخالفة أحكام مقتضيات القانون المتعمقة‬
‫بميعاد مباشرة اإلجراء‪ .‬وىذا األخير إما أن يكون واقعة قانونية أو واقعة معينة وىو بذلك يرد عمى الحق‬
‫في مباشرة اإلجراء ويمنع عدم ممارستو‪.‬‬
‫فالمشرع ربط السقوط باألجل المحدد لمباشرة اإلجراء‪ ،‬كطمب اإلحالة لعدم االختصاص ( باستثناء‬
‫االختصاص المتعمق بنوع الجريمة) والدفوع المترتبة عن بطالن االستدعاء أو بطالن اإلجراءات‬
‫المسطرية المجراة سابقا وكذا المسائل التي يتعين فصميا أوليا‪.‬‬
‫وعميو يجب تقديم الطمبات المذكورة قبل أي دفع أو دفاع في الجوىر‪ ،‬أي قبل بدء المحكمة في‬
‫مناقشة القضية‪.‬‬
‫ويتعين التمييز في ىذا اإلطار بين السقوط والحرمان كجزاءين مسطريي‪ .،‬فالسقوط مرتبط بأجل‬
‫مباشرة اإلجراء المسطري‪ ،‬أما الحرمان فيتمثل في وضع عقبة أو مانع يحول دون حمول مركز قانوني‬
‫محل آخر‪ .‬ويقصد بو كذلك القيام بسموك مسطري يتعارض مع الحق في مباشرتو قانونا‪ .‬كما يتعين‬
‫ل تمييز بين السقوط والتنازل الذي يكون عن طواعية واختيار من قبل األطراف ويقتصر عمى مصالحيم‬
‫ليس إال‪.‬‬

‫خصائص السقوط‬
‫لقد أجمع الفقو عمى أن خصائص السقوط تتمثل فيما يمي‪:‬‬
‫‪ )1‬أنو يرد عمى الحق في مباشرة إجراء مسطري‪.‬‬
‫‪ )2‬أنو يقتصر عمى حق األطراف في القيام بإجراءات مسطرية غايتيا حسن سير العدالة‪.‬‬
‫‪ )3‬السقوط ال يعتبر تنازال ضمنيا عن الحق في مباشرة اإلجراء المسطري بل يعتبر جزاء رتبو‬
‫المشرع عند عدم احترام اآلجال‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪74‬‬

‫إن السقوط يتم بقوة القانون‪ ،‬ويتميز السقوط عن البطالن الذي اليحول دون إعادة اتخاذ اإلجراء‬
‫بشكل صحيح في بعض األحوال‪.‬‬
‫كما يتميز عن عدم قبول اإلجراء الذي ال يحول دون قبولو بعد استيفاء المقتضيات التي كانت‬
‫تنقصو وأدت إلى عدم قبولو‪ ،‬كما يتميز السقوط عن التقادم الذي يمنع إقامة الدعوى بتاتا في كافة‬
‫إجراءاتيا‪.‬‬
‫كما يترتب السقوط فيما يخص طمبات بطالن المسطرة المجراة سابقا والمسائل المتعين فصميا أوليا‬
‫ومن بين ىذه المسائل نذكر ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬المنازعة في ىوية المتيم‬
‫‪ -‬التجريح المقدم ضد المترجم‬
‫‪ -‬الدفع بزورية الوثائق‬
‫‪ -‬التجريح المقدم ضد قضاة الحكم‬
‫‪ -‬إثارة الحقوق العينية العقارية والحقوق الزوجية في جريمة إىمال األسرة أو الخيانة الزوجية مثال‪.‬‬
‫أما الطمبات المتعمقة ببطالن المسطرة المجراة سابقا فيي التي تتعمق غالبا بعمل الضابطة القضائية‬
‫وبالمرحمة السابقة لممحاكمة واجراءات التحقيق‪.‬‬
‫ومن ىنا يتعين عمينا التعريف بالبطالن وأنواعو وآثاره‪.‬‬
‫أوال‪ -‬التعريف بالبطالن‪ :‬إن البطالن ىو جزاء مسطري يترتب عن عدم احترام اإلجراءات القانونية سواء‬
‫كانت جوىرية أو شكمية‪ ،‬وقد أشار المشرع إلى البطالن كجزاء في المادة ‪ 227‬من ق م ج‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬أنواع البطالن‪ :‬البطالن أنواع‪ :‬فيو إما عام أو خاص واما مطمق أو نسبي‪.‬‬
‫‪ )1‬البطالن العام‪ :‬وىو الذي يرد كجزاء عمى مخالفة مجموعة من القواعد أضفى عمييا المشرع صفة‬
‫معينة دون أن ينص عمى البطالن بقاعدة معينة‪.‬‬
‫‪ )2‬البطالن الخاص‪ :‬وىو الذي ينص عميو المشرع بصدد إجراء معين‪.‬‬
‫‪ )3‬البطالن المطمق‪ :‬وىو الذي يترتب عند مخالفة القواعد الخاصة باإلجراءات المسطرية الجوىرية‬
‫المتعمقة بالنظام العام‪.‬‬
‫‪ )4‬البطالن النسبي‪ :‬وىو الذي يترتب عند عدم احترام القواعد المسطرية غير المتعمقة بالنظام العام‪.‬‬

‫وتجتمع أنواع البطالن في نوعين رئيسيين ىما البطالن القانوني والبطالن القضائي‪ ،‬وقد نص المشرع‬
‫عمى إثارة البطالن لضمان حق المتيم في الدفاع عن مصمحتو بصفة أساسية والمتمثمة في بعض وسائل‬
‫اإلثبات المقامة ضده‪ ،‬وبالتالي نفي التيمة المنسوبة إليو‪ ،‬والذي ينبغي إثارتو قبل كل دفاع في الجوىر‬
‫وقبل استنطاق المتيم‪ ،‬ومن بينيا بطالن إجراءات التحقيق وبطالن محاضر المصرحين لصدورىا تحت‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪75‬‬

‫إحدى التأثيرات كاإلكراه أو اإلغراء أو لتناقضيا وعدم انسجاميا أو بطالن االعتراف إذا كان وليد اإلكراه‬
‫أو التعذيب أو بطالن حالة التمبس‪.‬‬
‫أما بخصوص الحالة الثانية‪ :‬اعتبا ار لما ورد في المادة ‪ 227‬من ق م ج ‪ ،‬فالبد من التمييز بين قرار‬
‫قاضي التحقيق القاضي بعدم المتابعة وق ارره باإلحالة‪.‬‬
‫فإذا ألغت الغرفة الجنحية قرار قاضي التحقيق بعدم المتابعة فإنيا طبقا لمقتضيات المادة ‪ 243‬من‬
‫ق م ج تصدر ق ار ار باإلحالة‪ .‬وىذا القرار قد يرتكز عمى اإلجراءات السابقة لقاضي التحقيق أو إجراءات‬
‫تحقيق أخرى قامت بيا الغرفة من تمقاء نفسيا أو بطمب من الوكيل العام لمممك أو أحد األطراف طبقا‬
‫لمقتضيات المادة ‪ 238‬من ق م ج وما يمييا‪ ،‬ففي ىذه الحالة وبصريح المادتين ‪ 227‬و ‪ 324‬من ق م‬
‫ج فإن قرار الغرفة المذكورة يطير إجراءات التحقيق وال يمكن إثارة الدفع ببطالنيا أمام المحكمة‪.‬‬
‫وفي إطار التخفيف من حدة النتائج التي قد تترتب عن بطالن إجراءات التحقيق‪ ،‬فإن المشرع و‬
‫بمقتضى الفقرة الثالثة من المادة ‪ ،324‬أجاز لألطراف التنازل عن التمسك بالدفع بالبطالن شريطة‪:‬‬
‫‪ )1‬أن يكون ىذا البطالن مقر ار لمصمحتيم فقط‪.‬‬
‫‪ )2‬أن يكون التنازل صريحا‪.‬‬
‫‪ )3‬أال يقبل تنازل المتيم إال بحضور محاميو أو بعد استدعائو بصفة قانونية‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬آثار البطالن‪ :‬تختمف آثار األحكام الصادرة ببطالن إجراءات التحقيق حسب ما إذا كان البطالن‬
‫يقتصر عمى إجراء معين أو بعض اإلجراءات‪ ،‬أم يجب أن يشمل اإلجراءات الالحقة كذلك‪.‬‬
‫ففي الحالة األولى‪ :‬إذا كان إجراء البطالن يقتصر عمى إجراء معين أو بعض اإلجراءات‪ ،‬تأمر المحكمة‬
‫بسحب وثائق اإلجراءات التي أبطمت وبحفظيا في كتابة الضبط‪ ،‬ويمنع الرجوع إلى ما في ىذه الوثائق‬
‫الستخالص أدلة ضد األطراف في الدعوى أو إعادة استعماليا‪ ،‬تحت طائمة متابعات تأديبية في حق‬
‫القضاة والمحامين طبقا لمقتضيات المادة ‪ 213‬من ق م ج‪.‬‬
‫وفي الحالة الثانية‪ :‬القاعدة أن اإلجراء الباطل ال يمتد بطالنو إلى اإلجراءات السابقة عميو‪ ،‬وذلك ألن‬
‫اإلجراءات السابقة تواجدت صحيحة قانونا دون أن تتأثر في وجودىا باإلجراء الذي تقرر بطالنو‪.‬‬
‫ومفاد ذلك أن أثر اإلجراء الباطل ينسحب إلى ما تاله من اإلجراءات‪ ،‬وعميو إذا لحق البطالن إجراء‪ ،‬فإنو‬
‫يتناول جميع اآلثار التي تترتب عميو مباشرة‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إجراءات المحاكمة أمام محاكم االستئناف‬

‫إن إجراءات المحاكمة أمام محاكم االستئناف ‪ ،‬نعني بيا المسطرة المتبعة لعرض القضية أمام‬
‫محاكم الدرجة الثانية‪ ،‬بعدما يتولى أحد األطراف سموك طريق الطعن في الحكم أو المقرر الصادر ابتدائيا‬
‫والذي بدى لو أنو لم يستجب لطمباتو‪ ،‬فيعمد إلى عرض النزاع عمى محكمتو أو جية أعمى درجة‪ ،‬بغية‬
‫تصحيح ذلك‪ ،‬ممتمسا صدور قرار وفق مطالبو‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪76‬‬

‫واجراءات المحاكمة ىذه تبدأ منذ سموك الطرف المتضرر طريق الطعن في الحكم أو المقرر مرو ار‬
‫بعرض القضية عمى المحكمة أو الجية األعمى درجة وانتياء بالمسطرة المتبعة أثناء عرض القضية عمييا‬
‫وصدور القرار في الموضوع‪.‬‬
‫وسنتناول في ىذا الفصل اإلجراءات المتبعة أثناء عرض النزاع عمى كل من غرفة الجنح االستئنافية‬
‫(الفرع األول) والغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف ( الفرع الثاني) وغرفة الجنايات بنوعييا االبتدائية‬
‫واالستئنافية ( الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬غرفة الجنح االستئنافية‬
‫سنتناول في ىذا الفرع األشخاص والجيات التي يخول ليا القانون حق الطعن في األحكام الصادرة‬
‫ابتدائيا‪ .‬وكذلك ما يقبل منيا الطعن باالستئناف وآجالو واآلثار المترتبة عميو‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المبادئ األساسية التي يقوم عمييا النظام القضائي المغربي‬
‫يعتبر مبدأ التقاضي عمى درجتين‪ ،‬ويتجمى المبدأ المذكور في االستئناف كطريق من طرق الطعن‬
‫العادية‪ ،‬وقد حرص المشرع المغربي عمى اعتماد ىذا المبدأ في جميع الحقب التاريخية الماضية‪ ،‬كما‬
‫كرس القانون الحالي ىذا النيج عند معالجتو لغرفة الجنح االستئنافية‪ ،‬كغرفة متفرغة لمنظر في‬
‫االستئنافات المرفوعة غمييا ضد األحكام الزجرية الصادرة ابتدائيا عن المحاكم االبتدائية‪.‬‬
‫وقد نظم قانون المسطرة الجنائية شروط الطعن باالستئناف من خالل تعيينو لألشخاص المخول غمييم‬
‫ىذا الحق ونطاقو‪ ،‬وتبيانو لألحكام القابمة لإلستئناف‪ ،‬وآجال الطعن باالستئناف وشكمياتو‪.‬‬
‫وسنتطرق في ىذا المبحث إلى المطالب التالية وفقا لتسمسل المواد‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬األطراف المخول ليم حق الطعن باالستئناف‬
‫األصل أن لكل طرف في الدعوى أمام المحكمة االبتدائية حق الطعن باالستئناف في حدود‬
‫مصمحتو‪ ،‬وقد حدد قانون المسطرة الجنائية األطراف التي تممك حق ممارسة ىذا الطعن‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المتيم‬
‫نصت الفقرة األولى من المادة ‪ 396‬ق م ج عمى أنو يمكن لممتيم استئناف األحكام الصادرة في‬
‫المخالفات إذا قضت بعقوبة سالبة لمحرية‪.‬‬

‫وعميو إذا صدر عن المحكمة االبتدائية حكم في المخالفات قضى بعقوبة مالية فقط‪ ،‬ال يمكن لممتيم‬
‫الطعن فيو‪ .‬كما نصت الفقرة األولى من المادة ‪ 397‬ق م ج أنو يمكن لممتيم الطعن باالستئناف في‬
‫األحكام الصادرة في الجنح كيفما كان منطوقيا‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المسؤول المدني‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪77‬‬

‫أجازت المادتان ‪ 396‬و ‪ 397‬من ق م ج لممسؤول عن الحقوق المدنية الطعن باالستئناف في‬
‫األحكام الصادرة في المخالفات والجنح فيما يخص حقوقو المدنية ال غير نتيجة ما تعرض لو من ضرر‬
‫جسماني أو مادي أو معنوي تسببت فيو الجريمة المرتكبة‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬وكيل الممك‬
‫بالرجوع لممادة ‪ 396‬من ق م ج نجدىا تنص عمى أنو يمكن لمنيابة العامة استئناف األحكام الصادرة‬
‫في المخالفات إذا قضت بعقوبة سالبة لمحرية‪ .‬ولن يتأتى ليا ذلك في حالة صدور حكم قضى بعقوبة‬
‫مالية فقط‪ ،‬بحيث يمكنيا في ىذه الحالة سموك طريق الطعن في الحكم بالنقض طبقا لممادة ‪ 415‬من ق‬
‫م ج باعتباره حكما غير قابل لالستئناف‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 397‬من ق م ج عمى أنو يمكن لوكيل الممك الطعن باالستئناف في األحكام‬
‫الصادرة في الجنح كيفما كان منطوقيا‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬الوكيل العام لمممك‬
‫أجازت المادة ‪ 397‬من ق م ج لموكيل العام لمممك لدى محكمة االستئناف الطعن باالستئناف في‬
‫األحكام الصادرة في الجنح كيفما كان منطوقيا‪.‬‬
‫كما نصت المادة من ‪ 398‬ق م ج في فقرتيا الثانية عمى أن أجل االستئناف المخول لموكيل العام‬
‫لمممك لدى محكمة االستئناف ال يحول دون تنفيذ العقوبة‪.‬‬
‫الفقرة الخامسة‪ :‬اإلدارات العمومية‬
‫من المعموم أن المشرع خول لإلدارات العمومية التي سمح ليا القانون بصفة خاصة بإقامة الدعوى‬
‫العمومية‪ ،‬كإدارة الجمارك ومكتب الصرف‪ ،‬الحق في الطعن باالستئناف في األحكام الصادرة في الجنح‬
‫كيفما كان منطوقيا‪ ،‬طبقا لمقتضيات المادة ‪ 397‬ق م ج ‪.‬‬
‫الفقرة السادسة‪ :‬شركات التأمين وصندوق مال الضمان‬
‫أجاز ليا المشرع استئناف األحكام الزجرية الصادرة عن المحاكم االبتدائية والتي تمس مصالحيا المالية‪،‬‬
‫والقاضية بإحاللي ا محل المؤمن لو أو الدائن بالتعويض باعتبارىما مسؤولين مدنيين ( المادتان ‪ 129‬و‬
‫‪ 153‬من مدونة التأمينات)‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬األحكام القابمة لمطعن باالستئناف‬

‫إن المشرع في ق‪.‬م‪.‬ج الجديد كرس المبدأ الذي نيجو في التشريعات السابقة بخصوص األحكام القابمة‬
‫لمطعن باالستئناف‪ ،‬بحيث أن جميع األحكام الصادرة عن المحاكم االبتدائية في المادة الجنحية كيفما كان‬
‫منطوقيا‪ ،‬تقبل الطعن باالستئناف‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األحكام الجنحية الصادرة عن المحاكم االبتدائية‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪78‬‬

‫نصت المادة ‪ 397‬ق م ج عمى أن األحكام الصادرة في الجنح كيفما كان منطوقيا يمكن الطعن‬
‫فييا باالستئناف‪ .‬ونصت المادة ‪ 396‬ق م ج عمى أن األحكام الصادرة في المخالفات إذا قضت بعقوبة‬
‫سالبة لمحرية تكون قابمة لمطعن باالستئناف‪ .‬أما إذا صدر حكم حضوري يقضي بغرامة غير مقرونة‬
‫بعقوبة سالبة لمحرية فال يمكن الطعن فيو باالستئناف‪ ،‬حيث يكون قابال لمطعن فيو بالنقض ليس إال طبقا‬
‫لممادة ‪ 396‬من ق م ج‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬األحكام التمييدية أو الصادرة في نزاع عارض أو دفوعات‬
‫جاء في المادة ‪ 401‬ق م ج أن األحكام التمييدية أو الصادرة في نزاع عارض أو دفوع ال يمكن‬
‫استئنافيا إال بعد صدور الحكم في جوىر الدعوى‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬آجال االستئناف‬
‫آجال االستئناف نوعان‪ :‬أصمي واضافي‬

