You are on page 1of 39

‫ماستر القانون االجتماعي المعمق‬

‫الفوج األول‬
‫مادة‪ :‬صعوبات المقاولة‬
‫عرض تحت عنوان‬

‫حماية الدائنين في نظام‬


‫صعوبات المقاولة‬
‫إشراف األستاذة‪:‬‬

‫‪ ‬الدكتورة نادية المشيشي‬ ‫إعداد الطلبة‪:‬‬

‫الموسم الجامعي‪:‬‬
‫‪2019/2018‬‬
‫شكر وتقدير‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫الئحة فك الرموز‬
‫‪ ‬م‪.‬ت‪ :‬مدونة التجارة‬
‫‪ ‬م‪.‬س‪ :‬مرجع سابق‬
‫‪ ‬ص‪ :‬صفحة‬
‫‪ ‬ق‪.‬م‪.‬م‪ :‬قانون المسطر ة المدنية‬

‫‪1‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫مقدمة‬
‫عرف العالم خالل العقود الماضية ‪ ،‬تحوالت عميقة مست مختلف جوانب الحياة‬
‫االقتصادية والسياسية واالجتماعية والشك أن هذه التحوالت ‪ ،‬أدت بالمشرع المغربي الى‬
‫الخوض في مسلسل اإلصالحات في الترسانة القانونية ‪،1‬وخاصة تلك المتعلقة بميدان‬
‫األعمال‪ ،‬لكي تكون أكثر توافقا وانسجاما مع الظرفية االقتصادية الحالية ‪ ،‬ونظرا ألهمية‬
‫دور المقاوالت في إرساء البناء االقتصادي وترسيخ دعائم االستقرار االجتماعي وكذا‬
‫اعتبارها النموذج األمثل لممارسة األنشطة التجارية ‪ ،‬أولت التشريعات أهمية بالمقاولة من‬
‫حيث حمايتها والنهوض بها ‪ ،‬إال أن شبح االفالس قد يهدها في كل وقت وحين مما يصعب‬
‫عليها مواجهة الخصوم باألصول القابلة للتصرف وتأديتها للدائنين في أجل االستيفاء ‪.‬‬

‫ويعتبر الدائنين مجموعة من الفاعلين االقتصاديين والتجاريين ‪ ،‬فهم جزء ال يتجزأ‬


‫من منظومة االقتصاد الوطني ‪2‬بحيث يعتبرون ركيزة أساسية‪ ،‬كون المقاولة مهما كان‬
‫حجمها وأهميتها ال يمكن االكتفاء بتمويلها الذاتي لمواجهة العمليات التجارية التي تتميز‬
‫بالكثرة والتنوع ‪.‬‬

‫األمر الذي فرض على المقاولة التفكير في حلول بديلة لمواجهة هذه العراقيل وذلك‬
‫عبر تقنيات االئتمان التي تشكل دعامة أساسية لتطور االقتصاد ولقد تم تعريف االئتمان "‬
‫مجموعة من التقنيات واألساليب التي تتحول بواسطتها ملكية رأسمال معين بكيفية مؤقتة‬
‫‪3‬‬
‫من شخص الى أخر على أساس أن يقوم هذا االخير برد الرأسمال في تاريخ ال حق"‬

‫‪1‬موالي حسن سعيدي‪ ،‬دور السنديك في معالجة صعوبات المقاولة دارسة تحليلة على ضوء مدونة التجارة وعمل المحاكم ‪،‬رسالة‬
‫لنيل دبلوم الماستر‪ ،‬قانون خاص‪ ،‬نوقشت بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية جامعة عبد المالك السعيدي‪ ،‬طنجة‪،2012 ،‬‬
‫ص‪. 1‬‬
‫‪2‬‬
‫اسماعيل بوهمو ‪ ،‬اليات حماية الدائنين في نظام مساطر صعوبات المقاولة ‪،‬مجلة القانون واالعمال ‪،‬عدد خاص بمساطر صعوبات المقاولة ‪،‬‬
‫ص‪. 2‬‬
‫‪3‬حياة حجي‪ ،‬نظام الضمانات وقانون صعوبات المقاولة دارسة مقارنة ‪،‬أطروحة لنيل دكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬نوقشت بكلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية و االجتماعية السويسي ‪،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط ‪،‬سنة ‪، 2009‬ص ‪10‬‬

‫‪2‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫إذن فاالئتمان يظل ضرورة ملحة لدى المقاوالت إلنجاز العمليات التجارية وكذا لمواصلة‬
‫نشاطها ألنه يساهم في تمويلها‪ ،‬وتأسيسا على ذلك فإن ازدهار العالقات التجارية يستدعى‬
‫الحفاظ على االئتمان التجاري وحمايته من كل ما من شأنه أن يهدد وجوده ‪.‬‬

‫وفي هذا السياق كان البد من تدخل المشرع لإلنتاج ترسانة قانونية وآليات حمائية‬
‫للدائنين الذين يخاطرون بتقديم االئتمان إلى المدين وكان ذلك عبر مراحل تاريخية مختلفة‬
‫‪.4‬ونظرا ألهمية مؤسسة الدائن باعتبارها من أهم الحلقات الموجودة في النظام االقتصادي‬
‫اآلليات التي تمنح الدائنين حماية كمسطرة التصريح بالديون‬ ‫الوطني أوجد المشرع‬
‫وتحقيقها بالنسبة للدائنين الناشئة ديونهم قبل فتح مساطر المعالجة أما بالنسبة للدائنين الناشئة‬
‫ديونهم بعد فتح مساطر المعالجة والذين يساعدون المقاولة في التمويل ‪ ،‬فهم مشمولون‬
‫بامتياز استحقاق الديون ‪ ،‬كما خول المشرع للدائنين بعض الحقوق التي تشكل امتيازا لهم‬
‫والمتمثلة في استشارة السنديك إما فرديا او جماعيا و كذلك التنظيم الجديد المسمى) جمعية‬
‫الدائنين(‬

‫أهمية الموضوع‬

‫تكمن أهمية الموضوع قيد الدراسة كون المقاولة وفي إطار توسعة انشطتها وخلق‬
‫مشاريع جديدة أو مواجهة الصعوبات التي قد تواجهها تكون في حاجة للتمويل مما‬
‫يضطرها الى اللجوء الى االئتمان من لدى الدائنين إال ان هؤالء لن يقوموا بمنح هذه‬
‫التمويالت إال إذا حصلوا على ضمانات او تعهدات بأداء ديونهم في تاريخ االستحقاق وهو‬
‫األمر الذي جعل المشرع يوفر اآلليات الحمائية لهم ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫تبنى المغرب نظام االفالس سنة ‪ 1911‬نتيجة تأثره بالقانون الفرنسي وكان هذا النظام يهتم بمصلحة الدائنين على حساب المقاولة وظل هذا‬
‫النظام قائم الى حدود ‪ 1992‬بصدور مدونة التجارة التي تم تخصيص بابها الخامس لنظام صعوبات و الذي شهد تعديل بموجب القانون ‪13 31‬‬
‫الذي حاول نسبيا اقامة توزان نسبي بين الدائنين والمقاولة رغم اهتمامه باستمرارية هذه االخيرة على حسب مصالح الدائنين‬

‫‪3‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫إشكالية الموضوع‬

‫مما الشك فيه ان المشرع المغربي أعطى أهمية إلنقاذ المقاولة باعتبارها أداة لإلنتاج‬
‫والتشغيل إال أنه أوجد آليات حمائية مهمة للدائنين‪ ،‬هذا ما جعلنا نطرح تساؤال ت حول‬

‫ما طبيعة هذه الضمانات الحمائية؟ وهل هاته اآلليات الحمائية حققت الحماية الكفيلة‬
‫للدائنين ؟ ثم ما مدى فعالية هاته اآلليات في نظام يفضل إنقاذ المقاولة على حماية مصالح‬
‫الدائنين؟‬

‫المنهج المعتمد‬

‫وبما أن البحث في المادة القانونية يحتم على الدارس والباحث االعتماد على مناهج‬
‫البحث العلمي فقد حاولنا في هذا الموضوع االعتماد على المنهج الوصفي التحليلي حتى‬
‫نتمكن من خالله مناقشة النصوص القانونية ذات الصلة بالموضوع وتحليل مضامينها ‪.‬‬

‫التصميم المتبع‪:‬‬

‫لإلجابة عن االشكالية سنعتمد على الخطة التالية‬

‫المبحث االول‪ :‬حماية الدائنين الناشئة ديونهم قبل فتح مساطر التسوية القضائية‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬حماية الذائنين الناشئة ديونهم بعد فتح التسوية القاضائية‬

‫‪4‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫المبحث االول‪ :‬حماية الدائنين الناشئة ديونهم قبل فتح مساطر التسوية‬
‫القضائية‬
‫إن التأطير القانوني لوضعية الدائنين الذين نشأت ديونهم قبل صدور حكم فتح مساطر‬
‫التسوية القضائية استحضر أهداف هذا النظام بحيث ألقى هاجس إنقاذ المقاولة بظالله على‬
‫وضعية هؤالء وهو ما كان وراء إقرار القانون المغربي لقواعد تمس وضعية حقوقهم وهو‬
‫ما بدا جليا من خالل وجوب امتثالهم ألحكام التصريح بالديون {المطلب االول} وتحقيقها‬
‫{المطلب الثاني}‬

