Professional Documents
Culture Documents
ماسترالعدالة الجنائية
واالقتصادية واالجتماعية
والعلوم الجنائية
الفوج الثامن فاس
الجــــريمة اإلرهــابيــة
السنة الجامعية
1027/1026م
~~1
التصــميم:
~~2
مقـــــدمة:
وفي هذا اإلطار يتمثل اإلرهاب-حسب االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب-1في كل
فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيا كانت بواعثه أو أعراضه،يقع تنفيذا لمشروع إجرامي
فردي أو جماعي،ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس،أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض
حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر،أو إلحاق الضرر بالمرافق والممتلكات العامة والخاصة.
أما على المستوى الوطني فقد بادر المشرع المغربي بعد األحداث المأساوية التي
شهدتها الدار البيضاء بتاريخ 11ماي ،1002إلى إخراج قانون جديد ينظم الجريمة
1
-االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب،الموقعة بالعاصمة المصرية القاهرة بتاريخ 22أبريل ،8811والتي صادق عليها المغرب،وتم
نشرها بالجريدة الرسمية بمقتضى ظهير شريف رقم ،898892.1صادر في 10رمضان 22(8.22نوفمبر . )2118
2
-إن كلمة اإلرهاب(،)TERRORESIMEوالمستخدمة اآلن في أغلب اللغات ذ ات األصول الالتينية،فهي بشكلها الحالي حديثة تعود أليام
حكم اليعاقبة بقيادة(روبسبير)في فرنسا إبان الثورة الفرنسية عام .8818
والمراد بحكم اليعاقبة:أنه أطلق عليهم هذا االسم نسبة إلى دير(كنيسة)القديس يعقوب الذي اعتادوا االجتماع فيه،ودافعوا خاللها عن إلغاء
النظام الملكي في فرنسا مطالبين بحكم جمهوري.
~~3
اإلرهابية حيز الوجود وفي ظرف وجيز تحت رقم ،302.02والذي عدلت بمقتضاه أحكام
القانون الجنائي بإضافة الباب األول مكرر "اإلرهاب" .
-3
القانون رقم 02.02المتعلق بمكافحة اإلرهاب الصادر بتنفيذه ظهير شريف رقم 1.02.180بتاريخ 11من ربيع األول 14(1818
ماي ،)1002الجريدة الرسمية عدد 2111بتاريخ 12ربيع األول 12( 1818ماي ،)1002ص .1222
4
-القانون رقم 10.8.القاضي بتغيير وتتميم بعض أحكام مجموعة القانون الجنائي وقانون المسطرة الجنائية المتعلقة بمكافحة
اإلرهاب،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 898.9.1بتاريخ فاتح شعبان 21( 8.10ماي )218.؛الجريدة الرسمية عدد 010.بتاريخ 81
شعبان ( 8.10فاتح يونيو ،)218.ص ...81
~~4
المبحث األول:مفهوم الجريمة اإلرهابية وأركان قيامها
إذا كانت الجريمة بوجه عام -حسب فقهاء القانون-5هي كل فعل أو امتناع جرم
المشرع إتيانه في نص من النصوص الجنائية،وقرر له عقوبة أو تدبيرا وقائيا بسبب ما
يحدثه من اضطراب اجتماعي ويكون هذا الفعل أو االمتناع صادرا عن شخص أهل
للمساءلة الجنائية،
وإذا كانت الجريمة هي عمل أو امتناع مخالف للقانون الجنائي ومعاقب عليه
بمقتضاه،حسب مقتضيات الفصل 110من القانون الجنائي المغربي،
وإذا كان التشريع الجنائي هو الذي يحدد أفعال اإلنسان التي يعدها جرائم،بسبب ما
تحدثه من اضطراب اجتماعي،ويوجب زجر مرتكبيها بعقوبات أو بتدابير وقائية،حسب
مقتضيات الفصل 1من القانون الجنائي المغربي،فما هو التعريف القانوني للجريمة
اإلرهابية؟وما هي األفعال التي تعتبر جرائم إرهابية؟
5
-عبدالواحد العلمي"شرح القانون الجنائي المغربي"،الطبعة الخامسة ،2181-8.1.الصفحة12:
~~5
بالرجوع إلى مقتضيات القانون رقم 02.02المتعلق بمكافحة اإلرهاب،وخاصة
الفصل ،114-1نجده لم يعرف الجريمة اإلرهابية بل اكتفى بتعداد األفعال التي تكون
جريمة إرهابية كلما كانت لها عالقة عمدية بمشروع فردي أو جماعي يهدف إلى المس
الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف أو الترهيب أو العنف .
ومن هنا يتضح أن المشرع المغربي لم يعرف الجريمة اإلرهاب كجريمة في حد
ذاتها،وإنما عرفها من خالل الهدف الذي ترمي إليه،أي الذي يهدف إليه الشخص القائم
بها،6حيث ينص الفصل المذكور على أنه":تعتبر الجرائم اآلتية أفعاال إرهابية،إذا كانت لها
عالقة عمدا بمشروع فردي أو جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة
التخويف أو الترهيب أو العنف" .
