Professional Documents
Culture Documents
2017/2018
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 2
القانون عمى إجراء التحقيق إجباريا أو اختياريا ،فيتعين تطبيق إرادة المشرع إذا كان يأمر بو عمى سبيل
الوجوب.
-األمر القضائي :إذا تعمق األمر بجنحة يعاقب عمييا القانون فقط بغرامة ال تتجاوز 5000درىم
وال يظير فييا متضرر ،ويكون ارتكابيا مثبت في محضر أو تقرير،يمكن لوكيل الممك أن يتقدم بممتمس
إلى القاضي من أجل إصدار أمر قضائي في غيبة المتيم ودون استدعائو ،و ال يمكن ان تتجاوز الغرامة
التي يحكم بيا القاضي في ىذه الحالة نصف الحد األقصى لمغرامة المقررة قانونا لمجنحة ،باإلضافة
لممصاريف والعقوبات اإلضافية ،ويتم تبميغ االمر القضائي لممتيم و لممسؤول المدني عند االقتضاء.
)2إقامة الدعوى العمومية من قبل الوكيل العام لمممك :خول القانون لموكيل العام لمممك الحق في
إقامة الدعوى العمومية وممارستيا أمام محكمة االستئناف في الجنايات والجرائم المرتبطة بيا أو غير
القابمة لمتجزئة عنيا سواء كانت جنحا أو مجرد مخالفات.
وتكون الجرائم مرتبطة :إذا ارتكبت في وقت واحد من طرف عدة أشخاص مجتمعين ،أو إذا ارتكبت
من طرف أشخاص مختمفين ،ولو في أقوات مختمفة وأماكن مختمفة ،ولكن بناء عمى اتفاق مسبق
بينيم....
أ-اإلحالة المباشرة :تنص المادة 49من قانون المسطرة الجنائية أن الوكيل العام لمممك يحيل ما
يتخذه من اإلجراءات إلى ىيئات أو التحقيق أو ىيئات الحكم المختصة.
وجاء في المادة 419في بندىا الثاني أن القضية تحال عمى غرفة الجنايات"بإحالة من الوكيل العام
لمممك طبقا لممادتين 49و 73من ىذا القانون" ،وتكون اإلحالة ممكنة:
-في الجنايات متى تعمق األمر بالتمبس بجنايا طبقا لممادة 56من قانون المسطرة الجنائية.إذا لم
يكن التحقيق إلزاميا.
-في الجنح المرتبطة بجناية،فبإمكان الوكيل العام لمممك أن يتابع الجانح في حالة سراح مقابل
كفالة مالية أو شخصية.
ب -إلتماس إجراء التحقيق :إذا لم يكن متاحا تطبيق اإلحالة المباشرة عمى غرفة الجنايات ،فإن
الوكيل العام لمممك يحيل القضية عمى قاضي تحقيق بمقتضى ممتمس بإجراء التحقيق.
وينص القانون عمى أن التحقيق يكون إلزاميا في الحاالت اآلتية:
-الجنايات المعاقب عمييا باإلعدام ،أو السجن المؤبد ،أو التي يصل الحد أقصى فييا 30سنة.
-في الجنايات المرتكبة من طرف األحداث.
-ويكون التحقيق اختياريا في باقي الجنايات األخرى.
الفقرة الثانية :الموظفون المكمفون بإقامة الدعوى العمومية
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 6
أوردت المادة الثالثة من قانون المسطرة الجنائية ،قاعدة عامة مفادىا أنو يمكن إقامة الدعوى
العمومية من طرف الموظفين المكمفين بذلمك ،ويقصد بذلك أن القانون ىو الذي يمنح التكميف لبعض
الموظفين خارج سمك القضاء .ونذكر في ىذا الصدد بعض الجيات:
)1قضايا الجمارك :يستفاد من خالل الفصل 249من مدونة الجمارك و الضرائب غير
المباشرة،أنو يمكن تحريك الدعوى العمومية من قبل النيابة العامة،و الوزير المكمف بالمالية أو مدير
الجمارك أو أحد ممثميو المؤىمين.
)2قضايا المياه والغابات :خول المشرع ألعوان ىذه اإلدارة باإلضافة إلى حق إقامة الدعوى
العمومية ،حق ممارساتيا و استعمال الطعن ،مما يفيد أن حق ىؤالء األعوان ال يقتصر عمى إقامة
الدعوى العمومية فقط ،وانما يشمل أيضا ممارستيا.
الفقرة الثالثة:إقامة الدعوة العمومية من طرف المتضرر
أسند المشرع المغربي االختصاص في ممارسة الدعوى العمومية واقامتيا وجعميا من أىم صالحيات
قضاء النيابة العامة وبعض الموظفين ،فإنو فتح نافذة لممتضرر ليستعمل سمطة إقامة الدعوى العمومية،
ومن الناحية المبدئية فإن حق المتضرر في إقامة الدعوى العمومية.ىو حق عام و شامل لكافة الجرائم،
إال ما استثناه القانون ،ولكن المتضرر ال يممك سوى حق إقامة الدعوى دون ممارستيا.
كما يتعين عميو تقديم شكاية إما لقاضي التحقيق أو ىيئة الحكم ،ودعميا بأسباب كافية ،ويتعين عميو
أيضا أن ينصب نفسو مطالبا بالحق المدني لقبول شكايتو ،وأن يختار موطن بدائرة المحكمة و إيداع
المبمغ المفترض أنو ضروري لمصاريف الدعوى داخل األجل.
ولإلشارة فقط فإنو ال يمكن لممتضرر من الجريمة إقامة الدعوى العمومية عن طريق االدعاء المدني
في مواجية حدث ،ولكنو يمكن أن ينضم إلى الدعوى العمومية التي تقيميا النيابة العامة ،ويطالب بالحق
المدني في مواجية الحدث بإدخال المسؤول عنو مدنيا.
الطمب الثاني :الطرف المدعى عميو في الدعوى العمومية
تمارس الدعوى العمومية ضد الفاعل األصمي والمساىمين والمشاركين في ارتكاب الجريمة:
ويقصد بالفاعل األصمي :ىو المعتبر قانونا الشخص المسؤول جنائيا و شخصيا و لو لم ينفذىا
بنفسو.
أما المساىم :ىو كل من ارتكب شخصيا عمال من أعمال التنفيذ المادي لمجريمة (الفاعل مع
الغير).
وأما المشارك في الجناية أو الجنحة :ىو كل من لم يساىم في التنفيذ ،ولكنو قام بأحد األفعال
المبينة في الفصل ( 129األمر و التحريض.)..
المبحث الثاني:قيود المتابعة و سقوط الدعوى العمومية
المطمب األول:قيود المتابعة
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 7
أوال -وفاة الشخص المتابع :فإذا مات الشخص تعين عمى النيابة العامة حفظ الممف ،كون أن
الدعوى العمومية شخصية.
ثانيا -التقادم :تتقادم الدعوى العمومية ،ما لم تنص قوانين أخرى بخالف ذلك:
-بمرور 20سنة من يوم إرتكاب الجناية( 15سنة حاليا).
5 -سنوات من يوم ارتكاب الجنحة( 4سنوات حاليا).
-سنتين من يوم ارتكاب المخالفة(سنة حاليا).
وىناك نصوص خاصة تنص عمى أجال أخرى لمتقادم بعضيا أطول مما نص عميو قانون المسطرة
الجنائية ،كقانون العدل العسكري ،الذي يقضي بأن مدة التقادم في جريمتي العصيان و الفرار من
الجندية.تبتدئ من اليوم الذي بمغ فيو سن الجاني 50سنة ،ومنيا ما يقرر أحكام أخف كقانون الصيد
البحري في مادتو 25المقررة لمتقادم في عام واحد من تاريخ إنجاز المحضر المثبت لممخالفة.
ثالثا -العفو الشامل :يتم العفو الشامل بنص تشريعي يحدد اآلثار المترتبة عميو،و إذا كان صدر
العفو الشامل من قبل إقامة الدعوى العمومية أثناءىا كان سببا لسقوط الدعوى و إذا صدر بعد الحكم في
الدعوى يسقط العقوبة.
رابعا -العفو الخاص :حسب الفصل ،53فالعفو من حقوق الممك ويباشر طبقا
لمظيير(1.57.387العفو الخاص) ،ويمكن إصداره قبل تحريك المتابعة أو خالل ممارسة الدعوى
العمومية أو بعد إصدار الحكم.
خامسا -نسخ المقتضيات الجنائية التي تجرم الفعل :فقد نص الفصل الخامس من قانون المسطرة
الجنائية" :ال يسوغ مؤاخذة أحد عمى فعل لم يعد يعتبر جريمة بمقتضى قانون صدر بعد ارتكابو فإذا كان
قد صدر حكم باإلدانة ،فإن العقوبات المحكوم بيا أصمية كانت أو إضافية،يجعل حد لتنفيذىا".
سادسا -صدور مقرر اكتسب قوة الشيء المقضي بو :من أسس المحاكمة العادلة،عدم إمكانية
محاكمة شخص مرتين من أجل فعل واحد ،حتى ولو اتصف الفعل بأكثر من وصف ،لذلك قضت المادة
4من قانون المسطرة الجنائية أن الدعوى العمومية.تسقط بصدور مقرر اكتسب قوة الشيء المقضي بو.
سابعا -الصمح :يسمح القانون بإجراء الصمح بمقتضى نصوص خاصة في بعض الجرائم،و يجب
أن تشير ىذه النصوص صراحة بجواز المصالحة التي يترتب عمييا سقوط الدعوى العمومية ،ومن بين
النصوص والقوانين المنظمة لمصيد البحري وتمك المتعمقة بالمحافظة عمى الغابات.
ثامنا-التنازل عن الشكاية :سحب الشكوى متى كانت شرطا ضروريا لممتابعة تعد سببا من أسباب
سقوط الدعوى العمومية ،و من بين أىم الجرائم التي تتوقف المتابعة بشأنيا(جريمة الخيانة الزوجية).
الفرع الثاني :الدعوى المدنية التابعة
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 9
نصت الفقرة األولى من المادة 7من قانون المسطرة الجنائية.عمى أن حق إقامة الدعوى المدنية
لمتعويض عن الضرر الناتج عن جناية أو جنحة أو مخالفة،يرجع لكل من تعرض شخصيا لضرر
جسماني أو مادي أو معنوي تسببت في الجريمة مباشرة.
يعتبر المتيم ىو المتابع في الدعوى العمومية ،بإتيانو فعل أصميا يجعل منو فاعال فييا أو مشاركا
في ارتكابيا ،إن كان المتيم المطموب بالتعويض ناقص األىمية بسبب صغر السن ،أو السفو ،أو اإلدانة
بعقوبة جنائية ،تعين إدخال نائبو القانوني ،وعمى المحكمة أن تثير تمقائيا عدم توفر األىمية في المدعى
عميو .وبالتالي تصرح بعدم قبول الدعوى حسب الفصل األول من القانون الجنائي.
الفقرة الثانية :الوارث
إذا توفي المدعى عميو و الدعويان معا قائمتين أمام المحكمة الزجرية ،فإن الدعوى العمومية تسقط
بموت المتيم ،وتواصل إجراءات الدعوى المدنية التابعة في مواجية الورثة طبقا لممادة 12من قانون
المسطرة الجنائية.
الفقرة الثالثة :المسؤول عن الحق المدني
حسب المادة 9من قانون المسطرة الجنائية ،فإن المحكمة الزجرية مختصة سواء كان مسؤول عن
الضرر شخصا ذاتيا أو معنويا خاضعا لمقانون المدني ،بل وحتى القضايا المنسوبة ألشخاص القانون
العام في ما إذا كان الطرف الضرر متسبب فيو من قبل وسيمة من وسائل النقل.
الفقرة الرابعة :الوكيل القضائي
تنص المادة 3من قانون المسطرة الجنائية ،عمى تبميغ الوكيل القضائي لممممكة بإقامة الدعوى
العمومية في حق قاضي أو موظف أو عون أو مأمور لمسمطة العمومية.
في حين نصت المادة 37فتنظم ميمة تبميغ الوكيل القضائي بالنيابة العامة.التي ينبغي عمييا كذلك
أن تشعر اإلدارة التي ينتمي إلييا الموظف التابع.
المبحث الثاني:ممارسة الدعوى المدنية التابعة
المطمب األول:مباشرة الدعوى المدنية التابعة
نصت كل من المواد 10و 11من قانون المسطرة الجنائية ،يستفاد أنو يمكن لممتضرر أن يقيم
الدعوى المدنية منفصمة عن الدعوى العمومية أمام المحكمة المدنية المختصة ،إال أنو إذا أقيمت الدعوى
المدنية أمام المحكمة المدنية ،والدعوى العمومية أمام المحكمة الزجرية بشكل منفصل ،يجب عمى
المحكمة المدنية إيقاف البث في الدعوى المدنية إلى أن يبث القضاء الزجري بحكم نيائي في الدعوى
العمومية تفاديا لحدوث تضارب بين الق اررين.
المطمب الثاني:موضوع الدعوى المدنية التابعة
الفقرة األولى:التعويض و الرد و المصاريف القضائية
أوال-التعويض :يخضع التعويض المدني أمام المحكمة الزجرية لنفس األحكام التي تطبق عمى
التعويض في المسؤولية التقصيرية ،المطالب بو في إطار دعوى مدنية أصمية.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 11
ثانيا-الرد :يقصد بالرد إرجاع األشياء أو المبالغ أو األمتعة المنقولة الموضوعة تحت يد العدالة إلى
أصحاب الحق فييا ،فيو بمثابة إعادة األمور إلى ما كانت عميو قبل وقوع الجريمة ،وتجوز المطالبة بالرد
من طرف الضحية أو حتى من طرف المتيم ،ويمكن لممحكمة أن تحكم برد األشياء المحجوزة من نفسيا،
أو برد ثمنيا إذا كان قد تقرر بيعيا خشية فسادىا أو تمفيا أو نتيجة تعذر االحتفاظ بيا.
ثالثا-المصاريف :يستمزم دخول المدعي المدني أمام المحكمة الجنائية لممطالبة بتعويض عن
األضرار التي لحقتو من الجريمة ،أداء رسوم و مصاريف قضائية ،ومن الطبيعي أن يطالب باستردادىا،
وعمى المحكمة أن تحدد من يتحمل عبء تمك المصاريف.
الفقرة الثانية :التنازل عن الدعوى و التقادم
أوال-التنازل عن الدعوى :من المعموم أنو يجوز لمطرف المتضرر أن ينيي الدعوى المدنية التابعة،
سواء أمام المحكمة الزجرية أو أمام ىيئة التحقيق ،بالتخمي عنيا أو التصالح بشأنيا أو تنازل عنيا ،دون
أن يرتب عن ذلك انقطاع سير الدعوى العمومية أو توقفيا ،إال إذا كانت شكايتو شرطا ضروريا لممتابعة،
ففي ىذه الحالة تسقط الدعوى العمومية.
ولإلشارة فقط فإن تنازل الطرف المدني عن دعواه ال يحول دون الحكم عميو بالصوائر المؤداة قبل
تنازلو ،وانما يعفيو فقط من المصاريف التي أداىا بعد تنازلو.
ثانيا-التقادم :بالرجوع لممادة 14من قانون المسطرة الجنائية ،فإن الدعوى المدنية تتقادم طبقا
لمقواعد المعمول بيا في قانون االلتزامات والعقود ،واذا تقادمت الدعوى العمومية فال يمكن إقامة الدعوى
المدنية إال أمام المحكمة المدنية.
الكتاب األول:السمطات المختصة بالتحري عن الجرائم
فصل تمييدي :سرية البحث و التحقيق
نصت المادة 15من قانون اإللتزامات و العقود ،عمى سرية اجراءات البحث و التحقيق ،واإللتزام
بالسر الميني لكل شخص يساىم في ىذه اإلجراءات ،والسمطات المختصة بالتحري كما عددىا القانون
ىي :الشرطة القضائية ،النيابة العامة ،قاضي التحقيق.
الفصل األول :الشرطة القضائية
تطرق ليا المشرع ضمن الباب الثاني من القسم األول من الكتاب األول من قانون المسطرة الجنائية
من المادة 16إلى .35
الفرع األول :تكوين الشرطة القضائية
من المعموم أن أعضاء الشرطة القضائية ينتمون إلى مصالح و جيات قضائية أو إدارية متعددة،
فمنيم من ينتمي إلى سمك القضاء ،ومنيم من ينتمي إلى إدارة الدفاع الوطني ،أو األمن الوطني أو و ازرة
الداخمية أو لقطاعات حكومية أخرى كالفالحة أو النقل أو التشغيل أو التعمير ،أو لمجماعات المحمية.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 12
وتجدر اإلشارة أنو كيفما كان انتماء أعضاء الشرطة القضائية ،فإنيم يخضعون في عمميم بيذه
الصفة لمسمطات القضائية ،في تسيير اإلشراف و المراقبة(المادة 17من قانون المسطرة الجنائية).
أوال -الضباط السامون لمشرطة القضائية :ويحمل ىذه الصفة:
-المدير العام لألمن الوطني ،ووالة األمن ،والمراقبون العامون لمشرطة ،عمداء الشرطة ،وضباط
الشرطة.
-ضباط الدرك الممكي ،وذوو الرتب فيو ،واألمر يتعمق برتب عسكرية .فالضابط بالدرك الممكي ىو
مالزم أول.
-الباشوات و القواد ،أي موظفو اإلدارة الترايبة.
ثالثا -ضباط الشرطة القضائية المكمفون باألحداث :إحداث شرطة قضائية خاصة باألحداث ال
يعني نزع االختصاص من ضباط الشرطة القضائية العامة المنصوص عمييم في المادة 20من قانون
المسطرة الجنائية ،الذين يبقون مؤىمين لممارسة ميام الشرطة القضائية بشكل عام.
رابعا -الموظفون و األعوان المكمفون ببعض ميام الشرطة القضائية :أحال قانون المسطرة
الجنائية عمى النصوص القانونية الخاصة المتعمقة بموظفي وأعوان اإلدارات والمرافق العمومية المسندة
الييم بعض ميام الشرطة القضائية ،عمى عكس القانون الممغى الذي كان يشير إلى فئة من الموظفين و
األعوان.
خامسا -أعوان الشرطة القضائية :عددتيم المادة 25من قانون المسطرة الجنائية إلى ثالث
أصناف:
أ -موظفوا المصالح العامة لمشرطة :أي جميع موظفي األمن الوطني الممارسين مياميم و الذين ال
يحممون صفة ضابط الشرطة.
ب -الدركيون الذين ليست ليم صفة ضابط الشرطة القضائية :و يتعمق األمر بالدركيين من رتبة
رقيب.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 13
ج -خمفاء الباشوات و خمفاء القواد :وىم موظفون تابعون لو ازرة الداخمية يقومون بميام السمطة
المحمية في نفوذ الدوائر و القيادات ،ويقتصر دور أعوان الشرطة القضائية عمى مساعدة الضباط و تنفيذ
أوامرىم و تعميماتيم بخصوص المعمومات حول الجرائم و التثبت من وقوعيا.
الفرع الثاني :صالحيات الشرطة القضائية
المبحث األول:االختصاص المكاني لمشرطة القضائية
يمارس ضباط الشرطة القضائية مياميم ضمن دائرة اختصاصيم الترابية ،أو كامل التراب الوطني،
في حالة االستعجال وطمبت منيم ذلك السمطة القضائية أو العمومية( ،البث في حالة التمبس حيث
تقتضي اآلجال المسطرية تقديم المشتبو فييم بسرعة أمام الجية القضائية المختصة) ،وتكون الشرطة
القضائية خالل ممارستيا ليذه الميام خاضعة لسمطة ومراقبة القضاء.
المبحث الثاني :ميام الشرطة القضائية و مراقبتيا
وان كانت كثيرة ،تتجمى أساسا في التثبت من وقوع الجرائم ،وجمع األدلة عنيا و البث عن مرتكبييا.
المطمب األول :مراقبة الشرطة القضائية
فالنيابة العامة تممك سمطة تسيير أعمال ضباط الشرطة القضائية ،والغرفة الجنحية لدى محكمة
االستئناف ىي التي تتولى مراقبة أعماليم ،وتتخذ في حقيم المسطرة التأديبية في حالة اإلىمال أو
التقصير في تطبيق القانون ،كما تتخذ في حقو اي ضابط الشرطة القضائية إحدى العقوبات المشار إلييا
في المادة 32من قانون المسطرة الجنائية تبعا لخطورة الفعل المنسوب إليو:
-توجيو مالحظات إلى الضابط.
-التوقف المؤقت عن ممارسة الميام.
المطمب الثاني:ميام الشرطة القضائية
بالرجوع لممادة 18من قانون المسطرة الجنائية نجد أن المشرع حدد اإلطار العام لتدخل الشرطة
القضائية ،وبذلك ينجزون مياميم إما في إلطار البحث التمييدي أو حالة التمبس أو تنفيذ اإلنابة
القضائية ،وفي كل األحوال مطالبون بإثبات ما قاموا بو في محضر.
الفقرة األولى :المحضر
يمزم ضبط الشرطة القضائية بتحرير محاضر بشأن كل العمميات التي يقومون بيا.
وبالرجوع لممادة 24من قانون المسطرة الجنائية نجدىا عرفت المحضر المنجز من قبل ضابط
الشرطة القضائية والذي يوجو إلى النيابة العامة اعتمادا عمى العناصر اآلتية:
-المحضر وثيقة مكتوبة ،أي ال مجال لمحديث عن الشفوية أو المسجمة.
-يحرره ضابط الشرطة القضائية و أثناء مزاولتو لميامو.
-يتعمق المحضر بأمور داخمة ضمن اختصاصو.
-يتضمن معاينة الضابط ،واسمو وصفتو ومكان عممو وتوقيعو...
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 14
:2-1التفتيش :حينما تكون الجريمة موضوع البحث التمييدي مما يمكن إثباتو بواسطة حجز أشياء
موجودة في حوزة شخص تظن مشاركتو في الجريمة أو شخص أخر ،فإن ضابط الشرطة القضائية ينتقل
فو ار إلى منزلو ليجري فيو تفتيشا عن األشياء المذكورة.
وان كان التفتيش يتعمق بأماكن معدة الستعمال ميني ،فعمى ضابط الشرطة أال يجري التفتيش إال
بعد إشعار النيابة العامة واتخاذ التدابير الالزمة لضمان احترام السر الميني.
واذا كان التفتيش أو الحجز سيجرى بمكتب محام ،فيقوم بالتفتيش قاض من قضاة النيابة العامة
بحضور نقيب المحامين أو من ينوب عنو ،أو عمى األقل بعد إشعاره بأي وسيمة ممكنة.
وسواء كان التفتيش في حالة التمبس بالجريمة من طرف ضابط الشرطة القضائية ،أو اقتضت
الضرورة أن يقوم بو قاض من قضاة النيابة العامة (بالنسبة لممحامي) ،فالبد من مراعاة المقتضيات التي:
-إذا كان التفتيش سيجري في منزل مشتبو فيو فينبغي عمى ضابط الشرطة القضائية أن يدعو
الشخص المذكور لمحضور أو يدعوه لينيب عنو شخصا آخر ،واذا تعذر ذلك فإن الضابط يستدعي
شاىدين لحضور عممية التفتيش.
-أما إذا كان التفتيش سيجرى في منزل شخص آخر غير المشتبو فيو ،فإن ىذا الشخص ينبغي أن
يحضر التفتيش ،واذا تعذر ذلك يتم التفتيش بحضور شاىدين كذلك.
أ) تفتيش النساء :إذا كان التفتيش سيتم في أماكن توجد بيا نساء ،فعمى الضابط أن ينتدب امرأة
لتفتيش النساء ،وىذا المقتضى جاءت بو المادة 60من قانون المسطرة الجنائية ،وأيضا يتعين عميو أن
يستدعي امرأة لحضور التفتيش الذي سيجريو بمنزل تعمره نساء فقط.
وعمة اشتراط إجراء التفتيش في ىذه الحالة من طرف امرأة ىي صيانة اآلداب العامة وحماية القيم
األخالقية وعدم استباحة عرض المرأة حتى ولو كانت متيمة.
ب) حجز األشياء :يعمل ضابط الشرطة القضائية عمى إحصاء األشياء و الوثائق التي يقرر حجزىا
لعالقتيا بموضوع الجريمة عمى الفور ،ويمفيا أو يضعيا في غالف أو كيس ويختم عمييا ،وىذا اإلجراء
يقصد بو الحفاظ عمى الشيء المحجوز بعينو ومنع تبديمو ...حتى يتمكن القضاء من بسط مراقبتو عميو
عند االقتضاء ،وتتم ىذه اإلجراءات بحضور األشخاص الذين حضروا عممية التفتيش.
ت) اإلجبار عمى االمتثال :يمكن لضابط استدعاء أي شخص قصد االستماع إليو ومده ببيانات
ومعمومات مفيدة حول األفعال موضوع البحث أو األشياء أو الوثائق المحجوزة ،واذا امتنع المستدعى فإن
الضابط قد يمجأ إلى إرغامو عمى الحضور بعد إذن النيابة العامة.
والضابط ممزم بتحرير محاضر بالعمميات التي قام بيا من تفتيش أو حجز ،وغالبا ما ينجز محضر
واحد لمتفتيش و الحجز ،وكيفما كانت النتيجة التي انتيى إلييا إيجابية أو سمبية ،وغالبا ما ينجز محض ار
واحدا لمتفتيش والحجز.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 16
د -أوقات التفتيش :عمى الرغم من كون التفتيش يتم في إطار البحث بشأن جريمة تتوفر في حالة
التمبس فإن ضابط الشرطة القضائية ينبغي أن يقوم بو خالل التوقيت القانوني المسموح فيو بالتفتيش،
وبذلك فال يجوز التفتيش قبل السادسة صباحا و بعد التاسعة ليال ،إال إذا طمب ذلك صاحب المنزل أو
وجيت استغاثة من داخمو أو في حاالت خاصة يجيزىا القانون ،غير أنو يمكن االستمرار في التفتيش ولو
بعد دخول الوقت الممنوع تفاديا لعرقمة اإلجراءات.
واذا تعمق األمر بتفتيش محالت يمارس فييا بصفة معتادة عمل ليمي ،فإن التفتيش يمكن أن يتم فييا
في أي وقت ،وذلك لتمييز ىذه األماكن بممارسة أنشطتيا خالل الميل وليس ممارستيا بصفة عرضية ،فال
ينبغي تناسي الحرمة التي يعطييا الدستور لممنازل.
ه -بطالن التفتيش :رتب المشرع عمى عدم احترام اإلجراءات المنصوص عمييا في المواد 59و
60و 62من قانون المسطرة الجنائية ،بطالن اإلجراء المعيب وما قد يترتب عنو من إجراءات.
وعميو إذا تقرر بطالن محضر التفتيش والحجز بسبب خرق اإلجراءات المسطرية ،فإن ذلك ال يؤدي
إلى بطالن محضر البحث التمييدي الذي يتضمن تصريحات المتيم وباقي اإلجراءات األخرى السميمة
التي لم تترتب عن اإلجراء الباطل.
و -سرية التفتيش :نصت المادة 61من قانون المسطرة الجنائية عمى معاقبة كل من قام بإفشاء
فحوى وثيقة ثم حجزىا أثناء التفتيش إلى شخص غير مؤىل قانونا لالطالع عمييا ،دون موافقة الشخص
المحجوز منو أو ذوي حقوقو أو من وقع عمييا ،أو من وجيت إليو ولو كان ذلك لفائدة البحث.
)1االستعانة باألشخاص المؤىمين :تخول المادة 64من قانون المسطرة الجنائية ،لضابط الشرطة
القضائية إذا اقتضى األمر القيام بمشاىدات ضرورية االستعانة بأىل الخبرة ،وىذا ال يعني انتداب خبير
إلنجاز ىذه المأمورية ،عمى اعتبار أن انتداب الخبراء إلنجاز من اختصاص السمطة القضائية (قاضي
التحقيق ،المحكمة).
وعميو فصالحية الشخص المستعان من طرف الشرطة القضائية تقتصر عمى "مشاىدة" الوقائع و
األدلة التي تتعرض بسرعة إلى االندثار ،ويكون من شأنيا الكشف عن حقيقة الواقعة قبل تالشييا ،وىذه
الصالحية مشروطة بأمرين:
-أن تكون المعاينة ال تقبل التأخير.
-أن يقتصر عمل الشخص المؤىل عمى إبداء رأيو الفني المستخمص.
)2التحفظ عمى األشخاص بمكان التحريات :يمكن لضابط الشرطة القضائية أن يمنع كل شخص
يظير لو أنو مفيد في تحرياتو المتعمقة بالكشف عن الجريمة من االبتعاد عن مكان وقوعيا ،ويستمر ىذا
المنع إلى غاية إتمام الضابط تحرياتو بمكان الجريمة ،ولم تحدد المادة 65من ق.م.ج الفترة الزمنية ليذا
المنع ،إال أن الظاىر النص يوحي بأن األمر يتعمق بإتمام التحريات المجراة بمكان وليس إتمام البحث
كمو..
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 17
)3الحراسة النظرية :نظ ار لخطورة ىذه الصالحية ومساسيا بحرية الفرد وحقوقو الشخصية ،فقد
أحاطيا المشرع بعدة شروط وأحكام صارمة ،ويمكن تعريفيا بأنيا توقيف الشخص وابقاؤه رىن إشارة
ضابط الشرطة وتحت نظره في مركز عممو خالل مدة تحددىا القانون ،وىذه السمطة يممكيا الضابط إذا
كان يبحث في جريمة في حالة التمبس.
أ) شروط الوضع تحت الحراسة النظرية :نظ ار لخطورة الوضع تحت الحراسة النظرية ولعالقتو
بالحرية الشخصية لألفراد فإنو يحق لضابط الشرطة القضائية أن يحتفظ بأي شخص تحت الحراسة
النظرية إال إذا استوجب واستمزمت ذلك ضرورة إجراء البحث الذي يقوم بو.
والبد من اإلقرار أن تقدير حاجيات البحث ومتطمباتو أمر موكول إلى ضابط الشرطة القضائية
ويرجع إلى ضميره و شرفو ،بحيث يعرف متى يمجأ إلى تدبير الحراسة ومتى ال يمجأ إلييا ،كما يمكن
لمنيابة العامة التدخل لتصحيح كل وضع يظير ليا غير مناسب ،وذلك بمراجعة قرار الضابط ووضع حد
لمحراسة النظرية إذا رأت عدم جدواىا أو قدرت ضعف أىميتيا ،أو تأمر بوضع شخص تحت الحراسة إذا
تبين ليا مالءمة ذلك.
ولعل خطورة ىذا اإلجراء من أىم األسباب التي دفعت عدة تشريعات إلى سن ترسانة من النصوص
القانونية لتنظيمو تنظيما محكما ،يوازن بين الحق في الوصول إلى الحقيقة ،وحق المواطن في عدم
المساس بحريتو والعبث بيا ،ليذا حدد المشرع مدة الحراسة النظرية بالساعات ،وأنطا النيابة العامة
ضرورة مراقبة تطبيقيا ،ومعاقبة كل من تجاوز في مدتيا.
ب) مدة الحراسة النظرية :تختمف مدة الحراسة تبعا لنوع الجريمة موضوع البحث إلى ثالث فئات:
-عامة الجرائم باستثناء الجريمة اإلرىابية وأمن الدولة :تكون مدة الحراسة النظرية بشأنيا 48
ساعة تقبل التمديد مرة واحدة لمدة 24ساعة ،أي لمدة إجمالية قدرىا 72ساعة.
-جريمة المس بأمن الدولة الداخمي والخارجي :تكون فييا 96ساعة قابمة لمتمديد مرة واحدة لنفس
المدة ،أي لمدة قصوى قدرىا 192ساعة.
-الجريمة اإلرىابية :وقد حددت مدة الحراسة بشأنيا في مدة 96ساعة قابمة لمتمديد مرتين لمدة
96ساعة في كل مرة ،أي لمدة إجمالية ال تتجاوز 288ساعة.
ويتعين عمى الضابط إشعار النيابة العامة عند الوضع تحت الحراسة النظرية وأن يوجو إلييا الئحة
اسمية باألشخاص الموضوعين تحت الحراسة النظرية حالل 24ساعة السابقة.
ث) إشعار عائمة الشخص الموضوع تحت الحراسة النظرية :ويتعين عمى ضابط الشرطة القضائية
أن يشعر عائمة الشخص الموضوع تحت الحراسة النظرية ،وذلك فور وضعو تحت الح ارسة النظرية بأي
وسيمة من الوسائل ،سواء الياتف أو الكتابة ،ويشير المحضر إلى ذلك.
ج) تمديد الحراسة النظرية :تكون المدة قابمة لمتمديد كما رأينا بمقتضى إذن كتابي من النيابة العامة
كمما اقتضت ضرورة البحث ذلك ،مما يعني أن النيابة العامة ىي التي تممك السمطة التقديرية لتقسيم
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 18
وتقدير مسألة ضرورة ومتطمبات البحث وحاجتو إلى تمديد مدة الحراسة النظرية ،ويالحظ أن المادة 66
من ق.م.ج ،اشترطت إذما كتابيا من النيابة العامة لتمديد فترة الحراسة النظرية في حالتي الجريمة العادية
والجريمة اإلرىابية ،عمى عكس الجرائم الماسة بأمن الدولة التي لم يشترط فييا اإلذن كتابة.
ح) االتصال بمحامي :أعطى المشرع ىذا الحق لمشخص الموضوع تحت الحراسة النظرية في حالة
تمديدىا ،وذلك بأن يطمب من ضابط الشرطة القضائية االتصال بمحام ،كما يحق ليذا األخير في حالة
نيابتو عن الشخص أن يطمب من النيابة العامة الترخيص لو باالتصال بالشخص و ذلك ابتداء من
الساعة األولى من فترة تمديدىا ،ويتم االتصال لمدة زمنية محددة ال تتجاوز ثالثين دقيقة ،تحت مراقبة
ضابط الشرطة القضائية ،في ظروف تكفل سرية المقابمة.
خ) جزاء اإلخالل بأحكام الوضع تحت الحراسة النظرية :لم يرتب المشرع البطالن عمى اإلخالل
بشروط الحراسة النظرية كما فعل بالنسبة لخرق شكميات التفتيش.
إال أن مقتضيات المادة 751من قانون المسطرة الجنائية ،تبقى قابمة لمتطبيق عمى خرق تمك
اإلجراءات ،وتنص ىذه المادة عمى أن كل إجراء يأمر بو قانون المسطرة الجنائية .ولم يثبت انجازه عمى
الوجو القانوني يعد كأنو لم ينجز.