‫المطلب االول ‪ :‬مسطرة التصريح بالديون‬


‫نظم المشرع مسطرة التصريح بالديون من المواد ‪ 321-319‬في مدونة التجارة‬
‫وتمثل الغاية من هذه المسطرة إطالع السنديك على حجم المديونية في المقاولة و طبيعة‬
‫الدين وحماية حقوق الدائنين في استيفاء ديونهم‪.5‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬خضوع الدائنين لمسطرة التصريح‬


‫تعتبر مسطرة التصريح بالديون من أهم اإلجراءات الحيوية في مساطر المعالجة‬
‫‪6‬والعنصر الجوهري الضامن لتوزيع األصول توزيعا عادال بين مختلف الدائنين حسب‬
‫مراتبهم فضمان الدائنين لحقوقهم في مواجهة المقاولة المدينة رهين بقيامهم‬
‫بالتصريح‪7‬وهكذا فان سائر الدائنين بصرف النظر عن طبيعة ديونهم سواء كانت مدنية‬
‫أو تجارية وسواء كانت ديونهم هاته عادية أو تحظى بامتياز أورهن‪8‬باستثناء المأجورين أن‬
‫يشاركوا في تصفية الخصوم وتوزيعها ‪.‬‬

‫ويشعر السنديك حسب الفقرة الثانية من المادة‪ 319‬الدائنين شخصيا والمعروفين لديه‬
‫وكذا المدرجين بالقائمة المدلى بها من طرف رئيس المقاولة والناشئة ديونهم قبل صدور‬

‫‪5‬عالل فالي ‪ ،‬مساطر معالجة صعوبات المقاولة ‪،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة دار السالم للطباعة والنشر‪، 2012 ،‬ص ‪.502‬‬
‫‪6‬‬
‫احمد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في مساطر الوقاية من الصعوبات التي تعترض المقاولة ومساطر معالجتها‪ ،‬الجزء الثالث ‪،‬مطبعة المعارف‬
‫‪،‬الرباط ‪،‬ص ‪.212‬‬
‫‪7‬‬
‫عبد الرحيم شميعة ‪،‬شرح أحكام نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة على ضوء القانون ‪، 13 -31‬مطبعة سجلماسة ‪،‬مكناس‪ ،2018 ،‬ص‬
‫‪.220‬‬
‫‪8‬‬
‫الديون الممتازة هي تلك الحقوق العينية التي يعطي القانون لصاحبها اسبقية في اقتضاء الحق مراعاة لصفته بنص القانون‬

‫‪5‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫حكم فتح المسطرة‪ ،‬كما يشعر السنديك الدائنين حسب الفقرة الثالثة من ذات المادة الحاملين‬
‫لضمانات أو عقد ائتمان ايجاري ‪، 9‬ثم شهرهما وان اقتضى الحال في موطنهم المختار‬
‫وإذا كان الدائن يقطن خارج التراب الوطني فانه طبقا للمادة ‪ 380‬من مدونة التجارة فانه‬
‫يوجه نفس االشعار الى الدائنين بالخارج المعروفين لدى المحكمة وفق التدابير المناسبة‬
‫قصد اشعارهم ولها الحق في اتخاد كل إجراء تراه مناسب إلشعارهم‪.‬‬

‫وهكذا فطبقا ألحكام المادة ‪ 319‬من مدونة التجارة وبالنظر لما حملته من تعديالت‬
‫هامة وعميقة بخصوص حماية الدائنين السابقين ‪،‬فانه تم تقليص حاالت عدم علمهم أو‬
‫صعوبة معرفتهم بوضعية المقاولة الخاضعة للمسطرة القضائية‪.‬‬

‫فبعدما كانت خطوة اإلشعار الشخصي الذي يقوم به السنديك لمجرد الدائنين المقيدين‬
‫او اصحاب االيجار االئتماني فإنه اضحى بإمكان كافة الدائنين االستفادة من شرط اإلشعار‬
‫الشخصي للسنديك حتى بالنسبة للدائنين العاديين ‪ 10‬ويتم التصريح بالديون وفقا لشروط‬
‫معينة ودقيقة ‪ ،‬نصت عليها المادة ‪ 321‬من مدونة التجارة ‪11‬بحيث يضم التصريح مبلغ‬
‫الدين المستحق بتاريخ صدور حكم فتح المسطرة ‪ ،‬مع تحديد قسط الدين المؤجل في حالة‬
‫التسوية القضائية باإلضافة إلى تحديد نوع االمتياز أو الضمان الذي يكون مقرون بالدين‬
‫وإن كان األمر متعلقا بديون محددة بعملة أجنبية يتم تحويلها الى العملة الوطنية حسب سعر‬
‫الصرف الجاري به العمل بتاريخ صدور الحكم القاضي يفتح المسطرة ويشمل التصريح‬
‫ايضا على بعض العناصر ‪12‬األخرى ‪.‬‬

‫االئتمان االيجاري‬ ‫‪9‬‬

‫“كل عملية كراء السلع التجهيزية أو المعدات أو اآلالت التي تمكن المكتري كيفما كان تكييف تلكا لعمليات من أن يتملك‬
‫في تاريخ يحدده مع المالك كأل وبعض السلع المكتراة لقاء ثمن متفق عليه يراعى فيه جزء على األقل من المبالغ المدفوعة‬
‫على سبيل الكراء"‬
‫‪ 10‬احمد شكري السباعي‪ ،‬م ‪.‬س ‪ ،‬ص ‪. 212‬‬
‫‪11‬‬
‫اسماعيل بو همو ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪12‬‬
‫ويشمل التصريح ‪1‬العناصر التي من شانها ان نثبت وجود الدين ومبلغه اذا لم يكن ناجما عن سند وان تعذر ذلك تقييما للدين اذا لم يخدد مبلغه‬
‫بعد ‪ 2‬كيفية احتساب الفوائد في حالة استئناف سريانها مع تنفيذ مخطط االستمرارية ‪ 1‬االشارة الى المحكمة التي رفعت اليها الدعوى ان كان‬
‫الدين موضوع نزاع‬

‫‪6‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫كل هذه المعطيات تعتبر حماية مهمة رغم تعقيدها كونها تعطي للدين قوة وجود‬
‫وأيضا من ناحية أخرى تعطي للمقاولة رؤية ألصولها ‪.13‬‬

‫وتطبيقا للمادة ‪ 320‬التي حددت آجال التصريح بالديون للسنديك والتي يتعين على‬
‫الدائنين إحترامها تحت طائلة سقوط الدين ‪ ،‬والمالحظ في هذا اإلطار أن ليس هناك أجل‬
‫موحدا فطبقا للفقرة االولى من المادة ‪ 320‬فإنه يجب تقديم التصريح بالديون داخل أجل‬
‫شهرين إبتداء من تاريخ نشر الحكم القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ أو التسوية أو التصفية‬
‫القضائية ويهم هذا األجل الدائنين المدرجة أسماهم بالقائمة التي يتقدم بها المدين وكذا‬
‫الدائنين المعروفين لدى السنديك أو الحاملين للضمانات و ‪ 5‬اشهر بالنسبة للدائنين القاطنين‬
‫بالخارج استحضارا لظروف تواجدهم خارج المملكة المغربية ‪.‬‬

‫وأجل ‪ 12‬يوم ويتعلق األمر بالدائنين المتعاقدين مع المقاولة في إطار العقود‬


‫‪14‬‬
‫الجارية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬دعوى رفع سقوط الدين‬


‫لقد منح المشرع للدانن إمكانية حماية دينه من االنقضاء عبر دعوى رفع السقوط التي‬
‫يقوم بممارستها بين يدي القاضي المنتدب ‪15‬في حالة سقوط الدين جزاء لعدم قيامهم‬
‫بالتصريح بديونهم إلى السنديك أو القيام بذلك خارج اآلجال القانونية ‪.‬‬

‫ولقد مكنت المادة ‪ 321‬من مدونة التجارة للدائنين السابقين استرجاع حقوقهم وفق‬
‫ضوابط محددة وشروط معينة ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫اسماعيل بو همو‪ ،‬م‪..‬س‪،‬ص ‪.8‬‬
‫‪14‬‬
‫يقصد بالعقود الجارية أو العقود في طور التنفيذ » ‪ « contrat en cours‬العقود التي ابرمها رئيس المقاولة مع‬
‫االغيار المتعاقدين والتي لم تستنفد أو لم تنقض أثارها الرئيسية بعد صدور حكم فتح مسطرة المعالجة أو بمعنى أخر العقود التي‬
‫تستمر أو تجري أثارها حتى بعد حكم فتح المسطرة ولقد وضع المشرع مصير العقود الجارية أو التي في طور التنفيذ في يد السنديك‬
‫وحده دون غيره‬
‫‪15‬‬
‫حياه حجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.202‬‬