‫الفقرة األولى‪ -‬األجل األصمي لالستئناف‪ :‬لقد نصت عميو المادة ‪ 400‬من ق م ج وىو الفترة الزمنية‬
‫التي يتعين خالليا تقديم الطعن باالستئناف‪ ،‬وىي عشرة أيام تبتدئ بالنسبة لمنيابة العامة من تاريخ صدور‬
‫الحكم‪ ،‬بالحكم‪.‬‬
‫عمى اعتبار أنيا طرف أصمي في الدعوى العمومية وتصدر األحكام دائما بحضورىا‪ ،‬أما بالنسبة لباقي‬
‫األطراف فيسري ىذا األجل من تاريخ الحكم إذا كان قد صدر بمحضرىم أو بمحضر من يمثميم‪ ،‬واذا وقع‬
‫إشعارىم بيوم النطق‪.‬‬
‫أما إذا صدر الحكم غيابيا أو بمثابة حضوري‪ ،‬فإن ىذا األجل يسري من تاريخ تبميغ الحكم لمشخص نفسو‬
‫أو في موطنو‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ -‬األجل اإلضافي لالستئناف‪ :‬ىو األجل الذي يمنحو القانون لباقي األطراف التي لم‬
‫تستأنف الحكم االبتدائي داخل األجل األصمي‪ ،‬ومدتو خمسة أيام ابتداء من تاريخ التصريح باالستئناف‬
‫األصمي‪.‬‬
‫واألجل اإلضافي يضاف إلى األجل القانوني الممنوح لألطراف التي لم تستأنف استئنافا أصميا‪ ،‬وال يمكن‬
‫معالجتو بمعزل عنو‪ ،‬ومن أجل ذلك فإنو ال يمكن قبول االستئناف اإلضافي إذا كان االستئناف األصمي‬
‫قد قدم خارج األجل القانوني‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬كيفية التصريح باالستئناف‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التصريح أمام المحكمة االبتدائية أو محكمة االستئناف‬
‫القاعدة أن التصريح باستئناف األحكام الزجرية التي تصدره المحاكم االبتدائية يكون لدى كتابة ضبط‬
‫المحكمة المصدرة ليا أو لدى كتابة ضبط محكمة االستئناف التي ستنظر في القضية ( الفقرة الثانية من‬
‫المادة ‪ 399‬ق م ج)‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪79‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االستئناف في حالة المتيم المعتقل‬


‫إذا كان المتيم معتقال ‪ ،‬فإن التصريح باالستئناف المقدم لدى كتابة الضبط بالمؤسسة السجنية‬
‫المعتقل بيا يكون صحيحا‪ ،‬بحيث يتمقاه الموظف المكمف في الحال ويضمنو في سجل خاص حسب ما‬
‫نصت عميو المادة ‪ 223‬من ق م ج‪.‬‬
‫المطمب الخامس‪ :‬آثار الطعن باالستئناف‬
‫يترتب عن الطعن باالستئناف أثران‪ :‬األول واقف والثاني ناقل‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اآلثر الواقف لالستئناف‬
‫القاعدة العامة أن األحكام الزجرية ال يمكن تنفيذىا إال بعد صيرورتيا باتة في المقتضيات العمومية‬
‫ونيائية في المقتضيات المدنية ( المادتان ‪ 597‬و ‪ 598‬ق م ج ) وىو األمر الذي كرستو المادة ‪398‬‬
‫من نفس القانون والتي أشارت إلى أن آجال االستئناف وسريان إجراءات الدعوى أمام محكمة االستئناف‬
‫يوقف الحكم المطعون فيو مع بعض االستثناءات المتمثمة فيما يمي‪:‬‬
‫‪ )1‬حمة صدور حكم قضى ببراءة المتيم أو إعفائو أو حبسو مع إيقاف التنفيذ أو بغرامة فقط‪ ،‬أو‬
‫بسقوط الدعوى العمومية‪.‬‬
‫‪ )2‬حالة قضاء المتيم العقوبة الحبسية المحكوم بيا عميو إذا كان في حالة إعتقال‪.‬‬
‫‪ )3‬حالة المتيم الذي أفرج عنو مؤقتا ما لم يكن متابعا بالمس بالمقدسات أو بجريمة تتعمق بالمخدرات‬
‫( المادة ‪ 181‬ق م ج )‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن األثر الواقف لالستئناف ال يترتب عنو بطالن الحكم المستأنف‪ ،‬كما ىو الحال‬
‫بالنسبة لمطعن ضد الحكم االبتدائي بل يظل قائما ولكن ال يمكن تنفيذ مقتضياتو أثناء فترة الطعن‬
‫باالستئناف‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬األثر الناقل لالستئناف‬
‫يعني ىذا األثر بأن االستئناف ينقل النزاع من جديد أمام محكمة درجة ثانية والتي تقوم بدراسة‬
‫ومناقشة القضية من جديد بجميع عناصرىا الواقعية والقانونية‪ ،‬متقيدة في ذلك بالمقتضيات موضوع‬
‫االستئناف‪ ،‬ويتميز بخاصيتين‪:‬‬
‫الخاصية األولى‪ :‬ىي نشر الدعوى في حدود الوقائع التي سبق عرضيا عمى المحكمة االبتدائية‪.‬‬
‫الخاصية الثانية‪ :‬ىي نشر الدعوى بجميع عناصرىا الواقعية والقانونية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اإلجراءات المسطرية أمام غرفة الجنح االستئنافية‬

‫تخضع القواعد اإلجرائية أمام غرفة الجنح االستئنافية لممبادئ العامة لممحاكمة‪ ،‬والتي تتمثل في‬
‫العمنية والشفوية والحضورية وحق الدفاع وتدوين االجراءات والتقيد بالحدود المحالة بيا الدعوى‪ ،‬وىي‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪80‬‬

‫تشترك مع باقي المحاكم في القواعد العامة لإلجراءات‪ ،‬كما أنيا تنفرد بخصوصيات أخرى في ىذا‬
‫المجال‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬عمنية الجمسات وشفوية المرافعات‬
‫تعتبر عمنية المحاكمة ضمانة أساسية لعدالتيا‪ ،‬وىو مانص عميو اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫كما أن المادة ‪ 300‬من ق م ج نصت عمى أن إجراءات البحث والمناقشات تتم في جمسة عمنية‬
‫تحت طائمة البطالن‪ ،‬ماعدا إذا اعتبرت المحكمة أن في عمنية الجمسة خط ار عمى األمن أو األخالق‪،‬‬
‫فتصدر مقر ار بجعل الجمسة سرية ( المادة ‪ 302‬ق م ج)‪.‬‬
‫وىكذا فإن إجراءات المحاكمة أمام غرفة الجنح االستئنافية تكون بحكم ما ذكر أعاله عمنية ما لم‬
‫تقرر الغرفة إجراء المحاكمة في جمسة سرية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى عمنية الجمسات ينبغي أن تكون المسطرة شفوية بحيث تتم إجراءات مناقشة القضية‬
‫بشكل شفوي ولو أن القانون لم ينص عمى ذلك صراحة‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬تدوين اإلجراءات‬
‫نصت المادة ‪ 399‬من ق‪.‬م‪.‬ج عمى أنو تعقد غرفة الجنح االستئنافية جمساتيا بحضور ممثل النيابة‬
‫العامة وكاتب الضبط الذي تنحصر ميمتو في تسجيل ما راج بالجمسة من مناقشات وما تم اتخاذه من‬
‫إجراءات وذلك إلثبات حصوليا من جية والتحقق من مدى مطابقتيا من جية أخرى‪.‬‬
‫وتظير أىمية ىذا التدوين في كونو ىو الذي يعتمد أثناء المداولة واصدار الحكم‪ .‬ولإلشارة فإنو ليعتد‬
‫برسمية محاضر الجمسات ينبغي توقيعيا من طرف كاتب الجمسة ورئيسيا‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬مثول المتيمين‬
‫تناول المشرع موضوع حضور األطراف لجمسات المحاكمة وحرصا منو عمى حماية حقوق الدفاع‬
‫وتكريسا لضمانات المحاكمة العادلة‪ ،‬خول لممتيم الحق في تنصيب محام أثناء إجراءات المحاكمة‪.‬‬
‫ويمثل المتيمون أمام غرفة الجنح االستئنافية إما تبعا الستدعاء بمناسبة الطعن باالستئناف‪ ،‬أو بناء‬
‫عمى أوامر باإلحضار إن كانوا في حالة اعتقال‪ ،‬ويجب أن يشمل االستدعاء تحت طائمة البطالن بيان‬
‫اليوم والساعة ومحل انعقاد الجمسة ونوع الجريمة وتاريخ ومحل ارتكابيا‪ ،‬والفصول القانونية المطبقة‬
‫بشأنيا ( المادة ‪ 308‬ق م ج)‪ ،‬وتتولى النيابة العامة تحرير وتوجيو االستدعاء لحضور أول جمسة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف‬
‫المبحث األول‪ :‬أحكام عامة‬
‫سنتطرق في ىذا المبحث لتشكيل الغرفة الجنحية واختصاصاتيا واإلجراءات المسطرية أماميا‬
‫وسمطات رئيسيا وذلك في أربعة مطالب‪:‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تشكيل الغرفة الجنحية‬


‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪81‬‬

‫من المعموم أن المشرع المغربي ظل متمسكا بمبدأ ثالثية التشكيمة في الغرفة الجنحية‪ ،‬فنص عمى‬
‫أنو‪" :‬الغرفة المذكورة تشكل من رئيس ومستشارين اثنين‪ ،‬واذا كان قانون المسطرة الجنائية قد حدد صفة‬
‫رئيس الغرفة الجنحية بإسناد رئاستيا لمرئيس األول‪ ،‬فإنو ترك تعيين باقي أعضائيا لمجمعية العامة‪ ،‬ىذا‬
‫مع العمم بأن المشرع تقدي ار منو النشغاالت الرئيس األول‪ ،‬فقد أعطى ليذا األخير الحق في أن ينيب عنو‬
‫في رئاسة الغرفة الجنحية من يراه أىال لذلك‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن المشرع قد أجاز لكل من الرئيس األول والوكيل العام لمممك بأن ينيبا عنيما من‬
‫يقوم مقاميما في نطاق عمل الغرفة الجنحية‪ ،‬فإنو قد سعى من خالل ذكر صفتيما إلى بمورة أىمية ىذه‬
‫الغرفة وترسيخيا في منظومة التشريع الجنائي المغربي‪ ،‬باإلضافة كذلك أن تشكيل الغرفة الجنحية يعتبر‬
‫من النظام العام يترتب عمى عدم احترامو بطالن الق اررات التي تصدرىا‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬اختصاصات الغرفة الجنحية‬

‫الفقرة األولى طمبات اإلفراج المؤقت المقدمة إلييا مباشرة‪ ،‬وتدابير الوضع تحت المراقبة القضائية‬

‫أوال‪ :‬طمبات اإلفراج المؤقت‬


‫يعتبر قاضي التحقيق ىو المختص مبدئيا لمبت في طمبات اإلفراج المقدمة من طرف المتيم أو‬
‫محاميو خالل مرحمة التحقيق اإلعدادي‪ ،‬وتكون ق ارراتو قابمة لالستئناف أمام الغرفة الجنحية‪ ،‬وكذلك فيو‬
‫ممزم بالبت في الطمبات المذكورة خالل أجل أقصاه خمسة أيام واال رفع األمر مباشرة إلى الغرفة الجنحية‬
‫بمحكمة االستئناف التي تبت فيو داخل أجل أقصاه ‪ 15‬يوما‪ ،‬واال تم اإلفراج عن المتيم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تدابير الوضع تحت المراقبة القضائية‬


‫تبنى قانون المسطرة المدنية وسيمة بديمة لالعتقال االحتياطي‪ ،‬لما يمكن أن يترتب عنو من أضرار‬
‫في حق المشتبو فيو الذي لم تصدر بعد في حقو أية عقوبة‪ ،‬ويتمثل ىذا البديل في إمكانية االكتفاء‬
‫بوضع المتيم تحت المراقبة القضائية كإجراء يخضع من خاللو المتيم لبعض االلتزامات التي يفرضيا‬
‫عميو قاضي التحقيق‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬طمبات بطالن إجراء التحقيق‬
‫لقد رتب المشرع عمى خرق القواعد والضمانات المقررة لفائدة كل من المتيم والطرف المدني خالل‬
‫مرحمة التحقيق اإلعدادي‪ ،‬بطالن إجراءات التحقيق‪.‬‬
‫وبذلك خول القانون المذكور لكل من النيابة العامة والمتيم والمطالب بالحق المدني‪ ،‬الحق في إثارة‬
‫البطالن إذا ظير ألي منيم‪ ،‬بأن إجراءا ما مشوبا بالبطالن قد اتخذه قاضي التحقيق‪ ،‬وذلك بطمب إحالة‬
‫ممف الدعوى عمى الغرفة الجنحية لمنظر في األمر‪ ،‬كما خول المشرع لقاضي التحقيق نفسو بأن يتقدم‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪82‬‬

‫لمغرفة الجنحية بطمب إبطال إجراءات التحقيق تمقائيا إذا ما ظير لو بأن إجراء من إجراءات التحقيق‬
‫معرض لمبطالن‪ ،‬وذلك بعد استشارة النيابة العامة‪.‬‬
‫وتتنوع حاالت البطالن بين حاالت قانونية يرتكز فييا البطالن عمى خرق قواعد حددىا المشرع‬
‫وأوجب احتراميا تحت طائمة البطالن‪ ،‬وأخرى تتعمق بخرق حقوق الدفاع المخولة لألطراف‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حاالت البطالن القانونية‬
‫تتمثل حاالت البطالن المرتبطة بخرق القواعد القانونية المنصوص عمييا في المادة ‪ 210‬من ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫فيما يمي‪:‬‬
‫أ) عدم إشعار المتيم عند مثولو ألول مرة أمام قاضي التحقيق وقبل استنطاقو‪ ،‬بحقو في اختيار‬
‫محام لمؤازرتو‪ ،‬فإن لم يستعمل حقو في االختيار‪ ،‬عين لو قاضي التحقيق محاميا بناء عمى طمبو ليؤازره‪.‬‬
‫ب) عدم إشعار المتيم باألفعال المنسوبة إليو (المادة ‪ 134‬ق‪.‬م‪.‬ج)‪.‬‬
‫ت) عدم إشعار المتيم عند المثول األول أمام قاضي التحقيق‪ ،‬بأنو حر في عدم اإلدالء بأي تصريح‪،‬‬
‫وىي ضمانات أساسية لفائدة المتيم أو الطرف المدني‪ ،‬وبالتالي فإن عدم احتراميا يؤدي إلى بطالن‬
‫اإلجراء المعيب‪ ،‬ويبقى لمغرفة الجنحية حق تقدير ما إذا كان البطالن يقتصر عمى اإلجراء المعيب وحده‪،‬‬
‫أم يمتد إلى اإلجراءات الموالية لو كال أو بعضا طبقا لممادة ‪ 211‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حاالت البطالن المرتبطة بخرق حقوق الدفاع‬
‫وىي المنصوص عمييا في المادة ‪ 212‬من ق‪.‬م‪.‬ج وىي حاالت بطالن أخرى ال ترقى إلى الحاالت‬
‫األولى في المساس بالضمانات األساسية لمتحقيق‪ ،‬وانما يؤدي خرقيا إلى المساس بحقوق الدفاع المخولة‬
‫لألطراف‪ ،‬ألن مبدأ المحاكمة العادلة مرتبط بحق المتيم في الدفاع كما توجب ذلك المواثيق الدولية‪.‬‬
‫فالمادة ‪ 212‬ق‪.‬م‪.‬ج نصت عمى أنو يترتب البطالن كذلك عن خرق المقتضيات الجوىرية لممسطرة‬
‫إذا كانت نتيجتيا المساس بحقوق الدفاع ألي طرف من األطراف‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أنو دامت الحقوق اآلنفة الذكر خاصة باألطراف‪ ،‬فإن المشرع أجاز لممتيم والطرف‬
‫المدني بأن يتنازال عن ادعاء البطالن بشأنيا‪ ،‬لكن شريطة أن يكون ىذا التنازل صريحا‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬الفصل في االستئنافات المرفوعة ضد أوامر قاضي التحقيق‬
‫أوال‪ :‬االستئنافات المرفوعة من طرف النيابة العامة‬
‫خول قانون المسطرة الجنائية لمنيابة العامة الحق في أن تستأنف لدى الغرفة الجنحية كل أمر‬
‫قضائي يصدره قاضي التحقيق باستثناء األوامر الصادرة بإجراء خبرة طبقا لمقتضيات المادة ‪.196‬‬
‫ثانيا‪ :‬االستئنافات المرفوعة من طرف المتيم‬
‫من المعموم أنو يمكن لممتيم أن يستأنف مجموعة من األوامر الصادرة عن قاضي التحقيق تم تحديد‬
‫بعضيا بمقتضى المادة ‪ 223‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬وىي كالتالي‪:‬‬
‫أ) األمر الصادر بقبول طمبات الطرف المدني‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪83‬‬