)4مقتضيات خاصة بالمحضر و بالضباط السامين :يتميز المحضر الذي تنجزه الشرطة القضائية
في حالة التمبس بجناية أو جنحة ببعض الخصوصيات بالنسبة لبعض المحاضر األخرى ،وفي ىذا
سنتطرق إلى:
أ) محضر الشرطة القضائية في حالة التمبس :يشترط بالنسبة ليذه المحاضر المحررة في حالة
فور و يوقع عمى كل ورقة من أوراقيا ،فقد خص المشرع ىذه
تمبس أن يحررىا ضابط الشرطة القضائية ا
المحاضر بحكمين:
-أوليما :التعجيل بتحرير المحضر ،أي الفورية ،فالضابط مكمف بالحضور الفوري إلى مكان
الجريمة ومعاينة وتسجيل وقائعيا ،واالستماع إلى األشخاص الموجودين في نفس المكان ،وىذا يستوجب
تحرير المحاضر دون تأخير ،األمر الذي يستمزم التعجيل بتقديم المشتبو فيو أمام النيابة العامة ،سيما إذا
كان موضوعا تحت الحراسة.
-ثانييما :توقيع ضابط الشرطة القضائية عمى كل ورقة من أوراق المحضر ،وضبط محتوياتو،
وىذا يفرض عمى الضابط تسجيل جميع اإلجراءات بعناية فائقة ،مع ضبط محتويات ىذا المحضر عن
طريق توقيع كل ورقة من أوراقو.
ب) حضور الضباط السامين لمشرطة القضائية لمكان معاينة الجريمة :تناولت المواد 71و 72و
75من ق.م.ج ممارسة الضباط السامون لمشرطة القضائية ألعمال البحث في حالة التمبس ،و قدميم
القانون عمى ضباط الشرطة القضائية العاديين كمما حضروا مكان الجريمة ،حيث تصبح ليم األولوية في
إجراء البحث ،وذلك لكون تميز إجراءات التمبسي بطابع تخفيفي ،والسمطة ىي المؤىمة لمتحقيق.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 19
وىكذا فحضور ممثل النيابة العامة إلى مكان الجريمة يؤدي إلى تخمي ضابط الشرطة القضائية عن
البحث ،كما أن حضور قاضي التحقيق مسرح الجريمة يؤدي بالوكيل العام لمممك أو وكيل الممك بتخمييم
عن القضية بقوة القانون.
الفقرة الثالثة :البحث التمييدي
إن البحث في الجرائم التي ال تتوفر فييا حالة التمبس ،يتم في إطار البحث مسطرة البحث التمييدي.
)1تعريف البحث التمييدي :لم يعرف قانون المسطرة الجنائية البحث التمييدي ،بل فقط اكتفى بإيراد
بعض األحكام الخاصة بو في خمسة مواد.
ويمكن تعريفو بأنو البحث الذي تقوم بو الشرطة القضائية في حالة غير التمبس بالجريمة المنصوص
عمييا في المادة 56من ق.م.ج ،ولعل بينو وبين البحث الذي يجرى في حالة التمبس يتجمى فقط في
بعض الخصوصيات أريد منيا إعطاء ضمانات أكثر لمحقوق الفردية في إطار البحث التمييدي حيث
تبرز بشكل جمي قرينة البراءة ،خالفا لحاالت التمبس التي ينطمق فييا البحث من قرائن قوية.
ويقوم ضباط الشرطة القضائية بالبحث إما تمقائيا عمى إثر العمم بوقوع جريمة ،أو نتيجة لتمقيو شكاية
أو وشاية ،كما يمكنيم القيام بالبحث أيضا بناء عمى تعميمات النيابة العامة.
)2دخول المنازل وتفتيشيا في البحث التمييدي :ألزمت المادة 79من قانون المسطرة الجنائية
بعدم دخول المنازل وتفتيشيا وحجز ما بيا من أدوات االقتناع دون موافقة صريحة من الشخص الذي
ستجرى ىذه العمميات بمنزلو ،وتكون الموافقة مكتوبة بخط يد المعني ،وذلك ضمانا لصدور الرضى عن
طواعية واختيار ،وان كان ال يحسن الكتابة ،فإن الضابط يضمن ذلك في المحضر المشار فيو إلى
موافقتو عمى التفتيش.
)3الحراسة النظرية في البحث التمييدي :تختمف بين البحث التمييدي و البحث في حالة التمبس
في جزئيات ىامة و مؤثرة.
أ) إذن النيابة العامة :بالنسبة لمبحث التمييدي ال يمكن وضع الشخص تحت الحراسة النظرية إال
بعد الحصول عمى موافقة النيابة العامة مسبقا عمى ذلك ،بينما في حالة التمبسي وضع الشخص تحت
الحراسة النظرية دون استئذان ،بل فقط إشعار النيابة العامة ،رغم إمكانية ىذه األخيرة أن تأمر بوضع حد
لموضع تحت الحراسة النظرية.
ب) تمديد الحراسة النظرية :تتجمى الجزئية الثانية في اشتراط إجراءات خاصة بمناسبة تمديد فترة
الحراسة النظرية ،فالمادة 80من قانون المسطرة الجنائية تشترط أن يتم تقديم لمشخص الذي كان
موضوعا تحت الحراسة النظرية إلى النيابة العامة يتعين أن يستمع إليو قبل أن يقرر منح إذن مكتوب
بتمديد الحراسة النظرية ،وتجدر اإلشارة إلى أنو ميما كانت األسباب التي تجعل النيابة العامة ممزمة
بتوضيحيا كتابة وتعميل موقفيا بشأن اإلذن بتمديد الحراسة النظرية في حالة البحث التمييدي ،دون
إحضار الشخص المطموب تمديد الحراسة النظرية في حقو أماميا.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 20
ت) باقي شروط و شكميات الحراسة النظرية :أما باقي الشروط المتعمقة بالوضع تحت الحراسة
النظرية فإنيا واحدة سواء في البحث التمييدي أو البحث في حالة تمبس.
وقد أشارت المادة 82من قانون المسطرة الجنائية إلى أن الوضع تحت الحراسة النظرية يثبت حسب
الشكميات المنصوص عمييا في المواد 66و 67و 68من قانون المسطرة الجنائية ،وقد سبقت اإلشارة
إلييا عند الحديث عن البحث في حالة التمبس.
ث) التفتيش الجسدي :خولت المادة 81من قانون المسطرة الجنائية لضابط الشرطة القضائية
إجراء تفتيش جسدي عمى كل شخص تم وضعو تحت الحراسة النظرية ،واذا تعمق األمر بامرأة فإن
الضابط ينتدب امرأة لتفتيشيا ،وان كان الضابط امرأة ،فإنيا تباشر التفتيش بنفسيا ،وىذه المقتضيات
تطبق سواء في حالة التمبس أو البحث التمييدي.
وىذا التفتيش غير مشروط بموافقة الشخص الموضوع تحت الحراسة النظرية ،ألنو تفتيش امني غايتو
الحفاظ عمى سالمة الشخص المذكور وسالمة باقي األشخاص.
أوال -انتداب الشرطة القضائية من طرف قاضي التحقيق :منح القانون لقاضي التحقيق الحق في المجوء
إلى اإلنابة القضائية بمقتضى المواد من 189إلى 193من ق.م.ج ،ونخص بالذكر اإلنابة القضائية
الموجية إلى ضباط الشرطة القضائية ،ويمكن تمخيص أىم المقتضيات التي تحكم تنفيذ اإلنابة القضائية
من طرف ضابط الشرطة القضائية كما يمي:
)1مضمن اإلنابة القضائية :يطمب قاضي التحقيق من أي ضابط من ضباط الشرطة القضائية
الموجودين بدائرة نفوذ محكمتو القيام بإجراء ما يراه الزما من أعمال التحقيق في األماكن الخاضعة لنفوذ
ضابط الشرطة القضائية ،ويرجع االختصاص ىنا إلى قواعد االختصاص التي تنظم مجال عمل قاضي
التحقيق (المادة 55من ق.م.ج) ،والى قواعد االختصاص المحمي التي تحكم عمل ضابط الشرطة
القضائية (المادة 22من ق.م.ج).
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 21
واذا تعمق األمر بإنابة قضائية تتطمب القيام بعدة إجراءات في نفس الوقت ،ولكن في أماكن مختمفة
من تراب المممكة فإنو يمكن لقاضي التحقيق أن أن يأمر بتوجيو نظائر أو نسخا منيا إلى السمطات
المكمفة بالتنفيذ لتنفيذىا.
وتتضمن اإلنابة القضائية الصادرة عن قاضي التحقيق:
-تاريخ صدورىا.
-توقيع وطابع قاضي التحقيق الذي أصدرىا.
-تحديد نوع اإلجراءات المطموب من الضابط إنجازىا.
-يحدد قاضي التحقيق أجال لضابط الشرطة القضائية يجب عميو أن يوجو خاللو المحاضر التي
حررىا ،واذا لم تحدد اإلنابة أجال ،يتعين عمى الضابط توجيو المحاضر في ظرف األيام الثمانية الموالية
لنياية العمميات المنجزة تبعا لإلنابة القضائية.
)2إنجاز اإلنابة :يتوفر ضابط الشرطة القضائية المنتدب لتنفيذ إنابة قضائية صادرة عن قاضي
التحقيق عمى جميع السمطات المخولة لقاضي التحقيق ،ولكن في حدود تمك اإلنابة باستثناء إجراءين اثنين
فقط ال يمكنو القيام بيما ويتعمق األمر ب:
-عدم استجواب المتيم أو مواجيتو مع غيره.
-عدم االستماع إلى الطرف المدني إال بطمب منو .وينبغي أن يتم ىذا التعبير عن ىذه الرغبة
بشكل صريح إما شفويا ويضمن ذلك في المحضر أو بشكل كتابي.
-يحق لضابط الشرطة القضائية المنتدب أن يستمع لمشيود ،ويتعين عمى كل شاىد استدعي ألداء
شيادتو أن يستجيب لذلك ويؤدي اليمين أمام ضابط الشرطة القضائية.
-يحق لضابط الشرطة القضائية إذا اقتضت ضرورة تنفيذ اإلنابة ذلك أن يضع شخصا تحت
الحراسة النظرية ،ويشعر قاضي التحقيق بذلك.
وفي حالة وضع شخص تحت الحراسة النظرية فإن األمر يقتضي تطبيق كل الشكميات والقواعد
التي تحكم تنفيذ ىذا اإلجراء كما نصت عمى ذلك المواد 66و 67و 68و 69و 80من ق.م.ج،
حسب األحوال .وفي األخير يحرر ضابط الشرطة القضائية محض ار بجميع اإلجراءات التي قام بيا تنفيذا
لإلنابة القضائية داخل األجل المحدد ،يوجيو إلى قاضي التحقيق الذي أنابو.
ثانيا -انتداب الشرطة القضائية من طرف المحكمة :من الناحية العممية ،فإن الشرطة القضائية
تكف يدىا عن كل إجراء من إجراءات التحقيق خالل المرحمة التي يصبح قضاء الحكم ىو الذي يمارس
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 22
ىذه السمطة في إطار ما يسمى بالتحقيق النيائي ،ومن بين الحاالت التي يسمح فييا القانون بانتداب
ضابط الشرطة القضائية من طرف قضاء الحكم:
ما نص عميو الفصل 32من قانون الجماعات والمقاطعات 1من أنو ":يمكن لمحاكم قصد تكوين
اقتناعو الصميم أن يستمع لمشيود وأن ينتدب أحد ضباط الشرطة القضائية إلنجاز األبحاث المفيدة
وبالخصوص لمباشرة تفتيش المنازل".
ما نصت عميو المادتين 324و 362من ق.م.ج ،حين تكمف ىيئة المحكمة أحد أعضائيا
بإجراء تحقيق تكميمي ،ويقوم قاضي الحكم في ىذه الحالة بميامو تنفيذا لمقتضيات القسم الثالث من
الكتاب األول من ق.م.ج المتعمق بالتحقيق اإلعدادي ،والذي تقع من بين مواده المواد من 189إلى
،193وىو ما يسم لمقاضي المعين من قبل ىيئة الحكم إلنجاز تحقيق تكميمي ،أن ينيب عنو ضابطا
لمشرطة القضائية في إطار الحدود التي رسمتيا المواد من 189إلى 193المذكورة آنفا.
الفصل الثاني :النيابة العامة
سنتناول في ىذا الفصل السمطة الرئاسية التي يتوفر عمييا الرؤساء عمى مرؤوسييم في سمك النيابة
العامة ،ثم إلى باقي الصالحيات التي خوليا القانون لمنيابة العامة ،وىي كثيرة :
الفرع األول :السمطة الرئاسية في النيابة العامة
يخضع أعضاء النيابة العامة لسمطة رؤسائيم القضائيين التسمسميين ،ويتعين عمييم تنفيذ
تعميماتيم ،وىذا ما نصت عميو المادة 39من ق.م.ج عمى أن وكيل الممك يمارس سمطتو عمى نوابو،
وتنص المادة 49من ق.م.ج عمى أن الوكيل العام لمممك لدى محكمة االستئناف يمارس سمطتو عمى
جميع قضاة النيابة العامة التابعين لدائرة نفوذه ،وسمطة أعضاء النيابة عمى مرؤوسييم مطمقة تشمل سائر
ميام النيابة العامة.
ومن جية أخرى ،كان فيما سبق وزير العدل يممك سمطة قضاة النيابة العامة ،بإشرافو عمى تنفيذ
السياسة الجنائية وتبميغيا إلى الوكالء العامين لمممك ليسيروا عمى تطبيقيا.
وظل األمر عمى ذلك إلى أن صدر القانون 33.17المتعمق بنقل اختصاصات السمطة الحكومية
المكمفة بالعدل إلى السيد الوكيل العام لمممك لدى محكمة النقض بصفتو رئيسا لمنيابة العامة وبسن قواعد
لتنظيم رئاسة النيابة العامة.
1
-ألغيت محاكم الجماعات والمقاطعات بمقتضى القانون 01.24المنظم لقضاء القرب.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 23
ويستفاد من ذلك أن اختصاصات وزير العدل تم نقميا إلى وكيل الممك لدى محكمة النقض ،وىذه
السمطة التي يتمتع بيا وزير العدل فيما مضى تتمثل في:
)1أنو المشرف عمى تنفيذ السياسة الجنائية ،فإن لو أن يبمغ خطوطيا العريضة أو تفاصيميا إلى
الوكالء العامين لمممك الذين يجب عمييم تنفيذىا ،وىم يسألون عن عدم تنفيذ ىذه التعميمات التي عادة ما
تكون عامة وال تيم قضايا معينة بصفة خاصة.
)2يمكن لوزير العدل سابقا أن يوجو لموكيل العام لمممك تعميمات بشأن قضية معينة ،ويطمب منو
متابعة مرتكبييا ،أو يكمف وكيل الممك المختص بالقيام بذلك .ويشترط أن تكون ىذه التعميمات كتابية،
وىذه التعميمات حصرىا المشرع في األمر بالمتابعة فقط دون غيرىا.
باإلضافة إلى ذلك فإن وزير العدل سابقا كان يمارس سمطتو عمى أعضاء النيابة العامة بمقتضى
الفصل 56من القانون األساسي لرجال القضاء ،الذي جاء فيو ":أن قضاة النيابة العامة تحت سمطة
وزير العدل ومراقبة وتسيير رؤساءىم األعمين".
والجدير بالذكر أن ىذه االختصاصات التي كان يتمتع بيا وزير العدل سابقا ،أصبح يمارسيا
وكيل الممك لدى محكمة النقض الحالي السيد محمد عبد النبوي.
كما أن أعضاء النيابة العامة يرتبطون بينيم برباط التسمسل اإلداري الذي يفرض عمى كل مرؤوس
أن يخضع لتعميمات رئيسو ،كما أنيم يشكمون جيا از موحدا ينوب أفراده عن بعضيم البعض ،وىي ما
يطمق عمييا البعض بخاصية ( الوحدة ).
الفرع الثاني :صالحيات النيابة العامة
تتوفر النيابة العامة عمى عدة صالحيات يرتبط بعضيا بممارسة الدعوى العمومية ،وبعضيا اآلخر
يعد بديال لتمك الدعوى ،كما أن المشرع خوليا صالحيات أخرى بمناسبة إجراء البحث التمييدي ترتبط
بسير البحث أو بمراقبة عمل الشرطة القضائية ،باإلضافة إلى الصالحيات المخولة لوكيل الممك لدى
المحكمة االبتدائية ،ثم الصالحيات الممنوحة لموكيل العام لمممك لدى محكمة االستئناف.
المبحث األول :وكيل الممك
يمثل وكيل الممك شخصيا أو بواسطة نوابو ،النيابة العامة في دائرة نفوذ المحكمة االبتدائية المعين
بيا ،وىو يمارس عدة ميام أىميا:
)1ممارسة الدعوى العمومية :يمارس وكيل الممك الدعوى العمومية تحت مراقبة الوكيل العام
لمممك ،ومن الناحية المبدئية فإن وكيل الممك يمارس الدعوى العمومية بكيفية تمقائية ،أي أنو يتدخل كمما
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 24
بمغ إلى عممو خبر ارتكاب جريمة ليبحث أو يكمف الشرطة القضائية بالبحث بشأنيا ثم يرتب عمييا األثر
القانوني المناسب ،أي إقامة المتابعة أو إحالة الممف عمى الجية القضائية أو عند االقتضاء حفظ
القضية ،كما يمكن أن يتدخل بناء عمى شكاية يرفعيا إليو المتضرر من الفعل الجرمي ،وال تعتبر الشكاية
في ىذه الحالة أم ار ممزما لوكيل الممك إلقامة الدعوى العمومية ،وانما يقرر فييا وفقا لمقانون وتبعا لتقديره
لمدى مالءمة المتابعة.
وتقتضي ممارسة الدعوى العمومية حضور وكيل الممك أو نائبو في جميع الجمسات الزجرية ،وال
يمكن عقد جمسة بدون حضوره ألنو يعتبر عضوا في تشكيمة المحكمة.
كما أن النيابة العامة ال تحضر في بعض القضايا الزجرية وتكتفي فقط بتقديم ممتمس كتابي كما
ىو الشأن بالنسبة لمقتضيات المادة 383من ق.م.ج المتعمقة باألمر القضائي في الجنح .ويحق لوكيل
الممك بصفتو طرفا رئيسيا في الدعوى أن يستعمل طرق الطعن في جميع المقررات في الحدود وحسب
الشكميات التي ينص عمييا القانون.
)2الشكايات والوشايات :يتمقى وكيل الممك الشكايات والوشايات ،وتكون الشكاية عادة في شكل
تظمم صادر من الشخص الذي لحقو ضرر من الجريمة ،أما الوشاية فتكون عادة عمى شكل إخبار بوقوع
جريمة يقوم بو شخص ليس ضحية مباشرة لتمك الجريمة ،وقد تكون مجيولة المصدر ،ففي حالة تصول
وكيل الممك بشكاية أو وشاية فإنو يتخذ بشأنيا ما يراه مناسبا.
)3األمر بالضبط واألمر بالتقديم :يمكن لوكيل الممك في إطار بحثو عن مرتكبي الجرائم أن يأمر
بضبطيم وتقديميم ومتابعتيم ،وىذا ما يستشف من المادة 40من ق.م.ج ،وتجدر اإلشارة إلى أن ىذه
اإلجراءات قد تكون مرتبطة فيما بينيا ،وقد ال تكون مرتبطة ،كحالة ضبط شخص لتقديمو أمام وكيل
الممك الذي يقرر حفظ القضية أو االستماع لمشخص وتخميت سبيمو.
)4استقبال المحاضر والتقارير :تجدر اإلشارة إلى أن المادة 24عرفت " المحضر" الذي ينجزه
ضباط الشرطة القضائية ،ولم يعرف ق.م.ج التقرير ،حيث يرى البعض أن التقرير ىو الوثيقة التي
يحررىا عون لمشرطة القضائية ،حيث إن بعض الموظفين واألعوان الذي يخوليم القانون ممارسة ميام
السمطة القضائية يحررون تقارير تكون ليا نفس الحجية المقررة لممحاضر ،كما ىو الشأن بالنسبة لمتقارير
التي يحررىا أعوان المياه والغابات م ثال .فبعد اطالع وكيل الممك عمى المحاضر يتخذ ما يراه مالئما
حسب الفقرة الرابعة من الفصل 40من ق.م.ج.
)5قرار الحفظ :يمكن لوكيل الممك حفظ القضية لعدة أسباب ،أىميا:
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 25
-الوقائع موضوع الشكاية أو الوشاية أو المحضر ال تكتسي طابعا جرميا ،إذ األصل أنو " ال
جريمة وال عقوبة إال بنص".
-عدم كفاية األدلة.
-عدم معرفة الفاعل :في ىذه الحالة يمكنو إجراء تحقيق ضد مجيول إذا كانت الجنحة من النوع
القابل لمتحقيق.
-سقوط الدعوى العمومية :تسقط الدعوى العمومية حس المادة 4من ق.م.ج بوفاة المتيم ،أو
لتقادم األفعال ،أو العفو الشامل أو عفو خاص ،أو نسخ مقتضيات القانون الجنائي ،أو سحب الشكاية،
أو لسبقية صدور حكم مكتسب لقوة الشيء المقضي بو ،أو بالصح...
-الحصانة القضائية :مثل الحصانة الممنوحة ألعضاء البرلمان ،أو الديبموماسية األجنبية...
حاالت أخرى - :مثل وجود ما نع قانوني يحول دون المتابعة ،كعدم وجود شكاية في الحاالت التي
تكون فييا الشكاية شرطا واجبا إلقامة الدعوى ( جنح القذف ،الخيانة الزوجية )..أو عدم وجود إذن يكون
واجبا لتحريك الدعوى العمومية ( مثل إذن البرلمان برفع الحصانة البرلمانية عمى برلماني.)..
-وجود مانع واقعي يحول دون المتابعة :كعدم كفاية األدلة إلثبات الجريمة.
)6إشعار الوكيل القضائي لممممكة بالدعوى العمومية :نصت لمفقرة األخيرة من الفصل الثالث من
ق.م.ج ":إذا أقيمت الدعوى العمومية في حق قاض أو موظف عمومي أو عون أو مأمور لمسمطة أو
القوة العمومية فتبمغ إقامتيا إلى الوكيل القضائي لممممكة.
ومن جية أخرى فإن الفصل 37من ق.م.ج أناط بالنيابة العامة إشعار الوكيل القضائي لممممكة
بالمتابعات المقامة في حق ىذه الفئات ،أي أن يشعر أيضا إلى جانب الوكيل القضائي لممممكة ،اإلدارة
التي ينتمي إلييا الموظف بكل مواجية تتم في مواجيتو ،مما يفيد أنو كمما تعمق األمر بقاض يسري عميو
النظام األساسي لرجال القضاء الصادر بتاريخ .1974
)7تسيير ومراقبة الشرطة القضائية :ال شك أن الشرطة القضائية ىي أىم أدوات العمل المسخرة
لمنيابة العامة لمكافحة الجريمة ،وىذا ما أكدت عميو المادة 45من ق.م.ج "يسير وكيل الممك في دائرة
نفوذ محكمتو أعمال الشرطة القضائية وأعوانيم ويقوم بتنقيطيم" ، .كما أن ىذه السمطة أي سمطة التسيير
يممكيا أيضا لنوابو ألنيم يستمدون سمطاتيم منو وينوبون عنو ويمثمونو ،وىذا ما نصت عميو المادة 39
من ق.م.ج ،أن وكيل الممك يمثل "شخصيا أو بواسطة نوابو النيابة العامة في دائرة نفوذ المحكمة
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 26
االبتدائية المعين بيا" ،كما أن مطمع المادة 19يجعل من وكيل الممك ونوابو ضباطا سامين لمشرطة
القضائية.
وتجدر اإلشارة أن المشرع اىتم بتحديد دور وكيل الممك بدقة بالنسبة لبعض المجاالت ذات
الحساسية الكبرى الرتباطيا بحرية االنسان أو بحرمة المنزل ،وىكذا حرض المشرع عمى اإلشارة بصراحة
إلى األمور اآلتية:
-الحراسة النظرية :نصت المادة 45من ق.م.ج أن وكيل الممك يسير عمى احترام إجراءات
الحراسة النظرية وآجاليا ومباشرتيا في األماكن المعدة ليا ،ويستفاد من ذلك أن وكيل الممك مدعو لمراقبة
أماكن الحراسة النظرية عمى األقل مرة واحدة كل أسبوع ،وامكانية قيامو بزيارات أخرى متى شاء ،ويبمغ
الوكيل إلى الوكيل العام لمممك كل اإلخالالت التي يقف عمييا بمناسبة الزيارة ليرتب عمييا األثر القانوني
المناسب.
والمراد من زيارة أماكن الحراسة النظرية ،الوقوف عمى الظروف المادية التي تمارس فييا ،والتي
ينبغي أال تتسم بأي شطط أو تعذيب أو إساءة معاممة ،وتشمل أيضا مراقبة وكيل الممك ألماكن الحراسة
النظرية مراقبة السجالت والتأكد من شرعية االعتقال.
ويقيد بسجل الحراسة النظرية كل شخص يتم وضعو تحت الحراسة النظرية منذ المحظة التي يتخذ
فييا ىذا القرار ،وينبغي أن يحتوي السجل عمى الخانات اآلتية ( :ىوية الشخص الموضوع تحت الحراسة
النظرية ،سبب الوضع تحت الحراسة ،ساعة بداية الحراسة ،ساعة نياية الحراسة ،مدة االستنطاق أو
االستنطاقات ،أوقات الراحة ،الحالة البدنية والصحية لمشخص المعتقل ،التغذية المقدمة لمشخص
الموضوع تحت الحراسة النظرية ،توقيع الشخص الموضوع تحت الحراسة الحراسة النظرية ) .ويجب أن
يعرض عميو السجل لالطالع والمراقبة مرة كل شير عمى األقل ،ويؤشر عمى السجل بطابعو وتوقيعو
وتاريخ إجراء المراقبة.
-مراقبة الحالة الصحية لألشخاص الموضوعين تحت الحراسة النظرية :طبقا لممادة 74من
ق.م.ج ،فإنو يتعين عمى وكيل الممك حين يتم تقديم الشخص الذي كان موضوعا تحت الحراسة النظرية
إليو الستنطاقو ،أن يخضعو لفحص طبي ،إما تمقائيا إذا عاين عميو آثار تبرر المجوء إلى ىذا الفحص،
أو بطمب من المعني باألمر أو دفاعو الخضوع ليذا الفحص.
وتجدر اإلشارة أن القانون عمى جية مختصة بإجراء الفحص الطبي ،مما يفيد أنو يمكن أن يكمف
بو أي طبيب ولو تعمق األمر بطبيب السجن ،إذا سمحت اإلمكانيات المادية والبشرية بذلك.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 27
وتجدر اإلشارة بيذا الصدد أن األحداث يخضعون لمفحص الطبي قبل االستنطاق إذا ظيرت عمييم
آثار عنف ،...كما أنيم ال يوضعون تحت الحراسة النظرية ،وانما يمكن االحتفاظ بيم في أماكن خاصة
لفترة ال تتجاوز فترة الحراسة النظرية (المادة 460من ق.م.ج).
-تنقيط ضباط الشرطة القضائية :أصبح وكيل الممك مكمفا بتنقيط ضباط الشرطة القضائية وتقويم
عطائيم في مجال الشرطة القضائية ،ورغم أن المشرع لم يبين المقاييس المعتمدة لتنقيط ضباط الشرطة
القضائية ،فإن مصير نشرات التنقيط التي ينجزىا وكيل الممك ،فيمكن أن يكون من المسمم بو أن تحال
نسخا منيا عمى اإلدارة التي يتبع ليا ضباط الشرطة القضائية إداريا ( األمن الوطني أو الدرك الممكي )
لمراعاتيا في تقدير عطائو.
)8دور النيابة العامة في مسطرة تسميم المجرمين :من بين الميام الجديدة التي خوليا ق.م.ج
لمنيابة العامة ما نصت عميو الفقرة من المادة 40من نفس القانون بشأن إصدار أوامر دولية بالبحث
والقاء القبض لضرورة تطبيق مسطرة تسميم المجرمين.
والجدير بالذكر أنو من بين القواعد المتعارف عمييا في القانون الدولي المتعمقة بتسميم المجرمين،
أن تكون السمطة التي تصدر األوامر الدولية بالبحث والقاء القبض ،مختصة بإصدار ىذه األوامر
بمقتضى قانونيا الوطني ،ولم يكن قانون المسطرة الجنائية الممغى ينص عمى إمكانية إصدار أوامر
بالبحث والقاء القبض عمى الصعيد الدولي من طرف النيابة العامة ،الشيء الذي كان يدعو النيابة العامة
إلى المجوء إلى قضاة التحقيق عبر المطالبة بإجراء تحقيق والتماس إصدار مثل ىذه األوامر.
ل ذلك فإن ىذه اآللية التي استحدثيا ق.م.ج من شأنيا أن حل ىذا النوع من اإلشكاليات ،إذ أن
النيابة العامة (وكيل الممك أو الوكيل العام لمممك) أصبحت تتوفر عمى السند القانوني إلصدار أوامر
دولية بالبحث والقاء القبض .وىذا ما أكدت عميو المادة 726من ق.م.ج وىي بصدد الحديث عن طمبات
تسميم المجرمين التي توجو إلى السمطات المغربية ،أوجبت أن يرفق طمب التسميم " باألصل أو بنظير إما
لحكم بعقوبة قابمة لمتنفيذ ،واما ألمر بإلقاء بالقبض أو لكل سند إجرائي آخر قابل لمتنفيذ وصادر عن
سمطة قضائية وفق الكيفيات المقررة في قانون الدولة الطالبة"...
)9دور النيابة العامة في القضاء عمى أثر الجريمة :يتجمى الدور الجديد لمنيابة العامة في ىذا
الصدد في ‘جراءين سريعين كانا مناطين بقضاء الحكم ،ويتعمق األمر بإرجاع الحالة إلى ما كانت عميو
إذا تعمق األمر باالعتداء عمى الحيازة ،وبرد األشياء المحجوزة لمن لو الحق فييا.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 28
أوال -رد األشياء المضبوطة أثناء البحث :كثي ار ما تضع الشرطة القضائية يدىا عمى بعض
المنقوالت أثناء البحث الذي تباشره ،فتقوم بحجزىا بوصفيا أدوات اقتناع واثبات ،وأحيانا دون مبرر يذكر،
كأن يمقى القبض عمى من أجل جنحة السكر مثال ،فتحجز الدراجة التي كان يمتطييا رغم أنيا ال عالقة
ليا بالجريمة ،حيث إن توقيف الشخص يتطمب المحافظة عمى أمالكو لحين تسميميا لو ،...لذلك فإن
المشرع نص في المادة 40من ق.م.ج عمى إمكانية رد األشياء التي ضبطت أثناء البحث لمن لو الحق
فييا من طرف وكيل الممك ،وذلك في حالة توفر الشروط اآلتية:
-أال توجد منازعة جدية :وقصد المشرع ىنا ينصرف إلى عدم وجود منازعة مبنية عمى أسباب
وجيية في ممكية ىذه األشياء أو عمى األقل في حيازتيا.
-أال تكون الزمة لسير الدعوى :فإن كانت األشياء المحجوزة ضرورية لسير الدعوى العمومية
باعتبارىا أداة اقتناع الزمة لتكوين قناعة المحكمة ،أو إلثبات الجريمة أو البراءة منيا ،فإن النيابة العامة
تمتنع عن تسميميا لصاحبيا لغاية عرضيا عمى القضاء.
-عدم خطورة األشياء :والخطورة شيء نسبي ،كسرقة متفجرات من مستودع نظامي لألسمحة،
فإن ىذه األسمحة رغم خطورتيا فإن المستودع مؤىل لممحافظة عمييا بحكم تخصصو ،ولذلك ينبغي عمى
النيابة العامة أن تراعي ىذا النوع من الخطورة حين تقريرىا في موضوع رد المحجوزات.
-أال تكون األشياء قابمة لممصادرة :فال مجال لردىا لصاحب الحق فييا ،إذ في ىذه الحالة قد
يتعذر استردادىا لتنفيذ الحكم الذي قد يصدر بمصادرتيا.
ثانيا -إرجاع الحالة إلى ما كانت عميو في حالة االعتداء عمى الحيازة :نصت الفقرة الثامنة من
المادة 40من ق.م.ج أنو يجوز لوكيل الممك أن يأمر باتخاذ أي إجراء تحفظي يراه مالئما لحماية الحيازة
وارجاع الحالة إلى ما كانت عميو إذا تعمق األمر بانتزاع الحيازة بعد تنفيذ الحكم.
ويتطمب األمر في ىذه الحالة توفر الشروط التالية:
-أن ترتكب جريمة انتزاع حيازة ،ولإلشارة فقط فإن النص لم يوضح ما إذا كان األمر يتعمق
بحيازة عقار أو منقول ،وبالرجوع إلى تقرير لجنة العدل والتشريع وحقوق االنسان بمجمس النواب ،فإن
المثل الذي ردت بو الحكومة عمى تساؤالت بشأن ىذه الفقرة كان يتعمق باالعتداء عمى حيازة عقار.
-أن يعرض مقرر النيابة العامة القاضي باإلجراء التحفظي أو بإرجاع الحالة عمى المحكمة التي
ستنظر في الدعوى العمومية أو ىيئة التحقيق التي ستتولى التحقيق فييا ،داخل ثالثة أيام عمى األكثر،
لتقرر بشأن تعديمو أو إلغائو أو تأييده ،ويتعمق األمر في الحقيقة بإجراء مؤقت تقوم بو النيابة العامة
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 29
لحماية الحيازة في حاالت يكون في االعتداء عمى تمك الحيازة واضحا ،ولكن النيابة العامة مطالبة بعرض
مقررىا عمى الجية القضائية المختصة بالنظر في القضية ،فقد تكون ىذه الجية ىي المحكمة ،إذا قررت
النيابة العامة متابعة المشتبو فيو باالعتداء عمى الحيازة ،وقد يكون الممف قد أحيل عمى المحكمة ،وقد
تكون اإلحالة تمت في إطار المسطرة الفورية المنصوص عمييا في المادة 74من ق.م.ج وىنا يتعين
عمى المحكمة أن تبت في ىذا الشق ،حتى لو قررت تأخير النظر في الممف.
ولذلك فإنو من حتى إذا كانت المحكمة قد وافقت عمى أمر وكيل الممك فأصدرت مقررىا بتأييده،
فإنو إذا تبين ليا عمد عدم وجود انتزاع الحيازة بعد مناقشتيا القضية ،فإنيا يمكن أن تقرر براءة المتيم من
التيمة المنسوبة إليو ،وتبت في موضوع الدعوى المدنية التابعة التي قد تكون قدمت إلييا في موضوع
حيازة العقار نفسو.
