You are on page 1of 63

‫مـــقدمــــــــة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اإلطار العام للموضوع‬


‫تنقسم الملكية الفكرية إلى ملكية أدبية وفنية وأخرى صناعية‪ ،‬هذه األخيرة التي عرفها‬
‫المشرع من خالل المادة الثانية من القانون رقم ‪ 17.97‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية‪،‬‬
‫والتي جاء فيها‪ ":‬يراد بلفظة الملكية الصناعية ما تفيده في أوسع مفهومها وتطبق ليس فقط‬
‫على الصناعة والتجارة الصرفة والخدمات ولكن أيضا على كل إنتاج في مجال الصناعات‬
‫الفالحية واالستخراجية وكذا على جميع المنتوجات المصنوعة أو الطبيعية والمعادن‬
‫والمشروبات"‪.‬‬
‫عمد المشرع من خالل المادة األولى من القانون أعاله إلى تحديد الحقوق التي تشملها‬
‫الحماية‪ ،‬فنص على أنه‪ ":‬تشمل حماية الملكية الصناعية حسب مدلول هذا القانون براءات‬
‫االختراع وتصاميم تشكل ( طبوغرافية) الدوائر المندمجة والرسوم والنماذج الصناعية‬
‫وعالمات الصنع أو التجارة أو الخدمة واالسم التجاري والبيانات الجغرافية وتسميات المنشأ‬
‫وزجر المنافسة غير المشروعة"‪.1‬‬
‫وعلى هذا األساس قام أحد الفقهاء بتعريف حقوق الملكية الصناعية بكونها‪ ":2‬حقوق‬
‫استئثارية تجارية وصناعية‪ ،‬تخول صاحبها حق االستئثار قبل الكافة باستغالل ابتكار جديد‬
‫أو شارة مميزة‪ ،‬وهي إما أن ترد على مبتكرات جديدة‪ ،‬كاالختراعات ( البراءة) والرسوم‬
‫والنماذج الصناعية‪ ،‬أو على شارات مميزة‪ ،‬تستخدم لتمييز المنتجات أو الخدمات‬
‫(العالمات)‪ ،‬أو تمييز المنشآت التجارية ( االسم التجاري)‪ ،‬أو تحديد منشأ المنتج الذي‬
‫ترجع له جودته أو سماته األساسية ( البيانات الجغرافية)‪ ،‬أو تحديد المكان الذي تأصل منه‬
‫( تسميات المنشأ)‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية حقوق الملكية الصناعية باعتبارها أدوات لتنظيم السوق واإلقتصاد بصفة‬
‫عامة والعالقات بين المتنافسين من جهة وبين المتنافسين والمستهلكين من جهة أخرى‪ ،‬فإن‬
‫المشرع المغرب على غرار باقي التشريعات المقارنة عمد إلى توفير أكبر حد ممكن من‬
‫الحماية لهذا النوع من الحقوق‪ ،‬وهو ما سيشكل موضوع دراستنا في هذا البحث الذي‬
‫عنوانه ب‪ ":‬حماية حقوق الملكية الصناعية "‪.‬‬

‫‪ - 1‬يالحظ أن المادتان األولى والثانية المشار إليهما أعاله تكمل كل واحدة منهما األخرى في تعريف الملكية الصناعية‪.‬‬
‫‪ - 2‬فؤاد معالل‪ ،‬الملكية الصناعية والتجارية‪ -‬دراسة مقارنة في القانون واالتفاقيات الدولية‪ ،‬منشورات مركز قانون‬
‫االلتزامات والعقود بفاس‪ ،‬ط‪ 2019 2‬ص ‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية الموضوع‬
‫يكتسي موضوع بحتنا أهمية يمكن كبيرة‪ ،‬أهمية قانونية و أخرى اقتصادية‪:‬‬
‫‪ -1‬األهمية القانونية‬
‫تتجلى أهمية الموضوع في الوقوف على أهم اإلشكاالت القانونية والعملية التي يطرحها‬
‫القانون الجديد للملكية الصناعية والوقوف على أهم الصعوبات وكذا محاولة إيجاد توافق‬
‫بين ما هو نظري وما هو تطبيقى‪.‬‬
‫كما أن أهمية الموضوع تتجلى من خالل الوقوف على دور رئيس المحكمة التجارية في‬
‫تحقيق حماية مؤقتة لحقوق الملكية الصناعية‪ ،‬لكون الحماية الموضوعية تكون في كثير من‬
‫األحيان رهينة بتدخل قاضي المستعجالت على اتخاذ إجراءات وقتية ترمي إلى حفظ أدلة‬
‫اإلثبات‪.‬‬
‫‪ -2‬األهمية االقتصادية‬
‫تعتبر حماية الملكية الصناعية من األمور الضروري التي تنعكس باإليجاب على كل من‬
‫قطاع األعمال والمواطنين " المستهلكين" واالقتصاد بصفة عامة‪ ،‬ويتجلى ذلك باألساس‬
‫في‪:‬‬
‫‪ -‬السماح للمبدع أو مالك براءة االختراع والعالمة التجارية وغيرها من‬
‫االستفادة من عمله واستثماره‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع وجلب االستثمارات الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬حماية المنتج من السرقة والقرصنة‪.‬‬
‫‪ -‬الحد من انتشار المصنفات المقلدة والمنسوخة التي ترد إلى األسواق وتسبب‬
‫خسائر كبيرة للمنتجين والوكالء‪.‬‬
‫‪ -‬حماية المستهلك من الغش والتقليد التجاري‪,‬‬
‫‪ -‬مواجهة تحديات التجارة االلكترونية وتحديات مجتمع االتصاالت واألنترنيت‪.‬‬
‫‪ -3‬األهمية االجتماعية‬
‫يعتبر االستهالك أخر محطة من محطات المسلسل االنتاجي‪ ،‬لهذا فوظيفة حقوق الملكية‬
‫الصناعية غير المباشرة هي توفير إخبار نزيه للمستهلك‪ ،‬وبالتالي فحماية حقوق الملكية‬
‫الصناعية في حد ذاتها هي حماية للمستهلك‪ ،‬مما يؤدي إلى تعزيز العالقات بين المنتجين‬
‫والمستهلكين‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ثالثا‪ :‬إشكال الموضوع‬
‫يتجلى الهدف من قانون حماية الملكية الصناعية في توفير مجموعة من المقتضيات‬
‫القانونية الحمائية التي تهدف إلى تمكين حقوق الملكية الصناعية من أداء وظيفتها القانونية‬
‫واإلقتصادية داخل السوق‪ ،‬غير أن هذه المقتضيات تبقى قاصرة إذا لم تقترن بتطبيق‬
‫قضائي جيد‪ ،‬لذلك فإن إشكال الموضوع األساسي يتمثل في هل استطاعت المقتضيات‬
‫القانونية التي جاء بها قانون ‪ 17 -97‬والقضاء توفير الحماية الالزمة لهذه الحقوق‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬خطة البحث‬


‫لإلجابة عن اإلشكال المطروح أعاله سنقسم هذا الموضوع إلى فصلين‪ ،‬نخصص األول‬
‫للحديث عن اإلجراءات الوقتية واإلستعجالية في مجال حماية حقوق الملكية الصناعية‪،‬‬
‫بهدف الوقوف على اإلشكاالت التي تطرحها هذه المسطرة‪ ،‬كما سنعمد كذلك إلى التطرق‬
‫لإلجراءات القضائية االستعجالية المتعلقة بوقف التعدي على حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬وكذا‬
‫التدابير المتخذة على الحدود‪.‬‬
‫أما الفصل الثاني فسنتطرق من خالله لدعاوى الموضوع كألية لحماية حقوق الملكية‬
‫الصناعية‪ ،‬وسنقسمه بدوره إلى مبحثين‪ ،‬نعرض في األول للحماية المدنية لحقوق الملكية‬
‫الصناعية‪ ،‬ونتناول من خالله دعوى المنافسة غير المشروعة ودعوى التزييف المدنية‪ ،‬في‬
‫حين نخصص المبحث الثاني لدعوى التزييف الجنحية‪.‬‬
‫استنادا إلى ما تقدم سنعالج الموضوع في إطار التصميم التالي‪:‬‬
‫➢ الفصل األول‪ :‬اإلجراءات الوقتية والتحفظية آلية لحماية حقوق الملكية‬
‫الصناعية‬

‫➢ الفصل الثاني‪ :‬دعاوى الموضوع كآلية لحماية حقوق الملكية الصناعية‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلجراءات الوقتية و التحفظية آلية لحماية حقوق الملكية الصناعية‬
‫تقوم مؤسسة رئيس المحكمة التجارية في مجال حقوق الملكية الصناعية بدور مهم في‬
‫توفير الحماية الوقتية لحقوق الملكية ا لصناعية من كل اعتداء قد يتعرض له أحد عناصرها‪،‬‬
‫وتدخل اإلجراءات الوقتية والتحفظية المنصوص عليها في إطار القانون ‪ 17.97‬المتعلق‬
‫بحماية الملكية الصناعية ضمن اإلختصاصات المسندة لرئيس المحكمة التجارية بمقتضلى‬
‫نصوص خاصة‪ ،‬أي أن رئيس المحكمة التجارية مختصا بصفته قاضيا لألمور المستعجلة‬
‫دونما الحاجة في البحث عن عنصري اإلستعجال وعدم المساس بالموضوع‪ .‬فلمشرع حينما‬
‫يمنح لقاضي المستعجالت اختصاصا بالنظر في مسألة معينة وذلك بنص خاص‪ ،‬يكون قد‬
‫افترض توافر عنصر اإلستعجال في تلك المسألة بقوة القانون وافتراضه يعفي القاضي من‬
‫البحث في هذا العنصر‪.‬‬
‫باإلضافة إلى األوامر الوقتية والتحفظية ودورها في حماية حقوق الملكية الصناعية‪،‬‬
‫أعطى المشرع دورا مهما للقضاء االستعجالي في حماية حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬هذا‬
‫القضاء االستعجالي يتميز بمجموعة من الخصوصيات مقارنة مع القضاء االستعجالي‬
‫الوارد في قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫كما أن المشرع أعطى إلدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة بمساعدة رئيس‬
‫المحكمة التجارية‪ ،‬القيام بمجموعة من التدابير على مستوى الحدود لحماية بعض أنواع‬
‫حقوق الملكية الصناعية‪.‬‬
‫بناء على هذا األساس سيتم تقسيم هذا الفصل على الشكل التالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المبحث االول‪ :‬دور االوامر المبنية على طلب في حماية حقوق الملكية‬
‫الصناعية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دور القضاء أالستعجالي في حماية حقوق الملكية الصناعية‬

‫‪4‬‬
‫المبحث االول‪ :‬دور االوامر المبنية على طلب في حماية حقوق الملكية الصناعية‬
‫يقوم رئيس المحكمة التجارية بدور مهم في حماية حقوق الملكية الصناعية‪ ،3‬وذلك من‬
‫خالل تطبيق االجراءات و المساطر الخاصة‪ ،‬وذلك في الحاالت التي يخشى فيها من اعتداء‬
‫وشيك على حق من هذه الحقوق باتخاذ االجراءات المناسبة لمنع وقوع هذا االعتداء‪.‬‬
‫وكما هو معلوم فان التعدي على حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬مجرم وممنوع بمقتضى‬
‫القانون‪ ،‬وذلك ألن هذا اآلخير‪ ،‬يعتبر اعتداء على حقوق احتكارية مملوكة للغير‪ ،‬والتي‬
‫تخوله حقا استئثاريا باألستعمال و األستغالل‪ ،‬والثبات االعتداء الذي وقع يجوز لصاحب‬
‫الحق استعمال كافة والوسائل في ذلك‪ ،4‬وقد خول المشرع لصاحب حقوق الملكية الصناعية‬
‫مجموعة من الوسائل التي يستطيع من خاللها اثبات التعدي الحاصل على حقوقه‪ ،‬وذلك‬
‫تحت اشراف رئيس المحكمة التجارية‪ ،‬و من أهمها‪ :‬مسطرة الوصف المفصل‪.‬‬
‫ومنه سنتحدث في هذا المبحث عن ماهية اجراء الوصف المفصل (المطلب االول)‪ ،‬ثم‬
‫مسطرة الوصف المفصل وآثارها في (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪ . 3‬يمارس الرئيس هذه الصلحيات بموجب نص عام‪ :‬الفصل ‪ 148‬من قانون المسطرة المدنية الذي تحيل عليه المادة ‪20‬‬
‫من القانون المحدث للمحاكم التجارية و المادة‪ 149‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬أو بمقتضى نص خاص المتمثل في المواد‪:‬‬
‫‪211‬و‪219‬و‪ 222‬من قانون الملكية الصناعية‪.‬‬
‫‪ . 4‬كما جاء في مدونة التجارة التي تنص على أن حريةاالثبات هي السائدة في المادة التجارية مالم ينص القانون أو‬
‫االتفاق على خالف ذلك‪ ،‬المادة ‪ 334‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫المطلب االول‪ :‬ماهية اجراء الوصف المفصل‬
‫باالعتماد على مسطرة الوصف المفصل يستطيع صاحب الحق اقامة الدليل على وجود‬
‫تطابق بين مكونات المنتج الذي يدعي أنه مزبف من جهة‪ ،‬والمكونات التي يتكون منها‬
‫الحق المعتدى عليه من جهة اخرى‪ ،‬وتتم هذه المسطرة بشكل مفاجأ كي اليعمد المزيف الى‬
‫اخفاء المنتج المزيف‪.‬‬
‫لذلك سنتطرق الى تعريف الوصف المفصل وأهميته العملية (الفقرة االولى)‪ ،‬ثم‬
‫خصائص الوصف المفصل وأنواعه (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬تعريف الوصف المفصل وأهميته العملية‬


‫سنتحدث في هده الفقرة عن تعريف الوصف المفصل (أوال)‪ ،‬ثم أهميته العملية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الوصف المفصل‬


‫يعتبر الوصف المفصل تقنية مهمة خولها المشرع لصاحب أحد حقوق الملكية الصناعية‬
‫إلقامة الدليل على التزييف الذي وقع على حقه‪ ،‬و المالحظ أن المشرع لم يعطي تعريف‬
‫لهذا اإلجراء‪.‬‬
‫ويعرفه احد الباحثين‪ 5‬بأنه‪" :‬وسيلة اثبات وقتية‪ ،‬يقصد بها اجراء معاينة و وصف‬
‫مفصل للمنتجات أو الطرائق المدعى أنها مزيفة‪،‬بشكل يتسح اإلعتماد عليها من طرف‬
‫القضاء لتبيان مدى تزييف المنتجات من عدمه‪ ،‬وذلك بواسطة مفوض قضائي"‪.‬‬
‫ونطالقا من هذا التعريف‪ ،‬تظهر الطبيعة المركبة إلجراء الوصف المفصل تجعل منه‬
‫مسطرة استثنائية وخاصة بالمنازعات المتعلقة بالملكية الصناعية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األهمية العملية إلجراء الوصف المفصل‬


‫تتجلى أهمية هذا اإلجراء في كونه‪ ،‬من جهة يواجه خطر اندثار و ضياع معالم واقعة‬
‫التزييف‪ ،‬يحتمل أن تصبح محل نزاع موضوعي أمام القضاء‪ ،‬وذلك عن طريق اعتماد‬
‫مسطرة تتسم بالسرعة و المرونة وتعتمد على عنصري المفاجأة و المباغتة‪ ،‬و من جهة‬
‫أخرى يواجه خطر قيام الخصم بالتصرف في المنتجات المدعى تزييفها‪ ،‬وتسويقها إلى‬
‫عموم المستهلكين‪ ،‬وذلك عن طريق وضع يد القضاء على هذه المنتجات عن طريق‬
‫حجزها‪.‬‬

‫‪ . 5‬عبد هللا زوقة‪ :‬حماية حقوق الملكية الصناعية‪ -‬العالمات نمودجا‪ -‬وفق مقتضيات القانون‪ 23.13‬و العمل القضائي‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء‪ ،‬طبعة ‪ 2015‬ص‪27 ،‬‬
‫‪6‬‬
‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬حظية مسطرة الوصف المفصل باهتمام معظم التشريعات المقارنة‬
‫التي لم تتردد في تنظيمها عند تناولها لوسائل إثبات التزييف الذي يطال أحد حقوق الملكية‬
‫الصناعية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص الوصف المفصل و أنواعه‬


‫سنتناول في هذه الفقرة خصائص الوصف المفصل (أوال)‪ ،‬ثم أنواعه (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص الوصف المفصل‬


‫‪ -1‬الوصف المفصل إجراء تحفظي‬

‫يعتبر إجراء الوصف المفصل‪ ،‬إجراء مؤقت و مستعجل يدخل في والية القضاء‬
‫المستعجل الذي يهدف إلى ضمان و تأمين حق المدعي من الضياع‪ ،‬بصفة مؤقتة إلى حين‬
‫بت قضاء الموضوع في النزاع‪ ،‬وهذا ما يظهر الطبيعة التحفظية لمسطرة الوصف‬
‫المفصل‪ ،‬إذ أن الغاية من هذه المسطرة حفظ الدليل الذي يثبت قيام التعدي على حقوق‬
‫المدعي‪.‬‬
‫‪ 2‬الطابع اإلختياري لمسطرة الوصف المفصل‬

‫يعد الوصف المفصل‪ ،‬مجرد وسيلة إثبات اختيارية مخولة للمدعي‪ ،‬ومنه فإن اقامة‬
‫الدعوى التتوقف على اقامة هذا اإلجراء‪ ،‬وال يعد من شروطها‪ ،‬فالوصف المفصل يبقى‬
‫وسيلة اثبات إلى جانب عدة وسائل اخرى متاحة أمام المدعي‪ ،‬وهذا ينسجم مع مبدأ حرية‬
‫إثبات أعمال التزييف المكرس في قانون الملكية الصناعية‪،6‬وهذا ما أكده القضاء حيث جاء‬
‫في حكم صادرعن المحكمة التجارية بالدارالبيضاء بالتاريخ ‪ 2000.01.13‬في قضية شركة‬
‫كومباني ضد السيد محمد العواد‪ ،‬والذي ردت فيه الدفع الذي تقدم به المدعى عليه في‬
‫مواجهة المدعي بعدم سلوك هذه األخيرة لمسطرة الحجز الوصفي بكون هذا الدفع" ليس له‬
‫ما يبرره على اعتبار أن سلوك هذه المسطرة ليس إلزاميا إلقامة الدعوى حسب ما صار‬
‫إليه االجتهاد القضائي في هذا المجال‪."7‬‬
‫‪ 3‬الوصف المفصل إجراء والئي‬

‫يعتبر إجراء الوصف الفصل إجراء والئي‪ ،‬ألن القاضي ( رئيس المحكمة التجارية )‬
‫عند آمره بإجراء الوصف المفصل‪ ،‬اليقوم بالبت في جوهر النزاع‪ ،‬وإنما تقتصر مهمته هنا‬

‫‪ . 6‬راجع المواد ‪ 211‬و‪ 219‬و‪ 222‬من القانون ‪ 17.97‬المتعلق بالملكية الصناعية‪.‬‬


‫‪ . 7‬حكم عدد‪ ،2000.236‬صادر في الملف عدد‪. 1999.1405‬‬
‫‪7‬‬
‫على اتخاد إجراء يهدف إلى الحصول‪ ،‬على دليل اثبات يمكن اإلعتماد عليه في الوقوف‬
‫على أفعال التزييف أمام قضاء الموضوع‪.‬‬
‫وبالتالي يترتب عن هذا أن الوصف للوصف المفصل‪ ،‬بأنه اليصدر إال بناء على طلب‬
‫أحد األفراد‪ ،‬وأن المسطرة فيه التكون تواجهية أي أنه يصدر في غيبة االطراف‪ ،‬وأن‬
‫الطرف الم تضرر منه اليمكنه الطعن فيه بطرق الطعن القانونية‪ ،‬وأنما يجب عليه التقدم‬
‫إلى القاضي المصدر لألمر من أجل العدول عنه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع الوصف المفصل‬


‫انطالقا من مقتضيات المواد ‪،211‬و‪ ،219‬و‪ ،222‬من قانون الملكية الصناعية فإن‬
‫الوصف المفصل قد يكون وصف مفصل صرف (‪ ،)1‬أو وصف مفصلمقرون بأخد عينات‬
‫(‪ ،)2‬أو وصف مفصل مقرون بالحجز(‪.)3‬‬

‫‪ 1‬الوصف المفصل الصرف‬

‫انطالقا من مقتضيات قانون الملكية الصناعية‪ ،‬نجد أن المشرع عهد بهذه المهمة إلى‬
‫المفوضين القضائيين‪ ،‬الذين يتكلفون بإجراء الوصف المفصل للمنتجات المدعى تزييفها‪،‬‬
‫ويقصد بهذا الوصف إجراء معاينة للمنتجات أو الطرائق ووصفها بشكل دقيق على النحو‬
‫الذي يتبين منه وجود تزييف من عدمه‪ ،8‬وتجدر اإلشارة هنا إلى أنه يمنع على المفوض‬
‫القضائي إبداء رئيه أو الخروج باستنتاجات تثبت أو تنفي واقعة التزييف‪ ،‬وإال كان المحضر‬
‫المنجز من طرفه معرض لإلنتقاض و المطالبة بإبطاله‪.‬‬
‫‪ 2‬الوصف المفصل المقرون بأخد عينات‬

‫تنص المادة ‪ 222‬من قانون الملكية الصناعية على مايلي‪ ":‬يحق لمالك طلب تسجيل‬
‫عالمة‪ ،‬أو مالك عالمة مسجلة أو للمستفيدين من حق استغالل استئثاري أن يحصل على‬
‫أمر يصدره رئيس المحكمة يأذن فيه يأذن فيه لمفوض قضائي‪ ،‬في القيام إما بوصف مفصل‬
‫سواء أكان ذلك بأخد عينات أم بدونه وإما بحجز المنتجات أو الخدمات التي يدعي أنها‬
‫معلمة أو معروضة للبيع أو مسلمة أو موردة على حسابه خرقا للقانون‪. "...‬‬
‫ويتضح هنا أن المفوض القضائي يقوم باإلضافة إلى تحرير المحضر‪ ،‬الذي يصف فيه‬
‫المنتجات بشكل دقيق‪ ،‬بإقتناء بعض العينات من هذه المنتجات و يودعها لدى كتابة الضبط‬
‫مع محضر الوصف المفصل‪ ،‬وتبرز أهمية العينات المأخودة في الحالة التي يكون فيها‬

‫‪.‬فؤاد معالل‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪20 ،‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪8‬‬
‫محضر الوصف المفصل غير كافي في ابراز أوجه التشابه و االختالف‪ ،‬وبالتالي تساعد‬
‫القاضي في تكوين قناعته عند إصداره حكما يقضي بوجود التزييف من عدمه‪.9‬‬
‫‪ 3‬الوصف المفصل المقرون بالحجز‬

‫تنص المادة ‪ 211‬من قانون الملكية الصناعية على مايلي‪ ...." :‬يحق له من جهة أخرى‪،‬‬
‫أن يقوم بناء على أمر من رئيس المحكمة التي ارتكب التزييف في دائرتها الترابية بواسطة‬
‫مفوض قضائي بوصف مفصل للمنتجات أو الطرائق المدعى تزييفها سواء من خالل حجز‬
‫هذه األخيرة أو بدونه‪ ،‬يمكن أن بنجز هذا الحجز بواسطة خبير مؤهل‪."....‬‬
‫من خالل هذه المقتضيات يستشف أن المشرع‪ ،‬خول لطالب باإلضافة إلى الوصف‬
‫المفصل الصرف و كذا الوصف المفصل المقرون بإخد عينات‪ ،‬الوصف المفصل المقرون‬
‫بالحجز‪ ،‬بحيث يقوم المفوض القضائي بإجراء حجز عيني للمنتجات موضوع التزييف‪ ،‬لكن‬
‫يالحظ هنا أن المشرع لم يحدد بشكل واضح المقصود بهذا الحجز و حدوده‪ ،‬إذ أن الحجز‬
‫هنا يخرج المحجوزات من يد المحجوز عليه ويضعها تحت يد القضاء‪ ،‬مما قد ينتج عنه‬
‫إلحاق الضرر بالمحجوز عليه‪ ،‬خصوصا إذا ماثبت فيما بعد أنه ال وجود لعملية تزييف أو‬
‫منافسة غير مشروعة‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق فإن اجراء الذي يكون مقرونا بالحجز‪ ،‬يجب أن يتم في الحدود التي‬
‫تسمح بتحقيق الغاية المرجوة منه ودونما اضرار بالمحجوز عليه‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مسطرة الوصف المفصل و آثارها‬