‫‪7‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫أوال ‪ :‬الشروط الشكلية‬


‫أ ‪ -‬ممارسة الدعوى داخال األجل المحدد‬

‫يحب أن تتقيد دعوى رفع السقوط حسب الفقرة الثالثة من المادة ‪ 321‬من مدونة‬
‫التجارة التي تنص على أنه"‪ ...‬اليمكن ممارسة دعوى رفع السقوط إال داخل أجل سنة‬
‫ابتداء من تاريخ اشعار الدائنين‪"...‬والمقصود تاريخ صدور المقرر القاضي بفتح المسطرة‬
‫وليس تاريخ النشر بالجريدة الرسمية ويعتبر أجل السنة التي يمكن فيها للدائن رفع طلبه‬
‫للقاضي المنتدب لرفع السقوط أجل سقوط وليس أجل تقادم ‪.16‬‬

‫ب ‪ -‬الجهاز المكلف بالنظر في دعوى رفع السقوط‬

‫بالرجوع الى المادة ‪ 321‬من مدونة التجارة فإنه يستشف منها بأن الدائن الذي سقط‬
‫حقه في التصريح بدنيه يمكنه أن يرفع دعوى رفع السقوط الى القاضي المنتدب داخل‬
‫األجل القانوني لكي يرفع عنه هذا السقوط ‪ ،‬باعتبار إجراءات دعوى رفع السقوط تعتبر‬
‫كباقي الدعاوى القضائية ‪ ،‬فإنها يجب أن تتقيد بالمقتضيات الواردة في قانون المسطرة‬
‫المدنية ‪ ،‬األمر الذي أيده القضاء ‪ ،‬بحيث اعتبر القرار الصادر عن محكمة االستئناف‬
‫التجارية بالبيضاء" إن طلب رفع السقوط يكون عن طريق الدعوى وبالتالي يجب احترام‬
‫مقتضيات الفصل ‪ 23‬من ق م م"‪.17‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الشروط الموضوعية‬


‫ان يكون عدم التصريح ال يعود الى الدائن‬ ‫أ‪-‬‬
‫يلتزم الدائن بإعطاء دليل ‪ ،‬يفيد بأن عدم التصريح بالدين ‪ ،‬ال يعود الى سبب‬
‫شخصي متعلق به بل إن ذلك يعود إما إلى السنديك أو إلى ظروف خارجية عن‬
‫إرادته ‪ 18‬ويقوم القاضي المنتدب بتقييم الحجج واألسباب التي يتقدم بها الدائن‪،‬‬

‫‪16‬‬
‫عبد الرحيم شميعة ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.211‬‬
‫‪17‬‬
‫المادة ‪ 12‬من ق م ‪.‬م‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫قرار محكمة االستناف التجارية الدار البيضاء بتاريخ ‪ 12/ 15/200‬عدد ‪ 200/2251‬ملف رقم ‪ 11/200/2551‬مجلة الباحث المغربي لقانون‬
‫االعمال ‪،‬عدد ‪ 1،‬ص ‪.180‬‬

‫‪8‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫بحيث تكون له السلطة التقديرية للبحث في السبب الحقيقي الذي نتج عنه عدم‬
‫التصريح بالدين داخل األجل القانوني ‪.‬‬

‫موقف المشرع المغربي‬ ‫ب‪-‬‬

‫إذا كانت المادة ‪ 328‬من مدونة التجارة قد سمحت للدائن برفع دعوى السقوط فإنها لم‬
‫تحدد األسباب التي يمكن بناء عليها من استرجاع الحق في التصريح بالدين ‪ ،‬أمام هاته‬
‫الصياغة العامة بلور القضاء المغربي موقف من هذه األسباب ‪19‬ففي حيثيات القرار‬
‫الصادر عن محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء بتاريخ ‪ " 11/1/02‬فحيث أنه‬
‫بالنسبة للسبب الثاني والمتعلق لكون المسيرة الطاعنة تجهل اللغة العربية وكذا تتواجد‬
‫خارج المغرب ال يمكن اعتباره من قبيل األسباب التي ال تعود الى الدائن "‪.‬‬

‫كما أن مرض الممثل القانوني لشركة تجارية ‪ ،‬ال يعتبر سببا لرفع السقوط عن‬
‫التصريح بالدين‪20 ،‬فالمالحظ من خالل االحكام القضائية أعاله بأن القضاء المغربي يطغي‬
‫عليه نوع من الصرامة والقساوة في تعامله مع الدائن مما يؤدي من بعض الحاالت الى‬
‫ضياع حقوق ومصالح الدائنين بخالف المشرع الفرنسي الذي حاول إقامة توازن بين‬
‫مصلحة المقاولة والدائن‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مسطرة تحقيق الديون‬


‫نظرا لما تكتسيه عملية تحقيق الديون من أهمية في حماية حقوق الدائنين والحفاظ‬
‫على حقوقهم‪ ،‬فإن المشرع المغربي سن العديد من اإلجراءات المنظمة لهذه العملية والتي‬
‫ينبغي احترامها ‪ ،‬كما اضاف المشرع مجموع من امتيازات للدائنين كحق إستشارة السنديك‬
‫و كذا جمعية الدائنين ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫المحكمة التجارية بمكناس ملف التسوية القضائية ‪ 01/11‬عدد ‪2/02-20‬‬
‫‪20‬‬
‫عبد الرحيم شميعة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.212‬‬

‫‪9‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫الفقرة االول ‪ :‬سير المسطرة‬


‫تمر ديون الدائنين السابقين لفتح مسطرة التسوية القضائية بعد التصريح بها لمسطرة‬
‫التحقيق لتحديد ما إذا كانت مقبولة أم ال في المسطرة القضائية المفتوحة إذ أن مجرد‬
‫التصريح بالديون ال يعني بأي حال من األحوال أنها أضحت مقبولة ‪.‬‬

‫ويلعب السنديك دور حيويا فيما يتعلق بالديون السابقة إذ يعتبر الجهة األولى التي‬
‫تودع لديها التصريحات فهو من يتولى إعداد قائمة الديون وتقديم اقتراحات بقبول الدين أو‬
‫رفضه‪ ،‬إذ تناط به مهمة التحقيق القبلي للديون المصرح بها حيث يقوم بذلك بمعية‬
‫‪21‬‬
‫وبحضور رئيس المقاولة‪ ،‬أو بعد استدعائه بصفة قانونية ‪،‬مع مراعاة‬ ‫المراقبين‬
‫مقتضيات الفقرة الثالثة من المادة ‪ 231‬تحت رقابة القاضي المندب ‪.22‬‬

‫وتجدر االشارة ان حضور رئيس المقاولة‪ ،‬إجراء وجوبي تحت طائلة بطالن عملية‬
‫تحقيق الديون وذلك نظرا لكون حضوره خالل هذه العملية يمكنه من اإلدالء بمالحظاته‬
‫حول الديون المعروضة عليه ‪ ،‬من حيث ثبوتها ومبلغها وكذا حول طبيعة الضمانات التي‬
‫تقترن بهاته الديون‪ ،‬وقد ايد القضاء بدوره ضرورة حضور رئيس المقاولة وذلك بموجب‬
‫قراره الصادر عن االستئناف التجارية بفاس ‪" 12/11/08‬قبول القاضي المنتدب للدين‬
‫المقترح به من لدن السنديك دون استدعاء هذا األخير لرئيس المقاولة إلبداء مالحظاته‬
‫حول الدين يعد في غير محله ويتعين إلغاؤه وإرجاعه للقاضي المنتدب للبت فيه طبقا‬
‫للقانون" ‪.23‬‬

‫وهذا وطبقا للمادة ‪ 323‬من مدونة التجارة "يعد السنديك داخل اجل أقصاه ستة اشهر‬
‫من صدور حكم فتح المسطرة‪ ،‬بعد مطالبة رئيس المقاولة بإبداء مالحظاته على التوالي‬

‫مع استالم التصريحات بالديون ‪ ،‬قائمة بالديون المصرح بها مع اقتراحاته بالقبول‬
‫أو الرفض أو اإلحالة على المحكمة ويسلم السنديك القائمة الى القاض المنتدب‪".‬‬

‫‪21‬‬
‫المادة ‪ 202‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫عبد الرحيم شميعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪23‬‬
‫حياة حجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫‪10‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫وتعتبر هذه القائمة مهمة في ضبط خصوم المقاولة كما تمكن لألغيار التقدم بتعرض‬
‫‪24‬‬
‫الغير الخارج عن الخصومة على الديون المقبولة طبقا المادة ‪315‬‬

‫ويقوم السنديك بعملية تحقيق الديون حتى ولو لم يتعرض حكم فتح المسطرة القضائية‬
‫للطعن ما دام أن األحكام واألوامر حسبا المادة ‪ 321‬تكون مشمولة بالنفاذ المعجل ‪.‬‬