)11سحب الجوازات واغالق الحدود :نصت المادة 40من ق.م.ج أنو يحق لوكيل الممك إغالق
الحدود وسحب جواز سفر المشتبو فيو وفقا لمشروط اآلتية:
-أن يتعمق األمر بالبحث في جنحة يعاقب عمييا القانون بسنتين حبسا أو أكثر.
-أن تقتضي ضرورة البحث التمييدي اتخاذ ىذا القرار.
-أال تتجاوز مدة السحب واإلغالق شي ار واحدا ،والشير ثالثون يوما ،ويمكن تمديد األجل إلى
غاية انتياء البحث التمييدي إذا كان المعني باألمر ىو المتسبب في تأخير إتمامو.
-يتعين عمى النيابة العامة أن تنيي إجرائي إغالق الحدود وسحب الجواز بمجرد انتياء البحث،
وعمى األكثر بعد نياية اليوم الثالثين.
-يتعين عمى النيابة العامة إنياء اإلجراءين بمجرد إحالة القاضي عمى قاضي التحقيق أو عمى
المحكمة ،أو إذا قررت حفظ القضية.
-يتطمب إنياء اإلجراءين إعادة جواز السفر لصاحبو ومطالبة السمطات المختصة ،بفتح الحدود
في وجيو.
وتجدر اإلشارة إلى أنو من الناحية العممية فإن تدبير إغالق الحدود يكون مجديا أكثر من سحب
جواز السفر ،حيث يمكن لممعني باألمر الحصول عمى جواز جديد ،أو السفر بجواز مرور تسممو لو
سفارة بالده إذا كان أجنبيا.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 30
)11مسطرة الصمح :تقتضي المادة 41من ق.م.ج بإمكانية إجراء صمح يد وكيل الممك قبل إقامة
الدعوى العمومية ،كمما تعمق األمر بجنحة من الجنح المعاقب عمييا بسنتين حبسا أو أقل أو بغرامة مالية
ال يتجاوز حدىا األقصى 5000درىم ،ويتم الصمح إما باقتراح من األطراف أو باقتراح من وكيل الممك.
أوال -الصمح باقتراح من األطراف :يمكن لممتضرر أو المشتكى بو أن يطمب من وكيل الممك
تضمين الصمح الحاصل بينيما في محضر ،وفي حالة موافقة وكيل الممك وتراضي الطرفين ،يحرر وكيل
الممك محض ار بحضورىما وحضور دفاعيما ،ما لم يتنازال أو يتنازل أحدىما عن ذلك.
ويتضمن األمر القضائي ما اتفق عميو الطرفان ،وعند االقتضاء ما يمي:
-أداء غرامة ال تتجاوز نصف الحد األقصى لمغرامة المقرر قانونا.
-تحديد أجل لتنفيذ الصمح.
كما يتضمن ىذا المحضر إشعار وكيل الممك لمطرفين أو لدفاعيما بتاريخ جمسة غرفة -
المشروعة ،ويوقعو وكيل الممك والطرفان.
ثانيا -الصمح باقتراح من وكيل الممك :إذا لم يحضر المتضرر أمام وكيل الممك ،وتبين من وثائق
الممف وجود تنازل مكتوب صادر عنو ،أو في حالة عدم وجود مشتك ،يمكن لوكيل الممك أن يقترح عمى
المشتكى بو أو المشتبو فيو صمحا يتمثل في أداء نصف الحد األقصى لمغرامة المقررة لمجريمة ،أو
إصالح الضرر الناتج عن أفعالو ،وفي حالة الموافقة يحرر وكيل الممك محض ار يتضمن ما تم االتفاق
عميو واشعار المعني باألمر أو دفاعو بتاريخ جمسة غرفة المشورة ،ويوقع وكيل الممك والمعني باألمر عمى
المحضر ،الذي يحال عمى رئيس المحكمة االبتدائية لمتصديق عميو ،وفق اإلجراءات المشار إلييا أعاله.
وىذه اإلمكانيات الذي أحدثيا المشرع من خالل ىذا الصمح توفر حوافز لكل أطراف الخصومة
الجنائية:
-منيا أن المجتمع يساىم في سواد الود بين أفراده ،مما يجنب العدالة الجنائية مشقة االنشغال بالبت
في قضايا تكون بسيطة في البداية.
-والضحية يس تعيد اعتباره كعضو مؤثر في سير الخصومة الجنائية إذ لوال موافقتو لم تم الصمح،
الذي يؤدي إلى جبر خاطره.
-والمشتكى بو يتجنب متاعب المحاكمة وتيديد الحكم وما يترتب عنو من آثار كالعقوبة وتضمين
الحكم بالسجل العدلي.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 31
)12السند القابل لمتنفيذ في المخالفات :السند القابل لمتنفيذ ىو عبارة عن اقتراح مكتوب توجيو
النيابة العامة إلى المخالف والى المسؤول المدني –إن وجد -ألداء غرامة جزافية توازي نصف الحد
األقصى المقرر لمغرامة المنصوص عمييا في القانون ،فإذا وافق المعني باألمر صراحة أو ضمنا عمى
المقترح الذي يتضمنو السند القابل لمتنفيذ ،أصبح ىذا السند قابال لمتنفيذ بالطرق الجبرية لتنفيذ األحكام،
وفي حالة رفضو ترفع القضية لممحكمة ليبت فييا قاضي الحكم في جمسة عمنية.
أوال -شروط إصدار السند القابل لمتنفيذ :لكي يحق لمنيابة العامة المجوء إلى مسطرة السند القابل
لمتنفيذ ينبغي أن تتوفر الشروط اآلتية:
-أن يتعمق األمر بمخالفة معاقبة بالغرامة فقط ،كما نص الفصل 18من القانون الجنائي عمى
العقوبات الضبطية التي يمكن تطبيقيا عمى المخالفات في نوعين وىما ( االعتقال لمدة تقل عن شير،
الغرامة التي تتراوح بين 30درىما و 1200درىم).
-أن تكون المخالفة مثبتة بمقتضى محضر أو تقرير.
-أال يظير وجود متضرر أو ضحية في القضية.
ثانيا -مضمون السند القابل لمتنفيذ :يتضمن السند القابل لمتنفيذ ما يمي:
-تاريخ صدوره
-إمضاء قاضي النيابة العامة واسمو.
-اسم مرتكب المخالفة العائمي والشخصي والمينة...
-نفس المعمومات بالنسبة لممسؤول المدني إن اقتضى الحال
-بيان المخالفة أو المخالفات المرتكبة وتاريخ ارتكابيا ووسائل إثباتيا.
-النصوص القانونية المطبقة في القضية.
-بيان مبمغ الغرامة المقترحة.
ثالثا -تبميغ السند القابل لمتنفيذ :يبمغ السند القابل لمتنفيذ إلى مرتكب المخالفة ،والى المسؤول
المدني عند االقتضاء ،بواسطة رسالة تسمى "رسالة التبميغ".
تتضمن رسالة التبميغ إشعار المعني باألمر بأن يؤدي مبمغ الغرامة بصندوق أي محكمة ابتدائية من
محاكم المممكة بعد اإلدالء بالرسالة المذكورة ،ويتم إرسال ىذه الرسالة بإحدى الطرق اآلتية:
-رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل.
-بواسطة عون التبميغ.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 32
ق.م.ج ،فإنو إذا تعمق األمر بالتمبس بجناية طبقا لمقتضيات المادة 56من ق.م.ج ،ولم تكن الجريمة من
الجرائم التي يكون التحقيق فييا إلزاميا طبقا لمقتضيات المادة 83من ق.م.ج ،فإن الوكيل العام لمممك
يستفسر ىو شخصيا ،أو أحد نوابو ،المتيم عن ىويتو ،ويشعره بحقو في تنصيب محام عنو حاال ،واال
فإنو سيعين لو من طرف رئيس غرفة الجنايات ،ويجري استنطاقو بحضور المحامي المعين أو المختار،
واذا تبين لو أن القضية جاىزة لمحكم أصدر أم ار بوضع المتيم رىن االعتقال وأحالو عمى غرفة الجنايات.
وتجدر اإلشارة إلى أن الصالحيات التي يتمتع بيا وكيل الممك بالمحكمة االبتدائية كما سبق
وذكرنا ،يتمتع بيا أيضا الوكيل العام لمممك لدى محكمة االستئناف.
المطمب الثاني :الصالحيات األخرى لموكيل العام لمممك
الفقرة األولى :الصالحيات التقميدية
تتمثل الصالحيات التقميدية لموكيل العام لمممك لعل أىميا:
-السير عمى تطبيق القانون الجنائي في مجموع دائرة نفوذ محكمة االستئناف.
-البحث عن مرتكبي الجنايات وضبطيم وتقديميم ومتابعتيم.
-إصدار أوامر دولية بالبحث والقاء القبض لضرورة تسميم المجرمين.
-السير عمى تنفيذ مقررات قضاء الحكم وقضاء التحقيق وقضاء األحداث.
الفقرة الثانية :الصالحيات الجديدة
تتمثل ىذه الصالحيات في ما يمي:
أوال :رد األشياء التي ضبطت أثناء البحث
ثانيا :إرجاع الحالة إلى ما كانت عميو كما سبق وذكرنا كمما ادعت الضرورة إجراء تحفظي لحماية
الحيازة
ثالثا :سحب جواز السفر واغالق الحدود.
رابعا :التقاط المكالمات الياتفية و االتصاالت الموجية بوسائل االتصال عن بعد :يتيح القانون الوكيل
العام لمممك القيام بيذه الميمة إما يباء عمى إذن يحصل عميو من الرئيس األول لمحكمة االستئناف،
أو حالة االستعجال بمبادرة منو تعرض فو ار عمى الرئيس األول لمتقرير بشأن استمرارىا.
أ) التقاط المكالمات بترخيص مسبق من الرئيس األول :من الصالحيات التي منحيا ق.م.ج لموكيل
العام لمممك تقديم ممتمس لمرئيس االول لمحكمة االستئناف من أجل إصدار أمر بالتقاط المكالمات الياتفية
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 35
أو بوسائل االتصال عن بعد وتسجيميا ،وأخد نسخة منيا أو حجزىا ...متى كانت الجريمة موضوع البحث
من جرائم خاصة نذكر منيا:
-جريمة تمس بأمن الدولة.
-جريمة تتعمق بالمخدرات والمؤاثرات العقمية.
-جريمة تتعمق باألسمحة والذخيرة والمتفجرات.
-جريمة بالقتل أو التسميم.
-جريمة تتعمق بالعصابات اإلجرامية.
-الجرائم المتعمقة باإلرىاب.
-جريمة تتعمق بحماية الصحة.
-جريمة تتعمق بتزييف أو تزوير النقود أو سندات القرض العام.
-جريمة تتعمق باالختطاف أو بأخذ الرىائن.
ب) التقاط المكالمات قبل إذن الرئيس األول :في حالة االستعجال القصوى يجوز لموكيل العام لمممك
بصفة استثنائية أن يأمر بالتقاط المكالمات الياتفية ..متى كانت ضرورة البحث تقضي التعجيل
خوفا من اندثار وسائل اإلثبات ،ويشترط في ىذه الحالة عذة شروط نذكر منيا:
-أن يتم ذلك بصفة استثنائية.
-أن يتعمق األمر بحالة استعجال قصوى.
-أن تقتضي ضرورة البحث التعجيل حوفا من اندثار وسائل اإلثبات.
-أن يتعمق األمر بالجرائم اآلتية عمى سبيل الحصر( :المس بأمن الدولة ،المخدرات والمؤثرات
العقمية ،األسمحة والذخيرة والمتفجرات ،االختطاف وأخد الرىائن ،باإلضافة إلى الجرائم اإلرىابية).
-ويتعين كذلك إشعار الرئيس األول لمحكمة االستئناف فورا ،واذا ألغى الرئيس األول األمر
الصادر عن وكيل الممك فإن عممية التقاط توقف عمى الفور ،وال يقبل مقرر الرئيس أي طعن.
-يحرر الوكيل العام لمممك أو الضابط المكمف بو من قبمو ،محض ار لكل عممية التقاط ،يبين فيو
تاريخ بداية العممية وتاريخ انتيائيا...
الفصل الثالث :التحقيق اإلعدادي
يقوم بالتحقيق قاض من قضاة التحقيق المعينين بكل محكمة من المحاكم االبتدائية أو االستئناف،
وفقا إلجراءات معينة بدقة ،وبذلك يكون قضاة التحقيق ىم السمطة الثالثة المكمفة بالتحري عن الجرائم.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 36
من المعموم أن الحاالت التي يقرر المشرع المغربي إجراء التحقيق فييا تنظميا المواد 83و92
و 264إلى 268و 470و 486من ق.م.ج ،ويمكن حصر أىم الحاالت التي يجري فييا التحقيق فيما
يمي:
أوال -المطالبة بالتحقيق من طرف النيابة العامة :ميز المشرع في ىذه الحالة بين الرشداء
واألحداث ،كما ميز بين الجنايات والجنح:
)1التحقيق في الجنايات :نصت المادة 83من ق.م.ج أن التحقيق في القضايا الجنائية يكون
إلزاميا في بعضيا واختياريا في بعضيا اآلخر:
أ -التحقيق اإللزامي :يكون التحقيق واجبا والزاميا في الجنايات في األحول اآلتية:
-في الجنايات المرتكبة من طرق األحداث كيفما كانت العقوبة المقررة ليا.
وبالنسبة لمرشداء ،يتعين المطالبة بالتحقيق بصفة إلزامية إذا قررت النيابة العامة المتابعة ،وذلك -
في الحاالت اآلتية ( إذا كانت إحدى الجنايات المرتكبة معاقبا عمييا باإلعدام أو بالسجن المؤبد ،إذا
كانت الجناية المرتكبة معاقب عمييا بغير ىذه العقوبات ،ولم يتم ضبط الفاعل في حالة تمبس ).
ب -التحقيق غير اإللزامي (االختياري) :يكون التحقيق اختياريا في الجنايات ،إذا تعمق األمر
بحالة تمبس بالجناية ،وتبين لموكيل العام لمممك أن القضية غير جاىزة لمحكم.
)2التحقيق في الجنح:
أ -التحقيق اإللزامي في الجنح :يكون التحقيق إلزاميا في الجنح بمقتضى نص خاص في
القانون ،وتعتبر المواد من 255إلى 257من ق.م.ج نموذجا لمنصوص الخاصة إلحالة الجنح
والمخالفات غير القابمة لمتجزئة عن الجنايات والمرتبطة بيا عمى التحقيق مع ىذه المخالفات ،وتعتبر
الجرائم غير قابمة لمتجزئة متى كانت متصمة اتصاال وثيقا لدرجة ال يتصور بعضيا بدون البعض اآلخر،
وكذلك إذا كانت مترتبة عن نفس السبب وناشئة عن نفس الدافع وارتكبت في نفس الوقت وفي نفس
المكان (المادة .)256
ومن األمثمة األخرى عمى التحقيق الوجوبي في الجنح ،ما نصت عميو المواد 264وما يمييا من
ق.م.ج ،المتعمقة بقواعد االختصاص االستثنائية بشان الجنايات والجنح المنسوبة لبعض القضاة أو
الموظفين.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 38
ب -التحقيق االختياري في الجنح :يكون التحقيق اختياريا في الجنح المرتكبة من طرف الرشداء
متى كان الحد األقصى لمعقوبة المقررة ليا يوازي عمى األقل خمس سنوات ،كما يكون اختياريا في الجنح
المرتكبة من طرف األحداث ميما كانت عقوبتيا أو كيفية ضبط فاعمييا.
ثانيا -المطالبة بالتحقيق من طرف المتضرر :بالرجوع لممواد 92من ق.م.ج وما يمييا ،فإنو يحق
لممتضرر إقامة الدعوى العمومية بواسطة االدعاء المباشر أمام قاضي التحقيق ،سواء تعمق األمر
بجناية أو جنحة قابمة لمتحقيق ،وىذا ما أكدت عميو المادة " 92أن كل شخص تضرر من جناية
أو جنحة يمكن أن ينصب نفسو طرفا مدنيا عند تقديم شكايتو أمام قاض التحقيق".
)1إقامة الدعوى من طرف المتضرر :تتمخص شروط وكيفية إثارة الدعوى العمومية من طرف
المتضرر أمام قاضي التحقيق طبقا لممادة 92السالفة الذكر في:
-وجوب كون الجريمة جناية أو جنحة ،دون المخالفة التي ال يمكن لممتضرر منيا تحريك الدعوى
العمومية بشأنيا عن طريق االدعاء المباشر ،إال إذا كانت مرتبطة بجنحة أو جناية أو غير قابمة لتجزئتيا
عنيما.
-وجوب وجود متضرر من ىذه الجريمة تتوفر فيو أىمية االدعاء ،واذا لم متوف ار عمييا ،فيقيم
الدعوى بإذن من نائبو القانوني أو بمساعدتو (المادة 352من ق.م.ج).
-قيام عالقة سببية مباشرة بين الجريمة والضرر (المادتين 2و 7من ق.م.ج).
-يكون قاضي التحقيق مختصا نوعيا ومكانيا.
وتقوم النيابة العامة خالل إطالعيا عمى ممف التحقيق الحمال عمييا من طرف قاضي التحقيق
بمراقبة توفر كافة الشروط الشكمية والجوىرية لقبول الشكاية المباشرة ومنيا:
-أىمية االدعاء بالنسبة لممشتكي والمتيم عمى السواء.
-اختصاص قاضي التحقيق المرفوعة إليو القضية ،مكانيا ونوعيا (المادتان 55و.)44
-قابمية األفعال موضوع الشكاية لمتحقيق باعتبارىا جريمة قابمة لمتحقيق ولم تسقط بالتقادم أو
بسبب آخر من أسباب انقضاء الدعوى العمومية.
)2موانع إقامة الدعوى العمومية من طرف المتضرر :سمح المشرع لممتضرر بإقامة الدعوى
العمومية أمام قاضي التحقيق عن طريق االدعاء بالحق المدني ،ولكن قد تحول موانع دون ممارستو ألن
ىذا الحق ليس مطمقا ،ومن ىذه الموانع نذكر:
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 39
-الجرائم المنسوبة إلى أعضاء الحكومة والمشمولة باختصاص المحكمة العميا ،والتي تعطي
لمبرلمان وحده صالحية توجيو االتيام بشأنيا.
-الجرائم التي تختص المحكمة العسكرية الدائمة لمقوات المسمحة الممكية بنظرىا.
-الجرائم المرتكبة من طرف بعض القضاة وموظفي الدولة.
-وال يمكن لممتضرر أن يقيم الدعوى العمومية في مواجية حدث يقل عمره عن 18سنة عمال
بمقتضيات المادة 463من ق.م.ج.
المبحث الثاني :صالحيات قاضي التحقيق
المطمب األول :إجراءات التحقيق اإلعدادي
يقوم قاضي التحقيق بعدة إجراءات وأبحاث تيدف أساسا إلى جمع األدلة لموصول إلى الحقيقة
والتعرف عمى مرتكبييا واإللمام بشخصيتو ،لذلك فيو يقوم بعدة أبحاث نجمميا فيما يمي:
أوال -البحث االجتماعي والنفسي :إن اإللمام بالظروف النفسية واالقتصادية واالجتماعية لممتيم،
التي يكون ليا تأثير من قريب أو من بعيد عمى ارتكابو الجريمة ،يعد من المقومات األساسية التي تساعد
عمى فيمو كانسان مرتبط بثقافة وبمجتمع معينين ،وليذا أوكمت المادة 87من ق.م.ج إلى قاضي
التحقيق إجراء بحث مستقل –عن االستنطاق وعن المقابالت -حول شخصية المتيم وحالتو العائمية
واالجتماعية بصفة إلزامية في الجنايات واختيارية في الجنح .كما يقوم أيضا بإجراء بحث حول التدابير
الكفيمة بتسييل إعادة إدماج المتيم في المجتمع ،كما تسمح المادة 88لقاضي التحقيق بأن يخضع المتيم
لفحص طبي ونفساني.
ثانيا -التنقل والتفتيش والحجز :يعتبر التنقل والتفتيش والحجز أىم الوسائل المتاحة لقاضي
التحقيق لضبط أدلة الجريمة والكشف عن الحقيقة ،وينتج عن ىذه اإلجراءات أفضل دليل تطمئن إليو
المحاكم في تكوين قناعتيا.
ويتشابو التفتيش والمعاينة في كون القائم بيما ينتقل إلى عين المكان لمقيام بالمشاىدات واجراء
جميع التحريات ،ويختمفان في كون:
-المعاينة يقوم بيا ضابط الشرطة القضائية وقاضي التحقيق وىيئة المحكمة وعمى السواء تمقائيا،
بخالف التفتيش الذي ال يمكن لممحكمة القيام بو إال في حاالت استثنائية ومحددة ،ويبقى حك ار عمى
ضباط الشرطة القضائية وقاضي التحقيق.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 40
-المعاينة تيدف إلى إثبات وقائع مادية لحالة شيء من خالل المشاىدة أو الفحص ،...أما التفتيش
فينصب عمى شخص أو محل معين من أجل ضبط أدلة الجريمة موضوع التحقيق لمكشف عن الفاعل.
-المعاينة تتم أثناء عممية التفتيش ،أما التفتيش فيمزم القائم بو أثناء الشروع فيو بشروط دقيقة يؤدي
اإلخالل بيا إلى بطالن المحضر.
ويتعين عمى قاضي التحقيق إذا قرر االنتقال إلجراء المعاينات أو التفتيش:
-أن يشعر النيابة العامة بذلك في وقت مناسب حتى يترك لممثميا الخيار في مرافقتو.
-أن يستعين في ميمتو بكاتب الضبط.
-وأن يحرر محض ار بما أنجزه من أعمال.
وتقتضي المواد 59و 60و 62من ق.م.ج أن التفتيش ينبغي أن يحاط بعدة ضمانات من بينيا:
-حفظ سرية الوثائق والمستندات التي يتم حجزىا وعدم إطالع الغير عمييا.
-إذا كان التفتيش يتم في منزل المتيم ،فإن قاضي التحقيق يسمك فيو مقتضيات المادة 60من
ق.م.ج فيدعوا صاحب المنزل لحضوره أو تعيين ممثل عنو.
-إذا تعمق األمر بجناية أو جريمة ارىابية ،يمكن إجراء التفتيش خارج الوقت القانوني ،شريطة أن
يقوم بو قاضي التحقيق شخصيا بحضور ممثل النيابة العامة.
-إذا كان التفتيش سيجرى في أماكن تشغميا النساء ،فإن قاضي التحقيق ينتدب امرأة لتفتيش النساء.
-إذا تعمق األمر بتفتيش مكتب محام ،فيتعين أن يقوم بو قاضي التحقيق بنفسو أو ينتدب ذلك لقاض
آخر...
وحفاظا عمى حقوق األشخاص ،أوجب القانون عمى قاضي التحقيق أن يأمر بأن تسمم لممعنيين
باألمر بناء عمى طمبيم في أقرب وقت ممكن ،نسخ من الوثائق المحجوزة بعد المصادقة عمى
مطابقتيا لألصول من طرف كاتب الضبط ،ما لم يتعارض ذلك مع متطمبات خاصة.
ثالثا -التقاط المكالمات الياتفية واالتصاالت المنجزة بوسائل االتصال عن بعد :معنت المادة 108
من ق.م.ج التقاط المكالمات الياتفية أو االتصاالت المنجزة بوسائل االتصال ،إال أنو مع تطور الجريمة،
أدخل المشرع استثناء عمى ىذا المبدأ إذا اقتضت ضرورة البحث ذلك ،وأجاز لقاضي التحقيق أن يأمر
بالتقاط المكالمات.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 41
ولم يقيد القانون سمطة قاضي التحقيق بنوع الجريمة وال بخطورتيا كما فعل بالنسبة لموكيل العام
لمممك ،ولذلك فإن قاضي التحقيق يمكنو أن يمجأ إلى ىذه المسطرة كمما اقتضت ذلك ضرورة البحث الذي
يقوم بو وكيفما كانت نوع الجريمة التي يحقق فييا.
واذا أمر قاضي التحقيق بالتقاط المكالمات أو االتصاالت ،فإنو يصدر بذلك أم ار يتضمن التعريف
بالمكال مة أو المراسمة وتسجيميا وأخد نسخ منيا وبالجريمة التي تبرر ذلك ،والمدة التي سيتم خالليا
االلتقاط والتي ال يمكنيا أن تتجاوز أربعة أشير ،يمكن تمديدىا مرة واحدة لمدة أربعة أشير أخرى
بمقتضى أمر مماثل.
ويتعين عميو أن ينجز محضر بيذه العمميات يبين فيو تاريخ بدايتيا وتاريخ نيايتيا مع وضع التسجيل
والمراسمة في وعاء أو غالف مختوم (المادة 111من ق.م.م) ،والغاية من تدوين جميع ىذه العمميات،
ىي توثيقيا بكيفية قانونية في محاضر قانونية تصبح أوراقا من أوراق القضية.
رابعا -االستماع إلى الشيود :عمى قاضي التحقيق أن يستمع لكل شخص حضر بمحض إرادتو ،إذا
رأى أن شيادتو مفيدة في إظيار حقو ،ولو كامل الصالحية الستدعاء كل شاىد أو شخص لمحضور
أمامو إذا قدر وجود فائدة في شيادتو ،ويتم االستدعاء بالطرق اإلدارية ،أو برسالة مضمونة أو بواسطة
القوة العمومية التي يممك قاضي التحقيق صالحية تسخيرىا (المادة 54من ق.م.ج) ،واذا تخمف الشخص
المستدعى وجو قاضي التحقيق استدعاء ثانيا ،فإذا لم يحضر أجبره قاضي التحقيق بناء عمى ممتمس من
النيابة العامة عمى الحضور بواسطة القوة العمومية (المادة 129من ق.م.ج).
أما األشخاص المذكورون في المادة 133من ق.م.ج وىم رئيس الحكومة وأعضاء الحكومة وكاتب
الدولة ،...فال يمكن لقاضي التحقيق استدعائيم إال طبقا لممقتضيات المنصوص عمييا في المادتين 326
و 327من ق.م.ج.
وبالنسبة لباقي الشيود فقد نظم ق.م.ج طريقة االستماع إلييم بموجب المواد من 119إلى 126
و ،131وأيا كانت الجية التي تؤدى أماميا الشيادة فيتعين أن تتسم بميزتي البساطة والدقة.
وحرضا من المشرع عمى ضمان حق الدفاع حدد في المادة 121من ق.م.ج شكمية االستماع إلى
الشاىد األصم أو األبكم تتثمل في أن توجو إليو األسئمة وأن يجيب كتابة إن كان يحسن الكتابة ،واال
فبواسطة شخص يحسن التحدث معو أو أي شخص قادر عمى التحدث معو.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 42
وتعتبر الشيادة التي أمام قاضي التحقيق بعد أداء اليمين القانونية ،وسيمة إثبات كما أكد عمى ذلك
المجمس األعمى سابقا ،وال يمكن الطعن فييا بالزور إال إذا أصبحت نيائية ،كما أنو إذا استمع قاضي
التحقيق إلى الشاىد بدون يمين ،فإن شيادتو ال يمكن اعتبارىا شيادة زور في اي حال من األحوال وال
يترتب عن أخد القضاء الزجري بيا إبطال حكمو.
وعند االنتياء من تضمين كاتب الضبط األسئمة الموجية إلى الشاىد وأجوبتو عنيا في المحضر ،فإن
قاضي التحقيق يدعو الشاىد إلى قراءة نص شيادتو ،فإذا أقرىا وضع توقيعو عمى كل صفحة من
صفحات المحضر ،وان كان أميا وأقرىا بعد تالوتيا عميو من طرف كاتب الضبط ،وضع بصمتو عمى
كل صفحة عمى حدة ،واذا رفض الشاىد أو تعذر عميو التوقيع ينص عمى ذلك في محضر ويوقع
القاضي وكاتب الضبط والترجمان في حالة االستعانة بو عمى كل صفحة ،حينئذ تصبح ىذه الورقة رسمية
ال يمكن الطعن في مضمونيا إال بالزور.
خامسا -استنطاق المتيم ومواجيتو مع الغير :يقصد باالستنطاق مواجية المتيم الذي يجري معو
التحقيق بالتيم المنسوبة إليو ،ومطالبتو بإبداء رأيو فييا ،ثم مناقشتو تفصيال في أدلة الدعوى إثباتا أو
نفيا من أجل الكشف عن الحقيقة ،ويكون االستنطاق إما ابتدائيا أو تفصيميا:
)1مرحمة االستنطاق األولي:
أ -مثول المتيم أمام قاضي التحقيق ألول مرة :باالستنطاق األولي أو االبتدائي حسب مفيوم
المادة 134من ق.م.ج ،يتم خالل المرحمة األولى التي يمثل فييا المتيم ألول مرة أمام قاضي التحقيق،
إما بناء عمى ممتمس النيابة العامة بإجراء التحقيق معو أو عمى إثر شكاية مباشرة مصحوبة باالدعاء
المدني مقدمة ضده من طرف المتضرر.
ويتعين عمى قاضي التحقيق خالل ىذا االستنطاق ،أن يتأكد من ىوية المتيم عندما يحضر ألول
مرة أمامو ،وذلك بالتحقيق من كافة المعمومات الشخصية لممتيم (االسم العائمي البطاقة الوطنية ،مكان
الوالدة ،)....كما يمكن إخضاع المتيم لفحص طبي عند الحاجة ،وعمى إثر ذلك مباشرة يجب عمى
قاضي التحقيق أن يشعر المتيم بأن لو الحق في أن يختار محاميا ،أو يعينو لو بصفة تمقائية.
وعند االنتياء من استنطاق المتيم ،يقرر قاضي التحقيق بشأن تركو في حالة سراح أو اعتقالو
احتياطيا أو وضعو تحت المراقبة القضائية ،واذا قرر القاضي ترك المتيم في حالة سراح فإنو ينبيو إلى
وجوب إخباره بكل تغيير لعنوانو ،ويمكن لممتيم أن يختار محال لممخابر معو داخل دائرة المحكمة الجاري
بيا التحقيق.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 43
ب -حضور المحامي :ال يجوز سماع المتيم وال الطرف المدني أو مواجيتيما إال بحضور محامي
كل منيما أو بعد استدعائو ،إال إذا تنازل المتيم أو الطرف المدني عن حقو في حضور دفاعو.
)2االستنطاق التفصيمي :يقصد باالستنطاق التفصيمي االستنطاق الذي يقوم بو قاضي التحقيق
لممتيم بعد انتياء المرحمة األولى المسماة االستنطاق االبتدائي ،ويركز القاضي في ىذه المرحمة عمى
تدقيق بحثو في كافة األفعال المنسوبة إلى المتيم ،ولو أن يوجو إليو أسئمة مختمفة وينصب عمى التفاصيل
والجزئيات التي من شأنيا جمع األدلة الكافية لموصول إلى الحقيقة ،ويمكن ان يشمل االستنطاق التفصيمي
أكثر من جمسة واحدة ،وقبل الشروع فيو ،يتعين عمى القاضي أن يستدي محامي المتيم بواسطة رسالة
مضمونة الوصول توجو إليو قبل استنطاق المتيم بيومين عمى األقل ،ويجب ان يوضع ممف القضية رىن
إشارتو قبل االستماع إلى موكمو بيوم واحد عمى األقل.
وكما ىو الشأن بالنسبة لكافة األعمال القضائية ،يتعين أن يتم كل استنطاق وكل مواجية في
حضور كاتب الضبط الذي يشيد عمى كل ما يتم أمامو في محضر.
)3المواجية :يقصد بالمواجية إجراء مقابمة بين شخصين أو أكثر من الشيود أو المتيمين ،لبيان ما
اختمف فيو الشيود قصد تقييم شيادتيم ،وتمكين قاضي التحقيق من تكوين قناعتو لألخذ بما يراه موافقا
لألدلة التي بين يديو ،وبالتالي عرض ىذه األقوال عمى المتيم ليقرىا أو يطعن فييا.
المطمب الثاني :أوامر قاضي التحقيق
يشترط في األوامر المتعمقة بشخص المتيم واليادفة إلى إجباره عمى المثول أمام قاضي التحقيق
والمنصوص عمييا في الباب الثامن من القسم الثالث من الكتاب األول ،والنافذة المفعول في جميع
أنحاء المممكة ،أن تتحقق فييا إلى جانب الشروط اآلتية:
-أن تتم عمميات الضبط واإلحضار المأمور بيا تحت إشراف قاضي التحقيق ومراقبتو.
-وأن يشار في كل امر إلى نوع التيمة والى المواد القانونية المطبقة.
-وان تتضمن األوامر ىوية المتيم ورقم بطاقة تعريفو عند االقتضاء.
-وأن يؤرخيا قاضي التحقيق ويوقعيا ويختميا بطابعو.
أما الشروط الخاصة بكل أمر عمى حدة ،فيي التالية:
أوال -األمر بالحضور :عرفت المادة 144من ق.م.ج األمر بالحضور بأنو " إنذار يوجيو قاضي
التحقيق لممتيم لمحضور أمامو في تاريخ وساعة محددين" ،وىو بذلك شبيو باالستدعاء الذي توجيو
المحكمة ،وال يقيد حرية المتيم ،ويبمغ ىذا األمر بواسطة عون قضائي لمشرطة القضائية ،وعمى قاضي
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 44
التحقيق أن يستنطق المتيم بمجرد حضوره ،ويحق لممحامي أن يحضر إلى جانب المتيم خالل
االستنطاق.
ثانيا -األمر باإلحضار :عرفت المادة 146من ق.م.ج األمر باإلحضار بأنو " األمر الذي يعطيو
قاضي التحقيق لمقوة العمومية لتقديم المتيم أمامو في الحال" ،وتختمف طريقة تبميغ وتنفيذ األمر
باإلحضار تبعا لموضعية التي يكون عمييا المتيم من حيث كونو معتقال أم حرا:
)1إحضار المتيم الحر :تختمف كيفية التنفيذ بحسب ما إذا كان المتيم الحر يوجد خارج الدائرة
القضائية لممحكمة التي يعمل بيا قاضي التحقيق أو خارجيا:
-إذا كان داخل الدائرة القضائية ،فإنو يتعين عمى القوة العمومية باألمر باإلحضار أن يبمغو إلى
المتيم بعرضو عميو وتسميمو نسخة منو ،ثم يعمل عمى تقديمو إلى قاضي التحقيق حاال ،واذا رفض يجبر
بالقوة العمومية القريبة منو التي يتعين عمييا االستجابة لطمب اإلحضار.
-إذا كان المتيم الحر خارج دائرة نفوذ قاضي التحقيق ،فإنو يقدم إلى النيابة العامة بمكان إلقاء
القبض عميو ،التي يقوم احد قضاتيا باستفساره ،ثم يأمر بنقمو إلى مقر قاضي التحقيق الذي اصدر األمر
باإلحضار.