‫ب) األمر الصادر بإيداع المتيم في السجن‪.‬‬


‫ت) األوامر الصادرة بتمديد فترة االعتقال االحتياطي‪.‬‬
‫ث) األمر الصادر برفض طمب اإلفراج المؤقت‪.‬‬
‫ج) األمر الصادر بشأن البيانات القابمة لمنشر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬االستئنافات المرفوعة من الطرف المدني‬
‫خول المشرع لمطرف المدني بمقتضى المادة ‪ 224‬من ق‪.‬م‪.‬ج الحق في أن يستأنف األمر الصادر‬
‫بعدم إجراء التحقيق‪ ،‬واألمر الصادر بعدم المتابعة وغيرىما من األوامر التي تمس مصالحو المدنية‪ .‬ومنع‬
‫عميو صراحة استئناف األوامر الصادرة بشأن اعتقال المتيم‪ ،‬أو بالمراقبة القضائية عمى أساس أن تمك‬
‫األوامر ال تؤثر عمى مصالحو المدنية‪ ،‬وخولو من جية أخرى الحق في استئناف األمر الصادر بشأن‬
‫االختصاص‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬االخالالت المنسوبة لضباط الشرطة القضائية‬
‫أوال‪ :‬دور الوكيل العام لمممك‬
‫غني عن البيع أن الوكيل العام لمممك كمما تبين لو أن أحد ضباط الشرطة القضائية قد أخل بالميام‬
‫المعيود بيا إليو‪ ،‬أحالو عمى الغرفة الجنحية بعد تقديم ممتمساتو الكتابية‪ ،‬وعمى أساس ذلك تقوم الغرفة‬
‫الجنحية باألبحاث والتحريات الالزمة واالستماع إلى أقوال ضباط الشرطة القضائية المنسوب إليو‬
‫اإلخالل‪ ،‬الذي يتم استدعاؤه لإلطالع عمى ممفو وتقديم دفاعو سواء بصفة شخصية أو بواسطة محام‬
‫(المادة ‪ 31‬من ق‪.‬م‪.‬ج) وعمى ضوء ذلك تتخذ القرار المالئم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقوبات التي تصدرىا الغرفة الجنحية‬
‫تتمثل العقوبات التي يمكن لمغرفة الجنحية اتخاذىا في حق ضابط الشرطة القضائية الذي ثبت في‬
‫حقو اإلخالل حسب ما يمي‪:‬‬
‫توجيو مالحظاتو‪.‬‬ ‫أ)‬
‫ب) التوقيف المؤقت عن القيام بميام الشرطة القضائية لمدة ال تتجاوز سنة واحدة‪.‬‬
‫ت) التجريد النيائي من ميام الشرطة القضائية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أنو لما كانت ق اررات الغرفة الجنحية المتخذة في حق ضابط الشرطة القضائية ال‬
‫تحول دون مؤاخذتو أمام القضاء العادي إذا كان اإلخالل المنسوب يشكل جريمة يعاقب عمييا القانون‪،‬‬
‫فإن الغرفة الجنحية عندما تصدر قرارىا تحيل ممف المعني باألمر عمى الوكيل العام لمممك التخاذ ما يراه‬
‫مالئما (المادة ‪ 33‬ق‪.‬م‪.‬ج) ألن اختصاص الغرفة الجنحية ال يخوليا مساءلتو جنائيا‪.‬‬
‫الفقرة الخامسة‪ :‬االختصاصات األخرى المخولة لمغرفة الجنحية‬
‫أوال‪ :‬البت في الممتمسات الرامية إلى سحب قضية من قاض لمتحقيق واحالتيا عمى قاض آخر‬
‫لمتحقيق ضمانا لحسن سير العدالة‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪84‬‬

‫ثانيا‪ :‬إصدار مقرر بإيقاف التحقيق أثناء النظر في استئناف أمر قضائي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬البت في طمبات رد االعتبار‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اإلجراءات المسطرية أمام الغرفة الجنحية‬
‫سنتناول ىذا المبحث في المطالب التالية‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬اجتماع الغرفة الجنحية‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اجتماع الغرفة الجنحية بدعوة من رئيسيا‬

‫أي أن رئيس الغرفة الجنحية‪ ،‬الرئيس األول أو من ينوب عنو‪ ،‬ىو الذي لو صالحية طمب عقد‬
‫اجتماعيا كمما رأى ضرورة ذلك‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اجتماع الغرفة الجنحية بطمب من الوكيل العام لمممك‬

‫من المعموم أنو يمكن لمغرفة الجنحية أن تجتمع بطمب من الوكيل العام كمما اقتضت الضرورة ذلك‪،‬‬
‫ويمكن تصور ذلك في الحاالت التي تعمد فييا النيابة العامة إلى تعيين الممفات المعروضة عمييا عمى‬
‫الغرفة الجنحية لمبت فييا‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬إحالة القضية عمى الغرفة الجنحية‬
‫تحال القضايا عمى الغرفة الجنحية بواسطة النيابة العامة‪ ،‬بعد تيييئيا داخل أجل خمسة أيام من‬
‫تاريخ توصميا بالممف من طرف قاضي التحقيق وفور توصل كتابة الضبط بممف ثم تحيمو عمى الرئيس‬
‫األول لتعيين المستشار المكمف الذي يقوم بدراسة القضية واعداد تقرير في الموضوع‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى الغرفة الجنحية تعقد جمساتيا في غرفة المشورة التي تكون جمساتيا سرية لطبيعة‬
‫القضايا المعروضة عمييا وما تقتضيو من سرية الرتباطيا بالتحقيق‪ .‬واذا كانت الغرفة نعقد مبدئيا جمساتيا‬
‫دون حضور األطراف‪ ،‬فيمكنيا إذا ما ارتأت أن حضورىم سيكون مفيدا في القضية‪ ،‬أن تأمر بحضورىم‬
‫شخصيا واالستماع إلييم وبإحضار أدوات االقتناع لتتيح ليم فرصة الدفاع عن مصالحيم‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬التحقيق التكميمي‬

‫إذا كان نشاط الغرفة الجنحية يرتكز أساسا عمى الفصل في الطعون المتعمقة بالق اررات التي يصدرىا‬
‫قضاة التحقيق‪ ،‬فإنيا قد تقرر عمى ضوء ذلك إجراء تحقيق تكميمي بناء عمى ممتمس النيابة العامة أو‬
‫بطمب من أحد األطراف أو تمقائيا‪ ،‬وىو في جميع األحوال إجراء غير إجباري‪ ،‬وال يكون مجديا إال إذا‬
‫كانت إجراءات التحقيق قد انتيت وظيرت الحاجة إلى المزيد من التمحيص والتحري بشأن بعض الوقائع‪.‬‬
‫القاضي الذي عيد إليو بالتحقيق التكميمي يتمتع بصالحيات قاضي التحقيق بأكمميا‪ ،‬إذ بإمكانو‬
‫إصدار جميع األوامر التي تساعده عمى القيام بميمتو‪ ،‬باستثناء البت في طمبات اإلفراج المؤقت الذي‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪85‬‬

‫يبقى من اختصاص الغرفة مجتمعة‪ ،‬كما أن عميو أن يراعي في عممو الشكميات والقيود المفروضة عمى‬
‫قاضي التحقيق‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬أنواع الق اررات التي تصدرىا الغرفة الجنحية‬

‫تنقسم الق اررات التي تصدرىا الغرفة الجنحية بين ق اررات تصدرىا أثناء سريان التحقيق وأخرى بعد‬
‫انتياء التحقيق‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الق اررات التي تصدرىا أثناء سريان التحقيق‬
‫تصدر الغرفة الجنحية ق اررات أثناء سريان التحقيق بمناسبة النظر استئنافيا في أوامر قاضي التحقيق‬
‫طبقا لمقتضيات الباب الرابع عشر من القسم الثالث لمكتاب األول من ىذا القانون أو بشأن طمبات اإلفراج‬
‫المؤقت أو بشأن البت في بطالن إجراءات التحقيق أو عند سحب قضية من غرفة التحقيق واحالتيا عمى‬
‫أخرى‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الق اررات التي تصدرىا بعد انتياء التحقيق‬
‫تصدر الغرفة الجنحية ىذه الق اررات عندما يتعمق األمر باستئناف ق اررات عدم المتابعة‪ .‬وال بد من‬
‫اإلشارة إلى أن الق اررات المتعمقة باإلحالة عمى غرفة الجنايات ال تقبل الطعن باالستئناف أمام الغرفة‬
‫الجنحية ولكنيا تقبل الطعن بالنقض مع الحكم في الجوىر‪ ،‬أما الق اررات المتعمقة بعدم المتابعة فيمكن‬
‫لمنيابة العامة والطرف المدني الطعن فييا باالستئناف عمى المحكمة المختصة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬السمطات الخاصة برئيس الغرفة الجنحية‬
‫أوكل قانون المسطرة الجنائية لرئيس الغرفة الجنحية سمطات خاصة تتجمى في التحقق من حسن‬
‫سير مكاتب التحقيق بدائرة نفوذ محكمتو‪ ،‬وزيارة المؤسسات السجنية بالدائرة القضائية‪ ،‬ويمكن أن يمارس‬
‫ىذه السمطات الخاصة شخصيا أو يعين من ينوب عنو‪ ،‬وقد منح المشرع لرئيس الغرفة الجنحية سمطات‬
‫خاصة تتمثل في التحقق من حسن سير إجراءات التحقيق وزيارة المؤسسات السجنية‪ .‬وسنتناول ىذه‬
‫السمطات في مطمبين وفق ما يمي‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬التحقق من حسن سير التحقيق‬

‫يتولى رئيس الغرفة الجنحية التأكد من حسن سير المساطر بشكل طبيعي‪ ،‬وحث قضاة التحقيق عمى‬
‫تفادي أي تأخير غير مبرر لممساطر المعروضة عمييم‪ ،‬والزاميم بإعداد الئحة كل ثالثة أشير بجميع‬
‫القضايا الرائجة بمكاتبيم مع اإلشارة فييا إلى تاريخ تنفيذ آخر إجراء من إجراءات التحقيق المتخذة في كل‬
‫منيا‪ ،‬واعداد الئحة خاصة بالقضايا المتعمقة بالمتيمين المعتقمين احتياطيا‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬زيارة المؤسسات السجنية‬
‫لرئيس الغرفة الجنحية زيارة المؤسسات السجنية التابعة لدائرة نفوذه‪ ،‬كمما رأى ذلك ضروريا‪ ،‬ومرة‬
‫عمى األقل كل ثالثة أشير‪ ،‬يراقب خالليا حالة المتيمين الموجودين في حالة اعتقال احتياطي‪ ،‬ويمكنو أن‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪86‬‬

‫يطمب من قضاة التحقيق كل البيانات الخاصة بوضعية بعض المعتقمين‪ ،‬ويوجو لقضاة التحقيق‬
‫التوصيات الالزمة فيما يظير لو من مالحظات خالل زيارتو لمكاتب التحقيق‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬غرفة الجنايات‬
‫في ظل قانون المسطرة الجنائية لسنة ‪ 1959‬جعل المشرع من الييئة القضائية المكمفة بالفصل في‬
‫قضايا الجنايات محكمة مستقمة (الفصل ‪ )251‬لكن نشاطيا كان محدودا‪ ،‬أما ظيير اإلجراءات االنتقالية‬
‫لسنة ‪ 74‬فقد جعل من الييئة القضائية المكمفة بالفصل في الجنايات غرفة فقط كبقية غرف محكمة‬
‫االستئناف‪ ،‬مع تفعيل نشاطيا الذي أصبح مستم ار بعدما كان منحص ار في دورات في ظل القانون السابق‪.‬‬
‫والمشرع في قانون المسطرة الجنائية الحالي بعد تقييمو لممراحل السابقة‪ ،‬خرج بتصور كرس فيو أىم‬
‫اإليجابيات السابقة وأضاف إلييا مستجدات تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬التخمي عن الوضع القضائي السابق الذي كرسو قانون المسطرة الجنائية لسنة ‪ 1959‬والذي كان‬
‫يجعل من الييئة القضائية المكمفة بقضايا الجنايات محكمة مستقمة تعقد جمساتيا بشكل دوري في المحاكم‬
‫اإلقميمية‪ ،‬فأصبحت غرفة كبقية الغرف بمحكمة االستئناف تعقد جمساتيا بصفة عادية ومنتظمة‪.‬‬
‫‪ -‬ولم يعد حق اإلحالة قاص ار عمى غرفة االتيام‪ ،‬بل أصبح ىذا الحق مخوال لكل من الوكيل العام‬
‫لمممك وقضاة التحقيق والغرفة الجنحية‪.‬‬
‫‪ -‬تخمى قانون المسطرة الجنائية الحالي عن نظام المستشارين المحمفين الذي كان معموال بو سابقا‪،‬‬
‫واكتفى بالقضاة المينيين‪.‬‬
‫ولما كان المشرع قد جعل التقاضي أمام غرفة الجنايات عمى درجتين األولى والثانية أو غرفة‬
‫الجنايات االبتدائية وغرفة الجنايات االستئنافية‪ ،‬فقد أفردنا لكل واحدة منيما مبحثا مستقال‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬غرفة الجنايات االبتدائية‬
‫المطمب األول‪ :‬اختصاص غرفة الجنايات االبتدائية وتأليفيا‬

‫الفقرة األولى‪ :‬اختصاص غرفة الجنايات االبتدائية‬

‫أوال‪ -‬االختصاص المكاني‪ :‬يستند في االختصاص المكاني لغرفة الجنايات‪ ،‬عمى األحكام العامة الواردة‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬والتي تعرف بثالثية االختصاص المتمثل في محل ارتكاب الجريمة‪ ،‬ومحل إقامة‬ ‫بالمادة ‪256‬‬
‫المتيم‪ ،‬ومحل إلقاء القبض عمى المتيم‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬االختصاص النوعي‪ :‬وىو الذي يتحدد بمقتضاه نوع الجريمة بنوع العقوبة المقررة ليا‪.‬‬
‫وقد يتأثر االختصاص النوعي بعوامل أخرى شخصية أو قيمة‪ .‬فصفة الجاني أو صفة الضحية أو‬
‫قيمة ما جناه المتيم من الفعل الجرمي تنزع االختصاص أحيانا من محكمة لفائدة محكمة أخرى كالمحكمة‬
‫العسكرية بالنسبة لمجنود والضباط والمحكمة العميا وما إلى ذلك‪.‬‬
‫إال أو واليتيا قد تمتد لتشمل جرائم أخرى لظروف طارئة تتمثل في‪:‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪87‬‬

‫أ) عدم إمكانية الفصل بين الجناية والجرائم األخرى التحاد عناصرىا بشكل يستحيل معو الفصل في‬
‫كل واحدة عمى حدة‪.‬‬
‫ب) ارتباط الجناية بجرائم أخرى‪ .‬ويحدث االرتباط كمما قامت عالقة واضحة تجمع بين ظروف‬
‫ومالبسات جريمة وأخرى‪.‬‬
‫ت) جرائم الجمسات‪ ،‬وىي الجرائم التي ترتكب أثناء انعقاد جمسة الجنايات‪ ،‬وتجمع فييا الغرفة بين‬
‫سمطة المتابعة والحكم‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تأليف غرفة الجنايات االبتدائية‬
‫تتألف غرفة الجنايات من رئيس من بين رؤساء الغرف بمحكمة االستئناف ومستشارين اثنين تعينيم‬
‫جميعا الجمعية العامة لمحكمة االستئناف‪ ،‬والتي تعين في نفس الوقت رئيسا نائبا لرئيس غرفة الجنايات‬
‫ومستشارين إضافيين يحالن محل العضوين األساسيين عند االقتضاء‪.‬‬
‫أوال‪ -‬رفع القضية إلى غرفة الجنايات‪ :‬تحال القضايا إلى غرفة الجنايات بإحدى طرق اإلحالة التالية‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬بإحالة من الوكيل العام لمممك‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬بق اررات اإلحالة التي يصدرىا قضاة التحقيق‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬بإحالة من الغرفة الجنحية عندما تمغى قرار قاضي التحقيق بعدم المتابعة‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الجمسة وصدور القرار‬
‫الفقرة األولى‪ :‬عقد الجمسات‬
‫تنعقد جمسة غرفة الجنايات في اليوم المحدد ليا بعد استدعاء األطراف واحضار المتيم إذا كان‬
‫معتقال‪ .‬وتنعقد الجمسة بصفة عمنية‪ ،‬ما لم يكن في عمنيتيا خطر عمى األمن أو األخالق‪ ،‬بحيث تنعقد‬
‫جمسة سرية‪ ،‬وتمتد ىذه السرية إلى تالوة أي قرار يبت في نزاع عارض ط أر أثناء البحث أو المناقشة‪.‬‬
‫ويتمتع رئيس الغرفة في ىذا المجال بسمطات واسعة حددتيا المادتان ‪ 422‬و‪ 424‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪،‬‬
‫بحيث تكون لو سمطة تقديرية واسعة تمكنو من اتخاذ أي قرار أو إجراء لمكشف عن الحقيقة ما لم يمنعو‬
‫القانون من ذلك‪ ،‬ولو أن يستدعي ولو باألمر باإلحضار‪ ،‬أي شخص لالستماع إليو أو يطمب اإلدالء بأي‬
‫دليل مفيد إلظيار الحقيقة‪.‬‬
‫ثم تجري الغرفة المواجيات‪ ،‬وتنيي بحث القضية باالستماع إلى المطالب بالحق المدني ولممتمسات‬
‫النيابة العامة وابداء المتيم أو محاميو أوجو دفاعيما‪ ،‬وتكون الكممة األخيرة لممتيم أو محاميو‪ ،‬وبذلك تقوم‬
‫قرينة استكمال اإلجراءات القانونية المطموبة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إصدار الق اررات‬
‫تتنوع ق اررات غرفة الجنايات حسبما أفضت إليو مداوالتيا بين‪:‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪88‬‬