و قد ألحق المشرع بهذا التعريف الئحة طويلة لألفعال اإلجرامية المكونة للجريمة
اإلرهابية،وتتمثل هذه الجرائم فيما يلي:
أوال:الجرائم المحددة في الفصل 114-1وهي:
1ـ االعتداء عمدا على حياة األشخاص أو على سالمتهم أو على حرياتهم أو
اختطافهم أو احتجازهم؛
1ـ تزييف أو تزوير النقود أو سندات القرض العام،أو تزييف أختام الدولة والدمغات
والطوابع و العالمات،أو التزوير أو التزييف المنصوص عليه في الفصول 210و211
و 211من هذا القانون؛
2ـ التخريب أو التعييب أو اإلتالف؛
8ـ تحويل الطائرات أو السفن أو أي وسيلة أخرى من وسائل النقل أو إتالفها أو
إتالف منشآت المالحة الجوية أو البحرية أو البرية أو تعييب أو تخريب أو إتالف وسائل
االتصال؛
2ـ السرقة وانتزاع األموال؛
1ـ صنع أو حيازة أو نقل أو ترويج أو استعمال األسلحة أو المتفجرات أو الذخيرة
خالفا ألحكام القانون؛
2ـ الجرائم المتعلقة بنظم المعالجة اآللية للمعطيات؛
4ـ تزوير أو تزييف الشيكات أو أي وسيلة أداء أخرى المشار إليها على التوالي في
المادتين 211و 221من مدونة التجارة؛
6
-األستاذ جعفر العلوي"القانون الجنائي العام"،الجزء الثاني،دون اإلشارة إلى سنة الطبع،مطبع معد لطلبة كلية الحقوق بفاس،ص .18
~~6
2ـ تكوين عصابة أو اتفاق ألجل إعداد أو ارتكاب فعل من أفعال اإلرهاب؛
10ـ إخفاء األشياء المتحصل عليها من جريمة إرهابية مع علمه بذلك.
ثانيا:الجرائم المحددة في الفصل 7114-1-1وهي:
-االلتحاق أو محاولة االلتحاق بشكل فردي أو جماعي في إطار منظم أو غير
منظم،بكيانات أو تنظيمات أو عصابات أو جماعات،إرهابية أيا كان شكلها أو هدفها أو
مكان وجودها ولو كانت األفعال اإلرهابية ال تستهدف اإلضرار بالمملكة المغربية أو
بمصالحها؛
-تلقي تدريب أو تكوين،كيفما كان شكله أو نوعه أو مدته داخل أو خارج المملكة
المغربية أو محاولة ذلك،بقصد ارتكاب أحد األفعال اإلرهابية داخل المملكة أو
خارجها،سواء وقع الفعل المذكور أو لم يقع؛
-تجنيد بأي وسيلة كانت أو تدريب أو تكوين شخص أو أكثر من أجل االلتحاق
بكيانات أو تنظيمات أو عصابات أو جماعات،إرهابية داخل المملكة المغربية أو خارجها،أو
محاولة ارتكاب هذه األفعال.
ثالثا:الجرائم المحددة في الفصل :114-1
والمتمثلة في اإلشادة بأفعال تكون جريمة إرهابية بواسطة الخطب أو الصياح أو
التهديدات المفوه بها في األماكن أو االجتماعات العمومية أو بواسطة المكتوبات
والمطبوعات المبيعة أو الموزعة أو المعروضة للبيع أو المعروضة في األماكن أو
االجتماعات العمومية أو بواسطة الملصقات المعروضة على أنظار العموم بواسطة مختلف
وسائل اإلعالم السمعية البصرية واإللكترونية.
رابعا:الجرائم المحددة في الفصل :114-2
والمكونة من إدخال أو وضع مادة تعرض صحة اإلنسان أو الحيوان أو المجال البيئي
للخطر،في الهواء أو في األرض أو في الماء،بما في ذلك المياه اإلقليمية.
خامسا:الجرائم المحددة في الفصل :114-8
7
-والذي تم تغييره وتتميمه بمقتضى القانون رقم ،10.18الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 898.9.1بتاريخ فاتح شعبان 21( 8.10
ماي )218.؛الجريدة الرسمية عدد 010.بتاريخ 81شعبان ( 8.10فاتح يونيو ،)218.ص ...81
~~7
سواء وقع الفعل اإلرهابي أو لم يقع،أو بواسطة جماعة أو عصابة أو منظمة إرهابية،8أو
تقديم مساعدة أو مشورة لهذا الغرض،أو محاولة ارتكاب األفعال المذكورة.
-8تم تغيير وتتميم الفصل 281-.أعاله بمقتضى المادة األولى من القانون رقم 8..982الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 89819..بتاريخ 28من جمادى اآلخرة
2( 8.1.ماي )2181؛ الجريدة الرسمية عدد 08.1بتاريخ 28جمادى اآلخرة 2( 8.1.ماي ،)2181ص .108.
~~8
بمصادره المختلفة،بما في ذلك المبادئ العامة للقانون بالمعنى الذي تحدده المادة 24من
النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية.9
وقد عرف المشرع الفرنسي اإلرهاب على النحو التالي":اإلرهاب هو خرق للقانون
يقدم عليه فرد من األفراد أو تنظيم جماعي بهدف إثارة اضطراب خطير في النظام العام
عن طريق التهديد بالترهيب.10
وعموما يمكن القول إن الجريمة اإلرهابية تتوفر على عنصرين:
العنصر األول مادي،ويتمثل في أعمال العنف المكونة له،كإلقاء القنابل والمتفجرات
وأعمال التخريب والتدمير وأعمال االستيالء والخطف واالحتجاز.
والعنصر الثاني معنوي،ويتجلّى في األثر النفسي الذي يحدثه الفعل في نفوس عامة
الجمهور،وهو الخوف والرعب والفزع المصاحب لألفعال الناتجة عن الجريمة اإلرهابية.
وإذا كانت الجريمة اإلرهابية حسب التشريع المغربي تتمثل في كل مشروع فردي أو
جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام،فما هي طبيعة هذه الجريمة؟وهو ما سنراه
في الفقرة الموالية.