‫سيتم التطرق في هذا المطلب إلى المسطرة المتبعة في إجراء الوصف المفصل (الفقرة‬
‫األولى)‪ ،‬ثم إلى األثار المترتبة عن اعمال هذه المسطرة (الفقرة الثانية )‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مسطرة الوصف المفصل‬


‫خول المشرع لمن تضرر من أعمال التزييف عدة وسائل لإلثبات تتسم بسمة األختيارية‪،‬‬
‫كما سبقة اإلشارة لذلك‪ ،‬وذلك عن طريق التقدم بطلب لرئيس المحكمة قصد استصدار أمر‪،‬‬
‫يسمح للمتضرر بالمحافظة على حقوقه إلى حين البت في النزاع من طرف قضاء‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫ومنه سنقسم هذه الفقرة إلى تقديم طلب الوصف المفصل والبت فيه (أوآل )‪ ،‬ثم تنفيد‬
‫األمر بالوصف المفصل (ثانيا )‪.‬‬

‫‪ .‬عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪35‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪9‬‬
‫أوال‪ :‬تقديم طلب الوصف المفصل و البت فيه‬
‫سنتحدث هنا عن تقديم طلب الوصف المفصل (‪ ،) 1‬ثم البت في هذا األخير ( ‪. ) 2‬‬

‫‪ 1‬تقديم طلب الوصف المفصل‬

‫من خالل مقتضيات القانون ‪ 17.97‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية‪ ،10‬يحق لمن كان‬
‫ضحية أعمال التزييف‪ ،‬أن يلجأ لرئيس المحكمة التي وقع التزييف في دائرة نفودها التزييف‬
‫بطلب إجراء وصف مفصل للسلع أو المنتجات المدعى أنها مزيفة‪ ،‬وقد حدد قانون الملكية‬
‫الصناعية قائمة األشخاص الذين يحق لهم حصرا التقدم بطلب إجراء الوصف المفصل‪،‬‬
‫وهم اصحاب طلبات الحصول على سندات الملكية الصناعية ( أ )‪ ،‬ومالكي سندات الملكية‬
‫الصناعية ( ب )‪ ،‬ثم أصحاب اإلستغالل اإلستئثاري ( ج )‪.‬‬

‫أ‪ -‬اصحاب طلبات الحصول على سند الملكية الصناعية‬


‫تتضمن هذه الفئة كل من صاحب طلب براءة أو صاحب طلب تسجيل عالمة‪ ،‬ولتقديم الطلب‬
‫يجب أن يكون طالب اإلجراء قام مسبقا بمباشرة إجراءات التسجيل لدى المكتب المغربي‬
‫للملكية الصناعية و التجارية‪.‬‬

‫وتعتبر المدة الفاصلة بين ايداع طلب التسجيل و إصدار شهادة التسجيل أو رفضه مهمة‬
‫حساسة لصاحب طلب الحصول على سند الملكية الصناعية‪،‬لذلك خوله المشرع اللجوء إلى‬
‫مسطرة الوصف المفصل‪ ،‬ودلك من أجل اثنات التعدي الذي قج يطال حقه قبل تسجيله‪.‬‬
‫ويجوز أيضا تقديم طلب تسجيل الملكية الصناعية عن طريق وكيل‪ ،‬شريطة اإلدالء‬
‫بتفويض عرفي‪ ،‬و بالتالي فأصحاب طلبات الحصول على سند الملكية الصناعية قد يكونوا‪،‬‬
‫أصحاب الحقوق‪ ،‬أو من ينوب عنهم بموجب توكيل خاص‪ ،‬فهؤالء هم من خول لهم‬
‫المشرع امكانية القيام بمسطرة الوصف المفصل‪.‬‬
‫ب مالكي سندات الملكية الصناعية‬
‫نجد ضمن هذه الفئة مالك براءة اإلختراعأو تصميم تشكل (طبوغرافية ) الدوائر‬
‫المندمجة‪ ،‬أو الرسم أو النمودج الصناعي‪ ،‬أو عالمة الصنع أو التجارة أو الخدمة المسجلة‪،‬‬
‫فهذه الفئة يحق لها اللجوء إلى القضاء من أجل القيام بإجراء الوصف المفصل‪ ،‬سواء اكانو‬
‫أشخاص طبيعيين أم معنويين دون قيد أو شرط ‪.‬‬

‫‪ . 10‬المواد ‪211‬و‪218‬و‪219‬و‪222‬‬
‫‪10‬‬
‫ج‪ -‬أصحاب التراخيص باالستغالل االستئثاري‬
‫المقصود هنا هم أصحتب التراخيص باستغالل االستئثاري لبراءة االختراع أو تصميم‬
‫تشكل ( طبوغرافية ) الدوائر المندمجة أو الرسم أو نموذج صناعي أو عالمة الصنع أو‬
‫التجارة أو الخدمة وذلك مقابل أداء مبلغ نقدي معين‪.‬‬
‫فالمرخص له المتمتع بحق استئثاري هو الذي خوله المشرع مباشرة مسطرة الوصف‬
‫المفصل‪ ،‬شريطة أال يتضمن عقد الترخيص شرطا يمنعه من مباشرة األجراءات القضائية‪،‬‬
‫وتوجيه أعذار للمالك وذلك ما نصت عليه الفقرة الثانية من المادة ‪ 202‬من القانون ‪17.97‬‬
‫المتعلق بحماية الملكية الصناعية‪ ،11‬ولكي يكون الطلب الذي يرمي إلى أجراء الوصف‬
‫المفصل صحيحا يجب أن يرفق بما يثبت أن مقدمه من األشخاص المسموح لهم بالللجوء‬
‫للقضاء من أجل مباشرة هذه المسطرة‪.‬‬
‫‪ :2‬البت في طلب الوصف المفصل‬

‫يستصدر األمر بإجرء الوصف المفصل من رئيس المحكمة التجارية‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫تقديم طلب لهذا األخير‪ ،‬والسند في ذلك هو المادة ‪ 15‬من القانون ‪ 17.97‬التي جعلت من‬
‫الدعوى الناشئة عن تطبيق هذا القانون تدخل في اختصاص المحاكم التجارية‪،‬مما ينتج عنه‬
‫انعقاد اإلختصاص لرئيس هذه األخيرة باتخاد جميع اإلجراءات التحفضية المرتبطة بهذه‬
‫الدعوى‪ ،‬بما في ذلك إجراء الوصف المفصل‪.‬‬
‫ويشترط في تقديم هذا الطلب أن يكون مصحوبا بما يثبت حق اإلستغالل اإلستئثاري‬
‫الذي يدعيه‪ ،‬مثل عقد الترخيص باإلستغالل اإلستئثاري‪ ،‬وغيره من الوثائق التي قد تتطلبها‬
‫الظروف‪ ،‬مثل توجيه اإلعدار إلى مالك البراءة بإقامة دعوى التزييف‪ ،‬في حالة عدم تقديم‬
‫طلب الوصف المفصل من قبل صاحب الترخيص باإلستغالل‪.‬‬
‫ويقوم رئيس المحكمة التجارية ‪ ،‬بالبت في الطلب في مكتبه وفي غيبة األطراف‪ ،‬ودون‬
‫حظور كاتب الظبط مع امكانية الرجوع إليه في حالة وجود أية صعوبة‪ ،‬ويجوز لرئيس‬
‫المحكمة أن يوقف ت نفيذ األمر بالوصف المفصل خاصة في الحالة التي يكون فيها‪ ،‬الوصف‬
‫مقرونا بالحجز أو أخد عينات‪،‬على ايداع كفالة على سبيل الضمان‪.‬‬
‫ويحق أيضا لرئيس المحكمة التجارية مصدر األمر بالوصف المفصل بأن يعدل عنه‬
‫كلما ظهرت أسباب جديدة توجب ذلك أو تغيرت الظروف التي اعتمدت كأساس إلصداره‪.‬‬

‫‪ . 11‬المادة ‪ 202‬الفقرة الثانية‪ :‬غير أنه يجوز للمستفيد من حق استغالل استئثاري يجوز له‪ ،‬ما لم ينص على خالف ذلك‬
‫في عقد الترخيص‪،‬أن يقيم دعوى التزييف إذا لم يقم المالك هذه الدعوى بعد إعذار يوجهه له المستفيد المذكور ويسلمه‬
‫عون قضائي أو كاتب الظبط‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ثانيا‪ :‬تنفيذ األمز بالوصف المفصل‬
‫بعد استصدار األمر بالوصف المفصل تأتي مرحلة التنفيذ‪ ،‬فالتنفيذ هو تطبيق هذا‬
‫اإلجراء على ارض الواقع‪ ،‬ويكون هذا التنفيذ وفق ما تنص عليه المقتضيات المنصوص‬
‫عليها في إطار قانون الملكية الصناعية (‪ ،) 1‬وذلك مع التزام المفوض القضائي بحدود‬
‫المهمة الموكولة إليه في إطار القانون و األمر القضائي ( ‪.) 2‬‬

‫‪ -1‬مسطرة تنفيذ األمر بالوصف المفصل‬

‫يدخل األمر بالوصف المفصل في خانة األوامر المبنية على طلب التي تصدر بمقتضى‬
‫نصوص خاصة‪ ، 12‬و التي تعد ذات طبيعة وقتية وال تحوز قوة الشيئ المقضي به‪ ،‬فاألمر‬
‫المبني على طلب الذي يكون مؤرخ وموقع ومستوفي لباقي الشروط قابال لتنفيذ المعجل فور‬
‫صدوره‪ ،‬أي أنه يستمد قوته التنفيدية بمجرد صدوره‪ ،‬فهو مشمول بالتنفيذ المعجل القانوني‬
‫وليس القضائي‪.‬‬
‫وال يعلق تنفيذه على وضع كفالة إال قرر رئيس المحكمة ذلك على سبيل الضمان‪،‬‬
‫تخصص للتعويض عن الضرر الذي قد يلحق بالطرف الصادر ضده األمر بالوصف‬
‫المفصل‪ ،‬وذلك في الحالة التي يحكم لصالحه من طرف قضاء الموضوع‪ ،‬أي عدم قيام أي‬
‫عملية تزييف‪.‬‬
‫‪ :2‬التزام المفوض القضائي بالمهمة الموكولة إليه في إطار القانون و األمر القضائي‬

‫بعد حصول طالب اإلجراء على األمر بالوصف المفصل‪ ،‬الذي يصدر عن رئيس‬
‫المحكمة التجارية ‪ ،‬يقوم بالمرحلة الموالية لذلك وهي التقدم إلى رئيس كتابة الظبط‪ ،‬بطلب‬
‫يرمي من خالله إلى تنفيذ ذلك األمر‪ ،‬بحيث يتم تعيين مفوض قضائي للقيام بعملية التنفيذ‪.‬‬
‫والمفوض القضائي هنا ملزم باحترام المقتضيات المتعلقة بالنطاق الزمني و التي نص‬
‫عليها المشرع من خالل الفصل ‪ 451‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬ودلك ابتداءا من الخامسة‬
‫صباحا إلى حدود التاسعة ليآل و خالل أيام العمل فقط‪.‬‬
‫وتستلزم إجراءات الوصف المفصل ضرورة التزام المفوض القضائي بالمهمة الموكولة‬
‫إليه‪ ،‬في إطار األمر الصادر عن الرئيس‪ ،‬وذلك ألن األمر الذي يقضي بإجراء الوصف‬
‫المفصل‪ ،‬يحدد طبيعة وأشكال العمليات التي يتعين على المفوض القضائي القيام بها في‬
‫إطار المهمة المسندة اليه‪ ،‬فتجاوز هذه العمليات المحددة يؤدي إلى بطالن إجراءات‬

‫‪ . 12‬قانون حماية الملكية الملكية الصناعية المواد‪222 .219 .218 .211 :‬‬
‫‪12‬‬
‫الوصف المفصل‪،‬فمهمته هي تحرير محضر بما عاينه بشكل دقيق ومفصل و عدم الخزوج‬
‫باستنتاجات‪.13‬‬

‫الفقرة الثانبة‪ :‬األثار المترتبة عن اعمال هذه المسطرة‬


‫يترتب على مباشرة مسطرة الوصف المفصل ضرورة رفع دعوى التزييف داخل أجل‬
‫محدد‪ ،‬واال ترتب على عدم رفع هذه الدعوى داخل األجل المحدد قانونا بطالن محضر‬
‫الوصف المفصل مع امكانية رفع الحجز( أوال )‪ ،‬باإلضافة إلى حق المتضرر في التعويض‬
‫في حالة إجراء الوصف المفصل التعسفي ( ثانيا )‪.‬‬

‫أوال‪ :‬رفع دعوى التزييف داخل األجل المحدد وبطالن محضر الوصف المفصل في حالة المخالفة‬
‫سيتم التطرق في هذه النقطة إلى وجوب رفع دعوى التزييف خالل األجل القانوني‬
‫المحدد ( ‪ ،) 1‬ثم بطالن محضر الوصف المفصل في حالة عدم احترام االجل القانوني‬
‫المحدد من طرف المشرع مع امكانية رفع الحجز ( ‪.) 2‬‬

‫‪ 1‬وجوب رفع دعوى التزييف خالل األجل القانوني المحدد‬

‫اوجب المشرع المغربي لصحة مسطرة الوصف المفصل‪ ،‬ضرورة رفع دعوى التزييف‬
‫امام قضاء الموضوع إلى المحكمة المختصة داخل أجل ال يتعدى ‪ 30‬يوما‪ ،‬ابتداء من يوم‬
‫تحرير المفوض القضائي لمحضر الوصف المفصل‪ ،‬وليس من تاريخ انتقاله إلى مكان‬
‫المعاينة‪ ،‬وذلك ألن عملية تنفيذ األمر الصادر عن رئيس المحكمة‪ ،‬تتطلب اإلنتقال إلى مكان‬
‫التنف يذ ثم تحرير المحضر موصوع األمر المذكور‪ ،‬ألن اإلنتقال إلى مكان المعاينة اليعني‬
‫بالضرورة انجاز المهمة‪.‬‬
‫‪ 2‬بطالن محضر الوصف المفصل في حالة عدم احترام االجل القانوني المحدد من‬
‫طرف المشرع مع امكانية رفع الحجز‬
‫إذا لم يرفع المدعي دعوى التزييف داخل أجل ثالثين يوما من تاريح تحرير محضر‬
‫الوصف المفصل من طرف المفوض القضائي ليصبح هذا األخير باطال‪ ،‬وبالتالي ال يمكن‬
‫لمحكمة الموضوع أن تعتمد عليه أثناء فصلها في النزاع المعروض عليها وأيضا ال يمكنها‬
‫اإلعتماد على الوثائق التي تكون مرفقة بالمحضر السابق الذكر‪ ،‬وال العينات التي تم‬
‫اقتنائها‪.‬‬

‫‪ . 13‬في هذا الصدد جاء قرار لمحكمة اإلستئناف التجارية بالبيضاء مايلي"‪....‬وأن محضر المعاينة والحجز الوصفي باطل‬
‫لكون العون محرره قد تجاوز مهامه ولم يقم بجرد البضائع وأنه يوجد اختالف كبير بين منتوجي الطرفين‬
‫وعالمتهما‪...‬وأن إثبات التشابه يقتضي إجراء خبرة قضائية"‪ .‬أورده عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ص‪52:‬‬
‫‪13‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن جزاء البطالن يمتد أيضا إلى التقرير الذي أنجز من طرف‬
‫الخبير من أجل مساعدة المفوض القضائي في مهمته‪ .‬باإلضافة إلى أنه في الحالة التي‬
‫يكون فيها الوصف المفصل مقرونا بالحجز العيني‪ ،‬فباإلضافة إلى أنه في الحالة التي يكون‬
‫فيها ال وصف المفصل مقرونا بالحجز العيني‪ ،‬فإن البطالن يقتضي إرجاع الحالة إلى ما‬
‫كانت عليه قبل وقوع الحجز‪ ،‬وبالتالي يمكن للمحجوز عليه أن يلجأ إلى رئيس المحكمة‬
‫التجارية الذي أصدر هذا األمر من أجل استصدار أمر استعجالي آخر من رفع الحجز عنه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حق المتضرر في التعويض في حالة إجراء الوصف المفصل التعسفي‬


‫إذا لم يتبع إجراء الوصف المفصل سواء أكان مقرونا بالحجز أم بدونه‪ ،‬إقامة دعوى‬
‫التزييف داخل األجل القانوني المحدد في ‪ 30‬يوما من تاريخ تنفيذ األمر‪ ،‬فإنه يمكن‬
‫للشخص الصادر ضده هذا اإلجراء أن يستند إلى ذلك إلثبات طابعه التعسفي‪ ،‬ومنه المطالبة‬
‫بالتعويض عن الضرر الالحق به‪.‬‬
‫وذلك ألنه من الناحية الواقعية يمكن أن نجد أن القيام بالوصف المفصل‪ ،‬ال تستوجبه‬
‫الضرورة وليس عن حسن نية‪ ،‬بل فقط الهدف منه هو اإلضرار بالطرف اآلخر‪ ،‬فعدم رفع‬
‫الدعوى داخل األجل المحدد‪ ،‬يعد من القرينة على ممارسة إجراء الوصف الفصل بسوء‬
‫نية‪ .‬ولكي يستفيد المتضرر من التعويض‪ ،‬يجب عليه أن يثبت سوء نية طالبه‪ ،‬وأن الهدف‬
‫من وراء ذلك هو التعسف وإلحاق الضرر به‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دور القضاء أالستعجالي في حماية حقوق الملكية الصناعية‬
‫إصالح االقتصاد الوطني متوق ف على توفير حماية لجميع الفاعلين في السوق‪ ،‬فبعدما‬
‫تحدثنا عن حماية المستهلك من خالل قانون تدابير حماية المستهلك في العرض األول‪،‬‬
‫جاءت المناسبة من خالل هذا العرض للحديث عن الحماية التي وفرها المشرع للمنتج أو‬
‫التاجر أو صاحب الخدمة داخل االقتصاد الوطني وذلك من خالل حماية األدوات التي‬
‫يشتغل بها ونقصد هنا حقوق الملكية الصناعية‪.‬‬
‫فحقوق الملكية الصناعية يتم التركيز عليها بشكل كبير في كل مشروع اقتصادي تزعم‬
‫المقاولة انجازه‪ ،‬ألن حقوق الملكية الصناعية تعتبر أدوات للتسويق وتعتبر أدوات لجلب‬
‫الزبناء وتعتبر أدوات مهمة للمنافسة المشروعة داخل السوق‪ ،‬غير أن هذه الحقوق قد‬
‫تتعرض لالعتداء من خالل أعمال كالتزييف أو المنافسة غير المشروعة‪ ،‬ولحماية صاحب‬
‫حق الملكية الصناعية من هذه األعمال خوله المشرع مجموعة من الدعاوي الموضوعية‬
‫لحماية حقه كدعوى التزييف ودعوى المنافسة غير المشروعة‪.‬‬
‫إال أن سلوك هذه الدعاوى أمام قضاء الموضوع الذي تتميز مساطره بالبطء‪ ،‬قد يفوت‬
‫على صاحب حق الملكية الصناعية حماية حقه ويسبب له ضرر كان باإلمكان تفاديه لو تم‬
‫اتخاذ إجراءات تحفظية مستعجلة‪.‬‬
‫لتوفير حماية أنجع لحقوق الملكية الصناعية‪ ،‬أعطى المشرع دور مهم للقضاء‬
‫ا الستعجالي‪ ،‬الذي خوله التصدي للمخاطر المتمثلة في التزييف والمنافسة غير المشروعة‪،‬‬
‫من خالل دعوى المنع المؤقت من أعمال التزييف أو المنافسة غير المشروعة ( المطلب‬
‫األول)‪ ،‬كما مكن إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة وبمساعدة من رئيس المحكمة‬
‫القيام بمجموعة من التدابير على مستوى الحدود (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المطلب األول‪ :‬دعوى المنع المؤقت من أعمال التزييف أو المنافسة غير المشروعة‬
‫نظم المشرع مسطرة خاصة تنفرد بمجموعة من الخصوصيات المختلفة عن تلك‬
‫المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية أو حتى تلك المنصوص عليها في المواد ‪ 20‬و‬
‫‪ 21‬من قانون إحداث المحاكم التجارية‪ ،‬ويتعلق األمر بمسطرة المنع المؤقت سواء من‬
‫أعمال التزييف أو من أعمال المنافسة غير المشروعة‪ ،‬لهذا سنتحدث عن الشروط الشكلية‬
‫والموضوعية لدعوى المنع المؤقت ( الفقرة األولى)‪ ،‬ثم مسطرة دعوى المنع المؤقت وأثار‬
‫الحكم فيها ( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الشروط الشكلية والموضوعية لدعوى المنع المؤقت‬


‫تتميز دعوى المنع المؤقت بمجموعة من الخصوصيات يمكن إبرازها من خالل الوقوف‬
‫على الشروط الشكلية ( أوال)‪ ،‬والموضوعية إلقامتها ( ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط الشكلية لدعوى المنع المؤقت‬


‫لالست فادة من الحماية القضائية لحقوق الملكية الصناعية التي تعرضت للتزييف أو‬
‫المنافسة غير المشروعة‪ ،‬يجب توفر الشروط الخاصة التي نظمها المشرع بمقتضى القانون‬
‫رقم ‪ 17.97‬المتعلق بقانون حماية حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬من أجل رفع دعوى المنع‬
‫المؤقت أمام القضاء االستعجالي‪ ،‬هذه الشروط تتمثل في شرطين اثنين‪ :‬األول شرط رفع‬
‫دعوى التزييف أو دعوى المنافسة غير المشروعة قبل دعوى المنع المؤقت ( أ)‪ ،‬الثاني‬
‫شرط رفع دعوى التزييف أو المنافسة غير المشروعة داخل األجل القانوني ( ب)‪.‬‬
‫أ‪ -‬شرط رفع دعوى التزييف أو المنافسة غير المشروعة قبل دعوى المنع المؤقت‬
‫بالرجوع إلى الفصل ‪ 149‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬نجده أقر مبدأ الفصل بين‬
‫الدعوى الموضوعية والدعوى اإلستعجالية‪ ،‬من خالل منح االختصاص إلى رئيس المحكمة‬
‫االبتدائية بالبت بصفته قاضيا لألمور المستعجلة دون اشتراط أن يكون النزاع في الجوهر‬
‫قد أحيل على المحكمة أو لم يحل‪ ، 14‬غير أن المشرع من خالل قانون حماية الملكية‬
‫الصناعية خرق هذا المبدأ باشتراطه على المدعى قبل رفع دعوى المنع المؤقت أن يرفع‬
‫دعوى التزييف أو المنافسة قبل المشروعة أمام قضاء الموضوع أوال‪.‬‬