)2إحضار المتيم المعتقل :قد يكون المتيم معتقال عمى ذمة قضية اخرى ،فيصدر قاضي التحقيق
ام ار بإحضاره ،في ىذه الحالة أوكل القانون إلى مدير المؤسسة السجنية ميمة تبميغ األمر باإلحضار إليو،
وفيما يتعمق بالتنفيذ ،يختمف كذلك بحسب موقع مكان السجن:
-إذا كان السجن يوجد داخل دائرة نفوذ المحكمة فإن االمر ينفذ كما ىو الشأن بالنسبة لكافة
المعتقمين إلى مقر المحكمة.
-واذا كان المتيم موجودا بسجن خارج النفوذ الترابي لقاضي التحقيق فإنو يتم ترحيمو إلى السجن
الكائن بالنفوذ الترابي لقاضي التحقيق.
ثالثا -األمر باإليداع في السجن :عرفت المادة 152من ق.م.ج األمر باإليداع في السجن بأنو
"األمر الذي يصدره قاضي التحقيق إلى رئيس المؤسسة السجنية لكي يتسمم المتيم ويعتقمو اعتقاال
احتياطيا" ،ويشترط إلصدار األمر باإليداع في السجن:
-أن تكون االفعال المنسوبة إلى المتيم جناية أو جنحة يعاقب عمييا بعقوبة سالبة لمحرية.
-أن يكون قاضي التحقيق قد استنطق المتيم.
-يتم تبميغ األمر باإليداع في السجن إلى المتيم ،ويشار إلى التبيمغ في محضر االستنطاق.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 45
رابعا -االمر بإلقاء القبض :عرفت المادة 154األمر بإلقاء القبض بكونو " األمر الصادر لمقوة
العمومية بالبحث عن المتيم ونقمو إلى المؤسسة السجنية المبنية في األمر حيث يتم تسميمو واعتقالو فييا"،
وعمى عون القوة العمومية الذي ينفذ األمر أن يراعي حرمة المنازل وأن ال يمجيا بعد التاسعة ليال وقبل
السادسة صباحا ،ولو أن يستعين بالقوة العمومية من أقرب مكان إليو.
خامسا -الوضع تحت المراقبة القضائية :يعتبر الوضع تحت المراقبة القضائية من أىم إجراءات
التحقيق المتعمقة بشخص المتيم ،فيو بديل لالعتقال االحتياطي ،إال انو يختمف عن االعتقال االحتياطي
ألنو يبقى مجرد تدابير ،ألنو يتيح لو أن يبقى حرا ،والمشرع اعتبر المراقبة القضائية تدبي ار استثنائيا ال
يعمل بو إال في الجنايات أو الجمح المعاقب عمييا بعقوبة سالبة لمحرية.
وتتجمى تدابير المراقبة القضائية في االلتزامات التالية:
-عدم مغادرة الحدود الترابية المحددة من قبل قاضي التحقيق.
-عدم التغيب عن المنزل أو المسكن الذي يحدده قاضي التحقيق ،إال وفق الشروط واألسباب التي
يقررىا القاضي نفسو.
-عدم التردد عمى بعض األمكنة التي يحددىا القاضي.
-إشعار القاضي بكل تنقل خارج الحدود التي يعينيا.
-تقديم الوثائق المتعمقة باليوية وال سيما جواز السفر مقابل وصل.
-المنع من االتصال ببعض األشخاص المحددين عمى وجو الخصوص من طرف قاضي التحقيق.
-عدم مزاولة بعض االنشطة ذات طبيعة مينية أو اجتماعية ما عدا الميام االنتخابية أو النقابية.
وتكون مدة االعتقال في الجنايات شيرين اثنين ،ويمكن لقاضي التحقيق أن يجدد ىذا التدبير خمس
مرات أخرى لنفس المدة ،وأما في الجنح فإن مدة االعتقال االحتياطي ىي شير واحد ،يمكن لمقاضي ان
يجددىا مرتين لنفس المدة ،وال يتم التجديد إال إذا تبين بعد نياية االعتقال االحتياطي أن الضرورة
تقتضي استم ارره.
ويمكن لقاضي التحقيق أن يأمر باإلفراج تمقائيا طبقا لشروط الفقرة األولى من المادة 178من ق.م.ج
أو بناء عمى طمب ،بضمانة شخصية أو مالية او بدونيما.
واذا منح اإلفراج المؤقت بكفالة مالية فإنيا تضمن عنصرين أساسيين:
-ضمان حضور المتيم إلجراءات التحقيق وتنفيذ الحكم.
-ضمان مصاريف الدعوى التي سبقيا لمطرف المدني ،ثم المبالغ الواجب إرجاعيا ،والتعويض عن
الضرر.
ويدفع مبمغ الكفالة إلى صندوق كتابة ضبط المحكمة أو إلى القابض نقدا أو بواسطة شيك معتمد من
طرف البنك ،أو بواسطة شيك صادر عن محامي المتيم...
سابعا -اإلنابة القضائية :اإلنابة القضائية ىي االمر الذي ينقل بمقتضاه قاضي التحقيق غمى قاض
آخر أو إلى ضابط لمشرطة القضائية ،الصالحية ليقوم مقامو بعمل من أعمال التحقيق ،بحيث تكون ليذا
األخير نفس سمطاتو وصالحياتو وحدود اإلجراءات المحددة في اإلنابة .ويعتبر كل إجراء يتم إنجازه خراج
حدود اإلنابة باطال لصدوره من شخص غير مؤىل قانونا إلنجازه.
وباإلضافة إلى الطابع االستثنائي لإلنابة القضائية ،فإنيا ال يمكن أن تشمل كل صالحيات قاضي
التحقيق ،وانما تقتصر عمى تكميف الجية المنتدبة لمقيام ببعض اإلجراءات ،كما أن قاضي التحقيق ال
يمكنو أن يفوض لتمك الجية إذا كانت ىي الشرطة القضائية /بعض صالحياتو مثل االستماع إلى المتيم.
)1نطاق اإلنابة القضائية :تقتصر اإلنابة القضائية عمى إجراء محدد من إجراءات التحقيق المتعمقة
بالجريمة المشار إلييا في المتابعة ،ويتعين أن تتضمن تحديد اإلجراءات المطموب القيام بيا ،إذ ال يصح
ان تكون عامة ،وال يصح أن تكون من أجل التحقيق في قضية ألكمميا ،ومن ىذا المنطمق يمكن لقاضي
التحقيق أن ينتدب قاض آخر ،أو أي ضابط من ضباط الشرطة القضائية إلنجاز اإلجراء ،لكن ضباط
الشرطة القضائية كما سبق وذكرنا ال يمكنيم استنطاق المتيم ومقابمتو مع غيره ،لذلك ال يحق لقاضي
التحقيق انتدابيم ليذه الغايات.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 47
)2شروط صحة اإلنابة القضائية :يجب لصحة اإلنابة القضائية أن تكون صادرة عن قاض
مختص ومكمف بالتحقيق في القضية التي صدرت بشأنيا ،وأن يكون مختصا من حيث المكان سواء ىو
أو ضباط الشرطة القضائية ،واذا كانت اإلنابة تتعمق بتنفيذ امر خارج دائرة نفوذ قاضي التحقيق ،فإنو
يعيد بالتنفيذ لقاض آخر من قضاة التحقيق أو الحكم بالدائرة التي سينفذ فييا اإلجراء ،ويتعين عمى
القاضي المنتدب أن يشعر النيابة العامة التي تنفذ اإلنابة القضائية في دائرتيا.
وتصدر ىذه اإلنابة القضائية في شكل امر مكتوب يشار فيو إلى نوع الجريمة موضوع التحقيق،
وتحدد فيو اإلجراءات المطموب إنجازىا...
ثامنا -إجراء الخبرة :الخبرة وسيمة من وسائل اإلثبات المباشرة التي يمجأ بواسطتيا القضاء إلى الغير
لالستعانة بو في امور تقنية يستعصي عميو معرفتيا من أجل الوصول إلى الكسف عن الحقيقة ،وبما أن
الخبرة وسمة إثبات فقدت نصت المادة 195من ق.م.ج ،أن يختار الخبير المنتدب من بين الخبراء
المسجمين بجدول الخبراء القضائيين ،واذا تعذر ذلك ،وتم تعيين خبير من خارج الجدول ،فيجب عميو أن
يؤدي اليمين المنصوص عمييا في المادة 345من ق.م.ج أمام قاضي التحقيق.
ويمكن لمنيابة العامة واألطراف اختيار خبراء مساعدين يعينيم قاضي التحقيق لمؤازة الخبير المعين.
ويشمل التقرير الذي ينجزه الخبير ذكر االشياء المختومة التي تم فتحيا أو أعاد فتحيا ،واحصاء
األشياء التي فتحت أختاميا من طرفو ،ويتضمن أيضا ممخصات لمتصريحات التي قد يدلى بيا إلى
الخبير ،من أجل قيامو بميامو ،معموم أنو يمكن لمخبير أن يتمقى عمى سبيل اإلخبار فقط ،تصريحات
أشخاص آخرين غير المتيم ،ويتم إمضاء التصريحات من قبل المصرح...
ويوقع الخبير عمى التقرير بعدما يضيف إليو تحفظات الخبير المساعد إن وجدت وقدميا في شكل
مذكرة ،ويودع التقرير المنجز لدى كتابة الضبط مقابل إشياد ،وفي حالة تعدد الخبراء واختمفت آرائيم ،أو
كانت لي م تحفظات في شأن النتائج المشتركة ،فإن كل واحد منيم يقوم بتوضيح رأيو في التقرير المشترك
ويبدي تحفظاتو مع تعميميا.
تاسعا -األوامر القضائية بشأن انتياء التحقيق :عندما يقدر قاضي التحقيق أنو قد أنيى البحث في
القضية ،يوجو الممف بجميع أوراقو ،بعد ترقيميا من طرف كتابة الضبط لديو ،إلى النيابة العامة بقصد
االطالع عمييا ووضع ممتمساتيا داخل أجل ثمانية ايام عمى األكثر من تاريخ توصميا بالممف.
واألوامر التي يصدرىا قاضي التحقيق بشأن انتياء البحث ىي:
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 48
)1األمر بعدم االختصاص :إذا ارتأى قاضي التحقيق أن األفعال ال تدخل في اختصاصو ،فأنو
يصدر أم ار بعدم اختصاصو ،ويحيل القضية عمى النيابة العامة ،وتبقى إجراءات المتابعة والتحقيق
المنجزة محتفظة بأثرىا القانوني ،وتعتبر دالئل منتجة في اإلثبات لمجية المحالة عمييا القضية.
)2األمر بعدم المتابعة :إذا اتضح لقاضي التحقيق أن األفعال المنسوبة إلى المتيم ال توصف
بوصف جنائي ،أو لم تثبت في حقو األدلة الكافية لمتابعتو ،يقوم قاضي التحقيق بإصدار أمر بعدم
المتابعة ،ويبت في موضوع رد االشياء المحجوزة إن وجدت ويمكنو كذلك أن يصدر أمر انتياء التحقيق
أو بعدم المتابعة جزئيا ،ويقوم قاضي التحقيق في ىذه الحالة بتصفية صائر الدعوى ،..وبذلك ينتيي
مفعول االعتقال االحتياطي والوضع تحت المراقبة القضائية بقوة القانون ،وتجدر اإلشارة إلى أن األمر
بعدم المتابعة يكون قابال لالستئناف من طرف النيابة العامة طبقا لمقتضايت المادة 222من ق.م.ج.
)3األمر بالمتابعة :إذا قرر قاضي التحقيق بمحكمة االستئناف متابعة المتيم بجناية ،فإنو يحيمو
عمى غرفة الجنايات بمحكمة االستئناف ،كما يحيل عمييا ممف القضية ،وال يمكن الطعن في قرار اإلحالة
إال بالنقض ،كما أن قاضي التحقيق بالمحكمة االبتدائية يحيل المتيم عمى المحكمة االبتدائية ،أما بالنسبة
لممخالفات فغنو يحيل الممف عمى النيابة لعامة حسب المادة 217من ق.م.ج ،وتجدر اإلشارة إلى أن
األوامر القضائية ال تصدر بانتياء التحقيق إال بعد تقديم النيابة العامة ممتمساتيا.
المبحث الثاني :إجراءات الطعن واعادة التحقيق
المطمب األول :بطالن إجراءات التحقيق
حدد المشرع عند وضعو لقانون المسطرة الجنائية القواعد الشكمية والموضوعية ،وأوجب عمى قاضي
التحقيق اتباعيا توفي ار لمضمانات الفردية وتأمينا لشروط المحاكمة العادلة ،ورتب عمى مخالفة بعضيا
بطالن اإلجراءات المعيبة والموالية ليا ،حيث حددت ىذه اإلجراءات ثالث فئات:
الفئة األولى :مخالفة مقتضيات المادتين 134و 135من ق.م.ج وال سيما عدم إشعاره بتنصيب
محام ،وحقو في الخضوع لفحص طبي.
الفئة الثانية :مخالفة مقتضيات المادة 139من ق.م.ج بشأن سماع المتيم أو الطرف المدني أو
مواجيتيما بحضور دفاعيما إال إذا تنازال عن ذلك.
الفئة الثالثة :مخالفة مقتضيات التفتيش المنصوص عمييا في المواد 59و 60و 62من ق.م.ج.
وتحال حاالت البطالن طبقا لممادة 211من ق.م.ج عمى الغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف التي
تقرر ما إذا كان البطالن مقصو ار عمى االجراء الفاسد أو يمتد إلى اإلجراءات الالحقة كال أو بعضا.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 49
وتحسب من ممف التحقيق وثائق اإلجراءات التي أبطمت ،وتحفظ بكتابة الضبط بمحكمة االستئناف ،وال
يمكن الرجوع إلييا الستخالص أدلة ضد األطراف في الدعوى.
المطمب الثاني :استئناف أوامر قاضي التحقيق
يجب التمييز بالنسبة ألوامر قاضي التحقيق القابمة لمطعن باالستئناف بين النيابة العامة من جية،
والمتيم من جية أخرى ،والطرف المدني من جية ثالثة:
-بالنسبة لمنيابة العامة :األصل أن كل أوامر قاضي التحقيق تقبل الطعن باالستئناف من
طرف النيابة العامة ،ما عدا األوامر الصادرة بإجراء خبرة طبقا لممادة 196من ق.م.ج.
-بالنسبة لمطرف المدني :يمكنو أن يستأنف األوامر بعدم إجراء التحقيق ،وبعدم المتابعة ،وبعدم
االختصاص ،واألوامر التي تمس مصالحو المدنية.
-أما المتيم :فيمكنو استئناف جميع األوامر المنصوص عمييا في المادة 223من ق.م.ج.
المطمب الثالث :إعادة التحقيق بسبب ظيور أدلة
بالرجوع لممادة 228من ق.م.ج نجدىا تسمح بإعادة التحقيق في حالة ظيور أدلة جديدة ،واألدلة
الجديدة المعتبرة إلعادة التحقيق ىي شيادة الشيود ،والمستندات والمحاضر التي لم يكن في اإلمكان
عرضيا عمى قاضي التحقيق لدراستيا ،والتي يكون من طبيعتيا أن تعزز األدلة التي تبين أنيا ضعيفة
(المادة .°229
ويتعين أن يقدم طمب إعادة التحقيق مدعما باألدلة الجديدة إلى النيابة العامة التي ليا وحدىا الحق
في تقرير ما إذا كان ىناك موجب اللتماس إعادة التحقيق بسبب ظيور أدلة جديدة ام ال ،وفي حالة
اإليجاب فإنيا تقدم ممتمسا بذبك إلى قاضي التحقيق.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 50
شخص موجود بإقميم المممكة وطنين وأجانب وعديمي الجنسية مو مراعاة االستثناءات الواردة في القانون
الداخمي والدولي .كما يمكن أن يمتد االختصاص لمنظر في الجرائم التي يرتكبيا المغاربة أو األجانب
خارج المغرب حسب المواد من 704الى 713من ق.م.ج.
الفقرة األولى -الرأي األول :يعتبره من النظام العام ألن المرع راعى في تحديده توفير العدالة الجنائية
كسيولة التحقيق ،وضمان الردع ،ووقع العقاب في نفوس األفراد ،وىذه القواعد يمكن أن تثار تمقائيا من
طرف القاضي وفي جميع مراحل الدعوى.
الفقرة الثانية -الرأي الثاني :يعتبره غير متعمق بالنظام العام وال يترتب عن مخالفتو البطالن ويرجح ىذا
الرأي ألن قواعد االختصاص المكاني روعي فييا تنظيم العمل القضائي ليس اال.
المطمب الرابع:اختصاص المحاكم
الفقرة األولى :اختصاص المحاكم اإلبتدائية
من المعموم أن المحاكم االبتدائية تختص في القضايا المتعمقة بالجنح والمخالفات وفق نص المادة
252من ق.م.ج ،مع مالحظة أن المشرع لم يعد يميز بين الجنح الضبطية والتأديبية ،وتجدر اإلشارة
الى أن الفصول 17و 18و 608الى 612من ق.ج تعرضت لمعقوبات الجنائية األصمية والعقوبات
الضبطية األصمية والمخالفات ،وبالتالي البد من األخذ بعين االعتبار المقتضيات المنصوص عمييا في
قضاء الجماعات والمقاطعات ألن ىذه المحاكم مختصة بالبت في المخالفات المنصوص عمييا في ظيير
15يوليوز .1974
الفقرة الثانية :اختصاص محاكم اإلسثئناف
أوال-غرفة الجنح االستئنافية :حسب المادة 253من ق.م.ج تختص في االستئنافات المقدمة من أطراف
الدعوى ضد األحكام الصادرة ابتدائيا عن المحاكم االبتدائية.
ثانيا -الغرفة الجنحية :تختص بالنظر في الق اررات الصادرة عن قاضي التحقيق ،وفي طمبات بطالن
اجراءات التحقيق وفي اإلخالالت المنسوبة لضباط الشرطة القضائية أثناء مزاولة مياميم ،وبتنصيص
المشرع صراحة عمى اختصاص كل غرفة عمى حدة يكون قد استجاب لمعمل القضائي في ىذا المجال،
أي كان يتم في اطار توزيع األشغال من طرف الجمعية العمومية لمحاكم االستئناف.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 52
ثالثا -غرفة الجنايات اإلبتدائية :تختص بالنظر ابتدائيا في الجنايات والجرائم التي ال يمكن فصميا عنيا
أو المرتبطة بيا ،حيث جاء النص 254من ق.م.ج بعبارة غرفة الجنايات بمحكمة االستئناف والمراد
منيا غرفة الجنايات االبتدائية ألن أحكاميا يمكن الطعن باالستئناف أمام غرفة الجنايات االستئنافية وىي
مستجد جاء بو قانون المسطرة الجنائية في الفقرة األولى من المادة 416بحيث نص عمى أنيا تنظر في
الجنح المرتبطة بالجناية.
رابعا-غرفة الجنايات االستئنافية :تختص بالنظر في الق اررات الباتة في الجوىر الصادرة عن غرفة
الجنايات أعاله حيث حددت المادة 457األطراف المذين يحق ليم استئناف األحكام الجنائية وىم المتيم،
النيابة العامة ،المطالب بالحق المدني والمسؤول عن الحقوق المدنية ،ويتم االستئناف أمام نفس المحكمة
مع مراعاة المادة 382والفقرة األولى من المادة .401
المبحث الثاني :فصل تنازع االختصاص
إذا كان اختصاص المحكمة ىو تمك السمطة الممنوحة ليا قانون لمحكم في الدعوى فقد يحدث أن تحال
القضية عمى محكمة معينة أو قاض لمتحقيق ويتبين أن نفس القضية يتم البحث بشأنيا من طرف محكمة
أخرى أو قاض أخر ،وقد تصدر احدى المحاكم مقر ار يقضي بعدم اختصاصيا لمبث في القضية وعندما
تحال ىذه األخيرة عمى المحكمة المفترض فييا صاحبة االختصاص تصدر مقر ار تعمن فيو عدم
االختصاص في مثل ىذه الحاالت يحصل تنازع في االختصاص بين جيتين يتعين تطبيقا لحسن سير
العدالة الفصل فيو.
المطمب األول :حاالت تنازع االختصاص
من المعموم أن تنازع االختصاص ىو خالف يحصل بين جيتين قضائيتين أو محكمتين رفع الييما نفس
النزاع ورأت كل واحدة أنيا مختصة لمبث فيو أو غير مختصة:
تنازع االختصاص اإليجابي :عندما تقرر الجيتين اختصاصيما لمنظر في القضية ،والحال أن جية واحدة
فقط ينعقد ليا االختصاص.
تنازع االختصاص السمبي :عندما تقرر جيتان قضائيتان عدم االختصاص لمبث في القضية والحال أن
االختصاص ينعقد ألحدىما ألنو ال يمكن الحكم عمى شخص مرتين.
المطمب الثاني :شروط تنازع االختصاص
إن النزاع بنوعيو السمبي واإليجابي يتطمب تحقق بعض الشروط لنكون ازاء تنازع لالختصاص وىي
كالتالي:
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 53
الفقرة األولى -صدور حكمين متعارضين :معناه ال يمكن اعتبار مجرد تحريك الدعوى العمومية أمام جية
غير مختصة يشكل تنازع لالختصاص.
الفقرة الثانية :أن ال يقبل الحكمان المتعارضان أي طعن يتأثر من خاللو تصحيح الوضعية
الفقرة الثالثة -أن يتعمق التعارض بمسألة االختصاص :فالبث في الموضوع بالرغم من وجود التناقض
بين الحكمين ال يعد تنازعا لالختصاص وانما توجد مسطرة خاصة لمفصل فيو.
من المعموم أن األصل في قواعد االختصاص االستثنائية ،األصل أن يعود االختصاص في حال
ارتكاب جريمة الى المحكمة المختصة طبقا لقواعد االختصاص العادية ،اال أنو قد تقتضي بعض الحاالت
الخروج عمى ىذه القاعدة فيتم احالة القضية عمى محكمة أخرى ،وذلك اما بالنظر الى الشخص الذي
ارتكب الجريمة أو الجية التي ارتكبت أماميا واما بالنظر لطبيعة الدعوى المعروضة عمى المحكمة،
وقواعد اإلختصاص اإلستثنائية ىي كالتالي:
لقد وضع المشرع مسطرة خاصة تتضمن شكميات معينة يتعين اتباعيا وسموكيا في حالة ارتكاب جناية أو
جنحة من طرف فئة معينة من القضاة أو الموظفين خالل مزاولتيم لمياميم أو خارجيا ،وتصنف فيما
يمي الفئات الخاضعة لقواعد االختصاص االستثنائية:
في حالة ارتكاب جريمة ،جناية كانت أو جنحة من طرف مستشار لجاللة الممك أو عضو من أعضاء
الحكومة وزي ار أو منتدبا أو كاتب دولة أو نائب كاتب دولة أو قاض بالمجمس األعمى لمحسابات أو عضو
في المجمس الدستوري أو والي أو عامل أو رئيس أول لمحكمة االستئناف عادية كانت أو متخصصة أو
وكيل عام لمممك لدييا ،فان الجية التي ينعقد ليا االختصاص لمنظر في القضية ىي الغرفة الجنائية
بالمجمس األعمى.
بالرجوع لممادة 266من ق.م.ج نجدىا تنص عمى أنو :إذا كان الفعل منسوبا الى مستشار بمحكمة
االستئناف أو رئيس غرفة أو نائب عام أو رئيس محكمة ابتدائية عادية أو متخصصة أو وكيل الممك
لدييا أو قاضي بمجمس جيوي لمحسابات ،فان الجية التي ينعقد ليا االختصاص لمنظر في القضية ىي
الغرفة الجنائية بالمجمس األعمى التي تحال عمييا بناء عمى ممتمس الوكيل العام لمممك لدى المجمس
األعمى.
نصت المادة 267من ق.م.ج عمى أنو اذا كان الفعل منسوبا إلى قاض بمحكمة ابتدائية عادية أو
متخصصة ،فان القضية تحال عمى الوكيل العام لمممك لدى محكمة االستئناف ،ويظير من الصياغة أن
قواعد االختصاص المنصوص عمييا في المادة 259من ىذا القانون تطبق ،وبالتالي فان الوكيل العام
لمممك المختص ىو الذي وضع الفعل في دائرة محل نفوذه أي محل ارتكاب الجريمة أو اقامة الفاعل أو
محل القاء القبض.
وىي التي تعرضت ليا المادة 268من ق.م.ج ،وعميو اذا كان الفعل منسوبا الى الباشا أو خميفة
أول لمعامل أو رئيس دائرة أو قائد أو لضابط شرطة قضائية أثناء مزاولة مياميم ،فان القضية تحال عمى
الوكيل العام لمممك لدى محكمة االستئناف الذي يعرضيا عمى الرئيس األول ليقرر عند االقتضاء اجراء
بحث وفي حالة اإليجاب يعين مستشار مكمفا بالتحقيق بمحكمتو.
المبحث الثاني :المعاقبة عمى الجرائم المرتكبة أثناء جمسات ىيئة الحكم
األصل أن تتم احالة مرتكب الجريمة عمى الجية المختصة ،اال أن المشرع خرج عن القاعدة في حالة
ارتكاب فعل يشكل جناية أو جنحة أو مخالفة أمام محكمة تنظر في جريمة أخرى ،وىو ما يعرف بجرائم
الجمسات بحيث تختص المحكمة التي أرتكب أماميا الفعل بالنظر في القضية خالفا لمقواعد العادية.
نميز بين الحالة التي ترتكب فييا الجريمة من طرف المتيم والحالة التي ترتكب فييا من طرف الغير.
الفقرة األولى :اثارة الضوضاء من طرف المتيم
إن إ حداث المتيم اضطرابا بقاعة الجمسات أو أي محل أخر يباشر فيو تحقيق قضائي بصفة عمنية ،يأمر
رئيس الييئة بطرده من الجمسة وتتابع المناقشات في غيبتو.
أوال -حالة المتيم المعتقل :في ىذه الحالة ينتقل إلى المؤسسة السجنية وتبمغ إليو كافة اإلجراءات التي
تمت في غيبتو ،حيث يتعين عمى كاتب الضبط بعد انتياء الجمسة االنتقال إلى السجن ويتمو محضر
طرده. مند حقو في الصادر والحكم العامة النيابة وممتمسات المناقشة
ثانيا -حالة المتيم غير المعتقل :يتم االحتفاظ بو تحث حراسة القوة العمومية رىن اشارة المحكمة الى
حين انتياء المناقشات تم يتم احضاره ونقمو لمجمسة ويصدر الحكم بحضوره.
في حالة إذا كان أحد األشخاص الحاضرين بالقاعة أحدث اضطراب بسبب تعبيره عالنية عن مشاعره
أو حرض عمى الضوضاء بأي وسيمة من الوسائل أمر رئيس الييئة بطرده ،وذلك بغض النظر عن
المتابعات التي يمكن أن يتعرض ليا في حالة ارتكابو جريمة تشكل جناية أو جنحة أو مخالفة.
من المعموم أن المحكمة التي عرض عمييا النزاع تكون ىي صاحبة االختصاص لمبث فيو وىذا ىو
األصل ،ما عدا اذا توفرت ظروف جعمت المشرع يتدخل لسحب القضية من محكمة ويحيميا عمى جية
قضائية أخرى لمبث فييا وىو ما يعرف باإلحالة من أجل تشكك مشروع.
يتعين عمى الجية المتضررة أن تقدم طمبيا الرامي الى اإلحالة من أجل التشكك المشروع قبل حصول أي
استجواب لممتيم أو مناقشة لمجوىر اال اذا طرأت العناصر المبررة لإلحالة أو اكتشفت بعد ذلك طبقا
لمفصل 271من ق.م.ج.
المطمب الثاني :الجيات المؤىمة قانونا لتقديم طمب اإلحالة من أجل التشكك المشروع
تجدر اإلشارة أنو يحق لكل من الوكيل العام لمممك لدى المجمس األعمى أو النيابة العامة لممحكمة التي
عرض عمييا النزاع أو المتيم أو الطرف المدني ،أن يقدم الطمب بكتابة ضبط المجمس األعمى والذي ال
أثر لو عمى سير الدعوى مالم تقرر الغرفة الجنائية خالف ذلك ويبمغ فو ار لجميع األطراف المذين ليم أجل
10أيام إليداع جوابيم بكتابة ضبط المجمس األعمى ويتم البث بغرفة المشورة دون حضور األطراف داخل
أجل شير من تقديم الطمب.
اجراء ييدف الى الحفاظ عمى األمن العمومي أو ضمان حسن سير العدالة وتعتبر من الحاالت
االستثنائية المتعمقة باالختصاص وفق المادة 272من ق.م.ج ،وىي كالتالي:
قد تقتضي ظروف األمن العمومي أن يمتمس الوكيل العام لمممك لدى المجمس األعمى وحده من الغرفة
الجنائية بنفس المجمس احالة قضية عمى محكمة غير المحكمة المختصة بالنظر فييا ،قبل أي استجواب
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 57
أو مناقشة في الجوىر ،بمقتضى طمب يودع بكتابة ضبط المجمس األعمى حسب المسطرة والكيفية
المنصوص عمييا في المادة 271من ق.م.ج.
من المعموم أنو يمكن لمغرفة الجنائية بالمجمس األعمى اما بناء عمى ممتمس من الوكيل العام لمممك لدى
المجمس األعمى أو من الوكيل العام لمممك لدى محكمة االستئناف المعينة تمقائيا أو بناء عمى طمب من
أطراف النزاع أن تأمر بإحالة القضية عمى ىيئة أخرى لتحقيق حسن سير العدالة ،شريطة أال ينتج عن
ذلك أي ضرر يعرقل ظيور الحقيقة أو يمس بحقوق الدفاع.
غني عن البيان أن المسطرة المتبعة أثناء عرض القضية أمام المحاكم االبتدائية باعتبارىا محاكم أول
درجة ،تشمل كيفية تنظيم الجمسات من حيث وسائل اإلثبات وتشكيل الييئات القضائية والقواعد العامة
وكذا األحكام والق اررات التي تصدرىا المحاكم وأثارىا.
الجدير بالذكر أن أىم األىداف المسطرية تتجمى في ضمان المحاكمة العادلة كما ىي متعارف عمييا
في العيود والمواثيق الدولية والسيما العيد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،ولعل مبدأ الشرعية
خالل مراحل المحاكمة ىو الذي يضمن احترام حقوق اإلنسان.
المبحث األول :وسائل اإلثبات
بالرجوع لممواد من 286الى 296من ق.م.ج نجد المشرع المغربي نظميا أي وسائل اإلثبات
تكريسا لما صادق عميو المغرب من معاىدات دولية واحتراما ليا وادا كان المشرع قد حافظ عمى
المقتضيات القديمة من حيث المبدأ فانو أتى بمستجدات كقرينة البراءة وكذلك تفسير الشك لصالح المتيم
وذلك من أجل حفظ التوازن بين مصمحة المجتمع من جية وحقوق األفراد وحرياتيم من جية أخرى.
المطمب األول :مبدأ حرية القاضي الجنائي في تكوين قناعتو ومبدأ عمنية وحضورية الجمسات واثبت
التصرفات المدنية
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 58
المبدأ العام ىو حرية اإلثبات في الميدان الجنائي حسب المادة 286من ق.ل.ع التي تنص عمى أنو
يمكن إثباث الجرائم بأية وسيمة من وسائل اإلثبات ما عدا في األحوال التي يقضي فييا القانون بخالف
ذلك ويحكم القاضي بحسب اقناعو الصميم ،والمشرع لم يكتف بيذا الحد بل أضاف اليو وجوب توفر
المقرر عمى ما يبرر اقتناع القاضي وأال يكتفي بعبارة أن المحكمة اقتنعت كما أنو اذا كانت الجريمة
المقترفة تسري عمييا أحكام القانون المدني تعين عمى تطبيق أحكام ىذا األخير المحصورة وسائل اثباتو
في اإلقرار والحجة الكتابية ،وشيادة اليود والقرائن باإلضافة الى اليمين ،كما أن المشرع أضاف عبارة
أحكام خاصة الى عبارة القانون المدني بمعنى ينصرف الى القانون المنظم لممعامالت التجارية وكذا
بعض القوانين الخاصة.
المطمب الثاني :وسائل اإلثبات في الميدان الجنائي
إن المبدأ العام ىو حرية اإلثبات باعتماد أية وسيمة من وسائل اإلثبات التي نوقشت أمامو عمنيا وحضوريا
واطمأن الييا في تكوين قناعتو حيث أن فمسفة ق.م.ج تنطمق من خاصيتين وىما البراءة ىي األصل وأن
الشك يفسر لصالح المتيم.
الفقرة األولى :المحاضر والتقارير المنجزة أثناء البحث التمييدي
تطرق ليا المشرع في المادتين 289و 290من ق.م.ج وعميو نص المشرع عمى أربعة أنوع من
المحاضر:
)1المحاضر ال يعتد بيا اال اذا كانت صحيحة من حيث الشكل وضمنت فييا معاينة ضابط
الشرطة القضائية ،أو ما تمقاه شخصيا في اطار االختصاص أثناء ممارسة وظيفتو ،وقد اعتبرىا المجمس
األعمى بيذا الخصوص وثيقة رسمية
)2محاضر يحررىا ضابط الشرطة القضائية لتثبث من الجنح والمخالفات ويوثق بمضمونيا مالم
يثبت ما يخالفيا بأي وسيمة من وسائل اإلثبات تكريسا لما استقر عميو االجتياد القضائي بالمجمس األعمى
عمى اعتبار ىذه الوسائل متساوية من حيث القيمة الثبوثية في الجنح والمخالفات.
)3أما المحاضر فتعتبر مجرد بيانات وال تمزم القاضي وتبقى في شكل معمومات وأىميا المحاضر
المحررة في الجنايات نظ ار لما يكتنف ىذه األخيرة عادة من غموض وتعقيد لكون وضع المتيم يقتضي
مرونة أكثر.
)4محا ضر ال يمكن اثبات عكسيا اال عن طريق الطعن فييا بالزور وىو ما نصت عميو المادة
292من ق.م.ج بقوليا" :اذا نص قانون خاص عمى أنو ال يمكن الطعن في مضمون بعض المحاضر
أو التقارير اال بالزور فال يمكن اثبات عكسيا بغير ىذه الوسيمة".
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 59
ويضاف الى ذلك محاضر تتعمق أغمبيتيا بمخالفات يتعذر فييا جمع األدلة الكافية لإلدانة بسبب استحالة
المحافظة عمى ىذه األخيرة سيما اذا كانت سريعة االندثار.
