‫ﻤﻘﺩﻤﺔ‪:‬‬

‫ﺭﻏﻡ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﺃﻗﺩﻡ ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻓﻬﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ‪ ،‬ﺇﻻ ﺇﻥ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻷﺼل‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻟﻡ ﺘﻅﻬﺭ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸﺭ ﻤﻴﻼﺩﻱ‪ ،‬ﺇﺫ ﻴﻌﻭﺩ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ‬
‫ﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻼﺕ ﺁﻥ ﺫﺍﻙ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻤﺎ ﻫﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻤﺭ ﺤﺎﻟﻴﺎ‪.‬‬

‫ﻓﻠﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺩﻭﺭ ﻟﻠﻤﺘﺠﺭ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ﻟﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﺠﺎﺭﺘﻪ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ‬

‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻜﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻗﻴﻤﺔ ﻤﺸﺭﻭﻋﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬

‫ﻭﺃﻴﻀﺎ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺩﻯ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﺍﻟﺯﺒﻨﺎﺀ ﺒﻪ‪ ،‬ﻭﻨﻅﺭﺍ ﻟﻠﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻓﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﺨﺫ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ‬

‫ﺒﺎﻟﺘﺭﺍﺠﻊ ﺸﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ‪ ،‬ﺇﺫ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﻤﺤﻼﺕ ﻗﺎﺭﺓ‪ ،‬ﺯﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻅﻬﻭﺭ‬

‫ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل ‪ .‬ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﺘﻁﻭﺭ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ‬

‫ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﺘﺭﺍﺠﻊ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﺯﺒﻨﺎﺀ ﻤﺭﺘﺒﻁﻴﻥ ﺒﺎﻟﻤﺘﺠﺭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ‬

‫ﻋﻠﻴﻪ _ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﻬﻡ ﺒﺎﻟﺘﺎﺠﺭ_ ‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺏ ﺒﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺍﻟﻰ‬

‫ﺒﻠﻭﺭﺓ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻜﻔﻜﺭﺓ ﻤﺠﺭﺩﺓ ﻤﺘﺠﺎﻭﺯﺍ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻟﻪ ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﻷﻫﻤﻴﺘﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻻﺯﺍل ﻴﺸﻜل‬

‫ﺠﺎﻨﺒﺎ ﻤﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻴﺸﻜل‬

‫ﺇﻁﺎﺭﺍ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺃﻱ ﻨﺸﺎﻁ ﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻜﻭﻨﻪ ﻤﺠﺎﻻ ﺘﺠﺘﻤﻊ‬

‫ﻓﻴﻪ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺔ –ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ -‬ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ‬

‫ﻭﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺍﺕ ﻤﺎ ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﻨﻅﺎﻤﺎ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺎ ﻓﺭﻴﺩﺍ ﻤﻥ ﻨﻭﻋﻪ‪ ،‬ﻴﺸﻜل ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻀﻤﺎﻨﺔ‬

‫‪1‬‬
 ‫ﻭﺩﻋﺎﻤﺔ ﻟﻼﺌﺘﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻤﻭﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻀﻤﺎﻨﺎﺕ‬

‫ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺩﺍﺌﻨﻴﻥ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻙ ﺭﺍﺠﻊ ﻟﻘﻴﻤﺘﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻗﺩ ﻋﺭﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 79‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ‬

‫ﺒﺄﻨﻪ‪ " :‬ﻤﺎل ﻤﻨﻘﻭل ﻤﻌﻨﻭﻱ ﻴﺸﻤل ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻨﺸﺎﻁ‬

‫ﺘﺠﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﻋﺩﺓ ﺃﻨﺸﻁﺔ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ‪ ".‬ﻭﺤﺴﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‪ ،‬ﻭﺒﺎﻟﺨﺼﻭﺹ‬

‫ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﻨﻘﻭﻻﺕ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺨﻀﻭﻉ ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﺒﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺩ‪.‬‬

‫ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻀﺢ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺩ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﻗﺼﻭﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻭﻋﺠﺯﻫﺎ ﻋﻥ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻜل ﻤﻥ‬

‫ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ ﻭﺩﺍﺌﻨﻲ ﺍﻟﺒﺎﺌﻊ‪ .1‬ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻤﻥ ﺃﻗﺩﻡ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﻭﺤﺎﻭل ﺘﻨﻅﻴﻤﻬﺎ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻅﻬﻴﺭ ‪ 31‬ﺩﺠﻨﺒﺭ‬

‫‪ 1914‬ﺍﻟﻤﻘﺘﺒﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ل ‪ 17‬ﻤﺎﺭﺱ ‪ .1909‬ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺘﺏ ﻟﻪ‬

‫ﺃﻥ ﻴﻌﻤﺭ ﻁﻭﺍل ﻤﺩﺓ ﺜﻤﺎﻨﻴﻥ ﺴﻨﺔ‪ ،2‬ﻟﻜﻲ ﺘﺤل ﻤﺤﻠﻪ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺤﺎﻭل ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‬

‫‪ 1‬ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻘﺎﻟﻲ‪ ،‬ﺒﻴﻊ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﺍﻟﻌﺩﺩ ‪ 6‬ﻴﻭﻟﻴﻭﺯ ‪ 2004‬ﺹ ‪18‬‬
‫ﻋﺯ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻨﺴﺘﻲ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﺹ ‪123‬‬

‫‪2‬‬
 ‫ﺍﻟﻤﺨﺼﺹ ﻟﻸﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﻤﻥ ‪ 81‬ﺇﻟﻰ ‪.158‬‬

‫ﻭﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺠل ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻋﻤﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل‬

‫ﺘﺨﺼﻴﺼﻪ ﺒﻨﺼﻭﺹ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻭ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻨﻭﺍل ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ‬

‫ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻹﺸﻜﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺜﻴﺭﻫﺎ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪ ،‬ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ‬

‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺤﻠﻭل ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻹﺸﻜﺎﻻﺕ ‪.‬‬

‫ﻭﻨﺤﻥ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺒﺤﺜﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﺭﻜﺯﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ‬

‫ﻋﻨﺎﺼﺭﻩ‪ ،‬ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺴﻭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ‬

‫ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ )ﺍﻟﺒﻴﻊ‪ ،‬ﺘﻘﺩﻴﻤﻪ ﺤﺼﺔ ﻓﻲ ﺸﺭﻜﺔ‪ ،‬ﺭﻫﻨﻪ ﻭﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ ﻟﻪ( ﺃﻭ ﻏﻴﺭ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ )ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل(‪.‬‬

‫ﺇﺫﻥ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻜل ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﻀﻊ ﺍﻹﺸﻜﺎل ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫ﻜﻴﻑ ﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻤﻊ ﺃﻫﻡ ﺍﻹﺸﻜﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ‬

‫ﺒﺎﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ؟‬

‫ﻟﺫﻟﻙ ﺍﺭﺘﺄﻴﻨﺎ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻵﺘﻲ ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل ‪ :‬ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﻋﻨﺎﺼﺭﻩ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ‪:‬ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل ‪:‬ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﻋﻨﺎﺼﺭﻩ‬
‫ﻋﺭﻑ ﻨﺸﻭﺀ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺘﻀﺎﺭﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﻟﻡ ﻴﻨﺹ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﻜﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺒﻴﻥ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺘﺄﺴﻴﺴﻪ )‬
‫ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل ( ‪ ،‬ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﻗﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺔ ﻟﻪ ) ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ (‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل ‪ :‬ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬

‫ﻫﻨﺎﻙ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺘﺭﺘﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ )ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ( ‪،‬‬
‫ﻭﺃﺨﺭﻯ ﺘﺭﺘﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﻤﺭﻭﺭ ﻤﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻟﻨﺸﻭﺀ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ )ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ( ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪ :‬ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻗﻴﺩ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬

‫ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 75‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ‪":‬ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﺘﺴﺠﻴل‬
‫ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﻴﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻴﺔ ﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﻻﻗﺘﻨﺎﺀ ﺍﻷﺼل‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪ ، "...‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻻ ﻴﻌﺩ ﻗﺭﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﺸﻭﺀ ﺍﻷﺼل‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪ ،‬ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺠﻌل ﺇﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴل ﺒﺎﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻤﻘﺘﺼﺭﺓ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻓﻘﻁ ‪ ،‬ﺇﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻓﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﺫﻟﻙ ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ‬
‫ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻵﺜﺎﺭ ‪.‬ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻨﺸﺄ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺭﻏﻡ‬
‫ﺇﻫﻤﺎل ﻤﺎﻟﻜﻪ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪.‬‬

‫ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﻟﻘﺭﺍﺭ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺒﺎﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪1991/07/19‬‬

‫‪ ":‬ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴل ﺒﺎﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺤﺠﺔ ﻗﺎﻁﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺠل ﺒﻪ ﻫﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻸﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪ ،‬ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻓﺎﻥ ﺤﺠﺔ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴل ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺠﺭﺩ ﻗﺭﻴﻨﺔ ﺒﺴﻴﻁﺔ ﻗﺎﺒﻠﺔ‬
‫ﻹﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻜﺱ‪"3‬‬

‫‪ -‬ﺭ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺒﺎﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ 1991/07/19‬ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﻋﺩﺩ ‪_ 91/17/1717‬ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ‬ ‫‪3‬‬

‫ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻴﺔ_ ﺍﻟﻌﺩﺩ ‪،74‬ﺹ ‪.101‬‬

‫‪4‬‬
‫ﻴﺘﻀﺢ ﺒﺸﻜل ﺠﻠﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴل ﺒﺎﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻤﻘﺭﻭﻥ‬
‫ﺒﻨﺸﻭﺀ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪ ،‬ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻹﺸﻬﺎﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴل ﻟﻸﻏﻴﺎﺭ ﺇﺫ ﻴﺘﻡ ﺇﺜﺒﺎﺕ‬
‫ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﺤﺎﺴﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺩﻓﺘﺭ ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﺩﻓﺘﺭ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ‪،‬‬
‫ﺍﻟﻘﻭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺒﻴﺔ‪ ...‬ﺍﻟﺦ ‪ ،‬ﻭﻟﺘﺩﻋﻴﻡ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭ ﺁﺨﺭ ﻟﻠﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺼﺎﺩﺭ‬
‫ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ ": 2001/02/14‬ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ﺒﺎﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻟﻴﺱ ﺇﻻ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺎ ﺒﺈﺭﺍﺩﺓ ﻤﻨﻔﺭﺩﺓ‬
‫ﺘﺤﺕ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﺡ ‪ ،‬ﻭﻟﻪ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﺸﻬﺎﺭ ‪ ،‬ﻭﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻷﺼل‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﻤﺼﺭﺡ"‪. 4‬‬

‫ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﻟﺘﺴﺠﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻻﺤﻕ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺼﻔﺔ ﺘﺎﺠﺭ‬
‫_ﻭﻜﺫﺍ ﻟﻨﺸﺄﺓ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ_ ﻭﻟﻴﺱ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻟﻠﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻠﺯﻡ ﺒﺎﻟﺘﺴﺠﻴل ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﻭﻥ ‪ ،‬ﻤﻐﺎﺭﺒﺔ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﺃﻭ ﺃﺠﺎﻨﺏ ‪ ،‬ﺍﻟﺫﻴﻥ‬
‫ﻴﺯﺍﻭﻟﻭﻥ ﻨﺸﺎﻁﺎ ﺘﺠﺎﺭﻴﺎ ﻓﻲ ﺘﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 37‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ(‪. 5‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ‪ :‬ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺒﻤﺭﻭﺭ ﻤﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ‬

‫ﺃﺠﻤﻊ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻨﺸﻭﺀ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻻ ﻴﺘﻡ ﺇﻻ ﺒﻤﺭﻭﺭ ﻤﺩﺓ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﻲ‬
‫ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻭﻓﻕ ﻤﺎ ﺠﺎﺩﺕ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 75‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ‪.‬‬

‫ﻭﺠﺎﻨﺏ ﺁﺨﺭ ﺭﺒﻁ ﻨﺸﻭﺀ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺒﻨﺸﻭﺀ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺭﺍﺀ ﻟﻠﻤﺤل ﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻓﻴﻪ ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼل ‪ 5‬ﻤﻥ ﻅﻬﻴﺭ ‪ 24‬ﻤﺎﻱ ‪ 1955‬ﺍﻟﻤﻠﻐﻰ ﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻁﻠﺒﺔ ﻹﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺭﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺴﻨﺘﻴﻥ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ‬
‫ﻜﺘﺎﺒﻴﺎ‪ ،‬ﻭ ﺃﺭﺒﻊ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺸﻔﻭﻴﺎ ‪.‬‬