‫‪ - 14‬الفصل ‪ 149‬من قانون المسطرة المدنية‪ ":‬يختص رئيس المحكمة االبتدائية وحده بالبت بصفته قاضيا للمستعجالت‬
‫كلما توفر عنصر االستعجال في الصعوبات المتعلقة بتنفيذ حكم أو سند قابل للتنفيذ أو األمر بالحراسة القضائية أو أي‬
‫إجراء أخر تحفظي سواء كان النزاع في الجوهر ق د أحيل على المحكمة أم ال‪ ،‬باإلضافة إلى الحاالت المشار إليها في‬
‫الفصل السابق والتي يمكن لرئيس المحكمة االبتدائية أن يبت فيها بصفته قاضيا للمستعجالت‪".‬‬
‫‪16‬‬
‫وأكد المشرع على هذا الشرط في الفقرة األولى من المادة ‪ 203‬من قانون حماية الملكية‬
‫الصناعية التي جاء فيها‪ ":‬عندما ترفع دعوى تزييف أو منافسة غير مشروعة إلى‬
‫المحكمة‪ ،‬يجوز لرئيسها بصفته قاضي المستعجالت أن يمنع مؤقتا تحت طائلة الحكم‬
‫بغرامة تهديديه مواصلة األعمال المدعى أنها تزييف أو منافسة غير مشروعة أو يربط‬
‫مواصلتها بوضع ضمانات ترصد لتأمين منح التعويض لمالك سند الملكية الصناعية أو‬
‫للمستفيد من حق استغالل حصري‪".‬‬
‫وغاية هذا الشرط التحري حول جدية المدعي في طلب المنع المؤقت ألعمال التزييف‬
‫أو المنافسة غير المشروعة التي تضر بحقوقه‪ ،‬وبكونه طلب غير متسرع بل اتخذ بعد‬
‫تروي وتفكي ر كافيين وهذا من شأنه سد الباب أمام كل محاولة للتسويف والتضييق بسوء نية‬
‫على المتنافسين اآلخرين‪ ،15‬ويترتب على عدم احترام هذا الشرط إصدار حكم بعد القبول‪.‬‬
‫ب‪ -‬رفع دعوى التزييف أو المنافسة غير المشروعة داخل األجل القانوني‬
‫من خالل الفقرة الثالثة من المادة ‪ 203‬من القانون ‪ 17.97‬التي جاء فيها‪ ":‬ال يقبل طلب‬
‫المنع أو وضع الضمانات إال إذا تبين أن الدعوى جدية في موضوعها وأقيمت داخل أجل‬
‫أقصاه ثالثين يوما يحتسب ابتداء من اليوم الذي علم فيه المالك باألفعال التي أسس الطلب‬
‫بناء عليها‪ ".‬بين المشرع أن دعوى المنع المؤقت من مواصلة األعمال المدعى أنها تزييف‬
‫أو منافسة غير مشروعة‪ ،‬ال يمكن قبولها إال إذا أقيمت داخل أجل ثالثين يوما يحتسب هذا‬
‫األجل ابتداء من اليوم الذي علم فيه المالك باألفعال التي أسس الطلب بناء عليه‪.‬‬
‫وبالتالي يترتب على عدم رفع دعوى التزييف أو المنافسة داخل أجل ثالثين يوما من‬
‫علم المدعي بأفعال التزييف أو المنافسة غير المشروعة بطالن جميع اإلجراءات المترتبة‬
‫عن المنع المؤقت‪ ،‬ويبقى من حق من طلب إجراء المنع المؤقت في حقه أن يطلب من‬
‫المحكمة إصدار قرار بطالنه‪ ،‬بعدما يدلي بما يثبت عدم احترام المدعي لألجل القانوني‪ ،‬وال‬
‫يحق للمحكمة في هذه الحالة سوى االستجابة لهذا الطلب دون استخدام سلطتها التقديرية‬
‫إزاء ذلك وللطرف الذي لحقه الضرر من هذا اإلجراء أن يطالب بجبر الضرر جراء عدم‬
‫احترام المدعي لألجل القانوني المذكور‪.16‬‬
‫غير أن الفقرة الثالثة من المادة ‪ 203‬من القانون ‪ 17.97‬تثير إشكال أمام قاضي‬
‫المستعجالت بخصوص نقطة انطالق أجل ثالثين يوما لرفع دعوى التزييف أو دعوى‬
‫المنافسة غير المشروعة أمام محكمة الموضوع التي يصعب إثبات وجود هذا العلم من‬

‫‪ - 15‬خالد مداوي‪ ،‬حقوق الملكية الصناعية في القانون الجديد‪ ،‬مطبعة دار القلم للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،2005‬ص ‪ . 183‬أورده ياسر مجيدي‪ ،‬دور القضاء أالستعجالي في حماية حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬مجلة القضاء‬
‫التجاري‪ ،‬العدد ‪ 9‬و ‪ ،2017 ،10‬ص ‪.92‬‬
‫‪ - 16‬ياسر مجيدي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪17‬‬
‫عدمه‪ ،‬وعلى أي حال تبقى مسألة العلم بأفعال التزييف أو المنافسة غير المشروعة واقعة‬
‫مادية تخضع لتقدير رئيس المحكمة الذي يستخلص ذلك من عدة قرائن ومؤشرات تؤدي به‬
‫إلى تكوين قناعته‪ ،‬وبالتالي إصدار أمره بالمنع المؤقت لألعمال المدعى أنها تزييف أو‬
‫منافسة غير مشروعة وإما رفض الطلب‪ ،‬وقد اعتبر القضاء بأن تاريخ توجيه المدعي إنذار‬
‫إلى الشخص المزيف يمكن أن يعتبر قرينة على علم هذا األخير باألفعال غير المشروعة‬
‫وهذا ما اعتمده أمر استعجالي صادر عن رئيس المحكمة التجارية بالدار البيضاء والذي‬
‫جاء في حيثياته‪ ":‬وحيث إنه بخصوص رسالة اإلنذار إنما قررت في ورقة تحمل اسم‬
‫المدعية‪ ،‬كما أن مضمونها حرر من طرف المدعية ما دام أنها تتحدث عن عالمتها‬
‫التجارية والتعدي الذي وقع عليها من طرف المدعى عليها‪ ،‬وحيث إن الرسالة أعاله‬
‫مؤرخة في ‪ 18‬ماي ‪ ،2005‬وبذلك هو تاريخ علم المدعية باألفعال التي أسس عليها طلب‬
‫المنع ‪ "...‬وأجل الثالثين يوما هو أجل سقوط‪ ،‬يسقط فيه الحق في إقامة دعوى المنع المؤقت‬
‫دون أن يؤثر ذلك على مسار دعوى التزييف أو دعوى المنافسة غير المشروعة التي تبقى‬
‫صحيحة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط الموضوعية لدعوى المنع المؤقت‬


‫تتجلى الشروط الموضوعية لرفع دعوى المنع المؤقت في شرطين‪ :‬األول شرط جدية‬
‫دعوى التزييف ودعوى المنافسة غير المشروعة ( أ)‪ ،‬شرط تعلق موضوع طلب المنع‬
‫المؤقت بعمل من أعمال التزييف أو األعمال غير المشروعة ( ب)‪.‬‬
‫أ‪ -‬شرط جدية دعوى التزييف أو دعوى المنافسة غير المشروعة‬
‫نص المشرع على هذا الشرط في بداية الفقرة الثالثة من المادة ‪ 203‬من قانون حماية‬
‫الملكية الصناعية التي جاء فيها‪ ":‬ال يقبل طلب المنع أو وضع الضمانات إال إذا تبين أن‬
‫الدعوى جدية في موضوعها‪ "..‬هذه الفقرة تطرح إشكاالن‪ ،‬األول يرتبط بالحدود الفاصلة‬
‫بين قاضي المستعجالت من جهة‪ ،‬وقاضي الموضوع من جهة أخرى‪ ،‬وبالتالي فما‬
‫المقصود بجدية دعوى التزييف؟ الثاني هل لقرار قاضي المستعجالت تأثير على قاضي‬
‫الموضوع في دعوى التزييف أو دعوى المنافسة غير المشروعة؟‬
‫نود اإلشارة في البداية أن وضع المشرع لشرط الجدية ال يعني إسناده لقاضي‬
‫المستعجالت مهمة إثبات وجود التزييف أو األعمال غير المشروعة من عدمه قطعيا‪ ،‬فهذا‬
‫األمر يبقى اختصاص أصيال لقضاء الموضوع‪.‬‬
‫فبالنسبة للسؤال األول المتعلق بتعريف شرط الجدية فقد اختلف عليه الفقه‪ ،‬فهناك من‬
‫الفقه الفرنسي من اعتبر أن شرط جدية دعوى التزييف أو دعوى المنافسة غير المشروعة‬

‫‪18‬‬
‫يتحقق عندما تكون هناك حظوظ كبيرة لنجاح دعوى التزييف أمام قضاء الموضوع‪ ،17‬في‬
‫حين أن األستاذ محمد ألفروجي اعتبر أن دعوى التزييف أو دعوى المنافسة غير‬
‫المشروعة تكون جدية عندما تكون الوثائق والوقائع المستدل بها من طرف المدعي‪ ،‬تفيد‬
‫من ظاهرها أن هناك تزييفا طال أحد حقوق الملكية الصناعية‪.18‬‬
‫والمالحظ أن قاضي المستعجالت يكتفي باإلشارة في تعليله لألمر الصادر عنه بكونه‬
‫استخلص عنصر الجدية من المستندات والوثائق المدلى بها‪ ،‬دون أن يحدد ماهية هذه الجدية‬
‫وذلك حتى ال يتجاوز اختصاصه ويدخل في اختصاص قاضي الموضوع‪ ،‬ومن بين األوامر‬
‫التي تكرس هذا المعطى هناك األمر الصادر عن رئيس المحكمة التجاري بالدار البيضاء‬
‫والذي جاء فيه‪ ":19‬من حيث الطلب فالمدعية أدلت بما يفيد تسجيل العالمة موضوعه كما‬
‫أنها تقدمت بدعوى الموضوع في مواجهة المدعى عليها‪...‬ثم إن دعوى الموضوع جدية‬
‫باعتبار التسجيل المذكور‪"...‬‬
‫ومن بين األوامر االستعجالية التي تبين أن قاضي المستعجالت ليس من حقه النظر في‬
‫موضوع الدعوى‪ ،‬هناك األمر الصادر عن رئيس المحكمة التجارية بالدار البيضاء والذي‬
‫نص على ما يلي‪ ":20‬حيث دفعت المدعى عليها بانعدام مسؤوليتها ما دام انه ال علم لها‬
‫باستنساخ المبيع عمال بالمادة ‪.201‬‬

‫لكن حيث إن مسألة المسؤولية من عدمها هي مسألة يرجع النظر فيها إلى قضاء‬
‫الموضوع‪ ،‬وبالتالي تخرج عن نطاق هذا الطلب الذي يتعلق بالمنع المؤقت إلى حين البت‬
‫في النزاع من طرف المحكمة‪.‬‬
‫وحيث بالرجوع إلى وثائق الملف‪ ،‬يتضح أن الطلب مستوف لشروط قبوله كما أنه‬
‫جدي ويتعين االستجابة له‪".‬‬
‫وتعد المادة ‪ 203‬من قانون حماية الملكية الصناعية تطبيقا من تطبيقات القانونية للمادة‬
‫‪ 21‬من القانون المحدث للمحاكم التجارية والتي تجعل قبول دعوى المنع المؤقت متوقفة‬
‫على جدية الدعوى في موضوعها وهو ما يتأكد منه قاضي المستعجالت من خالل عرض‬
‫النزاع عليه للبث فيه‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪-FREDERIC POLLAUD DULIAN.‬‬ ‫‪Droit‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪la‬‬ ‫‪propriété.‬‬ ‫‪Edition‬‬
‫‪montchrestien.année 1999. P 305.‬‬
‫‪ -‬أورده عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ - 18‬محمد لفروجي‪ ،‬الملكية الصناعية والتجارية تطبيقاتها ودعاواها المدنية والتجارية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى أكتوبر ‪ ،2002‬ص ‪.200‬‬
‫‪ - 19‬أمر استعجالي عدد ‪ 337‬الصادر بتاريخ ‪ 2011/1/21‬في ملف عدد ‪.2011/1/89‬‬
‫أورده عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ - 20‬أمر استعجالي عدد‪ 2010/205 :‬بتاريخ‪ 2010/02/03 :‬في ملف عدد ‪.2009/1/1655‬‬
‫أورده عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪19‬‬
‫أما بالنسبة للسؤال الثاني المتعلق بمدى تأثير الحكم الصادر في مسطرة دعوى المنع‬
‫المؤقت على دعوى التزييف أو دعوى المنافسة غير المشروعة؟‬
‫موقف قاضي المستعجالت بشأن طلب المنع المؤقت من شأنه أن يؤثر سلبا على مآل‬
‫دعوى التزييف أو دعوى المنافسة غير المشروعة التي رفعت أمام قاضي الموضوع‪،‬‬
‫خاصة في حالة عدم قبول طلب المنع المؤقت أو رفضه بسبب عدم إثبات المدعي بما فيه‬
‫الكفاية للطابع الجدي للدعويين‪.‬‬
‫ب‪ -‬شرط تعلق موضوع طلب المنع المؤقت بعمل من أعمال التزييف أو‬
‫المنافسة غير المشروعة‬
‫بالرجوع إلى مقتضيات الفقرة األولى من المادة ‪ 203‬من القانون ‪ 17.97‬نجدها تنص‬
‫على ما يلي‪ ":‬عندما ترفع دعوى تزييف أو منافسة غير مشروعة إلى المحكمة‪ ،‬يجوز‬
‫لرئيسها بصفته قاضي المستعجالت أن يمنع مؤقتا تحت طائلة الحكم بغرامة تهديدية‬
‫مواصلة األعمال المدعى أنها تزييف أو منافسة غير مشروعة‪"...‬‬
‫يستشف من خالل هذه الفقرة أن المشرع المغربي حصر نطاق إعمال مسطرة المنع‬
‫المؤقت في أعمال التزييف أو المنافسة غير المشروعة‪.‬‬
‫وإذا كان المشرع بموجب المادة ‪ 201‬من القانون ‪ 17.97‬قد عرف التزييف بأنه‪ ":‬يعتبر‬
‫تزييفا كل مساس بحقوق مالك براءة اختراع أو تصميم تشكل ( طبوغرافية) الدوائر‬
‫المندمجة أو رسم أو نموذج صناعي مسجل أو عالمة صنع أو تجارة أو خدمة مسجلة أو‬
‫اسم بيان جغرافي أو تسمية منشأ‪ "...‬فإن المالحظ أنه وسع من نطاق مسطرة المنع‬
‫المؤقت لرفع التعدي الواقع على حقوق الملكية الصناعية التي تحميها دعوى التزييف أو‬
‫المنافسة غير المشروعة‪ :‬كاسم بيان جغرافي أو تسمية المنشأ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مسطرة دعوى المنع المؤقت وأثارها‬


‫تعتبر دعوى المنع المؤقت ألعمال التزييف أو المنافسة غير المشروعة كباقي الدعاوي‬
‫االستعجالية‪ ،‬لهذا يجب إتباع مسطرة معينة قبل إصدار األمر بالمنع المؤقت أو وضع‬
‫ضمانات ( أوال)‪ ،‬حتى ينتج هذا األمر أثاره ( ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مسطرة دعوى المنع المؤقت‬


‫إلقامة دعوى المنع المؤقت البد من توفر الصفة في الشخص الذي قام برفعها ( ‪،)1‬‬
‫وأن ترفع إلى الجهة المكلفة بالبث فيها ( ‪.)2‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -1‬صاحب الصفة في رفع دعوى المنع المؤقت‬
‫جاء في مطلع الفقرة األولى من المادة ‪ 203‬من القانون ‪ 17.97‬ما يلي‪ ":‬عندما ترفع‬
‫دعوى التزييف أو منافسة غير مشروعة إلى المحكمة يجوز لرئيسها بصفته قاضي‬
‫المستعجالت أن يمنع مؤقتا‪"...‬‬
‫يستشف من هذه المادة أن المشرع لم يبين األشخاص الذين يحق لهم رفع دعوى المنع‬
‫المؤقت ألعمال التزييف أو المنافسة غير المشروعة‪ ،‬لكن مسطرة المنع المؤقت تابعة‬
‫لدعوى التزييف ودعوى المنافسة غير المشروعة‪ ،‬وبالتالي فإن الطرف الذي يجوز له تقديم‬
‫طلب المنع المؤقت هو نفس الشخص الذي يخول له المشرع الحق في إقامة دعوى التزييف‬
‫أو المنافسة غير المشروعة أمام قضاء الموضوع‪.21‬‬
‫بناء على ما ذكر سنحدد صاحب الصفة في رفع دعوى المنع المؤقت ألعمال التزييف (‬
‫أ)‪ ،‬ثم صاحب الصفة في رفع دعوى المنع المؤقت ألعمال المنافسة غير المشروعة ( ب)‪.‬‬
‫أ‪ -‬صاحب الصفة في رفع دعوى المنع المؤقت ألعمال التزييف‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 202‬من القانون ‪ ،17.97‬نجدها حددت األشخاص الذين يحق لهم‬
‫رفع دعوى التزييف ويتعلق األمر بمالك البراءة أو الشارة المنصوص عليها في نفس‬
‫المادة‪ ،‬والمستفيد من حق االستغالل االستئثاري لنفس البراءات أو الشارات الواردة في‬
‫الفقرة األولى من المادة ‪.202‬‬

‫✓ رفع دعوى المنع المؤقت ألعمال التزييف من طرف مالك البراءات‬


‫والشارات الواردة في المادة ‪202‬‬

‫حسب الفقرة األولى من المادة ‪ ،202‬فإن األصل أن ترفع دعوى المنع المؤقت ألعمال‬
‫التزييف من طرف المالك ألحد الصنفين من أصناف حقوق الملكية الصناعية التالية‪:‬‬

‫• مالك براءة االختراع أو شهادة تصميم تشكل ( طبوغرافية) الدوائر المندمجة‬


‫أو رسم أو نموذج صناعي مسجل‪.‬‬
‫• مالك عالمة صناعية أو تجارية أو خدماتية مسجلة‬
‫ويالحظ من خالل مقارنة الفقرة األولى من المادة ‪ ،202‬بالفقرة األولى من المادة ‪201‬‬
‫من القانون رقم ‪ 17.97‬التي عرفت التزييف بأنه‪ ":‬يعتبر تزييفا كل مساس بحقوق مالك‬
‫براءة اختراع‪ ،‬أو تصميم تشكل ( طبوغرافية) الدوائر المندمجة أو رسم أو نموذج‬
‫صناعي مسجل أو عالمة صنع أو تجارة أو خدمة مسجلة أو اسم بيان جغرافي أو تسمية‬
‫‪ - 21‬عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪21‬‬
‫منشأ ‪ "..‬أن هذه الفقرة وسعت من أعمال التزييف لتشمل اسم بيان جغرافي أو تسمية منشأ‪،‬‬
‫بينما الفقرة األولى من المادة ‪ 202‬لم تتحدث عن اسم بيان جغرافي أو تسمية منشأ‪ ،‬بمعنى‬
‫أن دعوى التزييف أمام قضاء الموضوع ودعوى المنع المؤقت أمام القضاء االستعجالي ال‬
‫يمكن رفعها إذا كان التزييف طال اسم بيان جغرافي أو تسمية منشأ‪.‬‬
‫✓ رفع دعوى المنع المؤقت ألعمال التزييف من طرف المستفيد من حق‬
‫استغالل استئثاري‬
‫يمكن للمستفيد من حق استغالل استئثاري وارد على براءة اختراع أو تصميم تشكل (‬
‫طبوغر افية) الدوائر المندمجة أو رسم أو نموذج صناعي مسجل أو مالك عالمة صنع أو‬
‫تجارة أو خدمة مسجلة أن يرفع دعوى المنع المؤقت أمام القضاء أالستعجالي‪ ،‬لكن هذا‬
‫الحق متوقف على ضرورة توفر بعض الشروط‪:‬‬

‫• أال ينص عقد الترخيص على منع المستفيد من إقامة دعوى المنع المؤقت‪.‬‬
‫• أال يقيم المالك هذه الدعوى بعد إعذار يوجهه له المستفيد المذكور ويسلمه‬
‫عون قضائي أو كاتب الضبط‪.‬‬
‫ب‪ -‬صاحب الصفة في رفع دعوى المنع المؤقت ألعمال المنافسة غير‬
‫المشروعة‬
‫بالنسبة لرفع دعوى المنع المؤقت ألعمال المنافسة غير المشروعة يبدو أن نطاقها‬
‫أوسع‪ ،‬فالمدعي فيها كل شخ ص لحقه ضرر من عمل المنافسة غير المشروعة وفي حالة‬
‫تعدد المتضررين أمكن رفع هذه الدعوى من طرف كل متضرر على حدة أو من طرف‬
‫مجموع المتضررين إذا كانت تجمع بينهم مصلحة مشتركة‪.22‬‬
‫‪ -2‬اختصاص رئيس المحكمة التجارية بالبت في دعوى المنع المؤقت‬
‫يستشف من خالل الفقرة األولى من المادة ‪ 203‬أن المشرع أناط برئيس المحكمة‬
‫التجارية مهمة البث في طلبات المنع المؤقت ألعمال التزييف التي رفعت أمامها دعوى‬
‫التزييف أوالمنافسة غير المشروعة وذلك بصفته قاضيا للمستعجالت‪.23‬‬

‫‪ - 22‬ياسر مجيدي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.101‬‬


‫‪ - 23‬ياسر مجيدي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪22‬‬
‫ثانيا‪ :‬أثار الحكم في دعوى المنع المؤقت ألعمال التزييف أو المنافسة غير المشروعة‬
‫بالعودة إلى الفقرة األولى والفقرة األخيرة من المادة ‪ 203‬يمكن القول إن إصدار األمر‬
‫في دعوى المنع المؤقت ألعمال التزييف أو المنافسة غير المشروعة ال يخرج على ثالثة‬
‫احتماالت‪ ،‬سندرسها وفق الترتيب التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬األمر بالمنع المؤقت لألعمال التي تشكل تزييفا أو عمال غير مشروعا‬
‫يتضح من خالل الفقرة األولى من المادة ‪ ،203‬أن األمر بالمنع المؤقت الصادر عن‬
‫قاضي المستعجالت يترتب عنه المنع المؤقت من مواصلة األعمال المدعى أنها تزييف أو‬
‫منافسة غير مشروعة مؤقتا إلى حين صدور حكم نهائي بشأن دعوى التزييف أو المنافسة‬
‫غير ال مشروعة‪ ،‬وذلك تحت طائلة الحكم بغرامة تهديدية وتعد الغرامة التهديدية من الوسائل‬
‫التي يمكن اعتمادها إلرغام المدعى عليه الصادر في حقه األمر بالمنع المؤقت من مواصلة‬
‫األعمال المدعى أنها مزيفة أو منافسة غير المشروعة‪.24‬‬
‫‪ -2‬األمر بوضع ضمانات لمواصلة األعمال التي تشكل تزييفا أو منافسة غير‬
‫مشروعة‬
‫توجد بين يدي قاضي األمور المستعجلة وسيلة أخرى إلى جانب األمر بالمنع المؤقت‬
‫لألعمال التي تشكل تزييفا أو منافسة غير مشروعة‪ ،‬وهي األمر بوضع ضمانات من طرف‬
‫المدعى عليه في مقابل مواصلة األعمال الذي ينازع المدعي في كونها تشكل عمال من‬
‫أعمال المنافسة غير المشروعة‪.‬‬
‫‪ -3‬األمر بالمنع المؤقت مع وضع ضمانات من طرف المدعي‬
‫مراعاة لمصالح المدعى عليه وضع المشرع إمكانية أمام قاضي المستعجالت‪ ،‬يمكن من‬
‫خاللها أن يأمر بالمنع المؤقت لألعمال التي تشكل تزييفا أو منافسة غير مشروعة‪ ،‬لكن في‬
‫مقابل وضع ضمانات من طرف المدعي هذه المرة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تدخل رئيس المحكمة التجاري في إطار التدابير على الحدود‬
‫يعتبر إجراء التدابير على الحدود من اختصاص إدارة الجمارك والضرائب غير‬
‫المباشرة‪ ،‬وتلجأ إليها بناء على طلب من صاحب الحق على العالمة أو المستفيد من حق‬
‫استغالل استئثاري‪ ،‬ويب قى الغرض األساسي بالنسبة للتدابير على الحدود هو إخبار صاحب‬
‫الحق بوجود سلع مزيفة تمس بحقوقه وإعطائه جميع المعطيات المتعلقة بها حتى يكون‬