الفقرة الثانية :االعتراف
بالرجوع لممادة 293من ق.م.ج يخضع االعتراف كغيره من وسائل اإلثبات لمسمطة التقديرية
لمقضاة ،فاالعتراف ىو إقرار لممتيم عمى نفسو بصحة ارتكابو الجريمة المنسوبة اليو وىو سيد األدلة
وأقواىا وبو تنيض المسؤولية الجنائية لصاحبو وىو نوعان :
أوال -االعتراف القضائي :وىو الذي يصدر عن المتيم أمام المحكمة نتيجة استنطاق القاضي لو ،وىو
اجراء يباشره المتيم بإق ارره وفي ان واحد دليل تأخذ بو المحكمة وىو اجراء من اجراءات اإلثبات.
ثانيا -االعتراف الغير القضائي :وىو الذي يصدر عن المتيم أمام جية غير قضائية كالتصريحات
المدلى بيا أمام الضابطة القضائية أثناء مرحمة البحث التمييدي ،ويتميز عن االعتراف القضائي في كون
ىذا األخير ال يمكن االدعاء بكونو أنتزع باكراه أو تحت الضغط أو العنف ،بخالف االعتراف الغير
القضائي الذي تبقى سبل الطعن فيو مفتوحة وتكل دفوعات شكمية امام المحاكم ناىيك عن ما يترتب عن
ذلك من نتائج قانونية .وحتى يكون االعتراف منتجا في النزاع البد أن تتوفر فيو الشروط التالية:
-أن يكون صاد ار من المتيم عمى نفسو بصفة شخصية
-أن ينصب االعتراف عمى األفعال المقترفة والمسطرة بوقائع النازلة
-أن يكون االعتراف صاد ار عن شخص يتمتع بكامل قواه العقمية يفقو ما يقولو ويفعمو ومقد ار لنتائجو.
-أن يصدر االعتراف عن المتيم طوعا وبمحض ارادتو وغير منتزع باك اره أو تعذيب
بالرجوع لممادة 296من ق.م.ج :تقام الحجة بشيادة اليود وفقا لممقتضيات الواردة في المادة 325
وما يمييا الى غاية 346من ىذا القانون ،حيث أصبح باإلمكان استدعاء الشاىد بكافة الطرق المنصوص
عمييا قانونا ،اذ يمكن استدعاؤه برسالة مضمونة مع اإلشعار باالستالم أو باستدعاء يبمغو عون التبميغ أو
عون قضائي أو بالطريقة اإلدارية وقد يستدعى شفويا بواسطة أي ضابط من ضباط الشرطة القضائية.
ومن ما سبق نستنتج أن الشيادة تبقى كأي دليل أخر خاضعة لمسمطة التقديرية لممحكمة أي وسيمة اثبات
نسبية ولمقاضي الحرية في االقتناع بمحتواىا من عدم اإلقناع.
الفقرة الرابعة :الخبرة
نصت المادة 295من ق.م.ج عمى أنو يجب عمى المحكمة التي تأمر بأجراء الخبرة أن تراعي في
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 60
ذلك مقتضيات المادتين 194و 195والمادة 198ما يمييا الى غاية 208من ىذا القانون ،وىكذا الخبرة
ىي اجراء ييدف القاضي من وراءه استشارة شخص لو دراية خاصة بمسألة من المسائل يتطمب حميا
معمومات خاصة من الناحية التقنية والفنية والعممية ،وال يستطيع القاضي من نفسو فيميا بصورة دقيقة
واجالء غموضيا لكونو ال يممك القدرة العممية لمقيام بذلك ميما بمغ مستواه الثقافي والمعرفي ،وبذلك
فالخبرة من أىم وسائل اإلثبات في الميادين الزجرية والمدنية والتجارية.
المبحث الثاني :تشكيل الييئات القضائية
حسب المادة 297من ق.م.ج يشترط لصحة انعقاد الجمسات أن تشكل كل ىيئة قضائية طبقا
لمقانون المؤسس ليا ،ويجب تحت طائمة البطالن أن تصدر مقرراتيا عن قضاة شاركوا في جميع
النقاشات.
المطمب األول :تشكيل كل ىيئة قضائية طبقا لمقانون المؤسس ليا
عمل المشرع عمى تعزيز وتقوية ضمانات المحاكمة العادلة وذلك بإق ارره لثنائية التحقيق والقضاء
الفردي الى جانب القضاء الجماعي واحداث غرفة الجنايات االستثنائية.
الفقرة األولى :قاضي التحقيق عمى صعيد المحكمة اإلبتدائية ومحكمة اإلستئناف
أوال -قاضي التحقيق عمى صعيد المحكمة االبتدائية :مؤسسة قاضي التحقيق لدى المحاكم االبتدائية ليا
دور فعال في تجسيد المحاكمة العادلة عن طريق البحث والتنقيب عن وسائل اإلثبات إلظيار الحقيقة،
ويكمف بالتحقيق قاضي التحقيق المعين من بين قضاة الحكم لمدة ثالث سنوات قابمة لمتجديد بقرار وزير
العدل بناء عمى اقتراح من رئيس المحكمة.
ثانيا -قاضي التحقيق عمى صعيد محكمة االستئناف :يقوم بالتحقيق عمى صعيد محكمة االستئناف فيما
يخص األحداث المتابعين بأفعال ذات صبغة جنائية ،ويكون التحقيق اإلعدادي الزاميا في الجنايات
المعاقب عمييا باإلعدام أو السجن المؤبد أو التي يصل الحد األقصى لمعقوبة المقررة ليا ثالثين سنة
وكذلك الجنايات المرتكبة من طرف األحداث وفي الجنح بنص خاص ،ويكون اختياري في باقي
الجنايات.
الفقرة الثانية :القاضي الفردي عمى صعيد المحكمة االبتدائية :من المعموم أن المشرع المغربي يؤمن
بأىمية القضاء الفردي كوسيمة فعالة في التغمب عمى كثرة القضايا المعروضة عمى المحاكم االبتدائية
وتصفيتيا بالسرعة المطموبة ،وتبنى المشرع من جديد ىذه المؤسسة لمبث في القضايا التي ال تتجاوز
العقوبات المقررة ليا سنتين حبسا أو بغرامة فقط وىو ما يشكل المخالفات والجنح الضبطية.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 61
الفقرة الثالثة :الييئة الجماعية عمى صعيد المحكمة االبتدائية :إن المشرع وضمانا لتحقيق شروط
المحاكمة العادلة أوكل ميمة القضايا الجنحية لمقضاء الجماعي كما نصت عمى ذلك المادة 374من
ق.م.ج عمى أن المحكمة تعقد جمساتيا وىي مكونة من رئيس وقاضيين بحضور ممثل النيابة العامة
ومساعد كاتب الضبط.
الفقرة الرابعة -الغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف :تتكون من الرئيس األول ومن ينوب عنو ومن
مستشارين اثنين وتنظر فيما يمي حسب المادة 231من ق.م.ج:
)1طمبات اإلفراج المقدمة الييا مباشرة.
)2طمبات بطالن اجراءات التحقيق المنصوص عمييا في المواد من 210الى 213من ق.م.ج.
)3اإلستئنافات المرفوعة ضد أوامر قاضي التحقيق.
)4في كل اخالل منسوب لضابط من ضباط الشرطة القضائية خالل مزاولتو لميامو.
)5التحقق من حسن سير مكاتب التحقيق التابعة لنفوذ محكمة االستئناف.
)6زيارة المؤسسات السجنية التابعة لمحكمة االستئناف مرة كل ثالث أشير.
الفقرة الخامسة -غرفة الجنح االستئنافية :تتكون تحت طائمة البطالن من رئيس ومستشارين اثنين
بحضور ممثل النيابة العامة وبمساعدة كاتب الضبط ،ويقدم االستئناف بتصريح الى كتابة الضبط
بالمحكمة مصدرة الحكم أو الى كتابة الضبط بمحكمة االستئناف.
الفقرة السادسة -غرفة الجنايات االبتدائية :تتكون من رئيس من بين رؤساء الغرف ومستشارين اثنين
تعينيم الجمعية العامة لمحكمة االستئناف كل سنة قضائية ،كما تعين الجمعية من بين أعضائيا رئيسا
نائبا ومستشارين اضافيين ،وتختص ىذه الغرفة بالنظر في الجنايات والجرائم المرتبطة بيا والتي ال يمكن
فصميا عنيا.
الفقرة السابعة -غرفة الجنايات االستئنافية :نظ ار لخطورة الجرائم التي تختص بالنظر فييا غرفة
الجنايات ومسايرة لمستجدات حقوق اإلنسان ولتوفير مزيد من ضمانات المحاكمة العادلة ،فان المشرع
متع المتيم أمام ىذه الغرفة بدرجة ثانية من درجات التقاضي ،وتتكون ىذه الغرفة من رئيس غرفة وأربعة
مستشارين وتنظر في قضايا الجنايات المستأنفة أماميا بحضور ممثل النيابة العامة وبمساعدة كاتب
الضبط ويمكن أن يضاف الى تشكيمة الييئة مستشار أو أكثر ،كما يمكن لمرئيس األول لمحكمة
اإلستئناف أن يترأس شخصيا ىذه الغرفة.
المطمب الثاني :اصدار المقررات عن قضاة شاركوا في جميع المناقشات
الفقرة األولى :المبدأ العام
بالرجوع الفقرة الثانية من المادة 297من ق.م.ج فانو يجب تحث طائمة البطالن أن تصدر مقررات الييئة
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 62
القضائية عن قضاة شاركوا في جميع المناقشات وأساس ىذه القاعدة أن أحكام المحكمة الجنائية وطبقا
لمقتضيات المادة 287من ق.م.ج ،تبنى عمى حجج عرضت أثناء الجمسة ونوقشت شفاىيا وحضوريا
أمام الييئة ،ىذا فضال عن كون األصل في اثبات الجرائم ىو األخذ بكل وسائل اإلثبات.
الفقرة الثانية :اإلستثناء
أوال -استدعاء أعضاء الحكومة كشيود :اذا كان األصل في الشيادة أن تؤدى وتناقش أمام ىيئة
المحكمة حتى يمكن األخذ بيا ،فان المشرع لم يأخذ بيذا االتجاه بخصوص شيادة أعضاء الحكومة
وكتاب الدولة في الحالة التي لم يطمب فييا الحضور أو لم يؤدن فيو طبقا لإلجراءات القانونية فان
شيادتيم يتمقاىا كتابة الرئيس األول لمحكمة االستئناف أو قاض ينتدبو ليذا الغرض ان كان يقطن خارج
دائرة نفوذ المحكمة.
ثانيا-استدعاء ممثل دولة أجنبية :بالرجوع لممادة 327من ق.م.ج فان شيادة ممثل دولة أجنبية تطمب
من المعني باألمر بواسطة الو ازرة المكمفة بالشؤون الخارجية واذا قبل الطمب يتمقى الشيادة الرئيس األول
لمحكمة االستئناف أو القاضي الذي يعينو ليذه الغاية.
ثالثا -استنطاق المتيم في وضعية صحية صعبة :طبقا لمقتضيات الفقرة الثانية من المادة 312من
ق.م.ج اذا كان المتيم في وضعية صحية صعبة يتعذر فييا عميو الحضور لمجمسة ووجدت أسباب
خطيرة ال يمكن معيا تأجيل الحكم في القضية فان المحكمة تكمف بمقتضى مقرر خاص ومعمل أحد
أعضائو بمساعدة كاتب الضبط الستنطاق المتيم في المكان الذي يوجد فيو.
رابعا -صدور حكم عن ىيئة تضم عضو سبق أن كان ممثال لمنيابة العامة في القضية :بالرجوع لممادة
297من ق.م.ج فانو ال يمكن تحت طائمة البطالن لقاض من النيابة العامة عين أو أنتدب لميام قضاء
الحكم أن ي شارك في البث في قضايا سبق لو أن مارس فييا الدعوى العمومية أو أي اجراء من اجراءات
المتابعة حسب الثابت من مقتضيات المادة .417
الفقرة الثالثة :حاالت التنافي لمنظر في قضية واحدة
إذا كان األصل ىو صالحية كل قاض في االنتماء الى الييئة التي تبث في القضايا الجنائية فان
المشرع استثنى الحاالت األتية:
أوال -قاضي التحقيق الذي أجرى تحقيقا في نفس القضية :بالرجوع لممادة 52من ق.م.ج فانو ال يمكن
لقضاة التحقيق تحت طائمة البطالن أن يشاركوا في اصدار حكم في القضايا الزجرية التي سبق أن أحيمت
عمييم بصفتيم قضاة مكمفين بالتحقيق ،كما يمنع مشاركة قاضي التحقيق في ىيئة غرفة الجنايات التي
تنظر في قضية سبق لو اجراء تحقيق فييا.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 63
ثانيا -قاض شارك في الحكم في جوىر القضية :ال يمكن لقضاة الحكم تحت طائمة البطالن أن يشاركوا
في الحكم في قضية سبق ليم البث في موضوعيا حتى ال يتناقض الرأي األخير مع الرأي األول.
الفقرة الرابعة :تجريح القضاة
يعتبر تجريح القضاة ضمانة أساسية لتحقيق العدالة وقد حددت حاالتو المواد من 273الى 285
من ق.م.ج:
أوال -حاالت التجريح :حاالت التجريح التي تحول دون مواصمة القاضي المجرح النظر في القضية
المعروضة عميو وردت عمى سبيل الحصر وتتعمق أساسا بقضاة الحكم ،بحيث ال يمكن تجريح قضاة
النيابة العامة وحاالت التجريح ىي كالتالي:
-اذا كان لمقاضي أو لزوجو مصمحة مباشرة أو غير مباشرة في الحكم في الدعوى.
-القرابة أو المصاىرة مع أحد أطراف الدعوى بما في ذلك أبناء األعمام واألخوال...
-اذا كان القاضي دائنا أو مدينا ألحد األطراف أو سبق لو أن قدم استشارة أو رافع أو مثل أمام
القضاء..
ثانيا -األطراف الذين خول ليم القانون حق طمب التجريح :وىؤالء األشخاص ىم:
يتولى رئيس الجمسة دراسة القضية ومناقشتيا ويرتب سير ىذه المناقشة اذا اقتضى الحال ولو أن
يرفض كل ما يرمي الى اطالة المرافعات بدون جدوى ،وأن يوقف الجمسة أثناء دراسة ومناقشة القضية أو
قبل انياء القضايا المدرجة في جدول الجمسة ألي سبب يراه مبر ار ليذا اإليقاف ،وحسب المادة 305من
ق.م.ج يشمل بحث القضية استنطاق المتيم ان كان حاض ار واإلستماع الى الشيود والخبراء وتقديم أدوات
االقتناع عند االقتضاء.
الفقرة الثالثة :ضمان عرض كل أدلة اإلثبات عمى األطراف بالجمسة
يتولى رئيس الجمسة ضمان عرض كل أدلة اإلثبات عمى أطراف الخصومة بالجمسة وذلك حتى
يكون كل طرف عمى بينة منيا وبالتالي اعداد أوجو دفاعو وكذا الرد عمييا ،ويعرض رئيس الجمسة كل
أدلة اإلثبات من حجج أو أشرطة مصورة حتى ولو كانت مخمة بالحياء مع منع األحداث من دخول قاعة
الجمسات.
الفقرة الرابعة :اإلذن باستعمال وسائل االتصال بقاعات الجمسات
بالرجوع لممادة 303من ق.م.ج يمكن لمرئيس بعد أخد رأي النيابة العامة أن يأذن باستعمال أالت
التصوير أو التسجيل أو اإلرسال أو اإللتقاط أو اإلتصال المختمفة بقاعات الجمسات أو في أي مكان أخر
يجري بو تحقيق قضائي ويعاقب عن مخالفة ىذه المقتضيات بغرامة تتراوح بين خمسة أالف وخمسين
ألف درىم وتصادر المحكمة اآلالت واألشرطة عند اإلقتضاء ،والغاية من ىذه الوسائل ىي ضمان اطالع
الرأي العام عمى أطوار المحاكمة تكريسا لمبدأ عمنية الجمسات وحماية شخصية المتيم انطالقا من القاعدة
المتمثمة في قرينة البراءة.
المطمب الثاني :اختصاص الييئة الحاكمة أثناء سير الجمسة
الفقرة األولى :البث في الطمبات الرامية الى تأجيل القضية
بالرجوع لممادة 299من ق.م.ج :تبث الييئة القضائية في الطمبات الرامية الى تأجيل القضية الى تاريخ
الحق أي أن الييئة القضائية ىي الجية التي أوكل الييا المشرع البث في الطمبات الرامية الى التأخير
التي تقدم من قبل أطراف الدعوى ،واذا تبين أن ممتمس التأخير يرتكز عمى أساس معقول فإنيا تستجيب
لو أما اذا تبين أنو بيدف المماطمة فإنيا ترفض ىذا الطمب.
الفقرة الثانية :جعل الجمسة سرية
من المعموم أن المبدأ العام ىو أن تتم اجراءات المحاكمة في جمسة عمومية وعمنية بحيث نصت
المادة 300عمى أنو يجب تحث طائمة البطالن أن تتم اجراءات البحث والمناقشات في جمسة عمنية،
استثناء تكون الجمسة سرية اذا ارتأت المحكمة أن في عمنيتيا خطر عمى األمن أو عمى األخالق ويضاف
الى ذلك القضايا المتعمقة باألحداث حيث أوجب القانون بشأنيا جمسة سرية.
المطمب الثالث :دور أطراف الخصومة
الفقرة األولى :دور ممثل النيابة العامة
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 65
حسب المادة 36من ق.م.ج تتولى النيابة العامة اقامة الدعوى وممارسة الدعوى العمومية ومراقبتيا
وتطالب بتطبيق القانون ،فممنيابة العامة وظيفتان األولى تحريك الدعوى العمومية وىذه ميمة قد يشارك
فييا غيرىا ،والوظيفة الثانية مراقبة سير الدعوى العمومية بعد تحريكيا وىي ميمة خاصة بيا فقط ،وىنا
تتسع مسؤوليتيا بقدر اتساع صالحيتيا وتشمل الممتمسات واستعمال طرق الطعن في األحكام وتنفيذ
اإلجراءات..
الفقرة الثانية :دور األطراف األخرى
أوال -المتيم :ىو الطرف المدعى عميو في الدعوى الجنائية وقد حرص المشرع عمى تمتيعو بالضمانات
الكافية لمدفاع عن نفسو ودحض جميع التيم الموجية اليو والرد عمييا وذلك من خالل تأخير مرافعتو وكذا
التنصيص عمى وجوب أن تكون الكممة األخيرة اليو في اطار الردود والدفوعات التي قد تط أر أثناء
الجمسة ،وتمعب مرافعة المتيم دور ميم في تقرير مصير التيمة المنسوبة اليو.
ثانيا -الطرف المدني :ال يعد طرفا أساسيا في الدعاوى الجنائية لذلك ال يكون حاض ار في جميع مراحميا،
اال أنو يمتمك كامل الصالحية لتقديم مطالبو أمام المحكمة وبسط أوجو دفاعو وطمب التعويض عن
الضرر الذي لحقو من الجريمة المترتب عنيا الضرر مع تحديده وتعيين موطن مختار في مكان تواجد
مقر المحكمة...
المبحث الرابع :اإلستدعاء وحضور المتيمين
حددت المادة 384من ق.م.ج طرق رفع_ الدعوى الى المحكمة االبتدائية ومن بينيا اإلستدعاء
المباشر الذي يسممو وكيل الممك أو الطرف المدني لممتيم أو عند اإلقتضاء لممسؤولين عن الحقوق
المدنية ،فاالستدعاء ىو االعالم بالحضور لجمسة الحكم التي يكون فييا طرف متيما بارتكاب فعال من
األفعال المعاقب عمييا جنائيا.
تجدر اإلشارة أنو يجب عمى المحكمة بعد تحديدىا لمجمسة أن توجو اإلستدعاء لمحضور لممتيم
ولممطالب بالحق المدني والمسؤول المدني ان وجد والى المحامي الذي نصب لمؤازرة موكمو ،واذا كان
لممتيم أكثر من محام وجب استدعائيم جميعا دون أي استثناء.
الفقرة الثالثة :البيانات الواجب توفرىا في اإلستدعاء
بالرجوع لممادة 308من ق.م.ج تحدد البيانات الجوىرية التي يجب توفرىا في االستدعاء ،فيما يمي:
" اليوم والساعة ومحل انعقاد الجمسة ونوع الجريمة وتاريخ ومحل ارتكابيا والمواد القانونية المطبقة بشأنيا
وقد رتب المشرع البطالن عند تخمف ىذه البيانات ،باإلضافة الى بيان التيمة بحيث ال يكفي الوصف
القانوني واليدف منو اتاحة فرصة لممتيم لمعمم بتيمتو واعداد دفاعو بشأنيا.
المطمب الثاني :حضور المتيم
من المعموم أن مبدأ الحضورية من المبادئ األساسية التي ينبني عمييا نظام المحاكمة الجنائية
وحضور المتيم أمام المحكمة يعتبر من حقوق الدفاع بحيث يخول لألطراف مواجية بعضيم البعض
وتقديم دفاعيم أمام المحكمة ،وىذا المبدأ ىو الذي يحدد الوصف القانوني لمحكم باعتباره حضوريا أو
غيابيا أو بمثابة حضوري وبالتالي يحدد أجال وطرق الطعن في الحكم.
الفقرة األولى :مبدأ الحضور الشخصي لممتيم
نص المشرع في المادة 311من ق.م.ج مبدأ الحضور الشخصي لممتيم ما لم تعفيم المحكمة من
الحضور ،واذا لم يحضر رغم توجيو استدعاء اليو يتضمن اليوم والساعة المحددة لمنظر في القضية تتولى
المحكمة محاكمتو غيابيا ،اذا طمب محاميو أن تجرى المناقشات في غيبتو وارتأت المحكمة عدم ضرورة
حضوره شخصيا.
الفقرة الثانية :المتيم في وضعية صحية صعبة
مراعاة لتحقيق مبدأ المحاكمة العادلة من جية وضمان لحسن سير أجيزة العدالة من جية أخرى جاء
المشرع بمستجد يخص المتيم الموجود في وضعية صحية صعبة يتعذر معيا حضوره لمجمسة وذلك ما
نصت عميو المادة 312بحيث اذا توفرت ىذه الحالة فالمحكمة تكمف باالنتقال الى حيث يوجد المتيم
ليقوم باستنطاقو وقد حدد المشرع مسطرة خاصة في ىذه الحالة وقد يكون اإلستنطاق بمحضر محامي
المتيم عند اإلقتضاء.
الفقرة الثالثة :الثار المترتبة عمى حضور المتيم
من أىم األثار المترتبة عن حضور المتيم في مرحمة المحاكمة نجد:
-تحديد الوصف القانوني الذي قد يكون فيو الحكم اما حضوري أو غيابي أو بمثابة حضوري
وبالتالي تحدد طرق الطعن
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 67
-المتيم الذي يكون حاض ار عند المناداة عمى القضية تم ينسحب بعد البث في مناقشة القضية ال
يعتبر غائبا
-اذا أعمم المتيم بتاريخ النطق بالحكم فعدم حضوره في التاريخ المعين ال يؤثر في وصف الحكم
بأنو حضوري
الفقرة الرابعة :حق المتيم في المؤازرة بمحام
من أجل تحقيق المحاكمة العادلة البد من تمكين المتيم من مؤازرة بمحامي في سائر المراحل
المسطرة ،فالمحامي بحكم تكوينو القانوني يساعد المتيم في اعداد دفاعو المرتبط باإلخالالت الشكمية التي
قد تكون شابت اإلجراءات المسطرية المنجزة قبل احالة القضية عمى ىيئة المحكمة.
المبحث الخامس :اإلستماع الى الشيود والخبراء
الجدير بالذكر أنن لم يعد نظام اإلثبات في الخصومة الجنائية يستند الى االعتراف فقط باعتباره سيد
األدلة بل تطور الى غاية الوصول لإلستعانة بالمشاىدة المباشرة لوقائع النازلة أو عن طريق اإلستفادة من
التطور العممي في ميادين مختمفة.
المطمب األول :اإلستماع الى الشيود
تعتبر الشيادة بمثابة تقرير حقيقة أمر توصل اليو الشاىد بنفسو أو سمعو من الغير مباشرة وتنصب
عمى وقوع الفعل الجرمي ونسبتو لممتيم ،ومن ثمة يتعذر اإلثبات أحيانا بمجرد االعتراف أو الكتابة مما
يستدعي الشيود أمام المحكمة.
الفقرة األولى :الزامية حضور الشاىد
من واجبات الشاىد الحضور أمام ىيئة الحكم لإلدالء بشيادتو لكونو الوسيمة الوحيدة لإلثبات،
بحيث نصت المادة 325عمى الزامية حضور الشاىد أمام المحكمة ،ونظ ار ألىمية المبدأ أحاطو المشرع
بمجموعة من اإلجراءات:
أوال -استعمال القوة العمومية إلحضار الشاىد :بحيث يمكن لممحكمة تسخير القوة العمومية إلحضار
الشاىد المتخمف تمقائيا أو بناء عمى ممتمس النيابة العمة اذا توافرت الشروط التالية * :أن يتخمف عن
الحضور رغم استدعائو بصفة قانونية * اذا كان تصريحو يكتسي أىمية وال يمكن اإلستغناء عنو .وبذلك
يتحمل الشاىد جميع مصاريف التبميغ مالم يبرر تخمفو بعذر مقبول.
ثانيا -الحكم عمى الشاىد الذي يتخمف عن الحضور :رتب المشرع عمى الشاىد عند اخاللو بالتزام
الحضور رتب لو المشرع عقوبة تتمثل في أداء غرامة تتراوح بين 1200درىم و 12000درىم اذا تخمف
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 68
رغم استدعائو بصفة قانونية أو اذا حضر ورفض أداء اليمين أو اإلدالء بشيادتو ولو لم يترتب عن عدم
حضوره تأجيل القضية.
الفقرة الثانية :أداء الشيادة شفويا
من المعموم أن الشيادة تؤدى شفويا أمام ىيئة الحكم وىذا ىو األصل ،وذلك بيدف تكوين القناعة
الوجدانية لمقاضي الجنائي ،اال أن ىذا المبدأ ترد عميو استثناءات:
أوال -شيادة أعضاء الحكومة :بالرجوع لممادة 316من ق.م.ج ال يمكن استدعاء أعضاء الحكومة
وكتاب الدولة ونوابيم اال بعد الحصول عمى اذن المجمس الوزاري بناء عمى تقرير يقدمو وزير العدل ،وان
لم يمنح اإلذن فان الشيادة يتمقاىا كتابة بمنزل الشاىد الرئيس األول لمحكمة االستئناف بالنظر لمكانة
أعضاء الحكومة.
ثانيا -شيادة ممثل دولة أجنبية :استنادا لممادة 327من ق.م.ج فان الشيادة التي يؤدييا ممثل دولة
أجنبية تطمب بواسطة الو ازرة المكمفة بالشؤون الخارجية ويؤدييا المعني باألمر كتابة.
ثالثا -شيادة األصم أو األبكم :توجو اليو األسئمة وترد األجوبة عنيا كتابة واذا كان ال يعرف الكتابة
يساعده شخص اعتاد التحدث معو أو أي شخص قادر عمى التخاطب معو.
رابعا -استعانة الشاىد بمذكرات كتابية :نصت المادة 337من ق.م.ج عمى أن الشاىد يمكنو بصفة
استثنائية أن يستعين بمذكرات باذن من رئيس الييئة وعميو يمكن لرئيس الييئة السماح لشاىد باإلستعانة
بمذكرات كتابية حتى ال تكون ىناك زيادة أو نقصان خاصة في النزاعات المعقدة التي تتطمب حسابات.
الفقرة الثانية :استدعاء أطراف الخصومة لمشيود الذين يزكون مواقفيم
نصت المادة 325في فقرتيا الثانية أنو :يستدعى الشاىد تمقائيا من طرف المحكمة أو بناء عمى طمب
النيابة العامة أو الطرف المدني أو المتيم أو المسؤول عن الحقوق المدنية حتى وان كانت المحكمة ىي
التي تسير عمى استدعاء الشيود فان األطراف ىم من يبادر بطمب اإلستماع الييم تعزي از لمواقفيم في
االتيام أو الدفاع ،فيم شيود نفي واثبات.
الفقرة الرابعة :حياد الشاىد
نظ ار ألىمية الشيادة كوسيمة من وسائل اإلثبات التي يبني عمييا القاضي قناعتو لمقول بارتكاب
المتيم الفعل من عدم ارتكابو ،أحاطيا المرع بإجراءات مسطرية لضمان حياد الشاىد وعدم خضوعو ألي
ثأثير:
أوال -أداء اليمين القانونية :قبل أداء أي شيادة والغية من البعد الديني ىو تحقيق األثر اإليجابي عمى
نفسية الشاىد ليدلي بشيادة حقيقية دون نقصان أو زيادة.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 69
ثانيا -اشعار الشاىد بجريمة شيادة الزور :حيث تتمى عميو المقتضيات القانونية التي تعاقب عمى
شيادة الزور حتى يكون عمى بينو من أىمية الشيادة وعدم تحريفيا حسب المادة 331من ق.ل.ع.
ثالثا -التأكد من عالقة الشاىد باألطراف :بعد أداء اليمين يتأكد القاضي فيما اذا كانت تربط الشاىد
بالمتيم أو الطرف المدني قرابة أو مصاىرة ودرجتيما أو عالقة عمل وأي عالقة عداوة أو خصومة ،واذا
توفرت احداىا تستغني المحكمة عن الشاىد لعدم توفر التجرد والحياد المذين يشكالن اطمئنان المحكمة
لمشيادة.
رابعا -أمر الشيود باإلنسحاب من القاعة :ينادي رئيس الجمسة عمى المتيم ويتأكد من ىويتو وينادي
الشيود ويطمب منيم االنسحاب الى القاعة المعدة ليم وال يغادرونيا اال ألداء شيادتيم.
خامسا -انجاز محضر مستقل عن محضر أداء الشيادة :الرئيس اما تمقائيا أو بطمب من النيابة العامة
يأمر كاتب الضبط بوضع محضر مستقل يسجل فيو ما قد يرد من زيادة أو تبديل أو اختالف عند
المقارنة.
الفقرة الخامسة :التوازن بين الزامية أداء الشيادة وبين المحافظة عمى السر الميني
بالرجوع لممادة 334من ق.م.ج فإنو ال يمكن سماع شيادة محامي المتيم حول ما عممو بيذه الصفة،
ويمكن اإلستماع الى األشخاص المقيدين بالسر الميني وفق الشروط وفي نطاق الحدود المقررة في
القانون والمالحظ أن المشرع ابتغى التوفيق بين الزامية كثمان السر الميني وبين ضرورة أداء الشيادة أمام
المحاكم لكشف وقائع جريمة أحدثت اضطرابا اجتماعيا وأخمت باألمن واستقرار المجتمع.
المطمب الثاني :اإلستماع الى الخبراء
يعتبر انتداب الخبراء من وسائل البحث الميمة في المسائل الجنائية ،بحيث يمكن لممحكمة أن تأمر
بإجراء خبرة اما تمقائيا أو بطمب من النيابة العامة أو من األطراف.
الفقرة األولى :الخبير ال يطمب منو أداء اليمين أمام المحكمة
الخبير أجنبي عن تمك الظروف وال تطمب مساىمتو اال بسبب تكوينو العممي أو تجربتو التقنية ،ويجوز
في الجمسة اإلستماع الى الخبراء بصفة شيود اال أنو ال يطمب منو أداء اليمين ألنو خبير محمف سبق لو
أداء اليمين القانونية قبل مباشرة ميامو.
بعد انتياء عممية الخبرة يحرر الخبير تقري ار يصنف فيو تمك العمميات ونتائجيا ويشيد بذات التقرير
أنو قام شخصيا بيا ويوقع ويودع التقرير واألشياء المحكوم عمييا أو ما تبقى منيا بين يدي كاتب الضبط
لممحكمة التي أمرت باإلجراء ويثبت اإليداع في محضر وذلك لما تمعبو الخبرة من دور حاسم في مساعدة
القضاء في اطار اإلثبات الجنائي.
الفقرة الرابعة :وقوع نزاع عارض حول مستنتجات الخبير
بداية مرحمة المناقشة يمكن أن تتمخض عن قبول التقرير أو استبعاده أو األمر بخبرة تكميمية أو
خبرة مضادة واذا كان تقرير المناقشة يوحي لنوع من التناقض مع مفيوم الخبرة القضائية الدقيقة فانو يظل
مفيدا في الوصول الى تصور يوفق بين سمطة القضاء من جية وصيانة حقوق المتقاضين من جية
أخرى.
المبحث السادس :المطالبة بالحق المدني وأثارىا
بالرجوع لممادة 2من ق.م.ج فكل جريمة يترتب عنيا الحق في اقامة دعوى عمومية لتطبيق
العقوبات والحق في اقامة دعوى مدنية لممطالبة بالتعويض عن الضرر الذي تسببت فيو الجريمة.
المطمب األول :المطالبة بالحق المدني
من المعموم كل شخص ادعى أنو تضرر من جريمة يمكنو أن يتقدم بصفتو طرفا مدنيا أمام ىيئة
الحكم وفق المادة 348من ق.م.ج ،بحيث أن الضرر اما أن يكون جسمانيا أو ماديا أو معنويا ومن
تمة تخضع المطالبة بالحق المدني أمام القضاء الجنائي لبعض القواعد الخاصة أىميا:
أوال :عدم خضوع ىذه المطالب ألداء الرسوم القضائية سواء قدمت في مذكرة أو بصيغة شفوية.
ثانيا :تبمغ الدعوى المدنية المقامة ضد موظف عمومي أو قاض الى الوكيل القضائي لممممكة.
ثالثا :يمكن اقامة الدعوى المدنية في سائر مراحل المسطرة الى غاية اختتام المناقشات.
رابعا :يجب اقامة الدعوى المدنية من طرف من يتوفر عمى األىمية المدنية لمتقاضي.
خامسا :ان تنازل الطرف المدني عن طمبو ال يترتب عنو سقوط الحق في المطالبة بالتعويض عن
الضرر أمام القضاء المدني المختص.
إ ن المتضرر الذي ينصب نفسو مطالبا بالحق المدني تصبح لو عدة حقوق والتي تمثل أثا ار ليذه
المطالبة وىي كالتالي:
)1يصبح المطالب بالحق المدني طرفا في الدعوى ويتعين اعالمو باإلجراءات المتخذة.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 71
)2يمكن لمطرف المدني تنصيب محام يحضر معو مند أول استماع لتصريحاتو.
)3لو كامل الصالحية في اإلدالء بكل ما يراه مفيدا لمعدالة لتعزيز مركزه اما عن طريق الشيادة أو
الخبرة أو غير ذلك.