‫ﻓﻘﺩ ﺴﺎﻴﺭﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﻓﻲ ﺍﺤﺩ ﻗﺭﺍﺭﺍﺘﻬﺎ ﺒﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫‪":‬ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺩﻋﻲ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻟﻴﺱ ﻫﻭ ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ‪ ،‬ﻓﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻘﺩ‬

‫‪ -4‬ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺩﺩ ‪ 355‬ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ 2001/02/14‬ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻋﺩﺩ ‪97/4/1/450‬‬
‫‪ -5‬ﺍﺤﻤﺩ ﺸﻜﺭﻱ ﺍﻟﺴﺒﺎﻋﻲ ‪ ،‬ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪ ،‬ﺝ‪ ، 1‬ﻁ‪ ، 2‬ﺹ ‪.350‬‬

‫‪5‬‬
‫ﻜﺭﺍﺀ ﻴﻌﻁﻲ ﻟﻠﺘﺎﺠﺭ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻨﺸﺎﻁﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ‪ ،‬ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﻜﻭﻥ‬
‫ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺒﻌﻨﺎﺼﺭﻩ ‪ ،‬ﻭﺘﺘﻭﻓﺭ ﻓﻲ ﻤﺎﻟﻜﻪ ﺸﺭﻭﻁ ﻤﻌﻴﻨﺔ ‪ ،‬ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ‬
‫ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﻴﺤﻕ ﻟﻪ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﻓﻴﻪ ﺒﺄﻱ ﺘﺼﺭﻑ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ‪ ،‬ﻭﻤﻨﻪ ﺤﻕ ﺍﻟﻜﺭﺍﺀ‬
‫ﻟﻠﻐﻴﺭ‪ ."6‬ﻓﺒﺎﺴﺘﻘﺭﺍﺀ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺒﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺸﺘﺭﺍﻁ ﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺼل‬
‫‪ 5‬ﻤﻥ ﻅﻬﻴﺭ ‪ 1955‬ﺍﻟﻤﻠﻐﻰ‪ ،‬ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺍﻓﻕ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 4‬ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ ‪ 49.16‬ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻨﺸﻭﺀ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺭﺍﺀ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻌﺩ ﻤﺭﻭﺭ ﺴﻨﺘﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل‪.‬‬

‫ﻟﻜﻥ ﺍﻹﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺡ ﻫﻨﺎ ﻫل ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻨﺸﺎ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺒﺩﻭﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻜﺭﺍﺀ ؟‬

‫ﻟﻺﺠﺎﺒﺔ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺸﻜﺎل ﻨﻁﺭﺡ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﻫﻭ ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻷﺼل‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻓﻬﻨﺎ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﺃﻱ ﺴﻨﺩ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻴﺒﺭﺭ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺈﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﻤﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻷﺼل‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪ ،‬ﻓﻬﺫﺍ ﻻ ﻴﻨﺴﺠﻡ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ ﻭﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺫﺍﺘﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﻭﺠﻭﺩ‬
‫ﺭﺼﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﺒﺎﺌﻥ ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﻤﺩﺓ ﻤﺤﺩﺩﺓ ‪ .‬ﻓﻤﺘﻰ ﻓﺭﺽ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺴﻭﻕ ﻜﻘﻴﻤﺔ ﻤﺎﻟﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺃﻥ ﻴﻜﺴﺒﻪ ﻜﺭﺼﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﺒﺎﺌﻥ ﺇﻻ ﻭﺍﻋﺘﺒﺭ‬
‫ﻗﺎﺌﻤﺎ‪.‬‬

‫ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ‪ 80‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺼل‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻭﺠﻭﺒﺎ ﻤﻥ ﺯﺒﺎﺌﻥ ﻭﺴﻤﻌﺔ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ‬
‫ﻟﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ﺃﻥ ﻴﺠﺭﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻷﺼل ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻴﻕ ﺒﺴﺒﺏ ﻋﺩﻡ ﺍﻜﺘﺴﺎﺒﻪ ﺒﻌﺩ‬
‫ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻴﺠﺎﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﻭﻟﻪ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﻓﻲ ﺃﺼﻠﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻜﻜل ﺒﺴﺒﺏ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﻪ‬

‫‪ -‬ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﺩﺩ ‪ 1166‬ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ 1983/6/15‬ﻓﻲ ﻤﻠﻑ ﻤﺩﻨﻲ ﻋﺩﺩ ‪ 92/590‬ﻤﻨﺸﻭﺭ ﺒﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ‬ ‫‪6‬‬

‫ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻴﺔ _ﺍﻟﻌﺩﺩ‪_41‬ﺴﻨﺔ ‪_1986‬ﺹ‪88‬‬

‫‪6‬‬
‫ﺒﻤﻭﻗﻊ ﻤﻜﺎﻨﻲ ﻴﺠﺴﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ‪ ،‬ﻭﻴﻤﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺭﺼﻴﺩ ﺍﻟﺯﺒﺎﺌﻥ ﺍﻟﺫﻱ‬
‫‪7‬‬
‫ﺤﻘﻘﻪ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‪ :‬ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬

‫ﺴﻨﻌﺎﻟﺞ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺼﺭﻱ ﺍﻟﺯﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ‬
‫)ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ(‪ ،‬ﻭﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﻌﻨﻭﺍﻥ )ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ(‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪:‬ﺍﻟﺯﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ‬

‫ﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﺯﺒﻨﺎﺀ ﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻌﺎﻤﻠﻭﻥ ﻤﻊ ﺘﺎﺠﺭ ﻤﻌﻴﻥ ﺒﺼﻔﺔ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﻤﻤﺎ‬
‫ﻴﺠﺩﻭﻨﻪ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺜﻘﺔ ﻭﺇﺤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻻﻁﻤﺌﻨﺎﻥ ‪ ،‬ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻨﻅﺭﺍ ﻟﺼﻔﺎﺕ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻓﻲ‬
‫ﺸﺨﺹ ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ‪ ،‬ﻭﺘﺘﻀﺢ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻋﻨﺼﺭ ﺍﻟﺯﺒﻨﺎﺀ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﻟﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻤﺤل‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻤﺘﻰ ﻜﺎﻥ ﻤﻜﺘﺭﻴﺎ ﻟﻠﻤﺤل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺯﺍﻭل ﻓﻴﻪ ﻨﺸﺎﻁﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺒﺄﺤﻘﻴﺘﻪ ﺒﺎﻻﺤﺘﻔﺎﻅ‬
‫ﺒﺯﺒﺎﺌﻨﻪ‪ .‬ﻭﺫﻟﻙ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﻜﺭﻱ ﻤﺘﻰ ﺃﺭﺍﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺇﻓﺭﺍﻏﻪ ﻤﻥ ﻤﺤﻠﻪ‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﺴﺒﺏ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻀﻴﺎﻉ ﺯﺒﺎﺌﻨﻪ‪ ،‬ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻭﺍل ﻤﻥ‬
‫ﺨﻼل ﻤﻨﺤﻪ ﻟﺼﺎﺤﺏ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﻴﺔ ﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﺘﻤﺎﺭﺱ‬
‫ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺒﻐﺭﺽ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺹ ﻤﻥ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﺯﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻤﻌﻪ _ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ_‪ .8‬ﻜﻤﺎ ﺍﻨﻪ ﻻ‬
‫ﻴﺠﺏ ﺇﻏﻔﺎل ﺃﻥ ﺍﻟﺯﺒﻨﺎﺀ ﻟﻴﺴﻭﺍ ﻤﻠﻜﺎ ﻟﻠﺘﺎﺠﺭ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺩﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﺃﻱ ﺤﻕ ﻋﻠﻴﻬﻡ ‪ ،‬ﺇﺫ‬
‫ﺃﻥ ﺍﻟﺯﺒﻭﻥ ﺤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺘﻀﻴﻪ ﻷﻨﻪ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺏ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﻴﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻨﺤﻪ ﺃﻓﻀل ﺨﺩﻤﺔ ﻭﺒﺄﻗل ﺜﻤﻥ‪ ،‬ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺎﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﺯﺒﺎﺌﻨﻪ ﻴﻨﺤﺸﺭ ﻓﻲ‬
‫ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻪ ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺍﻟﻘﻭل‪.‬‬

‫ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ﻴﻜﺘﻔﻲ ﺒﺎﺴﺘﻐﻼل ﺯﺒﺎﺌﻥ ﻏﻴﺭﻩ ﻓﻬﻭ ﻻ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬
‫ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻﻓﺘﻘﺎﺩﻩ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻙ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺤﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻐل‬

‫‪ -7‬ﻓﺅﺍﺫ ﻤﻌﻼل‪ ،‬ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﺝ‪ ،1‬ﻁ‪ ، 5‬ﺹ ‪172‬‬
‫‪ -8‬ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻁﻭﻴﻑ‪ ،‬ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﺭﻱ‪ ،‬ﻁ‪1‬ﺴﻨﺔ‪ ،2016‬ﺹ ‪189‬‬

‫‪7‬‬
‫ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ ﻟﻸﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻜﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﻤﺤﻁﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﺯﻴﻥ ‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ ﺒﻪ‬
‫ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ ": 1973/02/27‬ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻤﺴﻴﺭ‬
‫ﻤﺤﻁﺔ ﺍﻟﺒﻨﺯﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﺩﻋﻲ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺯﺒﺎﺌﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺭﺘﺎﺩﻭﻥ ﻤﺤﻁﺘﻪ‬
‫ﻻ ﻴﻀﻌﻭﻥ ﺜﻘﺘﻬﻡ ﻓﻴﻪ ﺸﺨﺼﻴﺎ ﻜﻤﻭﺯﻉ ‪ ،‬ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻤﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻠﻜﻬﺎ ﺸﺭﻜﺔ‬
‫ﺍﻟﺒﺘﺭﻭل ﻤﺎﻟﻜﺔ ﺍﻟﻤﺤﻁﺔ"‪.9‬‬

‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻓﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﺎ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻘﻁﺎﺏ ﺍﻟﺯﺒﺎﺌﻥ ﻟﻤﺎ ﻴﺘﻭﻓﺭ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﻤﻥ ﺸﻬﺭﺓ ﺃﻭ ﻤﻭﻗﻊ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﺎﺠﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺘﻤﻲ ﺍﻟﻰ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ‬
‫‪ ،‬ﺃﻭ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﺎﺠﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻁﺎﻋﻡ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺠﺩﺓ ﺒﻤﺭﺍﻓﻕ ﺇﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻜﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫‪10‬‬
‫ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﻋﻨﺼﺭ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺃﻜﺜﺭ ﺒﺎﻷﺼل‬ ‫ﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺴﻴﺎﺤﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻤﻨﻪ ﺒﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻤﺤل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻟﺯﺒﺎﺌﻥ‪.‬‬

‫ﻭﻤﻤﺎ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺫﻜﺭﻫﻤﺎ ﻤﻜﻤﻠﻴﻥ ﻟﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﻟﺒﻌﺽ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ‬
‫ﺘﻭﻓﺭ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻤﺤل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺭﺼﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﺒﺎﺌﻥ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺤل‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ _ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ_ ﺘﺘﻌﺯﺯ ﺒﺎﺯﺩﻴﺎﺩ ﺯﺒﺎﺌﻥ ﺍﻟﻤﺤل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻤﻤﺎ‬
‫‪11‬‬
‫ﻴﻌﻁﻲ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻗﻭﺓ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭ ﻴﻌﺯﺯ ﺘﻭﺍﺠﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﻕ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‪ :‬ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﻌﻨﻭﺍﻥ‬

‫ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻔﺼل ‪ 177‬ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ ‪ 17.97‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ‪،‬ﺍﻻﺴﻡ‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺒﺄﻨﻪ ‪":‬ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻐل ﺒﻬﺎ ﻤﻨﺸﺄﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ"‪.12‬‬