‫‪ - 24‬قرار عدد ‪ 531‬الصادر بتاريخ ‪ 22.02.89‬منشور بمجلة محكمة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ 43‬و ‪ ،44‬ص‬
‫‪.35‬‬
‫‪23‬‬
‫بإمكانه إقامة الدعوى‪ ،‬كما أن مدة التدابير على الحدود ال تتجاوز عشرة أيام في انتظار‬
‫اإلدالء بما يثبت اتخاذ تدابير تحفظية أو رفع دعوى في الموضوع‪.‬‬
‫إلى جانب الضمانات التي حددها المشرع لحماية العالمة عن طريق القضاء التجاري‪،‬‬
‫نجده وضع ضمانات إضافية لحماية العالمة عند االعتداء عليها من طرف الغير‪ ،‬حيث منح‬
‫إلدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة الحق في تدقيق التداول الحر للسلع المشكوك في‬
‫كونها سلعا مزيفة بهدف جلب رؤوس األموال األجنبية وتوفير مناخ قانوني أكثر حماية‬
‫لتشجيع االستثمار الوطني واألجنبي‪.‬‬
‫كما أن نطاق الحماية الجمركية من حيث طبيعة االعتداء يبقى محصور في مجال‬
‫التزييف دون المنافسة غير المشروعة‪ ،‬أما نطاق الحماية الجمركية فينصرف على العالمة‬
‫وعلى مالك بيان جغرافي محمي أو مالك تسمية منشأ محمية فقط دون غيرها من باقي‬
‫حقوق الملكية الصناعية‪.25‬‬
‫بناء على ما ذكر سنتحدث عن اإلجراءات التي يتم اتخاذها من طرف الشخص المعني‬
‫باألمر من أجل إيقاف تداول السلع المشكوك في كونها مزيفة ( الفقرة األولى)‪ ،‬ولدور‬
‫رئيس المحكمة في هذا اإلجراء ( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إجراءات الحجز المؤقت للسلع المشكوك في كونها مزيفة‬


‫قبل إصدار األمر بالحجز المؤقت للسلع المشكوك في كونها مزيفة من قبل إدارة‬
‫الجمارك والضرائب غير المباشرة‪ ،‬البد من إتباع مجموعة من اإلجراءات تبدأ بتقديم طلب‬
‫الحجز المؤقت ( أوال)‪ ،‬ثم تحرير التزام وفق النموذج المعد من طرف إدارة الجمارك‬
‫والضرائب غير المباشرة ( ثانيا)‪ ،‬ثم توقيت تقديم طلب الحجز المؤقت ( ثالثا)‪ ،‬ثم مرحلة‬
‫دراسة الطلب والتحقق من جدية محتوياته ( رابعا)‪ ،‬وأخيرا البث في الطلب من قبل إدارة‬
‫الجمارك والضرائب غير المباشرة ( خامسا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تقديم طلب الحجز المؤقت إلدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة‬
‫جاء في الفقرة األولى من المادة ‪ 1.176‬من القانون ‪ 17.97‬ما يلي‪ ":‬يمكن إلدارة‬
‫الجمارك والضرائب غير المباشرة بناء على طلب من مالك عالمة مسجلة أو مستفيد من‬
‫حق استغالل استئثاري‪ ،‬أن توقف التداول الحر لسلع مستوردة أو مصدرة أو عابرة‬
‫مشكوك في كونها سلعا مزيفة تحمل عالمات متطابقة أو عالمات مماثلة للعالمة المذكورة‬
‫تودي إلى خلق التباس‪"...‬‬

‫‪ - 25‬قبل تعديل القانون رقم ‪ 17.97‬المتعلق بحماية حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬بمقتضى القانون ‪ 23.13‬كانت التدابير‬
‫على الحدود التي تقوم بها إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة تقتصر على العالمة التجارية أو الصناعية فقط‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫حدد المشرع في هذه الفقرة األشخاص الذين يحق لهم تقديم طلب الحصول على حجز‬
‫مؤقت للسلع المستوردة أو المصدرة أو العابرة التي يشك في أنها تحمل عالمة متميزة‪ ،‬في‬
‫مالك العالمة أو صاحب حق االستغالل االستئثاري عليها‪ ،‬وهذا الطلب إما أن يقدمه المالك‬
‫بنفسه أو بواسطة وكيل إلدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة وفق النموذج المعد من‬
‫طرف هذه األخيرة‪.26‬‬
‫أما بخصوص شكل تقديم الطلب فقد تطرقت له الفقرة الثانية من المادة ‪ 1-176‬من‬
‫القانون ‪ ،17.97‬بحيث يجب أن يكون الطلب مدعما بعناصر إثبات توحي بوجود مس‬
‫ظاهر بالحقوق المحمية وأن يشمل أيضا الطلب على وصف مفصل بما فيه الكفاية للسلع‬
‫‪27‬‬
‫المشكوك في تزييفها‪.‬‬
‫وقد حددت الدورية عدد ‪ 410/4994‬الصادر بتاريخ ‪ 10‬مارس ‪ 2006‬الصادرة عن‬
‫إدارة الجمارك العناصر الواجب تضمينها في الطلب والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫• المعلومات المتعلقة بصاحب الحق على العالمة المسجلة‪.‬‬


‫• طبيعة حقوق الملكية الصناعية المسجلة‪.‬‬
‫• طبيعة السلع الحاملة لحقوق الملكية الصناعية والتي يراد حمايتها من طرف‬
‫إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة‪.‬‬
‫• اسم أو أسماء الشخص أو األشخاص الذين يمكن االتصال بهم من طرف‬
‫إدارة الجمارك‪.‬‬
‫• بلد التصدير وبلد االستيراد‪.‬‬
‫هذا الطلب يتم إيداعه لدى إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة التي تشعر المعني‬
‫باألمر بمآل طلبه داخل أجل ال يتعدى ‪ 30‬يوما‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحرير التزام من طرف صاحب الطلب‬


‫يجب على صاحب الطلب تحرير التزام وفق النموذج المعد من طرف إدارة الجمارك‬
‫والضرائب غير المباشرة‪ ،‬يتعهد من خالله بإشعار إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة‬
‫بكل تغير يطرأ على العناصر المعللة للطلب وخاصة سقوط حقه‪.‬‬
‫وهذا االلتزام يتم تحريره وفقا للنموذج المعد من طرف إدارة الجمارك والضرائب غير‬
‫المباشرة‪ ،‬ب هدف تعزيز جدية الطلب‪ ،‬وكذا لتغطية ما يمكن أن ينتج عنه قرار التوقيف‪،‬‬
‫ويلتزم فيه الطالب بما يلي‪:‬‬
‫‪ - 26‬حددت هذا النموذج دورية إدارة الجمارك رقم ‪ ،4994/410‬وكذلك الدورية رقم ‪.5051/410‬‬
‫‪ - 27‬عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪25‬‬
‫• إشعار إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة بكل تغيير يطرأ على‬
‫العناصر المعللة للطلب‬
‫• إشعار إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة بقرارات السلطة القضائية‬
‫التي بثت في التزييف‬
‫• اإلدالء إلدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة خالل عشرة أيام عمل‬
‫ابتداء من تاريخ تبليغ اإلجراء المتخذ بما يثبت‪:‬‬
‫إما القيام بإجراءات تحفظية مأمور بها من طرف رئيس المحكمة‪.‬‬
‫أو أنه قد رفع دعوى قضائية وقدم الضمانات المحددة من طرف المحكمة‪.‬‬
‫والمرصودة لتغطية مسؤولية المحتملة في حالة عدم اإلقرار الحقا بوجود التزييف‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬وقت تقديم طلب الحجز‬


‫لم يحدد المشرع الوقت الذي يمكن تقديم الطلب خالله‪ ،‬إال أنه يمكن القول أن تقديم‬
‫الطلب يبقى إلى غاية انتهاء عمليات االستخالص الجمركي ورفع اليد عنها من طرف إدارة‬
‫الجمارك والضرائب غير المباشرة‪.28‬‬

‫رابعا‪ :‬دراسة الطلب والتحقق من جدية محتوياته‬


‫بعد المرور من الخطوات السابقة‪ ،‬تأتي مرحلة دراسة الطلب والتحقق من جدية‬
‫محتوياته من قبل إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة‪ ،‬وذلك تمهيدا إلصدار قرار‬
‫بشأنها من حيث قبوله أو رفضه‪.‬‬
‫ومن بين اإلجراءات التي تقوم بها مصلحة االستخبار وتحليل المخاطر بمصلحة‬
‫الجمارك المركزية بالرباط‪ ،،‬ضرورة فتح قنوات التواصل مع المكتب المغربي للملكية‬
‫الصناعية والتجارية‪ ، 29‬بهدف تزويدها بالمعلومات الضرورية للتأكد من واقعة تسجيل‬
‫العالمة‪ ،‬ونوعية هذا التسجيل ( وطني أو دولي)‪ ،‬وكذا لالطالع على المنتجات التي يشملها‬
‫هذا التسجيل ومدة الحماية المتبقية‪.30‬‬

‫‪ - 28‬عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.94‬‬


‫‪ - 29‬نصت المادة الخامسة من القرار المشترك لوزير المالية والخوصصة ووزير الصناعية والتجارة الصادر بتاريخ ‪6‬‬
‫فبراير ‪ 2006‬على ما يلي‪ ":‬تتأكد إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة لدى المكتب المغربي للملكية الصناعية‬
‫والتجارية من تسجيل العالمة ومدة حمايتها وحقوق مالكها‪".‬‬
‫‪ - 30‬عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪26‬‬
‫خامسا‪ :‬البت في الطلب من طرف إدارة الجمارك‬
‫تبث إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة في طلب التوقيف الحر للتداول داخل أجل‬
‫‪ 30‬يوما وال يخلو قرارها من نتيجتين‪:‬‬

‫• إما أن تقبل طلب توقيف التداول الحر‪ ،‬عندما يتبين لها أنه مستوف للشروط‬
‫الشكلية والموضوعية الواجبة إلجراء التوقيف وأن هناك حظوظ كبيرة لصاحب‬
‫الطلب في استصدار حكم قضائي يثبت وجود التزييف‪.‬‬
‫• إما أن ترفض إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة طلب التوقيف إذا ما‬
‫تبين لها أنه غير مستوف للشروط الواجبة لقبوله‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة األخيرة فإنه يتعين على إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة تعليل‬
‫قرارها‪ ،‬وإخبار مقدمه بأسباب الرفض الشكلية والموضوعية‪ ،‬حتى يتسنى لهذا األخير‬
‫تداركها في حالة إعادة تقديمه للطلب مرة ثانية‪.31‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أثار وقف التداول الحر للسلع ودور رئيس المحكمة التجارية في هذا اإلجراء‬
‫حسب مقضيات المادة ‪ 2-176‬من القانون رقم ‪ 97-17‬وبهدف استمرار قرار إدارة‬
‫الجمارك بتوقيف التداول الحر للسلع المشكوك بكونها مزيفة‪ ،‬فإن رئيس المحكمة التجارية‬
‫التابع لها مكان استيراد السلع موضوع التوقيف‪ ،‬يتدخل في هذا اإلجراء‪ ،‬وذلك في حالة‬
‫سلوك صاحب الطلب‪ ،‬طريق اإلجراءات التحفظية‪ ،‬دون الدعوى القضائية‪ ،‬بحيث يتم تقديم‬
‫طلب أمامه من أجل اتخاذ بعض اإلجراءات التحفظية‪،‬‬
‫في حالة عدم اتخاذ صاحب طلب التوقيف أي إجراء داخل أجل ‪ 10‬أيام ابتداء من‬
‫تاريخ تبليغ إجرا ء الوقف‪ ،‬سواء بالقيام بإجراءات تحفظية أم برفع دعوى قضائية بعد‬
‫تقديمه الضمانات‪ ،‬فإن إجراء التوقيف هذا يتم رفعه بقوة القانون‪ ،‬وال يبقى له أي أثر‬
‫قانوني من سريانه في التطبيق‪.‬‬

‫‪ - 31‬عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.95‬‬


‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دعاوى الموضوع كآلية لحماية حقوق الملكية الصناعية‬
‫من أهم الدعاوى الموضوعية التي تثار بخصوص منازعات الملكية الصناعية‪ ،‬نجد‬
‫دعوى المنافسة غي ر المشروعة وكذا دعوى التزييف سواء المدنية أو الجنائية‪ ،‬وقد نظم‬
‫القانون رقم ‪ 17.97‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية هذه الدعاوى وأفرد لها إجراءات‬
‫خاصة لممارستها‪.‬‬
‫وسوف نتناول بالدر اسة والتحليل دعاوى الموضوع كوسيلة لحماية حقوق الملكية‬
‫الصناعية عن طريق الدعوى المدنية (المبحث األول)‪ ،‬ثم نتحدث فيما بعد القواعد اإلجرائية‬
‫لرفع دعوى التزييف وآثارها (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬حماية حقوق الملكية الصناعية عن طريق الدعوى المدنية‬
‫أفرد المشرع المغربي لحقوق الملكية الصناعية حماية مدنية‪ ،‬عن طريق الدعوى المدنية‬
‫التي تعتبر وسيلة من الوسائل القانونية الهادفة إلى حماية حقوق الملكية الصناعية من كل‬
‫األعمال التي تلحق ضررا بمالكها و بقيمتها‪. ،‬و بالمستهلك و االقتصاد الوطني بصفة‬
‫عامة‪.‬‬
‫وعليه سنتطرق من خالل هذا المبحث‪ ،‬لكل من دعوى المنافسة غير المشروعة‬
‫(المطلب األول)‪ ،‬و دعوى التزييف المدنية ( المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬حماية حقوق الملكية الصناعية من المنافسة غير المشروعة‬


‫إذا كان األصل في المنافسة أنها مشروعة‪ 32‬فإنها تكون كذلك إذا قامت على قواعد‬
‫الشرف و األمانة‪ ،‬و كانت مراعية للقوانين و األعراف و العادات‪ ،‬أما إذا خرجت عن هذا‬
‫كله فإنها تصبح منافسة غير مشروعة‪ ،‬من شأنها أن تلحق ضررا بالطرف المنافس‪،‬‬
‫فتصبح حماية الطرف المضرور من هذه المنافسة واجبة‪.‬‬
‫و هذه الحماية تتم عن طريق دعوى مدنية؛ هي دعوى المنافسة غير المشروعة‪ ،‬و‬
‫دراستنا لهذه األخيرة ستنصب على تحديد مفهومها و الشروط الالزمة لقيامها(الفقرة‬
‫األولى)‪ ،‬ثم لرفعها أمام المحكمة المختصة و الجزاءات المترتبة عنها (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم دعوى المنافسة غير المشروعة وشروطها‬


‫سنطرق لمفهوم المنافسة غير المشروعة (أوال)‪ ،‬ثم نعرض للشروط الالزمة لقيامها‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم المنافسة غير المشروعة‬


‫سنقوم بتعريف المنافسة غير المشروعة أوال على أن نميزها عن بعض المفاهيم‬
‫المشابهة لها في نقطة موالية‪.‬‬

‫‪ 32‬ورد مصطلح المنافسة و التنافس في القرآن الكريم‪ ،‬فبعد التصوير للنعم التي يلقاها المؤمنون‪ ،‬حثهم هللا سبحانه وتعالى‬
‫على التنافس في عمل الخير حتى ينالوها‪ ،‬وفي ذلك تقول اآلية الكريمة ‪ " :‬ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" ـ‬
‫اآلية ‪ 26‬من سورة المطففين ‪. -‬‬
‫‪29‬‬
‫‪-1‬تعريف المنافسة غير المشروعة‬
‫تعتبر المنافسة غير المشروعة أساس الحياة التجارية و الصناعية‪ ،‬بل هي محرك‬
‫الحريات االقتصادية لألفراد و الجماعات باعتبارها ظاهرة عامة تصاحب النشاط اإلنساني‬
‫بكافة صوره‪.33‬‬
‫وقد أعطى المشرع من خالل القانون رقم ‪ 17.9734‬تعريفا للمنافسة غير المشروعة‪،‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 184‬منه على أنه ‪ " :‬يعتبر عمال من أعمال المنافسة غير المشروعة‪،‬‬
‫كل عمل منافسة يتنافى و أعراف الشرف في الميدان الصناعي أو التجاري"‪.35‬‬
‫و ما يمكن مالحظته على هذا التعريف هو أن استعمال مصطلح المنافسة غير‬
‫المشروعة وجعله مقتصرا على الميدان الصناعي أو التجاري يتعارض مع إرادة المشرع‬
‫التي ترجمها في المادة الثانية من نفس القانون‪ ،‬و التي تنص على أنه ‪ :‬يراد بلفظة الملكية‬
‫الصناعية ما تفيده في أوسع مفهومها و تطبق ليس فقط على الصناعة و التجارة الصرفة و‬
‫الخدمات‪ ،‬و لكن أيضا على كل إنتاج في مجال الصناعات الفالحية و اإلستخراجية و كذا‬
‫على جميع المنتجات المصنوعة أو الطبيعية مثل األنعام و المعادن و المشروبات "‪.‬‬
‫هذا من جهة و من جهة أخرى يالحظ أن المشرع استعمل مصطلح "أعراف الشرف"‬
‫وهي فكرة مرنة تتغير بتغير ظرف الزمان و المكان مما سوف يجهد القضاة بما لهم من‬
‫‪36‬‬
‫سلطة التنقيب عن العادات و أعراف الشرف ‪.‬‬
‫‪-2‬تمييز المنافسة غير المشروعة عن بعض المفاهيم المشابهة‬
‫غالبا ما يتم الخلط بين تزييف حقوق الملكية الصناعية و المنافسة غير المشروعة‪ ،‬أو‬
‫بين هذه األخيرة و المنافسة الممنوعة ‪.‬‬
‫و عليه فإننا سنتطرق لتمييز المنافسة غير المشروعة عن المنافسة الممنوعة (أ)‪ ،‬وكذا‬
‫الفرق بين دعوى المنافسة غير المشروعة و دعوى التزييف (ب)‪ ،‬على أن نتطرق في‬
‫نقطة ثالثة لتمييز المنافسة غير المشروعة عن الممارسات الطفيلية (ت)‪.‬‬

‫‪ 33‬عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪. 108 :‬‬


‫‪ 34‬نشير في هذا الصدد إلى أن ظهير ‪ 23‬يونيو ‪ 1916‬المتعلق بالملكية الصناعية الملغى‪ ،‬لم يعط تعريفا للمنافسة غير‬
‫المشروعة و إنما اقتصر على تبيان بعض األفعال المكونة لها من جهة‪ ،‬و كذا تبيان األسس القانونية التي تقوم عليها من‬
‫جهة ثانية‪ ،‬كما حدد مجال هذه الدعوى من جهة ثالثة ‪.‬‬
‫‪ 35‬و من المالحظ أن التعريف الذي أورده المشرع المغربي‪ ،‬مقتبس حرفيا من اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية‪- ،‬‬
‫أبرمت هذه االتفاقية بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪ – 1883‬حيث تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 10‬من هذه االتفاقية على أنه‬
‫‪" :‬يعتبر عمال من أعمال المنافسة غير المشروعة كل منافسة تتعارض مع العادات الشريفة في الشؤون الصناعية و‬
‫التجارية "‪.‬‬
‫‪ 36‬كمال محرر ‪ :‬الحماية القانونية لحقوق الملكية الصناعية بالمغرب " العالمة التجارية نموذجا"‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫القضاء و القانون‪ ،‬العدد ‪ ،151‬ص ‪.250 :‬‬
‫‪30‬‬
‫أ‪ -‬المنافسة غير المشروعة و المنافسة الممنوعة‬
‫تختلف المنافسة غير المشروعة اختالفا جوهريا عن المنافسة الممنوعة أو‬
‫المحظورة‪ ،‬من حيث األساس على الخصوص‪ ،‬فأساس المنع أو التحريم في النوع الثاني‬
‫هو القانون أو االتفاق‪ ،‬اللذان قد ينصان على المنع النهائي لكل تزاحم أو منافسة ‪ .‬أما‬
‫أساس عدم التنافس في النوع األول فال يقوم سوى على مجرد استخدام الوسائل المنافية‬
‫للقانون أو العرف أو العادات أو االستقامة التجارية أو الشرف أو الدين ‪.37‬‬
‫و ال تختلف المنافسة الممنوعة عن المنافسة غير المشروعة من حيث األساس‬
‫فحسب و لكن من حيث الجزاء كذلك ‪.‬‬
‫فإذا كان القضاء يحكم مبدئيا في دعاوى المنافسة غير المشروعة بالتعويض ووقف‬
‫أعمال المنافسة‪ ،‬تفاديا الستمرار الضرر في المستقبل‪ ، 38‬فإن األحكام الصادرة في‬
‫دعوى المنافسة الممنوعة قد تتجاوز هذه الحدود إلى إغالق المقاولة أو المتجر و الزجر‬
‫الجنائي إذا تعلق األمر بانتحال الصفة أو غيرها من المخالفات التي يعاقب عليها‬
‫جنائيا‪.39‬‬
‫ب‪ -‬دعوى المنافسة غير المشروعة و دعوى التزييف‬
‫تختلف دعوى المنافسة غير المشروعة عن دعوى التزييف من عدة أوجه نذكر منها‬
‫ما يلي ‪:‬‬
‫دعوى التزييف تشكل األداة القانونية التي وضعها القانون رهن إشارة مالك حق‬
‫الملكية الصناعية بصفة عامة لحماية حقه من التعدي عليه من قبل الغير‪ ،‬وذلك من‬
‫منطلق أن ذلك الحق هو حق ملكية يقرر القانون لصاحبه حق االستئثار باستغالله‪ ،‬فهو‪،‬‬
‫من تم يخرج من مجال المنافسة و يسقط في حضن ملكية خاصة يمنع على الغير المس‬
‫بها‪ ،‬فهو إذن ليس موضع منافسة و إنما استئثار مقرر لمالكه‪.40‬‬

‫‪ 37‬أحمد شكري السباعي ‪ :‬المنافسة غير المشروعة في التشريع المغربي و التشريع المقارن‪ ،‬مقال منشور بالموقع‬
‫اإللكتروني ‪ https:///loiarabe.blogspot.com :‬تم اإلطالع عليه بتاريخ ‪ 19‬أكتوبر ‪ 2019‬على الساعة‬
‫‪ ،23:54‬ص ‪. 31 :‬‬
‫‪ 38‬تنص المادة ‪ 185‬من قانون حماية الملكية الصناعية على أنه ‪ ":‬ال يمكن أن تقام على أعمال المنافسة غير المشروعة‬
‫إال دعوى مدنية لوقف األعمال التي تقوم عليها و دعوى المطالبة بالتعويض"‪.‬‬
‫‪ 39‬راجع على سبيل المثال مقتضيات المادتين ‪ 230‬و ‪ 232‬من القانون المذكور‪.‬‬
‫‪ 40‬فؤاد معالل‪ ،‬التمييز بين التزييف و المنافسة غير المشروعة في مجال الملكية الصناعية _ من خالل التعليق على‬
‫قراري محكمة االستئناف التجارية بفاس عدد ‪ 1022‬الصادر بتاريخ ‪ 2007/06/21‬و عدد ‪ 427‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ – 2007/03/08‬مقال منشور بالمجلة المغربية للقانون االقتصادي‪ ،‬العدد الثالث أبريل ‪ ،2010‬ص ‪.114‬‬
‫‪31‬‬
‫هذا بخالف دعوى المنافسة غير المشروعة‪ ،‬التي هي أداة لتدارك نتائج اإلخالل‬
‫بالتزام قانوني‪ ،‬يتمثل في التعسف في ممارسة حرية المنافسة التجارية‪ ،‬باستعمال وسائل‬
‫منافية لمبادئ الشرف المتعارف عليها في الوسط التجاري‪ ،‬من أجل االستحواذ على‬
‫زبائن تاجر آخر فهي تفترض إذن‪ ،‬قيام المنافسة بين عدة متدخلين في السوق‪ ،‬فيلجأ‬
‫أحدهم الستعمال وسائل غير مشروعة في تلك المنافسة‪.‬‬
‫فإذا كانت دعوى التزييف تحمي حق ملكية ممنوع من المنافسة‪ ،‬فإن دعوى المنافسة‬
‫غير المشروعة هي آلية لضبط حرية المنافسة‪ ،‬تحكم التزاحم على الزبائن ضمن مجال‬
‫واحد مباح للجميع‪.41‬‬
‫ت‪ -‬المنافسة غير المشروعة و الممارسات الطفيلية‬
‫تتمثل المنافسة الطفيلية في القيام بتسويق منتجات أو خدمات باالعتماد على القيمة‬
‫التنافسية التي كونها فاعل اقتصادي آخر في السوق و حققت شهرة لدى الجمهور وخولته‬
‫مركزا متميزا مقارنة مع منافسيه‪. 42‬‬
‫و تعتبر المنافسة ال طفيلية تفسيرا جديدا للمنافسة غير المشروعة الذي أصبح مفهوما غير‬
‫كاف لحماية العالمة التجارية‪ ،‬فإذا كانت هذه األخيرة تتمثل في قيام التاجر بمنافسة غيره‬
‫في النشاط التجاري أو الصناعي نفسه‪ ،‬الشيء الذي يحدث التباسا في ذهن المستهلك حول‬
‫مصدر المنتج أو الشخص الصانع‪ ،‬فإن المنافسة الطفيلية تمارس بالنسبة لنشاط يتعلق‬
‫بميادين مختلفة‪ ،‬حيث يتم استعمال العالمة مثال في نشاط بعيد كل البعد عن نشاط العالمة‬
‫األصلية ‪.‬‬
‫و إذا كانت المنافسة غير المشروعة تستند على الممارسات المنافية لألعراف التجارية و‬
‫الصناعية‪ ،‬وأنها تهدف إلى جلب الزبائن وتحويلهم عن المالك األصلي‪ ،‬فإن المنافسة‬
‫الطفيلية تهدف إلى جلب زبائن مختلفين وهو ما قد يشكل إضرارا بالمالك األصلي ويضعف‬
‫من تنافسيته بالسوق عن طريق االستفادة من شهرة عالمته‪ ،‬كما أن المنافسة الطفيلية ال‬
‫تستلزم وجود األطراف في وضعية منافسة لقيام المنافسة غير المشروعة و في هذا جاء في‬
‫حكم صادر عن المحكمة التجارية بالدار البيضاء ما يلي ‪ " :‬وحيث إن الممارسات الطفيلية‬
‫ال تستلزم شرط وجود األطراف في وضعية منافسة لقيام المنافسة غير المشروعة و إنما‬
‫هي صيغة من صيغ المسؤولية المدنية في إطار الفصل ‪ 77‬من ظهير االلتزامات والعقود‬
‫ومثلها مثل األساس الذي تنبني عليه نظرية المنافسة غير المشروعة "‪.43‬‬