الفقرة الثانية:طبيعة الجريمة اإلرهابية
إن تحديد طبيعة الجريمة اإلرهابية ليس باألمر السهل،إذ أن األمر يقتضي البحث
لتمييزها عن الجرائم المشابهة لها،ولذلك فإن تحديد طبيعة الجريمة اإلرهابية يطرح
التساؤل التالي:الجريمة اإلرهابية هل هي جريمة سياسية أم جريمة عادية؟أم أنها جريمة
ذات طابع خاص؟وبصيغة أخرى ما موقع الجريمة اإلرهابية ضمن الجرائم األخرى؟
11
أوال:الجريمة اإلرهابية والجريمة المنظمة
9
-يوسف بنباصر"الجريمة اإلرهابية بالمغرب وآليات المكافحة القانونية"،الجزء األول،سلسلة دورية تعنى بالشؤون القانونية
والقضائية،العدد السادس ،طبعة ،2111ص .1.
10
-القانون رقم 1010/41لسنة ،1241نقال عن محمد عزيز شكري"اإلرهاب الدولي،دراسة قانونية ناقدة"،دار العلم
للماليين،بيروت،8882،ص ..8
11
-من امثلة الجريمة المنظمة :غسل األموال،االتجار غير المشروع في بعض األشياء كالمخدرات والبشر والهجرة.....عصابات
إجرامية.
~~9
تعرف الجريمة اإلرهابية بأنها"األفعال اإلجرامية التي يرتكبها عدد من األشخاص
المحترفين مستخدمين وسائل ومعدات علمية حديثة وأمواال طائلة بتخطيط مدروس وتنظيم
علمي وذلك بقصد تحقيق أهداف اقتصادية.12
-أن كال من الجريمتين تسعى إلى سياسة الرعب والتخويف بين األفراد والحكومات
على حد سواء.13
-ال يقتصر التشابه بين والتعاون بين التنظيمات اإلرهابية وجماعات الجرائم المنظمة
على تبادل الخبرات،بل يتع ّداه إلى التعاون وتبادل األنشطة،فالعصابات المنظمة تقوم في
الواقع بح ّل إحدى أهم مشاكل الجماعات اإلرهابية وهي الحصول على السالح.15
رغم اشتراك الجريمتين في نقط متعددة إال أنه يبقى هناك اختالف بين الجريمتين
يتجلّى فيما يلي:
-من حيث الهدف :تهدف الجرائم المنظمة في الحصول على أكبر كمية من األموال
وبشتى الوسائل،في حين يكون هدف اإلرهابيين عامة سياسيا وليس لكسب المال،16وإن كان
البعض يعتبر المال بأنه هو عصب اإلرهاب.17
12
-عصام عبدالفتاح عبدالسميع مطر"الجريمة اإلرهابية"،دار الجامعة الجديدة للنشر،مصر ،211.ص ،.1نقال عن يوسف
كوران" جريمة اإلرهاب والمسؤولية المترتبة عنها في القانون الجنائي الداخلي والدولي"منشورات مركز كردستان للدراسات
االستراتيجية،السليمانية-العراق،2118،-ص .88
13
-يوسف كوران"جريمة اإلرهاب والمسؤولية المترتبة عنها في القانون الجنائي الداخلي والدولي"منشورات مركز كردستان للدراسات
االستراتيجية،السليمانية-العراق،2118،-ص .82بتصرف
14
-يوسف كوران"جريمة اإلرهاب والمسؤولية المترتبة عنها في القانون الجنائي الداخلي والدولي"،نفس المرجع،ص .81
15
-نفس المرجع،ص .81
16
نفس المرجع،ص .81
17
-حيث صرح أستاذنا جعفر العلوي في أحد محاضراته بأن المال هو عصب اإلرهاب،وقال يجب مراقبة المالية كما هو الشأن بالنسبة
لبعض الدول األروبية.
~~11
-من حيث المحل:يرى البعض أن محل الجريمتين مختلف،ففي حين أن أثر الجريمة
في العصابات المنظمة ال يتع ّدى ضحاياها،في حين أن أثر الجريمة اإلرهابية يتع ّدى
ضحاياها ويصيب المجتمع بأكمله.18
-من حيث الهدف المباشر:هناك اختالف في الهدف المباشر للجريمة،ففي حين أن
الضحية(أفرادا كانوا أم حكومات)هم المقصودون في الجرائم المنظمة،فإن الضحايا في
جرائم اإلرهاب وخاصة األفراد،عادة ال يكونون الهدف النهائي للمجرم اإلرهابي.19
تعرف الجريمة السياسية بأنها"الجرائم التي يكون الباعث على ارتكابها سياسيا أو التي
ترتكب لغرض سياسي أو بدافع سياسي ولو كانت تتضمن أفعاال من قبيل الجرائم العادية
كالقتل والتخريب،ويعتبر البعض كل جريمة ترتكب ضد الدولة جريمة سياسية ما دامت
تهدد سالمتها الداخلية أو الخارجية وهي جرائم ترتبط عادة باالضطرابات السياسية".20
-إن العقوبات والتدابير المطبقة على الجريمة السياسية هي نفسها تقريبا التي تخضع
لها الجريمة اإلرهابية(اإلعدام-العقوبات السالبة للحرية والغرامة-التجريد من الحقوق
الوطنية،22)...ونفس األمر يقال على مستوى تنفيذ العقوبة.
-إن المشرع المغربي ألحق الجريمة اإلرهابية في الكثير من األحيان بجريمة المس
بأمن الدولة،وهي جريمة سياسية بطبيعتها(،23الفصول 22و40و 101من ق.م.ج،المعدلة
بمقتضى قانون مكافحة اإلرهاب).
18
-نفس المرجع ،ص .8.