‫أوال‪ -‬قرار بعدم االختصاص‪ :‬ويتم ذلك عندما يكون االختصاص منعقدا لمحكمة متخصصة كالمحكمة‬
‫العسكرية أو في حالة تقديم الطرف المدني مطالبو المدنية‪ ،‬وتصدر ق ار ار ببراءة المتيم‪ ،‬حيث تصرح غرفة‬
‫الجنايات بعدم اختصاصيا لمبت في المطالب المدنية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬قرار بعدم قبول المتابعة‪ :‬ويتم ذلك عندما يختل شرط من شروط المتابعة مثل انعدام الشكاية إذا‬
‫كانت شرطا في المتابعة‪ ،‬أو عدم إجراء التحقيق في القضية إذا كان التحقيق إلزاميا في القضية‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬قرار باإلعفاء‪ :‬ويتم ذلك عندما يثبت لمغرفة استفادة المتيم من عذر معف من العقاب‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬قرار بسقوط الدعوى العمومية‪ :‬ويتم ذلك عندما يعتري المتيم أو الجريمة إحدى الحاالت التي‬
‫نصت عمييا المادة ‪ 4‬من ق‪.‬م‪.‬ج وىي كما يمي‪:‬‬
‫‪ )1‬موت الشخص المتابع‪.‬‬
‫‪ )2‬التقادم‪.‬‬
‫‪ )3‬العفو الشامل‪.‬‬
‫‪ )4‬نسخ المقتضيات الجنائية التي تجزم الفعل‪.‬‬
‫‪ )5‬صدور مقرر اكتسب قوة الشيء المقضي بو‪.‬‬
‫‪ )6‬الصمح عندما ينص القانون صراحة عمى ذلك‪.‬‬
‫‪ )7‬التنازل عن الشكاية إذا كانت شرطا ضروريا لممتابعة‪.‬‬
‫‪ )8‬وتبت الغرفة في ىذه الحالة في المطالب المدنية إن وجدت‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬قرار بالبراءة‪ :‬ويتم ذلك عندما يتبت لمغرفة أن الفعل الجرمي ال يمكن نسبتو لممتيم‪ ،‬أو أن الفعل‬
‫المنوب إليو ال يعد مخالفة لمقانون الجنائي أو لم يعد يعاقب عميو‪.‬‬
‫سادسا‪ -‬قرار باإلدانة‪ :‬ويتم ذلك عندما يثبت لمغرفة أن األفعال المنسوبة لممتيم ثابتة في حقو ولم يكن‬
‫ىناك سبب إلعفائو من اعقاب أو سقوط الدعوى العمومية في حقو‪ ،‬وتبت باإلضافة إلى ذلك في المطالب‬
‫المدنية إن قدمت‪ ،‬وفي المحجوز عند االقتضاء‪ ،‬وتصفي المصاريف‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬المسطرة الغيابية‬
‫الفقرة األولى‪ :‬حاالت تطبيق المسطرة الغيابية‬

‫حصرت المادة ‪ 443‬ق‪.‬م‪.‬ج الحاالت التي يمكن لممحكمة أن تطبق فييا المسطرة الغيابية‪.‬‬
‫‪ )1‬حالة تعذر القبض عمى المتيم بعد اإلحالة‪.‬‬
‫‪ )2‬حالة فرار المتيم بعد القبض عميو‪.‬‬
‫‪ )3‬حالة المتيم المفرج عنو مؤقتا‪.‬‬
‫‪ )4‬حالة المتيم الموضوع تحت المراقبة القضائية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إجراءات المسطرة الغيابية‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪89‬‬

‫أكدت المادة ‪ 443‬ق‪.‬م‪.‬ج عمى مجموعة من اإلجراءات في حالة تطبيق المطرة الغيابية‪.‬‬
‫أوال‪ -‬صور أمر قضائي‪ :‬ويتضمن ىذا األمر وجوبا ىوية المتيم وأوصافو ووصف الجناية المتيم بيا‬
‫واألمر بإلقاء القبض عميو‪ ،‬كما يعتبر ىذا األمر سندا العتقالو وايداعو بالسجن إذا لم نفو لجن أو ألقي‬
‫عميو القبض‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬تعميق األمر‪ :‬نصت المادة ‪ 444‬ق‪.‬م‪.‬ج عمى أن األمر بإجراء المسطرة الغيابية يعمق بباب آخر‬
‫مكن لممتيم‪ ،‬وان لم يعرف لو مسكن فبباب محكمة االستئنا‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬إشعار مديرية األمالك المخزنية‪ :‬من المعموم أنو يجب إشعار مديرية األمالك المخزنية بالدائرة‬
‫التي كان يوجد فييا آخر مسكن لممتيم‪ ،‬وان لم يعرف لو مسكن‪ ،‬أشعر مدير األمالك المخزنية بالمكان‬
‫الذي توجد بو محكمة االستئناف‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬إذاعة األمر‪ :‬يتعين إذاعة األمر الصادر بإجراء المسطرة الغيابية ثالث مرات داخل أجل ثمانية‬
‫أيام بواسطة اإلذاعة الوطنية‪ ،‬ويتضمن اإلعالن اإلشارة إلى أنو صدر عن غرفة الجنايات المعنية أمر‬
‫بإجراء المسطرة الغيابة ضد المتيم مع بيان ىويتو‪ ،‬واإلشارة إلى آخر مسكن لو والتيمة الموجية إليو‪ ،‬ثم‬
‫بيان أوصافو‪ ،‬مع إنذاره بأن يقدم نفسو حاال إلى أية جية قضائية أو إدارية‪ ،‬وعمى كل شخص يعرف‬
‫مكان تواجده أن يعمم بو ىذه الجيات‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬في حالة تخمف المتيم عن الحضور بع اإلعالن‪ :‬المادة ‪ 446‬ق‪.‬م‪.‬ج رتبت عمى عدم حضوره‬
‫شخصيا داخل الثمانية أيام الموالية إلاعة األمر الصادر بإجراء المسطرة الغيابية في حقو‪ ،‬محكامتو بدون‬
‫حضور أي محام‪ ،‬استناء من قاعة ضرورة حضور محام عن المتيم المنصوص عمييا في الماة ‪423‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬المحاكمة الغيابية‬
‫في حالة صدور قرار بإدانة المتيم الذي طبقت في حقو المسطرة الغيابية‪ ،‬تترتب عنو اآلثار التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬عقل أمالك المتيم‪.‬‬
‫‪ )2‬نشر ممخص القرار‪.‬‬
‫‪ )3‬التجريد من الحقوق‪.‬‬
‫‪ )4‬الطعن في القرار‪.‬‬
‫‪ )5‬في حالة القبض عمى المتيم أو تسميم نفسو‪ :‬نصت المادة ‪ 453‬ق‪.‬م‪.‬ج عمى أن المحكوم عميو‬
‫غيابيا‪ ،‬إذا سمم نفو لسجن‪ ،‬أو إذا تم إلقاء القبض عميو قبل سقوط العقوبة المحكوم بيا بالتقادم‪ ،‬يقع‬
‫اعتقالو بموجب األمر الصادر بإجراء المسطرة اغيابية من رئيس غرفة الجنايات أو المتشار المنتدب من‬
‫طرفو‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪90‬‬

‫ويترتب عمى ىذه الحالة يقوط القرار واإلجراءات المتخذة بموجب األمر بإج ارء المسطرة الغيابية بقوة‬
‫القانون‪ ،‬واذا ظير من الالزم إجراء تحقيق تكميمي‪ ،‬عينت غرفة الجنايات المستشار الذي يعو إليو القيام‬
‫بالتحقيق وفق اإلجراءات المنصوص عمييا في التحقيق اإلعدادي‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬غرفة الجنايات االستئنافية‬
‫بالرجوع إلى مقتضيات قانون المسطرة الجنائية لسنة ‪ 1959‬وكذا ظيير اإلجراءات االنتقالية نجدىما‬
‫قص ار نظام التقاضي عمى درجتين في الجنح والمخالفات دون الجنايات‪ ،‬وقد كان ىذا النيج محل انتقاد‬
‫المتيمين بالمادة الحقوقية‪ ،‬إذا لم يعد من المستساغ بأن يخول الحق في استئناف أحكام الجنح والمخالفات‬
‫ذات العقوبات البسيطة والمتوسطة بينما تستثنى منو أحكام الجججنايات التي قد تحرم الشخص من الحياة‬
‫عند الحكم باإلعدام‪ ،‬أو تحرمو من الحرية طيمة حياتو عند الحكم بالسجن المؤبد أو الطويل األمد‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬تشكيل غرفة الجنايات االستئنافية‬
‫تتألف غرفة الجنايات االستئنافية من رئيس غرفة بمحكمة االستئناف وأربعة مستشارين تعينيم‬
‫الجمعية العامة لمحكمة االستئناف‪ ،‬والتي تعين في نفس الوقت رئيسا نائبا لرئيس غرفة الجنايات وعدة‬
‫مستشارين غضافيين ليحموا عند االقتضاء محل األعضاء األساسيين‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬رفع القضية إلى غرفة الجنايات االستئنافية‬
‫ترفع القضية إلى غرفة الجنايات االستئنافية بسبب الطعن باالستئناف ضمن حدود معينة تحكميا‬
‫صفة وصالحيات الطرف المستأنف‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األطراف التي يحق ليا الطعن باالستئناف‬
‫‪ )1‬المتيم‪.‬‬
‫‪ )2‬النيابة العامة‪.‬‬
‫‪ )3‬المطالب بالحق المدني‪.‬‬
‫‪ )4‬المسؤول المدني‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أجل االستئناف‬

‫أوال‪ -‬األجل األصمي‪ :‬إن األجل األصمي الستئناف ق اررات غرفة الجنايات االبتدائية ىو عشرة أيام‪ ،‬وىو‬
‫أجل كامل ال يشمل اليوم األول وال اليوم األخير‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬األجل اإلضافي‪ :‬من المعموم أن األجل اإلضافي يقتضي وجود األجل األصمي‪ ،‬وىو رخصة منحيا‬
‫المشرع لمن لو يبادر استئناف الحكم ‪ ،‬باستثناء الوكيل العام لمممك في وقت قام غيره من األطراف‬
‫بالطعن فيو داخل األجل المحدد لو قانونا‪ ،‬وذلك بيدف عدم تفويت الفرصة عميو لمدفاع عن حقوقو‪ ،‬وقد‬
‫حده المشرع في خمسة أيام‪ ،‬وىو أجل كاف لتيييئ دفاعو‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬شكل تقديم االستئناف‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪91‬‬

‫يقدم االستئناف بتصريح أمام كتابة الضبط لدى المحكمة المصدرة لمقرار‪.‬‬
‫واذا كان المتيم معتقال فإن التريح تتمقاه كتابة الضبط بالمؤسسة السجنية‪ ،‬وتبعث نسخة منو لكتابة‬
‫الضبط بالمحكمة المذكورة داخل أجل أربع وعضرين ساعة تحت طائمة عقوبة تأديبية‪.‬‬
‫ويقدم التصريح شفويا من أحد أطراف الدعوى أو محامييم لكتابة الضبط بالمحكمة المصدرة لمحكم‬
‫أو لكتابة الضبط بالسجن‪ ،‬ويدون في سجل خاص يوقع عميو كاتب الضبط الذي تمقى التصريح‬
‫باالستئناف والمصرح باالستئناف‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬آثار االستئناف‬
‫لمتصريح باالستئناف آثران أحدىما واقف واآلخر ناقل‪:‬‬
‫أوال‪ -‬اآلثر الواقف‪ :‬يستمد ىذا األثر أساسو القانوني من القاعدة التي أكدتيا المادة ‪ 398‬ق‪.‬م‪.‬ج والتي‬
‫جاء فييا أن الحكم يوقف تنفيذه أثناء سريان آجال االستئناف وأثناء جريان المسطرة في مرحمة‬
‫االستئناف‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬األثر الناقل‪ :‬إن استئناف ق اررات غرفة الجنايات االبتدائية ترفع إلى غرفة الجنايات االستئنافية‬
‫بالحالة التي كانت عمييا أمام غرفة الجنايات االبتدائية‪ ،‬فتنتشر أماميا جميع العناصر الواقعية والقانونية‪،‬‬
‫وبذلك فإن النقل ال يشمل إال الوقائع التي سبق عرضيا وال يمتد نظر الغرفة إلى وقائع جديدة‪ ،‬ما عدا‬
‫تمك ليا تأثير عمى وصف الجريمة‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬إجراءات المحاكمة واتخاذ القرار‬
‫الفقرة األولى‪ :‬إجراءات المحاكمة‬
‫من العموم أن المحاكمة تجري أمام غرفة الجنايات االستئنافية وفق القواعد واإلجراءات المتعبة أمام‬
‫غرفة الجنايات االبتدائية وخاصة القواعد المتعمقة بعمنية الجمسات وشفوية المرافعات والحضورية أو الدعوة‬
‫الصريحة إلى ذلك‪ ،‬ثم تدوين اإلجراءات والمطالب والمرافعات والق اررات واحترام حقوق الدفاع وتنظيم‬
‫المناقشات واحترام اآلجال القانونية وما إلى ذلك‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اتخاذ القرار‬
‫إن الق اررات التي تصدرىا غرفة الجنايات االستئنافية متباينة ومتعددة ويمكن حصرىا في ثالثة أنواع‬
‫وىي كاآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الق اررات الفاصمة في شكل االستئناف‪.‬‬


‫ثانيا‪ :‬الق اررات الفاصمة في الموضوع‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الق اررات األخرى‪.‬‬
‫أشكال متعددة وتتمثل في‪:‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪92‬‬

‫أ) طمبات اإلفراج المؤقت المقدمة من طرف المتيم إذا ما طعن في القرار بالنقض ولم يبت المجمس‬
‫األعمى بعد في الطعن‪.‬‬
‫ب) طمبات رد المحجوزات‬
‫ث) النزاعات العارضة المتعمقة بتنفيذ ق ارراتيا‬
‫المسطرة الغيابية أمام غرفة الجنايات االستئنافية‬
‫ىناك اتجاه يرى أن الحاالت التي تطبق بشأنيا المسطرة الغيابية وردت عمى سبيل الحصر وال يمكن‬
‫تصور تطبيقيا في غير الحاالت المنصوص عمييا في المادة ‪ 443‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬وىناك اتجاه آخر يرى أن‬
‫الحات المنصوص عمييا في المادة ‪ 443‬لم ترد عمى سبيل الحصر‪ ،‬وبالتالي يمكن تصور تطبيق‬
‫المسطرة الغيابية في غير ىذه الحاالت‪ ،‬كما أن ىو المطرة غير قاصرة عمى غرفة الجنايات االبتدائية بل‬
‫يمكن تطبيقيا أيضا أمام غرفة الجنايات االستئنافية‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬مساطر خاصة‬


‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪93‬‬

‫يقصد بالمساطر الخاصة اإلجراءات المتبعة سواء من طرف أطراف النزاع أو من طرف المحكمة في‬
‫حاالت معينة وردت في القانون عمى سبيل الحصر‪ ،‬والتي يتعين عمى المحكمة المعروض عمييا النزاع‬
‫البت فيو وفق إجراءات خاصة غير اإلجراءات التي اعتادت سموكيا في الحات العادية‪.‬‬
‫وتطرق المشرع إلى ىذه المساطر في الكتاب الخامس من قانون المسطرة الجنائية وفق ما يمي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المسطرة الخاصة بدعوى تزوير الوثائق‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إعادة ما تمف أو فقد من وثائق اإلجراءات والمقررات القضائية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التحقق من اليوية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المسطرة الخاصة بدعوى تزوير الوثائق‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلجراءات التي تتخذ في حالة العثور عمى الوثيقة‬
‫نص المشرع عمى مجموعة من اإلجراءات التي يجب اتخاذىا في حالة العثور عمى الوثيقة‪ ،‬وىي‬
‫كما يمي‪:‬‬
‫‪ )1‬يتم توقيع كل ورقة من أوراق الوثيقة من السمطة التي باشرت الحجز ومن الشخص الذي كانت‬
‫الوثيقة في حيازتو‪ ،‬وفي حالة عجز الشخص عن التوقيع أو امتناعو ينص عمى ذلك في محضر الحجز‪.‬‬
‫‪ )2‬إيداع الوثيقة بكتابة الضبط‪ ،‬وفي ىذه الحالة‪:‬‬
‫أ) يقوم كاتب الضبط والشخص المودع لموثيقة بتوقيع جميع صفحات الوثيقة‪.‬‬
‫ب) يحرر كاتب الضبط محض ار مفصال يصف فيو حالة الوثيقة المادية بما تشممو من شطب أو‬
‫كشط أو محو أو تمزيق‪.‬‬
‫ج) يأخذ كاتب الضبط صورة من الوثيقة ويصادق عمييا ويختميا بطابع المحكمة ويوقع عمييا‪ .‬ثم‬
‫يتم إمضاؤىا منطرف اآلتي ذكرىم‪:‬‬
‫‪ -‬الشخص المشتبو فيو عند حضوره‪.‬‬
‫‪ -‬الطرف المدني سواء كان كطالبا بالحق المدني أو مسؤو مدنيا متى كان طرفا في الدعوى‪.‬‬
‫‪ -‬الشيود الذين يستدعون ألداء شيادتيم بشأن الوثيقة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬انتقال قاضي التحقيق والنيابة العامة إلجراء البحث‬
‫من المعموم أنو يمكن لمنيابة العامة ولقاضي التحقيق حسب الفقرتين األخيرتين من المادة ‪ 576‬أن‬
‫ينتقال إلى عين المكان إلجراء جميع البحوث والتحريات الضرورية‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬المقارنة بين المستندات‬
‫ال تصح المقارنة إال إذا تمت بين الورقة المدعى فييا بالزور وورقة رسمية ليست محل طعن بالزور‪.‬‬
‫أما األوراق العرفية أو المحررات الخصوصية‪ ،‬فال يمكن أن تستعمل لممقارنة إال إذا أقرىا األطراف‬
‫المعنيون باألمر‪ ،‬ألن اعتراف األطراف ىو الذي يعطييا نفس قوة الورقة الرسمية عند المقارنة‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬تسميم المحرر القضائي لممقارنة‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪94‬‬