‫‪9‬‬
‫‪-cass-fram.com 27 fèvrier 1973. J.C.p 1973. II p 17403‬‬
‫‪ -10‬ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻔﺭﻭﺠﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ﻭﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺒﺎﻟﻤﻐﺭﺏ‪ ،‬ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻻﻋﻤﺎل‪ ،‬ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻁ‪ ،2‬ﺹ‪.146‬‬
‫‪ 11-‬ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻁﻭﻴﻑ‪ ،‬ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ‪ ،‬ﺹ ‪.189‬‬
‫‪-‬ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ ‪ 17.97‬ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺼﺩﺭ ﺒﺘﻨﻔﻴﺩ ﺍﻟﻅﻬﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﺭﻗﻡ ‪ ،1-00-19‬ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ‪15‬‬ ‫‪12‬‬

‫ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ‪ 2000‬ﻤﻨﺸﻭﺭ ﺒﺎﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ‪،‬ﻋﺩﺩ ‪ 4776‬ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪9‬ﻤﺎﺭﺱ‪ 2000‬ﺹ‪.366‬‬

‫‪8‬‬
‫ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻻﺴﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻨﻭﺍﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻫﻭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻴﺘﺨﺫﻫﺎ ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻟﻴﺯﺍﻭل ﻨﺸﺎﻁﻪ ﺃﻭ ﺃﻨﺸﻁﺘﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ‪ .‬ﻭﻟﻘﺩ ﺃﻭﻟﺕ ﺍﻟﻤﺩﻭﻨﺔ ﺒﻤﻌﺎﻟﺠﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﻨﻭﺍﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ‪ 69‬ﺍﻟﻰ ‪ ، 74‬ﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻤﻥ ﻴﺴﺘﻐل ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺒﻤﻔﺭﺩﻩ‬
‫ﺃﻭ ﻤﻊ ﺸﺭﻴﻙ ﺒﺎﻟﻤﺤﺎﺼﺔ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﺇﻻ ﺍﺴﻤﻪ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﻲ ﻜﻌﻨﻭﺍﻥ‪ ،‬ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻀﻴﻑ ﻜل‬
‫ﺒﻴﺎﻥ ﻤﻥ ﺸﺎﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺸﺨﺼﻪ ﺃﻭ ﺒﻤﺅﺴﺴﺘﻪ ﺸﺭﻴﻁﺔ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻤﻁﺎﺒﻘﺔ‬
‫ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭ ﺇﻻ ﻴﺅﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺘﻅﻠﻴل ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻏﻴﺭ‬
‫ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻷﺨﻼﻕ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩﺓ‪ ،‬ﻭﺃﻻ ﺘﺤﻤل ﻟﻠﻐﻴﺭ ﻓﻬﻡ ﺨﺎﻁﺊ ﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ﺃﻭ‬
‫‪13‬‬
‫ﻟﻭﻀﻌﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ‪.‬‬

‫ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻻﺴﻡ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﻴﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﺴﻤﻴﺔ ﻤﺒﺘﻜﺭﺓ‪ ،‬ﺃﻭ ﻤﺭﻜﺏ ﻤﻥ‬
‫ﻜﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ﺃﻭ ﺍﺴﻤﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﺭ ﺃﻭ ﻤﻜﻭﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﺴﻡ ﻭﺍﺤﺩ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ‬
‫‪14‬‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﻴﻥ ﻓﻲ ﺸﺭﻜﺔ ﻤﺩﻤﺠﺎ ﻓﻲ ﻋﻨﻭﺍﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪.‬‬

‫ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﻗﻀﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﻗﺭﺍﺭ ﻟﻬﺎ ﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﻏﺭﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ‪ ،‬ﺭﻗﻡ‬
‫‪ 403‬ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ 1985/02/30‬ﻤﺎ ﻴﻠﻲ ‪":‬ﺃﻥ ﺘﺴﺠﻴل ﺍﻟﺸﺭﻴﻙ ﺍﺴﻤﻪ ﻭﺤﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬
‫ﻻ ﻴﻜﺴﺒﻪ ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻜﻠﻪ ‪ ،‬ﻭﺍﻥ ﺒﻴﻊ ﺍﻟﺸﺭﻴﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺠل ﺍﺴﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠل‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻜﻤﺎﻟﻙ ﻭﺤﻴﺩ ﻟﻸﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺼﺤﻴﺤﺎ ‪ ،‬ﻭﻻ ﻴﻨﻔﺫ ﺘﺠﺎﻩ ﺸﺭﻴﻜﻪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ‬
‫ﺃﺠﺎﺯﻩ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺴﻴﺌﻬﺎ"‪.15‬‬

‫ﻜﻤﺎ ﺍﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ﺃﻥ ﻴﺴﺠل ﻋﻨﻭﺍﻨﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﻭﺍﻥ‬
‫ﻴﺸﻬﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﺤﺩﻱ ﺠﺭﺍﺌﺩ ﺍﻹﻋﻼﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻨﻭﺍﻥ‬
‫ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻴﻘﺭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ‪ ،‬ﺇﺫ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﺘﺎﺠﺭ ﺁﺨﺭ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻪ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 70‬ﻤﻥ ﻡ‪.‬ﺕ(‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 69‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫ﻤﺤﻤﺩ ﻤﻭﻤﻥ‪ ،‬ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ‪،‬ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺹ ‪..‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪ -15‬ﻤﺠﻠﺔ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺩﺩ ‪ 17-16‬ﻤﺎﺭﺱ ‪، 1986‬ﺹ ‪.41‬‬

‫‪9‬‬
‫ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺴﺘﻌﻤل ﺒﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﺠﺎﺯ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺇﻟﺯﺍﻡ ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﺒﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﻗﺎﻡ ﺒﺘﺴﺠﻴﻠﻪ ﻤﻊ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻁﺎﻟﺒﺘﻪ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭﻓﻕ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ)ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬
‫‪16‬‬
‫‪ 72‬ﻤﻥ ﻡ‪.‬ﺕ(‪.‬‬

‫ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ‪ ،‬ﺃﻭﻟﻰ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﻨﻭﺍﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻙ‬
‫ﻤﻥ ﺨﻼل ﻗﻴﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﻭﺸﻬﺭﻩ ﻓﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﺩ ﺍﻟﻤﺨﻭل ﻟﻬﺎ ﻨﺸﺭ ﺍﻹﻋﻼﻨﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻴﺼل ﺍﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﻏﻴﺎﺭ‪.‬‬

‫‪ -16‬ﻓﺅﺍﺫ ﻤﻌﻼل ‪ ،‬ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ‪ ،‬ﺹ ‪.222‬‬

‫‪10‬‬
 ‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‪ :‬ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬
‫ﻟﻘﺩ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﻓﻲ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ )ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ‬
‫ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﻌﻠﺕ ﻤﻨﻪ‬ ‫ﺍﻷﻭل( ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺸﻜل ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪،‬‬
‫ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺃﺩﺍﺓ ﻭ ﺍﺌﺘﻤﺎﻥ ﻭ ﻀﻤﺎﻥ ﻟﻠﺩﺍﺌﻨﻴﻥ‪ ،‬ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻭﺭﻏﻡ ﻜل ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ‬
‫ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﻋﺭﻑ ﻓﺭﺍﻏﺎ ﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺎ‬
‫ﺃﻨﺘﺞ ﻟﻨﺎ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﻀﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ )ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ(‪،‬‬
‫ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﺭﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﻟﻠﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻊ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﻔﺭﺩ‬
‫ﻟﺒﻌﺽ‬ ‫ﻨﺘﻁﺭﻕ‬ ‫ﺒﻬﺎ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻠﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﺭﺘﺄﻴﻨﺎ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل‪ :‬ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪ :‬ﺒﻴﻊ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬

‫ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺒﻴﻊ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻠﺯﻡ ﻤﺠﻭﻋﺔ ﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ‪،‬ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ‪ ، 17‬ﻓﻬﻭ ﻤﻥ‬
‫ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺘﻭﻓﺭ‬ ‫ﺒﻴﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭﺍ ‪،‬ﻭﺤﺘﻰ ﻴﻨﺘﺞ ﻫﺩﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺃﺜﺎﺭﺍ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ‬
‫ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻭﺠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ‪،‬ﺍﻟﺘﺴﺠﻴل ‪،‬ﺇﻴﺩﺍﻉ ‪،‬‬
‫ﺘﻘﻴﻴﺩ ‪،‬ﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺸﻬﺭﻩ ﺤﺘﻰ ﻴﻌﻠﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﺩﺍﺌﻨﻴﻥ ﺒﺎﻟﻭﻀﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ .‬ﻭﺭﻏﻡ‬
‫ﺃﻥ ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻨﻅﺎﻡ ﻓﺭﻀﺘﻪ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻟﻸﺼل ﻭﺩﻭﺭﻩ ﺍﻟﻤﺤﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﻤﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻸﻁﺭﺍﻑ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ‪ .‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻴﺜﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺭ ‪،‬ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ‪ ،‬ﺍﻤﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﺒﺎﺌﻊ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻹﺸﻜﺎﻻﺕ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ‬

‫‪ -17‬ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻰ" ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺼﺤﺔ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ‬
‫ﻋﻥ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ - 1‬ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻟﻼﻟﺘﺯﺍﻡ؛‬
‫‪ - 2‬ﺘﻌﺒﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ ﻋﻥ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻼﻟﺘﺯﺍﻡ؛‬
‫‪ - 3‬ﺸﻲﺀ ﻤﺤﻘﻕ ﻴﺼﻠﺢ ﻷﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺤﻼ ﻟﻼﻟﺘﺯﺍﻡ؛‬
‫‪ - 4‬ﺴﺒﺏ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻟﻼﻟﺘﺯﺍﻡ"‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ﺒﺎﻟﺴﺩﺱ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻤﻥ ﺜﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﻴﻊ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﺸﻜﺎﻻﺕ ﻭﻟﻬﺩﺍ ﻓﻘﺩ ﻨﺹ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻨﻴﻥ‪.‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺒﻴﻊ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬

‫ﻟﻘﺩ ﺃﺨﻀﻊ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺒﻴﻊ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ‬
‫ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻫﺩﻑ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻠﺩﺍﺌﻨﻴﻥ ﻓﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﺭﺽ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺘﻬﻡ ﻨﺸﺭ ﻭﺸﻬﺭ ﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﺩﺍﺌﻨﻭﻥ ﻤﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻜل ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻜل ﻀﻤﺎﻨﺔ ﻗﻭﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﻡ‪ .‬ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﻬﻡ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﺜﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﻊ‪.‬‬

‫ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﺭ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺃﻴﻨﺎﻫﺎ ﺃﻋﻼﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺌﻊ )ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﻴﻥ‬
‫ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ (83‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻜل ﻤﻥ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﺩﺍﺌﻨﻴﻥ‪،‬‬
‫ﺨﺼﻭﺼﺎ ﻤﻨﻬﻡ ﺍﻟﺩﺍﺌﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﺭﺘﻬﻨﻴﻥ ﻟﺒﺎﺌﻊ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﻴﻌﺭﻓﻭﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﺌﺯ‪ ، 18‬ﺃﻭﺠﺒﺕ ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﻴﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺌﻊ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺸﻬﺭ‬
‫ﺜﺎﻥ ﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﻌﻘﺩ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻫﻭ ﺇﺤﺎﻁﺔ ﺩﺍﺌﻨﻲ ﺍﻟﺒﺎﺌﻊ ﺒﺎﻟﺒﻴﻊ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻴﺘﻡ‬
‫ﺘﻔﻭﻴﺕ ﺃﺼﻠﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻡ ﻤﻨﻬﻡ‪ .،‬ﻓﻴﻤﻜﻨﻬﻡ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺨﻭﻟﺔ‬
‫ﻟﻬﻡ ﺒﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﺨﺼﻭﺼﺎ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻭﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﺒﺎﻟﺴﺩﺱ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻌﺸﺭ‪، 19‬ﻭ ﺇﺤﺎﻁﺔ ﺩﺍﺌﻨﻲ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ ﻋﻠﻤﺎ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻘﻴﺕ ﻟﻠﺒﺎﺌﻊ ﺒﺎﻟﺘﻘﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺫﻤﺔ‬
‫ﻤﺩﻴﻨﻬﻡ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻨﺸﻐﻠﻭﺍ ﺒﺎﻨﺘﻘﺎل ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ‪ ،‬ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺜﻘﻠﺔ‬
‫ﺒﺩﻴﻭﻥ ﺍﻟﺒﺎﺌﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺤﻕ ﺍﻤﺘﻴﺎﺯ‪.‬‬