‫‪ 41‬فؤاد معالل‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪. 115 :‬‬


‫‪ 42‬عبد هللا زوقة ‪ :‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪. 117 :‬‬
‫‪ 43‬حكم صادر عن المحكمة التجارية بالدار البيضاء تحث عدد ‪ 10654 :‬بتاريخ ‪ 2011/12/19 :‬في الملف عدد‬
‫‪ . 2009/16/3576‬أشار إليه عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.118 :‬‬
‫‪32‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط دعوى المنافسة غير المشروعة‬
‫لقبول دعوى المنافسة غير المشروعة البد من توفر شروط‪ ،‬و يتعلق األمر هنا ؛ بالخطأ‬
‫(أ)‪ ،‬و الضرر (ب)‪ ،‬و العالقة السببية بين الخطأ و الضرر (ج)‪.‬‬
‫‪-1‬الخطأ‬
‫عرف المشرع المغربي الخطأ من خالل مقتضيات الفصل ‪ 87‬من ق‪.‬ل‪.‬ع بأنه ‪" :‬ترك‬
‫ما كان يجب فعله أو فعل ما كان يجب اإلمساك عنه وذلك من غير قصد إلحداث الضرر"‪.‬‬
‫و الخطأ في دعوى المنافسة غير المشروعة يرتكز على القيام بعمل من أاألعمال‬
‫المشكلة لمنافسة غير مشروعة ‪ ،44‬و هذا يستلزم قيام حالة منافسة من جهة‪ ،‬و أن تكون‬
‫هذه المنافسة غير مشروعة من جهة أخرى‪. 45‬‬
‫‪-2‬الضرر‬
‫عرف المشرع المغربي الضرر في الفصل ‪ 98‬من ق ل ع‪ ،‬بأنه ‪ " :‬الخسارة التي‬
‫لحقت المدعي فعال و المصروفات التي اضطر أو سيضطر إلى إنفاقها إلصالح نتائج الفعل‬
‫الذي ارتكب إضرارا به‪ ،‬و كذلك ما حرم منه من نفع في دائرة الحدود العادية لنتائج هذا‬
‫الفعل"‪.‬‬
‫و يتمثل الضرر في مجال المنافسة غير المشروعة‪ ،‬في فقد التاجر لزبنائه نتيجة‬
‫األعمال غير المشروعة‪ ،‬و كما هو معلوم فإن الضرر قد يكون ماديا أو معنويا‪ ،‬و يكون‬
‫الضرر ماديا إذا ما أصاب الذمة المالية للتاجر المنافس بحيث يكبده خسارة تتجلى في‬
‫ضياع عنصر الزبناء و هو ما يترتب عنه انخفاض في رقم معامالته‪ ،‬في حين أن الضرر‬
‫المعنوي يتمثل في كل ما من شأنه أن يضر بالسمعة التجارية للتاجر المنافس كاالدعاءات‬
‫الكاذبة‪ ،‬المس بالسمعة التجارية للمنتوج و غيرها‪ ،‬و يبقى تقدير الضرر بكل دقة في دعوى‬
‫المنافسة غير المشروعة جد صعب نتيجة عدم وجود عناصر مساعدة على ذلك كصعوبة‬
‫االثبات من طرف التاجر المتضرر‪. 46‬‬
‫‪-3‬العالقة السببية بين الخطأ و الضرر‬
‫نظرا لخصوصيات دعوى المنافسة غير المشروعة فإنه البد من التمييز بين أمرين‬
‫هامين؛ ذلك أنه إذا ما كانت دعوى المنافسة غير المشروعة يستهدف منها التعويض‪ ،‬فإنه‬

‫‪ 44‬من المالحظ أن كال من الفصل ‪ 84‬من ق ل ع و المادة ‪ 184‬من القانون ‪ 17.97‬لم تحصرا األعمال المكونة‬
‫للمنافسة غير المشروعة‪ ،‬و إنما اكتفى المشرع بإعطاء بعض األمثلة القابلة للقياس‪ ،‬مما يعطي للقاضي سلطة تقديرية‬
‫واسعة لتحديد األعمال التي تعتبر منافسة غير مشروعة ‪.‬‬
‫‪ 45‬عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س ‪ :‬ص ‪. 123‬‬
‫‪ 46‬عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س ‪ :‬ص ‪. 125‬‬
‫‪33‬‬
‫يشترط باإلضافة إلى حصول الضرر ضرورة توافر العالقة السببية‪ ،‬لكن متى كان الهدف‬
‫منها هو مجرد وقف األعمال‪ ،‬فإنه ال يشترط البحث عما إذا كانت هناك عالقة سببية أم ال‬
‫استنادا إلى أن الضرر يفترض بمجرد وقوع الفعل المشكل للمنافسة غير المشروعة و عليه‬
‫فإن الخطأ وحده يكفي في هذه الحالة‪. 47‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬رفع دعوى المنافسة غير المشروعة و الجزاءات المترتبة عنها‬
‫سنتطرق في هذه الفقرة إلى أطراف دعوى المنافسة غير المشروعة (أوال)‪ ،‬مع بيان‬
‫الجزاءات المترتبة عنها (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أطراف دعوى المنافسة غير المشروعة و المحكمة المختصة‬


‫سنعرض أوال ألطراف دعوى المنافسة غير المشروعة بعد ذلك نتطرق لالختصاص‬
‫النوعي و المحلي في دعاوى المنافسة غير المشروعة ‪.‬‬
‫‪ -1‬أطراف دعوى المنافسة غير المشروعة‬
‫يمكن لكل من تضرر من أعمال المنافسة غير المشروعة أن يلجأ إلى القضاء قصد‬
‫استصدار حكم في مواجهة الشخص المتسبب في تلك األعمال‪ ،‬متى كانت تضر بمصالحه‪.‬‬
‫أ‪ -‬المدعي‬
‫خالفا لدعوى التزييف التي يتعين وجوبا رفعها من قبل مالك الحق أو المرخص له‬
‫القانوني لذلك‪ ،48‬فإنه يجوز لكل شخص لحقه ضرر من جراء عمل غير مشروع لمنافس‬
‫له‪ ،‬رفع دعوى المنافسة غير المشروعة‪ ،‬إذ يمكن رفع هذه األخيرة من قبل المرخص له‪،‬‬
‫ال وكيل صاحب االمتياز أو أي شخص آخر لحقه ضرر من جراء األفعال التي تشكل‬
‫منافسة غير مشروعة‪ ،‬ألن مناط دعوى المنافسة غير المشروعة هو المصلحة و ليس ملكية‬
‫الحق ‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن المكتب المغربي للملكية الصناعية و التجارية ال يمكنه رفع‬
‫دعوى المنافسة غير المشروعة‪ ،‬كما أنه ليس ضروريا تبليغه بالمقال االفتتاحي لهذه‬
‫الدعوى‪ ،‬إال أنه يجب تبليغه بالحكم الحائز لقوة الشيء المقضي به لتنفيذ المقتضيات الواردة‬
‫به‪.‬‬

‫عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س ‪ :‬ص ‪. 126‬‬ ‫‪47‬‬

‫راجع مقتضيات المادة ‪ 202‬من قانون حماية الملكية الصناعية ‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫‪34‬‬
‫ب‪ -‬المدعى عليه‬
‫المدعى عليه هو كل شخص مرتكب للفعل الضار أو مسؤول عنه‪ ،‬وقد يكون شخصا‬
‫ذاتيا أو معنويا و في حالة ا لتعدد يمكن توجيه دعوى المنافسة غير المشروعة ضدهم جميعا‬
‫بصفة تضامنية‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أنه ليس من الضروري إدخال المكتب المغربي للملكية الصناعية‬
‫والتجارية في الدعوى كطرف وحتى في حالة إدخاله في الدعوى فإنه يجب تبليغه بنسخة‬
‫من الحكم بعد أن يصبح نهائيا و ذلك من أجل تنفيذ مقتضياته‪ ،‬و في هذا الصدد جاء في‬
‫قرار لمحكمة النقض ما يلي ‪ ":‬ليس من الالزم تبليغ مدير المكتب المغربي للملكية‬
‫الصناعية نسخة من مقال االدعاء ولو تمت اإلشارة إليه كطرف أصلي في دعوى التقليد أو‬
‫التزييف و إن كان يجب تبليغه بالحكم الذي حاز قوة الشيء المقضي به‪ ،‬لتنفيذ المقتضيات‬
‫الواردة به كالتشطيب عن بعض حقوق الملكية الصناعية في حالة البطالن"‪.49‬‬
‫‪ -2‬االختصاص القضائي في دعوى المنافسة غير المشروعة‬
‫للحديث عن االختصاص القضائي في دعوى المنافسة غير المشروعة البد من التطرق‬
‫لكل من االختصاص النوعي و كذا االختصاص المحلي‪.‬‬
‫أ‪ -‬االختصاص النوعي‬
‫لقد أثار االختصاص النوعي للبت في المنازعات المتعلقة بالملكية الصناعية جدال‬
‫واسعا قبل صدور القانون رقم‪ 17.97‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية‪ ،‬و ذلك حول ما إذا‬
‫كانت المحاكم التجارية هي المختصة للفصل في المنازعات التي تثار في هذا الصدد‪ ،‬أم‬
‫المحكمة االبتدائية بصفتها صاحبة الوالية العامة ‪ .‬وخاصة بعد صدور القانون رقم ‪53.95‬‬
‫القاضي بإحداث المحاكم التجارية‪ ،‬مع العلم أن المادة الخامسة منه لم تشر لالختصاص‬
‫النوعي للمحاكم التجارية بالنظر في دعاوى الملكية الصناعية ‪.‬‬
‫إال أنه بعد صدور القانون رقم ‪ 17.97‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية‪ ،‬فقد حسم في‬
‫المسألة و أعطى االختصاص للمحاكم التجارية‪ 50‬و ذلك من خالل المادة ‪ 15‬منه التي‬
‫تنص على أنه ‪ " :‬تختص المحاكم التجارية وحدها في البت في المنازعات المترتبة عن‬
‫تطبيق هذا القانون باستثناء الدعاوى الجنائية و القرارات اإلدارية المنصوص عليها فيه"‪.‬‬

‫‪ 49‬قرار صادر عن النقض في الملف عدد ‪ 31/2002/1153‬بتاريخ ‪ ،2014/03/17‬أورده عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‬
‫‪. 128:‬‬
‫‪ 50‬محمد محبوبي‪ ،‬حماية حقوق الملكية الصناعية من المنافسة غير المشروع‪ ،‬مقال منشور بالمجلة المغربية لقانون‬
‫األعمال و المقاوالت‪ ،‬عدد ‪ ،5‬ماي ‪ ،2004‬ص ‪.60 :‬‬
‫‪35‬‬
‫و بالتالي فجميع المنازعات المتعلقة بحقوق الملكية الصناعية ومن بينها المنافسة غير‬
‫المشروعة‪ ،‬تقدم أمام المحاكم التجارية بغض النظر عن صفة أطراف الدعوى سواء كانوا‬
‫تجارا أو غير تجار‪.‬‬
‫ب‪ -‬االختصاص المحلي‬
‫تطرق المشرع لالختصاص المحلي في المادة ‪ 204‬من قانون حماية الملكية الصناعية‪،‬‬
‫فنص على أن ‪" :‬المحكمة المختصة هي المحكمة التابع لها موطن المدعى عليه الحقيقي أو‬
‫المختار أو المحكمة التابع لها مقر وكيله أو المحكمة التابع لها المكان الذي يوجد به مقر‬
‫الهيئة المكلفة بالملكية الصناعية إذا كان موطن هذا األخير في الخارج"‪.‬‬
‫و استثناء من أحكام الفقرة أعاله‪ ،‬فإن المحكمة المختصة لألمر باإلجراءات التحفظية‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 2.176‬هي المحكمة التابع لها مكان استيراد السلع موضوع‬
‫طلب الوقف المشار إليه في المادة ‪ 1,176‬من قانون حماية الملكية الصناعية‪.51‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الجزاءات المترتبة عن دعوى المنافسة غير المشروعة‬


‫انطالقا من المادة ‪ 185‬من قانون حماية الملكية الصناعية التي تنص على أنه ‪ ":‬ال‬
‫يمكن أن تقام على أعمال المنافسة غير المشروعة إال دعوى مدنية لوقف األعمال التي تقوم‬
‫عليها ودعوى المطالبة بالتعويض"‪ .‬فإن الجزاءات التي تقضي بها المحكمة هي ‪:‬‬
‫وقف األعمال (‪ )1‬و التعويض عن األضرار (‪)2‬‬

‫‪ -1‬وقف األعمال‬
‫الجزاء الطبيعي للمنافسة غير المشروعة هو عادة وضع حد لألعمال التي تشكل منافسة‬
‫غير مشروعة‪ ،‬و أن المنطق يفترض أن تحكم المحكمة بإزالة العمل غير المشروع تأكيدا‬
‫للقاعدة الفقهية ( الضرر يزال )‪ ،‬ووقف العمل غير المشروع ال يعني إزالة الحرفة بصفة‬
‫نهائية ألن ذلك ال يكون إال في حالة المنافسة الممنوعة‪ ،‬و إنما يقصد بذلك أن تقوم المحكمة‬
‫باتخاذ اإلجراءات الالزمة لمنع استمرار الوضع غير القانوني ‪.52‬‬
‫و مما ينبغي اإلشارة إ ليه أن األحكام و القرارات الصادرة بوقف األعمال تكون دائمة‬
‫‪53‬‬
‫مقرونة بالغرامة التهديدية ومن بينها القرار الصادر عن محكمة اإلستئاف التجارية بفاس‬

‫‪ 51‬الفقرة الثالثة من المادة ‪ 204‬من قانون حماية الملكية الصناعية‪.‬‬


‫‪ 52‬محمد محبوبي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.61 :‬‬
‫‪ 53‬قرار صادر عن محكمة اإلستئناف التجارية بفاس‪ ،‬رقم‪ ،751 :‬بتاريخ ‪ ،2005/05/31‬في الملف التجاري رقم‪:‬‬
‫‪ ،395/6/15‬أشار إليه عبد هللا زوقة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.184 :‬‬
‫‪36‬‬
‫الذي جاء فيه ‪... " :‬و على المدعى عليها بالكف عن استعمالها تحث طائلة غرامة تهديدية‪،‬‬
‫قدرها ‪ 1000‬درهم عن كل يوم تأخير عن التنفيذ"‪.‬‬
‫‪-2‬التعويض عن األضرار‬
‫هذا الجزاء يأتي في المرتبة الثانية بعد جزاء وقف األعمال غير المشروعة‪ ،‬وهو يأتي‬
‫نتيجة تحقق الضرر ألنه قد نصادف بعض الحاالت ال يكون فيا الضرر نهائيا كما هو الحال‬
‫في صورة الضرر االحتمالي حيث ليس من اإلنصاف الحكم بتعويض عن ضرر لم يتحقق‬
‫بعد‪ ،‬ففي مثل هذه الصورة تكتفي المحكمة بوقف األعمال غير المشروعة التي تهدد بوقوع‬
‫الضرر‪. 54‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬دعوى التزييف المدنية‬


‫تعتبر دعوى التزييف المدنية أهم وسيلة قانونية لحماية حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬إذ من‬
‫شأنها أن تمكن أصحاب هذه الحقوق من وقف أعمال التزييف الواقعة على حقوقهم و إزالة‬
‫أثرها و التعويض عن األضرار الناتجة بسبب التعدي‪ ،‬باإلضافة إلى العقوبات المقررة‬
‫قانونا‪ .‬فهي إذن وسيلة مهمة في المحافظة على الحق و عدم المساس به من لدن الغير‪ ،‬و‬
‫بالتالي تشجيع أصحاب الحقوق على القيام بتسجيل حقوقهم لدى المكتب المغربي للملكية‬
‫الصناعية‪.‬‬
‫و قبل أن نتطرق لرفع دعوى التزييف المدنية و الجزاءات المترتبة عنها (الفقرة‬
‫الثانية)‪ ،‬ينبغي أوال تحديد مفهوم التزييف و الشروط الالزمة لقيام دعوى التزييف المدنية‬
‫(الفقرة األولى)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم التزييف و الشروط الالزمة لقيام دعوى التزييف‬


‫سنبين من خالل هذه الفقرة مفهوم التزييف وذلك بتعريفه و تمييزه عن بعض المفاهيم‬
‫المشابهة (أوال)‪ ،‬ثم نعرض لشروط قيام دعوى التزييف (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف التزييف و تمييزه عن التقليد‬


‫‪-1‬تعريف التزييف‬
‫عرف المشرع المغربي التزييف تعريفا عاما من خالل ‪ 201‬من قانون الملكية‬
‫الصناعية بكونه ‪ " :‬يعتبر تزييفا كل مساس بحقوق مالك براءة اختراع أو تصميم تشكل‬
‫(طبوغرافية الدو ائر المندمجة أو رسم أو نموذج صناعي مسجل أو عالمة صنع أو تجارة‬

‫محمد محبوبي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪. 61 :‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪37‬‬
‫أو خدمة مسجلة أو اسم بيان جغرافي أو تسمية منشأ كما هي معرة على التوالي ي المواد‬
‫‪ 53‬و ‪ 54‬و ‪ 99‬و ‪ 123‬و ‪ 124‬و ‪ 154‬و ‪ 155‬و ‪ 182‬أعاله"‪.55‬‬
‫و قد عرف بعض الفقه التزييف بأنه‪" :‬استعمال أو انتزاع العناصر الجوهرية للحق دون‬
‫تغيير فيها اعتداء على حقوق المالك في االستئثار باالستغالل أو الحكر"‪.56‬‬
‫وقد عرفه البعض اآلخر‪ 57‬بكونه‪ ":‬النقل الحرفي للمنتوج الحقيقي أي وجود تطابق تام‬
‫بين المنتوج األصلي و المزيف"‪.‬‬
‫‪-2‬تمييز التزييف عن التقليد‬
‫إذا كان التزييف كما رأينا سابقا يراد به النقل الحرفي للمنتوج الحقيقي أي وجود تطابق‬
‫تام بين المنتوج األصلي و المزيف فإنه يقصد بالتقليد وضع منتوج مشابه أو قريب الشبه‬
‫باألصلي بحيث يصعب التمييز بينهما الشيء الذي قد يوقع المستهلك في اللبس‪.58‬‬
‫فتقليد العالمة التجارية مثال ليس إال وضع عالمة مشابهة أو قريبة الشبه ي مجموعها‬
‫بعالمة أخرى بحيث يصعب التفرقة بينهما مما قد يؤدي إلى لبس أو خلط في ذهن‬
‫المستهلك‪.59‬‬

‫ثانيا ‪ :‬شروط دعوى التزييف المدنية‬


‫تتطلب دعوى التزييف المدنية لقيام توفر مجموعة من الشروط يمكن التمييز في إطارها‬
‫بين شروط شكلية (‪)1‬و شروط موضوعية (‪.)2‬‬
‫‪ _1‬الشروط الشكلية‬
‫تتمثل الشروط الشكلية الالزمة لقيام دعوى التعويض في ضرورة التسجيل (أ) و كذا‬
‫شرط الصفة و المصلحة(ب) و أن يرتكب فعل التزييف داخل التراب المغربي (ت)‪.‬‬

‫‪ 55‬و تجدر اإلشارة أنه خالل السنوات األخيرة‪ ،‬ازداد التزييف الصناعي انتشارا وذلك بشكل مهول بجميع أنحاء العالم‬
‫بسبب األموال الطائلة التي يدرها على متعاطيه‪ ،‬فأصبح من الصعب على المستهلك المتوسط الحذر التمييز بين السلعة‬
‫األصلية و السلعة المزيفة كما أنه يهدد أغلب المستثمرين و المقاولين‪ ،‬ويفوت على ميزانية الدول مبلغا هاما من المداخيل‪.‬‬
‫‪ 56‬أ حمد شكري السباعي ‪ :‬الوسيط ي األصل التجاري‪ ،‬الجزء الثاني ‪ :‬دراسة ي قانون التجارة المغربي و المقارن و‬
‫الفقه و القضاء‪ ،‬مطبعة المعار الجديدة الرباط‪ ،‬لطبعة األولى ‪ ،2008‬ص ‪.335 :‬‬
‫‪ 57‬عبد الرحيم أولقاضي ‪ :‬خصوصيات الحماية الجنائية لحقوق الملكية الصناعية من التزييف و التقليد‪ ،‬مجلة رحاب‬
‫المحاكم العدد ‪ 5‬أبريل ‪ ،2010‬ص ‪.100‬‬
‫‪ 58‬عبد الرحيم أولقاضي ‪ :‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.101 :‬‬
‫‪ 59‬كمال محرر ‪ :‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.225:‬‬
‫‪38‬‬
‫أ‪ -‬شرط تسجيل حقوق الملكية الصناعية‬
‫يعتبر التسجيل من الشروط األساسية الواجب توفرها في جميع حقوق الملكية الصناعية‬
‫بمختلف أنواعها‪ ،‬بحيث يجب على أصحاب تلك الحقوق أن يقوموا بتسجيلها لدى المكتب‬
‫المغربي للملكية الصناعية و التجارية قبل المطالبة بدعوى التزييف أمام المحكمة المختصة‪.‬‬
‫إن ارتكاب أفعال تزييف حقوق الملكية الصناعية قبل تسجيلها ال يسمح برفع دعوى‬
‫التزييف‪ ، 60‬حيث إن تسجيل العالمة مثال هو شرط لوجودها و إمكان اإلدعاء بأي حق‬
‫عليها يكون بعد التسجيل‪ ،‬فالمادة ‪ 143‬من قانون الحماية الملكية الصناعية تنص على أن‪":‬‬
‫العالمة المودعة بصورة قانونية و المسجلة من لدن الهيئة المكلفة بالملكية الصناعية وحدها‬
‫من الحماية المقررة في هذا القانون ابتداء من تاريخ إيداعها "‪.61‬‬
‫ب_ صفة مالك الحق في دعوى التزييف‬
‫نص المشرع في المادة ‪ 202‬من قانون حماية الملكية الصناعية على انه ‪ " :‬يقيم دعوى‬
‫التزييف مالك براءة االخت راع أو شهادة تصميم تشكل (طبوغرافية) الدوائر المندمجة أو‬
‫الرسم أو نموذج صناعي مسجل أو عالمة صناعية أو تجارية أو خدماتية مسجلة ‪,‬‬
‫غير انه يجوز للمستفيد من حق استغالل استئثاري يجوز له‪ ،‬ما لم ينص على خالف‬
‫ذلك في عقد الترخيص‪ ،‬أن يقيم دعوى التزييف إذا لم يقم المالك هذه الدعوى بعد إعذار‬
‫يوجهه له من المستفيد المذكور و يسلمه عون قضائي أو كاتب الضبط‬
‫يقبل المالك للتدخل في دعوى التزييف التي يقيمها المستفيد طبقا للفقرة السابقة‬
‫يقبل كل مرخص له للتدخل في دعوى التزييف التي يقيمها المالك قصد الحصول على‬
‫التعويض عن الضرر الخاص به"‪.‬‬
‫يتضح من خالل هذه المادة أن الصفة في المطالبة القضائية برفع دعوى التزييف تكون‬
‫أوال‬
‫لمالك الحق لكونه المتضرر الرئيسي كما يمكن إقامتها من طرف المستفيد من حق‬
‫استغالل استئثار وفق الشروط المحددة‪.‬‬