‫تمزم المادة ‪ 578‬ق‪.‬م‪.‬ج كل شخص يحوز محررات رسمية أو خصوصية صالحة كمستندات‬
‫لممقارنة‪ ،‬بأن يسمميا إلى النيابة العامة أو إلى قاضي التحقيق طواعية‪ ،‬فإن امتنع عن تسميميا طواعية‪،‬‬
‫جاز إجراء كل تفتيش أو حجز في جميع األماكن التي يمكن العثور فييا عمى الوثيقة‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬اإلجراءات المتبعة عند التسميم أو الحجز‬
‫تجدر اإلشارة أنو إذا تسممت النيابة العامة أو قاضي التحقيق وثائق رسمية من أمين الوثائق‬
‫العمومي عن طواعية أو قام ممثل النيابة العامة أو قاضي التخحقيق بتفتيش وحجز وثائق رسمية لديو‪،‬‬
‫يتعين استخراج نسخة أو صورة منيا‪ ،‬ويقوم قاضي التحقيق أو النيابة العامة بعرض النسخة أو الصورة‬
‫عمى رئيس المحكمة االبتدائية الموجود بدائرتيا أمين الوثائق العمومي‪ ،‬ويطمب منو مقارنتيا مع األصل‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬الوثيقة المدونة في سجل‬
‫من المعموم أنو إذا كانت الوثيقة المعدة لممقارنة مدونة في سجل كسجل تسجيل الوالدات والوفيات أو‬
‫أي سجل عمومي أخر‪ ،‬بحيث يمكن لإلجراءات أن تعرقل الخدمات التي يقدميا السجل‪ ،‬فإن ىيئة الحكم‬
‫يمكنيا أن تأمر بإحضار السجل إلجراء المقارنة وأن تستغني عن استخراج نسخة منو‪ ،‬كما يمكن لييئة‬
‫الحكم أن تصدر حكما تميييا باالنتقال إلى المكان الذي يوجد بو السجل لقيام بإجراءات المقارنة بعين‬
‫المكان‪.‬‬
‫المطمب الخامس‪ :‬االعتراض عمى تقديم الوثائق‬
‫بالرجوع لممادة ‪ 580‬ق‪.‬م‪.‬ج نجدىا تنص عمى أنو يمكن لكل شخص ذاتي أو معنوي حجزت لديو‬
‫وثيقة معدة لممقارنة‪ ،‬أن يعارض في تقديميا إلى المحاكمن ويتعين عميو ليذه الغاية أن يتقدم بطمب إلى‬
‫رئيس المحكمة االبتدائية إذا كانت القضية معروضة عمى ىذه المحكمة أو إلى رئيس محكمة االستئناف‬
‫إذا كانت القضية معروضة عمى محكمة االستئناف‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬إجراءات التحقيق في الزور‬
‫طبقا لممادتين ‪ 581‬و‪ 582‬ق‪.‬م‪.‬ج فإن التزوير سواء كان أصميا أو عرضيا أو فرعيا يتطمب إجراء‬
‫تحقيق في الوثائق موضوع الطعن لمتأكد من حصولو أو عدمو‪ ،‬وغالبا ما يتطمب إثبات الزور إجراء‬
‫تحقيق في الخطوط‪ ،‬ويتم التحقيق حسب اإلجراءات العادية كالمقارنة بين الخطوط أو الكتابة أو التوقيع‪،‬‬
‫أو بخبرة أو بشيادة الشيود أو بجميع ىذه الوسائل‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬ثبوت الزور‬
‫في حالة ثبوت الزور في وثيقة رسمية كميا أو جزئيا‪ ،‬تصدر المحكمة حكميا وتبت في مصير‬
‫الوثيقة‪ ،‬وذلك بإصدار أمر برد الوثيقة إلى نصيا الحقيقي أو بحذفيا أو بوضع وثيقة صحيحة مكانيا‪.‬‬
‫ويحرر محضر بتنفيذ ىذا الحكم‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬دعوى الزور العارض أمام المحاكم الزجرية‬
‫تتمخص اإلجراءات التي يجب اتباعيا فيما يمي‪:‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪95‬‬

‫‪ )1‬عمى مدعي الزور أن يوجو إنذار إلى من يتيمو بارتكاب الزور في وثيقة وقع اإلدالء بيا‪،‬‬
‫الستفساره عما إذا كان ينوي استعمال ىو الوثيقة أم ال‪.‬‬
‫‪ )2‬يتم سحب الوثيقة إذا صرح مستعمميا بأنو يتخمى عن استعماليا أو لم يجب بشيء خالل ثمانية‬
‫أيام التي تمي اإلنذار‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أنو إذا لم يتم سحب الوثيقة نتيجة تصريح مستعمميا بتمسكو بيا‪ ،‬يجري التحقيق في‬
‫دعوى الزور العارض طبقا لإلجراءات العادية المقررة لمتحقيق في الزور‪.‬‬
‫أما إذا ثبت الزور العارض وكانت الدعوى العمومية لم تسقط أمكن إجراء متابعة جنائية ضد مرتكب‬
‫الزور أو من ساىم او شارك فيو‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إعادة ما تمف او فقد من وثائق اإلجراءات أو المقررات القضائية‬
‫المبحث األول‪ :‬حالة ضياع مقرر ابتدائي‬
‫إذا أمكن العثور عمى نظير او نسخة رسمية من المقرر‪ ،‬فإنيا تحل محل األصل ويحتفظ بيا بيذه‬
‫الصفة في كتابة الضبط‪ .‬أما غذا لم يعثر عمى نظير المقرر الضائع بكتابة الضبط فغنو يتعين عمى‬
‫المحكمة البحث عنو لدى أي طرف من أطراف الدعوى‪ ،‬سواء كان شخصا ذاتيا أو عموميا‪ .‬فغذا ثبت‬
‫وجده لدى شخص ما‪ ،‬فإن عمى رئيس المحكمة أن يصدر ام ار إلى ىذا الشخص‪ ،‬يأمره بوجوب تسميم‬
‫النظير أو النسخة الرسمية التي يتوفر عمييا إلى كتابة الضبط‪ ،‬فإذا امتنع من تسميميا طوعا‪ ،‬جاز أن‬
‫تجري في حقو تدابير التفتيش أو الخجز طبقا لممواد ‪ 101‬إلى ‪ 104‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬التي يأمر بيا قاضي‬
‫التحقيق باعتباره المسؤول الوحيد عن إجراء التفتيش المنصوص عميو في المادة ‪ 104‬ق‪.‬م‪.‬ج التي تنص‬
‫عمى ما يمي‪ " :‬يكون لقاضي التحقيق وحده أو لضابط الشرطة القضائية المنتدب من طرفو حق االطالع‬
‫عمى الوثائق قبل حجزىا"‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حالة تعذر العثور عمى أي نظير أو نسخة رسمية‬
‫في حالة تعذر العثور عمى أي نظير أو نسخة رسمية من المقرر‪ ،‬تبت المحكمة في القضية من‬
‫جديد‪ ،‬بعد تكوين ممف يتم تجييزه بالوثائق الضرورية التي يمكن الحصول عمى نظائرىا من أي طرف‬
‫من أطراف الدعوى العمومية سواء من النيابة العامة أو من الضابطة القضائية أو من كتابة الضبط أو‬
‫من محامي المحكوم عميو أو من المطالب بالحق المدني عن االقتضاء‪.‬‬
‫واذا لم يعثر عمى نظائر محاضر التحقيق‪ ،‬فإن قاضي التحقيق يقوم بجميع غجراءات التحقيق التي‬
‫يراىا مفيدة لمكشف عن الحقيقة من جديد‪.‬‬
‫وتستخرج من وثائق اإلج ارءات‪ ،‬عالوة عمى األصول‪ ،‬نسخ مرقمة يشيد كاتب أو ضابط الشرطة‬
‫القضائية المنتدب بمقتضى المادة ‪ 86‬ق‪.‬م‪.‬ج بمطابقتيا لألصل‪.‬‬
‫أما عمى صعيد المحكمة فإنو يمكن البحث عن محاضر الجمسات أو عن ممخص عنيا من كتابة‬
‫الضبط‪ ،‬تؤخذ من السجالت الرسمية لممحكمة كسجل الجمسات والسجل العام الذي يضمن بو منطوق‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪96‬‬

‫األحكام‪ ،‬أما إذا لم يعثر عمى أي نظير أو نسخة رسمية من المقرر‪ ،‬فإن المحكمة تبت في القضية من‬
‫جديد‪ ،‬مع إعادة اإلجراءات المسطرية إن اقتضى الحال ذلك‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حالة ضياع مقرر استئنافي أو قرار صادر عن المجمس األعمى‬
‫إذا كان ال مقرر الضائع يتعمق بقرار استئنافي‪ ،‬فيتعين اتباع نفس اإلجراءات المتخذة في حالة ضياع‬
‫المقرر االبتدائي‪ ،‬وكذلك الشأن إذا تعمق األمر بقرار صادر عن المجمس األعمى‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التحقق من اليوية‬
‫من المعموم أن ىوية المتيم يتم تحقيقيا والتأكد منيا في جميع مراحل الدعوى العمومية‪ ،‬بدءا من‬
‫البحث التمييدي الذي تقوم بو الشرطة القضائية‪ ،‬ومرو ار بالتحقيق الذي يباشره قاضي التحقيق‪ ،‬وانتياء‬
‫بقضاء الحكم‪ ،‬فإن المتيم قد ينازع في ىويتو عمى أساس أنو ليس الشخص المقصود باالتيام‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬منازعة المتيم في ىويتو‬
‫إذا نازع المتيم في ىويتو وذلك بإدعائو أنو ليس الشخص المعني باالتيام واذا ادعى الشخص الذي‬
‫يجري التنفيذ في حقو أو المقبوض عميو بعد ف ارره وجود خطأ في شأن ىويتو وأن العقوبة ال تنطبق عميو‪،‬‬
‫فغنو يتعين عمى ىيئة الحكم أن تبت في ىذا النزاع‪.‬‬
‫واألخطاء المتسببة في عدم ضبط اليوية سواء كانت عمدية‪ ،‬أو غير عمدية‪ ،‬تعود أساسا إلى عدم‬
‫توفر بعض األشخاص عمى البطاقة الوطنية التي الزالت لم تعمم‪ ،‬رغم إجباريتيا عمى جميع المواطنين‬
‫المؤىمين لمحصول عمييا‪ ،‬أو تعود إلى عدم توفرىم عمى الحالة المدنية أو عمى أوراق التعريف التي‬
‫تسمميا السمطة اإلدارية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المحكمة المختصة بالبت في النزاع بشأن اليوية‬
‫بالرجوع لممادة ‪ 593‬ق‪.‬م‪.‬ج نجدىا أعطت االختصاص لمبت في ىذا النزاع غمى المحكمة المصدرة‬
‫لمعقوبة وحدىا‪ ،‬سواء كانت ابتدائية إذا أصبح حكميا نيائيا بسبب عدم استئنافو‪ ،‬أو كانت استئنافية في‬
‫حالة البت في القضية بعد استئناف الحكم الصادر ابتدائيا‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المسطرة المتبعة في حالة النزاع بشأن اليوية‬
‫الفرع الرابع‪ :‬القواعد الخاصة باألحداث‬
‫المبحث األول‪ :‬أحكام تمييدية‬

‫يقصد باألحكام التمييدية‪ :‬األحكام التي ينبغي توضيحيا قبل التطرق إلى المسطرة المتبعة والييئات‬
‫المختصة وصدور األحكام‪ ،‬وىي المتعمقة أساسا بأىداف قضاء االحداث وبيان سن الرشد الجنائي‬
‫والحقوق التي خوليا المشرع لمحدث أثناء إجراءات البحث التمييدي‪.‬‬
‫وعميو سنعالج ىذه األحكام التمييدية من خالل ما يمي‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬أىداف قضاء األحداث‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪97‬‬

‫وضع المشرع من أولوياتو حماية الحدث من االنحراف كوسيمة وقائية وتأىيمو واعادة إدماجو إذا ما‬
‫تعرض لالنحراف‪ ،‬وذلك مراعاة لمصمحة الحدث الفضمى المتمثمة في ضمان نمو الحدث السميم في‬
‫المجتمع‪ ،‬ليكون عضوا صالحا فيو‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬سن الرشد الجنائي‬
‫بالرجوج إلى قانون المسطرة الجنائية نجده رفع سن الرشد الجنائي إلى ثمان عشرة سنة ميدية كاممة‪.‬‬
‫وما دام أن مناط المسؤولية الجنائية ىو التمييز‪ ،‬فغن المشرع اعتبر من ىو دون اثنتى عشرة سنة منعدم‬
‫التمييز‪ ،‬وقرر انعدام مسؤوليتو الجنائية‪ .‬أما االحداث الذين يتجاوز سنيم ‪ 12‬سنة إلى غاية ‪ 18‬سنة‬
‫كاممة‪ ،‬فقد اعتبرىم ناقصي المسؤولية الجنائية لعدم اكتمال تمييزىم‪.‬‬
‫واذا كان المشرع قد اعتبر أن الحدث دون ‪ 12‬سنة منعدم المسؤولية الجنائية‪ ،‬فإن ىذا ال يعني أنو‬
‫ال يمكن محاكمتو واتخاذ بعض التدابير في حقو‪ ،‬ما دام أن اليدف كما سبقت اإلشارة إلى ذلك ىو الوقاية‬
‫والحماية والتيذيب‪ ،‬فإن المشرع سمح باتخاذ بعض التدابير في حقو‪ ،‬لتحقيق اليدف المذكور‪ ،‬ومنع‬
‫إيداعو بالسجن‪.‬‬
‫‪ -‬إثبات السن‪ :‬إذا وقع الخالف في السن ولم تتوفر شيادة تثبت حالة الحدث المدنية‪ ،‬أعطى‬
‫المشرع الصالحية لتحديد ىذا السن‪ ،‬وذلك بالمجوء إلى الخبرة الطبية وجميع التحريات التي تفيد في‬
‫تحديده‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬حقوق الحدث أثناء البحث التمييدي‬
‫نصت المادة ‪ 460‬ق‪.‬م‪.‬ج عمى مجموعة من الحقوق لمحدث أثناء البحث التمييدي‪ ،‬وىي كالتالي‪:‬‬
‫‪ )1‬االحتفاظ بالحدث المنسوبة إليو الجرائم في مكان مخصص لألحداث لمدة ال تتجاوز المدة المحددة‬
‫لمحراسة النظرية‪.‬‬
‫‪ )2‬اتخاذ كافة التدابير لمنع إيذاء الحدث‪.‬‬
‫‪ )3‬إشعار أولياء الحدث أو المقدم عميو أو وصية أو كافمو أو حاضنو أو المؤسسة المعيود إلييا برعايتو‬
‫باإلجراء المتخذ في حقو‪.‬‬
‫وذلك مو إمكانية االتصال بالحدث من طرف محاميو أو من طرف األشخاص الواردين في الفقرة‬
‫الثانية عند اتخاذ تدبيري لالحتفاظ أو الحراسة المؤقتة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ىيئات التحقيق والحكم‬


‫من المعموم أن من المبادئ األساسية التي أقرتيا قواعد (بكين) التحويل إلى خارج النظام القضائي‬
‫واتخاذ تدابير لمعاممة األحداث دون المجوء إلى إجراءات قضائية من اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬وتعني ىذه‬
‫القاعدة معالجة قضايا األحداث خارج غطار المحاكمة الرسمية لتفادي اآلثار السمبية عمى نفسية الحدث‪،‬‬
‫وخاصة من الناحية االجتماعية‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪98‬‬