‫وتطبيقا للمادة ‪ 328‬فان السنديك ملزم كذلك بالتحقيق من أجل حصر ديون األجراء‬
‫الذين يعملون بالمقاولة والغير خاضعين لقاعدة التصريح بالديون ‪ ،‬كما يحق لكل أجير لم‬
‫تتم االشارة الى كل أو بعض من دينه في تلك القائمة أن يرفع دعواه إلى المحكمة‬
‫المختصة‪.25‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬المنازعة في الدين والطعن في مقرارت القاضي المنتدب‬


‫أوال ‪ :‬المنازعة في الدين‬
‫لقد حاول المشرع شيئا ما توفير الحماية الالزمة للدائن نتيجة إقصائه من الحضور‬
‫في عمليات تحقيق الديون وذلك بأن ألزم السنديك بضرورة القيام باخبار الدائن بوجود‬
‫منازعة في دينه وذلك طبقا لما جاء في المادة ‪ 637‬في فقرتها الثانية ‪" :‬اذا كان الدين‬
‫موضوع نزاع ‪ ،‬يخبر السنديك الدائن بذلك بواسطة رسالة مضمونة الوصول مع‬
‫االشعار بالتوصل ‪ ،‬تبين سبب النزاع ‪ ،‬واحتماال ‪ ،‬مبلغ الدين الذي تم اقتراح تقييده‬
‫وتدعو الدائن الى تقديم شروحاته ‪"...‬‬

‫ورغم هذه اإلمكانية التي خولها المشرع للدائن عند المنازعة في دنيه ‪ ،‬فإنه قيده‬
‫باحترام أجل محدد تحت طائلة عدم قبول المنازعة ‪ ،‬بحيث أن الدائن ملزم بتقديم شروحاته‬
‫و اإلدالء بمالحظاته حول الدين المنازع فيه خالل ‪10‬يوم‪ 26‬تطبيقا لما جاء في المادة ‪322‬‬
‫من مدونة التجارة في فقرتها الثالثة " يجب أن يشار في رسالة السنديك أنه إذا لم يقدم‬
‫الرد داخل إجل ثالثين يوما لن تقبل أية منازعة الحقة القتراح السنديك ‪".‬‬
‫‪24‬‬
‫المادة ‪ 315‬من قانون ‪ 13 31‬الفقرة االولى "يمكن لألشخاص المعنيين أن يقدموا تعرض الغير الخارج عن الخصومة على المقرارت الصادرة‬
‫عن المحاكم المنصوص عليها في الفقرتين االولى والثالثة من المادة ‪ 311‬اعاله و المضمنة في قائمة الديون‪"...‬‬
‫‪25‬‬
‫عبد الرحيم شميعة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.218‬‬
‫‪26‬‬
‫حياة حجي ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.225‬‬

‫‪11‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫ثانيا‪ :‬الطعن في مقرارت القاضي المنتدب‬


‫لقد كان المشرع عادال عندما فتح باب الطعن في مقررات وأوامر القاضي المندب‬
‫لسائر األطراف المعنية بهاته المساطر{ دائن – المدين – السنديك – االغيار } وال‬
‫يستثنى من ذلك سوى الدائن الذي وقع نزاع في دينه كال او بعضا ‪ ،‬والذي لم يرد على‬
‫السنديك داخل األجل القانوني والمتمثلة في ثالثين يوما ‪ ،‬وبمعنى آخر ال يمكن لهذا‬
‫الدائن أن يطعن في أمر القاض المنتدب المؤيد القتراح السنديك ‪ ،‬ولكن يمكن له بالمقابل‬
‫ان يطعن في مقرر القاضي المنتدب إن كان هذا المقرر مخالفا القتراح السنديك‪.27‬‬

‫أ – فيما يخص قبول الدين‪:‬‬

‫يملك القاضي المنتدب السلطة التقديرية لقبول الدين أو رفضه ‪ ،‬وهو غير ملزم بالتقيد‬
‫باقتراحات السنديك وتطبيقا للفقرة األخيرة من المادة ‪ 310‬من مدونة التجارة " تبلغ‬
‫المقررات بقبول الديون غير المنازع فيها الى الدائنين برسالة عادية ‪ .‬ويحدد التبليغ‬
‫المبلغ الذي قبل الدين من أجله من جهة و الضمانات واالمتيازات التي قرن بها من جهة‬
‫أخرى ‪".‬‬

‫وحين يبت القاضي المنتدب في دين االختصاص أو في دين منازع فيه فانه يتم‬
‫إستدعاء رئيس المقاولة والدائن من طرف كتابة الضبط بجميع الوسائل المتاحة قانونا ‪.28‬‬

‫وبخصوص الديون العمومية ‪ 29‬ووفقا للمادة ‪ 2‬من القانون ‪ 3093 12‬فإنه في الحالة‬
‫التي يتعذر البت في التصريح بالدين لعدم االدالء بالسند التنفيذي بسبب طول اجراءات‬
‫إصداره أجازت المادة الثانية منه قبول الدين بصفحة إحتياطية الى حين اإلدالء بالسند‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫احمد شكري السباعي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪28‬‬
‫المادة ‪ 310‬في فقرتها االولى " حينما ينظر القاضي المنتدب في االختصاص أو في دين منازع فيه يتم استدعاء جميع األطراف المعنية بجميع‬
‫الوسائل المتاحة قانونا‪".‬‬
‫‪29‬تعتبر ديون عمومية بمقتضى القانون الضرائب المباشرة للدولة والرسوم المماثلة وكذا الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬المشار إليها‬
‫بعبارة " الضرائب والرسوم " في ما يلي من هذا القانون‬
‫·حصيلة‬ ‫·حقوق التسجيل والتمبر والرسوم المماثلة ؛ مداخيل وعائدات أمالك الدولة ؛‬ ‫·الحقوق والرسوم الجمركية ؛‬
‫االستغالالت والمساهمات المالية للدولة ؛ الغرامات واإلدانات النقدية ؛ ضرائب ورسوم الجماعات المحلية وهيئاتها ؛ سائر‬
‫الديون األخرى لفائدة الدولة والجماعات المحلية وهيئاتها والمؤسسات العمومية التي يعهد بقبضها للمحاسبين المكلفين‬
‫بالتحصيل‪ ،‬باستثناء الديون ذات الطابع التجاري‬

‫‪12‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫ب فيما يخص الدفع بعدم االختصاص‬

‫إذا كان موضوع النزاع من اختصاص المحكمة التي فتحت المسطرة‬ ‫‪-1‬‬

‫ويكون النزاع من اختصاص المحكمة التي فتحت المسطرة متى بت القاضي المنتدب‬
‫في جوهر النزاع بقبول الدين أو رفضها ‪ ،‬ورفض دعوى السقوط الناشئ عن التصريح‬
‫في األجل القانوني ‪ ،‬ويعرض الطعن في هذه الحالة أمام محكمة االستئناف التجارية‬
‫ويكون الحق مخول للدائن أو للدين او للسنديك ‪.‬‬

‫إذا كان موضوع النزاع من اختصاص محكمة اخرى‬ ‫‪-3‬‬


‫حينما يكون الموضوع من اختصاص محكمة أخرى فإن تبليغ مقرر القاضي‬
‫المنتدب بعدم االختصاص يفتح باب الطعن عليه طبقا للفقرة االخيرة من المادة‬
‫‪ 311‬من مدونة التجارة أمام المحكمة المختصة داخل أجل شهرين من التبليغ تحت‬
‫طائلة السقوط ويستثنى من هذه القاعدة عند ما يكون الدين عموميا ‪،‬وتجدر اإلشارة‬
‫إلى أنه باإلضافة إلى حق الدائنين في التصريح بديونهم وتحقيقها فإن المشرع خول‬
‫لهم كذلك الحق في استشارة السنديك ‪ ،‬والمشرع المغربي كذلك أوجد آلية جديدة‬
‫تتمثل في مؤسسة جمعية الدائنين ‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬استشارة الدائنين و جمعية الدائنين‬

‫كما سبق القول أن المشرع المغربي من خالل مدونة التجارة خول للدائنين امتيازات‬
‫أخرى ‪ ،‬خاصة تلك المتمثلة في استشارة الدائنين و خلق مؤسسة جديدة متمثلة في جمعية‬
‫الدائنين ‪.‬‬

‫‪ 30‬القانون رقم ‪ 12 93‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية ظهير شريف رقم ‪ 10000132‬صادر في ‪ 28‬من محرم ‪1 ( 1521‬‬
‫ماي ‪)2000‬‬

‫‪13‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫اوال‪ :‬إستشارة الدائنين‬

‫يقوم السنديك من أجل معرفة موقف الدائنين من اآلجال و التخفيضات التي سيقترحها‬
‫في المخطط باستشارتهم ‪ ،‬سواء بشكل فردي أو جماعي ‪ ،‬وسواء تعلق األمر باستشارة‬
‫فردية أو جماعية للدائنين ‪ ،‬فإن السنديك ملزم بالحاق الرسالة أو االستدعاء الموجه لهم بعدة‬
‫بيانات نصت عليهم المادة ‪ 206‬من مدونة التجارة وهي ‪:‬‬