‫ﻭﻴﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺸﻬﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﺎﻹﺸﻬﺎﺭ ﺍﻷﻭل‪ ،‬ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻜﻭﻨﻪ ﻴﺘﻡ ﻓﻲ‬
‫ﺠﺭﺍﺌﺩ ﺘﺭﻭﺝ ﺩﺍﺨل ﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﺘﺭﺍﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﻴﻔﺘﺭﺽ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﺎﻓﺔ ﺒﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺘﺨﻠﻑ‬
‫ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺸﻬﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻫﺫﻩ‪ ،‬ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻏﻴﺭ ﻨﺎﻓﺫ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻨﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﻌﻠﻤﻭﺍ‬

‫‪ - 18‬ﻋﺯ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻨﺴﺘﻲ‪ :‬ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺠﺯﺀ‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ )ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ(‪ ،‬ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪ ،2001‬ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ‪132‬‬
‫‪-19‬ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 123‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ " ﻴﺠﻭﺯ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻁﺒﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ ،121‬ﻟﻜل ﺩﺍﺌﻥ ﻟﻪ ﻗﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﺼل‬
‫ﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﺃﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﺒﻴﻌﻪ ﺒﺎﻟﻤﺯﺍﺩ ﺍﻟﻌﻠﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﺽ ﺭﻓﻊ ﺜﻤﻨﻪ ﺍﻷﺼﻠﻲ ﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﺍﻟﻤﻌﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﻭﺃﻥ‬
‫ﻴﻘﺩﻡ ﻜﻔﻴﻼ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻭﺍﻟﺘﺤﻤﻼﺕ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﺩﻴﺩ‪."...‬‬

‫‪12‬‬
‫ﺒﻪ ﻗﻁ‪ .‬ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﻗﺭﺍﺭﺍﺘﻪ‪ ،20‬ﻭﻴﺩل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺩﺩ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻹﺸﻬﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﺤﺩ ﻟﻜل ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺜﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻐﻴﺭ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻙ‬
‫ﺒﺩﻋﻭﺘﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺼﻴﺎﻨﺔ ﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ :‬ﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﻗﺒﺽ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺩﺍﺌﻨﻲ ﺒﺎﺌﻊ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬

‫ﻴﺸﻜل ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻀﻤﺎﻨﺔ ﻤﻬﻤﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺩﺍﺌﻨﻴﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﺃﺤﺎﻁﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺴﺎﻫﻤﻭﺍ ﻓﻲ ﺘﻨﻤﻴﺘﻬﺎ‪ .‬ﻓﺈﻟﻰ‬
‫ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺸﻬﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ ﻨﺠﺩ ﺃﻴﻀﺎ ﻭﺠﻭﺏ ﺇﻴﺩﺍﻉ ﺜﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻟﺩﻯ ﺠﻬﺔ ﻤﺅﻫﻠﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ‬
‫ﻟﻼﺤﺘﻔﺎﻅ ﺒﺎﻟﻭﺩﺍﺌﻊ ﻜﺎﻟﻤﻭﺜﻘﻴﻥ ﻤﺜﻼ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪.21(81‬‬

‫ﻭﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻫﻭ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺒﺒﻴﻊ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺨﺼﻭﺼﺎ ﺩﺍﺌﻨﻲ‬
‫ﺒﺎﺌﻊ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪،‬ﻟﺫﺍ ﻤﻨﺤﻬﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﺤﻕ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻊ ﺜﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭ‬
‫ﻓﺎﻟﺘﻌﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺜﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﻊ‬ ‫ﻫﺩﺍ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 84‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ‪22‬‬
‫ﻓﻲ‬ ‫ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻔﻅﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺩﺍﺌﻨﻲ ﺍﻟﺒﺎﺌﻊ‬
‫ﻟﻠﺒﺎﺌﻊ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ‪ ،‬ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﺤﺒﺱ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻴﻪ ﻭ ﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﺃﺩﺍﺌﻪ‬ ‫ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ‬
‫ﻗﺒل ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﺘﺤﺕ ﻁﺎﺌﻠﺔ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻤﺭﺘﻴﻥ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ‪84‬‬

‫‪-‬ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ )ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺤﺎﻟﻴﺎ( ﺭﻗﻡ ‪ 243‬ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ ،1979/06/16‬ﻤﻨﺸﻭﺭ ﺒﻤﺠﻠﺔ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ‬ ‫‪20‬‬

‫ﺍﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬ﻋﺩﺩ ‪ ،27‬ﺴﻨﺔ ‪ ،1981‬ﺹ ‪.61‬‬

‫‪-‬ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 81‬ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ "ﻴﺘﻡ ﺒﻴﻊ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﺘﻔﻭﻴﺘﻪ ﻭﻜﺫﺍ ﺘﻘﺩﻴﻤﻪ ﺤﺼﺔ ﻓﻲ ﺸﺭﻜﺔ ﺃﻭ ﺘﺨﺼﻴﺼﻪ‬ ‫‪21‬‬

‫ﺒﺎﻟﻘﺴﻤﺔ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﻤﺯﺍﺩ‪ ،‬ﺒﻌﻘﺩ ﺭﺴﻤﻲ ﺃﻭ ﻋﺭﻓﻲ‪ .‬ﻭﻴﻭﺩﻉ ﺜﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻟﺩﻯ ﺠﻬﺔ ﻤﺅﻫﻠﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﻟﻼﺤﺘﻔﺎﻅ ﺒﺎﻟﻭﺩﺍﺌﻊ‪"....‬‬
‫‪ -22‬ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 84‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﻤﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ ‪ ، 73.17‬ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻰ "ﻴﺠﻭﺯ ﻟﺩﺍﺌﻨﻲ‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺌﻊ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺃﻡ ﻻ‪ ،‬ﺃﻥ ﻴﺘﻌﺭﻀﻭﺍ ﺩﺍﺨل ﺃﺠل ﺃﻗﺼﺎﻩ ﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭ ﻴﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ‬
‫ﺜﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺒﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﻤﻊ ﺍﻹﺸﻌﺎﺭ ﺒﺎﻟﺘﻭﺼل ﺘﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﻀﺒﻁ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺇﻴﺩﺍﻉ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﺒﺈﻴﺩﺍﻉ‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻤﻘﺎﺒل ﻭﺼل‪ .‬ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ‪ ،‬ﺘﺤﺕ ﻁﺎﺌﻠﺔ ﺍﻟﺒﻁﻼﻥ‪ ،‬ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺃﺴﺒﺎﺒﻪ ﻭﺍﻟﻤﻭﻁﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ‬
‫ﺩﺍﺨل ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ‪ .‬ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻤﻜﺭﻱ‪ ،‬ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻜل ﺸﺭﻁ ﻤﺨﺎﻟﻑ‪ ،‬ﺃﻥ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﺴﺘﻴﻔﺎﺀ ﺃﻜﺭﻴﺔ ﺠﺎﺭﻴﺔ ﺃﻭ‬
‫ﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﻤﺴﺘﻘﺒﻼ‪.‬‬
‫ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺝ ﺒﺄﻱ ﺍﻨﺘﻘﺎل ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺭﻀﺎﺌﻴﺎ ﺃﻭ ﻗﻀﺎﺌﻴﺎ ﻟﺜﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺃﻭ ﻟﺠﺯﺀ ﻤﻨﻪ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺩﺍﺌﻨﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻌﺭﻀﻭﺍ‬
‫ﺩﺍﺨل ﺍﻷﺠل ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﺒﺎﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‪".‬‬

‫‪13‬‬
‫ﺭﺘﺒﺕ ﺠﺯﺍﺀﺍ ﻤﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ ﺒﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻟﻠﺒﺎﺌﻊ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﺍﻋﺘﺒﺭﺘﻪ‬
‫ﻤﺴﺅﻭﻻ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻨﻴﻥ ﺭﻏﻡ ﺃﺩﺍﺌﻪ ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﺘﻪ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺒﻜﻭﻥ‬
‫ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺴﻴﺊ ﻟﻠﺜﻤﻥ ﻻ ﻴﺒﺭﺉ ﺫﻤﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ‪ .‬ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻷﺠل‪ ،‬ﻭﻫﻭ ﻋﺩﻡ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ‬
‫ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﺘﻘﺎل ﺭﻀﺎﺌﻲ ﺃﻭ ﻗﻀﺎﺌﻲ ﻟﺜﻤﻥ ﺒﻴﻊ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﻟﺠﺯﺀ ﻤﻨﻪ ﺒﻌﺩ‬
‫‪23‬‬
‫‪،‬ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﺩﺍﺨل‬ ‫ﻤﺭﻭﺭ ﺍﻷﺠل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺃﻱ ‪ 15‬ﻴﻭﻡ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺎﺌﻊ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﺜﺒﺕ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺠﻭﺩ ﺩﺍﺌﻨﻴﻥ‪.‬‬

‫ﺤﻴﺙ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭ ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ "ﻟﻘﺒﻭل ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻜﺫﻟﻙ ﺃﻭﺠـﺏ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺘﻘﻴﺩ ﺒـﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﻭ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﻀﻤﻭﻨﺔ ﻤﻊ‬
‫ﺍﻻﺸﻌﺎﺭ ﺒﺎﻟﺘﻭﺼل ﺘﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻀﺒﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺇﻴﺩﺍﻉ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﺒﺈﻴﺩﺍﻉ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ‬
‫ﺒﺘﻠـﻙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ‪ ،‬ﻤﻘﺎﺒل ﻭﺼل ﻭ ﺃﻥ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﺤﺩﻴﺩ‬
‫ﻤﺒﻠـﻎ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺃﺴﺒﺎﺒﻪ ﻭ ﺃﻥ ﻴﺘﻌﺭﻀﻭﺍ ﺩﺍﺨل ﺍﺠل ﺃﻗﺼﺎﻩ ‪ 15‬ﻴﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻭ‬
‫ﺩﻟﻙ ﺘﻁﺒﻴﻘـﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ‪ 84‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ‪ .‬ﻭ ﺤﻴﺙ ﺍﻨﻪ ﺒﺎﻹﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺩﻡ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻨﻑ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺍﻨـﻪ ﺤـﺩﺩ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﻟﻡ ﻴﻘﻡ ﺒﺈﺩﺭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ‪ ,‬ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﻤﻥ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻭ ﺠﺩﻭﻟﻪ ﻭ ﻟﻡ ﻴﺘﻘﺩﻡ ﺒﺄﻱ ﺘﻌﺭﺽ ﺁﺨﺭ‬
‫ﺇﻀﺎﻓﻲ ﺩﺍﺨل ﺍﻻﺠل ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 84‬ﻤـﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻥ ﺍﻜﺘﻔﺎﺀﻩ ﺒﺎﻟﻘﻭل‬
‫ﺍﻻﺩﻻﺀ ﺒﻬﺎ ﺩﺍﺨل‬ ‫ﺒﺄﻨﻪ ﺤﻔﻅ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﻻﺀ ﺒﺩﻴﻭﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﻓﺎﻨﻪ ﻴﺘﻌـﻴﻥ ﻋﻠﻴـﻪ‬
‫ﺍﻷﺠل ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ‪ ،‬ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻗﺩ ﻭﻀﻊ ﺤﺩﺍ ﺃﻗﺼﻰ ﻤـﻥ ﺤـﻕ ﺍﻟﺩﺍﺌﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﺨﻼﻟﻪ‬
‫ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺃﻋﻼﻩ‪ .‬ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻘﻡ ﺒﻪ ﺒل ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺩﻟﻙ ﻓﺎﻟﻤﺴﺘﺄﻨﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻡ‬
‫ﺒﺈﻴﺩﺍﻉ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺭﺽ ﻤﻥ ﺍﺠﻠـﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻨﻑ ﻋﻠﻰ ﺜﻤﻥ ﺒﻴﻊ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬

‫‪-23‬ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 84‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻗﺎﻨﻭﻥ ‪ 73.17‬ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺍﻟﻴﻪ ﺃﻋﻼﻩ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ﺒﺼﻨﺩﻭﻕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﺘﺒﺭﺌﺔ ﺫﻤﺘﻪ ﻤﻤﺎ ﻴﺒﻘﻰ ﻤﻌﻪ ﻁﻠـﺏ ﺍﻟﻤﺩﻋﻴﺔ –ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻨﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪-‬‬
‫ﻭﺠﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎ ﺍﻨﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻨﻑ ﻋﻥ ﺼﻭﺍﺏ ﻤﻤﺎ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺘﺄﻴﻴﺩﻩ ‪." 24‬‬