‫وقد كرس قانون المسطرة الجنائية ىذه القاعدة في المادة ‪ 461‬في فقرتيا الثالثة‪ ،‬حيث أعطت‬
‫الصالحية لمنيابة العامة عند ارتكاب الحدث لجنحة‪ ،‬تطبيق مسطرة الصمح المنصوص عمييا من جية‪،‬‬
‫وموافقة الضحية من جية أخرى‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أن الفقرة الرابعة من المادة ‪ 461‬ق‪.‬م‪.‬ج المذكورة أعطت الصالحية لمنيابة العامة ألن‬
‫تمتمس من المحكمة وقف سير الدعوى العمومية أثناء سريانيا في حالة سحب الشكاية أو تنازل المتضرر‬
‫عن شكايتو‪.‬‬
‫الييئات المنوط بيا النظر في قضايا األحداث‪ :‬نص قانون المسطرة الجنائية عمى ىيئات قضائية مكمفة‬
‫باألحداث أمام كل من المحاكم االبتدائية ومحاكم االستئناف‪ ،‬وىذه الييئات وفق ما حددتيا المادة ‪462‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج ىي كالتالي‪:‬‬
‫بالنسبة لممحاكم االبتدائية‪:‬‬
‫‪ -‬قاضي األحداث‪.‬‬
‫‪ -‬غرفة األحداث‪.‬‬
‫بالنسبة لمحكمة االستئناف‪:‬‬
‫‪ -‬الغرفة الجنحية لألحداث‪.‬‬
‫‪ -‬المستشار المكمف باألحداث‪.‬‬
‫‪ -‬غرفة الجنح االستئنافية لألحداث‪.‬‬
‫غرفة الجنايات لألحداث‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬غرفة الجنايات االستئنافية لألحداث‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬قاضي األحداث لدى المحكمة االبتدائية‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اختصاصات قاضي األحداث‬
‫أوال‪ :‬البت في المخالفات‬
‫ثانيا‪ -‬البت في الجنح بصفة منفردة‪ :‬تجري مسطرة محاكمة الحدث وفق نفس اإلجراءات المنصوص‬
‫عمييا في الفرع الثالث من الباب األول من القسم الثالث من الباب األول من القسم الثالث المتعمق بالقواعد‬
‫العامة بشأن الجمسة‪ ،‬والتي ال حاجة لمتذكير بيا ىنا‪ ،‬إال أن ما يميز ىذه المسطرة‪ ،‬ىو مراعاة خصوصية‬
‫الحدث وذلك بضمان الحقوق التي نص عمييا المشرع بالنسبة لألحداث‪ ،‬والمتمثمة في‪:‬‬
‫أ) المؤازرة بالمحامي‪.‬‬
‫ب) حضور الحدث شخصيا مع ممثمو القانوني‪.‬‬
‫ت) سرية المحاكمة‪.‬‬
‫ث) البحث االجتماعي‬
‫ثالثا‪ :‬إصدار الحكم‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪99‬‬

‫رابعا‪ :‬التحيقق في الجنح المنسوبة لألحداث‬


‫خامسا‪ :‬اتخاذ التدابير المؤقتة واإليداع في السجن واإلحالة عمى الغرفة الجنحية‬
‫سادسا‪ :‬تتبع وضعية الحدث وتفقده‬
‫المطمب الثاني‪ :‬غرفة األحداث لدى المحكمة االبتدائية‬
‫تختص غرفة األحداث لدى المحكمة االبتدائية بالنظر في قضايا الجنح التأديبية المنسوبة لألحداث‪،‬‬
‫وتتشكل ىذه الغرفة من قاضي األحداث بصفتو رئيسا‪ ،‬ومن قاضيين اثنين بحضور ممثل النيابة العامة‬
‫ومساعدة كاتب الضبط‪ ،‬وقد أوجب المشرع أن تكون غرفة األحداث مشكمة تشكيال قانونيا‪.‬‬
‫وعميو فإنو يتعين أن يترأس الييئة قاضي األحداث‪ ،‬واال كان الحكم باطال‪ ،‬ويجب أن يشار إلى ذلك‬
‫في الحكم‪ ،‬كما يجب أن تراعي المقتضيات الواردة في المادة ‪ 297‬ق‪.‬م‪.‬ج التي تنظم شروط صحة انعقاد‬
‫الجمسات‪.‬‬
‫ويجب تحت طائمة البطالن‪ ،‬أن تصدر غرفة األحداث حكميا عن نفس القضاة الذين شاركوا في‬
‫جميع المناقشت‪ .‬واذا تعذر حضور قاض أو أكثر أثناء النظر في القضية‪ ،‬تعاد المناقشات من جديد‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬المستشار المكمف باالحداث‬
‫عمى غرار قاضي األحداث بالمحكمة االبتدائية‪ ،‬يوجد عمى مستوى محكمة االستئناف مستشار‬
‫مكمف باألحداث‪ .‬فقد نصت المادة ‪ 485‬ق‪.‬م‪.‬ج عمى أنو" يعين بقرار لوزير العدل في كل محكمة‬
‫استئناف مستشار أو أكثر لمقيام بميام مستشار مكمف باألحداث لمدة ثالث سنوات قابمة لمتجديد‪ ...‬إلخ"‪.‬‬
‫اختصاصات المستشار المكمف باألحداث‪ :‬إن إجراء التحقيق في القضايا الجنائية المنسوبة لألحداث‪،‬‬
‫وجميع الجنايات التي يرتكبيا أحداث‪ ،‬تحال عمى مستشار مكمف باألحداث‪ ،‬لمباشرة التحقيق فييا بناء‬
‫عمى ممتمس بإجراء تحقيق من الوكيل العام لمممك‪ ،‬وبواسطة ىذا الممتمس يضع المستشار المذكور يده‬
‫عمى القضية‪ ،‬ويتولى إجراء التحقيق فييا طبقا لمقواعد المقررة في القسم الثالث من الكتاب األول المتعمق‬
‫بالتحقيق اإلعدادي أي يقوم المستشار المكمف باألحداث ىنا بنفس الدور الي يقوم بو قاضي التحقيق‬
‫بالنسبة لمرشداء‪.‬‬
‫ىذا األخير عميو عند ممارستو لميامو في إجراءات التحقيق‪ ،‬أن يراعي الحقوق والضمانات التي‬
‫كمفيا المشرع لمحدث‪.‬‬

‫وبعد إنياء التحقيق في القضية يصدر المستشار المكمف باألحداث ق ار ار بإنياء البحث ويحيل الممف‬
‫عمى الوكيل العام لمممك ليضع ممتمسو النيائي خالل ثمانية أيام عمى األكثر‪ .‬وبعد رجوع الممف مع‬
‫ممتمس النيابة العامة‪ ،‬يصدر المستشار المكمف باألحداث أمره النيائي‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ىذا االختصاص األساسي‪ ،‬أسند المشرع لممستشار المكمف باألحداث‪ ،‬صالحية رئاسة‬
‫الييئات المنوط بيا النظر في قضايا األحداث عمى مستوى محكمة االستئناف‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪100‬‬

‫ومن االختصاصات األخرى الميمة التي أسندىا المشرع لممستشار المكمف باألحداث اتخاذ التدابير‬
‫في حق الضحية الحدث طبقا لممادتين ‪ 510‬و‪ 511‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬والبت في تغيير التدابير المتخذة في حق‬
‫الحدث (المادة ‪ 501‬ق‪.‬م‪.‬ج) وكذا البت في النزاعات العارضة‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬الغرفة الجنحية لألحداث لدى محكمة االستئناف‬
‫تتكون ىذه الغرفة تحت طائمة البطالن من مستشار لألحداث بصفتو رئيسا ومن مستشارين اثنين‬
‫وتعقد جمساتيا بحضور ممثل النيابة العامة وبمساعدة كاتب الضبط‪.‬‬
‫أوال‪ :‬في طمبات اإلفراج المؤقت المقدمة إلييا مباشرة طبقا لمفقرتين الرابعة والخامسة من المادة ‪179‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج وفي تدابير الوضع تحت المراقبة القضائية المتخذة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬في طمبات بطالن إجراءات التحقيق المنصوص عمييا في المواد ‪ 210‬إلى ‪ 213‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬في االستئنافات المرفوعة إلييا ضد أوامر قاضي األحداث والمستشار المكمف باألحداث عند‬
‫قياميما بميام قاضي التحقيق المستمدة من المادة ‪ 222‬ق‪.‬م‪.‬ج وما يمييا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬البت كدرجة استئنافية في األوامر بشأن تغيير التدابير‪.‬‬
‫المطمب الخامس‪ :‬غرفة الجنح االستئنافية لألحداث‬
‫المطمب السادس‪ :‬غرفة الجنايات لألحداث وغرفة الجنايات االستئنافية لألحداث‬
‫من المعموم أن من أىم مستجدات قانون المسطرة الجنائية ىو إقرار مبدأ التقاضي عمى درجتين‬
‫بالنسبة لمقضايا الجنائية‪ ،‬وذلك تمشيا مع مبادئ المحاكمة العادلة‪ .‬من أجل ذلك تم إنشاء غرفتين‬
‫لألحداث بمحاكم االستئناف‪ ،‬األولى ىي غرفة الجنايات لألحداث والثانية ىي غرفة الجنايات االستئنافية‬
‫لألحداث‪.‬‬
‫وتتألف غرفة الجنايات لألحداث من مستشار لألحداث بصفتو رئيسا‪ ،‬وعضوية مستشارين اثنين‪،‬‬
‫بحضور ممثل النيابة العامة ومساعدة كاتب الضبط‪ ،‬ويتم تعيين الييئة من طرف الجمعية العامة لمحكمة‬
‫االستئناف‪ ،‬كما تعين ىذه الجمعية نائبا لمرئيس من بين المستشارين المكمفين باألحداث ومستشارين‬
‫إضافيين‪ ،‬واذا كانت القضية تستوجب مناقشات طويمة يمكن أن تضم الغرفة إلى أعضائيا مستشا ار أو‬
‫أكثر يعينيم الرئيس األول لمحكمة االستئناف‪ .‬ويجب أن تصدر الغرفة ق ارراتيا بنفس القضاة الذين شاركوا‬
‫في جميع المناقشات واال كان القرار باطال‪.‬‬

‫وتختص غرفة الجنايات لألحداث بالنظر في الجنايات والجنح التي ال يمكن فصميا عنيا أو‬
‫المرتبطة بيا المنسوبة لألحداث‪ ،‬ومن أىم ما تتميز بو إجراء غرفة الجنايات لألحداث ىو أن تاريخ أول‬
‫جمسة يحدد من طرف رئيس الغرفة‪ ،‬ويتولى الوكيل العام استدعاء الحدث وممثمو القانوني‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الحرية المحروسة‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪101‬‬

‫يعني نظام الحرية المحروسة إخضاع الحدث لإلشراف والتتبع التربوي‪ ،‬إلعادة تربيتو وتجنيبو كل‬
‫عود إلى الجريمة‪ ،‬وبذلك يتبين أن الطبيعة القانونية لنظام الحرية المحروسة ىي أنو تدبير لمحماية‬
‫والتيذيب‪ ،‬أي تدبير احترازي وتربوي محض‪.‬‬
‫ويمكن استعمالو لمتجربة‪ ،‬كما يمكن استعمالو لمتربية‪ ،‬ويمكن اتخاذ ىذا التدبير بصفة مستقمة‪ ،‬كما‬
‫يمكن استعمالو مع تدبير أو تدابير أخرى‪.‬‬
‫ومن خالل اإلطالع عمى مختمف المواد المنظمة لقضاء األحداث‪ ،‬يتبين أن ىذا التدبير يمكن‬
‫استعمالو في حق كل حدث جانح‪ ،‬وىو الحدث الذي وضع أساسا من أجمو ىذا النظام‪ ،‬كما يمكن‬
‫استعمالو في حق األطفال ضحايا الجنايات والجنح‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬تغيير تدابير المراقبة والحماية واعادة النظر‬
‫يمكن لمحدث أو لوالدي الحدث أو الوصي عميو أو المقدم عميو أو حاضنو أو كافمو‪ ،‬أن يتقدم أي‬
‫منيم‪ ،‬بطمب إلى قاضي األحداث أو المستشار المكمف باألحداث‪ ،‬لتسميمو الحدث أو إرجاعو تحت‬
‫حضانتين وذلك وفق شروط أكدت عمييا المادة ‪ 502‬من ق‪.‬م‪.‬ج ‪ ،‬والتي يمكن إجماليا فيما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مرور ‪ 3‬أشير عمى األقل عمى تنفيذ المقرر الصادر بإيداع الحدث خارج أسرتو‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تقديم الطمب من الحدث أو األب أو األم أو الوصي أو المقدم أو الحاضن أو كافل الحدث دون‬
‫غيرىم من الجيات المشار إلييا في المادة ‪.501‬‬
‫ثالثا‪ :‬تقديم الطمب أمام قاضي األحداث أو المستشار المكمف باألحداث حسب األحوال‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬عمى الطالب أن يثبت أىميتو لتربية الطفل وتحسن سيرتو تحسنا كافيا‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬تنفيذ األحكام‬
‫أحاط المشرع اإلجراءات واألحكام المتعمقة باألحداث بضمانات خاصة‪ ،‬بحيث منع عمى العموم‬
‫اإلطالع عمييا‪ ،‬كما منع االطالع عمى السجل الخاص الذي تدون وتسجل بو‪.‬‬
‫ويمكن لقاضي األحداث‪ ،‬بعد مرور أجل ثالث سنوات‪ ،‬ابتداء من يوم انتياء مدة تدبير الحماية أو‬
‫التيذيب‪ ،‬إذا تأكد من تحسن سيرة الحدث‪ ،‬أن يأمر بإلغاء البطاقة رقم ‪ 1‬إما بصفة تمقائية أو بطمب من‬
‫النيابة العامة أو من الحدث المعني أو ممثمو أو الوصي أو المقدم أو كافمو أو الشخص أو المؤسسة‬
‫المكمفة برعايتو‪.‬‬

‫وىذا اإلجراء يمكن أن يقوم بو أيضا القاضي الذي أجرى المتابعة األولى‪ ،‬أو القاضي الذي يوجد‬
‫الموطن الحالي لمحدث بدائرتو‪ ،‬أو القاضي الذي كانت والدة الحدث بدائرتو‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن صدور المقرر المذكور من أحد القضاة أعاله‪ ،‬يكون قابال لمطعن فيو باالستئناف‬
‫أمام الغرفة الجنحية لألحداث لدى محكمة االستئناف داخل أجل عشرة أيام‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪102‬‬

‫وجاء في المادة ‪ 508‬ق‪.‬م‪.‬ج أن صوائر الرعاية واإليداع تتحمميا األسرة حسب الحصة المحددة‬
‫بمقتضى الحكم القاضي بتسميم الحدث مؤقتا أو نيائيا لغير والديو أو الوصي أو المقدم او الكافل أو‬
‫الحاضن‪.‬‬
‫وفي حالة ثبوت العوز تعفى األسرة من ىذه المصاريف‪ ،‬ويتم استخالص ىذه الصوائر عمى اعتبار‬
‫أنيا من صوائر القضاء الجنائي‪.‬‬
‫وتتولى الييئة المدنية بالتعويضات العائمية والمساعدات االجتماعية التي يستحقيا الحدث‪ ،‬في سائر‬
‫األحوال‪ ،‬أداءىا مباشرة وأثناء مدة الرعاية أو اإليداع إلى المؤسسة أو الشخص المكمف بالحدث‪.‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬حماية األطفال ضحايا جنايات أو جنح والموجودين في وضعية صعبة‬
‫المطمب األول‪ :‬حماية األطفال ضحايا جنايات أو جنح‬
‫إن أول مالحظة تثار في ىذا الشأن ىو أن المشرع أدرج ىذه المقتضيات في قانون المسطرة‬
‫الجنائية‪ ،‬رغم أن ىؤالء األطفال لم يرتكبوا جرما‪.‬‬
‫وتوفير ىذه الحماية‪ ،‬خصو المشرع باألطفال ضحايا الجنايات والجنح دون ‪ 18‬سنة‪ ،‬واستبعد بذلك‬
‫ضحايا المخالفات‪.‬‬
‫كما أسند ىذا االختصاص لقاضي األحداث‪ ،‬إذا تعمق بجنحة من اختصاص المحكمة االبتدائية‪ ،‬أو‬
‫لممستشار المكمف باألحداث‪ ،‬إذا تعمق األمر بجناية أو جنحة مرتبطة بيا من اختصاص محكمة‬
‫االستئناف‪ ،‬ويضعان يدىما عمى القضية إما تمقائيا أو بناء عمى ممتمس من النيابة العامة‪.‬‬
‫وىذه الحماية نوعان‪ :‬حماية مؤقتة‪ ،‬وتتمثل في إيداع الطفل الضحية لدى شخص جدير بالثقة‪ ،‬أو‬
‫مؤسسة خصوصية أو جمعية ذات منفعة عامة مؤىمة لذلك‪ ،‬أو بتسميمو لمصمحة أو مؤسسة عمومية‬
‫مكمفة برعاية الطفولة‪.‬‬
‫أما النوع الثاني من الحماية فال يكون إال بعد صدور الحكم‪ ،‬بحيث يمكن لمنيابة العامة أن تحيل القضية‬
‫عمى قاضي األحداث أو المستشار المكمف باألحداث‪ ،‬ليتخذ ما يراه مناسبا من تدابير الحماية‪ ،‬إذا كانت‬
‫مصمحة الحدث تبرر ذلك‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬حماية األطفال الموجودين في وضعية صعبة‬
‫ممف الوضعية الصعبة يفتح بممتمس من وكيل الممك بالمحكمة االبتدائية‪ ،‬ويحال عمى قاضي‬
‫األحداث الذي يتولى دراستو واتخاذ اإلجراءات المناسبة إخراج الحدث من الوضعية الصعبة التي يعاني‬
‫منيا‪ ،‬وأول ما يالحظ ىنا ىو أن المشرع حدد السن في أقل من ‪ 16‬سنة عمى خالف ما تبناه بالنسبة‬
‫لسن الرشد الجنائي والحدث الضحية‪.‬‬
‫وغني عن البيان أن تحريك مسطرة حماية الطفل في وضعية صعبة بيد النيابة العامة أساسا‪ ،‬فيي‬
‫التي تتقدم بالممتمس لفائدة الحدث أمام قاضي األحداث‪ ،‬إال أن المشرع أعطى بصفة استثنائية لغرفة‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪103‬‬