)4الحق في استعمال طرق الطعن فيما يخص الحقوق المدنية.
)5ادا كان المطالب بالحق المدني ضد أحد موظفي الدولة كقاض أو موظف عمومي أو عون تابع
لمسمطة فان الدولة تتحمل المسؤولية من جراء أعمال تابعيا.
الفرع الثاني :األحكام والق اررات واألوامر وأثارىا
أفرد المشرع المغربي بابا خاصا باألحكام والق اررات واألوامر التي تصدرىا المحاكم وجعل ليا
مقتضيات قانونية تحدد كيفية صدورىا ومشتمالتيا ووقت النطق بيا والعيوب التي قد تشوبيا وتؤدي إلى
بطالنيا.
وسنتناول ىذا الفرع في مبحثين اثنين:
المبحث األول :البيانات اإللزامية لألحكام
تجدر اإلشارة إلى أن األحكام تصدر في ىيئة القضاء الجماعي بأغمبية أعضائيا ،وىذه المقررات التي
تصدرىا يجب أن تكون محررة ومعممة بأسباب ،ويجب أن يتمى منطوقيا في جمسة عمنية ،ما لم تنص
مقتضيات خاصة خالف ذلك ،كما ىم الشأن بالنسبة لألحكام الصادرة في قضايا األحداث الجانحين .كما
يجب أن يشتمل الحكم عمى بعض البيانات اإللزامية والتي تم التنصيص عمييا في المادتين 365و366
وىي كاآلتي:
)1بيان الييئة القضائية التي أصدرتو ،إذ يجب التعريف بالمحكمة التي أصدرت ىذا الحكم ىل ىي
ابتدائية أو استئنافية ،كم يجب بيان مقرىا.
)2تاريخ صدور الحكم.
)3بيان أطراف الدعوى المحكوم فييا .
)4كيفية وتاريخ االستدعاء الموجو لألطراف إن اقتضى الحال.
)5بيان الوقائع موضوع المتابعة وتاريخيا ومكان اقترافيا.
)6حضور األطراف أو غيابيم وكذا تمثيميم إن اقتضى الحال والصفة التي حضروا بيا ومؤازرة
المحامي.
)7حضور الشيود والخبراء والتراجمة عند االقتضاء.
)8األسباب الواقعية والقانونية التي بني عمييا الحكم أو القرار أو األمر ولو في حالة البراءة.
)9بيان مختمف أنواع الضرر التي قبل التعويض عنيا في حالة مطالبة طرف مدني بالتعويض عن
الضرر الحاصل بسبب الجريمة.
)11منطوق الحكم أو القرار أو األمر.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 72
يجب تحت طائمة السقوط ،أن تقدم قبل كل دفاع في جوىر الدعوى ،ودفعة واحدة ،طمبات اإلحالة
بسبب عدم االختصاص – ما لم تكن بسبب نوع الجريمة – وأنواع الدفع المترتبة إما عن بطالن
االستدعاء أو بطالن المسطرة المجراة سابقا ،وكذا المسائل المتعين فصميا أوليا.
ويتعين عمى المحكمة البت في ىذه الطمبات فورا ،وليا بصفة استثنائية تأجيل النظر فييا بقرار معمل
إلى حين البت في الجوىر.
وتواصل المحكمة المناقشات ،ويبقى حق الطعن محفوظا ليستعمل في آن واحد مع الطعن في الحكم
الذي يصدر في جوىر الدعوى.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 73
ونصت المادة 324من ق م ج عمى أنو :إذا اثير البطالن في غير األحوال المشار إلييا في المادة
227فيمكن لممحكمة المحالة إلييا القضية ،بعد االستماع إلى النيابة العامة واألطراف ،أن تصدر حكما
بإبطال الوثائق التي تعتبرىا مشوبة بالبطالن.
والمالحظ أن قانون المسطرة الجنائية تضمن مجموعة من اإلجراءات والقواعد في مختمف سريان
مراحل الدعوى العمومية ،أي منذ وقوع الجريمة إلى حين صدور الحكم البات فييا .وقد تضمنت تمك
القواعد في ذات الوقت كيفية استعمال األطراف لوسائل الدفاع التي يخوليا القانون لكل واحد منيم ولم
يجعميا مطمقة لسببين :
أوليما :وضع شروط وضوابط تكفل عدم التعسف في استعماليا.
ثانييما :ضمان حسن سير العدالة تحقيقا لممحاكمة العادلة.
تعريف السقوط
يقصد بالسقوط الجزاء المسطري الذي يقرره المشرع عند مخالفة أحكام مقتضيات القانون المتعمقة
بميعاد مباشرة اإلجراء .وىذا األخير إما أن يكون واقعة قانونية أو واقعة معينة وىو بذلك يرد عمى الحق
في مباشرة اإلجراء ويمنع عدم ممارستو.
فالمشرع ربط السقوط باألجل المحدد لمباشرة اإلجراء ،كطمب اإلحالة لعدم االختصاص ( باستثناء
االختصاص المتعمق بنوع الجريمة) والدفوع المترتبة عن بطالن االستدعاء أو بطالن اإلجراءات
المسطرية المجراة سابقا وكذا المسائل التي يتعين فصميا أوليا.
وعميو يجب تقديم الطمبات المذكورة قبل أي دفع أو دفاع في الجوىر ،أي قبل بدء المحكمة في
مناقشة القضية.
ويتعين التمييز في ىذا اإلطار بين السقوط والحرمان كجزاءين مسطريي .،فالسقوط مرتبط بأجل
مباشرة اإلجراء المسطري ،أما الحرمان فيتمثل في وضع عقبة أو مانع يحول دون حمول مركز قانوني
محل آخر .ويقصد بو كذلك القيام بسموك مسطري يتعارض مع الحق في مباشرتو قانونا .كما يتعين
ل تمييز بين السقوط والتنازل الذي يكون عن طواعية واختيار من قبل األطراف ويقتصر عمى مصالحيم
ليس إال.
خصائص السقوط
لقد أجمع الفقو عمى أن خصائص السقوط تتمثل فيما يمي:
)1أنو يرد عمى الحق في مباشرة إجراء مسطري.
)2أنو يقتصر عمى حق األطراف في القيام بإجراءات مسطرية غايتيا حسن سير العدالة.
)3السقوط ال يعتبر تنازال ضمنيا عن الحق في مباشرة اإلجراء المسطري بل يعتبر جزاء رتبو
المشرع عند عدم احترام اآلجال.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 74
إن السقوط يتم بقوة القانون ،ويتميز السقوط عن البطالن الذي اليحول دون إعادة اتخاذ اإلجراء
بشكل صحيح في بعض األحوال.
كما يتميز عن عدم قبول اإلجراء الذي ال يحول دون قبولو بعد استيفاء المقتضيات التي كانت
تنقصو وأدت إلى عدم قبولو ،كما يتميز السقوط عن التقادم الذي يمنع إقامة الدعوى بتاتا في كافة
إجراءاتيا.
كما يترتب السقوط فيما يخص طمبات بطالن المسطرة المجراة سابقا والمسائل المتعين فصميا أوليا
ومن بين ىذه المسائل نذكر ما يمي:
-المنازعة في ىوية المتيم
-التجريح المقدم ضد المترجم
-الدفع بزورية الوثائق
-التجريح المقدم ضد قضاة الحكم
-إثارة الحقوق العينية العقارية والحقوق الزوجية في جريمة إىمال األسرة أو الخيانة الزوجية مثال.
أما الطمبات المتعمقة ببطالن المسطرة المجراة سابقا فيي التي تتعمق غالبا بعمل الضابطة القضائية
وبالمرحمة السابقة لممحاكمة واجراءات التحقيق.
ومن ىنا يتعين عمينا التعريف بالبطالن وأنواعو وآثاره.
أوال -التعريف بالبطالن :إن البطالن ىو جزاء مسطري يترتب عن عدم احترام اإلجراءات القانونية سواء
كانت جوىرية أو شكمية ،وقد أشار المشرع إلى البطالن كجزاء في المادة 227من ق م ج.
ثانيا -أنواع البطالن :البطالن أنواع :فيو إما عام أو خاص واما مطمق أو نسبي.
)1البطالن العام :وىو الذي يرد كجزاء عمى مخالفة مجموعة من القواعد أضفى عمييا المشرع صفة
معينة دون أن ينص عمى البطالن بقاعدة معينة.
)2البطالن الخاص :وىو الذي ينص عميو المشرع بصدد إجراء معين.
)3البطالن المطمق :وىو الذي يترتب عند مخالفة القواعد الخاصة باإلجراءات المسطرية الجوىرية
المتعمقة بالنظام العام.
)4البطالن النسبي :وىو الذي يترتب عند عدم احترام القواعد المسطرية غير المتعمقة بالنظام العام.
وتجتمع أنواع البطالن في نوعين رئيسيين ىما البطالن القانوني والبطالن القضائي ،وقد نص المشرع
عمى إثارة البطالن لضمان حق المتيم في الدفاع عن مصمحتو بصفة أساسية والمتمثمة في بعض وسائل
اإلثبات المقامة ضده ،وبالتالي نفي التيمة المنسوبة إليو ،والذي ينبغي إثارتو قبل كل دفاع في الجوىر
وقبل استنطاق المتيم ،ومن بينيا بطالن إجراءات التحقيق وبطالن محاضر المصرحين لصدورىا تحت
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 75
إحدى التأثيرات كاإلكراه أو اإلغراء أو لتناقضيا وعدم انسجاميا أو بطالن االعتراف إذا كان وليد اإلكراه
أو التعذيب أو بطالن حالة التمبس.
أما بخصوص الحالة الثانية :اعتبا ار لما ورد في المادة 227من ق م ج ،فالبد من التمييز بين قرار
قاضي التحقيق القاضي بعدم المتابعة وق ارره باإلحالة.
فإذا ألغت الغرفة الجنحية قرار قاضي التحقيق بعدم المتابعة فإنيا طبقا لمقتضيات المادة 243من
ق م ج تصدر ق ار ار باإلحالة .وىذا القرار قد يرتكز عمى اإلجراءات السابقة لقاضي التحقيق أو إجراءات
تحقيق أخرى قامت بيا الغرفة من تمقاء نفسيا أو بطمب من الوكيل العام لمممك أو أحد األطراف طبقا
لمقتضيات المادة 238من ق م ج وما يمييا ،ففي ىذه الحالة وبصريح المادتين 227و 324من ق م
ج فإن قرار الغرفة المذكورة يطير إجراءات التحقيق وال يمكن إثارة الدفع ببطالنيا أمام المحكمة.
وفي إطار التخفيف من حدة النتائج التي قد تترتب عن بطالن إجراءات التحقيق ،فإن المشرع و
بمقتضى الفقرة الثالثة من المادة ،324أجاز لألطراف التنازل عن التمسك بالدفع بالبطالن شريطة:
)1أن يكون ىذا البطالن مقر ار لمصمحتيم فقط.
)2أن يكون التنازل صريحا.
)3أال يقبل تنازل المتيم إال بحضور محاميو أو بعد استدعائو بصفة قانونية.
ثالثا -آثار البطالن :تختمف آثار األحكام الصادرة ببطالن إجراءات التحقيق حسب ما إذا كان البطالن
يقتصر عمى إجراء معين أو بعض اإلجراءات ،أم يجب أن يشمل اإلجراءات الالحقة كذلك.
ففي الحالة األولى :إذا كان إجراء البطالن يقتصر عمى إجراء معين أو بعض اإلجراءات ،تأمر المحكمة
بسحب وثائق اإلجراءات التي أبطمت وبحفظيا في كتابة الضبط ،ويمنع الرجوع إلى ما في ىذه الوثائق
الستخالص أدلة ضد األطراف في الدعوى أو إعادة استعماليا ،تحت طائمة متابعات تأديبية في حق
القضاة والمحامين طبقا لمقتضيات المادة 213من ق م ج.
وفي الحالة الثانية :القاعدة أن اإلجراء الباطل ال يمتد بطالنو إلى اإلجراءات السابقة عميو ،وذلك ألن
اإلجراءات السابقة تواجدت صحيحة قانونا دون أن تتأثر في وجودىا باإلجراء الذي تقرر بطالنو.
ومفاد ذلك أن أثر اإلجراء الباطل ينسحب إلى ما تاله من اإلجراءات ،وعميو إذا لحق البطالن إجراء ،فإنو
يتناول جميع اآلثار التي تترتب عميو مباشرة.
الفصل الثاني :إجراءات المحاكمة أمام محاكم االستئناف
إن إجراءات المحاكمة أمام محاكم االستئناف ،نعني بيا المسطرة المتبعة لعرض القضية أمام
محاكم الدرجة الثانية ،بعدما يتولى أحد األطراف سموك طريق الطعن في الحكم أو المقرر الصادر ابتدائيا
والذي بدى لو أنو لم يستجب لطمباتو ،فيعمد إلى عرض النزاع عمى محكمتو أو جية أعمى درجة ،بغية
تصحيح ذلك ،ممتمسا صدور قرار وفق مطالبو.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 76
واجراءات المحاكمة ىذه تبدأ منذ سموك الطرف المتضرر طريق الطعن في الحكم أو المقرر مرو ار
بعرض القضية عمى المحكمة أو الجية األعمى درجة وانتياء بالمسطرة المتبعة أثناء عرض القضية عمييا
وصدور القرار في الموضوع.
وسنتناول في ىذا الفصل اإلجراءات المتبعة أثناء عرض النزاع عمى كل من غرفة الجنح االستئنافية
(الفرع األول) والغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف ( الفرع الثاني) وغرفة الجنايات بنوعييا االبتدائية
واالستئنافية ( الفرع الثالث).
الفرع األول :غرفة الجنح االستئنافية
سنتناول في ىذا الفرع األشخاص والجيات التي يخول ليا القانون حق الطعن في األحكام الصادرة
ابتدائيا .وكذلك ما يقبل منيا الطعن باالستئناف وآجالو واآلثار المترتبة عميو.
المبحث األول :المبادئ األساسية التي يقوم عمييا النظام القضائي المغربي
يعتبر مبدأ التقاضي عمى درجتين ،ويتجمى المبدأ المذكور في االستئناف كطريق من طرق الطعن
العادية ،وقد حرص المشرع المغربي عمى اعتماد ىذا المبدأ في جميع الحقب التاريخية الماضية ،كما
كرس القانون الحالي ىذا النيج عند معالجتو لغرفة الجنح االستئنافية ،كغرفة متفرغة لمنظر في
االستئنافات المرفوعة غمييا ضد األحكام الزجرية الصادرة ابتدائيا عن المحاكم االبتدائية.
وقد نظم قانون المسطرة الجنائية شروط الطعن باالستئناف من خالل تعيينو لألشخاص المخول غمييم
ىذا الحق ونطاقو ،وتبيانو لألحكام القابمة لإلستئناف ،وآجال الطعن باالستئناف وشكمياتو.
وسنتطرق في ىذا المبحث إلى المطالب التالية وفقا لتسمسل المواد:
المطمب األول :األطراف المخول ليم حق الطعن باالستئناف
األصل أن لكل طرف في الدعوى أمام المحكمة االبتدائية حق الطعن باالستئناف في حدود
مصمحتو ،وقد حدد قانون المسطرة الجنائية األطراف التي تممك حق ممارسة ىذا الطعن.
الفقرة األولى :المتيم
نصت الفقرة األولى من المادة 396ق م ج عمى أنو يمكن لممتيم استئناف األحكام الصادرة في
المخالفات إذا قضت بعقوبة سالبة لمحرية.
وعميو إذا صدر عن المحكمة االبتدائية حكم في المخالفات قضى بعقوبة مالية فقط ،ال يمكن لممتيم
الطعن فيو .كما نصت الفقرة األولى من المادة 397ق م ج أنو يمكن لممتيم الطعن باالستئناف في
األحكام الصادرة في الجنح كيفما كان منطوقيا.
الفقرة الثانية :المسؤول المدني
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 77
أجازت المادتان 396و 397من ق م ج لممسؤول عن الحقوق المدنية الطعن باالستئناف في
األحكام الصادرة في المخالفات والجنح فيما يخص حقوقو المدنية ال غير نتيجة ما تعرض لو من ضرر
جسماني أو مادي أو معنوي تسببت فيو الجريمة المرتكبة.
الفقرة الثالثة :وكيل الممك
بالرجوع لممادة 396من ق م ج نجدىا تنص عمى أنو يمكن لمنيابة العامة استئناف األحكام الصادرة
في المخالفات إذا قضت بعقوبة سالبة لمحرية .ولن يتأتى ليا ذلك في حالة صدور حكم قضى بعقوبة
مالية فقط ،بحيث يمكنيا في ىذه الحالة سموك طريق الطعن في الحكم بالنقض طبقا لممادة 415من ق
م ج باعتباره حكما غير قابل لالستئناف.
كما نصت المادة 397من ق م ج عمى أنو يمكن لوكيل الممك الطعن باالستئناف في األحكام
الصادرة في الجنح كيفما كان منطوقيا.
الفقرة الرابعة :الوكيل العام لمممك
أجازت المادة 397من ق م ج لموكيل العام لمممك لدى محكمة االستئناف الطعن باالستئناف في
األحكام الصادرة في الجنح كيفما كان منطوقيا.
كما نصت المادة من 398ق م ج في فقرتيا الثانية عمى أن أجل االستئناف المخول لموكيل العام
لمممك لدى محكمة االستئناف ال يحول دون تنفيذ العقوبة.
الفقرة الخامسة :اإلدارات العمومية
من المعموم أن المشرع خول لإلدارات العمومية التي سمح ليا القانون بصفة خاصة بإقامة الدعوى
العمومية ،كإدارة الجمارك ومكتب الصرف ،الحق في الطعن باالستئناف في األحكام الصادرة في الجنح
كيفما كان منطوقيا ،طبقا لمقتضيات المادة 397ق م ج .
الفقرة السادسة :شركات التأمين وصندوق مال الضمان
أجاز ليا المشرع استئناف األحكام الزجرية الصادرة عن المحاكم االبتدائية والتي تمس مصالحيا المالية،
والقاضية بإحاللي ا محل المؤمن لو أو الدائن بالتعويض باعتبارىما مسؤولين مدنيين ( المادتان 129و
153من مدونة التأمينات).
المطمب الثاني :األحكام القابمة لمطعن باالستئناف
إن المشرع في ق.م.ج الجديد كرس المبدأ الذي نيجو في التشريعات السابقة بخصوص األحكام القابمة
لمطعن باالستئناف ،بحيث أن جميع األحكام الصادرة عن المحاكم االبتدائية في المادة الجنحية كيفما كان
منطوقيا ،تقبل الطعن باالستئناف.
الفقرة األولى :األحكام الجنحية الصادرة عن المحاكم االبتدائية
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 78
نصت المادة 397ق م ج عمى أن األحكام الصادرة في الجنح كيفما كان منطوقيا يمكن الطعن
فييا باالستئناف .ونصت المادة 396ق م ج عمى أن األحكام الصادرة في المخالفات إذا قضت بعقوبة
سالبة لمحرية تكون قابمة لمطعن باالستئناف .أما إذا صدر حكم حضوري يقضي بغرامة غير مقرونة
بعقوبة سالبة لمحرية فال يمكن الطعن فيو باالستئناف ،حيث يكون قابال لمطعن فيو بالنقض ليس إال طبقا
لممادة 396من ق م ج.
الفقرة الثانية :األحكام التمييدية أو الصادرة في نزاع عارض أو دفوعات
جاء في المادة 401ق م ج أن األحكام التمييدية أو الصادرة في نزاع عارض أو دفوع ال يمكن
استئنافيا إال بعد صدور الحكم في جوىر الدعوى.
المطمب الثالث :آجال االستئناف
آجال االستئناف نوعان :أصمي واضافي
الفقرة األولى -األجل األصمي لالستئناف :لقد نصت عميو المادة 400من ق م ج وىو الفترة الزمنية
التي يتعين خالليا تقديم الطعن باالستئناف ،وىي عشرة أيام تبتدئ بالنسبة لمنيابة العامة من تاريخ صدور
الحكم ،بالحكم.
عمى اعتبار أنيا طرف أصمي في الدعوى العمومية وتصدر األحكام دائما بحضورىا ،أما بالنسبة لباقي
األطراف فيسري ىذا األجل من تاريخ الحكم إذا كان قد صدر بمحضرىم أو بمحضر من يمثميم ،واذا وقع
إشعارىم بيوم النطق.
أما إذا صدر الحكم غيابيا أو بمثابة حضوري ،فإن ىذا األجل يسري من تاريخ تبميغ الحكم لمشخص نفسو
أو في موطنو.
الفقرة الثانية -األجل اإلضافي لالستئناف :ىو األجل الذي يمنحو القانون لباقي األطراف التي لم
تستأنف الحكم االبتدائي داخل األجل األصمي ،ومدتو خمسة أيام ابتداء من تاريخ التصريح باالستئناف
األصمي.
واألجل اإلضافي يضاف إلى األجل القانوني الممنوح لألطراف التي لم تستأنف استئنافا أصميا ،وال يمكن
معالجتو بمعزل عنو ،ومن أجل ذلك فإنو ال يمكن قبول االستئناف اإلضافي إذا كان االستئناف األصمي
قد قدم خارج األجل القانوني.
المطمب الرابع :كيفية التصريح باالستئناف
الفقرة األولى :التصريح أمام المحكمة االبتدائية أو محكمة االستئناف
القاعدة أن التصريح باستئناف األحكام الزجرية التي تصدره المحاكم االبتدائية يكون لدى كتابة ضبط
المحكمة المصدرة ليا أو لدى كتابة ضبط محكمة االستئناف التي ستنظر في القضية ( الفقرة الثانية من
المادة 399ق م ج).
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 79
تخضع القواعد اإلجرائية أمام غرفة الجنح االستئنافية لممبادئ العامة لممحاكمة ،والتي تتمثل في
العمنية والشفوية والحضورية وحق الدفاع وتدوين االجراءات والتقيد بالحدود المحالة بيا الدعوى ،وىي
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 80
تشترك مع باقي المحاكم في القواعد العامة لإلجراءات ،كما أنيا تنفرد بخصوصيات أخرى في ىذا
المجال.
المطمب األول :عمنية الجمسات وشفوية المرافعات
تعتبر عمنية المحاكمة ضمانة أساسية لعدالتيا ،وىو مانص عميو اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان.
كما أن المادة 300من ق م ج نصت عمى أن إجراءات البحث والمناقشات تتم في جمسة عمنية
تحت طائمة البطالن ،ماعدا إذا اعتبرت المحكمة أن في عمنية الجمسة خط ار عمى األمن أو األخالق،
فتصدر مقر ار بجعل الجمسة سرية ( المادة 302ق م ج).
وىكذا فإن إجراءات المحاكمة أمام غرفة الجنح االستئنافية تكون بحكم ما ذكر أعاله عمنية ما لم
تقرر الغرفة إجراء المحاكمة في جمسة سرية.
باإلضافة إلى عمنية الجمسات ينبغي أن تكون المسطرة شفوية بحيث تتم إجراءات مناقشة القضية
بشكل شفوي ولو أن القانون لم ينص عمى ذلك صراحة.
المطمب الثاني :تدوين اإلجراءات
نصت المادة 399من ق.م.ج عمى أنو تعقد غرفة الجنح االستئنافية جمساتيا بحضور ممثل النيابة
العامة وكاتب الضبط الذي تنحصر ميمتو في تسجيل ما راج بالجمسة من مناقشات وما تم اتخاذه من
إجراءات وذلك إلثبات حصوليا من جية والتحقق من مدى مطابقتيا من جية أخرى.
وتظير أىمية ىذا التدوين في كونو ىو الذي يعتمد أثناء المداولة واصدار الحكم .ولإلشارة فإنو ليعتد
برسمية محاضر الجمسات ينبغي توقيعيا من طرف كاتب الجمسة ورئيسيا.
المطمب الثالث :مثول المتيمين
تناول المشرع موضوع حضور األطراف لجمسات المحاكمة وحرصا منو عمى حماية حقوق الدفاع
وتكريسا لضمانات المحاكمة العادلة ،خول لممتيم الحق في تنصيب محام أثناء إجراءات المحاكمة.
ويمثل المتيمون أمام غرفة الجنح االستئنافية إما تبعا الستدعاء بمناسبة الطعن باالستئناف ،أو بناء
عمى أوامر باإلحضار إن كانوا في حالة اعتقال ،ويجب أن يشمل االستدعاء تحت طائمة البطالن بيان
اليوم والساعة ومحل انعقاد الجمسة ونوع الجريمة وتاريخ ومحل ارتكابيا ،والفصول القانونية المطبقة
بشأنيا ( المادة 308ق م ج) ،وتتولى النيابة العامة تحرير وتوجيو االستدعاء لحضور أول جمسة.
الفرع الثاني :الغرفة الجنحية بمحكمة االستئناف
المبحث األول :أحكام عامة
سنتطرق في ىذا المبحث لتشكيل الغرفة الجنحية واختصاصاتيا واإلجراءات المسطرية أماميا
وسمطات رئيسيا وذلك في أربعة مطالب:
من المعموم أن المشرع المغربي ظل متمسكا بمبدأ ثالثية التشكيمة في الغرفة الجنحية ،فنص عمى
أنو" :الغرفة المذكورة تشكل من رئيس ومستشارين اثنين ،واذا كان قانون المسطرة الجنائية قد حدد صفة
رئيس الغرفة الجنحية بإسناد رئاستيا لمرئيس األول ،فإنو ترك تعيين باقي أعضائيا لمجمعية العامة ،ىذا
مع العمم بأن المشرع تقدي ار منو النشغاالت الرئيس األول ،فقد أعطى ليذا األخير الحق في أن ينيب عنو
في رئاسة الغرفة الجنحية من يراه أىال لذلك.
والجدير بالذكر أن المشرع قد أجاز لكل من الرئيس األول والوكيل العام لمممك بأن ينيبا عنيما من
يقوم مقاميما في نطاق عمل الغرفة الجنحية ،فإنو قد سعى من خالل ذكر صفتيما إلى بمورة أىمية ىذه
الغرفة وترسيخيا في منظومة التشريع الجنائي المغربي ،باإلضافة كذلك أن تشكيل الغرفة الجنحية يعتبر
من النظام العام يترتب عمى عدم احترامو بطالن الق اررات التي تصدرىا.
الفقرة األولى طمبات اإلفراج المؤقت المقدمة إلييا مباشرة ،وتدابير الوضع تحت المراقبة القضائية
لمغرفة الجنحية بطمب إبطال إجراءات التحقيق تمقائيا إذا ما ظير لو بأن إجراء من إجراءات التحقيق
معرض لمبطالن ،وذلك بعد استشارة النيابة العامة.
وتتنوع حاالت البطالن بين حاالت قانونية يرتكز فييا البطالن عمى خرق قواعد حددىا المشرع
وأوجب احتراميا تحت طائمة البطالن ،وأخرى تتعمق بخرق حقوق الدفاع المخولة لألطراف.
أوال :حاالت البطالن القانونية
تتمثل حاالت البطالن المرتبطة بخرق القواعد القانونية المنصوص عمييا في المادة 210من ق.م.ج
فيما يمي:
أ) عدم إشعار المتيم عند مثولو ألول مرة أمام قاضي التحقيق وقبل استنطاقو ،بحقو في اختيار
محام لمؤازرتو ،فإن لم يستعمل حقو في االختيار ،عين لو قاضي التحقيق محاميا بناء عمى طمبو ليؤازره.
ب) عدم إشعار المتيم باألفعال المنسوبة إليو (المادة 134ق.م.ج).
ت) عدم إشعار المتيم عند المثول األول أمام قاضي التحقيق ،بأنو حر في عدم اإلدالء بأي تصريح،
وىي ضمانات أساسية لفائدة المتيم أو الطرف المدني ،وبالتالي فإن عدم احتراميا يؤدي إلى بطالن
اإلجراء المعيب ،ويبقى لمغرفة الجنحية حق تقدير ما إذا كان البطالن يقتصر عمى اإلجراء المعيب وحده،
أم يمتد إلى اإلجراءات الموالية لو كال أو بعضا طبقا لممادة 211ق.م.ج.
ثانيا :حاالت البطالن المرتبطة بخرق حقوق الدفاع
وىي المنصوص عمييا في المادة 212من ق.م.ج وىي حاالت بطالن أخرى ال ترقى إلى الحاالت
األولى في المساس بالضمانات األساسية لمتحقيق ،وانما يؤدي خرقيا إلى المساس بحقوق الدفاع المخولة
لألطراف ،ألن مبدأ المحاكمة العادلة مرتبط بحق المتيم في الدفاع كما توجب ذلك المواثيق الدولية.
فالمادة 212ق.م.ج نصت عمى أنو يترتب البطالن كذلك عن خرق المقتضيات الجوىرية لممسطرة
إذا كانت نتيجتيا المساس بحقوق الدفاع ألي طرف من األطراف.
والجدير بالذكر أنو دامت الحقوق اآلنفة الذكر خاصة باألطراف ،فإن المشرع أجاز لممتيم والطرف
المدني بأن يتنازال عن ادعاء البطالن بشأنيا ،لكن شريطة أن يكون ىذا التنازل صريحا.
الفقرة الثالثة :الفصل في االستئنافات المرفوعة ضد أوامر قاضي التحقيق
أوال :االستئنافات المرفوعة من طرف النيابة العامة
خول قانون المسطرة الجنائية لمنيابة العامة الحق في أن تستأنف لدى الغرفة الجنحية كل أمر
قضائي يصدره قاضي التحقيق باستثناء األوامر الصادرة بإجراء خبرة طبقا لمقتضيات المادة .196
ثانيا :االستئنافات المرفوعة من طرف المتيم
من المعموم أنو يمكن لممتيم أن يستأنف مجموعة من األوامر الصادرة عن قاضي التحقيق تم تحديد
بعضيا بمقتضى المادة 223من قانون المسطرة الجنائية ،وىي كالتالي:
أ) األمر الصادر بقبول طمبات الطرف المدني.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 83
ثانيا :إصدار مقرر بإيقاف التحقيق أثناء النظر في استئناف أمر قضائي.
ثالثا :البت في طمبات رد االعتبار.
المبحث الثاني :اإلجراءات المسطرية أمام الغرفة الجنحية
سنتناول ىذا المبحث في المطالب التالية:
المطمب األول :اجتماع الغرفة الجنحية
الفقرة األولى :اجتماع الغرفة الجنحية بدعوة من رئيسيا
أي أن رئيس الغرفة الجنحية ،الرئيس األول أو من ينوب عنو ،ىو الذي لو صالحية طمب عقد
اجتماعيا كمما رأى ضرورة ذلك.
الفقرة الثانية :اجتماع الغرفة الجنحية بطمب من الوكيل العام لمممك
من المعموم أنو يمكن لمغرفة الجنحية أن تجتمع بطمب من الوكيل العام كمما اقتضت الضرورة ذلك،
ويمكن تصور ذلك في الحاالت التي تعمد فييا النيابة العامة إلى تعيين الممفات المعروضة عمييا عمى
الغرفة الجنحية لمبت فييا.
المطمب الثاني :إحالة القضية عمى الغرفة الجنحية
تحال القضايا عمى الغرفة الجنحية بواسطة النيابة العامة ،بعد تيييئيا داخل أجل خمسة أيام من
تاريخ توصميا بالممف من طرف قاضي التحقيق وفور توصل كتابة الضبط بممف ثم تحيمو عمى الرئيس
األول لتعيين المستشار المكمف الذي يقوم بدراسة القضية واعداد تقرير في الموضوع.
وتجدر اإلشارة إلى الغرفة الجنحية تعقد جمساتيا في غرفة المشورة التي تكون جمساتيا سرية لطبيعة
القضايا المعروضة عمييا وما تقتضيو من سرية الرتباطيا بالتحقيق .واذا كانت الغرفة نعقد مبدئيا جمساتيا
دون حضور األطراف ،فيمكنيا إذا ما ارتأت أن حضورىم سيكون مفيدا في القضية ،أن تأمر بحضورىم
شخصيا واالستماع إلييم وبإحضار أدوات االقتناع لتتيح ليم فرصة الدفاع عن مصالحيم.
إذا كان نشاط الغرفة الجنحية يرتكز أساسا عمى الفصل في الطعون المتعمقة بالق اررات التي يصدرىا
قضاة التحقيق ،فإنيا قد تقرر عمى ضوء ذلك إجراء تحقيق تكميمي بناء عمى ممتمس النيابة العامة أو
بطمب من أحد األطراف أو تمقائيا ،وىو في جميع األحوال إجراء غير إجباري ،وال يكون مجديا إال إذا
كانت إجراءات التحقيق قد انتيت وظيرت الحاجة إلى المزيد من التمحيص والتحري بشأن بعض الوقائع.
القاضي الذي عيد إليو بالتحقيق التكميمي يتمتع بصالحيات قاضي التحقيق بأكمميا ،إذ بإمكانو
إصدار جميع األوامر التي تساعده عمى القيام بميمتو ،باستثناء البت في طمبات اإلفراج المؤقت الذي
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 85
يبقى من اختصاص الغرفة مجتمعة ،كما أن عميو أن يراعي في عممو الشكميات والقيود المفروضة عمى
قاضي التحقيق.
المطمب الرابع :أنواع الق اررات التي تصدرىا الغرفة الجنحية
تنقسم الق اررات التي تصدرىا الغرفة الجنحية بين ق اررات تصدرىا أثناء سريان التحقيق وأخرى بعد
انتياء التحقيق.
الفقرة األولى :الق اررات التي تصدرىا أثناء سريان التحقيق
تصدر الغرفة الجنحية ق اررات أثناء سريان التحقيق بمناسبة النظر استئنافيا في أوامر قاضي التحقيق
طبقا لمقتضيات الباب الرابع عشر من القسم الثالث لمكتاب األول من ىذا القانون أو بشأن طمبات اإلفراج
المؤقت أو بشأن البت في بطالن إجراءات التحقيق أو عند سحب قضية من غرفة التحقيق واحالتيا عمى
أخرى.
الفقرة الثانية :الق اررات التي تصدرىا بعد انتياء التحقيق
تصدر الغرفة الجنحية ىذه الق اررات عندما يتعمق األمر باستئناف ق اررات عدم المتابعة .وال بد من
اإلشارة إلى أن الق اررات المتعمقة باإلحالة عمى غرفة الجنايات ال تقبل الطعن باالستئناف أمام الغرفة
الجنحية ولكنيا تقبل الطعن بالنقض مع الحكم في الجوىر ،أما الق اررات المتعمقة بعدم المتابعة فيمكن
لمنيابة العامة والطرف المدني الطعن فييا باالستئناف عمى المحكمة المختصة.