‫ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺩﺍ ﻓﻘﺩ ﺃﻟﺯﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 117‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺘﺤﺼﻴل ﺍﻟﺩﻴﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﺩﻴﻥ ﻤﺎ ﺒﺫﻤﺘﻪ ﻤﻥ ﻀﺭﺍﺌﺏ ﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺃﻴﺔ ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺃﻭ‬
‫ﺩﻋﻭﻯ ﻤﻊ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻭﻗﻑ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻓﻴﻬﺎ ‪ ،‬ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺭﻓﻊ ﻤﻁﺎﻟﺒﺘﻪ ﺩﺍﺨل‬
‫ﺍﻷﺠل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻭﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩﻡ ﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﺸﺎﻨﻬﺎ ﺘﺎﻤﻴﻥ ﺘﺤﺼﻴل ﺍﻟﺩﻴﻭﻥ ‪ ،‬ﻭﻫﺩﺍ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ‬
‫ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭ ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ‪" 25‬ﻟﻜﻥ ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 117‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ‬
‫ﺘﺤﺼﻴل ﺍﻟﺩﻴﻭﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﻀﻌﺕ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﻤﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﻴﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﻤﺎ ﺒﺫﻤﺘﻪ‬
‫ﻤﻥ ﻀﺭﺍﺌﺏ‪ ...‬ﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺃﻴﺔ ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺃﻭ ﺩﻋﻭﻯ ﻭ ﻤﻨﺤﺕ ﺍﻟﻤﺩﻴﻥ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻭﻗﻑ‬
‫ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻓﻴﻪ ﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺭﻓﻊ ﻤﻁﺎﻟﺒﺘﻪ ﺩﺍﺨل ﺍﻵﺠﺎل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ‬
‫ﻗﺩ ﻜﻭﻥ ﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﺸﺎﻨﻬﺎ ﺘﺎﻤﻴﻥ ﺘﺤﺼﻴل ﺍﻟﺩﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻨﺤﻰ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺎﺭ‬
‫ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭﻩ ﻋﺩﺩ ‪ 1151‬ﺍلﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ ‪ .17/9/08‬ﻭ ﺤﻴﺙ ﺍﻨﻪ ﻤﺎ ﺩﺍﻤﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻨﻔﺔ ﻟﻡ ﺘﺘﻘﻴﺩ ﺒﺎﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﺎﻥ ﺍﺩﻋﺎﺀﺍﺘﻬﺎ ﺘﺒﻘﻰ ﻏﻴﺭ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﻀﻰ‬
‫ﺒﺒﻴﻊ ﺃﺼﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 113‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺤﻠﻪ‬
‫ﻤﻤﺎ ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﺘﺄﻴﻴﺩﻩ "‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ ﻭ ﺭﻫﻥ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬

‫ﺴﻨﺤﺎﻭل ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﻜﻨﻘﻁﺔ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ ﻟﻸﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ)ﺃﻭﻻ( ‪ ،‬ﻭﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ‬
‫ﻟﺭﻫﻥ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ)ﺜﺎﻨﻴﺎ(‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ‪.‬‬

‫‪ -24‬ﻗﺭﺍﺭ ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺒﻔﺎﺱ ﺭﻗﻡ ‪ 993‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ 24/06/2009‬ﻤﻠﻑ ﻋﺩﺩ ‪475/ 2009‬‬
‫‪ -25‬ﻗﺭﺍﺭ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺒﻔﺎﺱ ﺭﻗﻡ ‪ 683‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ 2009/4/30‬ﻤﻠﻑ ﻋﺩﺩ ‪2009/316‬‬

‫‪15‬‬
 ‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ‬
‫ﻋﺭﻓﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 152‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ ‪ ...":‬ﻜل ﻋﻘﺩ ﻴﻭﺍﻓﻕ‬
‫ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﻤﺴﺘﻐﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻜﺭﺍﺌﻪ ﻜﻼ ﺃﻭ ﺒﻌﻀﺎ ﻟﻤﺴﻴﺭ ﻴﺴﺘﻐﻠﻪ ﺘﺤﺕ‬
‫ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ‪".‬‬

‫ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭ ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺒﺴﻁﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺘﺤﺕ ﻋﺩﺩ ‪ 876‬ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ‬
‫‪ 1985/12/3‬ﺒﺎﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ ﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﺇﻴﺠﺎﺭ ﻟﻸﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻴﻌﻁﻲ ﻟﻠﻤﻜﺘﺭﻱ‬
‫ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻟﺤﺴﺎﺒﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﻋﻠﻰ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ﻭﺤﺩﻩ ﻭﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺘﺤﻤل‬
‫‪26‬‬
‫ﺍﻟﻤﺎﻟﻙ ﺒﺄﻱ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﺘﻐﻼل ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻘﺎﺒل ﻭﺠﻴﺒﺔ ﻜﺭﺍﺀ ﻴﺩﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﻤﻜﺭﻱ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻨﻪ ﻭﺍﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 152‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻟﻡ ﺘﺸﺭ ﺍﻟﻰ ﺘﻠﻙ‬
‫ﺍﻟﻭﺠﻴﺒﺔ ﻓﺎﻥ ﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ ﻟﻠﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ ﺒﻜﻭﻨﻪ ﻜﺭﺍﺀ ﻴﻜﻔﻲ ﻹﻓﺎﺩﺓ ﺫﻟﻙ‪.‬‬

‫ﺇﻀﺎﻓﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﻓﺎﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ ﻟﻴﺱ ﻜﺭﺍﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺎﻁﻥ ﻟﻠﻌﻘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐل ﺒﻪ ﻻﻥ‬
‫ﻤﺤل ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ ﻫﻭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺔ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﺃﺨﺭﻯ ﻤﻌﻨﻭﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺎﻟﻤﺤل ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻭ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻜﻜل ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﺎﻻ ﻤﻌﻨﻭﻴﺎ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻟﻪ‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﻘﺭﻩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ‬
‫ﻋﺩﺩ‪ 586‬ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ 2011/04/21‬ﺍﻟﺫﻱ ﺠﺎﺀ ﺒﻪ ‪":‬ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄﺓ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺼﺤﻴﺢ ﺘﻘﻭﻡ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻨﺸﺌﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻬﻡ ﺇﻟﻐﺎﺅﻫﺎ ﺇﻻ ﺒﺭﻀﺎﻫﻤﺎ‬
‫ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ‪ ،‬ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ ﻭﺍﻀﺤﺎ ﻓﻲ‬
‫ﻜﻭﻨﻪ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﺼل ﺘﺠﺎﺭﻱ ﻗﺎﺌﻡ ﻭﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﺎﻨﻪ ﻻ ﻤﺠﺎل ﻟﻠﺘﻤﺴﻙ ﺒﻌﺩﻡ ﻗﺎﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻐل ﻓﻴﻪ ﻟﺘﺄﺴﻴﺱ ﺍﻷﺼﻭل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ"‪.27‬‬

‫‪ -‬ﻗﺭﺍﺭ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺒﺴﻁﺎﺕ ﺭﻗﻡ ‪ 876‬ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ 1985/12/3‬ﻓﻲ ﻤﻠﻑ ﻤﺩﻨﻲ ﻋﺩﺩ ‪ 1/8/615‬ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ‬ ‫‪26‬‬

‫ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﺩﺩ ‪ ،137‬ﺹ‪279‬‬

‫‪ -27‬ﻗﺭﺍﺭ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﻋﺩﺩ‪ 586‬ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ 2011/04/21‬ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻋﺩﺩ ‪.2010/2/3/1661‬‬

‫‪16‬‬
‫ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﻟﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻓﺎﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ ﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﺇﻴﺠﺎﺭ ﺤﻘﻴﻘﻲ ﻤﺤﻠﻪ ﺘﺄﺠﻴﺭ ﺍﺴﺘﻐﻼل‬
‫ﻤﺎل ﻤﻌﻨﻭﻱ ﻤﻨﻘﻭل ﻫﻭ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪.‬‬

‫ﻓﻠﻘﻴﺎﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ ﺍﺸﺘﺭﻁ ﻟﻪ ﺘﻭﻓﺭ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻗﺩ‪ ،28‬ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ‬
‫ﺸﺭﻭﻁ ﺸﻜﻠﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺘﻁﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻭﺫﻟﻙ ﻻﺩﺨﺎﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ﻹﺨﺒﺎﺭﻫﻡ‬
‫ﺒﺎﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ ﺇﺫ ﺍﻭﺠﺏ ﺸﻬﺭ ﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻨﺸﺭ ﻤﺴﺘﺨﺭﺝ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﺩ‬
‫ﺍﻟﻤﺨﻭل ﻟﻬﺎ ﺒﻨﺸﺭ ﺍﻹﻋﻼﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺩﺍﺨل ﺍﺠل ‪ 15‬ﻴﻭﻤﺎ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﺒﺭﺍﻤﻪ _ﻋﻘﺩ‬
‫ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ_‪.‬‬

‫ﻗﺱ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻋﺩﻡ ﺸﻬﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ ﻻ ﻴﺭﺘﺏ ﺃﻱ ﺍﺜﺭ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻁﺭﻓﻴﻪ ﺇﺫ‬
‫ﻴﺭﺘﺏ ﺍﺘﺠﺎﻫﻬﻡ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﻴﻥ ﻭﺍﻥ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ‬
‫ﺍﻟﺸﻬﺭ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﺇﻨﻤﺎ ﺘﻬﻡ ﺍﻻﻏﻴﺎﺭ‪.29‬‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ :‬ﺭﻫﻥ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬

‫ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻟﻤﺎﻟﻙ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺒﻴﻌﻪ ﻟﺴﺒﺏ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻜﺘﻐﻴﻴﺭﻩ ﻟﻨﺸﺎﻁﻪ‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻪ ﻟﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻭ ﺍﻋﺘﺯﺍﻟﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ‪ ،‬ﻓﺎﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﻀﻁﺭ ﻓﻲ ﺃﺤﻴﺎﻥ ﺃﺨﺭﻯ ﺍﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﺘﻭﺴﻴﻊ ﻓﻲ ﺘﺠﺎﺭﺘﻪ ﻭﻻ ﻴﻤﻠﻙ ﺴﻴﻭﻟﺔ ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﺫﻟﻙ‪ ،‬ﻤﻤﺎ ﻴﺩﻓﻌﻪ ﻤﺜﻼ ﺍﻟﻰ ﺭﻫﻥ ﺃﺼﻠﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬
‫ﻤﻘﺎﺒل ﻤﺒﺎﻟﻎ ﻤﻥ ﺍﺠل ﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﺸﺎﺭﻴﻌﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‪ .‬ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺘﻘﻴﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﻫﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠل‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﺡ ﻟﻠﺩﺍﺌﻥ ﺍﻟﻤﺭﺘﻬﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﻔﻅ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ‪ 2‬ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 106‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻜﺩﺕ ﺃﻥ ﺭﻫﻥ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻻ‬
‫ﻴﺨﻭل ﻟﻠﺩﺍﺌﻥ ﺍﻟﻤﺭﺘﻬﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻤﻘﺎل ﻤﺎ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺩﻴﻭﻥ‪.‬‬

‫‪ -28‬ﺍﻟﻔﺼل ‪ 2‬ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ‪.‬‬

‫‪ -29‬ﻗﺭﺍﺭ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻋﺩﺩ‪ ،31‬ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ 2009/01/08‬ﻓﻲ ﻤﻠﻑ ﻋﺩﺩ ‪.989/2007‬‬

‫‪17‬‬
‫ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺒﻤﺠﺭﺩ ﻤﺎ ﻴﺘﻡ ﺘﻘﻴﻴﺩ ﺍﻟﺭﻫﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺩﺍﺌﻥ ﺍﻟﻤﺭﺘﻬﻥ ﻴﻜﺘﺴﺏ‬
‫ﺤﻕ ﺍﻤﺘﻴﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻟﻤﺩﺓ ﺨﻤﺱ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴل ‪،‬ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﺠﺩﻴﺩ ﻗﺒل‬
‫ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺓ‪.30‬‬