‫األحداث لدى المحكمة االبتدائية أن تتخذ في حق الحدث الذي تحكم ببراءاتو‪ ،‬أحد التدابير المقررة لمطفل‬
‫في وضعية صعبة‪ ،‬إذا تبين ليا أن مصمحتو تقتضي ذلك‪.‬‬
‫ويتعين عمى قاضي األحداث أن يتتبع تطور حالة الطفل بواسطة التقارير الدورية التي تقدم لو من‬
‫طرف مندوب الحرية المحروسة‪ ،‬وال تنتيي ميمة القاضي إال بانتياء الوضعية الصعبة‪ ،‬أو ببموغ الطفل‬
‫‪ 16‬سنة‪ ،‬أو سن الرشد الجنائي إذا كانت مصمحتو تستوجب ذلك‪.‬‬
‫الكتاب الثاني‪ :‬طرق الطعن‬
‫نتعرض في ىذا الكتاب لطرق الطعن العادية وطرق الطعن غير العادية‪ ،‬ويقصد بطرق الطعن تمك‬
‫الوسائل التي يتوفر عميا المتقاضون لمحصول من محكمة ما عمى دراسة جديدة لمنزاع أو الحكم الذي‬
‫صدر فيو أو ليذا األخير فقط‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬طرق الطعن العادية‬
‫الفرع األول‪ :‬التعرض‬
‫من المعموم أن التعرض يعتبر من طرق الطعن العادية‪ ،‬ويتم تقديمو ضد األحكام الغيابية‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أحكام التعرض‬
‫المطمب األول‪ :‬تعريف التعرض‬
‫يعتبر التعرض طريق عادي من طرق الطعن‪ ،‬يستطيع من خاللو المحكوم عميو بحكم غيابي‬
‫عرض الدعوى من جديد أمام نفس المحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيو بالتعرض‪ .‬ويتضح من‬
‫خالل ذلك أن التعرض بالرغم من كونو طريقا عاديا لمطعن‪ ،‬إال أنو قاصر عمى نوع من األحكام وىي‬
‫األحكام الغيابية‪ .‬وىو قاصر عمى الجنح والمخالفات‪ ،‬أما المسطرة الغيابية المطبقة أمام غرفة الجنايات‬
‫فيي ق اررات تيديدية أن صح التعبير‪ ،‬ألنيا تسقط بحضور الشخص الذي طبقت في حقو تمك المسطرة‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬األحكام القابمة لمتعرض‬
‫اشترط المشرع لقبول التعرض توافر بعض الشروط‪ ،‬منيا مالو ارتباط بحق الطعن ومنيا ما يتعمق‬
‫بصفة الطاعن ومنيا مالو ارتباط باإلجراءات‪ ،‬وعدم توفر ىذه الشروط يؤدي إلى عدم قبول الطعن‪ ،‬الحق‬
‫يتعمق أساسا باألحكام التي تقبل ىذا النوع من الطعن‪ ،‬وىي األحكام الغيابية التي تصدر في غيبة المتيم‪،‬‬
‫بعد استدعائو واحجامو عن الحضور‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أجل التعرض‬
‫إن األجل الذي تم التنصيص عميو لمباشرة ىذا الطعن ىو عشرة أيام‪ ،‬وىو أجل كامل ىذا مع‬
‫اإلشارة إلى أن ىذا األجل ال يبتدئ إال من اليوم الموالي لتاريخ التبميغ‪ ،‬ويمكن أن يمتد إلى غاية انتياء‬
‫آجال تقادم العقوبة‪ ،‬إذا تعمق األمر بدعوى عمومية ولم يتم التبميغ إلى المتيم شخصيا‪ ،‬ولم يثبت من أية‬
‫وثيقة من وثائق التنفيذ أن ىذا األخير عمم بالحكم الزجري الصادر في حقو‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شكل التصريح بالتعرض والمنازعات المثارة بشأنو‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪104‬‬

‫يكون ىذا الطعن عمى شكل تصريح يقدمو المحكوم عميو أو دفاعو لكتابة الضبط‪ ،‬وىذا التصريح ال‬
‫يكون بالضرورة مكتوبا‪ ،‬بل قد يكون شفويا‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬المحكمة المختصة بالبت في التعرض‬
‫البت في التعرض يرفع إلى المحكمة التي أصدرت الحكم الغيابي‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أثر التعرض‬
‫بالرجوع لممادة ‪ 394‬ق‪.‬م‪.‬ج نجدىا تنص أنو‪ ":‬يترتب عمى التعرض المقدم من طرف المحكوم عميو‪،‬‬
‫بطالن الحكم الصادر عميو غيابيا‪ ،‬أما التعرض الذي يتقدم بو الطرف المدني أو المسؤول عن الحقوق‬
‫المدنية‪ ،‬فغنو يقتصر عمى الحقوق المدنية‪ ،‬وال أثر لو عمى الدعوى العمومية‪ ،‬والمتعرض الذي لم يحضر‬
‫في اليوم المحدد لمنظر في تعرضو عمى الحكم الغيابي الصار في حقو‪ ،‬يمغى تعرضو وال يقبل مرة ثانية‬
‫بصريح الفقرة األخيرة من نفس المادة"‪ ،‬والتي جاء فييا أنو‪" :‬ال يقبل التعرض عمى الحكم الصادر بناء‬
‫عمى تعرض سابق"‪.‬‬
‫ىذا ويمكن من خالل دراسة ىذه المادة إبداء النتائج التالية‪:‬‬
‫النتيجة األولى‪ -‬بطالن الحكم‪ :‬ومعنى بطالن الحكم الغيابي أنو يصبح معدوما‪.‬‬
‫أما المسؤول المدني أو المطالب بالحق المدني الذي ال يحق لو أن يطعن بالتعرض إال إذا كان الحكم‬
‫غيابيا بالنسبة إليو‪ ،‬فال يمكنو أيضا الطعن في ىذا الحكم إال مست حقوقو‪.‬‬
‫النتيجة الثانية‪ -‬إلغاء التعرض‪ :‬وتعتبر ذات أىمية أيضا‪ ،‬وتتجسد في إلغاء التعرض إذا لم يحضر‬
‫المتعرض بعد تسممو االستدعاء الجديد عقب التعرض‪ ،‬فإذا أبمغ المحكمة بأن تخمفو كان بسبب عذر‬
‫مشروع‪ ،‬تعين تأخير القضية غن تم قبول ىذا العذر‪ ،‬وان تم رفضو‪ ،‬فمو أن يتمسك بو لدى المحكمة‬
‫األعمى درجة‪.‬‬
‫النتيجة الثالثة‪ -‬في حالة تعدد األشخاص‪ :‬إذا تعدد األشخاص الذين صدر في حقيم الحكم الغيابي‪،‬‬
‫وعند التبميغ تعرض البعض منيم د ون اآلخر‪ ،‬فإن ذلك ال يؤثر عمى الصفة النيائية التي يكتسبيا الحكم‬
‫اتجاه الطرف الذي لم يتعرض عميو داخل األجل أو يطعن فيو بوجو آخر من وجوه الطعن‪.‬‬
‫النتيجة الرابعة‪ -‬في حالة تعدد أوصاف الحكم‪ :‬سابقا كان المجمس األعمى يصرح بعدم قبول الطعن‬
‫بالنقض متى كان القرار المطعون فيو وصف غيابيا في حق البعض وحضوريا في حق البعض اآلخر‪،‬‬
‫بدعوى أن القرار المطعون فيو واحد وأنو معرض لمبطالن متى تم التعرض عميو من طرف من صدر في‬
‫حقو غيابيا‪ ،‬وفي ىذا حيف بالنسبة لمن صدر حضوريا في حقو‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التعرض عمى السند التنفيذي واألمر القضائي في المخالفات‬
‫المطمب األول‪ :‬السند القابل لمتنفيذ‬
‫من المعموم أنو يحق لمنيابة العامة أن تقترح عمى المخالف‪ ،‬بمقتضى سند تنفيذي‪ ،‬أداء غرامة جزافية‬
‫تبمغ نصف الحد االقصى المقرر قانونا لتمك المخالفة‪ ،‬شريطة ان تتعمق بغرامة فقط‪ ،‬وال يعاقب عمييا‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪105‬‬

‫القانون بعقوبة سالبة لمحرية‪ ،‬ويكون ارتكابيا مثبتا بمحضر أو تقرير وال يظير فييا مطالب بالحق‬
‫المدني‪ .‬وىذا السند الذي تصدره النيابة العامة‪ ،‬يتضمن شكميات معينة ومحددة‪ .‬وىي في مجموعيا عبارة‬
‫عن اقتراح يوجو لمشخص المخالف ألداء غرامة جزافية ال تكتسي صبغة اإللزام‪ ،‬بل توفق بين مصمحة‬
‫المخالف الذي‪ ،‬إن قبل السند التنفيذي الموجو إليو‪ ،‬سيؤدي فقط نصف الحد األقصى لمغرامة المحددة‬
‫قانونا‪ ،‬وبين المصمحة العامة‪ ،‬إذ ستوفر عمى المحكمة‪ ،‬عناء تصفية الممف وذلك في أقرب وقت‪ ،‬مع‬
‫تفادي المصاريف التي يتسبب فييا عادة طول اإلجراءات‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬التعرض عمى السند القابل لمتنفيذ وكيفيتو‬
‫إن السند الصادر عن النيابة العامة والمتضمن لمجموعة من البيانات‪ ،‬يتم تبميغو قانونا لممخالف‬
‫الذي‪ ،‬بإمكانو التعرض عميو داخل أجل عشرة أيام من تاريخ التبميغ‪.‬‬
‫وفي حالة عدم التعبير عن الرغبة في األداء‪ ،‬فإن السند القابل لمتنفيذ يصبح نيائيا‪ ،‬ويسمم كاتب‬
‫الضبط ممخصا منو لمجية المكمفة بالتنفيذ‪ ،‬أما عند التعبير عن عدم الرغبة في األداء داخل األجل‬
‫المحدد‪ ،‬فإن وكيل الممك يحيل القضية عمى المحكمة التي تبت في القضية‪ ،‬والتي غذا قررت اإلدانة‪ ،‬فال‬
‫يمكن أن تقل الغرامة المحكوم بيا عن ثمثي الحد األقصى لمغرامة المقرر قانونا لممخالفة‪ ،‬ويكون األمر‬
‫الصادر غير قابل لمتعرض وال لالستئناف‪ ،‬وال يمكن الطعن فيو بالنقض‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬التعرض عمى األمر القضائي في الجنح‬
‫يتم األمر القضا ئي في الجنح بناء عمى ممتمس كتابي من النيابة العامة‪ ،‬كمما تعمق األمر بجنح‬
‫يعاقب عمييا القانون بغرامة فقط ال يتجاوز حدىا األقصى ‪ 5000‬درىم ويكون ارتكابيا مثبتا في محضر‬
‫أو تقرير وال يظير فييا متضرر‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن األمر القضائي يتم في غيبة المخالف‪ ،‬ويحكم القاضي بغرامة ال تتجاوز نصف‬
‫الحد األقصى المقرر قانونا لمجنحة‪ ،‬بصرف النظر عن العقوبات اإلضافية والمصاريف ورد ما يمزم رده‪.‬‬
‫ويبقى األمر قابال لمتعرض داخل أجل عشرة أيام من تبميغو‪.‬‬
‫وفي حالة التعرض يصبح األمر الصادر غيابيا كأن لم يكن وتبت المحكمة وفقا لمقواعد العامة‪،‬‬
‫ويكون حكميا بعد التعرض قابال لالستئناف‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االستئناف‬
‫المبحث األول‪ :‬أحكام االستئناف‬
‫المطمب األول‪ :‬تعريف االستئناف‬
‫يمكن تعريف االستئناف بكونو تظمم من أخطاء القاضي المصدر لمحكم المستأنف إلى قاضي أعمى‬
‫درجة‪ ،‬يؤدي غمى إعادة مناقشة الدعوى من جديد من الناحيتين الموضوعية والقانونية‪.‬‬
‫ويقوم الطعن باالستئناف عمى مبدأ التقاضي عمى درجتين الذي يعتبر من المبادئ األساسية التي‬
‫تأخذ بيا مختمف النظم القانونية‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪106‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أجل االستئناف‬


‫بالرجوع لممادة ‪ 400‬ق‪.‬م‪.‬ج نجدىا تنص عمى أن أجل االستئناف محصور في عشرة أيام تبتدئ من‬
‫تاريخ النطق بالحكم إذا كانت المناقشات حضورية‪ ،‬وصدر بحضور الطرف أو من يمثمو أو تم إشعار‬
‫أحدىما بيوم النطق بالحكم‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أثر االستئناف‬
‫إن الطعن باالستئناف يترتب عميو أثران‪:‬‬
‫األول‪ :‬أثر واقف‪ ،‬ويعني وقف تنفيذ الحكم االبتدائي المطعون فيو وذلك بنص القانون إذ يوقف التنفيذ‬
‫أثناء األجل المقرر لالستئناف وأثناء النظر فيو إذا تم داخل األجل القانوني‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬أثر ناقل‪ ،‬ومؤداه أن الدعوى تعرض عمى جية أعمى وىي محكمة االستئناف في حدود‬
‫االستئناف المرفوع إلييا‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬صور االستئناف ومختمف أنواعو‬
‫المطمب األول‪ :‬استئناف المخالفات‬
‫يجب أن تتوفر فييا بعض الشروط‪ ،‬والتي تتجمى في كون الحكم المراد استئنافو‪ ،‬يجب أن يكون‬
‫صا ار عن محكمة جزائية سواء تعمق بمخالفة أو جنحة أو جناية‪ ،‬باعتبار أن قانون المسطرة الجنائية أجاز‬
‫االستئناف في القضايا الجنائية الصادرة ابتدائيا‪ ،‬وسنتعرض ليذا الموضوع في أوانو‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬استئناف الجنح‬
‫من المعموم أنو يمكن الطعن باالستئناف في األحكام الصادرة في الجنح كيفما كان منطوقيا‪ ،‬من‬
‫المتيم والمسؤول عن الحقوق المدنية والطرف المدني ووكيل الممك والوكيل العام لمممك لدى محكمة‬
‫االستئناف أو إحدى اإلدارات عندما يسمح ليا القانون بصفة خاصة بإقامة الدعوى العمومية‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬استئناف أوامر قاضي التحقيق‬
‫إن كان أمر قضائي يصدره قاضي التحقيق باستثناء األوامر الصادرة بإجراء خبرة‪ ،‬يمكن استئنافو‬
‫من طرف النيابة العامة في صيغة تصريح يقدم إلى كتابة الضبط بالمحكمة التي يوجد بيا قاضي‬
‫التحقيق في اليوم الموالي إلشعارىا بصدور األمر‪ ،‬وفي حالة صدور أمر باإلفراج المؤقت‪ ،‬فإن المتيم‬
‫يبقى معتقال إلى حين انصرام أجل االستئناف‪ ،‬ما لم توافق النيابة العامة عمى اإلفراج عنو في الحال‪،‬‬
‫وتطبق نفس المقتضيات في حالة صدور امر برفع المراقبة القضائية عن المتيم‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬استئناف ق اررات الغرفة الجنائية‬
‫لقد أضحت الق اررات الصادرة عن غرفة الجنايات قابمة لالستئناف من طرف المتيم والنيابة العامة‬
‫والمطالب بالحق المدني والمسؤول عن الحقوق المدنية‪ ،‬وىكذا يقدم االستئناف بتصريح إلى كتابة ضبط‬
‫المحكمة مصدرة القرار المطعون فيو‪ ،‬واذا كان المحكوم عميو معتقال فإن التصريح باالستئناف المقدم‬
‫لكتابة الضبط بالمؤسسة السجنية يعد صحيحا ويتمقى حاال ويضمن بالسجل الخاص‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪107‬‬

‫المطمب الخامس‪ :‬استئناف قضايا األحداث‬


‫مما ينبغي التأكيد عميو أن الجنايات التي يرتكبيا األحداث تنظر فييا غرفة الجنايات لألحداث التي‬
‫تبت في جمسة سرية‪ ،‬ويمكن الطعن باالستئناف في ق اررات غرفة الجنايات الصادرة في حق األحداث أمام‬
‫غرفة الجنايات االستئنافية لألحداث من طرف الحدث أو نائبو القانوني أو النيابة العامة أو الطرف‬
‫المدني أو المسؤول عن الحقوق المدنية‪.‬‬
‫المطمب السادس‪ :‬استئناف ق اررات المجمس األعمى‬
‫فيما يخص الجنايات والجنح المرتكبة من طرف بعض القضاة أو الموظفين‪ ،‬أو كمما تعمق األمر‬
‫بقواعد االختصاص االسثنائية الخاصة ببعض القضاة والموظفين‪ ،‬فإن الق اررات الصادرة عن الغرفة‬
‫الجنائية لممجمس األعمى تكون قابمة لالستئناف داخل أجل ثمانية أيام‪ ،‬وتبت في ىذا االستئناف غرف‬
‫المجمس األعمى مجتمعة باستثناء الغرفة الجنائية التي بتت في القضية‪ ،‬وال تقبل أي مطالبة بالحق المدني‬
‫أمام المجمس األعمى‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬طرق الطعن غير العادية‬
‫الفرع األول‪ :‬النقض‬
‫الطعن بالنقض طريق غير عادي من طرق الطعن‪ ،‬بمقتضاه يطمب أحد األطراف استنادا إلى‬
‫أسباب محددة قانونا‪ ،‬إلغاء الحكم المطعون فيو‪ ،‬وقد تناولو قانون المسطرة الجنائية في القسم األول من‬
‫الكتاب الرابع‪ ،‬وقسمو إلى ثالثة أبواب‪ ،‬سنتناوليا في المباحث التالية‪:‬‬
‫المبحث االول‪ :‬أحكام عامة‬
‫المقصود من النقض ىو مراقبة المجمس األعمى لقضاء ‪-‬محكمة النقض حاليا‪ -‬الموضوع في‬
‫تطبيقو لمقانون‪ ،‬فيو يراقب سالمة التكييف القانوني لموقائع‪ ،‬والتطبيق السميم لنصوص القانون واجراءات‬
‫المحاكمة‪ ،‬دون غعادة البحث في الوقائع‪ ،‬وبيذا المنظور‪ ،‬فإن الطعن بالنقض يختمف عن طرق الطعن‬
‫األخرى‪ ،‬ألن اليدف منو ىو إلغاء الحكم محل الطعن‪ ،‬دون البت في الموضوع‪ ،‬باعتبار المجمس األعمى‬
‫محكمة قانون وليست محكمة وقائع‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬طمب النقض لمصمحة األطراف‬
‫أجاز المشرع لخصوم الدعوى الطعن بالنقض في األحكام الصادرة في مواجيتيم‪ ،‬وبذلك تكون‬
‫النيابة العامة والمحكوم عميو والمطالب بالحق المدني والمسؤول عن الحقوق المدنية ىم أطراف الدعوى‬
‫الذين خول ليم القانون حق الطعن في األحكام الصادرة في حقيم‪.‬‬
‫وتجذر اإلشارة إلى أن حق الطعن بالنقض يثبت لكل طرف في حدود الحق الذي فصل فيو الحكم‬
‫المطعون فيو‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن الغاية من الطعن بالنقض لمصمحة األطراف‪ ،‬ىو اإلبطال الفعمي لممقرر‬
‫القضائي‪ ،‬وأوضحت أن النيابة العامة تتقدم بو لمصمحة المجتمع‪ ،‬وذلك ضد المتيم أو لفائدتو‪ ،‬والمتيم‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪108‬‬