19
-نفس المرجع ،ص .8.
20
-عبد الناصر حريز"اإلرهاب السياسي –دراسة تحليلية-مكتبة مدبولي،مصر ،8880ص ،1.نقال عن -يوسف كوران"جريمة
اإلرهاب والمسؤولية المترتبة عنها في القانون الجنائي الداخلي والدولي"،مرجع سابق،ص .0.
21
-يوسف كوران"جريمة اإلرهاب والمسؤولية المترتبة عنها في القانون الجنائي الداخلي والدولي"،مرجع سابق،ص .01
22
-د جعفر العلوي،مرجع سابق،ص ..8-.0
~~11
-2أوجه االختالف بين الجريمة اإلرهابية والجريمة السياسية:
-إذا كانت الجريمة السياسية ال يمكن تصور ارتكابها من طرف الشخص الطبيعي،فإنه
حسب قانون اإلرهاب(،)02.02يمكن أن ترتكب الجريمة اإلرهابية من طرف الشخص
المعنوي.24
وبناء على ما سبق يمكن القول إنه من المستبعد تصنيف الجريمة اإلرهابية ضمن
الجرائم المنظمة أو السياسية أو العادية،نظرا لبشاعة بعض األفعال المكونة لها(كقتل
األبرياء،ونشر الخوف والرعب والترهيب،وزعزعة اإلستقرار،)..حيث يوجد تقاطع في
الجريمة اإلرهابية بين ما هو إجرام سياسي وإجرام عادي.
ولهذا يرى أستاذنا جعفر العلوي بأن الجرائم اإلرهابية تشكل نوعا خاصا من اإلجرام
وإن كان قديما في تجلياته فإنه حديث في بعض وسائله وفي تنظيمه.26
وما يؤكد بأن الجريمة اإلرهابية ذات طبيعة خاصة،هي تلك المقتضيات القانونية
المنصوص عليها في التشريع المغربي المطبوعة بالشدة والصرامة ويظهر ذلك جليا فيما
يلي:
23
-د جعفر العلوي،مرجع سابق،ص ..8
24
-على سبيل المثال الفصلين 281-.:و،281-.من القانون الجنائي المعدل بمقتضى القانون رقم 11911المتعلق بمكافحة اإلرهاب.
25
-يوسف كوران"جريمة اإلرهاب والمسؤولية المترتبة عنها في القانون الجنائي الداخلي والدولي"،مرجع سابق،ص ،08بتصرف.
26
-د جعفر العلوي،مرجع سابق،ص ..1
~~12
-العقوبات المخصصة لها بالمقارنة مع مثيالتها من الجرائم األخرى. 27
-خروج قانون مكافحة اإلرهاب عن القواعد التي وضعها قانون المسطرة الجنائية
بالنسبة لبعض اإلجراءات.28
27
-الفصل 281-8من قانون مكافحة اإلرهاب.
28
-المادة 02من ق.م.ج .بالنسبة لوقت الشروع في تفتيش المنازل ومعاينتها،حيث إنه إذا تعلق األمر بجريمة إرهابية فإنه يجوز تفتيش
المنازل خارج الوقت القانوني،أي قبل السادسة صباحا،وبعد التاسعة ليال.
-المادة 00من ق.م.ج .بالنسبة إلجراءات الوضع تحت الحراسة النظرية في حالة التلبس،حيث إن مدة الحراسة النظرية تكون 80ساعة
قابلة للمديد مرّتين.
-المادة 88من ق.م.ج.بالنسبة للقيام بأعمال التفتيش والحجز بمنزل الشخص،فإنه ال تشترط موافقته لدخول منزله.
-المادة 11من ق.م.ج .بالنسبة إلجراء الوضع تحت الحراسة في مرحلة البحث التمهيدي،فإن مدة الحراسة تكون أيضا 80ساعة قابلة
للمديد مرتين،وبصفة استثنائية قبل أن يقدم المتهم إلى النيابة العامة.
-المادة 812من ق.م.ج .بالنسبة للتفتيش في مرحلة التحقيق اإلعدادي،حيث يجوز لقاضي التحقيق أن يباشره خارج األوقات المنصوص
عليها في المادة 02من ق.م.ج،أو ينتدب لذلك قاضيا أو ضابطا أو أكثر من ضباط الشرطة القضائية بحضور ممثل النيابة العامة.
29
-يقصد بها ملحقة سال التابعة لمحكمة االستئناف بالرباط التي تختص بالبت في الجرائم االرهابية.
~~13
يكون(الفعل أو االمتناع)خاضعا لسبب من أسباب التبرير أو اإلباحة(،30الوجه السلبي للركن
القانوني).
وإذ ا كان هذا المقتضى أعاله،ينطبق على الجرائم العادية،فهل نفس المقتضى ينطبق
على الركن القانوني للجريمة اإلرهابية؟
إن ما ينبغي اإلشارة إليه في هذا الصدد،هو كون الركن القانوني في الجريمة
اإلرهابية يكتسي صبغة خاصة استثنائية مقارنة مع باقي األفعال الجرمية األخرى بالنظر
إلى مجموعة من االعتبارات التي تبررها خصوصية هذا النوع من الجرائم،وهو يتمحور
31
حول عنصرين هامين:
وأمام هذا المعطى الحتمي،كان لزاما على المشرع المغربي،أن يواكب النهج الذي
سارت عليه أغلب التشريعات المقارنة،32وفي هذا السياق بادرت المملكة المغربية مباشرة
بعد أحداث الدار البيضاء 11ماي ،1002إلى سن القانون رقم 02.02المتعلق بمكافحة
اإلرهاب،كقانون وطني خاص بمحاربة الجريمة اإلرهابية ومكافحتها ليكتمل بذلك الركن
القانوني للجريمة اإلرهابية في ظل المنظومة التشريعية الحديثة،تطبيقا لمبدأ ال جريمة وال
عقوبة إال بنص تشريعي طبقا لمقتضيات الفصل الثالث من القانون الجنائي.33
30
-عبدالواحد العلمي"شرح القانون الجنائي المغربي"،الطبعة الخامسة ،2181-8.1.الصفحة.11:
31
-يوسف بنباصر"الجريمة اإلرهابية بالمغرب وآليات المكافحة القانونية"،مرجع سابق،ص .8.