‫ﻭﺤﻕ ﺍﻻﻤﺘﻴﺎﺯ ﻫﺫﺍ ﺨﻭل ﻟﻠﺩﺍﺌﻥ ﺍﻟﻤﺭﺘﻬﻥ ﺤﻕ ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻴﻔﺎﺀ ﺩﻴﻨﻪ ﻤﻥ ﺜﻤﻥ‬
‫ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺒﺎﻷﺴﺒﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺩﺍﺌﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻬﻡ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺩﺍﺌﻨﻴﻪ‬
‫ﺍﻟﻤﺭﺘﻬﻨﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﻴﺩﻭﺍ ﺭﻫﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻻﺤﻕ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﺎﻥ ‪ 109‬ﻭ ‪110‬‬
‫ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ‪.‬‬

‫ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﻭﺭﺩ ﻗﺭﺍﺭ ﻋﺩﺩ ‪ 1179‬ﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ‬
‫‪": 2011/10/6‬ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ﺒﺎﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻴﺤﻔﻅ ﺍﻻﻤﺘﻴﺎﺯ ﻟﻤﺩﺓ ﺨﻤﺱ ﺴﻨﻭﺍﺕ‪ ،‬ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ﻻﻏﻴﺎ ﻭﻤﻬﺩﻡ ﻟﻸﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺠﺩﺩ ﻗﺒل ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ‪ ،‬ﻭﻫﺫﻩ‬
‫ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ ‪ ....‬ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻻﺴﺘﻌﺠﺎﻟﻲ ﻟﻸﻤﺭ ﺒﺎﻟﺘﺸﻁﻴﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺃﻱ ﻤﺴﺎﺱ‬
‫ﺒﺎﻟﺠﻭﻫﺭ"‪.31‬‬

‫ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﺒﺭﺭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺩﻴﺩ‪ ،‬ﺇﺫ ﻗﻀﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ‬
‫ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺒﺭﻓﺽ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 137‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ‪.‬‬

‫ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺤﻕ ﺍﻻﻤﺘﻴﺎﺯ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﺃﻋﻼﻩ ‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺩﺍﺌﻥ ﺍﻟﻤﺭﺘﻬﻥ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﻜﺫﻟﻙ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﺘﺘﺒﻊ‬
‫ﻟﻸﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﺭﻫﻭﻥ ﻭﺘﺘﺒﻊ ﻜل ﻋﻨﺎﺼﺭﻩ ﺍﻟﻤﺸﻤﻭﻟﺔ ﺒﺎﻟﺭﻫﻥ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 122‬ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺩﻭﻨﺔ‪.‬‬

‫‪ -30‬ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻁﻭﻴﻑ‪ ،‬ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ‪ ،‬ﺹ ‪.211‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -31‬ﻗﺭﺍﺭ ﻋﺩﺩ‪ 1179‬ﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ 2011/10/06‬ﻓﻲ ﻤﻠﻑ ﺘﺠﺎﺭﻱ ﻋﺩﺩ ‪2010/2/3/1604‬‬

‫‪18‬‬
‫ﻜﻤﺎ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﺭﻫﻥ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﺴﺘﺤﻘﺎﻕ ﺩﻴﻭﻥ ﺍﻟﺩﺍﺌﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ‬
‫ﻟﻠﺭﻫﻥ ﻤﺕ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﺫﻟﻙ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﻤﺎ ﻗﺒل ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ‬
‫ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 111‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ‪.‬‬

‫ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﻫﺅﻻﺀ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻤﻨﺢ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻴﻁﻠﺒﻭﺍ ﺇﺴﻘﺎﻁ ﺍﺠل ﺘﻠﻙ‬
‫ﺍﻟﺩﻴﻭﻥ ﺒﺤﻴﺙ ﺘﺼﺒﺢ ﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﺭ‪.‬‬

‫ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﺨﻀﻊ ﺍﻟﺒﺙ ﻓﻲ ﻁﻠﺏ ﺍﺠل ﺍﻟﺩﻴﻭﻥ ﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺴﻁﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻗﺭﺭﻫﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻘﻴﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ، 32‬ﻭﻫﺫﺍ ﺭﺍﺠﻊ ﻟﻜﻭﻥ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺃﺩﺍﺓ‬
‫ﻟﻼﺌﺘﻤﺎﻥ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻤﻼﺘﻬﻡ ﻤﻊ ﺒﻌﺽ‪.33‬‬

‫ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‪ :‬ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬

‫ﺘﻌﺭﻑ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﻟﻠﺸﺭﻴﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺎﻉ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﻤﻠﻙ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﺍﻟﻤﺒﻴﻌﺔ‬
‫ﻤﻥ ﺸﺭﻴﻜﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﻘﺎﺒل ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻭﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺍﻟﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﻔﻘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺒﻴﻊ‪.34‬‬

‫ﻓﺎﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﺃﺠﺎﺯ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﻓﻲ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ‬
‫ﻟﻡ ﻴﻨﺹ ﺼﺭﺍﺡ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺒﻠﻴﺔ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﻘﻭل‪ ،‬ﻤﻤﺎ ﺃﻋﻁﻰ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ )‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ( ﺼﻼﺤﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻟﻠﺘﺩﺨل ﻟﺒﻴﺎﻥ ﻤﺩﻯ ﻗﺎﺒﻠﻴﺔ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭل‬
‫ﻭﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻼﺒﺩ ﻤﻥ ﺘﻭﻓﺭ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺫﻟﻙ ) ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ(‪.‬‬

‫‪ -32‬ﻭﻫﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﺴﻁﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺎﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 113‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ‪.‬‬
‫‪ -33‬ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻁﻭﻴﻑ‪ ،‬ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ‪ ،‬ﺹ ‪.213‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻔﺼل ‪ 974‬ﻤﻥ ﻕ ل ﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ‪ " :‬ﺇﺫﺍ ﺒﺎﻉ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺎﻉ ﻷﺠﻨﺒﻲ ﺤﺼﺘﻪ ﺍﻟﺸﺎﺌﻌﺔ‪ ،‬ﺠﺎﺯ ﻟﺒﺎﻗﻴﻬﻡ ﺃﻥ‬ ‫‪34‬‬

‫ﻴﺸﻔﻌﻭﺍ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﻷﻨﻔﺴﻬﻡ‪ ،‬ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒل ﺃﻥ ﻴﺩﻓﻌﻭﺍ ﻟﻠﻤﺸﺘﺭﻱ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻭﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺍﻟﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﻔﻘﻬﺎ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺒﻴﻊ‪ .‬ﻭﻴﺴﺭﻱ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤ‪‬ﻌﺎﻭﻀﺔ"‪.‬‬

‫‪19‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬
‫ﺴﻨﺘﺤﺩﺙ ﺃﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻟﻨﺘﺤﺩﺙ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻨﻘﻁﺔ‬
‫ﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ‬

‫ﺒﺘﻔﺤﺼﻨﺎ ﻟﻠﻔﺼل ‪ 974‬ﻤﻥ ﻕ ل ﻉ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﻻﺕ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﺎﻻ ﻤﻨﻘﻭﻻ ﻤﻌﻨﻭﻱ‪.‬‬

‫ﻓﻠﻔﻅ "ﺤﺼﺔ ﺸﺎﺌﻌﺔ" ﺩﻭﻥ ﺘﻘﻴﻴﺩﻫﺎ ﺃﻭ ﺘﺤﺩﻴﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺘﻔﻴﺩ ﻀﻤﻨﻴﺎ ﺍﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ‬
‫ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻭل ﺃﻴﻀﺎ ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻓﺎﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﺼل ﻤﻤﻠﻭﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺎﻉ ﻤﻥ‬
‫ﻁﺭﻑ ﺸﺨﺼﻴﻥ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻭﺘﻨﺎﺯل ﺍﺤﺩﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﻨﺼﻴﺒﻪ ﻟﻠﻐﻴﺭ ﻓﻴﺤﻕ ﻟﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺀ ﺃﻥ ﻴﻌﻁﻲ‬
‫ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﺭﻴﻙ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺩﺨل ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺸﺭﻴﻙ ﺃﺠﻨﺒﻲ ﻗﺩ ﻻ‬
‫ﻴﺘﻔﺎﻫﻤﻭﻥ ﻤﻌﻪ ﻭﻗﺩ ﻴﻌﺭﻗل ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻜل ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻨﺭﻯ ﺍﻨﻪ ﻻ‬
‫ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺎﻥ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭل ﺴﻭﺍﺀ ﻤﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﻤﻨﻘﻭل‪ ،‬ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﺎل ﻤﻨﻘﻭل ﻤﻌﻨﻭﻱ ﺍﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺍﺕ‪.‬‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ :‬ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ‬

‫ﺘﺜﺒﺕ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺤﻴﺙ‬
‫ﺘﻭﺠﺩ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻓﻘﺩ ﺼﺩﺭ ﻋﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺒﻔﺎﺱ ﻗﺭﺍﺭ ﻗﻀﺕ ﻓﻴﻪ ﺒﺎﺴﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﻋﻠﻠﺕ ﻗﺭﺍﺭﻫﺎ‬
‫ﺒﺄﻥ‪:35‬‬

‫‪ -‬ﻗﺭﺍﺭ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺒﻔﺎﺱ ﺭﻗﻡ ‪ 1097‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ 2006-06-29‬ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﻋﺩﺩ ‪06-694‬‬ ‫‪35‬‬

‫ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻴﻀﺎ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ) ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺤﺎﻟﻴﺎ( ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﺘﻤﺕ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻴﻬﻡ ﺍﻟﺒﻘﺎﻟﻲ ﻋﺯﻴﺯﺓ‪ ،‬ﻓﻲ "‬
‫ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴل ﺩﺒﻠﻭﻡ ﺍﻟﻤﺎﺴﺘﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ‪ ،‬ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ"‪،‬‬
‫ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻁﻨﺠﺔ‪.2008-2007 ،‬‬

‫‪20‬‬
‫"ﻭ ﺤﻴﺙ ﺇﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻓﻲ‬
‫ﻤﺠﻤﻠﻪ ﻤﻨﻘﻭﻻ ﻤﻌﻨﻭﻴﺎ‪ ،‬ﻭ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻫﻲ ﺤﻕ ﻤﻤﻨﻭﺡ ﻟﻠﺸﺭﻴﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺎﻉ ﻓﻲ ﺃﻥ‬
‫ﻴﻨﺘﺯﻉ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﺍﻟﺸﺎﺌﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺎﻋﻬﺎ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺀ ﻟﻠﻐﻴﺭ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒل ﺃﻥ ﻴﺩﻓﻊ ﻟﻠﻤﺸﺘﺭﻱ‬
‫ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻭ ﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭ ﻜﺫﺍ ﺍﻟﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺫﻟﻬﺎ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺒﻴﻊ‪ ،‬ﻭ‬
‫ﺃﺤﻜﺎﻤﻬﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﻘﻭل ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻭل ﻤﻥ ‪ 974‬ﺇﻟﻰ ‪ 976‬ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻭ‬
‫ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﺭﺍﺠﻊ ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺄﻤﻭﻥ ﺍﻟﻜﺯﺒﺭﻱ ﺼﻔﺤﺔ ‪ 437‬ﺒﺨﻼﻑ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﺤﻔﻅﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻁﺒﻕ ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺼﺭ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭل‪،‬‬
‫ﻭﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻔﻅﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺭﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻅﻬﻴﺭ ‪19‬‬
‫ﺭﺠﺏ ‪"....‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‪ :‬ﺃﺠل ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ‪ ،‬ﻭﺘﺄﺩﻴﺔ ﺍﻟﺜﻤﻥ‬

‫ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﻼ ﺒﺩ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻬﺎ ﺩﺍﺨل ﺍﻷﺠل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ) ﺃﻭﻻ ( ﻭﻻ ﻴﻜﻔﻲ‬
‫ﺃﻥ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺸﺭﻴﻙ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻷﺠل‪ ،‬ﺒل ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻱ‬
‫ﺜﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺘﻭﺍﺒﻌﻪ ) ﺜﺎﻨﻴﺎ (‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺃﺠل ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬

‫ﻨﺹ ﺍﻟﻔﺼل ‪ 976‬ﻤﻥ ﻕ ل ﻉ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ‪ 36‬ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ ﻴﺴﻘﻁ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺎﻉ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺎﻟﺸﻔﻌﺔ ﺒﻌﺩ ﻤﻀﻲ ﺴﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺎﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻙ ﻤﻌﻪ‪ ،‬ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺘﻡ ﺇﺜﺒﺎﺕ‬
‫ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺎﻟﺒﻴﻊ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺸﻔﻴﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻴﺩ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﺍﻟﺸﺎﺌﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺒﺎﺸﺭﺘﻬﺎ ﺩﺍﺥ ﺃﺠل ﺴﻨﺔ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻋﻠﻤﻪ ﺒﺎﻟﺘﺼﺭﻑ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ‬

‫‪ -‬ﻴﻨﺹ ﺍﻟﻔﺼل ‪ 976‬ﻤﻥ ﻕ ل ﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ‪ " :‬ﻴﺴﻘﻁ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺎﻟﺸﻔﻌﺔ ﺒﻌﺩ ﻤﻀﻲ ﺴﻨﺔ ﻤﻥ‬ ‫‪36‬‬

‫ﻋﻠﻤﻪ ﺒﺎﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻙ ﻤﻌﻪ‪ ،‬ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﻋﺎﺌﻘﺎ ﻤﺸﺭﻭﻋﺎ ﻗﺩ ﻤﻨﻌﻪ ﻤﻨﻬﺎ ﻜﺎﻹﻜﺭﺍﻩ‪.‬‬
‫ﻭﻴﺴﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺠل ﺤﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺼﺭﻴﻥ ﻤﺘﻰ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﻡ ﻨﺎﺌﺏ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ"‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ﺍﻟﺤﺼﺔ ﺍﻟﺸﺎﺌﻌﺔ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻙ ﺘﺤﺕ ﻁﺎﺌﻠﺔ ﺴﻘﻭﻁ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﻋﺎﺌﻘﺎ ﻗﺩ ﺤﺎل‬
‫ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻤﻪ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﻜﺎﻹﻜﺭﺍﻩ‪.‬‬

‫ﻭﻤﻤﺎ ﺘﺠﺏ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻫﻨﺎ ﻻ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﻤﺩﺩ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺒل ﻫﻲ‬
‫ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﻤﺩﺩ ﺍﻹﺴﻘﺎﻁ‪ .‬ﻓﺎﻟﺸﺭﻴﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻏﺏ ﻓﻲ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺔ‬
‫ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺒﺎﺸﺭﻫﺎ ﺩﺍﺨل ﺃﺠل ﺴﻨﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺘﺤﺕ ﻁﺎﺌﻠﺔ ﺴﻘﻭﻁ ﺤﻘﻪ ﺒﺎﻷﺨﺫ ﺒﺎﻟﺸﻔﻌﺔ‪ ،37‬ﺒﻤﻌﻨﻰ‬
‫ﺍﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻤﺭﺕ ﺴﻨﺔ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﺍﻟﺸﺭﻴﻙ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﺎﻥ ﺤﻘﻪ ﻴﺴﻘﻁ‪ ،‬ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﺸﺭﻴﻙ ﻋﺫﺭ ﻤﻘﺒﻭل ﻤﻨﻌﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺸﻔﻌﺔ ﺨﻼل ﺍﻷﺠل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ‪ ،‬ﻭﻴﺴﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺠل‬
‫ﺤﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺼﺭﻴﻥ ﻤﺘﻰ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﻡ ﻨﺎﺌﺏ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ‪.‬‬

‫ﻭﺘﺠﺏ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺜﺒﺕ ﺍﻟﺸﺭﻴﻙ ﺍﻟﻌﺎﺌﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻨﻌﻪ ﻤﻥ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﺩﺍﺨل‬
‫ﺴﻨﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻴﺴﺘﺠﻴﺏ ﻟﻁﻠﺒﻪ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺜﺒﺕ ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺔ ﻋﻜﺱ ﺫﻟﻙ‪.‬‬

‫ﻭﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺎﻟﺒﻴﻊ ﻴﺤﺘﺴﺏ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻻ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ﻗﻴﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ، 38‬ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻫﻲ ﺍﻹﺸﻬﺎﺭ ﻭﺇﻋﻼﻡ‬

‫‪ -‬ﻗﺭﺍﺭ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺒﻔﺎﺱ ﺭﻗﻡ ‪ 1097‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ 2006-06-29‬ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﻋﺩﺩ ‪06-694‬‬ ‫‪37‬‬

‫ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻴﻪ‪... " :‬ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﺘﻀﺢ ﺠﻠﻴﺎ ﻤﻥ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻔﺼل ‪ 976‬ﻤﻥ ﻕ ل ﻉ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻟﻴﺱ ﻤﻁﻠﻘﺎ ﺒل ﻤﻘﻴﺩﺍ ﺒﺄﺠل ﻋﺩﻡ‬
‫ﻤﻀﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﺒﺎﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻙ ﻤﻌﻪ ﺘﺤﺕ ﻁﺎﺌﻠﺔ ﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﺤﻕ ﻋﻨﺩ ﺍﻨﺼﺭﺍﻡ ﺍﻷﺠل ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ‪.‬‬
‫ﻭ ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﻠﻑ ﺃﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻨﻔﺔ ﺍﻟﻘﻁﻌﻲ ﺒﺎﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﻤﺒﺭﻡ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺸﺭﻴﻜﺘﻬﺎ ﻟﻠﻐﻴﺭ ﻫﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻤﺤﻀﺭ ﺍﻻﺴﺘﺠﻭﺍﺏ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻠﻑ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﻋﺩﺩ ‪ 2002/793‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺸﺄﻨﻪ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻋﺩﺩ‬
‫‪ 2002/1538‬ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺒﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻁﻠﺒﻬﺎ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺒﻤﻭﺠﺒﻪ ﺍﻨﺘﻘل ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻌﻭﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺒﻴﻊ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺍﺴﺘﺸﻔﺎﻉ ﻨﺼﻔﻪ‬
‫ﺤﻴﺙ ﻭﺠﺩ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻴﻥ ﻭ ﺃﻁﻠﻌﻪ ﺒﺸﺭﺍﺀ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻤﻥ ﻤﺎﻟﻜﺘﻴﻪ‪ ،‬ﻤﻀﻴﻔﺎ ﺃﻥ ﻨﺼﻴﺏ ﺍﻟﻁﺎﻟﺒﺔ‬
‫ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻤﻭﺩﻉ ﻟﺩﻯ ﺩﻓﺎﻋﻬﺎ ﻭ ﺒﻪ ﺘﻡ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﺤﻀﺭ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺨﻪ ﻓﻲ ‪ 2002/7/4‬ﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﺃﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻤﻘﺎل‬
‫ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺍﻹﻀﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺩﻯ ﻋﻨﻪ ﻫﻭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ 2004/4/28‬ﺃﻱ ﺒﻌﺩ ﻤﻀﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺎﻟﺒﻴﻊ ‪ ,‬ﻤﻤﺎ‬
‫ﻴﺒﻘﻰ ﻤﻌﻪ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﺤﺘﻤﺎ ﺘﺤﺕ ﻁﺎﺌﻠﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩ ﺒﺎﻟﻔﺼل ‪ 976‬ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻋﻼﻩ ‪ .‬ﻭﺤﻴﺙ ﺇﻨﻪ ﺘﺄﺴﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺫﻜﺭ‬
‫ﻴﺘﻌﻴﻥ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﺒﺘﺄﻴﻴﺩ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻨﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻀﻰ ﺒﻪ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻘﺒﻭل ﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠل ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺴﻠﻔﺎ ‪ .‬ﻭﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻟﺨﺎﺴﺭ‬
‫ﻴﺘﺤﻤل ﺍﻟﺼﺎﺌﺭ"‬

‫‪ -‬ﺍﻟﺒﻘﺎﻟﻲ ﻋﺯﻴﺯﺓ‪ " ،‬ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ"‪ ،‬ﻡ‪ .‬ﺱ‪ ،‬ﺹ‪36 :‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪22‬‬
‫ﺍﻟﺩﺍﺌﻨﻴﻥ ﺒﺎﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼﻭل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺘﻀﺭﺭ‬
‫ﺍﻟﺩﺍﺌﻨﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻴﺠﺭﻱ ﺨﻔﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻥ ﺴﻭﺀ ﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻨﺴﺘﺨﻠﺹ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺘﺭﺩ ﻓﻘﻁ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ‬
‫ﺘﻔﻭﻴﺕ ﺒﻌﻭﺽ‪ ،‬ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻔﻭﻴﺕ ﺒﺩﻭﻥ ﻋﻭﺽ ﻓﻼ ﻤﺠﺎل ﻟﻠﺤﺩﻴﺙ ﻫﻨﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ‪،‬‬
‫ﻭﺴﻨﺩﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻔﺼل ‪ 974‬ﻤﻥ ﻕ ل ﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺭﺩ ﻀﻤﻨﻪ ﻟﻔﻅ " ﺇﺫﺍ ﺒﺎﻉ " ﻭﺃﻴﻀﺎ "‬
‫ﻭﻴﺴﺭﻱ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻭﻀﺔ "‪.‬‬

‫ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻙ ﺒﻌﺩ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺴﻨﺔ ﺒﻁﻠﺏ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻭﺍﺩﻋﻰ ﺍﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻌﻠﻡ ﺒﺎﻟﺒﻴﻊ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﺎﻭﻀﺔ ﺇﻻ ﻤﻨﺫ ﺍﻗل ﻤﻥ ﺴﻨﺔ ﻓﺎﻨﻪ ﻴﺼﺩﻕ ﻓﻲ ﻜﻼﻤﻪ ﻭﻴﺴﺘﺠﺎﺏ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ‪ ،‬ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺜﺒﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﻔﻭﻉ ﻤﻨﻪ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺸﺭﻴﻙ ﻗﺩ ﻋﻠﻡ ﺒﺎﻟﺘﺼﺭﻑ ﺒﻌﻭﺽ ﻗﺒل ﻤﻀﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺴﻨﺔ‪ ،‬ﻭﻟﻪ ﺃﻥ‬
‫ﻴﺜﺒﺕ ﺫﻟﻙ ﺒﻜل ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻬﻭﺩ ﻻﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﺸﺘﺭﻁ‬
‫ﺇﺜﺒﺎﺘﻬﺎ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻤﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻥ ﻟﻡ ﻴﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻭﻁﻠﺏ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺭﻴﻙ ﺒﺄﻥ ﻴﺤﻠﻑ‬
‫ﺒﺄﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﺒﺎﻟﺒﻴﻊ ﺇﻻ ﻤﻨﺫ ﺃﻗل ﻤﻥ ﺴﻨﺔ ﻭﺤﻠﻑ‪ ،‬ﻓﺎﻨﻪ ﻴﺴﺘﺠﺎﺏ ﻟﻪ ﻟﻁﻠﺒﻪ‪ ،‬ﻭﺍﻥ ﻜﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﻨﺹ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﺍﻨﻪ ﺍﺴﺘﻤﺩ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ‬
‫ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺎ ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻪ ﻨﺹ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ‪.39‬‬

‫ﺇﻥ ﺁﺠﺎل ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺎﻟﺸﻔﻌﺔ ﻫﻲ ﺁﺠﺎل ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻻ ﻴﺤﺘﺴﺏ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻷﻭل ﻭﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻷﺨﻴﺭ‬
‫ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ‪.40‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‪ :‬ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻭﺘﻭﺍﺒﻌﻪ‬

‫ﻤﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺎﻟﺸﻔﻌﺔ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻴﻊ ﺒﻪ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ) ﺃﻭﻻ ( ﻤﻊ‬
‫ﻤﺼﺎﺭﻴﻑ ﺍﻟﻌﻘﺩ ) ﺜﺎﻨﻴﺎ (‬

‫‪ -‬ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ﺹ‪37 :‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪ -‬ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺭﻗﻡ ‪ 15679‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ ،2014/10/16‬ﻤﻠﻑ ﻋﺩﺩ ‪2014/5408‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪23‬‬
 ‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺜﻤﻥ‬
‫ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﺜﻤﻥ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﺍﻟﻤﺒﻴﻌﺔ ﻟﻠﻤﺸﻔﻭﻉ ﻤﻨﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻔﺼل ‪ 974‬ﻤﻥ ﻕ ل ﻉ‬
‫ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ‪ " :‬ﺇﺫﺍ ﺒﺎﻉ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺎﻉ ﻷﺠﻨﺒﻲ ﺤﺼﺘﻪ ﺍﻟﺸﺎﺌﻌﺔ ﺠﺎﺯ ﻟﺒﺎﻗﻴﻬﻡ ﺃﻥ‬
‫ﻴﺸﻔﻌﻭﺍ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﻷﻨﻔﺴﻬﻡ‪ ،‬ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒل ﺃﻥ ﻴﺩﻓﻌﻭﺍ ﻟﻠﻤﺸﺘﺭ ﺍﻟﺜﻤﻥ ‪"...‬‬