‫‪ 60‬عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س ‪ :‬ص ‪. 141 :‬‬


‫‪ 61‬في نفس السياق تنص المادة ‪ 112‬من قانون الملكية الصناعية على ما يلي ‪ " :‬تستفيد‪ ،‬وحدها‪ ،‬الرسوم أو النماذج‬
‫الصناعية المودعة بصورة قانونية و المسجلة من لدن الهيئة المكلفة بالملكية الصناعية من الحماية الممنوحة بموجب هذا‬
‫القانون ابتداء من تاريخ إيداعها "‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫أ‪ -‬شرط ارتكاب فعل التزييف داخل التراب المغربي‬
‫إن األفعال ال زجرية التي تعتبر تزييفا ال يمكن أن تكون موضوع متابعة قضائية إال إذا‬
‫ارتكبت داخل التراب المغربي‪ ،‬طبقا لمبدأ إقليمية القانون الجنائي‪ ،62‬و الذي يترتب عنه أن‬
‫القاضي المغربي يكون مختصا للنظر في جريمة التزييف التي تقع داخل التراب المغربي‪،‬‬
‫و بالتالي فإن القوانين ا لتي تطبق هي القوانين المغربية بغض النظر عن جنسية المزيف‪ ،‬و‬
‫أما جرائم التزييف المرتكبة خارج التراب الوطني فال يختص للنظر فيها‪. 63‬‬
‫و يترتب على هذا الشرط ‪ -‬شرط ارتكاب فعل التزييف داخل التراب المغربي – أن‬
‫الحماية القانونية تقتصر فقط على حقوق الملكية الصناعية المسجلة بالمغرب و التي وقع‬
‫تزييفها داخل التراب المغربي‪.‬‬
‫و بالتالي فإذا سجلت هذه الحقوق بالخارج و لم يقع تسجيلها بالمغرب‪ ،‬فال يعد تزييفها‬
‫بالمغرب جريمة معاقب عليها بمقتضى القانون ‪ 17.97‬إال إذا كانت هذه الحقوق محل‬
‫تسجيل دولي وفق اتفاقية دولية مصادق عليها من طرف المملكة المغربية و تم تعيين‬
‫المغرب ضمن الدول التي تمتد إليها الحماية ‪.64‬‬
‫‪-2‬الشروط الموضوعية لقيام دعوى التزييف المدنية‬
‫إن الشروط الموضوعية لقيام دعوى التزييف تظل واحدة سواء كانت هذه الدعوى مدنية‬
‫أو جنائية‪ ،‬و تتمثل في العنصرين التاليين ‪ :‬أوال فعل التزييف ‪ ،‬ثانيا القصد‪.‬‬
‫أ‪ -‬العنصر المادي (فعل التزييف)‬
‫حدد المشرع الحاالت التي تجسد العنصر المادي بوضوح عندما وضع الئحة غير‬
‫حصرية لألفعال التي يمكن أن تعتبر تزييفا‪ ،‬و يتحقق العنصر المادي كلما وقع مساس‬
‫بحقوق مالك براءة االختراع أو تصميم تشكل الدوائر المندمجة‪ ،‬أو رسم أو نموذج صناعي‬
‫مسجل أو عالمة صنع‪ ...‬و ينحصر هذا المساس أو االعتداء في القيام باألعمال الممنوع‬
‫على الغير القيام بها حماية لحقوق المالك في االستئثار باستغالل العالمة التجارية كما هو‬
‫‪65‬‬
‫منصوص عليه في المواد ‪ 154‬و ‪ 155‬و ‪ 225‬من قانون حماية الملكية الصناعية‪.‬‬

‫‪ 62‬اورد المشرع المغربي على هذا المبدأ استثناء نصت عليه المادة ‪ 708‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬و التي جاء فيها‬
‫أن‪ " :‬كل فعل له وصفة جنحة في نظر القانون المغربي ارتكب خارج المملكة المغربية من طرف مغربي‪ ،‬يمكن المتابعة‬
‫من أجله و الحكم فيه المغرب ‪"..‬‬
‫‪ 63‬عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س ‪ :‬ص ‪. 147 :‬‬
‫‪ 64‬عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س ‪ :‬ص ‪. 148 :‬‬
‫‪ 65‬عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س ‪ :‬ص ‪. 149 :‬‬
‫‪40‬‬
‫العنصر المعنوي( القصد )‬ ‫ب‪-‬‬
‫بالرجوع للفقرة الثانية من المادة ‪ 291‬نجد المشرع اشترط ضرورة توفر القصد‬
‫الجنائي أي سوء نية الفاعل‪ ،‬و تنص هذه الفقرة على ما يلي ‪ " :‬إن أعمال عرض أحد‬
‫المنتجات المزيفة للتجارة أو استنساخه أو استعماله أو حيازته قصد استعماله أو عرضه‬
‫للتجارة المرتكبة من شخص غير صانع المنتج المزيف ال يتحمل مرتكبها المسؤولية عنها‬
‫إال إذا كان على علم بأمرها أو لديه أسباب معقولة للعلم بأمرها "‪.‬‬
‫و يالحظ أن الصانع ال يشمله هذا االستثناء‪ ،‬األمر الذي يعني أنه ال يتطلب في هذا‬
‫األخير وجود القصد و سوء النية لقيام التزييف في حقه‪ ،‬أما غير الصانع فال يمكن مقاضاته‬
‫من أجل التزييف إال بإثبات علمه المسبق بواقعة التزييف أو كانت لديه أسباب معقولة للعلم‬
‫بأنها مزيفة‪.‬و هذا منطقي لكون المتضرر من التزييف هو المكلف بإثبات هذا العلم من‬
‫غيره‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬أطراف دعوى التزييف المدنية و الجزاءات المترتبة عنها‬


‫سنتطرق بداية ألطراف دعوى التزييف المدنية (أوال)‪ ،‬بعد ذلك نبين الجزاءات المترتبة‬
‫عنها (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أطراف دعوى التزييف المدنية‬


‫يراد بأطراف دعوى التزييف المدنية‪ :‬الطرف المدعي من جهة و الطرف المدعى عليه‬
‫من جهة ثانية‪.‬‬
‫‪-1‬المدعي‬
‫بالرجوع للمادة ‪ 202‬من قانون الملكية الصناعية‪ ،‬نالحظ أن المشرع وضع مبدأ و‬
‫استثناء فيما يخص األشخاص الذين يحق لهم إقامة دعوى التزييف‬
‫المبدأ ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫نصت المادة ‪ 202‬من قانون حماية الملكية الصناعية في فقرتها األولى على ما يلي‪" :‬‬
‫يقيم دعوى التزييف مالك براءة االختراع أو شهادة تصميم تشكل (طبوغرافية) الدوائر‬
‫المندمجة أو رسم أو نموذج صناعي مسجل أو عالمة صناعية أو تجارية أو خدماتية‬
‫مسجلة"‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫يتضح أن أصحاب حقوق الملكية الصناعية هم األشخاص الذين يحق لهم رفع دعوى‬
‫التزييف المدنية‪ ،‬نظرا لوجود فعل من أفعال التزييف قد طال الحقوق التي تخولها لهم‬
‫سندات الملكية الصناعية‪.‬‬
‫أما في حالة تعدد الشركاء في ملكية السند‪ ،‬فإن لكل واحد منهم أن يقيم الدعوى المذكورة‬
‫لصالحه وحده مع تبليغ مقال الدعوى إلى الشركاء اآلخرين‪.66‬‬
‫االستثناء ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫أورد المشرع على المبدأ أعاله بعض االستثناءات تطرقت لها المادة ‪ 202‬قي فقرتها‬
‫الثانية و التي نصت على ما يلي ‪ :‬غير أنه يجوز للمستفيد من حق استغالل استئثاري يجوز‬
‫له‪ ،‬ما لم ينص على خالف ذلك في عقد الترخيص‪ ،‬أن يقيم دعوى التزييف إذا لم يقم المالك‬
‫هذه الدعوى بعد إعذار يوجهه له المستفيد المذكور و يسلمه عون قضائي أو كاتب ضبط"‪.‬‬
‫‪ -2‬المدعى عليه‬
‫هو كل شخص ذاتي أو معنوي قام باالعتداء على حقوق الملكية الصناعية و التي نص‬
‫عليها الفصل ‪ 201‬من قانون حماية الملكية الصناعية‪ ،‬وقد يكون الشخص المعتدي واحدا‬
‫‪67‬‬
‫أو أشخاصا متعددين بحيث يمكن توجد دعوى التزييف ضدهم جميعا بصفة تضامنية‬

‫‪ 66‬البند الثاني من المادة ‪ 77‬من قانون حماية الملكية الصناعية‪.‬‬


‫‪ 67‬عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س ‪ :‬ص ‪. 159 :‬‬
‫‪42‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الجزاءات المترتبة عن دعوى التزييف المدنية‬
‫يترتب على دعوى التزييف المدنية مجموعة من الجزاءات‪ ،‬جاء بها القانون رقم‬
‫‪ 17.97‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية‪ ،‬و تتمثل هذه الجزاءات باألساس في التعويض‬
‫عن فعل التزييف و مصادرة المنتجات المزيفة و الوسائل و األجهزة المخصصة لذلك‪،68‬‬
‫وإتالف المنتجات و األشياء التي تبت أنها مزيفة و اآلالت و األدوات التي استعملت في‬
‫تزييفها ‪ ،69‬و كذا الحرمان من حق العضوية في الغرفة المهنية‪ 70‬و أخيرا نشر الحكم‬
‫الصادر بشان دعوى التزييف المدنية‪. 71‬‬

‫‪ 68‬تنص المادة ‪ 212‬من قانون حماية الملكية الصناعية في هذا الصدد على أنه ‪ :‬يجوز للمحكمة بناء على طلب من‬
‫الطرف المتضرر وبقدر ما هو ضروري لضمان المنع من مواصلة التزييف‪ ،‬أن تأمر لفائدة المدعي بمصادرة األشياء‬
‫التي ثبت أنها مزيفة و التي هي ملك للمزيف في تاريخ دخول المنع حيز التنفيذ و إن اقتضى الحال األجهزة أو الوسائل‬
‫المعدة خصيصا إلنجاز التزييف‪.‬‬
‫تراعى قيمة األشياء المصادرة في حساب التعويض الممنوح للمستفيد من الحكم "‪.‬‬
‫‪ 69‬جرى سياق المادة ‪ 224‬من قانون حماية الملكية الصناعية على ما يلي‪ :‬يجوز للمحكمة بناء على طلب من الطرف‬
‫المتضرر و بقدر ما هو ضروري لضمان المنع من مواصلة التزييف‪ ،‬أن تأمر بإتالف األشياء التي ثبت أنها مزيفة و التي‬
‫هي ملك للمزيف في تاريخ دخول المنع حيز التنفيذ ما عدا في حاالت استثنائية‪ ،‬و إن اقتضى الحال بإتالف األجهزة أو‬
‫الوسائل المعدة خصيصا إلنجاز التزييف"‪.‬‬
‫‪ . 70‬تنص المادة ‪ 208‬من نفس القانون على أنه ‪" :‬يمكن عالوة على ما ذكر‪ ،‬أن يحرم األشخاص المحكوم عليهم تطبيقا‬
‫ألحكام هذا الباب من حق العضوية في الغرفة المهنية طوال مدة ال تزيد على خمس سنوات "‪.‬‬
‫‪ 71‬في هذا تنص المادة ‪ 209‬من القانون المشار إليه أعاله على أن المحكمة تأمر "بنشر األحكام القضائية التي صارت‬
‫نهائية و التي صدرت تطبيقا ألحكام هذا القانون "‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬القواعد اإلجرائية لرفع دعوى التزييف وآثارها‬
‫إلى جانب دعوى التزييف المدنية‪ ،‬وكذا دعوى المنافسة غير المشروعة كوسيلة لحماية‬
‫كل مساس بحقوق الملكية الصناعية‪ ،‬نجد دعوى التزييف الجنحية والتي يمكن للمتضرر‬
‫إقامتها ضد كل معتد على حقوقه‪.‬‬
‫وقبل تحريك دعوى التزييف الجنحية كآلية قانونية حمائية لحقوق الملكية الصناعية ضد‬
‫جرائم التزييف باعتبارها ماسة بالحقوق الشخصية والمالية لألفراد‪ ،‬وكذلك بالنظام العام‬
‫اإلقتصادي‪ ،‬لذلك يجب التطرق إلى شروط رفع الدعوى والمتمثلة في األساس في تحديد‬
‫صاحب الصفة في ممارستها‪ ،‬وكذا تبيان الوسائل المعتمدة في إثبات جنحة التقليد على‬
‫اعتبار أن قواعد اإلثبات تندرج ضمن القواعد الشكلية بالدرجة األولى‪ .‬وبعد تحديد كل ما‬
‫سبق‪ ،‬سنتحدث عن البت في دعوى التزييف الجنحية من خالل الحديث عن المحكمة‬
‫المختصة في البت في دعوى التزييف الجنحية‪ ،‬ثم األحكام العامة المنظمة لهذه الدعوى‪.‬‬
‫ويترتب عن تحقق الركن المادي والمعنوي لجنحة التزييف زجر وتوقيع العقاب على‬
‫مرت كب الفعل الجرمي قصد تحقيق الردع وحماية اإلقتصاد الوطني‪ ،‬وبالتبعية أصحاب‬
‫حقوق المرتبطة بالملكية الصناعية وذلك كأثر مباشر لدعوى التزييف‪ .‬ويتم ذلك إما عن‬
‫طريق عقوبات أصلية وإضافية‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس سيتم تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين كاآلتي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اإلجراءات المسطرية لرفع دعوى التزييف الجنحية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الجزاءات الجنائية كوسيلة لحماية العالمة التجارية من التزييف‬

‫‪44‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اإلجراءات المسطرية لرفع دعوى التزييف الجنحية‬
‫يستوجب لرفع دعوى التزييف الجنحية ضرورة توافر شرط الصفة في رافعها‪ ،‬سواء‬
‫كان مالك الحق أو المستفيد منه‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية رفعها من طرف النيابة العامة‪،‬‬
‫ويعتمد في رفع هذه الدعوى مجموعة من الوسائل اإلثباتية في إثبات واقعة التزييف أمام‬
‫القضاء الجنحي‪ ،‬والتي تتميز بخصوصية منصوص عليها في القانون ‪ 97-17‬المتعلق‬
‫بحماية الملكية الصناعية (الفقرة األولى)‪.‬‬
‫ويتعين معرفة المحكمة المختصة التي تبت في دعوى التزييف الجنحية‪ ،‬ثم األحكام‬
‫العامة التي أتى بها القانون المذكور فيما يخص سير الدعوى العمومية أمام القضاء الجنحي‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬شروط رفع دعوى التزييف الجنحية والوسائل المعتمدة في اإلثبات‬
‫يتعين على المتضرر من التزييف أن تتوفر فيه شرط الصفة‪ ،‬ويمكن للنيابة العامة أن‬
‫ترفع هذه الدعوى (أوال)‪.‬‬
‫أما بخصوص الوسائل المعتمدة في اإلثبات فإنها تتميز ببعض الخصوصية في القانون‬
‫المتعلق بحماية الملكية الصناعية‪ ،‬فغالبا ما يلجأ األطراف إلى مساطر خاصة الثبات واقعة‬
‫التزييف‪ ،‬ومنها ما يتعلق بمسطرة الحجز الوصفي والمعاينة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شروط رفع دعوى التزييف الجنحية‬


‫يعد تحريك الدعوى العمومية من المهام المنوطة للنيابة العامة أال أنه يجوز أن يقيمها‬
‫موظفون يكلفون بذلك‪ ،‬وكذا المتضررين في حدود معينة‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 3‬من‬
‫قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫إال أن خصوصية قانون حماية الملكية الصناعية تتمثل في أن الدعوى العمومية ال يجوز‬
‫أن تقام إال بناء على شكوى من الطرف المتضرر ما عدا في حاالت البند (أ) من المادة ‪24‬‬
‫و المادتين ‪ 113‬و ‪ 135‬من هذا القانون حيث يعود اإلختصاص للنيابة العامة‪.‬‬

‫‪ -1‬تحريك الدعوى من طرف المتضرر‬

‫بالرجوع إلى المادة ‪ 205‬من القانون المذكور في فقرتها األولى نجد أن المشرع قيد‬
‫إقامة الدعوى بوجود شكوى من المتضرر‪ ،‬إال أن األمر يدق بخصوص ما المقصود‬
‫بالمتضرر في هذه المادة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ويرى الفقه‪ 72‬أن المتضرر يقصد به كل طرف تضرر بشكل مادي أو معنوي من‬
‫التزييف الوارد على حقوق الملكية الصناعية‪.‬‬
‫ويمكن أن يكون هذا المتضرر إما مالك الحق‪ ،‬أو المستفيد من حق استئثاري لحقوق‬
‫الملكية الصناعية‪ ،‬باإلضافة إلى الورثة‪.‬‬
‫أ‪ -‬مالك الحق‬
‫يمكن لمالك العالمة التجارية التي طالها التزييف أن يرفع دعوى التزييف باعتباره‬
‫المتضرر األول من واقعة التزييف‪ ،‬ويعد شرط الشكاية شرطا الزما لتحريك هذه الدعوى‪،‬‬
‫بحيث يحق لكل شخص طبيعي أو معنوي أن يحمي حقوقه عن طريق هذه الدعوى‪.73‬‬
‫وإذا كان الحق موضوع اإلعتداء في ملكية مجموعة من األشخاص‪ ،‬فيجوز لكل واحد‬
‫من الشركاء أن يقيم دعوى التزييف الجنحية لفائدته‪ ،‬شريطة إشعار باقي الشركاء‪ ،‬ما لم‬
‫ينص على خالف ذلك في بنود العقد‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون مقيم الدعوى ملزما باإلدالء‬
‫أمام المحكمة بما يفيد موافقة باقي الشركاء على إقامة هذه الدعوى‪ ،‬تحت طائلة عدم قبولها‬
‫من طرف المحكمة المعروض عليها النزاع‪.74‬‬
‫أما إذا كان عدة أشخاص قاموا بتزييف العالمة التجارية فيمكن تقديم شكاية في مواجهة‬
‫هؤالء جميعا بحيث تطبق القواعد العامة‪ ،‬بمعنى كل المتدخلين مع المزيف سواء بمعرفة أم‬
‫تسهيل سبب الحصول على المنتجات المزيفة والمشاركة في عملية البيع وغيرها‪.75‬‬
‫بقي أن نشير إلى إشكال مهم‪ ،‬وهو هل التنازل عن الشكاية من طرف المتضرر يضع‬
‫حدا للمتابعة أم ال‪.‬‬
‫بخصوص هذه اإلشكالية اختلف الفقه حولها‪ ،‬فاألستاذ محمد لفروجي‪ 76‬يرى أنه على‬
‫الرغم من التنصيص صراحة في المادة ‪ 205‬من قانون حماية الملكية الصناعية أو ما‬
‫بعدها‪ ،‬وذلك على األثر الذي الذي ينتج عن التنازل عن الشكاية التي يكون الطرف‬
‫المتضرر سبق أن قدمها ألجل متابعة مرتكب الجريمة الناشئة عن تزييف العالمة التجارية‪،‬‬
‫وهذا ليس معناه أن التنازل عن هذه الشكاية ال يؤدي حتما إلى النتيجة المشار إليها في‬
‫المادة الرابعة من قانون المسطرة الجنائية التي تنص على ما يلي‪ '':‬تسقط الدعوى العمومية‬

‫‪ . 72‬صالح زين الدين‪ ،‬شرح التشريعات الصناعية والتجارية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،2003‬ص‪.13 ،‬‬
‫‪ . 73‬محمد لفروجي‪ ،‬الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪ 220 ،‬و ‪221‬‬
‫‪ . 74‬عبد هللا زوقة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.179 ،‬‬
‫‪ . 75‬مينة حربى‪ ،‬دعوى التزييف وحماية حقوق الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ 2011‬ص‪.168 ،‬‬
‫‪ . 76‬محمد لفروجي‪ ،‬الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.222 ،‬‬
‫‪46‬‬
‫بموت الشخص المتابع‪ ،‬وبالتقادم وبالعفو الشامل وبنسخ المقتضيات الجنائية التي تجرم‬
‫الفعل‪ ،‬وبصدور مقرر اكتسب قوة الشيء المقضي به‪.‬‬
‫وتسقط بالصلح عندما ينص القانون صراحة على ذلك‪.‬‬
‫تسقط أيضا بتنازل المشتكي عن شكايته‪ ،‬إذا كانت الشكاية شرطا ً ضروريا ً للمتابعة‪،‬‬
‫ما لم ينص القانون على خالف ذلك''‪.‬‬
‫في حين يرى بعض الفقه اآلخر‪ 77‬أنه ما دام األصل هو أن المشرع المغربي لم ينص‬
‫بصفة صريحة في ظل مقتضيات المادة ‪ 205‬من القانون ‪ 17-97‬على أن التنازل وسحب‬
‫الشكاية ال يوقف إجراءات الدعوى الجنحية‪ ،‬كما نص على ذلك سابقا في ظل مقتضيات‬
‫المادة ‪ 4‬من ق‪.‬م‪.‬ج المذكورة‪ ،‬فإن التنازل عن الشكاية يسقط الدعوى العمومية ويضع حدا‬
‫إلجراءات المتابعة‪.‬‬
‫بالمقابل يذهب فقه آخر‪ 78‬إلى القول بعكس ذلك‪ ،‬حيث اعتبر أن كل تنازل عن الشكاية‬
‫من الطرف المتضرر ال يكون له أي تأثير على سير الدعوى العمومية بحيث ال يؤدي إلى‬
‫وضع حد للمتابعة‪.‬‬
‫وفي نظري‪ ،‬فإنني أرى أن التنازل عن الشكاية يجب ال يوقف إجراءات المتابعة‪ ،‬حتى‬
‫يتم الضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه تزييف العالمة التجارية‪.‬‬
‫ب‪ -‬رفع الدعوى من طرف المستفيدين من حق استئثاري‬
‫تنص المادة ‪ 202‬من قانون حماية الملكية الصناعية على ما يلي‪ '':‬يقيم دعوى‬
‫التزييف مالك براءة االختراع أو شهادة تصميم تشكل (طبوغرافية) الدوائر المندمجة أو‬
‫رسم أو نموذج صناعي مسجل أو عالمة صناعية أو تجارية أو خدماتية مسجلة‪.‬‬
‫غير أنه يجوزللمستفيد من حق استغالل استئثاري يجوز له‪ ،‬ما لم ينص على خالف‬
‫ذلك في عقد الترخيص‪ ،‬أن يقيم دعوى التزييف إذا لم يقم المالك هذه الدعوى بعد إعذار‬
‫يوجهه له المستفيد المذكور ويسلمه عون قضائي أو كاتب ضبط‪.‬‬
‫يقبل المالك للتدخل في دعوى التزييف التي يقيمها المستفيد طبقا للفقرة السابقة‪.‬‬
‫يقبل كل مرخص له للتدخل في دعوى التزييف التي يقيمها المالك قصد الحصول على‬
‫التعويض عن الضرر الخاص به''‪.‬‬
‫يالحظ من خالل هذا المقتضيات على أن المشرع خول للمستفيد من حق استغالل‬
‫استئثاري أن يقيم دعوى ا لتزييف‪ ،‬وذلك في حالة ما لم ينص على خالف ذلك في عقد‬