المبحث الثالث :السمطات الخاصة برئيس الغرفة الجنحية
أوكل قانون المسطرة الجنائية لرئيس الغرفة الجنحية سمطات خاصة تتجمى في التحقق من حسن
سير مكاتب التحقيق بدائرة نفوذ محكمتو ،وزيارة المؤسسات السجنية بالدائرة القضائية ،ويمكن أن يمارس
ىذه السمطات الخاصة شخصيا أو يعين من ينوب عنو ،وقد منح المشرع لرئيس الغرفة الجنحية سمطات
خاصة تتمثل في التحقق من حسن سير إجراءات التحقيق وزيارة المؤسسات السجنية .وسنتناول ىذه
السمطات في مطمبين وفق ما يمي:
المطمب األول :التحقق من حسن سير التحقيق
يتولى رئيس الغرفة الجنحية التأكد من حسن سير المساطر بشكل طبيعي ،وحث قضاة التحقيق عمى
تفادي أي تأخير غير مبرر لممساطر المعروضة عمييم ،والزاميم بإعداد الئحة كل ثالثة أشير بجميع
القضايا الرائجة بمكاتبيم مع اإلشارة فييا إلى تاريخ تنفيذ آخر إجراء من إجراءات التحقيق المتخذة في كل
منيا ،واعداد الئحة خاصة بالقضايا المتعمقة بالمتيمين المعتقمين احتياطيا.
المطمب الثاني :زيارة المؤسسات السجنية
لرئيس الغرفة الجنحية زيارة المؤسسات السجنية التابعة لدائرة نفوذه ،كمما رأى ذلك ضروريا ،ومرة
عمى األقل كل ثالثة أشير ،يراقب خالليا حالة المتيمين الموجودين في حالة اعتقال احتياطي ،ويمكنو أن
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 86
يطمب من قضاة التحقيق كل البيانات الخاصة بوضعية بعض المعتقمين ،ويوجو لقضاة التحقيق
التوصيات الالزمة فيما يظير لو من مالحظات خالل زيارتو لمكاتب التحقيق.
الفرع الثالث :غرفة الجنايات
في ظل قانون المسطرة الجنائية لسنة 1959جعل المشرع من الييئة القضائية المكمفة بالفصل في
قضايا الجنايات محكمة مستقمة (الفصل )251لكن نشاطيا كان محدودا ،أما ظيير اإلجراءات االنتقالية
لسنة 74فقد جعل من الييئة القضائية المكمفة بالفصل في الجنايات غرفة فقط كبقية غرف محكمة
االستئناف ،مع تفعيل نشاطيا الذي أصبح مستم ار بعدما كان منحص ار في دورات في ظل القانون السابق.
والمشرع في قانون المسطرة الجنائية الحالي بعد تقييمو لممراحل السابقة ،خرج بتصور كرس فيو أىم
اإليجابيات السابقة وأضاف إلييا مستجدات تتمثل في:
-التخمي عن الوضع القضائي السابق الذي كرسو قانون المسطرة الجنائية لسنة 1959والذي كان
يجعل من الييئة القضائية المكمفة بقضايا الجنايات محكمة مستقمة تعقد جمساتيا بشكل دوري في المحاكم
اإلقميمية ،فأصبحت غرفة كبقية الغرف بمحكمة االستئناف تعقد جمساتيا بصفة عادية ومنتظمة.
-ولم يعد حق اإلحالة قاص ار عمى غرفة االتيام ،بل أصبح ىذا الحق مخوال لكل من الوكيل العام
لمممك وقضاة التحقيق والغرفة الجنحية.
-تخمى قانون المسطرة الجنائية الحالي عن نظام المستشارين المحمفين الذي كان معموال بو سابقا،
واكتفى بالقضاة المينيين.
ولما كان المشرع قد جعل التقاضي أمام غرفة الجنايات عمى درجتين األولى والثانية أو غرفة
الجنايات االبتدائية وغرفة الجنايات االستئنافية ،فقد أفردنا لكل واحدة منيما مبحثا مستقال.
المبحث األول :غرفة الجنايات االبتدائية
المطمب األول :اختصاص غرفة الجنايات االبتدائية وتأليفيا
أوال -االختصاص المكاني :يستند في االختصاص المكاني لغرفة الجنايات ،عمى األحكام العامة الواردة
ق.م.ج ،والتي تعرف بثالثية االختصاص المتمثل في محل ارتكاب الجريمة ،ومحل إقامة بالمادة 256
المتيم ،ومحل إلقاء القبض عمى المتيم.
ثانيا -االختصاص النوعي :وىو الذي يتحدد بمقتضاه نوع الجريمة بنوع العقوبة المقررة ليا.
وقد يتأثر االختصاص النوعي بعوامل أخرى شخصية أو قيمة .فصفة الجاني أو صفة الضحية أو
قيمة ما جناه المتيم من الفعل الجرمي تنزع االختصاص أحيانا من محكمة لفائدة محكمة أخرى كالمحكمة
العسكرية بالنسبة لمجنود والضباط والمحكمة العميا وما إلى ذلك.
إال أو واليتيا قد تمتد لتشمل جرائم أخرى لظروف طارئة تتمثل في:
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 87
أ) عدم إمكانية الفصل بين الجناية والجرائم األخرى التحاد عناصرىا بشكل يستحيل معو الفصل في
كل واحدة عمى حدة.
ب) ارتباط الجناية بجرائم أخرى .ويحدث االرتباط كمما قامت عالقة واضحة تجمع بين ظروف
ومالبسات جريمة وأخرى.
ت) جرائم الجمسات ،وىي الجرائم التي ترتكب أثناء انعقاد جمسة الجنايات ،وتجمع فييا الغرفة بين
سمطة المتابعة والحكم.
الفقرة الثانية :تأليف غرفة الجنايات االبتدائية
تتألف غرفة الجنايات من رئيس من بين رؤساء الغرف بمحكمة االستئناف ومستشارين اثنين تعينيم
جميعا الجمعية العامة لمحكمة االستئناف ،والتي تعين في نفس الوقت رئيسا نائبا لرئيس غرفة الجنايات
ومستشارين إضافيين يحالن محل العضوين األساسيين عند االقتضاء.
أوال -رفع القضية إلى غرفة الجنايات :تحال القضايا إلى غرفة الجنايات بإحدى طرق اإلحالة التالية:
ثانيا :بإحالة من الوكيل العام لمممك.
ثالثا :بق اررات اإلحالة التي يصدرىا قضاة التحقيق.
رابعا :بإحالة من الغرفة الجنحية عندما تمغى قرار قاضي التحقيق بعدم المتابعة.
المطمب الثاني :الجمسة وصدور القرار
الفقرة األولى :عقد الجمسات
تنعقد جمسة غرفة الجنايات في اليوم المحدد ليا بعد استدعاء األطراف واحضار المتيم إذا كان
معتقال .وتنعقد الجمسة بصفة عمنية ،ما لم يكن في عمنيتيا خطر عمى األمن أو األخالق ،بحيث تنعقد
جمسة سرية ،وتمتد ىذه السرية إلى تالوة أي قرار يبت في نزاع عارض ط أر أثناء البحث أو المناقشة.
ويتمتع رئيس الغرفة في ىذا المجال بسمطات واسعة حددتيا المادتان 422و 424من ق.م.ج،
بحيث تكون لو سمطة تقديرية واسعة تمكنو من اتخاذ أي قرار أو إجراء لمكشف عن الحقيقة ما لم يمنعو
القانون من ذلك ،ولو أن يستدعي ولو باألمر باإلحضار ،أي شخص لالستماع إليو أو يطمب اإلدالء بأي
دليل مفيد إلظيار الحقيقة.
ثم تجري الغرفة المواجيات ،وتنيي بحث القضية باالستماع إلى المطالب بالحق المدني ولممتمسات
النيابة العامة وابداء المتيم أو محاميو أوجو دفاعيما ،وتكون الكممة األخيرة لممتيم أو محاميو ،وبذلك تقوم
قرينة استكمال اإلجراءات القانونية المطموبة.
الفقرة الثانية :إصدار الق اررات
تتنوع ق اررات غرفة الجنايات حسبما أفضت إليو مداوالتيا بين:
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 88
أوال -قرار بعدم االختصاص :ويتم ذلك عندما يكون االختصاص منعقدا لمحكمة متخصصة كالمحكمة
العسكرية أو في حالة تقديم الطرف المدني مطالبو المدنية ،وتصدر ق ار ار ببراءة المتيم ،حيث تصرح غرفة
الجنايات بعدم اختصاصيا لمبت في المطالب المدنية.
ثانيا -قرار بعدم قبول المتابعة :ويتم ذلك عندما يختل شرط من شروط المتابعة مثل انعدام الشكاية إذا
كانت شرطا في المتابعة ،أو عدم إجراء التحقيق في القضية إذا كان التحقيق إلزاميا في القضية.
ثالثا -قرار باإلعفاء :ويتم ذلك عندما يثبت لمغرفة استفادة المتيم من عذر معف من العقاب.
رابعا -قرار بسقوط الدعوى العمومية :ويتم ذلك عندما يعتري المتيم أو الجريمة إحدى الحاالت التي
نصت عمييا المادة 4من ق.م.ج وىي كما يمي:
)1موت الشخص المتابع.
)2التقادم.
)3العفو الشامل.
)4نسخ المقتضيات الجنائية التي تجزم الفعل.
)5صدور مقرر اكتسب قوة الشيء المقضي بو.
)6الصمح عندما ينص القانون صراحة عمى ذلك.
)7التنازل عن الشكاية إذا كانت شرطا ضروريا لممتابعة.
)8وتبت الغرفة في ىذه الحالة في المطالب المدنية إن وجدت.
خامسا -قرار بالبراءة :ويتم ذلك عندما يتبت لمغرفة أن الفعل الجرمي ال يمكن نسبتو لممتيم ،أو أن الفعل
المنوب إليو ال يعد مخالفة لمقانون الجنائي أو لم يعد يعاقب عميو.
سادسا -قرار باإلدانة :ويتم ذلك عندما يثبت لمغرفة أن األفعال المنسوبة لممتيم ثابتة في حقو ولم يكن
ىناك سبب إلعفائو من اعقاب أو سقوط الدعوى العمومية في حقو ،وتبت باإلضافة إلى ذلك في المطالب
المدنية إن قدمت ،وفي المحجوز عند االقتضاء ،وتصفي المصاريف.
المطمب الثالث :المسطرة الغيابية
الفقرة األولى :حاالت تطبيق المسطرة الغيابية
حصرت المادة 443ق.م.ج الحاالت التي يمكن لممحكمة أن تطبق فييا المسطرة الغيابية.
)1حالة تعذر القبض عمى المتيم بعد اإلحالة.
)2حالة فرار المتيم بعد القبض عميو.
)3حالة المتيم المفرج عنو مؤقتا.
)4حالة المتيم الموضوع تحت المراقبة القضائية.
الفقرة الثانية :إجراءات المسطرة الغيابية
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 89
أكدت المادة 443ق.م.ج عمى مجموعة من اإلجراءات في حالة تطبيق المطرة الغيابية.
أوال -صور أمر قضائي :ويتضمن ىذا األمر وجوبا ىوية المتيم وأوصافو ووصف الجناية المتيم بيا
واألمر بإلقاء القبض عميو ،كما يعتبر ىذا األمر سندا العتقالو وايداعو بالسجن إذا لم نفو لجن أو ألقي
عميو القبض.
ثانيا -تعميق األمر :نصت المادة 444ق.م.ج عمى أن األمر بإجراء المسطرة الغيابية يعمق بباب آخر
مكن لممتيم ،وان لم يعرف لو مسكن فبباب محكمة االستئنا.
ثالثا -إشعار مديرية األمالك المخزنية :من المعموم أنو يجب إشعار مديرية األمالك المخزنية بالدائرة
التي كان يوجد فييا آخر مسكن لممتيم ،وان لم يعرف لو مسكن ،أشعر مدير األمالك المخزنية بالمكان
الذي توجد بو محكمة االستئناف.
رابعا -إذاعة األمر :يتعين إذاعة األمر الصادر بإجراء المسطرة الغيابية ثالث مرات داخل أجل ثمانية
أيام بواسطة اإلذاعة الوطنية ،ويتضمن اإلعالن اإلشارة إلى أنو صدر عن غرفة الجنايات المعنية أمر
بإجراء المسطرة الغيابة ضد المتيم مع بيان ىويتو ،واإلشارة إلى آخر مسكن لو والتيمة الموجية إليو ،ثم
بيان أوصافو ،مع إنذاره بأن يقدم نفسو حاال إلى أية جية قضائية أو إدارية ،وعمى كل شخص يعرف
مكان تواجده أن يعمم بو ىذه الجيات.
خامسا -في حالة تخمف المتيم عن الحضور بع اإلعالن :المادة 446ق.م.ج رتبت عمى عدم حضوره
شخصيا داخل الثمانية أيام الموالية إلاعة األمر الصادر بإجراء المسطرة الغيابية في حقو ،محكامتو بدون
حضور أي محام ،استناء من قاعة ضرورة حضور محام عن المتيم المنصوص عمييا في الماة 423
ق.م.ج.
الفقرة الثالثة :المحاكمة الغيابية
في حالة صدور قرار بإدانة المتيم الذي طبقت في حقو المسطرة الغيابية ،تترتب عنو اآلثار التالية:
)1عقل أمالك المتيم.
)2نشر ممخص القرار.
)3التجريد من الحقوق.
)4الطعن في القرار.
)5في حالة القبض عمى المتيم أو تسميم نفسو :نصت المادة 453ق.م.ج عمى أن المحكوم عميو
غيابيا ،إذا سمم نفو لسجن ،أو إذا تم إلقاء القبض عميو قبل سقوط العقوبة المحكوم بيا بالتقادم ،يقع
اعتقالو بموجب األمر الصادر بإجراء المسطرة اغيابية من رئيس غرفة الجنايات أو المتشار المنتدب من
طرفو.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 90
ويترتب عمى ىذه الحالة يقوط القرار واإلجراءات المتخذة بموجب األمر بإج ارء المسطرة الغيابية بقوة
القانون ،واذا ظير من الالزم إجراء تحقيق تكميمي ،عينت غرفة الجنايات المستشار الذي يعو إليو القيام
بالتحقيق وفق اإلجراءات المنصوص عمييا في التحقيق اإلعدادي.
المبحث الثاني :غرفة الجنايات االستئنافية
بالرجوع إلى مقتضيات قانون المسطرة الجنائية لسنة 1959وكذا ظيير اإلجراءات االنتقالية نجدىما
قص ار نظام التقاضي عمى درجتين في الجنح والمخالفات دون الجنايات ،وقد كان ىذا النيج محل انتقاد
المتيمين بالمادة الحقوقية ،إذا لم يعد من المستساغ بأن يخول الحق في استئناف أحكام الجنح والمخالفات
ذات العقوبات البسيطة والمتوسطة بينما تستثنى منو أحكام الجججنايات التي قد تحرم الشخص من الحياة
عند الحكم باإلعدام ،أو تحرمو من الحرية طيمة حياتو عند الحكم بالسجن المؤبد أو الطويل األمد.
المطمب األول :تشكيل غرفة الجنايات االستئنافية
تتألف غرفة الجنايات االستئنافية من رئيس غرفة بمحكمة االستئناف وأربعة مستشارين تعينيم
الجمعية العامة لمحكمة االستئناف ،والتي تعين في نفس الوقت رئيسا نائبا لرئيس غرفة الجنايات وعدة
مستشارين غضافيين ليحموا عند االقتضاء محل األعضاء األساسيين.
المطمب الثاني :رفع القضية إلى غرفة الجنايات االستئنافية
ترفع القضية إلى غرفة الجنايات االستئنافية بسبب الطعن باالستئناف ضمن حدود معينة تحكميا
صفة وصالحيات الطرف المستأنف.
الفقرة األولى :األطراف التي يحق ليا الطعن باالستئناف
)1المتيم.
)2النيابة العامة.
)3المطالب بالحق المدني.
)4المسؤول المدني.
الفقرة الثانية :أجل االستئناف
أوال -األجل األصمي :إن األجل األصمي الستئناف ق اررات غرفة الجنايات االبتدائية ىو عشرة أيام ،وىو
أجل كامل ال يشمل اليوم األول وال اليوم األخير.
ثانيا -األجل اإلضافي :من المعموم أن األجل اإلضافي يقتضي وجود األجل األصمي ،وىو رخصة منحيا
المشرع لمن لو يبادر استئناف الحكم ،باستثناء الوكيل العام لمممك في وقت قام غيره من األطراف
بالطعن فيو داخل األجل المحدد لو قانونا ،وذلك بيدف عدم تفويت الفرصة عميو لمدفاع عن حقوقو ،وقد
حده المشرع في خمسة أيام ،وىو أجل كاف لتيييئ دفاعو.
الفقرة الثالثة :شكل تقديم االستئناف
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 91
يقدم االستئناف بتصريح أمام كتابة الضبط لدى المحكمة المصدرة لمقرار.
واذا كان المتيم معتقال فإن التريح تتمقاه كتابة الضبط بالمؤسسة السجنية ،وتبعث نسخة منو لكتابة
الضبط بالمحكمة المذكورة داخل أجل أربع وعضرين ساعة تحت طائمة عقوبة تأديبية.
ويقدم التصريح شفويا من أحد أطراف الدعوى أو محامييم لكتابة الضبط بالمحكمة المصدرة لمحكم
أو لكتابة الضبط بالسجن ،ويدون في سجل خاص يوقع عميو كاتب الضبط الذي تمقى التصريح
باالستئناف والمصرح باالستئناف.
الفقرة الرابعة :آثار االستئناف
لمتصريح باالستئناف آثران أحدىما واقف واآلخر ناقل:
أوال -اآلثر الواقف :يستمد ىذا األثر أساسو القانوني من القاعدة التي أكدتيا المادة 398ق.م.ج والتي
جاء فييا أن الحكم يوقف تنفيذه أثناء سريان آجال االستئناف وأثناء جريان المسطرة في مرحمة
االستئناف.
ثانيا -األثر الناقل :إن استئناف ق اررات غرفة الجنايات االبتدائية ترفع إلى غرفة الجنايات االستئنافية
بالحالة التي كانت عمييا أمام غرفة الجنايات االبتدائية ،فتنتشر أماميا جميع العناصر الواقعية والقانونية،
وبذلك فإن النقل ال يشمل إال الوقائع التي سبق عرضيا وال يمتد نظر الغرفة إلى وقائع جديدة ،ما عدا
تمك ليا تأثير عمى وصف الجريمة.
المطمب الثالث :إجراءات المحاكمة واتخاذ القرار
الفقرة األولى :إجراءات المحاكمة
من العموم أن المحاكمة تجري أمام غرفة الجنايات االستئنافية وفق القواعد واإلجراءات المتعبة أمام
غرفة الجنايات االبتدائية وخاصة القواعد المتعمقة بعمنية الجمسات وشفوية المرافعات والحضورية أو الدعوة
الصريحة إلى ذلك ،ثم تدوين اإلجراءات والمطالب والمرافعات والق اررات واحترام حقوق الدفاع وتنظيم
المناقشات واحترام اآلجال القانونية وما إلى ذلك.
الفقرة الثانية :اتخاذ القرار
إن الق اررات التي تصدرىا غرفة الجنايات االستئنافية متباينة ومتعددة ويمكن حصرىا في ثالثة أنواع
وىي كاآلتي:
أ) طمبات اإلفراج المؤقت المقدمة من طرف المتيم إذا ما طعن في القرار بالنقض ولم يبت المجمس
األعمى بعد في الطعن.
ب) طمبات رد المحجوزات
ث) النزاعات العارضة المتعمقة بتنفيذ ق ارراتيا
المسطرة الغيابية أمام غرفة الجنايات االستئنافية
ىناك اتجاه يرى أن الحاالت التي تطبق بشأنيا المسطرة الغيابية وردت عمى سبيل الحصر وال يمكن
تصور تطبيقيا في غير الحاالت المنصوص عمييا في المادة 443ق.م.ج .وىناك اتجاه آخر يرى أن
الحات المنصوص عمييا في المادة 443لم ترد عمى سبيل الحصر ،وبالتالي يمكن تصور تطبيق
المسطرة الغيابية في غير ىذه الحاالت ،كما أن ىو المطرة غير قاصرة عمى غرفة الجنايات االبتدائية بل
يمكن تطبيقيا أيضا أمام غرفة الجنايات االستئنافية.
يقصد بالمساطر الخاصة اإلجراءات المتبعة سواء من طرف أطراف النزاع أو من طرف المحكمة في
حاالت معينة وردت في القانون عمى سبيل الحصر ،والتي يتعين عمى المحكمة المعروض عمييا النزاع
البت فيو وفق إجراءات خاصة غير اإلجراءات التي اعتادت سموكيا في الحات العادية.
وتطرق المشرع إلى ىذه المساطر في الكتاب الخامس من قانون المسطرة الجنائية وفق ما يمي:
الفرع األول :المسطرة الخاصة بدعوى تزوير الوثائق.
الفرع الثاني :إعادة ما تمف أو فقد من وثائق اإلجراءات والمقررات القضائية.
الفرع الثالث :التحقق من اليوية.
الفرع األول :المسطرة الخاصة بدعوى تزوير الوثائق.
المبحث األول :اإلجراءات التي تتخذ في حالة العثور عمى الوثيقة
نص المشرع عمى مجموعة من اإلجراءات التي يجب اتخاذىا في حالة العثور عمى الوثيقة ،وىي
كما يمي:
)1يتم توقيع كل ورقة من أوراق الوثيقة من السمطة التي باشرت الحجز ومن الشخص الذي كانت
الوثيقة في حيازتو ،وفي حالة عجز الشخص عن التوقيع أو امتناعو ينص عمى ذلك في محضر الحجز.
)2إيداع الوثيقة بكتابة الضبط ،وفي ىذه الحالة:
أ) يقوم كاتب الضبط والشخص المودع لموثيقة بتوقيع جميع صفحات الوثيقة.
ب) يحرر كاتب الضبط محض ار مفصال يصف فيو حالة الوثيقة المادية بما تشممو من شطب أو
كشط أو محو أو تمزيق.
ج) يأخذ كاتب الضبط صورة من الوثيقة ويصادق عمييا ويختميا بطابع المحكمة ويوقع عمييا .ثم
يتم إمضاؤىا منطرف اآلتي ذكرىم:
-الشخص المشتبو فيو عند حضوره.
-الطرف المدني سواء كان كطالبا بالحق المدني أو مسؤو مدنيا متى كان طرفا في الدعوى.
-الشيود الذين يستدعون ألداء شيادتيم بشأن الوثيقة.
المبحث الثاني :انتقال قاضي التحقيق والنيابة العامة إلجراء البحث
من المعموم أنو يمكن لمنيابة العامة ولقاضي التحقيق حسب الفقرتين األخيرتين من المادة 576أن
ينتقال إلى عين المكان إلجراء جميع البحوث والتحريات الضرورية.
المطمب األول :المقارنة بين المستندات
ال تصح المقارنة إال إذا تمت بين الورقة المدعى فييا بالزور وورقة رسمية ليست محل طعن بالزور.
أما األوراق العرفية أو المحررات الخصوصية ،فال يمكن أن تستعمل لممقارنة إال إذا أقرىا األطراف
المعنيون باألمر ،ألن اعتراف األطراف ىو الذي يعطييا نفس قوة الورقة الرسمية عند المقارنة.
المطمب الثاني :تسميم المحرر القضائي لممقارنة
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 94
تمزم المادة 578ق.م.ج كل شخص يحوز محررات رسمية أو خصوصية صالحة كمستندات
لممقارنة ،بأن يسمميا إلى النيابة العامة أو إلى قاضي التحقيق طواعية ،فإن امتنع عن تسميميا طواعية،
جاز إجراء كل تفتيش أو حجز في جميع األماكن التي يمكن العثور فييا عمى الوثيقة.
المطمب الثالث :اإلجراءات المتبعة عند التسميم أو الحجز
تجدر اإلشارة أنو إذا تسممت النيابة العامة أو قاضي التحقيق وثائق رسمية من أمين الوثائق
العمومي عن طواعية أو قام ممثل النيابة العامة أو قاضي التخحقيق بتفتيش وحجز وثائق رسمية لديو،
يتعين استخراج نسخة أو صورة منيا ،ويقوم قاضي التحقيق أو النيابة العامة بعرض النسخة أو الصورة
عمى رئيس المحكمة االبتدائية الموجود بدائرتيا أمين الوثائق العمومي ،ويطمب منو مقارنتيا مع األصل.
المطمب الرابع :الوثيقة المدونة في سجل
من المعموم أنو إذا كانت الوثيقة المعدة لممقارنة مدونة في سجل كسجل تسجيل الوالدات والوفيات أو
أي سجل عمومي أخر ،بحيث يمكن لإلجراءات أن تعرقل الخدمات التي يقدميا السجل ،فإن ىيئة الحكم
يمكنيا أن تأمر بإحضار السجل إلجراء المقارنة وأن تستغني عن استخراج نسخة منو ،كما يمكن لييئة
الحكم أن تصدر حكما تميييا باالنتقال إلى المكان الذي يوجد بو السجل لقيام بإجراءات المقارنة بعين
المكان.
المطمب الخامس :االعتراض عمى تقديم الوثائق
بالرجوع لممادة 580ق.م.ج نجدىا تنص عمى أنو يمكن لكل شخص ذاتي أو معنوي حجزت لديو
وثيقة معدة لممقارنة ،أن يعارض في تقديميا إلى المحاكمن ويتعين عميو ليذه الغاية أن يتقدم بطمب إلى
رئيس المحكمة االبتدائية إذا كانت القضية معروضة عمى ىذه المحكمة أو إلى رئيس محكمة االستئناف
إذا كانت القضية معروضة عمى محكمة االستئناف.
المبحث الثالث :إجراءات التحقيق في الزور
طبقا لممادتين 581و 582ق.م.ج فإن التزوير سواء كان أصميا أو عرضيا أو فرعيا يتطمب إجراء
تحقيق في الوثائق موضوع الطعن لمتأكد من حصولو أو عدمو ،وغالبا ما يتطمب إثبات الزور إجراء
تحقيق في الخطوط ،ويتم التحقيق حسب اإلجراءات العادية كالمقارنة بين الخطوط أو الكتابة أو التوقيع،
أو بخبرة أو بشيادة الشيود أو بجميع ىذه الوسائل.
المطمب األول :ثبوت الزور
في حالة ثبوت الزور في وثيقة رسمية كميا أو جزئيا ،تصدر المحكمة حكميا وتبت في مصير
الوثيقة ،وذلك بإصدار أمر برد الوثيقة إلى نصيا الحقيقي أو بحذفيا أو بوضع وثيقة صحيحة مكانيا.
ويحرر محضر بتنفيذ ىذا الحكم.
المطمب الثاني :دعوى الزور العارض أمام المحاكم الزجرية
تتمخص اإلجراءات التي يجب اتباعيا فيما يمي:
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 95
)1عمى مدعي الزور أن يوجو إنذار إلى من يتيمو بارتكاب الزور في وثيقة وقع اإلدالء بيا،
الستفساره عما إذا كان ينوي استعمال ىو الوثيقة أم ال.
)2يتم سحب الوثيقة إذا صرح مستعمميا بأنو يتخمى عن استعماليا أو لم يجب بشيء خالل ثمانية
أيام التي تمي اإلنذار.
وتجدر اإلشارة أنو إذا لم يتم سحب الوثيقة نتيجة تصريح مستعمميا بتمسكو بيا ،يجري التحقيق في
دعوى الزور العارض طبقا لإلجراءات العادية المقررة لمتحقيق في الزور.
أما إذا ثبت الزور العارض وكانت الدعوى العمومية لم تسقط أمكن إجراء متابعة جنائية ضد مرتكب
الزور أو من ساىم او شارك فيو.
الفرع الثاني :إعادة ما تمف او فقد من وثائق اإلجراءات أو المقررات القضائية
المبحث األول :حالة ضياع مقرر ابتدائي
إذا أمكن العثور عمى نظير او نسخة رسمية من المقرر ،فإنيا تحل محل األصل ويحتفظ بيا بيذه
الصفة في كتابة الضبط .أما غذا لم يعثر عمى نظير المقرر الضائع بكتابة الضبط فغنو يتعين عمى
المحكمة البحث عنو لدى أي طرف من أطراف الدعوى ،سواء كان شخصا ذاتيا أو عموميا .فغذا ثبت
وجده لدى شخص ما ،فإن عمى رئيس المحكمة أن يصدر ام ار إلى ىذا الشخص ،يأمره بوجوب تسميم
النظير أو النسخة الرسمية التي يتوفر عمييا إلى كتابة الضبط ،فإذا امتنع من تسميميا طوعا ،جاز أن
تجري في حقو تدابير التفتيش أو الخجز طبقا لممواد 101إلى 104ق.م.ج ،التي يأمر بيا قاضي
التحقيق باعتباره المسؤول الوحيد عن إجراء التفتيش المنصوص عميو في المادة 104ق.م.ج التي تنص
عمى ما يمي " :يكون لقاضي التحقيق وحده أو لضابط الشرطة القضائية المنتدب من طرفو حق االطالع
عمى الوثائق قبل حجزىا".
المبحث الثاني :حالة تعذر العثور عمى أي نظير أو نسخة رسمية
في حالة تعذر العثور عمى أي نظير أو نسخة رسمية من المقرر ،تبت المحكمة في القضية من
جديد ،بعد تكوين ممف يتم تجييزه بالوثائق الضرورية التي يمكن الحصول عمى نظائرىا من أي طرف
من أطراف الدعوى العمومية سواء من النيابة العامة أو من الضابطة القضائية أو من كتابة الضبط أو
من محامي المحكوم عميو أو من المطالب بالحق المدني عن االقتضاء.
واذا لم يعثر عمى نظائر محاضر التحقيق ،فإن قاضي التحقيق يقوم بجميع غجراءات التحقيق التي
يراىا مفيدة لمكشف عن الحقيقة من جديد.
وتستخرج من وثائق اإلج ارءات ،عالوة عمى األصول ،نسخ مرقمة يشيد كاتب أو ضابط الشرطة
القضائية المنتدب بمقتضى المادة 86ق.م.ج بمطابقتيا لألصل.
أما عمى صعيد المحكمة فإنو يمكن البحث عن محاضر الجمسات أو عن ممخص عنيا من كتابة
الضبط ،تؤخذ من السجالت الرسمية لممحكمة كسجل الجمسات والسجل العام الذي يضمن بو منطوق
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 96
األحكام ،أما إذا لم يعثر عمى أي نظير أو نسخة رسمية من المقرر ،فإن المحكمة تبت في القضية من
جديد ،مع إعادة اإلجراءات المسطرية إن اقتضى الحال ذلك.
المبحث الثالث :حالة ضياع مقرر استئنافي أو قرار صادر عن المجمس األعمى
إذا كان ال مقرر الضائع يتعمق بقرار استئنافي ،فيتعين اتباع نفس اإلجراءات المتخذة في حالة ضياع
المقرر االبتدائي ،وكذلك الشأن إذا تعمق األمر بقرار صادر عن المجمس األعمى.
الفرع الثالث :التحقق من اليوية
من المعموم أن ىوية المتيم يتم تحقيقيا والتأكد منيا في جميع مراحل الدعوى العمومية ،بدءا من
البحث التمييدي الذي تقوم بو الشرطة القضائية ،ومرو ار بالتحقيق الذي يباشره قاضي التحقيق ،وانتياء
بقضاء الحكم ،فإن المتيم قد ينازع في ىويتو عمى أساس أنو ليس الشخص المقصود باالتيام.
المبحث األول :منازعة المتيم في ىويتو
إذا نازع المتيم في ىويتو وذلك بإدعائو أنو ليس الشخص المعني باالتيام واذا ادعى الشخص الذي
يجري التنفيذ في حقو أو المقبوض عميو بعد ف ارره وجود خطأ في شأن ىويتو وأن العقوبة ال تنطبق عميو،
فغنو يتعين عمى ىيئة الحكم أن تبت في ىذا النزاع.
واألخطاء المتسببة في عدم ضبط اليوية سواء كانت عمدية ،أو غير عمدية ،تعود أساسا إلى عدم
توفر بعض األشخاص عمى البطاقة الوطنية التي الزالت لم تعمم ،رغم إجباريتيا عمى جميع المواطنين
المؤىمين لمحصول عمييا ،أو تعود إلى عدم توفرىم عمى الحالة المدنية أو عمى أوراق التعريف التي
تسمميا السمطة اإلدارية.
المبحث الثاني :المحكمة المختصة بالبت في النزاع بشأن اليوية
بالرجوع لممادة 593ق.م.ج نجدىا أعطت االختصاص لمبت في ىذا النزاع غمى المحكمة المصدرة
لمعقوبة وحدىا ،سواء كانت ابتدائية إذا أصبح حكميا نيائيا بسبب عدم استئنافو ،أو كانت استئنافية في
حالة البت في القضية بعد استئناف الحكم الصادر ابتدائيا.
المبحث الثالث :المسطرة المتبعة في حالة النزاع بشأن اليوية
الفرع الرابع :القواعد الخاصة باألحداث
المبحث األول :أحكام تمييدية
يقصد باألحكام التمييدية :األحكام التي ينبغي توضيحيا قبل التطرق إلى المسطرة المتبعة والييئات
المختصة وصدور األحكام ،وىي المتعمقة أساسا بأىداف قضاء االحداث وبيان سن الرشد الجنائي
والحقوق التي خوليا المشرع لمحدث أثناء إجراءات البحث التمييدي.
وعميو سنعالج ىذه األحكام التمييدية من خالل ما يمي:
المطمب األول :أىداف قضاء األحداث
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 97
وضع المشرع من أولوياتو حماية الحدث من االنحراف كوسيمة وقائية وتأىيمو واعادة إدماجو إذا ما
تعرض لالنحراف ،وذلك مراعاة لمصمحة الحدث الفضمى المتمثمة في ضمان نمو الحدث السميم في
المجتمع ،ليكون عضوا صالحا فيو.
المطمب الثاني :سن الرشد الجنائي
بالرجوج إلى قانون المسطرة الجنائية نجده رفع سن الرشد الجنائي إلى ثمان عشرة سنة ميدية كاممة.
وما دام أن مناط المسؤولية الجنائية ىو التمييز ،فغن المشرع اعتبر من ىو دون اثنتى عشرة سنة منعدم
التمييز ،وقرر انعدام مسؤوليتو الجنائية .أما االحداث الذين يتجاوز سنيم 12سنة إلى غاية 18سنة
كاممة ،فقد اعتبرىم ناقصي المسؤولية الجنائية لعدم اكتمال تمييزىم.