32
-يوسف بنباصر"الجريمة اإلرهابية بالمغرب وآليات المكافحة القانونية"،نفس المرجع،ص .88
33
-ينص الفصل 1من ق.ج.على أنه":ال يسوغ مؤاخذة أحد على فعل ال يعد جريمة بصريح القانون وال معاقبته بعقوبات لم يقررها
القانون".
~~14
الثاني:ويتمثل في عدم تصور خضوع الجريمة اإلرهابية ألسباب التبرير أو
اإلباحة،34كما الحال في باقي الجرائم األخرى طبقا لمقتضيات الفصل 118من القانون
الجنائي.35
األولى :وتتعلق بالمفهوم العام والفضفاض للنظام العام المنصوص عليه في الفصل -1
114من قانون مكافحة اإلرهاب،فهل كل جريمة اتخذت شكل مشروع عمدي يهدف إلى
المس الخطير بالنظام العام ،بواسطة التخويف أو الترهيب أو العنف في نفوس األمة تعتبر
جريمة إرهابية؟أم أنه يجب التقيد باألفعال والجرائم المحددة على سبيل الحصر في القانون
المتعلق بمكافحة اإلرهاب؟
الثانية:لما وقت األحداث اإلرهابية بالدار البيضاء 11ماي ،1002تم سن القانون رقم
، 02.02المتعلق بمكافحة اإلرهاب،والذي تم تطبيقه بأثر رجعي على المتورطين في هذه
األحداث،ومن ثم أال يعد هذا التطبيق بأثر رجعي ضربا لمبدأ مفاده أنه "ال يمكن أن يطبق
القانون بأثر رجعي"؟أم أن مصلحة البالد في هذه الحالة هي األولى من تطبيق القانون
األصلح للمتهم؟
وينص الفصل 81من الدستور على أنه":ال يل قى القبض على أحد وال يعاقب إال في األحوال وحسب اإلجراءات المنصوص عليها في
القانون.
34
-يوسف بنباصر"الجريمة اإلرهابية بالمغرب وآليات المكافحة القانونية"،مرجع سابق،ص .81
35
-ينص الفصل 82.من القانون الجنائي على أنه ":ال جناية وال جنحة وال مخالفة في األحوال اآلتية:
- 8إذا كان الفعل قد أوجبه القانون وأمرت به السلطة الشرعية.
- 2إذا اضطر الفاعل ماديا إلى ارتكاب الجريمة،أو كان في حالة استحال عليه معها،استحالة مادية،اجتنابها،وذلك لسبب خارجي لم
يستطع مقاومته.
- 1إذا كانت الجريمة قد استلزمتها ضرورة حالة للدفاع الشرعي عن نفس الفاعل أو غيره أو عن ماله أو مال غيره،بشرط أن يكون
الدفاع متناسبا مع خطورة االعتداء.
~~15
لقد عاقب المشرع المغربي مرتكب الجريمة بسبب ما تحدثه هذه اضطراب
اجتماعي،سواء في صورته اإليجابية أو السلبية.
36
في الجريمة اإلرهابية العنصر األكثر عملية في قيام هذا ويعتبر الركن المادي
النوع من الجرائم،فإذا كانت القاعدة العامة تبرر زجر الجريمة اإلرهابية لما تخلفه هذه
األخيرة من اضطراب اجتماعي صورته ترويع عامة الناس وإشاعة الفزع والخوف
بينهم،فإن هذه االضطراب يتعذر تصور قيامه أو تحققه على أرض الواقع ما لم يصدر
نشاط مادي الفاعل اإلرهابي سواء في شكل عمل كما هو الشأن بالنسبة للتعداد الوارد في
الفصل 114-1من القانون ،02.02أو في شكل امتناع كما هو الشأن بالنسبة لعدم التبليغ
عن الجريمة اإلرهابية(37الفصل .)114-4
وإذا كانت القاعدة في الركن المادي للجريمة أنه يتألف من ثالث عناصر:سلوك
إجرامي،ونتيجة إجرامية وعالقة سببية،فكيف يمكن أن نستشف هذه العناصر من خالل
الجريمة اإلرهابية.
كما أن هذا الفعل أو السلوك قد يكون قوال أو كتابة أو عمال،38ومن ذلك مثال تمجيد
اإلرهاب،كما أنه ال يشترط في هذا السلوك درجة معينة من الجسامة حيث يمكن تحققه
بمجرد نشر أفكار منحرفة ومحرضة،بل يكفي إلمكانية المساءلة الجنائية اإلعجاب ببعض
الصفحات على مواقع التواصل االجتماعي(الفايسبوك مثال)الخاصة بالجماعات والمنظمات
اإلرهابية على أساس أن اإلعجاب بمثابة إقرار واعتراف.
36
-القاعدة في الركن المادي للجريمة أنه يتألف من ثالث عناصر:سلوك إجرامي،ونتيجة إجرامية وعالقة سببية.