‫‪ . 77‬يوسف بنونة‪ ،‬العالمة التجارية بين التشريع واإلجتهاد القضائي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط‪2006 1‬‬
‫ص‪22 ،‬‬
‫‪ . 78‬خالد مداوي‪ ،‬حقوق الملكية الصناعية في التشريع المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬اكدال‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2004/2003‬ص‪.244 ،‬‬
‫‪47‬‬
‫الترخيص‪ ،‬عالوة على الحالة التي لم يقم بها مالك العالمة التجارية بهذه الدعوى‪ ،‬وذلك بعذ‬
‫إعذار يوجهه له المستفيد المذكور ويسلمه عن طريق عون قضائي أو كاتب ضبط‪.‬‬
‫غير ألنه ال بد أن نشير إلى أن المستفيد من الحق اإلستئثاري على وجه الترخيص‬
‫يستوجب عليه عند رفع الدعوى أن يرفق طلبه هذا بالعقد األصلي‪ ،‬وإال رفضت دعواه‪.79‬‬
‫ج‪ -‬الورثة‬
‫يدخل أيضا ضمن األشخاص المتضررين الذين لهم الحق في رفع دعوى التزييف ورثة‬
‫مالك العالمة التجارية‪ ،‬حيث يمكن لهم رفع شكوى أمام الجهات المختصة في إطار دعوى‬
‫التزييف الجنحية‪ ،‬إال أنه ال بد لهم أن يثبتوا صفتهم لكي تقبل دعواهم‪.80‬‬
‫‪ -2‬تحريك الدعوى من طرف النيابة العامة‬

‫كما قلنا سابقا‪ ،‬فإن إقامة الدعوى العمومية يتم في األصل بناء على المتضرر من تزييف‬
‫العالمة التجارية‪ ،‬إال أن هناك استثناءات يمكن فيها للنيابة العامة أن ترفع هذه الدعوى‪،‬‬
‫والتي تم التنصيص عليها في البند (أ) من المادة ‪ 24‬والمادتين ‪ 113‬و ‪ 135‬من قانون‬
‫حماية الملكية الصناعية‪.‬‬
‫ويعتبر إثارة الدعوى العمومية من طرف النيابة العامة بالنسبة لتززيف العالمة التجارية‬
‫مقارنة مع باقي الحقوق المحمية أيضا بهذه الدعوى‪ ،‬يمكن ان يتم من قبل النيابة العامة‬
‫مباشرة ودون تقديم أيهة شكاية من جهة خاصة‪ ،‬أو مالك من مالك حقوق عليها وأن تأمر‬
‫بإجراء المتابعة ضد كل مساس بحقوق مالك شهادة تسجيل العالمة‪.‬‬
‫ويالحظ على أن الحاالت المشار إليها في المادة ‪ 205‬من قانون حماية الملكية الصناعية‬
‫والمتعلقة بالحالة التي يمكن فيها للنيابة العامة إقامة الدعوى أنها تتعلق بالحالة التي تكون‬
‫فيها بعض اإلختراعات منافية للنظام العام واآلداب العامة‪ ،‬كما إذا وجدت عالمة تمثل‬
‫جاللة الملك أو أحد أفراد األسرة الملكية‪.81‬‬

‫‪ . 79‬صالح الدين فليل‪ ،‬دعوى التزييف الجنحية على ضوء قانون حماية الملكية الصناعية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬ماستر العلوم الجنائية والقانون الجنائي‪ ،‬كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2009/2008‬ص‪.55 ،‬‬
‫‪ . 80‬صالح الدين فليل‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.59 ،‬‬
‫‪ . 81‬البند (أ) من المادة ‪ 24‬والمادتين ‪ 113‬و ‪ 135‬من قانون حماية الملكية الصناعية‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوسائل المعتمدة في إثبات التزييف‬
‫يمكن ألطراف الدعوى إثبات وقائع التزييف بجميع الوسائل المتاحة‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫اإلثبات أمام القضاء الجنائي يخضع للقواعد العامة المنظمة لإلثبات في المادة الجنائية‪،‬‬
‫والمعتمد أساسا على حرية اإلثبات‪.‬‬
‫إلى أن مجال حقوق الملكية الصناعية يتميز ببعض الخصوصية في اإلثبات‪ ،‬فعندما يلجأ‬
‫األطراف إلى مساطر خاصة إلثبات وقائع التزييف والمتمثلة أساسا في مسطرة الحجز‬
‫الوصفي‪ ،‬وإجراء المعاينة‪.‬‬
‫‪ -1‬مسطرة الحجز الوصفي‬

‫نص المشرع على هذه المسطرة في المادة ‪ 222‬من قانون حماية الملكية الصناعية حيث‬
‫نصت على ما يلي‪ '':‬يحق لمالك طلبت تسجيل عالمة‪ ،‬أومالك عالمة مسجلة أو للمستفيد من‬
‫حق استغالل استئثاري أن يحصل على أمر يصدره رئيس المحكمة يأذن فيه لمفوض‬
‫قضائي‪،‬في القيام إما بالوصف المفصل سواء أكان ذلك بأخذ عينات أم بدونه وإما بحجز‬
‫المنتجات أو الخدمات التي يدعي أنها معلمة أو معروضة للبيع أو مسلمة أو موردة على‬
‫حسابه خرقا لحقوقه‪.‬‬
‫يمكن أن ينجز الوصف المذكور بمساعدة خبير مؤهل‪.‬‬
‫يجوز لرئيس المحكمة أن يأذن بنفس األمر‪،‬الحجز أو أي شكل آخر من أشكال التحفظ‬
‫على المواد واألدوات وعناصر اإلثبات الوثائقية‪ ،‬في شكل أصول أو نسخ‪ ،‬ترتبط بإلحاق‬
‫الضرر وأية معاينة مفيدة للوصول إلى أصل المخالفة وطبيعتها ومداها‪.‬‬
‫يمكن أن يوقف تنفيذ األمر المذكور على إيداع المدعي لمبلغ على سبيل الضمانات‬
‫لتأمين منح التعويض المحتمل عن الضرر الالحق بالمدعي عليه إذا صدر فيما بعد حكم‬
‫يقضي بعدم ارتكاز دعوى التزييف على أساس‪.‬‬
‫إذا لم يرفع المدعي القضية إلى المحكمة داخل أجل ال يزيد عن ثالثين يوما يبتدئ من‬
‫يوم تنفيذ األمر أعاله‪ ،‬ا عتبر الوصف المفصل أو الحجز باطال بقوة القانون دون إخالل بما‬
‫يحتمل منحه من تعويضات''‪.‬‬
‫ومن تم‪ ،‬فمسطرة الحجز الوصفي هي وسيلة خولها المشرع لمالك الحق إلثبات واقعة‬
‫التزييف‪ ،‬والتي من شأنها اإلعتماد عليها في إجراءات إقامة دعوى التزييف سواء كانت‬
‫مدنية أو جنائية‪.‬‬
‫إال أن المشرع قيد المدعي بضرورة رفع دعوى التزييف داخل أجل ‪ 30‬يوما تحت‬
‫طائلة البطالن‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ -2‬المعاينة‬

‫يمكن للطرف المتضرر من واقعة التزييف اللجوء إلى رئيس المحكمة من أجل‬
‫استصدار أمر بالقيام بمعاينة األفعال الماسة بحقوق مالك حق من حقوق من الملكية‬
‫الصناعية‪ ،‬كإجراء تمهيدي هدفه استحضار وسيلة إثباتية أمام قضاء الموضوع لدى‬
‫المحكمة اإلبتدائية المختصة في دعوى التزييف الجنحية‪.82‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬البت في دعوى التزييف الجنحية‬


‫يتعين الحديث في هذه النقطة عن مسألة اإلختصاص في دعوى التزييف‪ ،‬أي‬
‫اإلختصاص النوعي والمكاني (أوال)‪ ،‬على أن نتطرق فيما بعد إلى األحكام العامة المنظمة‬
‫لدعوى التزييف الجنحية أمام القضاء الجنحي (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإلختصاص النوعي والمكاني في دعوى التزييف الجنحية‬


‫‪ -1‬اإلختصاص النوعي في دعوى التزييف الجنحية‬

‫من خالل االطالع على قانون ‪ 17.97‬يتبين أن المشرع لم يحدد بدقة واضحة المجكمة‬
‫المختصة نوعيا بالبت في في القضايا ذات الطبيعة الجنحية‪ ،‬إال أنه يمكن القول أن المحكمة‬
‫اإلبتدائية هي المختصة‪ ،‬ويستشف ذلك انطالقا من عبارة المحكمة الجنحية الواردة في‬
‫الفقرة الثانية من المادة ‪ 205‬من قانون حماية الملكية الصناعية‪.83‬‬

‫كما أنه من خالل التعديل الذي لحق المادة ‪ 205‬من القانون المذكور يالحظ أن المشرع‬
‫المغربي يمنع على المحكمة الجنحية البت في دعوى التزييف الجنحية إال بعد صدور حكم‬
‫نهائي عن المحكمة التجارية المرفوع إليها دعوى مدنية سابقة إلثبات الضرر أو دعوى‬
‫بالبطالن أو بالمطالبة بالملكية أو بسقوط الحقوق من طرف المدعى عليه‪ ،‬وبذلك فإذا أقيمت‬
‫في نفس الوقت دعو ى التزييف الجنحية ودعوى التزييف المدنية‪ ،‬فإنه يتوجب على‬
‫المحكمة الجنحية أن توقف البت في الدعوى الجنحية إلى حين صدور حكم نهائي‪.‬‬
‫كذلك بالرجوع إلى المادة ‪ 15‬من القانون ‪ 17-97‬نجدها تنص على ما يلي‪ '':‬تختص‬
‫المحاكم التجارية وحدها في البت في المنازعات المترتبة عن تطبيق هذا القانون باستثناء‬
‫الدعاوي الجنائية والقرارات اإلدارية المنصوص عليها فيه''‪.‬‬

‫‪ . 82‬صالح الدين فليل‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.61 ،‬‬


‫‪ . 83‬بالرجوع إلى الفصل ‪ 140‬من الظهير لسنة ‪ 1916‬المنسوخ الذي مص على الدعاوى المدنية والجنحية ترفع أمام‬
‫المحكمة اإلبتدائية‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ -2‬اإلختصاص المكاني في دعوى التزييف الجنحية‬

‫تنص المادة ‪ 204‬من قانون حماية الملكية الصناعية على ما يلي‪ '':‬المحكمة المختصة‬
‫هي المحكمة التابع لها موطن المدعى عليه الحقيقي أو المختار أو المحكمة التابع لها مقر‬
‫وكيله أو المحكمة التابع لها المكان الذي يوجد به مقر الهيئة المكلفة بالملكية الصناعية إذا‬
‫كان موطن هذا األخير في الخارج''‪.‬‬
‫وبذلك فإن المحكمة المختصة محليا للنظر في دعوى التزييف الجنحية هي المحكمة‬
‫اإلبتدائية التابع لها موطن المدعى عليه الحقيقي أو المختار‪ 84‬أو التابع لها مقر وكيله‪ ،‬غير‬
‫أنه إذا كان موطن المدعى عليه يوجد خارج المغرب فإن المحكمة اإلبتدائية التابع لها مقر‬
‫المكتب المغربي للملكية الصناعية هي المحكمة المختصة‪.‬‬
‫وقد أثير نقاش فقهي حول اإلختصاص المحلي للمحكمة التي تقام أمامها الدعوى‬
‫الجنحية‪ ،‬حيث يذهب األستاذ امحمد لفروجي‪ 85‬إلى تطبيق مقتضيات المادة ‪ 259‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج‪ 86‬المتعلقة فيما يسمى في المادة الجنائية باإلختصاص الثالثي أي أن المحكمة‬
‫تختص في دعوى التزييف إما محل ارتكاب الجريمة‪ ،‬أو محل إقامة المتهم أو محل إقامة‬
‫أحد المساهمين أو المشاركين معه في الجريمة‪ ،‬وإما محل إلقاء القبض عليهم أو على‬
‫أحدهم‪.‬‬
‫في حين يذهب رأي آخر تبناه األستاذ محمد محبوبي‪ 87‬والذي يتمسك بتطبيق المادة‬
‫‪ 204‬من قانون حماية الملكية الصناعية‪.‬‬

‫ونرجح الرأي األول على اعتبار أن يوسع من اإلحتصاص المكاني للمحكمة المختصة‬
‫في دعوى التزييف‪ ،‬بحيث يمكن للمتضرر الحق في إقامة دعوى التزييف الجنحية أمام‬
‫المحكمة التي وقع فيها إلقاء القبض على المدعى عليه في حالة توفره على موطن قار كما‬
‫هو الشأن بالنسبة للباعة الم تجولين‪ ،‬أو المحكمة التي يوجد داخل اختصاصها المحلي مكان‬

‫‪ . 84‬يقصد بموطن المدعى عليه الحقيقي أو المختار الموطن الذي صرح به والمقيد في السجل التجاري‪ ،‬وإذا كان غير‬
‫مقيد في السجل التجاري فمكان ارتكاب فعل التزييف‪ ،‬ويبقى للمدعي اختيار أحد هذه المواطن لرفع دعواه بحسب ما‬
‫تفرضه الظروف‪.‬‬
‫وعند تغيير المدعى للموطن دون تعديل القيد في السجل التجاري‪ ،‬فإن اإلختصاص يظل لمحكمة الموطن المصرح بها‬
‫في السجل التجاري‪ ،‬ما لم يثبت المدعى عليه على كون المدعي على علم بموطنه الحقيقي‪.‬‬
‫‪ . 85‬محمد لفروجي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.219 ،‬‬
‫‪ . 86‬تنص المادة ‪ 259‬على مل يلي‪ '':‬يرجع االختصاص‪ ،‬مع مراعاة مقتضيات القسمين األول والثاني من الكتاب السابع‬
‫من هذا القانون إلى المحكمة التي يقع في دائرة نفوذها إما محل ارتكاب الجريمة‪ ،‬وإما محل إقامة المتهم أو محل إقامة‬
‫أحد المساهمين أو المشاركين معه في الجريمة‪ ،‬وإما محل إلقاء القبض عليهم أو على أحدهم‪ ،‬ولو كان القبض مترتبا عن‬
‫سبب آخر''‪.‬‬
‫‪ . 87‬محمد محبوبي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪122 ،‬‬
‫‪51‬‬
‫وقوع اإلعتداء على حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬كذلك يمكنه إقامة الدعوى أمام المحكمة التي‬
‫يدخل في اختصاصها الترابي المحالت التي تقوم بعرض وتوزيع وبيع للمنتجات المزيفة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األحكام العامة المنظمة لدعوى التزييف الجنحية أمام القضاء الجنحي‬
‫بمجرد رفع دعوى التزييف الجنحية أمام القضاء الجنحي من لدن المتضرر ألزم‬
‫المشرع المغربي المحكمة وكذا أطراف الدعوى بالتقيد بمجموعو من األحكام والقواعد‬
‫اإلجرائية في سير الدعوى‪ ،‬سواء تعلق األمر بإلزامية إيقاف البت في الدعوى العمومية‪ ،‬إذ‬
‫كانت هناك دعوى مدنية منشورة أمام القضاء التجاري‪ ،‬أم بعدم التمسك بالدفوع المتعلقة‬
‫ببطالن سند ملكية الحق‪.‬‬
‫‪ -1‬إيقاف البت في الدعوى الجنحية إلى حين البت في الدعوى المدنية‬

‫تنص المادة ‪ 205‬من قانونحماسة الملكية الصناعية في فقرتها الثانية على أنه في حالة‬
‫رفع المدعى عليه دعوى مدنية سابقة إلثبات الضرر أو دعوى بالبطالن أو بالمطالبة‬
‫بالملكية أو بسقوط الحقوق‪ ،‬بحيث ال يجوز للمحكمة الجنحية أن تبت في شكوى الطرف‬
‫المتضرر إال بعد صدور حكم نهائي‪.‬‬
‫من خالل هذا المقتضى يتضح أن أنه بصدور القانون ‪ 17.97‬المتعلق بالملكية‬
‫الصناعية‪ ،‬أن القاعدة الفقهية '' الجنا ئي يعقل المدني'' وأضحت معكوسة‪ ،‬حيث إن المحكمة‬
‫الجنحية المرفوعة أمامها دعوى التزييف الجنحية تكون ملزمة بتطبيق قاعدة '' المدني يعقل‬
‫الجنائي'' وال يجوز لها البت في الدعوى‪ ،‬إال بعد صدور حكم نهائي عن المحكمة التجارية‬
‫المختصة من حيث األصل بالنظر في نزاعات الملكية الصناعية‪ ،‬وبالتالي فهي المؤهلة‬
‫لتقدير قيام التزييف من عدمه‪.88‬‬
‫إال عكس هذه القاعدة يتطلب وجود الشرط المتعلق بضرورة أن تكون هناك دعوى‬
‫مدنية تتعلق بتزييف أو تقليد العالمة التجارية أمام المحكمة التجارية‪ ،‬وقد صدر عن محكمة‬
‫االستئناف التجارية بفاس قرار رقم ‪ 255‬بتاريخ ‪ 2008/2/14‬في الملف عدد ‪2007/532‬‬
‫جاء فيه أنه‪ ” :89‬لتطبيق قاعدة المدني يوقف الزجري تشترط المادة ‪ 205‬من القانون رقم‬
‫‪ 97-17‬أن تكون هناك دعوى مدنية تتعلق بتزييف أو تقليد العالمة قد أقيمت أمام المحكمة‬
‫التجارية المختصة‪ ،‬ومن تم ال يجوز للمحكمة االبتدائية التي تنظر في الدعوى العمومية‬
‫‪ . 88‬فؤاذ معالل‪ ،‬التعليق على قرار محكمة اإلستئناف التجارية بفاس رقم ‪ 255‬الصادر بتاريخ ‪ 2008/02/14‬بشأن‬
‫المقصود بشرط التمييز في العالمة التجارية‪ ،‬وبشأن شروط إعمال قاعدة المدني يوقف الزجري المنصوص عليه في‬
‫المادة ‪ 2/205‬من القانون ‪ 17.97‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية‪ ،‬منشور بالمجلة المغربية للقانون اإلقتصادي‪ ،‬العدد‬
‫‪ 4‬سنة ‪ ،2011‬ص‪.149 ،‬‬
‫‪ . 89‬منير فوناني‪ ،‬حينما يعقل المدني الجنائي من خالل القانون رقم ‪ 17.97‬بالمتعلق الملكية الصناعية‪ ،‬قرار منشور‬
‫بالموقع اإللكتروني التالي‪06:27 2019/10/22 http:/bayanealyaoume.press.ma :‬‬
‫‪52‬‬
‫المتعلقة بهذا التزييف أو التقليد أن تبت في القضية إال بعد صدور حكم اكتسب قوة الشيء‬
‫المقضي به عن المحكمة التجارية” ‪.‬‬
‫‪ -2‬قاعدة عدم التمسك بالدفوع المتعلقة ببطالن سند الملكية‬

‫تنص المادة ‪ 205‬من قانون حماية الملكية الصناعية المعدلة في مضمونها على أنه ال‬
‫يجوز إثارة الدفوعات التي يستمدها المدعى عليه من بطالن سند الملكية الصناعية‪ ،‬أو من‬
‫المسائل المتعلقة بملكية السند المذكور أمام المحكمة الجنحية‪.‬‬
‫ومن خالل هذا المقتضى‪ ،‬يستشف أن المشرع منع على المدعى عليه أن يثير أمام‬
‫المح كمة المعروضة عليها القضية الجنحية‪ ،‬الدفوعات التي يستمدها من بطالن سند الملكية‬
‫أو من المسائل المرتبطة بملكيتها كعدم تجديد العالمة أو عدم استعمالها أو فقدانها لطابعها‬
‫المميز‪ ،‬وغيرها من حاالت انقضاء الحق في ملكية العالمة‪.‬‬
‫ونرى أن تعديل هذه المادة يتماشى والمنطق‪ ،‬ألنه ال يمكن للمحكمة اإلبتدائية التي تنظر‬
‫في دعوى التزييف الجنحية أن تصدر حكما باإلدانة‪ ،‬ويصدر حكم نهائي فيما بعد عن‬
‫المحكمة التجارية يبطل سند الملكية الصناعية أو يثر بملكية المدعى عليه للسند‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الجزاءات الجنائية كوسيلة لحماية العالمة ضد التزييف‬


‫باإلضافة إلى ما تم ذكره سابقا فيما يخص الدعوى المدنية كوسيلة لحماية العالمة‬
‫التجارية ضد التزييف‪ ،‬هناك أيضا وسيلة قانونية أخرى لحماية هذه العالمة من أي تزييف‬
‫قد يطالها‪ ،‬ويتعلق األمر بالجزاءات الجنائية الممكن توقيعها ضد الشخص الذي يرتكب فعال‬
‫من األفعال التي من شأنها أن تمس بالحقوق مالك العالمة أو المستفيد منها‪ ،‬ذلك أن المتابع‬
‫من هذا الفعل يمكن أن يعاقب بعقوبة تتراوح بين الحبس والغرامة‪.‬‬
‫وتنقسم الجزاءات الجنائية المترتبة عن عدوى تزييف العالمة إلى عقوبات أصلية‬
‫(الفقرةاألولى) وأخرى إضافية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬العقوبات األصلية‬

‫تبنى المشرع المغربي من خالل قانون حماية الملكية الصناعية نوعين من الجزاءات‬
‫ضد اإلعتداءات التي تقع على العالمة التجارية وعل باقي الحقوق األخرى‪ ،90‬لذلك يجب‬
‫التطرق إلى العقوبات السالبة للحرية (أوال)‪ ،‬والعقوبات المالية المتعلقة بالغرامة (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ . 90‬في إطار التزام الحكومة والقطاع الخاص فب المشاركة في مكافحة التفليد والتزوير‪ ،‬عمل على إنشاء اللجنة الوطنية للملكية الصناعية‬
‫ومكافحة التزوير‪ ،‬وتهدف هذه اللجنة إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين مختلف المتدخلين لمحاربة مشكل التقليد في المغرب بشكل فعال وعلى‬
‫المدى الطويل‪ .‬ومن مهماهما توعية المستهلكين‪،‬تبادل المعلومات في مجال مكافحة التزوير‪ ،‬والتعاون الدولي‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫أوال‪ :‬العقوبات السالبة للحرية‬
‫نميز في هذا اإلطار بين تزييف العالمة التجارية‪ ،‬وتقليد العالمة التجارية‪.‬‬
‫‪ -1‬تزييف العالمة التجارية‬
‫تم التنصيص على هذه العقوبات في المادة ‪ 225‬من قانون حماية الملكية الصناعية‬
‫حيث جاء فيها ما يلي‪ '':‬يعتبر مزيفا ويعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى سنة وبغرامة من‬
‫‪ 100.000‬إلى ‪ 1.000.000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ‪:‬‬
‫‪ .1‬كل من زيف عالمة مسجلة أو وضع على سبيل التدليس عالمة مملوكة للغير؛‬
‫‪ .2‬كل من استعمل عالمة دون إذن من المعني باألمر ولو بإضافة كلمات مثل‬
‫"صيغة" "طريقة" "نظام" "وصفة" "تقليد" "نوع" أو أي بيان مماثل آخر من‬
‫شأنه أن يضلل المشتري؛‬
‫‪ .3‬كل من حاز لغير سبب مشروع منتجات كان يعلم أنها تحمل عالمة مزيفة أو‬
‫موضوعة على س بيل التدليس وقام عمدا ببيع منتجات أو خدمات تحت هذه العالمة‬
‫أو بعرضها للبيع أو توريدها أو عرض توريدها؛‬
‫‪ .4‬كل من قام عمدا بتسليم منتج أو توريد خدمة غير المنتج أو الخدمة المطلوبة إليه‬
‫تحت عالمة مسجلة‪.‬‬
‫‪ .5‬كل من قام باستيراد أو تصديرمنتوجـات عليها عالمة مزيفة أوموضوعة بطريقة‬
‫تدليسية‪.‬‬
‫‪ .6‬كل من استورد أو استعمل على نطاق تجاري عن قصد التسميات المستخدمة أو‬
‫التعبئة والتغليف الذي وضعت عليه دون ترخيص عالمة تجارية مماثلة لعالمة‬
‫صناعية أو تجارية مسجلة‪ ،‬أو التي ال يمكن أن تتميز عنها وموجهة لالستخدام‬
‫التجاري على سلع أو خدمات مطابقة للسلع أو الخدمات التي بسببها تم تسجيل تلك‬
‫العالمة الصناعية أو التجارية''‪.‬‬
‫ويرى األستاذ فؤاذ معالل‪ ،91‬عن حق أنه رغم التعديل الذي لحق هذه المادة‪ 92‬حيث‬
‫تم الرفع من العقوبة‪ ،‬إال أن عقوبة الحبس التي أقرها المشرع تظل غير كافية وال يرجى‬
‫منها تحقيق وظيفة الردع المنتظرة منها‪ ،‬خاصة بالنظر إلى شيوع واقعة تزييف العالمات‪،‬‬
‫والخطورة التي أصبحت تكتسيها الظاهرة‪ ،‬مما يتطلب المزيد من الحزم في التعامل معها‪.‬‬
‫‪ -2‬تقليد العالمة التجارية‬