‫‪ ‬بيان لوضعية المقاولة أصول وخصوم المقاولة مع بيان تفصيلي للخصوم ذات االمتياز‬
‫والخصوم العادية؛‬
‫‪ ‬اقتراحات السنديك ورئيس المقاولة مع اإلشارة إلى الضمانات الممنوحة ؛‬
‫‪ ‬رأي المراقبين‪.‬‬
‫وعندما يعتزم السنديك تحديد موقف دائن ما بشكل فردي ‪ ،‬يقوم بتوجيه رسالة إليه تتضمن‬
‫مقترحاته ويكون هذا الدائن ملزم باإلجابة على تلك المقترحات داخل أجل ثالثين يوما من‬
‫تلقيه الرسالة ‪ ،‬تحت طائلة اعتبار عدم جوابه بمثابة موافقة على مقترحات السنديك ‪،‬أما إذا‬
‫ارتأى السنديك استشارة الدائنين بصفة جماعية بخصوص مقترحاته ‪ ،‬فإنه يوجه استدعاء‬
‫لهؤالء من أجل عقد اجتماع معهم تحت رئاسته وقد أعطت المادة ‪ 206‬من مدونة التجارة‬
‫للسنديك إمكانية نشر هذا االستدعاء بجريدة مخول لها نشر اإلعالنات القانونية وتعليقه في‬
‫اللوحة المخصصة لهذا الغرض في المحكمة وعند انعقاد االجتماع يقدم السنديك تقريرا عن‬
‫وضعية المق اولة و عن سير نشاط المقاولة كما يطلب من هؤالء مواقفهم من االقتراحات‬
‫المقدمة بخصوص تسديد الخصوم ‪.31‬‬
‫ثانيا ‪ :‬جمعية الدائنين‬
‫يعتبر جهاز جمعية الدائنين من أهم مستجد جاء به المشرع في إطار قانون ‪73.17‬‬
‫المتعلق بمساطر صعوبات المقاولة ‪ ،‬وتجدر اإلشارة بأنه كان في ظل نظام اإلفالس القديم‬
‫أن الدائنين كانوا يشكلون كتلة وكانو يسمون كتلة الدائنين ‪ ،‬ويتألف هذا الجهاز من‬
‫السنديك كرئيس للجمعية ‪ ،‬باستثناء الحالة التي تنعقد فيها الجمعية قصد اقتراح تغيير‬

‫‪31‬‬
‫مصطفى بونجة و نهال اللواح ‪ ،‬مساطر صعوبات المقاولة وفقا للقانون ‪،13-31‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة ليتوغراف‪،‬طنجة‪،2018 ،‬صفحة ‪151‬‬

‫‪14‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫السنديك فإنه هنا يرأس الجمعية القاضي المنتدب ورئيس المقاولة والدائنين المسجلين في‬
‫قائمة الديون المصرح بها والتي لم يبدي السنديك رأيه بخصوص اقتراح قبولها أو‬
‫رفضها‪ ،‬وتتألف أيضا الجمعية من الدائنين الذين أدرجت مقررات قبول ديونهم في القوائم‬
‫الخاصة بها والمودعة لدى كتابة الضبط ‪.‬‬
‫بالنسبة ألشغال الجمعية فإنها تنعقد بدعوة من السنديك عن طريق نشر إعالن في صحيفة‬
‫مخول لها نشر إعالنات قانونية وقضائية ‪ ،‬وتعلق في لوحة المحكمة ‪ ،‬كما توجه للدائنين‬
‫في موطنهم المختار‪ ،‬مع تضمين هذا اإلشعار شكليات نص عليها المشرع ‪ ،‬كتحديد مكان‬
‫ويوم وساعة عقد الجمعية وموضوع تداولها ‪ ،‬وتنعقد جمعية الدائنين للتداول في مجموعة‬
‫نقاط تهم مصالح أعضائها من الدائنين ومصلحة المقاولة ومن النقاط المتعلقة بمشروع‬
‫‪32‬‬
‫الذي يقترحه‬ ‫مخطط التسوية الستمرارية نشاط المقاولة المشار اليه في المادة ‪595‬‬
‫السنديك وكذلك تغيير أهداف ووسائل مخطط التسوية الستمرار نشاط المقاولة ‪ ،‬أيضا‬
‫طلب استبدال السنديك و تفويت واحد أو أكثر من األصول المهمة للمقاولة ‪.‬‬
‫ولصحة مداوالت الجمعية يشترط أن يتم حضور الذين يحوزون على األقل ثلثي مبلغ‬
‫‪33‬‬
‫‪ ، 611‬وإال فإن رئيس الجمعية يحرر محضرا بذلك‬ ‫الديون المصرح بها وفق المادة‬
‫ويحدد فيه تاريخ جديد النعقاد الجمعية ‪ ،‬على أال يتجاوز أجل عشرة أيام من تاريخ‬
‫انعقادها‪ ،‬وهذا من باب توفير السبل القانونية الكفيلة بنجاح عمل هذا الجهاز ‪ ،‬بحيث يتم‬
‫تحديد هذا النصاب القانوني اعتمادا على مؤشر القيمة المالية‪.‬‬
‫وتعتبر قرارات الجمعية صحيحة عندما يوافق عليها الدائنون الحاضرون أو من يمثلوهم‬
‫و الذين يشكل المبلغ اإلجمالي لديونهم نصف مبلغ ديون الحاضرين أو الممثلين الذين‬
‫شاركوا في التصويت حسب الفقرة الرابعة من المادة ‪ ، 611‬وتلزم قرارات الجمعية‬
‫الدائنين المتخلفين عن الحضور‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫المادة ‪ 292‬من مدونة التجارة "‪ ...‬وعلى ضوء هذه الموازنة ‪ ،‬يقترح السنديك إما مخططا للتسوية يضمن استمرارية المقاولة أو تفويتها ‪"...‬‬
‫‪33‬‬
‫المادة ‪ 211‬من مدونة التجارة "يشترط لصحة مداوالت الجمعية أن يحضرها الدائنون الذين يمتلكون على األقل ثلثي مبلغ الديون المصرح بها ‪"...‬‬

‫‪15‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬حماية الدائنين الناشئة ديونهم بعد فتح مساطر التسوية‬
‫القضائية‬

‫بالنظر إل ى الوضعية الحرجة التي تمر منها المقاولة بما قد يجعلها في حالة التوقف‬
‫عن الدفع أو بعد توقفها عن الدفع ووضع المحكمة يدها عليها ‪ ،‬وأمام المصير المجهول‬
‫حول إمكانية استمرارية نشاطها وإنقاذها‪ ، 34‬وفي إطار البحث عن ممولين ومقرضين‬
‫لمساعدة المقاولة وهي على هاته الحالة ‪ ،‬خاصة وإن استعادتها لعافيتها أمر مشكوك فيه‬
‫فكان لزاما التفكير في آلية قانونية تحفيزية تدفع الدائنين للمغامرة ومنح ثقتهم لها بما يجعلهم‬
‫فوق المنافسة مع الدائنين اآلخرين ‪ ،‬فكان االهتداء الى إقرار نظام امتيازي نصت عليه‬
‫المادة ‪ 290‬م‪.‬ت سنقف حول تعريفه وشروطه {المطلب االول} ثم الحديث عن آثاره‬
‫{المطلب الثاني}‬

‫المطلب األول ‪ :‬مدلول امتياز الديون الالحقة ( حق االسبقية ) وضوابط‬


‫االستفادة‬
‫إلزالة اللبس على حق األولوية المنصوص عليه في المادة ‪ 290‬من مدونة التجارة ‪،‬‬
‫سنعمل على تحديد مفهوم حق األسبقية {الفقرة االولى} على ان نعرج في {الفقرة الثانية}‬
‫على تحديد الضوابط القانونية المحددة لالستفادة من هذا االمتياز ‪.‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬مضمون حق األسبقية‬


‫بالرجوع إلى قانون االلتزامات والعقود‪35‬وبالضبط إلى الفصل ‪ 1251‬نجده ينص‬
‫" االمتياز حق أولوية يمنحه القانون على أموال المدين نظرا لسبب الدين ‪ ".‬وبالرجوع‬
‫الى مدونة التجارة وبالخصوص في نظام معالجة صعوبات المقاولة فإن حق االسبقية يقرر‬
‫للدائنين الناشئة بينهم بصفة قانونية ‪ ،‬بعد صدور حكم فتح مسطرة التسوية القضائية وذلك‬