37
-يوسف بنباصر"الجريمة اإلرهابية بالمغرب وآليات المكافحة القانونية"،مرجع سابق،ص .18-11
38
-يوسف كوران"جريمة اإلرهاب والمسؤولية المترتبة عنها في القانون الجنائي الداخلي والدولي"،مرجع سابق،ص .11
~~16
إن النتيجة اإلجرامية هي ما يحدث في العالم الخارجي كأثر للسلوك اإلجرامي،وهي
على قسمين :نتيجة مادية وتتحقق عن طريق إحداث أي تغيير في العالم الخارجي المترتب
عن السلوك اإلجرامي،سواء أصاب هذا التغيير األشخاص أو األشياء،ونتيجة قانونية تتمثل
في االعتداء على المصلحة التي يحميها القانون أو اإلضرار بها،39وفي كلتا الحالتين
فالنتيجة في الجريمة اإلرهابية تتجلّى في أمرين:وجود حالة من الخطر تهدد النظام
العام،وحدوث الضرر.
يقصد بالعالقة السببية بين السلوك اإلجرامي والنتيجة اإلجرامية وجود صلة
بينهما،وتقوم الرابطة السببية عندما تكون النتيجة الواقعة محتملة الوقوع وفقا للسير العادي
لألمور،أي أنه ال يشترط أن يكون الجاني قد توقع أو أراد النتيجة،بل إن العالقة السببية هي
عنصر موضوعي يفهم من طبيعة مجريات وقوع الجريمة أو احتمال وقوعها،وال دخل
لعلم الجاني وتوقعه لها.40
ونظرا لتعدد الجرائم اإلرهابية وانقسامها بين الجرائم الشكلية والجرائم المادية،أي
جرائم الخطر وجرائم الضرر،فإن أثر وضرورة وجود العالقة السببية يثير عدة إشكاالت
على هذا المستوى.
غير أن توفر الركن القانوني والمادي للجريمة ال يكفي،بل ال بد أيضا من توفر الركن
المعنوي.
39
-يوسف كوران،نفس المرجع،ص .1.
40
-يوسف كوران"جريمة اإلرهاب والمسؤولية المترتبة عنها في القانون الجنائي الداخلي والدولي"،مرجع سابق،ص .81
~~17
الفقرة الثالثة:الركن المعنوي للجريمة اإلرهابية
ال يشترط لقيام الجريمة اإلرهابية مجرد قيام مشروع فردي أو جماعي يستهدف المس
الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف أو الترهيب أو العنف ولو تحققت الصور اإلجرامية
41
لدى الفاعل المن صوص عليها في هذا الشق،بل يتعين وجوبا توافر عنصر العمد
اإلجرامي وهو ما يصطلح على تسميته بالركن المعنوي في الجريمة اإلرهابية.42
إن الركن المعنوي للجريمة اإلرهابية هو ما يسمّى بالقصد الجنائي،والقصد الجنائي -
المجرّم الذي استهدف به الفاعل
َ كما بعض الفقه-هو "القوة النفسية التي تقف وراء النشاط
إراديا اإلعتداء على مصلحة من المصالح التي يحميها المشرع الجنائي.43والذي يهمنا هو
القصد اإلجرامي في الجريمة اإلرهابية بشقيه العام والخاص.
إن القصد الجنائي العام في الجريمة اإلرهابية ال يخرج عن العناصر المكونة لكل
قصد جنائي وحسب طبيعة الجريمة،44وتتجلّى هذه العناصر في اإلرادة والعلم.
-1اإلرادة :ففي الجريمة اإلرهابية يجب أن تتجه إرادة الجاني إلى تحقيق السلوك
اإلجرامي والنتيجة اإلجرامية المتمثلة في إعداد مشروع يعرض المواطنين والمؤسسات
التي يحميها القانون والنظام العام للخطر.
-1العلم :45ال يكفي وجود اإلرادة والعلم والسلوك والنتيجة لكي يكتمل القصد الجنائي
لدي الجاني اإلرهابي،بل يجب أن يحيط علم الجاني،أثناء مباشرته للنشاط المجرم،بكل
واقعة يترتب على توافرها وجود الجريمة،ومن هذه الوقائع:
-العلم بالواقعة المنتجة للنشاط:ففي الجرائم اإلرهابية الموجهة لألشخاص يتوجب علم
الجاني بأن فعله هو ماس بحق المجني عليه في الحياة.
41
-حسب صريح الفصل 281-8من ق.ج،والذي جاء فيه":تعتبر الجرائم اآلتية أفعاال إرهابية،إذا كانت لها عالقة عمدا بمشروع فردي
أو جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف أو الترهيب أو العنف.
42
-يوسف بنباصر"الجريمة اإلرهابية بالمغرب وآليات المكافحة القانونية"،مرجع سابق،ص .12
43
-عبدالواحد العلمي"شرح القانون الجنائي المغربي"،مرجع سابق،ص.222
44
-يوسف كوران،نفس المرجع،ص .8.
45
-ينص الفصل 2من ق.ج.على أنه ":ال يسوغ ألحد أن يعتذر بجهل التشريع الجنائي".
~~18
-توقع النتيجة :فعلى الجاني الذي يلقي بقنبلة في فندق أو مقهى،أو يفجر سيارة على
حشد من الناس أن يعلم أن وفاة األشخاص األبرياء هي نتيجة مباشرة لفعل التفجير الذي قام
به.
-توقع العالقة السببية :فمثال الذي يفجر مقهى مكتظا بالناس يتوقع أن يترتب على فعله
هذا وفاة عدد كبير من األشخاص.
يكتسب القصد الجنائي الخاص أهمية استثنائية في الجريمة اإلرهابية بسبب وجود
غاية محددة لدى الجاني يميز جرائم اإلرهاب عن غيرها من الجرائم.