‫=‪ -‬رابط الللجنة‪WWW.stopcontrefacon.com :‬‬


‫‪ . 91‬فؤاذ معالل‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.274 ،‬‬
‫‪ . 92‬أصبحت العقوبة الحبسية كما قلنا من ثالثة أشهر إلى سنة‪ ،‬عوضا عن شهرين إلى ستة أشهر‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫نصت على هذه الجريمة المادة ‪ 226‬من نفس القانون‪ ،‬فهي تنص على أنه‪ '':‬يعاقب‬
‫بالحبس من شهرين إلى ستة أشهر وبغرامة من ‪ 50.000‬إلى ‪ 500.000‬درهم أو بإحدى‬
‫هاتين العقوبتين فقط‪:‬‬
‫‪ .1‬كل من قام دون تزييف عالمة مسجلة بتقليد هذه العالمة تقليدا تدليسيا من شأنه أن‬
‫يضلل المشتري أو استعمل عالمة مقلدة على سبيل التدليس ؛‬
‫‪ .2‬كل من استعمل عالمة مسجلة تحمل بيانات من شأنها أن تضلل المشتري فيما‬
‫يخص طبيعة الشيء أو المنتج المعين أو خصائصه الجوهرية أو تركيبه أو‬
‫محتواه من المبادئ النافعة أو نوعه أو منشأه ؛‬
‫‪ .3‬كل من حاز لغير سبب مشروع منتجات كان يعلم أنها تحمل عالمة مقلدة على‬
‫سبيل التدليس أو قام عمدا ببيع منتجات أو خدمات تحت هذه العالمة أو بعرضها‬
‫للبيع أو عرض توريدها''‪.‬‬
‫ويالحظ الفقه‪ 93‬على أن النص الجديد لم يلتفت إلى حالة العود في حال ارتكاب‬
‫جريمة تقليد العالمة‪ ،‬على خالف ما فعله بالنسبة لتزييف البراءة التي قضى فيها بمضاعفة‬
‫العقوبة‪ ،94‬وقد كان حريا بالمشرع أن يفعل نفس الشيء بخصوص تقليد العالمة التجارية‪،‬‬
‫بالنظر إلى أن تقلييد العالمة التجارية يتطلب معرفة تقنية ومؤهالت فنية تعقد األمر على‬
‫المقلدين والمزيفيين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العقوبات المالية‬

‫من خالل استقراء المادة ‪ 225‬و ‪ 226‬من قانون حماية الملكية الصناعية نجد أن‬
‫الغرامة المالية التي تقع على مرتكب تزييف العالمة التجارية يتمثل في غرامة من‬
‫‪ 100.000‬إلى ‪ 1.000.000‬كل من قام باألفعال المنصوص عليها في البند (‪ )1‬و (‪ )2‬و‬
‫(‪ )3‬و(‪ )5( )4‬و (‪ )6‬من المادة ‪.225‬‬
‫أما المادة ‪ 226‬فقد حددت غرامة مالية تتجلى في ‪ 50.000‬إلى ‪ 500.000‬لكل من‬
‫قام باألفعال المنصوص عليها في هاته المادة‪.‬‬

‫‪ . 93‬فؤاد معالل‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪275 ،‬‬


‫‪ . 94‬المادة ‪ 2/213‬من قانون حماية الملكية الصناعية‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬العقوبات اإلضافية‬

‫يمكن إجمال بعض العقوبات اإلضافية‪ 95‬في إتالف األشياء المزيفة وإتالف األجهزة‬
‫والوسائل المعدة خصيصا إلنجاز التزييف (أوال)‪ ،‬وفي الحرمان من العضوية في الغرف‬
‫المهنية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إتالف األشياء المزيفة واألجهزة والوسائل المعدة خصيصا إلنجاز التزييف‬

‫للمحكمة الحق في أن تأمر بإتالف األشياء التي تبت أنها مزيفة والتي هي في ملك‬
‫المزيف وكذلك إتالف األجهزة والوسائل المعدة خصيصا إلنجاز التزييف‪.96‬‬
‫فهذه اإلمكانية أتاحها المشرع للمحكمة في الحاالت التي يجري فيها إدانة مرتكب‬
‫التزييف جنائيا‪ ،‬بما في ذلك عندما تحرك الدعوى العمومية من قبل النيابة العامة تلقائيا وتتم‬
‫معاينة منتجات مزيفة وأجهزة ووسائل معدة إلنجاز التزييف‪ ،‬إذ يمكن للمحكمة أن تأمر من‬
‫تلقاء نفسها بمصادرة تلك األشياء وإتالفها على أن تقتصر على األشياء التي هي في ملك‬
‫المزيف المدان‪ ،‬وبالنسبة لألجهزة والوسائل‪ ،‬يجب أن تقتصر على ما هو معد منها‬
‫خصيصا إلنجاز التزييف‪.97‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحرمان من العضوية في الغرف المهنية‬

‫من العقوبات اإلضافية التي أجاز المشرع الحكم بها في دعوى تزييف الحرمان من‬
‫حق العضوية في الغرف المهنية لمدة ال تزيد عن خمس سنوات والمقصود بالغرف المهنية‬
‫هنا غرفة التجارة والصناعة والخدمات وغرفة الفالحة والصيد البحري وغرفة الصناعة‬
‫التقليدية‪.98‬‬
‫وباعتبار أن الحرمان من العضوية في الغرف المهنية يعتبر عقوبة جنائية إضافية‬
‫فإنه ال يجوز الحكم به إال في دعوى التزييف الجنائية دون المدنية التي تختص بالنظر فيها‬
‫المحاكم التجارية‪ ،‬وهذه كما نعلم ال ينعقد لها االختصاص بالنطق بعقوبات ذات طبيعة‬
‫جنائية‪.99‬‬

‫‪ . 95‬يضاف إلى العقوبات اإلضافية التي تحدثنا عنها مسألة نشر األحكام القضائية التي صارت نهائية والتي صدرت‬
‫تطبيقا ألحكام قانون حماية الملكية الصناعية‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 209‬من قانون حماية الملكية الصناعية‪.‬‬
‫‪ . 96‬المادة ‪ 228‬من قانون حماية الملكية الصناعية‪.‬‬
‫‪ . 97‬فؤاذ معالل‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.275 ،‬‬
‫‪ . 98‬المادة ‪ 208‬من قانون حماية الملكية الصناعية‪.‬‬
‫‪ . 99‬في حين يرى األستاذ محمد لفروجي أن هذا اإلجراء مدني وجنائي بمعنى يجوز للمحكمة التجارية المرفوعة إليها‬
‫دعوى التزييف المدنية أن تقضي بحرمان المزيف للعالمة من أن يكون عضوا في الغرف المهنية‪ ،‬كما اعتبره جزاء=‬
‫‪56‬‬
‫خـــــــــاتــــــــمة‪:‬‬
‫إمعانا في حماية حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬أعطى المشرع دورا مهما للقضاء االستعجالي‪،‬‬
‫الذي يمكن اللجوء إليه أثناء نظر محكمة الموضوع في دعوى التزييف أو دعوى المنافسة‬
‫غير المشروعة‪ ،‬بهدف تفادي األضرار التي يمكن أن تنشأ عن طول مسطرة التقاضي أمام‬
‫قاضي الموضوع‪ ،‬وذلك من خالل أمر قاضي األمور المستعجلة بوقف األعمال التي تشكل‬
‫عمال من أعمال المنافسة غير المشروعة أو أعمال التزييف‪.‬‬
‫باإلضافة إلى القضاء االستعجالي‪ ،‬أوكل المشرع إلدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة‬
‫مهمة ال قيام بمجموعة من التدابير على مستوى الحدود‪ ،‬غير أن هذه التدابير تبقى بدون أثر‬
‫إذا لم يرفع المعني باألمر طلب إلى رئيس المحكمة داخل األجل المحدد من طرف المشرع‪.‬‬
‫مالحظات واستنتاجات‪:‬‬
‫‪ -‬يالحظ اقتصار مسطرة الوصف المفصل على براءات اإلختراع والتصميم تشكل‬
‫( طبوغرافية ) الدوائر المندمجة و الرسوم و النمادج الصناعية وعالمات الصنع‬
‫وعالمات الصنع أو التجارة أو الخدمة‪ ،‬دون باقي حقوق الملكية الصناعية األخرى‬
‫كالبينات الجغرافية و تسميات المنشأ‪.‬‬
‫‪ -‬عنصر االستعجال في قانون حماية حقوق الملكية الصناعية مفترض عكس عنصر‬
‫االستعجال في الشريعة العامة الواردة في قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪ -‬اقتصار تدخل إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة في إطار التدابير الحدودية‪،‬‬
‫على أعمال التزييف التي لحقت بالعالمة أو البيان الجغرافي أو تسمية المنشأ‪ ،‬دون‬
‫باقي أنواع حقوق الملكية الصناعية‪.‬‬
‫‪ -‬يالحظ من خالل المقتضيات المنظمة لدعوى التزييف أن المشرع خول للمستفيد من‬
‫حق استغالل استئثاري أن يقيم دعوى التزييف‪ ،‬وذلك في حالة ما لم ينص على خالف ذلك‬
‫في عقد الترخيص‪ ،‬عالوة على الحالة التي لم يقم بها مالك العالمة التجارية بهذه الدعوى‪،‬‬
‫وذلك بعذ إعذار يوجهه له المستفيد المذكور ويسلمه عن طريق عون قضائي أو كاتب‬
‫ضبط‪.‬‬
‫‪ -‬بخصوص قاعدة ''الجنائي يعقل المدني'' يتبين أنها أضحت معكوسة‪ ،‬حيث إن‬
‫المحكمة الجنحية المرفوعة أمامها دعوى التزييف الجنحية تكون ملزمة بتطبيق قاعدة ''‬
‫المدني يعقل الجنائي'' وال يجوز لها البت في الدعوى‪ ،‬إال بعد صدور حكم نهائي عن‬

‫= جنائي حيث يمكن للمحكمة االبتدائية المرفوعة إليها دعوى تزييف العالمة أن تحكم بنفس الجزاء المتعلق بالحرمان من‬
‫العضوية في الغرف المهنية طوال مدة ال تزيد على ‪ 5‬سنوات محمد لفروجي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.353‬‬
‫‪57‬‬
‫المحكمة التجارية المختصة من حيث األصل بالنظر في نزاعات الملكية الصناعية‪ ،‬وبالتالي‬
‫فهي المؤهلة لتقدير قيام التزييف من عدمه‪.‬‬
‫‪ -‬أما الجزاءات الجنائية فتمت المالحظة بشأنها على أن النص الجديد –أي القانون‬
‫الجديد ‪ 97-17‬لم يلتفت إلى حالة العود في حال ارتكاب جريمة تقليد العالمة‪ ،‬على خالف‬
‫ما فعله بالنسبة لتزييف البراءة التي قضى فيها بمضاعفة العقوبة‪ ،‬وقد كان حريا بالمشرع‬
‫أن يفعل نفس الشيء بخصوص تقليد العالمة التجارية‪ ،‬بالنظر إلى أن تقلييد العالمة‬
‫التجارية يتطلب معرفة تقنية ومؤهالت فنية تعقد األمر على المقلدين والمزيفيين‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫أوال‪ :‬الكتب‬
‫‪ -1‬الكتب العامة‬

‫➢ أحمد شكري السباعي ‪ :‬الوسيط ي األصل التجاري‪ ،‬الجزء الثاني ‪ :‬دراسة ي قانون‬
‫التجارة المغربي و المقارن و الفقه و القضاء‪ ،‬مطبعة المعار الجديدة الرباط‪ ،‬لطبعة‬
‫األولى ‪2008‬‬
‫➢ صالح زين الدين‪ ،‬شرح التشريعات الصناعية والتجارية‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪2003‬‬
‫➢ فؤاد معالل‪ ،‬الملكية الصناعية والتجارية‪ -‬دراسة مقارنة في القانون واالتفاقيات‬
‫الدولية‪ ،‬منشورات مركز قانون االلتزامات والعقود بفاس‪ ،‬ط‪2019 2‬‬

‫‪ -2‬الكتب المتخصصة‬

‫عبد هللا زوقة‪ :‬حماية حقوق الملكية الصناعية‪ -‬العالمات نمودجا‪ -‬وفق مقتضيات‬ ‫➢‬
‫القانون‪ 23.13‬و العمل القضائي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء‪ ،‬طبعة ‪2015‬‬
‫محمد لفروجي‪ ،‬الملكية الصناعية والتجارية تطبيقاتها ودعاواها المدنية والتجارية‪،‬‬ ‫➢‬
‫مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى أكتوبر ‪2002‬‬
‫مينة حربى‪ ،‬دعوى التزييف وحماية حقوق الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬مطبعة‬ ‫➢‬
‫النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط‪2011 ،1‬‬
‫يوسف بنونة‪ ،‬العالمة التجارية بين التشريع واإلجتهاد القضائي‪ ،‬مطبعة النجاح‬ ‫➢‬
‫الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط‪2006 1‬‬

‫ثانيا‪ :‬األطروحات والرسائل‬


‫➢ خالد مداوي‪ ،‬حقوق الملكية الصناعية في التشريع المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه‪ ،‬كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬اكدال‪ ،‬جامعة محمد‬
‫الخامس‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪2004/2003‬‬
‫➢ صالح الدين فليل‪ ،‬دعوى التزييف الجنحية على ضوء قانون حماية الملكية‬
‫الصناعية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬ماستر العلوم الجنائية‬
‫والقانون الجنائي‪ ،‬كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪2009/2008‬‬

‫‪59‬‬
‫ثالثا‪ :‬المقاالت‬
‫أحمد شكري الس باعي ‪ :‬المنافسة غير المشروعة في التشريع المغربي و التشريع‬ ‫➢‬
‫‪:‬‬ ‫اإللكتروني‬ ‫بالموقع‬ ‫منشور‬ ‫مقال‬ ‫المقارن‪،‬‬
‫‪https:///loiarabe.blogspot.com‬‬
‫عبد الرحيم أولقاضي ‪ :‬خصوصيات الحماية الجنائية لحقوق الملكية الصناعية من‬ ‫➢‬
‫التزييف والتقليد‪ ،‬مجلة رحاب المحاكم العدد ‪ 5‬أبريل ‪2010‬‬
‫فؤاد معالل‪ ،‬التمييز بين التزييف و المنافسة غير المشروعة في مجال الملكية‬ ‫➢‬
‫الصناعية _ من خالل التعليق على قراري محكمة االستئناف التجارية بفاس عدد‬
‫‪ 1022‬الصادر بتاريخ ‪ 2007/06/21‬و عدد ‪ 427‬الصادر بتاريخ ‪2007/03/08‬‬
‫– مقال منشور بالمجلة المغربية للقانون االقتصادي‪ ،‬العدد الثالث سنة ‪2010‬‬
‫فؤاذ معالل‪ ،‬التعليق على قرار محكمة اإلستئناف التجارية بفاس رقم ‪ 255‬الصادر‬ ‫➢‬
‫بتاريخ ‪ 2008/02/14‬بشأن المقصود بشرط التمييز في العالمة التجارية‪ ،‬وبشأن‬
‫شروط إعمال قاعدة المدني يوقف الزجري المنصوص عليه في المادة ‪ 2/205‬من‬
‫القانون ‪ 17.97‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية‪ ،‬منشور بالمجلة المغربية للقانون‬
‫اإلقتصادي‪ ،‬العدد ‪ 4‬سنة ‪2011‬‬
‫كمال محرر ‪ :‬الحماية القانونية لحقوق الملكية الصناعية بالمغرب " العالمة التجارية‬ ‫➢‬
‫نموذجا"‪ ،‬مقال منشور بمجلة القضاء و القانون‪ ،‬العدد ‪151‬‬
‫محمد محبوبي‪ ،‬حماية حقوق الملكية الصناعية من المنافسة غير المشروع‪ ،‬مقال‬ ‫➢‬
‫منشور بالمجلة المغربية لقانون األعمال و المقاوالت‪ ،‬عدد ‪.5‬‬
‫منير فوناني‪ ،‬حينما يعقل المدني الجنائي من خالل القانون رقم ‪ 17.97‬بالمتعلق‬ ‫➢‬
‫التالي‪:‬‬ ‫اإللكتروني‬ ‫بالموقع‬ ‫منشور‬ ‫قرار‬ ‫الصناعية‪،‬‬ ‫الملكية‬
‫‪http:/bayanealyaoume.press.ma‬‬
‫ياسر مجيدي‪ ،‬دور القضاء أالستعجالي في حماية حقوق الملكية الصناعية‪ ،‬مجلة‬ ‫➢‬
‫القضاء التجاري‪ ،‬العدد ‪ 9‬و ‪2017 ،10‬‬

‫‪60‬‬
‫الفــــهـــــــرس‬

‫مـــقدمــــــــة‪1 ........................................................................................... :‬‬


‫الفصل األول‪ :‬اإلجراءات الوقتية و التحفظية آلية لحماية حقوق الملكية الصناعية‪4 ...........‬‬
‫المبحث االول‪ :‬دور االوامر المبنية على طلب في حماية حقوق الملكية الصناعية ‪5 ..........‬‬
‫المطلب االول‪ :‬ماهية اجراء الوصف المفصل ‪6 .....................................................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬تعريف الوصف المفصل وأهميته العملية ‪6 .........................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الوصف المفصل ‪6 .......................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬األهمية العملية إلجراء الوصف المفصل ‪6 ....................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص الوصف المفصل و أنواعه‪7 ...............................................‬‬
‫أوال‪ :‬خصائص الوصف المفصل ‪7 ....................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع الوصف المفصل ‪8 .........................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مسطرة الوصف المفصل و آثارها ‪9 ...............................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مسطرة الوصف المفصل ‪9 ............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تقديم طلب الوصف المفصل و البت فيه ‪10 ...................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تنفيذ األمز بالوصف المفصل ‪12 ................................................................‬‬
‫الفقرة الثانبة‪ :‬األثار المترتبة عن اعمال هذه المسطرة ‪13 .........................................‬‬
‫أوال‪ :‬رفع دعوى التزييف داخل األجل المحدد وبطالن محضر الوصف المفصل في حالة‬
‫المخالفة‪13 .................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬حق المتضرر في التعويض في حالة إجراء الوصف المفصل التعسفي ‪14 ...............‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دور القضاء أالستعجالي في حماية حقوق الملكية الصناعية ‪15 ................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬دعوى المنع المؤقت من أعمال التزييف أو المنافسة غير المشروعة ‪16 .....‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الشروط الشكلية والموضوعية لدعوى المنع المؤقت ‪16 ..........................‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط الشكلية لدعوى المنع المؤقت ‪16 ......................................................‬‬

‫‪61‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الموضوعية لدعوى المنع المؤقت ‪18 ................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مسطرة دعوى المنع المؤقت وأثارها ‪20 .............................................‬‬
‫أوال‪ :‬مسطرة دعوى المنع المؤقت ‪20 .................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أثار الحكم في دعوى المنع المؤقت ألعمال التزييف أو المنافسة غير المشروعة ‪23 ...‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تدخل رئيس المحكمة التجاري في إطار التدابير على الحدود ‪23 ..............‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬إجراءات الحجز المؤقت للسلع المشكوك في كونها مزيفة ‪24 ...................‬‬
‫أوال‪ :‬تقديم طلب الحجز المؤقت إلدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة ‪24 .................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تحرير التزام من طرف صاحب الطلب ‪25 ....................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬وقت تقديم طلب الحجز ‪26 .......................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬دراسة الطلب والتحقق من جدية محتوياته‪26 ................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬البت في الطلب من طرف إدارة الجمارك ‪27 ..............................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أثار وقف التداول الحر للسلع ودور رئيس المحكمة التجارية في هذا اإلجراء‬
‫‪27 ..........................................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬دعاوى الموضوع كآلية لحماية حقوق الملكية الصناعية ‪28 .....................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬حماية حقوق الملكية الصناعية عن طريق الدعوى المدنية ‪29 ................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬حماية حقوق الملكية الصناعية من المنافسة غير المشروعة‪29 ...............‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم دعوى المنافسة غير المشروعة وشروطها ‪29 ............................‬‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم المنافسة غير المشروعة ‪29 .............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط دعوى المنافسة غير المشروعة ‪33 ....................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬رفع دعوى المنافسة غير المشروعة و الجزاءات المترتبة عنها ‪34 ............‬‬
‫أوال‪ :‬أطراف دعوى المنافسة غير المشروعة و المحكمة المختصة ‪34 ..........................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الجزاءات المترتبة عن دعوى المنافسة غير المشروعة ‪36 ................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬دعوى التزييف المدنية ‪37 ..........................................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم التزييف و الشروط الالزمة لقيام دعوى التزييف ‪37 .....................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف التزييف و تمييزه عن التقليد ‪37 .......................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬شروط دعوى التزييف المدنية ‪38 ..............................................................‬‬
‫‪62‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬أطراف دعوى التزييف المدنية و الجزاءات المترتبة عنها ‪41 .................‬‬
‫أوال ‪ :‬أطراف دعوى التزييف المدنية ‪41 .............................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الجزاءات المترتبة عن دعوى التزييف المدنية ‪43 ..........................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬القواعد اإلجرائية لرفع دعوى التزييف وآثارها ‪44 ..............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اإلجراءات المسطرية لرفع دعوى التزييف الجنحية ‪45 .........................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬شروط رفع دعوى التزييف الجنحية والوسائل المعتمدة في اإلثبات ‪45 ........‬‬
‫أوال‪ :‬شروط رفع دعوى التزييف الجنحية ‪45 ........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوسائل المعتمدة في إثبات التزييف ‪49 .........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬البت في دعوى التزييف الجنحية ‪50 ..................................................‬‬
‫أوال‪ :‬اإلختصاص النوعي والمكاني في دعوى التزييف الجنحية ‪50 .............................‬‬
‫ثانيا‪ :‬األحكام العامة المنظمة لدعوى التزييف الجنحية أمام القضاء الجنحي ‪52 ................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الجزاءات الجنائية كوسيلة لحماية العالمة ضد التزييف ‪53 .....................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬العقوبات األصلية ‪53 ...................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬العقوبات السالبة للحرية ‪54 .......................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬العقوبات المالية ‪55 ................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬العقوبات اإلضافية ‪56 ...................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬إتالف األشياء المزيفة واألجهزة والوسائل المعدة خصيصا إلنجاز التزييف ‪56 .........‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحرمان من العضوية في الغرف المهنية ‪56 .................................................‬‬
‫خـــــــــاتــــــــمة‪57 .................................................................................... :‬‬
‫الئحة المراجع‪59 .........................................................................................‬‬
‫الفــــهـــــــرس ‪61 ........................................................................................‬‬

‫‪63‬‬

You might also like