واذا كان المشرع قد اعتبر أن الحدث دون 12سنة منعدم المسؤولية الجنائية ،فإن ىذا ال يعني أنو
ال يمكن محاكمتو واتخاذ بعض التدابير في حقو ،ما دام أن اليدف كما سبقت اإلشارة إلى ذلك ىو الوقاية
والحماية والتيذيب ،فإن المشرع سمح باتخاذ بعض التدابير في حقو ،لتحقيق اليدف المذكور ،ومنع
إيداعو بالسجن.
-إثبات السن :إذا وقع الخالف في السن ولم تتوفر شيادة تثبت حالة الحدث المدنية ،أعطى
المشرع الصالحية لتحديد ىذا السن ،وذلك بالمجوء إلى الخبرة الطبية وجميع التحريات التي تفيد في
تحديده.
المطمب الثالث :حقوق الحدث أثناء البحث التمييدي
نصت المادة 460ق.م.ج عمى مجموعة من الحقوق لمحدث أثناء البحث التمييدي ،وىي كالتالي:
)1االحتفاظ بالحدث المنسوبة إليو الجرائم في مكان مخصص لألحداث لمدة ال تتجاوز المدة المحددة
لمحراسة النظرية.
)2اتخاذ كافة التدابير لمنع إيذاء الحدث.
)3إشعار أولياء الحدث أو المقدم عميو أو وصية أو كافمو أو حاضنو أو المؤسسة المعيود إلييا برعايتو
باإلجراء المتخذ في حقو.
وذلك مو إمكانية االتصال بالحدث من طرف محاميو أو من طرف األشخاص الواردين في الفقرة
الثانية عند اتخاذ تدبيري لالحتفاظ أو الحراسة المؤقتة.
وقد كرس قانون المسطرة الجنائية ىذه القاعدة في المادة 461في فقرتيا الثالثة ،حيث أعطت
الصالحية لمنيابة العامة عند ارتكاب الحدث لجنحة ،تطبيق مسطرة الصمح المنصوص عمييا من جية،
وموافقة الضحية من جية أخرى.
باإلضافة إلى أن الفقرة الرابعة من المادة 461ق.م.ج المذكورة أعطت الصالحية لمنيابة العامة ألن
تمتمس من المحكمة وقف سير الدعوى العمومية أثناء سريانيا في حالة سحب الشكاية أو تنازل المتضرر
عن شكايتو.
الييئات المنوط بيا النظر في قضايا األحداث :نص قانون المسطرة الجنائية عمى ىيئات قضائية مكمفة
باألحداث أمام كل من المحاكم االبتدائية ومحاكم االستئناف ،وىذه الييئات وفق ما حددتيا المادة 462
ق.م.ج ىي كالتالي:
بالنسبة لممحاكم االبتدائية:
-قاضي األحداث.
-غرفة األحداث.
بالنسبة لمحكمة االستئناف:
-الغرفة الجنحية لألحداث.
-المستشار المكمف باألحداث.
-غرفة الجنح االستئنافية لألحداث.
غرفة الجنايات لألحداث. -
-غرفة الجنايات االستئنافية لألحداث.
المطمب األول :قاضي األحداث لدى المحكمة االبتدائية
الفقرة األولى :اختصاصات قاضي األحداث
أوال :البت في المخالفات
ثانيا -البت في الجنح بصفة منفردة :تجري مسطرة محاكمة الحدث وفق نفس اإلجراءات المنصوص
عمييا في الفرع الثالث من الباب األول من القسم الثالث من الباب األول من القسم الثالث المتعمق بالقواعد
العامة بشأن الجمسة ،والتي ال حاجة لمتذكير بيا ىنا ،إال أن ما يميز ىذه المسطرة ،ىو مراعاة خصوصية
الحدث وذلك بضمان الحقوق التي نص عمييا المشرع بالنسبة لألحداث ،والمتمثمة في:
أ) المؤازرة بالمحامي.
ب) حضور الحدث شخصيا مع ممثمو القانوني.
ت) سرية المحاكمة.
ث) البحث االجتماعي
ثالثا :إصدار الحكم
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 99
وبعد إنياء التحقيق في القضية يصدر المستشار المكمف باألحداث ق ار ار بإنياء البحث ويحيل الممف
عمى الوكيل العام لمممك ليضع ممتمسو النيائي خالل ثمانية أيام عمى األكثر .وبعد رجوع الممف مع
ممتمس النيابة العامة ،يصدر المستشار المكمف باألحداث أمره النيائي.
باإلضافة إلى ىذا االختصاص األساسي ،أسند المشرع لممستشار المكمف باألحداث ،صالحية رئاسة
الييئات المنوط بيا النظر في قضايا األحداث عمى مستوى محكمة االستئناف.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 100
ومن االختصاصات األخرى الميمة التي أسندىا المشرع لممستشار المكمف باألحداث اتخاذ التدابير
في حق الضحية الحدث طبقا لممادتين 510و 511ق.م.ج ،والبت في تغيير التدابير المتخذة في حق
الحدث (المادة 501ق.م.ج) وكذا البت في النزاعات العارضة.
المطمب الرابع :الغرفة الجنحية لألحداث لدى محكمة االستئناف
تتكون ىذه الغرفة تحت طائمة البطالن من مستشار لألحداث بصفتو رئيسا ومن مستشارين اثنين
وتعقد جمساتيا بحضور ممثل النيابة العامة وبمساعدة كاتب الضبط.
أوال :في طمبات اإلفراج المؤقت المقدمة إلييا مباشرة طبقا لمفقرتين الرابعة والخامسة من المادة 179
ق.م.ج وفي تدابير الوضع تحت المراقبة القضائية المتخذة.
ثانيا :في طمبات بطالن إجراءات التحقيق المنصوص عمييا في المواد 210إلى 213ق.م.ج.
ثالثا :في االستئنافات المرفوعة إلييا ضد أوامر قاضي األحداث والمستشار المكمف باألحداث عند
قياميما بميام قاضي التحقيق المستمدة من المادة 222ق.م.ج وما يمييا.
رابعا :البت كدرجة استئنافية في األوامر بشأن تغيير التدابير.
المطمب الخامس :غرفة الجنح االستئنافية لألحداث
المطمب السادس :غرفة الجنايات لألحداث وغرفة الجنايات االستئنافية لألحداث
من المعموم أن من أىم مستجدات قانون المسطرة الجنائية ىو إقرار مبدأ التقاضي عمى درجتين
بالنسبة لمقضايا الجنائية ،وذلك تمشيا مع مبادئ المحاكمة العادلة .من أجل ذلك تم إنشاء غرفتين
لألحداث بمحاكم االستئناف ،األولى ىي غرفة الجنايات لألحداث والثانية ىي غرفة الجنايات االستئنافية
لألحداث.
وتتألف غرفة الجنايات لألحداث من مستشار لألحداث بصفتو رئيسا ،وعضوية مستشارين اثنين،
بحضور ممثل النيابة العامة ومساعدة كاتب الضبط ،ويتم تعيين الييئة من طرف الجمعية العامة لمحكمة
االستئناف ،كما تعين ىذه الجمعية نائبا لمرئيس من بين المستشارين المكمفين باألحداث ومستشارين
إضافيين ،واذا كانت القضية تستوجب مناقشات طويمة يمكن أن تضم الغرفة إلى أعضائيا مستشا ار أو
أكثر يعينيم الرئيس األول لمحكمة االستئناف .ويجب أن تصدر الغرفة ق ارراتيا بنفس القضاة الذين شاركوا
في جميع المناقشات واال كان القرار باطال.
وتختص غرفة الجنايات لألحداث بالنظر في الجنايات والجنح التي ال يمكن فصميا عنيا أو
المرتبطة بيا المنسوبة لألحداث ،ومن أىم ما تتميز بو إجراء غرفة الجنايات لألحداث ىو أن تاريخ أول
جمسة يحدد من طرف رئيس الغرفة ،ويتولى الوكيل العام استدعاء الحدث وممثمو القانوني.
المبحث الثالث :الحرية المحروسة
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 101
يعني نظام الحرية المحروسة إخضاع الحدث لإلشراف والتتبع التربوي ،إلعادة تربيتو وتجنيبو كل
عود إلى الجريمة ،وبذلك يتبين أن الطبيعة القانونية لنظام الحرية المحروسة ىي أنو تدبير لمحماية
والتيذيب ،أي تدبير احترازي وتربوي محض.
ويمكن استعمالو لمتجربة ،كما يمكن استعمالو لمتربية ،ويمكن اتخاذ ىذا التدبير بصفة مستقمة ،كما
يمكن استعمالو مع تدبير أو تدابير أخرى.
ومن خالل اإلطالع عمى مختمف المواد المنظمة لقضاء األحداث ،يتبين أن ىذا التدبير يمكن
استعمالو في حق كل حدث جانح ،وىو الحدث الذي وضع أساسا من أجمو ىذا النظام ،كما يمكن
استعمالو في حق األطفال ضحايا الجنايات والجنح.
المبحث الرابع :تغيير تدابير المراقبة والحماية واعادة النظر
يمكن لمحدث أو لوالدي الحدث أو الوصي عميو أو المقدم عميو أو حاضنو أو كافمو ،أن يتقدم أي
منيم ،بطمب إلى قاضي األحداث أو المستشار المكمف باألحداث ،لتسميمو الحدث أو إرجاعو تحت
حضانتين وذلك وفق شروط أكدت عمييا المادة 502من ق.م.ج ،والتي يمكن إجماليا فيما يمي:
أوال :مرور 3أشير عمى األقل عمى تنفيذ المقرر الصادر بإيداع الحدث خارج أسرتو.
ثانيا :تقديم الطمب من الحدث أو األب أو األم أو الوصي أو المقدم أو الحاضن أو كافل الحدث دون
غيرىم من الجيات المشار إلييا في المادة .501
ثالثا :تقديم الطمب أمام قاضي األحداث أو المستشار المكمف باألحداث حسب األحوال.
رابعا :عمى الطالب أن يثبت أىميتو لتربية الطفل وتحسن سيرتو تحسنا كافيا.
المبحث الخامس :تنفيذ األحكام
أحاط المشرع اإلجراءات واألحكام المتعمقة باألحداث بضمانات خاصة ،بحيث منع عمى العموم
اإلطالع عمييا ،كما منع االطالع عمى السجل الخاص الذي تدون وتسجل بو.
ويمكن لقاضي األحداث ،بعد مرور أجل ثالث سنوات ،ابتداء من يوم انتياء مدة تدبير الحماية أو
التيذيب ،إذا تأكد من تحسن سيرة الحدث ،أن يأمر بإلغاء البطاقة رقم 1إما بصفة تمقائية أو بطمب من
النيابة العامة أو من الحدث المعني أو ممثمو أو الوصي أو المقدم أو كافمو أو الشخص أو المؤسسة
المكمفة برعايتو.
وىذا اإلجراء يمكن أن يقوم بو أيضا القاضي الذي أجرى المتابعة األولى ،أو القاضي الذي يوجد
الموطن الحالي لمحدث بدائرتو ،أو القاضي الذي كانت والدة الحدث بدائرتو.
وتجدر اإلشارة أن صدور المقرر المذكور من أحد القضاة أعاله ،يكون قابال لمطعن فيو باالستئناف
أمام الغرفة الجنحية لألحداث لدى محكمة االستئناف داخل أجل عشرة أيام.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 102
وجاء في المادة 508ق.م.ج أن صوائر الرعاية واإليداع تتحمميا األسرة حسب الحصة المحددة
بمقتضى الحكم القاضي بتسميم الحدث مؤقتا أو نيائيا لغير والديو أو الوصي أو المقدم او الكافل أو
الحاضن.
وفي حالة ثبوت العوز تعفى األسرة من ىذه المصاريف ،ويتم استخالص ىذه الصوائر عمى اعتبار
أنيا من صوائر القضاء الجنائي.
وتتولى الييئة المدنية بالتعويضات العائمية والمساعدات االجتماعية التي يستحقيا الحدث ،في سائر
األحوال ،أداءىا مباشرة وأثناء مدة الرعاية أو اإليداع إلى المؤسسة أو الشخص المكمف بالحدث.
المبحث السادس :حماية األطفال ضحايا جنايات أو جنح والموجودين في وضعية صعبة
المطمب األول :حماية األطفال ضحايا جنايات أو جنح
إن أول مالحظة تثار في ىذا الشأن ىو أن المشرع أدرج ىذه المقتضيات في قانون المسطرة
الجنائية ،رغم أن ىؤالء األطفال لم يرتكبوا جرما.
وتوفير ىذه الحماية ،خصو المشرع باألطفال ضحايا الجنايات والجنح دون 18سنة ،واستبعد بذلك
ضحايا المخالفات.
كما أسند ىذا االختصاص لقاضي األحداث ،إذا تعمق بجنحة من اختصاص المحكمة االبتدائية ،أو
لممستشار المكمف باألحداث ،إذا تعمق األمر بجناية أو جنحة مرتبطة بيا من اختصاص محكمة
االستئناف ،ويضعان يدىما عمى القضية إما تمقائيا أو بناء عمى ممتمس من النيابة العامة.
وىذه الحماية نوعان :حماية مؤقتة ،وتتمثل في إيداع الطفل الضحية لدى شخص جدير بالثقة ،أو
مؤسسة خصوصية أو جمعية ذات منفعة عامة مؤىمة لذلك ،أو بتسميمو لمصمحة أو مؤسسة عمومية
مكمفة برعاية الطفولة.
أما النوع الثاني من الحماية فال يكون إال بعد صدور الحكم ،بحيث يمكن لمنيابة العامة أن تحيل القضية
عمى قاضي األحداث أو المستشار المكمف باألحداث ،ليتخذ ما يراه مناسبا من تدابير الحماية ،إذا كانت
مصمحة الحدث تبرر ذلك.
المطمب الثاني :حماية األطفال الموجودين في وضعية صعبة
ممف الوضعية الصعبة يفتح بممتمس من وكيل الممك بالمحكمة االبتدائية ،ويحال عمى قاضي
األحداث الذي يتولى دراستو واتخاذ اإلجراءات المناسبة إخراج الحدث من الوضعية الصعبة التي يعاني
منيا ،وأول ما يالحظ ىنا ىو أن المشرع حدد السن في أقل من 16سنة عمى خالف ما تبناه بالنسبة
لسن الرشد الجنائي والحدث الضحية.
وغني عن البيان أن تحريك مسطرة حماية الطفل في وضعية صعبة بيد النيابة العامة أساسا ،فيي
التي تتقدم بالممتمس لفائدة الحدث أمام قاضي األحداث ،إال أن المشرع أعطى بصفة استثنائية لغرفة
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 103
األحداث لدى المحكمة االبتدائية أن تتخذ في حق الحدث الذي تحكم ببراءاتو ،أحد التدابير المقررة لمطفل
في وضعية صعبة ،إذا تبين ليا أن مصمحتو تقتضي ذلك.
ويتعين عمى قاضي األحداث أن يتتبع تطور حالة الطفل بواسطة التقارير الدورية التي تقدم لو من
طرف مندوب الحرية المحروسة ،وال تنتيي ميمة القاضي إال بانتياء الوضعية الصعبة ،أو ببموغ الطفل
16سنة ،أو سن الرشد الجنائي إذا كانت مصمحتو تستوجب ذلك.
الكتاب الثاني :طرق الطعن
نتعرض في ىذا الكتاب لطرق الطعن العادية وطرق الطعن غير العادية ،ويقصد بطرق الطعن تمك
الوسائل التي يتوفر عميا المتقاضون لمحصول من محكمة ما عمى دراسة جديدة لمنزاع أو الحكم الذي
صدر فيو أو ليذا األخير فقط.
الفصل األول :طرق الطعن العادية
الفرع األول :التعرض
من المعموم أن التعرض يعتبر من طرق الطعن العادية ،ويتم تقديمو ضد األحكام الغيابية.
المبحث األول :أحكام التعرض
المطمب األول :تعريف التعرض
يعتبر التعرض طريق عادي من طرق الطعن ،يستطيع من خاللو المحكوم عميو بحكم غيابي
عرض الدعوى من جديد أمام نفس المحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيو بالتعرض .ويتضح من
خالل ذلك أن التعرض بالرغم من كونو طريقا عاديا لمطعن ،إال أنو قاصر عمى نوع من األحكام وىي
األحكام الغيابية .وىو قاصر عمى الجنح والمخالفات ،أما المسطرة الغيابية المطبقة أمام غرفة الجنايات
فيي ق اررات تيديدية أن صح التعبير ،ألنيا تسقط بحضور الشخص الذي طبقت في حقو تمك المسطرة.
المطمب الثاني :األحكام القابمة لمتعرض
اشترط المشرع لقبول التعرض توافر بعض الشروط ،منيا مالو ارتباط بحق الطعن ومنيا ما يتعمق
بصفة الطاعن ومنيا مالو ارتباط باإلجراءات ،وعدم توفر ىذه الشروط يؤدي إلى عدم قبول الطعن ،الحق
يتعمق أساسا باألحكام التي تقبل ىذا النوع من الطعن ،وىي األحكام الغيابية التي تصدر في غيبة المتيم،
بعد استدعائو واحجامو عن الحضور.
الفقرة األولى :أجل التعرض
إن األجل الذي تم التنصيص عميو لمباشرة ىذا الطعن ىو عشرة أيام ،وىو أجل كامل ىذا مع
اإلشارة إلى أن ىذا األجل ال يبتدئ إال من اليوم الموالي لتاريخ التبميغ ،ويمكن أن يمتد إلى غاية انتياء
آجال تقادم العقوبة ،إذا تعمق األمر بدعوى عمومية ولم يتم التبميغ إلى المتيم شخصيا ،ولم يثبت من أية
وثيقة من وثائق التنفيذ أن ىذا األخير عمم بالحكم الزجري الصادر في حقو.
الفقرة الثانية :شكل التصريح بالتعرض والمنازعات المثارة بشأنو
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 104
يكون ىذا الطعن عمى شكل تصريح يقدمو المحكوم عميو أو دفاعو لكتابة الضبط ،وىذا التصريح ال
يكون بالضرورة مكتوبا ،بل قد يكون شفويا.
المطمب الثالث :المحكمة المختصة بالبت في التعرض
البت في التعرض يرفع إلى المحكمة التي أصدرت الحكم الغيابي.
المبحث الثاني :أثر التعرض
بالرجوع لممادة 394ق.م.ج نجدىا تنص أنو ":يترتب عمى التعرض المقدم من طرف المحكوم عميو،
بطالن الحكم الصادر عميو غيابيا ،أما التعرض الذي يتقدم بو الطرف المدني أو المسؤول عن الحقوق
المدنية ،فغنو يقتصر عمى الحقوق المدنية ،وال أثر لو عمى الدعوى العمومية ،والمتعرض الذي لم يحضر
في اليوم المحدد لمنظر في تعرضو عمى الحكم الغيابي الصار في حقو ،يمغى تعرضو وال يقبل مرة ثانية
بصريح الفقرة األخيرة من نفس المادة" ،والتي جاء فييا أنو" :ال يقبل التعرض عمى الحكم الصادر بناء
عمى تعرض سابق".
ىذا ويمكن من خالل دراسة ىذه المادة إبداء النتائج التالية:
النتيجة األولى -بطالن الحكم :ومعنى بطالن الحكم الغيابي أنو يصبح معدوما.
أما المسؤول المدني أو المطالب بالحق المدني الذي ال يحق لو أن يطعن بالتعرض إال إذا كان الحكم
غيابيا بالنسبة إليو ،فال يمكنو أيضا الطعن في ىذا الحكم إال مست حقوقو.
النتيجة الثانية -إلغاء التعرض :وتعتبر ذات أىمية أيضا ،وتتجسد في إلغاء التعرض إذا لم يحضر
المتعرض بعد تسممو االستدعاء الجديد عقب التعرض ،فإذا أبمغ المحكمة بأن تخمفو كان بسبب عذر
مشروع ،تعين تأخير القضية غن تم قبول ىذا العذر ،وان تم رفضو ،فمو أن يتمسك بو لدى المحكمة
األعمى درجة.
النتيجة الثالثة -في حالة تعدد األشخاص :إذا تعدد األشخاص الذين صدر في حقيم الحكم الغيابي،
وعند التبميغ تعرض البعض منيم د ون اآلخر ،فإن ذلك ال يؤثر عمى الصفة النيائية التي يكتسبيا الحكم
اتجاه الطرف الذي لم يتعرض عميو داخل األجل أو يطعن فيو بوجو آخر من وجوه الطعن.
النتيجة الرابعة -في حالة تعدد أوصاف الحكم :سابقا كان المجمس األعمى يصرح بعدم قبول الطعن
بالنقض متى كان القرار المطعون فيو وصف غيابيا في حق البعض وحضوريا في حق البعض اآلخر،
بدعوى أن القرار المطعون فيو واحد وأنو معرض لمبطالن متى تم التعرض عميو من طرف من صدر في
حقو غيابيا ،وفي ىذا حيف بالنسبة لمن صدر حضوريا في حقو.
المبحث الثالث :التعرض عمى السند التنفيذي واألمر القضائي في المخالفات
المطمب األول :السند القابل لمتنفيذ
من المعموم أنو يحق لمنيابة العامة أن تقترح عمى المخالف ،بمقتضى سند تنفيذي ،أداء غرامة جزافية
تبمغ نصف الحد االقصى المقرر قانونا لتمك المخالفة ،شريطة ان تتعمق بغرامة فقط ،وال يعاقب عمييا
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 105
القانون بعقوبة سالبة لمحرية ،ويكون ارتكابيا مثبتا بمحضر أو تقرير وال يظير فييا مطالب بالحق
المدني .وىذا السند الذي تصدره النيابة العامة ،يتضمن شكميات معينة ومحددة .وىي في مجموعيا عبارة
عن اقتراح يوجو لمشخص المخالف ألداء غرامة جزافية ال تكتسي صبغة اإللزام ،بل توفق بين مصمحة
المخالف الذي ،إن قبل السند التنفيذي الموجو إليو ،سيؤدي فقط نصف الحد األقصى لمغرامة المحددة
قانونا ،وبين المصمحة العامة ،إذ ستوفر عمى المحكمة ،عناء تصفية الممف وذلك في أقرب وقت ،مع
تفادي المصاريف التي يتسبب فييا عادة طول اإلجراءات.
المطمب الثاني :التعرض عمى السند القابل لمتنفيذ وكيفيتو
إن السند الصادر عن النيابة العامة والمتضمن لمجموعة من البيانات ،يتم تبميغو قانونا لممخالف
الذي ،بإمكانو التعرض عميو داخل أجل عشرة أيام من تاريخ التبميغ.
وفي حالة عدم التعبير عن الرغبة في األداء ،فإن السند القابل لمتنفيذ يصبح نيائيا ،ويسمم كاتب
الضبط ممخصا منو لمجية المكمفة بالتنفيذ ،أما عند التعبير عن عدم الرغبة في األداء داخل األجل
المحدد ،فإن وكيل الممك يحيل القضية عمى المحكمة التي تبت في القضية ،والتي غذا قررت اإلدانة ،فال
يمكن أن تقل الغرامة المحكوم بيا عن ثمثي الحد األقصى لمغرامة المقرر قانونا لممخالفة ،ويكون األمر
الصادر غير قابل لمتعرض وال لالستئناف ،وال يمكن الطعن فيو بالنقض.
المبحث الرابع :التعرض عمى األمر القضائي في الجنح
يتم األمر القضا ئي في الجنح بناء عمى ممتمس كتابي من النيابة العامة ،كمما تعمق األمر بجنح
يعاقب عمييا القانون بغرامة فقط ال يتجاوز حدىا األقصى 5000درىم ويكون ارتكابيا مثبتا في محضر
أو تقرير وال يظير فييا متضرر.
وتجدر اإلشارة أن األمر القضائي يتم في غيبة المخالف ،ويحكم القاضي بغرامة ال تتجاوز نصف
الحد األقصى المقرر قانونا لمجنحة ،بصرف النظر عن العقوبات اإلضافية والمصاريف ورد ما يمزم رده.
ويبقى األمر قابال لمتعرض داخل أجل عشرة أيام من تبميغو.
وفي حالة التعرض يصبح األمر الصادر غيابيا كأن لم يكن وتبت المحكمة وفقا لمقواعد العامة،
ويكون حكميا بعد التعرض قابال لالستئناف.
الفرع الثاني :االستئناف
المبحث األول :أحكام االستئناف
المطمب األول :تعريف االستئناف
يمكن تعريف االستئناف بكونو تظمم من أخطاء القاضي المصدر لمحكم المستأنف إلى قاضي أعمى
درجة ،يؤدي غمى إعادة مناقشة الدعوى من جديد من الناحيتين الموضوعية والقانونية.
ويقوم الطعن باالستئناف عمى مبدأ التقاضي عمى درجتين الذي يعتبر من المبادئ األساسية التي
تأخذ بيا مختمف النظم القانونية.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 106
يتقدم بو في حدود المقتضيات الجنائية والمدنية التي تخصو ،وكذلك الشأن بالنسبة لمطرف المدني في
حدود مطالبو المدنية ،والمسؤول المدني في حدود ما يمس مصالحو في الدعوى العمومية.
المطمب األول :شروط طمب النقض الشكمية وآثاره
إمكانية الطعن بالنقض في كل األحكام والق اررات واألوامر النيائية الصادرة في الجوىر ،ما لم ينص
القانون عمى خالف ذلك ،أن المسطرة إذا شممت عدة أطراف وتغيب بعضيم ،فإن الطرف الذي صدر في
حقو مقرر نيائي ،يمكنو أن يطعن فيو بالنقض داخل األجل القانوني ،ويبقى من حق الطرف اآلخر،
عندما يصبح نيائيا في حقو.
الفقرة الثانية :األحكام والق اررات التي ال تقبل الطعن بالنقض
إذا كان المبدأ العام ىو قبول الطعن بالنقض في جميع األحكام والق اررات واألوامر النيائية الصادرة
في الجوىر ،فإنو ال يستثنى منو إال ما ورد بشأنو نص خاص يقضي بمنع الطعن بالنقض فيو.
وعميو فإن األحكام والمقررات التي ال تقبل الطعن بالنقض تتحدد فيما يمي:
)1أحكام محاكم قضاء القرب.
)2األحكام القاضية بعدم المتابعة.
)3المقررات اإلعدادية أو التمييدية أو الصادرة بشأن نزاع عارض أو دفع.
)4األحكام والق اررات الصادرة بغرامة فقط غذا كان مبمغيا ال يتجاوز 5000درىم.
الفقرة الثالثة :كيفية التصريح بالنقض
يرفع التصريح بالنقض لدى كتابة ضبط المحكمة التي أصدرت المقرر المطعون فيو .ويقدم إما من
طالب النقض أو محاميو .ويقيد التصريح في سجل معد ليذه الغاية ،ويوقع عميو كاتب الضبط والمصرح،
واذا كان ال يحسن التوقيع فإنو يضع بصمتو ،أما إذا كان طالب النقض معتقال ،فإن تصريحو يكون
صحيحا إذا قدمو شخصيا بالمؤسسة السجنية وفق اإلجراءات المتطمبة قانونا كما رأينا في التصريح
باالستئناف.
الفقرة الرابعة :أجل الطعن بالنقض
أجل الطعن بالنقض محدد في عشرة أيام من يوم صدور المقرر المطعون فيو ،ما لم تنص
مقتضيات خاصة عمى خالف ذلك .غير أن ىذا األجل ال يبتدئ إال من يوم تبميغ المقرر إلى الشخص
نفسو أو في موطنو .وبطبيعة الحال فإن ىذا األجل أجل كامل .ويبتدئ األجل بالنسبة لمنيابة العامة،
ولمن صدر الحكم حضوريا في حقو من يوم النطق بو ،وبالنسبة لمن كان الحكم بمثابة حضوري في حقو
فإن الطعن يبتدئ من اليوم التالي لتبميغ الحكم إليو شخصيا أو في مسكنو ،أما إذا كان الحكم غيابيا ،فقد
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 109
حددت الفقرة األخيرة من المادة 527ق.م.ج أجل سريانو ،وىو اليوم الذي يصبح فيو التعرض غير
مقبول.
الفقرة الخامسة :آثار الطعن بالنقض
من المعموم أ ن أجل الطعن بالنقض والطعن بالنقض يوقفان تنفيذ العقوبة الجنائية في جميع الحاالت
األخرى ما عدا إذا طبقت مقتضيات المادتين 392و 431ق.م.ج من طرف ىيئة الحكم ،وتتعمق المادة
392باإلمكانية الممنوحة لممحكمة بناء عمى ممتمس النيابة العامة ،إذا كانت العقوبة المحكوم بيا تعادل
سنة حبسا أو تفوقيا ،في أن تصدر مقر ار خاصا معمال تأمر بمقتضاه بإيداع المتيم بالسجن أو بإلقاء
القبض عميو ،والذي يتم تنفيذه رغم الطعن فيو بأية طريقة من طرق الطعن العادية أو غير العادية.
أما المادة 431ق.م.ج فتنص عمى أنو يمكن لغرفة الجنايات في حالة الحكم بعقوبة جنائية سالبة
لمحرية ،أن تأمر بإلقاء القبض حاال عمى المحكوم عميو الذي حضر في حالة سراح لجمسة ،وينفذ ىذا
األمر بالرغم من كل طعن ،أما التعويضات المدنية المحكوم بيا ،فإنيا تنفذ بالرغم من الطعن بالنقض وال
يوقف أجل الطعن تنفيذىا.
المطمب الثاني :أسباب النقض
تجدر اإلشارة أن الطعن بالنقض يجب أن يرتكز في األوامر أو الق اررات أو األحكام القابمة لمطعن بو
عمى األسباب اآلتية:
)1خرق اإلجراءات الجوىرية لممسطرة.
)2الشطط في استعمال السمطة.
)3عدم االختصاص.
)4الخرق الجوىري لمقانون.
)5انعدام األساس القانوني أو انعدام التعميل.
الفرع الثاني :إعادة النظر وتصحيح الق اررات
المبحث األول :حاالت اطعن بإعادة النظر
يحق لألطراف الطعن بإعادة النظر ضد الق اررات الصادرة عن المجمس األعمى ،استنادا إلى وثائق
صرح أو اعترف بزوريتيا .وفي ىذه الحالة يودع الطالب ،باستثناء النيابة العامة ،كفالة مالية مبمغيا
5000درىم تحت طائمة عدم القبول ،واذا قضى المجمس بعدم قبول دعوى إعادة النظر ،فإنو يحتفظ
بمبمغ الكفالة لفائدة الخزينة العامة.
ويتم الطعن أيضا بإعادة النظر من أجل تصحيح الق اررات التي طاليا خطأ مادي واضح يمكن
تصحيحو من خالل عناصر مأخوذة من الق اررات نفسيا ،وكذلك الشأن إذا أغفل البت في أحد الطمبات
المعروضة بمقتضى وسائل استدل بيا ،أو في حالة عدم تعميل القرار ،والحالة األخيرة تتعمق بالطعن ضد
الق اررات الصادرة بعدم القبول أو بالسقوط ألسباب ناشئة عن بيانات ذات صبغة رسمية تبين عدم صحتيا
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 110
عن طريق وثائق رسمية جديدة وقع االستدالل بيا فيما بعد .واذا تعمق األمر بإصالح أخطاء مادية ،فإن
المجمس األعمى يصرح في حالة قبول الطمب بتصحيح الخطأ ذلك بدون إحالة.
المبحث الثاني :مسطرة الطعن بإعادة النظر بسبب الزور
يتم الطعن بواسطة مذكرة ممضاة من طرف مدعي الزور أو من ينوب عنو بتوكيل خاص وتقدم إلى
الرئيس األول لممجمس األعمى .وأكدت ىذه المادة عمى وجوب إيداع الكفالة المشار إلييا في المادة 563
ق.م.ج ،وبعدىا يصدر الرئيس األول أم ار بالرفض أو أم ار يأذن فيو بتقييد دعوى الزور .وتباشر بعد ذلك
اإلجراءات .بحيث يقع تبميغ ىذا األمر إلى المدعي بو خالل 15يوما من تاريخ النطق بو ،مع الترخيص
لو بتقييد دعوى الزور نوضوع طمبو بكتابة ضبط المجمس األعمى .ويتولى المجمس األعمى إجراء بحث
حول مدى صحة االدعاء ،ويبت في القضية .واذا ثبت لو الزور المدعي بو ،صرح المجمس األعمى
بوجوده وأمر برد المبمغ المودع لمطالب.
الفرع الثالث :المراجعة
تعتبر المراجعة طريقا من طرق الطعن غير العادية ،والمراجعة وان كانت مثميا مثل النقض تقدم
أمام المجمس األعمى ،فإنيما يختمفان عن بعضيما في كون أسباب النقض ترجع ألخطاء في تطبيق
القانون عمى الوقائع ،بينما أسباب المراجعة ترجع إلى أخطاء واقعية خاصة ترتب عنيا نسبة الجريمة إلى
شخص لم يرتكبيا ،ومن تم كانت األحكام القابمة لممراجعة قميمة جدا.
وتجدر اإلشارة أن المراجعة ال تقبل إال عند انعدام أي طريق آخر لمطعن يمكن استعمالو.
المبحث األول :حاالت طمب المراجعة
وىي حاالت أربع مذكورة عمى سبيل الحصر ووفق التسمسل اآلتي:
إذ ا صدرت عقوبة في دعوى القتل وأدلى بعد ذلك بمستندات أو حجج ثبت منيا قيام قرائن أو
عالمات كافية تدل عمى وجود المجني عميو المزعوم قتمو.
إذا صدرت عقوبة عمى متيم ،وصدر بعد ذلك مقرر يعاقب متيما آخر من أجل نفس الفعل ولم
يمكن التوفيق بين المقررين لما بينيما من تناقض يستخمص منو الدليل عمى براءة أحد المحكوم عمييما.
إذا جرت بعد صدور الحكم باإلدانة متابعة شاىد سبق االستماع إليو وحكم عميو من أجل شيادة
الزور ضد المتيم ،وال يمكن أثناء المناقشات الجديدة االستماع إلى الشاىد المحكوم عميو بيذه الصفة.
إذا طرأت واقعة بعد صدور الحكم باإلدانة أو تم الكشف عنيا أو إذا تم تقديم مستندات كانت
مجيولة أثناء المناقشات ومن شأنيا أن تنبث براءة المحكوم عميو.
المبحث الثاني :األطراف الذين خوليم القانون حق طمب المراجعة
لموكيل العام لمممك لدى المجمس األعمى بمبادرة منو أو بطمب من وزير العدل ،ولممحكوم عميو أو
نائبو القانوني في حالة عدم األىمية ،ولزوج المحكوم عميو المتوفي أو المصرح بغيبتو ،وأبنائو ووالديو،
وورثتو والموصي ليم ،ولمن تمقى توكيال خاصا منو قبل وفاتو.
من إعداد الطالب :يونس العياشي تلخيص كتاب :شرح قانون المسطرة الجنائية لوزارة العدل 111