ويتبين مما ذكر أن القصد الخاص في الجرائم اإلرهابية هو التخويف ونشر الرعب
بين الناس وصوال لغايات إرهابية،وتتميز جرائم اإلرهاب بوجود قصدين اثنين فيها أولها
مباشر وقصير وهو القتل أو تدمير األموال العامة،والثاني الغاية البعيدة وهو زرع الرعب
في قلوب الناس بغية الوصول إلى أهداف وغايات إجرامية.48
وعليه فمتى توفرت الجريمة اإلرهابية على األركان المذكورة أعاله،فإنه يتعين
معرفة العقوبات واألحكام الخاصة بهذه الجريمة،وهو ما سنعالجه في المبحث الثاني.
~~19
تتجلّى المقاربة التي نهجها المشرع المغربي لعقاب الجناة اإلرهابيين في سلك
طريقتين مختلفتين األولى تقضي باإلحالة على العقوبات المقررة للجرائم العادية في القانون
الجنائي مع التشديد فيها كلما اتصفت تلك الجرائم بالصفة اإلرهابية،أما الطريقة الثانية
فتخص بعض الجرائم اإلرهابية المستقلة بذاتها،والتي أفرد لها المشرع المغربي عقوبات
خاصة.49
فإلى جانب ذلك فقد قرر المشرع أحكام خاصة للعقاب مراعاة منه لخصوصية هذه
الجريمة كإقرار ظروف التخفيف واألعذار المعفية من العقاب،وذلك تشجيعا ومكافأة
لمرتكبيها،في حالة عدولهم االختياري عن استكمال مشروعهم اإلجرامي أو مساعدتهم
للسلطات في الكشف عن مرتكبيها سواء قبل محاولة ارتكابها أو بعد تنفيذها وقبل إقامة
الدعوى العمومية.
منذ تشريع قانون اإلرهاب ودخوله حيز التنفيذ،وبيان موجبات تطبيقه والعقوبات
المقررة للجرائم الواردة به،لن يتأتى مستقبال ألي كان أن يحتج أو يتمسك بعدم علمه
بمقتضياته أو العقوبات المشددة المنصوص عليها به،استنادا للمادة 1من ق ج.
49
-السياسة الجنائية الموضوعية للمشرع المغربي في مواجهة جرائم اإلرهاب،موضوع رسالة بحث ماستر في القانون الخاص،منشور
بمجلة القانون واألعمال .218.988988
~~21
الفقرة األولى:العقوبات األصلية
إن تتبع العقوبات المنصوص عليها في قانون مكافحة اإلرهاب سيؤدي إلى رصد
مالحظة ميدانية هامة،يتجلى شعارها األول في الصرامة والتشدد،وذلك انسجاما مع
الخصوصية والخطورة االستثنائية التي تقترن بالجريمة اإلرهابية،غايته في ذلك زجر
المجرم اإلرهابي وردعه عن اقتراف مثل هاته الجرائم المخلة بأمن الجماعة ومصالحها.50
شدد المشرع المغربي السجن من 10إلى 10 الفصل 114-2من قانون جرائم اإلضرار بالمحيط
في العقوبة في هاته سنة،في الحالة العادية، 02.02 البيئي،عن طريق إدخال
الحالة إذا نتج عن المؤبد في الحالة التي يترتب أو وضع مادة تعرض
الجريمة عاهة عنها موت شخص أو أكثر صحة اإلنسان أو الحيوان
مستديمة أو ترتب أو المجال البيئي للخطر
عنها الموت تكون
العقوبة هي اإلعدام
ترفع عقوبة السجن بالنسبة لألشخاص الطبيعيين الفصل 114-8من قانون جرائم تمويل اإلرهاب
إلى 10سنوات،و20 السجن من 2إلى 10سنة 02.02 وتقديم المساعدة أو
سنة والغرامة إلى وغرامة من 200ألف إلى مشورة لهذا الغرض
الضعف عندما تقترن مليونين درهم،والمصادرة
بأحد الظروف الكلية أو الجزئية لألشخاص
50
-السياسة الجنائية الموضوعية للمشرع المغربي في مواجهة جرائم اإلرهاب،نفس المرجع.
~~21
المشددة-:عندما المعنوية،وغرامة من مليون
ترتكب في إطار إلى خمسة ماليين درهم.
عصابة منظمة.
-حالة العود-عندما
ترتكب باستعمال
التسهيالت التي
يوفرها مزاولة نشاط
مهني.
جواز إعفاء أقارب السجن من 10إلى 10سنة الفصل 114-1من قانون التقديم العمدي ألي نوع
وأصهار الفاعل إلى 02.02 من أنواع المساعدة
غاية الدرجة الرابعة لمقترفي العمل اإلرهابي
إذا قدموا له مسكنا أو سواء كانوا فاعلين
وسائل عيش شخصية أصليين أو مساهمين أو
فقط مشاركين
جواز إعفاء أقارب -الشخص الطبيعي:السجن من الفصل 114-4من قانون جريمة عدم التبليغ عن
وأصهار الفاعل إلى 2إللى 10سنوات. 02.02 جريمة إرهابية
غاية الدرجة الرابعة -الشخص المعنوي:غرامة من
100إلى مليون درهم
شدد المشرع المغربي المصادرة الكلية لألشياء الفصل 114-2من قانون جريمة اإلقناع والتحريض
على مجرد اإلقناع في واألدوات والممتلكات التي 02.02 على ارتكاب الجريمة
هاته الجريمة عكس استعملت أو كانت ستستعمل اإلرهابية
الجرائم العادية في ارتكاب الجريمة
والعائدات المتحصلة منها
~~22
-1الحرمان المؤقت من ممارسة بعض الحقوق الوطنية أو المدنية أو العائلية،51حيث
نصت على أنه يجوز للمحاكم في الحاالت المقررة قانونا إذا حكمت بعقوبة جنحية أن تحرم
المحكوم عليه لمدة تتراوح بين سنة وعشر سنوات من ممارسة حق أو عدة حقوق من
الحقوق الوطنية أو المدنية أو العائلية،أما إذا تعلق األمر بجريمة إرهابية فإنه تطبق نفس
المقتضيات السابقة إذا حكمت المحكمة بعقوبة جنحية.