‫‪34‬‬
‫عبد الرحيم شميعة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫ظهير ‪ 9‬رمضان ‪ 1111‬بمثابة قانون االلتزامات والعقود ‪ 12‬اغسطس ‪1911‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪16‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫بصريح المادة ‪ 290‬مدونة التجارة ‪ 36‬أن أهمية هذه المادة ليس فقط من حيث ما تمنحه‬
‫للمخاطبين بأحكامها من امتيازات ‪ ،‬بل كذلك لما تشكله من إعادة ترتيب االمتيازات في‬
‫المنظومة القانونية المغربية ‪ ،‬حيث يمكن أن نطلق عليه امتياز االمتياز إن المادة ‪ 290‬من‬
‫مدونة التجارة تشكل مظهرا من مظاهر التحول في القانون المغربي والذي يعكس أصالة‬
‫وتفرد مفاهيم ومضامين قانون األعمال على باقي الفروع القانونية األخرى‪ ،‬وانحرافا عن‬
‫ثوابت القانون وكذلك القانون التجاري الكالسيكي‪ 37 ،‬إن شبح االندثار الذي يهدد المقاولة‬
‫المتوقفة عن أداء ديونها ال يمكن مواجهته إال بأمرين اثنين متوازيين ومتالزمين وهما ‪:‬‬

‫الحفاظ على أصول المقاولة عبر منع أداء الدائنين الديون السابقة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ثم البحث عن قنوات جديدة للتمويل تضمن استمرارية المقاولة‬ ‫‪‬‬
‫لنشاطها واستعادة حيويتها ‪.‬‬

‫إن ضمان تمويل المقاولة في هذه المرحلة‪ ،‬من خالل خدمات الممولين والمقرضين‬
‫واألبناك والمساهمين ‪ ،‬يقتضي طمأنة هؤالء بتحفيزهم وذلك عبر االعتراف لهم بامتياز‬
‫جديد ‪ ،‬يتجاوز كل االمتيازات القانونية المعروفة والمألوفة في القواعد العامة أو األنظمة‬
‫الخاصة ‪ ،38‬وتجدر اإلشارة وطبقا لما جاء في المادة ‪ 290‬في فقرتها االولى فالديون‬
‫الالحقة لفتح مساطر التسوية القضائية ‪ ،‬ال تخضع لقاعدة منع األداء حيث يتم سدادها‬
‫بالتوازي مع نشأتها وفي حالة تعذر االداء في توزيع االستحقاق‪ ،‬فإنها تؤدى باألسبقية على‬
‫الديون االخرى سواء كانت مقرونة بامتيازات او بضمانات كما يجوز للدائنين الالحقين‬
‫‪40‬‬
‫الحصول على رهن أو رهن رسمي ‪ 39‬مقابل ديونهم حسب المادة ‪291‬‬

‫‪36‬‬
‫المادة ‪ 595‬من مدونة التجارة ‪...‬وفي حالة تعذر اداءها في تواريخ استحقاقها فانها تؤدى باالسبقية على كل الديون سواء كانت مقرونة ام ال‬
‫بامتيازات او بضمانات‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫نوفل الداودية ‪،‬اليات حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة آلية االمتياز‪ ،‬مجلة القانون و االعمال‪ ،‬عدد خاص بمساطر صعوبات المقاولة ‪،‬‬
‫ص‪.34‬‬
‫‪38‬‬
‫عبد الرحيم شميعة ‪،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪. 222‬‬
‫‪39‬الرهن الرسمي‪ " :‬الرهن الرسمي حق عيني تبعي يتقرر على ملك محفظ او في طور التحفيظ ويخصص لضمان اداء الدين"‬
‫‪40‬‬
‫المادة ‪ 595‬من مدونة التجارة "يجوز للمقاولة الحصول على تمويل جديد قصد مواصلة نشاطها‪ ،‬وإذا كان هذا التمويل مقابل ضمانة يتعين‬
‫مراعاة مقتضيات المادة ‪ 593‬ادناه‪".‬‬

‫‪17‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬ضوابط االستفادة من حق اإلمتياز‬


‫إن األسبقية الممنوحة للدائنين الذين نشأت ديونهم بعد الحكم بفتح المسطرة مبررة من‬
‫حيث القانون والواقع ‪ ،‬إذ تهدف الى تحقيق غاية أساسية تكمن في حصول المقاولة على‬
‫التمويل الالزم لضمان استمراريتها ‪ ،‬ولكي يستفيد هؤالء الدائنين من هذا الحق { حق‬
‫االسبقية} يجب أن تتوفر في ديونهم الشروط التالية‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬نشوء الدين بصفة قانونية‬
‫بالرجوع الى المادة ‪ 290‬من مدونة التجارة نجد ان االستفادة من حق األسبقية يبقى‬
‫رهين بشرط أن يكون الدين قد نشأ بصفة قانونية وبمعنى آخر أن تنشأ هذه الديون عن‬
‫تصرفات تدخل في السلطات واالختصاصات التي يمارسها السنديك أو في االختصاصات‬
‫‪41‬‬
‫اذ‬ ‫التي يمارسها المدين حسب أنماط اإلدارة التي تتضمنها مقتضيات المادة ‪292‬‬
‫يصبح معيار غل اليد هو المعيار لقياس الديون هل نشأت بصفة قانونية ‪ ،‬ذلك ان رئيس‬
‫المقاولة اذ كان محقا قبل فتح المسطرة في مباشرة كل تصرف يرى فيه مصلحة لمقاولته‬
‫فإن هذا التصرف يصبح مقيدا بعد فتح المسطرة االمر الذي يستلزم ان يكون الدين قد‬
‫نشأ خالل هذه الفترة في حدود السلطات المخولة للسنديك أو المدين بغض النظر عن‬
‫مصدر وطبيعة الدين ‪ ،42‬وتكون هذه الديون قد نشأت بصفة قانونية إذا كانت نتيجة‬
‫تصرفات وأعمال في مصلحة المقاولة‪ ،‬واستمرارية نشاطها وأيضا ال تتعارض مع مصلحة‬
‫الدائنين ‪ ، 43‬وكذلك أن تتم داخل حيز زمني محدد وهو طبقا للمادتين ‪ 290 -44222‬من‬
‫مدونة التجارة في المدة الزمنية المحددة بعد صدور الحكم القاضي بفتح المسطرة القضائية‬
‫االنقاذ أو التسوية الى غاية صدور حكم ثاني يحدد مآل المقاولة ‪ ،‬كما يهم هذا التوصيف‬
‫طبقا للمادة ‪ 222‬الديون الناجمة عن تصرفات المقاولة عند صدور الحكم بالتصفية‬
‫القضائية حيث جاء في فقرتها االولى" إذا اقتضت المصلحة العامة أو مصلحة الدائنين‬

‫‪41‬‬
‫المادة ‪ 595‬من مدونة التجارة يكلف الحكم السنديك اما ‪ 5‬بمراقبة عمليات التسيير ‪ 5‬بمساعدة رئيس المقاولة في جميع االعمال التي تخص‬
‫التسسير او في بعضها ‪4‬او بان يقوم لوحده بالتسيير الكلي او الجزئي للمقاولة‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫غل يد المدين اي رفع بد المدين عن تيسسر واالدارة والثقاضي من أهم المؤسسات التي سنها ونطمها المشرع وعلق على يد في المرحلة األولى‬
‫التي تتلوا الحكم بالسوية القضائية عن نمل يد في مرحلة التصقية القضائية‬
‫‪43‬محمد لفروجي‪ ،‬وضعية الدائنين في صعوبات المقاولة دارسة تحليلة نقدية ‪،‬عدد ‪، 4‬مطبعة النجاح الجديدة ‪،‬ص ‪.559‬‬
‫‪44‬‬
‫المادة ‪ 565‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫استمرار نشاط المقاولة الخاضعة للتصفية القضائية ‪ ،‬جاز للمحكمة أن تأذن بذلك لمدة‬
‫تحددها إما تلقائيا او بطلب من السنديك أو وكيل الملك ‪ "...‬ورتبت الفقرة الثانية نتائج‬
‫قانونية بتنصيصها على تطبق مقتضيات المادة ‪ 290‬على الديون الناشئة خالف هذه المدة‬

‫ثانيا ‪ :‬نشوء الدين بعد الحكم بفتح المسطرة‬


‫كشرط ثاني الستفادة الدائن من حق األسبقية المقررة بمقتضى المادة ‪ 290‬ال يستفيد‬
‫منه إال الدائنين الذي نشأت ديونهم وترتبت في ذمة المقاولة المتوقفة عن الدفع أو الخاضعة‬
‫لمسطرة اإلنقاذ بعد صدور حكم فتح المسطرة القضائية ‪.45‬‬