‫ﻭﻗﺩ ﺫﻫﺒﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺒﺎﻟﺭﺒﺎﻁ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ‪ 11‬ﻤﺎﺭﺱ ‪ 1941‬ﺍﻟﻰ‬

‫ﺍﻨﻪ ﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻥ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻀﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺒل ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﺨﻼل ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻠﻤﺸﻔﻭﻉ‬
‫‪41‬‬
‫ﻀﺩﻩ ﻭﺇﻻ ﻓﻘﺩ ﺤﻘﻪ ﺒﺎﻷﺨﺫ ﺒﺎﻟﺸﻔﻌﺔ‬

‫ﻓﺎﻟﺜﻤﻥ ﻤﺒﺩﺌﻴﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﻟﻡ ﻴﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ‬
‫ﺒﻜﻴﻔﻴﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻜﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻤﻌﺎﻭﻀﺔ ﻓﺎﻥ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﺘﺤﺩﺩﻩ ﻤﺴﺘﻌﻴﻨﺔ ﺒﺎﻟﺨﺒﺭﺍﺀ‪.42‬‬
‫ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺠﺒﺭﻴﺎ ﺃﻱ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﺯﺍﺩ ﺍﻟﻌﻠﻨﻲ ﻓﻬﻨﺎ ﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻭﻻ ﻤﺒﺭﺭ‬
‫ﻟﻼﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﺎﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﻻ ﻟﻁﻠﺏ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻻ ﻴﺘﺼﻭﺭ‬
‫ﻓﻴﻪ ﺼﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺜﻤﻥ‪.‬‬

‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ﻓﺎﻟﺜﻤﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﺃﺩﺍﺅﻩ ﻫﻭ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ‬
‫ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻭﺩﻉ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻜﻠﻪ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ ﻗﺩ ﺃﺩﻯ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻜﻠﻪ ﺃﻭ ﺠﺯﺀﺍ ﻤﻨﻪ ﺃﻭ ﻟﻡ ﻴﺘﻡ ﺃﺩﺍﺅﻩ ﻭﺒﻘﻲ ﻤﺅﺠﻼ‪ ،‬ﻓﻔﻲ‬
‫ﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻓﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺈﻴﺩﺍﻉ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻙ‬
‫ﻟﻴﺜﺒﺕ ﺤﺴﻥ ﻨﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﺍﻟﻤﺸﻔﻭﻋﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺍﻟﺒﻘﺎﻟﻲ ﻋﺯﻴﺯﺓ‪ ،‬ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﻡ ﺱ‪ ،‬ﺹ ‪43‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪ -‬ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻗﺭﻭﺍ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ ﻋﻨﺩ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻓﺎﻟﻘﻭل ﻗﻭل ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ ﻤﻊ ﻴﻤﻴﻨﻪ‬ ‫‪42‬‬

‫‪24‬‬
‫ﻭﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺤﺩﺩ ﻭﻗﺕ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺼل ‪ 974‬ﻤﻥ ﻕ ل ﻉ ﺤﻴﺙ ﺍﻨﻪ ﺃﻟﺯﻡ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﺒﺎﻥ ﻴﺩﻓﻊ ﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻌﺠﻼ‬
‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺨﻼل ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻴﺎﻡ‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ :‬ﺃﺩﺍﺀ ﺘﻭﺍﺒﻊ ﺍﻟﻌﻘﺩ‬

‫ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﺒﺄﺩﺍﺀ ﺜﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻔﺼل ‪ 974‬ﺃﻟﺯﻤﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺄﻥ ﻴﺅﺩﻱ‬
‫ﻟﻠﻤﺸﻔﻭﻉ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﻔﻘﻬﺎ ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺤﺼﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﺍﻟﻤﺸﻔﻭﻋﺔ‪ ،‬ﻤﻨﺫ ﻴﻭﻡ‬
‫ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻰ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺸﻔﻌﺔ ﻭﺘﺘﻤﺜل ﺘﻭﺍﺒﻊ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﻲ ﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺍﻟﺘﺤﺴﻴﻨﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﻔﻘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺸﺭﺍﺀ‬

‫ﻓﺎﻟﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺘﺤﺩﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻫﻨﺎ ﻫﻲ ﻤﺼﺎﺭﻴﻑ‬

‫ﺍﻟﺘﺴﺠﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﻭﻤﺼﺎﺭﻴﻑ ﺍﻟﻀﺭﻴﺒﺔ‪ ،‬ﻭﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﺴﻤﺴﺎﺭ ﺃﻥ ﻭﺠﺩ ﻁﺒﻌﺎ‪،‬‬
‫ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺜﻤﻥ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﻴﺩ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﻔﻭﻉ ﻤﻨﻪ ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺸﺭﺍﺌﻪ ﻟﻠﺤﺼﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪.‬‬

‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺘﺤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻫﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﻔﻘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﻔﻭﻉ ﻤﻨﻪ ﻤﻥ ﺤﺼﻭﻟﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺤﺼﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺔ ﺍﻟﻰ ﻴﻭﻡ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺎﻉ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺼﻴﺎﻨﺘﻪ‪.‬‬

‫ﺒﻌﺩ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻭﺘﻭﺍﺒﻌﻪ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﺤﻴﺙ ﺍﻨﻪ ﻤﻠﺯﻡ‬
‫ﺒﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻭﺘﻭﺍﺒﻌﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﻔﻘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﻔﻭﻉ ﻤﻨﻪ ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺸﺭﺍﺌﻪ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﺍﻟﻤﺸﻔﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﻭﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﻓﻲ ﺇﺒﺩﺍﺀ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﻘﻁ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺫﻫﺒﺕ ﻟﻪ‬
‫ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺒﺎﻟﺭﺒﺎﻁ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ‪ 11‬ﻤﺎﺭﺱ ‪.1941‬‬

‫‪25‬‬
 ‫ﺨﺎﺘﻤﺔ‪:‬‬

‫ﻓﻲ ﺨﺘﺎﻡ ﺒﺤﺜﻨﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺭﻜﺎﺌﺯ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺘﻤﺩ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ﻟﻤﺯﺍﻭﻟﺔ ﻨﺸﺎﻁﻪ ﺍﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﻭﻗﺩ ﺤﻅﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺒﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﻗﺒل‬
‫ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﺤﻴﺙ ﺨﺼﺹ ﻟﻪ ‪ 80‬ﻤﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 79‬ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‪ 158‬ﻤﻥ ﻤﺩﻭﻨﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻨﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻭﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻭﻻﻩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻸﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﺘﺭﻙ‬
‫ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻐﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ‪ ،‬ﻤﻤﺎ ﺃﺘﺎﺡ ﺍﻟﻔﺭﺼﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻟﻠﺘﺩﺨل ﺍﺠﺘﻬﺎﺩﺍ‬
‫ﻤﻥ ﺃﺠل ﺴﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﺍﻍ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﺸﻜﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺍﺠﻪ‬
‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﻴﺭ ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ ﻨﺹ‬
‫ﻓﻲ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ‪.‬‬

‫ﻭﻓﻲ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﻀﻊ ﻴﺒﺩﻭﺍ ﺃﻨﻪ ﺁﻥ ﺍﻷﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ‬
‫ﺸﺄﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻨﻅﺭﺍ ﻷﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻟﻜﺜﺭﺓ‬
‫ﺘﺩﺍﻭﻟﻬﺎ‪.‬‬

‫‪26‬‬
 ‫ﻻﺌﺤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ‬

‫‪ ‬أﺣﻣد ﺑﻘﺎﻟﻲ‪ ،‬ﺑﯾﻊ اﻷﺻل اﻟﺗﺟﺎري ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﻌدد ‪ 6‬ﯾوﻟﯾوز ‪.2004‬‬

‫‪ ‬اﺣﻣد ﺷﻛري اﻟﺳﺑﺎﻋﻲ ‪ ،‬اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻷﺻل اﻟﺗﺟﺎري ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ط ‪.2‬‬

‫‪ ‬اﻟﺑﻘﺎﻟﻲ ﻋزﯾزة‪ " ،‬اﻟﺷﻔﻌﺔ ﻓﻲ اﻷﺻل اﻟﺗﺟﺎري"‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون‬
‫اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ طﻧﺟﺔ‪.2008-2007 ،‬‬
‫‪ ‬ﻋز اﻟدﯾن ﺑﻧﺳﺗﻲ‪ ،‬دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻣﻐرﺑﻲ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻷﺻل اﻟﺗﺟﺎري‪.‬‬

‫‪ ‬ﻓؤاد ﻣﻌﻼل‪ ،‬ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟﺟدﯾد ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺎﺟر و اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ط‪5‬‬

‫‪ ‬ﻣﺟﻠﺔ راﺑطﺔ اﻟﻘﺿﺎة‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 17-16‬ﻣﺎرس ‪.1986‬‬

‫‪ ‬ﻣﺣﻣد اطوﯾف‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري‪ ،‬ط‪ 1 :‬ﺳﻧﺔ ‪2016‬‬

‫‪ ‬ﻣﺣﻣد اﻟﻔروﺟﻲ‪ ،‬اﻟﺗﺎﺟر وﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﺎﻟﻣﻐرب‪ ،‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎرة واﻻﻋﻣﺎل‪،‬‬
‫ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬ط ‪.2‬‬

‫‪ ‬ﻣﺣﻣد ﻣوﻣن‪ ،‬اﻷﺻل اﻟﺗﺟﺎري ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب‪ ،‬دراﺳﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ وﻋﻣﻠﯾﺔ ص ‪.‬‬

‫‪27‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﻬﺭﺱ‬

‫ﻤﻘﺩﻤﺔ‪1 ................................................................................................................... :‬‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل ‪:‬ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﻋﻨﺎﺼﺭﻩ ‪4 .................................................................‬‬

‫ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل ‪ :‬ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪4 .............................................................................‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪ :‬ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻗﻴﺩ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪4 ...............................................‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ‪ :‬ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺒﻤﺭﻭﺭ ﻤﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ‪5 ................................................‬‬

‫ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‪ :‬ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪7 ..........................................................................‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪:‬ﺍﻟﺯﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ‪7 ...........................................................................‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‪ :‬ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﻌﻨﻭﺍﻥ ‪8 .............................................................................‬‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‪ :‬ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪11 .....................................................‬‬

‫ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل‪ :‬ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ‪11 .............................................‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‪ :‬ﺒﻴﻊ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪11 ..............................................................................‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺒﻴﻊ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪12 ................................‬‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ :‬ﺸﻜﻠﻴﺎﺕ ﻗﺒﺽ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺩﺍﺌﻨﻲ ﺒﺎﺌﻊ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪13 .................................‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ ﻭ ﺭﻫﻥ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪15 ..........................................................‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭ ‪16 ...................................................................................................‬‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ :‬ﺭﻫﻥ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪17 ........................................................................................‬‬

‫ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‪ :‬ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪19 .....................................................................‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ‪ :‬ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪20 ..................................................‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ‪20 ..........................................................................‬‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ :‬ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ‪20 ...........................................................‬‬

‫‪28‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‪ :‬ﺃﺠل ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ‪ ،‬ﻭﺘﺄﺩﻴﺔ ﺍﻟﺜﻤﻥ ‪21 ...............................................................‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺃﺠل ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺸﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ‪21 ...............................................................‬‬

‫ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ‪ :‬ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻭﺘﻭﺍﺒﻌﻪ ‪23 ..................................................................................‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺜﻤﻥ ‪24 ......................................................................................................‬‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ :‬ﺃﺩﺍﺀ ﺘﻭﺍﺒﻊ ﺍﻟﻌﻘﺩ ‪25 ...............................................................................................‬‬

‫ﺨﺎﺘﻤﺔ‪26 ................................................................................................................. :‬‬

‫ﻻﺌﺤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ‪27 ........................................................................................................‬‬

‫ﺍﻟﻔﻬﺭﺱ ‪28 ................................................................................................................‬‬

‫‪29‬‬