-كما يجب دائما الحكم بالمصادرة في الجريمة اإلرهابية ولو تعلق األمر بأفعال تعد
جنحا أو مخالفات.
في حالة الجريمة اإلرهابية يجوز الحكم بالمنع في حالة فصل 21من المنع من اإلقامة
إصدار عقوبة من أجل جناية،وال فإن تدبير المنع من اإلقامة ق 02.02
يجوز الحكم به دائما بغض يجوز في الجنحة
51
-المادة 10من القانون رقم 11911المتعلق بمكافحة اإلرهاب.
~~23
النظر عن أن اأمر يتعلق
بفعل جناية أو جنحة أو
قضت العقوبة األصلية
ومما سبق يتبين أن إقرار األعذار القانونية بنص خاص للحيلولة دون العقاب أو التخفيف منه
لبعض األشخاص الذين يقدمون على التخطيط الرتكاب الجرائم اإلرهابية،ثم يعدلون عنها قبل إقامة
الدعوى بتبليغهم عن هاته الجرائم نتيجة لظروف وعوامل خاصة بالجاني،ولهذا نجد المشرع قد احال
بصفة ضمنية إلى إمكانية تمتيع المجرم بظروف التخفيف.
وتتمتع المحكمة المختصة في هذا النوع من القضايا بإمكانية إعفاء المجرم من العقوبة عندما يقوم
الدليل لديها على أنه يوجد لصالحه عذر مانع من العقاب المقرر في القانون،كما يمكنها منح المؤاخذ
ظروف التخفيف الواردة في نفس القانون.
-ا ألعذار القانونية في الجريمة اإلرهابية يترتب عنها اإلعفاء من الخضوع للجزاء العقابي
-العذر القانوني المعفي في الجريمة اإلرهابية يستفيد منه كل من الفاعل األصلي والمساهم أو
المشارك،كما يمكن أن يستفيد منه أقاربه وأصهاره إلى حدود الدرجة الرابعة
-األعذار القانونية المعفية في الجريمة اإلرهابية تتراوح بين الجواز وبين الوجوب ()114-2
~~24
على أن نورد هاته األعذار القانونية المعفية للعقاب في ظل ق ،02.02فيما يلي:
الحفاظ على الروابط جوازي أقارب وأصهار الفقرة األخيرة من تقديم مسكن أو
األسرية واحترام مرتكب الجريمة وسائل عيش شخصية الفصل 114-1من
خصوصياتها اإلرهابية أو القانون رقم 02.02 فقط للفاعل أو
المساهم أو المساهم أو المشارك
المشارك فيها إلى في الجريمة
حدود الدرجة اإلرهابية
الرابعة
الحفاظ على الروابط جوازي أقارب وأصهار الفقرة الثانية من عدم التبليغ عن
األسرية واحترام مرتكب الجريمة الفصل 114-4من جريمة من قبل كل
خصوصياتها اإلرهابية أو القانون رقم 02.02 من كان على علم
المساهم أو بمخطط أو أفعال
المشارك فيها إلى تهدف إلى ارتكاب
حدود الدرجة أعمال معاقب عليها
الرابعة بوصفها جريمة
إرهابية ولم يبلغ عنها
فورا بمجرد علمه
تحفيز الفاعل أو جوازي الفصل 114-2من الفاعل األصلي في الكشف عن وجود
المساهم أو المشارك القانون رقم 02.02الجريمة اإلرهابية اتفاق جنائي أو
في الجريمة أو المساهم أو عصابة ألجل اقتراف
اإلرهابية على المشارك فيها الذي جريمة إرهابية قبل
التراجع عن تنفيذ يعمد قبل غيره إلى ارتكابها وقبل إقامة
مخططه قبل وقوع التبليغ بمخططها الدعوى العمومية
الجريمة إلى الجهات
القضائية أو األمنية
أو اإلدارية أو
العسكرية
~~25
التبليغ عن األفعال المذكورة في الفقرة األولى من الفصل المشار إليه بعد ارتكاب
الجريمة،فإن العقوبة تخفض إلى النصف بالنسبة للفاعل أو المساهم أو المشارك،الذي يقدم
نفسه تلقائيا للسلطات المذكورة،أو الذي يبلغ عن المساهمين أو المشاركين في الجريمة.
وطبقا للفقرة األخيرة من الفصل المذكور أعاله،فإذا كانت العقوبة المقررة للجريمة
اإلرهابية هي السجن المؤيد فتخفض العقوبة إلى 20-10سنة.
وبهذا يكون المشرع قد أعطى فرصة للجناة للتخفيف من العقوبة حتى بعد ارتكابهم
للجريمة اإلرهابية شريطة تقديم أنفسهم تلقائيا دون أية مقاومة.
لقد سارع المشرع المغربي إلى إصدار القانون رقم ،02.02لمواجهة حاالت اإلرهاب
الدخيلة على المجتمع المغربي،والتي تقلق راحة المواطنين،وتدمر ازدهار اقتصاد البالد،وقد
تضمن هذا القانون عدة إجراءات لمحاكمة المتورطين في جريمة اإلرهاب.
~~26