‫ويكفي إلثبات ذلك مقارنة تاريخ نشأة الدين مع تاريخ صدور الحكم القاضي بفتح‬
‫المسطرة القضائية لإلنقاذ أو التسوية وإذا كان األمر سهال بالنسبة للعقود واألعمال التي‬
‫ينشا عنها الدين بعد تنفيذها دفعة واحدة ‪ ،‬حيث يكون إبرام العقد أو إجراء التصرف هو‬
‫ذاته نشأة الدين ‪ ،‬بحيث يعتد هنا مبدئيا بتاريخ العقد الذي يقارن بتاريخ الحكم ‪ ،‬لمعرفة إن‬
‫كان سابقا أوال حقا ‪ ،‬فاإلشكال الذي يطرح بالنسبة للعقود الجارية التي يقرر السنديك‬
‫مواصلتها وفقا لمقتضيات المادة ‪ 46288‬والتي يختلف فيها تاريخ نشأة الدين عن تاريخ‬
‫العقد الذي نتج عنه هذا الدين ‪ ،‬إذ أن جزءا منها ينفذ قبل صدور الحكم القاضي بفتح‬
‫المسطرة وجزء ينفذ بعده مما يدفعنا الى التساؤل حول مدى استفادة الديون الناشئة عن هذه‬
‫العقود من حق االسبقية المنصوص عليها في المادة ‪ 290‬من مدونة التجارية ؟ إن العبرة‬
‫منفي مدى استفادة الدائنين أصحاب العقد الجاري من حق األسبقية يرجع الى تاريخ نشأة‬
‫الدين ‪ ،‬وليس تاريخ إبرام العقد الناتج عنه هذا الدين ‪ ،‬وهذا ما أيده القرار الصادر عن‬
‫محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 10‬أكتوبر ‪" 2000‬والذي اعتبر‬
‫الديون التي تشأ بعد فتح المسطرة التسوية القضائية يمكن المطالبة بها مباشرة دون‬
‫تصريح‪."47‬‬

‫‪45‬‬
‫عبد الرحيم شميعة‪ ،‬م ‪.‬س‪ ،‬ص ‪.554‬‬
‫‪46‬‬
‫المادة من مدونة التجارة ‪.288‬‬
‫‪47‬محمد لفروجي‪ ،‬م ‪.‬س ‪،‬ص ‪.559‬‬

‫‪19‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫ثالثا ‪ :‬ضرورة نشوء الدين بمناسبة مواصلة المقاولة نشاطها‬


‫تجدر اإلشارة الى أن هذا الشرط غير منصوص عليه صراحة في المادة ‪ 290‬من‬
‫الدين ألجل‬ ‫مدونة التجارة ‪ ،‬إال أن منطق األمور يقتضي أو يفرض ضرورة نشوء‬
‫مواصلة المقاولة نشاطها حتى يتمكن صاحبه من االستفادة من حق االولوية‪ ،48‬أما تلك‬
‫الديون التي تنشأ بعد تاريخ صدور الحكم بفتح المسطرة والمتعلقة بالحياة الشخصية للمدين‬
‫فال يشملها حق االمتياز إذ ال يوجد أي سبب اقتصادي يبرر تطبيق هذا الحق ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اآلثار المترتبة عن حق األسبقية ومحدوديته‬


‫إذا كان صحيح أن حق االسبقية يمنح أصحابه طبقا للمادتين ‪ 29049222‬وضعية‬
‫قانونية مريحة تجعلهم على قمة هرم االمتيازات ‪ ،‬بما يجعلهم فوق المنافسة مع غيرهم‬
‫من الدائنين في إطار ما يخوله هذا الحق ‪ ،‬إال أن المشرع حد من مفعوله عبر إقرار‬
‫االستثناءات ‪.‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬أثار حق األسبقية‬


‫ينتج عن حق األسبقية الذي منحه المشرع للدائنين الالحقين لفتح المسطرة والذين‬
‫تتوفر فيهم الشروط المشار اليها سابقا عدة أثار قانونية عامة‬

‫أوال ‪ :‬اداء الديون في تاريخ االستحقاق‬


‫من أهم اآلثار التي تترتب عن حق األسبقية ‪ ،‬أن الديون المشمولة بهذا الحق تؤدى‬
‫في تاريخ االستحقاق ‪ ،‬مهما كانت المرحلة التي قطعتها التسوية القضائية ‪ ،‬حيث أن هذه‬
‫ال تخضع للتقيدات التي يخضع لها الدائنون السابقون لفتح مسطرة المعالجة ومن‬ ‫الديون‬
‫ضمنها مؤسسة التصريح بحيث ان هذه الديون ال تخضع لتصريح بل تؤدى باألسبقية‬
‫‪ 50‬على باقي الدائنين االخرين ‪ ،‬سواء كانوا يحملون ضمانات أو امتيازات ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫نوفل الداودية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪49‬‬
‫المادة ‪ 228‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫محمد لفروجي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.566‬‬

‫‪20‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫ثانيا‪ :‬عدم وقف المتابعات الفردية‬


‫إن الدائنين المستفيدين من حق األسبقية ال يخضعون لقاعدة وقف المتابعات الفردية‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 51 282‬من مدونة التجارة فإنه إذا لم يقع سداد الديون في‬
‫األجل المحدد لذلك ‪ ،‬كان من حق الدائنين المقاضاة وإيقاع الحجوز وغير ها من‬
‫االجراءات نظرا لعدم توقف الدعاوى الفردية ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬عدم توقف سريان الفوائد‬


‫إذا كان المبدأ بالنسبة للدائنين السابقين هو وقف سريان الفوائد القانونية واالتفاقية وكذا‬
‫كل فوائد التأخير وكل زيادة ‪ ،‬فاألمر مختلف بالنسبة للدائنين الناشئة ديونهم بعد فتح‬
‫المسطرة ‪ ،‬الذين يتمتعون بالحق في استحقاق الفوائد القانونية ‪ ،‬وذلك راجع لمساهمتهم في‬
‫تمويل المقاولة ‪ ،‬ويشكل هذا عامل محفز للمؤسسات البنكية والمقرضين على تمويل‬
‫المقاولة المتعثرة ‪ ،‬بقروض مقابل فوائد ‪.‬‬

‫هذا ونشير أن الدائنين الالحقين يعاملون طبقا ألحكام القواعد العامة فيما يخص‬
‫تراتبيهم ‪ ،‬حيث يعتد بأسبقية نشأة الدين ودرجته والضمانات التي تحميه ‪ ،‬وفي إطار‬
‫التعامل الفردي معهم وليس الجماعي ‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للدائنين السابقين وهو ما تم‬
‫التنصيص عليه صراحة في الفقرة االخيرة من المادة ‪590‬من مدونة التجارية والتي جاء‬
‫فيها " يؤدى الديون المشار اليها الفقرة االولى ‪ ،‬عند تزاحمها ‪ ،‬وفق النصوص الشريعة‬
‫الجاري بها العمل ‪"...‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حدود حق األسبقية‬


‫إن الصياغة التي جاءت عليها المادة ‪590‬من مدونة التجارة تفيد اإلطالق ‪،‬حيث لم‬
‫يستثني المشرع المغربي ديون األجراء من امتياز االمتياز ‪ ،‬وهو ما جعل بعض الفقه ينتقد‬
‫ذلك على اعتبار ان ذلك ضربا للطابع المعيشي لألجير‪ ،‬وإجحافا في حق االجراء إال أنه‬
‫ورغم ذلك نجد أن القانون المغربي قدر أن وضعية بعض الديون تحتاج تعامال خاصا و‬
‫هو ما حذا به إلى جعل أصحابها يستحقون ديونهم قبل الدائنين الالحقين ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫المادة ‪ 282‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫اوال ‪ :‬صاحب الرهن الحيازي‬


‫إن استثناء الرهن الحيازي وما في حكمه من حق األسبقية المعترف بها للدائن‪ ،‬ال‬
‫يعدو كونه آلية تهدف إلى خدمة األهداف االساسية لنظام صعوبات المقاولة‪ ،‬وعلى رأسها‬
‫ضمان استمرارية نشاط المقاولة المتوقفة عن اداء ديونها‪ ،‬والمفتوحة في وجهها مسطرة‬
‫التسوية القضائية ‪ ،‬وعموما فإن الغلبة التي يحظى بها الرهن الحيازي في مواجهة حق‬
‫األسبقية ال تقرر إال إذا كان فك المال موضوع الرهن الحيازي تستلزمه متابعة نشاط‬
‫المقاولة ‪ ،‬ومؤدى ذلك أن صاحب الرهن الحيازي ال يمكنه الحصول على دينه إذا كان‬
‫المال ليس ضروي لضمان استمرارية نشاط المقاولة ‪52‬لذلك ‪ ،‬فإن صاحب الرهن الحيازي‬
‫يبقى في وضعية مريحة بعيدا عن تزاحم ومنافسة بقية الدائنين ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬صاحب الدين المضمون بحق الحبس‬


‫يحظى صاحب الدين المضمون بحق الحبس‪ ،‬بنفس الحماية المقررة لصاحب الدين‬
‫المضمون بالرهن الحيازي ‪ ،‬وبذلك فهو يملك حق األفضلية في استيفاء دينه باألسبقية‬
‫على الدائن الالحق‪ ،‬وعلى باقي الدائنين اآلخرين مهما كانت درجة دينهم ‪.‬‬

‫وعلى الرغم من الحفاظ على قوة هذا النوع من الضمان ‪ ،‬حماية لفئة معينة من‬
‫الدائنين ‪ ،‬فإن هذه القوة في مواجهة باقي الديون االخر ى‪ ،‬ال يتم االعتراف بها إال إذا‬
‫كان المال المحبوس بين يدي الدائن ضروريا لمتابعة نشاط المقاولة حيث يأذن القاضي‬
‫المنتدب للسنديك بأداء مبلغ الدين ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬صاحب حق االسترداد‬