‫يتقدم بو في حدود المقتضيات الجنائية والمدنية التي تخصو‪ ،‬وكذلك الشأن بالنسبة لمطرف المدني في‬
‫حدود مطالبو المدنية‪ ،‬والمسؤول المدني في حدود ما يمس مصالحو في الدعوى العمومية‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬شروط طمب النقض الشكمية وآثاره‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األحكام والق اررات القابمة لمطعن بالنقض‬

‫إمكانية الطعن بالنقض في كل األحكام والق اررات واألوامر النيائية الصادرة في الجوىر‪ ،‬ما لم ينص‬
‫القانون عمى خالف ذلك‪ ،‬أن المسطرة إذا شممت عدة أطراف وتغيب بعضيم‪ ،‬فإن الطرف الذي صدر في‬
‫حقو مقرر نيائي‪ ،‬يمكنو أن يطعن فيو بالنقض داخل األجل القانوني‪ ،‬ويبقى من حق الطرف اآلخر‪،‬‬
‫عندما يصبح نيائيا في حقو‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬األحكام والق اررات التي ال تقبل الطعن بالنقض‬
‫إذا كان المبدأ العام ىو قبول الطعن بالنقض في جميع األحكام والق اررات واألوامر النيائية الصادرة‬
‫في الجوىر‪ ،‬فإنو ال يستثنى منو إال ما ورد بشأنو نص خاص يقضي بمنع الطعن بالنقض فيو‪.‬‬
‫وعميو فإن األحكام والمقررات التي ال تقبل الطعن بالنقض تتحدد فيما يمي‪:‬‬
‫‪ )1‬أحكام محاكم قضاء القرب‪.‬‬
‫‪ )2‬األحكام القاضية بعدم المتابعة‪.‬‬
‫‪ )3‬المقررات اإلعدادية أو التمييدية أو الصادرة بشأن نزاع عارض أو دفع‪.‬‬
‫‪ )4‬األحكام والق اررات الصادرة بغرامة فقط غذا كان مبمغيا ال يتجاوز ‪ 5000‬درىم‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬كيفية التصريح بالنقض‬
‫يرفع التصريح بالنقض لدى كتابة ضبط المحكمة التي أصدرت المقرر المطعون فيو‪ .‬ويقدم إما من‬
‫طالب النقض أو محاميو‪ .‬ويقيد التصريح في سجل معد ليذه الغاية‪ ،‬ويوقع عميو كاتب الضبط والمصرح‪،‬‬
‫واذا كان ال يحسن التوقيع فإنو يضع بصمتو‪ ،‬أما إذا كان طالب النقض معتقال‪ ،‬فإن تصريحو يكون‬
‫صحيحا إذا قدمو شخصيا بالمؤسسة السجنية وفق اإلجراءات المتطمبة قانونا كما رأينا في التصريح‬
‫باالستئناف‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬أجل الطعن بالنقض‬
‫أجل الطعن بالنقض محدد في عشرة أيام من يوم صدور المقرر المطعون فيو‪ ،‬ما لم تنص‬
‫مقتضيات خاصة عمى خالف ذلك‪ .‬غير أن ىذا األجل ال يبتدئ إال من يوم تبميغ المقرر إلى الشخص‬
‫نفسو أو في موطنو‪ .‬وبطبيعة الحال فإن ىذا األجل أجل كامل‪ .‬ويبتدئ األجل بالنسبة لمنيابة العامة‪،‬‬
‫ولمن صدر الحكم حضوريا في حقو من يوم النطق بو‪ ،‬وبالنسبة لمن كان الحكم بمثابة حضوري في حقو‬
‫فإن الطعن يبتدئ من اليوم التالي لتبميغ الحكم إليو شخصيا أو في مسكنو‪ ،‬أما إذا كان الحكم غيابيا‪ ،‬فقد‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪109‬‬

‫حددت الفقرة األخيرة من المادة ‪ 527‬ق‪.‬م‪.‬ج أجل سريانو‪ ،‬وىو اليوم الذي يصبح فيو التعرض غير‬
‫مقبول‪.‬‬
‫الفقرة الخامسة‪ :‬آثار الطعن بالنقض‬
‫من المعموم أ ن أجل الطعن بالنقض والطعن بالنقض يوقفان تنفيذ العقوبة الجنائية في جميع الحاالت‬
‫األخرى ما عدا إذا طبقت مقتضيات المادتين ‪ 392‬و‪ 431‬ق‪.‬م‪.‬ج من طرف ىيئة الحكم‪ ،‬وتتعمق المادة‬
‫‪ 392‬باإلمكانية الممنوحة لممحكمة بناء عمى ممتمس النيابة العامة‪ ،‬إذا كانت العقوبة المحكوم بيا تعادل‬
‫سنة حبسا أو تفوقيا‪ ،‬في أن تصدر مقر ار خاصا معمال تأمر بمقتضاه بإيداع المتيم بالسجن أو بإلقاء‬
‫القبض عميو‪ ،‬والذي يتم تنفيذه رغم الطعن فيو بأية طريقة من طرق الطعن العادية أو غير العادية‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 431‬ق‪.‬م‪.‬ج فتنص عمى أنو يمكن لغرفة الجنايات في حالة الحكم بعقوبة جنائية سالبة‬
‫لمحرية‪ ،‬أن تأمر بإلقاء القبض حاال عمى المحكوم عميو الذي حضر في حالة سراح لجمسة‪ ،‬وينفذ ىذا‬
‫األمر بالرغم من كل طعن‪ ،‬أما التعويضات المدنية المحكوم بيا‪ ،‬فإنيا تنفذ بالرغم من الطعن بالنقض وال‬
‫يوقف أجل الطعن تنفيذىا‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أسباب النقض‬
‫تجدر اإلشارة أن الطعن بالنقض يجب أن يرتكز في األوامر أو الق اررات أو األحكام القابمة لمطعن بو‬
‫عمى األسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪ )1‬خرق اإلجراءات الجوىرية لممسطرة‪.‬‬
‫‪ )2‬الشطط في استعمال السمطة‪.‬‬
‫‪ )3‬عدم االختصاص‪.‬‬
‫‪ )4‬الخرق الجوىري لمقانون‪.‬‬
‫‪ )5‬انعدام األساس القانوني أو انعدام التعميل‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إعادة النظر وتصحيح الق اررات‬
‫المبحث األول‪ :‬حاالت اطعن بإعادة النظر‬
‫يحق لألطراف الطعن بإعادة النظر ضد الق اررات الصادرة عن المجمس األعمى‪ ،‬استنادا إلى وثائق‬
‫صرح أو اعترف بزوريتيا‪ .‬وفي ىذه الحالة يودع الطالب‪ ،‬باستثناء النيابة العامة‪ ،‬كفالة مالية مبمغيا‬
‫‪ 5000‬درىم تحت طائمة عدم القبول‪ ،‬واذا قضى المجمس بعدم قبول دعوى إعادة النظر‪ ،‬فإنو يحتفظ‬
‫بمبمغ الكفالة لفائدة الخزينة العامة‪.‬‬
‫ويتم الطعن أيضا بإعادة النظر من أجل تصحيح الق اررات التي طاليا خطأ مادي واضح يمكن‬
‫تصحيحو من خالل عناصر مأخوذة من الق اررات نفسيا‪ ،‬وكذلك الشأن إذا أغفل البت في أحد الطمبات‬
‫المعروضة بمقتضى وسائل استدل بيا‪ ،‬أو في حالة عدم تعميل القرار‪ ،‬والحالة األخيرة تتعمق بالطعن ضد‬
‫الق اررات الصادرة بعدم القبول أو بالسقوط ألسباب ناشئة عن بيانات ذات صبغة رسمية تبين عدم صحتيا‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪110‬‬

‫عن طريق وثائق رسمية جديدة وقع االستدالل بيا فيما بعد‪ .‬واذا تعمق األمر بإصالح أخطاء مادية‪ ،‬فإن‬
‫المجمس األعمى يصرح في حالة قبول الطمب بتصحيح الخطأ ذلك بدون إحالة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مسطرة الطعن بإعادة النظر بسبب الزور‬
‫يتم الطعن بواسطة مذكرة ممضاة من طرف مدعي الزور أو من ينوب عنو بتوكيل خاص وتقدم إلى‬
‫الرئيس األول لممجمس األعمى‪ .‬وأكدت ىذه المادة عمى وجوب إيداع الكفالة المشار إلييا في المادة ‪563‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬وبعدىا يصدر الرئيس األول أم ار بالرفض أو أم ار يأذن فيو بتقييد دعوى الزور‪ .‬وتباشر بعد ذلك‬
‫اإلجراءات‪ .‬بحيث يقع تبميغ ىذا األمر إلى المدعي بو خالل ‪ 15‬يوما من تاريخ النطق بو‪ ،‬مع الترخيص‬
‫لو بتقييد دعوى الزور نوضوع طمبو بكتابة ضبط المجمس األعمى‪ .‬ويتولى المجمس األعمى إجراء بحث‬
‫حول مدى صحة االدعاء‪ ،‬ويبت في القضية‪ .‬واذا ثبت لو الزور المدعي بو‪ ،‬صرح المجمس األعمى‬
‫بوجوده وأمر برد المبمغ المودع لمطالب‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المراجعة‬
‫تعتبر المراجعة طريقا من طرق الطعن غير العادية‪ ،‬والمراجعة وان كانت مثميا مثل النقض تقدم‬
‫أمام المجمس األعمى‪ ،‬فإنيما يختمفان عن بعضيما في كون أسباب النقض ترجع ألخطاء في تطبيق‬
‫القانون عمى الوقائع‪ ،‬بينما أسباب المراجعة ترجع إلى أخطاء واقعية خاصة ترتب عنيا نسبة الجريمة إلى‬
‫شخص لم يرتكبيا‪ ،‬ومن تم كانت األحكام القابمة لممراجعة قميمة جدا‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن المراجعة ال تقبل إال عند انعدام أي طريق آخر لمطعن يمكن استعمالو‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬حاالت طمب المراجعة‬
‫وىي حاالت أربع مذكورة عمى سبيل الحصر ووفق التسمسل اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬إذ ا صدرت عقوبة في دعوى القتل وأدلى بعد ذلك بمستندات أو حجج ثبت منيا قيام قرائن أو‬
‫عالمات كافية تدل عمى وجود المجني عميو المزعوم قتمو‪.‬‬
‫‪ ‬إذا صدرت عقوبة عمى متيم‪ ،‬وصدر بعد ذلك مقرر يعاقب متيما آخر من أجل نفس الفعل ولم‬
‫يمكن التوفيق بين المقررين لما بينيما من تناقض يستخمص منو الدليل عمى براءة أحد المحكوم عمييما‪.‬‬
‫‪ ‬إذا جرت بعد صدور الحكم باإلدانة متابعة شاىد سبق االستماع إليو وحكم عميو من أجل شيادة‬
‫الزور ضد المتيم‪ ،‬وال يمكن أثناء المناقشات الجديدة االستماع إلى الشاىد المحكوم عميو بيذه الصفة‪.‬‬
‫‪ ‬إذا طرأت واقعة بعد صدور الحكم باإلدانة أو تم الكشف عنيا أو إذا تم تقديم مستندات كانت‬
‫مجيولة أثناء المناقشات ومن شأنيا أن تنبث براءة المحكوم عميو‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬األطراف الذين خوليم القانون حق طمب المراجعة‬
‫لموكيل العام لمممك لدى المجمس األعمى بمبادرة منو أو بطمب من وزير العدل‪ ،‬ولممحكوم عميو أو‬
‫نائبو القانوني في حالة عدم األىمية‪ ،‬ولزوج المحكوم عميو المتوفي أو المصرح بغيبتو‪ ،‬وأبنائو ووالديو‪،‬‬
‫وورثتو والموصي ليم‪ ،‬ولمن تمقى توكيال خاصا منو قبل وفاتو‪.‬‬
‫من إعداد الطالب‪ :‬يونس العياشي‬ ‫تلخيص كتاب‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل‬ ‫‪111‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أثر طمب المراجعة‬


‫إن طمب المراجعة يترتب عميو وقف تنفيذ العقوبة بقوة القانون إن لم تكن قد نفذت‪ ،‬وذلك ابتداء من‬
‫تاريخ توجيو الطمب إلى المجمس األعمى‪ ،‬أما إذا شرع في تنفيذىا فإن اإلمكانية معطاة لوزير العدل في‬
‫إصدار أمر بتسريح المحكوم عميو المعتقل والتالي إيقاف التنفيذ إلى حين صدور قرار المجمي األعمى‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬مسطرة البت في طمب المراجعة‬
‫من المعموم أن الغرفة الجنائية بالمجمس األعمى المعروض عمييا طمب المراجعة‪ ،‬تبت أول األمر في‬
‫قبول الطمب أو عدم قبولو‪ ،‬فإذا قبمتو تنتقل لدراسة الموضوع‪ ،‬واذا كانت عناصر الممف جاىزة فإنيا‬
‫تصدر حكميا‪ ،‬واال التجأت إما إلى القيام باألبحاث والتحريات إلظيار الحقيقة‪ ،‬وعندىا تصدر حكميا إما‬
‫برفض الطعن‪ ،‬واما بإبطال الحكم المطعون فيو‪.‬‬
‫وفي حالة صدور قرار باإلبطال‪ ،‬وارتأى المجمس األعمى أنو يمكن إجراء مناقشات شفوية حضورية‬
‫من جديد‪ ،‬أحال القضية عمى محكمة مماثمة لممحكمة التي أصدرت المقرر الذي تم إبطالو‪ ،‬من حيث‬
‫النوع والدرجة‪ ،‬أو عمى نفس المحكمة وىي متركبة من ىيئة أخرى‪ ،‬لمحكم فييا مرة أخرى‪.‬‬
‫وتتولى ىذه المحكمة النظر في القضية من جديد حسب اإلجراء العادية‪.‬‬
‫وفي حالة استحالة إجراء مناقشات شفوية حضورية جديدة في حالة اإلبطال‪ ،‬إما بسبب وفاة المحكوم‬
‫عميو أو إصابتو بخمل عقمي‪ ،‬أو عند إجراء المسطرة الغيابية في حقو أو في حالة تغيبو‪ ،‬أو في حالة‬
‫انعدام مسؤولية الجنائية‪ ،‬أو إذا وجد عذر قانوني يعيو أو في حالة تقادم الدعوى العمومية أو العقوبة‪،‬‬
‫يتولى المجمس األعمى بعد التثبت صراحة من إحدى حاالت االستحالة المشار إلييا أعاله‪ ،‬البت في‬
‫موضوع القضية بدون سابق نقض وال إحالة‪ ،‬وذلك بحضور األطراف المدنية إن كانوا موجودين في‬
‫الدعوى‪ ،‬والقيمين الذين يعينيم المجمس لمقيام مقام الشخص المتوفى‪.‬‬
‫وفي ىذه الحالة يقتضي نظر المجمس األعمى‪ ،‬عمى إبطال العقوبات التي صدرت في غير محميا‬
‫فقط دون باقي ما تم الحكم بو في المقرر الذي تم إبطالو‪.‬‬
‫ويمكن اعتمادا عمى المقرر الجديد الذي ترتب عنو الحكم ببراءة المحكوم عميو‪ ،‬الحكم لو بتعويض‬
‫عن الضرر الذي لحقو من إجراء الحكم الصادر بإدانتو‪ ،‬إال أنو يتعين عمى المحكوم عميو تقديم طمب‬
‫بذلك‪.‬‬
‫كما يمكن لذوي حقوقو االستفادة من التعويض‪ ،‬وان كان المشرع قد اشترط عمى أقارب ضحية الخطأ‬
‫القضائي المتوفي‪ ،‬إثبات الضرر المادي الذي لحقيم من العقوبة المحكوم بيا‪ ،‬وتتحمل الدولة ما يمكن أن‬
‫يحكم بو من تعويضات‪ ،‬مع إمكانية الرجوع عمى الطرف المدني أو الواشي أو شاىد الزور الذين تسببوا‬
‫بخطئيم في صدور العقوبة‪.‬‬

You might also like