‫يمنح القانون حق االسترداد لمالك المال من يد المدين ‪،‬الخاضع للمساطر القضائية و‬
‫قد خص الباب التاسع من القسم الخامس من قانون ‪ 13-31‬المتعلق بصعوبات المقاولة بابا‬
‫كامال ألحكام االسترداد حيث تم تنظيم أحكام ممارسة حق استرداد البضائع من قبل مالكها‬
‫ولو في مواجهة الدائن الالحق ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫نوفل الداودية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪22‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫ويروم تنظيم حق االسترداد حماية ملكية المنقوالت والبضائع اساسا و تقوية مراكزهم‬
‫القانونية ‪ ،‬حتى ال تتم عرقلة تداول البضائع و السلع ‪ ،‬الى أجل ممارسة دعوى االسترداد‬
‫حسب المادة ‪ 300‬من مدونة التجارة هو ‪ 1‬اشهر التالية لنشر الحكم القاضي بفتح التسوية‬
‫او التصفية القضائية في الجريدة الرسمية‪.53‬‬

‫‪53‬‬
‫عبد الرحيم شميعة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪23‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫خاتمة‬
‫يتبين لنا من خالل هذه الدراسة ‪ ،‬أن قانون معالجة صعوبات المقاولة قد جاء‬
‫بمجموعة من القواعد ‪ ،‬التي لم تكن معروفة في ظل نظام اإلفالس الملغى‪ ،‬بحيث أن‬
‫المشرع أراد تحقيق ثالثة اهداف رئيسة والمتمثلة في المحافظة على المقاولة ومناصب‬
‫الشغل ثم تصفية الخصوم ‪ ،‬فرغم ان المشرع قد راعى مصلحة الدائنين بجعل تصفية‬
‫الخصوم من بين األهداف التي يرغب في تحقيقها إال أنه أحيانا يتعامل مع هذه الفئة‬
‫بحذر شديد ‪ ،‬خوفا من عرقلتها للمسطرة ومن ثم اإلضرار بالمقاولة واالقتصاد عموما‬
‫وذلك عندما يتعلق االمر بالدائنين الناشئة ديونهم قبل فتح المسطرة ‪ ،‬إذ أخضعهم‬
‫لمجموعة من االجراءات والمقتضيات المعقدة متناسيا أن هؤالء الدائنين أغلبهم أصحاب‬
‫مقاوالت ‪ ،‬ينتظرون حلول أجل االستيفاء الستعمال أموالهم‪ ،‬للقيام بمشاريع معينة أو‬
‫الوفاء بها لمدينهم ‪ ،‬والمالحظ في هذا اإلطار أن الحماية القانونية لهذه الفئة ال ترقى الى‬
‫مستوى التطلعات ‪ ،‬في حين أن هنالك فئة من الدائنين أولى لها المشرع اهتماما خاصة‬
‫وهي الفئة التي تنشأ ديونها بعد الحكم بفتح المسطرة وذلك بمنحها حق األسبقية في‬
‫استيفاء دينها في تاريخ االستحقاق على باقي الدائنين السابقين ‪ ،‬نظرا لمجازفتهم في تمويل‬
‫المقاولة رغم علمهم بالصعوبات التي تمر منها المقاولة إال انه بالرغم من تمكينهم من‬
‫هذا الحق ‪ ،‬فإننا نسجل أن موضوع حماية الدائنين جاء فيه نوع من القصور بحيث أن‬
‫نظام صعوبات المقاولة جاء لحماية المقاولة وإنقاذها ودعم استمراريتها ولو على‬
‫حساب الدائنين‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫الملحق‬

‫‪25‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫‪26‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫‪27‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫‪28‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫‪29‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫‪30‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫‪31‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫‪32‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫الئحة المراجع‬
‫كتب‬

‫‪ ‬عالل فالي‪ ،‬مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة دار‬
‫السالم للطباعة والنشر‪. 2012 ،‬‬
‫‪ ‬احمد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في مساطر الوقاية من الصعوبات التي‬
‫تعترض المقاولة ومساطر معالجتها ‪،‬الجزء الثالث‪ ،‬مطبعة المعارف‪،‬‬
‫الرباط ‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الرحيم شميعة ‪،‬شرح أحكام نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬
‫على ضوء القانون ‪ ،13 31‬مطبعة سجلماسة ‪،‬مكناس‪. 2018 ،‬‬
‫‪ ‬محمد لفروجي ‪،‬وضعية الدائنين في صعوبات المقاولة دارسة تحليلة نقدية ‪،‬عدد ‪4‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة ‪.‬‬
‫‪ ‬مصطفى بونجة و نهال اللواح ‪ ،‬مساطر صعوبات المقاولة وفقا للقانون ‪-31‬‬
‫‪،13‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة ليتوغراف‪،‬طنجة‪2018 ،‬‬

‫األطروحات والرسائل‬

‫‪ ‬حياة حجي‪ ،‬نظام الضمانات وقانون صعوبات المقاولة دارسة مقارنة‬


‫‪،‬اطروحة لنيل دكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬نوقشت بكلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية و االجتماعية السويسي ‪،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط ‪،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ ‬موالي حسن سعيدي‪ ،‬دور السنديك في معالجة صعوبات المقاولة دارسة‬
‫تحليلة على ضوء مدونة التجارة وعمل المحاكم‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر‬
‫قانون خاص‪ ،‬نوقشت بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة عبد المالك السعيدي‪ ،‬طنجة ‪.2012،‬‬

‫‪33‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫المجالت والمقاالت‬

‫‪ ‬إسماعيل بوهمو‪ ،‬آليات حماية الدائنين في نظام مساطر صعوبات المقاولة‪،‬‬


‫مجلة القانون واألعمال ‪،‬عدد خاص بمساطر صعوبات المقاولة‪.‬‬
‫‪ ‬نوفل الداودية‪ ،‬آليات حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة آلية االمتياز‬
‫‪،‬مجلة القانون و األعمال‪ ،‬عدد خاص بمساطر صعوبات المقاولة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪1 .......................................................................................................‬‬
‫المبحث االول‪ :‬حماية الدائنين الناشئة ديونهم قبل فتح مساطر المعالجة ‪5 ................‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬مسطرة التصريح بالديون ‪5 ..............................................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬خضوع الدائنين لمسطرة التصريح ‪5 ......................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دعوى رفع سقوط الدين ‪7 ................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬الشروط الشكلية‪8 ............................................................... :‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الشرواط الموضوعية‪8 ...........................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مسطرة تحقيق الديون ‪9 ................................................‬‬
‫الفقرة االول ‪ :‬سير المسطرة ‪11 ........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المنازعة في الدين والطعن في مقرارت القاضي المنتدب‪11 ...............‬‬
‫المنازعة في الدين ‪11 ...........................................................‬‬ ‫أوال ‪:‬‬
‫الطعن في مقرارت القاضي المنتدب ‪11 ...........................................‬‬ ‫ثانيا‪:‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬إستشارة الدائنين و جمعية الدائنين‪11.............................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬حماية الدائنين الناشئة ديونهم بعد فتح مساطر المعالجة ‪11 .............‬‬
‫األول ‪ :‬مدلول امتياز الديون الالحقة ( حق االسبقية ) وضوابط االستفادة ‪11 ....‬‬ ‫المطلب‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬مضمون حق االسبقية ‪11 ...............................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬ضوابط االستفادة من حق االمتياز ‪18 ....................................‬‬
‫أوال ‪ :‬نشوء الدين بصفة قانونية ‪18 ....................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬نشوء الدين بعد الحكم بفتح المسطرة ‪19 .........................................‬‬
‫نشاطها ‪11 .......................‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬ضرورة نشوء الدين بمناسبة مواصة المقاولة‬
‫‪35‬‬
‫حماية الدائنين في نظام صعوبات المقاولة‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬االثار المترتبة عن حق االسبقية ومحدوديته ‪11 .........................‬‬


‫الفقرة االولى ‪ :‬أثار حق االسبقية ‪11 ....................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬اداء الديون في تاريخ االستحقاق ‪11 ..............................................‬‬
‫وقف المتابعات الفردية ‪11 ..................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عدم‬
‫ثالثا ‪ :‬عدم توقف سريان الفوائد ‪11 .....................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬حدود حق االسبقية ‪11 ..................................................‬‬
‫اوال صاحب الرهن الحيازي ‪11 .........................................................‬‬
‫بحق الجس ‪11 ............................................‬‬ ‫ثانيا صاحب الدين المضمون‬
‫ثالثا صاحب حق االستراداد ‪11 ..........................................................‬‬
‫خاتمة ‪12 ...............................................................................‬‬
‫الملحق‪15.............................................................................‬‬
‫الئحة المراجع ‪18 ......................................................................‬‬

‫‪36‬‬

You might also like